
بِسْمِ اللهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
تقديم
(الْحَمْدُ لِلَّهِ
رَبِّ الْعالَمِينَ) والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين
الطاهرين وصحبه الكرام المنتجبين.
أما بعد.
لا شك أن كتاب «الفائق
في غريب الحديث» لجار الله محمود بن عمر الزمخشري ، يعتبر خلاصة لجهود العلماء في
شرح غريب الحديث النبوي الشريف ، هذه الجهود التي بدأت في أواخر القرن الثاني
للهجرة وأوائل القرن الثالث مع أبي عبيدة معمر بن المثنى التيمي المتوفى عام ٢١٠ ه
، حيث يقال إنه أول من سلك هذه الطريق وصنف في غريب الحديث ثم تتابعت من بعده مساهمات العلماء والمصنفين في هذا
المضمار ، يُذْكَر منهم على سبيل المثال لا الحصر :
ـ محمد بن
المستنير ، قطرب ، المتوفى عام ٢٠٦ ه واسم كتابه «غريب الآثار».
ـ أبو زيد
الأنصاري ، سعيد بن أوس بن ثابت المتوفى عام ٢١٥ ه.
ـ أبو عبيد القاسم
بن سلام المتوفى عام ٢٢٤ ه.
ـ ابن الأعرابي ،
محمد بن زياد المتوفى عام ٢٣١ ه.
ـ عمرو بن أبي
عمرو الشيباني المتوفى عام ٢٣١ ه.
ـ أبو مروان عبد
الملك بن حبيب المالكي الإلبيري المتوفى عام ٢٣٨ ه.
ـ أبو العباس محمد
بن يزيد المبرد المتوفى عام ٢٨٥ ه.
ـ محمد بن عبد
السلام الخشني المتوفى عام ٢٨٦ ه.
__________________
ـ أبو العباس ،
أحمد بن يحيى ، ثعلب المتوفى عام ٢٩١ ه.
ـ قاسم بن ثابت بن
حزم السرقسطي المتوفى عام ٣٠٢ ه.
ـ أبو محمد القاسم
بن محمد الأنباري المتوفى عام ٣٠٤ ه.
ـ أبو موسى الحامض
سليمان بن محمد بن أحمد المتوفى عام ٣٠٥ ه.
ـ أبو بكر محمد بن
القاسم الأنباري المتوفى عام ٣٢٨ ه.
ـ أبو درستويه ،
أبو محمد عبد الله بن جعفر المتوفى عام ٣٤٧ ه.
ـ أبو سليمان
الخطابي حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب البستي الشافعي المتوفى عام ٣٨٨ ه.
ـ أبو القاسم
إسماعيل بن الحسن بن الغازي البيهقي المتوفى عام ٤٠٢ ه ، واسم كتابه «سمط الثريا
في معاني غريب الحديث».
ـ أبو الفتح سليم
بن أيوب الرازي الشافعي المتوفى عام ٤٤٧ ه ، واسم كتابه «تقريب الغريبين».
ـ الشيخ العميد
إبراهيم بن محمد بن إبراهيم المتوفى عام ٥١٩ ه.
ـ أبو الحسن عبد
الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي المتوفى عام ٥٢٩ ه ، واسم كتابه «مجمع
الغرائب في غريب الحديث».
هذا بعض من جهود
العلماء في شرح غريب الحديث النبوي ما قبل الزمخشري وكتابه «الفائق في غريب الحديث»
، حيث استفاد من هذا الحصاد والجهد الذي بذل من قبله.
وقد أورد الزمخشري
في كتابه ، الكلمات الغريبة من الأحاديث والآثار مرتبة على حروف المعجم ، بحيث رتب
كل باب على الحرف الأول مع الثاني ، مثلا باب الهمزة مع الباء ، ثم الهمزة مع
التاء ، ثم الثاء ... الخ غير أنه لم يلتزم بالترتيب الألفبائي فيما بعد حرفي
الباب ، فهو مثلا يذكر مادة «علو» قبل مادة «علم» و «أكل» قبل «أكد» ، أو يبدأ
بلفظة معينة ثم يتركها للفظة أخرى ثم يعود لها ، فهو يذكر مثلا «أبو» ثم «أبد» ثم «ابن»
ثم يعود إلى «أبو» وهكذا ، وهذا مما جعل عملية البحث عن الحديث والعثور عليه صعبا
ويتطلب مشقة ، وسنضع إن شاء الله في آخر الكتاب فهرسا تفصيليا للكتاب ، يتضمن
فهارس للألفاظ مرتبة ترتيبا ألفبائيا ، بالإضافة إلى فهارس الأحاديث النبوية
والأعلام ، والأماكن ، والقبائل والجماعات والقوافي والآيات القرآنية وغيرها ،
ولزيادة الاستفادة من هذا الكتاب فقد استعنا بكتاب «النهاية في غريب الحديث والأثر»
لابن الأثير الجزري المتوفى عام ٦٠٦ ه ، إذ
وضعنا للمادة نجمة
في المتن ، ووضعنا نفس المادة في الهامش وأضفنا إليها فوائد وأحاديث غير مذكورة في
الفائق أخذناها من النهاية.
كما تم تخريج
الآيات القرآنية ، وتخريج الشعر والأرجاز وشرحنا غريب الألفاظ.
وأخيرا فقد بذلنا
وسعنا في سبيل أن يأتي هذا العمل ملبيا لحاجة الدارس والباحث في سبر كنوز هذا
الكتاب. ونرجو أن يكون عملنا هذا ، خالصا لوجهه تعالى ، ولله الكمال وحده ، وهو
ولي التوفيق.
إبراهيم شمس الدين
ترجمة المؤلف
هو جار الله أبو
القاسم محمود بن عمر الزمخشري صاحب المؤلفات في التفسير والحديث والنحو واللغة
والأدب ، ولد عام ٤٦٧ ه في زمخشر وهي قرية من قرى خوارزم.
أخذ عن أبي مضر
محمود بن جرير الضبي الأصبهاني ، وأبي الحسن علي بن المظفر النيسابوري ، وأبي
منصور بن نصر الحارثي ، وأبي سعد الشقاني.
طاف جار الله
الزمخشري وجاب الآفاق في طلب العلم ، وتنقل ما بين بغداد ونيسابور ، ثم أقام
بالحجاز ، ولقب نفسه جار الله ، إذ كان مجاورا للكعبة المشرفة ، وبهذا اللقب عُرف
وشُهر.
وكان صاحب رأي في
الاعتزال ، أعلنه في كتبه وصرح به في مجالسه ونادى به في رسائله ، فقد كان إذا قصد
أحد معارفه استأذن عليه في الدخول ويقول لمن يأخذ له الإذن : قل له : أبو القاسم المعتزلي بالباب.
وقد ألف جار الله
الزمخشري العديد من المصنفات والكتب التي امتازت بالبحث الدقيق والعلم الغزير ،
ومن أشهر هذه المؤلفات : الكشاف في تفسير القرآن ، وأساس البلاغة في اللغة ،
والمفصل ، والأنموذج في النحو ، والفائق في غريب الحديث ، وأطواق الذهب في
المواعظ.
وللزمخشري أيضا
رسائل مسجوعة ، ومقامات مصنوعة ، وله ديوان شعر ، ومن شعره:
سهري لتنقيح
العلوم ألذّ لي
|
|
من وصل غانية
وطيب عناقِ
|
وتمايلي طرباً
لحل عويصةٍ
|
|
أشهى وأحلى من
مدامة ساقِ
|
وسرير أقلامي
على أوراقها
|
|
أحلى من الدوكاء
والعشاق
|
وألذ من نقر
الفتاة لدفِّها
|
|
نقري لألقي
الرمل على أوراقي
|
أأبيت سهران
الدجى وتبيته
|
|
نوماً وتبعثي
بعد ذاك لحاقي
|
ومن شعره أيضا :
إذا سألوا عن
مذهبي لم أبح به
|
|
وأكتمه ، كتمانه
لي أسلم
|
فإن حنفياً قلت
، قالوا بأنني
|
|
أبيح الطِّلا
وهو الشراب المحرم
|
وإن مالكياً قلت
، قالوا بأنني
|
|
أبيح لهم أكل
الكلام وهم هم
|
وإن شافعياً قلت
: قالوا بأنني
|
|
أبيح نكاح البنت
والبنت تحرم
|
وإن حنبلياً قلت
، قالوا بأنني
|
|
ثقيل حَلُوليٌّ
بغيض مجسم
|
وإن قلت من أهل
الحديث وحزبه
|
|
يقولون تيس ليس
يدري ويفهم
|
تعجبت من هذا
الزمان وأهله
|
|
فما أحدٌ من
ألسن الناس يسلم
|
وأخّرني دهري وقدم
معشراً
|
|
على أنهم لا
يعلمون وأعلم
|
وقد أصيب بعطب في
قدمه ، بسبب البرد الشديد ، أدى إلى بترها فاتخذ قدماً من خشب ، فكان إذا مشى ألقى
عليها ثيابه الطوال فيظن الناس أنه أعرج ، وكان يصحب معه محضراً بشهادة خلق كثير
ممن اطلعوا على الحادث ، خوفاً من أن يظن من رآه أن قدمه قطعت في ريبة ، فعل ذلك
تحرزاً وتورعاً.
توفي جار الله
الزمخشري في جرجانية خوارزم بعد رجوعه من مكة عام ٥٨٣ ه ، وأوصى بأن تكتب على
قبره هذه الأبيات :
يا من يرى مدّ
البعوض جناحها
|
|
في ظلمة الليل
البهيم الأليلِ
|
ويرى عروق
نياطها في نحرها
|
|
والمخ في تلك
العظام النّحّلِ
|
اغفر لعبد تاب
من فرطاته
|
|
ما كان منه في
الزمان الأوّلِ
|
بِسْمِ اللهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(وَما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللهِ عَلَيْهِ
تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)
الحمد لله الذي
فَتقَ لسانَ الذَّبيح بالعربية البينة والخِطَاب الفصيح ، وتولّاه بأَثرَةِ التقدم
في النطْقِ باللغة التي هي أفصح اللغات ، وجعله أبا عُذْر التصدّي للبلاغة التي هي
أتمُّ البلاغات ، واستلَّ من سُلالته عَدْنان وأبناءَه ، واشتّق من دَوْحته
قَحْطان وأحْيَاءه ، وقسم لكل من هؤلاء من البَيَانِ قِسْطاً ، وضرب له من الإبداع
سَهْماً ، وأَفرزَ له من الإِعراب كِفْلاً ؛ فلم يُخْلِ شعباً من شعوبهم ، ولا
قبيلةً من قبائلهم ، ولا عِمارةً من عمائرهم ، ولا بَطْناً من بطونهم ، ولا
فَخْذاً من أفخاذهم ، ولا فصيلةً من فصائلهم ، من شعراء مُفْلِقين ، وخطباء
مَصَاقع ، يرمون في حدَقِ البيان عند هَدْر الشقاشق ، ويصيبون
الأغراض بالكَلِم الرواشق ، ويتنافثون من السحر في مناظم قريضهم ورَجَزهم وقصيدِهم
ومُقطَّعاتهم ، وخُطبهم ومقاماتهم ؛ وما يتصرفون [عليه] فيها ، من الكناية
والتعريض ، والاستعارة والتمثيل ، وأصناف البدِيع ، وضرُوب المجاز والافتنان في
الإشباع والإيجاز ، ما لو عَثر عليه السَّحَرَةُ في زمن موسى عليه الصلاة والسلام
والمُؤَخِّذون ، واطَّلع طِلْعه أولئك المُشْعوذون ، لقعدوا مقْمورين
مَقْهورين ، ولبقُوا مبهوتين مبهورين ، ولاسْتكانوا وأذعنوا ، وأَسهبوا في
الاستعجاب وأمعنُوا ، ولعلموا أن نفثاتِ العرب بألسنتها أحقُّ بالتسمية بالسِّحْر
، وأنَّهم في ضَحْضَاح منه ، وهؤلاء لجَّجوا في البحر.
ثم إن هذا البيانَ
العربي كأن الله عزّتْ قدرته مَخَضه وألقى زُبْدته على لسان محمد عليه أفضل صلاة وأوفر سلام ؛ فما من خطيب
يقاومه إلا نكَص متفكك الرِجل ، وما من مِصْقع يُناهزه إلا رجع فارغ السَّجْل ، وما
قُرِن بمنطقه منطقٌ إلا كان كالبِرذَون مع الحصان المُطَهَّم ، ولا وقع من كلامه
شيءٌ في كلام الناس إلا أشبه الوَضَح في نُقْبة الأدْهم. قال عليه السلام : أُوتيت جوامعَ الكلم. وقال : أنا أفصحُ
العرب بَيْد أني من قريش ، واستُرضعت في بني سَعْدِ بن بكر.
__________________
وقد صنّف العلماء
رحمهم الله في كشف ما غَرُب من ألفاظه واستَبْهم ، وبيانِ ما اعتاص من أغراضه
واستعجم ، كُتَباً تَنوَّقوا في تصنيفها ، وتَجَوَّدوا ، واحتاطوا ولم يتجوَّزوُا ، وعكفوا الهمم على ذلك وحَرِصُوا ، واغتنموا الاقتدار
عليه وافْتَرصوا ، حتى أحكموا ما شاءُوا وأتْرَصوا ، وما منهم إلا من بطش فيما انتحى بباع بسيط ، ولم يزلَّ
عن موقف الصواب مقدار فَسِيط ، ولم يَدَع المتقدمُ للمتأخر خَصاصةً يَسْتظهِر به على سدِّها ، ولا أَنْشُوطة يستنهِضه لِشَدِّها ، ولكن لا يكاد يجد بدًّا من نَبغَ في
فن من العلم ، وصبغ به يده ، وعانى فيه وُكْدَه وكَدَّه ، مِنَ اسْتِحباب أن يكون له فيه أثر يُكْسبه في
الناس لسانَ الصدق وجمال الذكر ، ويخزنُ له عند الله جزيل الأجر وسَنِيَّ الذُّخر.
وفي صَوْب هذين
الغرضين ذهبتُ عند صَنْعة هذا الكتاب غير آلٍ جُهداً ، ولا مقصّر عن مَدَى ، فيما
يعود لِمُقْتَبِسِه بالنُّصْحِ ، ويرجع إلى الراغبين فيه بالنُّجح ، من اقتضاب
ترتيب سَلِمت فيه كلمات الأحاديث نسقاً ونَضَداً ، ولم تذهب بَدَداً ، ولا أيدي
سَبَا ، وطَرائِقَ قِدَدَا ، ومن اعتماد فَسْرِ مُوضِح ، وكشف مُفْصح ، اطلعت به على حَاقِّ المعنى وفَصِّ الحقيقة اطلاعاً مُؤَدَّاه طمأنينة النفس ، وثَلج الصدر ، مع
الاشتقاق غير المستكره ، والتصريف غير المتعسّف ، والإعراب المحقق البَصْري ،
الناظر في نص سيبويه وتقرير الفَسَويّ ، فأيَّة نفس كريمة ، ونَسمة زاكية ، نوّر الله قلبها
بالإِيمان والإِيقان ، مرّت على هذا التبيان والإِتقان ، فلا يذهبن عليها أن تدعو
لي بأن يجعله اللهُ في موازيني ثِقَلاً ورُجحَاناً ، ويُثيبني عليه رَوحاً
وريحاناً. والله عزّ سلطانه المرغوبُ إليه في أن يُوزِعنا الشكر على طَوْله وفضله
، وألا نُقْدم إلا على أعمال الخير خالصةً لوجهه ومن أجله ؛ إنه المنعم المنّان.
__________________
حرف الهمزة
الهمزة مع الباء
[أبن] : النبي صلى الله عليه وسلم ـ في ذكر مجلسه ، عن عليّ رضي
الله عنه : مَجلسُ حِلْمٍ وحَيَاءٍ وصبر وأمانة ، لا تُرفَعُ فيه الأصوَاتُ ، ولا تُؤْبَنُ فيهِ الحُرَمُ ، ولا تُنْثَى فَلَتَاتُه ؛ إذا تكلم أطرَق جُلساؤه كأنَّ على رؤُوسهم
الطّيَر ، فإذا سكت تكلّموا ، ولا يقبَلُ الثناءَ إلا عن مُكافئ.
لا تؤْبن : أي لا تُقْذَف ولا تُعَاب ، يقال : أَبَنْتُهُ آبِنُهُ. وأَبَنَهُ [أبناً] وهو من الأُبَن
، وهي العُقَد في
القُضبان ؛ لأنها تعِيبها.
ومنه قوله في حديث
الإفْك : أَشِيروا عليّ في أُناسٍ أَبَنُوا أَهلِي.
ومنه حديث أبي
الدّرداء إن نُؤْبَنْ
بما لَيْسَ فِينا
فرُبما زُكِّينَا بما ليس فينا.
البثّ والنثّ
والنّثْو : نظائر.
الفَلْتَة : الهفوة. وافتُلِت
القول : رُمى به
على غير رويّة ؛ أي إذا فرَطَت من بعض حاضِريه سَقْطة لم تنشر عنه ، وقيل هذا نفيٌ
للفلتات ونَثوِها ، كقوله :
*ولا تَرى الضبّ بها ينْجَحرْ*
__________________
لا تفرغ الارنب اهوالها
كأن على رؤوسهم
الطيرَ : عِبَارة عن سكونهم وإنْصَاتهم ؛ لأن الطير إنما تَقَعُ على الساكن ، قال
الهُذلي :
إذا حلَّت بنو
لَيْثٍ عُكاظ
|
|
رأيت على
رُؤوسهم الغُرَابا
|
المكافِئ
: المجازِي.
ومعناه أنه إذا اصطنع فأُثِنيَ عليه على سبيل الشكر والجزاء تقبَّله. وإذا
ابْتُدىء بثناء تسخَّطه ، أو لا يقبله إلا عمن يكافىء بثنائه ما يرى في المُثَنى
عليه ، أي يماثل به ولا يتزيّد في القول ، كما جاء في وصف عمر رضي الله عنه زهيراً
: وكان لا يمدحُ الرجلَ إلا بما فيه.
[أبو] : وكتب لوائل بن حُجْر : من محمد رسول الله إلى المهاجر بن
أبو أمية : إن وائلاً يُستَسعَى ويَتَرَفلُ على الأقوال حيث
كانوا من حضرموت.
وروي أنه كتب له :
من محمد رسول الله إلى الأقْيَال العَباهِلة من أهل حَضْرَمَوْت بإقام الصلاة
وإيتاء الزكاة ، على التِّيعة شاةٌ ، والتِّيَمَة لصاحِبها ، وفي السُّيُوب
الْخُمْس ، لا خِلاط ولا وِرَاط ، ولا شِنَاق ولا شِغَار ، ومن أَجْبى فقد أَرْبَى
، وكل مُسْكِر حرام.
وروي إلى الأقيال
العَبَاهَلة والأَرْواع المشابيب من أهل حضرموت بإقام الصلاة المفروضة وأداء
الزكاة المعلومة عند محلها ؛ في التِّيَعة شاة ، لا مُقْوَرَّة الأَلْيَاط ولا
ضِناكٌ ، وأَنْطُوا الثَّبَجة ، وفي السُّيوب الخمس ، ومن زَنَى مِمْ بِكْر
فاصْقَعُوه مائة واسْتَوْفِضُوه عاماً ، ومن زَنَى مِمْ ثَيّب فضَرّجُوه
بالأَضَاميم ، ولا تَوْصيم في دين الله ، ولا غُمّة في فرائض الله ، وكلُّ مُسْكر
حرام. ووائل بن حُجْر يترفّل على الأَقيال ، أمير أمّره رسول الله فاسمعُوا
وأطيعوا.
ورُوي أنه كتب :
إلى الأَقْوال العَبَاهِلة ، لا شِغَار ولا وِرَاط ، لكل عشرة من السَّرَايَا ما
يحْمِل القِرَابُ من التَّمْر. وقيل هو القِراف.
أبو أمية : تُرِك
في حال الجر على لفظه في حال الرفع ؛ لأنه اشتهر بذلك وعُرف ، فجرَى مَجْرى المثل
الذي لا يغيّر. وكذلك قولهم : علي بن أبو طالب ، ومعاوية بن أبو سفيان.
يُسْتسعى
: يُسْتعمل على
الصَّدَقات ، من الساعي
وهو المصدِّق.
__________________
ويترفَّل : يتسوَّد ويترأّس. يقال : رفّلته فترفل. قال ذو الرُّمَّة
:
إذَا نَحْنُ
رَفَّلْنَا امْرَأً سَادَ قَوْمَه
|
|
وإن لم يكنْ من
قبل ذَلِك يُذْكَر
|
استعارهُ من تَرْفيل الثوب ، وهو إسْبَاغُه وإسباله.
حَضْرموت
: اسم غير منصرف
رُكّب من اسمين وبُني الأول منهما على الفتح. وقد يضافُ الأول إلى الثاني
فيَعْتَقبُ على الأول وجوهُ الإعراب ويُخيَّر في الثاني بين الصرف وتركه. ومنهم من
يضمُّ ميمه فيخرجه على زنة عنكبوت.
أَقْوال
: جمع قَيْل.
وأصله قَيّل فَيْعِل من القول فحذفَتْ عينه. واشتقاقه من القول كأنه الذي له قَوْل
، أي ينفذُ قَوْله. ومثله أموات في جمع ميّت. وأما أقيال فمحمول على لفظ قَيْل ،
كما قيل أَرْياح في جمع ريح
؛ والشائع أَرْوَاح ؛ ويجوز أن يكون من التقيّل
وهو الاتِّباع
كقولهم تُبّع.
العباهلة : الذين أُقِرُّوا على مُلكهم لا يُزَالون [عنه] ، من عَبْهلَهُ بمعنى أَبهله إذا أهمله ، العينُ بدلٌ من الهمزة ، كقوله :
أعَنْ توسَّمتَ [من
خَرْقَاءَ مَنْزِلةً
|
|
ماءُ
الصَّبَابَةِ من عَيْنَيكَ مَسْجُومُ]
|
وقَوله : وَلله عن
يُشْفِيك أغنى وأوسع.
وعكسه : أُفُرّة
في عُفُرَّة ، وأُباب في عُباب ، والتاء لاحقةٌ لتأكيد الجمع كتاء
صَياقلة وقشاعمة. والأصل عباهل. قال [أبو وَجْزة السَّعْدي] :
*عَبَاهِلٍ عَبْهَلَها الوُرَّادُ*
ويجوز أن يكون
الأصل عباهيل ، فحذفت الياء وعوِّضت منها التاء ، كقولهم : فَرَازِنة وزَنَادِقة
في فَرَازِين وزَنَادِيق ، وحذفَ الشاعر ياءَها بغير تعويض على سبيل الضرورة كما
جاء
__________________
في الشّعر : المرازبة الجحاجح. وأن يكون الواحد عُبْهِولاً ، ويُؤَنِّس به قولهم
: العُزْهُول واحدُ العَزَاهيل ، وهي الإبل المهملة. ويجوز أن يكون
علَماً للنسَب ، على أن الواحد عَبْهَليٌّ منسوب إلى العَبْهَلة التي هي مَصْدر ،
وقد حذفها الشاعر ، كقولهم : الأشاعث في الأشاعثة.
التِّيعة : الأربعون من الغَنَم ، وقيل : هي اسمٌ لأدنى ما تجبُ فيه
الزكاة ، كالْخَمْس من الإبل وغير ذلك ، وكأنها الجُمْلةُ التي للسعاة عليها سبيل.
من تاعَ إليه يَتيع
إذا ذهب إليه ، أو
لهم أن يرفعوا منها شيئاً ويأخذوا ، من تاع اللِّبَأ والسمن يَتُوع
ويَتِيع إذا رفعه بكِسْرَةٍ أو تمرة. أو من قولك : أعطاني درهماً فتِعْتُ به أي أخذته ، أو أن يقعوا فيها ويتهافتوا من التَّتايع في الشيء. وعينُها متوجِّهة على الياء والواو جميعاً بحسب
المأخذ.
التِّيمَة :
الشاةُ الزائدة على التِّيَعة حتى تبلغ الفريضة الأخرى. وقيل : هي التي
تَرْتَبِطها في بيتِك للاحتلاب ولا تُسِيمها. وأيتهما كانت فهي المحبوسة إما عن
السَّوْم وإما عن الصدقة ، من التَّتْييم
، وهو التعبيد
والحبس عن التصرّف الذي للأحرار ، ويُؤكِّد هذا قولهم لمن يرتبط العلائف : مُبَنِّن ، من أَبَنَ
بالمكان إذا
احْتَبَس فيه وأقام. قال :
يعيِّرُني قومٌ
بأنّي مُبَنِّن
|
|
وهل بنَّنَ
الأشراط غيرُ الأَكارم
|
السُّيوب
: الرِّكاز ، وهو
المال المدفون في الجاهلية أَو المَعْدِن ، جمع سَيْب
، وهو العَطَاء ؛ لأَنه
من فَضْل الله وعطائه لمن أصابَه.
الْخِلَاط : أن يخالط صاحبُ الثمانين صاحبَ الأربعين في الغنم ،
وفيهما شاتان لتُؤْخَذ واحدة.
الوِرَاط : خِداع المُصَدِّق بأن يكون له أربعون شاة فيعطِي صاحبه
نصفها لئلا يأخذَ المُصدِّق شيئاً ، مأخوذ من الوَرْطةِ ، وهي في الأصل الهُوَّة الغامضة ، فجُعِلت مثلاً لكل
خُطّة وإيطاءِ عَشْوة ، وقيل هو تغييبها في هُوَّة أو خَمَر لئلا يعثر عليها
المصدق ، وقيل هو أن يزعم عند رجل صدقةً وليست عنده فيورِّطه.
الشِّنَاق
: أَخْذُ شيء ، من
الشَّنَق ، وهو ما بين الفريضتين ، سُمِّيَ شَنَقاً لأنه ليس بفريضة
تامةٍ ، فكأنه مشنوق
أي مكفوف عن
التمام ، من شَنقْتُ
الناقة بزمامها
إذا كفَفْتُها ، وهو المَعْنِيّ في تسميتهِ وَقَصا ؛ لأنه لمّا لم يُتم فريضةً
فكأنه مكسور ، وكذلك شَنقُ
الدية : العِدَّةُ
من الإبل التي كان يتكرّم بها السيد زيادةً على المائة. قال الأخطل :
قَرْمٌ
تُعَلَّقُ أَشْنَاقُ الدِّيَاتِ بِهِ
|
|
إذَا المُئونَ
أُمِرَّتْ فَوْقَهُ حَمَلا
|
__________________
الشِّغَار : أن يُشَاغر الرجلُ الرجلَ ، وهو أن يزوِّجَه أُخته على
أن يزوّجه هو أخته ، ولا مَهْرَ إلا هذا ، من قولهم : شَغَرْتُ بني فلان من البلد إذا أخرجتهم. قال :
ونحنُ شَغَرْنَا
ابْنيْ نِزَارٍ كِلَيْهِمَا
|
|
وكلْباً
بِوَقْعٍ مُرْهقٍ مُتَقَارِبِ
|
ومن قولهم :
تفرقوا شَغَر بَغَر ؛ لأنهما إذا تبادَلَا بأختيهما فقد أخرج كلّ واحد
منهما أُختَه إلى صاحبه وفارق بها إليه.
أَجْبى
: باع الزَّرْعَ
قبل بدو صَلَاحه ، وأصلُه الهمز ، من جَبأَ عن الشيء إذا كفَّ عنه ، ومنه الْجُبَّاء : الْجَبَان ؛ لأنّ المبتاع ممتنع من الانتفاع به إلى أن
يُدْرِك ، وإنما خُفِّف ليُزَاوِج أَرْبى.
والإِرباء : الدخول في الرِّبَا ، والمعنى أنه إذا باعه على أن فيه
كذا قفِيزا ، وذلك غيرُ معلوم ، فإذا نقص عما وقع التعاقدُ عليه أو زاد فقد حصل
الربا في أحد الجانبين.
الأَرْواع
: الذين يَرُوعون بجَهَارةِ المناظر وحُسْن الشَّارَّاتِ ، جمع رَائع ، كشاهد وأَشهاد.
المَشابيب
: الزُّهْر الذين
كأنما شُبّت ألوانهم ، أي أُوقدت ، جمع مشبوب. قال العجاج :
* ومِنْ قريش كُلُ مَشْبوبٍ أَغَرّ*
الاقْوِرار : تَشانّ الجلد واسترخاؤه للهزال ، ويَفْضُل حينئذ عن
الجسم ويتَّسِع ؛ من قولهم : دَارٌ
قَوْرَاء.
اللِّيط : القِشر اللاصق بالشجر والقصَب ، من لَاط حُبُّه بقلبي يَليط ويَلُوط إذا لصِق ، فاستُعير للجلد. واتُّسعَ فيه حتى قيل : لِيطُ الشمس للونها ، وإنما جاء به مجموعاً ؛ لأنه أراد ليط كل عُضْو.
الضِّنَاك
: المكتنزة اللحم
، من الضَّنْك ؛ لأن الاكتناز تَضَامٌّ وتضايق ، ومطابقة الضناك
الْمُقوَرّةَ في الاشتقاق لطيفة.
الإنطاء : الإعطاء ، يمانية.
ألحق تاء التأنيث بالثَّبج ، وهو الوَسَط ؛ لانتقاله من الاسمية إلى الوصفية ؛ والمراد
أعطوا المتوسّطة بين الخيار والرُّذال.
قَلْبُ نون «من»
ميماً في مثل قوله : مم ثَيِّبٍ لغة يمانية كما يُبدلون الميم من لام التعريف ،
وأما مِمْ بِكرٍ فلا يختص به أهل اليمن ؛ لأن النونَ الساكنة عند الجميع تُقْلبُ
مع الباء ميماً ، كقولهم شَنْبَاء وعنبر. والبِكر والثَّيِّب يطلقان على الرجل
والمرأة.
الصَّقْع
: الضرب على الرأس
، ومنه : فرس أصقع
وهو المُبْيَضّ
أعلى رأسه ؛ والمراد ههنا الضّرْب على الإطلاق.
الاستيفاض
: التغريب ، من
وفض وأوفض إذا عَدا وأسرع.
التَّضْريج
: التَّدمية ، من الضرج ، وهو الشقُّ.
الأَضاميم
: جماهير الحجارة
: الواحدة إضْمامة ، إفْعَالة من الضم ، أراد الرَّجْم.
التَّوْصيم
: أصله من وَصْمِ القناة وهو صَدْعُها ، ثم قيل لمن به وَجَع وتكسُّر في
عظامه مُوَصَّم ، كما قيل لمن في حَسَبه غميزة مَوْصوم ، ثم شبّه الكسلان المتثاقل بالوَجِع المتكسِّر ، فقيل به توْصيم. كما قيل : مَرَّض في الأمر. والمعنى لا هوادة ولا محاباة
في دين الله!
الغُمّة : من غَمَّه
إذا ستره ؛ أي لا
تُخْفَى فرائضه وإنما تُظهَر ويُجَاهر بها.
القِرَاب
: شِبْه جِرَاب
يضعُ فيه المسافرُ زادَه وسلاحه.
والقِرَاف : جمع قَرْف
وهو ما يُحْمَل
فيه الخَلْع . أَوجبَ عليهم أن يزوّدوا كل عشرة من السرايا المجتازة ما
يسعُه هذا الوعاءُ من التمر.
[أبد] : سُئِل عن بعير شَرَد فرمَاه بعضُهم بسَهْمٍ حبسه اللهُ
به عليه ، فقال : إن هذه البهائم لَها
أَوَابدُ كأَوَابد الوَحْشِ فما غلبكم منها فاصنَعُوا به هكذا.
أَوَابدُ الوَحْش : نُفّرُها.
أَبَدَتْ تَأْبُدُ وتَأْبدُ أُبوداً ، وهو من الأَبَد ؛ لأنها طويلة العُمْر لا تكاد تموتُ إلَّا بآفةٍ ،
ونظيرُه ما قالوه في الحيّاة إنها سُميت بذلك لطولِ حياتها. وحكَوا عن العرب : ما
رأينا حيةً إلا مقتولة ولا نسراً إلا مُقَشَّباً .
البَهيمة : كل ذات أربع في البر والبحر ، والمرادُ ههنا الأَهلية ،
وهذه إشارةٌ إليها.
[أبط] : أبو هريرة رضي الله تعالى عنه ـ كانت رِدْيَتُه التَّأَبُّط.
هو أن يُدخل
رداءَه تحت إبطه
الأيمن ، ثم
يُلقيَه على عاتقه الأيسر.
الرِّدْية : اسم لضَرْب من ضُروب التردّي كاللِّبسة والجِلسة ؛ وليست
دلالتُها على أن لام رداءٍ ياء بحَتْمٍ ، لأنهم قالوا : قِنْيَة ، وهو ابن عمي دِنْيا .
__________________
عَمْرو ـ قال لعمر
رضي الله عنه : إني واللهِ ما
تأَبَّطتْنِي الإِمَاءُ ، ولا
حملتني البَغَايا في غُبَّرات المآلِي. ـ أي لم يحضُنَّنِي.
البغايا : جمع بَغِيّ فَعول بمعنى فاعلة [من البغاء].
الغُبَّرات
: جمع غُبَّر ، جمع غَابِر ؛ وهو البقيّة.
المآلِي
: جمع مِئْلاة وهي خِرْقة الحائض ههنا ، وخِرقة النَّائحة في قوله :
* وأنوَاحاً عليهنَّ المآلِي *
ويقال : آلَتِ المرأةُ
إيلاءً إذا اتَّخَذَتْ
مِئْلَاةً. ويقولون للمتسلية
المتألِّية. نفَى عن نفسه
الجمعَ بين سُبَّتَين : إحداهما أن يكون لغِيَّة ، والثانية أن يكونَ محمولاً في بقيَّةِ حَيْضَة ، وأضاف
الغُبَّرات إلى المآلي لمُلابستها لها.
[أبل] : يحيى بن يَعْمَر ـ أَيُّ مال أَدَّيت زكاتَه فقد ذهبت أَبَلَته.
همزتها عن واو ،
من الكلأ الوبيل ؛ أي وَبَاله ومَأْثَمَتِه.
وَهْب ـ لقد تأبَّل آدمُ على ابنِه المقْتول كَذَا وكَذَا عاماً لا يُصِيب
حَوَّاءَ.
أي امتنع من
غِشيان حوَّاء متفجعاً على ابنه ، فعدِّي بعلى لتضمّنه معنى تفجَّع ، وهو من أَبَلت الإبلُ وتأبَّلت
إذَا جَزَأت.
في الحديث :
يَأْتي على الناس زمان يُغْبَطُ الرَّجلُ بالوَحْدة كما يُغْبط اليوم أبو
العَشَرة.
هو الذي له عَشْرة
أولاد ، وغِبْطته بهم أنّ رحْلَه كان يُخْصب بما يصيرُ إليه من أرزاقهم ؛ وذلك حين كان عِيَالاتُ
المسلمين يُرْزقون من بيت المال.
وروي : يُغْبَط
الرجل بخفّة
الْحَاذِ ، أَيْ بخفَّة
الحالِ ، حُذِف الراجع من صفة الزمان إليه ، كما حذف في قوله تعالى : (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ
عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً*) [البقرة : ٤٨].
والتقدير يُغْبَطُه ولا تَجْزيه ، أي يُغبط فيه ولا يجزى فيه.
__________________
لا تَبِع الثَّمر
حتى تأمَنَ عليه الأُبْلة
.
هي العاهَة بوَزْن
الأُهْبَة ، وهمزتُها كهمزة
الأَبَلة في انْقِلابها عن
الواو من الكلأ الوبيل ، إلا أنها منقلبة عن واو مضمومة ، وهو قياس مطّرد غيرُ
مفتقر إلى سماع ، وتلك ـ أعني المفتوحة ـ لا بد فيها من السماع.
مَأْبُورة في (سك).
ليس لها أبو حَسن في (عض). لا يُؤْبَه له في (ضع). إبَّان في (قح). لا أبا لَك في (له).
أَبْطَحِيّ في (قح). مآبضه في (حن). بأبي قُحَافة في (ثغ) ابن أبي كبشة في (عن).
الإباق في (دف).
الهمزة مع التاء
[أتى] : النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ـ سأل عاصم بن عَدِيّ
الأَنْصاري عن ثابت بن الدَّحْداح حين تُوفّي : هل تَعْلَمُون له نَسباً فيكم؟
فقال : إنما هُوَ
أَتِيٌ فينا. فقَضى
بميراثِه لابْنِ أُخْتِه.
هو الغريبُ الذي
قدم بلادَك. فَعول بمعنى فاعل ، من أَتَى.
توفي ابنُه
إبراهيم فبكى عليه فقال : لولا أَنه وعدٌ حقٌّ ، وقولٌ صِدْقٌ ، وطريقٌ مِئتاءٌ لحزِنَّا عليكَ يا إبْرَاهيم حُزْناً أشدَّ من حُزْنِنا.
هو مِفْعال من الإتيان ؛ أي يأتيه
الناسُ كثيراً
ويسلكونه ، ونظيره دار مِحْلال للتي تُحَلُّ كثيراً ، أراد طريق الموت.
وعنه عليه السلام
أن أبا ثعلبة الْخُشَنِي استفتاه في اللُّقَطة ، فقال : ما وَجَدْتَ في طريقٍ مِئْتاء فعرِّفْه سَنَةً.
عثمان رضي الله
عنه ـ أَرْسَل سَليط بن سَلِيط وعبدَ الرَّحمن بن عتَّاب إلى عبد الله بن سَلَام
فقال : ائْتِياه فتنكَّرَا له وقولا : إنَّا رَجُلان أَتَاوِيَّان وقد صَنَع الناسُ ما تَرَى فما تأمُر؟ فقالا له ذلك ، فقال
: لستُما بأَتَاوِيَّيْنِ ولكنكما فلان وفلان وأرسلكما أميرُ المُؤْمِنين.
الأَتاوِيّ
: منسوب إلى الأَتِيّ وهو الغريب. والأَصل أَتَويّ كقولهم في عديّ عدَوِي ، فزيدت
الألف ؛ لأن النسب باب تغيير ، أو لإشباع الفتحة ، كقوله : بمُنتَزَاحِ . وقوله : لا تُهَالَه .
__________________
ومعنى هذا النسب
المبالغة ، كقولهم في الأَحمر أحمري ، وفي الخارج خارجي ، فكأنه الطارىء من البلاد
الشاسعة. قال :
هيهاتِ حَجْرٌ مِن صُنَيْبِعَات
يُصْبِحْنَ
بالقَفْرِ أَتَاوِيَّاتِ
|
|
هَيْهَاتِ عن
مُصْبَحها هَيْهَاتِ
|
|
عبد الرحمن ـ إن
رجلاً أتاه فرآه يُؤَتِّي
الماءَ في أرضٍ
له.
أي يُطَرِّقُ له
ويُسهِّل مَجْراه ، وهو يُفَعِّل من الإتيان.
[إتب] : النَّخَعي ـ إن جارية له يقال لها كَثِيرَة زَنَتْ فجلدها
خمسين ، وعليها
إتْب لها وإزار.
هو البَقِيرة ، وهي بُردة
تُبْقَر أي تُشق فتلبس
بلا كُمَّين ولا جَيب.
الهمزة مع الثاء
[أثل] : النبي صلى الله عليه وسلم ـ قال في وصيّ اليتيم يَأْكُل
من ماله غير
مُتَأَثِّلٍ مالاً.
أي [غير] متخذ
إياه لنفسه أثَلة ، أي أصلاً ؛ كقولهم : تديَّرتُ
المكان إذا اتخذته
داراً لك ؛ وتبَنَّيته ، وتَسرَّيتها ، وتوسَّدْت سَاعِدي.
ومنه حديث عمر :
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره في أرضه بخيبر أن يَحْبِس أصلها ويجعلها
صدقةً ، فاشترط ، فقال : ولمن وَلِيَها أَن يَأْكُلَ منها ويُؤكلَ صَدِيقاً غير مُتَأَثِّل ـ وروى غير مُتَموّل.
[أثر] : خطب في حِجَّته أو في عام الفتح فقال : أَلَا إنَّ كُلَّ
دَمٍ ومالٍ ومَأْثُرَةٍ كانت في الجاهلية فهي تحت قدميَّ هاتَينِ ؛ منها دَمُ
ربيعة بن الحارث إلَّا سِدَانة الكَعْبَة وسِقاية الحاجّ.
المأثُرة : واحدة
المآثر ، وهي المكارم
التي تؤثَر ؛ أي تُرْوى ، يعني ما كانوا يتفاخرون به من الأنساب وغير
ذلك من مفاخر أهل الجاهلية.
__________________
سِدَانة الكعبة : خِدْمتها ، وكانت هي واللواء في بني عبد الدار ،
والسقاية والرّفَادة إلى هاشم ، فأُقرَّ ذلك في الإسلام على حاله. وإنما ذكر أحدَ
الشيئين دون قَرِينة ـ أعني السدانة دون اللواء ، والسقاية دون الرِّفادة ؛ لأنهما
لا يفترقان ولا يخلو أحدُهما من صاحبه ؛ فكان ذِكْرُ الواحد متضمناً لذكر الثاني.
وهذا استثناء من المآثر وإن احتوى العطف على ثلاثة أشياء. ونظيره قولك : جاءتني
بنو ضَبّة ، وبنو الحارث ، وبنو عبس ، إلا قَيْسَ بن زهير. وذلك لأنّ المعنى يدعوه
إلى متعلّقه.
قوله : تحت قدميّ
، عبارة عن الإهدار والإبطال ، يقول المُوَادِع لصاحبه : اجعل ما سلف تحت قدميك ،
يريدُ طَأ عليه واقمعه.
الضمير في منها
يرجع إلى معنى كل ، كقوله تعالى : (وَكُلٌّ أَتَوْهُ
داخِرِينَ) [النمل : ٨٧].
وكذلك الضمير في كانت وفي قوله فهي.
فإن قلت : هل يجوز
أن يكون لفظ كانت صفة للذي أُضِيف إليه كلّ وللمعطوفيْن عليه فيستكنّ فيه ضميرها؟
قلت : لا والمانع منه أن الفاء وقع في الخبر لمعنى الجزاء الذي تتضمنه النّكرة
الذي هو كل ، وحقه أن يكون موصوفاً بالفعل ، فلو قطعنا عنه كانت لم يَصْلُح لأن
يقع الفاءُ في خبره ؛ فكانَت إذن في محل النصب على أنه صفة كل وكائن فيه ضميره ،
وفيه دليل على أن إنَّ لا يُبْطل معنى الجزاءِ بدخوله على الأسماء المتضمنة لمعنى
الشرط.
أبطل الدماء التي
كان يَطْلُب بها بعضُهم بعضاً فيدُوم بينهم التغاور والتناجز ، والأموالَ التي
كانوا يستحلونها بعقود فاسدة ، هي عقود رِبا في الإسلام ، والمفاخر التي كانت ينتج
منها كلّ شر وخصومه وتهاج وتَعَاد.
وأما دمُ ربيعة
فقد قُتِل له ابنٌ صغير في الجاهلية فأضاف إليه الدَّم ، لأنه وَلِيُّه ، وربيعة
هذا عاش إلى أيَّام عمر.
[وفي الحديث] :
مَنْ سَرَّة أَنْ يَبْسُط الله في رزقه ويَنْسَأَ في أَثَره فلْيَصِل رحمه.
قيل هو الأَجل ؛
لأنه يَتْبع العمر ، واسْتُشْهِدَ بقول كعب :
والمَرْءُ ما
عَاشَ ممدودٌ له أمَلٌ
|
|
لا يَنْتَهِي
العمْرُ حتَّى يَنْتَهِي الأثَرُ
|
ويجوز أن يكون
المعنى إن الله يُبقي أثرَ وَاصِل الرَّحمِ في الدنيا طويلاً فلا يضمحلّ سريعاً كما
يضمحل أَثر قاطع الرحم.
__________________
عمر رضي الله عنه
ـ سمعه النبيّ صلى الله عليه وسلم يحلف بأبِيه ، فنهاه ، قال : فما حلفتُ بها
ذَاكِراً ولا
آثراً.
مِنْ آثرَ الحديثَ إذا رواه ، أي ما تلفَّظْتُ بالكلمة التي هي «بأبي»
لا ذَاكِراً لها بلساني ذِكْراً مجرَّداً من عزيمة القلب ولا مُخَبِّراً عن غيري
بأنه تكلَّم بها ؛ مبالغة في تصوّني وتحفّظي منها. وإنما قال حلفت ، وليس الذكرُ
المجرد ولا الإخبار بحلف حلفاً ؛ لأنه لافظٌ بما يلفظ به الحالف.
[إثم] : الحسن رحمه الله ـ ما علمنا أحداً منهم ترك الصلاةَ على
أحد من أهل القِبلة
تَأَثُّماً.
أي تجنباً للإثم ؛ ومثله : التحوّب والتحرّج [والتهجّد].
مِنَ الأَثَام في (شب). وأَثَرَتَه في (كل). فجلد بأُثْكُولِ النَّخْل في (حب).
لآثِيَنَّ بك في (تب). الأَثْلَ في (زخ).
الهمزة مع الجيم
[إجار] : النبي صلى الله عليه وسلم ـ مَنْ بَاتَ عَلَى إجَّارٍ ليس عليه ما يَرُدُّ قدمَيْهِ فقد بَرِئَتْ منه الذِّمَّةُ
، ومَنْ رَكِبَ الْبَحْرَ إذا الْتَجَّ ـ وروى ارْتَجَّ ـ فقد بَرئَتْ مِنْهُ
الذِّمَّةُ. أو قال : فلا يلومنَّ إلَّا نفسه.
الإجَّار : السَّطْحُ .
ومنه حديث ابن عمر
رضي الله عنهما : ظهرتُ على إجَّارٍ لحفصة فرأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم جالساً على
حاجته مستقبلاً بيت المقدس مستدبراً الكَعْبَة. وكذلك الإنْجَار. وجاء في حديث الهجرة : فتلقَّى الناسُ رسولَ الله صلى
الله عليه وسلم في السُّوقِ وعلى الأناجِير.
ما يردُّ قدميه : أي لم يحوَّط بما يَمْنَعُ من الزلِيل والسقوط.
الذمّة : العهد كأن لكل أحد من الله ذمة بالكِلاءة ، فإذا ألقى
بيده إلى التهلكة فقد خذلته ذمةُ الله وتبرأت منه.
__________________
الْتَجَ
: من اللجة ، وارْتَجّ : من الرَّجَّةِ وهي الصوت والحركة. وارتجَ : زخر وأَطْبق بأمواجه ، قال :
* في ظُلْمَةٍ من بعيدِ القَعْرِ مِرْتَاجِ *
[أجم] : أَرَاد أن يصلي على جنازة رجل فجاءت امرأة معها مِجْمَر
، فما زال يصِيح بها حتى تَوَارَتْ بآجَامِ
المَدِينةِ.
هي الحصون ،
الواحد أُجُم ، سمي بذلك لمنعه المتحصِّن به من تسلّط العدو. ومنه الأَجَمَة لكونها مُمَنَّنة. وأَجَمَ
الطعام : امتنع
منه كراهية. وكذلك الأطُم لقولهم : بِه إطام
، وهو احْتِبَاسُ البَطْن ، ولالتقائهما قالوا : تأطَّم عليه وتأجَّم
إذا قوِيَ غضبُه.
[أجر] : قال له رجل : إني أعمل العمل أُسِرُّه فإذا اطُّلِع عليه
سرَّني. فقال : لك أجران
: أَجْر السِّر وأَجر العلانية.
عرف منه أنّ
مَسَرَّته بالاطلاع على سرِّه لأجل أن يُقتدى به ؛ فلهذا بشّره بالأجْرَين.
أُسرّه في محل
النصب على الحال أي مِسِرًّا له.
[أجل] : مكحول رحمه الله ـ كنّا مُرَابطين بالسّاحل فَتأَجَّلَ مُتَأَجِّلٌ ، وذلك في شهر رمضان ، وقد أَصابَ الناسَ طَاعونٌ فلما
صلَّينا المغرب ، ووضعت الجَفْنَة قَعد الرّجل وهم يأكلون فَخَرِق.
أي سأَل أن
يُضْرَب له أجل
ويُؤْذَن له في
الرجوع إلى أهله ؛ فهو بمعنى استأجل
، كما قيل تعجّل بمعنى استعجل.
خَرِق
: سقط ميتاً ،
وأصل الخَرَق أن يبهت لمفاجأَة الفزَع.
[أجر] : في الحديث في الأضاحي : كلُوا وادَّخِروا وأتجِروا.
أي اتخذُوا الأجْرَ لأنفسكم بالصّدقة منها ، وهو من باب الاشتواء والاذِّباح. واتّجروا على الإدْغام خطَأٌ ؛ لأنّ الهمزَةَ لا تُدْغَم في التاءِ
، وقد غُلّط من قَرأَ : الذي اتُّمن ، وقولهم : اتَّزَر عاميّ ، والفصحاء على ائْتزَر.
__________________
وأمّا ما رُوي أن
رجلاً دخل المسجدَ وقد قضى النبيُّ صلى الله عليه وسلم صلاته فقال : مَنْ يتَّجِر
فيقوم فيصلّي معه.
فوجهه ـ إن صحَّتْ
الرِّوَاية ـ أن يكونَ من التجارة ؛ لأَنه يشتري بعمله المَثُوبَة ، وهذا المعنى
يعضده مواضعُ في التنزيل والأثر ، وكلام العرب.
فخرج بها يَؤُجُّ
في (دو). ارْتَوَى مِنْ آجِن في (ذم). أَجِم النساء في (ثم). تَرْمَضُ فيه الآجالُ
في (ر ص). أَجِنّك في (جَل). أَجَل في (ذق).
الهمزة مع الحاء
[أحد] : النبي صلى الله عليه وسلم ـ قال لسَعْدِ بن أبي وقَّاص
ورآه يُومىء بأصْبَعَيْه : أَحِّدْ
أَحِّدْ.
أراد وَحِّد ،
فقلب الواو بهمزة ، كما قيل أَحد وأُحاد وإِحدى ، فقد تلعَّب بها القَلْبُ مضمومة ومكسورة ومفتوحة. والمعنى
أَشِرْ بإصْبع وَاحدة.
ابن عباس رضي الله
عنهما ـ سُئِلَ عن رَجُلٍ تَتَابَع عليه رَمَضَانَانِ فسكَتَ ، ثم سأله آخر ، فقال
: إحْدى من سَبْع ، يصوم شهرين ويُطْعم مسكيناً.
أرَاد أن هذه
المسألة في صعوبتها واعتياصها داهية ، فجعلها كواحدة من ليالي عاد السَّبْع التي
ضُربت مثلاً في الشدَّة. تقول العرب في الأمر المتفاقم : إحْدَى الإحَدِ وإِحْدَى مِنْ سَبْع.
[أحن] : في الحديث : في صدره إِحْنَةٌ على أخيه.
هي الحقد ، قال :
متى يَكُ في
صَدْرِ أبْن عَمِّكَ إحْنَةٌ
|
|
فلا
تَسْتَثِرْها سوف يَبْدُو دَفِينُها
|
وَأَحَنَ عَلَيْه يَأْحَن
، ولعل همزتها عن
واو ؛ فقد جاء
وَحَنَ بمعنى ضَغِن. قال
أبو تراب : قال الفراء : وَحَنَ
عليه ، وأَحِن ؛ أي حقِد. وعن اللِّحيَاني وَحِنَ
عليه وحْنَة ؛ أي أحن
إحْنَة ، وأما ما حكي عن
الأصمعي أنه قال : كنا نظنّ أن الطرماح شيء حتى قال :
وأَكره أن يعيبَ
عليّ قومي
|
|
هجائي
الأَرْذَلين ذوي الحِنَاتِ
|
فاسترذالٌ منه
لِوَحَن وقضاء على الهمز بالإصالة ، أو بِرَفْضِ الواو في الاستعمال.
أَحَد أَحَد في (شب).
__________________
الهمزة مع الخاء
[أخ] : عمر رضي الله عنه ـ كان يكلّم النبيّ عليه الصلاة والسلام
كأَخِي السِّرَار ، لا يَسْمعه حتى يستفهِمَه.
أي كلاماً كمثل
المسارّة وشِبْهِها لخفض صوته. قال امرؤ القيس :
عَشِيَّة
جَاوَزْنَا حَمَاةَ وسَيْرُنا
|
|
أَخُو الْجَهدِ
لا نلوي عَلَى مَنْ تَعَذَّرَا
|
ويجوز في غير هذا
الموضع أن يُرَاد
بأخِي السِّرار الجهار ،
كما تقول العرب : عرفت فلاناً
بأَخِي الشر ، يعنون
بالخير ؛ وبأخي الخير يريدون بالشر. ولو أريد بأخي السرار المُسَارّ كان وجهاً ، والكاف على هذا في محل النصب
على الحال. وعلى الأول هي صفة المصدر المحذوف ، والضمير في لا يَسْمعه يرجع إلى
الكاف إذا جُعلت صفة للمصدر. ولا يسمعه منصوب المحل بمنزلة الكاف على الوصفية ،
وإذا جُعلت حالاً كان الضمير لها أيضاً إلا أنه قُدِّر مضاف محذوف ، كقولك يسمعُ
صوتَه ، فحذف الصوتَ وأقيم الضميرُ مقامَه ، ولا يجوز أن يجعلَ لا يسمعه حالاً من
النبي صلى الله عليه وسلم لأن المعنى يصير خَلْفاً.
[أخذ] : عائشة رضي الله عنها ـ جاءتها امرأة فقالت : أُؤخِّذُ جَمَلي؟ فلم تَفْطُنْ لها حتَّى فُطِّنَتْ فأَمرتْ
بإخراجها ـ وروي أنها قالت : أأُقَيِّدُ جَمَلِي؟ فقالت : نعم. فقالت : أأقيد جملي؟
فلما علمت ما تريد قالت : وَجْهِي من وَجْهِك حرام.
جعلت تَأْخِيذ الجمل وهو المبالغة في أخذه
وضبطه مجازاً عن
الاختيال لزَوْجِها بِحِيَل من السِّحر تمنعه بها عن غَيْرِها ، ويقال : لفلانة أُخْذَةٌ تُؤَخِّذُ بها الرجالَ عن النساء.
حرام
: أي ممنوع من
لِقائه ، تعني أني لا ألقاكِ أبداً.
مَسْروق رحمه الله
ـ ما شبَّهْتُ أصحاب محمد إلا
الإخَاذ ؛ تكفي الإِخَاذَةُ الرَّاكِب وتكفي الإخَاذَةُ الرَّاكِبَيْنِ ، وتكفي الإخاذة الفِئَامَ من الناسِ.
هي المستَنْقَع
الذي يأخذ ماءَ السماء. وسمي مَسَاكة
لأنها تُمْسِكه ، وتَنْهِية ونِهْياً لأنها تنهاه ، أي تحبسه وتمنعه من
الْجَرْي ، وحَاجراً لأنه يَحْجُره ، وحَائراً لأنه يحار فيه فلا يدري كيف يَجْري. قال عديّ :
فاضَ فيه مِثْل
العُهُونِ من الرَّوْ
|
|
ضِ وما ضَنَ
بالإخَاذِ غُدُرْ .
|
__________________
وفي بعض الحديث :
وكان فيها إخَاذَات أَمْسكتِ الماء. يقال : شبهت الشيء بالشيء ، ويُعَدّى أيضاً
إلى مفعولين فيقال : شبهته كذا ؛ وعليه وردَ الحديث.
الفِئام
: الجماعة التي
فيها كثرة وسَعة ، من قولهم للهَوْدَج الذي فُئِّم
أسفله ، أي وُسّع
، وللأرض الواسعة : الفِئَام. والمُفَأّم من الرِّحال : الواسعُ المزِيد فيه بَنِيقَتان ، ومن الرجال : الواسع الجوف. أراد تفاضلهم في العلوم
والمنَاقِب.
[أخا] : في الحديث : لا تَجْعَلُوا ظُهُورَكم كأَخَايا الدَّوَابّ.
هي جمع آخِيّة ، وهي قطعةُ حَبْل تُدْفن طَرَفاها في الأَرْض فتظهر مثل
العُروة فتشدّ إليها الدابّة ، وتسمى الآريَ
والإِدْرَوْن ، وهذا الجمع على خلاف بنائها ، كقولهم في جمع ليلة : لَيَال.
وجمعها القياسي أَوَاخِي
كأَوَاري. وقياس
واحد الأَخَايا أَخِيّة كأَلِيّة وأَلَايا ، كما أن قياسَ واحدة الليالي لَيْلَاة.
أراد لا تقوِّسوها
في الصلاة حتى تصيرَ كهذه العُرى.
جَوْف اللَّيْل
الآخر في (سم).
الهمزة مع الدال
[الأدم] : النبي صلى الله عليه وسلم ـ قال للمُغيرة بن شُعْبَة رضي
الله عنه ـ وخطب امرأةً ـ لو نَظرتَ إليها ، فإنه أَحْرَى أن يُؤْدَمَ بينكما.
الأَدْم
والإيدام : الإصلاح والتوفيق من أَدْم
الطعام وهو
إصلاحُه بالإدام وجعلُه موافقاً للطعام.
لو هذه : في معنى ليت ، والذي لاقى بينهما أنّ كل واحدة منهما
في معنى التقدير.
ومن ثم أجيبت
بالفاء ، كأنه قيل ليتك نظرت إليها فإنه ، والغرض الحثُّ على النظر.
ومثله قولهم : لو
تأتيني فتحدثني ، على معنى ليتك تأنيني فتحدثني.
والهاء في قوله :
فإنه راجعة إلى مصدر نظرتَ ، كقولهم : من أَحسن كان خيراً له.
وقوله : أن يؤْدَم : أصله بأن يُؤْدم
، فحذفت الباء ،
وحَذْفُها مع أنْ وأنّ كثير. والمعنى
__________________
فإن النظر أولى
بالإصلاح وإيقاع الأُلْفة والوِفاق بينكما ، ويجوز أن تكونَ الهاء ضمير الشأن. وأحرى أن يؤدم جملة في موضع خبر أن.
نعم الإدَامُ الخلّ.
هو اسمٌ لكلِّ ما يُؤْتَدَم به ويُصْطَبغ ، وحقيقته ما
يؤَدم به الطعام أي
يُصْلَح ، وهذا البناء يجيء لما يُفْعَل به كثيراً ، كقولك : الرِّكاب لما يركَبُ به ، والحِزام
لما يحزم به ؛
ونظائره جمَّة.
لمَّا خرج إلى مكة
عرض له رجلٌ فقال : إن كنتَ تريدُ النِّساء البِيضَ والنُّوقَ الأُدْمَ فعلَيْكَ ببَنِي مُدْلج. فقال : إن الله مَنَع من بني
مُدْلج لِصلَتها الرَّحِم ، وطعْنهم في ألْبَاب الإبل ـ وروى لَبَّات.
الأُدْمَة في الإبل : البياض مع سواد المقلتين.
عليك : من أسماء
الفعل ، يقال : عليك
زيداً أي ألزمَه ،
وعليك به : أي خُذْ به ، والمراد هاهنا أَوْقعْ ببني مُدلج.
الألباب
: جمع لبَب ، وهو المَنْحَر ، واللَّبَّة مثله ، وقيل : جمع لُبّ ، وهو الخالص ؛ يعني أنهم ينحرون
خالصة إبلهم وكرائمها. ويجوز أن يكون جمع لَبّة على تقدير حذف التاء ، كقولهم في جمع بَدْرَةِ بِدَر وشدّة أشدّ. وصَفَهم بالكرم وصلة الرحم وأنهم بهاتين
الخصلتين استوجبوا الإمساك عن الإيقاع بهم.
[إدد ـ أود] : أمير المؤمنين علي رضي الله عنه ـ سنح لي رسولُ الله صلى
الله عليه وآله وسلم في المنام ، فقلت : يا رسول الله ؛ ما لقيتُ بعدك من الإِدَدِ
والأَوَدِ ـ وروى من اللَّدد!.
والإِدَّة : الداهية ، ومنها قوله تعالى : (لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا) [مريم : ٨٩]. والأوَد : العِوَج. واللَّدد : الخصومة.
ما لقيت بعدك :
يريد أي شيء لقيتُ! على معنى التعجب ، كقوله :
* يا جارتَا ما أنتِ جارهْ *
__________________
[أدب] : ابن مسعود رضي الله عنه ـ إنَّ هذا الْقُرْآنَ مَأدَبة اللهِ فتعلَّمُوا من مأْدَبَته
ـ وروي مأدُبة الله فمن دخل فيها فهو آمِن.
المأدُبة : مصدر بمنزلة
الأدَب ، وهو الدعاء إلى
الطعام كالمَعْتبَة بمعنى العتب. وأما
المأدُبة فاسمٌ للصَّنِيع
نفسه كالوَكِيرة والوَليمة. وشبَّهها سيبويه بالمَسْرُبة ، وغرَضُه أنها ليست كمَفْعَلة ومَفْعلة في كونهما بناءين
للمصادر والظروف.
وفي حديث كَعْب
رحمه الله : إنه ذكر مَلْحَمة للرُّوم ، فقال : ولِلّهِ مَأْدُبَةٌ من لحومِ الرُّومِ بِمرُوجِ عَكَّاء.
أي ضيافة للسباع.
وعكاء : موضع.
[أدلم] : في الحديث : يوشك أن يخرج جيش من قِبَل المشرق آدَى شيءٍ
وأَعَدَّه ، أميرُهم رجلٌ طُوال أَدْلم
أبرج.
آدى
وأعدّ : من الأداة والعُدَّة ، أي أكمل شيءٍ أداة ، وأتمّه عدَّة
، وهما مبنيّان من فِعْلٍ على تقدير فَعُل ، وإن كان غير مستعمل ، كما قال سيبويه في قولهم : ما أشهاها! بمعنى ما أفضلها
في كونها مشتهاة : إنه على تقدير فَعُل وإن لم يُستعمل. ويجوز أن يكون من قولك : رجل
مُؤْد : أي كامل الأدوات. أو من استعد على حذف الزوائد كقولهم :
هو أعطاهم للدينار والدرهم. وهو
آداهم للأمانة. ويجوز أن
يكون الأصلُ آيدُ شيءٍ وأَعْتَدُه فقيل : آدى على القلب ، كقولهم : شاكٍ في
شَائِك. وأعَدُّ على الإدغام ، كقولهم وَدّ في وَتِد.
الطُّوَال
: البليغ في الطول
، والطُّوَّال أبلغ منه.
الأَدْلم
الأَسود ، ومنه
سمي الأَرَنْدَج بالأَدلم.
الأبْرَج
: الواسع العين
الذي أَحْدَق بياضُ مُقْلَتِهِ بسوادِها كلّه لا يغيبُ منه شيء ، ومنه التبرّج وهو إظهار المرأةِ محاسِنَها. وسفينة بارجة لا غِطاءَ عليها.
[أدف] : في الأُدَاف
الدِّيَة كاملة.
هو الذّكَر. فُعال
من وَدَف إذا قطر ، وقلبُ الواو المضمومةِ همزة قياس مطّرد. قال :
أولجْتُ في
كَعْثَبِهَا الأُدَافَا
|
|
مِثْلَ
الذِّرَاعِ يَمْتَري النِّطَافَا
|
__________________
ويروى الأُذاف ـ بالذال
المعجمة ـ من وذَفَ ، بمعنى قطر أيضاً.
كاملة نصب على
الحال ، والعامل فيها ما في الظرف من معنى الفعل والظرف مستقر ، ويجوز أن تُرفع
على أنها خبر ويبقى الظرف لَغْواً.
آدِمَة في (قر).
أَدَبَه في (نج). فاسْتَأَلَها في (سو). مُؤْدون في (قو) (آدَم) في (هب) و (زه).
الهمزة مع الذال
[أذن] : النبي صلى الله عليه وسلم ـ ما أَذِنَ اللهُ لشيء
كإذْنِه لنبيٍّ يتغنَّى
بالقُرْآن.
والأَذَنَ : الاستماع. ومنه قوله تعالى : (وَ) أَذِنَتْ
(لِرَبِّها وَحُقَّتْ) [الانشقاق : ٢] وقال عدي :
في سَمَاعٍ
يَأْذَنُ الشَيْخُ لَهُ
|
|
وحَدِيثٍ مثْلِ
ماذِيٍ مُشَار
|
المراد بالتغني : تحزين القراءة وترقيقها. ومنه الحديث : زيِّنوا القرآنَ
بأَصْوَاتكم.
وعن عبد الله بن
المُغَفّل رضي الله عنه ـ أنه رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقرأُ سورةَ الفتح.
فقال : لولا أنْ يجتمع الناسُ لحكيتُ تلك القراءة وقد رجَّع. والمعنيّ بهذا
الاستماع الاعتدادُ بقراءة النبي وإبَانة مزيَّتها وشرفها عنده. ومنه قولهم :
الأمير يسمع كلام فلان ؛ يعنون أن له عنده وزناً ومَوْقعاً حسناً.
[أذى] . في الحديث : كلّ مُؤْذٍ في النَّار.
يريد أن كلَّ ما يُؤْذِي من الحشراتِ والسِّبَاع وغيرِها يكونُ في نارِ جهنَّمَ
عقوبةً لأَهْلها.
وقيل : هو وَعِيدٌ
لمن يُؤْذِي الناس.
وأما الأذى في قوله : الإيمان نيف وسبعون درجة أدناها إماطة الأَذى عن الطَّرِيق. ؛ فهو الشوك والحجَر وكل ما يُؤذي المسالك.
وفي قوله في
الصبيِ : أَمِيطُوا
الأذَى عنه. ؛ هو
العَقيقة تُحْلَقُ عنه بعد أُسْبوع.
بَيْنَ
الأَذَانَيْنِ في (قر). الأَذْرَبِيّ في (بر).
__________________
الهمزة مع الراء
[أرب] : النبي صلى الله عليه وسلم ـ أُتِي بكَتِف مُؤَرَّبة فأَكلَها وصَلَّى ولم يتوَضَّأ.
هي الموفَّرَة
التي لم يُؤْخذ شيءٌ من لحْمِها ، فهي متلبِّسة بما عليها من اللحم متعقِّدة به ؛
من أرَّبْتُ العقدة إذا أَحكمت شدَّها.
من الناس من يُوجب
الوضوء بأَكْلِ ما مَسَّته النار ، وعن أهل المدينة أنهم كانوا يرون هذا الرأيَ ،
وهذا الحديث وأشباهه ردٌّ عليهم.
[أرز] : إن الإسلام لَيأْرِزُ إلى المَدِينةِ كما
تأرِزُ الحيَّةُ إلى
جُحْرِها.
أي تنضوي إليه
وتنضم ، ومنه الأَرُوز للبخيل المُنْقِبِض.
وعن أَبي
الأَسْوَدِ الدؤلي : إن فلاناً إذا سُئِل أَرَزَ ، وإذا دُعِي انتهز ـ وروي اهْتَزّ.
[أرث] : قال يزيد بن شيبان : أتانا ابن مِرْبَع الأَنْصاري ونحن
وقوف بالموقف بمكانٍ فباعده عمرو ، فقال : أنا رسولُ رسولِ الله إليكم ، اثبتوا
على مشاعركم هذه ، فإنكم على إرثٍ
من إرْثِ إبراهيم.
هو الميراث ، وهمزته عن واو ، كإشاح وإسَادَة ، وهذا قياسٌ عند المازني.
من للتبيين ،
مثلها في قوله تعالى : (فَاجْتَنِبُوا
الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ) [الحج : ٣].
المَشَاعر : مواضع النسك ؛ لأَنَّها مَعالِم للحجّ.
[أرك] : أُتِي بلَبَنِ إِبلٍ أَوَارِك
وهو بعَرَفَة
فشرِبَ منه ـ أتاه به العباس.
أَرَكَت
الإِبلُ تَأْرِك وتَأْرُك
: أقامت في الأَرَاك ؛ فُعِل ذلك ليُعْلم أصائم هو أم مفطر.
وعن ابن عمر رضي
الله عنهما : حججتُ مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم يَصُمْه ، ومع عثمان
فلم يَصُمْه ، وأنا لا أصومه ولا آمر بصيامه ولا أَنْهَى عنه.
__________________
[أرّى] : اشتكى إليه رجلٌ امرأَته ، فقال : اللهم أرِّ بينهما ـ وروي أنه دعا بهذا الدعاء لعليٍّ وفاطمة عليهما
السلام.
التَّأْرِية : التَّثْبِيت والتمكين. ومنه الآرِيّ . وتقول العرب : أَرِّ لفرسك وأَوْكد له ؛ أي أشدد له آرِيّا في الأرض ؛ وهو المَحْبِس من وَتد أو قطعة حبل مدفونة.
والمعنى الدعاء بثبات الود بينهما.
[أرب] : قال له أبو أيوب رضي الله عنه : يا رسولَ الله ؛ دُلَّني
على عمل يدخلني الجنة. فقال : أَربَ
ما لَهُ؟ تعبد
الله ، لا تشرك به شيئاً ، وتقيم الصلاة ، وتُؤْتي الزكاةَ ، وتَصِلُ الرحِم ـ وروي
أَرِبٌ ما لَه!.
.. قيل في أَرِب : هو دعاء بالافتقار من الأَرَب
، وهو الحاجة ،
وقيل : هو دعاء بتساقط
الآراب ؛ وهي الأعضاء.
وما لَه : بمعنى
ما خَطْبُه؟ وفيه وَجْه آخر لطيف ؛ وهو أن يكونَ أَرِب
مما حكاه أبو زيد
من قولهم : أَرِب
الرجل إذا تشدَّد
وتحَكَّر ؛ من تَأْرِيب
العُقْدة ، ثم
يُتَأَول بمَنَع ؛ لأنَّ البخلَ مَنْعٌ ، فيعدّي تعديته ، فيصير المعنى منع.
ما له : دعاء عليه
بلُصوق عار البخلاء به ودخولهم له في غِمَار اللئام على طريقة طباع العرب ، كقول
الأشتر :
بَقَّيت وَفْري
وانحرفتُ عن العُلَا
|
|
ولقِيتُ أضيافي
بوجْهِ عَبُوس
|
وكذلك حديث عمر
رضي الله عنه : إن الحارث بن أوس سأَله عن المرأَة تطوفُ بالبيت ، ثم تنفِرُ من
غير أن أَزِف طواف الصَّدَر إذا كانت حائضاً. فأفتاه أن يفعل ذلك ، فقال
الحارث : كذلك أفتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال عمر : أَرِبْتَ عَنْ ذي يَدَيْكَ.
ورُوِي : أَرِبْتَ من [ذي] يديك ؛ أتسأَلني وقد سمعتَه من رسول الله صلى الله عليه وسلم كي
أخالفه؟. ومعناه مُنِعت عما يصحب يديك وهو مالُه.
ومعنى أَرِبْتَ من يديك : نشأَ بُخْلك من يديك ، والأصلُ فيما جاء في
كلامهم من هذه الأدعية التي هي : قاتلك الله ، وأخزاك الله ، ولا دَرَّ درّك ،
وتَرِبت يداك وأشباهها. وهم يريدون المدح المفرط والتعجب للإشعار بأنّ فعلَ الرجل
أو قوله بالغٌ من الندرة والغرابة المبلغ الذي لسامعه أن يحسده وينافسه حتى يدعوَ
عليه تضجراً أو تحسراً ، ثم كثُر ذلك حتى استُعْمل في كل موضع استعجاب ؛ وما نحن
فيه متمحّض للتعجب فقط. ولتغيُّر معنى قاتله
__________________
الله عن أصل
موضوعه غيّروا لَفْظه ، فقالوا : قاتَعه الله وكاتعه .
ويجوز أن يكون على
قول مَنْ فسر
أَرِب بافتقر وأن يجري
مجرى عدم فيعدّى إلى المال.
وأما أَرِبٌ فهو الرجل ذو الخِبرة والفطنة. قال :
يَلُفُّ
طَوائِفَ الفرسا
|
|
ن وَهْوَ
بِلَفِّهِمْ أَرِبُ
|
وهو خبر مبتدأ
محذوف ، تقديره هو
أَرِب ؛ والمعنى أنه
تعجَّبَ منه أو أَخْبَر عنه بالفِطْنَة أوَّلاً ثم قال : ما لَه؟ أي لِمَ يستفتي
فيما هو ظاهر لكل فَطِن ، ثم التفت إليه فقال : تعبدُ الله ؛ فعدَّد عليه الأشياء التي كانت معلومةً له
تبكيتاً.
وروي أن رجلاً
اعترضَه ليسأله فصاح به الناس فقال عليه السلام : دَعُوا الرجل أرِبَ ما لَه؟.
قيل معناه احتاج
فسأل. ثم قال : ما له؟ أي ما خطبُه يُصَاحُ به ـ وروي دعوه فأَرَبٌ مّا لَه : أي فحاجةٌ مّا له. وما إبهامية ، كمثلها في قولك
: أريد شيئاً مّا.
ذكر الحيَّات فقال
: مَنْ خَشِي إرْبَهُنَ
فليس منَّا.
أي دَهْيَهُنّ وخبْثَهن ، ومنه المواربة
؛ والمعنى ليس من جملتنا من يهابُ الإقدامَ عليهن ويتوقى قتلهنّ كما كان أهل
الجاهلية يَدِينونه.
[أرض] : لا صيام لمن لم يُؤَرِّضْه
من الليل.
أي لم يهيئه
بالنية ، من أَرَّضتُ
المكان : إذا
سوّيته ، وهو من الأرض.
[أرس] : عن أبي سُفيان بن حرب إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كتب إلى هرقل : من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم : سلام (عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى). أما بعد فإني أدعوك بدِعاية الإسلام ، أَسْلم تسلمِ ،
وأسلم يُوَفِّكَ الله أجرك مرتين ، فإن توليت فإن عليك الأَرِيسيّين ، و (يا أَهْلَ الْكِتابِ
تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ) [آل عمران : ٦٤] .. الآية.
__________________
قال أبو سفيان :
فلما قال ما قال ، وفرغ من قراءة الكتاب كَثُر عنده اللَّجب ، وارتفعت الأصوات.
الأَرِيس
والأَرِيسي : الأكّار. قال ابن الأعرابي : وقد أَرسَ يأْرِس أَرْسَا وأَرَّس.
والمعنى أن أهل
السواد وما صاقَبه كانوا أهلَ فلاحة وهم رعيّة كسرى ودينهم المجوسية ، فأعلمه
أنه إن لم يُؤْمن ـ وهو من أهل الكتاب ـ كان عليه إثمُ المجوس الذين لا كتابَ لهم.
فلما قال : يعني
الرسول الذي أوصل الكتاب إليهم وقرأه على هرقل.
اللَّجب
: اختلاط الأصوات
، وأصله من لَجَبِ
البحر ، وهو صوتِ
الْتِطام أمواجه.
[أرف] : إذا وقعت الأُرَف
فلا شفْعَة.
هي الحدُود.
ومنه حديث عُمر
رضي الله عنه : إنه خرج إلى وَادِي القرى ، وخرج بالقُسَّام ، فقَسَمُوا على عددِ
السِّهام ، وأَعْلَمُوا
أُرَفَها ، وجعلوا السهام
تجري ؛ فكان لعثمان خَطَر ، ولعبد الرحمن بن عوف خَطَر ، ولفلان خَطَر ، ولفلان
نصف خَطَر.
الخطر : النصيب ، ولا يُستعمل إلا فيما له قدرٌ ومزية ، يقال
فلان خطير فلان ، أي مُعَادِلُه في المنزلة.
وفي الحديث : أيُّ
مالٍ اقتُسِم وأُرّفَ
عليه فلا شُفْعة فيه.
أي أديرت عليه أُرَف.
[أرث] : عمر رضي الله عنه ـ قال أسلم مولاه : خرجتُ معه حتى إذا
كنَّا بحَرَّة وَاقِم فإذَا نارٌ
تؤَرَّث بصِرَار ، فخرجنا
حتى أَتينا صِرَاراً فقال عمَر : السلامُ عليكم يا أَهْلَ الضوءِ ، وكره أن يقولَ
: يا أَهْل النار ؛ أَأَدْنو؟ فقيل : ادنُ بخيرٍ أو دَعْ ، قال : وإذا هم رَكْبٌ
قد قَصَر بهم الليل والبرد والجوع ، وإذا امرأة وصبيان ، فنكص على عِقبيه ، وأدبر
يهرول حتى أَتى دارَ
__________________
الدقيق ، فاستخرج
عِدْلاً من دقيق ، وجعل فيه كُبَّةً من شَحْم ، ثم حمله حتى أتاهم ، ثم قال للمرأة
: ذرّي وأنا أحُرُّ لَك.
تَأْرِيث
النار : إِيقادها.
صِرَار : بئر قديمة على ثلاثة أميال من المدينة على طريق العراق.
أَوْدع
: يريد أَوْدَع
الدنوَّ إن لم يكن بخير.
وإذا هم : هي إذا المفاجَأة. وهي اسم [أي ظرف] مكان ، كأنه قال
: وبحضرته هم ركب ، والمعنى أنهم فجئوه عند دُنُوّه.
قَصَر بهم : حبسهم عن السير.
الهَرْوَلة : سرعة المشي.
الكُبَّة : الجَرَوْهَق.
الذرُّ : التفريق ، يقال : ذرَّ الحبَّ في الأرض ، وذرَّ الدواءَ
في العين.
والمراد ذُرِّي
الدقيق في القِدْر.
أحُرُّ ـ بالضم : أَتَّخِذ حَريرة ، وهي حَسَاءٌ من دقيق ودَسَم.
[أرض] : ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ـ أَزلْزِلت الأرض أَم بي أَرْض.
هي الرعدة. قال ذو
الرمة :
إذَا تَوَجَّسَ
رِكْزاً مِنْ سَنَابكها
|
|
أَوْ كانَ صاحبَ
أرْض أَوْ بِهِ مُومُ
|
[أرب]
: عائشة رضي الله
عنها ـ كان النبي صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُ ويُبَاشِر وهو صائم ، ولكنه كان
أَمْلَكَكُم لإرْبِه.
والإرْب : الحاجة. وقيل هو العُضو ، أرادت بملكه حاجَته أو عضوه
قَمْعَه لشَهْوَته.
عبد الرحمن بن
يزيد رضي الله عنه ـ قال محمد ابنه : قلت له في إِمرة الحجاج : يا أَبَهْ ؛ أنغزو!
فقال : يا بني لو كان رأْي الناس مثلَ رأيك ما أُدِّيَ الارْيَانُ.
هو الخراج. قال
الْحَيْقُطَان :
وقلتم لَقَاحٌ
لا تؤدِّي إتاوةً
|
|
وإعطاءُ
أَرْيَان من الضُّر أَيْسَر
|
وكأنه فَعْلَان من
التَّأْرِية ؛ لأَنه شيء أكِّد على الناس وأُلْزِموه. وقيل الأشبه بكلام العرب أن
يكون الأُرْبَان بالباء وهو الزيادة على الحق. يقال : أُرْبَان وعُرْبَان.
[أرن] : الشَّعبي رحمه الله ـ اجتمع جَوَارٍ فأَرِنّ وأَشِرْنَ ولَعِبْنَ الْحُزُقَّة.
__________________
الأَرَن
: النّشاط ،
ومُهْر أَرِن. ومنه قول زيد بن عدي للنعمان : لقد عقدتُ لكَ آخِيَّة لا يحلّها
المهر الأَرن.
الْحُزقَّة : لُعْبةٌ ، من التَّحَزُّق وهو التقبّض.
[أروى] : عون رحمه الله ـ ذكر رجلاً فقال : تكلم فجمع بين الأَرْوَى والنَّعام.
أي بين كلامين
مُتَبَاعدين ؛ لأن الأَرْوَى
جَبَلية والنَّعام
سَهْلية.
وفي أمثالهم :
ما يجمع بين الأَرْوَى والنَّعَام؟
[أرب] : في الحديث : مُؤَارَبة
الأَرِيبِ جَهْلٌ وعَنَاءٌ.
وهي المُدَاهاةُ
والمُخَاتلة ، من الإِرْب
وهو الدَّهاء
والنكر. يريد أن العاقل لا يُخْدَع.
كيف تَبْلُغك
صَلَاتنا وقد أَرِمْت.
قيل : معناه
بَلِيت .
كمثل الأَرَزة في (خو).
جعلْتُ عليه آرَاماً في (سر). ذِي أَرْوَان في (طب). مسّ أَرْنَب في (غث). كما
تَتَوَقَّلُ الأرْوِية في (وق). والأُرَف تقطع في (فح). إرْبَة أَرِبْتُها في (حو). أَرَزَ في (هي). الأَرْنَبَة والأَرِينة في (قل). أَرِنْ في
(ري). أَرْزَ الكلام في (جد).
الهمزة مع الزاي
[أزز] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ كان يُصَلّي وَلجوْفه أَزِيز كأَزيز المِرْجل من البكاء.
هو الغليان.
المرجل
، عن الأصمعي : كل
قدر يطبخِ فيها من حجارة أو خزَف أو حديد. وقيل : إنما سمي بذلك لأنه إذا نُصب فكأنه أقيم على أَرجل.
في حديث كسوف
الشمس ـ قال : فدفعنا إلى المسجد ، فإذا هو
بأَزَز ـ ورُوي : يتأَزَّز.
__________________
وذكر صلاةَ رسول
الله صلى الله عليه وسلم ، وأنه خطب وذكر خروجَ الدجال ، وأنه يُحْصِر المسلمين في
بيت المَقْدِس ، قال : فَيُؤْزَلُونَ أَزْلاً شَديداً.
الأَزَزُ : الامتلاء والتضامّ.
وعن أبي الْجَزْلِ
الأَعْرابي : أَتيتُ السُّوقَ فرأيت النساءَ
أَزَزاً. قيل : مَا الأَزَز؟ قال : كأَزَز الرُّمَّانة المُحْتَشِيَة.
يَتَأَزَّزُ : يتفعل من الأَزيز ، وهو الغليان ؛ أي يغلي بالقوم لكثرتهم.
الإحصار : الحبس.
يُؤْزَلُون :
يُضيَّق عليهم. يقال : أَزَلْتُ
الماشيةَ والقومَ
: حبستُهم وضيَّقْتُ عليهم.
وأَزَلُوا : قحطوا.
[أزر] : في حديث المبعث ـ قال له وَرَقة بن نوفل : إنْ
يُدْرِكْنِي يَوْمُك أَنْصُرْكَ نَصْراً
مُؤَزَّراً.
أي قويًّا ، من الأَزْرِ وهو القُوَّة والشِّدَّة ، ومنه الإِزَار ؛ لأن المُؤْتَزِر يشدّ به وسَطَه ، ويُحْكِىءُ صُلْبَهُ ، من قوله :
*فَوْقَ مَنْ أَحْكَأَ صُلْباً بإزَار*
وأزَّرت الرجل : شددتُ عليه الإزار. فكأنّ المُؤَزَّرَ مستعار من هذا ،
ومعناه المشدد المقوّى. قال جوّاس :
وأيامَ صدق
كلَّها قد علمتم
|
|
نصرنا ويوم
المَرْج نصراً مُؤَزّرا
|
قال للأنصار ليلة
العَقبة : أُبايعكم على أن تمنَعوني مما تمنعون منه نساءَكم وأبناءكم.
فأخذ البَرَاء بن
مَعْرورٍ بيده ثم قال : نعم ، والذي بعثك بالحق لنمنعنَّك مما نمْنَعُ مِنه أُزُرَنا.
كنَى عن النساء بالأُزر كما كُنِيَ عنهنّ باللباس والفُرش. وقيل : أراد نفوسهم من
قوله:
__________________
[أَلَا أَبْلِغ أبا حَفْصٍ رَسُولاً]
|
|
فِدًى لكَ من
أَخِي ثِقَةٍ إزَارِي
|
وهذا كما قيل في
قول ليلى :
رَمَوْها
بأَثوابٍ خفاف [فلَنْ تَرَى
|
|
لها شبهاً إلا
النَّعامَ المنفَّرا]
|
أَرَادت النفوس.
كان إذا دخل
العَشْرُ الأَواخر أيقظ أهلَه وشَدَّ
المِئزَر ـ ورُوي : ورفع المِئزَر.
أي أيقظهم للصلاة
واعتزل النساءَ ، فجعل شدُّ
الإِزار كنايةً عن
الاعتزال كما يُجعل حَلُّه كناية عن ضدِّ ذلك. قال الأخطل :
قومٌ إذا
حاربُوا شَدُّوا مَآزرهم
|
|
دون النساءِ ولو
باتت بأطْهَار
|
ويجوز أَن يُرَاد
تشميره للعِبادة ، ومن شأن المشمّر المنكمش أن يقلّص إزاره ويرفع أطرافَه ويشدها. وقد كثر هذا في كلامهم حتى قال
الراجز في وصف حمار وحشٍ ورَدَ ماءً :
شَدَّ على
أَمْرِ الورُودِ مِئزَرَهْ
|
|
[لَيْلاً وما نَادَى أَذِينُ المَدَرَهْ]
|
[آزاه]
: اخْتَلف مَن كان
قبلنا على ثنتين وسبعين فرقة نجا منها ثلاثٌ وهلك سائرُها ؛ فرقة آزَتِ الملوكَ وقاتلتهم على دينِ الله ودينِ عيسى حتى قُتِلوا.
وفرقة لم تكن لهم طاقةٌ
بمؤازاة الملوك ، فأقاموا
بين ظَهْرَانَي قومِهم فدعَوْهم إلى دينِ الله ودين عيسى ؛ فأَخذتهم الملوك
فقتلتهم وقطعتْهم بالمنَاشِير. وفرقة لم تكن لهم طاقة بمؤازاة الملوك ولا بأَنْ
يقيموا بين ظَهْرَاني قومهم فيَدْعوهم إلى دين الله ودين عيسى فساحُوا في الجبال
وترهَّبوا ، وهم الذين قال الله تعالى [فيهم] : (وَرَهْبانِيَّةً
ابْتَدَعُوها) [الحديد : ٢٧].
المُؤازَاة : المُقَاومة ، من قولك : هو إزَاء مال ، أي قائم به.
سائرها : باقيها ، اسم فاعل من سأَر إذا بقي ، ومنه السؤر. وهذا مما تغلط فيه الخاصة فتضعُه
موضعَ الجميع.
__________________
أقام فلان بين
أظهر قومه وظَهْرانيهم : أي أقام بينهم.
وإقحام الأظْهُر : وهو جمع ظَهْر ـ على معنى أَنَّ إقامته فيهم على سبيل
الاسْتِظْهارِ بهم والاستنادِ إليهم. وأما ظَهْرَانيهم فقد زِيدت فيه الألف والنون
على ظَهْرِ عند النسبة للتأكيد ، كقولهم : في الرجل العَيُون نَفْساني وهو نسبة
إلى النَّفس بمعنى العَيْن ، والصّيدلاني
والصيدناني منسوبان إلى الصيدل والصَّيْدَن ، وهما أصولُ الأشياءِ
وجواهرُها. فألحقوا الأَلِف والنونَ عند النسبة للمبالغة ، وكأن معنى التثنية أَن
ظَهْراً منهم قدّامه وآخر وراءه ، فهو مكنُوف من جانبيه ، هذا أصله ، ثم كثُر حتى
استُعْمِل في الإقامة بين القوم مطلقاً وإن لم يكن مكنوفاً.
[أزر] : أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ قال للأنْصَار يومَ سقيفة بني
ساعدة : لقد نَصَرْتُم وآزرتم
وآسيتُم.
أي عاونتم
وقوّيتم.
آسيتم
: وافقتم وتابعتم
؛ من الأُسْوة وهي القدوة.
[أزم] : نظرت يوم أُحُد إلى حَلْقَة دِرْع قد نَشِبَتْ في جَبين
رسول الله صلى الله عليه وسلم فانكَبَبْتُ لأَنزِعَها ، فأقْسَم عليَّ أبو عبيدة فأزَم بها بثَنِيَّتِه فجذَبها جَذْباً رفيقاً.
الأَزْم
والأرم : العضّ. ويقال للأسنان : الأُزَّم
والأُرّم.
عمر ـ رضي الله
عنه ـ سأل الحارث بن كَلَدة : ما الدَّواء؟ فقال : الأَزْمُ.
هو الحِمْيَة.
ومنه الأَزْمَة
مِن المجاعة والإِمساك عن الطعام.
فأَزَم
القَوْمُ في (حف).
عام أَزْبَة في (صف). مُؤْزِلة في (صب). أَزَبّ في (ول). أَزْلِكم في (ال). مُتَّزِر في (كس). بإزَاء الحَوْض في (شب).
إزْرَ صاحبنا في (حش).
فأَزَم عليها في (هت).
الهمزة مع السين
[أسف] : النبي صلى الله عليه وسلم ـ سُئل عن مَوْتِ الفُجَاءة.
فقال : رَاحَةٌ للمُؤمِن وأَخْذَةُ
أَسَفٍ للكافر.
__________________
أي أخذة سُخْط ،
من قوله تعالى : (فَلَمَّا) آسَفُونا (انْتَقَمْنا مِنْهُمْ) [الزخرف : ٥٥]. وذلك لأنَّ الغضبان لا يخلو من حُزن ولهف ،
فقيل له أَسِف. ثم كثر حتى استعمل في موضع لا مجالَ للحزن فيه.
وهذه الإضافة
بمعنى مِنْ كخاتم فضة ؛ أَلا ترى أن اسم السخط يقع على أَخْذَة وقوعَ اسم الفضة
على خاتم. وتكون بمعنى اللام نحو قوله : قولُ صدقٍ ووعدُ حقٍّ.
ومنه حديث
النَّخَعي رحمه الله : إنْ كانُوا لَيَكْرَهُونَ أَخْذَةً كأَخْذَةِ الأَسَفِ.
إنْ هذه هي
المخففة من الثقيلة ، والسلامُ للفَرْق بينها وبين إن النافية. والمعنى إنه كانوا
يكرهون ؛ أي إن الشأن والحديث هذا.
[أسى] : أَيغلب أحدكم أن يُصاحب صُوَيحبه في الدنيا معروفاً ،
فإذا حال بينه وبينه ما هو أَوْلى به استرجع ثم قال : ربِ آسِني لما أَمْضيْتَ ، وأَعِنِّي على ما أَبقيت ـ وروي أُسْنِي
مما أمضيت ـ ورُوِي أَثِبْنِي على ما أَمْضيت.
التَّأسية : التعزية ، وهي تحريض المُصَاب على الأُسى والصبر. والمعنى امنحني الصبرَ لأجل من أمضيتَه. وإنما قال «ما»
ذهاباً إلى الصفة.
أُسْنِي
من الأَوْسِ وهو
العِوَض. قال رؤبة :
[يا قائد الجيش وزيد المجلس]
|
|
أُسْنِي فقد
قلّت رفَادُ الأَوْسِ
|
على ما أبقيت : أي على شكره ، فحذف. استمنحه الصبر على الماضي أو الخلَف
عنه ، واستوزعه الشكر على الباقي.
أيغلب : من غُلب فلان عن كذا إذا سُلِبه وأخذ منه.
والأصل على أن
يصاحب فحُذف ، وحَذْفُ حرف الجر مع أن شائِع كثير ، ومعناه أتؤخذ منه استطاعةُ ذلك
حتى لا يفعله.
التصغير في الصُّوَيْحب بمعنى التقريب وتلطيف المحل.
معروفاً : أي
صحاباً مَرْضِيّاً تتقبّله النفوسُ فلا تنكره ولا تَنْفِر عنه.
ما هو أولى به :
أي أَخْلَقُ به من صحبته ، وهو الانتقال إلى جوار ربّه.
[أسد] : كتب : من محمد رسول الله لعِبَاد الله الأَسْدِيين ؛ ملوك عُمَان وأَسْد عُمَان ،
__________________
من كان منهم
بالبحرين ـ وروى الأَسْبَذِين.
أهلُ العلم
بالنَّسب يقولون في القبيلة التي من اليمن التي تسميها العامة الأَزْد : الأَسْد. والأَسْبَذون
: كلمة أعجمية معناها عَبَدَة الفَرَس. وكانوا يعبدون
فرساً ، والفَرَس بالفارسية أَسْب.
[أسر] : عمر رضي الله عنه ـ إن رجلاً أتاه فذكر أن شهادة الزّور
قد كثُرت في أرضهم ، فقال : لا
يُؤْسَر أحدٌ في
الإسْلَام بشهداء السّوءِ ، فإنا لا نقبلُ إلا العدولَ.
أي لا يُسْجَن ،
وفسّر قوله تعالى : (وَيَتِيماً وَ) أَسِيراً [الإنسان : ٨] ؛
بالمسجون.
[أسل] : علي رضي الله عنه ـ لا قَودَ إلّا بالأَسَل.
هو كل حديدٍ رَهيف
من سنان وسَيْف وسكين. والأَسَل
في الأَصل الشوك
الطويل فَشُبِّهَ به ، والمؤسل
المحدَّد. قال
مُزَاحِم :
تُبَاري
سَدِيسَاها إذا ما تَلَمَّجَتْ
|
|
شباً مِثْل
إبْزِيم السِّلَاحِ المُؤَسَّلِ
|
[أسف]
: عائشة رضي الله
عنها ـ قالت حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يصلِّي بالنَّاسِ في
مَرَضِه الذي مات فيه : إنَّ أبا بكرٍ رجل أسِيف
، ومتى يَقمْ
مَقَامَك لا يقدر على القِراءة.
هو السريع الحُزْن
والبكاء ، فعيل بمعنى فاعل من أَسِف
، كحزين من حَزِن
، ويقال : أسُوف
أيضاً.
[أسى] : خالد الرَّبعي رحمه الله ـ إن رجلاً من عُبّادِ بني
إسرائيل أذنب ذَنْباً ثم تاب ، فثقب تَرْقُوَته فجعل فيها سِلْسلة ، ثم أوثقها إلى
آسِيَةٍ من أواسِي
المسجد.
هي السارية ، قال
النابغة :
فإنْ تَكُ قَدْ
وَدَّعْتَ غَيْرَ مُذَمَّمٍ
|
|
أوَاسِيَ مُلْكٍ
أثْبَتَتْها الأَوَائِلُ
|
سميت آسِيَة لأنها تُصْلح السقفَ وتُقيمه بعَمْدِها إياه ، من أسَوْتُ بَيْنَ القومِ : إذا أصلحت بينهم.
__________________
[أسر] : ثابت البُنَاني رحمه الله ـ كان داودُ عليه السلام إذا
ذَكَر عِقاب الله تخلَّعتْ أوصاله ، فلا يشدّها إلا
الأَسْر.
أي العَصْب.
إنْ خرج أَسِد في (غث).
ذا الأَسَد في (بج). فأَسنَ في (خش). يَأسن في (نه). إسَافا في (ري). الأُسَامات
في (حو). هذه الأَوَاسِي في (قل). والأُسَفَاء في (عس). وآسيْتُم في (أز).
الهمزة مع الشين
[أشب] : النبي صلى الله عليه وسلم ـ كان في سفرٍ فرفَع بهاتين
الآيتين صَوْتَه : (يا أَيُّهَا النَّاسُ
اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ) [الحج : ١]. فتأَشَّبَ أصحابُه حَوْله وأبْلَسُوا حتى ما أوْضَحُوا بضَاحِكةٍ.
أي التفّوا عليه ،
من أشَبِ الشجرِ وهو التفافُه.
ومنه حديث : إن
ابن أمّ مَكْتُوم قال له : إني رجلٌ ضريرٌ ، وبيني وبينك أشَبٌ
فرخِّصْ لي في
العِشَاء والفَجْر. قال : هل تسمعُ النداء؟ قال : نعم ، فلم يرخِّص له.
أراد التفافَ
النَّخل.
أبلسوا : سكنوا ، ومنه الناقة
المِبْلَاس ، وهي التي لا
تَرْغو من شدة الضَّبعَة. وإنما قيل لليائس عن الشيء مُبْلِس ؛ لأنّ نفسه لا تحدّثه بعقد الرجاء به.
حكي عن الزجاج
أوضح : بمعنى وَضح ، ويقال للمُقْبِل : من أين أَوْضحْتَ؟ أي من أين طلعت؟
والمعنى ما طَلعوا
بضَاحِكة ؛ وهي واحدة الضواحك من الأسنان ؛ أي ما أَطلعوا ضاحكة ، والضّاحك
أَشْيَع.
[أشش] : كان إذا رأى من أصحابه بَعْضَ الأشَاش مما يَعِظهم.
هَمْزَتُه مبدلة
من هاء الهَشَاش ؛ كما قيل في ماهٍ : ماء. وتلحقه التاء كما يقال : الهشاشة.
«ما» في مِمّا
يعظهم : مصدرية ، وقبلها مضافٌ محذوف ؛ أي كان من أهل موعظتهم إذا رآهم نشيطين لها
، ويجوز أن تكون موصولة مقامة مقام مَنْ إرادةً لمعنى الوصفية.
الأشاءَتَيْن في (بر).
مُؤْتَشِب في (دي). تأَشَّبُوا في (صو).
__________________
الهمزة مع الصاد
[أصر] : النبي صلى الله عليه وسلم ـ قال له عمر : يا رسولَ الله
؛ أَخْبِرْني عن هذا السلطان الذي ذلَّتْ له الرِّقاب ، وخضعت له الأجساد ؛ ما هو؟
قال : ظلُّ اللهِ في الأَرْض ، فإذا أَحْسَن فله الأَجْر وعليكم الشُّكر ، وإذا
أساء فعليه الإصْر وعليكم الصَّبر.
هو الثّقل الذي يأصر حاملَه ؛ أي يحبسه في مكانه لفَرْط ثِقله ، والمراد الوِزر
العظيم.
ومنه حديث ابن عمر
: مَنْ حلف على يمينٍ فيها
إصْر فلا كفَّارة لها.
قيل : هو أن يحلف
بطَلَاق أو عِتَاقٍ أَوْ مَشْيٍ أو نَذْر. وكلُّ واحدة من هذه فيه ثِقَلٌ فادح على
الحالف ؛ لأنه لا يتفصّى عنه بكفارة كما يتفصَّى بها عن القسم بالله تعالى. وإنما
قيل للعهد إصْر ؛ لأنه شيء
أُصِرَ : أي عُقِد.
[إصطفل] : معاوية رضي الله عنه ـ بلغه أن صاحبَ الروم يريد أن
يَغْزو بِلادَ الشام أيام فتنة صِفِّين ، فكتب إليه يحلف بالله لئن تَمَمْتَ على
ما بلغني من عزمك لأُصَالحنَّ صاحبي ، ولأكوننَّ مقدّمته إليك ؛ فلأجعلنَّ
القُسْطَنْطِينيَّة البَخْرَاء حُمَمَةً سَوْدَاء ، ولأنتزِعَنَّك من المُلْكِ انتزاعَ الإصْطَفْلينَةِ ، ولأَرُدَّنَّكَ إِرِّيساً مِن الأَرَارِسَة تَرْعَى الدَّوَابِل.
هي الجَزَرة شامية
، والجمع بحذف التاء.
ومنه حديث القاسم
بن مُخَيْمرة رحمه الله تعالى : إنّ الواليَ ليَنْحِت أقاربَه أَمانته كما تنحِتُ
القَدوم الإِصْطَفِلينة ، حتى تَخْلُصَ إلى قلبها.
مرّ الإِرّيس في (أر).
الدَّوَابل
: جمع دَوْبل ، وهو الخنزير ، وقيل الجحش.
تَمَ
على الأمر : إذا
استمرّ عليه وتمّمه ، كما يقال : مضى
على ما عزم إذا
أمضاه.
اللام في لَئِن هي
الموطئة للقسم ، وقد لفَّ القسمَ والشرط ثم جاء بقوله : لأُصَالحن ؛ فوقع جواباً
للقسم وجزاءً للشرط دفعةً.
المُقَدِّمة : الجماعة التي تتقدَّم الجيش ؛ من قدَّم بمعنى تقدَّم ، وقد استعيرت لأول كلّ شيء فقيل منه :
مقدِّمة الكتاب ومقدِّمة الكلام ؛ وفتح الدال خَلف.
أَصَلة في (زه).
بالأُصْطُبَّة في (عل). الإِصْر في (وص).
__________________
الهمزة مع الضاد
[أضا] : النبي صلى الله عليه وسلم ـ أتاه جبريل وهو عند أَضَاةِ بَنِي غِفَار ، فقال : إن الله تعالى يأْمُرك أن تُقْرِىء
أُمَّتَك على سَبْعَةِ أَحْرُف.
هي الغدير.
الأحرف
: الوجوه
والأَنحاء التي ينحوها القراء ، يقال : في حَرْفِ ابن مسعود كذا ؛ أي في وَجْهِه
الذي يَنْحَرِفُ إليه من وُجُوه القِراءة.
ومنه حديثه الآخر
: نزل القرآن على سبعة أحرف كلّها كَافٍ شَافٍ فاقْرَءُوا كما عُلِّمتم.
الهمزة مع الطاء
[أطر] : النبي صلى الله عليه وسلم ـ ذكر المظالم التي وقعت فيها
بنو إسرائيل والمعاصي ، فقال : لا ، والذي نفسي بيده حتى تَأْخُذُوا على يَدَيِ الظالم وتَأْطِرُوه على الحقّ أَطْراً.
الأَطْر : العَطْفُ ، ومنه إطار المُنْخُل. قال طرفة :
[كأنَّ كِنَاسَيْ ضَالَةٍ يَكْنُفَانِها]
|
|
وأَطْرَقِسيٍّ
تَحْتَ صُلْبٍ مُؤَيَّدِ
|
حتى متعلقة بلا ،
كأن قائلاً قال له عند ذكره مظالمَ بني إسرائيل : هل نُعْذَر في تخلية الظالمين
وشأنهم؟ فقال : لا حتى تأخذوا. أي لا تعذرون حتى تَجْبُروا الظالم على الإذْعان
للحق ، وإعْطَاء النَّصَفة للمظلوم ؛ واليمينُ معترضةٌ بين لا وحتى ، وليست لا هذه
بتلك التي يجيء بها المُقْسم تأكيداً لِقَسمه.
[أطم ـ أطل] : لما خرج صلى الله عليه وسلم إلى أُحُد جعل نساءَه في أُطُم ، قالت صفيَّة بنت عبد المطلب : فأَطَلَّ علينا يَهُودِيٌّ
فقمتُ فضربتُ رأْسَه بالسَّيْفِ ، ثم رميتُ به عليهم ؛ فتَقَضْقَضُوا وقالوا : قد
علمنا أن محمداً لم يتركْ أهلَه خُلوفاً.
الأُطُم
: الْحِصن. ومنه حديثه
: إنه انطلقَ في رهْطٍ من أصحابه قِبَل ابن صَيَّاد ، فوجده يلعَب مع الصِّبيان
عند أُطُم بني مَغَالَة ، وقد قارب ابنُ صيّاد يومئذ الحلم ، فلم يشعر
حتى ضربَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ظَهْرَه بيده ، ثمَّ قال : أتشهدُ أني
رسولُ الله؟ فنظر إليه ابنُ صيّاد فقال : أشهدُ أنك رسولُ الأميين ، ثم قال ابنُ
صيَّاد له : أتشهد أني رسول الله؟ فرصَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال :
آمنت بالله ورسوله.
__________________
ومنه حديث بلال :
إنه كان يُؤَذِّنُ على أُطُمٍ
في دار حَفْصَة
يرقى على ظَلِفات أَقْتَابٍ مُغَرَّزَة في الجدار.
أَطَلَ
: أَشْرَفَ ،
وحقيقتُه أوفى بِطلَله وهو شَخْصُه ، وأَمّا أَظَلَّه فمعناه أَلْقَى عليه ظِلَّه
، يقال : أَظَلَّتهم السَّحَابَةُ والشَّجَرة. ثم اتُّسِع فيه فقيل : أَظَلَّه
أَمْرٌ ، وأظَلَّلنا شهرُ كَذَا ؛ والفرق بينهما أن أظَلَّ متعد بنفسه ، وأطل
يُعَدَّى بعَلى.
تقضقضوا : تفرَّقوا ، وهو من معنى القضّ لا من لفظه.
خُلوفاً : أي خالين من حَامٍ. يقال : القوم خُلوف إذا غابوا عن أهاليهم لرَعْي وسَقْي ، كأنه جمع خالف وهو
المستقِي. ويقال لمن تُركوا من الأهالي : خلوف أيضاً ؛ لأنهم خَلَفوهم في الديار ؛
أي بَقُوا بعدهم.
رصّه
: ضَغَطه وضمّ
بعضه إلى بعض.
الظَّلِفات
: الخشبات الأربع
التي تقَعُ على جَنْبي البعير.
[أطط] : أَنس ـ رضي الله عنه ـ قال ابنُ سيرين : كنتُ معَه في
يوم مَطِير حتى إذا كنَّا
بأَطَط والأرْضُ فَضْفَاضٌ صَلّى بنا على حمارٍ صلاةَ العصر ،
يومىء برأسه إيماء ، ويجعلُ السجود أَخفضَ من الركوع.
هو موضعٌ بين
البصرة والكوفة.
فَضْفَاض
: من قولهم :
الحوضُ ملآن يتفضفض ؛ أي يفيض من نواحيه امتلاء ، أراد كثرةَ المطر ، وإنما
ذَكَّره لأنه أراد وَاد أو أَبطح فَضْفَاض ، أَو تأوَّل الأرض بالمكان كقوله :
*ولا أرضَ أَبْقَلَ
إبْقَالها *
__________________
وقد سهّل أمرَه
أنه وإن كان صفة فليس له فعل كأسماء الفاعلين والصفات المشبهة ، فضرب له هذا
سَهْماً في شبهِ الأسماء الجامدة.
مَطير : فعيل بمعنى فاعل ، لقولهم : ليلة مطيرة ، كأنه مَطرُ فهو مطير ، كقولهم : رفيع وفقير من رَفُع
وفَقُر المتروك استعمالُهما.
[أطر] : عمر بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ سئل عن السنّة في قصِّ
الشارب ، فقال : أنْ تَقُصَّه حتى يَبْدُو
الإطارَ.
هو حرف الشّفَة
المحيطُ بها.
[أطّ] : في الحديث : أَطَّتِ
السماءُ ، وحَقَّ
لها أَنْ تَئِطّ ؛ فما فيها موضعُ شِبرٍ إلا وفيه مَلَك قائم أو راكع أو
ساجد.
الأطيط : الحَنَين والنقيض ، والمعنى أن كثرة ما فيها من الملائكة أثقلتها حتى
أنقضتها ، وهذا مثلٌ وإيذان بكثرة الملائكة وإن لم يكن ثمَّة أَطِيط.
أهل أَطِيط في (غث). فأَطَره في (وط). وأْتَطَى العِشَاء في (وط).
الهمزة مع الفاء
[أفك] : النبي صلى الله
عليه وآله وسلم ـ قال لبشير ابن الخَصاصِيَة : ممن أَنْت؟ قال : مِنْ رَبيعة. قال
: أنتم تزعمون لو لا ربيعة لَائْتَفَكَتِ الأرْضُ بمَنْ عَليها.
أي لانقَلَبتْ
بأَهْلِها ، من أفكه
فَائْتَفَكَ. ومنه
الإفك : وهو الكذب ؛ لأنه مقلوبٌ عن وجهه ، والمعنى : لولاهُمْ
لهَلك الناس.
تزعمون
بمعنى تقولون ،
ومفعولها الجملة بأسْرِها.
[أفف] : أبو الدرداء رضي الله عنه ـ نعم الفارس عُويْمِرٌ غيرُ أُفَّةٍ.
أي غيرُ جبانٍ ،
وهو من قولهم : أفّ
له أي نتْناً
ودَفْراً ، يقوله المتضجر من الشيء ، فكأنّ أصله غير ذي أفةٍ ؛ أي غير متأفف من القتال. وقولهم للجبان : يَأْفُوف من هذا أيضاً ، وغير خبر مبتدأ محذوف تقديره هو غير أُفّة.
وأما حديث :
فأَلْقَى طَرَف ثوْبِه على أَنْفِه ثم قال : أُفّ
أفّ. ـ فهو اسم للفعل الذي هو أتضجر أو أتكره مبني على الكسر.
__________________
[أفد] : الأحنف ـ رضي الله عنه ـ خرجنا حُجَّاجاً ، فمررنا
بالمدينة أيام قَتْل عثمان ، فقلت لصاحبي : قد
أَفِدَ الحجُّ ، وإني لا
أرى الناس إلا قد نَشِبوا في قَتْل عثمان ، ولا أراهم إلا قاتليه.
أَفِد : حان وقته. قال النابغة :
أَفِد الترحُّل
غيرَ أنّ رِكابنا
|
|
لمَّا تَزُل
برحالنا وكأنْ قَدِ
|
نشِبوا : أي وقعوا
فيه وقوعاً لا منزع لهم عنه.
أفَّاق في (بج).
والأَفْن في (سأ). المؤتفكات في (رس). أَفِيقة في (دب). أَفِيق في (سف).
الهمزة مع القاف
[أقط] : في (ثو).
أقِطاً أَمْ تمراً في (شع).
الهمزة مع الكاف
[أكل] : النبي صلى الله عليه وسلم ـ قال بعضُ بني عُذرة : أتيته
بتَبوك ، فأخرج إلينا ثلاث أُكَلٍ
من وَطِيئة.
جمع أُكْلة وهي القُرْص.
الوطيئة : القعيدة. وهي الغِرَارة التي يكون فيها الكَعْك
والقَدِيد ؛ سميت بذلك لأنها لا تُفَارق المسافر ، فكأنها تواطِئه وتقاعده.
__________________
[النبي صلى الله
عليه وسلم] ـ ما زالت أُكْلَةُ خَيْبَرَ تُعَادُّني ، فهذا أَوَانَ قَطَعتْ أبهَرِي.
هي اللّقمة.
المعادّة : مُعَاودة الوجع لوقت معلوم. وحقيقتها أنه كان يحاسب
صاحبه أيام الإفاقة ، فإذا تم العدد أصابه ، والمراد عادَّته أُكلة خَيْبَر فحذف.
الأَبهر : عرق مُسْتَبْطن [في] الصلبِ والقلبُ متصل به ، فإذا
انقطع مات صاحبه. قال :
ولِلْفُؤَادِ
وَجِيبٌ تَحْتَ أَبْهَرِهِ
|
|
لَدْمَ الغُلامِ
وَرَاءَ الغَيْبِ بالحَجَرِ
|
أوانَ : يجوز فيه
البناء على الفتح ، كقوله :
*على حينَ عاتبتُ
المشيبَ على الصّبا *
نهى عن المُؤَاكَلَةِ.
هي أن يتحف الرجل
غَريمه فيسكت عن مطالبته ؛ لأن هذا
يأكل المال وذلك يأكل التحفة فهما
يتآكلان.
أُمِرْتُ
بقَرْيَةٍ تَأْكُلُ القُرَى ، يقولون يثرب.
أي يفتح أهلُها
القرى ويغنمون أموالها ؛ فجعل ذلك أَكلاً منها للقرى على سبيل التمثيل ، ويجوز أن
يكون هذا تفضيلاً لها على القرى ، كقولهم : هذا حديث يَأْكُل الأحاديث. وأسند تسميتها يثرب إلى الناس تحاشياً من معنى
التثريب. وكان يسميها
طَيْبة وطَابَة.
يقولون : صفة
للقرية ، والراجع منه إليها محذوف والأصل يقولون لها.
عمر رضي الله عنه
ـ ألله ليضربنَّ أحدُكم أَخَاه بمِثْلِ آكِلَةِ اللحم ، ثم يَرى أني لا أُقيدُهُ منه ، والله لأقِيدَنَّهُ
منه.
__________________
قيل : هي السكِّين
، وأكْلُها اللَّحْم : قَطْعها له ، ومثلها العصا المحددة أو غيرها. وقيل : هي النار ،
ومثلها السِّياط ؛ لإحراقها الجلد.
ألله : أصله أبا
الله ، فأضمر الباء ، ولا تُضْمر في الغالب إلا مع الاستفهام.
يرى : يظنّ.
في الحديث :
لُعِنَ آكِلُ الرِّبا ومُؤْكلُه.
أي مُعْطِيه.
[أكأ] : لا تَشْرَبُوا إلّا مِنْ ذِي إكَاء.
أي من سقاء له إكَاء ، وهو الوِكَاء.
الأَكُولة في (غذ).
الأُكْرَة في (زق) المَأْكَمَة في (زو). أُكْلَها في (زف). أَكْلةً أَو أَكْلتين
في (شف). مَأْكُول في (هب).
الهمزة مع اللام
[أل] : النبي صلى الله عليه وسلم ـ عجب رَبُّكم مِن أَلِّكُمْ وقُنُوطِكم وسُرْعَةِ إجابته إياكم.
ورُوِي : مِنْ
أَزْلِكم.
الأَلّ
والأَلَل والأَلِيل
: الأنين ورَفْع
الصوت بالبكاء.
والمعنى أن
إفراطكم في الجُؤَار والنَّحِيب ، فعلَ القانطين من رحمة الله ، مُستغربٌ مع ما
تَرَوْن من آثار الرَّأْفة عليكم ، ووَشْك الاستجابةِ لأدِعيتكم.
والأَزْلُ : شدَّةُ اليأْس.
ويلٌ للمتأَلِّين من أُمتي.
قيل : هم الذين
يحلفون بالله متحكّمين عليه فيقولون : والله إن فلاناً في الجنة وإن فلاناً في
النار.
ومنه حديث ابن
مسعود : إن أبا جهل قال له : يا بنَ مسعود لأقْتلنّك. فقال : من يتألّ على الله
يكذِّبه. والله لقد رأيتُ في النوم أني أخذت حَدَجَة حَنْظل فوضعتها بين كتفيك ،
__________________
ورأَيتني أضرب
كَتِفَيْك بنَعل ، ولئن صَدَقَتِ الرؤيا لأَطأَنّ على رقبتك ، ولأَذبحنّك ذبح
الشاة.
لأقْتُلنَّك :
جواب قسم محذوف ، معناه واللهِ لأَقتلنَّك ، ولهذا قال : من يتألَ على الله يكذِّبْه ؛ أي من يُقسم به متحكماً عليه لم يصدّقه
الله فيما تحكَّم به عليه ، فخيّب مَأْمُوله.
الحَدَجَة : ما صَلُب واشتد ولمّا يستحكم إدراكه من الحنظل أو
البِطيخ.
[ألب] : إن الناسَ كانوا علينا
أَلْباً وَاحِداً.
فيه وجهان :
أحدهما أن يكون مصدراً ، من أَلَب
إلينا المالُ إذا
اجتمع ، أو من أَلَبْناه
نحن إذا جمعناه ،
أي اجتماعاً واحداً أو جمعاً واحداً. وانتصابُه إما على أنه خبر كان على معنى ذوي
اجتماع أوْ ذَوِي جَمْع ، وإمَّا على أنه مصدر
أَلَّبُوا الدَّال عليه :
كانوا علينا ؛ لأن كونهم عليهم في معنى التألّب
عليهم والتعاون
على مُنَاصَبتهم. والثاني : أن يكون معناه يداً واحدة ، من الإِلْب وهو الفِتْرُ. قال حسّان :
والنَّاسُ إلْب
علينا فيك ليس لنَا
|
|
إلا السُّيوف
وأَطْرَاف القَنَا وَزَرُ
|
تَفَل في عَيْنِ
علي ، ومسحها بأَلْيَةِ إبهامه.
هي اللحمة التي في
أصلها ، كالضَّرَّة في أَصل الخنصر.
[ألت] : عمر رضي الله عنه ـ قال له رجلٌ : اتَّق الله يا أميرَ
المؤمنين. فسمعها رجل فقال : أَتَأْلِتُ
على أميرِ
المؤمنين؟ فقال عمر رضي الله عنه : دَعْهُ فلن يَزَالوا بخير ما قالوها لنَا.
يقال : أَلَتَه يميناً إذا أَحْلَفَه ، وتقول العرب : ألتُّكَ باللهِ لمَا فَعَلتَ. وإذا لم يعطك حقَّك فقيِّدْه بالأَلْتِ. وهو من أَلته
حقَّه إذا نَقَصه
؛ لأن من أحلفك فهو بمنزلة مَنْ أخذ منك شيئاً ونقصك إياه. ولما كان من شأن
المُحْلِف الجسارةُ على المحرَج إلى اليمين والتشنيعُ عليه قال : أَتَأْلِتُ على أميرِ المؤمنين؟ بمعنى أَتجسر وتشنِّع عليه فِعْل الآلت
؛ والضمير في «فسمعها ، وقالوها» للمقالة التي هي : اتَّقِ الله.
__________________
[ألف] : ابن عباس رضي الله عنهما ـ لقد عَلِمَتْ قريشٌ أن أوَّل
من أخذَ لها
الإِيلافَ وأَجازَ لها
العِيَرات لَهَاشم.
الإيلاف
: الحبل ؛ أي
العَهد الذي أخذه هاشم بن عبد مناف من قيصر وأشرافِ أحياء العرب لقومه بأَلّا
يُتَعرض لهم في مُجتازاتهم ومسالكهم في رحلتهم. وهو مصدر من آلفه بمعنى ألِفَه
؛ لأن في العهد ألفةً واجتماعَ كلمة ، ويقال له أيضاً : إلْف وإلَاف. قال :
زَعَمْتم أنّ إخْوَتَكم
قُرَيْشٌ
|
|
لهمْ إلْف ولَيْسَ
لَكم إلَافُ
|
العِيَرات
: جمع عِيْر. قال
الكميت :
عِيرات الفِعال
والحسَب العَوْ
|
|
دِ إليهم
مَحْطُوطةُ الأعْكَامِ
|
قال سيبويه :
أجمعوا فيها على لغة هذيل ، يعني تحريك الياء في مثل قوله :
* أَخُو بَيَضَاتٍ
رائحٌ مُتَأَوِّبُ *
وكان القياسُ
التسكين ، وأن يقال عِيْرات كما يقال بَيْضات.
[ألي] : ابن عمر رضي الله عنهما ـ كان يقوم له الرَّجُلُ من إلْيَتِه ـ ورُوي من لِيَةِ نفسه ـ وروي من لِيَّتِه
، فما يجلسُ في
مجلسه لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لا يقيمنّ أحدُكم أخاه فيجلس في
مكانه.
الإلية واللِّيَة : كلتاهما فِعْلة من ولي ، فقلبت الواو همزة أو حُذِفت.
والمعنى : كان يلي
القيام طيّبة به نفسه من غير أن يُغْصَب عليه ، ويُجبَر على الانزعاج من مجلسه.
وأما اللِّيَّة فالأَقْرِباء الأَدْنون من اللَّيّ ؛ لأنَّ الرجالَ
يُنْتَطَقُ بهم ، فكأنه يَلْوِيهم على نفسه.
ومعناه : كان يقوم
له الرجل الواحد من أَقاربه. ويقال في الاقارب أيضاً : لِيَة بالتخفيف من الوَلْي وهو القُرْب.
[ألب] : ابن عمر رضي الله عنهما ـ ذكر البصرة فقال : أَمَا إنّه
لا يُخْرِجُ أَهْلَهَا مِنْها إلّا
الأُلْبَةُ.
هي المجاعة ، من التأَلُّب وهو التجمّع ؛ لأنهم في القَحْط يخرجون جماعة إلى الامتيار.
__________________
البراء رضي الله
عنه ـ السجود على أَلْيَتيِ
الكفِّ.
أَرَادَ أَلْيَة الْإبْهام وضَرَّةَ الْخِنْصَر ، فغلَّبَ ؛ كقولهم :
العُمَران والقَمَران.
[أله] : وُهيب رضي الله عنه ـ إذا وقع العَبْدُ في أُلْهَانِيَّةِ الرَّبِّ ، ومُهَيْمِنِيّةِ الصدِّيقين ، ورَهْبَانِيَّةِ
الأَبْرَار لم يجدْ أحداً يأْخُذ بقَلْبه ولا تلحقه عينه.
هذه نسبة إلى اسم
الله تعالى ، إلا أنه وقع فيها تغيير من تغييرات النسب ، واقتضابُ صيغةٍ ، ونظيرها
الرُّجولية في النسبة إلى الرجل ؛ والقياس إلهية ورَجُلِية كالمهيمنيّة والرَّهْبَانية في النسبة إلى
المهيمن والرَّهبان ؛ والرَّهْبَان
: وهو الرَّاهب
فَعلان مِنْ رَهِب ، كغَضْبان من غضب.
والمهيمن : أصله مُؤَيْمِن ، مُفَيْعِل من الأمانة. والمراد الصفات
الإِلهية والمعاني المهيمنية والرَّهبانية ؛ أي إذا علّق العبدُ أفكاره بها وصرف
وَهْمهُ إليها أَبْغَضَ الناسَ ، حتى لا يميل قلبُه إلى أحد ولا يطمح طرْفُه نحوه.
[ألس] [ألق] : في الحديث : اللهم إنَّا نَعُوذُ بك من الألْسِ والأَلْقِ والكِبْر والسَّخِيمة.
الأَلْس
: اختلاط العقل ،
قال المتلمس :
* إني إذن لضعيفُ
الرأي مَأْلُوس *
وقيل : الخيانة ،
قال الأعشى :
*هُمُ السَّمنُ
بالسَّنُّوت لَا أَلْسَ فيهمُ *
الأَلْق
: الجنون ، أُلِقَ فهو
مأْلُوق. وقيل : الكذب ، أَلَقَ يأْلِق فهو
آلِق : إذ انبسط لسانُه
بالكذب.
السخيمة : الحِقْد.
إلّ الله الأرض في
(هض). وهو إليك في (خش). اللهمّ إليك في (ور). تُؤْلِتُوا أعمالَكم في (حب).
وَفِيّ الأَلّ في (غث). لم يخرج من إلّ في (نق). المآلي في (أب).
__________________
آل ، وأَلّى في (أو).
لم آلُه في (ثم). إيلاء في (حد). الأُلوّة في (لو). علمي إلى علمه في (قر).
الهمزة مع الميم
[أم] : النبي صلى الله عليه وسلم ـ إن الله تعالى أَوْحَى إلى
شَعيا أني أبعث أَعْمَى في عُميان وأُميًّا في أميين
؛ أُنَزل عليه
السكينة وأُؤيده بالحكمة ، لو يَمُرُّ إلى جنب السراج لم يطفئه ، ولو يمرّ على
القَصَبِ الرَّعْراع لم يُسْمَع صَوْتُه.
نسب الأُميّ إلى أمة العرب حين كانوا لا يُحسنون الخطّ ويخطّ غيرُهم من سائر الأمم ، ثم بقي الاسم وإن استفادوه بَعْدُ. وقيل : نسب إلى الأُمّ ؛ أي هو كما ولدته أمُّه.
السكينة : الوقار والطُّمَأْنينة. فعيلة من سكَن كالغَفِيرة من
غفَر. وقيل لآية بني إسرائيل سكينة ؛ لسكونهم إليها.
الرَّعْرَاع
: الطويل المهتزّ
، من تَرَعْرُع الصَّبيِّ وهو تحرّكه وإيقاعه ، ومن تَرَعْرُع السرابِ وهو اضطرابه. وُصِف بأنه بلغ من توقّرِه وسكون
طائره أنه لا يُطْفِىء السراجَ مرورُه به مُلاصِقاً له ، ولا يحرك القصبَ الطويل
الذي يكاد يتحرك بنفسه حتى يسمعَ صوتُ تحركه.
[أمم] : كان يحبُّ بِلالاً ويُمَازِحُه ، فرآه يوماً وقد خَرَج
بطنُه فقال : أمّ
حُبَينٍ.
هي عِظَاية لها
بَطْن بارز ؛ من الحبَن
وهو عِظَم البطن.
[أمر] : إن أميري
من الملائكة
جبريل.
هو فَعيل من المُؤَامرة وهي المشاورة ، قال زهير :
وقال أميري هل
ترى رأْيَ ما نَرَى
|
|
أَنختله عن
نَفْسِه أم نُصَاوِله
|
ومثله العَشِير
والنَّزِيل ، بمعنى المعاشر والمنازل ، وهو من الأَمْر ؛ لأن كل واحدٍ منهما يُبَاثُّ صاحبه أمره ، أو يصدر عن رَأْيه وما
يأمرُ به. والمراد
وَليِّي وصَاحِبي الَّذي أَفزَع إليه.
[أمع] : ابن مسعود رضي الله عنه ـ لا يَكُونَنَّ أَحَدُكُمْ إمَّعَةً
. قِيل : وما
اْلإمَّعَةُ؟ قال : الذي يقول
: أَنَا مع الناس.
وعنه : اغْدُ
عالِماً أوْ مُتَعَلِّماً ولا تَغْدُ
إمَّعَة.
__________________
وعنه كنا نَعُدُّ الإمَّعَة في الجاهلية الذي يتْبَعُ الناسَ إلى الطَّعَامِ من غيرِ
أَنْ يُدْعَى ؛ وإنَ الإمَّعَة فِيكم اليومَ المُحْقِبُ النَّاسَ دينَه.
الإِمَّعَة : الذي يَتْبَع كلَّ ناعقٍ ، ويقول لكل أحد : أنا مَعك ؛
لأنه لا رَأْيَ له يرجع إليه.
ووَزْنه فِعَّلة
كدِنَّمَة ، ولا يجوز الحكم عليه بزيادة الهمزة ؛ لأنه ليست في
الصفات إفْعَلة ، وهي في الأسماء أيضاً قليلة.
المُحُقِب
: المُرْدِف ، من الحقيبة ، وهي كل ما يجعله الراكب خَلْف رحله.
ومعناه المقلّد
الذي جعل دينه تابعاً لدينِ غيره بلا رَوِيَّة ولا تحصيل بُرْهان.
[أمم] : حُذيفة رضي الله عنه ـ مَا مِنَّا إلَّا رجلٌ به آمَّة يُبَجِّسُها الظُّفْر .
هي الشجَّة التي
تبلغ أُمَ الرأس ، والمَأْمُومة مثلها. يقال : أَمَمْتُ
الرجلَ بالعصا إذا
ضربتَ أمَ رأسه ؛ وهي الجلدة التي تجمَعُ الدِّماغ ، كقولك : رأَسْتُه
وصَدَرْتُه وظهَرْتُه : إذا ضربتَ منه هذه المَوَاضع ؛ فالآمّ : الضَّارب ، والمأمومة
: أم الرأس. وإنما قيل للشجة
آمَّة ومأمومة بمعنى ذاتُ أَم
، كقولهم : رَاضية
، وسيل مُفْعم.
وفي الحديث : في الآمَّة ثُلث الدِّيَة ـ وروي في المأْمُومة.
يُبَجِّسُها : يُفَجِّرها. أراد ليس منا أحد إلا به عَيب فاحش. وضربَ
الشجّة الممتلئةَ من القَيْح البالغةَ من النُّضْجِ غايتَه التي لا يعجز عنها
الظّفر فيُحتاج إلى بَطِّها بالمِبْضَع مثلاً لذلك.
[أمت] : الخُدْرِيّ رضي الله عنه ـ إن الله حرَّم الخمر فلا أَمْتَ فيه.
أي لا نَقْصَ في
تحريمها.
يعني أنه تحريم
بليغ ، من قولهم : ملأ مَزادتَه حتى لا
أَمْتَ فيها ؛ أو لا شكّ
، من قولهم : بيننا وبين الماء ثلاثة أميال على الأَمْت
؛ أي على الْحَزْر
والتَّقْدِير ؛ لأن الحَزْر ظنٌّ وشكّ. أو لَا لينَ ولا هَوَادة ، من قولهم : سار
سيراً لا أَمْتَ فيه.
ابن عباس ـ رضي
الله عنهما ـ لا يزالُ أَمرُ هذه الأمة مُؤَامًّا ما لم يَنْظُرُوا في الوِلْدَانِ
والقَدَرِ.
المُؤَامّ
: المُقَارِب ؛
مُفَاعل من الأَمِّ وهو القَصْد ؛ لأن الوسطَ مشارف للتناهي مُقَارِب له ، قاصدٌ
نحوَه ، وقولهم : شيء قَصْد ، والاقتصاد يشهد لذلك.
ومنه الحديث : لا
تزالُ الفِتْنَة مُؤَامًّا بها ما لم تَبْدأْ من الشَّام.
__________________
ومُؤَامّ ههنا تقديره مُفَاعَل بالفتح ؛ لأَن معناه مقارَباً بها.
والباءُ للتّعدية.
الوِلْدانِ
: أطفال المشركين
، أراد ما لم يتنازعوا الكلام فيهم وفي القَدَر.
[أمه] : الزهري رحمه الله ـ مَن امْتُحِن في حدٍّ فأَمِهَ ، ثم تَبَرَّأَ فليْسَتْ عليه عقوبة ، وإن عُوقب فأَمِهَ فليس عليه حَدٌّ إلا أن يَأْمَه
من غَيْر
عُقُوبةٍ.
الأَمَه
: النِّسيان. وفي
قراءة ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : وَادَّكَرَ بَعْدَ أَمةٍ [يوسف : ٤٥]. ولما كان في نسيان الشيء تَرْكُه وإغفاله ؛
ولهذا فُسِّر قوله تعالى : (فَنَسِيتَها) [طه : ١٢٦] بالترك ، قال : فأَمِه
؛ أي ترك ما كان
عليه من التبرؤ والجحود تَرْكَ الناسي له ، ومعناه يؤول إلى الاعتراف.
[أمد] : الحجاج ـ قال للحسن : ما
أَمَدُك يا حَسن؟ قال :
سنتان من خلافة عمر رضي الله عنه. فقال : والله لعَيْنُك أكبرُ من أَمَدك.
أراد بالأمَد مبلغ سنّه والغاية التي ارتقى عليها عددُ سنِّه ، قال
الطرمَّاح :
كلُّ حيٍّ
مستكمِلٌ عدةَ العُمْ
|
|
رِ ومُودٍ إذا
انْقَضَى أَمَدُه
|
سنتان
: أي صدر ذلك
وأوله سنتان ؛ فحذف المبتدأ ؛ لأنه مفهوم. ومعناه : ولدت وقد بقيت سنتان من خلافة
عمر.
[أمم] : في الحديث ـ كانوا
يتأَمَّمُونَ شِرَارَ ثِمَارهم
في الصّدَقة.
أي يقصِدون ، وفي
قراءة عبد الله : ولا
تَأَمَّمُوا الخَبِيث [البقرة
: ٢٦٧].
[أمر] : إن آدم لما زَيَّنَتْ له حَوَّاءُ الأكْلَ من الشجرَةِ ،
فأكل منها فعاقبه الله قال : من يُطِعْ إمَّرَةً لا يأكلْ ثمرَة.
هي تأنيث الإمَّر : وهو الأَحمق الضعيف الرأي الذي يقولُ لغيره : مُرْني بأَمْرِك.
والمعنى : من عمل
على مشورة امرأةٍ حمقاء حُرِم الخير.
ويجوز أن تكون الإمّرة ـ وهي الأنثى من أولاد الضَّأْن ؛ كناية عن المرأة ، كما
يكنون عنها بالشاةِ.
[أمن] : الأَمَانةُ غِنى.
__________________
أي من شُهر بها
كثر مُعَامِلوه فاستَغْنَى.
مأْمُورة في (سك).
الإِمَاق في (صب). ويُؤْتَمَنُ
الخائن في (تح).
تقع الأَمَنَة في (هر). لا يَأْتَمِر رَشَداً في (هي). بإمَّرة في (ضر).
يوم أَمَار في (حص). في تَامُورَته في (حب). أُمّ القُرَى في (بك). وأَمْر العامّة
في (خص). أُمَّة في (رب) أَمِير أَو مَأْمُور في (قص). وأَمِيناً في (خي).
الهمزة مع النون
[أنى] : النبي صلى الله عليه وسلم ـ إن رجلاً جاء يوم الجمعة
ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يخطب ، فجعل يتخَطّى رقابَ الناسِ حتى صلَّى مع
النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فلما فرَغ من صلاته قال : أمَا جَمَّعْتَ يا فلان؟ فقال
: يا رسول الله ؛ أما رأيتني جمّعتُ معك؟ فقال : رَأَيتك آنَيْتَ وآذَيْتَ.
أي أخَّرت المجيء
، قال الحطيئة :
وآنَيْتُ
العَشاءَ إلَى سُهَيلٍ
|
|
أو الشِّعْرَى
فَطَال بي الأَنَاءُ
|
وهو من التأني.
حُكْمُ جعل في مثل
هذا الموضع حكم كاد في اقتضائه اسماً وخبراً هو فعلٌ مضارع في تأويل اسم فاعل.
وبينهما من طريق المعنى مسافةٌ قصيرة ؛ وهي أنّ كاد لمقاربة الفعل ومُشَارفته ،
وجعل لابتدائه والخوض فيه.
التجميع
: إتيان الجمعة
وأداءُ ما عليه فيها.
والمعنى أنه جعل
تجميعه في فَقْد الفضيلة لإيذائه الناس بالتخطي وتأخيره المجيء كَلَا تجْميع ؛
ونظيره لا صلاةَ لجار المسجد إلا في المسجد.
[آنك] : من استمع إلى حديثِ قومٍ وهُمْ له كارِهون صُبَّ في
أُذُنيه الآنُكُ يَوْمَ القِيامة ـ وروي : ملأ الله مسامعه من البَرَم ـ وروي :
ملأ الله سَمْعَه من البَيْرَم.
الآنُك
: الأُسْرُبّ
أعجمية.
ومنه حديثه : مَنْ
جَلَس إلى قَيْنَةٍ لِيَسْتَمِعَ منها صُبَّ في أُذُنَيه الآنُكُ يَوْمَ القِيامة.
البَرَم
والبَيْرَم : الكُحْل المُذَاب.
__________________
القوم
: الرجال خاصة.
قال الله تعالى : (لا يَسْخَرْ) قَوْمٌ
(مِنْ قَوْمٍ عَسى
أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ) [الحجرات : ١١].
وقال زهير :
* أقومٌ آلُ
حِصْنٍ أَمْ نِسَاءُ *
وهذه صفة غالبة.
جمع قائم كصاحب وصَحْب ، ومعنى القيام
فيها ما في قوله
تعالى:(الرِّجالُ) قَوَّامُونَ
(عَلَى النِّساءِ) [النساء : ٣٤].
الواو في وهم :
واو الحال ، وهي مع الجملة التي بعدها منصوبة المحل ، وذو الحال فاعل استمع
المستترُ فيه ، والذي سوَّغ كينونتها حالاً عنه تضمُّنها ضميره. ويجوز أن تكون
الجملة صفةً للقوم ، والواوُ لتأكيد لصوق الصِّفة بالموصوف ، وأن الكراهةَ حاصلةٌ
لهم لا محالة. ونظيره قوله تعالى : (وَيَقُولُونَ
سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ) [الكهف : ٢٢].
المَسَامِع
: جمع مِسْمَع ، وهو آلة السمع ، أو جَمْع سَمْع على غير قياس ، كمَشابِه
ومَلَامح في جمع شَبَه ولَمْحة ، وإنما جُمِع ولم يثنّ لإرَادته المِسْمَعَينِ وما
حولهما مبالغة وتغليظاً.
القَيْنَة عند العرب : الأمَة. والقَيْن
: العبد. ولإن
الغناء أكثر ما كان يتولاه الإماء دون الحَرَائر سميت المغنية قَيْنة.
[أنف] : في قصة خروجه إلى المدينة وطلب المشركين إيّاه ـ قال
سُراقةُ بن مالك : فبينا أنا جالس أقْبَل جالس أقْبَل رجل فقال : إني رأيت آنِفاً أَسْوِدَةً بالساحل أَراهم محمداً وأصحابَه. قال : فقلتُ :
ليسوا بهم ، ولكن رأيتُ فلاناً وفلاناً وفلاناً انطلقوا بُغْيَاناً.
آنفاً : أي الساعة ، من ائْتِنَاف
الشيء وهو
ابتداؤُه ، وحقيقتُه في أول الوقت الذي يقرب منّا.
ومنه : إنه قيل له
: مات فلان ، فقال : أليس كان عندنا
آنِفاً؟ قالوا : بلى!
قال : سبحان الله! كأنها أَخْذَة على غَضَب. المحروم : من حُرم وصيته.
الأَسْوِدَة : جمع سَوَاد ،
وهو الشّخص.
__________________
البُغْيان
: الناشدون ، جمع
باغٍ ، كرَاعٍ ورُعيان.
المؤمنون هَيْنُون
لَيْنُون كالجمل الأَنِف
، إن قِيدَ انقاد
، وإن أُنيخ على صخرة استناخ.
أَنِف
البعير : إذا
اشتكى عَقْرَ الخِشَاش أَنْفَه
، فهو أَنِف. وقيل : هو الذّلول الذي كأنه يأْنَف من الزَّجْرِ فيُعْطِي ما عنده ويسلس لقائِده. وقال أبو
سعيد الضرير : رواه أبو عبيد : كالجمل الآنِف
، بوزن فاعل ، وهو
الذي عَقَره الخِشَاش ؛ والصحيح الأَنِف
على فَعِل ،
كالفَقِر والظَّهِر.
والمحذوفة من ياءي
هين ولين الأولى. وقيل الثانية.
الكاف مرفوعة
المحلّ على أنها خبر ثالث ، والمعنى : أَن كل واحد منهم كالجمل الأَنِف.
ويجوز أن ينتصب
محلها على أنها صفةٌ لمصدر محذوف تقديره لَيْنُون ليناً مِثْلَ لين الجمل الأنِف.
[أنس] : قال لرافع حين مسح بطنَه فألقى شحمة خضراء : إنه كان فيه
سبعة أناسيّ.
جمع إنسان ، يعني سبْعَ أعين.
إنَّ المهاجرين
قالوا : يا رسولَ الله ؛ إن الأَنصارَ قد فَضَلوا ؛ إنهم آوَونا وفعلوا بنا
وفعلوا. فقال : ألستُم تعرفون ذلك لهم؟ قالوا : بلى! قال : فإنّ ذاك.
ذاك : إشارة إلى
مَصْدر تعرِفون ، وهو اسم إن ، وخبرها محذوف ، أي فإن عرفانكم المطلوبُ منكم
والمستحقُّ عليكم. ومعناه أن اعترافَكم بإيوائهم ونَصْرِهم ومعرفتكم حقَّ ذلك ـ ما
أنتم به مطالَبُون ، فإذا فعلتموه فقد أدّيتم ما عليكم.
ومثله : قول عُمر
بن عبد العزيز لقرشيّ مَتَّ إليه بقرابةٍ : فإنّ ذَاك. ثم ذكر حاجَتَهُ فقال :
لعلَّ ذاك.
أي فإن ذاك
مُصدَّق ، ولعل مطلوبك حاصل.
[أنح] : عمر رضي الله عنه ـ رأَى رجلاً يَأْنحُ ببَطْنِه ، فقال : ما هذا؟ فقال : بركةٌ من الله. فقال :
بل هو عذابٌ يعذّبك الله به.
الأُنُوح
: صَوْتٌ من الجوف
معه بُهْر يعتري السمين والحاملَ حِمْلاً ثقيلاً. قال يصف مَنْجَنِيقاً :
ترى الفِئَام
قياماً يأْنَحُونَ لها
|
|
دأْبَ المُعَضّل
إذ ضاقت مَلَاقيها
|
__________________
[أنكليس] : علي رضي الله عنه ـ بعث عماراً إلى السوق فقال : لا
تَأْكلُوا الأَنْكَلِيسْ من السمك.
قيل : هو الشَّلق
، وقيل : سمك شبيه بالحيَّات ، وتزعم الأطباء أنه رديء الغذاء وكرهه لهذا لا
لأَنِه محرم. وفيه لغتان الأنكليس
والأنقليس بفتح الهمزة واللام ، ومنهم من يكسرهما.
[أندرورد] : أقبل وعليه أَنْدَرْوَرْدِيَّةٌ.
الأَنْدَرْوَرْد : نوع من السراويل مشمَّر فوق التُّبّان يُغَطّي الركبة.
ومنه حديث سَلمان قالت
أم الدرداء : زارنا سلمان من المدائن إلى الشام ماشياً ، وعليه كساء وأَنْدَرْوَرْد.
والأَنْدَرْوَرْدية منسوبة إليه ؛ أي سراويل من هذا النوع.
[أنن] : ابن مسعود رضي الله عنه ـ إنَّ طُولَ الصَّلَاةِ وقِصَر
الْخُطْبَةِ
مَئِنَّةٌ من فِقْه الرجل
المسلم.
قال أبو زيد : إنه
لَمِئَنّةٌ من ذاك ، وإنهن لمَئِنّة : أي مَخْلَقة. وكل شيء دلّك على شيء فهو مئِنة له. وأنشد!
ومَنْزِلٍ مِنْ
هَوَى جُمْلٍ نَزَلْتُ بِهِ
|
|
مَئِنَّة مِنْ
مَرَاصيدِ المَنِيَّات
|
وأنشد غيره :
نَسْقي على دَرَّاجَةٍ
خَرُوس
|
|
[مَعْصُوبَةٍ بين رَكايا شُوسِ]
|
مَئِنَّةٍ
من قَلَتِ
النفوسِ
|
ويقال : إن هذا
المسجد مَئِنّة للفقهاء. وأنت عمدتنا ومَئِنّتنا.
وحقيقتها أنها
مَفعِلة من معنى إنّ
التأكيدية غير
مشتقة من لفظها ؛ لأَنَّ الحروف لا يُشتق منها. وإنما ضمنت حروفَ تركيبها لإيضاح
الدلالة على أن معناها فيها. كقولهم : سأَلتُكَ حاجة ، فلَا لَيْتَ فيها. إذ قال :
لا ، لا. وأَنْعَمَ لي فلان إذا قال : نعم. والمعنى : مكان قول القائل : إنه كذا. ولو قيل : اشتُقَّتْ من لَفْظِها بعدما جُعلت اسماً ،
كما أعربت ليت ولو ونُوِّئَتَا في قوله :
*إن لَوًّا وإنَ لَيْتاً عَنَاءَ*
كانَ قَوْلاً.
__________________
[أنث] : النَّخَعي كانوا يكرهون المُؤَنَّثَ
من الطِّيبِ ، ولا
يرون بذُكُورَتِه بأْساً.
هو ما يتطيَّب به
النساء من الزَّعْفَران والخَلُوق وما له رَدْع.
والذكورة : طِيب الرجال الذي ليس له رَدْع ، كالكافور والمِسْك
والعود وغيرها.
التاء في الذكورة
لتأنيث الجمع ، مثلها في الحزُونة والسّهولة.
[أنف] : وفي الحديث ـ لكلِّ شيء
أَنْفَةٌ ، وأَنْفَة الصَّلَاةِ التَّكبيرَةُ الأُولى.
أي ابتداءٌ
وأَوّل. كأنَّ التاء زِيدت على أَنف
، كقولهم في
الذَّنَب ذَنَبة.
جاء في أمثالهم :
إذا أخذت بذَنَبة الضب أعضبته وعن الكسائي آنِفَة الصّبا : مَيْعته وأوليته. وأنشد :
عذرتكَ في
سَلْمَى بآنِفة الصّبا
|
|
ومَيْعَته إذ
تَزْدَهيك ظِلالُها
|
مُونِقاً في (حي).
وإنّه في (هض). الأَمْر
أُنُف في (قف). أطول
أَنَفاً في (عش). ورم أَنْفُه في (بر). أَتأنَّق في (اه). لجعلت أَنْفَك في قَفَاك
في (بر). إنّه وإنه في (غو). أَنْف في السماء في (مخ). الأَنقَليس في (صل).
آنِيَتكم في (خم). آنَسَهُم في (نف). أَنابِهَا في (خص). أُنُف في (رد).
الهمزة مع الواو
[أوى] : النبي صلى الله عليه وسلم ـ لا يأْوِي الضَّالَّة إلا ضَالٌّ.
أوَيْتُه
بمعنى آوَيْتُه. قال الأزهري : سمعت أعرابياً فصيحاً من بني نُمَير يَرْعَى
إبلاً جُرْباً ، فلما أراحها بالعشيِّ نحَّاها عن مأوَى
الصِّحاح ، ونادى
عَريفَ الحيِّ ، فقال : [أَلَا ،] إلى أين آوِي
بهذه المُوَقَّسةَ
؟
ومنه قوله عليه
الصلاة والسلام للأنصار : أُبايعكم على أن تَأْوُوني
وتَنْصُرُوني.
الضالّة : صفة في الأصل للبهيمة فغلبت. والمعنى أن مَنْ يضمُّها
إلى نفسه متملكاً لها ولا ينشدُها فهو ضالٌّ.
[أول] : قال فيمن صامَ الدهرَ : لا صامَ ولا آلَ ـ وروي : ألَا ـ وروي : ألَّى.
__________________
آل
: رجع. وهذا دعاءٌ
عليه ؛ أي لا صام هذا الصوم ولا رجع إليه.
وأَلَا : قصّر ، وترك الجَهْدَ.
وألَّى : أفرط في ذلك. قال الربيع بن ضَبُع الفَزَاري :
وإنَّ كنائني
لَنِساءُ صِدْقٍ
|
|
ومَا أَلَّى
بَنيَّ ولا أَسَاءُوا
|
ولا في هذا الوجه
نافية بمنزلتها في قوله : فَلا صَدَّقَ ولا صَلَّى. والمعنى : لم يصم ؛ على
أَنَّهُ لم يَتْرُك جهداً.
[أود] : عمر رضي الله عنه ـ إنّ نَادِبَتَهُ قالت : وَا عُمَراه!
أقام الأَوَد ، وشَفَى الْعَمَد. فقال علي رضي الله عنه : ما قالَتْه
ولكن قُوِّلته.
الأَوَد : العِوَج. يقال : أُدْتُه
فأوِد ، كعجته فعوِج.
العَمد أَنْ
يَدْبَر ظَهْرُ البعير ويَرِم ، وهو متفرع على العَمِيد ؛ وهو المريض الذي لا
يتمالكُ أن يجلس حتى يُعْمَد بالوسائد لأنه مريض.
قوَّلته
الشيء وأوقلته :
إذا لقّنته إياه وألقيتُه على لسانه.
والمعنى أن الله
أَجْرَاه على لسانها. أراد بذلك تصديقَها في قولها والثناء على عمر. لا بد للندبة
من إحدى علامتين : إما يا وإما وا ؛ لأن النُّدْبَةَ لإظْهار التفجع ؛ ومدّ الصوت
وإلْحاق الألف في آخرها لفصلها من النداء وزيادة الهاء في الوقف إرادةَ بيانِ
الألف لأنها خفية ، وتحذف عند الوصل كقولهم : وا عمرا أمير المؤمنين.
[أوى] : مُعاذ رضي الله عنه ـ لا
تأوَوْا لهم ؛ فإن الله
قد ضربهم بذلٍّ مُفْدَم ، وأنهم سَبُّوا الله سبًّا لم يسبّه أحد من خَلْقِه ؛
دَعوا اللهَ ثالث ثلاثة.
أي لا ترِقّوا
للنَّصارى ولا ترحموهم. قال :
*ولو أَنّني
اسْتَأْوَيْتُه ما أَوَى لِيَا
* وهو من الإِيواء ؛ لأن المؤوِي
لا يخلو من
رِقَّةٍ وشَفَقَةٍ على المؤوَى.
__________________
ومنه الحديث : كان
يصلي حتى نأوي له.
المُفْدَم
: من الصِّبْغ
المُفْدَم ، وهو المُشْبَع الخاثر. والمعنى : بذُلّ شديد محكم مُبَالغ فيه.
[أوب] : ابن عمر رضي الله عنهما ـ صَلَاةُ الأَوَّابينَ ما بين أن يَنْكَفِتَ أهْلُ المَغْرِبِ إلى أن يَثُوبَ أهل
العِشاء.
هم التَّوَّابون الرَّاجعون عن المعاصي. والأَوْبُ
والتَّوب والثَّوْب
أخوات.
انْكفاتهم
: انكفاؤهم إلى
منازلهم. وهو مطاوع كَفَت
الشيء : إذا ضمّه
؛ لأن المنكفئ إلى منزله منضمّ إليه.
وتؤوبُهم : عودهم إلى المسجد لصلاة العشاء. والمعنى : الإيذان بفضل
الصلاة فيما بين العشاءين.
[أوه] : معاوية رضي الله عنه ـ قال يوم صِفّين : آهاً أبا حفص!.
قد كان بَعدك
أَنْبَاءٌ وَهَنْبَثَةٌ
|
|
لو كنتَ
شاهِدَهَا لم تكثر الْخُطَبُ.
|
هي كلمة تأسف ،
وانتصابُها على إجرائها مُجْرى المصادر. كقولهم : ويحاً له! وتقدير فعل ينصبها ،
كأنه قال تأسفاً : على تقدير أتأسَّف تأسّفاً.
الهنبثة : إثارة الفتنة ، وهي من النبث ، والهاءُ زائدة. ويقال
للأمور الشداد
هَنَابِث. يريد ما وقع الناس فيه من الفتن بعد عُمر رضي الله عنه.
وهذا البيت يعزى إلى فاطمة.
[أول] : الأحنف ـ كتب إليه الحسين رضي الله عنه ، فقال للرسول :
قد بَلَوْنَا فلاناً وآل
أَبي فلان فلم نجد
عندهم إيَالة للملك ولا مَكِيدة في الحرب.
آل
الرعية يَؤُولها أوْلاً وإيالاً وإيالة : أَحْسن سياستها. وفي أمثالهم : قَدْ ألنَا وَإيلَ عَلَيْنَا. وإنما قلبت الواو ياء في الإيالة لِكَسْر ما قبلها وإعلال الفعل كالقيام والصيام.
لا تَأْوِي في (زو).
من كل أُوْب في (حس). أُسْنى في (أس).
الهمزة مع الهاء
[أهب] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ لو جُعِل القُرْآنُ في إهَابٍ ، ثم أُلْقِيَ في النار ما احْترق.
__________________
هو الجلد ؛ قيل
لأنه أُهْبَةٌ للحيّ ، وبناء للحماية له على جسده ، كما قيل له المَسْك ؛
لإمْسَاكِه ما ورَاءَه ؛ وهذا كلام قد سُلِك به طريقُ التمثيل ، والمراد أنَّ حملة
القرآن والعالمين به مَوْقيّون من النار.
[أهل] : كان يُدْعى إلى خُبْزِ الشعير والإهالَة السَّنِخَة فيجيب.
هي الودك. وعن أبي
زيد : كل دُهْن يؤْتَدم به.
السَّنِخة والزنخة
: المتغيّرة لطول المُكْث.
ابن مسعود رضي
الله عنه ـ إذا وَقَعْتُ في آل
حم وَقَعْتُ في
رَوْضَاتٍ دَمِثَاتٍ ، أتأنّق فيهن.
أصل آل أَهْل ، فأُبدلت الهاء همزة ثم أَلِفاً ؛ يدل عليه تصغيره على أُهيل. ويختص بالأشْهَر الأشرف ، كقولهم : القراء آل الله وآل
محمد صلى الله
عليه وسلم ؛ ولا يقال : آل
الخياط والإسكاف ،
ولكن أهل. والمراد السّوَر التي في أوائلها (حم).
الدّمث
: المكان السَّهْل
ذُو الرمل.
التأنق
: تطلّب الأنيق
المُعْجِب وتتّبعه.
فيه أُهُب في (سف).
مَتْنُ إهالة في (بص). أهُب في (سف). خير أهلك في (بر).
آل داود في (زم).
إلى أهلها في (فر). فأهريقوا في (عق).
الهمزة مع الياء
[أيض] : النبي صلى الله عليه وسلم ـ في حديث كسوف الشمس على
عَهْده ، وذلك حين ارتفعت الشمس قِيدَ رُمْحين أو ثلاثة : اسودَّت حتى آضَتْ كأنها تَنُّومة.
أي صارت ، قال
زهير :
قَطَعْت إذا ما
الآلُ آضَ كأنَّه
|
|
سيوفٌ تَنحَّى
تارةً ثم تَلْتَقِي
|
وأصل الأَيْض : العود إلى الشيء ، تقول : فعل ذلك أيضاً إذا فعله مُعَاوِداً ؛ فاستُعير لمعنى الصيرورة ؛
لالتقائهما في معنى الانتقال. تقول : صار الفقير غَنيّاً وعاد غنياً. ومثله
استعارتهم النسيان للترك والرجاء للخوف ؛ لما في النسيان من معنى الترك ، وفي
الرجاءِ من
__________________
معنى التوقّع.
وبابُ الاستعارة أوسعُ من أن يحاط به.
التَّنُّوم
: نَبْت فيه سواد
، وزنه فَعّول ، ويوشك أن تكون تاؤه منقلبة عن واو ، فيكون من بابَ ونَم.
أصل قِيد : قِوْد
، واشتقاقه من القَوَدِ وهو القِصاص ؛ لما فيه من معنى المماثلة والمقايسة ، يدلُّ
عليه قولهم : قِيسُ رُمح ، وانتصابه على أنه صفة مصدر محذوف تقديره : ارتفعت ارتفاعاً
مقدار رُمْحين.
[أير] : علي رضي الله عنه ـ من يَطُلْ أَيْر أبيه يَنْتَطِقْ به.
ضَرب طُولَ الأَير مثلاً لكَثْرةِ الولد ، قال :
فلو شَاءَ ربِّي
كان أَيْرُ أَبيكُم
|
|
طويلاً كأيْرِ
الحارثِ بن سَدُوس
|
قال الأصمعي : كان
للحارث أحدٌ وعشرون ذَكراً.
والانتطاق مثلٌ للتقوّي والاعتضاد. والمعنى : مَنْ كثر إخوته كان منهم
في عزٍّ ومَنَعة.
[أيه] : معاوية رضي الله عنه ـ قال عطاء : رأيتُه إذا رفع رأسه
من السَّجْدَة الأخيرة كانت إيَّاها.
اسمُ كان وخبرها
ضميراً السجدة. والمعنى : هي هي ، لم يقترن بها قَعدةٌ بعدها ؛ أي كان يرفع رأسه
منها ، وينهض للقيام إلى الركعة من غير أن يقعد قَعْدَة خفيفة.
[أيب] : عِكْرمة رحمه الله ـ كان طالوت أَيّاباً.
أي سَقَّاء ، وهي
فارسية.
[أيه] : أبو قَيْس الأوْدِيّ ـ سُئِل ملك الموت عن قَبْض
الأرْوَاح. فقال : أُؤَيَّه
بها كما يُؤَيَّهُ بالخَيْلِ ، فتُجِيبني.
التأيِيهُ
: أن يدعوه ويقول
له : إيه ؛ ونظيره التَّأْفيف
في قوله : أفّ ،
قال طرفة :
فَعَدَا
فأيَّهَهُنَّ فاستعرضنه
|
|
فثَنى لهنَّ
بحدّ رَوْقٍ مِدْعَس
|
مثل الأيْم في (جه).
الأَيْمَة في (عي). نفاق أيّمه في (حظ). بقَتْل الأَيم في (جن). إيه والاله في (نط).
إياي في (مج). إي في (حل).
هذا آخر كتاب الهمزة
__________________
حرف الباء
الباء مع الهمزة
[بأس] : النبي صلى الله عليه وسلم ـ الصلاة مثْنى وتشهُّد في كل
ركعتين وتَبْأَسُ ـ وروي :
وتَبَاءَسُ وتَمَسْكَن وتُقْنِعُ يديك ـ وروي : وتُقْنع رأْسَك ، فتقول
: اللهم اللهم ؛ فمن لم يَفْعَل ذلك فهي خِدَاج.
تَبْأَسُ
: أي تذل وتخْضَعُ
ذلَ البائس وخضوعه.
والتباؤس : التفاقر وأن يُرِي من نفسه تخشَّع الفقراء إخْبَاتاً
وتضرعاً.
تمسكَنُ
: من المِسْكِين ،
وهو مِفْعيل من السكون ؛ لأنه يسكن إلى الناس كثيراً. وزيادة الميم في الفعل شاذة
لم يَرْوِها سيبويه إلا في هذا وفي تَمَدْرَع [وتَمَنْدَل] ، وكان القياس تَسَكَّن
وتَدَرَّع. ونظيره شذوذاً اسْتَحْوذ عن القياس دون الاستعمال.
إقْنَاع
اليدين : أن
ترفعهما مستقبلاً ببطونهما وجهك. وإقناع
الرأس : أن ترفعه
وتُقبل بطرْفك على ما بين يديك.
الخِداج
: مصدر خَدَجت الحامل : إذا أَلْقت ولدَها قبل وقت النتاج ، فاستُعير.
والمعنى ذات
خِدَاج ؛ أي ذات نقصان ؛ فحذف المضاف.
الضمير الراجع من
الجزاء إلى الاسم المضمَّن معنى الشرط محذوف لظهوره ؛ والتقدير : فهي منه خِدَاج ،
ومثله قوله تعالى : (وَلَمَنْ صَبَرَ
وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [آل عمران : ١٨٩]
؛ أي إن ذلك منه.
[بأر] : إن رجلاً آتاه اللهُ مالاً فلم يَبْتَئِرْ خَيْراً.
أي لم يدَّخر ؛ من
البؤْرَة وهي الحُفْرة ، أو من البِئْرَة ، والبَئيرة : الذخيرة.
__________________
[باء] : علي رضي الله عنه ـ سلّم عليه رجل فرد عليه رَدَّ
السنَّة. وكان في الرجل باء ، فقال له : ما أَحسبُك عرفتني ، قال : بلى ، وإني لأجد
بَنَّة الغَزْل منك. فقام الرجل ، وكان له فِي نفسه قَدْر. فقيل له : يا أمير
المؤمنين ؛ ما كان هذا؟ قال : كان أبوه ينسج الشِّمال باليَمَنِ.
الباء : الكِبر والعجب.
البَنَّة : الرائحة ، من الإبْنان وهو اللزوم ؛ لأنها تَعْبَقُ
وتلزم.
الشِّمال
: جمع شَمْلة وهي
كِساء يُشْتَمَل به.
أريد السؤال عن
الصفة ، فقيل : ما كان هذا؟ ولم يُقَلْ : مَنْ كان؟ ومَوْضِعُ ما نَصْبٌ ، تقديره
أيّ شيء كان هذا؟
لولا بَأْو فيه في
(كل). من أفْوَاهِ البِئَار في (هب). فبَأَوْتُ بنفسي في (حو). باءَتْ في (بو). أَبْؤُساً في (غو).
الباء مع الباء
[ببان] : عمر رضي الله عنه ـ لئن عِشْتُ إلى قابِل لأُلحقنّ آخِرَ
الناس بأولهم ، حتى يكونوا
بَبّاناً.
أي ضرباً واحداً
في العطاء. قال أبو علي الفارسي : هو فَعَّال من باب كَوْكَب ، ولا يكون فَعْلَان
؛ لأن الثلاثَ لا تكون من موضع واحد. وأما
بَبَّة فصوت لا عِبْرَة
به.
وعن بعضهم
بَيّاناً ؛ وليس بثَبَت.
[ببة] : ابن عمر رضي الله عنهما ـ كان يقول إذا أقبل عبد الله بن
الحارث : جاء
بَبَّة.
هذا صوت كان
يُصَوِّت به في طفوليته ، فلُقِّب به. وكانت أُمُّه. تقول في تَرْقِيصه :
لأُنْكِحَنَ
بَبَّهْ
|
|
جَارِيَةً
خِدَبَّهْ .
|
[بابوس]
: كعب رحمه الله ـ
قال في قصة جُرَيْج الزاهد [الرّاهب] : لَمَّا رُمي بتلك المرأة فجاءوا بمَهْد
الصبي قال : يا
بَابُوس ؛ من أَبوْك؟ ففتح
الصبيُّ حَلْقه وقال : فلان الرَّاعي. ثم سكت.
هو الصبي الرضيع ،
قال ابن أحمر :
حَنَّتْ
قَلُوصِي إلى بَابُوسِها جَزَعاً
|
|
فما حَنِينُكِ
أَمْ ما أَنتِ والذِّكَرُ
|
__________________
الباء مع التاء
[بتع] : النبي صلى الله عليه وسلم ـ سئل عن البِتْع ؛ فقال : كلُّ شرابٍ أَسْكَر فهو حرام.
هو نبيذُ العَسَل
؛ سمي بذلك لشدَّةٍ فيه ، من البَتَع
وهو شدَّة
العُنُق.
وعن أبي موسى
الأشعري رضي الله عنه أنه خطب فقال : خَمْرُ المدينة من البُسْر والتمر ، وخمرُ
أهل فارس من العنب ، وخَمْرُ أهل اليمن البِتْع
وهو من العسل ،
وخمر الحبش السُّكُرْكَة.
[بتت] : لا صيام لمن لم يُبَيِّت الصيام من الليل ـ وروي يَبُتَ.
أي لم يَقْطَعْه
على نفسه بالنيَّة.
[بتر] : علي رضي الله عنه ـ قال عبدُ خير : قلت له : أَأُصلي
الضُّحَى إذا بزغت الشمس؟ قال : لا ، حتى تَبْهَر
البُتَيْرَاء الأرضَ.
هي اسم للشمس في
أول النهار قبل أن يَقْوَى ضوؤها ويَغْلب ؛ كأنها سُميت بالبُتَيْرَاء التي لم نكُنْ نعرِفُها على عَهْد رسول الله صلى الله عليه
وسلم؟
[بتل] : سعد رضي الله عنه ـ لقد ردّ رسولُ الله صلى الله عليه
وآله وسلم التبَتُّلَ على عثمان بن مظعون ، ولو أَذِن له لاختصَيْنا.
هو أن يتكلف بَتْلَ نفسه عن التزوج ؛ أي قَطْعَها.
حُذَيفة رضي الله
عنه ـ أُقيمت الصلاة فتدافعوا فصلّى بهم ، ثم قال : لتَبْتِلُنّ لها إماماً غيري أوْ لَتُصَلُّنَّ وُحْداناً.
__________________
أي لتَنْصِبُنَّ
إماماً ، ولتقطعن الأمرَ بإمامته.
الوُحدان : جمع
واحد ، كرَاكب ورُكْبان.
عَلَيْهِ بَتّ في (جل).
ولا تَبَتُّل في (زم). عُشْر البَتَات في (ضح). والأبتر في (طف). المُنْبَتّ
في (وغ). أبتر في (صع). الباتّ في (دف).
الباء مع الثاء
[بثبث] : ابن مسعود رضي الله عنه ـ ذكر بني إسرائيل وتحريفهم ،
وذكر عالماً كان فيهم عرضوا عليه كتاباً اختلقُوه على الله ، فأخذ ورقةً فيها
كتابُ الله ، ثم جعلها في قرَن ، ثم علّقه في عُنقه ، ثم لَبِس عليه الثياب.
فقالوا : أتؤمن بها؟ فأومأ إلى صدره وقال : آمنت بهذا الكتاب ، يعني الكتاب الذي
في القَرَن. فلما حضره الموت بَثْبَثُوه
فوجدوا القَرن
والكتاب فقالُوا : إنما عنى هذا.
وَتَبْثِيثاً في (غث).
وصار بَثَنِيَة في (بن).
الباء مع الجيم
[بجل] : النبي صلى الله عليه وسلم ـ أَتى القبورَ ، فقال :
السلامُ عليكم ، أصَبْتُم خيراً
بَجيلاً ، وسبقتم شرًّا
طويلاً.
أي عظيماً ، من
قولهم : رجل بَجَال
وبَجِيل ، وهو الضَّخْم الجليل ، عن الأصمعي ؛ ومنه التبجيل.
[بجر] : ما أخاف على قريش إلا أَنْفسها. ثم وصفهم وقال :
أَشِحَّة بَجَرة ، يَفْتِنُون الناس حتى تراهم بينهم كالغنم بين الحوضين ،
إلى هذا مرَّةً وإلى هذا مرةً.
البَجَرة من الأَبْجر ، وهو النَّاتىء السرَّة ، كالصَّلَعة من الأصْلع ،
والنَّزَعة من الأنزع.
والمعنى ذوو بَجَرة فحُذِف المضاف. أو وُصِفوا بها كأنهم عين البَجَرة مبالغة في وصفهم بالبطَانة ونُتُوء السُّرَر.
ويجوز أن يكون هذا
كناية عن كنزهم الأموال ، واقتنائهم لها وتركهم التسمّح بها.
[بجل] : إن لُقْمان بن عادٍ خطب امرأة قد خطبها إخوته قبلَه ،
فقالوا : بِئْسَ ما صنعتَ!
__________________
خطبتَ امرأةً قد
خطبناها قبلك ، وكانوا سبعةً وهو ثامنهم! فصالحهم على أن يَنْعَتَ لها نفسَه
وإخوتَه بصِدْق ، وتختار هي أيَّهم شاءت.
فقال : خُذِي
منِّي أخي ذا
الْبَجَل. إذا رَعَى القومُ
غَفَل. وإذا سعى القومُ نَسَل. وإذا كان الشأن اتَّكَل. قريبٌ مِنْ نَضِيج. بَعيدٌ
من نِيءٍ. فَلَحْياً لِصاحِبنا لَحْياً.
فقالت : عِيال لا
أريدُه.
ثم قال : خُذِي
مني أَخي ذا
البَجَلة. يَحْمِلُ ثِقْلي
وثِقْلَه. يخصف نَعْلي ونعْله. وإذا جاء يومُه قُدِّمْتُ قَبْلَه.
فقالت : خادم لا
أريده.
ثم قال : خُذي مني
أخي ذا العِفَاق. صَفّاق أفَّاق. يُعْمِل النَّاقة والسَّاق.
فقالت : فَيْجٌ لا أُرِيده.
ثم قال : خذِي مني
أَخي ذا الأسَد. جوّابُ ليل سَرْمَد. وبَحر ذُو زَبد.
فقالت : سارق لا
أريده.
ثم قال : خذي مني
أخي ذا النَّمر. حييّ خَفِر. شجاع ظفِر. أعجبني وهو خيرٌ من ذاك إذا سكر.
فقالت : يشرب
الخمر فلا أريده.
ثم قال : خذي مني
أَخي ذا الْحمَمة. يَهَبُ البَكْرَة السَّنِمة ، والمائة البقرةِ العَمَمَة. والمائة
الضائنة الزَّنِمَةَ. وإذا أتت على عادٍ ليلةٌ مظلمة ، رتَب رُتوبَ الكَعْب
وولَّاهم شُزُنَة. وقال : اكفُوني المَيْمَنة. سأَكفيكم المَشْأَمَة. وليست فيه
لَعْثَمة. إلّا أنه ابنُ أَمَة.
فقالت : مُسْرِفٌ
لا أريده.
ثم قال : خُذي مني
أخي حُزَيْنا. أَوَّلنا إذا غَدَوْنا. وآخِرُنا إذا استنجينا. وعصمة أَبْنَائِنَا
إذا شَتَوْنا. وفاصِلُ خُطَّة أعيت علينا. ولا يَعُدّ فضلَه لدينا.
ثم قال : أَنا
لقمان بن عاد. لعَاديةٍ وعَاد. إذا انضجَعْتُ لا أَجْلَنْظِىء. ولا تملأ رئتي
جَنْبي. إن أَرَ مَطْمَعِي فَحِدَأٌ تَلمّع. وإلّا أر مطمعي فوقَّاعٌ بصُلَّع.
فتزوَجت حُزَيناً.
فُسِّر ذو البَجَل : بذي الضخامة. وقيل : هو من قولك بَجَلي هذا ؛ أَيْ حسْبي.
ومنه الحديث :
فألقى تمرات كنّ في يده ، وقال : بَجَلي
من الدنيا.
والمعنى أنه قصير
الهمة ، مُقْتَصر على الأَدْنى. فإذا ظفر به قال : بَجَلي.
__________________
والوجهُ أن يكون هذا
وسائر ما ابتدأ به ذكر إخوته أساميَهم أو ألقابَهم.
إذا رَعَى القومُ
غَفل : أي إذا اهتمّوا برعاية بعضِهم بعضاً ، أو برعاية ما معهم ، أو برَعْي الإبل
لم يهتم بشيءٍ من ذلك وكان غافلاً عنه.
وإذا سعى القومُ
نَسَل : أي إذا بذَلوا السعْيَ وتناهضوا فيما يُفيء عليهم خيراً أو يُنجيهم من
بَليَّة نَسَل هو من بينهم ؛ أي خرج وكان بمَعْزِلٍ من السعي معهم.
اتَّكَل : أي
اعتمد على غيره في كفاية الشأن ، ولم يتولَّه بنفسه عجزاً.
النّيء : غير
النضيج ؛ يريد أنه لازمُ بيتٍ جَثّامةٌ ، لا يصيد ولا يغزو فيأكل اللحم
المُلَهْوَج.
ويُحتمل أنه ليس
بجَلد يخدم أصحابه في السفر ويطبح لهم كالموصوف بقوله :
رُبَّ ابنِ عمٍّ
لسُلَيمى مُشْمَعِلْ
|
|
طباخِ ساعاتِ
الكَرَى زادَ الْكَسَلْ
|
ولكنه يتكاسل عن
ذلك ، وعن معاونتهم أيضاً إذا باشروا الطبخ. فإذا قَدّموا أكل ؛ فهو بعيد عن
النّيء وطبخه ، قريبٌ من النضيج وأكله.
فلَحْيا : من لَحَيْتُ العُودَ بمعنى لَحَوْتُه ؛ وهو دعاء عليه
بالهلاك ، والتكرير للتأْكيد.
قيل في ذي البَجْلَة : هو ذو الشارة الحسنة ، كأنه الذي له من الرّواء ما يُبَجَّل لأجله.
وإذا جاءَ يومُه :
أي وقت وفاته وأجَلِه. حمده لإعانتهِ له وحَمْله عنه ، ودعا له.
ذو العِفَاق : من عَفَق
يعفِق إذا أَسْرَع في
الذَّهاب. والعِفَاق
: الحَلَب أيضاً.
قال :
عَلَيْكَ
الشّاءَ شَاءَ بَنِي تميمٍ
|
|
فعافِقْها
فإنّكَ ذُو عِفاقِ
|
صَفّاق
من الصُّفْق ، وهو
الجانب. يقال : جاء أَهل ذلك الصُّفْق.
وأفّاق : من الأفق ، أراد أنه مِسْفَار مُنَقِّب في النواحي
والآفاق.
يُعْمِل الناقةَ
والساقَ : أَيْ يركب تارة ويترجّل أخرى لِجَلادَتِه.
ذو الأسَد : أي ذو القوة الأسَدية. والأَسَد : مصدر أَسِد ، بمعنى اسْتَأْسَد.
ليل سَرْمد : أي دائم غير منقطع لفَرْط طوله.
__________________
والسَّنِمة : العظيمة السَّنام.
العَممة : التامة.
قوله : والمائة
البقرة والمائة الضائنة بإدخال لام التعريف على المائة المضافةِ مما لا يُجيزه
البصريون ؛ ويقولون : أخذتُ مائةَ الدّرهم لا غير. وكذلك ثلاثة الأثواب ؛ والثلاثة
الأثواب خَلْف عندهم ؛ لأن الإضافة مُعرِّفَة ، فإذا عرِّف الاسم باللام لم يعرّف
ثانية بالإضافة. ويستشهدون بمثل قول الفرزدق :
*وسما وأدرك
خَمْسَة الأَشبارِ *
وقول ذي الرمة :
*ثلاثُ الأثافي
والدِّيارُ البَلَاقعُ *
ويخطِّئون من
رَوَى مثل هذا. ويقولون : الصواب ومائة البقرة ومائة الضائنة ؛ وبُرهانُهم القياسُ
الصحيح ، واستعمال الفصحاء.
الزَّنِمَة : ذات الزَّنَمة ، وهي شيءٌ يقطع من أُذنها ويترك معلَّقاً
ـ وروي الزَّلمة ـ بمعناها.
الرُّتوب
: الثبوت.
__________________
وَلّاهم شُزُنَه ؛
أي ولّاهم عُرْضه ، فخاطبهم بنفسه. يقال : ولَّيته ظهري ، إذا جعله وراءه وأخذ
يذبُّ عنه. ومعناه جعلت ظَهْري يليه ـ وروي : شَزَنَه
؛ أي شِدّته
وغلظته. ومعناه : دافع عنهم ببأسه.
اللَّعْثَمة : التَّوَقُّف ؛ أي ليس في صفاته التي توجب تقديمه توقّف.
إلا أنه ابنُ أمة
: أي هذا عيبُه فقط.
استنجينا : من النَّجاء وهو الفِرار. يريد إذا خرجنا إلى الغَزْوِ
تقدَّمَنا وبادَرَنا. وإذا انْهَزَمْنا تأخّرَ عنا ، ليحامي علينا ممن يتْبعنا.
العَادِية : خيل تعدو ، أو رَجْلٌ يَعْدُون. والعادي الواحد ؛ أي أنا
لجماعة ولواحد ، يعني أن مقاومته للجماعة والواحد واحدَةٌ لا تتفاوت لشدَّةِ بأسه
وقوة بطشه.
نظير أَضْجَعه
فانْضَجَع في مجيء الفعل مطاوعاً لأفعل أزعجه فانزعج ، وأطلقه فانطلق ؛ وحقُّ
الفعل أن يطاوع فَعَلَ لا غير ؛ وإنما فُعِل هذا على سبيل إنابة أَفعل مناب
فَعَلَ.
الاجلِنْظَاء. الاستلقاء ورفع الرجلين ؛ يعني أنه ينام على جنبه
مستوفزاً ؛ كما قيل في تأبط شراً :
ما إن يمسُّ
الأرضَ إلا جانبٌ
|
|
منه وحرفُ الساق
طيَّ المحمل
|
ولا تملأ رئتي
جَنْبِي : أي لست بجبان فينتفخ سَحْرِي حتى يملأَ جَنْبي بانتفاخه.
يَلْمَع
: يخفِق بجناحيه ـ
وروي فَحِدَوٌّ
تَلمّع. والتَّلَمُّع :
تفعّل منه.
والحِدَوُّ : الحِدَأُ بلغة أَهْل مكة.
الصُّلّع
: الحجَر
الأَمْلَس. وقيل : الموضع الذي لا ينبت من صلِع الرأس. أراد أن عيشَه عيشُ
الصعاليك ؛ إنْ ظفر بشيء أَلْمَأَ عليه . وإلا فهو موطّن نفسه على معاناة خشونةِ الحال ، وشظَف
العيش ؛ كالحدأ الذي إن أبصر طَعْمته انقضّ عليها فاختطفها ، وإن لم ير شيئاً لم
يبرح واقِعاً على الصّلَّع.
[البجباج] : عثمان رضي الله عنه ـ تكلَّم عنده صعصعة بن صُوحان فأكثر
؛ فقال : أيها
__________________
الناس ؛ إنَّ هذا البَجْبَاجَ النَّفَّاجَ لا يَدْري ما اللهُ ولا أَيْنَ اللهُ.
البَجْبَاج
: الذي يَهْمِزُ
الكلام ، ولَيسَ لِكلامه جِهَة ـ وروي : الفَجْفَاج
؛ وهو الصّياح
المِكْثَار ، وقيل : المأفون المختال.
والنَّفَّاج : الشديد الصَّلَف.
لا يَدْرِي ما
اللهُ ولا أَينَ الله : معناه أن حالَه في وضْع لسانه ـ من إكثار الخطلَ وما لا
ينبغي أن يقال ـ كلَّ موضع كحال من لا يدري أنّ الله سميعٌ لكل كلام ، عالمٌ بما
يجري في كل مكان.
ولم ينسبه إلى
الكُفْر ؛ وقد شهد صَعْصَعة مع علي رضي الله عنه يوم الجمل ، وكان من أَخطب الناس
؛ وأخوهُ زيد الذي قال فيه النبي عليه الصلاة والسلام : زيد الخير الأجذمُ من
الخِيار الأَبرار.
[بجل] : أمير المؤمنين علي رضي الله عنه ـ لما الْتَقَى الفرِيقان
يوم الجَملِ صاح أَهْلُ البَصْرَةِ :
*ردُّوا علَيْنَا
شيخنا ثم بَجَلْ *
فقالوا :
*كيف نردُّ شيخَكم
وقد قَحَل *
ثم اقتتلوا.
قال الراوي : فما
شبهتُ وقعَ السيوف على الهام إلا بضرب البَيَازِر على المَوَاجِن.
بَجَل
: بمعنى حَسْب ،
وسبب بنائهما أن الإضافة منويّة فيهما. وإنما بني بجلْ
على السكون دون
حَسْب ؛ لأنه لم يتمكن بالإعراب في موضع تمكّنه.
قَحل : مات فجفّ
جلده على عظمه. يقال : قَحَل
قحولاً وهو الفصيح
، وقَحِل قَحَلاً.
البَيَازِر : جمع بَيْزَر ؛ وهو الخشبة التي يدُقّ بها القصّار. والبيزرة : العَصَا وبزَره
بها ، إذا ضربه.
المَواجِن
: جمع مِيجَنَة ؛
وهي خَشَبَته التي يدقّ عليها.
[البجاد] : جُبَير رضي الله عنه ـ نظرتُ والناسُ يقتتلون يومَ حُنَين
إلى مِثْلِ البِجَاد الأَسْوَد يَهْوِي من السماء ، حتى وقع ؛ فإذا نملٌ مبثوث
قد ملأ الوادي ؛ فلم يكن إلا هزيمةُ القوم ؛ فلم نشك في أنها الملائكة.
__________________
البجاد : الكساء المخطّط ؛ سُمِّي بذلك لتَدَاخُل ألوانه من قولهم
: هو عالم ببُجْدَة أمره. أي بدِخْلَتِهِ.
والأسود من البُجُد : هو المنسوج على خطوط سُود يُفَصِّلُ بينها بيضٌ دِقاق ؛
فالمعنى أن النمل كان يَهْوِي متساطراً كخطوط
البِجاد الأسود. ومنه : قيل
لعبد الله بن عَبْدنُهْم : ذو
البِجَادين ؛ لأَنه حين
أَرَاد المصيرَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعت أمُّه بِجاداً لها باثنين فائْتَزر بأحدهما وارْتَدى بالثاني.
ومنه حديث معاوية
: إنه مازَح الأَحْنَف بن قيس فما رُئي مَازِحان أوقرَ منهما ؛ قال له : يا أَحنف
؛ ما الشيء الملفَّف في البِجَاد؟ فقال : هو السخِينةُ يا أمير المؤمنين!.
ذهب معاوية إلى
قول الشاعر :
بخُبْزٍ أَوْ
بتمر أو بسَمْن
|
|
أو الشيء
الملفَّفِ في البجَاد
|
والأحنف إلى
السخينة التي تُعيَّر بها قريش ، وهي شيء يعمل من دقيق وسمن ؛ لأنهم كانوا يولعون
به حتى جرى مجرى النبز لهم قال كعب بن مالك :
زَعَمَتْ
سَخِينَةُ أَنْ ستَغْلِبُ رَبَّها
|
|
وليُغْلَبَنَّ
مُغالِبُ الغَلَّابِ
|
البَجّة في (جب).
بَجْرَاء في (عز). وبجَّحَنِي في (غث). البَجْر في (بر). يُبجِّسها في (أم).
بُجَرِي في (جد).
الباء مع الحاء
[بحر] : النبي صلى الله عليه وسلم ـ شكا عبدُ الله بن أبيّ إلى
سَعْد بن عُبادة ، فقال : يا رسول الله ؛ اعفُ عنه ، فو الذي أَنزل عليكَ الكتاب ،
لقد جاء اللهُ بالحق ، ولقد اصطلَح أهلُ البَحْرَة على أن يُعَصِّبُوه بالعِصَابَةِ ، فلما ردَّ الله ذلك
بالحق الذي أعطاك شرِق بذلك.
أراد بالبَحْرة : المدينة. يقولون : هذه بَحْرتنا ؛ أي أرضنا وبلدتنا. وأصل البَحْرَة : فَجوة من الأرض تستبحر ؛ أي تنبسط وتتّسع. قال يصف رسم الدار :
كأنّ بقاياه
ببَحْرة مالك
|
|
بقيَّةُ سَحْقٍ من رِدَاءٍ مُحبّرِ
|
__________________
العصابة : العمامة ؛ لأنه يُعْصب الرأس بها ، وعصَّبه : عمَّمه. قال :
فتاةٌ أَبُوها
ذُو العِمَامة [وابنُه
|
|
أَخُوها فما
أَكْفَاؤُها بكَثير]
|
وروي : ذو العصابة
، ثم جُعل التعصيب بالعصابة كنايةً عن التسويد ؛ لأن العمائم تيجان العرب.
وقيل للسيد :
المعمّم والمعصَّب ، كما قيل له : المتوّج والمسوّد.
شرِق بذلك : أي لم
يقدر على إساغته والصَّبْرِ عليه لتَعَاظُمِه إياه ؛ فكأنّه اعترض في حَلْقه فغصَّ
به كما يَغصّ الشارب بالماء.
[بحبوحة] : مَنْ سرَّه أَن يسكنَ بُحْبوحة الجنة فلْيَلْزَم الجماعة ؛ فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين
أَبْعد.
هي من كل شيء
وسَطه وخياره ، قال جرير :
قَوْمِي تميمٌ
همُ القومُ الذين هُمُ
|
|
يَنْفُونَ
تَغْلِب عَنْ بُحْبُوحَةِ الدَّارِ
|
[البحراني]
: ابن عباس رضي
الله عنهما ـ قال أنس بن سيرين : استُحيضت امرأَةٌ من آل أَنَس بن مالك فأَمروني
فسألت ابن عباس عن ذلك فقال : إذا رأت الدَّمَ البَحْرَانيّ
فلتدع الصَّلاة ؛
فإذا رأت الطُّهْرَ ولو ساعةً من النهار فلتغتسل ولتُصَلّ.
البَحْرَانيّ
: الشديد الحُمرة
الضارب إلى السواد. منسوب إلى البَحْرِ ، وهو عُمْقُ الرحم ، قال:
*وَرْدٌ من
الجَوْفِ وبَحْرَانِيُ *
[بحنانة] : في الحديث ـ تخرج بَحْنَانَةٌ من جهنَّمَ فتَلْقُطُ المُنافقين لَقْطَ الحَمَامَةِ
القُرْطَم.
هي الشرارةُ
الضخمةُ العظيمة ، من قولهم : رجل بَحْوَن
: عظيم البطن ،
ودَلو بَحْوَنة ، وجُلَّة بَحْونة إذا كانتا واسعَتَيْنِ.
القُرْطم
: حبُّ العصفر.
[بحثة] : إن غلامين كانا يلعبان البَحْثةَ.
هي لَعِبٌ
بالتراب.
__________________
بَحِيرة في (صر).
بَحْراً في (قر). بَحْرِيَّة في (نش). بحَرَها في (حل). سورة البَحُوث في (عذ). بُحَيْرة في (رج).
الباء مع الخاء
[بخس] : النبي صلى الله عليه وسلم ـ يَأْتِي على الناس زَمان
يُسْتَحَلُّ فيه الربا بالبيع ، والخمرُ بالنبيذ ، والبَخْس بالزّكاة ، والسُّحْتُ بالهدية ، والقَتْل بالموعظة.
المراد بالبَخْس المَكْس ؛ لأن معنى كلّ واحد منهما النُّقْصان ، يقال : بخسني حَقّي ومكَسَنيه ؛ وقد روي في قوله :
*وفي كل ما باعَ
امرؤ مَكْسُ درهم *
بَخْس
درهم. والمعنى :
أنه يؤخذ المكس باسم العُشْر يتأَول فيه معنى الزكاة ، وهو ظُلْم.
والسُّحْت : أي الرّشْوَة في الحكم والشهادات والشفاعات وغيرها باسم
الهديّة ، ويقتل من لا تحل الشريعة قَتْله ليَتَّعظ به العامة.
[البخاع] : أتاكم أهل اليمن هم أَرَقُّ قُلُوباً وَأَلْيَنُ
أَفْئِدَةً وأَبْخَعُ
طَاعَةً.
أي أبلغ طاعة. من بَخَع الذبيحة : إذا بالغ في ذَبْحِها ؛ وهو أن يَقْطَعَ عَظْم
رقَبتها ويبلغ بالذبح البِخَاع.
والبِخاع ـ بالباء : العِرْق الذي في الصُّلْب.
والنَّخْعُ دون ذلك ؛ وهو أن يبلغ بالذبح النُّخَاع ، وهو الخَيْط
الأَبْيَض الذي يجري في الرَّقبة.
هذا أصله ثم كثُر
حتى استُعْمِل في كلِّ مبالغةٍ ، فقيل : بخعت
له نُصْحي وجَهْدي
وطاعتي. والفعل ههنا مجعول لِلطَّاعة ، كأنها هي التي بخعت ؛ أي بالغت ، وهذا من باب :
نَهارُك صائم ،
ونام ليلُ الهَوْجل .
__________________
الفؤاد : وسط القلب ، سمي بذلك لتفُّؤدِه
أي لتوقده.
[بخق] : زيد بن ثابت ـ في العين القائمة إذا بُخِقتْ مائةُ دينار.
أي فقئت ، يعني
أنها إذا كانت عَوْراء لا يُبْصِرُ بها إلا أنها غير منخسفة ، فعلى فاقئها كذا.
[البخص] : القُرَظيّ ـ قال في قوله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ اللهُ الصَّمَدُ) [الإخلاص : ١ ، ٢]. لو سَكتَ عنها لتَبَخَّصَ بها رجالٌ فقالوا : ما صَمَدٌ؟ فأخبرهم أن الصمد الذي (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ
يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ).
أُخِذ من البَخَص ، وهو لَحْمٌ عند الجفن الأَسْفل يظهر من الناظر عند
التَّحْديق إذا أنكر شيئاً أو تعجَّب منه.
يريد لولا أَن
البيان اقترن بهذا الاسم لتحيَّروا فيه حتى تَنْقَلب أجفانهم ، وتَشخص أبصارهم.
[بختري] : الحجاج ـ أُتي بيزيد بن المُهَلَّب يَرْسِف في حديد ،
فأقبل يخطر بيده ، فغاظ ذلك الحجاج فقال :
*جَمِيلُ
المُحَيَّا بَخْتَرِيٌ إذا مشى*
وقد ولى عنه
فالتفت إليه فقال :
*وفي الدِّرْع
ضَخْمُ المَنْكِبَيْنِ شِنَاقُ *
فقال الحجاج :
قاتله الله! ما أَمْضَى جَنانَه ، وأحْلَفَ لسانه!.
البَخْتَرِي
: المُتَبَخْتِر.
الشِّنَاق
: الطويل.
رجل حَليف اللسان : أي ذَرِبُه.
والبَخْقَاء في (صف).
مَبْخُوص الكَعْبَيْن في (نه). بَخٍ بَخٍ في (نس). يَبْخَعُ لنا في (ضج).
وبَخَعَها في (زفّ). باخق العين في (صع). مُبْخِرَة في (زو). بخ في (بر)
وتُبَخَّلُون في (جب).
__________________
الباء مع الدال
[بدع] : النبي صلى الله عليه وسلم ـ إن رَجُلاً أَتاهُ فقال : يا
رسولَ الله ؛ إني أُبْدِعَ
بي فاحْمِلْني.
أَبْدَعَتِ
الرَّاحِلةُ : إذا
انقطعت عن السَّيْرِ بِكَلَال أو ظَلَعَ.
جعل انقطاعها عما
كانت مستمرةً عليه من عادة السير
إبداعاً منها ؛ أي إنشاء
أمرٍ خارج عما اعتيدَ منها وأُلِف ، واتّسِع فيه حتى قيل : أُبْدِعَتْ حُجَّة فلان. وأَبْدَعَ
بِرُّه بشُكْرِي :
إذا لم يَفِ شكرُه ببرّه.
ومعنى أُبْدع بالرجل انقُطِع به ؛ أي انقطعت به رَاحِلَتُه ، كقولك : سار
زيد بعمرٍو ؛ فإذا بنيتَ الفعل للمفعول به وحذفتَ الفاعل قلتَ سِير بعمرو ؛ فأقمت
الجار والمجرور مقامَ الفاعل. وكما أن المعنى في سِير بعمرو : سُيِّر عَمْرو ،
كذلك المعنى في انْقُطِعْ بالرجل ؛ قُطِع الرَّجُل. أي قُطع عن السير.
[البدأة] : نَفَّلَ في البَدْأَةِ الرُّبُع ، وفي الرَّجْعَةِ الثُّلث.
بَدْأَة الأَمر : أَوّله ومُبْتَدَؤُه
، يقال : أما
بادىء بَدْأَةٍ فإني أحمد الله.
وهي في الأصل
المرَّةُ من البدء ، مصدرُ
بدأ ؛ والمرادُ ابتداء الغَزْو.
يعني أنه كان إذا
نهضت سَرِية من جُمْلة العسكر المقبل على العدو فأوقعت نَقَّلها الربع ممَّا غنمت
، وإذا فعلت ذلك عند قُفُول العسكر نفَّلها الثلث ؛ لأنّ الكرّةَ الثانية أشقُّ
والخطّةَ فيها أعظم.
[البدن] : لا تُبَادِرُوني بالركوع والسجود ، فإنه مهما أَسْبِقْكُم
به إذا ركعتُ تدركوني إذا رَفَعْتُ ، ومهما أسْبِقْكم به إذا سجدتُ تدركوني إذا
رفعتُ ؛ إني قد
بَدَّنْتُ.
أي صرت بَدَناً ، والبَدَن
: المسِنّ ،
ونظيره عجَّزَت المرأة ، وعوَّد الجمل ، ونَيَّبَت الناقة.
وروي بَدُنتُ : أي ثَقُلت علي الحركة ثقلها على الرَّجُل البادن وهو الضخم البدَن
، يقال : بَدَن بُدْناً ، وبَدُنَ
بُدْناً وبَدَانة ؛ ولا يصح ؛ لأنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يُوصف بالبَدَانة.
__________________
تدركوني ، أي
تدركوني به ، فحذِف لأنه مفهوم ، كحذفهم «منه» في قولهم : السمن مَنَوان بدِرْهم.
والمعنى أي شيء من
الركوع أو السجود سبقتكم به عند خَفْض الرأس فإنكم مُدْرِكوه عند رفعه لثقل
حَرَكتِي.
[الإبداء] : قال سلمة بن الأَكْوَع رضي الله عنه : قدِمتُ المدينةَ من
الحُدَيْبية مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فخرجتُ أَنا ورَبَاحٌ [ومعي
فرسُ أبي طلحة]
أُبْدِيه مع الإِبل ، فلما
كان بغَلَس أغار عبدُ الرحمن بن عُيينة على إبلِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فقتل رَاعِيَها ، ثم ذكر لحوقَه به ورَمْيه المشركين. قال : فإذا كنتُ في
الشَّجْرَاء خَزَقْتُهم بالنّبل. فإذا تضايقت الثنايا عَلَوْتُ الجَبل فرَدَيتُهم
بالحجارة . ثم ذكر مجيئَه إلى النبي عليه الصلاة والسلام قال : وهو
على الماء الذي حَلأْتُهم عنه بذِي قَرَد ، فقلت : خلِّني فانتخِبْ من أصحابك مائةَ رجل فآخُذ على
الكفار بالعَشْوَة ؛ فلا يَبْقى منهم مخبر إلا قتلتُه.
أُبْدِيه
: أُبْرِزه إلى
المَرْعَى.
الشَّجْرَاء : الأشجار الكثيرة المُتكاثفة. وهي اسم جمع للشجرة
كالقَصْبَاء والطَّرفاء والأشاء.
الخَزْق
: الإِصابة ، يقال
: سهم خَازِق وخَاسِق
؛ أي مُقَرْطِس
نافذ.
الرَّدْي
: الرَّمْي بالحجر
، وهو المِرْداة.
التَّحْلئة : المنع والطرد ، ومنها التَّحْلِئَة التي يَقْشرها
الدبَّاغ عن الجِلْد ؛ لأنها تمنع الدباغ.
العُشْوَة ـ بالحركات الثلاث : ظُلْمة الليل ، وقالوا في المثل : أَوْطأتَه العَشْوة ؛ إذا سامه أمراً ملتبساً يَغْترُّه به ، لأن من
وَطِىء الظلمة يَطَأُ ما لا يُبْصره فربما تردَّى في هُوَّة أو وضع قدمه على
هامَّة ، ثم كثُرَ ذلك حتى استُعْمِلت العشوة في معنى الغِرّة ، فقيل : أخذتُ
فلاناً على عَشْوَة ، وسمتُه عشوة.
[البديع] : إن تِهَامة
كبَدِيع الْعَسَل حُلْوٌ
أوله وآخره.
البديع
: الزِّقُّ الجديد
، وهي صفةٌ غالبة كالحية والعَجُوز.
والمعنى استطابةُ
أرض تهامة كلِّها ، أولها وآخرها ، كما يْستحلى زِقّ العسل من حيث يُبْتَدَأ فيه
إلى أن ينتهي.
__________________
وقيل : معناه أنها
في أول الزمان وآخره على حالٍ صالحةٍ.
وقيل : لا يتغيّر
طِيبها ؛ كما أن العسل حلوٌ أولَ ما يُشتار ويجعل في الزق ، وبعد ما تمضي عليه
مدةٌ طويلة.
[بدد] : لما كان انْكِشَاف المُسْلمين يوم حُنَين أَبَدَّ يدَه إلى الأَرْضِ ، فأَخذ منها قُبْضَة من تراب ، فَحذا
بها في وُجُوهِهم ؛ فما زال حدُّهُمْ كَليلاً.
أي مَدَّها ، يقال
: أَبِدَّ السائلَ رغيفاً ؛ أي مُدَّ يدك به إليه.
ومنه حديث عمر بن
عبد العزيز : إنه لما حضرتْهُ الوفاةُ قال : أجلسوني فأَجْلَسوه ، فقال : أنا الذي
أمرتَني فقصَّرت ، ونهيتني فعصيت ، ولكن لا إله إلا الله. ثم رفع رأسه فأبَدَّ النَّظر ، وقال : إني لا. ؛ أي إني لا أشرك ، أو إني لا
أعيش.
القُبْضة : بمعنى المقبوض ، كالغُرفة بمعنى المغروف.
حَذَا وحَثا :
واحد ، كجذَا وجَثَا.
[بدو] : من بَدَا جَفَا ، ومن اتَّبَع الصيدَ غَفَل ، ومن اقترب من أبواب
السلطان افْتَتَنَ.
بَدَوْت
أَبْدُو : إذا أتيت البَدْوَ ، ومنه قيل لأَهلِ البادية
: بادِية ، كما قيل لحاضِري الأَمْصَار : حاضرة.
جَفَا : أي صار فيه جفاءُ الأَعراب لتوحّشه وانفراده عن الناس.
غَفَل
: أي شَغَل الصيدُ
قلبَه وأَلهاه حتى صارت فيه غَفْلة.
وليس الغرضُ ما
يزعمه جهلةُ الناس أن الوحش نَعَم الجنّ فمن تعرّض لها خبَّلَتْه وغفلته.
الخيل مُبَدَّأَةٌ يوم الوِرْد.
أي مقدَّمة على
غيرها يُبْدَأُ بها في السَّقْي.
[بدر] : أُتي بِبَدْرٍ فيه خَضِرَات من البُقُول.
هو الطَّبَق ،
سُمِّي بدراً لاستدارته ، كما يسمَّى القَمر حين يَسْتَدِير بَدْراً.
خَضِرات
: غَضّات ، يقال :
بقلة خَضِرَة وورق خَضِر ، قال الله تعالى : (فَأَخْرَجْنا مِنْهُ
خَضِراً) [الأنعام : ٩٩].
__________________
[الأبدال] : عليّ عليه السلام ـ الأَبْدَال
بالشّام ،
والنُّجَباء بمصر ، والعَصائب بالعرَاق.
هم خيارٌ بدل من خيار ، جمع بَدَل
وبِدْل.
العَصائب
: جمع عِصابة.
يريد طوائف يجتمعون فيكونُ بينهم حَرْب.
[بدن] : لما خطب فاطمة عليهما السلام قيل له : ما عِندك؟ قال :
فَرَسِي وبَدَني.
هي الدِّرع
القصيرة ؛ سُمِّيَت بذلك لأنها مِجْول للبدن
ليست بسابغةٍ تعمّ
الأَطْرَاف.
[الباد] : الزبير ـ كان حسن البَادِّ على السرج إذا رَكب.
البادَّان
: أَصْلَا الفخذين
؛ سُمِّيا بذلك لانفراجهما. وقيل لامرأة من العرب : علَامَ تمنعين زوجك القِضَّة فإنه يعتلُّ بك؟ قالت : كذب! والله إني لأطَأْطىء الوِساد
، وأُرْخِي البَادَّ
.
والمعنى أنه كان
حَسَن الركبة.
[بدج] : حملَ يوم الخندق على نَوْفَل بن عبد الله بن المغيرة
بالسيف حتى شَقَّه باثنين ، وقَطَع أُبْدُوجَ
سَرْجِه ، ويقال :
خلَص إلى كاهل الفرس ، فقيل : يا أبا عبد الله ؛ ما رأينا مثلَ سَيْفِك! فيقول :
والله ما هو السيف ، ولكنها الساعد أكرهْتُها.
هو اللِّبْد ،
كأنَّها كلمة أعجمية.
[بدى] : سعد رضي الله عنه ـ قال يومَ الشُّورى ، بعد ما تكلَّم
عبدُ الرحمن بن عوف رضي الله عنه : الحمد لله بَدِيًّا كان وآخراً يعود. أحمده كما أَنجَاني من الضَّلَالة ،
وبصَّرَني من الجهالة ؛ بمحمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم استقامت الطُّرق ،
واستنارت السُّبُل ، وظهر كلُّ حق ، ومات كلُّ باطل ، إني نكَبْتُ قَرَني ، فأَخذتُ السَّهم الفالِجَ ، وأَخَذْتُ لطلحة بن
عبيد الله ما أخذتُ لنفسي في حضوري ، فأَنَا بِه زعيم ، وبما أَعْطَيتُ عنه كفيل ،
والأَمرُ إليك يا بنَ عوف.
البَدِيّ
: الأول ، ومنه :
أفعل هذا بادِىء بَدِيٍ ؛ أي كان الله عز وجل أولاً قبلَ كل شيء ، ويكون حين
تَفْنَى الأشياء كلُّها ، ويبقى وجهه آخراً كما كان أوَّلاً ؛ ف (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ).
ومعنى يعود : يصير ، وقد مضى شرحه.
القَرَن
: جَعْبَة صغيرة
تُقْرَن إلى الكبيرة.
__________________
الفَالج
: السَّهم الفائز
في النِّضال.
والمعنى : إني
نظرتُ في الآراء وقلَّبتها فاخترتُ الرأيَ الصائبَ منها ، وهو الرضاء بحكم عبد
الرحمن بن عوف ، وأجزت على طلحة مثل ما أَجزتُه على نَفْسِي ، وأَنَا زعيم بذلك : أي ضامن.
[التبديد] : أم سلمة ـ إن مساكين سألوها فقالت : يا جارية أَبِدِّيهم تمْرةً تمرة.
أي فرِّقِي فيهم ،
من التبديد ، يقال : أبدَدْتُهم
العطاء : إذا لم
تجمع بين اثنين.
قال أبو ذؤيب :
فأَبدَّهُنَ
حُتُوفَهُنَّ فَهَاربٌ
|
|
بِذَمَائِه أو
بارِكٌ مُتَجَعْجِعُ
|
[البديّ]
: ابن المسيَّب ـ في
حَرِيم البِئْر
البَدِيّ خمسٌ وعشرون
ذِراعاً ، وفي القليب خمسون ذراعاً.
هي التي بُدِئت فحُفِرت في الأرض المَوات ، وليست بعاديَّة ، فليس لأَحد
أنْ يحفر حولها خمساً وعشرين ذراعاً.
والقَلِيب : العاديَّة ، فليس لأَحدٍ أن ينزلَ على خمسين ذراعاً منها
ويتَّخذها داراً ؛ فإنها لعامَّة الناس.
[بدد] : عِكْرمة ـ إن رجلاً باع من التَّمَّارين سبعةَ أصْوُع
بدرهم ، فتبدَّدُوه بينهم ، فصار على كل رجل حِصّة من الوَرِق ، فاشترى من رجل
منهم تمراً أربعة أَصْوُع بدرهم ، فسأل عكرمة ، فقال : لا بأس أَخذتَ أنقصَ مما
بعْتَ.
تَبَدَّدُوه
: أي اقْتَسَمُوه بِدَداً : أي حصصاً على السواء.
[بدح] : بكر بن عبد الله ـ كان أصحابُ رسول الله صلى الله عليه
وسلم يتمازَحُون حتى يتَبَادَحُون
بالبِطِّيخ ، فإذا
حزَبهم أَمر كانوا هم الرجالَ أصحابَ الأمر.
أي يترَامَوْن.
والبَدْح : رَمْيُك بكل شيء فيه رَخَاوة.
حتى هذه هي التي
يبتدأ بعدها الكلام. كالتي في قوله :
*وحتَّى الجِيادُ
ما يقدْن بأَرْسَانِ *
__________________
والتقدير حتى هم يتبادَحُون ، ولو كانت هي الجارة لسقطت النون لإضمار أَنْ بعدها.
بوَادِرُ في (ظه).
بادناً في (شذ). المبدىء في (نك). فلا
تَبْدَحِيه في (سد). البدن في
(رج) بَدَداً في (عل). وذو بَدَوَان في (عد). بَوَادِره في (سا).
الباء مع الذال
[بذاذة] [بذة] : النبي صلى الله عليه وسلم ـ البَذَاذَةُ من الإيمان.
يقال : بَذِذْتَ بَعْدي بَذَاذة وبِذَاذاً وبَذَاذاً : أي رثَّت هيئتك. والمراد التواضع في اللِّباس ، ولُبْس
ما لا يؤدّي منه إلى الخيلاء والرّفول ، وأن لذلك موقعاً حسناً في الإيمان. ورجل باذّ الهيئة وبذّها.
ومنه : إنّ رجلاً
دخل المسجد ، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يخطب ، فأمره أن يصلّي ركعتين. ثم قال :
إنّ هذا دخل المسجد في هَيْئَةٍ
بَذَّةٍ ، فأمرتُه أن
يصلّيَ ركعتين ، وأنا أُريد أن يفطُن له رجل فيتصدَّق عليه.
[بذج] : يُؤْتَى بابنِ آدمَ يوم القيامة كأنه بَذَجٌ من الذُّلِّ.
هي كلمة فارسيّة
تكلمت بها العرب ، وهو أَضعف ما يكون من الْحُمْلَان ، وتُجمَع على بِذُجَان.
[بذق] : ابن عباس رضي الله عنهما ـ سُئِلَ عن الباذِق ؛ فقال : سبَقَ محمد
الباذِق ، وما أسكر فهو
حرام.
هو تعريب باذَه ،
ومعناها الخمر.
[بذاء] : الشعبي رحمه الله ـ إذا عظمت الحلقة فإنما هي بِذَاء ونِجَاء.
أي مُبَاذاة ؛ وهي الفاحشة ، ومناجاة.
فيه بَذَاذَة في (تا).
في هيئته بَذَاذَة في (حج). بَذِيّا في (طف). يبذّ القوم في (مغ). فابْذَعَرَّ في (زف).
البُذر في (نو). فما ابذَقرّ في (مذ).
__________________
الباء مع الراء
[برد] : النبي صلى الله عليه وسلم ـ لما توجَّه نحو المدينة خرج بُرَيْدَة الأسلمي رضي الله عنه في سبعين راكباً من أهل بيته من بني
سَهْم ، فتلقَّى نبيَّ الله ليلاً. فقال له : مَن أنت؟ فقال : بُرَيْدة ، فالتفت إلى أبي بكر وقال : يا أبا بكر ؛ بَرَد أَمْرنا وصلح ، ثم قال : مِمَّنْ؟ قال : من أسلم. قال لأبي
بكر : سَلِمنا. ثم قال : ممن؟ قال : من بني سَهْم. قال : خَرَج سَهْمك.
بَرَد أمرُنا : أي سهل ؛ من العيش البارد ، وهو النَّاعم السهل ، وقيل : ثبت ، مِنْ بَرَدَ لي عليه حَقّ.
خَرَج
سَهْمُك : أي
ظَفِرت. وأصله أن يُجِيلُوا السهامَ على شيء ، فمن خرج سَهْمه حازَه.
مَنْ صَلَّى البَرْدَيْن دخل الجنة.
هما الغداة والعشيّ
، لطيب الهواء وبَرْدِه
فيهما.
إذا اشتد الحر فأَبْرِدوا بالصلاة.
أي صلّوها إذا
انكسر وهَج الشمسِ بعد الزَّوال ، وإذا كانوا في سفَر فزالت الشمسُ وهبّت الأرواح
تنادَوْا : أَبْرَدتُم
بالرواح.
وحقيقة الإبراد الدخول في البَرْد. كقولك : أظهرنا وأفجرنا.
والباء للتعدية.
فالمعنى ادخُلوا الصلاة في البرد.
[باردة] : الصَّوْمُ
في الشِّتَاءِ الْغَنِيمةُ
الْبَارِدَةُ.
هي التي تجيء
عَفْواً من غير أن يُصْطَلى دونها بنار الحرب ، ويُباشر حرّ القتال.
وقيل : الثابتة
الحاصلة ، من بَرَدَ لي عليه حقّ. وقيل : الهَنيّة الطيبة من العيش البارد.
والأصلُ في وقوع البرد عبارة عن الطِّيب والهناءة أنَّ الهواء والماء لما كان
طِيبهما ببردهما خصوصاً في بلادِ تِهامة والحجاز قيل : هواء بارد ، وماء
بارد ، على سبيل
الاستِطَابة ، ثم كثر حتى قيل : عَيْش بارد ، وغنيمة باردة ، وبَرَدَ أمرنا.
[بريد] : كان يكتب
إلى أمرائه : إذَا
أَبْرَدْتُمْ إليَ بَريداً فاجْعَلُوه حسنَ الْوَجْهِ حَسَن الاسْمِ.
__________________
أي إذا أرسلتم
إليَّ رسولاً.
والبريد : في الأَصْل : البَغْل ، وهي كلمة فارسية أصلها بُرَيْدَة
دُم : أي محذوف الذَّنَب ؛ لأنَّ بغالَ البريد كانت محذوفة الأَذناب ، فعرِّبت الكلمة وخُفِّفَت ، ثم
سُمِّي الرسولُ الذي يركبه بَريداً ، والمسافةُ التي بين السكتين بريداً.
والسَّكَّة : الموضعُ الذي يسكُنُه الفُيُوج المرتّبون من رِباط أو قُبَّة أو بيتٍ أو نحو ذلك ـ وبُعْدُ
ما بين السكتين فَرْسَخان ، وكان يُرَتّبُ في كُلّ سكة بغال.
[برقاء] : أَبْرِقُوا فإنَّ دَمَ عَفْرَاءَ أَزْكى عند الله من دَمِ
سَوْدَاوَيْن.
أي ضَحُّوا بالْبَرْقَاء ، وهي الشاةُ التي تشقُّ صوفَها الأبيض طاقاتٌ سود.
والعَفْراء : التي يضربُ لونها إلى بياض ، من عُفْرَة الأرض.
[برر] : سئل ـ أيُّ الكَسْبِ أفضل؟ فقال : عمل الرجلِ بيده ، وكل
بيع مَبْرُور.
بره
، أي أحسن إليه
فهو مبرور. ثم قيل : بَرَّ الله عمله إذا قَبِلَه كأَنَّه أَحْسَن إلى عمله بأَن
قَبِلَهُ ولم يرُدَّه.
ومنه حديث أبي
قِلَابة : إنه قال لخالد الحذّاء وقد قَدِمَ من مكة : بُرَّ العَمَل.
والبيع المبرور : هو الذي لم يُخالطه كذِب ولا شيء من المآثم ؛ كأنّ
صاحبَه أحسنَ إليه بإخلائه عن ذلك.
[برث] : يَبْعَثُ الله منها سبعين ألفاً لا حسابَ عليهم ولا
عذابَ فيما بين البَرْثِ
الأَحمر وبين كذا.
هو الأَرض اللينة
، جمعُها بِراث.
الضمير في منها
لحِمْص ، وإنما قال ذلك لأنَّ جماعة كثيفة من المؤمنين قُتِلوا هناك.
__________________
[برة] : أُهْدِي مائة بدَنة منها جَمَلٌ كان لأبي جهل في أَنْفه بُرَة من فِضّة.
هي الْحَلْقة ،
ونقصانها واو ، لقولهم : بُرَة
مَبْرُوَّة ؛ أي معمولة.
[برثمة] : سئل عن مُضَر ، فقال : كِنانةُ جَوْهرها ، وأَسد لسانها
العربي ، وقيس فُرْسان الله في الأرض ، وهم أصحاب الملاحم ، وتميم بُرْثُمَتُهَا وجُرْثُمتُها.
قيل : أراد بالْبُرْثُمة : البُرْثُنة واحد البَراثن ، وهي المخَالَب ، والمراد
شَوْكتها وقوّتها ؛ فأبدل من النون ميماً لِتعاقُبهما ولِتزاوج الجرثمة ،
كالغَدايا والعشايا.
والجرثمة :
الجرثومة ؛ وهي أصلُ الشيء ومُجْتَمعه.
[براز] : انطلق للبَرازَ فقال لرجل : ائتِ هاتين الأشَاءَتَيْن فقل لهما حتى تجتمعا
، فاجتمعتَا فقضى حاجته.
البَراز : الفضاء ، واشتقَّ منه تبرَّز ، كما قيل من الغائط : تغوّط.
الأَشاءة : النخلة الصغيرة.
[برا] : إن أبا طلحة قال له : إن أحبَّ أموالي إليَ بَيْرَحَى ، وإنها صدقة لله أَرجو برَّها وذُخرها عند الله. فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم بَخ! ذلك مالٌ رابحٌ ، أَو قَال رائح.
بَيْرَحي
: اسم أرض كانت له
، وكأنها فَيْعَلى ، من البَرَاح ، وهي الأرض المنكشفة الظاهرة.
بَخ
: كلمةٌ يقولها
المعْجَبُ بالشيءِ.
رابح
: ذو رِبْح ،
كقولهم : همٌّ ناصب.
رائح
: قريب المسافة
يروح خيرُه ولا يعزب. قال :
سأَطْلب مالاً
بالمدينة إنني
|
|
أَرعى عازبَ
الأموال قلَّت فَوَاضِلُه
|
[برزة]
: خرج من مكة
مهاجراً إلى المدينة وأبو بكر ومولى أبي بكر عامر بن فُهَيْرة ودليلهما اللَّيْثي
عبدُ الله بن أُرَيْقِط ، فمروا على خَيْمتي أمّ معبد ، وكانت بَرْزَة جَلْدة تَحْتبِي بفناء القبّة ثم تَسْقِي وتُطْعم. فسألوها
لَحْماً وتمْراً يشترونه منها ، فلم يصيبوا عندها شيئاً من ذلك.
وكان القوم
مُرْمِلين مُشْتين ـ وروي مُسْنِتِين ؛ فنظر رسولُ الله صلى الله
عليه وسلم إلى شاةٍ في كِسْر الخيمة ، فقال : ما هذه الشاة يا أم مَعْبد؟ قالت :
شاةٌ خلّفها الجَهْد عن الغنم. فقال : هل بها من لَبن؟ قالت : هي أَجْهَد من ذلك!
قال : أتأذنين لي أَنْ أَحْلبها؟ قالت : بأبي أنت وأمي! إن رأيتَ بها حلَباً فاحْلبها.
__________________
وروي أنه نزل هو
وأبو بكر بأُمّ معبد وَذْفَان مَخْرَجه إلى المدينة. فأرسلت إليهم شاةً فرأى فيها بُصْرة من لَبن ، فنظر إلى ضَرعها ، فقال : إن بهذه لبناً ، ولكن
أبْغيني شاةً ليس فيها لبن ، فبعثت إليه بعَنَاقٍ جَذَعة ، فدعا بها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فمسح
بيده ضَرْعها ، وسمَّى اللهَ ودَعا لها في شائها ؛ فتفاجّت عليه ودَرَّت واجترَّت.
وروي أنه قال
لابنِ أمّ معبد : يا غلامُ ؛ هات قَرْواً ، فأتاه به ؛ فضرب ظَهْر الشاة فاجترَّت
ودَرَّت ، ودعا بإناء يُرْبِضُ الرَّهْطَ ، فحلب به ثَجًّا حتى علاه الْبَهاء ـ وروي
: الثُّمال ، ثم سقاها حتى رَوِيت ، وسقَى أصحابَه حتى رَوُوا ، فشرب آخرهم ، ثم
أَرَاضُوا عَلَلاً بعد نَهل ، ثم حلب فيه ثانياً بعد بَدْء حتى ملأ الإناء ، ثم
غادره عندها ، ثم بايعها ثم ارتحلُوا عنها.
فقلَّما لبثت حتى
جاء زوجُها أبو معبد يسوق أَعْنزاً عِجَافاً تَشَارَكْن هُزالاً ـ وروي : تَسَاوكُ
ـ وروي : ما تَسَاوَق ، مُخّهن قليل. فلما رأى أبو معبد اللَّبنَ عَجِب ، وقال :
من أين لك هذا يا أمّ معبد والشاءُ عَازِب حِيَال ، ولا حَلوبَ في البيت؟
قالت : لا والله
إلا أنه مرَّ بنا رجلٌ مُبَارك مِنْ حاله كذا وكذا. قال : صِفيه لي يا أم معبد.
قالت : رأيتُ رجلاً ظاهرَ الوضاءة ، أَبلج الوجه ، حَسَن الخلق ، لم تعْبه ثجْلَة
، ولم تُزْر به صُقْلة ـ وروي صَعْلة ـ وروي لم يعبه نُحْلة ، ولم يزر به صُقْلة ، وَسِيماً قسيماً ، في عينيه دَعَج ،
وفي أشفاره عَطَف. أو قال غَطَف ـ وروي وَطَف. وفي صَوْته صَحَل ، وفي عُنُقه
سَطَع ، وفي لحيته كَثاثة ، أزجّ أَقْرن ، إن صمت فعليه الوَقَارُ ، وإن تكلَّم
سما وعلاه البَهَاء ، وأجلّ الناس وأبهاهم من بعيد ، وأحسَنُه وأجملُه من قريب ،
حُلْو المنطق ، فَصْلٌ لا نَزْر ولا هَذَر ، كأنما منطقه خَرزات نَظْم يتحدّرون ،
رَبْعَة لا يائس من طول ، ولا تقتحمه عَيْن مِنْ قِصَر ، غُصن بين غُصْنَيْن ، فهو
أنضر الثلاثة مَنْظَراً ، وأَحسنهم قَدْراً ، له رُفَقاء يَحفُّونه ، إن قال
أَنْصتوا لقَوْله ، وإن أمر تبادَرُوا إلى أَمره ، مَحْفود مَحْشود ، لا عابِس ولا
مُعْتد.
قال أبو معبد : هو
والله صاحبُ قُريش الذي ذُكِر لنا من أمْرِه ما ذُكِر بمكة ، لقد هممتُ أن أصحبَه
ولأفعلنّ إنْ وجدتُ إلى ذلك سبيلاً.
__________________
فأَصبح صوتٌ
بِبَكة عالياً يسمعون الصوت ولا يَدْرون مَنْ صاحبه :
جزى اللهُ ربُّ
الناس خيرَ جزائه
|
|
رفيقين قَالا
خَيْمَتي أمِّ مَعْبَد
|
هما نَزَلَاها
بالهُدى واهتدت بهم
|
|
فقد فاز من
أَمْسى رفيقَ محمد
|
فيا لقُصَيّ ما
زوى اللهُ عنكمُ
|
|
به من فَعَال لا
يُجَارى وسؤدد
|
لِيَهْن بني كعب
مقامُ فَتَاتهم
|
|
ومقعدُها
للمؤمنين بمَرْصَد
|
سلُوا أختكم عن
شَاتِها وإنائها
|
|
فإنكم إن تسألوا
الشاةَ تَشْهدِ
|
دعاها بشاةٍ
حائِل فتحلّبت
|
|
له بصريح
ضَرَّةُ الشاةِ مُزْبِدِ
|
فغادرها رَهْناً
لديها لحالب
|
|
يردّدها في
مَصْدرٍ ثم مَوْرد.
|
البَرْزَة : العفيفة الرزينة التي يتحدَّث إليها الرجالُ فتبرزُ لهم ، وهي كَهْلَة قد خلا بها سنّ ، فخرجت عن حدّ
المحجوبات ، وقد
بَرُزَت بَرَازَةً.
المُرْمِل
: الذي نَفِد زاده
فرقّت حاله وسخُفت ، من الرَّمْل وهو نسجٌ سخيف ، ومنه الأرملة لرِقَّةِ حالها بعد
قَيِّمها.
المُشْتِي
: الداخل في
الشتاء.
والمُسْنِت : الداخل في السّنة ، وهي القَحْط ، وتاؤه بدل من هاء لأنّ
أصل أسنَتّ أسْنَهْتُ.
الكِسر ـ بالكسر
والفتح : جانب البيت.
وَذْفَان
مَخْرَجِه : أي
حِدْثَان خروجه ، وهو من تَوَذّف
إذا مرّ مرًّا
سريعاً.
البُصْرَة : أثر من اللبن يُبْصَر في الضَّرْع.
التَّفَاج
: تفاعل من الفجَج
، وهو أشد من الفَحَج ، ومنه قوس فجَّاء.
وعن ابنة الخسِّ
في وصف ناقة ضَبِعة : عَيْنها هَاجّ ، وصَلَاها رَاج ، وتمشي وتَفَاجّ.
القَرْو : إناء صغير يردَّد في الحوائج ، من قروت الأرض : إذا جُلت فيها وتردّدت.
الإرباض
: الإرواءِ إلى أن
يَثْقُل الشارب فيرْبِض.
انتصاب ثَجًّا
بفعل مضمر ؛ أي يثج ثجّاً ، أو بحلب لأن فيه معنى ثجّ ، ويجوز أن يكون بمعنى قولك
ثاجًّا نَصْباً على الحال.
المراد بالبَهَاءِ
وَبيصُ الرّغْوَة.
__________________
والثُّمالُ : جمع ثمالة ، وهي الرغوة.
أرَاضُوا : من أَرَاض الحوض : إذا استنقع فيه الماء ، أي نقعوا
بالرِّي مرةً بعد أُخرى.
تَشَاركن
هُزالاً : أي
عمَّهُنَّ الهزال فكأنهن قد اشتركْنَ فيه.
التَّسَاوُك
: التمايل من
الضعف : قال كعب :
حَرْفٌ
تَوَارَثها السِّفَارُ فجسْمُها
|
|
عارٍ تَسَاوَمُ
والفُؤَادُ خَطِيفُ
|
تَسَاوُق
الغنم : تتابعها
في السير ، كأنَّ بعضها يسوق بعضها.
والمعنى : أنها
لضعفها وفَرْط هُزَالها تتخاذلُ ويتخلَّف بعضُها عن بعض.
الحَلُوب
: التي تَحْلِب.
وهذا مما يستغربه أهل اللغة زاعمين أنه فَعُول بمعنى مفعولة نظراً إلى الظاهر ،
والحقيقة أنه بمعنى فاعلة ، والأصل فيه أن الفعل كما يسند إلى مُباشرهِ يسند إلى
الحامل عليه والمُطَرِّق إلى إحْدَاثه. ومنه قوله :
*إذا رَدَّ عَافِي
القِدْرِ مَنْ يَسْتَعِيرها *
وقولهم : هزم
الأَمِيرُ العدوَّ ، وبنى المدينةَ. ثم قيل على هذا النهج : ناقة حَلُوب : لأنها
تحمِل على احتلابها بكونها ذات حَلب ، فكأنها تحلب نفسها لحملها على الحَلب ،
وكذلك ناقة ضَبُوث : التي يُشَك في سمنها فتُضْبَث ، فكأنها تَضْبِث نَفْسها لحملها على الضَّبث بكونها
مشكوكاً في شأنها. ومن ذلك : الماء الشروب ، والطريق الرّكوب ، وأشباهها.
بَلَج
الوَجْه : بياضُه
وإشراقه. ومنه : الحق أَبْلج.
الثُّجْلة والثَّجَل : عِظَم البَطْن.
والصُّقْلة والصُّقْل : طولُ الصُّقْل ؛ وهو الخصْر ، وقيل ضُمْره وقلّة لحمه وقد
صقل ، وهو من قولهم : صَقَلْتُ
الناقةَ إذا
أضْمَرْتَها بالسَّيْرِ.
والمعنى : إنه لم يكن
بمنتفخ الخصْر ولا ضَامِره جدّاً والنُّحْل : النُّحول.
والصَّعْلَة : صِغَر الرَّأْس ، يقال : رَجلٌ صَعْل وأَصْعَل
، وامرأةٌ صَعْلاء.
القَسَام
: الجمال ، ورجل
مُقَسّم الوَجْه ، وكأنّ المعنى أَخذ كلُّ موضعٍ منه من الجمالِ قِسْماً ، فهو
جميل كلّه ، ليس فيه شيء يُسْتَقبحُ.
__________________
العَطَف
: طول الأشفار
وانعطافُها ، أي تثنّيها. والعطف
والغَطَف ، وو
انعطف وانغطف وانغضف
أَخوات.
الوَطَف
: الطول.
الصَّحَل
: صوتٌ فيه بُحَّة
لا يبلغُ أن تكون جُشَّة ، وهو يُسْتَحْسن لخلوِّه عن الحِدّة المُؤْذية للضماخ.
السَّطَع
: طول العُنق ،
ورجل أَسْطع وامرأة
سَطْعَاء ، وهو من سُطوع
النار.
سَما : قيل ارتفع
وعَلَا على جُلسائه. وقيل : عَلا برَأسه أو بيده. ويجوز أن يكون الفعل للبهاء ؛ أي
سَماهُ البَهَاء وعلَاه على سبيل التأْكِيد للمُبَالغة في وصفه بالبَهَاء
والرَّوْنق إذا أخذ في الكلام ؛ لأنه عليه السلام كان أفصح العرب.
فَصْل : مصدر
موضوع موضع اسم الفاعل ؛ أي منطقة وسط بين النَّزر والهَذر فاصل بينهما.
قالوا : رجل
رَبْعة فأَنَّثُوا ؛ والموصوفُ مذكَّر على تأويل نَفْس رَبْعة. ومثله : غُلَامٌ
يَفَعَة وجمل حُجَأَة.
لا يائِس من طُول
: يروى أنه كان فُوَيْق الرَّبعة. فالمعنى أنه لم يكن في حدّ الرّبعة غيرَ متجاوزٍ
له ، فجعل ذلك القَدْر مِنْ تجاوز حدِّ الرَّبعة عدم يأس من بعض الطُّول.
وفي تنكير الطول
دليل على معنى البَعْضِيَّة ـ وروي : «رَبْعة لا يائس من طول».
يقال في المنظر
المستقبح : اقْتَحمَتْهُ العينُ ؛ أي ازْدَرَتْهُ ، كأنها وقعت من قُبْحِه في
قُحْمَة ، وهي الشدّة.
مَحْفُود : مَخْدُوم. وأصل الحَفْد مُدَاركة الخَطْو.
مَحْشُود : مجتمَع عليه ؛ تعني أَن أصحابه يَزِفون في خِدْمَته ،
ويجتمعون عليه.
خيمتي ، نصْب على
الظرف ، أجرى المحدودَ مجرى المُبْهم كبيت الكتاب :
*كما عَسَل
الطَّرِيقَ الثَّعْلَبُ *
__________________
اللام في «يا
لَقُصَيّ» للتّعجب ، كالتي في قولهم : يَا للدَّواهي ويَا للْماء! والمعنى : تعالَوْا يا قصيّ
لنعجبَ منكم فيما أَغْفلتموه من حظّكم ، وأَضَعْتُمُوه من عِزّكم بعِصْيَانكم
رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وإلجائكم إياه إلى الخروج من بين أظهركم.
وقوله : «ما زَوى
الله عنكم» ، تعجّب أيضاً معناه أيّ شيء زَوَى الله عنكم! الضَّرِّة : أصل الضّرْع
الذي لا يخلو من اللَّبن. وقيل : هي الضَّرْع كلُّه ما خَلا الأَطْبَاء .
[برىء] : أبو بكر الصديق رضي الله عنه ـ دخل عليه عبدُ الرحمن بن
عوف في علَّته التي مات فيها فقال : أراك بارئاً يا خليفةَ رسول الله ، فقال : أمَا إنّي على ذلك لشديد
الوَجَع ، ولَما لقيتُ منكم يا معْشَرَ المهاجرين أشدُّ عليَّ من وَجعي ؛
وَلَّيْتُ [أموركم] خَيْرَكم في نفسي ، فكلُّكم وَرِم أنفُه أن يكونَ له الأمرُ من دونه ، والله لتَتَّخِذُنّ نَضَائدَ
الدِّيباج وستُور الحرير ، ولتألمُنَّ النومَ على الصُّوف الأَذْرَبي ، كما يألم
أحدُكم النومَ على حَسَك السَّعْدَان ؛ والّذِي نفسي بيده لأن يقدَّم أحدُكم
فتُضرَب عنقُه في غير حدٍّ خيرٌ له من أن يخوضَ غمرات الدنيا. يا هادي الطريق جُرت
؛ إنما هو الفَجْرُ أو البَجْر ـ وروي : البَحْر.
قال له عبد الرحمن
: خفِّض عليك يا خليفةَ رسولِ الله! فإنَّ هذا يَهيضُك إلى ما بِكَ. ورُوي أنَّ
فلاناً دخل عليه فنال من عمر ، وقال : لو استخلفتَ فلاناً؟ فقال أبو بكر رضي الله
عنه : لو فعلتُ ذلك لجعلتَ أَنْفَكَ في قَفَاك ، ولَمَا أَخَذْتَ من أهلك حقًّا.
ودخل عليه بعضُ
المهاجرين وهو يشتكِي في مرضه ، فقال له : أتستخلف علينا عمر ، وقد عَتَا عَلَيْنا ولا سُلْطَانَ له ، ولو مَلكَنا كان أعْتَى
وأعْتَى! فكيف تقول لله إذا لقيتَه! فقال أبو بكر : أَجْلِسُوني ، فأجْلَسوه ،
فقال : أبالله تُفَرِّقُني فإني أقولُ له إذا لقيتُه : استعملتُ عليهم خيرَ أَهلك.
برئ
من المرض ، وبرَأ ، فهو
بارئ ، ومعناه مُزَايلة
المرض والتَّباعد منه ، ومنه : برئ
من كذا براءةً.
وَرَمُ
الأَنف ، كناية عن
إفراط الغيظ ؛ لأنه يرْدَفُ الاغتياظ الشديد أن يَرِمَ أنفُ المغتاظ وينتفخ
مِنْخَراه ، قال :
*ولا يُهَاجُ إذَا
ما أَنْفُه وَرِما *
__________________
النضائد : الوسائد والفُرُش ونحوها مما يُنْضَدُ ، الواحدة
نَضِيدة.
الأَذْرَبيّ منسوب
إلى أَذْرَبيجان ـ وروي : «الأَذْرِيّ».
البَجْرُ : الأَمر العظيم. والمعنى : إن انتظرت حتى يُضيء لك
الفَجْر أبصرتَ الطريق. وإن خَبَطْتَ الظّلماء أَفْضَت بك إلى المكروه. وقال
المبرِّد فيمن رواه البَحْر : ضَرَب ذلك مثلاً لَغَمرات الدنيا وتحْييرها أَهلَها.
خَفِّض
عليك ، أي أَبقِ
على نفسك ، وهوِّن الخَطْبَ عليها.
الهَيْض
: كَسْر العظْم
المجبور ثانية ، والمعنى أنه يَنْكُسُك إلى مرضك.
جَعل الأنف في
القَفَا عبارة عن غايةِ الإعراض عن الشيء وَلَيِّ الرأس عنه ؛ لأنّ قُصَارى ذلك أن
يُقْبِل بأنفه على ما وراءه ، فكأنه جعل أَنْفَه في قفاه ؛ ومنه قولهم للمنهزم : عيناه
في قَفَاه لِنَظَرِه إلى ما وراءه دائباً فَرقاً من الطَّلب ؛ والمرادُ
لأَفْرَطْتَ في الإعراض عن الحقّ ، أو لجعلتَ دَيْدَنك الإقبالَ بوجْهك إلى مَنْ
وراءك من أقاربك مختصًّا لهم بِبرِّك ، ومُؤْثراً إياهم على غيرهم.
تُفَرّقني
: تُخَوِّفني من
أهلك. كان يقال لقريش : أهل الله ؛ تفخيماً لشأنهم ، وكذلك كلّ ما يُضاف إلى اسم
الله كبيت الله وكقولهم : لله أنت ، وكقول امرىء القيس :
فلِلّه عَيْنَاً
مَنْ رَأَى مِنْ تَفَرُّقٍ
|
|
أَشَتَّ
وأَنْأَى من فِرَاقِ المُحصَّبِ
|
[البرنس]
: أمير المؤمنين
عمر رضي الله عنه ـ قال رجل : ضربَنِي عمر ، فسقط
البُرْنُس عَنْ رأسِي ،
فأغاثني الله بشَعَفتيْن في رَأْسِي.
البُرْنس
: كلّ ثوبٍ رأْسُه
منه ملتزِق به ، دُرَّايَةً كان أو جُبَّة أو مِمْطَراً.
الشَّعَفَة : خُصْلة في أعلى الرأس.
[برهوت] : أمير المؤمنين عليّ عليه السلام ـ خيرُ بئر في الأرض
زَمْزَم ، وشرُّ بئرٍ في الأرض بَرَهُوت
.
هي بئر بحضرموت
يزعمون أن بها أَرْوَاح الكفَّار ؛ وقيل : وادٍ باليمن. وقيل : هو اسم للبلد الذي
فيه هذه البئر ، والقياس في تائها الزيادة ، لكونها مَزِيدة في أخواتها الجائية
على أمثالها مما عُرِف اشتقاقُه ؛ كالتَّرَبُوت والخرَبُوت وغير ذلك.
__________________
[بربر] : سعد رضي الله عنه ـ قال : لما قُتِل على رَايةِ المشركين
مَنْ قُتل من بني عبد الدّار أَخَذ اللِّوَاء غلامٌ لهم أَسْوَد ، وكان قد انتكس ،
فَنصبه العبد وبَرْبَر يسبّ ، فرميته وأصيبت ثُغْرتُه ، فسقَط صَريعاً ، فأقبل
أبو سفيان : فقال : مَنْ رَدَاه؟ من رَدَاه؟.
البربرة : كثرةُ الكلام ، ويحكى أن إفريقِيس أبا بِلْقِيسَ غزا البَرْبَر فقال : ما أَكثر
بَرْبرتهم! فَسُمُّوا بذلك.
رَدَاه
: رماه بحجر.
[البارقة] : عمَّار رضي الله عنه ـ الجنَّة تحت البَارِقة.
هي السيوفُ لبريقها ، وهذا كقولهم : الجنّةُ تحت ظِلال السيوف.
[البردة] : ابن مَسعود رضي الله عنه ـ أصلُ كلِّ داءٍ البَرَدَة.
هي التُّخَمة ؛
لأنها تُبَرِّد حرارةَ الشهوة ، أو لأنّها ثقيلةٌ على المِعدة بطيئةُ
الذهاب من بَرَد إذا ثبت وسكَن ؛ قال :
اليوم يومٌ
بارِدٌ سَمُومُهُ
|
|
مَنْ جَزِع
اليَوْمَ فَلا نَلُومُه
|
والمعنى ذمّ
الإكثار من الطعام ؛ وعن بعضهم : لو سُئل أهلُ القبور : ما سببُ آجالكم؟ لقالوا :
التُّخَم .
[برشم ـ برهم] : حُذيفة رضي الله عنه ـ قال سُبَيع بن خالد : أتينا
الكوفةَ ، فإذا أنا برجال مشرفين على رجل ، فقالوا : هذا حُذيفة بن اليَمَان ،
فقال : كان الناس يَسألون رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن الخير ، وكنتُ أَسْأله
عن الشرّ ، فبَرْشَمُوا إليه.
أي حدّدُوا النظر
وأداموه إنكاراً لقوله وتعجّباً منه ، يقال بَرْشَم
إليه وبَرْهَم ؛
وإنما كان يسأله عن الشرّ ليتوقّاه فلا يقع فيه ؛ ولهذا كانت عامةُ ما يُرْوى من
أحاديث الفِتَن منسوبةً إليه.
[بريء وبراء] : أبو هريرة رضي الله عنه ـ استعمله عمرُ على البَحْرَين ،
فلمَّا قدم عليه قال له : يا عدوَّ الله وعدوَّ رسوله ؛ سرقتَ من مال الله ، فقال
: لستُ بعدوِّ الله ولا عدوِّ رسوله ، ولكني عدوُّ من عادَاهُما ، ولكنها سِهامٌ
اجتمعت ونِتَاجُ خَيْلٍ ، فأخذ منه عشرةَ آلاف درهم فألقاها في بيتِ المال ؛ ثم
دعاه إلى العمل فأبى ، فقال عمر رضي الله عنه : فإن يُوسف
__________________
قد سَأَل العمل ،
فقال : إنّ يوسف منِّي بريءٌ وأنا منه بَرَاء ، وأخافُ ثلاثاً واثنتين ، قال : أفلا تقول خمساً؟ قال :
أخاف أن أقول بغير حُكْم ، وأقضي بغير عِلْم ، وأخاف أن يُضْرب ظهْري ، وأن
يُشْتَم عِرْضي ، وأن يُؤْخذ مالي.
البَرَاء : البريء. والمراد
بالبراءة بُعْده عنه في
المُقَايسة ، لقوة يوسف عليه السلام على الاستقلال بأَعْبَاء الولاية وضعفه عنه.
وأراد بالثلاث والاثنتين الخلال المذكورة ، وإنما جعلها قسمين لكون الثنتين
وَبالاً عليه في الآخرة ، والثلاث بَلاءً وضراراً في الدنيا.
[برق] : ابن عباس رضي الله عنهما ـ لكلّ داخل بَرْقَةٌ.
هي المرّة من البَرَق ، مصدر
بَرَق يَبْرَق إذا بقي شاخصَ البصر
حَيْرةً ؛ وأصله أن يَشِيم البرقَ
فيضعُفَ بصرُهُ.
ومنه حديث عمرو بن
العاص : إنّه كتب إلى عمر رضي الله عنه : يا أميرَ المؤمنين ؛ إنَّ البَحْرَ
خَلْقٌ عظيم ، يركبه خَلْقٌ ضَعيف ، دُودٌ على عُود ، بين غَرَق وبَرَقٍ.
يريد أنّ راكب
البحر إما أن يغرق أو يكون مَدْهُوشاً من الغَرَق.
علقمة رضي الله
عنه ـ قال أبو وائل : قال لي زياد : إذا وليتَ العراق فائْتني ، فأتيتُ علْقَمة
فسألتُه ؛ فقال : لا تقربهم فإنَّ على أبوابهم فِتناً كمَبَارِك الإبل ، لا تصيب
من دنياهم شيئاً إلا أصابُوا من دِينك مِثْلَيْه.
أرادَ مبارك الإبل
الْجَرْبَى. يعني أن هذه الفِتَن تُعْدى مَنْ يَقْربهم إعْدَاءَ هذه المبارك
الإِبل المُلْس إذا أُنيخت فيها. قال :
* تُعْدى الصحاحَ
مَبارك الجُرْبُ *
*[برى]
: علي بن الحسين
صلوات الله عليهما ـ اللهمّ صلّ على محمد عدد
البَرَى والثَّرَى
والوَرَى.
البَرَى
: التراب الذي على
وَجْه الأرض ، وهو العَفَر ، من بَرَى
له إذا عَرض وظهر.
الثَّرَى
: النَّدَى الذي
تحت البَرَى ، ومنه قولهم : التقى الثَّرَيان
، أي ندَى المطرِ
وندَى الثَّرى.
[برطم] : مجاهد رحمه الله ـ قال في قوله عز وجل : (وَأَنْتُمْ سامِدُونَ) [النجم : ٦١] البَرْطَمة.
__________________
هذا تفسيرٌ للسمود
، والسَّامِد : الرَّافع رَأْسَه تكبراً ، والمُبَرْطِم : المُتخاوِص في النَّظر ، وقيل : المقطّب المتغضِّب لِكِبْرِه. وجاء في
تفسير ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : سامِدُونَ
متكبّرون.
[برق] : قتادة رضي الله عنه ـ تخرجُ نارٌ من مشارقِ الأَرض تَسُوق
الناسَ إلى مغارِبها سَوْقَ البَرَقِ
الكَسِير.
هو الجمل تعريب «بَرَهْ».
[برد] : في الحديث ـ لا
تُبَرِّدُوا عن الظَّالِم.
أي لا تخَفِّفُوا
عنه ، ولا تسهِّلوا عليه من عقوبة ذَنْبه بشَتْمِه ولَعْنِه.
البَيْرم والبَرَم
في (ان). التَّبْريح في (ول). يَتَبرّضه في (خب). البُرْد في (خي). وثلاثين بُرْدة
في (سر). من هذا البَرْح في (سر). غير أبْرَام في (عب). كثيرات المَبَارك في (غث).
البَرَهْرَهة في (هو). بكُم بَرَّة في (مس). أبر عليهم في (نض). من البُرَحاءِ في (وغ).
بَرّانيًّا في (جو). وهذه البَرَازق في (طر). البَرْجَمة في (رس). إن البِر دُونَ
الإثْم في (رب).
الباء مع الزّاي
[البزبزة] : النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ـ كانت نُبُوَّةَ رَحْمَة
، ثم تكون خِلافةَ رَحْمَة ، ثم تكون مُلْكاً يملِّكه اللهُ من يشاء من عباده ، ثم
تكون بَزْبَزِيًّا : قَطْع سبيل ، وسَفْك دماء ، وأخذ أموال بغير حقِّها.
أي استيلاءً
منسوباً إلى البَزْبَزة ؛ وهي الإسرَاع في الظّلم ، والخِفّةُ إلى العَسْف ،
وأصلها السَّوْقُ الشديد ـ وروي «بِزِّيزَى» بوزنِ «خِلّيفى» ، وهي مصدر من بزّ إذَا سلَب ، ومعناها
كثرة البَزّ. الضمير في «كانت» للحال ، وكذلك في «تكُون».
[بازل] : خطب يومَ فتح مكة فقال : أَلَا في قتيل خطأ العَمْد ثلاث
وثلاثون حِقَّة ، وثلاث وثلاثون جَذَعة ، وأربع وثلاثون ما بين ثَنِيّة
إلى بازلِ عامِها كلُّها خَلِفة.
يقال : جمل بازِل وناقةٌ
بازل : إذا تمّت لهما
ثماني سنين ودَخَلا في التاسعة. وإذا أتى على الجمل عامٌ بعد البُزُول قيل له : مُخْلِف ، فأمَّا الناقة فلا تكون مُخْلِفاً ،
ولكن يقال لها : بَزُول وبازِلُ
عام. والضمير في «عامها»
، يرجع إلى موصوف محذوف ؛ لأنَّ التقديرَ : إلى ناقةٍ بازل عامها ، ولا يجوزُ رجوعه إلى «بازل» نفسها ، لأنَ البازلَ
مضافةٌ إلى العام
، فلو
__________________
رجعت فأضفت العامَ
إليها كنتَ بمنزلة من يقول : سيّد غلامه ، أي سيّد غلامِ السيّد ، وهذا مُحالٌ ،
ونظيره في قول حاتم يخاطب امرأته :
أماويّ إني
رُبَّ وَاحدِ أُمِّه
|
|
أَجَرْتُ فلا
غرم عليه ولا أَسْرُ
|
والخَلِفَة : واحدة المخاض ، وهي الحوامل على غير لَفْظِها.
[البزو] : في قصيدة أبي طالب يعاتبُ قريشاً في رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم :
كذَبتُم وبَيْت
الله يُبْزَى مُحمَّدٌ
|
|
ولما نُطَاعِنْ
دُونَهُ ونُقَاتِلِ .
|
أي لا يُبْزَى ، فحذفه لأنه لا يُلْبَس ، ومثله :
*فقلت يمينَ اللهُ
أبرحُ قاعِداً *
وقوله :
*آليتُ حبّ
العِراق الدَّهر أطعمه *
والبَزْو : القَهْر والغَلبة ، ويجوز أن يكون من الإِبزاء ، قال :
وإنّي أخوكَ الدائم
العَهْد لم أحُلْ
|
|
إن ابْزَاك
خَصْمٌ أَوْ نَبَا بِك مَنْزِلُ
|
__________________
أمير المؤمنين [عليّ]
رضي الله عنه ـ قال سعد بن أبي وقَّاص : رأيته يوم بدر وهو يقول:
بَازِلُ
عامَيْنِ حَدِيثٌ سَنِّي
|
|
سَنَحْنَحُ
اللّيل كأنيَ جِنِّي
|
لمثل هذا
وَلَدَتْني أمي
|
|
ما تَنْقِمُ
الحربُ العَوَانُ مِنِّي
|
[* سَنَحْنَحُ اللَّيْلِ كأنّيَ جِنِّي *]
|
وروي :
*سَمَعْمَع
كأنَّني من جِنّ *
. بازلُ عامين : هو البعير الذي تمّتْ له عشر سنين ، ودخل في
الحادية عشرة فبلغ نهايتَه في القوة ، وهو الذي يقال له : مُخْلِفُ عَام ؛ والمعنى
: أنا في استكمال القوة كهذا البعير مع حَدَاثَةِ السن.
السَّنَحْنَح
والسَّمَعْمَع مما كُرّر عينه ولامه معاً ، وهما من سَنَح وسَمِع. فالسَّنَحْنَح : العريض الذي يَسْنَح كثيراً ، وإضافته إلى الليل على معنى
أنه يُكْثِرُ السُّنوح فيه لِأَعدائه والتعرّض لهم لجَلَادته. والسَّمَعْمَع : الخفيف السريع في وَصف الذئاب ، فاستُعير ، والذئب موصوف
بحدّة السمع ، ولهذا قيل لولده من الضَّبُع : السِّمْع ، وضُرِب به المثل فقيل :
أَسْمَع من سِمْع.
السنّ
: أُنِّثت في
تسمية الجارحة بها ، ثم استُعيرت للعُمْر ، للاستدْلال بها على طُولهِ وقِصَره ،
فقيل : كَبِرَتْ سني ؛ مُبْقَاة على التّأْنيث بعد الاستعارة ، ونظيرُها اليد
والنار في إبقاء تأنيثهما بعدما استُعيرنا للنِّعْمة والسِّمَةِ.
وقوله : حديثٌ
سنّي ، كما يقال : طلع الشمس ، واضطرم النار ؛ لأن «حديث» معتمد على «أنا» المحذوف
وليس بخبرٍ قُدِّم.
خفّف ياءُ «جنِّي»
ضَروةً ، ويجوز في القوافي تخفيفُ كلّ مشدد ومثله قوله :
*أصحوتَ اليومَ أم
شاقَتْك هِرْ *
خالف بين حَرْفَيِ
الرويّ ؛ لتقارب النون والميم ، وهذا يسمّى الإكْفَاء في عِلم القَوَافي ،
ومِثْلُه:
__________________
يَا رِيَّهَا
الْيَوْمَ على مُبين
|
|
على مُبِينٍ
جَرَدِ الْقَصِيمِ
|
[بازلة]
: زيد رضي الله
عنه ـ قضى في البَازِلة بثلاثة أَبْعِرَة.
هي في الشِّجاج : المتلاحمة ، لأنها
تَبْزُل اللَّحْمَ أي
تشُقُّه.
بَزِيع في (خش).
بأشْهَب بَازِل في (شه). البَيَازر في (بج). بِزّة في (شك).
الباء مع السين
[البسّ] : النبي صلى الله عليه وسلم ـ يخرج قومٌ من المدينة إلى
العراق والشام يَبُسُّون
المدينة ،
والمدينةُ خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون.
البسُ
: السَّوْق
والطَّرْد ، يقال : بسّ
القومَ عنك ، أي
اطرُدْهم ، ومنه بسّ
عليه عَقَارِبَه ؛
إذا بثَّ نَمائمه ؛ قال أبو النجم :
*وانْبَسَ
حَيَّاتُ الكَثيبِ الأَهْيَلِ *
وبه فسر قوله
تعالى : (وَ) بُسَّتِ
(الْجِبالُ) بَسًّا [الواقعة : ٥].
والمعنى يسوقون بَهائمهم سائرين ؛ ولا محلّ له من الإعراب ؛ لأنه بدل من «يخرج
قومٌ» ، ولا يجوز أن يُقال : هو في محلّ النصب على الحال ؛ لأن الحال لا ينتصب عن
النكرة ، ويجوز أن يكونَ صفةً لقوم ؛ فيُحْكم على موضعِه بالرفع.
[بسط] : يَدُ الله بُسْطَان
لمُسيء النهار حتى
يتوبَ بالليل ، ولمسيء الليل حتى يتوبَ بالنهار.
يقال : يدُ فلان بُسُط : إذا كان مِنْفاقاً
منبَسِط الباع ، ومثله في
الصفات : روضة أُنُفٌ ، ومِشْيَة سُجُح ، ثم يخفف فيُقال : بُسْط كعُنْق وأُذْن ، جُعِل بسط اليد كنايةً عن الجود ، حتى قيل للملك الذي يُطْلِق عطاياه
بالأمر وبالإشارة : مبسوط اليد ، وإن كان لم يُعْطِ منها شيئاً بيده ، ولا يبسطها به البتّة ، وكذلك المراد بقوله : يَدَا اللهِ بُسْطَانِ ، وبقوله تعالى : (بَلْ يَداهُ
__________________
مَبْسُوطَتانِ)
[المائدة : ٦٤]
الجواد والإِنعام لا غير ، من غير تصوّر يد ولا
بَسْطها ؛ لأن قولهم: مبسوط اليد وجَوَاد عبارتان معتقبتان على معنى واحد ، والمعنى :
إنّ الله جوادٌ بالغفران للمسيء التائب. رزقنا الله التوبة ومغفرة الذنوب. وفي
قراءة ابن مسعود : بل يداه بُسْطان.
وفي حديث عُرْوة :
مكتوب في الحكمة : ليكن وجهك بِسْطاً تكن أحبَّ إلى الناس ممّن يعطيهم العطاء.
أي مُنْبَسطاً منطلقاً.
[بسل] : أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه ـ مات أُسَيْد بن
حُضَيْر فأُبْسِلَ مالُه بدَيْنه ، فبلغ عمر ، فردّه فباعه ثلاث سنين متوالية
فقضى دينه.
أي أُسْلِم إذا
كان مستغرقاً بالدَّين ، ومنه أُبسل
فلان بجريرته. قال
الشَّنْفَرى :
هُنَالِك لا
أَرْجُو حياةً تَسُرُّني
|
|
سَجِيس
اللَّيَالِي مُبْسَلاً بالجَرَائر
|
وكان المالُ نخلاً
فباعه ، أي باع ثمرته حتى قضى منها دَيْنَه.
قال في دعائه :
آمين وبَسْلاً.
قيل : معناه
إيجاباً وتحقيقاً. قال أبو نخيلة :
لا خابَ من
نَفْعِكَ مَنْ رَجَاكَا
|
|
بَسْلاً وَعادَى
اللهُ مَنْ عَادَاكَا
|
[باسنة]
: ابن عباس رضي
الله عنهما ـ نزل آدمُ من الجنة ومعه الحجرُ الأسود متأبِّطَه ، وهو ياقوتة من
يَوَاقيت الجنة ، ونزل بالباسِنَة ونَخْلة العَجْوة ـ وروي : «ونزل بالعَلَاة».
الباسِنةَ : آلات الصُّنَّاع ، وقيل سكَّة الحَرَّاث.
العَجْوَة : ضربٌ من أجود التمر. وعنه عليه الصلاة والسلام :
العَجْوَة من الجنّة.
وهي شفاء من
السمّ.
العَلاة : السَّنْدَان.
[البسر] : الأشجع العبديّ رضي الله عنه ـ لا تَبْسُرُوا ولا تَثْجُروا ولا تُعَاقِرُوا فتَسْكَروا.
البَسْر : خَلْط
البُسْر بالتمر
وانتباذهما.
والثّجْر : أن يُؤْخذ
ثَجِير البُسْر فيُلْقَى مع
التمر ، وهو ثُفْلُهُ.
__________________
والمُعَاقَرة : الإدْمان ، مَأْخوذٌ من عُقْر الحوض ؛ وهو مقام الشاربة
، أي لا تلزموه لزومَ الشاربة العُقْر.
الحسن رحمه الله ـ
قال له وليدٌ التَّيَّاس : إني رجل تَيَّاس. قال : لا تَبْسُر ولا تَحْلُب.
وروي : سألت الحسن
عن كسب التَّيَّاس. فقال : لا بأس به ما لم يَبْسُر ولم يَمْصُرْ.
هو أن يحمِل على
الشاة غير الصارف والناقة غَيْر الضَّبِعة.
المَصْر : أَنْ
يحْلُب بإصبعين ، أَرَاد ما لم يسترقِ اللَّبَن.
قد بُسَّ منه في (عي).
البُساط في (عم). وبواسقها في (قع). فأنجادٌ بُسْل في (فر) بعد تبسّق في (رب).
ومرة بالبَسَر في (رغ). الباسّة في (بك). أشأم من البَسُوس في (زو).
الباء مع الشين
[التبشبش] : النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ـ لا يُوطِنُ من المسجد
للصلاة والذِّكْر رجل إلا
تَبَشبشَ اللهُ به من حِينِ
يخرج من بيته كما
تَبَشْبَشُ أهل البيت بغائبهم
إذا قَدِم عليهم.
التَّبشبُش
بالإنسان :
المسرّة به والإقبال عليه ، وهو من معنى البشاشة لا من لفظها عند أصحابنا البصريين
؛ وهذا مثل لارتضاء الله فعلَه ووقوعه الموقعَ الجميل عنده.
يخرج : في موضع
الجر بإضافة حين إليه ، والأوقات تضاف إلى الجمل ، ومِن لابتداء الغاية ؛ والمعنى
: إن التبشبش يبتدىء من وقت خروجه من بيته إلى أنْ يدخل المسجد ؛ فترك
ذكر الانتهاء لأنه مفهوم ، ونظيره :
*شمتُ البرقَ من
خَلَل السحاب *
ولا يجوز أن يفتح «حين»
كما فتحه في قوله :
*على حينَ عاتبتُ
المشيبَ على الصّبا *
لأنه مضافٌ إلى
مُعْرَب ، وذاك إلى مبنيّ.
__________________
[بشر] : ابن مسعود رضي الله عنه ـ من أحبَّ القرآنَ فلْيَبْشَرْ ـ وروي فلْيَبْشُر.
يقال : بَشَرْتُه ، بمعنى بشّرته
، فَبَشَر ، كجَبَرْته فجَبَر ، وبَشرته
فبَشِر كثَلَجْت صدرَه
فثَلِج ، والمعنى البِشَارة بالثواب العظيم الذي لا يبلغ كُنهَه وَصْف ؛ ولهذا المعنى
حذف المبشَّر به.
وقيل : المراد
بقوله : «فليبشُر» بالضمّ أن يضمِّرَ نفسه لحِفْظه ؛ فإنَّ كَثْرَةَ
الطَّعام تنسيه إياه ، من بَشْر الأديم وهو أَخْذُ باطِنه بشفرة. ومثله قوله : «إني لأكره
أن أرى الرجل سميناً نسيًّا للقرآن». ونظير
البَشْر في وقوعه عبارة
عن التضمير النَّحت والبَرْيُ في التعبير بهما عن الهُزَال وذَهاب اللَّحم. يقال :
براه السفر ، قال :
*وهو من الأَيْنِ
حَفٍ نَحِيت *
ومن البَشْر حديث ابن عمروٍ : أُمرنا أن نَبْشُرَ الشَّوَارِب بَشْراً.
أراد أن
نُحُفِيَها حتى تظهر
البَشَرة.
[البشام] : ابن غَزْوَان رضي الله عنه ـ خطب الناسَ بالبصرة ، فقال
: لقد رأيتُني سَابع سَبْعَة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ما لنا طعام
إلّا وَرَقُ البَشَام
حتى قَرِحت
أَشْدَاقُنا ، ما منَّا اليوم رجلٌ إلا على مِصْرٍ من الأمصار.
وروي : «سابع سبعة
قد سُلقت أفواهنا من أكل الشجر».
البَشَام
: شجر يُسْتاك به.
قال جرير :
أَتَذْكُرُ
يَوْم تَصْقُل عَارِضَيْهَا
|
|
بِفَرْع بَشامةٍ
سُقِي البَشَام
|
سُلِقَت ، من
السُّلاق ، وهو بَثْر يخرج في باطنِ الفم.
__________________
السابع
على معنيين :
يكونُ اسماً للواحد من السبعة ، واسمَ فاعل من سَبَعْت القوم ؛ إذا كانوا ستة ،
فأتممتَهم بك سبعة. فالأوّل يُضاف إلى العدد الذي منه اسمه ، فيقال : سابع سبعة ،
إضافة مَحْضة بمعنى أحَد سبعة ، ومثله في القرآن : (ثانِيَ اثْنَيْنِ) [التوبة : ٤٠] ، و
(ثالِثُ ثَلاثَةٍ). والثاني يضاف إلى العدد الذي دونه فيقال : سابع ستة إضافة
غيره من أسماء الفاعلين ، كضارب زيد ، والمعنى سابع ستّة.
[بشر] : الحجاج ـ دخل عليه سَيَابة بن عاصم السُّلَمِيّ ، فقال :
من أيّ البُلْدَان أنت؟ قال : من حَوْران قال : هل كان وراءك من غَيْث؟ قال : نعم!
أصلح الله الأَمِير. قال : انعتْ لنا كيف كان المطرُ وتَبْشِيره؟ قال : أَصَابتني سَحَابَةٌ بحَوْرَان ، فوقع قَطْرٌ كبار
وقَطرٌ صغار ، فكأنَّ الصغار لُحْمةٌ لِلكِبَارِ ، ووقع سَبْطاً مُتَدَارِكاً ،
وهو السَّحُّ الذي سمعتَ به ؛ وادٍ سائل ، وواد نَادِح ، وأَرْضُ مُقْبلة ، وأَرْض
مدبرة ، وأصابتني سحابة بالقَرْيَتين فلبَّدَت الدِّماثَ ، وأسالت العَزَاز ،
وصدعَتْ عن الكمَأة أماكنها ، وجئتُك في مثل جارّ الضَّبُع .
وروي : فلَبَّدتِ
الدِّمَاث ، ودَحَّضَت التِّلَاع ، وملأَت الحفر ، وجئتُك في ماء يجرّ الضّبُع ،
ويستخرجها من وِجارها ؛ فقاءت الأرضُ بعد الرّيّ ، وامتلأَت الإِخَاذ وأُفْعِمت الأَوْدِية.
ثم دخل عليه رجلٌ
من أهل اليمامة ، فقال : هل كان وراءك من غَيْث؟ فقال : نعم ، كانت سماءٌ ولم أرها
، وسمعتُ الروَّاد تدعو في رِيَادَتها ، فسمعتُ قائلاً يقول : أُظعِنكم إلى
مَحَلّة تُطْفَأ فيها النيران ، وتَشْتَكِي فيها النساء ، وتَنَافَسُ فيها المعزى.
فلم يفهم الحجاج
ما قال ، فاعتلَّ عليه بأَهلِ الشام ، فقال : ويحك! إنما تُحدِّث أهل الشام
فأَفْهِمهم. فقال : أما طَفْءُ النيران ، فإنه : أَخْصَب الناسَ فكثُر السمن
والزّبد واللَّبن فلم يُحتج إلى نارٍ يخبز به. وأما تشكّي النساء فإن المرأة
تَرْبِق بَهْمَها وتمْخَض لبنها فتَبِيت ولها أَنِين. وأما تنافس المعزى
فإنها تَرَى من ورق الشجر وزهر النبات ما يُشْبِع بطونها ولا يُشبع عيونها ؛
فتبيتُ ولها كِظّة من الشبع وتَشْتَرُّ فتتنزل الدِّرّة.
ثم دخل رجل من بني
أَسَد ، فقال له : هل كان وراءك من غَيث؟ قال : أغبر البلاد ، وأُكِل ما أشرف من الجنة ؛ فاستيقنَّا أنه عامُ سَنَة.
فقال : بئس المخبرُ أنت!
__________________
ثم دخل رجل من
الموالي من أشدّ الناس في ذلك الزمان ، فقال له : هل كان وراءَك من غيث؟ قال : نعم
، أصلح الله الأمير ، غير أني لا أحسن أن أقولَ كما قال هؤلاء ، إلا أنه أصابتني
سحابةٌ فلم أَزَل في ماءٍ وطينٍ حتى دخلت على الأَمير. فضحك الحجّاج ثم قال : والله
لئن كنتَ من أَقصرهم خطبة في المطر إنك لمن أطولهم خُطوةً بالسيف.
التبشير : واحد
التباشير ؛ وهي الأَوائل
والمبادىء. ومنه تباشير الصُّبْح ، وهو في الأَصل مصدر بَشّر ؛ لأن طلوع فاتحة الشيء
كالبِشارة به ، ومثله
التعشيب والتنبيت.
لُحْمة لِلْكِبار
؛ أراد أنَّ الْقَطْرَ قد انْتَسَج لفرط تَتَابُعه ، فشبّه الكبار بسدَى النسيج
والصغار بلُحْمته.
السَّبْط : الممتد المنبسط ، وقد سَبِط وسَبُط.
النَّادِح
: الواسع ، من نَدَح يَنْدَح إذا وسَّعه ، وهو من باب العيشة الراضية ، والماء الدافق ،
ومنه المندوحة وهي السّعة ، مصدر من نَدَح كالمكذوبة والمصدوقة.
الدِّمَاث
: السهول ، جمع
مكانٍ دَمْث أو أرض دَمِثة.
العَزاز : الأرض الصلبة.
دُحِّضَت
التِّلَاع :
صيرتها مَداحض : أي مَزَالق.
الإخَاذ : المصانع .
أُفْعِمت
: مُلئت.
الرِّيادة : مُخْرجَة على زنة الخياطة والقِصارة ؛ لأنها صناعة.
الكِظَّة : الامتلاء المفرط من طعام أو شراب ؛ من اكتظَّ الوادي إذا غَصّ بالماء.
قلبت جيم «تجتر»
شيناً لتقاربهما.
قيل في «تَشَكّى النساء» وجه آخر ؛ وهو اتِّخاذهنّ شِكاءَ اللَّبن ، جمع شَكْوة ، وهي القِرْبة الصغيرة يقال : شَكَّى الراعي وتَشَكَّى
، قال :
وحَتَّى
رَأَيْتُ العَنْزَ تَشْرَى وشَكَّتِ الْ
|
|
أيَامَى
وأَضْحَى الرِّثْم بالدَّوِّ طَاوِيا
|
الجنة : عامة الشجر التي تتربّل في الصَّيف.
السَّنَة : القَحْط ، أراد بطول الخطوة التقدم إلى الأَقران ، من
قول ابن حطان :
إذا قصُرت
أسيافُنا كَانَ وَصْلُها
|
|
خُطَانا إلى
أَعْدَائنا فنُضَاربِ
|
__________________
وأَبْشَره في (قر).
فبَشَكَهُ في (طر). والبَشامَ في (ظر). بِشَقّ في (غث).
الباء مع الصاد
[البصر] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ عن ابن طَرِيف : كنتُ
شاهداً النبيّ صلى الله عليه وسلم وهو محَاصِرٌ أهلَ الطائفِ ، فكان يصلّي بنا
صلاة البَصَر ، حتى لو أن إنساناً رمي بنَبْلةٍ أبصر مواقع نَبْله.
البَصَر ، بمعنى الإِبصار ، يقال : بَصُر به بَصَراً. وقيل لصلاة الفجر أو المغرب على خلافٍ فيها : صلاة البَصر ؛ لأنها تُصَلَّى في وقت إبصار العيون للأشخاص بعد حيلولة الظلمةِ أو قبلها.
ذكر قوماً يؤمُّون
البيتَ ورجل متعوِّذ بالبيت قد لجأَ به من قُرَيْش ، فإذا كانوا بالبَيْداءِ خُسِف
بهم. فقيل : يا رسول الله ؛ أَلَيْس الطريقُ يجمعُ التاجر وابنَ السبيل والمُسْتَبْصِر والمَجْبُور؟ قال : يهلِكُونَ مهلكاً وَاحِداً ، ويَصْدرون
مَصَادِر شتَّى.
المستبصر : ذُو
البصيرة في دِينه.
المجبور
: المجْبَر على الخُروج ، يقال : جَبره
على الأمر وأَجبره ؛ ومعناه أن قوماً يقصدون بيت الله ليُلْحِدوا في الحرم
فيَخسف بهم الله. فقيل له : إن تلك الرفقة قد تَجمَع مَنْ ليس قصدُه قصدَهم. فقال
: يهلكون جميعاً ، ثم يَذْهَبُون مذاهبَ شتَّى في الجزاء.
ابن مسعود رضي
الله عنه ـ بين كل سَمَاءين مَسيرةُ خمسمائة عام ، وبُصْرُ كلِّ سماء مسيرةُ خمسمائة عام.
البُصْر : غِلظ الشيء ، يقال : ثوب ذو بُصْر ؛ إذا كان غليظاً وَثيجاً . ومنه البَصْرة والبِصْر لنوع من الحجارة.
ويجوز أن يُرَاد
بالمسيرة المسافة التي يُسارُ فيها كما قيل : المَتِيهة والمزلّة. ويجوز
__________________
أن يكون مصدراً
بمعنى السَّيْر كالمَعيشة والمَعيش ، والمَعْجِزَة والمَعْجِز.
[بصص] : كعب رضي الله عنه ـ تُمْسَكُ النَّارُ يومَ القيامة حتَّى
تَبِصَ كأنها مَتْنُ إهالة ، فإذا اسْتَوَتْ عليها أقدامُ الخلائق
نادى منادٍ : أَمْسِكي أصحابَكِ ودَعي أصحابي فتَخْنُسُ بهم ـ وروي : فتَخْسِف بهم
، فيَخْرُج منها المؤمنون نَدِيَّة ثيابُهُم.
البصيص
: البريق.
الإِهَالة : الودك.
خَنس
به يخنُس ويخنِس
: إذا أخَّرَهُ
وغيَّبه.
بَصِير وأعْمَى في
(سف). ما هذه البَصْرَة في (كذ). بُصْرَه في (بر). وبصرها في (فر). أصحّ بصرٍ في (خس).
الباء مع الضاد
[البضع] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ لمّا تزوَّج خديجة بنت
خُوَيلِد دخل عليها عمرو بن أُسَيْد ، فلما رأى النبي عليه السلام قال : هذا البُضْع لا يُقْرَعُ أنفه ـ وروي : لا يُقْدع.
وروي : أنه لما
خَطَبَ خديجة اسْتَأْذَنَتْ أباها وهو ثَمِل فقال : هو الفَحْل لا يُقْرَع أَنْفُه
؛ فَنحَرَتْ بعيراً ، وخَلَّقَت أباها بالعَبِير. وكسَتْهُ بُرْداً أَحْمَر ؛ فلما
صَحَا من سُكْرِه قال : ما هذا الحَبِير؟ وهذا العَقِير؟ وهذا العَبِير؟.
البُضْع
: مصدر بَضع المرأةَ إذا جامَعها ، ومثله فيما حكاه سيبويه : قَرَعَها
قُرْعاً ، وذَقَطها ذُقْطاً ؛ وفعْل في المصادر غيرُ غريب ؛ منه الشُّغل والسُّكر
والكُفْر وأخوات لها. ويقال لعقد النكاح : بُضْع
أيضاً ، كما
استعمل النكاح في المعنيين. وأرادها هنا صاحب البُضْع
فحذف.
قَرْعُ
الأنف : عبارة عن
الردّ ، وأصله في الفحل الهجين إذا أراد أن يَضْرب في كرائم الإبل قُرِع أَنفه
بالعَصَا [ليرتدّ عنها].
والقَدْع : قريب من القَرْع ، قالت لَيْلَى الأَخْيَلِيَّة :
__________________
ولم يقْدع الخصم
الألدّ ويملأ الْ
|
|
جِفان سديفاً يوم نكباء صرصر
|
أراد بالحَبير : البُرْد الذي كَسَتْه ، وبالعَبير : الذي خلَّقَتْه به. وبالعَقِير : البعير المَنْحُور.
عمر رضي الله عنه
ـ كان لرجلٍ حقٌّ على أم سَلمة ، فأَقْسَمَ عليها أن تعطيَه ، فضربه أَدَباً له
ثلاثين سَوْطاً كلّها
يَبْضَع ويَحْدُر ـ وروي : يُحْدِر.
أي يشقُّ الجِلْد
، ومنه المِبْضع ، ويُوَرِّم ، يقال : أحْدَرَه الضَّرْب وحَدَرَه حَدْراً.
وحدَر الجلدُ بنفسه حُدُوراً. قال عمر بن أبي ربيعة :
لو دَبَّ ذَرٌّ
فَوْقَ ضَاحِي جِلْدِها
|
|
لأَبَانَ مِنْ
آثارِهِنّ حُدُورَا
|
وقيل : يُحْدِر الدم ؛ أي يسيله.
[البضيض] : النّخَعيّ رحمه الله تعالى ـ يقال : إن الشيطان يجزي في
الإحليل ، ويَبِضّ
في الدُّبر ، فإذا
أحسّ أحدُكم من ذلك شيئاً فلا ينصرف حتى يسمعَ صوتاً أَوْ يجد رِيحاً.
البَضِيض
: سيَلان قليل ،
شِبْه الرَّشْح ؛ والمعنى أنه يدب فيه فيخيّل إليك أنه بَضيض بَلل.
[البض] : الحسن رحمه الله تعالى ـ ما تَشاء أن ترى أحدَهم أَبْيَض بَضّاً يَمْلَخُ في الباطل مَلْخاً ، يَنْفُض مِذْرَوَيْهِ ،
ويضرب أَسْدَرَيْه ، يقول : هأنذا فاعْرِفوني! قد عرفناك فمقتك الله ، ومقتك
الصالحون.
البضّ
: الرقيقُ
البَشرَة الرَّخْص الجسد.
المَلْخ
: الإسراع والمرّ
السهل ، يقال : بَكْرة
ملوخ ، وقال رُؤْبة :
*مُعْتَزِمُ
التَّجْلِيخ مَلَّاخُ المَلَق *
أي سريع في الملَق
، وهو ما استوى من الأرض.
المِذْرَوان
: فرعا الأليتين ،
وإنما لم يقل : مِذْرَيان
كقولهم : مذريان
في تثنية مذرى الطعام ؛ لأنَّ الكلمة مبنية على حرف التثنية ، كما لم تقلب ياءُ
النهاية ، وواو الشقاوة همزة لبنائهما على حَرْف التأنيث.
__________________
الأَسْدَران
: العِطْفَان ، أي
يضرب بيديه عليهما. عن ابن الأعرابي : وهو مثل للفَارغ ، ونَفْض المِذْرَوَين
للمختال.
قد عرَفْنَاك : يسمى التفاتاً ، وله في علم البيان مَوقع لطيف.
وتبضع طيبها في (كي).
ما تبضّ ببلال في (صب).
يبضّ ماءً أصفر في (ند).
من كل بضع في (سح). أن يستبضع في (نظ).
الباء مع الطاء
[بطن] : النبيّ صلى الله عليه وسلم ـ رأيت عيسى ابن مريم عليه
السلام ، فإذا رجل أبيض مُبَطَّن
مثل السَّيف.
هو الضامر البطن.
[بطاقة] : ابن عمرو رضي الله تعالى عنهما ـ يُؤْتَى برَجُل يوم
القيامة ، وتُخْرَج له بطاقة فيها شهادةُ أن لا إله إلا الله ، وتخرج له تسعة وتسعون
سِجِلًّا فيها خطاياه فترجَح بها.
قال ابن الأعرابيّ
: البِطاقة : الورَقة ـ وروي «نطاقة» بالنون. وقال شمر : هي كلمةٌ
مبتذَلة بمصر وما وَالاهَا ، يدعون بها الرُّقعة الصغيرة المنوطةَ بالثوب التي
فيها رَقْم ثمنه ؛ لأنها تُشَد
بطاقة من هُدْبه ، وقيل
لها : النِّطاقة ؛ لأنها تَنْطِق بما هو مرقوم عليها.
[البطة] : ابن عبد العزيز رحمه الله تعالى ـ قال رَجاء بن حَيْوَة :
كنت معه فضُعف السراج فقلت : أقوم فأُصلحه ، فقال : إنه لَلُؤْم بالرجل أَن
يستخدمَ ضيفَه ، فقام فأخذ
البطَّة فزاد في دُهْن
السراج ثم رجع فقال : قمت وأنا عمر بن عبد العزيز ورجعتُ وأنا عمرُ بن عبد العزيز!.
البطَّة : الدَّبَّةُ بلغة أَهل مكة ، وقيل : هي إناء كالقَارُورة
، وكأَنها سُمِّيَتْ بذلك لأنها على شكل الطائر المعروف.
[بطن] : النّخعيّ رحمه الله تعالى ـ كان يُبَطِّنُ لِحْيَته ويأخذ من جوانبها.
أي يأْخذُ شعرها
من تحت الذَّقَن والحَنَك.
أبطحوا في (رف).
وبطْن في (ظه). والبطحاء في (جد). بطيحاء في (كم).
__________________
ذو البُطَيْن في (جب).
بطاقة في (كه). ليستبطنها في (غل). أبا البطحاء في (قح). إنّ الشَّوْط بَطِين في (رح).
بِبِطْنَتِك في (غض). الأباطيل في (دح). البطريق في (رس). ما بّطأ بهم في (ثب).
الباء مع الظاء
[بظارة] : عليّ عليه السلام ـ أتِي في فريضة ، وعنده شريح فقال له
: ما تقول أنت أيّها العَبْدُ
الأَبْظَر؟.
هو الذي في شَفته
العليا بُظَارة ، وهي هَنَة نَاتئة في وَسَطها لا تكون لكلِّ أحد.
ويقال لحلمة ضَرْع
الشاة : بُظارة أيضاً ، وقيل : الأبظر الصخَّاب الطويل اللسان ؛ وجعله عبداً ؛ لأنه وقع عليه
سِبَاء في الجاهلية.
بظيت في (زر).
الباء مع العين
[البعل] : النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ما سُقي منها بَعْلاً
ففيه العُشْر.
البَعْل
: النَّخل النابت
في أرض تقربُ مادةُ مائها ، فهو يَجْتَزىء بذلك عن المطر والسَّقي ؛ وإياه أراد
النابغة في قوله :
مِن الوَارِدَات
الماءَ بالْقَاعِ تَسْتَقِي
|
|
بأَذْنَابِهَا
قَبْلَ اسْتِقَاء الْحَنَاجِرِ
|
وإنما سمي بَعْلاً
لأنّه باجتِزائِه كَلٌّ على مَنابته ومَرَاسِخ عروقه ، من قولهم : أصبح فلان بَعْلاً على أَهْله ؛ إذا صار كَلًّا وعِيَالاً عليهم.
ومنه حديثه : إن
رجلاً أتاه فقال : يا رسول الله ؛ أُبايعك على الجهاد ، فقال : هل لك من بَعْل؟ قال : نعم ، قال : انطلق فجاهِدْ فيه ، فإنَّ لك فيه
مُجَاهَداً حسناً.
قيل معناه : هل لك
من يَلْزمك طاعته من أبٍ وأم ونحوهما؟ من قولهم : هو بَعْل الدار
__________________
والدابَّة ، أي
مالكهما. ومنه بَعْل
المرأة. ويجوز أن
يكون مخفَّفاً عن بَعِل
، وهو العاجز الذي
لا يهتدي لأمره من بَعِل
بالأمر ، وامرأة
بَعِلة : بَلْهاء لا
تُحْسن اللّبس ولا إصلاح شَأْن النَّفْس.
بَعْلاً ، نصب على
الحال ، والمعنى ما سقاه الله بَعْلاً.
[الانبعاق] : تكلَّم لديه رجل فقال له : كم دون لسانك من حجاب؟ فقال :
شفتاي وأَسناني. قال : إن الله يكره الانْبِعَاقَ
في الكلام.
هو الإِكثار
والاتّساع فيه ، من انبعث المطر ؛ وهو أن يَسيل بكثرةٍ وشدَّةٍ.
[بعال] : ذكر أَيَّام التَّشْرِيقِ فقال : إنها أيام أَكْل وشُرب وبِعَال.
هو المُبَاعلة ، وهي ملاعبة الرجل أهلَه ، قال الحطيئة :
وكَمْ مِنْ
حَصان ذَاتِ بَعْلٍ تَرَكْتَها
|
|
إذا الليل
أَدْجَى لم تَجِدْ من تُبَاعِلُه
|
[البعولة]
: ابن مسعود رضي
الله عنه ـ ما مُصَلًّى لامرأة أَفضل من أشدّ مكان في بيتها ظُلْمة ، إلا امرأة قد
يَئِسَتْ من البُعولة فهي في مَنْقَلَيْها.
هي جمع بَعْل ، والتاء لتأنيث الجمع ، كالسهولة والحُزُونة ، ويجوز أن يكون
مصدراً ، يقال : بَعّلتِ
المرأة بُعولة ، أي صارت ذات بَعْل.
المَنْقَل :
الخُفّ ، قال الكميت :
وكَانَ
الأَبَاطِحُ مِثْل الإِرِنْ
|
|
وشُبِّهَ
بالْحِفْوَةِ المَنْقَل
|
أي هي لَابِسة
خُفَّيها لخروجها من البيت ، وتردّدها في الحوائج ، والمعنى كراهة الصلاةِ في
المسجد للشوابّ والترخيص فيها لِلعجائز.
لامرأة : في موضع
الرفع صفة لمصلًّى.
وأفضل إمّا أَنْ
يُنْصب على لغة أَهْل الحجاز ، أو يرفع على لغة بني تميم.
[البعق] : حُذيفة رضي الله عنه ـ قال : ما بقي من المنافقين إلا
أربعة ، فقال رجل : فأَيْنَ الذين يُبَعِّقُونَ
لِقَاحَنا ،
ويَنْقُبُونَ بيوتنا؟ فقال : أولئك هم الفاسقونَ ـ مرّتين.
بعَق
الناقة : نَحَرها
، وبعَّق للتكثير.
وفي كلام الضّبيّ
ـ كانت قبْلنا ذئبة مُجْرِيَةٌ ، فأقبلت هي وعِرْسُها ليلاً ، فبَعَقَتَا غَنَمنا.
__________________
أي شقّتا بطونها ،
أو المراد اللصوص الذين يُغيرون على أهل الحيّ فيستاقونها ، ثم يَنْحرونها
ويأكلونها.
[بعثة] : إن للفتنة
بَعَثَاتٍ ووَقَفَاتٍ ، فمن
استطاع أنْ يموتَ في وقَفَاتِها فليَفْعَل.
جمع بَعْثَة ، وهي المرّة من البَعْث
؛ أي إثارات
وتهيجات.
[البعثط] : معاوية رضي الله عنه ـ قيل له : أخبرنا عن نفسك في قريش؟
فقال : أنا ابن بُعْثُطِها والله ما سُوبقت إلّا سبَقْت ، ولا خُضْتُ برِجْلٍ
غَمْرَةً إلا قطعتُها عَرْضاً.
البُعْثط : سرّة الوادي ، أراد أنه من صميم قريش وواسِطتها. وخوض
الغَمْر عَرْضاً أمر شاقّ لا يَقْوَى عليه إلا الكامل القوة ، يقال : إن الأسد
يفعل ذلك. والذي عليه العادة اتّباعُ الجِرْية حتى يقع الخروج ببعدٍ من موضع الدخول
، وهذا تمثيلٌ لإِقحامهِ نفسَه فيما يعجز عنه غيرُه ، وخوضه في مستصعبات الأمور
وتفصّيه منها ظافراً بمبَاغِيه.
[بعلياً] : عُرْوَة رضي الله عنه ـ قال : قتِل في بني عمرو بن عَوْفٍ
قتيلٌ ، فجعل عَقْله على بني عمرو بن عوف ؛ فما زال وارثه ، وهو عمير بن فلان ، بَعْليًّا حتى مات.
هو منسوب إلى البَعْل من النَّخل ، وقد سبق تفسيره ، والمراد ما زال غنياً ذا
نخْل كثير ، ويجوز أن يكونَ بمعنى البَعْل
وهو المالك ، من
قولهم : هو بَعْلُ هذه الناقة ، والياء ملحقة للمبالغة مثلها في أحمري ودَوَّارِي ؛ أي كثير الأملاك والقِنْية . وقيل : يشبه أن يكون بعَلياءَ من قول العرب في أمثالها :
ما زال منها
بعَليَاء ، يُضْرَب لمن
يفعل فَعلَة تُكْسِبه شرفاً ومجداً ، ومثله قولهم : ما زال بعدها ينظر في خير.
والعَلْيَاء : اسم للمكان المرتفع كالنّجد واليَفَاع ، وليست بتأنيث
الأعلى ؛ الدليل عليه انْقِلاب الواو فيها ياء ، ولو كانت صفةً لقيل : العَلوَاء ، كما قيل : العَشْواء ، والقَنْواء والخَذْوَاء ، في
تأنيث أَفْعلها ، ولأنها استعملت منكّرة ، وأَفعل التفضيل ومؤنثه ليسا كذلك.
فبعَّها في (كر).
يوم بُعاث في (قي).
تبعّل أزواجكنّ في (قصّ).
ولا باعُوثاً في (قل). بعجَت له في (حَنّ). اغدوا المبعث في (غد). بَعَج الأرض في (زف). بَعِل بالأمر في (هط). وبعيثك في (دح). من البعل في (ضح). بُعْد ما بين السماء والأرض في (رف). بَعْلِي
رسولها في (سح).
__________________
الباء مع الغين
[بغش] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ كانوا معه في سفَر ،
فأصابهم بُغَيْش فنادى مُنَادِيه : من شاءَ أن يُصَلّيَ في رَحْله
فلْيَفْعَل.
تصغير بَغْش ، وهو المَطر الخفيف ، وقد
بغشت السماء الأرض تبغَشها. قال رؤبة :
*سيداً كَسِيدِ
الرَّدْهَة المبغوشِ *
[بغاء] : أبو بكر الصديق رضي الله عنه ـ خرج في بُغَاء إبلٍ ، فدخل عند الظَّهيرة على امرأة يقال لها حَبّة ،
فسقته ضَيْحَةً حَامِضَةً.
أخرج بُغَاء الشيء على زِنَة الأَدْواءِ كالعُطَاس والنُّحَاز تشبيهاً لشغل قلب الطالب بالدَّاء ، وبِغَاء المرأة على زِنَةِ العيوب كالشِّرَاد والحِران ؛ لأنه عيبٌ
فاحش.
الضَّيحة : من الضَّيح ، وهو اللَّبن المرقَّق ، كالشحمة من الشحم ،
والشّهدة من الشّهد ، وهي الشيءُ اليسير منه.
[بغثر] : أبو هريرة رضي الله عنه ـ إذ رأيتُك يا رسولَ الله قرَّت
عيني ، وإذا لم أَرَك تَبَغْثَرَتْ
نَفْسي.
التَّبَغْثُر : خَبَث النفس من غَثَيان وسوء ظنّ وغير ذلك ، والمراد
هاهنا خُبْثُها للوَحْشة بفقد المشاهدة.
باغٍ وهادٍ في (كر).
بُغْياناً في (ان). بغَوْتها في (صح). ابْغِني في (غف). [لا] ينبغي له أن ينام في (قس).
باغوثاً في (قل). البَغَايا في (أب). أبْغِيها الطّعام في (دي).
الباء مع القاف
[بقي] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ تَبَقّهْ وتَوَقّهْ.
__________________
التبقّي
: بمعنى الاستبقاء
، كالتقصّي بمعنى الاستقصاء ، وفي أمثالهم : لا ينفعْك من زَادٍ تُبقّى. وقال ذو الرّمة :
*وأَدرَك
المُتَبَقّي من ثَمِيلَتِه *
والمعنى الأَمْرُ
باستقباء النفس ، وألا يُلْقى بها إلى التّهلُكة ، والتحرّز من المَتَالف ،
والهاءُ ملحقةٌ للسكت.
[بقر] : نهى عن التَّبَقُّر في الأَهْلِ والمال.
التبقّر : تفعّل ، من بقَر بطنه ؛ إذا شقّه وفتحه ، فوُضِع موضع التفرّق والتبدّد.
والمعنى النّهي عن
أن يكونَ في أَهْل الرجل ومالِه تفرّق في بلادٍ شتّى ؛ فيؤدّي ذلك إلى توزّع قلبه.
وهذا التفسير معنى قول ابن مسعود رضي الله عنه : فكيف بمالٍ بِرَاذَان ومالٍ
بكذا؟.
[بقع] : قال أبو مُوَيْهِبة رضي الله عنه : طرقَني رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، فقال : يا أبا مُوَيْهِبةَ ؛ إني قد أُمِرْتُ أن أستغفرَ الله
لأهلِ البقيع ؛ فانطلقتُ معه ، فلما تَفَوَّهَ البَقِيع قال : السلام عليكم. في كلام ذكره.
المراد بَقِيع الغَرْقَد : مقبرة بالمدينة.
تَفَوَّهَ
، أي دخل فُوّهته
، وهي مَدْخله ، يقال : تفوَّهت الزّقاق والسِّكة.
[بقر] : أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه ـ قال أبو موسى الأشعري
حين أقبلت الفِتنة بعد مَقْتَلِه : إنَّ هذه الفتنةَ بَاقِرَةٌ كداءِ البَطن ، لا يُدْرَى أيْنَ يُؤْتى له!.
أي صادِعة للأُلفة
شاقَّةٌ للعصا ، وشبَّهها في تعذّر تلافيها والحيلةِ في كشفها بداءِ البطن الذي
أعضل وأَعيت مُدَاوَاته.
[التبقط] : أمير المؤمنين عليّ عليه السلام ـ حمل على عَسْكَرِ
المشركين فما زالوا
يُبَقِّطُون.
__________________
التبقيط : الإسراع في المشي والكلام. ويقال : بقَّط في الجبل وبَرْقَط : أسرع في صعوده ، والمعنى تَعَادَوْا إلى الجِبالِ
مُنْهزمين.
[بقى] : معاذ رضي الله عنه ـ بَقَيْنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ ليلة في صلاة العشاء ،
حتى ظننّا أنه قد صلّى ونام ، ثم خرج إلينا فذكر فَضْل تأخيرِ صلاةِ العشاء.
أي انتظرْنا ،
والاسم منه البَقْوَى
، قلبت الياء فيها
واواً. وكذلك كلّ «فَعْلَى» إذا كانت اسماً كالتَّقْوى والرَّعْوى والشَّرْوى ،
وإذا كانت صفة لم تقلب يَاؤُها كقولهم : امرأة صَدْياً وخَزْياً. قال:
فهُنَّ
يَعْلُكْن حَدَائدَاتهَا
|
|
جُنْحُ
النَّوَاصي نَحْوَ أَلْوِيَاتِهَا
|
*كالطَّيْرِ
تَبْقِي مُتَدَاوِماتِهَا
|
[بقع] : أبو هريرة رضي الله عنه ـ يُوشك أن يُسْتَعمل عليكم بُقْعَانُ أهل الشام.
أَراد خُبَثاؤهم ،
فشبَّهَهُمْ في خُبْثِهم بالبُقْع
من الغِربان التي
هي أَخْبثها وأَقْذَرُها.
وقيل : أراد
المولّدين بين العرب والرُّوميات لجمعهم بين سَوَادِ لَوْن الآباء وبياض لَوْنِ
الأمهات.
وفي حديث الحجاج :
إن بعضهم قال له في خيل ابنِ الأشعث : رأيت قوماً
بُقْعاً. قال : ما البُقْعُ؟ قال : رقَّعوا ثيابَهم من سُوءِ الحال.
شبَّه الثياب
المرقعة بلَوْن الأَبقع.
[بقط] : ابن المسيّب رحمه الله ـ قال : لا يَصْلُح بَقْط الجِنَان.
أي لا يجوز إعطاء
البساتين على الثّلث والربع ، وإنما سمي هذا
بَقْطاً ؛ لأنه خَلْطُ
المِلْك وتَصْيِيرُه مشاعاً ، من قولهم : بَقَط الأَقِطَ : إذَا بكَلَهُ.
[بقق] : ابن ميسرة رحمه الله ـ إنَّ حكيماً من الحكماء كتب
ثلاثمائة وثلاثين مُصْحَفاً حِكَماً فبثّها في الناس فأوحى الله تعالى : إنك قد
ملأت الأرض بَقَاقاً ، وإن الله لم يَقْبَل من بَقَاقِكَ
شيئاً.
هو كثرة الكلام ،
يقال : بَقَ علينا فلان يَبُقُ
بَقَاقاً ، كقولك : فكّ
الرهن يفكّ فَكاكاً ؛ إذا اندفع بكلام كثير ، ومنه بقَّتِ
المرأة : كَثُر
وَلَدُها.
وتكلّم أعرابي
فأكثرَ ، فقال له أخوه : أَحْسنُ أَسْمَائك أن تُدْعَى مِبَقّاً.
لقًّا وبقاً في (لق).
باقِعة في (نس). عين بَقّة في (حز). وَبقَر خواصرهما في (شر).
__________________
الباء مع الكاف
[بكت] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ أُتِي بشارب خمر ، فقال
: بكِّتُوه فبَكَّتُوه.
التَّبكيت
: استقباله بما
يكره من ذمٍّ وتقريع ، وأن تقول له : يا فاسق ؛ أَمَا اتَّقَيْتَ! أَمَا
اسْتَحْيَيْتَ! ومنه قيل للمرأة المِعْقَاب : مُبَكِّت
؛ لأَنها كلما
وضعت أُنثى استقبلت زوجَها بمكروه.
[بكأ] : نحن مَعَاشِرَ الأَنْبِيَاءِ [فينا] بَكْء.
أي قِلَّة كلام ؛
مثل بَكْء الناقة أو الشاة ، وهو قِلّة لبنها ، يقال : بكَأت وبكُؤت
بُكَاءَ وبكْأً وبُكُوءاً ، فهي بَكِيء وبكِيئَةٌ.
وفي حديث عمر رضي
الله عنه ـ إنه سأل جَيْشاً : هل يثبت لكم العدوّ قَدْرَ حَلْبِ شاةٍ بكيئةٍ؟ فقالوا : نعم ، فقال : غَلّ القوم.
أي خانوا في
القَوْل ، ومعناه يكذّبهم فيما زعموا من قلّة ثبات العدوِّ لهم.
[بكر] : عليّ عليه السلام ـ كانت ضرباته مُبْتَكَراتٍ لا عُوناً .
الضَّرْبة المبتَكرة : هي التي ضُرِبت مرة واحدة ولم تُعَاوَدْ لشدّتها
وإتيانها على نَفْس المضروب ؛ شبِّهت بالجارية
المبتَكرة وهي المفتضّة ؛
لأنها التي بُنيَ عليهما مرّةً واحدة.
والعَوَان : التي وقعت مُخْتَلَسَةً فأَحْوَجَت إلى المُعَاوَدة ؛ شُبِّهَتْ
بالمرأة العَوَان وهي الثيّب. ومنه : حرب عَوَان ، وحاجة عَوَان ، ويجوز أن يُراد
أنه كان يوقعها على صفَةٍ في الشدّة لم يسبقه إلى مثلها أحدٌ من الأبطال.
[بكك] : مجاهد رحمه الله تعالى ـ من أسماءِ مكة بَكَّة ، وهي أمّ رُحْم ، وهي أمّ القُرَى ، وهي كُوثَى ، وهي
الباسَّة ـ وروي النَّاسّة.
قيل : سمّيت بكّة لتباكّ الناسِ فيها ؛ وهو ازدحامهم. وقيل : لأنها تبكّ أعناق الجبابرة ومَنْ أَلْحَد فيها بظلم ؛ أي تدقّها.
__________________
وهي الباسَّة أو
النَّاسَّة ؛ لأنها تَبُسهم أي تطردهم. وتنسُّهم أي تَزْجُرهم وتسوقهم.
وأم رُحم : أصل
الرّحمة ، يقال : رَحِمه رَحماً ورُحْماً. قال الله تعالى : (وَأَقْرَبَ رُحْماً) [الكهف : ٨١] ـ قرىء باللغتين ، وقال زهير :
ومِنْ ضَريبتِه
التَّقْوَى ويَعْصِمُهُ
|
|
من سَيِّىءِ
العَثَرَاتِ اللهُ والرُّحُمُ
|
وقيل في أمّ القرى
: لأنها أولُ الأرض وأَصْلها ومِنها دُحيت.
وكُوثَى : بقعة
بمكة ، وهي محلّة بني عبد الدار ، قال :
لَعن اللهُ
مَنْزِلاً بَطْنَ كُوثَى
|
|
ورماه بالفَقْرِ
والإمْعَارِ
|
ليس كُوثَى
الْعِرَاقِ أَعْنِي ولكِنْ
|
|
كُوثَةَ
الدَّارِ دَارِ عَبْدِ الدَّارِ
|
يريد بكُوثى
العراق ؛ قرية وُلِد بها إبراهيم صلوات الله عليه.
[بكر] : الحجاج ـ كتب إلى عامل له بفارس : ابعث إليَّ بعسَل أَبْكَار ، من عَسل خُلَّار من الدّسْتفشَار ، الذي لم تمسّه النار.
أَراد أَبكار النحل وهي أَفْتاؤها ؛ لأن العسل إذا كان منها كان أطيبَ ،
وقيل أراد أن أَبْكارَ الجَوارِي يَلينه. والأول أصحّ ، لأنه قد روي : ابعث إلي
بعسل من عَسَلِ خُلّار من النَّحْل الأَبْكارِ.
خُلّار : موضع بفارس.
الدّسْتَفشَار :
كلمة فارسية ؛ أي مما عَصَرَتْه الأيدي وعالَجَتْه.
بكَر وابْتَكَر في
(غس). أبكار أولادكم في (نب) إن تَبْكعَنِي بها في (قر). فبعكتّه في (قر). وبِكْره
في (رج). بكلّت في (لب). مِمْ بكْر في (اب). مَنْ بك في (خص) شاة بكىء في (نو).
الباء مع اللام
[بله] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ يقول الله تعالى :
أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصالِحينَ ما لَا عَيْنٌ رأَتْ ، ولَا أُذُنٌ سَمِعَتْ ،
ولَا خَطَر عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ، بَلْه
ما أطْلعتُهم
عليه.
بَلْهَ
: من أسماء
الأفعال ، كرُوَيْد ، ومَهْ ، وصَهْ ، يقال : بَلْه
زيداً ؛ بمعنى
دَعْه واتركه. وقد يوضع مَوْضِع المصدر فيقال : بَلْه زيدٍ ، كأنه قيل : تَرْكَ زيد ، ويقلب في هذا الوجه فيقال :
بَهل زيد ؛ لأن حال الإعراب مظنة التصرّف.
__________________
وما أطلعتهم عليه
: يصلح أن يكون منصوبَ المحلِّ ومجروره على مقتضى اللغتين. وقد رُوي بيت كعب بن مالك الأنصاري :
تَذَرُ
الجَماجِمَ ضَاحِياً هاماتُها
|
|
بَلْهَ
الأَكُفِّ كأنها لم تُخْلَقِ
|
على الوجهين.
المعنى : رأَته وسمعته ، فحُذِف لاستطالة الموصول بالصلة ، ونظيره قوله تعالى : (أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً) [الفرقان : ٤١].
[البل] : بُلُّوا أَرْحَامكم ولو بالسَّلَام.
لما رأَوا بعض
الأشياء يتَّصل ويختلط بالنَّداوَة ، ويحصل بينهما التّجافي والتفرّق باليُبْس
استعاروا البَلَ لمعنى الوَصْل ، واليُبْس لمعنى القَطيعة ، فقالوا في المثل
: لا تُؤْبِس الثرى بيني وبينك. قال :
فلا تُؤْبِسوا
بَيْنِي وبَيْنَكم الثَّرَى
|
|
فإنّ الذِي بيني
وبينكم مُثْرِي
|
وفي حديث عمر بن
عبد العزيز رحمه الله تعالى ـ إذا اسْتَشَنَ ما بينك وبَيْنَ الله فابْلُلْه
بالإحْسَان إلى
عِبَادِه.
[البله] : إن أهل الجنة أَكْثَرُهم البُلْه.
هم الذين خلوا عن
الدّهاء والنّكر والخُبْث ؛ وغَلبت عليهم سلامةُ الصُّدور وهم عُقلاء.
وعن الزِّبرقان بن
بدر : خيرُ أولادنا
الأَبْله العقول.
قال النَّمِر بن
تَوْلب :
ولَقَدْ
لَهَوْتُ بِطَفْلةٍ ميَّالةٍ
|
|
بَلْهاءَ
تُطْلِعُني عَلَى أَسْرَارِها
|
وفي المقامات التي
أَنْشَأتُها في عِظَة النَّفْس في صِفَةِ الصالحين : «هَيْنون لَيْنون ، غير أن لا
هَوادة في الحقّ ولا إدْهَان ، أبْلهٌ
خلا أن غَوْصَهُم
على الحقائق يغمرُ الألباب والأَذْهان.
__________________
[البلس] : مَنْ أَحَبَّ أن يرقَّ قَلْبه فلْيدْمِنْ أَكْلَ البَلَس.
هو التّين ، وروي البُلُس والبُلْسُن. وهما العَدَس ،
وقيل : حبٌّ يشبهه ، والنون في البُلْسن
مزيدة مثلها في
خَلْبن ورَعْشَن من الخلابة والرِّعشة.
[بلم] : ذكر الدَّجال فقال : رأيته بَيْلَمَانيًّا أقْمَر هِجَانا ، إحْدَى عينيه كأنها كوكب دُرّي ـ وروي
فَيْلَمانِيًّا وفَيْلَماً.
البَيْلَمانيّ
: الضَّخْم
المنتفخ ، من قولك : أَبْلم
الرّجل إذا انتفخت
شَفَتاه ، ورأيت شفتيه مُبْلَمَتَينِ
، وأبلمت الناقة : وَرِم حَياؤها ، ويقال لطُوط البَرْدِي : البَيْلَم
لطول انتفاخه.
والفَيْلماني والفَيْلَم
: العظيم الجثّة ،
يقال : رأيت امْرَأً
فَيْلَماً : أي عظيماً.
وقال الهذليّ :
ويَحْمِي
المُضَافَ إذا ما دَعا
|
|
إذا فَرَّ ذُو
اللِّمَّةِ الفَيْلَمُ
|
والألف والنون
والياء المشددة المزيدات على الفَيْلم مبالغات في معناه.
الأَقمر : الأبيض. والهِجَان تأْكيدٌ له.
[بلل] : عمر رضي الله تعالى عنه ـ أرسل إلى أبي عُبيدة رسولاً ،
فقال له حين رجع : كيف رأيتَ أبا عُبيدة؟ فقال : رأيتُ بلَلاً مِنْ عَيْش. فقصر من رِزْقه ، ثم أرسل إليه وقال للرسول
حين قدم عليه : كيف رأَيته؟ قال : رأيتُ حُفُوفاً. فقال : رَحِم الله أَبا عبيدة
بَسَطْنا له فبسَط ، وقبضنا له فقبض.
جعل البَلل والحَفُوف
ـ وهو اليُبْس ـ عبارة
عن الرَّخاء والشدَّة ؛ لأن الخصبَ مع وجود الماء والجدبَ مع فقدَه. يقال : حفَّت أرضنا : إِذَا يبس بَقْلُها.
وعن أعرابيّ :
أتَوْنا بعصيدة قد حفَّت فكأنها عَقِب فيها شقوق.
العباس رضي الله
تعالى عنه ـ قال في زمزم : لا أُحِلُّها لمُغْتَسِل ، وهي لِشَارب حِلٌّ وبِلّ.
__________________
قيل : بِلّ إتباعٌ لحلّ ، وقيل : هو المباح بلغة حِمْير.
وعن الزّبير بن
بكّار : معناه الشِّفاء ، من بلج المريض وأَبَلَ.
[بلان] : ابن عمر رضي الله تعالى عنهما ـ قال صلى الله عليه وآله
وسلم : ستفتحون أرضَ العَجَم ، وستجدون فيها بيوتاً يقال لها البَلَّانَات ، فمن دَخَلَها ولم يستتر فليس منّا.
واحدها بَلّان ، وهو الحمّام ، من بلّ
، بزيادة الألف
والنون ؛ لأنه يبلّ
بمائه أو بعرَقه
مَنْ دخله. ولا فِعل له ، إنما يقال : دخلنا
البلَّانات ـ عن أبي الأزهر.
[بلا] : ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ـ سُئل عن الوضوء من
اللَّبن ، فقال : ما
أُبالِيه بَالَةً ، اسْمَحْ
يُسْمَحْ لَكَ.
أي مبالاة ،
وأصلها بَالِية ، كعافية.
أَسمح
وسَمَح وسَامَح
: إذا ساهل في
الأمر ، يقال : أسْمَحَتْ
قَرُونَتُه ، وفي
أمثالهم : إذا لم تجدْ عزًّا فسمّحْ.
[البلغين] : عائشة رضي الله تعالى عنها ـ قالت لعليّ رضي الله تعالى
عنه ـ يوم الجَمل : قد
بَلغْتَ مِنّا البُلَغِين.
قيل : هي الدّواهي
، كقولهم : البُرَجينَ ، والتحقيق فيهما أن يقال : كأنه قيل : خَطبٌ بِلَغ ، أي بليغ
، وأمر بِرَح أي
مبرّح ، كقولهم : لَحْم زِيمَ ، ومكان سِوّى ، وديناً قِيَماً ، ثم جُمِعا جمع السلامة ؛
إيذاناً بأن الخطوبَ في شدة نِكايتها بمنزلة العُقَلاءِ الذين لهم قصد وتعمّد. وفي
إعراب نحو هذا طريقان : أحدهما أن يجري الإعراب على النون ويقرّ ما قبلها ياء ،
والثاني أن يفتح النون أبداً ويعرب ما قبلها ؛ فيقال : هذه البِلَغون ، ولقيت البِلَغين
، وأعوذ بالله من البِلَغين ، قالت ذلك حين جهدتها الحَرْب.
وأبْلِسوا في (أش).
البُلُسُ والبُلْسنُ في (جل). من البَلاغ في (رف). بلّح في (عن).
الأبْلَمة في (قد).
بالة في (حش). بذي بَلِّي وبذي بِلِّيان في (بن). بَلَاقع في (خش). أبْلَج الوجه
في (بر). وبلّتْها في (صح). مُبَلِّجاً في (مح). البَلقعة في (قي). بليلة الإرعاد
في (زو) ، والبُلَت في (شن). ما نبضّ بِبِلال في (صب). وما ابتَلّت قدماه في (حن).
الباء مع النون
[بنا] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ قالت عائشة رضي الله
عنها : ما رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يتَّقِي الأرضَ بشيء إلا في يوم
مطير أَلْقَينا تحته بناء.
__________________
معنى البناء : ضمُّ الشيء إلى الشيء ، ومنه قيل للنِّطَع مِبناة ومَبناة وبناء ؛ لأنه أَدِيمان فصاعداً ضُمَّ بعضُها إلى بعض ووصل به.
في يوم مطير ؛ أي مُطر فيه ، فاتُّسع في الظَّرف بإجرائه مجرى المفعول
الصحيح ، كما قيل : ويوم شهدناه ، إلَّا أنَّ الضميرَ اسْتكَنَّ هنا لانْقِلابه
مَرْفوعاً. وبرز في شهدناه ؛ لأنه انقلب منصوباً ، والنَّصْبُ أَخُو الجر.
خالد رضي الله
تعالى عنه ـ خطب الناس فقال : إن عمرَ استعملني على الشامِ ، وهو له مهمّ ؛ فلما
أَلْقَى الشَّامُ بَوَانِيَه
، وصار
بَثَنِيَّةً وعَسَلاً ، عَزَلَني واستَعْمَل غَيْرِي فقال رجل : هذا والله هو
الفِتْنَة. فقال خالد : أما وابنُ الخطاب حيٌّ فلا ، ولكنَّ ذاك إذا كان الناسُ
بذي بِلِّيٍّ وذي بِلَّى ـ وروي : «بذي بِلِّيَانِ».
البَوَاني
: أَضْلَاع
الزَّوْرِ لتضامِّها ، الواحدة
بَانية ، ويقال : أَلْقى
البعيرُ بَوَانِيه ، كما يقال : ألقَى بَرْكه ، وأَلْقَى كَلْكَله : إذا اسْتَنَاخَ ، فاستعاره
لاطمِئنان الشامِ وقرار أُمُوره.
البَثَنِيَّة : حِنْطة حبّ منسوبةٌ إلى البَثْنَة ، وهي بلاد من أرض
دمشق. والبَثْنَةُ : الأرض السهلة اللينة ؛ أي كثر فيها الحنطة والعسل ، حتى
كأن كلّه حنطة وعسل. والمرادُ ظهور الخصب والسَّعة فيه.
يقال لمن بَعُد
حتى لا يدري أين هو : صار بذِي بِلِّيٍّ وذي بِلِّيان ، من بلَّ في الأَرض إذا
ذهب. والمعنى ضياع أمورِ الناسِ بعده وتشتّت كلمتهم.
[بنت] : عائشة رضي الله تعالى عنها ـ كنت أَلْعب مع الجواري
بالبنات ، فإذا رأينَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم انْقَمَعْن فيُسَرِّبهُنَّ
إليّ.
البنات
: التماثيل التي
يَلعبُ بها الصبايا.
انْقَمَعْن
: دَخَلْن البيت
وتغيَّبْن.
يُسَرِّبُهنَ
: يرسلهن ، من
السِّرْب ، وهو جَمَاعة النساء.
[بنن] : شُرَيح رحمه الله تعالى ـ قال له أعرابيّ ـ وأراد أن
يَعْجَل عليه بالحكومة : تَبَنَّنْ.
أي تثبَّت ، والبَنِين : العاقل المتثبِّت ، وهو من باب أبَن بالمكان.
أُبَيْنَى عبد
المطلب في (غل). وبنَّسوا في (نس).
بَنَّة الغَزْل في (با).
ابن أبي كَبشة في (عن).
__________________
الباء مع الواو
[بوق] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ لا يَدْخُل الجنَّةَ
مَنْ لَا يأمَنُ جَارُه بَوَائقَه.
أي غَوائِله
وشُرُوره ، يقال : باقَتْه بائقة تَبُوقه بَوْقاً.
[بوك] : جاءوهم يَبُوكون
حِسْى تَبُوك بقِدْح ، فقال : ما زِلتُم تَبُوكونها بعدُ! فسمِّيت تَبوك.
وهو أن يحركوا فيه
القِدْح حتى يخرجَ الماء.
ومنه حديثه : إن بعض
المنافقين بَاكَ عَيْناً كان النبي صلى الله عليه وسلم وضع فيها سَهْماً.
ومنه حديث ابن عمر رضي
الله عنهما ـ إنه كانت له بُندقة من مِسْك ، وكان يبلُّها ثم يَبُوكها بين راحته ، فتَفُوح رَوَائحها.
أي يحرِّكها
بتَدْوِيره بين رَاحَتَيْه.
[بور] : قال عَلْقَمة الثقَفي رضي الله عنه : كنت في الوَفْد
الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فضرب لنَا قُبَّتين ، فكان
بلالٌ رضي الله عنه يأْتِينا بفِطْرِنا ، ونحن مُسْفِرون جدًّا حَتَّى وَاللهِ ما
نحسب إلّا أنّ ذاك شيء
يُبْتَارُ به إسْلَامُنا ،
وكان يأْتِينا بطعامنا للسَّحور ونحن مُسْدِفُون فيكشِفُ القُبّةَ فيسْدِفُ لنا
طعامَنا.
بَارَه
يَبُوره وابْتَاره ، مثل خَبَره يَخْبُره واخْتَبَره في البناء والمعنى.
الإِسداف
: الدخول في
السُّدفة وهي الضّوْء ؛ وقوله : «يُسْدِف لنا طعامَنا» ، أي يدخل في السّدفة
فيُضيء لنا. أَرَاد أنه كان يعجِّل الفطور ويؤخِّر السحور امتحاناً لهم.
بفِطْرنا : أي بطعامِ فِطْرِنا فحذف.
ومن الابْتِيار حديث عَون ، قال :
بلغني أنّ داود سأل سليمان صلوات الله عليهما وهو
يَبْتَارُ عِلْمَه . فقال : أخبرني ؛ ما شرُّ شيء؟ قال : امرأة سوء إن
أَعطيتها بَاءَت وفَخَرت ، وإن منعتَها شَكَتْ ونفرت.
الباء : الكِبر.
__________________
[بوأ] : كان بين حَيَّيْن من العرب قتالٌ ، وكان لأحد الحيَّيْن
طَوْلٌ على الآخر ، فقالوا : لا نَرْضَى إلا أنْ يُقْتَل
بالعَبْدِ مِنّا الحرُّ منكم ، وبالمرأة الرجلُ ؛ فأمرهم أن يَتَبَاءَوْا.
هو أن يتقاصُّوا
في قَتْلاهم على التساوي ؛ فيُقْتَل الحرُّ بالحر والعبْدُ بالعبد. يقال : هم بَوَاء ، أي أَكْفاء في القصاص ، والمعنى ذَوُو بَوَاء ، قالت ليلى الأخيلية :
فإنْ تَكُنِ
الْقَتْلَى بَوَاءً فإنّكُمْ
|
|
فَتًى ما
قَتَلْتُمْ آلَ عَوْفِ بنِ عامِرِ
|
ومنه الحديث :
الجِرَاحاتُ بَوَاء. : أي سوَاء.
وكَثُر حتى قيل :
هم في هذا الأَمْرِ
بَوَاء : أي سوَاء.
[بوح] : قال صلى الله عليه وآله وسلم لعبادة بن الصامت رضي الله
تعالى عنه : إن عليك السَّمْعَ والطاعة في عُسْرِك ويُسْرك ، ولا تنازع الأَمْر
أهلَه إلا أن تُؤْمَر بمعْصِية
بَوَاحاً ـ أو قال :
براحاً.
يقال : باح الشيءُ ، إذا ظهَر ـ بَواحاً وبُؤوحاً ، فجعل البَواحَ
صِفَةً لمصدرٍ
محذوف تقديره إلا أنْ تُؤمر أمراً
بَوَاحاً ؛ أي بائحاً ظَاهراً.
برَاحاً بمعناه من
الأَرْض البراح ، وهي البارزة.
ليس للنساء من بَاحَة الطّرِيق شيء ، ولكن لهن حَجْرَتا الطّرِيق.
بَاحَة الطريق : وَسَطه ، وكذلك بَاحَة الدَّار : وسطها ، وهي عَرْصَتُها.
الحَجْرَة : الناحية.
[بوص] : كان جالساً في ظل حجرة قد كاد يَنْبَاص عنه الظلّ.
أي ينقبض عنه
ويَسبِقه ، من باص
، إذا سبق وفات.
ومنه حديث عمر رضي الله
عنه ـ إنه كان أراد أن يستعمل سعيد بنَ عامر
فباص منه.
؛ أي فاته
مستتراً.
[بوج] : عمر رضي الله تعالى عنه ـ إن الجن ناحت عليه فقالت :
__________________
عليك سلامٌ من
أميرٍ وباركتْ
|
|
يَدُ الله في
ذاك الأَدِيم الممزّق
|
قضيتَ أُمُوراً
ثم غادَرْتَ بَعْدَها
|
|
بَوَائِجَ في
أَكْمَامِهَا لم تُفَتّقِ
|
فمنْ يَسْعَ أو
يركب جَنَاحيْ نَعامةٍ
|
|
ليدرك ما قدّمت
بالأمس يسبق
|
أَبَعْدَ قَتيلٍ
بالمَدِينَةِ أَظْلمَتْ
|
|
له الأرْضُ
تهتَزُّ العِضَاه بأَسْوُقِ.
|
البَوَائج
: الْبَوَائق.
الأَكْمَام
: الأَغْطِية ،
جمع كِمّ ؛ أي كانت الفِتَنُ في أيامك مستورة فانكشفت.
الأَسْوُق
: جمع ساقٍ ؛ أنكر
على الشجر اخضرارها واهتزازها ، أي كان يجب أن تجفَّ وتذهب رطوبتها بمَوْتة.
[بال] : الأحنف رضي الله تعالى عنه ـ نُعي إليه شقيق بن ثور ،
فاسترجع وشقّ عليه ، ونُعِيَ إلى حَسَكة الحَبَطيّ فما ألقى لذلك بالاً ؛ فغضب مَنْ حضره من بني تميم ، فقال : إن شقيقاً كان
رجلاً حليماً ، فكنتُ أقول : إن وقعت فتنةٌ عصم اللهُ به قومَه ، وإن حسكة كان
رجلاً مُشَيَّعاً ، فكنتُ أخشى أن تقع فتنة فيجرّ بني تميم إلى هلكة.
إلْقَاء الْبَالِ للأمر : الاكْتِرَاث له ، والاحتفال به.
قيل المُشَيَّع هنا : العَجُول ؛ من شَيَّعْتُ
النارَ : إذا
أَلْقَيْتُ عليها ما يُذكيها ، وليس يَبْعُد أن يُرَاد به الشجاع ، ودَيْدَنُ الشُّجْعان اقتحامُ المهالك ، والتخفّف إلى الحروب والفِتن
، وقِلّة تدبر العواقب ، ولا يخلو مَنْ هَذَا دَأْبُه أن يُوَرِّط نفسَه وقومَه.
[بوك] : عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى ـ رُفِعَ إليه رجل قال
لرجلٍ : إنكَ تَبُوكُهَا ـ يعني امرأةً ذَكَرَها ـ فأمر بضَرْبه ، فجعل الرجلُ يقول
: أَأُضْرَبُ فِلَاطاً.
وروي من وَجْه آخر
: إنّ ابن أبي خنَيس الزّبيري سابَّ قرشيًّا ، فقال له : علَامَ تَبُوكُ يَتِيمَتَكَ في حجرك؟ فكتب سليمان بن عبد الملك إلى ابْنَ
حَزْم : إن البَوْكَ
سفادُ الحمار
فاضْرِبْه الحدَّ. فلما قُدِّم ليُضْرَبَ قال : (إِنَّا لِلَّهِ)! أُضْرَبُ فِلَاطاً!.
قال ابن حزم ـ وكان
لا يعرفُ الغَريب : لا تعجلوا عسى أن يكون في هذا حدٌّ آخر.
الفِلاط : المفاجأة ، وأفلطه
: فاجأه ، لغة
هذيلية ، قال المتنخّل الهذلي :
بهِ أَحْمِي
المُضافَ إذا دَعَانِي
|
|
ونَفْسِي ساعةَ
الفَزَعِ الفِلَاطِ
|
__________________
وقال أيضاً :
أَفْلَطها
اللَّيْلُ بعيرٍ فتَسْ
|
|
عى ثوبُها
مُجْتَنِبُ الْمعدِلِ
|
وإنما قال ذلك
لأنّه لم يعلم أن الكلمة كانت قَذْفاً.
بَوْغاء في (رج).
بَائِر في (هي). فأولئكم بُور في (شر). بَواء فليتبوّأ في (مث).
والبُور في (ند).
بآئلة وبيلتي في (فو). بوّالاً في (شص). حَتّى باصَ في (ول). وبَوْغاء في (عف).
بَيْص في (حي).
الباء مع الهاء
[بهز] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ أُتِيَ بشارِب خمر
فخُفِق بالنِّعال وبُهزَ بالأَيْدِي.
البَهْز : الدَّفع العنيف. ومنه قيل لأَوْلَاد العَلّات : بنو
بَهْز ؛ لِتَدَافُعهم
وقلة تَرَافدهم ؛ وبه سمي ابنُ حكيم بَهْزاً.
[بهر] : سار ليلة حتى ابهارَّ الليلُ ، ثم سار حتى تَهَوَّرَ الليل.
ابهارَّ : انتصفَ ، من البُهْرَة وهي وسَط كلِّ شيء ، وإنّما قيل للوسط بُهْرة ؛ لأنه خيرُ موضع ، فكأنه يَبْهر
ما سواه.
تَهَوَّر : مستعار من تهوّرِ البناءِ وهو انهدامه ، والغرض إِدْبَارُه
، ومثله قولهم : تقوّض
الليل.
[بهش] : قال لرجل : أمِنَ البَهْش
أنت؟.
أَراد أمن أَهل
بلاد البَهْش؟ وهي بلادُ الحجاز ؛ لأن البَهْش
ينبت بها ، وهو
المُقْل ما دام رطباً ، فإذا يبس فهو خَشْل ، وهو من بَهَش إليه ، إذا أقبل باسْتِبْشَارٍ ؛ لأن النبات إقباله
ورَوْنَقه في رُطوبته وغَضَاضته ، وإدباره وإنكاسه في يُبْسه وجفوفه.
ومنه حديث عمر رضي الله
عنه ـ إنّ رجلاً قرأ عليه حَرْفاً أَنكره ، فقال : مَنْ أقرأك هذا؟ فقال : أبو موسى
الأشعريّ. فقال : إن أبا موسى لم يكن من أَهْل البَهْشِ.
__________________
أراد أن القرآن
نزل باللّغة الحجازية وهو يَمنيّ.
ومنه حديث أبي ذر رضي
الله عنه ـ إنه لما خرج إلى مكة أخذ شيئاً من البَهْشِ
فتزوَّدَه.
[بهم] : يُحْشَرُ الناسُ يومَ الْقِيَامَةِ عُرَاةً حُفَاةً
غُرْلاً بُهْماً ، قيلَ : وما
البُهْمُ؟ قال : ليس معهم
شيء.
البُهْم
: جمع الأَبْهَم ، وهو
البَهيم ، أي المصمَت الذي
لا يخالط لونه لونٌ آخر. ويجوز أن يكون جمع بَهيم
مخفّفاً كسُبُل ،
جمع سَبيل. والمعنى : ليس معهم شيء من أعراض الدنيا. شبه خلوّ جسد العاري عن عرَض
يكون معه بخلو نُقْبَة الفرس عن شِيَة مخالفة لها.
والأَبْهَم والبَهِيم
أيضاً : الحجر
المُصْمَت الذي لا خرق فيه. قال العجاج :
*فَهَزَمْتَ ظَهْرَ السِّلَامِ الأَبْهَم *
ومن هذا جوّز أن
يكون وصفاً لأبدانهم بالصحة والسلامة من الأَمْراض والعاهات الدُّنْيَوِيَّة ، إلا
أنه فاسد من وَجْهَين آخَرَين.
الغُرْل
: جمع أَغْرَل وهو الأَقْلَف.
[بها] : سمع رجلاً حينَ فُتِحَت جزيرة العرب ، أو مكة يقول : أَبْهُوا الخيلَ ، فقد وَضَعت الحرب أوزارَها. فقال : لا تزَالون
تقاتلون الكفَّار حتى تقاتل بقيَّتكم الدجَّال.
إبهاء الخيل : تَعْرِيَةُ ظهورها عند تَرْكِ الغزو ، من قولهم : أبهى البيتَ ؛ إذا تركه غير مسكون. وأبهى الإناء ؛ إذا فرَّغه.
[بهش] : كان يُدْلِعُ لِسَانَه للحسنِ ، فإذا رأى الصبيُّ حُمْرَة
لسانِه بَهَشَ إليه.
أي أقبل إليه وخفّ
بارتياح واستبشار. قال المغيرة :
سَبَقْتَ
الرِّجالَ الْبَاهِشِينَ إلى العلا
|
|
فِعَالاً
ومَجْداً والفعَالُ سِبَاقُ
|
ومنه حديثه : إنه أرسل
أبا لُبَابة إلى اليهود ، فبَهش
إليه النساء
والصِّبيان يبكون في وَجْهِه.
كان أبو لُبابة
يهوديًّا فأسلم ؛ فلهذا ارْتَاحُوا حين أَبْصَروه مستغيثين إليه.
__________________
ومنه حديث ابن عباس رضي
الله عنهما قال أبو بَشَامة : قلت له : إني قتلتُ حيَّة وأنا مُحْرِم. فقال : هل بَهشتْ إليك؟ قلت : لا ، قال : لا بأس بقتل الأَفْعَوْ ولا برَمْي
الْحِدَوْ ، فما نسيتُ خِلَافَ كلامه لكلامنا.
أي هل أَقبَلَتْ
إِليك تريدك؟ قلب ألف أفعى واواً ، وهذه لغةً لأهل الحجاز إذا وقفوا على الألف
يقولون : هذه حُبْلَوْ ، ولقيتُ سُعْدَو ؛ ومنهم مَنْ يقلبها ياء فيقول : حُبْلَى
وسُعْدَى ، وأما الْحِدَأ فإنه لما وُقِفَ عليه فسُكِّنَت همزته خففها تخفيفَ همزة
رأس وكأس ، ثم عاملها معاملة الألف في أَفْعَى.
[بهنس] [البهنس] : في قصة حُنَين : خرجوا بدُرَيْد بن الصِّمَّة يَتَبَهْنَسُونَ به ـ وروي يَتَبَيْهَسُون
به ؛ فقال :
بأَيِّ وادٍ أنتم؟ قالوا : بأَوْطَاس. قال : نِعْم مَجَال الخَيْل! لا حَزْنٌ ضَرِس ولا سَهْلٌ دَهِس ، ما لِي أَسْمَع بُكاء الصَّغِير ، ورُغاء البعير ،
ونُهَاق الحمير ، ويُعَار الشاء ؟ قيل : ساقَ مالِك بن عوف مع الناس الظُّعن والأموالَ.
فقال : ما هذا يا مالك؟ قال : يا أبا قرّة ؛ أردتُ أن أُحْفِظ الناس ، وأنْ
يُقاتِلوا عن أَهليهم وأمْوَالهم ؛ فأَنقض به ، وقال : رُوَيعى ضَأْنٍ والله! ما له ولِلحرب! وهل يردُّ
المنهزمَ شيء؟ وقال : أنت مُحِلٌّ بقَومك ، وفاضحٌ من عَوْرتك. لو تركتَ الظّعن في
بلادها ، والنّعم في مَرَاتعها ، ثم لقيتَ القوم بالرِّجال على مُتُون الخَيْل ،
والرّجالة بَيْنَ أَضعافِ الخيلِ أو متقدمة دَرِيَّةً أَمام الخيل
كان الرَّأيُ. ثم قال : هذا يومٌ لم أشهدْه ولم أغب عنه ، ثم أنْشَأَ يقول :
يا ليتَني فيها
جَذعْ
|
|
أخُبُّ فيها
وَأَضَعْ
|
أقُودُ وَطْفَاء
الزَّمَعْ
|
|
كأنّها شَاةٌ صَدَعْ.
|
التَّبَهْنُس
والتَّبَيْهُس : مِشية البَيْهَس ، وهو الأسد ، ومِشْيَة تبختُر ، والنون
والياء زائدتان بدليل تصريفيّ. وقيل اشتقاق البَيْهس من البَهْسِ وهو الجرأة ، والمعنى : يمشُون به على تُؤَدة كمشي المتبختر
، وقيل : إنما
يَتَهَبَّوْن به ، وهو من قولهم : لضعيفِ البَصر مُتَهبٍ لا يدري أين يطأ ، مأْخَذُه من الهَبْوَة.
وروي : «يُقَاد به
في شِجَار» ؛ وهو مركب للنساء.
__________________
ضَرِس
: خَشِن. دَهِس : ليّنِ.
أُحْفِظ : من الحفيظة وهي الغضَب ؛ أي أَذْمرهم للحرب.
أَنْقضَ
به : نَقَر بلسانه
في فِيه كما يُزجي الحمار والشاة ؛ فَعَلها اسْتِجْهالاً له.
مُحِلٌ
بقومك : مُخْرِج
لهم من الأمْن كمن يَخْرج من الحَرم ، أو من الأشهر الحُرَم ، أو من حُرمة هو فيها
، أو مُنْزِل بهم بَليَّة ، فحذف المفعول.
الدَّرِيَّة : بَعير يَسْتَتِر به الصائدُ عند رَمْي الوحش ، من دراه : إذا خَتله ، وهي الدَّريئة أيضاً بالهمز ، من الدَّرْء وهو الدَّفع ، لأنه يَدْرَأ
دَرْءاً ودِرَاء حتى يقربَ من الرمية ، أي يجعل الرَّجَّالة ستراً دون
الخَيْل.
الوَضْع
: سير حثيث ، يقال
: أوضع الراكبُ البعير ، ووضع البعيرُ.
الوَطْفَاء ، من الوَطَف
: وهو كثرة الشعر.
الزَّمَع
: زَوائِد من وراء
الظَّلْف.
الصَّدَع
: الخفيف.
[الابتهار] : عمر رضي الله عنه ـ رفع إليه غلام ابتهَرَ جارِيَةً في شِعْره ، فقال : انظروا إليه فلم يُوجَدْ
أنْبَتَ ، فدَرَأ عنه الحدَّ.
الابتهار : أن يقول : فجَرْتُ ولم يفجر ، من الشيء الباهر ، وهو الظَّاهر.
والابتيار : أن يقول وقد فعل ؛ من البُؤْرة وهي الحُفْرة ، قال الكُميت :
قَبِيحٌ
بمثْلِيَ نَعتُ الْفَتَا
|
|
ةِ إمَّا
ابتِهَاراً وإمَّا ابتِيَارَا
|
ومنه حديث العوَّام بن
حَوْشب رضي الله عنه : الابتِهَارُ بالذَّنْب أعظمُ من ركوبه.
لأن فيه تبجّحاً
بالذنب ، ولا يُتبجّح به إلا مع استحسانه ، واستحسانُ ما قَضَى الإِسلام بقُبحه
يضرب إلى الكفر.
[بهأ] : عبد الرحمن رضي الله عنه عنه ـ رأى رجلاً يَحْلِفُ عند
المَقام ، فقال : أرى الناسَ قد
بَهَئُوا بهذا المقام.
أي أنِسُوا به حتى
قَلَّت هَيْبَتُه في صُدُورهم ، فلم يهابوا الحَلِف على الشيءِ الحقير عنده.
ومنه حديث ميمون بن
مهران رحمه الله : إنه كتب إلى يونس بن عبيد : عليك بكتاب الله ؛ فإن الناسَ قد بَهَئوا به واستخفُّوا ، واستحبّوا عليه الأحاديث أَحاديثَ
الرِّجال.
__________________
[البهلة] : ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ـ مَنْ شاء باهَلْتُه أنّ الله لم يذكر في كتابه جَدًّا وإنّما هو أب.
المُبَاهَلة : مفاعلة من البَهُلَة وهي اللَّعْنة ، ومأخذها من الإبهال وهو الإِهمال والتَّخْلية ؛ لأنّ اللعن والطّرد والإِهمال
من وَادٍ واحد ، ومعنى المباهلة أن يجتمعوا إذا اختلفوا ، فيقولوا : بَهُلَة الله على الظَّالم منا.
[البهار] : عمرو رضي الله عنه ـ إن ابنَ الصَّعْبَة تَرك مائة بُهَار في كلِ بُهَار ثلاثةُ قناطير ذهب وفضة.
البُهار : ثلاثمائة رطل ، وهو ما يُحْمَلُ على البعير بلغَة أهل
الشام. قال بُريق الهذليّ :
بِمُرْتَجزٍ
كأنَّ عَلَى ذُرَاهُ
|
|
رِكاب الشَّامِ
يَحْمِلْنَ البُهَارَا
|
ابن الصَّعبة :
طلحة بن عبيد الله ، أَضَافَهُ إلى أمه وهي الصَّعبة بنت الحَضْرَميّ ، وكانت قبل
عبيد الله تحت أبي سفيان بن حرب ، فلما طلقها تبعتها نفسُه فقال :
فإني وصَعْبة
فيما ترى
|
|
بَعيدَانِ ،
والوُدُّ وُدٌّ قَريب
|
فإن لا يكن نسبٌ
ثاقبٌ
|
|
فعند الفتاةِ
جمالٌ وطِيبُ
|
وإنما أضافه إليها
غضًّا منه ؛ لأنها لم تكن في ثقابة نَسَب.
[بهرج] : الحجاج ـ كان أبو المليح على الابُلّة فأُتِيَ بِلُؤْلُؤ بَهْرَجٍ ، فكتب فيه إلى الحجاج ، فكتب فيه أن يخمس ـ وروي نَبَهْرَج.
وهما الباطل
الرديء. وبَهْرَج السلطان دَمَه : إذا أَهْدَره ، وهي كلمة فارسية قد
استعملها العرب وتصرفوا فيها ، قال :
*محارم اللَّيلِ
لهن بهرج
*[بهو]
: وفي الحديث ـ وتنقل
الأَعراب بأَبْهَائها إلى ذي الْخُلَصَة.
جمع بَهْو ، وهو بيتٌ من بُيُوتِ الأعرابِ يكون أَمَام البيوت.
ذو الْخَلُصَة : بيت فيه صَنَمٌ كان يقال له : الْخَلَصة لدَوْس وخَثْعَم وبَجيلة ، وقيل : هو الكعبة اليمانية.
__________________
أَبْهر القوم في (عز).
بُهْلَة الله في (خف). قطعت أَبْهري في (اك). بَهْرجَتنِي في (ضب). وعَلَاه البهاء في (بر). تبهر في (تب). ابهارّ الليل في (هج). البهيم في (زح).
المُبْهمات في (ذم). فبِها ونِعْمَت في (نع). أنابها في (خص). هذه البَهائم في (اب).
الباء مع الياء
[بيد] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ نحن الآخرون السابقون
يوم القيامة ، بَيْدَ أنهم أُوتوا الكتاب من قَبْلِنا وأُوتيناه من بعدهم.
قيل معناه : غير
أنهم ، وأُنشِد :
عَمْداً
فَعَلْتُ ذَاكَ بَيْدَ أَنِّي
|
|
إِخَالُ إِنْ
هَلَكْتُ لَمْ تَرَنِّي
|
وفي حديثه : أنا
أفصحُ العربِ ، بيدَ أَني من قُرَيش ، ونشأتُ في بني سَعْد بن بكر ـ وروي : «مَيْدَ
أني».
[البياض] : لا تقوم الساعةُ
حتى يظهر الموتُ الأَبيض. قالوا : يا رسولَ الله ؛ وما الموتُ الأبيض؟ قال : موت الفُجَاءة.
معنى البياض فيه خلوُّه عما يُحدثه مَنْ لا يُغَافَص ؛ من توبة واستغفار ، وقضاءِ حقُوق لازِمة ، وغير ذلك ، من
قولهم : بيَّضْت الإِناء إذا فرَّغته ، وهو من الأَضداد.
[البيغ] : عليكم بالْحِجَامة ، لا
يَتَبَيَّغُ بأَحَدِكم الدَّم
فيَقْتُلَهُ.
قيل : هو قَلْب
يتبغَّى ، من البَغْي.
وعن ابن الأعرابيّ
: تبيَّغ الدم ، وتَبوّغ
: ثَارَ ، وهو من البَوْغاء ، وهو التّرَاب إذا ثار.
[البيع] : لا يَخْطُبُ أَحَدُكم على خِطْبَةِ أخِيه ، ولا يَبِعْ على بيعِ
أَخِيه.
__________________
البيع
هاهنا :
الاشْتِرَاء ، قال طرفة :
ويَأْتِيك
بالأَخْبَارِ من لم تَبِعْ لَهُ
|
|
بَتَاتاً ولم
تَضْرِبْ لَهُ وَقْتَ مَوْعِدِ
|
[التبين]
: ألَا إن التبيّن
من الله ،
والعَجَلَة من الشَّيْطان ؛ فَتَبَيَّنُوا.
هو التثبّت
والتأَنّي.
[بيض] : قال لامرأة ـ وذكرت زوجها ـ أهُوَ الذي في عَيْنَيْهِ بَيَاض؟ فقالت : لا.
ذهب إلى البياض الذي حَوْل الحدَقة ، وظنته المرأة الكَوْكَب في العين.
[البيت] : قال لأبي ذرٍّ رضي الله عنه : كيف تصنعُ إِذا مات الناسُ
حتى يكون البيتُ بالوَصِيف ؟.
أراد بالبيت القبر ، وأن مواضع القبور تضيف لكَثْرَةِ الموتى حتى
يُبْتَاع القبر بالوَصيف.
كان لا يُبَيِّتُ مالاً ولا يُقيِّلُه.
يعني أن مال
الصَّدَقة إذا وافاه مَساء أو صباحاً لم يلبّثه إلى الليل ، أو إلى القَائِلَة ؛
بل كان يعجّل قِسْمَته.
عائشة رضي الله
عنها ـ تزوَّجني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على بيت قيمتُه خمسون دِرْهماً ـ وروي : «على بَتٍّ».
البيت
: فَرْش البيت وهو معروفٌ عندهم. يقولون : تزوَّج فلان امرأةً على بيْتٍ.
البتّ
: الكِساء ، وقيل
: الطيلسان من خَزٍّ.
بيّعاً في (خب).
بِيَاح في (مك). البَيَاض أكثر في (رس). يبين في (فد). بَيْسان في (زو). بَيْص في (حي).
بِيعة في (سق). والأبْيَض في (حم). بَيْتك في (فض). بَيْن إحدَى ثلاث في (خب).
[آخر كتاب الباء
ولله الحمد والمنة]
__________________
حرف التاء
التاء مع الهمزة
[الإِتآر] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ أتاهُ رجلٌ عليه شارةٌ
وثِياب ، فأَتْأَرَه بَصَره.
وجاءه رجلٌ آخر
فيه بَذَاذة تَعْلُو عنه العينُ ، فقال : هذا خيرٌ من طِلَاع الأَرْضِ ذَهباً ؛
إنّ هذا لا يُريد أن يظلمَ الناس شيئاً.
الإِتْآر : إتْبَاع النَّظَر بحدّة ، قال :
أَتْأَرْتُهُمْ
بَصَرِي وَالآلُ يَرْفَعُهُمْ
|
|
حتى اسْمَدَرَّ
بِطَرْفِ الْعَينِ إتْآرِي
|
تعلو عنه : أي تنبو عنه وتَقْتَحِمُه.
طِلَاعُ
الْأَرْضِ : ما
يملؤُها حتى يَطْلع ويَسِيل.
ومنه قَوْسٌ
طِلَاعُ الكَفِّ. قال [يصف قوساً] :
كَتُومٌ طِلَاعُ
الْكفِّ لَا دُونَ مَلْئِهَا
|
|
ولا عَجْسُهَا
عَنْ مَوْضِعِ الْكَفِّ أَفْضَلا
|
هذا خير : إشارة
إلى شأْن الرجل وحاله.
ذهباً : نصبر على
التمييز.
الفرس التّئق في (سو).
التاء مع الباء
[التبانة] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ إنّ الرجلَ يتكلَّم بالكلمة يُتَبِّنُ فيها يَهْوِي بها في النَّار.
تَبَّن
: دقَّق النظر من التَّبَانَةِ وهي الفِطْنة ، والمراد التعمّق ، والإِغماض في الجدَل ،
__________________
وأداء ذلك إلى
التكلّم بما ليس بحق.
ومنه حديث سالم
رحمه الله : كنا نقولُ في الحامل المتوفَّى عنها زوجُها : إنه ينفق عليها من جميع
المال حتى تَبَّنْتُمْ ما
تَبَّنْتُم ، ودقّقتم النظر حتى
قلْتُم غيرَ ذلك.
[تبع] : إنَّ مريم ابنة عمران سألت ربَّها أَنْ يُطْعمها مما لا
دَمَ فيه ، فأَطْعَمها الجرادَ. فقالت : اللهم أَعِشْه بغير رَضَاع ، وتابعْ بينه بغير شِياع.
أي اجعله يَتْبع بعضه بعضاً من غير أن يشايعَ به مشايعة الرَّاعي بالنعم ،
وهي دعاؤه بها فتجتمع ، قال جرير :
فأَلْقِ اسْتَكَ
الهَلْبَاء فَوْق قَعُودها
|
|
وشَايِعْ بهَا
واضْمُمْ إليكَ التَّوَالِيَا
|
[التبعة] : قال له قيسُ بن عاصم
المنقري : يا رسولَ اللهِ ، ما المالُ الذي ليس فيه تَبِعَةٌ من طالب ولا من ضَيْفٍ؟ فقال : نِعْمَ المال الأربعون ،
والكُثْر الستون ، ووَيْلٌ لأصحاب المئين ، إلا من أَعْطَى الكريمة ، ومَنَح
الغزيرة ، وذبح السمينة ؛ فأَكَلَ وأَطْعَمَ (الْقانِعَ
وَالْمُعْتَرَّ).
وقال له رسول الله
صلى الله عليه وسلم : كيف تَصْنَع في الطَّرُوقَة؟ قال له : يَغْدُو الناسُ بحبَالهم
، فلا يُوزَعُ رَجُلٌ عن جَمَلٍ يَخْطِمه. وقال له : كيف تصنع في الإِفْقَار؟ فقال
: إني لأُفْقِرُ [البَكْرَ] الضَّرَع ، والنَّابَ المُدْبِرة.
وقال له : كَيف
أنْت عند القِرَى؟ قال : أُلْصِق والله يا رسول الله بالناب الفانية والضَّرع.
التَّبعة : ما يتبع المال من الحقوق.
الكُثْر : الكثير.
مَنَح
: من المِنْحة ، وهي الناقة أو الشاة تُعَار لِلبَنها ثم تستردّ.
القَانِع
: السائل ، ومصدره
القُنوع.
المعتَرُّ : الذِي يتعرضُ ولا يُفْصِح بالسُّؤَالِ.
في الطَّرُوقة ؛
أي في صاحبِ الطّروقة إذا استَطْرَقَك فحلاً.
لا يُوزَع : لا يُمْنَع ، أراد أنه يطرق الفحول كلَّ من أراد من غير
مضايقة في ذلك.
الإِفْقَار : إعارةُ البعير للركوب أو الحمل ، والمعنى التمكين من
فَقاره.
الضَّرَع
: الصغير الضعيف.
__________________
الإِلصاق
بالناب :
عَرْقبتها ، والمعنى إلْصاقُ السيف بساقها ، قال الراعي :
فقُلْتُ لَهُ
أَلْصِق بِأَيْبَس سَاقِها
|
|
فإن يُجْبَر
العُرْقُوبُ لَا يَرْقَأ النَّسَا
|
[تبر]
: الذهبُ بالذهب تِبْرِها وعَيْنِها ، والفضة بالفضة
تِبْرِها وعَيْنِها ، والتِّبْر بالتِّبْرِ مُدْي بمُدْي.
التِّبر : جوهر الذهب والفضة غير مطبوع ، من التَّبَار
، فإذا طُبِع وضُرب دنانير ودراهم فهو عَيْن ، من عَيْن الشيء وهو خَالِصه.
المُدْي
: مِكْيال لأَهْل
الشام يسع خمسة عشر مَكُّوكاً ، والمَكُّوك
: صاع ونصف.
الذهب مؤنثة ،
يقال ذهب حمراء ـ وروي الفرَّاء تذكيرها.
[تبع] : عليّ عليه السلام ـ استخرج رجلٌ مَعْدِناً ، فاشتراه منه
أبو الحارث الأزْدِيّ بمائة شاة
مُتْبِع ، فأتى أمَّه
فأخبرها فقالت : يا بنيّ ؛ إن المائةَ ثلاثمائة ؛ أمَّهاتُها مائة ، وأولادُها
مائة ، وكفْأَتها مائة. فاستقالَه فأَبى فأَخذه فأَذَابَه فاستخرج منه ثمن أَلْف
شاة ، فقال له البائع : لآتينّ بك عليًّا عليه السلام ، فأتى علياً عليه السلام
فأخبره ، فقال له عليّ عليه السلام : ما أرى الخمْس إلا عليك. ـ يعني خمسَ المائة.
المُتْبع
: التي يَتْبَعُها وَلدُها.
الكُفْأَة في نتاج الإِبل : أن تجعلَها نصفين وتُرَاوِح بَيْنها في
الإِضراب ليكونَ أقوى لها وأحرى أن لا تخلف. قال ذو الرُّمة :
تَرَى
كُفْأَتَيْها تُنْفِضَانِ ولم يَجِدْ
|
|
لها ثِيلَ سَقْب
في النِّتَاجَيْنِ لامِسُ
|
وإنما سُمِّيت كفأة ؛ لأنَّها جَعْل الإِبل فرقتين متكافئتين ، ولا كفأَة
للغنم ، ولكنها أرادت نِتاجها الذي لا يخلف ولا يُرْتاب فيه أن تُفِذّ : وهو أن
تلد كلّ واحدة واحداً ؛ لأنهن قد يُتْئِمْنَ ، وفي ذلك ريب فسمَّته كُفْأة لذلك.
الأَثى والأثو :
السِّعاية ، وعدَّاه على تأويل أخبر وأعلم ، كأنه قال : لأخبرنَّ بشأنك علياً ، أو
بحذف الجار وإيصال الفعل.
[تبن] : عمّار رضي الله عنه ـ صلى في تُبَّانٍ وقال : إني مَمْثون.
التُّبَّان
: سَرَاوِيل
المَلَّاحِين ، وقد
تبنَّهَ : إذا أَلْبَسَه
إياه.
المَمْثُون
: الذي يَشْتَكِي
مَثَانته.
__________________
[تبع] : زيد بن ثابت رضي الله تعالى عنه ـ جاء إلى النبي صلى الله
عليه وآله وسلم رجلٌ فسأله فقال : ما عندنا شَيْءٌ ولكن أَتبع علينا.
يقال : أتبَعتُ فلاناً على فُلَان : أي أحَلْتُه.
ومنه الحديث :
إذَا أُتبِع أحدُكم على مَلِيءٍ
فلْيَتّبِعْ.
أي إذَا أحيل
فلْيَحْتَلْ.
أبو واقد رضي الله
تعالى عنه ـ تابعنا الأَعمَال فلم نجد شيئاً أبلغَ في طلبِ الآخرة من الزُّهد
في الدنيا.
أي مارَسْنا وأَحْكَمنا
معرفتها ، من قولهم : تابع
البَارِي القَوْسَ
: إذا أحكم بَرْيَها ، فأعطى كلَّ عضو منها حقه. وتابع
الرَّاعي الإِبل :
إذا أنعم تسمينها وأَتْقَنه ، وكل بليغ في الاتِّساق والإِحكام مُتَتَابع. ومعناه أنه أشبه بعضه بعضاً ، وتبعه في الإحكام ؛ فليس فيه موضعٌ غير مُحْكَم.
[تبن] : ابن عبد العزيز رحمه الله تعالى ـ كان يَلْبَسُ رِدَاءً مُتَبنَّاً بزَعْفَرانٍ.
هو المصبوغ على
لون التِّبْنِ.
وأُشْرِب التِّبْن في (قو).
التاء مع الجيم
[تجر] : أبو ذَرّ رضي الله عنه ـ كنا نتحدَّث أن التاجر فاجِر.
هو الخمار. قال ابنُ
يَعْفُر :
ولَقَدْ أَرُوحُ
إلى التِّجَارِ مُرَجَّلاً
|
|
مَذِلاً بمالِي
لَيِّناً أَجْيَادِي
|
وقيل : هو كل تاجر ؛ لما في التِّجارة في الأغلب من الكَذب والتَّدليس ، وقلة التَّحاشي عن
الرِّبا ، وغير ذلك.
التاء مع الحاء
[تحت] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ لا تقومُ الساعةُ حتى
يظهرَ الفُحْش والبُخْل ، ويخونَ الأمين ، ويُؤْتمنَ الخائن ، وتَهْلِك الوُعُولُ
، وتَظْهَرَ
التُّحُوتُ. قالوا : يا رسولَ
الله ؛
__________________
وما الوُعُول؟ وما التُّحوت؟ قال : الوُعول
: وجوهُ الناس
وأشرافُهم. والتُّحوت
: الذين كانوا تحتَ أقدامِ الناس لا يُعْلَم بهم.
شبّه الأشرافَ
بالوُعول لارتفاع مساكنها. وجعل «تحت» الذي هو ظَرْف نقيض «فوق» اسماً ؛ فأدخل عليه لامَ
التعريف ؛ ومثله قول العرب لمن يقولُ ابتداء : عندي كذا : أوَلَكَ عِنْد؟
ومنه حديث أبي
هريرة رضي الله عنه : إنه ذَكَر أشراطَ الساعة ، فقال : وإنّ منها أَنْ تَعْلُو التُّحوتُ الوعولَ. فقيل : ما
التَّحوت؟ قال : بيوتُ
القانصة يُرفعون فَوْق صالحيهم.
كأنّه ضرب بُيوت
القَانِصة ، وهي قُتَر الصيادين ، مثلاً للأرذال والأَدنياء ؛ لأَنَّها أرذل
البيوت.
تحفة الكبير في (حب).
التاء مع الخاء
[تخم] : النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ـ مَلْعُونٌ مَنْ غَيَّر تُخُومَ الأَرْضِ ـ وروي تَخوم.
التُّخوم
ـ بوزن هُبوط
وعَروض : حدُّ الأرض وهي مؤنثة. قال :
يا بَنِيَ
التُّخُومَ لا تَظْلمُوهَا
|
|
إنَّ ظُلْمَ
التُّخُومِ ذو عُقَّالِ
|
والتَّخوم جمع لا واحد له كالقَتُود ، وقيل : واحدها تَخْم ، وقيل : وهذه الأرض تُتَاخِم
أرض كذا : أي
تحادّها ؛ والمعنى تغيير حدود الحرَمِ التي حدَّها إبراهيم على نبينا وعليه الصلاة
والسلام ، وقيل : هو عامٌّ في كل حدٍّ ليس لأَحدٍ أن يزوي من حدِّ غيره شيئاً.
وفي حديثه الآخر :
من ظلمَ [جاره] شِبْراً من الأرض طُوِّقه يومَ القيامة من سَبْعِ أَرَضِين.
التاء مع الراء
[ترع] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ إن مِنْبَري هذا على تُرْعَةٍ مِنْ تُرَع
الجنّة ـ وروي من تُرَع الحَوْض.
قيل : هي الرّوضة
على مرتفع من الأَرض ، وذلك آنقُ لها وأخشن ، ولهذا قالوا : رِياض الحَزْن.
وفسِّرت بالباب والدَّرَجة ومَفْتَح الماء ؛ والأصل في هذا البناء التَّرَع : وهو
__________________
الإِسراع
والنَّزْو إلى الشرّ ، وفلان يَتَتَرَّع إلينا أي يتسرّع ويتنزَّى إلى شرِّنا ، ثم
قيل : كُوز تَرَع ، وجَفْنَة
مُتْرَعة ؛ لأن الإِناءَ
إذا امتلأ سارع إلى السَّيَلان ، ثم قيل لمفتح الماء إلى الحوض : تُرْعة ؛ لأنه منها
يُترَع أي يُملأ ، وشبّه
به الباب لأنه مفتح الدَّار ، فقيل له : تُرْعة ؛ وأما
التُّرْعة بمعنى الروضة على
المرتفع والدّرجة فمن النَّزْو ؛ لأنّ فيه معنى الارتفاع ، ومنه قيل للأكَمة
المرتفعة على ما حولها : نَازية.
والمعنى أن من عمل
بما أَخْطُب به دَخل الجنة.
[ترب] : عليّ عليه السلام ـ لئن وُلِّيتُ بني أُميَّة
لأَنفضنَّهُم نَفْضَ القَصَّاب التِّرَاب
الوَذِمة.
التِّرَاب
: جمع تَرْب ، تخفيف «تَرِب».
الوَذِمة : المنقطعة الأوْذَام ، وهي المعاليق ، من قولهم : وَذِمَت الدّلو فهي وَذِمَة ، إذا انقطعت وِذَامها ، وهي سُيُور
العَرَاقي ؛ والمعنى كما ينفضُ اللحوم أو البطون التي تعفَّرت بسُقوطها على الأرْض
لِانْقِطَاعِ مَعَاليقها.
وقيل : هذا من غلط
النَّقَلة وإنه مقلوب ، والصواب الوِذَام التَّرِبة ، وفسرت الوِذام
بأنها جمع وَذِمَة ، وهي الحزَّة من الكَرِش أو الكبد والكَرِش نفسها ؛
والوجْه ما ذكرت.
[ترز] : مجاهد رحمه الله تعالى ـ لا تقومُ السَّاعةُ حتى يكثر التُّرَازُ.
قيل : هو موت
الفُجَاءَة ، وتَرِزَ
يَتْرُزُ تَرْزاً. قال ابن دُريد :
الترْز : اليُبْس ، ثم كَثُر حتى سمّوا الميت تَارِزاً ، قال الشمّاخ :
*كأنَّ الذي يَرْمي من الْوَحْشِ تَارِزٌ *
وقيل : أصله أن
تأكلَ الغنمُ حشيشاً فيه النَّدَى ، فيقطّع بطونها فتموت ، يقال تَرِزَت الغنم ونَفِصَت : أصابها
التُّرَاز والنُّفَاص.
[ترص] : في الحديث : لو وُزِنَ رَجَاءُ المُؤْمِن وخَوْفُه بميزان
تَرِيصٍ ما زَادَ أحدُهما على الآخر.
__________________
هو المُحْكم العدل
الذي لا يَحيف ، وقد
تَرُصَ تَرَاصةً ، قال :
*فَشُدَّ يَدَيْكَ بالعَقْدِ التَّرِيصِ *
تارّ في (لح).
تَرِبَتْ يداك في (وس). تَركْتَه في (نف). تَرَائك في (شر).
التاء مع العين
[تعس] : أبو هُريرة رضي الله عنه ـ تَعِسَ عَبْدُ الدّينارِ والدِّرْهم ، الذي إنْ أُعْطِي مَدَحَ
وضَبَحَ ، وإنْ مُنِعَ قَبَّحَ وكلَحَ ، تَعِس
فلا انْتَعَشَ ،
وشِيكَ فلا انْتَقَش.
تَعِس
تعساً فهو تَاعس : إذا انحطَّ وعثر ـ وقد روي تَعَس فهو
تَعِس ، وليس بذاك.
ضَبَحَ
: من ضُبَاح الثَّعْلب وهو صِياحُه. شبَّه صوتَه في مخاصمته دونه
ومُجَادلته عنه بالضُّبَاح. وهذا كقولهم : فلان كلْبٌ ينبح ، ودِيك يَضْبَح.
قَبَّحَ ، أو
قَبَح له وجْهَه ، بمعنى قَبَّحَه.
وكلَحَ : عبس.
شِيك من قولهم : شاكه الشَّوْك ، إذا دخل في رِجْلِه.
والانتقاش : اسْتِخراجه.
وقام تِعَار في (صب).
التاء مع الغين
[تغب] : الزّهري رحمه الله ـ مضت السُّنَّة أنه لا يجوزُ شهادةُ
خَصْم ، ولا ظَنِين ، ولا ذِي تَغْبَةٍ في دِينه.
هي الفساد ، وقد تَغِب تَغَباً فهو
تَغِب ـ وروي : «ذي تَغِبَّة» ، وقيل : هي العَيْب والفَسَاد ، ولا تخلو من أن تكون «تَفْعِلة»
، من غَبَّبَ الذي هو مبالغة في معنى غبَّ الشيءُ :
إذا فسد وتغيّر ،
أو من غبَّب في الحاجة إذا لم يُبَالغ فيها ، وفي ذلك فسادُها ، أو من غبَّبَ الذِّئْبُ الغنم : إذَا عَاثَ فيها وعضَّض أغبابها .
التاء مع الفاء
[تفل] : النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ـ لا تَمْنعُوا إمَاءَ
الله مساجدَ الله ، وليخرجُنَّ إذا خرجن تَفِلات.
__________________
التَّفَل
: ألَّا يتطيَّب
فيوجَد منه رائحةٌ كريهة ؛ من تَفَل
الشيءَ من فيه :
إذا رَمى به مُتَكرِّهاً. قال ذو الرُّمة :
*متى يحس منه
ذائقُ القوم يَتْفَل *
ومثله قوله صلى
الله عليه وآله وسلم : إذَا شَهِدتْ إحداكنّ العِشاء فلا تَمَسَّنَّ طِيباً.
قال رَافع بن
خَدِيج رضي الله عنه في النَّصْل الذي في لَبَّتِهِ : إن النبي صلى الله تعالى
عليه وسلم مَسَحَهُ بيده وتَفَل
عليه فلم يَصْرِ
وبقي في طِمّ غير أنه مُنْتَبر في رأْس الْحَوْل.
أي بَزق عليه.
لم يَصْرِ ؛ أي لم
يجمع المِدَّة ، من صَرَى الماء.
الانْتبار : التورّم.
[تفه] : ابن مسعود رضي الله تعالى عنه ـ ذكر القرآنَ فقال : لا يَتْفَهُ ولا يَتَشَانّ.
هو من تَفِه الطعام ، إذا سَنِخ ، وتَفِه
الطيب : إذا ذهبت
رائحتُه بمرُور الأزمنة.
والتشانّ : الإخلاق ، من الشنِّ وهو الْجِلْد اليابس البالي ؛ أي هو
حُلْو طيّب ، لا تذهب طَلاوته ، ولا يبلى رَوْنقه وطراوته بتَرْدِيد القراءة
كالشعر وغيره.
ومنه قول عليّ
عليه السلام : لا تَخْلَق بكَثْرَة الردّ.
ويجوز أن يكون من تَفِه الثوب ، إذا بلي. ولا يتشانّ تأْكيداً له ، ويجوز أن يكونَ
من تَفِه الشيء : إذا قلَّ وحقر ؛ أي هو معظَّم في القلوب أبداً.
وقيل : معنى التشانّ الامتزاج بالباطل ، من الشُّنَانَة ، وهي اللّبن المَذيق .
الرجل التّافه في (رب).
تُنْفِلُ الرّيح في (جف). التّفَث في (عم).
التاء مع القاف
التَّقْدة في (جل).
التاء مع اللام
[تلو] : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ إن الملَك يَأتي
العبدَ إذا وُضِع في
__________________
قَبْره ، فإن كان
كافِراً أَوْ منافقاً قال له : ما تقولُ في هذا الرجل؟ يعني محمداً صلى الله تعالى
عليه وآله وسلم : فيقول : لا أَدْري ، سمعتُ الناس يقولون شيئاً فقلته ، فيقول :
لا دَرَيْتَ ولا
تَلَيْتَ.
أي ولا اتَّبَعْتَ
الناسَ بأن تقول شيئاً يقولونه. ويجوز أن يكونَ من قولهم : تَلا فلان تِلْو غير عاقل ، إذا عمل عملَ الجهال ، أي لا علمتَ ولا جهلت ؛
يعني هلَكْت فخرجتَ من القبيلين.
وقيل : لا قرأت ،
وقلب الواو ياء للازدواج. وقيل : الصواب أَتَليْتَ.
يَدْعُو عليه بألا يُتْلِيَ إبلَه ؛ وإتْلَاؤُها : أن يكون لها أولاد
تَتْلُوها ، وقيل : هو
ائتْلَيت افْتَعَلْت من لا آلُو كذا ، إذا لم تَسْتطعْه.
[تلع] : عن عائشة رضي الله عنها ـ كان رسولُ الله صلى الله عليه
وآله وسلم يبدو إلى هذه التِّلَاع
، وإنه أراد
البِدَاوة مرة فأرسل إليَّ ناقةً مُحَرَّمَة.
التِّلَاع
: مَسايل الماءِ
من الأعالي إلى الأَسافل.
بَدَا
بَدَاوة وبِدَاوة : خرج إلى الصَّحراءِ.
المحرَّمة : التي لم تذلّل ولم تُرْكب. ومنه أعرابي مُحرَّم : إذا لم يخالط أهل الحضر ، وسوط محرَّم : لم تتم دِبَاغته.
[تل] : بينا أنا نائم أُتِيت بمفاتِيح خَزائنِ الأَرْض فتُلّت في يَدي.
أي أُلْقِيت
ووُضِعت ، والمعنى ما فتح اللهُ لأُمَّته من خزائنِ الملوك بَعْدَه.
ومنه حديثه صلى
الله عليه وآله وسلم : إنه أُتي بشَرَاب فشرب منه ، وعن يَمينه غلام وعن يَسَاره
الأَشْياخ ، فقال للغلام : أَتَأْذَنني أَنْ أُعْطِي هؤلاء؟ فقال : لا والله يا
رسولَ اللهِ ، لا أُوثر بنصيبي منك أحداً ؛ فتلَّه
في يده.
ابن مسعود رضي
الله تعالى عنه ـ أُتي بسَكْران فقال : تَلْتلُوه
ومَزْمِزوه.
التَّلْتَلَة من قولهم : مَرَّ فلانٌ يُتَلْتِل
فلاناً ، إذا
عَنُفَ بسَوْقِه. وقيل : هي التخييس والتَّذليل.
والمَزْمَزَة : التَّحْريك.
وهذا كقوله :
بُهِزَ بالأيدي ، وقيل : معناه حَرّكوه حتى يوجدَ منه ريح ماذَا شَرِب.
__________________
[تلد] : قال في سورة بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء :
هنَّ من العِتَاق الأوَل ، وهُنَّ من تِلَادي.
أي من قديم ما
أَخَذْتُ من القرآن ، شبَّههُنَ بتِلاد المال. وتاؤُه بدل من واو. ومعناه ما ولد عندك.
ومنه حديث عائشة
رضي الله عنها : إن أخاها عبد الرحمن مات فرأَتْه في منامها ، وإنها أَعتَقت عنه تِلاداً من أتلاده.
[تل] : أبو الدَّرداء رضي الله عنه ـ أين أنتَ من يومٍ ليس لك من
الأَرض إلا عَرْضُ ذِراعين في طول أربع! أتْقَنوا عليك البنيانَ ، وتركوك لمَتَلِّك.
أي لمَصْرَعِك.
[تلان] : ابن عمر رضي الله عنهما ـ سأله رجل عن عُثْمان ، فقال :
أنشُدُك الله تعالى! هل تعلم أنه فرَّ يومَ أُحُد ، وغاب عن بَدْر ، وعن بَيْعَةِ
الرّضوان؟ فذكر عُذْره في ذلك كلّه ، ثم قال : اذهَبْ بِه تَلَان معك.
أراد الآن فخفَّفه
بألَان وأسقط همزته وألقى حركتَها على اللام ، كما يقال : أَلْرض في الأرض ، وزاد
في أوله تاء ، قال الشاعر :
نَوِّلِي قَبْلَ
نَأْيٍ دَارِي جُمَانا
|
|
وَصِليَنا كما
زَعَمتِ تَلَانَا
|
وقد زادها على «حين»
من قال :
العاطِفُونَ
تَحِينَ ما مِن عَاطِفٍ
|
|
والمُسْبغون
يَداً إذَا ما أَنعَمُوا
|
فتلَّها إليه في (خل).
والتِّلْوة في (ثغ). تَلِيدة في (ول).
__________________
التاء مع الميم
[تمم] : سليمان بن يَسار رضي الله عنه ـ الجَذَع التامُ التَّمَمُ يُجزِىءُ في الصَّدَقَةِ.
أراد بالتامّ : الذي اسْتَوْفَى الوقت الذي يسمَّى فيه جَذَعاً كلَّه
وبلغ أن يُسمَّى ثَنِيًّا.
وبالتّمَم : التامّ الخَلْق. ومثله في الصفات خلق عَمَمٌ وبَطل وحسَن.
يُجْزِىءُ ؛ أي
يَقْضي في الأضْحية.
[تمر] : النخعي رحمه الله ـ لم يَرَ بالتّتْمِير بأْساً.
هو تَقْدِير
اللَّحم. وقيل : هو أن تُقَطِّعَه صغاراً على قَدْر
التَّمرِ فتجفّفه. والمراد
الرُّخْصة للمُحْرِم في تزوّده قديدَ الوَحْش ؛ فأَوْقَع المصدرَ على المفعول ،
كما يقال : الصيد بمعنى المصيد ، والخَلْق بمعنى المَخْلوق.
تَمَمتْ في (أص).
فتتامَّت في (قح).
التاء مع النون
[تنور] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ أَتاه رجُلٌ وعليه ثوب
مُعَصْفَر ، فقال له : لو أَنَّ ثوبَك هذا كان في تَنُّورِ أَهْلِك ، أو تحتَ قِدْرِ أَهْلك ، لكان خيراً لك. فذهب
الرجلُ فجعله في التنّور أو تحت القِدْرِ ، ثم غَدَا على النبي صلى الله عليه وآله
وسلم فقال : ما فَعَل الثوبُ؟ فقال : صنعتُ ما أمرتَني به. فقال : ما كذا أَمَرْتك!
أفلا ألقيتَه على بعض نسائك؟.
قال أبو حاتم : التَّنُّور ليس بعربي صحيح ، ولم تعْرِف له العرب اسماً غيره ، فلذلك
جاء في التنزيل ؛ لأنهم خُوطبوا بما عَرفوا.
وقال أبو الفتح
الهمْدَانيّ : كان الأصْلُ فيه نَوّور فاجتمع وَاوَان وضمّة وتشديد ، فاستثْقل ذلك
فقلبوا عَيْنَ الفعل إلى فائِه فصار ونوّر ، فَأَبْدَلوا من الواو تاء ، كقولهم :
تَوْلج في وَوْلج .
وذات التَّنَانِير. عَقَبَةٌ بحِذَاء زُبالة. أَراد : لو صرفتَ ثمنَه إلى
دقيق تختبزه أَوْ حَطبٍ تطبخُ به [كان خيراً لك].
والمعنى : إنه
كرِه [الثوب] المعَصْفَر للرِّجال.
__________________
[تنا] : عمر رضي الله عنه ـ مرَّ قومٌ من الأنصار بحيٍّ من العرب
، فسألوهم القِرَى فأبَوْا ، فسألوهم الشراء فأَبوا ؛ فتَضَبَّطُوهم فأصابوا منهم
، فأتوا عُمَر فذكروا ذلك له ؛ فهمّ بالأَعراب وقال : ابنُ السَّبِيل أَحَقّ
بالماء من التَّانِئ عليه.
هو المُقِيم.
[تنوخ] : ابن سلَام رضي الله عنه ـ آمنَ ومن معه من يَهُود ، وتَنَخُوا في الإسلام.
أي أقاموا وثبتوا.
ومنه تَنُوخ ؛ لأنها قبائل تحالفت فتَنَخت
في مواضعها.
ورُوِي : «ونَتخوا».
وفسِّر برسخوا. والأَصل في يهود ومجوس أن يُسْتعملا بغير لام التعريف ؛ لأنهما
علمان خاصان لقومين كقبيلتين. قال :
فَرّتْ يَهُودُ
وأَسْلَمتْ جِيرانَها
|
|
صَمِّي لِمَا
فَعَلَتْ يَهُودُ صَمام
|
وقال :
أَحارِ أُرِيك
بَرْقاً هَبَّ وَهْناً
|
|
كَنارِ مَجُوسَ
تَسْتَعِر اسْتِعَارَا
|
وإنما جوّز
تعريفهما باللام لأنه أجرى يهودي ويهود ومجوسيّ ومجوس مجرى شعيرة وشعير وتَمْرة
وتَمْر.
وتَنُوفة في (عب).
تَنوُّمة في (أي).
التاء مع الواو
[تومة] : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ رأى على أسماء
بنت يزيد سِوَارَيْن من ذَهب وخَوَاتيم من ذهب ، فقال : أَتَعْجِز إِحْدَاكُنَّ
أَنْ تَتَّخِذَ حَلْقَتَيْن أو
تُومَتَيْنِ من فِضّة ، ثم
تُلَطِّخُهُمَا بعبيرٍ أَوْ وَرْس أَوْ زَعْفران؟.
التُّوَمة : حبَّة تُصَاغ على شكل الدُّرة ، وجمعها تَومٌ وتُوَم
، كصُور وصُوَر في
جَمْع صُورَة.
العبير : أنواع من الطيب تخْلط ـ عن الأصمعيّ.
__________________
[تو] : الاسْتِجْمار
توٌّ ، والطّواف توٌّ ، وإذا اسْتَجْمَر أَحدكم فلْيَسْتَجْمر بتوٍّ.
هو الوِتر ؛ سبع
جمرات ، وسبعة أشواط ، ومنه قولهم : سافر سفراً
توًّا ، إذا لم يعرِّجْ
في طريقه على مكان. والتّوُّ : الْحَبْلُ المفتولُ طاقاً واحداً.
[تولة] : ابن مسعود رضي الله عنه ـ إن التَّمَائم والرُّقَى والتِّوَلة من الشِّرْك.
التِّوَلة : ضَرْبٌ من السحر تُؤَخّذ بها المرأة زوجَها ، وتحبب إليه
نفسها ، وهي من التُّولة والدُّولة ، وجاء فلان بتُولاته ودُولَاتِه.
ومنه الحديث : إن
أبا جهل لمَّا رأى الدَّبْرَة قال : إنَّ اللهَ قد أراد بقريش التُّوْلَة
.
والتاء مبدلة من
دال ، كما قال سيبويه في تاء تَرَبُوت ، وهي النَّاقَةُ المُرْتَاضة : إنها بَدَل
من دَال مدرّب ، واشْتِقَاقُ الدُّولة من تَدَاوُلِ الأيَّامِ ظَاهِرٌ.
تاج الوقار في (يم).
التُّوَيتات في (حو). ورَضْراضه التُّوم في (حو).
التاء مع الهاء
[التهم] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ إنّ بِلَالاً أَذَّن
بلَيْلٍ ، فأمره أن يرجعَ فينادي ألا إنّ الرجل تَهم
ـ وروي تَهِنَ.
النون فيه بدَلٌ
من ميم ، كما حكى البَنَام في بَنَان ، وجاء قَاتِن بمعنى قَاتِم في شعر
الطِّرمَّاح:
كطَوْفِ
مُتَلِّي حَجَّةٍ بينَ غَبْغَبٍ
|
|
وقُرَّة
مُسْوَدٍّ مِن النَّسْك قَاتِن
|
والتّهَم : شِبْه سَدَر يُصيب من شدة الحرّ ورُكود الريح ، ومنه تِهَامة. والمعنى أَنه أَشْكل عليه وقت الأَذَان وتحيَّر فيه
فكأَنه تَهِم ، ويجوز أن يشبّه فرطُ نُعَاسه بذلك ؛ فيكون المعنى مَلَكه
النُّعاس ، فلم يتفطّن لمراعاة وَقْتِه.
__________________
مُتْهِم
في (وض). كليل تِهَامة في (غث).
التاء مع الياء
[التتايع] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ ما يَحْمِلُكم على أَنْ تَتَايَعُوا في الكَذِب كما
يَتَتَايَعُ الْفَرَاشُ في
النَّارِ؟.
التَّتَايُع
: التهافت في
الشرّ والتسارُع إليه ، تفاعُل من تَاع
؛ إذا عجل ، وحذْف
إحدى التاءين في «تتفاعل» جائز وفي تتايع
كالواجب.
ومنه حديثه : إنه
لما نزلَتْ (وَالَّذِينَ
يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ...) [النور : ٤]
الآية. قال سعدُ بن عُبَادَة : يا رسولَ الله ؛ أرأيتَ إِن رأى رجلٌ مع امرأتِه
رجلاً فقتَله أَتَقْتُلُونَه؟ وإن أَخْبَر بما رأى جُلِدَ ثمانين؟ أفَلا يضربُه
بالسيف؟ فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : كفى بالسَّيْفِ شَا ـ أراد
شاهداً ـ فأَمسك ، وقال : لولا أن يَتَتَايع
فيه الغَيْرَان
والسَّكْرَان.
حذف جواب لولا ،
والمعنى لولا تَهَافُت هذين في القَتْل ، وفي الاحتِجاج بشهادة السيف لتمَّمْتُ
على جَعْله شاهداً ولحكَمْتُ بذلك.
ومنه قول الحسن
رضي الله عنه : إن عليًّا عليه السلام أراد أمراً ، فتَتَايَعَتْ عليه الأمور فلم يجد مَشْرَعاً.
يعني في أَمْرِ
الْجَمَل.
[تيا] : عمر رضي الله تعالى عنه ـ رأى جارية مهزولةً تطيش مرَّة وتقومُ أخرى ، فقال : ومن يعرف تَيَّا؟ فقال له ابنُه عبد الله : هي والله إحْدَى بناتك.
تيّا : تصغير «تا» في الإشارة إلى المؤنث ، كما قيل : «ذيَّا» ، في تصغير «ذَا»
، والألف في آخرهما مزيدة مجعولة علامةً للتصغير ، كالضمَّة في صَدْرِ فُلَيْس ،
وليست هي التي في آخر المكبَّر بدليل قولك : اللَّذَيَّا واللَّتَيَّا في تصغير الذي والتي ، وكذا المُبْهَمات كلّها ؛ مخالَفةً
بها ما ليس بمُبْهَم ومحافظةً على بنائها.
وعن بعض السلف أنه
أخذ تِبْنَةً من الأَرض ثم قال : تيَّا من التوفيق خيرٌ من كذا وكذا من العمل.
التِّيَعة
والتِّيمَة في (اب). لأتيسنهّم في (يم).
[تمّ آخر كتاب
التاء ولله الحمد والمنة]
__________________
حرف الثاء
الثاء مع الهمزة
[ثؤاج] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ استعمل عُبادة بن
الصَّامت على الصدقة ، فقال : اتَّقِ اللهَ يا أبَا الوليد ألّا تَأْتِي يَوْمَ
الْقِيَامَةِ على رقبتك شَاةٌ لها
ثُؤَاج.
هو صوت النَّعجة.
ألّا تَأتي : فيه
وجهان : أحدهما أن تكونَ لا مزيدة. والآخر أن يكون أصلُه لئلا تأتي ، فحذف اللام.
على رقبتك : ظرف
وقع حالاً من الضمير في تَأتي تقديره : مستعلية رقبتك شاة ، ونظيره :
*فَجاءُونَا لهم سُكُرٌ عَلَيْنَا *
[ثأد] : عمر رضي الله عنه ـ قال في عام الرَّمادة : لقد هممتُ أن
أجعلَ مع كلَ أهل بيتٍ من المسلمين مثلهم ، فإن الإنْسَان لا يَهْلِك على نصف
شِبَعه. فقال رجل : لو فعلت ذلك يا أميرَ المؤمنين ما كنتَ فيها بابْنَ ثَأْدَاء.
وروي : إن رجلاً
قال له عام الرمادة : لقد انْكَشَفَتْ وما كنتَ فيها ابنَ ثَأْدَاء! فقال : ذلك لو أنفقتُ عليهم من مالِ الخطّاب!.
الثَأْدَاء : الأَمة ، سُمِّيت بذلك لفسَادها لُؤْماً ومَهَانَةً ،
منْ قولهم : ثَئِد المبرك على البعير : إذا ابتل وفسد حتى لم يستقر عليه. وفي
كلامهم : أقمتُ فلاناً على الثّأْدَاء ، إذا أقلقته ، ويعضد ذلك تسميتهم إياها ثَأطَاء من
الثّأْطَة .
وأما الدَّأْثَاء فهي من دُئِث فلان بالإعياء حتى كَسل وأَعْيَا : أي أثقِل
، لأنها لا تَخْلُو من
__________________
ذلك في أكثر
أوقاتها ، وقد روى حركة الهمزة في قوله.
ومَا كُنَّا
بَنِي ثَأَدَاءَ لَمَّا
|
|
شَفَيْنَا
بالأَسِنَّةِ كلَّ وَتْرِ
|
وقد استثقل سيبويه
هذا البناء ، ولم يذكر إلا قَرَماء [و] جَنَفَاء في اسمي موضعين. والمعنى : إنك
عملت على شَاكِلَة الأحرار الكرام في تفقّد المسلمين ومُواساتهم والقيام بما
يُصلحهم وينعشهم.
وثَأْط في (حم).
فرأب الثَّأْي في (سح). فيوتَر ثأركُم في (حب).
الثاء مع الباء
[ثبج] : النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أَخْيَارُ أُمّتي أولها
وآخرها ، وبين ذلك ثَبَجٌ
أَعْوج ، ليس منك
ولستَ منه.
أي وَسَطاً ، يقال
: ضرب ثَبَجه بالسيف ، ومضى بثَبج من الليل : إذا مضى قريبٌ من نصفه.
معنى قولهم : هو منِّي هو بَعْضي. والغرضُ الدلَالةُ على شدّة الاتصال ، وتمازج
الأهواء ، واتحاد المذَاهب. ومنه قوله تعالى : (فَمَنْ تَبِعَنِي
فَإِنَّهُ مِنِّي) [إبراهيم : ٣٦].
وقوله : ليس مِنك
ولستَ منه ، نفيٌ لهذه البعضية من الجانبين.
[ثبان] : عمر رضي الله عنه ـ إذا مرَّ أحدُكم بحائط فلْيَأْكُلْ
منه ولا يَتَّخِذْ
ثِبَاناً ـ وروي: خُبْنَة.
الثِّبان
: ما تَحْمل فيه
الشيءَ بين يديك من وعاءٍ. وقيل : هي جمع ثُبْنة ، وهي الْحُجْزَة تتخِذها في إزارِك تجعلُ فيها الجَنى
وغيره.
والْخبنة : مثلها
، يقال : ثبنُ الثوب وخَبَنه وكَبنه.
[ثبج] : عبادة رضي الله عنه ـ يُوشك أن يُرَى الرَّجُلُ مِنْ ثَبَجِ المسلمينَ قرأ القرآن على لسانِ محمدٍ ، فأعاده وأَبْدَأَه
، لا يَحُورُ فيكم إلا كما يَحُورُ صَاحِبُ الحمار الميّت.
أي من أوساطهم
وخِيَارهم.
على لسان محمد ،
أي على لغته ، وكما كان يقرؤه بلا لحن ولا تحريف.
لا يَحُور : لا يرجع ؛ أي لا يصير حالُه عندكم في كسادِ ما يتلُوه من
كتاب الله إلا كحال من يَعْرِض حماراً ميِّتاً ، فلا يَعِنّ له من يَشْتَرِيه منه.
__________________
[ثبر] : أبو موسى الأشعري رضي الله عنه ـ قال لأنس بن مالك : ما ثَبَر النَّاسَ؟ ما بَطَّأَ بهم؟ فقال أنس : الدّنيا وشَهَواتها.
أي ما صدَّهم
وقطَعَهم عن طاعة اللهِ؟
ومنه : ثَبَره الله ثبراً وثُبُوراً ، إذَا أَهلكه ، وقطع دَابره.
وثَبَر البحرُ : جَزَر ، والأصل فيه الثَّبْرَة ، وهي تراب شبيه بالنُّورَة يكونُ بين ظهْرَي الأرض إذا
بلغه عِرْقُ النخلة وَقَف ، ولم يَسِرْ فيه ، فضعفت.
بطَّأَ : على ضربين : يكونُ تعديته لمعنى بَطُؤ ومبالغة فيه ،
فيقال : بَطُوءَ وبَطَّأ به وبَطَّأَ عن الأمر والطاعة : إذا بالغ ، ثم يعدّى بالباء فيقال : بطأْت به. ومنه قوله تعالى : (وَإِنَّ مِنْكُمْ
لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ ...) [النساء : ٧٢]
الآية.
معاوية رضي الله
عنه ـ قال أبو بُرْدَة : دخلتُ عليه حين أَصابَتْه قَرْحَة ، فقال : هلمَّ يا بْنَ
أَخي فانْظُر. فتحوَّلْتُ فإذا هي قد
ثَبِرَتْ ؛ فقلت : ليس عليك
يا أمير المؤمنين بَأْس.
أي انْفَتَحَتْ
ونَضِجت وسالت مدَّتُها ؛ لأن عاديتها تذهب وتَنْقَطِع عند ذلك ، وهذا من باب
فَعلته ففعِل ؛ يقال : ثَبَره
الله فثَبِر ؛ أي هلك وانقطع.
فتحوَّلْتُ
: أي نهضت من
مكاني إليه.
حَكِيم رضي الله عنه
ـ دخلت أمّه الكَعْبة ، وهي حامل ، فأَدْرَكَها المَخَاض ، فولدت حَكِيماً في
الكعبة ، فحُمِل في نِطَع ، وأُخذ ما تحت مَثْبِرها فغُسل عند حوض زَمْزَم ، وأُخذت ثيابها التي وَلدت فيها
فجعلت لَقًى.
المَثْبِر : حيث يسقط الولد وينفصل عن أمه ، وحقيقته : موضع الثَّبْر ، وهو القَطْع والفصل ، ومنه قيل : مَثْبِر الجَزُور لمجزرها.
اللَّقى
: المُلْقى ، وكان
من عادة أهل الجاهلية إلْقَاء ثيابهم إذا حجّوا يقولون : هذه ثياب قَارفْنا فيها
الآثام ، فلا نعود فيها ، ويسمونها الألقاء.
[الثبط] : عائشة رضي الله عنها ـ استأذنت سَوْدة رسول الله صلى الله
تعالى عليه وآله وسلم ليلةَ المُزْدَلفة أَنْ تَدْفَع قبله ، وقبل حَطْمَةِ الناس
، وكانت امرأةً
ثَبِطَةً ؛ فأَذِن لها.
والثَّبِط : من التَّثبّط كالفقير من الافتقار ، والقياس في فعلهما ثَبِط وفَقُر.
أُثَيْبِج في (رص)
و (صه) .. الثَّبَجة في (اب). فاضربوا ثَبَجَهُ في (زن).
الثاء مع الجيم
[ثج] : ابن عباس رضي الله عنهما ـ ذكره الحسن فقال : كان أوّلَ
من عُرِف بالبَصْرة
__________________
صعد المِنْبر
فقرأَ البقرةَ وآل عمران ، ففسَّرهما حرفاً حرفاً ، وكان مِثَجًّا يسيل غَرْباً.
هو مِفْعَل من الثّجِ : وهو السيل والصبّ الغزير. شبّه فصاحته وغزارةَ منطقه
بماءٍ يثج ثجًّا ، ومثله قولهم : مِثَجٌ
للفرس الكثير
الجَرْي ، وهذا لبناء الآلات ، فاستُعْمل فيمن يكثر منه الفعل كأنه آلة لذلك. ومنه
: رجل مِحْرب ، ومِدْره ، ومِصْقع ؛ وفرس مِكَرّ مِفَرّ.
الغَرْب : ما سال
بحدَّة واتِّصَالٍ بغيرِ انقِطاع. قال لَبِيد :
غَرْبُ
المَصَبَّةِ محمودٌ مَصَارِعُه
|
|
لَاهِي
النَّهَارِ بسَيْرِ اللّيْلِ مُحْتَقِر
|
ومنه : قيل
للدَّمع الكائن بهذه الصفة ، ولعِرْقِ العَيْن الذي لا يَرْقَأ : غَرْب.
حلب به ثَجًّا ،
ولم تعبه ثُجْلَة في (بر) بِثَجِيجه في (قح). لا تَثْجُرُوا في (بس).
الثاء مع الدال
[ثدية] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ قال في ذي الثُّدَيَّةِ المقتول بالنَّهْروان : إنه مُثْدُون اليد ـ وروي
مُثَدَّنُ ، ومَوْدُون ، ومُودَن ، ومُوتَن ، ومُخْدِّ.
الثُّدَيَّة : تصغير
الثَّنْدُوَة ، بتقدير حذْف
الزائد الذي هو النون ، لأنها من تركيب الثَّدْي
، وانقلاب الياء
فيها واواً لِضَمَّةِ ما قَبْلَها ، ووزنها فَنعلة ، ولم يضرّ لِظُهور الاشتقاق
ارتكابُ الوَزْن الشاذّ ، كما لم يضرّ في إنْقَحْل ـ وروي : ذو اليُدَيّة.
المَثْدُون
والمُثَدّن : المُخْدَج ، من قولهم : امرأة
ثَدِنة ؛ أي منقوصة
الخلْق.
المَوْدُون
والمُودَن : من وَدَن
الشيء وأَوْدَنه ، إذا نقَّصه وصغَّره. ومنه : وَدَنه بالعصا : إذا ضربه ، وودن
الأديمَ : ليّنة
بالبلّ ، والمَعاني مُتقاربة.
والمُوتَن : من أَيتنَتِ
المرأَةُ ، إذا
جاءت بوَلَدِها يَتْنا . وقلبت الياء واواً لضمّ ما قبلها.
وروى ابن الأنباري
: الوتن بمعنى اليَتن. وأوْتنت
: أيْتنت.
الثاء مع الراء
[ثرو] : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ ما بعث الله
نبيًّا بعد لوط إِلَّا في ثرْوَةٍ من قَوْمِه.
__________________
أي في كثْرَةٍ :
يقال : ثَرا المال يَثْرُو ، وثَرا القوم يَثْرُون. قال ابن مُقْبل :
وَثَرْوَةٍ مِنْ
رِجَالٍ لَوْ رَأَيْتَهُم
|
|
لَقُلْتَ إحْدَى
حِرَاجِ الجَرِّ مِنْ أُقُرِ
|
وذلك لقول الله
تعالى حكاية عن لوط : (لَوْ أَنَّ لِي
بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ) [هود : ٨٠].
[ثرب] : إذا زَنَتْ خادِمُ أَحَدِكم فَلْيَجْلِدْها الحدَّ ، ولا يُثَرِّبْ ـ وروي : ولا يُعَيّرها ـ وروي : ولا يعنِّفها.
ومعنى الثلاثة
واحد.
الخادم
: الجارية بغير
تاءِ تأنيثٍ ؛ لإِجرائها مَجْرَى الأَسْمَاء غير المأخوذة من الأفعال ، ومثلها :
لَحْيةٌ وامرأةٌ عاتِق .
[ثرى] : دعا في بعض أسفاره بالأَزْواد ، فَلَم يُؤْتَ إِلا
بالسَّويق ، فأمر به فثُرِّي
فأكل ، ثم قام إلى
المغرب فتمضمض ثم صلى ولم يتوضّأ.
أي نُدّي من الثَّرى.
ومنه قول سهل بن
سعد رضي الله عنه : كنا نطحن الشّعير وننفخه ، فيطير ما طار وما بقي ثَرَّيْنَاه فأكلناه.
قام إلى المغرب :
أي قصدها ، وتوجّه إليها ، وعزم عليها ، وليس المراد المُثُول ، وهكذا قوله تعالى
: (إِذا قُمْتُمْ إِلَى
الصَّلاةِ) [المائدة : ٦].
[ثرب] : نهى عن الصلاة إِذَا صارتِ الشمسُ كالأَثَارِب.
هي جمع أَثْرُب جمع ثرْب
، وهو الشّحْمُ
الرقيق المبسوط على الكَرش والأمعاء ، شَبّه بها ضياءَ الشمس إذا رقّ عند العشيّ.
ابن عمر رضي الله
عنهما ـ كان يُقْعِي ويُثَرِّي
في الصلاة.
أي يُلْزِم يدَيه
الثَّرَى بين السّجْدتين لا يفارقُ بهما الأرض ، وذلك في التطوّع في وَقْتِ
كِبَره.
يثْرِب في (اك).
نَعَماً ثريّاً في (غث). الثّرثارون في (وط). ثَرَاه في (حت). غير مثرد في (فر).
الثاء مع الطاء
يَمْشي الثَّطي في
(ذا). الثِّطَاط في (نط). ثَطَا في عَباءةٍ في (شغ).
__________________
الثاء مع العين
[ثع] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ إنّ امْرَأةً أتَتْه ،
فقالت : يا رسولَ الله ؛ إنّ ابنِي هذا به جُنُون يُصيبه عند الغَداء والمساءِ ،
فمسح صَدْره ، ودعا له ؛ فثَعّ
ثعّةً ، فخرج من جَوْفه
جَرْوٌ أَسْوَد يَسْعى.
أي قاء قيئة ،
يقال : ثَعّ يثع ، وتَعّ يتع.
[ثعلب] : قال : اللهم اسْقِنا. فقام أبو لُبابةَ ، فقال : يا رسول
الله ؛ إن التّمر في المَرابد. فقال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم : اللهم
اسْقِنا حتى يقومَ أبو لُبَابة عُرْياناً فيسُدّ
ثعْلبَ مِرْبده بإزَاره ،
أو بردَائه. قال : فَمُطرنا حتى قام أبو لُبَابة فنزع إزاره ، فجعل يسدّ به ثعلب مِرْبَده.
المِرْبَد : الموضع الذي يُوضَع فيه التمر حين يُصْرَم ليجفَّف ، وهو من رَبده : إذا حبسه ، ومنه مِرْبَد الإِبل ، وقيل مِرْبَد البصرة ، لأنهم كانوا يحبسون فيه
الإِبل.
والثَّعْلب : مَخْرَج مائِه.
ولا ثَعُول في (شب).
الثّعَارير في (ضب). المُثْعَنْجر في (قر). فثعّها في (كر). ثَعْلب بن ثعلب
في (صح).
الثاء مع الغين
[ثغامة] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ أُتي بأبي قُحافة وكأنّ
رأسَه غَامَة ، فأمرهم أن يُغَيِّرُوه.
قال أبو زيد : هي
شجرةٌ بيضاء الورق ، ليس في الأرض ورقةٌ إلا خضراء غير الثَّغامة. وقال ابن الأعرابي : شجرة تَبْيَضُّ كأنها الثَّلج.
أبو قحافة : أبو
أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ، واسمه عثمان ، وكان هذا يوم فَتْح مكة ، أُتِي به
لِيُبَايعه على الإسلام ، فبَايَعه وسارَ إلى المدينة.
[ثغب] : ابن مسعود رضي الله عنه ـ ما شَبَّهْتُ ما غَبرَ من
الدُّنْيَا إلا
بثَغَبٍ ذَهَبَ صَفْوُه
وبَقِي كَدَرُه.
هو المستنقَع في
الجبل.
وقد روي : ثَغْب وثُغْبان
كظهْر وظُهْران.
__________________
[ثغر] : ابن عباس رضي الله عنهما ـ قال عمرو بن حُبْشيّ : كنت
عنده ، فجاءته امرأةٌ [مُحْرمة] ، فقالت : أَشَرْتُ إلى أرانب فرمَاها الكَرِيُّ.
فقال ابنُ عباس : (يَحْكُمُ بِهِ ذَوا
عَدْلٍ مِنْكُمْ). ثم قال له : أَفْتِنَا في دَابةٍ ترعى الشَّجر وتَشْرَب
الماء في كَرِش لم تثَّغِر. فقلت : تلك عندنا الفَطِيمة والتِّلْوَة والجَذَعَة.
لم تَثَّغِرْ : لم تسقط أَسنانها ، يقال : ثُغِر الصبيُّ فهو
مَثْغور ، واتَّغر واثّغر مثله.
ومنه حديث
النَّخَعيّ : كانوا يحبون أن يعلِّموا الصبيَّ الصلاة إذا اثَّغَر ـ وروي : ثُغِر.
ويحكى أن عبد
الصمد بن عليّ بن عبد الله بن عباس لم يثَّغر قطّ ، وأنه دخل قَبْره بأسنان الصّبا ، وما نفض له سنٌّ
حتى فارق الدنيا مع ما بلغَ من العمر.
ويقال للنبات بعد
السقوط : اتغارّ واثغارّ أيضاً ، وهما لُغتان في الافتعال من الثَّغر ، والأصل اثتغار ، فإما أن تقلب الثاء تاء وهو المشهورُ في
الاستعمال والقويّ في القياس ، وإما أن تُقْلَب التاء ثاء. ومثل ذلك اتّار واثّار
، واتّرد واثَّرَد.
الفطيمة : المفطومة.
والتِّلْوَةُ : التي تَبِعَتْ أُمَّها ، والذَّكر : تِلْو.
والجَذَعة : التي دخلت في السنة الثانية.
والمعنى أنه لما
قال لها يحكم به ذَوَا عدل منكم ، نصب نفسه وابن حُبْشيّ حَكَمين ، فسأله عن
فِدْية بالصِّفة التي وصفها معتبراً لِلمماثلة من جهة الخلقة ، لا من جهة القِيمة
، فذكر له هذه الثلاثة ، فأَوْجب عليها أحدها.
معاوية رضي الله
تعالى عنه ـ في فتح قَيْسَارِيَّة وقد
ثَغَرُوا منها ثَغرَةً
، فأخذ معاوية اللِّواء ومضى حتى ركزوا اللِّواء على الثّغْرَة ، وقال : أنا عَنْبَسة.
أي ثَلَموا منها
ثلمة.
عَنْبسة : الأسد ، من العبوس والنون زائدة ، ومثله عَنْسل من العَسَلان.
سواء الثَّغرة في (نس).
الثاء مع الفاء
[ثفر] : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ أَمَر
المُسْتَحاضَة أَن تَسْتَثْفِر وتُلْجِم إذا غَلَبها سَيَلَانُ الدَّم.
__________________
الاستِثْفَار : أن تفعلَ بالخِرْقة فِعْل المستَثْفِر بإزَارِه ، وهو أن يَرُدّ طَرَفه من بين رِجْليه ،
ويَغْرزه في حُجْزَته من وَرَائه ، ومَأْخَذه من الثَّفْر.
ومنه حديث الزبير
رضي الله عنه : إنه وصف الجنَّ الذين رآهم ليلة اسْتَتْبَعه النبيّ صلى الله تعالى
عليه وآله وسلم ، قال : فإذا نحنُ برجالٍ طوالٍ كأنهم الرماحُ مُسْتَثْفِرينَ ثيَابَهم.
التلجّم
: أن يتوثق في
شدِّ الخِرْقة ، وهي تسمى لَجمة ، وكل ما شَدَدْتَ به شيئاً وأَوْثَقْتَه فهو
لِجَام ولَجمة.
ويجوز أن يُرَاد بالاستثفار : الاحْتِشَاء بالكرسف من الثَّفْر ، وهو الفرج ، كأنه طلب ما تسدّ به الثَّفْر ، وبالتلجّم شدّ اللَّجَمة.
[ثفاء] : ماذَا في الأَمَرَّيْنِ من الشِّفَاءِ : الصَّبِر والثُّفَاء
.
هو الحَرْف ، سمي
بذلك لما يَتْبَع مَذَاقَه من لذع اللسان لِحِدّتِه ، من قولهم : ثفاه يَثْفوه ويَثْفِيه : إذا اتَّبعَه ، وتسميته حَرْفاً لحرَافته. ومنه
: بَصَلٌ حِرِّيف ؛ وهمزة
الثُّفاء منقلبةٌ عن واو
أَو ياء على مُقْتَضى اللَّغتين.
[ثفل] : قال في غزوة الحديبية : من كان معه ثُفْل فليصطنع.
الثُّفْل
: ما رسب تحتَ
الشيء من خُثُورَة وكُدْرة ، كثُفْل الزيت والعصير والمَرَق. ثم قيل لكل ما لا
يُشرب كالخُبز ونحوه : ثُفْل.
ومنه : وجدتُ
بَنِي فلان مُثَافِلين
: إذا فقدوا
اللبَن ، فأكلوا
الثُّفْل. ورَجُل ثَفِل ومَحِض.
الاصطناعُ
: اتخاذ الصنيع.
[ثفنة] : أبو الدَّرْدَاء رضي الله عنه ـ رأى رجلاً بين عينيه
مثلُ ثَفِنَة البعير ؛ فقال : لو لم يكن هذا كان خَيْرٌ.
شبّه السّجَّادة
بين عينيه بإحدى ثَفِنات
البعير : وهي ما
يَلِي الأرض من أعضائه عند البُرُوك فيغلظ ، وكأنه إنما جعل فَقْدَها خيراً له مع
أن الصُّلَحاء وصِفُوا بمثل ذلك ، وسمِّي كلُّ واحد من الإمام زين العابدين عليه
السلام ، وعليّ بن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهم : ذَا الثَّفِنات. ؛ لأنه رأى صاحبَه
يُرَائي بها.
__________________
[ثفّروق] : مجاهد رحمه الله ـ قال في قوله تعالى : (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ) [الأنعام : ١٤١].
وذكر البُرَّ ثم
التمر ـ إذا حضَروه عند الجَداد ألقى لهم الثَّفَاريق
والتَّمر.
الثّفروق
: قِمَع البُسْرة
والتّمرة.
وعن أبي زيد : هو
شيء كأنه خيط مركّب في بطن القمعة ، وطرفه في النواة ، والمراد هاهنا شَمَاريخُ
يتعلق بأقماعها تَمرات متفرّقة ، لا أقماع خالية من التمر.
الضمير في حضروه
للمساكين.
[ثفن] : في الحديث : حُمل فلان على الكتيبة فجعل يَثْفِنُها.
أي يَضْرِبها
ويَطْرُدها ، وأصله من قولهم : ثَفَنَتْه
الناقة : ضربته بثَفِنَاتها
.
بِثِفَالها في (دس).
بالثّفال في (دج).
الثاء مع القاف
[ثقل] : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ خلّفت فيكم الثَّقَلَيْن كتاب الله وعِتْرَتي.
الثَّقَل
: المتاع المحمول
على الدابة ، وإنما قيل للجنّ والإنس : الثَّقلان
، لأنهما قُطَّانُ
الأَرْضِ ، فكأنهما أثقلاها. وقد شبّه بهما الكتاب والعِتْرة في أن الدين يستصلح
بهما ويعمر كما عَمرت الدُّنيا
بالثّقلين.
والعِترة : العشيرة ، سميت بالعِترة وهي المَرْزَنْجُوشَة ؛ لأنها لا تُنْبِت إلا شعباً متفرقة. قال :
فما كُنْتُ
أَخْشَى أن أُقِيم خِلافَهم
|
|
بستّةِ أَبْيَات
كما نَبَتَ العِتْرُ
|
[ثقب]
: أبو بكر رضي الله عنه ـ قالت الأنصار لقريش : منا
أَمِيرٌ ومنكم أَمير. فجاء أبو بكر فقال : إنّا معشرَ هذا الحيِّ من قريش أكرمُ
الناس أحساباً ، وأَثْقَبه
أَنْساباً ، ثم
نحنُ بعدُ عِتْرةُ رسول الله التي خرجَ منها ، وبَيْضته التي تَفَقّأَتْ عنه ،
وإنما جِيبَتِ العربُ عنَّا كما جِيبَت الرَّحَى عن قُطْبِها.
__________________
أثقبه
: أنوره ، من ثقبت النار ، ونجْم ثَاقِب
، والأصل فيه
نفوذُ الضوء وسُطُوعه. والضمير يرجع إلى الناس ، وهو اسم موحّد مذكر كالبَشَره
والأَنام والوَرَى.
تَفَقَّأَت
: تفلّقت ، ومنه فَقْء العين. معنى جَوْب الرحا عن القُطب : أن يقطع عنه ويُزَال
ما يمنع نفوذه منها بأن يُثْقب
الموضعُ الذي
يكونُ فيه. ولما كان موضعه وسط الرحى شُبِّه بذلك مكانُ قريش من العرب ، يعني
وسطها وسرَّتها .
معشر : منصوب بفعل
مضمر مثل : اذكروا عني ، ويسمَّى النصب على المَدْح والاخْتِصاص.
ثَقِف في (لق). لمِثْقباً في (نق).
الثاء مع الكاف
[ثكن] : في الحديث ـ يُحْشَرُ الناس على ثُكَنِهم.
الثُّكْنَةُ : الرَّاية ، أي مع رايَاتهم وعلَاماتهم ، فتُعْلَمُ كلُّ
أُمةٍ وفِرقة بعلامةٍ تمتازُ بها عن غيرها.
والثُّكْنةُ : الجماعة أيضاً : أي يُحْشَرُ كلُّ أحدٍ مع الجماعة التي
هو منها. والثُّكْنَةُ أيضاً : القبر ، أي يُحْشَرُون على أحوال ثُكَنهم ، فحذف المضاف.
والمعنى : على
الأحوال التي كانوا عليها في قبورهم من سعادةٍ أو شقاء.
على ثُكْنَتِهم في
(ضر). ثَكَما الأمر ثَكْماً في (زو). بأُثكُول في (حب). ثَكَن في (رج).
الثاء مع اللام
[ثلغ] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ قال ذاتَ غَداةٍ : إنه
أتاني الليلةَ آتِيان ، فابْتَعَثَاني فانْطَلَقْتُ معهما ، فأتيْنا على رجلٍ
مُضْطَجع ، وإذا رجلٌ قائمٌ عليه بصَخْرة ، وإذا هو يَهْوِي بالصخرة ، فَتَثْلَغُ رَأْسَه ، فَتَدَهْدَى الصخرة. ثم انطلقنا فأتينا على رجل
مُسْتَلْق وإذا رجلٌ قائمٌ عليه بكَلُّوبٍ ، وإذا هو يأتي أحد شِقي وجهه ،
فيُشَرْشِرُ شِدقه إلى قَفَاه. ثم انطلقنا فأتينَا على مثل بناءِ التَّنُّور فيه
رجال ونساء ، يأتيهم لَهب من أسفل ، فإذا أتاهم ذلك ضَوْضَوا ؛ فانتهينا إلى
دَوْحة عظيمة ، فقالا لي : ارْقَ فيها ، فارتقينا ، فإذا نحن بمدينة مَبنية بلَبِن
ذَهبٍ وفضة ، فسَما بصري صُعُداً فإذا قصرٌ مثل الرَّبَابةِ البَيْضَاء.
الثَّلْغ
والفَلْغ : الشَّدْح.
الكُلَّاب
والكَلُّوب : خَشَبة في رأسها عُقَّافة منها أو من حديد. ومنه قيل كَلَاليب البَازِي لمخالبه.
__________________
يُشَرْشِرُ : يشقِّقُ ويُقَطِّع.
الضَّوْضَاةُ : الضَّجِيج والصِّياح ، وهو من مضاعف الرُّباعي كالقلقلة
، وقولهم : ضَوْضَيْتُ كأغزيت في قلب الواو ياء لوقوعها رابعة.
والتَّدَهْدِي ،
أصله التَّدَهْدُه ، فقلبت الهاء ياء ؛ لاستثقال التضعيف ، كما قيل : تَقَضِّي البازي ، وهو التَّدَحْرج.
والدَّوْحَة : كلُّ شجرة عظيمة. ويقولون : انْدَاحت هذه الشجرة ، إذا عَظُمَتْ ومِظلّة دَوْحة : أي عظيمة واسعة.
الرّبابة : السحابة المعلّقة دون السحاب. قال :
كأن الرَّباب
دُوَيْنَ السَّحَاب
|
|
نعامٌ تَعَلَّقَ
بالأرْجُل
|
[ثلة]
: لا حِمى إلَّا في ثلاث : ثَلَّة البِئْرِ ، وطِوَل الْفَرَس ، وحَلْقَة القوم.
أي إذا احتفرَ
الرجلُ بئراً في موضع لم يملكه أحدٌ قبله ، فله أن يحمي مِنْ حواليها ما يطرح فيه ثَلَّتها ، وهي تُرَابها الذي أخرجَه منها ، وإذا ربط فرسَه في
العسكر فله أن يَحْمى مُسْتَدَار فرسه ، وللقوم أن يحموا حَلْقة مجلسهم من أن
يجلسَ وسطَها أحد.
وفي حديث حذيفة
رضي الله عنه : الجالسُ في وسط الْحَلْقَةِ مَلْعُون.
[ثل] : عمر رضي الله عنه ـ رُئي في المنام فَسُئِلَ عن حَاله
فقال : ثُلّ عَرْشي ، أَوْ كاد عرشي يُثَلّ
لولا أني صادفتُ
ربًّا رحيماً.
ثَلّه
: هدَمه ، ويكون
أيضاً بمعنى أصلحه ـ عن قُطْرُب. وأَثله
: أمر بإصلاحه ،
وقد حكى : أَثَلَّهُ : هدمَه.
والعرش : سرير الملك.
وهذه كناية عن
إدبار الأمر وذهاب العِزِّ ؛ لأن الإدالة من الملك يردفها ثلُ عَرْشه.
تُثْلَغ الخبزة في
(فل). الثَّلْب في (نص). ثلثا واثنتين في (بر). وثَلَّثهِمْ في (ثو) وثِلَاثُها في
(ثن). ثَلَثْت في (سب).
ثُلّة في (ثو).
الثاء مع الميم
[ثمر] : ابن مسعود رضي الله عنه ـ أتاه رجلٌ بابن أَخيه ، وهو
سكران ، فأمر بسَوْطٍ
__________________
فدُقَّتْ ثَمَرَتُه ، ثم قال للجلَّاد : اضْرِب وارْجع يديك. ثم قال : بئس
لعمرُ الله وليُّ اليتيم هذا! ما أدَّبت فأحسنت الأدب ولا سترتَ الخَرَبة. قال :
يا أبا عبد الرحمن ؛ إنه لَابْنُ أخي ، وإني لأَجِدُ له من اللّاعَةِ ما أجده
لوَلَدِي ، ولكن لم آله.
ثمَرَة السَّوط : العقدة في طرفه ، وإنما أمر بدقِّها لتَلِين ؛
تخفيفاً عنه ، وكذلك أمره برَجْع اليدين وهو ألَّا يَرْفَعهما عند الضرب ولا
يمدّهما ، ويقتصر على أن يرجعهما رَجْعاً.
اللام في اليتيم
لتعريف الجنس لا لِلْعَهْد ، لإسناد بئس إلى المضاف إليه ، لأنه لا يسند إلا إلى
ما فيه اللام للجنس أو إلى ما أُضيف. والذي جوَّز الفصل بين بئس وفاعله بالقسم أنه
تأكيد لمضمون الجملة ، فليس بأجنبي عنهما.
ما أدّبتَ :
التفات إلى الرجل بالتقريع.
الخَرَبة : من
قولهم : ما رأينا من فلان خَرَبة ؛ أي عيباً وفساداً. ومنه : الْخَارِب لعيشه في المال
بالسَّرِقة ؛ وخراب
الأرض : فسادُها
لفَقْد العمارة.
اللَّاعة : فَعْلَة من لَاع
يَلَاع : إذا وَجد في
قلبه لَوْعة من شَوْقٍ أو حُزْن.
قال الأعشى :
مُلْمعٍ لَاعَةِ
الفُؤَادِ إلى جَحْ
|
|
شٍ فَلَاهُ عنها
فَبِئْسَ الْفَالِي
|
ومثلها : امرأةٌ
خافة ، وعين دَاءَة ؛ من خاف يخاف ، ودَاء يَدَاء ، والمراد من وجد اللّاعَة ، وهي النفس ، فحذف المضاف.
لم آله : أي مع فرط حرقتي ومحبّتي له لم أَدَّخِرْ عنه عركاً
وتَأْدِيباً.
[ثمن] : ابن عباس رضي الله عنهما ـ الرَّشوة في الحكم سُحْت ، وثمن الدم ، وأُجرة الكاهن ، وأَجْر القَائِف ، وهديّة الشفاعة ،
وجَعالة الغَرَق.
ثمن
الدم : كسب
الحجَّام.
القِيافة : أن يعرف بفطنةٍ وصدقِ فَراسَةٍ أنَّ هذا ابنُ فلان أو
أخوه ، وكانت في بَنِي مُدْلج.
الجَعِيلة والجَعالة
: الجُعْل ، وهو ما يُجْعل لمن يَغُوص على متاعٍ أو إنسان غَرِق في
الماء.
[ثمر] : معاوية رضي الله عنه ـ دخل عليه عمرو بن مسعود ، وقد
أسنَّ وطال عمره ، فقال له : كيف أنت؟ وكيف حالك؟ فقال : ما تسألُ يا أمير
المؤمنين عمن ذَبُلتْ بَشرته ، وقُطِعَتْ ثمَرتُه
، وكَثُر منه ما
يحبّ أن يقلّ ، وصَعُب منه ما يحبّ أن يذل ، وسُحِلت مَرِيرته
__________________
بالنقض ، وأَجِم
النساءَ وكُنَّ الشفاء ، وقلَّ انحِياشه ، وكَثُر ارْتِعاشه ، فنَوْمُه سُبَات ،
وليله هُبَات ، وسمعه خُفَات ، وفهمه تَارَاتٌ.
ثمرته
: نسْله ، شبَّهه بثمرة الشَّجَرة ، كما يُقَال : هذا فرعُ فلان وشُعْبته ، ويجوز
أن يُكنى بها عن العُضْو ، ويريد انقطاعَ قدرته على الملامسة ، وانقطاع شهوته ؛
لقوله : وأَجِم النساء ، وقد أنشد بعضهم :
إلى عُلَيْجين
لم تُقْطَع ثِمارُها
|
|
قد طال ما
سَجَدا للشمْسِ والنار
|
يريد لم يُخْتنا.
أراد بما يُحبّ أن يقل : السَّهْو والنسيان ، والذَّنين ، والبول ، وغير ذلك. وبما يُحِبُّ أن يَذِل : المفاصل
الجاسية التي لا تُطاوعه في القَبْض والبَسْط.
سُحِلت مَرِيرته ،
أي جعل حبله المُبْرَم سَحِيلاً ، وهو الرِّخو المفتول على طاق واحد ، وقد سَحَله
يَسْحَله. والمَرِيرة والمَرِير : المَرُّ المفتول على طَاقَيْن فصَاعِداً ، وهذا تمثيل لضَعْفِه
واسترخاء قُوَّته. أَجِم : عاف وملَّ.
الانْحياش
: النفور من الشيء
فزعاً. قال ذو الرمة :
وبَيْضاءَ لا
تَنْحَاشُ منَّا وأُمُّها
|
|
إذا ما رَأَتْنا
زِيلَ مِنهَا زَوِيلُها
|
ولم يرد أنه لا
يَفْزع فَيَنْحاش ؛ لأنَّ الشيخ موصوف بالفَزَع والخشية. ومنه المثل : لقد كنتُ
وما أُخُشَّى بالذِّئْبِ. ولكنه أراد أنه إذا فزّع لم يقدر على النفّار والفرار.
السُّبَات
: النوم الثقيل ،
ومنه قيل للميت : مَسْبوت
، والأصلُ فيه
انقطاع الحركة.
الهُبَات
: الضعفُ
والاسْتِرخَاء ، من قولهم : لفلان هَبْنَة أي ضَعْف ، وهبَت المرض ، ورَجلٌ مهبوت الفُؤَاد : نَخِب .
الخُفَات
: ضعفُ الاستماع ،
من خُفُوت الصوت ، وإنما أَخْرجه على «فُعَال» ، لأَنّه وزن أسماء الأدواء. تَارَات : يكرَّرُ عليه الحَدِيث مراتٍ حتى يتفهَّمَه.
[ثمه] : عروة رضي الله عنه ـ ذكر أُحَيْحة بن الجُلَاح وقَوْل
أخوَاله فيه : كنا أَهْلَ ثُمِّه
ورُمِّه ، حتى
استوى على عُمُمِّه. وقيل : الصَّواب الفتح في ثَمِّه
ورَمِّه.
الثَّم
: الجمع. والرَّم : المَرَمَّة ، وأما
الثُّم والرُّم فلا يخلو
من أَن يكونا مصدرين كالحُكْم والشّكر والكُفر ، أو بمعنى المفعول كالذُّخْر
والعُرْف والخُبْر. والمعنى : كنَّا أَهل تَرْبِيَتِه والمتولِّين لجمع أمره
وإصلاح شَأْنه ، أو ما كان يرتفع من أمره مجموعاً مصلحاً فإنا كنّا المحصّلين له
على تلك الصفة.
__________________
العَمم
: صفة كشلَل
وسَحَج ، بمعنى العميم ، وهو التامُّ الطويل ؛ ويجوز أن يكونَ جمع عميم كسرير
وسَرر ؛ وقولهم : نَخْل عُمّ تخفيف عُمُمّ ، والمعنى : استوى على عَظمه أو قدّه
التام أو على عِظَامه أو أَعْضَائِه التامَّة ، وأما التَّشْديد [فيه عند من شدّد]
فإنها التي تزاد في الوَقْف في قولهم : هَذَا عمرّ وفرجّ ، وإنما زادها مُجْرياً
للوصل مَجْرَى الوَقْفِ كما قال :
*ببَازِلٍ وَجْناءَ أَوْ عَيْهَلّ *
ليتشاكل السجعتان.
وروي بالتخفيف ، وروي على عَمَمه ، وهو مَصْدَر العميم وقولهم : مَنْكِب عَمَم ،
وُصِف بالمصدر.
وَرُوِي أن هاشماً
تزوَّج سلمى بنت زيد النَّجَّارِيّة بعد أُحيحة فولدتْ له شَيْبة ، وتُوفي هاشم
وشبَّ شيبة ، فانتزعه المطلب من أُمّه ، فقالت :
كنا ذوي ثمِّه ورُمِّه
|
|
حتى إذا قَامَ عَلَى
أَتمّه
|
انتزعوه يافعاً
من أُمِّه
|
|
وغلب الأخوال
حَقّ عمه.
|
علاه الثُّمال في (بد).
على ثَمَد في (خب). ثِمَال حاضرتهم في (رج). سنة ثَمغَ في (صر). قليل الثَّمِيلة
في (صد). ثُمَاماً في (خض). فَثَمَلْتِه في (ور). وأفجر له الثَّمَد في (صب).
الثاء مع النون
[ثنى] : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ لا ثِنَى في الصَّدَقة.
الثِّنَى
: مصدر كالقِلَى
والشِّرَى ، من ثنيتُ
الشيء : إذا أخذته
مرة ثانية ، وثنيت
الأرض : إذا
كريتها مرتين ، والمعنى في أخذ الصدقة ، فحُذِف المضاف.
والصدقة : المال المتصدَّق به ، ويجوز أن يكون بمعنى التصديق ، من
صدق المال : إذا أَخَذَ صدقته ، كالزَّكاة والذكاة بمعنى التزكية والتذكية ، فلا يقدّر حذف مُضَاف.
أراد لا تُؤْخذ في
السنة مرتين.
ثِنى بُنِيَ مع لا
لنَفْي الجنس ، وعَلَمُ بنائه سقوط التنوين.
سُئِلَ عن الإمارة
فقال : أوَّلها مَلامة ، وثِنَاؤها نَدَامة ، وثِلَاثها عذاب يوم القيامة إِلَّا مَنْ عَدل.
__________________
أي ثانيها وثالثها بالكسر ، وأما
ثُناء وثُلَاث فصفتان
مَعْدُولتان عن اثنين
اثنين وثلاثة ثلاثة.
قرأ عليه أُبيٌّ
رضي الله عنه فاتحةَ الكتاب فقال : والذي نفسي بِيَده ما أُنْزِل في التوراة ولا
في الإنجيل ، ولا في الزَّبُور ، ولا في القرآن مثلُها ؛ إنها السَّبعُ من المَثَاني والقرآنُ العظيم الذي أعطيت.
المثاني
: هي السَّبع. ومن
: للتبيين ، مثلها في قوله تعالى : (فَاجْتَنِبُوا
الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ) [الحج : ٣٠]. كأنه
قيل : إنها للآيات السبع التي هي المَثاني
، وإنما سُمِّيَتْ
مَثَاني ؛ لأنها
تثنى : أي تكرر في
قَوْمات الصَّلاة ، الواحد
مَثْنى ، ويجوز أن يكون مَثْنَاة.
وقوله : والقرآن
العظيم : إطْلَاق لاسْم القرآنِ على بَعْضِه. ومثله قوله تعالى : (بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا
الْقُرْآنَ) [يوسف : ٣] فيمن
جعل المراد بالقَصص سورة يوسف.
وقوله : ولا في
القرآن مِثْلها تفضيلٌ لآيات الفاتحة على سائر آي القرآن.
[ثنن] : حمزة رضي الله عنه ـ قالَ وَحْشي : سَدَّدْتُ حَرْبتي
يوم أُحُدٍ لثُنَّتِهِ فما أَخْطأْتُها.
الثُّنَّة : ما دون السُّرَّةِ إلى العَانَةِ.
وحَشْي غلام
طُعَيْمة بن عديّ ، زَرَقَة يوم أُحد فقتله ، وكان حَمْزة رضي الله تعالى عنه قد
قتل طعيمة يوم بَدْر.
[ثنا] : ابن عمر رضي الله تعالى عنهما ـ من أَشْرَاط الساعة أنْ
توضع الأخْيار ، وتُرْفع الأشرار ، وأن تُقْرَأَ
المثْنَاةُ على رءُوس الناس
لا تُغَيَّر. قيل : وما
المَثْنَاةُ؟ قال : ما
اسْتُكْتِبَ من غير كتابِ الله.
قيل : هو كتاب
وضعه أحبارُ بني إسرائيل بعد موسى على نبيِّنا وعليه الصلاة والسلام على ما أرادُوا
من غير كتاب الله الذي أنزل عليهم ، أحلُّوا فيه ما شاءُوا ، وحرَّمُوا ما شاءُوا
على خِلاف الكتاب ، وقد وقعت إلى ابن عُمَر كُتُب يَوْمَ اليَرْموك ، فقال ذلك
لمعرفته بما فيها.
[ثنط] : كعب رضي الله عنه ـ إن الله عزَّ وجلَّ لما مدَّ الأَرْض
مَادَتْ فثَنَطها بالجبال ، فصارت كالأَوْتاد لها ، ونَثَطَها بالآكام ،
فصارت كالمُثْقِلَاتِ لها.
قال ابنُ
الأعرابيّ : الثَّنْط بتقديم الثاء على النون : الشَّقّ. والنَّثط : الإثقال ، وهما
__________________
حرفان غَريبان ما
جاءا إلا في حديث كَعْب. وقيل : نثطها : أثبتها ، والنَّثْط والمثْط : غَمْزُك الشيء بيدك على الأرْضِ.
وفي بعض الحديث :
كانت الأرض هِفًّا على الماءِ فَنَثَطَها اللهُ بالجبال.
الهِفّ
: القَلِق الذي لا
يستقرّ ، من قولهم : رجل هِفٌ
؛ أي خفيف ، قال :
هِفٌّ خَفِيف
قليل المال ليس له
|
|
إلا مُذَلَّقة
أو وَفْضَة سَبَد
|
ومنه سحابة هِفّ : لا ماء فيها. وشُهْدة هفٌّ لا عَسَل فيها.
[ثنية] : سعيد رضي الله عنه ـ الشهداءُ ثَنِيَّة.
أي الذين استَثْناهم الله عن الصَّعْقة [الأولى] بقوله : (فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ
فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ) [الزمر : ٦٨].
يُقال : حلف يميناً ليست فيها
ثَنِيَّة.
وعن الأصمعي :
سألت ابنَ عمرَانَ القاضي عن رجل وقف وقْفاً واستثنى
منه ، فقال : لا
يجوز الوقف إذا كانت فيه ثنيَّة.
يُثنِيه عليه
إثناء في (طر). أَثْناءَه في (سح). وطلّاع الثَّنايا في (ين). ثَنِيّته في (عص).
الثاء مع الواو
[ثور] : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ توضئوا مما
غَيَّرتِ النارُ ولو من ثَوْرِ أَقِطٍ.
هو القِطْعَة منه
؛ لأنَّ الشيء إذا قُطِع عن الشيء
ثار عنه وزال.
والأَقِط : مخيض يُطْبخ ثم يُتْرك حتى يَمْصل . والمراد
بالتَّوضُّؤ غَسْل اليدين.
كتب صلى الله
تعالى عليه وسلم لأَهْل جُرَشَ بالحِمَى الذي أَحْماه لهم : لِلْفَرَسِ والراحلةِ والمُثِيرَة ، فمن رعاهُ من الناس فمالُهُ سُحْت.
المُثِيرة : البقرة التي تُثِير الأرضَ.
سُحْت
: هَدَر ، أي إنْ
عَقَره عاقِر أهَدْرتُه ، والذي يلاقي بينه وبين السُّحْتِ المعروفِ أن الدَّم
المُهْدَر مسحوت التَّبِعة ، كما أنَّ الكَسْبَ الحرام مَسْحُوت البَرَكة.
__________________
[ثوى] : كتب صلى الله تعالى عليه وسلم لأهل نَجْرَان حين
صَالَحهم : إنَّ عليهم أَلْفَى حُلَّةٍ في كل صَفَر ، وفي كلّ رَجَب ألف حُلّة ،
وما قضوا من ركابٍ وخيل أَو دُروع أُخِذ منهم بحساب ، وعلى نَجْرَان مَثْوَى رُسُلي عشرين ليلةً فما دونها ، ولنَجْرَان وحاشيتها
ذِمَّةُ الله وذِمَّة رسوله على دِيارهم وأَمْوالهم ، وثَلَّتِهم ومِلَّتهم ،
وبِيَعهم ورَهْبَانيَّتِهم وأساقفتهم ، وشاهدهم وغائبهم ، وعلى ألا يُغْزُوا
أُسْقُفاً من سِقِّيفَاه ، ولا وَاقفاً من وِقِّيفَاهُ ، ولا راهباً من
رَهْبَانِيَّتِه ، وعلى ألا يُحْشَرُوا ولا يُعْشَرُوا.
مَثْوَى
رُسلي : أي
ثَواؤهم ضيوفاً لهم. والثِّوِيُ
: الضيف ، قال أوس
:
لَعُمْرُك ما
مَلَّتْ ثواءَ ثَوِيّها
|
|
حليمة إذ
أَلْقَى مَرَاسِيَ مُقْعَد
|
ويقال : تثوَّيْتُ فلاناً : إذا تضيَّفْتُه.
ومنه حديث أبي
هريرة رضي الله عنه أنه قال : شيخ من طُفَاوة
تَثَوَّيْتُه ، فلم أر رَجلاً
أشدَّ تَشْمِيراً ، ولا أَقْوَم على ضَيْفٍ منه.
يقال لقطيع
الضَّأْن : ثَلَّة ، ولقطيع المِعْزى : حَيْلة ، فإذا اجتمعا قِيلَ لهما جميعاً ثَلَّة.
وعلى ألّا
يُغْزُوا معطوف على قوله : أنّ عليهم ؛ لأن المعنى صالحهم على أن عليهم ، فحذف على
؛ وحُروفُ الجر يكثر حَذْفها مع أَنْ وأنّ.
الرهبانية والأساقِفَة : جمع رُهْبان
وأُسْقُفّ ، وقد مضى لنا في هذه التاء كلام ، وسمي الأُسْقُفّ لخُشوعه
من الأَسْقف ، وهو الطويل المُنْحنِي.
الواقف
: خادِم البيعَة ،
لأنه وقفَ نفسَه على ذلك.
والسِّقِّيفَى
والوقِّيفَى : مصدران كالخلِّيفى والخِطِّيبَى.
لا يُحشروا : لا
يكلّفوا الخروجَ في البُعُوثِ.
ولا يُعْشَروا : لا يُؤْخَذُ عُشْرُ أَموالهم.
[ثوب] : إذا
ثُوِّبَ بالصَّلَاة
فأْتُوها وعليكم السكينةُ ، فما أدركتُم فصلُّوا ، وما فاتكم فأَتمّوا.
الأَصل في التثويب : أن الرجلَ كان إذا جاء مُستَصْرُخاً لوَّح بثوبه ، فيكون ذلك دُعاءً
__________________
وإنذاراً ، ثم
كثُر حتى سمِّي الدعاءُ
تَثْويباً ، قال طُفَيل :
وقد منَّت
الخَذوَاءُ منًّا عليكمُ
|
|
وشَيْطَانُ إذْ
يَدْعُوهُم ويُثَوِّبُ
|
وقيل : هو
تَرْدِيد الدعاءِ ، تفعيل من ثاب
: إذا رجع ، ومنه
قيل لقول المؤذّن : الصلاة خيرٌ من النومِ : التَّثْوِيب.
[ثواء] : عمر رضي الله عنه ـ كُتِب إليه في رجلٍ قيل له : مَتَى
عَهْدُك بالنّساء؟ فقال : البارِحة. فقيل : مَنْ؟ قال : أُمّ مَثْوَاي. فقيل له : قد هلكتَ! قال : ما علمتُ أن الله حَرَّم
الزِّنَا. فكتب عُمر أن يُسْتَحْلَف ما عَلِم أَن الله حَرَّم الزِّنا ، ثم
يُخلَّى سبيله.
المَثْوى
: موضع الثَّوَاء ؛ وهو النزول ، ويقال لصاحب المَثْوَى : أبو
مَثْوًى ، ولصاحِبَتِه : أمّ
مَثْوًى.
[ثوب] : لا أُوتَى بأَحَدٍ انْتَقَص مِن سُبُل المسلمين إلى مَثَاباته شيئاً إلا فعلتُ به كذا.
أي إلى منازله ؛
لأَنه يُثَابُ إليها ؛ أَيْ يُرْجَع.
عمرو رضي الله عنه
ـ قيل له في مَرَضِه الذي مات فيه : كيف تجدُك؟ قال : أجدني أَذُوب ولا أَثوبُ ، وأَجد نَجْوِي أَكثَر من رُزْئي.
يقال : ثاب جسمُه بعد النَّهْكة : إذا عاد إلى صحَّته.
النَّجْو : الحدَث.
مِنْ رُزْئي : أي مما أرْزَؤه من الطعام بمعنى أُصيبه. يقال : ما رَزَأْتُه زُبالاً : إذا لم يُصِبْ منه شيئاً.
ومنه قيل للمصاب :
رُزْء ورزئية.
[ثيب] : في الحديث : الثّيِّبَان
يُرْجَمَان ،
والبِكْرَان يُجلَدان ويُغَرّبَان.
يقال للرجل
والمرأة : ثيّب ، وهو فَيعل مِنْ ثاب يَثوب ، كسيِّد من ساد يسود ؛
لمعاودتهما التزوّج في غالب الأمر ، وقولهم : تثيَّبْت مبنيٌّ على لفظ ثَيب ، ويجوزُ أن يكون فيعَلْت كما قيل في تديَّرتُ المكان.
مِمْ ثَيّب في (أب).
إلى ثَوْر في (عي). مَثَاويَكم في (فر). فلا يَثْوِي عنده في (جو).
[آخر الثاء ولله
الحمد والمنّة]
__________________
حرف الجيم
الجيم مع الهمزة
[جُئِث] : النبيّ صلى الله عليه وسلم ـ قال في المَبْعَث حين رَأَى
جِبْرِيل عليه السلام : فَجُئِثْتُ
منه فَرَقاً ،
فأتت خديجةُ ابنَ عمها وَرَقَة بن نَوْفلَ ، وكان نَصْرانياً قد قرأَ الكُتُب ،
فحدَّثته وقالت : إني أخافُ أن يكونَ قد عُرِضَ له. فقال : لئن كان ما تَقولين
حقّاً إنه لَيَأْتِيه الناموسُ الذي كان يأتي موسى.
جُئِثَ
الرجل : قُلِع من
مكانه فزَعاً ، والثاء بدل من فاء جُئِف الشيء بمعنى جُعِف : إذا قُلِع من أصله ،
قال زَيْد الفوارس :
وَلَّوا
تَكُبُّهمُ الرِّماحُ كأَنّهُمْ
|
|
أَثْلٌ جأَفْتَ
أُصولَه أوْ أثْأَبُ
|
ومثله قولُهم في
فُروغ الدلو ثُرُوغ. وفي أَثاثٍ أثافٍ. وعكسُه فُمّ في ثُمَّ ، وجَدَفٌ في جَدَث.
وروي : فجُثِثْتُ. وهو أيضاً من جَثّ واجْتُثَّ : إذا قُلِع.
فرَقاً : منتصب
على أنه مفعول له.
عُرِض
له : من قولهم
عرَضَتْ له الغُول ، وعَرِضت بالْكسر ـ عن أبي زيد ؛ أي أخاف أن يكونَ قد أصابه
مسٌّ من الجن.
الناموس
: جبرائيل عليه
السلام ، شُبّه بناموس
المَلِك ، وهو
خاصَّته الذي يُطْلِعه على ما يَطْوِيه من سرائره عن غيره.
وقيل هو صاحب سرِّ
الخيرِ خاصّة.
الجآجِىء في (رج).
__________________
الجيم مع الباء
[جبه] : النبي صلى الله عليه وسلم ـ ليس في الجَبْهةِ ، ولا في النُّخَّةِ ، ولا في الكُسْعَة ، صَدَقة.
الجبهة : الخَيْلُ ، سمِّيت بذلك ؛ لأنها خِيار البهائم ، كما
يُقال : وجه السِّلعة لخيارها ، ووَجْه القوم وجبهتهم لسيّدهم.
وقال بعضهم : هي
خِيار الخيل.
النَّخَّة والنُّخَّة : الرقيق ، وقيل : البَقَر العوامل ، وقيل : الإبل العوامل
من النَّخِ وهو السَّوْقُ الشديد.
الكُسْعَة : الحمير ، من الكَسْع
، وهو ضَرْب
الأَدْبَار.
ومنه : اتَّبَع
آثارَهم يكْسَعهم بالسَّيف.
أَخْرِجوا صدقاتكم
، فإن الله تعالى قد أَرَاحكم من الْجَبْهَةِ والسَّجَّةِ والبَجَّةِ.
الجَبْهَة : المذَلَّة ، من جَبَهه
: إذا استقبله
بالأذى.
والسَّجَّة : المَذْقَة من السَّجَاج ، وهو اللَّبن المَذِيق.
والبَجَّة : [الدم] الفَصِيد ، من البجِّ ، وهو البطّ والطَّعن
غَيْرُ النافذ.
والمعنى : قد أنعم
الله عليكم بالتخليص مِنْ مَذلّة الجاهلية وضيقَتِها ، وأعزّكم بالإسلام ، ووسَّع
لكم الرزق ، وأَفَاء عليكم الأموالَ ، فلا تُفَرِّطوا في أَداءِ الزَّكاة ، فإنّ
عِلَلكم مُزَاحة.
وقيل : هي أصنامٌ
كانوا يَعْبُدُونَها.
والمعنى :
تصدَّقوا شكراً على ما رزقكم الله من الإِسْلام وخَلْع الأَنْداد.
[جبر] : حضرته امْرَأَةٌ فأَمَرها بأَمْرِ ، فتأبَّتْ عليه ، فقال
: دَعُوها فإنها
جَبَّارَةٌ.
هي العَاتِيَةُ
المُتكَبِّرَةُ. ومنه قيل للملك : جَبَّار وجبِّير لكبريائه.
وفي حديثِه : أنه
ذَكَر الكافرَ في النار فقال : ضِرْسه مثل أُحُد ، وكَثَافة جِلْدِه أربعون ذراعاً
بذراع الجبَّار.
وهو من قول الناس
: ذِرَاع الملك ، وكان هذا ملكاً من ملوك الأعاجم تامّ الذِّراع.
[جبن] : قال عمر بن عبد العزيز ـ زعمت المرأةُ الصالحةُ خَوْلَةُ
بنتُ حكيم امرأةُ عثمان بن مظعون ـ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم
وهو مُحْتَضِن أَحَدَ ابْنَيْ ابْنَتِه ، وهو
__________________
يقول : والله
إِنكم لتُجَبِّنُونَ وتُبَخِّلُونَ وتُجَهِّلُونَ ، وإنكم لَمِنْ رَيْحَانِ الله
، وإنَّ آخِرَ وَطْأَةٍ وَطِئَها الله بوَجّ.
معناه : إن الولد
يُوقعُ أباهُ في الْجُبن
؛ خوفاً من أن
يُقْتَل فيضيع ولدُه بعدَه ، وفي البخل إبقاءً على مالِه له ، وفي الجهل شُغْلاً
به عن طلب العلم.
الواو في وإنكم
للحال ، كأَنه قال : مع أنكم من ريحان الله : أي من رزق الله. يقال : سبحان الله
ورَيحانَه : أي أسبّحه وأسترزقه. وقال النمر :
سَلَامُ الإِلهِ
ورَيْحَانُه
|
|
وَرَحْمَتُه
وسَمَاءٌ دِرَرْ
|
[وبعده :
غَمَامٌ
يُنَزِّلُ رِزْقَ العِبَادِ
|
|
فأَحْيَا
البِلَادَ وطَابَ الشَّجَرْ]
|
وهو مخفّف عن
رَيِّحَان فَيْعِلَان من الرُّوح ، لأن انتعاشه بالرزق. ويجوز أن يُراد بالريحان :
المشموم ، لأن الشَّمِّامات تسمّى تَحَايَا ، ويقال : حيَّاه الله بطاقةِ نرجس ،
وبِطَاقَةِ رَيْحَان ؛ فيكون المعنى : وإنكم مما كرّم الله به الأناسيَّ وحيَّاهم
به ، أو لأنهم يُشمّون ويقبَّلون ، فكأنهم من جملة الرَّياحِين التي أَنبتها الله.
ومنه حديث عليّ
عليه السلام : أَن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال له : أبا
الرَّيْحَانَتَيْن ؛ أُوصِيكَ بريحانَتَيَّ خَيْراً في الدنيا قبل أَنْ يَنْهَدَّ
رُكْنَاكَ. فلما مات رسولُ الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال عليّ : هذا أَحَدُ
الرُّكْنَيْن ، فلما ماتت فاطِمَةُ قال : هذا الركنُ الآخر.
الوطأة : مجاز عن الطَّحْن والإِبادة. قال :
وَوَطِئْتَنَا وَطْأَةً عَلَى حَنَقٍ
|
|
وَطْأَ المُقَيَّدِ
نابت الْهَرْمِ
|
وَجّ
: وادي الطائف.
قال :
يا سَقْيَ وَجّ
وجُنُوب وجّ
|
|
واحتلّه غَيْثٌ
دِرَاكُ الثَّجِ
|
والمراد غَزاة
حُنين.
وحُنين : وادٍ قِبَلِ وَجّ ، لأنها آخر غَزاة أوقع بها رسولُ الله
صلى الله تعالى عليه وسلم على المشركين. وأما غَزْوتَا الطائف وتَبُوك فلم يكن
فيهما قِتال.
ووجْهُ عطف هذا
الكلام على ما سبقه التأسّفُ على مفارقة أَوْلادِه لقُرْبِ وفاته ؛ لأن
__________________
غَزْوَه حُنَيْن كانت في شوال سنة ثمان ووفاته في شهر ربيع الأول من سنة
إحدى عشرة.
كأنه قال : وإنكم
لمن رَيْحان الله ، وأَنَا مُفَارِقُكُم عن قريب.
[جبب] : قال له رجل : إني مَرَرْتُ بِجَبُوبِ بَدْرٍ ، فإذا أنا برجل أبيض رَضْرَاض ، وإذا رجلٌ أسود
بيديه مِرْزَبَةٌ من حَدِيد ، يضربه بها الضَّرْبةَ بعد الضَّرْبةِ فيغيب في
الأرْض ، ثم يبدو رَتْوَةً ، فيتبعه فيَضْرِبه فيغيب ، ثم يبدو رَتْوَة. فقال :
ذاك أبو جهل ، يُفْعل به ذلك إلى يوم القيامة.
الْجَبُوب
: ما غَلُظَ من
وجه الأرض ، وقيل للمدَرة : جَبُوبة ؛ لأنها قِطْعَةٌ من الجَبُوب.
ومنها حديثه : إنه
قال لرجل يقْبُرُ ميّتاً : ضَعْ تلك الجَبوبةَ موضع كذا.
الرَّضْرَاض
: الذي يترضرض لنعمته وكَثْرَة لحمه ، يقال : بَدَن رَضْرَاض ، وكَفَل رَضْرَاض.
المِرْزَبة والإرْزَبَّة : المِيتَدة ، من رزَب
على الأرض ورَزَم : إذا لزم فلم يَبْرَح قال :
*ضَرْبُكَ بالمِرْزَبَةِ الْعُودَ النَّخِرْ *
الرَّتْوَة : قربُ المسافة ، من قول الماشي : رَتوتُ رَتْوَة إذا مشى مشياً قليلاً ، ومنه رَتَوْت الدَّلْو : إذا مَدَدْتُها بِرِفْقٍ ، ورَتَا برأسه ، وهو شِبْه الإيماءِ.
[جبى] : قال سلَمة بن الأكوع : قَدِمْنا مع رسول الله صلى الله
تعالى عليه وسلم [بئر] الحُدَيبية ، فقعد على جَبَاها فسقَيْنَا واسْتَقَيْنَا ، ثم إن المشركين راسُّونا
الصُّلْحَ ، حتى مشى بعضُنا إلى بعض فاصطلحنا.
الجِبَا : بالفتح ما حول البئر ، وبالكسر : ما جُمع في الحوض من
الماء.
رَاسُّونا : فاتحونا ، من قولهم : بلغني رَسٌ مِنْ خَبَر ، ورَسُّ الحمى ورَسيسُها : أول ما تَمَسّ.
[جبجب] : عبد الرحمن رضي الله عنه ـ لمَّا بَدَا له أَنْ يُهَاجر
أودع مُطْعِم بن عديّ جُبْجُبَة فيها نَوًى من ذهب.
هي زَنْبيل من
جلود.
__________________
ومنها حديثُ عروة
: كانت تموتُ له البقرة فيأمرُ أن تُتَّخَذ من جِلْدِها جَبَاجِب.
النوى
: جمع نواة ، وهي
قِطْعَةٌ وزنُهَا خمسةُ دراهم ، سُمِّيَتْ بنَوَاةِ التمرة.
[جبى] : ابن مَسْعود رضي الله عنه ـ قال : وذكر النفخ في الصور
فيقومون فيُجَبّون تجبِيَةَ
رَجُلٍ واحد قياماً لرب العالمين.
قيل لكل واحد من
الراكع والساجد : مُجَبٍ
، لأنه يجمعُ
بانحنائه بين أَسْفَل بطنه وأَعالي فَخِذَيه.
[جبأ] : أُسَامة رضي الله عنه ـ ذكر سَرِيَّةً خرج فيها قال :
فصبَّحْنا حيًّا من جُهينة فلما رأَوْنا
جَبَئُوا من أَخْبِيَتِهم
، وانفرد لي ولصاحب السَّرِيَّة رجلٌ ، فأشرع عليه الأنصاريُّ رُمْحَه وسجد ،
فالتفت وقال : لَا إله إلا الله ، فرفع عنه الأَنصاريُّ وأَدْرَكتُه فقتلتُه. فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : أقتلت رجلاً يقول : لا إله إلا الله؟
قال أسامة : فلا
أُقاتل رجلاً يقول : لا إله إلا الله حتى ألقاه.
فقال سعد : وأنا
لا أُقاتلهم حتى يُقاتلهم ذو البُطَيْن. وكان لأسامة بطن مُنْدَحّ.
وروي أنه كان في
سريّة أميرُها غالب بن عبد الله ، وأنهم قد أحاطوا ليلاً بحاضِرٍ فَعْمٍ ، وقد
عَطَّنُوا مواشيَهُم ، فخرج إليهم الرِّجال فقاتلوا ساعةً ، ثم ولَّوْا ، قال
أُسامة : فخرجتُ في أَثَر رجل منهم فجعل يتهكَّمُ بي حتى إذا دنوتُ منه ولَحَمْتُه
بالسيف قال : لا إله إلا الله ، فلم أُغْمِد عنه سيفي حتى أوردته
شَعُوب .
جبَئُوا : خرجوا ، يقال : جبأَ عليه الأَسْودُ من جُحْره ، وجبأَتْ عليه الضَّبُع من وِجَارها :
وهو الخروج من
مَكْمَن.
فرفع عنه : أي
رُمْحَه أو يدَه ، فَحذَف لأنه مفهوم.
الضمير في أَلقاه
يرجع إلى الله في قوله : لا إله إلا الله.
أراد بذي
البُطَيْن : أُسامة لِاندِحاحِ بَطْنِه ، وهو اتِّساعه واستِفَاضَتُه. ومنه :
اندحَّ الكَلأ.
الحاضر : الحيُّ
إذا حضر ، والدَّار التي بها مجتمعهم. قال :
في حاضِرٍ
لِجَبٍ بالليل سامرهُ
|
|
فيه
الصَّوَاهِلُ والرَّاياتُ والعَكَرُ
|
وهو أيضاً خلافُ
البَادِي في قوله :
لهم حاضِرٌ
فَعْمٌ وَبَادٍ كأَنَّهُ
|
|
قَطِينُ الإِلهِ
عزَّةً وتَكَرُّمَا
|
وقد يُقال أيضاً
للمكان المحضور : حاضر ، فيقولون : نزلنا حاضر بني فلان.
__________________
الفَعْم
: الضَّخْمُ
الجمُّ.
عَطَّنُوا : من العَطَن.
التهكّم
: الاستهزاء
والاستخفاف.
لَحَمْتُه
: ضَرَبْتُه.
ومعناه أصبت لحمه.
شَعُوب
: علم للمنيّة ،
كذُكاء للشمس ؛ وقد يدخل عليها لام التعريف فيقال : أدركته الشَّعوب ؛ وهي حينئذ
صفةٌ غالبة إذا لم تَدْخل عليها اللّام انصرفت ، فقيل : أدركته شَعُوبٌ.
كقولك : منيّةٌ
ومُصيبة ، وهي من الشَّعب بمعنى التَّفريق.
[جبب] : ابن عباس رضي الله عنهما ـ نهى عن الجُبِ. قيل : وما
الْجُبُ؟ فقالت امرأة عنده
: هو المَزَادَة يُخَيَّطُ بعضُها إلى بعض ، وكانوا يَنْتَبِذُون فيها حتى ضَريت.
هي من الجَبّ ، وهو القطع ؛ لأنها التي فُريت لها عِدّة آدِمَة.
وعن الأصمعي في
المزادة هي التي تُفْأَم بجلدٍ ثالث بين الجلدين لتتّسع ، وتُسَمَّى المَجْبُوبة أيضاً.
ويقال : اسْتَجَبَ السِّقاءُ : إذا غَلُظ وضَرِي ، ومعناه صار جُبًّا ، كاستَحْجَر الطين.
[جبى] : جابر ـ كان اليهودُ يقولون : إذا نكَحَ الرجلُ امرأةً مُجَبِّيَة جاء وَلَدُه أحولَ ؛ فنزلت : (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ
لَكُمْ) [البقرة : ٢٢٣]
غير أن ذلك في صِمَام واحد ـ وروي في سِمَامٍ.
أي مُكِبَّةً على
الوجه.
الصِّمَام
: ما يُسدّ به
الفرْجَة ، فسمِّي به الفَرْج. ويجوز أن يكون معناه في مَوْضع صمام.
والسِّمَام : السُّم ، يقال : سُمّ الإبرة وسِمَامها ، ويجوز أن يكون
الصاد بدلاً من السين شاذًّا عن القياس ؛ أعني أنه ليس بعدها أحدُ الحروف الأربعة
التي هي الغين والخاء والقاف والطاء ، كما شذَّ صَلْهب في معنى سَلْهَب.
[جبل] : عِكْرِمة ـ كان يسأله خالد الحَذَّاء ، فسكت خالد ، فقال
له : مَا لَك أَجْبَلْت؟.
أي انقطعت ، وأصله
أَنْ يبلغ مِعْوَلُ الحافر
الجبلَ ولا يَعْمَل.
[جبب] : مسروق رضي الله عنه ـ المُمْسِك بطاعة الله إذا جَبَّبَ الناسُ عنها كالكارِّ بعد الفارِّ.
التجبيب
: الفرار البليغ
بغاية الإِسراع.
المَجْبُور في (بص).
وجَبَروّةٌ في (عف). جُبَار في (عج). ولا تُجَبُّوا في (عش). من
__________________
أَجبى في (أب).
مُجبّأَة في (قص). وجَبَّار القُلوب في (دح). في جِبْوته في (حب). من الجِبْت في (طي).
جُبّ طَلْعَةٍ في (جف).
الجيم مع الثاء
[جثى] : النبي صلى الله عليه وسلم ـ مَنْ دَعَا دُعَاءَ
الجاهِلِيَّة فهو من جُثَى
جهنّم.
أي من جماعاتها.
والجُثْوَة : ما جُمِعَ من تراب وغيره ، فاسْتُعِيرت.
وروي جُثِيّ. وهو جمع جَاثٍ ؛ من قوله تعالى : (حَوْلَ جَهَنَّمَ
جِثِيًّا) [مريم : ٦٨].
[جثم] : نهى عن المُجَثَّمَةِ.
وهي البهيمة تُجَثَّمُ ثم تُرْمَى حتى تُقْتَل.
فجثثْتُ في (جا). تجثّمها في (جف).
الجيم مع الحاء
[جح] : النبي صلى الله عليه وسلم. مَرَّ بامْرَأَةٍ مُجِحٍ ، فسأل عنها ، فقالوا : هذه أَمَةٌ لفلان. فقال : أَيُلِمُّ
بها؟ فقالوا : نعم. فقال : لقد هَمَمْتُ أن أَلْعَنه لَعْناً يَدْخُل معه في قبره
؛ كيف يستخدمه وهو لا يحلّ له؟ أم كيف يُوَريه وهو لا يَحِلُّ له؟.
الْجُحّ
: جِرْو الحَنْظَل
والبطِّيخ ، فشُبّه به الجنين ، فقيل للحامل : مُجِحّ.
الضمير في
يَسْتَخْدِمُه ويُوَرِّثه راجعٌ إلى الولد ، وهو في الموضعين يرجعُ إلى الاستخدام
والتَّوْريث.
والمعنى : أن أمره
مُشْكِل إِن كان وَلَدَه لم يحلّ له استعبادُه ، وإن كان ولدَ غيره لم يحلّ له
توريثه.
[جحف] : خُذُوا العطاءَ ما كانَ عطاءً ، فإذا تَجاحفت قريشٌ عن المُلكِ ، وكان عن دين أحدكم فدَعوه.
__________________
أي تقاتلت من الإِجحاف ، ويقال : الجَحْفُ
: الضَّرْبُ
بالسيف. والمجاحفة المُزَاحفة.
عن دين أحدكم : أي
مجاوزاً لدين أَحدكم مُبَاعِداً له.
[جحر] : عائشة ـ إذا حاضت المرأةُ حَرُم الْجُحْرَانِ.
المعنى : أن
أحدهما حَرَام قبل المحيض ، فإذا حاضت حُرِّمَا معاً ، وقيل الجُحْرَانُ والجُحْر ، كعُقْبِ الشهر وعُقْبَانه.
[جحام] : مَيْمونة ـ كان لها كلبٌ ، فأَخَذَهُ داءٌ يقال له الْجُحَام ؛ فقالت : وَا رَحْمَتَا لِمِسْمَار!.
هو داءٌ يأخذ في
رُءُوس الكلاب ، فتُكْوَى بين أَعينها ، وفي عيون الأناسيّ فتَرِم.
مِسْمَار : اسمُ كلبها.
[مجحجح] : الحسن ـ اسْتُؤْذِن في قتال أهل الشام حين خرج ابنُ
الأشْعَث ، فقال في كلامٍ له : والله إنها لعُقوبة ، فما أدري أَمُسْتَأْصِلَةٌ أم
مُجَحْجِحَة؟ فلا تستقبلوا عقوبةَ اللهِ بالسيف ولكن بالاسْتِكانة
والتضرُّع.
أراد أم متوقّفة
كافَّةٌ عن الاستئصال ، يقال : جَحْجَحَ
عن الأمر وحَجْحَج
عليه : إذا لم يُقْدِم عليه.
جُحَيْمر في (عش).
جُحّظ في (سح). ولا جَحْراء في (طم). فاجْتَحَفَها في (صب). الجَحِيم في (قع).
فجَحْجِحْ في (جخ).
الجيم مع الخاء
[جخى] : النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ـ كان إذا سجد جَخَّى.
أي تقوَّس ظهره ،
مُتَجَافياً عن الأرض ، من قولهم : جخَّى
الشيخ : إِذا
انحنى من الكِبر. قال :
*لَا خَيْرَ في الشيخ إذا ما جَخَّى *
وروي : جَخّ. : أي فَتح عَضُديه
ـ وروي : كان إذا صلَّى جَخَ. وفُسّر بالتحوّل
من مكان إلى مكان.
[جخف] : ابن عُمر ـ نام وهو جالس حتى سُمِع جَخِيفُه ، ثم قام فصلَّى ولم يتوضأ.
جَخَف
النائم : إذا نفخ
وزادَ على الغَطِيط.
[جخجخ] : في الحديث : إن أَرَدْتَ العِزّ فجَخْجِخ في جُشم.
__________________
أي صِحْ فيهم
ونَادِهم. وقيل : احْلَل في مُعْظمهم وسَوَادهم ؛ كأنه ليلٌ قد تَجَخْجَخ : أي تراكمت ظلمتُه. قال الأغلب :
إنْ سَرَّك
العِزُّ فجَخْجِخْ في جُشَمْ
|
|
أَهْلِ
الْعَدِيدِ والبناءِ والكَرَمْ
|
وروي بالحاء ؛ أي
توقّف فيهم. ومن روى : فجحجح بحشم ، فهو من قولهم : جَحْجَحْتُ بفلان ؛ أي أتيت به جَحْجَاحا : سيِّداً.
مَجْخِيًّا في (عر).
جخراء في (طم).
الجيم مع الدال
[جد] : النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ـ كتب معاوية إلى
المغيرة بن شُعبة : أن اكتب إليَّ بشيء سمعتَه من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكتب
إليه : إني سمعتُه يقول إذا انْصَرف من الصلاة : (لا إِلهَ إِلَّا
اللهُ*) وحدَه (لا شَرِيكَ لَهُ) .. ، (لَهُ الْمُلْكُ
وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
اللهم لا مانعَ
لِما أَعْطَيْتَ ، ولا مُعْطِي لما منَعْتَ ، ولا ينفعُ ذا الجَدِّ منك الْجَدّ وروي : لما أَنْطَيت ، ولا مُنْطي.
الجَدّ : الحظّ ، والإقبال في الدنيا. والْجُدّ ـ بالضم : الصفة ، ومثله الْحُلو والمُرّ ، وناقة عُبْر
أَسْفار.
ومنه قوله صلى
الله تعالى عليه وسلم : قمت على باب الجنة فإذا عامَّةُ مَنْ يدخلها الفقراءُ ،
وإذا أَصْحَابُ الجَدِّ مَحْبوسون.
منك : من قولهم :
هذا مِن ذاك ؛ أي بدل ذاك ، ومن قوله :
*فليتَ لنا من ماء زمزم شَرْبةً *
أي بدل ماء زمزم.
ومنه قوله تعالى : (وَلَوْ نَشاءُ
لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ) [الزخرف : ٦٠].
والمعنى : أن المحظوظ لا ينفعه حظُّه بذلك ، أي بدَل طاعتك وعبادَتك. ويجوز أن
تكونَ مِن على أصلِ معناها ؛ أعني الابتداء ، وتتعلّق إما بينفع وإما بالجَدّ.
والمعنى : المجدود لا ينفعه منك الجد الذي مَنَحْتَه ، وإنما ينفعه أن تمنحه اللطف والتوفيق في
الطاعة ، أو لا يَنْفع مَنْ جَدُّه
منك جَدُّه ، وإنما ينفعه التوفيقُ منك.
__________________
الإِنطاء : الإِعطاء بلُغَة بني سَعْد.
[جدل] : إني عند الله مكتوبٌ خاتم النبيين ، وإن آدم لمُنْجَدلٌ في طِينَته.
انجدلَ
: مطاوع جدَله ، إذا أَلقاه على الأَرْض ، وأصلُه الإِلقاء على الجَدَالة وهي الأرض الصُّلبة ، وهذا على سبيل إنابة فَعّل مَنَابَ
فَعَل ، وقد سبق نظيره.
الطّينة : الخِلْقة ، من قولهم : طانَه
الله على طِينتك ،
والجارُّ الذي هو «في» ليس بمتعلِّقٍ بمنجدل ، وإنما هو خبرٌ ثان لإن ؛ والواو مع
ما بعدها في محل النصب على الحال من المكتوب.
والمعنى كتِبْتُ
خاتمَ الأنبياء في الحال التي آدم مطروحٌ على الأرض ، حاصلٌ في أثناء الخلقة ،
لمّا يُفْرَغْ من تصويره وإجراء الرُّوح فيه.
[جداد] : نهى صلى الله عليه وسلم عن جِدَادِ اللَّيْلِ وعَنْ حَصاد الليل.
هو بالفتح والكسر
: صَرَام النخل ، وكانوا
يَجُدّون بالليل ويحصدون
خشيةَ حضور المساكين وفراراً من التصدّق عليهم ؛ فُنهوا عن ذلك بقوله تعالى : (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ) [الأنعام : ١٤١].
[جاد] : أوصى من خَيْبر
بجادِّ مائةِ وَسْقٍ
للأَشْعَرِيّين ، وبجادِّ مائة وَسْقٍ للشَّنَائيِّين.
أي بنخل يُجَدُّ منه مائةُ وَسْق من التمر ، وهو من باب قولهم : ليلٌ
نَائم.
ومنه حديثه :
اربطوا الفرس فمن رَبَط فرساً فلَه جادُّ مائةٍ وخمسين وَسْقاً.
قيل : كان هذا في
بَدْءِ الإسلام ، وفي الخيل إذْ ذَاك عِزَّة [وقلّة].
الشَّنَئي
: منسوب إلى
شَنُوءة ، بحذْفِ الواو وفتح العين ، وهكذا النَّسبة إلى كل ما ثالثُه واو أو ياء
ساكنة وفي آخره تاء تأنيث ، كقولهم : عَضَبِيّ
وحَنَفيّ نسبهم إلى بني عَضُوبة وبني حنيفة.
وروي
للشَّنَوِيّين ، وهذا فيمن خفّف شنوءة بقلب همزتها واواً.
[جداء] : أبو بكر الصديق رضي الله عنه ـ إن قومَ خُفَاف بن نَدْبَة
السُّلَمِي ارتدّوا ، وأَبَى أن يرتدّ ، وحَسُن ثباتُه على الإِسلام ؛ فقال فيه
شعراً قوافيه ممدودة مقيدة :
ليس لشيء غيرِ
تَقْوى جَدَاءْ
|
|
وكلُّ خَلْقٍ
عُمْرُه لِلْفَناءْ
|
__________________
إنَّ أبا بكر هو
الغيثُ إذ
|
|
لم تُرْزِغ
الأمطارُ بَقلاً بماءْ
|
المُعْطِيَ
الْجُرْدَ بأَرسانها
|
|
والناعجاتِ
المُسْرِعات النَّجَاءْ
|
واللهِ لا يدركُ
أيامَه
|
|
ذو طُرّةٍ نَاشٍ
ولا ذُو رِدَاءْ
|
مَنْ يَسْعَ كي
يدركَ أَيامَه
|
|
يجتهِدُ الشدَّ
بأرضٍ فضاءْ .
|
الجَدَاء : من أَجْدى
عليه ، كالغَنَاءِ
من أغنى عنه.
الإِرزاغ
: البلَّ البليغ ،
ومنه الرَّزَغة
، وهي الرَّدْغَة.
المعطِيَ : نصب
على المدح.
الناعجات
: الإِبل السِّراع
، وقد نَعَجت ، وقيل : الكِرَام الحسان الألوان ، من النَّعَج.
يجتهد الشدّ : أي
يجتهده ، ويبلغ أقصى ما يمكن منه ، من قولهم : اجتهد رأيه.
[جدب] : عمر رضي الله عنه ـ جَدَب
السَّمَر بعد
العَتَمة.
الجَدْبُ
: العَيْبُ
والتنفُّص ، قال :
*ومن وَجْهٍ تَعَلَّلَ جادِبُه *
ومنه الجَدْب.
[الجدح] : خرج إلى الاسْتسْقَاءِ ، فصعد المنبر فلم يَزِدْ على
الاسْتِغفار حتى نزل ، فقيل له : إنك لم تَسْتَسْقِ. فقال : لقد استسقيتُ بمجَادِيح السماء.
هو جمع مِجْدَح : وهو ثلاثةُ كواكب كأنها أُثْفِيَّة ، فشُبِّه بالمِجْدَح ، وهو خشبَة لها ثلاثة أعيار
يُجْدَح بها الدواء : أي
يُضْرَب ، والقياسُ مَجَادح
، فزيدت الياء
لإشباع الكسرة ، كقولهم : الصياريف والدَّراهيم. وهو على قياس قول سيبويه جَمْعٌ
على غير واحد.
والمِجْدَح عند العرب من الأنواءِ التي لا تكادُ تخطىء ، وإنما جمعه ،
لأنه أراده وما شاكلَه من سائرِ الأنواء الصَّادقة.
__________________
والمعنى : أنّ
الاستغفار عندي بمنزلة الاستسقاء بالأَنواء الصادقة عندكم ؛ لقوله تعالى : (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ
إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً) [هود : ٥٢].
[جدف] : سأل المفقودَ الذي اسْتَهْوَته الجنّ : ما كان طعامهم؟
قال : الفول ، وما (لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ
اللهِ عَلَيْهِ). قال : فما كان شرابُهُم؟ قال : الْجَدَف.
جاء في الحديث :
إنه ما لا يُغَطَّى من الشراب. كأنه الذي جُدِف
عنه الغطاء : أي
نُحِّي ، وجُدف من قولهم : رجل مَجْدُوف
الكُمَّيْن ، إذا
كان قصيرَ الكُمَّين محذوفهما ، وجدفت
السماء بالثلج [وجدَفت] : رَمَتْ به ، وقيل : هو كل ما رُمِي به عن الشراب من
زَبَد أو قَذَى. وقيل : هو نبات إذا رعَتْهُ الإِبلُ لم تحتج إلى الماء ، كأنه يجدف العطش.
إنْ رُفِع طعامُهم
وشرابُهم كان «ما» في محل النصب ، والفعل خال من الضمير ؛ والتقدير : أي شيءٍ كان
طعامُهم أو شرابُهم. وإنْ نُصِبا كان في محلِّ الرفع ، وفي الفعل ضميرُه.
والتقديرُ : أي شيء كان هو طعامهم أو شرابهم ، والجدَف
جائز فيه الرفع
والنصب.
[جدل] : علي عليه السلام ـ وقف على طَلْحة يَوْمَ الجَمَل وهو
صَريع ، فقال : أعْزِزْ عَلَيَّ أَبا محمد أَنْ أَراك مُجَدَّلاً تحت نجُوم السماء
في بطون الأَوْدية ، شَفَيْتُ نَفْسِي ، وقتلتُ مَعْشَرِي! إلى الله أشكو عُجَرِي
وبُجَرِي!.
المجدّل
: المَطْرُوح.
العُجَر : العُقد في العَصَب ، ومنه عُجَر العَصَا.
والبُجَر : العروق المتعقِّدة في البطن خاصّة ، وقيل : العُجَر النُّفَخ في الظُّهور ، والبُجَر في البطون ، فوُضِعَتْ
موْضع الهموم والأَشْجَان على سبيلِ الاستِعارة.
[جدي] : سَعْد ـ رميتُ يوم بَدْرٍ سُهَيل بن عمرو ، فقطعتُ
نَسَاه فانبعثَتْ جَدِية الدم. هي أول دَفْعَةٍ منه.
[جدد] : ابن عمر ـ كان لا يُبالي أن يصلِّيَ في المكان الْجَدَد والبَطْحَاءِ والتراب.
الجَدَد : المستوى الصُّلْب.
والبَطْحَاء : المَسِيل الذي فيه حَصى صِغار.
[جدد] :
أنس ـ كان
الرَّجُلُ إذَا قَرَأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا.
__________________
أي عظُم فيما
بيننا. ومنه جَدُّ الله وهو عَظَمته.
[جدل] : معاوية رضي الله عنه ـ قال لصَعْصَعَة بن صُوحان : أنْتَ رجلٌ
تتكلم بلِسانك ، فما مرَّ عليك جَدَّلْتَه
، ولم تنظر في
أَرْزِ الكلام ولا اسْتِقَامته.
فقال له صَعْصَعة
: والله إني لأَتْركُ الكلامَ حتى يَخْتَمِر في صَدْري ، فما أُزْهِفُ به ، ولا
أُلْهِبُ فيه ، حتى أُقوِّم أَوَدَه ، وأَنْظر في اعْوِجَاجه ، فآخذ صَفْوَه ،
وأَدَع كدره.
أراد أنه يتكلم
بكلِّ ما يعنّ له من غير رَوِيَّة ؛ فشبّهه بالصائد الذي يُرْمِي ، فيُجَدِّل كل ما أَكْثبه من الوحش المارَّة عليه.
الأَرْز : من قولك : أَرَز الشيءُ : ثبت في مكانه فاجتمع. ومنه : الآرِزة ؛ والمراد الْتِئام الكلام.
الإِزْهاف
: الاستقدام ،
يقال : أَزْهَفْت قُدْماً ؛ يعني ما أقدِّمه قبل النظر فيه. ويجوز أَن يكونَ
من أَزْهَف فلان في الحديث ، إذَا زاد فيه وقال ما ليس بحقّ ، وقد
صحَّف من رواه بالرَّاءِ.
والإِلهاب : الإِسراع.
عائشة رضي الله
تعالى عنها ـ قالت في العقِيقة : تذبح يَوْم السابع ، وتُقَطَّعُ جُدُولاً ، ولا
يُكْسَر لها عَظْم.
أي أعضاء تامة.
قال المبرّد : الجَدْل : العَظْم يُفْصَل بما عليه من اللحم.
يوم السابع : أي
يوم الليل السابع.
[جدف] : كعب رضي الله عنه ـ شرُّ الحديث التَّجْدِيف.
هو كُفْرَان
النعمة واستِقْلَالها ، وحقيقته نسبةُ النِّعْمَة إلى التقاصر ؛ من قولهم : قميص مَجْدُوف الكُمَّيْنِ.
ومنه الحديث : لا تجدِّفُوا بنعم الله.
ومنه حديث
الأوزاعي : سُئِل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أيُّ العملِ شرٌّ؟ قال : التَّجْدِيف. قيل : وما
التَّجْدِيف؟ قال : أن يقولَ
الرجل : لَيْس لي وليس عِندي ؛ لأن جُحُودَ النِّعْمَةِ من كُفْرانها.
[جديلة] : مجاهد ـ قال في تفسير قول الله تعالى : (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ) [الإسراء : ٨٤] : على جَدِيلته.
هي الطريقة
والناحية. وقال شَمِر : ما رأيت تصحيفاً أشْبه بالصواب مما قرأَ مالك بن
سليمان [عن مجاهد
في تفسير قوله تعالى : (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ
عَلى شاكِلَتِهِ). أي على جديلته] ؛ فإنه صحَّف قوله : على جَدِيلته
، فقال : على
حَدٍّ يَلِيهِ.
[جد] : ابن سيرين رحمه الله ـ كان يختار الصلاة على الجُدِّ إن قدرَ عليه ، فإن لم يقدر[عليه] فقائماً ، فإن لم
يَقْدِرْ فقاعداً.
الجُدّ بمعنى الجُدَّة : وهي الشاطىء ، يعني أنَّ راكب السفينة يُصَلِّي على
الشاطىء فإن لم يَقْدِر صلَّى في السفينة قائماً وإلا فقاعداً.
عطاء ـ قال في الجُدْجُد يموت في الوَضوء : لا بَأْسَ به.
هو صَرَّارُ الليل
، وفيه شَبَه من الجَرَاد ، قال ذو الرمة :
كأنّا تُغَنِّي
بيننا كلّ لَيْلَة
|
|
جَدَاجِدُ
صَيْفٍ من صَرِير الأواخر
|
[جدجد]
: في الحديث : فوَرَدْنَا على جُدْجُدٍ مُتَدَمِّن.
قيل : هو البئر
الكَثِيرة الماء.
أَوْ جَدْعاء في (شر).
وجَداً في (حي). وجَداية في (ضغ). الجَدْرُ في (شر) يُجَادُونه في (مص). جَادِسَة
في (خم). الجديد في (صل).
الجيم مع الذال
[جذم] : النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ـ من تعلَّم القرآنَ ثم
نَسِيَه لَقِي الله تعالى وهو
أَجْذم.
أي مَقْطُوع اليد.
ومنه قول عليّ
عليه السلام : مَنْ نكَثَ بَيْعَتَه لَقِي اللهَ وهو أَجْذَم ، ليست له يَد.
وقيل : الأَجْذَم والمجْذُوم
والمجذَّم : المصاب بالجُذَام
، وقيل : هُوَ
المنقطع الحجّة.
[جذع] : في حديث المبعث ـ إن ورقة بن نَوْفَل قال : يا ليتني
فيها جَذَعْ.
__________________
أراد ليتني في
نُبُوّته شابٌّ أقوى على نُصرته ، أو ليتني أدركتُها في عَصْر الشّبيبة ، جذع حتى كنتُ على الإسلام لا عَلَى النصرانية.
[جذعم] علي عليه السلام ـ أسلم والله أبو بكر وأنا جَذْعَمَة ، أقول فلا يُسْمَع قولي ، فكيف أكونُ أحقَّ بمقام أَبي
بكر؟.
هي الجَذَعة ،
والميم زائدة للتوكيد ، كالتي في زُرْقم وسُتْهُم. وفي التاء وجهان : أحدهما
المبالغة ، والثاني التَّأنيث على تأويل النّفس أو الجُثّة.
[جذذ] : أمر نَوْفاً البِكَاليّ أن يَأْخُذَ من مِزْوَدِه جَذِيذاً.
هو السَّوِيق ،
لأنه يجذّ ، أي يُكَسَّرُ ويُجَشّ ، والشزبةُ منه : جَذِيذة.
ومنها حديث أَنس
رضي الله عنه : قال محمد بن سيرين : أَصْبحنَا ذاتَ يومٍ بالبَصْرة ولا نَدْرِي
على ما نحن عليه من صَوْمِنا ، فخرجتُ حتى أتيتُ أَنس بن مالك ، فوجدتُه قد أخذ جَذِيذةً كان يأخذُها قبل أن يَغْدُو في حاجته ثم غدا.
يجوز أن تكون ما
استفهامية قد دخل عليها الجار ، وأبقيَتْ كما هي غير محذوفة الألف وإن كان الحذف
هو الأكثر استعمالاً ، وعليه زائدة للتوكيد. ويجوز أن تكون موصولة ، ويُجْرَى
نَدْرِي مُجْرَى نطلع ونقف ؛ فيعدّى تَعْدِيته.
[جذر] : حذيفة رضي الله عنه ـ حدّثنا رسولُ الله صلى الله تعالى
عليه وسلم حديثين قد رأيتُ أحدَهما وأنا أَنْتَظِرُ الآخر : حدَّثَنا أنَّ
الأَمانة نزلت في جَذْرِ قلوب الرجال ، ثم نزل القرآن فعلّموا من القرآن وعلّموا من
السنة. ثم حدثنا عن رَفْع الأمانة فقال : ينامُ الرجل النومةَ فتُقْبَض الأمانةُ
من قلبه ، فيظلّ أثرها كأَثر الوَكْت ، ثم ينامُ النَّوْمة فتُقْبض الأمانةُ من
قلبه ، فيظلّ أثرها كأَثر المَجْل ، كجَمْرٍ دَحرَجْته على رِجْلك تَرَاه
مُنْتَبِراً وليس فيه شيء ، ولقد أتى عليّ زمانٌ وما أُبالي أيكم بايعْتُ ، لئن
كان مسلماً ليردنّه عليّ إسلامُه ، ولئن كان يهودياً أو نصرانياً ليردنّه عليَّ
سَاعِيه ، فأما اليومَ فما كنتُ لأِبايع إلَّا فلاناً وفلاناً.
الجِذْر ـ بالفتح والكسر : الأصل. قال زُهَير :
وسامِعَتَيْن
تَعْرفُ العِتْقَ فِيهِما
|
|
إلى جَذْرِ
مَدْلوكِ الْكُعُوبِ مُحَدَّدِ
|
الفرق بين الوَكْت
والمَجْل : أن الوَكْت
: النُّقَطَ في الشيء
من غير لَوْنه ، يقال : بعَيْنه وَكْتَة ، ووَكَتَ
البُسْرُ : إذا
بدت فيه نقطُ الإِرْطاب.
__________________
والمَجْل : غِلظَ
الْجِلدِ من العَمل لا غَيْر ، ويدلُّ عليه قوله : تراه مُنْتَبِراً : أي منتفخاً وليس
فيه شيء.
بايعت : من البيع.
الساعي
: واحد السُّعَاة
: وهم الوُلاة على القوم ؛ يعني أن المسلمين كانوا متحقّقين بالإِسلام فيتحفظون
بالصِّدْق والأَمانة ، والملوكُ ذوي عدل ؛ فما كنتُ أُبالي مَنْ أُعامل ؛ إن كان
مسلماً رَجَعه إليَّ بالخروج عن الحق عمله بمقتضى الإِسلام ، وإن كان غَيْرَ مسلم
أَنْصَفَني منه الوَالي.
[جذل] : الحُبَاب ـ قال يوم سَقِيفَةِ بني ساعدة حين اختلف
الأنصار في البيعة : أنا
جُذَيْلُها المحكَّك ،
وعُذَيْقُهَا المرجَّب ، منا أميرٌ ومِنْكم أَمير.
الجِذْل
: عودٌ يُنْصَب
للإِبل الجَرْبى تحتكُّ به فتستشفي.
والمحكَّك : الذي كَثُر به الاحتكاك حتى صار مُمَلّساً.
والعَذْق : بالفتح : النخلة.
والمرجّب : المَدْعُوم بالرُّجْبَة ؛ وهي خَشَبَة ذات شُعْبتين ؛
وذلك إذا طال وكَثُرَ حمله.
والمعنى : إني ذُو
رَأْي يُسْتَشْفَى بالاستضاءة به كثيراً في مثل هذه الحادثة ، وأنا في كثرة
التجارب والعِلْم بموارد الأَحوال فيها وفي أمثالها ومصادِرها كالنخلة الكثيرة
الحمل ، ثم رَمَى بالرأي الصائب عنده ، فقال : مِنّا أميرٌ ومنكم أمير.
[جذم] : قتادة ـ قال في قوله تعالى : (وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ) [الأنفال : ٤٢].
أبو سفيان انجذم بالعير فانطلق في رَكْب نحو البحر.
أي انْقَطَعَ بها
عن الجادَّة نحو البحر.
والمُجْذِية في (خو).
يتجاذَوْن في (رب). بجِذْل في (شي). والجَذْم في (مص).
والْجَذعَة في (ثغ).
حِسْمَى جُذَام في (كف).
الجيم مع الراء
[جرجر] : النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ـ من شرب في آنيةِ الذهب
والفضة فكأنما
يُجَرْجِرُ في جَوْفه نارَ
جهنم.
أي يردّدها فيه ،
من جَرْجَر الفحلُ : إذا ردّد الصوت في حنجرته.
__________________
[جرر] : ما مِنْ عبد ينام بالليل إلّا على رأسه جَرير معقود ، فإن هو تَعَارَّ ، وذكر الله حُلَّت عُقْدَةٌ ،
فإن هو قام وتوضّأ وصلّى حُلَّت عقدة. ـ وروي : يَعْقِدُ الشيطان على قافيةِ رأس أحدِكم ثلاثَ
عُقد ، فإذا قام من الليل فتوضّأ وصلّى انحلّت عقدة.
هو حبلٌ من أَدَم.
تعَارّ : سهر بصَوْتٍ ، ومنه عِرار الظَّليم وهو صِياحُه.
وفي معناه : حديث ابن عمر رضي
الله تعالى عنهما : مَنْ أَصْبَحَ على غَيْرِ وِتْرٍ أصبح وعلى رأسه جَرِيرٌ سبعون ذِرَاعاً.
ومن الْجَرير قوله صلى الله تعالى عليه وسلم لبني عبد المطلب وهم ينزعون
على زَمْزَم : انزِعوا علي سِقَايتكم ، فلولا أنْ يغلبكم الناسُ عليها لنَزَعْتُ
معكم حتى يُؤَثِّرَ
الْجَرِيرُ بظَهْري.
ومنه الحديث : إن رجلاً
كان يَجُرّ الجرِيرَ فأصاب صَاعَيْنِ من تَمْر ، فتصدَّق بأحدهما فلَمزه
المنافِقون.
معناه : أنه كان
يستقي الماء.
القافية : القَفَا.
قالت عائشة رضي
الله تعالى عنها : نصبتُ على باب حُجْرَتي عَباءة ، وعلى مجَرِّ بَيْتِي سِتْراً مَقْدَمَه من غزوة خَيْبَر أو تَبُوك ،
فدخل البيتَ فهتك العَرْصَ حتى وقع إلى الأرض.
المجرّ والعَرْص واحد ، وهما الجائز الذي تُوضع عليه أطراف
العَوَارض.
وروي بالضّاد وقيل
: لأنه يوضَعُ على البيت عَرْضاً ، ويقال : عرَّضت السقف تَعْريضاً.
مَقْدَمَه : نُصِب
على الظرف ، أي وقت مَقْدَمه.
[جرف] : ليس لابْنِ آدمَ حقٌّ فيما سوى هذه الخِصَال : بَيْتٌ
يُكِنُّه ، وثَوْبٌ يُوَاري عَوْرته ، وجِرَفُ
الْخُبْزِ ،
والماء ـ ويروى : جِلَف.
وهما جمع جِرْفَة وجِلْفَة ؛ وهي الكِسْرَة ، من جرفَتْه السَّنَة وجَلَفَتْه.
الخِصال
: الخِلال ، وليست
الأشياء المذكورة بخِلَال ، ولكنَّ المراد إكْنَان بيت ،
__________________
ومُوَاراة ثَوْب ،
وأكلُ جِرَف ، وشُرب ماء ؛ فَحذَف ذلك ، كقوله تعالى : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ) [يوسف : ٨١].
وروي : كلُّ شيء
سوى جِلْف الطعام ، وظلّ بيتٍ ، وثَوْبٍ يَسْتر ـ فَضْلٌ. ـ بسكون لام جِلف.
وقيل : هو الخُبْز
اليابس غير المأْدُوم. وأنشد :
الفَقْر خَيْرٌ
مِنْ مَبِيتٍ بِتُّهُ
|
|
بِجُنُوبِ
زَخَّةَ عِنْدَ آلِ مُعَارِكِ
|
جَاءُوا بجِلْفٍ
مِنْ شَعِير يَابِسٍ
|
|
بَيْنِي وبَيْنَ
غُلَامِهِم ذِي الْحَارِكِ
|
[جرى]
: لا تُجَارِ أخاكَ ولا تُشَارِه.
أي لا تُطَاوِلْهُ
ولا تغالبه فِعْلَ المُجَارِي
في السباق.
والمشارَاة : الملاجّة ، ومنها : اسْتِشْراء الفرس في عَدْوِه.
ورُوِيا مشدَّدين ، وقيل : المجارَّة من الجرير ، وهو أن يَجْنِيَ كلّ واحدٍ منهما على صاحبه ،
وقيل : المُماطَلة وأَن يلوِيَ بحقه ويجرّه
من وقت إلى وقت. والمشارَّة من الشر.
دخلت امرأةٌ النار
من جَرَّا هِرَّةٍ لم تُطْعِمها حتى ماتَتْ هزلاً.
أي من أَجلها. قال
أبو النجم :
*فَاضَتْ دُمُوعُ الْعَيْنِ من جَرَّاها *
[جرن] : قال عمرو بن خارجة الأشعري : شهدتُ مع رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم حِجّةً ، وكنت بينَ جِرَانِ
ناقتِه ، وهي
تَقْصَع بجِرَّتها ، ولُغامُها يَسِيلُ بين كَتِفيّ.
وهو من العُنقِ :
ما بين المذبح إلى المنحر.
__________________
القَصْع
: المَضْغ بعد الدَّسْع ؛ وهو نَزْع الجِرَّة من الكَرِش إلى الفَم ، يقال : دسعَتْ
بجرِّتها ثم قصَعت بها.
اللُّغام
: الزبد ولغَمَ البعيرُ : رَمَى به.
[جرف] : أبو بكر رضي الله عنه ـ مرَّ بالناس في مُعَسكرهم بالْجُرْف ، فجعل ينسب القبائل ، حتى مرَّ ببني فَزَارة ، فقام له
رجلٌ منهم ، فقال له أبو بكر : مَرْحباً بكم. قالوا : نحن يا خليفةَ رسول الله
أَحْلاسُ الخيلِ ، وقد قُدْنَاها معنا. فقال أبو بكر : باركَ اللهُ فيكم.
الجُرْف
: مَوْضع ، وأصله
ما تجَرَّفَتْهُ السيولُ من الأَودية.
يَنسِبُ القبائل :
من قولهم : نسَبتُ فلاناً إذا قُلْتَ : ما نَسَبُك؟ قال أبو وجْزة :
*ما زِلْنَ يَنْسُبْنَ وَهْناً كلَّ صَادِقةٍ *
أي يُشْخِصن القطا
فيقول : قَطَاقَطا ؛ فجعل ذلك نسباً له.
حِلْس
الدابة :
كالمِرْشَحة يكون تحت اللِّبْد ، فيشَبّهُ به الرجل اللازم لظَهْرِ الفرس.
[جرد] : عمر رضي الله عنه ـ تجرَّدُوا بالحجِّ وإنْ لم تُحْرِموا.
أي جيئوا بالحجّ
مُفْرَداً ، وإن لم تَقْرِنُوا الإِحرام بالعمرة ؛ يقال : جرَّدَ فلانٌ الحجَّ وتجرَّدَ به : إذا أَفْرَدَه ولم يَقْرِنْه بالعُمْرَة.
أتى مسجد قُبَاء ،
فرأى فيه شيئاً من غبَار وعنكبوت ؛ فقال لرجل : ائتني بجَرِيدةٍ واتَّقِ العَوَاهين. قال : فجِئْتُه بها فربط كُمَّيه
بوَذَمَة ، ثم أخذ
الجريدةَ ، فجعل يتتبَّع
بها الغُبَار.
الجريدة : السَّعفة التي جُرِّد عنها الخوص ؛ أي قُشِر.
العَوَاهن
: ما يلي القِلَبة
من السَّعف ، وإنما نهى عنها لئلا يضرّ قطعُها القِلَبة.
الوَذَمَة : السَّير.
[جرمز] : كان يأْخذ بيده اليمنى أُذنه اليسرى ثم يجمع جَرَامِيزه ويَثِبُ ، فكأنما خُلِقَ على ظَهْر فرسه.
__________________
أي أطرافه. ومنه تجَرْمَز الرجلُ واجْرَنمز : إِذا اجتمع وتقبَّض ، وهو جمع لم يُسْمَع واحِدُه ،
كالعبادِيد والحذَافِير ، وقيل : الْجُرْمُوز : الرُّكبة ، فإن صحَّ كان المعنى أنه جمع رُكبتيه وما
يتصل بهما.
ومنه حديث
المُغيرة : إنه لما بُعِثَ إلى ذي الحاجِبَيْن قال : قالت لي نفسي : لو جمعتَ جَرَاميزك ، فوثبتَ وقعدتَ مع العِلْج.
[جرر] : عبد الرحمن ـ قال الحارث بن الصِّمَّة : رأيتُه يوم أُحُد
في جَرِّ الْجَبَل فعَطَفْت إليه.
هو أَسفله. قال :
*وقد قَطَعْتُ وَادِياً وجَرّا*
وكأنه ما انْجَرَّ على الأرض من سَفْحِه. وقولهم : ذَيْل الجَبَل. يَحْتَجُّ
له.
[جرد] : ابن مسعود رضي الله عنه ـ جرِّدُوا القُرْآنَ ليَرْبُوَ فيه صَغِيرُكمْ ، ولا يَنْأَى عَنْهُ
كَبِيرُكم ؛ فإنَّ الشيطانَ يخرجُ من البيت تُقْرَأُ فيه سورةُ البقرة.
قيل : أراد تجريدَه عن النُّقَطِ والْفَوَاتح والعُشور لئلَّا ينشأ نَشْءٌ
فيُرَى أنها من القرآن.
وقيل : هو حثٌّ
على ألَّا يُتَعلم معه غيرُه من كتب الله ، لأنها تُؤْخَذ عن النصارى واليهود ،
وهم غيرُ مأمونين.
وقيل : إن رجلاً
قرأَ عنده ، فقال : أستعيد بالله من الشيطان الرجيم ، فقال : ذلك.
وفيه وجهٌ أُسلوبُ
الكلام ونظمه عليه أدَلّ : وهو أَنْ يجعل اللام من صلة جَرِّدوا ، ويكون المعنى : اجعلوا القرآن لهذا ، وخُصُّوه به ،
واقْصُروه عليه دون النِّسْيان والإِعراض عنه ، من قولهم : جُرّد فلانٌ لأمر كذا وتجرَّد له.
وتلخيصه : خصُّوا
القرآن بأَنْ يَنْشأَ على تعلّمه صغاركم وبألَّا يتباعد عن تِلَاوَته وتدَبُّره
كباركم ؛ فإنّ الشيطانَ لا يَقرّ في مكان يُقْرَأُ فيه.
[جرش] : أبو هريرة رضي الله عنه ـ لو رأيتُ الوعول تَجْرِش ما بين لَابَتَيْهَا ما هِجْتُهَا ولَا مِسْتُهَا ؛ لأنَّ
رسولَ الله صلى الله تعالى عليه وسلم حرَّم شجرها أن تُعْضَد أو تُخْبَط.
أي تُرْعى وتُقْضم
، والأصل فيه جَرَش
الملح وغيره ؛ وهو
ألَّا يُنْعَمَ دَقُّه فهو
جَرِيش ، ثم استُعير
لموضع القَضْم.
وأما الْجَرْس فهو
أن ينقر الطيرُ الحبّ فيُسْمَع له جَرْسٌ أي صوت ، ومنه : نحل جَوَارس.
اللَّابَتَان :
حَرَّتا المَدينة.
مِسْتُهَا : أي مَسِستُها. وفيه وجهان : أَحَدُهما أن تَحْذِف السين
وتُلْقِي حركتَها على الميم. والثاني : أن تحذفَها حذفاً من غير أن تُلقيها عليها
فتقول : مَسْتها بالفتح ، ومثله ظِلْتُ وظَلْت في ظَللت.
[جرر] : ابن عمر رضي الله تعالى عنهما ـ شهد فتحَ مكة ، وهو ابنُ
عشرين سنة ، ومعه فرسٌ حَرُون ، وجمل جَرُور ، وبُرْدَةٌ فَلوت ، ورُمْح ثقيل ؛ فرآه رسولُ الله صلى
الله عليه وآله وسلم ، وهو يَخْتَلِي لفرسه ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : إن
عبد الله ، إن عبد الله.
الْجَرُور : لا ينقاد كأنه يَجُرُّ قَائده ، أو
يُجَرُّ بالشَّطَن جَرًّا.
الفَلُوت
: التي لا تنضمّ
عليه لصِغرها ، كأنها تنفلت عنه.
يَخْتَلِي
: يَجْتَزّ
الخَلَى ؛ وهو الرَّطْب ، ولامُه ياء لقولهم : خَلَيْت الخلى. قال ابن مُقْبِل :
تَمَطَّيْتُ
أَخْلِيهِ اللِّجَامِ وبَذَّنِي
|
|
وشَخْصِي
يُسَامي شَخْصَه ويُطَاوِلُه
|
أي أجْعَل اللجام
في فيه مكان الخَلي.
إن عبد الله ، إن
عبد الله : يجوز أَن يكونا جملتين محذوفتي الخبر ، ويجوز أن تكون الثانية خبراً
كقولهم : عبدُ الله عبدُ الله.
[جرد] : عائشة رضي الله عنها ـ رأتِ امرأةً شلَّاء ؛ فقالت :
رأَيتُ أُمِّي في المنام ، وفي يدها شَحْمَةٌ ، وعلى فَرْجها جُرَيْدَةً ، وهي تَشْكُو الْعَطَش ، فأردتُ أن أسقيَها ، فسمعتُ
منادِياً يُنَادي : أَلا مَنْ سقاها شلّت يمينُها ، فأصبحتُ كما تَرَين.
تصغير جَرْدة : وهي الْخِرْقة الخَلَقَ ؛ من قولهم : ثوبٌ جَرْد.
[جرجم] : وهب رحمه الله ـ قال طالوتُ لِدَاود : أنتَ رجلٌ جَريءٌ
، وفي جبالنا هذه جَرَاجمَةٌ يَحْتَربون الناسَ.
هم اللّصوص ، من جَرْجَمَهُ : إذا صرَعه ؛ وقياس الواحد
جَرْجمي.
يَحْتَربون
: يستلبون ؛ من
حَرَبته : إذا أخذتَ ماله.
[جرمز] : الشعبي رحمه الله ـ قال سُوَيد : قلت له : رجلٌ قال إن
تزوجتُ فلانة فهي
__________________
طالق. قال : هو
كما قال. قلت : إن عِكْرمة يزعم أن الطَّلاقَ بعد النكاح. قال : جَرْمز مَوْلى ابن عباس.
أي حادَ عن الصواب
، ونكص.
الحسن رحمه الله
تعالى ـ قال عيسى بن عمر : أقبلتُ مُجْرَنْمِزاً حتى اقْعَنْبَيْتُ بين يديه ، فقلت : يا أبا سعيد ؛ ما قولُ الله : (وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ
نَضِيدٌ) [ق : ١٠]؟ قال : هو الطِّبِّيع في
كُفرَّاه.
أي مُتَقَبِّضاً.
اقْعَنْبَيت
: استوفزتُ جاعلاً
يديّ على الأرض.
الطِّبِّيع
: لبّ الطَّلع ،
سُمّي لامتلائه ، من قولك : هذا طِبع الإِناء ؛ أي ملؤه ، وطَبَّعَ القربةَ.
والكُفُرّى : قِشْرُ الطلع.
[جرح] : عبد الملك ـ قال في خطبته : وقد وعَظْتُكم فلم تزدادوا
على الموعظة إِلّا
اسْتِجْرَاحاً.
هو استفعال من الْجَرْح ؛ وهو الطعن على الرجل وردّ شهادته ؛ أي لم تزدادوا إلا
فساداً تستحقُّون به أن يُطْعن عليكم ، كما يُفْعَل بالشاهد.
ومنه قول ابن عَوْن
رحمه الله : اسْتَجْرَحَتْ
هذه الأَحَاديث.
أي كثُرَت حتى
دَعَتْ أهلَ العلم إلى جَرْح
بَعْضها.
ولا يستَجْرِينكم
في (جف). بيده جريدة في (زو). جَرَدِية في (ري). مُجَرَّسة في (سر). جُرْداً في (سق).
في موضع الجَرِير في (غف). من الجريمة في (عذ). المتجرّد في (شذ). وجُرْثمتها في (بر).
جراثيم العَرَب في (رك). حارّ جارّ في (شب). جرنَهُمَا في (صر). اجرد في (قع).
وأَجرٍ في (قن). ولا يَجُرّ عليه في (هض). جَرَّسَتْك الدهور في (حن). ولم تُجَرد
في (سر). ثم جَرْجم في (لو). ثم يُجَرْجرُ في (كو). جُرُزاً في (دو). على جِرَّته
في (حن). بجريعة الذقَن في (كف). بجَرِيرة حلفائك في (عض). جراثيم في (رف).
__________________
الجيم مع الزاي
[جزأ] : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ قال لأبي بُرْدَة
بن نِيَار في الْجَذَعة التي أَمَره أن يُضَحِّي بها : ولا تَجْزِي عن أحدٍ بعدك.
أي لا تُؤَدِّي
عنه الوَاجبَ ولا تَقْضِيه ، من قوله تعالى : (لا) تَجْزِي
(نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ
شَيْئاً*) [البقرة : ٢٨].
وإنما وضع الجزاءَ موضعَ الأداء ؛ لأن مُكافأة الصنيع كقضاءِ الحقّ.
[جزر] : أَمَر بإخْراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب.
قال الأَصْمَعي :
هي من أقصى عَدَنِ أَبَين إلى رِيفِ العراق في الطول. وأما العَرْضُ فمن جُدَّة
وما وَالاها مِنْ ساحل البَحْرِ إلى أطراف الشام. وقيل : ما بين حَفَر أبي موسى
إلى أَقْصى اليمن في الطّول.
وأما العَرْض فما
بين رَمْل يَبْرِين إلى مُنْقَطَع السَّماوَة.
وقيل : سُمِّيت جزيرة ؛ لأن البحرين : بَحْرَ فارس وبَحْرَ الحبش ،
والرَّافِدَايْنِ قد أحاطت بها.
[جزأ] : قال عليّ رضي الله تعالى عنه في وصف دُخوله صلى الله عليه
وآله وسلم : كان دُخوله لنفسه ، مَأذُونٌ له في ذلك ، فكان إذا أوى إلى منزله جزَّأَ دخوله ثلاثة
أجزاء : جزءاً لله ، وجزءاً لأهله ، وجزءاً لنفسه. ثم جزَّأ
جُزْأَهُ بينه وبين الناس ،
فيردُّ ذلك بالخاصَّة على العامّة ، ولا يدَّخر عنهم شيئاً.
يريدُ أنَّ
العامةَ كانت لا تَصِل إليه في منزله ، ولكنه كان يُوَصِّل إليها حظَّها من ذلك الجزء بالخاصَّة التي تَصِل إليه فتُوصِله إلى العامَّة.
لنفسه : مِنْ صلة
الدخول.
ومأْذون : خبر
مبتدأ محذوف ، والجملة في موضع خبر كان ؛ ويجوز أن يَسْتَتِرَ في كان ضميرُ
الشَّأْن ، ويرتفع الدخول بالابتداء ومأْذون خبره ، ويجوز أن يكونَ لنفسه خبر كان
، ومأذون خبر مبتدأ محذوف ، والجملةُ لا محلّ لها ؛ لأنها بدل عن قوله كانَ دخولُه
لنفسه.
__________________
[جزع] : وقف على وادي مُحَسِّر ، فقَرَع رَاحِلته ، فَخَبَّتْ
حتى جَزَعه.
أَي قطعه عَرْضاً
، ومنه جزْع الوادي.
[جزل] : ذكر خروج الدجَّال وأنه يدعو رجلاً ممتلئاً شابّاً ،
فيضربُه بالسيف فيَقْطَعه جِزْلَتَينِ
، رَمْيَةَ
الغَرَض ، ثم يدعوه فيُقْبِلُ يتهلّلُ وجهه يَضْحَك.
أي قِطعتين ، يقال
: ضرب الصيدَ
فجَزَله جِزْلَتَيْن : إذا قطعه باثْنَتَيْن.
رَمْيَةَ الغَرَض
: يريد أن بُعْدَ ما بين القِطعتين رَمْيَة غَرض ، وتقدير الكلام كأنه قال : فيفصلُ
بين نصفيه فَصْلاً مثل رَمْيَة الغَرَضِ ؛ لأنه معنى قوله : فيقطعه جزْلتين ، أو فيفصل بين نِصفيه واحد.
[جزر] : قال : لا يحلُّ لأَحدٍ منكم مِنْ مال أخيه شيء إلا بطِيب
نفسه. فقال له عَمْرو بن يَثْرِبي : يا رسول الله ؛ أرأيتَ إن لقيتُ غنمَ ابنِ
عَمِّي أَجْتَزِرُ منها شاةً؟ فقال : إن لقيتَها نعجة تَحْملُ شَفْرة
وزِناداً بخَبْتِ الْجَمِيش فلا تَهجها.
اجتزارُ الشاة : اتخاذها
جَزَرَة ، وهي من الغنم كالجَزُور من الإِبل.
خَبْت
: عَلَمٌ لصحراء
بين مكة والحجاز. قال [جُنْدُب] :
زَعَم العواذِلُ
أن ناقة جُنْدُب
|
|
بُجَبُوبِ
خَبْتٍ عُرِّيت وأجمَّت
|
وامتِناعُ صَرْفها
للتأنيث والعلَمية ، ويجوز أن تُصْرَف لسكون الوسط.
والجَمِيش : صفة لها ، فعيل بمعنى مفعولة ، من الْجَمش وهو الحلق ،
كأنها حُلِق نباتها.
ويجوز أن تُضَاف
خَبْت إلى الجميش. والجمَيش
: النبات.
والمعنى : إنك إن
ظفرتَ بشاة ابن عمك ، وهي حاملة ما تحتاج إليه في ذَبحها واتخاذها من سكّين
ومِقْدحة ، وأنت مُقْوٍ في أَرْضِ قَفْرٍ فلا تتعَرَّض لها.
عمر رضي الله عنه
ـ أَتَاهُ رجلٌ بالمُصَلَّى عامَ الرَّمادة مِن مُزَيْنَة ، فشكا إليه سُوءَ الحال
، وإشرافَ عِياله على الهلاك ؛ فأَعْطاه ثلاثة أَنيابِ جزَائر ، وجعل عليهن غرائر ، فيهنَّ رِزَمٌ من دقيق ، ثم قال له :
سِرْ فإذا قدمت فانْحَر ناقةً فأَطْعِمْهم بوَدَكها ودقيقها ونَوِّز. فلبثَ حيناً
، ثم إذا هو بالشَّيخ المُزَنيّ فسأله فقال : فعلتُ ما أمرتَني به ، وأتى اللهُ
بالحَيَا ، فبِعْتُ ناقتين ، واشتريتُ للْعِيال صُبَّةً من الغم فهي ترُوح عليهم.
__________________
الجَزائر : جمع جَزُور ، وهي الناقة قبل أن تُنْحَر ، فإذا نحرت فهي جزُور ـ بالضم.
الرِّزْمة من الدقيق : نحو ثلث الغِرَارة ورُبعها ، وهي من رَزَم الشيءَ : إذا جمعه ، كالقِطْعَة والصِّرْمة من قطع وصَرم ،
ويقال أيضاً للثياب المجموعة وبقيّة التمر في الْجُلّة : رِزْمَة.
نَوِّزْ : قَلِّل ـ عن شَمِرٍ.
الْحَيَا : الخصب ، ولامُه ياءٌ ، وهو من الحياة.
الصُّبَّة : ما بين العَشْر إلى الأربعين.
تسمية الناقة
المسنّة بالنابِ لطول نابها ، كما يُسَمَّى الطَّلِيعة عيناً ؛ والناب مذكَّر ،
فلُوحِظ الأصل حيث قيل : ثلاثة أنياب على التذكير ، كما قالوا في تصغيرها :
نُيَيْب لذلك.
[جزى] : ابن مسعود رضي الله عنه ـ اشترى من دُهْقَان أرضاً على
أَنْ يَكْفِيَه جِزْيَتَها.
الْجِزْيَة : الخَرَاج الذي ضُرِب على الكفّار جزاؤه ؛ أي أداؤه ، فاستُعيرت لخِرَاج الأَرْضِ المحتوم أداؤه.
والمعنى أنه شرط
عليه أن يؤدّي عنه الخراجَ في السنة التي وقع فيها البَيْع.
[جزع] : أبو هُريرة رضي الله عنه ـ كان يُسَبِّحُ بالنَّوَى المجَزَّعِ. ـ وروي بالكسر.
قيل : هو الذي
حُكّ بعضه حتى ابيضَّ ، وتُرِك الباقي على لونه ، فصار على لَوْن الْجَزْع ، وكل ما اجتمَع فيه سَوَاد وبياض فهو مجزَّع. ومنه : جَزَّع
البُسْر ، إذا
أرطَبَ إلى نِصْفِه.
والمعنى أنه اتخذ
سُبْحَة من النَّوى يسبِّح بها.
[جزر] : خَوَّات رضي الله عنه ـ خرجت زمن الخَنْدق عَيْناً إلى
بني قُرَيظة ، فلما دنوتُ من القوم كَمَنْتُ ورَمَقْت الحصونَ ساعةً ، ثم ذَهَبَ
بي النومُ فلم أشعر إلّا برجل قد احْتَملني ، فلما رَقِي بي إلى حُصُونهم قال
لصاحب له : أَبْشِر
بجَزَرَةٍ سمينة ،
فتناوَمْت ، فلما شُغِل عني انتزعتُ مِغْولاً كان في وَسَطه ، فوَجَأْت به كَبده ،
فوقَع ميِّتاً.
هي الشاة المعدّة للجَزْر ؛ أي الذبح.
المِغْوَل
: شبه الخَنْجر
يشدّه الفاتك على وسَطَه للاغتيال.
__________________
[جزّ] : قتادة رحمه الله ـ قال في اليتيم : تكونُ له الماشيةُ
يقومُ وَليُّه على صلاحها وعلاجها ، ويُصيب من جِزَزِها ورِسْلها وعَوَارضها.
جمع جِزَّة ، وهي ما
جُزّ من صوفِ
الشَّاةِ. يقال : أعطني جِزَّةً أو
جِزَّتَيْن ، أي صُوفَ شاةٍ
أو شاتين ؛ وفلان عاضٌّ على جِزَّةٍ : إذا كان عظيم اللّحْيَة.
الرِّسل
: اللّبن.
العَوَارِض
: جمع عارض ، وهو
ما عَرضَ له داءٌ فذُكِّي. يقال : بنو فلان يأكلون العَوَارض.
[جزم] : النَّخَعي رحمه الله ـ التكْبِير جَزْمٌ ، والقراءة
جَزْمٌ ، والتَّسليم جَزْم.
الْجَزْمُ
: القطع ، ومنه
قيل لضَرْبٍ من الكتابة : جزم
؛ لأنه جُزِم عن المُسْنَد ، وهو خَطُّ حِمْير ، أي قُطِع عنه وأُخذ منه.
والمعنى الإِمساك
عن إشباع الحرَكات ، والتعمّق فيها ، وقطعها أصلاً في مواضع الوَقْف ، والإِضراب
عن الهمز المُفْرِط ، والمدِّ الفاحش ، وأن يَخْتلس الحركة ، ويَعمل على طلب
الاسترسال والتسهُّل في الجملة ، وعلى وَتيرةِ قول الأصمعي : إن العرب تَزُوفُ على
الإِعْرَاب ولا تَعَمَّقُ فيه.
[جزر] : الحجاج ـ قال لأَنس بن مالك : والله لأقلعنَّك قَلْع
الصَّمْغَة ، ولأَجْزُرَنَّكَ
جَزْرَ الضَّرَب ،
ولأَعْصبنَّك عَصْبَ السَّلَمة. فقال أنس : مَنْ يَعْني الأمير؟ قال : إياك! أَصمّ
الله صَدَاك.
فكتب أنَس بذلك
إلى عبدِ الملك. فكتب إلى الحجاج : يا بنَ المُسْتَفْرِمَة بحَبِّ الزَّبِيبِ ؛
لقد هممتُ أن أَرْكُلك رَكْلةً تَهْوِي منها إلى نارِ جهم ، قاتلَك الله أُخَيْفِش
العينين ، أَصكَّ الرجلين ، أسودَ الجَاعِرتين.
جزْرُ الْعَسَلِ : انتِزاعُه من الخليّة وقطعه عنها ، ومنه جَزَرَ النَّخْل : إذا أفسده بقَطْعِ ليفه وشَحْمه.
والضَّرَب : العسل الأبيض الغليظ ، وقد اسْتَضْرَب ، وهو يَسْهُل على
العامل استقصاءُ شَوْرِه ، بخِلاف الرقيق فإنه يَنْمَاعُ ويسيل ، ولو رُوِي
الصَّرَب ـ بالصاد ـ وهو الصَّمْغُ الأحمر ـ لجادَتْ رِوَايته.
عَصْب السَّلَمة :
ضمُّ أَغْصَانها بحبل ثم ضَرْبُها حتى يسْقط ورقها.
أصمَ
الله صدَاك : أي
أهلكك حتى لا يكونَ لك صوتٌ يسمعه الصّدَى فيجيبه.
__________________
المُسْتَفْرِمَة : من الفَرْم والفَرْمَة ، وهو شيء كانتِ البغايا
يتَّخِذْنَه من عَجَم الزَّبيب ومن الأشياء العَفِصة للتَّضْييق ، وهو التَّفْرِيم
والتَّقْرِيبُ ، ومنه قول امرىء القيس يصف خيلاً :
*مُسْتَفْرِمَات
بالحصَى جَوَافِلا *
الرَّكْلَة : الرَّفْسة بالرجل. ومنها : مَرْكَلا الفرس لموقعي رِجلي
الفارسِ من جَنبيه.
الجاعِرتَان
: حيث يَضْرِب
الفرس أو الحمار بذَنَبه من فخذيه.
[جزا] : ابن عمير رضي الله عنهما ـ إِن رجلاً كان يُدَاينُ الناسَ
وكان له كاتب ومتجازٍ ، فكان يقول : إِذا رأيتَ الرجل مُعْسِراً فأَنْظِره ،
فغفرَ الله له.
أهل المدينة يسمون
المُتقَاضي المُتَجازي
، ويقولون : أمرتُ
فلاناً يَتَجازَى دَيْنِي على فلان.
أَجِزْرنَا في (عز).
فَتَجزَّعُوها في (مل). فجزَّلها في (كن).
فليَجْزِ في (عر). من جُزْئه في (حي). بقِناح جَزْءٍ في (قن).
الجيم مع السين
[جسس] : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ إياكم والظنَّ ،
فإن الظنَّ أكذبُ الحديث ، (وَلا) تَجَسَّسُوا ، ولا تحسَّسُوا.
هو بالجيم :
تعرُّف الخبر بتلطّف ونِيقة ، ومنه الجاسوس
، وجسّ الطبيب اليَد ، وبالحاء : تطلّب الشيء بجاسَّة كالتسمُّع
على القوم.
[جسر] : الشعبيَّ رحمه الله :
اجْسُرْ جَسارُ
سَمَّيْتُكَ الْ
|
|
فَشْفاشَ إنْ
لَمْ تَقْطَعِ.
|
جسَّار : فعَّال من الجَسارة ، يعني سيفه ، جعله عَلماً له.
والفَشْفَاش : المتنفج الكذاب ، وفشفش
: أفْرَطَ في
الكَذِب ، وأصله فَشْفَشَة الوَطْب ، وهي فشّه.
نَوْف رحمه الله
تعالى ـ ذكر عُوجاً وقَتْل موسى له ، قال : فوقع على نيل مصر فجسَرَهم سَنَةً.
__________________
أي اعترض على
النّيل ، فعَقَد لهم من شَخْصه جَسْراً ، من جَسر
الجسر. إذا عَقَده ،
والأصل فجسر لهم ، فحُذِف الجارّ وأوصل الفعل كقوله :
*ولقد جنيتُك
أكْمُؤَاً وعَسَاقِلا *
ومنه قول ذي الرمة
:
فلا وَصْلَ إلا
أن تُقَارِب بيننا
|
|
قَلَائصُ
يَجْسُرنَ الفَلَاة بنا جَسْرا
|
الجَسّاسة في (زو).
جُسَاماً في (قح). الجَاسِد في (شن).
الجيم مع الشين
[جشش] : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ أَوْلَم عَلَى
بَعْضِ نِسَائِه بجَشِيشَةٍ.
هي الْحِنطَةُ المجشُوشَة تُطْبَخُ بلَحْم أَوْ تمْرٍ.
[جشب] : عمر رضي الله عنه ـ قال حفص بن أبي العاص : كنا نأْكل
عند عُمَر وكان يَجيئُنا بطعام جَشِبٍ
غَليظ ، فكان يأكل
ويقول : كلُوا فكنا نُعَذّر.
الجَشِب
: الغليظ الخَشن ،
وقد جَشُب جَشَابَة. ومنه :
*تُولِيكَ كَشْحاً
لَطيفاً لَيْسَ مِجْشَابَا *
التّعذير : التقصير مع طلب إقامة العُذْر.
__________________
[جشر] : عثمان رضي الله تعالى عنه ـ بلغني أنَّ أناساً منكم
يخرجون إلى سَوَادِهم إمّا في تجارة وإما في جباية ، وإما في جَشَر فيَقْصُرون الصلاة ، فلا تفعلوا ؛ فإنما يَقْصُر الصلاة
مَنْ كان شاخصاً أو بحَضْرَة عَدُوّ.
الجَشَر : فَعَلٌ بمعنى مفعول ، وهو المال الذي يُجْشَر ؛ أي يُخْرَج إلى المرعى فيُبَات فيه ، ولا يُرَاح إلى
البيوت ، ويقال للذين يَجْشُرونه : جَشَر أيضاً ، كأنه جمع جَاشِر.
ويقال : جَشَرَ المالُ عن أهله فهو
جَاشِر وجشَر. ومنه قوله : لا يغرَّنَّكم جشَرُكُمْ مِنْ صَلَاتكم. وذلك أنهم كانوا يُطيلون الغيبةَ عن البيوت
فيَرَوْنها سفَراً فيَقْصُرون الصَّلاة.
شاخصاً : أي مسافراً.
بحَضْرَةِ عَدُوّ
: يعني أنه كان يَقْصُر وإن كان مقيماً إذا كان في قتالِ عدوّ.
ومن الجَشَر حديث صِلَة بن أَشْيمَ ، قال : خرجت إلى جَشَرٍ لنا ، والنخلُ سُلُب ، وكنتُ سريعَ الاستجاعة ، فسمعت
وَجْبَةً فإذا سِبٌّ فيه دَوْخَلَّةُ رُطَب ، فأكلت منها ، فلو أكلت خبزاً ولحماً
ما كان أشبعَ لي منه.
سُلُب : لا حَمْل
عليها ، الواحدة سَلِيب.
الاستجاعة : قوة
الجوع ، واستَجاع من جَاع ، كاستعلى من عَلا ، واسْتَبْشَر من بَشِر.
الوَجْبَة : صوت السقوط.
السِّبّ
: الثوب الرقيق.
وقيل : الشُّقَّة البيضاء.
الدوْخَلّة : سَفِيفةٌ من خُوص .
[جشع] : مُعاذ رضي الله عنه لما خرج إلى اليمن شيَّعَه رسول الله
صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ، فبكى مُعَاذ
جَشَعاً لفِراق رسول الله
صلى الله تعالى عليه وآله وسلم.
أي جَزَعاً مع
شدَّة حِرْصٍ على الإِقامة معه.
تُجَشِّمُني فإني
جاشِمُه في (لب).
الجيم مع الظاء
كل جَظّ في (ضع).
__________________
الجيم مع العين
[جعر] : النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ـ نهى عن لونين من التمر
: لون الْجُعْرُورِ ، ولونِ الحُبَيْق.
الجعرور : ضرب من الدَّقَل ، يحملُ أشياء صِغاراً لا خيرَ فيها.
ومنه قيل لصغار
الناس : جعارِير.
والحُبَيْق : ضرب رديٌّ أيضاً. والمراد النهي عن أن يُؤْخذا في
الصَّدقة.
ومنه حديث
الزُّهْري : لا يأخذ المصدِّق الجُعْرُور ، ولا مُصْرَان الْفَارَة ، ولا عَذْق حُبَيْق.
قال الأصمعي :
عَذْقُ حُبيق وعَذْقُ ابن حُبَيق : ضَرْبٌ من الدَّقَل .
[جعف] : مَرّ مصعب بن عُمَير وهو
مُنْجَعِفٌ فقال : (رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ
عَلَيْهِ).
جَعفْتُ
الرجل : صَرَعتُه
، فانجعَف.
[جعسس] : بُعِث عثمان بن عفّان رضي الله تعالى عنه رسولاً إلى أَهل
مكة ، فنزل على أَبي سفيان بن حرب ، وبلَّغه رسالتَه ، فقال أهلُ مكة لأبي سفيان :
ما أتاك به ابنُ عمك؟ قال : أتاني بشرّ ؛ سألني أن أُخَلِّيَ مَكَّةَ لجعَاسِيس مُضَر.
قال الأصمعي : الجُعْسُوس بالسين والشين : وصفٌ بالقَمَاءَةِ والصّغَر ، وقيل بالسين
: اللئيم ، وبالشين : الدقيق الطويل وقال الراعي :
ضعافُ القُوَى
ليسوا كَمَنْ يبتني العُلا
|
|
جعاسيسُ
قَصَّارُون دون المَكَارمِ
|
[جعر]
: كان العباس رضي
الله تعالى عنه يَسم إبله في وجوهها ، فقال له رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله
وسلم : يا عمّ ؛ إن لكل شيء حُرْمة ، وإن حُرْمةَ البَدَن الوجه. قال : لا جرمَ يا
رسول الله! لأباعدنَّ ذلك عنه. فكان يَسِمها على جوَاعِرها.
قال المبرّد :
للورك حروفٌ ستة ؛ فحَرْفاها المُشْرِفان على الخاصرتين : الحَجَبَتَان ، وحَرْفاها المُشْرِفان على الفخذين : الغُرَابان ، وحرفاها اللذان يَبْتَدّان الذنب : الجَاعِرَتان.
__________________
[جعل] : ابن عمر رضي تعالى عنها ـ ذُكِرَ عنده الْجَعائل ، فقال : لا أَغْزُو على أجْرٍ ، ولا أَبيع أَجْرِي من
الْجِهَاد.
جمع جعَالَة بالفتح والكسر أو
جعَيلة ؛ وهي جُعْل يدفعه المضروب عليه البَعْثُ إلى من يَغْزُو عنه قال [الأسديّ]
:
*فأَعْطَيْتُ
الجُعالة مُسْتَمِيتاً*
ومنه حديث مسروق
رحمه الله : إنه كان يَكْرَه الْجَعَائل.
[جعجع] : ابن زياد ـ كتب إلى عمر بن سعد بن أبي وقّاص : أَنْ جَعْجِعْ بالحُسَيْنِ.
أي أنزله بجَعْجَاع ، وهو المكان الخَشِن الغليظ وهذا تمثيلٌ لإِلجائه إلى
خَطْبٍ شاقّ وإرهاقه.
وقيل : المراد
إزعاجه ؛ لأن الجعجاع
مَنَاخُ سَوْءٍ لا
يقرّ فيه صاحبُه ، ومنه : جَعْجَع
الرجل : إذا قَعد
على غير طمأنينة.
جَعِظ في (ضع).
جعظريّ في (غل). الجِعْثن في (صب). الجِعَاد في (نط). جَعْد في (فر). جَعِيلة في (ثم).
كالجُعْدُبة في (عص). انجعافها في (خو).
الجيم مع الفاء
[جفل] : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ في صفة الدّجال :
جُفَالُ الشَّعرِ.
هو الكثيرُ
الشعَرِ المجتمِعُه.
ومنه الجُفَالةُ : الجماعةُ من الناس. وتقول العرب على لسان الضائنة :
أُوَلَّدُ رُخَالاً ، وأُجَزُّ
جُفَالاً ، وأُحْلَب
كُثَباً عِجَالاً ، [ولم تَرَ مِثْلي مالاً].
وفي حديث آخر :
إنه صلى الله تعالى عليه وسلم رأى رجلاً
جَافِل الشعر ؛ فقال : أمَا
وجدَ هذا شيئاً يسكِّن بِهِ شَعْره!.
هو المستطار
الشّعر المتَفرِّقهُ. ومنه حديث السحاب الجَفْل
: الخفيف الذي
تطير به الريح ، وكلُّ خفيف جافلٌ
وجفَلْ وجفِيل.
[جفر] : صوموا ووَفِّرُوا أَشْعَاركم فإنها مَجْفَرَةٌ.
__________________
أي مَقْطَعَةٌ
للنكاح ، يقال : جفرَ الفحلُ عن الضِّراب جُفوراً : إذا انقطع عنه.
وكنت آتيكم فأَجفَرْتُكم : أي قَطَعتكم.
ومنه حديثه صلى
الله تعالى عليه وآله وسلم : إنّ عُثْمان بن مظعون قال له : إني رجل يَشُقُّ عليّ
العُزْبة في المغَازِي ؛ أفتَأْذَنُ لي في الخِصاءِ؟ قال : لا ، ولكن عليك بالصوم
فإنه مُجْفِرٌ.
أي قاطع للشَّهوة.
ومنه حديث عليّ
عليه السلام : إنه رأى رجلاً في الشمس فقال : قمْ عنها فإنها مَبْخرَة مَجْفَرَةٌ ، تُتْفِل الريح ، وتُبْلي الثوبَ ، وتُظْهِر الداءَ الدَّفين.
وعن عمر رضي الله
عنه ـ إياكم ونوْمَة الغَدَاة فإنها مَبْخَرة
مَجْفَرة ـ وروي مَجْعَرة. أي مُيَبِّسة للطبيعة.
[جفف] : حين سُحِر جعِل سِحْرُه في جُفّ طَلْعَة ، ودُفِن تحت راعُوفةِ البِئر ـ وروي : في جُبّ
طلعة.
جُفّها : وِعاؤُها إذا
جفّ ، وجبّها : جَوْفُها ، ومنه جبّ البئر وهو جِرابها.
الرَّاعُوفة : صخرة تُتْرَك ناتِئةً في أسفل البئر فإِذا نَقّوها جلس
عليها المُنَقِّي. وقيل : تكون في بعض البِئرِ لا يمكنُ قطعها فتُتْرك ، وهي من رَعَف : إذا تقدّم.
[جفأ] : في لحوم الحُمر الأهلية نَهَى عنها ، ونادى مُنادِيه
بذلك ؛ فأَجفَئُوا القُدور ـ وروي : فجفَئُوا ـ وروي : فأمر بالقدور فكُفئت ـ وروي : فأُكفئت.
جفأ القِدْر وكَفأها وأَجفأها وأَكْفأها : قَلبها.
[جفن] : قال عبد الله بن الشِّخِّير رضي الله عنه : قدمتُ عليه
في رَهْط من بني عامر فسلَّمنا عليه ، فقالوا : أنت والدنا ، وأنت سيِّدُنا ، وأنت
أطولُ طولاً ، وأنت الْجَفْنَةُ الغَرّاء.
__________________
فقال : قولوا
بقولكم ولا يَسْتَجرِينَّكم الشيطان ـ وروي : ولا يستهوينّكم.
شبّهوه بالجَفْنة الغرَّاء ، وهي البيضاء من الدّسم ؛ نعتاً له بإنه
مِضْيَاف مِطعام ، أو أرادُوا : أنت ذو
الجَفْنَة ، ومنه قوله :
يا جفنةً
بإزَاءِ الحَوْض قد كفئوا
|
|
ومَنْطِقاً مثل
وَشْي اليُمْنَةِ الحَبِره
|
وقول امرىء القيس
:
رُبَّ طَعْنَةٍ
مُثْعَنْجِرَه
|
|
وجَفْتَةٍ
مُسْحَنْفِرَهْ
|
تُدْفَن
غداً بأَنْقِرَهْ
|
بقولكم : أي بما
هو عَادَتُكم من القول المسترسَل فيه على السجيَّة ، دون المتكلَّف المتعمَّل
للتزيد في الثناء.
وقيل : بقَوْل أهل
الإسلام ومخاطبتهم بالنبي والرسولِ ؛ لأن ما خاطبوه به من تحية أهل الجاهلية
لملوكهم.
اسْتَجْرَيْت
جَرِيَّا ، وتجرّيتُه : أي اتخذته وكيلاً ، وهو من الجَرْي ، لأنه يَجْري مَجْرى
مُوَكّله.
والمعنى : لا
يتخذنَّكم كالأجريَاءِ في طاعتكم له واتِّباعكم خطواته.
[جفا] : خلق الله الأرض السُّفْلى من الزَّبَد الجُفاء والماء الكُبَاء.
الجُفَاء : ما
جفأَه السيلُ ؛ أي رَمى
به ، ويجوز أن يُرَاد به الجافي ، وهو الغليظ ، من قولهم : ثوب جَافٍ ، ورَجل جاف.
والكُبَاء : الكَابي ، وهو المرتفع العظيم ؛ من قولهم : فلان كابي
الرَّماد. وكبَا الغُبَار : ارتفع ، وكَبَت
العُلْبة : امتلأت
حتى تَفِيض.
[جفر] : من اتَّخَذ قَوْساً عربيةٌ وجَفِيرَها نفى اللهُ عنه الفَقْر.
الجَفير : الواسعة من الكنائن ، ومنه : الفَرس المُجْفَر ، وتقدير قوله : وجفيرها : وجفيرَ سِهامها ، فحذف ، وخصّ العربية ؛ كراهة زِيِّ العَجَم.
وروي أنه رأى
رجلاً معه قوسٌ فارسية فقال : أَلْقِها.
قالت حَلِيمة رضي
الله عنها التي أرضعته صلى الله عليه وآله وسلم : كان يَشِبُّ اليوم شبابَ
الصَّبيِّ في الشهر ، فبلغ ستًّا وهو
جَفْر.
هو الذي قَوِي على
الأكل ، واتَّسع جوْفُه ، وقد
استَجْفر. وهو من أولاد
المعز : ما بلغ أربعة أشهر وفُصِل.
__________________
ومنه حديث عمر :
إنه قَضَى في الضَّبُع كَبْشاً ، وفي الظَّبْي شاةً ، وفي اليَرْبُوع جَفْراً أو
جَفْرَة.
أي أَوْجَب
ذَبْحَها على المُجْرِم إذا قتل شيئاً من ذلك.
[جفف] : عُمَر رضي الله عنه ـ كيف يَصْلُح بلد جلُّ أَهْله هذَان الجُفَّان : كَذِبُ بكر ، أَوْ بُخْل تميم.
هذا لقب لبَكْر
وتميم. قيل : لأنه لم يكن في العرب قبيلتان أكثر عدداً منهما.
والجُفُ : الجمع الكثير. وعن المبرد : هما حيَّان فيهما جفاءٌ ، من الجُفّ وهو الجافي.
[جفل] : حَمَل يهوديٌّ امرأةً مسلمة على حمار ، فلما خرجَ بها من
المدينة جفَلها عن رَحْلها ، ثم تَجَثَّمها لِيَنْكِحَها ، فأُتِي به
عُمَر ؛ فقال : ما على هذا عَاهَدْناكم ؛ فقتله.
جفَلها : طرحَها ، من قولهم : طعنَهُ فجفَله ، إذا قلعه من الأرض ، والريح تَجْفِل الجَهَام ؛ أي تذهبُ به.
ومنه حديث ابن
عباس رضي الله عنهما : إن رجلاً قال له : آتي البحْرَ فأجده قد جفَل سمكاً كثيراً ، فقال : كُلْ ما لم تر شيئاً طافياً.
أي رمى به إلى
الساحل.
تجثَّمها : من تجثَّم
الطائر أُنْثَاه
إذَا عَلَاها للسّفَادِ.
[جفن] : انْكَسَرَتْ قَلُوصٌ من إبلِ الصدقة فجَفَنَها.
أي أطعمها في الجفان ، وأنشد ابن الأَعرابي :
يا رُبَّ شَيْخٍ
فيهم عِنِّين
|
|
عَن الطِّعَانِ
وعن التَّجْفِينِ
|
[جف]
: عثمان رضي الله
عنه ـ لما حُوصِر أشار عليه طَلْحَة أن يَلْحَقَ بجنده من أهل الشام فيمنعوه. فقال
: ما كنتُ لأَدِعَ المسلمين بين جُفَّين
، يَضْرب بعضُهم
رِقابَ بعض.
الجُفّ
والجُفّة ؛ الجماعةَ الكثيرة ، ويجوز أن يريد بين مِثْلِ جُفَّين ، وهما بكر وتميم في كَثْرة العدد.
[جفل] : أبو قتادة رضي الله عنه ـ كنت مع النبي صلى الله تعالى
عليه وآله وسلم في سَفْرة ، فَنعَس على ظهر بعيره حتى كاد يَنْجَفِلُ فدَعَمْتُه.
هو مطاوعُ جفَله ، إذا طرحه وأَلْقَاه.
[جفأ] : ابن عازب رضي الله عنه ـ سُئِل عن يَوْم حُنين ، فقال :
انْطَق جُفَاءٌ من الناس
__________________
وحُسَّر إلى هذا
الحيّ من هَوَازِن ، وهم قومٌ رُماةٌ ، فرمَوْهم برَشْقٍ مِنْ نَبْل كأنها رِجْلُ
جَرَاد ؛ فانكشفوا.
أراد سَرَعان
الخيل تشبيهاً
بجُفَاء السَّيل.
والحُسّر : جمع حاسِر ، وهو الذي لا جُنَّة له ؛ يعني أنهم قليلون
وحاسِرُون.
رِجْل
الجراد : الجماعة
منه.
لم تُجْتَفَئُوا
في (حف). الْجَفَرة في (عك). جُفّ طلعة في (طب). مجْفِرة في (زو). من بدا جَفَا في
(بد). [في جَفَاء الْحِقو في (حق)]. [أَجْفَلَة في (زف) جفّة في (نف). جفنة عبد
الله في (جك). جُفوفاً في (بل).
الجيم مع اللام
[جلل] : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ نهى عن لحوم الجلَّالَةِ.
كُنِي عن العَذِرة بالجِلَّةِ ، وهي البَعَرة ؛ فقيل لآكلتها : جَلَّالة وجَالَّة ، وقد
جل الجِلَّة واجتلَّها : التقطها ، وماء
مَجْلُول : وقعت فيه الجِلّة.
ومنه حديثه صلى
الله عليه وآله وسلم : إن رجلاً سأَله عن لُحُوم الحمر ، فقال : أَطْعِمْ أَهلك من
سَمِين مَالِك ، فإني إنما كرهت لك جَوَالَ
القَرْيَةِ.
ومنه حديث ابن عمر
رضي الله عنهما : إنّ رجلاً قال له : إني أريد أن أصحبَك. فقال : لا تصحبني على جلَّال.
كَرِهَ ركوبه ؛
لأن ريح الجَلَّة في عَرَقه.
[جلهم] : استأذن عليه أبو سفيان فحجبه ، ثم أذِنَ له فقال : ما
كِدْتَ تأذنُ لي حتى تأذَن لحجارةِ
الْجُلْهُمَتَيْن! فقال : يا أَبا سُفْيانَ ؛ أنت كما قال القائل : كلُّ الصيدِ في جَوْف
الفَرَا.
الْجُلْهُمة ـ بالضم : القَارَةَ الضَّخمة.
وعن أبي عبيد :
أنه أراد الْجَلْهَة ، وهي جانب الوادي ، فزاد ميماً ، والرواية عنه بالفتح.
والمعنى أنك
تؤخرني ولا تأذنُ لي حتى تأذنَ قَبْلي لناس كثير ، هُمْ في كثرة حجارتها.
__________________
أولا تأذن لي
أصلاً كما لا تَأْذَن للحجارة.
الفَرَا : حِمار
الوحش ، يعني أن كلَّ صَيْدٍ دونه ، وإنما قَصَد تألُّفه بهذا الكلام ، وكان من
المؤلَّفَة قلوبُهم.
[جلب] : لا
جَلَبَ ولا جَنَب ولا
شِغار في الإسلام.
الْجَلَب
: بمعنى الجَلَبة ، وهي التَّصويت.
والْجَنَب : مصدر جنَب الفرسَ ؛ إذا اتَّخذه جَنيبةً.
والمعنى فيهما في
السباق أن يُتْبع فرسه رَجلاً
يُجْلِب عليه ويَزْجُرُه ،
وأن يَجْنُبَ إلى فرسه فَرَساً عُرْياً ، فإذا شارف الغايةَ انتقلَ إليه ؛ لأنه
أَوْدَعُ فسبق عليه.
وقيل : الجلَب في الصدقة : أن يَجلُبوا إلى المُصَدِّق أنعامَهم في موضع
يَنْزله ، فنُهي عنه إيجاباً لتصديقها في أَفْنيَتهم.
وقد مَرّ الشّغار
في (أب).
[جلس] : أعطى بلال بن الحارث مَعَادِن القَبَليّة جَلْسِيّها وغَوْرِيّها.
النسبة إلى الجَلْس وهو نَجْد ، سُمّيَ بذلك لارتفاعه من قولهم لِلْغِلَظِ من
الأرض والجبلِ المشرفِ والناقةِ المرتفعة : جَلْس.
وجَلَس : إذا أنجد ، وقال الشّمّاخ :
فمرَّتْ على ماء
العُذَيْبِ وعَيْنُها
|
|
كَوَقْبِ
الصَّفا جَلْسِيُّها قَدْ تَغَوَّرا
|
[جلخ]
: في حديث الإسراء
: أخذَني جبرائيل وميكائيل ، فصعِدَا بي ، فإذا بنَهْرَين جِلْوَاخَيْنِ قلتُ : يا جبرائيل ؛ ما هذان النهران؟ قال سُقْيَا أهلِ
الدنيا.
الجِلْوَاخ
: الواسع ، قال
بعض بني غطفان :
ألَا لَيتَ
شِعْرِي هل أَبيتَنَّ ليلةً
|
|
بأَبْطَحَ
جِلْوَاخٍ بأَسْفَلِهِ نَخْلُ
|
[جلج]
: قال له صلى الله عليه وآله وسلم أصحابُه لمّا نزلَتْ : (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً
__________________
مُبِيناً) [الفتح : ١] : هذا
يا رسولَ الله أَنْتَ ، قد غُفِرَ لك ، وبَقينا نحن في جَلَجٍ لا نَدْرِي ما يُصْنَع بنا.
الجَلَج
: بمعنى الحَرَج
وهو القَلَق ، أي بَقِينَا في غير استِقرار ويَقِين من أمرنا.
وقيل : هو جمع جَلجَة ، وهي الرأس : أي في عدد رءوس كثيرة من المسلمين.
ومنه حديث عمر رضي
الله عنه : إنه كتب إلى عامله على مصر خُذْ من كل جَلَجَة من القِبْط كَذَا وكذا.
[جلا] : أخذ أسعد بن زُرارة رضي الله عنه بيدِه صلى الله تعالى
عليه وآله وسلم ، وقال : يأيها الناس ؛ أتدرون على ماذا تُبَايعون محمداً صلى الله
تعالى عليه وآله وسلم؟ إنَّكم تُبَايِعونه على أَنْ تُحَارِبوا العرَب والعجَم
والجنَّ والإنْسَ مُجْلِيةً!
قالوا : نَحْنُ
حَرْبٌ لمن حارب ، سِلْمٌ لمن سَالَم.
أي حرباً مُجْلِيةً عن الأوطان ، تقول العرب : اختاروا فإما سِلْمٌ مُخْزِية
وإما حربٌ مُجْلية.
وقيل : لو رُوِيت
مُجْلبة ، فهي من أجلَب
القوم ، وأَجْلَبُوا : إذا اجتمعوا.
[جلل] : قدم سُوَيد بن الصامت مكّة فتصدَّى له رسول الله صلى الله
تعالى عليه وآله وسلم فدعاه فقال له سُوَيد : لعل الذي معك مِثلُ الذي معي! فقال
صلى الله عليه وآله وسلم : وما الذي معك؟ قال : مَجَلَّةُ لُقْمان.
كلُّ كتابِ حِكمة
عند العرب مَجَلَّة. قال النابغة :
مَجَلتُهُمْ
ذَاتُ ألإِلهِ ودِينُهم
|
|
قَوِيم فما
يَرجُونَ غَيْرَ الْعَوَاقِبِ
|
وكأَنها مفعلة
مِنْ جَلَ ؛ لجلال الحكمة وعِظَم خطرها ، ثم إما أن يكونَ مصدراً
كالمَذَلَّة فسُمِّي بها ، كما سُمِّي بالكتاب الذي هو مصدر كَتَب ، وإما أن يكونَ
بمعنى مكان الْجلالِ.
[جلز] : لا يدخلُ شيء من الكِبْر الجنَّة. قال قائل : يا رسول
الله ؛ إني أُحِبُّ أن أتَجَمَّلَ بجِلَازِ سَوْطِي وشِسْع نَعْلي. فقال صلى الله تعالى عليه وآله
وسلم : إنَّ ذلك ليس من الكِبْر ، إن الله جميل يحبُّ الجمال ، وإن الكِبْرَ مَنْ
سَفِهَ الحقَّ وغمَصَ الناس.
الْجِلَاز : ما
يُجْلَزُ به السّوط أو
القَوْس وغيرهما من عَقَب وغيره ، وهو أن يُدَار عليه ويُلْوَى.
__________________
ومنه قيل للمستدير
في أسفلِ السنان كالحلقة : جَلْز ، وللعَقْد المعقود مستديراً جَلْز وجِلُاز.
كَنَى بقوله : لا
يدخل شيء من الكِبر الجنةَ عن أَنه لا يدخلها أَحد من المتكبرين ؛ لأنه إذا نَفَى
أن يدخلَها سيء منه فقد نَصَبَ دليلاً على أنَّ صاحبه غيرُ داخلِها لا محالة.
جميل : أي جميل
الأفعال حسَنُها ، والعرب كما تَصِف الشيء بفعله فإنها تصفه بفعلِ ما هو من
سَبَبه.
مَنْ سَفِه الحق :
أي فعل من سفهه ، ومعناه جهله.
وغَمِصَ الناس :
أي استحقرهم.
[جلل] : لما خرج أصحابُه إلى المدينة وتخلّف هو وأبو بكر ينتظر
إذْنَ ربِّه في الخروج اجتمع المشركون في دار النَّدْوَة يتشاورون في أمره ،
فاعترضهم إبليس في صورةِ شيخٍ جليلٍ
عليه بَتّ. فقال
أبو جهل : إني مُشِيرٌ عليكم برَأْي. قال : وما هو؟ قال : نأْخذُ من كل قبيلة
غلاماً شابًّا نَهْداً ثم يُعْطى سيفاً صَارِماً ، فيضربونه ضَرْبَةَ رَجلٍ واحِدٍ
، حتى يقتلوه ، ثم وَدَيْنَاه وقطعنا عَنّا شَأْفَته واسترحنا منه.
فقال الشيخ : هذا
واللهِ الرأي!.
جَلّ
الرجل فهو جليل : إذا أسنّ وكبر ، ومنه قولهم : جلَ عَمْروٌ عن الطَّوْق ، بدليل قولهم : كَبِرَ عمرو. قال كثير
:
*وجُنَّ اللواتي
قُلْنَ عزةُ جلَّتِ *
البَتّ
: كِساء غليظ
مربَّع.
النهد : العظيم الخَلْق المرتفع.
قال :
*من بعد ما كنتُ
صُمُلًّا نَهْدا *
الشَّأْفة : قَرْحة تخرج بالقدم فتُكْوَى فتذهب ، وقد شَئِفَتْ رِجْلُه.
والمعنى : قطعنا
أَصلَه كما تُقطعُ الشأفة.
[جلب] : قال البَراء رضي الله عنه : لما صَالح رسول الله صلى الله
تعالى عليه وآله
__________________
وسلم المشركين
بالحُدَيْبيَة صالَحهم على أَن يَدْخُلَ هو وأصحابُه مكَّة من قابِل ثلاثةَ أيام ،
ولا يدخلونها إلّا
بجُلُبَّانِ السِّلاحِ.
قال : فسألته ما جُلُبَّانُ السِّلاحِ؟ قال : القِراب بما فيه.
الجُلُبَّان
والْجُرُبَّان والقِرَاب
: شِبْه جِراب
يَضع فيه الرَّاكب سيفَه مَغْموداً وسَوْطَه وأداته ، ويَنُوطه وَرَاء رَحْله.
وقيل : هو مخفف
بوزن الْجُلْبان الذي هو المَلِك ؛ ولَعله سمي جُلْبَاناً لجمعه السلاح ،
ومَدَار هذا التركيب على مَعْنَى الجمع.
وجُرُبّان من لفظ
الجِراب ، وإنما اشترطوا عليه ذلك ليكونَ عَلَماً للسِّلْمِ.
[جلل] : قدم أبيّ بن خلَف في فداء ابْنِه ـ وكان أُسِرَ يوم بَدْر
ـ فقال : يا محمد ؛ إن عندي فَرساً
أُجِلُّها كلَّ يوم فَرَقاً
من ذُرَة أَقْتُلك عليها.
فقال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم : بل أنا أَقْتُلك عليها إن شاء الله تعالى.
[أُجِلُّها] : أَعْلِفها علفاً جليلاً ، من قولهم : أتيته فما أَجَلَّني ولا
أَحْشَاني : أي ما أعطَاني
من جِلَّة ماله ولا حاشيتِه.
وقوله : فَرَقا ، بيان لذلك الجليل
، وهو مِكْيال
يَسَع ستةَ عشر رِطلاً.
عليها : في الأول
حال عن الفاعل وفي الثاني عن المفعول.
[جلد] : أبو بكر رضي الله عنه ـ في قِصَّة المهاجرة : إن رسولَ
الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لي : أَلم يَأْنِ للرَّحِيل؟ فقلت : بَلَى!
فارتحَلْنا حتى إذا كنَّا بأرضٍ جَلْدةٍ.
هي الصّلبة.
ومنها حديث علي
عليه السلام : إنه كان ينزع الدَّلو بتَمْرَة ، ويَشْتَرِط أنها جَلْدة.
وذلك أنَّ
الرُّطَبَة إذا صلَّبَتْ طابت جِدّاً.
ومنه المثل :
أطيبُ مُضْغةٍ صَيْحَانية مُصَلِّبة.
[جلفط] : عمرُ رضي الله تعالى عنه ـ كتب إليه معاوية رضي الله
تعالى عنه يسأله أن يَأْذَن له في غَزْوِ البحر ، فكتبَ إليه : إني لا أَحْمِل
المسلمين على أَعْوَادِ نجَرها النَّجَّار وجَلْفَطَها
الجِلْفَاط ، يحملهم عدوُّهم
إلى عدوِّهم.
هو الذي يَسُدُّ
دُرُوزَ السفن ويُصلحها ـ بالطاء غير المعجمة ، وأراد بالعدوّ البحر أو
__________________
النواتي ، لأنهم
كانوا عُلُوجاً يُعادُون المسلمين.
[جلل] : قالت أم صُبَيَّة الجهنية رضي الله عنها : كنا نكونُ على
عهد رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وعَهْد أبي بكر وصَدْراً من خلافة
عمر رضي الله تعالى عنهما في المسجد نِسْوَةً قد
تجالَلْنَ ، وربما غَزَلْنا
فيه ؛ فقال عمر رضي الله تعالى عنه : لأَردَّنكنَّ حرائر. فأَخْرَجَنا منه.
تجالَلْن
: اسْنَنَّ.
حَرَائر : أي كما
يجب أن تكونَ الحرائرُ من ضَرْبِ الحُجُب عليهن ، وألَّا يَبْرُزْنَ بُرُوز
الإِماءِ.
[جلبب] : علي عليه السلام ـ من أحبَّنا أَهْلَ البيتِ فليُعِدَّ
للفَقْرِ جلْبَاباً ، أو قال : تِجْفَافاً.
الجِلْباب
: الرداء ، وقيل :
الملاءة التي يُشتمل بها.
والمعنى :
فلْيُعدّ وقاءً مما يُورِدُ عليه الفقرُ والتقلّل ورَفضُ الدنيا ؛ من الحَمْلِ على
الجزَع وقلَّةِ الصبر على شَظَف العيش وخشونة الحال.
ومنه حديث ابن
مسعود رضي الله تعالى عنه : إن امرأته سأَلَتْه أَنْ يَكْسُوَها ، فقال : إني
أَخشى أن تَدَعِي جِلْبَابَ
اللهِ الذي جَلْبَبَكِ به. قالت : وما هو؟ قال : بيتُك. قالت : أَجِنَّكَ من
أصحابِ محمد تقولُ هذا؟.
أَجِنَّك : أصلُه
من أَجل أنّك ، أو لأَجْل أَنك ، فحذف الجار ؛ كقوله :
أَجْلَ أنَّ
اللهَ قد فَضَّلَكُم
|
|
[فَوْقَ من أَحْكَأَ صُلْباً بإِزَار]
|
وخُفِّفَت أنّ
ضربين من التخفيف : أَحدهما حَذْفُ الهمزة ، والثاني حذف إحدى النونين ، فَولِيت
النونُ الباقية اللامَ وهما مُتَقَاربتا المخرجين ، فقُلبت اللام نوناً ،
وأُدغِمَت في النون ؛ وحقُّ المدغم أن يسكُن فالتقى سَاكِنان هي والجيم فحُرّكت
الجيم بالكسر ؛ فصار أَجِنَّك.
[جلا] : ذكر المهديُّ من ولد الحسن [الحسين] رضي الله عنهما ،
فقال رجل : أَجْلَى
الجَبِين ،
أَقْنَى الأَنف ، ضَخْم البطن ، أَزْيَلُ الفَخِذَين ، أَفْلج الثنايا ، بفخذه
اليمنى شَامة.
الْجَلا : ذَهابُ شَعْرِ الرَّأْسِ إلى نِصْفه ، والجَلح : دونه ، والجَلَهُ
: فَوقَه.
القَنَا : أحدِيداب في قَصَبة الأنف.
__________________
الزَّيَل
: الفَحَج.
[جلع] : الزُّبير رضي الله عنه ـ كان أَجْلَع فَرِجا.
هما بمعنى واحدٍ ،
وهو الذي لا يزال يَبْدُو فَرْجُه.
والأجلع أيضاً : الذي لا تنضَمُّ شَفَتَاه.
[جلد] : لما الْتَقينا يَوْم بَدْر سلَّط الله علينا النُّعاس ،
فوالله إنْ كنتُ لأتشدَّد
فيُجْلَدُ بي ، ثم أتشدّد فيُجْلَدُ بي.
أي يَصْرَعني
النوم. يقال : جَلَدْتُ
به الأَرضَ : إذا
صَرَعْته ، كما يقال : ضربتُ به الأرض.
إن : مخففة من
الثقيلة ، واللامُ في لأتشدد هي الفارقة بين إنْ المخففة والنَّافية.
[جلح] : أبو أيوب رضي الله عنه ـ من بات على سطح أَجْلَح فلا ذمّةَ له.
هو الذي لم
يُحَجَّر بجدَار ولا غيره.
[جلعب] : ابن مُعَاذ رضي الله عنه ـ كان رجلاً ضَخْماً جِلْعَاباً ـ وروي : جِلْحَاباً.
هما الطويل : وقيل
: الضَّخْم الجسيم.
[جلاء] : أم سَلَمة رضي الله تعالى عنها ـ كانت تكره للمُحِدّ أن
تكتَحِل بالْجَلاءِ.
هو الإِثمد ؛ لأنه
يَجْلُو البصر ؛ وأما الحُلَاء ـ بالحاء والضم فحُكَاكة حَجر على
حَجَرٍ.
قال أبو المثلم
الهذلي :
وأكْحُلْكَ
بِالصَّابِ أو بالحُلَاء
|
|
ففَقِّح لِذَلِك
أَوْ غَمِّض
|
وهو الحَلُوء
أيضاً ، يقال : حَلأَت
له حَلُوءاً : إذا حَكَكْتَ حجَراً على حجر ، ثم جعَلتَ الحُكَاكة على
كَفِّكَ ، وصَدَّأْتَ به المِرْآة ثم كَحَلْتَه به ، وقد غُلّط راوي بيت الهذلي
بالجيم ؛ لأنه مُتَوعِّد فلا يَكْحُل بما
يَجْلو البصر.
[جلجل] : عطاء رحمه الله ـ قال ابن جُرَيج : سألته عن صدَقة
الحَبِّ ، فقال : فيه كلِّه الصدقةُ ، وذكر الذُّرَة والدُّخْنَ والجُلْجُلَان والبُلْسُن والإِحْرِيض والتَّقْدَة.
الْجُلْجُلَان
: السِّمْسِم.
والبُلْسُنُ : العدس ، وهو
البُلُس بضمتين ـ عن ابن
الأعرابي.
والإِحريض : العُصْفر ، وثوب مُحَرَّض.
__________________
والتَّقْدَة ـ بالتاء : الكُزْبَرَة ، وبالنون الكَرَوْيا.
[جلحاء] : في الحديث : إنّ الله ليؤدِّي الحقوقَ إلى أَهْلِها حتى
يُقِصّ للشَّاةِ
الْجَلْحاء من الشاة
القَرْنَاء نَطَحَتْها.
الْجلحاء : الجمَّاء.
لا أَجْلنظي في (بج).
أجلى في (زه). مجَلِّلاً في (حي). أَجلُّو الله في (حل). ولا جَلْحَاء في (عق). من
جلبابها في (عس). فجُلد بالرجل في (رت). جَلْعَدا في (قص).
على أَجالدهم في (قس).
وجليل في (صب). جَلّال في (لق). ذا الْجَلَب في (لب). جَلْحَاء في (قذ). جَليل المُشاش في (مغ).
الجيم مع الميم
[جمع] : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ قال في
الشُّهَداء : ومنهم أن تموت المرأة
بجُمْع.
يقال : ماتت بجُمْع وجِمْع
: أي حاملةً أو
غير مَطْمُوثة.
ومنه حديثه :
أيُّما امرأة ماتت بِجُمْع
لم تُطْمَث دخلت
الْجنة.
وحقيقة الجُمْع والجِمْع
أنهما بمعنى
المفعول كالذُّخر والذِّبح. ومنه قولهم : ضربه بجُمْع
كفّه ، أي بمجموعها ، وأخذ فلان بجُمْع
ثياب فلان.
فالمعنى : ماتت مع
شيء مجموع فيها غير منفصل عنها : حَمْلٍ أو بكارة ، وأما قول ذي
الرُّمة :
ورَدْناه في
مَجْرى سُهَيْل يَمَانِياً
|
|
بصُعْر البُرَى
من بين جُمْعٍ وخَادِجِ
|
فلا بدّ فيه من
تقدير مضاف محذوف ، أي ذات جمع.
__________________
[جمز] : وضَّأَه المغيرة ، فذهب يُخْرِج ذِراعيه ، فضاق عليه
كُمَّا جُمَّازَته ، فأخرج يدَه من تحتها.
الجمَّازَةُ : مِدْرَعة قصيرة مِنْ صُوف.
[جمل] : قال عمر رضي الله تعالى عنه : إن سَمُرَة بن جُنْدَب باع
خَمْراً ، قاتل الله سَمُرَة! ألم يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال
: لعن الله اليهود حُرِّمَت عليهم الشُّحوم ، فَجَمَلُوها فباعُوها.
جَمَل
الشحم يَجْمُلُه : أذَابَه.
والمعنى أنه خلَّل
الخمر ثم باعها ، فكان ذلك مُضَاهياً لفعل يهود في إذابتهم الشَّحم حتى يصير
وَدَكاً ، ثم بيعهم له متوهّمين أنه خرج عن حكم الأصل بالإِذابة.
[جم] : قال أبو ذر رضي الله تعالى عنه : قلت : يا رسول الله ؛
كم الأنبياء؟ قال:مائة أَلفٍ وعشرون ألفاً. قلت : كم الرُّسُلُ من ذلك؟ قال :
ثلاثمائة وثلاثة عشر
جَمَّاءً غَفِيراً! قلت :
مَنْ أولهم؟ قال : آدم. قلت : أنبيٌّ مُرْسَل؟ قال : نعم ، خلقه الله بيده ، (وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ) ، ثم سوَّاه قِبَلاً ـ وروي : قَبَلاً ، وقُبَلاً.
ذكر سيبويه : الجماءَ الغفير في باب : ما يُجعل من الأسماء مصدراً كطُرًّا
وقاطبة ، وكأنه قال صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : هم كذا وكذا جَمْعاً لهم
وحَصْرَاً واستغراقاً.
والكلمتان من الجُموم ، وهو الاجتماع والكَثْرة ، ومن الغَفْر وهو التَّغطية ،
فجُعلتا في موضع الشُّمول والإِحاطة.
وعن المازني : لم
تقل العرب الجماءَ إلا موصوفاً ، ويقال : جاءوا جمًّا غَفيراً ،
__________________
والجماءَ الغفير ، والجمَ
الغفير. وعن بعضهم : جَمَ الغفير ، وجماءَ الغفير ، وجَمّاءَ الغفيرة ، وجماء
الغَفِيري.
قِبَلاً وقُبَلاً : مقابلة ومشاهدة ، وقَبَلاً : استقبالاً واستئنافاً ، يقال : لا آتِيك إلى عشرٍ من ذي
قِبَل : من قبل ، أي من زمانٍ نشاهده ، ومِنْ ذي قَبَلٍ ، أي من زمانٍ يستقبلنا.
[جمل] : عمر رضي الله تعالى عنه ـ إن أهلَ الكوفة لما وَفَّدُوا
إليه العِلْباء بن الهَيْثَم السَّدُوسي ، فرأى عُمر هيئةً رثَّةً ، وما يَصْنَع
في الحوائج. قال : لكلِّ أناس في جُمَيْلِهم
خبرٌ ـ وروي في
بَعيرهم.
وهو مثلٌ يُضرب في
معرفة القوم بصاحبهم ؛ يريدُ أن قومه لم يُسَوِّدوه إلا لمعرفتهم بشَأْنه ، وكان
العِلباءُ دَميماً أعور باذَّ الهيئة ، وكان الرجلَ إذا حَزَب أَمرٌ.
[جمر] : سأل الحطيئةَ عن عَبْسٍ ومُقاومتها قبائلَ قيس ، فقال :
يا أمير المؤمنين ؛ كنا ألفَ فارسٍ ، كأننا ذَهَبَةٌ حمراء ، لا نَسْتَجْمِر ولا نُحالِفُ.
أي لا نَسأل غيرنا
أن يتجمَّعوا إلينا لاسْتِغْنَائنا بأنفسنا من الجَمَارِ ـ بفتح الجيم : وهو الجماعة ، وتجمّرت القبائل : اجتمعت.
لا تُجَمِّرُوا الجيشَ فتفتنوهم.
وهو أن يُحْبَسوا
في الثغر ، ولا يُؤْذن لهم في القفول.
[جمع] : الخُدْري رضي الله عنه ـ بِعِ الجَمع بالدراهم ثم ابتع بالدراهم جَنِيباً.
الجَمع
: صنوف من التَّمر تجمع.
والجنيب : نوعٌ منه جيِّد ، وكانوا يبيعون صاعَيْن من الجَمع بصاع من الجَنيب ، فقال ذلك تنزيهاً لهم عن الرِّبا.
[جمم] : ابن عباس رضي الله عنهما ـ أُمرنا أن نَبْنِي المساجد جُمًّا والمدائن شُرَفاً.
الجُمّ
: التي لا شُرَف
لها ، من الشاة
الجماء ، وهي خلاف
القَرْنَاء. والشُرَف
: التي لها شُرَف.
أَنس رضي الله
تعالى عنه ـ تُوفي رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم والوحي أَجمُ ما كان ، لم يَفْتُرْ عنه.
أي أكثر ما كان ؛
من جمَ الشيءُ
جُموماً.
__________________
[جمهر] : معاوية رضي الله تعالى عنه ـ قال له ابنُ الزُّبير : إنا
لا نَدَع مَرْوَان يرمي جماهيرَ قُرَيش بمَشَاقِصه ، ويضربُ صَفَاتها بمِعْوله ، ولولا
مكانُك لكان أخفَّ على رِقابنا من فرَاشَةٍ ، وأقلَّ في أنفسنا من خَشَاشة ، وايم
الله لئن ملك أعِنَّةَ خَيْل تنقادُ له ليركبَنَّ منك طَبَقاً تخافه.
فقال معاوية : يا
معشرَ قُرَيش ؛ ما أراكم مُنْتَهين حتى يبعثَ الله عليكم مَنْ لا تعطفه قرابة ،
ولا يذكر رَحِماً ، يسومكم خَسْفاً ، ويُورِدكم تَلَفاً.
قال ابنُ الزبير :
إذن والله نُطْلِق عِقَالَ الحرب بكتائب تَمُور كرِجلِ الجَرَاد ، [على]
حَافَتَيْها الأَسَل ، لها دَويّ كدَوِيّ الريح ، تتبَعُ غِطْرِيفاً من قُريش ،
لم تكن أمُّه براعِيَة ثَلة.
فقال معاوية : أنا
ابنُ هِنْد ، أطلقتُ عِقالَ الحرب ، فأكلت ذِروة السَّنام ، وشربت عُنْفوان
المَكْرَع ، إذ ليس للآكل إلا الفِلْذة وللشارب إلا الرّنْقُ والطَّرْق.
جُمْهُور الناس : مُعْظمهم ، وجمعه جَماهير ، وقد يقال له : جُرْهُوم
وجرَاهيم.
المِشْقَص
: من النصال : ما
طال وعَرُض. وعن الأصمعي أنه الطويل غير العريض.
الصَّفَاة والصَّفْوَانة : الحجر الأَملس.
الفَرَاشَة : التي تتهافت في النار.
الخَشَاشة : واحدة الخشَاش ، وهي الهوامّ.
الطَّبق
: جمع طَبَقةٍ ،
وهي مَنْزلة فوق منزلة. قال الله تعالى : (لَتَرْكَبُنَّ
طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) الانشقاق : ١٩] ،
ومنه طَبَقُ الظَّهْر ، وهو فَقاره.
والمعنى :
ليَرْكبنَّ منك أحوالاً ومنازلَ في العَدَاوَة مَخُوفةً.
سَامَه خَسْفاً :
إذا ألزمه إياه قَسْراً وإجباراً ، من سَوْمِ العالّة ، وهو أن تُكْرَهَ ويُدَاوَم
عليها حتى تَشْرَب ، يقال : سام ناقته سَوْماً.
والخَسْف : حَبْس الدابة على غير عَلَف ، فوُضِع مَوْضِعَ الإذلال.
نُطلِق : منصوب
بإذن لكونها مبتدأة غير معتمدة ، وكونِ الفعل مستقبلاً غير حاضر.
رِجْل الجرَاد :
القطعة منه التي قوي بعضُها ببعض ـ عن المبرّد.
الغِطْريف
: السيد.
الثَّلَّة : الجماعة من الضأن.
العُنْفُوَان
: الأول ، وزنه
فُعْلُوَان ، من اعتنف الشيءَ إذا ابتدأه ، ولو جُعل العين بدلاً من الهمزة لم
يَبْعُدْ ، لقولهم : أنْفُوَان وائتنف الشيءَ.
الفِلْذة : القطعة من الكبد.
__________________
الرَّنْق
: الرَّنِق ، وهو
الكَدِرُ.
الطَّرْق
: الماء الذي
طَرَقَتْه الدوابّ ؛ أي خاضَته ، وبالَت فيه ، وبعرت ؛ فتغيّر واصفرَّ ، سُمّي
بالمصدر.
ضَرَب ذلك مثلاً
لعزِّه ومذَلَّتهم وتقدّمه وتَخَلُّفهم.
[جمم] : عائشة رضي الله تعالى عنها ـ بلغها أن الأحنف قال شعراً
يَلُومها فيه ، فقالت : لقد اسْتَفْرَغَ حَلْمَ الأَحْنَفِ هِجَاؤُه إياي ، أَبي
كان يستجمُ مَثَابَةَ سَفَهِه؟ إلى اللهِ أشكو عُقُوقَ أَبنائي!.
استجمَ
البئر : تركها
أياماً لا يَسْتَسْقِي منها حتى يجتمِعَ ماؤها ، كأنه طلَب جُمومَها.
والمثابة : المَوْضع الذي يثوب منه الماء.
أرادت أنه كان
يحلُم عن النَّاس ، ولا يتسافَه عليهم ، فكأنه كان يَجْمع سَفَهه.
أَبي : أي بسببي ،
ومن أجلي.
[جمل] : عاصم رحمه الله ـ لقد أدركتُ أقواماً ، يتَّخِذون هذا
الليل جَمَلاً يشربون النبيذ ، ويلبسون المُعَصْفَر ، منهم زِرّ [بن حُبَيْش]
وأَبو وائل.
هي عبارة عن قيام
الليل والتهجّد.
[جمر] : في الحديث ـ إن آدم عليه السلام رَمى إبليس بمِنًى ، فأَجْمر بين يَدَيْه ؛ فسمِّيت الجِمار به الجِمار.
أي أسرع. قال
لَبِيد :
*فإذا حَرَّكْتُ
غَرْزِي أَجْمَرت *
[جمع] : كان في جبل تِهَامة
جُمَّاع قد غَصَبُوا
المارَّةَ من كِنَانة ومُزَيْنة وحَكَم والقَارَة.
الجمّاع
: الأُشابَةُ من
قبائل شتَّى. قال ابنُ الأَسْلت :
*مِنْ بَيْن جمْعٍ
غَيْر جُمَّاع *
[جمد] : إذا وُضِعَت الجَوَامد فلا شُفْعَة.
هي الحدُود ، جمع جَامِد.
من جَمْع في (غل).
جَمَز في (ذل). جَمْلَاء في (سن). [بخَبْتِ] الجَمِيش في (جز).
جماليّاً في (صه).
جمعاء في (فط). وإذا استَجْمرت في (نث). مجمّعاً في (نس). ولا تجمّروهم في (كف).
جُمَّاع في (شع). جَامِساً في (مي). جَمْس في (سن). أَجْمَر ما كانوا في (خم).
__________________
الجيم مع النون
[جنح] : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ أَمَر بالتَّجَنُّح في الصلاة ، فشكا ناسٌ إليه الضَّعْفَ ، فأمرهم أن يستعينوا
بالرُّكَب.
التجنُّح
والاجتناح في السجود : أن يعتمِدَ على راحتيه مُجَافياً لذِرَاعيه غير
مُفْتَرِشِهما ؛ من قول ابن الرقاع يصف ثور الوحش :
يبيتُ يَحْفِر
وَجْهَ الأرض مُجْتَنِحاً
|
|
إذا اطمأنَّ
قليلاً قامَ فانْتَقلا
|
وفي حديثه صلى
الله تعالى عليه وآله وسلم : إنهم شكَوْا إليه الاعْتِماد في السُّجُودِ ؛ فرخّصَ
لهم أن يستعينوا بمرافقهم على رُكَبهم.
[جنب] : ذكر الشهداء ، فقال : والمجْنُوبُ
في سبيل الله
شَهِيد.
هو الذي به ذات الجَنْبِ.
دخل مكةَ فبعث
الزُّبير على إحدى المُجَنِّبَتَين
، وبعث خالد بن
الوليد على اليُسْرَى ، وبعث أبا عُبَيدة على الحبُس أو الحُسَّر.
المُجَنِّبَتَان
: جناحا العسكر.
الحبُسُ
: الرَّجالة ،
سُمُّوا بذلك لحبسهم الخيَّالة ببطء مَسيرهم ، كأنه جمع حَبُوس ، أو لأنهم
يتخلّفون عنهم وتحبسهم الرُّجْلة عن بلوغهم ، كأنه جمع حَبيس.
والحسر : جمع حَاسِر ، وهو الذي لا بَيْضَة عليه.
لا يضر المرأةَ
الحائض والْجُنُبَ ألّا تَنْقُضَ شَعْرها إذا أصاب الماءُ سورَ الرأس ـ روي : شَوَى
رأسها.
الْجُنُب
: يستوي فيه
المذكّر والمؤنث والواحد والاثنان والجمع. وقد يقال : جُنُبُون وجُنُبات
وأَجْنَاب.
سُور الرأس : أعلاه.
والشَّوَى : جمع شَواة وهي فَرْوَته.
__________________
[جنأ] : عن عليّ بن الحسين عليهما السلام ـ جَنَأَ رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم بيده في يوم حارّ
وقال : مَنْ أحبَّ أن يُظِلَّه الله من فَوْرِ جهنم يوم القيامة فليُنْظِر غريماً
أو لِيَدَعْ مُعْسراً.
يريد حَنَاها ، والأَجْنَا : الذي في كاهِلِه انحِنَاء على صَدْرِه وليس بالأَحْدَبِ.
وتيس أَجْنَأ : الذي انحنى قَرْناه على جَنْبَيْه وصَلِيف عُنقه.
عن عمر رضي الله
تعالى عنه ـ إن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم رَجَم يهوديًّا
ويهوديَّةً ، فقد رأيته يُجَانِئ
عليها يَقِيها
الحِجَارة بنَفْسه ـ وروي : فَعلِقَ الرجل يُجْنِىء عليها.
يقال : جَنَأَ عليه إذا عطف جُنُوءاً ، وأجنأه عليه ، ومنه المُجْنأ ؛ وهو التُّرس.
والقَبْر المُجْنَأُ : المسنَّم. وجانأه
: بمعنى أجنأه ، كباعده وأبعده ، وعالاه وأعلاه ، والمعنى : يعطِف عليها
نفْسَه.
[جنف] : عمر رضي الله تعالى عنه ـ أفطر في شهر رمضان وهو يرى أنّ
الشمسَ قد غربت ، ثم نَظر فإذا الشمسُ طالعةٌ. فقال : لا نَقْضيه ، ما تجانَفْنَا فيه لإِثْم.
التجانف
: المَيْل ، والجَنَف والإِجناف
كذلك.
ومنه حديث عُرْوة
: يُرَدُّ من صدَقَة
الجانِف في مرَضه ما
يُرَدّ من وصيَّة
المُجْنِف عند مَوْتِه.
[جنن] : ابن عباس رضي الله عنه ـ الجانُ
مَسِيخُ الجِنِ ، كما مُسخت القِرَدة من بني إسرائيل.
هو العظيم من
الحيات.
ومنه حديث ابن
واثلة رحمه الله : أَقْبل جانّ
فطاف بالبيت
سَبْعاً ، ثم انقلب حتى إذا كان ببعض دُورِ بني سَهْم عَرض له شابّ من بني سَهْم
أحمرُ أَكْشف ، أَزْرق أَحْول أَعسر ، فقتَله ، فثارت بمكة غَبَرة حتى لم تُبْصَر
لها الجبال.
__________________
الأكشف
: الذي له في
قُصَاص الناصية شعرات ثَائرة ، وقد يُتَشاءم به.
ومنه حديث القاسم
رحمه الله : إنه سُئل عن قَتْل الجانّ
؛ فقال : أُمِرَ
بقَتْل الأَيْم منهن.
الأَيْمُ
والأَيْنُ : ما لَطُفَ منها.
ويُجمع على جِنَّان ، ونظيره غَائِط وغِيطان ، وحَائِط وحيطان.
ومنه الحديث ـ في
كَسْح زمزم أنَّ العبَّاس قال : يا رسول الله ؛ إن فيها جِنَّاناً كثيرة.
ومنه حديث آخر :
إنه نهى عن قتل الجِنَّان
التي تكونُ في
البيوت.
[جنه] : علي بن الحسين عليهما السلام ـ مدحه الفرزدق فقال :
في كَفِّهِ
جُنَهيٌ رِيْحُهُ عَبِقٌ
|
|
مِنْ كَفِّ
أَرْوَعَ في عِرْنِينِه شَمَمُ .
|
قال القُتَيْبي : الجُنَهِي : الخَيْزُران. ومعرفتي بهذه الكلمة عجيبة ، وذلك أنّ رجلاً
من أصحاب الغريب سأَلني عنه فلم أعرفه ، فلما أخذتُ من الليل مَضْجعي أتاني آتٍ في
المنام فقال لي : ألَا أَخْبَرتَه عن الجُنَهي؟ قلت : لم أعرفه. قال : هو الخيزران! فسألته شاهداً ، فقال
: هدِيّة طرفنّه. في طبَقٍ مجَنَّة.
فهببتُ وأنا
أكثِرُ التعجب ، فلم ألبث إلا يسيراً حتى سمعت من ينشد : في
كَفِّه جُنَهِيٌ .. وكنت أعرفُه : في
كفّه خيزران.
[جنب] : مجاهد رحمه الله ـ قال في قوله تعالى : (مَتاعاً لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ) [المائدة : ٩٦] ؛ أَجْنَابُ الناسِ كلهم.
هم الغُرباء ،
الواحد جُنُب. قالت الخنساء :
ابكي أخاك
لأَيْتَامٍ وأَرْملة
|
|
وابكي أخاك إذا
جاورْتِ أَجْنَابا
|
[جنق]
: الحجاج ـ نصَب
على البيت مَنْجَنِيقين ووَكَل بهما
جَانِقَيْنِ ، فقال أحد الجانِقَيْنِ عند رَمْيه :
خَطَّارَةٌ
كالجملِ الفَنِيقِ
|
|
أَعْدَدتُها
للمَسْجِد العَتِيق .
|
الجانِق
: الرَّامي بالمنجنيق ، وقد
جَنَق يجْنِق.
وقال الشيخ أبو
علي الفارسي : الميم في مَنْجَنِيق
أَصل ، والنونُ
التي تلي الميم زائدة ، فأما
جَنَق ففيه بعض حروف المنجنيق ، وليس منه ؛ كقولهم : لأل وليس من اللؤلؤ ، والمَنْجَنِيق مؤنثة ، ولهذا قال : «خَطّارة» ، شبهها بالفحل ، ووصفها بما
يُوصف به من الخطَران ، وهو تحريكه ذَنَبَه للصّيال أو للنُّزَاء.
__________________
والفَنِيق : الفحل ، ويجمع على فُنُق
وأَفْنَاق.
في الحديث ـ الجانِبُ
المُسْتَغْزِرُ يُثَابُ مِنْ هِبَتِه.
الجانب
: الغَريبُ.
والمستَغزِرُ ، من استغزر الرجل : إذا طلب أَكثرَ مما أَعْطَى.
والمراد أنّ
الرجلَ الغريب إذا أهدى إليك شيئاً لتُكافِئه وتزيدَه فأَثِبْهُ من هديَّته
وزِدْه.
لا جَنَبَ في (جل).
جِنَابَ الْهضب في (نص). بالجَنْبة في (كس). [أَخِفُّوا] الجُنَن في (زن). ظَهْرَ
المِجَنّ في (كل). جَنابَيْه في (قح).
الجيم مع الواو
[جور] : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ قال له حَمَل بن
مَالِك بن النابغة : إني كنتُ بين جارَتَيْنِ
لي ، فضرَبَتْ
إحداهما الأخرى بمِسْطَح ، فأَلْقَتْ جَنِيناً ميِّتاً وماتَتْ ؛ فقضى بدِية
المقتولة على عَاقِلة القَاتِلة ، وجعل في الجنين غُرَّة عبداً أو أمَة.
كنَّوْا عن
الضَّرَّة بالجارة تطيّراً من الضرر.
وحكي أنهم كانوا
يكرهون أن يقولوا : ضَرّة ، ويقولون : إنها لا تذهب من رزقها بشيء.
ومنه حديثُ ابن
عباس رضي الله عنهما : إنه كان ينامُ بين جَارَتَيْه.
المِسْطح
: عمودُ الخباء ؛
لأنه يُسْطَح به ، أي يُمَد.
العاقلة : القرابة التي تَعْقل عن القاتل ؛ أي تُعْطي الدِّية من
قِبَلِه.
غُرّة : أي رقيقاً
أو مملوكاً ، ثم أبدلَ منه عبداً أو أمة. قال ابن أحمر :
إنْ نحن إلّا
أُناس أهل سَائمةٍ
|
|
ما إنْ لَنَا
دونها حَرْث ولا غُرَر
|
أي أَرِقَّاء.
وقال آخر :
*كلُّ قَتيلٍ في
كُلَيْبٍ غُرّه *
أي هم كالمماليك
في جَنْبِه ، وإنما قيل للرقيق غُرَّة ؛ لأنه غرةُ ما يملك : أي خَيْرُه وأفضله.
__________________
وقيل : أُطلق اسم الغرَّة وهي الوجه على الجملة ، كما قيل : رَقبة ورَأْس ، فكأنه
قيل جعل فيه نسمةً عبداً أو أمَة.
وقيل : أراد
الخِيار دون الرُّذال.
وعن أبي عَمْرو بن
العلاء : لولا أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أراد بالغُرّة معنى لقال :
في الجنين عبداً أو أمة ، ولكنه عَنى البياضَ ، ولا يُقْبَلُ في الدية إلا غلامٌ
أبيض ، أَو جارية بيضاء.
[جول] : قالت عائشة رضي الله عنها : كان إذا دخل علينا لَبس
مِجْوَلاً.
هو ثوبُ يُثْنى
ويُخَاطُ من أحَد شِقّيه ، ويُجْعَلُ له جيب يُلْبَسُ ويُجَالُ به في البيت.
[جوح] : إن رجلاً قال له : يا رسول الله ؛ إنَّا قومٌ نتساءلُ
أموالنا. فقال : يسألُ الرجلُ في الجَائحة والفَتْق ، فإذا استَغْنَى أو كَرَب استَعَفَّ.
الْجَائحة : اسم فاعلةٍ من جَاحَتْهُ
تَجْوحه : إذا
اسْتَأْصَلَتْه ، وهي المُصيبة العظيمة في المال التي تُهْلِكه.
ومنه حديثُه : إنه
أمر بوضع الْجَوائح.
قيل : هي كل ما
أَذْهب الثمرةَ أَوْ بَعْضها من أمرٍ سماوِيّ بغير جناية آدمي.
وتقديره بوَضْع
ذوات الجوائح ، أي بوَضْع صَدَقات ذات الْجوائح
، فحُذف الاسمان ،
ونظيره قوله :
*وناقتي النَّاجِي
إليك بَريدها *
قال أبو علي : أي
ذو سَيْر بريدها.
الفَتْق : أن تقعَ
الحربُ بين فريقين ، فتَقَعَ بينهم الدماء والجِراحات ؛ فيتحملها رجلٌ ليُصْلحَ
بينهم ، فيسأل فيها حتى يؤدّيها.
وقيل : هو الجَدْب
والشدّة.
كَرب : قَرُب من
ذلك.
__________________
[جوف] : قال صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : استحيوا من الله.
ثم قال : الاستحياء من الله ألا تَنْسَوُا المقابر والبِلَى ، وألَّا تنسوا الجَوْف وما وَعَى ، وألَّا تَنْسَوُا الرأس وما احْتَوَى.
ما وعاه الجَوْف ، وهو داخل البطن : المأكولُ والمشروب.
وما احتواه الرأس
: السَّمع والبَصَر واللسان.
والمعنى : الحثّ
على الحلال من الرِّزق ، واستعمالُ هذه الجَوارح فيما رضي الله استعمالَها فيه.
[جوع] : دخل صلى الله تعالى عليه وآله وسلم على عائشة رضي الله
تعالى عنها ، وعندها رجلٌ ؛ فقالت : إنه أَخي من الرّضاعة. فقال : انْظُرْن ما
إُخْوانكُنَّ ، فإنما الرَّضَاعة من المَجَاعَةِ.
هي الجوعُ ، وفي وزنها ومعناها المَخْمَصة.
والمعنى أنّ
الرضاع إنما يعتبر إذا لم يُشْبع الرضيعَ من جُوعِه
إلا اللَّبَنُ ،
وذلك في الحَوْلين ، فأما رضاع مَنْ يُشبعه الطعامُ فلا.
[جوب] : جاءه قوم حُفَاةٌ عُراةٌ
مُجْتَابي النِّمار [أُزْراً
بينهم] عامَّتُهم من مُضَر ؛ فتغيَّر وجهُ رسولِ الله صلى الله تعالى عليه وآله
وسلم لِمَا رأى بهم من الفاقَة ، ثم حثّ على الصدقة.
أي مقتطعي
النِّمار ؛ وهي أَكْسِيَةٌ من صُوفٍ ، واحدتها نَمِرة.
أُزْراً بينهم :
انتصابه على الحال من الضمير في عُرَاة ، وجَعْلُه حالاً من قومٍ غير ضعيف لأنه
موصوف.
[جوز] : أتته امرأةٌ فقالت : إني رأيتُ في المنام كأنَ جَائِزَ بَيْتِي قد انكسر. فقال : خيرٌ! يَرُدُّ اللهُ غائِبك.
__________________
فرجع زوجُها ثم
غاب ورأَت مثل ذلك ، فلم تجد النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فوجدت أبا بكر
فأخبرتْه ، فقال : يموتُ زوجك.
فذكرت ذلك لرسول
الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : هل قصصتِها عَلَى أَحد؟ قالت : نعم. قال : هُوَ
كما قيل لك.
الجائز الذي توضع عليه أطرافُ العوارض ، وجمعه أجْوزَة وجُوزَان.
الضيافةُ ثلاثة
أيام ، فما زاد فهو صَدَقة ، وجائزَتُه
يَوْمَه وليلته ،
ولا يَثْوِي عنده حتى يُحْرِجه.
الجائِزة من أجازه
بكذا : إذا أَتحفه
وأَلطفه ، كالفاضلة واحدة الفَواضِل ، من أفضل عليه.
يَثْوِي
ـ من الثواء : وهو
الإقامة.
الإِحْراج
: التضييق.
والمعنى أنه يحتفل
له في اليوم الأول ، ويقدِّم إليه ما حضَره في الثاني والثالث ، وهو فيما وراء ذلك
متبرّع ، إن فعل فحَسنٌ وإلا فلا بأْس بهِ كالمتصدّق ، وعلى الضيف ألَّا يُطيل
الإِقامة عنده حتى يُضيّقَ عليه.
[جوى] : في الرهط العُرَنيّين : قَدِموا المدينة فاجتَوَوْها ، فقال : لو خرجتُم إلى إبِلنا فأصبتُم من أَبْوَالها
وألْبانها ، ففعلوا فصحُّوا ، فمالوا على الرِّعاء فقتلوهم ، واستاقوا الإِبل ،
وارتدّوا عن الإِسلام ، فبعث في طلبهم قَافَة ، فأُتيَ بهم فأمر فقُطِعت أيديهم
وأرجلهم ، وسَمَّل أعينهم ـ وروي : وسَمر أعينهم.
قال أنس : فلقد
رأيت أحدهم يَكْدِمُ الأرض بفِيه حتى ماتُوا عطشاً.
اجْتِوَاء المكان : خلافُ تنعّمه ، وهو ألَّا تَسْتَمرىء طعامه
وشرابَه ولا يُوَافِقك.
القَافَة : جمع قائف
، وهو الذي يَقُوف الآثارَ ؛ أي يَقْفُوها.
سَمّل
أَعينهم : أي
فَقأها بحديدة مُحْمَاة أو غيرها.
وسَمَرها : أحمى لها مسامير فكحلهم بها.
الكَدْم
: العضّ.
قيل : وقع الترخيص
في إصابة بَوْل الإِبل للتداوي لهؤلاءِ خاصة ، وذلك في صَدْرِ
__________________
الإِسلام ثم نُسِخ.
وقيل : للمتداوي أن يصيبَه كأَكْلِ الميتة لكَسْرِ عادية الجوع.
وأما المُثْلة بهم
فلأنَّهم كانوا مَثَلوا بِيَسَار مولى صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ، فقطَعُوا
يدَه ورِجْله ، وغرزُوا الشوك في لسانه وعينيه ، فأُدخل المدينة ميّتاً ، فجازاهم
لقوله تعالى : (فَعاقِبُوا بِمِثْلِ
ما عُوقِبْتُمْ بِهِ) [النحل : ١٢٦].
نزل في قَتْلى أُحُدٍ ومُثْلَة المشركين بهم وقولِ المسلمين عند ذلك : لئن
أَظْهَرنا الله عليهم لنمثِّلن بهم أعظمَ مما مثَّلوا.
[جوب] : قال له رجلٌ : يا رسولَ الله ؛ أيُّ اللَّيْلِ أَجْوَبُ دَعْوَةً؟ قال : جَوْفُ الليلِ الْغَابر.
أَجْوَب
: كأنه في التقدير
من جَابَتِ الدَّعوةُ بوزن فَعُلَت كطالَتْ ، أي صارت مُسْتَجابة ، كقولهم في فقيرٍ وشديدٍ : كأنهما من فَقُر وشَدُد ؛ وليس
ذلك بمستعمل.
ويجوز أن يكونَ من
جُبْتُ الأَرْضَ : إذَا قَطَعْتَها بالسَّيْر ، على مَعْنَى
أَمْضَى دَعْوَةً ، وأَنْفَذ إلى مَظَانِّ التّقبّل والإجابة.
[جون] : عمر رضي الله عنه ـ لما قدم الشَّأْم أَقْبل على جَمَلٍ
، عليه جِلْدُ كَبْشٍ جَونيّ
، وزِمَامُه من
خُلْبِ النخل.
الجَوْن
: الأسود ، وقد
يُقال للأحمر : جَوْن
، كما يقال له :
أسود. قال في صفة الشّقشقة:
*في جَوْنَةٍ كَقَفَدَانِ العطَّارْ
* والباء للمبالغة
كقولهم : أحمري وأَسوديّ.
الخُلْب
: اللِّيف.
[جوأ] : عليّ عليه السلام ـ لأن أَطَّلِي بجِوَاءِ قِدْر أحَبُّ إليّ مِنْ أطَّلِي بزعْفَران.
جِوَاء القدر : سَوَادها. وهو من قولهم : كَتِيبة جَأْواء.
العين همزة واللام
واو. وأصله جِئاء ، إلا أنه استُثقلت همزتان بينهما ألِف ، فقلبت الأولى واواً كما
في ذَوائب.
[جوز] : سأله رجل عن الوِتر ، فلم يردّ عليه شيئاً ، وقام من جَوْزِ الليل ليصلي ، وقد طَرَّتِ النجوم ، فقال : (وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ وَالصُّبْحِ
إِذا تَنَفَّسَ). أين السائلُ عن الوِتر؟ نِعْمَ ساعة الوِتْر هذه!.
جَوْز الليل : وسطه.
__________________
طَرَّتِ
النجوم : طلعت ـ وروي
: طُرَّت : أي أضاءت ، من طَرَرْت
السيفَ : إذا
صقَلْتَه.
[جود] : ابن مسعود رضي الله عنه ـ أقرضَ رجلاً دراهم ، فأتاه بها
، فقال حين قضَاه : إني قد
تجوَّدْتُها لك من عطائي.
فقال عبد الله : أذهَبْ بها فاخْلِطْها ثم ائْتِنَا بها من عُرْضها.
التجوُّد : تخيّر
الأجود.
العُرْض
: الجانب ؛ أي
خُذْها من جانب من جوانبها من غير تخَيّر.
[جوف] : حُذَيفة رضي الله تعالى عنه ـ لقد تركَنا رسول الله صلى
الله تعالى عليه وآله وسلم ونحن مُتوافرون ، وما منَّا أحدٌ لو فُتّش إلا فُتِّشَ
عن جائفةٍ أو مُنَقِّلةٍ إلا عُمر وابن عُمر.
ضرب الجائفَةِ ـ وهي الطعنة الواصلةُ إلى الجوف
، والمُنَقِّلة :
وهي التي يُنْقَلُ منها العظام ـ مثلاً للمعايب.
وفي معناه قول
جابر : ما مِنّا أحد إلا وقد مالت به الدنيا إلا عمرَ وابنَ عمر.
[جوى] : سلمان رضي الله تعالى عنه ـ إن لكل امرىءٍ جَوَّانِيًّا وبَرَّانِيًّا ، فمن يُصْلِح جَوَّانيّه يصلح اللهُ بَرَّانِيه ، ومن يُفْسد جَوَّانيّه يُفْسد الله بَرّانيّه.
الجوّاني
: نسبة إلى الجوّ
، وهو الباطنُ ، من قولهم : جَوّ البيت لِدَاخله.
والبرَّاني : إلى
البر ، وهو الظاهر ، من قولهم للصحراء البارزة : بَرٌّ وبَرّيَّة ، وللباب الخارج
: بَرَّاني. وزيادة الأَلف والنون للتأكيد.
والمعنى أن لكل
امرىء سرًّا وشَأْناً باطناً وعلناً وشأناً ظاهراً.
[جوظ] : ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ـ ستَّةٌ لا يدخلون الجنة
، فذكر الجَوَّاظَ والجَعْثل والقَتَّات. فقيل له : ما الجَعْثَل؟ فقال : الفظّ الغليظ.
جاظَ الرجل جَوْظاً وجَوَظَاناً : إذا اخْتَال من سِمَنٍ وثِقَل في بَدنه. ومنه الجوَّاظ. وقيل : هو الجموع المَنُوع.
الجَعْثَل
: مقلوب العَثْجَل
، وهو العظيم البَطْنِ.
القتَّات
: النمَّام.
[جوز] : شُرَيح رحمه الله ـ خاصَم إليه محمدُ ابن الحنفية رحمه
الله غلاماً لِزياد ، في
__________________
بِرْذَوْنةٍ باعها ،
وكَفَل له الغلام ، فقال محمد : حِيلَ بيني وبين غَرِيمي ، واقتُضي مالي مسمًّى ،
واقتُسِمَ مالُ غريمي دُوني.
فقال شُرَيح : إن
كان مُجِيزاً كفل لك غَرِم ، وإن كان اقْتَضى لك مالك مُسَمًّى فأنت
أحقُّ ، وإن كان الغرماءُ أخذوا مالَه دونك فهو بينكم بالحِصَص.
أراد بالمُجِيز : المأذونُ له في التجارة ؛ لأنه يجيزُ الشيءَ ، أي يُمضيه وينفّذه بسبب الإذْن له ، ويقال للوليّ
والوصي : مُجِيز أيضاً.
ومنه حديثه الآخر
: إذا باع المُجِيزان فالبيعُ للأوّل ، وإذا أَنكح المُجِيزان فالنِّكاحُ للأوَّل.
اقْتَضَى مالك
مُسَمّى : أي إن تَقَاضاه وقَبَضه على اسمك وعلى أنه لكَ فأنتَ أحق به ، وإن كان
الغرماء أخذوا المال دونك فأنتَ غريمٌ كبعضهم ، ولك فيه حصَّةٌ على قدْر مالك.
[جور] : عطاء رحمه الله ـ سُئِل عن المُجاوِر إذا ذَهب للخلاء أَيمرُّ تحت سَقْفٍ؟ قال: لا. قيل : أفيمرّ
تحت قَبْوٍ مقْبُوّ من لَبِن أو حجارة ليس فيه عَتَب ولا خَشَب؟ قال : نعم.
المُجَاوِر : المعتكِف.
القَبْو : الطَّاقُ.
مَقْبوّ : مَعْقود. ومنه : كان يقال لضَمّ الحرف قَبْو ، وحَرْفٌ
مَقْبُوٌّ.
العَتَب
: الدَّرَج.
[جون] : الحجاج ـ أتى بدِرْع حديد ، فعُرضَت عليه في الشمس ،
وكانت الدِّرع صافيةً ، فجعل لا يَرى صَفَاءَها ، فقال له الرجل ـ وكان فصيحاً :
الشمسُ جَوْنة ـ وروي عرَضها عليه في الشمس ، فقال له الحجاج : الشَّمس جَوْنة.
أي نحِّها عن
الشمس ، فقد قَهرت لَوْنَ الدرع.
والجَوْنة هنا : البيضاء الشَّديدة البياض ، والجَوْن من الأضدَاد.
وأَجِيفُوا في (خم).
لم تَجُزْ عليه في (رح). المجيد في (ضم). جِيدُوا في (عذ). ذي المجاز في (عن).
أَجُون في (قع). إلّا جَوْراً في (نط). جَوْلة في (وج). جَوْح الدهر في (عش).
فَجَوْب في (فر). [فسرت إليه] جواداً في (ذر). قطعة الجائز في (رض). جُوّفوه في (قر).
[ليس لك] جُول في (حد). أجواز الإبل في (ضح). [وتَسْتَجِيل في (صب)].
الجيم مع الهاء
[جهش] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ كان بالحدَيبية فأصابهم
عَطَش ، قال : فَجَهَشْنَا إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم.
يقال : جَهَش إليه ، وأجهش
: إذا فَزِع إليه
، كأنه يُريد البكاء فَزَعَ الصبيِّ إلى أبويه.
[جهد] : بينا هو في مسيرٍ له نزل بأرضٍ جَهَادٍ ـ وروي : بينا هو يسير على أرض جُرُز مُجْدِبة مثل الأَيْم
، فقال للناس : احْطِبوا ، فتفرّق الناس فَجَاءٍ بعود ، وجاءٍ ببَعْرَة ، حتى
رَكَمُوا ؛ فكان سَوَاداً ، فقال : هذا مِثْلُ ما تحقِرون من أعمالكم.
الْجَهادَ والجرُز بمعنى ، وهي التي لا نَباتَ بها ولا ماء.
الأَيْم
: الحية ، شَبَّهَ
به الأرض في مَلَاستها.
السَّوَاد : الشخص.
[جهر] : عمر رضي الله تعالى عنه ـ إذا رأيناكُم جَهَرْناكم.
أي وجدناكم
عِظَاماً في الأَعين معجبةً أجسامكم ، يقال : جَهَرني
فلان : راعني
بجِسْمِه وهيئته ؛ وجَهَرْته
: رأيتُه كذلك.
[جهض] : محمد بن مَسْلَمة رضي الله عنه ـ قصد يومَ أُحد رجلاً
قال : فجَاهَضَني عنه أبو سُفْيان.
أي مانَعَني
وعاجَلني بذلك. من قولهم : أَجْهضتُه
عن كذا ، فإذا
نحيَّته عنه بعَجَلة.
[جهل] في الحديث : من اسْتَجْهَل
مُؤمِناً فعليه
إثمه.
أي حَمَله على الْجَهْل والسَّفَه بشيءٍ أغضبه به ، فأَخْرَجه من خُلُقِه.
فَجَهْجَأَه في (حش).
أجهضوهم في (حو). لا تُجْهده في (دع). واجتهر في (سح).
أجهشت في (سا).
__________________
الجيم مع الياء
[جيض] : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ عن ابن عُمَر :
بعثَ رسولُ الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم سَرِيَّة ، فلقُوا العدو ، فجاضَ المسلمون جَيْضَةً ، فأَتيتُ المدينة ، فقلنا : يا رسولَ الله ؛ نحن
الفَرَّارُون ، فقال : بل أنتم العَكَّارون ، وأنا فِئَتكم ـ وروي : فحاص الناس
حَيْصةً.
ومعنى الكلمتين
واحد هو الْحَيْدُودة حَذَراً.
العَكَّار : الكَرَّار. ذهب في قوله : أنا فئتكم إلى قوله تعالى : (أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ) [الأنفال : ١٦]. يُمَهّد بذلك عُذْرهم في الفِرَار.
[جيش] : البَرَاء بن مالك رضي الله عنه ـ شهدتُ المدينة
فكَفُّونا أوَّل النهار ، فرجعت من العَشِيّ فوجدتهم في حَائِط ، فكأنَّ نفسي جَاشَتْ ؛ فقلت : لا وَأَلْتُ ، أَفِراراً من أوَّل النهار ،
وجُبْنا آخره! فانْقحمتُ عليهم.
جاشت
: ارتفعت ، من
الارْتياع وغَلَتْ.
وأَلْتُ
: نجَوْتُ.
فجاش في (خب).
جَيْشَات في (دح). الجِيّة في (مخ). فتَجَيَّشت في (حي).
[آخر الجيم ولله الحمد والمنة]
__________________
حرف الحاء
الحاء مع الباء
[حبل] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ نهى عن بيع حَبَل الحَبَلة.
الحَبَل
: مصدر سُمِّي به
المحمول ، كما سمي بالحَمْل ؛ وإنما أدخلت عليه التاء للإِشعار بمعنى الأنوثة فيه
؛ لأنّ معناه أن يبيعَ ما سوف يَحْمِله الجنين الذي في بَطْنِ الناقة ، على تقدير
أَنْ يكون أُنْثى ، وإنما نهى عنه لأَنه غَرَر.
[حبر] : يخرج من النار رجلٌ قد ذهب حَبْره وسَبْره.
الحَبْر : أثر الحُسْن والبَهاء ، من حَبَرْتُ الشيءَ وحَبَّرته.
والسَّبِرْ : ما عُرِف من هيئته وشَارته ، من السَّبْر ؛ وهو تَعرّف الشيء.
عن أبي عَمْرو بن
العلاء : أتيتُ حيّاً من أَحياء العرب ، فلما تكلّمتُ قال بعضُ من حضر : أمّا
اللسان فبدوي ، وأما السّبْر فحضَري ـ وقد رُوِي فيهما الفتح.
[احبنطى] : قال في السِّقْط : يظل مُحْبَنْطِياً على باب الجنَّة.
احْبَنْطَيت
: من حَبِط ، إذا انتفخ بَطْنُه ، كاسْلَنْقَيت من سَلقه : إذا ألقاه
على ظهره ، والنون والياء زائدتان.
__________________
والمعنى أنه
يَظَلُّ منتفخاً من الغَضَب والضّجَر ـ وقد روي مهموزاً.
[حبك] : في صفة الدجَّال : رَأْسُه حُبُك.
الحُبُك
: هي الطَّرَائق ،
واحدُها حِباك أو
حَبيك ، أو هو جمع حَبيكة.
ومنه حديث قتادة
رحمه الله : الدَّجالُ قَصْد من الرِّجال ، أجْلَى الجَبِين ، بَرَّاق الثنايا ، مُحَبَّك الشَّعَر ـ وروي : مَحَبَّل.
أي كلُّ قرن من
قرونه حَبْل ، لأنَّهُ جَعله تَقَاصِيب .
[حبل] : إنّ الأَنصار لما أَرَادُوا أَنْ يُبَايِعُوه قال أَبو
الهيثم بن التَّيِّهَان : يا رسولَ اللهِ ؛ إنَّ بيننا وبينَ القوم حِبَالاً ، ونحن قاطِعُوها ؛ فنخشى إِنَّ اللهَ أعزَّكَ وأَظْهَرَك
أنْ ترجعَ إلى قَومك.
فتبسَّم رسولُ
الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ، ثم قال : بل الدَّمُ الدَّمُ ، والهَدْمُ
الهَدْم ـ وروي : بل اللَّدَم اللَّدَم ، والْهَدَم الْهَدَم ، أَنَا منكم وأنتم
منِّي ، أُحارب من حاربتُم ، وأسالم من سالمتم.
الحِبال
: العهود.
والهَدْم بالسكون : أن يُهْدَم دَمُ القتيل ، أي يُهْدَر ، يقال :
دماؤهم هَدْم بينهم.
والمعنى دَمُكم
دَمِي وهَدْمُكم هَدْمِي ، يريد إنْ طُلِب دمُكم فقد طُلِبَ دَمي ، وإن أُهْدِرَ
فقد أُهْدِر دَمي لاستحكام الألفة.
وأما اللَّدَم : فهي الحُرَم ، جمع لَادِم
، لأنهن يلْتَدِمن
على صاحبهن إذا هلك.
والْهَدَم : المنزل ، وهو فَعَل بمعنى مفعول ، لأنه يُهْدَم ؛ أي
حُرَمي حُرَمكم ، ومنزلي منزلكم.
وقيل : المراد بالهَدَم : القَبْر ، أي وأُقْبَر حيث تُقْبَرون ؛ كقوله صلى الله
عليه وآله وسلم لهم : المَحْيَا مَحْيَاكم ، والمَمَات مَمَاتُكم.
[حبن] : إنّ رَجُلاً
أَحْبَن أَصابَ امْرَأَةً
، فسُئِل ، فاعْترف ، فأَمر به فجُلِد بأُثْكُول النَّخْل ـ وروي : بإثْكال
النَّخْل.
__________________
الأَحْبَن
: الذي به حَبن وهو السِّقْي.
وعن الأصمعي :
إنَّ رجلاً تجشَّأَ في مجلس ، فقال له رجل : أَدَعوتَ على هذا الطعام أحداً؟ قال :
لا. قال : فجَعَلَه الله حَبنَاً وقُدَاداً.
الأُثْكُول
والإِثْكال : الشِّمْرَاخ.
[حبس] : الخيل ثلاثة : أَجْر ، وَسِتْر ، ووِزر ؛ فأما الذي له
الأجر فرجلٌ حَبَس
خيلاً في سبيل
اللهِ فما سنَّتْ له شَرَفاً إلا كان له أَجْر. ورجلٌ استعفَّ وركِبها ولم يَنْسَ
حقّ الله فيها ، فذلك الذي له سِتْر. ورجلٌ حَبس
خيلاً فخراً
ونِواءً على أهل الإِسلام ، فذلك الذي عليه الوزْر.
حَبَس
فرساً في سبيل
الله وأَحْبَس : إذا وقَفَه ، فهو
حَبِيس ومُحْبِس.
سَنَّت
: من سنَّ الفرسُ
إذا لجَّ في عَدْوِه.
والشَّرَف : الطَّلق ، يقال : عَدَا شَرَفاً.
النِّوَاء : المناوأة ، وهي المناهَضة في المباهاة. قال :
بَلَّتْ يَداه
في النِّواء بفارسٍ
|
|
لا طَائِشٍ
رَعِشٍ ولا وَقَّافِ
|
[حبب]
: إن رجلاً كان اسمه الحُبَاب
، فسمَّاه عبد
الله. وقال : إن الحُبَاب
اسمُ شَيْطان.
اشترك الشيطان
والحيَّة في الحُبَاب
، كما اشتركا في
الشيطان والجانّ وأبي قِتْرة .
[حبل] : في قصة بدر : إنَّ رجلاً من غِفَار قال : أَقْبَلتُ وابنَ
عمٍّ لي حتى صعدنا على حَبْل
، ونحن مُشْرِكان
على إحْدَى عُجْمَتَي بَدْرٍ ـ العُجْمَةِ الشامية ـ ننتَطْر الوَقْعةَ.
الحَبْل
: الممتد من
الرَّمْل.
والعُجْمَة : المتراكم منه المشرف على ما حَوْلَه.
[حبس] : قال لعمر رضي الله عنه في نَخْلٍ له أَرَاد أن يتقرَّب به
صَدَقة إلى الله : حَبِّس
الأَصْل ، وسَبِّل
الثَّمَرة.
__________________
أي اجْعَلْه حَبيساً وَقْفاً مُؤَبَّداً لا يُبَاعُ ولا يُوهَبُ ولا يُورَثُ ،
واجعل تمرته في سُبُل الخَيْر.
[حبلة] : عُمر رضي الله تعالى عنه ـ قال لرجل من أهل الطائف : الحَبَلة أفضل أم النَّخْلة؟ وجاء أبو عَمْرَة عبد الرحمن بن
مِحْصَن الأنصاري ـ قال : الزبيب إنْ آكلْه أضْرَس ، وإن أتركه أغْرَث ، ليس
كالصَّقر في رءوس الرَّقْل ، الراسخات في الوحل ، المطعمات في المَحْل ، خُرْفةُ
الصَّائم ، وتُحْفةُ الكبير ، وصُمْتَهُ الصغير ، وخُرْسة مَرْيمَ ، وتُحْتَرُشُ
به الضّبَاب من الصَّلْعَاء.
الحَبَلة : الكَرْمة.
ومنه الحديث : لما
خرج نوح عليه السلام من السفينة غَرَس الحَبَلة.
ومنه حديث أَنس
رضي الله عنه : إنه كانت له حَبَلة تحمِل كُرًّا ، وكان يُسَمِّيها أمّ العيال.
أضرس. من ضَرَس
الأسنان.
أغْرَث
: أي أَجُوع ؛
يريد أنه إذا أكل الزبيبَ ثم تَركه تركه وهو جائع ، لأنه لا يعصِم كما يَعْصم
التمر.
الصَّقْر : عسل الرطب.
الرَّقْل
: النخيل الطوال.
الوَحْل
: لغة في الوَحَل
وهو الطين.
خُرْفَة الصائم : مُخْتَرفه ، أي مُجْتَنَاه ، وقد استُحِبّ
الإِفطار بالتمر.
وعن النبي صلى
الله تعالى عليه وآله وسلم : إِذا أَفْطَر أَحَدُكم فلْيَفطِر على تمر ، فإن لم
يجد تمراً فإنَّ الماء طهور.
الصُّمْتَةُ : ما يُصْمَت به.
الْخُرْسَة : ما تُطْعَمه النُّفَساء ؛ أراد قوله تعالى : (تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا) [مريم : ٢٥].
الصَّلْعَاء : الصحراءُ التي لا نبات فيها ، من الصَّلَع.
واحْتَرَاشِ الضَّب : اصطياده. يقال إِنه يُعْجَب بالتمر جداً.
[حبر] : عثمان رضي الله تعالى عنه ـ كل شيء يحبُّ ولدَه حتى الحُبَارى.
خصها لأنها
مَوْصوفة بالمُوق . وقد شرحت ذلك في كتابِ «المستَقْصَى من أمثال العرب».
__________________
[حبا] : عبد الرحمن رضي الله عنه ـ قال يوم الشّورى : يا هؤلاءِ
؛ إن عندي رأياً ، وإنّ لكم نظراً ، إِنّ حَابِياً خيرٌ من زاهِقٍ ، وإِن جُرْعَةَ شَرُوبٍ أنفَعُ من عَذْبٍ
مُوبٍ ، وإِنّ الحِيلة بالْمَنطق أَبْلغ من السُّيُوب في الكَلِم ؛ فلا تُطيعوا
الأَعداء وإِن قَربُوا ، ولا تَفُلوا المُدَى بالاختلاف بينكم ؛ ولا تُغْمِدُوا
السيوفَ عن أَعْدائكم ؛ فَيُوتِروا ثَأركم ، وتُؤْلِتُوا أعمالكم ـ وروي : ولا
تُؤَبِّرُوا آثارَكم ، فتؤلِتُوا دِينكم ـ (لِكُلِّ أَجَلٍ
كِتابٌ) ، ولكل بيت إمام ، بأَمْره يَقومون ، وبنَهْيِه يَرِعون ؛
قلِّدوا أَمركم رَحْب الذراع فيما نزَل ، مأمونَ الغَيْب على ما استكن ، يُقْتَرع
منكم ، وكُلّكم منتهًى ، يُرْتَضى منكم ، وكلُّكم رضا.
ضرب الحابي ـ وهو السَّهم الذي يَزْلج على الأَرْض ثم يُصيب الهدَف ،
والزَّاهق ـ وهو الذي يُجَاوزه ، من زَهَق الفرسُ : إذا تقدَّم أَمامَ الخيلِ ـ مثلاً
لوالٍ ضعيفٍ ينالُ الحقَّ أو بعضه ، ولآخر يجاوزُ الحقَّ ويتخطّاه.
والشَّرُوب : وهو الماء المِلح الذي لا يُشْرب إلا عند الضرورة.
والعَذْب المُوبِئ : وهو الذي يُورِث وَبَاءً ـ مخففة ـ مثلاً لرجلين : أحدهما
أَدْوَن وأنفع ، والثاني أرفع وأضرّ.
السُّيوب
: مصدر سَابَ في الكلام إذا هَضب فيه وخاض بِهَذَرٍ ؛ يريد أنَّ التلطفَ
في الكلام والتقلّل منه أبلغ من الإِكثار.
وَتَرْته
: أَصَبْته بِوتر
، وأوْتَرْته : أوجدته ذلك.
والثّأر : العدو ؛ أي لا توجدوا عدوكم الوِتْر في أنفسكم.
وتُؤلِتوا : تُنْقِصُوا ، يقال : آلَته بمعنى أَلَته.
التَّوْبير : تَعْفِيَة الآثار ، من تَوْبير الأرنب ، وهو مشيُها على وَبَرِ قوائمها لئلا يُقْتَصّ
أثرها.
يَرِعُون
: يكُفّون. يقال :
وَرَّعْتُه فَوَرِع
يَرِع ، كوثِقَ يَثِق
وَرَعاً ورِعَةً.
على ما استكن : أي
تأمنون غَيْبَه على ما استتر مِنْ أَمركم عليكم فلا يَخُونكم.
يُقْتَرع
: يُخْتار. ومنه
القريع .
[حبلة] : سعد رضي الله تعالى عنه ـ لقد رأيتنا مع رسول الله صلى
الله تعالى عليه وآله وسلم وما لنا طَعَامٌ إِلا
الحُبْلَة ووَرق السَّمُر ،
ثم أَصبَحَتْ بنو أَسد تُعَزِّرُني على الإِسلام ، لقد ضَلِلت إذن وخاب عَمَلي!.
__________________
الحُبْلَة : ثمر السَّمُر ، مثل اللوبياء ـ عن ابن الأعرابيّ.
تُعزِّرُني ؛ من عَزَره على الأَمر ، وعَزّره
: إِذا أجبره عليه
ووقفَه بالنَّهْي عن مُعَاوَدة خِلافه ؛ قال هذا حين شكاه أهلُ الكوفة إلى عمر ،
وقالوا : لا يُحْسِن الصلاة ، فسأله عمر عن ذلك ، فقال : إني لأُطيل بهم في
الأُولَيَيْن ، وأَحْذِف في الأُخْرَيين ، وما آلو عن صلاةِ رسول الله صلى الله
تعالى عليه وآله وسلم.
فقال عمر : كذلك
عَهِدْنا الصلاة ـ وروي : كذلك الظَّنُّ بك يا أَبا إسحاق.
[حبا] : سأل عنه عمرُ عَمْرَو بن مَعْدِيكرب ، فقال : خَيْرُ
أَمير ، نَبَطِيٌّ في حُبْوَتِه
ـ وروي : جِبْوَته
، عَرَبي في نَمِرته ، أسدٌ في تَامُورَتِه ـ وروي : نَامُوسته ، يَعْدِل في
القضيّة ، ويقسمُ بالسويّة ، وينقُل إلينا حقّنا كما تنقل الذرة.
الحِبْوَة ، من الاحْتِباء وهي للعرب خاصة ، كما يقال : حبَى العرب حِيطانها ، وعَمائمها تيجانُها.
والجِبْوَة : الجِباية ، يقال : جِبْوَة وجِبْيَة وجِبَاوَة.
يريد أنه كالنبطيّ
في عِلْمه [بالعمارة ، وهو في حِبْوة العرب.
وإذا رُوي بالجيم
فمعناه هو كالنبطي في علمه] بأَمْر الخَرَاج.
النَّمِرة : بُرْدَة تَلْبَسها الأعراب والإِماء.
التَّامُورة : عِرَّيسة الأَسد. وقيل : التأمورة : عَلَقة القلب.
والمعنى أَسَد في
جرأته وشدَّة قلبه.
النَّامُوسَة : مَكْمَن الصائد ، شَبَّه بها العِرِّيسة.
[حبج] : ابن الزُّبير رضي الله تعالى عنهما ـ بلغه قَتْل مصعب ؛
فقال في خطبته : إنَّا والله ما نموت حَبَجَا ، ولا نموت إلا قَتْلاً وقَعْصاً بالرماح تحتَ ظِلال
السيوف ، ليس كما تموت بَنُو مروان.
الحَبج
: أن تنتفخ بطونُ
الإِبل لأَكلِها العَرْفَج ؛ يُعَرِّض ببني مروان أنهم يموتون تُخمَةً.
القَعْصُ
: أن تُصيبه
فتقتلَه مَكانه.
[حبك] : عائشة رضي الله تعالى عنها ـ كانت تَحْتَبِك تحت الدِّرع في الصَّلاة.
الاحْتِباك
: الائتزار
بإحكام. ومنه الحُبْكة ، وهي الحُجْزَة.
[حبس] : شُرَيح رحمه الله ـ جاء محمدٌ صلى الله تعالى عليه وآله
وسلم بإطلاق الحُبُس.
هو جَمْع حَبيس : وهو ما كان أَهلُ الجاهلية
يحبسونه من السَّوائِب
والبَجَائر والحَوَامي وغيرها ؛ فالمعنى أن الشريعةَ أطلقت ما حَبَّسوا ، وحلّلت ما حَرَّموا.
[حبا] : وهب رحمه الله ـ قال : ما أَحْدَثتُ لرمضان شيئاً قط ـ يعني
من صلاة أو صيام ، وكان إذا دخلَ يَثْقُل عليّ كأنه الجبل الحَابي.
هو العظيم
المُشْرِف.
[حبل] : ابن المسيِّب رحمه الله ـ قال عبد الله بن يزيد السَّعْدي
: سألتُه عن أَكل الضّبُع.
فقال : أَو
يَأْكلها أحد؟ فقلتُ : إنّ ناساً من قومي يتحَبَّلونها فيأكلونها.
التحبّل
والاحتِبال : الاصطياد
بالحِبالة.
الواو في أو
يأكلها هي العاطفة دخلت عليها همزة الاستفهام ، والمعطوف عليه في مثل هذا الكلام
محذوف مقدّر.
على الحُبس في (جن).
تنبت الحبّة في (ضب). على حَبْلِ عاتقه في (حت). ما يقتل حَبَطاً في (زه).
لحبَّرتُها في (زم). وثوب حِبَرة في (صح). لون الحُبَيق في (جع). ولو حَبْواً في (غر).
ألبس الحَبِير في (خب). وحبْلتها في (صح). عقد الحُبَى في (صع). أم حُبين في (أم).
حب الغمام في (شذ). وأن يحتبى في (صم). هذا الحَبِير في (بض). عذق حُبيق في (جع).
لا يحبس في (صب).
الحاء مع التاء
[حت] : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ قال لسَعْدٍ يوم
أُحُد : احتُتهم يا سعدُ ، فِداك أبي وأمي!.
أرادَ ارْدُدهم
وادْفَعهم ، وحَتُ
الشيء وحطُّه نظيران.
ومنه حديث عمر :
إنّ أَسْلَم كان يَأْتيه بالصَّاع من التمر فيقول : يا أَسْلَم ؛ حُتَ عنه قِشْرَه. قال : فأَحْسِفُه فيَأكله.
الحَسْف مثل الحتّ. ومنه حُسَافة التَّمر.
ذَاكِرُ الله في
الغافلين مِثل الشَّجَرةِ الخضراء وَسَط الشَّجَر الذي قد تحاتّ من الضَّرِيب .
__________________
أي تساقط وَرَقُه
من الجليد ، وهو تفاعَل من الحتّ
ـ [وروي من
الصَّرِيد ؛ وتفسيره في الحديث : البَرْد.
[حتف] : قال فيمن خرج مُجَاهداً في سبيل الله : فإن رَفَسَتْه
دابّة أو أَصابه كذا فهو شهيد ، ومن مات حَتْفَ
أَنفِه (فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ) ، ومن قُتِل قَعْصاً فقد استوجب المآب.
انتصب حَتْفَ أَنْفِه على المصدر ، [ولا فعل لها كبَهْرا ووَيحا] ، كأنه
قيل : موتَ أنفِه.
ومعناه الموتُ على
الفِراش ، قيل : لأنه إذا مات كذلك زهقت نفسُه من أنفه وفِيه ، ويقال : مات حَتْفَ فيه ، وحتف
أَنْفَيه ، يُراد
الأَنف والفم ، فيغلّب أحدهما.
[حتك] : في حديث العِرْباض رضي الله عنه ـ كان رسولُ الله صلى
الله تعالى عليه وآله وسلم يخرج في الصُّفَّة وعلينا الحَوْتَكيَّة.
هي عِمّة
يتعمَّمُها الأعراب.
[حتا] : علي عليه السلام ـ بعث رسولُ الله صلى الله تعالى عليه
وآله وسلم أَبا رَافع يتلقَّى جعفرَ بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه ، فأعطاه عليّ
عليه السلام حتِيّا وعُكَّة سَمْنٍ ، وقال له : إني أعلم بجعفر ، إنه إن عَلِم
ثَرّاه مَرّة واحدة ثم أَطْعمه ، فادفع هذا إلى أسماءَ بنتِ عُمَيْس ، تَدْهُن به
بني أخي من صَمَرِ البَحْرِ ، وتُطعمهم من الحَتِيّ.
الحَتِيّ
: سَوِيق المُقْل
: قال الهذلي :
لا دَرَّ
دَرِّيَ إنْ أَطْعَمْتُ نَازِلَكُم
|
|
قِرْفَ الحَتِيِ
وعِنْدِي البُرُّ مَكْنُوزُ
|
ثرّاه
: بَلّه ؛ من
الثَّرى ، يريد أن جعفر مِطعام ، فإن ظفر به ندَّاه بالسمن ، وأطعمه الناس ،
وحَرَمه أولاده.
الصَّمَر : النتْن والغَمَق ، ومنه الصُّمَارى
وهي الاسْت وسميت الصَّيْمَرة ، وهي بلدة لغَمْقِها.
[حت] : زينب رضي الله تعالى عنها ـ يَبْعَث الله مِنْ بَقيع
الغَرْقَد سبعين ألفاً هم خِيارُ من يَنْحَتُ
عن خَطْمِه
المَدَر ، تضيء وجوههم غُمْدَان اليمن.
انحتّ
: مطاوع حَتّة.
__________________
والخَطْم : مستعار من السبع والطائر ، وهو مُقَدَّم الأنف والفم
والمنقار.
والمعنيُّ تنشق عن
وجهه الأرض.
في الحديث : من
أكل وتَحتَّم دَخل الجنة.
هو من الحُتَامة ، وهي دُقاق الخُبْز وغيرِه الساقط على الخِوان.
أحتَمَ في (سح).
حَتْفها ضائن تَحْمِل في (فر).
الحاء مع الثاء
[حثل] : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ لا تقومُ الساعةُ
إِلا على حُثَالةٍ من الناس.
هي الرديء من كل
شيء. ومنه قيل لثُفْل الدُّهْنِ وغيره : حُثالة.
ومنه
حديثه الآخر : إنه
قال لعبدِ الله بن عُمر : كيف أنتَ إذا بقيتَ في حُثَالةٍ من الناس قد مَرِجَتْ عهودُهم وأَماناتهم.
أي اختلطت وفسدت.
[حثا] : عُمر رضي الله عنه ـ قال ابنُ عباس : دعاني عمر فإذا
حَصِير بين يديه عليه الذَّهب. منثوراً نَثْرَ
الحَثَا ، فأمرني
بقَسْمِه.
هو دُقَاق التِّبن
، لأنَّ الريح تَحْثُوهُ
حَثْواً. قال :
وأغبر مَسْحُولِ
الترابِ تَرَى به
|
|
حَثاً طرَدَته
الريحُ من كلِّ مَطْرَدِ
|
ويجوز أن يُكْتَبَ
بالياء لقولهم : حَثى
يحثي.
منثوراً : حال من
الظرف الذي هو عليه.
[حثل] : أنس رضي الله تعالى عنه ـ أعوذُ بك أن أبقى في حَثْلٍ من النَّاس.
أي في حُثَالة ـ بسكون الثاء.
المُحْثَلة في (ضح).
أن يحثوا عنه في (نه). حثحث في (دج).
__________________
الحاء مع الجيم
[حجز] : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ قال : لأهل
القَتِيل أَنْ يَنْحَجِزُوا الأدنى فالأَدنى وإن كانت امرأةً.
انحَجز : مطاوع حجزه
إذا مَنَعه.
والمعنى : أن
لورثة القتيل أن يَعْفُوا عن دمه رِجالهم ونِسَائهم.
[حجل] : قال لزيد : أنت مولانا
فحجَلَ.
أي رفع رجلاً ،
وقفز على الأخرى من الفرح.
وهو زيدُ بن حارثة
مَلَكَته خديجة عليها السلام فاستوهبه منها رسولُ الله صلى الله تعالى عليه وآله
وسلم ، فوهبته له ؛ فأعتقه وزوّجه أمَّ أيمن.
[حجر] : كان له حَصِير يَبْسُطه بالنهار ، ويَحْتَجِرُه بالليل يُصَلِّي عليه.
أي يَحْظُرُه
لنفسه دون غيره. ومنه احْتَجَرْتُ
الأرض ، إذا ضربتُ
عليها مَنَاراً أو أعلمتُ عَلَماً في حُدُودها للحيازة.
[حجن] : تُوضَع الرَّحم يَوْمَ القِيامة لها حُجْنَةٌ كحُجْنَة المِغْزَل ، تَكَلَّمُ بلسان طَلِق ذَلِق ـ وروي : بألسنة
طُلُق ذُلُق.
الحُجْنة من الأحجن
، كالحمرة من
الأَحمر ، سُمّيت بها الحديدة العَقْفاء في رَأْسِ المِغْزَل. يقال : لسان طَلِق ذَلِق ، وطَلُق
ذَلُق ، وطُلُقٌ ذُلُقٌ ، وطَلِيق
ذَلِيق ، وأَلسنة طُلُق ذُلُق. والمراد الانطلاق
والحِدّة.
ومنه الحديث : إذا
كان يوم القيامة جاءت الرَّحم فتكلمت بلسان طَلِق ذَلِق ، تقول : اللهم صِلْ مَن
وَصَلني ، واقطع من قطعني.
[حجز] : ذكرت عائشةُ رضي الله تعالى عنها نساءَ الأنصار ، فأثنت
عليهنّ خيراً ،
__________________
وقالت لهنّ
مَعْروفاً. وقالت : لما نزلت سورة النور عَمَدْن إلى حُجُوز مَناطِقهن فشقَقنها ، فجعلن منها خُمُراً ، وأنه دخلت منهن
امرأةٌ على النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فسأَلَتْه عن الاغتسال من المحِيض
، فقال لها : خُذي فِرْصة مُمَسَّكة فتطهَّري بها.
واحد الحجوز حِجْز ـ بكسر الحاء ، وهو
الحُجْزَة ، ويجوز أن يكون
واحدها حُجْزة على تقدير إسقاط التاء ، كبُرج وبروج.
الفِرْصَة : قطعه قطن أو صوف ، من فَرَص
: إذا قطع.
المُمَسَّكة
الخلَق [التي] أَمسكت كثيراً ، كأنه أراد ألا يُستعمل الجديد للارتفاق به في
الغَزْل وغيره ؛ ولأن الْخَلَق أصلح لذلك وأَوْفق.
وقيل : هي
المطيّبة من المِسْك.
رأى رجلاً
مُحْتِّزاً بحَبْل أَبْرق وهو مُحْرِم ، فقال : ويحكَ أَلْقه!
هو الذي يَشدّ
ثوبه في وسطه ، مأخوذ من الحُجْزة.
الأَبرق
: الذي فيه سَوَاد
وبَيَاض ، ومنه قيل للعين : بَرْقاء.
[حجن] : عمر رضي الله تعالى عنه ـ قال لبلال بن الحارث : ما
أقطعك رسولُ الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم العَقِيق لتَحْتِجِنَه ؛ فأقْطِعْه الناس.
احْتِجان
الشيء : اجتِذابه
إلى نفسك ، من المحْجَن.
والمعنى هاهنا
الامتلاك والحِيازة لنفسه ، أراد أن الاقطاع ليس بتمليك ، إنما هو إرفاق إلى
مُدَّة.
[حجز] : عليّ عليه السلام ـ سُئِل عن بني أميَّة فقال : هم أشدّنا حُجزاً ، وأطلَبُنا للأمر لا يُنَالُ فينالونه.
شِدَّة الحُجْزَة عبارة عن الصبر على الشدّة والجَهْد.
[حجا] : ابن مسعود رضي الله عنه ـ إنكم معاشرَ هَمْدَان مِن أحْجَى حَيٍّ بالكوفة ، يموتُ أحدكم فلا يترك عُصْبة ، فإذا كان
كذلك فلْيُوصِ بماله كلِّه.
__________________
يقال : هو حَجٍ بكذا وحَجيٌ
به : أي حَرِيّ
وخَليق ؛ وهو
أَحْجَى به. قال الأعشى :
أَمِ الصَّبْرُ
أَحْجَى فإنّ امْرأً
|
|
سيَنْفَعُه
عِلْمُه إن عَلِمْ
|
[حجر]
: أبو الدَّرداء
رضي الله عنه ـ ترك الغَزْو عاماً ، فبعث مع رجل صُرَّة ، فقال :
فإذا رأيت رَجلاً
يسيرُ من القوم حَجْرَة ، في هَيْئته بَذَاذَةٌ فادْفَعْها إليه.
الحَجرَة : الناحية.
[حجج] : معاوية رضي الله عنه ـ قال رجلٌ : خاصمت إليه ابنَ أخي ،
فجعلت أحُجّ خَصْمي ؛ فقال : أنت كما قال أبُو دوَاد :
أنّي أُتِيح لها
حِرْبَاءُ تَنْضُبَةٍ
|
|
لا يُرْسِلُ
السَّاقَ إِلَّا مُمْسِكاً سَاقَا .
|
أحَجّه
: غلبه في المحاجّة ، شبّهه في تعلقه بحُجَّةٍ بعد انقضاء أُخْرَى بفعل الحِرْباء في إمساكه ساقَ شجرة
عند إرسال غيرها.
[حجز] : في الحديث : تزوّجوا في الحجْزِ الصالح ، فإن العِرْق دَسَّاس.
هو الأصلُ والمنبِت.
وقيل : هو فَصْل ما بين فَخِذ الرّجل والفَخِذ الأخرى من عشيرته ؛ سُمِّي بذلك
لأَنه يُحْتجَز بهم ، أي يُمتنع ، وإن رُوِي بالكسر فهو بمعنى الحُجْزَة ، كناية عن العِفّة وطِيب الإِزار.
[حجا] : رأيت عِلْجاً يوم القادسية قد تكنّى وتَحجَّى ، فَقَتَلْته.
أي زَمْزم ، والحِجَاء ـ ممدود : الزَّمْزَمَة.
حَجْرتَا الطريق
في (بو). حَجْرَاء في (طم). من وراء الحَجَزة في (فر). كالجمل المحْجُوم في (صع).
كالجَحَفة في (ذر). فيسْتَحْجي في (غد). واحْتجانَه في (نو). الحَواجِب في (شذ). [بمحجته
في (فز). تحجّى في (كن)].
الحاء مع الدال
[حدج] : النبيّ صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ ألم تروْا إلى
ميّتكم حين يَحْدِج
ببصره فإنما ينظر
إلى المِعْراج من حُسْنه.
__________________
أي يرمي ببصره
ويُحدّ نظرَه.
ومنه حديث ابن
مسعود رضي الله عنه : حَدِّث القوم ما
حَدَجوك بأبصارهم.
أي ما داموا
نشيطين لسماع حَدِيثك مُقْبلين عليك.
[حدد] : في قصة حُنين : إن مالك بن عَوْف النَّصريّ قال لغُلَام
له حادِّ البصر : ما ترى؟ فقال : أرَى كَتيبةَ حَرْشَف ، كأنهم قد
تشذَّروا للحَمْلَة ، ثم قال له : ويلٌ! صِفْ لي ، قال : قد جاء جَيْش لا يُكَتُّ
ولا يُنْكَف.
يقال : رجل حَديد البصر وحادُّه
، كقولهم : كليل
البصر وكالُّه.
الْحَرْشَف
: الرجَّالة.
تَشَذَّرُوا : تهيئوا.
لا يُكَتُ : لا يُحْصى.
لا يُنْكَف : لا يُقْطع ، ولا يُبلغ آخره ، يقولون : رأينا غيثاً ما
نَكَفه أحد سار يوماً ولا يومين.
[حدد] : قال في السُّنة : في الرأس والجسد قَصُّ الشاربِ
والسِّواك والاسْتِنْشاق والمَضْمضة وتقليم الأَظفار ونَتْف الإِبط والخِتان
والاستنجاء بالأَحجار والاسْتِحداد وانْتِقَاص الماء.
استحدَّ الرجلُ : إذا استعان ، وهو استفعل من الحديد ، كأنه استعمل الحديد على طَرِيق الكناية والتَّوْرية.
ومنه حديثه : إنه
حين قدم من سفرٍ أراد الناسُ أن يَطْرقوا النساء ليلاً ، فقال : أَمْهِلوا حتى
تَمْتَشِط الشّعِثَة ، وتستَحِدَّ المُغِيبَة.
قيل في انتقاص
الماء : هو أن يَغْسل مذاكيره ليرتدّ البول ؛ لأنه إذا لم يفعل نزل منه الشيء بعد
الشيء ؛ فيعسر اسْتِبراؤه ، فلا يخلو الماء من أن يُرَاد به البول ، فيكون المصدر
مضافاً إلى المفعول ، وأن يُرَاد به الماء الذي يغسل به ، فيكون مضافاً إلى الفاعل
، على معنى وانتقاص الماء البول ، وانْتَقص يكونُ متعدّياً وغير متعد. قال عديّ بن
الرّعلاء :
لم ينتقص مِنّي
المَشِيب قُلَامة
|
|
الآنَ حينَ
بَدَا ألبُّ وأَكْيس
|
__________________
وقيل : هو تصحيف ،
والصوابُ انتفاصُ الماء ـ بالفاء ، والمراد نَضْحه على الذَّكر ، من قولهم :
لنَضْح الدم القليل : نُفَص ، الواحدة نُفْصَة ، قال حُمَيد :
طافت ليالي
وانضمَّت ثميلتُها
|
|
وعاد لحمٌ عليها
بادن نَخَصا
|
فجاءها قانص
يسعى بضارية
|
|
ترى الدِّماء
على أَكتافها نَفَصا
|
[حدث]
: إنّ في كل أمة
مُحَدَّثين ومُرَوَّعين ، فإن
يكن في هذه الأمة أحدٌ فإن عُمَر منهم!.
المحدَّث
: المصيب فيما
يحدُس ، كأنه حُدِّث
بالأمر.
قال أَوْس :
*نِقَاب يُحَدِّثُ بالغَائب *
والمروَّع : الذي يُلْقي الشيء في روعه صدقُ فراسته.
[حدد] : خيارُ أمتي أَحِدّاؤُها.
هو جمع حَديد ، كأشدّاء في جمع شديد ، والمراد الذين فيهم حِدّة وصَلابة في الدين.
[حدر] : قال : إن أُبيّ بن خَلَف كان على بعيرٍ له وهو يقول : يا حَدْرَاها يا
حَدْرَاها!.
قال أبو عبيدة :
يريد هل أحد رأى مثل هذه! ويجوز أن يريد يا
حَدْرَاء الإِبل ،
فقَصَرها ، وهو تأنيث الأَحْدَر ، وهو الممتلىء الفخِذ والعجز الدَّقيق الأعلى ، وأراد
بالبعير الناقة. وفي كلامهم حَلَبْتُ بعيري وصَرَعَتْني بعيرٌ لي.
[حدج] : عمر رضي الله عنه حِجَّةً هاهنا ثم احْدِجْ ههنا حتى تَفْنَى.
أي احدِج إلى الغَزْو. والحَدْج
: شدُّ الأَحْمَال
وتوسيقها.
تَفْنَى : تهرم ،
من قولهم للكبير : فانٍ. قال لبيد :
حبائلُه
مَبْثُوثَةٌ بسبيلِه
|
|
ويَفْنَى إذَا
ما أخطَأْتْهُ الحَبائِلُ
|
__________________
أو أراد حتى تموت.
والمعنى : حجّ حجة واحدة ، ثم أقبل على الجهاد ما دامت فيك مسكة أو ما عِشْت.
[حدر] : عليّ عليه السلام ـ عن أم عطية : وُلِد لنا غلام أَحْدَرُ شيءٍ وأَسْمنه ، فحلفَ أبوه لا يقرب أمَّه حتى تَفْطِمه ،
فارتفعوا إلى عليّ ، فقال : أَمِنْ غضَبٍ غضبتَ عليها؟ قال : لا ، ولكني أردتُ أن
يَصْلُح ولدي ، فقال : ليس في الإصلاح إيلاء.
حَدُر
حَدْراً فهو حادِر : إذا غَلُظ جِسْمُه.
ليس في الإصلاح
إيلاء ، أي أن الإِيلاء إنما يكون في الضّرار والغَضَب لا في الرِّضا.
قال يوم خَيْبَر :
أنا الذي
سَمَّتْنِ أُمِّي حَيْدَرَهْ
|
|
كلَيْثٍ غاباتٍ
كَرِيهِ المَنْظَرَه
|
أَوْفِيهم
بالصاع كَيْلَ السَّنْدَره
|
* قيل : سمتْهُ أمّه فاطمة بنت أَسد
باسم أبيها ، وكان أبو طالب غائباً ، فلما قدم كرهه وسمَّاه علياً. وإنما لم يقل :
سمتني أسداً ؛ ذهاباً إلى المعنى. والحَيْدَرة : من أسماء الأسد.
السَّنْدَرة : مكيال كبير كالقَنْقَل . وقيل : امرأة كانت تبيع القَمْح وتُوفِي الكيل. والمعنى :
أقتلكم قَتْلاً واسعاً. وقيل : السَّنْدَرة العَجَلة ، والمراد تَوَعُّدهم بالقتل الذريع.
ووَجْه الكلام :
أنا الذي سمَّتْه ، ليرجعَ الضميرُ من الصلة إلى الموصول ، ولكنه ذهبَ إلى المعنى
؛ لأنَّ خبر المبتدأ هو ، أعنِي أن الذي هو أنا في المعنى ، فردّ إليه الضمير على
لفظ مردود إلى أنا ، كأنه قال : أنا سمتني.
جَمع الغابة
ليجعلَ اللَّيْثَ الذي شبَّه به نفسه حامياً لغِياضٍ شتّى ؛ لفرط قوَّته ومَنَعةِ
جانِبه.
[حدد] : صفية بنت أبي عبيد رضي الله عنهما ـ اشتكت عينَاها وهي حادٌّ على ابنِ عمر زوجِها ، فلم تَكْتَحِل حتى كادت عيناها
تَرْمَضان.
حَدَّ
تُحَدُّ حَدًّا ، والمعنى أحدّت : إذا تَركت الزينةَ بعد وفاةِ زوجها وهي حادّ ، أي ذات حِدَاد ، أو شيء
حادّ على المذهبين.
الرَّمض
معروف. وإن روي :
تَرْمَضان فالرَّمَض الحمّى.
__________________
[حدق] : الأحنف رحمه الله تعالى ـ قدِم على عمر في وفد أَهل
البصرة وقَضَى حوائجهم ، فقال : يا أميرَ المؤمنين ؛ إن أَهل هذه الأمصار نزلوا في
مِثْل حَدَقةِ البعير من العيون العِذاب ، تأتيهم فواكِههم لم تُخْضَد ـ وروي
: لم تُخَضّد.
وروي : إنَّ
إخْوَانَنا من أهل الكوفة نزلوا في مثل حُوَلَاء الناقة من ثِمار مُتَهَدِّلة ،
وأنهار متفجّرة ، وإنَّا نزلنا بسَبَخَةٍ نَشَّاشة ، طرَفٌ لها بالفَلَاة ، وطرف
لها بالبحر الأُجاج ، يأتينا ما يأتينا في مثل مَريء النعامة ، فإن لم ترفع
خَسِيسَتَنا بعطاءٍ تُفَضِّلنا به على سائر الأمصار نهلك ، فحبسه عنده سنة. وقال :
خشيتُ أن تكون مُفَوَّهاً ليس لك جُول.
شبه بلادهم في
خصبها وكَثْرة مائها
بحدَقة البعير وحُوَلاء
الناقة ؛ لأنَ الحدَقة تُوصف بكثرة الماء. وقيل : أراد أنّ خصبها دائم لا
يَنْقَطع ، لأن المُخّ ليس يبقى في شيء بقاءه في العين.
والْحوَلاء : جلدة رقيقة تخرج مع الحُوَار كأنها مرآة مملوءة ماء أصفر ، يسمى السُّخْد. قال الكميت :
وكالحولاء مراعي
المسي
|
|
م عندك والرئة
المنهل
|
خَضدَ الشيء : ثناه وتخضَّد تثنى ، يعني أنّ فواكههم قريبة منهم
؛ فهي تأتيهم غضَّة لم تتثنَّ ولم تتكسّر ذبولاً.
التهدّل
: الاسترخاء
والتدلّي.
النّشاشة : من النّشيش ، والغَلَيان.
مريء النعامة : مَجْرَى طعامها ، وهو ضيّق ؛ يعني نَزَارة
قوتهم.
الخسيسة : صفة
للحال.
المفوّه
: البليغ المنطيق
، كأنه المنسوب إلى الفَوَه
؛ وهو سعة الفم.
الجُول
: العقل والتماسك
، وأصله جانب البئر ، ومثله قولهم : ما له زَبْرٌ ؛ من زَبَرْت البئر.
[حدا] : مجاهد رحمه الله تعالى ـ كنت أتحدَّى القرَّاء فأَقرأ.
أي أتعمدهم ، والتحدّي والتحرّي
بمعنى.
__________________
[حدث] : الحسن رحمه الله ـ حَادِثُوا هذه القلوب بذِكْرِ الله ، فإنها سريعة الدُّثُور ،
واقْدَعُوا هذه الأَنفس فإنها طُلَعة.
محادثة السيف : تعهّده بالصقل وتطريته. قال زيد الخيل :
أُحَادِثُه
بصقلٍ كلَّ يومٍ
|
|
وأَعْجمهُ
بهَامَاتِ الرِّجالِ
|
فشبّه ما يركبُ
القلوب من الرَّيْن بالصَّدَأ وجلاءَها بذكر الله بالمُحَادثة.
والدُّثور : الدروس.
القَدْع
: الكفّ.
الطُّلَعة : التي تَطَلَّع إلى هواها وشَهَوَاتها.
[حدب] [حدبر] : ابن الأشعث ـ كتب إلى الحجاج : سأَحْمِلك على صَعْب حَدْباء حِدْبار يَنِجُّ ظَهْرُها.
الحِدْبار : التي بَدَا عَظْم ظهرها ونَشَزَت خَزَاقيفها هُزَالاً.
قال الكميت :
ردّهنّ الهزال
حُدْباً حَدَابي
|
|
رَ وطيّ
الإِكَامِ بَعْدَ الإِكَام
|
نجيج
القُرْحة : سَيَلانها
قَيْحاً ، قال :
فإنْ تَكُ
قُرْحةٌ خَبُثَتْ ونَجَّتْ
|
|
فإنَّ الله يشفي
من يَشَاءُ
|
ضرب ذلك مثلاً
للأمر الصَّعْب والخُطَّةِ الشَّدِيدة.
[حدل] : في الحديث : القضاةُ ثلاثة : رجل عَلِم فعدَل ، فذلك الذي
يَحْرُزُ أموالَ الناس ويَحْرُزُ نفسه في الجنّة. ورجل عَلِم فحدَل ، فذلك الذي يُهلك الناس ويُهلك نفسه في النار ، وذكر
الثالث.
حَدَل
: ضدّ عدَل ، من
قولهم : إنَّه لحَدْل
غير عَدْل.
ويحدرُ في (بض).
حَدَجة حنظل في (أل). نحدرها في (ظ). فحدِأ في (بج). الحدو في (به). أو عصا حديدة
في (رف).
__________________
الحاء
مع الذال
[حذف] : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ تراصُّوا في
الصَّلاة لا تَتَخَلّلكم الشياطين ، كأَنها بنات حَذَف.
وروي : أقيموا
صفوفَكم لا يتخلّلكم كأوْلاد
الْحَذَف ـ قيل : يا رسول
اللهِ ؛ وما أولاد
الحذَف؟ قال : ضأنٌ سودٌ
جُرْد صِغار تكون باليمن.
كأنها سميت حذَفاً ؛ لأنها
محذوفة عن مِقدار الكبار
ونظيره قولهم للقصير : حُطَائط ، قيل : لأنه حُطّ عن مقدار الطويل.
كأولاد : الكاف
فيه في محل الرفع على الفاعلية ، ومثله الكاف في قول الأعشى :
هل تَنْتَهون
ولن يَنْهى ذوي شَطَط
|
|
كالطَّعْن
يَذْهَبُ فيه الزيت والفُتُلُ
|
[حذا]
: في ليلة الإسراء : انطلق بي إلى خَلْق من خَلْقِ الله
كثير موكَّل بهم رجالٌ يَعْمِدُون إلى عُرْض جَنْبِ أحدهم فيَحْذُون منه الحُذْوَة من اللحم مثلَ النعل ، ثم يَضْفِزونه في أحدهم ، ويقال له
: كُلْ كما أكلت.
أي يقطعون منه القِطْعَة
، من حَذْوِ النعل.
ومنه الحديث ـ في
مس الذكر : إنما هو
حِذْية منك.
يَضْفِزُونه
: يرفعونه فيه ،
من ضَفَزْت البعير : إذا جمعت ضِغثاً فلقّمته إياه ، وضَفَزْت الفرسَ
لجامه.
[حذل] : من دخل حائطاً فَلْيَأْكُلْ منه غيرَ آخذٍ في حُذْلِه شيئاً ـ وروي «في حُذْنِه».
وهما التبّان.
__________________
ومنه قولهم : هو
في حُذْل أمه ؛ أي في حِجْرِها ، وأنشد :
أَنَا مِنْ
ضِئْضِىءِ صِدْقٍ
|
|
بَخْ وفي أكرمِ
حُذْل
|
[حذا]
: ابن عباس رضي
الله عنهما ـ قال في ذات عِرْق : هي حَذْوَ قَرَنٍ ـ وروي وزان قَرَن.
ومعناهما واحد ؛
أراد أنها مُحَاذِية قَرَن فيما بين كلِّ واحد منهما وبين مكة ، فمن أَحْرَم من
هذا كمن أَحْرمَ من ذاك.
[حذاء] : ابن غَزْوان رضي الله عنه ـ خطب الناس فقال : إن الدنيا
آذَنَتْ بصَرْم ، وولَّتْ حَذّاء ، فلم يبق منها إلا صُبَابة كصُبَابة الإناء.
الحذّاء : الخفيفة السريعة.
ومنه قولهم للسارق
: أحذّ اليد ، وللقصيدة السيارة : حَذَّاء.
حُذاقيّ في (صع).
إن لم يُحْذِك في (دو). فاحْذِمْ في (رس). أن يَحذِفها في (لب) ، حِذَاؤها في (عف).
الحاء مع الراء
[حرق] : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ قال حريث : رأيته
دخل مكة يوم الفَتْح ، وعليه عِمامة سوداء
حَرَقانيَّة ، قد أرخى
طَرَفَها على كَتفيه.
هي التي على لَوْن
ما أَحرقته النار ، كأنها منسوبة بزيادة الألف والنون إلى الحَرَق ؛ يقال : الحَرْق
بالنار والحَرَق معاً ، والحرَق
من الدّق [الذي
يعرض للثوب عند دقّه] محرّك لا غير.
ومنه حديث عمر بن
عبد العزيز رحمهما الله : إنه أراد أن يستبدل بعمّاله لِمَا رأى من إبطائهم في
تنفيذ أمره فقال : أما عديّ بن أَرْطَأة فإنما غرَّني بعمامته الحَرَقانية. وأما أبو بكر بن حَزْم فلو كتبت إليه أذْبح لأهل المدينة
شاةَ لرَاجَعني فيها : أقَرْناء أم جمَّاء؟.
[حرس] : لا قَطْعَ في حَرِيسَةِ الجَبَل.
هي الشاة مما يُحْرَس بالجبل من الغَنم وهي الحَرَائس.
__________________
ومنه حديثه الآخر : إنه
سُئِلَ عن حَريسة الجبل ، فقال : فيها غُرْم مِثْلِها ، وجَلَدَاتٌ نَكالاً
، فإذا آواها المُرَاح ففيها القَطع.
واحترس فلان : إذا استَرق الحريسة.
ومنه الحديث : إن
غِلْمة لحاطب [بن أبي بَلْتَعة]
احترسوا ناقةً لرجل
فانتحرُوها.
[حرش] : إن رجلاً أَتاه بضِبَاب قد احْتَرَشها. فقال : إن أمةً مُسُخت ، فلا أَدْري لعلّ هذه منها.
الاحتراش
: أن يمسح يده على
الْجُحْر ويحرّكها حتى يظنّ الضبُّ أنها حيّة ، فيُخْرِج ذنبه ليضربها فيقبض عليه
، وهو من الحَرْش بمعنى الأثَر ، لأن ذلك المسح له أَثر.
[حراوة] : تغدّى أعرابي مع قومٍ فاعتمد على الْخَرْدَل ، فقالوا :
ما يُعْجِبُك منه؟ قال : حَرَاوته
وحَمْزه.
الحرَاوة والحَمْز : اللَّذْع والقَرْص باللسان.
[حرث] : سَمُّوا أولادكم أسماء الأنبياء ، وأحسنُ الأسماء عبد
الله وعبد الرحمن ، وأصدقُها
الحارث وهمام ، وأقبحها
حَرْب ومُرَّة.
قيل : لأنه ما من
أحد إلّا وهو
يَحْرث ، أي يكسب. ويهمّ
بالشيء أي يعزم عليه ويريده. وكره حرباً ومُرّة ذهاباً إلى معنى المحاربة
والمَرَارة.
[حرأ] : كان قبل أن يوحى إليه صلى الله عليه وآله وسلم يأتي حِرَاءَ فيتحنّث فيه الليالي.
حِرَاء : من جبال مكة معروف ، ومنهم من يؤنثه فلا يصرفه ، وللناس
فيه ثلاث لحنات : يفتحون حاءه وهي مكسورة ، ويقصرون ألفَه وهي مَمْدُودة ،
ويميلونها ولا يسوغ فيها الإِمالة ؛ لأن الراء سبقت الألف مفتوحة وهي حرف مكرّر
فقامت مقام الحرف المستعلي ، ومثل رافع وراشد لا يُمال.
التحنّث
: التعبد ، ومعناه
إلقاؤه الحْنث عن نفسه ، كالتحرّج والتحوّب.
ومنه حديث حَكِيم
بن حِزَام القرشيّ رضي الله عنه : يا رسول الله ؛ أرأيتَ أموراً كنت
__________________
أتحنّث بها في
الجاهلية من صدَقة وصِلَة رَحِم ؛ هل لي فيها أجر؟ فقال النبي صلى الله تعالى عليه
وآله وسلم : أَسْلَمت على ما سلَفَ من خير.
[حرق] : نهى عن حَرْق
النَّواة ، وأن
تُقْصَع بها القَمْلَة.
قيل : هو إحراقها بالنار ، ويجوز أن يكونَ من حرَق الشيء ، إذا بَرَده بالمِبرَد.
والقَصْع : الفَضْخ ؛ وإنما نهى عن ذلك إكراماً للنخلة ، قيل : لأنها
مخلوقة من فَضْلة طينة آدم عليه السلام.
وفي الحديث :
أَكْرِموا النخلة فإنها عمتكم.
وفي حديث آخر :
نعمت العمّة لكم النَّخلة. وقيل : لأن النوى قوتٌ للدواجن.
بُعِث عروة بن
مسعود رضي الله عنه إلى قومه بالطائف ، فأَتاهم فدخل مِحْراباً له فَأَشْرف عليهم
عند الفَجْرِ ، ثم أذّن للصلاة ، ثم قال : أَسْلموا تَسْلموا ؛ فقتلوه.
المِحْراب
: المكان الرفيع
والمجلس الشَّريف ؛ لأنه يُدَافع عنه ويحارب دونه.
ومنه قيل : مِحراب الأسد لمأْواه ، وسمي القَصْر والغرفة المنيفة محراباً. قال :
رَبَّةُ
مِحْرابٍ إذا جِئْتُهَا
|
|
لم أَلْقَهَا
أوْ أرْتقِي سُلَّما
|
[حرض]
: ما من مؤمن مَرِض مَرضاً حتى يُحْرِضَه إلا حطّ الله عنه خَطاياه.
أي يُشْرِف به على
الهلاك.
[حرج] : في قصة بدر :
عن معاذ بن عَمْرو
بن الجُموح رضي الله تعالى عنه قال : نظرت إلى أبي جَهْل في مثل الحرَجَة ، فصمدتُ له ، حتى إذا أَمْكَنَتْنِي منه غِرّة حملتُ عليه
، فضربتُه ضَرْبةً طرحت رِجله من الساق ، فشبَّهْتها النواةَ تَنْزُو من
المَراضِخ.
الحرَجة : الغَيْضة التي تضايقت لالتفافها ، من الحَرَج وهو الضيق.
الصَّمْد : القَصْد.
المِرضخة : حجر يُرْضَخ به النوى.
[حرب]
[حرث] : إن المشركين
لمَّا بلغهم خروجُ أصحابِ صلى الله تعالى عليه
__________________
وآله وسلم إلى
بَدْر يَرْصُدون العِير. قالوا : اخْرُجُوا إلى مَعَايشكم وحَرَائِبكم. ـ وروي بالثاء.
الحرائب
: جمع حَرِيبة ، وهي المالُ الذي به قِوَام الرجل.
والحرائث : المكاسب ، من الاحتراث ، وهو اكْتِساب المال ، الواحدة حريثة. وقيل : هي أَنْضاء الإِبل ، من أَحْرَثنا الخيل وحَرَثناها : إذا أهزلناها.
[حرف] : تزوَّج رجل من المهاجرين امرأةً من الأنصار فأراد أن
يَأْتيهَا ، فأبَتْ إلَّا أن تُؤتَى على حَرْف
، حتى شَرِيَ
أمرهما ، فبلغَ رسولُ الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ؛ فأنزل الله تعالى : (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا
حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) [البقرة : ٢٢٣].
الْحَرْف
: الطرفُ
والناحية. والمعنى إتيانها على جَنْب.
ومنه حديث ابن عباس رضي
الله عنهما : كان أهلُ الكتاب لا يأتون النساء إلّا عَلَى حَرْف ، وكان الأنصارُ قد أخذوا بذلك من صنيعهم ، وكان هذا الحيّ
من قريش يشْرَحون النساء شَرْحاً مُنْكَراً.
قيل : شرَح المرأَة : إذا سلقها على قَفاها ، ثم غَشِيها.
وقيل : معنى على حَرْف ألّا يتمكن منها تمكن المتوسّط المتبحبح في الأمر. والشَّرح : أن يتمكّن منها ، من شَرْحِ
الأمر ، وهو فتح
ما انْغَلق منه.
شَرِيَ
: أي عظم وارتفع ،
من شَرِيَ البرقُ وهو أن يتتابع في لمعَانه.
[حرز] : أبو بكر رضي الله تعالى عنه ـ كان يُوتر من أوّل اللّيل
ويقول :
*واحَرَزَا وأَبْتَغِي النَّوَافلَا*
وروي :
*أحرزتُ نَهْبي وأَبْتغي النوافِلَا*
الحَرَز : ما
أَحرزته.
والنوافل : الزّوائد ، وألف واحَرزا منقلبة عن ياء الإضافة ، كقولهم : يا غلاماً أقبل.
__________________
وهذا مثلٌ يضربه
الطالب للزيادة على الشيء بعد ظَفره به ، فتمثَّل به لأدَاء صلاة الوِتر وفراغ
قَلْبِه منها وتنفّله بعد ذلك.
[حرى] : لما مات رسولُ الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أصابه
حُزْن شديد ، فما زال يَحْرِي
بَدَنُه حتى لَحِق
بالله.
أي يَذُوب وينقص.
قال :
حتى كأني خاتل
قَنَصا
|
|
والمرءُ بعد
تمامه يَحْرِي
|
ومنه : الحاريَة من الأفاعي ، وهي التي قيل فيها : حَارِيةٌ قد صَغُرَت من الكبر.
[حرف] : عمر رضي الله تعالى عنه ـ ذكر فتيانَ قُريش وسرَفهم في
الإِنفاق ؛ فقال : لحِرْفة أحدِهم أشدُّ عليّ من عَيْلَته.
الحِرْفة : بالكسر الطُّعْمَة ، وهي الصناعة التي منها يَرْتَزق ،
لأنه مُنْحرِف إليها. والحُرفة والحُرف بالضم : من المُحَارَف
وهو المحدود.
ومنها قولهم : حِرْفةُ الأدب ، والمراد لعَدَمُ حِرْفَة أحدهم والاغتمامُ لذلك أشدُّ عليّ من فَقْره.
ومنه ما يروى عنه
: إني لأرى الرجل فيُعجبني فأقولُ : هل له حِرفة؟ فإن قالوا : لا ، سقط مِنْ عيني. والصحيح أن يريد بالحِرفة سَرَفهم في الإنفاق. وكل ما اشتغل به الإِنسانُ وضرى به من
أي أمر كان ؛ فإن العرب تسميه صنعة وحِرْفة ؛ يقولون : صنعة فلان أن يفعل كذا ، وحِرْفة فلان أن يفعل كذا ، يريدون دَأْبَه ودَيْدَنه.
[حرق] : عليّ عليه السلام ـ عليكم من النِّساء بالحَارِقة.
هي الضيّقة
المَلَاقي كأنها التي تضم الفَعْل ضمّ العاضّ الذي يَحْرُق
أسنانه ، ويقال
لها : العَضوض والمَصُوص.
وعنه عليه السلام
: إنه سُئل عن امرأته ، فقال : وجدتها
حَارقة طارِقة فائِقة.
أراد بالطَّارقة :
التي طَرَقَتْ بخير ، وقيل : الحارقَة : النِّكاح على الجنب ، أخذت من حَارِقة الورك ، وهي عَصَبة فيها ، والمعنى : عليكم من مباشرة
النساء بهذا النَّوع.
وعنه عليه السلام
: كذَبَتْكم الحارقة ، ما قام لي بها إلا أسماءُ بنت عُمَيس.
[حرر] : قال عليّ عليه السلام لفاطمة سيدة نساء العالمين عليها
السلام : لو أتيتِ النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم فسألته خادماً تقيك حارَّ ما أنتِ فيه من العَمَلِ!.
__________________
أي شاقّه وشديدَه.
جَعَلوا الحرارة عبارة عن الشدّة ، والبرد عن خلافها ، وقد سَبَق نحوٌ من
ذلك.
[حرف] : ابن مسعود رضي الله عنه ـ دخل على مريض ، فرأى جَبينَه
يعرق ، فقال : موتُ المؤمن عَرَق الجبين ، تبقى عليه البقيةُ من الذنوب فيُحَارَف بها عند الموت ـ ورُوِي : فيكافَأُ بها.
المحارفة : المُقَايسة ، ومنه المِحْرَاف
، وهو المِيلُ
الذي يُقَايس به الجِراحة ، فوُضعت مَوْضع المكافأة. والمعنى أَن الشدَّةَ التي
تُرْهقه حتى يعرَقَ لها جبينُه تقع كِفاءً لما بقِيَ عليه من الذنوب وجزاءً ؛
فتكون كفَّارة له.
[حرث] : احرثوا هذا القرآن.
أي فتِّشوه
وتدَبَّروه.
[حرض] : عوف رضي الله عنه ـ قال صلى الله تعالى عليه وآله وسلم :
رأيت مُحَلّم بن جَثّامة في المنام ، فقلت : كيف أنت يا مُحَلّم؟ فقال : بخير ؛
وجدْنا ربًّا رحيماً غفَر لنا. قلتُ : أكُلّكم؟ قال : كلّنا غير الأَحْرَاض. قلت : ومَنِ الأَحْراض؟ قال : الذين يشارُ إليهم بالأصابع.
أراد الفاسدِين
المشتهرين بالشرّ الذي لا يخفى على أحدٍ فسادُهم ؛ شبّههم بالسَّقْمى المشرفين على
الهَلاك ، فسماهم أحراضاً.
[حرم] : الحسَن رحمه الله ـ قال : في الرجل يُحْرِم في الغَضَب كذا.
أي يحلف في حال
الغَضَب ؛ وإنما سمي الحالف مُحرماً ، لأنه يتحرّم
بيمينه كالمُحْرِم
الذي يَدْخُل في حُرْمة الحج والحرَم. ومنه إحرام
المصلّي بالتكبير.
[حرر] : الحجاج ـ باع مُعْتَقاً في حَرَاره.
يقالُ : حرَّ العبدُ
حَراراً ، قال :
*وما رُدَّ من بَعْدِ الحرَارِ عَتِيقُ
__________________
[حرم] : في الحديث : الذين تدركهم الساعة تُسَلَّطُ عليهم الحِرْمَة ، ويُسْلَبون الحَياء.
هي الغلْمة ، من حَرِمت الشاة واستحرمت
: إذا اشتهت
الفَحْل.
[حرق] : الحرَقُ
والغَرَق
والشَّرَقُ شهادة.
هو الاحْتِراق
بالنَّارِ.
حَرَق النار في (هم).
يحرّف القلوب في (ذف). على حَرَاجِيج في (عب). يَحْتَرِبون في (جر).
وحَرْقَفَتَيْه في (ند). أحُرُّ لكِ في (أر). قد حَرِبَ في (كل). حَرَثْنَاها في (ظه).
سبعة أحْرُف في (أض). حَرْشَف في (حد). حَرْمد في (حر). حَرِيبة في (زو).
مِحْرَدَها في (عي). حِرْبَاء تَنْضُبَة في (حج).
الحاء مع الزاي
[حزر] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ بعث مُصَدِّقاً فقال :
لا تأخذ من حَزَرات
أَنْفُسِ الناسِ
شيئاً. خُذ الشَّارِفَ والبَكْر وذَا العَيْب.
الحزَرَات
: جمع حَزْرة ، وهي خِيار مالِ الرَّجُل يَحْزُره
في نفسه ، كأنها
سُمّيت بالمرَّة من الحَزْر ، ولهذا المعنى أُضيفت إلى الأنفس ، ويقال : هي الحَرْزَة
أيضاً بتقديم الراء من الإِحراز.
الشارف
: الناقة المسنّة
، وهي بينة الشروف ؛ سميت لعلوّ سنّها. ومنها قيل : السهم الشَّارِف للذي طالَ عهدُه فانْتَكَثَ عَقَبة ورِيشُه. كان ذلك في
بدءِ الإِسلام ؛ لأن السُّنة ألّا تُؤْخذ إلا بنتُ مخاض ، أو بنتُ لَبُون ، أو
حِقّة ، أو جذَعة.
[حزق] : كان يرقّص الحسن أو الحسين عليهم الصلاة والسلام فيقول :
حزقة حزقة ترق عين بقه. فترقّى الغلام حتى وضع قدَمه على صَدْره.
رُوِي : حُزُقَّة حُزُقَّهْ. برَفْع الأول
وتنوينه والوقف في الثاني ، وبالوقف فيهما. فوجه
__________________
الرواية الأولى أن
يكون خبر مبتدأ محذوف تقديره أنت حزقّةٌ والثاني كذلك أو خبرٌ مكرر. ووجه الروايةِ الثانية أن تكون
منادى حُذِف منه حرف النداء ، وهو في الشذوذ كقولهم : أَطْرِق كَرَا. وافْتَد
مخنوق ، والثاني كذلك ، أو تكرير للمنادى.
والحُزُقّة : الضعيف القصير المقارب خَطْوه. قال امرؤ القيس :
وأَعْجَبني
مَشْيُ الحُزُقَّةِ خَالدٍ
|
|
كمَشْيِ أَتانٍ
حُلِّئَتْ بالمنَاهلِ
|
وعَيْن بَقّه : منادى ؛ ذهب إلى صغر عَيْنه ، تشبيهاً لها بعَيْنِ
البَعُوضَة.
[حزم] : قال لأبي بكر رضي الله عنه : متى تُوتر؟ فقال : من أوَّل
الليل. وقال لعمر : متى تُوتر؟ فقال : من آخر الليل. فقال لأبي بكر : أخذتَ بالحَزْم. وقال لعمر : أخذت بالعَزْم.
الحزم
: ضَبْط الأمر
والحذَر من فَوَاته. والعَزْم
: عقد القَلْبِ
على الأمر وقوة الصريمة.
ومنه الحديث الآخر : إن
أبا بكر وعمر رضي الله عنهما تذَاكَرا الوِتْر عند رسول الله صلى الله تعالى عليه
وآله وسلم ، فقال أبو بكر : أمَّا أنا فإني أنام على وِتر ، فإن استيقظتُ صلّيت
شَفعاً إلى الصَّباح. وقال عمر : لكني أنامُ على شَفْع ثم أُوتر من السَّحر.
فقال صلى الله
تعالى عليه وآله وسلم لأبي بكر : حَذِر هذا ، وقال لِعُمر : قَوِي هذا.
[حزق] : عليّ عليه السلام ـ خطب أصحابَه في أَمر المَارِقين
وحضّهم على قِتَالهم ، فلما قتلوهم جاءوا فقالوا : أَبْشِر يا أميرَ المؤمنين ؛
فقد استَأْصَلْناهم. فقال : حَزْقُ
عَيْرٍ ، حَزْقُ عَيْرٍ ، قَدْ بَقِيت منهم بَقِيَّة.
الحَزْق
: الشدُّ البليغ
والضَّغْط والتضييق ، يقال : حَزَقه
بالحَبْل. وحزقَ القوسَ بالوَتَر. وإبريق محْزُوق العنق : ضيّقها. ومنه : حَزَق : إذا حبَقَ لما في الضَّرْط من الضّغْط ؛ وفُسِّر على
وجهين : أحدهما : أن ما فعلتم بهم في قلَّةِ الاكتراثِ به حُصَاص حِمار. والثاني : أن أمرهم يعدّ في إحكامه كأنه وِقْر حمار بولغ في شدّه. والمعنى حزْق حِمْل عَيْرٍ ، فحذف.
[حزز] : ابن مسعود رضي الله عنه ـ الإثْم حزَّاز القلوب.
هي الأمور التي تحزّ في القلوب ؛ أي تحكّ وتُؤَثّر وتخالج فيها أن تكون معاصي
لفَقْد الطمأنينة إليها.
__________________
ورَوَاه بعضهم : حَوّاز القلوب. أي يحوزُ القلوب ويغلبُ عليها ويجعلها في
مَلْكَته.
[حزل] : زيد رضي الله عنه ـ لما دَعاني أبو بكر إلى جَمْع القرآن
دخلتُ عليه وعمر
مُحْزَئِلّ في المجلس.
أي مسْتَوْفز ، من
قولهم : احزألّت الآكام : إذا زَهَاها السراب ، واحزألّت الإِبل في السير : إذا ارتفعت فيه. قال الطِّرِمَّاح :
ولو خرجَ
الدَّجَّال ينشد دِينَه
|
|
لزَافَت تميمٌ
حَوْلَه واحْزَأَلّت
|
وكان عمرُ ينكر
ذلك ، ويقول : كيف نصنعُ شيئاً لم يصنعْه رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم؟
ثم وافَقَه بعد.
[حزن] : ابن عمر رضي الله عنهما ـ ذَكَر الْغَزْو ، ومن يَغْزُو
ولا نِيَّةَ له ، فقال : إنّ الشيطانَ يُحَزِّنه.
أي يجعله
بوَسْوَسَتِه حزيناً نادماً على مُفَارقة أهله ، حتى يُفْسد عليه نيَّته. يقال
: أحزنه الأمر وحزّنه.
[حزق] : أبو سلمة رحمه الله ـ لم يكن أصحابُ رسول الله صلى الله
تعالى عليه وآله وسلم متحزّقِين
ولا مُتَماوِتين ،
كانوا يتَنَاشَدُون الأَشعار ، ويذكرون أَمْر جاهليّتهم ، فإذا أُريد أَحدُهم على
شيء من أَمر دينه دارت حَمَاليق عينيه كأنه مجنون.
المتحزِّق
: المتقبّض. والمُتَماوت : من صِفَة المرائي بنُسْكه الذي يتكلّف التّزَمّت وتسكين
الأطراف ، كأنه ميّت.
وعن عمر رضي الله
تعالى عنه : لما رأى رجلاً مُتَماوِتاً ، فخفقَه بالدِّرَّة قال : لا تُمِت علينا
ديننا ، أَماتَك الله!.
[حزن] : الشعبيّ رحمه الله ـ أُتي به الحجاج فقال : أخَرَجْتَ علي
يا شعبيّ؟ فقال : أصلح الله الأمير ، أَجْدب بنا الجَنَاب ، وأحزن
بنا المنزل ،
واسْتَحْلَسْنَا الخَوْفَ ، واكْتَحَلْنَا السَّهرَ ؛ فأصابتنا خِزْية لم نكن فيها
بررَةٌ أَتقياء ، ولا فَجَرة أقوياء. قال : لله أبوك! ثم أرسله.
أحزن
المنزل : صار ذَا حُزونة ، كأخصب وأجْدب ، ويجوز أن يكون من قولهم : أَحْزَن الرجل وأسهل : إذا ركب الحَزْن
والسَّهْل ،
والباء للتَّعدية ، يعني : وركب بنا المنزل الحَزْن
؛
__________________
لأنهم إذا نزلوه
وهو حَزْن فكأنه قد أوطأهم الحَزْن.
استحلسنا الخوف : صيَّرْناه كالْحِلْس الذي يُفْتَرش.
خِزْية : أي خَصْلة خزينا فيها ، أي ذللنا. قال :
فإني بحمدِ
اللهِ لا ثوبُ عاجز
|
|
لَبِست ولا من
خَزْيَة أَتقنّعُ
|
[حزور]
: في الحديث : كنا مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله
وسلم غلماناً
حَزَاوِرة ، فتعلّمنا
الإيمان قبل أن نتعلّم القرآن.
هو جمع حَزْوَر وحَزوَّر ، وهو المُرَاهق ، والتاء لتأنيث الجمع. وفلانٌ آخذ بحُزَّته أي بحُجْزَته ، وقيل بعُنُقه.
حَزَّله حُزَّةً
في (سع). حِزْبي من القرآن في (طر). حَزَبه أمر في (هي). مَحْزون في (زو). حَازِق
في (حق). الحزقّة في (أر). [حزقان في (غي)].
الحاء مع السين
[حسب] : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ الحَسب المالُ ، والكَرَم التَّقوى.
هو ما يعدّه من مآثره
ومآثر آبائه.
ومنه قولهم : من
فاته حسبُ نفسِه لم ينتفع بحسَبِ
أبيه. وقال ذو
الرُّمة :
له قَدَمٌ لا
يُنْكِرُ الناسُ أَنها
|
|
مع الحسَب
العادي طمَّتْ على البحر
|
وقال المتلمّس :
ومَنْ كانَ ذَا
بَيْتٍ كريمٍ ولم يَكُنْ
|
|
له حَسَبٌ كان
اللَّئِيمَ المُذَمَّمَا
|
وفي حديث عمر رضي
الله عنه : مِنْ حَسَبِ
الرجل نَقاء
ثوبيه.
والمعنى : إنّ ذا الحسَب الفقير لا يُوَقَّر ولا يُتْفَلُ به ، ومَنْ لا حسبَ له إذا رُزِق الثروة وَقُر وجَلّ في العيون.
وفي حديث آخر : حَسَبُ الرَّجل خُلقه ، وكرمُه دِينه.
وعنه صلى الله
تعالى عليه وآله وسلم : إن وَفْد هَوَازِن لما قدموا عليه يكلِّمونه في
__________________
سَبْيهم قال لهم :
اختارُوا إحدى الطائفتين : إمّا المال وإمّا السَّبي. فقالوا : أمّا إذ خيَّرْتنا
بين المال والحسَب
فإنا نختارُ الحسَب ، فاختارُوا أَبناءهم ونساءَهم.
قيل المراد بالحسَب هنا عَدَدُ ذَوي القرابات ، ويجوز أن يُرَاد أن فِكاك
الأسارى وإيثارَه على استرداد المال حَسَبٌ
وفعال حَسَنَة فهو
بالاخْتِيَارِ أَجْدر.
[حسس] : عمر رضي الله عنه ـ مرَّ بامْرَأةٍ قد وَلدت ، فدَعَا
لها بشَرْبة من سَوِيقٍ وقال : اشْرَبي ؛ هذا يَقْطَعُ الْحِسَ.
هو وَجَعُ
النُّفَساء غِبَّ الولادة.
[حسب] : يأيها الناس ، احْتَسِبُوا أعمالكم ، فإنَّ من احْتَسب
عَمله كُتِبَ له
أَجْرُ عمله وأَجْر
حِسْبتَه.
الاحْتِسَابُ
من الْحَسْب كالاعتداد من العَدِّ. وإنما قيل : احتسب العمل لمن ينوي به وَجْهَ الله ؛ لأنَّ له حينئذ أن يعتدَّ
عمله ، فجعل في حال مُبَاشرة الفعل كأنه معتدّ.
والْحِسْبة : اسم من الاحتساب كالعِدَّة من الاعتداد. وقولهم : ماتت
والدتي فاحتسبتُها. معناه : اعتدَدْتُ مصيبتها في جملة بلايَا الله التي
أثَابَ علي التَّصبّر عليها.
[حسس] : أتى بجرادٍ
مَحْسُوس فأكلَه.
هو الذي مسّته
النارْ حتى قَتَلَتْه ، من الحسّ
وهو القَتْلُ.
[حسب] : طلحة رضي الله عنه ـ اشترى غُلَاماً بخَمْسمائة درهم
وأَعتقه ، فكتب : هذا ما اشترى طلحة بن عبيد الله من فلان ابن فلان العَبْشَمِيّ ،
اشترى منه فَتَاه ديناراً بخمسمائة دِرهم بالحَسب
والطيِّب ، ودَفع
إليه الثمن ، وأَعْتَقه لوَجْه الله ؛ فليس لأحدٍ عليه سبيلُ الولاء.
قيل : هو من حسَّبته إذ أكرمته ، أي بالكَرَامة من البائع والمشتري والرّغبة
وطيب النفوس منهما.
العُطَارِديّ رحمه
الله ـ قال له أبو عمرو بن العلاء : ما تَذكر؟ قال : أذكر مَقْتَل بِسْطام بنِ
قَيْس على الْحَسَن.
هو حَبْل من رمل.
قال :
لأُمِّ
الْأَرْضِ وَيْلٌ ما أَجَنَّتْ
|
|
غداة أَضَرَّ
بالحَسنِ السَّبيلُ
|
__________________
عُمِّر مائة
وثمانياً وعشرين سنة ، وكانت وِلادته قبل الهجرة بإحدى عشرة سنة.
[حسب] : سماك رحمه الله ـ قال شُعْبَة : سمعتُه يقول : ما حَسَّبُوا ضيفَهم.
أي ما أكرموه ،
وأَصْلُه من الْحُسْبَانة ، وهي الوِسادة الصغيرة ، ويقال لها المحْسَبة أيضاً ؛ لأن من أُكرم أجلس عليها.
في الحديث : إن
المسلمين كانوا
يتحسَّبُون الصلاةَ ، فيجيئون
بلا دَاعٍ.
أي يتعرَّفون وقتها
ويتوخَّونه ، يأتون المسجد قبل أن يسمعوا الأَذَان.
[حسر] : يخرج في آخر الزمان رجلٌ يسمى أمير المعصب ، أصحابُه مُحَسَّرُون مُحَقَّرُون مُقْصَوْن عن أَبْوَابِ السلطان ، يأتونه من
كلِّ أَوْبٍ كأنهم قَزَعُ الخريف ، يوَرِّثهم الله مشارِقَ الأرض ومغاربها.
محسَّرُون
: مُؤْذون محمولون
على الْحَسرة ، أو مُدَفّعون مُبْعَدُون ؛ من حَسَر القناع : إذا كشفه. أو مَطْرودون مُتْعَبون ، من حَسَر الدابة [إذا أتعبها].
من كل أَوْب ، قال
ابن السراج : معناه أنهم جاءُوا من كل مآب يرجعون إليه ومن كل مستقرّ.
القَزَع
: السحاب المتفرق.
ادعُوا الله ولا تَسْتَحْسِرُوا.
هو أبلغ من الحُسُور ؛ أي لا تَنْقَطِعُوا ولا تملُّوا.
[حسم] : عليكم بالصَّوْم فإنه مَحْسمَةٌ.
أَيْ مقطعة
لِلْبَاءَةِ.
ثم حَسَمَهُ في (شق).
لا يَحْسِرُ صابِحُها في (دك). حسّ في (هض). [عليها] حسيكة في (يس). فأحسِفُه في (حت).
فحسك أمراس في (فر). تحسّف جلد الحية في (ظل). حُسّر في (جف). حسَكة في (عر). ولا
تحسُّوا في (رث). هل أحسستما في (سم). حِسْمى في (رك). [حسرته في (مد). على الحس
في (حن). ولا تحسسوا في (جس)].
__________________
الحاء مع الشين
[حشش] : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ إنّ رجلاً من
أَسْلَم كان في غُنَيْمَةٍ له يَحُشُ
عليها في بَيْداءِ
ذي الحُلَيْفَة إذ عَوَى عليه ذئب فانتَزَع شاةً من غنمه فجَهْجَأهُ الرجلُ
بالحِجارة حتى استنقذ منه شَاتَه ، فقال الذئب : أما اتقيتَ الله أن تَنزع مني شاة
رُزقتها؟ فقال الرجل : تاللهِ ما سمعتُ كاليوم قطّ! فقال الذئب : أَعْجب من ذلك
هذا الرسول بين الحرّتين يحدِّث الناس بما خَلا ويُحدِّثهم بما هو آت. فلما سمع
الرجل قولَ الذئب ساق غَنمه يَحُوزُها حتى جاء المدينة.
يحُش
: بمعنى يَهُشّ ؛
أي يخبط الورق ، ومثله مدَحَ ومَده!
جَهْجَأَه
: زَجَرَه ،
والهمزة بدل من هاء. قال عمرو بن الإطنابة :
والضاربين
الكَبْشَ يبرق بَيْضه
|
|
ضرب المُجْهِجَه
عن حِيَاض الآبل
|
يَحُوزُها : يجمعها في السوق.
ما سمعت كاليوم :
أي ما سمعت أُعجوبة كأعجوبة اليوم ؛ فحذف الموصوف وأقام الصفة مقامه ، والمضاف
وأقام المضاف إليه مقامه.
قال لأبي بَصِير
رضي الله عنه : ويَلُمّه مَحِشَ
حَرْب لو كان معه
رجال!.
هو الذي يحُشّ نار الحرب كثيراً ، كقولهم : مِسْعَر حرب.
وي
: كلمة تعجّب ،
والأصل وَي لأمه ، فحذفت الهمزة للتخفيف ، وألقيت حركتها على اللام ، وربما كسرت
إتباعاً للميم أو
لأنها حركتها الأصلية ، وانتصاب «مِحَشّ» على التمييز.
عمر رضي الله
تعالى عنه ـ أُتي بامرأة مات زوجها ، واعتدّت بأربعة أشهر وعشر ، ثم تزوّجت رَجلاً
، فمكثت عنده أربعة أشهر ونصفاً ، ثم وَلدت ولداً ؛ فدعا عمرُ نساءً من نساء
الجاهلية فسألهنّ عن ذلك. فقلن : هذه امرأةٌ كانت حاملاً من زَوْجها ، فلما مات حَشَ وَلَدُها في بطنها ، فلما مسَّها الزوج الآخر تحرّك ولدُها
؛ فأَلْحَقَ الولدَ بالأول.
حشَ
الولد في بطن
المرأة : إذا يَبِس فيه ، وهو
حُشّ ، وأحشَّت المرأة.
[حشف] : عثمان رضي الله تعالى عنه ـ قال له أبان بن سعيد حينَ
بعثه رسول الله صلى
__________________
الله تعالى عليه
وآله وسلم إلى أسارى المسلمين. يا عمّ ؛ ما لي أراك متحشِّفاً؟ أَسْبِل ، فقال : هكذا إزْرَةُ صَاحِبنا.
أي متقَبِّضاً
متقلّصَ الثوبِ ، من الحَشَف
وهو التَّمر
اليابس الرديء ، وقيل : هو لابس الْحَشِيف
، وهو الخَلَقُ.
قال الهُذِليّ :
يُدْني الحشيفَ
عليها كي يُوَاريَها
|
|
ونفسه وهو
للأطمار لَبّاسُ
|
الإِسبال
: إرْخاءُ
الإِزَار ، وكان قد شمّره وقلَّصه.
الإِزْرَة : ضربٌ من الائتزار ؛ وأراد بصاحبنا النبي صلى الله عليه
وآله وسلم ، يعني أنه إذا ائتزر شمّر ولم يُسْبل.
[حشش] : ابن مسعود رضي الله تعالى عنه ـ مَحَاشُ النساءِ عليكم حَرَام.
المَحَشَّة : بالشين والسين : الدّبر ـ وقد روي بهما ـ وروي : مَحَاشي. والمَحْشَاة : أسفل مواضع الطعام الذي يُؤَدِّي إلى المذهب ، وهي
المَبْعَر من الدواب.
[حشف] : ابن عمر رضي الله عنهما ـ خلق الله البيتَ قبل أن يَخْلُق
الأرض بأَلْف عام ، وكان البيت زُبْدة بيضاء حين كان العَرْش على الماء ، وكانت
الأرضُ تحتَه كأنها
حشَفة ، فدُحِيت الأرضُ
من تَحْتِه.
هي صخرة تنبت في
البحر. قال ابن هَرْمَة يَصِفُ ناقة :
كأنها قادِسٌ يُصَرِّفها النُّو
|
|
تيّ تحتَ
الأمْوَاجِ عن حَشَفه
|
وروي : كانت
الكعبةُ خُشْفَة على الماء ، فدُحِيت من تحتها الأَرْض.
وهي أَكَمةٌ
متواضعة.
[حشى] : أم سلمة رضي الله عنها ـ خرج رسول الله صلى الله تعالى
عليه وآله وسلم من بيتها ليلاً ، ومضى إلى البَقِيع فتَبِعَتْه ، وظنَّت أنه دخلَ
بعضَ حُجَر نسائه ، فلما أحسَّ بسوَادِها قَصَدَ قَصْدَه ، فعدَتْ وعَدَا على
أثرها ، فلم يُدْركها إلا وهي في جَوْف حُجْرتها ؛ فدنا منها وقد وقع عليها
البُهْر والرَّبو ، فقال : ما لي أراكِ حَشْيَا رَابِية.
هي التي أصابها الحَشَى وهو الرّبو ، وقد حَشِيت ، والرجلُ حَشْيان وحَشٍ.
في الحديث : كان
صلى الله عليه وآله وسلم يُصلِّي في حاشِية المقام.
__________________
أَيْ في جانبه.
محشود في (بر).
تحشحشنا في (حط). حيٌّ حُشَّد في (عب). لا يحشرْنَ في (عش). أو حشًّا في (حو). في
الْحُشّ في (نش). ولا حَشّت في (نم). المحاشد في (رس). [ألا يحشروا في (ثو)].
الحاء مع الصاد
[حصد] : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ قال لمُعَاذ بن
جَبَل : اكْفُفْ عليك لسانَك! فقال : يا رسولَ الله ؛ أوَإنا لمأخوذون بما نتكلَّم؟
فقال : ثَكلتْك أُمك يا مُعَاذ! وهل يكُبُّ الناس على مَنَاخِرهم إِلا حَصَائِد أَلْسِنتهم.
جمع حصيدة ، وهي ما
يحصد من الزَّرْع ،
شبّه اللسان وما يقتطعُ به من القول بحدِّ المنجل ، وما يُقْطَع به من النبات.
[حصى] : اسْتَقِيمُوا ولن تُحْصوا ، واعْلَمُوا أنَّ خير أعمالكم الصَّلاة ، ولن يحافِظَ على
الوضوء إلا مُؤْمن.
أي لن تطيقوا
الاستقامةَ في كلّ شيء ، حتى لا تميلوا ؛ من قوله تعالى : (عَلِمَ أَنْ لَنْ) تُحْصُوهُ
[المزمل : ٢٠].
ومعنى التركيب
الضبط ، فالعادّ يضبط ما يعدّه ويحصره ، وكذلك المُطيق للشيء ضَابطٌ له. ومنه الحَصْو ، وهو المنع. يقال : حَصَوْتَني
حقّي.
[حصر] : بلَغَه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أن قبطياً يتحدّث
إلى مارية ، فأمر عليًّا عليه السلام بقَتْله ، قال علي عليه السلام : فأَخذتُ
السيفَ وذهبتُ إليه ؛ فلما رآني رَقِي على شجرة ، فرَفَعَت الريحُ ثوبَه ؛ فإذا هو حَصور ، فأَتيتُ رسولَ الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم
فأَخبرتُه ، فقال : إنما شفاء العيّ السؤال.
قيل : الحَصُور هاهنا هو المجْبُوب ؛ لأنه حُصِر عن الجماع.
والعيّ : الجهل ، من عيّ
بالأمر يَعْيَا عِيّا : إذا لم يهتد له.
[حصى] : نهى صلى الله عليه وسلم عن بَيْعِ الحَصَاة.
__________________
هو أن يقول : إذا
نَبَذْتُ إليك الحَصَاةَ فقد وجب البَيْعُ ؛ وهو من بُيُوع الجاهلية.
[حصب] : عمر رضي الله عنه ـ لما
حَصَّبَ المسجدَ قال له
فلان : لِمَ فعلتَ هذا؟ قال : هو أغفر للنُّخَامة ، وألين في المَوْطِىء.
هو تغطية سَطْحه بالحَصْبَاء ، وهي الحصى الصّغار.
أَغْفَر : أستر ، وهي رخصة في البُزَاق في المسجد إذا ادَّفن.
يا لخُزَيمَةَ حَصِّبوا.
التَّحْصِيب
: إذا نفر
الرَّجُل من مِنى إلى مكة للتوديع أن يقيم بالأبطح حتى يَهْجَع به ساعةً من الليل
ثم يدخل مكة ـ وروي : أصبحوا ، أراد أن يقيموا بالأبطح إلى أن يُصْبِحُوا.
وعن عائشة رضي
الله عنها : ليس التَّحْصِيب
بشيء ؛ إنما كان
منزلاً نزله رسولُ الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ؛ لأنه كان أسمح للخروج.
عثمان رضي الله
تعالى عنه ـ في حديث مَقْتَله : تحاصَبُوا في المسجد حتى ما أُبْصِر أَدِيم السماء.
هو التَّرَامي بالحصباء.
[حصحص] : عليّ عليه السلام ـ لأَنْ أُحَصْحِصَ
في يَدَيَّ
جَمْرَتين أَحَبُّ إليَّ مِنْ أُبْصِر أَدِيم السماء.
هو التَّرَامي
بالحصباء.
[حصحص] : عليّ عليه السلام ـ لأَنْ أُحَصْحِصَ في يَدَيَّ جَمْرَتين أَحَبُّ إليَّ مِنْ أَنْ أُحَصْحِصَ كَعْبَتَيْن.
الحصحصة : تحريكُ الشيء ، أو تحرّكه حتى يستقرَّ ويتمكّن.
ومنه حديث سَمُرة
رضي الله عنه : إنه أُتِي برجل عِنّين ، فكتب فيه إلى معاوية ، فكتب إليه : أن
اشتَرِ له جارِيةً من بيت المال ، وأَدْخِلْهَا معه ليلةً ، ثم سَلْهَا عنه ، ففعل
، فلما أصبح قال : ما صنعتَ؟ قال : فعلتُ حتى حَصْحَصَ
فيه ؛ فسأل
الجارية ، فقالت : لم يَصْنَع شيئاً. فقال : خَلِّ سبيلَها يا مُحَصْحِص!.
[حصر] : ابن مسعود رضي الله عنه ـ لُدِغ رجل وهو مُحْرم بالعمرة فأُحْصِرَ ، فقال عبد الله : ابعثُوا بالهدْي ، واجعلوا بينكم وبينه
يَوْمَ أَمار ، فإذا ذبح الهَدْي بمكة حلّ هذا.
أي منع بسبب
اللّدغ ؛ من قوله تعالى : (فَإِنْ) أُحْصِرْتُمْ
[البقرة : ١٩٦].
الأمار والأَمارة : العلامة. يقال : أَمار ما بيني وبينك كذا. والمعنى : اجعلُوا بينكم وبينه يوماً
تَعْرِفونه.
__________________
[حصص] : أبو هريرة رضي الله تعالى عنه ـ إن الشيطانَ إذا سمع
الأذان خَرَج وله حُصَاص.
هو حدّةُ العَدْو
، وقيل : هو أنْ يَمصَع بذَنَبه ، ويصُرّ بأُذُنيه ويَعْدُو. وقال :
عجرَّدٌ كالذئب ذي الحُصَاص
|
|
يُوضع تحت القمر
الوَبَّاص
|
وقيل هو
الضُّرَاط.
ابن عمر رضي الله
عنهما ـ أَتَتْهُ امرأةٌ فقالت : إنَّ ابنتي عُرَيِّس ، وقد تمعَّطَ شَعْرُها ،
وأَمَرُوني أن أُرَجِّلها بالخمر. فقال : إن فَعَلْتِ ذَاكِ فألقى الله تعالى في
رأسها الحاصَّة.
هي العلّة التي تحُصُ الشَّعْر ، أي تنثره وتَذْهَب به.
ويقال : بينهم
رَحِم حَاصّة ، إذا قَطَعُوها ، بمعنى محصوصة ، والتحقيق ذَات حَصّ.
عُرَيّس
: تصغير عروس ،
ولم تدخله تاء التأنيث لقيام الحرفِ الرابع مقامها ، ومثلُه قُلَيّص وعُقَيْرِب ،
وقد شذّ قُدَيدِمَة ووُرَيَّة.
معاوية رضي الله
عنه ـ أُفلِتَ وانحصَ
الذَّنَبُ.
هو مثلٌ فيمن أشفى
ثم نجا ، وحديثُه في : كتاب المستَقْصَى.
حَصِيف العقدة في (كل).
ليس مثل الحَصِر في (رج). ذَنوب حِصَان في (فق). وحِصْلبها في (سل). في مؤخر
الحصار في (خذ). قد حصبوا في (فر).
الحاء مع الضاد
[حضض] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ أُهْدي له هديّة فلم
يجد شيئاً يضَعها عليه فقال : ضَعْه بالحَضيض
، فإنما أنا عبد
آكُل كما يأكل العبد.
هو قَرَار الأرض
بعد منقطع الجبل ، قال امرؤ القيس :
فلما أجنّ
الشمسَ مني غُؤورها
|
|
نزلتُ إليه
قائماً بالحضيضِ
|
[حضن]
: قال صلى الله عليه وسلم لعامر بن الطُّفَيل : أَسْلِمْ
تَسْلَم ، فقال : عَلَى أن تجعلَ لي نِصْفَ ثِمار المدينة ، وتجعلني وَالِيَ الأمر
من بَعْدك. فقال له أُسَيد بن حُضَير : اخْرُجْ بذِمَّتِك لا أُنْفِذْ حِضْنَيْك بالرّمح ، فوالله لو سَأَلْتَنا سَيَابةً ما أَعطيناكها.
__________________
هما الجنبان ، وأحْضَان كلّ شيء : جَوَانبه.
السَّيَابة : البَلَحة.
[حضج] : إنَّ بَغْلته صلى الله عليه وآله وسلم لما تناوَلَ الحصى
ليَرْمي به يَوْم حُنَين فَهِمَت ما أراد ، فانحَضَجَتْ.
أي انْبَسطت ،
ويقال : انحَضَج بَطْنُه : إذا اتَّسع وتفتَّق سِمَناً. قال :
*وقَلَّصَ بُدْنَه بَعْدَ انحِضَاجِ *
وانحَضَج من الغيظ : انقدّ وانشقّ.
ومنه حديث أبي
الدَّرداء رضي الله عنه : إنه قال في الركعتين بَعْدَ العصر : أما أنا فلا أدعهما
، فمن شاء أن يَنْحَضِج
فلْيَنْحَضِج. وقيل معناه : من شاء أن يسترخي في أدائهما ويقصِّر فشأْنه.
[حضن] : عمر رضي الله تعالى عنه ـ قال يوم أتى سَقِيفة بني ساعدة
للبَيْعة : فإذا إخواننا من الأنصار يريدون أن يَخْتَزِلوا الأمر دوننا ويَحْضُنُونَا عنه.
أي يحجُبونا
ويجعلونا في حضْن
، أي في ناحية.
ومنه حديث ابن
مسعود رضي الله عنه : إنه أوصى إلى الزُّبير وإلى ابنه عبد الله بن الزُّبير ،
وقال في وصيته : إنه لا تزوّج امرأةٌ من بناته إلا بإذنها ، ولا تُحْضَن زَيْنَب امرأة عبد الله عنْ ذلك.
[حضر] : عثمان رضي الله تعالى عنه ـ قال كَعْب بن عُجْرَة : ذكر
رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فتنة فقرَّبها وعظّمها ، ثم مرَّ رجل
مُتقنّع في مِلحفة ، فقال : هذا يومئذ على الحقّ. فانطلَقْت مُحْضِراً فأخذت بضَبُعِه ، فقلت : أهذا هو يا رسول الله؟ قال : هذا.
فإذا هو عثمان بنُ عفَّان.
أيْ مسرعاً.
[حضن] : عمران رضي الله تعالى عنه ـ أقسمُ لأنْ أَكُونَ عبْداً
حَبَشِيًّا في أَعْنز
حَضَنِيَّات أَرْعَاهنَّ حتى
يُدْرِكني أَجَلي أحبّ إِليّ من أن أرْمِي في أَحد الصَّفين بسَهْم أصبت أو
أخطأتُ.
__________________
نسبها إلى حضَن ، وهو جَبَل في أول حُدود نجْد. ومنه قولهم : أَنَجد مَنْ
رَأى حضَناً. يعني أن ذلك أحبّ إليّ من أن أَشهدَ حرباً في فِتنة.
الحضَرْمي في (ظل)
، وفي (ذي). [أحاطوا ليلاً بحاضر في (جب)].
الحاء مع الطاء
[حطم] : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ قال عليّ عليه
السلام : لما خَطبْتُ فاطمة عليها السلام قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم
: أَعِندك شيء؟ قلت : لا. قال : فأين دِرْعُك الحُطَميّة التي أعطيتُك؟ قلت : ها هي ذِه. قال : أَعْطِها. ودخل
علينا ، وعلينا قَطِيفة ، فلما رأيناه تحَشْحَشْنا ، فقال : مكانَكما. وفيه قلتُ
يا رسولَ الله ؛ هي أحبُّ إِليك مِنِّي. قال : هي أحبُّ منك ، وأنت أعزُّ عليّ.
هي منسوبة إلى حُطَمة بن مُحارب ، بَطْن من عبد القيس يعملون الدُّروع.
التَّحَشْحش
: التحرك للنهوض.
شرّ الرِّعاء الحُطَمة.
هو الذي يعنِّفُ
بالإِبل في السَّوْق والإِيراد والإِصدار
فيحطمها ؛ ضَرَبَه مثلاً
لِوَالي السُّوء.
[حط] : جلس صلى الله تعالى عليه وآله وسلم إلى غُصْن شجرة يابسة
، فقال بيده ، فحطّ ورقها.
الحطّ والحتّ بمعنى واحد.
[حطأ] : قال ابنُ عباس رضي الله تعالى عنهما : أخذَ بقَفاي ، فَحطأَني حَطْأَة فقال : اذهب فادْعُ إليّ معاوية ـ وكان كاتِبه ـ وروي : فَحطانِي حَطْوَةً. ـ غير مهموز.
الحَطْء : الضربُ بالكفّ مبسوطة كاللَّطْح. وقيل : هو الدفع ، يقال
: حطَأَت القِدْرُ بزَبَدها : دَفعتْهُ ورَمَتْ به ، وحطأَ بسَلْحه وضَرطه ، وكان الحُطَيئة يَلْعب مع الصبيان فضرط فضحِكوا فقال : ما لكم؟ إنما كانت حُطَيْئة ، فَلَزِمته نَبَزاً.
ومنه حديث معاوية
رضي الله تعالى عنه : إن المغيرة قال له حينَ ولّى عَمْراً : ما لبَّثَك
السَّهمِيُّ أَنْ حَطَأَ بك إِذْ تشاورتُما.
__________________
أي دَفَعك عن
رَأيك. وعن ابنِ الأَعرابي : الحَطْوُ : تحريك الشيء مزعزعاً.
حطاماً في (خض).
الحاء مع الظاء
[حظر] : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ سأله أبيض بن
حَمّال عن حمَى الأراك. فقال : لا حِمَى في الأَرَاكِ. فقال : أَرَاكةٌ في حِظَارِي. قال : لا حِمَى في الأَرَاك.
أَرَادَ أَرْضاً
قَدْ حَظَرها وحَوَّط عليها. وفيه لغتان : الفتح والكسر ؛ وحين أحياها
كانت تِلْكَ الأَرَاكَةُ فيها.
[حظظ] : عمر رضي الله عنه ـ من حظّ الرجلِ نَفاق أيّمه وموضع حقه.
الحظُّ : الجَدّ ، وفلان حَظِيظ ومحظوظ.
والأَيّم : التي لا زَوْجَ لها بِكراً كانت أو ثَيباً ؛ أي من جده
ألَّا تبور عليه بناتُه وأَخواته ، وأن يكون حقه في ذمّة مَأْمونٍ جحودُه وتهضّمه.
لا يحظَر في (ند).
الحاء مع الفاء
[حفز] : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ أُتِي بتَمْر وهو مُحْتَفزٌ فجعل يَقْسِمه.
هو المُسْتَوْفِزُ
المريدُ للقيام ، من حَفَزه
: إذا أَزعجه.
ومنه : الليل يسوق النهار ويَحْفِزُه.
ومنه حديث ابن
عباس رضي الله تعالى عنهما : إِنه ذُكِر الْقَدَرُ عنده فاحْتَفَز وقال : لو رأَيتُ أحدَهم لعَضِضْتُ بأَنْفِهِ.
أي قَلق وشَخَص به
ضَجَراً.
[حفر] : عن أُبيّ بن كعب رضي الله تعالى عنه ـ سألت النبيَّ صلى
الله عليه وسلم عن التوبة
__________________
النَّصُوح ، فقال
: هو النَّدم على الذنب حين يَفْرُطُ مِنْكَ ، وتستغفر الله بندامتك عند الحَافر ، ثم لا تعودُ إليه أبداً.
كانوا لكرامة
الفَرَسِ عندهم ونَفَاستهم بها لا يبيعونها بالنَّسَاء فقالوا : النَّقْدُ عند
الحافِر ، وسيّروه مثلاً
، أي عند بيع الحافر في أول وَهْلَة العقد من غير تأخير ، والمراد بالحافر ذات الحافر وهي الفرس. ومن قال : عند
الحافرة فله وجهان :
أحدهما ـ أنه لما جعل الحافر في معنى الدابة نفسها ، وكثُر استعماله على ذلك من غير
ذكْر الذات فقيل : اقتنى فلان الخفَّ والحافر ؛ أي ذواتهما ، ألحقت به علامة التأنيث إشعاراً بتسمية
الذات بها. والثاني ـ أن يكونَ فاعلة من الحَفْر ؛ لأنَّ الفرسَ بشدَّةِ دَوْسِها تَحْفِر الأرض ، كما سُمِّيت فرساً لأنها تَفْرِسها : أي تدقّها ؛
هذا أصل الكلمة ، ثم كَثُرت حتى استُعْمِلت في كل أوَّلية ؛ فقيل : رجع إلى حافره وحافِرته
، وفعل كذا عند الحافِر والحافِرة. والمعنى تَنْجيز النّدامة والاستغفار عند مواقعة الذنب من
غير تأخير ؛ لأن التأخير من الإصرار.
الباء في «بنَدَامتك»
بمعنى مع ، أو بمعنى الاستعانة ؛ أي بطلب مغفرة الله بأن تندم.
الواو في وتستغفر
للحال ، أي هو الندم منك مُسْتَغْفِراً ، ويحتمل أن يعطف على الندم على أن أصله
وأن تستغفر فحذف. كقوله :
*ألَا أيّهذا اللائمي أَحْضُرَ الوَغَى *
النّصوح
: هي التي يناصحُ
فيها الإِنسانُ نفسَه مبالغاً ، فجعل الفعلَ لها كأنها هي التي تبالغ في النصيحة.
[حفا] : سئل : متى تحِلّ المَيْتَةُ؟ فقال : ما لم تَصْطَبِحُوا
أو تَغْتَبِقُوا أو
تحْتَفِئُوا بها بَقْلاً
فشأْنَكُمْ بها.
__________________
الاحتفاء : اقتلاع الحَفأ ، وهو البَرْدِيّ ، وقيل : أصله ، فاستعير لاقتلاع
البَقْل.
وروي : تحتَفُوا ، من احتفى القوم المَرْعَى : إذا رَعَوهْ وقلعوه.
وروي : تحتفّوا ، من احتفاف النبت وهو جزّه. وحفّت المرأة وجهها واحتفّت.
وروي : تجْتَفِئوا ، بالجيم ، من اجتفاء الشيء : إذا قلعته ورميتَ به. ومنه الجُفَاء.
وروي : تُختَفُوا بالخاءِ ، من اخْتَفَيت
الشيء : إذا
أخرجته. والمختفي : النبَّاش.
ما : مصدرية مقدر
قبلها الزَّمان ، والمعنى : وقت فقد صبوحكم.
أمر أن تُحْفَى
الشَّوارب وتُعْفى اللِّحَى.
الإِحفاء والحَفْو : أن يُلْزِق الجَزّ.
والإِعفاء : التوفير ، من عَفَا الشيء : إِذا كثر ، وعَفوْتِ وأعفيته.
[حفف] : إنّا لم نشبع من طعام إلا على حَفَف.
وروي : ضَفف ـ وروي : شَظَف.
الثلاثة في معنى
ضِيق المعيشة وقلّتها وغِلْظتها ، يقال : أصابه حَفف
وحُفُوف ، وحَفَّت
الأرض : إذَا يَبس
نَباتها.
وعن الأصمعيّ رحمه
الله : أصابهم من العيش ضَفَف
؛ أي شِدَّة ، وفي
رأي فلان ضَفَف ؛ أي ضَعْف ، وما رئي على بني فلانٍ حفَف ولا
ضَفَف : أي أَثر عَوَز.
والمعنى : أنه لم
يشبع إلا والحالُ خِلاف الرّخاء والخِصب عنده ، وقيل : معناهما اجتماع الأَيْدِي
وكَثْرَةُ الأَكلة ؛ أي لم يَأكل وَحْدَه ، ولكِنْ مع الناس.
[حفو] : عطس عنده رجل فَوْقَ ثلاثٍ ، فقال له : حَفَوْتَ.
الحَفْو : المَنع ، يقال : حَفَاه
من الخير ؛ أي
منعتنا أن نُشَمِّتَك بَعْدَ الثلاث.
ومنه :
إن رَجلاً سلَّم
على بعض السلف فقال : وعليكم السلام ورحمةُ الله وبركاته الزَّاكيات ، فقال له :
أَرَاك قد حَفَوْتَنا ثَوابَها.
أَخذته كله
وحَرَمْتَنا.
وروي : حَقَوْت بالقاف ؛ أي شددت ، من الحِقو وهو الإِزار الذي يشد على الخصر ، والمعنى واحد ؛ لأن
الشدَّ من باب المنع.
[حفش] : استعمل رجلاً فأهْدى إليه فقال : هذا لي ، فقال : أَلا
جَلَس في حِفْش أمه ، فلينظر أكان يُهْدَى إليه شيء؟.
__________________
هو البيت الصَّغير
، من الحَفْش وهو الجمع لاجْتِماع جَوَانبه. قيل للسَّفَط والسَّنَام حِفْش.
ومنه حديث زينب
رضي الله عنها ـ كانت المرأة إذا تُوُفّي زوجُها دخلت حِفْشاً ولبِسَتْ شرَّ ثِيابها ، ولم تمسَّ طيباً ولا شيئاً حتى
تمُرَّ سنة ، ثم تُؤْتَى بدابَّةٍ حمار أو شاة أو طير فتفْتَضّ به ، فقلّ ما تفتضّ
بشيء إلّا مات.
أي تكْسِرُ ما
كانت فيه من العِدَّة ، وتخرج منه به. قيل : كانت تمسحُ به قُبُلها فلا يكاد يعيش
ـ وروي : فتَقْبِص ؛ من القَبْص
، وهو الأَخذ
بأطراف الأصابع.
[حفل] : يذهب الصالحون الأُوَل فالأُوَل حتى يبقى حُفَالة كحُفالة التَّمْر.
هي الخُشارة.
[حفز] : صلَّى فجاء رجلٌ قد
حَفَزَه النَّفَس ، فقال :
الله أَكبر ، حمداً كثيراً طيِّباً مباركاً فيه. فلمّا قضى صلاته قال : أيّكم
المتكلم بالكلمات؟ فأرَمّ القوم ـ وروي : «فأَزَمَ القَوْمُ».
حَفَزَه
: أَقلقه وجهده.
الإِرمام
: السكوت. قال :
*يسرون والليلُ مُرِمٌّ طائره *
والأَزْم : الإِمساك. حَمْداً : نصب بفعل مضمر ، أراد أَحْمدُه
حمداً.
[حفى] : إن الله تعالى يقول لآدم عليه السلام : أَخْرِج نصيبَ
جهنَّم من ذُرِّيَّتك ، فيقول : يا ربِّ ؛ كم؟ فيقول : من كلّ مائة تسعة وتسعين.
فقالوا : يا رسول الله ؛ احْتُفِينا إذن ، فماذا يبقى منا؟ قال : إنَّ أُمَّتي في
الأمم كالشَّعْرَةِ البيضاء في الثور الأَسْوَد.
أي
اسْتُؤْصِلْنَا.
[حفل]
* : نهى عن بيع المُحَفَّلة ، وقال : إنها خلَّابة.
هي التي حُفِّل اللَّبَنُ في ضَرْعِها أياماً ليغترَّ بها المُشْتَري ؛
فيزيد في الثمن.
__________________
الضمير في «إنها»
للفَعلة ، ويجوز أن يرجع إلى المحفّلة ، ويكون سبيل الكلام سبيل قولها :
*فإنما هي إقْبَال وإدْبَارُ *
[حفن] : أبو بكر رضي الله تعالى عنه ـ إنما نحن حَفْنَة من حَفَنَاتِ
ربِّنا.
هي ما يملأ الكفين
من دقيق أو غيره. ويقال : حفَن
له حَفْنَة : إذا أعطاه قليلاً ، كأنه لم يزده على مِلْءِ الكفَّيْن.
والمعنى : إنا على كَثْرَتنا يوم القيامة قليلٌ عند الله عزَّ وجل.
[حفف] : عمر رضي الله عنه ـ كان أَصْلَع له حِفَاف.
حِفافا الشيءِ : جانباه. وقولهم : بقي من شَعْرِه حِفَاف : هو أن يَصْلَع وتبقى طُرَّة من الشعر حول رأسه.
[حفا] : أنزل أُوَيْساً القَرَني فاحْتَفَاه.
أي بالَغَ في
إلْطافِه واستقصى.
عليّ عليه السلام
ـ سلّم عليه الأَشْعَث فردّ عليه بغير
تحفٍ.
الحفاوة والتحفّي : الإكرام بالمسألة والإِلْطَاف.
[حفف] : معاوية رضي الله تعالى عنه ـ بلغه أن عبدَ الله بن جعفر حَفَّفَ وجهُد من بَذْله وإعطائه ؛ فكتب إليه يأمره بالقَصْد ،
وينهاه عن السَّرَف. وكتب إليه بيتين من شعر :
لَمَالُ
المَرْءِ يُصْلِحُه فيُغْنِي
|
|
مَفَاقِرَه
أعفُّ من القُنُوع
|
يَسُدُّ بهِ
نَوَائِبَ تَعْتَرِيه
|
|
مِنَ الأَيام
كالنُّهُلِ الشُّرُوعِ.
|
حفَّف
: مبالغة في حفّ ؛ أي جهد وقلَّ ماله ، من حفّت
الأرض.
المَفاقِر : جمع فَقْر على غير قياس ، كالملامح والمَشابه ، ويجوز أن يكون جمع مَفْقَر ؛ مصدر من أفقَرَهُ
الله ، أو مُفْتَقر بمعنى الافتقار ، أو
مُفْقِر وهو الشيء الذي
يورث الفقر.
القُنُوع
: السؤال. يقال : قَنَعَ إلى فلان يَقْنَع.
النُّهُل
: الإِبل العِطَاش
، جمع نَاهل. الشُّرُوع : الشَّاربة في الماء. والبيتان للشماخ.
__________________
محفودٌ في (بر).
أن أُحْفِظ الناس في (به) كدت أُحْفِي فمِي في (در). الحَوْفَزان في (نس).
فلتَحْتَفِر في (خو). أخشى حَفْدَهُ في (كل). حَفَلْت له في (زف). حُفوفاً في (بل).
الحاء مع القاف
[حقا] : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ أَعْطَى النساءَ
اللَّوَاتي غسَّلْنَ ابنَتَهُ حِقْوَه
، فقال :
أَشْعِرْنها إياه.
الْحَقو : الإِزَار الذي يُشَدُّ على الحَقْو ، وهو الخِصْر.
ومنه حديث عمر رضي
الله عنه : لا تزهدنَّ في جَفَاء
الحَقْو ، فإن يكن ما
تحته جافياً فإنه أَسترُ له ، وإن يكن ما تحته لطيفاً فإنه أخفى له.
أَشْعِرْنها إياه
: أي اجْعَلْنَ لها
الحَقْو شِعَاراً ، وهو
الثَّوْب الذي يَلِي الجسد.
جَفَاءُ الحَقْو : أن تجعله جَافياً ؛ أي غليظاً بأنْ تضاعف عليه الثياب
لتستر مُؤخرها.
[حقل] : نهى عن المُحَاقلة والمُزَابنة ، ورَخَّص في العَرايا.
الحقْل
: القَرَاح من
الأرض ، وهي الطيِّبة التُّرْبة ، الخالصة من شائب السَّبَخ ، الصالحة للزَّرع.
ومنه حَقل يحقِلُ ، إذا زَرَع ، والمُحَاقلة : مُفَاعلة من ذلك ، وهي المُزَارعة بالثُّلُث والربع
وغيرهما. وقيل : هي اكْتِرَاء الأرض بالبرّ. وقيل : هي بَيْع الطعام في سُنْبُله
بالبُرّ. وقيل : بيع الزرع قبل إدراكه.
المَزَابَنة : بيع التمر في رُءُوس النَّخل بالتَّمْر ؛ لأنها تُؤَدِّي
إلى النِّزَاع والمُدَافعة ، من الزَّبْن
وهو الدَّفْع.
العَرِيَّة : النخلة التي يُعْرِيها الرجلُ محتاجاً ، أي يجعلُ له
ثَمرتَها ، فرخّص للمُعْرَى أن يبتاع ثَمَرَتها المُعْرِي بَتَمْر لموضع حاجته ؛
سميت عَرِيَّة ؛ لأنه إذا وهب ثمرتها فكأنه جرَّدها من الثَّمرة
وعَرَّاها منها ، ثم اشتق منها الإِعْرَاء.
[حقف] : مرَّ هو وأصحابُه وهم مُحْرِمُون بظَبْي حَاقِف في ظلِّ شجرة ، فقال : يا فلان ؛ قفْ هاهنا حتى يمرَّ
الناسُ لا يَرِيبُه أحدٌ بشيء.
__________________
هو المُحْقَوْقِف ؛ وهو المنعطف المُنثِني في نَوْمه ، وقيل : هو الكائن في
أصل حِقْفٍ من الرَّمْلِ.
لا يَرِيبه : لا
يُوهمه الأذى ، ولا يتعرَّض له بِه.
[حقق] : قال للنساء : ليس لكنّ أن تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ ، عليكن بحافات الطَّريق.
هو أن يَرْكَبنَ حُقَّها وهو وسطها. يقال : سقط على حَاقِ
القَفَا وحُقِّه.
عليك ، جعل اسماً
للفعل الذي هو خذ ، فقيل : عليك زيداً وبِزَيد ، كما قيل : خُذْه وخُذْ به.
الحافَة : الناحية ، وعينها واو ، بدليل قولهم في تصغيرها حُوَيْفَة ، وتحوّفه
بمعنى تطرفه. قال:
تَحَوَّفَ
غَدْرهم مَالِي وأهدى
|
|
سَلَاسِلَ في
الحُلوق لها صَلِيلُ
|
وأمّا تحيّفه فمن الحَيفِ.
[حقب] : عن عُبَادة بن أحمر المازِنيّ : كنتُ في إبلي أَرْعاها ،
فأَغَارت علينا خيلُ رسولِ الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أو خَيلُ أصحابه ،
فجمعتُ إبلي ، وركبتُ الفحل ، فحقِب
فتفاجَّ يَبُول ،
فنزلتُ عنه ، وركبتُ ناقة منها ، فنجَوْت عليها وطرَدُوا الإِبل.
الحَقَب
: أن يتعسَّر
البولُ على البعير. ومنه : حَقِبَ
عامنا : إذا
احْتَبس مَطَرُه. وقيل : هو أن يقع الحَقَب
على ثِيله فيُورِثه ذلك.
التفاجّ
: تفاعل من
الفَجَج ، وهو أبلغ من الفَجَح.
والمعنى : ففرج
بينَ رِجْليه يريدُ أن يَبُول.
[حقق] : أبو بكر رضي الله تعالى عنه ـ خرجَ إلى المسجد ، فقيل :
ما أخْرَجك هذه الساعة؟ قال : ما أَخْرَجني إلا ما أَجِدُ من حَاقِ الْجُوع.
أي من صَادِقه ،
ويقولون : فلانٌ والله حاقّ
الرجل ، وحاقّ الشجاع ، وحاقّة الرجل وحاقّة الشجاع.
__________________
والمعنى : صادق
جنسه في الرُّجولية والشّجاعة.
وروي : من حَاقِ الجوع. وهو من حَاقَ به البلاءُ يَحيق حَيْقاً وحاقاً ؛ أي
من اشتمال الجوع ، ويجوز أن يكون بمعنى حائِق ، كالشاك والنال.
عمر رضي الله
تعالى عنه ـ لما طُعِن أُوقِظ للصَّلَاةِ ، فقيل : الصلاة يا أَميرَ المؤمنين. فقال
: الصلاةُ والله إذن ولَا
حقَ.
أي الصلاة مقضيّة
إذن ولا حقّ مَقْضِيّ غيرها ؛ كأَنه أراد في عنقه حقوقاً جمّة مُفْتَرَضاً عليه الخروجُ عن عُهْدَتها ، وهو غيرُ
مقتَدر عليه ؛ فهَبْ أنه قَضى حقَ
الصلاة فما بالُ
الآخَر؟ وقيل معناه : ولا حظَّ في الإِسلام لمنْ تركها. ويُحْتَمل : ولا حظَّ لي
فيها ؛ لأنه وجد نفسه على حالٍ سقطت عنه الصلاةُ فيها ؛ وهذا أوقع.
ابن عبّاس رضي
الله تعالى عنهما ـ قال في قُرَّاءِ القرآن : متى ما تَغْلُوا تَحْتَقُّوا.
التحاقُ
والاحْتِقاق : التخاصم ، وأن يقولَ كلّ واحد : الحقُ معي.
[حقن] : في الحديث : لا رأي لحاقِنٍ
ولا حاقِبٍ ولا
حازِقٍ.
الحاقب
: المحْصُور.
والحازق : الذي ضاق خُفّه فحزَقَ قدمَه ، أي ضغطها ، وهو فاعل بمعنى
مفعول. ويجوز أن يكون بمعنى ذي الحَزْق ، كما قيل في : (ماءٍ دافِقٍ) ، و (عِيشَةٍ راضِيَةٍ).
لا يُصَلِّيَنَّ
أَحَدُكُمْ وهو
حَقِنٌ حتى يتخَفَّفَ.
هو الحاقن.
[حقل] : ما تصنعون بمَحَاقِلكم.
هي المَزارع ،
الواحدة مَحْقلة.
حَقَبه في (ضج). الحقل في (رب). حِقاق العُرْفُط في (قل). الحِقَاق في (نص).
نُفُج الحقيبة في (خض).
على أحْقابها في (خط). حَاقِنتي في (سح). كحقّ الكهول في (عص). المُحْقِب في (أم).
كل حُقّ في (حق). حقوت في (حف). [الحقحقة في (سو).
الحاء مع الكاف
[حكك] : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ عن المغيرة بن
شعبة رضي الله عنه ، قال : قال لي أبو جَهْل بن هشام : والله إني أعلم أن ما يقولُ
محمد صلى الله عليه وآله وسلم حقّ ، ولكن قالت بني قُصَيّ : فينا الحِجابة! فقلنا
: نعم ، ثم قالوا : فينا
__________________
اللِّواء! قلنا :
نعم ، ثم قالوا : فينا النَّدْوَة! قلنا : نعم. ثم قالوا : فينا السّقاية! قلنا :
نعم ، ثم أَطْعَمُوا وأَطْعَمْنَا ، حتى إذا
تحاكَّتِ الرُّكب قالوا :
منا نبيّ ؛ والله لا أَفْعَل!.
أي تماسَّت
واصطكّت ، والمراد تَسَاويهم في الشَّرَف وتَشَاكُلهم في المَنْزِلة. وقيل : تجاثيهم
على الرُّكب للتَّفَاخُر.
وأراد بالإِطعام :
الرِّفادة. كانوا يترافدون فيشترون الجُزُر والكعك والسَّويق ،
ويُطْعِمُون الحاجّ ، ويقولون : نحن أهلُ الله وجيرانُ بيته ، والحاجُّ وَفْد الله
وضِيفانه ؛ فنحن أَوْلَى بِقِراهم.
وعَنَى
بالنَّدْوَة تناديهم في دَار عبد المطلب للتَّشاور إذا حَزَبهم أمر.
سأله صلى الله
عليه وآله وسلم النَّوّاس بن سَمْعَان عن البِرّ والإِثم ، فقال : البرُّ حُسْنُ
الخلُق ، والإِثمُ ما
حَكّ في نَفْسِكَ
وكرهتَ أن يطَّلع عليه الناس.
أي أثّر في قلبه
وأوهمه أنه ذنب وخَطِيئة.
ومنه حديثه صلى
الله عليه وآله وسلم : الإِثم ما
حَكَ في صَدْرك وإن
أَفْتَاكَ الناس عنه وأَفْنَوْك.
أي أَرْضَوْك.
ومنه الحديث :
إياكم والحكَّاكات ، فإنها المآثم.
أي الأمور التي تحكّ في الصدور.
وروي : ما حَاكَ ، من قولهم : حاك
فيه السيف وأَحاك.
[حكمة] : عمر رضي الله عنه : إنَّ العبدَ إذا تَوَاضع رَفَع الله حَكَمَتَه ، وقال : انتعش نَعَشَك الله ، وإذا تكبَّرَ وعَدَا طَوْرَه
وهَصَه الله إلى الأرض.
الحَكَمة من الإنسان : أسفل وَجْهِه ، ورَفع الحكَمة كنايةٌ عن الإِعزاز ؛ لأن من صفةِ الذليل أَن ينكِّس ويضرب
بذقنه صَدْرَه. وقيل : الحَكَمة القَدْرُ والمنزلة ، من قولهم : لا يقدر على هذا مَنْ هو
أعظم حَكَمة منك.
وَهَصَه
: كسرَه ودَقَّه.
[حكر] : أبو هريرة رضي الله تعالى عنه ـ قال في الكلاب : إذا
وَرَدْن الحَكَر الصَّغير لا تَطْعَمْه.
__________________
هو الماء المستنقع
في وَقَبَةٍ من الأرض ، لأنه يُحْكَر أي يُجْمع ويُحْبَس ، من احتكار الطعام.
لا تَطْعَمْهُ :
أي لا تَشْرَبْه. ومنه قوله تعالى : (وَمَنْ لَمْ
يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي)
[البقرة : ٢٤٩].
[حكم] : ابن عباس رضي الله عنهما ـ قرأتُ المُحْكَم على عَهْدِ رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ، وأنا
ابنُ اثنتي عشرةَ سنةً.
يعني المُفَصَّل ،
سُمِّي مُحْكماً لأنه لم يُنْسَخ منه شيء ، وقيل : يعني ما لم يكن متشابهاً
؛ لأنه أُحكم بيانُه بنفسه ، ولم يَفْتَقِر إلى غيره.
كان الرجلُ يَرِثُ
امرأة ذاتَ قرابته ، فيعضُلُهَا حتى تموتَ أو تَرُدّ إليه صَدَاقها ، فأَحْكَم اللهُ تعالى عن ذلك ونَهَى عنه.
أي منع ، يقال : حَكَمْتُ الفرس وحكَّمته
وأَحْكمته : إذا قَدَعْتُه. قال :
أَبَنِي
حَنِيفَةَ أَحْكِمُوا سُفَهَاءَكم
|
|
إنّي أَخَافُ
عليْكُمْ أَنْ أَغْضَبَا
|
كَعْب رحمه الله ـ
ذكر داراً في الجنة ووَصفها ، ثم قال : لا يَنْزِلها إلا نبيّ أو صدّيق ، أو شهيد
، أو مُحَكَّمٌ في نفسه ، إو إِمامٌ عادل.
هو الذي يخيّر بين
الشرك والقتل فيختار القَتْل.
ومنه الحديث : إِن
الجنة لِلْمُحكَّمين. ـ وروي بالكسر ،
وفُسر بأنه المُنْصِف من نفسه.
النخعي رحمه الله
ـ حَكِّم اليتيمَ كما
تُحَكِّم ولدَك.
أي امْنَعْه من
الفَسَاد.
الحَكَمَ
في (عص). حُكْرَة
في (عي). المحَكّك في (جذ).
الحكم في الأنصار في (دع).
[إذ حككت قرحة في (قف)].
الحاء مع اللام
[حلوان] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ نهى عن حُلْوَانِ الكاهن.
هو أُجرته ، يقال
: حَلَوْتُه كذا ، إذا حَبَوْتَه به ، فحُلِي
به ؛ إذا ظفر به.
واشتقاقُه من الحَلاوَة.
[حلم] : أمر معاذاً رضي الله تعالى عنه أن يأخذَ من كلّ حالم دِيناراً.
__________________
قيل : المرادُ كلّ
من بلغَ وقْت الحُلْمُ
، حَلَم أو لم يَحْلم.
ومنه الحديث :
الغسلُ يوم الجمعة واجبٌ على كل حالم.
[حلس] : إنّ امرأة تُوفّيَ عنها زوجُها ، فاشتكت عينها ، فأرادوا
أن يُدَاوُوها ، فسُئِلَ صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك ، فقال : فكانت إحداكنَّ
تمكثُ في شر أَحْلَاسها في بيتها إلى الحَوْل ، فإذا كان الحَوْل ، فمرَّ كلب
رَمَتْه ببَعْرة ثم خرجتْ ، أفلا أَربعة أشهر وعشراً.
الحِلْس
: كساءٌ يكونُ على
ظَهْر البعير تحت البَرْذَعة ، ويُبْسَط في البيت تحت حُرّ الثياب ، وجمعه أَحْلَاس. قال :
ولا تَغُرَّنْكَ
أَضْغَانٌ مُزَمَّلة
|
|
قد يُضْرَب
الدّبر الدَّامي بأَحْلاسِ
|
والمعنى أنها كانت
في الجاهلية إذا أحدّت على زوجها اشتملت بهذا الكِساء سنةً جرداء ، فإذا مضت
السنةُ رمَت الكَلْب ببَعْرة ، تَرَى أن ذلك أَهون عليها من بعرة يُرْمَى بها كلبٌ
، فكيف لا تصبرُ في الإِسلام هذه المدة. وأربعة أشهر منصوب بتمكث مُضْمراً.
وفي حديثه : إنه
صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ذكر الفِتن حتى ذكر فِتْنَةَ الأَحْلَاس ، فقال قائل : يا رسولَ الله ؛ وما فِتْنَةُ الأَحْلاس؟ قال : هي هَرَب وحَرَب. فتنة السرَّاء دَخَنُها من تحتِ
قدميْ رجلٍ من أهل بيتي ، يَزْعم أنه مِنِّي وليس مني ؛ إنما أوليائي المتَّقون ؛
ثم يصطلح الناسُ على رجلٍ كَوَرِكٍ على ضِلَع ، ثم فتنة الدُّهَيْمَاء ، لا تَدَعُ
من هذه الأمة أحداً إلا لطَمَتْهُ.
كأنَّ لها أحلاساً تُغَشّيها الناس لظُلْمَتها والْتباسها ، وهي ذات دَوَاهٍ
وشُرور رَاكدة لا تُقْلع بل تلزم لُزُوم الأحْلاس.
السرَّاء : البَطْحَاء.
الدَّخَن
: من دَخِنَتِ النارُ
دخَناً إذا ارتفع
دُخانها ، وقيل : الدّخَن
: الدُّخان.
من تحت قَدَمَي
رَجُل : أي هو سببُ إثارتها.
كَوَرِكٍ على ضِلع
: مَثَل ، أي لا يستقلُّ بالملك ولا يُلَائمه ، كما أن الورك لا يُلَائم الضِّلع.
الدُّهَيْمَاء : الدَّاهِية.
ومنه حديثه صلى
الله عليه وسلم : مررت على جبرئيل ليلة أُسْرِي بي كالْحِلْس
من خَشْيَة الله.
ويشبه به الذي لا
يَبْرُح منزله ، فيقال : هو
حِلْسُ بيته.
ومنه حديثُ أبي
بكر رضي الله عنه : كن حِلْسَ
بيتك ، حتى تأتيك
يدٌ خاطئة أو منيّة قاضية.
وكذلك الذي يلزم
ظَهْر فرسه فيقال : هو منْ أَحْلاس
الخيل.
ومنه حديث معاوية
رضي الله عنه ، دخل عليه الضّحاك بن قيس ، فقال معاوية :
تطاولت للضّحاك
حتى ردَدْته
|
|
إلى حَسَبٍ في
قومه مُتَقَاصِر
|
فقال الضحّاك : قد
علم قومنا أنّا
أَحْلَاسُ الخيل ، فقال :
صدقت ، أنتم أَحْلَاسها ونحن فُرْسانها!.
أراد أنتم
رَاضَتُها وسَاسَتُها ، فتلزمون ظهورَها أبداً ؛ ونحن أهلُ الفروسية. ويحتمل أن
يذهبَ بالأحلاس إلى الأكسية ، ويريد أنكم بمنزلتها في الضّعَة والذِّلة ،
كما يقال للمستضعف : بَرْدَعة ووَلِيّة.
[حل] : لا يَمُوتُ لمؤمنٍ ثلاثة أولاد فتمسُّه النار إلا تَحِلَّةَ القَسَم.
مثلٌ في القليل
المُفْرِط القِلَّةِ ، وهو أن يُبَاشِرَ من الفعل الذي يُقْسِم عليه المقدارَ الذي
يُبِرُّ به قَسَمَه ويُحَلِّله
، مثل أن يحلف على
النزول بمكانٍ ، فلو وَقَع به وَقْعَةً خفيفة فتلك تَحِلّةُ قَسَمِه. قال ذو الرمة :
طَوَى طيَّة
فَوْقَ الكرى جَفْن عَيْنِه
|
|
على رَهباتٍ منْ
حَنَانِ المُحَاذرِ
|
قليلاً
كَتَحْليل الأُلَى ثم قلَّصت
|
|
به شيمةٌ
رَوْعاء تَقْلِيصَ طَائِرِ
|
والمعنى : لا تمسه
النار إلا مَسَّةً يَسيرة مثل تحليل
قَسَم الحالف ،
ويحتمل أن يُرَاد بالقسم قوله تعالى : (وَإِنْ مِنْكُمْ
إِلَّا وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا) [مريم : ٧١].
لأنَّ ما حتَّمَهُ الربُّ على نَفْسه جارٍ في التأكيد مَجْرى المُقْسَم عليه ،
ويعني بتحلَّتِه الوُرُود والاجْتِيَاز.
[حلق] : لَعَنَ من النساء
الحالقةَ والسالِقة
والخَارِقة والمُنْتَهِشَة والمُمْتَهِشَة.
الحَالِقة : التي تَحْلِقُ
شَعْرَها.
السالقة : التي تصرخ عند المصيبة ، والسَّلْق والصَّلْق
: الصوت الشديد.
الخارِقة : التي تخرق ثوبها.
المُنْتَهِشَة : التي تَخْمِش وَجْهَها ، وتأخذ لحمه بأَظْفَارِها ، من
قولهم : انْتَهَشَه الذّئب والكَلْبُ والحيَّة ، وهي عضَّة سريعة لها مشقة.
__________________
المُمْتَهِشَة ، جاء في الحديث : أَنها التي تَحْلِق وجهها بالموسَى للزينة. ؛ قيل : كأنَّ هاءَها مبدلة من حاء
، من المَحْش ، وهو السَّحج والقَشْر ، يقال : مرَّ بي فمحَشَني.
[حلف] : حالف
صلى الله عليه
وسلم بين قريش والأَنصار في دار أَنَس التي بالمدينة.
أي آخى بينهم
وعاهد.
[حلب] : كان صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل دَعَا بشيءٍ نحو الحِلَاب.
هو المِحْلَب ، قال :
صَاحِ هَلْ
رَيْتَ أَوْ سَمِعْتَ بِرَاعٍ
|
|
رَدَّ في
الضَّرْعِ ما قَرَا في الْحِلَابِ
|
ومنه حديث عائشة
رضي الله تعالى عنها : كان صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الْجَنَابة دَعَا
بشيءٍ مثل الحِلاب ، فأَخذ بكفِّه ، فبدأ بشقِّ رأسه الأيمن ، ثم الأَيْسَر.
ورُوي : «مثل
الْجُلَّاب». بالجيم والضمّ ، وفُسِّر بماء الورد ، وأنه فارسي معرّب.
لما رأى سعد بن
معاذ كَثْرَة استشارةِ النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أصحابَهُ يوم بَدْر قال :
إنه إنما يستنطق الأَنصار شفقاً ألّا يستحلبوا معه على ما يريدُ من أمره.
استحلاب
القوم ، مثل إحلابهم ؛ وهو اجتماعُهم للنصرة وإعانتهم ، إلّا أنّ في الاستحلاب معنى طَلَب الفعل وحَرَص عليه ، وأصل الإِحلاب : الإِعانة على الحلب
، ثم كَثُرَ حتى
استعمل في كلِّ موضع ، والمعنى ما يستشيرُهم إلَّا خَوْفاً من أن يَتْرُكوا
إعانَته. وشفقاً : مفعول له ، وحرفُ الجر محذوف قبل أن. وأن مع مَا في حَيِّزها
منصوبة المحلّ بالمصدر المُفْضي إليها بعد حَذْفِ الجار.
[حلل] : أَحِلُّوا الله يَغفر لكم.
أي أَسْلِمُوا لله
، ومعناه الخروج من حَظْر الشرك وضِيقه إلى حِلِ
الإِسلام وسَعته ،
من أَحَلَ المُحْرم.
__________________
وروي : «أَجِلّوا. بالجيم» ، أي قولوا له : يا ذَا الْجَلَال ، وآمنوا
بعظَمَته وجَلَاله.
لا أُوتَى بِحَالٍ ولا
مُحَلَّلٍ له إلا
رَجَمْتُهُما.
يقال : حَلَلت لفلان امرأتَه فأَنا
حَالٌ وهو محلول له : إذا نكحها
لِتَحِلَ للزوج الأول ، وهو
من حلِ العقدة. ويقال : أَحْلَلْتُها له وحَلَّلْتُها.
وعنه صلى الله
تعالى عليه وآله وسلم : إنه لعن المُحَلِّلَ
والمُحَلَّل له.
وروي : لعنَ المُحِلَ والمُحَلَ
له.
سُئِل صلى الله عليه
وسلم أيُّ الأعمالِ أفضل؟ فقال : الحالّ
المُرْتحِل. قيل :
وما ذَاك؟ قال : الخاتِم المفْتَتِح.
أراد الرجل
المواصل لِتِلَاوةِ القرآن الذي يَخْتِمه ثم يَفْتَتحه ، شبَّهه بالمسْفار الذي لا
يُقْدِم على أهله فيَحُلّ
إلَّا أنشأ
سَفَراً آخر فارْتحل.
وقيل : أراد الغازي
الذِي لا يَقْفُل عن غَزْوٍ فيختمه إلَّا عَقَّبَه بآخر يفتتحه.
والتقديرُ عمل الحالّ المُرْتَحِل ، فحذف لأنه معلوم.
أبو بكر رضي الله
عنه ـ مرَّ بالنّهدية إحدى مَوَالِيه ، وهي تَطْحَن لمَوْلَاتها وهي تقول :والله
لا أُعْتِقكِ حتى يُعْتِقَك صُبَاتك ، فقال أبو بكر رضي الله عنه : حِلًّا أُمَّ فلان! واشْتَرَاها فأَعْتَقها.
حِلًّا : بمعنى تَحَلُّلاً ، من تَحَلَّلَ
في يمينه إذا
اسْتَثْنَى ، وهو في حذف الزوائد منه وردّه إلى ثلاثة أحرف للتخفيف نظيرُ عَمْرَك
الله ، بمعنى تعميرك الله ، وانتصابُه بفعل مضمر تقديرُه تحلَّلي حلًّا.
قال عَبيد :
حِلَّا أَبَيت
اللَّعْن حِلَّا
|
|
إنَّ فيما
قُلْتَ آمَهْ
|
يقال هذا لمن
يَحْلف على ما ليس بمرضي ؛ ليكونَ له سبيلٌ بالاستثناء إلى إِتيان المرضيّ مع
إبْرَارِ اليمين ، وأَرادت بالصُّباة المسلمين ، أي حتى يَشْتَرِيك بعضُهم فيُعتقك.
المَوَالي
: جمع مَوْلًى ومولاة ، لأن مَفْعَلاً ومَفْعَلَة يُجْمَعَانِ على مَفَاعِل.
[حلم] [حلن] : عمر رضي الله عنه ـ قَضَى في الأَرْنبِ يقتلُها المحرم بحُلّام ـ وروي بالنون.
__________________
الحُلَّان
: الجدي أو الحمَل
، يسمى بذلك حين تَضَعُه أمه فيحُل بالأرض ، ويلزمه ما دامَ صغيراً. قال ابن أحمر
:
يُهْدَى إليه
ذِرَاعُ الْجَدْيِ تَكْرِمَةً
|
|
إمَّا ذَبِيحاً
وإمَّا كان حُلّانا
|
أراد إما كبيراً
قد استحقَّ أن يُذبح ، وإما صغيراً قريبَ العهد بالوَضْع.
وأما الْحُلَّام فميمُه بدلٌ من النون ، وقيل : هو الصغير الذي حَلَّمه الرَّضَاع ، أي سَمَّنَه ؛ من تَحَلم الصّبيّ إذا سَمِن واكْتَنَزَ.
وفي حديث عثمان
رضي الله عنه : إنه قَضَى في أمّ حُبَيْن بحُلَّان.
[حلف] : من كان حليفاً أَوْ عَريراً في قَوْمٍ قد عَقَلوا عنه ونَصَرُوه
فمِيراثُه لهم ، إذا لم يكن له وارثٌ معلوم.
الحليف
: المحالِف
، وهو المُعَاهَد.
والعَرير : النزيل فيهم ليس من أنفسهم ؛ من عَرَّه واعْتَرَّه
، إذا غَشِيَه.
عَقَلوا عنه ، أي
وجبت عليه دِيَة فأدَّوها عنه.
[حلل] : إنَّ عليًّا عليه السلام أَرْسَل أمّ كلثوم إليه وهي
صغيرةٌ ، فقالت : إنَّ أبي يقولُ لك : هل رضيت الْحُلَّة؟ فقال : نعم قد رضيتُها.
كان قد خَطب إلى
عليّ عليه السلام ابنتَه ، فاعتذَر إليه بصِغَرها ، وأرسلها إليه ليَرَاها
إِعذاراً ، وجعل الحُلَّة كنايةً عنها ، وقد يكنَّى عن النساء باللباس.
[الحلب] : أبو ذرّ رضي الله عنه ـ قال لحبيب بن مسلمة : هل
يُوَافِقُكُم عَدُوُّكم حَلَبَ
شاةٍ نَثُور؟ وروي
: فتوح. قال : إي والله وأربع عُزُز ، فقال : غَلَلتم والله.
الحلَب
بالتحريك : مَصْدر حَلَب ، والمعنى وقْتَ حلَب
شاةٍ ، فحذف ؛
ومثله قولهم : آتيك خُفُوقَ النجم.
النَّثُور والفَتُوح : الواسعة الإِحْلِيل ، كأنها تَنْثُر الدرَّ نَثْراً وتفتح
سبيله فتحاً.
إي
بمعنى نعم ؛ إِلا
أنها تختص بالإِتيان مع القسم ؛ إيجاباً لما سَبَقه من الاستعلام ، ونعم تأتي مع
القَسم وغيره.
العُزُز : جمع عَزُوز ، وهي الضّيّقة الإحليل ، كأَنها تعزّ حالبها على الدرّ ، أي تغلبه عليه وتمنعه إيَّاه.
__________________
غَلَلتم ، أي
خُنْتُم في القول ولم تصدقوا.
[حلقن] : أبو هُرَيرة رضي الله عنه ـ لما نَزَلَ تحْرِيمُ الخمر
كنَّا نَعْمِد إلى الحُلْقَانةِ ، وهي التَّذْنُوبة ، فنقطعُ ما ذَنَّبَ منها حتى نخلص إلى
البُسْر ثم نَفْتَضِخه.
إِذا بلغ
الإِرْطاب ثُلُثي البُسْر فهو
حُلْقان ، ووزنها فُعْلال
؛ لأن نونَها يقضي على إصالتها قولهم : حَلْقن
البُسر فهو مُحَلْقِن. ونظيره دِهقان وشَيطان نصَّ سيبويه على أن نونيهما أصليتان
مُسْتَدِلًّا بتَدَهْقَن وتَشَيْطَن ، وإذا رَطَّبَ من قِبَلِ ذِنَابه فهو
التَّذْنُوب وقد ذَنّبَ.
افتِضَاخُه
: أن يُفْضَخ
باليَد ، وهو شَدْخُه ، فيتَّخذ منه شرابٌ يُسَمُّونه الفَضيخ.
[حلى] : كان يتوضَّأُ إلى نِصْف السَّاقِ ويقول : إن الحِلْيَة تبلغ مَواضِع الوضوء.
أراد بالْحِلْيةِ التَّحْجيل يوم القيامة من أَثر الوُضُوءِ. من قوله صلى
الله تعالى عليه وآله وسلم : إنّ أُمَّتي يوم القيامة غُرّ من السجود محجَّلون من
أَثر الوضوء.
[حلل] : ابن عباس رضي الله عنهما ـ إنّ حَلْ لَيُوطِي ويُؤْذِي ويَشْغَل عن ذكر الله.
هو زَجْرٌ
للنَّاقةِ ، والمعنى : إن حثّك النَّاقة والتصويت بها في الإِفاضة من عَرَفات
يُؤَدِّي إلى ذلك فَسِرْ على هِينَتِك.
[حلف] : لقِيَه عبدُ الله بن صَفْوان بن أُميّة بن خلف في خلافةِ
عمر ، فقال : كيف تَرَوْن ولاية هذا
الأَحْلافي؟ قال : وجدنا
ولايةَ صاحبه المُطَيَّبِيِّ خيراً من ولايته.
كانت الرِّياسةُ
في بني عبد مناف ، والْحِجَابة في بني عبد الدار ، فأَراد بنو عبد مناف أن
يَأْخُذُوا ما لعبدِ الدار ، فحالف
عبدُ الدار بني
سَهْم ليمنعوهم ، فعمدت أمُّ حكيم بنت عبد المطلب إِلى جَفْنَةٍ فملأتها خَلُوقاً
، ووضعتها في الْحِجْر ، وقالت : من تطيَّبَ بهذا فهو منَّا ؛ فتطيَّبت به عبدُ
مناف وأَسَد وزُهْرَة وبنو تَيْم ؛ فسُمُّوا المُطَيَّبين ، فالمطيَّبِي أبو بكر ؛
لأنه من تَيْم. ونحرَ بنو سَهْم جَزُوراً ؛ وقالوا : مَنْ أدخَلَ يده في دَمِها
فهو منّا ؛ فأَدْخلت أيديها بنو سَهْم وبَنُو عبد الدار وجُمَح وعَديّ ومَخْزُوم وتحالفوا ؛ فسمّوا
أحلافاً ؛ فالأَحْلافيّ عُمَر ؛ لأنَّه من عَدِيٍّ.
ويروى : إنه لما
صَاحت الصَّائحة على عمر قالت : وا سيّدَ
الأحلاف! قال ابن عباس رضي
الله تعالى عنهما : والمُحْتَلَف
عليهم ؛ يعني
المُطَيَّبين.
النسبة إلى
الأَحلاف كالنسبة إلى الأبناء في قولهم أبنائي.
[حلج] : ومنه
حديث المغيرة :
إنه خرج مع ستة نفر من بني مالك إلى مِصْرٍ فعدَا
__________________
عليهم ، فقتلهم
جميعاً ، واسْتاق العير ، ولَحِق برسول الله ، فاجتمعت الأحلاف إلى عُروة بن مسعود
فقالوا : ما ظنُّك بأبي عمير سيّد بني مالك؟ قال : ظَنِّي والله أنكم لا تتفرَّقون
حتى تَرَوْهُ يَخْلِجُ أو
يَحْلِج في قومه ، كأنه
أَمة مُخَرَّبة ، ولا ينتهي حتى يبلغَ ما يريد ويرضى من رِجاله ، فما تفرَّقوا حتى
نَظَرُوا إليه قد تَكَتَّب يُزَفُّ في قومه.
يَحْلج
: يمشي مسرعاً في
حثِّ قومه فيحرك في مَشْيه يديه وأعضاءه فِعْل الخالج وهو الجاذب.
يَحْلِج
: يُسْرِع ، من
قول العجاج :
*تُواضخُ التقريب قِلواً مِحْلَجَا *
المُخَرَّبة : المَثْقُوبة الآذَان ، من الخُرْبَة ؛ شبَّهه بأَمَة
سِنْدِيَّة لشدَّةِ أَدَمة لَوْنه.
تكَتَّب
: تحزَّم ، وجمَع
عليه ثيابه.
يُزَفّ
: من الزَّفيف ، وهو الإِسراع.
[حلق] : أنس ـ كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصلِّي العصر
والشمس بيضاء
مُحَلِّقة ، فأَرجع إلى
أَهلي فأقول : صَلُّوا.
أي مُرْتَفِعة ،
من حلَّق الطائر : إذا ارتفع في طَيَرانه ، ومنه الحالِق ، وهو المكان المُشرِف ، يقال : هَوَى مِنْ حالق.
[حلل] : عائشة رضي الله عنها ـ قالت لامرأةٍ مرَّتْ بها : ما
أَطْوَل ذَيْلَها! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : اغْتَبْتِها ، قُومِي
إليها فتَحلَّلِيها.
التحلّل
والاسْتِحْلَال :
طَلَبُك إِلى الرَّجل أن يجعلَك في حِلٍ.
وفي الحديث : من
كانت عنده مَظْلَمة من أخيه فَلْيَسْتَحِلّه.
[حلج] : عديّ رضي الله عنه ـ لا
يَتَحَلَّجَنَ في صَدْرِك طعامٌ
ضَارَعْتَ فيه النَّصْرَانية.
يقال : دع ما تحَلَّجَ في صَدْرِك وما تخَلَّجَ ، أي اضطرب فيه رَيْبٌ منه ،
والمعنى : إنه نظيف فلا تَرْتابنَّ فيه.
[حلل] : النَّخَعيّ رحمه الله ـ قال في المُحْرِم يَعْدُو عليه
السَّبُع أو اللِّص : أَحِلّ
بمَنْ أَحَلّ بك.
أي مَنْ ترك
الإِحرام وأَحَلَ بك فقاتَلَك فأَحْلِل
به أنت أيضاً
وقاتِله.
__________________
وفي حديث آخر : من
حَلَ بك فاحْلِلْ
به.
يقال : حَلَ المحرم صار
حلالاً ، وأَحلَ : دخل في الحِلّ.
الزهري رحمه الله
تعالى ـ ذكر شَأْنَ الفيل ، وأَنّ قريشاً أجلتْ عن الحَرَم ، ولَزِمَه عبدُ المطلب
، وقال : والله لا أَخْرج من حَرَمِ الله أبْتَغي العزَّ في غَيْرِه ، وقال :
لا هُمَّ إنَّ
المَرْءَ يَمنَعُ رَحْلَه فامْنَعْ حِلَالَك
لا يَغْلبنَّ
صَلِيبُهم
|
|
ومِحَالهم
غَدْواً مِحَالك
|
وأنه رأى في المنام
فقيل له : احْفِر تُكْتَم ، بين الفَرْث والدَّم. قال : فحفرها في القرار ، ثم
بَحَرها حتى لا تُنْزَف.
قوم حِلّة وحِلَال : أي كانوا مقيمين مُتَجاورين ، يريد سكان الحرَم.
المحال
: الكَيْد ،
والأصل في المحل الشدة.
تُكْتَم
: من أسماء زَمْزم
؛ لأنها كانت مكتومة ، قد اندفنت بعد أيام جُرْهم حتى أظهرها عبد المطلب.
بَحرَها : شقها وأوسعها.
المِيمَانِ في لا
همّ عِوضٌ عن حرف النداء عند أصحابنا البصريين.
الغَدْو : أَصل الغَدِ وتامّه ، ولم يُرِد اليوم الذي بعد يومه ،
وإنما أراد ما قَرُب من الأوقات المستقبلة ، وقد يَجْرِي مثل هذا التجوّز في اليوم
والأمس.
[حلق] : في الحديث : دَبَّ إليكم داءُ الأُمم من قبلكم البَغْضَاء
والحالِقَة.
هي قطيعة الرَّحِم
والتَّظالُم ، لأنها تجتاحُ الناسَ وتهلكهم ، كما
يحلق الشَّعر ، يقال : وقعَتْ
فيهم حالِقة لا تدَعُ شيئاً إلا أَهلكَته.
[حلم] : من تحَلم
ما لم يَحلُم.
أي من تكلَّف حُلُماً لم يرَه فقد أَساء وفَعَل مُنْكراً.
حينُ حلّها في (وق).
لِحَلَاوة القَفَا في (هو). بفصيل مَحْلول في (خل). الحَلْقة في (صف) وفي (ند).
وحَلَبها على الماء في (طر). حَلْبانة في (غف). حَلَب امرأة في (نض).
أحْلَاس الخيل في (جر).
على حَلْقة في (هت). ولا حَلُوب في (بر). اسْتَحْلَسْنا الخوف في (حر). مُحْلَسٌ
أخفافُها في (نج). حَلأتهم في (بد). حِلَّا في (قو). حلْقة القوم في (ثل). حَلْقى
في (عق). الحلأَ في (جل). [أهل الْحلقة في (قد). مُحِلٌّ بقومك في (به)].
__________________
الحاء مع الميم
[حمد] : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ الحمد رَأْسُ الشُّكْر ، ما شكر اللهَ عبدٌ إلا بحمده.
الشكرُ لا يكونُ إلا على نِعْمة ، وهو مُقَابلتها قولاً وعملاً
ونيَّة ، وذلك أن يُثْنِي على المنعم بلِسانه ، ويُدْئِب نفسه في الطاعة له ،
ويَعتقد أنه وليّ النعمة ، وقد جمعها الشاعر في قوله :
أَفادَتكُم
النعماءُ منِّي ثلاثة
|
|
يَدِي ولِسَاني
والضمِيرَ المحجَّبا
|
وهو من قولهم : شَكَرت الإِبل : إذا أصابت مَرْعى فغَزُرت عليه ، وفرس شَكُور إذا عُلِف فسمن. وأما
الحمدُ فهو المدح والوصف
بالجميل ، وهو شُعْبة واحدة من شُعَب الشكر ، وإنما كان رأْسه ؛ لأن فيه إظهارَ
النعم والنداء عليها والإِشارة بها.
في كتابه صلى الله
عليه وآله وسلم : أما بعد فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو.
أي أنهي إليك أن
الله محمود.
ومنه حديث ابن
عباس رضي الله تعالى عنهما : إني أحمدُ إليكم غَسْلَ الإِحْلِيل.
معناه : أرضاه لكم
وأُفْضِي إليكم بأنه فعل محمود مرضي.
[حم] : لقي صلى الله عليه وسلم العدوّ في بعض مَغَازِيه ، فقال
: «حم لا
يُنْصَرُونَ».
وفي حديث آخر : إن
بُيِّتُّم الليلة فقولوا : «حم
لا يُنْصَرُونَ».
قيل : إن حم من أسماء الله تعالى ، وإن المعنى اللهُم لا يُنصرون ، وفي
هذا نظر ؛ لأن حم
ليس بمَذْكور في
أسماء الله المعدودة ، ولأن أسماءه تقدّست ما منها شيء إلا وهو صِفَةٌ مُفْصحة عن
ثناءٍ وتمجيد ، وحم
ليس إلا اسمي
حرفين من حروف المُعْجم ، فلا معنى تحْتَه يَصْلُح لأن يكونَ به بتلك المَثَابة ،
ولأنه لو كان اسماً كسائرِ الأسماء لوجب أن يكونَ في آخره إعرابٌ ؛ لأنه عارٍ من
عِلَل البناء ؛ ألا ترى أن قاتلَ محمد بن طلحة بن عبيد الله لما جعله اسماً للسورة
كيف أعربه ، فقال:
يُذَكِّرُني
حامِيمَ والرُّمْحُ شَاجِرٌ
|
|
فَهَلَّا تَلَا
حَامِيمَ قبل التَّقَدُّمِ
|
__________________
منعه الصرف لأنه عَلم
ومُؤَنث ، والذي يؤدي إِليه النظر أن السور السبع التي في أوائلها حم سور لها شأن.
ومنه حديث ابن
مَسْعود رضي الله تعالى عنه : إذا وقعتُ في آل حم
فكأني وقعتُ في
رَوْضات دَمِثات.
فنبَّه صلى الله
تعالى عليه وآله وسلم أن ذِكْرها لِشَرفِ منزلتها ، وفخامة شأنها عند الله عز وجل
مما يُسْتَظهر به على استنزال رحمةِ الله في نُصْرة المسلمين ، وفلّ شوكة الكفار ،
وفضّ خَدَمتهم.
وقوله : (لا يُنْصَرُونَ) كلام مستأنف. كأنه حين قال قولوا : حم قال له قائل : ماذا يكون إذا قيلت هذه الكلمة؟ فقال : (لا يُنْصَرُونَ).
وفيه وجهٌ آخر ؛
وهو أن يكون المعنى وربّ ـ أو ومُنزل حم
... (لا يُنْصَرُونَ).
[حمز] : قال أنس بن مالك رضي الله عنه : كَنَّاني رسولُ الله صلى
الله عليه وسلم ببَقْلة كنت أَجتَنِيها ـ وكان يُكْنَى أبا حَمْزة.
سُمِّيَتْ
لحرافتها بالْحَمْزَة وهي اللَّذْعَة.
ويحكى أنّ
أَعرابياً تَغَدَّى مع قوم فاعتمد على الخَرْدَل فقالوا : ما يعجبك منه؟ فقال : حَرَاوته
وحَمْزُه.
[حمس] : قال جُبَير بن مُطْعِم رضي الله عنه : أَضْلَلت بعيراً
إلى يومَ عَرفة ، فخرجتُ أطلبُه حتى أتيتُ عرَفَة ؛ فإذا رسولُ الله صلى الله
تعالى عليه وآله وسلم واقفاً بعرَفة مع الناس ، فقلت : هذا من الحُمْس ؛ فما له خَرج من الحَرَمِ؟.
الحُمْس
: قُريش ومن دَان
بدينهم في الجاهلية ، واحدهم أَحْمس
؛ سموا لتحمسهم أي تشدّدهم في دينهم. والحمسة : الحُرْمة مشتقة من اسم الحُمْس
، لحرمتهم بنزولهم
الحرَم ، وكانوا لا يخرجون من الحرَم ، ويقولون : نحن أهل الله ، لسنا كسائر الناس
؛ فلا نخرج من حَرَم الله ، وكان الناسُ يقفون بعرَفة وهي خارج الحَرم ، وهم كانوا
يَقِفون فيه حتى نزل : (ثُمَ
__________________
أَفِيضُوا
مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ) [البقرة : ١٩٩].
فوقفوا بعرَفة ، فلمّا رأى جُبير رسولَ الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم بعرَفة
، ولم يعلم نزولَ هذه الآية أنكر وقوفَه خارجَ الحرم.
رسول الله : مبتدأ
وخبره فإذا ، كقولك : في الدار زيد.
وواقفاً : حال عمل
فيها ما في إذا من مَعْنَى الفعل.
[حمل] : الحَمِيل
غَارِم.
هو الكفيل ، يقال حَمَل به يحمل
حَمَالة.
[حمرة] : إن قوماً من أصحابه صلى الله عليه وسلم أخذوا فَرْخى حُمَّرَة ، فجاءت الحُمَّرة فجعلت تَفَرّش.
هي طائر بعظم
العُصْفور ، وتكون دَهْساء وكَدْراء ورَقْشاء .
التفرُّش
: أن تقرب من
الأرض فتُرَفْرِف بجناحيها. قال أبو دوَاد :
فأَتَانَا
يَسْعَى تَفَرُّشَ أمّ الْ
|
|
بَيْضِ شَدًّا
وقَدْ تَعَالى النَّهارُ
|
[حمم]
: إنَّ وفد ثقيف
لما انْصَرف كلُّ رجل منهم إلى حَامَّتِه
قالوا : أتينا
رجلاً فظًّا غليظاً ، قد أَظهر السيفَ ، وأَداخَ العرَب ، ودَانَ له الناس ، وكان
لهم بيتٌ يسمونه الرَّبَّة كانوا يضَاهون به بيتَ الله الحرام ، وكان يُسْتَر
ويُهْدَى إليه ، فلما أسلموا جاء المغيرة بنُ شعبة فأخذ الكِرْزِين فهدَمها ،
فبهتَ ثقيف ، وقالت عجوز منهم : أَسلمها الرُّضَّاع وتركوا المُصَاع.
الحامَّة : الخاصة.
أدَاخ
: أذَلَّ.
دَان
: أَطاع كرهاً.
الكِرْزِين
: الفأس.
الرُّضَّاع
: اللئام ، جمع رَاضِع ، والفعل منه رَضَع.
المِصَاع
: المماصعة وهي
المُجَالَدة.
__________________
[حمر] : بُعِثْتُ إلى الأَحمر والأَسود.
أي إلى العَجم
والعرب ؛ لأن الغالب على أَلوان العَجَم الحُمْرة والبياض ، وعلى ألوان العرب الأدمة والسُّمرة.
وعنه صلى الله
تعالى عليه وآله وسلم : أُعطيت الكَنْزَين الأَحمر والأبيض.
هما الذهب والفضة.
وأما حديث ابن
شَجَرة : أن عمر رضي الله عنه كان يَبْعَثه على الجيوش ، فخطب الناس فقال : (اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ*) ، ما أَحسن أثر نعمتِه عليكم إن كنتم ترون! ما أرى ممَّا
بينَ أحمر وأصفر وأخضر وأبيض ، وفي الرّحال ما فيها ، إلا أنه إذا
التقى الصفَّان في سبيل الله فُتِحت أبوابُ السماءِ وأبوابُ الجنَّة وأبوابُ النار
، وتَزيَّن الحورُ العين ، فإذا أقبل الرجلُ بوَجْهِه إلى القتال قلن : اللهم
ثبِّته ، اللهم انصره. وإِذا أدبر احتَجَبْنَ منه ، وقلن : اللهم اغفِرْ له ،
فانْهكُوا وُجُوهَ القومِ ، فِدًى لكم أبي وأمي! ولا تُخْزُوا الحور العين.
فإنه يريدُ
بالأَلوان التي ذكرها زَهْرَة الدنيا وحُسْنَ هيئةِ القومِ في لباسهم.
النَّهْك
: الجُهْد
والإِضناء.
الفَدَى
ـ بفتح الفاء
مقصور بمعنى الفِدَاء.
لا تُخْزُوا : من الخزاية وهي الحَيَاء.
[حمم] : أبو بكر رضي الله عنه ـ إن أبا الأعْور السُّلَميّ دخل
عليه فقال : إِنا قد جئناك في غير
مُحِمَّة ولا عُدْم.
المُحِمّة : الحاجة الحاضرة المهمَّة ، يقال : أحم الأمر إذا دنا ، قال :
حَيِّيَا ذَاكما
الغَزَالَ الأَجمّا
|
|
إِن يكن ذاكما
الفِرَاقُ أَحَمَّا
|
[حمو]
: عمر رضي الله
عنه ـ لا يدخلنَّ رجل على امرأةٍ وإن قيل حَمُوها ، ألَا
حَمُوها المَوْت!.
والأحماء : أقرباء الزوج كالأب والأخ والعم وغيرهم ، الواحد حم في غير الإِضافة ، وإذا أضيف قيل : هذا حموها ، ورأيت حماها ، ومررت بحميها ، وهو أَحد الأسماء الستة التي إِعْرَابها بالحروف مضافة ،
ويقال أيضاً : هذا
حَما كقفا وهو
حَماها.
__________________
وقوله : أَلَا حموها الموت معناه أن حَمَاها الغايةُ في الشر والفساد ، فشبَّهه بالموت ؛ لأنه قصارى
كلّ بلاءٍ وشدة ، وذلك أنه شرٌّ من الغريب من حيث أنه آمِن مُدِل ، والأجنبي
متخوّف مترقب ، ويُحتمل أن يكون دعاءً عليها ، أي كأنَّ الموت منها بمنزلة الحَمِ الداخل عليها إن رَضِيت بذلك.
[حمج] : قال لرجل : ما لي أراك مُحَمِّجاً.
التحميج
: إدامة للنظر مع
فَتْح العين وإدارة الحدَقة. قال :
وحَمَّجَ
للجَبَانِ المَوْ
|
|
تُ حتى قَلْبُهُ
يجِبُ
|
والتجميح مثله.
وعن عمر بن عبد
العزيز رحمه الله : أنه اختصم إليه ناسٌ من قريش ، وجاءه شهود يشهدون فطَفِقَ
المشهُودُ عليه يُجَمِّحُ إلى الشاهد النَّظَر.
[حمر] : أمير المؤمنين عليّ عليه السلام ـ كنا إذا احمرَّ البأسُ اتَّقَيْنَا برسول الله صلى الله تعالى عليه وآله
وسلم ، فلم يكن أحدٌ أَقرَبَ إلى العدوِّ منه.
أي اشتدت الحربُ.
ومنه : موت أحمر ، وهو مَأْخُوذ من لَوْن السَّبع ، كأنَّه سبع إذا أهوى
إلى الإنسان.
اتَّقَينا به : أي اسْتَقْبَلْنَا به العدوّ.
أَتاهُ الأَشْعثُ
بن قيس وهو على المنبر فقال : غَلَّبَتْنَا عليك هذه الحَمْرَاء ، فقال عليّ : مَن يَعْذِرُني من هؤلاء الضَّيَاطِرة ،
يتخلَّفُ أحدُهم يتقلّبُ على حَشَاياه وهؤلاء يُهَجِّرُون إلى أن طردتهم ، (إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ) ، والله لقد سمعته يقول : ليَضْرِبُنَّكُم على الدين
عَوْداً كما ضربتموهم عليه بَدْءاً.
الحمراء : العَجَم.
الضَّيَاطِرة : جمع ضَيْطَر ، وهو الضَّخْم الذي لا غنَاء عنده.
التَّهْجير : الخُروج في الهاجرة.
الضمير في «سمعتُه»
للنبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ، وفي «ليضربنّكم» للعجم.
وعنه : إنه قد
عارضه رجلٌ من الموالي فقال : اسكت يا ابْنَ حَمْراءِ العِجَان.
أراد يا ابنَ
الأمة. قال جرير :
إذا ما قلتُ
قافيةً شرودا
|
|
تَنَحَّلَهَا
ابنُ حَمْرَاءِ العِجَانِ
|
__________________
[حمش] : ابن مسعود رضي الله عنه ـ كان حَمْشَ السَّاقَين.
أي دَقِيقهما.
ومنه حديثُ ابنِ
الحنفيّة : إنه ذكر رَجُلاً يَلِي الأمْرَ بعد السُّفْيَانيّ ، فقال : حَمْش الذِّرَاعين والساقين ، مُصْفَح الرأس ، غائر العينين ،
يكون بين شَثٍّ وطُبَّاقٍ.
المُصْفَح
: العريض.
الشَّث
والطُّبَّاق : شجران يَنْبُتَان ببلاد تهامة والحجاز ، أي يخرجُ
بالمواضع التي هي منابت هذين.
[حمز] : ابن عباس رضي الله عنهما ـ سُئِل أيُّ الأعمال أفْضَل؟
فقال : أَحْمَزُها.
أي أَمْتَنُهَا
وأَقْوَاها ، من قولهم : رجل حَمِيز الفؤاد وحَامِزُه.
[حمض] : كان يقول : إذا أَفَاضَ مَنْ عِنْدَه في الحديث بَعْدَ
القرآن والتَّفْسير : أَحْمضُوا.
يقال : أَحْمَضَتِ الإِبل ، وحَمَضَت
: إذا رَعَت الْحَمْضَ عند سآمتها من الخُلِة ، فضرب ذلك مثلاً لخَوضهم في
الأحاديث وأخبارِ العرب إذا ملّوا تفسيرَ القرآن.
ومنه حديث الزهري
رحمه الله : الأذن مَجَّاجَةٌ ولِلنَّفس حَمْضَة
.
[حمأ] : حاجّ عمرو بن العاص عند معاوية رضي الله عنهم في آية ،
فقال عمرو : تَغْرُب في عَيْنِ حَامِيَةٍ ، وقال ابنُ عباس : حَمِئَةٍ ، فلما خرج إذا رجلٌ من الأَزد قال له : بلغني ما بينكما ،
ولو كنتُ عندك أَفدتك بأبيات قالها تبّع :
فَرَأَى مغارَ
الشمسِ عِنْدَ غُرُوبها
|
|
في عَين ذي
خُلُب وثَأْطٍ حَرْمَدِ
|
فقال : اكتبها يا
غلام.
حامية : حارّة.
حَمِئَةٍ : ذات حَمْأة.
الخُلُب
: الطين اللَّزِج
وماء مُخْلِب.
__________________
الثَّأْط : الحمأة.
والحَرْمَد : الأَسْوَد.
[حمم] : ابن عمر رضي الله عنهما ـ كان يتوضَّأ ويغتسل بالحَمِيم.
هو الماء الحار.
[حمض] : قال سعيد بن يسار : قلت له : كيف تقول في التَّحْمِيض؟ قال : وما
التَّحميض؟ قلت : أن تُؤْتَى
المرأةُ في دُبرِها. قال : هل يَفعل ذلك أحدٌ من المسلمين!. كنَى عن ذلك بتَحْمِيض الإِبل إذا سئمت الخُلَّة.
[حمر] : المِسْوَر رضي الله عنه ـ ذكر حليمة بنت عبد الله بن
الحارث ، وأَنها خرجت في سنة
حَمْراء قد بَرَت المال ،
وخرجت بابنها عبد الله تُرْضعه ، ومعها أتان قَمْرَاء تُدْعى سِدْرة ، وشارف
دَلْقَاء يقال لها سمراء لَقُوح قد مات سَقْبُها بالرأس.
الحمراء : المُقْحِطة.
بَرَت
المال : أي هزلت
الإِبل ، والمال عند العرب الإِبل ؛ لأنها مُعْظَم مالها. قال النابغة :
*ونَمْنَح المالَ في الأَمْحَال والغنما *
القَمْرَاء : البَيْضَاء ، ويقال : حمار أَقمر.
الشارف
: المسنّة.
الدَّلْقَاء : التي ذهبت أسنانها ، ويقال لها الدَّلُوق أيضاً.
[حمم] : أَنس رضي الله عنه ـ كان يقيم بمكة فإذا حَمَّمَ رأسُه خرج فاعْتَمر.
هو أن ينبت بعد
الحَلْق فيسودّ ، من حَمَّم
الفَرخ : إذا
اسودَّ جلدُه من الريش ، وحَمّم
وَجْهُ الغلام.
[حميط] : كعب رحمه الله ـ أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم في
الكتُب السالفة :
محمد ، وأَحمد ،
والمتوكِّل ، والمختار ، وحِمْياطا ، وفَارِقِلَيطا.
معنى حِمْياطا : حامي الحَرَم.
وفَارِقِلَيطا : يفرق بين الحق والباطل.
[حمر] : شريح رحمه الله ـ كان يردُّ الْحَمَّارةَ من الخَيْل.
__________________
الحمَّارَة والحمَّارُ : الخيلُ التي تَعْدُو عَدْوَ الحمير. وقيل : الحَمَّارة : أصحاب الحمير كالبَغَّالة والجَمَّالة.
والخيل : أصحابُ الخيل ، من قوله صلى الله عليه وآله وسلم : يا
خَيْل اللهِ اركبي.
والمعنى : إِنه
ردَّهم فلم يُلحقهم بالفُرْسان في السِّهام.
[حما] : مسلمة ـ كان يقول في خطبته : إن أقلَّ الناس في الدنيا
همًّا أقلهم حَمّا.
هو المُتْعة ، من تَحْمِيم المطلّقة ، وهو أن تمتَّع بثوب أو نحوه. قال :
أنتَ الذي
وَهَبْتَ زيداً بعدما
|
|
هَمَمْتُ
بالعَجُوزِ أَنْ تُحَمَّما
|
[حمص]
: في الحديث : في
حديث ذي الثُّدَيَّة المقتول بالنَّهْرَوَانِ : إنه كان له ثُدَيَّة مثل ثَدْيِ
المَرْأَةِ إذا مُدَّتْ امْتَدَّت وإذا تُرِكَتْ تَحَمَّصَتْ.
أي تَقَبَّضَتْ.
ومنه : حَمَصَ الْوَرَم : إذا سكَن وحَمَصه
الدَّواء.
[حمة] : إنما مَثَل العالِمِ كالحَمَّة تكونُ في الأرض ، يأتيها
البُعَداء ، ويتركُها القُرَباء ؛ فبينا هم كذلك إذ غارَ ماؤُها فانتفع بها قومٌ
وبقي قوم يتَفكَّنُون.
هي عين حارَّةُ
الماءِ يُسْتَشفى بها.
يتفكَّنُون
: يتندمون ويتعجّبون
من شَأن أنفسهم وما فَرّطوا فيه من طلب حظهم مع إمكانه وسهولة مأْخذه.
والفكن والفنك
: العجب ، وقيل : تفكَّن وتفكَّر بمعنى.
ذا الحُمَمة في (بج).
حُمَة زُغَر في (زو). حُمَة كُلِّ دابة في (غر). الحُمَم الأسود في (هض). حَمِيت
في (خذ). حُمّة النّهضات في (هم). حُمَاديات في (سد). حَمّمها في (خذ) أَحْماس في (فر).
يُحْمِش في (زن). حَمْنانة في (قر). الحمَيدات في (حو). وتَحامل في (فق).
المُحْمَاة في (غم). والحُمّة في (هم). سنة حمراء في (صب). استحمق في (مه).[حَمْش
السّاقين في (صه)].
الحاء مع النون
[حنك] : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ كان يُحَنِّك أَوْلادَ الأَنصار.
هو أن يَمْضُغ
التمر ويَدْلُكه بحَنَكِه. يقال : حَنَك
الصبي وحَنَّكَه.
[حنى] : كانوا معه صلى الله عليه وسلم فأَشْرَفوا على حرَّةِ
وَاقم ، فإذا قبور
بمَحْنِيَة.
__________________
هي مَفْعِلة ، من حَنَى ، وهي مُنْعَطف الوادي ومُنْحَنَاه.
[حنث] : لا تزالُ الأُمَّة على شريعة ما لم يَظْهَر فيهم ثلاث : [ما
لم] يُقْبَض منهم العِلْم ، ويكثُرْ فيهم أولادُ
الحِنْث ، ويظهرْ فيهم
السّقارون. قالوا : وما
السَّقَّارون يا رسول الله؟ قال
: نَشْءٌ يكونون في آخر الزمانِ تحيتُهم إذا التَقَوا التَّلاعن.
الذَّنْب العظيم
سمي بالحِنْث ، وهو العِدْل الكبير الثقيل. وقيل للزِّنا : حِنث ، لأنه من العظائم.
السَّقّار والصَّقّار : اللَّعان لمن لا يستحق اللعن ، سُمِّي بذلك ؛ لأنه
يَضْرب الناسَ بلسانه ، من الصَّقْر ، وهو ضربك الصَّخْرة بمِعْول وهو الصَّاقور. ومنه الصَّقر لأنه يَصْقُر الصيدَ ؛ أي يضربه بقُوَّة.
النّشْءُ : القَرْن الذي ينشأ بعد قَرْن مضى ، وهو مصدر كالضَّيْف.
[حن] : عمر رضي الله عنه ـ لما قال ابنُ أبي مُعَيْط : أَأُقْتَل
من بين قُريش؟ قال عمر : حَنَ
قِدْحٌ ليس منها.
ضربَه مثلاً
لإِدخاله نفسَه في قريش ، وليس منهم ، وأَصْله أن يستعار قِدْح فيُضْرَب مع
القِدَاح فيصوِّت صوتاً يخالفُ أَصواتها.
[حنق] : لا يصلح هذا الأمرُ إِلا لمن لا يُحْنِق على جِرّته.
يقال : ما يكظم
فلانٌ على جِرّة ، وما
يُحْنِق على جِرّة : إذا
لم يَنْطَو على حِقْد ودَخَل ، وأصل ذلك في البعير أن يفيض بجِرَّته ، وهو أن
يَقْذِف بها ولا يضمر عليها ، والإِحْناقُ
: لُحُوق البَطْنِ
والتِصَاقُه. قال أوس :
وجَلّى بها حتى
إذا هي أَحْنَقَتْ
|
|
وأَشْرَف فَوْقَ
الحالِبين الشَّرَاسِف
|
وإنما وُضِع
مَوْضع الكَظْم من حيث إن الاجْتِرار ينفخ البطن والكَظْم بخِلَافه.
[حنك] : طلحة ـ قال لعمر رضي الله عنهما حين استشارهم في جُموع
الأعاجم : قد
حنَّكَتْك الأمور ،
وجرَّسَتك الدُّهور ، وعَجَمَتْك البَلَايا ، فأنتَ وليُّ ما ولّيت ، لا نَنْبُو
في يديك ، ولا نخُول عليك.
__________________
حَنَّكَته
الأُمور وأحْنكَتْه وحنَّكته
: إذَا أدَّبَتْه
ورَاضَتْه ، وهو
حَنيك ومحنّك ومُحْنَك
، واحتنك فهو
مُحْتَنك ، وأصله من قولهم
: حَنَك الفرسَ يَحْنُكه
: إذا جعل في حَنَكِه الأسفل حَبْلاً يقودُه به.
جرَّسته
: أَحكمته ، وهو
من جَرَّست بالقوم : إذا سمَّعتُ بهم ، كأنه ارتكب أَموراً لم يهتد
للإصابة فيها ، فَعُنِّف وصيح به وأنحى عليه باللوائم حتى تعلّم واستحكم.
عَجَمَتْك
: من عجَمْ العود
؛ وهو عضّه ليعرف صَلَابته من رَخَاوته ، ومن فصيح كلامهم ما حكاه أبو زيد من
قولهم : إني لتَعْجُمك عَيْني ؛ يريدُون يخيَّل إليّ أني قد رأيتك.
لا نخُول : لا نتَكبَّر. قال :
فإنْ كُنْتَ
سَيِّدَنَا سُدْتَنَا
|
|
وإن كُنْتَ
لِلْخَالِ فاذْهَبْ فَخُلْ
|
وهو مع الخُيَلاء
والخيل شاذّ.
لا نَنْبُو في يديك : أي نحنُ لك كالسيوف البَاتِرة.
[حنى] : أبو ذَرّ رضي الله عنه ـ لو صلّيْتم حتى تكونوا كالحَنَايا ما نَفَعكم ذلك ، حتى تحِبُّوا آل رسول الله صلى الله
تعالى عليه وآله وسلم.
وعنه : لو صلَّيتم
حتى تكونوا كالأوْتَار ، وصُمْتم حتى تكونوا كالحَنَايا ما نفعكم ذلك إلا بِنِيَّة
صادقة ووَرَعٍ صادق.
الحَنِيَّة : القوس بلا وَتر ، وقيل : العَقْد المَضْروب ، وقيل كل
مُنْحن.
والمعنى حتى
تَحْدَبوا وتَنْحَنُوا مما تُجْهِدون أنفسكم فتصيروا كالقسيّ ، أَو العقود في انحنائها وانعطافها ، أو كالأَوتار في الدِّقة من الهُزَال.
[حنن] : ابن عباس رضي الله عنهما ـ الكِلَاب من الحِنّ ـ وهي ضَعَفَةُ الجِنّ ـ فإذا غَشِيتكم عند طعامكم
فأَلْقُوا لهنّ ، فإنَّ لهنَّ أنفساً.
الحِنّ
: من حَنَ عليه إذا رقّ وأَشْفَق ، قال :
ولا بد من
قَتْلَى فَعَلَّكَ منْهُمُ
|
|
وإلّا فجُرْحٌ
لا يحِنُ على الْعَظْمِ
|
والرِّقة والضعف
من وادٍ واحد ، ألا ترى إلى قولهم : رقاق القلُوب وضِعَاف القلوب ، كما يقولون :
غِلَاظ القلوب وأَقْوِياء القُلُوب ، ويُحْتَمل أن يكونَ من أحنَ إحناناً إذا أَخطأ ؛
__________________
لأن الأَبْصَار
تُخْطِئها ولا تُدْرِكها ، كما أن الجنَّ من الاجتنان عن العيون.
الأنفس
: جمع نَفْس ، وهي العين.
[حنتم] : عمرو رضي الله عنه ـ إن ابنَ حَنْتَمة بَعَجَتْ له الدنيا مَعَاها ، وأَلقت إليه أَفْلَاذَ كبدها
، ونَقَتْ له مُخَّتَها ، وأَطْعَمته شحمتها ، وأمطرت له جَوْداً سال منه شِعَابها
، ودَفقت في مَحَافِلها ، فمصَّ منها مَصًّا ، وقَمصَ منها قَمْصاً ، وجانب
غَمْرَتها ، ومشى ضَحْضَاحَها وما ابتلَّت قدماه ، أَلَا كذلك أيها الناس؟ قالوا :
نعم رحمه الله!.
حَنْتَمة بنت هاشم بن المغيرة المخزومي أمّ عمر بن الخطاب.
البَعْج
: الشقّ ، يعني
أَظْهَرت له ما كان مَخْبوءاً من غيره.
الأَفْلَاذ : جمع فِلْذ وهو القِطْعة من الكبد ؛ أي ملّكته كُنُوزَها وأَفاءَت
عليه أموالها.
المحَافِل
: حيث يَحْتَفِل
الماء جمع مَحْفِل أو
مُحْتَفَل.
مَصّ
منها ، أي نال
اليسير.
قَمَص
: نَفر وأعرض.
الضَّحْضَاح
: ما رقّ من الماء
على وجه الأرض.
ما ابتلت قدماه :
أي لم يتعلّق منها بشيء. نصب ضَحْضَاحَها على أحد وجهين : إِما على حذف الجار
وإيصال الفعل ، أو تأوّل مشى بخَاض وسلَكَ وما أَشْبَه ذلك.
[حنن] : بلال رضي الله تعالى عنه ـ مرَّ عليه ورقةُ بن نَوْفل وهو
يعذَّب ، فقال : والله لئن قَتَلْتُموه لأَتَّخِذنَّه حَنَاناً.
أراد لأَجْعَلَنّ
قبرَه موضع حَنان
، أي مَظِنَّةً من
رحمة الله فأتمسَّح به مُتَبَرِّكاً ، كما كان يُتَمسَّح بقُبور الصالحين الذين
قُتِلوا في سبيل الله في الأمم الماضية ، فيرجع ذلك عاراً عليكم وسُبَّةً عند
الناس.
وورقة هو ابنُ عم
خديجة رضي الله تعالى عنها ، وهو أحدُ مَنْ كان على دين عيسى عليه السلام قُبَيل
مبعَث النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
[حنظب] : ابن المسيَّب رحمه الله ـ من قَتَلَ قُرَاداً أو حُنْظُبَاناً وهو مُحْرِم تصدَّق بتَمْرَةٍ أوْ بتَمْرَتَيْنِ.
وقال له ابن حمزة
: قتلت قُرَاداً أو
حُنْظُباً ، فقال : تصدَّقْ
بتَمْرة.
هما ذكر الخَنَافس
، وقد يفتح ظاء حنظَب ، وهذا عند سيبويه دليلُ على زيادة النون ،
__________________
وأنّ الوزن
فُنْعَل لأن فُعْلَلاً ليس يثبت عنده ، ويجب على قياس مذهبه أن يُشْتَقّ من حَظِب
، إِذا سمن.
[حنط] : عطاء رحمه الله ـ قال ابنُ جريج قلت لعطاء : أيُ الحِنَاط أحبُّ إليك؟ قال : الكافور ، قلت : فأيْن يجعل منه؟ قال :
في مَرَافِقه ، قلت : وفي بطنه؟ قال : نعم! قلت : وفي رُفْغَيْ رِجْليه ومَآبِضه!
قال : نعم! قلت : وفي عَيْنَيه وأَنفِه وأُذنيه؟ قال : نعم. قلت : أَيابساً يُجْعل
الكافور أم يُبَلّ بماء؟ قال : لا ، بل يابساً. قلت : أتكره المِسْك حِنَاطاً؟ قال : نعم.
الحَنُوط والحِناط : كل ما يطيّب به الميت.
المآبض
: بَوَاطن
الرُّكبتين.
الرُّفْغ
: أصل الفخذ.
حِنَاطاً نصب على التمييز.
[حنن] : في الحديث ـ لا تَزَوّجن حنَّانَة ولا مَنَّانةً.
أي امرأة كان لها
زوجٌ قبلَك ، فهي تَذْكره بالتحزّن والحَنِينِ
إليه. ولا أنسب منك
، فهي تمنُّ عليك بصُحْبتها.
[حنط] : إن ثموداً لما استَيْقَنُوا بالعذاب تكفَّنوا بالأَنْطَاع
وتحنَّطوا بالصَّبِر.
أي جعلوا حَنُوطهم الصَّبِر.
الحنتم في (دب).
والحنوة في (فش). في حِنْدِسه في (نح). فيتحنّث في (حر). الحانية في (سف). أحنف
الرّجْل في (صع). الحنش في (غر). [حَنانيك في (لب)].
الحاء مع الواو
[حوى] : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ خيرُ الخيل الحُوّ.
الحوّة : كُمْتة يعلوها سَوَاد ، وقد حَوِي ، وهو
أَحْوى ، والجمع حُوّ. قال طُفَيل :
وِرَاداً وحُوًّا
مُشْرِفاً حَجَبَاتُها
|
|
بنَاتُ حِصانٍ
قد تُعُولِمَ مُنْجِبِ
|
__________________
[حوى] : قال له
صلى الله عليه وآله وسلم رجل : يا رسولَ الله ؛ هل عليَّ في مالي شيء إذا أدَّيت
زَكاته؟ فقال : فأين ما تَحَاوَتْ عليك الفُضُول.
التَّحَاوِي
: تَفَاعل من
الحَوَاية ، وهي الجمع. وما موصولة وما يجب من الضمير الرَّاجع إليها
في الصلة محذوف ، والتقدير تَحَاوَتْه.
والفُضُول : جمع فَضْل وهو ما فضل من المال عن حَوَائجه.
والمعنى : فأين
الحقوق التي تَحَاوَتْها عليك فُضُول المال من الصَّدَقات والمكارم.
ومن يرويه :
تحَاوَأَت فوجههُ إن صحت روايته أن يكون في الشذوذ كقولهم : حَلّأْت السَّوِيق ،
ولَبَّأْت في الحجّ.
[حوب] : كان صلى الله عليه وسلم إذا قَدِم مِنْ سَفَرٍ قال :
آيِبون تائِبون لربِّنا حَامِدون حَوْباً
حَوْباً.
حَوْب
: زَجْرٌ للجمل ،
يقولون : حوب لا مَشَيتَ ، وفي كلام بعضهم : حَوْبُ حَوْبُ ، إنه يَوْمُ دَعْقٍ وَشَوْبٌ ، لا لَعاً لبَنِي الصَّوْبِ.
وقد سُمِّي به الجمل ، فقيل له : الحَوْب. قال يصف كنانته :
هِيَ ابْنَةُ
حَوْبٍ أمّ تِسْعينَ آزَرَتْ
|
|
أخا ثِقَةٍ
تمْرِي جَباهَا ذَوَائِبُه
|
ويجوز فيه ما
يجوزُ في أُف من الحركات الثلاث والتنوين إذا نكّر ، فقوله : حَوْباً حَوْباً بمنزلة قولك : سيراً سيراً ، كأنه فرغ من دعائه ، ثم زجر
جَمَله.
كان صلى الله عليه
وسلم إذا دَخل إلى أهله قال : تَوْباً تَوْباً ، لا يُغَادِرُ عَلَيْنَا حَوْباً.
الحَوْب
والحُوب والحُوْبة : الإِثم.
ومنه : إن أبا
أيّوب رضي الله عنه أراد أن يُطَلِّق أمّ أيوب ، فقال له صلى الله عليه وآله وسلم
: إن طلاقَ أمّ أيّوب لَحَوْب.
وإنما أثَّمه
بطلاقها لأنها كانت مُصْلِحةً له في دِينه.
وفي دعائه صلى
الله تعالى عليه وآله وسلم : اللهم اقْبَل تَوْبَتي ، واغْسِل حَوْبَتِي.
وروي : وارْحَمْ حَوْبتي.
وفَسّرت بالحاجة
والمسكنة ، وإنما سموا الحاجة
حَوْبة ، لكونها مذمومة
غير مرضية ، وكل ما لا يرتضونه هو عندهم غيّ وخطيّة وسيئة ، وإذا ارتضوا شيئاً
سمَّوه خيراً ورُشداً
__________________
وصواباً. قال
القطاميّ :
والناس مَنْ
يَلْقَ خَيْراً قائِلُون لهُ
|
|
ما يَشْتَهِي
وِلامّ المُخْطِىء الهَبَلُ
|
أراد من استغنى
وأصاب ثَرْوة مَدَحوه وأَحْسَنوا فيه القولَ. ويقولون للفقير : هبلته أمّه.
وعنه صلى الله
عليه وآله وسلم : اللهم إليك أرْفَعُ حَوْبَتي.
وفي حديثه صلى
الله تعالى عليه وآله وسلم : إن رجلاً أتاه ، فقال : إني أَتيتك لأُجاهِدَ مَعك.
فقال : ألك حَوْبة؟ قال : نعم! قال : ففيها فَجَاهِدْ.
هي الحُرْمة التي
يأَثم في تَضْييعها ؛ من أمّ أو أخت أو بنت ، والتقدير ذات حَوْبة. قال الفرزدق :
*لحَوْبة أمّ ما يَسُوغ شَرَابُها *
ومنه الحديث :
اتقوا الله في الحَوْبات. الربا سبعون حَوْباً أَيْسَرُها مِثْلُ وُقوع الرَّجُل على أُمّه ، وأَرْبَى
الرِّبا عِرْضُ المُسْلِم.
هو الفنّ
والضَّرْب. قال ذو الرُّمّة :
تَسْمَع في
تَيْهَائِه الأَغفال
|
|
حَوْبَيْنِ مِنْ
هَمَاهِمِ الأَغْوَالِ
|
وهذا أيضاً من
الباب ؛ لأنه فن مما لا يُرْتضى.
[حوج] : قال صلى الله عليه وآله وسلم للذي باع له القَدَح
والحِلْس فيمن يزيد :
__________________
انطلق إلى هذا
الوادي فلا تَدَعْ حاجاً ولا حَطَباً ولا تَأْتِني خمسة عشر يوماً.
الحَاج
: ضرب من الشَّوك.
قال :
*من حَسَكِ التّلْعَة أو من حَاجِها*
[حور] : الزبير ابن عمتي وحَوَارِيّي
من أُمتي.
حَوَارِيّو الأنبياء : صَفْوتهم والمُخْلِصون لهم ، من الحَور وهو أن يَصْفُوَ بياضُ العين ويشتدّ خُلوصه ، فيصفو
سَوَادها ، ومن الدقيق الحُوَّارَى
وهو خُلَاصته
ولُبَابه ، ومن ذلك قيل لنساء الأَمصار : الحَوَارِيات
؛ لخلوص ألوانهن
وذهابهن في النظافة عن نساءِ الأعراب. قال المبرد :
إذا ما
الحَوَارِيّات علقن طَنّبت
|
|
بمِيثاءَ لا
يألُوك رافضُها صَخْرَا
|
صفية رضي الله عنها : بنت عبد المطلب عمّة رسول الله صلى الله
تعالى عليه وآله وسلم ، وهي أمّ الزبير.
[حوز] : أتى عبدَ الله بن رَواحَةَ رضي الله عنه يَعُوده ، فما تحوَّزَ له عن فِراشه.
التحوّز : من الحَوْزة ؛ وهي الجانب ، كالتَّنحِّي من الناحية ، يقال : تحوَّز عنه وتحيَّز ، وتحييز تفعيل.
السنَّة أنّ الرجل
أحقُّ بصدر دَابته وصَدْرِ فراشه.
[حوش] : أتى صلى الله عليه وسلم حَائش
نخل أو حَشا فقضى
حاجتَه.
الحَائِش
: النَّخْل
الملتفّ ، كأنه لالتفافه يَحوش
بعضه إلى بعض. قال
الأخطل :
وكأَنَّ ظُعْنَ
الحيِ حائِشُ قَرْيَةٍ
|
|
دَانِي
الجَنَاةِ وطَيِّبُ الأَثمَارِ
|
والحُش والحَشّ
: البستان ، وقيل
: هو النخل الناقص القصير الذي ليس بمَسْقى ولا مَعْمور ، من حَشّ الوَلدُ في بطنها.
وفي حديثه صلى
الله عليه وآله وسلم : إنه كان أحبَّ ما استتر به إليه حائِشُ نخْل أَو حائط.
__________________
ومنه حديثه صلى
الله عليه وسلم : إِنه دخل يوماً
حَائِش نخل ، فرأى فيه
بعيراً ؛ فلما رآه البعيرُ خَنّ أو حن ، وذَرَفت عيناه ، فمسح سَرَاته وذِفْراه
فسكن ؛ فقال لصاحبه : أَحْسِن إليه ؛ فإِنه شكا إليّ أنّك تُجِيعه وتُدْئبه.
الخَنِين
: البكاء في
الأنف.
السَّرَاة : أعلى الظهر.
الذِّفْرَى
: أصل الأذن ، وهي
مؤنثة ، سواء جعلت ألفها للتأنيث أو للإِلحاق. يقول : هذه ذفرَى أَسيلة وذفرًى أسيلة.
[حول] : في ذكر الكوثر ـ حَاله
المِسْك
ورَضْرَاضُه التُّوم.
الحال
: الحَمأة ، من حَال يَحُول : إِذا تغيَّر.
ومنه الحديث ـ إن
جبرئيل عليه السلام أخذ من حَالِ
البحر فأدخَله فَا
فِرْعون.
الرضراض
: الحصى الصغار.
التُّوم
: جمع تُومَة ، وهي حبة الدُّر. قال الأَسود بن يعفر :
يَسْعى بها ذُو
تُومَتَيْن منظّفٌ
|
|
قَنَأَتْ
أَنَامِله من الفِرْصَاد
|
ونظيره دُرّة
ودُرَر ، وصُورَة وصوَر.
[حور] : كوَى أَسْعد بن زُرَارة رضي الله عنه على عاتِقه حَوْرَاء ـ وروي : إنه وَجد وجَعاً في رَقَبته ، فحوَّره رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم بحديدة.
الحَوْرَاء : كعيَّة مُدَوَّرَة ، من حَارَ
يَحُور : إِذا رجع ، وحَوَّره : إذا كواه هذه الكَيَّة ، وحَوَّر عينَ دابته وحَجَّرها : إِذا وسَم حَوْلها بميسم
مُسْتَدير.
وعنه صلى الله
تعالى عليه وآله وسلم : إنه لما أُخْبِر بقتل أبي جهل قال : إنَّ عَهْدِي به في
ركبته حَوْرَاء ، فانظروا ذلك ؛ فنظرُوا فرَأَوْه.
[حوس] : إنهم حاسُوا العَدُوَّ يوم أُحد ضَرْباً حتى أَجْهَضُوهم عن أَثْقَالهم
، وإنّ
__________________
رجلاً من المشركين
جَميعَ اللأْمَة كان يَحُوزُ المسلمين ، ويقول : اسْتَوْسِقُوا كما تَسْتَوْسِقُ
جُرْب الغنم ، فضربه أبو دُجانة على حَبْلِ عاتقه ضربةً بلغت وَركه.
الحَوْس
: المخالطة بضررٍ
ونِكاية ، يقال : تركت فلاناً
يَحُوسهم ويَجُوسهم
ويَدُوسهم.
ومنه حديث عمر رضي
الله عنه : إنه رأى فلاناً وهو يخطب امرأة
تَحُوس الرجال.
قال العجاج :
خَيالُ تُكْنَى
وخيال تكتما
|
|
باتا يَحُوسان
أناساً نُوّمَا
|
وعنه : إنه ذكر
فلان شيئاً ، فقال له عمر : بل تحُوسك
فتنة.
ضرباً : تمييز ،
ويجوز أن يكون حالاً ، أي حاسوه ضاربين.
الإِجهاض
: التنحية
والطّرد.
جَميعَ اللأمة : أي مُجْتَمع السلاح.
الحَوْز : السوق.
استوسقوا : اجتمعوا ؛ يقال : وسقه
فاتسق واستوسق.
حَبْل
العاتق : رباطه ما
بينه وبين المنكب.
[حول] : نهى صلى الله عليه وآله وسلم أن يُسْتَنْجى بعَظْمٍ حائِل.
هو المتغيّر المستحيل بِلًى ، من حال
: أي تغيَّر.
[حوذ] : عَلَم الإِيمان الصلاة ، فمن فرَّغ لها قَلْبَه وحاذ عليها بحدودها فهو مُؤمن.
أي حافظ عليها
بجدٍّ وانكماش ، من الأَحْوَذِيّ
، وهو الجادّ
الحسن السباق للأمور.
[حوى] : أقبل صلى الله عليه وآله وسلم من خَيْبَر ، وأقبل بصفيّة
بنت حُيَيّ قد حازَها فكان يُحَوِّي
وراءه بعباءة أو
بكساء ، ثم يُرْدفها وراءه.
التَّحْوِية : أن يُدِير كِساء حول السّنام ، وهو الحوِيَّة ، وجمعها
حَوَايا.
وفي قصة بَدْر :
إن أبا جهل بعث عُمَير بن وَهْب الجُمَحي ليَحْزُر بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فأطاف عمير
برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فلما رجع إلى أصحابِه قال : رأيتُ الحَوَايا عليها المَنَايا ، نَوَاضِحُ يثرب تَحْمِل الموتَ الناقع.
النَّواضح
: جمع نَاضح ، وهو السَّانِية .
الناقع
: الثابت المجتمع
، من نقع الماء في بَطْنِ الوادي واستنقع. ومنه السم المُنْقَع والنقيع
، وهو الذي جُمع
وربى.
__________________
[حول] : اللهم بك أُحاول
وبِك أصاول.
المحاولة : طلب الشيء
بحِيلة ، ونظيرها
المُرَاوغة.
والمصَاولة : المواثبة ـ وروي : إنه كان يقول إذا لَقِي العدو : اللهم
بك أحُول وبك أصول.
وهو من حال يَحُول حيلة ، بمعنى احْتَال
، والمراد كيد
العدو ، وقيل : هو من حال
بمعنى تحرَّك.
صبَّح خيبر يوم
الخميس بكرة فَجْأة ، وقد فَتَحُوا الحصن ، وخَرَجُوا معهم المَسَاحي ، فلما رأوه حالُوا إلى الحصن ، وقالوا : محمد والخميس.
أي تحوَّلوا إليه ، يقال : حالَ
حَوْلاً كعاد عوداً.
محمدٌ خبر مبتدأ
محذوف ، أي هذا محمد وهذا الخميس ، أو محمد والخميس جاءا ، على حذف الخبر.
من أحال دَخَل الجنَّة.
أي أَسلم ، لأنه
قَلْبٌ لحاله عما عُهد عليه ، من حال
الشيءَ وأحاله : غَيَّره.
[حوم] : عمر رضي الله عنه ـ ما وَليها أحدٌ إلا حامَ على قرابته ، وقَرَى في عَيْبَته ، ولن يليَ الناسَ
كَقُرَشِي عضَّ على نَاجِذِه.
هو أن يَحْكي في
عَطْفه ورَفْرَفَتِه عليهم فِعْلَ الحائم
على الوِرْد.
والقَرَابة : الأقارب ، سُمّوا بالمصدر كالصَّحابة.
القَرْي في العيبة
ـ وهو الجَمْع فيها ـ تمثيل للاحْتِجان والاختِزال.
عَضَ
على نَاجذه : صبر
وتصلَّب ، والنواجذ : أربعة أضراس في أقصى المنابت تنبت بعد أن يشبّ الإِنسان
، تسمى أضراسَ العقل والحلم.
[حانوت] : أحْرَقَ بَيْتَ رُوَيْشِدٍ الثَقفي وكان حانوتاً.
هو حانَة الخمَّار. قال طرفة :
*وإن تَقْتَنِصْني في الحوانيت تَصْطَدِ *
__________________
وهو كالطَّاغوت في
تقديم لَامِه إلى موضع العين ، وأصله حَنَوُوت فَعَلوت من حنا يَحْنو حنوّاً ،
لإِحرازِه ما يرفع فيه وحِفْظه إياه ، ثم قلب فصار حَوَنُوت ثم حانوت.
والحانَة : أيضاً من تركيبه ، لأن أصلها حانِيَة فاعلة من الحنو ،
بدليل قولهم في جمعها : حَوَان
، وفي النسبة
إليها حانَوِيّ ، وفي معناها
الحانياء ؛ إلا أنه حذف
لامها كما قالوا : ما باليت به بالةً ، والأصل بالية كعَافِية.
[حوص] : علي عليه السلام ـ اشترى قميصاً فقطع ما فضل عن أصابعه ،
ثم قال لرجل : حُصْه.
أي خِطْ كِفَافه.
[حور] : ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ـ لما بايع الناسُ عبدَ
الله بن الزبير قلتُ : أين المذهبُ عن ابن الزّبير؟ أبُوه حَوَاريّ الرسول ، وجدّته عمةُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
صفيّة بنت عبد المطلب ، وعمته خديجة بنت خُويَلد زوج النبي صلى الله عليه وآله
وسلم ، وجدّه صدّيق رسول الله أبو بكر ، وأمه ذات النِّطاقين ، فشددت على عَضُدِه
، ثم آثر عليَ الْحُمَيْدَات
والتُّوَيْتَات والأُسَامات
، فَبأَوْت بنفسي
ولم أرضَ بالهوان ؛ إن ابنَ أبي العاص مشى اليَقْدُمِيّة ـ وروي القُدَمِيّة ـ وإن
ابنَ الزبير مَشَى القَهْقَرى ـ وروي : لَوَى ذنبه ـ ثم قال لعليّ ابنه : الحق
بابن عمك ، فغثُّك خيرٌ من سمين غيرك ، ومِنْكَ أَنْفك وإن كانَ أَجدع ، فلحق بعبد
الملك ؛ فكان آثر الناسِ عنده.
حَوارِيّ
الرسول : صَفْوته
، وقد مرّ.
خَدِيجة عمّة الزّبير لأن خُوَيلد بن أسد بن عبد العزى أبو العوام
وخديجة ، فجعلها عمّة لعبد الله كما يجعل الجدُّ أباً.
خالته عائشة لأن
أمه أسماء بنت أبي بكر ، وسميت ذات النطاقين لِمُظَاهرتها بينهما تستراً ، وقيل :
كانت تحمل في أحدهما الزاد إلى الغار.
والنِّطاق : ثوب تلبسه وتشدُّ وسطها بحبل ، ثم ترسل الأعلى على
الأسفل.
شدَدْت على عَضده
، أي عضدته وأَعَنْته.
الحُمَيدات وغيرها
: بنو حُمَيد. وتُوَيت
وأُسامة : قبائل من أسد بن عبد العُزَّى.
بَأَوْت
بنفسي : رفعتها
ورَبَأْت بها.
__________________
مشى اليَقْدُمِيَّة ، أي المِشية اليَقْدُمِيَّة ، وهي التي يَقْدُمُ بها
الناسَ أي يتقدَّمهم ، وروي عن بعضهم بالتاء وغلط. قال :
الضّارِبِينَ
اليَقْدُمِيَّ
|
|
ة بالمُهَنّدَة
الصَّفَائحْ
|
القَهْقرى
: الرجوع إلى
خَلْف ، وفي ذلك يقول عبد الله بن الزَّبير الأسديّ :
مشى ابنُ
الزُّبير القهقرى وتقدّمت
|
|
أمية حتى
أَحْرَزُوا القَصَبات
|
تلوية الذنب : مثلٌ لتَرْك المكارم والروغان عن المَعْروف.
[حوش] : ابن عمر رضي الله عنهما ـ دخل أرضاً له فرأى كَلْباً فقال
: أَحِيشوه عليّ ، وأخذ المِسْحاة فاستَقْفَاه ، فضربه بها حتى قَتَله
، وأقبل على قَيّمه في أرض فقال : أتدخل أَرضي كلباً!.
حُشْتُ
عليه الصيد حَوْشاً وأَحَشْتُه عليه : إذا نَفرْته نحْوه وسُقْته.
استقفاه
وتَقَفّاه : إذا أتاه من قِبَل قَفَاه.
عمرو رضي الله عنه
ـ قال في قصة إسلامه : أَقْبَلت متوجهاً إلى المدينة على جَمَلٍ لي ، فبينا أنا
أسيرُ ببعض الطريق إذا ببياض أَنْحَاشُ
منه مرّة ، ويَنْحَاشُ مني أخرى ، فإذا أنا بأبي هريرة الدَّوْسِي فقلت : أين تريد؟
قال : المدينة ، فاصطحبنا حتى قدمنا المدينة فأَرِبْت بأبي هريرة ، ولم تَضُرّني
إِرْبَةٌ أَرِبْتُها قطّ قَبْلَ يومئذ ؛ قلت : أقدم أبا هريرة فيدخل فيجد رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم مشغولاً ؛ فجئنا والصلاة قائمة فدخل أبو هريرة
والناس ينظرون إليه في الصلاة ؛ فتشايَره الناسُ وشهر ، وتأخّرت أنا حتى صلَّى.
الانْحِياش
: مطاوع الحَوْش وهو النِّفار. قال ذو الرمة :
وبَيضَاء لا
تَنْحَاشُ مِنَّا وأُمُّها
|
|
إذا ما
رَأَتْنَا زِيلَ مِنْها زَوِيلُها
|
أَرِبت
به : احْتَلْت به.
الإِرْبَة : الحيلة.
قطّ : فيما مضى ، كعَوْض وأبداً فيما يستقبل ، يقول : ما فعلت
ذلك قطّ ، ولن أفعله عَوْض ؛ وبناؤه من حيث إنه وجبت إضافته إلى صاحب الوقت أُضيف
إليه قبل وبعد ، فلما انقطع من الإِضافة بني على الضم كما بينا.
__________________
تَشَايَرُوه
: تراءوا شَارتَه
أي هيئته ، وهذا يُؤْذن بأنّ أَلف الشّارة عن ياء.
وقد روى أبو عبيد
: إنه لَحَسَنُ الشَّوْرة بمعنى الشارة ، فهما لغتان.
والصحيح أن إسلام
عمرو تقدّم إسلام أبي هُرَيرة ، أَسْلَم عمرو مع خالد بن الوليد سنة خمس وأبو
هُرَيرة سنة سبع.
[حول] : معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما ـ لما احْتُضِر قال
لبنت قَرَظة : اندُبِيني.
فقالت :
ألا أبكيه ألا
أبكيه
|
|
ألا كل الفتى
فيه
|
فقال : لابنتيه :
قلِّبَاني ، وقال : إنكما لتُقَلِّبَان حُوَّلاً قُلَّباً ، إنْ وُقِيَ كُبَّةَ
النَّار.
وروي : حُوَّلِيًّا قُلَّبِيًّا إنْ نَجَا من عذاب الله غداً ، ثم تمثّل :
لا يبعدنّ ربيعة
بن مُكَدَّم
|
|
وسقَى
الْغَوادِي قّبْرَه بذَنُوب .
|
الحوّل
: ذو التصرّف
والاحتيال.
والقلّب : المقلِّب للأمور ظهراً لبطن ، ولحوق ياء النسبة للمبالغة.
كُبَّة النار : معظمها ، والبيت لحسّان.
[حوف] : عائشة رضي الله عنها ـ تزوَّجني رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم وعليَ حَوْف
، فما هو إلا أن تَزَوَّجَني فأَلْقى عليّ الحياء.
هو بَقِيرة يلبسها
الصبيّ ؛ قال :
جارية ذات حِرٍ
كالنَّوفِ
|
|
مُلَمْلَمٍ
تَسْتُرُه بحَوْفِ
|
[حوس]
: ابن عبد العزيز
رحمهما الله ـ قدم عليه وفدٌ فجعل فتًى منهم يتَحَوَّسُ
في كلامه ، فقال :
كبِّروا كبِّروا! فقال الفتى : يا أميرَ المؤمنين ؛ لو كان بالكِبَر لكان
بالمسلمين مَنْ هو أسنّ منك.
هو تفعّل من الأَحْوس وهو الشجاع ، أي يتشجّع في كلامه ، ولا يبالي ، وقيل :
يتردد ويتحيّل ؛ من قولهم : ما زال يتحوّس
حتى تركته. قال :
*سر قد أَنَى لك أيها المتحوس *
__________________
كَبِّروا : أي اجْعَلوا متكلِّمَكم رجلاً كبيراً مُسِنًّا.
[حوج] : قَتادة رحمه الله ـ أن تَسْجَد بالآخرة منهما أَحرى ألّا
يكونَ في نَفْسك حَوْجَاء.
هي الريبة التي يحتاج إلى إزالتها. يقال : ما في صدري حَوْجاء ولا لَوْجاء. قال قيس بن رفاعة :
مَنْ كان في
نفسه حَوْجَاءُ يَطْلُبها
|
|
عِنْدي فإنّي له
رَهْنٌ بإصْحَارِ
|
أُقِيمُ
نَخْوَتَه إن كان ذا عِوَجٍ
|
|
كما يُقَوِّمُ
قِدْحَ النَّبْعَةِ الْبَارِي
|
يريد من كان له
رِيبة في أمرِي يَطْلُب عندي إزالتها فأنا مُزيلها.
والمعنى : إن موضع
السجود من حَم السجدة مختلف فيه ، فعند بعضهم هو في الآية الأولى عند قوله تعالى :
(وَاسْجُدُوا لِلَّهِ
الَّذِي خَلَقَهُنَ) [فصلت : ٣٧]. وعند
آخرين في الآية الأخرى عند قوله تعالى : (وَهُمْ لا
يَسْأَمُونَ) [فصلت : ٣٨].
فاختار السجودَ عند الأخرى ؛ لأنه إن كانت السجدةُ عند الأولى لم يضره أَنْ
يسجدَها عند الأُخرى ، وإن كانت عند الأخرى فسجدَها عند الأولى قَدّم السجود قبل
الآية.
أن تسجد : في موضع
المبتدأ وأحرى خَبَره.
الحَوْر في (وع).
يتحوّلهم في (خو). الحَائمة في (ضح). يَحُوزُها في (حش). الحوأب في (دب).
نَسْتَحِيل الجَهَام في (صب). انْحَاز في (هت). بالحَوْمانة في (عب). إلى حَواء في
(فر). الحَورِي في (نص). حوشيّ الكلام في (عظ). بِحَوْر في (صه). لا يحورَ فيكم في
(ثب). يَحُوف في (ذف). بِمِحْول في (قص). بخفّة الحاذِ في (اب). حُوَلَاء في (حد).
أحْوَى في (سف). فلم يُحِرْ في (رج).
أحَالُوا عليه في (رح).
تَحَوَّلت في (زو). المُسْتَحيلة في (ور).
الحاء مع الياء
[حيش] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ إنَّ قوماً أَسلموا على
عهده ، فقدِموا بِلَحْم إلى المدينة ، فتَحَيَّشَت
أَنفس أَصْحابه
وقالوا : لعلهم لم يُسَمّوا ، فسألوه ، فقال : سموا أنتم وكُلُوا ـ وروي :
فتجيَّشَت.
هما تفعّل من حاش يحيش : إذا فَزِع ونَفر ، ومن جاشت
نَفْسُه : إذا
دارت للغَثَيان.
__________________
(١) البيتان في
لسان العرب (حوج).
[حيى] : عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : كُنّا إذا صلّيْنا
خَلْفَ رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قلنا : السلامُ على الله ، السلام
على فلان ، فقال لنا : قولوا
التحيات لله والصلوات
والطيّبات ... إلى آخر التشهد ، فإنكم إذا قلتُم ذلك فقد سلَّمتم على كل عبدٍ صالح
في السموات والأرض.
التحية : تَفْعِلة من الحياة بمعنى الإِحياء والتَّبْقِية.
والصلاة من الله : الرحمة.
والطيبات : الكلمات الدّالة على الخير ، كسقاه الله ورعاه ، وأعزّه
وأكرمه ، وما أشبه ذلك.
والمعنى : إنه صلى
الله تعالى عليه وآله وسلم أنكر عليهم التسليم على الله ، وعلَّمهم أن ما تقولونَ
عَكْسُ ما يجب أن يُقَال ؛ لأنّ كل إحياء وتعمير وسلامة في مَلْكَةِ الله وله ومنه ، فكيف يُسْتَجاز
أَنْ يقال : السلام على الله ، وكذلك كلُّ رحمة وكلُّ ما يدل عليه كلمات أدعية
الخير فهو مالكُها ومُعْطِيها.
إنّ مما أَدْرك
الناسُ من كلام النبوَّة الأولى : إذا لم تَسْتَحْي فاصْنَع ما شِئت.
فيه إشعارٌ بأنّ
الذي يكُفُّ الإِنسانَ ويَرْدَعُه عن مُواقَعَةِ السوء الحياء ، فإذا رفضه وخَلَع رِبْقَته فهو كالمأمور بارتكاب كلّ
ضلالة وتعاطي كل سيِّئة.
[حيل] : جاء في دُعائه صلى الله عليه وسلم ـ اللهُمَّ ذا الحَيْل الشديد.
هو الحَوْل ،
أُبدل واوه ياء ـ وروى الكسائي : لا
حَيْلَ ولا قوّة إلا
بالله.
والمعنى ذا الكيد
والمَكْر الشديد ، وهو من قوله تعالى : (وَأَكِيدُ كَيْداً)[الطارق : ١٦]. وقوله تعالى : (وَمَكَرَ اللهُ) [آل عمران : ٥٤].
وقيل : ذا القوة ؛ لأن أَصْل الحول
الحركة والاستطاعة.
[حين] : تحيَّنُوا نُوقَكم.
أي احتلبوها في حينها المعلوم.
[حياء] : الحَيَاء من الإِيمان.
جُعل كالبعض منه
لمُنَاسبته له في أَنه يَمْنَع من المعاصي كما يَمْنَعُ الإِيمان.
__________________
وعن الحسن رحمه
الله : إن رجلاً قال له : يأتيني الرجل وأنا أَمقُته ، لا أُعطيه إلا حَيَاء ، فهل لي في ذلك من أَجر؟ قال : إن ذلك من المعروف ، وإن
في المعروف لأَجْراً.
أتاني جبرئيل ليلة
أُسري بي بالبُرَاق فقال : اركبْ يا مُحمد ، فدَنَوْتُ منه لأَركب ، فأنكرني فتَحيَّا مني.
أي انقبض وانْزَوى
، ولا يخلو من أن يكونَ مأخوذاً من الحياء على طريق التمثيل ، لأنّ من شَأْنِ الحيِيّ أن يتقَبَّضَ ، أو يكون أَصْلُه تحوَّى ، أي تجمَّع ، فقُلِبت واوه ياء ، أو يكونَ تَفْعيل ، من الحَيّ وهو الجمع كتحيَّز من الحَوْز.
خرج صلى الله عليه
وآله وسلم للاستسقاء ، فتقدم فصلّى بهم ركعتين يجهر فيهما بالقراءة ، وكان يقرأ في
العيدين والاستسقاء في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب ، و (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) ، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب ، و (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ) ، فلما قضَى صلاته استقبل القوم بوَجْهِه ، وقلَب رداءه ،
ثم جَثَا على رُكْبَتيه ، ورفع يديه ، وكبَّر تكبيرة قبل أن يَسْتَسْقي ، ثم قال :
اللهم اسقِنَا وأَغِثْنَا ، اللهم اسقِنَا غيثاً مُغِيثاً ، وحَياً ربيعاً ، وجَداً طبَقاً غدَقاً مُغْدِقاً ، مُونِقاً عاماً
، هنِيئاً مريئاً ، مَرِيعاً مُرْبِعاً مُرْتعاً ، وابلاً سَابلاً ، مُسْبِلاً
مُجَلِّلاً ، دِيماً دِرَراً ، نافعاً غير ضَارّ ، عاجلاً غير رائِث ، غيثاً اللهم
تُحْيي به البلاد ، وتُغِيث به العباد ، وتجعله بلاغاً للحاضر منّا
والبَاد. اللهم أنزل علينا في أَرْضنا زينتها ، وأَنزل علينا في أرضنا سَكَنها.
اللهم أَنزل علينا من السماء ماء طَهوراً
فأَحْيِ (بِهِ بَلْدَةً
مَيْتاً) واسْقِه مما خلقت لنا (أَنْعاماً
وَأَناسِيَّ كَثِيراً).
قيل لابن لهِيعَة
: لم قلب رِدَاءه؟ فقال : لِيَنْقَلِب القَحْط إلى الخصب. فقيل له : كيف قَلَبه؟
قال : جعله ظَهْراً لبطن. قيل : كيف؟ قال : حوَّل الأَيسر على الأيمن والأيمن على
الأيسر.
الحَيَا : المَطَر
لإِحيائه الأرض.
الجَدَا : المطر العام.
الطَّبَق
: مثله.
الغَدَق
والمُغْدِق : الكثير القَطْر.
المُونِق
: المُعْجب.
المَرِيع
: ذو المَرَاعة ،
وهي الخِصْب.
المُرْبِع
: الذي يُرْبِعهم
عن الارْتياد ، من رَبعت بالمكان وأَربعني.
المُرْتِع
: المُنْبِت ما
يُرْتَع فيه.
السَّابل
، من قولهم :
سَبَل سَابل ، أي مطر ماطِر.
المُجَلِّل
: الذي يجلِّل
الأرض بمائه أو بنَبَاته.
الدِرَر : الدّارّ ، كقولهم : لَحْم زِيم ودِين قِيم.
الرَّائث
: البطيء.
السَّكن
: القوت ؛ لأن
السكنى به. كما قيل : النزل
، لأن النزول
يكونُ به.
[حيش] : عمر رضي الله عنه ـ قال لأخيه زيد حين نُدِب لقتال أهل
الردّة فتثاقل ما هذا
الحَيْشُ والقِلّ!.
أي الفزع والرعدة
، يقال للمرأة المَذْعُورة من الريبة : حَيْشانة.
وأَخَذه قِلّ :
إذا أرعد ، كأنه يقل من مَوْضِعه.
[حيهل] : ابن مسعود رضي الله عنه ـ إذا ذُكِر الصالحون فَحيَّهلا بعمر.
أي ابْدَأ به ،
واعْجَل بذكره ، وفيه لغات : حَيَّهَلَ
بفتح اللام ، وحَيَّهَلَا بألف مزيدة.
قال :
بحَيَّهَلَا
يُزْجُونَ كلَّ مَطِيَّةٍ
|
|
أمامَ
المَطَايَا سَيْرُها المُتَقَاذِفُ
|
وحَيَّهَلاً بالتنوين للتنكير ، وحَيَهلا بتخفيف الياء. وروي حَيَّهْل
بالتشديد وإسكان
الهاء ، وعُلِّل باستثقال توالي المتحركات واستدراك ذلك ، وقيل : الصواب حَيَهْل
بتخفيف الياء وسكون الهاء ، وأن هذا التعليل إنما يصح فيه لا في المشدد ، ويلحقه
كاف الخطاب فيقال : حَيَّهَلَكَ
الثريد.
وسمع أبو
مَهْدِيَّة الأعرابي رجلاً يقول لصاحبه : زُوذ فسأل عنه فترجم : تعجّل. فقال : أَفَلا
[يقول] : حَيَّهَلَك. ويقال : فحيّ
بعمر.
[حيأ] : سلمان رضي الله عنه ـ أَحْيُوا ما بين العشاءَيْنِ فإنه يحطُّ عن أحدكم من جُزْئِه ،
وإياكم ومَلْغَاة أَول الليل ، فإن مَلْغَاة أول الليل مَهْدَنة لآخره ـ وروي :
مَهْذرة في مَوْضِع مَلْغاة.
إحْيَاء الليل بمنزلة تسهيده وتَأريقه ؛ لأنّ النومَ مَوْت ،
واليقظةَ حياةٌ ، ومرجع الصفة إلى صاحبِ الليل ، فهو إذن من باب قوله :
*إذا ما نامَ ليلُ الهَوْجَلِ
*
__________________
أراد بالعشاءين
المغرب والعشاء فغلّب ، وبالجزء : ما وَظَّف على نفسه من التهجّد.
المَلْغَاة والمَهْذَرة والمَهْدَنة : مَفْعَلة من اللَّغْو والهَذَر ، والهُدُون بمعنى السكون ، والمعنى : إن من قَطَع صَدْرَ الليل
بالسَّمَر ذهب به النوم في آخره ، فمنعه من القيام للصلاة.
[حيص] : ابن عمر رضي الله عنهما ـ كان في غزاة بعثهم فيها النبي
صلى الله عليه وآله وسلم قال : فحَاصَ
المسلمون حَيْصَةً ـ وروي فجَاضَ.
كلاهما بمعنى
انْهَزَم وانحرَف.
ومنه حديث أبي
موسى رضي الله عنه : إن هذه لحَيْصَةٌ من حَيَصات
الفِتَن.
أي رَوْغَةٌ منها
عدَلَتْ إلينا.
[حي] : ابن عمير رضي الله تعالى عنه ـ إنَّ الرجلَ ليُسْأَل عن
كلِّ شيء حتى عن حَيَّةِ أهله.
أي عن كُلِّ نفسٍ حيَّةٍ في بيته ؛ من هِرَّة وفرس وحِمارٍ ، وغير ذلك.
[حيص] : مطرِّف رحمه الله ـ خرجَ من الطاعون ، فقيل له في ذلك ،
فقال : هو الموت نُحَايِصه
ولا بدّ منه.
المُحَايصة : مفاعلة من حاص
عنه ، وليس المعنى
أن كلَّ واحد من الموت والرجل يَحِيص
عن صاحبه ، وإنما
المعنى أنَّ الرجلَ في فَرْط حرْصه على الحياص
عن الموت كأنه
يُبَارِيه ويُغَالبه ؛ لأن من شأن المغالب المُبَاري أن يَحْرِص على فعله ويحتشد
فيه ، فيؤول معنى نحَايِصه
إلى قولك : يحرص
على الفِرار منه. وإخراجه على هذه الزِّنة لهذا الغرض ؛ لكونها موضوعة لإِفادة
المباراة والمغالبة في الفعل.
ومنه قوله تعالى :
(يُخادِعُونَ اللهَ
وَهُوَ خادِعُهُمْ) [البقرة : ٩].
سعيد رحمه الله
تعالى ـ سُئِل عن مُكاتبٍ اشترط عليه أهلُه ألّا يَخْرج من المِصْرِ ، فقال :
أَثْقلتم ظهْره ، وجعلتم عليه الأَرْض حَيْصَ
بَيْص.
أي ضيّقةً لا يقدر
على التردد فيها ؛ من قولهم : وقع فلانٌ في حَيْص
بَيْص : إذا وقع
في خطة مُلْتَبِسة لا يَجِد موضعَ تفَصٍّ عنها ، تقدَّم أو تأَخر ، من حاص عن الشيء إذا حادَ عنه ، وباص
: إذا تقدَّم ،
والذي قلبت له واو بوص ياء طلبُ المزاوجة كالعِين الحير ، وبُنِيَا بناءَ
__________________
خمسة عشرَ ، لأنّ
الأصل حَيْصٌ وبَيْصٌ ـ وروي الفتحُ والكسر في الحاءِ والصاد ، والتنوين
للتَّنكير.
[حيك] : عطاء رحمه الله ـ قال له ابن جُرَيج : كيف يُمْشَى
بجنازة الرجل؟ قال :
يُسْرَعُ به. قال
: فالمرأة؟ قال : يُسرع بها أيضاً ؛ ولكن أَدْوَن من الإِسراع بالرجل. قال : فما حِيَاكتهم ـ أو
حِيَاكَتُكم هذه؟ قال : زَهْو.
هي مِشْيَة فيها
تبختر. قال :
*حَيَّاكَة وَسْطَ القَطِيع الأَعْرَم *
* تحيَّضي في (كر).
حيّهلا في (قح). حِيْريّ دَهْرٍ في (طر). من حاقِّ الْجُوعِ في (حق). الحياء في (مر).
تحايوا في (رو). انحياشه في (ثم). بالحيا في (جز). حُبْلَة في (كر).
[آخر الحاء]
__________________
حرف الخاء
الخاء مع الباء
[خبر] : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ أهلَّ من ذي
الحُلَيْفة ، وبعثَ مِنْ بين يَدَيْه عَيْناً من خُزَاعة يتخَبَّر له خَبَر كُفَّار قريش ، فلَقِيه ، فأَخبره
أنه ترك قُرَيشاً
تجْمَع لقِتاله ، قال : فرَاحُوا إلى عُسْفان ، فقال رسولُ الله صلى الله تعالى
عليه وآله وسلم : خَيْلُ قريش بالغَمِيم عليها خالدُ بن الوليد ، فأَمرهم رسولُ
الله صلى الله عليه وآله وسلم أَنْ يَتَيامَنُوا عن الغَمِيم.
ويُروى أنه قال
لما لَقِيه خالد بن الوليد : هَلُمَّ هاهنا ، فأخذ بهم بين سَرْوَعَتَيْن ، ومال
عن سَنَن القوم.
ويُروى أنه قال :
يامِنُوا في هذا العَصَل ، فلم يشعر خالدٌ وأصحابُه إلّا وقد خلَّفتهم قَتَرة رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه ، فركضَ خالد إلى مكة ، فأَنذر كفَّار قريش
، فخرجوا بأجمعهم حتى نزلوا أَعْدَاد مِيَاه الحُدَيبية ، وأقبل رسولُ الله صلى
الله عليه وآله وسلم يسيرُ نحوَ القومِ ، فبرَكت به ناقَتُه ، فزَجَرها المسلمون.
فأَلَحّت ، وقالوا : خلأت القَصْوَاء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
والله ما خَلأتْ وما هو لها بخُلُق ، ولكنْ حَبَسها حابِس الفيل ، ثم زَجَرها
فقامت وانصرف عن القومِ ، فنزل على ثمَدٍ بوادي الحُدَيبية ظَنُونِ الماء ،
يَتَبَرَّضُه الناس تبرُّضاً ، فشكا الناسُ إليه قلةَ مائِه ، فانتزع سَهْماً من
كنانته فأَمر به فغُرِز في الثَّمد ، فجاشَ لهم الماءُ بالرِّي ، ثم قدِم بُدَيْل
بن وَرْقاء الخُزَاعي في رَهْطٍ من خُزَاعَة على رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم ، وكانت خُزَاعة عَيْبةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم من أَهل تهامة ، فقال
: تركتُ قومك كَعْبَ بن لُؤَيّ وعامر بن لؤي ، قد خرجُوا بأجمعهم معهم العُوذ
المَطَافيل ، وقد أَقسموا بالله لا يُخَلُّون بينك وبين الطَّواف ما بقي منهم أَحد
، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنّا لم نَأْتِ لقتالِ أحد ، ولكِنْ جِئْنا
نَطُوف بالبيت ، فمن صدَّنا عنه قاتلناه ،
__________________
وإنّ قريشاً قد
أَضرَّت بهم الحرب ونَهَكَتْهم ، فإن شاءُوا مادَدْناهم مُدَّةً يستجِمّون فيها ،
وأَنا والله مجاهدٌ على أَمري حتى تنفردَ سالِفتي أو يُنْفِذَ اللهُ أمره.
وفي الحديث : إن
عُرْوة بن مسعود رضي الله عنه قال له : إني أَرى معك أوْشاباً من الناس لا أَعرفُ
وجُوهَهم ولا أنسابهم.
تخبَّر
الخبر : تعرَّفه.
التَّيامُن
عن الموضع :
الذهابُ عنه ذات اليمين ، يقال : يامَنَ بهم وشَاءَمَ فتيامنوا وتشاءَمُوا.
الغَمِيم
: موضع ما بين
عُسْفَان وضَجْنَان.
السَّرْوَعَة والزَّرْوَحَة : رَابِية من رَمْل.
العَصَل
: رَمْل مُعَوَّج
، سُمّي بالعَصَل وهو الالتواء.
القَتَرة : الغَبَرة.
الأَعْدَاد : المياه ذوات المادّة كماء العيون والآبارِ.
أَلَحَّتْ
: لزمت مكانَها لا
تبرح.
الخَلاءُ للناقة : كالحِرَان للفرس.
الثَّمَد : الماء القليل.
الظَّنُون
: كل ما
تَتَوهَّمه ولستَ منه على يقين. قال الشماخ :
كِلَا يَوْميْ
طُوَالَةَ وَصْلُ أَرْوَى
|
|
ظَنُونٌ آنَ
مُطَّرَحُ الظَّنُون
|
التَّبرُّض
: الأَخذ قليلاً
قليلاً ، من البَرْض
وهو الوَشلُ.
جاشَ
: ارتفع.
عَنَى
بالعَيْبَة : أنهم
موضع سِرّه ومَظِنّة اسْتِنْصَاحه.
العُوذُ : الحديثات النتاج ، جمع عائِذ.
السَّالِفتان
: ناحيتا مُقَدّم
العُنُق.
الأَوْشَاب
: الأَخْلَاط.
[خبث] : كان إذا أَرادَ الخَلاءَ قال : أعوذ بالله من الخُبْثِ والخَبَائث
ـ وروي :
الخُبُث. ـ بضم الباء.
الخُبْث
: خلاف طِيبِ
الفعل من فجورٍ وغيره.
__________________
ومنه الحديث : إذا
كثر الخُبْث يكون كذا.
وفي الحديث :
وُجِد فلان مع أَمةٍ
يَخْبُث بها.
ويجوز أن يكون
تخفيف الخُبُث ، وهو جمع خبيث.
والخَبائث : جمع خَبِيثة ، فالمرادُ شَياطين الجنِّ والإِنس ذكْرَانُهم وإناثهم.
اللهم إني أَعوذ
بك من الرِّجْس النَّجِس الخَبِيث
المُخبِث.
هو الذي أصحابه
وأعوانه خُبَثاء ، كقولهم للذي فرسُه قَوِيّ : مُقْوٍ. وقيل : هو الذي
ينسبُ الناسَ إلى الخُبْث
، وقيل : الذي
يعلّمهم الخبث ويُوقِعهم فيه.
[خبط] : اشترى رسولُ الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم من
أعرابيّ حِمْل خَبَط ، فلما وجبَ البيعُ قال له : اختَرْ. فقال له الأَعرابي :
عَمْرَك الله بَيِّعاً.
هو الورق المَخْبُوط.
عَمْرَكَ
الله : ذكر أبو
عليّ الفارسي في الشِّيرازيات أنّ انتصابَه بفعل مضمر ، وذلك الفعل عَمَّرتُكَ
الله ، أي سأَلْتُ الله تعميرَك.
والمعنى عَمَّرتكَ
اللهَ تعميراً مثل تَعْمِيرك إياه ، وفي هذا إِلْطَاف من المخاطِب ، وتَقَرُّب إلى
مَنْ يخاطبه ، فكان القياس في عَمْرك الله تَعْمِيرك الله ، إلا أنَّ المصدرَ
استُعْمل بحَذْفِ الزيادة ، ونظيرُه تحقيرُ الترْخيم.
البَيّع
: فَيْعل مِنْ باع
، بمعنى اشترى ، كلَيِّن من لان ، وانتِصابُه على التمييز.
[خبر] : نهى صلّى الله عليه وآله وسلم عن المُخَابرة.
هي المُزَارعة على
الخُبْرَة وهي النَّصِيب.
وعن جابر رضي الله
عنه : كنا نُخَابِر على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فنُصِيب من
القِصْرِيّ ، ومِنْ كذا وكذا ، فقال : من كانت له أَرضٌ فلْيَزْرَعْها أو ليمنحها
أَخاه.
القِصْرِيّ
: القُصَارة ، وهي
الحبّ الباقي في السُّنْبل بعد الدّياسة.
والمِنْحة : العاريَة.
وعن ابن عُمر رضي
الله عنهما ـ إنه كان يُخَابر بأَرْضِه ، ويشترط ألّا يَعُرَّها.
من العُرَّة : وهي السِّرْجين.
__________________
[خبث] : إنّ الحمَّى تنفي الذُّنوب كما يَنْفِي الكِير الخَبَث.
هو نُفَاية الجوهر
المُذَاب ورَدِيّه.
[خبل] : من أُصيب بِدَم أو
خَبْل فهو بين إحدى ثلاث
: بين أن يَعفو ، أو يقتصّ ، أو يَأْخذ الدِّيَة ، فإن فَعَل شيئاً من ذلك ثم عدَا
بعدُ فإنّ له النارَ خالداً فيها مخلّداً.
يقال : خَبل الحُبّ قلبه إذا أفسده ، يَخْبِله
ويَخْبُله خَبْلاً.
ومنه خُبِلت يَدُ فلان أي قُطِعت. قال أوس :
أَبَنِي
لُبَيْنَى لَسْتُم بِيَدٍ
|
|
إلَّا يَداً
مَخْبُولَةَ الْعَضُدِ
|
وبنو فلان يطالبون
بدماء وخَبْل ؛ أي بقطع أَيد وأَرْجل.
والمعنى : من
أُصيب بقَتْل نَفْس أو قَطْع عُضْو.
بين : يقتضي شيئين
فصاعداً.
وقوله : بين إحدى
ثلاث إِنما جاز لأنه محمول على المعنى.
ومنه قول سيبويه :
وقولهم : بيني وبينه مالٌ معناه بيننا مالٌ ، إلا أنَّ المعطوف حُذِف هاهنا لكونه
مفهوماً مدلولاً عليه بالثَّلاث ، وتقديرُه بين إحدى ثلاث وبين أختيها أو قرينتيها
أو الباقيتين منها ، وكذلك قوله : بين أَن يَعْفو.
وفي حديثه صلى
الله عليه وآله وسلم : بَيْنَ يَدَيِ السَّاعةِ
الخَبْل.
هو الفسَاد
بالفِتَن.
[خبأ] : ابْتَغُوا الرّزْق في خَبَايا الأَرْضِ.
هي جمع خَبِيئة ، وهو
المَخْبوء ، وقياس جمعها خَبَائِئ بهمزتين ، المنقلبة عن ياء فعيلة ولامُ الفعل ، إلا أنهما
اسْتُثقل اجتماعُهما فقُلِبت الأخيرة ياءً لانكسار ما قبلها ، ثم قيل خَبَاءَى كعَذَارى ومَدَارى ، فحصلتِ الهمزةُ بينَ أَلفين فقُلبت
ياء.
ونَظِيرُها خطايا
في جمع خطيئة ، والمراد ما
يخبؤُه الزّراع من
البَذْر ، فيكون حثًّا على الزراعة ، أو ما
خبأه الله تعالى في
مَعَادِن الأرض.
[خبث] : كتب صلى الله عليه وسلم للعَدّاء بن خالد بن هَوْذَة
كتاباً : هذا ما اشْتَرَى العَدَّاء بن خالد من محمد رسول الله ، اشترى منه عبداً
أو أَمةً ، لا دَاءَ ولا
خِبْثَة ولا غائِلة ،
بَيْعَ المسلمِ للمسلم.
__________________
عبَّرُوا عن
الحرمة بالخُبْثِ كما عَبَّروا عن الحل بالطِّيب ، والخِبْثة نوعٌ من أَنواعه.
قيل : هو أن يكون
مَسْبِياً من قوم أَعطوا عَهْداً أو أماناً أو لهم حُرِّية في الأَصْل.
الغائلة : الخَصلة التي تَغُول المالَ ، أي تُهْلكه من إبَاقٍ
وغيره.
[خبط] : إنَّ امرأتين من هُذَيل كانت إحداهما حُبْلى فضرَبَتْها
ضَرّتها بِمِخْبَط فأَسْقطَتْ ، فحكم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بغُرَّة.
هو عصا يُخْبَط بها الوَرَق.
[خبت] : إن أبَا عامر الذي يُلَقَّب الرّاهب كان مقيماً على
الحنيفيّة قبل مَبْعَث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وكان حَسوداً ،
فساعَةَ بلغه أنّ الأَنصار بايعوه صلى الله عليه وآله وسلم تَغَيَّر وخَبُتَ وعاب الحنيفية.
هو بمعنى خَبُث.
قال السموءل بن عاديا :
إنني كنتُ
ميِّتاً فحييت
|
|
وحَيَاتي رَهْنٌ
بأَنْ سأموتُ
|
فأتاني اليقينُ
أني إذا ما مت
|
|
أو رمّ أعظُمي
مَبْعُوتُ
|
يَنْفَعُ
الطَّيِّبُ القليلُ من الكَسْب ولا ينفع الكَثِير
الخَبِيتُ.
قال عمر بن شَبّة
: هذه لُغَتُه ، أراد مَبْعوث والخبيث.
[خبى] : عثمان رضي الله عنه ـ قد
اخْتَبَأْتُ عند الله خِصَالا
: إني لرَابع الإِسلام ، وزوَّجني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ابْنَته ثم
ابْنَته ، وبايعتُه بيَدِي هذه [اليمنى] ، فما مَسَسْت بها ذَكَرِي ، وما تغنَّيت
ولا تمنّيت ولا شربتُ خمراً في جاهليَّة ولا إِسْلَام.
أي ادَّخَرْتها
وجعلتُها خبيئة لنفسي.
زوَّجه رسولُ الله
صلى الله عليه وآله وسلم رُقَيّة فماتت ، ثم زوّجه أم كلثوم.
التمنّي
: التكذّب ،
تَفَعُّل من مَنَى إذا قدَّر ؛ لأن المتفعِّل يُقَدِّر الحديثَ في نفسه ويزوّره ،
ومِصْداقه التخرّص من الخَرْص والحَزْر والتَّقدير.
وعنه رضي الله عنه
: ما تمنَّيتُ منذ أَسْلَمْت.
[خبط] : أبو عُبَيدة رضي الله عنه ـ خرج في سَرِيَّة إلى أرض
جُهينة فأَصَابهم جوعٌ فأَكلوا
الخَبَط ، وهو يومئذ ذو
مَشْرةٍ حتى إن شِدقَ أحدهم بمنزلة مِشْفر البعير العَضِه ، وحتى قال قائلُهم : لو
لقينا العدوَّ ما كان مِنَّا حركةٌ إليه ، فقال قيس بن سَعْد لرجل من جُهَينة :
بِعْني جُزُراً وأوفيك شِقَّة من تمر المدينة ، فابتاع منه خَمْس جَزَائر يَشْرِطُ
عليه الأعرابي تمْر ذَخِيرَة مُصَلِّبة من تمر آل دُلَيم.
__________________
قال الجهني :
أَشْهِد لي ، فكان فيمن اسْتُشْهِد عُمر ، فقال : لا أَشهد ، هذا يَدِين ولا مالَ
له ، إنما المال مالُ أبيه ، فقال الجهني : والله ما كان سَعْدٌ لِيُخْنِيَ
بابْنِه في شِقَّةٍ من تَمْر.
الخَبَط : فَعَل بمنى مَفْعول كالنَّفَض.
المَشَرَة
والمَشْرة من أَمْشَرت العِضَاهُ وتمشَّرت : إذا أصابها مَطَرُ الخريف فتفطّرت
بوَرق ، ومعنى وَصْفِ الخَبَط بذي مَشَرة أن العِضَاه قد أَمْشَرت به.
حتى إنّ شدق أحدهم
: هي حتى التي يُبْتَدأ الكلامُ بعدها ، ولهذا وجب كسر إن بعدها.
العَضِه
: الذي يَرْعى
العِضَاه ، يعني أن أشداقهم قد انتفخت وقُلّصت.
الشّقَّة : كلُّ قطعة مما يُشقّ ، ومنها قولهم : غَضِب فطارت منه
شِقَّة. فاستعارها في الطائفة من التمر.
الْجَزائر والْجُزُر : جمع جَزُور ، وهي مُؤَنَّثة ، ولهذا قال : خَمْس.
المُصَلِّبة ـ بالكسر ـ من صلَّبَت
الرُّطبة : إذا
بَلَغت اليُبْس ، يقال : أَطْيبُ مُضْغَة أَكلَها الناس صَيْحَانِيّة مُصَلِّبة.
أَدَان
يُدِين : إذا أخَذَ
الدَّيْن فهو
دَائِن ، ودِنْته : أعطيتُه الدَّين فهو
مَدِين.
الإِخْناء على الشيء : إفْساده ، ومنه الخَنا ، وهو الفُحْش ، والكلامُ الفاسد. ودخلتِ الباءُ في قوله :
ليُخْنِي بابْنِه للتعدية.
والمعنى ما كان
ليجعله مُخْنِياً على ضَمانه خَائِساً به ، واللام لتَأكيد معنى النَّفي ، كأنه
قال : سعدٌ أجلّ من أَنْ يُضَايق ابنه في هذا حتى يعجز عن الوفاءِ بما ضَمن.
[خبر] : أبو هريرة رضي الله عنه ـ إنْ كنتُ لأَسْتَقْرِئ الرجل
السُّورةَ لأَنَا أَقرأ لها منه ؛ رجاءَ أن يذهب بي إلى بيته فيُطْعِمني ، وذلك
حينَ لا آكل الخَبِير ولا أَلبس الْحَبِير.
الخبير : الإِدَام الطَّيِّب ، لأنه يُصْلِح الطعام ويُدَمِّثهُ
للأَكل ، من الخَبْرَاء ، وهي الأرضُ السهلة الدَّمِثة ، وهي الخُبْرَة أيضاً ؛ يقال : أتانا
بخُبْزَة ولم يأْتِ بخُبرة. وروي الخمير.
الْحَبِير : المَوْشِيّ من البُرُود ، وإن هي المخففة من الثّقيلة
واللام هي الفارقةُ بينها وبين النافية والتي دخلت على أَنا للابتداء.
الاسْتِقْرَاء : طلب القراءة ، والإِقراء أيضاً كالاستنشاد.
[خبط] : ابن عامر رحمه الله ـ دخَل عليه أصحابُ النبي صلى الله
عليه وسلم في مَرَضه الذي مات فيه ، فقال : ما تَرَوْنَ في حَالي؟ قالوا : ما
نشكُّ لك في النجاة ؛ قد كنتَ تَقْرِي الضَّيْفَ وتُعْطِي المُخْتَبِط.
هو الذي يَسْأَل
من غَيْرِ سابقِ مَعْرِفة ولا وَسِيلة ، شُبِّه بخَابِط الوَرَق.
[خبث] : الحسن رحمه الله ـ خَبَاثِ
؛ كلَّ عِيدَانك
مَضضْنا فوجدنا عاقبتَه مُرّاً.
خَبَاثِ
: هي الخبيثة ، في النداء خاصة ، كغَدَار وفَسَاق ، وحَرْفُ النِّدَاء
محذوف وهو جائزٌ في كلِّ معرفة ، ولا يصحّ أن يُنْعَت به أيّ ، والخطابُ للدُّنيا.
مضَ
يَمُضّ مضيضاً : إذا مَصّ ،
يُقال : لا تَمُضَ مَضِيض العَنْز.
[خبت] : مكحول رحمه الله ـ مَرَّ برجل نائمٍ بعد العَصْرِ فدفعه
برِجْله ، وقال : لقد عُوفِيت ، لقد دُفِع عنك ، إنها ساعةُ مَخْرَجِهم [أي
الشياطين] وفيها يَنْتَشِرُون وفيها تكون الخَبْتَة.
كانت فيه لُكْنَة ،
فجعل الطاء تاء ، وإنما أراد
الْخَبطة من تَخَبّطه الشيطان إذا مسّه بخَبْل أو جُنُون.
[خبل] : في الحديث : مَنْ أكل الرِّبا أَطْعَمه اللهُ تعالى من
طِينَة الخَبَالِ يَوم القيامة.
قيل : هو ما ذَاب
من حُرَاقة أجْسَاد أهلِ النار.
بِخَبت الجمِيش في
(جز). هل تخُبُّون في (وط). خُبْنة في (صب). والمَخْبَر في (سح). وأَخْتَبِط في (ضج).
اخْبُر تَقْلِه في (قل). خَبَّاط عَشَوات في (ذم). كخَبَجِ الحمار في (ضل).
الخاء مع التاء
[ختل] : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ مِنْ أَشراط
الساعة أن تُعَطَّلَ السيوفُ من الجهاد ، وأن تُخْتَل
الدُّنيا بالدين ـ
وروي : وأن تُتَّخذ السيوفُ منَاجل.
خَتَل
الذئبُ الصيد :
إذا تخفَّى له ، وخَتْل
الصائدِ : مَشْيُه
للصيد قليلاً [قليلاً] في خُفْية لئلا يسمع حِسًّا ، فشُبِّه فعْلُ من يُرِي
دِيناً ووَرَعاً ، يتذرَّع بذلك إلى طَلَب الدنيا ، بخَتْل الذئب والصائد.
المناجل
: المجازُّ ، أي
يؤثرون الحرث على الحرب.
[ختن] : إذا الْتَقَى الخِتَانان
وَجَب الغُسْل.
هما موضعا
الإِعذار والخَفْض.
سَعيد رحمه الله ـ
سئل : أينظرُ الرَّجل إلى شعر
خَتَنَتِه ، فقرأ : (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا
__________________
لِبُعُولَتِهِنَّ
...) [النور : ٣١]
الآية. فقال : لا أَراهُ فيهم ولا أَرَاها فيهنَّ.
الختَن
: أبو امرأَة
الرجل ، والخَتَنة : أُمها. قال الأصمعي : الأَخْتَان
من قِبَل المرأة ،
والأَحْمَاء من قبل الرّجل ، والصِّهْر يجمعهما ، وخاتَن
الرجلُ الرجلَ :
إذا تزوَّج إليه. وعن النَّضْرِ بن شُمَيل سُمّيت المصاهرة مخاتنة لالْتِقاء
الخِتَانين.
الخاء مع الجيم
[خجل] : أَبو هريرة رضي الله تعالى عنه ـ قال : إن رجلاً ذَهبت له
أَيْنُق فطلبها ، فأَتى على وادٍ
خَجِلٍ مُغِنّ مُعْشِب ،
فوجد أَيْنُقه فيه.
الخَجِل
: الكثير العشب
المُتكاثفه. ومنه : قميص خَجِل
: فَضْفاض واسع ، وجَلَّلَ الفرسَ جُلًّا
خَجِلاً : أي واسعاً
يضطرب عليه ويَدْنُو من الأرض.
أغَنّ
الوادي فهو مغنّ : إذا صوَّتت ذِبّانُه ، وفي صوتها غُنّة ، كقولك : أَقْطف الرجل : إذا قَطَفت دابته. ويقال أيضاً : وَادٍ أَغن ، جُعل
الوصف له ، وهو للذّباب كقولهم : طريق سائِر.
الأيْنق
: جمع ناقة كالآكُم في جمع أكمة ، قال ذلك سيبويه ، وفيه وجهان :
أحدهما : أن يكون
أصله أَنْوق فقلبت وأبدل واوه ياء.
والثاني : أن
تُحذَفَ العين وتزاد الياء عِوَضاً.
[خجج] : ابن عُمير رضي الله عنه ـ اسمُ الذي بنى الكعبة لقُريش
بَاقُوم ، وكان رومياً ، كان في سفينةٍ أَصابتها رِيح فخَجَّتها ، فخرجت إليها قريش بجُدّة فأخذوا السفينة وخشَبها ،
وقالوا : ابْنهِ لنَا بُنْيان الشام.
الريح الخَجُوج : الشديد المرِّ في غير استواء ، وخَجّت السفينة : لَوَتْها عن وجهها بعَصْف.
الضمير في ابْنه
للبيت.
خَجِلتنَّ في (دق).
ريح خَجُوج في (ذر).
الخاء مع الدال
[خدج] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ كلُّ صَلَاة ليست فيها
قراءة فهي خِدَاج. فسر في الباء مع الهمزة.
__________________
[خدش] : مَنْ سأل وهو غنيٌّ جاءت مَسْألته يومَ القيامة خُدُوشاً ، أو خُمُوشاً ، أو كُدُوحاً ، في وَجْهه ، قيل : وما
غنَاه؟ قال : خمسون درهماً أو عَدْلها من الذهب.
خَدْش
الجلد : قَشره
بِعُودٍ ونحوه. ومنه قيل لأطراف السَّفَا : الخَادِشة.
والخَمْش
بالأَظفار.
والكَدْح : العَضّ.
وهذه مَصَادر ؛
والذي جوَّز فيها أن تُجْمع أنها جُعِلَتْ أَسماء للآثار.
عَدْل الشيء :
مثله من غير جنسه.
[خدج] : إنَّ سَعْد بن عُبَادة رضي الله عنه أَتاه برجل في الحيّ مُخْدِج سقيم ، وُجِد على أمَة من إمائهم يَخْبُث بها ، فقال صلى
الله عليه وآله وسلم : خذوا له عِثْكالاً فيه مائة شِمْراخ فاضْرِبوه به ضَرْبة.
هو الناقص
الخَلْق.
الْعِثكال
والعُثْكول : الكِبَاسة.
[خدع] : عمر رضي الله عنه ـ رَفَع إليه رجل ما أهَمَّه من قحوط
المَطَر ؛ فقال :
خَدَعَت
الضِّبَابُ وجاعتِ
الأَعراب.
أي أمعنت في
جحَرَتها. ومنه خَدَعَتِ
العين : إذا غارت
، والمُخْدع : البيت الدَّاخل ، وخَدْعُ
الرجل : أن تظهر
له خلافَ ما تخفى.
[خدم] : عبد الرحمن رضي الله عنه ـ طلَّق امرأته فمتَّعَها بخَادِم سَوْداء حمَّمها إياها.
الخادِم
: واحد الخدم غلاماً كان أو جارية. قال :
ما أنا بالجلد
ولا بالْحَازِم
|
|
إن لم أَجَأْ
هَنَّكِ بالعُجَارِم
|
وَجْأ
يُنَسّيك طلابَ الخادم
|
يُرِيد الجارية.
حَمّمها إياها : أي أعطاها الجاريةَ على وجه التَّحميم ، وهو
إِعطاء مُتْعَة الطلاق خاصة ، وكأنهم كانوا يجعلونها من حامَّةِ مَالِهم ؛ أي من خِياره ، يقال : لفلان إبلٌ حامّة : إذا كانت خياراً.
__________________
[خدم] : سلمان رضي الله عنه ـ كان في سَرِيّة وهو أَميرها على
حمارٍ ، وعليه سرَاوِيل ، وخَدَمَتَاه
تَذَبْذَبَانِ.
الخَدَمة : سَيْرٌ مُحْكم كالْحلقة يُشَدّ في رُسْغ البعير ، ثم
يُشَدّ إلى سَرِيحة النَّعل ، وجمعها
خَدَم. قال جرير :
يَدْمَى على
خَدَم السَّرِيح أظلّها
|
|
والمروُ من
وَهَج الهواجرِ حامِي
|
وبها سُمِّي
الخلخال خَدَمة ، واشتقَّ منها الفرس المُخَدّم
وهو الذي تَحْجيله
مستدير فوق أَشَاعِره ؛ فيجوز أن يشبّه قَناتي سَرَاوِيله بالخَدَمتين. ويجوز أن
يُرِيد ساقيه ؛ لأنهما موضعا
الخَدَمتين.
التَّذبذب
: الاضطراب.
[خدد] : مسروق رحمه الله ـ أَنْهَارُ الجنَّة تَجْري في غير أُخْدود ، وشجرُها نَضِيد من أَصلها إلى فرعها.
أي في غير شقّ في
الأرض.
نَضِيد : منضود بالوَرق أو بالثَّمر من أَعلاها إلى أَسْفلها ليس
لها سوق بارزة.
خِدبّا في (قص).
خِدَامهنّ في (دل). خَدَلّج في (صه). خَدَم نسائكم في (صف).
خَدْل في (عف).
خَدَّاعَةٌ في (غد). خِدَبّ في (كس). مُخْدِج اليد في (ثد). فهي خِدَاج في (با).
الخاء مع الذال
[خذو] : أبو بكر رضي الله تعالى عنه ـ قال سَعْد : رأيته بالخَذَوَاتِ وقد حَلَّ سُفْرَةً مُعَلَّقة في مُؤخِرِ الحِصَار ، فإذا
قُرَيْصٌ من مَلَّة فيه أَثر الرَّضِيف ، وإذا حَمِيت من سَمْن ، فدعاني فأَصَبْتُ
من طَعامه.
هي موضع.
الحِصَار : حَقِيبة يُرْفَع مؤخرها فيُجْعَل كآخِرَة الرَّحْل ،
ويُحْشَى مقدّمها فيكون كقادِمَةِ الرَّحل يُرْكب بها البعير ، ويقال : قد
احْتَصَرْتُ البعير بالحِصَار.
مِنْ مَلَّة : أي مما يُنْضَج في مَلّة ؛ وهي الرَّمَاد الحارّ.
الرَّضِيف
: اللَّحم المشويّ
على الرَّضْف ، ورَضَفَه
يَرْضِفه.
وأَثَره : ما
عَلِقَ بالقُرْص من دَسَمه.
الحَمِيت
: زِقّ السمن. قال
ابن السكيت : هو النِّحْي المَرْبُوب ؛ وإنما سمي حَمِيتاً ؛
لأنهم يَحْمِتونه بالرّب ، والْحَمِيت
المتين. قال
رُؤْبة :
*حتى يَبُوخ الغَضَبُ الحَمِيتُ *
ويقال للتمرة إذا
كانت أشدّ حلاوة من صاحبتها : هذه أَحْمت
حلاوةً منها.
[خذق] : معاوية رضي الله عنه ـ قيل له : أتذكر الفِيلَ؟ قال :
أَذكر خَذْقَه.
هو رَوْثُه.
[خذا] : النخعي رحمه الله ـ إِذا كان الشَّقّ أو الخَذَا أو الخرْقُ في أذن الأُضْحِية فلا بأسَ ما لم يكن جَدْعاً.
وهو استرخاءَ
الأُذن وانْكِسارُها ، ولامُه واو لقولهم : خَذْوَاء ، ومنه خَذِي
الرجل واسْتَخْذى : إِذا انْكَسر.
[خذم] : أبو الزناد رحمه الله ـ أُتي عبدُ الحميد وهو أميرٌ على
العِرَاق بثلاثة نَفر قد قطعُوا الطَّرِيقَ ، وخَذَموا بالسَّيف. فأُشِير عليه بقَتْلهم ؛ فاسْتَشارني فنهيتُه ،
ثم قتل أحدهم ، فجاءه كتابُ عمر بن عبد العزيز يُغْلِظ له ويُقَبِّح له ما صنع.
الخَذْم
: سرعة القَطْع ،
والمراد أنهم جَرَحوا الناس.
في الحديث : كأنكم
بالتُّرْكِ وقد جاءَتكم على بَرَاذين مُخَذَّمةِ الآذان.
أي مُقَطّعتها.
المِخْدَم في (فق).
يَتَخذَّمانها في (عم). ومِخْذَفة في (قِف). خذِمة في (سن).
الخاء مع الراء
[خرف] : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ عَائِدُ المريض
عَلَى مَخَارِف الجنَّةِ حتى يَرْجِعَ.
هو جمع مَخْرَف أو
مَخْرَفة ، فالمَخْرف من قولهم : اشترى فلان مَخْرَفاً صالحاً ، أي نَخَلَات يُخْتَرفن.
__________________
ومنه حديث أبي
طلحة رضي الله عنه : حين نَزلت : (مَنْ ذَا الَّذِي
يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاًحَسَناً). قال : إن لي مَخْرَفاً ، وإني قد جعلتُه صدَقةً. فقال النبي صلى الله تعالى عليه
وآله وسلم : اجْعَله في فُقَراء قَوْمِك.
وعن أبي قَتادة
رضي الله عنه : لما أعطاه رسولُ الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم سَلَب القتيل.
قال : فبِعْتُه وابتعتُ به مَخْرَفاً ، فهو أوَّل مالٍ تأثَّلْتُه في الإِسلام.
والمعنى أنّ
العائِد فيما يَحُوزه من الثواب كأنه على نَخْل الجنة يَخْترف ثِمَارَها ، والمَخْرَف
والمَخْرَفة أيضاً : الطريق الواضح قال أبو كبير الهذلي :
فأَجَزْتُه
بأفَلَّ تَحسبُ أَثْرَه
|
|
نَهْجاً أَبَانَ
بذِي فَرِيغٍ مَخْرَفِ
|
وفي حديث عمر رضي
الله عنه : تَرَكْتُكُمْ على مِثْل مَخْرَفَةِ النّعم.
أي على مِنْهاج
لَاحب كالجادَّة التي كدّتها النَّعَم بأَخفافها ، حتى وضَحَت واستبانت ، وهي في
الأصل : السكة بين صَفَّي النخل ، فيكون المعنى أنه على الطريق المؤدِّية إلى
الجنة.
وروي : خِرَافة الجنّة. وهي مصدر
خَرَف الثمار : إذا
جَناها ـ وروي : على خُرْفة الجنة.
؛ أي على مواضع
خُرْفتها ، وهي اسم المخروف
فيؤول إلى معنى
قَوْله : على مَخَارف
الجنة.
[خرص] : حضَّ صلى الله عليه وآله وسلم على الصَّدَقة ، فجعلت
المرأةُ تُلْفِي خُرْصها وسِخَابَها .
هو حَلْقة القرط.
ومنه حديث عائشة
رضي الله عنها : إنها ذكرت جراحةَ سَعْد بن معاذ فقالت : وقد كان رقأ كلّه وبَرأ ،
فلم يبق إلا مِثْلُ الخُرْص.
ومنه حديث ابن
عباس رضي الله عنهما : إنه قال في قوله تعالى : (وَجِئْنا بِبِضاعَةٍ
مُزْجاةٍ) [يوسف : ٨٨] :
الغِرَارة ، والحَبْل ، والخُرْص.
والخرْص أيضاً : الحَلْقَة التي في أَسْفَل السِّنَانِ ، ثم سُمّي
به السنان ، ثم كثر حتى سُمِّي به الرّمح.
[خرط] : كان عليه الصلاة والسلام يأكل العِنَب خَرْطاً.
__________________
يقال : خَرَط العُنْقود واخْتَرطه
: إذا وضعه في
فِيه وأَخْرج عُمْشُوقه عارِياً.
[خرم] : نهى صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أن يُضَحَّى بالمُخَرَّمةِ الأُذُن.
هي مَقْطُوعتها.
[خرر] : قال له صلى الله عليه وآله وسلم حَكيم بن حِزَام :
أُبايعك على ألا
أَخِرَّ إلا قائماً. فقال
: أمّا مِنْ قِبَلنا فلن تخرّ إلّا قائماً.
أي لا أَموت إلا
ثابتاً على الإِسلام قائماً بالحق.
ومعنى جوابه صلى
الله تعالى عليه وآله وسلم إنك لن تَعْدم من جِهتنا الاجتهادَ في إرشادك وفي ألَّا
تموتَ إلا بهذه الصفة.
[خرت] : إنه صلى الله عليه وآله وسلم وأبا بكر رضي الله عنه حين
خَرَجَا مهاجِرَيْن اسْتَأجَرَا رَجُلاً مِنْ بني الدِّيلِ هادِياً خِرِّيتاً فأخذ بهم يَدَ بَحْر.
هو الماهِرُ بالدّلالة
الذي يهتدي لأَخْراتِ
المفَازَة ، وهي
مَضَايقُها وطرقها الخفيّة.
يَدَ بَحْر : أَيْ
طريق بَحْرٍ ، يريدُ الساحل ؛ لأن الطريقَ كان عليه.
[خرب] : مِنِ اقتِرَابِ الساعَةِ
إخْرَابُ العَامِر ،
وعمارةُ الخَرَاب ، وأن يكون الفَيءُ رِفْداً ، وأن يتمرَّس الرجلُ بدِينه
تَمَرُّسَ البعير بالشجرة.
وقال أبو عَمْرو :
الإِخْرَاب : أن يُتْرك المَوْضِع خَرِباً ، والتخريب
: الهَدم ، وقرأ
وحده : يُخَرِّبون بيوتهم [الحشر : ٢] مشددة ، والباقُون يُخْرِبُونَ ؛ والمرادُ ما
يُخَرّبه الملوك من العمران
، وتعمّره من الخراب
شهوةً لا
صَلَاحاً.
الفيءُ : الخَراج ؛ أي يَصِلون به من أَرَادوا ، ولا يصرفونه إلى
مَصارفه.
يَتَمَرَّس
بدينه : أي يتلعّب
به ويعبثُ ، كما يتحكَّكُ البعير بالشجرة مُتَعَبّثاً.
__________________
[خرق] : زوّج صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة مِنْ عليٍّ عليهما
السلام ، فلما أصبح دَعاها ، فجاءت خَرقَةً من الحَيَاء ، فقال لها : اسكُنِي فقد أنكحتُكِ أَحبَّ أهل
بيتي ، ودَعا لهما ـ وروي : إنها أَتتْه تَعْثُر في مِرْطها من الخَجَل.
الخَرَق
: التحيّر.
[خرز] : سأله صلى الله عليه وسلم رجلٌ عن إتْيَان النساء في
أَدْبَارهنّ فقال : حَلَال. فلما ولَّى دعاه فقال : كيف قلتَ؟ في أي الخُرْزَتين أو الخُصْفَتين ، أمِنْ دُبُرها في قُبُلها فنعم ، أم من
دُبُرها في دُبُرها فلا.
ثَلَاثَتُها بمعنى
وَاحد ، وهو الثّقب المستدير. قال ذو الرُّمة :
*أَوْ مِنْ مَعَاشِرَ في آذَانِها الخُرَبُ *
والخُرْزَة ، من الخَرْز ، والخصْفَة : من الخَصْف.
[خرم] : مرّ صلى الله عليه وسلم بأَوْسِ بن عبد الله الأسلمي ،
ومعه أبو بكر رضي الله عنه ، وهما متوجِّهان إلى المدينة ، فحملهما على جَمَل ،
وبعث معهما دَليلاً ، وقال : اسلُك بهما حيث تعلم من مَخَارِم الطّرق ، وكان أوس مُغْفلاً ، فأمره رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم.
يَسِم إبله في
أعناقها قَيْدَ الفرس.
المَخْرِم
: مُنْقَطع أنفِ
الجبل.
المغفّل
: الذي إبله
أَغْفال.
قَيْد الفرس : سِمةٌ. أنشد أبو عبيد :
كومٌ على
أَعناقها قَيْدُ الفَرَسْ
|
|
تَنْجُو إذا
الليلُ تَدَانَى والْتَبَسْ
|
قال صخر ـ من
أسباط أَوْس : وهي سَمِتُنَا اليوم ، وصورتُها أن تحلِّق حَلْقَتين وتمدّ بينهما
مَدَّة.
[خربص] : من تَحَلَّى ذهباً أو حلّى ولده مثل خَرْبَصِيصَة ، أو عينَ جرَادةٍ كان كذا يوم القيامة.
هي هَنَةٌ تتراءى
في الرَّمل لها بَصيص كأنها عينُ جَرَادة.
__________________
وعنه صلى الله
عليه وآله وسلم : إنَّ نعيم الدنيا أقل وأصغر عند الله من خَرْبَصِيصة.
[خرط] : عمر رضي الله عنه ـ رأى في ثوبه جَنَابة ، فقال : خُرِط علينا الاحْتِلَام.
أي أُرسِل ، من
قولهم : خَرَط الفَحْل في الشَّول ، وخَرَط البازي في سيره ، وخَرَط دَلْوَهُ في البِئر.
[خرص] : كان رضي الله عنه يقول للخارص
: إذا رأيت قوماً
قد خَرَفُوا في حائطهم فانظر قَدْرَ ما ترى أنهم يأكلون ، فلا يُخْرَص عليهم.
أي أقاموا فيه وقت
اخْتِراف الثمار ، وهو الخرِيف ، يقال : خَرَف القوم بمكان كذا وصَافوا وشَتَوْا ،
وأَمَّا أخرفوا وأصافوا وأَشْتَوْا فمعناها الدُّخول في هذه الأوْقاتِ.
[خرط] : علي عليه السلام ـ أتاه قومٌ برجلٍ فقالوا : إن هذا
يَؤُمُّنا ونحن له كارهون ، فقال له عليٌّ : إِنك لخَرُوط. أَتَؤُمّ قوماً وهم لكَ كارهون!.
شبَّهه في
تهوُّرِه وتَهَافُتِه في الأمر بجَهْلِه بالفرس الْخَرُوط ؛ وهو الذي يجتذب رَسَنه مِنْ يَدِ ممسكه ويَمْضي هائماً.
[خرق] : البَرْقُ مَخَارِيق
المَلَائِكة.
جمع مِخراق ؛ وهو ثوب يُفْتَل يُتَضَارَب به ، ثم يقالُ للسيوف الخِفاف
: مخَارِيق تشبيهاً. قال :
* مخاريقٌ بأَيدي لَاعِبينَا *
[خرج] : قال سُوَيد بن غَفَلة رحمه الله تعالى : دخلت على عليّ
عليه السلام يوم الخُروج
فإذا بين يديه
فَاثُورٌ ، عليه خُبْز السَّمْراء ، وصَحْفَة فيها خَطِيفة ومِلْبَنَة ، فقلت : يا
أَميرَ المؤمنين ؛ يومُ عيد وخَطِيفة! فقال : إنما هذا عِيد مَنْ غُفِر له.
يقال ليوم العيد :
يوم الخُروج ، ويوم الزِّينة ، ويوم الصفّ
، ويوم المشَرَّق.
الفَاثُور : الخِوان من رُخام ونحوه ، ويقال للّجَام أو الطَّست من
ذَهَب أو فِضّة : فَاثور ، ومنه قيل لقُرْص الشمس فَاثُورها.
السمراء : الخُشْكَار لسُمْرته ، كما قيل لِلُّباب : الحُوَّارَى لبياضه ،
والسمراءُ أيضاً من أسماء البُرّ.
الصَّحْفَة : القصعة المُسْلَنْطِحة.
__________________
الخَطِيفة : الكَبُولَاء. وقيل : لبن يُوضَع على النار ، ثم يُذَرّ
عليه دقيق ، ويطبخ ، ويُخْتَطف بالملاعق.
المِلْبَنة : مِلْعقة يُلْعَق بها الخَطِيفة ونحوها ، وهي من
اللّبَنِ.
يَوْمُ عيد : خبر
مُبْتَدؤه محذوف ، ولا يجوزُ أن يكونَ استفهاماً لأنَّ حرف الاستفهام لا يجوز
حَذْفُه إلا في مثل قولك : زيد في الدَّار أم على السطح ؛ لأنَّ أم العَدِيلة
للهمزة تَدُلُّ عليها ، ولو قلت : زيدٌ في الدار ، وأنتَ تريدُ الاستفهام كنت
مخطِئاً [عند البَصْرِيين].
[خرم] : سَعْد رضي الله عنه ـ ما
خَرَمْتُ من صَلَاةِ رسولِ
الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم شيئاً.
أي ما تركتُ ،
وأَصْلُه القَطْع.
زيد رضي الله عنه
ـ قال في الخَرَمات الثَّلاثِ في كلِّ واحدة منها ثلث الدِّيَة.
جمع خَرَمة ، وهي من الأَخْرَم
، كالشَّتَرة من
الأَشْتَر .
والمعنى : أنه إذا خَرَم الوَتَرَة والناشِرَتَيْن كانت عليه الدِّية ، وإذا خرم واحدةً منها فعليه الثّلث.
[خرع] : الخدري رضي الله عنه ـ لو سمع أَحدُكم ضَغْطَة القبر لخَرِع.
أي انكسر وضَعُف ،
ومنه الخِرْوَع ؛ وهو كلُّ نبات ليِّن.
وفي حديث يحيى بن
أبي كثير : لا يُؤْخذ [في] الصَّدَقة
الخَرِعُ.
أراد الصَّغير ؛
لأنّه ضعيف.
وعن أبي طالب :
لولا أنَّ قُرَيشاً تقول أدركه الخَرَع
أي الخوَر ـ [لأَقررتُ
بها عَيْنَك].
[خرج] : الأَشْعَري رضي الله عنه ـ مثلُ الذي يَقْرَأُ القرآن ،
ويعمل به كمثل الأتْرُجَّةِ ، طَيِّبٌ رِيحها ، طَيِّبٌ خَرَاجُها. ومثلُ الذي يَعْمَل به ولا يَقْرَؤه كمثل النخلةِ ؛
طيِّبٌ خَرَاجها ولا ريحَ لها.
كلّ ما خرج من شيء من نفعِهِ فهو
خَرَاجه ؛ فخرَاجُ الشجر ثَمره ، وخَرَاج
الحيوان نَسْلُه
ودَرُّه.
[خرفج] : أبو هريرة رضي الله عنه ـ كرِه السَّرَاوِيل المُخَرْفَجَة.
__________________
هي الواسِعة التي
تَقَع على ظهور القَدَمين ، ومنها عَيْش مُخَرْفَج.
السراويل
: مُعَرّبة ، وهي
اسمٌ مفرد واقعٌ في كلامهم على مِثَال الجَمْع الذي لا يَنْصرف كقَنَادِيل ؛
فيمنعونه الصَّرْف. قال يصف ثَوْراً :
يُمَشِّي بها
ذَبُّ الرِّيَاد كأَنّه
|
|
فَتًى فارِسيٌّ
في سَرَاوِيلِ رَامِح
|
ويقال في معناها :
سِرْوَالة. قال :
*عَلَيْه مِنَ اللُّؤْمِ سِرْوَالةٌ *
وعن الأخفش : إِنّ
من العرب من يَراها جَمْعاً وأن كلّ جزء من أجزائها
سِرْوَالة.
[خرج] : ابن عباس رضي الله عنهما ـ يَتَخَارَجُ الشَّرِيكان وأَهْل الميراث.
أي إذا كان بينهم
شيءٌ غيرُ مقسوم جاز لكلِّ واحد منهم بَيْعُ نصيبه من الآخر ، ولا يجوزُ له بيعهُ
من أجنبي إلا بعد القَبْض والحِيازة ، وهو تفاعُل من الخُروج ، كأنه يَخْرُجُ
كلّ واحد عن مِلكه
إلى صاحبِه بالبيع.
[خرب] : ابن عمر رضي الله عنهما ـ قال في الذي يُقَلِّد بدَنتَه
فيضَنّ بالنعل : يُقلِّدُها
خُرَابة.
هي بتشديد الراء
وتخفيفها : عُرْوَة المَزَادة ، ويقال لثُقْب الوَرِك أيضاً خُرابة باللغتين ، ولفم الدَّبَرة التي تُفْتَح وتُشْكَر : خُرّابة ـ بالتشديد.
[خرس] : في الحديث : كان فلان إذا دُعِي إلى طعام قال : أفي خُرْس أم عُرْس أم إعْذار؟ فإن كان في واحد من ذلك أجاب وإلّا لم
يُجب.
__________________
الخُرْس
: طعام الولادة ، والخُرْسَة ما تطْعمه النُّفَساءُ نفسُها. وفي أمثالهم : تَخَرَّسي لا
مُخَرِّسَةَ لك. وكأنه سُمِّي
خُرْساً ؛ لأنه يُصْنَع عند وَضْعِها وانقِطاع صَرْخَتها.
[خرج] : إن قومَ صالح عليه السلام سألوه أن يُخْرِج لهم من الصخرةِ ناقةً
مُخْتَرجَة جَوْفاء وَبْراء.
قيل : على خِلْقَة
الجَمل ، وقيل : مشاكلة لِلْبُخْتِ ، وهي من قولهم : اخْتَرجه بمعنى استخرجه
؛ فإما أن تكون
التي استخرجت من شكل الذكورِ أو من شكول البُخْت.
الجوفاء : الواسعة الجَوْف.
[خربش] : كان كتابُ فلان مُخَرْبَشاً.
الخَرْبَشَة والخَرْمَشة والخَرْفَشة معناها التشويش والإِفساد.
الخارِقة في (حل).
نخترق في (فض). أو خَرْقاء في (شر). خارِف في (نص). اللَّبن الخَرِيف (هن). يَخْرش
في (قز). خُرْفَة الصائم وخُرْسة مريم في (حب). الخَرَبة في (ثم).
مُخَرّبة في (حل).
المُخرْدَل في (وب). فَخَرُق في (اج). مُخْرفاً في (عذ). خَارِك في (را).
مُخْرَنْطِمَة في (سو).
الخاء مع الزاي
[خزع] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ إِنّ كَعْبَ بن الأَشرف
عاهَدَهُ ألّا يُعين عليه ولا يُقاتله ، ولحق بمكة ، ثم قدم المدينة مُعْلِناً
مُعَاداةَ رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فخَزَع
منه هجاؤه له ،
فأمر بقَتْلِه.
الخَزْعُ
: القطع ، ومنه خُزَاعة ، لأنهم تَخَزَّعُوا عن أصحابهم وأقاموا بمكة ، وخَزَع منه كقولهم : نال منه وشَعَّثَ منه ، ووضع منه.
والضمير في منه
لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وقيل : معناه قَطَع الهجاءُ عَهْدَه وذِمَّته ،
والضميرُ على هذا لكَعْب.
[خزم] : حذيفة رضي الله عنه ـ إن الله تعالى يصنع صانع الخَزَم ويصنع كلَّ صَنْعة.
الخَزَم
: شجر يُتَّخذ
مِنْ لحائه الحِبال ، الواحدة
خَزَمة ، وبالمدينة سوق الخزَّامين ، والمراد بصانع الخَزَم
: صانع ما يُتّخذ
من الخَزَم.
أبو الدَّرْدَاء
رضي الله عنه ـ قال له رجل : إن أخوانَك من أهل الكوفة يُقرئونك السَّلام ،
__________________
ويأمرونك أن
تَعِظهم. قال : اقْرَأْ عليهم السلامَ ، ومُرْهم أن يُعطوا القرآن بخَزَائِمهم.
جمع خِزَامَة ، وهي شيء من الشعر كالخِشَاش من العُود في أَنْفِ البعير
، والمرادُ اتِّباعهم القرآن مُنْقَادِينَ لأحْكامِه.
أعطى : منقول
بالهمزة ، من عطا الشيء ، إذا تناوله ؛ فهو متعدٍّ إلى مفعولين ، ووجهُ
دخولِ الباء هاهنا على المفعول الثاني ، وفي قولهم أَعطى بيده إذا انقاد ووكلَ
أمره إلى مَنْ عَنَى له بيانُ ما تضمّن من زيادة المعنى على معنى الإِعطاء
المجرَّد.
[خزر] : معاوية رضي الله عنه ـ حبسه عِتْبان بن مالك على خَزِيرةٍ تُصْنَع له.
هي حَساءٌ مِنْ
دقيق ودسَم ، وقيل : الحَريرة من الدقيق والخَزِيرة من النُّخَالة.
في الحديث : إن
الشَّيْطان لمَّا دخل سفينةَ نوح قال له نوح عليه السلام : اخرج يا عدوَّ الله من
جَوْفها ، فصعد على خيْزُرَان
السفينة.
هو سُكَّانُها.
قال المبرِّد يقال للمُرْدِي : خيْزُرانة إذا كان يتثنى إذا اعتمد عليه.
والخَيْزُران : كلُّ غُصْنٍ مُتثَنّ.
خَزَقْتهم في (بد).
لا خِزَام في (زم). ولا تُخْزوا في (حم). خِزية في (حز). فخُزل في (قص).
الخاء مع السين
[خسف] : عمر رضي الله عنه ـ إن العباسَ بنَ عبد المطلب رضي الله
عنه سأله عن الشُّعَراءِ ، فقال : امرؤ القيس سابِقهم ، خَسَف لهم عَيْنَ الشِّعْر ، فافْتَقَر عن معانٍ عُور أَصحَّ
بَصَر.
أي أنْبَطها
وأغْزَرها ، من قولهم : خسف
البئرَ : إذا
حفَرها في حجارةٍ فنبعت بماءٍ كثير ، فهي خَسِيف.
يريد أنه أولُ من
فتَق صناعة الشعر ، وفنّنَ معانيها ، وكثّرها وقصَّدها ؛ فاحتذى الشعراءُ على
مثاله.
افتقر : افتعل من الفقير ، وهو فَمُ القناة بمعنى شقّ وفَتَح ،
جعل للشعر بصراً صحيحاً ، وجعل ذلك البصر مفتوحاً باصراً ، وهو في المعنى لمتأمله
والناظر فيه كقوله تعالى : (وَآتَيْنا
__________________
ثَمُودَ
النَّاقَةَ مُبْصِرَةً) [الإِسراء : ٥٩].
وكذلك وَصْفُه المعاني بالعُور في الحقيقة لمتأملها ، يعني أنها لغموضها وخفائها
عليه كأنه أعمي عنها.
والمراد أن امرأ
القيس قد أوضحَ معاني الشِّعْر ، ولخصها ، وكشفَ عنها الحجُب ، وجانَبَ التعويص
والتعقيد.
ومحلّ عن وما
دَخلَ عليه النصبُ على الحال ، كأنه قال : فتح للشعر أصحَّ بَصَرٍ مجاوزاً للمعاني
العُورِ متخطياً لها.
[أَخسفت في (شج).
يسومكم خَسْفاً في (جم). خَسِيسَتَنا في (حد)].
الخاء مع الشين
[خشب] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ قال في مكة : لا
تَزُولُ حتى يَزُول أَخْشَبَاها.
هما أبو قُبَيْس
والأحمرُ ، وهو جَبَلٌ مشْرف وَجْهُه على قُعَيْقِعَان.
والأخْشَب : كلُّ جبل خَشِنٍ غَليظٍ ، وأَخاشب : جبالٌ بالصمَّان.
وفي حديثه الآخر
أن جبرئيل قال له : يا محمد ؛ إنْ شئتَ جمعتُ عليهم الأخْشَبَيْن ، فعَلَا رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم أفْكَلٌ وقال
: دَعْني أُنذِر قومي.
[الأفْكَل : الرّعْدَة].
أُنذِر : مجزوم
بحرف شرط مضمر ، تقديره فإنْ تدعني أُنذر ، ولو رُفع لكان متَّجهاً على أنه يكون
حالاً أو كلاماً مستأنفاً كقوله :
*وقال قائلهم أرْسُوا نُزَاولها *
[خشف] : قال صلى الله عليه وآله وسلم لِبِلَال : ما عَمَلُك ،
فإني لا أراني أدخُلُ الجنَّة ، فأسمع الخَشْفَة فأنظر إلّا رَأَيْتُك.
الخَشْفَة : الحِسّ والحركة ؛ ومنها : الخِشْف وهو الغَزَال إذا تحرّك.
__________________
أراني
: من الرُّؤْية ،
بمعنى العِلْم بدليل تعدّيه إلى ضمير فاعله. وأَدخُلُ في موضع المفعول الثاني.
ورأيتك في موضع الحال بإضمار قد ، كأنه قيل : لا أراني ناظراً إلا رائياً لك.
[خشخش] : وروي : ما دخلت الجن إلا سمعت خَشْخشةً ، فقلتُ : من هذا؟ فقالوا : بلال ، ثم مررتُ بقصر مَشِيد
بَزِيع ، فقلت : لمن هذا القصر؟ فقالوا : لعُمَر بن الخطاب.
الخَشْخَشة : حركة فيها صوت. قال العجاج :
*خَشْخَشَة الرِّيح الحَصَادَ اليُبَّسَا*
البَزِيع
: الحَدَث
الظَّريف ، وقد
بَزُع بَزَاعةً ، فشبَّه به
القَصْر في حُسْنه.
[خشش] : دخلت امرأَةٌ النارَ في هِرّة رَبَطَتْها ، فلم
تُطْعِمها ولم تَسْقِها ، ولم ترسلها فتأكل من خَشَاشِ
الأرض.
أي من هَوامِّها.
الواحدة خَشَاشَة ، سُمِّيت بذلك لانْدِسَاسها في التُّرَاب ، من خشَ في الشيء ، إذا دخل فيه يخِشّ
، وخشّه غيره يخشُّه. ومنه الخِشاش
؛ لأنه يُخَشّ في أَنْفِ البعير.
في هرَّة : أي في
معناها وبسببها.
[خشب] : في ذكر المنافقين : مستكْبِرون لا يألفون ولا يُؤلفون ، خشُبٌ باللَّيْل ، صُخُبٌ بالنهار ـ وروي : سُخُب. ـ بالسين.
شبَّهَهُم في
تمدّدهم نِياماً
بالخشُب المُطَرَّحة ،
ويقال للقتيل : خرَّ كأنه خَشَبة ، وكأنه جِذْع. قال جميل بن معمر :
قعدتُ له
والقومُ صَرْعَى كأنهم
|
|
لدَى العِيس
والأكْوَار خُشْبٌ مُطَرَّحُ
|
السَّخَب
والصَّخَب : اختلاط الأصوات ، والأصل السين ، ومنه السِّخَاب ، وهو
القِلَادة من قَرَنْفُل ، وقيل : ومن خَرز ؛ لإِجراسه ، والصاد بَدَل ، والذي
أُبدلت له وقوع الخاء بعدها ؛ كقولهم : صَخّر في سَخّر ؛ والغَيْن والقاف والطاء
أخوات الخاء في ذلك ، يقال : أَصْبَغ ويُصَاقون ومُصَيْطر!
والمراد رفعُ
أَصْواتهم وضجيجهم في المجادلات والخُصُومات وغير ذلك.
[خشش] : عمر رضي الله عنه ـ أَتَاه قَبيصة بن جابر فقال : إني
رميتُ ظبياً ، وأنا مُحْرم ، فأصبتُ خُشَشَاءَه
، فرَكِبَ رَدْعَه
، فأَسِنَ فمات. فأقْبل على عبد الرحمن بن عوف فشاوَرَه ، ثم قال : اذْبَحْ شاة.
فقال قبيصة لصاحبه : والله ما عَلِم أميرُ المؤمنين حتى سأل
__________________
غيرَه ، وأحسِبني [أني]
سأنحر ناقتي! فسمعه عمر فأَقبل عليه بالدرّة ، وقال : أَتَغْمِص الفُتْيَا
وتَقْتُلُ الصَّيد وأنتَ مُحْرِم؟ قال الله تبارك وتعالى : (يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ) [المائدة : ٩٥].
فأنا عُمَر وهذا عبد الرحمن!.
الخُشَشَاء : العظم النَّاتِىء خَلْفَ الأُذُن ، وهمزتُها منقلبة عن
ألف التأنيث ، وأما همزة
الخُشَّاء ووزنها فُعْلاء
كقُوبَاء ، وهذا الوزن قليل فيما قال سيبويه ـ فمنقلبةٌ عن ياءٍ للإِلْحاق ،
ونظيرُ هذه الهمزة في كونها تارةً للتأنيث وأخرى للإِلحاق ألفُ عَلْقَى ، وهي مِنْ
خَشّ لأنها عَظْمٌ مركوز في اليافوخ مركّب فيه.
الرّدْع
: التضميخ
بالزّعفران ، وثوب مَرْدُوع
: مُزَعْفَر ،
وكَثُر حتى قيل للزعفران نفسه : رَدْع
، وهو في قولهم :
رَكِب رَدْعه اسمٌ للدم على سبيل التشبيه ، ومثله الجسَد هو الزَّعْفَران والدّم ،
ومعنى ركوبه دَمه أنه جُرح فسال دَمُه فوقه مُتَشَحِّطاً فيه.
وعن المبرد أنه
مِنَ ارْتَدَع السهم : إذا رجع النَّصل في السِّنْخِ متجاوزاً ، وأن معناه سقط ،
فدخلت عُنقه في جوفه.
وفيه وجهان :
أحدهما أن يكون الرَّدع
بمعنى الارْتِداع
على تقدير حذف الزوائد.
والثاني أن يكون
من رَدَع الرامي السَّهْمَ : إذا فعل به ذلك ، ومنه رَدَع السهم : إذا ضرب نَصْله بالأرض ليثبت في الرُّعْظ ،
والتقدير ركب ذات رَدْعه ؛ أي عنقه ، فحذف المضاف ، أو سمي العُنق رَدْعاً على الاتِّساع.
أَسِنَ
: دِير بهِ ، من
أسنَ المائحُ.
الغَمْص
: التسخّط
والاستحقار.
[خشى] : إن ابنَ عباس رضي الله تعالى عنهما قال له : أكثرتَ من
الدعاء بالمَوْت حتى خشيتُ
أن يكونَ ذلك
أسهلَ لك عند أَوَان نُزُوله ، فإذا مَلِلْتَ من أُمَّتك ؛ أما تُعينُ صالحاً أو
تُقَوّم فاسداً؟ فقال : يا بنَ عباس ؛ إني قائل قولاً وهو إليك. قال : قلت لن
يَعْدُوَني. قال : كيف لا أحبُّ فراقَهم وفيهم ناسٌ كلّهم فاتح فاه للَهْوة من
الدنيا إمَّا بحقٍّ لا ينوءُ به أو بباطل لا يناله ، ولولا أن أُسأل عنكم لهربت
منكم ، فأصبحت الأرض مني بَلَاقع ، فمضيتُ لشأني وما قلتُ ما فعل الغالبون.
خشيت
: رَجَوْت.
وهو إليك : أي
مُسَرٌّ إليك.
اللهْوَة : ما ألقى من الحبّ في فم الرَّحَى ، فاستُعِيرت للعطيّة
والمنالة.
ناء بالحمل : إذا نهض.
__________________
البَلَاقِع
: جمع بَلْقع وهو الخالي. وصف بالجمع مُبَالَغة كقوله :
[كأَن قتود رَحْلي حين ضَمَّتْ
|
|
حَوَالِبَ
غُرَّزاً] وَمِعاً جِيَاعا
|
[خشب]
: سلمان رضي الله
عنه ـ ذكره أبو عثمان ، فقال : كان لا يكادُ يُفْقَه كلامُه من شدَّة عُجْمته ،
وكان يُسَمِّي الخَشَبَ
خُشْبَان.
قد أُنكر هذا
الحديث ؛ لأنَّ كلامه يُضَارع كلامَ الفصحاء. والخُشْبَان
في جمع الخَشَب صحيح مرويّ ، ونظيره سَلَق وسُلْقان وحَمَل وحُمْلان. وقال :
*كأنهم بجنوب الْقَاع خُشْبَان *
ولا مَزِيد على ما
يتعاونُ على ثُبُوتِه القياسُ والرِّوَاية.
[خشف] : معاوية رضي الله عنه ـ كان سَهْمُ بن غالب من رءُوس
الخَوارج خرج بالبَصْرَة عند الجسْر ، فآمنَه عبدُ الله بن عامر ، فكتب إلى معاوية
: قد جعلت لهم ذِمَّتك.
فكتب إليه معاوية
: لو كُنْتَ قتلتَه كانت ذِمَّةً
خَاشَفْتَ فيها.
فلما قدم زِيَادٌ
صلَبه على باب داره.
أي سارعْتَ إلى
إخفارها. يقال : خاشَفَ
فلانٌ في الشرّ ، وخاشفَ الإِبل لَيْلَتَه : إذا سايرها ؛ يريد لم يكن في قَتْلك له
إلا أن يُقال : قد أَخْفَر ذِمَّته ، يعني أنّ قَتْلَه كان الرَّأي.
[خشر] : في الحديث : إذا ذهب الخِيَارُ وبقيت خُشَارة كخُشَارة الشَّعِير لا يبالي بهم الله بَالة.
هي من كل شيء
رَدِيّه ونُفَايته ، وقيل : هو من الشعير ما لا لُبَّ له.
البَالة : أصلها بالية كعافية بمعنى المُبَالاة.
[خشرم] : لتركبُنَّ سَنَن مَنْ كان قبلكم ذِرَاعاً بذراع حتى لو
سَلَكُوا خَشْرَم دَبْرٍ لسلكتُموه.
قيل : هو بيت
النخل ذو التَّخَاريب ، ويقال لجماعة النحل : خَشْرَم.
والدَّبْر : النَّحْل ، ويمكن أن يجعل اشتقاقه من التَّدبير ؛ لما في
عمله من النِّيقَة.
__________________
أَخَاشَب في (عب).
المَخْشُوش في (مد). خشمه في (سل). واخشَوْشِنُوا في (فر). من أَخْشَن في (نش).
خُشْناً في (نب). خُشَاش المرأة في (سح). خَاشى بهم في (دف). خُشْعَة في (حش).
خَشّ في (فق). من خشاشة في (جم).
الخاء مع الصاد
[خصف] : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ كان يُصَلِّي
فأقبل رجلٌ في بَصَره سُوءٌ ، فمرَّ ببئر عليها
خَصَفة ؛ فوقع فيها ؛
فضحك بَعْضُ مَنْ كان خَلْفَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فأمرهم بإعَادة
الوضوء والصلاة.
الخَصَفة : واحدة
الخَصَف ، وهي جِلال
نَجْرَانية يُكْنَزُ فيها التمر ، وكأنه فَعَل بمعنى مَفْعول ، من الْخَصْف ؛ وهو ضمُّ الشيء إلى الشيء ، لأنه شيء مَرْمول من خُوص ، ومنه خَصْف
النعل ، وشُبِّه
به ضربٌ من الثياب الغِلاظ جداً ، فقيل له : خَصَف.
ومنه الحديث : إنَّ
تُبَّعاً كَسَا البيتَ المُسُوح ، فانتفض البيتُ منه ، ومَزَّقَه عن نفسه ثم كساه الخَصَف فلم يَقْبَلْه ، ثم كَسَاه الأَنْطَاع [فقبلها].
[خصر] : جاء صلى الله عليه وآله وسلم إلى البَقِيع ومعه مِخْصَرَة له ، فجلس ونَكَت بها في الأَرْض ، ثم رفع رأسَه وقال : ما
من مَنْفُوسَةٍ إلا وقد كُتِب مكانها في الجنة والنار.
المُخْصرة : قضيبٌ يشيرُ به الخطيب والملك إذا خَاطَب. قال :
يكادُ يُزيل
الأَرضَ وَقْعُ خِطَابهِمْ
|
|
إذا وَصَلُوا
أيمانهمْ بالمَخَاصِرِ
|
ويقال : اخْتَصَرتَها وتَخَصَّرت بها : إذا أَمْسَكتها بيدك. قال أبو الفتح الهَمداني النحوي
: هي من الخنصر ، لأنها إما أن تكون بعلاقة فيعتلقها صَاحِبها بخِنْصَره ، وإما ألَّا تكون بعلاقة فيجعلها بين خِنْصره وبِنْصَره. ووزن خِنْصر فنْعل من الاختصار لصِغَرها.
__________________
النَّكْت
في الأرض. أن
يَضْرِبها ويخطّ فيها ، وهذه من صفة المفكّر المهموم ، كما قال ذو الرمة :
عَشِيَّةَ ما
لِي حيلةٌ غيرَ أنَّني
|
|
بلَقْطِ الحَصَى
والخطِّ في الدَّارِ مُولَعُ
|
المَنْفُوسة : المولودة ، نُفِسَت
المرأة [نفاساً] :
إذا ولدت فهي نَافِس
، والولد منفوس.
قال :
*كما سقط المَنْفُوس بين القَوَابِل *
[خصر] : نهى صلى الله عليه وآله وسلم أَنْ يُصَلِّي الرجلُ مُخْتَصِراً ـ وروي : مُتَخَصِّراً.
هما بمعنى الواضع
يدَه على خاصِرَته.
وعنه صلى الله
عليه وآله وسلم : الاختصار في الصلاة راحةُ أهلِ النار.
قيل معناه أنّ هذا
فِعْلُ اليهودِ في صلاتهم وهم أهلُ النار ، لا أنّ لأَهل جهنم راحةً ، لقوله تعالى
: (لا يُفَتَّرُ
عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ) [الزخرف : ٧٥].
وقيل : هو أن
يَأْخذ بيده مِخْصرة يتَّكِىء عليها. وقيل الاختصار : أن يقرأ آية أو آيتين من آخرِ السورَةِ ولا يقرأها
بكمالها في فَرْضِه.
ومنه : إنه صلى
الله عليه وآله وسلم نهى عن اخْتِصار السجدة.
وهو أن يقرأ آيةَ
السَّجدة ، فإذا انْتَهى إلى موضعها تخطَّاه.
وأما الحديث ـ المُخْتَصِرُون يوم القيامة على وجُوههم النور.
فهم الذين
يتَهجَّدون ، فإذا تَعِبوا وضَعُوا أَيديهم على خواصِرهم
، وقيل : هم
المتكِئُون على أَعمالهم يوم القيامة.
[خصم] : قالت له أمُّ سَلَمة رضي الله تعالى عنها : يا رسولَ الله
؛ أراك كَساهِم الوَجْه ؛ أمِنْ عِلَّة؟ قال : ولكنه السبعة الدَّنانير التي
أُتِينا بها أَمسِ نسيتُها في خُصْمِ
الفِراش فبتّ ولم
أَقسمها.
هو الجانب ، وجمعه
خُصُوم وأَخْصَام.
ومنه قول سَهْل بن
حُنَيْف رحمه الله يوم صِفّين لما حُكِّم الحَكَمان : إن هذا الأَمْرَ لا يُسَدُّ
منه والله خُصْمٌ إلا انفتح علينا
خُصْم آخر.
والمخاصمة : من الخُصْم
، كما أن
المشاقَّة من الشقِّ ، لأن المتجاذَبين كلاهما مُنْحاز إلى جانب.
__________________
روي : الدنانير
السَّبْعة ، وهي الرواية الصحيحة ، لأن إضافة ما فيه لام التعريف في غير أسماء
الفاعلين والمفعولين والصفات المشبهة لا وَجْه لها.
[خصص] : بادِرُوا بالأَعمال سِتّاً : طلوعَ الشمس من مغربها ،
والدّجال ، والدّخان ، ودابَّة الأرض ، وخُوَيْصّةَ أحدكم ، وأمر العامّة.
الخوَيْصّة : تصغير الخصّة بسكون الياء ، لأن ياء التصغير لا تكون إلا
ساكنة ، ومثله أُصَيْمّ ومُذَيقّ ، في تصغير أصمّ ومُذقّ ، والذي جوَّز فيها وفي
نظائرها التقاء الساكنين ، أن الأول حرفُ لين ، والثاني مُدّغم ، والمراد حادثة
المَوت التي تَخُصّ
المرء ، وصُغِّرت
لاستصغارها في جَنْب سائر الحوادث العِظَام من البَعْثِ والحساب وغير ذلك.
العامَّة : القيامة لأنها تعُمّ الخلائق. ومعنى مُبَادرة الستّ
بالأَعمال الانكماش في الأعمال الصالحة قبل وقوعها ، وتأنيث الست ، لأنَّها خُطَط
ودَوَاهٍ.
[خصل] : ابن عمر رَضِي الله عنهما ـ كان يَرْمِي فإذا أصاب خَصْلة قال : أَنَا بِهَا ، أَنَا بِهَا.
الخَصْلة : المرَّة من الخَصْل
، وهو الغَلَبة في
النضال ، يقال : خَصَلْتُهم
خَصْلاً وخِصَالاً كأنه على خَاصَلْتُهم ، فَخَصَلتهم ، [كناضَلْتُهم]
فنضلتهم. والتخاصل : الترَاهن في النضال ، وأصلُ الخَصْل : القطع. ومنه : سيفٌ مِخْصَل
، لأن
المُتَراهِنين يتقاطعون أَمْرهم على شيء معلوم.
أَنا بها : أي أنا
جئت بها وخصلْتُها
فحذف.
ومثله قول عمر رضي
الله عنه ـ وقد أتي بامرأة قد فجرت : مَنْ بك؟
أي من فَعَل بِك؟.
يخصف الوَرق في (فض).
متخَصّراً في (قر). إذا تخصّروا في (زخ). خصبة في (زو). مُخَصَّرة في (عق).
الخَصيلة في (صد). الخُصفتين في (خر). ولا يَخْصِف في (نش).
__________________
الخاء مع الضاد
[خضرم] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ خطب الناسَ يوم
النَّحْر ، وهو على ناقةٍ
مُخَضرَمة.
الخَضْرَمَة : أن يُجْعل الشيء بَيْنَ بَيْنَ ، فالناقة المُخَضْرَمة : هي التي قُطِع شيءٌ يسيرٌ من طرَف أُذُنِها ؛ لأنها
حينئذ بين الوَافِرة الأُذُن والنَّاقِصتِها ، وقولهم للخَفْضِ : خَضْرَمة تشبيهٌ بذلك ؛ لأن ما يحذف يسيرٌ ، وقيل : هي المَنْتُوجة
بين النَّجائب والعُكاظِيَّات ، ويقال للَّحْم الذي لا يُدرَى أَمِن ذَكرٍ هو أَمْ
من أُنثى مُخضْرَم ، ومنه المُخَضْرَم
من الشعراء : الذي
أدَرْكَ الجاهليَّة والإِسْلَام.
[خضر] : نهى صلى الله عليه وسلم عن المُخَاضرة.
وهي بَيْعُ
الثِّمار خُضْراً لمَّا يَبْدُ صَلَاحُها.
قال أبو سفيان رضي
الله عنه يومَ فتح مَكة : يا رسول الله ؛ قد أُبِيحَت خَضْراء قُريش ، لا قُرَيْش بعد اليوم.
هي جماعتهم
وكَثْرَتُهم ؛ سُمِّيت بذلك من الخُضْرَة التي بمعنى السَّواد ، كما قيل لها سَوَاد ودَهْماء ،
ومثلها تسميتُهم اللَّبَن المخلوطَ بالماء
خَضَاراً ، كما سموه سَمَاراً ؛ شبَّهُوها في تكاثُفِها وتَرادُفِها بالليل المظلم ، وقد
صرَّحوا بذلك فقالوا : أَقْبَلوا كاللَّيل المظلم. وقال :
*ونحنُ كاللّيل جاشَ في قتمه *
ومنه حديثه صلى
الله عليه وآله وسلم في فتح مكة : إنه أمر العبَّاس أن يَحْبِس أبا سفيان بمَضِيقِ
الوَادِي حيث تمرُّ به الكتائب ، فحبَسه حتى مرَّ المسلمون ، ومرَّ رسولُ الله صلى
الله تعالى عليه وآله وسلم في كتيبته الخَضْرَاء.
هي التي غلبها
سَوَاد الحديد كما قيل الجَأْوَاء.
ومنه حديث زَيْد
بن ثابت رضي الله عنه : إن الحارث بن حَكِيم تزوَّج امرأةً أَعْرابية ، فدَخل
عليها ، فإذا هي خَضْرَاء ؛ فكرهها ولم يَكْشِفها ، فطلَّقها ، فأرسل مروانُ في ذلك
إلى زَيد فجعل لها صَدَاقاً كامِلاً.
الصِّدَاقَ بالكسر
أفصح عند أصحابنا البَصْريين.
__________________
[خضب] : قال صلى الله عليه وآله وسلم في مَرَضه الذي مات فيه :
أجْلِسُوني في المِخْضَب
فاغْسِلوني.
هو المِرْكن ،
سُمِّي بذلك ؛ لأنه يُجْعل فيه ما
يُخْضَبُ به.
[خضر] : إياكم وخَضْرَاء الدِّمن. قيل : وما ذاك يا رسولَ الله؟ قال : المرأةُ
الحسناء في مَنْبت السُّوء.
ضربَ الشَّجَرةَ
التي تنبتُ في مَلْقى الزِّبْل فتجيء
مُخْضَرَّة ناضِرة ، ولكنَّ
منبتها خَبيث قَذِر ، مثلاً للمرأةِ الجميلة الوجه اللَّئيمة المَنْصِب.
[خضل] : قال صلى الله عليه وآله وسلم لأمّ سليم : خَضِّلي قَنَازِعَك.
الخَضِل
: النَّدِيّ ، وخَضِلَ واخْضَلَ
: إذا نَدِي ، والتخضيل : التّندية.
القَنازع
: شَعْرٌ متفرقٌ
في الرأس في مواضع شتَّى بعد الحَلْق أو النّتْف ، الواحدةُ قُنْزُعة ، يقال : لم يبق من شَعْرِه إِلا قُنْزعة ، ونونها زائدة
من الرأس المُقزّع.
أمرَها بإزالةِ
الشّعث وتطاير الشَّعر والتندية بالماء أو الدُّهن.
[خضع] : عمر رضي الله عنه ـ مرَّ رجل برجل وامرأة قد خَضَعا بينهما حديثاً ، فضرب الرجلَ حتى شَجَّهُ ، فرُفع إلى عمر
رضي الله عنه فأَهْدره.
خضعَ
يكون متعدياً
ولازماً. قال جرير :
أعدَّ اللهُ
للشُّعَراءِ منِّي
|
|
صَوَاعِق
يَخْضَعُون لها الرِّقَابا
|
والمرادُ خَفْض
الحديث وتَلْيينه.
[خضر] : كان يقولُ : اغْزُوا والغَزْوُ حُلْوٌ خضِر قبل أن يكون ثُمَاماً ، ثم رُماماً ، ثم يكون حُطَاماً.
وكان يقول : إذا
انتاطت المَغَازي ، واشتدَّت العزائم ، ومُنعت الغنائم فخيرُ غَزْوِكم الرّباط.
الخَضِر
: الأخضر ، والمراد الطريّ.
والثُّمام : شجرٌ ضعيف.
__________________
والرُّمَام : الهشيم من النَّبت.
وقيل : هو حين
تَنْبت رءُوسه فتُرَمّ ، أي تُؤْكل.
وحُطَام كل شيء : كُسَارته.
والمعنى : عليكم
بالغَزْو ، وهو لِعَدْلِ وُلاة الأمر في قسمةِ الفَيءِ ، ولمَا ينزل الله من
النَّصر ويُيَسّر من الفَتْح ببركة الصالحين كالثمرة في وَقْتِ طراوتها وحَلَاوتها
وخُلُوِّها من الآفات قبل أن يتدرَّج في الوهن إلى أَنْ يشبه حُطَام اليَبِيس
ودُقَاقه.
انتاطت
: بَعُدت ؛ افتعلت
من نِيَاط المَفازة ؛ وهو بُعْدُها ؛ كأنها نيطت بأَخْرى.
المَغَازِي
: مَوَاضعُ
الغَزْو ومتوجهات الغُزَاة.
العزائم
: عَزمات الأُمراء
على الناس في الغَزْو إلى الأَقْطار البعيدة وأخذهم به.
الرِّباط : المُرَابطة ، وهي الإِقامة في الثَّغْر.
[خضع] : الزُّبير رضي الله عنه ـ عن عُرْوة ابنه : كان الزبير
طويلاً أَزْرَق ، أَخْضع
أَشْعر ، ربما
أَخَذْتُ وأنا غلامٌ بشَعْر كَتِفَيْهِ حتى أقوم. يخطّ رجلاه إذا ركب الدابة ،
نُفُجَ الحَقِيبة.
الأَخْضَع
: الذي فيه جَنَأ.
الأَشْعر : الكثير الشعر.
النُّفُج
: صفة كالسُّرُح
والسُّجح ، بمعنى المنتفج ، وهو الرّابي المرتفع.
والحَقيبة : كل ما يجعَلُه الراكب وراءَ رَحْلِه ، فاستُعِيرَت
للعَجُز.
والمعنى : أنه لم
يكنْ بأَزَلّ .
[خضر] : أبو ذَرّ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله تعالى عليه
وآله وسلم : ما أَظلَّتِ الخَضْرَاء ولا أَقلَّت الغَبْراء أَصْدَق لَهْجَةً من أَبي ذَرّ.
هي السماء ، وتسمى
الجَرْبَاء والرَّقِيع والرَّقْع.
وروي في اللهجة
سكون الهاء وفتحها ، وأن الفتح أفصح. وقال أبو حاتم عن الأصْمَعي : اللهْجة الهاء
ساكنة ، ولم يعرف اللهَجة ، وقيل : لهجة اللسان ما يَنْطِقِ به من الكلام ، وإنها
من لَهج بالشيء ، ونظيرُها قول بعضهم في اللغة : إنها من لَغِيَ بالشيء إذا أُغْرِي به.
[خضم] : أبو هُرَيْرَة رضي الله عنه ـ مرَّ بمروان هو يَبْنِي
بُنْيَاناً له ، فقال : ابْنُوا شَدِيداً ، وأمِّلُوا بَعِيداً ، واخُضَمُوا فسنَقْضَم.
__________________
الخَضْم
: المضْغُ بأقصى
الأضراس ، وهو من الكَثْرة ، ومنه الرجل الخِضَمّ
الكثير العطيّة.
والقَضْم : بأدْنَى الأَسْنَان ، ومنه القَضِيم ، وما ذُقْت قَضَاماً
.
والمعنى :
استكثرُوا من الدنيا فإنَّا سنَقْنَع منها بالدُّون.
[خضض] : ابن عباس رضي الله عنهما ـ سُئل عن الخَضْخَضَة ، فقال : هو خيرٌ من الزِّنا ، ونِكَاحُ الأَمَةِ خيرٌ
منه.
هي الاستمناء ،
وهو اسْتِنزال المنيّ في غيرِ الفَرْج ، وأصلُ الخَضْخَضَة : التحريك ، يقال : خضخض
الماءَ في الإِناء
، والسكِّين في بَطْنه.
[خضد] : معاوية رضي الله عنه ـ رأى رجلاً يُجِيد الأَكلَ ، فقال
: إنه لَمِخْضَد.
هو الشدِيدُ الأكل
يقال : الفرس يَخْضِد
خَضْداً. قال امرؤ القيس
:
ويَخْضِدُ في
الآرِيّ حتى كأَنما
|
|
به عُرَّةٌ أو
طائِفٌ غَيْرُ مُعْقِبِ
|
وهو من الخَضْد ، وهو قَطْع الشيء الرّطب. وقيل لأعرابي كان مُعْجبً
بالقِثّاء : ما يُعْجِبك منه؟ فقال : خَضْدُه.
ومنه حديث
مَسْلَمة بن مُخَلَّد : إنه قال لعَمْرو بن العاص : إنَّ ابنَ عمِّك هذا لَمِخْضَد.
[خضل] : الحجاج ـ جاءته امرأةٌ برجلٍ فقالت : تزوّجني على أَنْ
يعطيني خَضْلاً نبيلاً.
هو الدرّ الصَّافي
ذو الماء ، الواحد
خَضْلَة ، وهي مِنَ الخَضْل بمعنى النَّدى.
[خضر] : مجاهد رحمه الله ـ ليس في الخَضْراوَاتِ
صَدَقة.
قيل هي الفَوَاكه
مثل التفاح والكمثرى وغيرهما ، وقيل : البُقُول ، وإنما جاز جمع فَعْلاء هذه
بالألف والتاءِ ، ولا يُقَال نساء حمراوات ، لاخْتِلاطِها بالأَسماء.
وفي الحديث :
تجنّبوا من خَضْرَائكم
ذَوَاتِ الريح.
أراد الثّوم
والبَصَل والكرَّاث.
في الحديث : من خُضِّرَ له في شيء فلْيَلزمه.
__________________
أي من بُورِك له
في صناعةٍ أو حِرْفة أو تجارةٍ فَلْيُقْبِل عليها ؛ وتحقيقُه : جعلت له الحال فيها خضْرَاء.
مخضبة خضِرة ، وآكلة الخضر في (زه). أخضلوا في (لع). أَخضر الشَّمَط في(مغ).
يَخْضَلّ في (طي).
خضمة في (زو). لم تخْضَد في (حد). فيه خضرات في (بد). خَضْرمنا النعم في (دج).
خضرتها في (قر). خضراؤهم في (قو). وخضده في (رب).
الخاء مع الطاء
[خطم] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ وعدَ رجلاً أَنْ
يَخْرُج إليه فأَبْطأ عليه ، فلما خرج قال له : شَغَلِني عنك خَطْمٌ.
قال ابنُ الأعرابي
: هو الخَطْبُ الجليل ، فميمُه على هذا بدلٌ من الباء ، ونظيره قولهم : بنات
مَخْرٍ في بنات بَخْر ، ورأيته من كَثَمٍ وكَثَبٍ ، وما زِلْتُ رَاتِماً على هذا
ورَاتِباً ؛ ويحتمل أن يُرَاد بالخَطْم أمرٌ
خَطَمه ؛ أي مَنعه من
الخروج.
[خطف] : نهى صلى الله عليه وسلم عن الخَطْفَة.
هي المرّة من الخَطْفِ ، سُمّي بها العُضْو الذي يَخْطِفُه
السبُع ، أو
يقطعُه الإِنسان من أعضاءِ البَهيمة الحيّة ، وهو ميْتة لا تحلّ ، وأصلُ هذا أنه
حين قَدِم المدينةَ رأى الناسَ يَجُبّون أَسْنمة الإِبل وأَلْياتِ الغَنَم
فيأْكلُونها.
[خطط] : سأله صلى الله عليه وآله وسلم معاوية بن الحكم عن الخَطِّ. فقال : كان نبيٌّ من الأنبياء يخُطُّ ، فمن صادَفَ مثلَ خَطِّه
عَلِم مِثْلَ
عِلْمه.
قال ابن الأَعرابيّ
: كان يأتي صاحبُ الحاجة إلى الحازِي فيعطيه حُلْوَاناً فيقولُ له : اقْعُد حتى أخطَّ لك ، وبين يديه غلامٌ معه مِيل ، ثم يأتي إلى أرْضٍ رخْوة فيخُطّ خطوطاً كثيرة بالعَجَلة لئلا يَلْحَقها العدد ، ثم يرجِع فيمحُو
على مَهله خَطَّين خطَّين ، فإن بقي منها
خطّان فهما علامةُ
النجاح ، فيقول الحازي : ابْنَي عِيَان. أسْرِعَا البَيَان. وإن بقي خطٌّ واحد فهو علامة الخيْبَة ، والعرب تسميه الأسْحم.
__________________
[خطم] : تخرج الدَّابَّة ومعها عصَا مُوسى وخاتَم سليمان عليهما
السلام ، فتُحَلِّي وَجْهَ المؤمن بالعصا ، وتَخْطِم
أنْفَ الكافر
بالخاتَم ، حتى إن أهل الإِخْوَان ليجتمعون فيقول هذا : يا مؤمنُ ، ويقول هذا : يا
كافر.
أي تُؤثر على أنفه
، من خَطَمت البعير : إذا وسمتَه بالكيّ بخطٍّ من الأَنْفِ إلى أحدِ
خَدَّيه ، وتسمى تلك السِّمَة : الخِطَام.
الإِخْوَان
: الخِوَان ،
ومثاله الإِسوار والسّوار. وقال :
ومَنْحَر
مِئْنَاثٍ تَجُرُّ حُوارَها
|
|
ومَوْضِع
إخْوَانٍ إلى جَنْبِ إخْوَانِ
|
[خطط]
: أبو ذرّ رضي
الله عنه ـ نَرْعَى الخطَائِط ، ونَرِدُ المَطَائط ، وتأكلون خَضْماء ، ونأكل قَضْماً ،
والموعدُ الله.
الخطيطة : الأرض التي لم تمطر بين ممطُورتين.
المطيطة : الماء المختلط بالطين الذي يتمطَّط ، أي يتمدّد
بِخُثُورَته.
الخضم
والقضم : قد مضى تفسيرهما آنفاً.
[خطأ] : ابن عباس رضي الله عنهما ـ سُئِل عن رجلٍ جعل أمرَ
امْرَأتِه بيدها ، فقالت : فأنتَ طالق ثلاثاً. فقال ابنُ عباس : خَطَّأَ الله نَوْءَها! أَلَا طلقت نفسها ثلاثاً.
أي جعله مُخْطِئاً لها لا يصيبُها مَطَرُه ، ويقال لرجل إذا طلب حاجتَه فلم
يَنْجح : أَخطأ نوؤك ـ وروي : خطّي
؛ وهو يحتمل أن
يكون من الخطيطة ، وهي الأرض غيرُ المُمْطَرة وأصله خطَّط ، فقُلبت الطاء
الثالثة حرف لين ، كقولهم : تَقَضِّي البازي والتَّظَنِّي ولا أملاه.
وروي بهذا المعنى
خطّ بغير ألف ، وما أظنّه صحيحاً ، وأن يكون من خَطَّى
الله عنك السوء ؛
أي جعله يتخطَّاها ولا يُمطرها.
[خطف] : أَنَس رضي الله تعالى عنه ـ كان عند أم سليم شَعِير
فجشَّته ، فجعلت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم خَطِيفة وأَرْسَلَتْني أَدْعوه.
[هي] لبن يُطبخ
بدَقيق ويُخْتطف بالملاعق.
[خطر] : ابن مُقَرِّن رضي الله عنه ـ قام خطيباً في غزوة
نَهاوَنْد ، فقال : أيها الناسُ ، إن هذه الأعاجم قد أَخْطَروا لكم وأَخطرتُم
لهم إخطاراً ؛ أخطروا رِثَّةً وأخطرتُم
الإِسلام ؛
__________________
فنافِحوا عن
دِينكم ؛ ألا وإنكم بابٌ بين المسلمين والمشركين إن كُسر ذلك البابُ دُخل عليهم
منه. ألَا وإني هَازٌّ لكم الرَّايةَ ، فإذا هَزَزْتها فلْيَثب الرِّجال إلى
أَكِمَّةِ خُيولها فيُقَرِّطُوها أَعِنَّتها ؛ ألا وإني هازٌّ لكم الراية الثانية
فلْتَثب الرجالُ فتشد هَمَايِينَها على أحقائها ، ثم ذُكِر أن النعمان طعن برايته
رجلاً ثم رفع رايته مختضبَة دَماً ، كأنها جناح عُقَاب كاسر ؛ وجُمِعت الرِّثَاث
كأنها الإِكام ـ بعد قَتْل النعمان ـ إلى السائب.
يقال : أخْطَر لي فُلانُ وأخطرت
له ، إذا
تَرَاهَنا. والخَطَر : ما وضَعَاه على يدي عَدْل ، فمن فاز أخذه ، وهو من الخَطر بمعنى الغَرَر ؛ لأن ذلك المال على شَفَا أن يُفَازَ به
ويُؤْخذ.
الرِّثّة واحدة
الرِّثَاث : الأَمتعة
الرَّدِية ، أراد الغنائم ؛ فصغّر شأنها كما قالت أخت عمرو بن معديكرب :
ولا تأخذوا منهم
إفَالاً وأَبْكراً
|
|
[وأُتْرك في بيت بصَعْدَة مُظْلِم]
|
أراد أنهم لم
يُعَرِّضوا للاستهلاك إلا متاعاً يَهُونُ قَدْرُه ؛ وأنتم عَرّضْتُم له ما هو أفخم
الأشياء شأناً وأعظمها قَدْراً ، وهو دِينُ الإِسلام ؛ فضرب لذلك فِعْلَ
المتخاطرَين مثلاً.
المُنَافحة : المدافعة ، من نفحه بالسّيف ، وقَوْس نَفُوح : بعيدة الدَّفع للسهم ، ونَفْح
الرائحة :
انتشارُها واندفاعها.
الأَكِمَّة : جمع كِمام
وهو المِخلاة التي
تعلّق بأعلى رأس الدابة ، وكِمام
البعير : هو ما
تكمُّ به فُوه لئلا يعضّ.
التقريط : أن يجعلوا الأعِنّة وراء آذانِها عند طرح اللّجم في
رءوسها ، أُخِذ من تقريط المرأة.
والمعنى : الأمرُ
بنزع المخالي وإِلجام الخيل.
الثانية : صفة
للمصدر المحذوف ، تقديره الهزَّة الثانية.
الهِمْيَان
: الذي يُجعل فيه
الدَّرَاهم ويشدّ على الْحِقْو ، فِعْلَان من هَمى ، لأنه إذا أُفرِغ همى بما فيه
، وسميت به المِنطقة ؛ لأنها تُشَدّ مشدَّه ، والمراد هاهنا المَناطِق.
الكاسر : التي تَكْسِرُ جَنَاحَيْها إذا انحطَّت.
[خطم] : عائشة رضي الله عنها ـ وصَّى أبو بكر رضي الله عنه أن
يُكَفَّنَ في ثوبين كانَا علَيْهِ ، وأن يُجعلَ معهما ثوبٌ آخر ؛ فأرادت عائشة أن
تبتاعَ له أثواباً جُدُداً ، فقال عُمَر : لا يكفَّن إلا فيما أَوْصَى به. فقالت
عائشة : يا عمر ؛ واللهِ ما وُضعت الخُطُم
على آنُفِنا. فبكى
عُمَر وقال : كفِّني أباك فيما شئت.
كُنِي عن الولاية
والملك بوَضْع الخُطم
؛ لأن البعير إذا
مُلِكَ وُضع عليه الخطام.
والمعنى : ما
ملَكْتَ علينا أمورَنا فتنهانا أن نصنع ما نريدُ فيها.
وما يخطر في (سن).
خطيطه في (ضف).
فتَخْطِمه في (هض). وخطيفة
في (خر).
كالخطائط في (سل).
المخاطب في (رس). خَطر في (أر). عن خَطْمه
في (حت). خَطّارة
في (جن). واسوق خَطْوِي في (ذق).
الخاء مع الفاء
[خفق] : النبي صلى الله
عليه وآله وسلم ـ أيُّما سَرِيَّةٍ غَزَتْ فأَخْفَقَت
كان لها أَجْرُها
مرَّتين.
أي لم تغنَم ،
وحقيقتُه صادفت الغنيمة
خافِقَةً غيرَ ثابتة
مستقرَّة ؛ فهو من باب أَجْنَبته وأَنحلته وأَقْحمته.
[خفض] : قال صلى الله عليه وآله وسلم : يا أم عطية ؛ إذا خَفَضْت فأَشِمّي ، ولا تَنْهَكي ؛ فإنه أَسْرَى للوجه وأَحْظَى
عِنْد الزَّوْج.
الخَفْض
: خَتْن المرأةِ
خاصّة ، شَبَّه القطع اليسير بإشمام الرَّائحة.
والنَّهْك : المبالغة فيه.
أَسْرى
: من سَرَوْتُ عنه الثوب : إذا كشفتَه ، أي أَجْلَى للوَجْهِ ، وأَصفى للونه
؛ والضمير في فإنه للإِشْمَام.
[خفر] : أبو بكر رضي الله تعالى عنه ـ ذكَر المسلمين فقال : فمن
ظَلَم منهم أحداً فقد
أَخْفَر الله ، ومن وَلِي
من أَمْرِ الناس شيئاً فلم يُعْطِهم كتاب الله فعليه بَهُلَة الله ، ومن صلّى
الصبح فهو في خُفْرَة الله.
خفرتُ
الرجل أَجَرْتُه ،
وحفِظْتُ عَهْدَه وأخفرته
: نَقَضْتُ عهده ،
الهمزة فيه مثلها في أشكَيْتُه ، كأن المعنى : أزلت خُفْرته.
كتاب الله ، أي
مَرَاسِمه في العدل والإِنصاف.
البَهْلة ـ بالفتح والضم : اللعنة.
__________________
[خفا] : أبو ذَرّ رضي الله عنه ـ قَدِم مكة عند إسلامه ، فذكَر
أَنه كان يمشي نَهاره ، فإذا كان الليلُ سَقَطْتُ كأني خِفَاء.
هو الكِساء الذي
يُلْبَس وَطْبَ اللبن ، من خَفِيَ
، قال ذو الرمة :
*عليه زَادٌ وأَهْدَام وأَخْفِية *
كان هي التّامة
المُسْتَغْنية عن الخَبر.
[خفت] : أبو هريرة رضي الله عنه ـ مثل المؤمن الضعيف كمثل خَافِت الزَّرع ، يميل مرة ويعتدلُ أُخرى ـ وروي : خافتة الزرع ، وخافَةِ الزرع.
الخافت
والخافتة : ما لَانَ وضَعُف ، ولحوق التاء على تأويل السّنبلة ،
وأما الخافة فهي فَعَلَة من باب خَوْف ، وهي وِعاءُ الحبّ ؛ سُمِّيت
بذلك لأنها وقايةٌ له. ويقال للعَيْبة والخريطة التي يُشْتَار فيها العسل : خَافَة مِنْ هذا ، والخوف
هو الاتّقاء.
والمعنى إنه
مَمْنُوٌّ بأحداث الزمان مُرَزّأٌ لا يستقيم في أَمر دنياه استقامةَ غيره.
[خفق] : ابن أَسِيد رضي الله عنه ـ ذكر الدّجال فقال : يخرجُ في
قلَّةٍ من الناس ، وخَفْقَة من الدّين ، وإدبار من العلم.
هي من خفق إذا اضطرب ، أو
خفق الليل : إذا ذهب
أكثره ، أو خَفَق النجم إذا انحطّ في المغرب ، أو من خفق خَفْقة ، إذا نعس نَعْسة ، والمعنى فَتْرَةُ أمره.
عبيدة السَّلمانيّ
رحمه الله تعالى ـ سُئل عن مُوجب الجَنَابةِ ، فقال : الخَفْق والخِلَاط ـ وروي : الدّفْق.
هو الإِيلاج ،
وأصله الضَّرب ، يقال : خَفَقَه
بالدِّرة.
والخِلاط : مُخَالطة الرجل المرأة.
[خفف] : مجاهد رحمه الله ـ سأله حبيب بن أَبي ثابت ، فقال : إني
أَخافُ أن يُؤَثِّر السجودُ في جَبْهَتي. فقال : إذا سجدتَ فتَخافَ.
__________________
أي ضَعْ جبهتكَ
على الأَرْض وضْعاً
خَفِيفاً من غير اعتمادٍ.
ومنه حديث عطاء : خِفّوا على الأرض ـ وروي : فتَجافَّ.
تَخْتَفُوا في (حف).
أَخَفْواً في (قع). خَفَر في (بج). خافجة في (لب).
الخاء مع القاف
[خقق] : عبد الملك ـ كتب إلى الحجاج : أما بعد فلا تَدَع خَقًّا من الأَرض ، ولا لَقًّا إلا زَرَعته.
الخَقُ
: الخَدّ في الأرض
، يقال : خقّ فيها وخدَّ.
واللَّق : الصّدع ـ وروي عن يوسف بن عمر أنه قال : إنّ عاملاً من
عمّالي كتب إليّ يذكر أنه زرع كل حُقّ ولُقِّ. بالحاء والضم ، وفسر الحُقّ بالأرض المطمئنة ، واللُّقُ
بالمرتفعة.
أَخاقيق
في (وق).
الخاء مع اللام
[خلف] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ إن الله تعالى جعل
حسناتِ ابن آدم بعَشْرِ أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، وقال جل ثناؤه : إلّا الصوم ؛
فإن الصوم لي ، وأنا أَجْزِي به ، ولَخُلُوف
فَمِ الصائم
أَطْيبُ عند الله من رِيح المسك.
خَلَف
فوه خُلُوفة وخُلُوفاً ، وأَخلف
إخلافاً : إذا تغيّر. قال
ابن الأحمر :
بانَ الشبابُ وأَخْلَف
العَمْرُ
|
|
وتنكّر
الإِخوانُ والدَّهْر
|
أراد بالعَمْرِ : اللحم الذي بين الأَسنان ، قال المبرِّد في فَسْره : خَلف : حدثَتْ له رائحة بعدُ ما عُهِدَتْ منه ، ولا يقال : خُلوف لمن لم يزَلْ ذلك منه. ومنه اللحم الخَالِف ، وهو الذي تجِد منه رُوَيحةً.
__________________
ومنه حديث عليّ
عليه السلام ـ حين سُئِل عن القُبْلَة للصائم ، فقال : وما أَربُك إلى خُلُوفِ فيها؟.
[خلج] : ليَرِدَنّ عَليَّ الحوضَ أقوامٌ ثم لَيُخْتَلَجُنّ دُوني.
أي ليجتَذَبنّ ،
ويقتطعُنّ عَنِّي.
صَلّى صلى الله
عليه وآله وسلم بأصحابه صلاةً جَهَر فيها بالقراءة ، وقرأ قارىءٌ خلفه فجهر فلما
سلّم قال : لقد ظننت أن بعضكم خَالَجَنِيها.
أي جاذبني
القِرَاءة ونازَعنيها.
وفي حديث آخر : ما
لي أُنَازع القرآن!.
[خلل] : بعث صلى الله عليه وآله وسلم رجلاً على الصَّدَقة ، فجاء
بفَصِيل مَخْلول ، أو محلول ، فقال : هذا من صَدَقَة فلان ، فقال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم : لا باركَ الله له في إبِله ؛ فبلغ الرجلَ دعاؤه فجاء
بناقةٍ كَوْماء ، فتلّها إليه ، فدعا له في إبله بالبركة.
المَخْلُول
: الذي خُلّ لسانُه لئلا يَرْضع عند الفِطام فهُزِل.
والمحلول : الذي كأنما حُلَّ عن أوصاله اللحمُ وخُلِع لفَرْط
هُزَاله.
تلّها : أناخها ، من تَلَلْتُ
الرجل : إذا
صرعتَه.
الكَوْمَاء : المرتفعة السنام ، من كوّمت
الشيء : إذا
ركمته.
[خلب] : قال أبو رفاعة رضي الله عنه : أتيتُه صلى الله عليه وآله
وسلم وهو يخطب ، فقلت : إني رجل جاهل غريب لا يَعْلَم دينه ، فترك الناسَ ونزل ،
فقعد على كرسيّ خُلْبٍ
، قَوَائِمُه من
حَدِيد.
هو لِيف النّخل.
قال :
ومُطَّرداً
كرِشَاءِ الجَرُو
|
|
رِ مِنْ خُلُب
النَّخْل لم يَنْأَدِ
|
__________________
وهو من الخَلْب بمعنى الانتزاع ، يُقال : خَلَب
السبعُ الفريسة ،
ومنه الخُلْب لأنه يُنتزع من النخل ، وسُمّي لِيفاً ، لأنه يُلاف منه أي
يُؤخذ منه ، من لَافَ المالُ الكلأ يلوفه.
ومنه حديثه صلى
الله عليه وسلم : إنه كان له وسادة حَشْوُها
خُلْب ـ وروي : سَلَب.
وهو قشور الشجر ـ وروي
: فأُتي بكُرْسي من خُلْبٍ
قوائمه حديد فقعد
عليه.
قال حُميد بن هلال
: أُراه خشباً أسود ، حسب أنه حديد.
[خلص] : لا تقومُ الساعة حتى تضطرب أليَاتُ نساء دَوْس على ذي الْخَلَصَة.
هو بيت أصنام كان
لدوْس وخَثْعم وبَجِيلة ومَنْ كان ببلادهم من العرب بتَبالة ؛ أو صنم لهم.
وقيل : كان عَمْرو
بن لُحيّ بن قَمْعَة نصبه بأسفل مكة حين نصب الأصنام في مواضع شتى ، فكانوا
يُلْبِسونه القلائدَ ، ويُعَلّقون عليه بَيْض النعام ، ويذبحون عنده ، وكأنّ
مَعْناهم في تسميته بذلك أن عُبَّاده والطائفين به خَلَصة.
وقيل : هو الكعبة
اليمانيَّة.
وفي قول مَنْ زعم
أنه بيت كان فيه صنم يسمى الخَلَصة نظر ؛ لأن ذو لا يُضَاف إلا إلى أسماءِ الأجناس.
والمعنى أنهم
يرتدُّون ويعودون إلى جاهليتهم في عبادة الأوثان فترمُل نساءُ بني دوْس طائفاتٍ
حولَ ذي الخَلَصة ، فترتجُّ أكفالُهنّ.
ومنه قوله صلى
الله عليه وآله وسلم لجرير بن عبد الله : تهيَّأ حتى تسيرَ إلى بيت قومك خَثْعم
وذي الخَلَصة ، فتدعوَهم إلى الإسلام وتكسر صَنَمهم. فقال : يا رسولَ
الله إِني رَجُلُ قِلْع ، فقال : اللهم ثَبِّته واجعله هادِياً مهديًّا.
القِلْع
: الذي لا يَثْبُت
في السَّرْج.
ومنه الحديث :
تكون رِدّةٌ قَبْل يوم القيامة ، حتى يرجعَ ناسٌ من العرب كفّاراً يعبدون الأصنام
بذي الخَلَصة.
وفيه دليل على أنه
بيت أصنام.
[خلى] : عن معاوية بن حَيْدة القُشَيْري رضي الله عنه : قلت : يا
رسول الله ؛ ما آيات
__________________
الإِسلام؟ قال :
أن تقولَ أسلمتُ وجهي إلى الله وتخلَّيتُ ، وتقيمَ الصلاة وتُؤتي الزكاة ، كلُّ
مسلم عن مسلم مُحْرِم ، أَخَوان نصيران.
فقلتُ : يا نبي
الله ؛ هذا ديننا؟ قال : هذا دينكم وأينما تحسِنْ يكفِك.
التخلّي
: التفرّغ. يقال :
تخلى من الدنيا وتخلَّى
للعبادة ، وهو
تَفَعُّل من الخُلُوّ ، والمراد التبرّؤ من الشرك ، وعَقْدُ القلب على شرائع
الإِسلام.
كل مَنْ دخل في
حرمة لا يسوغُ هَتْكُها فهو مُحْرِم. ؛ يعني أنّ حقَّ كل مسلم أن يكون آمناً أَذَى
مسلم مِثْلِه متباعداً عن استطالتِه عليه ، ونكايتِه فيه ، لكونه داخلاً في حُرمة
الإِسلام ومَأْمَنِه.
أخوان : خبر مبتدأ
محذوف ، معناه : هما أخَوَان ؛ أي المسلمان حَتْمٌ عليهما التناصر والتعاون ؛ لا
ينبغي لهما أن يتخاذلا.
ما في أينما زائدة
؛ ليست مثلها في حيثما وإذ ما ، ألا ترى أن أين جازمة للفعلين بدونها ، ولكنها
أفادت تأكيداً وضَرْباً من الشّيَاع الزائد.
والمعنى : هذا
دينكم وأنتم كما قلت في المحافظة على هذه الحدود وإقامةِ هذه الفرائض ، وعلى أن
الأمرَ كذلك ؛ ففي أي مقامة من مقامات الخير أوقعت إحساناً وبِرّاً على سبيل
التبرع أجدى عليك ونَفَعَك عند الله فلا تعجَز أن تفعل.
[خلف] : ثلاث آيات يَقْرُؤهن أحدكم في صلاته خيرٌ له من ثلاث خَلِفاتٍ سِمَان عِظام.
الخِلَفة : الناقة الحامل.
[خلج] : كانت له صلى الله عليه وآله وسلم خَشَبة يقوم عندها إذا
خَطَب ، فقالوا : لو جعلنا لك شيئاً تقومُ عليه حتى تُسْمِعَ الناس؟ فحنَّت الخشبة
حَنِينَ الناقة
الخَلُوج ، فأتاها فضمّها
إليه.
هي التي اخْتُلج عنها ولدها ، أي انتُزِع.
لو : بمعنى ليت ،
وقد سبق مِثْلها مع الشرح.
[خلى] : قال صلى الله عليه وآله وسلم في مكة : لا يُخْتَلى خَلَاها ، ولا تَحِلُّ لُقَطَتها إلا لمُنْشِدٍ.
الخَلَى
: الرَّطب من الخَلَى ، كما أن الفَصِيل من الفَصْل وهما القَطْع ؛ يقال : خَلَى الخَلَى يَخْليه واخْتَلاه
: إذا جَزَّه ،
وحقه أن يكتب بالياء ، ويثنّى خَلَيان.
اللُّقَطة ـ يفتح القاف ،
والعامّةُ تسكنها : ما يُلْتَقط.
المنْشِد :
المعَرِّف.
[خلف] : أبو بكر رضي الله تعالى عنه ـ جاءه أعرابيٌّ فقال : أنت خليفة رسول الله؟
قال : لا ، قال :
فما أنْتَ؟ قال : أنا
الخالِفة بعده.
الخالف
والخالِفة : الذي لا غَناءَ عنده ولا خَيْرَ فيه ، [وهو بَيِّن
الخَلافة بالفتح]. يقال: هو
خالِفةُ أهلِ بيته. وهو خالفةٌ من الخوالف
، وما أدري أيُ خالفةٍ هو؟ أراد تصغير شَأْن نفسِه وتوضيعها.
لما كان سؤاله عن
الصفة دون الذات. قال : فما أنتَ؟ ولم يقل : فمن أنت؟
عُمَر رضي الله
عنه ـ لو أُطِيقُ الأَذانَ مع الخِلِّيفى
لأَذَّنتُ.
هذا النوع من
المصادر يدل على معنى الكثرة.
قال سيبويه : يقول
: كان بينهم رمِّيَّا ؛ فليس يريد قوله رَمى رَمْياً ، ولكنه يريد ما كان بينهم من
الترَامِي وكثرة الرَّمْي ، وأما الدِّلِّيلَى فإنما يريد كثرة علمه بالدّلالة
ورسوخه فيها ؛ فكأنه أراد بالخِلِّيفى كثرةَ جَهْده في ضبط أمور الخلافة ، وتصريف
أعِنّتها.
[خلى] : رفع إليه رضي الله عنه رجلٌ قالَت له امرأتُه : شَبِّهني
، فقال : [كأنَّك ظبية] ، كأنَّك حمامَة. فقالت : لا أرضى حتى تقول : خَلِيَّةٌ
طالق ، فقال ذلك ، فقال عمر رضي الله عنه : خُذْ بيدها فهي امرأتُك.
الخلية : الناقة التي تُخَلَّى عن عِقالها ، وطَلَقتْ من العِقَال
تَطْلُق طلْقاً فهي طالق ، وقيل الخَليّة : الغزيرة يؤخذ وَلَدُها فيُعْطَف عليه غيرُها وتُخَلّى هي
لِلْحَيّ يشربون لبنها. قال خالد بن جعفر الكلابي [يصف فرساً] :
وأوصى الحالبَيْن
ليُؤْثرَاها
|
|
لهَا لَبَنُ
الخلِيّة والصُّعُود
|
والطالق : الناقة التي لا خِطَام عليها ، أرادت مخادَعتَه عن
التطليق بإرادتها له على أن يقول : كأنك خليّةٌ طالق ، فتطلق ، وإنما ذهب هو إلى
الناقة فلم يقع الطَّلاق.
[خلق] : [قال عمر رضي الله عنه] : ليس الفقير الذي لا مال له ،
إنما الفقير
الأَخْلَقُ الكَسْبِ.
هو الأمْلس
المُصْمَت الذي لا يُؤَثّر فيه شيء ؛ من قولهم : حَجَرٌ أَخْلَق ، وصخرة
خَلْقاء.
__________________
ومعنى وَصْف الكسب
بذلك أنه وافر منتظم ، لا يقع فيه وَكْس ولا يتحيَّفُه نُقْصَان. أراد أنّ عادة
اللهِ في المؤمن أَنْ تُلمَّ به المرازىء فيما يملكه ، فيثابَ على صبره فيها ؛
فإذا لم يزَلْ مُعَافًى منها موفوراً كان فقيراً من الثواب ، وهو الفَقْر الأَعظم.
[خلى] : إن عاملاً له رضي الله عنه على الطائف كتب إليه : إن رجالاً
من فَهْم كَلَّموني في خَلَايا لهم أسْلَموا عليها ، وسألوني أنْ أحميَها لهم.
فكتب إليه عمر :
إنما هو ذُبَابُ غَيْث ، فإن أدَّوْا زَكاته فاحْمه عليهم.
الخلايا عَسَّالات
النحل ، وهي أشباه الرَّوَاقيد ، الواحدة خلِيّة ، كأنها المواضع التي تُخْلِي فيها
أجْوافها.
ومنه الحديث في
خلايا النحل ، أن فيها العشر.
هو : ضمير
العَسَل. يعني أنه يعيش بالغيث ويرعى ما ينبته ، فشبّهه بالنعم السائم الذي فيه
الزكاة.
[خلع] : عثمان رضي الله عنه ـ كان إذا أُتِيَ بالرجل قد تَخَلَّع في الشراب المُسْكِر جَلَده ثمانين.
أي انهمك في
مُعَاقرته ، وخلع
رَسَنَه فيها ،
وبلغ به الثَّمَل إلى أن استرخت مفاصِلُه استرخاءً يشبه التَّخَلُّع والتفكك ، كما قال الأخطل :
صَرِيعُ مُدَام
يَرْفَعُ الشَّرْبُ رأسَه
|
|
ليحيا وقد
مَاتَتْ عِظَامٌ ومَفْصِلُ
|
إِذا رفعوا
عَظْماً تحامل صَدْرُه
|
|
وآخرُ مما نال
منها مُخَبَّلُ
|
[خلف]
: ابن عمرو بن
نُفَيل ـ لما
خالفَ دِين قومه قال له
الخَطَّاب بن نُفَيل : إني لأحسَبك خالِفةَ بني عديّ ؛ هل ترى أحداً يصنع مِنْ قومك ما تصنع؟.
الخالفة : الكثير الخِلاف ، قال :
*يأيها الْخَالِفة اللَّجُوج *
ويجوز أن يريد
الذي لا خيرَ عنده ، وقد مرَّ آنفاً.
[خلل] : ابن مسعود رضي الله عنه ـ عليكم بالعلم فإنّ أحدكم لا
يَدْرِي متى يُخْتَلُ
إليه.
__________________
أي يُحتاج ، من الخَلَّة ، وهي الحاجة.
[خلف] : الخُدْريّ رضي الله عنه ـ خرجنا في سَرِيَّة زَيْد بن
حارثة التي أصاب فيها بني فَزارة ، فأتينا القوم خُلُوفاً ، فقاتل النَّحَّام العَدَويّ يومئذ ، وقد أقام على صلبه
نَصِيلاً. قال : إني أقْوَيْت منذ ثلاث ، فخِفت أنْ يَحْطِمَني الجوع.
فُسّر الخلوف في الهمزة والطاء.
النّصيل
: حَجَر فيه طول
نحو الذراع وأكثر.
الإِقواء : نفاد الزاد.
[خلج] : شُرَيح رحمه الله ـ إن نسوةً شهدن عنده على صبيٍّ وقَعَ
حيًّا يَتَخَلَّج ، فقال : إن الحيَّ يرِثُ الميت ، أَتَشْهَدن بالاستهلال؟
فأَبْطَل شهادتهنّ.
التَّخَلُّج
: الاضطراب
والتحرك.
أهلَ
الصبي واسْتَهَلَ : صاح عند الولادة ، وأُهِلَ
الهلال فاسْتُهلّ : صِيح بالتكبير عند رؤيته ، وانهلَّت السماء بالقَطْر ، واستهلّت
: ابتدَأت به
فَسُمِع صوت وَقْعِه.
[خلص] : قضى في قَوْسٍ كسرها رجلٌ لرجل بالخَلاص.
قيل : هو مِثْل
الشيء المُتْوَى.
وخَلَّص : إذا أعطى الخَلاص ، ومنَّاه ما يتخلَّصُ به من الخصومة.
[خلج] : أبو مِجْلَز رحمه الله ـ إذا كان الرجل مُخْتَلَجاً فسرَّك ألّا تكذب فانسُبْه إلى أمّه.
يقال : تخالجوا الشيء واختلجوه
، إذا تنازعوه.
والمعنى : إذا كان
مُخْتَلَفاً في نسب أبيه يتداعاه قوم وقوم فانْسُبه إلى طرف الأم.
[خلق] : ابن عبد العزيز رحمه الله ـ كُتِب إليه في امرأة خَلْقاء تزوَّجها رجل ؛ فكتب إليه : إن كانوا علموا بذلك
فأغْرِمْهم صَدَاقها لزَوْجها ـ يعني الذين زوّجوها ـ وإن كانوا لم يعلموا فليس
عليهم إلا أن يحلِفوا ما علموا بذلك.
هي الرَّتْقاء ،
من الصخرة الخَلْقاء : المُصْمتة.
[خلى] : معتمر رحمه الله ـ سُئِل مالك عن عَجين يُعْجَن بدُرْدِيّ
، فقال : إن كان يُسْكِر فَلا ، فَحَدَّث الأصمعيّ به معتمراً فقال : أو كان كما
قال :
رأى في كفّ
صاحبه خَلاةً
|
|
فَتُعْجِبه
ويُفْزِعه الجَرِيرُ .
|
__________________
الخلاة : الطائفة من الخَلَى
وهو الرَّطْب ،
ونظيرها الشُّهْدة من الشَّهْد ، والْجُبْنَةُ من الجُبْن.
أعجبته فتوى مالكٍ
، وخاف التحريمَ لاختلافِ الناس في المسكر ، فتوقّف وتمثل بالبيت.
ومعناه أن الرجل
ينِدُّ بعيرُه فيأخذ بإحدى يَدَيْه عُشْباً ، وفي الأخرى حَبْلاً فينظر البعيرُ
إليهما فلا يَدْري ما يَصْنَع.
خلوفاً في (أط).
لا خِلَاط في (اب). خَلأت في (خب). إذا أخلف في (دك). ما خَلَفُه في (دخ).
بِخَلَاقِك في (شل). أخلقَ في (عو). خالع في (هل). خُلِب النخل في (جو). الخلي في (لف). خِلَاص في (عذ). اختللناها في (سل). يخْتَلِي في (جر).
يخْلِجُ في (حل). خلوقكم في (ول). واخلولق في (رب). الخِلَاط في (ين). نستخلب في (صب).
مخلاف في (نص).
الخاء مع الميم
[خمر] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ خَمِّرُوا آنيتَكم ، وأوْكُوا أَسْقِيتكم ، وأَجِيفوا الأبوابَ ،
وأَطْفِئُوا المصابيح ، واكْفِتُوا صِبيانَكم ؛ فإنّ للشياطين انتشاراً وخَطْفة. ـ
يعني بالليل.
التخمير : التغطية.
ومنه حديثه صلى
الله عليه وآله وسلم : إنه أُتِي بإناء من لبن ، فقال : لولا خمرته ولو بعود تَعْرُضه عليه.
لولا هذه
تَحْضِيضيَّة.
ومنه الحديث : لا
تجد المؤمنَ إلا في إحدى ثلاث : في مسجد يَعْمُره ، أو بيتٍ يُخَمِّرُه ، أو معيشة يُدَبِّرُها.
أي يستره ويُصْلِح
من شأنه.
الآنية : جمع قِلّة ، كآدِمة جمع أديم.
الإِيكاء : الشَّدُّ بالوِكاء ، وهو خيط يشد به السِّقاء.
إجافة الباب : ردّه.
__________________
اكْفِتوهم :
ضُمّوهم إليكُم ، واحبسوهم في البيوت.
كان صلى الله عليه
وآله وسلم يسجد على الخُمْرة.
هي السجّادة
الصغيرة من الحصير ، لأنها مُرْمَلة
مخمّرة خيوطها بسَعَفها.
[خمم] : سُئل صلى الله عليه وآله وسلم ـ أيُّ الناس أفضل؟ فقال :
الصادق اللسان ، المَخْمُوم
القلب. قالوا :
هذا الصادق اللسان قد عرفناه ، فما
المخموم القَلْب؟ قال : هو
النَّقيُّ الذي لا غِلّ فيه ولا حَسَد.
هو من خَمَمْتُ البيت ، إذا كنسته.
[خمس] : عليّ عليه السلام ـ قال حَبَّة بن جُوَيْن العُرَنيّ :
شَهِدْنَا معه يوم الجمل ، فَقَسَم ما في العسكر بيننا ، فأصاب كلّ رجل منا
خَمْسمائَةٍ خَمْسمائةٍ ؛ فقال بعضهم يوم صِفِّين في كلام له :
قُلْتُ لِنَفْسِ
السوء لا تَقرِّيْن
|
|
لا خَمْسَ إلا
جَنْدَل الإِحَرِّيْن
|
*وَالخَمْسُ
قد تُجْشِمُك الأَمرِّين *
|
أراد لا خَمسمائة
، فحذف لأنه كان معلوماً.
الإِحرُّون
: جمع حَرَّة ، وزيادة الهمزة فيه بِمنزلة الحركة في أرَضَون ، وكتغير
الصدر في ثِبون [وقِلُون] كراهة أن تكون بمنزلة ما الواو والنون له في الأصل ،
كمسلمون. ويقال حَرُّون كما قيل قُلون بغير تغيير ؛ تنزيلاً للواو والنون منزلة
الألف والتاء ونظيره قول بعضهم في الواحدة : إِحَرّة.
والمعنى : ما لَك
اليوم مما فرض لك يوم الجمل إلا الحجارة!
الأمَرُّون
: الدواهي ، جمعُ
الأمرّ ، والمعنى الخطب أو الحادث.
الأمَرّ : الأفظع. والقول فيه القول في حَرُّون.
مُعاذ رضي الله
عنه ـ كان يقول باليمن : ائتوني بخَميس
أوْ لَبِيس أخذُه
منكم في الصدقة ؛ فإنه أيسرُ عليكم وأنفع للمهاجرين بالمدينة.
الخميس
: ثوب طوله خمسُ أذرع ، وهو
المخموس أيضاً ، يعني
الصغير من الثياب.
واللَّبيس : الذي لُبِس فأَخْلَق.
__________________
وعن أبي عَمْرو : الخميس نوع من الثياب عمله الخِمْسُ
ملكُ باليمن ، قال
الأعشى :
يوماً تراها
كشِبْهِ أرْدية ال
|
|
خِمْسِ ويوماً
أديمَها نَغِلا
|
أَيسر : أسهل.
[خمر] : من اسْتَخْمَر قوماً أوَّلهم أحرار ، وجيرانٌ مستضعَفون ، فإن له ما
قَصَر في بيته حتى دَخَل الإِسلامُ ، وما كان مُهْمَلاً يُعْطِي الخِراج فإنه
عَتيق ، وإنَّ كلَّ نَشْرِ أرض يُسْلِم عليها صاحبُها فإنه يخرج منها ما أُعْطِي
نَشْرُها رُبْعَ المَسْقَوِيّ وعشر المَظْمئِي ، ومن كانت له أرض جادِسة ، قد
عُرِفت له في الجاهلية حتى أسلم فهي لربّها.
اسْتَخْمَر : استعبد وتَمَلَّك ، وأَخْمِرْنِي
كذا : مَلِكَنيه ـ
كلمة يمانية.
يعني إذا استعبد
الرجل في الجاهلية قوماً بني أحرار ، وقوماً استجاروا به ، فاستضعفهم واستعبدهم ،
فإنّ مَنْ قَصَره ، أي من احتبسه واختاره منهم في بيته ، واسْتَجْرَاه في خدمته ،
إلى أن جاء الإِسلامُ فهو عبدٌ له ، ومن لم يَحْتبِسْه ، وكان مُهْمَلاً قد ضَرَب
عليه الخراج ، وهو الضريبة ، فهو حرٌّ بمجيء الإِسلام.
النَّشْر : النَّبَات.
ما : في أعْطى
مصدرية مُقَدَّر معها الزمان.
وربعَ : مفعول
يُخرج.
المَسْقْوِي
: الذي يُسْقى
سَيْحاً.
والمَظْمئِي : الذي تَسْقِيه السماء ، وهما منسوبان إلى المسقَى
والمظْمَأ ، مصدري سقى وظمِىء.
الجادسة : التي لم تُحْرَث ولم تُعْمَر. قال ابن الأعرابي : الجوادس : البِقَاع التي لم تُزرع قط.
قال عائذ الله بن
عَمْرو : دخلتُ المسجدَ يوماً مع أصحاب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أخْمَر ما كانوا ..
ثم ذكر حديثاً
حدّثهم به مُعاذ.
أي أكثر ما كانوا
وأوْفر ، وحقيقته أسْتَر ما كانوا ، من خَمَر شهادتَه يَخْمرُها ، ويَخْمِرها؟ أي سَتَرُوا
بِدَهْمَائِهم أرْض المسجد.
وروي بالجيم ، من
أجْمَر القوم إذا اجتمعوا.
سَهْل [بن حُنَيف
الأنصاري رحمه الله ـ] قال عامر بن ربيعة : انطلقتُ أنا وسَهْل نلتمس
__________________
الخَمَر ، فوجدنا
خَمَراً وغَدِير ماء ،
ودخل الماء فأعجبني خَلْقُه ، فأَصبْتُه بعينٍ فأخَذَتْه قَفْقَفَة.
هو ما واراكَ من
شجر. القَفْقَفَة : الرّعدة.
[خمل] : في الحديث : اذكروا الله ذِكْراً خاملاً.
أي خفيضاً خفياً ،
كقوله تعالى : (ادْعُوا رَبَّكُمْ
تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً) [الأعراف : ٥٥].
الخَميس في (حو).
خَمْراً في (ست). خَميصةً في (سد) وفي (فض). خُمصان الأَخْمَصين في (شذ). خُماشات
في (نو). خُمُوشاً في (خد). لا تخمِّرُوا وَجْهه في (وق). [خَمْرُ العالم في (غب)].
الخاء مع النون
[خنف] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ إن رجلاً أتاه فقال :
يا رسول الله ؛ تَخرَقتْ عنا
الخُنُف وأحرق بطونَنا
التَّمْر.
الخَنِيف
: ضرب من أردأ
الكَتَّان ، أرْدأ ما يكون منه ، كأنه سُمِّيَ بذلك لمباينته سائر أجناس الكَتَّان
وانقطاعه ، وميله عنها رداءة ، من خَنَف
الأُتْرُجَّة
بالسكين إِذا قَطعها ، وخَنَف
الفرسُ : أمال
حافرَه إلى وَحْشِيِّه .
[خنث] : نهى صلى الله عليه وآله وسلم عن اخْتِنَاث الأسْقِية.
هو ثَنْي أفواهها
إلى خارج ، فإن ثُنِيتْ إلى داخل فهو قَبْع.
قيل : إنما نهى
عنه لأنه يُنْتِنُها ، أو كراهةَ أن تكون فيه دابّة.
ومنه حديث ابن عمر
رضي الله عنهما : إِنه كان يشرب من الإِدَاوَة ولا
يَخْتَنِثُها ، ويسمّيها
نَفْعة.
سماها بالمرّةَ من
النَّفْع ، ومَنَعها الصرف للعلمية والتأنيث.
[خنز] : لو لا بنو إسرائيل ما
خَنِز الطعام ، ولا
أَنْتنَ اللحم ، كانوا يرفعون طعامَ يومهم لغدهم.
هو قَلْب خَزن إذا
أرْوَح وتَغَيَّر ، وهو من الخَزْن بمعنى الادّخار ، لأنه سبب تغيره ، ألا تَرى
إلى قول طَرَفة :
ثُمّ لا يخْزَنُ
فينا لحمُها
|
|
إنما يَخْزَن
لحمُ المدَّخِرْ
|
ويحتمل أن يكونا
أصلين ، ومنه الخُنْزُوانة ، وهي الكِبْر ، لأنها تغيّرٌ عن السَّمْت
__________________
الصالح ، ووزنها
فُعْلُوَانة ، [ويَحْتَمِل أن يكون فُنْعُلانة ، من الخَزْو ، وهو القَهْر والإِذلال].
[خندف] : الزُّبير رضي الله عنه ـ سمع رجلاً يقول : يا لِخَنْدِف! فخرج وبيده السيفُ ، وهو يقول : أُخَنْدِف إليك أيها
المُخَنْدِف! والله لئن كنت
مظلوماً لأَنصرنّك.
الخَنْدَفة : الهَرْولة ، ولو قيل : إن نونها مَزِيدة واشتُقّت من
خَدَفت السماء بالثلج ، إذا رمَتْ به ، لأن المُهَرْوِل يقذف بنفسه في السير ـ كانَ
وجهاً.
وخنْدف : لقَبُ ليلى بنت عمران بن الحافي بن قُضاعة ، وَلدَتْ
للياس بن مُضَر عَمْراً وعامراً وعُميراً فندَّت لهم إبل ، فذهبوا في طلبها ،
فأدركها عامر ، فلقّب بمدْركة ، واقتنص عَمْروٌ أرنباً فطبخها فسُمّي طابخة ،
وانْقَمع عُمير في البيت فسُمي قَمَعة ، وخرجت ليلى في إثْرهم ، وقالت : أُخَنْدف في إِثْركم فَلُقِّبَتْ خِنْدف.
أراد بالمُخَنْدف المنادى بيا
لخَنْدِف ، ولم يُرد
المُهَرْول ، ونظيره المهَلِّل والملبّي.
اللامُ في يا لخندف لامُ الاستغاثة ، كان هذا كان قَبْل نهي النبي صلى الله
عليه وآله وسلم عن التعزّي بعزاء الجاهلية.
[خنث] : عائشة رضي الله عنها ـ ذكرت وفاةَ رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم فقالت : فانْخَنَث
في حِجْري فما
شعرتُ حتى قُبِض.
أي انثنى ، يقال :
خَنَثه فانخنث.
[خنن] : قالت لها بنو تميم : هل لك في الأحنف؟ قالت : لا ، ولكن
كونوا على مَخَنَّتِه. أي على طريقته ، قال بعضُ بني ضَبَّة :
يا مَن
لِعَاذلةٍ لَوْمِي مَخَنّثُها
|
|
ولو أرادَتْ سدَاداً
لاتَّقَتْ عَذْلي
|
ويقال : البِطِّيخ
لي مَخَنَّة ، أي أكلُه لي إلْفٌ وعادة ، أي آكله الساعة بعد الساعة لا
أصبر عنه.
[خنس] : في الحديث ـ يخْرج عُنُق من النَّار فتَخْنِس بالجبّارين في النار.
أي تَغِيب بهم
فيها ، من خَنَس النجمُ.
الخَنيف في (هن).
فَخنُّوا في (شي). الخُنْس في (ضح).
الخاء مع الواو
[خوم] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ مَثلُ المؤمن مثل الخامَةِ من الزرع تُفَيِّئُها
__________________
الرياح مرةً هنا
ومرة هاهنا ، ومَثلُ الكافر مثل الأَرْزَة المجْذِيةِ على الأرض حتى يكون
انْجِعَافُها مَرَّةً.
هي الغَضَّة. قال
الشَّمَّاخ :
إنما نحْن مثلُ
خامةِ زَرْع
|
|
فمتى يَأْن يأتِ
مخْتَضِدُه
|
تُفَيِّئَها : تُميلها.
الأَرَزَة بفتح الراء. شجرة الأَرْزَن ، وروي بسكونها ، وهي شجرة
الصَّنَوْبَر ، والصَّنَوْبَر ثمرها ، وروي : الآرزة ، وهي الثابتة في الأرض ، وقد أَرَزَت تَأْرِز.
والمجْذِيَة مثلها
، يقال : جَذا يَجْذو ، وأَجْذَى يُجْذِي.
الانجعاف
: مطاوع جَعَفَة
إذا قَلَعه.
[خول] : كان صلى الله عليه وآله وسلم يَتَخَوَّلُهم بالموعظة مخافةَ السَّآمة عليهم.
أي يتعهّدهم ، من
قولهم : فلان خائِلُ
مال ، وهو الذي
يُصْلِحه ويقوم به ، وقد
خال يخول خَوْلاً وهو الخَوَلِيّ عند أهل الشام.
وروي : يَتَخَوَّنهُم على هذا المعنى. قال ذو الرُّمة :
لا يَنْعَشُ
الطَّرْفَ إلَّا ما تَخَوَّنه
|
|
داعٍ يُنادِيه باسْم
الماءِ مَبْغومُ
|
وقيل :
يَتَحَوَّلُهم ، أي يتأمَّل حالاتهم التي ينشَطون فيها للموعظة.
[خوخ] : لا تبقى خَوْخَةٌ في المسجد إلا سُدَّت غيرَ
خَوْخَةِ أبي بكر.
هي مُخْتَرَق بين
بيتين يُنْصَبُ عليها باب.
[خوب] : عن التَّلِب بن ثَعْلَبة العَنْبَريّ ـ أَصَابَ رسولَ
الله صلى الله عليه وآله وسلم خَوْبَةٌ فَرُقيَ إليه أنّ عندي طعاماً فاسْتَقْرَضَه مِنِّي.
هي الحاجة ، وقد خَابَ يَخُوبُ خَوْباً : إذا افتقر.
رُقيَ إليه : رُفع إليه
وبُلّغ.
ومنه الحديث :
نَعُوذُ باللهِ من الخَوْبَة.
[خون] : نَهَى صلى الله عليه وآله وسلم أن يَطْرُق الرجلُ
أَهْلَه ، [أنْ]
يَتَخَوَّنَهم أو يلتمسَ
عَوْرَاتِهم.
التَخَوُّن
: تَطَلُّب الخيانة والريبة ، والأصل لأَنْ يتخوَّنَهم
، فحذف اللام ؛ [وحروفُ
الجر]
__________________
[تسقط مع أنْ
كثيراً. ومعناه مُتَخَوِّناً] ، وقد مرّت له نظائر.
[خور] : عمر رضي الله تعالى عنه ـ لن تَخُورَ قُوًى ما كان صاحبُها يَنْزِعُ ويَنْزُو.
خار
يخور خَوَراً أو خُؤُوراً أو
خُئُورَةً إذا ضعف ، وهو خوَّار.
أراد : ينزِع
القَوْسَ ويَنْزُو على الفَرَس.
[خوى] : عليّ عليه السلام ـ إذا صلّى الرجل فَلْيُخَوِّ ، وإذا صلت المرأة فَلْتَحْتَفِزْ.
التَّخْوِية : أن يُجَافِيَ عَضُدَيْه عن جَنْبَيْه حتى يَخْوِي ما بين ذلك.
الاحتفاز : التَّضَامّ ، كتضامِّ المحتفز ؛ وهو المستوفز.
[خوص] : في الحديث ـ مثل المرأة الصالحة مثل التاج المُخَوَّص بالذَّهب ، ومَثَلُ المرأة السوء كالحِمْل الثقيل على
الشَّيْخ الكبير.
هو الذي جُعِلَتْ
عليه صفائح من ذَهَب كخُوص
النَّخْل.
خَوّة في (ده).
نستخيل في (صب). وخَوّى في (عج). خاصَ في (عذ). لا نخول في (حن). لا الْخَال في (لب).
خَوَلا في (دخ). خَواتاً في (رض). أهل الإِخْوَان في (خط). خَوْضَات الفتن في (دح).
الخاء مع الياء
[خير]
[خيل] : النبي صلى الله
عليه وآله وسلم ـ عن عائشة رضي الله عنها : كان نبيّ الله صلى الله عليه وآله وسلم
إذا رأى ريحاً سأل اللهَ خيرَها وخيرَ ما فيها ، وإذا رَأى في السماء اختيالاً تغيَّر لونُه ودخل
وخرج ، وأقبل وأدبر ـ وروي : كانَ إذا رأى مَخيلة أقْبَل وأدْبَر وتغيّر. قالت
عائشة : فذكرت ذلك له ، فقال : وما يُدْرِينا؟ لعلَّه كقومٍ ذكرهم الله : (فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضاً مُسْتَقْبِلَ
أَوْدِيَتِهِمْ ...) [الأحقاف ٢٤].
الاختيال
: أن يُخالَ فيها
المطر ، والمَخِيلة : موضع الخَيْل وهو الظن ، كالمَظِنَّة وهي السحابة
الخليقة بالمطر ، ويجوز أن تكون مسماةً بالمَخيلة التي هي مصدر كالمحسِبَة كقولهم
: الكِتَاب والصَّيد.
__________________
[خيف] : قال أُسَامةُ بن زيد رضي الله عنهما : قلت له : يا رسول الله
أين تنزل غداً؟ في حِجَّته. فقال : هل ترك لنا عَقِيل مَنْزِلاً! ثم قال : نحن
نازلون بِخَيْف بني كِنانة حيثُ قاسمَتْ قريش على الكفر. ـ يعني
المُحَصَّب.
الخَيْفُ
: ما انحدر من
الجبل وارتفع عن المسيل.
قاسمَتْ
: من القَسَم ،
وذلك أنهم قالوا : لا نُنَاكِح بني هاشم ، ولا نُبَايِعهم ؛ معاداةً لهم في رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وعَقِيل هو ابن
أبي طالب رضي الله عنه ، باع دُورَ عبد المطلب ، لأنه ورِثَها أباه دون عليّ عليه
السلام ؛ لأن عليّاً عليه السلام تقدّم إسلامُه موتَ أبيه ، ولم يكن لرسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم [فيها] إرْث ؛ لأن أباه عبد الله رضي الله عنه هلك وأبوه
عبد المطلب حيّ ، وهلك أكثرُ أولاده ولم يُعْقِبوا ، فحاز رِبَاعَه أبو طالب رضي
الله عنه وبعده عقيل رضي الله عنه.
[خير] : بعث صلى الله عليه وآله وسلم مُصَدِّقاً ، فانتهى إلى رجل
من العَرَب له إبِل ، فجعل يطلبُ في إبله ، فقال له : ما تنظر؟ فقال : بنتَ مَخَاض
أو بنتَ لَبون. فقال : إني لأَكره أن أُعْطِي اللهَ من مالي ما لا ظَهرٌ فيُرْكَب
، ولا لبن فيُحْلب ، فاخْتَرْها ناقة.
الاختيار : أخْذُ ما هو
خير ، وهو يَتَعَدَّى
إلى أَحدِ مفعوليه بوساطة مِنْ ، ثم يحذف ويُوصل الفعل ، كقوله تعالى : (وَ) اخْتارَ (مُوسى قَوْمَهُ) [الأعراف : ١٥٥] ؛
أراد فاختر منها ناقةً [أي] من الإِبل ؛ ويجوز أن يَرجع الضمير إلى
المطلوبة وتنصب ناقة على الحال ، ويكونُ المختارُ منه محذوفاً ، وذلك سائغٌ في غير باب حسب.
تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ.
أي تكلَّفُوا
طَلَب ما هو
خَيْرُ المناكح وأزْكاها
وأَبْعدها من الخُبْث والفُجُور.
ومنه حديثه صلى
الله عليه وآله وسلم : إنه كره أن يُسْتَرْضَع بلبن الفاجرة.
وعن عمر بن الخطاب
رضي الله عنه : إن اللبن لَيُشَبَّهُ عليه.
[خيط] : لا أعرِفَنَّ أَحَدَهم يجيء يومَ القيامة ومعه شاة قد
غَلَّها لها ثُغَاء ، ثم قال : أدُّوا
الخِياط والمِخْيَط.
الخِيَاط
: الخَيْط ، يقال : هَبْ لي خِيَاطاً ونِصَاحاً. والمِخْيَط : الإِبْرة.
لا أعْرِفَنّ
صورته : نَهْيُ نفسه عن العرفان.
__________________
ومعناه نَهْيُ
الناس عن الغلُول ؛ لأنهم إذا لم يَغُلّوا لم يعرفهم غَالِّين ، ونظيره قول العرب
: لا أرَينَّك هاهنا.
[خيف] : في مَسِيره صلى الله عليه وآله وسلم إلى بَدْر : إنه مضى
حتى قَطَع الخُيُوف ، وجعلها يَساراً ، ثم جَزَعَ الصُّفَيْراء ، ثم صَبَّ في
دَقْرَان ، حتى أَفْتَق من الصَّدْمَتَيْن.
جمع خَيْف .
الصُّفَيْراء : شِعْب بناحية بَدْر ، ويقال لها : الأصافر.
دَقْران
: واد ثَمَّةَ.
وصَبَ فيه : إذا انحدر فيه.
أَفْتَق
: خرج إلى الفَتْق
، وهو ما انفرج واتَّسع ، ومثله أَصْحَرَ وأفْضَى.
الصَّدْمَتَان
: جانبا الوادي ؛
لأنهما لِضيق المسلك الذي يشقهما كأنهما يتصادمان.
[خيس] : قال أبو رافع رضي الله عنه : بعثتني قريشٌ إلى رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم ، فلما رأيته أُلْقيَ في قَلْبي الإِسلام ، وقلت : والله
لا أرجِعُ إليهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إني لا أَخيس بالعهْد ، ولا أحبس البُرْد ؛ ولكن ارجِع فإن كان في نفسك
الذي في نفسك الآن فارْجع.
خاس
بالعهد : إذا
أفسده ، من خاص الطعامُ إذا فَسَد ، ومنه الخِيسُ
لما يَخيس فيه من لحوم الفرائس.
البُرْد : جمع بَريد ، وهو الرسول ، مخفف عن بُرُد ، كرُسْل في رُسُل.
التي [في نفسك] :
أراد النية والعزيمة فأنَّث.
فارْجِع ، أي إلى
المدينة.
عليّ عليه السلام
ـ بَنى سِجْناً من قَصَب فسمّاه مانعاً ، فَنَقَبه اللصوص ، ثم بنى سجناً من مَدَر
، فسماه مُخَيَّساً. ثم قال :
أمَا تراني
كَيِّساً مُكَيّسا
|
|
بنيتُ بعد نافعٍ
مُخَيَّسا
|
باباً
حصيناً وأميناً كَيِّسا.
|
المخيَّس
: موضع التَّخْيِيس ، وهو التَّذْلِيل. قال المتلمس :
*شدّوا الرحال على إبل مُخَيَّسَةٍ*
* ورُوِي بكَسْرِ
الياء ؛ لأنه يذلِّل مَنْ وقع فيه.
الكَيْس
: حسنُ التأتِّي في
الأمور.
__________________
والمُكَيَّس : المنسوبُ إلى الكيس المعروفُ به.
وأميناً : أراد :
ونصبتُ أميناً ، يعني السجان ، كقوله :
*متقلِّداً سَيْفاً ورُمْحا *
وخَيَّسَه في (نو) الأَخْيَب في (مي).
[آخر الخاء]
__________________
حرف الدال
الدال مع الهمزة
[دال] : في الحديث : إن الجنَّةَ مَحْظُورٌ عليها بالدَّآليل.
هي جمع دُؤْلُول ؛ وهو الشِّدّةُ والداهية ، يقال : وقع الناسُ في دُؤْلول ، وهو فُعْلول ، على تكرير اللام ، من دَأَل إذا عَدا ؛ لأن الناس يتعادَوْن في النوازل ويتردّدون فيها.
ومعناه معنى قوله
صلى الله عليه وآله وسلم : حُفَّت الجنة بالمَكَاره.
الدال مع الباء
[دبر] : النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ثلاثة لا تُقْبَل لهم
صلاة : رجل أَتَى الصلاة
دِبَاراً ، ورجل اعْتَبَد
مُحَرَّراً ، ورجل أَمَّ قوماً وهم له كارهون.
يقال : لا يَدْري
فلان ما قِبَالُ الأمر من دِبَاره
، وما قَبِيله من دَبيرِه ، أي ما أوله من آخرِه.
والمراد أنه يأتي
في آخر وقت الصلاة حين أدبر وكاد يفوت. وانتصابُه على الظرف.
وعن ابنِ الأعرابي
رحمه الله : هو جمع دُبُر
كالأدبار في قوله تعالى : (وَ) أَدْبارَ (السُّجُودِ) [ق : ٤٠].
الاعتباد : الاستعباد.
[دباء] : نهى صلى الله عليه وآله وسلم عن الدُّبَّاء والحَنْتَم والنَّقير والمُزَفَّت ـ ويروى : نهى عن
الشُّرب في النَّقير والمُزَفَّت والحَنْتَم ؛ وأباح أن يُشْرَب في السِّقاء
المُوكَى.
الدُّبَّاء : القَرْع ، الواحدة
دُبَّاءة ، ووزنه فُعَّال
، ولامُه همزة ، كالقُثَّاء على [اعتبار] ظاهر اللفظ ؛ لأنه لم يُعرف انقلابُ لامه
عن واو أو ياء ؛ كما قال سيبويه في ألَاءة ، ويجوز أن
__________________
يقال : هو من باب الدَّبا وهو الجَرَاد ما دامت مُلساً قُرْعاً ؛ وذلك قبل نبات
أجنحتها ، وإنه سمي بذلك لمَلَاسته ، ويُصَدِّقه تسميتهم إياه بالقَرْع ، ولام الدبّاء واو لقولهم : أرض مَدْبُوَّة ، وأما
مَدْبِيّة فكقولهم : أرض
مَسْنِيّة في مَسْنُوّة.
الحَنْتَم
: جِرار خُضْر.
النّقير : أصل خشبة يُنْقَر.
المُزَفّت
: الوعاء المطلي
بالزِّفت ، وهي أَوعية تسرع بالشدة في الشراب. وتُحدث فيه التغيّر ولا يشعر به
صاحبه ، فهو على خطر من شرب المحرم.
وأما المُوكَى فهو السِّقاء الرقيق الذي كان يُنْتَبَذ فيه ، ويُوكَى رأسه
؛ فإنه لا يَشْتَدُّ فيه الشرابُ إلا انشقّ ، فلا يخفى تغيّره.
وفي حديث ابن مغفل
رضي الله عنه قال غَزْوَان : قلتُ له : أَخْبرني ما حَرُمَ علينا من الشراب؟ فذكر
النَّهْي عن الدِّبَاء والحَنْتَم والنقير والمُزَفَّت ، فقلتُ : شَرْعِي ،
فانطلقت إلى السوقِ فاشتريتُ أَفِيقَةً ، فما زالت مُعَلَّقَة في بيتي.
شَرْعي
: حسبي. قال :
شَرْعُكَ مِنْ
شَتْمِ أخيك شَرْعُكْ
|
|
إن أخاك في
الأشاوي صَرْعُك
|
الأفِيقة : من الأَفِيق
كالجلدة من
الْجِلْد ، وهو الذي لم يتمّ دِباغه ، فهو رفيق غير خَصِيف ، وأراد سقاء مُتَّخذاً
من الأفيقة.
[دبح] : نهى صلى الله عليه وآله وسلم أن يُدَبِّح الرجل في صلاته كما
يُدَبِّح الحمار.
هو أن يُطَأْطِىء
الرّاكعُ رأسَه حتى يكونَ أخفضَ من ظهره.
وفي حديث : إنه
صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا ركع لو صُبَّ على ظهره ماء لاسْتَقَرّ.
وعنه صلى الله
عليه وآله وسلم أنه كان إذا ركع لم يشخص رأسه ولم يُصَوّبْه.
[دبب] : قال صلى الله عليه وآله وسلم لنِسائه : ليتَ شِعْرِي
أيَّتكنَّ صاحِبةُ الجملِ الأَدْبَب
، تسير أو تَخْرُج
حتى تنبَحَها كلابُ الحَوْأَب؟.
الأدَبّ
كالأزَبّ ، وهو
الكثير وَبَر الوجه ، فأُظْهر التضعيف ليُزَاوج الْحَوْأب.
__________________
الحوأب
: مَنْهل ، وأصله
الوادي الواسع.
[دبب] : لا يَدْخُلُ الجنَّةَ
دَيْبُوب ولا قَلّاع.
هو الذي يَدِبّ بين الرجال والنساء ، ويَسْعَى حتى يجمعَ بينهم. وقيل :
النمَّام لأنه يَدِبّ
بعَقَارِبه.
والقَلَّاع : الذي يَقْلع الرجلَ المتمكن عند الأمير بوِشَاياته.
[دبل] : عُمر رضي الله عنه ـ كان زِنْبَاع بن رَوْح في الجاهلية
نزل مَشَارِف الشام ، وكان يَعْشُر مَنْ مَرَّ به ، فخرج عُمَر في تجارةٍ له إلى
الشام ومعه ذَهَبةٌ قد جعلها في دَبِيل
، وأَلْقَمها
شارِفاً له ، فنظر إليها زِنْبَاع تَذْرِفُ عيناها ، فقال : إن لها لَشأناً ،
فنحرها ، ووجد الذَّهَبة فَعَشَرها ؛ فقال عمر :
متى ألقَ
زِنْبَاعَ بنَ رَوْحٍ بِبَلْدَةٍ
|
|
ليَ النِّصْفُ
منها يَقْرَعُ السِّنَّ من نَدَمْ.
|
الدَّبِيل
: من دَبَل اللُّقْمَة
دَبْلاً ودبَّلها : إذا جمعها وعظَّمها. قال كُثَيِّر :
ودبَّلْتُ
أَمْثال الأثَافِي كَأَنَّها
|
|
رُءُوسُ نِقَادٍ
قُطِّعَتْ يوم تُجْمَع
|
النِّصْفُ
: النَّصَفَة.
[دبر] : لمّا بُويع لأبي بكر رضي الله عنه قام فقال : أمّا بعد ،
فإنِّي قلت لكم مَقَالةً لم تكن كما قلتُ ، ولكنِّي كنت أرجُو أنْ يعيشَ رسولُ
الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى يَدْبُرَنا.
أي يَخْلُفُنا بعد
موتنا ، يقال : هو
يَدبُره ويَخْلُفه
ويَذْنِبُه.
وكانت مقالتُه
أنه لما نُعي إليه
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنكَر مَوتَه وتوعَّد النَّاعي ، وزعم أنه لا
يموتُ حتى يموتَ أصحابه ، حتى تَلَا عليه أبو بكر رضي الله عنه قوله تعالى : (أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ
انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ). [آل عمران : ١٤٤].
أبو الدَّرْدَاء
رضي الله عنه ـ لأَنا أَعلَمُ بِشِراركم من البَيْطار بالخيل ، هم الذين لا يأتون
الصلاةَ إلا
دَبْراً ، ولا يستمعون
القول إلا هُجْرا ؛ ولا يُعتَقُ مُحَرَّرُهم.
أي آخِراً ، حين
كاد الإِمام يَفْرُغ.
الهُجْر : الفُحْش ، من أَهْجَرَ في مَنْطِقه ـ ورُوي : لا يسمعون القرآن إلا هَجْراً.
أي تَرْكاً
وإعراضاً ؛ يعني أنهم وضعوا
الهَجْر موضع السَّماعِ ،
فسماعُهم له تركُه ،
__________________
ويجوز أنْ يكون
بمعنى الهَذَيان من قولك : هَجَر في منطقه ؛ أي هَذى ، يعني لا يستنصتون له ، ولا يُعظّمونه
؛ كأنهم يستمعون هُجْراً من الكلام.
مُحَرَّرُهم
: مُعْتَقُهُم.
والمعنى أنهم
يستخدمونه ولا يُخَلُّونه وشأنَه ؛ وإن أراد مفارقتَهم ادَّعوا رقَّه ، فهو
مُحَرَّر في معنى مُسْتَرقّ.
وقيل : إن العربَ
كانوا إذا أَعْتَقوا عَبْداً باعُوا ولاءَه ، ووَهَبُوه وتناقلوه تَنَاقُلَ
المِلك. وقال [الشاعر] :
فباعوه عَبْداً
ثم باعوه مُعْتَقاً
|
|
فليس له حتى
المماتِ خَلاصُ
|
[دبب]
: ابن عباس رضي
الله تعالى عنهما ـ اتَّبِعوا
دُبَّةَ قُرَيش فلا
تُفَارِقوا الجماعةَ.
هي طَرِيقهم ،
يقال : ركب فلان دُبَّةَ فلان وأخذ بدُبَّتِه ، وهي من الدَّبِيب.
[دبر] : النَّجَاشي رضي الله عنه ـ ما أُحبّ أنّ لي دَبْراً ذهباً ، وأني آذيتُ رجلاً من المسلمين.
فُسّر في الحديث
بالجبَل ، وانتصاب ذهباً على التمييز ، ومثله قولهم : عِنْدِي رَاقُودٌ خَلًّا ،
ورِطْلٌ سمناً.
والواو في «وأني»
بمعنى مَع ؛ أي ما أحب اجتماع هذين.
سُكَيْنة رضي الله
عنها ـ جاءت إلى أمِّها الرَّباب ، وهي صغيرة تبكي ، فقالت : ما بك؟ قالت : مَرَّت
بي دُبَيْرَة فَلَسَعَتْني بأُبَيْرَة.
هي تصغير دَبْرة ، وهي النَّحْلة ، سُميت بذلك لتدبيرها ونِيقتها في عَمَل العسل.
[دبج] : النَّخَعيّ رحمه الله ـ كان له طَيْلَسان مُدَبَّج.
هو الذي زُيِّن
تَطَارِيفُه بالدِّيبَاج.
[دبر] : في الحديث ـ لا يأتي الصلاةَ إلّا دَبَريًّا ـ وروي : دَبْريًّا.
ـ بالسكون.
هو منسوب إلى الدَّبْر وهو الآخِر ، والتَّحريك من تَغَيُّرات النسب. كقولهم
حِمْصيّ ورَمْليّ. وانتصابُه على الحال من فاعل يأتي.
أما سَمِعْتَه من
مُعاذ يُدَبِّرُه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
حقيقة قولهم : دَبَّرتُ الحديث ، أنه جعل له دُبُراً ، أي آخراً ومُسْنَداً كقولك : رَوَى فلان عن فلان عن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وعن ثعلب إنما هو
يُذَبِّره ـ بالذال المعجمة ـ وفسره بيُتْقِنُه ـ وعن الزَّجَّاج الذَّبْر :
القِرَاءة. وعن
بعضهم : ذَبَر إذا نَظَر فأحسن النَّظر.
مدابرة في (شر).
الدُّبَّاء في (فغ). الدّبْر في (قع). ولا تَدَابَرُا في (نج). دُبول في (نظ).
الدَّوابل في (اص). دبرا في (شع). لمن الدَّبْرة في (ذم). دبْراً في (خش).
الدال مع الثاء
[دثر] : النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قيل له : يا رسول الله
؛ ذهب أهل الدُّثُور بالأُجور.
جمع دَثْر ، وهو المال الكثير.
أبو الدَّرْدَاء
رضي الله عنه ـ إنَّ القَلْب يَدْثُر كما
يَدْثُر السيفُ ، فجِلاؤه
ذكرُ الله.
شبَّه ما يَغْشَى
القلبَ مِنَ الرّيْن والقَسْوة بما يركبُ السيف ، من الصَّدأ فيغطي وَجْهه ، وهو
من دُثُور المنزل ، وهو أن تَهُبَّ عليه الرياح فَتُغَشِّي رُسومَه
بالرمل ، وتغطّيها بالتراب ، وأصله من الدِّثار.
الجِلَاء ، مصدر كالصّقَال ، ويحتمل أنْ يُرَاد ما يُجْلى به.
سريعه الدّثور في (حد).
الدال مع الجيم
[دجن] : النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ـ لعن الله مَنْ مَثل بدَوَاجِنه.
هي الشَّاءُ التي
تَعلِفُها الناس في منازلهم ؛ شاة
دَاجِن ، ودجَنَتْ تَدْجُن دُجُوناً.
والمُثْلة بها : أن يَخصيَها ويَجْدَعَها.
[دجا] : بعث صلى الله عليه وآله وسلم عُيَيْنَة بن بَدْر رضي
الله عنه حين أسلم الناس ، ودَجَا الإِسلامُ ، فهجم على بني عَديّ بن جُنْدُب بذات الشُّقُوق
، فأغارُوا عليهم ، وأخذوا أموالهم حتى أحضروها المدينة ؛ فقالت وفود بني العَنبَر
: أُخِذْنا يا رسولَ الله مسلِمين غيرَ مشركين ، حين خَضْرَمْنَا النَّعَم ، فردّ
النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليهم ذَرَارِيَهم وعَقَار بيوتهم.
__________________
دجا الإِسلام : شاع وطبّق ، من دَجَا الليلُ إذا ألْبَس كلَّ شيء. قال الأصمعي : وليس من
الظُّلمة.
وقيل لأعرابيّ :
بِمَ تعرِف حَمْل شَاتِك؟ قال : إذا اسْتَفاضَتْ خاصِرتاها ، ودَجَت شَعْرتها ؛ أي وَفَرَت.
وفي بعض الأحاديث
: منذ دَجَتِ الإِسلام. فأنّث على معنى المِلّة الحنِيفِيَّة.
أرادوا خَضْرَمة
الإِسلام ؛ وذلك أن أهلَ الجاهليّةِ كانوا يُخَضْرِمُون نَعَمهم ، فلما جاء
الإِسلامُ أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأَنْ يُخَضْرِمُوا في غير
الموضع الذي خَضْرَم فيه أهلُ الجاهلية. وقد فُسِّرت الخَضْرَمة في الخاء مع
الضاد.
عَقَار البيت : المَصُون
من مَتَاعه الذي لا يُبْتَذَل ، ورَجل مُعْقِر : كثير العَقَار.
قال ابنُ الأعرابي
: أنشدني أبو مَحْضَة قصيدة فقال في أبيات منها : هذه الأبيات عَقَار هذه القصيدة ، أي خِيَارها ، وقال الشاعر :
تُضيء عَقارَ
البيت في ليلة الدُّجَى
|
|
وإن كان مقصوراً
عليها ستُورُها
|
[دجل]
: إن أبا بكر رضي الله تعالى عنه خطب إليه فاطمةَ عليها
السلام ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : إني قد وعدتُها بعليّ ولست بدَجَّال.
أي خَدَّاع ،
وأصلُ الدَّجل الخَلْط ، وبه سمي مَسِيح الضَّلالة لخَلْطه الحقَّ
بالباطل.
[دجج] : ابن عمر رضي الله عنهما ـ رأى قوماً في الحجّ لهم هيئة
أنكرها ؛ فقال : هؤلاءِ
الدَّاجُ وليسوا بالحاجّ.
دَجّ
دَجِيجاً ، إذا دبَّ وسعى
ومنه الدَّاجُ ، وهم الذين يسعَوْن مع الحاج في تجاراتهم ، وقيل : هم
الأعوان والمكارُون. وعن بعضهم : الداجّ
: المقيم. وأنشد :
عِصابة إنْ
حَجَّ عيسى حَجُّوا
|
|
وإن أَقام
بالعراق دَجُّوا
|
ونظير الحاجّ والداجّ في أن اللفظ مُوَحَّد ، والمعنى جمع قوله تعالى : (سامِراً تَهْجُرُونَ) [المؤمنون : ٦٧].
وقوله الشاعر :
__________________
[دجر] : أَكَلَ الدَّجْر ثم غسل يده بالثِّفَال.
الدَّجْر : اللوبياء.
والثِّفَال : الإِبْرِيق.
والدَّاجِن في (نص).
دَاجِنتهم في (نو). ولا دَاجّة في (دو).
الدال مع الحاء
[دحم] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ سُئِل : هل يتناكح أهلُ
الجنة؟ قال : نعم! دَحْماً
دَحْماً.
الدَّحْم
والدَّخْم
والدَّحْب والدَّعْب : نكاح المرأة بدَفْعٍ وإزعاج.
ومنه حديث أبي
الدَّرداء رضي الله عنه : إنه ذكر الجنة فقال : ليس فيها مَنِيّ ولا مَنِيّة ؛
إنما تَدْحَمُونَهُنّ
دَحْماً.
وانتصاب دَحْماً بفعل مُضْمَر ، أي يُدْحَمُون
دَحْماً ، ويجوز أن
يَنْتصِب على الحال ، أي داحمين. والتكرير للتأكيد ، أو بمنزلة قولك : دَحْماً بعد
دَحْم ؛ كقولك : لقيتهم
رَجُلاً رَجُلاً.
[دحض] : كان صلى الله عليه وآله وسلم يُصَلِّي الهَجِير التي
يسمُّونها الأولى حين تَدْحَض
الشمس.
أي تزول ؛ لأنها
تنزل حينئذ عن كَبِد السماء وتزول عنها.
أراد صلاةَ
الهَجير ، فحذف المضاف وأنَّث الصفة ، وهي الاسمُ الموصول لكون الصلاة مُرَادةً ،
ومن ذلك قول حسان :
أراد ماء بَردَى ،
فذكر يصفّق لذلك.
__________________
[دحسم] [دحمس] : كان صلى الله عليه وآله وسلم يبايع الناس وفيهم رجل دُحْسُمان ، وكان كلّما أتى عليه أخَّره حتى لم يَبْقَ غيرُه ؛ فقال
له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : هل اشتكيت قَطُّ؟ قال : لا. قال : فهل
رُزِئت بشيء؟ قال : لا ، فقال : إن الله يُبْغِض العِفْرِيَةَ النِّفْرية ، الذي
لم يُرْزَأ في جسمه ولا ماله.
الدُّحْسُمان
والدُّحْمُسان :
الأسود في سَمِن وحَدَارة ، ويلحق بهما ياء النسبة كأحْمَريّ. ولو قيل : إنَّ
الميم زائدة لِمَا في تركيب دَحَس من معنى الخفاء
فالدَّحْس : طلب الشيء في
خفاء. ومنه داحِس
، والدَّحَّاس : دويَّبة تَغِيب في التراب ـ لكان قولاً.
العِفْر
والعِفْرية والعِفْريت والعُفَارية : القَوِيّ المُتَشَيْطِن ، الذي يُعَفِّرُ
قِرْنه. والياء في عِفْرية وعُفَارية للإِلحاق [بِشِرْذِمة وعُذافرة. وحرفُ
التأنيث فيهما للمبالغة. والتاء في عفريت للإِلحاق] بقنديل. والنِّفرية
والنِّفْريت والنُّفَارِية إتْبَاعَات.
[دحس]
[دخس] : مرَّ بغلام
يَسْلُخ شاة ، فقال له : تنحّ حتى أريكَ ، فَدَحس
بيده حتى توارَتْ
إلى الإِبِطْ ، ثم مضى ، فصلَّى ولم يتوضأ.
أي دَسَّها بين
الجلد واللَّحْم.
ومنه حديث عطاء
رحمه الله : حَقٌّ على الناس أن يَدْحَسُوا الصُّفوف حتى لا تكونَ بينهم فُرَج.
أراد أن يرصُّوها
ويَدُسُّوا أنْفسَهم بين فُروجها ـ وروي : أَن يَدْخسوا بالخاء ، من الدَّخِيس
، وهو اللّحم
المُكتَنِز ، وكل شيء ملأته فقد
دَخَسْتَه.
ومنه : إن العَلاء
بن الحضرمي أَنشد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
وإن دَحَسوا
بالشرّ فاعْفُ تَكَرُّماً
|
|
وإن خَنَسوا عنك
الحديثَ فلا تَسَلْ .
|
الدَّحْس
: دسُّه من حيث لا
يُعلم به.
[دحر] [دحق] : ما مِنْ يومٍ إبليسُ فيه أَدْحَر ولا أَدْحَقُ مِنْ يومِ عَرَفة ، إلا ما رأى يوم بَدْر.
قيل : وما رَأَى يوم بدر؟ قال : أمَا إنه رأى جبرئيل يَزَعُ الملائكة.
الدَّحْر : الدفع بعنف على سبيل الإِهانة والإِذلال.
والدَّحْق : الطَّرْد والإِبعاد ، يقال : فلان دَحِيق سَحِيق ، وأَدْحقه
الله وأَسْحقه. ومنه :
دَحَقَت
الرَّحمُ ؛ إذا
رَمَت الماء فلم تَقْبله. وأفعل التفضيل من دُحر ودُحِق ، كقولهم : أشْهَر وأَجَنّ
من شُهِر وجُنَّ.
__________________
يَزَع الملائكة :
يعني يَتَقَدَّمُهم فكيفّ رَيْعانهم ، من قوله تعالى : (فَهُمْ يُوزَعُونَ) [النمل : ١٧].
نُزّل وصفُ
الشيطان بأنه أَدْخر وأَدْحق منزلةَ وصف اليوم به ؛ لوقوع ذلك في اليوم واشتماله
عليه ؛ فلذلك قيل : من يوم عرفة ، كأنّ اليوم نفسه هو الأَدْخر الأَدْحَق.
وقوله إلا ما رأى
يوم بَدْر : استثناءٌ من معنى الدُّحور ، كأنه قال : إِلا
الدُّحور الذي أصيب به
يومئذ عند وَزْع جبرئيل الملائكة.
[دحق] : كان صلى الله عليه وسلم يَعْرِض نَفْسَه على أحْياءِ
العرب في المواسم ، فأتى عامرَ بن صَعْصَعة فردّوا عليه جَميلاً وقبلوه ، ثم أتاهم
رجلٌ من بني قُشير ، فقال لهم : بئس ما صنعتم! عَمَدتم إلى دَحِيق قومٍ فَأَجَرْتُموه ، لَتَرْمِيَنَّكم العربُ عن قَوْس
واحدة. قالوا : يا محمد ؛ اْعمدْ لِطيَّتِك ، وأصْلح قومَك ، فلا حاجةَ لنا فيك.
الدَّحِيق
: الطَّرِيد.
الطِّيَّة : الوِجْهة ، وهي فِعْلة من طَوَى الأَرْضَ.
[دحو] : عليّ عليه السلام ـ عن سلامة الكِنْدِيّ : كان عليٌّ
عليه السلام ، يُعَلِّمنا الصلاةَ على النبي صلى الله عليه وآله وسلم : اللهُمَ داحِيَ المَدْحُوَّات ، وبارئ المَسْمُوكات ، وجَبَّارَ القلوبِ على فِطَارتها :
شَقِيِّها وسعيدِها ؛ اجعل شرائفَ صلواتك ، ونوامِيَ بركاتك ، ورأْفةَ تَحَنُّنك
على محمد عبدِك ورسولِك ، الفاتح لما أغْلق ، والخاتِم لما سُبِق ، والْمعانِ
الحقَّ بالْحَقِّ ، والدامغ لِجَيْشَات الأباطيل ، كما حُمِّل فاضْطَلَع بأمرك
لِطَاعَتِك ، مستَوْفِزاً في مَرْضاتك ، بغير نَكَلٍ في قَدَم ، ولا وَهْي في
عَزْم ، وَاعِياً لوحْيِك ، حافِظاً لعهْدِك ، مَاضِياً على نَفَاذِ أمْرِك ؛ حتى
أَوْرَى قَبساً لِقابس آلاء الله تَصِلُ بأهْله أسبابه. به هُدِيَت القلوبُ بَعْدَ
خَوْضَاتِ الفِتَن والإِثم ، مُوضِحَاتِ الأعلام ، ونائرات الأحكام ، ومُنيرات
الإِسلام ، فهو أمينُك المأمون ، وخازِنُ عِلْمِك المَخْزُون ، وشهيدُك يومَ الدين
، وبعيثُك نعمة ، ورسُولُك بالحق رحمة ، اللهُمّ افسح له مُفْتَسَحاً في عَدْلِك ،
أو عَدْنِك ، واجْزِه مضاعَفَاتِ الخيْرِ من فَضْلِك ، له مُهَنَّآتٍ غيرَ
مُكدَّرات ، من فَوْزِ ثوابك المَحْلول ، وجَزْل عطائك المعْلول. اللهُمّ أَعْلِ
بِنَاءِ البانين بناءَه ، وأكْرِمْ مَثْوَاهُ لدَيْكَ ونُزُلَه ، وأَتْمِمْ له
نورَه ، واجزه من ابتعاثك له مقبولَ الشهادة ، مرضيَّ المقالة ، ذا منطق عَدْل ، وخُطّة
فَصْل ، وبرهان عظيم.
الدَّحْو : البَسْط. والمدحوّات
: الأَرَضُون ،
وَكانَ خَلَقها رَبْوة ثم بَسَطها.
__________________
المسمُوكات
: السموات ، وكلُّ
شيء رفعتَه فقد
سَمَكْتَه.
الجبَّار : من الجبْر الذي هو ضدّ الكَسر ، أي أَثْبَتها وأَقامها على ما
فَطَرها عليه من معرفته ؛ ويجوز أنْ يكونَ من جَبَره على الأمرِ بمعنى أَجْبَرَه
عليه ، أَيْ أَلْزَمها وحتّم عليها الفطْرَة على وَحْدَانيته والاعترافِ
بِرُبُوبِيَّتِه.
والفِطَرَات : جمع تكسير
فِطْرة ؛ على بناءِ
أدْنى الجمع كالقِرَبات والسِّدَرَات بكسر العين. قال سيبويه : ومن العرب مَنْ
يفتح العين ـ وروي عنهم الإِسكان أيضاً كما يقولون في الغُرْفة : غُرْفات.
شقيِّها
وسَعِيدِها : بدل من القُلوب.
الرأفة : أرَقّ الرحمة ، فأضَافها إلى التَّحَنُّن وهو التّرحّم.
الجَيْشَات
: جمع جَيْشة ، من جاش
إذا ارْتَفَع.
الأَبَاطيل
: جمع باطل على غير قياس. والمراد أنه قَامِعٌ ما نجم منها ومُزْهِقُه.
اضْطَلَع
به : قويَ بحَمْله
، افْتَعَل من الضَّلَاعة وهي القوة ، وإجْفَار الجنبين ، يقال فرس ضَلِيع ، وقد ضَلُع ، والأصل الضِّلَع.
نَكَلَ
[قَدَمُ الرجُل] نَكَلاً : لغة في نَكل نُكولاً.
والقَدَم : التقدم ؛ ويجوز أن يراد
قَدَم الرِّجْل ، ويقع
نُكولها عبارة عن التلكّؤ والتأخر.
أراد بالقَبَس
نورَ الحق.
الضميران في بأهله
وأسبابه راجعان إلى القَبَس ؛ يعني من أنعم عليه الله وتكاملت عنده آلاؤه وصل
أسبابَ ذلك القَبَس به ، وجعله من أهله والمستضيئين بشُعاعه.
المصدر في خَوْضات
الفِتَن مضاف إِلى المفعول ، أي بعد ما خاضت القلوبُ الفتنَ أطواراً وكرات.
مُوضِحَات :
متعلقٌ بهُدِيتْ ، والأصل هُدِيت إِلى مُوضِحات ، فحُذِف الجارّ ، وأُوصِل الفعل.
النَّائِر بمعنى المنير : نار الشيء وأنارَ.
شهيدُك
: أي الشاهد على
أمته يوم القيامة.
البَعيث
: المَبْعوث.
المُفْتَسَح
: موضع
الافْتِسَاح ، وهو الاتِّساع ، أو مصدر.
العَدْن
: الجنة ، وأصله
الإِقامة.
المحْلول
: الميسر
المُهَيَّأ.
المعْلول
: المضاعف المكرر
، من عَلَل الشرب.
نُزُله
: رزقه.
[دحض] : أبو ذَرّ رضي الله تعالى عنه ـ إن خليلي صلى الله عليه
وآله وسلم قال : إِنّ ما دون جَسْر جهنم طريقاً ذا
دَحْض ومَزَلّة.
هما الزَّلَق.
ابن عباس رضي الله
عنهما ـ قال في حديث إسماعيل عليه السلام : فلما ظمِىء إسماعيل عليه السلام جعل يَدْحَضَ الأرضَ بِعَقِبيْه ، وذهبت هَاجَرُ حتى عَلَت الصَّفا إلى
الوادي ، والوادي يومئذ لاحٌّ.
الدَّحْض
: الفَحْص. يقال :
دَحَض المذبوحُ برجليه.
لاحّ
: ضيّق بكثرة
الشجر والحجارة ، ومنه لَحِحَتْ
عينه :
الْتَصَقَتْ ـ ورُوي : لاخّ
، أي مُلْتَفّ مختلط
، من قولهم : سَكْرَانٌ مُلْتَخّ ـ وروي : لَخِخَتْ
عينُه ، مثل
لحِحَتْ ، وروي : لَاخٌ
بالتخفيف ، من
قولهم : الْتَاخَ النَّبْت إذا الْتبس ، وكذلك الأمرُ ، ولُخْته لَوْخاً ، يقال : وادٍ
لاخٌ وأودية لَاخَةٌ ، وتقديره فِعل ، كما قيل في كبش صافٍ ـ وروي : لاخٍ كقاضٍ ، بمعنى مُعْوَجّ من الألْخَى
، وهو المعوجُّ
الفم.
[دحو] : أبو رافع رضي الله عنه ـ كنت ألاعِبُ الحَسَن والحسين
عليهما السلام بالمَداحي.
هي أحجار أمثال
القِرَصَة يحفِرون حَفِيرة فَيَدْحُون بها إليها ، وتسمى المَسَادِي والمرَاصِيع. والدَّحْو : رَمْيُ الملاعب بالجوز أو غيره ، وكذلك الزَّدْو ،
والسَّدْو ، والرَّصْع
: ضَرْبُه باليد.
ومنه حديث ابن
المسيِّب رحمه الله : إنه سئل عن الدَّحْو بالحجارة فقال : لا بأس به.
[دحن] : سَعِيد [بن جُبَيْر رحمه الله] ـ خلق الله آدم من دَحْنَاء ، ومسح ظَهْره بنَعْمان السَّحاب.
دَحْناء : اسم أرض.
نَعْمان
: جبلٌ بقُرب
عَرفة ، وأضافه إلى السحاب ؛ لأن السحاب يَرْكُد فوقه لِعُلوِّه.
[دحل] : أبو وائل رحمه الله ـ ورد علينا كتابُ عمر رضي الله تعالى
عنه ونحن بِخانِقِين ؛ إذا قال الرجل للرجل : لا
تَدْحَل فقد آمَنه.
مِنْ دَحَل عني إذا فَرَّ واستتر ، هو من الدَّحْل. قال :
ورَجُل يَدْحَل
عني دَحْلاً
|
|
كدَحلانِ
البَكْر لَاقَى الفَحْلَا
|
__________________
[دحح] : عطاء رحمه الله ـ بلغني أن الأرض دُحَّت دَحًّا من تحت الكَعْبة.
أي بُسِطت
وَوُسِّعَتْ ، من دَحَ
بيتَه : إذا وسعه
، وانْدَحَ بطنه.
[دحدح] : ابن زِياد لعنه الله ـ دخل عليه زيد بن أرْقم وبين يديه
رأسُ الحسين [عليه وعلى أبيه وجدّه وأمِّه وجَدَّته من الصلوات أزكاها ومن التحيات
أنماها] وهو يَنْكتُه بقضيب معه ، فَغُشي عليه ، فلما أفاق قال له : ما لك يا شيخ؟
قال : رأيتكَ تَضْرِب شَفَتين طالما رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم
يقبِّلهما. فقال ابنُ زياد [لعنه الله] : أَخْرِجُوه ، فلما قام ليخرج قال: إن
محمَّدِيكم هذا
لدَحْدَاح.
وهو القصير.
[دحى] : في الحديث : يدخل البيتَ المعمور كلَّ يوم سبعون ألف دِحْيَة مع كل دِحْية سبعون ألف ملك.
قيل : هو رئيس
الجند ، وبه سمي دِحْية الكلبي ؛ وكأَنَّه من دَحاه
يَدْحوه ؛ إذا بسطه
ومَهَّده ؛ لأن الرئيس له التمهيد والبسْط ، وقلبت الواوُ ياءً فيه نظير قَلْبها
في قِنْية وصِبْيَة.
ورَوَى أبو حاتم
عن الأصمعي دَحْية الكلبي ، ولا يقال بالكسر ، ولعل هذا من تغيرات الأعلام كشُمْس
، ومَوْهب ، والحجاج على الإِمالة.
دُحّض في (عب).
مندح في (حب). مَدْحَضة في (سو). وادْحَلْ في (صر).
ودحضت في (بش).
دَحْمَسة في (نف).
الدال مع الخاء
[دخل] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ إذا أراد أحدُكم أن
يضطجعَ على فراشه فَلْيَنْزِعْ دَاخِلَةَ إزاره.
وروي : صَنِفَة إزَارِه ، ثم لْيَنْفُضْ فِراشَه ، فإنه لا يدري ما خَلَفه
عليه.
هي حاشية الإِزار
التي تلي جسدَه. وهي الصَّنِفَة ، ومشدّه هنالك ، فإذا نزعها فقد حلَّ الإِزار.
خَلَفه
عليه : أي صار
بعده فيه ، من هَامةٍ أو غيرها ، مما يؤذي المضْطَجِع.
«ما» في محل الرفع
على الابتداء ، ويَدْري معلَّقٌ عنه لتضمّنه معنى الاستفهام.
__________________
[دخ] : قال صلى الله عليه وآله وسلم لابن صيّاد : إني خبأت لك
خَبِيئاً ، فما هو؟
قال : الدَّخ ، فقال : اخْسَأْ ، فلن تعدو قَدْرَك.
هو الدُّخَان. قال :
*عند رِوَاق البيت يَغْشى الدُّخا*
[دخل] : أبو هريرة رضي الله عنه ـ إذا بلغ بَنُو العاص ثلاثين كان
دينُ الله دَخَلاً ، ومال الله نُحْلاً ، وعباد الله خَوَلاً.
هو الغشّ والفساد
، وحقيقته أن يُدخَل
في الأمر ما ليس
منه ، أي يُدْخلون في الدين أموراً لم تَجْرِ بها السُّنة.
النُّحْل من
العطاء : ما كان ابتداء من غير عِوض ، والمراد أنهم يُعْطَوْن بغير استحقاق.
والخَوَل : الخدم ، جمع خائل.
دَخَن في (هد).
دَخَنُها في (حل). يدخَسُوا في (دح).
الدال مع الدال
[دد] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ ما أنا مِنْ دَدٍ ولا
الدَّدُ مني.
هذه الكلمة محذوفة
اللام ، وقد استُعملت متممة على ضربين دَدًى كَنَدًى ، ودَدَن كبَدَن ؛ فهي من أخوات سَنه وعضه في اختلاف موضع اللام ؛
فلا يخلو المحذوف من أن يكون ياء فيكون كقولهم يَدٌ في يَدْيٍ أو نوناً فيكون
كقولهم : لَدُ في لَدُن. ومعناه اللهو واللعب.
معنى تنكير الدَّدِ في الجملة الأولى الشِّياع ، وألَّا يبقى طرف منه إلّا وهو
منَزّه عنه ، كأنه قال : ما أنا من نوع من أنواع الدَّد ، وما أنا في شيء منه.
وتعريفه في
الثانية لأنه صار معهوداً بالذكر ، كأنه قال : ولا ذلك النوع مني ، وليس بِحَسَنٍ
أنْ يكون لتعريف الجنس ؛ لأن الكلام يتفكَّك ويخرج عن التئامه. ونظيره جاءني رجلٌ
وكان من فعل الرَّجل كذا.
وإنما لم يقل :
ولا هو مني ؛ لأن الصريح آكدُ وأبلغ ، والكلامُ جُمْلتان وفي الموضعين مضاف محذوف
تقديره : وما أنا من أهل دَدٍ ولا
الدَّد من أَشْغالي.
الدال مع الراء
[دركل] [درقل] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ مرّ على أَصْحاب الدِّرَكْلة فقال:
خذُوا يا بَنِي
أَرْفَدة حتى يعلمَ اليهودُ والنصارى أن في ديننا فُسْحَة. قال : فبينا هم كذلك إذ
جاءه عمر ، فلما رأوه ابْذَعَرّوا.
الدِّرَكْلَة والدِّرَقْلة بوزن الرِّبَحْلَة : ضربٌ من لُعَبِ الصبيان ، وقد دَرْقَلُوا دَرْقلة.
ومنه الحديث : إنه
قدم عليه صلى الله عليه وآله وسلم فتية من الحبشة يُدَرْقِلُون. وفسر بيَرْقُصون ـ
وقال شَمِر : قرىء على أبي عبيد وأنا شاهد : الدِّرْكِلَة بوزن الشِّرْذِمة.
أَرْفَدة : أبو الحبش.
ابْذَعَرُّوا : تفرَّقوا.
[درى] : كان في يده صلى الله عليه وسلم مِدْرَى يَحُكّ به رأسَه ، فنظر إليه رجل من شَقِّ بابه ، فقال له :
لو علمت أنَّك تنظر لَطَعنتُ به [في] عينِك.
المِدْرَى
والمِدْرَاةُ : حديدة يُسَرَّح بها الشعر ، وقد دَرَتْ شعرَها.
الشَّق
: واحد الشُّقوق ؛
سمي بالمصدر.
[درمك] : إنه صلى الله عليه وآله وسلم سأل ابنَ صَيَّاد عن تُرْبة
الجنة ، فقال : دَرْمَكَة بيضاء ، يُخالطها مِسْك خالص ، فقال صلى الله عليه وآله
وسلم : صَدَق.
هي بالكاف والقاف
الحُوَّارَى.
[درمق] : وذكر خالد بن صفوان الدِّرْهَم فقال : يطعم الدَّرْمق ويكسو النَّرْمَق.
[درد] : لزمت السواك حتى خِفْت أن يُدْرِدَنِي
ـ وروي : حتى كدتُ
أُحْفِي فَمِي.
من الدَّرَد ، وهو : سقوط الأسنان ، أراد بالفم الأسنان.
ومنه قوله صلى
الله عليه وآله وسلم : لا يَفْضُضِ الله فاكَ.
ومَثَلُ العرب :
متى عهدك بأسفل فيك؟
وإحفاؤُها : إسقاطها من أصولها ، من إحْفَاء الشعَر ؛ وهو أن يُلْزِقَ جَزَّه.
[درب] : أبو بكر رضي الله عنه ـ لا تَزَالُون تَهْزمُونَ
الرُّومَ ، فإذا صاروا إلى التَّدْرِيب
وقَفَت الحَرْبُ.
قال ابن الأعرابي
: التدريب : الصَّبْر في الحرب وقتَ الفِرار ، وقد دَرِب الرجل إذا صبر ، وأصله من الدُّرْبة ، [ويجوز أن يكون التدريب
من الدُّروب كالتَّبْويب من الأَبْوَاب].
__________________
[درأ] : عمر رضي الله عنه ـ صَلَّى المغرِبَ فلما انْصَرَفَ دَرَأَ جُمْعَةً من حَصَى المَسْجِدِ وألْقَى عليه رِدَاءه
واسْتَلْقَى.
أي سوَّاها بيده
وبسطها ، من درأ له الوِسادة.
والجُمْعة : المجموعة ، ويقال : أعطني جُمْعةً من تمرٍ كالقبضة.
[درنك] : ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ـ قال عطاء : صلينا معه
على دُرْنُوك قد طبَّق البيتَ كلّه.
الدُّرْنوك
والدُّرْمُوك : [ضرب
من] الطِّنْفِسة.
ومنه حديث عائشة
رضي الله تعالى عنها : قدِم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من سَفَرٍ وقد
سَترْتُ على بابي دُرْنُوكاً فيه الخيلُ أولاتُ الأجنحة [فهتكه].
[درج] : كعب رحمه الله ـ قال له عمر : لأيِّ ابْنَيْ آدم كان
النَّسلُ ، فقال ليس لواحد منهما نَسْل ؛ أما المقتولُ فَدَرَجَ ، وأما القاتلُ فهَلَكَ نَسْلُه في الطُّوفان ، والناسُ من
بني نوح ، ونوح من بني شيث بن آدم عليهم السلام.
دَرَج
: مات وذهب.
درّية في (به).
درراً في (حي). أَدراجَك في (لب). تَدَرْدر في (دع). دريناً في (دك). ولا
الدَّرِنة في (طع). ذو تُدْرءٍ في (عد). المُدِرّ في (عص). لا يدري ما الله في (بج).
أَدِرّوا في (لق). ولا يُداري في (شر). تدركوني في (بد).
الدال مع السين
[دسم] : النبي صلى الله عليه وسلم ـ خطب الناسَ ذاتَ يومٍ ، وعلى
رأسه عِمامة
دَسْماء.
هي السَّوْدَاء.
[دسع] : ذكر صلى الله عليه وآله وسلم ما يُوجب الوُضُوء فقال :
أو دَسْعةٌ تملأ الفم.
هي القَيْئَة ؛
يقال : دَسَع الرجلُ ، ودسع
البعيرُ بجِرَّته دَسْعاً ودُسوعاً : انتَزَعها من كرِشه وألقاها إلى فيه.
__________________
[دسر] : عمر رضي الله عنه ـ خطب فقال : إنّ أخْوَف ما أخافُ عليكم
أن يؤخذَ الرجلُ المسلمُ البريءُ
فَيُدْسَر كما تُدْسَر الجَزُور ، ويُشَاطَ لحمه كما يشاطُ لحمُ الجَزور ؛ يقال
عاصٍ وليس عاصٍ.
فقال علي عليه
السلام : وكيف ذاك ولمّا تشتد البلية ، وتظهر الحميّة ، وتُسْبَ الذرِّيّة ،
وتدقَّهم الفتن دقَّ الرَّحى بِثِفَالها؟.
الدَّسْر : الدَّفْع. والمعنى يُدْفعُ ويُكَبُّ للقتل كما يُفْعَل
بالجَزُور عند النَّحْر.
أشَاط الجزَّارُ الْجَزورَ : إذا قطعها وقَسَّم لحومَها.
لمّا : مركَّبة
مِنْ لَمْ وما ، وهي نقيضةُ قد تنفي ما تثبتُه من الخبر المنتظر.
أراد بالحميَّة
حميَّة الجاهلية.
الثِّفَال
جلدة تُبْسَط تحت
رَحَى اليد ، يقع عليها الدقيق. قال :
*فَتَعْرُكْكُم عَرْكَ الرَّحَى بِثِفَالها *
والمعنى : كما
تَدُقُّ الرَّحى في حال طَحْنِها ؛ لأن الثِّفَال إنما يكون معها حينئذ.
ومن الدّسْر حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : ليس في العَنْبَر
زكاة ، إنما هو شيء
دَسَره البَحْرُ.
ومنه حديث الحجّاج
: أنه قال لِسنان بن يزيد النخعي [لعنه الله] : كيف قَتَلْتَ الحُسَين عليه السلام؟
قال : دَسَرْتُه بالرمح دَسْراً ، وهَبَرْتُه بالسيف هَبْراً ، ووكلته إلى امرىء غيرِ
وَكِل.
فقال الحجاج : أما
واللهِ لا تجْتَمِعان في الجنة أبداً ، وأمر له بخمسة آلاف درهم ؛ فلما ولّى قال :
لا تعطوه إياها.
الهَبْر : القَطْع الواغل في اللحم.
والوَكِل : الجبان الذي يكل أمْرَه إِلى غيره.
[دسم] : عثمان رضي الله عنه ـ رأى صبياً تأْخُذه العين جمالاً ،
فقال : دَسِّمُوا نُونَتَه.
أي سَوِّدُوا
النُّقرة التي في ذقنه ليردَّ العين.
الحسن رحمه الله ـ
كان يقول في المُسْتَحاضة : تَغْتَسل من الأولى إلى الأولى ، وتَدْسِمُ ما تحتها ، وتتوضَّأ إذا أحدثت.
أي تسد فَرْجَها ؛
من الدِّسَام ، وهو ما يُسَدُّ به رأسُ القارُورة.
__________________
في الحديث : لا
يذكرون اللهَ إلَّا
دَسْماً.
أي قليلاً ؛ من
قولهم : دَسَم المطرُ الأرضَ إذا لم يبلغ أن يَبُلّ الثرى ، والدَّسِيم : القليل الذِّكْر.
دَسيعة ظلم ،
وتدسع في (رب). ودِسَاماً في (نش).
الدال مع الشين
[دشش] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ دعا قوماً من أصحاب
الصُّفة إلى بيت عائشة ، فقال : يا عائشة أطْعمينا. قال الراوي : فجاءت بِدَشِيشة ، فأكلنا ، ثم جاءت بحَيْسة مثل القَطَا فأكلنا ، ثم جاءت
بِعُس [عظيم] فشربنا ، ثم انطلقنا إلى المسجد.
الدَّشِيشة كالجشيشة ، وهي حَسْو يتخذ من بُرّ مرضوض.
العُسّ
: القَدَح الضخم
العظيم.
الدال مع العين
[دعب] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ كانت فيه دُعَابة.
الدُّعَابة كالفكاهة والمُزَاحة ، مصدر
دَعَب إذا مزح ، والمُدَاعبة مفاعلةٌ منه.
ومنه قوله صلى
الله عليه وآله وسلم لجابر بن عبد الله : أبِكْراً تزوَّجْتَ أم ثيِّباً ، قال :
بل ثَيِّباً. قال صلى الله عليه وآله وسلم : فهلّا بِكْراً تُدَاعبُها وتُدَاعبك!.
نصب بِكْراً بفعل
مضمر معناه : فهلا تزوّجت بِكْراً.
[دعثر] : لا تقتلوا أولادكم سراً ، أنه ليُدْرِك الفارس فَيُدَعْثِرُه.
وهو من قولهم : دَعْثَرَ الحوْضَ ؛ إذا هدَّمه. قال ذو الرمة :
*آريُّها والمنتأى المُدَعْثَرُ *
والدُّعْثُور : الحوض المُتَثلِّم ، والمراد النهي عن الغَيْل وأنّ من سوء أثره في بدن المُغِيل ، وإرخاءِ قواه ،
وإفسادِ مزاجه أن ذلك لا يزال ماثلاً فيه إلى أنْ يَكْتَهل ويبلغ مبلغ الرجل ،
فإذا أراد مقاواة قِرْنٍ في الحرب وَهَن عنه وانكسر. وسبَبُ وَهْنِه وانكساره
الغَيْل.
__________________
ومعنى الإِدراك
هاهنا كمعنى التدارك في قوله :
جَرَى طَلَقاً
حتى إذا قِيل سابقٌ
|
|
تَداركه
أعْرَاقُ سوءٍ فَبَلَّدَا
|
[جهد]
: أمرَ ضِرار بن
الأَزْوَر أن يحلب ناقة. وقال له : دَاعيَ اللبن لا
تَجْهَدْه.
أي أَبْقِ في
الضَّرْع باقياً يَدْعو ما فوقه من اللَّبن فيُنزله ، ولا تَسْتوعبه ؛ فإنه إذا
اسْتَنْفَض أبطأ الدَّر.
والجَهْد : الاستقصاء. قال الشَّمَّاخ :
*من ناصع اللَّوْن حُلْوٍ غيرِ مجهود *
[دعج] : ذكر الخوارج فقال : آيَتُهم رجلٌ أدْعَجُ ، إحْدَى يديه مثل ثَدْي المرأة تدَرْدَر.
هو الأسود. قال :
*حتَّى ترى أعناقَ ليلٍ أَدْعجا *
التَّدَرْدر : الاضطراب ، والمجيء والذهاب ، ومنه تَدَرْدَر في مِشيته : إذا حرَّك نفسه.
[دعاء] : الخلافة في قُرَيْش ، والحُكْم في الأنصار ، والدَّعْوة في الحبشة.
يعني الأذان ؛
جعله في الحَبشة ، تفضيلاً لِبلال ، ورفْعاً منه ، وجعل الحكْمَ في الأنصار ؛ لأن
أكثرَ فقهاءِ الصَّحابة فيهم ؛ منه مُعاذ بن جبل ، وأُبَيّ بن كعب ، وزَيْد بن
ثابت ، وغيرهم رضي الله عنهم.
سمع رجلاً في
المسجد يقول : مَنْ دَعَا إلى الجمل الأحمر ، فقال : لا وجَدْت لا وَجَدْت.
__________________
أراد من أَنْشَده فدعا إليه صاحبه ، وإنما
دعا ، كراهية
النّشْدَان في المسجد.
إنما كان أكثر دعائي ودُعاءُ الأنبياءِ قَبْلِي بعَرَفات (لا إِلهَ إِلَّا
اللهُ ، وحده لا
شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
إنما سمَّى
التهليل والتمجيد
دعاء ؛ لأنه بمنزلته
في استيجاب صُنْع الله وإنعامه.
ومنه الحديث :
يقول الله : إذا شَغَل عَبْدي ثناؤُه عليّ عن مسألته أعطيتُه أفْضَلَ ما أعطى
السائلين.
دعاء الأنبياءِ يجوز فيه الرفع على تقدير حذفِ المضاف وإقامة
المضاف إليه مقامه.
[دعم] : عمر رضي الله عنه ـ وصفَه عمر بن عبد العزيز فقال : دِعامة للضَّعيف ، مُزْمَهِرٌّ على الكافر.
شبَّهه في تقويته
الضعيف بالدِّعامة التي يُدْعَم
بها.
المُزْمَهِرّ : الغَضُوب الذي تَزْمَهِرّ عيناه ، أي تحْمرَّانِ من شدة
الغضب ، من قولهم : ازْمَهَرَّت
الكواكب إذا لَمعت
وزَهرت ، والميم مَزِيدة.
[دعاء] : كان يُقَدِّم الناس على سابِقَتِهم في أعْطِياتهم ، فإذا
انتهت الدَّعوة إليه كَبّر.
هي المناداةُ
والتسميةُ ، وأن يقالَ : دونك يا أمير المؤمنين ، يقال : دعوت زيداً إذا ناديته ، ودَعَوْتُه
زيداً ، إذا سميته
به.
دَعَج في (بر).
أديْعِج في (مع). المُدَاعَسة في (رض). الدَّعْوة في (سح). [دعابة في (كل).
الدال مع الغين
[دغر] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ قال للنساء : لا
تُعَذِّبْن أولادَكنَ بالدَّغْر.
هو أن يأخذَ
الصبيَّ العُذْرَة ، وهي وجع في الحَلْق ، فتدْغَر المرأة ذلك الموضع ، أي تدفعه
بإصْبَعها.
[دغم] : ضحَّى صلى الله عليه وآله وسلم بكبش أدْغَم.
هو ما اسودّت
أرْنَبَتهُ وما تحت حَنَكه. وفي أمثالهم : الذئب أَدْغَم
، وهو من الإِدغام ، لأنه لون في لون آخر.
[دغر] : عليّ عليه السلام ـ لا قَطْع في الدَّغْرَة.
__________________
هي الخَلْسة ؛ لأن
المختلسَ يدفع نَفْسَه على الشيء.
تدغرن في (غل).
ندغفِقها دَغْفقة في (نط).
الدال مع الفاء
[دفأ] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ أُتِي بأسيرٍ يُوعك ،
فقال لقوم : اذهبوا به فأَدْفُوه
، فذهبوا به
فقتلوه ، فَوداه رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم.
أراد الإِدْفَاء ، من الدِّفء فحَسِبوه الإِدْفَاء بمعنى القَتْل في لغةِ أهْلِ اليمن ؛ يقال : أدْفَأتُ الجريح ودَافَأْتُه
وداففته ودَفَوْته ودَافَيْته
: أجْهَزت عليه ،
والأصل أدْفِئُوه ، فخفَّفه بحذف الهمزة ، وهو تخفيف شاذ ، ونظيره : لا
هَنَاكَ المرتع ، وتخفيفه القياسيّ أن تجعل الهمزة بَيْن بَيْن.
[دفف] : فَصْلُ ما بين الحلال والحرام الصَّوْت والدُّف في النِّكاح.
هو الذي تَضْرب به
النساء ـ بالضم والفتح.
والمراد بالصوت
الإِعلان.
[دفو] : أبصر صلى الله عليه وآله وسلم في بعض أسفاره شَجرة دَفْواء تسمى ذاتَ أَنْواط ؛ كان يُناط بها السّلاح وتُعْبد من دون
الله.
الأدْفَى
: الطويل الجَنَاح
من الطير ، والطويل القَرْنين من الوُعول ؛ ويقال : عنز دَفْواء ، إذا انصبَّ قَرْناها على طَرفي عِلْبَاوَيْها ، ومن ذلك
شجرة دَفواء ؛ وهي العظيمة الطويلة الفروع والأغصان ، الجَثْلة
الظَّلِيلة.
سمي المنُوط به
بالنَّوْط ؛ وهو مصدر ثم جمع ؛ ومنه قولهم : لمِزْوَد الراكب الذي يَنُوطه :
نَوْط.
[دفف] : قال له صلى الله عليه وآله وسلم أعرابيّ : يا رسول الله ؛
هل في الجنة إبل؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم : نعم تَدِفّ برُكبانها.
أصل الدَّفيف من دفَ
الطائر ؛ إذا ضرب
بجناحيه دَفّيه في طَيَرانه على الأرض ؛ ثم قيل : دفّت الإِبل إذا سارت سَيْراً ليِّناً.
ومنه حديث عمر رضي
الله عنه : أنه قال لمالك بن أوْس : يا مالك ؛ إنه قَدْ دَفَّت علينا من قومك دافَّة ، وقد أمَرْنا لهم برضْخ فاقْسمه بينهم.
__________________
هم القوم
يَسِيرُون جماعة. وعدى دَفَّت
بعلَى على تأويل
قَدِم وورَد.
ومنه حديث سالم
رضي الله عنه : إنه كان يلي صدقة عمر فإذا
دَفَّتْ دَافَّةُ الأَعراب
وَجَّهَهَا أو عامتها فيهم وهي مسبَّلة.
[دفع] : دَفَع
من عَرفاتٍ
العَنَقَ ، فإذا وجد فَجْوة نَصَّ.
أي ابتدأ السَّيرَ
من عرفات ، وحقيقته دَفَع
نفسه منها ،
ونَحَّاهَا. وانتصابُ العَنق كانتصاب الخَيْزَلَى والقَهْقَرى ، في قولهم : مشى
الخَيْزَلَى ، ورجع القَهْقَرى في أحد الوجهين.
والعَنَق : السير الفسيح.
الفَجْوَة : المتّسع من
الأرض ، يقال : بين دور آل فلان فَجْوة.
النَّصُّ : من
نَصَّ البعيرَ في السير إذا رفعه ، ولا يقال منه فعْلُ البعير.
[دفع] : خالد رضي الله عنه ـ لما أخذ الراية يوم مُؤْتة دافع بالناس وخَاشى بهم. وروي : رافع.
دافع
من الدَّفْع بمعنى التَّنحية.
ورَافع ، من قولهم : رفع
الشيء إذا أخذه
وأحرزه.
وخاشى : من الخشْية ؛ والمعنى أنه نحَّى المسلمين عن القتال ،
وصدَّهم عنه ، وحاذَرَ عليهم منه ؛ وكأنّ مجيء هذه الأفعال على «فاعل» ، فائدتُه
أنه ظاهرَ غيرَه على ذلك ، مبالغةً في الإِبقاءِ عليهم.
[دفف] : أسَر رضي الله عنه من بني جَذِيمة يوم فَتْح مكة قوماً ،
فلمّا كان الليل نادى مناديه : مَنْ كان معه أسير
فَلْيُدافِّه.
وروي بالتخفيف ،
وبالذال المعجمة مع التثقيل ؛ ومعنى الثلاثة : فليُجْهِز عليه.
ومنه
حديث ابنِ مسعود
رضي الله عنه : إنه دَافَ
أبا جهل يوم
بَدْر.
وروي : أقْعَص ابنا عَفْراء أبا جهل ، وذَفَّفَ عليه ابنُ مسعود.
المراد : أحرضاه
وأجهز [هو] عليه ، وأصلُ الإِقعاص
: إعجال القَتْل.
[دفن] : شُريْح رحمه الله ـ كان لا يَرُدُّ العبدَ من الادِّفَان ، ويردُّه من الإِبَاقِ الباتّ.
قال أبو زيد : هو
أن يروغ من مواليه اليومَ أو اليومين ، ولا يغيب من المِصْر. وهو
__________________
افْتِعَال من الدَّفْن ؛ لأنه يَدْفن
نفسه أي يَكْتُمها
، وعبدٌ دَفُون ، وفعله الدِّفَان.
وأما الإِباق ،
فهو أن يَغِيب من المِصْر ويَهْرُب.
الباتّ : الذي لا
شُبْهَة فيه ، وهو من اليمين الباتّة ، وهي المنقطعة عن علائق الشروط ، وقَدْ
بَتَّتْ بُتُوتاً.
[دفر] : عِكرمة رحمه الله ـ قال في قوله تعالى : (يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ
دَعًّا) [الطور : ١٣] يُدْفَرُونَ دَفْراً.
هو الدَّفْع
العنيف ، يقال : أدْفَر في قفاه دَفْراً ، وعن بعضهم إنه اشتق قولهم للدنيا : أمّ دفر ، من هذا لأنها تَدْفَرُ أهلَها.
[دفف] : في الحديث ـ يُؤْكَلُ ما
دفَ ، ولا يُؤْكَلُ ما
صَفَّ.
أي ما حرَّكَ
جَناحيه من الطير كالحمام ونحوِه دون ما صفّهما كالنُّسور والصُّقور ونحوها.
فيه دفاً في (مس). فاستدفّ في (عل). يا دَفَارِ في (فر). يَدِفُّون في (قح). مِن
دِفْئِهم في (نص). الأَدْفَر في (قش). وادَفَراه في (صد). دُفُن في (سح).
الدال مع القاف
[دقع] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ قال للنساء : إنكن إذا
جُعْتُنَ دقَعْتُن ، وإذا شبعتن خَجِلْتُنَّ.
الدَّقْع
: اللُّصوق بالدَّقْعاء ؛ وهو التراب ذُلَّا.
والخَجَل : الأَشَر ، من خَجِل
الوادي ، إذا كثر
صوتُ ذبابه.
لا تَحِلُّ
المسألة إلا لِذِي فَقْرٍ
مُدْقِع ، أو غُرْمٍ
مُفْظِع ، أو دم مُوجِع.
هو المُلْصَقُ بالتُّراب
لشدته ، ومنه قولهم : تَرِب
إذا افْتَقَر ؛
وأما أتْرَبَ فمعناه : صار له من المال مثلُ التراب في كثرته ، ومثلُه أَثْرَى.
المفظع
: الشَّدِيد
المُثْقِل.
الدم المُوجع : أن
يَتَحَمَّل ديةً فيسعى فيها حتى يؤديَها إلى أولياء المَقْتول ، وإنْ لم يؤدِّها
قُتِل المتحمَّلُ عنه ، وهو أخوه أو حَمِيمُه ، فيوجعُه قَتْلُه.
[دقر] : عمر رضي الله عنه ـ استعمل قُدامة بن مَظْعون على
البَحْرين ، فشهدوا عليه
__________________
بشرب الخمر ،
فَأتوا به ، فقال : ائْتُوني بسَوْط ، فأتاهُ أسلمُ مولاه بِسَوْطٍ دقيق ، فقال
عمر لأسْلَم : قد أخذتْك دِقْرَارَةُ أهلِك ؛ ائتني بغيرِ هذا ، فأتَاه بسوْطٍ تام فجَلَده.
الدِّقْرَارَةُ : واحدة
الدَّقَارير وهي الأباطيل
وعادات السوء ، قال الكُميْت :
وإن أبيت من
الأسرار هَيْنَمَةً
|
|
عَلَى دقاريرَ
أَحْكِيها وأفْتَعِلُ
|
والمعنى أن عادةَ
السوء التي هي عادة منصبك وقومِك في العُدولِ عن الحقِّ ، والعمل بالباطل ، قد
نَزَعَتْكَ ؛ وكان أسْلَمُ عبداً بجَاوِيًّا.
الدَّقَل في (هد)
وفي (ذا).
الدال مع الكاف
[دكدك] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ سأل جَرِيرَ بن عبد الله
البَجَلي عن منزله بِبِيشَةَ فقال : سَهْلٌ ودَكْدَاك
، وسَلَم وأراك ،
وحِمْضٌ وعَلَاك ، بين نخلة ونخلة ، ماؤنا يَنْبوع ، وجنابُنا مَرِيع ، وشتاؤنا
رَبِيع. فقال له : يا جرير ؛ إيّاك وسجعَ الكهان. ويروى أنه قال : شتاؤنا رَبيع ،
وماؤنا يَمِيع ، أو يَرِيع ، لا يقام ماتِحها ، ولا يَحْسِر صابِحُها ، ولا
يَعْزُب سارِحُها ؛ فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إِنَّ خيرَ
الماءِ الشَّبِم ، وخير المال الغَنَم ، وخير المرْعَى الأراكُ والسَّلَم ؛ إذا
أَخْلَفَ كان لَجِيناً ، وإذا سَقَط كان دَرِيناً ، وإذا أكِل [كان] لَبِيناً.
الدَّكدَاك
: الرَّمْل
المتلبِّد بالأرض ، غير الشديد الارتفاع.
العَلَاك
والعَلَك : شجر بالحِجَاز.
يميع
: يسيل.
يريع
: يَثُوب.
الماتح
: نازِع الدلو ،
أراد أن ماءَهم سائح ، فلا يحتاجون إلى إقامة ماتح.
حَسِر
يحسَر : إذا أعيا.
الصَّابح
: الذي يَصْبَح
الإِبلَ ؛ أي يسقيها صَباحاً ؛ يعني أنه يُوردها الشَّرِيعة فلا يَعْيا في
سَقْيها.
السارح
: النَّعَم ؛ أي
نَبْتُها قريب من المنازل ، فنَعَمُهم لا تَعْزُب.
الشَّبِم
: البارد ، وقيل :
إنما هو السَّنِم ؛ أي العالي على وجه الأرض.
أخْلَف
: أخرج الخِلْفة ؛
وهي الوَرَق بعد الورق الأوَّل.
اللَّجِين
: الورق يُدَقُّ
حتى يتلجّن ؛ أي يتَلزَّج ثم تُوجَرُه الإِبل.
__________________
الدَّرِين
: حُطَامُ المرعى
إذا قَدُم.
اللّبِين
: بمعنى اللَّابن
؛ من لَبَنْتُ القومَ إذا سقيتُهم اللَّبَن ، كأنه يَلْبِن القوم ؛ لأنه
يُدِرُّه ويُكْثِرُه.
[دكك] : الأشعري رضي الله عنه ـ كتب إلى عمر رضي الله عنه : إنا
وجدنا بالعِراق خيلاً عِراضاً
دُكًّا ، فما يرى أمير
المؤمنين في أسْهامها؟ فكتب إليه عمر : تلك البَرَاذين ؛ فما قَارف العِتَاق منها
فاجعل له سهماً واحداً وألْغِ ما سوى ذلك.
الأدَكّ
: العريض الظهر ،
القصير ؛ من دَكَكْت
الشيء إِذا ألصقته
بالأرض ، وناقة
دَكَّاء : لا سَنام لها.
قارف
: أي قارَبها في
السُّرْعة.
[بالدَّكَادِك في (مخ)].
الدال مع اللام
[دلا] : النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قالت أم المنذر
العدَوِيّة : دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعه عليّ بن أبي طالب
عليه السلام [وهو] ناقِةٌ ، ولنا دَوَال مُعَلَّقة ، فقام فأكل ، وقام عليّ يأكُل
، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : مهلاً فإنّك ناقِهٌ ؛ فجلس عليّ عليه السلام وأكل منها رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم جعلت لهم سِلْقاً وشعيراً ، فقال له : مِنْ هذا
أَصِبْ فإنه أوفَقُ لك.
الدّوالي
: بُسْرٌ يُعَلَّق
فإذا أرطب أكِل ، وهي من التَّدْلِية.
[دلق] : يُؤْتَى بالرَّجل يوم القيامة فيُلْقَى في النَّار فَتَنْدَلِق أقْتَابُ بَطْنه ، فيدورُ بها كما يدور الحمار بالرحى ،
فيقال : ما لك؟ فيقول : إني كنت آمر بالمعروف ولا آتيه ، وأنْهَى عن المنكر وآتيه.
الاندلاق
: خروج الشيء من
مكانه.
الأقْتَاب
: الأمعاء ، جمع قَتَب.
[دلح] : إِن أزواجَه صلى الله عليه وآله وسلم كن يَدْلَحْن بالقِرَب على ظُهورهنَّ ، يَسْقِينَ أصحابه ، بادية
خِدَامُهنَّ في غزوة أُحد.
__________________
الدَّلْح
: أن يمشي
بالحِمْل وقد أثْقله ، ومنه سحائبُ دُلَّح.
الخِدَام
: الخَلاخيل ، جمع
خَدَمة.
[دلع] : إِن امرأةً رأَتْ كلباً في يوم حارٍّ ، يُطِيف ببئر ، قد أَدْلع لسانَه من العطش ، فنزَعَت له بمُوقها [فسقته] فَغُفِرَ
لها.
دَلَع
لسانَه وأدلعَه : أخرجه ، ودَلَع
بنفسه.
ومنه حديثه صلى
الله عليه وآله وسلم : يُبْعَث شاهدُ الزُّور يومَ القيامة مُدْلِعاً لسانَه في النار.
المُوق
: ضرب من الخِفاف
، فارسية معربة ، ويجمع أمواقاً.
[دلك] : عمر رضي الله عنه ـ كتب إلى خالد بن الوليد : بلَغني أنّك
دخلت الحمَّام بالشام ، وأن مَنْ بها من الأعاجم أعدُّوا لك دَلوكاً عُجِن بخمر ، وإني أظنكم آلَ المغيرة ذَرْءَ النار ـ وروي
: ذَرْوَ النَّار.
الدَّلُوك
: ما تَدْلِك به جسدَك من طِيبٍ وغيره.
الذَّرْء : أصله من ذَرَأ الأرضَ ؛ إذا بَذَرها ، وذرأ فيها ، وزَرَعَ
فيها الحبَّ :
ألقاه فيها ، وزرع ذَرِيء ؛ ومنه قوله :
شَقَقْتَ القلبَ
ثم ذَرَأْتَ فيه
|
|
هواكَ فَلِيمَ
فالتأَم الفُطُور
|
فاستعير للخَلْق.
ومنه قول أبي طالب
: الحمد لله الذي جعلَنا من ذُرّية إبراهيم وزَرْع إسماعيل.
وناصبُه فعل مضمر
؛ تقديره ذَرِئْتم ذُرءاً للنار ، فحذف الفعل وأضيف المصدر إلى النار ، ومعنى
إضافته إِليها أنهم ذُرِءُوا لها ، من قوله تعالى : (وَلَقَدْ ذَرَأْنا
لِجَهَنَّمَ) [الأعراف : ١٧٩] ؛
ويجوز أن يراد بالمصدر المفعول كالخَلْق ، ويعمل النصبُ فيه الظن على أنه مَفْعول
ثان.
وأما الذَّرْو ،
فقد قيل : ذَرَوْت بمعنى ذَرَأ ، أي بذرت ، فسبيلُه سبيلُ الذَّرْء ؛ وقيل :
من هو ذَرتِ الرّيحُ الترابَ ، ومعناه تُذْرَوْن في النار ذَرْواً.
[دلج] : إن رجلاً أتاه فقال : إن امرأة أتَتْني أبايعها ،
فأَدْخَلْتُها
الدَّوْلَج ، فضربت بيدي
إليها.
هو المخْدَع ،
وكذلك كل ما وَلَجت فيه من كَهْف أو سَرَب ، فهو تَوْلَج ودَوْلَج ، والأصل وَوْلج ؛ «فَوْعل» من الوُلوج ، فالتاء بَدَلٌ من
الواو ، والدال من التاء.
__________________
[دلح] : سلمان رضي الله عنه ـ اشترى هو وأبو الدَّرْدَاء لحماً فَتَدَالَحَاه بينهما على عُودٍ.
التَّدَالح
: تفاعل ، من دَلَح بحِمْله ، والمعنى : وَضَعاه على عُودٍ ، واحتملاه آخذيْن
بِطَرَفَيْه.
[دلم] : أبو هُرَيرة رضي الله عنه ـ صلِّ العشاء إذا غاب الشفق ،
وادْلَامَ الليل من هنا ما بينك وبين ثلث الليل ، وما عجَّلْتَ بعد
ذهابِ البياض فهو أفْضل.
هو افعالّ من
الدُّلْمة ؛ كاحمارَّ من الحُمْرة ؛ يقال ليل أَدْلم
: أَسود مظلم.
من هنا : أَي من
قِبَل المغرب ، وهذا الحديث حُجّةٌ لأبي حنيفة رحمه الله في اعتباره الشّفق
الأبيض.
[دلو] : ابن الزبير رضي الله عنهما ـ وقع حبشيٌّ في بئر زمزم ،
فأمر أَن يُدْلُوا ماءَها.
الدَّلْو : نَشْط
الدّلْو ، والإِدلاء إرسالُها ، وأَما قول العجاج :
يَكْشِفُ عن
جَمَّاته دَلْوُ الدّالْ
|
|
عَبَاءَةً
غَبْرَاء من أَجْنٍ طالْ
|
فقال المبرِّد :
يريد المُدْلِي ؛ ولكنه أخرجه على الأَصل للقافية إِذْ كانت الهمزةُ زائدة
، وهذا رديء في الضرورة ، لأن الهمزة إنما زيدت لمعنى ، فمتى حذفت زال ذلك المعنى
، ودخل في باب آخر ، وأنشد أبو عبيدة في مثل ذلك :
*يَخْرُجْنَ من أجْوازِ ليلٍ غاضِ *
وإنما حقُّه
مُغضٍ. وقال أبو عليٍّ الفارسيّ : أراد
المُدْلِي ، فحذف الزيادة ،
أو أراد دَلوَ ذي الدَّلو ، كلَابِنٍ وتَامِر.
وقال بعضهم : الدَّالي والمُدْلي
جميعاً صفتان
للمستقي ؛ وكأنه قال : دلو المستقي ، ولو قيل : إنما قصد بقوله دلْو الدال نزْح النازح ، لأنَّ حقيقة نَزْح الماء واستقائه في الدَّلو لا في الإِدلاء وعمله في كشف العَرْمَض أبلغ من عمله ، ولأنّ النّزع لا
يكون إلا بعد الإِرسال ، ويكون عكس ذلك ـ لكان قولاً وجيهاً.
__________________
[دلك] : شقيق رحمه الله ـ قال في قوله تعالى : (أَقِمِ الصَّلاةَ) لِدُلُوكِ
(الشَّمْسِ) [الإِسراء : ٧٨].
دُلُوكُها : غروبُها.
قال : وهو في كلام
العرب دَلَكَتْ بِرَاحِ.
دلكت
الشمس : إذا زالت
، وإذَا غَابت ، قيل : لأن الناظر إليها [يدلك عينه ، ونظيره : أفغر النجم ؛ إذا
استوى على رءوسهم لأن الناظر إليه] يفغر فاه.
وقوله : بِرَاح فيه قولان : أحدُهما أنَّه جَمْع راحة ، يعني أنهم يضعون
راحاتهم على عيونهم ينظرون هل غربت؟ قال :
هَذا مُقامُ
قَدَمَيْ رَبَاحِ
|
|
ذَبَّبَ حتى
دَلَكَتْ بِرَاحِ
|
الثاني أن بَراح بوزن قَطام اسم للشمس ، وهي معدولة عن بارحة ؛ سُمِّيتْ
بذلك لظهورها وانكشافها ، من البَراح
: البَراز ، وبارحة : كاشفة ، وعلة بنائها شِبْهُهَا بفَعَال في الأَمْر.
[دلس] : ابن المسيِّب رحمه الله ـ عمر رضي الله عنه ـ لو لم
يَنْهَ عن المُتْعة لاتخذها الناس دَوْلَسيًّا.
الدَّوْلسيّ
: الأمر الذي فيه تَدْليس ، وأصلُه أن يستُر البائعُ على المشتري عيبَ السِّلْعة ؛ من
الدَّلَس وهو الظلمة. والمرادُ : مُتْعة النكاح ؛ كان الرجل يشارِطُ
المرأة بأجَلٍ معلوم على شيء يُمتّعها به ، يستحلّ به فَرْجَها ، ثم يفارقها من
غير تزوّج ولا طلاق ، وإنما أُحِلَّ ذلك للمسلمين بمكة ثلاثة أيام حين حجُّوا مع
النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم حَرُم ؛ فالمعنى : لو لم ينه عنها لكان أصحاب
الريْب يتّخذونها سَبَباً وسُلَّما إلى الزِّنا مدلِّسين به على الناس.
[دلم] : مجاهد رحمه الله ـ إن لأهل النار جَناباً يستريحون إليه ،
فإذا أتوه لَسَعَتْهم عَقَاربُ كأمثال البغال الدُّلْم.
الدُّلْمة : سواد مع طول ؛ رجل أدْلم
وليل أدْلم ، ودَلِم
الشيءُ : اشتدّ
سوادُه.
[دلك] : الحسن رحمه الله ـ سئل أيُدَالِك الرجلُ امرأته؟ قال :
نعم إذا كان مُلْفَجاً.
المدالَكة والمداعَكة والمماعَكة : المماطلة ، والمعنى مُطْله إياها بالمهر.
المُلْفَج
، بالفتح :
المعدِم ، من قولهم : ألْفَجَتْنِي
إليك الحاجةُ ؛ أي
اضطرَّتْنِي ، ويقال : ألْفَج
إذا أفْلس ، فهو مُلْفِج بالكسر.
__________________
ولْيُدْلِفْ ،
ودَلِهَ عقلي في (قح). ودَلّه في (سم). الدُّلَاة في (رع). دَلَوْنا في (قف).
دَلْقاءَ في (حم).
الدال مع الميم
[دمر] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ من اطّلع في بيت قوم
بغير إذنهم فقد
دَمَر ـ وروي : مَنْ
سبق طرفُه استئذانه فقد
دَمَر.
دَمَر على القوم هجم عليهم بمكروه ، ومنه الدَّمار : الهلاك. وهجوم الشرّ ؛ وقيل للدخول بغير إذن دُمُور ؛ لأنَّهُ هجوم بما يكره. والمعنى : إن إساءةَ المطلع مثل
إساءة الدَّامِر.
[دمث] : بينما هو يمشي في طريق إذ مالَ إلى دَمْثٍ فبالَ فيه ، وقال : إذا بال أحدُكم فلْيرْتَدْ لبوله.
دَمِثَ
المكان دمَثاً : إذا لان وسهل فهو
دَمِث ودمْث ، ومنه دَماثة الخلق.
الارتياد : افتعال من الرَّوْد ، كالابتغاء من البَغْي ، ومنه الرائد طالب المرْعى ؛ يقال
: راد الكلأ وارتادَهُ
والمعنى : فليطلب
مكاناً مثل هذا ، فحذف المفعول لدلالة الحالِ عليه.
مَنْ كذب عليّ
متعمداً فإنما
يُدَمِّثُ مجلسَه من النار.
أي يسهله ويوطِّئه
، بمعنى يهيّئُه للجلوس فيه.
[دمو] : قال صلى الله عليه وآله وسلم لسعد رضي الله عنه يوم أُحد
: ارمِ فدَاك أبي وأمي ؛ قال سعد : فرمَيْت رَجُلاً بِسَهْم فقتلتُه ، ثم رُمِيتُ
بذلك السَّهم أعرِفُه ؛ حتى فعلتُ ذلك وفعلَه مرّات ، فقلت : هذا سهم مبارك مُدَمًّى ، فجعلته في كِنانتي ؛ فكان عنده حتى مات.
قيل لهذا السهم
سهم مُدَمَّى وسهم أسود ؛ لأنه رُمِيَ به غير مرة فلُطِّخ بالدم حتى
__________________
ضربت حُمْرته إلى
السواد ؛ والرماةُ يتبركون بالسهام الكائنة بهذه الصفة. ومنه قوله :
*هلا رميتَ ببعضِ الأسهم السُّودِ *
وعن بعضهم : هو
مأخوذ من الدَّامِياء ، وهي البَركة.
[دمس] : في ذكر المَسيح عليه السلام ـ سَبْط الشَّعْر ، كثير
خِيلان الوجه ، كأنه خرج من دَيماس.
هو بالفتح والكسر
السَّرَب لظلمته ، من اللَّيل الدَّامس
؛ ويقال دَمَسْته إذا أقبرته ؛ وكان للحجاج سجن يعرف بالدِّيماس. ؛ يعني أنه
في نُضْرة لونه وكثرة ماءِ وجهه كأنه خرج من كِنّ.
[دمج] : مَنْ شَق عصا المسلمين وهم في إسلام دامج فقد خَلَع رِبْقة الإِسلام من عُنُقه ـ وروي : في إسلام
داجٍ.
يقال : ليلة دامجة بمعنى داجية ؛ وهي التي دَمَج
ظلامها في كل شيء
؛ أي دَخَل ، كما يقال وَقَب ، والمعنى شُمُول الإِسلام وشياعه.
والداجي : قريب من هذا ، وقد تقدّم ؛ وقيل : الدامج المجتمع المنتظم ، ودَمَج
الأمرُ : ذا
استقام ، ومنه الصلح الدُّمَاج.
[دمن] : إن الناس كانوا يَتَبايَعُون الثِّمار قبل أَنْ يبْدُوَ
صلاحُها ، فإذا جدَّ الناس وحضر تقاضيهم قال المبتاع : قد أصاب الثمر الدَّمَان وأصابه قُشَام ، فلما كَثُرت خصومتهم عند النبيّ صلى الله
عليه وآله وسلم ، قال صلى الله عليه وآله وسلم : لا تبتاعوا الثَّمرة حتى يبدوَ
صلاحها. ؛ كالمشورة يُشير بها لكثرة خصومتهم واختلافهم.
__________________
الدَّمَان
والدّمَال بالفتح : فساده وَعفَنُه قبل إدراكه حتى يسوادّ ، من الدِّمْن والدَّمال وهما السِّرْقين.
القُشَام
: انتفاضه قبل أن
يصير بَلحاً ، وقيل هو أُكَالٌ يقع فيه ، من القَشْم وهو الأكْل ، ومن قول العرب :
ما أصابت الإِبل مَقْشماً ؛ إذا لم تُصِبْ ما ترعاه.
[دمل] : سعد رضي الله تعالى عنه ـ كان يَدْمُل أرضَه بالعُرَّة ، وكان يقول : مِكْتل عُرَّة بمكتل بُرَّة.
دَمَل
الأرضِ : تسميدُها
؛ لأنه يُصْلحها ، من دَمَل
بين القوم إِذا
أصلح ، واندمل الْجُرْح.
المِكْتَل
: شبه الزِّنْبِيل
، من كَتَله إِذا جمعه ، ورجل مُكَتَّل
الخلْق ؛ لأنه آلة
لجمع ما يجمع فيه.
العُرَّة : العَذِرَة.
[دمق] : خالد ـ كتب إِلى عمر رضي الله عنهما : إِنّ الناس قد دمَقُوا في الخمر ، وتزاهدُوا في الحدّ.
هو من دَمَق على القوم ودَمَر إِذا هجم ؛ والمعنى : إِنهم تهافتوا في
مُعاقرتِها تَهافُتاً.
[دمك] : وهب رحمه الله ـ في قصة إبراهيم أنه وابنه إسماعيل عليهما
السلام كانا يبنيان البيتَ ، فيَرْفعان كلَّ يوم مِدْمَاكاً.
الصفّ من اللبِن
والحجارة سافٌ عند أهل العراق ، وعند أهل الحجاز
مِدْماك ، وهو من الدَّمْك وهو التَّوثيق. ورجل مَدْمُوك
الخَلْق : معصوبه.
ومنه الحديث : كان
بناء الكعبة في الجاهلية
مِدْمَاك حجارة ، ومِدْمَاك عِيدانٍ من سفينة انكسرت.
[دمم] : النخَعيّ رحمه الله تعالى ـ كان لا يرى بأساً بالصلاة في
دِمَّة الغنَم.
قلب نون الدِّمنة
لوقوعها بعد الميم ميماً ثم أدغمت الأولى في الثانية ، وذلك لتقاربهما واتفاقهما
في الغُنّة والهواء. قال سيبويه : وتدغم النون مع الميم نحو : عمطر لأن صوتهما
واحد ، ثم قال : حتى إنك تسمعُ الميم كالنون ، والنون كالميم حتى تبيِّن الموضع ؛
ولهذا جمعوا بينهما في القوافي في كثير من الشعر.
وقيل الدِّمَّة : مَرْبِض الغنم ؛ لأنه دُمَ
بالبول والبعر ،
من دَمَمْتُ الثوب إذا طليتَه بالصِّبغ ، وقِدْرٌ دَمِيم مَطلِية بالطِّحَال ، ودمَ
البيت : طَيَّنه.
__________________
دُمْية ودَمِثاً
في (شذ). دَمِثات في (اه) وفي (حم). دَمّيتها في (قت). الدِّماث في (بش).
الدال مع النون
[دندن] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ سأل رجلاً : ما تدعو في
صلاتك؟ فقال :
أدعو هكذا وكذا ،
وأسأل ربي الجَنَّة ، وأتعوَّذُ به من النار ، فأمّا دَنْدَنَتُك ودَنْدَنَةُ مُعاذ فلا نُحْسِنُها. فقال له صلى الله عليه وآله وسلم :
حولهما نُدَنْدِن ـ ورُوي : عنهما
نُدَنْدِن.
هي كلامٌ أرْفَعُ
من الهيْنَمة ، تُردِّده في صَدْرِك تسمع نَغَمته ولا يُفْهم.
ومنه : دَنْدَنَ الرجلُ : إذا اختلف في مكان واحد مجيئاً وذَهاباً.
ويجوز أن يكون في
المعنى من الدَّنَن ، وهو التَّطَامن ، يقال : نَبْتٌ أدَنّ ، وفَرَس أدَنّ
؛ لأنه يخفِض
صوتَه ويُطَأْمِنُه.
ووحَّد الضميرَ في
قوله : «لا نُحسِنُها ؛ لأنه يُضمَر للأول كقوله :
*رماني بأمْرٍ كنتُ منه ووالدي بريًّا *
الضمير في حولَهما
للجنة والنار. والمعنى : ما
تُدَنْدِنُ إِلا حول طَلَبِ
الجنة ، والتعوّذ من النار ، ومن أجْلهما ، ولا مبايَنَة في الحقيقة بين ما
نَدْعُو به نحن وبين دُعائك.
وأما عَنْهما نُدَنْدِن. فالمعنى أن دَنْدَنَتَنَا صادرةٌ عنهما ، وكائنة بسببهما.
[دنق] : الأوْزَاعِيّ رحمه الله ـ سئِل عن المسلم يُؤْسَر ،
فَيُريدون قتلَه ، فيقال له : مُدَّ عنقك ؛ أيمدّ عُنُقَه ، وهو يخاف إنْ لم
يَفْعَل أنْ يُمَثَّل به؟ فقال : ما أَرَى بأساً إذا خاف إن لم يَفْعل يُمَثَّل به
أن يُدَنِّق في الموت.
أي يدنو منه ويدخل
فيه ؛ من دَنَّقتِ الشمسُ إذا دنتْ من الغروب ، ودنَّقت عينه : غارت ؛ وتقديرهما : ما أرى به بأساً في أن يُدَنَّق ؛ فحذف الجار مع أنْ.
[دنو] : في الحديث ـ سَمُّوا ، ودَنُّوا ، وسَمِّتُوا.
__________________
هذا في الطعام ،
أي سَمُّوا الله ، وكلوا مِمَّا
دنا منكم ، وادعوا
للمُطْعِم بالبركة.
الدال مع الواو
[دوم] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ نهى أن يُبَال في الماء الدائم ، ثم يُتَوَضَّىَ منه.
هو السَّاكن ؛ دام الماء
يَدُوم ، وأدَمْتُه أنا. ومنه تَدْوِيمُ
الطائر ؛ وهو أن
يتركَ الخَفَقَان بجَناحيه في الهواء. ودوامُ
الشيء : مُكْثُه وسُكُونُه.
[دور] : إنَّ الزمان قد
اسْتَدَار كهيئته يومَ
خَلَق الله السمواتِ والأرضَ ، السنة اثنا عشر شهراً ، (مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ) ، ثلاث متواليات : ذو القَعْدة وذو الحِجَّة والمحرَّم ؛
ورَجَب مُضَر الذي بين جُمَادى وشَعْبان.
استدار بمعنى دار. قال :
*كما يَسْتَدِير الحِمار النَّعِر *
والمعنى : أَنّ
أهل الجاهلية كانوا يقاتلون في المحرَّم ويَنْسئون تحريمه إلى صَفَر ، فإذا دخل
صَفَر نَسَئوه أيضاً وهكذا ؛ إلى أنْ تَمْضِي السنة ، فلما جاء الإِسلام رجَع
الأمر إلى نصابه ، ودارت
السّنة بالهيئة
الأولى.
قال : «ثلاث» ،
ذَهاباً إلى المُدد ، كقوله : «ثلاث شخوص» ، لأنه ذهب إلى الأنفس.
أضاف رجَباً إلى
مضر ، لأنهم كانوا يعظمونه.
[دوك] : في قصة خَيْبر : لأُعطينَّ الراية غداً رجلاً يَفْتح الله
على يَدَيْه ؛ فبات الناس
__________________
يَدُوكون
، فلما أصبحَ دعا
علياً ، فأعطاه الرايةَ ، فخرج بها يَؤُجّ حتى ركَزها في رَضّمٍ من حجارة تحتَ
الحِصْن.
أي يَخُوضون فيمن
يَدْفَعُها إليه ، ومنه : وقعوا في دَوْكة ودُوكة.
يَؤُجُ
: يُسْرع
ويُهَرْوِل. قال :
*يَؤُجُّ كما أجَّ الظَّليمُ المُنَفَّر *
الرَّضْم
: صخور كالجزُور
متراكمة ، يقال : بَنَى دَارَه فَرَضَم
فيها الحجارة.
[دوج] : قال له صلى الله عليه وآله وسلم رجلٌ : يا رسول الله ؛ ما
تركت من حاجَّة ولا
داجَّة إلا أتيتُ ، قال
: أليس تشهد أن لا إِله إلا الله وأن محمداً رسولُ الله؟ قال : بلى ، قال: فإنّ
هذا بذاك.
وروي : إن أبا
الطويل شَطْباً الممدود أتاه فقال : يا رسول الله ، أرأيت رجلاً عمِل الذنوبَ
كلّها وهو في ذلك لا يترك حاجَّة ولا
داجَّة إلا اقتطعها
بيمِينه ، هل له من توبة؟ قال : هل أسلمت؟ قال : أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله
وأنك رسول الله ، قال : نعم قد عمل الخيرات بترك الشهوات يجعلهنّ الله لك خيرات
كلها.
الدَّاجَّة : إتباع ، وعَيْنُها مجهولة الشأن ، فحملتْ على الأغلب ،
لأن بنات الواو من المعتل العين أكثر من بنات الياء. والمعنى : أنه لم يبق شيئاً
من حاجات النفس أو شهواتها أو معاصيها إلا قضاه.
وأما الداجّة فقد مضى تفسيرها ؛ والمراد الجماعة الحاجّة والداجّة.
في «ألَيْس» ضمير
الأمر والشأن.
[دور] : مَثَلُ الجليس الصالح مثل الدَّارِيّ
إنْ لم يُحْذِك من
عِطْره عَلِقَك من ريحه ، ومَثَلُ الجليس السَّوْء كمثل الكِير إن لم يُحْرقْك من
شِرار ناره عَلِقَك من نَتْنه.
الدَّاريّ
: العطار ، نسب
إلى دَارين بلد يُنْسَب العِطْر إليها ، قال :
إذا التَّاجرُ
الدَّارِيُ جاء بفأْرةٍ
|
|
من المِسْكِ
راحَتْ في مَفَارِقِه تجري
|
الإِحْذاء : الإِعطاء ، والحَذِيَّة والحُذْيا : العَطِيَّة.
كِير الحداد : المبنيّ من الطين ، ويكون زِقّه أيضاً ، وقيل : الكِير الزِّق ، والكُور من الطين ، ويُوشك أن تكون الياء فيه عن
الواو ، ويكون بابهما واحداً ، وفُرِّق بين البناءين بضمّ الفاء وكسرها ،
واشتقاقهما من الكَوْر الذي هو ضد الحَوْر ؛ لأنّ الريح تزيد فيهما عند كل نَفْخة
، وتنقُص ؛ وكِلَا تفسيري الكِير له وجه هاهنا ، أما المبنيّ فظاهرٌ أمره ؛ وأما
الزِّق فلأنّه
__________________
سببُ حياة النار
فجازت إضافتها وما يتعلق بها إليه.
السوْء : الرَّداءة والفساد ، فوصف به كما يوصف بالمصادر. وقال
أبو زيد : سمعت بعض قيس يقول : هو رجل سوْء ورجلان سوْءان ورجال أسْواء ، وأكثر
الاستعمال على الإِضافة ، تقول : رجلُ سوْءٍ ، وعملُ سوْءٍ. ومنه قوله تعالى : (ظَنَّ السَّوْءِ*) [الفتح : ٦].
ألا أنْبِئُكم
بخير دُور الأنصار؟ دُورُ بني النَّجار ، ثم دُورُ بني الأشْهَل ، ثم دُورُ بني الحارِث ، ثم دُورُ بني ساعدة ، وفي كل دور الأنصار خير.
دُور القوم وديارُهم
: منازل إقامتهم ،
ومنه قولهم : ديار رَبيعة و[ديار] مُضر للبلادِ التي أَقاموا بها ، وأما قولهم : دُورُ بني فلان يريدون القبائلَ ، ومَرّت بنا دارُ بني فلان ؛ أيْ جماعتُهم ، وكذلك قولهم : بيوتُ العرب
وبيوتاتُها والمراد أحياؤها ، وهي في الأصل الأخبية ، فعلَى أنّ أصلَه أَهلُ الدُّور وأهلُ البيوت فحذف المضاف واستمر على حَذْفه ، كقولهم :
قُرَيش ومُضَر. ومنه الحديث : ما بقيت دارٌ إلا بني فيها مسجد ؛ أي قبيلة.
[دوأ] : قال صلى الله عليه وآله وسلم : مَنْ سَيِّدُكم يا بَني
سَلِمة؟ قالوا : الجَدّ بن قَيْس ، على أنا نُبَخِّلُه. فقال : وأيُ داءٍ أدْوَأ من البُخْل؟ بل سيِّدكم الجَعْد القَطَط عمرو بن الجَمُوح
، فقال بعض الأنصار :
وسُوِّد عَمْرو
بن الجَمُوح لجُوده
|
|
وحَقَّ لعمرو ذي
الندى أنْ يُسَوَّدَا
|
إذا جاءهُ
السُّؤّالُ أَنْهَبَ مالَه
|
|
وقال خذوه إنه
عائد غدَا
|
وليس بخاطٍ
خَطْوَةً لدنيّةٍ
|
|
ولا باسطٍ يوماً
إلى سوْءةٍ يَدا
|
فلو كنتَ يا جدّ
بن قيس على التي
|
|
على مثلِها
عمروٌ لكنتَ المسوَّدا.
|
دَاء الرجلُ يَدَاء
داءً فهو داءٌ ، والمرأة
داءَةٌ ، وتقديرهما
فَعِل وفَعِلة.
وفي كلام بعض
الأعراب : كحلني بما تُكحل به العيون الدّاءة ؛ فهو نظير شَاءَ في أن عينَه حرفُ عِلّة ، ولامُه همزة
أصلية غير منقلبة ، وأما دَوِيَ يَدْوَى دوًى فهو دوٍ فتركيبٌ برأسه. وليس لقائل
أن يقول : إنّ دَاءَ من دَوِيَ قلبت واوُه ألفاً ، وياؤه همزة ، وجمع بين
إعْلالَيْن.
الجَعْد : الكريم
الجواد ، وإذا ذُكِرَتِ اليدُ فقيل : جَعْد اليدين وجَعْد البَنَانِ وجَعْد الأصابِع فهو اللئيم البخيل ، ويقال في ضدّه : سَبْط البنان ، ويده سَبْطة. وقد جاء القَطط تأكيداً له في المعنيين جميعاً ؛ فقالوا :
للكريم : جَعْد قَطَط ، وللّئيم جَعْد اليديْن قَطط ، قال :
سَمْح اليدين
بما في رَحْل صاحبه
|
|
جَعْد اليدين
بما في رَحْله قَطَطُ
|
__________________
والقول في ذلك أنّ
اليد إذا وصفت بالجعودة فقد وصفت بالانقباض الذي هو ضد الانبساط وهذا ظاهر ، أما
وصْفُ الرجل بذلك فلأنّ الغالبَ على العرب جُعُودة الشعر ، وعلى العجم سبُوطته.
قال :
هل يُرْوِيَنْ
ذَوْدَكَ نَزْعٌ مَعْدٌ
|
|
وساقيان سَبِطٌ
وجَعْدُ
|
قالوا : يعني
بالسَّبْط العجميّ والجَعْد العربيّ ، لأنهما لا يتفاهمان كلامهما ، فلا يشتغلان
بالكلام عن السقي ، فهذه في الأصل كناية عن خُلُوِّه من الهجنة وخُلوصِه عربيًّا ،
ومتى أثْبت له أنه عربيّ تناوله المدح ، وردفه أن يكون كريماً جواداً.
الَّتي : أراد
الصفة التي ، أو العاد الَّتي.
[دوم] : حُذَيْفَة رضي الله عنه ـ ذكر الفتن ، فقال : إنها
لآتِيَتُكُمْ دِيماً
دِيَماً.
الدِّيمةُ : المطر
يَدُوم أياماً لا يُقْلِع
؛ فهي فِعْلة من الدَّوام
، وانقلاب واوها
ياء لسكونها وانكسار ما قبلها. وقولُهم في جمعها
دِيَم ، وإن زال السكونُ
لحمل الجمع على الواحد وإتْباعه إياه ؛ شبَّهها بهذه الأمطار وكرر ، أراد أنَّها
تترادف وتمكث مع ترادفها.
ومنه حديث عائشة
رضي الله تعالى عنها : إنها سئلت : هل كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
يُفَضِّلُ بعضَ الأيام على بعض؟ فقالت : كان عمله دِيمَةً.
[دوح] : ابن عُمَر رضي الله عنهما ـ قَطَعَ رجلٌ دَوْحَةً من الحرم ، فأمره أن يعتق رَقَبَةً.
هي الشجرة العظيمة
من أيّ شجر كانت. قال :
*يَكُبُّ على الأذْقَانِ دَوْحَ الكَنَهْبُلِ *
وانْدَاحَتِ
الشجرة. ومِظَلَّةٌ
دَوْحَةٌ ؛ أي عظيمة.
[دوم] : عائشة رضي الله تعالى عنها ـ كانت تأمُرُ من الدُّوَام بسبع تَمَرات عَجْوة في سبع غَدَوات على الرِّيق.
الدُّوَام
: الدُّوَار ، ودِيم به مثل دِير به ؛ ومنه الدُّوَّامة لدورانها.
العجوة : ضرب من أجود التمر.
[دول] : الحجَّاج ـ يوشك أن تُدَالَ
الأرض منّا ،
فَلَنَسْكُنَنَّ بطنَها كما عَلَوْنا ظهرَها ،
__________________
ولتأكلَنَّ من
لحومنا كما أكلنا من ثمارها ، ولتشربَنّ من دمائنا كما شربنا من مائها ، ثم
لَتُوجَدَنَّ جُرُزاً ، ثم ما هو إلا قولُ الله : (وَنُفِخَ فِي
الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ). [يس : ٥١].
أي تُجْعَلُ
للأرْض الكَرَّة علينا ؛ تقول : أدال
الله زيداً من
عمرو مجازاً : نزع الله الدَّوْلة من عمرو فآتاها زيداً. وفي أمثالهم : يُدَال من البِقاع كما
يُدَال من الرجال. أي
تُؤخذ منها الدُّوَل.
قال المبرِّد :
أرض جُرُز وأرَضُون أجْراز : إذا كانت لا تُنْبِت شيئاً ، وتقدير ذلك أنها كأنها
تَأْكل نبتَها فلا تُبْقِي منه شيئاً ، من الجَرْز وهو الاسْتِئْصال.
هو : ضمير الشأن ،
أي ما الشأن إلا قول الله تعالى.
[دوح] : في الحديث ـ كم من عَذْقٍ دَوَّاح
[في الجنة] لأبي
الدَّحْدَاح.
قيل هو العَظِيم ،
فَعَّال من الدَّوْحة.
ودَائِس في (غث).
دَوْماء الجَنْدل في (ند). دَيْمُومة ودَوِيةً ودَوْهصها ودَوْفصها في (عب). مِنَ
الدَّاويّ في (ين). دِيَماً في (حي). الدَّأم في (سأ).
الدال مع الهاء
[الدهر] : النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ـ لا تَسُبُّوا الدَّهرَ فإن الدّهرَ هو الله ـ وروي : فإن الله هو الدهر.
الدَّهْر : الزَّمان الطويل ، وكانوا يعتقدون فيه أنه الطارق
بالنوائب ، ولذلك اشتقوا من اسمه دَهَرَ فلاناً خطبٌ ؛ إذا دهاه ، وما زالوا يَشْكُونَه
ويَذُمّونه. قال حُرَيْث :
*الدَّهْرُ أَيَّتمَا حالٍ دَهارِيرُ *
__________________
أي دواهٍ وخطوب
مختلفة ، وهو بمنزلة عَبادِيد في أنه لم يستعمل واحده ، وقال رجل من كَلْب :
لَحا الله دهراً
شرُّه قبل خيرِه
|
|
تَقاضى فلم
يُحْسِنْ إليَّ التَّقَاضا
|
وقال الشَّنْفَرى
:
*بَزّني الدهر وكان غشوماً*
وقال يحيى بن
زِياد :
عذِيريَ من دهر
كأني وترتُه
|
|
رهينٌ بحبلِ
الوُدِّ أن يتقطَّعَا
|
فنهاهم رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم عن ذمِّه ، وبَيَّن لهما أن الطوارق التي تنزل بهم
مُنْزِلُها الله عزّ سلطانه دونَ غيرِه ، وأنّهم متى اعتقدوا الدهر أنه هو المنْزِل ثم ذمّوه كان مرجِعُ المذمَّة إلى العزيز
الحكيم ، تعالى عن ذلك عُلُوًّا كبيراً.
والذي يحقق هذا
الموضع ، ويفصل بين الروايتين ، وهو أن قَوْلَهُ : «فإن الدهر هو الله». حقيقته : فإن جالبَ الدهر هو الله لا غيرُه ، فوضَع الدّهْرَ موضع جالب الحوادث ؛ كما تقول : إن أبا حنيفة أبو يوسف ،
تريد أنّ النهاية في الفقه أبو يوسف لا غيره ، فتضع أبا حنيفة موضع ذلك لشهرته
بالتَّناهي في علمه ، كما شهر
الدَّهْرُ عندهم بجلْب
الحوادث.
ومعنى الرواية
الثانية : فإن الله هو
الدهر.
فإنَّ الله هو
الجالبُ للحوادث لا غير الجالب ، ردّاً لاعتقادهم أن الله ليس من جَلْبِها في شيء
، وأن جالبَها
الدهر ؛ كما لو قلت : إن
أبا يوسف أبو حنيفة ، كأن المعنى أنه النهاية في الفِقْه لا المتقاصر.
هو : فصل ، أو
مبتدأ خبره اسم الله ، أو
الدهر في الروايتين.
[دهس] : عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ـ إنَّ رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم أقبل من الحُدَيْبيَةِ فنزل دَهاساً من الأرض ، فقال : مَنْ يَكْلَؤُنا الليلة؟ فقال بلال :
أنا ، ثم ذكر أنهم ناموا حتى طلعت الشمس ، فاسْتيقظَ ناس فقلنا : أَهْضِبُوا.
الدَّهْس
والدَّهَاس : ما سَهُل ولَانَ من الأرض ، ولم يبلغْ أن يكونَ رمْلاً.
قال :
*وفي الدَّهَاسِ مِضْبَرٌ مُواثِمُ *
هضبوا ـ في الحديث
: أفاضوا فيه بشدة ، من هَضَبَتِ
السماءُ إذا وقع
مطرُها وقْعاً شديداً ؛ كرهوا أن يُوقِظُوه ، فأرادوا أن يستيقظ بكلامهم.
__________________
[دهم] : من أراد المدينةَ
بِدَهْم أذابَه الله كما
يذوبُ المِلْح في الماء.
قال المبرِّد :
يقال للعامة
الدَّهْماء ، يراد أنَّهم قد
غطّوا الأرض ، كما يقال عليك بالسواد الأعظم ، وعلى ذلك يقال في كثرة جاءهم الدَّهْم ، قال :
جِئْنَا
بِدَهْمٍ يَدْهَمُ الدُّهُوما
|
|
مَجْرٍ كأنَّ
فوقَه النُّجُوما
|
ومنه الحديث : إن
أبا جهل لم يَشْعُر بعسكرِ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يومَ بدْر حتى
تَصَايحَ الفريقان ، ففزع أبو الحكَم ، فقال : ما الخبر؟ فقيل : محمد في الدَّهْم بهذا القَوْز فأخذتْه خَوَّة فلا يَنْطِق.
القَوْز : الكثِيب المستدير.
الخَوَّة : أصلها الفَتْرة
التي تصيب ، من الخَوَى وهو الجوع فاستعيرت ، وفيها دليل على أن لامَ خوى واو ،
وأَنه مثل قَوِي من القوَّة.
ومن الدَّهْم حديث بَشِير بن سعد رضي الله عنه :
إنه خرج في
سَريَّة إلى فَدَك ، فأدركه الدَّهْم
عند الليل فأصِيب
أصحابه ، وولَّى منهم مَنْ وَلَّى ، وقاتل قتالاً شديداً حتى ضُرِبَ كعبُه ، وقيل
: قد مات.
يُضرَب كعبُ
الصَّرِيع في المعركة فإن لم يتحرك أوقِن بموته.
[دهمق] : عمر رضي الله تعالى عنه ـ لو شِئتُ أنْ يُدَهْمَقَ لِي لفَعَلْتُ ذلك ؛ ولكنَّ الله عاب قوماً فقال : (أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي
حَياتِكُمُ الدُّنْيا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِها). [الأحقاف : ٢٠].
الدَّهْمَقة في الطعام : التجويد والتلْيِين ، يقال : وتَرٌ مُدَهْمَق ، إذا جاء به قاتِلُه مُسْتَوِياً ، وقِدْح مُدَهْمَق : مستوِي المتْن ، نقيّ من العيوب ، وسُمِّيَ مُدْرِك
الفَقْعسي مُدَهْمِقاً لتجويدِه شعره.
[دهق] : العباس رضي الله تعالى عنه ـ قال عبد الله : إنه ربّما
سمعت العباس يقول : اسقُونِي دِهاقاً.
أي كأساً
مُتْرَعَةً ، وكأنها التي تَدْهَقُ ما فيها ، أي تُفْرِغُ ؛ لشدة امتلائها ، يقال
: دَهَق الماء دَهْقاً إذا أفْرغَه.
وإنما ذكَر هذا
ابنُ عباس استشهاداً لقوله تعالى : (وَكَأْساً) دِهاقاً [النبأ : ٣٤].
[دهم] : حُذَيْفة رضي الله تعالى عنه ـ ذَكَرَ الفِتْنَةَ فقال :
أتَتْكُم الدُّهَيْماء ترمي
__________________
بالنَّشَف ، ثمّ
التي تليها ترمي بالرَّضف ، والذِي نَفْسِي بيده ما أعْرِف لي ولكم إلا أنْ
تَخْرُجَ منها كما دخلْنا فيها!.
هي تصغير الدَّهْماء ؛ وهي الفتنة المُظْلمة ، وهو التصغير الذي يقصد به
التعظيم.
النَّشَفُ
: جمع نَشْفَة ؛ وهي الفِهْر السَّوْداء كأنها مُحْرَقَة.
الرَّضَفُ
: الحِجَارة
المحمَاة ، الواحدة رَضْفَة.
ذكر تتابُعَ
الفِتن ، وفظاعة شَأْنها ، وضرَب رميها بالحجارة مثلاً لما يصيبُ الناس من شرّها ،
ثم قال : ليس الرأي إلا أن تنجلي عنا ونحن في عدم التباسنا بالدنيا كما دخلنا
فيها.
دهِس في (به).
الدُّهقان في (قر). المُدْهن في (صب). يدّهن بالعبير في (دي). دَهَارير في (رج).
فتدَهْدَى في (ثل).
الدال مع الياء
[دين] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ خرج الأعشى ، واسمه عبد
[الله] بن لَبيد الأعور الحِرْمَازِي في رَجَب ، يَمير أهلَه من هَجَر ، فهرَبت
امرأتُه بعدَهُ ناشزاً عليه ، فعاذت برجل منهم يقال له : مُطَرِّف بن بهضل ،
فجعلها خَلْف ظهره ، فلما قدِم أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فعاذ به ، وأَنْشأ
يقول :
يا سَيِّد
النَّاسِ وديَّانَ العربْ
|
|
إليكَ أشْكو
ذِرْبَةً من الذِّرَبْ
|
كالذَّئْبَة
الغَبْساءِ في ظلِّ السَّرَبْ
|
|
خَرجتُ أبْغيها
الطعامَ في رَجَبْ
|
فَخَلَفَتْنِي
بنزاعٍ وحَرَبْ
|
|
أَخْلَفَتِ
الوَعْدَ ولطَّت بالذَّنَبْ
|
وقذفتْنِي بين
عِيصٍ مُؤْتَشِبْ
|
|
وهُنَّ شَرُّ
غالبٍ لمن غَلَبْ
|
فجعل رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم يتمثلها ويقول :
*وهو شَرُّ غالبٍ لمن غَلَبْ *
يُكَرِّر ذلك
عليه. وكتب إلى مطرِّف : انظر امرأة هذا مَعاذةً فادفعها إليه.
الدَّيَّان
: فَعَّال ، من دان الناسَ إذا قَهرَهم على الطاعة. يقال : دِنْتُهُمْ فَدَانُوا ، أيْ قهرتهم فأطاعوا.
__________________
ومنه حديثه صلى
الله عليه وآله وسلم : الكَيّس من دانَ
نفسَه ، وعَمل لما
بعد الموت ، والأحمق من أَتْبَع نفسَه هواها ثم تمنّى على الله.
الذِّرْبَة : فِعْلة منقولة من فَعِلة ؛ كما تقول في كَلِمة : كِلْمة
، وفي مَعِدة مِعْدة. يقال : ذَرِب
الرجل ذَرَباً وذَرَابةً : إذا صار حادّ اللسان ، فهو ذَرِب ، وهي ذَرِبة ، وذَرِب
لسانه ؛ وصفَها
بالسَّلاطة. وقيل : ذَرَبُ
اللسانِ : سرعته
وفساد مَنْطقه ؛ من ذَرِبَتْ
مَعِدتُه ، إذا
فَسَدت. وعن أبي عُبَيْدة : هو سرعة اللسان حتى لا يثبت الكلام فيه ، كذَرَب
المعدة وهو فسادُ المعدة حتى لا يثبت الطعام فيها. وقيل : الذِّرْبَة الفاسدة لمكرها وخيانتها.
الغُبْسَة : الغُبْرة إلى السواد.
بغاه
الشيء : طلبَه له
، يقال : ابغِني كذا ، وأبغاه
عليه : أعانه على
بُغَائِه.
فخلَفتني : أيْ
بقيت بعدي.
بنزاع وحرب ، أي
مع خصومة وغضب ، يقال : حرِبَ حرباً إذا غضب ، وحَربه غيرُه ؛ يريد نُشوزَها عليه
بعد حيلة ، وعياذَها بمطرِّف ؛ ولو روي : «فَخَلَّفتني» كان المعنى : فتركتْني
خَلْفها بنزاع إليها وشدة حالٍ من الصَّبْوة إليها ، كأنه يدعُو بالويل والحَرب
وراءها ، وهو من حُرِبَ الرَّجُل مالَه فهو حَرِب.
لطَّت
الناقة بذَنبها ؛
إذا أَلْزقته بحَياها ، ومنه قيل للعِقْد لِلُصوقهِ بالنَّحر ، وهي تَفْعَل ذلك
إذا أبَتْ على الفحل ؛ فهذه كناية عن النُّشوز ، وقيل : لما أقامت على أمرها ،
ولزمت أخلافها وقعدت عنه كانت كالضارب بذنبه المُقْعِي على استه لا يبرح.
العيصُ
: الشَّجَر
الملتفّ الكثير.
والمؤتشِب : الملتف الملتبس ، ضربه مثلاً لالتباس أمره عليه.
اللام في قوله : «لمن
غلب» متعلّق بشرّ ، كقولك : أنت شرٌّ لهذا منك لهذا ، وأراد لمن غلَبه ، فحذف
الضمير الراجع من الصلة إلى الموصول.
فإن قيل : هلّا
قال : وهن شر غالبات لمن غَلَبْنَه ، على ما هو حق الكلام؟
فالجواب أنه أراد
أن يُبالغ فقصد إلى شيء من صفة ذلك الشيء ، أنه شر غالب لمن غلبه ، ثم جعلهن ذلك
الشيء فأخبره به عنهن ، كما يقال : زيد نَخْلة ، إذا بولغ في صفته بالطول. يقال
تمثلت حاتماً وتمثلت به.
انظر امرأته ، أي اطلبها ، يقال : انظر لي فلاناً نظراً حسناً وانظر الثوب أين هو؟ ف
ادَّان في (سف).
دُيِّثَ في (سو). دينها في (وض). الدّيّوث في (شر). ودَيَّخَها في (زف). مِنْ دِين
في (رب). يُدِين في (خب). وأداخ ودان في (حم). دِيَتهم في (رح).
[آخر الدال]
حرف الذال
الذال مع الهمزة
[ذئر] : النبي صلى الله عليه وسلم ـ قيل له لما نهى عن ضرب النساء
: ذَئِر النساء على أَزْوَاجِهِنَّ.
أي نَشَزْنَ عليهم
واجترأن ، وامرأة
ذَئِر : ناشز ؛ ومنه المَذَائِر من النوق ، وهي التي لا تَرْأَم ولَدَها ، ولا تَدِرّ
عليه.
[ذأل] : مرّ بجارية سَوْدَاء وهي تُرَقِّصُ صبيًّا لها وتقول :
ذُؤَالُ يا بْنَ
القوم يا ذُؤَالَهْ
|
|
يَمْشِي
الثَّطَا ويجس الْهَبَنْقَعَهْ
|
فقال : لا تَقُولي
ذُؤال ، فإنّ ذؤال
شرُّ السباع.
ذُؤالة : عَلمٌ للذئب كأسامة للأسد ، ولذلك رَخَّمَتْه ،
وامتناعُه من الصرف لهذا وللتأنيث. وفي أمثالهم : خَشِ ذُؤَالة ، بالحِبَالة ، وهو من ذَأَلَ
ذَأَلَاناً ، إذا أسرع ،
ألَا ترى إلى قولهم : أَعْدَى من الذِّئب ، وجمعه الذُّؤْلان
كالذُّؤْبان.
القوم
: الرجال خاصّة ،
وقولهم : فلان من القوم في موضع المدح. معناه أنه من الرجال الذين حقّوا أن يطلق
عليهم هذا الأمر لاستكمالهم شرائطَ الرُّجولية ، وكذلك يا ابن القوم ويا ابنة
القوم.
الثَّطَى
، والثَّطَاة : إفراط الحمق ، ورجل ثَطٍ ، والمعنى تمشي مَشْيَ ذي
الثّطَا ، فحذفت المضافَ والمضافَ إليه جميعاً أو جعلت المشي نفسه ثَطاً مبالغة.
الْهَبَنْقَعَة : أن يُقْعِيَ ويضمَّ فَخِذَيْه ويفتحَ رِجليه.
عن الزِّبْرِقان
بن بدْر رضي الله عنه : أبغضُ كَنَائِني إليّ الطُّلَعة الخُبَأَة ، التي تمْشِي الدِّفِقَّى وتجلس الْهَبَنْقَعَة.
__________________
جعلته ذئباً
متفئِّلة فيه المَضاء والْجُرْأة ؛ ثم وصفت حالَ قُعوده ومشيِه في إبَّان
الطُّفولة والغَرارة ولم تقصد الذَّمّ.
[ذأن] : حُذَيفة رضي الله عنه ـ قال لجُندُب بن عبد الله
البَجَلِيّ : كيف تصنع إذا أتاك مثل الوَتِد أو مثل الذُّؤْنُون ، قد أُتي القرآن من قبل أن يؤتى الإيمان ، يَنْثُرُه
نَثْرَ الدَّقَل فيقول : اتَّبِعْنِي ولا أَتَّبعِك.
الذُّؤْنُون
: نَبْت ضعيف طويل
له رأس مُدَوَّر ، وربما أكلَه الأعراب ؛ يقال : خرجوا يَتَذَءَنُون ، قال الفرزدق :
عشية وُلِّيتم
كأنَّ سُيُوفَكُمْ
|
|
ذَآنينُ في
أَعْنَاقِكُمْ لم تُسَلَّلِ
|
وهو فُعْلُول ، من
ذَأَنَه إذا حَقَّرَهُ وضَعَّف شأنَه.
الدَّقَل
: تمْر رَدِيء لا
يَتَلاصَقُ ، فإذا نُثِرَ تَفَرَّق وانفردتْ كلُّ تمرة عن أختها ؛ يريد أنه
يَهُذُّ القرآن هذّاً ، والمعنى : ما تصنع إذا أتاك رجل ضالّ وهو في نحافة جسمه
كالوَتِد أو
الذُّؤْنُون لكدِّه نفسه
بالعبادة ، يخدعك بذلك ويَسْتَتْبِعُك.
الذال مع الباء
[ذبح] : النبيّ صلى الله عليه وسلم ـ نهى عن ذبائح الجنّ.
كانوا إذا اشتروْا
داراً واستخرجوا عَيْناً
ذبحوا ذبيحةً مخافة أنْ
تُصِيبَهم الجنّ ؛ فأُضيفت الذَّبائح
إلى الجنّ لذلك.
[ذبر] : أهل الجنَّة خمسة أصناف ؛ منهم الذي لا ذَبْرَ له.
الذَّبْر : القراءة ، والزَّبْر : الكتابة في لغة هُذَيل ، ولم يفرِّق سائرُ العرب بينهما.
__________________
ويقال : ذَبَرْتُ الكِتاب ، إذا قرأتَه قراءة سهلة خفيفة ، وكتاب ذَبْر : سهل القراءة. قال ذو الرُّمَّة :
أقولُ لنفسي
واقفاً عند مُشْرِفٍ
|
|
على عَرَصَات
كالذِّبَارِ النَّوَاطِق
|
فالمراد : لا
نُطْقَ له من ضَعْفه ، وقيل : لا لسانَ له يتكلم من ضعفه ، فتقديره على هذا : لا
ذا ذَبْرَ له ، أي لا لسان له ذَا مَنْطِق ، فحذف المضاف الذي هو ذو.
ويجوز أن يراد لا فَهْم له ، من ذَبَرْتُ
الكتابَ إذا فهمته
وأتقنته. قال ابن الأعرابيّ : الذابر : المُتْقِن.
[ذبح] : عاد البَراء بن مَعْرور وأخذته الذُّبْحة فأمر من لَعَطه بالنار.
الذُّبْحة والذُّبَحَة والذُّبَاح : أنْ يتورَّم الحلق حتى ينطبق ، ولا يسوغَ فيه شيء ، ويمنع
من التنفُّس فيقتُل. وروى أبو حاتم عن أبي زيد أنه لم يعرفها بإسكان الباء.
اللَّعط : الكيّ النار في عَرْض العنق ؛ من الشاة اللّعطاء ؛ وهي
التي بعرْض عنقها سواد ، ومنه لَعَطه بأبيات ، إذا وسمه بهجاء ، وقيل : لَعطه
مقلوب من علطه ، وإذا استوى التصرّف سقط القول بالقلب.
[ذبب] : في حديث أحد : لما قصّ رؤياه التي رأها قبل الحرب على
أصحابه قال :
رأيت كأن ذُبَابَ سَيْفي كُسِر ، فأوَّلْت ذلك أنه يصابُ رجلٌ من أهْلي.
فقُتِل حَمْزة عليه السلام في ذلك اليوم.
ذُبَاب
السَّيْف : طَرَفه
الذي يَضْرِب به ، من الذّب
، وهو الدَّفْع ، وذُبَابا أذني الفرس : هما ما حدّ من أطْرافِهِما.
صَلَب رجلاً على ذُبَاب .
هو جبل بالمدينة.
قال وائل بن حجر :
أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولي شَعْر طويل ، فلما رآه قال : ذُبَاب ذُباب.
قال : فرجعت ،
فجزرته ، ثم أتيته ، من الغد ، فقال : إني لم أعْنِك ، وهذا أحسن.
هو الشؤم والشرّ ؛
يقال : أصابك ذُبابٌ
من هذا الأمر ،
ورجل ذُبَابيّ : مَشْؤُوم ؛ فكأنه
__________________
مثل الشَّذَاة في أنه استعارة ، قال أوس :
وليس بطارقِ
الجاراتِ مِنِّي
|
|
ذُبابٌ لا
يُنِيمُ ولا ينامُ
|
أي أذى وشرّ.
[ذبذب] : جابر رضي الله عنه ـ سرتُ مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم في غَزِاة فقام يصلِّي ، وكانت عليَّ بُرْدة ، فذهبت أخالف بين طَرَفَيْها
فلم تَبْلُغ ، وكانت لها
ذبَاذب فنكستُها ، وخالفت
بين طَرَفيها ، ثم تواقَصتُ عليها لئلَّا تسقط ؛ فنهاني عن ذلك ، وقال : إنْ كان
الثوبُ واسعاً فخالفْ بين طَرَفيه ، وإنْ كان ضَيِّقاً فاشْدُدْهُ على حَقْوِك.
أراد بالذَّباذب الأهداب ؛ لأنها تَنُوس وتتذبذب
، ومنه قيل لأسافل
الثوب : ذَلَاذل وذباذب
، وقيل في واحدها
: ذِبْذِب ، بالكسر.
التَّواقُص
: التَّشَبُه بالأوْقَص ؛ وهو القصير العُنُق ، يريد أنه أمسك عليها بعُنقه لئلا
تسقط.
ذهب يفعل ، بمنزلة
طفِق يَفْعل ، وليس ثَمَّ ذَهَاب.
[ذبح] : مَرْوان ـ أُتي برجل ارتدّ عن الإسلام ، فقال كعب :
أَدْخِلُوه المذابحَ
، وضعوا
التَّوْراة وحَلِّفُوه بالله.
قال شمِر : المذابح : المقاصِير ، ويقال : هي المحاريب ، وذَبَّحَ : إذا طاطأ رأسه للركوع ، مثل دَبَّح.
يُذَبِّره في (دب).
ذُباب في (زو). أذُبّ في (ذق). تَذَبْذَبان في (خد). ذُباب غَيْثٍ في (خل).
الذال مع الراء
[ذرب] : النبي صلى الله عليه وسلم ـ في أَلْبانِ الإبل
وأَبْوَالِها شفاءٌ
للذَّرَبِ.
هو فَساد المَعِدَة.
[ذرر] : قال حَنْظَلة الكاتب : كنا في غَزَاةٍ مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم فرأى امرأة مَقْتُولة ،
__________________
فقال : هاه! ما
كانت هذه تقاتل ، الْحَق خالداً فقل له : لا تقتلَنَ ذُرِّيَّةً ولا عَسِيفاً.
الذّرِّية من الذر بمعنى التَّفْريق ؛ لأن الله تعالى ذَرَّهم في الأرض ، ومن الذَّرْء بمعنى الخَلْق ، فهي من الأول فُعْليَّة أو فُعْلُولَة ذُرُّورَة ؛ فقلبت الراء الثالثة ياء كما في تَقَضَّيْت ومن الثاني
فعلولة أو فُعِّيلَة ؛ وهي نَسْلُ الرجل ، وقد أوقعت على النساء كقولهم للمطر : سماء.
ومنه حديث عمر رضي
الله عنه : حجّوا
بالذّريّة ، لا تأكلوا
أرزاقها ، وتَذَرُوا أرْبَاقها في أعناقها.
قيل : أراد النساء
لا الصبيان ، ضَرَبَ الأرْبَاق مثلاً لما قُلِّدت أعنَاقُها من وجوب الحجّ.
العَسِيف
: الأجِير.
[ذرو] : أمّا أول الثلاثة يدخلون النّار فأميرٌ مُسَلط جائر ،
وذو ذَرْوَة من المال لا يُعطى حَقَّ الله من ماله ، وفقير فخور. وأما
أوَّلُ الثلاثة يدخلون الجنَّة فالشهيد ، وعَبْد مملوك أحسنَ عبادةَ ربِّه ونصح
لسيِّده ، وعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيالٍ.
قال أبو تراب :
يقال : هو ذُو
ذَرْوَة من المال ؛ أي ذو
ثَرْوَة ؛ فإمَّا أن يكون من باب الاعْتِقاب ؛ وإما أن يكون من الذِّرْوة لما في الثَّرْوة من معنى العلوّ والزيادة.
عليّ عليه السلام
ـ غاب عنه سُليمان بن صُرَد فبلغه عنه قولٌ ، فقال : بلغَني عن أمير المؤمنين ذرْوٌ من قول تَشَذَّرَ لي به من شَتْمٍ وإبعَاد ، فَسِرْت إليه
جواداً.
الذِّرْوُ من الحديث : ما ارتفع إليك ، وترامى من حواشيه وأطرافه ،
من قولهم : ذرا إليَّ فلان ؛ أي ارتفع وقصد ، وذرا الشيءُ وذروتُه
أنا : إِذا
طيّرته. قال صخر بن حَبْنَاء :
أتاني عن
مُغيرةَ ذَرْوُ قَوْلٍ
|
|
وعن عيسى
فَقُلْتُ له كَذَاكَا
|
التَّشَذُّر : التَّوَعُّد والتَغَضُّب ؛ قال لَبيد :
*غُلْبٌ تَشَذَّرُ بالدُّخُولِ كأنَّها *
__________________
وحقيقته التميُّز
من الغيظ ، من قولهم : تَشَذَّرُوا ؛ إذا تفرّقوا شَذَرَ مَذَرَ. وفي كلام بعضهم : غضب فطارت منه شِقّة في السماء وشِقَّة في الأرض.
جواداً ، أي
سريعاً كالفرس الجواد ، ويجوز أن يريد سيراً جواداً ، كما يقال : سرنا عُقْبَةً جواداً وعُقْبَتَيْن جوادين.
[ذرف] : قال رضي الله عنه : ذَرَفْت
على الخمسين.
يقال : ذَرَّف على الخمسين وذَرَفَ
عليها : إذا زاد.
[ذرع] : إن الله تعالى أوحى إلى إبراهيم عليه السلام أن ابْنِ لي
بيتاً ، فضاق إبراهيمُ بذلك ذرْعاً ؛ فأرسل الله إليه السَّكينة وهي ريح خَجُوج ، فَتَطَوَّتْ
موضع البيت كالحَجَفَة.
الذِّراع
: اسم الجارحة من
المَرْفِق إلى الأنامل ، والذَّرْع
: مَدُّها ؛ ومعنى
ضيق الذّرع في قولهم : ضاق به ذرعاً قِصَرُها ؛ كما أن معنى سَعَتها وبسطتها طولها ؛ أَلا ترى
إلى قولهم : هو قصير
الذِّراع والباع واليد ،
ومديدُها وطويلُها في موضع قولهم : ضيِّقها وواسعها. ووجه التمثيل بذلك أن
القَصِير الذِّراع إذا مدَّها ليتناولَ الشيءَ الذي يتناوله مَنْ طالت ذِراعه تقاصر عنه ، وعَجَزَ عن تعاطيه ، فضُرِب مثلاً للذي سقطت
طاقتُه دون بلوغ الأمر والاقتدار عليه.
الخَجُوج
: السريعة المرّ.
تَطَوَّتْ
: تَفَعَّلَتْ من
الطيّ.
الحَجَفَة : الدَّرَقة ، وهي التُّرْس المعمول من جلود مُطَارَقة .
انتصب «موضعَ» على
الظرفية ؛ لأنه مُبْهَم.
[ذرو] : الزُّبير ـ سأل عائشة رضي الله عنهما الخروجَ إلى
البَصْرَة فأبت عليه ، فما زال
__________________
يَفْتِلُ في الذِّرْوَة والغَارِب حتى أجابته.
هي أعلى السَّنام
، من ذَرَا : إذا ارتفع.
والغارب : ما تحت الكتفين مما يلي السَّنام.
والفَتْل فيها :
يفعله خاطُم الصَّعْب من الإبل يختِله بِذلك ، فجعله مثلاً للمخادعة والإزالة عن
الرأي.
[ذرب] : حُذَيفة رضي الله عنه ـ قال : يا رسول الله ؛ إني رجل ذَرِب اللسان وعامّة ذلك على أهلي ، قال : فاستغفر الله.
هو حِدّةُ اللسان
وبَذَاءَتُه.
[ذرع] : الحسن رحمة الله تعالى ـ سئل عن القَيْء يَذْرَع الصائمَ؟ فقال : هل راع منه شيء ، فقال له السائل : ما أدري
ما تقول؟ فقال : هل عاد منه شيء؟.
ذَرَعه
القيءُ : إذا غلبه
وسبقه.
راع
يريع ريعاً : إذا رجع قال :
*تَريع إليه هَوادِي الكلامِ *
ومنه : تَريَّع السَّراب إذا جاء وذهب ؛ والمعنى : هل عاد منه شيء إلى
الجوف؟
[ذرى] : أبو الزِّناد رحمه الله ـ كان يقول لعبد الرحمن ابنه :
كيف حديث كذا؟ يريد أن يُذَرِّيَ
منه.
التّذرية من الرجل : الرّفع منه والتنويه به. قال رؤبة :
*عَمْداً أُذَرِّي حَسَبِي أَنْ يُشْتَما *
أي مخافَة ذلك.
ذِرْبة في (ذي).
ذَرِيع المِشْية في (شذ). الأذربيّ والأذرِيّ في (بر). ذَرْء النار في (دل).
يَذْرو في (ذم). مِذْرَوَيْه في (بض). بِمذارع في (فت).
الذال مع العين
[ذعت] : النبي صلى الله عليه وسلم ـ صلّى صلاةً فقال : إن
الشيطانَ عَرَض لِي يَقْطَعُ الصلاةَ عليَّ ، فأَمْكَنَني اللهُ مِنْه فَذَعَتُّه.
[ذعط] : الذَّعْت
، والذّأت ، والذَّعط ، والذَّأط : الخَنْق ؛ وقيل : الدَّعْت والذَّعت بالدال
__________________
والذال : الدّفع
العنيف ، وقيل : ذَعَته : مَعَكه في التُّرَاب ، وذَعَطه
: ذبحه.
يقطع : في محل
النصب على الحال.
[ذعذع] : عليّ عليه السلام ـ أتاه غالبٌ ، فقال له : من أنت؟ فقال
: غالب ، فقال : صاحب الإبل الكثيرة؟ فقال : نعم ، ثم قال : ما فَعَلْتَ بإبلِكِ؟
فقال : ذَعْذَعَتْهَا النوائب ، وفَرّقتها الحقوقُ. فقال : ذلك خير سُبُلها.
الذَّعْذَعة : التفريق ، يقال : ذَعْذَعَ
مالَه ، وذَعْذَعَهُم الدهر.
ومنه حديث ابن
الزُّبير رضي الله عنهما : إن نابغة بني جَعْدة مدحه مَدْحة فقال فيها :
لِتجْبُرَ منهُ
جانباً ذَعْذَعَتْ بِهِ
|
|
صروفُ الليالِي
والزمانُ المُصَمِّمُ .
|
زاد الباء
للتأكيد.
لا تَذْعَرُوا في (لف).
الذال مع الفاء
[ذفف] : النبي صلى الله عليه وسلم ـ سُلِّط عليهم آخرَ الزمان
موتُ طاعونٍ ذفيف
يُحَرِّف القلوبَ
وروي : يحوّف.
الذَّفيف
: الوحيّ
المُجْهِز. التَّحرِيف والتَّحْويف
من الحرْف والحافة
، وهما الجانب والمعنى : يغيّرها عن التوكل ، وينكِّبُها إياه ، ويدعوها إلى
الانتقال والهرَب.
عليّ عليه السلام
ـ أمرَ يوم الجمل فنودي : لا يُتْبَع مدبِر ، ولا
يُذَفَّفُ على جريح ، ولا
يُقْتَل أسِيرٌ ، ولا يُغْنَم لهم مال ، ولا تُسْبَى لهم ذرية.
التَّذْفِيف
: الإجهاز. لا يُتْبع : يحتمل أن يكون من تَبِعه وأتْبَعه.
أنس رضي الله عنه
ـ قال سهل بن أبي أُمامة : دخلت عليه فإذا هو يصلِّي الصلاة خفيفة ذَفيفةً ، كأنها صلاة مسافر.
هي السريعة. قال
الأعشى :
يطوف بها ساقٍ
علينا مُنَطَّفٌ
|
|
خفيفٌ ذفيفٌ لا
يزال مقدَّما
|
وذِفْرَاهُ في (حو).
وذَفّف عليه في (دف).
__________________
الذال مع القاف
[ذقن] : عمر رضي الله عنه ـ إن عمران بن سَوادة أخا بني لَيْثٍ
قال له : أربعُ خصالٍ عاتَبَتْك عليها رَعِيَّتُك. فوضع عُود الدِّرة ، ثم ذَقَّن عليها ، وقال : هاتِ ، قال : ذكَروا أنك حَرَّمتَ العُمْرَة
في أشهر الحَجّ. قال عمر : أجلْ ؛ إنكُم إن اعْتَمَرْتُمْ في أشْهر حَجِّكم
رأيتموها مُجْزِئَةً عن حجِّكم. فقَرِع حَجُّكم ، فكانت قَائبةً من قُوبٍ عامَها ،
والحجُّ بهاءٌ من بهاء الله. قال : وشكوْا منك عُنْفَ السِّياقِ ونَهْر الرَّعية.
قال : فنزع الذِّرَّة ، ثم مَسَحها حتى أَتَى على سُيورها ، وقال : أنا زَميل محمد
في غزوة قَرْقَرَة الكُدْر ، ثم إنِّي والله لأرْتَع فأُشْبِع وأُسْقِي فأُرْوِي ،
وأضربُ العَروضَ ، وأَزْجُر العَجُول ، وأذُبُّ قَدْري ، وأسوقُ خَطْوي ، وأرُدُّ
اللَّفُوت ، وأضُمُّ العَنُود ، وأُكثِر الزَّجْر ، وأُقِلّ الضَّرب ، وأَشْهَر
بالعصا ، وأدْفَعُ باليد ؛ ولو لا ذلك لأَغْدَرْتُ.
يقال : ذَقَّن على يده وعلى عصاه ـ بالتّشديد والتخفيف : إذا وضع ذَقَنه عليها.
أجل
: تقع في جواب
الخبر محققة له ، يقال لك : قد كان أو يكون كذا ، فتقول : أجل ، ولا يصلُح في جواب
الاستفهام ، وأمّا نعم فمحقِّقة لكلّ كلامٍ.
قَرع حَجُّكم ، أي
خَلا من القُوَّام به ، من قولهم : أعوذ بالله من قَرَع الفِنَاء ؛ وهو ألّا يكون
عليه غاشية وزُوّار ، وأصلُه خُلُوُّ الرأس من الشَّعر.
القَائبة : البَيْضَة المُفْرِخة ؛ فاعلة بمعنى مَفْعولة ؛ من
قُبْتُها : إذا فَلقتُها ، قَوْباً.
والقُوب : الفَرْخ ، ومنه المثل : تَبَرَّأَتْ قائبة من قُوب ، يعني
أنْ مكة تخلُو من الحَجِيج خُلوَّ القائبة.
انتصاب عامَها
إمّا بكانت ، وإمّا بما يُفهم من خبرها ؛ لأن المعنى : كانت خالية عامَها.
مِنْ في قوله : «مِنْ
بهاءِ الله» للتبعيض أو للتبيين.
العُنْف
: ضد الرّفق ؛
يقال : عَنُفَ به وعليه عُنْفاً وعَنافَةً ، وهو في هذه الإضافة لا يخلو إما أن يكون قد أضاف العُنْف
إلى السِّياق إضافة المصدر إلى فاعله ، كقولهم : سَوْق عنيفٌ. وإما أنْ يريد
عُنْفَه في السِّياق فيضيف على سبيل الاتساع ، كقوله عزَّ وعلا : (بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) [سبأ : ٣٣]. بمعنى
بل مكركم فيهما.
__________________
النَّهْر : الزَّجْر.
الزَّمِيل
: الرَّدِيف.
رَتَعت الإبل ،
وأرْتَعَها صاحبُها : أراد أنه في حُسْنِ سياسة الناس بهذه الغزاة كالراعي الحاذق
بالرعيّة الذي يرسل الإبلَ في مرعاها ويتركها حتى تشبع ، وإذا أوْرَدها تركها حتى
تُرْوَى.
ويضرِب العَرُوض
منها : وهو الذي يأخذ يميناً وشمالاً ، حتى يردَّه إلى الطريق.
ويَذُبُّها عما لا
ينبغي أن يُتسرع إليه قَدْر وُسْعِه ، ويسوقُها مبلغَ خَطْوِه ، أو يُسْرِع خَطْوه
؛ كأنه يَسُوقه انكماشاً منه في شأنها.
ويردّ اللَّفوت :
وهي التي تتلفّت وتَرُوغ ـ وروي : «وأنْهَز اللَّفوت» ؛ وقيل : من النوق : الضَّجُور التي تَلْتَفِت إلى حالبها لتعضَّه فينهزُها ، أي يدفعُها.
ويضمّ العَنُود : المائل عن السَّنَن ، ويزجُر ما دام الزَّجْر كافياً ،
وإنما يَضْرب إذا اضطرَّ إلى الضرب.
ويَشْهَر بالعصا ،
أي يرفعها مُرْهباً بها.
احتج عليهم بأنه
كان يفعل هذا على عَهْد رسول الله صلى الله عليه وسلم مع طاعة الناس وإذْعانهم له
، فكيف لا يفعله بعده!
لأغدرت
: أي لغادرت
الحقَّ والصواب ، وقَصَّرت في الإيالة ـ وروي : لغَدَّرْتُ
أي لألقيت الناس
في الغَدَر ، وهو سَهْل فيه حجارة. وقال أبو زيد : غَدِرَتْ أرْضنا : كَثرت
حِجارتها. والغَدَر : الحِجَارة والشجر ، ومنه قولهم : فلان ثَبْتُ الغَدَر . ويجوز أن يكون أَغْدرْتُ بمعنى غَدَرْت.
وذاقتني في (سح).
الذال مع الكاف
[ذكا] : محمد بن عليٍّ عليهما السلام ـ ذكاة الأرض يُبْسها.
أي إذا يبست من
رطوبة النجاسة فذاك تطهيرها ، كما أن الذكاة تُحِلّ الذبيحة وتطيبها. وقيل : الذكاة الحياة ، من قولهم : ذكت
النار ، إذا حييت
واشتعلت ؛ فكأن الأرضَ إذا نجِست ماتت ، وإذا طهرت حييت.
__________________
[ذكر] : في الحديث : القرآن ذَكَرٌ
فَذَكِّرُوه.
في الذَّكَر معنى الذِّكْر والنباهة ، فوقع نعتَ صدْقٍ وتقريظاً في مواضعَ من كلامهم
، قالوا : رجل ذَكَر للشهم الماضي في الأمور.
ومنه قول طارق
مولى آل عثمان لابن الزبير رضي الله عنهم حين صُرع : والله ما وَلدت النساء أذْكَرَ منك.
وقالوا : ذَكَرٌ ومُذَكَّر للنَّصْل المطبوع من خلاصة الحديد ، فالمعنى : أنَّ القرآن
نبيه خطير ، فاعرفوا له ذلك وصِفُوا به.
ذكاءها في (وب).
أذكرت به في (عر).
الذال مع اللام
[ذلق] : النبيّ صلى الله عليه وسلم ـ في رجْم ماعزٍ : لما أذْلَقَتْه الحجارة جَمَز ـ وروي : رمينَاه بجلاميد الحرَّة حتى سكت.
أذْلَقه
فذلَق : إذا أجْهَده حتى
يَقْلَق. ومنه : أذلَقْتُ
الضَّبَّ ، إذا
صببت الماء في جُحْرِه ليخرُجَ. والسِّنان المُذلَّق
: الذي حُدِّد حتى
يصيرَ ماضياً نافذاً.
جَمَز : أسرع يُهَرْول. وعن بعض السَّلَف : اتَّق الله قبل أن
يُجْمَز بك. ؛ أراد الهَرْوَلَة في مَشْي حملة الجنَازة.
سكت
: يعني سكوت
الموت. قال المتلمّس يذكر موت عديّ بن زيد :
ولقد شفَى نفسي
وأبْرَأ داءَها
|
|
أخذُ الرجال
بحلْقِه حتى سَكَتْ
|
ومن الإذْلاق حديث
عائشة رضي الله عنها : إنها كانت تَصُوم في السفر حتى أذْلَقَها الصوم.
ومنه الحديث : إن
أيوب عليه السلام قال في مناجاته : أذْلَقَني
البلاءُ
فتكلَّمْت.
[ذلل] : عليّ عليه السلام ـ سُئل : ما كان ذو القرنين ركِب في
مسيره يوم سار؟
__________________
فقال : خُيِّر بين
ذُلُلِ السَّحاب وصعابه ، فاختار
ذُلُلَه.
هي جمع ذَلول ، وتفسيره في الحديث أنها التي لا برْق فيها ولا رعْد.
ابن مسعود رضي
الله عنه ـ ما مِنْ شيء من كتابِ الله إلا وقد جاء على أَذْلَاله.
أيْ على طُرُقه
ووجوهه. الواحد
ذِلّ. قال أبو عمرو :
ويقال : ركبوا
ذِلل الطريق ؛ وهو ما
وُطىءَ منه وذُلِّل.
ومنه قول زياد :
إذا رأيتموني أنْفِذ فيكم الأمر فَأَنْفِذوه على أَذْلَاله.
[ذلى] : فاطمة عليها السلام ـ ما هو إلا أن سمعت قائلاً يقول :
مات رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذْلَوْلَيْت
حتى رأيت وجهه.
أي مضيت لوجْهِي
بسرعة. ومنه : اذلَوْلَتِ
الريحُ : مَرّت
مرًّا سهلاً ؛ وهو ثلاثيٌّ كُررت عينه وزيدت واو بينهما ؛ وأَصْله من ذَلَى الطعام يَذْلِيه
، إذا ازْدَرَدَ
لسرعة ذلك ؛ ونظيره اثْنَوْنَى ، من ثنى يَثْنِي ، فالياء في «اذلوليْت» أصليّة غير منقلبة ، وفي احْلَوْلَيْتُ منقلبة عن الواو.
[ذلف] : أبو هريرة رضي الله تعالى عنه ـ لا تقومُ الساعة حتى
تقاتِلوا قوماً صغارَ الأعينِ ذُلْفَ
الآنُف.
الذَّلَف
في الأنف : الشخوص
في طرفه مع صغر الأرنبة ؛ قال الزجاج : هو صغر الأنف ، وضع جملة القلة موضع جمع
الكثرة ، ويحتمل أن يقلّلها لصغرها.
ذلق في (حج).
فانذلق في (مد). مذلّل في (وق). مذّللة في (قن).
الذال مع الميم
[ذمم] : النبيّ صلى الله عليه وسلم ـ قال البَراء بن عازب : أتى
رسول الله صلى الله عليه وسلم على بِئْرٍ
ذَمَّةٍ ، فَنَزَلْنَا
فيها ستّةً ماحَةً.
الذَّمَّة والذّمِيم : القليلة الماء ؛ لأنها
مذمومة. ومنه حديث
زَمْزم : لا تُنْزَفَ ولا
تُذَمّ.
الماحة : جمع مائح
؛ وهو الذي يملأ
الدَّلْو في أسفل البئر.
سأله الحجاج بن
الحجَّاج الأسْلَمي : ما يُذْهِبُ عني مَذَمَّة الرضاع؟ فقال : غُرَّةٌ عَبْدٌ أو أمَةٌ.
__________________
الذِّمام والمَذِمَّة ، بالكسر والفتح :
الحقُّ والحُرْمَة التي يُذَمّ مُضَيِّعها ، يقال : رعيت ذِمام فلان ومَذَمَّته.
وعن أبي زيد : المَذِمَّة بالكسر : الذِّمام ، وبالفتح الذَّمّ. والمراد بمِذمَّة
الرضاع الحق اللَّازم بسبب الرضاع ، أو حق ذات الرَّضاع ، فحذف المضاف. قال النَّخَعيّ رحمه الله تعالى : كانوا يستحبّون أن
يَرْضَخُوا عند فصَال الصبيّ للظئر شيئاً سوى الأجر.
عليّ عليه السلام
ـ ذمّتي رهينة ، وأنا به زعيم ، لمن صَرَّحَت له العِبَر ألَّا
يهيجَ على التَّقْوَى زَرْعُ قوم ، ولا يَظْمأ على التَّقْوى سِنْخُ أصْلٍ ؛ أَلَا
وإنَّ أبْغَضَ خَلْقِ الله إلى الله رجلٌ قَمَشَ عِلْماً غارًّا بأَغْباش
الفِتْنَة ؛ عَمِياً بما في غَيْبِ الهُدْنة ، سَمَّاه أشْباهُه مِنَ الناس عالماً
، ولم يَغْنَ في العلم يوماً سالماً ، بكَّر فاستَكْثر مما قلَّ منه فهو خَيْرٌ
مما كَثُرَ ، حتى إذا ما ارْتَوَى من آجِنٍ ، واكْتَنَزَ مِنْ غير طائل ، قَعَدَ
بين الناس قاضياً لتلخيص ما الْتَبَسَ على غيرِه ؛ إنْ نزلتْ به إحْدَى
المُبْهَمَات هَيَّأَ حَشْواً رَثًّا رأياً من رأيه. فهو من قِطَعِ الشُّبُهَات في
مثل غَزْلِ العنكبوت ، لا يعلمُ إذا أخْطأَ ؛ لأنه لا يعلم أخطأ أم أصاب ؛
خَبَّاطُ عَشَوَات ، رَكَّابُ جهالات ، لا يعتذرُ مما لا يعلمُ فيسلَم ، ولا
يَعَضُّ في العلم بِضِرْسٍ قاطع فيغنم ؛ يَذْرُو الرِّوَايةَ ذَرْوَ الريح الهشيم
، تبكي منه الدِّماء ، وتَصْرُخ منه المواريث ؛ ويُسْتَحَلُّ بقضائه الفَرْجُ
الحرام. لا مَلِيءٌ والله بإصدار ما وَرَدَ عليه ، ولا أهلٌ لما قُرّظ به.
الذِّمَّة : العهد والضَّمان ، ويقال : هذا في ذِمَّتي وذِمِّي
، أي في ضماني.
والرَّهينة بمعنى الرَّهْن كالشَّتِيمة والعَضِيهة ، بمعنى الشَّتْم والعضه ؛
وليست بتأْنيث رهين بمعنى مَرْهُون ؛ لأنَّ «فعيلاً» هذا يستوي فيه المذكّر
والمؤنث ؛ فلو أراد هذا لقال ذِمَّتي
رهين ، كما يقال :
كفٌّ خَضِيب ، ولحيةٌ دَهِين ، إلَّا أن المصدر الذي هو الرهن وما في معناه ، أعني
الرهينة ، يُقامان مقام الشيء المرهون ، ولهذا قيل : الرُّهُن والرِّهان
والرَّهائن. وقولهم : هو رهينة في أيديهم ، وقوله :
أَبَعْدَ الذي
بالنَّعْفِ نَعْفِ كُوَيْكِبٍ
|
|
رَهِينة رَمْسٍ
ذي تُرَاب وجَنْدَلِ
|
دليل على ما قلنا.
الزَّعيم
: الكَفِيل ، يقال
زَعَم به زَعْماً وزعامةً.
صَرَّحَت : ظهرت ،
وتبينت ، أو بَيَنَّت له الحق وصحة الأمر ، يقال : صَرَّح الشيء ، وصرّح بنفسه.
ألّا يَهيج متعلق
برهينة ، وأنْ هذه هي المخففة من الثقيلة ، وقبلها جار محذوف. التقدير : ذِمَّتي رهينة بأنه لَا يهيج ؛ أي لا يجفّ.
السِّنْخ
من الأصل : ما
توغل منه ، ومنه سِنْخ السِّن الداخل في اللّحم. وسِنْخُ
السَّيْف : سِيلانُه
، والمعنى : ضَمَنْتُ لمن استبصر واعْتَبَر أنَّ من اتَّقَى الله لم يَزَلْ أمرُه
ناضراً ، وعملُه نامياً زاكياً ، وأنا بذلك كفيل ؛ فالضَّمير في «به» راجع إلى
المضمون الذي هو في قوله : ألّا
يهيج ، وهو في
التقدير مقدّم عليه لتعلّقه بالرَّهينة.
القَمْش
: الجمع من هاهنا
وهاهنا ، ومنه قُماش
البيت لرديء
متاعه.
الغارّ : الغافل المغترّ ، وقد
غَرّ يغِرُّ بالكسر ؛ يقال :
أتتهمُ الخيلُ وهم غارُّون.
الأغباش
: جمع غبَش ، وهو الظُّلمة في آخر الليل ، قالوا : الغَبَش ، ثم
الغَبَس ، ثم الغَلَس.
الهُدْنة : السُّكون ، هَدَن يهدِن هُدوناً وهُدْنة ؛ كأنه أراد أنه مُغتَرٌّ بما أصاب من تسليم الجَهَلة له ،
وتَمَشِّي أمره بين أظهرهم ، وذهب عليه أنْ يتفطَّن لما هو مُدَّخَر له إذا زالت
هذه الحال ، وقَرَّت الأمور قرارَها ، ودَفعَ إلى قوم أولي بصيرة في الدِّين من
الافْتِضاح الشَّائن وبُدُوِّ العَوار ، فسمَّى الحالة المسخوطة فِتْنَةً ،
والمرضية هُدْنةً.
لم يَغْنَ في
العلم يوماً سالماً ، أي لم يَلْبَث في أخذ العلم يوماً تامًّا سالماً من النقصان.
الآجن
: الماء المتغير ،
شبَّه علمَه به.
المُبْهَمَات
: المسائل
المشكلة.
العَشْوَة : الظلمة : شبَّهه في تَحَيُّره وتعسُّفه بواطىء العشوَة.
الضِّرْس
: واحد الأضْرَاس ؛ وهي عشرون ضرساً ، تلي الأنياب من كلّ جانب من الفم ،
خمسة من أسفل ، وخمسة من فوق ، وهو مذكّر ، وربّما أُنِّثَ ، وهذا مَثَلٌ لعدم
إتقانه.
الذَّرْو : التَّطْيير والنَّسْف.
الهَشِيم
: النَّبْت اليابس
؛ أي يسرد الرواية بسرعةٍ كَذَرْوِ الريح.
فلان مَلِيءٌ بهذا الأمر : إذا كان كاملاً في مزاولته مضطلعاً به ؛ يعني
عجزه عن جواب ما يُسأل عنه.
تقريظ الرجل : مدحُه حيًّا ، وتأبينه أمدحُه ميّتاً.
[ذمر] : ابن مسعود رضي الله تعالى عنه ـ قال : انتهيتُ إلى أبي
جهل يوم بَدْر وهو صريع ، فقلت له : قد أخْزَاك الله يا عدوَّ الله ، فوضعت رجلي
على مُذَمَّرِه ؛ فقال : يا رُوَيْعيَ الغنم ، لقد ارتقيتَ مُرْتَقًى صعباً
؛ لمن الدَّبْرة؟ فقلت : لله ورسوله ، ثم احتززتُ رأسَه ، وجئت به إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم. وروي أنه قال : أعْمَدُ مِنْ سيّدٍ قتله قومُه.
__________________
المذمَّر : الكاهل.
الدَّبْرة ـ بالسكون : الهزيمة ، من الإدبار ، يقال : لمن الدَّبْرة؟ أي من الهازم؟ وعلى من الدَّبْرة؟ أي مَنِ المهزوم؟
أعْمَدُ : من عَمَدني كذا ؛ إذا أوْجَعني ، فعمِدت أي وجِعت ، واشتكيت ، أعْمَد : أي أتوَجّع من أن يقتلَ
القومُ سيدَهم وأشتكِي ، وقيل : عمِد عليه إذا غضب ، فمعناه أغضَبُ من ذلك. قال ابن ميّادة :
وأعْمَدُ من
قومٍ كفاهمْ أخوهُمُ
|
|
صِدَام الأعادي
حيث فُلَّت نُيوبُها
|
[ذمم]
: سَلْمان رضي
الله عنه ـ قيل له : ما يحِلّ لنا من ذِمَّتِنا؟ فقال : مِنْ عَماك إلى هُداك ، ومِنْ فَقْرِك إلى غِناك.
أراد مِنْ أهلِ ذِمَّتنا.
العَمَى
: ضلال الطريق ؛
أي إذا ضللت طريقاً أخذت أحدَهم بأنْ يقفَك على الطريق ، وإذا مَرَرْت بحائطه أو
ماله وافتقرت إلى ما يقيمك لا غنًى بك عنه ، فخذ منه قَدْرَ كفايتك ؛ هذا إذا
صُولِحوا على ذلك ، وشُرِط عليهم وإلا فلا يحِلّ منهم إلا الجِزْيَة.
في الحديث : رُويَ
في حديث يونس عليه السلام : إن الحوت قاءه رَذِيًّا
ذَمًّا.
هو المفرطُ
الهُزال ، الهالك ، وهو من الذمّ
، لأنَّه تحتقِرهُ
الأنْفس ، وتَقْتَحِمه الأعْيُن.
فتذامروا في (ضج).
ذامراً في (صب). برئت منه الذمة في (اج). أذمت في(عو). بذمتهم في (كف).
الذال مع النون
[ذنب] : أنس رضي الله عنه ـ كان لا يقطع التَّذْنُوبَ من البُسْرِ إذا أراد أن يَفْتَضِخَه.
هو الذي بَدا فيه
الإرطاب من قبَل الذَّنَبِ.
ومنه حديث ابن
المسيّب : كان لا يَرَى بالتَّذْنُوبِ
أن يُفْتَضخَ
بأساً.
الافتضاخ
: أن يُشْدخ
ويُنْتَبَذ ، واسم ذلك الشراب الفَضيخ.
__________________
يذنب عينه في (كس).
ذنب تلعة في (مض). التّذنوبة وما ذنب منها في (حل) فرس ذَنوب في (فق). بذنبه في (عس).
الذال مع الواو
[ذوق] : النبي صلى الله عليه وسلم ـ إن الله لا يحبُ الذَّوَّاقين ولا
الذَّوَّاقات.
هو استطراف
النّكاح وقتاً بعد وقت.
[ذوى] : عمر رضي الله تعالى عنه ـ كان يَسْتَاكُ وهو صائم ،
ولكنه يَسْتَاك بعودٍ قد
ذَوَى.
أي يبس.
[ذوب] : ابن الحَنَفيَّة رضي الله عنهما ـ كان يُذَوِّب لِمَّتَه.
أي يَمْشُطها
ويضْفِرُ ذوائِبها ؛ والقياس يُذَئِّب
، لأن عين «ذؤابة» همزة. ومنه قولهم : غلام مُذَأَب
: له ذُؤَابة ، وأمّا
ذوائب فوارد على خلاف
القياس ، والقياس ذآئب
، وكأنّ يذؤُب مبنيّ على هذا.
[ذو] : في الحديث ـ في صفة المهدي : قرشيٌّ يمانٍ ، ليس من ذِي ولا
ذو.
أي ليس ممن نسب الأذواء ؛ وهم ملوك حِمْير المسمَّوْن بذي فائش وذي
رُعَيْن وذي يزن.
هَذه الكلمة
عينُها واو ؛ ويشهد بذلك الأذْوَاء والذَّوُون ، وقياس لامها أن تكون ياء ؛ لأنّ باب طَوَى أكثر من باب
قَوِيَ ، ووزنها فَعَل ؛ لقولهم : ذواتا.
قُرشيّ يمانٍ ، أي
قرشيّ النَّسب يمانيّ المنشأ.
ذواق في (رو).
ذَواقاً في (شذ). أذْوَط في (عق). وذَوْد في (فر). ذَادَة في (نج). ذُو عَهْد في (كف).
__________________
الذال مع الهاء
[ذهب] : عِكْرِمة رحمه الله ـ سُئل عن أذاهِبَ من بُرّ ، وأذاهِبَ
من شعير ، فقال: يُضَمُّ
بعضُها إلى بعض ، ثم تُزَكَّى.
الذَّهَبُ
: مكيال لأهل
اليمن ، جمِع أذهاباً ثم أذاهب.
فذهبتْ في (بر).
الذال مع الياء
[ذيل] : ابن عُمَيْر رضي الله عنه ـ قال ابن عامر بن ربيعة : كان
مُصْعَب بن عُمَير مُتْرَفاً يَدَّهِنُ بالعَبير ، ويُذَيّلُ يُمْنَة اليَمن ، ويمشي في الحَضْرَميّ ، فلمّا هاجر أصابه
ظَلَف شديد ، فكاد يَهْمُد من الجوع.
التَّذْيِيل
: تطويل الذَّيْل.
اليُمْنَة : ضَرْبٌ من بُرود اليَمن.
الحَضْرَميّ
: السِّبْت
المنسوب إلى حَضرموت.
الظَّلَفُ
: الشدَّة.
يَهْمُد : يَهْلِك ، من هَمَد الثوبُ إذا بَلِي يَهمُد ، لغة في هَمَد
يَهْمَد.
يدَّهن
بالعبير : أي
يمزِج الدُّهن بالعبيرِ فيتمزّخُ به.
الذام في (سا).
ذيخا في (ضب). المذاييع في (نو).
[آخر الذال]
__________________
الفهرس
تقديم........................................................................... ٣
ترجمة المؤلف..................................................................... ٦
مقدمة المصنف.................................................................. ٩
حرف الهمزة................................................................... ١١
الهمزة مع التاء.................................................................. ١٨
الهمزة مع الثاء.................................................................. ١٩
الهمزة مع الجيم................................................................. ٢١
الهمزة مع الحاء................................................................. ٢٣
الهمزة مع الخاء................................................................. ٢٤
الهمزة مع الدال................................................................. ٢٥
الهمزة مع الذال................................................................. ٢٨
الهمزة مع الراء.................................................................. ٢٩
الهمزة مع الزاي................................................................. ٣٤
الهمزة مع السين................................................................ ٣٧
الهمزة مع الشين................................................................ ٤٠
الهمزة مع الصاد................................................................ ٤١
الهمزة مع الضاد................................................................ ٤٢
الهمزة مع الطاء................................................................. ٤٢
الهمزة مع الفاء................................................................. ٤٤
الهمزة مع القاف................................................................ ٤٥
الهمزة مع الكاف............................................................... ٤٥
الهمزة مع اللام................................................................. ٤٧
الهمزة مع الميم.................................................................. ٥١
الهمزة مع النون................................................................. ٥٤
الهمزة مع الواو.................................................................. ٥٨
الهمزة مع الهاء.................................................................. ٦٠
الهمزة مع الياء.................................................................. ٦١
حرف الباء.................................................................... ٦٣
الباء مع الهمزة.................................................................. ٦٣
الباء مع الباء................................................................... ٦٤
الباء مع التاء................................................................... ٦٥
الباء مع الثاء................................................................... ٦٦
الباء مع الجيم.................................................................. ٦٦
الباء مع الحاء.................................................................. ٧٢
الباء مع الخاء.................................................................. ٧٤
الباء مع الدال.................................................................. ٧٦
الباء مع الذال.................................................................. ٨١
الباء مع الراء................................................................... ٨٢
الباء مع الزّاي.................................................................. ٩٣
الباء مع السين................................................................. ٩٦
الباء مع الشين................................................................. ٩٨
الباء مع الصاد............................................................... ١٠٢
الباء مع الضاد............................................................... ١٠٣
الباء مع الطاء................................................................ ١٠٥
الباء مع الظاء................................................................ ١٠٦
الباء مع العين................................................................ ١٠٦
الباء مع الغين................................................................ ١٠٩
الباء مع القاف............................................................... ١٠٩
الباء مع الكاف.............................................................. ١١٢
الباء مع اللام................................................................. ١١٣
الباء مع النون................................................................ ١١٦
الباء مع الواو................................................................. ١١٨
الباء مع الهاء................................................................. ١٢١
الباء مع الياء................................................................. ١٢٦
حرف التاء................................................................... ١٢٨
التاء مع الهمزة................................................................ ١٢٨
التاء مع الباء................................................................. ١٢٨
التاء مع الجيم................................................................ ١٣١
التاء مع الحاء................................................................. ١٣١
التاء مع الخاء................................................................. ١٣٢
التاء مع الراء................................................................. ١٣٢
التاء مع العين................................................................ ١٣٤
التاء مع الغين................................................................ ١٣٤
التاء مع الفاء................................................................. ١٣٤
التاء مع القاف............................................................... ١٣٥
التاء مع اللام................................................................. ١٣٥
التاء مع الميم................................................................. ١٣٨
التاء مع النون................................................................ ١٣٨
التاء مع الواو................................................................. ١٣٩
التاء مع الهاء................................................................. ١٤٠
التاء مع الياء................................................................. ١٤١
حرف الثاء................................................................... ١٤٢
الثاء مع الهمزة................................................................ ١٤٢
الثاء مع الباء................................................................. ١٤٣
الثاء مع الجيم................................................................ ١٤٤
الثاء مع الدال................................................................ ١٤٥
الثاء مع الراء................................................................. ١٤٥
الثاء مع الطاء................................................................ ١٤٦
الثاء مع العين................................................................ ١٤٧
الثاء مع الغين................................................................ ١٤٧
الثاء مع الفاء................................................................. ١٤٨
الثاء مع القاف............................................................... ١٥٠
الثاء مع الكاف.............................................................. ١٥١
الثاء مع اللام................................................................. ١٥١
الثاء مع الميم................................................................. ١٥٢
الثاء مع النون................................................................ ١٥٥
الثاء مع الواو................................................................. ١٥٧
حرف الجيم.................................................................. ١٦٠
الجيم مع الهمزة............................................................... ١٦٠
الجيم مع الباء................................................................ ١٦١
الجيم مع الثاء................................................................ ١٦٦
الجيم مع الحاء................................................................ ١٦٦
الجيم مع الخاء................................................................ ١٦٧
الجيم مع الدال............................................................... ١٦٨
الجيم مع الذال............................................................... ١٧٣
الجيم مع الراء................................................................. ١٧٥
الجيم مع الزاي................................................................ ١٨٢
الجيم مع السين............................................................... ١٨٦
الجيم مع الشين............................................................... ١٨٧
الجيم مع الظاء................................................................ ١٨٨
الجيم مع العين................................................................ ١٨٩
الجيم مع الفاء................................................................ ١٩٠
الجيم مع اللام................................................................ ١٩٤
الجيم مع الميم................................................................. ٢٠١
الجيم مع النون................................................................ ٢٠٦
الجيم مع الواو................................................................ ٢٠٩
الجيم مع الهاء................................................................. ٢١٦
الجيم مع الياء................................................................ ٢١٧
حرف الحاء.................................................................. ٢١٨
الحاء مع الباء................................................................. ٢١٨
الحاء مع التاء................................................................. ٢٢٤
الحاء مع الثاء................................................................. ٢٢٦
الحاء مع الجيم................................................................ ٢٢٧
الحاء مع الدال................................................................ ٢٢٩
الحاء مع الذال................................................................ ٢٣٥
الحاء مع الراء................................................................. ٢٣٦
الحاء مع الزاي................................................................ ٢٤٢
الحاء مع السين............................................................... ٢٤٥
الحاء مع الشين............................................................... ٢٤٨
الحاء مع الصاد............................................................... ٢٥٠
الحاء مع الضاد............................................................... ٢٥٢
الحاء مع الطاء................................................................ ٢٥٤
الحاء مع الظاء................................................................ ٢٥٥
الحاء مع الفاء................................................................ ٢٥٥
الحاء مع القاف............................................................... ٢٦٠
الحاء مع الكاف.............................................................. ٢٦٢
الحاء مع اللام................................................................ ٢٦٤
الحاء مع الميم................................................................. ٢٧٣
الحاء مع النون................................................................ ٢٨٠
الحاء مع الواو................................................................. ٢٨٤
الحاء مع الياء................................................................. ٢٩٤
حرف الخاء.................................................................. ٣٠٠
الخاء مع الباء................................................................. ٣٠٠
الخاء مع التاء................................................................. ٣٠٦
الخاء مع الجيم................................................................ ٣٠٧
الخاء مع الدال................................................................ ٣٠٧
الخاء مع الذال................................................................ ٣٠٩
الخاء مع الراء................................................................. ٣١٠
الخاء مع الزاي................................................................ ٣١٧
الخاء مع السين............................................................... ٣١٨
الخاء مع الشين............................................................... ٣١٩
الخاء مع الصاد............................................................... ٣٢٣
الخاء مع الضاد............................................................... ٣٢٦
الخاء مع الطاء................................................................ ٣٣٠
الخاء مع الفاء................................................................ ٣٣٣
الخاء مع القاف............................................................... ٣٣٥
الخاء مع اللام................................................................ ٣٣٥
الخاء مع الميم................................................................. ٣٤٢
الخاء مع النون................................................................ ٣٤٥
الخاء مع الواو................................................................. ٣٤٦
الخاء مع الياء................................................................. ٣٤٨
حرف الدال.................................................................. ٣٥٢
الدال مع الهمزة............................................................... ٣٥٢
الدال مع الباء................................................................ ٣٥٢
الدال مع الثاء................................................................ ٣٥٦
الدال مع الجيم............................................................... ٣٥٦
الدال مع الحاء................................................................ ٣٥٨
الدال مع الخاء................................................................ ٣٦٣
الدال مع الدال............................................................... ٣٦٤
الدال مع الراء................................................................ ٣٦٤
الدال مع السين.............................................................. ٣٦٦
الدال مع الشين.............................................................. ٣٦٨
الدال مع العين............................................................... ٣٦٨
الدال مع الغين............................................................... ٣٧٠
الدال مع الفاء................................................................ ٣٧١
الدال مع القاف.............................................................. ٣٧٣
الدال مع الكاف............................................................. ٣٧٤
الدال مع اللام................................................................ ٣٧٥
الدال مع الميم................................................................ ٣٧٩
الدال مع النون............................................................... ٣٨٢
الدال مع الواو................................................................ ٣٨٣
الدال مع الهاء................................................................ ٣٨٧
الدال مع الياء................................................................ ٣٩٠
حرف الذال.................................................................. ٣٩٢
الذال مع الهمزة............................................................... ٣٩٢
الذال مع الباء................................................................ ٣٩٣
الذال مع الراء................................................................ ٣٩٥
الذال مع العين............................................................... ٣٩٨
الذال مع الفاء................................................................ ٣٩٩
الذال مع القاف.............................................................. ٤٠٠
الذال مع الكاف............................................................. ٤٠١
الذال مع اللام................................................................ ٤٠٢
الذال مع الميم................................................................ ٤٠٣
الذال مع النون............................................................... ٤٠٦
الذال مع الهاء................................................................ ٤٠٨
الذال مع الياء................................................................ ٤٠٨
الفهرس...................................................................... ٤٠٩
|