بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله الذي تنزّه جناب جلاله عمّا لا يليق بكبريائه ، وتبارك وتوحّد في قدّوسيّته وتعاليه عن أن يكون له ندّ أو ضدّ (١) أو مماثل أو مشارك ، وتلاقى لطفه ما أفسده عبيده من أحوالهم بالمعاصي والطغيان وتدارك ، وهتف هاتف كرمه على كلّ غاو هوى في هويّ هواه (٢) هلمّ إلينا واغتنم بدارك ، فقد توالى مدد العناية الأزليّة ودارك ، وجعل الإحسان بذلك (٣) والجنان منزلك ودارك.

والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ، محمد الذي واظب على طاعة الله سبحانه والشفقة على خلقه وهدايتهم إلى سواء الطريق وبارك ، فشرح الله له صدره ووضع عنه وزره وشدّ بعليّ أزره ورفع له ذكره ، ونودي من سرادق الغيب : قد أعلينا معالمك ومنارك ، وأ علينا مراتبك وأقدارك ، وصفّينا ضمائرك وأسرارك ، وكفينا مطالبك وأوطارك (٤) وأروينا بالبرّ والإحسان أقطارك ، وأبدينا رفعتك وأخطارك وأدنينا منزلك ومزارك ، وجعلنا الوسيلة العليّة الرفيعة محلّك وقرارك (٥) وبسطنا في الأولى والآخرة أنوارك ، وحسّنّا في إيداع المكارم وأوضاع الحنيفيّة السهلة السمحة آثارك ـ ، فإنّ الله لمّا اجتباك واصطفاك [وأحبّك] واختارك ، كلأ القلوب والأرواح محبّتك والابتهاج بك والإسماع بسنّتك وأخبارك ، ووقف على تحرّي (٦) مرضاته ؛

__________________

(١) كذا في مخطوطة طهران ، وفي نسخة السيد عليّ نقي : «وتعالى [عن] أن يكون له ندّ أو ضدّ ...».

وليعلم أنّا شرعنا في كتابة ما هاهنا في (٢٠) من شهر رمضان المبارك من سنة (١٣٩٧).

(٢) الهويّ ـ بضم الهاء وكسر الواو ـ : ما انخفض من الأرض. واستعاره هاهنا للساقط في أسفل أمنياته الفاسدة ، والهالك في قعر هواه ، والغريق في لجّة غوايته.

(٣) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد عليّ نقي : «وتدارك ما هتف هاتف كرمه على كل غاو هوى في هواه ، واغتنم بدارك ، فقد توالى مدد العناية الأزليّة ودارك ، وجعل الإحسان نزلك ...».

(٤) كذا في نسخة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «وكفينا خطابك وأوطارك ...».

(٥) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «وجعلنا الوسيلة العالية ...».

(٦) كذا في نسخة السيّد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «ووقف على مجرى مرضاته ...».


والترقّي في معارج التحيّر في ذاته وصفاته همتك (١) وعلى استماع كلمة الحقّ والنظر في عجائب ملكه وملكوته سمعك وأبصارك ، عزّزك بنصره وعزّرك بعونه ، وأيّدك بملائكة السماء وجعلهم جنودك وأعوانك وأنصارك ، وكما حسّن خلقك حسّن خلقك ، وجعل الزهد والتقوى شعارك ودثارك ، وعمّر بتضاعف البركات وتوالي إمداد الخيرات منازلك وديارك (٢) وجعل زينة الأكوان وحلية الوجود نورك ونسلك المبارك ، وطهّرك وأهل بيتك المكرّمين وصلّى وبارك عليهم كما صلّى عليك وبارك (٣) فصلوات الله سبحانه عليه وعلى آله وأصحابه الذين من حالفهم ووالاهم نجا في الدارين وتمالك ، ومن خالفهم وناواهم جذب إلى نفسه دواعي الشقاوة وتهالك ، صلاة دائمة الأشواق ، قائمة الأسواق ، عالية الرواق زاكية الأعراق ، ما تبارز معشر في حومة الوغى وتماحك (٤) وسلامه وتحيّاته الزاكيات الناميات الساميات وحنانه ورحمته الفائحات الغاديات (٥) الرائحات عليه وعليهم ما تباهج روض ببكاء الغمام وتضاحك (٦).

وبعد حمد الله الذي خصّ نبيّه محمدا وأهل بيته عليه وعليهم أفضل الصلوات والتسليم [با] لاجتباء (٧) والاصطفاء والتطهير والتكريم ، وأمر بالصلاة عليه وعليهم كما أمر بالصلاة على إبراهيم وآل إبراهيم (٨) وجعل معرفتهم براءة من النار ، ومحبّتهم جوازا على الصراط ، وولايتهم أمنا من العذاب الأليم.

__________________

(١) كذا.

(٢) كذا في مخطوطة السيد علي نقي. وفي مخطوطة طهران : «معارك وديارك».

(٣) إشارة إلى ما نلوّح إليه في التعليق (٨) الآتي فلاحظه.

(٤) كذا في نسخة طهران ، وفي ظاهر رسم الخطّ من نسخة السيد علي نقي : «الوعى» بالعين المهملة.

(٥) لعلّ هذا هو الصواب ، وفي نسخة طهران : «وحنا فيه وراحة». وفي نسخة السيد علي نقي : «وحنانه وراقه ...».

(٦) هذا هو الظاهر الموافق لنسخة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «الغمائم».

(٧) هذا هو الظاهر ، وفي أصليّ : «والاجتباء ...».

(٨) إشارة إلى ما رواه جماعة كثيرة بطرق عديدة من أنّه لما نزل قوله تعالى في الآية (٥٦) من سورة الأحزاب : (٣٣) : «إن الله وملائكته يصلّون على النبيّ يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما». سألوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقالوا : يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف الصلاة عليك؟ قال : قولوا : اللهمّ صلّ على محمد وعلى آل محمد ...

والحديث متواتر وسنده ينتهي إلى جماعة كثيرة من الصحابة منهم : كعب بن عجرة ، وأبو مسعود الأنصاري ، وزيد بن خارجة ، وأبو سعيد الخدري ، والإمام أمير المؤمنين ، وأبو هريرة ، وأبو حميد الساعدي ، وبريدة الخزاعي ، وابن عباس ، وحارث بن الخزرج ، وخالد بن سلمة ، وطلحة بن عبيد الله ، وأم المؤمنين أم سلمة ، وواثلة بن الأسقع ، وابن مسعود ، ومحمد بن عبد الله بن زيد الأنصاري ، وعبد الله بن عمرو بن العاص.


__________________

ـ وقد رواه بسندهم عن كعب بن عجرة جماعة كثيرة منهم الطبراني ورواه عنه في ترجمة أحمد بن محمد المروزي من المعجم الصغير : ج ١. ص ٧٤ قال :

حدثنا أحمد بن محمد بن عمر أبو بشر ببغداد [بأصبهان] حدثنا محمود بن آدم المروزي ، حدثنا الفضل بن موسى السيناني ، عن أبي هانئ عمرو بن بشير ، حدثنا الحكم بن عتيبة :

عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة : أن رجلا سأل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : أما السلام [عليك] فقد عرفت فكيف الصلاة؟ فعلّمه أن يقول : اللهمّ صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صلّيت على إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد.

قال الطبراني : لم يروه عن أبي هانئ إلا الفضل بن موسى.

أقول : ورواه أيضا أبو نعيم في ترجمة أحمد بن محمد بن عمرو بن مصعب بن الحسن بن فضالة ابن عبد الله بن راشد الفقيه المروزي من كتاب أخبار أصبهان : ج ١ ، ص ١٣ ، نقلا عن الطبراني ...

وأيضا رواه الطبراني في ترجمة إبراهيم بن عبد الله النصيبي من المعجم الكبير : ج ١ ، ص ٨٥ ، قال :

حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم النصيبي ، حدثنا ميمون بن الأصبغ ، حدثنا أبو بكر الحنفي حدثنا مسعر بن كدام ، عن سلمة بن كهيل :

عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة ، قال : قال رجل : يا رسول الله هذا السلام عليك قد عرفناه فكيف الصلاة عليك؟ فقال : قولوا : اللهمّ صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صلّيت على إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد.

ثم قال الطبراني : لم يروه عن سلمة بن كهيل إلا مسعر ، ولا عن مسعر إلا أبو بكر الحنفي ، تفرّد به ميمون بن الأصبغ ، ولا كتبناه إلا عن إبراهيم بن عبد الله.

وقد رواه أيضا عبد بن حميد الكشي في مسنده / الورق ٥٥ / ب / قال :

حدثنا يعلى بن عبيد ، حدثنا الأجلح ، عن الحكم بن عتيبة [ظ] عن عبد الرحمن بن أبي ليلى :

عن كعب بن عجرة ، قال : لمّا نزلت : (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [٥٦ / الأحزاب : ٣٣]. قمت إليه فقلت التسليم [عليك] قد عرفناه فكيف الصلاة عليك يا رسول الله؟ قال : قل : اللهمّ صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صلّيت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد.

ورواه البخاري بأسانيد في تفسير الآية الكريمة من كتاب التفسير من صحيحه : ج ٦ ص ١٥١ ، وعنه وعن غيره رواه في الحديث : (٩ و ٢٠) وتواليه من تفسير البرهان : ج ٤ ص ٣٣٥.

ورواه أيضا ابن عساكر في ترجمة أبي يعلى حمزة بن محمد بن حمزة بن أحمد بن جعفر بن محمد ابن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب من تاريخ دمشق : ج ١٣ ، ص ١١٦ ـ وفي تهذيبه : ج ٤ ص ٤٥٠ ـ قال :

أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد ابن السمرقندي ، وهبة الله بن أحمد ابن الأكفاني ، قالا : أنبأنا أبو القاسم الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي بدمشق ، أنبأنا الشريف أبو يعلى حمزة بن محمد بن حمزة الزيدي القزويني ، قدم علينا دمشق سنة اثنتين وتسعين وثلاث مائة ، أنبأنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد ابن الهيثم الأنصاري ، أنبأنا جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ ، أنبأنا قبيصة بن عقبة ، أنبأنا سفيان الثوري ، عن الأعمش ، عن الحكم :

عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة ، قال : لمّا نزلت هذه الآية : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) ، جاء رجل إلى النبيّ فقال : يا رسول الله هذا السلام عليك قد عرفناه فكيف الصلاة؟ قال : قل : اللهمّ صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صلّيت على إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنّك حميد مجيد. ـ


والصلاة والسلام على محمد النبيّ الأميّ الذي هو على خلق عظيم ؛ وبالمؤمنين رءوف رحيم ، وعلى أخيه إمام الأولياء و [على] أولاده الحنفاء الشرفاء ، و [على] المهديّ الإمام سميّ (١) خاتم الأنبياء ، و [على] أزواجه أمّهات المؤمنين وذرّيّته [و] أهل بيته وعترته وصحابته منابع الإحسان العميم ، ومعادن المنّ والإفضال الجسيم ، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ، أهل الصفاء والوفاء واليقين ، صلاة تزري نفحاتها بروائح الفاغرة وتجمع لقائلها من سعادتي الدنيا والآخرة ، ما هبّ نسيم وفاح شميم (٢) واستعذب كوثر وتسنيم.

فهذا هو السمط الثاني من كتاب فرائد السمطين (٣) يشتمل على اثنين وسبعين بابا من أحاديث وردت من سيّد الثقلين ـ الذي ما نطق عن الهوى ـ في فضائل المرتضى والبتول والحسنين أهل الكرامة والتقوى [و] خلاصة الأنام ونقاوة البشر ، الذين بذكرهم يستدفع نوازل البلاء والضرر ، ويستعاذ من سوء القضاء وشرّ القدر ، ويستنزل في المحول نوافع المطر ، ويستقضي [على] غلبات اليأس جوامع الوطر (٤) شعر (٥) :

جمال ذي الأرض كانوا في الحياة وهم

بعد الممات جمال الكتب والسير

__________________

ـ ورواه أيضا في ترجمة زيد بن جارية الأنصاري من الإستيعاب بهامش الإصابة : ج ١ ، ص ٥٥٦ قال :

قال أبو يحيى الساجي : حدثني زياد بن عبيد الله المزني ، قال : حدثني مروان بن معاوية ، قال :

حدثني عثمان بن حكيم ، عن خالد بن سلمة القرشي ، عن موسى بن طلحة بن عبيد الله ، قال : حدثني زيد بن جارية أخو بني الحرث ابن الخزرج ، قال : قلت : يا رسول الله قد علمنا كيف السلام عليك فكيف نصلّي عليك؟ قال : صلّوا عليّ وقولوا : اللهمّ بارك على آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد.

هكذا رواه خالد بن سلمة ، عن موسى بن طلحة ، ورواه إسرائيل عن عثمان بن عبد الله بن موهب ، عن موسى بن طلحة ، عن أبيه ـ وربما قال فيه : أراه عن أبيه ـ قلت : يا رسول الله قد علمنا السلام عليك. فذكره.

أقول : وقد تقدّم الحديث بطرق جمّة في الفاتحة من مقدمة هذا الكتاب : ج ١ ، ص ٢٤.

ورواه أيضا عن مصادر كثيرة في إحقاق الحقّ : ج ٣ ص ٢٥٢ وج ٥ ص ٥٢٤.

(١) هذا هو الصواب ، وفي الأصل : «يسعى».

(٢) الشميم : الرائحة الطيّبة. و «فاح شميم» أي ما انتشرت وأذيعت الروائح الطيّبة.

(٣) الفرائد تأتي جمعا للفريد : المتفرد الذي لا نظير له. الشذرة تفصل من الذهب. والدرّ أو اللؤلؤ إذا نظم وفصل بغيره. الجوهرة النفيسة.

وأيضا تأتي الفرائد جمعا للفريدة ـ مؤنّث الفريد ـ : الجوهرة النفيسة ، يقال : فلان أتى بالفرائد ، أي بألفاظ تدل على عظم فصاحته ، وجزالة منطقه ، وأصالة عربيّته.

والسمط ـ كحبر ـ : الخيط ما دام اللؤلؤ ـ أو الخرز ـ منتظما فيه.

(٤) كذا في نسخة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «ويستقصي عنده عليات الناس جوامع العطر».

(٥) لفظة : «شعر» غير موجودة في نسخة طهران.


الباب الأول

فضيلة

لها نثار الدرّ والمرجان ؛ ومنقبة بها [تزيّنت] زينة الجنان (١) :

[في أن آية التطهير نزلت في رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام]

٣٥٦ ـ (٢) أخبرنا الإمام جلال الدين أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الجبّار البكراني رحمه‌الله ـ بقراءتي عليه في السابع عشر من شوال سنة سبع وثمانين وست مائة ـ قال : أنبأنا والدي الإمام نجم الدين رحمه‌الله إجازة ، قال : أخبرنا الإمام رضي الدين أبو الخير أحمد بن إسماعيل بن يوسف الطالقاني رحمه‌الله إجازة ، قال أنبأنا الشيخان أبو سعيد ناصر بن سهل بن أحمد البغدادي وأبو محمد محمد بن المنتصر بن أحمد بن حفص المتولي (٣).

حيلولة : وأنبأنا شرف الدين أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن أحمد بن عساكر بقراءتي عليه بمدينة دمشق ، قلت له : أخبرك الإمام رضي الدين المؤيّد بن محمد ابن علي المقرئ الطوسي إجازة ، قال : أنبأنا جدّي لأمي أبو العباس محمد بن العباس

__________________

(١) لعلّ هذا هو الصواب ، وفي الأصل : «ومنقبة رينة بها رينة الجنان».

(٢) هذا الرقم وما يأتي بعده بالتسلسل مرتب على آخر رقم من السمط الأول المرقوم في آخر المجلد الأول ص ٤٢٧ ، ولكن بداية التسلسل من الباب الأول من السمط الأول لا من مقدمة الكتاب ، فإذا أحاديث المقدمة ـ وهي اثنا عشر حديثا ـ خارجة عن هذا العد.

(٣) كذا في نسخة السيد علي نقي ـ ومثله يأتي في الحديث : (٣٦٢) ـ وفي نسخة طهران : «وأبو محمد محمد بن المنصور بن أحمد بن ...».


العصاري المعروف بعباسة بسماعي عليه ، قالوا : أنبأنا القاضي أبو سعيد (١) محمد ابن سعيد الفرّخزادي قال : أنبأنا الأستاذ الإمام أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي رحمه‌الله ، قال : أخبرني عقيل بن محمد الجرجاني ، أنبأنا المعافى ابن زكريا البغدادي ، أنبأنا محمد بن جرير [الطبري] حدثني [محمد] بن المثنى حدثنا بكر بن يحيى بن زبان العنزي (٢) حدثنا مندل ، عن الأعمش ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد الخدري قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : نزلت هذه الآية في خمسة ـ : فيّ وفي عليّ وحسن وحسين وفاطمة ـ : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [٣٣/ الأحزاب : ٣٣].

__________________

(١) كذا في مخطوطة السيّد علي نقي ، غير أن فيها : «قال : أنبأنا القاضي ...».

وفي نسخة طهران : «قالوا : أنبأنا القاضي أبو سعيد ابن محمد بن سعيد ...».

(٢) كذا في الحديث الأول من تفسير آية التطهير من تفسير الطبري : ج ٢٢ ص ٦ ، وقد علقناه على الحديث :

(٦٦٤) من كتاب شواهد التنزيل : ج ٢ ص ٢٧ ط ١ ،.

وهاهنا في كلي أصلي تصحيف فاحش.


فضيلة

[أبيات منصور الفقيه في مشروطية تزكية الفرائض وقبولها بحبّ أهل البيت عليهم‌السلام ، وأن حبّ أهل البيت عليهم‌السلام وبغض أعدائهم إن كان رفضا فهور افضي]

٣٥٧ ـ وبالإسناد المذكور إلى الثعلبي قال : أنشدني محمد بن القاسم الماوردي أنشدني محمد بن عبد الرحمن الزعفراني ، أنشدني محمد بن إبراهيم الجركاني قال : أنشدني منصور الفقيه لنفسه :

إن كان حبي خمسة زكّت بهنّ (١) فرائضي

وبغض من عاداهم رفضا فإنّي رافضي

__________________

(١) لعلّ هذا هو الصواب ، وفي مخطوطة طهران : «نزلت بهم فرائضي». وفي نسخة السيد علي نقي : «زكتا بهم فرائضي».

والأبيات رواها أيضا الطبري الإمامي في كتاب بشارة المصطفى ص ٣٤٠ قال

أخبرنا أبو الفضل محمد بن محمد بن الحسين العلوي ، قال : أنشدني أبو الخير الفارسي ـ فيما أجاز لي وكتب لي بخطه ـ قال : أنشدني كامل بن أحمد ، قال : أنشدني ابن بكران ، قال : أنشدني ابن حلاج ، قال : أنشدني أبو العباس المصري ، قال : أنشدني منصور الفقيه لنفسه :

إن كان حبّي خمسة زكّت بهم فرائضي

وبغض من عاداهم رفضا فإني رافضي

ومثله رواه الطباطبائي ـ دام عزّه ـ مرسلا عن المجلد (٤) من كتاب كنز الدرر وجامع الغرر ، ص ٣٣ تأليف أبي بكر ابن عبد الله بن ايبك صاحب صرخد ، ولكن صحف كلمة : «عاداهم». وفيه أيضا أن الأبيات للخباز البلوي؟


[أبيات الصاحب بن عبّاد في قصور عمله وشكره لما أنعم الله عليه فوق ما كان يأمله من المنائح والمواهب وأن أفضل مواهب الله عليه حبّه لأمير المؤمنين علي عليه‌السلام ثم أبيات عزّ الدين الناصر لدين الله في أن من وسيلته إلى الله هو النبي وصهره وابنته وسبطيه سلام الله عليهم]

٣٥٨ ـ أخبرني الصدر الإمام تاج الإسلام نور الدين محمد بن محمد بن محمد ابن طاهر بن إبراهيم بن حمزة البخاري رحمه‌الله فيما كتب إليّ منها في سنة [ستّ] وستين وستّ مائة (١) قال : حدثني الإمام الزاهد الناقد بقيّة الحفّاظ حافظ الأندلس المعروف بابن حولة الغرناطي رحمه‌الله قال :

حكى لنا عزّ الدين نجاح (٢) الناصر لدين الله أمير المؤمنين قال : كنت قائما على حاشية بساطه وحوله سماطان من ندمائه وقد تشعّب به وبهم الحديث وتفنّنت إذ أنشده بعض القائمين للصاحب بن عبّاد [رحمه‌الله] :

منائح الله عندي جاوزت أملي

فليس يدركها شكري ولا عملي

لكن أفضلها عندي وأكملها

محبّتي لأمير المؤمنين عليّ

فهشّ لذلك وبشّ ثمّ فكّر هنيهة وأنشد لنفسه :

يا ذا المعارج إن قصّرت في عملي

وغرّني من زماني كثرة الأمل

وسيلتي أحمد وابناه وابنته

إليك ثمّ أمير المؤمنين عليّ

__________________

(١) ما بين المعقوفين مأخوذ من الحديث المتقدم تحت الرقم : (٣٥٢) من الجزء الأول ص ٤٢١ ط ١.

(٢) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «نجاح خاص الناصر ...».


الباب الثاني

فضيلة

[أو خصيصة شريفة فاخرة ، ومنقبة كريمة زاهرة [في أن محبة عليّ وفاطمة وولدهما صلوات الله عليهم أجر رسالة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم].

٣٥٩ ـ أخبرنا شيخنا العلامة نجم الدين عثمان بن الموفّق الأذكاني رحمه‌الله ـ بقراءتي عليه أو قراءة عليه وأنا أسمع في [شهر] رجب أو شعبان سنة خمس وستين وستّ مائة ـ قال : أنبأنا الشيخ رضي الدين المؤيّد بن محمد بن عليّ الطوسي ثمّ النيشابوري والشيخ الإمام شهاب الدين أبو بكر ابن أبي سعيد عبد الله بن الصفّار النيسابوري بسماعه من والده وبإجازته من عبد الجبّار بن محمد الخواري ـ قيل : إن صحّت!! ـ قال : أنبأنا الشيخ الدين عبد الجبّار بن محمد الخواري البيهقي سماعا عليه ، قال : أنبأنا الإمام أبو الحسن عليّ بن أحمد الواحدي سماعا عليه ، قال : أنبأنا ابن حنّان المزكي (١) أنبأنا أبو العباس محمد بن إسحاق ، حدثنا الحسن بن عليّ بن زياد السري ، حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني ، حدّثنا حسين الأشقر ، حدّثنا قيس ، حدثنا الأعمش ، عن سعيد بن جبير :

عن ابن عباس قال : لمّا نزلت : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) [٢٣ / الشورى : ٤٢]. قالوا : يا رسول الله من هؤلاء الذين [أمرنا] الله بمودّتهم؟ قال : عليّ وفاطمة وولدهما (٢).

__________________

(١) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «أبو حنّان ...».

(٢) وهذا هو الحديث الأول من تفسير الآية الكريمة من شواهد التنزيل : ج ٢ ص ١٣٠ ، ط ١ ، قال : حدثني القاضي أبو بكر الحيري ، حدثني أبو العباس الضبعي ، حدثني الحسين بن عليّ بن زياد أالسري ...

ورواه بعده بأسانيد كثيرة ، وعلّقناه عليه أيضا عن مصادر.

ورواه أيضا الطبراني في ترجمة أحمد بن جعفر من المعجم الصغير : ج ١ ، ص ٧٦.


[حديث ثوبان مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن النبي أجلس الحسن والحسين عليهما‌السلام على فخذيه ، وفاطمة في حجره واعتنق عليا سلام الله عليه ثم قال : اللهم إن هؤلاء أهل بيتي]

٣٦٠ ـ أخبرني الشيخ الإمام نجم الدين أبو عمر عثمان بن الموفّق رضي‌الله‌عنه ـ بقراءتي عليه بأسفرايين أواخر جمادى الآخرة سنة خمس وستين وستّ مائة ـ والمشايخ فريد الدين داوود بن محمد بن روزبهان أبو أحمد الشيرازي وكمال الدين محمد بن عمر بن المظفّر أبو المكارم المروزي وقدوة الحكماء شرف الدين محمد بن عثمان بن أبي بكر ابن الحاحي الخورشاهي المتطبّب الخوريدي (١) إجازة بروايتهم ـ رحمهم‌الله ـ عن والدي شيخ شيوخ الإسلام سلطان الأولياء والمحقّقين سعد الحقّ والدين محمّد بن المؤيّد ابن أبي بكر الحمويني [رضي‌الله‌عنه] وأرضاه ، إجازة بروايته عن شيخه شيخ الإسلام نجم الحقّ والدين أبي الجناب أحمد بن عمر بن محمد بن عبد الله الصوفي الخيّوقي المعروف بكبرى رضي‌الله‌عنه ، إجازة ـ إن لم يكن سماعا ـ قال : أنبأنا محمد بن عمر بن عليّ الطوسي بقراءتي عليه بنيسابور ، أنبأنا أبو العباس أحمد بن أبي الفضل الشعاني (٢) أنبأنا أبو سعيد محمد بن طلحة الجنابذي قال : أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد الأنصاري بدمشق ، حدّثنا أبو عبد الله أحمد ابن (٣) عطاء الروذباري ، حدّثني عليّ بن محمد بن عبيد ، حدثنا جعفر بن أبي عثمان

__________________

(١) الظاهر أن هذا هو الصواب ، وفي نسخة طهران : «الخداساهي». وفي نسخة السيد علي نقي : «الخوراشامي».

(٢) كذا في نسخة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «أبي الفضل السّعاني».

(٣) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «محمد بن عطاء الروزباري».

وللحديث مصادر وأسانيد ، وقد ذكرناه بطرق في تعليق الحديث : (٧٠٢) من كتاب شواهد التنزيل : ج ٢ ص ٥٣ ط ١.

ورواه أيضا عبد الله بن أحمد بن حنبل كما في الحديث : (٢٠٢) من باب فضائل أمير المؤمنين ، من كتاب الفضائل ص ... ط. قال :

حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب الجمحي ، حدثنا خالد بن الحارث ، حدثني طريف بن عيسى ـ وهو العنبري ـ حدثني يوسف بن عبد الحميد ، قال :


الطيالسي ، حدثنا يحيى بن معين ، حدثنا أبو عبيدة ، حدّثنا طريف بن عيسى [العنبري قال] :

حدّثني يوسف بن عبد الحميد ، قال : قال لي ثوبان مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أجلس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الحسن والحسين على فخذيه [و] فاطمة في حجره واعتنق عليا ، ثمّ قال : اللهمّ إن هؤلاء أهل بيتي.


الباب الثالث

[في حثّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على التمسك به وبعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام].

٣٦١ ـ أخبرني الشيخ عزّ الدين أحمد بن إبراهيم الفاروقي رحمه‌الله ، أنباني نقيب العباسيين أبو طالب ابن عبد السميع الهاشمي ، أنبأنا الشيخ سديد الدين أبو عبد الله شاذان بن جبرئيل القمّي بقراءتي عليه ، أنبأنا محمد بن عبد العزيز القمي ، أنبأني الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي النطنزي رحمه‌الله قال : أنبأنا أبو الفتوح (١) المحسن بن أبي طاهر حامد بن محمد بن أبي الصباح الماه آبادي (٢) فيما قرأت عليه من أصل سماعه قال : حدّثنا الحافظ أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن سليمان ، قال : حدثنا أبو الحسن عليّ بن جعفر الإمام ، قال : حدّثنا عمر بن عليّ ابن إبراهيم بن عيسى بن جرير بن موسى البغدادي بالبصرة إملاء سنة سبع وخمسين وثلاث مائة ، قال : أخبرنا القاضي يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حمّاد بن زيد ابن درهم ، قال : أخبرنا عمرو بن مرزوق (٣) عن شعبة بن الحجاج ، عن الأعمش عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أنس بن مالك قال :

__________________

(١) كذا في نسخة السيد عليّ نقي ، وفي نسخة طهران : «أبو الفتح».

(٢) كذا في نسخة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «الماهاري».

(٣) هذا هو الظاهر الموافق لما رواه الحافظ الحسكاني في تفسير قوله تعالى : «مرج البحرين يلتقيان» في الحديث : (٩٢٢) من شواهد التنزيل : ج ٢ ص ٢١١. ورواه أيضا في الحديث : (٩١) منه في ج ١ ، ص ٥٩ ولكن بسند آخر وفي أصليّ من فرائد السمطين : «عمرو بن مراق».

ورواه أيضا الشيخ الصدوق رحمه‌الله في الباب : (٤٨) من معاني الأخبار ، ص ١١٣ ، ط ٣ بأسانيد أربعة.

ورواه أيضا الشيخ الطوسي في الحديث : (٣٨) من الجزء (١٨) من أمالي الطوسي.


قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : اطلبوا الشمس فإذا غابت فاطلبوا القمر ، فإذا غاب فاطلبوا الزهرة ، فإذا غابت فاطلبوا الفرقدين. قلنا يا رسول الله : ومن الشمس؟ قال : أنا. قلنا : ومن القمر؟ قال : عليّ (٤). قلنا : ومن الزهرة؟ قال : فاطمة. قلنا : فمن الفرقدان؟ قال : الحسن والحسين عليهما‌السلام.

__________________

(٤) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي ، فيه وتاليه : «وما».


[نزول آية التطهير في شأن علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام برواية عبد الله بن جعفر الطيار]

٣٦٢ ـ أخبرنا الإمام المفتي جلال الدين أحمد بن محمد بن عبد الجبّار البكراني الأبهري رحمه‌الله ـ بقراءتي عليه بداره في السابع عشر من شوال سنة سبع وثمانين وست مائة ـ قال : أخبرني الإمام والدي نجم الدين محمد بن محمد رحمه‌الله.

حيلولة : وأخبرني الإمام مجد الدين أبو الفضائل محمد بن عبد الله بن الحسن الخرائطي الآملي رحمه‌الله مشافهة بمدينة آمل (١) [من] طبرستان سنة ستّ وستين وستمائة ، قال : أنبأنا الإمام مظهر الدين أبو الفضائل عبد الله بن الحسن إجازة.

وأخبرني الإمام إمام الدين يحيى بن الحسين بن عبد الكريم الكرجي رحمه‌الله ـ بهمدان في شهور سنة إحدى وسبعين وستمائة ـ قالوا : أنبأنا الإمام رضي الدين أبو الخير أحمد بن إسماعيل الطالقاني القزويني رحمه‌الله إجازة قال : أنبأنا الشيخان أبو سعيد ناصر بن سهل بن أحمد البغدادي ، وأبو محمد محمد بن المنتصر بن أحمد ابن حفص المتولي قال : أنبأنا القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد الفرّخزادي ، أخبر [نا] أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي ، قال : أخبرني الحسين بن محمد ، حدّثنا ابن حبش المقرئ (٢) حدثنا أبو زرعة ، حدّثنا عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة ، أخبرني ابن أبي فديك حدثني ابن أبي مليكة :

عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر ، عن أبيه قال : لمّا نظر رسول الله صلى الله

__________________

(١) لعلّ هذا هو الصواب ، وفي نسخة طهران : «الخراطي ... بمدينة أصل [ـ أو آمل ـ] طبرستان ...».

وكلمة : «أصل» أو «آمل» غير موجودة في نسخة السيد علي نقي.

(٢) كذا في الأصل ، والحديث رواه الحافظ الحسكاني تحت الرقم : (٦٧٣) وتواليه من كتاب شواهد التنزيل. ج ٢ ص ٣٢ ط ١ ، بطرق ثلاثة ، وقال في الطريق الثاني منها :

حدثنيه الحسين بن محمد الثقفي ، حدثني الحسين بن محمد بن حاجب المقرئ ، حدثنا أبو القاسم المقرئ ، حدثنا أبو زرعة ، قال : حدثني عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبي شيبة ...


عليه وسلم إلى الرحمة هابطة من السماء قال : من يدعو؟ ـ مرتين ـ قالت زينب : أنا يا رسول الله. فقال : ادعي لي عليّا وفاطمة والحسن والحسين. قال : [فدعاهم فجاءوا] فجعل حسنا عن يمناه وحسينا عن يسراه وعليّا وفاطمة وجاهه ثم غشّاهم كساء خيبريا ثم قال : اللهم [إن] لكل نبيّ أهل بيت وهؤلاء أهلي (٢) فأنزل الله عزوجل : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [٣٣ / الأحزاب : ٣٣] فقالت زينب : يا رسول الله [أ] لا أدخل معك؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : مكانك فإنك إلى خير إن شاء الله.

__________________

(٢) كذا في الأصل ، وفي الطريق الأول من طرق الحديث من كتاب شواهد التنزيل : «اللهمّ إن لكل نبيّ أهلا وإن هؤلاء أهلي ...».


الباب الرابع

[نزول ملك على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتبشيره إياه أن الحسن والحسين عليهما‌السلام سيدا شباب أهل الجنة ، وأمهما سيدة نساء أهل الجنة]

٣٦٣ ـ أخبرني الشيخان الأخوان أصيل الدين عبد الله وشهاب الدين أبو يعلى حيدرة ابنا عبد الأعلى بن محمد بن محمد بن القاسم سبط الحافظ شمس الدين أبي عبد الله محمد المشهور بابن القطاب الأصفهاني رحمه‌الله وسلفه ـ فيما كتبا إليّ منها في شهر رجب سنة ستّ وستين وستّ مائة ـ أن الشيخين الإمامين نور الدين محمود ابن أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد الثقفي ، وبدر الدين عبد اللطيف بن محمد ابن ثابت بن عبد الله بن عبد الرحيم الخوارزمي أجاز لهما رواية جميع مسموعاتهما ومستجازاتهما ، قالا : أنبأنا زاهر بن طاهر الشحامي ـ إجازة إن لم يكن سماعا ـ قال : أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي قال : أنبأنا أبو عبد الله محمد ابن عبد الله الحافظ ، قال : حدّثنا أبو الوليد الفقيه ، حدثنا عبد الله بن محمد بن شيرويه ، حدّثنا عبد الله بن عبد الله السنجري ، حدّثنا حفص بن عبد الرحمن ، حدثنا قيس بن الربيع ، عن ميسرة بن حبيب ، عن المنهال بن عمرو ، عن زرّ بن حبيش ، عن حذيفة بن اليمان قال :

رأيت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رجلا عليه ثياب بياض قال : وهل رأيته؟ قلت : نعم. قال : ذلك ملك من الملائكة لم يهبط إلى الأرض ، استأذن ربّه عزوجل في زيارتي فأذن له فبشّرني (١) أن الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ، وأمّهما سيّدة نساء أهل الجنّة (٢).

__________________

(١) لعلّ هذا هو الصواب ، وفي نسخة طهران : «استأذن ربّه عزوجل في زيارتي فأذن [له] يبشرني ...».

وفي نسخة السيد عليّ نقي : «استأذن الله تعالى ...».

(٢) ورواه أيضا أبو بكر القطيعي كما في الحديث : (٥٩) من باب فضائل الحسن والحسين عليهما‌السلام من كتاب الفضائل ـ


__________________

ـ كما رواه أيضا ابن عساكر في الحديث : (١٢٩) من ترجمة الإمام الحسن من تاريخ دمشق ، وكذا في ترجمة حذيفة بن اليمان منه.

ورواه أيضا الحاكم بسندين ، وصحّحه هو والذهبي في أول باب مناقب فاطمة من المستدرك : ج ٣ ص ١٥١ ، قال :

حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا الحسن بن عليّ بن عفان العامري ، حدثنا إسحاق ابن منصور السلولي ، حدثنا إسرائيل ، عن ميسرة بن حبيب ، عن المنهال بن عمرو :

عن زرّ بن حبيش ، عن حذيفة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : نزل ملك من السماء فاستأذن الله أن يسلّم عليّ ـ لم ينزل قبلها ـ فبشّرني أن فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة.

[ثم قال الحاكم و] تابعه أبو مري الأنصار [كذا] عن المنهال :

أخبرنا عليّ بن عبد الرحمن بن عيسى ، حدثنا الحسين بن الحكم الحبري [ظ] حدثنا الحسن بن الحسين العرني ، حدثنا أبو مري الأنصاري ، عن المنهال بن عمرو ، عن زرّ بن حبيش ، عن حذيفة :

عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : نزل من السماء ملك فاستأذن الله أن يسلم عليّ ـ لم ينزل قبلها ـ فبشرني أن فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة.

أقول : وقد ورد أيضا عن أبي هريرة كما روى عنه النسائي في الحديث : (١٢٥) في أواسط كتاب الخصائص ص ٣٤ قال :

أخبرنا محمد بن منصور الطوسي ، قال : حدثنا الزهيري محمد بن عبد الله ، قال : أخبرني أبو جعفر ـ واسمه ـ محمد بن مروان ، قال : حدثني أبو حازم ، عن أبي هريرة ، قال :

أبطأ علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوما صدر النهار ، فلما كان العشي قال له : قائلنا يا رسول الله قد شقّ علينا لم نرك اليوم. قال : إن ملكا من السماء لم يكن زارني فاستأذن الله في زيارتي ، فأخبرني وبشّرني أن فاطمة بنتي سيّدة نساء أمّتي ، وأن حسنا وحسينا سيّدا شباب أهل الجنّة.


[نزول آية التطهير في شأن أهل بيت النبي علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام برواية مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واثلة بن الأسقع الليثي]

٣٦٤ ـ أخبرنا العدل الرشيد الدّين محمد ابن أبي القاسم بن عمر المقرئ البغدادي بقراءتي عليه بها ، قال : أخبرنا الإمام محي الدين يوسف بن عبد الرحمن بن علي الجوزي سماعا عليه.

وأخبرني جماعة منهم الإمام نظام الدين أبو عبد الله محمد بن الحسين بن الحسن الخليلي الداري المصري إجازة قالوا : أخبرنا الحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي الجوزي قال : أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الشيباني [البغدادي] (١) سماعا أنبأنا أبو علي الحسن بن عليّ بن المذهب ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي قال : حدّثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد ابن حنبل ، قال : حدّثني أبي أحمد (٢) قال : حدثنا محمد بن مصعب ، قال : حدّثنا الأوزاعي :

عن شدّاد أبي عمّار قال : دخلت على واثلة بن الأسقع وعنده قوم فذكروا عليا عليه‌السلام ، فلمّا قاموا قال لي : ألا أخبرك بما رأيت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قلت : بلى. قال : أتيت فاطمة عليها‌السلام أسألها عن عليّ فقال : توجّه

__________________

(١) هذا هو الصواب ، وفي الأصل : «السلماني سماعا» ولكن كان فيه بين «السلماني» و «سماعا» بياض قدر ما وضعناه بين المعقوفين.

والرجل من الأجلاء ، وقد عقد له ابن الجوزي ترجمة في كتاب المنتظم : ج ١٠ ، ص ...

(٢) ذكره في الحديث : (١٠٢) من باب فضائل أمير المؤمنين من كتاب الفضائل. وفي مسند واثلة من كتاب المسند : ج ٤ ص ١٠٧ ، ط ١.

ورواه عنه في الحديث الأول من الباب الأول ، من المقصد الثاني من غاية المرام ص ٢٨٧.

ثم إن في الأصل كان هكذا : «قال : حدثني أبي أحمد ، قال : حدثنا أحمد» وبما أن الثانية كانت زائدة حذفناها.

والحديث رواه الحافظ الحسكاني بأسانيد تحت الرقم : (٦٨٩) من شواهد التنزيل : ج ٢ ص ٤١ ط ١.

ورواه أيضا ابن عساكر تحت الرقم : (١١٠) من ترجمة الإمام الحسين من تاريخ دمشق ص ٧٦ ط ١.


إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. [قال] فجلست أنتظره حتى جاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومعه عليّ وحسن وحسين عليهم‌السلام أخذ كل واحد منهما بيده حتى دخل فأدنى عليّا وفاطمة فأجلسهما بين يديه ، وأجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخذه ثمّ لفّ عليهم ثوبه ـ أو قال : كساءه ـ ثمّ تلى هذه الآية : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [٣٣ / الأحزاب : ٣٣].

[ثم] قال : اللهمّ هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحقّ.

[إحضار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أهل بيته عليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام ليباهل بهم نصارى نجران ويجعل المباهلة بهم دليلا على صدق نبوته ورسالته]

٣٦٥ ـ أنبأني عبد الحميد بن فخار ، عن أبي طالب ابن عبد السميع إجازة عن شاذان بن جبرئيل قراءة عليه ، عن محمد بن عبد العزيز ، عن محمد بن أحمد ابن عليّ قال : أنبأنا أبو منصور محمود بن إسماعيل بن محمد الصيرفي قال : أنبأنا أبو الحسين بن فاذشاه ، قال : حدّثنا سليمان بن أحمد (١) قال : حدثنا أحمد ابن داوود المكي ومحمد بن زكريا الغلابي قال : حدثنا بشر بن مهران الخصّاف ، قال : حدّثنا محمد بن دينار ، عن داوود [بن] أبي هند عن الشعبي :

عن جابر قال : قدم [على] رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم العاقب والطيب فدعاهما إلى الإسلام فقالا : أسلمنا يا محمد [قبلك] قال : كذبتما إن شئتما أخبرتكما بما يمنعكما من الإسلام؟ قالا : فهات أنبئنا. قال : حبّكما الصليب وشرب الخمر وأكل لحم الخنزير.

قال جابر : فدعاهما إلى الملاعنة وواعداه على أن يغادياه بالغداة (٢)

__________________

(١) وهو الحافظ الطبراني ـ والظاهر أنه رواه في مسند جابر من المعجم الكبير ـ ورواه عنه أبو نعيم في الفصل :

(٢١) من دلائل النبوّة ص ٢٩٧.

(٢) كذا في مخطوطة طهران ـ ومثلها رواه الحسكاني بسند آخر في الحديث : (١٧٣) من شواهد التنزيل : ج ١ ، ص ١٢٦ ـ. وفي نسخة السيد علي نقي : «أن يغادياه بالغد».


فغدا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأخذ بيده عليّ وفاطمة والحسن والحسين فأرسل إليهما فأبيا أن يجيباه وأقرّا له [بالجزية] فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : والذي بعثني بالحق لو فعلا لأمطر عليهما الوادي نارا.

[قال الشعبي] : قال جابر : [و] فيهم نزلت [هذه الآية] : (نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا (١) وَأَنْفُسَكُمْ) [٦١ / آل عمران].

قال الشعبي : قال جابر : «وأنفسنا وأنفسكم» رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وعليّ. و «نساءنا ونساءكم» فاطمة. و «أبناءنا وأبناءكم» الحسن والحسين عليهما‌السلام.

__________________

(١) كلمتا : «وأنفسنا وأنفسكم» قد كانتا سقطتا من أصليّ ولا بدّ منهما كما يدلّ عليه ذيل الكلام ، وهما موجودتان أيضا في الحديث : (١٧٠ ، و ١٧٣) من شواهد التنزيل : ج ١ ، ص ١٢٣ ، و ١٢٦.


الباب الخامس

فضيلة

[في إعلام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بفخامة أمر أهل بيته بأخذه بيد الحسن والحسين عليهما‌السلام وقوله : من أحبني وأحبّ هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة]

٣٦٦ ـ أخبرنا الشيخ الصالح كمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن محمد المقرئ البزار (١) ـ المكبر أبوه بجامع القصر ببغداد بقراءتي عليه بها في أواخر المحرّم سنة اثنين وسبعين وست مائة ـ قال : حدثنا محمد بن أحمد بن صالح بن شافع الجبلي من لفظه ـ يوم السبت السادس عشر من شعبان سنة تسع عشر وستمائة ـ قال : حدثنا محمد بن أحمد بمسجد العاري بدرب المطبخ ببغداد ، قال : أنبأنا الشيخان : أبو حفص عمر بن أحمد بن الحسين بن عليّ بن بكر ابن النهرواني (٢) وأبو محمد عبد الله بن المبارك بن أحمد بن الحسين ، قالا : أنبأنا أبو القاسم نصر ابن نصر بن علي بن يونس العكبري الواعظ ، قال : أنبأنا نظام الملك أبو علي الحسن بن عليّ بن إسحاق رضي أمير المؤمنين ـ إملاء في جامع المهدي يوم الجمعة لثمان خلون من صفر [من] سنة ثمانين وأربع مائة (٣) ـ قال : أنبأنا أبو عبد الرحمن ابن أبي بكر

__________________

(١) كذا في مخطوطة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «المعري البزار».

(٢) هذا هو الظاهر ، وفي نسخة طهران : «بكر وبن النهرواني». وفي نسخة السيد علي نقي : «أبو حفص عمر ابن حمد بن الحسين بن عليّ بن بكرون الشهرواني».

(٣) كذا في نسخة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «لسنة ثمانين ...».

وللحديث مصادر كثيرة جدا ، ورواه عبد الله بن أحمد بن حنبل تحت الرقم : «٣٠٨» من باب فضائل أمير المؤمنين من كتاب الفضائل ، وفي أوائل مسند عليّ عليه‌السلام تحت الرقم : (٥٧٦) من كتاب المسند : ج ١ ، ص ٧٧ ط ١ ، وفي ط ٢ : ج ٢ ص ٢٥ ، قال :

حدثني نصر بن علي الأزدي ، أخبرني عليّ بن جعفر ...

ورواه أيضا الترمذي في الحديث : (٢٣) من باب مناقب عليّ عليه‌السلام من كتاب الفضائل.

ورواه بسنده عنه ابن الأثير في ترجمة أمير المؤمنين من أسد الغابة : ج ٤ ص ٢٩ ط ١. ـ


المذكّر رحمه‌الله ، قال : حدّثنا أبو علي الخالدي الهروي قال : حدّثنا أبو بكر محمد ابن يحيى بن أحمد بن الهمداني قال : حدّثنا زكريا بن يحيى الساجي قال : حدّثنا نصر بن عليّ قال : حدّثنا عليّ بن جعفر بن محمد ، عن أخيه موسى بن جعفر ، عن أبيه عن جدّه عن عليّ بن الحسين عن أبيه :

عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام [قال] : إن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخذ بيد الحسن والحسين رضي‌الله‌عنهما فقال : من أحبّني وأحبّ هذين وأباهما وأمّهما كان معي في درجتي يوم القيامة.

__________________

ـ ورواه أيضا ابن المغازلي في الحديث : (٤١٧) من مناقبه ص ٣٧٠ قال :

أخبرنا أحمد بن المظفّر بن أحمد ، حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان المزني الملقّب بابن السقّاء ، حدثنا زكريا بن يحيى الساجي ، وخالد بن النضر القرشي ، ومحمد بن علي الصيرفي ، ومحمد ابن أميّة البصريون ، ومحمد بن أبي بكر الباغندي ، وأبو القاسم ابن منيع ، وعبد الله بن قحطبة ، بصلح واسط ، قالوا : حدثنا نصر بن عليّ ، حدثنا عليّ بن جعفر بن محمد ، حدثنا أخي موسى بن جعفر ، حدثني أبي جعفر ، حدثني أبي محمد بن عليّ ، حدثني أبي عليّ بن الحسين ، حدثني أبي الحسين بن عليّ حدثني أبي علي بن أبي طالب ، قال : أخذ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيد الحسن والحسين وقال : من أحبّني ...

ورواه أيضا الطبراني في الحديث : (١٢٦) من ترجمة الإمام الحسن من المعجم الكبير : ج ١ / الورق ١٢٥ / أ/ وفي ط ١ : ج ٣ ص ٤٣ ، قال :

حدّثنا زكريا بن يحيى الساجي ، حدثنا نصر بن عليّ ، حدّثنا عليّ بن جعفر بن محمد ، عن أخيه موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن عليّ أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخذ بيد الحسن والحسين ، فقال : من أحبّ هذين وأباهما وأمّهما كان معي في درجتي يوم القيامة.

ورواه أيضا في ترجمة محمد بن محمد الباهلي من المعجم الصغير : ج ٢ ص ٧٠ ط ٢ ، عنه عن نصر ...

وأخرجه أيضا أبو نعيم في ترجمة إبراهيم بن محمد بن بزرج الثقة من تاريخ أصبهان : ج ١ ، ص ١٩١ ط ١ ، قال :

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن بزرج ، حدثنا نصر بن عليّ ، حدثنا عليّ بن جعفر بن محمد ، حدثني أخي موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جده ، عن عليّ أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخذ بيد الحسن والحسين فقال : من أحبّني وأحبّهما وأباهما وأمّهما كان معي في درجتي يوم القيامة.

وأخرجه أيضا محمد بن أحمد ابن الغطريف في جزء له موجود في المجموعة : (١٣) من المكتبة الظاهرية ، برواية أبي الطيّب الطبري ،.

ورواه أيضا بسنده عنه ابن عساكر في الحديث : (٩٦) من ترجمة الإمام الحسن من تاريخ دمشق.

وأخرجه أيضا الذهبي في ترجمة عليّ بن جعفر تحت الرقم : (٥٧٩٩) من ميزان الاعتدال : ج ٣ ص ١١٧ ، وفي ط : ج ٢ ص ٢٢٠ ، قال :

أخبرني ابن قدامة إجازة ، أخبرنا عمر بن محمد ، أخبرنا ابن ملوك ، وأبو بكر القاضي ، قالا : أخبرنا أبو الطيّب الطبري ، أخبرنا أبو أحمد الغطريفي ...

وأخرجه أيضا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح الأنصاري ـ المتوفي عام (٣٩٢) في الأحاديث المائة من حديثه الموجودة في المجموعة : (١٠٧) من المكتبة الظاهرية ـ عن محمد بن إبراهيم السنجري ، ـ


__________________

ـ عن عامر بن محمد المدني ، عن نصر ...

وأخرجه أيضا البوشنجي عفيف بن محمد في جزء من حديثه موجود في المكتبة الظاهرية برقم (٨١) عن أبي علي حامد بن محمد الرفاء الهروي عن أبي عوانة موسى بن يوسف ، عن نصر ...

ورواه العلامة الأميني في ثمرات الأسفار : ج ١ / الورق ١٠ / عن المجموعة : (٧٧) من المكتبة الظاهرية وفيه : قال عفيف بن محمد البوسنجي : فجعلت ذلك نظما وقلت :

أخذ النبيّ يد الحسين وصنوه

يوما وقال وصحبه في مجمع

من ودّني يا قوم أو هذين أو

أبويهما فالخلد مسكنه معي

ورواه أيضا ابن حجر في ترجمة نصر بن عليّ ـ الموثق باتفاقهم ـ من تهذيب التهذيب : ج ١٠ ، ص ٤٣٠ ، قال :

وقال أبو علي بن الصواف ، عن عبد الله بن أحمد : لمّا حدّث نصر بن عليّ بهذا الحديث ـ يعني حديث عليّ بن أبي طالب ـ : «ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أخذ بيد حسن وحسين ، فقال : من أحبّني وأحبّ هذين وأباهما وأمّهما كان في درجتي يوم القيامة» أمر المتوكّل بضربه ألف سوط ، فكلّمه فيه جعفر ابن عبد الواحد ، وجعل يقول له : هذا من أهل السنّة فلم يزل بن به حتى تركه ...

أقول : ومثله ذكره الخطيب في ترجمة نصر بن عليّ من تاريخ بغداد : ج ١٣ ، ص ٢٨٧.


فضيلة

[في وحدة مكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأهل بيته عليهم‌السلام في يوم القيامة]

٣٦٧ ـ أنبأني الشيخ شمس الدين أبو محمد عبد الرحمن [ابن] أبي عمر ابن محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي ، أنبأنا حنبل بن عبد الله بن سعادة المكبر الرصافي سماعا عليه ، أنبأنا أبو القاسم ابن الحصين سماعا عليه ، أنبأنا أبو عليّ ابن المذهب ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدّثني أبي (١) قال : حدّثنا عفّان ، قال : حدثنا معاذ بن معاذ ، قال : حدثنا قيس ابن الربيع ، عن أبي المقدام ، عن عبد الرحمن الأزرق :

عن عليّ [عليه‌السلام] قال : دخل [علينا] رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأنا نائم على المنامة ، فاستسقى الحسن ـ أو الحسين (٢) ـ قال : فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى شاة لنا بكيّ (٣) فحلبها فدرّت فجاءه الحسين فنحّاه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالت فاطمة : يا رسول الله كأنّه أحبّهما إليك؟ قال : لا ولكنّه استسقى قبله. ثمّ قال : إنّي وإيّاك وهذين وهذا الراقد في مكان واحد يوم القيامة.

__________________

(١) رواه أحمد في الحديث : (٣٠٦) من باب فضائل أمير المؤمنين من كتاب الفضائل

ورواه أيضا في الحديث : (٢٢٧) من مسند عليّ عليه‌السلام تحت الرقم : (٧٩٢) من كتاب المسند : ج ١ ، ص ١٠١ ، ط ١ ، وفي ط ٢ : ج ٢ ص ٢٨.

ورواه عنه في الرياض النضرة : ج ٢ ص ٢٧٧ ، وفي مجمع الزوائد : ج ٩ ص ١٦٩.

(٢) الترديد من الراوي.

(٣) البكيء والبكيئة والبكّيّ والبكيّة ـ مهموزة ومشدّدة ـ : الشاة ـ أو كل أنثى ـ قلّ لبنها.

والحديث ورواه أيضا ابن الأثير في ترجمة أبي فاختة من أسد الغابة : ج ٥ ص ٢٦٩.

ورواه أيضا أبو داوود الطيالسي تحت الرقم : (١٩٠) من مسنده ص ٢٦ عن عمرو بن ثابت ، عن أبيه ، عن أبي فاختة ، عن عليّ.

ورواه أيضا البزار في مسند عليّ عليه‌السلام من مسنده : ج ١ / الورق ... قال :

حدثنا أحمد بن يحيى الكوفي ـ وهو الصيرفي ـ قال : حدثنا أحمد بن المفضل ، قال : حدثنا أحمد ابن المفضل ، قال : حدثنا عمرو بن ثابت ابن أبي المقدام ، عن أبيه ، عن أبي فاختة ، عن عليّ ، قال : ـ


الباب السادس

فضيلة

[في] بشارة تقدس وتطهير ، وكرامة جازت حدّ الوصف والتنظير [في تحذير رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتحريمه مسجده على كل جنب وحائض إلا على عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام].

٣٦٨ ـ أخبرني الإمام مجد الدين أبو الحسن محمد بن يحيى بن الحسين بن عبد الكريم بقراءتي عليه ـ أو إجازة منه ـ قال : أنبأنا المؤيّد بن محمد بن علي إجازة أنبأنا جدّي لأمّي أبو العباس محمد بن العباس العصاري سماعا عليه ، قال : أنبأنا القاضي (١) أبو سعيد ابن محمد بن سعيد الفرّخزادي سماعا عليه ، قال : أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي قال : أنبأنا ابن فنجويه ، حدثنا ابن شيبة الحضرمي (٢) حدّثنا يحيي بن حمزة التمار ، قال : سمعت عطاء بن مسلم يذكر عن إسماعيل بن أميّة ، عن جسرة [بنت دجاجة] :

عن أم سلمة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ألا إنّ مسجدي حرام على كل حائض من النساء وعلى كل جنب من الرجال إلّا على محمد وأهل بيته : علي وفاطمة والحسن والحسين (٣).

__________________

ـ أتانا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأنا والحسن والحسين نيام في لحاف ـ أو في شعار ـ فاستسقى الحسن ، فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى إناء لنا فصبّ في القدح فجاء به ، فوثب الحسين فقال بيده ، فقالت فاطمة : كأنّه أحبّهما إليك يا رسول الله؟ قال : إنّه استسقى قبله وإني وإيّاك وهذين وهذا الراقد في مكان واحد يوم القيامة.

[قال البزار] : وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عليّ إلّا من هذا الوجه بهذا الإسناد.

أقول : وقد رواه ابن عساكر في الحديث : (١٧٤ و ١٨٤) من ترجمة الإمام الحسن من تاريخ دمشق وقد رويناه في تعليق الحديث : (١٨٤) منه بسند آخر عن عليّ عليه‌السلام.

وأيضا رواه في الحديث : (١٤٩) وتواليه من ترجمة الإمام الحسين من تاريخ دمشق ص ١١١ ، ط ١

(١) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيّد علي نقي : «قال : أنبأنا أبو إسحاق القاضي ...».

(٢) كذا في مخطوطة طهران ، وفي نسخة السيّد علي نقي : «حدثنا ابن شيبة ، حدثنا الحضرمي ...».

والحديث رواه ابن عساكر بأسانيد تحت الرقم : (٣٣٣) وتواليه من ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ١ ، ص ٢٧٠ ط ١ ، وفي ط ٢ ج ١ ، ص ٢٩٣.

(٣) ورواه أيضا البيهقي في السنن الكبرى : ج ٧ ص ٦٥ عن طريق آخر ، ثم قال : ـ


[حديث ابن عباس : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : أنا شجرة وفاطمة حملها وعليّ لقاحها والحسن والحسين ثمرها ومحبّو أهل البيت ورقها].

٣٦٩ ـ أخبرني الإمامان مجد الدين عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر ، وبدر الدين محمد بن عبد الرزاق ابن أبي بكر إجازة قالا : أنبأنا أبو محمد عبد العزيز ابن أحمد بن مسعود الناقد إجازة قال : أنبأنا الشيخ الثقة أبو القاسم سعيد بن أحمد ابن الحسين بن البنّاء (١) قراءة عليه وأنا حاضر أسمع وذلك في آخر محرّم سنة تسع وأربعين وخمسمائة ، قال : أخبرنا الشريف الأجلّ أبو نصر محمد بن محمد بن عليّ بن الحسن الهاشمي الزينبي ، قيل له : (٢) أخبركم أبو بكر محمد بن عمر بن علي بن خلف الوراق ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن السري بن عثمان التمار ، قال : حدثنا نصر بن شعيب (٣) قال : حدّثنا موسى بن نعمان ، قال : حدثنا ليث بن سعد ، عن ابن جريج (٤) عن مجاهد :

عن ابن عباس قال : سمعت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بأذني وإلّا فصمّتا وهو يقول : أنا شجرة وفاطمة حملها وعليّ لقاحها والحسن والحسين ثمرها والمحبّون أهل البيت ورقها من الجنة حقا حقا.

__________________

ـ أنبأنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة ، أنبأنا أبو الحسن محمد بن الحسن بن إسماعيل السراج ، حدّثنا مطين ، حدثنا يحيي بن حمزة التمار ...

وللحديث طرق كثيرة تجدها تحت الرقم : (٣٣٣) وما بعده وتعليقه من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق : ج ١ ، ص ٢٩٣.

(١) لفظة : «البنّاء» كانت في كلي أصليّ هاهنا مصحّفة ، وأخذناها مما مرّ في الحديث : (١٨٣) في الباب : (٤٦) من السمط الأول في : ج ١ ، ص ٢٣٥.

(٢) كذا في نسخة السيّد عليّ نقي ، وفي نسخة طهران : «قال له ...».

(٣) كذا في نسخة السيّد علي نقي ـ ومثلها في تاريخ دمشق ـ وفي نسخة طهران : «نصر بن سعيد».

(٤) هذا هو الصواب الموافق لنسخة السيّد عليّ نقي وتاريخ دمشق ، ونسخة طهران هاهنا مصحّفة. ـ


__________________

ـ والحديث رواه أيضا ابن عساكر تحت الرقم : (١٦٣) من ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من تاريخ دمشق ص ١٢٣ ط ١ ، قال :

أخبرنا أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف ، أنبأنا أبو نصر محمد ابن محمد بن عليّ الزينبي ، أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر بن خلف بن زنبور ، أنبأنا أبو بكر محمد بن المقرئ [بن] عثمان التمار [ظ] أنبأنا نصر بن شعيب ، أنبأنا موسى بن نعمان ، أنبأنا ليث بن سعد ، عن ابن جريج ، عن مجاهد : عن ابن عباس قال :

سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بأذنيّ ـ وإلّا فصمّتا ـ وهو يقول : أنا شجرة وفاطمة حملها وعليّ لقاحها والحسن والحسين ثمرتها والمحبون أهل البيت ورقها من الجنّة حقّا حقّا.

وانظر الحديث : (٩٩٩) وما علّقناه عليه من ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ٢ ص ٤٧٩.

وقريبا منه رواه بأسانيد أخر في الحديث : (٤٢٨) من شواهد التنزيل : ج ١ ، ص ٣١٢ ط ١.

ورواه أيضا في الحديث : (٢٠) من الجزء الأول من أمالي الطوسي.

ورواه أيضا في الحديث : (١٦) من المجلس : (٧٢) من أمالي الشيخ الصدوق ص ٤٢٦.

وقريبا منه رواه بأسانيد أخر في الحديث : (٣٣٣) و (٣٤٠) من الباب (٣١) من عيون الأخبار ج ٢ ص ٦٠ و ٧٢.


الباب السابع

فضيلة

[في أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وحمزة وجعفرا وعليّا والحسن والحسين والمهديّ صلوات الله عليهم هم سادة أهل الجنّة].

٣٧٠ ـ أخبرني الشيخ الإمام مجد الدين أبو الحسن محمد بن يحيى بن عبد الكريم بقراءتي عليه وإجازة منه ، قال : أنبأنا المؤيّد بن محمد بن عليّ الطوسي قال : حدّثني جدي لأمي أبو العباس محمد بن العباس العصاري الطوسي المعروف بعباسة سماعا عليه ، قال : أخبرنا القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد الفرّخزادي ، أنبأنا أبو إسحاق أحمد بن إبراهيم الثعلبي ، قال : حدّثنا أبو العباس سهل بن محمد بن سعيد المروزي بها ، حدّثنا خالي أبو الحسن المحمودي ، حدثنا أبو جعفر محمد بن عمران الإرسابندي ، حدثنا هدبة بن عبد الوهاب ، حدّثنا سعيد بن عبد الجليل ، حدّثنا عبد الله بن زياد اليمامي ، حدثنا عكرمة بن عمار اليماني (١) عن إسحاق بن عبد الله ابن أبي طلحة ، عن أنس بن مالك رضي‌الله‌عنه قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : نحن ولد عبد المطّلب سادة أهل الجنّة : أنا وحمزة [وجعفر] وعليّ والحسن والحسين والمهديّ (٢).

__________________

(١) كذا في الأصل ، ورواه أيضا ابن المغازلي تحت الرقم : (٧١) من مناقبه ، ص ٤٨ ط ١ ، قال :

أخبرني أبو طاهر محمد بن عليّ بن محمد بن عبد الله البيع البغدادي ، قال : حدثنا أبو الحسن أحمد ابن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت المالكي ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشّار الأنباري النحوي قال : حدثنا أحمد بن الهيثم ، قال : حدثني سعد بن عبد الحميد ، قال : حدثنا عبد الله بن زياد الهمامي ، قال : حدثنا عكرمة بن عمار ...

(٢) وقريبا منه أيضا رواه بسند آخر في ترجمة عبد الله بن الحسن الأنباري تحت الرقم : (٥٠٥٠)


__________________

من تاريخ بغداد : ج ٩ ص ٤٣٤ قال :

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدّثنا الحسين بن محمد بن علي الزعفراني ، حدثنا علي بن محمد بن جعفر بن عنبسة ـ وراق عبدان ـ حدثنا عبد الله بن الحسن بن إبراهيم الأنباري ، حدّثنا عبد الملك بن قريب ـ يعني الأصمعي ـ قال : سمعت كدام بن مسعر بن كدام ، يحدّث عن أبيه ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : نحن سبعة بنو عبد المطّلب سادات أهل الجنّة : أنا وعليّ أخي ، وعمّي حمزة ، وجعفر ، والحسن والحسين والمهديّ.

ورواه أيضا الحاكم في باب مناقب جعفر من المستدرك : ج ٣ ص ٢١١ قال :

أخبرني مكرم بن أحمد القاضي ، حدثنا أبو بكر ابن أبي العوام الرياحي ، حدّثنا سعد بن عبد الحميد ، حدثنا عبد الله بن زياد اليمامي ، عن عكرمة بن عمار ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أنس بن مالك ، قال :

إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : نحن بنو عبد المطّلب سادة أهل الجنّة : أنا وعليّ وجعفر وحمزة والحسن والحسين والمهديّ.

قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.

أقول : وقد رواه أيضا المحبّ الطبري في ذخائر العقبى ص ١٥ ، و ٨٩ ، وفي الرياض النضرة : ج ٢ ص ٢٠٩ وقال : أخرجه ابن السري.

وقريبا منه أيضا رواه ابن أبي الحديد في شرح المختار : (٩٢) من نهج البلاغة : ج ٢ ص ١٨١ ، ط ٢ بمصر.

ورواه أيضا الشيخ الصدوق في المجلس : (...) من كتاب الأمالي ص ٢٨٤.

وأيضا رواه الهيتمي في الصواعق ص ٩٦ وقال : أخرجه الديلمي.

ورواه أيضا في ص ١٤٠ ، منه وقال : رواه ابن السدي والديلمي في مسنده.

ورواه عنهم أجمع في فضائل الخمسة : ج ٣ ص ١١٠ ، وقال : أيضا :

وأخرجه ابن ماجة في باب خروج المهديّ من سننه : ج .. ص ٣٠٩.


٣٧١ ـ أنبأني الشيخ أبو طالب عليّ بن أنجب بن عبيد الله بن الخازن عن كتاب الإمام برهان الدين أبي الفتح ناصر بن أبي المكارم المطرّزي عن أبي المؤيّد ابن الموفق ، أنبأنا عليّ بن أحمد بن موسى الدقاق (١) قال أنبأنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال : أنبأنا موسى بن عمران عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي عن الحسن بن عليّ بن حمزة عن أبيه :

عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان جالسا ذات يوم إذ أقبل الحسن عليه‌السلام فلمّا رآه بكى ثم قال : إليّ إليّ يا بنيّ. فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليمنى ، ثم أقبل الحسين عليه‌السلام فلما رآه بكى ثم قال : إليّ إليّ يا بنيّ. فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليسرى ، ثم أقبلت فاطمة عليها‌السلام ؛ فلما رآها بكى ثم قال : إليّ إليّ يا بنيّة فاطمة. فأجلسها بين يديه ؛ ثمّ أقبل أمير المؤمنين عليّ [صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم] فلمّا رآه بكي ثم قال : إليّ إليّ يا أخي. فما زال يدنيه حتى أجلسه إلى جنبه الأيمن ، فقال له أصحابه يا رسول الله ما ترى واحدا من هؤلاء إلّا بكيت أوما فيهم من تسرّ برؤيته؟ فقال : صلى‌الله‌عليه‌وآله [وسلم] والذي بعثني بالنبوّة واصطفاني على جميع البريّة إنّي وإيّاهم لأكرم الخلائق على الله عزوجل ، وما على وجه الأرض نسمة أحبّ إليّ منهم؟!.

أمّا عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام فإنّه أخي وشقيقي وصاحب الأمر بعدي ، وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة ، وصاحب حوضي وشفاعتي وهو مولى كل مسلم

__________________

(١) الرجل ليس من مشايخ أبي المؤيّد الموفق بن أحمد ـ بل هو من مشايخ ابن بابويه ـ وقد حذف من الأصل الواسطة بين أبي المؤيّد وهذا الرجل ، ولم يتيسّر لنا تحقيق ذلك ، والظاهر أن الحديث ذكره الخوارزمي في مقتل الإمام الحسين عليه‌السلام.

ورواه أيضا ابن بابويه في الحديث الثاني من المجلس (٢٤) من أماليه ص ١١٢ ، عن عليّ بن أحمد ابن موسى الدقاق ، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي ...

٣٧١ ـ هذا الحديث غير موجود في نسخة طهران ، وإنما هو موجود في نسخة السيد علي نقي وكان فيها مذكورا بعد الحديث التالي ، وكان في صدره هكذا : الباب الثامن فضيلة.

وقدّمنا الحديث على الحديث التالي ، وأخّرنا عنوان الباب إلى صدر الحديث التالي إذ هذا التقديم والتأخير أوفق بسياق مطالب الكتاب.


وإمام كل مؤمن وقائد كل تقيّ وهو وصيّي وخليفتي على أهلي وأمتي في حياتي وبعد موتي ومحبّه محبّي ومبغضه مبغضي وبولايته صارت أمّتي مرحومة ، وبعداوته صارت المخالفة له ملعونة ؛ وإني بكيت حين أقبل لأني ذكرت غدر الأمّة به بعدي حتى إنّه يزال عن مقعدي وقد جعله الله له بعدي ثم لا يزال الأمر به حتى يضرب على قرنه ضربة تخضّب منها لحيته في أفضل الشهور شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن.

وأمّا ابنتي فاطمة فإنها سيّدة نساء العالمين من الأولين والآخرين وهي بضعة مني وهي نور عيني وهي ثمرة فؤادي وهي روحي التي بين جنبيّ وهي الحوراء الإنسيّة متى قامت في محرابها بين يدي ربها جلّ جلاله زهر نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض ويقول الله عزوجل لملائكته يا ملائكتي انظروا إلى أمتي فاطمة سيّدة إمائي قائمة بين يديّ ترعد فرائصها من خيفتي وقد أقبلت بقلبها على عبادتي أشهدكم أني قد أمنت شيعتها من النار. وإني لمّا رأيتها ذكرت ما يصنع [بها] بعدي كأني بها وقد دخل الذلّ بيتها وانتهكت حرمتها وغصب حقها ومنعت إرثها وكسر جنبها وأسقطت جنينها وهي تنادي يا محمداه فلا تجاب وتستغيث فلا تغاث ، فلا تزال بعدي محزونة مكروبة باكية فتذكر انقطاع الوحي من بيتها مرّة وتتذكّر فراقي أخرى وتستوحش إذا جنّها الليل لفقد صوتي التي كانت تستمع إليه إذا تهجّدت بالقرآن ، ثم ترى نفسها ذليلة بعد أن كان في أيّام أبيها عزيزة وعند ذلك يؤنسها الله تعالى فيناديها بما نادى به مريم ابنة عمران فيقول : يا فاطمة إن الله اصطفاك وطهّرك واصطفاك على نساء العالمين ، يا فاطمة اقنتي لربّك واسجدي واركعي مع الراكعين ، ثم يبتدئ بها الوجع فتمرض فيبعث الله عزوجل إليها مريم ابنة عمران تمرّضها وتؤنسها في علّتها فتقول عند ذلك : يا رب إني قد سئمت الحياة وتبرّمت بأهل الدنيا فألحقني بأبي فيلحقها الله عزوجل بي فتكون أوّل من يلحقني من أهل بيتي ، فتقدم عليّ محزونة مكروبة مغمومة مغصوبة مقتولة ؛ يقول رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم] عند ذلك : اللهمّ العن من ظلمها وعاقب من غصبها وذلّل من أذلّها وخلّد في نارك من ضرب جنبها حتّى ألقت ولدها فتقول الملائكة عند ذلك آمين.

وأمّا الحسن عليه‌السلام فإنّه ابني وولدي ومنّي وقرة عيني وضياء قلبي وثمرة فؤادي وهو سيّد شباب أهل الجنّة وحجّة الله على الأمّة أمره أمري وقوله قولي ، من تبعه فإنّه منّي ومن عصاه فإنه ليس منّي وإني إذا نظرت إليه تذكرت ما يجري عليه من الذلّ بعدي ولا يزال الأمر به حتى يقتل بالسمّ ظلما وعدوانا فعند ذلك تبكي الملائكة والسبع الشداد لموته ويبكيه كل شيء حتى الطير في جوّ السماء والحيتان في


جوف الماء ، فمن بكاه لم تعم عينه يوم تعمى العيون ، ومن حزن عليه لم يحزن قلبه يوم تحزن القلوب ، ومن زاره في بقعته ثبتت قدمه على الصراط يوم تزل فيه الأقدام.

وأمّا الحسين عليه‌السلام فإنّه مني وهو ابني وولدي وخير الخلق بعد أخيه وهو إمام المسلمين وخليفة ربّ العالمين وغياث المستغيثين وكهف المستجيرين [و] رحمة الله على خلقه أجمعين وهو سيّد شباب أهل الجنّة وباب نجاة الأمة أمره أمري وطاعته طاعتي ، من تبعه فإنّه منّي ومن عصاني فليس منّي ، وإني لما رأيته تذكّرت ما يصنع به بعدي كأني به وقد استجار بحرمي وقبري [ظ] فلا يجار فأضمّه في منامه إلى صدري وآمره بامرهة (١) عن دار هجرتي وأبشّره بالشهادة فيرتحل عنها إلى أرض مقتله وموضع مصرعه أرض كربلاء [موضع] قتل وفناء تنصره عصابة من المسلمين أولئك سادة شهداء أمّتي يوم القيامة كأني أنظر إليه وقد رمي بسهم فخرّ عن فرسه صريعا ثم يذبح كما يذبح الكبش مظلوما ثم بكى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله [وسلم] وبكي من حوله وارتفعت أصواتهم بالضجيج. ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اللهمّ إني أشكو إليك ما يلقى أهل بيتي بعدي.

ثم دخل منزله.


الباب الثامن

فضيلة

[ومزيّة] شريفة ، ومنقبة منيفة ، وكرامة زاهرة ، ومعجزة باهرة [في أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مسالم لمن سالم أهل بيته ، ومحارب لمن حارب أهل بيته عليهم‌السلام]

٣٧٢ ـ أخبرني العدل المقرئ رشيد الدين محمد بن أبي القاسم بن عمر بقراءتي عليه ببغداد ، قال : أنبأنا شيخ الإسلام شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي رضي‌الله‌عنه إجازة ، والشيخ عبد اللطيف بن [أبي] القبيطي (١) إجازة إن لم يكن سماعا ، قالا : أنبأنا أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر بن عليّ المقدسي قال : أنبأنا أبو منصور محمد بن الحسين بن أحمد المقومي إجازة إن لم يكن سماعا ـ وكان الشيخ أبو زرعة محققا سماعه فقرأ عليه كذلك احتياطا ـ قال : أخبرنا ابن طلحة القاسم ابن أبي المنذر الخطيب ، قال : أخيرنا أبو الحسن عليّ بن إبراهيم بن سلمة القطان ، قال : أخبرنا الإمام أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني رحمه‌الله (٢) قال : حدّثنا الحسن بن عليّ الخلال وعليّ بن المنذر قالا : أنبأنا أبو غسّان ، حدّثنا أسباط بن نصر ، عن السدي ، عن صبيح مولى أم سلمة :

__________________

(١) كذا في الحديث : (٢٠٣) المتقدم غير أن لفظة : «القبيطي» هناك رسم خطّها غير جليّ.

وهاهنا لفظة : «أبي» كان محلّها بياضا ، وظاهر رسم الخطّ. فيما بعدها : «القسطي»؟ ويجيء جليّا في الحديث (٤١٠) في الباب (٢٢) : من هذا السمط في ص ٩٨ : «عبد اللطيف بن القبيطي» ولكن كما ترى لا يوجد فيه لفظ «أبي».

(٢) رواه في الحديث : (١٤٢) من سننه : ج ١ ، ص ٩٢.

ورواه أيضا ابن حبان في صحيحه : ج ٢ / الورق ١٨٥ / أ/ قال :

أخبرنا الحسن بن سفيان ، أنبأنا أبو بكر ابن أبي شيبة ، أنبأنا مالك بن إسماعيل ، عن أسباط بن نصر ، عن السدي ، عن صبيح مولى أم سلمة ، عن زيد بن أرقم [قال] :

إن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لفاطمة والحسن والحسين : أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم.


عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعليّ وفاطمة والحسن والحسين : أنا سلم لمن سالمتم [و] حرب لمن حاربتم (٣).

__________________

(٣) كذا في مخطوطة طهران ، وهو الصواب الموافق لما في سنن ابن ماجة.

وفي نسخة السيّد علي نقي : «أنا سلم لمن سالمهم. حرب لمن حاربهم» وكان في النسختين تصحيفات أخر أصلحناها على سنن ابن ماجه وابن حبان.

ورواه أيضا الطبراني في ترجمة محمد بن أحمد الأزدي في حرف الميم من المعجم الصغير : ج ٢ ص ٣ قال :

حدثنا محمد بن أحمد بن المنقر الأزدي ابن بنت معاوية بن عمرو ، حدثنا أبو غسّان مالك بن إسماعيل النهدي ، حدثنا أسباط بن نصر ، عن السدي ، عن صبيح مولى أم سلمة :

عن زيد بن أرقم [قال] : أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لعليّ وفاطمة وحسن وحسين عليهم‌السلام : أنا حرب لمن حاربكم [و] سلم لمن سالمكم.

[قال الطبراني] : لم يروه عن السدي إلّا أسباط.

ورواه أيضا الترمذي في باب فضائل فاطمة عليها‌السلام من كتاب المناقب ، تحت الرقم : (٣٩٦٢) من سننه : ج ٢ ص ٣١٩ ، وفي ط : ج ١٠ ، ص ٣٧١ ، وفي ط : ج ١٣ ، ص ٢٨٥ ، قال :

حدّثنا سليمان بن عبد الجبّار البغدادي ، حدثنا عليّ بن قادم ، حدثنا أسباط بن نصر الهمداني ، عن السدي ، عن صبيح مولى أم سلمة ، عن زيد بن أرقم أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لعليّ وفاطمة والحسن والحسين : أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم.

ورواه عنه في الرياض النضرة : ج ٢ ص ١٨٩ ،.

ورواه أيضا في الحديث : (٢٠) من ذخائر العقبى ص ٢٥ ، ثم قال : وأخرجه أبو حاتم وقال :

أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم.

ورواه أيضا بسنده عن الترمذي الخوارزمي في الفصل (٥) من مقتل الإمام الحسين عليه‌السلام : ج ١ ، ص ٦١.

ورواه أيضا ابن الأثير بسنده عن الترمذي في ترجمة فاطمة سلام الله عليها من أسد الغابة : ج ٧ ص ٢٢٥.

ورواه أيضا الحاكم في باب مناقب أهل البيت من المستدرك : ج ٣ ص ١٤٩ ، قال :

حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا العباس بن محمد بن حاتم الدوري ، حدثنا مالك بن إسماعيل ، حدثنا أسباط بن نصر الهمداني ، عن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي ، عن صبيح مولى أم سلمة ، عن زيد بن أرقم ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال لعليّ وفاطمة والحسن والحسين : أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم.

ورواه الخوارزمي بسنده عنه في الفصل : (١٤) من مناقبه ص ٩١ ط الغري.

وللحديث مصادر جمّة وأسانيد كثيرة ، وقد رواه الطبراني في ترجمة الإمام الحسن عليه‌السلام من المعجم الكبير : ج ١ / الورق ١٣٠ / وفي ط ١ ، : ج ٣ ص ...

ورواه أيضا الحافظ ابن عساكر بأسانيد في الحديث : (١٦١) وتواليه من ترجمة الإمام الحسن من تاريخ دمشق ، ص ...

ورواه أيضا في الحديث : (١٣٤) وتواليه من ترجمة الإمام الحسين من تاريخ دمشق ص ١٠٠ ، ط ١ ، وقد علّقناه عليهما عن مصادر كثيرة.

وقد ورد في مصادر جمّة برواية أبي هريرة ، كما رواه عنه أحمد بن حنبل في الحديث : (٣) من باب فضائل الحسن والحسين عليهما‌السلام من كتاب الفضائل

ورواه أيضا في أواخر مسند أبي هريرة تحت الرقم : (١٠٠٠) من كتاب المسند : ج ٢ ص ـ


[حديث أبي بكر : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خيّم خيمة وفي الخيمة عليّ وفاطمة والحسن والحسين ، فقال : أنا سلم لمن سالم أهل الخيمة ، وحرب لمن حاربهم ، ووليّ لمن والاهم].

٣٧٣ ـ أنبأني الشيخ أبو طالب عليّ بن أنجب بن عبيد الله بن الخازن ، عن كتاب الإمام برهان الدين أبي الفتح ناصر بن أبي المكارم المطرزي ، عن أبي المؤيّد الموفق بن أحمد المكي الخوارزمي رحمه‌الله (١) قال : أنبأنا العلامة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري رحمه‌الله.

وأخبرني عن العلامة هذا بواسطة واحدة جماعة من مشايخي منهم شيخنا أبو عمرو عثمان بن الموفّق رحمة الله عليه إجازة قالوا : أخبرتنا أمّ المؤيّد زينب بنت عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد الشعرية الجرجانية إجازة قالت : أخبرنا الإمام العلّامة أبو القاسم رحمه‌الله إجازة قال : أنبأنا الأستاذ الأمين عليّ بن مردك الرازي ، أنبأنا

__________________

ـ ٤٤٢ ط ١.

ورواه بسنده عنه الحاكم في باب مناقب أهل البيت من المستدرك : ج ٣ ص ١٤٩ ،.

كما رواه أيضا عنه ابن كثير في كتاب البداية والنهاية : ج ٨ ص ٢٠٥.

ورواه أيضا الخطيب في ترجمة تليد بن سليمان تحت الرقم : (٣٥٨٢) من تاريخ بغداد : ج ٧ ص ١٣٦.

ورواه أيضا ابن المغازلي في الحديث : (٩٠) من كتاب مناقب أمير المؤمنين ص ٦٣ ط ١.

٣٧٣ ـ وقبل هذا الحديث كان في نسخة السيد علي نقي ـ دون نسخة طهران ـ حديث قدّمناه على الحديث : (٣٧٢) كيلا يتوسّط بين هذا وما قبله أجنبيّ يقطع انتظامهما.

(١) رواه الخوارزمي في الحديث : (١٣) من الفصل : (١٩) من مناقبه ص ٢١١ ، وفي الفصل : (٥) من مقدمة مقتله ص ٥.

ورواه أيضا في الحديث : (٦٢) مما ورد في شأن الإمام عليّ عليه‌السلام من سمط النجوم : ج ٢ ص ٤٨٨.


الشيخ الزاهد الحافظ أبو سعيد إسماعيل بن عليّ بن الحسين السمّان ، قال : أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني بقراءتي عليه ، قال : حدّثنا أبو بكر محمد بن [يحيي بن] حيان الديرعاقولي (١) قال : حدّثنا محمد بن الحسين بن حفص الأشناني قال : حدّثنا محمد بن يحيى الفارسي عن سليمان بن حرب (٢) عن يونس بن سليمان التيمي ، عن أبيه ، عن زيد بن يثيع قال :

سمعت أبا بكر بن أبي قحافة (٣) يقول : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خيّم خيمة ـ وهو متّكئ على قوس عربية ـ وفي الخيمة عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام ـ فقال : يا معشر المسلمين أنا سلم لمن سالم أهل الخيمة ، وحرب لمن حاربهم ، ووليّ لمن والاهم ، لا يحبّهم إلّا سعيد الجدّ طيّب المولد ، ولا يبغضهم إلّا شقيّ الجدّ رديء الولادة.

قال رجل : يا زيد أنت سمعت منه؟ قال : إي وربّ الكعبة.

__________________

(١) كذا في مناقب الخوارزمي ص ٢١١ وفي نسخة السيّد عليّ نقي : «أبو بكر ابن حيان». وفي نسخة طهران : «أبو بكر ابن محمد بن الحيان الديرعاقولي».

(٢) كذا في نسخة طهران ومناقب الخوارزمي ، وفي نسخة السيد علي نقي : «عن سلمان بن حرث».

(٣) كذا في نسخة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهران ومناقب الخوارزمي : «أبا بكر الصديق».


الباب التاسع

فضيلة

[في أن الحسن والحسين صلوات الله عليهما هما سيدا شباب أهل الجنة وأمّهما سيدة نساء أهل الجنة].

٣٧٤ ـ أخبرني الشيخ الإمام محبّ الدين أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر الطبري رحمه‌الله مشافهة إذنا ـ بالحرم الشريف المكي زيد شرفا وقدسا ؛ في شهر الله الحرام ذي الحجّة سنة تسع وسبعين وستّ مائة ـ والشيخ الصالح بدر الدين أبو عليّ الحسن بن عليّ بن عليّ ابن أبي بكر ابن يونس الخلّال الدمشقي بقراءتي عليه بها ، قالا : أنبأنا أبو الحسن عليّ بن أبي عبد الله بن المعتزّ البغدادي إجازة قال : أنبأنا أبو الفضل محمد بن ناصر السلامي إذنا ، قال : أنبأنا أبو الحسن المبارك بن عبد الجبّار بن أحمد العدني [ظ] قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن أحمد بن إبراهيم ابن الحسن [بن] محمد بن شاذان (١) قراءة عليه في رجب سنة ثلاث وعشرين

__________________

ـ ٣٧٤ ـ الحديث ـ باستثناء الاستثناء الموجود فيه ـ من متواترات الأحاديث الشريفة النبوية ، وله مصادر وثيقة كثيرة ، وأسانيد جمّة ؛ تجد كثيرا منها في تعليق الحديث : (١٣٨) من ترجمة الإمام الحسن عليه‌السلام من تاريخ دمشق ص ... ط ١.

وأيضا تجد للحديث أسانيد ومصادر في الحديث : (٧٥) وتواليه وما علّقنا عليها ـ من ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من تاريخ دمشق ص ٥٢ ط ١.

ورواه أيضا الحافظ النسائي في الحديث : (١٢٤) في أواخر كتاب الخصائص ص ٣٣ ط ١ ، بمصر قال :

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن راهويه ، قال : أخبرنا جرير ، عن يزيد بن [أبي] زياد ، عن عبد الرحمن بن أبي نعم ، عن أبي سعيد ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ، وفاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة إلا ما كان من مريم بنت عمران.

(١) كذا في نسخة طهران عدا ما بين المعقوفين ، وفي نسخة السيد عليّ نقي : «محمد بن سلحان».


وأربع مائة ، قال : أنبأنا أبو عمرو بن عثمان [بن] أحمد بن عبد الله ـ قراءة عليه في منزله بدرب الضفادع في يوم الأربعاء في شهر ربيع الأول سنة أربع وأربعين وثلاث مائة ـ قال : حدّثنا محمد بن الحسين الحسيني ، حدّثنا أبو غسّان ، حدثنا قيس عن يونس عن عبد الرحمن بن أبي نعم :

عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ـ إلّا ابني الخالة يحيي وعيسى ـ وأمّهما سيّدة نساء أهل الجنّة إلّا مريم بنت عمران.

فضيلة

[وخصيلة] تجمع الأصول والفروع ، ومنقبة لقاح حلالها حافلة الضروع [في أن عليا شكى إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حسد الناس إياه فقال له رسول الله : أما ترضى أن يكون أول من يدخل الجنّة أنا وأنت والحسن والحسين وأزواجنا وذرّيّاتنا وشيعتنا].

٣٧٥ ـ أخبرنا الشيخ الإمام جلال الدين أحمد بن محمد بن عبد الجبّار البكراني الأبهري ـ بقراءتي عليه رحمه‌الله في داره بها في شوال سنة سبع وثمانين وستّ مائة ـ قال : أنبأنا والدي الإمام نجم الدين محمد ، قال : أنبأنا رضيّ الدين أبو الخير إسماعيل ابن يوسف إجازة ، أنبأنا الإمامان أبو سعيد ناصر بن سهل بن أحمد البغدادي وأبو محمد محمد بن المنتصر بن أحمد بن حفص المتولي قال : أنبأنا القاضي أبو سعيد محمد ابن سعيد الفرّخزادي النوقاني قال : أنبأنا الأستاذ أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم ، قال : أنبأنا أبو منصور الحمشاوي ، حدّثنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو بكر ابن مالك (١) حدّثنا محمد بن يونس ، حدّثنا عبد الله بن عائشة ، حدّثنا

__________________

(١) وهو المعروف بالقطيعي ، والحديث رواه تحت الرقم : (١٩٠) من باب فضائل أمير المؤمنين من كتاب الفضائل

وقد رويناه عن مصادر في تعليق الحديث : (٨٣٥) من ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ٢ ص ٣٣٠ ط ١.

وانظر أيضا ما رواه الحاكم في الحديث الثالث من باب مناقب فاطمة عليها‌السلام من المستدرك : ج ٣ ص ١٥١.


إسماعيل بن عمرو ، عن عمر بن موسى ، عن زيد بن عليّ بن الحسين [عن أبيه] عن جده :

عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام قال : شكوت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حسد الناس لي فقال : أما ترضى أن تكون رابع أربعة؟ أوّل من يدخل الجنّة أنا وأنت والحسن والحسين وأزواجنا عن أيماننا وشمائلنا وذرّيّاتنا خلف أزواجنا وشيعتنا من ورائنا.


الباب العاشر

فضيلة

[في تفضيل فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأمها خديجة ومريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون على جميع نساء العالمين. وهذا الباب بأسره في مناقب فاطمة صلوات الله عليها].

٣٧٦ ـ أخبرنا الإمام مجد الدين عبد الله بن إبراهيم بن خالد التبريزي بقراءتي عليه بها في دار الشفاء الصاحبي الشمسي (١) ـ رحم الله بانيها ـ قال : أنبأنا الشيخ الإمام نجم الدين عبد الرحمن بن عبد الخالق الرومي إجازة بسماعي عن الرضيّ المؤيّد ابن محمد ؛ بسماعه عن جدّه أبي العباس المعروف بعباسة ، عن القاضي أبي سعيد ابن سعيد الفرّخزادي قال : أنبأنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي قال : أخبرني الحسن بن محمد بن الحسين الدينوري (٢) حدّثنا أحمد بن محمد بن إسحاق السني ، حدّثني عبد الملك بن محمود بن سميع ، حدّثنا محمد بن يعقوب العرجي (٣) حدّثنا زكريا بن يحيى بن حمويه ، حدّثنا داوود بن الزبرقان ، عن محمد بن جحادة ، عن أبي زرعة :

عن أبي هريرة أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : حسبك من نساء العالمين أربع : مريم بنت عمران (٤) وآسية امرأة فرعون ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد عليهما‌السلام (٥).

__________________

(١) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «إبراهيم بن خالد السريري بقراءتي عليه بها في دار الشفاء الصاحبيّة الشمسية».

(٢) كذا في مخطوطة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «الحسين بن محمد بن الحسين الدينوري».

(٣) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «محمد بن يعقوب الفرخي».

(٤) كذا في مخطوطة طهران ، وفي مخطوطة السيد علي نقي : «مريم ابنة عمران».

(٥) ورواه أيضا ابن المغازلي في الحديث : (٤٠٩) من مناقبه ص ٣٦٣ ط ١ ، قال :

أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا محمد بن إسماعيل الورّاق إذنا ، حدّثنا أبي ، حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه ، حدّثنا عبد الرزاق بن همّام ، أخبرنا معمر :

عن قتادة ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : حسبك من نساء العالمين أربع : مريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.


فضيلة

للبتول [سليلة النبوّة وأم الأئمة فاطمة] الزهراء تفوق أنجم الخضراء (١) [في أن فاطمة صلوات الله عليها هي الغصن الملتفّ المشتبك بشجرة الرسالة ينبسط رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بفرحها وانبساطها ، وينقبض بانقباضها وحزنها واستيائها].

٣٧٧ ـ أخبرنا الشيخ الإمام نجم الدين أبو عمرو عثمان بن الموفّق بقراءتي عليه باسفرايين ـ في مسجده يوم الإثنين الثالث والعشرين من جمادى الآخرة سنة خمس وستين وستّ مائة ـ قلت له : أخبرك والدي شيخ شيوخ الإسلام سلطان الأولياء والمحقّقين سعد الحقّ والدين محمد بن المؤيّد الحمويني قدّس الله روحه إجازة؟ قال : نعم. قال : أنبأنا شيخ الإسلام نجم الدين أبو الجناب أحمد بن عمر بن محمد بن عبد الله الخيّوقي المعروف بكبرى رضي‌الله‌عنه إجازة ، قال : [أخبرنا] محمد بن عمر بن علي الطوسي بقراءتي عليه بنيسابور ، أنبأنا أبو العباس أحمد ابن أبي الفضل الشعاني (٢) أنبأنا أبو سعد محمد بن طلحة الجنابذي ، أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن ابن محمد السراج إملاء ، أنبأنا أبو العباس محمد بن إسحاق ، حدّثنا الحسن بن عليّ بن زياد ، حدّثنا إسحاق بن محمد الفروي (٣) حدثنا عبد الله بن جعفر بن محمد ابن عبد الملك بن محمد ابن أبي رافع :

عن المسور بن مخرمة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : فاطمة شجنة منّي يبسطني ما يبسطها ويقبضني ما يقبضها (٤).

قال الجنابذي متفق على صحته من حديث مسور بن مخرمة ، غريب (٥) من روايته عن جعفر الصادق ، وللحديث طرق.

__________________

(١) لعلّ هذا هو الصواب ، وفي الأصل : «تفوق الحم الحصرا».

(٢) كذا.

(٣) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «الهروي».

(٤) الشجنة ـ بتثليث الشين وسكون الجيم ـ : الغصن الملتف المشتبك.

(٥) لفظة : «غريب» مأخوذة من نسخة السيد علي نقي ، وكان محلّها بياضا في نسخة طهران.

والحديث رواه البغوي في معجم الصحابة : ج ٢٤ / الورق ٣٧٣ / بأسانيد وفي بعض طرقه : «يريا بني ما يريبها». وفي بعضها : «يؤذيني ما يؤذيها». وفي بغضها : «يغصبني ما يغضبها».


فضيلة

[في عظيم قدر فاطمة وجليل خطرها عند الله حيث أنه تعالى يغضب لغضبها ويرضى لرضاها].

٣٧٨ ـ أخبرني الشيخ تاج الدين عليّ بن أنجب بن عبيد الله الخازن إجازة ، وشرف الدين أحمد بن هبة الله بن أحمد بسماعي عليه ، أنبأنا المؤيّد بن محمد بن عليّ ، وأمّ المؤيّد بنت أبي القاسم ابن الحسن إجازة قالا : أنبأنا زاهر بن طاهر إجازة قال : أنبأنا الأستاذ أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب سنة خمس وأربعمائة ، حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد حافد العباس بن حمزة سنة سبع وثلاثين وثلاث مائة ، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي بالبصرة ، حدّثني أبي في سنة ستين ومأتين ، قال : حدثنا عليّ بن موسى الرضا سنة أربع وأربعين ومائة (١) قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، حدثني [أبي] جعفر بن محمد [حدثني أبي محمد ابن عليّ] حدّثني أبي عليّ بن الحسين ، حدثني أبي الحسين ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليهم‌السلام قال :

قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن الله عزوجل ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها (٢).

__________________

(١) قوله : «سنة أربع وأربعين ومائة» غير موجودة في نسخة طهران ، وإنما هو من نسخة السيد علي نقي.

(٢) ورواه أيضا ابن المغازلي في الحديث : (٤٠١) من مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام ص ٣٥١ قال :

أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان إذنا ، أخبرني ابن أبي العلاء المكي ، حدثنا أبو عبيد الله سعيد بن عبد الرحمن المخزومي بمكة في دار الندوة ، حدّثنا حسين بن زيد العلوي ، حدثنا [علي بن عمر بن علي ، عن] جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جدّه :

عن عليّ أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله [وسلم] قال : يا فاطمة إن الله ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك.

أقول : وللحديث مصادر كثيرة وقد ذكره أيضا الحاكم في باب مناقب فاطمة من المستدرك : ١٥٣.

وأخرجه أيضا الذهبي في ترجمة تحت الرقم : (٢٠٠٢) من ميزان الاعتدال : ج ١ ، ص ٨٣٥ ، وقال : أخرجه ابن عديّ. ـ


__________________

ـ ورواه أيضا ابن الأثير في ترجمة فاطمة سلام الله عليها من أسد الغابة : ج ٥ ص ٥٢٢.

ونقله أيضا ابن حجر في ترجمة فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من كتاب الإصابة : ج ٤ ص ٣٧٨ وفي تهذيب التهذيب : ج ١٢ ، ص ٤٤١.

وأخرجه أيضا المحبّ الطبري في ذخائر العقبى ص ٣٩ وقال : خرّجه أبو سعد في كتاب شرف النبوّة والإمام عليّ بن موسى الرضا في مسنده وابن المثنى في معجمه.

ورواه أيضا ابن الغطريف في جزء من حديثه معروف عند المحدّثين.

ورواه عنه في الباب : () من كفاية الطالب ص ٣٦٤.

ورواه أيضا الخوارزمي في ذيل الحديث : (٣) من مقتل الإمام الحسين عليه‌السلام : ج ١ ، ص ٥٢.

ورواه أيضا الهيثمي في باب مناقب فاطمة سلام الله عليها من مجمع الزوائد : ج ٩ ص ٢٠٣ وقال : رواه الطبراني وإسناده حسن.

ورواه أيضا أبو نعيم في ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من كتاب معرفة الصحابة ، / الورق ٢٣ / / ب /.

وقد رواه في كتاب فضائل الخمسة : ج ٣ ص ١٥٥ ، وما حولها عن مصادر.


فضيلة

[أو خصيصة] لما [سواها] مابنة ، ومنقبة لجميع الماثر بائنة (١)

٣٧٩ ـ أخبرني الشيخ الصالح ناصر الدين عمر بن عبد المنعم بن عمر القواس الدمشقي سماعا عليه بها بالخانقاه السمساطي قال : أنبأنا القاضي جمال الدين أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري الحرستاني قراءة عليه وأنا أسمع في ذي القعدة سنة تسع وست مائة ، بمقصورة الخضر عليه‌السلام بجامع دمشق ـ قال : أنبأنا الإمام جمال الدين أبو الحسن (٢) عليّ بن المسلم بن محمد بن الفتح السلمي قراءة عليه وأنا أسمع ـ في ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وخمس مائة ـ قال : أنبأنا الخطيب أبو نصر الحسين بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن طلاب قراءة عليه بدمشق ، قال : أنبأنا الحسين [بن] محمد بن أحمد بن محمد بن جميع الغساني الحافظ قراءة عليه بصيدا ـ في شهور سنة أربع وسبعين وثلاث مائة ـ قال : حدثنا غانم بن حميد بن يونس بن عبد الله أبو بكر الشعيري ببغداد ، حدثنا أبو عمارة أحمد بن محمد ، حدثنا الحسن بن عمر بن يوسف السدوسي (٣) حدّثنا القاسم بن مطيب ، حدثنا منصور بن صدقة ، عن أبي معبد ، عن ابن عباس قال :

قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ابنتي فاطمة حوراء آدمية لم تحض ولم تطمث وإنما سماها (٤) فاطمة لأن الله عزوجل فطمها ومحبيها من النار (٥).

__________________

(١) كذا في الأصل ـ عدا ما بين المعقوفين ـ ولكن أغلب الحروف في قوله : «مابنة ـ و ـ بائنة» كان غير منقوط ، والكلمة الثانية أيضا لم تكن مهموزة.

(٢) كذا في نسخة السيد علي نقي ، وفي مخطوطة طهران : «أبو الحسين».

(٣) كذا في مخطوطة طهران ، وفي نسخة السيّد علي نقي : «عمر بن سيف».

(٤) كذا.

(٥) كذا في نسخة طهران ، وفي مخطوطة السيد علي نقي : «عن النار».

وانظر الحديث : (٣٨٤) الآتي في الباب : (١٢) ص ٥٧.


[إكرام الله سبحانه وتعالى يوم القيامة ابنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومرورها على أهل الموقف وعبورها عن الصراط بعظمة وجلالة].

٣٨٠ ـ أخبرني ابن عمّي الشيخ نظام الدين محمد بن الأمير الإمام قطب الدين عليّ بن صدر المشايخ معين الدين مؤيّد الحمويني رحمه‌الله والإمام كمال الدين أبو المكارم محمد بن عمر بن المظفر المروزي وأستاذي الإمام المفتي عماد الدين محمد ابن أحمد الخطيب الجاجرمي إجازة والشيخ نجم الدين عثمان بن الموفّق بقراءتي عليه بأسفرايين بروايتهم عن والدي شيخ الإسلام سلطان الأولياء (١) سعد الحق والدين محمد بن المؤيّد الحمويني إجازة.

وأخبرني أقضى القضاة (٢) فخر الدين عبد العزيز بن عبد الرحمن بن السكري (٣) إذنا بروايتهما عن شيخ الإسلام أبي الجناب أحمد بن عمر بن محمد الصوفي إجازة قال : أنبأنا محمد بن عمر بن عليّ الطوسي بقراءتي عليه بنيسابور أنبأنا أبو العباس أحمد بن أبي الفضل السقائي قال : أنبأنا سعد بن محمد بن طلحة الجنابذي ، أنبأنا أبو القاسم السراج إملاء ، حدثنا أبو القاسم علي بن المؤيّد ، حدثنا محمد بن يونس القرشي ، أنبأنا حسين بن الحسن الأشقر ، حدثنا قيس بن ربيع ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة عن أبي أيوب الأنصاري قال :

قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش : يا أهل الجمع نكّسوا رءوسكم وغضّوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة بنت محمد صلوات الله عليهما على الصراط. فتمرّ ومعها سبعون ألف جارية من الحور العين كالبرق اللامع.

__________________

(١) كلمتا : «سلطان الأولياء» مأخوذتان من نسخة السيّد علي نقي.

(٢) كذا في مخطوطة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «قاضي القضاة».

(٣) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «الشكري».

وقريبا مما هاهنا رواه أيضا ابن الأعرابي في الجزء : (٥) من معجم الشيوخ ، الورق ٩٨ / ب / أو ١٠٦ / قال : ـ


منقبة رابعة وفضيلة للزهراء رائعة [في سؤال أم المؤمنين عائشة عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن تقبيله ابنته فاطمة صلوات الله عليها وجواب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لها].

٣٨١ ـ أخبرنا الشيخ الصالح نجل المشايخ صدر الدين إبراهيم ابن الشيخ عماد الدين محمد ابن شيخ الإسلام عمر بن محمد بن عبد الله السهروردي بقراءتي عليه ببغداد ـ في قبّة جدّه عند ضريحه المبارك (١) ـ والمشايخ قاضي بيت المقدّس الشريف جلال الدين عبد المنعم بن أبي بكر ابن أحمد بن عبد الرحمن الأنصاري الشافعي والشيخ محبّ الدين أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر الطبري المكي ـ شافهني بالإجازة في مكة المقدّسة زيدت شرفا ـ والشيخ أحمد بن محمد بن عثمان بن مكي الواعظ المصري ـ اجتمعت به في مدينة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأجاز لي رواية ما جازت له روايته ـ إجازة بروايتهم عن الشيخ أبي الحسن عليّ بن أبي عبد الله ابن أبي الحسن ابن المعتزّ البغدادي إجازة قال (٢) : أنبأنا أبو الفضل محمد بن ناصر السلامي إذنا ، قال : أنبأنا الحافظ أبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي ـ إجازة إن لم يكن

__________________

أنبأنا إبراهيم [بن عبد الله العبسي] أنبأنا العباس بن بكار الضبّي ، أنبأنا [أبو] خالد الواسطي عن بيان ، عن أبي جحيفة ، عن عليّ ، قال :

سمعت النبيّ صلى الله عليه يقول : إذا كان يوم القيامة نادى مناد من وراء الحجب : يا أهل الجمع غضّوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمد صلى الله عليه حتى تمرّ.

ورواه أيضا أبو نعيم بسند آخر في كتاب معرفة الصحابة.

ورواه أيضا أحمد في الحديث : (٢٣) من باب فضائل فاطمة من كتاب الفضائل.

ورواه ابن المغازلي بسندين في الحديث : (٤٠٤ ـ ٤٠٥) من مناقبه ص ٣٥٥ ، وفي هامشه عن مصادر.

ورواه السيوطي بطرق جمّة في باب مناقب فاطمة سلام الله عليها من اللالئ المصنوعة : ج ١ ، ص ٢٠٩.

(١) قوله : «عند ضريحه المبارك» غير موجود في نسخة طهران ، وإنما هو من نسخة السيد عليّ نقي.

(٢) كلمة : «المعتز» لم تكن هاهنا جليّة ، ولكن كانت في الحديث : (٣٧٤) في الباب : (٩) من هذا السمط جليّة. وكلمتا : «إجازة قال» مأخوذتان من نسخة السيد علي نقي.


سماعا ـ قال : حدّثني الشيخ العارف أبو بكر ابن إسحاق بن إبراهيم الكلابادي رحمه‌الله ، قال : حدثنا محمد بن عليّ بن الحسين ، قال : حدثنا صالح بن منصور ابن نصر ، قال : حدثنا عبد الله بن بشر المديني قال : حدثنا أحمد بن محمد الهاشميّ عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة رضي‌الله‌عنها قالت :

قلت : يا رسول الله مالك إذا قبّلت فاطمة أدخلت لسانك في فيها كأنّك تلعقها في العسل؟ فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا عائشة ليلة أسري بي إلى السماء فأدخلني جبرئيل عليه‌السلام الجنّة ناولني تفاحة فأخذتها فأكلتها فصارت نطفة ونورا في صلبي فنزلت فواقعت خديجة ففاطمة منها ، فكلما اشتقت [إلى] الجنّة قبّلتها يا عائشة [فاطمة] حوراء إنسية (١).

[بقاء النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جياعا أياما ثم طوافه في بيوت أزواجه ثم في بيت ابنته فاطمة وعدم ظفره بالطعام ، ثم بعث بعض جاراة فاطمة إليها بلحم وخبز ثم بعثها إلى أبيها وحضوره عندها ثم نماء الطعام وبركته حتى أكل منه أهل البيت عليهم‌السلام وأزواج النبيّ ثم توزيعه على جيرانها وبقاء الطعام بحاله كأنه لم يمسّ]

٣٨٢ ـ أخبرني شيخنا الإمام نجم الدين عثمان بن الموفق الأذكاني كتابة ، وشرف الدين أحمد بن هبة الله بن أحمد بن عساكر قراءة عليه ، قالا : أنبأنا المؤيّد بن محمد ابن عليّ إجازة ، أنبأنا أبو العباس محمد بن العباس سماعا عليه ، أنبأنا أبو سعيد محمد ابن سعيد الفرخزادي قال : أنبأنا الأستاذ الإمام أبو إسحاق أحمد بن محمد (٢)

__________________

(١) من قوله : «فكلما اشتقت ...» وما بعده غير موجودة في نسخة السيد علي نقي.

(٢) وهو الثعلبي ، والحديث رواه بإسناده عن جابر في الباب : () من قصّة مريم من كتاب قصص الأنبياء ص ٥١٣.

ورواه أيضا في تفسير الآية : (٣٧) من سورة آل عمران : ٣ من تفسيره : ج ١ ، ص ...


قال : أنبأنا عبد الله بن حامد الوزّان (١) أنبأنا أبو محمد بن عبد الله المزني ، حدثنا أبو يعلى الموصلي ، حدثنا سهل بن زنجويه الرازي ، أنبأنا عبد الله بن صالح ، حدّثني ابن لهيعة عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله [قال] :

إن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أقام أياما لم يطعم شيئا حتى شقّ ذلك عليه ، فطاف في منازل أزواجه فلم يصب عند واحدة منهنّ شيئا!! فأتى فاطمة عليها‌السلام فقال : يا بنيّة هل عندك شيء آكله فإني جائع؟! فقالت : لا والله. فلما خرج من عندها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعث إليها جارة لها برغيفين وبضعة لحم فأخذته منها فوضعت في جفنة لها وغطت [رأسها] وقالت : والله لأوثرنّ بها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على نفسي ـ وكانوا جميعا محتاجين إلى شبعة طعام ـ فبعث حسنا ـ أو حسينا ـ إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فرجع [النبيّ] إليها فقالت : بأبي أنت وأمي قد أتانا الله بشيء فخبّأته لك. قال : هلمّ. فأتته [بها] فكشفت عن الجفنة فإذا هي مملوءة خبزا ولحما فلما نظرت إليه بهتت وعرفت أنّها بركة من الله (٢) عزوجل فحمدت الله تعالى وصلّت على نبيّه فقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من أين لك يا بنيّة؟ فقالت : هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب. فقال : الحمد لله الذي جعلك شبيهة بسيدة نساء بني إسرائيل فإنها كانت إذا رزقها الله شيئا فسئلت عنه قالت : (هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ) [٣٧ / آل عمران : ٣] فبعث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى عليّ عليه‌السلام ، ثم أكل رسول الله وفاطمة وعليّ والحسن والحسين وجميع أزواج النبيّ وأهل بيته جميعا ـ عليه وعليهم‌السلام ـ حتى شبعوا. قالت فاطمة : وبقيت الجفنة كما هي (٣) وأوسعت منها على جيرتي وجعل الله عزوجل منها بركة وخيرا.

__________________

(١) كذا في نسخة طهران وفي نسخة السيد عليّ نقي : «الورّاق».

وهذا رواه أيضا الخوارزمي في الحديث : «٢٢» من الفصل : (٥) من مقتله : ج ١ ، ص ٥٨ قال :

أخبرنا القاضي أبو الفتح عبد الواحد بن الحسن الباقرجي ، أخبرنا أبو الفضل العبّاس بن أبي العباس الشفائي قراءة عليه ، أخبرنا الإمام أبو الحسن عليّ بن أحمد الواحدي ، أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد الثعلبي ، أخبرنا عبد الله بن حامد ...

ثم قال بعد ختام الرواية : وسمعت هذا الحديث عن الشيخ الإمام عبد الحميد البرايقني مختصرا بروايته عن جابر بن عبد الله أيضا.

(٢) كذا في نسخة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهران ؛ «فنظرت إليه ...» ولا توجد فيها لفظة : «فلما».

(٣) كلمتا : «كما هي» غير موجودتان في نسخة طهران ، وإنما هما من نسخة السيد علي نقي.


الباب الحادي عشر

فضيلة

تنقاد بذكرها كل شامسة ، وتشرق من نورها ليالي الأزمان الدامسة [في أن عليا وأهل بيته عليهم‌السلام آثروا المسكين واليتيم والأسير على أنفسهم فدفعوا إليهم كل ما كان عندهم من الطعام مع حاجتهم إليه وجوعهم فأنزل الله في شأنهم سورة هل أتى].

٣٨٣ ـ أخبرني أستاذي الإمام حميد الدين محمد بن محمد ابن أبي بكر الفرعموي (١) رحمه‌الله إجازة ، قال : أنبأنا الإمام سراج الدين محمد بن أبي الفتوح ابن محمد اليعقوبي إجازة (٢) قال : أنبأنا والدي الإمام فخر الدين أبو الفتوح رحمه‌الله ، قال : أنبأنا الشيخ مجد الدين أبو نصر الفضل بن الحسن بن علي بن حيويه (٣) الطوسي رحمه‌الله ، قال : أنبأنا الشيخ الإمام الأجلّ السيد أبو بكر ابن عبد الرحمن ابن إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني.

[قال :] وأنبأنا الشيخ الإمام المقرئ أبو جعفر محمد بن عبد الحميد الأبيوردي قال : أنبأنا الشيخ الإمام شيخ الإسلام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني نوّر الله قبره ، أنبأنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة رحمهم

__________________

(١) كذا هاهنا ، وفي الباب (١٩) في الحديث : (٤٩) : «محمد بن محمد بن أبي بكر ابن أبي يزيد الفرعتري الجويني»؟.

ورواه البحراني في الحديث : (٣) من الباب : (٧١) من المقصد (٢) من غاية المرام ص ٣٧٠ عن فرائد السمطين ، وفيه : «الفرعيوني».

(٢) كذا في نسخة طهران الموافق لما يأتي في الحديث : (٤٩) في الباب : (١٩) وفي نسخة السيد علي نقي : «سراج الدين محمد ، عن أبي الفتوح».

(٣) كذا في مخطوطة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «حسونة».


الله ، وأبو سعد (٤) محمد بن عبد الله بن حمدان ، قالا : أنبأنا أبو حامد [أحمد ابن] محمد بن الحسين الحافظ (٥) أنبأنا عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي ، أنبأنا أحمد بن حمّاد المروزي ، أنبأنا محبوب بن حميد البصري ، وسأله روح بن عبادة عن هذا الحديث.

وأنبأنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حيدر الواعظ المفسّر ـ واللفظ له ـ أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عليّ بن عبد الله الفتلي ب «نساء» حدّثنا أبي [حدثنا] عبد الله ابن عبد الوهاب (٦) أنبأنا أحمد بن حماد المروزي ، أنبأنا محبوب بن حميد البصري وسأله روح عن هذا الحديث ، قال : حدثنا القاسم بن بهرام ، عن ليث ، عن مجاهد :

عن ابن عباس في قوله عزوجل : (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً) [٦ / الدهر] قال : مرض الحسن والحسين فعادهما جدّهما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعادهما عمومة العرب (٧) فقالوا : يا [أ] با الحسن لو نذرت على ولديك نذرا. فقال عليّ : إن برأ صمت لله ثلاثة أيام شكرا. وقالت فاطمة كذلك ، وقالت جارية لهم نوبيّة يقال لها فضة كذلك.

__________________

(٤) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «أبو سعيد».

(٥) كذا في مخطوطة طهران ، عدا ما بين المعقوفين فإنه مأخوذ من رواية الحافظ الحسكاني والثعلبي الآتيتان ، وفي نسخة السيد علي نقي : «محمد بن الحسن الحافظ».

(٦) ما بين المعقوفين زيادة يقتضيها السياق.

وللحديث مصادر كثيرة وأسانيد عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وابن عباس ،.

وقد رواه أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي بطريقين ، عن ابن عباس ، قال :

أخبرني الشيخ أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد الشيباني العدل ، أخبرني أبو حامد أحمد بن محمد ابن الحسين الشرقي ، حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الخوارزمي ابن عمّ الأحنف بن قيس ، حدثني أحمد بن حماد المروزي ، حدّثني محمود بن حميد البصري ، وسأله عن هذا الحديث روح ابن عبادة ، حدّثني القاسم بن بهرام ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس.

وأخبرنا أيضا عبد الله بن حامد أخبرني أحمد بن عبد الله المزني ، حدثني أبو الحسن محمد بن أحمد ابن سهيل بن عليّ بن مهران الباهلي بالبصرة. حدثني أبو مسعود عبد الرحمن بن فهر بن هلال ، حدثني القاسم بن يحيى ، عن أبي علي المقرئ ، عن محمد بن السائب ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ...

ورواه عنه في الفصل : (١٧) من مناقب الخوارزمي ص ١٨٨ ، ط الغري.

ورواه عنه وعن فرائد السمطين في الباب : (٧١) من غاية المرام ص ٣٦٨.

ورواه الحافظ الحسكاني في الحديث : (١٠٤٢) من شواهد التنزيل : ج ٢ ص ٢٩٩ بطرق كثيرة عن أمير المؤمنين عليه‌السلام وابن عباس.

(٧) كذا في الأصل ، ومثله في الحديث : (١٠٤٧) من شواهد التنزيل : ج ٢ ص ٣٠٣.

وفي الفصل : (١٧) من مناقب الخوارزمي ص ١٨٨ : «وعادهما عامّة العرب ...».


فعافاهما الله وليس عند آل محمد قليل ولا كثير!! فانطلق عليّ إلى شمعون بن حانا الخيبري (١) ـ وكان يهوديا ـ فاستقرض منه ثلاثة أصوع من شعير فوضعه في ناحية البيت فقامت فاطمة إلى صاع منها فطحنته فاختبزته وصلّى عليّ مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه فأتاهم مسكين فوقف بالباب فقال : السلام عليكم يا أهل بيت محمد مسكين من أولاد المساكين أطعموني أطعمكم الله على موائد الجنّة. فسمعه عليّ فأنشأ يقول :

فاطم ذات الخير واليقين (٢)

يا بنت خير الناس أجمعين

أما ترين البائس المسكين

قد قام بالباب له حنين (٣)

يشكو إلى الله ويستكين

يشكو إلينا جائع حزين

كل امرئ بكسبه رهين

فأجابته فاطمة سلام الله عليها :

أمرك سمع يا ابن عمّ وطاعة

مالي من لؤم ولا وضاعة (٤)

أطعمه ولا أبالي الساعة

أرجو لئن أشبع من مجاعة

أن ألحق الأخيار والجماعة

وأدخل الجنّة ولي شفاعة

قال : فأعطوه الطعام ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا إلا الماء.

فلما كان اليوم الثاني قامت فاطمة إلى صاع فطحنته وخبزته وصلّى عليّ مع النبيّ عليهما‌السلام ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه ، فأتاهم يتيم فقال : السلام عليكم يا أهل بيت النبوّة يتيم من أولاد المهاجرين استشهد والدي يوم العقبة فسمعه عليّ فأنشأ يقول :

__________________

(١) كذا في شواهد التنزيل ومناقب الخوارزمي ، ولعلّه الصواب ، وفي الأصل : «انطلق [عليّ] إلى شمعون ابن حار الخيبري ...».

(٢) لعلّ هذا هو الصواب ، وفي الأصل : «فاطمة ...» وفي مناقب الخوارزمي : «فاطم ذات المجد واليقين».

وفي شواهد التنزيل : «فاطم ذات الرشد واليقين».

(٣) كذا في نسخة طهران ومثلها في مناقب الخوارزمي ، وهذا المصرع غير موجود في نسخة السيّد علي نقي.

وفي شواهد التنزيل :

أما ترين البائس المسكين

جاء إلينا جائع حزين

قد قام بالباب له حنين

يشكو إلى الله ويستكين

كل امرئ بكسه رهين

(٤) كذا في الأصل ، وفي شواهد التنزيل : «ما بي لؤم لا ولا ضراعة» وفي مناقب الخوارزمي : «ما بي من لؤم ولا ضراعة».


فاطم بنت السيّد الكريم

بنت نبيّ ليس بالذميم

قد جاءنا الله بذا اليتيم

من يرحم اليوم فهو رحيم

قد حرّم الخلد على اللئيم

ينزل في النار إلى الجحيم

قال : فأعطوه الطعام ومكثوا يومين وليلتين لم يذوقوا إلّا الماء.

فلمّا كان اليوم الثالث قامت فاطمة إلى الصاع الباقي فطحنته وأخبزته وصلّى عليّ مع النبيّ عليهما‌السلام ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه فأتاهم أسير فوقف [على] الباب فقال : السلام عليكم يا أهل بيت النبوّة (١) تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا؟ أطعموني أطعمكم الله فأنشأ عليّ يقول :

فاطم يا بنت النبيّ أحمد (٢)

بنت نبيّ سيّد مسوّد

هذا أسير للنبيّ المهتد

مثقّل في غلّه مقيّد

يشكو إلينا الجوع قد تمدّد

من يطعم اليوم يجده في غد

عند العليّ الواحد الموحّد

ما يزرع الزارع سوف يحصد

فقالت فاطمة :

لم يبق ممّا جئت غير صاع

قد دميت كفي مع الذراع

ابناي والله هما جياع

يا ربّ لا تتركهما ضياع

أبو هما في المكرمات ساع

يصطنع المعروف بالإسراع

عبل الذراعين شديد الباع

قال : فأعطوه الطعام ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا شيئا إلا الماء.

فلمّا كان اليوم الرابع وقد قضوا نذرهم أخذ عليّ الحسن بيمناه والحسين بشماله وأقبل نحو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهم [ير] تعشون كالفراخ من شدّة الجوع!! فلما بصره النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : يا أبا الحسن ما أشدّ ما يسوؤني ما أرى بكم ، انطلق [بنا] إلى فاطمة. فانطلقوا [إليها] وهي في محرابها قد لصق بطنها بظهرها من شدّة الجوع وغارت عيناها. فلما رآها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : وا غوثاه بالله أهل بيت محمد يموتون جوعا ؛ فنزل جبرئيل عليه‌السلام فقال : يا محمد خذها هنّأك الله في أهل بيتك ، فقرأ عليه «هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ ـ إلى قوله : ـ إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً» إلى آخر السورة. (٣).

__________________

(١) كذا في الأصل ، وفي رواية الخوارزمي : «فوقف بالباب فقال : السلام عليكم يا آل بيت محمد ...».

وفي تذكرة الخواص : «فجاء أسير فوقف على الباب وقال : السلام عليكم يا أهل بيت محمد أسير


الباب الثاني عشر

فضيلة

تقصي المحبين من النار وتفضي بهم إلى دار القرار [في أن الله تعالى فطم فاطمة ابنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومحبيها من النار].

٣٨٤ ـ أخبرني الشيخ المسند بقيّة ذوي الأسانيد العالية بالشام : أبو الفضل [أحمد] بن هبة الله بن أحمد بن عساكر الشافعي بسماعي عليه بدمشق ، والمشايخ الأخوان مجد الدين أبو الفضل ومحي الدين أبو الخير ابنا الشهاب ابن أبي الثناء الحنفيان ، وأمين الدين أبو اليمن عبد الصمد بن عبد الوهاب بن الحسن بن عساكر ، وتاج الدين

__________________

محتاج تأسرونا فلا تطعمونا؟ أطعمونا من فضل ما رزقكم الله».

(١) كذا في نسخة السيّد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «فاطمة بنت النبيّ أحمد».

(٢) وقريبا منه رواه أيضا ابن مردويه من غير ذكر الأبيات ، كما رواه عنه الخوارزمي في الفصل : (١٧)

من مناقبه ص ١٩٢ ، ط الغري ، قال :

أخبرني الشيخ الإمام الحافظ سيّد الحفّاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي ، فيما كتب إليّ من همدان ، أخبرني الشيخ الإمام عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني إجازة ، أخبرني الشيخ الشريف أبو طالب الفضل بن محمد بن طاهر الجعفري في داره بأصبهان في سكّة الخوز ؛ أخبرني الشيخ الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه ابن فورك الأصبهاني ، حدثني محمد بن أحمد بن سالم ، حدثني إبراهيم بن أبي طالب النيسابوري ، حدثني محمد بن النعمان بن شبل ، حدثني يحيى بن أبي روق الهمداني ، عن أبيه ، عن الضحاك ، عن ابن عباس ...

أقول : ورواه أيضا عن ابن عباس بمثل ما هاهنا نظما ونثرا ـ الشيخ الأكبر في كتاب المسايرات.

كما رواه عنه الشبلنجي في كتاب نور الأبصار ، ص ١٠٢.

٣٨٤ ـ ورواه أيضا ابن المغازلي في الحديث : (٩٢) من مناقبه ص ٦٥ ، قال :

أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن غسّان البصري إجازة ، أن أبا عليّ الحسين بن عليّ بن أحمد بن محمد ابن أبي زيد حدّثهم ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي ، حدثنا أبي ، حدثنا أحمد ـ


عليّ بن أنجب بن عبيد الله الخازن رحمهم‌الله إجازة بروايتهم عن الشيخ أبي روح عبد المعزّ بن محمد بن أبي الفضل الهروي ، والشيخة أم المؤيّد زينب بنت أبي القاسم الشعري الجرجاني.

وأخبرني المشايخ إمام الدين يحيى بن الحسين بن عبد الكريم ، وبدر الدين محمد بن عبد الرزاق بن أبي بكر ، ونجم الدين عبد الغفّار بن عبد الكريم بن عبد الغفّار ، والشيخ علاء الدين محمد بن أبي بكر ابن محمد الطاوسي وأحمد بن محمد ابن محمد بن مذكويه رحمهم‌الله إجازة بروايتهم عن الإمام عزّ الدين عبد الرحمن ابن المعالي الواريني ، والشيخ سراج الدين أبي بكر عبد الله بن إبراهيم السجادي (١) القزويني إجازة بروايتهم ، عن الإمام أبي القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي إجازة [قال] : (٢) أنبأنا أبو عليّ الحسن بن أحمد السكاكي قال : أنبأنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب ـ حافد العباس بن حمزة سنة سبع وثلاثين وثلاث مائة ـ (٣) قال : حدّثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد حافد العباس بن حمزة ، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي بالبصرة ، حدّثني أبي قال : حدثنا عليّ بن موسى الرضا ، حدّثني أبي موسى بن جعفر ، حدّثني أبي جعفر بن محمد ، حدّثني أبي محمد بن عليّ ، حدثني أبي علي بن الحسين ، حدّثني أبي الحسين بن عليّ حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب عليهم‌السلام قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنّما سمّيت ابنتي فاطمة لأن الله فطمها وفطم من أحبّها من النار (٤).

__________________

ـ ابن عامر ، حدثنا عليّ بن موسى الرضا ...

ورواه أيضا الخوارزمي في الفصل : (٥) من مقتله : ج ١ ، ص ٥١ ، عن أبي الحسن عليّ بن أحمد العاصمي ، عن إسماعيل بن أحمد البيهقي ، عن أبيه أحمد بن الحسين الحافظ [قال] : أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب بن المعزّ ، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله ، أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي ...

(١) كذا في نسخة طهران هاهنا ، وفي أوّل الباب : (٣٩) من هذا السمط منها : «الشحاذي».

وفي نسخة السيّد علي نقي هاهنا ، وفي أول الباب : (٣٩) معا : «السحاوي».

(٢) وهاهنا كرّر في نسخة السيد علي نقي قوله : «بروايتهم عن الإمام أبي القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي إجازة».

(٣) ومن قوله : «حافد العباس ـ إلى قوله : ـ ثلاث مائة» غير موجود في نسخة طهران ، وإنما هو من نسخة السيد علي نقي.

(٤) وقريب منه رواه في ذخائر العقبى ص ٢٠٦ ، وقال : أخرجه الحافظ الدمشقي ، ثم قال : وقد رواه الإمام عليّ بن موسى الرضا [عليه‌السلام] في مسنده. ـ


الباب الثالث عشر

[في تبشير النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ابنته فاطمة صلوات الله عليها لمّا أراد أن يوجّهها إلى زوجها عليّ عليه‌السلام فأخذتها رعدة فسلّاها وبشّرها بأن الله تعالى هو أمره بتزويجها من عليّ وأمر الملأ الأعلى بالتزيين والتفريح].

٣٨٥ ـ أخبرني المشايخ الأخوان : سراج الدين عبد الله ، وعلم الدين أحمد : ابنا عبد الرحمن المالكيان الشرمساحيان (١) والشيخ عليّ بن محمد بن (٢) أحمد بن حمزة الثعلبي الدمشقي ، والشيختان فاطمة بنت عيسى بن الإمام موفّق الدين عبد الله بن قدامة ، وشاميّة بنت الحسن بن محمد بن محمد بن محمد بن البكري إجازة والشيخ عمر بن عبد المنعم بن عمر بسماعي عليه بمدينة دمشق ـ في شهور سنة خمس وتسعين وستّ مائة ـ بروايتهم عن القاضي عبد الصمد بن محمد الأنصاري إجازة ـ سوى عمر بن عبد المنعم فإنه سمعه يقرأ عليه ـ قال : أنبأنا عليّ بن مسلم (٣) بن محمد السلمي قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أنبأنا أبو نصر الحسين بن محمد بن أحمد بن الحسين قراءة عليه ، قال : أنبأنا محمد بن أحمد بن جميع (٤) ـ قراءة علينا بصيدا

__________________

ـ أقول : ورواه أيضا السيوطي في باب مناقب أهل البيت عليهم‌السلام من اللالي المصنوعة : ج ١ ، ص ٢٠٨ ط بولاق.

ورواه أيضا المتّقي الهندي عن الديلمي ، عن أبي هريرة في كنز العمال : ج ٦ ص ٢١٩ ط ١.

ورواه أيضا في كتاب فضائل الخمسة : ج ٣ ص ١٢٦ ، ط بيروت.

وأيضا قد تقدم قريب منه في الحديث : (٣٧٩) في الباب : (١٠) من هذا السمط في ص ٤٧.

(١) كذا في مخطوطة طهران ، ولعلّ الصواب : «السرماحيان» كما تقدّم في الباب : (٢٠) تحت الرقم :

(٧٧) من ج ١ ، ص ١٠٩ ، ط ٢.

وفي نسخة السيّد علي نقي : «أبي كتان»؟

(٢) كلمتا : «محمد بن» غير موجودتان في نسخة طهران ، وإنما هما مأخوذتان من نسخة السيد علي نقي.

(٣) كذا في نسخة السيد علي نقي ، وفي مخطوطة طهران : «علي بن مسكن»؟.

(٤) كذا في مخطوطة السيّد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن جميع ...».


في شهور سنة أربع وتسعين وثلاث مائة ـ قال : أنبأنا أحمد بن سعيد بن عتيب (١) أبو سعيد الفارسي بصور ، حدّثنا محمد بن عليّ بن راشد ، حدثنا عبيد الله بن موسى ، حدثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن عبد الله [بن مسعود] قال :

لمّا أراد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يوجّه بفاطمة إلى عليّ عليه‌السلام أخذتها رعدة ، فقال [لها النبيّ] : يا بنيّة لا تجزعنّ (٢) إنّي لم أزوّجك من عليّ [إن الله أمرني أن أزوجك منه] (٣) إن الله عزوجل [لمّا] أمرني أن أزوجك من عليّ أمر الملائكة أن يصطفوا صفوفا في الجنة [ثم] أمر شجر الجنان أن تحمل الحلي والحلل ، ثم أمر جبرئيل عليه‌السلام فنصب في الجنّة منبرا ثم صعد [عليه] جبرئيل فاختطب ، فلمّا أن فرغ نثر عليهم من ذلك ، فمن أخذ أحسن أو أكثر من صاحبه افتخر به إلى يوم القيامة ، يكفيك يا بنيّة.

__________________

(١) كذا في مخطوطة طهران ، وفي نسخة السيد عليّ نقي : «أحمد بن سعد بن عتيب ...».

(٢) كذا في الأصل ، ورواه ابن عساكر تحت الرقم : (٣٠٠) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق : ج ١ ، ص ٢٣٥ ط ١ ، وفي ط ٢ ص ٢٥٦ ، قال :

أخبرنا أبو الحسن الفرضي وأبو القاسم ابن السمرقندي ، قالا : أنبأنا أبو نصر ابن طلاب ، أنبأنا أبو الحسين ابن جميع ، أنبأنا أبو سعيد أحمد بن سعيد بن عنبة الفارسي بصور ، أنبأنا محمد بن عليّ بن راشد ، أنبأنا عبيد الله بن موسى ، أنبأنا سفيان ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، قال :

لما أراد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يوجّه بفاطمة إلى عليّ أخذتها رعدة فقال : يا بنيّة لا تجزعي إني لم أزوّجك من عليّ ، إن الله أمرني أن أزوّجك منه ، إن الله لما أمرني ...

ثم روى قريبا منه بسندين آخرين تحت الرقم : (٣٠١) من الترجمة : ج ١ ، ص ٢٣٦ ط ١.

وقد رواه قبله الخطيب في ترجمة أحمد بن أبي الأخيل السلفي تحت الرقم : (١٨٠٥) من تاريخ بغداد : ج ٤ ص ١٢٨.

ورواه قبله أبو نعيم في ترجمة سليمان الأعمش تحت الرقم : (٢٨٨) من حلية الأولياء : ج ٥ ص ٥٩ ورواه عنه الخوارزمي في الفصل : (٢٠) من مناقبه ص ٢٤٣ ط الغري.

وفي الفصل : الخامس من مقتل الحسين عليه‌السلام ص ٦٤ ط ١.

ورواه أيضا عن أبي نعيم السيوطي في كتاب اللالي المصنوعة : ج ١. ص ٢٠٧ ط بالاق.

ورواه أيضا عمر بن الخضر الشهير بملّا في كتاب وسيلة المتعبّدين : ج ٢ الورق / ... / ورواه عنه في لحديث : (٦٠) مما ورد في شأنه عليه‌السلام من سمط النجوم : ج ٢ ص ٤٨٨.

ورواه أيضا الهيثمي في مجمع الزوائد : ج ٩ ص ٢٠٨.

ورواه قبلهم جميعا عبد الرزاق الصنعاني في الحديث : (٩٧٨٧) من المصنف : ج ٥ ص ٤٨٦.

(٣) ما بين المعقوفين هاهنا وما بعده ـ عدا كلمة : «عليه» ـ مأخوذ من تاريخ دمشق.


كرامة سابغة ، ونعمة هنيئة سائغة [في عظيم خطر أمّ الأئمة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليهما وعلى آلهما وأنها خلقت من لباب ثمرة العلّيّين وأن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا كان يشتاق إلى رائحة الجنة كان يشمّها ويقبّل نحرها].

٣٨٦ ـ أخبرني الشيخ المقرء كمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن عبد اللطيف ابن محمد البزّاز ، والعدل الفاضل تاج الدين عليّ بن أنجب ، والشيخ أحمد بن شيبان ابن ثعلب الدمشقي ، وزينب بنت مكّي (١) بن عليّ الحرانيّة إجازة بروايتهم عن الشيخ ضياء الدين أبي أحمد عبد الوهاب بن عليّ بن عليّ إذنا ، بروايته عن الإمامين أبي المظفّر عبد المنعم بن أبي القاسم ابن عبد الكريم بن هوازن القشيري ، وأبي عبد الله محمد بن الفضل الصاعدي إجازة قال : أنبأنا الأستاذ الإمام زين الإسلام أبو القاسم عبد الكريم القشيري رحمه‌الله سماعا ـ في شعبان سنة ثمان وخمسين وأربع مائة ـ قال : أنبأنا الإمام أبو بكر ابن فورك رحمه‌الله ، قال : أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمود ابن خرزاد الأهوازي بها ، قال : حدثنا عبد الله بن سعد القرشي قال : حدثني أحمد ابن سليمان بن عبد الملك بن أبي شيبة ، قال : حدثنا عبد الله بن واقد ، عن سفيان الثوري ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت :

كنت أرى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم كثيرا ما يقبّل نحر فاطمة ؛ فقلت : يا رسول الله رأيتك تفعل شيئا ما رأيتك تفعل [مع أحد] (٢) فقال لي : يا حميراء إنّه لمّا كان ليلة أسري بي إلى السماء ، وكلّ الله عزوجل بي جبرئيل فأوقفني على شجرة من شجر الجنة لم أر في الجنّة شجرا هي أنضر منها ورقّة (٣) ولا أحسن منها لونا ، ولا أطيب منها رائحة ، فتناولت ثمرة من ثمرها فأكلتها فصارت نطفة في صلبي فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة ، فإذا اشتقت إلى رائحة الجنّة شممت فاطمة.

يا حميراء إن فاطمة ليست كنساء الآدميين ولا تعتل كما يعتللن.

__________________

(١) هذا هو الصواب ، وفي نسخة السيد علي نقي : «زينب بنت عليّ بن عليّ» وهو تصحيف.

(٢) ما بين المعقوفين زيادة منّا ، وكان في نسخة طهران بعد قوله : «تفعل» الأولى بياض بمقدار كلمة أو كلمتين ، وأمّا نسخة السيد علي نقي فلا بياض فيها ، وجملة : «شيئا ما رأيتك تفعل» مأخوذة منه.

(٣) هذا هو الصواب ، وهاهنا في نسخة طهران تصحيف. ـ


الباب الرابع عشر

فضيلة

منبئة عن المحبة زاهرة الشموس (١) ومنقبة مبنيّة على المودّة نامية الغروس [في أن أم الأئمة فاطمة أحب إلى رسول الله من أبي الأئمة ، وأبو الأئمة أعزّ إلى رسول الله من أم الأئمة؟!].

٣٨٧ ـ أنباني الشيخ جمال الدين محمد بن أحمد بن أبي بكر الخليلي القزويني ، والشيخ صدر الدين إبراهيم بن الشيخ عماد الدين محمد بن شيخ الإسلام شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي بقراءتي عليه في قبّة جدّه بروايتهما عن أبي الحسن عليّ بن أبي عبد الله ابن المعتزّ البغدادي إجازة قال : أنبأنا الحافظ محمد بن ناصر أبو الفضل السلامي إجازة (٢) قال : أنبأنا الحافظ أبو محمد ابن الحسن بن أحمد السمرقندي بروايته عنه إجازة إن لم يكن سماعا ، قال : أنبأنا الشيخ العارف أبو بكر محمد بن أبي إسحاق بن إبراهيم بن يعقوب الكلابادي ، قال : حدثنا حاتم بن عقيل ، حدثنا يحيى بن إسماعيل ، حدّثنا يحيى الحماني ، حدثنا ابن عيينة ، عن ابن أبي نجيح عن أبيه أنّه سمع رجلا من أهل الكوفة يقول :

سمعت عليا على منبر الكوفة يقول : قلت : يا رسول الله أنا أحبّ إليك أم هي؟ ـ يعني فاطمة ـ قال : هي أحبّ إليّ منك وأنت أعزّ إليّ منها.

__________________

ـ وقريبا مما هاهنا رواه ابن المغازلي في الحديث : (٤٠٦ و ٤٠٧) من مناقبه ص ٣٥٧ بسنده عن ابن عباس وسعد.

ورواه أيضا الحاكم عن سعد في المستدرك : ج ٣ ص ١٥٦ ،.

ورواه أيضا الخوارزمي في الفصل الخامس من مقتله : ج ١ ، ص ٦٤.

وانظر أيضا تفسير قوله تعالى : «سبحان الذي أسرى» من تفسير الدرّ المنثور : ج ... ص ...

(١) هذا هو الظاهر ، وفي الأصل : «عن المحبّة الزاهرة والشموس».

(٢) كذا في نسخة طهران ، ومثله تقدّم تحت الرقم : (٣٧٤) في أول الباب : (٩) من هذا السمط ص ٤٠ وفي نسخة السيد علي نقي هاهنا : (أنبأنا الحافظ أبو محمد الحسن بن أحمد بن ناصر ...).

وللحديث مصادر وأسانيد تجدها تحت الرقم : (٢٩٢) وتعليقه من ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ١ ، ص ٢٢٨ ـ ٢٢٩ ط ١ ، وفي ط ٢ : ج ١ ، ص ٢٥١.

ورواه الهيثمي بزيادات عن أبي هريرة في باب مناقب أهل البيت عليهم‌السلام من مجمع الزوائد : ج ٩ ص ١٧٣.


فضيلة

[ومزيّة] وارفة الظلل [ومنقبة] سابغة الحلل

[في حشر فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليهما وعلى آلهما في أكمل العزّ والجلالة]

٣٨٨ ـ أخبرني الشيخ شرف الدين أحمد بن هبة الله بسماعي عليه ، أنبأنا أبو روح ابن محمد بن أبي الفضل ، وأمّ المؤيّد زينب بنت أبي القاسم ابن الحسن إجازة ، قالا : أنبأنا أبو القاسم ابن أبي عبد الرحمن ابن أبي بكر ابن أبي نصر الشحامي إجازة ، قال : أنبأنا الأستاذ أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب ـ سنة خمسين وأربع مائة ـ حدّثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد حافد العباس بن حمزة ـ سنة سبع وثلاثين وثلاث مائة ـ حدثنا أبو القاسم عبد الله بن عامر (١) حدثنا أبو القاسم محمد ابن عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي بالبصرة ، حدثني أبي ـ سنة ستين ومأتين ـ قال :

__________________

(١) من قوله : «سنة سبع ـ إلى قوله : ـ عامر» غير موجود في مخطوطة طهران ، وكذا جميع ما وضعناه بين الخطوط الأفقيّة قبله وبعده من تاريخ تحمل الحديث غير موجود فيها ، وكلّها من نسخة السيّد علي نقي.

ومما يناسب المقام جدا ما رواه ابن عساكر في ترجمة الحسن بن عليّ أبي علي الشيزري من تاريخ دمشق : ج ١٢ ، ص ٨٦ ـ وفي تهذيبه : ج ٤ ص ٢٣٦ ـ قال :

أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن عليّ بن أحمد ، أنبأنا أبو الحسن عليّ بن الخضر السلمي ، أنبأنا أبو القاسم عبد بن سليمان الشاذكوني سنة أربعين وأربع مائة ، أنبأنا الشيخ أبو علي الحسن بن علي الشيزري ، قدم علينا دمشق ، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه ، أنبأنا عليّ بن مهرويه القزويني ، أنبأنا داوود بن سليمان الغازي ، أنبأنا عليّ بن موسى الرضا ، أنبأنا أبي موسى بن جعفر ، أنبأنا أبي جعفر بن محمد ، أنبأنا أبي محمد بن عليّ عن أبيه عليّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن عليّ ، عن أبيه علي بن أبي طالب ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : تحشر ابنتي فاطمة وعليها حلّة قد عجنت بماء الحيوان ، فينظر الخلائق إليها فيتعجّبون ، وتكسى أيضا ألف حلّة من حلل الجنّة ، مكتوب على كل حلّة منها بخطّ أخضر : أدخلوا ابنة نبيّي الجنة على أحسن صورة وأحسن الكرامة وأحسن المنظر.

فتزف كما تزفّ العروس وتتوّج بتاج العزّ ، ويكون معها سبعون ألف جارية حورية عينيّة في يد كل جارية منديل من استبرق ، وقد زيّن لك تلك الجواري منذ خلقهنّ الله. ـ


حدثنا عليّ بن موسى الرضا ـ سنة أربعين ومائة ـ (١) حدثني أبي موسى بن جعفر ، حدثني أبي جعفر بن محمد ، حدثني أبي محمد بن عليّ ، حدثني أبي عليّ بن الحسين ، حدثني أبي الحسين بن عليّ ، حدثني أبي عليّ بن أبي طالب عليهم‌السلام قال :

قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : تحشر ابنتي فاطمة [و] عليها حلل الكرامة ، وقد عجنت بماء الحيوان ، فينظر إليها الخلائق فيتعجبون منها (٢) ثم تكسى أيضا حلّة من حلل الجنّة مكتوب على كل حلّة بخط أخضر (٣) أدخلوا ابنة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم الجنّة على أحسن الصورة وأحسن الكرامة واحسن منظر [ف] تزفّ إلى الجنّة كما تزفّ العروس ، ويوكل بها سبعون ألف جارية.

[في أن الله تعالى حرّم فاطمة وذرّيتها سلام الله عليهم أجمعين على النار].

٣٨٩ ـ أنبأني عبد الصمد بن أحمد ، عن أبي طالب بن عبد السميع ، عن شاذان القمّي قراءة عليه [عن] محمد بن عبد العزيز ، عن محمد بن أحمد بن عليّ قال : أخبرنا غانم بن أبي نصر [بن] عبد الله بن عمر بن أيّوب ، قال : حدثنا أبو نعيم (٤) قال : حدّثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال : حدثنا إبراهيم بن هاشم ،

__________________

ـ ورواه أيضا ابن المغازلي في الحديث : (٤٥٧) من مناقبه ص ٤٠٢ عن الإمام الرضا عليه‌السلام.

ورواه أيضا الخوارزمي في الحديث : (٥) من الفصل : (٥) من مقتله : ج ١ ، ص ٥٢.

وقريبا منه رواه في كتاب فضائل الخمسة : ج ٣ ص ١٦٣ و ١٦٦ ، عن مصادر.

وانظر ترجمة عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي وأبيه تحت الرقم : (... و ...) من تاريخ بغداد : ج ٤ ص ٣٣٦ و : ج ٧ ص ٣٨٥.

(١) كذا.

(٢) كذا في مخطوطة طهران ، وفي مخطوطة السيد علي نقي : «فيعجبون منها».

(٣) هذا هو الظاهر ، وفي الأصل : «بخط آخر ...».

(٤) رواه في أواخر ترجمة زرّ بن حبيش تحت الرقم : (٢٦٧) من حلية الأولياء : ج ٤ ص ١٨٨ ، قال :

حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم القاضي ، حدثنا محمد بن الفضل الفسطاني ، حدثنا أبو كريب ، ـ


قال : حدثنا محمد بن عقبة السدوسي ومحمد بن عمرو الزهري ، قالا (١) : حدثنا معاوية بن هشام ، عن عمرو بن غياث الحضرمي (٢) عن عاصم :

[عن زرّ بن حبيش] (٣) عن عبد الله بن مسعود قال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن فاطمة عليها‌السلام [أ] حصنت فرجها فحرّمها الله وذرّيّتها على النار (٤).

__________________

ـ حدثنا أبو بكر الطلحي ، حدثنا جعفر بن محمد بن عمران ، حدثنا هارون بن حاتم ، ومحمد بن العلاء وعليّ بن المثنى.

حيلولة : وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، حدثنا إبراهيم بن هاشم القروي ...

ورواه أيضا الحاكم في المستدرك : ج ٣ ص ١٥٢ ، بأسانيد.

ورواه أيضا الطبراني في المعجم الكبير : ج ... ص

ورواه عنه الهيثمي في كتاب مجمع الزوائد : ج ٩ ص ٢٠٢ وقال : ورجاله ثقاة.

ورواه أيضا الخطيب في ترجمة الإمام الجواد محمد بن عليّ عليهما‌السلام تحت الرقم : (...) من تاريخ بغداد : ج ٣ ص ٥٤.

ورواه أيضا السيوطي بطرق في باب مناقب أهل البيت عليهم‌السلام من اللالي المصنوعة : ج ١ ، ص ٢٠٨.

ورواه أيضا العقيلي في ترجمة عمرو بن غياث من ضعفائه : ج ١ / الورق ١٤٥ / وقال : قال البخاري :

في حديثه نظر.

ثم قال العقيلي : وهذا الحديث حدّثناه محمد بن عبد الله الحضرمي ، قال : حدثنا أبو كريب ، حدثنا معاوية بن هشام ، عن عمرو بن غياث ، عن عاصم ، عن زرّ ، عن عبد الله ، عن النبيّ صلى الله عليه قال : إن فاطمة أحصنت فرجها فحرّمها الله وذرّيّتها على النار.

قال أبو كريب : هذا للحسن وللحسين ولمن أطاع الله منهم.

ثم قال العقيلي : [و] حدثنا محمد بن عطار بن عطيّة ، حدثنا أحمد بن موسى الأزدي ، حدثنا معاوية ابن هشام ، قال : حدثنا عمرو بن غياث ، عن عاصم ، عن زرّ ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : إن فاطمة أحصنت فرجها فحرمها الله وذرّيّتها على النار.

قال العقيلي : [هذا] موقوف هذا أولى.

أقول : وذكره أيضا ابن المغازلي في الحديث : (٤٠٣) من مناقبه ص ٣٥٣ وله مصادر أخر تجدها في تعليق الكتاب ، وفي الغدير : ج ٣ ص ١٧٥ ، و ٤٠٨ ، وفي فضائل الخمسة : ج ٣ ص ١٦٥.

(١) كذا في الأصل وفي حلية الأولياء : «قالوا :».

(٢) كلمة : «الحضرمي» غير موجودة في حلية الأولياء.

(٣) وفي حلية الأولياء : «عن زرّ ، عن عبد الله».

(٤) ثم قال أبو نعيم : هذا حديث غريب من عاصم عن «زرّ» تفرّد به معاوية.

أقول : ورواه أيضا الحاكم في باب مناقب فاطمة من المستدرك : ج ٣ ص ١٥٢ ، بأسانيد عن معاوية ابن هشام ، وقال : هذا حديث صحيح الإسناد.

وقال الذهبي : قلت : بل ضعيف تفرّد به معاوية ، ـ وفيه ضعف ـ عن ابن غياث وهو واه بمرة.


الباب الخامس عشر

فضيلة

يانعة ثمارها طالعة أقمارها [في أن فاطمة وبعلها والأئمة من ولدهما هم حبل الله من اعتصم بهم نجا ، ومن تخلّف عنهم هوى].

٣٩٠ ـ أخبرني الإمام نجم الدين عيسى بن الحسين الطبري رحمه‌الله إجازة بجميع كتاب مقتل أمير المؤمنين حسين بن عليّ عليهما‌السلام [تأليف موفّق بن أحمد الخوارزمي] قال : أخبرني السيّد النقيب الحسيب النسيب ركن الدين أبو طالب يحيى ابن الحسن الحسيني البطحائي ، عن الإمام جمال الدين ابن معين ، عن مصنّفه أخطب خوارزم أبي المؤيّد الموفّق بن أحمد المكّي رحمه‌الله (١) قال : وذكر الإمام محمد بن أحمد بن عليّ بن شاذان رحمه‌الله ، حدّثنا الحسن بن حمزة بن عليّ بن محمد بن قتيبة ، عن الفضل بن شاذان ، عن محمد بن زياد ، عن حميد بن صالح ، عن جعفر بن محمد [قال] حدثني أبي عن أبيه ، عن الحسين بن عليّ عليهما‌السلام قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : فاطمة بهجة قلبي ، وابناها ثمرة فؤادي ، وبعلها نور بصري ، والأئمة من ولدها أمناء ربي وحبله الممدود بينه وبين خلقه ، من اعتصم به نجا ، ومن تخلّف عنه هوى.

__________________

(١) ذكره مع التوالي في الحديث : (٢٤) وتواليه من الفصل : (٥) من مقتله : ج ١ ، ص ٥٩ ط الغري.


[في أن من رضيت عنه فاطمة رضي الله تعالى عنه ، ومن غضبت عليه فاطمة غضب الله تعالى عليه].

٣٩١ ـ [قال الخوارزمي] : وذكر محمد بن شاذان هذا [قال] : حدثنا أبو الطيّب محمد بن الحسن التيملي ، عن عليّ بن عباس ، عن بكّار بن أحمد (١) عن نصر بن مزاحم ، عن زياد بن المنذر ، عن زاذان ، عن سلمان ، قال :

قال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا سلمان من أحبّ فاطمة بنتي فهو في الجنّة معي ، ومن أبغضها فهو في النار.

يا سلمان حبّ فاطمة ينفع في مائة من المواطن ، أيسر ذلك المواطن : الموت والقبر والميزان والمحشر والصراط والمحاسبة.

فمن رضيت عنه ابنتي فاطمة رضيت عنه ، ومن رضيت عنه رضي‌الله‌عنه ، ومن غضبت عليه (٢) [غضبت عليه ، ومن غضبت عليه] غضب الله عليه.

يا سلمان ويل لمن يظلمها ويظلم بعلها أمير المؤمنين عليّا ، وويل لمن يظلم ذرّيّتها وشيعتها.

__________________

(١) كذا في الأصل ، وفي ط الغري من مقتل الخوارزمي : «وذكر محمد بن شاذان هذا [قال :] أخبرنا ... عن بكار بن محمد ...».

(٢) هذا هو الظاهر ، وفي الأصل : «ومن غضب عليها». وما وضعناه بين المعقوفين قد سقط من أصليّ كليهما.


[في تقريض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليا وفاطمة والحسن والحسين ، وأنه لو كان الحلم رجلا لكان عليا ولو كان العقل رجلا لكان الحسن ، ولو كان السخاء رجلا لكان الحسين ، ولو كان الحسن شخصا لكان فاطمة].

٣٩٢ ـ [وأيضا قال الخوارزمي] وذكر ابن شاذان هذا [قال] حدثني النقيب أبو الحسن محمد بن محمد الحسني (١) عن أحمد بن إبراهيم ، عن محمد بن زكريا ، عن العباس [بن] بكّار ، عن أبي بكر الهذلي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعبد الرحمن بن عوف : يا عبد الرحمن أنتم أصحابي وعليّ بن أبي طالب مني وأنا من عليّ ، فمن قاسه بغيره (٢) فقد جفاني ومن جفاني [فقد] آذاني.

يا عبد الرحمن إن الله تعالى أنزل عليّ كتابا مبينا وأمرني أن أبيّن للناس ما نزّل إليهم ما خلا عليّ بن أبي طالب فإنّه لم يحتج إلى بيان ، لأن الله تعالى جعل فصاحته كفصاحتي ودرايته كدرايتي.

ولو كان الحلم رجلا لكان عليا ، ولو كان العقل رجلا لكان الحسن ، ولو كان السخاء رجلا لكان الحسين (٣) ولو كان الحسن شخصا لكان فاطمة بل هي أعظم.

إن فاطمة ابنتي خير أهل الارض عنصرا وشرفا وكرما.

__________________

(١) كذا في نسخة السيد علي نقي ، ومثلها في المطبوع من مقتل الخوارزمي ، وفي مخطوطة طهران : «محمد ابن محمد بن الحسين.»

(٢) كذا في نسخة السيد علي نقي ، ومثلها في مقتل الخوارزمي المطبوع ، وفي مخطوطة طهران : «فمن قاسه بغيري».

(٣) هذا هو الظاهر الموافق لما في المطبوع من مقتل الخوارزمي ، وفي نسخة السيّد علي نقي : «ولو كان الحكم». وفي نسخة طهران : «ولو كان الحاكم».


[قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كل بني آدم ينتمون إلى عصبتهم إلّا ولد فاطمة فإني أنا أبوهم وعصبتهم].

٣٩٣ ـ أنبأني الشيخ كمال الدين عليّ بن محمد بن محمد بن محمد بن وضّاح الشهراباني ، أنبأنا مؤرّخ بغداد الإمام الحافظ محبّ الدين محمد بن محمود بن الحسن ابن النجار إجازة ، أنبأنا الإمام أبو الفتوح ناصر بن أبي المكارم المطرّزي إجازة ، أنبأنا الإمام أخطب خوارزم [أبو] المؤيّد الموفّق بن أحمد المكّي الخوارزمي (١) قال : أخبرني الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن عليّ بن أحمد العاصمي الخوارزمي قال : أخبرني الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ رحمه‌الله ، قال : أنبأنا الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا أبو محمد الخراساني حدثنا أبو بكر ابن أبي العوام ، حدثنا أبي ، حدثنا جرير بن عبد الحميد ، عن شيبة ابن نعامة ، عن فاطمة بنت الحسين ، عن فاطمة الكبرى قالت :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : كلّ بني آدم ينتمون إلى عصبتهم إلّا ولد فاطمة فإني أنا أبوهم وعصبتهم (٢).

و [أيضا ورد] في الباب عن جابر بن عبد الله [الأنصاري] (٣).

__________________

(١) رواه في الفصل السادس من مقتل الحسين عليه‌السلام : ج ١ ، ص ٦٨.

ورواه عنه وعن غيره في إحقاق الحقّ : ج ٩ ص ٦٤٨.

(٢) ورواه أيضا الخطيب البغدادي بعدة طرق في ترجمة عثمان بن محمد بن إبراهيم بن عثمان العبسي الكوفي تحت الرقم : (٦٠٥٤) من تاريخ بغداد : ج ١١ ، ص ٢٨٥.

ورواه أيضا في كنز العمال : ج ٦ ص ٢٢٠ ط ١.

وانظر أيضا ما يأتي تحت الرقم : (٣٩٨) في الباب : (١٦) ص ٦٩ من مخطوطي وفي هذه الطبعة ص ٧٦.

(٣) ورواه بسنده عنه الحاكم في الحديث الأول من باب مناقب الحسن والحسين عليهما‌السلام من المستدرك : ج ٣ ص ١٦٤ ، قال :

حدثنا أبو بكر ابن أبي دارم الحافظ بالكوفة ، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدثني عمي القاسم بن أبي شيبة ، حدثنا يحيى بن العلاء ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر رضي‌الله‌عنه قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لكل بني أم عصبة ينتمون إليهم إلا ابني فاطمة فأنا وليّهما وعصبتهما.

ورواه عنه وعن كنز العمال : ج ٦ ص ٢١٦ في كتاب الفضائل الخمسة : ج ٣ ص ١٤٩.

ورواه أيضا الحافظ ابن عساكر في ترجمة عبد العزيز بن عبد الملك من تاريخ دمشق : ج ٣٤ ص ١٣١.


[طروق أسامة بن زيد بن حارثة باب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وخروج رسول الله إليه مشتملا على الحسن والحسين وقوله : هذان ابناي وابنا ابنتي اللهم إنك تعلم أني أحبهما فأحبّهما].

٣٩٤ ـ وبهذا الإسناد [الذي تقدّم آنفا] (١) عن الإمام أبي بكر هذا ، أنبأنا الإمام أبو عبد الله الحافظ ، حدّثنا محمد بن يعقوب ، حدّثنا عباس بن محمد ، حدّثنا خالد بن مخلّد ، حدثنا موسى بن يعقوب الزمعي ، عن عبد الله بن أبي بكر ابن زيد ، أخبرني مسلم بن أبي سهل ، أخبرني الحسن بن أسامة بن زيد بن حارثة ، أخبرني أبي أسامة بن زيد ، قال :

طرقت رسول الله (٢) صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذات ليلة لبعض الحاجة ، فخرج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو مشتمل على شيء لا أدري ما هو؟ فلمّا فرغت من حاجتي قلت : ما هذا الذي أنت مشتمل عليه؟ فكشف [عنه] فإذا حسن وحسين على ركبتيه فقال : هذان ابناي وابنا ابنتي اللهمّ إنّك تعلم أني أحبّهما ، فأحبّهما ، اللهمّ إنك تعلم أني أحبّهما فأحبّهما.

أورد هذا الحديث أبو عيسى الترمذي الحافظ رضي‌الله‌عنه في جامعه (٣) وزاد في آخره : «وأحبّ من يحبّهما» وقال : «على وركيه» مكان [قوله في حديثنا هذا] : ركبتيه.

__________________

(١) قوله : «وبهذا الإسناد» قد سقط عن نسخة طهران.

(٢) أي أتيته ذات ليلة ... يقال : «طرق زيد القوم ـ من باب نصر ـ طرقا وطروقا». : أتاهم ليلا. «وطرق الشيء» صكه. والياب : قرعه ..

(٣) أورده الترمذي في الحديث الثالث من باب مناقب الحسن والحسين عليهما‌السلام من كتاب المناقب تحت الرقم : (٣٧٦٩) من سننه : ج ٥ ص ٤٥٦ وبمتن الأحوذي : ج ١٣ ، ص ١٩٢.

ورواه أيضا الطبراني في ترجمة الإمام الحسن من المعجم الكبير : ج ١ / الورق / وفي ط ١ : ج ٣ ص ..

ورواه أيضا الحافظ النسائي في الحديث : (١٣٤) من كتاب الخصائص ص ٣٦ ، وفي ط الغري ص ١٢٣ ،.

ورواه في هامشه عن كنز العمال : ج ٦ ص ٢٢٠ وغيره. ـ


__________________

ـ ورواه قبلهم ابن سعد في الحديث : (١٢) من ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من الطبقات الكبرى : ج ٨ / الورق ٣٥ / ب.

ورواه عنه في الحديث : (١٣٠) من ترجمة الإمام الحسين من تاريخ دمشق ص ٩٤ ، وذكرناه في تعليقه عن مصادر.

ورواه أيضا ابن المغازلي في الحديث : (٤٢١) من مناقبه ص ٣٧٤ ط ١ ، قال :

أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان ، حدثنا [ابن] منيع ، حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة ، حدثنا خالد بن مخلد ، حدثنا موسى بن يعقوب ، عن عبد الله ابن أبي بكر ابن زيد بن المهاجر ، قال : أخبرني مسلم بن أبي سهل النبال ، قال : أخبرني حسن بن أسامة ، أخبرني أسامة بن زيد قال :

طرقت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذات ليلة لحاجة فخرج وهو مشتمل على شيء لم أدر ما هو؟

فلما فرغت من حاجتي قلت : ما هذا الذي أنت مشتمل عليه؟ [فكشفه] فإذا هو حسن وحسين على وركيه وقال : هذان ابناي وابنا ابنتي اللهمّ إنّك تعلم اني أحبّهما فأحبّهما.

[قاله] ثلاث مرات.

ورواه أيضا الطبراني في ترجمة عليّ بن جعفر التنيسي من المعجم الصغير : ج ١ ، ص ١٩٩ ، قال :

حدثنا عليّ بن جعفر بن مسافر التنيسي ، حدثني أبي ، حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك ، حدثنا موسى بن يعقوب الزمعي ، عن عبد الله بن أبي بكر ، عن محمد بن زيد بن المهاجر ، عن قنفذ التيمي ، عن محمد بن أبي سهل النبّال :

عن الحسن بن أسامة بن زيد ، عن أبيه ، قال : رأيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم مشتملا على الحسن والحسين وهو يقول : هذان ابناي وابنا فاطمة ، اللهمّ إني أحبّهما [فأحبّهما].

قال الطبراني : لا يروى عن الحسن إلّا بهذا الإسناد ، تفرّد به ابن أبي فديك.

أقول : ورواه عنه ابن عساكر ، في ترجمة الحسن بن أسامة بن زيد من تاريخ دمشق : ج ١١ ، ص ٨٥ ـ وفي تهذيبه : ج ٤ ص ١٥٢ ـ ثم أورد على ما ذكره الطبراني في ذيل الحديث وقال :

قلت : وفي هذا القول أوهام ؛ منها قوله : «عن محمد بن زيد» وإنما هو «[عن] ابن محمد بن زيد» ومنها قوله : «محمد بن سهل» وإنما هو : «محمد بن أبي سهل». ومنها قوله : «تفرّد به ابن أبي فديك». فقد رواه خالد بن مخلد القطواني.

أقول : ثم رواه بسنده عن ابن السمرقندي والترمذي عن خالد بن مخلّد ، ثم رواه عن عليّ المديني ، وقد ذكرنا قوله حرفيا في تعليق الحديث : (١٣٠) من ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ١٣ ، ص ٩٥ ط ١.


[دخول ريحانتيّ رسول الله الحسن والحسين عليهم‌السلام بستان ابن عباس وتناولهما الطعام ثم خروجهما وأخذ ابن عباس الركاب لهما وقوله في جواب من قال له : أتمسك لها الركاب وأنت أكبر منهما : هذان ابنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أو ليس مما أنعم الله عليّ به أن أمسك لهما؟].

٣٩٥ ـ أنبأني محمد بن يعقوب ، عن عبد الرحمن بن عبد السميع إجازة ، أنبأنا شاذان القمّي قراءة عليه ، عن محمد بن عبد العزيز ، عن أبي عبد الله ابن أحمد ابن عليّ ، قال : أنبأنا عليّ بن إبراهيم أن والده أخبره [و] قال : حدثنا جدّي قال : حدثنا الصيرايي (١) قال : حدثنا محمد بن العباس المرقب ، قال : حدثنا عبيد بن إسحاق العطار ، قال : حدثنا قطر [ي] الخشاب [مولى طارق] ، عن مدرك بن زياد (٢) قال :

كنت مع ابن عباس في حائط فجاء الحسن والحسين فسألا الطعام فأكلا ثمّ قاما ، فأمسك لهما ابن عباس الركاب (٣) فقلت : أتمسك [الركاب] لهذين [وأنت أكبر منهما]؟ فقال : ويحك هذان ابنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [أو ليس هذا مما أنعم الله عليّ به أن أمسك لهما وأسوّي عليهما] (٤).

__________________

(١) كذا في أصلي ولكن بنحو الإهمال.

(٢) هذا هو الصواب الموافق لما رواه ابن سعد في الحديث : (٣٥) من ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من الطبقات الكبرى : ج ٨. وما وضعناه بين المعقوفين أيضا مأخوذ منه.

وفي الأصل : «عن مدرك بن زياد : أن زياد قال ...».

ورواه عنه ـ أي عن ابن سعد ـ ابن عساكر في الحديث : (٢١٨) من ترجمة الإمام الحسن من تاريخ دمشق ص ...

ورواه أيضا ابن عساكر في الحديث : (١٨٨) من ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ٢ ص ١٤٦ ، ط ١ ، بسند آخر عن قطري الخشاب ، عن مدرك بن عمارة؟ ...

ورواه أيضا في الباب : (٦) من تيسير المطالب ص ٩٧ عن السيد أبي طالب ، عن أبي عبد الله محمد ابن زيد ...

ورواه بسنده عنه الخوارزمي في الفصل السادس من مقتل الحسين عليه‌السلام : ج ١ ، ص ١٢٨ ، ط الغري.

(٣) كذا في نسخة طهران وفي الطبقات الكبرى ، وتاريخ دمشق ، وفي مخطوطة السيد علي نقي من فرائد السمطين : «فأمسك لهما ابن عباس الركائب ...».

والحديث رواه أيضا ـ ولكن بنحو الاختصار ـ ابن شهرآشوب في فصل مكارم الحسن والحسين عليهما‌السلام من مناقب آل أبي طالب : ج ٣ ص ٤٠٠.

(٤) ما بين المعقوفات مأخوذ من الحديث : (٣٥) من ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من الطبقات الكبرى : ج ٨ ص ...


الباب السادس عشر

فضيلة

محكمة القواعد مبيّنة العقائد [في أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما عرج به رأى على باب الجنّة مكتوبا : لا إله إلا الله محمد رسول الله عليّ حبيب الله الحسن والحسين صفوة الله وفاطمة أمة الله على مبغضيهم لعنة الله].

٣٩٦ ـ أنبأني الحكيم العلامة نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي تغمّده الله برحمته ، أنبأنا خالي الإمام نور الدين عليّ بن محمد السعدي (١) إجازة أنبأنا برهان الدين ناصر بن أبي المكارم المطرّزي ، أنبأنا أبو المؤيّد الموفّق بن أحمد المكّي الخوارزمي (٢) قال : أنبأني مهذّب الأئمة أبو المظفّر عبد الملك بن عليّ بن محمد الهمداني نزيل بغداد ، قال : أنبأني محمد بن الحسين بن عليّ المقرئ قال : أنبأنا محمد بن محمد بن أحمد الشاهد ، قال : حدثنا هلال بن محمد بن جعفر ، قال : حدّثنا أبو الحسن عليّ بن أحمد الحلواني ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق المقرئ قال : حدّثنا عليّ بن حمّاد الخشّاب (٣) قال : حدثنا عليّ [بن محمد] المديني قال : حدثنا وكيع بن الجرّاح ،

__________________

(١) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «الشعيبي؟».

(٢) رواه الخوارزمي في الحديث : (١٩) من الفصل : (١٩) من مناقبه ص ٢١٤.

(٣) هذا هو الصواب الموافق لما في طبع الغري من مناقب الخوارزمي ولما في ترجمة محمد بن إسحاق من تاريخ بغداد : ج ١ ، ص ٢٥٩ وترجمة عليّ بن أحمد المؤدب من لسان الميزان : ج ٤ ص ١٩٤.

وفي الأصل : «عليّ بن حمّاد الحباب».

وللحديث شواهد كثيرة ذكر بعضها الحسكاني في الحديث : (٢٩٩) وتعليقه من شواهد التنزيل : ج ١ ، ص ٢٢٣. وذكره أيضا ابن عساكر في الحديث : (٨٥٧) وتعليقه في ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ١ ، ص ١١٩ ، وفي : ج ٢ ص ٣٥٣ ط ١. ـ


قال : حدثنا سليمان بن مهران ، قال : حدثنا جابر :

عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لمّا عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنة : لا إله إلّا الله محمد رسول الله ، عليّ حبيب الله الحسن والحسين صفوة الله ، فاطمة أمة الله ، على مبغضيهم لعنة الله.

قال الإمام أخطب خوارزم رحمه‌الله : ومما قلت في أهل البيت عليهم‌السلام :

يزيد لظى من رام [أن] يتسفّلوا (١)

وأن يردّوا في مهاوي المهالك

وقد رشح العدل المهيمن حالهم

بمنزلة قعساء فوق الكواكب

فضائلهم ليست تعدّ فتنتهي

وإن عدّدت يوما قطار السحائب

قال [الخوارزمي] : ومن خذلان مبغضهم المستحكم القواعد وإدبارهم المستحصف المعاقد (٢) وغوايتهم التي حشرتهم إلى دار البوار ، وشقاوتهم التي كبّتهم على مناخرهم في دركات النار (٣) [أنه] حملهم بغض أحبّاء الله وأحباء رسوله على أن أنكروا أن يكون أولاد عليّ من فاطمة أولادا لرسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم] [و] من ذلك [المبغضين] الحجّاج المحجوج الحقود الحرج على ما [يتلى عليك في الحديث التالي].

__________________

ـ والحديث رواه الخوارزمي أيضا بسند آخر في الفصل : (٦) من مقتله : ج ١ ، ص ١٠٨ ، قال :

أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله إجازة ، أخبرنا الشريف أبو طالب المفضل بن محمد الجعفري ، أخبرنا الحافظ أبو بكر محمد بن موسى بن مردويه ، حدّثني جدّي ، حدثني محمد بن عليّ ، حدثني عليّ بن شهمرد ، حدثني جعفر بن أحمد ، حدثني موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر ، عن أبيه عن جده موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليهم‌السلام ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لمّا أسري بي إلى السماء رأيت على باب الجنّة مكتوبا لا إله إلا الله محمد حبيب الله عليّ وليّ الله فاطمة أمة الله الحسن والحسين صفوة الله على مبغضيهم لعنة الله.

(١) لعلّ هذا هو الصواب ، والأبيات ذكرها الخوارزمي في الحديث : (٦) من مقدمة مقتله : ج ١ ، ص ٤ ط الغري.

وفيه : «يزيد لظى قد رام أن يتسفّلوا ...» قال هامشه : بالإضافة أي يزيد النار.

وكان في أصليّ معا هاهنا تصحيفات أصلحنا بعضها على وفق ما ذكره الخوارزمي في المقتل.

(٢) كذا في مقتل الخوارزمي ، وفي نسخة السيد علي نقي ، ونسخة طهران من فرائد السمطين : «وإدبارها المستحصف المعاقد ...» غير أن في نسخة طهران : «المقاعد».

(٣) هذا هو الظاهر ، وفي الأصل : «إلى مناخرهم ...» يقال : «كب زيد فلانا ـ من باب «مدّ» ـ على وجهه ولوجهه كبا» : صرعه. ويحتمل أيضا أن تكون الكلمة غير مشددة بل تكون لامها تاء ـ لا الباء ـ يقال : «كبت زيد فلانا ـ على زنة «ضرب» ـ كبتا» : صرعه. وكبته لوجهه : صرعه. أهلكه. أخزاه. كسره. أذلّه.


[احتجاج يحيى بن يعمر قدس الله نفسه بالقرآن الكريم على أعتى عفريت من عفاريت بني أميّة ، واستدلاله بمحكم كتاب الله على أن الحسن والحسين أولاد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإلقامه الخصم العنيد حجر الحجّة وإخماد نباحه]

٣٩٧ ـ [قال الخوارزمي] أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد الحافظ زين الدين والأئمة عليّ بن أحمد العاصمي رحمه‌الله ، قال : أنبأنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد ، قال : أنبأنا والدي شيخ السنة أحمد بن الحسين البيهقي (١) قال : أنبأنا أبو الحسين ابن بشران العدل ، قال : أنبأنا أبو عمرو ابن السمّاك ، قال : حدثنا حنبل بن إسحاق ، قال : حدّثنا داوود بن عمرو ، قال : [حدثنا] صالح بن موسى ، قال : حدثنا عاصم ـ هو ابن بهدلة ـ :

عن يحيى بن يعمر العامري قال : بعث إليّ الحجّاج فقال : يا يحيى أنت الذي تزعم أنّ ولد عليّ من فاطمة ولد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ [قال] : قلت له : إن آمنتني تكلّمت. قال : فأنت آمن. قلت له : نعم أقرأ عليك كتاب الله ، إنّ الله يقول : «وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنا وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ ، وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ (٢)

__________________

(١) رواه البيهقي في كتاب ......... من السنن الكبرى : ج ٦ ص ١٦٦.

ورواه أيضا الحاكم بسندين في باب مناقب الحسن والحسين عليهما‌السلام من المستدرك : ج ٣ ص ١٦٤ ، عن عاصم بن بهدلة.

ورواه أيضا السيوطي في تفسير الآية الكريمة من الدرّ المنثور : ج ص ... بطريقين : أحدهما : عن ابن ابي حاتم عن أبي حرب بن أبي الأسود ...

وثانيهما عن أبي الشيخ والحاكم والبيهقي.

كما رواه عنهم في فضائل الخامسة : ج ٣ ص ٢٤٧ و ٢٦٨.

أقول : ويأتي أيضا في أواخر الباب : (٤٠) تحت الرقم : (٤٨٢) ص ٢٠١ من هذه الطبعة فراجع.

(٢) قال الطبرسي في تفسير الآية الكريمة من مجمع البيان : قال الزجاج : يجوز أن يكون «من ذريّته» من ـ


داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ ، وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ، وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ» [٨٥ / الأنعام : ٦]. وعيسى كلمة الله وروحه ألقاها إلى العذراء البتول وقد نسبه الله تعالى إلى إبراهيم عليه‌السلام : قال : [فقال الحجاج] ما دعاك إلى نشر هذا وذكره؟ قلت : بما استوجب الله عزوجل على أهل العلم في علمهم (لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً) الآية : [١٨٧ / آل عمران : ٣] قال : صدقت لا تعودنّ لذكر هذا ولا نشره.

__________________

ـ ذرّيّة نوح [لقربه منه] ويجوز أن يكون من ذرّيّة إبراهيم [لسبق ذكره] لأن ذكرهما جميعا قد جرى. وأسماء الأنبياء التي جاءت بعد قوله : «ونوحا» نسق على نوح.

وإذا جعل الله سبحانه عيسى من ذرّيّة إبراهيم أو نوح ففي ذلك دلالة واضحة وحجّة قاطعة على أن أولاد الحسن والحسين [عليهم‌السلام] ذرّيّة رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم] على الإطلاق ، وأنهما ابنا رسول الله.

وقد صحّ في الحديث أنه قال لهما عليهما‌السلام : ابناي هذان إمامان قاما أو قعدا. وقال للحسن [عليه‌السلام] : إن ابني هذا سيّد.

[وقد صحّ] أن الصحابة كانت تقول لكل منهما ومن أولادهما : يا ابن رسول الله.

أقول : وقال الفخر الرازي في تفسير قوله تعالى في الآية : (٦١) من آل عمران : (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ) : هذه الآية دالة على أن الحسن والحسين عليهما‌السلام كانا ابني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [حيث] وعد [نصارى نجران] أن يدعو أبناءه [إلى ملاعنتهم] فدعا الحسن والحسين عليهما‌السلام [دون غيرهما من بني أبيه وأبناء المهاجرين والأنصار] فوجب أن يكونا ابنيه.

ثم قال الرازي : ومما يؤكد هذا قوله تعالى في سورة الأنعام : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ ـ إلى قوله ـ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى) قال : ومعلوم أن عيسى عليه‌السلام إنّما انتسب إلى إبراهيم عليه‌السلام بالأمّ لا بالأب. فثبت أن ابن البنت قد يسمى ابنا.

وأيضا قال الرازي في تفسير الآية الكريمة من سورة الأنعام من تفسيره :

الآية تدل على أن الحسن والحسين عليهما‌السلام من ذرّيّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأن الله تعالى جعل عيسى من ذرّيّة إبراهيم مع أنّه لا ينتسب إلى إبراهيم إلّا بالأمّ ، فكذلك الحسن والحسين عليهما‌السلام من ذرّيّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وإن انتسب إلى رسول الله بالأمّ فوجب كونهما من ذرّيّته.

ثم قال : ويقال : إن أبا جعفر الباقر عليه‌السلام استدل بهذه الآية عند الحجّاج بن يوسف.

أقول : بعض صور استدلال الإمام أبي جعفر الباقر عليه‌السلام مذكور في تفسير الآية الكريمة ، من تفسير عليّ بن إبراهيم وتفسير البرهان.

ثم إن لقصة يحيى بن يعمر رضوان الله عليه ، واستدلاله بالاية الكريمة مصادر جمّة ، وقد رواها أيضا المرزباني في كتاب المقتبس كما في ترجمة يحيى بن يعمر من كتاب نور القبس ص ٢١.

ورواها أيضا ابن خلّكان والدميري نقلا عن الروض الزاهر ، كما روى عنهم في ترجمة يحيى من تأسيس الشيعة ص ٦٦.

ورواها أيضا الفخر الرازي عن الشعبي في تفسير الآية (٣١) من سورة البقرة : (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها).

كما رواه عنه في فضائل الخمسة : ج ١ ، ص ٢٤٧ ط ٢.


وكان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «كلّ بني أمّ ينتمون إلى عصبتهم إلّا ولد فاطمة فإني أنا أبوهم وعصبتهم».

والأخبار في أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يسمّي الحسن والحسين ابنيه كالحصى لا تعدّ ولا تحصى ، وقد ابتلى المكابر الحجّاج بالمحجاج يحيى بن يعمر المؤيّد من الله بالجواب الصواب ، الذي أوتي عند رسوله فصل الخطاب ، ومن ثقابة (١) فهمه وغزارة علمه أن أخذ بكظمه حين تلا عليه آية فيها أنّ عيسى من ذرّيّة إبراهيم وهو يدلي إليه بأمّه ، وألقمه جندلة حجّة فدمت مجرى أنفاسه ، وأوضح له الحجّة بمثل موضحة رأسه ، وتركه يهيم في وادي وسواسه.

٣٩٨ ـ أنبأني عبد الحميد بن فخار الموسوي ، عن النقيب أبي طالب ابن عبد السميع إجازة عن شاذان بن جبرئيل القمّي قراءة عليه عن أبي عبد الله ابن عبد العزيز عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن [عليّ] النطنزي قال : أنبأنا عليّ بن إبراهيم أن والده أخبره ، قال : حدثنا جدي قال : حدثنا الطبراني (٢) قال : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة [كذا] قال : حدثنا جرير بن عبد الحميد ، عن شيبة بن نعامة (٣) عن فاطمة الصغرى :

عن فاطمة الكبرى قالت : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن الله عزوجل جعل ذرية كل بني [أم] عصبة ينتمون إليها إلّا ولد فاطمة عليها‌السلام [فأنا وليهم وأنا عصبتهم] (٤).

__________________

(١) رسم خط هذه الكلمة لم يكن واضحا ، ويحتمل أن يقرأ : «نقابة ...».

أقول : ورواه أيضا الخوارزمي في الفصل : (٦) من مقتله ص ٨٩ مسندا عن يحيى بن يعمر ، ومرسلا عن الشعبي ، عن سعيد بن جبير رفع الله مقامه.

والحديث يجيء أيضا بسندين آخرين تحت الرقم : () في أواخر الباب الأربعين من هذا السمط ص ١٩٦ ، من مخطوطي ، وفي طبعتنا هذه ص ٢٠١.

(٢) رواه الطبراني في الحديث : (١٠٤) من ترجمة الإمام الحسن من المعجم الكبير : ج ١ / الورق ١٢٤ / / وفي ط ١ : ج ٣ ص ... قال :

حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، حدثني عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا جرير ، عن شيبة بن نعامة ، عن فاطمة بنت حسين :

عن فاطمة الكبرى قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : كل بني أمّ ينتمون إلى عصبة إلّا ولد ـ فأنا وليهم وأنا عصبتهم. ورواه في باب مناقب أهل البيت عليهم‌السلام من مجمع الزوائد : ج ٩ ص ١٧٢ ، وقال : رواه الطبراني وأبو يعلى.

والمستفاد من كنز العمال : ج ٦ ص ٢٢٠ ط ١ ، و : ج ... ص ... ط ٢. : أن الطبراني روى الحديث بسندين عن أم الأئمة فاطمة بنت رسول الله صلوات الله عليهما وعلى آلهما.

(٣) هذا هو الصواب الموافق لما في المعجم الكبير ، ولما تقدم تحت الرقم : (٣٩٣) في الباب : (١٥) من هذا السمط ص ٦٨ ، ط ١ .... وفي الأصل هاهنا : «سعيد بن نعامة».

(٤) ما بين المعقوفات مأخوذ من رواية الطبراني ، ومما تقدم في تعليق الحديث : (٣٩٣) المتقدم في ص ٦٨.


الباب السابع عشر

[في قدوم بعض موالي أهل البيت عليهم‌السلام حرجا ضيّق الصدر على الإمام الحسن وتأنيبه إيّاه على مسالمته معاوية! وبيان الإمام الحسن عليه‌السلام حكمة المسالمة مع معاوية].

٣٩٩ ـ أخبرنا أبو الرجاء أحمد بن محمد بن عبد العزيز القارئ بقراءتي عليه في الجامع ، قال : أنبأنا أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني المعري (١) قراءة عليه من خط يده ، قال : أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد ، قال : حدثنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان ، قال : حدّثنا أبو العباس ابن الحسن بن سفيان ، قال : حدثنا محمد بن يزيد ، قال : حدثنا محمد بن فضل ، قال : حدثنا السري ابن إسماعيل ، عن الشعبي :

عن سفيان بن أبي ليلى (٢) قال : أتيت حسنا عليه‌السلام بالمدينة بعد انصرافه من عند معاوية فقلت : السلام عليك يا مذلّ المؤمنين!! قال : وما ذكرك هذا؟ فذكرت ما كان من تركه لقتال معاوية وانصرافه إلى المدينة. قال : حملني على ذلك يا سفيان

__________________

(١) كذا في نسخة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «المقرئ».

(٢) ومثله في ترجمة الإمام الحسن عليه‌السلام من الإستيعاب بهامش الإصابة : ج ١ ، ص ٣٧٢ ، وفيه :

فلما جاء الحسن الكوفة أتاه شيخ منّا يكنّى أبا عامر سفيان بن أبي ليلى ، فقال : السلام عليك يا مذلّ المؤمنين. فقال : لا تقل يا أبا عامر ...

وفي ترجمة الإمام الحسن عليه‌السلام من كتاب تذكرة الخواص ص ١٩٩. وأيضا أشار إلى رواية الإستيعاب ، ثم رواها عن هشام على وجه آخر.

والقصة رواها أيضا بمغايرة جزئية في ترجمة سفيان بن الليل من ميزان الاعتدال : ج ١ ، ص ٣٩٧ وفي لسان الميزان : ج ٣ ص ٥٣ ذكرها عن مصادر.

ونقلها بسندين في ترجمة الإمام الحسن من مقاتل الطالبيين ص ٦٧.

ورواها عنه في شرح المختار : (٣١) من الباب الثاني من نهج البلاغة : ج ٤ ص ١٥ ، ط القديم وفي ط الحديث : ج ١٦ ، ص ٤٤. ـ


أنّي سمعت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لا تذهب الليالي والأيام حتى يجتمع أمر هذه الأمة على رجل واسع السرم ضخم البلعوم يأكل ولا يشبع حتى لا يكون له من السماء عاذر ولا في الأرض ناصر» فعلمت أن الله بالغ أمره (٣).

[قال سفيان :] ثمّ أقيمت الصلاة فقال لي [الحسن] : هل لك يا سفيان في المسجد؟ (٤) فقلت : نعم. فانطلقنا نمشي فمررنا بحالب له ، فحلب لبنا ناوله فشرب وهو قائم ثمّ سقاني فشربت ، ثم قال لي : يا سفيان ما جاء بك؟ قلت : حبّكم أهل البيت والذي بعث محمدا بالهدى ودين الحقّ ليظهره. قال : فأبشر يا سفيان فإنّي سمعت عليا عليه‌السلام يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يرد عليّ الحوض أهل بيتي ومن أحبّهم (٥) من أمّتي كهاتين ـ وسوّى بين إصبعيه [يعني السبابتين] ـ ولو شئت قلت كهاتين [يعني السبّابة والوسطى] إحداهما تفضّل على الأخرى (٦).

ثم قال : يا سفيان أبشر فإن الدنيا تتّسع البر والفاجر حتى يبعث الله إمام الحقّ من آل محمد (٧) صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

__________________

ورواها أيضا الحاكم في أواخر باب مناقب الإمام الحسن عليه‌السلام من المستدرك : ج ٣ ص ١٦٧.

كما رواها ابن عساكر في الحديث : (٣١٥) من ترجمة الإمام الحسن من تاريخ دمشق ص ...

(٣) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «فقلت».

(٤) كلمتا : «في المسجد» مأخوذتان من نسخة السيد علي نقي وغير موجودتان في نسخة طهران.

(٥) هذا هو الصواب الموافق لمقاتل الطالبيين وشرح ابن أبي الحديد ، وفي الأصل : «ومن أحبّني».

(٦) كذا في مقاتل الطالبيين ، وشرح ابن أبي الحديد ، وفي الأصل : «لإحداها فضلا عن أخرى».

(٧) هذا هو الصواب الموافق لما في مقاتل الطالبيين وشرح ابن أبي الحديد ، وفي أصليّ معا : «فإن الدنيا تستسع على البرّ والفاجر ...». وفي نسخة طهران : «حتى يبعث الله إماما بحق ...».


[مرور رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على صبيان يلعبون ومعهم ريحانته الحسين بن عليّ وتقدمه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على القوم وتلطفه لأخذ ابنه الحسين ثم أخذه إيّاه وتقبيله له].

٤٠٠ ـ حدّثنا محمد بن عبد الواحد الطاهري قال : حدثنا محمد بن عبد الغفّار المؤدّب ، قال : أنبأنا أبو الحسن (١) أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر المعدّل ، قال : حدّثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد بعسكر ، قال : حدثنا صالح بن أحمد بن صالح ، قال : حدّثنا أزهر بن جميل ، قال : حدّثنا الفضل بن العلاء ، عن ابن خيثم (٢) عن سعيد ابن أبي راشد :

عن يعلى بن مرّة [العامري] أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم خرج من منزله فإذا الحسين بن عليّ عليهما‌السلام يلعب مع صبيان ، فاستقبل النبيّ (٣) صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمام القوم فبسط يده فطفق الغلام يفرّ [هاهنا] [مرّة] وهاهنا [مرة] ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يضاحكه حتى أخذه فجعل إحدى يديه تحت ذقنه والأخرى في فأس رأسه ثم أقنعه فقبّله (٤).

__________________

(١) كذا في مخطوطة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «أبو الحسين».

(٢) كذا في الأصل ، ومثله في الحديث : (٤١٩) الآتي في الباب : (٣٠) ، ص ١٢٢ ،

ولكن في الحديث : (١٤) من باب فضائل الحسن والحسين عليهما‌السلام من كتاب الفضائل ، ورواية الحاكم في المستدرك : ج ٣ ص ١٧٧.

والحديث الآتي عن طبقات ابن سعد : «خثيم» بتقديم المثلثة على المثناة التحتانية.

(٣) كذا في الأصل ، ومثله في مستدرك الحاكم وفي رواية وهيب في مسند أحمد ، وفي رواية كتاب الفضائل : «فاشتمل» والصواب ما في رواية ابن سعد الآتية : «فاستنتل». يقال : «نتل زيد من بين أصحابه ـ على زنة ضرب ـ نتلا ونتولا ونتلانا» : تقدمهم. و «انتتل فلان قومه» بسبقهم. و «استنتل من بين أصحابه» تقدمهم.

(٤) فأس الرأس ـ مهموزا ، وفاسه مخففا ـ : طرف عظمه المشرف على القفا.

وفي رواية الحاكم وابن عساكر : «فجعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يضاحكه حتى أخذه فوضع ـ


الباب الثامن عشر

[في أن الحسن والحسين عليهما‌السلام كانا يقولان لرسول الله صلى الله عليه آله وسلم : يا أبة ، وكان الحسن يقول لأبيه : «يا أبا الحسين» وكان الحسين يقول له «يا أبا الحسن» فلما توفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كانا يقولان لأبيهما : يا أبة.

وأبيات العباس بن عبد المطلب في مدح عليّ عليه‌السلام وتأسفه من عدول الناس عنه ، وأن بيعتهم لأبي بكر كانت من أول الفتن].

٤٠١ ـ أنبأني الشيخ الإمام العدل الثقة أبو طالب عليّ بن أنجب الخازن رحمه‌الله ، قال : أنبأنا الإمام الثقة برهان الدين ناصر ابن أبي المكارم المطرّزي إجازة [قال] : أنبأنا العلامة أخطب خوارزم أبو المؤيّد الموفّق بن أحمد المكّي ثم الخوارزمي (١) قال : أنبأنا الإمام الحافظ زين الدين أبو منصور شهردار بن شيرويه الديلمي فيما كتب إليّ من همدان ، أنبأنا أبو عليّ الحسن بن أحمد الحدّاد ، أنبأنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن

__________________

ـ إحدى يديه تحت قفاه والأخرى تحت ذقنه ، فوضع فاه على فيه فقبله وقال : حسين منّي وأنا من حسين ، أحبّ الله من أحبّ حسينا ، حسين سبط من الأسباط» ..

والحديث رواه ابن سعد تحت الرقم : (١٩) من ترجمة الإمام الحسين من الطبقات الكبرى : ج ٨ ص ... قال :

أخبرنا عفّان بن مسلم ، قال : حدثنا وهيب بن خالد ، قال : أخبرنا عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن سعيد بن أبي راشد ، عن يعلى العامري :

أنه خرج مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى طعام دعوا له ، فاستنتل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمام القوم ، قال : فإذا حسين مع الغلمان يلاعبهم ، قال : فأراد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يأخذه قال : فطفق الصبيّ يفرّ هاهنا مرّة وهاهنا مرّة ، وجعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يضاحكه حتى أخذه فوضع إحدى يديه تحت قفاه والأخرى تحت ذقنه ، ووضع فاه على فيه فقبّله وقال : حسين منّي وأنا منه ، أحبّ الله من أحبّ حسينا ، حسين سبط من الأسباط.

والحديث يأتي أيضا عن المصنف بسند آخر تحت الرقم : (٤٢٩) في الباب : (٣٠) ص ١٢٩.

(١) رواه الخوارزمي في الحديث : (٤) من الفصل الأول من مناقبه ص ٨ ط الغري.

ورواه أيضا الحاكم في النوع : (١٧) من كتاب معرفة علوم الحديث ص ٦٣. قال :

حدثنا أبو الحسين من كتابه ، حدثنا الحسين بن الحكم الحبري ...


عبد الله الأصفهاني ، قال : أخبرت عن الحسين بن الحكم الحبري ، حدثنا حسن ابن الحسين العرتي ، حدثنا عيسى بن عبد الله بن عمر بن عليّ عن أبيه [عن جدّه] :

عن عليّ عليه‌السلام قال (١) : ما سمّاني الحسن والحسين يا أبة حتى توفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، كانا يقولان لرسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : يا أبة ، وكان الحسن يقول لي : يا أبا حسين ، وكان الحسين يقول : يا أبا حسن (٢).

[و] قال العباس بن عبد المطّلب يمدح عليا حين بويع لأبي بكر :

ما كنت أحسب أن الأمر منحرف (٣)

عن هاشم ثمّ منها عن أبي الحسن

أليس أوّل من صلّى لقبلتكم

وأعلم الناس بالآثار والسنن

وأقرب الناس عهدا بالنبيّ ومن

جبريل عون له في الغسل والكفن

من فيه ما في جميع الناس كلّهم

وليس في الناس ما فيه من الحسن

ما ذا الذي ردّكم عنه فنعرفه

ها إنّ بيعتكم من أوّل الفتن

__________________

(١) هذا هو الصواب الموافق لما في مناقب الخوارزمي ، غير أن فيه : «موسى بن عبد الله» وهاهنا في أصليّ حذف.

(٢) هذا هو الصواب الموافق لما في مناقب الخوارزمي.

ولما رواه في مناقب آل أبي طالب : ج ٣ ص ١١٣ ، ط ٣ متصلا ب «باب مختصر من مغازيه» قال :

[روى] ابن البيّع في أصول الحديث ، والخركوشي في شرف [المصطفى] النبيّ ، و [ابن] شيرويه في الفردوس ـ واللفظ له ـ بأسانيدهم : أنّه كان الحسن والحسين في حياة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يدعوانه : يا أبة ، ويقول الحسن لأبيه : يا أبا الحسين ، والحسين يقول له : يا أبا الحسن ، فلما توفيّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دعواه يا أبانا.

وفي رواية عن أمير المؤمنين [عليه‌السلام] : ما سمّاني الحسن والحسين يا أبة حتى توفيّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

أقول : وفي نسختي من فرائد السمطين : «وكان الحسن يقول لي : يا أبا الحسن ، وكان يقول الحسين : يا أبا حسين» وهو مصحف.

(٣) كذا.


[أبيات خزيمة بن ثابت الأنصاري رضوان الله عليه في مدح أمير المؤمنين عليه‌السلام لمّا بويع بعد هلاك عثمان].

٤٠٢ ـ [وبالإسناد المتقدم في الحديث السالف] إلى أخطب خوارزم (١) قال : أنبأنا الشيخ الزاهد أبو الحسن عليّ بن أحمد العاصمي ، أنبأنا إسماعيل بن أحمد الواعظ ، أنبأنا والدي أحمد بن الحسين البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو بكر ابن أبي دارم الحافظ (٢) حدثنا أحمد بن موسى بن إسحاق التميمي ، حدثنا وضاح بن يحيى النهشلي ، حدثنا أبو بكر ابن عياش ، عن أبي إسحاق :

عن الأسود بن يزيد النخعي قال : لمّا بويع عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام على منبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال خزيمة بن ثابت الأنصاري وهو واقف بين يدي المنبر :

إذا نحن بايعنا عليا فحسبنا

أبو حسن ممّا يخاف من الفتن

وجدناه أولى الناس [بالناس] إنّه

أطبّ قريش بالكتاب وبالسنن

وإنّ قريشا ما تشقّ غباره (٣)

إذا ما جرى يوما على الضمر البدن

وفيه الذي فيهم من الخير كله

وما فيهم بعض الذي (٤) فيه من حسن

__________________

(١) رواه في آخر الفصل الثالث من مناقبه ص ١٦ ، ط الغري.

(٢) هكذا رواه الحاكم في ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من المستدرك : ج ٣ ص ١١٤.

وفي نسختيّ من فرائد السمطين هاهنا : حدثنا أبو بكر بن عياش ، حدثنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ ..

(٣) هذا هو الظاهر الموافق لما في ط الغري من مناقب الخوارزمي ، وفي نسختي من فرائد السمطين : «وإن قريشا ما يشق غبارها».

(٤) هذا هو الظاهر الموافق لما في طبع الغريّ من مناقب الخوارزمي ، وفي أصليّ من فرائد السمطين :

وفيه الذي فيهم من الخير كلهم

وما فيهم كل الذي فيه من حسن

وانظر أخبار شعراء الشيعة ص ٣٦ والباب () من كفاية الطالب ص ١٢٧.


[دخول فاطمة على أبيها في مرض وفاته وبكائها وتسلية رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم إياها بأن الله تعالى لعنايته الخاصة له ولأهل بيته قد أعطاهم خصالا لم يعطها غيرهم فهو تعالى لا يضيعهم بل دائما يلحظهم بعين العناية].

٤٠٣ ـ أخبرني الشيخ الإمام أبو عمرو [عثمان] بن الموفّق الأذكاني بقراءتي عليه بأسفرايين ـ في صفر سنة أربع وستين وستّ مائة ـ قلت له : أخبركم الشيخ الإمام مجد الدين عبد الحميد بن محمد بن إبراهيم الخوارزمي رحمه‌الله إجازة قال : أنبأنا الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن العطّار الهمداني رحمه‌الله (١) قال : أنبأنا أبو عليّ الحسن بن أحمد الحدّاد الأصفهاني قال : حدّثنا الشيخ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد (٢) حدثنا محمد بن رزيق بن جامع المصري (٣) حدّثنا الهيثم بن حبيب (٤) حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عليّ بن [عليّ] الهلالي ، عن أبيه قال :

دخلت على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو في الحالة التي قبض فيها (٥) فإذا فاطمة

__________________

(١) ورواه عنه أيضا في كتاب ذخائر العقبى ص ١٣٥ ، وقال :

خرّجه الحافظ أبو العلاء الهمداني في أربعين حديثا في المهديّ

ورواه عنه في فضائل الخمسة : ج ٣ ص ٢٢١.

(٢) وهو الحافظ الطبراني والحديث رواه تحت الرقم : (١٤٧) من ترجمة الإمام الحسن عليه‌السلام من المعجم الكبير : ج ١ / الورق ١٢٧ / / وفي ط ١ : ج ٣ ص ...

ورواه عنه في الحديث : (٣٠٣) من ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ١ ، ص ٢٣٩ ط ١ ، وفي ط ٢ : ج ١ ، ص ٢٦٠

(٣) هذا هو الصواب الموافق لما في تاريخ دمشق ، وفي الأصل : «محمد بن زريق عن جامع المقري».

(٤) كذا في تاريخ دمشق ومجمع الزوائد : ج ٩ ص ١٦٥ ، نقلا عن الطبراني ،

وفي مخطوطة طهران من فرائد السمطين : «هشيم بن حبيب».

وفي نسخة السيد علي نقي : «هشيم بن حيدر».

(٥) كذا في نسخة طهران ، وفي تاريخ دمشق : «دخلت على رسول الله في شكاته التي قبض فيها ، فإذا فاطمة عند رأسه ...


عند رأسه فبكت حتى ارتفع صوتها ، فرفع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم طرفه إليها فقال : حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك؟ فقالت : أخشى الضيعة من بعدك. فقال : يا حبيبتي أما علمت أن الله عزوجل أطلع على أهل الأرض اطلاعة فاختار منها أباك وبعثه برسالته ، ثم أطلع اطلاعة فاختار منها بعلك وأوحى إليّ أن أنكحك إيّاه.

يا فاطمة ونحن أهل البيت قد أعطانا الله عزوجل سبع خصال ـ لم يعط أحدا قبلنا ولا يعطي أحدا بعدنا ـ : أنا خاتم النبيين وأكرم النبيين على الله عزوجل وأحبّ المخلوقين إلى الله تعالى وأنا أبوك.

ووصيّي خير الأوصياء وأحبّهم إلى الله عزوجل وهو بعلك.

وشهيدنا خير الشهداء وأحبّهم إلى الله عزوجل وهو حمزة بن عبد المطّلب عم أبيك.

ومنّا من له جناحان أخضران يطير مع الملائكة حيث يشاء وهو ابن عمّ أبيك وأخو بعلك.

ومنّا سبطا هذه الأمّة وهما : ابناك الحسن والحسين وهما سيّدا شباب أهل الجنّة ، وأبوهما ـ والذي بعثني بالحق ـ خير منهما (١).

يا فاطمة والذي بعثني بالحق إنّ منهما مهديّ هذه الأمّة إذا ضاقت الدنيا هرجا ومرجا وتظاهرت الفتن وتقطّعت السبل وأغار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيرا ولا صغير يرحم كبيرا ، فيبعث الله عزوجل عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلالة وقلوبا غلفا (٢) يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت [به] في أول الزمان ويملأ الدنيا عدلا كما ملئت جورا.

__________________

(١) وقريبا من هذا الصدر رواه الطبراني بسند آخر في ترجمة أحمد بن محمد المري القنطري من المعجم الصغير : ج ١ ، ص ٣٧ قال :

حدثنا أحمد بن محمد بن العباس المري القنطري ، حدثنا حرب بن الحسن الطحان ، حدثنا حسين ابن الحسن الأشقر ، حدثنا قيس بن الربيع ، ، عن الأعمش ، عن عباية يعني ابن ربعي :

عن أبي أيّوب الأنصاري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لفاطمة : نبيّنا خير الأنبياء وهو أبوك ، وشهيدنا خير الشهداء وهو عمّ أبيك حمزة ، ومنّا من له جناحان يطير بهما في الجنّة حيث يشاء وهو ابن عمّ أبيك جعفر ، ومنّا سبطا هذه الأمّة الحسن والحسين وهما ابناك ، ومنّا المهديّ.

قال الطبراني : لم يروه عن الأعمش إلّا قيس ، تفرّد به حسين الأشقر.

(٢) كذا في الأصل ، وفي تاريخ دمشق : «من يفتتح حصون الضلالة ...». و «غلف» : جمع أغلف : الذي لا يعي شيئا كأنه في غلاف لا يصل إليه شيء.


يا فاطمة لا تحزني ولا تبكي فإنّ الله عزوجل أرحم بك وأرأف عليك منّي (١) وذلك لمكانك وموقعك من قلبي ، قد زوّجك الله زوجك وهو أعظمهم حسبا وأكرمهم منصبا وأرحمهم بالرعية وأعدلهم بالسويّة وأبصرهم بالقضية ، وقد سألت ربي عزوجل أن تكوني أول من يلحقني من أهل بيتي.

قال عليّ عليه‌السلام : فلمّا قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم تبق فاطمة بعده إلّا خمسة وسبعين يوما حتى ألحقها الله به عليها‌السلام.

__________________

(١) هذا هو الظاهر الموافق لما في ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ دمشق ، وفي أصليّ من فرائد السمطين :

«وارق عليك منّي ...».


الباب التاسع عشر

[في ما أنشده أمير المؤمنين عليه‌السلام في رثاء فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما توفيت].

٤٠٤ ـ أنبأني الشيخ الثقة أبو علي الحسن بن عليّ بن أبي بكر ابن الخلّال ، قال : أنبأنا الثقة أبو طالب عقيل بن نصر الله بن عقيل بن الصوفي سماعا عليه بقراءة أحمد ابن محمود الجوهري في الرابع والعشرين من شوال سنة سبع وثلاثين وست مائة ، قال : أنبأنا الشيخ أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي سماعا عنه ، أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد الأصفهاني قراءة عليه وأنا أسمع ـ يوم الجمعة الحادي والعشرين من شعبان سنة خمس عشرة وخمس مائة ـ قال : أنبأنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران ، قال : حدّثنا أبو الحسن أحمد بن القاسم الربان المصري المعروف باللّكّي بالبصرة في نهر دبيس (١) ـ قراءة عليه فأقرّ به ، في صفر سنة سبع وخمسين وثلاث مائة ـ قال : حدثنا أحمد ابن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط أبو جعفر بمصر ، قال : حدثني أبي إسحاق ابن إبراهيم بن نبيط ، قال : حدثني إبراهيم بن نبيط ، عن جدّه نبيط بن شريط قال :

لمّا توفيت فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعليها أنشأ عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام يقول :

لكل اجتماع من حبيبين فرقة (٢)

وإنّ مماتي بعدكم لقريب

وإن افتقادي فاطما بعد أحمد (٣)

دليل على أن لا يدوم حبيب

__________________

(١) الظاهر أن هذا هو الصواب ، وفي الأصل : «بالكي بالبصرة في نهر ...».

(٢) كذا في مخطوطة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي وكثير من المصادر : «من خليلين».

والأبيات رواها الحاكم في باب مناقب فاطمة عليها‌السلام من المستدرك : ج ٣ ص ١٦٣ ، ولكنها على روايته لاميّة.

(٣) كذا في نسخة السيد علي نقي ، وهامش نسخة طهران بعنوان : «خ ل». وفي متن نسخة طهران : «وإن افتقادي واحدا بعد واحد».

وللأبيات مصادر أخر وذكرها أيضا ابن عساكر بسند آخر في الحديث : (١٣٢٠) من ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ٣ ص ٢٥٠ ط ١.


[زيارة الإمام أمير المؤمنين قبر الزهراء صلوات الله عليهما كل يوم بعد ما دفنها ، وما أنشده عليه‌السلام في بعض أيام زيارته وقد انكبّ على قبرها وما أجابه الهاتف في جواب أنشودته].

٤٠٥ ـ أخبرني العلامة تاج الدين أبو المفاخر محمد بن أبي القاسم محمود السديدي (١) الزوزني رحمه‌الله ـ فيما كتب إليّ من واشير كرمان في رجب سنة أربع وستين وستّ مائة (٢) ـ قال : أخبرني الإمام أبو عبد الله محمد بن محمد بن الحسين إجازة في شعبان سنة ثلاث وثمانين وخمس مائة ، أنبأنا الإمام العدل الثقة الرضيّ محمد ابن الفضل الفراوي إجازة بروايته عن شيخ الإسلام أبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني (٣) قدّس الله روحهما إجازة إن لم يكن سماعا ـ قال : أنبأنا أبو الحسن ابن أبي إسحاق المزكّي ، حدّثني أحمد بن محمود بن حامد الفارسي ، حدثني أبو بكر السرخسي ، حدثنا عليّ بن إسماعيل الأصبهاني (٤) حدثنا عليّ بن السيدي (٥) قال : سمعت [الإمام] موسى بن جعفر يحكي عن أبيه قال :

لمّا دفن عليّ فاطمة بنت رسول الله عليهما‌السلام [كان] يزور قبرها كل يوم فيبكيها فأقبل ذات يوم حتى انكبّ على قبرها (٦) وأنشأ [يقول] :

__________________

(١) هذا هو الصواب الموافق لما تقدّم تحت الرقم : (١٦٠) في الباب : (٤١) من السمط الأول : ج ١ ، ص ٢٠٥.

وهاهنا في مخطوطة طهران : «السديسي».

(٢) كذا في نسخة السيد علي نقي غير أنّ فيها : «من كواشير كرمان ...».

ومثل ما في نسخة السيد عليّ نقي هاهنا تقدم أيضا تحت الرقم : (١٦٦) في الباب : (٤٢) من : ج ١ ، ص ٢١٢ ط ١ ، غير أنه لم يذكر هناك قوله : «واشير».

وقريبا مما هاهنا تقدّم أيضا تحت الرقم : «١٦٠» في الباب : (٤١) من السمط الأول في : ج ١ ، ص ٢٠٥. غير أن هناك كان في نسخة السيد علي نقي تصحيفا ، ولم يذكر أيضا هناك قوله المذكور هاهنا : «في رجب سنة أربع وستين وستّ مائة». كما أن هذا القول سقط هاهنا من نسخة طهران.

(٣) كذا في مخطوطة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «إسماعيل بن عبد الله الصابوني؟».

(٤) كذا في نسخة طهران ، وفي مخطوطة السيد علي نقي : «إسماعيل بن علي الأصبهاني».

(٥) كذا في مخطوطة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «المسندي؟».

(٦) وقوله : «كل يوم فيبكيها ، فأقبل ذات يوم حتى انكبّ على قبرها». غير موجود في نسخة السيد عليّ نقي ، وإنما هو من نسخة طهران.


مالي مررت (١) على القبور مسلّما

قبر الحبيب فلم يردّ جوابي

أحبيب مالك لا تجيب مناديا (٢)

أمللت بعدي خلّة الأحباب

فأجابه هاتف يقول :

قال الحبيب : وكيف لي بجوابكم

وأنا رهين جنادل وتراب

أكل التراب محاسني فنسيتكم

وحجبت عن أهلي وعن أترابي (٣)

فعليكم منّي السلام تقطّعت

عنّي وعنكم خلّة الأحبابي

__________________

(١) كذا في الأصل وببالي أني ذكرت الأبيات في الباب السادس من نهج السعادة عن مصدر آخر ـ ولكن لا يحضرني الآن كي أراجعه وفيه : «مالي وقفت على القبور مسلّما».

(٢) كذا في الأصل ، وفي المصدر المشار إليه في التعليق السالف : «أحبيب مالك لا تردّ جوابنا».

(٣) هذا هو الظاهر الموافق لما في كثير من المصادر ، وفي نسخة السيد علي نقي : «أقرابي». وفي نسخة طهران : «أصحابي».


[مجيء فاطمة باكية إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإخبارها إيّاه بفقد الحسن والحسين وتسلية رسول الله إيّاها ثم رفعه يديه ودعائه لهما ، ثم نزول جبرئيل عليه‌السلام وإخباره النبيّ بأنهما نائمان في حضيرة بني النجار وتوجه رسول الله إليهما ثم أخذهما معه إلى المسجد ، ثم صعوده المنبر وإعلامه الناس بأنهما خير الناس جدّا وجدة وأما وأبا وعما وعمة وخالا وخالة وأنهم أجمعون ومن أحبهما في الجنة ، وأن من أبغضهم في النار].

٤٠٦ ـ أخبرني السيد الشريف بهاء الدين أبو محمد الحسن ابن الشريف مودود ابن الحسن بن يحيى الحسني العلوي التبريزي رحمه‌الله (١) كتابة منها [إليّ] في شهور سنة أربع وستين وست مائة ، والشيخ محيي الدين أبو البركات عبد الرحمن ـ ويدعى عبد المحيي ـ بن أحمد بن أبي البركات الحربي إجازة قالا : أنبأنا الإمام مجد الدين يحيى بن الربيع بن سلمان بن جرار الواسطي إجازة ، قالا : أنبأنا أبو الحسن (٢) جامع بن أبي نصر [بن] عبد الرحمن [أنبأنا] أبي إسحاق [بن] إبراهيم ابن أبي نصر السقاء.

حيلولة : وأخبرنا الإمام وحيد الدين محمد بن محمد بن أبي بكر ابن أبي يزيد

__________________

(١) الظاهر أن هذا هو الصواب ، ومثله تقدم تحت الرقم : (٦٥) في الباب : (١٦) من السمط الأول ، في : ج ١. ص ٨٥.

وقريبا منه تقدم أيضا تحت الرقم : (١٦٢) في الباب : (٤١) من السمط الأول في : ج ١ ، ص ٢٠٧.

وأيضا تقدم باختصار تحت الرقم : (١٩٤ ، و ٢٤٦) في الباب : (٤٨ و ٥٧) من السمط الأول في : ج ١ ، ص ٢٥١ و ٣٠٧.

وفي نسخة طهران هاهنا : «أبو محمد ابن الحسن بن الشريف مودود بن الحسن بن يحيى الحسن العلوي التبريزي رحمه‌الله كتابة منها.

وفي نسخة السيد علي نقي : «الحسن بن الشريف مودود بن الحسن بن الأسود الحسني الزبيري [كذا] كتابة بها في شهور سنة أربع وستين وستّ مائة».

وقوله : «في شهور سنة أربع وستين وستّ مائة» غير موجودة في نسخة طهران.

(٢) كذا في مخطوطة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «أنبأنا أبو الخير جامع بن أبي نصر ...».


الفزعتري (١) الجويني رحمه‌الله بقراءتي عليه في جمادى الأولى سنة ثلاث وستين وستّ مائة ، قال : أنبأنا الإمام سراج الدين محمد بن أبي الفتوح اليعقوبي رحمه‌الله ، قال : أنبأنا والدي الإمام فخر الدين أبو الفتوح ابن أبي عبد الله محمد بن عمر بن يعقوب رحمهم‌الله ، قال : أنبأنا الشيخ الإمام محمد بن عليّ بن الفضل الفاريابي (٢) قال : أنبأنا شيخ الإسلام أبو عليّ (٣) الفضل بن محمد الفاريدي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا الإمام أبو عثمان ابن الإمام أبي نصر عبد الرحمن المقتول ظلما ، أنبأنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن الحاكم ، أنبأنا أبو بكر ابن أبي بكر ، حدثنا محمد ابن يحيى بن احمد الفقيه البارع صاحب أبي العباس ابن شريح بهمدان ، أنبأنا أبو جعفر محمد بن عثمان المعدل بالبصرة ، أنبأنا إسحاق بن سليمان الهاشمي [قال] :

سمعت أبي يوما يحدّث أنّهم كانوا عند الرشيد فجرى ذكر عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، فقال الرشيد : يتوهّم العوام أني أبغض عليا وولده ، والله ما ذلك كما يظنون!!! وإنّ الله يعلم شدّة حبّي لعليّ وللحسن والحسين رضوان الله عليهم.

والله لقد حدثني أمير المؤمنين المهدي ، عن أمير المؤمنين المنصور ، أنّه حدثه عن أبيه عن جده ، عن عبد الله بن عباس أنه قال (٤) :

__________________

(١) كذا في نسخة طهران ، وفي مخطوطة السيد علي نقي : «الفرعنوي».

وانظر ما تقدم تحت الرقم : (٣٨٣) في أول الباب : (١١) من هذا السمط.

(٢) كذا في مخطوطة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «محمد بن عليّ بن الفضل القارئ قالا ...».

(٣) كذا في نسخة السيد علي نقي ، وفي مخطوطة طهران : «أنبأنا الشيخ أبو علي ...».

(٤) من قوله : «حدثه عن أبيه عن جده» رواه الخوارزمي بسند آخر عن الأعمش في أول الفصل :

(١٩) من مناقبه ، ص ٢٠٠ ط الغري.

ورواه عنه أيضا وعن المناقب الفاخرة في الباب : (١٠٧) من غاية المرام ص ٦٥٣.

ورواه أيضا العلامة الأميني رفع الله مقامه في ثمرات الأسفار : ج ٢ ص ٣٢ ولكن لم يذكر متنه حرفيا بل ذكر سنده فقط.

ورواه أيضا ابن المغازلي بثلاثة أسانيد أخر بمتن أطول مما هنا ، في الحديث : (١٨٧) من مناقبه ص ٥٨.

وذكره أيضا العلامة الأميني في هامش نسخته التي كتبها بيده الكريمة من مناقب ابن المغازلي وقال :

وأخرجه أبو سعد أحمد الماليني في جزء له عن ابن عديّ.

ورواه قبلهم جميعا الشيخ الصدوق رفع الله درجاته بأسانيد ثلاثة في المجلس : (٦٧) من أماليه ص ٢٠٧ ، ورواه عنه في الباب : (١٠٨) من غاية المرام ص ٦٥٧.

ورواه أيضا تحت الرقم : (٦٢) في ترجمة الأعمش من نور القبس ص ٢٥١.

ورواه أيضا ابن المغازلي بسند آخر في الحديث : (٤٢٦) من مناقبه ص ٣٧٧ ط ١ ، قال :

أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا محمد بن زيد بن مروان بالكوفة ، أخبرنا إسحاق بن محمد ـ


كنّا ذات يوم مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذ أقبلت فاطمة عليها‌السلام [تبكي] فقال لها [رسول الله] : فداك أبوك ما يبكيك؟ قالت : إن الحسن والحسين خرجا فما أدري أين باتا هما؟ فقال لها : لا تبكين يا بنيّة [فإن] الذي خلقهما ألطف بهما منّي ومنك.

ثمّ رفع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يديه فقال : اللهمّ إن كانا أخذا برّا [أ] وبحرا فاحفظهما وسلّمهما.

فهبط جبرئيل عليه‌السلام فقال : يا محمد لا تغتم [ظ] ولا تهتمّ وهما فاضلان في الدنيا والآخرة وأبوهما خير منهما (١) هما في حظيرة بني النجار نائمين وقد وكّل الله بهما ملكا يحفظهما.

فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه حتى أتوا الحظيرة فإذا الحسن معانق الحسين وإذا الملك الموكل بهما أحد جناحيه تحتهما والآخر فوقهما قد أظلّهما فانكبّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم [عليهما] يقبّلهما حتى انتبها ، فجعل الحسن على عاتقه اليمنى والحسين على عاتقه اليسرى وجبريل معه حتى خرجا من الحظيرة ، والنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : لأشرّفنّكما كما شرّفكما الله تعالى. فتلقّاه أبو بكر الصدّيق رضي‌الله‌عنه فقال : يا رسول الله ناولني أحد الصبيين حتى أحمله عنك.

__________________

ـ ابن مروان ، حدثنا أبي ، حدثنا إسحاق بن زيد ، عن سهل بن سليمان ، عن أبي هارون العبدي :

عن أبي سعيد الخدري قال : كنّا نتحدث عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله [وهو] يميل مرّة عن يمينه ومرة عن شماله ، فلما رأينا ذلك قمنا عنه.

فلما خرجنا إلى الباب [و] إذا نحن بفاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال لها عليّ : يا فاطمة ما أزعجك هذه الساعة من رحلك؟ قالت : إن الحسن والحسين فقدتهما منذ أصبحت فلم أحسستهما ، وما كنت أظنّهما إلّا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله. قال عليّ : هما عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فارجعي ولا تؤذين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فإنها ليست بساعة إذن.

فسمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كلام عليّ وفاطمة ، فخرج في إزار ليس عليه غيره فقال : ما أزعجك هذه الساعة من رحلك؟ فقالت : يا رسول الله ابناك الحسن والحسين خرجا من عندي فلم أرهما حتى الساعة ، وكنت أحسبهما عندك وقد دخلني وجل شديد. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا فاطمة إن الله عزوجل وليّهما وحافظهما ليس عليهما ضيعة إن شاء الله ، ارجعي يا بنيّة فنحن أحقّ بالطلب.

فرجعت فاطمة إلى بيتها ، فأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في وجه وعليّ في وجه فابتغياهما فانتهيا إليهما وهما في أصل حائط قد أحرقتهما الشمس وأحدهما متستر بصاحبه ، فلما رآهما على تلك الحال خنقته العبرة ، وأكبّ عليهما يقبّلهما. ثم حمل الحسن على منكبه الأيمن وحمل الحسين على منكبه الأيسر ثم أقبل بهما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يرفع قدما ويضع أخرى مما يكابد من حرّ الرمضاء وكره أن يمشيا فيصيبهما ما أصابه فوقاهما بنفسه.

(١) كذا في أصليّ كليهما غير أن في نسخة السيد علي نقي : «وأبويهما خير منهما».


فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : نعم المطيّ مطيّهما ونعم الراكبان هما.

[فسار] حتى أتى المسجد فأمر بلالا فنادى بالناس فاجتمعوا في المسجد (١) فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهما على عاتقه فقال : يا معشر المسلمين ألا أدلّكم على خير الناس جدّا وجدّة؟ قالوا : بلى يا رسول الله. فقال : (٢) الحسن والحسين جدّهما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سيّد المرسلين وجدّتهما خديجة سيّدة نساء العالمين.

ألا أدلكم علي خير الناس أبا وأمّا؟ قالوا : بلى يا رسول الله. قال : الحسن والحسين أبوهما عليّ بن أبي طالب وأمّهما فاطمة بنت خديجة سيّدة نساء العالمين.

ألا أدلكم على خير الناس عمّا وعمّة؟ قالوا : بلى يا رسول الله. قال : الحسن والحسين عليهما‌السلام عمّهما جعفر بن أبي طالب وعمّتهما أم هانئ بنت أبي طالب.

أيّها الناس ألا أخبركم بخير الناس خالا وخالة؟ قالوا : بلى يا رسول الله. قال : الحسن والحسين خالهما [إبراهيم] ابن رسول الله وخالتهما زينب بنت رسول الله.

ثمّ قال : اللهمّ إنّك تعلم أن الحسن والحسين في الجنّة وأبوهما في الجنة وأمّهما في الجنة وعمهما في الجنة وعمّتهما في الجنة وخالهما في الجنة وخالتهما في الجنّة ، ومن أحبّهما في الجنّة ومن أبغضهما في النار (٣).

قال سليمان : وكان هارون الرشيد يحدّثنا وعيناه تدمعان وتخنقه العبرة.

قال الإمام أبو عثمان [المعدّل] : هذا خبر غريب عجيب.

__________________

(١) كذا في نسخة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «فنادى بالناس فاجتمع الناس في المسجد ...».

(٢) كذا في نسخة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «قال».

(٣) ورواه أيضا الملّا في وسيلة المتعبّدين : ج ١ / الورق ...

ورواه عنه في ذخائر العقبى ص ١٣٠ ،.

ورواه عنه أيضا في فضائل الخمسة : ج ٣ ص ١٨٧ ، وانظر أيضا منه ص ٢٢٣.

وانظر الحديث : (١٨٧) من ترجمة الإمام الحسن عليه‌السلام من تاريخ دمشق ص ..

وانظر أيضا الحديث : (١٧٣) من ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام منه ص ١٣٦ ، ط ١.


الباب العشرون

فضيلة

لامعة البروق (١) ومنقبة باسقة العروق في أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ابنيه الحسن والحسين في الليل الدامس بالانصراف إلى أمهما وأمر الله تعالى السماء بالبرق لإضاءة طريق سبطي رسول الله ثم ذهابهما إلى أمهما في ضوء البرق المتبسّط ورسول الله ينظر إليهما حتى دخلا على أمّهما. وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الحمد لله الذي أكرمنا أهل البيت].

٤٠٧ ـ أخبرنا الشيخ شمس الدين عبد الواسع بن عبد الكافي بن عبد الواسع الأبهري إجازة قال : أخبرنا شيخ شيوخ الإسلام ركن الدين أبو سعد محمد بن أحمد ابن أبي سعد عبد الصمد بن حمويه الجويني رحمهم‌الله إجازة ، قال : أخبرنا الشيخ الإمام صدر المشايخ معين الدين أبو بكر ابن أبي الحسن ابن محمد بن حمويه الجويني إجازة قال : أخبرنا عبد الوهاب (٢) ابن إسماعيل بن عمر الصيرفي قال : أخبرنا الشيخان عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي ، وأبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي.

حيلولة : وأخبرنا الشيخ المسند شرف الدين أبو الفضل [أحمد بن] هبة الله بن أحمد [بن محمد بن الحسن] ابن عساكر الدمشقي الشافعي بسماعي عليه بدمشق (٣)

__________________

(١) هذا هو الظاهر ، وفي أصلي : «الروق».

(٢) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «أخبرنا أبو عبد الوهاب».

(٣) ما بين المعقوفات مأخوذ من الحديث : (١٤٦) في الباب : (٣٧) والحديث : (٢٥٣) في الباب :

(٥٩) من السمط الأول ، في : ج ١ ، ص ١٨٣ ، و ٣٢٥.


قال : أخبرتنا الشيخة الصالحة زينب بنت أبي القاسم عبد الرحمن بن الحسن الشعري (١) قالت : أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، قالا : أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد السكاكي قال : أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد حافد العباس بن حمزة سنة سبع وثلاثين وثلاث مائة ، قال : حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي [قال] : حدثني أبي سنة ستين ومأتين ، قال : حدّثنا عليّ بن موسى الرضا سنة أربع وأربعين ومائة ، حدثني أبي موسى بن جعفر ، حدثني أبي جعفر بن محمد ، حدثني أبي محمد بن عليّ ، حدثني أبي عليّ بن الحسين ، حدثني أبي الحسين بن عليّ ، حدثني أبي عليّ بن أبي طالب ـ سلام الله عليهم أجمعين ـ [قال] :

إنّ الحسن والحسين كانا يلعبان عند النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى مضى عامّة الليل ، ثمّ قال لهما : انصرفا إلى أمّكما. فبرقت برقة فما زالت تضيء لهما حتى دخلا على فاطمة والنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ينظر إلى البرقة ، فقال : الحمد لله الذي أكرمنا أهل البيت (٢).

__________________

(١) كذا في نسخة طهران هاهنا ، وفي نسخة السيد علي نقي : «الحسن العسكري الشعري؟».

وفي الحديث : (٢٥٧) المتقدم في الباب : (٥٧) من السمط الأول : «عن أمّ المؤيّد زينب بنت عبد الرحمن بن أبي الحسن الشعرية».

(٢) وقريبا منه رواه أحمد بن حنبل في الحديث : (١٠٠) من مسند أبي هريرة من كتاب المسند : ج ٢ ص ١٣ ، ط ١ ، وفي : ط ٢ : ج .. ص ...

ورواه أيضا في الحديث : (٥٤) من باب فضائل الحسن والحسين عليهما‌السلام من كتاب الفضائل.

ورواه أيضا ابن سعد في الحديث : (١٤) من ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من الطبقات الكبرى : ج ٨.

وللحديث شواهد كثيرة تجد كثيرا منها في الحديث : (١٤٦ ـ ١٥٠) وتعليقاتها من ترجمة الإمام الحسن عليه‌السلام من تاريخ دمشق ص ...

وكذا تجد له شواهد أخر في الحديث : (١٣٨ ـ ١٤٢) وتعليقاتها من ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من تاريخ دمشق ص ١٠٣ ، ط ١.


الباب الحادي والعشرون

[في تبيين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فخامة مقام ابنيه الحسن والحسين عند الله تعالى وقوله في شأنهما : من أحبهما أحبه الله وأدخله جنات النعيم ، ومن أبغضهما أو بغى عليهما أبغضه الله وأدخله نار جهنم].

٤٠٨ ـ أخبرني الشيخ كمال الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن عليّ الشيذقاني الجويني كتابة في ذي الحجّة سنة ثلاث وستين وستّ مائة ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن بندار بن جعفر الطبري.

وأخبرني جمال الدين أحمد بن محمد بن محمد بن محمد ـ يعرف بمذكويه ـ إجازة بروايته عن إمام الدين أبي القاسم عبد الكريم بن أبي الفضل القزويني إجازة قال : أنبأنا السيد نقيب النقباء شرف الدين محمد بن المطهّر بن يعلى بن عوض الفاطمي الهروي إجازة بجميع مسموعاته ومجازاته وما يجوز له روايته ـ في ذي الحجّة سنة ثلاث وستّين وخمس مائة ـ قالا : أخبرنا أبو الفتح حمزة بن محمد بن عليّ الملقّب علي بحسول (١) الهمداني ـ قال الطبري : سماعا. [و] قال الفاطمي : إجازة إن لم يكن [سماعا] وكذا جميع مسموعاته ـ قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن عليّ القارئ بهرات (٢) قال : أخبرنا القاضي أبو المظفّر منصور بن إسماعيل

__________________

(١) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «بنحوك ـ أو ـ بنحول؟».

وانظر ما يأتي في الحديث : (٥١٦) ص ٢٤٠.

(٢) والحديث رواه أيضا ابن عساكر تحت الرقم : (١٣١) من ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج .. ص ٩٧ ط ١ ، قال :

أخبرنا أبو بكر عبد الرحمن بن أحمد العلوي بدمشق ، أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن علي البخاري بهرات ...

ورويناه في تعليقه عن مصادر ..

ورواه أيضا الحاكم في باب مناقب الإمام الحسن عليه‌السلام من المستدرك : ج ٣ ص ١٦٦ ، قال : ـ


الحنفي إملاء ، قال : أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبد الله السيّاري قال : أخبرنا أحمد بن نجدة القرشي قال : حدّثنا يحيى الحمّاني قال : حدّثنا قيس ، عن محمد ابن رستم ، عن زياد (١) :

عن سلمان قال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم للحسن والحسين : من أحبّهما أحببته ، ومن أحببته أحبّه الله ، ومن أحبّه الله أدخله جنات النعيم ، ومن أبغضهما ـ أو بغي عليهما ـ أبغضته ، ومن أبغضته أبغضه الله وأدخله نار جهنّم وله عذاب مقيم.

__________________

ـ أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي ، حدثنا أبو جعفر محمد بن عليّ الشيباني بالكوفة ، حدثني أبو الحسن محمد بن الحسن السبيعي ، حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ، حدثنا الأعمش عن إبراهيم ، عن أبي ظبيان : عن سلمان رضي‌الله‌عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : الحسن والحسين ابناي من أحبّهما أحبّني ومن أحبّني أحبّه الله ، ومن أحبّة الله أدخله الجنّة.

ومن أبغضهما أبغضني ، ومن أبغضني أبغضه الله ، ومن أبغضه الله أدخله النار.

قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين. وانسدّ على الذهبي طريق الفرار فكشف عن سوأته وقال : هذا حديث منكر!!! وإنما رواه بقي بن مخلد بإسناد آخر واه عن زاذان ، عن سلمان.

ورواه بعده باختصار عن أبي هريرة وقال هو والذهبي صحيح.

ورواه أيضا في مجمع الزوائد : ج ٩ ص ١٨١ ،

ورواه عنهما في فضائل الخمسة : ج ٣ ص ٢٠٦.

(١) ومثله في الحديث : (١٣١) من ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ٢ ص ٩٧ ط ١.

وفي الحديث : (١٣٢) منه : «عن زادان» ولعلّه الصواب ..


[قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة» برواية عبد الله بن عباس].

٤٠٩ ـ أخبرنا الشيخ عماد الدين عبد الحافظ بن بدران بن شبل بن طرخان بقراءتي عليه بنابلس ، قال : أخبرنا عبد الصمد بن محمد الأنصاري الحرستاني إجازة قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي ، أنبأنا الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين بن عليّ البيهقي ، قال : أخبرنا الحاكم الحافظ أبو عبد الله محمد ابن عبد الله البيّع النيسابوري قال : أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن محمد بن عقبة القاضي الحنفي المروزي قال : حدّثنا عبد الله بن محمود البغدادي قال : حدّثنا محمد بن عبيد الهمداني قال : حدثنا يوسف بن محمد (١) قال : حدثنا سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير :

عن ابن عباس : أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة.

[و] رواه الإمام محمد بن يزيد بن ماجة القزويني رحمه‌الله بزيادة فيه في مسنده (٢).

__________________

(١) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «محمد بن يوسف»؟.

ورواه أيضا ابن عساكر ـ في الحديث : (٦٦) من ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ... ص ٤٥ ط ١ ، قال :

أخبرنا أبو العلاء صاعد بن أبي الفضل بن أبي عثمان الماليني ، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أبي بكر ابن أحمد السقطي المقرئ ، أنبأنا أبو الفضل ...

(٢) لم يتيسّر لي الآن المراجعة إلى مقدمة سنن ابن ماجة ، والظاهر أن مراده هو الحديث التالي المنقول عن ابن ماجة.


الباب الثاني والعشرون

[في تقريض النبي سبطيه وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لهما : «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة» برواية عبد الله بن عمر].

٤١٠ ـ أخبرنا الشيخ العدل الصالح محمد بن أبي القاسم بن عمر المقرئ بقراءتي عليه بمدينة السلام بغداد ، قال : أخبرنا الشيخ عبد اللطيف ابن القبيطي ـ إجازة إن لم يكن سماعا ـ والشيخ الإمام شيخ الإسلام شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي رضي‌الله‌عنه إجازة ، بروايتهما عن أبي زرعة طاهر بن محمد بن عليّ المقدسي قال : أخبرنا أبو منصور محمد بن الحسين بن أحمد المقوّمي ـ إجازة إن لم يكن سماعا ، وكان الشيخ أبو زرعة محقّق سماعه فقرئ عليه كذلك احتياطا ـ قال : أخبرنا أبو طلحة القاسم بن أبي المنذر الخطيب ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أبي تميم بن سلمة ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني رحمه‌الله (١) قال : حدّثنا محمد بن موسى الواسطي [حدثنا] المعلّى بن عبد الرحمن ، قال : حدثنا ابن أبي ذئب ، عن نافع :

عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ، وأبوهما خير منهما.

__________________

(١) رواه في الحديث : (١١٨) من سننه : ج ١ ، ص ٤٢.

ورواه أيضا ابن الأعرابي في معجم الشيوخ : ج ٥ / الورق ١٨٣ / ب / عن الحسن بن عليّ الخلال الحلواني ، عن المعلّى ...

ورواه أيضا ابن عساكر بأسانيد في الحديث : (١٣٤) من ترجمة الإمام الحسن عليه‌السلام من تاريخ دمشق.

ورواه أيضا في الحديث : (٦٨) من ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج .. ص ٤٦ ـ


__________________

ـ والحديث رواه جماعة كثيرة من الصحابة ، ورواه ابن عساكر عن جماعة منهم بطرق كثيرة تحت الرقم : (٦٢) وتواليه من ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من تاريخ دمشق ص ٤١ ط ١.

ورواه أيضا في فضائل الخمسة : ج ٣ ص ٢١٥.

ورواه أيضا البغوي في معجم الصحابة : ج ٢٢ / الورق ٤٢ / ب / قال :

أنبأنا محمد بن أشكاب ، أنبأنا عمران بن إماث [كذا] أنبأنا مالك بن الحسن بن مالك بن الحويرث ، قال : حدّثني أبي عن جدّي ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة.

ورواه ابن عساكر بسنده عنه وعن غيره في الحديث : (٧١) من ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من تاريخ دمشق ص ٤٨ ط ١.

ورواه أيضا الحاكم في باب مناقب الإمام الحسن عليه‌السلام من المستدرك : ج ٣ ص ١٦٧ ، بأسانيد قال :

حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا الحسن بن عليّ بن عفان ، حدثنا عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني ، حدثنا الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعم ، عن أبيه :

عن أبي سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال : الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة إلا ابنيّ الخالة.

قال الحاكم : هذا حديث قد صحّ من أوجه كثيرة وأنا أتعجّب أنهما لم يخرجاه؟!

حدثنا أبو سعيد عمرو بن محمد بن منصور العدل ، حدثنا السري بن خزيمة ، حدثنا عثمان بن سعيد المري ، حدثنا عليّ بن صالح ، عن عاصم ، عن زرّ : عن عبد الله [بن مسعود] رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة وأبوهما خير منهما.

قال الحاكم ـ وأقرّه الذهبي ـ : هذا حديث صحيح بهذه الزيادة ولم يخرجاه.

ثم قال الحاكم : وشاهده ما : حدثناه أبو الحسن محمد بن عبد الله بن محمد بن صبيح العمري ، حدثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة الإمام ، حدثنا محمد بن موسى القطان ، حدثنا معلى بن عبد الرحمن ، حدثنا ابن أبي ذئب ، عن نافع :

عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة وأبوهما خير منهما.


[في حشر الأنبياء راكبا ، وحشر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على البراق وبعث صالح النبيّ على ناقته ، وبعث الحسن والحسين عليهما‌السلام على ناقة رسول الله ، وبعث بلال على ناقة من نوق الجنّة].

٤١١ ـ أخبرنا الشيخ الإمام البارع إمام الدين أبو الخير عبد الله ابن أبي الفتوح داوود بن معمر القرشي إجازة ـ في شهر رجب سنة خمس وستين وست مائة ـ قال : أخبرنا والدي موفّق الدين أبو الفتوح ، وعمّي مخلص الدين أبو عبد الله محمد بن أبي أحمد [ابن] معمر ، قالا : أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله بن أحمد الجوزدانية ، قالت : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن ريذة الأصبهاني ، قال : أخبرنا الإمام أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيّوب بن مطير اللخمي الطبراني رحمه‌الله (١) قال : حدّثنا هاشم بن يونس القصّار المصري ، قال : حدّثنا أبو صالح [عبد الله] ابن عبد الله بن صالح ، حدّثنا يحيى بن أيوب ، عن ابن جريج (٢) عن محمد بن كعب القرظي ، عن أبي هريرة قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يحشر الأنبياء يوم القيامة على الدواب ليوافوا

__________________

(١) رواه الطبراني في ترجمة هاشم بن يونس القصّار في حرف الهاء من المعجم الصغير : ج ٢ ص ١٢٦

وكان في أصليّ معا تصحيفات صححناها عليه ، وما بين المعقوفات أيضا مأخوذ منه.

ورواه أيضا الطبراني في الحديث : (١٠١) من ترجمة الإمام الحسن عليه‌السلام من المعجم الكبير : ج ١ / الورق ١٢٥ / أ/ وفي : ط ١ : ج ٣ ص ... ولكن لا يحضرني الآن.

(٢) هذا هو الصواب الموافق للمعجم الصغير وتاريخ بغداد ، وفي نسخة طهران «حسين بن أيّوب ، عن أبي جريج ...». وفي نسخة السيد علي نقي أيضا : «عن أبي حريخ ...».


من قبورهم المحشر (١) ويبعث صالح عليه‌السلام على ناقته ويبعث ابناي الحسن والحسين على ناقتي العضباء ، وأبعث على البراق خطوها عند أقصى طرفها ، ويبعث بلال على ناقة من نوق الجنّة فينادي بالأذن محضا ، وبالشهادة حقا حقا ، حتى إذا قال : أشهد أن محمدا رسول الله. شهد له المؤمنون. من الأوّلين والآخرين ، فقبلت ممّن قبلت وردّت على من ردّت (٢).

__________________

(١) كذا في كلي أصليّ ، ورواه الخطيب تحت الرقم : (....) من تاريخ بغداد : ج ٣ ص ١٤١ ، وفيه : «كيما يوافي بالمؤمنين من أصحابه المحشر ...».

(٢) ثم قال الطبراني في المعجم الصغير : لم يروه عن ابن جريج إلا يحيى بن أيّوب ، تفرّد به أبو صالح ، ولا يروى عن أبي هريرة إلّا بهذا الإسناد.

أقول : كان على الطبراني أن يقيّد الكلام ولا يأتي بالنفي المطلق لأنه لم يحط خبرا بجميع ما عند معاصريه من الأحاديث إذ لم يلتق بكثير منهم ، والذين لاقاهم أيضا لعلهم لم يبذلوا له جميع ما كان عندهم ، وهكذا لم يتمكّن الطبراني من الاطّلاع على جميع كتب المحدّثين وقراءته حتى يسوغ له أن يقول ـ بحسب عدم نقل معاصريه له وعدم وجدانه في جميع كتب السلف ـ إنه لم يروه إلا فلان ، أو تفرّد به فلان.

ومما يؤيّد ما ذكرناه هنا ما رواه الحاكم باختصار في باب مناقب فاطمة صلوات الله عليها من المستدرك : ج ٣ ص ١٥٢ ، قال :

أخبرنا أحمد بن بالويه العفصي من أصل كتابه ، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا محمد ابن عبد الله بن نمير ، حدثنا أبو مسلم قائد الأعمش ، حدثنا الأعمش ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : تبعث الأنبياء يوم القيامة على الدواب ليوافوا بالمؤمنين من قومهم المحشر ، ويبعث صالح على ناقته ، وأبعث على البراق خطوها عند أقصى طرفها ، وتبعث فاطمة أمامي.

وقد علّقنا هذا على الحديث : (٨٣٨) من ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ٢ ص ٣٣٦ فراجعه وبقيّة تعليقاته.


الباب الثالث والعشرون

[في حديث أسماء بنت عميس في مجيء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى بيت فاطمة عند ما ولدت الحسن والحسين وأذانه في أذنيهما ، وسؤاله عن عليّ : بم سمّيت ابني هذا؟ وجواب عليّ : ما كنت لأسبقك يا رسول الله. ونزول جبرئيل من قبل الله تعالى بأن يسميا حسنا وحسينا. وبكاؤه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما وضع الحسين في حجره وقوله لأسماء : تقتله الفئة الباغية ، يا أسماء لا تخبري فاطمة بهذا فإنها قريبة عهد بولادته].

٤١٢ ـ أخبرني المشايخ الإمام قطب الدين عبد المنعم بن يحيي بن إبراهيم القرشي الزهري الشافعي الخطيب بالبيت المقدّس الشريف ، وعزّ الدين عبد العزيز ابن عبد المنعم بن عليّ الحرّاني الأصل البغدادي المصري الدار كتابة ، وأبو الفضل [أحمد] بن هبة الله الشافعي بسماعي عليه ، بروايتهم عن أمّ المؤيّد زينب بنت أبي القاسم [عبد الرحمن بن الحسن الأشعري] الشعرية ، عن أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي إجازة قال : أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد السكاكي ، قال : أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب (١) قال : حدّثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد حافد العباس بن حمزة ـ سنة سبع وثلاثين وثلاث مائة ـ قال : حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي بالبصرة ، حدّثني أبي في سنة ستين ومأتين ،

__________________

(١) هذا هو الصواب الموافق لنسخة السيد علي نقي ولما مرّ في الباب : (٥٧ و ٥٩) من السمط الأول في : ج ١ ، ص ٣٠٧ و ٣٢٥ ، ولما تقدم في الباب : (١٠ ، و ١٢ ، و ٢٠) من هذا السمط ص ٤٥ و ٥٧ و ٩٤. ولما يجيء أيضا في الباب : (٣٩ و ٥٢ و ٥٩) في هذا المجلّد ، ص .... الباب :

وفي نسخة طهران هاهنا : «أبو علي الحسين بن أحمد السكاكي ، قال : أخبرنا أبو القاسم الحسين ابن محمد بن حبيب ...».

وما وضعناه بين المعقوفين زيادة توضيحية منا مأخوذة مما ذكره المصنف في الباب : (١٦) من السمط الأول وغيره مما أشرنا إليه.


قال : حدّثنا عليّ بن موسى الرضا سنة أربع وأربعين ومائة ، قال : حدثني أبي موسى ابن جعفر ، حدّثني أبي جعفر بن محمد ، حدثني أبي محمد بن عليّ [قال] : حدثني أبي عليّ بن الحسين قال :

حدّثتني أسماء بنت عميس قالت : قبلت جدتك فاطمة بالحسن والحسين ، فلمّا ولد الحسن جاءني النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا أسماء هلمّي بابني. فدفعته إليه في خرقة صفراء فرمى بها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : يا أسماء ألم أعهد إليكم أن لا تلفّوا المولود في خرقة صفراء؟ [قالت : فأخذته منه] فلففته (١) في خرقة بيضاء ودفعته إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأذّن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى. فقال لعليّ : أيّ شيء سميت ابني؟ فقال عليّ : ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول الله ، وقد أحبّ أن أسميه حربا. فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ولا أنا أسبق باسمه ربيّ عزوجل.

ثم هبط جبرئيل عليه‌السلام وقال : السلام عليك يا محمد العليّ الأعلى يقرئك السلام ويقول : عليّ منك بمنزلة هارون من موسى ولا نبيّ بعدك ، سمّ ابنك هذا باسم ابن هارون. قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : وما اسم ابن هارون يا جبرئيل؟ قال : شبر. قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لساني عربيّ. قال : سمّه الحسن.

قالت أسماء : فسمّاه الحسن (٢) فلمّا كان يوم سابعه عقّ عنه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بكبشين أملحين وأعطى القابلة فخذا وحلق رأسه وتصدّق بوزن الشعر ورقا وطلا رأسه بالخلوق ، ثمّ قال : يا أسماء الدم فعل الجاهلية.

قالت أسماء : فلمّا كانت بعد حول من مولد الحسن ولد الحسين ، فجاءني النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال (٣) : يا أسماء هلمّي بابني. فدفعته إليه في خرقة بيضاء فأذّن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى ووضعه في حجره وبكى!!!.

قالت أسماء : قلت : فداك أبي وأمي [ممّ] بكاؤك؟ قال : على ابني هذا. قلت : ولد الساعة [وتبكيه]!؟ قال : يا أسماء تقتله الفئة الباغية من بعدي لا أنالهم الله شفاعتي.

__________________

(١) هذا هو الظاهر ، وفي نسخة طهران : «فلفته في خرقة ...».

(٢) هذا هو الظاهر ، وفي الأصل : «فسمى الحسن».

(٣) كذا في نسخة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «فجاء النبيّ ... قال ...».


ثم قال : يا أسماء لا تخبري فاطمة بهذا فإنها قريبة عهد بولاده (٢) ثم قال لعليّ : أيّ شيء سمّيت ابني؟ فقال : ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول الله ، وقد كنت أحبّ أن أسمّيه حربا!!! قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ولا أنا أسبق باسمه ربيّ.

ثم هبط جبرئيل عليه‌السلام فقال : يا محمد العليّ الأعلى يقرأ عليك السلام ويقول : عليّ منك بمنزلة هارون من موسى ولا نبيّ بعدك فسمّ ابنك هذا باسم ابن هارون. قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : وما اسم ابن هارون؟ قال : شبير. قال : لساني عربيّ يا جبرئيل. قال : سمّه الحسين.

قالت أسماء : فسمّاه الحسين ، فلمّا كان يوم سابعه عقّ عنه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بكبشين أملحين ، وأعطى القابلة فخذا وحلّق رأسه وتصدّق بوزن الشعر ورقا ، وطلا رأسه بالخلوق ، ثم قال : يا أسماء الدم فعل الجاهلية.

__________________

(٢) هذا هو الظاهر ، وفي الأصل : «قربته بعهد».


الباب الرابع والعشرون

[في ذكر المعنى المتقدم في الحديث السالف باختصار على وجه غير سديد]

٤١٣ ـ أنبأني العلامة علاء الدين أبو حامد محمد بن أبي بكر ابن محمد الطاوسي رحمه‌الله فيما كتب إليّ من مدينة قزوين ، قال : أنبأنا الإمام السعيد تقيّ الدين محمد ابن محمود بن إبراهيم الحمامي رحمه‌الله بقراءتي عليه مسند أحمد بن حنبل رضي‌الله‌عنه ، قال : أنبأنا به الإمام أبو محمد عبد الغنيّ بن الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد العطّار الهمداني والشيخ أبو علي ابن إسحاق بن أبي الفرج ، قالا : أخبرنا به أبو القاسم هبة الله بن الحصين ، قال : أخبرنا به أبو عليّ ابن المذهب ، قال : أخبرنا به أبو بكر القطيعي قال : أخبرنا به الإمام أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدّثني أبي (١) قال : حدثنا الحجّاج ، قال : حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن هانئ بن هانئ :

عن عليّ [عليه‌السلام] قال : لمّا ولد الحسن عليه‌السلام جاء النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : أروني ابني ما سمّيتموه؟ قلت : سمّيته حربا. قال : بل هو حسن. فلمّا ولد الحسين عليه‌السلام قال : أروني ابني ما سمّيتموه؟ قلت : سمّيته حربا. فقال : بل هو حسين.

فلما ولد الثالث جاء النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : أروني ابني ما سمّيتموه؟ قلت : حربا. قال : هو محسن. ثم قال : سميتهم بأسماء ولد هارون شبرا وشبيرا ومشبرا.

__________________

(١) رواه أحمد في مسند عليّ عليه‌السلام تحت الرقم : (٧٦٩ و ٩٥٢) من كتاب المسند : ج ١ ، ص ... ط ١ ، وفي ط ٢ : ج ٢ ص ...

ورواه أيضا في الحديث : (١٨) من باب مناقب الحسن والحسين عليهما‌السلام من كتاب الفضائل ، وروى قريبا منه بسند آخر في الحديث : (٢٠) منه.


[صلاة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ووثوب سبطيه الحسن والحسين في حال سجوده على كتفه ، ومنع الناس إيّاهما عن ذلك ، وإشارة رسول الله إليهم : أن دعوهما. ثم بعد فراغه من الصلاة وضعه إيّاهما في حجره وقوله : من أحبّني فليحبّ هذين].

٤١٤ ـ أخبرني الشيخ الإمام الواعظ الحافظ نور الدين عثمان بن محمد بن أبي بكر الدستجردي الطوسي رحمه‌الله فيما كتب إليّ منها ، أخبرنا الإمام علاء الدين أبو بكر عبد الله بن عبد الله (١) الهاشمي الطوسي قال : أخبرنا الإمام شرف الدين محمود بن أحمد بن عبد الرشيد المعروف بشرفشاه ، قال : أخبرنا الإمام شيخ الإسلام أبو المحاسن عليّ بن الفضل الفارمذي.

وأخبرنا الإمام محمد بن وحيد الدين محمد بن محمد بن (٢) أبي بكر ابن أبي يزيد بقراءتي عليه ، قال : أخبرنا الإمام محمد بن أبي الفتوح سماعا ، قال : أخبرني والدي الإمام أبو الفتوح ابن محمد بن عمر بن يعقوب ، قال : أخبرني الشيخ الإمام محمد ابن عليّ بن الفضل الفارسا (٣) قالا : أنبأنا شيخ الإسلام أبو علي الفضل بن محمد الفارمدي قال : أخبرنا الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني إملاء في مدرسته بنيسابور ، قال : أخبرنا أبو طاهر ابن خزيمة ، قال : أخبرنا جدّي ، قال : أخبرنا محمد بن ربعي القيسي (٤) ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى ، قال : حدثنا عليّ بن صالح ، عن عاصم عن زرّ :

__________________

(١) كذا في نسخة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «أبو بكر ابن عبد الله الهاشمي ...».

(٢) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «وحيد الدين محمد بن أبي بكر».

(٣) كذا.

(٤) كذا في أصليّ ، ورواه ابن عساكر في الحديث : (١١٦) من ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من تاريخ دمشق بأسانيد ثلاثة ، عن عبيد الله بن موسى وقال : ـ


عن عبد الله قال : كان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصلّي فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره ، فإذا منعوهما أشار إليهم أن دعوهم ، فلمّا قضى الصلاة وضعهما في حجره فقال : من أحبّني فليحبّ هذين.

__________________

ـ وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن موسى وسعيد بن منصور بن سعد القشيري قالا : أنبأنا أبو طاهر ابن خزيمة ، أنبأنا جدّي أبو بكر ، أنبأنا محمد بن معمر بن ربعي العيسي ، أنبأنا عبيد الله بن موسى ...

ورواه أيضا في الحديث : (١١١) من ترجمة الإمام الحسن عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ... ص ..

ورواه أيضا ابن المغازلي في الحديث : (٤٢٤) من مناقبه ص ٣٧٦ ط ١ ، قال :

أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا محمد بن المظفّر بن موسى بن عيسى الحافظ إذنا ، حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ، حدثنا يوسف بن موسى القطان ، حدثنا أبو بكر ابن عياش ، عن عاصم ، عن زرّ : عن عبد الله بن مسعود ، قال : كان الحسن والحسين على ظهر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو يصلّي فجعل الناس ينحّونهما ، فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : دعوهما فإنهما ممن أحبّهما بأبي وأمّي هما وأباهما من أحبّني فليحبّهما.

أقول : وللكلام مصادر كثيرة جدا.

وقد رواه الطبراني في ترجمة الإمام الحسن عليه‌السلام من المعجم الكبير : ج ١ / الورق ١٣٣ / / وفي ط ١ : ج ٣ ص ...

وقد خرّجه أيضا أبو حاتم كما في ذخائر العقبى ص ١٢٣ ، وذكره أيضا الهيثمي في كتاب مجمع الزوائد : ج ٩ ص ١٧٩ ، وقال :

رواه أبو يعلى والبزار ، والطبراني ، ورجال أبي يعلى ثقاة.

ورواه أيضا ابن حجر في ترجمة الإمام الحسن عليه‌السلام من الإصابة : ج ١ ، ص ٣٣٠ قال : وعند أبي يعلى من طريق عاصم ، عن زرّ ، عن عبد الله [بن مسعود] :

كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يصلّي فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره ، فإذا أرادوا أن يمنعوهما أشار إليهم أن دعوهما ، فإذا قضى الصلاة وضعهما في حجره ، فقال : من أحبّني فليحبّ هذين.

قال ابن حجر : وله شاهد في السنن ، وصحيح ابن خزيمة عن بريدة ، وفي معجم البغوي نحوه بسند صحيح عن شداد بن الهاد.

أقول : وقد رواه أيضا البيهقي في السنن الكبرى : ج ٢ ص ٢٦٣ ، وأبو نعيم في حلية الأولياء : ج ٨ ص ٣٠٥.

ورواه أيضا في فضائل الخمسة : ج ٣ ص ١٩١.

ورواه أيضا ابن سعد ، في الحديث : (١٦) من ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من الطبقات الكبرى : ج ٨ / الورق ... / / قال :

أخبرنا عبيد الله بن موسى قال : أخبرنا عليّ بن صالح ، عن عاصم ، عن زرّ ، عن عبد الله بن مسعود قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصلّي ، فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره فإذا أرادوا أن يمنعوهما أشار إليهم أن دعوهما ، فلما قضى الصلاة وضعهما في حجره ، ثم قال : من أحبّني فليحبّ هذين. ـ


[حديث ابن عمر : «أهل العراق يسألونني عن قتل الذباب وقد قتلوا ابنيّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقد قال : هما ريحانتيّ من الدنيا].

٤١٥ ـ أقول ـ وأنا أفقر عباد الله تعالى إلى رحمته أبو محمد ابن محمد (١) ـ أنبأنا محمد ومحمد قالا : أنبأنا محمد ، قال : أنبأنا محمد ، قال : أخبرنا محمد ومحمد ، قالا : أخبرنا محمد ، قال : حدثنا محمد ، قال : حدثنا شعبة ، عن محمد ، قال : سمعت ابن أبي نعم يقول :

سمعت عبد الله بن عمر يقول : وسأله رجل عن المحرم ـ قال شعبة : أحسبه [قال :] ـ يقتل الذباب؟ فقال : أهل العراق يسألونني عن قتل الذباب وقد قتلوا ابني النبيّ (٢) صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد قال : هما ريحانتاي من الدنيا.

[قال المؤلّف] المحمّدان اللذان أروي عنهما فهما علاء الدين [أبو حامد] محمد ابن أبي بكر [الخليلي] الطاوسي (٣) وبدر الدين محمد بن عبد الرزاق بن أبي بكر القزويني (٤) وهما رويا عن محمد الثالث وهو عزّ الدين محمد بن عبد الرحمن بن المعالي الواريني.

وأمّا محمد الرابع فهو الإمام فقيه الحرم كمال الدين أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي.

وأمّا محمد الخامس فهو الإمام أبو عبد الله محمد بن عليّ بن الحسن الجنابذي المقرئ الجرجاني شيخ القراءة في عصره بنيسابور.

وأمّا محمد السادس فهو الشيخ أبو سهل محمد بن أحمد بن عبد الله بن حفص

__________________

(١) كذا في نسخة طهران ، ولفظة : «أبو» غير موجودة في نسخة السيد علي نقي.

(٢) كذا في هذا الحديث ، وفي كثير من طرق هذه للرواية : «وقد قتلوا ابن النبيّ».

(٣) كذا في الحديث : (٣٨) في الباب : (١١) والحديث : (٩٠) في الباب : (٢١) والحديث : (١٠١) في الباب : (٢٣) ص ٧١ و ١٢٨ ، و ١٣٧ ، من الجزء الأول ط ١ ، ومثلهما في الحديث : (٣٨٤ و ٤١٣) في الباب : (١٢ ، و ٢٤) من السمط الثاني في : ج ٢ ص ٥٧ و ١٠٥.

وفي الحديث : (٣٨٧) في أول الباب : (١٤) من هذا السمط ص ٦١ : «الشيخ جمال الدين محمد بن أحمد بن أبي بكر الخليلي القزويني ...».

(٤) هذا هو الظاهر الموافق لما مرّ في الحديث : (٣٢٨) في الباب : (٧٠) من السمط الأول في : ج ١ ، ص ٣٩١ ط ١ ، وهاهنا في الأصل : «عبد الرزاق بن أبي بكر الصابني ...».


الحفصي المروزي قدم بنيسابور ونزل المدرسة النظامية وقرئ عليه صحيح البخاري ثم رجع إلى مولده بمرو ، وتوفي هناك.

وأمّا محمد السابع فهو الشيخ الثقة أبو الهيثم محمد بن مكّي بن زراع الكشميهني المروزي الأديب.

وأمّا محمد الثامن فهو أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر بن صالح بن بشر الفريري.

وأمّا محمد التاسع فهو الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الجعفي البخاري (١).

وأما محمد العاشر فهو أبو بكر ابن بشّار بن عثمان بن داوود العبدي البصري [و] يقال له : بندار.

وأما محمد الحادي عشر فهو محمد بن جعفر الهذلي صاحب الكرابيسي الملقّب بغندر.

وأمّا محمد الثاني عشر الذي يروي عنه شعبة فهو أبو عبد الله محمد بن عبد الله ابن أبي يعقوب البصري [الضبي] وهو ابن أخي هيثم.

وابن أبي نعم هو عبد الرحمن ابن أبي بكر شيخه فروي عنه شعبة [كذا].

__________________

(١) وهو تلميذ حريز بن عثمان الحمصي التابع لنزعته ، والحديث قد رواه في آخر باب مناقب الحسن والحسين عليهما‌السلام من جامعه : ج ٥ ص ٣٣.

ورواه أيضا وفي باب : «رحمة الولد ...» من ج ٧ ص ٨ ، ورواه أيضا في الأدب المفرد ص ١٤.

ورواه أيضا النسائي في الحديث : (١٣٩) من كتاب الخصائص ص ١٢٤ ط الغري.

ورواه ابن عساكر بأسانيد في الحديث : (٥٨) من ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من تاريخ دمشق.

ورواه أيضا البلاذري في الحديث : (٨٥) من ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من أنساب الأشراف ج ٣ ص ٢٢٧ ط ١.

ورواه أيضا الطبراني في الحديث : (١١٦) من ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من المعجم الكبير : ج ١ / الورق ... / / وفي ط ١ : ج ٣ ص ... قال :

حدّثنا عليّ بن عبد العزيز ، وأبو مسلم الكشي ، قالا : أنبأنا حجاج بن المنهال ، أنبأنا مهدي بن ميمون ، عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب :

عن ابن أبي نعم قال : كنت عند ابن عمر فسأله رجل عن دم البعوض ، فقال : ممن أنت؟ قال : من أهل العراق. قال : انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن رسول الله صلى الله عليه؟!! وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه يقول : هما ريحانتاي من الدنيا.

ورواه أيضا ابن سعد في الحديث : (٩) من ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من الطبقات الكبرى : ج ٨ / الورق ... / قال :

أخبرنا وهب بن جرير بن حازم ، قال : حدثني أبي. ـ


__________________

ـ وأخبرنا عفّان بن مسلم وسعيد بن منصور ، قالا : حدثنا مهدي بن ميمون جميعا عن محمد بن أبي يعقوب : عن ابن أبي نعم قال : سمعت رجلا سأل ابن عمر عن دم البعوض يكون في ثوبه. فقال : ممّن أنت؟

قال : من أهل العراق. قال : انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم!!! وقد سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول للحسن والحسين : هما ريحانيّ من الدنيا.

ورواه أيضا الترمذي في الحديث الرابع من باب مناقب الحسن والحسين من كتاب الفضائل من سننه : ج ٤ ص ٣٣٩ وفي ط : بشرح تحفة الأحوذي : ج ١٣ ، ص ١٩٣ ، قال : حدّثنا عقبة بن مكرم العمّي ، حدثنا وهب بن جرير بن حازم ، حدثنا أبي عن محمد بن أبي يعقوب : عن عبد الرحمن بن أبي نعم : أنّ رجلا من أهل العراق سأل ابن عمر عن دم البعوض يصيب الثوب؟

فقال ابن عمر : انظروا إلى هذا يسأل عن دم البعوض وقد قتلوا ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟!! وسمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : إن الحسن والحسين هما ريحانتاي من الدنيا.

قال أبو عيسى [الترمذي] : هذا حديث صحيح وقد رواه شعبة ، ومهدي بن ميمون ، عن محمد ابن أبي يعقوب.

وقد روي عن أبي هريرة ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم نحوه.

ورواه أيضا أحمد تحت الرقم : (٥٥٦٨ و ٥٩٤٠ و ٥٩٧٥) [من مسند ابن عمر] من كتاب المسند ، وتحت الرقم : (٤٣) من باب فضائل الحسن والحسين عليهما‌السلام من كتاب الفضائل.

ورواه عنهم وعن غيرهم في فضائل الخمسة : ج ٣ ص ١٨٣.


[تعويذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سبطيه الحسن والحسين عليهما‌السلام]

٤١٦ ـ كتب إليّ الإمام إمام الدين أبو الخير عبد الله بن الإمام موفّق الدين أبي الفتوح داوود بن معمر القرشي الأصفهاني منها ـ في منتصف شهر رجب سنة خمس وستين وستّ مائة ـ [قال] : أنبأنا والدي موفّق الدين أبو الفتوح داوود ، وعمّي مخلص الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن معمر ، قالا ؛ أخبرتنا الشيخة فاطمة بنت عبد الله [بن] أحمد بن عقيل الجوزدانية ، عن أبي بكر محمد بن عبد الله بن ريذة (١) عن الإمام أبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيّوب الطبراني (٢) حدثنا عمرو ابن ثور الجذامي (٣) حدثنا محمد بن يوسف الفريابي ، حدثنا سفيان [الثوري] ، عن ابن أبي ليلى ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير :

عن ابن عباس أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يعوّذ الحسن والحسين ويقول : أعيذ كما بكلمات الله التامّة ، من شرّ [كل] شيطان وهامّة ، ومن كل عين لامّة.

[قال الطبراني] لم يروه عن سفيان ، عن ابن أبي ليلى ، عن المنهال إلّا الفريابي.

__________________

(١) تقدم ترجمته في تعليق الحديث : (١٨١) في الباب : (٤٥) من : ج ١ ، ص ٢٣٣.

(٢) رواه الطبراني في ترجمة عمرو بن ثور الجذامي من المعجم الصغير : ج ١ ، ص ٢٥٧ ط ٢.

ورواه أيضا في الأوسط ، كما رواه عنه وعن ابن النجار في كنز العمال : ج ٥ ص ١٩٥ ، ط ١ ،.

ورواه عنه وعن مصادر كثيرة أخر في فضائل الخمسة : ج ٣ ص ١٧٧.

(٣) كذا في ترجمة الرجل من المعجم الصغير : ج ١ ، ص ٢٥٧ ط ٢.

وكان في كل واحد من أصليّ من فرائد السمطين أغلاط صححناها على وفق ما في المعجم الصغير.

والحديث رواه أيضا ابن عساكر تحت الرقم : (١٧٥) من ترجمة الإمام الحسن عليه‌السلام من تاريخ دمشق ص ...

ورواه أيضا أحمد بن حنبل في الحديث : (٣٠٦) من مسند عبد الله بن عباس من مسنده : ج ١ ، ص ٢٢٦ ، قال :

حدثنا يزيد ، أنبأنا سفيان ، عن منصور ، عن المنهال ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس [قال] : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يعوّذ حسنا وحسينا [و] يقول : أعيذ كما بكلمات الله التامة ، من ـ


[و] الهامّة كلّ ذات سمّ ، والجمع : الهوامّ : فأمّا ما يسمّ ولا يقتل فهو السامّة كالعقرب والزنبور ، وقد يقع [ويطلق] الهوامّ على ما يدبّ من الحيوان وإن لم يقتل كالحشرات.

وقوله : «عين لامّة» أي ذات لمم وهو طرف من الجنون يلمّ بالإنسان أي يقرب منه ويعتريه ولذلك لم يقل «ملمة» وأصلها من ألممت بالشيء ليزاوج قوله : هامّة.

__________________

ـ كل شيطان وهامّة ، ومن كل عين لامّة.

وكان يقول : كان إبراهيم أبي يعوّذ بهما إسماعيل وإسحاق.

ورواه أيضا في الحديث : (٦٥٧) من هذا المسند : ج ١ ، ص ٢٧٠ ط ١ ، وفي ط ٢ ج ٢ ص عن عبد الرزّاق ، عن سفيان ، عن منصور ...

ورواه أيضا ابن سعد في الحديث : (٢٢) وتاليه من ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من الطبقات الكبرى ، قال :

أخبرنا يزيد بن هارون ، ويعلى بن عبيد ، وأبو عامر العقدي ، قالوا : حدثنا سفيان ، عن منصور ، عن المنهال ، عن سعيد بن جبير : عن ابن عباس ، قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يعوّذ الحسن والحسين وهما صبيّان ، فقال : هاتوا ابنيّ حتى أعوّذهما بما عوّذ إبراهيم ابنيه إسماعيل وإسحاق ، فضمّهما إلى صدره ثم قال : أعيذ كما بكلمات الله التامّة ، من كل شيطان وهامّة ، ومن كل عين لامّة.

و [كان صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم] يقول : هكذا كان إبراهيم يعوّذ ابنيه إسماعيل وإسحاق.

ورواه بعده بسند آخر عن عبد الله بن مسعود رضوان الله عليه.

ورواه أيضا البخاري في آخر باب : «يزفّون النسلان في المشي» من كتاب بدء الخلق من صحيحه : ج ٤ ص ١٧٨ ، قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا جرير ، عن منصور ، عن المنهال ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما ، قال : كان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يعوّذ الحسن والحسين ويقول : إن أباكما [إبراهيم] كان يعوّذ بها إسماعيل وإسحاق : أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامّة ، ومن كل عين لامّة.

ورواه أيضا الحاكم في باب مناقب الإمام الحسن عليه‌السلام من المستدرك : ج ٣ ص ١٦٧ ،

وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين وأقرّه الذهبي.

ورواه عنه وعن البخاري في الفضائل الخمسة : ج ٣ ص ١٧٦ ،.

ورواه أيضا عن صحيح الترمذي : ج ١ ، وعن باب : «ما عوّذ به النبيّ» من أبواب الطبّ من صحيح ابن ماجة ، وصحيح أبي داوود : ج ٣ ص ١٨٠ ، ومستدرك الحاكم : ج ٣ ص ١٦٧ ، و ٢٧٠ ، وحلية الأولياء : ج ٤ ص ٢٩٩ و : ج ٥ ص ٤٥ ومشكل الآثار : ج ٤ ص ٧٢ ، وكنز العمال : ج ٥ ص ١٩٥.


الباب الخامس والعشرون

[في أن جبرئيل عليه‌السلام نزل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ووجده مغتمّا من أجل إصابة العين لسبطيه الحسن والحسين فقال له : أفلا عوذتهما بهؤلاء الكلمات ..]

٤١٧ ـ أخبرني الإمام بدر الدين محمد بن الإمام عماد الدين محمد بن أسعد البخاري إجازة بروايته عن والده إجازة قال : أنبأنا الشيخ الإمام العالم علاء الدين أبو المعالي طاهر بن محمود بن أحمد البخاري ببخارى ـ يوم الثلاثاء الخامس عشر من شهر رمضان سنة ثمان عشرة وستّ مائة ـ قال : أنبأنا الشيخ الإمام الواعظ أبو عمرو عثمان بن عليّ ابن أبي القاسم البيكندي ، أنبأنا الشيخ الإمام أبو محمد عبد الواحد بن عبد الرحمن الزبيري الوركي قراءة عليه بها ، حدثنا الشيخ الإمام أبو محمد إسماعيل ابن الحسن الزاهد (١) البخاري إملاء ، قال : حدثنا سهل بن عثمان ، قال : حدثنا محمد بن محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا عبيد بن محمد الصنعاني ، حدثنا عبد ربّه بن عبد الله ، عن أبي رجاء ، عن شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث :

عن عليّ عليه‌السلام أن جبرئيل عليه‌السلام أتى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فواقفه مغتمّا ، فقال : يا محمد ما هذا الغمّ الذي أراه في وجهك؟ قال [إن] الحسن والحسين أصابتهما العين. قال : يا محمد فإن العين حقّ أفلا عوّذتهما بهؤلاء الكلمات؟ قال : وما هنّ يا جبرئيل؟ قال : قل : اللهمّ ذا السلطان العظيم [و] ذا المنّ القديم [و] ذا الوجه الكريم ، وليّ الكلمات التامات ، والدعوات المستجابات ، عاف الحسن والحسين من أعين الجنّ وأعين الإنس.

فقالها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم. [ثم قال] : عوّذوا أنفسكم ونساءكم وأولادكم بهذا التعويذ فإنّه لم يتعوّذ المتعوّذون بمثله (٢).

__________________

(١) كذا في نسخة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «الحسين الزاهد».

(٢) ورواه أيضا في كنز العمال : ج ٥ ص ١٩٥ ، عن جماعة ، وعنه في فضائل الخمسة : ج ٣ ص ١٧٧ ، ط ٢.


الباب السادس والعشرون

[في ما ورد من طريق أهل السنة من أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال في شأن ابنه الحسن : إن ابني هذا سيد وإن الله سيصلح على يديه بين فئتين من المسلمين].

٤١٨ ـ أخبرني الشيخ الإمام علاء الدين عبد اللطيف بن عبد الرشيد بن محمد ابن عبد الرشيد الأصفهاني كتابة إليّ منها أنه سمع أبا جعفر محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني ـ في سنة تسع وخمس مائة ـ أنّه قال : أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله بن أحمد الجوزدانية ، قالت : أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن ريذة الأصفهاني ، أنبأنا الإمام سليمان بن أحمد بن أيّوب اللخمي (١) قال : حدثنا لؤلؤ الرومي مولى أحمد بن طولون ببغداد ، حدثنا الربيع بن سليمان ، حدثنا عبد الرحمن بن شيبة الجدّي ، حدثنا هشيم ، عن يونس بن عبيد ، ومنصور بن زاذان ، عن الحسن ، عن أبي بكرة ، قال :

رأيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم على المنبر ، ومعه الحسن [وهو] يقول : إنّ ابني هذا سيّد ، وإنّ الله سيصلح على يديه [بين] فئتين من المسلمين عظيمتين.

[قال الطبراني] : لم يروه عن يونس إلّا هشيم ، ولا عن هشيم إلّا ابن شيبة ، تفرّد به الربيع.

__________________

(١) الظاهر أنّه رواه في ترجمة عبد الرحمن بن شيبة الجدّي ـ أو لؤلؤ الرومي ـ من المعجم الصغير.


[قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في شأن سبطه الإمام الحسن : «اللهم إني أحبّه فأحبّه وأحبّ من يحبّه» برواية الصحابي الكبير أبي سعيد الخدري].

٤١٩ ـ أخبرنا الشيخ الصالح بدر الدين الحسن بن عليّ ابن أبي بكر الخلّال الدمشقي بقراءتي عليه بها سنة خمس وتسعين وستّ مائة ، أنبأنا الشيخ علم الدين عليّ ابن محمد بن عبد الصمد السخاوي سماعا عليه سنة أربع وثلاثين وستّمائة ، أنبأنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي سماعا ، أنبأنا أبو العلاء محمد بن عبد الجبّار بن محمد الفرساني (١) سماعا ، أنبأنا أبو الحسن عليّ بن يحيى بن جعفر بن عبد كويه سماعا ، أنبأنا محمد بن أحمد بن المنذر الصيدلاني المديني ، حدثنا محمد بن عليّ ابن مخلّد ، حدثنا إسماعيل بن عمرو ، حدثنا فضيل بن مرزوق ، عن عديّ بن ثابت :

عن البراء بن عازب رضي‌الله‌عنه ، قال : نظر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى الحسن فقال : اللهمّ إني أحبّه فأحبّه وأحبّ من أحبّه (٢).

__________________

(١) كذا في مخطوطة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «العرساقي».

(٢) ورواه أيضا ابن سعد في الحديث : (٤٨ و ٤٩) من ترجمة الإمام الحسن عليه‌السلام من الطبقات الكبرى : ج ٨ ص ... قال :

أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي ، وشبابة بن سوار ، ويحيى بن عبّاد ، قالوا : حدثنا شعبة ، قال : أخبرني عدي بن ثابت ، قال :

سمعت البراء بن عازب يقول : رأيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم حاملا الحسن على عاتقه وهو يقول : اللهمّ إنّي أحبّه فأحبّه.

وأيضا قال ابن سعد : أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا فضيل بن مرزوق ، قال : حدثني عديّ ابن ثابت :

عن البراء بن عازب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم للحسن : اللهمّ إنّي قد أحببته فأحبّه وأحبّ من يحبّه .ـ


__________________

ـ أقول : ومتن الحديث الأول رواه أيضا أحمد في مسند البراء من كتاب المسند : ج ٤ ص ٢٩٢ ، وتحت الرقم : (٦) من باب فضائل الحسن والحسين من كتاب الفضائل عن محمد بن جعفر ، عن شعبة ، عن عدي بن ثابت ...

ورواه أيضا تحت الرقم : (٤١) من باب فضائل الحسن والحسين من كتاب الفضائل عن إبراهيم ابن عبد الله ، عن حجاج ، عن شعبة ...

ورواه أيضا البخاري في باب مناقب السبطين عليهما‌السلام من صحيحه : ج ٥ ص ٣٣ قال :

حدثنا حجاج بن المنهال ، حدثنا شعبة ، قال : أخبرنا عديّ ...

ورواه أيضا الترمذي في الحديث : (١٦) من باب مناقب السيّدين الحسن والحسين عليهما‌السلام من كتاب المناقب : ج ١٣ ، ص ١٩٨ ، بشرح تحفة الأحوذي ، قال :

حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ...

ثم قال : قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح وهو أصحّ من حديث الفضيل بن مرزوق.

أقول : وحديث الفضيل ذكره قبل هذا الحديث.

ورواه أيضا أبو بكر ابن مالك كما في الحديث : (٥١ و ٥٢) من باب فضائل الحسن والحسين عليهما‌السلام من كتاب الفضائل ، قال :

حدثنا إبراهيم [بن عبد الله البصري] أنبأنا سليمان بن حرب ، أنبأنا شعبة ، عن عدي بن ثابت قال : سمعت البراء ، قال :

رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم والحسن أو الحسين ـ شكّ أبو مسلم ـ على عاتقه وهو يقول : اللهمّ إنّي أحبّه فأحبّه.

حدثنا إبراهيم ، أنبأنا عمرو بن مرزوق ، قال : أنبأنا شعبة ، عن عديّ بن ثابت :

عن البراء بن عازب ، قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حامل الحسن ـ أو الحسين ـ على عاتقه وهو يقول : اللهمّ إني أحبّه فأحبّه.


[بعض ما] أسند [ه الإمام] الحسن صلوات الله عليه عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم].

٤٢٠ ـ أخبرنا الشيخ الإمام إمام الدين أبو الخير عبد الله بن أبي الفتوح داوود ابن معمر القرشي الأصفهاني فيما كتب إليّ منها ، قال : أخبرنا والدي عن أبي داوود عبد الرحمن بن أحمد الباغبان ، عن أبي القاسم عبد الرحمن ، وأبي عمرو عبد الوهّاب ابنيّ عبد الله بن مندة ، قالا : أنبأنا والدنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة بجميع كتاب معرفة الصحابة من تصنيفه ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد السلام ببيروت ، وعمر بن الربيع بن سليمان بمصر ، قالا : حدثنا يحيى بن أيّوب ، قال : حدثنا أبو مريم (١) قال : حدثنا محمد بن جعفر ابن أبي كثير ، عن موسى بن عقبة ، عن أبي إسحاق ، عن بريد بن أبي مريم (٢) عن أبي الحوراء [ربيعة بن شيبان] :

عن الحسن بن عليّ عليه‌السلام قال : علّمني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن أقول في الوتر :

اللهمّ اهدني في من هديت ، وعافني في من عافيت ، وتولّني في من تولّيت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شرّ ما قضيت ، إنّك تقضي ولا يقضى عليك ، إنه لا يذلّ من واليت ، ولا يعزّ من عاديت تباركت وتعاليت (٣).

__________________

(١) الظاهر أن هذا هو الصواب ، وفي الأصل : «أبي مريم».

(٢) قال البخاري في باب الباء تحت الرقم : (١٩٧٥) من التاريخ الكبير : ج ٢ ص ١٤٠ : بريد بن أبي مريم السلولي البصري ، واسم أبي مريم مالك بن ربيعة.

(٣) والحديث رواه الدارمي إشارة بذكر قطعة منه في أول كتاب البيع من سننه : ج ٢ ص ٢٤٥ ، قال :

أخبرنا سعيد بن عامر ، حدثنا شعبة ، عن بريد بن أبي مريم ، عن أبي الحوراء السعدي ، قال :


هذا حديث غريب من حديث موسى بن عقبة ، رواه جماعة عن أبي إسحاق ومنهم الثوري وإسرائيل وأبو الأحوص وعمّار بن رزيق وحمزة الزيّات وشريك وغيرهم.

ورواه عن بريد بن أبي مريم شعبة ، ويونس بن أبي إسحاق والحسن بن عمارة.

ورواه عن الحسن بن عليّ عائشة وأبو هريرة رضي‌الله‌عنه [وهو] غريب.

__________________

قلت للحسن بن عليّ : ما تحفظ من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : سأله رجل عن مسألة ما أدري ما هي فقال : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك.

أقول : المذكور في جلّ المصادر منها تاريخ اليعقوبي : أنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خاطب ابنه الحسن بهذا الكلام ، فما في هذه الرواية إمّا من باب تعدّد القصّة أو أنه من سهو الراوي.

ورواه أيضا الترمذي في صحيحه : ج ١ ، ص ٩٣.

ورواه أيضا أحمد بن حنبل في مسنده : ج ١ ، ص ٢٠١ ط ١ ، ولكن قال الحسين بن عليّ ،.

ومثله في الحديث : (٣١) من ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من أنساب الأشراف : ج ٣ ص ١٤٣ ، ط ١ ،.

ورواه أيضا في الحديث : (٢٥) من ترجمة الإمام الحسن عليه‌السلام : ج ٣ ص ١٩.

ورواه أيضا الحاكم في المستدرك : ج ٣ ص ١٧٢.

كما رواه أيضا مع زيادات كثيرة في الباب : (١٩) من تيسير المطالب ص ٢٣٦.

ورواه أيضا أبو نعيم في ترجمة من حلية الأولياء : ج ٨ ص ٢٦٤.

ورواه عنهم في فضائل الخمسة : ج ٣ ص ٢٤٥.

وللحديث أسانيد كثيرة أكثرها مذكورة في الحديث : (٦١) وتواليه من ترجمة الإمام الحسن عليه‌السلام من الطبقات الكبرى : ج ٨ ..

ورواه أيضا في الحديث : (١٨٠) وتواليه من ترجمة الإمام الحسن عليه‌السلام من المعجم الكبير : ج ١ / الورق ٣٠ /

ورواه أيضا في الحديث : (١ ـ ٤) من ترجمة الإمام الحسن عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ١٢ ، ص ...

ورواه أيضا الدولابي في الحديث : (١٢٧) من كتاب الذرية الطاهرة / الورق ٢٤ /


[خطبة الإمام الحسن بعد شهادة أبيه عليهما‌السلام ، وذكره بعض خصائص أمير المؤمنين وبعض خصائصه وخصائص أهل البيت عليهم‌السلام].

٤٢١ ـ [وبالأسانيد المتقدمة المنتهية] إلى الحافظ أبي بكر البيهقي ، قال : أنبأنا أبو عبد الله الحافظ (١) قال : أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسين ابن جعفر بن عبد الله بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (٢) صاحب كتاب النسب ببغداد ، قال : حدثنا إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد ابن عليّ بن الحسين بن عليّ ، قال : حدثني عليّ بن جعفر بن محمد بن عليّ ، قال : حدثني الحسين بن زيد بن عليّ عن عمّه عمر بن عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، قال :

خطب الحسن بن عليّ حين قتل عليّ عليهما‌السلام فقال : لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأوّلون ، ولا يدركه الآخرون ، وما ترك على ظهر الأرض صفراء ولا بيضاء إلّا سبع مائة درهم فضلت عن عطاياه أراد أن يبتاع بها خادما لأهله.

ثمّ قال : ألا أيّها الناس من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا ابن النبيّ وأنا ابن البشير ، وأنا ابن النذير ، وأنا ابن الداعي إلى الله بإذنه ، وسراجا منيرا ، وأنا من أهل البيت الذي كان جبرئيل عليه‌السلام ينزل فينا ويصعد من عندنا ، وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا ، وأنا من أهل البيت الذي افترض الله مودّتهم على كل مسلم. ثمّ قرأ (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً) [٢٣ / الشورى : ٤٢]. فاقتراف الحسنة مودّتنا أهل البيت (٣).

__________________

(١) وهو الحاكم النيسابوري ، والحديث رواه في باب مناقب الإمام الحسن عليه‌السلام من المستدرك : ج ٣ ص ١٧٢.

(٢) كلمتا : «الحسين بن» مأخوذتان من نسخة السيد علي نقي.

(٣) ورواه أيضا الدولابي في الحديث : (١١٥) من كتاب الذرّيّة الطاهرة الورق ٢٢.


الباب السابع والعشرون (١)

[في فضل سيرة الحسن ووصف خلقه الحسن صلوات الله عليه و [على] جده وأبيه وأمّه وأخيه عليهم‌السلام].

٤٢٢ ـ نقل الإمام الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصفهاني رحمه‌الله ، في كتاب حلية الأولياء من تصنيفه ، وقد أخبرني به الشيخ الإمام صدر الدين روزبهان بن أحمد بن الشيخ الولي السعيد روزبهان رحمهم‌الله كتابة [إليّ] من شيراز ـ في رجب سنة سبع وستين وستّ مائة ـ قال : أخبرني الشيخ الثقة الصدوق أبو سعد ابن أحمد بن سهل السهرآبادي بجميع كتاب حلية الأولياء بروايته عن القاضي مختص الدين أبو المكارم أحمد بن محمد بن أبي الفرج المعدل سبط نعمان بن عبد السلام رحمه‌الله ، عن الشيخ المقرئ أبي علي الحسن بن أحمد الحدّاد ، عن الحافظ أبي نعيم المصنف رحمه‌الله (٢) قال :

نقل عن الحسن رضي‌الله‌عنه أنّه قال : «إني لأستحيي من ربي أن ألقاه ولم أمش إلى بيته» فمشى عشرين مرّة من المدينة على رجليه.

__________________

(١) هذا العنوان كان في صدر الحديث التالي ؛ والظاهر أن محلّه هاهنا لشدّة الاتّصال بين هذا الحديث وما بعده ، وكان هاهنا هكذا : «فصل : في فضل سيرة الحسن ...».

وحيث قدّمنا العنوان : «الباب السابع والعشرون» حذفنا لفظة : «فصل» لعدم الحاجة إليها.

(٢) ورواه أيضا في ترجمة الإمام الحسن عليه‌السلام من حلية الأولياء : ج ١ ، ص ...

ورواه عنه ابن عساكر في الحديث : (٢٢٤) من ترجمة الإمام الحسن عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج .. ص ...

ورواه أيضا في آخر الفصل السادس من المستطرف ص ١٢ ، وفيه : فمشى من المدينة إلى مكة أربعين مرة.

وذكر فيه قبله حديث آخر في دعاء الإمام الحسن عليه‌السلام وطوافه فراجع.


ونقل أنّه خرج من ماله مرتين ، وقاسم الله تعالى ماله ثلاث مرات حتى كان ليعطي نعلا ويمسك نعلا.

ونقل أنّه تزوّج بامرأة فأرسل إليها بمائة جارية مع كلّ جارية ألف درهم ، ومتع امرأتين بعشرين ألف درهم وزقاق من عسل ، فقالت إحداهما : متاع قليل من حبيب مفارق (١).

وقال بعضهم : دخلت عليه لمّا سقي السمّ وهو يجود بنفسه والحسين رضي‌الله‌عنهما عند رأسه فقال : يا أخي من تتّهم؟ قال : لم؟ لتقتله؟ قال : نعم. قال : إن يكن الذي أظنّ فالله أشدّ بأسا وأشدّ تنكيلا ، وإ [ن] لا يكن فما أحبّ أن يقتل فيّ بريء. ثم قضى رضوان الله عليه.

فضيلة (٢)

[في أن الإمام الحسن حجّ خمس عشرة حجّة ماشيا ونجائبه تقاد معه ، وأنه خرج لله من ماله مرّتين ، وقاسم الله ماله ثلاث مرات].

٤٢٣ ـ أخبرني الشيخ الإمام مجد الدين عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر البغدادي رحمه‌الله إجازة قال : أخبرني الحافظ الإمام جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن ابن عليّ الجوزي رحمه‌الله إجازة ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، قال : أخبرنا [الحسن بن عليّ أبو] محمد الجوهري ، قال : حدثنا ابن حيويه ، قال : حدّثنا ابن معروف ، قال : أخبرنا [الحسين] بن الفهم ، قال : حدثنا محمد ابن سعد (٣) قال : أنبأنا عليّ بن محمد ، عن خلّاد بن عبيدة ، عن عليّ بن زيد [بن

__________________

(١) كذا في نسخة السيد علي نقي ، ومثلها في الحديث : (١٠٨) من ترجمة الإمام الحسن عليه‌السلام من الطبقات الكبرى : ج ٨ ص ... ، وفي نسخة طهران : «من خليل مفارق».

(٢) وكان في أصلي قبل هذه اللفظة : «الباب السابع والعشرون» وقدمناه إلى صدر الحديث السالف كي لا يتخلّل بين هذا الحديث وما سبقه أجنبيّ لما بين الحديث وما سلفه من شدة الاتّصال والاتحاد.

(٣) رواه في الحديث : (١٠٦) من ترجمة الإمام الحسن عليه‌السلام من الطبقات الكبرى : ج ٨. ـ


عبد الله بن جدعان] قال :

حجّ الحسن بن عليّ خمس عشرة حجّة ماشيا وإنّ النجائب لتقاد معه. وخرج من ماله لله مرّتين ، وقاسم الله ماله ثلاث مرات حتى أن كان ليعطي نعلا ويمسك نعلا [ويعطي خفّا ويمسك خفّا].

[في جواب الإمام الحسن عليه‌السلام لمن لامه على مسالمته مع معاوية ، وأنّ الذي فعله كان خيرا ممّا طلعت عليه الشمس] :

٤٢٤ ـ أنبأني السيّد جلال الدين عبد الحميد بن فخار الموسوي الحليّ ، عن والده فخار بن معد الموسوي عن شاذان بن جبرئيل القمّي عن جعفر بن محمد الدورستي قال : أنبأنا أبو جعفر محمد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي رحمه‌الله (١) قال : حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العمري العلوي السمرقندي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود ، عن أبيه ، قال : حدثنا جبرئيل بن أحمد

__________________

ـ وما وضعناه بين المعقوفات في التوالي مأخوذ منه.

ورواه بسنده عنه وعن غيره ابن عساكر في الحديث : (٢٢٨) وتواليه من ترجمة الإمام الحسن عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ١٢ ، ص ٤٠ ، وفي ط ١ : ج .. ص ..

ورواه أيضا البلاذري في الحديث السادس من ترجمة الإمام الحسن عليه‌السلام من أنساب الأشراف : ج ١ / الورق ٢١٩ / أ/ وفي ط ١ : ج ٣ ص ٩ عن المدائني ، عن خلاد بن عبيدة ...

ورواه أيضا الحاكم في الحديث : (٥) من باب مناقب الإمام الحسن عليه‌السلام من المستدرك : ج ٣ ص ١٦٩ ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ، حدثنا محمد بن عبد الوهاب ، أنبأنا يعلى بن عبيد الله بن الوليد ، عن عبد الله بن عبيد بن عمير ، قال : لقد حجّ الحسن بن عليّ خمسا وعشرين حجّة ماشيا وإن النجائب لتقاد معه.

ورواه عنه وعن غيره في ملحقات إحقاق الحقّ : ج ١١ ، ص ١٢٣.

(١) رواه في الباب : (٢٩) من كتاب إكمال الدين ص ٣٠٨ ط ٢.


عن موسى بن جعفر البغدادي (١) قال : حدثني الحسن بن محمد الصيرفي (٢) عن حنّان بن سدير ، عن أبيه سدير بن حكيم ، عن أبيه :

عن أبي سعيد عقيصا ، قال : لمّا صالح الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما‌السلام معاوية بن أبي سفيان ، دخل عليه الناس فلامه بعضهم على بيعته!! فقال عليه‌السلام : ويحكم ما تدرون ما عملت ، والله الذي عملت خير لشيعتي مما طلعت عليه الشمس أو غربت.

ألا تعلمون أنّي إمامكم ومفترض الطاعة عليكم ، وأحد سيّديّ شباب أهل الجنّة بنصّ من رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم عليّ؟ قالوا : بلي. قال :

أما علمتم أن الخضر عليه‌السلام لمّا خرق السفينة وأقام الجدار وقتل الغلام كان ذلك سخطا لموسى بن عمران عليه‌السلام إذ خفي عليه وجه الحكمة في ذلك ، وكان ذلك عند الله تعالى ذكره حكمة وصوابا.

أما علمتم أنه ما منّا أحد إلّا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلّا القائم الذي يصلّي روح الله عيسى بن مريم خلفه ، فإن الله عزوجل يخفي ولاده ويغيب شخصه لئلّا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج [و] ذلك التاسع من ولد أخي الحسين [و] ابن سيّدة الإماء ، يطيل الله عمره في غيبته ثمّ يظهر [ه] بقدرته في صورة شابّ دون أربعين سنة وذلك ليعلم أنّ الله على كل شيء قدير.

__________________

(١) كذا في مخطوطة طهران وإكمال الدين ، وفي نسخة السيد علي نقي : «جبرئيل بن أحمد بن موسى بن جعفر ...».

(٢) كذا في نسخة السيد علي نقي والطبعة الثالثة من إكمال الدين ، وفي مخطوطة طهران من فرائد السمطين : «الحسين بن محمد الصيرفي».


الباب الثامن والعشرون

[فيما روي عن المقدام بن معديكرب من أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : حسن منّي وحسين من عليّ].

٤٢٥ ـ أنبأنا الشيخ عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر البغدادي ، أخبرنا الشيخ جمال الدين ابن الدبيثي الواسطي إجازة ، أنبأنا البرهان ابن أبي المكارم المطرّزي إجازة ، قال : أنبأنا أبو المؤيّد الموفّق بن أحمد الخطيب إجازة ، أخبرني الشيخ الإمام أبو النجيب سعد بن عبد الله بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي فيما كتب إليّ من همدان ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ، قال : أخبرني أبو تميم كامل بن إبراهيم ابن أحمد الخندقي ، قال : حدثنا أبو نصر عبد الله بن أحمد بن عبدان الشيرازي ، قال : أخبرني أبو بكر أحمد بن عبدان الحافظ ، قال : حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الواسطي ، قال : حدثنا محمد بن موسى المصفى (١) قال : حدّثنا بقية ، عن بحير بن سعد ، عن خالد بن معدان (٢) :

عن المقدام بن معديكرب : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : حسن منّي وحسين من عليّ عليهم‌السلام.

__________________

(١) لعلّ هذا هو الصواب ، وفي نسخة السيد علي نقي : «محمد بن موسى الصفي» ، وفي نسخة طهران وترجمة رجل من أهل قنسرين من تاريخ دمشق : ج ٦٤ ص ١٨٩ : «محمد بن موسى المصطفى» غير أن لفظة : «موسى» غير موجودة في نسختي من تاريخ دمشق.

(٢) هذا هو الصواب الموافق لما رويناه بأسانيد عن مصادر وعلّقناه على الحديث : (١٤٨٣) من ترجمة الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ٣ ص ٣٣٦ ط ١.

وفي أصليّ كليهما : «عن يحيى بن سعيد ، عن خلف بن معدان ، عن المقدام ...».

ومثلهما في الحديث : (١٦٥) من ترجمة الإمام الحسن عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج .. ص .. ولكن في تاليه : «بحير بن سعد».

وانظر مسند المقدام بن معديكرب من مسند أحمد : ج ٤ ص ١٢٢ ط ١.

وانظر أيضا فضائل الخمسة : ج ٣ ص ٢٤٠.


[حديث أبي هريرة : لا أزال أحبّ الحسن بن عليّ بعد ما رأيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصنع به ما يصنع ، رأيت الحسن في حجره وهو يدخل أصابعه في لحية النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويدخل النبيّ لسانه في فمه ويقول : اللهمّ إنّي أحبّه فأحبّه وأحبّ من يحبّه].

٤٢٦ ـ أخبرنا عبد الواحد بن محمد بن محمد بن شيدة بقراءتي عليه ، قال : أنبأنا غانم بن محمد بن عبد الواحد ، قال : أنبأنا والدي ، قال : أنبأنا أحمد بن محمد ابن موسى المجبر ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثنا الحسن بن عليّ بن عفّان (١) قال : حدثنا [يحيى بن] عبد الحميد الحماني عن سفيان ، عن نعيم ، عن محمد بن سيرين (٢) :

عن أبي هريرة قال : لا أزال أحبّ هذا الرجل ـ يعني الحسن (٣) بن عليّ عليه‌السلام ـ بعد ما رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصنع به ما يصنع ، رأيت [رسول الله و] الحسن في حجره وهو يدخل أصابعه في لحية النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فبارك النبيّ ويدخل النبيّ لسانه (٤) في فمه [أ] ولسان الحسن في فيه (٥) ثم قال : اللهمّ إنّي أحبّه فأحبّه وأحبّ من يحبّه (٦).

__________________

(١) كذا في نسخة السيد علي نقي والحديث : (٨٤) من ترجمة الإمام الحسن عليه‌السلام من تاريخ دمشق ، وفي نسخة طهران : «الحسين بن عليّ بن عقان».

(٢) هذا هو الظاهر الموافق لما في ترجمة الإمام الحسن عليه‌السلام من تاريخ دمشق ، وفي الأصل : «عن نعيم بن محمد بن سيرين ...».

(٣) هذا هو الصواب ، وفي الأصل : «الحسين».

(٤) كذا كتبته بيدي من الأصل ولا أرى الآن له معنى منسجما ، ولا يحضرني الآن الأصل كي أراجعه.

ورواه الحاكم في المستدرك : ج ٣ ص ١٦٩ ، وفيه : «وهو يدخل أصابعه في لحية النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يدخل لسانه في فمه ثم قال : اللهمّ ...».

ورواه عنه في كتاب فضائل الخمسة : ج ٣ ص ٢٣٣.

(٥) هذا هو الظاهر الموافق لما نذكره في التعليق التالي ، وفي الأصل : «ولسان الحسن في فيه».

(٦) والحديث رواه أيضا ابن عساكر تحت الرقم : (٨٣) من ترجمة الإمام الحسن عليه‌السلام من تاريخ ـ


[في استيجاب عليّ الجنّة بإيجاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم له في يوم أحد لمّا أبطأ عليه خبر عمّه حمزة فقال : من يأتيني بخبر عمّي حمزة فله الجنّة. فخرج الحارث بن الصمة فوجد حمزة مقتولا وقد شقّ بطنه واستخرج كبده فوقف عليه يبكي فأبطأ على النبيّ خبره فقال من يأتيني بخبر الحارث فله الجنّة. فخرج عليّ عليه‌السلام فوجد الحارث واقفا يبكي على الحمزة فجاء حتى وقف معه يبكي ثم رجعا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأخبراه الخبر].

٤٢٧ ـ أخبرني الشريف أبو محمد حمزة بن العباس العلوي بقراءتي عليه ، قال : حدثنا أبو الحسين محمد بن عليّ بن محمد بن صنجر (١) كتابة ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسين بن عليّ بن الحسين (٢) بن عمرو إملاء ، قال : أنبأنا أحمد ابن موسى بن إسحاق الأنصاري وما سمعناه إلّا منه ، قال : حدّثتني جدّتي أسماء بنت الحارث بن سعد بن الصلت بن الحارث بن الصمّة ، قالت : حدثني أبي عن جدي ، عن أبيه ، قال :

__________________

ـ دمشق : ج .. ص ... قال :

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء ، أنبأنا منصور بن الحسين بن عليّ ، وأحمد بن محمود ، قالا : أنبأنا أبو بكر ابن المقرئ ، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سعيد بن الحسن الدستوائي البزاز التستري الحافظ بتستر ، أنبأنا الحسن بن عليّ بن عفّان ، أنبأنا عبد الحميد بن عبد الرحمن ، أنبأنا سفيان الثوري.

وأخبرنا أبو طالب عليّ بن عبد الرحمن بن أبي عقيل ، أنبأنا أبو الحسن عليّ بن عفان العامري ، أنبأنا عبد الحميد بن عبد الرحمن أبو يحيى الحماني ، عن سفيان ، عن نعيم :

عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة ، قال : لا أزال أحبّ هذا الرجل ـ يعني الحسن بن عليّ ـ بعد ما رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصنع به ما يصنع قال : رأيت الحسن بن عليّ في حجر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو يدخل أصابعه في لحية النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم والنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يدخل لسانه في فمه ـ أو لسان الحسن في فمه ـ ثم قال : اللهمّ إنّي أحبّه فأحبّه وأحبّ من يحبّه.

(١) كذا في مخطوطة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «محمد بن صحر؟».

(٢) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «الحسن بن عمرو».


لمّا كان يوم أحد أبطأ على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم خبر عمّه حمزة رضي‌الله‌عنه ، فقال : من يأتيني بخبر عمّي حمزة وجبت له الجنّة. فخرج الحارث بن الصمّة وأنشأ يقول :

إن نبيّي أشهده

في مضجع لن يرقده

فقد لحمزة أسده

أرسلني إذ فقده

يا ليتني أن أجده

حيّا لكيما أعضده

قال : فوجد حمزة قتل وشقّ بطنه واستخرج كبده فوقف عليه يبكي ، وأبطأ على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم خبره وجعل لا يأخذه النوم ، فقال : من يأتيني بخبر الحارث بن الصمّة وجبت له الجنّة. فخرج عليّ بن أبي طالب وجعل يقول :

يا ربّ إن الحارث بن صمّة

كان وفيا وبنا ذو ذمّة

قد غاب في مهامة مهمّة

في ليلة سوداء مدلهمّة

يا ربّ فاردد حارثا بذمّة (١)

وجلّ عنّا يا إلهي الغمّة

قال : فجاء فوجد الحارث واقفا على حمزة وهو مقتول ، فوقفا يبكيان ، ورجعا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخبراه الخبر.

__________________

(١) كذا في نسخة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «فاردد جارنا».


الباب التاسع والعشرون

[في تقريض النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سبطيه وقوله في عظمة شأنهما : حسين منّي وأنا منه ، أحبّ الله من أحبّ حسينا ، الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة].

٤٢٨ ـ أنبأني الشيخ فخر الدين أبو الحسن عليّ بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي بروايته عن أبي بكر محمد بن حامد بن محمد بن أبي نصر المقرئ الضرير إجازة ، ومحي الدين عمر بن محمد بن عبد الله ابن أبي عصرون ، بروايته عن ستّ الكتبة نعمة بنت عليّ بن يحيى بن عليّ بن الطراح إجازة ، قالا : أخبرنا زاهر بن طاهر بن محمد ابن أحمد بن يوسف بن عبد الرحمن الصابوني ، وأبو بكر محمد بن عبد العزيز الخيري وأبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري ، قالوا : أنبأنا الحاكم أبو عبد الله محمد ابن عبد الله البيع سماعا عليه رحمه‌الله ، قال : أخبرني خلف بن محمد بن إسماعيل البخاري ، قال : حدثنا أبو عمران موسى بن أفلح البخاري ، قال : حدثنا سعيد بن مسلم بن قتيبة بن مسلم ، حدثني جعفر بن الأزهر بن قريظ بن (١) معد بن رفاعة ـ ومعد هو أبو رمثة صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٢) ـ قال : سمعت أبا الأزهر أبي لاهز بن قريط [قال :] أخبرني قريط ، عن أبيه أبي رمثة ، [قال] :

إن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : حسين مني وأنا منه ، و [هو] سبط من الأسباط ، أحبّ الله من أحبّ حسينا ، إن الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة.

__________________

(١) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «عن معد بن رفاعة».

(٢) قال في ترجمته من كتاب الإستيعاب بهامش الإصابة : ج ٤ ص ٧٠ :

واختلف في اسمه اختلافا كثيرا ... [و] عداده في الكوفيين ، روى عنه أياد بن لقيط.

وقريبا منه ذكره ابن حجر في ترجمة الرجل من الإصابة : ج ٤ ص ٧٠ ، ولم يذكر ابن عبد البرّ ، ولا ابن حجر في تعداد أسماء الرجل : (معدي) أو (معد).

وقال في كنز العمال : ج ٦ ص ٢٢١ ، وأخرج ابن عساكر عن أبي رمثة [عن] النبيّ صلى الله عليه] : حسين مني وأنا منه ، هو سبط من الأسباط ، أحبّ الله من أحبّ حسينا ، إن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

ورواه عنه في فضائل الخمسة : ج ٣ ص ٢٦٣ ط بيروت.

أقول : إن الحديث لم أجده في ترجمة السبطين الإمام الحسن والحسين عليهما‌السلام من تاريخ دمشق.


الباب الثلاثون

فضيلة

[وحصيصة] فضفاضة المحاسد ، ومنقبة عذبة الموارد.

[في كشف النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن عظمة ابنه الحسين وفخامة أمره وأنّه كبضعة منه بقوله : حسين منّي وأنا من حسين أحبّ الله من أحبّ حسينا حسين سبط من الأسباط].

٤٢٩ ـ أخبرني الإمام علاء الدين عبد اللطيف بن عبد الرشيد بن محمد بن عبد الرشيد الأصبهاني كتابة إليّ منها ، قال : أنبأنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني سماعا في سنة سبع وتسعين وخمس مائة.

وأخبرني العدل عماد الدين عبد الغني بن عبد الرحمن بن مكّي البغدادي إجازة بروايتهم عن الإمام موفّق الدين أبي الفتوح داوود بن معمر القرشي ، حدثنا أحمد (١)

__________________

(١) رواه أحمد في الحديث : (١٤) من باب فضائل الحسن والحسين عليهما‌السلام من كتاب الفضائل الورق ١٤٦ / ب /.

ورواه أيضا في مسند يعلى بن مرة العامري من كتاب المسند : ج ٤ ص ١٧٢ ، ط ١.

ورواه أيضا ابن عساكر بسنده عن أحمد ، وغيره في الحديث : (١١٢) من ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من تاريخ دمشق ص ٨٠ ط ١.

ورواه أيضا الطبراني في الحديث : (٦٢) من المعجم الكبير من ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام ج ٣ ص ...

ورواه أيضا ابن ماجة في الحديث : (١٤٤) من سننه : ج ١ ، ص ١٠ ، عن يعقوب بن حميد بن كاسب ، عن يحيى بن سليم ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ...

ورواه أيضا الترمذي في باب مناقب الإمام الحسن والحسين من صحيحه : ج ٢ ص ٣٠٧.

ورواه أيضا البخاري في باب معانقة الصبيّ من كتاب الأدب المفرد.

كما رواه أيضا ابن الأثير في أسد الغابة : ج ٢ و ٥ ص ١٩ ، و ١٣٠.


قال : حدثنا عفّان ، قال : حدثنا وهيب ، قال : حدثنا عبد الله بن عثمان بن خيثم (١) عن سعيد بن أبي راشد :

عن يعلى [بن مرة] العامري أنّه خرج مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى طعام دعوا له ، قال : فاستمثل (٢) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمام القوم وحسين مع غلمان يلعب ، فأراد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يأخذه فطفق الصبيّ يفرّ هاهنا مرة وهاهنا مرة ، فجعل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يضاحكه حتى أخذه ، قال : فوضع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم إحدى يديه تحت قفاه والأخرى تحت ذقنه ووضع فاه على فيه فقبّله وقال : حسين منّي وأنا من حسين ، أحبّ الله من أحبّ حسينا (٣) حسين سبط من الأسباط.

قوله : سبط من الأسباط أي أمّة من الأمم في الخير ، يوضحه قوله تعالى : (أَسْباطاً أُمَماً) [١٦ / الأعراف : ٧] ترجم عن الأسباط بالأمم.

__________________

(١) كذا في الأصل ، ومثله تقدم تحت الرقم : (٤٠٠) في الباب : (١٧) ص ٧٩. وفي كتاب الفضائل وسنن ابن ماجة والمستدرك والطبقات الكبرى ذكره بتقديم المثلثة على المثناة.

(٢) ومثله في مسند أحمد ، ولكن قال : قال عفان : قال وهيب : «فاستقبل».

وفي الحديث : (١٤) من كتاب الفضائل : «فاشتمل رسول الله».

(٣) كذا في الأصل ومثله في مستدرك الحاكم ، وفي كتاب الفضائل : «اللهمّ أحبّ من أحبّ حسينا ...».


الباب الحادي والثلاثون (١)

[في عصمة الأئمّة من آل محمد صلى الله عليهم أجمعين وخطبة رسول الله في نعمت الله تعالى وأجوبته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن أسئلة نعثل اليهودي عن وحدانية الله تعالى وأوصياء رسول الله صلوات الله عليهم أجمعين].

٤٣٠ ـ ٤٣١ ـ أنبأني الإمام بدر الدين محمد بن أبي الكرم (٢) عبد الرزاق بن أبي بكر بن حيدر ، أخبرني القاضي فخر الدين محمد بن خالد الحنيفي الأبهري كتابة ، قال : أنبأنا السيد الإمام ضياء الدين فضل الله بن عليّ أبو الرضا الراوندي إجازة ، أخبرنا السيد أبو الصمصام ذو الفقار بن محمد بن معد الحسني ، أنبأنا الشيخ أبو جعفر الطوسي ، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ، وأبو عبد الله الحسين بن عبيد الله ، وأبو الحسين جعفر بن الحسين ابن حسكة القمّي وأبو زكريا محمد بن سليمان الحرّاني ، قالوا كلهم : أنبأنا الشيخ أبو جعفر محمد بن عليّ بن بابويه القمي (٣) قال : أخبرنا عليّ بن [محمد بن] عبد الله الوراق الرازي ، قال : أخبرنا سعد بن

__________________

(١) ومن المؤسف جدا ضياع مبيضّتي المحققة من هاهنا إلى الحديث : (٤٤٢) الآتي في الباب : (٣٣) في ص ١٤٥ ، ولم أتمكّن ثانيا أن أعلّق على هذه الأحاديث الضائعة لوهن القوّة وعدم المساعد والمعاون في هذا المجال وإلى الله المشتكى.

(٢) كذا في نسخة طهران ، ومثلها تقدم في الحديث : (٣٢٨) في الباب : (٧٠) من السمط الأول في : ج ١ ، ص ٣٩١ ط ١ ،

وهكذا تقدم مثل ما في نسخة طهران تحت الرقم : (٣٦٩) في الباب : (٦) من هذا السمط في هذا المجلد ، ص ٢٤ من خط يدي وفي طبعتنا هذه ص ٣١.

وتقدم أيضا في الباب : (١٢) تحت الرقم : (٣٨٤) ص ٤٩ ، غير أن في الموارد المذكورة لم يوجد لفظتا : «أبي الكرم».

وهاهنا في نسخة السيد علي نقي : «صدر الدين محمد بن أبي الكرام».

(٣) رواه في أواخر الباب : (٢٤) من كتاب إكمال الدين : ج ١ ، ص ١٦٣ ، ط ١ ، وما بين المعقوفين مأخوذ منه. والحديث بعينة يجيء أيضا تحت الرقم : (٥٦٤) في أحاديث المهديّ عليه‌السلام.


عبد الله ، قال : أنبأنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسين بن علوان ، عن عمرو ابن خالد ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة :

عن عبد الله بن عباس ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : أنا وعليّ والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهّرون معصومون (١).

وقال أبو جعفر [محمد بن] عليّ بن بابويه (٢) : أخبرني أبو المفضّل محمد بن عبد الله بن عبد المطّلب الشيباني عن أحمد بن مطرف بن سوار بن الحسين القاضي الحسني بمكّة ، أنبأنا أبو حاتم المهلّبي المغيرة بن محمد (٣) قال : أنبأنا عبد الغفّار ابن كثير الكوفي ، عن هيثم بن حميد ، عن أبي هاشم ، عن مجاهد :

عن ابن عباس ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : قدم يهودي على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقال له : نعثل ، فقال له : يا محمد إنّي أسألك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين فإن أجبتني عنها أسلمت على يدك. قال : سل يا أبا عمارة. قال : يا محمد صف لي ربّك. فقال عليه‌السلام : إن الخالق لا يوصف إلّا بما وصف به نفسه ، وكيف يوصف الخالق الذي يعجز الأوصاف أن يدركه ، والأوهام أن تناله والخطرات أن تحدّه ، والأبصار الإحاطة به ، جلّ عمّا يصفه الواصفون.

نأى في قربه ، وقرب في نأيه. كيّف الكيف فلا يقال له كيف ، وأيّن الأين فلا يقال له أين ، هو منقطع الكيفوفيّة والأينونيّة.

فهو الواحد الصمد كما وصف نفسه ، والواصفون لا يبلغون نعته ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.

قال : صدقت يا محمد فأخبرني عن قولك : «إنّه واحد لا شبيه له» أليس الله تعالى واحدا والإنسان واحد؟ فوحدانيّته قد أشبهت وحدانية الإنسان؟!.

__________________

(١) والحديث بعينه يجيء أيضا تحت الرقم : (٥٦٤) في ص ٣١١.

(٢) رواه في كتاب النصوص كما روى عنه قطعة منه في الحديث : (٤٠) من الباب : (١٣) وهو باب نفي الجسم والصورة من بحار الأنوار : ج ٣ ص ٣٠٣ ط ٢ ، وفي ط ١ : ج ١ ، ص ٩٤.

ورواه أيضا في الحديث : (١٠٦) من الباب : (٤١) من بحار الأنوار : ج ٩ ص ١٣٩ ، ط ١ ، وفي ط ٢ : ج ٣٦ ص ٢٨٣.

ورواه أيضا الخزاز : عليّ بن محمد رحمه‌الله في الباب الأول من كفاية الأثر المطبوع في آخر الخرائج ص ٢٨٩.

ورواه أيضا عن كتاب النصوص في الحديث : (٣٦) من الباب : (١١) من كتاب غاية المرام ص ٣٩.

(٣) وانظر ترجمته تحت الرقم : (٧١٧٣) من تاريخ بغداد : ج ١٣ ، ص ١٩٥.


فقال عليه‌السلام : الله تعالى واحد أحديّ المعنى والإنسان واحد ثنائي المعنى : جسم وعرض وبدن وروح وإنما التشبيه في المعاني لا غير.

قال : صدقت يا محمد فأخبرني عن وصيّك من هو؟ فما من نبيّ إلا وله وصيّ ، وإنّ نبيّنا موسى بن عمران أوصى إلى يوشع بن نون.

فقال : نعم إن وصيّي والخليفة من بعدي عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام وبعده سبطاي : الحسن ثم الحسين يتلوه تسعة من صلب الحسين أئمة أبرار.

قال : يا محمد فسمّهم لي. قال : نعم إذا مضى الحسين فابنه عليّ فإذا مضى عليّ فابنه محمد ، فإذا مضى محمد فابنه جعفر ، فإذا مضى جعفر فابنه موسى ، فإذا مضى موسى فابنه عليّ ، فإذا مضى عليّ فابنه محمد ثم ابنه عليّ ثم ابنه الحسن ثمّ الحجّة ابن الحسن ، فهذه اثنا عشر أئمة عدد نقباء بني إسرائيل.

قال : فأين مكانهم من الجنّة؟ قال : معي في درجتي. قال : أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّك رسول الله ، وأشهد أنهم الأوصياء من بعدك ، ولقد وجدت هذا في الكتب المتقدّمة ، وفيما عهد إلينا موسى بن عمران أنّه إذا كان آخر الزمان يخرج نبيّ يقال له : أحمد خاتم الأنبياء لا نبيّ بعده ، فيخرج من صلبه أئمة أبرار عدد الأسباط.

قال : فقال : يا أبا عمارة أتعرف الأسباط؟ قال : نعم يا رسول الله إنّهم كانوا اثني عشر أوّلهم لاوي بن برخيا وهو الذي غاب عن بني إسرائيل غيبة طويلة ثمّ عاد فأظهر الله [به] شريعته بعد دراستها وقاتل قرشطيا (١) الملك حتى قتله.

فقال عليه‌السلام : كائن في أمّتي ما كان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة وأنّ الثاني عشر من ولدي يغيب حتى لا يرى ويأتي على أمتي زمن لا يبقى من الإسلام إلا اسمه و [لا] من القرآن إلا رسمه فحينئذ يأذن الله تعالى [له] بالخروج فيظهر الإسلام ويجدّد الدين. ثم قال عليه‌السلام : طوبى لمن أحبّهم والويل لمبغضهم ، وطوبى لمن تمسّك بهم.

فانتفض نعثل وقام بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأنشأ يقول :

صلّى العليّ ذو العلى

عليك يا خير البشر

أنت النبيّ المصطفى

والهاشميّ المفتخر

__________________

(١) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «قريطبا».


بكم هدانا ربنا

وفيك نرجو ما أمر

ومعشر سمّيتهم

أئمة اثني عشر

حباهم ربّ العلى

ثمّ صفاهم من كدر

قد فاز من والاهم

وخاب من عادى الزهر

آخرهم يشفي الظما

وهو الإمام المنتظر

عترتك الأخيار لي

والتابعون ما أمر

من كان عنهم معرضا

فسوف يصلى بالسقر (٢)

__________________

(٢) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «فسوف تصلاه سقر».


الباب الثاني والثلاثون

[في حديث اللوح الذي كتب الله فيه ـ أو أمر بعض كرام الكاتبين بأن يكتب فيه ـ أسماء أوصياء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. ثم أهداه إلى نبيّه فأهداه النبي. صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى أم الأوصياء فاطمة صلوات الله عليها].

٤٣٢ ـ ٤٣٥ ـ أنبأني المشايخ الكرام السيد الإمام جمال الدين رضي الإسلام أحمد بن طاوس الحسني والسيّد الإمام النسّابة جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار الموسوي وعلّامة زمانه نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى ابن سعيد الحلّيّون رحمهم‌الله كتابة عن السيّد الإمام شمس الدين شيخ الشرف فخار ابن معد بن فخار الموسوي عن شاذان بن جبرئيل القمي ، عن جعفر بن محمد الدوريستي عن أبيه ، عن أبي جعفر محمد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي (١) [رضي‌الله‌عنهم] قال : حدثني أبي ومحمد بن الحسن رضي‌الله‌عنهما ، قالا : حدثنا سعد ابن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا عن أبي الخير (٢) صالح بن أبي حماد والحسن بن طريف جميعا ، عن بكر بن صالح.

وحدثنا أبي ومحمد بن موسى بن المتوكل ومحمد بن عليّ ماجيلويه وأحمد بن علي [ابن ماجيلويه وأحمد بن عليّ] بن إبراهيم ، والحسن بن إبراهيم بن ناتانة (٣) وأحمد

__________________

(١) رواه في الباب : (٢٨) من كتاب إكمال الدين ص ١٧٩ ، ط ١ ، وص ٣٠١ ط ٣.

ورواه أيضا في الحديث الثاني من الباب السادس من كتاب عيون أخبار الرضا ـ عليه‌السلام ـ ص ٣٤.

ورواه أيضا الشيخ الطوسي بسند آخر في الجزء : (١١) من أماليه : ج ١ ، ص ٢٩٧.

(٢) ومثله في هامش طبع الأول من كتاب إكمال الدين ، ولكن عقبة ب «خ ل» وفي متنه : «عن أبي الحسن صالح بن أبي حماد ...».

(٣) كذا في نسخة السيد علي نقي ، ومتن إكمال الدين ، وفي هامشه عن «خ ل» ومثله في نسخة طهران من فرائد السمطين : «والحسين بن إبراهيم ناتانة».


ابن زياد الهمداني ، رضي‌الله‌عنهم ، قالوا : حدثنا عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه إبراهيم ابن هاشم ، عن بكر بن صالح ، عن عبد الرحمن بن سالم ، عن أبي بصير :

عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال أبي عليه‌السلام لجابر بن عبد الله الأنصاري أنّ لي إليك حاجة فمتى يخفّ عليك أن أخلو بك فأسألك عنها؟ فقال له جابر : في أيّ الأوقات شئت ، فخلا به أبي عليه‌السلام فقال له : يا جابر أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يديّ أمي فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وما أخبرتك به أنّ في ذلك اللوح مكتوبا؟ قال جابر : أشهد بالله أني دخلت على أمك فاطمة في حياة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أهنّئها بولادة الحسين ، فرأيت في يدها لوحا أخضر ظننت أنّه زمرّد ورأيت فيه كتابا أبيض شبه نور الشمس ، فقلت لها : بأبي وأمي يا بنت رسول الله ما هذا اللوح؟ فقالت : هذا اللوح أهداه الله [جلّ جلاله] إلى رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيه اسم أبي واسم بعلي ، واسم ابني وأسماء الأوصياء من ولدي فأعطانيه أبي ليبشّرني بذلك (١) قال جابر : فأعطتنيه أمّك فاطمة فقرأته وانتسخته. فقال له أبي : فهل لك يا جابر أن تعرضه عليّ؟ قال : نعم. فمشى معه أبي حتى انتهى إلى منزل جابر وأخرج إلى أبي صحيفة من رقّ فقال [له أبي] : يا جابر أنظر إلى كتابك لأقرأ عليك فنظر جابر في نسخته فقرأه أبي فما خالف حرف حرفا (٢) فقال : قال جابر : فأشهد بالله أني رأيته هكذا في اللوح مكتوبا :

بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله العزيز [الحكيم] لمحمد نوره وسفيره وحجابه ودليله نزل به الروح الأمين من عند ربّ العالمين ، عظّم يا محمد أسمائي واشكر نعمائي ولا تجحد آلائي فإني أنا الله لا إله إلا أنا قاصم الجبّارين ، ومذلّ الظالمين [ومبير المتكبّرين] وديّان الدين ، إني أنا الله لا إله إلا أنا فمن رجا غير فضلي [أ] وخاف غير عدلي عذّبته عذابا لا أعذّبه أحدا من العالمين ، فإيّاي فاعبد وعليّ فتوكّل ، إني لم أبعث نبيا فأكملت أيامه وانقضت مدته إلّا جعلت له وصيّا وإني فضلتك على الأنبياء ؛ وفضّلت وصيّك على الأوصياء ؛ وأكرمتك بشبليك بعده وسبطيك حسن وحسين فجعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدّة أبيه ، وجعلت حسينا خازن وحيي وأكرمته بالشهادة ، وختمت له بالسعادة ، فهو أفضل من استشهد وأرفع

__________________

(١) كذا في الأصل ، وفي إكمال الدين : «ليسرّني بذلك ...».

(٢) كذا في الأصل عدا ما بين المعقوفات ، وفي إكمال الدين : «فقال له : يا جابر انظر أنت في كتابك لأقرأه أنا عليك ، فنظر جابر في نسخته فقرأه عليه أبي عليه‌السلام فو الله ما خالف حرف حرفا ، قال جابر : فإنّي أشهد بالله أني هكذا رأيته في اللوح مكتوبا».


الشهداء درجة ، جعلت كلمتي التامة معه والحجّة البالغة عنده ؛ بعترته أثيب وأعاقب أوّلهم [عليّ] سيّد العابدين وزين أولياء الماضين وابنه شبيه (١) جدّه المحمود محمد الباقر لعلمي والمعدن لحكمي (٢) سيهلك المرتابون في جعفر ؛ الرّاد عليه كالراد عليّ حقّ القول منّي ، لأكرمنّ مثوى جعفر ولأسرّنّه في أشياعه وأنصاره وأوليائه ، وانتجبت بعده موسى ، ولأتيحنّ [ظ [بعده فتنة عمياء حندس (٣) ؛ لأن خيط فرضي لا ينقطع ، وحجّتي لا تخفى ، وأن أوليائي لا يشقون ، ألا ومن جحد واحدا منهم [فقد] جحد نعمتي ، ومن غيّر آية من كتابي فقد افترى عليّ ؛ وويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدّة عبدي موسى وحبيبي وخيرتي ، إن المكذّب بالثامن مكذّب بجميع أوليائي (٤) وعليّ وليّي وناصري ، ومن أضع على [عاتقه] أعباء النبوّة وأمنحه بالاضطلاع [بها] (٥) يقتله عفريت مستكبر ، يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح [ذو القرنين] إلى جنب شرّ خلقي ، حقّ القول منّي لأقرّن عينه بمحمد ابنه وخليفته من بعده فهو وارث علمي ومعدن حكمي (٦) وموضع سرّي وحجّتي على خلقي فجعلت الجنّة مأواه وشفعته في سبعين من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار (٧).

وأختم بالسعادة لابنه عليّ وليّي وناصري والشاهد في خلقي وأميني على وحيي وأخرج منه الداعي إلى سبيلي والخازن لعلمي الحسن.

ثم أكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين ، عليه كمال موسى وبهاء عيسى وصبر أيّوب وسيذلّ أوليائي في زمانه ، ويتهادون رءوسهم كما يتهادون رءوس الترك والديلم (٨) فيقتلون ويحرقون ويكونون خائفين مرعوبين وجلين ، تصبغ الأرض بدمائهم ،

__________________

(١) كذا في الأصل ، وفي إكمال الدين : «وابنه سمّي جده المحمود» وفي هامشه : «وابنه شبه خ ل».

(٢) كذا في الأصل ، وفي إكمال الدين : «لحكمتي».

(٣) كذا.

وفي إكمال الدين : «وانتجبت بعده فتاه لأن حفظه فرض لا ينقطع وحجّة لا تخفى وأن أوليائي لا تنقطع أبدا ...».

(٤) هذا هو الظاهر الموافق لإكمال الدين غير أن فيه : «بكل أوليائي».

وفي أصليّ كليهما : «إنّ المكذب بالثلاثة ...».

(٥) ومثله في متن إكمال الدين ، وفي هامشه : «وامتحنه خ ل».

(٦) كذا في أصليّ ، وفي إكمال الدين «حكمتي ...».

(٧) هذا هو الظاهر الموافق لإكمال الدين ، وفي أصليّ : «فجعلت الجنّة ... أهل بيتي ...».

راجع الحديث : (٢) من الباب : (٦) من عيون الأخبار ص ٣٤ ، والجزء : (١١) من أمالي الطوسي : ج ١ ، ص ٢٩٧.

(٨) كذا في أصليّ ، وفي إكمال الدين : «وستذلّ أوليائي في زمانه ويتهادون [ويتهادى خ ل] رءوسهم كما تتهادى رءوس الترك والديلم».


[وينشأ] الويل والرنين في نسائهم (١) أولئك أوليائي حقّا ، بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس ، وبهم أكشف الزلازل وأرفع الآصار والأغلال (٢) أولئك عليهم صلوات من ربّهم ورحمة وأولئك هم المهتدون.

قال عبد الرحمن بن سالم : قال أبو بصير : لو لم تسمع في دهرك إلّا هذا الحديث لكفاك ، فصنه إلا عن أهله.

[وبالسند المتقدم قال ابن بابويه] : وحدثنا عليّ بن الحسين [شاذويه] المؤدّب وأحمد بن هارون الفامي (٣) رضي‌الله‌عنهما قالا : حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه ، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي ، عن مالك السلولي عن درست ، عن عبد الحميد ، عن عبد الله بن القاسم ، عن عبد الله بن جبلة ، عن أبي السفاتج ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر محمد بن عليّ الباقر عليه‌السلام :

عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : دخلت على [مولاتي] فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقدّامها لوح (٤) يكاد ضوؤه يغشى الأبصار فيه اثنا عشر اسما ؛ ثلاثة في ظاهره ، وثلاثة في باطنه ، وثلاثة أسماء في آخره وثلاثة أسماء في طرفه فعددتها فإذا هي اثنا عشر ، فقلت : أسماء من هذا؟ (٥) قالت : هذه أسماء الأوصياء أوّلهم ابن عمي وأحد عشر من ولدي ، آخرهم القائم ، قال جابر : فرأيت فيها محمدا محمدا محمدا في ثلاثة مواضع ، وعليا [و] عليا [و] عليا [و] عليا في أربعة مواضع.

[وقال أيضا] : وحدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطّار رحمه‌الله ، قال : حدثنا أبي عن محمد بن الحسين ابن أبي الخطاب عن الحسن بن محبوب (٦) عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام :

عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : دخلت على فاطمة عليها‌السلام وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء ، فعددت اثني عشر آخرهم القائم ، ثلاثة منهم محمد ، وأربعة منهم عليّ صلوات الله عليهم.

__________________

(١) ما بين المعقوفين هاهنا وما تقدم من هذا الحديث مأخوذ من كتاب إكمال الدين ، وفيه أيضا : «تصبغ الأرض من دمائهم ...».

(٢) ومثله في إكمال الدين ، ولكن في نسخة منه ـ كما ذكرها في هامشه ـ : «وأرفع القيود والأغلال».

(٣) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «العامي». وفي إكمال الدين ط ١ : «القاضي».

(٤) هذا هو الظاهر ، وفي الأصل : «فقدامها» وفي إكمال الدين : «دخلت على مولاتي فاطمة عليها‌السلام وقدامها».

(٥) كذا في الأصل ، وفي إكمال الدين : «فقلت : أسماء من هؤلاء؟ قالت : هذا أسماء الأوصياء ...».

(٦) كذا في إكمال الدين ، والظاهر أنه هو الصواب ، وفي أصليّ معا : «الحسن بن محمود».


وبالإسناد إلى أبي جعفر ابن بابويه رضي‌الله‌عنهما ، قال (١) : أنبأنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي‌الله‌عنهم ، قال : أنبأنا الحسن بن إسماعيل قال : أنبأنا أبو عمر سعيد بن نصر بن محمد بن نصر العطار (٢) قال : أنبأنا عبد الله بن محمد السلمي ، قال : أنبأنا محمد بن عبد الرحيم ، قال : أنبأنا محمد بن سعيد بن محمد ، قال : أنبأنا العباس بن أبي عمر ، عن صدقة بن أبي موسى :

عن أبي نضرة قال : لما احتضر أبو جعفر محمد بن عليّ عند الوفاة دعا بابنه الصادق عليه‌السلام ليعهد إليه عهدا ، فقال له أخوه زيد بن عليّ : لو امتثلت في تمثال الحسن والحسين عليهما‌السلام لرجوت أن لا تكون أتيت منكرا! فقال له : يا أبا الحسين إن الأمانات ليس بالمثال ولا العهود بالسوم ، وإنما هي أمور سابقة عن حجج الله تبارك وتعالى.

ثم دعا بجابر بن عبد الله فقال له : يا جابر حدثنا بما عاينت من الصحيفة ، فقال له جابر : نعم يا أبا جعفر دخلت على مولاتي فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لأهنّئها بمولد الحسين عليه‌السلام فإذا بيدها صحيفة : من درّة بيضاء ، فقلت : يا سيّدة النسوان ما هذه الصحيفة التي أراها معك؟ قالت : فيها أسماء الأئمة من ولدي فقلت لها : ناوليني لأنظر فيها؟ قالت : يا جابر لو لا النهي لكنت أفعل ، لكنه قد نهى أن يمسّها إلا نبيّ أو وصيّ نبيّ أو أهل بيت نبيّ ، ولكنه مأذون لك أن تنظر إلى بطنها من ظاهرها.

قال جابر : فقرأت فإذا : أبو القاسم محمد بن عبد الله المصطفى وأمّه آمنة.

أبو الحسن عليّ بن أبي طالب المرتضى أمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف.

أبو محمد الحسن بن عليّ وأبو عبد الله الحسين بن عليّ التقيّ أمّهما فاطمة بنت محمد.

أبو محمد عليّ بن الحسين العدل ، أمه شاه بانويه بنت يزدجرد بن شاهنشاه.

أبو جعفر محمد بن عليّ الباقر أمّه أم عبد الله بنت الحسن بن عليّ بن أبي طالب.

أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق ، أمّه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر.

__________________

(١) هذا الحديث لم يروه الشيخ الصدوق رحمه‌الله في سياق الأخبار المتقدمة في الباب : (٢٨) من كتاب إكمال الدين ، وإنما رواه في الحديث الأول من الباب : (٦) من كتاب عيون أخبار الإمام الرضا عليه‌السلام ص ٣٢.

(٢) كذا في نسخة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «محمد بن نصر القطان ...».


أبو إبراهيم موسى بن جعفر الثقة ، أمّه جارية اسمها حميدة.

أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا ، أمّه جارية اسمها نجمة.

أبو جعفر محمد بن عليّ الزكيّ ، أمّه جارية اسمها خيزران.

أبو الحسن عليّ بن محمد الأمين ، أمّه جارية اسمها سوسن.

أبو محمد الحسن بن عليّ الرفيق ، أمّه جارية اسمها سمانة.

أبو القاسم محمد بن الحسن هو حجّة الله القائم ، أمّه جارية اسمها نرجس صلوات الله عليهم أجمعين.

قال الشيخ أبو جعفر ابن بابويه : جاء هذا الحديث هكذا بتسمية القائم عليه‌السلام والذي أذهب إليه ما روي من النهي عن تسميته (١).

__________________

(١) قال أبو جعفر المحمودي : إن صحّ مستند الشيخ أبي جعفر ابن بابويه رحمه‌الله فهو وارد في غير المقام وناظر إلى غير مقام تعريف حجّة الله وتوصيفه بما لا ينطبق إلّا عليه ، وإلّا يلزم نقض الغرض وعدم السبيل إلى معرفة حجّة الله.


الباب الثالث والثلاثون

[في حديث الثقلين وحثّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على التمسّك بالقرآن وأهل بيته عليهم‌السلام].

٤٣٦ ـ ٤٤١ ـ أنبأني الإمام مفيد الدين أبو جعفر محمد بن عليّ بن أبي الغنائم والإمام سديد الدين يوسف بن عليّ بن المطهّر الحلّيّان فيما كتبا إليّ رحمة الله عليهما قالا : أنبأنا الشيخ مهذّب الدين الحسين بن أبي الفرج بن ردّة النيلي رحمه‌الله بروايته عن محمد بن الحسين بن عليّ بن محمد بن عبد الصمد ، عن والده ، عن جده محمد عن أبيه ، عن جماعة منهم : السيّد أبو البركات علي بن الحسين الجوري العلوي وأبو بكر محمد بن أحمد بن عليّ المعمري والفقيه أبو جعفر محمد بن إبراهيم القائني ، قالوا : أخبرنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن عليّ بن بابويه رحمه‌الله (١) قال : حدثنا أحمد بن الحسن القطان ، قال : حدثنا العباس بن الفضل المقرئ ، قال : حدثنا محمد بن عليّ بن منصور ، قال : حدثنا عمرو بن عون ، قال : حدثنا خالد عن الحسن بن عبد الله [عن أبي الضحى] :

عن زيد بن أرقم (٢) قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إني تارك فيكم

__________________

(١) وهو الشيخ الصدوق ، روى الحديث مع التوالي في أواسط الباب : (٢٢) من كتان ب إكمال الدين : ج ١ ، ص ١٣٦ ، ط ١ ، وما وضعناه بين المعقوفين مأخوذ منه.

(٢) ولزيد بن أرقم رحمه‌الله روايات كثيرة في الموضوع وأطولها ـ بحسب فحصنا ـ هو ما ذكره ابن المغازلي في الحديث : (٢٣) من مناقبه ص ١٦ ، ط ١ ، وقد علقناه على الحديث : (٥٤٤) من ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ٢ ص ٤٣ ط ١.

وليراجع أيضا الحديث : (٧) من الباب ؛ (٣) من كتاب الإمامة من بحار الأنوار : ج ٧ ص ٣٠ ط ١. الكمباني وفي ط الحديث : ج ٢٣ ص ج ٢٣ ص ١٠٦. ـ


الثقلين كتاب الله وعترتي وإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض (١).

__________________

ـ وحديث الثقلين هذا وقد رواه أيضا أبو يعلى الموصلي في مسنده.

ورواه أيضا البلاذري في الحديث : (٤٦) من ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من أنساب الأشراف : ج ١ ، ص ٣١٥.

ورواه أيضا الحاكم بأسانيد وصحّحه وأقرّه أيضا الذهبي في باب مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام من المستدرك : ج ٣ ص ١٠٩.

ورواه الخوارزمي بسنده عنه في الفصل : (١٤) من مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام ص ٩٣ ط الغري.

كما تشاهد جميع ذلك في الحديث : (٥٣٤) وتعليقاته من ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ٢ ص ٣٦ ط ١.

وقد رواه أيضا النسائي في الحديث : (٧٣) من كتاب خصائص أمير المؤمنين عليه‌السلام ص ٩٣ ط الغري ، وفي ط مصر ، ص ٢١ قال :

أخبرنا أحمد بن المثنى ، قال : حدثنا يحيى بن معاذ ، قال : أخبرنا أبو عوانة ، عن سليمان ، قال : حدثنا حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل :

عن زيد بن أرقم قال : لما دفع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم من حجّة الوداع ونزل «غدير خمّ» أمر بدوحات فقممن ثم قال : كأني دعيت فأجبت وإنّي تارك فيكم الثقلين : أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.

ثم قال : إن الله مولاي وأنا وليّ كل مؤمن. ثم إنه أخذ بيد عليّ رضي‌الله‌عنه فقال : من كنت وليّه فهذا وليّه ، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه.

[قال أبو الطفيل] : فقلت لزيد : [أنت] سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : ما كان في الدوحات أحد إلّا رآه بعينيه وسمعه بأذنيه.

(١) كذا في نسخة طهران ، ومثلها في إكمال الدين ط ١ ، غير أن فيه في جميع الموارد : «لن يفترقا».

وفي نسخة السيد عليّ نقي : «وعترتي أهل بيتي ...».


وبه أنبأنا أبو جعفر ابن بابويه قال : حدثنا الحسن بن عليّ بن سعيد (١) الجوهري أبو محمد قال : حدثنا عيسى بن محمد العلوي ، قال : حدثنا أبو عمرو أحمد بن أبي حازم الغفاري ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى ، عن شريك ، عن الركين (٢) ابن الربيع ، عن القاسم بن حسّان :

عن زيد بن ثابت قال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عزوجل وعترتي أهل بيتي ألا وهما الخليفتان من بعدي ولن يتفرّقا حتى يردا عليّ الحوض.

وبه عن ابن بابويه قال : حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد ، قال : أنبأنا القشيري قال : حدثنا المغيرة بن محمد بن المهلّب (٣) قال : حدثني أبي قال : حدثني عبد الله ابن داوود ، عن فضيل بن مرزوق (٤) عن عطية العوفي :

عن أبي سعيد الخدري قال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم إني تارك فيكم أمرين ـ أحدهما أطول من الآخر ـ : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض طرف بيد الله ، وعترتي ألا وإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض.

__________________

(١) الظاهر أن هذا هو الصواب ، وهكذا ذكره في إكمال الدين ط ١ ، ولكن كتب فيه في هذا الحديث فقط ـ دون ما قبله وما بعده ـ فوق لفظة : «سعيد» هكذا : «شعيب خ ل».

وفي نسخة طهران : «الحسين بن عليّ بن شعيب ...» وفي نسخة السيد علي نقي : «الحسن بن شعيب الجوهري».

(٢) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «عن الدكين بن الربيع». وفي إكمال الدين : «عن دركة ابن الربيع ...».

والحديث رواه أيضا تحت الرقم : (٥٦) من باب فضائل الحسن والحسين عليهما‌السلام من كتاب الفضائل قال : حدثنا أبو عمرو محمد بن محمود الأصبهاني ـ جار أبي بكر ابن أبي داوود ـ أنبأنا عليّ بن خشرم المروزي ، أنبأنا الفضل ، عن شريك ـ هو ابن عبد الله ـ يعني عن الركين ، عن القاسم بن حسّان :

عن زيد بن ثابت ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، إني قد تركت فيكم خليفتين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما يردان عليّ الحوض.

(٣) هذا هو الصواب الموافق لنسخة طهران وإكمال الدين ، ولكن صحف كاتب أصليّ كليهما من فرائد السمطين «المهلب» ب «الملهب». وفي نسخة السيد علي نقي : «حدثنا الحسن بن الملهب ، قال : حدثني عبد الله بن داوود ...».

(٤) قوله : «عن فضيل بن مرزوق» غير موجود في إكمال الدين ط ١.


فقلت لأبي سعيد : من عترته؟ قال : أهل بيته.

حدثنا عليّ بن الفضل البغدادي قال : سمعت أبا عمرو (١) صاحب أبي العباس غلام ثعلب ، يقول : سمعت أبا العباس ثعلب يسأل (٢) عن معنى قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إني تارك فيكم الثقلين» : لم سميا بثقلين؟ (٣) قال : لأن التمسّك بهما ثقيل.

__________________

(١) كذا في إكمال الدين ص ١٣٧ ، ط ١ ، وفي أصليّ معا : «سمعت عمر صاحب أبي العباس».

(٢) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي وإكمال الدين ط ١ : «سئل ...».

(٣) كذا في أصليّ معا ، وفي إكمال الدين ط ١ : «لم سميا الثقلين ...».

والحديث رواه أيضا الشيخ الصدوق في الباب : (٣٤) من كتاب معاني الأخبار ، ص ٩٠ ط ٣.

ورواه أيضا في الحديث : (٢٦) من الباب : (٦) من كتاب عيون أخبار الإمام الرضا عليه‌السلام ص ٤٦.

ولحديث الثقلين من طريق أبي سعيد الخدري أسانيد ومصادر كثيرة جدا وكثير منها مذكورة في كتاب حديث الثقلين من كتاب عبقات الأنوار ، ص ... ط أصفهان ، وفي ط قمّ ص ...

وقد رواه أيضا أبو يعلى الموصلي في مسنده الورق ٦٨ / أ/ من نسخة تركيا ، قال :

حدثنا سفيان بن وكيع ، حدثنا محمد بن فضيل ، عن عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال :

سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : يا أيها الناس إنّي تركت فيكم الثقلين ـ ما إن أخذتم به لن تضلّوا بعدي ـ : أحدهما أكبر من الآخر ـ كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي [و] إنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.

أقول : وكان في الأصل : «إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي الثقلين ...».

ورواه أيضا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي في تفسير الآية :(١٠٣) من سورة آل عمران من تفسيره : ج ١، ص .. قال:

حدثنا الحسن بن محمد بن حبيب ، قال : وجدت في كتاب جدّي بخطه قال : حدثنا الفضل بن موسى الشيباني ، أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطيّة العوفي :

عن أبي سعيد ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : أيها الناس إنّي تركت فيكم الثقلين خليفتين إن أخذتم بهما لن تضلّوا بعدي أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ـ أو قال : إلى الأرض ـ وعترتي أهل بيتي ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.

أقول : هكذا رواه عنه في الحديث : (٧) من الباب : (٢٨) من غاية المرام ص ٢١٢.

ورواه أيضا أحمد بن حنبل في الحديث : (٣٥ و ٣٦) من باب فضائل الحسن والحسين عليهما‌السلام من كتاب الفضائل ، وفي مسند أبي سعيد الخدري من كتاب المسند : ج ٣ ص ١٤ ، و ١٥ ، ط ١ قال :

حدثنا أسود بن عامر ، حدثنا أبو إسرائيل عن عطيّة ، عن أبي سعيد ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.

[و] حدثنا أبو النضر ، حدثنا محمد ـ يعني ابن طلحة ـ عن الأعمش ، عن عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري :

أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : إنّي أوشك أن أدعى فأجيب ، وإنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض فانظروا بما تخلفوني فيهما.

ورواه أيضا العقيلي في ترجمة عبد الله بن داهر من ضعفائه الجزء : (٦) الورق ١٠٤ ، قال : ـ


وبه عن ابن بابويه ، حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار النيسابوري قال : حدثنا عليّ بن محمد بن قتيبة ، عن الفضل بن شاذان ، قال : حدثنا إسحاق ابن إبراهيم ، قال : حدثنا عيسى بن يونس ، قال : حدثنا زكريا بن أبي زائدة ، عن عطيّة العوفي :

عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إني تارك فيكم الثقلين ـ أحدهما أكبر من الآخر ـ : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي وإنّهما لن يتفرّقا حتى يردا عليّ الحوض.

__________________

ـ حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني قال : حدثنا عبد الله بن داهر ، حدثنا عبد الله بن عبد القدوس ، عن الأعمش ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد الخدري ، قال :

قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم : إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي وإنهما لن يزالا جميعا حتى يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما.

ورواه أيضا في ترجمة هارون بن سعد من ضعفائه : الجزء (١٢) الورق ٢٢٨ / / قال :

حدثنا محمد بن عثمان ، حدثنا يحيى بن الحسن بن فرات القزاز ، حدثنا محمد بن أبي حفص العطار ، عن هارون بن سعد ، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري ، عن أبيه ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنّي تارك فيكم الثقلين : أحدهما كتاب الله تبارك وتعالى سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم ، وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.

وقد رواه أيضا من أجلّاء الصحابة : أبو ذرّ الغفاري ، وحذيفة بن أسيد ، وجابر بن عبد الله :

كما رواه عنهم الترمذي تصريحا وتلويحا في باب مناقب أهل البيت عليهم‌السلام تحت الرقم : () من سننه : ج .. ص ... وبشرح تحفة الأحوذي : ج ١٢ ، ص ١٩٩ ، قال :

حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي ، حدثنا زيد بن الحسن ـ هو الأنماطي ـ عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله ، قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في حجّته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب ، فسمعته يقول : يا أيّها الناس إنّي قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي.

ثم قال الترمذي : و [ورد] في الباب عن أبي ذرّ وأبي سعيد ، وزيد بن أرقم ، وحذيفة بن أسيد ، وهذا حديث حسن غريب من هذا الوجه ، وزيد بن الحسن قد روى عنه سعيد بن سليمان وغير واحد من أهل العلم.

أقول : أمّا حديث زيد بن أرقم وأبي سعيد الخدري فأسانيده ومصادره غير محصورة ، وأمّا حديث حذيفة بن أسيد فقد رواه الطبراني في مسند حذيفة من المعجم الكبير : ج ١ / الورق ١٤٩ / ب / وفي ط ١ : ج ١ ، ص بسندين.

ورواه عنه في باب مناقب أهل البيت من مجمع الزوائد : ج ٩ ص ١٦٤.

ورواه ابن عساكر بسند آخر عن زيد بن الحسن ، عن معروف بن خرّبوذ ، عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد ، في الحديث : (٥٤٦) من ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ٢ ص ٤٧ ط ١. وأمّا حديث أبي ذرّ فمذكور.


وبه عن ابن بابويه (١) قال : حدثنا محمد بن عمر قال : حدثني الحسن بن عبد الله ابن محمد بن عليّ التميمي ، قال : حدثني أبي قال : حدثني سيّدي عليّ بن موسى ابن جعفر ، قال : حدثني أبي عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد ، عن أبيه عليّ ، عن أبيه الحسين بن عليّ :

عن أبيه عليّ عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض (٢).

[أحاديث جابر بن سمرة عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في أن الدين لا يزال قائما حتى تقوم الساعة ويكون على الناس اثنا عشر خليفة كلهم من قريش].

٤٤٢ ـ ٤٤٥ ـ أخبرنا شيخنا الإمام أبو عمرو عثمان بن الموفّق الأذكاني رحمه‌الله ـ بقراءتي عليه صحيح أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري رضي‌الله‌عنه ، بقصبة أسفرايين في مجالس أولها بكرة يوم السبت العشرين من جمادى الآخرة سنة خمس وستين وستّ مائة ، وآخرها ضحوة يوم الجمعة خامس شهر رجب [من] السنة ـ قال : أنبأنا الإمام رضي الدين المؤيّد بن محمد بن علي الطوسي سماعا عليه ، قال : أنبأنا الإمام أبو عبد الله محمد بن الفضل الصاعدي الفراوي سماعا عليه قال : أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر الفارسي سماعا عليه ، أنبأنا أبو

__________________

(١) وهو الشيخ الصدوق رحمه‌الله ، والحديث رواه في أواسط الباب : (٢٢) من كتاب إكمال الدين : ج ١. ص ١٣٨ ، ط ١.

(٢) وقريبا منه رواه البزار في مسنده : ج ١ / الورق ٧٥ / ب / قال :

حدثنا الحسن بن عليّ بن جعفر ، قال : أنبأنا عليّ بن ثابت ، قال : أنبأنا سعاد بن سليمان ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث :

عن عليّ قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنّي مقبوض وإني قد تركت فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي وإنكم لن تضلّوا بعدهما ...

٤٤٢ ـ ثم إنّا بدأنا بتبييض هذا الحديث ـ من الأصل الذي كان عندي بخطّ ولدي ـ في ليلة الخميس الموافق للسابع وعشرين أو (٢٨) من شهر ذي القعدة الحرام من سنة : (١٣٩٧) في بيت الشيخ محمد جواد معرفة في طهران ، وأكملناه في ليلة الجمعة في جوار مرقد الإمام الرضا عليه‌السلام بخراسان.


أحمد محمد بن عيسى بن عمرويه الجلودي قراءة عليه ـ في شهور سنة سبع وخمسين وثلاث مائة ـ قال : سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن (١) سفيان ، يقول : سمعت مسلم بن الحجاج القشيري رضي‌الله‌عنه (٢) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا جرير بن حصين ، عن جابر بن سمرة ، قال : سمعت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

حيلولة : وحدثنا رفاعة بن الهيثم الواسطي ـ واللفظ له ـ حدثنا خالد ـ يعني ابن عبد الله الطحان ـ عن حصين :

عن جابر بن سمرة قال : دخلت مع أبي على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فسمعته يقول : إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيها اثنا عشر خليفة.

قال : ثم تكلّم بكلام خفي عليّ قال : فقلت لأبي : ما قال :؟ قال : [قال]: كلهم من قريش.

[وبالسند المتقدم قال مسلم بن الحجاج القشيري] : حدثنا ابن أبي عمر (٣) حدثنا سفيان ، عن عبد الملك بن عمير :

__________________

(١) كذا في نسخة السيد علي نقي ، ولفظ : «محمد» غير موجود في نسخة طهران.

(٢) رواه مسلم في الحديث : (٥) من كتاب الإمارة : (٣٣) تحت الرقم ؛ (١٨٢١) من صحيحه : ج ٣ ص ١٤٥٢.

وللحديث مصادر جمّة وطرق كثيرة كاد أن يكون متواترا.

وقد رواه في ترجمة جابر بن سمرة من المعجم الكبير بأسانيد ،.

كما رواه أيضا في الحديث : (١٤) وما بعده من الباب : (٢٤) من إكمال الدين ص ٢٧٩ بطرق كثيرة.

كما رواه أيضا بطرق كثيرة عن مصادر كثيرة في الحديث : (١٩) وما بعده من الباب : (٤١) من بحار الأنوار : ج ٩ ص ١٢٩ ، وفي ط ٢ : ج ٣٦ ص ٢٣٤.

وورد أيضا عن أبي جحيفة كما رواه أبو نعيم في ترجمة محمد بن بكير من أخبار أصبهان : ج ٢ ص ١٧٦ ، قال :

حدثنا أبو محمد بن حيان ، حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا ، حدثنا محمد بن بكير الحضرمي ، حدثنا يونس بن أبي يعفور العبدي ، عن عون بن أبي جحيفة ، عن أبيه ، قال :

كنت عند النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو يخطب وعمّي بين يديّ في المجلس ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا تزال أمتي صالحا حتى يمضي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش ، قال : وخفض بها صوته ، فقال أبي لعمه : ما قال؟ قال : أي بنيّ [قال] : كلّهم من قريش.

(٣) هذا الحديث كان في أصليّ من فرائد السمطين مقدما على الحديث السالف ، وهو من خطأ الكتّاب إذ لم يتقدّمه سند المصنف إلى مسلم ولا جرى ذكره سابقا حتى يصحّ أن يقال : حدثنا.

ومما يؤيّد ما صنعناه تأخيره في صحيح مسلم عن الحديث المتقدّم فذكر الأول تحت الرقم : (٥) من كتاب الإمارة ، وذكر هذا تحت الرقم : (٦) منه.


عن جابر بن سمرة قال : سمعت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا.

[قال ابن سمرة] : ثم تكلم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بكلمة خفيت عليّ فسألت أبي ما ذا قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ فقال : [قال] : كلهم من قريش (١).

[وبالسند المتقدم قال مسلم] : وحدثنا هدبة (٢) بن خالد الأزدي ، حدثنا حماد ابن سلمة ، عن سماك بن حرب ، قال :

سمعت جابر بن سمرة يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة.

ثم قال كلمة لم أفهمها ، فقلت لأبي : ما قال : فقال : [قال] : كلهم من قريش (٣).

[وأيضا بالسند المتقدم قال مسلم] : حدثنا قتيبة بن سعيد ، وأبو بكر ابن أبي شيبة ، قالا : حدثنا حاتم ـ وهو ابن إسماعيل ـ عن المهاجر بن مسمار ، عن عامر ابن سعد بن ابي وقّاص ، قال :

كتبت إلى جابر بن سمرة مع غلامي نافع : أن أخبرني بشيء سمعته من رسول الله

__________________

(١) وأيضا ذكره مسلم بعده في صحيحه بسند آخر ، قال :

وحدّثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا أبو عوانة ، عن سماك ، عن جابر بن سمرة ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بهذا الحديث ولم يذكر : «لا يزال أمر الناس ماضيا».

(٢) كذا في الأصل ، وهذا هو الحديث : (٧) من كتاب الإمارة : (٣٣) من صحيح مسلم ، وفي النسخة المطبوعة سنة (١٣٧٥) بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي : «هدّاب بن خالد ...».

وأيضا قال مسلم في الحديث الثامن وما بعده من كتاب الإمارة : (٣٣) :

حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة ، حدثنا أبو معاوية ، عن داوود ، عن الشعبي ، عن جابر بن سمرة ، قال :

قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا يزال هذا الأمر عزيزا إلى اثني عشر خليفة.

قال [جابر] : ثم تكلّم بشيء لم أفهمه فقلت لأبي : ما قال؟ فقال : [قال] : كلهم من قريش.

[و] حدثنا نصر بن عليّ الجهضمي ، حدثنا يزيد بن زريع ، حدثنا ابن عون.

حيلولة : وحدثنا أحمد بن عثمان النوفلي ـ واللفظ له ـ حدثنا أزهر ، حدثنا ابن عون ، عن الشعبي ، عن جابر بن سمرة ، قال :

انطلقت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومعي أبي فسمعته يقول : لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى اثني عشر خليفة.

فقال كلمة [أ] صمّنيها الناس فقلت لأبي : ما قال؟ قال : [قال] : كلهم من قريش.

(٣) ما بين المعقوفات زيادة مني.


صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : فكتب إليّ : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يوم جمعة عشيّة رجم الأسلميّ ـ يقول : لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة ويكون عليكم اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش (٣).

__________________

(٣) ذكره في الحديث : (١٠) من كتاب الإمارة : (٣٣) تحت الرقم : (١٨٢٢) من صحيحه : ج ٣ ص ١٤٥٣ ، ط سنة : (١٣٧٥) بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ، وفيه : «أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش».

ثم ذكر للرواية ذيلا غير مرتبط بما سبقه ، ثم قال : حدثنا محمد بن رافع ، حدثنا ابن أبي فديك ، حدثنا ابن أبي ذئب ، عن مهاجر بن مسمار ، عن عامر بن سعد انه أرسل إلى ابن سمرة العدوي : حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ فقال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : فذكر نحو حديث حاتم.


الباب الرابع والثلاثون

فضيلة

كزهر رياض باكرتها السحائب الغرر للمنازلين بكل معترس (١) وللطيبين معاقد الأزر ، ومنقبة تختال عرائسها في برود الجلال رصيدا لأعناق ذوات العيون الخزر ، [و] للمسعفين بكل ملتمس سمر العداة وآفة الحرر [في ولادة الإمام الحسين وأمر الله تعالى بتزيين الجنان ، وهبوط جبرئيل إلى الأرض لتبشير النبي وتسليته]

٤٤٦ ـ أنبأنا الشيخ سديد الدين يوسف بن عليّ المطهّر الحليّ رحمه‌الله ، عن الشيخ الفقيه مهذب الدين أبي عبد الله الحسين بن أبي الفرج ابن ردّة النيلي رحمه‌الله ، بروايته عن محمد بن الحسين بن عليّ بن عبد الصمد ، عن والده ، عن جدّه محمد ، عن أبيه عن جماعة منهم ، السيد أبو البركات عليّ بن الحسين الجوري وأبو بكر محمد ابن أحمد بن عليّ المعمري والفقيه أبو جعفر محمد بن إبراهيم القائني ، بروايتهم عن الشيخ الفقيه أبي جعفر محمد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي جميع مصنّفاته ورواياته رحمه‌الله ، قال : حدّثنا (٢) عليّ بن ماجيلويه رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا عمي محمد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، قال : حدثنا محمد ابن عليّ القرشي ، قال : حدثنا أبو الربيع الزهراني ، قال : حدثنا جرير ، عن ليث ابن أبي سليم ، عن مجاهد ، قال :

__________________

(١) كذا في نسخة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «النازلين بكلّ معترك ...».

(٢) رواه في الحديث : (٣٦) من باب ما روي عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ في النصّ على القائم صلوات الله عليه ـ وهو الباب : (٢٤) من كتاب إكمال الدين : ج ١ ، ص ٢٨٢ وفي ط ٣ ص ٣٩٨.

ورواه عنه في الحديث : (٢٤) من الباب : (١١) من بحار الأنوار : ج ١٠ ، ص ٧٠ طبع الكمباني ، وفي طبع الحديث : ج ٤٣ ص ٢٤٨.


قال ابن عباس : سمعت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : إن الله تبارك وتعالى ملكا يقال له : دردائيل كان له ستّ عشر ألف جناح ، ما بين الجناح إلى الجناح هواء ، والهواء كما بين السماء إلى الأرض ، فجعل يوما يقول في نفسه : أفوق ربّنا جلّ جلاله شيء (١) فعلم الله ما قال ، فزاده أجنحة مثلها فصار له اثنان وثلاثون ألف جناح ، ثم أوحى الله جلّ جلاله إليه : أن طر ، فطار مقدار خمسين عاما فلم ينل رأس قائمة من قوائم العرش.

فلمّا علم الله إتعابه أوحى إليه : أيّها الملك عد إلى مكانك فأنا عظيم كل عظيم وليس فوقي شيء (٢) ولا أوصف بمكان. فسلب الله أجنحته ومقامه من صفوف الملائكة.

فلما ولد الحسين بن عليّ عليهما‌السلام ـ وكان مولده عشية الخميس ليلة الجمعة ـ أوحى الله عزوجل إلى مالك خازن النار : أن أخمد النيران على أهلها لكرامة مولود ولد لمحمد في دار الدنيا.

وأوحى الله تعالى إلى رضوان خازن الجنان : أن زخرف الجنان وطيّبها لكرامة مولود ولد لمحمد [صلى‌الله‌عليه‌وآله] في دار الدنيا.

وأوحى الله تعالى إلى الحور العين : أن تزيّنوا وتزاوروا (٣) لكرامة مولود ولد لمحمد [صلى‌الله‌عليه‌وآله] في دار الدنيا.

وأوحى الله تعالى إلى الملائكة : أن قوموا صفوفا بالتسبيح والتحميد [والتمجيد] والتكبير لكرامة مولود ولد لمحمد [صلى‌الله‌عليه‌وآله] في دار الدنيا.

وأوحى الله تعالى إلى جبرئيل : أن أهبط إلى نبيّي محمد في ألف قبيل ـ والقبيل ألف ألف ـ من الملائكة على خيول بلق مسرجة ملجمة عليها قباب الدرّ والياقوت ، ومعهم ملائكة يقال لهم : الروحانيون بأيديهم حراب من نور (٤) أن بهنّئوا محمدا بمولوده (٥) وأخبره يا جبرئيل أني قد سميته الحسين فهنّئه وعزّه!! وقل له : يا محمد

__________________

(١) قال في البحار : لعلّ هذا ـ على تقدير صحة الخبر ـ كان بمحض خطور البال من غير اعتقاد بكون الباري تعالى ذا مكان. أو المراد بقوله : «فوق ربنا شيء» ، فوق عرش ربنا إما مكانا أو رتبة فيكون ذلك منه تقصيرا في معرفة عظمته وجلاله ، فيكون على هذا ذكر نفي المكان لرفع ما ربّما يتوهّم متوهّم والله العالم.

(٢) كذا في إكمال الدين والبحار ، وزاد في أصليّ بعده لفظ : «عظيم».

(٣) كذا في الأصل ، وفي إكمال الدين والبحار : «تزيّنّ وتزاورن».

(٤) كذا في الأصل ، ومثله في البحار ، وفي إكمال الدين : «بأيديهم أطباق».

(٥) كذا في الأصل ، وفي إكمال الدين والبحار : «أن هنّئوا محمدا بمولوده».


يقتله شرّ أمّتك على شرّ الدواب (١) فويل للقاتل وويل للسائق وويل للقائد.

قاتل الحسين أنا منه بريء وهو مني بريء لأنه لا يأتي يوم القيامة أحد [من المذنبين] إلّا وقاتل الحسين أعظم جرما منه ، قاتل الحسين يدخل النار يوم القيامة مع الذين يزعمون أنّ مع الله إلها آخر ، والنار أشوق إلى قاتل الحسين ممن أطاع الله إلى الجنّة.

قال : فبينا جبرئيل عليه‌السلام يهبط من السماء إلى الدنيا إذ مرّ بدردائيل ، فقال له دردائيل : يا جبرئيل ما هذه الليلة في السماء؟ أقامت القيامة على أهل الدنيا؟ قال : لا ، ولكن ولد لمحمد مولود في دار الدنيا وقد بعثني الله تعالى إليه لأهنّئه بمولوده.

فقال له الملك : يا جبرئيل بالذي خلقك وخلقني إذا هبطت إلى محمد فاقرأه مني السلام (٢) وقل له : بحقّ هذا المولود عليك إلا ما سألت ربّك أن يرضى عنّي ويردّ عليّ أجنحتي ومقامي من صفوف الملائكة.

فهبط جبرئيل عليه‌السلام على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فهنّأه كما أمره الله تعالى وعزّاه ، فقال له النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم [أ] تقتله أمّتي؟ قال : نعم يا محمد. فقال [النبيّ] صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما هؤلاء بأمّتي أنا بريء منهم والله برىء منهم. قال جبرئيل : وأنا بريء منهم يا محمد.

فدخل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم على فاطمة عليها‌السلام فهنّأها وعزّاها فبكت فاطمة ثمّ قالت : يا ليتني لم ألده قاتل الحسين في النار. فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : وأنا أشهد بذلك يا فاطمة ؛ ولكنه لا يقتل حتى يكون منه إمام يكون منه الأئمة الهادية.

[ثمّ] قال عليه‌السلام : والأئمة بعدي هم :

الهادي عليّ.

والمهتدي الحسن.

والعدل الحسين.

والناصر عليّ بن الحسين.

والسفّاح محمد بن عليّ.

والنفّاع جعفر بن محمد.

والأمين موسى بن جعفر.

__________________

(١) كذا في الأصل ، وفي إكمال الدين والبحار : «شرار أمّتك على شرار الدواب.

(٢) هذا هو الظاهر الموافق لكتاب إكمال الدين ، وفي أصليّ هاهنا حذف وتصحيف.


والمؤتمن عليّ بن موسى.

والإمام محمد بن علي.

والفعّال عليّ بن محمد.

والعلّام الحسن بن عليّ.

ومن يصلّي خلفه عيسى بن مريم عليه‌السلام.

فسكنت فاطمة عليها‌السلام من البكاء ، ثمّ أخبر جبرئيل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بقصة الملك وما أصيب به.

قال ابن عباس : فأخذ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم [الحسين] وهو ملفوف في خرق من صوف فأشار به إلى السماء ، ثم قال : اللهمّ بحقّ هذا المولود عليك ، لا بل بحقك عليه وعلى جدّه محمد وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب إن كان للحسين بن عليّ [و] ابن فاطمة عندك قدر فارض عن دردائيل وردّ عليه أجنحته ومقامه من صفوف الملائكة.

فردّ الله تعالى أجنحته ومقامه ، فالملك ليس يعرف في الجنّة إلّا بأن يقال : هذا مولى الحسين بن عليّ [و] ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (١).

__________________

(١) ثم إنّا كتبنا من بداية الحديث : (٤٤٢) من هذا السمط إلى أواخر هذا الحديث في ليلة الخميس الموافق للسابع وعشرين أو الثامن وعشرين من ذي قعدة الحرام من سنة (١٣٩٧) الهجرية ،.

بدأنا به في بيت الشيخ محمد جواد معرفة في طهران ، وأكملناه في بيت الشيخ الوجيه علي نمازي في خراسان ، وأتممناه في يوم الإثنين الموافق لليوم الثاني من ذي حجّة الحرام في بيت ابن أخي في قم وأنا مكروب كظيم.


الباب الخامس والثلاثون

[في تقريض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ابنه الحسين والأئمة من ولده وبيان ما كانوا يواظبون عليه من الأدعية ، وبيان بعض علامات الإمام المنتظر صلوات الله عليهم أجمعين].

٤٤٧ ـ وروى الشيخ الجليل أبو جعفر ابن بابويه (١) قال : حدثنا أبو الحسن أحمد بن ثابت الدواليبي بمدينة السلام ، حدثنا محمد بن الفضل [النحوي] حدثنا محمد بن عليّ بن عبد الصمد الكوفي ، حدثنا عليّ بن عاصم ، عن محمد بن عليّ بن موسى [عليه‌السلام] عن أبيه عليّ بن موسى ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين ابن عليّ عليهم‌السلام ، قال :

دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعنده أبيّ بن كعب ، فقال لي [رسول الله] صلى‌الله‌عليه‌وسلم : مرحبا بك يا أبا عبد الله يا زين السماوات والأرض. قال أبيّ : وكيف يكون يا رسول الله زين السماوات والأرض أحد غيرك؟ قال : يا أبيّ والذي بعثني بالحقّ نبيّا إن الحسين بن عليّ في السماء أكبر منه في الأرض ، وإنّه المكتوب على يمين العرش [أنه] مصباح هدى (٢) وسفينة نجاة وإمام غير وهن ، وعزّ وفخر

__________________

(١) رواه في الحديث : (١١) من الباب : (٢٤) من كتاب إكمال الدين ص ٢٦٤ وفي ط ٢ ص ٢٥٩ وفي ط .. ص ١٥٤.

ورواه أيضا في الحديث : (٢٩) من الباب السادس من عيون الأخبار : ج ١ ، ص ٥٩ وفي ط ١ ص ٣٥.

ورواه عنهما في الحديث : (٨) من الباب : (٤٠) من بحار الأنوار : ج ٩ ص ١٢٢ ، وفي ط الحديث : ج ٣٦ ص ٢٠٤.

(٢) كذا في الأصل عدا ما وضعناه بين المعقوفين فإنّه زيادة توضيحيّة منّا.

وفي ط الغري من إكمال الدين : «فإنه مكتوب عن يمين العرش مصباح هاد».


وعلم وذخر. وإن الله عزوجل ركّب في صلبه نطفة مباركة طيّبة زكية خلقت من قبل ان يكون مخلوق في الأرحام ، أو يجري ماء في الأصلاب ، أو يكون ليل أو نهار.

ولقد لقّن دعوات (٣) ما يدعو بهنّ مخلوق إلّا حشره الله عزوجل معه وكان شفيعه في آخرته وفرّج الله عنه كربه وقضى بها دينه ويسّر أمره وأوضح سبيله وقوّاه على عدوّه ولم يهتك ستره.

فقال له أبيّ بن كعب : ما هذه الدعوات يا رسول الله؟ قال : تقول إذا فرغت من صلواتك وأنت قاعد :

اللهمّ إنّي أسألك بكلماتك ومعاقد عرشك وسكّان سماواتك وأرضك وأنبيائك ورسلك أن تستجيب لي فقد رهقني عن أمري عسر (٥) فأسألك أن تصليّ على محمد وأن تجعل لي من أمري يسرا.

فإن الله عزوجل يسهّل أمرك ويشرح [لك] صدرك ويلقنك شهادة أن لا إله إلّا الله عند خروج نفسك.

قال له أبيّ : يا رسول الله فما هذه النطفة في صلب حبيبي الحسين؟ قال : مثل هذه النطفة [مثل] القمر ، وهي نطفة تبيين وبيان ، يكون من اتّبعه رشيدا ، ومن ضلّ عنه هويّا.

قال : فما اسمه وما دعاؤه؟ قال : اسمه عليّ ودعاؤه :

يا دائم يا ديّوم ، يا حيّ يا قيّوم ، يا كاشف الغمّ ويا فارج الهمّ ، ويا باعث الرسل ، ويا صادق الوعد.

من دعا بهذا الدعاء حشره الله مع عليّ بن الحسين وكان قائده إلى الجنّة.

قال له أبيّ : يا رسول الله فهل له من خلف أو وصيّ؟ قال : نعم له مواريث السماوات والأرض. قال : وما معنى مواريث السماوات والأرض يا رسول الله؟ قال : القضاء بالحقّ والحكم بالديانة ، وتأويل الأحكام ، وبيان ما يكون.

قال : وما اسمه؟ قال : اسمه محمد ، وإن الملائكة ليستأنس به في السماوات ، ويقول في دعائه : إن كان لي عندك رضوان وودّ فاغفر لي ولمن تبعني من إخواني وشيعتي ، وطيّب لي ما في صلبي.

فركّب الله عزوجل في صلبه نطفة مباركة زكية ، وأخبرني عليه‌السلام أن الله تعالى طيّب هذه النطفة وسماها عنده جعفرا ، وجعلها هاديا مهديا راضيا مرضيا ،


يدعو ربّه ويقول في دعائه :

يا ديّان غير متوان يا أرحم الراحمين ، اجعل لشيعتي من النار وقاء ، ولهم عندك رضاء ، واغفر ذنوبهم ويسّر أمورهم واقض ديونهم ، واستر عوراتهم ، وهب لي الكبائر التي بينك وبينهم.

يا من لا يخاف الضيم ، ولا تأخذه سنة ولا نوم ، اجعل لي من كل غمّ فرجا ومخرجا.

[و] من دعا بهذا الدعاء حشره الله عزوجل أبيض الوجه مع جعفر بن محمد إلى الجنّة.

يا أبيّ إن الله تعالى ركّب هذه النطفة نطفة زكيّة مباركة أنزل عليه الرحمة وسمّاها عنده موسى.

قال له أبيّ : يا رسول الله كأنّهم (١) يتواصفون ويتناسلون ويتوارثون ويصف بعضهم بعضا. قال : وصفهم لي جبرئيل عليه‌السلام عن ربّ العالمين جلّ جلاله.

قال : فهل لموسى دعوة يدعو بها سوى دعاء آبائه؟ قال : نعم. يقول في دعائه :

يا خالق الخلق ويا باسط الرزق ، وفالق الحبّ وبارئ النسم ، ومحي الموتى ومميت الأحياء ، ودائم الثبات ومخرج النبات ، افعل بي ما أنت أهله.

من دعا بهذا الدعاء قضى الله حوائجه وحشره الله يوم القيامة مع موسى بن جعفر.

وإن الله ركّب في صلبه نطفة مباركة طيّبة زكيّة مرضيّة ، وسماها عنده عليّا ، يكون لله في خلقه رضيّا في علمه وحكمه ، ويجعله حجّة لشيعته يحتجّون به يوم القيامة ، وله دعاء يدعو به :

اللهمّ صلّ على محمد وآل محمد ، وأعطني الهدى وثبّتني عليه واحشرني عليه آمنا أمن من لا خوف عليه ولا حزن ولا جزع ، إنّك أهل التقوى وأهل المغفرة.

وإنّ الله عزوجل ركّب في صلبه نطفة مباركة طيّبة زكيّة مرضيّة وسمّاها محمد ابن عليّ فهو شفيع شيعته ووارث علم جدّه ، له علامة نبيّه وحجّة ظاهرة ، إذا ولد يقول :

لا إله إلا الله ، محمد رسول الله. ويقول في دعائه :

يا من لا شبيه له ولا مثال ، أنت الله لا إله إلّا أنت ، ولا خالق إلّا أنت ، يفنى

__________________

(١) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «كلهم».


المخلوقين وتبقى أنت ، حلمت عمّن عصاك ، وفي المغفرة رضاك.

من دعا بهذا الدعاء كان محمد بن عليّ شفيعه يوم القيامة.

وإنّ الله تبارك وتعالى ركّب في صلبه نطفة لا باغية ولا طاغية ، بارّة مباركة طيّبة طاهرة ، سمّاها عنده عليّ بن محمد ، فألبسها السكينة والوقار ، وأودعها العلوم وكلّ سرّ مكتوم ، من لقيه وفي صدره شيء أنبأه وحذّره من عدوّه ، ويقول في دعائه :

يا نور يا برهان ، يا منير يا مبين ، يا ربّ اكفني شرّ الشرور وآفات الدهور ، وأسألك النجاة يوم ينفخ في الصور.

من دعا بهذا الدعاء كان عليّ بن محمد شفيعه وقائده إلى الجنّة.

وإن الله تبارك وتعالى ركّب في صلبه نطفة وسماها عنده الحسن وجعله نورا في بلاده وخليفة في ارضه ، وعزّا لأمّة جدّه وهاديا لشيعته ، وشفيعا لهم عند ربّه ، ونقمة على من خالفه (١) وحجّة لمن والاه ، وبرهانا لمن اتخذه إماما ، يقول في دعائه :

يا عزيز العزّ في عزّه ، ويا عزيز أعزّني بعزّك وأيّدني بنصرك وأبعد عنّي همزات الشياطين ، وادفع عنّي بدفعك ، وامنع منّي بمنعك ، واجعلني من خيار خلقك ، يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد.

من دعا بهذا الدعاء حشره الله عزوجل معه ونجّاه من النار ولو وجبت عليه.

وإن الله تبارك وتعالى ركّب في صلب الحسن (٢) نطفة مباركة زكيّة طيّبة طاهرة مطهّرة يرضي بها كل مؤمن ممن قد أخذ الله ميثاقه في الولاية ، ويكفر به كلّ جاحد ، وهو إمام تقيّ نقيّ سارّ مرضيّ هاد مهديّ يحكم بالعدل ويأمر به ، يصدّق الله عزوجل [و] يصدّقه الله في قوله.

يخرج من تهامة حتى يظهر الدلائل والعلامات ، وله بالطالقان كنوز لا ذهب ولا فضّة إلا خيول ورجال مسوّمة.

يجمع الله له من أقاصي البلاد على عدّة أهل بدر ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلا.

معه صحيفة مختومة فيها عدد أصحابه بأسمائهم وأنسابهم وبلدانهم وصنائعهم وطبائعهم وحلاهم وكناهم كدّادون مجدّون في طاعتهم.

__________________

(١) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «ونقمة لمن».

(٢) كذا في نسخة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «وركب في صلبه».


فقال أبيّ : وما دلالته وعلامته يا رسول الله؟ قال : له علم إذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم من نفسه ، وأنطقه الله عزوجل فناداه العلم : اخرج يا وليّ الله [و] اقتل أعداء الله وهما رايتان وعلامتان.

وله سيف مغمد ، فإذا حان وقت خروجه اقتلع ذلك السيف من غمده وأنطقه الله عزوجل فناداه السيف : اخرج يا وليّ الله فلا يحلّ لك أن تقعد عن أعداء الله.

فيخرج ويقتل أعداء الله حيث ثقفهم ويقيم حدود الله ويحكم بحكم الله.

يخرج [و] جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن ميسرته وشعيب بن صالح على مقدّمته.

وسوف تذكرون ما أقول لكم وأفوّض أمري إلى الله عزوجل.

يا أبيّ طوبى لمن لقيه وطوبى لمن أحبّه ، وطوبى لمن قال به ولو بعد حين ، وينجيهم من الهلكة في الإقرار بالله وبرسوله وبجميع الأئمة ، يفتح الله لهم الجنّة.

مثلهم مثل المسك الذي يسطع ريحه فلا يتغيّر أبدا. ومثلهم في السماء كمثل القمر المنير الذي لا يطفئ نوره أبدا.

قال أبيّ : يا رسول الله كيف بيان حال هؤلاء الأئمة عند الله عزوجل؟ قال : إن الله تعالى أنزل عليّ اثني عشر خاتما واثنتا عشرة صحيفة ، اسم كل إمام على خاتمه وصفته في صحيفته ، والحمد لله ربّ العالمين.


الباب السادس والثلاثون

[في تغيير الآفاق عند قتل الإمام الحسين وصيرورة الورس رمادا ، وذكر ما كان مكتوبا في كنائس الروم قبل بعث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بثلاث مائة سنة]

٤٤٨ ـ ٤٤٩ ـ أخبرني المشايخ تاج الدين عليّ بن أنجب بن عثمان بن عبيد الله الخازن ، ومجد الدين عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر بن أبي الجيش (١) وكمال الدين عليّ بن محمد بن محمد بن محمد بن وضّاح الشهرباني (٢) وجماعة آخرون رحمهم‌الله إجازة ، قالوا : أنبأنا محبّ الدين أبو البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبراوي (٣) إجازة إن لم يكن سماعا ، قال : أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي ابن أحمد بن سليمان ـ سماعا يوم الأحد سلخ رجب سنة خمس وثلاثين (٤) وخمس مائة ـ أنبأنا أبو الحسن عليّ بن الحسين بن أيّوب البزّار ، أنبأنا أبو عليّ محمد بن أحمد بن الحسن بن إسحاق الصوّاف قراءة عليه وأنا أسمع فأقرّ به ، حدثنا أبو عليّ بشر بن موسى ، حدثنا محمد بن موسى ، حدثنا سفيان بن وكيع ، حدثنا جرير : عن الأعمش ، قال : لما قتل الحسين بن عليّ عليهما‌السلام احمرّت آفاق السماء أربعة أشهر وصار الورس رمادا.

وبالإسناد [المتقدم آنفا] حدثنا بشر بن موسى ، حدثنا محمد بن موسى ، حدثنا سفيان بن وكيع ، حدثنا أبو سعيد التغلبيّ ، [عن أبي اليمان ، عن إمام لمسجد

__________________

(١) كذا هاهنا.

وفي الحديث (١٩١) في الباب : (٤٨) من السمط الأول : «عبد القادر بن أبي الحسن البغدادي».

(٢) ومثله في الحديث : (١٧٩) في الباب : (٤٥) من السمط الأول.

(٣) وفي الحديث : (١٧٩) في الباب : (٤٥) من السمط الأول : «العكبري».

(٤) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «خمس وخمسين».


بني سليم] (١) عن أشياخ لهم غزوا الروم فوجدوا في كنيسة من كنائسهم :

أترجو أمة قتلت حسينا (٢)

شفاعة جدّه يوم الحساب

[قالوا : فسألناهم] فقلنا (٣) : منذ كم وجدتم هذا الكتاب في هذه الكنيسة؟

قالوا : قبل خروج [نبيّكم جدّ] الحسين (٤) بثلاث مائة سنة.

__________________

(١) ما بين المعقوفين مأخوذ من الحديث : (٣٤٠) وما بعده من ترجمة الإمام الحسين من تاريخ دمشق ص ٢٧١.

(٢) كذا في نسخة السيد علي نقي ، ومثلها في المعجم الكبير ، وترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من تاريخ دمشق ، وفي نسخة طهران : «قتلوا حسينا».

(٣) هذا هو الظاهر الموافق للحديث : (٣٤٠) من ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من تاريخ دمشق ، وفي نسخة طهران من فرائد السمطين : «فقلت».

(٤) ما بين المعقوفين مقتبس من روايات ابن عساكر ، ومما رواه الطبراني في الحديث : (١٠٧) من ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من المعجم الكبير : ج ١ / الورق .. / قال :

حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، حدثنا محمد بن عون حدثنا أبو سعيد التغلبي ، عن يحيى ابن يمان ، عن إمام لبني سليم ، عن أشياخ له غزو أرض الروم فنزلوا في كنيسة من كنائسهم فقرءوا في حجر مكتوب :

أيرجو معشر قتلوا حسينا

شفاعة جدّه يوم الحساب

[قالوا :] فسألناهم منذ كم بنيت هذه الكنيسة؟ قالوا : قبل أن يبعث نبيّكم بثلاثمائة سنة.

قال أبو جعفر الحضرمي : وحدثنا جندل بن والق ، عن محمد بن غورك ؛ ثمّ سمعته من محمد بن غورك.


[حديث الزهري : لما قتل الحسين عليه‌السلام لم يرفع ببيت المقدس حصاة إلا وجد تحتها دم عبيط].

٤٥٠ ـ أخبرنا الأمير المعظّم المحدّث المرابط المجاهد عماد الدين : داوود بن محمد ابن أبي القاسم الهكاري بسماعي عليه بالمسجد الأقصى بمدينة قدس الشريف ـ عند الجانب الغربي من قبّة موسى عليه‌السلام عصر يوم الإثنين رابع صفر سنة خمس وتسعين وستّ مائة ـ قيل له : أخبركم الشيخ الإمام شمس الدين يوسف بن خليل ابن عبد الله الدمشقي بسماعك عليه ـ في رابع عشر [من] شهر رمضان ، سنة أربع وثلاثين وستّ مائة ـ قال : أنبأنا أبو الفضل إسماعيل بن عليّ بن إبراهيم الحيروي ، عن أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبد الله الأزدي ، عن أبي إسحاق إبراهيم بن يونس وابنه أبي الحسن أحمد ، كلاهما عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد النصيبي إجازة عن أبي بكر محمد بن أحمد الخطيب المقدّسي المعروف بالواسطي ، حدثنا الوليد ، حدثنا عبد الله بن محمد الفريابي ، حدثنا محمد بن شعيب السنجري ، عن عيسى بن يونس ، عن أبي بكر الهذلي :

عن الزهري ، قال : لمّا قتل الحسين بن عليّ عليهما‌السلام ، لم يرفع ببيت المقدس حصاة إلّا وجدت تحتها دم عبيط (١).

__________________

(١) وللحديث مصادر وأسانيد ، وقد تقدم بأسانيد في آخر الباب : (٧٠) في الحديث : (٣٢٦) وتعليقه من السمط الأول : ج ١ ، ص ٣٩٠ ط ١ ،.

ورواه أيضا البلاذري بسند آخر عن ابن شهاب ، في آخر ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من أنساب الأشراف : ج ١ / الورق ٢٥١ / أ/ أو ص ٥٠١ ، وفي ط ١ : ج ٣ ص ٢٢٨.

ورواه أيضا ابن سعد في آخر ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من الطبقات الكبرى : ج ٨ قال :

أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني نجيح ، عن رجل من آل سعيد يقول : سمعت الزهري يقول : سألني عبد الملك بن مروان ، فقال : ما كان علامة مقتل الحسين؟ قال : [قلت] : لم نكشف يومئذ حجرا إلا وجدنا [ظ] تحته دما عبيطا. فقال عبد الملك : أنا وأنت في هذا غريبان!!!

[و] حدثني محمد بن عمر [قال] : حدثني عمر بن محمد بن عمر بن عليّ ، عن أبيه ، قال :

أرسل عبد الملك إلى ابن رأس الجالوت فقال : هل كان في قتل الحسين علامة؟ قال ابن رأس الجالوت : ما كشف يومئذ حجر إلا وجد تحته دم عبيط.

أقول : وهذا رواه ابن عساكر عنه ـ مع حديث آخر بسند آخر عن غيره ـ تحت الرقم : (٣٠١ ـ ٣٠٢) من ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من تاريخ دمشق ص ٢٤٧ ط ١.

وانظر أيضا ما رواه ابن عساكر في الحديث : (١٤٢٤) من ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ٣ ص ٣١٦ ط ١.


الباب السابع والثلاثون

[في مجيء غراب بعد قتل الإمام الحسين عليه‌السلام إلى المدينة ونعيه إياه على جدار فاطمة الصغرى بنت الحسين ونظرها إليه وبكائها وإنشادها في مرثية أبيها]

٤٥١ ـ أخبرني العزيز محمد بن أبي القاسم ابن أبي الفضل إجازة بروايته ، عن أم المؤيّد بنت أبي القاسم عبد الرحمن بن الحسن إجازة.

وأنبأني الشيخ الجمال أحمد بن محمد بن محمد ، والقاضي عماد الدين زكريا ابن محمد بن محمود الكموني القزوينيّان ، قال : أنبأنا الإمام عزّ الدين محمد بن عبد الرحمن بن المعالي الواريني ، قال : أنبأنا زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي ، قال : أنبأنا الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، قال : أنبأنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ (١) قال : حدثنا يحيى بن محمد بن أحمد بن محمد ابن عبد الله أبو محمد ابن زبارة العلوي ، قال : حدثنا أبو محمد [الحسين بن محمد] العلوي صاحب كتاب النسب ببغداد. (٢) حدثنا أبو محمد إبراهيم بن عليّ الرافعي من ولد أبي رافع مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، حدثنا الحسين بن عليّ الحلواني ، عن عليّ بن معمر ، عن إسحاق بن عباد ، عن المفضل بن عمر الجعفي [قال] : سمعت جعفر بن محمد يقول : حدثني أبي محمد بن عليّ ، حدثني أبي عليّ بن الحسين قال :

لمّا قتل الحسين بن عليّ عليهما‌السلام جاء غراب فوقع [في دمه ، ثم تمرّغ ، ثم طار فقعد] بالمدينة على جدار [دار] فاطمة (٣) بنت الحسين بن عليّ ـ وهي الصغرى ـ

__________________

(١) وقد رواه الخوارزمي بسنده عنه في الفصل الثاني عشر من مقتله : ج ٢ ص ٩٢.

(٢) كذا في أصليّ ، غير أن ما بين المعقوفين مأخوذ من مقتل الخوارزمي : ج ٢ ص ٩٢. وفيه بعده ،.

هكذا : «حدثنا أبو عليّ الطرطوسي ، حدثني الحسن بن عليّ الحلواني ، عن عليّ بن معمر ...».

(٣) ما بين المعقوفات مأخوذ من مقتل الخوارزمي ، وقد سقط عن أصليّ من فرائد السمطين.


ونعب الغراب فرفعت رأسها ونظرت إليه ، فبكت بكاء شديدا وأنشدت :

نعب الغراب فقلت من

تنعاه ويلك يا غراب

قال الإمام. فقلت : من؟

قال : الموفّق للصواب (١)

قلت : الحسين؟ فقال لي؟

حقّا لقد سكن التراب

إن الحسين بكربلاء

بين الأسنة والضراب

فابك الحسين بعبرة

ترضي الإله مع الثواب

ثم استقل به الجناح

فلم يطق ردّ الجواب

فبكيت مما حلّ بي

بعد الوصيّ المستجاب

قال محمد بن عليّ بن الحسين : فنعته (٢) لأهل المدينة فقالوا : قد جاءتنا بسحر [بني] عبد المطّلب. فما كان بأسرع من أن جاءهم الخبر بقتل الحسين عليه‌السلام.

__________________

(١) وبعده في مناقب الخوارزمي هكذا :

إن الحسين بكربلاء

بين المواضي والحراب

قلت الحسين فقال لي

ملقى على وجه التراب

ثم استقلّ به الجناح

ولم يطق ردّ الجواب

فبكيت منه بعبرة

ترضي الإله مع الثواب

(٢) هذا هو الظاهر الموافق لمقتل الخوارزمي ، وفي أصليّ : «فقال : محمد بن عليّ بن الحسين : قال : أتى عليّ فنعته ...».


[بعض التقلبات والأحداث الواقعة في الآفاق والأنفس بعد شهادة ريحانة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الإمام الحسين عليه‌السلام].

٤٥٢ ـ من كتاب : [دلائل النبوة] للامام أبي بكر محمد بن عليّ بن [إسماعيل] القفّال [الكبير] الشاشي رحمه‌الله [المولود عام (٢٩١) المتوفّى سنة (٣٦٥)] ، قال (١) :

حدثنا عمر بن محمد بن يحيى ، حدثنا النصر بن طاهر ، حدثنا سفيان بن عيينة ، قال : حدّثتني جدّتي (٢) قالت :

لمّا قتل الحسين بن عليّ عليهما‌السلام كانت معه إبل فاستاقوها ليزيد بن معاوية ـ عليهما ما يستحقهما ـ يحمل الورس فلمّا نحرت رأينا لحومها مثل العلقم ورأينا الورس رمادا ، وما رفعنا حجرا إلّا وجدنا تحته دما.

__________________

(١) ما بين المعقوفات أخذناه من ترجمة الرجل من كتاب : الوافي بالوفيات : ج ٤ ص ١١٢ ، وقال بعده :

كان [القفّال] فقيها محدّثا أصوليا لغويا شاعرا ، لم يكن بما وراء النهر مثله في وقته للشافعية ، رحل إلى خراسان والعراق والحجاز والشام والثغور ، وسار ذكره في البلاد ، وصنّف في الفروع والأصول. وسمع ابن خزيمة ومحمد بن جرير ، وعبد الله المدائني ، ومحمد بن محمد الباغندي ، وأبا القاسم البغوي ، وأبا عروبة وطبقتهم.

وساق الكلام إلى أن قال : وقال الحاكم : كان القفّال شيخنا أعلم من لقيته من علماء عصره.

(٢) الظاهر أن هذا هو الصواب ، وفي أصليّ معا : «حدثتني جدّة ...».

وراجع الحديث : (٥٢) وتواليه من ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من أنساب الأشراف : ج ٣ ص ٢٠٩ ط ١.

وراجع أيضا الحديث : (٣٠٣) وتواليه من ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من تاريخ دمشق ص ٢٤٨ ط ١.

ولاحظ أيضا الحديث : (٤٣٣) وتواليه من مناقب ابن المغازلي ص ٣٨٣ ط ١.


٤٥٣ ـ [وبالسند المتقدم قال] : أخبرنا أبو جعفر ـ هو ابن سليمان ـ عن أمّ سالم ـ خالة لجعفر بن سليمان ـ قالت :

لمّا قتل الحسين عليه‌السلام مطرنا مطرا على البيوت والحيطان كالدم. فبلغني أنّه كان بالبصرة وبالكوفة وبالشام وبخراسان حتى كنّا لا نشك أنّه سينزل العذاب.

٤٥٤ ـ قال : وأخبرنا محمد البغدادي أيضا [قال] : حدثنا محمد بن أبي العوام ـ وهو محمد بن أحمد بن أبي يزيد ابن أبي العوام الرياحي الواسطي (١) حدثنا أبي ، حدثنا منصور بن عمّار ، عن ابن أبي لهيعة (٢) عن أبي قبيل ، قال :

لمّا قتل الحسين بن عليّ عليهما‌السلام بعث برأسه إلى يزيد بن معاوية ـ عليه اللعنة والسخط ـ فنزلوا في مرحلة فجعلوا يشربون ويتحيّون بالرأس فيما بينهم (٣) فخرجت عليهم كفّ من الحائط معها قلم من حديد فكتب سطرا بدم :

__________________

(١) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «الرباطي الواسطي».

(٢) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد عليّ نقي : «حدثنا أبو منصور بن عمّار ، عن أبي لهيعة».

(٣) هذا هو الصواب ، وفي أصليّ : «ويتحيرون ...».

والحديث رواه ابن المغازلي تحت الرقم : (٤٤٢) من مناقبه ص ٣٨٨ ط ١ ، قال :

أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي رحمه‌الله ، حدثنا أبو الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز التميمي ، حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن [عمر الجعابي] حدثنا سري بن منصور بن عمار ، حدثنا أبي ، عن أبي لهيعة ، عن أبي قبيل ، قال :

لما قتل الحسين بن عليّ عليهما‌السلام أخذوا الرأس وأسروا به ، فلما صار الليل قعدوا يشربون ويتحيّون بالرأس ، فخرجت عليهم كفّ من حائط فيها قلم من حديد وكتبت سطرا بدم :

أترجو أمة قتلت حسينا

شفاعة جده يوم الحساب

أقول : ورواه أيضا الطبراني في الحديث : (١٠٦) من ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من المعجم الكبير : ج ١ / الورق ١٤٧ / / وفي ط ١ : ج ٣ ص ... قال :

حدثنا زكريا بن يحيى الساجي ، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن بن صالح الأزدي ، أنبأنا السري بن منصور بن عمار ، عن أبيه ، عن ابن لهيعة ، عن أبي قبيل ، قال :

لما قتل الحسين بن عليّ [و] احترّوا رأسه ، قعدوا في أول مرحلة يشربون النبيذ ويتحيون بالرأس فخرج عليهم قلم من حديد من حائط فكتب بسطر دم :

أترجو أمّة قتلت حسينا

شفاعة جده يوم الحساب

فهربوا وتركوا الرأس. ـ


أترجو أمّة قتلت حسينا

شفاعة جدّه يوم الحساب

فتركوا الرأس وهربوا.

٤٥٥ ـ [وبالسند المتقدم] قال منصور بن عمّار : حدثني محمد الهلالي ، قال :

شرك رجلان منّا في قتل الحسين عليه‌السلام ، فأمّا أحدهما فابتلى بطول ذكره ، وكان يركب الفرس فيلويه على عنق الفرس كما يلوي الحبل. وأمّا الآخر فابتلى بالعطش فكان يشرب راوية [من] ماء [و] ما يروي (١).

٤٥٦ ـ [وأيضا قال القفّال : و] أخبرني أبو جعفر الأساني (٢) حدثنا عبّاد بن يعقوب ، حدثنا موزع بن سويد :

__________________

ـ أقول : ورواه عنه ابن عساكر في الحديث : (٣٤٣) من ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج .. ص ٢٧٣ ط ١.

ورواه أيضا عنه الهيثمي في مجمع الزوائد : ج ٩ ص ١٩٩.

ورواه أيضا الذهبي في تاريخ الإسلام : ج ٣ ص ١٣.

كما رواه أيضا السيوطي في الخصائص الكبرى : ج ٢ ص ١٢٧.

ورواه أيضا المحبّ الطبري في ذخائر العقبى ص ١٤٥ ، وقال :

خرجه ابن منصور بن عمّار.

(١) ورواه أيضا ابن أبي الدنيا في الحديث : (٤١) من كتاب مجابي الدعوة ، الورق ١٤ / ب / قال :

حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدثنا سفيان ، حدثتني جدّتي أم أبي ، قالت :

أدركت رجلين ممن شهد قتل الحسين ، فأما أحدهما فطال ذكره حتى كان يلفّه ، وأما الآخر فكان يستقبل الراوية بفيه حتى يأتي على آخرها.

ورواه أيضا الطبراني في الحديث : (٩١) من ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من المعجم الكبير : ج ١ / الورق ... / / وفي ط ١ : ج ٣ ص ... قال :

حدثنا عليّ بن عبد العزيز ، أنبأنا إسحاق بن إسماعيل ، أنبأنا سفيان ، حدثتني جدتي أم أبي ، قالت :

شهد رجلان من الجعفيين قتل الحسين بن عليّ [فابتليا] : أمّا أحدهما فطال ذكره حتى كان يلفّه ، وأما الآخر فكان يستقبل الراوية بفيه حتى تأتي على آخرها.

قال سفيان : رأيت ولد أحدهما كان به خبلا [أ] وكأنه مجنون.

ورواه عنهما ابن عساكر في الحديث : (٣١٦ ـ ٣١٧) من ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج .. ص ٢٥٥ ط ١.

(٢) كذا في الأصل.

ثم إن في أصليّ كان قبل هذا الحديث هكذا : «الباب الثامن والثلاثون». والظاهر أنه سهو من الكاتب ، وحقّه أن يكون قبل الحديث : (٤٥٧) أو تاليه. ـ


عن قطبة بن العلاء ، قال : كنّا في [جمع في] قرية قريبة من قبر الحسين [عليه‌السلام] فقلنا : ما بقي أحد ممن أعان على قتل الحسين إلّا وقد أصابته بليّة. فقال رجل : أنا والله ممن أعان على قتل الحسين وما أصابني شيء!! قال : فقام يسوّي السراج ، فأخذت النار في إصبعه فأدخلها في فيه ثمّ خرج هاربا إلى الفرات ، قال : فطرح نفسه في الفرات فجعل يرتمس [في الماء] والنار ترفرف على رأسه ، وإذا همّ أن يخرج أخذته حتى مات (١).

٤٥٧ ـ [و] من [كتاب] خلاصة التفاسير ، في تفسير قوله تعالى : (فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ) [٢٩ / الدخان : ٤٤] وذلك إن المؤمن إذا مات بكت عليه السماء والأرض (٢) أربعين صباحا.

وقال عطاء : بكاؤها حمرة أطرافها.

وقال السدّي : لمّا قتل الحسين بن عليّ عليهما‌السلام بكت [عليه] السماء. وبكاؤها حمرتها.

وعن ابن سيرين [قال] : أخبرونا أن الحمرة التي مع الشفق لم تكن حتى قتل الحسين عليه‌السلام.

__________________

ـ ثم أن في هامش نسخة السيد علي نقي بعد عنوان الباب ـ أو بحذاء عنوان الباب ـ كان هكذا : «في نسخة الأصل ليس هاهنا شيء ، وبيّضت هذه الصفحة لأجله».

أقول : ومن هنا أعني من قوله : «أخبرني أبو جعفر الأساني» إلى قوله ـ قبل الحديث : (٤٦٤) قبل الباب : (٣٩) في ص ١٨٥ ـ : «في ذكر بعض مناقب الإمام الثامن ...» قد أخذناه من نسخة طهران وقد سقط عن نسخة السيد علي نقي ، كما ذكره في هامشها.

(١) وللحديث مصادر وأسانيد ، وقد ذكره الحافظ ابن عساكر بأسانيد تحت الرقم : (٣١٣) وتواليه من ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج .. ص ٢٥٢ ط ١.

(٢) هذا هو الصواب ، وفي الأصل : «بكت عليه‌السلام والأرض».


الباب الثامن والثلاثون

[في تكلم رأس ريحانة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقراءته وهو على القنا : قوله تعالى : (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)] (١).

٤٥٨ ـ أخبرنا الشيخ الأصيل النبيل بدر الدين أبو عليّ الحسن بن عليّ بن أبي بكر ابن يونس بن يوسف بن الخلال الدمشقي بقراءتي عليه ، قال : [أخبرنا] أبو الفضل جعفر بن عليّ بن هبة الله الهمداني المقرئ قراءة عليه وأنا أسمع ـ ليلة السبت ثاني عشر جمادى الآخرة سنة خمس وثلاثين وست مائة ـ قيل له : اخبرك الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السلفي الأصبهاني ـ قراءة عليه وأنت تسمع في صفر سنة إحدى وسبعين وخمس مائة بالاسكندرية ، فأقرّ به ـ قال : سمعت أبا عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد ـ بقراءتي عليه بأصبهان في سنة اثنين وتسعين وأربع مائة ـ يقول : سمعت أبا سعيد إسماعيل بن عليّ بن الحسين السمّان الرازي الحافظ بالريّ ، قال : حدثنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني بدمشق لفظا ، حدثنا أبو القاسم الفضل بن جعفر التميمي المؤذّن ، حدثنا أبو الحسن محمد ابن أحمد العسقلاني بطبريّة ، حدثنا أبو الحسن عليّ بن هارون الأنصاري ، حدثنا محمد بن أحمد المصري ، حدثنا صالح ، حدثنا معاذ بن أسد الخراساني ، حدثنا الفضل بن موسى الشيباني ، حدثنا الأعمش ، [قال] :

حدثنا سلمة بن كهيل ، قال : رأيت رأس الحسين بن عليّ [عليهما‌السلام] على القنا ، وهو يقول : (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [١٣٧ / البقرة].

قال أبو الحسن العسقلاني : قلت لعليّ بن هارون : الله إنّك سمعته من محمد بن

__________________

(١) قد ذكرنا في تعليق الحديث : (٤٥٦) أن هذا العنوان كان في صدر الحديث : (٤٥٦) وقلنا أنّه سهو ، والصواب تأخيره إلى هذا الموضع وهو الحديث : (٤٥٨).


أحمد المصري؟ قال : الله إني سمعته منه. قال الأنصاريّ : قلت لمحمد بن أحمد : [الله] إنّك سمعته من صالح؟ قال : الله إني سمعت منه. قال محمد بن أحمد : قلت لصالح : الله إنك سمعته من معاذ بن أسد؟ قال : الله إني سمعته منه. قال معاذ ابن أسد : فقلت للفضل : الله إنك سمعته من الأعمش؟ قال : الله إنّي سمعته منه. قال الأعمش : قلت لسلمة بن كهيل : الله إنك سمعته منه؟ قال : الله إني سمعته منه [في] باب الفراديس في دمشق لا مثّل ولا شبّه لي وهو يقول : (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).

قال الفضل : فقلت لأبي الحسن العسقلاني : الله إنّك سمعته من عليّ بن هارون؟ قال : الله إني سمعته منه.

فقلنا للفضل : الله إنك سمعته من العسقلاني؟ قال : الله إنّي سمعته منه.

قال أبو سعد السمّان : قلت لعبد الوهاب الميداني : الله إنّك سمعته من الفضل؟ قال : الله إنّي سمعته [منه].

قال أبو عليّ الحداد : [قلت] لأبي سعد : الله إنك سمعته من عبد الوهاب؟ قال : الله إني سمعته منه.

قال شيخنا الحافظ : فقلنا [لأبي عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد] (١) : الله إنك سمعته من أبي سعد؟ قال : الله إني سمعته منه.

قلنا لشيخنا الحافظ أبي طاهر أحمد : الله إنّك سمعته من أبي علي الحداد؟

قال : الله إني سمعته من أبي عليّ.

قال شيخنا أبو عليّ الحسن بن [عليّ ابن أبي بكر] الخلّال : قلنا لشيخنا [أبي الفضل جعفر بن عليّ بن هبة الله] الهمداني : [الله] إنك سمعته من الحافظ أبي طاهر السلفي؟ قال : الله إني سمعته منه.

[قال المؤلف :] قلت : إني سمعته من شيخنا أبي عليّ الحسن بن الخلال (٢).

__________________

(١) ما بين المعقوفات فيه وفي التوالي زيادات توضيحيّة منّا.

(٢) أقول : والحديث رويناه في كتاب «عبرات المصطفين» عن مصدر آخر.


[في إظهار الله تعالى نبيّه زكريا عليه‌السلام على تأويل قوله تعالى في أول سورة «مريم» : (كهيعص) وأن تأويله هو شأن الإمام الحسين وظالمه].

٤٥٩ ـ نقل الشيخ أبو جعفر محمد بن عليّ بن بابويه (١) القمّي رحمه‌الله في مصنّفه الموسوم بكتاب كمال الدين (٢) في إثبات الغيبة لصاحب الزمان [في] أثناء قصة طويلة ذكرها فيه بإسناده :

أن سعد بن عبد الله القمّي ، قال : قلت لصاحب الزمان : يا ابن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أخبرني عن تأويل : (كهيعص) [١ / مريم : ١٩] : قال : هذه الحروف من أنباء الغيب أطلع الله عليها زكريا ، ثم قصّه على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وذلك إن زكريا عليه‌السلام سأل ربّه أن يعلّمه أسماء الخمسة ، فأهبط [الله] عليه جبرئيل عليه‌السلام فعلّمه إيّاها ، فكان زكريا إذا ذكر محمدا وعليا وفاطمة والحسن سرى عنه همّه وانجلى كربه ، وإذا ذكر اسم الحسين خنقته العبرة ووقعت عليه البهرة (٣) فقال ذات يوم : إلهي ما بالي إذا ذكرت أربعا منهم تسلّيت بأسمائهم من همومي ، وإذا ذكرت الحسين تدمع عينيّ وتثور زفرتي؟ فأنبأه الله تبارك وتعالى عن قصّته ، فقال : (كهيعص) [١ / مريم : ١٩] فالكاف اسم كربلاء ، والهاء هلاك العترة ، والياء يزيد وهو ظالم الحسين ، والعين عطشه والصاد صبره.

__________________

(١) هذا الحديث كان في أصلي مؤخرا عن التالي والظاهر أنه من سهو النسّاخ.

(٢) رواه في الحديث : (٢١) من الباب : (٤٣) منه في ج ٢ ص ٤٦١ قال :

حدثنا محمد بن عليّ بن محمد [بن] حاتم النوفلي المعروف بالكرماني ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن عيسى الوشاء البغدادي ، قال : حدثنا أحمد بن طاهر القمّي ، قال : حدثنا محمد بن بحر بن سهل الشيباني ، قال : حدثنا أحمد بن مسرور ، عن سعد بن عبد الله ...

ورواه أيضا الطبرسي في الاحتجاج ص ٢٣٩.

ورواه عنه في الحديث الأول من الباب : (٣٠) من بحار الأنوار : ج ١٠ ، ص ١٥١. وفي ط الحديث : ج ٤٤ ص ٢٢٣.

ورواه في هامشه بسند آخر.

(٣) البهرة : ـ بضم الباء وسكون الهاء ـ واحدة البهر وهو انقطاع النفس من السعي الشديد أو الخوف أو الإعياء.


[زيارة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ابنته وابن عمّه وسبطيه وتناولهم جميعا الطعام ثم انصباب دموع رسول الله على الأرض وسؤال الحسين عنه عن سبب بكائه وجواب رسول الله له : إن جبرئيل أخبرني أنكم قتلى ومصارعكم شتى وقول الحسين : يا رسول الله فمن يزورنا على تشتتنا وبعد قبورنا؟. وجواب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم له : يزوركم طائفة من أمتي يريدون بذلك برّي وصلتي].

٤٦٠ ـ أخبرني الإمامان : العلامة نجم الدين عبد الغفّار بن عبد الكريم بن عبد الغفّار ، وعلاء الدين أبو حامد محمد بن أبي بكر الطاوسي القزوينيّان كتابة بروايتهما عن الشيخين : عزّ الدين محمد بن عبد الرحمن الواريني وتاج الدين عبد الله بن إبراهيم الشحاذي القزويني (١) إجازة ، قال : أنبأنا الشيخان : محمد بن الفضل بن أحمد ، وزاهر بن طاهر بن محمد الشحامي إجازة ، قالا : أنبأنا الحافظ أبو عبد الله محمد ابن عبد الله البيّع رحمة الله عليه (٢) قال : حدثنا أحمد بن إسحاق بن محمد بن عليّ

__________________

ـ ٤٦٠ ـ هذا الحديث كان في أصليّ معا متصلا بالحديث : (٤٦٤) الآتي في الباب : (٣٩) ولكن الظاهر أن محلّه هاهنا وأن تأخيره عن هذا الموضع من سهو الكتاب.

ورواه أيضا الخوارزمي في أول الفصل الرابع عشر من مقتل الإمام الحسين عليه‌السلام : ج ٢ ص ١٦٦ ، ط الغري ، قال :

أخبرنا العلامة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري ، أخبرنا الفقيه أبو الحسن عليّ ابن أبي طالب الفرزادي بالري ، أخبرنا الفقيه أبو بكر طاهر بن الحسنين الرازي ، أخبرنا عمّي الشيخ الزاهد أبو سعد إسماعيل بن عليّ بن الحسين السمان الرازي ، حدثني أبو محمد القاسم بن محمد الشروطي إملاء ، حدثني أبو عبد الله محمد بن عبد الله ، حدثني أبو رمح ، حدثني عبد الأعلى بن واصل الكوفي ، حدثني علي بن عبد الرحمن القطان ، حدثني عبيد بن يحيى ، بن مهران ، عن محمد بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أبيه ، عن جدّه ، عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال ...

(١) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «السحاوي».

(٢) والظاهر أنه رواه في تاريخ نيسابور.


ابن خلف القرشي بالكوفة ، قال : حدّثنا جعفر بن عبد الله المحمدي ، قال : حدثنا عبيد بن يحيى بن مهران القطّان ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن عليّ بن الحسين ابن عليّ بن أبي طالب عن أبيه ، عن جدّه :

عن عليّ عليه‌السلام قال : زارنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فعملنا له حريرة فأهدت إليه أم أيمن قعبا من [لبن و] زبد [ا] وصحفة من تمر ، فأكل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأكلنا معه ، ثم وضّأت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فمسح رأسه وجبينه بيده واستقبل القبلة ودعا ما شاء (١) ثمّ أكبّ على الأرض بدموع غزيرة مثل المطر.

[قال :] فهبنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن نسأله فوثب الحسين فأكبّ على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : يا أبة رأيتك تصنع ما لم تصنع مثله قطّ. قال : يا بنيّ إنّي سررت بكم اليوم سرورا لم أسرّ مثله ، وإن حبيبي جبرئيل عليه‌السلام أتاني فأخبرني أنّكم قتلى ومصارعكم شتّى فأحزنني ذلك ، فدعوت الله عزوجل بالخير. فقال الحسين : يا رسول الله فمن يزورنا على تشتتنا وتبعيد قبورنا؟ [فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يزوركم طائفة من أمّتي يريدون بذلك برّي وصلتي (٢).

[ف] إذا كان يوم القيامة زرتهم بالموقف فأخذت بأعضادهم فأنجيتهم من أهوالها وشدائدها]

__________________

(١) هذا هو الظاهر ، وفي أصليّ معا : «ودعا رسول الله ما شاء ...».

وفي مقتل الخوارزمي : «فدعا الله ما شاء ...». وما بين المعقوفين أيضا مأخوذ منه.

(٢) ما بين المعقوفين كان ساقطا من أصليّ معا ، وأخذناه من الباب : (٨) من كتاب تيسير المطالب ص ١١٢ ، ومثله معنى في مقتل الخوارزمي.

والحديث رواه أيضا الشيخ الصدوق رحمه لله في المجلس : (...) من أماليه ص ... ولكن لم يتيسّر لنا مراجعته.


[ثواب زيارة قبر الحسين عليه‌السلام ، وقول الإمام الصادق عليه‌السلام : إن حول قبره سبعين ألف ملك شعثا غبرا يبكون عليه إلى أن تقوم الساعة].

٤٦١ ـ أخبرنا الصالح أبو الفضل [أحمد] بن هبة الله بن أحمد سماعا عليه ؛ بإجازته عن أبي روح المعزّ بن محمد الهروي وأمّ المؤيّد زينب بنت عبد الرحمن بن الحسن بإجازتهما ، عن زاهر بن طاهر الشحامي ، قال : أنبأنا أبو الحسن عليّ بن محمد بن عليّ السحابي الزوزني ، أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن هارون الزوزني ، حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد النيسابوري الحفيد ، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي بالبصرة ، حدثني أبي سنة ستين ومأتين ، قال : حدثني عليّ بن موسى الرضا سنة أربع وتسعين ومائة ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، قال :

سئل جعفر بن محمد عن زيارة قبر الحسين ، فقال : أخبرني أبي قال : من زار قبر الحسين بن عليهما‌السلام عارفا بحقّه كتبه الله في علّيّين.

ثم قال : إن حول قبره سبعين ألف ملك شعثا غبرا يبكون عليه إلى أن تقوم الساعة (١).

__________________

ـ ٤٦١ ـ ورواه الشيخ الصدوق رحمه‌الله بأسانيد في الحديث : (١٥٩) من الباب : (٣١) من عيون الأخبار : ج ٢ ص ٤٤ ط ٣.

ورواه أيضا في ذخائر العقبى ص ١٥١ ، وقال : خرّجه أبو الحسن العتيقي.

ورواه أيضا الخوارزمي في الفصل : (١٤) من مقتل الحسين عليه‌السلام : ج ٢ ص ١٩٨ ، ط ١ ، قال :

وأخبرنا الشيخ الفقيه العدل الحافظ أبو بكر عبيد الله بن نصر الزاغوني بمدينة السلام منصرفي من السفرة الحجازية ، أخبرنا الشيخ الجليل أبو الحسن محمد بن إسحاق ابن الباقرجي ، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن عليّ بن بندار ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان ، أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان ببغداد في باب المحول ، حدثني أبي أحمد بن عامر ابن سليمان الطائي ، حدّثني أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا ...

(١) وقريبا من ذيله رواه ابن المغازلي تحت الرقم : (٤٥٠) من مناقبه ص ٣٩٧ قال :

وبالإسناد [المتقدم أي عن أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان ، عن أبي محمد عبد الله بن ـ


[بيان الإمام الباقر عليه‌السلام كيفيّة زيارة جده الإمام الحسين عليه‌السلام برواية الحاكم النيسابوري والحافظ ابن عقدة].

٤٦٢ ـ قال [وروى] الحاكم (١) أبو عبد الله البيّع الحافظ رحمه‌الله ، قال : حدثني أبو ذرّ محمد بن المنذر المفيد بالكوفة وكتبه بخطّه ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني الحافظ ، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن عامر الحضرمي من كتابه سنة خمس وستين ومأتين ، قال : حدثنا عبد الله بن معاذ التميمي ، قال : حدثنا حفص بن غياث النخعي ، عن محمد بن جعفر بن محمد الصادق ، عن أبيه ، عن محمد بن عليّ ، قال :

فإذا أتيت قبر أبي عبد الله ـ يعني الحسين بن عليّ عليهما‌السلام ـ فاغتسل من الفرات موضع الدالية ، ثم ائت وعليك السكينة والوقار حتى تنتهي إلى باب الحير (٢) ثمّ قلّ :

بسم الله وبالله وعلى ملّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

[السلام على] أمين الله على وحيه وعزائم أمره والخاتم لما سبق ، والقائم بما استقبل (٣)

__________________

ـ يحيى بن موسى النصيبي ، عن حميد بن مسبح ، عن أبي الطيّب أحمد بن عبد الله الداري ، عن يمان بن سعيد] :

حدثنا الربعي ، حدثنا فضيل بن يسار ، قال : قيل لأبي عبد الله عليه‌السلام : أيّ قبور الشهداء أفضل؟ قال : أو ليس أفضل الشهداء عندك الحسين عليه‌السلام؟ فوالذي نفسي بيده ان حول قبره أربعين ألف ملك شعثا غبرا يبكون عليه إلى يوم القيامة.

أقول : وللحديث طرق جمّة تجدها في الباب : (... و ...) من كامل الزيارات ص ١٠٩ ، و ١٥٩.

(١) ما بين المعقوفين زدناه لإصلاح الكلام ، ومع ذلك لا نطمئن بصحته ، لأن مرجع الضمير غير معلوم ، ويحتمل أيضا زيادة لفظة : «قال» في التالي وعليه يلتئم الكلام ويستغني عمّا وضعناه بين المعقوفين ولكن يبقى الكلام في الوسائط بين المؤلّف والحاكم.

(٢) هذا هو الصواب ، وذكره في الأصل بالخاء المعجمة.

(٣) كذا في أصليّ ، وفي زيارة الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام : «الخاتم لما سبق ، والقائم بما استقبل».


والداعي إلى الحقّ ، والمهيمن على ذلك كلّه ، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.

اللهمّ صلّ على محمّد عبدك ورسولك وخيرتك من خلقك ، وأمينك على وحيك أفضل ما صلّيت على أحد من أنبيائك ورسلك.

وصلّ على [عليّ] أمير المؤمنين عبدك وأخي رسولك الذي انتجبته لعلمك ، وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك ، والمهيمن على ذلك كله ، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته (١).

اللهمّ وصلّ على الحسن بن عليّ ابن رسولك الذي انتجبته لعلمك ، وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك والدليل على من بعثته برسالتك ، والقائم بالدين بعدلك وفصل قضائك من خلقك والمهيمن على ذلك كله ، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته (٢).

ثمّ تقول هذا لكلّ إمام من ولد الحسين بن عليّ عليهما‌السلام حتى تنتهي إلى آخر الأئمة صلوات الله عليهم ، ثمّ تقول عند ما أتيت القبر :

السلام عليك يا أبا عبد الله ورحمك الله يا أبا عبد الله ، ولعن الله من قتلك ، وانتهك حرمتك [أشهد أن الذين خالفوك وحاربوك وقتلوك] ملعونون على لسان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٣).

و [السلام] عليك وعلى أبيك وأمّك ، وأشهد أنك قد بلّغت من الله ما أمرت به ولم تخش أحدا غيره ، وعبدته حتى أتاك اليقين.

أشهد أنكم كلمة التقوى وأبواب الهدى (٤) والعروة الوثقى ، والحجّة على من بقي ، ومن تحت الثرى.

أشهد أن ذلك لكم سابق فيما مضى وأن ذلك لكم قائم فيما بقي.

أشهد أن أرواحكم وطينتكم طيّبة ، طابت وطهرت بعضها من بعض من الله ومن رحمته اجتباكم (٥).

أشهد الله ربي وأشهدكم أني بكم رابق (٦) ولكم تابع في ذات نفسي ، وفي شرائع

__________________

(١ ـ ٢) هذا هو الظاهر في الموردين ، وفي أصليّ في الموردين : «والسلام عليك ...».

(٣) ما بين المعقوفين زيادة يقتضيها السياق.

(٤) كذا.

(٥) لعلّ هذا هو الصواب ، وفي أصليّ : «ومن رححته اجتباكم».

(٦) كذا في الأصل ، ولكن بنحو الإهمال ، فإن صحّ فلعلّه بمعنى : إنّي بكم متعلّق.


ديني ومنقلبي ومثواي ، لعلّ الله عزوجل أن يتمّم ذلك لي.

أشهد أنكم قد بلغتم عن الله عزوجل ما أمرتم به ولم تخشوا أحدا غيره ، وعبدتموه حتى أتاكم اليقين.

اللهمّ العن الذين بدّلوا دينك ، واتّهموا رسولك وصدّوا عن سبيلك ، ورغبوا عن أمرك.

اللهمّ احش قبورهم نارا ، واحش أجوافهم نارا ، واحشر حزبهم وأشياعهم إلى جهنّم.

اللهمّ العن طواغيت هذه الأمّة وفراعنتها وجواليتها (١) والعن قتلة أمير المؤمنين ، والعن قتلة الحسين ، وعذّبهم عذابا لا تعذّبه أحدا من العالمين.

السلام عليك يا أبا عبد الله ، السلام عليك يا ابن رسول الله ، السلام عليك يا حجّة الله ، [أشهد أنّك] قد بلّغت ناصحا ، وقتلت صدّيقا ، ومضيت على يقين ، لم تؤثّر غيّا على هدى ، ولم تمل من حق إلى باطل.

أشهد أنّك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ، وتلوت القرآن حقّ تلاوته.

السلام على ملائكة الله المقرّبين ، السلام على أنبياء الله المرسلين ، الذين هم في خلقه مقيمين.

ثمّ تنكبّ على القبر عند رأسه فتقول :

السلام عليك يا أبا عبد الله ، السلام عليك يا ابن رسول الله ، السلام عليك يا حجّة الله على من في الأرض ومن تحت الثرى.

أشهد أنّك عبد الله وابن رسوله ، وأنّك قد بلّغت عن الله عزوجل مناصحا صدّيقا ، وافيت ووفيت ، وجاهدت في سبيل الله ومضيت على يقين من ربّك شهيدا وشاهدا ومشهودا ، فأقمت الصلاة وآتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ، وعبدت ربّك حتى أتاك اليقين. فصلّى الله عليك [يا] أبا عبد الله [أنا] مولاك وفي طاعتك

__________________

(١) لعلّ هذا هو الصواب ، فإن صحّ فهو جمع : «جالوت». ويراد منه هاهنا قوّاد النور وأمراء الجور ، وزعماء الضلالة.

وذكره في أصليّ مهملة : «وحواليتها»؟


[أنا] مولاك الوافد إليك ، ألتمس ثبات القدم في الهجرة وكرامة المنزلة في الآخرة.

أتيتك ـ بنفسي وأهلي ومالي وولدي ـ بحقّك عارفا [و] مقرّا بالهدى الذي أنت عليه ، معتصما بطاعتك ، موجبا بفضلك.

لعنة [الله] على أمّة قتلتك ، وظاهرت عليك وخالفتك ، وجحدت حقّك.

اللهمّ العنهم لعنا يلعنهم كل ملك مقرّب [و] نبيّ مرسل.

ثمّ ترفع رأسك وتستند ظهرك إلى القبر ووجهك إلى القبلة ، وتقول :

[اللهمّ] إنّي أتوجّه إليك بمحبّة أهل بيت نبيّنا أحمد نبيّ الرحمة صلى الله عليه وعلى الأئمة من أهل بيت نبيّ الرحمة.

وأعط (١) محمدا وآل محمد من البهاء والكرامة والنضرة والشرف والفضل والفضيلة والوسيلة والشفاعة عندك أفضل ما تعطي أحدا من المخلوقين كلهم أضعافا مضاعفة كثيرة لا يحصيها أحد غيرك ، وعجّل فرجهم وأهلك عدوّهم من الجنّ والإنس ، فإنّك على كل شيء قدير ، وصلى الله على محمد وآله ورحمة الله وبركاته.

اللهمّ صلّ على محمد وعلى آل محمد ولا تجعله آخر العهد من زيارة قبر وليّك وابن رسولك ، وصلى الله عليه وعلى آله ورحمة الله وبركاته (٢).

__________________

(١) هذا هو الظاهر ، أيّ اللهمّ أعط محمدا وآل محمد ... وفي أصلي : «وتعطي».

(٢) ثمّ إنّا بيّضنا أوّل هذا الحديث في (١٦) من شهر ذي الحجّة من سنة (١٣٩٧) في قم ، وأتممناه في ليلة (١٧) منه في كاشان.


[زيارة الجامعة الكبيرة التي تزار بها كل واحد من أئمة أهل البيت عليهم‌السلام]

٤٦٣ ـ [قال الحاكم : و] أخبرني عليّ بن محمد بن موسى ، قال : حدثنا محمد بن [عليّ بن] الحسين الفقيه الرازي (١) قال : حدثنا عليّ بن أحمد الدقاق في آخرين ، قالوا : حدثنا أبو الحسن محمد بن أبي عبد الله الأسدي (٢) قال : حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي ، قال : حدثنا موسى بن عبد الله النخعي (٣) قال :

قلت لعليّ بن محمد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين ابن عليّ بن أبي طالب ـ عليهم الصلاة والسلام ـ : علّمني يا ابن رسول الله قولا أقوله بليغا كاملا إذا زرت واحدا منكم.

فقال : إذا صرت إلى الباب فقف واشهد الشهادتين وأنت على غسل ، فإذا دخلت ورأيت القبر فقف وقل : «الله أكبر ، الله أكبر» ثلاثين مرّة ، ثم امش قليلا وعليك السكينة والوقار ، وقارب بين خطاك ، ثم قفّ وكبّر الله ثلاثين مرة ، ثم ادن من القبر وكبّر الله أربعين مرّة ، تمام مائة تكبيرة ، ثم قلّ :

السلام عليكم يا أهل بيت النبوّة [وموضع الرسالة] (٤) ومختلف الملائكة ، ومهبط الوحي ، ومعدن الرحمة (٥) وخزّان العلم ، ومنتهى الحلم ، وأصول الكرم ،

__________________

(١) وهو الشيخ الصدوق رحمه‌الله ، والحديث رواه في الباب : (٦٨) في آخر كتاب عيون الأخبار : ج ٢ ص ٢٧٢ ، وفي ط ٢ ص ٢٧٧ ، قال :

حدثنا عليّ بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي‌الله‌عنه ، ومحمد بن أحمد السناني ، وعليّ ابن عبد الله الوراق ، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب ، قالوا : حدثنا محمد بن عبد الله الكوفي أبو الحسين الأسدي ...

والحديث قد حكي عن كتاب من لا يحضره الفقيه ، وتهذيب الأحكام أيضا ولكن لم يتيسّر لي الرجوع. إليهما.

(٢) كذا.

(٣) كذا في الأصل ، وفي طبع الغري من عيون الأخبار : «موسى بن عمران النخعي».

(٤) كذا في عيون الأخبار طبع الغري ، وفي الأصل : «السلام عليكم يا أهل بيت رسول الله ومختلف الملائكة».

(٥) كذا في الأصل ، وفي كتاب عيون الأخبار : «ومعدن الرسالة».


وقادة الأمم ، وأولياء النعم ، وعناصر الأبرار ، ودعائم الأخيار ، وساسة العباد ، وأركان البلاد ، وأبواب الإيمان ، وأمناء الرحمن ، وسلالة النبيّين ، وصفوة المرسلين ، وعترة خيرة ربّ العالمين ورحمة الله وبركاته.

السلام على أئمة الهدى ، ومصابيح الدجى ، وأعلام التقى وذوي النهي وأولي الحجى ، وكهف الورى ، وورثة الأنبياء والمثل الأعلى والدعوة الحسنى ، وحجج الله على أهل الدنيا والآخرة والأولى (١) ورحمة الله وبركاته.

السلام على محالّ معرفة الله (٢) ومساكن بركة الله ، ومعادن حكمة الله ، وحفظة سرّ الله ، وحملة كتاب الله ، وأوصياء نبيّ الله وذرّيّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله [ورحمة الله] وبركاته.

السلام على الدعاة إلى الله والأدلّاء على مرضاة الله ، والمستوفرين في أمر الله ، والثابتين في محبة الله (٣) والمخلصين في توحيد الله ، والمظهرين لأمر الله ونهيه ، وعباده المكرمين الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ورحمة الله وبركاته.

السلام على الأئمة الدعاة والقادة الهداة ، والسادة الولاة ، والذّادة الحماة (٤) وأهل الذكر وأولي الأمر ، وبقيّة الله وخيرته وحزبه وعيبة علمه ، وحجّته وصراطه ونوره [وبرهانه] ورحمة الله وبركاته.

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، كما شهد الله لنفسه وشهدت له الملائكة وأولو العلم من خلقه ، لا إله إلّا هو العزيز الحكيم ، وأن الدين عند الله الإسلام (٥).

وأشهد أن محمدا عبده [المنتجب] ورسوله المرتضى ، أرسله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون.

وأشهد أنكم الأئمة الهادون المهديّون الراشدون المكرّمون المقرّبون ، المتّقون الصادقون المصطفون المطيعون لله ، القوّامون بأمره ، العاملون بإرادته ، الفائزون بكرامته.

اصطفاكم بعلمه ، وارتضاكم لغيبه (٦) واختاركم لسرّه ، واجتباكم بقدرته ،

__________________

(١) كذا في الأصل ، وفي ط الغري من كتاب عيون الأخبار : «وحجج الله على أهل الآخرة والأولى».

(٢) هذا هو الصواب الموافق لعيون الأخبار ، وفي أصليّ هاهنا تصحيف.

(٣) كذا في الأصل ، وفي كتاب عيون الأخبار : «والمستقرين في أمر الله ونهيه والتامين في محبّة الله».

(٤) هذا هو الظاهر الموافق لكتاب عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ، وفي أصلي : «والهادة الهداة ، والزادة الحماة».

(٥) جملة : «وأن الدين عند الله الإسلام» غير موجودة في طبع الغري من عيون الأخبار.

(٦) كذا في الأصل ، وفي كتاب عيون الأخبار : «وارتضاكم لدينه ...».


وأعزّكم بهداه ، وخصّكم ببرهانه ، وانتجبكم لنوره ، وأيّدكم بروحه ، ورضيكم خلفاء في أرضه وحججا على بريّته ، وأنصارا لدينه ، وحفظة لسرّه ، وخزنة لعلمه ، ومستودعا لحكمته ، وتراجمة لوحيه ، وأركانا لتوحيده ، وشهداء على خلقه ، وأعلاما لعباده ، ومنارا في بلاده ، وأدلّاء على صراطه.

عصمكم الله من الزلل ، وآمنكم من الفتن ، وطهّركم من الدنس ، وأذهب عنكم الرجس وطهّركم تطهيرا. فعظّمتم جلاله ، وأكبرتم شأنه ، ومجّدتم كرمه ، وأدمتم ذكره ، ووكّدتم ميثاقه ، وأحكمتم عقد طاعته ، ونصحتم له في السرّ والعلانية ، ودعوتم إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة ، وبذلتم أنفسكم في مرضاته ، وصبرتم على ما أصابكم في جنبه ، وأقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة ، وأمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر ، وجاهدتم في الله حقّ جهاده حتى أعلنتم دعوته ، وبيّنتم فرائضه ، وأقمتم حدوده ، ونشرتم شرائع أحكامه ، وسننتم سنّته ، وصرتم في ذلك منه إلى الرضا ، وسلّمتم له القضاء ، وصدّقتم من رسله من مضى.

فالراغب عنكم مارق ، واللازم لكم لاحق ، والمقصّر في حقّكم زاهق ، والحقّ معكم وفيكم ومنكم وإليكم ، وأنتم أهله ومعدنه ، وميراث النبوّة عندكم ، وإياب الخلق إليكم ، وحسابهم عليكم ، وفصل الخطاب عندكم [وآيات الله لديكم وعزائمه فيكم ، ونوره وبرهانه عندكم] ، وأمره إليكم (١).

من والاكم فقد والى الله ، ومن عاداكم فقد عادى الله ، ومن أحبّكم فقد أحبّ الله ، ومن أبغضكم فقد أبغض الله ، ومن اعتصم بكم فقد اعتصم بالله.

أنتم السبيل الأعظم ، والصراط الأقوم ، وشهداء دار الفناء ، وشفعاء دار البقاء ، والرحمة الموصولة ، والآية المخزونة ، والأمانة المحفوظة ، والباب المبتلى به الناس.

من أتاكم نجا ، ومن لم يأتكم هلك ، إلى الله تدعون ، وعليه تدلّون ، وبه تؤمنون ، وله تسلّمون ، وبأمره تعملون ، وإلى سبيله ترشدون ، وبقوله تحكمون.

سعد [والله] من والاكم ، وهلك من عاداكم ، وخاب من جحدكم ، وضلّ من فارقكم ، وفاز من تمسّك بكم ، وأمن من لجأ إليكم ، وسلم من صدّقكم ، وهدي من اعتصم بكم.

من اتّبعكم فالجنّة مأواه ، ومن خالفكم فالنار مثواه ، ومن جحدكم كافر ،

__________________

(١) ما بين المعقوفين كان قد سقط من أصلي وأخذناه من عيون الأخبار.


ومن حاربكم مشرك ، ومن ردّ عليكم [فهو] في أسفل درك من الجحيم.

أشهد أن هذا سابق لكم فيما مضى ، وجار لكم (١) فيما بقي ، وأن أرواحكم [ونوركم وطينتكم واحدة طابت وطهرت ، بعضها] من بعض (٢).

خلقكم الله أنوارا فجعلكم بعرشه محدقين ؛ حتّى منّ علينا بكم فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ، وجعل صلواتنا عليكم ، وما خصّنا به من ولايتكم ، طيبا لخلقنا ، وطهارة لأنفسنا ، وتزكية لنا ، وكفّارة لذنوبنا ، فكنّا عنده مسلّمين بفضلكم ، ومعروفين بتصديقنا إيّاكم فبلغ الله بكم أشرف محل المكرمين ، وأعلى منازل المقرّبين ، وأرفع درجات المرسلين ، حيث لا يلحقه لا حق ، ولا يفوقه فائق ، ولا يسبقه سابق ، ولا يطمع في إدراكه طامع ، حتى لا يبقى ملك مقرّب ، ولا نبيّ مرسل ، ولا صدّيق ولا شهيد ، ولا عالم ولا جاهل ، ولا دنيّ ولا فاضل ، ولا مؤمن صالح ، ولا فاجر طالح (٣) ولا جبّار عنيد ، ولا شيطان مريد ، ولا خلق فيما بين ذلك شهيد ، إلّا عرّفهم جلالة أمركم ، وعظم خطركم ، وكبر شأنكم ، وتمام نوركم ، وصدق مقاعدكم ، وثبات مقامكم ، وشرف محلّكم ومنزلتكم عنده ، وكرامتكم عليه ، وخاصّتكم لديه ، وقرب منزلتكم منه.

بأبي أنتم وأمّي وأهلي ومالي وأسرتي أشهد الله وأشهدكم أنّي مؤمن بكم وبما آمنتم به ، كافر بعدوّكم وبما كفرتم به ، مستبصر بشأنكم وبضلالة من خالفكم ، موال لكم ولأوليائكم ، مبغض لأعدائكم ومعاد لهم ، سلم لمن سالمكم ، حرب لمن حاربكم ، محقّق لما حقّقتم (٤) مبطل لما أبطلتم ، مطيع لكم ، عارف بحقّكم مقرّ بفضلكم محتمل لعلمكم ، محتجب بذمّتكم ، معترف بكم ، مؤمن بإيابكم (٥) مصدّق برجعتكم ، منتظر لأمركم ، مرتقب لدولتكم ، آخذ بقولكم ، عامل بأمركم مستجير بكم زائر لكم ، عائذ بكم لائذ بقبوركم ، مستشفع إلى الله [عزوجل] بكم (٦) ومتقرّب بكم إليه ، ومقدمكم أمام طلبتي وحاجتي (٧) وإرادتي في كل

__________________

(١) هذا هو الظاهر الموافق لكتاب عيون الأخبار ، وفي الأصل : «وجار عليكم ...».

(٢) ما بين المعقوفين أخذناه من كتاب عيون الأخبار ، وكان قد حذف من أصلي.

(٣) هذا هو الظاهر الموافق لعيون الأخبار ، وفي أصلي : «ولا فاجر ولا طالح».

(٤) هذا هو الظاهر الموافق لما في كتاب عيون الأخبار ، وفي أصليّ : «محق ...».

(٥) هذا هو الظاهر الموافق لعيون الأخبار ، وفي أصلي : «باياتكم».

(٦) هذا هو الظاهر الموافق لكتاب عيون الأخبار ، وفي أصلي : «مستشفعا إلى الله بكم».

(٧) كذا في أصلي ، وفي كتاب عيون الأخبار : «وحوائجي».


أحوالي وأموري ، مؤمن بسرّكم وعلانيتكم وشاهدكم وغائبكم ، وأوّلكم وآخركم ، ومفوّض في ذلك كله إليكم ، ومسلّم فيه معكم ، وقلبي لكم مؤمن (١) ورأيي لكم تبع ، ونصرتي لكم معدّة حتى يحيي الله [تعالى] دينه بكم ويردّكم في أيّامه ، ويظهركم لعدله ، ويمكّنكم في أرضه.

فمعكم معكم لا مع عدوّكم (٢) آمنت بجدّكم عليه‌السلام (٣) وتولّيت آخركم بما تولّيت به أوّلكم ، وبرئت إلى الله [تعالى] من أعدائكم [ومن الجبت والطاغوت] والشياطين وإخوانهم الظالمين لكم (٤) [و] الجاحدين لحقّكم [و] المارقين من ولايتكم (٥) [والغاصبين لإرثكم و] الشاكّين فيكم ، المنحرفين عنكم ، ومن كل وليجة دونكم [وكل مطاع سواكم ، ومن الأئمة الذين يدعون إلى النار] فثبّتني الله أبدا ما حييت على موالاتكم ومحبّتكم ودينكم ، ووفّقني لطاعتكم ، ورزقني شفاعتكم ، وجعلني من خيار مواليكم التابعين لما دعوتم إليه ، وجعلني ممن يقتصّ آثاركم ويسلك سبيلكم ويهتدي بهداكم ، ويحشر في زمرتكم [ويكرّ في رجعتكم] ، ويملّك في دولتكم ، ويشرّف في عافيتكم ، ويمكّن في أيّامكم ، وتقرّ عينه غدا برؤيتكم.

بأبي أنتم وأمي ونفسي وأهلي ومالي من أراد الله بدأ بكم ومن وحّده قبل عنكم ، ومن قصده توجّه إليكم (٦).

مواليّ لا أحصي ثناءكم ، ولا أبلغ من المدح كنهكم ، ومن الوصف قدركم ، وأنتم نور الأخيار (٧) وهداة الأبرار ، وحجج الجبّار.

بكم فتح الله وبكم يختم ، وبكم ينزل الغيث [وبكم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلّا بإذنه ، وبكم] يكشف الضرّ ، وعندكم ما نزلت به رسله وهبطت به ملائكته ، وإلى جدّكم بعث الروح الأمين

ـ وإن كانت الزيارة لأمير المؤمنين [عليه‌السلام] فقل : «وإلى أخيك بعث الروح الأمين» ـ.

__________________

(١) هذا هو الظاهر الموافق لكتاب عيون الأخبار ، وفي أصلي : «وقلبي لكم مسلّم».

(٢) ومثله في كتاب عيون الأخبار ، وفي نسخة من فرائد السمطين : «فمعكم معكم لا مع غيركم».

(٣) كذا في أصلي ، وفي كتاب عيون الأخبار : «آمنت بكم وتولّيت آخركم بما تولّيت به أوّلكم ...».

(٤) كذا في أصلي ، وفي كتاب عيون الأخبار : «وحزبهم الظالمين» وما بين المعقوفات أيضا مأخوذ منه.

(٥) هذا هو الظاهر الموافق لكتاب عيون الأخبار ، وفي أصلي : «الجاحدين بحقّكم».

(٦) هذا هو الظاهر الموافق لكتاب عيون الأخبار ، وفي أصلي : «توجّه بكم».

(٧) كذا في كتاب عيون الأخبار ، وهو الظاهر ، وفي أصليّ : «فأنتم معدن الأخيار».


آتاكم الله ما لم يؤته أحدا من العالمين (١) طأطأ كل شريف لشرفكم ، وبخع كل متكبّر لطاعتكم ، وخضع كل جبّار لفضلكم ، وذلّ كل شيء [لكم] وأشرقت الأرض بنوركم ، وفاز الفائزون بولايتكم.

بكم يسلك إلى الرضوان ، وعلى من جحد فضلكم غضب الرحمن (٢).

بأبي [أنتم] وأمي ونفسي ومالي وأهلي ذكركم في الذاكرين ، وأسماؤكم (٣) في الأسماء ، وأجسادكم في الأجساد ، وأرواحكم في الأرواح ، وأنفسكم في النفوس ، وآثاركم في الآثار ، وقبوركم في القبور.

فما أحلى أسماءكم ، وأكرم أنفسكم ، وأعظم شأنكم ، وأجلّ خطركم ، وأوفي عهدكم.

كلامكم نور ، وأمركم رشد ، ووصيّتكم التقوى ، وفعلكم الخير ، وعادتكم الإحسان ، وسجيّتكم الكرم ، وشأنكم الحق والصدق والرّفق (٤) وقولكم حكم [وحتم] ورأيكم علم وحلم وحزم.

إن ذكر الخير كنتم أوّله وأصله وفرعه ومعدنه ومأواه ومنتهاه.

بأبي أنتم وأمي ونفسي [وأهلي ومالي] كيف أصف حسن ثناءكم؟ و [كيف] أحصي جميل بلائكم؟ وبكم أخرجنا الله من الذلّ ، وفرّج عنّا غمرات الكروب ، وأنقذنا من شفا جرف الهلكات ، ومن النار.

بأبي أنتم وأمي ونفسي [بموالاتكم علّمنا الله معالم ديننا ، وأصلح ما كان فسد من دنيانا] وبموالاتكم تمت الكلمة ، وعظمت النعمة ، وائتلفت الفرقة ، وبموالاتكم تقبل الطاعة المفترضة ، ولكم المودّة الواجبة ، والدرجات الرفيعة ، والمقام المحمود [عند الله تعالى] والمكان المعلوم (٥) والجاه العظيم ، والشأن الكبير (٦) والشفاعة المقبولة.

ربّنا آمنّا بما أنزلت واتّبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين. ربّنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنّك أنت الوهّاب. سبحان ربّنا إن كان وعد ربّنا لمفعولا.

__________________

(١) كذا في أصلي ، وفي كتاب عيون الاخبار : «ما لم يؤت ...».

(٢) كذا في أصلي ، وفي كتاب عيون الأخبار : «وعلى من جحد ولايتكم غضب ...».

(٣) هذا هو الظاهر الموافق لكتاب عيون الأخبار ، وفي أصلي : «وأساميكم ...».

(٤) كذا في كتاب عيون الأخبار ، وفي أصلي : «الرفعة».

(٥) هذا هو الظاهر الموافق لكتاب عيون الأخبار ، وفي أصلي : «والمقام المعلوم عند الله».

(٦) كذا في أصلي من مخطوطة طهران ، وفي ط الغري من كتاب عيون الأخبار : «والشأن الرفيع».


يا وليّ الله إن بيني وبين الله عزوجل ذنوبا لا يأتي عليها إلا رضاكم ، فبحق من ائتمنكم على سرّه ، واسترعاكم أمر خلقه ، وقرن طاعتكم بطاعته ، لمّا استوهبتم ذنوبي ، وكنتم شفعائي فإني لكم مطيع (١) من أطاعكم فقد أطاع الله ، ومن عصاكم فقد عصى الله [ومن أحبّكم فقد أحبّ الله] ومن أبغضكم فقد أبغض الله.

اللهمّ [إنّي] لو وجدت شفعاء (٢) أقرب إليك من محمد وأهل بيته الأخيار الأئمة الأبرار لجعلتهم شفعائي ، فبحقّهم الذي أوجبت لهم عليك ؛ أسألك أن تدخلني في جملة العارفين بهم وبحقهم [و] في زمرة المرحومين بشفاعتهم (٣) إنك أرحم الراحمين ، وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما كثيرا (٤).

[ثم قال الإمام عليّ الهادي عليه‌السلام وإذا أردت الانصراف فقل [عند الوداع] (٥)

السلام عليك سلام مودّع لا سئم ولا قال ورحمة الله وبركاته إنه حميد مجيد ،

السلام عليكم يا أهل بيت النبوّة ، سلام وليّ غير راغب عنكم ، ولا مستبدل بكم ولا مؤثر عليكم ، ولا منحرف عنكم ولا زاهد في قربكم ، ولا جعله [الله] (٦) آخر العهد من زيارة قبوركم وإتيان مشاهدكم.

والسلام عليكم [و] حشرني الله في زمرتكم ، وأوردني حوضكم وجعلني من حزبكم وأرضاكم عنّي ، ومكّنني في دولتكم [وأحياني في رجعتكم] وملّكني في أيّامكم ، وشكر سعيي [بكم] وغفر ذنبي بشفاعتكم ، وأقال عثرتي بحبّكم ، وأعلى كعبي بموالاتكم ، وشرّفني بطاعتكم ، وأعزّني بهداكم (٧) وجعلني ممن أنقلب ـ مفلحا منجعا غانما سالما معافا غنيا فائزا برضوان الله تعالى وفضله وكفايته ـ بأفضل ما ينقلب

__________________

(١) كذا في أصلي ، وفي ط الغري من كتاب عيون الأخبار : «إني لكم مطيع».

(٢) هذا هو الظاهر الموافق لكتاب عيون الأخبار ، وفي أصلي : «اللهمّ لو وجدت شفيعا».

(٣) كذا في مخطوطة طهران من فرائد السمطين ، وفي ط الغري من عيون الأخبار : «وفي زمرة المرجوين لشفاعتهم إنّك أرحم الراحمين ، وصلى الله على محمد وآله [و] حسبنا الله ونعم الوكيل».

(٤) كذا في أصلي ، وفي كتاب عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : «وصلى الله على محمد وآله [و] حسبنا الله ونعم الوكيل».

(٥) ما بين المعقوفين زيادة توضيحية منّا ، وفي ط الغري من كتاب عيون الأخبار : «إذا أردت الانصراف فقل : السلام عليكم يا أهل بيت النبوّة سلام مودّع لا سئم ولا قال ورحمة الله وبركاته إنه حميد مجيد ، سلام وليّ غير راغب عنكم ولا مستبدل بكم ...».

(٦) وفي ط الغري من عيون الأخبار : «لا جعله الله آخر العهد من زيارة قبوركم ...».

(٧) ومثله في ط الغري من كتاب عيون الأخبار ، ويحتمل رسم الخطّ من أصلي أن يقرأ : «بهديكم».


به أحد من زواركم ومواليكم ومحبّيكم وشيعتكم.

ورزقني الله العود ثم العود أبدا ما أبقاني ربيّ بنيّة [صادقة] وإيمان وتقوى وإخبات ورزق واسع حلال طيّب.

اللهمّ لا تجعله آخر العهد من زيارتهم وذكرهم والصلاة عليهم ، وأوجب لي المغفرة والخير والبركة والفوز (١) والإيمان وحسن الإجابة ، كما أوجبت لأوليائك العارفين بحقهم ، المؤمنين بطاعتهم (٢) والراغبين في زيارتهم ، المتقرّبين إليك وإليهم.

بأبي أنتم وأمي ونفسي وأهلي ومالي اجعلوني في همّكم ، وصيّروني في حزبكم ، وأدخلوني في شفاعتكم ، واذكروني عند ربّكم.

اللهم صلّ على محمد وآل محمد [وأبلغ أرواحهم وأجسادهم مني السلام ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وصلى الله على سيّدنا محمد وآله وسلّم تسليما كثيرا] وحسبنا الله ونعم الوكيل ، نعم المولى ونعم النصير (٣).

__________________

(١) كذا في نسخة طهران من فرائد السمطين ، وفي كتاب عيون الأخبار : «والنور».

(٢) كذا في أصلي من فرائد السمطين ، وفي كتاب عيون الأخبار : «الموجبين لطاعتهم».

(٣) جملتا : «نعم المولى ونعم النصير» غير موجودتان في ط الغري من كتاب عيون الأخبار ، كما أن جميع ما وضعناه بين المعقوفات غير موجود في مخطوطة طهران من فرائد السمطين وإنما أخذناه من كتاب عيون الأخبار.


الباب التاسع والثلاثون (١)

في ذكر بعض مناقب الإمام الثامن مظهر خفيات الأسرار ومبرز خبيّات الأمور الكوامن ، منبع المكارم والميامن ومتبع الأعالي الحضارم والأيامن ، منيع الجناب ، رفيع القباب ، وسيع الرحاب ، هموم السحاب (٢) عزيز الألطاف ، غزير الأكناف ، أمير الأشراف ، قرة عين آل ياسين ، وآل عبد مناف السيد الطاهر المعصوم ، والعارف بحقائق العلوم ، والواقف على غوامض السرّ المكتوم ، والمخبّر بما هو آت ، وعما غبر ومضى ، المرضيّ عند الله سبحانه برضاه عنه في جميع الأحوال ، ولذا لقّب بالرضا عليّ بن موسى صلوات الله على محمد وآله خصوصا عليه ما سحّ سحاب وهما ، وطلع نبات ونما.

و [في] طرف من بيان أخلاقه الشريفة ، وأعرافه المنيفة ونبذ من كراماته الباهرة وشمائله الزاهرة ، و [ذكر] بعض أحاديثه التي رواها عن آبائه حجج الله على خلقه وآبائه سلام الله عليهم وصلوات صلواته وتحيات تحياته.

__________________

(١) هذا العنوان كان في أصليّ في صدر الحديث التالي ، والظاهر أنّه سهو من الكتاب ، وذكره هاهنا أولى.

ثم ليعلم أن من قوله : «حدثنا عباد بن يعقوب ...» في وسط الحديث : (٤٥٦) المتقدم في الباب :

(٣٧) من هذا السمط ص ١٦٥ ، إلى هنا أعني قوله : «في ذكر بعض مناقب الإمام الثامن» مأخوذ من نسخة طهران فقط ، وقد سقط عن نسخة السيد علي نقي.

(٢) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «ممرع السحاب».


[في إعلام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بدفن الإمام الرضا عليه‌السلام بخراسان وحثّه على زيارته. واستشهاد الإمام في سنة (٢٠٣) من الهجرة بقرية سناباد من خراسان].

٤٦٤ ـ أخبرنا الإمام العالم محمد ابن أبي القاسم إجازة ، قال : أخبرني الشيخ عزّ الدين محمد بن عبد الرحمن بن معالي الوابيني ، قال : أنبأنا زاهر بن طاهر الشحامي قال : أنبأنا الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، قال : أنبأنا الحاكم الحافظ البيّع رحمه‌الله ، قال : حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن عمرو الأحمسي بالكوفة ، قال : أنبأنا الحسين بن حميد بن الربيع ، قال : سمعت أبي يقول :

استشهد عليّ بن موسى الرضا بخراسان بطوس ، بقرية يقال لها : «سناباد» في شهر رمضان سنة ثلاث ومأتين (١).

٤٦٥ ـ [وبالسند المتقدم] قال الحاكم : أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله ابن أحمد العبسي ، قال : حدثنا محمد بن زكريا الغلابي ، قال : حدثنا جعفر بن محمد ـ يعني ابن عمار (٢) ـ عن أبيه ، عن جعفر بن محمد الصادق رضي‌الله‌عنه ، عن أبيه [محمد بن عليّ عن أبيه] عليّ بن الحسين ، عن أبيه :

عن عليّ عليهم‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ستدفن بضعة منّي بخراسان ، لا يزورها مؤمن إلّا أوجب الله له الجنّة وحرّم جسده على النار.

__________________

(١) كذا في أصليّ ، وفي كتاب «الأئمة» تأليف ابن أبي الثلج : «قال نصر بن عليّ الجهضمي : مضى أبو الحسن الرضا عليه‌السلام ـ وله (٤٧) سنة وأشهر ـ في عام مأتين واثنتين من الهجرة».

(٢) كذا في أصليّ.

ورواه أيضا الشيخ الصدوق في الحديث الرابع من الباب : (٦٦) من كتاب عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ، ص ٢٥٨ ، وقال :

حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ، قال : حدثنا عبد العزيز بن يحيى ، قال : حدثنا محمد بن زكريا ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة ...

والحديث يأتي أيضا بسند مغاير لما هاهنا صدرا تحت الرقم : (٤٦٧) في أول الباب : (٤٠) ص ١٨٨.


ذكر نسب [الإمام] الرضا عليه [آلاف] التحية والثناء.

٤٦٦ ـ أما نسب [الإمام] الرضا عليه‌السلام فهو [مذكور في] الحديث [المعروف بسلسلة الذهب الذي رواه الحاكم وغيره ، قال الحاكم] (١) :

حدّثنا أبو محمد أحمد بن محمد بن إبراهيم بن هاشم البلاذري (٢) قال : حدثنا أبو محمد الحسن بن عليّ بن محمد بن عليّ بن موسى الرضا إمام عصره بمكة ـ حرسها الله ـ سنة إحدى وخمسين ومأتين ، قال : حدثني أبي عليّ بن محمد المفتي ، قال : حدثني أبي محمد بن عليّ السيّد المحجوب (٣) قال : حدثني أبي عليّ بن موسى الرضا ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر المرتضى ، قال : حدثني أبي جعفر بن محمد الصادق ، قال : حدثني أبي محمد بن عليّ الباقر ، قال : حدثني أبي عليّ بن الحسين زين العابدين ، قال : حدثني أبي الحسين بن عليّ سيّد شباب أهل الجنة ، قال : حدثني أبي عليّ بن أبي طالب سيّد الأوصياء ، قال : حدثني محمد بن عبد الله سيد الأنبياء ، قال : حدثني جبرئيل سيد الملائكة ، قال :

قال الله عزوجل سيّد السادات : إنّي أنا الله لا إله إلّا أنا ، من أقرّ لي بالتوحيد (٤) دخل حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي.

__________________

(١) ما بين المعقوفات زيادة منّا لتصحيح الكلام ، غير أن جملتا : «رواه الحاكم وغيره ، قال الحاكم» غير قطعيّتان.

وأيضا كان في الأصل هكذا : «أما نسب الرضا عليه‌السلام ففي الحديث» فغيرنا قوله : «ففي» وبدّلناه بقولنا : «فهو» تجويدا.

(٢) كذا في مخطوطة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «حدثنا أبو محمد بن محمد بن إبراهيم».

والحديث رواه الشيخ الصدوق رحمه‌الله في الباب : (٣٧) من كتاب عيون الأخبار : ج ٢ ص ١٣٢ ، بأسانيد ، وإليك نصّ السند الثالث قال :

حدثنا أبو نصر أحمد بن الحسين بن أحمد بن عبيد الضبّي ، قال : حدثنا أبو القاسم محمد بن عبيد الله بن بابويه الرجل الصالح ، قال : حدثنا أبو محمد أحمد بن محمد بن إبراهيم بن هاشم ، قال : حدثنا الحسن بن عليّ بن محمد بن عليّ بن موسى بن جعفر أبو محمد السيد المحجوب إمام عصره بمكة ، قال : حدثني أبي عليّ بن محمد النقي ، قال : حدثني أبي محمد بن عليّ التقي ...

(٣) كذا.

(٤) كذا في نسخة السيد علي نقي ومثله في كتاب عيون الأخبار ، وفي مخطوطة طهران من فرائد السبطين : «من أقرّ لي بتوحيدي».


الباب الأربعون

[في إخبار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن دفن الإمام الرضا عليه‌السلام بخراسان ، وقوله : ستدفن بضعة مني بأرض خراسان ما زارها مكروب إلّا نفّس الله كربته ، ولا مذنب إلا غفر الله ذنبه].

٤٦٧ ـ أنبأني الشيخ كمال الدين عليّ بن محمد بن محمد بن محمد بن وضّاح الشهرباني ، أنبأنا مؤرخ بغداد الإمام محبّ الدين محمد بن محمود بن الحسين بن النجار إجازة ، قال : أنبأنا الإمام أبو الفتوح ناصر بن أبي المكارم المطرّزي إجازة ، أنبأنا الإمام أخطب خوارزم أبو المؤيّد الموفّق بن أحمد المكي ، ثم الخوارزمي ، قال : أخبرني الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن عليّ بن أحمد العاصمي الخوارزمي ، أنبأنا الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ رحمه‌الله ، قال : أنبأنا الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، قال : أنبأنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيّع الحافظ رحمه‌الله ، قال : أخبرني عليّ بن محمد بن موسى الواعظ ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن عليّ بن الحسين الرازي (١) [عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني] قال : حدثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، قال : حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد ، قال : حدثنا محمد بن سليمان المصري عن أبيه عن إبراهيم بن أبي حجر الأسلمي ، [عن قبيصة] عن جابر بن يزيد [الجعفي] قال :

سمعت وارث علم الأنبياء أبا جعفر محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب يقول : حدثني سيد العابدين عليّ بن الحسين ، عن سيد الشهداء الحسين بن عليّ ، عن سيد الأوصياء عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٢) : ستدفن بضعة مني بأرض خراسان ، ما زارها مكروب إلّا نفّس الله كربته ، ولا مذنب إلّا غفر الله ذنوبه.

__________________

(١) رواه في الحديث : (١٤) من الباب : (٦٦) من كتاب عيون أخبار الإمام الرضا عليه‌السلام : ج ٢ ص ٢٦١.

ورواه أيضا في الحديث الثاني من المجلس : (٢٥) من كتاب الأمالي ص ٧٣.

وما وضعناه بين المعقوفات أخذناه من كتاب عيون أخبار الرضا عليه‌السلام.

(٢) وتقدم الحديث آنفا بسند آخر تحت الرقم : (٤٦٥) ص ١٨٦.


[في إعلام الإمام الرضا عليه‌السلام بأنه عليه‌السلام هو مراد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من قوله لبعض الخراسانيين : «كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بعضي وغيّب في ثراكم نجمي»؟ ثم بيانه عليه‌السلام ثواب من زار قبره وهو عارف بحقه]

٤٦٨ ـ وبه [يعني بالسند المتقدم] عن الحاكم البيّع ، قال : حدثنا أبو الحسين أحمد بن جعفر بن البزّار العلوي بالكوفة (١) قال : حدثنا أبو العباس أحمد ابن محمد بن سعيد الحافظ ، قال : حدثنا عليّ بن الحسين بن [عليّ بن] فضّال (٢) قال : حدثنا أبي ، قال :

سمعت عليّ بن موسى الرضا وجاءه رجل فقال له : يا ابن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ رأيت رسول الله في المنام كأنه يقول لي : كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بعضي واستحفظتم وديعتي وغيّب في ثراكم نجمي؟ فقال الرضا عليه‌السلام : أنا المدفون في أرضكم وأنا بضعة [من] نبيّكم ، وأنا الوديعة والنجم.

ومن زارني وهو يعرف ما أوجب الله من حقّي وطاعتي فأنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة ، ومن كنّا شفعاؤه نجا ولو كان عليه مثل وزر الثقلين : الجن والإنس (٣).

ولقد حدثني أبي عن أبيه ، عن آبائه أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : من رآني في منامه فقد رآني فإنّ الشيطان لا يتمثّل في صورتي ولا في صورة واحد من أوصيائي ، وإن الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزءا من النبوّة (٤).

__________________

(١) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «الكوفي».

والحديث رواه أيضا الشيخ الصدوق رحمه‌الله تحت الرقم : (١١) من الباب : (٦٨) من كتاب عيون الأخبار : ج ٢ ص ٢٦٠ قال :

حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي مولى بني هاشم ...

(٢) ما بين المعقوفين قد سقط من أصليّ وأخذناه من كتاب عيون الأخبار.

(٣) أصل أخبار الشفاعة متواتر بين المسلمين وأسانيدها ومصادرها من طريق أهل السنّة كثيرتان جدا لا تقلّان عمّا ورد من طريق شيعة أهل البيت عليهم‌السلام ، ومن أنكر أصل الشفاعة من جهلة أهل السنّة أو المكابرين من النواصب فإنما أراد الردّ على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

(٤) لهذا الذيل أيضا مصادر جمّة وأسانيد كثيرة.


كرامة يا لها من كرامة باهرة ، وبشارة لشناعة الذنوب ماحية غافرة [في إخبار الإمام الرضا عليه‌السلام بأنه يقتل بالسم ويدفن بأرض غربة. ثم بيانه عليه‌السلام ثواب من زاره في غربته].

٤٦٩ ـ وبه عن الحاكم [البيّع النيسابوري] قال : حدثني أبو سعيد أحمد بن عمرو [ظ] بن رميح الحافظ ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ ، قال : حدثنا عليّ بن الحسين بن فضّال (١) ، عن أبيه ، قال :

سمعت أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا يقول : إنّي مقتول مسموم مدفون بأرض غربة ، أعلم ذلك بعهد عهده إليّ أبي عن أبيه عن آبائه ، عن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ألا فمن زارني في غربتي كنت أنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة ، ومن كنّا شفعاؤه نجا ولو كان عليه مثل وزر الثقلين.

__________________

(١) كذا في أصلي من فرائد السمطين.

ورواه أيضا الشيخ الصدوق في الحديث : (٣٣) من الباب : (٦٦) من كتاب عيون الأخبار : ج ٢ ص ٢٦٦ ، قال :

حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني مولى بني هاشم ، قال : حدثنا عليّ بن الحسن بن فضال ...


[حديث الإمام الهادي عليّ بن محمد بن عليّ عليهم‌السلام حول زيارة جده الإمام الرضا عليه‌السلام].

٤٧٠ ـ وبه عن الحاكم ، قال : أخبرني أبو القاسم ابن أبي سعيد الصيدلاني قال : حدثنا محمد بن [عليّ بن] الحسين الرازي (١) قال : حدثنا أحمد بن عليّ بن [إبراهيم بن] هاشم ، قال : حدثني أبي ، عن جدّي ، عن الصقر بن دلف قال :

سمعت عليّ بن محمد بن عليّ الرضا ، يقول : من كانت له إلى الله حاجة فليزر قبر جدّي الرضا بطوس وهو على غسل وليصلّ عند رأسه ركعتين ويسأل الله تعالى حاجته في قنوته (٢) فإنه يستجاب له ما لم يسأله في مأثم أو قطيعة رحم. وإن موضع قبره لبقعة من بقاع الجنّة ، لا يزورها مؤمن إلّا أعتقه الله من النار وأدخله دار القرار.

__________________

(١) رواه في الحديث : (٣٢) من الباب : (٦٦) من كتاب عيون الأخبار : ج ٢ ص ٢٦٦ قال :

حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب ، ومحمد بن عليّ ماجيلويه ، وأحمد بن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، والحسين بن إبراهيم ناتانة ، وعلي بن عبد الله الوراق ، قالوا : حدثنا عليّ بن إبراهيم ...

(٢) هذا هو الصواب ، وفي نسختي من فرائد السمطين هاهنا تصحيف : «ذنوبه».


[ما روي عن الإمام الكاظم موسى بن جعفر عليه‌السلام حول زيارة قبر ولده الإمام الرضا عليه‌السلام].

٤٧١ ـ [وبالسند المتقدم عن الحاكم عن محمد بن عليّ بن الحسين الرازي] (١) قال : وحدثنا جعفر بن محمد بن مسرور ، قال : حدثنا الحسين بن محمد بن عامر ، عن عمّه عبد الله بن عامر (٢) عن سليمان بن حفص المروزي ، قال :

سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر يقول : من زار قبر ولدي عليّ كان له عند الله سبعين حجّة (٣) [ثم] قال : [و] ربّ حجّة لا تقبل.

من زاره أو بات عنده ليلة كان كمن زار أهل السماوات [و] إذا كان يوم القيامة وجد معنا زوّار أئمتنا أهل البيت وأعلاهم درجة وأقربهم حيوة زوّار ولدي عليّ.

__________________

(١) وهذا تلخيص الحديث : (٢٠) من الباب : (٦٦) من كتاب عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ج ٢ ص ٢٦٣.

(٢) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «عبيد الله بن عامر».

(٣) كذا في مخطوطة طهران ، وفي مخطوطة السيد علي نقي : «سبعون حجّة».


[حديث الإمام الرضا وابنه محمد الجواد عليهما‌السلام في ثواب زيارته عليه‌السلام بطوس)].

٤٧٢ ـ وبه [قال الحاكم : أخبرني أبو القاسم ابن أبي سعيد الصيدلاني ، قال : حدثنا محمد بن عليّ بن الحسين الرازي] قال : حدثنا عليّ بن أحمد بن عمران الدقاق ، قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن أحمد [بن محمد] بن صالح [الرازي عن حمدان الديواني رضي‌الله‌عنه] قال :

قال الرضا رضي‌الله‌عنه : من زارني على بعد داري أتيته يوم القيامة في ثلاثة مواطن حتى أخلّصه من أهوالها : إذا تطايرت الكتب يمينا وشمالا ، وعند الصراط ، وعند الميزان (١).

٤٧٣ ـ وبه عن الحاكم قال : حدثنا أبو القاسم ابن أبي سعيد الصيدلاني ، قال : أخبرني عليّ بن أحمد البيّع ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني سعيد بن عبد الله (٢) عن أيّوب بن نوح قال :

سمعت أبا جعفر محمد بن عليّ بن موسى يقول : من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه (٣) وما تأخّر ، وإذا كان يوم القيامة ينصب له منبرا بحذاء منبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى يفرغ الله من حساب عباده.

__________________

(١) وهذا هو الحديث الثاني من الباب : (٦٦) من كتاب عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ج ٢ ص ... ورواه أيضا بنحو الإرسال في تلخيص تاريخ نيسابور للحاكم / الورق ١٣ / ب /.

(٢) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «حدثني ابن سعيد بن عبد الله».

(٣) كذا في نسخة السيد عليّ نقي ، وفي نسخة طهران : «من ذنوبه».


[أبيات كتبتها يد غيبيّة وأنشدها هاتف غيبي في الحثّ على زيارة الإمام الرضا عليه‌السلام. ثم أبيات هبة الله بن محمود بن محمد في الحث على زيارة الإمام الرضا عليه‌السلام].

٤٧٤ ـ وبه عن الحاكم قال : حدثني عليّ بن محمد بن يحيى المذكّر [قال : حدثني محمد بن عليّ بن الحسين الفقيه] قال : حدثنا محمد ابن أبي القاسم التميمي ، قال : سمعت أبا الحسن عليّ بن الحسن القهستاني (١) يقول :

كنت بمروالرود ، فلقيت بها رجلا من أهل مصر مجتازا اسمه حمزة ؛ وقد ذكر أنّه خرج من مصر زائرا لمشهد الرضا [عليه‌السلام] بطوس ، و [ذكر] أنّه لما دخل المشهد كان قرب غروب الشمس فزار [الإمام] وصلّى ولم يكن [في] ذلك اليوم زائر غيره ، فلمّا صلّى العتمة أراد خادم القبر أن يخرجه [أ] ويغلق عليه الباب ، فسأله أن يغلق عليه الباب ويدعه في المسجد ليصلّي فيه ـ فإنّه جاء من بلد شاسع ـ ولا يخرجه فإنه لا حاجة له في الخروج. فتركه وغلق عليه الباب ، فإنه كان يصلي وحده إلى أن أعيا ؛ فجلس ووضع رأسه على ركبتيه ليستريح ساعة ، فلمّا رفع رأسه رأى في الجدار مواجه وجهه رقعة عليها هذان البيتان :

من سرّه أن يرى قبرا برؤيته

يفرّج الله عمّن زار [ه] كربه

فليأت ذا القبر إن الله أسكنه

سلالة من رسول الله منتجبه

قال : فقمت وأخذت في الصلاة إلى وقت السحر ، ثم جلست كجلستي الأولى

__________________

(١) كذا في مخطوطة طهران ، ومثله في كتاب عيون الأخبار ط ٣ ، وفي نسخة السيد علي نقي : «سمعت أبا الحسن عليّ بن الحسين العهابي».

ورواه أيضا في الحديث الرابع من الباب : (٦٩) من كتاب عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ج ٢ ص ٢٨٥ قال :

حدثنا أبو جعفر محمد بن أبي القاسم ابن محمد بن الفضل التميمي الهروي ...

وليراجع أيضا المجلس : (١٦) وتواليه من أمالي الشيخ الصدوق وكذا المجلس : (٢٥) منه ص ١٠٥.


ووضعت رأسي على ركبتيّ ، فلمّا رفعت رأسي لم أر على الجدار شيئا.

وكان الذي رآه مكتوبا رطبا كأنه كتب في تلك الساعة. قال : فانفلق الصبح وفتح الباب وخرج من هناك.

٤٧٥ ـ أورد الإمام شهاب الدين أبو سعيد عبد الملك بن سعد بن عمرو بن محمد ابن عمر بن إبراهيم رحمه‌الله في مصنّفه الموسوم بكتاب نزهة الأخيار ، أنّه سمع من الشيخ الزكيّ أبي الفتوح محمد بن عبد الكريم بن منصور بن غلان ، قال :

سمعت الشيخ أبا الحسن محمد بن القاسم الفارسي بنيسابور ، قال : كنت [أنكر] على من قصد المشهد بطوس للزيارة!!! وأصررت على هذا الإنكار ، فاتّفق أني رأيت ليلة فيما يرى النائم كأني كنت بطوس في المشهد [و] رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قائما وراء صندوق القبر يصلّي فسمعت هاتفا من فوق و [هو] ينشد ويقول :

من سرّه أن يرى قبرا برؤيته

يفرّج الله عمّن زاره كربه

فليأت ذا القبر إن الله أسكنه

سلالة من رسول الله منتجبة

وكان يشير في الخطاب إلى رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم] قال : فاستيقظت من نومي كأني غريق في العرق فناديت غلامي يسرج دابتي في الحال فركبتها وقصدت الزيارة وتعوّدت في كل سنة مرتين.

قلت : أروي هذه الرؤيا وجميع مرويات السلّار أبي الحسن مكّي بن منصور ابن علان الكرجي ، عن الشيخ محي الدين عبد المحي بن (١) أبي البركات الحربي إجازة بروايته عن الإمام مجد الدين يحيى بن الربيع بن سليمان بن حراز الواسطي إجازة عن أبي زرعة طاهر بن محمد بن طاهر بن عليّ المقدسي ، عنه إجازة.

٤٧٦ ـ ولقد أنشدنا الإمام الفاضل الحسن الأخلاق والشمائل فخر الدين هبة

__________________

(١) هذا هو الصواب الموافق لما في نسخة السيد علي نقي في جميع موارد النقل عنه ، ومثلها في نسخة طهران هاهنا.

وتقدم أيضا مثل ما هاهنا تحت الرقم : (٤٠٦) في الباب : (١٩) من هذا السمط في ص ٨١. من مخطوطي. وفي طبعتنا هذه ص ٨٩.

وفي الحديث : (٤٩١) الآتي في أول الباب : (٤٢) ص ٢١٥ : «عبد الحميد».


الله بن محمد بن محمود الأديب الجندي (١) رحمه‌الله تعالى لنفسه بالمشهد المقدّس الرضوي على مشرّفه السلام في زيارتنا الأولى لها جعلها الله مبرورة ، وفي صحائف الأعمال المقبولة مسطورة :

أيا من مناه رضى ربّه

تهيّأ وإن منكر الحسن لام

فزر مشهدا للإمام الرضا

عليّ بن موسى عليه‌السلام

[ترحال إمام أهل الحديث محمد بن إسحاق بن خزيمة ، وأبي علي الثقفي ، وجماعة من علماء أهل السنّة وشدّ رحالهم من نيسابور متوجهين إلى خراسان لزيارة الإمام الرضا عليه‌السلام ، وتشرّفهم بمرقده المطهّر ، وتعظيم ابن خزيمة لمرقد الإمام الرضا وخضوعه وتضرّعه عند قبر الإمام ، وتدوين الاكابر والأعيان شمائله في تلك الحال].

٤٧٧ ـ وبه [أي بالسند المتقدم في أول الباب : (٤٠) تحت الرقم : (٤٦٧)] عن الحاكم الإمام أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ، قال :

سمعت أبا بكر محمد بن المؤمّل بن الحسين بن عيسى يقول : خرجنا مع إمام أهل الحديث أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ـ وعديله في العمارية أبو علي الثقفي وجماعة [من] مشايخنا وهم إذ ذاك متوافرون ـ إلى المشهد لزيارة قبر عليّ ابن موسى الرضا رضي‌الله‌عنه ، فرأيت من تعظيمه لتلك التربة وتواضعه لها ، وتضرّعه عند الوصول إليها ما تحيّرنا فيه ، وذلك بمشهد من عدة من آل السلطان (٢) وآل شاذان ابن نعيم وآل الشنقشين ، وبحضرة جماعة من العلوية من أهل نيسابور وهرات وطوس وسرخس ، فدوّنوا شمائل أبي بكر محمد بن إسحاق عند الزيارة ، وفرحوا وتصدّقوا شكرا لله على ما ظهر من إمام العلماء عند ذلك [الإمام و] المشهد ، وقالوا بأجمعهم : لو لم يعلم هذا الإمام أنّه سنّة وفضيلة لما فعل هذا ، [قال] : ثم انصرفنا من الزيارة في ربيع الآخر سنة تسع وثلاث مائة.

__________________

(١) كذا في مخطوطة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «الكندي».

(٢) هذا هو الظاهر ، وفي الأصل : «وذلك بمشهد من آل عدة من السلطان».


[تاريخ ورود الإمام الرضا عليه‌السلام نيسابور ، وتعداد أسماء بعض من روى عنه عليه‌السلام وأنه عليه‌السلام كان يفتي في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو ابن نيف وعشرين سنة وتاريخ استشهاده وكمية عمره عليه‌السلام حين استشهاده]

٤٧٨ ـ أخبرنا أبو عمرو عثمان بن الموفّق الأذكاني بروايته عن المؤيّد محمد بن علي المقرئ إجازة بروايته ، عن أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي إجازة (١) قال : أنبأنا المشايخ الأربعة : أبو بكر أحمد بن الحسين بن محمد البيهقي ، وأبو بكر محمد ابن عبد العزيز الحيري ، وأبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمد البحيري ، وإسماعيل ابن عبد الرحمن الصابوني ، قالوا : أنبأنا الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيّع الحاكم رحمه‌الله سماعا عليه [أنه قال] في تاريخه :

عليّ بن موسى أبو الحسن ورد نيسابور سنة مأتين ، سمع أباه وعمومته إسماعيل وعبد الله وإسحاق وعليا بني جعفر بن محمد ، وعبد الرحمن بن أبي الموالي القرشي.

وكان يفتي في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو ابن نيّف وعشرين سنة (٢).

روى عنه من أئمة الحديث المعلّى بن منصور الرازي وآدم بن أبي إياس العسقلاني ومحمد بن أبي راقع القصري القشيري ، ونصر بن عليّ الجهضمي (٣) وغيرهم.

استشهد «بسناباد» من طوس في [شهر] رمضان سنة ثلاث ومأتين ، وهو ابن تسع وأربعين سنة وستة أشهر.

__________________

(١) كذا في نسخة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي إجازة».

(٢) ومثله رواه ابن النجار ، في ترجمة الإمام الرضا عليه‌السلام من ذيل تاريخ بغداد.

(٣) وزاد ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد : وأحمد بن حنبل. وروى عنه حرفيا حديثا في من «اسمه أحمد».


[كلام الإمام الرضا عليه‌السلام حول القرآن ومن قال بأنه مختلق].

٤٧٩ ـ [وبالسند المتقدم عن الحاكم البيّع قال :] حدثنا أبو إسحاق ابن محمد بن عليّ الهاشميّ الكوفي ، حدثنا القاسم بن أحمد العلوي الحسيني ، حدّثني أبو الصّلت عبد السلام بن صالح [قال] :

حدثني عليّ بن موسى الرضا ، قال : من قال : القرآن مخلوق فهو كافر (١).

[أبيات أبي نواس في مدح أهل البيت عليهم‌السلام وإنعام الإمام الرضا عليه‌السلام على أبي نواس].

٤٨٠ ـ أنبأني الشيخ عبد الرحيم بن محمد بن أحمد بن فارس بن الزجاج الثعلبي (٢) أنبأنا القاضي جمال الدين عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل ، أنبأنا محمد بن الفضل أبو عبد الله ، وأبو القاسم زاهر بن طاهر إجازة ، قالا : أنبأنا الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين ، قال : أنبأنا الإمام الحاكم البيّع ، قال : حدثني عليّ بن محمد [بن يحيى] المذكر (٣) قال : حدثنا محمد بن علي الفقيه (٤) قال : حدثنا

__________________

(١) كذا في الأصل.

(٢) كذا في الحديث : (٥٦٠) في الباب : (٤٣) الآتي من نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي في الحديث الآتي : «العلفي»؟

وهنا رسم الخط من أصليّ غير واضح ، ولعلّه يقرأ «العتكي».

(٣) كذا في مخطوطة طهران هاهنا ، ومثله تقدم أيضا فيها في الحديث : (٤٧٤) في هذا الباب ص ١٩٤ وفي نسخة السيد علي نقي هاهنا : «محمد بن عليّ المذكر».

(٤) وهو الشيخ الصدوق ، والحديث رواه تحت الرقم : (١٠) من الباب : (٤٠) من كتاب عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ج ٢ ص ١٤٢ ، وما وضعناه بين المعقوفات مأخوذ منه.


الحسين بن إبراهيم بن [أحمد] بن هشام [المكتب ، قال : أنبأنا عليّ بن إبراهيم ابن هاشم] عن أبيه ، قال : حدثنا أبو الحسين محمد بن يحيي الفارسي (١) قال :

نظر أبو نواس إلى أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلام ذات يوم وقد خرج من عند الخليفة على بغلة له ، فدنا منه أبو نواس وسلّم عليه وقال : يا ابن رسول الله قد قلت فيك أبياتا فأحبّ أن تسمعها منّي. قال : هات. فأنشأ [أبو نواس] يقول :

مطهّرون نقيّات ثيابهم

تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا

من لم يكن علويا حين تنسبه

فما له في قديم الدهر مفتخر

والله لمّا بدا خلقا فأتقنه

صفاكم واصطفاكم أيها البشر

وأنتم الملأ الأعلى وعندكم

علم الكتاب وما جاءت به السور

فقال الرضا [عليه‌السلام] : قد جئت بأبيات ما سبقك إليها أحد. ثم قال : يا غلام هل معك من نفقتنا شيء؟ فقال : ثلاث مائة دينار. فقال : أعطها إيّاه. ثم قال عليه‌السلام : لعلّه استقلّها؟ يا غلام سق إليه البغلة.

__________________

(١) كذا في نسخة طهران ، ومثله في كتاب عيون الأخبار ، وفي نسخة السيد علي نقي : «محمد بن علي الفاريي»؟


[أبيات أخر لأبي نواس في مدح الإمام الرضا عليه‌السلام ، وكلام الحاكم في أن الإمام الرضا من ذرّية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإجماع فقهاء الحجاز عليه ، وأن من خالف هذا القول فقد خالف الكتاب والسنّة وعاند الحق].

٤٨١ ـ [وبالسند المتقدم] قال [الحاكم النيسابوري في تاريخ مدينة نيسابور] (١) وحدثنا أبو نصر محمد بن الحسن بن إبراهيم الكرخي الكاتب ، قال : حدثني أبو الحسن (٢) محمد بن سفيان الغسّاني ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي قال : سمعت أبا العباس محمد بن يزيد المبرّد ، يقول :

خرج أبو نواس ذات يوم من داره فبصر براكب قد حاذاه (٣) فسأل عنه ولم ير وجهه ، فقيل : إنّه عليّ بن موسى الرضا ، فأنشأ يقول :

إذا أبصرتك العين من بعد غاية

وعارض فيك الشك أثبتك القلب

ولو أن قوما أمّموك لقادهم

نسيمك حتى يستدل به الركب

قال الحاكم ـ أيد [ه] الله ـ : [و] من أجل فضيلة لنسب عليّ بن موسى الرّضا أنّه من ذرّيّة خير البشر محمد المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وهذا مذهب أهل السنّة والجماعة ، وإجماع فقهاء الحجاز عليه. ومن خالف هذا القول فقد خالف الكتاب والسنّة ، وعاند الحقّ وأظهر التعصّب على سيّديّ شباب أهل الجنّة وذرّيّتهما إلى أن تقوم الساعة.

__________________

(١) ورواه أيضا الشيخ الصدوق تحت الرقم : (١١) من الباب : (٤٠) من كتاب عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ج ٢ ص ١٤٣.

(٢) كذا في نسخة السيد علي نقي ، ومثلها في كتاب عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ، غير أن فيه : «أبو الحسن محمد بن صقر الغسّاني ...».

وفي نسخة طهران من فرائد السمطين : «أبو الحسين ...».

(٣) كذا في كتاب عيون الأخبار ، وهو الظاهر ، وفي أصليّ من فرائد السمطين : «من دار قيصر فإذا براكب ...».


[استدلال يحيى بن يعمر رحمه‌الله بالقرآن الكريم ـ ردا على الحجاج ومن يتّبع خطواته من النواصب ـ على أن الحسن والحسين عليهما‌السلام من أبناء رسول الله وذرّيّته ، وإفحامه الحجاج ثم تصديقه ليحيى ثم نفيه من العراق إلى خراسان].

٤٨٢ ـ ٤٨٣ ـ [قال الحاكم :] فأمّا الدليل على ما ذكرناه من الكتاب : فأخبرناه أبو إسحاق أحمد بن محمد بن عليّ الهاشمي بالكوفة ، قال : حدثنا أحمد ابن موسى بن إسحاق التميمي ، قال : حدثنا محمد بن عبيد النحّاس قال : حدثنا صالح بن موسى الطلحي ، قال : حدثنا عاصم بن بهدلة ، قال :

اجتمعوا يوما عند الحجاج ؛ فذكر الحسين بن عليّ ـ عليهما‌السلام ـ فقال الحجّاج : إنّه لم يكن من ذرّيّة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم!!! وعنده يحيى بن يعمر فقال له : كذبت أيها الأمير. فقال [الحجاج] : لتأتيني على ما قلت بمصداق من كتاب الله عزوجل أو لأقتلنّك. فقال [يحيى] : قال الله عزوجل [في الآية :

٨٤ ـ ٨٥ / من سورة الأنعام : ٦] [وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم ، ووهبنا له إسحاق ويعقوب ، كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل] «ومن ذرّيّته داوود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون (١) [وكذلك نجزي المحسنين] وزكريا ويحيى وعيسى». فأخبر

__________________

(١) جميع ما وضعناه بين المعقوفات زيادات توضيحية وتكميلية لما أخلّ به الراوي في نقل الكلام والمحاجّة ، وكان في الأصل هكذا : «فقال : قال الله عزوجل : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ ـ إلى قوله تعالى : ـ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى). فأخبر الله عزّ ...».

والحديث رواه أيضا الشيخ الصدوق في الحديث : (٣) من المجلس : (٩٢) من أماليه ص ٥٦٤ ، قال :

حدّثنا أبي قال : حدثنا محمد بن عليّ قال : حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب ، عن أحمد بن علي الأصبهاني ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن عليّ بن هلال الأحمسي ، قال : حدثنا شريك ، عن عبد الملك بن عمير ، قال : بعث الحجاج إلى يحيى بن يعمر فقال له ...


الله عزوجل أن عيسى من ذرّيّة إبراهيم و [إنما عدّه] من ذريّة إبراهيم (١) بأمّه [مع الفصل الطويل بينهما] والحسين [أولى بأن يعدّ] من ذرّيّة محمد [صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم] بأمّه [لأن أمّه بنت رسول الله بلا فصل وأمّا أم عيسى فبينها وبين إبراهيم فواصل كثيرة].

قال [الحجاج] : صدقت فما حملك على تكذيبي في مجلسي؟ قال : ما أخذ الله على [حاملي أمانات] الأنبياء لتبيّننّه للناس ولا يكتمونه [وما ذمّهم على تركه حيث] قال الله عزوجل : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ) [١٨٧ / آل عمران : ٣]. قال : فنفاه إلى خراسان.

[قال الحاكم :] وحدثنا أبو أحمد الحافظ ، قال : حدثنا محمد بن الحسين الخثعمي ، قال : حدثنا محمد بن عبيد المحاربي ، قال : حدثنا صالح بن موسى الطلحي ، عن عاصم بن أبي النجود :

عن يحيى بن يعمر العامري ، قال : أرسل إليّ الحجّاج فأتيته فقال : يا يحيى أنت الذي تدّعي أن ولد عليّ من فاطمة ولد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قلت :

إن آمنتني تكلّمت؟ قال : أنت آمن تكلّم. قلت : أقرأ به عليك كتاب الله عزوجل إن الله تعالى يقول ـ وقوله الحقّ ـ : (وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ (٢) كُلًّا هَدَيْنا وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ ، وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ، وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ) [٥٤ ـ ٥٥ / الأنعام : ٦]. ثم ذكره بنحوه (٣).

__________________

(١) هذا هو الظاهر ، وفي الأصل : «من ذرّيّة آدم.

(٢) الضمير في قوله تعالى : «له» راجع إلى إبراهيم المذكور قبل ذلك في قوله عزوجل : (وَتِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ عَلى قَوْمِهِ ، نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ ، إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ).

(٣) ورواه أيضا الخوارزمي علي وجهين آخرين في الفصل : (٦) من مقتله : ج ١ ، ص ٨١.

وتقدم أيضا بسند آخر عن صالح بن موسى ... في الباب : (١٦) تحت الرقم : (٣٩٧) من هذا السمط ص ٦٦ وفي طبعتنا هذه ص ٧٤ ، وذكرنا له أيضا في التعليق مصادر.

والحديث رواه أيضا ابن كثير في تفسير الآية الكريمة من تفسيره : ج ٢ ص ١٥٥ ، ط بيروت ، وبهامش فتح البيان : ج ٤ ص ٩٣ قال :

قال ابن أبي حاتم : حدثنا سهل بن يحيى العسكري ، حدثنا عبد الرحمن بن صالح ، حدثنا عليّ بن عابس ، عن عبد الله بن عطاء المكّي ، عن أبي حرب بن أبي الأسود ، قال :

أرسل الحجّاج إلى يحيى بن يعمر ، فقال : بلغني أنك تزعم أن الحسن والحسين من ذرّيّة النبيّ صلى ـ


٤٨٤ ـ [قال الحاكم :] والدليل الآخر على أن الحسن والحسين وذرّيتهما هم ذرّيّة المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وسلم من طريق الكتاب فهي أخبار كثيرة ، فمنها ما (١) :

أخبرناه أبو الحسين عليّ بن عبد الرحمن بن عيسى الدهقان بالكوفة من أصل كتابه ، قال : حدثنا الحسين بن الحكم الحبري (٢) قال : حدثنا الحسن بن الحسين العرني ، قال : حدّثنا حبّان بن عليّ العنزي ، قال : حدثنا الكلبي عن أبي صالح :

عن ابن عباس في قوله عزوجل : (تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ) [٦١ / آل عمران : ٣] [قال] : نزلت في رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعليّ نفسه (وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ) في فاطمة و (أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ) في حسن وحسين (٣) والدعاء على الكاذبين نزلت في العاقب والسيد وعبد المسيح وأصحابه (٤).

٤٨٥ ـ [قال الحاكم : و] أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عليّ بن عبد الحميد الصنعاني قال : حدثنا عليّ بن المتبرك الصنعانى (٥) قال : حدثنا أبو عبد الله الصنعاني قال :

حدثنا محمد بن بور (٦) عن ابن جريج في قوله [تعالى] : (إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ

__________________

ـ الله عليه وسلم؟ [أ] تجده في كتاب الله؟ وقد قرأته من أوله إلى آخره فلم أجده!! قال : أليس تقرأ في سورة الأنعام : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ) ـ [فقرأ الآية الكريمة] حتى بلغ ـ «ويحيى وعيسى» قال : بلى. قال : أليس عيسى من ذريّة إبراهيم [من قبل أمّه]؟ وليس له أب [تتصل به بإبراهيم].

ورواه أيضا في كتاب بدائع المنن : ج ٢ ص ٤٩٣ عن أبي عبد الله محمد بن موسى بن النعمان ، قال :

حدثنا أبو الحسين الأصبهاني الحافظ ، قال : حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا أبو بكر ، قال : سمعت عاصما ، قال :

بعث الحجّاج إلى قتيبة بن مسلم أن ابعث إليّ بيحيى بن يعمر ...

وذكره أيضا في إحقاق الحق : ج ١٠ ص ٦٣٩ وقال : فذكر القصة بمثل ما نقله الخوارزمي في مقتل الحسين ص ٨٩.

أقول : ثم ذكره بأسانيد ومصادر أخر.

(١) هذا الحديث رواه الحاكم في النوع السابع عشر من كتاب معرفة علوم الحديث ص ٦٢.

ورواه عنه الحافظ الحسكاني في تفسير الآية : (٦١) من سورة آل عمران تحت الرقم : (١٧١) من شواهد التنزيل : ج ١ ، ص ١٢٣ ، ط ١.

وأيضا قال الحاكم بعد ذكر الحديث في النوع : (١٧) من كتاب معرفة علوم الحديث :

وقد تواترت الأخبار في التفاسير عن عبد الله بن عباس وغيره أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخذ يوم المباهلة بيد علي وحسن وحسين وجعلوا فاطمة وراءهم ثم قال : هؤلاء أبناؤنا وأنفسنا ونساؤنا ، فهلمّوا أنفسكم وأبناءكم ونساءكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين.

(٢) رواه في الحديث : (٨) من تفسيره أو ما نزل من القرآن في أهل البيت.

(٣) كذا في النسخة ، وفي شواهد التنزيل : «ونساءنا» فاطمة ، «وأبناءنا» حسن وحسين ...

(٤) وفي الحديث : (٨) من تفسير الحبري : «وأصحابهم».

(٥) كذا.

(٦) كذا.


اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ) [٥٨ / آل عمران : ٣] : [أنه قال] :

بلغنا أن نصارى نجران قدم وفدهم على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة [و] فيهم السيّد والعاقب ـ وأخبرت أن معهما عبد المسيح ـ وهما يومئذ سيّدا أهل نجران ، فقالوا : يا محمد فيم تشتم صاحبنا؟ قال : ومن صاحبكم؟ قالوا : عيسى بن مريم تزعم أنه عبد. قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أجل هو عبد الله وكلمته ـ ألقاها إلى مريم ـ وروح منه. فغضبوا وقالوا : إن كنت صادقا فأرنا عبدا يحيي الموتى ويشفي ويبرئ الأكمه والأبرص ويخلق من الطين كهيئة الطير ، ولكنّه الله!!!.

فسكت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى جاءه جبرئيل عليه‌السلام فقال : يا محمد (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا : إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) الآية : [١٧ / المائدة : ٥] قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنهم قد سألوني أن أخبرهم بمثل عيسى. قال جبرئيل :

(إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ، الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ (١) فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ ، وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللهُ) [٥٨ ـ ٦٢ / آل عمران : ٣].

فأخذ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيد عليّ والحسن والحسين وجعلوا فاطمة وراءهم ثم قال : هؤلاء أبناؤنا وأنفسنا ونساؤنا ، فهلموا أنفسكم وأبناءكم ونساءكم ونجعل لعنة الله على الكاذبين.

فابى السيّد [من المباهلة] فقالوا : نصالحك. فصالحوه على ألف حلّة (٢) كل عام ، في كل رجب ألف حلة ، فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : والذي بيده نفسي لو لاعنوني ما حال الحول ومنهم بشر إلا أهلك الله الكاذبين.

__________________

(١) جميع ما وضعناه بين المعقوفات حذفه الراوي من القصّة تلخيصا ، وكان لفظ الأصل هكذا : قال جبرئيل : (إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ) ، حتى (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ) ـ في عيسى يا محمد من بعد هذا ـ (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ) الآية ، (إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللهُ) هذه الآية ، فأخذ النبيّ ...

(٢) كذا في نسخة السيد عليّ نقي ، وفي نسخة طهران : «ألفي حلّة ...».


٤٨٦ ـ [قال الحاكم (١) و] حدثنا جعفر [بن] محمد بن نصير الخلدي [ببغداد] قال : حدثنا موسى بن هارون ، قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا حاتم بن إسماعيل ، عن بكير بن مسمار :

عن عامر بن سعد ، عن أبيه ، قال : لما نزلت هذه الآية : (نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ) [٦١ / آل عمران : ٣] دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللهمّ هؤلاء أهلي.

__________________

(١) وهذا الحديث رواه الحاكم في باب مناقب أهل البيت عليهم‌السلام من المستدرك : ج ٣ ص ١٥٠ ، وقال :

صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وأقرّه الذهبي.

ومثله باختصار رواه الحسكاني في تفسير آية المباهلة تحت الرقم : (١٧٢) من شواهد التنزيل : ج ١. ص ١٢٤ ، ط ١ ، قال :

أخبرنا أحمد بن علي بن إبراهيم ، قال : أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الزاهد ، قال : أخبرنا محمد بن إسحاق [عن] قتيبة بن سعيد ، عن حاتم بن إسماعيل ، عن بكير بن مسمار :

عن عامر بن سعد ، عن أبيه ، قال : ولمّا نزلت هذه الآية : (نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ [وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ]) دعا رسول الله عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللهمّ هؤلاء أهلي.

أقول : ولرواية سعد بن أبي وقاص هذه صور تفصيلية وأسانيد ومصادر.

وقد رواها الحسكاني في تفسير آية التطهير تحت الرقم : (٦٥٤) من شواهد التنزيل : ج ٢ ص ١٩ ، وروى قبله وبعده عن جماعة من الصحابة ، ولكن موردها آية التطهير لا المباهلة.

ورواها أيضا الحافظ ابن عساكر تحت الرقم : (٢٧١) وما بعده من ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ١ ، ص ٢٠٦ ط ١ ؛ بطرق.

وقد ذكرناها أيضا في تعليقه عن مصادر.


الباب الحادي والأربعون

[في سنيّ إمامة الإمام الرضا عليه‌السلام وأخذ المأمون البيعة له على ولاية العهد وقصة الإمام مع زينب الكذابة والبدوي ، ثم حسد المأمون إيّاه وسقايته الإمام سمّا ، واستشهاد الإمام به].

٤٨٧ ـ [قال الحاكم :] ومن كرامات أولياء الله التي شاهدوا لعليّ بن موسى الرضا صلوات عليه أوّلها ما قدّمنا ذكره من تمزيق الصورتين بطن حميد بن مهران في مجلس المأمون (١).

[ثم قال الحاكم :] ولقد حدّثني عليّ بن محمد بن يحيى الواعظ ، قال : حدثنا أبو الفضل ابن أبي نصر الحافظ ، قال : قرأت في كتاب عيسى بن مريم العماني : أن موسى بن جعفر أوصى إلى ابنه عليّ بن موسى ويكنّى أبا الحسن ويلقّب بالرضا ، وأمّه تكتم النوبية.

وكان سنيّ إمامته بقيّة ملك الرشيد ، ثم محمد بن زبيدة وهو الأمين ، ثم المأمون.

ثم [إن المأمون] في صدر ملكه (٢) أخذ البيعة لعليّ بن موسى الرضا بعهد [ولايته لأمور] المسلمين ـ بعد رضاه بذلك ـ فقيل له ما تقول؟ فقال : والله لا أفعل وإني والرشيد كهاتين ـ وحرّك إصبعيه الوسطى والسبابة ـ فما علم معنى قوله : «أنا والرشيد كهاتين» حتّى دفن بجنبه فصار قبراهما واحد بجنب الآخر.

فلمّا كان يوم من الأيام دخل عليّ الرضا على المأمون وعنده زينب الكذابة [التي] كانت تزعم أنها ابنة عليّ بن أبي طالب وأن عليا دعا لها بالبقاء إلى يوم الساعة. فقال المأمون لعليّ : سلّم على أختك. فقال : والله ما هي أختي ولا ولدها عليّ بن

__________________

(١) كذا في أصليّ ، فإن صحّ ولم يسقط هاهنا منه شيء فالظاهر أنه ذكره في ترجمة الإمام الرضا عليه‌السلام من تاريخ نيسابور ، ولم يصل تاريخ نيسابور إلى المصنف أو فات منه أن يذكره عنه حرفيا.

(٢) هذا هو الظاهر ، وفي أصليّ : «ومملكته».


أبي طالب. فقالت زينب : والله ما هو أخي ولا ولده عليّ بن أبي طالب. فقال المأمون : ما مصداق قولك هذا؟ قال : إنّا أهل البيت لحومنا محرّمة على السباع (١) فاطرحها إلى السباع ، فإن تك صادقة فإن السباع تغبّ لحمها (٢) قالت زينب : ابدأ بالشيخ. فقال المأمون : لقد أنصفت. قال الرضا : أجل. ففتحت بركة السباع وأضربت فنزل الرضا إليها ، فلمّا أن رأته بصبصت وأومأت إليه بالسجود فصلى ما بينها ركعتين (٣) وخرج منها ، فأمر المأمون زينب لتنزل وامتنعت فطرحت إلى السباع فأكلتها.

فحسد المأمون عليّ الرضا على ذلك ، فلما كان بعد مدة دخل الرضا على المأمون فوجد فيه هما ، فقال له : أرى فيك هما؟ فقال المأمون : نعم بالباب بدويّ قد دفع إليّ منه سبع شعرات يزعم أنّهنّ من لحية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد طلب الجائزة ، فإن يك صادقا ومنعته الجائزة قد بخست شرفي ، وإن يك كاذبا فأعطيته الجائزة فقد سخر بي وما أدري ما أعمل؟ قال الرضا عليه‌السلام : عليّ بالشعر فلمّا رآه شمّه وقال : هذه أربعة من لحية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم و [أمّا] الباقي فليس من لحيته صلى‌الله‌عليه‌وسلم. فقال المأمون : ومن أين هذا؟ فقال : النار والشعر. فألقي الشعر في النار فاحترقت ثلاث شعرات ، وبقيت الأربعة التي أخرجها عليّ بن موسى الرضا [و] لم يكن للنار عليها سبيل. فقال المأمون : عليّ بالبدوي. فلما مثل بين يديه أمر بضرب عنقه (٤) فقال البدوي : بما ذا؟ فقال : تصدق عن الشعر. قال : أربعة من لحية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وثلاث من لحيتي.

فتمكّن حسد المأمون في قلبه للرضا ، فنفاه إلى طوس ثم سقاه سمّا فمات عليّ الرّضا مسموما وقد كمل عمره ثمان وأربعون سنة ، فدفن إلى جانب قبر الرشيد ، فعلم قول عليّ : أنا والرشيد كهاتين.

ولمّا صار إلى كرامة الله سبحانه وتعالى ، صار وليّ الله في أرضه ابنه محمد بن عليّ بوصية أبيه إليه ، ولقّبه : صاحب الذوابة. ويقال : التقيّ. وأمّه ريحانة أمّ الحسين ومولده بالمدينة سنة سبعين (٥) ومائة من الهجرة.

__________________

(١) كذا في نسخة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «إنّا أهل بيت محرّمة على السباع».

(٢) وذكره في نسخة السيد علي نقي بالعين المهملة.

(٣) هذا هو الظاهر ، وفي الأصل : «فصلى فيما بينهما».

(٤) كذا في نسخة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «رقبته».

(٥) هذا هو الصواب الموافق لنسخة طهران غير أن فيها : «ومولوده». وفي نسخة السيد علي نقي : «ومولده بالمدينة سنة سبعين».


[قصة الإمام الرضا عليه‌السلام مع من رأى في المنام النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأعطاه ثمانية عشر تمرة.

وقوله عليه‌السلام لرجل : أوص بما تريد واستعدّ لما لا بدّ منه].

٤٨٨ ـ [قال الحاكم : و] حدثني عليّ بن محمد بن يحيى المذكّر قال : حدثنا محمد بن عليّ بن الحسين الفقيه (١) قال : حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر ، قال : حدثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن محمد بن عيسى ، عن أبي حبيب [البناجي] أنه قال :

رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في المنام وقد وافى البناج (٢) ونزل في المسجد الذي ينزله الحاج في كل سنة ، وكأني مضيت إليه ونزلت عنده وسلّمت عليه ووقفت بين يديه ، فوجدت عنده طبقا من خوص نخل المدينة فيه تمر صيحاني فكأنه قبض قبضة من ذلك التمر ، فناولني فعددته فكان ثمانية عشر [تمرة] ، فتأوّلت أنّني أعيش بعدد كل تمرة سنة. فلمّا كان بعد عشرين يوما كنت في أرض تعمر بين يديّ للزراعة (٣) إذ جاءني من أخبرني بقدوم أبي الحسن الرضا عليه‌السلام من المدينة ونزوله ذلك المسجد ، فرأيت الناس يسعون إليه ، فمضيت نحوه فإذا هو جالس في الموضع الذي كنت رأيت (٤) فيه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وتحته حصير مثل ما كان

__________________

(١) وهذا رواه محمد بن علي الفقيه في الحديث : (١٥) من الباب : (٤٧) من عيون أخبار الرضا ـ عليه‌السلام ـ : ج ٢ ص ٢١١.

(٢) كذا في الأصل ومثله في ط ٣ من كتاب عيون الأخبار ، غير أن جملة : «وقد وافى» كانت في الأصل مصحفة.

ثم إني لم أجد «البناج» في حرف الباء من معجم البلدان ، ولعلها مصحفة عن «النباح» بالنون المكسورة ثم الباء الموحدة ، قال في حرف النون من معجم البلدان :

قال أبو منصور : في بلاد العرب نباجان ، أحدهما على طريق البصرة يقال له نباج بني عامر وهو بحذاء فيد ، والآخر نباج بني سعد بالقريتين. وقال غيره : النباج منزل لحجاج البصرة ...

(٣) هذا هو الظاهر الموافق لكتاب عيون الأخبار ، وفي أصليّ : «معمر بين يدي الزراعة».

(٤) كذا في نسخة السيد علي نقي وكتاب عيون الأخبار ، وفي نسخة طهران : «فإذا هو جالس في الموضع الذي رأيته فيه النبيّ.


تحته ، وبين يديه طبق فيه تمر صيحاني فسلّمت عليه وردّ عليّ السلام واستدناني فناولني قبضة من ذلك التمر ، فعددته فإذا عدده مثل ذلك العدد الذي ناولني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقلت له : زدني منه يا ابن رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم] فقال : لو زادك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لزدناك.

٤٨٩ ـ [وبالسند المتقدم عن الحاكم ، عن محمد بن عليّ بن الحسين] قال : وحدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن سعد بن سعيد (١).

عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام أنّه نظر إلى رجل فقال له : يا عبد الله أوص بما تريد ، واستعدّ لما لا بدّ منه وكأن قد.

قال : فمات بعد ذلك بثلاثة أيام (٢).

__________________

(١) كذا في أصليّ ،.

ورواه الصدوق رحمه‌الله في الحديث : (٤٣) من الباب : (٤٧) من عيون أخبار الرضا ـ عليه‌السلام ـ ص ٢٢٥ وفيه : «عن سعيد بن سعد ...».

(٢) لعلّ هذا هو الصواب ، وفي نسخة طهران : «قال : فما بعد ذلك». وفي نسخة السيد علي نقي : «قال : مما بعد ذلك ...


[احتباس المطر عن الناس بعد بيعتهم الإمام الرضا بولاية العهد ، وتطيّر الحاسدين بها ، ثم استسقاء الإمام بطلب من المأمون ، ونزول المطر الغزير بدعاء الإمام واستسقائه]

٤٩٠ ـ وبالإسناد [المتقدم] إلى الحاكم البيّع رحمة الله عليه قال :

رأيت في كتب أهل البيت [عليهم‌السلام] أن المأمون لما جعل عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلام وليّ عهد [ه] احتبس المطر فجعل بعض حاشية المأمون والمتعصّبين على الرضا (١) يقولون : انظروا ما جاءنا عليّ بن موسى الرضا؟! وليّ عهدنا فحبس عنّا المطر. واتصل ذلك بالمأمون واشتدّ عليه ، فقال للرضا : قد احتبس عنّا المطر ، فلو دعوت الله تعالى أن يمطر الناس. قال الرضا : نعم. قال : فمتى تفعل ذلك؟ ـ وكان ذلك يوم الجمعة ـ فقال : يوم الإثنين فإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أتاني البارحة في منامي ومعه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب فقال : يا بنيّ انتظر يوم الإثنين فابرز [فيه] إلى الصحراء واستسق فإن الله عزوجل يسقيهم ، وأخبرهم بما يريك الله مما لا يعلمون ليزداد علمهم بفضلك (٢) ومكانك من ربّك عزوجل.

فلما كان يوم الإثنين ، غدا [عليّ بن موسى الرضا] إلى الصحراء ، وخرج الخلائق ينظرون ، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال :

اللهمّ يا ربّ أنت عظّمت حقّنا أهل البيت فتوسّلوا بنا كما أمرت ، وأمّلوا فضلك ورحمتك ، وتوقّعوا إحسانك ونعمتك ، فاسقهم سقيا نافعا عامّا غير ضارّ ، وليكن ابتداء مطرهم بعد انصرافهم من مشهدهم هذا إلى منازلهم ومقارّهم.

__________________

(١) كذا في مخطوطة طهران ، ومثله في كتاب عيون الأخبار ، وفي نسخة السيد علي نقي : «المبغضين»؟

(٢) هذا هو الظاهر ، الموافق لكتاب عيون الأخبار ، وفي نسخة السيد علي نقي : «فابرزوا إلى الصحراء ... ليزداد عليهم تفضلك». وفي نسخة طهران : «وامرهم بما يريك الله مما لا يعلمون ليزداد عليهم ...».

وانظر الباب : (٤١) من كتاب عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ص ١٦٥.


قال : فو الذي بعث محمدا نبيّا لقد نسجت الرياح الغيوم وأرعدت وأبرقت وتحرك الناس كأنهم يريدون التنحّي عن المطر ، فقال الرضا : على رسلكم أيّها الناس فليس هذا الغيم لكم إنما هو لأهل بلد كذا.

فمضت السحابة وعبرت ثم جاءت سحابة أخرى تشتمل على رعد وبرق فتحرّكوا ، فقال [الرضا] : على رسلكم فما هذه لكم إنما هو لبلد كذا.

فما زالت حتى جاءت عشرة سحائب وعبرت [و] يقول عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلام : على رسلكم ليست هذه لكم إنما هي لبلد كذا.

ثم أقبلت سحابة حادية عشر (١) فقال : يا أيّها الناس هذه بعثها الله لكم فاشكروا الله على تفضّله عليكم وقوموا إلى مقارّكم ومنازلكم فإنّها مسامتة لرءوسكم ممسكة عنكم إلى أن تدخلوا مقارّكم ثمّ يأتيكم من الخير ما يليق بكرم الله عزوجل.

ونزل [الرضا] عن المنبر وانصرف الناس ، فما زالت السحابة ممسكة إلى أن قربوا من منازلهم ثم جاءت بوابل المطر فملأت الأودية والحياض والغدران والفلوات.

فجعل الناس يقولون : هنيئا لولد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كرامات الله.

ثم برز إليهم الرضا عليه‌السلام ، وحضرت الجماعة الكثيرة منهم فقال :

يا أيّها الناس : اتّقوا الله في نعم الله عليكم فلا تنفروها عنكم بمعاصيه ، بل استديموها بطاعته وشكره على نعمه وأياديه ، واعلموا أنّكم لا تشكرون الله عزوجل بشيء بعد الإيمان بالله وبعد الاعتراف بحقوق أولياء الله من آل محمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحبّ إليه من معاونتكم لإخوانكم المؤمنين على دنياهم التي هي معبر لهم تعبر [بهم] إلى جنان ربهم فإن من فعل ذلك كان من خاصة الله تعالى ، وقد قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في ذلك قولا ينبغي للعاقل أن يزيد في فضل الله عليه فيه أن يأمله ويعمل عليه (٢) قيل : يا رسول الله هلك فلان يعمل من الذنوب كيت وكيت. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : بل قد نجا ، ولا يختم الله عمله إلا بالحسنى ، وسيمحو الله عنه السيّئات ويبدّلها له حسنات. إنّه كان مرّة يمرّ في

__________________

(١) كذا في كتاب عيون الأخبار ، وفي أصليّ : «حاذت ...»؟.

(٢) كذا في نسخة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «أن يزهد».

وفي ط الغري من كتاب عيون الأخبار : «وقد قال رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم] في ذلك قولا ما ينبغي لقائل أن يزهد في فضل الله عليه فيه إن تأمله وعمل عليه».


طريق [و] عرض له مؤمن قد انكشفت عورته وهو لا يشعر ، فسترها عليه ولم يخبره بها مخافة أن يخجل. ثم إن ذلك المؤمن عرفه في مهواة فقال له : أجزل الله (١) لك الثواب ، وأكرم لك المآب ، ولا ناقشك الحساب. فهذا العبد لا يختم له إلا بخير بدعاء ذلك المؤمن.

فاتّصل قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بهذا الرجل فتاب وأناب وأقبل على طاعة الله ، فلم يأت عليه سبعة أيام حتى أغير على سرح المدينة ، فوجّه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في أثرهم جماعة ذلك الرجل آخرهم واستشهد فيهم.

فعظّم الله تعالى البركة من البلاد بدعاء الرضا رضوان الله عليه.

وقد كان للمأمون من يريد أن يكون وليّ عهده دون الرضا ، وحسّاد كانوا بحضرة المأمون للرضا عليه‌السلام ، فقال للمأمون بعض أولئك : يا أمير المؤمنين أعيذك بالله أن يكون تاريخ الخلفاء في إخراجك هذا الشرف العميم والفخر العظيم من بيت ولد العباس إلى بيت ولد علي [عليه‌السلام] اعتب على نفسك وأهلك ، جئت بهذا الساحر من ولد السحرة وقد كان خاملا فأظهرته ووضيعا فرفعته ومنسيّا فذكرت به ومستخفا به فنوّهت به ، قد ملأ الدنيا مخرقة وتشرّفا (٢) بهذا المطر الوارد عند دعائه ، ما أخوفني أن يخرج هذا الأمر عن ولد العباس إلى ولد عليّ ، بل ما أخوفني أن يتوصّل بسحره إلى إزالة نعمتك والتوثّب على مملكتك ، هل جنا أحد على نفسه وملكه مثل جنايتك؟!!

فقال المأمون : قد كان هذا الرجل مستترا عنّا يدعو إلى نفسه فأردنا أن نجعله وليّ عهدنا ليكون دعاؤه إلينا ، ولنعرف ما يخالفه والملك لنا ، وليعتقد فيه المعترفون به أنّه ليس مما ادّعى (٣) في قليل ولا كثير ، وأنّ هذا الأمر لنا من دونه ، وقد خشينا إن تركناه على تلك الحالة أن ينفتق علينا منه ما لا نسدّه ، ويأتي علينا ما لا نطيقه ، والآن وإذ قد فعلنا به ما قد فعلنا ، وأخطأنا في أمره ما أخطأنا وأشرفنا من الهلاك ـ بالتنويه به ـ على ما أشرفنا (٤) فليس يجوز التهاون في أمره ، ولكنّا نحتاج أن نضع منه قليلا

__________________

(١) هذا هو الصواب الموافق لكتاب عيون الأخبار ، وفي أصليّ هاهنا تصحيف.

(٢) كذا في أصليّ ، وفي كتاب عيون الأخبار : «فأردنا أن نجعله وليّ عهدنا ليكون دعاؤه لنا ، وليعترف بالملك والخلافة لنا ، وليعتقد فيه المفتونون به ...».

(٣) كذا في الأصل ، وفي كتاب عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : «وتشوّقا».

(٤) هذا هو الصواب الموافق لما في عيون الأخبار ، وفي نسخة طهران من فرائد السمطين : «وأشرف أمر إهلاك بالسوية على ما أشرفنا ...» وفي نسخة السيد علي نقي وأشرف أمن الهلاك بالتنويه على ما أشرفنا ...».


قليلا حتى نصوّره عند الرعايا بصورة من لا يستحقّ هذا الأمر (١) ثم ندبّر فيه بما يحسم عنّا موادّ بلائه

قال الرجل : يا أمير المؤمنين فولّني مجادلته فإنّي أفحمه وأصحابه وأضع من قدره ، فلو لا هيبتك في صدري لأنزلته منزلته وبيّنت للناس قصوره عمّا رشّحته له. فقال المأمون : ما شيء أحبّ إليّ من هذا. قال : فاجمع جماعة وجوه أهل مملكتك من القوّاد والقضاة وخيار الفقهاء لأبيّن نقصه بحضرتهم فيكون تأخيرك له عن محله الذي أحللته فيه على علم منهم بصواب فعلك.

قال : فجمع [المأمون] الخلق الفاضلين من رعيّته في مجلس واسع قعد فيه لهم وأقعد الرضا بين يديه في مرتبته التي جعلها له ، فابتدأ الحاجب المتضمّن للوضع عن الرضا ، وقال له : إن الناس قد أكثروا عليك الحكايات وأسرفوا في وصفك ، فما أرى أنك إن وقفت عليه [إلا] برئت منه ، رأوك دعوت الله تعالى في المطر المعتاد مجيئه (٢) فجعلوه آية لك [و] معجزة أوجبوا لك بها أن لا نظير لك في الدنيا!! وهذا أمير المؤمنين أدام الله ملكه لا يوازى بأحد (٣) إلّا رجح به ، وقد أحلّك المحلّ الذي قد عرفت ، فليس من حقّه أن تسوّغ للكذابين لك وعليه ما يكذّبونه.

فقال الرضا رضوان الله عليه : ما أدفع عباد الله عن التحدّث بنعم الله عليّ وإن كنت لا أبغي أشرا ولا بطرا ، وأمّا ذكرك صاحبك الذي أحلّني فما أحلّني إلّا المحل الذي أحلّه ملك مصر يوسف الصدّيق عليه‌السلام ، وكانت حالهما ما قد عرفت.

فغضب الحاجب عند ذلك فقال : يا ابن موسى لقد عدوت طورك وتجاوزت قدرك أن بعث الله تعالى بمطر مقدور في وقته لا يتقدم ولا يتأخّر [و] جعلته آية تستطيل بها ، وصولة تصول بها كأنّك جئت بمثل آية الخليل إبراهيم عليه‌السلام لمّا أخذ رءوس الطير بيده ودعا أعضاءها التي كان فرّقها على الجبال فأتته سعيا على الرءوس وحففن

__________________

(١) كذا في نسخة السيد علي نقي ، وفي كتاب عيون الأخبار : «من لا يستحقّ لهذا الأمر ...». وفي نسخة طهران هاهنا تصحيف.

(٢) ما بين المعقوفين زدناه لتصحيح ما في أصليّ ، وفي كتاب عيون الأخبار : «وأسرفوا في وصفك بما أرى أنك إن وقفت عليه برئت إليهم منه ، وذلك إنك قد دعوت الله في المطر المعتاد مجيئه فجاء فجعلوه آية معجزة لك ...».

(٣) كذا في نسخة طهران ، وعيون الأخبار : ، وفي نسخة السيد علي نقي : «لا يوازن ..


وطرن بإذن الله تعالى (١). فإن كنت صادقا فيما توهم فأحي هاتين الصورتين (٢) وسلّطهما عليّ فإنّ ذلك يكون حينئذ آية معجزة ، فأما المطر المعتاد فلست أنت أحقّ بأن يكون جاء بدعوتك من غيرك الذي دعا كما دعوت!!!

وكان الحاجب أشار إلى أسدين مصوّرين على مسند المأمون الذي كان مستندا إليه [وكانا متقابلين على المسند] (٣).

فغضب عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلام وصاح بالصورتين : دونكما الفاجر فافترساه ولا تبقيا له عينا ولا أثرا.

فوثب الصورتان ـ وقد عادتا أسدين (٤) ـ فتناولا الحاجب [و] رضّضا [ه] وتهشّماه وأكلاه ولحسا دمه (٥) والقوم ينظرون متحيّرين مما يبصرون. فلمّا فرغا منه أقبلا على الرضا عليه‌السلام فقالا : يا وليّ الله في أرضه ما ذا تأمرنا أن نفعل بهذا؟ ـ ويشيران إلى المأمون ـ فغشي على المأمون مما سمع منهما ، فقال الرضا : قفا. فوقفا. ثم قال [الرضا] : صبّوا عليه ماء ورد وطيّبوه. ففعل ذلك به ، وعاد الأسدان يقولان : أتأذن لنا أن نلحقه بصاحبه الذي أفنيناه؟ قال : لا فإن لله تعالى تدبيرا هو ممضيه. فقالا : بما ذا تأمرنا؟ قال : عودا إلى مقرّكما [كما] كنتما. فعادا إلى المسند وصارا صورتين كما كانتا.

فقال المأمون : الحمد لله الذي كفاني شرّ حميد بن مهران ـ يعني الرجل المفترس ـ ثمّ قال للرضا عليه‌السلام : هذا الأمر لجدّكم صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثمّ لكم فلو شئت لنزلت لك عنه (٦).

__________________

(١) ولعلّ هذا هو الصواب ، وفي أصليّ : «فأتته سعيا على الرءوس وخفض ...». وفي عيون الأخبار : «فأتينه سعيا وتركبن على الرءوس وخففن وطرن ...».

(٢) هذا هو الصواب ، وفي كتاب عيون الأخبار : «فإن كنت صادقا فيما توهم فأحي هذين وسلّطهما عليّ ...».

وفي أصليّ من فرائد السمطين هاهنا تصحيف.

(٣) كذا في عيون الأخبار ، وما بين المعقوفين أيضا منه ، وفي نسخة السيد علي نقي : «الذي كان مستبطرا إليه». وفي نسخة طهران : «مسندا إليه».

(٤) كذا في عيون الأخبار ، وفي أصليّ : «وقد دعا باسداين ...».

(٥) وفي كتاب عيون الأخبار : («وهشماه ...».

(٦) حرف الفاء في قوله : «فلو» مأخوذ من كتاب عيون الأخبار ، وهذا لفظه :

ثم قال للرضا ـ عليه‌السلام ـ يا ابن رسول الله هذا الأمر لجدّكم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم لكم فلو شئت لنزلت عنه لك؟! فقال الرضا ـ عليه‌السلام ـ : لو شئت لما ناظرتك ولم أسألك ، فإن الله تعالى قد أعطاني من طاعة سائر خلقه مثل ما رأيت من طاعة هاتين الصورتين إلا جهال بني آدم فإنهم وإن خسروا حظوظهم فلله عزوجل فيه تدبير ، وقد أمرني بترك الاعتراض عليك وإظهار ما أظهرته من العمل من تحت يدك كما أمر يوسف بالعمل من تحت يد فرعون مصر.


الباب الثاني والأربعون

[في انطلاق لسان أبي النضر المؤذن ببركة توسّله إلى الله تعالى بالإمام الرضا عليه‌السلام].

٤٩١ ـ أنبأني الشيخ محي الدين عبد الحميد بن (١) أبي البركات الحربي ، وأمين الدين أبو الفضل إسماعيل بن أبي عبد الله ابن حمّاد العسقلاني ، قالا : أنبأنا أبو أحمد عبد الوهاب بن عليّ بن عليّ إجازة ، أنبأنا زاهر بن طاهر بن محمد المستملي [ظ] إجازة ، قال : أنبأنا أبو بكر الحسين بن عليّ ، أنبأنا محمد بن عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا القاسم ابن عليّ المعمري يقول : سمعت أبي يقول : سمعت أبا النضر المؤذّن النيسابوري يقول :

أصابتني علّة شديدة ثقل فيها لساني فلم أقدر منها على الكلام فخطر ببالي زيارة الرضا عليه‌السلام والدعاء عنده والتوسّل به إلى الله تعالى ليعافيني فخرجت زائرا وزرت الرضا وقمت عند رأسه وصلّيت ركعتين ، وكنت في الدعاء والتضرّع مستشفعا صاحب القبر إلى الله عزوجل أن يعافيني من علّتي ويحلّ عقدة لساني إذ ذهب بي النوم في سجودي ، فرأيت (٢) في منامي كأن القمر قد انفرج فخرج منه رجل آدم كهل شديد الأدمة ، فدنا منّي فقال : يا أبا النضر قل : «لا إله إلا الله» قال : فأومأت إليه كيف أقول ذلك ولساني منغلق؟ فصاح عليّ صيحة وقال : تنكر لله القدرة؟ قل : «لا إله إلا الله» قال : فانطلق لساني فقلت : «لا إله إلا الله» ورجعت إلى منزلي راجلا وكنت أقول : «لا إله إلا الله» ولم ينغلق لساني بعد ذلك.

__________________

(١) كذا في نسخة طهران هاهنا ، ولكن تقدم فيها تحت الرقم : (٤٠٦) في الباب : (١٩) من هذا السمط ص ٨٩. وأيضا تقدم في أوائل الباب : (٤٠) في ذيل الحديث : (٤٧٥) ص ١٩٥ : «عبد المحيي».

ومثل ما تقدم في الباب : (١٩ و ٤٠) من نسخة طهران ، ذكره في نسخة السيد علي نقي في هذا الباب : (٤٢).

(٢) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «فأريت».

وهذا الحديث رواه الشيخ الصدوق رحمه‌الله

بسند آخر عن أبي النصر المؤذن في الحديث : (٨) من الباب الأخير من كتاب عيون أخبار الرضا ـ عليه‌السلام ـ ص ٢٨٨.


[قول الإمام الرضا عليه‌السلام : لا تشدّ الرجال إلى شيء من القبور إلا إلى قبورنا. ثم خبره عن استشهاده بالسم ودفنه في الغربة وثواب من زاره. ثم تفاءل بعض من كان في شك عن عظمة الإمام الرضا بالقرآن وإزالة شكه].

٤٩٢ ـ [قال المؤلف] : وبه [أي بالسند المتقدم] أخبرنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله [البيّع] قال : حدثني عليّ بن محمد المذكّر ، قال : حدثنا محمد ابن عليّ الفقيه (١) قال : حدثنا [أحمد بن] زياد [بن جعفر] الهمداني ، قال : حدثني عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن ياسر الخادم ، قال :

قال عليّ بن موسى الرضا : لا تشدّ الرحال إلى شيء من القبور إلا إلى قبورنا.

ألا وإنّي مقتول بالسمّ ظلما ومدفون في موضع غربة ، فمن شدّ رحله إلى زيارتي استجيب دعاؤه وغفر ذنوبه.

٤٩٣ ـ وبهذا الإسناد [الذي تقدم آنفا] قال [الحاكم] : سمعت عليّ بن محمد بن يحيى المذكّر ، يقول : سمعت أبا الفضل ابن أبي نصر الصوفي يقول : سمعت محمد بن أبي علي الصائغ يقول :

سمعت رجلا ذهب عنّي اسمه عند قبر الرضا [يقول : كنت [أفكر في شرف القبر وشرف من توارى فيه (٢) فتخالج في قلبي الإنكار على بعض من بها (٣) فضربت بيدي إلى المصحف متفئّلا ، فخرجت هذه الآية : (وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ؟ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ) [٥٣ / يونس : ١٠]. حتى ضربت ثلاث مرات فخرج (٤) في كلها هذه الآية.

__________________

(١) رواه في الحديث الأول من الباب : (٦٦) من كتاب عيون الأخبار : ج ٢ ص ٢٥٨ وما بين المعقوفات.

مأخوذ منه. ورواه أيضا تحت الرقم : (١٦٧) من باب الثلاثة من كتاب الخصال : ص ١٣٧.

وبمعناه روى أيضا أحاديث في المجلس : (١٥) من أماليه ص ٥٦ ط الغري.

(٢) لعلّ هذا هو الصواب ، وفي نسخة طهران : «من يولد به» وفي نسخة السيد علي نقي : «وشرف من يوازي به».

(٣) لعلّ هذا هو الصواب ، وفي نسخة طهران : «كالإنكار على أخصّ من بها». وفي نسخة السيد علي نقي : «كالإنكار على بعض من بها».

(٤) كذا في نسخة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهرن : «يخرج في كلها».


[توسّل زيد الفارسي بقبر الإمام الرضا إلى الله تعالى ومسحه رجله بالقبر الشريف وذهاب الوجع والنقرس عن رجله

[بشارة أمير خراسان حمّويه صاحبه في بعض المجالات بقضاء حاجته ثم طلب منه بأن يهيء بأن يصعفه قصاصا].

٤٩٤ ـ [وبالسند المتقدم عن الحاكم عن عليّ بن محمد بن يحيى] قال أبو الفضل [ابن أبي نصر الصوفي] : سمعت زيد الفارسي يقول :

كنت بمروالرود منقرسا مدة سنتين لا أقدر أن أقوم قائما ولا أن أصليّ قائما ، فأريت في المنام : ألا تمر بقبر الرضا وتمسح رجليك به وتدعو الله تعالى عند القبر حتى يذهب ما بك؟ [قال] : فاكتريت [دابة] وجئت إلى طوس ومسحت رجليّ بالقبر ودعوت الله عزوجل فذهب عنّي ذلك النقرس والوجع فأنا هاهنا منذ سنتين وما نقرست.

٤٩٥ ـ وبه قال الحاكم : سمعت أبا الحسن (١) ابن أبي منصور العلوي يقول : سمعت عمّي أبا محمد يقول : سمعت أبا نصر ابن أبي الفضل ابن محمد يقول : سمعت حاجب حمويه بن عليّ يقول :

كنت مع حمويه ببلخ فركب يوما وأنا معه فبينا نحن في سوق بلخ إذ رأى حمويه رجلا فوكل به وقال : احملوه إلى الباب ثم عند انصرافه أمر بإحضار حمار فاره وسفرة وجبنة ومأتي درهم ، فلما أحضر قال : هاتوا الرجل. فجيء به فلما وقف بين يديه قال : قد صفعتني صفعة (٢) وأنا أقتصّها منك اليوم؟! [أ] تذكر اليوم الذي زرنا جميعا قبر الرضا ـ رضي‌الله‌عنه ـ فدعوت أنت وقلت : اللهمّ ارزقني حمارا ومأتي درهم وسفرة فيها جبنة وخبزة. وقلت أنا : اللهمّ ارزقني قيادة خراسان. فصفعتني وقلت : لا تسأل ما لا يكون. فالآن قد بلغني الله عزوجل مأمولي وبلغك مأمولك ، والصفعة لي عليك (٣).

__________________

(١) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «سمعت أبا الحسين».

(٢) يقال : «صفع زيد عمروا ـ من باب منع ـ صفعا» : ضرب قفاه ، أو ضرب بدنه بكفّه مبسوطة.

(٣) ورواه أيضا الشيخ الصدوق رحمه‌الله في الحديث : (١٢) من الباب : (٦٩) من كتاب عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ج ٢ ص ٢٩١ بسند آخر وتفصيل.


[اعتراف جماعة من علماء أهل السنة بأن قصد زيارة قبر الإمام الرضا عليه‌السلام والدعاء عنده والتوسل به إلى الله تعالى مجرّب لقضاء الحاجات].

٤٩٦ ـ وبه قال الحاكم : سمعت أبا الحسين (١) محمد بن عليّ بن سهل الفقيه يقول : ما عرض لي مهمّ من أمر الدين والدنيا فقصدت قبر الرضا لتلك الحاجة ، ودعوت عند القبر إلا قضيت لي تلك الحاجة ، وفرّج الله عنّي ذلك المهمّ.

ثم قال أبو الحسن رحمه‌الله : وقد صارت إلى هذه العادة أن أخرج إلى ذلك المشهد في جميع ما يعرض لي فإنّه عندي مجرّب.

٤٩٧ ـ قال الحاكم رحمه‌الله : وقد عرّفني الله من كرامات التربة خير كرامة ، منها : أنّي كنت متقرّسا لا أتحرّك إلا بجهد فخرجت وزرت وانصرفت إلى نوقان بخفّين من كرابيس فأصبحت من الغد بنوقان وقد ذهب ذلك الوجع وانصرفت سالما إلى نيسابور.

٤٩٨ ـ وبه قال الحاكم : سمعت أبا الحسين بن أبي بكر الفقيه يقول : قد أجاب الله لي في كل دعوة دعوته بها عند مشهد الرضا ، حتى إني دعوت الله [أن يرزقني ولدا] فرزقت ولدا بعد الإياس منه.

__________________

(١) كذا هاهنا وفي الحديث التالي في نسخة طهران ، ومثلها في نسخة السيد علي نقي في التالي ، ولكن فيها هاهنا : «أبا الحسن ...»؟


الباب الثالث والأربعون

[في] كلمات مروية ، وفوائد مروية عن [الإمام] الرضا صلوات الله عليه.

٤٩٩ ـ أنبأني الشيخ عبد الرحيم بن محمد بن أحمد بن فارس بن الزجاج الثعلبي (١) أنبأنا القاضي جمال الدين عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل ، أنبأنا محمد بن الفضل أبو عبد الله (٢) وأبو القاسم زاهر بن طاهر إجازة ، قالا : أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين إجازة ، قال : أخبرنا الحاكم محمد بن عبد الله البيّع ، قال : حدثني محمد بن عليّ الحافظ الواعظ ، قال : حدثنا محمد بن [عليّ ابن] الحسين الفقيه (٣) قال : [حدثنا أبي قال :] حدثنا أحمد بن إدريس ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري ، قال : حدثنا سهل بن زياد :

عن الحارث بن الدلهاث مولى الرضا ، قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول : لا يكون المؤمن مؤمنا حتّى يكون فيه ثلاث خصال : سنّة من ربّه ، وسنّة من نبيّه ، وسنّة من وليّه.

__________________

(١) كذا في نسخة طهران هاهنا ، وفي نسخة السيد علي نقي : «العلفي».

وهذا الصدر قد تقدم أيضا في أوائل الباب : (٤٠) في الحديث : (٣٨٠) ص ١٩٨ ، ولكن هناك كان رسم خط الأصل غامضا.

(٢) المعروف بالفراوي.

(٣) وهو الشيخ الصدوق رحمه‌الله ، والحديث رواه تحت الرقم : (٧) من باب «الثلاثة» من كتاب الخصال : ج ١ ، ص ٧٩.

وما وضعناه بعد ذلك ما بين المعقوفات مأخوذ منه ، وكان في أصليّ تصحيفات صححناها عليه.

ورواه أيضا في المجلس : (٥٤) من أماليه ص ٢٩٣ ، قال :

حدثنا علي بن أحمد بن موسى ، حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن سهل بن زياد الادمي ، عن مبارك مولى الرضا عليّ بن موسى ، قال : قال : لا يكون المؤمن ...


فأمّا السنّة من ربّه فكتمان سرّه ، قال الله تعالى : (عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ) [٧٦ / الجنّ].

وأمّا السنّة من نبيّه فمداراة الناس [فإن الله عزوجل أمر نبيّه بمداراة الناس] فقال : (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ) [١٩٩ / الأعراف : ٧].

وأمّا السنّة من وليّه فالصبر على البأساء والضرّاء ، قال الله تعالى : (وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ) [١٧٧ / البقرة : ٢].

٥٠٠ ـ [وبالسند المتقدم] قال الحاكم : [حدثني محمد بن عليّ الحافظ ، قال : حدثني محمد بن عليّ بن الحسين (١) قال :] حدثني أبي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن السيّاري ، عن الحارث بن الدلهاث :

عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، قال : إن الله عزوجل أمر بثلاثة ، مقرون بها ثلاثة [أخرى] : أمر بالصلاة والزكاة ، فمن صلّى ولم يزكّ لم تقبل منه صلاته ، وأمر بالشكر له وللوالدين (٢) فمن لم يشكر والديه لم يشكر الله عزوجل.

وأمر باتّقاء الله عزوجل وصلة الرحم (٣) فمن لم يصل رحمه لم يتّق الله تعالى.

٥٠١ ـ [وبالسند السالف] قال الحاكم : [حدثني محمد بن عليّ ، قال : حدثني محمد بن عليّ بن الحسين الفقيه (٤) قال :] وحدثنا عليّ بن أحمد الدقاق ، قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن أحمد بن محمد بن صالح الخواري ، عن حمدان الديراني ، قال :

قال الرضا عليه‌السلام : صديق كل امرئ عقله ، وعدوّه جهله.

٥٠٢ ـ [وبالسند المتقدم] قال الحاكم : [حدثني محمد بن عليّ (٥) قال : حدثني

__________________

(١) وهذا رواه الشيخ الصدوق رحمه‌الله في الحديث : (١٩٦) من باب : (الثلاثة) من كتاب الخصال ، ص ١٤٧ ، ط الغري وفيه :

حدثنا محمد بن عليّ ماجيلويه ، قال : حدثني أبي ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ...

وساق الحديث بمغايرة قليلة في بغض الألفاظ.

(٢) هذا هو الصواب الموافق لما في كتاب الخصال ، وفي أصليّ : «وأمر بالشكر لله عزوجل فمن لم يشكر ...».

(٣) إشارة إلى قوله تعالى في أول سورة النساء : (وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ).

(٤) أيضا رواه الشيخ الصدوق رحمه‌الله بسند آخر في الحديث : (١) من الباب : (٣١) من كتاب عيون الأخبار : ج ٢ ص ١٢٣.

(٥) وهذا أيضا رواه محمد بن عليّ الفقيه في الحديث : (٢٦) من الباب : (٣١) من كتاب عيون الأخبار : ـ


محمد بن عليّ الفقيه ، قال :] حدثنا أبي قال : حدثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم قال : حدثنا ياسر الخادم :

عن أبي الحسن الرضا [عليه‌السلام] قال : السخيّ يأكل من طعام الناس ليأكلوا من طعامه.

٥٠٣ ـ [وبالسند السابق] قال الحاكم : [حدثنا محمد بن عليّ الحافظ ، قال : حدثنا محمد بن عليّ الفقيه (١) قال :] وحدّثنا أبي ، قال : حدثني سعد بن عبد الله ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن أبي الفضل [كذا] :

عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : الصلاة قربان كل تقيّ.

٥٠٤ ـ [وبالسند المتقدم] قال الحاكم : [حدثنا محمد بن عليّ ، قال : حدثنا محمد بن عليّ (٢) قال :] وحدثنا أبي ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد ابن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء ، قال :

سمعت الرضا عليه‌السلام يقول : أقرب ما يكون العبد من الله سبحانه تعالى (٣) وهو ساجد ، وذلك قوله عزّ اسمه : (وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ) [١٩ / العلق : ٩٦].

قال [الوشاء] : وسمعت الرضا يقول : إذا نام العبد وهو ساجد ، قال الله سبحانه للملائكة : انظروا إلى عبدي قبضت روحه وهو في طاعتي.

٥٠٥ ـ [وبالسند المتقدم] قال الحاكم : وحدثني أبو القاسم ابن أبي سعيد ، قال : حدثنا أبي رحمه‌الله ، قال : حدثنا الحسين بن أحمد القاضي ، قال : حدثنا

__________________

ـ ج ٢ ص ١١ ، ثم قال :

حدثنا محمد بن جعفر بن مسرور ، قال : حدثني الحسين بن محمد بن عامر ، عن معلى بن محمد البصري ، عن الحسن بن عليّ الوشاء ، قال : سمعت أبا الحسن [الرضا عليه‌السلام يقول] :

السخيّ قريب من الله ، قريب من الجنّة ، قريب من الناس بعيد من النار. والبخيل بعيد [من الله ، بعيد] من الجنّة ، بعيد من الناس قريب من النار. قال : وسمعته يقول : السخاء شجرة في الجنّة أغصانها في الدنيا ، من تعلّق بغصن من أغصانها دخل الجنّة.

(١) وهذا أيضا رواه الشيخ الصدوق رحمه‌الله في الحديث : (١٦) من الباب : (٣٠) من عيون الأخبار ج ٢ ص ٧ ، وفيه : «عن محمد بن الفضيل ...».

(٢) وهذا أيضا رواه محمد بن عليّ الفقيه في الحديث : (١٥ ، و ١٩) من الباب : (٣٠) من كتاب عيون الأخبار : ج ٢ ص ٧ ط الغري.

(٣) وفي كتاب عيون الأخبار : «أقرب ما يكون العبد من الله عزوجل وهو ...».


محمد بن يحيى (١) قال : حدثنا أبو ذكوان ، قال : حدثنا إبراهيم بن العباس ، قال : كان (٢) الرضا ـ رضي‌الله‌عنه ـ ينشد كثيرا :

إذا كنت في خير فلا تغتر ربه

ولكن قل : اللهمّ سلم وتمّم

٥٠٦ ـ [وبالسند المتقدم عن محمد بن عليّ بن الحسين الفقيه (٣) قال : حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر] قال : [حدثنا] عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا إبراهيم بن محمد الحسيني (٤) قال :

بعث المأمون إلى أبي الحسن الرضا ـ رضي‌الله‌عنه ـ جارية فلمّا دخلت عليه [ورأت ما علاه من الشيب] اشمأزّت من الشيب!! فلمّا رأى كراهيتها ردّها إلى المأمون وكتب إليه بهذه الأبيات :

نعا نفسي إلى نفسي المشيب

وعند الشيب يتّعظ اللبيب

فقد ولىّ الشباب إلى مداه

فلست أري مواضعه يئوب

سأبكيه وأندبه طويلا

وأدعوه إليّ عسى يجيب

وهيهات الذي قد فات منه

تمنيني به النفس الكذوب

وراع الغانيات بياض شيبي

ومن مد البقاء له يشيب

أرى البيض الحسان يحدن عنّي

وفي هجرانهنّ لنا نصيب

وإن يكن الشباب مضى حبيبا

فإن الشيب أيضا لي حبيب

سأصحبه بتقوى الله حتى

يفرّق بيننا الأجل القريب

٥٠٧ ـ [وبالسند المتقدم عن الحاكم قال] : حدثنا عليّ بن محمد بن يحيى الصيدلاني ، قال :

قرأت في كتب أهل البيت : مما خصّ به عليّ بن موسى من الألقاب (٥) : الرضا ، والصابر ، والوفيّ.

وكان ختن المأمون على أخته. وكان فصّ خاتمه أحمر ، نقشه : حسبي الله.

__________________

(١) ورواه في آخر الباب : (٤٣) من كتاب عيون الأخبار : ج ٢ ص ، ١٧٦ ، وقال :

حدثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقي ، قال : حدثني محمد بن يحيى الصولي ...

(٢) هذا هو الظاهر الموافق لعيون الأخبار ، وفي الأصل : «قال : قال الرضا ـ رضي‌الله‌عنه ـ ينشد كثيرا».

(٣) رواه في آخر الباب : (٤٣) من كتاب عيون الأخبار : ج ٢ ص ١٧٦.

(٤) كذا في نسخة طهران ، والحديث رواه في آخر الباب : (٤٣) من كتاب عيون الأخبار : ج ٢ ص ١٧٦ ، : «الحسني». وفي نسخة السيد علي نقي : «إبراهيم بن محمد بن الحسين ...».

(٥) كذا في نسخة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «من الأسماء».


٥٠٨ ـ [وبالسند المتقدم ، قال :] حدثنا الحاكم ، قال : سمعت عليّ بن محمد المعاذي يقول : سمعت أبا محمد يقول : سمعت يحيى بن يحيى العلوي العالم العابد يقول : سمعت عمّي أبا الحسن عليّ بن محمد بن قتيبة النيسابوري (١) يقول : سمعت الفضل بن شاذان ، يقول : سمعت عليّ بن موسى الرضا ـ رضي‌الله‌عنه ـ ينشد :

أعذر أخاك على ذنوبه

واستر وغضّ على عيوبه

واصبر على ثلب السفيه

وللزمان على خطوبه

[و] دع الجواب تفضّلا

وكل الظلوم إلى حسيبه

[تفسير الإمام الرضا عليه‌السلام وتبيينه معنى «الجواد» إذا جعل نعتا للخالق أو المخلوق].

٥٠٩ ـ [وبالسند المتقدم] قال الحاكم : حدثني عليّ بن عمر المذكّر ، قال : أنبأنا محمد بن عليّ الفقيه (٢) قال : حدثنا أبي قال : حدثنا سعيد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن أحمد بن سليمان ، قال :

سأل رجل أبا الحسن الرضا ـ وهو في الطواف ـ فقال له : أخبرني عن الجواد؟ فقال : إن لكلامك وجهين : فإن كنت تسأل عن المخلوق (٣) فإنّ الجواد الذي

__________________

(١) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «محمد بن عليّ بن قتيبة النيسابوري».

وهذا الحديث رواه أيضا الشيخ الصدوق رحمه‌الله في الحديث الرابع من الباب : (٤٣) من كتاب عيون أخبار الرضا ـ عليه‌السلام ـ ج ٢ ص ١٧٤ ، قال :

حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري ، قال : أخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن الفضل المعروف بابن الخباز ـ سنة أربع عشرة وثلاث مائة ـ قال حدثنا إبراهيم بن أحمد الكاتب ، قال : حدثنا أحمد بن الحسين كاتب أبي الفياض ، عن أبيه ، قال : حضرنا مجلس عليّ بن موسى [عليهما‌السلام] فشكي رجل أخاه فأنشأ [الرضا عليه‌السلام] يقول ...

(٢) هذا هو الصواب ، وفي أصليّ : «الصيرفي».

والحديث رواه تحت الرقم : (٣٦) من باب «الاثنين» من كتاب الخصال ص ٤٣ ط الغري.

(٣) هذا هو الظاهر الموافق لما في كتاب الخصال ، وفي أصليّ : «المخلوقين».


يؤدي ما افترض الله عليه. والبخيل من بخل بما افترض الله عليه.

وإن كنت تعني الخالق فهو الجواد إن أعطى ، وهو الجواد إن منع ، لأنه إن أعطى عبدا أعطاه ما ليس له ، وإن منع [منه منعه] ما ليس منه.

[دعاء الإمام الرضا عليه‌السلام بالموقف].

٥١٠ ـ [وبالسند المتقدم عن الحاكم قال :].

قال بعضهم : حججت سنة مع عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلام ، فسمعته بالموقف يدعو بهذا الدعاء :

اللهمّ [كما] سترت عليّ ما أعلم فاغفر لي ما تعلم ، وكما وسعني حلمك (١) فليسعني عفوك ، وكما ابتدأتني بالإحسان فأتمّ نعمتك [عليّ] بالغفران ، وكما أكرمتني بمعرفتك فاشفعها بمغفرتك ، وكما عرّفتني وحدانيّتك فألزمني طواعيتك ، وكما عصمتني مما لم أكن أعتصم منه إلّا بعصمتك ، فاغفر لي ما لو شئت عصمتني منه ، يا جواد يا كريم ، يا ذا الجلال والإكرام.

__________________

(١) هذا هو الصواب ، وفي الأصل : «علمك».


الباب الرابع والأربعون

[في] حكاية ظريفة ورواية شريفة منقولة من خط الإمام أبي بكر ابن دريد [في مباراة هاشمي وأموي في أسخى الطائفتين وغلبة الهاشمي على الأموي].

٥١١ ـ أنبأني بجميع رواياته الشيخ سديد الدين يوسف بن عليّ المطهّر الحلي رحمه‌الله ، عن القاضي بواسط شرف الدين أبي جعفر عليّ بن محمد الميداني ، عن أبي الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن كليب الحرّاني ، إجازة عن أبي منصور محمد بن أحمد بن الخازن ، عن القاضي أبي القاسم عليّ بن التنوخي ، عن أبي بكر ابن أحمد ابن شاذان ، قال : أنبأنا القاضي أبو بكر محمد بن الحسين بن دريد رحمه‌الله ، أخبرنا عبد الأول بن مرثد أبو يعمر ، قال : حدثنا أبو هلال الراسبي ، قال : حدثنا حميد بن هلال ، قال : حدثنا أحمد بن إبراهيم ، قال : حدثنا أبو النعمان غلام الفضل السدوسي ، قال :

اجتمع هاشميّ وأموي ، فقال هذا : قومي أسخى. وقال هذا : قومي أسخى (١).

__________________

(١) ٥١١ ـ وقريبا منه رواه أيضا البلاذري تحت الرقم : (٣٨) من ترجمة الإمام الحسن عليه‌السلام من كتاب أنساب الأشراف : ج ١ ، ص ٤٤٢ ، وفي ط ١ : ج ٣ ص ٢٥ قال :

[حدثني] المدائني عن أبي زكريا العجلاني ، قال :

قال مخرمة بن نوفل : بنو هاشم أكمل سخاء من بني أميّة ، وقال جبير بن مطعم : بنو أميّة أسخى. فقال له مخرمة : امتحن ذلك ونمتحنه. فأتى جبير سعيد بن العاص وابن عامر ومروان فسألهم فأعطاه كل امرئ منهم عشرة آلاف ، وأتى مخرمة الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر فأعطاه كل واحد منهم مائة ألف درهم ، فردّها وقال : إنما أردت امتحانكم.

وذكره أيضا لكن على وجه آخر تحت الرقم : (٣١) من ترجمة عبد الله بن جعفر في : ج ٢ ص ٥١.

وقريبا منه رواه أيضا الخوارزمي في أواخر الفصل : (٦) من مقتله : ج ١ ، ص ١٢٨.


فقالا : يسأل كل رجل منا عشرة من قومه. فانطلق الأموي يسأل عشرة من قومه فأعطاه كل رجل [منهم] عشرة آلاف.

وانطلق الهاشميّ فسأل عبيد الله بن عباس ، فأعطاه مائة ألف ، ثم أتى الحسن ابن عليّ [عليهما‌السلام] فسأله ، فقال : هل سألت أحدا قبلي؟ قال : سألت عبيد الله بن عباس فأعطاني مائة ألف. قال : لو كنت بدأت بي لأعطيتك ما لا تسأل أحدا بعدي ، وأعطاه مائة وثلاثين ألفا.

ثم أتى الحسين بن عليّ فقال : هل سألت أحدا قبلي؟ فأخبره ، فقال [الحسين] : لا ينبغي أن أزيد على سيّدي فأعطاه مائة ألف.

فجاء الأموي وقد سأل عشرة من قومه فأعطوه مائة ألف.

وجاء الهاشميّ وقد سأل ثلاثة من قومه فأعطوه ثلاث مائة ألف وثلاثين ألفا ، فغضب الأمويّ فردّها على قومه ققبلوها!!.

وجاء الهاشميّ فردّها عليهم فلم يقبلوها. وأخبرهم بالذي كان ، فقالوا : ما نبالي إن أخذتها أم ألقيتها في الطريق؟!!.


الباب الخامس والأربعون

[في تبيين الإمام السجاد عليّ بن الحسين عليه‌السلام للزهري أقسام الصوم وأنه ينقسم على أربع وثلاثين وجها].

٥١٢ ـ أخبرنا القاضي فاضل قطره ، بل كامل عصره بهاء الدين عبد الغفّار ابن عبد المجيد بن وهسوذان الرناني الزنجاني رحمه‌الله ـ بقراءتي عليه في داره بزنجان سلخ شهر رمضان ويوم عيد الفطر لسنة خمس وتسعين وستّ مائة ـ قلت له : أخبرك الإمام ضياء الدين أبو حامد محمد بن الحسن بن محمد الغزنوي الأصل الزنجاني المولد ـ إجازة؟ قال : نعم ، قال : أخبرنا الشيخ أبو القاسم ذاكر بن كامل بن أبي غالب قراءة عليه وأنا أسمع (١).

حيلولة : أقول : وأخبرني بجميع روايات ذاكر هذا ، الشيخ أبو عبد الله محمد ابن يعقوب بن أبي الفرج إجازة بروايته عنه ، إجازة ، قال : أنبأنا الشيخ الحافظ أبو الغنائم محمد بن عليّ ابن ميمون النرسي قدم علينا ، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن

__________________

(١) ٥١٣ ـ ورواه أيضا ثقة الإسلام الكليني في باب : «وجوه الصوم» من كتاب الصيام من الكافي : ج ٤ ص ٨٣ ط الآخوندي. وما وضعناه بين المعقوفين مأخوذ منه ، قال :

[حدثنا] علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمد الجوهري ، عن سليمان بن داوود ، عن سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن عليّ بن الحسين ...

كما رواه أيضا الشيخ الصدوق في باب : «وجوه الصوم».

تحت الرقم : (١٧٨٤) من كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ٢ ص ٧٧ ط الحديث.

ورواه أيضا الشيخ المفيد في كتاب المقنعة ، كما رواه شيخ الطائفة في كتاب الصوم من تهذيب الأحكام.

ورواه عنهم جميعا في الباب : (٨) من كتاب الصوم من وسائل الشيعة : ج ٧ ص ٣٨٢.


عليّ بن الحسن بن عبد الرحمن بن الحسين قراءة ، أنبأنا أحمد بن محمد بن عليّ الصوفي التميمي قراءة عليه ، أنبأنا أبو يعقوب يوسف بن محمد بن حسّان الزنجاني المقرء ، حدثنا أحمد بن محمد أبو سهل الرازي ، حدثنا القاسم بن محمد الضبي ، حدثنا سليمان [بن] داوود [عن سفيان بن عيينة] :

عن الزهري قال : دخلت على عليّ بن الحسين فقال لي : يا زهري من أين جئت؟ قلت : من المسجد. قال : فيم كنتم؟ قلت : تذاكرنا أمر الصوم فاجتمع رأيي ورأي أصحابي [على] أنه ليس شيء من الصوم واجب (١) إلّا [صوم] شهر رمضان.

فقال عليّ بن الحسين : ليس كما قلتم ، إن الصوم على أربعة وثلاثين وجها ، عشر خصال منها واجبة كوجوب شهر رمضان ، وعشر خصال منها حرام ، وأربعة عشرة خصلة منها صاحبها [فيها] بالخيار إن شاء صام وإن شاء أفطر (٢).

فأمّا عشر خصال التي هي واجبة : فصوم شهر رمضان ، و [صوم] شهرين متتابعين فيمن جامع أو أكل متعمدا في شهر رمضان واجب (٣) إذا لم يجد العتق. وصوم شهرين متتابعين [في] كفارة الظهارة إذا لم يجد العتق واجب.

وصوم شهرين متتابعين في [قتل] الخطاء إذا لم يجد العتق.

وصوم ثلاثة أيام متتابعات في كفّارة اليمين واجب إذا لم يقدر على العتق وعلى الطعام.

__________________

(١) ما بين المعقوفات مأخوذ من الكافي ومن لا يحضره الفقيه. وفيهما. : «على أنّه ليس من الصوم شيء واجب ...».

(٢) وفي كتاب الكافي والفقيه : «ليس كما قلتم ، الصوم على أربعين وجها [كذا] فعشرة أوجه منها واجبة كوجوب شهر رمضان ، وعشرة أوجه منها صيامهنّ حرام ، وأربعة عشر منها صاحبها بالخيار ، إن شاء صام وإن شاء أفطر. وصوم الإذن على ثلاثة أوجه ، وصوم التأديب وصوم الإباحة وصوم السفر والمرض.

(٣) وفي الكافي والفقيه : «[قال الزهري] : قلت : جعلت فداك فسّرهنّ لي. قال : أما الواجبة فصيام شهر رمضان ، وصيام شهرين متتابعين في كفارة الظهار لقول الله تعالى : (الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا) ـ إلى قوله ـ : (فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ) [٣ / المجادلة : ٥٨]. وصيام شهرين متتابعين فيمن أفطر يوما من شهر رمضان. وصيام شهرين متتابعين في قتل الخطأ لمن لم يجد العتق واجب لقول الله عزوجل : (وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ) ـ إلى قوله عزوجل ـ (فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ ...) [٩٢ / النساء].

وصوم ثلاثة أيام في كفّارة اليمين واجب ، قال الله عزوجل : ([لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ] فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمانِكُمْ إِذا حَلَفْتُمْ) [٨٩ / المائدة].

هذا لمن لا يجد الإطعام. كل ذلك متتابع وليس متفرّق. وصيام أذى حلق الرأس واجب ...


وصوم أذى حلق الرأس واجب كما قال الله تعالى : (فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ) [فصاحبها فيها بالخيار ، فإن صام صام ثلاثة أيام].

[وصوم المتعة واجب لمن لم يجد الهدي (١) وذلك كما قال الله عزوجل : «فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ] (٢) ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ ، تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ [ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ]».

وصوم جزاء الصيد [واجب] قال الله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ] وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعامُ مَساكِينَ أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِياماً) [٩٥ / المائدة : ٥].

[ثم قال : أو] تدري كيف يكون عدل الصيام [يا زهري؟] قال : [قلت :] لا. قال : يقوّم الصيد [قيمة] ثم يفضّ تلك القيمة على الأصوع (٣) فينظركم صاع هنّ فصام لكل نصف صاع يوما [وصوم النذر واجب (٤)].

وصوم الاعتكاف واجب.

وأمّا صوم الحرام فصوم يوم الأضحى ويوم الفطر ، وثلاثة [من] أيام التشريق. وصوم يوم الشكّ أمرنا به ونهينا عنه ، أمرنا [به] أن نصومه شعبان ، ونهينا [أن] نفرده رمضان (٥).

__________________

(١) وهذه قطعة من الآية : (١١٩) من سورة البقرة وإليك صدر الآية الكريمة : (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ، فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلا تَحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ، فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ، فَإِذا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ ، وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ ...).

(٢) ما بين المعقوفات كلها مأخوذ من رواية الكافي ومن لا يحضره الفقيه.

(٣) هذا هو الظاهر الموافق للكافي ومن لا يحضره ـ غير أن فيهما زيادة نشير إليها بعد وفي الأصل : «تقوّم الصيد ثم بعّض تلك القيمة على الأصوع ...».

وفي الكافي ومن لا يحضره الفقيه : «أو تدري كيف يكون عدل ذلك صياما يا زهري؟ قال : قلت : لا أدري. قال : يقوّم الصيد قيمة ثم تفضّ تلك القيمة على البرّ ، ثم يكال ذلك البرّ أصواعا فيصوم لكل نصف صاع يوما.

(٤) ما بين المعقوفين قد سقط من أصليّ وأخذناه من كتاب الكافي ومن لا يحضره الفقيه.

(٥) هذا هو الظاهر ، وفي أصليّ : «وصوم يوم الشكّ أمرنا به ونهينا عنه ، أمرنا أن نصوم شعبان ، ونهينا نفطر رمضان ...».


وصوم الوصال. وصوم الصمت. وصوم الدهر. وصوم نذر المعصية كل ذلك حرام.

وأما الصوم الذي صاحبه [فيه] بالخيار : فصوم يوم [الجمعة و] يوم الخميس ويوم الإثنين ويوم عرفة ، ويوم عاشوراء ، وثلاثة أيام من كل شهر وستّة أيّام من شوال [بعد شهر رمضان] فهذا صاحبها بالخيار ، إن شاء صام ، وإن شاء أفطر (١).

فهذه جماع الصوم يا زهري.

__________________

ـ وفي كتاب الكافي ومن لا يحضره الفقيه : «وصوم يوم الشكّ أمرنا به ونهينا عنه ، أمرنا به أن نصومه مع صيام شعبان ، ونهينا عنه أن ينفرد الرجل بصيامه في اليوم الذي يشكّ فيه الناس.

[قال الزهري :] فقلت له : جعلت فداك فإن لم يكن صام من شعبان شيئا كيف يصنع؟ قال : ينوي ليلة الشكّ أنّه صائم من شعبان ، فإن كان من شهر رمضان أجزأ عنه ، وإن كان من شعبان لم يضرّه. فقلت :

وكيف يجزي صوم تطوع عن فريضة؟ فقال : لو أن رجلا صام يوما من شهر رمضان تطوّعا وهو لا يعلم أنّه من شهر رمضان ثم علم بعد ذلك لأجزأ عنه ، لأن الفرض إنما وقع على اليوم بعينه.

(١) وبعد هذا في رواية الشيخ الصدوق والكليني زيادة وإليك لفظ الكليني في الكافي :

وأمّا صوم الأذن فالمرأة لا تصوم تطوّعا إلّا بإذن زوجها.

والعبد لا يصوم تطوّعا إلا بإذن مولاه.

والضيف لا يصوم تطوّعا إلّا بإذن صاحبه ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من نزل على قوم فلا يصوم تطوّعا إلا بإذنهم.

وأما صوم التأديب فأن يؤخذ الصبيّ إذا راهق بالصوم تأديبا وليس بفرض.

وكذلك المسافر إذا أكل من أول النهار ثم قدم أهله أمر بالإمساك بقية يومه وليس بفرض.

وأمّا صوم الإباحة لمن أكل أو شرب ناسيا أو قاء من غير تعمّد فقد أباح الله له ذلك وأجزأ عنه الصوم.

وأمّا صوم السفر والمرض فإن العامّة قد اختلفت في ذلك فقال قوم يصوم ، وقال آخرون : لا يصوم.

وقال قوم : إن شاء صام وإن شاء أفطر.

وأمّا نحن فنقول : يفطر في الحالين جميعا. فإن صام في السفر أو في حال المرض فعليه القضاء ، فإن الله عزوجل يقول : ([يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ، أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ] فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) [١٨٣ / البقرة : ٢]. فهذا تفسير الصيام.


الباب السادس والأربعون

[في حديث الثقلين وحثّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على التمسك بالقرآن وتوصيته بأهل بيته].

٥١٣ (١) ـ أخبرني الإمامان ابن عمّي الشيخ الزاهد نظام الدين محمد بن عليّ بن المؤيّد الحمويني ، والقاضي ظهير الدين محمد بن محمد بن عليّ البناكتي ثم الاسفرايني رحمهما‌الله إجازة بروايتهما عن والدي شيخ الإسلام سلطان الأولياء سعد الحقّ والدين محمد بن المؤيّد الحمويني رضي‌الله‌عنه ـ قال البناكتي : قراءة

__________________

(١) ٥١٣ ـ وهذا الحديث يأتي أيضا برواية البيهقي بسنده المذكور هاهنا بعينه ، تحت الرقم (٥٣٥) في الباب : (٥٣) ص ٢٥٩. من مخطوطي ، وفي طبعتنا هذه ص ٢٦٥.

ولحديث الثقلين برواية زيد بن أرقم طرق ومصادر ، وأشهرها رواية وأصححها سندا هو ما رواه البيهقي في بعض كتبه ، ورواه عنه الخوارزمي في الفصل : (١٤) من مناقبه ص ٩٣ ط الغري.

ورواه أيضا الحاكم النيسابوري في باب فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام من المستدرك : ج ٣ ص ١٠٩ ، ورواه أيضا أبو يعلى الموصلي كما في الحديث : (٥٣٤) من ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ٢ ص ٣٦.

ورواه أيضا البلاذري في الحديث : (٤٦) من ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من أنساب الأشراف ج ١ / الورق ... / أو ص ٣١٥ ، وفي ط ١ : ج ٢ ص ...

ورواه أيضا الحافظ النسائي في الحديث : (٧٣) من خصائص أمير المؤمنين عليه‌السلام ص ٢١ ط مصر ، وفي ط الغري ص ٩٣ قال :

أخبرنا أحمد بن المثنّى ، قال : حدثنا يحيى بن معاذ ، قال : أخبرنا أبو عوانة ، عن سليمان [الأعمش] قال : حدثنا حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم ، قال : لما دفع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خمّ أمر بدوحات فقممن ثم قال : كأني دعيت فأجبت وإني تارك فيكم الثقلين ـ أحدهما أكبر من الآخر ـ : كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض. ثم قال : إن الله مولاي وأنا وليّ كل مؤمن ثم إنه أخذ بيد عليّ رضي‌الله‌عنه ، فقال : من كنت وليّه فهذا وليّه اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه.

[قال أبو الطفيل :] فقلت لزيد : [أنت] سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ فقال : نعم وإنه ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينه وسمعه بأذنه.


عليه بأسفرايين ـ قال : أنبأنا شيخ الشيوخ عماد الدين عمر ابن شيخ الإسلام نجم الدين أبو الحسن ابن محمد بن حمويه رحمهم‌الله ، قال : أنبأنا الإمام الأجلّ قطب الدين مسعود بن محمد النيسابوري ، قال : أنبأنا الشيخ عبد الجبّار بن محمد الخواري ، قال : أنبأنا الإمام الحافظ شيخ السنّة أبو بكر أحمد بن الحسين [بن] علي البيهقي (١) قال : أنبأنا أبو محمد جناح بن نذير بن جناح القاضي بالكوفة ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن عليّ بن دحيم ، قال : حدثنا إبراهيم بن إسحاق الزهري ، قال : حدثنا جعفر ـ يعني ابن عون ـ ويعلى عن أبي حيّان التيمي ، عن يزيد بن حيّان ، قال : سمعت زيد بن أرقم ، قال :

قام فينا ذات يوم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أمّا بعد أيّها الناس إنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربيّ فأجيبه ، وإنّي تارك فيكم الثقلين : أوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنور فاستمسكوا بكتاب الله وخذوا به.

فحثّ على كتاب الله عزوجل ورغّب فيه ، ثم قال :

وأهل بيتي أذكّركم الله في أهل بيتي ـ ثلاث مرات ـ.

فقال له حصين : يا زيد من أهل بيته؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال : بلى إن نساءه من أهل بيته (٢) ولكن أهل بيته من حرّم [عليهم] الصدقة بعده. قال : ومن

__________________

(١) رواه البيهقي في كتاب آداب القاضي من السنن الكبرى : ج ١٠ ، ص ١١٣ ، إلى قوله : «ثلاث مرّات». ورواه أيضا في اعتقاداته ص ١٦٤.

(٢) قال في هامش مثل هذا المقام ومثل هذا الحديث من صحيح مسلم : ج ٧ ص ١٢٢ : قال القاضي : يعني إن نساءه من أهل مسكنه وليس المراد [في هذا الحديث النساء] وإنما المراد [من] أهل بيته [في هذا الحديث وأشباهه] أهله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده ، أي الذين منعتهم خلفاء بني أميّة صدقته التي خصّه الله سبحانه بها وكانت تفرق عليهم في أيامه وأيام الخلفاء الأربعة لقوله : «بعده».

ويحتمل أنه يعني الذين حرموا الصدقة التي هي من أوساخ الناس وقد جاء ذلك عن زيد مفسّرة في غير هذا [الحديث].

أقول : ما بين المعقوفات كلها زيادات توضيحيّة منّا ، كما أن لذيل القطعة الأولى من كلام القاضي أيضا نقد لا مجال لذكره الآن. هنا.

والحديث رواه أيضا مسلم بأسانيد في الحديث : (٩) وما بعده من باب فضائل عليّ عليه‌السلام تحت الرقم : (٢٠٤٨) من صحيحه : ج ٤ ص ١٨٧٣ ، وفي ط : ج ٧ ص ١٢٢ ، قال :

حدثني زهير بن حرب ؛ وشجاع بن مخلّد جميعا عن ابن عليّة ، قال زهير : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، حدثني أبو حبّان ، حدثني يزيد بن حيّان ، قال :

انطلقت أنا وحصين بن سبرة ، وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم. فلما جلسنا إليه قال له حصين : لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وسمعت حديثه وغزوت معه وصلّيت خلفه ، لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. ـ


هم؟ قال : آل عليّ وآل جعفر وآل العباس وآل عقيل. [قال :] كل هؤلاء يحرم [عليهم] الصدقة؟ قال : نعم

__________________

ـ قال [زيد] : يا ابن أخي والله لقد كبرت سنّي وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فما حدّثتكم فاقبلوا وما لا فلا تكلّفونيه.

ثم قال : قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى «خمّا» بين مكّة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكّر ثم قال :

أما بعد ألا أيّها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربيّ فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين : أوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به.

فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه ثم قال :

وأهل بيتي أذكّركم الله في أهل بيتي أذكّركم الله في أهل بيتي أذكّركم الله في أهل بيتي.

فقال له حصين : ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال : نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم [عليهم] الصدقة بعده. قال : ومن هم؟ قال : هم آل عليّ وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس. قال : كل هؤلاء حرّم [عليهم] الصدقة؟ قال : نعم.

وحدثنا محمد بن بكار بن الريّان ، حدثنا حسّان ـ يعني ابن إبراهيم ـ عن سعيد بن مسروق ، عن يزيد بن حيّان ، عن زيد بن أرقم ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وساق الحديث بنحوه بمعنى حديث زهير.

وحدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة ، حدثنا محمد بن فضيل.

حيلولة : وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا جرير ، كلاهما عن أبي حيّان بهذا الإسناد نحو حديث إسماعيل ، وزاد في حديث جرير :

كتاب الله فيه الهدى والنور ؛ من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ، ومن أخطأه ضلّ.

حدثنا محمد بن بكّار بن الريان ، حدثنا حسان ـ يعني ابن إبراهيم ـ عن سعيد ـ وهو ابن مسروق ـ عن يزيد بن حيّان ، عن زيد بن أرقم ، قال : دخلنا عليه فقلنا له : لقد رأيت خيرا ، لقد صاحبت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وصليت خلفه.

وساق الحديث بنحو حديث أبي حيّان غير أنه قال :

ألا وإني تارك فيكم ثقلين : أحدهما كتاب الله عزوجل وهو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على ضلالة.

وفيه : فقلنا : [يا زيد] من أهل بيته؟ نساؤه؟ قال : لا ، وأيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر ورواه أيضا يوسف بن يعقوب بن سفيان الفسوي في كتاب المعرفة والتاريخ : ج ١ ، ص ٥٣٦ قال :

حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة ، وعلي بن المنذر ، قالا : حدثنا ابن فضيل ، عن أبي حيّان [يحيى بن سعيد بن حيّان] عن يزيد بن حيّان ، قال : انطلقت أنا وحصين بن عقبة [كذا] إلى زيد بن أرقم ...

من الدهر ثمّ يطلّقها فترجع إلى أبيها وقومها ، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده.

أقول : وقريب من هذا الحديث أعني المتن الأخير يأتي أيضا تحت الرقم : (٥٢٠) في الباب :

(٤٨) ص ٢٤٨ بسند المصنّف عن الواحدي.

والحديث بهذا السند والمتن والتعليل المذكور يدمّر كل ما أسّسه البيهقي ويجعله قاعا صفصفا وهباء منثورا كرماد اشتدّت به الريح في يوم عاصف.


قال الشيخ أحمد البيهقي رحمه‌الله : قلت : قد بيّن زيد بن أرقم أن نساءه من أهل بيته و [أن] اسم أهل البيت للنساء تحقيق وهو يتناول الآل (١) واسم الآل لكل من حرّم [عليه] الصدقة من أولاد هاشم وأولاد المطّلب ، لقول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن الصدقة لا تحلّ لمحمد ولا لآل محمد» وإعطائه [إيّاهم] الخمس [الذي] عوضهم

__________________

ـ ورواه أيضا ولكن من غير ذيل ابن المغازلي تحت الرقم : (٢٨٤) من مناقبه ص ٢٣٦ قال :

أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفّر بن موسى بن عيسى الحافظ إذنا ، حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ، حدثنا سويد ، حدثنا عليّ بن مسهر ، عن أبي حيّان التيمي ، حدثني يزيد بن حيّان ، قال : سمعت زيد بن أرقم يقول :

قام فينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فخطبنا فقال : أما بعد أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن أدعى فأجيب ، وإني تارك فيكم الثقلين : وهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ـ فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه ثم قال ـ : وأهل بيتي أذكّركم الله في أهل بيتي. قالها ثلاث مرات.

(١) أقول : ما هذاه البيهقي باطل لا يلتفت إليه فهيم ، ولا يعتني إليه عاقل ولبيب وذلك لأمور

الأول : أن أصل حديث الثقلين وبعض خصوصياته مما نشير إليه بعد ذلك روي بنحو التواتر عن زيد ابن أرقم بأسانيد مختلفة ، ولا يوجد هذا الذيل : «بلى إن نساءه من أهل بيته» إلّا في هذا الطريق الذي ينتهي إلى «أبي حيان التيمي ، عن يزيد بن حيان ، عن زيد بن أرقم ...».

فلو كان لهذا الذيل أصل وواقعية لكان ينبغي أن يذكر في غير هذا الإسناد أيضا : ومن عدم ذكره في المتون والأسانيد الأخر يستشعر أنه من زيادات بعض النواصب وليس له أساس.

الأمر الثاني : أن ذكر هذا الذيل بهذا السند معارض بذكر نقيضه وضدّه بنفس هذا السند كما تقدم في الحديث الاخير مما رويناه عن صحيح مسلم. فإن لم نقل بأرجحية ما رواه مسلم أخيرا ـ من أجل تعليله بأمر تقبله الفطرة ، ويؤيّده خلوّ الطرق المتكثّرة المتواترة عن ذكر خلافه ـ فهذا الذيل يسقط عن درجة القبول بسبب التعارض فيسقط هوس البيهقي وهواه.

الأمر الثالث : أنّا لو قطعنا النظر عمّا تقدّم ولم نقل بسقوط هذا الذيل من أجل عدم وروده بغير هذا الإسناد ، ولا نقول أيضا بأن ما ورد بهذا الإسناد معارض بغيره ولا رجحان لأحدهما على الآخر ، فنقول : إنّ ظاهر السياق ان كلام زيد بن أرقم رحمه‌الله ردع لما تخيّله حصين حيث زعم وتخيّل أن المراد من أهل البيت زوجة الرجل ومن يساكن معه في مسكنه وإن كانت من الأجانب وليس بينه وبين الرجل صلة غير صلة الزواج فأجابه زيد بأن نساء النبيّ من أهل مسكنه وبيته ولسن من أهل بيته وعصبته وعشيرته ،.

وقد تقدم ذكر هذا الجواب عن القاضي على ما ذكره في هامش صحيح مسلم.

الأمر الرابع : لو أغمضنا النظر عما تقدم ويأتي نقول : لعلّ هذا وهم من زيد بن أرقم رحمه‌الله ، والوهم والسهو في بعض الأمور لا يختص بزيد بن أرقم رحمه‌الله بل جلّ مشايخ البيهقي كانوا يهمون في أمور كثيرة حتى اضطرّ البيهقي ومن على نزعته على أن يختلقوا لهم : «من اجتهد فأصاب فله أجران ، ومن أخطأ فله أجر واحد».

الأمر الخامس : بعد ما اعترف البيهقي بأن مراد زيد أن الأزواج غير مراد للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حديث الثقلين ، فلا مورد لكلام البيهقي هاهنا إلا أن يريد الردّ على زيد بن أرقم.

الأمر السادس : لو سلمنا أن عنوان : «أهل البيت» وضعا أو إطلاقا يشمل النساء ويصدق على الزوجات الأجنبيات ، ولا يختص بالعشيرة الأقربين والرهط الأدنين

فنقول : في مثل المقام الإطلاق منصرف إلى خصوص عصبة الرجل من أبيه ، دون النساء ، والقرينة


من الصدقة [ولقوله : إن] بني هاشم وبني المطّلب واحد (١).

وقد تسمّى أزواجه آلا بمعنى التشبيه [بالنسب] فأراد [زيد] تخصيص الآل من أهل البيت بالذكر (٢) ولفظ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الوصية بهم عامّة يتناول الآل والأزواج (٣) وقد أمرنا بالصلاة [على] جميعهم [على ما يتلى عليكم في الحديث التالي] (٤).

__________________

ـ المتصلة أيضا تعين وتقرر ذلك كما تراها جلية في الأمر التالي.

الأمر السابع : كما أن أصل حديث الثقلين متواتر هكذا. قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في ذيل هذا الحديث : «إن اتبعتموهما لن تضلوا أبدا ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» ، أيضا متواتر وقد تقدم بطرق جمّة تحت الرقم : (٤٣٦ ـ ٤٤١) في الباب : (٣٣) ص ١٤١ ، وهذا الذيل مذكور في جميعها.

وقد ألّف صاحب العبقات مجلّدين ضخمين حول الحديث ، وقلما يوجد طريق خال عن الذيل المذكور فحينئذ نسأل البيهقي ونقول : هل كان أزواج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بهذه المنزلة؟ فإن كنّ بهذه المنزلة فقتل عثمان كان على الهدى ونهج القرآن لأن أم المؤمنين عائشة حكمت بقتله بقولها : اقتلوا نعثلا قتله الله!!

فما بال البيهقي ومن على نزعته يرقصون مع معاوية ويتعلّقون بقميص ذي نوريهم للتوغل في شهواتهم؟! وإن كانت عائشة وزميلتها حفصة داخلتين في حديث الثقلين فما يصنع البيهقي بما يرويه هو وأهل نزعته عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله من قوله : «عليّ مع الحق والحق مع عليّ ، عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ» مع أن الخلاف بين علي وعائشة لم يكن أقل مما بين عليّ وأبيها!!! والحق لا يكون في طرفين متناقضين وان الدعوتين إذا اختلفتا فإحداها ضلالة.

وما أحسن في المقام ما أفاده العلامة الطباطبائي في منظومته السهم الثاقب حيث قال :

وأسقط الخصم السقيط في يده

واستهدف السهم صميم كبده

عند انضمام ما أتى من الأثر

ضمن حديث الثقلين المعتبر

ما إن تمسكتم بعترة الهدى

وبالكتاب لن تضلّوا أبدا

فمن تراه ترك التمسّكا

بهم ففي نهج الضلال سلكا

إذ هو فعل واحد أضيفا

إليهما معا فلا تحيفا

فمحكم الذكر الكتاب المنتقى

وعترة النبيّ لن يفترقا

بنصّه الجليّ حتى يردا

على النبيّ صاحب الحوض غدا

(١) ما بين المعقوفات زيادة منّا لإصلاح الكلام ، إذ لم يتيسّر لي المراجعة إلى السنن الكبرى لإصلاح الكلام على وفقه ، وفي أصليّ معا هاهنا مثل ما ترى غير أن فيهما : «بقول النبيّ ...». وفي الحديث : الآتي في الباب : (٥٣) ص ٢٦٧ لقول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد. وإعطائهم الخمس الذي عوضهم من الصدقة بني هاشم وبني عبد المطلب شيء واحد [كذا].

(٢) هذا هو الظاهر الموافق لما يأتي في الباب : (٥٣) في آخر الحديث : (٥٣٦). ص ٢٦٧.

وهاهنا في كليّ أصليّ : «وقد تسمى أزواجه آلا بمعنى النسبة ، فأراد تخصيص الأول من أهل البيت بالذكر

أقول : وما ذكره البيهقي من أنّه «قد تسمى الأزواج آلا ...» إن صحّ لا يفيده كما لا يفيد الأعمى تسميته بصيرا.

(٣) وهذا شاهد ما ذكرناه من أن البيهقي يريد الردّ على كلام زيد بن أرقم من أن حديث الثقلين في شأن آل النبيّ فقط ولا يشمل أزواج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولكن بناء على هذا يجب على البيهقي أن يرضى بقتل عثمان لأن عائشة قالت ؛ اقتلوا نعثلا قتله الله. وكذلك في بقية مواقف عائشة من حرب الجمل وغيرها.

(٤) ما بين المعقوفين ليس من الأصل ، وإنما هو زيادة توضيحية منّا.


٤١٤ ـ [ثم قال البيهقي :] فقد (١) أنبأنا أبو علي الروذباري ، قال : أنبأنا أبو بكر ابن داسة ، قال : حدثنا أبو داوود ، قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا حبّان بن يسار الكلابي ، قال : حدثني أبو مطرف عبيد الله بن طلحة بن عبيد الله بن كريز (٢) قال : حدثني محمد بن عليّ الهاشمي ، عن [نعيم] المجمر (٣) عن أبي هريرة :

عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم [قال :] من سرّه أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلّى علينا أهل البيت فليقل ؛ : اللهم صلّ على محمد النبيّ الأميّ (٤) وأزواجه أمّهات المؤمنين وذرّيّته وأهل بيته ، كما صلّيت على إبراهيم إنّك حميد مجيد (٥).

__________________

(١) هذا هو الظاهر ، وفي أصليّ كليهما : «فقال». ثم إن ما وضعناه بين المعقوفين زيادة منّا.

(٢) هذا هو الصواب الموافق لما في ترجمة حبّان بن يسار الكلابي تحت الرقم : (٣٠٥) من التاريخ الكبير ـ للبخاري ـ : ج ٢ من القسم (١) ص ٨٥ ومثله في ترجمة الرجل من تهذيب التهذيب : ج ٢ ص ١٧٥.

وهاهنا في أصليّ معا : «حسّان بن بشّار ... أبو مطرب عبد الله بن طلحة بن عبد الله ...».

والحديث بعينه سندا ومتنا يأتي أيضا تحت الرقم : (٥٣٧) في الباب : (٥٣) ص ٢٦٨.

(٣) ما بين المعقوفين مأخوذ من ترجمة أبي روح الكلابي حبّان بن يسار ، من التاريخ الكبير : ج ٢ ص ٨٧ ..

وكذلك من ترجمة الرجل من كتاب تهذيب التهذيب : ج ٢ ص ١٧٥.

(٤) كذا في أصليّ معا ، ولفظ : «الأمّيّ» غير موجود في كتاب الصلاة من السنن الكبرى : ج ٢ ص ١٥١.

(٥) الحديث ذكره البيهقي في كتاب الصلاة من السنن الكبرى : ج ٢ ص ١٥١ ،

وقريبا منه ذكره قبله بأسانيد خمسة كلها ينتهي إلى فقيه آل العباس مالك المغنّين!! وفيها أيضا جماعة من الضعفاء.

ثم قال البيهقي بعد ما ذكر الحديث المذكور هاهنا : فكأنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم أفرد أزواجه وذرّيّته بالذكر على وجه التأكيد ثم رجع إلى التعميم ليدخل فيها غير الأزواج والذرّيّة من أهل بيته.

أقول : ما ذكره البيهقي نقش على الرمل أو الماء أو الهواء أيّها البيهقي ثبّت العرش ثم انقش.

أيّها البيهقي إن بيان كيفيّة الصلاة على محمد وعلى آل محمد من غير ذكر الأزواج قد رواه أرباب صحاحكم بأسانيد جمّة عن كثير من صحابة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

ورواه أيضا غير أصحاب الصحاح الستّة بأسانيد الصحاح وهو متواتر أو كالمتواتر بخلاف هذا الحديث الضعيف السند ، فإنه لم يذكره أحد في الصحاح وكما لم يذكره أحد بسند معتبر.

نعم رواه البخاري في ترجمة أبي روح الكلابي حبّان بن يسار تحت الرقم : (٣٠٥) من التاريخ الكبير : ج ٢ من القسم : (١) ص ٨٧ وقال :

قال الصلت : رأيت حبّان [بن يسار] آخر عهده فذكر منه الاختلاط.

ومثله ذكره أيضا ابن حجر في ترجمة حبّان من تهذيب التهذيب : ج ٢ ص ١٧٥.

أقول : ولعلّ غير حبّان بقيّة رواة الحديث أيضا من المعتوهين والمبتلين بالانحراف والاختلاط ـ


__________________

ـ المطبق ، ولو لم يكن في هذا الحديث إلّا هذا المختلط وإلا أبو هريرة الذي كان مروان بن الحكم إمام البيهقي لا يقبل حديثه لكان بنفسه كافيا لضعف الحديث وسقوطه عن مرحلة الاعتبار فضلا عما لو كان بقية سلسلة السند أيضا من الضعفاء والمنحرفين عن أهل البيت عليهم‌السلام ، وفضلا عمّا إذا كانت الأخبار البيانية معارضة ومنافية له.

أيّها البيهقي أمعالم الدين يؤخذ من أمثال أبي هريرة الذي فارق الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام وركن إلى معاوية الطاغية وحزبه الفئة الباغية بنصّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وتصديقك لهذا النصّ؟! وكان هذا النجلف إذا أعطاه معاوية يمدحه وإذا منعه يذمّه ، كما ذكره الحافظ ابن عساكر في ترجمة أبي هريرة من تاريخ دمشق.

أيها البيهقي ، أما يكفي لضعف رواية أبي هريرة إذا لم تقم قرينة على صدقها إكثاره عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بحيث صار أحاديثه المرويّة من طريقكم أضعاف ما تروونه عن أبي بكر وعمر وعثمان جميعا مع أن أبا هريرة لم يدرك من حياة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلا قريبا من أربع سنوات ، ولم يكن حظّه في أيّام تلك السنوات من الفوز بلقاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأخذ المعلومات منه إلّا قليلا ، لأنه لم يكن محرما لأهل بيت رسول الله حتى يحصل له حظّ لقاء رسول الله عند ما كان يأوي إلى أهله ، وفي اللقاء العام لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أيضا أبو هريرة كان من الجوع يتلوّى ظهرا لبطن ، وكان نظره والتفاته إلى جوانب المجلس لعلّه يجد سبيلا إلى المأكول كي يشبع بطنه!! فأين كان له حواس حتى يأخذ عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فإن أخذ منه في هذه الحالة شيئا فمن يقدر أن يصدّقه بأنّه أخذ من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما صدر عنه بلا زيادة ونقيصة ، والحال أنّ نظره كان ممدودا إلى من عنده غذاء أو يهيء غذاء أو يتكلّم حول موطن الغذاء!!!

فإن كان أبو هريرة صادقا في أكثر رواياته فإذا هو أعلم من صدّيقكم وفاروقكم وذي نوريكم!! فلما ذا تعدّون شيوخكم من فقهاء الصحابة ولا تعدّون أبا هريرة في عرضهم؟ ولما ذا لم يأخذ شيوخكم منه العلم كي يتداركوا بعض نواقصهم وتفريطاتهم في أخذ العلم في أيام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟ أكان شيوخكم معرضين عن العلم؟ أم أنهم أخذوا العلم من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم بعده من أبي هريرة وأمثاله ، ولكن لرغبتهم عنه نسوا ولم يبق عندهم جميعا إلّا معشار ما عند أبي هريرة!! وكل من قايس مسند أبي هريرة من مسند أحمد بن حنبل بمسند الشيوخ الثلاثة منه يعلم جليّا أن أبا هريرة كان أعلم منهم وأن حظّه من نقل الحديث وأخذه ـ على تقدير صدقه ـ أوفر من حظوظ المشايخ الثلاثة.

والبيهقي يعلم كل ذلك ولكن لانحرافه عن أهل بيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعدوله عنهم لا يلتفت إلى ما علم وحقّق. ومن جملة ما يدل جليّا على انحراف البيهقي عن أهل بيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومخالفته لرسول الله أنه لا يوجد في مورد واحد من كتبه ـ على كثرتها ـ أنّه أشرك آل رسول الله معه في الصلاة عليهم مع أن أخبار البيانية الواردة عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حول الصلاة عليه وآله متواترة وكثيرا منها ذكره البيهقي نفسه!!! وهل هذا إلا مشاقة لله وعناد لرسول الله وأهل بيته سلام الله عليهم؟!

أيّها البيهقي ... أيؤخذ معالم بدين عن مثل مالك المغنّين فقيه ظلمة بني العباس المجاري لهم في بدعهم وانحرافهم! ،! أيؤخذ الدين من مالك وهو الذي كان لأجل أن يقرب شخصه إلى المنصور العباسي التمس منه أن يجعل مشاهرته ووظيفته في أموال عبد الله بن الحسن بن الحسن الذي صادره وغصبه منصور وأخذه منه ظلما وجورا كما ذكره البلاذري في أنساب الأشراف.

ثم ان ميدان الردّ ومقام تفنيد انحرافات البيهقي واسع جدّا وإعطاء البحث حقّه يحتاج إلى تحرير كتب أكبر من كتب البيهقي ، ولوضوح الأمر نكتفي بما أومأنا إليه ، ولنرجع إلى الإشارة إلى مظانّ الأحاديث الواردة لبيان كيفيّة الصلوات على النبي وآله صلى الله عليه وعليهم أجمعين من كتب أهل السنّة.

فنقول : قد مرّ عن المصنّف طرق له في الحديث : (٧) وتواليه وتعليقها من مقدمة ـ


__________________

ـ هذا الكتاب في ؛ : ج ١ ، ص ٢٩.

وتقدم أيضا طرق للحديث في آخر مقدمة هذا السمط في : ج ٢ ص ٦.

وقد ذكرها أيضا أكثر الفقهاء ـ منهم البيهقي ـ في باب كيفية الصلوات في التشهّد من كتاب الصلاة.

وقد رواها المحدّثون بمناسبات مختلفة في كتب الحديث.

ورواه أيضا النسائي في باب الأمر بالصلاة على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من سننه : ج ٣ ص ٤٥ بشرح السيوطي عن عشرة أوجه وطرق.

ورواه أيضا أحمد في الحديث : (١٦) من مسند طلحة تحت الرقم : (١٣٩٦) من كتاب المسند : ج ١ ، ص ... ط ١ ، وفي ط ٢ : ج ٢ ص ٣٦٥ قال :

حدثنا محمد بن بشر ، حدثنا مجمّع بن يحيى الأنصاري ، حدثنا عثمان بن موهب ، عن موسى بن طلحة ، عن أبيه ، قال :

قلت : يا رسول الله كيف الصلاة عليك؟ قال : قل : اللهمّ صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صلّيت على إبراهيم إنّك حميد مجيد. وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

قال أحمد محمد شاكر في تعليقه : إسناده صحيح ، محمد بن بشر هو ابن الفرافصة العبدي. [و] عثمان بن موهب ، هو عثمان بن عبد الله بن موهب نسب إلى جده وهو تابعي ثقة.

ثم قال والحديث رواه [أيضا] النسائي [في سننه] : ج ١ ، ص ١٩٠ ، عن إسحاق بن إبراهيم ، عن محمد بن بشر.

ورواه أيضا بعده عن عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد ، عن عمّه شريك ، عن عثمان بن موهب.

أقول : وأيضا رواه أحمد بن حنبل باختصار في حديث زيد بن خارجة تحت الرقم : (١٧١٤) من المسند : ج ٣ ص ١٦٢ ، ط ٢.

ورواه أحمد محمد شاكر في تعليقه عن ترجمة زيد من التاريخ الكبير للبخاري بطرق ، وكذلك عن سنن النسائي : ج ١ ، ص ١٩٠ ، وأسد الغابة : ج ٢ ص ٢٢٧.

ورواه أيضا في مشكل الآثار : ج ٣ ص ٧١.

كما رواه أيضا عن مصادر كثيرة في إحقاق الحقّ : ج ٩ ص ٥٧٩.


الباب السابع والأربعون

[في حديث النجوم وأن أهل البيت عليهم‌السلام أمان للأمة كما أن النجوم أمان لأهل السماء]

٥١٥ ـ أخبرنا الإمام قطب الدين المرتضى بن محمود بن محمد بن محمد الحسني إجازة ـ في شهور سنة إحدى وسبعين وستّ مائة بهمدان ـ قال : أنبأنا والدي رحمه‌الله.

وأنبأنا الإمام مجد الدين أبو الحسن محمد بن يحيى بن الحسين الكرجي ـ بقراءتي عليه [في] ظاهر قرية «قهود» وهي التي تدعى ب «نقورقلعة» قال : وأنبأنا جدّي لأمي الإمام مجد الدين أبو محمد عبد الرحمن بن الإمام مجد الدين أبي القاسم عبد الله بن حيدر القزويني ، قال : أنبأنا شيخ الإسلام جمال السنّة معين الدين أبو عبد الله محمد بن حمويه الجويني ـ سلام الله عليه ولا زالت رسائل لطفه ورضاه متواصلة إليه ـ قال : أنبأنا جمال الإسلام أبو المحاسن عليّ بن الفضل الفاريدي رضي‌الله‌عنه ، قال : أنبأنا الإمام أبو القاسم عبد الله بن عليّ ـ شيخ وقته المشار إليه في الطريقة ومقدّم أهل الإسلام والشريعة رضي‌الله‌عنه ـ قال : أنبأنا شيخ الإسلام أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد ـ يوم الثلثاء السابع من شوال سنة ستّ وأربع مائة ـ حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصمّ ، حدثنا محمد بن شيبان العرّار ، حدثنا بهلول بن موزون ، حدثنا موسى بن عبيدة ، حدثنا إياس بن سلمة بن الأكوع ، عن أبيه [قال] :

إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأمّتي (١).

__________________

(١) وللحديث طرق كثيرة وأسانيد جمّة ، ويجيء أيضا تحت الرقم : (٥٢١ ـ ٥٢٢) في الباب : (٤٨) ص ٢٥٠ عن مصدر آخر وبسند آخر.

ورواه أيضا الطبرسي في تفسير الآية : (١٦) من سورة النحل من مجمع البيان.


[في أن أهل بيت النبيّ صلى الله عليهم أجمعين سفن نجاة الأمة وأن مثلهم مثل باب حطة بني إسرائيل فمن تمسّك بهم وأخذ بمحجّتهم البيضاء نجا ، ومن تخلّف عنهم غرق. ومأواه من النار أسفل الدرك] (١).

٥١٦ ـ أخبرنا الشيخ الصالح كمال الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن عليّ السيّد قاني الجويني رحمه‌الله فيما كتب لي وأجاز [لي] ـ في روايته [عنه] في ذي الحجّة سنة أربع وستين وستّ مائة ـ قال : أنبأنا الإمام جمال الدين أبو الفضل جمال ابن معين الطبري ، أنبأنا زاهر بن طاهر بن محمد المستملي (٢) أنبأنا أبو الفتوح حمزة بن محمد بن عليّ الملقّب ببحسول الهمداني ، قال : أنبأنا الإمام أبو الفتح محمد بن عليّ بن عبد الله المذكّر بهراة ، قال : أنبأنا إسماعيل بن زاهر النوماجي (٣) في كتابه ، قال : أنبأنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم الأصفهاني ، قال : حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني (٤) قال : حدثنا محمد بن عبد العزيز الكلابي [حدثنا أبي] قال : حدثنا عبد الرحمن بن أبي حمّاد المقرئ ، عن أبي سلمة الصائغ ، عن عطيّة العوفي :

عن أبي سعيد الخدري ، قال : سمعت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق.

وإنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له.

__________________

(١) كذا هاهنا ، وانظر ما تقدم في الباب : (٢١) من هذا السمط تحت الرقم : (٤٠٨) ص ٩٥.

(٢) وبعده في أصليّ بياض مقدار خمس كلمات.

وهذا رواه البحراني في الباب : (٣٢) من كتاب غاية المرام ص ٢٣٧ ، ولم يتعرّض لبيان المحذوف.

(٣) كذا في أصلي ، ولعلّ الصواب : «النوقاني». وفي كتاب غاية المرام : البوناني؟

(٤) رواه في ترجمة محمد بن عبد العزيز بن محمد بن ربيعة الكلابي أبي مليل الكوفي من المعجم الصغير : ج ٢ ص ٢٢ ط ٢ ثم قال الطبراني :

لم يروه عن أبي أسامة إلّا ابن أبي حمّاد ، تفرّد به عبد العزيز بن محمد.

وهذا وما بعده رواه البحراني عن هذا الكتاب وعن غيره في الباب : (٣٢ و ٣٣) من كتاب غاية المرام : ص ٢٣٧ ـ ٢٤٠.


[قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعليّ : أنا مدينة الحكمة وأنت بابها ، ومثلك ومثل الأئمة من ولدك مثل سفينة نوح ... ومثلكم مثل نجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة].

٥١٧ ـ أخبرني المشايخ الجلّة من أهل الحلّة : السيّدان الإمامان جمال الدين أحمد بن موسى بن طاوس الحسني وجلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار الموسوي ، والإمام العلّامة نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن الحسين ابن يحيى بن سعيد ـ رحمهم‌الله ـ بروايتهم عن السيّد الإمام شمس الملّة والدين شيخ الشرف فخار بن معد بن فخار الموسوي ، عن شاذان بن جبرئيل القمّي ، عن جعفر بن محمد الدوريستي ، عن أبيه ، عن أبي جعفر محمد بن عليّ بن الحسين ابن بابويه القمّي رحمه‌الله (١) قال : حدثنا عليّ بن أحمد بن عبد [الله] بن أحمد ابن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن جده أحمد ابن [أبي] عبد الله ، عن أبيه : محمد بن خالد ، عن غياث بن إبراهيم ، عن ثابت بن دينار ، عن سعد بن طريف ، عن سعيد بن جبير :

عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا عليّ أنا مدينة الحكمة وأنت بابها ، ولن تؤتى المدينة إلا من قبل الباب ، وكذب من زعم أنه يحبّني [وهو] يبغضك ، لأنك منّي وأنا منك ، لحمك من لحمي ودمك من دمي وروحك من روحي ، وسريرتك من سريرتي ، وعلانيتك من علانيتي ، وأنت إمام أمّتي ، وخليفتي عليها بعدي. سعد من أطاعك ، وشقي من عصاك ، وربح من تولّاك ، وخسر من عاداك ، وفاز من لزمك ، وهلك من فارقك.

__________________

(١) رواه في آخر المجلس : (٤٥) من أماليه ص ٢٣٨.

ورواه عنه وعن فرائد السمطين في الباب : (٣٢ ـ ٣٣) من كتاب غاية المرام ص ٢٣٨ ـ ٢٣٩.


مثلك ومثل الأئمة من [ولدك] بعدي مثل سفينة نوح ، من ركب فيها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق (١).

ومثلكم مثل النجوم كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة.

[أبيات الإمام الصادق عليه‌السلام في استقامتهم على منهاج الكرامة والشهامة ، وأن السرّاء والضرّاء لا يزحزحهم عن السيادة والعدالة وأن مثلهم مثل النجوم الثاقبة التي يهتدي بها المهتدون].

٥١٨ ـ كتب [إ] ليّ السيّد النسّابة جلال الدين عبد الحميد [بن] فخار بن معد الموسوي ـ وأظن أنّي سمعته منه وأنبأني به [شفاها] ـ قال : أملى عليّ والدي رضي‌الله‌عنه ، قال : أخبرني الشيخ العالم المحدّث أبو القاسم عليّ بن عليّ بن منصور الخازن الحائري إملاء ، قال : أخبرني الشيخ الحافظ أبو القاسم ذاكر بن كامل الخفّاف سنة اثنين وثمانين وخمس مائة ببغداد ، قال : أخبرني الشيخ أبو سعيد أحمد ابن عبد الجبّار بن أحمد الصيرفي ، قال : أخبرني القاضي أبو القاسم عليّ بن المحسن التنوخي ، قال : أخبرني الشيخ أبو عبيد الله محمد بن عمر [ان] المرزباني ، قال : روى لنا محمد بن زكريا الغلابي : أن سفيان الثوري ، قال : روى لنا الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما‌السلام ، هذه الأبيات لنفسه :

لا اليسر يبطرنا يوما فيطربنا (٢)

ولا نرى لاعتسار نظهر الجزعا

__________________

ـ وحديث سفينة عن ابن عباس رواه ابن المغازلي تحت الرقم : (١٧٣ ـ ١٧٦) من مناقبه ص ١٣٤.

(٢) وفي الأمالي : «مثلك ومثل الأئمة من ولدك مثل سفينة نوح من ركبها ...».

(١) كذا في أصليّ. ولعلّ الصواب : «بطربنا يوما فيبطرنا».

ورواه في باب معالي أمور الإمام الصادق عليه‌السلام من مناقب آل أبي طالب : ج ٢ ص ٣٩٧ ، ـ


إن سرّنا الدهر لم نبهج ببهجته (١)

أو ساءنا الدهر لم نظهر له الهلعا

مثل النجوم على آثار أوّلنا (٢)

إن غاب هذا فهذا بعد قد طلعا

__________________

ـ وفي ط ٣ : ج ٤ ص ٢٧٦ وفيه : «لا اليسر يطرقنا يوما فيبطرنا».

ورواه أيضا في باب : «محاسن أخلاق الإمام الصادق» عليه‌السلام من بحار الأنوار : ج ١١ ، ط ١ ، ص ... وفي ط ٣ : ج ٤٧ ص ٢٥ نقلا عن كتاب المناقب ، وفيه : «لا اليسر يطرؤنا ...».

(١) وفي كتاب المناقب والبحار : «لم نبهج لصحبته».

(٢) وفي كتاب مناقب آل أبي طالب وبحار الأنوار :

مثل النجوم على مضمار أولنا

إذا تغيّب نجم آخر طلعا

أقول : وروى السيد أبو طالب في أماليه ـ كما في الباب : (٨) من تيسير المطالب ص ١٢٩ ـ قال :

أخبرنا أبو العباس الحسني ، قال : حدثنا عبد العزيز بن إسحاق ، قال : حدثني أبو صالح أحمد بن يوسف ، قال : حدثني نصر بن حمّاد ، قال : سمعت شعبة يقول : ـ حين ظهر إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن عليهم‌السلام ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مثل أهل بيتي في أمّتي مثل النجوم كلما أفل نجم طلع نجم.


الباب الثامن والأربعون

[في تشبيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أهل بيته بسفينة نوح برواية الصحابي العظيم أبي ذرّ الغفاري رفع الله مقامه].

٥١٩ ـ روى الإمام المفسّر عليّ بن أحمد الواحدي العديم [النظير] في أنواع الفضائل واستنباط المعاني جزاه الله خيرا عن دين الإسلام وعن أهل بيت محمد عليه وعليهم‌السلام.

وقد أخبرني [بسندهم عنه] جماعة منهم : العلامة نجم الدين عثمان بن الموفّق الأذكاني ـ فيما أجازوا لي روايته عنهم ـ قالوا : أنبأنا المؤيد بن محمد بن علي الطوسي ، عن عبد الجبّار بن محمد الخواري إجازة ، قال : أنبأنا الإمام أبو الحسن عليّ [بن أحمد] الواحدي ، قال : أنبأنا الفضل بن أحمد بن محمد بن إبراهيم ، أنبأنا أبو عليّ ابن أبي بكر الفقيه ، أنبأنا محمد بن إدريس الشافعي ، حدثنا المفضّل ابن صالح ، عن أبي إسحاق السبيعي :

عن حنش بن المعتمر الكناني ، قال : سمعت أبا ذرّ وهو آخذ بباب الكعبة وهو يقول : يا أيّها الناس من عرفني فأنا من قد عرفتم ، ومن لا يعرفني فأنا أبو ذرّ ، إنّي سمعت رسول الله (١) صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من دخلها نجا ، ومن تخلّف عنها هلك.

قال الواحدي [و] رواه الحاكم في صحيحه (٢) عن أحمد بن جعفر بن حمدان ،

__________________

(١) هذا هو الظاهر الموافق لما رواه في غاية المرام عن هذا الكتاب ، وفي اصليّ : «سمعت النبيّ ...».

(٢) رواه في آخر باب مناقب أهل البيت من المستدرك : ج ٣ ص ١٥٠.

ورواه بعينه جعفر بن حمدان القطيعي في زيادات باب مناقب الحسن والحسين عليهما‌السلام في الحديث : ـ


__________________

ـ (٥٥) من كتاب الفضائل.

وأيضا رواه الحاكم في آخر تفسير سورة «هود» من كتاب التفسير من المستدرك : ج ٢ ص ٣٤٣ قال :

أخبرنا ميمون بن إسحاق الهاشمي ، حدثنا أحمد بن عبد الجبّار ، حدثنا يونس بن بكير ، حدثنا المفضّل ابن صالح ، عن أبي إسحاق :

عن حنش الكناني ، قال : سمعت أبا ذرّ يقول ـ وهو آخذ بباب الكعبة ـ : أيها الناس من عرفني فأنا من عرفتم ومن أنكرني فأنا أبو ذرّ ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق.

ورواه أيضا الطبراني في ترجمة الحسين بن أحمد من المعجم الصغير : ج ١ ، ص ١٣٩ ، وفي ط ... ص ٧٨ قال :

حدثنا الحسين بن أحمد بن منصور سجادة البغدادي ، حدثنا عبد الله بن داهر الرازي ، حدثنا عبد الله بن عبد القدوس ، عن الأعمش ، عن أبي إسحاق :

عن حنش بن المعتمر ، أنّه سمع أبا ذرّ الغفاري يقول : ...

ورواه أيضا يعقوب بن سفيان في ترجمة عبد الله بن عباس من كتاب المعرفة والتاريخ : ج ١ ، ص ٥٣٨ ط ١.

عن عبيد الله [بن موسى] عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ...

ورواه أيضا ابن المغازلي في الحديث : (١٧٥) من مناقبه ص ١٣٣ ، قال :

أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفّر بن موسى بن عيسى الحافظ إذنا ، حدثنا محمد بن محمد بن سليمان ، حدثنا سويد ، حدثنا المفضل بن عبد الله ، عن أبي إسحاق :

عن ابن المعتمر عن أبي ذرّ الغفاري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنما مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ؛ من ركب فيها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق.

ورواه أيضا أحمد بن حنبل ، كما رواه عنه في كتاب مشكاة المصابيح ص ٥٧٣.

ورواه أيضا أبو يعلى ، كما رواه عنه ابن كثير الدمشقي في تفسير الآية : (...) من سورة ......

من تفسيره بهامش فتح البيان : ج ٩ ص ١١٥.

ورواه أيضا السيوطي نقلا عن أبي يعلى في كتاب الخصائص الكبرى : ج ٢ ص ٢٦٦.

وراجع أيضا كتاب المعارف ـ لابن قتيبة ـ ص ٨٦ ، وكتاب عيون الأخبار ـ له أيضا ـ : ج ١ ، ص ٢١١ ، والمعجم الصغير للطبراني ص ١٧٠ ، وتاريخ الخلفاء ص ٥٧٣ ، وكتاب الصواعق المحرقة ص ١٨٤.

وأيضا رواه سعيد بن المسيّب ، عن أبي ذرّ الغفاري ، كما رواه بسنده عنه الطبراني في المعجم الكبير : ج ١ / الورق ١٣٠ / وفي ط الحديث ج ٢ ص ... قال :

حدثنا عليّ بن عبد العزيز ، حدثنا مسلم بن إبراهيم ، حدثنا الحسن بن أبي جعفر ، حدثنا عليّ بن زيد بن جذعان :

عن سعيد بن المسيّب ، عن أبي ذرّ ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق ، ومن قاتلهم [قاتلنا «خ ل»] في آخر الزمان فكأنّما قاتل مع الدجال.

ورواه أيضا الخوارزمي في الفصل السادس من مقتله : ج ١ ، ص ١٠٤ ، ط ١ ، عن أبي العلاء الحسن بن أحمد الهمداني ، عن محمود بن إسماعيل الأصبهاني ، عن أحمد بن محمد بن الحسين ، عن سليمان بن أحمد الطبراني ... ـ


__________________

ـ ورواه أيضا البزار كما رواه عنه وعن الطبراني في مجمع الزوائد : ج ٩ ص ١٦٨ ، ورواه في كتاب ذخائر العقبى ص ٢٠ عن الملا

ورواه أيضا الذهبي في ترجمة ..... تحت الرقم : (١٨٢٦) من ميزان الاعتدال : ج ١ ، ص ٢٢٤ وفي ط ... ص ٤٨٢.

ورواه أيضا بسنده عن سعيد بن المسيّب عن أبي ذرّ ، ابن المغازلي في الحديث : (١٧٧) من مناقبه ص ١٣٤ ، ط ١ ، قال :

أخبرنا أبو نصر ابن الطحّان إجازة ، عن القاضي أبي الفرج الخيوطي ، حدثنا أبو الطيّب ابن فرج ، حدثنا إبراهيم ، حدثنا إسحاق بن سنان ، حدثنا مسلم بن إبراهيم ، حدثنا الحسن بن أبي جعفر ، حدثنا عليّ بن زيد :

عن سعيد بن المسيّب ، عن أبي ذرّ قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ؛ من ركب فيها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق ، ومن قاتلنا. في آخر الزمان فكأنما قاتل مع الدجال.

وأيضا روى هذا الحديث جماعة أخر من الصحابة كعبد الله بن العباس وسلمة بن الأكوع ، وأنس ابن مالك ، وأبي سعيد الخدري ، وعبد الله بن الزبير ، وأبي الطفيل عامر بن واثلة.

أمّا حديث ابن عباس فقد رواه ابن المغازلي تحت الرقم : (١٧٣ و ١٧٦) من مناقبه ص ١٣٤ ، ط ١ ، قال :

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفّر بن أحمد العطّار الفقيه الشافعي رحمه‌الله ، حدّثنا أبو محمد عبد الله ابن محمد بن عثمان الملقّب بابن السقّاء الحافظ الواسطي ، قال : حدثني أبو بكر محمد بن يحيى الصولي النحوي ، حدثنا محمد بن زكريا الغلابي ، حدثنا جهم بن السباق أبو السباق الرياحي ، حدثني بشر بن المفضّل ، قال :

سمعت الرشيد يقول : سمعت المهديّ يقول : سمعت المنصور يقول : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك.

أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي رحمه‌الله ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي السقطي إملاء ، حدثنا أبو يوسف ابن سهل الحضرمي ، حدثنا محمد بن عبد العزيز بن رزمة ، حدثنا سليمان بن إبراهيم ، حدثنا الحسن بن أبي جعفر ، حدثنا أبو الصهباء :

عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق.

ورواه أيضا أبو نعيم في حلية الأولياء : ج ٤ ص ٣٠٦.

وأما رواية سلمة بن الأكوع فذكرها أيضا ابن المغازلي تحت الرقم : (١٧٤) من مناقبه ص ١٣٢ ، قال :

أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفّر بن موسى بن عيسى الحافظ إذنا ، حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ، حدثنا سويد ، حدثنا عمر بن ثابت ، عن موسى بن عبيدة :

عن إياس بن سلمة بن الأكوع ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا

ورواه أيضا في كتاب ذخائر العقبى ص ١٧ ، وقال : أخرجه أبو عمرو الغفاري.

وأمّا حديث أنس بن مالك فرواه الخطيب في ترجمة ..... تحت الرقم : (...» من تاريخ بغداد : ج ١ ، ص ٩١. ـ


عن عباس بن [إبراهيم] القراطيسي ، عن محمد بن إسماعيل الأحمسي ، عن المفضّل ابن صالح ...

ثم قال الواحدي رحمه‌الله : انظر كيف دعا الخلق إلى التشبّث إلى ولائهم والسير تحت لوائهم بضرب مثلهم بسفينة نوح عليه‌السلام (١).

جعل [صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما] في الآخرة من مخاوف الأخطار وأهوال النار كالبحر الذي يلجّ براكبه (٢) فيورده مشارع المنيّة ، ويفيض عليه سجال البليّة.

وجعل أهل بيته [عليه وعليهم‌السلام] سبب الخلاص من مخاوفه (٣) والنجاة من متالفه ، فكما لا يعبر البحر المهياج (٤) عند تلاطم الأمواج إلا بالسفينة ؛ كذلك لا يأمن لفح الجحيم ، ولا يفوز بدار النعيم إلّا من تولىّ أهل بيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ونحل لهم ودّه ونصحه (٥) وأكّد في موالاتهم عقيدته ، فإنّ الذين تخلّفوا عن تلك السفينة آلوا شرّ مال ، وخرجوا من الدنيا إلى أنكال وجحيم ذات أغلال.

وكما ضرب مثلهم [ب] سفينة نوح ، قرنهم بكتاب الله تعالى فجعلهم ثاني الكتاب وشفع التنزيل (٦) وهو ما :

__________________

ـ وأمّا أحاديث أبي سعيد وابن الزبير ، وأبي الطفيل فتجدها في كتاب المعجم الصغير : ج ٢ ص ٢٢ والجامع الصغير ص ٤٦٠ ، وكتاب منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد : ج ٥ ص ٩٠ وكتاب الكنى والأسماء ـ للدولابي ـ ج ١ ، ص ٧٦.

(١) هذا هو الظاهر ، ومثله في كتاب غاية المرام نقلا عن فرائد السمطين. وفي مخطوطة طهران : «يضرب مثلهم سفينة نوح عليه‌السلام».

(٢) هذا هو الظاهر من السياق ، يقال : لجّت السفينة : خاضت اللجّة أي معظم الماء. والتجّ البحر : هاج واضطرب. وفي أصليّ : «الذي نجح براكبه». وفي كتاب غاية المرام : «لجّ براكبه».

(٣) هذا هو الظاهر ، وفي مخطوطة طهران من فرائد السمطين وغاية المرام : «سبب الإخلاص ...».

(٤) المهياج : المتحرك المضطرب. وفي غاية المرام : «البحر الهيّاج».

(٥) هذا هو الظاهر ، وفي مخطوطة طهران : «نصيحته ...». و «نحل لهم ودّه» : أعطاهم ودّه أو خصّهم به. والفعل على زنة ذهب.

(٦) الشفع : القرين.


[حديث الثقلين بسند عليّ بن أحمد الواحدي عن الصحابي الكبير زيد بن أرقم]

٥٢٠ ـ أخبرنا أبو بكر أحمد [بن] محمد بن عبد الله الحافظ (١) أنبأنا عبد الله ابن محمد بن جعفر الحافظ ، حدثنا محمد بن يحيى بن مندة ، حدثنا حميد بن سعد (٢) حدثنا حيّان الكرماني ، عن سعيد بن مسروق ، عن يزيد بن حيّان ، قال :

دخلنا على زيد بن أرقم ، فقال : خطبنا رسول الله (٣) صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : إنّي تارك فيكم الثقلين : أحدهما كتاب الله عزوجل ، من تبعه كان على الهدى ومن تركه كان على ضلالة. ثم أهل بيتي (٤) أذكّركم الله في أهل بيتي ـ [قالها] ثلاث مرّات ـ.

قلنا : [يا زيد] من أهل بيته؟ نساؤه؟ (٥) قال : لا ، أهل بيته : أهله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده ، آل عليّ وآل العباس وآل جعفر ، وآل عقيل.

[ثمّ] قال الواحدي : [و] رواه مسلم عن أبي بكر ابن أبي شيبة ، عن [محمد] ابن فضيل ، عن أبي حيّان ، عن يزيد بن حيّان (٦).

__________________

(١) ورواه عنه في الحديث : (٣١) من الباب : (٢٨) من كتاب غاية المرام ص ٢١٥ ، وزاد بعد هذه الجملة قوله : «أنبأنا عبد الله الحافظ».

(٢) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «حميد بن سعيد». وفي كتاب غاية المرام : «حميد ابن مسعود»؟

(٣) وفي الكلام حذف جليّ يوضحه رواية مسلم وابن عساكر وغيرهما.

(٤) كذا في نسخة طهران ، ومثلها في كتاب غاية المرام ، أي وثانيهما أهل بيتي ...

وفي نسخة السيد علي نقي : «ثم قال : [و] أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي».

(٥) وفي رواية مسلم عن محمد بن بكار بن الريّان ... : «فقلنا : من أهل بيته؟ نساؤه؟ قال : لا ، وأيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ، ثم يطلّقها فترجع إلى أبيها وقومها ، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده».

(٦) قد تقدّمت رواية مسلم في تعليق الحديث : (٥١٣) في الباب : (٤٦) من هذا السمط ص ٢٣٢. ـ


__________________

ـ والحديث رواه أيضا الحافظ ابن عساكر في ترجمة : «شارزما» بنت جعفر أمة العزيز الديلمية من تاريخ دمشق من النسخة الظاهرية : ج ١٩ / الورق ٢٣١ / ب / قال :

أخبرنا أبو محمد ابن الأكفاني ، أنبأنا عبد العزيز الكتّاني ، أخبرتنا أمة العزيز «شارزما) ابنة جعفر الديلمية ـ قدمت علينا ـ قراءة عليها ، قالت : أنبأنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن [ظ] يحيى بن مندة ، أنبأنا عبد الله بن يعقوب بن إسحاق ، أنبأنا محمد بن أبي يعقوب الكرماني ، أنبأنا حسّان ، عن سعيد بن مسروق ، عن سعيد بن حيّان : [كذا] :

عن زيد بن أرقم ، قال [سعيد] : دخلنا عليه فقلنا له : [يا زيد] لقد رأيت خيرا [كثيرا] صاحبت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وصلّيت خلفه. قال : لقد رأيته ولقد خشيت إنما أخّرت لشرّ!! ما حدّثتكم به فاقبلوه ، وما سكتّ عنه فدعوه. ثم قال :

قام فينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بواد بين مكّة والمدينة يدعى بخمّ [ظ] ـ وقال : إنما أنا بشر يوشك أن أدعى فأجيب ، ألا وإني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله حبل من اتّبعه كان على الهدى ومن تركه كان على ضلالة. ثم قال : وأهل بيتي اذكروا [كم] الله في أهل بيتي ثلاث مرات.

ورواه أيضا الحافظ ابن عساكر بسند آخر في ترجمة أحمد بن عليّ بن محمد أبي نصر الطوسي تحت الرقم : (٥٨) من معجم الشيوخ الورق ١١ /.


[حديث النجوم برواية الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام وسلمة بن الأكوع الصحابي]

٥٢١ ـ أنبأني السيّد الإمام جمال الدين أحمد بن موسى بن طاوس الحسني ، والسيّد النسّابة جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد الموسوي رحمهما‌الله ، بروايتهما عن السيّد شمس الدين [شيخ] الشرف فخار بن معد بن فخار الموسوي ، عن شاذان بن جبرئيل القمّي ، عن جعفر بن محمد الدوريستي ، عن أبيه ، عن محمد ابن عليّ بن الحسين بن بابويه القمي ، قال : حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي ، قال : حدثنا أحمد بن عبد العزيز بن الجعد أبو بكر ، قال : حدثنا عبد الرحمن ابن صالح ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى ، عن موسى بن عبيدة ، عن إياس بن سلمة [بن الأكوع] عن أبيه ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأمّتي (١).

٥٢٢ ـ وبالإسناد [المتقدم آنفا] إلى ابن بابويه [قال :] حدّثنا محمد بن عمر ، قال : حدّثنا أبو بكر محمد بن السري بن سهل ، قال : حدثنا عباس بن الحسين ،

__________________

(١) ورواه أيضا يعقوب بن سفيان الفسوي في ترجمة عبد الله بن العباس من كتاب المعرفة والتاريخ : ج ١ ، ص ٥٣٨ ط ١ ، قال :

حدثنا عبيد الله ، قال : حدثنا موسى بن عبيدة ، عن إياس بن سلمة بن الأكوع ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأمّتي.

٥٢٢ ـ والحديث تقدم تحت الرقم : (٥١٥) في الباب : (٤٧) ص ٢٣٩ بسند آخر عن موسى ابن عبيدة ...

ورواه أيضا في الحديث : (٢٦٧) من باب فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام من كتاب الفضائل ـ تأليف أحمد بن حنبل وابنه وتلميذه ـ قال : ـ


قال : حدثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة ، عن أبيه ، عن جده

عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : النجوم أمان لأهل السماء ، فإذا ذهبت النجوم ذهبت السماء ، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض ، فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض.

[كلام الإمام محمد بن عليّ بن الحسين عليهم‌السلام في نعت أئمة أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين].

٥٢٣ ـ وبه [أي بالسند المتقدم تحت الرقم : ٥٢١] عن أبي جعفر ابن بابويه قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن العباس بن معروف ، عن عبد الله بن عبد الرحمن البصري ، عن أبي المغراء حميد ابن المثنّى العجلي ، عن أبي بصير ، عن خيثمة الجعفي :

عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : سمعته يقول : نحن جنب الله ، ونحن صفوة الله ، ونحن خيرته ، ونحن مستودع مواريث الأنبياء ، ونحن أمناء الله عزوجل ، ونحن حجّة الله ، ونحن أركان الإيمان ، ونحن دعائم الإسلام ، ونحن من رحمة الله على خلقه ، ونحن من بنا يفتح (١) وبنا يختم ، ونحن أئمة الهدى ، ونحن مصابيح الدجى ونحن منار الهدى (٢) ونحن السابقون ، ونحن الآخرون ، ونحن العلم المرفوع للحقّ ،

__________________

ـ وفيما كتب إلينا أيضا [محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي] يذكر أن يوسف بن نفيس حدثهم قال : حدثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة ، عن أبيه ، عن جده :

عن عليّ ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : النجوم أمان لأهل السماء ، إذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض ، فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض.

ورواه عنه في كتاب ذخائر العقبى ص ١٧.

(١) جملة : «نحن من بنا يفتح» غير موجودة في نسخة السيد علي نقي.

(٢) هذا هو الظاهر الموافق لنسخة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «نحن منازل الهدى».


من تمسّك بنا لحق ، ومن تأخّر عنّا غرق ، ونحن قادة الغرّ المحجّلين ، ونحن خيرة الله ، ونحن الطريق الواضح ، والصراط المستقيم إلى الله ، ونحن من نعمة الله عزوجل على خلقه ، ونحن المنهاج ، ونحن معدن النبوّة ، ونحن موضع الرسالة ، ونحن الذين مختلف الملائكة ، ونحن السراج لمن استضاء بنا ، ونحن السبيل لمن اقتدى بنا ، ونحن الهداة إلى الجنّة ، ونحن عرى الإسلام (٣) ونحن الجسور والقناطر ، من مضى عليها لم يسبق ، ومن تخلّف عنها محق ، ونحن السنام الأعظم ، ونحن الذين [بنا] ينزل الله الرحمة ، وبنا يسقون الغيث ، ونحن الذين بنا يصرف عنكم العذاب ، فمن عرفنا وأبصرنا وعرف حقّنا وأخذ بأمرنا فهو منّا وإلينا.

__________________

(٣) هذا هو الظاهر الموافق لنسخة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «ونحن عزّ الإسلام».


الباب التاسع والأربعون

[في أن من مات على حبّ آل محمد واهتدى بهديهم فله عند الله تعالى الكرامة العظمى ، ومن مات على بغض آل محمد فله من الخزي الفاضح ما يؤويه من الجحيم الطبقة السفلى].

٥٢٤ ـ أخبرني الشيخ الصالح المسند شرف الدين ابو الفضل أحمد بن هبة الله ابن أحمد بن محمد بن (١) الحسن بن عساكر الشافعي الدمشقي بقراءتي عليه بها ، قال : أنبأنا الشيخ الإمام رضيّ الدين المؤيّد بن محمد بن عليّ الطوسي إجازة ، أنبأنا جدّي لأمّي أبو العباس محمد بن العباس العصاري المعروف بعباسة سماعا عليه ، قال : أنبأنا القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد الفرّخزادي ، قال : أنبأنا الإمام أحمد بن محمد ابن إبراهيم أبو إسحاق الثعلبي ، قال : حدثنا عبد الله بن حامد ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن عليّ بن الحسين البلخي ، حدثنا يعقوب بن يوسف بن إسحاق ، حدثنا محمد ابن أسلم الطوسي ، حدثنا يعلى بن عبيد الله البلخي (٢) عن إسماعيل ابن أبي خالد ، عن قيس بن حازم ، عن جرير بن عبد الله البجلي ، قال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

[ألا] من مات على حب آل محمد مات شهيدا.

[ألا] ومن مات على حبّ آل محمد مات مغفورا له.

__________________

(١) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «محمد بن محمد بن الحسن بن عساكر ...».

(٢) كذا في نسخة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «يعلى بن عبيد».


[ألا] ومن مات على حبّ آل محمد مات تائبا (٣).

ألا ومن مات على حبّ آل محمد مات مؤمنا مستكمل الإيمان.

ألا ومن مات على حب آل محمد بشّره ملك الموت بالجنّة ، ثم منكر ونكير.

ألا ومن مات على حبّ آل محمد يزفّ إلى الجنّة كما تزفّ العروس إلى بيت زوجها.

ألا ومن مات على حبّ آل محمد جعل الله زوّار قبره ملائكة الرحمن.

ألا ومن مات على حبّ آل محمد مات على السنّة والجماعة.

ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله.

ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافرا.

ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشمّ رائحة الجنّة.

[قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : معرفة آل محمد براءة من النار وحبّ آل محمد جواز على الصراط ، والولاية لآل محمد أمان من العذاب].

٥٢٥ ـ رأيت بخطّ جدّي شيخ الإسلام جمال السنّة أبي عبد الله محمد بن حمّويه ابن محمد الجويني قدّس الله روحه ، أنبأنا الحافظ أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد السمرقندي ، قال : أنبأنا الإمام أبو الحسن عليّ بن أحمد بن صباح بن (١)

__________________

(٣) ما بين المعقوفين في هذه الفقرة وما قبلها مأخوذ من رواية الزمخشري في تفسير الآية : (٢٣) من سورة الشورى ٤٢ وهي آية المودّة من تفسير الكشاف.

ورواه عنه الرازي في تفسيره.

وروى الخطيب في ترجمة أبي قيراط محمد بن جعفر بن محمد تحت الرقم (٥٦٣) من تاريخ بغداد : ج ٢ ص ١٤٦ ، ط ١ ، قال :

أخبرنا أبو معاذ عبد الغالب بن جعفر الضرّاب ، قال : [أ] نبأنا محمد بن إسماعيل الوراق ، قال : حدثني محمد بن جعفر بن محمد بن الحسن بن جعفر العلوي ، قال : أنبأنا سليمان بن علي الكاتب ، قال : حدثني القاسم بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن عمر بن عليّ بن أبي طالب ، قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده محمد بن عمر ، عن أبيه عمر بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : شفاعتي لأمّتي من أحبّ أهل بيتي وهم شيعتي.

(١) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «أحمد بن جناح ...».


يونس بن عبيد التميمي البخاري ، قال : أنبأنا الإمام أبو بكر محمد بن إبراهيم بن يعقوب البخاري (٢) الكلابادي ـ يعرف بأبي بكر ابن إسحاق ـ رضي‌الله‌عنهم أجمعين ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، حدثنا محمد بن عبيد بن خالد ، حدثنا محمد بن عثمان البصري ، حدثنا محمد بن الفضل ، عن محمد بن سعد أبو طيبة :

عن المقداد بن الأسود ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : معرفة آل محمد براءة من النار ، وحبّ آل محمد جواز على الصراط ، والولاية لآل محمد أمان من العذاب.

[وقد] أخبرنا بهذا الحديث الشيخ الإمام تاج الدين عليّ بن أنجب بن عبيد الله ابن الخازن إجازة ببغداد ـ في سنة إحدى وسبعين وستّ مائة ـ قال : أنبأنا الشيخ ضياء الدين أبو أحمد عبد الوهاب بن عليّ بن عليّ إذنا.

وأخبرنا به الإمام مجد الدين أبو الحسن محمد بن يحيى بن الحسين ـ بقراءتي عليه بمدينة خانقين ـ قلت له : أخبرك جدّك لأمّك الإمام مجد الدين أبو محمد إجازة ، قال : أنبأنا أبي الشيخ الإمام مجد الدين أبو القاسم عبد الله بن حيدر القزويني ، قالا : أنبأنا الشيخ معين الدين أبو عبد الله محمد بن حمّويه بن محمد الجويني قدس الله روحه ، قال : [قال] القاضي الإمام أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي في مصنفه الموسوم بكتاب الشفاء في حقوق المصطفى ـ صلوات الله وسلامه عليه. وقد أخبرني به سراج الدين عبد الله بن عبد الرحمن بن عمر المالكي كتابة من بغداد ، قال : أنبأنا الإمام شرف الدين أبو العباس أحمد بن عمر بن إبراهيم الأنصاري القرطبي سماعا من لفظه ، قال : أنبأنا أقضى القضاة أبو القاسم عبد الرحيم ابن أقضي القضاة بمدينة «فاس» المعروف بابن الملحوم سماعا ـ قال :

أنبأنا القاضي المصنف عياض بن موسى رحمه‌الله ، قال : قال بعض العلماء : معرفتهم معرفة مكانهم من النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وإذا عرفهم بذلك عرف وجوب حقّهم وحرمتهم بسببه.

__________________

(٢) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «قال : أنبأنا الإمام الكلابادي [و] يعرف بأبي بكر ابن إسحاق ...».


الباب الخمسون

[في حثّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على حبّ عليّ خاصة ثم على حبّ أهل البيت عامة وأن من أحبّ عليا يقبل الله منه صلاته وصيامه].

٥٢٦ ـ أنبأني الرشيد محمد بن أبي القاسم ابن عمر المقرئ ، عن محي الدين يوسف بن أبي الفرج عبد الرحمن بن علي الجوزي إجازة ، عن ناصر بن أبي المكارم كتابة ، عن أبي المؤيّد ابن أحمد الخطيب (١) ـ إذنا إن لم يكن سماعا ـ قال : أنبأنا الحافظ الحسن بن أحمد أبو العلاء العطّار ، ونجم الدين أبو منصور محمد بن الحسين ابن محمد البغدادي ، قالا : أنبأنا الشريف نور الهدى عليّ بن الحسن بن محمد بن عليّ أبو طالب الزينبيّ ، عن الإمام محمد بن أحمد بن عليّ بن الحسن بن شاذان ، قال : حدثني القاضي أبو محمد الحسن بن محمد بن موسى ، عن عليّ بن ثابت ، عن حفص بن عمر ، عن يحيى بن جعفر ، عن عبد الرحمن بن إبراهيم (٢) عن مالك بن أنس ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال :

قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من أحبّ عليا قبل الله منه صلاته وصيامه وقيامه واستجاب دعاءه.

ألا ومن أحبّ عليا أعطاه الله بكل عرق في بدنه مدينة في الجنّة.

ألا ومن أحبّ آل محمد أمن من الحساب والميزان والصراط.

ألا ومن مات على حبّ آل محمد فأنا كفيله بالجنّة مع الأنبياء.

ألا ومن أبغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه آيس من رحمة الله.

__________________

(١) وهو الموفّق بن أحمد الخوارزمي ،.

والحديث رواه في الفصل السادس من مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام ، ص ٣٢ ط الغري ، كما رواه أيضا في أواسط الفصل : (٤) من مقتل الحسين عليه‌السلام : ج ١ ، ص ٤٠ ط الغري.

(٢) كذا في نسخة طهران ، ومناقب الخوارزمي ومقتل الحسين عليه‌السلام له ، وفي نسخة السيد علي نقي : «عن عبد الله بن إبراهيم».


[أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليا بكتابة ما يمليه عليه ثم بيان بركات الأئمة من ولده وأن أولهم هو الإمام الحسن وبعده الحسين وأن الأئمة من بعده من ولده].

٥٢٧ ـ أخبرني السيد النسّابة جلال الدين عبد الحميد ، عن أبيه الإمام شمس الدين شيخ الشرف فخار بن معد بن فخار الموسوي ، عن شاذان بن جبرئيل القمّي ، عن جعفر بن محمد الدوريستي ، عن أبيه ، عن أبي جعفر محمد بن عليّ بن بابويه (١) قال : أنبأنا أبي ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن أبي الطفيل :

عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام : أكتب ما أملي عليك. قال : يا نبيّ الله وتخاف عليّ النسيان؟ فقال : لست أخاف عليك النسيان وقد دعوت الله عزوجل لك أن يحفظك ولا ينسيك (٢) ولكن اكتب لشركائك. قال : قلت : ومن شركائي يا نبيّ الله؟ قال : الأئمة من ولدك بهم يسقى أمّتي الغيث ، وبهم يستجاب دعاؤهم ، وبهم يصرف الله عنهم البلاء ، وبهم تنزل الرحمة من السماء. وهذا أوّلهم. وأومأ بيده إلى الحسن ثم أومأ بيده إلى الحسين عليهما‌السلام ثم قال عليه وآله السلام : الأئمة من ولده.

__________________

(١) رواه في الحديث الأول من المجلس : (٦٣) من أماليه ص ٣٥٩ ط الغري ، وليس فيه قوله : «أنبأنا أبي».

(٢) ولهذا الصدر شواهد كثيرة مذكورة في تفسير قوله تعالى : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) [١٢ / الحاقّة] من كتاب شواهد التنزيل : ج ٢ ص ٢٧٢ ، وفي الباب : (٦٩) من كتاب غاية المرام ص ٣٦٦.


[حديث ابن عباس : أوحى الله تعالى إلى نبيّه : إني قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا وإني قاتل بابن بنتك سبعين ألفا وسبعين ألفا].

٥٢٨ ـ أخبرني الإمام العدل الثقة أبو طالب عليّ بن أنجب بن عثمان الخازن وغيره كتابة وإذنا ، بروايتهم عن الشيخ أبي أحمد بن عليّ بن أبي منصور إجازة ، بروايته عن عبد الجبّار بن محمد بن أحمد الخواري (١) إجازة جميع مسموعاته ، قال : أنبأنا الشيخ سهل بن إبراهيم السبعي خادم مسجد المطرّز ، قال : أنبأنا الشيخ الإمام ركن الإسلام أبو محمد عبد الله بن يوسف الجويني رحمه‌الله ، قال : أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن محمد العطاري ، أنبأنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم ، أنبأنا محمد بن شداد المسمعي ، أنبأنا أبو نعيم ، أنبأنا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبيه عن سعيد بن جبير :

عن ابن عباس قال : أوحى الله عزوجل إلى محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنّي قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا وإني قاتل بابن بنتك سبعين ألفا وسبعين ألفا.

قال الشيخ الإمام [أبو محمد الجويني] : يحتمل أن يكون سبعون ألفا من قاتليه وأتباعهم ، وسبعون ألفا من خاذليه وأشياعهم.

__________________

(١) كذا في مخطوطة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «أحمد بن محمد الجوازي».

والحديث رواه الحاكم في باب مناقب الإمام الحسين عليه‌السلام من المستدرك : ج ٣ ص ١٧٨ ، وصحّحه هو والذهبي.

ورواه أيضا بسندين في تفسير سورة آل عمران من كتاب التفسير : ج ٢ ص ٢٩٠.

ورواه أيضا الخطيب في ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من تاريخ بغداد : ج ١ ، ص ١٤٢ ، عن أحمد بن عثمان بن ميّاح السكّري عن محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ، عن محمد بن شداد المسمعي ...

ورواه بسنده عنه الحافظ ابن عساكر في الحديث : (٢٨٦) من ترجمة الإمام الحسين من تاريخ دمشق ص ٢٤١ ط ١.


[أخذ الأطفال اللوح من الحسين بن عليّ ريحانة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وطلبهم منه على أن يحلف بالله على أنه له حتى يدفعوا له ، وإباء ريحانة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يحلف لهم بالله تجليلا لله تعالى].

٥٢٩ ـ أخبرني العدل أبو طالب عليّ بن أنجب بن عبيد الله إجازة ، قال : أنبأنا الشيخ محبّ الدين أبو البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبراوي إجازة ، قال : أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان سماعا ـ يوم الأحد سلخ رجب سنة خمس وخمسين وخمس مائة ـ قال : أنبأنا أبو الحسن عليّ بن الحسين ابن أيّوب البزّار ، قال : أنبأنا أبو عليّ محمد بن أحمد بن الحسن بن إسحاق الصوّاف (١) قراءة عليه وأنا أسمع فأقرّ به ، قال : أنبأنا بشر ، حدثني أبو عليّ محمد بن موسى ، حدثني يعلى بن عبد الرحمن الوشاء الكوفي ، أنبأنا محمد بن إسماعيل بن عمرو ، عن جده ، قال :

كان حسين بن عليّ [عليهما‌السلام] يمرّ بنا من الكتاب ومعه لوحه فنأخذه [منه] فنقول : هذا لنا!! فيقول : لا هذا لي. فنقول [له] : احلف!! فيدعه في أيدينا ويذهب حتّى نصيح به فندفعه إليه.

__________________

ـ ورواه أيضا الملّا في كتاب وسيلة المتعبّدين. ورواه عنه في كتاب ذخائر العقبى ص ١٥٠.

ورواه أيضا الخوارزمي في الفصل : (١٢) من مقتل الحسين عليه‌السلام : ج ٢ ص ٩٦ ط الغري قال :

وأنبأني أبو العلاء [الحسن بن أحمد الهمداني ، قال :] أخبرنا أحمد بن محمد البخاري ، وأحمد ابن عبد الجبّار البغدادي ، وهبة الله بن محمد الشيباني ، قالوا : حدثنا محمد بن محمد الهمداني ، حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي ، حدثنا محمد بن شداد المسمعي ...

(١) هذا هو الظاهر الموجود في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «إسحاق الصواب».


[رواية ضعيفة حول دعاء الإمام الحسين عليه‌السلام في سجوده].

٥٣٠ ـ أخبرني المشايخ مجد الدين عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر الحنبلي وتاج الدين عليّ بن أنجب بن عبيد الله الخازن الشافعي ، وأبو عبد الله محمد بن عمر النجار (١) البغداديون إجازة ، قالوا : أنبأنا الإمام جمال الدين محمد بن سعيد بن يحيى بن الدبيثي إجازة ، قال : أنبأنا أخطب خوارزم الموفّق بن أحمد أبو المؤيّد (٢) [قال] : روي [في المراسيل] :

أن شريحا قال : دخلت مسجد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فإذا الحسين [بن علي] فيه ساجد يعفّر خدّه في التراب وهو يقول : سيّدي ومولاي ألمقامع الحديد خلقت أعضائي؟ أم لشرب الحميم خلقت أمعائي؟

إلهي إن طالبتني بذنوبي لأطالبنّك بكرمك ، ولئن حبستني مع الخاطئين لأخبرنّهم بحبّي لك.

سيّدي إن طاعتي لا تنفعك ومعصيتي لا تضرّك ، فهب لي ما لا ينفعك ، واغفر لي ما لا يضرّك ، فإنّك أرحم الراحمين.

__________________

(١) وبعد قوله : النجّار» في أصليّ بياض بمقدار كلمة صغيرة.

(٢) رواه في أواسط الفصل السابع من مقتل الحسين عليه‌السلام : ج ١ ، ص ١٥٢ ، ط الغري.

والرواية غير جامعة لشرائط الحجّيّة لإرسالها ، ولكون شريح مشتركا بين موثوق به وغير موثوق به ولا قرينة على تعيينه.


الباب الحادي والخمسون

[في انتقام الله تعالى من قاتل الحسين وعدم شمول غفرانه له].

٥٣١ ـ حدثنا أبو بكر الجنيد (١) قال : حدثنا أبو القاسم الطائي ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني عليّ بن موسى الرضا ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدثني أبي جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي محمد بن عليّ ، قال : حدثني أبي عليّ بن الحسين ، قال : حدثني أبي الحسين بن عليّ ، قال : حدثني أبي عليّ بن أبي طالب ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن موسى بن عمران رفع يديه فقال : يا ربّ إن أخي هارون مات فاغفر له. فأوحى الله عزوجل إليه : يا موسى لو سألتني في الأوّلين والآخرين لأجبتك ما خلا قاتل الحسين فإنّي أنتقم له منه.

__________________

(١) كذا في أصليّ معا والحذف فيه جليّ. والظاهر أن المحذوف هو ما يأتي في صدر الحديث : (٥٤٢) الآتي في الحديث الثالث من الباب : (٥٦) ص ٢٧٠. من مخطوطي ، وفي طبعتنا هذه ص ٢٧٦.

١٧٥ ـ ورواه الشيخ الصدوق بأسانيد في الحديث : (١٧٩) من الباب : (٣١) من كتاب عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ج ٢ ص ٤٧.

ورواه أيضا ابن المغازلي في الحديث : (٩٨) من مناقبه ص ٦٨.

ورواه في هامشه عن مقتل الخوارزمي : ج ٢ ص ٨٥. وعن ذيل اللالئ المصنوعة ص ٧٦ بإسناده عن طلحة وقد أخرجه ابن النجار. قال : وأخرجه الديلمي عن أبي نعيم بالإسناد عن أبي الصلت عن الرضا عليه‌السلام.

ورواه الخوارزمي مرسلا في الفصل : (١٢) من مقتل الحسين عليه‌السلام : ج ٢ ص ٨٥ ط الغري قال :

أخبرني سيد الحفّاظ [أبو منصور شهردار بن شيرويه الديلمي] قال : ومما سمعت في المفاريد برواية علي عليه‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن موسى بن عمران سأل ربّه ...


٥٣٢ ـ وبهذا الإسناد [الذي تقدّم آنفا] إلى عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن قاتل الحسين في تابوت من نار عليه نصف عذاب أهل الدنيا ، وقد شدّ يداه ورجلاه بسلاسل من النار منكس (١) في النار حتى يقع في قعر جهنّم وله ريح يتعوّذ أهل النار إلى ربّهم من شدّة ريح نتنه وهو فيها خالد ذائق العذاب الأليم (٢) كلّما نضجت جلودهم بدّل الله عليهم الجلود حتّى يذوقوا العذاب الأليم لا يفترّ عنهم ساعة ويسقى من حميم جهنّم (٣).

__________________

ـ ٥٣٢ ـ ورواه أيضا الخوارزمي في أول الفصل : (١٢) من مقتل الحسين عليه‌السلام : ج ٢ ص ٨٣ قال :

أخبرنا الشيخ الثقة العدل الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن نصر الزاغوني بمدينة السلام منصرفي عن السفرة الحجازية ، أخبرنا الشيخ الجليل أبو الحسن محمد بن إسحاق ابن الساهوجي ، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن عليّ بن بندار ، أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزاز ، أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان ببغداد في باب المحول ، حدثني أبي عامر بن سليمان الطائي ، حدثني أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا ، حدثني أبي موسى بن جعفر ...

ورواه أيضا ابن المغازلي تحت الرقم : (٩٥) من مناقبه ص ٦٦ ، قال :

أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن غسّان البصري إجازة ، أن أبا عليّ الحسين بن عليّ بن أحمد بن محمد ابن أبي زيد ؛ حدّثهم ، قال : حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي ، حدثنا أبي أحمد بن عامر ، حدثنا عليّ بن موسى الرضا ...

ورواه في هامشه عن ينابيع المودّة ص ٢٦١ ، وعن الحضرمي في كتاب رشفة الصادي ص ٦٠ نقلا عن كتاب روض الأخبار ، وعن الشبلنجي في كتاب نور الأبصار ص ١٢٧ ، وعن السخاوي في في المقاصد الحسنة ص ٣٠٢ ، وعن ابن الصبان في كتاب إسعاف الراغبين ص ١٨٦.

ورواه أيضا الشيخ الصدوق رحمه‌الله بأسانيد في الحديث : (١٧٨) من الباب : (٣١) من كتاب عيون الأخبار : ج ٢ ص ٤٧.

(١) ومثله في مناقب ابن المغازلي ، وفي كتاب عيون الأخبار : «فيركس في النار ...».

وفي مقتل الخوارزمي : «ينكس في النار حتى يقع في قعر جهنّم».

(٢) إلى هنا ينتهي رواية الخوارزمي ، والجملتين التاليتين غير موجودة فيها.

(٣) وبعده في نسخة طهران هكذا : «الويل لهم [من] عذاب الله عزوجل».

وهذه الزيادة غير موجودة في نسخة السيد علي نقي :

«وفي كتاب عيون الأخبار : «فالويل لهم من عذاب الله تعالى في النار».


الباب الثاني والخمسون

[في بيان حشر ابنة رسول الله فاطمة صلوات الله عليهما وعلى آلهما بثياب مصبوغة بدم الحسين وتعلّقها بقوائم العرش ومطالبتها بدم ابنها الحسين. وبعده أشعار الشافعي في هذا المعنى].

٥٣٣ ـ أخبرني الشيخ شرف الدين أبو الفضل أحمد بن هبة الله قراءة عليه وأنا أسمع ، قيل له : أخبرتك الشيخة الصالحة أم المؤيّد زينب بنت عبد الله [ابن] أبي القاسم عبد الرحمن بن أبي الحسن الشعرية إجازة. فأقرّ به.

وأخبرني الإمام العدل شمس الدين عبد الواسع بن عبد الكافي بن عبد الواسع الأبهري إجازة بروايته عن الإمام ركن الدين أبي سعد محمد بن الإمام زين الدين أبي عبد الرحمن أحمد بن زين الإسلام أبي سعد عبد الصمد بن حمّويه الجويني رحمة الله عليهم إجازة ، بروايته عن جدّي الأعلى شيخ الإسلام معين الدين أبي عبد الله ابن أبي الحسن ابن محمد بن حمويه الجويني رحمه‌الله إجازة ، قال : أنبأنا عبد الوهاب ابن إسماعيل بن عمر الصيرفي ، قال : أنبأنا الشيخان الزكيان أبو عبد الله إسماعيل ابن عبد الغافر الفارسي ، وأبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي ، قالا : أنبأنا أبو عليّ الحسن بن أحمد السكاكي ، أنبأنا الإمام أبو القاسم ابن حبيب أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد النيسابوري الحفيد ، أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي بالبصرة ، حدثني أبي سنة ستين ومأتين ، قال : حدثني عليّ بن موسى الرضا ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، حدثني أبي جعفر بن محمد ، حدثني أبي محمد ابن عليّ ، حدثني أبي عليّ بن الحسين ، حدثني أبي الحسين بن عليّ ، حدثني أبي عليّ ابن أبي طالب ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : تحشر ابنتي فاطمة يوم القيامة ومعها ثياب


مصبوغة بدم ، فتتعلّق بقائمة من قوائم العرش فتقول : يا عدل (١) احكم بيني وبين قاتل ولدي.

قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : فيحكم لا بنتي وربّ الكعبة.

٥٣٤ ـ مررت في بعض مطالعاتي على ما يعزى (٢) إلى الإمام الشافعي المطلبي رضي‌الله‌عنه [وهو] هذان البيتان :

ويل لمن شفعاؤه خصماؤه

والصور في حشر القيامة ينفخ

لا بد أن ترد القيامة فاطم

وقميصها بدم الحسين مضمخ

__________________

(١) ورواه أيضا ابن المغازلي في الحديث : (٩١) من مناقبه ص ٦٤ ط ١ ، قال :

أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن غسّان البصري إجازة ، أنّ أبا عليّ الحسين بن عليّ بن أحمد بن محمد ابن أبي زيد حدثهم ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي ، حدثنا أبي أحمد بن عامر ، حدثنا عليّ بن موسى الرضا ...

ورواه الشيخ الصدوق رحمه‌الله بأسانيد عن عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي ... كما في الحديث :

(٢١) من الباب : (٣٠) والحديث (٦) من الباب : (٣١) من كتاب عيون الأخبار : ج ٢ ص ٨ وص ٢٥ ط ٣. ورواه أيضا الخوارزمي في أوائل الفصل : (٥) من مقتله : ج ١ ، ص ٥٢ ط الغري قال :

أخبرنا الشيخ الإمام الثقة أبو بكر محمد بن عبد الله بن نصر الزاغوني بمدينة السلام منصرفي من السفرة الحجازية ، أخبرنا الشيخ الجليل أبو الحسن محمد بن إسحاق الباقرجي ، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسين بن عليّ بن بندار ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان البزّاز ، أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي ، حدّثني أبي أحمد بن عامر ، أخبرنا أبو الحسن ...

وساق الحديث إلى أن قال : فتتعلّق بقائمة من قوائم العرش فتقول : يا عدل يا جبّار احكم ...

ورواه أيضا السيوطي بسند آخر في باب مناقب أهل البيت عليهم‌السلام من اللالئ المصنوعة : ج ١ ، ص ٢٠٩ ط بولاق.

(٢) هذا هو الظاهر وفي أصليّ : «مرّ في بعض مطالعاتي مما يعزى إلى الإمام الشافعي ...».


الباب الثالث والخمسون

[في حديث الثقلين ـ المتقدم في الباب : (٤٦) ـ بأسانيد أخر للمصنف المنتهية إلى البيهقي بسنده المتقدم في الباب المشار إليه المتقدم].

٥٣٥ ـ أخبرني أستاذي الإمام وحيد الدين محمد بن محمد بن أبي بكر ابن أبي يزيد الفرعيوني الجويني رحمه‌الله مناولة ـ في شهر رجب سنة أربع وستّين وستّ مائة ـ قال : أنبأنا الإمام سراج الدين محمد بن أبي الفتوح إجازة ، قال : أنبأنا والدي الإمام فخر الدين أبو الفتوح ابن محمد اليعقوبي إجازة ، قال : أنبأنا الشيخ الإمام محمد بن الحسن بن سهل العباسي الطوسي ، قال : أنبأنا شيخ الإسلام جمال السنّة أبو عبد الله محمد بن حمّويه الجويني قدّس الله روحه سماعا عليه ـ في شعبان سنة تسع وعشرين وخمس مائة ـ قال : أنبأنا زاهر بن طاهر بن محمد بن محمد الشحامي أنبأنا الشيخ أحمد بن الحسين رضي‌الله‌عنه (١) أنبأنا أبو محمد جناح بن نذير بن جناح

__________________

ـ ٥٣٥ ـ ورواه أيضا الدارمي في الحديث : (١٠) من كتاب فضائل القرآن من سننه : ج ٢ ص ٤٣١ قال :

حدثنا جعفر بن عون ، حدثنا أبو حيّان ، عن يزيد بن حيّان ، عن زيد بن أرقم ، قال : قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوما خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا أيّها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيبه ، وإنّي تارك فيكم الثقلين : أوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فتمسّكوا بكتاب الله وخذوا به ـ فحثّ عليه ورغّب فيه ـ ثم قال : وأهل بيتي أذكّركم الله في أهل بيتي. ثلاث مرات.

ورواه أيضا ابن المغازلي بسنده عن زيد بن أرقم في الحديث : (٢٨٤) من مناقبه ص ٢٣٦ وتقدم في تعليق الحديث : (٥١٣) في الباب : (٤٦) ص ٢٣٤.

(١) وهو البيهقي رواه إلى قوله : «ثلاث مرات» في كتاب آداب القاضي من السنن الكبرى : ج ١٠ ، ص ١١٣.

وليلاحظ باب فضل أهل البيت عليهم‌السلام من مجمع الزوائد : ج ٩ ص ١٦٢.


القاضي بالكوفة ، حدثنا أبو جعفر محمد بن عليّ بن دحيم الشيباني ، حدثنا إبراهيم ابن إسحاق الزهري ، حدثنا جعفر ـ يعني ابن عون ـ ويعلى ـ يعني ابن عبيد ـ عن أبي حيّان التيمي :

عن يزيد بن حيّان قال : سمعت زيد بن أرقم ، قال : قام فينا ذات يوم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال :

أمّا بعد أيّها الناس ، إنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربيّ فأجيبه ، وإني تارك فيكم الثقلين : أوّلهما كتاب الله فيه الهدى [والنور] فاستمسكوا بكتاب الله وخذوا به (١) ـ فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه ثم قال : ـ وأهل بيتي أذكّركم الله في أهل بيتي ـ ثلاث مرّات ـ.

٥٣٦ ـ [و] أخبرني بهذا الحديث القاضي نصير الدين محمد بن محمد بن عليّ البناكتي رحمه‌الله إجازة ، وابن عمّي الأمير الإمام نظام الدين خلف المشايخ محمد ابن عليّ بن المؤيّد الحمويني رحمه‌الله إجازة بسماع القاضي ، وإجازة ابن عمّي من والدي شيخ الإسلام سعد الحقّ والدين محمد بن المؤيّد رضي‌الله‌عنه ، قال : أنبأنا [بهذا الحديث القاضي نصير الدين محمد بن محمد بن عليّ المؤيد الحمويني إجازة بسماع القاضي وإجازة] ابن عمّ والدي (٢) شيخ الشيوخ تاج الدين أبو محمد عبد الله ابن عمر بن أبي الحسن ابن محمد بن حمّويه قدّس الله أرواحهم بمدينة «رها» قال : أنبأنا أبي شيخ الشيوخ عماد الدين أبو حفص عمر بن أبي الحسن رحمة الله عليهم ،

__________________

(١) ما بين المعقوفين مأخوذ مما تقدّم عن المصنّف في أول الباب : (٤٦) من هذا السمط ص ٢٣٢.

وفي نسخة السيد علي نقي هاهنا : «وتمسّكوا بكتاب الله ...».

(٢) ما بين المعقوفين قد سقط عن نسخة طهران ، وأخذناه من نسخة السيد علي نقي ، وكان فيها : «أخبرني بهذا الحديث ...» بدل قوله : «أنبأنا» الموجود في نسخة طهران.

والحديث رواه أيضا عبد بن حميد الكشّي في مسنده ، الورق ٤٠ / / قال :

أخبرنا جعفر بن عون ، أنبأنا حيّان التيمي ، عن يزيد بن حيّان ، قال : سمعت زيد بن أرقم يقول :

قام فينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أمّا بعد أيّها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربيّ فأجيبه ، وإنّي تارك فيكم الثقلين : أوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنور فتمسّكوا بكتاب الله وخذوا به ـ فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه ثم قال : ـ وأهل بيتي أذكّركم الله في أهل بيتي ـ ثلاث مرات ـ.

فقال حصين : يا زيد ومن أهل بيته؟ أليست نساؤه من أهل بيته؟ قال : بلى إنّ نساءه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرّم [عليهم] الصدقة بعده. قال : ومن هم؟ قال : آل عليّ وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس. قال : كل هؤلاء حرم [عليهم] الصدقة؟ قال : نعم.

أقول : ورواه أيضا مسلم بأسانيد في آخر باب فضائل عليّ عليه‌السلام تحت الرقم : (٢٠٤٨) من صحيحه : ج ٤ ، ص ١٨٧٣ ، وفي ط آخر : ج ٧ ص ١٢٢ ، وتقدّم حرفيا في تعليق الحديث : (٥١٣) في الباب : (٤٦) ص ٢٣٢.


قال : أنبأنا الإمام قطب الدين مسعود بن محمد النيسابوري ، قال : أنبأنا الإمام أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي ، قال : أنبأنا الأستاذ الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ رحمهم‌الله بإسناده المذكور إلى زيد بن أرقم ، وساق الحديث كما كتبناه [أولا] إلى قوله «ثلاث مرات» [ثم] قال :

فقال له حصين : يا زيد من أهل بيته؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال : بلى إن نساءه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرّم [عليه] الصدقة بعده. قال : ومن هم؟ قال : آل عليّ وآل جعفر وآل العباس وآل عقيل. فقال : كل هؤلاء يحرم [عليهم] الصدقة؟ قال : نعم.

قال الشيخ أبو بكر أحمد البيهقي رضي‌الله‌عنه : قلت : قد بيّن زيد بن أرقم أن نساءه من أهل بيته ، واسم أهل البيت للنساء تحقيق وهو متناول للآل ، واسم الآل لكل من حرم [عليه] الصدقة من أولاد هاشم وأولاد المطّلب لقول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد» ، وإعطاؤه إيّاهم الخمس الذي عوّضهم من الصدقة [يدلّ على أن] بني هاشم وبني عبد المطّلب شيء واحد (١).

وقد تسمّى أزواجه آلا بمعنى التشبيه بالنسب (٢) فأراد زيد [بن أرقم] تخصيص الآل من أهل البيت بالذكر (٣) ولفظ النبيّ في الوصيّة [بهم عامّة يتناول الآل والأزواج ، وقد أمرنا بالصلاة على جميعهم] (٤).

__________________

(١) لفظة : «إيّا» وما بين المعقوفين زدنا لتصحيح الكلام ، وكان في الأصل هكذا : «وأعطاهم الخمس الذي عوّضهم من الصدقة ، بني هاشم وبني عبد المطّلب شيء واحد».

(٢) إن صحّ هذه التسمية الكاذبة والإطلاق المجازي فلا يفيد البيهقي ومن على نزعته ، كما لا يفيد إطلاق البصير على «الأعمى» لا إيّاه ولا من يودّه ويريد أن يكون بصيرا رائيا للأشياء.

(٣) كذا في أصليّ هاهنا ، وفي الحديث المتقدم في الباب : (٤٦) : «فأراد [زيد] تخصيص الأول من أهل البيت بالذكر ...» وما وضعناه هاهنا بعد ذلك بين المعقوفين قد سقط هاهنا من أصليّ وأخذناه مما سلف.

(٤) هذا هوس شيطاني للبيهقي ، ومن على نزعته ، إنّ الله لا يأمر بل لا يأذن للصلاة على المتمردين الذين يشاقون الله وأولياءه حتى يلج الجمل في سمّ الخيّاط!!!

أما قرأ البيهقي قوله تعالى في الآية : (٩) من سورة التحريم : (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللهِ شَيْئاً وَقِيلَ : ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ).

والحديث بالسند المذكور رواه أيضا أحمد بن حنبل في الحديث الثالث من عنوان : «حديث زيد بن أرقم» من كتاب المسند : ج ٤ ص ٣٦٦ ط ١ ، قال :

حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن أبي حيّان التيمي ، حدّثني يزيد بن حيّان التيمي ، قال : انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم فلما جلسنا إليه قال له الحصين : لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا ، رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وسمعت حديثه وغزوت معه وصلّيت معه ، لقد رأيت يا زيد ـ


٥٣٧ ـ [ثم قال البيهقي :] وأخبرنا أبو علي الروذباري ، قال : أنبأنا أبو بكر ابن داسة ، قال : حدثنا أبو داوود (١) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا حبّان بن يسار الكلابي (٢) قال : حدثني أبو مطرف عبيد الله بن طلحة بن عبيد الله ابن كريز (٣) قال : حدثني محمد بن علي الهاشمي ، عن [نعيم] المجمر (٤) :

عن أبي هريرة : عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : من سرّه أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلّى علينا أهل البيت فليقل : اللهمّ صلّ على محمد النبيّ وأزواجه أمّهات المؤمنين وذرّيّته وأهل بيته كما صلّيت على إبراهيم إنك حميد مجيد (٥).

[قال المؤلف : و] أخبرنا بهذا الحديث من أوّله إلى هذا المنتهى الشيخ المسند شرف الدين أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن عساكر الدمشقي بقراءتي عليه بها في

__________________

ـ خيرا كثيرا ، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. فقال [زيد] : يا ابن أخي والله لقد كبرت سنّي وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فما حدّثتكم فاقبلوه ، وما لا فلا تكلفونيه ، ثم قال : قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوما خطيبا فينا بماء يدعى «خمّا» بين مكة والمدينة فحمد الله تعالى وأثنى عليه ووعظ وذكّر ثم قال : أما بعد ألا يا أيّها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي عزوجل وإني تارك فيكم ثقلين أوّلهما كتاب الله عزوجل فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله تعالى واستمسكوا به ـ فحثّ على كتاب الله [ثم] قال : ـ وأهل بيتي أذكّركم الله في أهل بيتي أذكّركم الله في أهل بيتي أذكّركم الله في أهل بيتي. فقال له حصين : ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال : إن نساءه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده قال : ومن هم؟ قال : هم آل عليّ وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس. قال : أكلّ هؤلاء حرم الصدقة؟ قال : نعم.

(١) ومثله تقدم في أول الباب : (٤٦) ولفظة : «أبو» هاهنا غير موجودة في نسخة السيد علي نقي وإنما هي من مخطوطة طهران.

والظاهر أن أبا داوود هذا هو زميل حريز جامع أحد صحاح أهل السنة صاحب المقالة المشهورة ـ المذكورة في ترجمته من تاريخ دمشق وكامل ابن عديّ وغيرهما ـ : «كانت قد حفّت أظافير عليّ من كثرة ما كان يتسلّق على أزواج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم!!!».

(٢) كذا في أصليّ معا هاهنا ، وهو الصواب ، دون ما تقدم فيهما معا في الباب : «٤٦» : «حسّان بن بشّار».

(٣) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «عبد الله بن طلحة بن عبيد الله بن كريز».

(٤) ورواه أيضا البخاري تحت الرقم : (٣٠٥) في ترجمة حبّان بن يسار أبي روح الكلابي من التاريخ الكبير : ج ٢ قسم : (١) ص ٨٧ وقال :

عن نعيم المجمر ... وكان في كلي أصليّ هاهنا وفيما تقدّم : «المحمر» بالمهملات.

وأيضا قال البخاري فيه : قال الصلت : رأيت حبّان آخر عهده فذكر منه الاختلاط.

وذكره أيضا في ترجمة حبّان من تهذيب التهذيب : ج ٢ ص ١٧٥.

(٥) هذا الحديث قد تقدّم بعينه وجميع خصوصياته تحت الرقم : (٤١٤) في الباب : (٤٦) ص ٢٣٦. وفنّدناه هناك بأنّه لو كان للحديث سند وثيق وأصل معتبر ما كانت له صلاحية وقابلية لأن يعارض ـ


الدويرة السميساطية ـ يوم الأحد العشرين من شهر ربيع الآخر ، سنة خمس وتسعين وستّ مائة ـ قال : أخبرتنا الشيخة الصالحة أمّ المؤيّد زينب بنت أبي القاسم عبد الرحمن ابن أبي الحسن الشعري الجرجاني إجازة ، قالت : أنبأنا الشيخان أبو القاسم زاهر بن أبي عبد الرحمن طاهر الشحامي وأبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي إجازة ، قالا : أنبأنا الحافظ الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين بن عليّ البيهقي رحمه‌الله.

__________________

ـ الأخبار البيانية المتواترة الواردة في كيفية الصلاة على محمد وعلى آل محمد ، فكيف إذا كان ضعيف السند ، مشكوك الصدور ، مظنون الاختلاق من قبل النواصب!!!.

أيّها البيهقي ، إنّه لا يمكن أن يؤتمن على الدين أمثال مالك المغنّين الذين كانوا يجارون الظّلمة ويعاونونهم في بدعهم ، ويظاهرونهم في ظلمهم!!!.

أيها البيهقي إن أمثال أبي داوود وحريز ناصبيّان فكيف ركنت إلى كذبهم!!!

أيّها البيهقي إن إمامك مروان بن الحكم كان لم يقبل حديث أبي هريرة. فكيف خالفتم إمامكم وملأتم كتبكم بأساطير أبي هريرة وبنيتم مذهبكم عليها؟!!.

ثمّ إنّا في موارد من تعليقاتنا على هذا الكتاب : ذكرنا أن الأخبار البيانية الواردة عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في بيان كيفية الصلاة عليه متواترة ، وذكرنا صورا منها عن مصادر ؛ في تعليق مقدمة السمط الأول : ج ١ ، ص ٢٩ ط ١ ،

وأيضا ذكرنا صورة منها في تعليق الحديث : (٤١٤) في الباب : (٤٦) من هذا السمط ص ٢٣٨.

ولنذكر هنا ما أورده الترمذي تحت الرقم (..) في باب : «ما جاء في صفة الصلاة على النبيّ» من سننه : ج ١ ، ص ٢٦٨ قال :

حدثنا محمود بن غيلان ، حدثنا أبو أسامة ، عن مسعر والأجلح ، ومالك بن مغول ، عن الحكم ابن عتيبة ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى : عن كعب بن عجرة ، قال : قلنا : يا رسول الله هذا السلام عليك قد علمنا [ه] فكيف الصلاة عليك؟ قال : قولوا : اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صلّيت على إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنّك حميد مجيد.

قال محمود : قال أبو أسامة : وزادني زائدة عن الأعمش ، عن الحكم ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : ونحن نقول : وعلينا معهم.

[قال الترمذي] : و [ورد أيضا] في الباب عن عليّ وأبي حميد وأبي مسعود ، وأبي سعيد ، وطلحة وبريدة ، وزيد بن خارجة ـ ويقال : ابن جارية ابن حارثة ـ وأبي هريرة.

قال أبو عيسى [الترمذي] : حديث كعب بن عجرة حديث حسن صحيح. وعبد الرحمن بن أبي ليلى كنيته أبو عيسى وأبو ليلى اسمه يسار.


الباب الرابع والخمسون

[في ذكر حديث الثقلين والحثّ على اتّباع كتاب الله وعترة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم برواية أبي سعيد الخدري].

٥٣٨ ـ أخبرتنا الشيخة الصالحة زينب بنت القاضي عماد الدين أبي صالح نصر ابن عبد الرزّاق بن الشيخ عبد القادر الجيلي ـ قطب وقته (١) رحمة الله عليهم ـ سماعا عليها ـ بمدينة السلام بغداد ، عصر يوم الجمعة السادس والعشرين من [شهر] صفر سنة اثنين وسبعين وستّ مائة ـ قيل لها : أخبرك الشيخ أبو الحسن (٢) عليّ بن محمد ابن عليّ بن السقّاء قراءة عليه وأنت تسمعين؟ ـ في خامس رجب سنة سبع عشرة وستّ مائة بالمدرسة القادريّة؟ ـ قالت : نعم. قال : أنبأنا أبو القاسم سعيد بن أحمد ابن البنّاء ، وأبو محمد المبارك بن أحمد بن بركة الكندي ـ في جمادى الأولى سنة اثنين وأربعين وخمس مائة ـ قالا : أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن الزينبي ، قال : أنبأنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص (٣) قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، حدثنا بشر بن الوليد الكندي ، حدثنا محمد بن طلحة ، عن الأعمش ، عن عطيّة :

عن أبي سعيد الخدري ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

إنّي أوشك أن أدعى فأجيب ، وإنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله عزوجل [حبل] ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، وإن اللطيف الخبير أخبر [ني] أنّهما لن يتفرّقا (٤) حتى يردا عليّ الحوض فانظروا ما تخلفوني فيهما؟

__________________

(١) كلمتا : (قطب وقته) كانتا في أصليّ متقدمتان على قوله : «عبد القادر الجيلي» فأخّرناهما لأنه أجود.

(٢) هذا هو الظاهر الموافق لنسخة طهران وفي نسخة السيد علي نقي : «قيل لها أخبرتك الشيخة بنت أبو الحسن؟» ومثلها في الحديث : (٣٢) من الباب : (٢٨) من كتاب غاية المرام ص ٢١٥ غير أنه ليس فيه لفظه «ست».

(٣) كذا في نسخة السيد علي نقي ومثلها في كتاب غاية المرام ، وفي مخطوطة طهران : «المختصّ.

(٤) كذا في أصليّ ، وفي كتاب غاية المرام : «وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا ...». ـ


...

__________________

ـ أقول : ولحديث الثقلين عن أبي سعيد الخدري ـ كغيره من أكابر الصحابة ـ طرق كثيرة ومصادر ، وقد رواه أيضا الخوارزمي في أواسط الفصل : (٦) من مقتله : ج ١ ، ص ١٠٤ ، ط الغري قال : أنبأني الحافظ أبو العلاء [الحسن بن أحمد الهمداني] أخبرنا زاهر بن طاهر ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن ، أخبرنا محمد بن محمد الحيري ، أخبرنا محمد بن الموصلي ، حدثنا بشر بن الوليد ، عن محمد ابن طلحة ، عن الأعمش ، عن عطيّة بن سعيد :

عن أبي سعيد : إن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : إني أوشك أن أدعى فأجيب وإنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله حبل ممدود بين السماء والأرض [كذا] وعترتي أهل بيتي.

ألا وإن اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض فانظروا ما تخلفوني فيهما؟.

ورواه أيضا العقيلي في ترجمة عبد الله بن داهر من ضعفائه : ج ٦ / الورق ١٠٤ / ، قال :

حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني ، قال : حدثنا عبد الله بن داهر ، حدثنا عبد الله بن عبد القدوس ، عن الأعمش ، عن عطيّة :

عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، وإنهما لن يزالا جميعا حتى يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما.

ورواه أيضا في ترجمة هارون بن سعد : ج ١٢ / الورق ٢٢٨ / ، قال :

حدثنا محمد بن عثمان ، حدثنا يحيى بن الحسن بن فرات القزّاز ، حدثنا محمد بن أبي حفص العطّار ، عن هارون بن سعد :

عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إني تارك فيكم الثقلين : أحدهما كتاب الله تبارك وتعالى سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم. وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض.

قال العقيلي : لا يتابع عليه!!! وهذا يروى بأصلح من هذا الإسناد.

أقول : ورواه أيضا الترمذي في باب مناقب أهل البيت تحت الرقم : (٣٧٨٦) من سننه : ج ٥ ص ٦٦٢ ، وبشرح تحفة الأحوذي : ج ١٢ ، ص ٢٠٠ قال :

حدثنا عليّ بن المنذر ـ كوفيّ ـ حدثنا محمد بن فضيل ، قال : حدثنا الأعمش ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد.

و [حدثنا عليّ بن المنذر الكوفي ، حدثنا محمد بن فضيل ، قال : حدّثنا] الأعمش ، عن حبيب ابن أبي ثابت ، عن زيد بن أرقم رضي‌الله‌عنهما ، قالا :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ولن يتفرّقا حتى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما؟

قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب.

أقول : ورواه أيضا الثعلبي في تفسير قوله تعالى : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) [١٠٣ / آل عمران : ٣] من تفسيره : ج ١ / الورق ... / قال :

حدثنا الحسن بن محمد بن حبيب ، قال : وجدت في كتاب جدي بخطّه ، قال : حدثنا الفضل بن موسى الشيباني ، أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطيّة العوفي :

عن أبي سعيد ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : أيّها الناس إنّي تركت فيكم الثقلين خليفتين ـ إن أخذتم بهما لن تضلّوا بعدي أحدهما أكبر من الآخر ـ : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ـ أو قال : إلى الأرض [كذا] ـ وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.

ورواه عنه في الحديث : (٧) من الباب : (٢٨) من كتاب غاية المرام ص ٢١٢ وتقدم أيضا بطرق أخر في الباب ٣٣.


الباب الخامس والخمسون

[حديث الثقلين برواية الصحابي الكبير أبي الطفيل عامر بن واثلة].

٥٣٩ ـ أخبرنا العدل الصالح رشيد الدين محمد بن أبي القاسم بن عمر المقرئ البغدادي بقراءتي عليه بها ، قال : أنبأنا الإمام السيّد أبو محمد الحسن بن عليّ بن المرتضى الحسني إجازة ، أنبأنا الحافظ أبو الفضل محمد بن ناصر السلامي إجازة.

حيلولة : وأخبرنا العدل أبو طالب عليّ بن أنجب إذنا ، قال : أنبأنا عبد الوهاب ابن عليّ بن عليّ إجازة ، أنبأنا شيخ الإسلام جمال السنّة معين الدين أبو عبد الله محمد ابن حمّويه الجويني رضي‌الله‌عنه إجازة ، قالا : أنبأنا الإمام أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد السمرقندي إجازة ، أنبأنا الإمام أبو الحسن عليّ بن أحمد [بن] الربيع رحمه‌الله إجازة ، قال : أنبأنا القاضي أبو محمد عبد الملك بن كعب ، قال : أنبأنا أبو العباس عطاء بن أحمد بن إدريس ، وأبو زكريا يحيى بن زكريا بن معاذ الترمذي ، قالا : أنبأنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن عليّ الحكيم الترمذي ، قال : أنبأنا نصر [بن عبد الرحمن الكوفي أبو سليمان الوشّاء] أنبأنا زيد بن الحسن (١) [الأنماطي] قال : أنبأنا معروف بن خرّبوذ المكّي :

عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، عن حذيفة بن أسيد الغفاري ، قال : لمّا صدر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من حجّة الوداع خطب ، فقال :

أيّها الناس إنّه قد نبّأني اللطيف الخبير أنّه لن يعمّر نبيّ إلّا مثل نصف عمر الذي

__________________

(١) كذا في مخطوطة طهران ـ غير أن ما بين المعقوفات مأخوذ من الحديث : (٥٤٥) من ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ دمشق وتعليقه : ج ٢ ص ٤٥ ـ وفي نسخة السيد علي نقي والحديث : (٣٣) من الباب : (٢٨) من كتاب غاية المرام ص ٢١٦ : «أنبأنا الشيخ أبو نصر ، قال : أنبأنا زيد بن الحسين ...».


يليه من قبل ، وإنّي أظن أن يوشك (١) أن أدعى فأجيب ، وإنّي فرطكم على الحوض ، وإنّي سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين فانظروا كيف تخلّفوني فيهما؟ الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرف [منه] بيد الله وطرف بأيديكم ، فاستمسكوا [به] ولا تضلّوا ولا تبدّلوا. وعترتي أهل بيتي فإني (٢) قد نبّأني اللطيف الخبير أنّهما لن يتفرّقا حتى يردا عليّ الحوض.

__________________

(١) وفي مسند حذيفة من المعجم الكبير : ج ١ / الورق ١٤٩ / ب / :

إنه لم يعمّر نبيّ إلّا نصف عمر الذي يليه من قبله وإني لأظن أني موشك أن أدعى» وفي الحديث :

(٥٤٥) من ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ٢ ص ٤٥ : «يليه من قبله وإني لأظنّ أن يوشك أن أدعى».

(٢) كذا في أصليّ ، وفي مسند حذيفة بن أسيد من المعجم الكبير : «فإنّه قد نبّأني اللطيف الخبير أنهما لن ينقضيا حتى يردا عليّ الحوض».

وللحديث مصادر كثيرة أشرنا إليها في تعليق الحديث : (٥٤٥) من ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ دمشق.

ورواه أيضا صاحب كتاب سير الصحابة كما في الحديث : (١٩) من الباب : (٢٨) من كتاب غاية المرام ص ٢١٤.

ورواه أيضا الشيخ الصدوق بأسانيد في الحديث : (٩٨) من باب الاثنين من كتاب الخصال ص ٦٦ ثم قال : والأخبار في هذا المعنى كثيرة وقد أخرجتها في كتاب المعرفة.


الباب السادس والخمسون (١)

[في حثّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على الدفاع عن ذرّيّته وقضاء حوائجهم والسعي في مصالحهم وعلى محبتهم قلبا ولسانا].

٥٤٠ ـ أخبرنا الشيخ الفقيه محبّ الدين (٢) يحيى بن سعيد الحليّ بقراءتي عليه بها في داره ـ في ذي القعدة سنة إحدى وسبعين وستّ مائة ـ قال : أنبأنا الشيخ محي الدين أبو حامد محمد بن عبد الله بن عليّ بن زهرة الحسيني الحلبي ، قال : أخبرني عمّي الشريف السيّد الطاهر عزّ الدين أبو المكارم حمزة بن عليّ بن زهرة الحسيني ، وخال والدي الشريف النقيب أمين الدين أبو طالب أحمد بن محمد بن جعفر الحسيني رضي‌الله‌عنهما قراءة عليهما ، قالا : أنبأنا القاضي أبو الحسن عليّ بن عبد الله بن محمد ابن أبي جرادة ، قال : أخبرني الشيخ الجليل أبو الفتح عبد الله بن إسماعيل بن أحمد ، عن أبيه إسماعيل بن أبي عيسى ، قال : أنبأنا أبو إسحاق ابن أبي بكر الرازي ، قال : أنبأنا عليّ بن مهرويه القزويني ، قال : حدثنا داوود بن سليمان الغازي ، قال : حدثنا عليّ بن موسى الرضا ، قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه محمد بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن عليّ (٣) :

__________________

(١) وبعد هذا إلى الباب الستين قد سقط عن أصلي رقم الأبواب ومحالّها

(٢) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «نجيب الدين».

(٣) وهذا رواه أيضا ابن حجر في ترجمة داوود بن سليمان الغازي من لسان الميزان : ج ٢ ص ٤١٨.

ورواه أيضا في كنز العمال. ج ٦ ص ٢١٧ وفي ج ٨ ص ١٥١ ، ط ١ ، وقال أخرجه الديلمي ..

ورواه أيضا في كتاب ذخائر العقبى ص ١٨ ،.

ورواه عنه في كتاب فضائل الخمسة : ج ٢ ص ٧٧.

ورواه الشيخ الصدوق بأسانيد في الباب : (٢٦ و ٣١) من كتاب عيون الأخبار : ج ١ ، ص ٢٠٢ وفي ج ٢ ص ٢٤.


عن عليّ بن أبي طالب عليهما‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أربعة أنا شفيع لهم ولو أتوا بذنوب أهل الأرض : الضارب بسيف أمام ذرّيّتي ، والقاضي لهم حوائجهم ، والساعي لهم في مصالحهم إذا ما اضطرّوا إليه ، والمحبّ لهم بقلبه ولسانه.

٥٤١ (٤) ـ وروي هذا الحديث بتفاوت فيه :

أخبرنا به [أيضا] الشيخ يحيى بن سعيد الحليّ بقراءتي عليه ، أنبأنا السيد محي الدين محمد بن عبد الله بن عليّ بن زهرة الحسيني ، أخبرني الشريف القاضي النقيب أبو علي محمد بن أسعد بن عليّ بن معمر الحسيني الحرّاني بقراءتي عليه ، قال : أنبأنا القاضي أبو الفضائل يونس بن محمد بن الحسن القرشي المقدّسي إملاء ، قال : حدثنا جدّي الخطيب أبو محمد الحسن قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أنبأنا الشريف أبو محمد عبد الساتر بن عبيد الله بن عليّ () اللي بها (١) قال : حدثني الشيخ أبو علي الحسن بن عليّ بن الحسن المكّي ، والشيخ أبو القاسم المحسن بن عمر الإسكندراني ، قالا (٢) : حدثنا الشيخ أبو حفص محمد بن عمر بن عليّ بن غازي اللبى () بها ، قال : حدثنا الشيخ أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن عليّ بن الكندي بمكة في المسجد الحرام ، قال : حدثنا الشيخ أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي ، قال : حدثني أبي سنة ستّ وتسعين ومأتين ، قال : حدّثني أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا عليهما‌السلام سنة أربع وتسعين ومائة ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدثني أبي جعفر ابن محمد قال : حدثني أبي محمد بن عليّ ، قال : حدّثني ابي عليّ بن الحسين [قال : حدثني أبي الحسين] بن عليّ ، قال : حدثني عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنهم أجمعين ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أربعة أنا شفيع [لهم] يوم القيامة : المكرم لذرّيّتي ، والقاضي لهم حوائجهم والساعي لهم في أمورهم عند ما اضطرّوا إليه ، والمحبّ لهم بقلبه ولسانه (٣).

__________________

(٤) ٥٤١ ـ هذا الحديث إلى آخر الحديث : (٥٤٤) غير موجود في نسخة السيد علي نقي.

(١) كذا فيه وفي التالي مهملا ، ورسم الخطّ فيهما يعطي على أنهما : «الثلثيّ» أو ما يشابههما من حيث الحروف وكمّيتها.

(٢) هذا هو الظاهر وفي الأصل : «قال ...».

(٣) ومما يؤيّد هذا الحديث ما رواه الخطيب في ترجمة أبي قيراط محمد بن جعفر تحت الرقم : (٥٦٣) من ـ


[قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : حرّمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي. ومن اصطنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطّلب لم يجازه عليها فأنا أجازيه عليها يوم القيامة].

٥٤٢ ـ أخبرنا الشيخ الإمام جلال الدين أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الجبّار البكراني الأبهري بقراءتي عليه بداره بها ، قال : أنبأنا والدي الإمام نجم الدين محمد بن محمد رحمه‌الله ، قال : أنبأنا الشيخ رضي الدين أبو الخير إسماعيل بن يوسف الطالقاني رحمه‌الله إجازة ، قال : أنبأنا الشيخان أبو السعيد ناصر بن سهل ابن أحمد البغدادي ، وأبو محمد ابن محمد بن المنتصر بن أحمد بن حفص المتولي ، قالا : أنبأنا القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد الفرّخزادي النوقاني رحمه‌الله ، قال : أنبأنا الأستاذ الإمام أبو إسحاق أحمد بن محمد ، قال : أنبأنا يعقوب بن الريّ ، حدثنا محمد بن عبد الله الجنيد ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن عامر ، حدثنا أبي ، حدثنا عليّ بن موسى الرضا ، حدّثني أبي موسى بن جعفر ، حدثني أبي جعفر بن محمد ، حدثني أبي محمد بن عليّ ، حدثني أبي عليّ بن الحسين ، حدثني أبي الحسين بن عليّ ، حدثني أبي عليّ بن أبي طالب ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : حرّمت الجنّة على من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي. ومن اصطنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطّلب لم يجازه عليها فأنا أجازه غدا إذا لقاني يوم القيامة (١).

__________________

ـ تاريخ بغداد : ج ٢ ص ١٤٦ ، قال :

أخبرنا أبو معاذ عبد الغالب بن جعفر الضرّاب ، قال : [أ] نبأنا محمد بن إسماعيل الوراق ، قال : حدثني محمد بن جعفر بن محمد بن الحسن بن جعفر العلوي ، قال : أنبأنا سليمان بن علي الكاتب ، قال : حدثني القاسم بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن عمر بن عليّ بن أبي طالب قال : حدثني أبيه ، عن أبيه ، عن جدّه عبد الله [ظ] بن عمر ، عن أبيه عمر بن عليّ :

عن أبيه عليّ بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : شفاعتي لأمّتي من أحبّ أهل بيتي.

(١) وقطعة من هذا الحديث رواه الطبراني بسنده عن عثمان في كتاب المعجم الأوسط ، قال :

وعن عثمان قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من صنع إلى أحد من ولد عبد المطّلب يدا فلم يكافئه بها في الدنيا فعليّ مكافاته غدا إذا لقيني.

ورواه عنه في باب فضائل أهلى البيت عليهم‌السلام من مجمع الزوائد : ج ٩ ص ١٧٣ ، وقال : ورواه الطبراني في المعجم الأوسط ، وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو ضعيف.


[قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من ظلم أهل بيتي وقاتلهم وأعان عليهم وسبّهم لا خلاق له في الآخرة ...]

٥٤٣ ـ أخبرني الشيخ شرف الدين أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن أحمد بن عساكر قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أنبأنا الشيخ أبو روح عبد المعزّ بن محمد بن أبي الفضل البزّاز الصوفي الهروي ، والشيخة زينب بنت أبي القاسم ابن الحسن الشعريّة إجازة ، قالا : أنبأنا أبو القاسم [زاهر] بن طاهر ابن أبي بكر ابن أبي نصر المستملي إجازة ، قال : أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد السكّاكي ، أنبأنا الأستاذ أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد حافد العباس بن حمزة ـ سنة سبع وثلاثين وثلاث مائة ـ حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي بالبصرة ، حدثني أبي سنة ستين ومأتين ، قال : حدثنا علي بن موسى الرضا ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدثني أبي جعفر بن محمد ، حدثني أبي محمد بن عليّ ، حدثني أبي عليّ بن الحسين ، حدثني أبي الحسين بن عليّ ، حدثني أبي عليّ بن أبي طالب ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من ظلم أهل بيتي وقاتلهم والمعين عليهم ومن سبّهم أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ، ولا يكلمهم الله ، ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم (١).

__________________

(١) ورواه أيضا السيد أبو طالب في أماليه كما في الباب : (٨) من كتاب تيسير المطالب ص ١٢١ قال :

أخبرنا أبو الحسين يحيى بن الحسين بن محمد بن عبيد الله الحسني ، قال : حدثنا عليّ بن محمد بن مهرويه القزويني ، قال : حدثنا داوود بن سليمان العالق ، قال : حدثني عليّ بن موسى الرضا ، عن أبيه ـ


__________________

ـ موسى ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين ابن عليّ ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليهم‌السلام ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : حرّمت الجنّة على من ظلم أهل بيتي وقاتلهم وعلى المعين عليهم أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلّمهم الله يوم القيامة ، ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم.

ومما يعاضد ما هاهنا ، ما رواه الطبراني في الحديث : (١١٤) وتواليه في آخر ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من المعجم الكبير : ج ١ / الورق ... / وفي ط ١ ، تحت الرقم : (....) في : ج ٣ ص ... قال :

حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح ومطلب بن شعيب الأزدي ، وأحمد بن رشدين المصريون ، قالوا : أنبأنا إبراهيم بن حمّاد بن أبي حازم المديني ، أنبأنا عمران بن محمد بن سعيد بن المسيّب ، عن أبيه ، عن جدّه :

عن أبي سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن لله عزوجل حرمات ثلاث ـ من حفظهنّ حفظ الله له أمر دينه ودنياه ، ومن لم يحفظهنّ لم يحفظ الله له شيئا ـ .. حرمة الإسلام وحرمتي وحرمة رحمي.

وقال أيضا : حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج المصري ، أنبأنا يوسف بن عديّ ، أنبأنا حمّاد بن المختار ، عن عطية العوفي ، عن أنس بن مالك ، قال :

دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : قد أعطيت الكوثر. قلت : يا رسول الله وما الكوثر؟ قال : نهر في الجنّة عرضه وطوله ما بين المشرق والمغرب لا يشرب منه أحد فيظمأ ، ولا يتوضّأ منه أحد فيشعث ، لا يشربه إنسان خفر ذمّتي ، ولا قتل أهل بيتي.

وقال أيضا : حدثنا أحمد بن شعيب النسائي ، أنبأنا قتيبة بن سعيد ، أنبأنا ابن أبي الوال [كذا] عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب ، عن عمرة ، عن عائشة [قالت] :

إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : ستّة لعنتهم وكل نبيّ مجاب : الزائد في كتاب الله عزوجل والمكذّب بقدر الله ، والمستحلّ محارم الله ، والمستحلّ من عترتي ما حرّم الله ، والتارك للسنة.


[قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلا حسبي ونسبي].

٥٤٤ (٢) ـ أخبرنا الشيخ الإمام تاج الدين عبد الله بن أبي القاسم [ابن] ورخر البغدادي ـ بقراءتي عليه ببغداد سنة اثنتين وسبعين وست مائة في شهر ربيع الأول برباط دار الذهب ـ أنبأنا أبو حفص عمر بن الحسين بن المعوج سماعا عليه ـ في سنة اثنين وعشرة وستّ مائة ـ قال : أنبأنا أبو بكر أحمد بن عليّ بن عبد الواحد الدلّال المعروف بابن الأشقر ، قال : أنبأنا أبو الخطيب أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله المعروف بابن هزار مرد الصريفيني قراءة عليه ـ تاسع رجب سنة ثلاث وتسعين وثلاث مائة ـ قال : أنبأنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري إملاء ـ في [شهر] صفر سنة ثمان عشرة وثلاث مائة ـ حدّثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم ، حدثنا موسى ابن عبد العزيز أبو شعيب ، حدثنا الحكم بن أبان ، عن عكرمة :

عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلّا حسبي ونسبي (١).

__________________

(٢) ٥٤٤ ـ ورواه أيضا الخطيب في ترجمة عبد الرحمن بن بشر بن الحكم النيسابوري تحت الرقم : (٥٣٨٧) من تاريخ بغداد : ج ١٠ ، ص ٢٧١ ، قال :

أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن جعفر العطار ، حدثنا أحمد بن سلمان الفقيه ، حدثنا إبراهيم ابن إسحاق الحربي ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن بشر النيسابوري ...

(١) ومن أول الحديث : (٥٤١) إلى هنا غير موجود في نسخة السيد علي نقي.

وبعد هذا في نسخة طهران هكذا : «روى هذا الحديث كل نسب وصهر ينقطع يوم القيامة إلا نسبي وصهري» تكسب معتقدها المعتد بها العارف بحقها شرفا وفخرا ، ومنقبة يهدي إلى منقبها سعادة تكون له في الدارين عدة وذخرا؟!!.


فضيلة

تكسب معتقدها المفيد بها العارف بحقّها شرفا وفخرا ، ومنقبة تهدي إلى منتسبها سعادة تكون له في الدارين عدة وذخرا.

٥٤٥ ـ أخبرني جماعة عن الشيخ رضيّ الدين المؤيّد بن محمد بن عليّ المقرئ الطوسي رحمه‌الله إجازة ، منهم شيخنا العلامة نجم الدين عثمان بن الموفّق الأذكاني رحمه‌الله ، قال : أنبأنا جدّي لأمّي معين السنّة أبو العباس محمد بن العباس العصاري الطوسي المعروف بعباسة سماعا عليه ، قال : [أنبأنا] القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد الفرّخزادي سماعا عليه ، قال : أنبأنا الأستاذ الإمام أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي ، قال : أنبأنا الشيخ أبو عبد الله الثقفي ، حدثنا عبد الله بن محمد بن شيبة ، وعبد الله بن يوسف ، قالا : أنبأنا محمد بن عمران بن هارون ، حدثنا محمد ابن إسحاق الصنعاني ، حدّثنا أبو عبيد القاسم بن سلام ، حدثنا عبد الله بن صالح ، عن الليث ، عن هشام بن سعد :

عن عطاء الخراساني ، قال : خطب عمر بن الخطاب أمّ كلثوم وهي من فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال [عليّ عليه‌السلام] : إنّها صغيرة. فقال عمر : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «كل نسب وصهر منقطع (١) يوم القيامة إلا نسبي وصهري» فلذلك رغبت في هذا!!! فقال [عليّ عليه‌السلام] : وإنّي مرسلها إليك حتى تنظر إلى صغرها. فأرسلها إليه فجاءته فقالت : إن أبي يقول لك : هل رضيت الحلّة؟ قال ؛ رضيتها ، فأنكحه عليّ فأصدقها عمر أربعين ألف درهم (٢).

__________________

(١) كذا في نسخة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «ينقطع ...».

(٢) هكذا نسجت القصّة رواة أهل السنّة وشيعة آل أبي سفيان وأبناء من غلب! وقلّدهم بعض من لا علم له ـ


__________________

ـ بعلل الحوادث وتناسبها بمعلولاتها!!

مع اشتمال بعض رواياتهم على ما يستنكره كل غيور ، ويستقبحه كل ذي دين ويستبشعه كل من له أدنى مروءة وإنسانية!!!

وكيف كان فلا ريب عند ذوي البصائر النافذة ، وأصحاب الفطرة السليمة والإحساسات المستقيمة أن تحقّق مثل هذا الأمر ـ الغير العادي ـ اختيارا ، ووقوع مثل هذه القضية الغير الطبيعية في عالم الخارج بالطوع والرغبة يستلزم أمورا مستحيلة وتوالي فاسدة باطلة ، وما يستلزم الباطل باطل ، فوقوع هذا الأمر بالطوع باطل ، وتحققه في عالم الخارج بالرغبة والاختيار مستحيل وعاطل!!!

أمّا كون هذا الأمر غير عادي وأن تحقّقه وبروزه في عالم الخارج يكون على خلاف المجاري الطبيعية والموازين الاعتيادية ، فواضح بعد الالتفات والانتباه إلى مقدار عمر أم كلثوم وسنيّ حياتها سلام الله عليها ، وكمّية سنّ عمر بن الخطاب حين أقدم على هذا التدليس وخطب أم كلثوم!

أما أم كلثوم سلام الله عليها فإنّها كانت صغيرة جدّا باعتراف القوم وصريح أخبارهم الناطقة باعتذار عليّ عليه‌السلام بأنها صغيرة ، وبدليل عدم إقدام أحد على خطبتها قبل عمر ، مع أنها كانت غاية آمال جميع المسلمين ، وكانوا يتهافتون على مثل هذا الأمر ، كما تهافتوا وتسابقوا قبل إلى خطبة أمّها فاطمة صلوات الله عليها ، فخيّب الله آمالهم فرجعوا آيسين خاسئين.

وكانت أم كلثوم صغرى بنات فاطمة صلوات الله عليهما ، وكانت من مواليد السنة الثامنة أو العاشرة أو قبيلهما أو بعيدهما بقليل ، وكان أقصى عمرها حين هذه الخطبة التخديعية ثلاثة عشر سنة وأدناه عشر سنوات.

وأمّا ابن الخطّاب فإنّه كان حينئذ ابن بضع وستين سنة ، فإنه عاش مع المشركين من زملائه بخدمة الأصنام قريبا من أربعين سنة ، وعاش بعد إظهاره الإسلام مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قريبا من عشرين سنة ، وعاش بعد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اثني عشر عاما.

فقد تبيّن بهذه المقدّمة أنّه بحسب العادة والغرائز الطبيعية والميولات الأولية الإنسانية ، لا صلة بين طفلة في سنّ ثلاثة عشر سنة أو دونها ، وبين شيخ في سنّ ستين سنة أو بعده بحيث يكون رؤيته ملازمة لرؤية الكفن والدفن وإقامة المأتم عليه وتقسيم تركته والفكرة في حال أهله وأولاده!!!

نعم قد يحدث مثل هذا الأمر في الخارج لأمور غير اعتيادية وعلل غير سارية على الاستقامة والفطرة الله التي فطر الله الناس عليها وهي محصورة في أمور :

الأول : رزالة البنت وكونها خلقا وخلقة متخلّفة ومنحطّة عن أقرانها من البنات وما أودع الله فيهنّ من الخلقة والصفات.

الثاني : كونها معمّرة بحيث لا يرغب فيها الشباب والفتيان.

الثالث : عدم وجود شابّ كفرها يتزوّج بها.

الرابع : الطمع في المال والمنزلة وحيازة زخارف الدنيا والتصدّي للتمتّع بالدنيا وادّخار متاعها.

الخامس : اكتساب الشرف من الزوج ، والترفّع وعلوّ المنزلة به ، والخروج من الخمول والرزالة إلى انتشار الصيت والمكانة.

السادس : السفه والحمق وعدم التمييز بين الضّار والنافع والصلاح والفساد.

السابع : الظلم ومكابرة وليّ البنت أو من بيده اختياره أو معاندة الأنثى لعقلها بالزواج لغير تربها.

والعلل المذكورة كلها كانت مفقودة في قصّة الزواج المزعوم بين أمّ كلثوم صلوات الله عليها وابن الخطاب ، فلا يمكن في هذه القضية أن يعدل عليّ عليه‌السلام بالطوع والرغبة عن المجاري الطبيعية ، فالعدول عنها في الفرض منتف فتحقّق هذا الزواج منتف. ـ


__________________

ـ أمّا انتفاء العلّة الأولى فمتّفق عليه فإن أم كلثوم سلام الله عليها كانت تمثالا لأمّها صلوات الله عليها في المحاسن والمكارم ، فلا تزوّج مثلها بمن كان فاقدا للكمال وجامعا للرزالة في أيّام شبابه ، فكيف في أيّام نكس عمره وخرافته!!!

وأمّا انتفاء العلّة والمقدّمة الثانية في المقام فقد تبيّن بما ذكرناه من تاريخ ولادتها ومبلغ عمرها حينما خطبها ابن الخطّاب.

وأمّا انتفاء المقدمة والعلة الثالثة في القضية فواضح بعد كثرة شباب المسلمين في تلك الأيام الراغبين للزواج بها ولا سيما رغبة شباب بني هاشم خاصة بهذا الأمر ، لا سيما مع ولع الفتيان من أولاد جعفر بن أبي طالب وعقيل بن أبي طالب سلام الله عليهم وكل فرد منهم كان خيرا من صالحاء آل الخطاب أجمع.

وأمّا انتفاء العلة والمقدمة الرابعة فواضح جدا إذ الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام كان قد طلّق الدنيا ثلاثا ، وكانت الدنيا أهون عنده من عرق خنزير في يد مجزوم!!!

وبحكم الأخبار الغير المحصورة واعتراف عادل بني أميّة عمر بن عبد العزيز : كان عليّ من أزهد الناس في الدنيا.

وأمّا انتفاء المقدمة والعلّة الخامسة فمتّفق عليه ، فإنهم عليهم‌السلام كانوا أشرف البريّة ، وأفضل الخلق والخليقة. وأحاديث القوم صريحة في ذلك ، حتى أن الأخبار الواردة في الموضوع أيضا ناطقة بأن عمر لأجل التشرّف بهم أقدم على هذا الأمر.

وأمّا انتفاء المقدمة السادسة فجليّ ، وكل مسلم يعرف مقدارا يسيرا من أمر الإسلام وحقائقه قلبه معقود على أن عليا عليه‌السلام كان أبصر الناس وأعقلهم ، نعم ، بعض النواصب وأعداء أهل البيت يمكن أن ينكر ذلك معاندة لأهل البيت عليهم‌السلام وتقليدا لأبي جهل وكفى لهم خزيا مشاقّتهم لله ولأوليائه.

وأمّا انتفاء المقدمة السابعة وبراءة ساحة عليّ عليه‌السلام من الظلم وكونه مركز العدالة ، فامر بديهي لكل من كان له إلمام بحقائق الإسلام ، وخبرة بسيرة الإمام أمير المؤمنين أو كلماته عليه‌السلام ، وباعتراف أعدائه إنه عليه‌السلام لعدله ومجابهته الظّلمة تفرّق الناس عنه!!!

فقد تحقّق بما ذكرناه أنه لا يعقل لأدنى كامل أن يقدم على مثل هذا العمل بالطوع والرغبة ، فكيف بمثل أمير المؤمنين عليه‌السلام الذي كان محور المكارم والكمالات. ومركز العدالة والفتوّة والحنان والرحمة.

سبحان الله كيف يزوّج عليّ عليه‌السلام ابنته وهي حديثة السنّ وفي أوّل أيّام إدراكها ولم تصل بعد إلى ريعان شبابها برجل كونيّ رجله على شفير القبر أو شفا جرف هار!!!

أما كان في بني أعمامها شابّ أو فتى حتى يزوجها به؟!!

أما كان لها أقران أكفّاء من المسلمين ممن كان على عمرها أو قريب منها عمرا ونزعة حتى تختار واحدا منهم لأن تعيش معه طول الحياة عيشا سعيدا ولا تبتلي بشيخ همّ يترقّب هلاكه في ليلة الزفاف ؛ ويستشم منه ريح الكافور في ليلة العرس!!!


٥٤٦ ـ أخبرني الشيخ مجد الدين عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر بن أبي الجيش ـ رحمه‌الله ـ وغيره إجازة ، قالوا : أنبأنا الشيخ أبو محمد ابن (١) عبد العزيز ابن أحمد بن مسعود بن سعد بن عليّ الناقد إجازة ، قال : أنبأنا أبو القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن بن البنّاء سماعا عليه ـ في آخر المحرّم سنة تسع وأربعين وخمس مائة ـ قال : أنبأنا الشريف الأجلّ أبو نصر محمد بن عليّ بن الحسن الهاشمي الزينبي ، قيل له : أخبركم أبو بكر محمد بن عمر بن عليّ بن خلف الورّاق ، قال : حدّثنا أبو بكر محمد الرازي ابن عثمان التمّار (٢) حدثنا يحيى بن أبي طالب ، حدثنا محمد ابن إبراهيم بن العلاء الدمشقي ، حدّثنا عمار [ة] بن سيف ، عن هشام بن عمرو ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمر ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنّي سألت ربيّ عزوجل أ[ن] لا يرفع إليّ أحد من أمّتي ، ولا يترفّع إليّ أحد من أمّتي (٣) إلّا كان معي في الجنّة ، فأعطاني ذلك.

٥٤٧ ـ وبه [أي بالسند المتقدم آنفا] حدّثنا أبو بكر محمد التمّار ، حدّثنا أبو عبد الله صاحب خليل ، حدّثنا محمد بن إبراهيم بن العلاء الدمشقي ، حدّثنا إسماعيل ابن عياش ، عن نور (٤) ابن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن معاذ بن جبل ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : شرط [إليّ] من ربي شروط أ[ن] لا أصاهر

__________________

(١) لفظة : «ابن» غير موجودة في نسخة السيد علي نقي ، وإنما هي من نسخة طهران.

(٢) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد عليّ نقي : «أبو بكر محمد السري بن عثمان التمار».

(٣) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد عليّ نقي : «أن لا يزوّج إليّ أحد من أمّتي ولا يتزوّج إليّ أحد ..».

والحديث مضطرب المتن ضعيف السند مشكوك الصدور عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بناء على ما في نسخة طهران ، وأمّا بناء على أن متنه هو المتن المذكور في نسخة السيد علي نقي ، فهو مقطوع الاختلاق ، وإنه من صنيع أعوان الشجرة الملعونة في القرآن حاولوا بافترائهم إياه على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ونسبته إليه تبرير أعمال المنافقين ، وتحبيذ ما أسّسه الظالمون.

(٤) كذا في نسخة السيد علي نقي ؛ وفي نسخة طهران : «إسماعيل بن عبّاس ، عن سور بن يزيد».


الى أحد ، وأ [ن] لا يصاهر إليّ أحد إلّا كانوا رفيقاتي في الجنّة (٢) فاحفظوني في أصهاري وأصحابي ، فمن حفظني فيهم كان عليه من الله حافظ ، ومن لم يحفظني فيهم تخلّى الله عزوجل منه ، ومن تخلّى الله منه هلك (٣).

__________________

(٢) كذا في نسخة طهران ، ولكن بإهمال القاف والتاء المثناة الفوقانية ، وفي نسخة السيد علي نقي : «رفاقتي».

(٣) هذا الحديث مع اشتماله على ضعف السند مخالف لضرورة الإسلام ومحكمات الكتاب والسنّة ، إذ كان لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أصهار من المشركين واليهود من عشيرة أمّ المؤمنين خديجة رضوان الله عليها ، ومن أسرة أمّ المؤمنين صفيّة ، فيلزم أن يكون أبواهما من رفقاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الجنّة ، وضرورة الإسلام قاضية بأن المشركين والمعاندين من أهل الكتاب لا يستشمّون رائحة الجنّة ..

وكيف يمكن أن يوصي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم باحتفاظ حقّه في عموم أصحابه ـ على ما قصده مختلق هذا الحديث ـ وفيهم المنافقون الذين كانوا يتربّصون به الدوائر وريب المنون ، وكانوا عيون المشركين وجواسيس اليهود يراقبون حالات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويفشونها إلى أخدانهم من المشركين واليهود كي يتوسّلوا بهذه المعلومات إلى القضاء على الإسلام ورسول الله والمسلمين!!!

ومن أراد أن يرى ملموسا أن الجمّ الغفير من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ أي الذين كانوا محيطين به ـ كانوا من المنافقين فليتدبّر آيات سورة التوبة والأحزاب وسورة المنافقين فإنّها تغنيه عن غيرها وتعرّفه أنّه ما جرّ الويلات والفتن إلى ساحة المسلمين إلّا المنافقون ، ولم يختلف المسلمون ولم يتفرّقوا ويتمزّقوا إلّا بكيد المنافقين كما أخبر صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بذلك فقال : إنّي لا أخاف على أمّتي مؤمنا ولا مشركا ، أمّا المؤمن فيمنعه الله بإيمانه ، وأمّا المشرك فيقمعه الله بشركه ، ولكنّي أخاف عليكم كل منافق الجنان عالم اللسان يقول ما تعرفون ويفعل ما تنكرون!!!

وما أحسن ما أجاده العلامة الطباطبائي في منظومته الكلامية في الإشارة إلى كثرة المنافقين في المزدحمين حول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال :

وهل ترى جميع من كان معه

ما قد حوى من الصفات جمعه

كيف وفي أصحابه منافق

وفاسق به الكتاب ناطق

ومن زنى وللخمور شربا

منهمكا وللفجور ارتكبا

فليست الصحبة من حيث هيه

عاصمة من ارتكاب المعصية

ولا سبيلها سبيل التوبة

بحيث لا يقدح فيها الحوبة

أليس منهم من أتاهم أفإن

ويلمزون وينادونك من

ألم يكن ولىّ عن الزحف وفرّ

أكثرهم وغادروا خير البشر

وهل نسيت عصبة الإفك ومن

في عصمة النبيّ بالإفك طعن

وفي حديث حوضه شهادة

تثبت ردّ البعض وارتداده

أقول : وما ذكره العلامة الطباطبائي في الشطرين الأخيرين متواتر عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وذكره أصحاب صحاح أهل السنّة كالبخاري ومسلم وغيرهما في صحيحهما بأسانيد ، وله شواهد كثيرة جدا تجد بعضها تحت الرقم : (٨٥١) وتواليه من كتاب شواهد التنزيل : ج ٢ ص ١٥٢. ـ


...

__________________

ـ وذكرنا نموذجا منه في تعليق الحديث التالي هاهنا فاقرأه وتبصّر.

ثم إن صدق هذا الحديث والتصديق به ملازم للتصديق بهلاك أئمة القوم وأن الله تعالى تخلّى عنهم حيث لم يحفظوا حقّ رسول الله ووصيّته في أفضل أصهاره وزوج أفضل بناته وأبي ذرّيّته الطيّبة الباقية بين الأمّة ، وهمّوا به الهموم وهو مشغول بتجهيز رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولم يفرغ منه حتى بلغه أن القوم فرغوا ممّا خطّطوا ودبّروا قبل ذلك اليوم فبعثوا إليه وساقوه عنفا إلى بيعتهم وهدّدوه بالقتل إن لم يبايعهم وأخذوا نحلة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لزوجته منها وآذوها أشدّ إيذاء حتى هاجرتهم وتوفيت وهي مغضبة عليهم وكانت قد وصّت إلى عليّ عليه‌السلام أن يدفنها ليلا ولا يؤذنهم للحضور إلى تشييعها ودفنها ، فدفنها عليّ عليه‌السلام ليلا مظلومة مضطهدة ، كما يشهد به كلمات كثيرة من أمير المؤمنين عليه‌السلام وشواهد أخر من طريق القوم.

ثم إنّ ظلمهم هذا قد توسّع وانبسط بسعاية أخلّاء القوم وأخدانهم من ظلمة بني أميّة وبني مروان ومن شايعهم على ظلمهم ونفاقهم ، فحاصروا آل رسول الله عليهم‌السلام في بيوتهم وحجبوا بينهم وبين القيام بحقوقهم ووظائفهم ، كما حاصروا جدّهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في شعب أبي طالب وخنقوهم عند ظنّهم واحتمالهم لثورانهم!!!

فالحديث المذكور في المتن وما هو بسياقه باطل مخالف لمباني الشيعة والسنّة معا ، وكفى به وهنا وإدراجا له في سلّة الأباطيل. مخالفته لمحكمات الشريعة وأصول الشيعة والسنّة معا.


الباب الستون

[تهديد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعض الجهال أو المعاندين الذين آذوا آل رسول الله بأن قرابتهم من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا تنفعهم يوم القيامة].

٥٤٨ ـ أنبأني الشيخان كمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن عبد اللطيف ابن محمد البزّاز البغدادي (١) وشمس الدين عبد الواسع بن عبد الكافي بن عبد الواسع الأبهري ثم الدمشقي قالا : أنبأنا الشيخان أبو حفص عمر بن محمد بن محمد بن

__________________

(١) ومثله في الحديث : (٣٥٦) من السمط الأول. ويعضده ما يأتي تحت الرقم : (٦٠٩ / أو ٥٩٢) من هذا السمط ص ٣٢٩ من مخطوطي ، وفي هذه الطبعة ص ٣٣٦.

وهاهنا كتب في أصليّ بخط يدي فوق لفظ : «البغدادي» لفظ : «البغوي» والظاهر أنه مأخوذ من نسخة السيد علي نقي ، وأنه كان فيها : «البغوي» بدلا عن «البغدادي» ، ولا تحضرني النسخة الآن.

وأيضا رواه أحمد بهذا السند وبسند آخر في الحديث : (١٧٤) من مسند أبي سعيد من المسند : ج ٣ ص ١٨ قال :

حدثنا أبو عامر ، حدثنا زهير عن عبد الله بن محمد ، عن حمزة بن أبي سعيد الخدري ، عن أبيه قال : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول على هذا المنبر : ما بال رجال يقولون : إن رحم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا تنفع قومه؟! بلى والله إن رحمي موصولة في الدنيا والآخرة ، وإني أيها الناس فرط لكم على الحوض فإذا جئتم قال رجل : يا رسول الله أنا فلان ابن فلان. وقال آخر : أنا فلان ابن فلان. قال لهم : أمّا النسب فقد عرفته ولكنكم أحدثتم بعدي وارتددتم القهقرى.

ورواه أيضا في الحديث : (٣٨٢) من مسند أبي سعيد من كتاب المسند : ج ٣ ص ٣٩ ط ١ ، قال :

حدثنا أبو النضر ، حدثنا شريك ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن سعيد بن المسيّب :

عن أبي سعيد الخدري ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : تزعمون أن قرابتي لا تنفع قومي!! والله إن رحمي موصولة في الدنيا والآخرة [و] إذا كان يوم القيامة يرفع لي قوم يؤمر بهم ذات اليسار فيقول الرجل : يا محمد أنا فلان ابن فلان. ويقول الآخر : أنا فلان ابن فلان. فأقول : أما النسب قد عرفت ولكنكم أحدثتم بعدي وارتددتم على أعقابكم القهقرى.


معمر بن طبرزد الدار فري ، وأبو الفرج محمد بن هبة الله بن كامل الوكيل ـ إجازة إن لم يكن سماعا ـ قال : أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، أنبأنا أبو علي ابن المذهب ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل (١) قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا زكريا بن عديّ ، قال : أنبأنا عبيد الله (٢) ـ يعني ابن عمرو ـ عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن حمزة بن سعيد الخدري ، عن أبيه ، قال :

سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول على المنبر : ما بال قوم يقولون : إنّ رحم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا تنفع يوم القيامة؟! (٣) فو الله إنّ رحمي لموصولة في الدنيا والآخرة ، وإنّي أيّها الناس فرط لكم على الحوض.

__________________

(١) رواه أحمد في الحديث : (٥٣٨) في أوائل مسند أبي سعيد الخدري من كتاب المسند : ج ٣ ص ٦٢ ط ١ ، وفيه : «حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ...».

ورواه عنه ابن كثير في تفسير الآية : () من سورة : () من تفسيره : ج ٧ ص ٣٤ ط بولاق بمتن مثل ما رويناه عن عبد بن حميد ، وقد روى عنه ابن كثير في إحقاق الحقّ : ج ٩ ص ٥١٤.

(٢) كذا في كتاب المسند ـ هاهنا ـ وفي الأصل : «عبد الله ...».

(٣) كذا في أصليّ معا ، وفي المسند : «ما بال أقوام تقول : إن رحم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا تنفع يوم القيامة؟ والله إن رحمي لموصولة ...».

والحديث رواه أيضا ابن أبي الحديد باختلاف لفظي في شرح المختار : (٩٢) من نهج البلاغة : ج ٢ ص ١٨٧ ، ط ٢ بمصر.

ورواه أيضا عبد بن حميد في مسنده ، الورق ١٢٨ / أ/ قال :

حدثني زكريا بن عديّ ، أنبأنا عبد الله بن عمرو ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن حمزة بن أبي سعيد :

عن أبي سعيد قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول على المنبر : ألا ما بال أقوام يقولون : إن رحم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا ينفع يوم القيامة؟! بلى والله إن رحمي لموصولة في الدنيا والآخرة وإني أيها الناس فرط لكم يوم القيامة على الحوض فإذا جئتم قال رجل : يا رسول الله أنا فلان بن فلان [و] يقول آخر : يا رسول الله أنا فلان ابن فلان. فأقول : أما النسب فقد عرفته ولكنّكم أحدثتم بعدي وارتددتم القهقرى.

ورواه أيضا البيهقي في كتاب الاعتقاد على مذهب السلف ص ١٦٥ ، ط القاهرة ، قال :

حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني ، أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ، حدثنا إبراهيم ابن الحارث البغدادي ، حدّثنا يحيى بن أبي بكير ، حدثنا زهير بن محمد ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل :

عن حمزة بن أبي سعيد الخدري ، عن أبيه ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول على المنبر : ما بال رجال يقولون : إن رحم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا ينفع قومه يوم القيامة؟! بلى والله إن رحمي موصولة في الدنيا والآخرة. وإني أيّها الناس فرط لكم على الحوض.

ورواه علويّ بن طاهر الحداد في القول الفصل : ج ٢ ص ١٦ ، :

عن أحمد والحاكم والبيهقي والطبراني في الكبير وعبد بن حميد ، وأبي يعلى ، وابن أبي شيبة.

هكذا رواه عنهما. ورواه أيضا عن مصادر أخر في إحقاق الحق : ج ٩ ص ٥١٤.


٥٤٩ ـ أنبأني الشيخ مجد الدين عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر ابن أبي الجيش البغدادي ، والشيخ كمال الدين أبو الحسن عليّ بن محمد بن محمد بن وضاح الشهراباني (١) رحمهما‌الله إجازة ، قالا : أنبأنا الشيخ إبراهيم بن محمود بن سالم بن مهدي بن الخبير إجازة ، قال : أخبرتنا فخر النساء شهدة بنت أحمد بن الفرج بن عمر الأبزي إجازة إن لم يكن سماعا ـ قال : أنبأنا الشيخ الإمام أبو القاسم عليّ ابن الحسين بن عبد الله الربعي قراءة عليه ونحن نسمع ـ في ذي الحجّة سنة تسعين وأربع مائة ـ قال : أنبأنا أبو الحسن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد البزّار سنة سبع عشر وأربع مائة ، أنبأنا أبو جعفر محمد بن عمر البحتري الرزاز إملاء سنة تسع وثلاثين وثلاث مائة ، قال : حدّثنا أحمد بن محمد ، حدّثنا عبيد بن إسحاق ، حدّثنا القاسم بن محمد (٢) حدّثني عبد الله بن محمد :

حدّثنا جابر بن عبد الله قال : كان لآل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خادم تخدمهم ، يقال لها : بريرة (٣) فلقيها رجل فقال [لها] : يا بريرة غطّي شعيفاتك (٤) فإن محمدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم لن يغني عنك من الله شيئا!!! قال : فأخبرت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فخرج يجرّ رداءه محمارّة وجنتيه ، [قال جابر :] وكنّا معشر الأنصار نعرف غضبه بجرّ ردائه وحمرة وجنتيه ، فأخذنا السلاح ، فأتيناه فقلنا : يا رسول الله مرنا بما شئت ، والذي بعثك بالحقّ لو أمرتنا بآبائنا وأمّهاتنا وأولادنا لمضينا لقولك فيهم. ثم صعد المنبر فحمد الله عزوجل وأثنى عليه [ثم] قال : ما أنا؟ قلنا : أنت رسول الله. قال : نعم ولكن من أنا؟ قلنا : محمد بن عبد الله بن عبد المطّلب

__________________

(١) كذا.

(٢) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «محمود».

(٣) كذا في أصليّ ، ومثله في الباب : (١) من كتاب ذخائر العقبى ص ٦ نقلا عن ابن البحتري.

وذكرها ابن حجر في باب الباء من كتاب النساء تحت الرقم : (١٧٣) من كتاب الإصابة ؛ ج ٤ ص ٢٥١ وقال : «برة» غير منسوبة : [ثم قال] : قال الطبراني في المعجم الأوسط :

حدثنا محمد بن العباس المؤدّب ، حدثنا عبيد بن الإسحاق العطّار ، حدثنا القاسم بن محمد بن عبد الله بن عقيل ، حدثني أبي عبد الله ـ [قال القاسم] : وكنت أدعو جدّى أبي ـ حدثنا جابر بن عبد الله قال :

كان لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خادمة تخدمه يقال لها : «برّة» فلقيها رجل فقال لها : يا برّة غطّي شعيفاتك. فإن محمدا لن يغني عنك من الله شيئا!!! فأخبرت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فحرج يجرّ رداءه محمرّة وجنتاه ... الحديث : [قال ابن حجر :] وعبيد وشيخه متروكان.

(٤) هذا هو الصواب الموافق لما في كتاب ذخائر العقبى ص ٦ ، والشعفة : الذؤابة. قال في تاج العروس : الشعفة : الخصلة في أعلى الرأس. ويقال : ما في رأسه إلا شعيفات أيّ إلّا شعيرات من الذوابة. وهذه اللفظة في المتن والتعليقة معا كانت مصحّفة : «سفيعاتك سيقالك».


ابن هاشم بن عبد مناف. قال : أنا سيّد ولد آدم ولا فخر ، وأول من ينشقّ عنه الأرض ولا فخر ، وأوّل من ينتقض التراب عن رأسه ولا فخر ، وأوّل داخل الجنّة ولا فخر ، وصاحب لواء الحمد ولا فخر ، وفي ظلّ الرحمن عزوجل يوم لا ظلّ إلّا ظلّه ولا فخر.

ما بال أقوام يزعمون [أن] رحمي لا ينفع؟! بل [ينفع حتّى تبلغ] جاء وحكم وهما آخر قبيلتي من اليمن (١) لأشفع فأشفع ، حتّى أن [من] أشفع له يشفع حتّى أن إبليس ليطاول طمعا في الشفاعة (٢).

__________________

(١) كذا في أصليّ غير أن لفظ : «حاء» كان فيه بالجيم ، وما بين المعقوفين أيضا كان قد سقط عنه ؛ وأخذناه من كتاب ذخائر العقبى ، وفيه بعده هكذا : «وهم إحدى قبيلتين من اليمن ...».

قال في الغريب : وهما حيّان من اليمن من وراء رمل : «يبرين». قال أبو موسى : يجوز أن يكون «حاء» من الحوة وقد حذفت لامه ، ويجوز أن يكون من حوي يحوي ، ويجوز أن يكون مقصورا غير ممدود.

(٢) وقريبا منه جدا رواه الهيثمي في أول «كتاب علامات النبوّة» من مجمع الزوائد : ج ٨ ص ٢١٦ عن الطبراني بسنده ، عن ابن عباس قال :

توفيّ ابن لصفيّة عمّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فبكت عليه وصاحت ، فأتاها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال لها : يا عمّة ما يبكيك؟ قالت : توفيّ ابني. قال : يا عمّة من توفيّ له ولد في الإسلام فصبر بنى الله له بيتا في الجنّة. فسكتت ثم خرجت من عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاستقبلها عمر بن الخطاب فقال : يا صفية قد سمعت صراخك إن قرابتك من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لن تغني عنك من الله شيئا!!! فبكت. فسمعها النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وكان يكرمها ويحبها فقال : يا عمّة أتبكين وقد قلت لك ما قلت؟ قالت : ليس ذاك أبكاني يا رسول الله ، استقبلني عمر بن الخطاب فقال : يا صفية قد سمعت صراخك إن قرابتك من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لن تغني عنك من الله شيئا!!! قال : فغضب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقال : يا بلال هجّر بالصلاة ، فهجّر بلال بالصلاة فصعد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنفع؟ كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلّا سببي ونسبي فإنها موصولة في الدنيا والآخرة.

أقول : وفي ذيل الحديث وقبله أيضا شواهد أخر في أن عمر ومن كان على نزعته كانوا مصرّين على إيذاء النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكذلك في ترجمة عبد الله بن عبّاس من كتاب المعرفة والتاريخ : ج ٢ ص ٤٩٩.

وقريبا منه رواه الطبراني في ترجمة عبيد الله بن جعفر من المعجم الصغير : ج ١ ، ص ٢٣٩ قال :

حدثنا عبيد الله بن جعفر بن أعين البغدادي ، حدثنا أبو الأشعث بن المقدام العجلي ، حدثنا أصرم ابن حوشب ، حدثنا إسحاق بن واصل الضبّي ، عن أبي جعفر محمد بن عليّ :

عن عبد الله بن جعفر ، قال : أتى العباس بن عبد المطّلب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : يا رسول الله إنّي أتيت قوما يتحدّثون فلمّا رأوني سكتوا وما ذاك إلّا أنّهم يستثقلوني!! فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قد فعلوها؟ والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدهم حتّى يحبّكم بحبّي أيرجون أن يدخلوا الجنّة بشفاعتي ولا يرجو [ه] بنو عبد المطّلب؟!

أقول : وذيل الكلام رواه أيضا الطبراني في ترجمة محمد بن عون السيرافي من المعجم الصغير : ج ٢ ص ٩٦ قال :

حدثنا محمد بن عون السيرافي بالبصرة ، حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام ، حدثنا أصرم بن حوشب ، حدثنا قرّة بن خالد ، عن أبي جعفر محمد بن عليّ قال : قلت لعبد الله بن جعفر بن أبي طالب : حدّثنا شيئا سمعته ...


الباب الحادي والستون (١)

[في حثّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على محبة الله ومحبته ومحبة أهل بيته]

٥٥٠ ـ أنبأنا الشيخ نجم الدين عثمان بن الموفّق ، والأمير تاج الدين الموفّق بن محمد بن الموفّق الأذكانيان رحمهما‌الله بروايتهما ، عن الإمام مجد الدين عبد الحميد ابن محمد بن إبراهيم الخوارزمي إجازة ، قال : أنبأنا الإمام تاج الدين أبو سعيد مسعود ابن محمود بن حسّان بن سعيد المنيعي سماعا عليه في الجامع المنتقى (٢) لثلاث ليال بقين من شهر رمضان سنة سبع وسبعين وخمس مائة.

حيلولة : وأخبرني العدل الإمام تاج الدين عليّ بن أنجب بن عبيد الله الخازن البغدادي إجازة ، قال : أنبأنا شهاب بن محمود (٣) المزكّي الهروي كتابة ، قالا : أخبرنا الإمام أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن أبي المظفّر منصور بن عبد الجبّار السمعاني ، قال : أنبأنا الشريف أبو البركات عمر بن إبراهيم بن حمزة الحسيني بقراءتي عليه بالكوفة ، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقّور البزّاز ، أنبأنا أبو الحسن عليّ بن عمر الحربي ، أنبأنا أحمد بن الحسين الصوفي ، حدّثنا يحيى ابن معين ، حدثنا هشام بن يوسف ، عن عبد الله بن سليمان ، عن محمد بن عليّ ابن عبد الله بن عبّاس ، عن أبيه ، عن جدّه رضي‌الله‌عنهم أجمعين ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أحبّوا الله لما يغذوكم به من نعمة ، وأحبّوني

__________________

(١) وبعد هذا الباب قد سقط عن أصليّ من مخطوطة طهران قوله : باب كذا ، وباب كذا. وأما نسخة السيد علي نقي فقد أنهت المطالب إلى صدر الحديث : (٥٥٤) في ص ٢٩٥ والبقية إلى آخر الكتاب ساقطة عنها

(٢) كذا في أصليّ هاهنا ، ولم أجد اللفظة في غير هذا المورد من موارد النقل عن عثمان بن الموفّق في هذا الكتاب ، والظاهر أنها مصحّفة عن «المنيعي».

(٣) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «محفوظ».


بحبّ الله ، وأحبّوا أهل بيتي بحبّي (٤).

__________________

(٤) ورواه أيضا الترمذي في باب مناقب أهل البيت عليهم‌السلام من أبواب المناقب تحت الرقم : (٣٨٨٩) من سننه : ج ٥ ص ٦٦٤ وبشرح الأحوذي : ج ١٢ ، ص ٢٠١ قال :

حدثنا أبو داوود سليمان بن الأشعث ، قال : أخبرنا يحيى بن معين قال : حدثنا هشام بن يوسف ، عن عبد الله بن سليمان النوفلي ، عن محمد بن عليّ بن عبد الله بن عباس ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أحبّوا الله لما يغذوكم من نعمة ، وأحبّوني بحبّ الله ، وأحبّوا أهل بيتي لحبي.

قال أبو عيسى [الترمذي] : هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من هذا الوجه.

أقول : ورواه أيضا الطبراني في الحديث : (١١١) من ترجمة الإمام الحسن عليه‌السلام تحت الرقم (١٠٠٠) من كتاب المعجم الكبير : ج ١ / الورق ١٢٥ / أ/ وفي ط ١ : ج ٣ ص ... قال :

حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثنا يحيى بن معين ...

ورواه أيضا أبو نعيم في ترجمة عليّ بن عبد الله بن العباس تحت الرقم : (٢٣٧) من حلية الأولياء : ج ٣ ص ٢١١ قال :

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثنا يحيى بن معين ...

ثم قال أبو نعيم : هذا حديث غريب بهذا اللفظ لا يعرف مأثورا متصلا عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلّا من حديث عليّ بن عبد الله بن العباس ، ولا عنه إلا من حديث هشام بن يوسف عن عبد الله. وهشام ابن يوسف هو قاضي صنعاء محتجّ بحديثه أحد الثقات :

[و] رواه أيضا عنه علي بن بحر مثل رواية يحيى بن معين ...

ورواه أيضا الحاكم في أواخر باب مناقب أهل البيت من المستدرك : ج ٣ ص ١٤٩ ، قال :

أخبرنا أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه ، وأبو الحسن أحمد بن محمد العنبري ، قالا :

حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي ، حدثنا عليّ بن بحر بن بري ، حدثنا هشام بن يوسف الصنعاني.

وحدثنا أحمد بن سهل الفقيه ، ومحمد بن عليّ الكاتب البخاريان ببخارى ، قالا : حدثنا صالح بن محمد بن حبيب الحافظ ، حدثنا يحيى بن معين ، حدثنا هشام بن يوسف ، حدثني عبد الله بن سليمان النوفلي ، عن محمد بن عليّ بن عبد الله بن عباس ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أحبّوا الله لما يغذوكم به من نعمه ، وأحبّوني لحبّ الله ، وأحبّوا أهل بيتي لحبّي.

قال الحاكم ـ وصدقه الذهبي ـ : هذا حديث صحيح الإسناد.

ورواه أيضا في ترجمة أحمد بن رزقويه تحت الرقم : (١٨٣٣) من تاريخ بغداد : ج ٤ ص ١٥٩ قال :

أخبرنا الحسن بن الحسين بن العباس النعالي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله بن نصر الذارع بالنهروان ، حدثنا أبو العباس أحمد بن رزقويه الوزّان ، حدثنا يحيى بن معين ، حدثنا هشام بن يوسف ، حدثنا عبد الله ابن سليمان النوفلي ...

ثم قال الخطيب : رواه عن يحيى بن معين جماعة هكذا ...

ورواه أيضا الشيخ الصدوق في المجلس : (٥٨) من أماليه ص ٣٢٦ بسند آخر عن هشام بن يوسف ...

ورواه أيضا يوسف بن يعقوب الفسوي في ترجمة عبد الله بن عباس من كتاب المعرفة والتاريخ : ج ٢ ص ٤٩٧ قال :

حدثنا زياد بن أيّوب ، قال : حدثنا يحيى ، قال : حدثنا هشام بن يوسف الصنعاني ، عن عبد الله ابن سليمان النوفلي قاضي صنعاء ...

ورواه السيوطي في ذيل تفسير آية المودّة ـ وهي الآية : (٢٣) من سورة الشورى من تفسير الدرّ المنثور وقال : أخرجه الترمذي وحسّنه و [أخرجه أيضا] الطبراني والحاكم والبيهقي في الشعب.

ورواه عنه في فضائل الخمسة : ج ٢ ص ٧٥.


٥٥١ ـ أخبرني الإمام تاج الدين عليّ بن أنجب بن عبيد الله إجازة عن كتاب الإمام برهان الدين ناصر ابن أبي المكارم المطرّزي ، قال : أخبرنا أبو المؤيّد الموفّق ابن أحمد المكّي الخوارزمي (١) بإسناده إلى الإمام محمد بن أحمد بن عليّ بن شاذان (٢) قال : حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد ـ بالمحمدية ـ عن الحسين بن جعفر ، عن محمد بن يعقوب ، عن محمد بن عيسى ، عن نصر بن حمّاد ، عن شعبة بن الحجّاج ، عن أيّوب السختياني ، عن نافع ، عن ابن عمر قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من أراد التوكّل على الله فليحبّ أهل بيتي ، ومن أراد أن ينجو من عذاب القبر فليحبّ أهل بيتي ، ومن أراد الحكمة فليحبّ أهل بيتي ، ومن أراد دخول الجنّة بغير حساب فليحبّ أهل بيتي ، فو الله ما أحبّهم أحد إلّا ربح الدنيا والآخرة.

٥٥٢ ـ أخبرني محمد بن يعقوب إجازة ؛ أخبرنا عبد الرحمن بن عبد السميع إجازة ، أنبأنا شاذان بن جبرئيل بقراءتي عليه ، أنبأنا محمد بن عبد العزيز ، أنبأنا الحاكم محمد بن أحمد النطنزي ، قال : حدثنا الأستاذ الإمام أبو محمد أحمد بن الفضل الخواص ، قال : حدثنا أبو سعيد النقّاش ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم البروجردي ، قال : حدّثنا أبو بكر محمد بن أحمد الطوسي ، حدّثنا محمد ابن يحيى بن ضريس الفيدي (٣) قال :

حدّثنا عيسى بن عبد الله ، عن أبيه : عن جدّه ، عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام قال : جاء رجل إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : والله إني لأحبّك يا رسول الله. قال : وحدي؟ قال : نعم. قال : ما أحببتني حتّى تحبّني في آلي (٤).

__________________

(١) رواه في الحديث : (٢٥) من الفصل : (٥) وهو باب فضائل فاطمة صلوات الله عليها من مقتله : ج ١ ، ص ٥٩ ط الغري.

(٢) هذا هو الصواب الموافق لنسخة السيد علي نقي ومقتل الخوارزمي ، وفي مخطوطة طهران هاهنا تصحيف.

(٣) هذا هو الصواب ، وفي نسخة السيد علي نقي : «العبدي».

(٤) كذا في أصليّ كليهما.

والحديث قد رأيته في بعض مصادر أخر من مصادر أهل السنّة ـ وقد ذهب عن بالي اسمه ـ وكان فيه أن الرجل الذي واجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بهذا القول هو عمر بن الخطاب.


[قول زيد الشهيد رضوان الله عليه : انّ من رضى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يدخل أهل بيته وذرّيته الجنة].

٥٥٣ ـ أخبرني أحمد بن إبراهيم [بن عمر الفاروقي] عن عبد الرحمن بن عبد السميع إجازة ، عن شاذان القمي قراءة عليه ، عن محمد بن عبد العزيز ، عن محمد بن أحمد بن عليّ ، قال : أنبأنا أبو عليّ الحسن بن أحمد بن الحسين الحداد ، قال : حدّثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا أبو بكر ابن البراء ، قال : حدثنا محمد بن أحمد الكاتب ، قال : حدثنا عيسى بن مهران ، قال : حدثنا حفص بن عمر ، قال : حدّثنا الحكم بن ظهير ، عن أبي الزناد :

عن زيد بن عليّ [عليهما‌السلام] في قوله عزوجل : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) [٥ / الضحى : ٩٣] فقال : إنّ من رضى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يدخل أهل بيته وذرّيّته في الجنّة (١).

__________________

(١) والحديث رواه أيضا ابن عساكر في ترجمة زيد الشهيد من تاريخ دمشق : ج ١٩ ، ص ١٣٥ ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن عليّ ، أنبأنا أبو سعيد الحسن بن محمد ابن عبد الله بن حسنويه الأصبهاني ، أنبأنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن سلم بن البراء بن سبرة بن سنان الجعابي الحافظ ، أنبأنا محمد بن أحمد الكاتب ...

ورواه أيضا ابن المغازلي في ذيل الحديث : (٣٦٠) من مناقبه ص ٣١٦ ط ١ ، قال :

أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب إجازة ، أن أبا أحمد عمر بن عبد الله بن شوذب أخبرهم : قال : حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق ، حدثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام ، حدّثنا ابن الصباح الدولابي ، حدثنا الحكم بن ظهير :

عن السدّي في قوله عزوجل : (وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً) قال : المودّة في آل الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله

وفي قوله تعالى : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) قال : رضى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يدخل أهل بيته الجنّة.

ورواه في هامشه إشارة عن الصواعق المحرقة ص ١٥٧ ، نقلا عن القرطبي في تفسيره. ثم قال : ـ


__________________

ـ وأخرجه أيضا الثعلبي في تفسيره بإسناده إلى الحكم بن ظهير ، عن السدي ، عن أبي مالك ، عن ابن عباس.

وأخرجه أيضا السيوطي في الدرّ المنثور : ج ٦ ص ٧. وفي كتاب مسالك الحنفاء ص ١٣. وفي كتاب الحاوي للفتاوى : ج ٢ ص ٢٠٧. وفي كتاب السبل الجليّة ص ٦.

وأخرجه أيضا ابن كثير الدمشقي في تفسيره بهامش تفسير فتح البيان : ج ١٠ ، ص ١٤٦.

أقول : ورواه أيضا الطبري في تفسير الآية الكريمة من تفسيره : ج ٣٠ ص ٢٣٢ ط مصر :

عن عباد بن يعقوب ، عن الحكم بن ظهير ، عن السدي ، عن ابن عباس قال : من رضاء محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن لا يدخل أحد من أهل بيته النار.

ورواه في الحديث : (١١١١ ، و ١١١٣) من شواهد التنزيل عنه وعن فرات بن إبراهيم ، عن جعفر بن محمد الفزاري ، عن عباد ، عن نصر ، عن محمد بن مروان ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ...

ورواه أيضا السيّد هاشم البحراني ـ نقلا عن فرائد السمطين ، ومناقب ابن المغازلي ـ في الباب : (٢٣) من كتاب غاية المرام ص ٣٢٥ ط ١.


[كلام أمير المؤمنين عليه‌السلام مع أبي عبد الله الجدلي حول تفسير قوله تعالى : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها ، وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ، وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ) وأن مراد الله تعالى من الحسنة حبهم ومن السيئة بغضهم].

٥٥٤ ـ أخبرني شيخنا الإمام مجد الدين محمد بن يحيى بن الحسين أبو الحسن الكرجي رحمه‌الله وسلفه ـ إجازة إن لم يكن سماعا بقراءتي عليه ـ قال : أخبرنا الرضيّ المؤيّد بن محمد بن عليّ إجازة ، أنبأنا جدي لأمي محمد بن العباس العصاري أبو العباس سماعا عليه ، قال : أنبأنا القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد الفرّخزادي رحمه‌الله ، قال : أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي رحمه‌الله ، قال في تفسير قوله تعالى : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ) [٨٩ / النمل : ٢٧] قوله : «من جاء» أي من وافى الله تعالى (١) [ثم قال الثعلبي] :

أخبرني أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد القائني (٢) أنبأنا القاضي أبو الحسين محمد بن عثمان النصيبي ببغداد ، حدّثنا أبو بكر محمد بن الحسين السبيعي بحلب ، حدّثني الحسين [بن] إبراهيم الجصّاص ، أنبأنا حسين بن الحكم (٣) حدثنا إسماعيل ابن أبان ، عن فضيل بن الزبير ، عن أبي داوود السبيعي :

عن أبي عبد الله الجدلي ، قال : دخلت علي عليّ [بن أبي طالب] عليه‌السلام فقال : يا أبا عبد الله ألا أنبّئك بالحسنة التي من جاء بها أدخله [الله] الجنّة ، والسيّئة التي من جاء بها أكبّه الله في النار (٤) ولم يقبل معها عملا؟ قلت : بلى. قال : الحسنة

__________________

(١) وبعد هذا في نسخة السيد علي نقص وبقيّة المطالب إلى آخر الكتاب أخذناها من مخطوطة طهران.

(٢) كذا في ظاهر رسم الخطّ من نسخة طهران ، والظاهر أنّه هو الصواب ،. ورواه في الباب : (٣١) من كتاب غاية المرام ص ٣٢٩ نقلا عن فرائد السمطين وقال : «الفامي».

(٣) وهو الحيري ، والحديث موجود تحت الرقم : (٢٨) من تفسيره ، الورق ٢٠ / أ/.

(٤) إشارة إلى قوله تعالى في الآية : (٨٩) من سورة النمل : (٢٧) : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ، وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ).


حبّنا والسيّئة بغضنا (١).

[ثم قال الثعلبي : قوله عزوجل] : «فله خير منها» أي من هذه الحسنة (٢) أي فله من هذه الحسنة خير يوم القيامة وهو الثواب والأمن.

[ثم قال : و] قال ابن عباس [في معنى قوله :] «فله خير منها» أي فمنها يصل إليه الخير (٣).

وعن ابن عباس أيضا [في معنى الكلام] : «فله خير منها» يعني الثواب (٤) لأن الطاعة فعل العبد ، والثواب فعل الله تعالى.

وقيل [في معنى قوله جلّ وعلا : (فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها)] : هو أن الله تعالى يقبل إيمانه وحسناته ، وقبول الله سبحانه وتعالى خير من عمل العبد.

وقيل [معنى] «فله خير منها» : أي رضوان الله تعالى ، قال الله تعالى : (وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ) [٧٢ / التوبة : ٩].

وقال محمد بن كعب وعبد الرحمن بن زيد [المراد من الخير في قوله تعالى :](فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها) الأضعاف ، أعطاه الله تعالى بالواحدة عشرا فصاعدا ، فهذا خير منها.

[قال الثعلبي :] ولقد أحسن ابن كعب ، وابن زيد في تأويلهما [الخير بالأضعاف] لأن للأضعاف خصائص ، منها : أن العبد يسأل عن عمله ولا يسأل عن الأضعاف.

ومنها أن للشيطان سبيلا إلى عمله ولا سبيل [له] إلى الأضعاف ، ولأنه لا يطمع الخصوم في الأضعاف (٥) ولأن دار الحسنة الدنيا ، ودار الأضعاف الجنّة. ولأن الحسنة على استحقاق العبد ، والتضعيف كما يليق بكرم الربّ سبحانه.

__________________

(١) ورواه أيضا الحافظ الحسكاني في تفسير الآية الكريمة تحت الرقم : (٥٨٢) من شواهد التنزيل : ج ١ ، ص ٤٢٦ ط ١ ، وقال :

أخبرونا عن القاضي أبي الحسين النصيبي ...

ورواه قبله بسند آخر واختصار في متنه ، وروى بعدهما شواهد لهما.

ورواه أيضا فرات بن إبراهيم في الحديث : (٤) من تفسير سورة النمل من تفسيره ص ١١٥.

ورواه أيضا في الحديث : (٤٦) من الجزء (١٧) من أمالي الطوسي ج ٢. ص ١٠٧ ، ط ٢ :

ورواه في الباب : (٣١ و ٣٢) من كتاب غاية المرام عن أبي نعيم والكليني والطوسي وابن ماهيار ، والبرقي والطبرسي في تفسير الآية الكريمة من مجمع البيان.

(٢) جملة : «أي من هذه الحسنة» سقطت عن مخطوطة طهران ، وأخذناها من الباب : (٣١) من كتاب غاية المرام ص ٣٢٩ ، وما بين المعقوفات زيادات توضيحية منّا.

(٣) كلمتا : «إليه الخير» كان محلّهما بياضا في الأصل ، وأخذناهما من كتاب غاية المرام.

(٤) لفظة : «الثواب» تفسير لقوله : «خير» أي إن لفاعل الحسنة ما هو خير من الحسنة التي أتى بها وهو ثواب الله.

(٥) كذا في مخطوطة طهران ، وفي كتاب غاية المرام : «ولأنه لا يطمح للخصوم في الأضعاف».


٥٥٥ ـ أخبرني أحمد بن إبراهيم بن عمر ، إجازة عن عبد الرحمن بن عبد السميع ، إجازة عن شاذان بن جبرئيل قراءة عليه ، أنبأنا محمد بن عبد العزيز القمّي ، أنبأنا حاكم الدين محمد بن أحمد بن عليّ أبو عبد الله ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحداد ، قال : حدّثنا أبو نعيم ، قال : حدّثنا ابن سهل ، قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن شيبة أبو العباس ، قال : حدّثنا محمد بن الحسين الخثعمي ، قال : حدّثنا أرطأة بن حبيب ، قال : حدّثنا فضيل بن الزبير الرسان ، عن عبد الملك يعني زادان (١) وأبي داوود ، عن أبي عبد الله الجدلي ، قال :

قال عليّ عليه‌السلام : يا أبا عبد الله ألا أخبرك بالحسنة التي من جاء بها أمن من الفزع الأكبر يوم القيامة؟ وبالسيّئة التي من جاء بها كبّت وجوههم في النار فلم يقبل منها عمل؟ ثمّ قرأ : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ، وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ) [٨٩ ـ ٩٠ / النمل : ٢٧].

ثم قال : يا أبا عبد الله الحسنة حبّنا والسيّئة بغضنا.

__________________

(١) كذا في أصلي ، ورواه في الحديث الثاني من الباب : (٣١) من كتاب غاية المرام عن فرائد السمطين وقال : «عن زاذان».


[قول أمير المؤمنين عليه‌السلام في تفسير قوله تعالى : (وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ) وأنهم هم الذين رفضوا ولاية أهل البيت عليهم‌السلام]

٥٥٦ ـ أنبأني عزّ الدين أحمد بن إبراهيم الفاروقي ، أنبأنا النقيب عبد الرحمن الهاشمي إجازة ، أنبأنا شاذان بن جبرئيل القمّي بقراءتي عليه ، أنبأنا محمد بن عبد العزيز ، أنبأنا محمد بن أحمد بن عليّ ، قال : أنبأنا أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد ابن محمد بن محمود ، قال : أنبأنا أبو طاهر بن عبد الرحيم ، قال : حدّثنا أبو محمّد ابن حبّاب ، قال : حدّثنا محمد بن عليّ بن خلف العطار ، قال : حدّثنا الحسين ابن علوان ، قال : حدّثنا سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة :

عن عليّ عليه‌السلام في قوله تعالى : (وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ) (١) [٧٤ / المؤمنون : ٢٣] قال : عن ولايتنا.

__________________

(١) أي مائلون عادلون ، يقال : نكب زيد عن الحق ـ من باب نصر ـ نكبا ونكوبا» : عدل عنه. و : «نكب عن الطريق ـ من باب علم ـ نكبا» : عدل عنه.

والحديث رواه أيضا عباس بن ماهيار الثقة في تفسيره فيما نزل في أهل البيت عليهم‌السلام ، قال :

حدثنا أحمد بن الفضل الأهوازي ، عن بكر بن محمد بن إبراهيم غلام الخليل ، قال : حدثنا زيد ابن موسى ، عن أبيه موسى ، عن أبيه جعفر ، عن أبيه محمد ، عن أبيه عليّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين :

عن أبيه عليّ بن أبي طالب [عليهم‌السلام] في قول الله عزوجل : (وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ) قال : عن ولايتنا أهل البيت.

ورواه عنه وعن فرائد السمطين وعن ابن شهرآشوب في الباب : (٥٦ و ٥٧) من كتاب غاية المرام ص ٢٦٣.

ورواه أيضا فرات بن إبراهيم في الحديث : (٣٥٥) من تفسيره ص ١٠١ ، ط ١ ، عن عبيد بن كثير ، عن أحمد بن صالح [صبيح «ح»] عن الحسين بن علوان ، عن سعد ، عن الأصبغ ...

ورواه في تفسير الآية الكريمة تحت الرقم : (٥٥٧) وتاليه من كتاب شواهد التنزيل : ج ١ ص ٤٠٢ ط ١ ، عنه وعن أبي بكر السبيعي ، عن وضيف بن عبد الله الأنطاكي ، عن جعفر بن علي ، عن الحسن بن حسين بن علوان ، عن سعد الإسكاف ، عن الأصبغ ...


[في أنه يوم القيامة لا تزول قدم عبد حتى يسأل عن أربعة أشياء الرابع منها حب أهل البيت عليهم‌السلام].

٥٥٧ ـ أنبأني السيد النسّابة زين مسند النقابة جلال الدين عبد الحميد بن فخار ابن معد الموسوي ـ رحمة الله عليه ـ فيما أهداه إليّ ، قال : أنبأني والدي النقيب رحمة الله عليه ، قال : أخبرني أبو القاسم عليّ بن عليّ بن منصور الخازن إجازة (١).

وأخبرني الشيخ أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحنبلي إجازة ، قالا : أنبأنا أبو القاسم ذاكر بن كامل الخفّاف إجازة ، قال : أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ابن الحسين الخلّال سماعا [عليه] قال : أنبأنا الشيخ الزكيّ أبو أحمد حمزة بن فضالة ابن محمد الهروي بهراة ، قال : أخبرنا الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن (٢) محمد بن عبد الله بن يزداد بن عليّ بن عبد الله الرازي ، ثمّ البخاري ببخارا ـ قرء عليه في داره فأقرّ به في صفر سنة سبع وسبعين (٣) وثلاث مائة ـ قال : حدّثنا أبو الحسن عليّ بن محمد بن مهرويه القزويني بقزوين ، قال : حدّثنا داوود بن سليمان بن يوسف بن أحمد الغازي (٤) قال : حدّثني عليّ بن موسى الرضا ، قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن عليّ ، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إذا كان يوم القيامة لم تزل قدما عبد حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه؟ وعن مال اكتسبه من أين اكتسبه (٥) وفيما ذا أنفقه؟ وعن حبّنا أهل البيت.

__________________

(١) كذا في مخطوطة طهران ، وفي الباب : (٥٢) من كتاب غاية المرام ص ٢٦١ : «الحاري».

(٢) كذا في كتاب غاية المرام نقلا عن فرائد السمطين ، وفي مخطوطة طهران : «أخبرنا أبو إسحاق ابن إبراهيم ...».

(٣) كذا في مخطوطة طهران ، وفي كتاب غاية المرام : «سنة سبع وتسعين ...».

(٤) هذا هو الظاهر الموافق لما في كتاب غاية المرام ، وفي مخطوطة طهران : «القاري»

(٥) كذا في مخطوطة طهران ، وفي كتاب غاية المرام : «وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفي ما ذا أنفقه؟». ـ


__________________

ـ ورواه أيضا السيد أبو طالب في أماليه كما في الباب الثالث من ترتيبه تيسير المطالب ص ٧٣ قال :

أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمد البحري قال : حدثنا أبو عبد الله الحسين بن عليّ بن الحسن بن عليّ ابن عمر بن عليّ بن الحسين رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى الأودي ، قال : حدثنا جندل ابن والق التغلبي ، قال : حدثنا محمد بن حبيب العجلي ، عن إبراهيم بن الحسن بن زياد ، عن الاصبغ ابن نباتة :

عن عليّ عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا تزول قدما العبد يوم القيامة حتى يسأله الله عزوجل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن جسده فيما أبلاه ، وعن ماله مما اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن حبّنا أهل البيت.

فقال أبو برزة : ما علامة حبّكم يا رسول؟ قال : حبّ هذا. ووضع يده على رأس عليّ عليه‌السلام.

ورواه الطبراني بسند آخر في كتاب المعجم الأوسط. كما رواه عنه في مجمع الزوائد : ج ١٠ ، ص ٣٤٦.

ورواه عنه وعن غيره في فضائل الخمسة : ج ٢ ص ٧٧.

ورواه أيضا الشيخ الصدوق في الحديث : (٢٠) من المجلس : (١٠) من أماليه ص ٣٥.

أقول : ورواه أيضا الخوارزمي بسند آخر في الفصل : (٦) من مناقبه ص ٣٥ ورواه أيضا في الفصل الرابع من مقتله : ج ١ ، ص ٤٢.

ورواه أيضا ابن المغازلي في الحديث : (١٥٧) من مناقبه ص ١١٩.

ورواه عنهم وعن غيرهم في الباب : (٥٢ و ٥٣) من كتاب غاية المرام ص ٢٦١ ، وللحديث أسانيد ومصادر أخر ذكر بعضها في الحديث : (٦٤٤) وتعليقه من ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ٢ ص ١٦٠ ط ١.


[وصية الصحابي الكبير جابر بن عبد الله الأنصاري لعطيّة العوفي بحفاظه على محبة آل محمد ومحبّيهم وعلى بغض أعدائهم ولو كانوا صوّامين. وقوله : أطعم الطعام وافش السلام وصلّ بالليل والناس نيام فإني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول ...].

٥٥٨ ـ أخبرني الإمام حافظ الدين بقيّة العلماء العاملين محمد بن محمد بن نصر البخاري رحمة الله عليه ـ كتابة في شعبان سنة أربع وستين وستّ مائة ـ قال : أنبأنا الشيخ الإمام شمس الدين محمد بن عبد الستّار بن محمد العمادى الكردري البراتفسي (١) رحمة الله عليه ، قال : أنبأنا أبو الحسن عليّ بن أبي بكر ابن عبد الجليل الراشداني ، عن والده بروايته عن محمد بن أحمد بن حامد البخاري الساكن ببغداد ، عن أبي مالك تميم بن برسام بن عليّ بن زرعة التميمي الخطيب ب «بلخ» ، عن الشيخ الفقيه الزاهد أبي الليث نصر بن محمد بن إبراهيم السمرقندي رحمه‌الله (٢) قال : حدّثنا عبد الوهاب بن محمد السمرقندي ، قال : حدثنا أبو بكر ابن عمرو ابن سعيد ، عن عليّ بن الأزهر ، عن جرير ، عن الأعمش ، عن عطيّة العوفي ، قال :

قال لي جابر بن عبد الله [الأنصاري] : يا عطيّة احفظ وصيّتي ما أراك تصاحبني غير سفري هذا ، أحبّ آل محمد ، وأحبّ محبّ آل محمّد عليه‌السلام ولو وقع في الذنوب والخطايا.

وأبغض مبغض آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولو كان صوّاما.

وأطعم الطعام وأفش السلام ، وصلّ بالليل والناس نيام ، فإنّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : ما اتخذ الله إبراهيم خليلا إلّا لإطعامه الطعام وإفشائه السلام وصلاته بالليل والناس نيام.

__________________

(١) كذا في الأصل هاهنا مهملة الأواخر.

(٢) رواه السمرقندي في كتاب تنبيه الغافلين ص ١٥١ ، ط القاهرة هكذا :

قال الفقيه أبو الليث السمرقندي رحمه‌الله : حدثنا محمد بن عبد الوهاب بن محمد ، حدثنا أحمد ابن عليّ ، حدثنا أبو ثابت أحمد بن وداعة ، حدثنا أبو بكر ابن عمرو ابن سعيد بن عليّ بن الأزهر عن جرير ، عن الأعمش ، عن عطيّة العوفي ...

هكذا رواه عنه في هامش ملحقات إحقاق الحقّ : ج ٩ ص ٥٠٦


[حديث أمير المؤمنين عليه‌السلام : أدّبوا أولادكم على خصال ثلاث : حبّ نبيّكم وأهل بيته وقراءة القرآن ...].

٥٥٩ ـ أخبرني المشايخ جمال الدين أبو الفضل محمد بن محمد بن عليّ بن الدباب البغدادي ، والشيخة الصالحة زينب بنت عمرو بن كندي بعلبكيّة إجازة ، بروايتهما عن الشيخ الإمام حجّة الدين عبد المحسن ابن أبي العهد بن خالد الأبهري رحمه‌الله إجازة ، قال : أخبرنا صفيّ الدين أبو المحاسن عبد الرزاق بن حافظ الإمام أبي الفرج إسماعيل بن محمد القومساني قراءة عليه وأنا أسمع ـ في محرم سنة سبع وسبعين وخمس مائة بهمدان ـ حدّثنا الشيخ الزاهد أبو محمد عبد الرحمن بن حمد ابن الحسين الدوي ، أنبأنا أبو سعيد عبد الغفّار بن عبد الله بن محمد بن زيرك قراءة عليه ، أنبأنا أبو عاصم المصفر الحسين النهاوندي بها ، حدثنا عليّ بن عامر ، حدثنا عليّ بن العباس بن الوليد المقانعي بالكوفة ، حدّثنا جعفر بن محمد بن الحسين الزهري ، حدّثنا الحسن والحسين ، حدّثنا صالح بن الأسود ، عن مخارق بن عبد الرحمن ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه [عن جدّه] :

عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أدّبوا أولادكم على خصال ثلاث : على حبّ نبيّكم وأهل بيته ، وعلى قراءة القرآن.

حملة القرآن في ظلّ الله يوم لا ظلّ إلا ظلّه مع أنبيائه وأصفيائه (١).

__________________

(١) والحديث رواه أيضا المتّقي الهندي في كنز العمال : ج ٨ ص ٢٧٨ ط ١ ، وقال :

أخرجه أبو نصر عبد الكريم الشيرازي في فوائده ، والديلمي في الفردوس ، وابن النجّار عن عليّ عليه‌السلام.

ورواه عنه في فضائل الخمسة : ج ٢ ص ٧٨. وعن متن الفيض القدير : ج ١ ، ص ٢٢٥ ، وعن ابن حجر في صواعقه.


[قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في جواب الصحابي العظيم أبي ذرّ الغفاري رضوان الله عليه : المرء مع من أحبّ].

٥٦٠ ـ أخبرني القاضي الإمام نصير الدين محمد بن محمد بن عليّ البياكني (١) ثمّ الأسفراييني رحمه‌الله إجازة ، أنبأنا الإمام عماد الدين أبو محمد محمد بن محمد ابن محمد الخطيب الأسفرائني سماعا عليه ، قال : أخبرنا الإمام شرف الدين أبو حفص عمر بن أبي بكر ابن منصور الصفّار الأسفرايني ، حدّثنا الإمام أبو القاسم محمود بن خلف الكرهوري ، أنبأنا أبو العسار عمر بن أبي الحسن ابن سعدويه الحافظ الدهستاني ، قال : أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن أحمد بن القاسم الملحي بهراة ، أن أبا العباس عبد الصمد بن عبد الله بن الليث المعمري حدّثهم [قال :] حدّثنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي سنة ثمان وعشرين وثلاث مائة ، أنبأنا أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل المزني رحمه‌الله ، حدّثنا الإمام الأعظم أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رضي‌الله‌عنه ، حدّثنا مالك عن نافع ، عن ابن عمر ، قال :

[قال] أبو ذرّ : يا رسول الله إنّي أحبّكم أهل البيت. قال : المرء مع من أخبّ.

[قال المؤلف : و] أعلم أن أهل البيت أهل ألف مدينة (٢) من علم الله ومعرفة رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وفي كل مدينة لم إلا خمسين مدينة ما فيها أم هي الريد على الكلمة (٣) وكلّ المدائن كانت مملوءة من علم الضعاف؟

فبعث الله تعالى نوحا عليه‌السلام إلى تلك المدائن ولبث في كل مدينة سنة ، ونوّر أهلها ، وخرب حجبها وهوبها (٤) وكان معه موسى وعيسى وخاتم الأولياء وعلمهم

__________________

(١) كذا في الأصل هاهنا.

(٢) لعلّ هذا هو الصواب بقرينة ما يأتي في آخر الصفحة التالية ، وفي أصلي من مخطوطة طهران : «اعلم أن أهل البيت كان ألف مدينة».

(٣) كذا.

(٤) لعلّ هذا هو الصواب ، وذكرهما في الأصل بنحو الإهمال.


علم الأسرار وهو علم الرأس وعلم الأجداء ، وهو علم القوائم وعلم الاعتداء وعلم الذات ، قال الله سبحانه وتعالى : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى) [١ / الإسراء : ١٧] وقوله تعالى : (فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ) [١٩٤ / البقرة : ٢)]. وأخذ الطوفان رجز الشيطان ، قال الله تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفانُ وَهُمْ ظالِمُونَ) [١٤ / العنكبوت : ٢٩].

فأزال [نوح] ظواهر الشياطين وخرّب بيوتهم وحصونهم وهو المعنى بالرجز ، وبقي رجس الشيطان ، وأراد الله تعالى أن يطهّر أهل البيت من الرجس أيضا ، قال الله : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [٣٣ / الأحزاب : ٣٣].

وقد ذكرنا أن صورة الرجس في الجمود والجحود ، وهي حجاب على صورة الخلود ، وأراد الله تعالى أن يطهّر أهل البيت من الرجس حتى يطهّر سرح السراج ، ورهط الأسرار والمعراج.

[و] أعلم أن أهل البيت أهل ألف مدينة مشحونة بنبإ التوحيد ونور العقل وعيش اليقظ في صورة سرّ التسخير والتمليك. والبيت الذي هو من تسعة وجودات وهي وجودات النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم والأهل ما ظهر إلا بواسطة أهل البيت والأنبياء والأولياء (١) ، ولله تعالى بيتان (٢) بيت من أربعة وجودات ، وبيت من تسعة وجودات فالبيت [الذي] من الوجود الأربع بيت إبراهيم الخليل وهو المسجد الأقصى [و] لهذا المعنى قال تعالى : (رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) [٧٣ / هود : ١١].

والبيت الذي هو من الموجودات التسعة بيت الأنبياء وخواصّ الأولياء وأزواج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم عكس لهذا المعنى قال : «ويطهّركم تطهيرا». بلفظ التذكير ، وقال تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) بلفظ التذكير أيضا ، ويكون الأول طهارة البيت ثم طهارة أهله.

وقد ذكرنا أن أهله أهل ألف مدينة ، كل مدينة بدأ من معنى باسم من أسماء الله

__________________

(١) هذا هو الظاهر ، وفي أصلي : «إلّا بواسطة البيت وأهل البيت الأنبياء والأولياء».

(٢) هذا هو الظاهر ، وفي أصلي : «والله تعالى تبيان».


تعالى ، وباسم من صفاته وهي ألف اسم كل اسم مدينة (١). والمدينة التي هي عكس البيت وهي عكس الاسم الأعظم ، فهي من ثلاثة وجودات : وجود الروح ، ووجود العقل ، ووجود السيّد ، وأهل هذه المدينة عيسى وموسى وخاتم الأولياء. والداخل في البيت طاهر الحصة ، وباب البيت عليّ رضي‌الله‌عنه ، وأركانه العشرة المبشّرة بالجنّة [و] الحسن والحسين مثل الخليفتين على الباب ، وأهل بيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم رجال مطهّرون سرّيّون ، وفي البيت الجليل رجال يحبّون أن يتطهّروا والله يحبّ المطهّرين ، فالحبيب الطاهر في البيت الطاهر ، وعكس الحبيب لا ينزل إلا في البيت الطاهر الرحل بواسطة المخالفات والمجاهدات ، وبيت الأقصى بيت الطاهر وبابه باب مسجد الحرام مقفول بقفلين ، والبيت الباطن [هو] بيت الحرام وبابه مسدود لا يفتح إلّا عبد علم أنّ من دخل [دخل] في حسب الله وحسابه على ما ذكرنا [ه] من النعت ، فيهم الأسماء الحسنى في عالم الغيب والشهادة.

وهي على ثلاثة أقسام : قسم منها من طعم الحياة مع ذات المر (٢) مثل حمزة بن عبد المطّلب.

وقسم من حقيقة الحياة مع ذات الألوهية ولهم الصورة العظمى مثل الحسن والحسين وعليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه ، وخاتم الأولياء.

وقسم من نور الله مع صورة الربّ مثل سائر الصحابة (٣) رضوان الله عليهم أجمعين [و] فيهم شهداء أحد ، وفي الحقيقة (٤) هم الأسماء الحسنى لحقيقة نبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال الله تعالى : (لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [٢٤ / الحشر : ٥٩].

فأسماء ذاتية ، وأسماء صفاتية ، وأسماء خلقيّة واحد عكس صورة الأحدية.

والأسماء الحسنى عكس حقيقة هذا العكس ، فرفع صورته وترك نسخته وسنّته وحالته ، فصورة الأحديّة : آدم ونوح وإبراهيم عليهم الصلاة ، ولهذا المعنى قال عليه‌السلام : «أحد جبل يحبّني وأحبّه» والذين أصابهم القرح هم أصحاب الإرادة

__________________

(١) بعد قوله : «ألف اسم» في أصلي بياض بمقدار أربع كلمات أو خمس كلمات ، والظاهر عدم سقوط شيء. منه.

(٢) كذا.

(٣) يعني الصلحاء منهم دون مثل عبد الله بن أبي ونظرائه.

(٤) الظاهر أن هذا هو الصواب ، وفي أصليّ : «فيهم شهداء في الحقيقة وهم الأسماء الحسنى ...».


واللوعة والحرقة ، وهم أصناف ثلاثة : مقرب وسابق وأصحاب اليمين ، فلهم مشاهدة ذات صورة الكمال ، ومشاهدة كمال الصورة ، ومشاهدة كمال الأخلاق ، قال الله تعالى : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ) [١٧٢ / آل عمران : ٣]. [و] الذين طلبوا وجاهدوا وسعوا فلهم صورة الرجاء والطمع بعد كمالها.

قال محمد بن المؤيّد الحمويني ـ قدّس الله روحه وو الى من عالم الغيب فتوحه ـ في مصنفه الموسوم بكتاب مشاهدة الآيات في أشراط الساعة وظهور العلامات :

اعلم أنّه تولّد من نداء الخالق جلّ جلاله (١) بنداء الجنّة الخلق الحسن رضي‌الله‌عنه [كذا] لأنّه ظهر من الروح الأصلي سناء (٢) الحياة ونقص بقدر ذلك شأن الحياة (٣) ومن ذلك السناء ظهر في القلوب روح ، ثم رجع ذلك الروح إلى الروح الأصلي وصار روحا منجليا على قلبه ، فأحيا الله تعالى بهذا الروح السابقين المقرّبين ، فهذا معنى قوله : (طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ) [٢٩ / الرعد : ١٣] فيكون السابق والمقرّب من أولاد الحسن رضي‌الله‌عنه.

وتولّد من نداء خير البريّة حين نادى أهل الجنّة بنداء أصحاب الأعراف الحسين رضي‌الله‌عنه ، لأنه ظهر في العقل الأصلي وصار روح (٤) وظهر عكسه في النفوس فوجدوا من مشاهدته راحة ولذّة في القلوب ، وهي الزيادة في الحسنى.

ثمّ أحيا الله تعالى من هذا الروح أصحاب اليمين ، فهم أولاد أمير المؤمنين ، حسين رضي‌الله‌عنه ، والمشير إليه قوله تعالى : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ) [٢٦ / يونس : ١٠] وزيادة بالحسنى أمير المؤمنين صلى الله على رسول الله ربّ العالمين (٥) وعليه وعلى أولاده أجمعين.

ثمّ تولّد من النداء بين لسان الحقّ في الروح الأصلي ، وتولّد منه نسل في العقل الأصلي وهو روح الفهم في ذات الروح الأصلي والعقل الأصلي. وظهر من هذا النسل ترجمان في القلوب يترجم لسان الحقّ فيحمل معرفة الروح الأصلي بهذا اللسان السابق والمقرّب لأصحاب اليمين ، وهو صورة الزلفى وهي حقيقة أمير المؤمنين عليّ بن أبي

__________________

(١) هذا هو الصواب ، وفي أصلي : «من نداء الخلق».

(٢) الظاهر أن هذا هو الصواب ، ولفظ الأصل غير واضح.

(٣) كلمة : «شأن» رسم خطّها في الأصل غير جليّ.

(٤) كذا.

(٥) لعلّ هذا هو الصواب ، وفي أصلي : «على رسول رسول الله ربّ العالمين».


طالب كرّم الله وجهه ، والمشير إليه في قوله تعالى : (وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ) [٢٥ / صاد : ٣٨].

وصورة الزلفى تعدم صورة الحجب ، ولهذا المعنى قال أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام : «لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا» (١) فتكون طريقتنا من بركات أهل البيت [أهل بيت] نبيّنا ورسولنا صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

اللهمّ كما علّمتني بفضلك ورحمتك وسابقة علمك ـ علم هذه الأشياء ـ فارزقني مشاهدتها والعمل بها على قدر ما يتصوّر على أحسن الأحوال وأيسرها وأبركها ، وكن عونا ومعينا وناصرا وحافظا ووكيلا ، للضعيف فيما انقلب فيه من أنواع برّك ولطفك وفضلك ، فلك الحمد ولك الشكر ، لا أحصي ثناء عليك كما أثنيت على نفسك ، ولك الحمد حتى ترضى يا أرحم الراحمين.

اللهمّ صلّ على محمد المبارك الميمون المقدّس المطهّر المصطفى المجتبى صلاة تعود بركاتها إلى أمّته وترفع أمّته إلى علّيين ، واكتب اسم عبدك محمد في هذه الساعة وعبد عبدك عبد الرحمن في ديوان الحكمة واجعلني حكيما بحكمة نبيّك ورسولك ، ولقّنّي تمام الحكمة وكمال الحكمة وصفاء الحكمة ، وضياء الحكمة ، ونور الحكمة وشعاع الحكمة ، واجعلني مسبوقا على عرس الحكمة ، وناولني مناولة المنّة ، ولا تخرجني من الدنيا إلّا كنت راضيا عنّي رضا يزيد ولا يبيد ، وارزقني الوسيلة العظمى عند نبيك ورسولك ، وارزقني برد عفوك وحلاوة مغفرتك ، في لباس مغفرتك ، بحقّ جبرئيل أمين ربّ العالمين.

__________________

(١) رواه الجاحظ في المائة التي اختارها من كلام أمير المؤمنين عليه‌السلام.


[في قبس مما ورد عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في البشارة بظهور المهديّ المنتظر من ذرّيّته ، وقيامه ببسط العدل وإملائه الدنيا قسطا بعد ما ملئت ظلما جورا وقد رواه عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جماعة كثيرة من الصحابة منهم أبو سعيد الخدري رضوان الله عليه].

٥٦١ ـ أخبرني العلامة تاج الدين أبو المفاخر محمد بن أبي القاسم الزوزني كتابة ، والشيخ تاج الدين عليّ بن أنجب بن عبيد الله الخازن شفاها ، والشيخ شمس الدين أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن قدّامة الخطيب فيما كتب إليّ ، قالوا : أخبرنا مجد الدين أبو سعد عبد الله بن عمر الصفّار النيسابوري إجازة.

[وأخبرنا] شيخنا أبو عمرو عثمان بن الموفّق بقراءتي عليه ، عن عبد الحميد بن محمد بن إبراهيم الخوارزمي إذنا ، عن الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن إجازة ، بروايتهما عن المقرئ أبي عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن ، قال : أخبرنا الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد ، قال : حدّثنا أحمد بن جعفر بن مالك ، حدّثنا عبد الله بن أحمد ، حدّثنا أبي (١) حدّثنا عبد الرزّاق ، حدّثنا جعفر بن سليمان ، عن المعلّى بن زياد ، حدّثنا العلاء بن بشر ، عن أبي الصديق [الناجي بكر بن عمرو].

عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أبشّركم بالمهديّ يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض يقسّم المال صحاحا.

__________________

(١) رواه في الحديث : (٣٦٣) من مسند أبي سعيد الخدري من كتاب المسند : ج ٣ ص ٣٧ ط ١.


فقال رجل : وما صحاحا؟ قال [با] السويّة بين الناس (١)

__________________

(١) وبعده في كتاب المسند هكذا : قال : ويملأ الله قلوب أمّة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم غنىّ ويسعهم عدله حتى يأمر مناديا فينادي فيقول : من له في مال حاجة؟ فما يقوم من الناس إلا رجل فيقول : ائت السدان ـ يعني الخازن ـ فقل له : إنّ المهديّ يأمرك أن تعطيني مالا. فيقول له : احث حتى إذا جعله في حجره وأبرزه ندم ، فيقول : كنت أجشع أمّة محمد نفسا أو عجز عنّي ما وسعهم؟! قال : فيردّه فلا يقبل منه فيقال له : إنّا لا نأخذ شيئا أعطيناه.

فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين ثم لا خير في العيش بعده. أو قال : ثمّ لا خير في الحياة بعده.

وأيضا رواه أحمد في الحديث : (٤٢٠) من مسند أبي سعيد الخدري من كتاب المسند : ج ٣ ص ٥٢ قال :

حدثنا زيد بن الحباب ، حدثني حمّاد بن زيد ، حدثنا المعلى بن زياد المعولي ، عن العلاء بن بشير المزني عن أبي صديق الناجي [بكر بن عمرو] :

عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أبشّركم ـ لمهديّ يبعث في أمّتي على اختلاف من الناس وزلازل فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما. ويرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض ، ويملأ الله قلوب أمّة محمد غنى فلا يحتاج أحد إلى أحد ، فينادي مناد : من له في المال حاجة؟ قال : فيقوم رجل فيقول : أنا. فيقال له : ائت السادن ـ يعني الخازن ـ فقل له : قال لك المهديّ : أعطني. قال : فيأتي السادن فيقول له ، فيقال له : احتثي فيحتثي ، فإذا أحرزه قال : كنت أجشع أمّة محمد نفسا أو عجز عنّي ما وسعهم؟!.

قال : فيمكث سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين ثم لا خير في الحياة أو في العيش بعده.

ثمّ قال أحمد : حدّثنا زيد بن الحباب ، حدثني جعفر بن سليمان ، حدثنا المعلى بن زياد ، عن العلاء ابن بشير المزني ـ وكان بكاء عند الذكر شجاعا عند اللقاء ـ عن أبي الصديق الناجي ، عن أبي سعيد الخدري مثله وزاد فيه :

فيندم فيأتي به السادن فيقول له [السادن] : لا نقبل شيئا أعطيناه.


[شزرة من روايات ابن عباس حول ظهور المهديّ المنتظر وإملائه الدنيا قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا].

٥٦٢ ـ أخبرني مفيد الدين أبو جعفر محمد بن عليّ بن أبي الغنائم ابن الجهم الحليّ رحمه‌الله إجازة ، قال : أنبأنا القاضي خطير الدين محمود بن محمد بن الحسين ابن عبد الجبّار الطوسي ، عن عمّه زين الدين عبد الجبّار ، عن أبيه ، عن الصّفي أبي تراب ابن الداعي ، عن أبي محمد جعفر بن محمد الدوريستي ، عن الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان الحارثي ، عن أبي جعفر محمد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي (١) قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي‌الله‌عنه ، قال : حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر ، عن المعلّى بن محمد البصري ، عن جعفر بن سليمان ، عن عبد الله بن الحكيم ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير :

عن عبد الله بن عباس ، قال : قال رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم] : إن خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي لاثني عشر ، أولهم أخي وآخرهم ولدي.

قيل : يا رسول الله ومن أخوك؟ قال : عليّ بن أبي طالب. قيل : فمن ولدك؟ قال : المهديّ الذي يملؤها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.

والذي بعثني بالحقّ بشيرا لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهديّ ، فينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلّي خلفه ، وتشرق الأرض (٢) بنور ربها ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب.

__________________

(١) رواه في أواخر الباب : (٢٤) وهو باب ما روي عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في النّص على القائم عليه‌السلام من كتاب إكمال الدين : ج ١ ، ص ١٤٩ ، ط ١.

(٢) بعد كلمة : «الأرض» كان في الأصل بياض بقدر كلمة والظاهر عدم سقوط شيء كما يدلّ عليه نقل الحديث هكذا من الكتاب في الحديث : (٦) من الباب : (١٤١) من كتاب غاية المرام ص ٦٩٢.


٥٦٣ ـ ٥٦٤ ـ [وبالإسناد المتقدم] إلى أبي جعفر ابن بابويه ، قال : حدّثنا عليّ بن [محمد بن] عبد الله الورّاق الرازي ، قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدّثنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي ، عن الحسين بن علوان ، عن عمرو بن خالد ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة :

عن عبد الله بن عباس قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : أنا وعليّ والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهّرون معصومون (١).

قال [أبو جعفر ابن بابويه : و] حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان ، قال : حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطّان] قال : حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيب (٢) قال : حدّثنا الفضل بن الصقر العبدي ، حدّثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن عباية بن ربعي :

عن عبد الله بن عبّاس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنا سيّد المرسلين (٣) وعليّ بن أبي طالب سيّد الوصيين ، وإن أوصيائي بعدي اثنا عشر أوّلهم عليّ بن أبي طالب ، وآخرهم القائم (٤).

__________________

(١) وهذا الحديث قد تقدّم تحت الرقم : (٤٣٠) في أوّل الباب : (٣١) من هذا السمط ص ١٣٢.

٥٦٣ ـ ٥٦٤ ـ رواهما الشيخ الصدوق رحمه‌الله في الحديث : (٢٨) وتاليه من الباب : (٢٤) من كتاب إكمال الدين ص ٢٧٤ ط الغري. وما بين المعقوفات مأخوذ منه.

ورواه عنه في الحديث : (٨) من الباب : (١٤١) من كتاب غاية المرام.

(٢) هذا هو الظاهر الموافق لإكمال الدين وغاية المرام ، وفي أصلي : «أبي بكر بن عبد الله بن حبيب ...».

(٣) كذا في أصلي المخطوط ، وفي كتابي إكمال الدين وغاية المرام : «أنا سيّد النبيين».

(٤) كذا في الأصل ، ومثله في كتاب إكمال الدين ، وفي كتاب غاية المرام : «المهديّ» ..

وقريبا منه رواه الشيخ الصدوق رحمه‌الله بسند آخر في آخر المجلس : (٩٢) من أماليه ص ٥٦٣.


[حديث أبي أمامة الباهلي حول قيام المهدي المنتظر صلوات الله وسلامه عليه وصفته وفتحه مدائن الشرك]

٥٦٥ ـ أخبرنا شيخنا العلامة نجم الدين عثمان بن الموفّق بقراءتي عليه ، بروايته عن مجد الدين عبد الحميد بن محمد بن إبراهيم الخوارزمي إجازة ، قال : أنبأنا الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن العطّار الهمداني رحمه‌الله ، أخبرني الشيخ المعمّر أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن عمران الأنصاري كتابة من الإسكندرية ، والشيخان أمين الدين إسماعيل ابن أبي عبد الله ابن حمّاد العسقلاني أبو الفضل ، وبدر الدين أحمد بن شيبان بن تغلب الشيباني كتبا إليّ من دمشق [قالوا :] أنبأنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني ، قال : حدّثنا الحافظ المقرئ أبو عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد الأصفهاني إجازة ، قال : أخبرنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن إسحاق الأصفهاني ، قال : حدّثنا سليمان بن أحمد (١) حدّثنا عليّ بن سعد الرازي ، حدّثنا عليّ بن الحسين الموصلي ، حدّثنا عنبسة بن أبي صغيرة (٢) عن الأوزاعي ، عن سليمان بن أبي حبيب ، قال :

سمعت أبا أمامة الباهلي يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : بينكم وبين الروم سبع سنين (٣). فقال له رجل من عبد القيس ، يقال له المستورد بن حبلان (٤) : يا رسول الله من إمام الناس يومئذ؟ قال : المهديّ من ولدي ابن أربعين سنة ، كأن وجهه كوكب درّيّ في خده خال أسود ، عليه عباءتان قطرانيتان (٥) كأنه من رجال بني إسرائيل ، يستخرج الكنوز ويفتح مدائن الشرك.

__________________

(١) رواه في مسند أبي أمامة صدى بن عجلان الباهلي من المعجم الكبير.

وقريبا منه رواه عنه وعن الروياني في الصواعق وغيرهما ص ٩٨ .. كما رواه عنه في الفضائل الخمسة ج ٣ ص ٣٣٧.

ورواه أيضا عن الطبراني في ترجمة عنبسة بن أبي صغيرة من الميزان ولسان الميزان : ج ٤ ص ٣٨٣.

ورواه أيضا في ترجمة المستورد بن حبلان العبدي من الإصابة : ج ٣ ص ٤٠٧.

(٢) هذا هو الصواب ، وفي نسخة طهران من فرائد السمطين وغاية المرام تصحيف.

(٣) كذا في أصلي ومثله في الحديث : (٩) من الباب : (١٤١) من كتاب غاية المرام ، وفي لسان الميزان والإصابة :

«سيكون بينكم وبين الروم أربع هدن ، تقوم الرابعة على يد رجل من آل هرقل يدوم سبع سنين ...».

(٤) كذا في كتاب الإصابة والظاهر أنه هو الصواب ، ورسم الخطّ من الأصل وغاية المرام غير واضح.

(٥) كذا في مخطوطة طهران من هذا الكتاب ، وفي كتاب غاية المرام ـ نقلا عن فرائد السمطين ـ والإصابة ولسان الميزان : «قطوانيتان».


[قبسات أخر من روايات أبي سعيد الخدري وابن عمر حول المهديّ المنتظر عجّل الله تعالى فرجه].

٥٦٦ (١) ـ ٥٦٩ ـ أخبرني الشيخ شهاب الدين أبو عبد الله [محمد بن] يعقوب ابن أبي الفرج إجازة ، أخبرنا يحيى بن أسعد بن يونس التاجر ، وأبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن كليب ، وأبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر إجازة.

وأخبرنا شيخنا أبو عمرو ابن الموفّق بقراءتي عليه بروايته عن عبد الحميد بن محمد ابن إبراهيم إجازة ، قال : أخبرنا الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن العطار ، بروايتهم عن أبي عليّ الحسن بن أحمد الحدّاد الأصفهاني رحمه‌الله ، قال : حدّثنا أبو محمد ابن محمد ، حدّثنا محمد بن يحيى ، عن محمد بن عصام ، عن أبيه ، عن سفيان ، عن عمرو بن قيس ، عن أبي الصديق :

عن أبي سعيد الخدري ـ رضي‌الله‌عنه ـ عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : يكون في أمّتي المهديّ ، إن قصر عمره فسبع سنين وإلّا فثمان سنين ، وإلّا فتسع سنين. تتنعّم أمّتي في زمانه نعيما لم يتنعّموا مثله قطّ البرّ والفاجر ، يرسل السماء عليهم مدرارا ؛ و [لا] تدّخر الأرض شيئا من نباتها.

__________________

(١) ٥٦٦ ـ وقريبا منه رواه أبو يعلى في مسنده ، الورق ٦٧ / ب / قال :

حدثنا قطن بن نسير [ظ] حدثنا عديّ بن أبي عمارة ، حدثنا مطر الورّاق ، عن أبي صديق ، عن أبي سعيد ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : ليقومنّ على أمّتي من أهل بيتي رجل أقنى أجلى يوسع الأرض عدلا كما وسعت ظلما وجورا سبع سنين.

ورواه مع زيادة مختصرة في آخره في كنز العمال : ج ٧ ص ١٨٩ ، ط ١ ، وقال :

أخرجه الدارقطني في الأفراد ، والطبراني في الأوسط ، عن أبي هريرة ، وعن أبي سعيد. كما رواه عنه في كتاب فضائل الخمسة : ج ٣ ص ٣٣٦.

ورواه الحاكم بأسانيد في آخر كتاب الفتن والملاحم من المستدرك : ج ٤ ص ٥٥٧ قال :


وبهذا الإسناد [الذي مرّ آنفا] إلى الحافظ أبي نعيم رحمه‌الله ، قال : أنبأنا عبد الله بن عبيدة ، حدّثنا أبو الصديق الناجي :

عن أبي سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : يخرج المهديّ في أمّتي يبعثه الله عيانا تنعم [به] الأمّة وتعيش الماشية ، وتخرج الأرض نباتها ويعطي المال صحاحا.

وبهذا الإسناد إلى أبي نعيم قال : حدّثنا أبو محمد الغطريفي ، حدّثنا محمد بن محمد بن سليمان ، حدّثنا عبد الوهاب بن ضحّاك ، حدّثنا إسماعيل بن عيّاش ، عن صفوان بن عمرو ، عن عبد الرحمن بن جبير ، عن كثير بن مرّة ، عن عبد الله بن عمر ـ رضي‌الله‌عنهما ـ قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يخرج المهديّ وعلى رأسه غمامة فيها مناد ينادي : هذا المهديّ فاتبعوه.

وبه حدّثنا سليمان بن أحمد ، حدّثنا إبراهيم بن محمد الحمصي ، حدّثنا عبد الوهّاب بن نجدة ، حدّثنا إسماعيل بن عيّاش ، عن صفوان بن عمرو ، عن عبد الرحمن ابن جبير ، عن كثير بن مرّة ، عن عبد الله بن عمر ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يخرج المهديّ وعلى رأسه ملك ينادي : إنّ هذا المهديّ فاتّبعوه.

__________________

حدثنا الشيخ أبو بكر ابن إسحاق ، وعليّ بن حمشاذ العدل وأبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه قالوا : حدثنا بشر بن موسى الأسدي ، حدثنا هوذة بن خليفة ، حدثنا عوف بن أبي جميلة.

وحدثني الحسين بن علي الدارمي ، حدثنا محمد بن إسحاق الإمام ، حدّثنا محمد بن بشّار ، حدّثنا ابن أبي عديّ ، عن عوف ، حدثنا أبو الصديق الناجي.

عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض ظلما وجورا وعدوانا ، ثم يخرج من أهل بيتي من يملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وعدوانا.

قال الحاكم ـ وأقرّه الذهبي ـ : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، والحديث المفسّر بذلك الطريق وطرق حديث عاصم ، عن زرّ ، عن عبد الله كلها صحيحة على ما أصّلته في هذا الكتاب بالاحتجاج بأخبار عاصم ابن أبي النجود إذ هو إمام من أئمة المسلمين.

حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني ، حدثنا عمرو بن عاصم الكلابي ، حدثنا عمران القطان ، حدثنا قتادة ، عن أبي نضرة :

عن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : المهديّ منّا أهل البيت أشمّ الأنف أقنى أجلى يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما يعيش هكذا : وبسط يساره وإصبعين من يمينه المسبحة والإبهام وعقد ثلاثة.

قال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. ـ


__________________

ـ أخبرني أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو ، حدثنا سعيد بن مسعود ، حدثنا النضر بن شميل ، حدثنا سليمان بن عبيد ، حدثنا أبو الصديق الناجي :

عن أبي سعيد الخدري : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : يخرج في آخر أمّتي المهديّ يسقيه الله الغيت ، وتخرج الأرض نباتها ، ويعطي المال صحاحا ، وتكثر الماشية وتعظم الأمّة يعيش سبعا أو ثمانيا ، يعني حججا.

قال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال الذهبي : صحيح.

حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا حجّاج بن الربيع بن سليمان ، حدثنا أسد بن موسى ، حدثنا حمّاد بن سلمة ، عن مطر وأبي هارون ، عن أبي الصديق الناجي :

عن أبي سعيد الخدري : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : تملأ الأرض جورا وظلما فيخرج رجل من عترتي. الحديث.

[قال الحاكم] : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.


[حديث أبي هريرة في قيام المهديّ من أهل البيت عليهم‌السلام وأنه من الأمور الحتميّة قبل قيام القيامة].

٥٧٠ ـ أخبرني شيخنا نجم الدين عثمان بن الموفّق بقراءتي عليه ، أنبأنا عبد الحميد ابن محمد بن إبراهيم الخوارزمي إجازة ، أنبأنا أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني ، أخبرني الشيخ فخر الدين عليّ بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي إجازة بروايته عن [عمر بن محمد بن محمد] (١) والشيخة أمّ العرب فاطمة بنت عليّ بن القاسم ابن عساكر الدمشقية بروايتها عن أبي جعفر محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني إجازة بروايتهم (٢) ثلاثتهم عن الشيخ أبي علي الحسن بن أحمد الحداد الأصفهاني إجازة ، قال : أنبأنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله رحمه‌الله ، قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن عمر ، حدّثنا أبو حصين محمّد بن الحسن بن حبيب ، حدّثنا بحر بن عبد المجيد ، حدّثنا قيس بن الربيع ، عن أبي حسين ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه قال :

[قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :] لا يقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي يفتح القسطنطينية وجبل الديلم. ولو لم يبق إلّا يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يفتحها (٣).

__________________

(١) ما بين المعقوفين أخذناه من الحديث : (٢٥٧) من السمط الأول وكان محلّه في الأصل بياضا.

(٢) هذا هو الصواب ، وفي أصلي : «بروايتهما».

ورواه عنه في ذيل الحديث : (٣٦) في الباب : (١٤١) من كتاب غاية المرام ص ٦٩٥ والظاهر أن فيهما معا حذفا.

(٣) ورواه أيضا ابن ماجة في أبواب الجهاد من تحت الرقم : (١٠٠٠) من سننه.

ورواه عنه في فضائل الخمسة : ج ٣ ص ٣٣٠.


[حديث أبي سلمى في ازدهار الدنيا بقيام المهديّ المنتظر صلوات الله وسلامه عليه].

٥٧١ ـ وبالأسانيد المذكورة (١) إلى الإمام السعيد ضياء الدين أخطب الخطباء موفّق بن أحمد المكّي الخوارزمي رحمه‌الله (٢) قال : أخبرني قاضي القضاة نجم الدين محمد بن الحسين بن محمد البغدادي فيما كتب إليّ من همدان ، أنبأنا الشريف الإمام نور الهدى أبو طالب الحسين بن محمد الزينبي رحمه‌الله ، عن الإمام محمد بن أحمد بن عليّ بن شاذان رحمه‌الله ، أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الحافظ ، حدّثني عليّ بن عليّ بن سنان الموصلي [أنبأنا] أحمد بن محمد بن صالح ، عن سلمان ابن محمد ، عن زياد بن مسلم (٣) عن عبد الرحمن ابن يزيد بن جابر ، عن سلامة :

عن أبي سلمى (٤) راعي [إبل] رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول (٥) : ليلة أسري بي إلى السماء قال لي الجليل جلّ جلاله : (آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ) [٢٨٥ / البقرة : ٢] قلت : «والمؤمنون» قال : صدقت يا محمد من خلّفت في أمّتك؟ قلت : خيرها. قال : عليّ بن أبي

__________________

(١) في الحديث : (٥٥١) المتقدم في ص ٢٩٢ في الباب : (٦١) وغيره مما تقدمه.

(٢) ورواه عن ابن شاذان في الفصل السادس من مقتل الحسين عليه‌السلام ص ٩٥ ط ١.

(٣) كذا في مقتل الخوارزمي ، وفي أصلي من مخطوطة طهران من فرائد السمطين : «عن زيات بن مسلم».

(٤) ذكره ابن حجر تحت الرقم : (٥٦٣) من باب الكنى من كتاب الإصابة : ج ٤ ص ٩٤ قال :

أبو سلمى الراعي خادم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقال : اسمه حريث. ووقع مسمى عند ابن مندة وغيره ، تقدم في الأسماء ...

(٥) من قوله : «قال سمعت ـ إلى قوله ـ يقول» كان قد سقط من نسخة طهران من فرائد السمطين ، وأخذناه من مقتل الخوارزمي ، ومما رواه عنه في الحديث : (٢٧) من الباب : (١٤١) من كتاب غاية المرام ص ٦٩٥.


طالب؟ قلت : نعم يا ربّ. قال : يا محمد إنّي اطلعت على الأرض اطلاعة فاخترتك منها فشققت لك اسما من أسمائي فلا أذكر إلّا ذكرت معي فأنا المحمود وأنت محمد. ثمّ اطلعت الثانية فاخترت منها عليا وشققت له اسما من أسمائي ، فأنا الأعلى وهو عليّ.

يا محمد إني خلقتك وخلقت عليا وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولده من شبح نوري (١) [و] عرضت ولايتكم على أهل السماوات وأهل الأرض فمن قبلها كان عندي من المؤمنين ، ومن جحدها كان [عندي] من الكافرين.

يا محمد لو أن عبدا من عبيدي عبدني حتّى ينقطع أو يصير كالشنّ البالي ثمّ أتاني جاحدا لولايتكم ما غفرت له حتى يقرّ بولايتكم.

يا محمد [أ] تحبّ أن تراهم؟ قلت : نعم يا ربّ. فقال لي : التفت عن يمين العرش. فالتفتّ فإذا أنا بعليّ وفاطمة والحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمد بن عليّ وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر ، وعليّ بن موسى ومحمد بن عليّ وعليّ ابن محمد ، والحسن بن عليّ والمهديّ في ضحضاح من نور قياما يصلّون [و] هو في وسطهم ـ يعني المهديّ ـ كأنّه كوكب درّيّ.

وقال : يا محمد هؤلاء الحجج ، وهو الثائر من عترتك ، وعزّتي وجلالي إنّه الحجّة الواجبة لأوليائي ، والمنتقم من أعدائي.

__________________

(١) كذا في أصلي ، وفي مقتل الخوارزمي : «من سنخ نور من نوري».


[حديث الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام المشتمل على تعداد الأئمة من ولده ، وأن الثاني عشر منهم المهديّ عليه‌السلام].

٥٧٢ ـ أنبأنا الشيخ تاج الدين عليّ بن أنجب الخازن المعروف بابن الساعي رحمه‌الله ، أنبأنا الإمام برهان الدين ناصر بن أبي المكارم المطرّزي كتابة ، أنبأنا الإمام ضياء الدين أخطب الخطباء أبو المؤيّد الموفّق بن أحمد المكّي الخوارزمي (١) ـ إجازة إن لم يكن سماعا ـ أخبرنا قاضي القضاة نجم الدين فخر الإسلام محمد بن الحسين بن محمد البغدادي فيما كتب إليّ من همدان ، أنبأنا الشريف الإمام نور الهدى أبو طالب الحسين بن محمد بن عليّ الزينبي ، عن الإمام محمد بن أحمد بن عليّ بن شاذان ، عن [محمد بن] عليّ بن الفضل ، عن محمد بن القاسم ، عن عبّاد بن يعقوب ، عن موسى بن عثمان ، عن الأعمش ، حدّثنا أبو إسحاق ، عن الحارث ، عن سعيد ابن بشر (٢) :

عن عليّ بن أبي طالب ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنا واردكم علي الحوض ، وأنت يا عليّ الساقي ، والحسن الرائد (٣) والحسين الامر وعليّ بن الحسين الفارط ، ومحمد بن عليّ الناشر ، وجعفر بن محمد السائق وموسى بن جعفر محصي المحبّين والمبغضين وقامع المنافقين ، وعليّ بن موسى معين المؤمنين (٤) ومحمد بن عليّ منزل أهل الجنّة في درجاتهم ، وعليّ بن محمد خطيب شيعته ومزوّجهم الحور العين ، والحسن بن عليّ سراج أهل الجنة يستضيئون به. والمهديّ (٥) شفيعهم يوم القيامة حيث لا يأذن الله إلّا لمن يشاء ويرضى.

__________________

(١) رواه في الفصل السادس من مقتل الحسين عليه‌السلام : ج ١ ، ص ٩٤ ط ١.

(٢) كذا في أصلي من مخطوطة طهران من فرائد السمطين ، وفي مقتل الخوارزمي : «حدثني أبو إسحاق ، عن الحرث وسعيد بن بشير ...». وما وضعناه بين المعقوفين أيضا مأخوذ منه.

(٣) كذا في أصلي ، وفي مقتل الخوارزمي : «الذائد ...».

(٤) كذا في أصلي ، وفي مقتل الخوارزمي : «مزيّن المؤمنين».

(٥) هذا هو الصواب الموافق لمقتل الخوارزمي ، وفي أصلي : «والهادي».


[شزرات أخر من أحاديب أبي سعيد الخدري حول المهديّ المنتظر صلوات الله وسلامه عليه].

٥٧٣ ـ أنبأني الشيخ أبو عبد الله [محمد] بن يعقوب بن أبي الفرج بسماعه على الشيخ حنبل بن [] أبي سعادة الرصافي (١) قال : أنبأ [نا] أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين سماعا عليه ، قال : أنبأنا أبو عليّ الحسن ابن عليّ بن المذهب سماعا عليه ، قال : أنبأنا جعفر بن حمدان القطيعي سماعا عليه ، قال : حدّثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن الإمام أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني قال : حدّثني أبي ، قال : حدثنا الحسين بن موسى ، قال : حدثنا حمّاد بن سلمة ، عن أبي هارون العبدي ، ومطر الورّاق ، عن أبي الصديق الناجي [بكر بن عمرو] :

عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يملأ الأرض جورا وظلما ، فيخرج رجل من عترتي يملك سبعا أو تسعا فيملأ الأرض قسطا وعدلا (٢).

__________________

(١) بقدر كلمتين أو مثل ما أبقيناه بياضا بين المعقوفين كان في الأصل بياض.

(٢) رواه في الحديث : (٦١٣) من مسند أبي سعيد الخدري من كتاب المسند : ج ٣ ص ٧٠ ط ١.

وأيضا رواه أحمد في الحديث : (٢٦٠) من مسند أبي سعيد من كتاب المسند : ج ٣ ص ٢٨ ط ١ ، قال :

حدثنا عبد الصمد ، حدثنا حمّاد بن سلمة ، أنبأنا مطرف المعلّى ، عن أبي الصديق [الناجي بكر ابن عمرو] :

عن أبي سعيد [الخدري] : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : تملأ الأرض ظلما وجورا ثم يخرج رجل من عترتي يملك سبعا أو تسعا فيملأ الأرض قسطا وعدلا.

وأيضا رواه أحمد في الحديث : (٣٥١) من مسند أبي سعيد من كتاب المسند : ج ٣ ص ٣٦ قال :

حدثنا محمد بن جعفر ، حدّثنا عوف ، عن أبي الصديق الناجي :

عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا تقوم الساعة حتى تمتلئ الأرض ظلما وعدوانا ـ قال : ـ ثم يخرج رجل من عترتي أو من أهل بيتي يملؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وعدوانا.


__________________

ـ وأيضا رواه أحمد في الحديث : (٢٠١) من مسند أبي سعيد من كتاب المسند : ج ٣ ص ٢١ قال :

حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، قال : سمعت زيدا أبا الحواري قال : سمعت أبا الصديق يحدّث عن أبي سعيد الخدري ، قال :

خشينا أن يكون بعد نبيّنا حدث فسألنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يخرج المهديّ في أمّتي خمسا أو سبعا أو تسعا ـ زيد الشاك ـ قال : قلت : أيّ شيء؟ قال : سنين. ثم قال : يرسل السماء عليهم مدرارا : ولا تدّخر الأرض من نباتها شيئا ويكون المال كدوسا. قال : يجيء الرجل إليه فيقول : يا مهديّ أعطني أعطني. قال : فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمل.

وأيضا رواه في الحديث : (٢٥٠) من مسند أبي سعيد من كتاب المسند : ج ٣ ص ٢٧ ط ١ ، قال :

حدثنا ابن نمير ، حدثنا موسى ـ يعني الجهني ـ قال : سمعت زيد العمي قال : حدثنا أبو الصديق الناجي ، قال :

سمعت أبا سعيد الخدري ، قال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يكون من أمّتي المهديّ إن طال عمره أو قصر عمره عاش سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين يملأ الأرض قسطا وعدلا وتخرج الأرض نباتها وتمطر السماء قطرها.


٥٧٤ ـ أخبرنا العدل المقرئ أبو محمد : محمد بن أبي القاسم ابن عمر بن أبي القاسم البغدادي بقراءتي عليه ، قال : أنبأنا محي الدين يوسف بن عبد الرحمن الجوزي.

وأخبرني الشيخ مجد الدين أبو أحمد عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر البغدادي إجازة ، قال : أنبأنا الإمام جمال الدين عبد الرحمن بن عليّ ابن الجوزي ، قال : [أنبأنا] مجد الدين إجازة ، قال : أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد [بن] الحصين الشيباني سماعا عليه ، قال : أنبأنا أبو عليّ الحسن بن عليّ بن المذهب ، قال : أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ، قال : حدّثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني ، قال : حدّثني أبي ، أبو عبد الله أحمد ابن حنبل (١) حدثنا أبو معاوية شيبان ، عن مطر بن طهمان عن أبي الصديق الناجي [بكر بن عمرو] :

عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا يقوم الساعة حتى يملك الأرض رجل من أهل بيتي أجلى أقنى (٢) يملأ الأرض عدلا كما ملئت قبله ظلما ، يكون سبع سنين.

قال الشيخ عبد الرحمن الجوزي : الأجلى : الذي قد انحسر الشعر عن جبهته إلى نصف رأسه. والقنا : احديداب في الأنف.

__________________

ـ ورواه أيضا الحاكم في آخر كتاب الفتن والملاحم من المستدرك : ج ٤ ص ٥٥٨ قال :

حدثنا عبد الله بن سعد الحافظ ، حدثنا إبراهيم بن أبي طالب ، وإبراهيم بن إسحاق ، وجعفر بن محمد بن أحمد الحافظ ، قالوا : حدثنا نصر بن عليّ ، حدثنا محمد بن مروان ، حدثنا عمارة بن أبي حفصة ، عن زيد العمّي ، عن أبي الصديق الناجي :

عن أبي سعيد الخدري ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : يكون في أمّتي المهديّ إن قصر فسبع وإلّا فتسع. تنعم أمّتي فيه نعمة لم ينعموا مثلها قطّ ، تؤتي الأرض أكلها ولا تدّخر عنهم شيئا ، والمال يومئذ كدوس يقوم الرجل فيقول : يا مهديّ أعطني ، فيقول : خذ.

(١) رواه أحمد في الحديث : (١٦٧) من مسند أبي سعيد الخدري من كتاب المسند : ج ٣ ص ١٧ ، ط ١ ، ولفظة : «الأرض» غير موجودة فيه.

(٢) هذا هو الظاهر الموافق للمسند ، وفي الأصل : (القنى). والأقنى من الأنوف : ما به قنا أي ما ارتفع وسط قصبته وضاق منخره. والمؤنّث قنواء.


[حديث الصحابي العظيم حذيفة بن اليمان حول الإمام المهديّ عليه‌السلام وأنّه من ولد الإمام الحسين صلوات الله عليه].

٥٧٥ ـ أخبرني الشيخ الإمام العلامة نجم الدين عثمان بن الموفّق الأذكاني رحمه‌الله بقراءتي عليه بأسفرايين في مسجده بمحلّة رأس المقدّم ليلة السبت الرابع والعشرين من صفر سنة أربع وستّين وستّ مائة ـ قلت [له] : أخبركم الإمام مجد الدين عبد الحميد بن محمد بن إبراهيم الخوارزمي إجازة؟ فأقرّ به ، قال : أنبأنا الشيخ الإمام الحافظ قطب الدين شيخ الإسلام أبو العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن العطّار الهمداني.

وأخبرني المشايخ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، وإبراهيم بن إسماعيل الدرجي وإسكندر بن سعد بن أحمد بن محمد الطاوسي ، ومحيي بن الحسين بن عبد الله (١) إجازة بروايتهم عن أمّ هانئ عفيفة بنت أبي بكر ابن أحمد الحدّاد الأصفهاني بأصفهان ـ قالت عفيفة إجازة : ـ قال (٢) : حدّثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ، قال : حدّثنا العباس بن بندار (٣) حدّثنا عبد الله بن زياد الكلابي ، عن الأعمش ، عن زرّ ابن حبيش :

عن حذيفة رضي‌الله‌عنه ، قال : خطب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فذكر ما هو كائن ، ثم قال :

__________________

(١) ورواه عنه في الحديث : (١٧) من الباب : (١٤١) من كتاب غاية المرام ص ٦٩٤.

(٢) كذا في الأصل ، ولا يوجد لفظة : «قال» هذه في كتاب غاية المرام.

(٣) كذا في الأصل ، وفي كتاب غاية المرام : «العباس بن بكّار ...»؟

والحديث رواه أيضا في آخر الباب : (٥) من كتاب تيسير المطالب ص ٨٨ ط ١.


لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلا من ولدي اسمه اسمي. فقام سلمان رضي‌الله‌عنه فقال : يا رسول الله من أيّ ولدك هو؟ قال : من ولدي هذا. فضرب بيده على [ظهر] الحسين رضي‌الله‌عنه (١).

[قبسات من حديث الصحابي العظيم عبد الله بن مسعود حول ظهور المهديّ صلوات الله عليه قبل قيام الساعة].

٥٧٦ ـ ٥٧٧ ـ أخبرني الشيخ عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر إجازة ، قال : أخبرنا الإمام جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن عليّ بن الجوزي ، قال : أنبأنا أبو القاسم ابن الحصين سماعا عليه ، أنبأنا أبو عليّ [الحسن] بن عليّ بن المذهب سماعا عليه ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان سماعا عليه ، قال : حدّثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن الإمام أحمد بن محمد بن حنبل ، قال : حدّثني أبي أحمد (٢) قال : حدّثنا سفيان بن عيينة ، قال : حدّثنا عاصم ، عن زرّ :

__________________

(١) ورواه أيضا المحبّ الطبري في عنوان : «ما جاء أن المهديّ من ولد الحسين» من كتاب ذخائر العقبى ص ١٣٦ ، وقال : فيحمل ما ود مطلقا على هذا المقيّد.

وأيضا روى الحاكم في آخر كتاب الفتن والملاحم من المستدرك : ج ٤ ص ٥٥٧ :

أخبرني أبو النضر الفقيه ، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي ، حدثنا عبد الله بن صالح ، أنبأنا أبو المليح الرقي ، حدثني زياد بن بيان ـ وذكر من فضله ـ قال : سمعت عليّ بن فضيل يقول :

سمعت سعيد بن المسيّب يقول : سمعت أم سلمة تقول : سمعت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يذكر المهديّ ، فقال : نعم هو حقّ وهو من بني فاطمة.

وحدّثناه أبو أحمد بكر بن محمد الصيرفي بمرو ، حدّثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم القاضي ، حدثنا عمرو بن خالد الحرّاني ، حدثنا أبو المليح ، عن زياد بن بيان ، عن عليّ بن نفيل :

عن سعيد بن المسيّب ، عن أم سلمة رضي‌الله‌عنها قالت : ذكر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المهديّ فقال : هو من ولد فاطمة.

(٢) رواه أحمد في أوائل مسند عبد الله بن مسعود تحت الرقم : (٣٥٧١) من كتاب المسند : ج ٥ ص ١٩٦ ، ثم قال عبد الله : ـ


عن عبد الله ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : لا تقوم الساعة حتى يلي [الناس] رجل من أهل بيتي يواطي اسمه اسمي.

[وله] طريق آخر [قال عبد الله بن أحمد :] حدّثني أبي أحمد ، حدّثنا يحيى ابن سعيد ، عن سفيان ، قال : حدّثني عاصم ، عن زرّ :

عن عبد الله ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : لا تذهب الدنيا ـ أو [قال] : لا تنقضي الدنيا ـ حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي.

__________________

ـ قال أبي : حدثنا [سفيان] به في بيته في غرفته أراه سأله بعض ولد جعفر بن يحيى أو خالد بن يحيى.

ثم ذكر الحديث تحت الرقم : (٣٥٧٢) عن طريق آخر وقال :

حدثنا عمر بن عبيد ، عن عاصم بن أبي النجود ، عن زرّ بن حبيش :

عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا تنقضي الأيام ولا يذهب الدهر حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي اسمه يواطئ اسمي.

ثم ذكر الحديث التالي تحت الرقم : (٣٥٧٣ و ٤٠٩٨) وصحح أحمد محمد شاكر الأسانيد كلها ثم قال :

والحديث رواه أبو داوود : ٤ : ١٧٣. والترمذي : ٣ ص ٢٣١ بمعناه نحوه من طرق عن عاصم ، عن زرّ. قال الترمذي حديث حسن صحيح. وقال في عون المعبود : وسكت عنه أبو داود ، والمنذري وابن القسم.

وقال الحاكم : رواه الثوري وشعبة وزائدة وغيرهم من أئمة المسلمين عن عاصم. قال : وطرق عاصم عن زرّ عن عبد الله كلها صحيحة إذ عاصم إمام من أئمّة المسلمين.

ثم قال ولم أجد الحديث في المستدرك من حديث ابن مسعود ، ولكنّه روى حديث أبي سعيد في معنى هذا والحديث رواه في : ج ٤ ص ٥٥٧ من طريق أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري وصحّحه على شرط الشيخين ثم قال :

وطرق حديث عاصم عن زرّ عن عبد الله كلها صحيحة على ما أصّلته في هذا الكتاب بالاحتجاج بأخبار عاصم بن أبي النجود ، إذ هو إمام من أئمة المسلمين.

ورواه الخطيب ١ : ٣٧٠ بإسناده من طرق عن عاصم عن زرّ. وسيأتي بمعناه أيضا [في الحديث] ٣٥٧٢ و ٣٥٧٣ و ٤٠٩٨ و ٤٢٧٩ وانظر [الحديث] ٦٤٥ و ٧٧٣.

أقول : ثم حمل أحمد محمد شاكر حملة شعواء على ابن خلدون في مقدّمته ص ٢٥٨ ـ ٢٦٠.

فليراجع كلام أحمد محمد شاكر فإنّه كثير الفوائد.

ورواه أيضا الطبراني في ترجمة يحيى بن إسماعيل من المعجم الصغير : ج ٢ ص ١٤٨ ، قال :

حدثنا يحيى بن إسماعيل بن محمد بن يحيى بن محمد بن زياد بن جرير بن عبد الله البجلي الكوفي حدثنا جعفر بن عليّ بن خالد بن جرير بن عبد الله البجلي ، حدثنا أبو الأحوص سلام بن سليم ، عن عاصم ابن أبي النجود ، عن زرّ بن حبيش :

عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا تذهب الدنيا حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.

[قال الطبراني] : لم يروه عن أبي الأحوص إلّا جعفر بن عليّ ، تفرّد به يحيى بن إسماعيل.


٥٧٨ (١) ـ أنبأني الشيخ تاج الدين عليّ بن أنجب الخازن شفاها ، قال : أخبرني مجد الدين أبو سعد عبد الله بن عمر الصفّار كتابة من نيسابور ، قال : أنبأني جدّي لأمّي أبو نصير عبد الرحيم بن عبد الكريم القشيري إجازة ، قال : أنبأنا أبي الأستاذ الإمام عبد الكريم بن هوازن القشيري سماعا عليه ، قال : أخبرنا أبو سعيد الإسماعيلي رحمه‌الله ، أنبأنا أبو محمد ابن أحمد بن عبد الله المري ، حدّثنا عبد الله بن غنّام بن حفص بن غياث ، قال : حدّثنا محمد بن العلاء أبو كريب ، حدّثنا إسحاق بن منصور ، حدّثنا سليمان بن قرم ، عن عاصم ، عن زرّ :

عن عبد الله قال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا تنقضي الدنيا ـ [أو] لا تذهب الدنيا ـ حتّى يلي أمّتي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي.

__________________

(١) ٥٧٨ ـ وقريبا منه رواه أيضا في ترجمة محمد بن عيسى بن أخبار أصبهان : ج ٢ ص ١٩٥.

ورواه أيضا في ترجمة أحمد بن محمد بن إسماعيل أبي بكر الهيتي تحت الرقم ؛ (٢٢٧٢) من تاريخ بغداد : ج ٤ ص ٣٨٨ قال :

أخبرنا عبد الغفّار بن محمد بن جعفر المؤدّب ، حدثنا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي ، حدثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل الهيتي أبو بكر ـ قدم بغداد ـ حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي ، حدثنا إسحاق ابن منصور السلولي ، حدثنا سليمان بن قرم ، عن عاصم ، عن زرّ :

عن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا تنقضي الدنيا ـ أو لا تذهب الدنيا ـ حتى يلي [الناس] رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي.

ثم ذكر توثيق الهيتي وأنه قدم بغداد سنة ٣١٧.

أقول : ورواه أيضا في ترجمة أبي جعفر الدوري محمد بن أحمد تحت الرقم : (٣١٧) في ج ١ ، ص ٣٧٠.

وأيضا رواه أبو نعيم بسند آخر في ترجمة سعيد بن الحسن بن سعيد من أخبار أصبهان : ج ١ ، ص ٣٢٩ قال :

حدثنا أحمد بن بندار ، حدثنا عباس بن حمدان ، حدثنا إبراهيم بن عامر ، حدثنا أبي ، عن يعقوب ، عن سعيد بن الحسن ابن أخت ثعلبة ، عن أبي بكر بن عيّاش ، عن عاصم :

عن زرّ ، عن عبد الله ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : يلي أمر هذه الأمّة في آخر زمانها رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي.

وقريبا منه رواه أيضا في ترجمة خلف بن حوشب من كتاب حلية الأولياء : ج ٥ ص ٥٧ قال :

حدثنا محمد بن عمر بن مسلم قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن ناجية وعليّ بن إسحاق ، ومحمد ابن أبان ، قالوا : حدثنا يوسف بن حوشب ، قال : حدثنا ابو يزيد الأعور ، عن عمرو بن مرّة :

عن زرّ بن حبيش ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا تذهب الدنيا حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي.


[حديث العباس بن عبد المطّلب حول المهديّ عليه‌السلام وأنّه من ولد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وكلام] للشيخ الإمام أبي عليّ الفضل بن عليّ بن الفضل الطبرسي رحمه‌الله :

٥٧٩ ـ أخبرني الإمام سديد الدين يوسف بن عليّ بن المطهّر الحليّ فيما كتب لي بخطّه رحمه‌الله تعالى : أنّ الشيخ الكبير الفقيه الفاضل شهاب الدين أبا عبد الله الحسين بن أبي الفرج بن ردّة النيلي ، أنبأه عن الحسن ابن أبي عليّ الفضل بن الحسن الطبرسي إجازة بروايته عن والده جميع رواياته وتصانيفه ، قال : أخبرني أبو عبد الله محمد بن وهبان ، قال : حدّثنا أبو بشر أحمد بن إبراهيم بن أحمد القمّي ، قال : أنبأنا محمد بن زكريا بن دينار الغلابي ، حدّثنا سليمان بن إسحاق بن سليمان بن عليّ بن عبد الله بن العباس ، قال :

حدّثني أبي ، قال : كنت يوما عند الرشيد فذكر المهديّ وما ذكر من عدله فأطنب في ذلك فقال الرشيد : إنّي أحسبكم أنّكم تحسبون أن أبي المهديّ (١) حدّثني أبي عن أبيه ، عن جدّه ، عن ابن عباس :

عن أبيه العباس بن عبد المطّلب أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال له : يا عمّ يملك من ولدي اثنا عشر خليفة ، ثم يكون أمور كثيرة وشدّة عظيمة ، ثم يخرج المهدي من ولدي يصلح الله أمره في ليلة فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ويمكث في الأرض ما شاء الله ، ثم يخرج الدجال.

قال الطبرسي : هذا بعض ما جاء من الأخبار من طرق المخالفين ورواياتهم في النصّ على عدد الأئمة الاثنى عشر رضوان الله عليهم ، وإذا كانت الفرقة المخالفة قد نقلت كما نقلته الشيعة الإمامية ولم تنكر ما تضمّنه الخبر ، فهو أدلّ دليل على أن الله تعالى هو الذي سخّرهم ، لروايته إقامة لحجّته وإعلاء لكلمته ، وما هذا الأمر إلّا كالخارق للعادة والخارج عن الأمور المعتادة ، ولا يقدر عليه إلا الله سبحانه الذي يذلّل الصعب ويقلّب القلب ، ويسهّل العسير وهو على كل شيء قدير.

__________________

(١) لعلّ هذا هو الصواب ، أو الصواب : «إنّي أحسبكم أنّكم تحسبونه أنّه المهديّ ...». أو الصواب : «إني أحسبكم أنكم تحسبون أنّي المهديّ ...». وفي مخطوطة طهران من أصلي هكذا : «إني أحسبكم أنّه تحسبونه أني المهديّ ...». غير أن كلمة : «تحسبونه» كانت مهملة في الأصل.


[أحاديث أخر عن أبي سعيد الخدري في صفة المهديّ صلوات الله عليه وأنّه من أهل البيت عليهم‌السلام].

٥٨٠ ـ ٥٨٢ ـ أنبأني البدر محمد بن أبي الكرم [عبد الرزاق] بن أبي بكر ابن حيدر بروايته ، عن أمّ هانئ عفيفة بنت أبي بكر أحمد بن عبد الله الفارقانية إجازة.

وأخبرنا شيخنا الإمام أبو عمرو عثمان بن الموفّق بقراءتي عليه بإجازته ، عن عبد الحميد بن محمد بن إبراهيم ، قال : أخبرنا أبو العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن العطّار الهمداني ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد الأصفهاني ، قال : حدّثنا الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصفهاني ، قال : حدّثنا الإمام أبو محمد بن حيّان ، حدّثنا عباس عن مجاشع ، حدّثنا محمد بن أبي يعقوب ، حدّثنا عمرو بن عاصم ، حدّثنا ابن العوام ، عن قتادة ، عن أبي نضرة :

عن أبي سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّه قال : المهديّ منّا أهل البيت ، رجل من أمّتي أشمّ الأنف يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.

وبهذا الإسناد إلى أبي نعيم ، حدّثنا الوليد عن سعيد ، عن قتادة ، عن أبي نضرة أو عن أبي الصديق :

عن أبي سعيد الخدري أنّه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : المهديّ منّا ، أجلى الجبين أقنى الأنف (١).

__________________

(١) وقريبا منه رواه بسند آخر في ترجمة أحمد بن محمد بن الحسين من أخبار أصبهان : ج ١ ، ص ٨٣ قال :

حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا أحمد بن الحسين الأنصاري ، حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين ابن حفص ، حدثنا جدي الحسين ، حدثنا عكرمة بن إبراهيم ، عن مطر الوراق : عن أبي الصديق الناجي :

عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا تقوم الساعة حتى يستخلف رجل من أهل بيتي أجنأ أقنى يملأ الأرض عدلا كما ملئت قبل ذلك ظلما ويكون سبع سنين ..


وبهذا الإسناد إلى أبي نعيم ، حدّثنا خلف بن أحمد بن العباس الرامهرمزي في كتابه ، حدّثنا همّام بن محمد بن أيّوب ، حدّثنا طالوت بن عبّاد ، حدّثنا سويد بن إبراهيم ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبيه رضي‌الله‌عنه ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يبعث الله تعالى من عترتي رجلا أفرق الثنايا أعلا الجبهة ، يملأ الأرض عدلا ، يفيض المال فيضا.

[حديث آخر عن الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام في أن المهديّ عليه‌السلام من أهل البيت وأن الله تعالى يصلح أمره في ليلة].

٥٨٣ ـ أخبرني الشيخان : شرف الدين أبو الفضل أحمد بن هبة الله ابن عساكر الشافعي ، وبدر الدين أبو عليّ الحسن بن عليّ بن الخلال بقراءتي عليهما مفردين بدمشق المحروسة ، قلت لكل واحد منهما : أخبرك الشيخ الصالح أبو الحسن عليّ ابن أبي عبد الله بن المقير البغدادي إجازة؟ فأقرّ به ، قال : أنبأنا أبو الفطر محمد بن ناصر بن محمد بن عليّ الحافظ السلامي إذنا ، قال : أنبأنا أبو الحسن ابن المبارك ابن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي ، قال : أنبأنا أبو عليّ الحسن بن أحمد بن إبراهيم ابن الحسن بن محمد بن شاذان قراءة عليه في رجب سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة ، قال : أنبأنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله قراءة عليه في منزله بدرب الضفادع ، قال : حدّثنا عبد الملك بن محمد ، حدّثنا أبو نعيم (١) حدّثنا [أبو عمرو بن حمدان ، حدّثنا الحسن بن سفيان ، حدّثني ابن نمير ، حدّثنا أبي ، وأبو نعيم ، قالا : حدّثنا] ياسين العجلي وكان يجالسنا عند سفيان الثوري ، عن إبراهيم بن محمد بن الحنفية ، عن أبيه :

عن عليّ قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : المهديّ منّا أهل البيت يصلحه الله في ليلة.

__________________

(١) والظاهر أنه أحمد بن عبد الله الأصبهاني صاحب حلية الأولياء ، والحديث رواه في ترجمة إبراهيم بن محمد


__________________

ـ ابن الحنفية من أخبار أصبهان : ج ١ ، ص ١٧٠ ، وأيضا قال قبله :

حدثنا أبو بكر الطلحي ، حدثنا محمد بن عليّ العلوي ، حدثنا محمد بن عليّ بن خلف ، حدثنا حسن ابن صالح بن أبي الأسود ، عن محمد بن فضيل ، حدثني سالم بن أبي حفصة :

عن إبراهيم بن محمد بن الحنفية ، عن أبيه ، عن عليّ ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : المهديّ منّا أهل البيت يصلحه الله في ليلة.

ورواه أيضا أحمد بن حنبل في أوائل مسند عليّ عليه‌السلام تحت الرقم : (٦٤٥) من كتاب المسند : ج ١ ، ص ٨٠ ، وفي : ط ٢ : ج ٢ ص ٥٨ قال :

حدثنا فضل بن دكين ، حدثنا ياسين العجلي ، عن إبراهيم بن محمد بن الحنفية ، عن أبيه ، عن علي ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : المهديّ منّا أهل البيت يصلحه الله في ليلة.

وصحّحه أحمد محمد شاكر في تعليقه ، وقال : قال يحيى بن يمان : رأيت سفيان الثوري يسأل ياسين عن هذا الحديث. وقال ابن عديّ : هو معروف به.

وإبراهيم بن محمد بن الحنفية ، وثقه العجلي ، وابن حبّان ، وترجمه البخاري تحت الرقم : (...) من التاريخ الكبير في : ج ١ ، ص ٣١٧ وذكر [عنه] هذا الحديث.

والحديث رواه ابن ماجة تحت الرقم : (...) من كتاب ......... من سننه : ج ٢ ص ٣٦٩.

وأيضا رواه أحمد في أوائل مسند أمير المؤمنين عليه‌السلام تحت الرقم : (٧٧٣) من كتاب المسند : ج ١ ، ص ٩٩ ط ١ ، وفي ط ٢ : ج ٢ ص ١١٨ ، قال :

حدثنا حجّاج وأبو نعيم قالا : حدثنا فطر ، عن القاسم بن أبي بزّة ، عن أبي الطفيل ، قال حجّاج [قال] : سمعت عليا يقول :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لبعث الله عزوجل رجلا منّا يملأها عدلا كما ملئت جورا.

قال أبو نعيم : رجلا منّا [كذا] قال : وسمعته مرة يذكره عن حبيب ، عن أبي الطفيل ، عن عليّ ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أقول : ورواه البزار في مسند عليّ عليه‌السلام من مسنده : ج ١ / الورق ١٠٤ / ب / قال :

حدثنا يوسف بن موسى ، قال : أنبأنا أبو نعيم ، قال : أنبأنا فطر ، عن القاسم بن أبي بزّة ، عن أبي الطفيل ، عن عليّ : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملأها عدلا كما ملئت جورا.

ثم قال البزّار : وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عليّ بهذا اللفظ بإسناد أحسن من هذا الإسناد.


[حديث عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي حول المهديّ المنتظر صلوات الله عليه].

٥٨٤ ـ أخبرني العدل المقرئ محمد بن أبي القاسم بقراءتي عليه بالخان الجديد ظاهر باب السور بمدينة بغداد [في] الحادي والعشرين من شعبان سنة خمس وتسعين وستّ مائة ، قال : أنبأنا الشيخ عبد اللطيف بن محمد بن عليّ بن النبيطي إجازة إن لم يكن سماعا ، وشيخ الإسلام شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي قدّس الله روحه إجازة ، قال : أنبأنا الشيخ أبو زرعة طاهر بن محمد بن عليّ المقدسيّ ، قال شيخ الإسلام : سمعت عليه جميع سنن الإمام ابن ماجة رحمه‌الله ، قال : أنبأنا أبو منصور محمد بن الحسين بن أحمد المقوّمي إجازة إن لم يكن سماعا ـ وكان الشيخ أبو زرعة محقّقه سماعه [ولكن كان] يقرئ عليه كذلك احتياطا ـ قال : أخبرنا أبو طلحة القاسم بن أبي المنذر الخطيب ، قال : أنبأنا أبو الحسن عليّ بن إبراهيم بن سلمة ، قال : حدّثنا الإمام أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني رحمه‌الله (١) قال : حدّثنا حرملة بن يحيى المصري ، وإبراهيم بن سعيد الجوهري ، قالا : أنبأنا أبو صالح عبد الغفّار بن داوود الحرّاني ، حدّثنا ابن لهيعة ، عن أبي زرعة عمرو بن جابر الحضرمي :

عن عبد الله الحارث بن جزء الزبيدي ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يخرج ناس من المشرق فيوطئون للمهديّ ، يعني سلطانه.

__________________

(١) رواه في كتاب الفتن تحت الرقم : (٤٠٨٨) من سننه : ج ٢ ص ١٣٦٨.


[أحاديث جابر بن عبد الله الأنصاري والإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام وعبد الله بن عباس حول المهديّ المنتظر جعلنا الله فداه وأسعدنا بأيّامه المتشعشعة].

٥٨٥ ـ أخبرني الشيخ الصالح صدر الدين إبراهيم ابن الشيخ الإمام عماد الدين محمد ابن شيخ الإسلام شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي قدّس الله روحه العزيز ، قلت له : أخبرك الشيخ أبو الحسن عليّ بن عبد الله بن المعين البغدادي إجازة بروايته عن أبي الفضل محمد بن ناصر السلامي إجازة بروايته عن الحافظ أبي محمد الحسن بن أحمد السمرقندي إجازة ، قال : حدّثني الشيخ الإمام أبو بكر محمد بن أبي إسحاق إبراهيم بن يعقوب الكلاباذي البخاري رضي‌الله‌عنه ، حدّثني محمد بن الحسن بن عليّ ، قال : حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن أحمد ، قال : حدّثنا إسماعيل بن أبي أوكس ، قال : حدّثنا مالك بن البين ، قال : حدثنا محمد بن المنذر :

عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من أنكر خروج المهديّ فقد كفر بما أنزل على محمد ، ومن أنكر نزول عيسى فقد كفر ، ومن أنكر خروج الدجال فقد كفر ، فإن جبرئيل عليه‌السلام أخبرني بأن الله عزوجل يقول : من لم يؤمن بالقدر خيره وشرّه فليتّخذ ربّا غيري.

٥٨٦ ـ ٥٨٩ ـ أنبأني السيّد الإمام جمال الدين رضيّ الإسلام أحمد بن موسى ابن جعفر بن محمد الطاوسي الحسني رحمه‌الله ، قال : أنبأنا شيخ الشرف شمس الدين فخار بن معد الموسوي ، أخبرنا شاذان بن جبرائيل القمّي ، عن جعفر بن محمد الدوريستي ، عن أبيه ، عن الشيخ الفقيه أبي جعفر محمد بن عليّ بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمّي (١) قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور ـ رضي‌الله‌عنه ـ

__________________

(١) رواه في أول الباب : (٢٥) وهو باب ما أخبر به النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من وقوع الغيبة من كتاب إكمال الدين : ج ١ ، ص ٥٨٦ ، وفي ط ١ ، ص ١٦٧ ، وما وضعناه بين المعقوفات مأخوذ منه.


قال : حدّثنا الحسين بن [محمد بن] عامر ، عن عمّه عبد الله بن عامر ، عن محمد ابن أبي عمير ، عن أبي جميلة المفضل بن صالح [عن جابر بن يزيد الجعفي] :

عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : المهديّ من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي أشبه الناس بي خلقا وخلقا ، تكون له غيبة وحيرة يضلّ فيها الأمم (١) ثمّ يقبل كالشهاب الثاقب يملؤها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما.

[وبالإسناد المتقدم] إلى ابن بابويه (٢) قال : حدّثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطّار النيسابوري [قال : حدّثنا عليّ بن محمد بن قتيبة النيسابوري ، قال : حدّثنا حمدان بن سليمان النيسابوري] عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن صالح ابن عقبة ، عن أبيه ، عن أبي جعفر محمد بن عليّ الباقر ، عن أبيه سيّد العابدين عليّ بن الحسين ، عن أبيه سيّد الشهداء الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، عن أبيه سيّد الأوصياء أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضوان الله عليهم أجمعين ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : المهديّ من ولدي تكون له غيبة وحيرة تضلّ فيها الأمم ، يأتي بذخيرة الأنبياء (٣) عليهم‌السلام فيملأها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما.

وبهذا الإسناد [الذي مرّ آنفا] عن أمير المؤمنين عليه‌السلام والإكرام قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أفضل العبادة انتظار الفرج.

وبالإسناد [المتقدّم] إلى ابن بابويه [قال :] حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكّل رحمه‌الله ، قال : حدّثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، قال : حدّثنا محمد بن إسماعيل ، عن عليّ بن عثمان ، عن محمد بن الفرات ، عن ثابت بن دينار ، عن سعيد ابن جبير :

عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنّ عليّ بن أبي طالب

__________________

(١) كذا في مخطوطة طهران من فرائد السمطين ، وفي الطبعة القديمة من كتاب إكمال الدين : «تكون به غيبة وحيرة تضلّ فيها الأمم ...».

(٢) رواه مع التوالي في الحديث : (٥) وتواليه من الباب : (٢٥) من كتاب إكمال الدين : ج ١ ، ص ٢٨٧ ، وما وضعناه بين المعقوفات مأخوذ منه ، وأيضا كان في أصلي تصحيفات صحّحناها عليه.

(٣) كذا في الأصل الحاكي والمحكي عنه.


إمام أمّتي وخليفتي عليها من بعدي ومن ولده القائم المنتظر الذي يملأ الله به الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا. والذي بعثني بالحق بشيرا إن الثابتين على القول [به] في زمان غيبته لأعز من الكبريت الأحمر.

فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري فقال : يا رسول الله وللقائم من ولدك غيبة قال : إي وربيّ ليمحّص الله [به] الذين آمنوا ويمحق الكافرين.

يا جابر إن هذا الأمر من أمر الله ، وسرّ من سرّ الله ، علمه مطويّ عن عباده (١) فإيّاك والشكّ فيه فإن الشكّ في أمر الله كفر.

[ما ورد عن الإمام الرضا عليّ بن موسى عليهما‌السلام في البشارة بظهور المهديّ المنتظر وإشراق الدنيا بنوره وسعادة العالمين في أيّامه الميمونة].

٥٩٠ ـ أخبرنا السيّد الإمام المعظّم العالم بقيّة السلف الصالح شرف الدين أبو جعفر الأشرف بن محمد بن جعفر الحسيني المدائني النحوي اللّغوي ببغداد بمسجد المختارة سنة خمس وتسعين وستّ مائة ، قال : أخبرنا الإمام منتجب الدين علي ابن عبيد الله بن الحسين بن بابويه القمّي ثمّ الرازي ، عن السيّد أبي محمد شمس الشرف ابن عليّ بن عبد الله الحسيني السيلقي ، عن الشيخ المؤيّد أبي محمد عبد الرحمن ابن أحمد بن الحسين النيسابوري الخزاعي ، عن الشيخ أبي المفضّل محمد بن الحسين ابن سعيد القمّي المجاور ببغداد إجازة عن الشيخ عليّ بن محمد بن عليّ الخزّاز صاحب الكفاية ، عن أبي جعفر محمد بن عليّ بن بابويه (٢) حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ، حدّثنا عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عليّ بن سعيد ، عن الحسين بن خالد ، قال :

قال عليّ بن موسى الرضا عليهما‌السلام : لا دين لمن لا ورع له ، ولا إيمان لمن لا تقيّة له ، وإن أكرمكم عند الله أتقاكم أي أعملكم بالتقيّة.

__________________

(١) الظاهر أن هذا هو الصواب ، وفي أصلي : «عليه مطوية» وفي كتاب إكمال الدين : «مطوي عن عباد الله».

(٢) رواه مع الحديث التالي في الحديث : (٥) وتاليه من الباب : (٣٥) من كتاب إكمال الدين : ج ٢ ص ٣٧١.


فقيل : إلى متى يا ابن رسول الله؟ قال : إلى يوم الوقت المعلوم وهو يوم خروج قائمنا ، فمن ترك التقيّة قبل خروج قائمنا فليس منّا.

فقيل له : يا ابن رسول الله ومن القائم منكم أهل البيت؟ قال : الرابع من ولدي ابن سيّدة الإماء يطهّر الله به الأرض من كل جور ، ويقدّسها من كل ظلم ، وهو الذي يشكّ الناس في ولادته ، وهو صاحب الغيبة قبل خروجه ، فإذا خرج أشرقت الأرض بنوره ، ووضع ميزان العدل بين الناس فلا يظلم أحد أحدا.

وهو الذي تطوى له الأرض ولا يكون له ظلّ. وهو الذي ينادي مناد من السماء يسمعه الله جميع أهل الأرض بالدعاء إليه ، يقول ؛ ألا إنّ حجّة الله قد ظهر عند بيت الله فاتّبعوه فإنّ الحقّ فيه ومعه ، وهو قول الله عزوجل : (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) [٤ / الشعراء : ٢٦].

٥٩١ ـ [وبالسند المتقدم عن محمد بن عليّ بن بابويه قال :] حدّثنا أحمد ابن زياد ـ وعنه حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ـ حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن عبد السلام بن صالح الهروي ، قال :

سمعت دعبل بن عليّ الخزاعي يقول أنشدت مولاي الرضا عليه‌السلام قصيدتي التي أوّلها :

مدارس آيات خلت من تلاوة فلما انتهيت إلى قولي :

خروج إمام لا محالة خارج

يقوم على اسم الله والبركات

يميّز فينا كل حقّ وباطل

ويجزي على النعماء والنقمات

بكى [الإمام] الرضا عليه‌السلام بكاء شديدا ثم رفع رأسه إليّ فقال : يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين ، فهل تدري من هذا الإمام؟ ومتى يقوم؟ قلت : لا يا مولاي إلّا أنّي سمعت بخروج إمام منكم يطهّر الأرض من الفساد ويملأها عدلا ، فقال : يا دعبل الإمام بعدي محمد ابني وبعد محمد ابنه عليّ ، وبعد عليّ


ابنه الحسن ، وبعد الحسن ابنه الحجّة القائم المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره [و] لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يخرج فيملأها عدلا كما ملئت جورا.

وأمّا متى؟ فإخبار عن الوقت ، فقد حدّثني أبي عن جدّي عن أبيه ، عن آبائه عن عليّ عليه‌السلام [أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم] (١) قيل له : متى يخرج القائم من ذرّيّتك؟ فقال : مثله كمثل الساعة لا يجليها لوقتها إلا هو (٢) ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلّا بغتة» [١٨٧ / الأعراف : ٧] (٣).

[أحاديث أخر عن حبر الأمّة عبد الله بن العبّاس حول الإمام المهديّ صلوات الله وسلامه عليه.]

٥٩٢ ـ أخبرنا شيخنا العلامة أبو عمرو عثمان بن الموفّق رحمه‌الله بقراءتي عليه بأسفرايين ـ ليلة السبت الرابع والعشرين من صفر سنة أربع وستين وستّ مائة ـ قلت له : أخبرك الإمام مجد الدين عبد الحميد بن محمد بن إبراهيم الخوارزمي إجازة فأقرّ به ، قال : أنبأنا الإمام الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن العطّار المقرئ الهمذاني رحمه‌الله ، قال : أنبأنا المقرئ أبو عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد الأصفهاني.

وأنبأني جماعة من المشايخ منهم المقرئ كمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن محمد بن وريدة المكبّر أبوه بجامع القصر الشريف ببغداد ، وشمس الدين يوسف بن محمد بن عليّ بن سرور الوكيل ، بروايتهما عن الشيخ أبي حفص

__________________

(١) ما بين المعقوفين قد سقط من أصلي ، وأخذناه من كتاب عيون الأخبار ، وإكمال الدين.

(٢) هذا هو الظاهر الموافق للباب : (٦٦) من كتاب عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ج ٢ ص ٢٧١ ، وفي أصلي : «ألا هو عزوجل». وفي أكثر نسخ كتاب إكمال الدين : «إلّا الله عزوجل ...».

(٣) وهذا هو الحديث : (٣٥) من الباب : (٦٦) من كتاب عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ج ٢ ص ٢٧١.


عمر بن محمد بن معمّر بن طبرزد إجازة ، والشيخان عزّ الدين عبد العزيز بن عبد المنعم بن عليّ بن نصر الحواي كتابة ، ومحي الدين عبد المحيي بن أحمد بن أحمد ابن أبي البركات الحربي ، بروايتهما عن أبي الفرج محمد بن هبة الله بن كامل الوكيل إجازة ، قال : أخبرنا أبو القاسم زاهر بن أبي عبد الرحمن طاهر بن محمد الشحامي إجازة ، قال : أنبأنا إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن الإمام أبي محمد عبد الله ابن يوسف الجويني رحمهم‌الله إجازة ، قال : حدّثنا أبو بكر محمد بن عليّ بن خشيش ، حدّثنا محمد بن هارون بن عيسى ، حدّثنا ابن بشير الدمشقي ، حدّثنا عبد الله بن معاذ ، حدّثنا خالد بن يزيد القسري (١) أن محمد بن إبراهيم الإمام حدّثه ، أنّ أبا جعفر المنصور أمير المؤمنين ، حدّثه عن أبيه ، عن جدّه :

عن عبد الله بن العباس رضي‌الله‌عنه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لن تهلك أمة أنا أولها وعيسى بن مريم في آخرها والمهديّ في وسطها (٢).

[و] روى هذا الحديث الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيّع الحافظ رحمه‌الله في تاريخ نيسابور من تصنيفه.

٥٩٣ ـ أخبرني الشيخان تاج الدين محمد بن محمود بن أبي القاسم السديدي ، وتاج الدين أبو طالب ابن أنجب بن عبد الله رحمهما‌الله إجازة ، قالا : أنبأنا الشيخ مجد الدين أبو سعد عبد الله بن الصفّار النيسابوري كتابة ، أنبأنا جدّي لأمي أبو نصر

__________________

(١) لعلّ هذا هو الصواب ، وفي أصلي : «خالد بن يزيد القشيري» ..

والحديث رواه أيضا ابن المغازلي تحت الرقم : (٤٤٨) من مناقبه ص ٣٩٥ ، قال :

أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان البزاز قراءة علينا من لفظه ـ في جامع واسط سنة خمس وثلاثين وأربع مائة ـ : حدثنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن موسى النصيبي ، حدثنا حميد بن مسبّح ، حدثنا أبو الطيّب أحمد بن عبيد الله الدارمي بأنطاكية ، حدثنا يمان بن سعيد ، حدثنا خالد بن يزيد البجلي ، عن محمد بن إبراهيم الهاشمي ، عن أبي جعفر [المنصور] عن أبيه ، عن ابن عباس ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : كيف تهلك أمّة أنا في أوّلها وعيسى بن مريم في آخرها والمهديّ من ولدي في وسطها.

ورواه في هامشه عن الباب : (١٢) من كتاب البيان للكنجي الشافعي نقلا عن أبي نعيم في كتاب أخبار المهديّ وعن كنز العمال : ج ٧ ص ١٨٧ ، وفي : ج ٨ ص ٢١٨ وعن منتخب كنز العمال ، بهامش مسند أحمد : ج ٦ ص ٣٠.

(٢) وليتثبّت أعزّة القراء في هذا الحديث وما هو بسياقه مما جعل المهديّ وسطا وعيسى آخرا فإنّي لم أكن متمكّنا حين تحقيق ما هاهنا من بذل وسعي وجهدي حول تحقيق هذا المقام.

٥٩٣ ـ والحديث رواه أيضا ابن عساكر في ترجمة احمد بن محمد بن عبيد الله من تاريخ دمشق : ج ٢ ص ١٩٢ ـ وفي تهذيبه : ج ٢ ص ٦٢ ـ قال : ـ


عبد الرحيم بن الاستاذ أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري رحمة الله عليهم إجازة ، أنبأنا الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ البيهقي ، أنبأنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيّع ، قال : أنبأنا أبو زكريا العنبري ، حدّثنا محمد بن عميد ، قرأت على الحسن بن جرير الصوري ، عن عليّ بن هاشم ، أنبأنا خالد بن يزيد ، حدّثنا محمد بن إبراهيم :

أنّ أمير المؤمنين المهديّ حدّثه ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : كيف تهلك أمّة أنا في أوّلها وعيسى في آخرها والمهديّ من أهل بيتي في وسطها.

__________________

ـ كتب إليّ أبو طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي ـ وحدثنا أبو طاهر إبراهيم بن الحسن الفقيه عنه ـ أنبأنا أبو القاسم عليّ بن المحسن بن علي التنوخي ، أنبأنا أبو الحسين محمد بن المظفّر بن موسى بن لفظه ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبيد الله الدمشقي ، أخبرني طاهر بن عليّ ، أنبأنا عليّ بن هاشم ، أنبأنا ابن الهيثم ، أنبأنا محمد بن إبراهيم أن أمير المؤمنين أبا جعفر حدثه ، عن أبيه عن ابن عباس [قال] :

إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : كيف تهلك أمّة أنا في أولها وعيسى في آخرها ، والمهديّ في وسطها.


[أبيات لأمير المؤمنين عليه‌السلام في التوصية بالصبر وانتظار الفرج ، وعدم اليأس وقطع الرجاء من هجوم المكاره واستيطان المصائب في فناء المؤمنين].

٥٩٤ ـ أنبأني الشيخ المسند أبو عليّ الحسن بن عليّ بن أبي بكر ابن يونس بن الخلال ـ أحلّه الله تعالى في دار الجلال أرفع المحال وأوسع المجال ـ كتابة وشفاها بمحروسة دمشق سقاها الله صوب صونه وحماها ، وبفضله وعونه حرسها وتولّاها في شهور سنة خمس وتسعين وستّ مائة ، قال : أنبأنا الشيخ الثقة أبو طالب عقيل بن نصر بن عقيل الصوفي سماعا عليه بقراءة أحمد بن محمود الجوهري في شعبان سنة تسع وثلاثين وستّ مائة ، قال : أنبأنا الشيخ أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي سماعا عليه ، أنبأنا أبو عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد قراءة عليه وأنا حاضر أسمع ، أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصفهاني رحمه‌الله ، قال : حدّثنا أبو الحسن أحمد بن القاسم [بن] الريان المصري المعروف باللكي (١) بالبصرة في نهر دبيس قراءة عليه في صفر سنة سبع وخمسين وثلاث مائة ، فأقرّ به ، قال : حدّثنا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم [بن] نبيط بن شريط أبو جعفر [الأشجعي]

__________________

(١) ورواه أيضا الخطيب البغدادي بسنده عنه.

كما رواه عنه ابن عساكر في الحديث : (١٣١٢) من ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ٣ ص ٢٤٦ ط ١ ، قال :

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا أبو الحسن عليّ بن يحيى بن جعفر بن عبد كوبة ، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن القاسم بن الريّان المصري ...

وما وضعناه بين المعقوفين مأخوذ منه.

والحديث رواه أيضا قرة بن إياس الصحابي المترجم في كتاب الإصابة : ج ٣ ص ١٣٢.

كما رواه بسنده عنه أبو نعيم الأصبهاني في ترجمة قحذم من أخبار أصبهان : ج ٢ ص ١٦٥ ، قال :

حدثنا محمد بن الفضل بن قديد ، حدثنا الحسن بن يوسف بن سعيد المصري ، حدثنا محمد بن يحيى ابن المطر المخرمي ، حدثنا داوود بن المجبّر بن قحذم ، عن أبيه قحذم بن سليمان :

عن معاوية بن قرّة ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لتملأنّ الأرض جورا وظلما فإذا ملئت جورا وظلما بعث الله رجلا مني اسمه اسمي فيملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.


بمصر سنة اثنين وسبعين ومأتين ، قال :

حدّثني أبي إسحاق بن إبراهيم بن نبيط [عن أبيه] عن جدّه نبيط بن شريط ، قال : قال عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام :

إذا اشتملت على الياس القلوب

وضاق بما به الصدر الرحيب

وأوطنت المكاره واطمأنت

وأرست في أماكنها الخطوب

ولم ير لانكشاف الضرّ وجه

ولا أغنى بحيلته الأريب

أتاك على قنوط منك غوث

يجيء به القريب المستجيب

وكل الحادثات إذا تناهت

فموصول به الفرج القريب

[قال المؤلّف :] وافق ختم هذا الكتاب بحمد الله الملك الوهّاب في ذكر الفرج المنتظر في جميع الأبواب ، والغوث المرجوّ لانكشاف الغموم ، وانقشاع ضباب الأوصاب والأنصاب في الدنيا ويوم الحساب.

ونجز الفراغ من نظم هذه الفرائد في سلك الانتخاب وكتبه وتحريره بعون الله تعالى وحسن تيسيره في شهر الله الأصبّ رجب سنة ستّ عشرة وسبع مائة.

[وقد حصل الفراغ من تأليفه في التاريخ المذكور] لعبد الله الفقير إلى رحمته إبراهيم بن محمد بن المؤيّد الحمّوئي عفى الله عنه ورضي عن سلفه ، وهو يقول :

أحمدك اللهمّ يا مفرّج الكروب ؛ ومفرّح القلوب ـ ومروّح السرائر ومنوّر الضمائر ، وكاشف الدواهي العظام ، وغافر المطمّرات من الجوايز والآثام (١) في الدنيا ودار السلام بولاية محمد وآله الكرام عليه وعليهم الصلاة والسلام ما ذرّ بارق وسحّ غمام ، وناح قمريّ وهدل حمام ـ على توفيقك لهذا العبد الضعيف ـ الخائض في لجج الطغيان والخابط في ورطات الجهالة ؛ السائح في مهامه الخسارة وبيد الجسارة على سنح الضلالة (٢) ـ لاستخراج درر هذه الفضائل من قاموس الأخبار ، ورصفها في سمط الأبيات (٣).

وأشكرك [اللهم] على هذه النعمة التي خصّصتني بها منّا منك وفضلا ، فإن

__________________

(١) كذا في أصلي من مخطوطة طهران. والمطمّرات : المطويّات والمدفونات.

(٢) بيد ـ على ون عيد ـ : جمع البيداء : الفلاة من الأرض. وتجمع أيضا على بيداوات.

والسنح ـ كرمح ـ : وسط الشيء. وهاهنا رسم الخط من أصلي كان غامضا.

(٣) قاموس الأخبار : بحرها وأجواؤها المتّسعة. والرصف ـ كوصف ـ : تنظيم الشيء وضمّ بعضه إلى بعضه الآخر. والسمط ـ كحبر ـ : السلك أو الخيط ما دام اللؤلؤ منتظما فيه.


[منك] جميع الآلاء والمنح والهبات.

فروّ اللهمّ ما غرست في قلوبنا من محبة عبادك المعصومين وأئمتنا الطاهرين بسحائب المزيد (١) وأجزنا بشفاعتهم على الصراط الممدود ، وأجرنا بولايتهم من عذاب السعير ؛ وهول يوم الوعيد بلطفك الموعود ، وأظلّنا يوم العرض الأكبر تحت لوائهم المعقود ؛ وأوردنا ببركتهم ويمن دلالتهم حوض نبيّك المصطفى ـ محمد صاحب المقام المحمود صلواتك عليه وعلى آله ـ الكوثر المورود ، وأحينا على متابعتهم ، وأمتنا على محبّتهم وآنسنا في القبر بولايتهم ، واحشرنا بفضلك في زمرتهم وابسط علينا يوم القيامة ظلّ رايتهم. وأدخلنا بشفاعتهم مدخل صدق إنّك حميد مجيد ، واعف عنّا بكرمك تكريما لولايتهم [فإنك رحيم ودود (٢).]

يا ربّ سهّل زياراتي مشاهدهم

فإن روحي تهوى ذلك الطّينا

يا ربّ صيّر حياتي في محبّتهم

ومحشري معهم آمين آمينا

والحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام علي خير خلقه محمد وآله ومظهر حقّه محمد وأهل بيته الطيّبين الطاهرين أجمعين (٣)

__________________

(١) السحائب : جمع سحابة : الغيم.

(٢) بين قوله : «لولايتهم». وقوله : «فإنك رحيم ودود» كان في نسخة طهران بياض بقدر ثمانية كلمات قريبا.

(٣) قال كاتب النسخة ومحقّقها : وأنا فرغت من إكمال استنساخ السمط الثاني هذا ـ بعد ما افتقدت تقريبا من عشره مما كتبته في سنة : (١٣٩٧) ـ في أيام وليال آخرها ليلة الإثنين الخامس من شهر رمضان المبارك من العام : (١٣٩٩) في بيتي في بلدة «قمّ» المقدّسة حماها الله وجميع عواصم المؤمنين من الزلازل والقلاقل بحقّ محمد وآله الطيّبين الطاهرين.

وقد تصدّينا لنشره وطبعه في العام الثاني من سنة الفتح والانتصار في أوائل شهر صفر المظفّر من العام : (١٤٠٠) الهجري ، وفرغنا من إكمال الطباعة في أواخر شهر جمادى الأولى من العام .. فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله.



الفهارس



فهرس مشايخ المصنف الذين روى عنهم في هذا الكتاب

حرف الألف

١ ـ إبراهيم بن إسماعيل الحنفي الدرجي.

روى عنه المصنف في الحديث : (١٧٠) في الباب : (٢٥) في ج ١ ، ص ١٤٣ ، ط ٢ ، وفي الحديث : (١٥٤) في الباب : (٤٠) ص ١٩٦ ، وفي (٢٨١) في الباب : (٢٨١) في الباب : (٦٦) ص ٣٥٥.

وأيضا روى عنه في السمط الثاني في الحديث : (٥٧٥) في الباب : (٦١) ص ٣٢٣.

٢ ـ إبراهيم بن عمر بن محمد الحسني المدني.

روى عنه المصنف في الحديث : (١٢٠) في الباب : (٣٢) في ج ١ ، ص ١٥٨ ، ط ٢.

٣ ـ إبراهيم بن محمد الطاوسي القزويني.

روى عنه المصنف في السمط الأول في آخر الباب : (٧٠) بعد الحديث : (٣٥٥) في : ج ١ ، ص ٤٢٧ ، ط ٢.

٤ ـ إبراهيم بن محمد بن عمر بن محمد بن عبد الله السهروردي.

روى عنه المصنف في الحديث : (٣١٤) في الباب : (٧٠) من ج ١ ، ص ٣٨٢ ط ٢.

وأيضا روى عنه في السمط الثاني في الحديث : (٣٨١)


في الباب : (١٠) في ج ٢ ص ٤٩ ط ١ ، وفي (٣٨٧) في الباب : (١٤) ص ٦١ ، وفي (٥٨٥) في الباب : (٦١) ص ٣٣٢.

٥ ـ أبو الحسن ابن يحيى بن الحسين.

روى عنه المصنف في السمط الأول في الحديث : (١٣٨) في الباب : (٧٠) في ج ١ ، ص ٣٨٥ ط ٢

٦ ـ أبو الخير ابن أبي الثناء ابن مودود الحنفي.

روى عنه المصنف في السمط الأول في الحديث : (١٣٨) في الباب : (٣٦) في ج ١ ، ص ١٧٦ ، ط ٢ ، وفي الحديث : (٣٣١) في الباب : (٧٠) ص ٣٩٤ ط ٢.

وفي السمط الثاني في الحديث : (٣٨٤) في الباب : (١٢) في ج ٢ ص ٥٦ ط ١.

٧ ـ أبو الفضل ابن أبي الثناء ابن مودود بن محمود بن عبد الله بن محمود الحنفي.

روى عنه المصنف في الحديث : (٢٥٤) في الباب : (٥٩) في ج ١ ، ص ٣٢٥ ط ٢ ، وفي الحديث : (٢٨٧) في الباب : (٦٧) في ص ٣٦١.

وأيضا روى عنه المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٣٨٤) في الباب : (١٢) في ج ٢ ص ٥٦ ط ١.

٨ ـ أحمد بن أبي الفضائل ابن أبي المجد ابن أبي المعالي الدغميسي.

روى عنه المصنف في الحديث : (١٠٢) في أول الباب : (٢٤) في ج ١ ، ص ١٣٩ ، ط ٢ ، وفي الحديث : (١٨٧) في الباب : (٤٧) في ج ١ ، ص ٢٤٢ ط ٢.

٩ ـ أحمد بن إبراهيم بن عمر الفاروقي.

روى عنه المصنف في الحديث : (٦٥) في الباب : (١٨) من السمط الأول في ج ١ ، ص ٩٦ ط ٢ ، وفي الحديث :


(٨٣) في الباب : (٢١) في : ج ١ ، ص ١١٨ ، وفي (٩٥) في الباب : (٢٢) ص ١٣٣ ، وفي الحديث : (١٤١ ـ ١٤٢) في الباب : (٣٦) ص ١٧٨ ، وفي الحديث : (١٨٠) في الباب : (٤٥) ص ٢٣٣ ، وفي الحديث : (٢٠٦) في الباب : (٥١) ص ٢٦٤ ، وفي الحديث : (٢٩٠) و (٢٩١) في الباب : (٦٧) ص ٣٦٣ و ٣٦٤ ، وفي (٣١٢) في أول الباب : (٧٠) في ج ١ ، ص ٣٨١ ط ٢ ..

وروى عنه في السمط الثاني في الحديث : (٣٦١) في الباب : (٣) في : ج ٢ ص ١٦ ، ط ١ ، وفي : (٥٥٣) في الباب : (٦١) ص ٢٩٣ ، وفي (٥٥٥)

وفي : (٥٥٦) في الباب : (٦١) ص ٢٩٧ وص ٢٩٨.

١٠ ـ أحمد بن شيبان بن ثعلب الدمشقي.

روى عنه المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٣٨٦) في الباب : (١٣) في ج ٢ ص ٦٠ ط ١.

١١ ـ أحمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي المقدسي.

روى عنه المصنف في الحديث : (١٥٥) في الباب : (٤٠) من السمط الأول : ج ١ ، ص ١٩٩ ، ط ٢.

١٢ ـ أحمد بن عبد الرحمن بن عمر السرماحي المالكي.

روى عنه المصنف في الحديث : (٧١) في الباب : (١٩) في : ج ١ ، ص ١٠٢ ، ط ٢ ، وفي الحديث : (٧٧) في الباب : (٢٠) من السمط الأول : ج ١ ، ص ١٠٩ ، ط ٢ وفي الحديث : (١٩١) في الباب : (٤٨) في : ج ١ ، ص ٢٥١.

١٣ ـ أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر الطبري المكي.

روى عنه المصنف في الحديث الثالث من فاتحة السمط الأول في ج ١ ، ص ٢٦ ط ٢.


وأيضا روى عنه المصنف في الحديث : (٣٧٤) في الباب التاسع من السمط الثاني في ج ٢ ص ٤٠ ، وفي (٣٨١) في الباب : (١٠) في ج ٢ ص ٤٩.

١٤ ـ أحمد بن عبد المنعم بن أبي الغنائم الطاوسي.

روى عنه المصنف في الحديث : (٩٢) في الباب : (٢٢) من السمط الأول في ج ١ ، ص ١٣١ ، ط ٢.

١٥ ـ أحمد بن عبد الواحد الشيخ أبو الحسن (١).

روى عنه المصنف في الحديث : (٢٥٧) في أول الباب : (٦١) في ج ١ ، ص ٣٣١ ط ٢.

١٦ ـ أحمد بن محمد بن الحسين بن سليم أبو الفضل.

روى عنه المصنف في الحديث : (٢٨٢) في الباب : (٦٦) من السمط الأول : ج ١ ، ص ٣٥٦.

١٧ ـ أحمد بن محمد بن سعد بن عبد الله المقدسي.

روى عنه المصنف في الحديث : (٦٣ و ٦٩) في الباب : (١٨ ـ ١٩) من السمط الأول : ج ١ ، ص ٩٤ و ١٠٠ ، ط ٢ ، وفي الحديث : (١٢٧) في الباب. (٣٤) في ص ١٦٥.

١٨ ـ أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المالكي.

روى عنه المصنف في السمط : (٢) في الحديث : (٣٨٥) في ج ٢ ص ٥٨ ط ١ ،

١٩ ـ أحمد بن محمد بن عبد العزيز القارئ.

روى عنه المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٣٩٩) في الباب : (١٧) في ج ٢ ص ٧٧ ط ١.

٢٠ ـ أحمد بن محمد بن عثمان بن مكي الواعظ المصري.

روى عنه المصنف في الحديث : (٣٨١) في الباب : (١٠) من السمط الثاني في ج ٢ ص ٤٩.


٢١ ـ أحمد بن محمد بن محمد بن مذكويه القزويني.

روى عنه المصنف في الحديث : (٤) من فاتحة السمط الأول في ج ١ ، ص ٢٨ ط ٢ ، وفي الحديث : (١) من الباب : (١) ص ٣٦ ، وفي الحديث : (٦٧) في الباب : (١٩) ص ٩٨ ، وفي الحديث : (١٣٣) في الباب : (٣٥) ص ١٧٣ ، وفي الحديث : (١٤٩) في الباب : (٣٩) ص ١٨٧ ، وفي الحديث : (٣٠٢) في الباب : (٦٨) ص ٣٧١ ، وفي الحديث : (٣٥١) في الباب : (٧٠) ص ٤٢٠.

وأيضا روى عنه المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٣٨٤) في الباب : (١٢) في ج ٢ ص ٥٧ ط ١ ، وفي (٤٠٨) في الباب : (٢١) ص ٩٥ ، وفي (٤٥١) في الباب : (٣٧) ص ١٦١.

٢٢ ـ أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الجبّار البكراني الأبهري.

روى عنه المصنف في الحديث : (٢٣٣) في الباب : (٥٥) من السمط الأول في ج ١ ، ص ٢٩٥ ط ٢ ، وفي (٢٩٦) في الباب : (٦٨) ص ٣٦٨.

وأيضا روى عنه المصنف في الحديث : (٣٥٦) في الباب الأول من السمط (٢) : ج ٢ ص ٩ وفي الحديث : (٣٦٢) في الباب : (٣) ص ١٨. وفي (٣٧٥) في الباب التاسع في ج ٢ ص ٤١ وفي (٥٤٢) في الباب (٥٦) ص ٢٧٦.

٢٣ ـ أحمد بن موسى بن جعفر بن طاوس الحسني.

روى عنه المصنف في الحديث : (٢٤٨) في الباب : (٥٧) من السمط الأول في ج ١ ، ص ٣٠٩ ط ٢.

وأيضا روى عنه المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٤٣٢) في الباب : (٣٢) في ج ٢ ص ١٣٥ ، ط ١ ،


وفي (٥١٧) في الباب : (٤٧) ص ٢٤١ ، وفي (٥٢١) في الباب : (٤٨) ص ٢٥٠ ، وفي (٥٨٦) في الباب : (٦١) ص ٣٣٢.

٢٤ ـ أحمد بن نور الدين بن أبي عبد الله محمد بن أميرة بن دحوان القزويني.

روى عنه المصنف في الحديث : (١٠٥) في الباب : (٢٥) من السمط الأول في ج ١ ، ص ١٤٢ ، ط ٢ ، وفي الحديث : (٣١٦) في الباب : (٧٠) في ج ١ ، ص ٣٨٤.

٢٥ ـ أحمد بن هبة الله بن أحمد بن محمد بن الحسن بن عساكر أبو الفضل.

روى عنه المصنف في الحديث : (٩) من فاتحة السمط الأول في ج ١ ، ص ٣٣ ط ٢ ، وفي الحديث : (٤٣) في الباب : (١٢) في ص ٧٦ ، وفي : (٦٦) في الباب : (١٦) في ص ٨٧. وفي (٧٥) في الباب : (١٩) في ص ١٠٥ ، وفي (١٤٦) في الباب : (٣٧) ص ١٨٣ ، وفي (١٩٤) في الباب : (٤٨) ص ٢٥١ ، وفي (٢٠٧) ، في الباب : (٥٢) ص ٢٦٥ ، وفي (٢٤٦) في الباب : (٥٧) ص ٣٠٧ ، وفي (٢٥٣) في الباب : (٥٩) ص ٣٢٥.

وأيضا روى عنه المصنف في الحديث : (٣٥٦) في الباب الأول من السمط الثاني : ج ٢ ص ٩ ط ١ ، وفي (٣٧٨) في الباب : (١٠) في ج ٢ ص ٤٥ ، وفي (٣٨٢) في الباب : (١٠) في ج ٢ ص ٥٠. وفي (٣٨٤) في أول الباب : (١٢) في ج ٢ ص ٥٦ ، وفي (٣٨٨) في الباب : (١٤) في ج ٢ ص ٦٢ ، وفي (٤٠٧) في الباب : (٢٠) ص ٩٣ ، وفي (٤١٢) في الباب : (٢٣) ص ١٠٢ ، وفي (٥٢٤) في الباب : (٤٩) ص ٢٥٣ ، وفي (٥٣٣)


في الباب : (٥٢) ص ٢٦٣ ، وفي (٥٤٣) في الباب : (٥٦) ص ١٧٧ ، وفي (٥٨٣) في الباب : (٦١) ص ٣٢٩.

٢٦ ـ أحمد بن يحيي بن الحسين بن عبد الكريم.

روى عنه المصنف في الحديث : (٣٥١) في الباب : (٧٠) في ج ١ ، ص ٤٢٠ ط ٢.

٢٧ ـ اسكندر بن سعد بن أحمد بن محمد الطاوسي القزويني أبو الغنائم.

روى عنه المصنف في الحديث : (١٣٢) في الباب : (٣٥) من السمط الأول في ج ١ ، ص ١٧٢ ، ط ٢ ، وفي الحديث : (٢٨١) في الباب : (٦٦) ص ٣٥٥ ، وفي (٣٥١) في الباب : (٧٠) ص ٤٢٠.

وأيضا روى عنه المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٥٧٥) في الباب : (٦١) ص ٣٢٣.

٢٨ ـ إسماعيل بن أبي عبد الله ابن حمّاد أبو الفضل العسقلاني.

روى عنه المصنف في الحديث : (٣٦) في الباب : (١٠) من السمط الأول في ج ١ ، ص ٦٩ ط ٢ ، وفي الحديث : (٢٣٦) في الباب : (٥٥) ص ٢٩٨.

وأيضا روى عنه في السمط الثاني في الحديث : (٤٩١) في الباب : (٤٢) في ج ٢ ص ٢١٥ ط ١.

٢٩ ـ أشرف بن محمد بن جعفر الحسيني المدائني النحوي اللغوي.

روى عنه المصنف في الحديث : (٧٠) في الباب : (١٩) من السمط الأول في ج ١ ، ص ١١٠ ، ط ٢ وفي الحديث : (٢٤٧) في الباب : (٥٧) ص ٣٠٨.

وأيضا روى عنه المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٥٩٠) في الباب : (٦١) في : ج ٢ ص ٣٣٤.


حرف التاء

٣٠ ـ تميم بن عليّ بن أحمد الخطيب.

روى عنه المصنف في الحديث : (١٦٤) في الباب : (٤١) من السمط الأول في ج ١ ، ص ٢٠٩ ط ٢.

حرف الجيم

٣١ ـ جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد الحليّ أبو القاسم.

روى عنه المصنف في الحديث : (٢٨٠) في الباب : (٦٦) من السمط الأول : ج ١ ص ٣٥٤ ط ٢.

وأيضا روى عنه المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٤٣٢) في الباب : (٣٢) في ج ٢ ص ١٣٥ ، ط ١ ، وفي (٥١٧) في الباب : (٤٧) ص ٢٤١.

حرف الحاء

٣٢ ـ الحسن بن أحمد أبو علي السكاكي.

روى عنه المصنف في الحديث : () في أول الباب : () من السمط الثاني : ج ٢ ص

٣٣ ـ الحسن بن علي بن أبي بكر ابن يونس بن يوسف بن الخلّال الدمشقي.

روى عنه المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٤٠٤) في الباب : (١٩) في ج ٢ ص ٨٦ ط ١ ، وفي (٤١٩) في الباب : (٢٦) في ص ١١٥ ، وفي (٤٥٨) في الباب : (٣٨) ص ١٦٧ ، وفي (٥٨٣) في الباب : (٦١) ص ٣٢٩ ، وفي الحديث الأخير من السمط الثاني في ج ٢ ص ٣٣٩.


الحسن بن محمد بن إبراهيم انظر محمد بن الحسن بن إبراهيم.

٣٤ ـ الحسن بن الشريف مودود بن الحسن بن يحيي أبو محمد العلوي التبريزي.

روى عنه المصنف في الحديث : (٦٥) في الباب : (١٦) من السمط الأول في ج ١ ، ص ٨٥ ط ٢ ، والحديث : (١٦٢) في الباب : (٤١) ص ٢٠٧ ، وفي الحديث : (١٩٤) في الباب : (٤٨) ص ٢٥١ ، وفي الحديث : (٢٤٦) في الباب : (٥٧) ص ٣٠٧.

وأيضا روى عنه المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٤٠٦) في الباب : (١٩) في ج ٢ ص ٨٩ ط ١.

٣٥ ـ حامد بن أبي النجيح محمد بن عبد الرحمن.

روى عنه المصنف في الحديث : (٢٠١) في الباب : (٥٠) من السمط الأول في ج ١ ، ص ٢٦١ ط ٢ ، وفي الحديث : (٢٣٤) في الباب : (٥٥) ص ٢٩٦.

٣٦ ـ حمزة بن العباس العلوي.

روى عنه المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٤٢٧) في الباب : (٢٨) في ج ٢ ص ١٢٦ ، ط ١.

٣٧ ـ حيدرة بن عبد الأعلى بن محمد بن محمد القطّاب.

روى عنه المصنف في الحديث : (٢٠١) في الباب : (٥٠) من السمط الأول في ج ١ ، ص ٢٦١ ط ٢ وفي الحديث : (٢٣٤) في الباب : (٥٥) في ج ١ ، ص ٢٩٦.

وأيضا روى عنه المصنف في الحديث : (٣٦٣) في الباب الثاني من السمط الثاني في ج ٢ ص ٢٠.


حرف الدال

٣٨ ـ دانيال بن منكلي بن صرفا.

روى عنه المصنف في الحديث : (٢١٠) في الباب : (٥٢) من السمط الأول في ج ١ ، ص ٢٦٨ ط ٢.

٣٩ ـ داوود بن محمد بن أبي القاسم الهكّاري.

روى عنه المصنف في الحديث : (١٥٥) في الباب : (٤٠) من السمط الأول في ج ١ ، ص ١٩٨ ، ط ٢ ، وفي الحديث : (٢٠٤) في الباب : (٥١) في ج ١ ، ص ٢٦٣ ، وفي : (٢٤٥) في الباب : (٥٧) ص ٣٠٦.

وأيضا روى عنه في السمط الثاني في الحديث : (٤٥٠) في الباب : (٣٧) في ج ٢ ص ١٦٠.

٤٠ ـ داوود بن محمد بن روزبهان أبو أحمد الشيرازي.

روى عنه المصنف في الحديث : (٣٦٠) في الباب : (٢) من السمط الثاني في ج ٢ ص ١٤.

حرف الراء

٤١ ـ روزبهان بن أحمد بن روزبهان.

روى عنه المصنف في الحديث : (١٧٤) في الباب (٥٣) من السمط الأول في ج ١ ، ص ٢٢٣.

حرف الزاء

٤٢ ـ زكريا بن محمد بن محمود بن الكموني القزويني.


روى عنه المصنف في الحديث : (٩٠) في الباب : (٢١) من السمط الأول في ج ١ ، ص ١٢٨ ، وفي الحديث : (١٣٣) في الباب : (٣٥) ص ١٧٣.

وأيضا روى عنه في السمط الثاني في الحديث : ((٤٥١) في الباب : (٣٧) في ج ٢ ص ١٦١ ، ط ١.

حرف الصاد

٤٣ ـ صفيّ الدين بن المليخاني البزّاز.

روى عنه المصنف في الحديث : (١١٠) في الباب : (٢٨) من السمط الأول في ج ١ ، ص ١٤٧ ، ط ٢ ، وفي الحديث : (١٤٧) في الباب : (٣٨) في ج ١ ، ص ١٨٤.

حرف العين

٤٤ ـ عبد الحافظ بن بدران بن شبل بن طرخان المقدسي.

روى عنه المصنف في الحديث الأول من مقدمة الكتاب في : ج ١ ، ص ١٦ ، ط ٢ ، وفي الحديث : (٢٢) في الباب : (٦) ص ٥٧ ، وفي (٣١) في الباب : (٩) ص ٦٥ ، وفي (٣٤) في الباب : (١٠) ص ٦٨ ، وفي (٤٤) في الباب : (١٣) ص ٧٧ ، وفي (٦٣) في الباب : (١٥) ص ٨٢ ، وفي الحديث : (٦٤) في الباب : (١٦) ص ٨٤ ، وفي الحديث : (٧١) في الباب : (١٩) ص ١٠٢ ، وفي (٨٠) في الباب : (٢٠) ص ١١٢ ، وفي : (٩٠) في الباب : (٢١) ص ١٢ ، وفي (١٠٤) في الباب : (٢٥) ص ١٤١ ، ط ٢ ، وفي (١٢٠) في الباب : (٣٢) ص ١٥٨ ، وفي (١٢٨) في الباب :


(٣٥) ص ١٦٦ ، وفي (١٤٦) في الباب : (٣٧) ص ١٨٣ ، وفي (١٥٤) في الباب : (٤٠) ص ١٩٨ ، وفي (١٩٠) في الباب : (٤٧) ص ٢٤٥ ، وفي (١٩٣ ـ ١٩٤) في الباب : (٤٨) ص ٢٤٩ ـ ٢٥١ وفي الحديث : (٢٤١) في الباب : (٥٦) ص ٣٠٢ ، وفي (٢٩٣) في الباب : (٦٧) ص ٣٦٥ ، وفي الحديث : (٢٢٨) في الباب : (٥٤) ص ٢٨٩ ، وفي (٢٥٦) في الباب : (٦٠) ص ٣٣٠.

وأيضا روى عنه في السمط الثاني في الحديث : (٤٠٩) في الباب : (٢١) في ج ٢ ص ٩٦ ط ١.

٤٥ ـ عبد الحميد بن أبي البركات الحربي.

ذكره في الحديث : (٤٩١) في الباب : (٤٢) من السمط الثاني في ج ٢ ص ٢١٥.

وانظر عبد المحيي بن أحمد تحت الرقم : (٧٤) الآتي في ص ٣٦٢.

٤٦ ـ عبد الحميد بن عبد الهادي المقدسي.

روى عنه المصنف في الحديث الثاني من الباب الأول من السمط الأول في ج ١ ، ص ٣٨ ط ٢.

٤٧ ـ عبد الحميد بن فخار الموسوي الحليّ.

روى عنه المصنف في الحديث : (٥) في الباب الثاني من السمط الأول في ج ١ ، ص ٤١ ، وفي (١٣) في الباب : (٣) ص ٤٩ ، وفي الحديث : (١٩) في الباب : (٥) ص ٥٤ ، وفي الحديث : (٢٧) في الباب : (٨) ص ٦٠ ، وفي الحديث : (٧٢) و (٧٦) في الباب : (١٩) ص ١٠٢ ، و ١٠٦ ، وفي الحديث : (٨٣) في الباب : (٢١) ص ١١٨ ، وفي (٨٧) في الباب : (٢١) ص ١٢٣ ، وفي الحديث : (٩٤) في الباب : (٢٢) ص


(١٥٢) في الباب : (٣٩) ص ١٩٣ ، وفي (٢٤١) في الباب : (٥٦) ص ٣٠٢ ، وفي (٢٥٠) في الباب : (٥٨) ص ٣١٢ ، وفي (٣٠٥) في الباب : (٦٨) ص ٣٧٤ ، وفي (٣٠٨ و ٣١١) في الباب : (٦٩) ص ٣٧٨ و ٣٨٠ ، وفي الحديث : (٣٢٧) في الباب : (٧٠) ص ٣٩٠.

وأيضا روى عنه المصنف في الحديث : (٣٦٥) في الباب الرابع من السمط الثاني في ج ٢ ص ٢٣ ط ١ ، وفي (٣٩٨) في الباب : (١٦) ص ٧٦ ، وفي (٤٢٤) في الباب : (٢٧) ص ١٢٢ ، وفي (٤٣٢) في الباب : (٣٢) ص ١٣٥ ، وفي (٥١٧ ـ ٥١٨) في الباب : (٤٧) ص ٢٤١ و ٢٤٢ وفي (٥٢١) في الباب : (٤٨) ص ٢٥٠ ، وفي (٥٢٧) في الباب : (٥٠) ص ٢٥٧ ، وفي (٥٥٧) في الباب : (٦١) ص ٢٩٩.

٤٨ ـ عبد الرحمن بن أبي عمرو.

روى عنه المصنف في الحديث : (١٠٧) في الباب : (٢٥) من السمط الأول في ج ١ ، ص ١٤٣.

٤٩ ـ عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الملك بن إبراهيم بن عليّ بن أحمد الواسطي.

روى عنه المصنف في الحديث : (١٠٧) في الباب : (٢٥) من السمط الأول في ج ١ ، ص ١٤٣ ، ط ٢ ، وفي الحديث : (١٧٨) في أول الباب : (٤٥) ص ٢٢٨.

٥٠ ـ عبد الرحمن بن أحمد بن أبي البركات الحربي.

روى عنه المصنف في الحديث : (٤٠٦) في الباب : (١٩) من السمط الثاني في ج ٢ ص ٨٩ ط ١.

٥١ ـ عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن محمد المقرئ البزّاز أبو الفرج البغوي البغدادي روى عنه المصنف في الحديث : (٣١٣ و ٣٣١ و ٣٤٥)


في الباب : (٧٠) من السمط الأول في ج ١ ، ص ٣٨١ و ٣٩٤ و ٤١٥.

وأيضا روى عنه المصنف في الحديث : (٣٦٦) في الباب الخامس من السمط الثاني : ج ٢ ص ٢٥ ط ١ ، وفي (٣٨٦) في الباب : (١٣) ص ٥٠ ، وفي (٥٤٨) في الباب : (٦٠) ص ٢٨٦ ، وفي (٥٩٢) في الباب : (٦١) ص ٣٣٦.

٥٢ ـ عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي.

روى عنه المصنف في الحديث : (١٦٠) في الباب : (٤١) في ج ١. ص ٢٠٥ ط ٢.

وأيضا روى عنه المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٣٦٧) في الباب الخامس في ج ٢ ص ٢٨ ، وفي (٥٦١) في الباب : (٦١) ص ٣٠٨.

٥٣ ـ عبد الرحيم بن عبد الملك بن عبد الملك.

روى عنه المصنف في الحديث : (١٧٨) في أول الباب : (٤٥) من السمط الأول : ج ١ ، ص ٢٢٨ ط ٢.

٥٤ ـ عبد الرحيم بن محمد بن أحمد بن فارس بن الزجاج العلقمي.

روى عنه المصنف في الحديث : (١٦) في الباب : (٤) من السمط الأول : ج ١ ، ص ٥١ ط ٢

وأيضا روى عنه في السمط الثاني في الحديث : (٤٣٨) في الباب : (٤٠) ص ١٩٨ ، وفي (٤٩٩) في الباب : (٤٣) ص ٢١٩.

٥٥ ـ عبد السلام بن محمد بن مزروع البصري.

روى عنه المصنف في الحديث : (٥٩) في الباب : (١٧) من السمط الأول : ج ١ ، ص ٨٩ ط ٢ ، وفي الحديث : (٨٢) في الباب (٢٠) ص ١١٧. وفي (٨٨) في الباب :


١٣٢ ، وفي (١٤٣) في الباب : (٣٧) ص ١٨٠ ، وفي (٢١) ص ١٢٦ ، وفي (١٦٥) في الباب : (٤٢) ص ٢٠٩.

٥٦ ـ عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر بن أبي الجيش البغدادي.

روى عنه المصنف في الحديث الأول من مقدمة الكتاب في ج ١ ، ص ١٦ ، ط ٢ ، وفي الحديث : (٢٨) في الباب : (٨) ص ٦١ ، وفي (٧٩) في الباب : (٢٠) ص ١١١ ، وفي (٨٣) و (٨٦) في الباب : (٢١) ص ١١٨ ، و ١٢٣ ، وفي الحديث : (١١٣) في الباب : (٢٩) ص ١٤٩ ، وفي (١١٥) في الباب : (٣٠) ص ١٥٢ ، وفي (١٣٩) في الباب : (٣٦) ص ١٧٦ ، وفي (١٧٩) في الباب : (٤٥) ص ٢٣٠ ، وفي (١٨١) في الباب : (٤٥) ص ٢٣٢ ، وفي (١٨٢) و (١٨٣) في الباب : (٤٦) ص ٢٣٥ ، وفي (١٩١) في الباب : (٤٨) ص ٢٤٦ ، وفي (٢٣٥) في الباب : (٥٥) ص ٢٩٧ ، وفي (٣٠٨) في الباب : (٦٩) ص ٣٧٨ ، وفي (٣٣٧) في الباب : (٧٠) ص ٤٠١.

وأيضا روى عنه المصنف في الحديث : (٣٦٩) في الباب السادس من السمط الثاني في ج ٢ ص ٣٠ ط ١ ، وفي : (٣٨٩) في الباب : (١٤) ص ٦٣ ، وفي (٤٢٣) في الباب : (٢٧) ص ١٢٠ ، وفي (٤٢٥) في الباب : (٢٨) ص ١٢٤ ، وفي (٤٤٨) في الباب : (٣٦) ص ١٥٨ ، وفي (٥٣٠) في الباب : (٥٠) ص ٢٦٠ وفي (٥٤٦) في الباب : (٥٦) في ج ٢ ص ٢٨٣ ، وفي (٥٤٩) في الباب : (٦٠) ص ٢٨٨ ، وفي (٥٧٤) في الباب : (٦١) ص ٣٢٢ ، وفي (٥٧٦) في الباب : (٦١) ص ٣٢٤.

٥٧ ـ عبد الصمد بن عبد الوهاب بن عساكر أبو اليمن الدمشقي.

روى عنه المصنف في الحديث : (٤) في الباب : الأول


من السمط الأول : ج ١ ، ص ٣٩ ، ط ٢ ، وفي (٩٧) في الباب : (٢٢) ص ١٣٤ ، وفي : (١٣١) في الباب : (٣٥) ص ١٧٠ ، وفي (١٩٤) في الباب : (٤٨) ص ٢٥١ ، وفي (٢١٣) في الباب : (٥٣) ص ٢٧٤ ، وفي (٢٦٩) في الباب : (٦٥) ص ٣٤٦ ، وفي : (٢٩٧) في الباب : (٦٨) ص ٣٦٨.

وأيضا روى عنه المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٣٨٤) في أول الباب : (١٢) في ج ٢ ص ٥٦ ط ١.

٥٨ ـ عبد العزيز بن عبد الرحمن السكري قاضي القضاة بالديار المصرية.

روى عنه المصنف في الحديث : (٢٤٠) في الباب : (٥٦) من السمط الأول في ج ١ ، ص ٣٠١ ط ٢.

وأيضا روى عنه المصنف في الحديث : (٣٨٠) في الباب : (١٠) من السمط الثاني في ج ٢ ص ٤٨ ط ١.

٥٩ ـ عبد العزيز بن عبد المنعم بن عليّ بن نصر الحرّاني الأصل البغدادي المصري.

روى عنه المصنف في الحديث : (٨٦) في الباب : (٢١) من السمط الأول في ج ١ ، ص ١٢٣ ط ٢ ، وفي الحديث : (١٩٤) في الباب : (٤٨) ص ٢٥١. وأيضا روى عنه المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٣٨٤) في ج ٢ ص ٥٧ ط ١ ، وفي (٤١٢) في الباب : (٢٣) ص ١٠٢.

٦٠ ـ عبد الغفار بن عبد الكريم بن عبد الغفّار نجم الدين القزويني.

روى عنه المصنف في الحديث : (١٠) من فاتحة السمط الأول في ج ١ ، ص ٣٣ ط ٢ ، وفي الحديث : (٩٠) في الباب : (٢١) ص ١٢٨ ، وفي (٢٥٥) في الباب : (٥٩) ص ٣٢٧ ،.

وأيضا روى عنه في السمط الثاني في الحديث : (٣٨٤


في الباب : (١٢) في : ج ٢ ص ٥٧. وفي الحديث : (٤٦٠) في الباب : (٣٨) ص ١٧٠.

٦١ ـ عبد الغفار بن عبد المجيد بن وهسوذان ابن أبي الماجد ابن عمر الزيان الزنجاني.

روى عنه المصنف في الحديث : (٧٤) في الباب : (١٩) من السمط الأول : ج ١ ، ص ١٠٤ ، ط ٢ ، وفي (١٠٢) في الباب : (٢٤) ص ١٣٩ ، وفي الحديث : (١١٣) في الباب : (٢٩) ص ١٤٩ ، وفي (١٣١) في الباب : (٣٥) ص ١٧٠ ، وفي : (١٤٨) في الباب : (٣٨) ص ١٨٦ ، وفي : (٢٥٢) في الباب : (٥٨) ص ٣٢٣.

وأيضا روى عنه في السمط الثاني في الحديث : (٥١٢) في الباب : (٤٥) في ج ٢ ص ٢٢٧ ط ١.

٦٢ ـ عبد الغني بن عبد الرحمن بن مكّي البغدادي.

روى عنه المصنف في السمط الثاني في (٤٢٩) في الباب : (٣٠) في ج ٢ ص ١٢٩.

٦٣ ـ عبد اللطيف بن عبد الرشيد بن محمد بن عبد الرشيد الأصفهاني.

روى عنه المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٤١٨) في الباب : (٢٦) في ج ٢ ص ١١٤ ، ط ١ ، وفي (٤٢٩) في الباب : (٣٠) ص ١٢٩ ،.

٦٤ ـ عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن بن عمر السرماحي

روى عنه المصنف في الحديث : (٧٧) في الباب : (٢٠) من السمط الأول : ج ١ ، ص ١٠٩ ، ط ٢ ، وفي الحديث : (١٦٣) في الباب : (٤١) ص ٢٠٧.

٦٥ ـ عبد الله بن إبراهيم بن خالد التبريزي.

روى عنه المصنف في الحديث : (٣٧٦) في الباب العاشر من السمط الثاني في ج ٢ ص ٤٣.


٦٦ ـ عبد الله بن أبي السعادات الخطيب المقرئ الباب بصري إمام جامع المنصور ببغداد.

روى عنه المصنف في الحديث : (١٨) في الباب : (٥) من السمط الأول : ج ١ ، ص ٥٣ ط ٢ ، وفي : (٦٩) في الباب : (١٩) ص ١١٠ ، وفي : (١٠٠) في الباب : (٢٣) ص ١٣٦ ، وفي : (١٠٨) في الباب : (٢٦) ص ١٤٥ ، وفي (١١٣) في الباب : (٢٩) ص ١٤٩ ، وفي (١٢٧) في الباب : (٣٤) ص ١٦٥ ، وفي (١٥٦) في الباب : (٤٠) ص ٢٠٠ ، وفي (٢٨٦) في الباب : (٦٧) ص ٣٦٠.

٦٧ ـ عبد الله بن أبي الفتوح داوود بن معمر القرشي.

روى عنه المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٤١١) في الباب : (٢٢) في ج ٢ ص ١٠٠.

٦٨ ـ عبد الله بن أبي القاسم ابن علي بن مكّي بن ورخر البغدادي.

روى عنه المصنف في الحديث : (٨١) في الباب : (٢٠) من السمط الأول : ج ١ ، ص ١١٦ ، ط ٢ ، وفي الحديث : (١٢١) في الباب : (٣٣) ص ١٥٩ ، وفي (١٦٩) في الباب : (٤٣) ص ٢١٨ ، وفي (٢١٦) في الباب : (٥٣) ص ٢٧٨ ، وفي (٢٣٢) في الباب : (٥٥) ص ٢٩٤ ، وفي (٢٩٥) في الباب : (٦٨) ص ٣٦٦ ، وفي (٣٠٧) في الباب : (٦٩) ص ٣٧٧.

وأيضا روى عنه المصنّف في السمط الثاني في الحديث : (٥٤٤) في ج ٢ ص ٢٧٩.


٦٩ ـ عبد الله بن حيدرة بن عبد الأعلى بن محمد بن محمد بن القاسم سبط الحافظ شمس الدين أبي عبد الله المشهور بابن القطاب الأصفهاني.

روى عنه المصنف في الحديث : (٣٦٣) في الباب : (٤) من السمط الثاني : ج ٢ ص ٢٠.

٧٠ ـ عبد الله ابن أبي الفتوح داود بن معمر القرشي الأصفهاني.

روى عنه المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٤١٦) في الباب : (٢٤) في ج ٢ ص ١١١ ، و (٤٢٠) في الباب : (٢٦) ص ١١٧.

٧١ ـ عبد الله بن عبد الأعلى بن محمد بن محمد بن أبي القاسم سبط الحافظ شمس الدين أبي عبد الله المشهور بابن القطان الأصفهاني.

روى عنه المصنف في الحديث : (٢٣٧) في الباب : (٥٥) من السمط الأول في ج ١ ، ص ٢٩٥ ، وفي الحديث : (٣٣٠) في أول خاتمة السمط الأول في ج ١ ، ص ٣٩٣.

٧٢ ـ عبد الله بن عبد الرحمن المالكي الشرماحي.

روى عنه المصنف في الحديث : (٧٧) في الباب : (٢٠) من السمط الأول في ج ١ ، ص ١٠٩.

وأيضا روى عنه المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٣٨٥) في الباب : (١٣) في : ج ٢ ص ٥٨ ط ١.

٧٣ ـ عبد الله بن محمود بن مودود بن محمود بن عبد الله بن محمود الحنفي أبو الفضل الموصلي.

وقد روى عنه المصنف في الحديث : (٥ و ٧) من فاتحة السمط الأول في ج ١ ، ص ٢٩ و ٣١ ط ٢ ، وفي الحديث : (١٢) في أول الباب الثالث من ج ١ ، ص ٤٧ ، وفي (٢٩)


في الباب : (٩) ص ٦٢ ، وفي (١٢٠) في الباب : (٣٢) ص ١٥٨ ، وفي الحديث : (١٢٨ ـ ١٢٩) في الباب : (٣٥) ص ١٦٦ ، وفي (١٥٩) في الباب : (٤١) ص ٢٠٣ ، وفي (٢٠٣) في الباب : (٥١) ص ٢٦٢ ، وفي (٢٠٧ ـ و ٢٠٩) في الباب : (٥٢) ص ٢٦٥ ، وص ٢٦٧ ، وفي (٢١٢ ـ ٢١٣) في الباب : (٥٣) ص ٢٧٣ و ٢٧٤ ، وفي (٢٥٤) في الباب : (٥٩) ص ٣٢٥ ، وفي (٢٦٧) في الباب : (٦٤) ص ٣٤٤ ، وفي (٢٦٩) في الباب : (٦٥) ص ٣٤٦ ، وفي (٢٨٧) في الباب : (٦٧) ص ٣٦١ ، وفي (٢٨٩) في الباب : (٦٧) ص ٣٦٢ ، وفي (٣١٥ و ٣٣١ و ٣٤٥ و ٣٤٨) في الباب : (٧٠) ص ٣٨٣ و ٣٩٤ و ٤١٥ و ٤١٩.

٧٤ ـ عبد المحيي بن أحمد بن أحمد ابن أبي البركات الحربي.

روى عنه المصنف في السمط الثاني في ذيل الحديث : (٤٧٥) في الباب : (٤٠) في ج ٢ ص ١٩٥ ، ط ١.

٧٥ ـ عبد المنعم بن أبي بكر ابن أحمد بن عبد الرحمن الأنصاري الشافعي قاضي بيت المقدس.

روى عنه المصنف في الحديث : (٣٨١) في الباب : (١٠) من السمط الثاني في ج ٢ ص ٤٩.

٧٦ ـ عبد المنعم بن يحيى بن إبراهيم بن علي القرشي الزهري الخطيب ببيت المقدس.

روى عنه المصنف في الحديث : (١٤) في الباب الثالث من السمط الأول في ج ١ ، ص ٤٩ ط ٢ ، وفي الحديث : (٤٢) في الباب : (١٢) في ج ١ ، ص ٧٦ ط ٢ ، وفي الحديث : (٨٣) في أول الباب : (٢١) ج ١ ، ص ١١٨ ،


وفي (٩٦) في الباب : (٢٢) في ج ١ ، ص ١٣٤ ، وفي (١٣١) في الباب : (٣٥) في ج ١ ، ص ١٧٠ ، ط ٢ ، و (١٥٧) في الباب : (٤٠) في ج ١ ، ص ٢٠٠ وفي الحديث : (٢٤٢ و ٢٤٤) في الباب : (٥٧) في ج ١ ، ص ٣٠٤ ـ ٣٠٥ ، وفي (٢٥٩) في أول الباب : (٦٣) في ج ١ ، ص ٣٣٧.

وأيضا روى عنه في السمط الثاني في الحديث : (٤١٢) في الباب : (٢٣) في ج ٢ ص ١٠٢ ، ط ١.

٧٧ ـ عبد الواحد بن محمد بن محمد بن شيدة.

روى عنه المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٤٢٦) في الباب : (٢٨) في ج ٢ ص ١٢٤.

٧٨ ـ عبد الواسع بن عبد الكافي بن عبد الواسع الأبهري ثمّ الدمشقي.

روى عنه المصنف في الحديث : (٧٥) في الباب : (١٩) من السمط الأول في : ج ١ ، ص ١٠٥ ، ط ٢ ، وفي الحديث : (٢٣٨) في الباب : (٥٥) في ج ١ ، ص ٣٠٠ ط ٢.

وأيضا روى عنه المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٤٠٧) في الباب : (٢٠) في ج ٢ ص ٩٣ ط ١ ، وفي : (٥٣٣) في الباب : (٥٢) ص ٢٦٣ ، وفي (٢٤٨) في الباب : (٦٠) ص ٢٨٦.

٧٩ ـ عثمان بن محمد بن أبي بكر الدستجردي.

روى عنه المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٤١٤) في الباب : (٢٤) في ج ٢ ص ١٠٦ ، ط ١.

٨٠ ـ عثمان بن الموفق أبو عمرو نجم الدين الأذكاني الأسفرايني.

روى عنه المصنف في الحديث : (٥) من فاتحة السمط


الأول في ج ١ ، ص ٢٩ ط ٢ ، وفي (٢١) في أول الباب : (٦) في ج ١ ، ص ٥٦ ط ٢ ، وفي الحديث : (٦٨) في أول الباب : (١٩) في ج ١ ، ص ٩٩. وفي الحديث : (٨٢) في الباب : (٢١) من السمط الأول في ج ١ ، ص ١٢٢ ، ط ٢ ، وفي (٩٣) في الباب : (٢٢) في ج ١ ، ص ١٣٢ ، وفي (١١١) في الباب : (٢٨) في ج ١ ، ص ١٤٨ ، وفي (١٢٢) في الباب : (٣٣) في ج ١ ص ١٦٠ ، وفي الحديث : (١٤٤) في الباب : (٣٧) في ج ١ ص ١٨١ ، وفي (١٦٧) في الباب : (٤٢) في ج ١ ، ص ٢١٤ ، وفي (١٧٣) في الباب : (٤٣) في ج ١ ، ص ٢٢٢ ، وفي (١٩٦) في الباب : (٤٨) في ج ١ ، ص ٢٥٣ ، وفي (١٩٧) في الباب : (٤٩) في ج ١ ، ص ٢٥٥ ، وفي (٢٣١) في أول الباب : (٥٥) في ج ١ ، ص ٢٩٣ ، وفي (٢٤٩) في الباب : (٥٧) في ج ١ ، ص ٣١٠ ، وفي (٢٦٥) في الباب : (٦٤) في ج ١ ، ص ٣٤٣ ، وفي (٢٦٩) في أول الباب : (٦٥) في ج ١ ، ص ٣٤٦ وفي (٢٨٣) في الباب : (٦٦) في ج ١ ، ص ٣٥٧ ، وفي (٢٩٦) في أول الباب : (٦٨) في ج ١ ، ص ٣٦٧ ، وفي (٣٠٣) في الباب : (٦٨) في ج ١ ، ص ٣٧٢ ، وفي (٣٤٣) في الباب : (٧٠) في ج ١ ، ص ٤١٤ ، وفي (٣٤٩) في الباب : (٧٠) في ج ١ ، ص ٤١٩.

وأيضا روى عنه المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٣٥٩ ـ ٣٦٠) في الباب الثاني في ج ٢ ص ١٣ ـ ١٤.

وفي الحديث : (٣٧٣) في الباب : (٨) في ج ٢ ص ٣٨ ، وفي (٣٧٧) و (٣٨٠) و (٣٨٢) في الباب : (١٠) في ج ٢ ص ٤٤ ، وص ٤٨ وص ٣٠ ، وفي (٤٠٣)


في الباب : (١٨) ص ٨٣ ، وفي (٤٤٢) في الباب : (٣٣) ص ١٤٥ ، وفي (٤٧٨) في الباب : (٤٠) ص ١٩٧ ، وفي (٥١٩) في الباب : (٤٨) ص ٢٤٤ ، وفي (٥٤٥) في الباب : (٥٦) ص ٢٨٠ ، وفي (٥٥٠) في الباب : (٦١) ص ٢٩٠ ، وفي (٥٦١) في الباب : (٦١) ص ٣٠٨ ، وفي (٥٦٥) و (٥٦٦) في الباب : (٦١) في ج ٢ ص ٣١٢ و ٣١٣ ، وفي (٥٧٠) في الباب : (٦١) ص ٣١٦ ، وفي (٥٧٥) في الباب : (٦١) ص ٣٢٣ ، وفي (٥٨٠) في الباب : (٦١) ص ٣٢٨ ، وفي (٥٩٢) في الباب : (٦١) ص ٣٣٦.

٨١ ـ عليّ بن أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي.

روى عنه المصنف في الحديث الثاني من الباب الأول من السمط الأول في ج ١ ، ص ٣٨ ط ٢.

٨٢ ـ عليّ بن أبي بكر ابن الحسن الكردي.

روى عنه المصنف في الحديث : (١٢٩) في الباب : (٣٥) من السمط الأول في ج ١ ، ص ١٦٧ ، ط ٢ ، وفي الحديث : (١٦٨) في أول الباب : (٤٣) في ج ١ ، ص ٢١٦.

٨٣ ـ عليّ بن أبي الفتح ابن أبي بكر ابن عبد الجليل المرغيناني.

روى عنه المصنف في الحديث : (٢٨٥) في الباب : (٦٦) من السمط الأول في ج ١ ، ص ٣٥٨ ط ٢.

٨٤ ـ عليّ بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي المعروف بابن البخاري.

وقد روى عنه المصنف في الحديث : (٢٠) في الباب : (٥) من السمط الأول في ج ١ ، ص ٥٥ ، وفي الحديث :


(٨٦) في الباب : (٢١) من السمط الأول في ج ١ ، ص ١٢٣ ، ط ٢ ، وفي (٩٢) في الباب : (٢٢) في ج ١ ، ص ١٣٠ ، وفي الحديث : (١٢٥) في أول الباب : (٣٤) في ج ١ ، ص ١٦٣ ، وفي الحديث : (٢٤٦) في الباب : (٥٧) في ج ١ ، ص ٣٠٧ ، وفي الحديث : (٣٣٠) ص ٣٩٣ ، والحديث : (٣٤٨) في الباب : (٧٠) ص ٤١٨ ، وفي (٤٢٨) في الباب : (٢٩) ص ١٢٨ ، وأيضا روى عنه في السمط الثاني في الحديث : (٤٢٨) في الباب : (٢٩) ص ١٢٨.

٨٥ ـ عليّ بن أنجب بن عثمان بن عبد الله الخازن البغدادي تاج الدين المعروف بابن الساعي الشافعي أبو طالب.

وقد روى عنه المصنف في الحديث الثاني من مقدمة هذا الكتاب ص ١٨ ط ٢ ، وفي الحديث : (٦ ـ و ٨) في الباب الثاني من السمط الأول في ج ١ ، ص ٤٢ وص ٤٤ ، وفي الحديث : (١٥) في الباب الرابع ص ٥٠ ، وفي (٢٣) في أول الباب : (٧) في ج ١ ، ص ٥٨ ، وفي (٣٩) أول الباب : (١٢) في ج ١ ، ص ٧٢ ، وفي (٦٠) في الباب : (١٧) في ج ١ ، ص ٩١ ، وفي (٦٤) في الباب : (١٨) في ج ١ ، ص ٩٤ ، وفي الحديث : (٧٩) في الباب : (٢٠) في ج ١ ، ص ١١١ ، وفي الحديث : (١١٦) في الباب : (٣١) في ج ١ ، ص ١٥٤ ، وفي الحديث : (١١٩) في الباب : (٣٢) في ج ١ ، ص ١٥٧ ، وفي الحديث : (١٢٩) في الباب : (٣٥) في ج ١ ، ص ١٦٧ ، وفي الحديث : (١٤٧) في الباب : (٣٨) ص ١٨٤ ، وفي الحديث : (١٦٨) في الباب : (٤٣) ص ٢١٦ ، وفي الحديث : (١٧٦ ـ ١٧٧) في الباب : (٤٤) ص ٢٢٧ ، وفي الحديث : (١٨٩) في الباب : (٤٧) ص ٢٤٥ ، وفي الحديث : (٢٠٤) في الباب : (٥١) ص ٢٦٣ ، وفي الحديث : (٢١١) في الباب : (٥٢) ص ٢٧٠ ،


وفي الحديث : (٢٢٤ ـ ٢٢٥) في الباب : (٥٤) ص ٢٨٤ ـ ٢٨٥ ، وفي الحديث : (٢٥١) في الباب : (٥٨) ص ٣١٩ ، وفي الحديث : (٢٥٧) في الباب : (٦١) ص ٣٣١ وفي الحديث : (٢٦٣) في الباب : (٦٣) ص ٢٤٠ وفي الحديث : (٢٦٩) في الباب : (٦٥) ص ٣٤٦ ، وفي الحديث : (٢٧٥) في الباب : (٦٥) ص ٣٤٩ ، وفي الحديث : (٢٧٧) في الباب : (٦٦) ص ٣٥٢ ، وفي الحديث : (٢٩٢) في الباب : (٦٧) ص ٣٦٤ ، وفي الحديث : (٣٤٢) في الباب : (٧٠) ص ٤٠٦ ، وفي الحديث : (٣٤٧) في الباب : (٧٠) ص ٤١٧.

وأيضا روى عنه المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٣٧١) في الباب : (٧) في ج ٢ ص ٣٣ ، وفي (٣٧٣) في الباب : (٨) في ج ٢ ص ٣٨ ، وفي (٣٧٨) في الباب : (١٠) في ج ٢ ص ٤٥ ، وفي (٣٨٤) في الباب : (١٢) ص ٥٦ ، وفي (٣٨٦) في الباب : (١٣) ص ٦٠ ، وفي : (٤٠١) في الباب : (١٨) في ج ٢ ص ٨٠ ، وفي (٤٤٨) في الباب : (٣٦) ص ١٥٨ ، وفي (٥٢٥) في الباب : (٤٩) ص ٢٥٥ ، وفي (٥٢٨ و ٥٢٩ و ٥٣٠ و ٥٥١) ص ٢٥٨ و ٢٥٩ و ٢٦٠ ، وفي (٥٣٩) في الباب : (٥٥) ص ٢٧٢ ، وفي (٥٥٠) و (٥٥١) في الباب : (٦١) ص ٢٩٠ ، و ٢٩٢ ، وفي (٥٦١) في الباب : (٦١) ص ٣٠٨ ، وفي (٥٧٢) في الباب : (٦١) ص ٣١٩ ، وفي (٥٩٣) في الباب : (٦١) ص ٣٣٧.

٨٦ ـ عليّ بن عثمان بن محمود.

روى عنه المصنف في الحديث : (٢٦٤) في الباب : (٦٤) ص ٣٤٢ ط ٢.


٨٧ ـ عليّ بن عليّ ابن أبي بكر ابن الخلال.

روى عنه المصنف في الحديث : (١٧٥) في الباب : (٤٤) ص ٢٢٤ ط ٢.

٨٨ ـ عليّ بن محمد بن أحمد بن حمزة الثعلبي الدمشقي.

روى عنه المصنف في الحديث : (٦٧) في الباب : (١٨) ص ٩٨ ط ٢ ، وفي الحديث : (٢٦٥) في الباب : (٦٤) ص ٣٤٣.

وأيضا روى عنه المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٣٨٥) في الباب : (١٣) في ج ٢ ص ٥٨ ط ١.

٨٩ ـ عليّ بن محمد بن محمود الكازروني.

روى عنه المصنف في الحديث : (١٦) في الباب : (٤) في ج ١ ، ص ٥١ ط ٢ ، وفي (٢٦٤) في الباب : (٦٤) ص ٣٤٢ ، وفي الحديث : (٣١٠) في الباب : (٦٩) ص ٣٧٩.

٩٠ ـ عليّ بن محمد بن محمد بن وضاح الشهرباني.

وقد روى عنه المصنف في الحديث : (١٧٩) في ج ١ ، ص ٢٣٠ ط ٢ ، وفي الحديث : (٢٠٩) في الباب : (٥٢) ص ٢٦٧ ، وفي الحديث : (٢٣٠) في الباب : (٥٤) ص ٢٩٢ ، وفي (٥٤٩) في الباب : (٦٠) في ج ٢ ص ٢٨٨.

وأيضا روى عنه المصنف في الحديث : (٣٩٣) في الباب : (١٥) في ج ٢ ص ٦٨ ط ١ ، وفي (٤٤٨) في الباب : (٣٦) ص ١٥٨ ، وفي (٤٦٧) في الباب : (٤٠) ص ١٨٨.


٩١ ـ عمر بن أحمد الخطيبي الجرموكي أبو المحاسن.

روى عنه المصنف في الحديث : (٣٥٢) في الباب : (٧٠) من السمط الأول في ج ١ ، ص ٤٢١.

٩٢ ـ عمر بن محمد بن الحاكم الأرغياي الطوسي أبو حفص.

روى عنه المصنف في الحديث : (٨٩) في الباب : (٢١) في ج ١ ، ص ١٢٧ ، ط ٢ ، وفي الحديث : (٢٤٥) في الباب : (٥٧) في ج ١ ، ص ٣٠٦.

٩٣ ـ عمر بن محمد بن أبي سعد ابن أبي عصرون.

روى عنه المصنف في الحديث : (٨٠) في الباب : (٢٠) من السمط الأول في ج ١ ، ص ١١٢ ، ط ٢.

٩٤ ـ عمر بن محمد بن عبد المنعم بن عمر القوّاس.

روى عنه المصنف في الحديث : (٩٢) في الباب : (٢٢) من السمط الأول في ج ١ ، ص ١٣١ ، ط ٢ ، وفي الحديث : (١٢٤) في الباب : (٣٤) في ج ١ ، ص ١٦٣ ، وفي الحديث : (١٩٠) في الباب : (٤٧) في ج ١ ، ص ٢٤٥ ، وفي الحديث : (٢٢٧) في الباب : (٥٤) في ج ١ ، ص ٢٨٧ ، وفي الحديث : (٢٨٨) في الباب : (٦٧) ص ٣٦١ ، وفي الحديث : (٣١٨) في الباب : (٧٠) ص ٣٨٥.

وأيضا روى عنه في الحديث : (٣٧٩) في الباب : (١٠) من السمط الثاني في ج ٢ ص ٤٧ ط ١ ، وفي (٣٨٥) في الباب : (١٣) ص ٥٨.


٩٥ ـ عيسى بن الحسين الطبري.

روى عنه المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٣٩٠) في أول الباب : (١٥) في ج ٢ ص ٦٥ ط ١.

حرف الميم

٩٦ ـ المؤيّد بن محمد بن عليّ الطوسي.

روى عنه في السمط الثاني في الحديث : (٥٤٥) في الباب : (٥٦) ص ٢٨٠.

٩٧ ـ محمد بن أبي بكر ابن بيراية الجويني.

روى عنه المصنف في الحديث : (١٣١) في الباب : (٣٥) من السمط الأول في ج ١ ، ص ١٧٠ ، ط ٢ ، والحديث : (١٤٤) في الباب : (٣٧) في ج ١ ، ص ١٨١ ، والحديث : (٢١٣) في الباب : (٥٣) في ج ١ ، ص ٢٧٤.

٩٨ ـ محمد بن أبي القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الرافعي الملقّب بالعزيز الدين أو عزّ الدين.

روى عنه المصنف في الحديث : (٦ و ٩) في الباب الثاني من السمط الأول في ج ١ ، ص ٤٢ و ٤٤ ، ط ٢ ، وفي الحديث : (٣٣) في الباب : (١٠) في ج ١ ، ص ٦٧ ، والحديث : (٨٠) في الباب : (٢٠) ص ١١٢ ، والحديث : (١٠٥) في الباب : (٢٥) في ج ١ ، ص ١٤٢ ، والحديث : (١١٢) في الباب (٢٨) في ج ١ ، ص ١٤٨ ، وفي الحديث : (٢٢٤) في الباب : (٥٤) في ج ١ ، ص ٢٨٤.

وأيضا روى عنه المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٤٥١) في الباب : (٣٧) في ج ٢ ص ١٦١ ، ط ١.


٩٩ ـ محمد بن أبي القاسم محمود السديدي الزوزني.

روى عنه المصنف في الحديث : (٧١) في الباب : (١٩) في ج ١ ، ص ١٠٢ ، ط ٢ ، والحديث : (١٠٠) في الباب : (٢٣) في ج ١ ، ص ١٣٦ ، ط ٢ ، والحديث : (١٦٦) في الباب : (٤٢) ص ٢١٢ وفي الحديث : (٢٧٧) في الباب : (٦٦) في ج ١ ، ص ٢٧٧.

وأيضا روى عنه في السمط الثاني في الحديث : (٤٠٥) في الباب : (١٩) في ج ٢ ص ٨٧ ط ١ ، وفي (٥٦١) في الباب : (٦١) في ج ٢ ص ٣٠٨ ، وفي (٥٩٣) في الباب : (٦١) ص ٣٣٧.

١٠٠ ـ محمد بن أبي القاسم ابن عمر ابن أبي القاسم المقرئ الحنبلي البغدادي.

روى عنه المصنف في الحديث : (٢٤ و ٢٦) في الباب : (٧) من السمط الأول في ج ١ ، ص ٥٨ و ٥٩ ط ٢ ، وفي الحديث : (١١٤) في أول الباب : (٣٠) في ج ١ ، ص ١٥١ ، وفي الحديث : (١٢٥) في الباب : (٣٤) في ج ١ ، ص ١٦٣ ، وفي الحديث : (١٩٢) في الباب : (٤٨) في ج ١ ، ص ٢٤٨ ، وفي الحديث : (٢٨٦) في ج ١ ، ص ٣٦٠.

وأيضا روى عنه المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٣٦٤) في الباب الرابع في ج ٢ ص ٢٢ وفي الحديث : (٣٧٢) في الباب الثامن في ج ٢ ص ٣٦ ، وفي (٤١٠) في الباب : (٢٢) ص ٩٨ ، وفي (٤٦٤) في الباب : (٣٩) ص ١٨٦ ، وفي (٥٢٦) في الباب : (٥٠) ص ٢٥٦ ، وفي (٥٣٩) في الباب : (٥٥) ص ٢٧٢ ، وفي


(٥٧٤) في الباب : (٦١) ص ٣٢٢ ، وفي (٥٨٤) في الباب : (٦١) ص ٣٣١.

١٠١ ـ محمد ابن أبي الكرم عبد الرزاق ابن أبي بكر ابن حيدر.

روى عنه في السمط الثاني في الحديث : (٤٣٠) في الباب : (٣١) في ج ٢ ص ١٣١ ، ط ١ ، وفي (٥٨٠) في الباب : (٦١) ص ٣٢٨.

١٠٢ ـ محمد بن أحمد بن أبي بكر الخليلي الطاوسي القزويني أبو حامد.

روى عنه المصنف في الحديث : (٣٨) في الباب : (١١) من السمط الأول في ج ١ ، ص ٧١ ط ٢ ، وفي (٩٠) في الباب : (٢٢) ص ١٢٨ ، والحديث : (١٠١) في الباب : (٢٣) في ج ١ ، ص ١٣٧ ، والحديث : (٢٥٥) في الباب : (٥٩) في ج ١ ، ص ٣٢٧.

وأيضا روى عنه المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٣٨٤) في الباب : (١٢) في ج ٢ ص ٥٧ ط ١ ، وفي (٤١٣) في الباب : (٢٤) ص ١٠٥ ، وفي (٤١٥) في الباب : (٢٤) ص ١٠٨ ، وفي (٤٦٠) في الباب : (٣٨) ص ١٧٠.

١٠٣ ـ محمد بن أحمد الخطيب الجاجرمي.

روى عنه المصنف في الحديث : (١٤٤) في الباب : (٣٧) في ج ١ ، ص ١٨١ ، ط ٢.

وأيضا روى عنه المصنف في الحديث : (٣٨٠) في الباب : (١٠) من السمط الثاني : ج ٢ ص ٤٨.


١٠٤ ـ محمد بن حازم بن حامد بن الحسن المقدسي.

روى عنه المصنف في الحديث : (٩٢) في الباب : (٢٢) من السمط الأول في ج ١ ، ص ١٣١ ، ط ١.

١٠٥ ـ محمد بن الحسن بن إبراهيم أبو نصر.

روى عنه المصنف في الحديث : (٨٣) في الباب : (٢١) من السمط الأول في ج ١ ، ص ١١٩.

١٠٦ ـ محمد بن الحسين بن الحسن الخليلي نظام الدين.

روى عنه المصنف في الحديث : (١٤٨) في الباب : (٣٨) من السمط الأول في ج ١ ، ص ١٨٦.

وأيضا روى عنه في السمط الثاني في الحديث : (٣٦٤) في الباب : (٤) في ج ٢ ص ٢٢.

١٠٧ ـ محمد بن الخضر بن محمد المعروف بالرضي الخضري البخاري.

روى عنه المصنف في الحديث : (٣٥٢) في الباب : (٧٠) من السمط الأول في ج ١ ، ص ٤٢١ ط ٢.

١٠٨ ـ محمد بن ذو الفقار الحسيني المرغزي.

روى عنه المصنف في الحديث : (١٥٠) في الباب : (٣٩) من السمط الأول في ج ١ ، ص ١٨٩ ، ط ٢ ، وفي الحديث :


(٢٠٥) في الباب : (٥١) في ج ١ ، ص ٢٦٣.

١٠٩ ـ محمد بن عبد الرحمن بن عمران الأنصاري من أهل الإسكندرية.

روى عنه المصنف في الحديث : (١٢٥) في الباب : (٣٤) من السمط الأول في ج ١ ، ص ١٦٣ ، ط ٢ ، وفي الحديث : (١٧١) في الباب : (٤٢) في ج ١ ، ص ٢٢٠.

١١٠ ـ محمد بن عبد الله بن محمد بن جعفر البصري أبو العزّ القاضي المفسّر.

روى عنه المصنف في الحديث : (٩١) في الباب : (٢٢) من السمط الأول في ج ١ ، ص ١٢٩ ، ط ٢.

١١١ ـ محمد بن عبد الرزاق بن أبي بكر القزويني.

روى عنه المصنف في الحديث : (٣٢٨) في الباب : (٧٠) من السمط الأول في ج ١ ، ص ٣٩١ ط ٢.

وأيضا روى عنه المصنف في الحديث : (٣٦٩) في الباب :

(٦) من السمط الثاني في ج ٢ ص ٣٠ ط ١ ، وفي (٣٨٤) في الباب : (١٢) في ج ٢ ص ٥٧ ،

وفي الحديث : (٤١٥) في الباب : (٢٤) في ج ٢ ص ١٠٨ ، ط ١.

١١٢ ـ محمد بن عبد الله بن الحسن الخراطي الآملي.

روى عنه المصنف في الحديث : (٣٦٢) في الباب الأول من السمط الثاني في ج ٢ ص ١٨.

١١٣ ـ محمد بن عبد الواحد الطاهري.

روى عنه المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٤٠٠) في الباب : (١٧) في ج ٢ ص ٧٩ ط ١.


١١٤ ـ محمد بن عبد الله النجار البغدادي المعروف بابن المريح.

روى عنه المصنف في الحديث : (١٢٤) في الباب : (٣١) من السمط الأول في ج ١ ، ص ١٦٢ ، ط ٢.

١١٥ ـ محمد بن عثمان بن أبي بكر ابن الحاحي الخورشاهي المتطبب الخوريدي.

روى عنه المصنف في الحديث : (٣٦٠) في الباب : (٢) من السمط الثاني في ج ٢ ص ١٤.

١١٦ ـ محمد بن عليّ بن المؤيّد الحمّوئي ابن عمّ المؤلف.

روى عنه المصنف في الحديث : (١٤٤) في الباب : (٣٧) من السمط الأول في ج ١ ، ص ١٨١ ، ط ٢.

وأيضا روى عنه المصنف في الحديث : (٣٨٠) في الباب : (١٠) من السمط الثاني في ج ٢ ص ٤٨ ، وفي (٥١٣) في الباب : (٤٦) ص ٢٣١ ، وفي (٥٣٦) في الباب : (٥٣) ص ٢٦٦.

١١٧ ـ محمد بن عليّ بن أبي البدر عزّ الدين البغدادي.

روى عنه المصنف في الحديث الأول من فاتحة السمط الأول في ج ١ ، ص ٢٤ ط ٢.

١١٨ ـ محمد بن عليّ بن أبي الغنائم ابن الجهم الحليّ.

روى عنه المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٤٣٦) في الباب : (٣٣) في ج ٢ ص ١٤١ ، وفي (٥٦٣) في الباب : (٦١) ص ٣١٠.

١١٩ ـ محمد بن عمر بن أبي القاسم رشيد الدين المقرئ.

روى عنه المصنف في الحديث : (١٠٩) في الباب : (٢٧)


من السمط الأول في ج ١ ، ص ١٤٥ ، ط ٢.

١٢٠ ـ محمد بن عمر بن محمد أبي الحسن النجار البغدادي المعروف بابن المريخ.

روى عنه المصنف في الحديث : (١٤٠) في الباب : (٣٦) من السمط الأول في ج ١ ، ص ١٧٧ ، ط ٢ ، وفي الحديث : (١٥٨) في الباب : (٤٠) في ج ١ ، ص ٢٠١ ، وفي : (١٩٠) في الباب : (٤٧) في ج ١ ، ص ٢٤٥.

١٢١ ـ محمد بن عمر بن المظفّر أبو المكارم المروزي.

روى عنه المصنف في الحديث : (٣٦٠) في الباب الثاني من السمط الثاني في ج ٢ ص ١٤ ، ط ١ ، وفي الحديث : (٣٨٠) في الباب : (١٠) في ج ٢ ص ٤٨.

١٢٢ ـ محمد بن محمد بن أبي بكر الفرعيوني.

روى عنه المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٣٨٢) في أول الباب : (١١) في ج ٢ ص ٥٢ ط ١.

١٢٣ ـ محمد بن محمد بن أسعد البخاري.

روى عنه المصنف في الحديث : (١٢٠) في الباب : (٣٣) من السمط الأول في ج ١ ، ص ١٥٨ ، ط ٢.

وأيضا روى عنه في السمط الثاني في الحديث : (٤١٧) في الباب : (٢٥) في ج ٢ ص ١١٣ ، ط ١.

١٢٤ ـ محمد بن محمد ابن أبي بكر ابن أبي يزيد الجويني.

روى عنه المصنف في الحديث : (٣٠) في الباب : (٩) من السمط الأول في ج ١ ، ص ٦٤ ط ٢.


١٢٥ ـ محمد بن محمد بن الحسن بن أبي بكر المشهدي الطوسي أبو جعفر نصير الدين.

روى عنه المصنف في الحديث الثاني من مقدمة السمط الأول : في ج ١ ص ١٨. ط ٢ ، وفي الحديث : (٦٦) في الباب : (١٨) في ج ١ ، ص ٩٧ ، وفي الحديث : (٢١٣) في الباب : (٥٣) في ج ١ ، ص ٢٧٤.

وأيضا روى عنه في السمط الثاني في الحديث : (٣٨٧) في الباب : (١٤) في ج ١ ، ص ٦١ ط ١. وفي (٣٩٦) في الباب : (١٦) ص ٧٢.

وأيضا روى عنه المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٤٠٦) في الباب : (١٩) في : ج ٢ ص ٨٩ ط ١ ، وفي (٤١٤) في الباب : (٢٤) ص ١٠٦.

١٢٦ ـ محمد بن محمد بن عليّ الشيذقاني الجويني.

روى عنه المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٤٠٨) في الباب : (٢١) في : ج ٢ ص ٩٥ ط ١ ، وفي (٥١٦) في الباب : (٤٧) ص ٢٤٠ ، وفي (٥٣٥) في الباب : (٥٣) ص ٢٦٥.

١٢٧ ـ محمد بن محمد بن عليّ المعروف بابن الزيات الباب بصري.

روى عنه المصنف في الحديث : (١٨٣) في الباب : (٤٦) من السمط الأول في ج ١ ، ص ٢٣٥ ط ٢.

١٢٨ ـ محمد بن محمد بن عليّ البناكتي القاضي الاسفرايني.

روى عنه المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٥١٣)


في الباب : (٤٦) في ج ٢ ص ٢٣١. وفي (٥٣٦) في الباب : (٥٣) ص ٢٦٦ ، وفي (٥٦٠) في الباب : (٦١) في ج ٢ ص ٣٠٣.

١٢٩ ـ محمد بن محمد بن عليّ بن الدبّاب البغدادي.

روى عنه المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٥٥٩) في الباب : (٦١) في ج ٢ ص ٣٠٢.

١٣٠ ـ محمد بن محمد بن طاهر بن محمد بن إبراهيم بن حمزة البخاري الشافعي.

روى عنه المصنف في الحديث : (٣٥٢) في الباب : (٧٠) من السمط الأول في ج ١ ، ص ٤٢١ ط ٢.

وأيضا روى عنه المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٣٥٨) في الباب الأول في ج ٢ ص ١٢ ، وفي (٥٥٨) في الباب : (٦١) ص ٣٠١.

١٣١ ـ محمد بن محمد بن نصر البخاري.

روى عنه المصنف في الحديث : (٥٧٥).

١٣٢ ـ محمد بن مطهّر بن أبي نصر أحمد الجامي.

روى عنه المصنف في الحديث : (٣٤٦) في الباب : (٧٠) من السمط الأول في ج ١ ، ص ٤١٦ ط ٢.

١٣٣ ـ محمد بن المظهر بن عبد الله بن الحسن الآملي أبو الفضائل مجد الدين.

روى عنه المصنف في الحديث : (٧٨) في الباب : (٢٠) من السمط الأول في ج ١ ص ١١٠ ، ط ٢.


١٣٤ ـ محمد بن يحيى بن الحسين بن عبد الكريم الكرجي الانتساب القزويني المسكن.

روى عنه المصنف في الحديث : (١٧) في الباب : (٥) من السمط الأول في ج ١ ، ص ٥٣ ط ٢ ، وفي الحديث : (٩٢) في الباب : (٢٢) ص ١٣١ ، وفي (١٥١) ، في الباب : (٣٩) ص ١٩١ ، وفي الحديث : (٢٦٠) في الباب : (٦٣) ص ٣٣٨ ، وفي الحديث : (٢٩٩) في الباب : (٦٨) ص ٣٦٩ ، وفي الحديث : (٣٠٩) في الباب : (٦٩) ص ٣٧٩ ، وفي الحديث : (٣١٧) في الباب : (٧٠) ص ٣٨٥ ،.

وأيضا روى عنه المصنف في الحديث : (٣٦٨) في الباب : (٦) من السمط الثاني في ج ٢ ص ٢٩ وفي الحديث : (٣٧٠) في الباب السابع في : ج ٢ ص ٣٢ ، وفي (٥١٥) في الباب : (٤٧) في ج ٢ ص ٢٣٩ ، وفي (٥٥٤) في الباب : (٦١) ص ٢٩٥.

١٣٥ ـ محمد بن يحيى بن الحسين بن محمد بن أبي القاسم عبد الله بن حيدر.

روى عنه المصنف في الحديث : (٣٤٨) في الباب : (٧٠) من السمط الأول في ج ١ ، ص ٤١٨ ط ٢. وفي وأيضا روى عنه في السمط الثاني في الحديث : (٥٢٥) في الباب : (٤٩) في ج ٢ ص ٢٥٥ بمدينة خانقين.

١٣٦ ـ محمد بن يعقوب بن أبي الفرج الأزجي الحنبلي أبو عبد الله.

روى عنه المصنف في الحديث : (٣٢) في الباب : (١٠) من السمط الأول في ج ١ ، ص ٦٦ ط ٢ ، وفي الحديث : (١٠٤) في الباب : (٢٥) في ج ١ ، ص ١٤١ ، ط ٢. وفي الحديث : (٦٨) في الباب : (١٦) ص ٨٨ ،


وفي الحديث : (٧٣) في الباب : (١٩) ص ١٠٣ ، وفي (٨٣) في الباب : (٢١) ص ١١٨ ، وفي (١٤٥) في الباب : (٣٧) ص ١٨٣ ، وفي (١٦٥) في الباب : (٤٢) ص ٢٠٩ ، وفي (١٧٩) في الباب : (٤٥) ص ٢٣٠ ، وفي (١٩٨) في الباب : (٥٠) ص ٢٥٧ ، وفي (٢٤٣) في الباب : (٥٧) ص ٣٠٥ ، وفي (٢٥٨) في الباب : (٦٢) ص ٣٣٤ ؛ وفي (٥٦٦) في الباب : (٦١) ص ٣١٣ ، وفي (٥٧٣) في الباب : (٦١) ص ٣٢٠ ، وفي (٥٧٥) في الباب : (٦١) ص ٣٢٣ وفي الحديث : (٢٨١ ـ ٢٨٢) في الباب : (٦٦) ص ٣٥٥ و ٣٥٦.

وأيضا روى عنه المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٣٩٥) في الباب : (١٥) في : ج ٢ ص ٧١ ط ١. وفي (٥١٢) في الباب : (٤٥) في : ج ٢ ص ٢٢٧ ط ١.

وفي الحديث ٥٧٤ و (٥٨٣) و (٥٩٠) و (٥٩٢).

١٣٧ ـ محمد بن يوسف بن محمد بن يوسف البرزالي.

روى عنه المصنف في الحديث الأول من الباب الأول من السمط الأول في ج ١ ، ص ٣٦ ، ط ٢ ، وفي الحديث : (٦٧) في الباب : (١٨) ص ٩٨.

١٣٨ ـ محمود بن محمد بن حامد بن الحسن المقدسي.

روى عنه المصنف في الحديث : (٩٢) في الباب : (٢٢) في ج ١. ص ١٣١. ط ٢.

١٣٩ ـ محمود بن محمد بن أحمد التاروني.

روى عنه المصنف في الحديث : (٩٢) في الباب : (٢٢) في ج ١. ص ١٣١. ط ٢


١٤٠ ـ محمود بن بدر [محمد «خ ل»] بن يوسف.

روى عنه المصنف في الحديث : (٢٣١) في الباب : (٥٥) من السمط الأول في ج ١ ، ص ٢٩٣ ط ٢.

١٤١ ـ محمود بن مسعود بن أسعد ابن العراقي الطاوسي القزويني.

روى عنه المصنف في الحديث : (٤١) في الباب : (١٢) من السمط الأول في ج ١ ، ص ٧٥ ط ٢.

١٤٢ ـ المرتضى بن محمود بن محمد بن محمد الحسني.

روى عنه المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٥١٥) في الباب : (٤٧) في ج ٢ ص ٢٣٩.

١٤٣ ـ مسلم بن محمد بن علّان.

روى عنه المصنف في الحديث : (٢٢٩) في الباب : (٥٤) في : ج ١ ، ص ٢٩١ ط ٢.

١٤٤ ـ الموفّق بن محمد بن الموفّق الأذكاني أبو عمر.

روى عنه المصنف في الحديث : (٦٥) في الباب : (١٩) من السمط الأول في ج ١ ، ص ٨٤.

وأيضا روى عنه في السمط الثاني في الحديث : (٥٥٠) في الباب : (٦١) في ج ٢ ص ٢٩٠.

١٤٥ ـ محي بن الحسين بن عبد الله.

روى عنه المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٥٧٥) في الباب : (٦١) في ج ٢١ ص ٣٢٣.


حرف الهاء

١٤٦ ـ هبة الله بن محمد بن محمود الأديب الجندي [الكندي «خ ق»].

روى عنه المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٤٧٦) في الباب : (٤٠) في : ج ٢ ص ١٩٥ ، ط ١.

١٤٧ ـ هبة الله بن أبي القاسم ابن غالب أبو غالب السامري.

روى عنه المصنف في الحديث : (٣٧) في الباب. (١١)

من السمط الأول في ج ١ ، ص ٧٠ ط ٢.

حرف الياء

١٤٨ ـ يحيى بن الحسين بن عبد الكريم الكرجي.

روى عنه المصنف في الحديث : (٦١) في الباب : (١٧) من السمط الأول في ج ١ ، ص ٩٢ ط ٢ ، وفي الحديث : (٧٤) في الباب : (١٩) ص ١٠٤ ، وفي الحديث : (١٨٤) في الباب : (٤٦) ص ٢٣٧.

وأيضا روى عنه المصنف في الحديث : (٣٦٢) في الباب الأول من السمط الثاني في : ج ٢ ص ١٨ ، ط ١ ، وفي (٣٨٤) في الباب : (١٢) في ج ٢ ص ٥٧.

١٤٩ ـ يحيى بن سعيد الحليّ.

روى عنه المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٥٤٠ ـ ٥٤١) في الباب : (٥٦) في ج ٢ ص ٢٧٤ و ٢٧٥.


١٥٠ ـ يوسف بن عليّ بن المطهّر الحليّ.

روى عنه المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٤٣٦) في الباب : (٣٣) في ج ٢ ص ١٤١ ، ط ١ ، وفي (٤٤٦) في الباب : (٣٤) ص ١٤٩ ، وفي (٥١١) في الباب : (٤٤) ص ٢٢٥ ، وفي (٥٧٩) في الباب : (٦١) ص ٣٢٩.

١٥١ ـ يوسف بن محمد بن عليّ بن سرور الوكيل.

روى عنه المصنف في الحديث : (١٠٤) في الباب : (٢٥) من السمط الأول في ج ١ ، ص ١٤١ ، ط ٢.

وأيضا روى عنه المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٥٩٢) في الباب : (٦١) في ج ٢ ص ٣٣٦.


فهرس شيخات المصنف التي يروي عنهنّ في فرائد السمطين

١ ـ آسية بنت أحمد بن عبد الواحد المقدّسي.

روى عنها المصنف في الحديث : (١٤٨) في الباب : (٣٨) من السمط الأول في ج ١ ، ص ١٨٦ ، ط ٢ ، وفي الحديث : (٢٠٠) في الباب : (٥٠) في : ج ١ ، ص ٢٥٩.

٢ ـ خديجة بنت أحمد بن عبد الواحد المقدّسي.

روى عنها المصنف في الحديث : (١٤٨) في الباب : (٣٨) من السمط الأول في ج ١ ، ص ١٨٦ ، ط ٢ ، وفي الحديث : (٢٠٠) في الباب : (٥٠) ص ٢٥٩.

٣ ـ زينب بنت عمرو بن كندي البعلبكيّة.

روى عنها المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٥٥٩) في الباب : (٦١) في ج ٢ ص ٣٠٢.

٤ ـ زينب بنت مكّي بن عليّ بن كامل الحرّانية.

روى عنها المصنف في الحديث : (١٢٣) في الباب : (٣٣) من السمط الأول في ج ١ ، ص ١٦١ ، ط ٢ ، وفي (١٣٠) في الباب : (٣٥) في ج ١ ، ص ١٦٩ ، وفي (٢٠٠) في الباب : (٥٠) ص ٢٥٩.

وأيضا روى عنها المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٣٨٦) في الباب : (١٣) في ج ٢ ص ٦٠ ط ١.


٥ ـ زينب بنت نصر بن عبد الرزّاق بن عبد القادر الجيلي.

روى عنها المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٥٣٨) في الباب : (٥٤) في ج ٢ ص ٢٧٠ ط ١.

٦ ـ شامية بنت الحسن بن محمد بن محمد بن محمد البكري.

روى عنها المصنف في الحديث : (٧٧) في الباب : (٢٠) من السمط الأول في ج ١ ، ص ١٠٩ ، ط ٢ ، وفي (١٢٤) في الباب : (٣٤) في ج ١ ، ص ١٦٢.

وأيضا روى عنها في السمط الثاني في الحديث : (٣٨٥) في الباب : (١٣) في ج ٢ ص ٥٨ ط ١.

٧ ـ عائشة بنت عيسى بن موفّق الدين عبد الله بن قدامة المقدّسي.

روى عنها المصنف في الحديث : (٧٧) في الباب : (٢٠) من السمط الأول في ج ١ ، ص ١٠٩ ، ط ٢.

٨ ـ فاطمة بنت عليّ بن أبي محمد القاسم بن عساكر الدمشقي المكنّاة بأم العرب.

روى عنها المصنف في الحديث : (١٢٥) في أول الباب : (٣٤) من السمط الأول في ج ١ ، ص ١٦٣ ، ط ٢ ، وفي الحديث : (١٥٤) في أول الباب : (٤٠) ج ١ ، ص ١٩٦.

وأيضا روى عنها في آخر السمط الثاني في الحديث : (٥٨٧) ص ٣٣٥.

٩ ـ فاطمة بنت عيسى بن عبد الله بن قدامة المقدسي.


روى عنها المصنف في السمط الثاني في الحديث : (٣٨٥) في الباب : (١٣) في ج ٢ ص ٥٨ ط ١.

١٠ ـ كريمة بنت عبد الوهاب بن عليّ بن الخضر القرشي.

روى عنها المصنف في الحديث : (١٧٥) في الباب : (٤٤) من السمط الأول : ج ١ ، ص ٢٢٤ ط ٢.


الصفحة

٥ ـ ٩

مقدّمة المؤلف وفي تعليقها فوائد حول الصلاة على محمد وآله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

٩

الحديث : (٣٥٦) في الباب الأول في نزول آية التطهير في النبيّ وعليّ وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم أجمعين.

١١

الحديث : (٣٥٧) أبيات المنصور الفقيه في حبّ الخمسة الذين نزلت في شأنهم آية التطهير. وفي اعتناقه بغض أعدائهم.

١٢

الحديث : (٣٥٨) أبيات الصاحب بن عبّاد في مواهب الله عليه ، وأنّ أفضلها هي محبته الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام.

ثم أبيات الناصر لدين الله في أن وسيلته إلى الله هو النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ووصيّه وابنته وسبطاه عليهم‌السلام.

١٣

الحديث : (٣٥٩) في الباب الثاني رواية ابن عباس في نزول قوله تعالى (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) في شأن عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام.

١٤

الحديث : (٣٦٠) رواية ثوبان : أجلس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الحسن والحسين على فخذيه وفاطمة في حجره واعتنق عليّا ثم قال : اللهمّ إن هؤلاء أهل بيتي.

١٦

الحديث : (٣٦١) في الباب الثالث : حديث أنس بن مالك قال :

قال رسول الله : صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اطلبوا الشمس فإذا غابت فاطلبوا القمر فإذا غاب فاطلبوا الزهرة ، فإذا غابت فاطلبوا الفرقدين ..

١٨

الحديث : (٣٦٢) رواية عبد الله بن جعفر الطيّار في نزول آية التطهير في عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام.

٢٠

الحديث : (٣٦٣) في الباب الرابع : رواية حذيفة بن اليمان قال : رأيت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رجلا عليه ثياب بياض ، قال :


الصفحة

وهل رأيته؟ قلت : نعم. قال : ذلك ملك لم يهبط إلى الأرض استأذن ربه عزوجل في زيارتي فأذن له فبشّرني أن الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة وأمّهما سيّدة نساء أهل الجنّة.

٢٢

الحديث : (٣٦٤) رواية واثلة بن الأسقع في نزول آية التطهير في عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام.

٢٣

الحديث : (٣٦٥) رواية جابر في خروج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام إلى مباهلة النصارى وجعله المباهلة بهم برهانا على صدق نبوّته.

٢٥

الحديث : (٣٦٦) في الباب الخامس : قول أمير المؤمنين عليه‌السلام : أخذ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيد الحسن والحسين فقال :

من أحبّني وأحبّ هذين وأباهما وأمّهما كان معي في درجتي يوم القيامة.

٢٨

الحديث : (٣٦٧) قول أمير المؤمنين عليه‌السلام : دخل علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأنا نائم على المنامة فاستسقى الحسن فقام رسول الله إلى أن يسقيه فأراد الحسين أن يشرب قبله فمنعه رسول الله فقالت فاطمة : يا أبة كأن الحسن أحبّ إليك؟ قال : لا ... غير أنه استسقاني أولا ، وإنّي وإيّاك وهذا الراقد وهذين في مكان واحد يوم القيامة.

٢٩

الحديث : (٣٦٨) في الباب السادس : قالت أم سلمة : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إن مسجدي حرام على كل حائض من النساء وعلى كل جنب من الرجال إلّا على محمد وأهل بيته : عليّ وفاطمة والحسن والحسين.

٣٠

الحديث (٣٦٩) رواية ابن عباس : سمعت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : أنا شجرة وفاطمة حملها وعليّ لقاحها والحسن والحسين ثمرها ومحبّو أهل البيت ورقها من الجنّة حقّا حقّا.

٣٢

الحديث : (٣٧٠) في الباب السابع : رواية أنس بن مالك : قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : نحن ولد عبد المطلب سادة أهل الجنّة : أنا وحمزة وجعفر وعليّ والحسن والحسين والمهديّ.


الصفحة

٣٣

الحديث : (٣٧١) بكاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما رأى أهل بيته ، وشرحه سبب بكائه وإنه إنما بكى لما يصيبهم بعد وفاته.

٣٦

الحديث : (٣٧٢) في الباب الثامن : رواية الصحابي الكبير زيد بن أرقم ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعليّ وفاطمة والحسن والحسين : أنا سلم لمن سالمتم وحرب لمن حاربتم.

٣٨

الحديث : (٣٧٣) رواية أبي بكر بن أبي قحافة : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خيّم خيمة على عليّ وفاطمة والحسن والحسين فقال : يا معشر المسلمين أنا سلم لمن سالم أهل الخيمة ، وحرب لمن حاربهم ...

٤٠

الحديث : (٣٧٤) في الباب التاسع : رواية الصحابي الكبير أبي سعيد الخدري : قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة وأمّهما سيّدة نساء أهل الجنّة.

٤١

الحديث : (٣٧٥) قول أمير المؤمنين عليه‌السلام : شكوت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حسد الناس إيّاي فقال : أما ترضى أن تكون رابع أربعة : أول من يدخل الجنّة أنا وأنت والحسن والحسين وأزواجنا وشيعتنا.

٤٣

الحديث : (٣٧٦) في الباب العاشر : رواية أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : حسبك من نساء العالمين أربع :

مريم بنت عمران ، وآسية امرأة فرعون ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد عليهما‌السلام.

٤٤

الحديث : (٣٧٧) رواية المسور بن مخرمة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فاطمة شجنة منّي يبسطني ما يبسطها ويقبضني ما يقبضها.

٤٥

الحديث : (٣٧٨) رواية أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إن الله عزوجل ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها.


الصفحة

٤٧

الحديث : (٣٧٩) رواية ابن عباس قال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ابنتي فاطمة حوراء آدمية وإنّما سمّاها فاطمة لأنّه عزوجل فطمها ومحبّيها من النار.

٤٨

الحديث : (٣٨٠) رواية أبي أيّوب الأنصاري : إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش : غضّوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة بنت محمد. فتمرّ كالبرق اللّامع ومعها سبعون ألف جارية.

٤٩

الحديث : (٣٨١) عن عائشة قالت : قلت : يا رسول الله مالك إذا قبّلت فاطمة أدخلت لسانك في فيها؟ ...

٥٠

الحديث : (٣٨٢) رواية جابر بن عبد الله الأنصاري في جوع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومجيئه إلى بيت ابنته فاطمة وطلبه الطعام منها وعدم وجود الطعام عندها ثم خروجه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جائعا ، ثم بعث بعض جارات فاطمة إليها برغيفين وبضعة لحم ، ثم بعثها أحد ابنيها إلى رسول الله ورجوع رسول الله إليها ، ثم بركة الطعام حتى أكل منه رسول الله وجميع أهل بيته وأزواجه ثم توزيعه على جيرة فاطمة وبقاء الطعام كما كان.

٥٢

الحديث : (٣٨٣) في الباب : (١١) رواية ابن عباس في مرض الحسن والحسين وعيادة رسول الله إيّاهما ، ثم نذر عليّ وفاطمة وجاريتها فضّة صيام ثلاثة أيام إن منّ الله على الحسن والحسين بالشفاء ، ثم شفائهما ثم قيامهم بالوفاء بالنذر وصيامهم ثلاثة أيام وتصدّقهم في الأيام الثلاثة فطورهم على المسكين واليتيم والأسير وإفطارهم بالماء القراح ، ثم نزول سورة «هل أتى» في شأنهم عليهم‌السلام.

٥٦

الحديث : (٣٨٤) في الباب : (١٢) رواية أمير المؤمنين عليه‌السلام :

قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنما سمّيت ابنتي فاطمة لأن الله فطمها وفطم من أحبّها من النار.

٦٨

الحديث : (٣٨٥) في الباب : (١٣) رواية عبد الله بن مسعود اضطراب فاطمة عليها‌السلام ليلة زفافها وتبشير النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم


الصفحة

إيّاها بأن الله هو أمره بأن يزوّجها من عليّ ، وأنه أمر الجنّة بحمل الحليّ والحلل ونثرها على الذين حضروا تحت منبر جبرئيل حين خطب أهل العلّيّين وأعلمهم بأن الله زوج فاطمة من عليّ.

٦٠

الحديث : (٣٨٦) قول عائشة : كنت أرى النبيّ كثيرا ما يقبل نحر فاطمة فقلت : يا رسول الله رأيتك تفعل شيئا ما رأيتك تفعل [مع أحد]؟

ثم جوابه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : بأن فاطمة قد تكوّنت من ثمار الجنّة فإذا اشتقت إلى رائحة الجنّة أشمّها ، إنها ليست كنساء الآدميّين ...

٦١

الحديث : (٣٨٧) في الباب : (١٤) قول الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام : قلت : يا رسول الله أنا أحبّ إليك أم هي؟ ـ يعني فاطمة عليها‌السلام ـ قال : هي أحبّ إليّ منك وأنت أعزّ إليّ منها.

٦٢

الحديث : (٣٨٨) رواية أمير المؤمنين عليه‌السلام : تحشر فاطمة وعليها حلل الكرامة وقد عجنت بماء الحيوان فينظر إليها الخلائق فيتعجّبون منها ، ثم تكسى أيضا حلّة من حلل الجنّة مكتوب على كل حلّة بخطّ أخضر : أدخلوا ابنة محمد الجنّة على أحسن الصورة ...

٦٣

الحديث : (٣٨٩) رواية عبد الله بن مسعود : إن الله حرّم النار على فاطمة وذرّيّتها.

٦٥

الحديث : (٣٩٠) في الباب : (١٥) قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

فاطمة بهجة قلبي وابناها ثمرة فؤادي وبعلها نور بصري والأئمة من ولدها أمناء ربيّ ...

٦٦

الحديث : (٣٩١) رواية سلمان ، قال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من أحبّ فاطمة فهو في الجنّة معي ومن أبغضها فهو في النار ... فمن رضيت عنه فاطمة رضيت عنه ورضي‌الله‌عنه ، ومن غضبت عليه غضبت عليه ، ومن غضبت عليه غضب الله عليه.

٦٧

الحديث : (٣٩٢) قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لو كان الحلم رجلا لكان عليّا ، ولو كان العقل رجلا لكان الحسن ، ولو كان السخاء رجلا لكان الحسين ، ولو كان الحسن شخصا لكان فاطمة بل هي


الصفحة

أعظم ، إنها خير أهل الأرض عنصرا ...

٦٨

الحديث : (٣٩٣) قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كل بني آدم ينتمون إلى عصبتهم إلّا ولد فاطمة فإني أنا أبوهم وعصبتهم.

٦٩

الحديث : (٣٩٤) حديث أسامة بن زيد قال : طرقت باب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فخرج مشتملا على شيء لا أدري ما هو؟

فقلت : ما هذا الذي أنت مشتمل عليه؟ فكشف عنه فإذا حسن وحسين فقال : هذان ابناي وابنا ابنتيّ اللهمّ إنك تعلم اني أحبّهما فأحبّهما.

٧١

الحديث : (٣٩٥) رواية مدرك بن زيد ، قال : كنت مع ابن عباس في حائط فجاء الحسن والحسين فسألا الطعام فأكلا ثم قاما فأمسك لهم ابن عباس بالركاب ، فقلت : أتمسك لهما الركاب وأنت أكبر منهما؟

فقال : ويحك ، هذان ابنا رسول الله ، أوليس مما أنعم الله عليّ أن أمسك لهما وأسوّي عليهما؟

٧٢

الحديث : (٣٩٦) في الباب : (١٦) رواية ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لمّا عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنّة : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، عليّ حبيب الله ، الحسن والحسين صفوة الله ، فاطمة أمة الله على مبغضيهم لعنة الله.

ثم أبيات الخوارزمي : «يزيد لظى من رام أن يتسفّلوا ...».

٧٤

الحديث : (٣٩٧) استدلال يحيى بن يعمر رضوان الله عليه بالقرآن واحتجاجه على أعتى وألدّ أعداء آل محمد حجّاج بن يوسف الثقفي بكون الحسن والحسين عليهما‌السلام من ولد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبهت الملحد عند ما قرعه يحيى بمحكم القرآن والحجّة والبيان.

٧٦

الحديث : (٣٩٨) قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إن الله جعل لذريّة كل بني أم عصبة ينتمون إليها إلا ولد فاطمة عليها‌السلام.

٧٧

الحديث : (٣٩٩) في الباب : (١٧) قدوم سفيان بن الليل ـ أو أبي ليلى ـ على الإمام الحسن عليه‌السلام حرجا ضيّق الصدر ، وتأنيفه إيّاه على مسالمته مع معاوية!! وإدلاء الإمام بعذره ثمّ لطفه به وتبشيره


الصفحة

إيّاه بما أعدّه الله تعالى لأحبّاء أهل البيت عليهم‌السلام.

٧٩

الحديث : (٤٠٠) رواية يعلى بن مرّة قال : خرج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من منزله فإذا الحسين يلعب مع صبيان ، فتقدم أمام القوم فبسط يده ليأخذه فطفق الحسين يفرّ ، وجعل رسول الله يضاحكه حتى أخذه فقبّله.

٨٠

الحديث : (٤٠١) في الباب : (١٨) رواية أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قال : ما سمّاني الحسن والحسين يا أبة حتى توفيّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كانا يقولان لرسول الله يا أبة ، وكان الحسن يقول لي : يا أبا الحسين ، والحسين يقول لي : يا أبا الحسن.

ثم أبيات العباس بن عبد المطّلب في تقريض عليّ عليه‌السلام وتعداد بعض مناقبه ، وتعبيره المبايعين لأبي بكر وتوصيفه بيعتهم بكونها من أول الفتن.

٨٢

الحديث : (٤٠٢) أبيات الشهيد خزيمة بن ثابت الأنصاري في مدح أمير المؤمنين عليه‌السلام حينما بايعه الناس بعد هلاك عثمان.

٨٣

الحديث : (٤٠٣) دخول فاطمة على أبيها رسول الله في مرضه وفاته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبكاؤها خشية الضيعة ، وتسلية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إيّاها بأن الله لها ذو عناية وألطاف خاصّة ، ومن ألطافه الخاصّة لها قد منحها الله وأهل بيتها قبل ذلك منائح ومواهب.

وتعداد بعض تلك المواهب.

٨٦

الحديث : (٤٠٤) في الباب : (١٩) في رثاء الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام لمّا افتقد سليلة النبوّة وبقيّة الرسالة فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

٨٧

الحديث : (٤٠٥) زيارة الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام كل يوم قبر فاطمة صلوات الله عليها ، وانكبابه في بعض أيّام زيارته على القبر وإنشاده :

مالي وقفت على القبور مسلّما

قبر الحبيب فلم يردّ جوابي


الصفحة

٨٩

الحديث : (٤٠٦) مجيء فاطمة بنت رسول الله عليهما‌السلام إلى أبيها باكية مدهوشة من فقد الحسن والحسين ، وتسلية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إيّاها ، ثم رفعه يديه إلى السماء وتضرّعه إليه في حفظ ابنيه ، ثم نزول جبرئيل عليه‌السلام عليه وإعلامه إيّاه بأنّهما نائمان في حضيرة بني النجار ، ثم مسير رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إليهما وأخذهما معه إلى المسجد ، ثم صعوده المنبر وإعلامه الناس بأنهما خير الناس جدّا وجدة وأمّا وأبا وعمّا وعمّة وخالا وخالة ، وأنهم أجمعون مع من أحبهما في الجنّة ، وأن من أبغضهما في النار.

٩٣

الحديث : (٤٠٧) في الباب : (٢٠) في أن الحسن والحسين عليهما‌السلام في ليلة من الليالي كانا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتى مضي عامة الليل ثم قال لهما : انصرفا إلى أمّكما. فبرقت برقة فما زالت تضيء لهما حتى دخلا على أمهما والنبيّ ينظر إلى البرقة ويقول : الحمد لله الذي أكرمنا أهل البيت.

٩٥

الحديث : (٤٠٨) في الباب : (٢١) في تبيين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فخامة شأن ابنيه الحسن والحسين عليهما‌السلام : بقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من أحبهما أحبّه الله وأدخله جنّات النعيم ، ومن أبغضهما أو بغى عليهما أبغضه الله وأدخله نار جهنّم.

٩٦

الحديث : (٤٠٩) رواية ابن عبّاس : قول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة.

٩٨

الحديث : (٤١٠) في الباب : (٢٢) رواية عبد الله بن عمر : قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة وأبوهما خير منهما.

١٠٠

الحديث : (٤١١) فيما ورد عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من أن الأنبياء يحشرون راكبا وهو يحشر على البراق ، وأن الحسن والحسين يبعثان على ناقة رسول الله العضباء ، وأن بلالا يبعث على ناقة من نوق الجنّة فينادي بالأذان.


الصفحة

١٠٢

الحديث : (٤١٢) في الباب : (٢٣) رواية أسماء بنت عميس : في مجيء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى بيت فاطمة عند ولادة كل واحد من الحسن والحسين عليهما‌السلام. وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا أسماء هلمّي بابني. قالت : فدفعته إليه في خرقة صفراء فرمى بها ، فقال : ألم أعهد إليكم أن لا تلفّوه في الخرقة الصفراء ... ثم أذانه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في أذنيهما ، وسؤاله عن عليّ عليه‌السلام :

بم سميت ابني هذا؟ وجواب عليّ في كلا الموردين : ما كنت لأسبقك يا رسول الله فقال رسول الله : ولا أسبق باسمه ربي ثم نزول جبرئيل عليه‌السلام من عند الله وأمره رسول الله بأن يسميهما الحسن والحسين.

١٠٥

الحديث : (٤١٣) في الباب : (٢٤) موجز المعنى المتقدم بسند آخر.

١٠٦

الحديث : (٤١٤) رواية عبد الله بن مسعود ، قال : كان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يصلّي فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره فإذا منعوهما أشار إليهم أن دعوهما ، فلما قضى الصلاة وضعهما في حجره فقال : من أحبّني فليحبّ هذين.

١٠٨

الحديث : (٤١٥) سؤال رجل عراقي عن ابن عمر عن مجرم يقتل الذباب!؟ فقال : أهل العراق يسألونني عن قتل الذباب وقد قتلوا ابني النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقد قال : هما ريحانتاي من الدنيا.

١١١

الحديث : (٤١٦) رواية ابن عباس : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يعوّذ الحسن والحسين ويقول : أعيذكما بكلمات الله التامّة من شرّ كل شيطان وهامّة ، ومن كل عين لامّة.

١١٣

الحديث : (٤١٧) في الباب : (٢٥) رواية أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : نزل جبرئيل عليه‌السلام إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فوجده مغتمّا فقال : يا محمد ما هذا الغمّ الذي أراه في وجهك؟ قال : إن الحسن والحسين أصابتهما العين. قال : أفلا عوّذتهما؟ ..

١١٤

الحديث : (٤١٨) في الباب : (٢٦) رواية أبي بكرة : رأيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على المنبر ومعه الحسن وهو يقول : إن ابني هذا سيّد.


الصفحة

١١٥

الحديث : (٤١٩) رواية البراء بن عازب قال : نظر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى الحسن فقال : اللهمّ إني أحبّه فأحبّه وأحبّ من يحبّه.

١١٧

الحديث : (٤٢٠) بعض ما أسنده الإمام الحسن عن جدّه وما علّمه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لسبطه الإمام الحسن أن يقول في صلاة الوتر.

١١٩

الحديث : (٤٢١) خطبة الإمام الحسن عليه‌السلام بعد شهادة أبيه أمير المؤمنين عليه‌السلام وتقريضه أباه بذكر بعض خصائصه ، ثم ذكره بعض خصائصه وخصائص أهل البيت عليهم‌السلام.

١٢٠

الحديث : (٤٢٢) في الباب : (٢٧) في فضل سيرة الإمام الحسن عليه‌السلام ووصف خلقه الحسن صلوات الله عليه وعلى جده وأبيه وأمّه وأخيه.

١٢١

الحديث : (٤٢٣) تكرار ما تقدم في الحديث السابق بسند آخر من أنه عليه‌السلام حجّ خمس عشرة حجّة ماشيا والنجائب تقاد بين يديه.

وأنه خرج لله من ماله مرّتين ، وقاسم الله ماله ثلاث مرّات.

١٢٢

الحديث : (٤٢٤) جواب الإمام الحسن عليه‌السلام لمن لامه على صلحه مع معاوية.

١٢٤

الحديث : (٤٢٥) في الباب : (٢٨) رواية المقدام بن معديكرب ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : حسن منّي وحسين من عليّ.

١٢٥

الحديث : (٤٢٦) رواية أبي هريرة : لا أزال أحبّ الحسن بعد ما رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصنع به ما يصنع ...

١٢٦

الحديث : (٤٢٧) إبطاء خبر حمزة عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم أحد بعد انقضاء الحرب ، وقول النبيّ : من يأتيني بخبر عمّي حمزة وجبت له الجنّة ، وقيام الحارث بن الصمة لأن يأتي بخبر حمزة ، وأبياته وهو يتفقد حمزة ، وإبطاؤه عن الرجوع ، ثم قول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من يأتيني بخبر حارث بن الصمة وجبت له الجنّة.

وخروج الإمام أمير المؤمنين لطلب الحارث ووجدانه الحارث قائما


الصفحة

على جنازة حمزة وهو يبكي ، ورجوعهما إلى رسول الله وإخبارهما إيّاه بشهادة حمزة.

١٢٨

الحديث : (٤٢٨) في الباب : (٢٩) رواية أبي رمثة الصحابي ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : حسين منّي وأنا منه ، وهو سبط من الأسباط ، أحبّ الله من أحبّ حسينا ، إن الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة.

١٢٩

الحديث : (٤٢٩) في الباب : (٣٠) رواية مرّة بن يعلى بن مرة في خروجه مع رسول الله إلى طعام دعوا إليه ، ومرورهم على غلمان يلعبون وحسين معهم ، وتقدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى الحسين وتقبيله إيّاه وقوله : حسين منّي وأنا من حسين أحبّ الله من أحبّ حسينا ...

١٣١

الحديث : (٤٣٠ ـ ٤٣١) في الباب : (٣١) روايتا ابن عباس في عصمة أئمة أهل البيت عليهم‌السلام وتعداد أسمائهم ، وقدوم نعثل اليهودي على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأسئلته ، وخطبة رسول الله وجوابه لأسئلة نعثل.

١٣٥

الحديث : (٤٣٢ ـ ٤٣٥) في الباب : (٣٢) حديث اللوح الذي أثبت الله فيه أسماء الأئمّة وأهداه إلى نبيّه محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأهداه النبيّ إلى ابنته فاطمة صلوات الله عليها.

١٤١

الحديث : (٤٣٦ ـ ٤٤١) في الباب : (٣٣) في حثّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على التمسّك بالقرآن وعترته ، أو حديث الثقلين برواية الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام وأبي سعيد الخدري وزيد بن ثابت وزيد بن أرقم.

١٤٥

الحديث : (٤٤٢ ـ ٤٤٥) في رواية جابر بن سمرة الصحابي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في أن دين الإسلام لا يزال قائما حتى تقوم القيامة ويكون على الناس اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش.

١٤٩

الحديث : (٤٤٦) في الباب : (٣٤) في بيان ولادة الإمام الحسين عليه‌السلام وأمر الله تعالى خازن الجنان أن يزيّنها ، والحور بالتزيّن


الصفحة

والتزاور ، وجبرئيل بالهبوط إلى الأرض لتبشير النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بولادة الحسين ثم يسلّيه بشهادته. وفيه قصة دردائيل.

١٥٣

الحديث : (٤٤٧) في الباب : (٣٥) في تقريض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ابنه الحسين والأئمة من ولده ، وفيه أيضا بيان الدعاء الذي كان يختصّ بكل واحد منهم بحسب الدؤوب على قراءته ، ثم بيان بعض العلامات للمهديّ المنتظر عجّل الله تعالى فرجه.

١٥٨

الحديث : (٤٤٨ ـ ٤٤٩) في الباب : (٣٦) في تغيّر الآفاق عند شهادة الإمام الحسين ، وصيرورة الورس الذي نهبوه من عسكره رمادا ، وفي ذكر ما كان مكتوبا في كنائس الروم.

١٦٠

الحديث : (٤٥٠) رواية الزهري : لمّا قتل الحسين عليه‌السلام لم يرفع ببيت المقدس حصاة إلّا وتحتها دم.

١٦١

الحديث : (٤٥١) في الباب : (٣٧) تمرّغ الغراب في دم الحسين ثم مجيئه بنعي الإمام إلى المدينة ، وقعوده على دار فاطمة الصغرى.

١٦٣

الحديث : (٤٥٢ ـ ٤٥٧) أحاديث أخر في تقلّب الآفاق وحدوث بعض الأمور الغير العادية في الآفاق والأنفس بعد شهادة ريحانة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

١٦٧

الحديث : (٤٥٨) في الباب : (٣٨) قول سلمة بن كهيل : رأيت رأس الحسين بن عليّ على القنا وهو يقول : (فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم)

١٦٩

الحديث : (٤٥٩) إعلام الله تعالى نبيّه زكريا على ما يجري على ريحانة رسول الله الحسين بن عليّ عليهم‌السلام ، وفيه تأويل قوله تعالى : «كهيعص»

١٧٠

الحديث : (٤٦٠) زيارة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليا وفاطمة وتناولهم الطعام ثم تسكاب دموع رسول الله وسؤال ابنه الحسين عنه وجوابه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبيانه سبب انسياب الدموع.

١٧٢

الحديث : (٤٦١) ثواب زيارة قبر الحسين عليه‌السلام وأن حول قبره سبعون ألف ملك شعثا غبرا يبكون عليه إلى أن تقوم الساعة.


الصفحة

١٧٣

الحديث : (٤٦٢) زيارة الإمام الحسين عليه‌السلام بسند الحاكم عن ابن عقده إلى الإمام الصادق عليه‌السلام.

١٧٧

الحديث : (٤٦٣) زيارة الجامعة الكبيرة التي تزار بها أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام.

١٨٥

الباب التاسع والثلاثون في ذكر بعض مناقب الإمام الثامن الإمام عليّ ابن موسى بن جعفر عليهم‌السلام ، وبيان طرف من أخلاقه الشريفة ونبذ من كراماته.

١٨٦

الحديث : (٤٦٤ ـ ٤٦٥) في تاريخ استشهاد الإمام الرضا عليه‌السلام بمدينة «سناباد» من خراسان ، وإعلام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بدفنه بها ، وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ستدفن بضعة منّي بخراسان لا يزورها مؤمن إلا أوجب له الجنّة وحرّم جسده على النار.

١٨٧

الحديث : (٤٦٦) في ذكر نسب الإمام الرضا عليه‌السلام وحديث سلسلة الذهب.

١٨٨

الحديث : (٤٦٧) في الباب : (٤٠) في ذكر إخبار النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بدفن الإمام الرضا عليه‌السلام بأرض خراسان وثواب زيارته.

١٨٩

الحديث : (٤٦٨) جواب الإمام الرضا عليه‌السلام لمن جاءه من الخراسانيين وقال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في المنام وهو يقول :

كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بعضي ...

ثم بيان الإمام الرضا عليه‌السلام ثواب زيارته ، وأن جدّه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : من رآني في منامه فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثّل في صورتي وصورة أحد من أوصيائي. وأن الرؤية الصادقة جزء من سبعين جزءا من النبوّة.

١٩٠

الحديث : (٤٦٩) في إعلام الإمام الرضا عليه‌السلام باستشهاده بالسمّ في أرض الغربة ، وأن من زاره في غربته كان هو وآباؤه شفعاؤه يوم القيامة.

١٩١ ـ ١٩٣

الحديث : (٤٧٠ ـ ٤٧٣) في حثّ الإمام الهادي عليّ بن محمد وأبيه


الصفحة

الإمام الجواد ، وجدّه الإمام الرضا ، والإمام موسى بن جعفر عليهم‌السلام على زيارة الإمام الرضا وطلب الحوائج عند مرقده المبارك.

١٩٤

الحديث : (٤٧٤ ـ ٤٧٥) أبيات كتبتها يد غيبيّة وأنشدها هاتف غيبيّ في الحثّ على زيارة الإمام الرضا عليه‌السلام.

١٩٥

الحديث : (٤٧٦) أبيات هبة الله بن محمد بن محمود الأديب الجندي في الحثّ على زيارة الإمام الرضا عليه‌السلام.

١٩٦

الحديث : (٤٧٧) ترحال إمام أهل الحديث في عصره محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبي علي الثقفي وجماعة من العلماء من نيسابور إلى خراسان من أجل زيارة الإمام الرضا عليه‌السلام وتشرّفهم بزيارة قبره الشريف ، وتواضع محمد بن إسحاق عند تربته الطبية وغاية تضرّعه إلى الله عند الوصول إليها بمشهد من آل سلطان والأمراء والأعيان وتدوينهم شمائله في تلك الحالة ، وفرحهم وشكرهم لله وتصدّقهم لما رأوا منه ما صنعه.

١٩٧

الحديث : (٤٧٨) في أنه عليه‌السلام ورد نيسابور سنة مأتين ، وأنه كان يفتي في مسجد جدّه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالمدينة وهو ابن نيّف وعشرين سنة. وأنه أخذ العلم منه جماعة من أئمة الحديث ، وإنه استشهد ب «سناباد» من طوس في شهر رمضان سنة ثلاث ومأتين وهو ابن تسع وأربعين سنة وستة أشهر

١٩٨

الحديث : (٤٧٩) ما روي عن الإمام الرضا عليه‌السلام حول القرآن.

١٩٨

الحديث : (٤٨٠) أبيات أبي نواس في مدح الإمام الرضا عليه‌السلام ، وإنعام الإمام عليه‌السلام عليه.

٢٠٠

الحديث : (٤٨١) أبيات أخر لأبي نواس في مدح الإمام الرضا عليه‌السلام. وقول الحاكم النيسابوري : ومن أجلّ فضيلة لنسب عليّ بن موسى إنه من ذرية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومن خالف هذا فقد خالف الكتاب والسنّة وعاند الحق وأظهر التعصّب على سيّديّ شباب أهل الجنّة.


الصفحة

٢٠١

الحديث : (٤٨٢ ـ ٤٨٣) استدلال يحيى بن يعمر رحمه‌الله بالقرآن الكريم على أن الحسن والحسين عليهما‌السلام هما ذرية رسول الله وأولاده ردّا على ألدّ النواصب الحجّاج بن يوسف الثقفي.

٢٠٣

الحديث : (٤٨٤ ـ ٤٨٦) قصة مباهلة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع النصارى والاحتجاج بما ورد فيها من القرآن والأحاديث على أن الحسن والحسين عليهما‌السلام وذرّيّتهما أبناء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

٢٠٦

الحديث : (٤٨٧) في الباب : (٤١) في وصية الإمام موسى بن جعفر عليه‌السلام إلى ابنه عليّ أبي الحسن الملقّب بالرضا. وأن أمّه نوبية تسمّى «تكتم» وأن إمامته كانت في أواخر أيّام الرشيد ، ثم في أيام محمد ابن زبيدة. ثم في أيام المأمون وأنه أخذ بيعته من الناس على أن يكون وليّ عهده بعده ، وقوله عليه‌السلام : لا أفعل ، وإني والرشيد كهاتين.

وقصته عليه‌السلام مع المأمون وزينب الكذابة ، والأعرابيّ الذي جاء إلى المأمون بشعرات يدّعي أنها من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. ثم في حسد المأمون إيّاه وقتله إياه بالسم.

٢٠٨

الحديث : (٤٨٨ ـ ٤٨٩) كرامة الإمام الرضا عليه‌السلام في إخباره لمن أعطاه تمر الصيحاني وطلب منه الزيادة بقوله : لو زادك رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم لزدناك.

وقوله عليه‌السلام لرجل نظر إليه : يا عبد الله أوص بما تريد واستعدّ لما لا بدّ منه. وموت الرجل بعد هذا القول بثلاثة أيام.

٢١٠

الحديث : (٤٩٠) احتباس المطر عن الناس بعد ما جعل المأمون أبا الحسن الرضا عليه‌السلام وليّ عهده وتشاؤم الحاسدين بذلك ، وأمر المأمون الإمام الرضا عليه‌السلام لأن يدعو الله تعالى أن يمنّ عليهم بالمطر ثم استسقاء الإمام ونزول المطر الغزير ، ثم حسد حاشية المأمون للإمام الرضا عليه‌السلام وطلبهم منه أن يجمع بينهم وبينه في مجمع من الناس كي يفحموه حتى يقع من أعين الناس ، وجمع المأمون بينهم وجريان


الصفحة

بحثهم وختام المجلس بتوثّب صورتي الأسدين المنقوشتين على بساط المأمون وافتراسهما المعاند حميد بن مهران.

٢١٥

الحديث : (٤٩١) في الباب : (٤٢) ابتلاء أبي النصر المؤذّن بمرض أشغل لسانه عن الكلام ، ثم شدّ رحاله للتوسّل بالإمام الرضا عليه‌السلام.

ثم توسله به إلى الله ، ثم منّ الله تعالى عليه ببركة وليّه بانطلاق لسانه بالكلام.

٢١٦

الحديث : (٤٩٢) قول الإمام الرضا عليه‌السلام لا تشدّ الرحال إلا إلى قبورنا ، ألا وإني مقتول بالسمّ ومدفون في أرض غربة فمن شدّ رحله إلى زيارتي أستجيب دعاؤه وغفر ذنوبه.

٢١٦

الحديث : (٩٤٣) في تفاؤل بعض الشاكّين ـ فيما للإمام الرضا عليه‌السلام من العظمة عند الله ـ بالقرآن الكريم ، ومجيء جوابه بما أزال الشكّ عنه.

٢١٧

الحديث : (٤٩٤) ابتلاء زيد الفارسي بالداء المعروف ب «نقرس» في رجله وقدومه إلى زيارة الإمام الرضا عليه‌السلام ومسحه رجله بقبر الإمام وذهاب النقرس عنه.

٢١٧

الحديث : (٤٩٥) بشارة حمويه قائد خراسان شريكه بقضاء حاجته ، ومطالبته إيّاه بالاقتصاص منه بصفعته؟!!.

٢١٨

الحديث : (٤٩٦ ـ ٤٩٩) قول محمد بن عليّ بن سهل الفقيه : ما عرض لي مهمّ فقصدت قبر الرضا عليه‌السلام ودعوت الله عند القبر إلا وفرّج الله عني ذلك المهمّ ...

وقول الحاكم النيسابوري : وقد عرّفني الله من كرامات التربة خير كرامة ...

وقول أبي الحسين بن أبي بكر الفقيه : قد أجاب الله لي كل دعوة دعوته بها عند مشهد الرضا ، حتى اني دعوته أن يرزقني ولدا فرزقت ولدا بعد الأياس منه.

٢١٩

الحديث : (٤٩٩ ـ ٥٠٥) في الباب : (٤٣) في لآلي منثورة من كلام الإمام الرضا عليه‌السلام.


الصفحة

٢٢١

الحديث : (٥٠٥ ـ ٥٠٨) في درر مكنونة من منظوم كلام الإمام لرضا عليه‌السلام.

٢٢٣

الحديث : (٥٠٩) جواب الإمام الرضا عليه‌السلام لمن سأله ـ وهو يطوف ـ عن الجواد؟ فقال عليه‌السلام : إن لكلامك وجهين ...

٢٢٤

الحديث : (٥١٠) دعاء الإمام الرضا عليه‌السلام وهو بالموقف.

٢٢٥

الحديث : (٥١١) في الباب : (٤٤) تنازع هاشمي وأموي ومباراتهما حول أسخى الطائفتين واختبارهما قولهما وغلبة الهاشمي على الأموي.

٢٢٧

الحديث : (٥١٢) في الباب : (٤٥) كلام الإمام السجاد عليّ ابن الحسين عليه‌السلام مع الزهري وتقسيمه الصوم إلى أربعة وثلاثين وجها وتفسيره عليه‌السلام للأقسام المذكورة من الصيام.

٢٣١

الحديث : (٥١٣) في الباب : (٤٦) حديث الثقلين برواية زيد بن أرقم ، وهفوات البيهقي في ذيله.

٢٣٣

الحديث : (٥١٤) حديث شاذّ ضعيف السند في كيفيّة الصلاة على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

٢٣٩

الحديث : (٥١٥) في الباب : (٤٧) رواية سلمة بن الأكوع الصحابي قول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأمّتي.

٢٤٠

الحديث : (٥١٦) رواية أبي سعيد الخدري قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق. وكباب حطّة في بني إسرائيل ...

٢٤١

الحديث : (٥١٧) رواية ابن عباس : قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

أنا مدينة الحكمة وعليّ بابها. وقوله لعليّ : مثلك ومثل الأئمّة من بعدي مثل سفينة نوح ... ومثلكم مثل النجوم كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة.

٢٤١

الحديث : (٥١٨) أبيات الإمام الصادق عليه‌السلام حول استقامة


الصفحة

أهل البيت عليهم‌السلام على منهاج السماحة والكرامة ، وأن السرّاء والضرّاء لا تزحزحهم عن العدالة والسماحة ، وأنّ مثلهم مثل النجوم المضيئة والكواكب الدرّيّة.

٢٤٤

الحديث : (٥١٩) في الباب : (٤٨) رواية أبي ذرّ : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من دخلها نجا ، ومن تخلّف عنها هلك.

ثم كلام عليّ بن أحمد الواحدي المفسّر حول مفاد الحديث ومدلوله.

٢٤٨

الحديث : (٥٢٠) حديث الثقلين بسند الواحدي عن زيد بن أرقم ونفي كون نساء النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من أهل البيت.

٢٥٠

الحديث : (٥٢١ ـ ٥٢٢) حديث النجوم برواية الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام وسلمة بن الأكوع الصحابي

٢٥١

الحديث : (٥٢٣) كلام الإمام محمد بن عليّ بن الحسين عليهم‌السلام في بيان نعت أئمّة أهل البيت وما أنعم الله تعالى عليهم.

٢٥٣

الحديث : (٥٢٤) في الباب : (٤٩) رواية جرير بن عبد الله البجلي الصحابي في سعادة من مات على حبّ آل محمد صلوات الله عليهم ورذلة وشناعة حال من مات على بغض آل محمد.

٢٥٤

الحديث : (٥٢٥) حديث المقداد بن الأسود الصحابي : معرفة آل محمد براءة من النار ، وحبّ آل محمد جواز على الصراط ، والولاية لآل محمد أمان من العذاب.

٢٥٦

الحديث : (٥٢٦) في الباب : (٥٠) رواية عبد الله بن عمر حول حثّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على حبّ عليّ خاصة ، وعلى حبّ آل محمد عامة ، وأن من أبغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه : آيس من رحمة الله.

٢٥٧

الحديث : (٥٢٧) أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليا بكتابة ما يمليه عليه. ثم بيانه صلوات الله عليه بركات الأئمة من ولده ، وأنّ أوّلهم هو الإمام الحسن وبعده أخوه الإمام الحسين وأن الأئمّة عليهم


الصفحة

السلام من ولده.

٢٥٨

الحديث : (٥٢٨) رواية ابن عباس : أوحى الله إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أني قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا وإني قاتل بابن بنتك سبعين ألفا وسبعين ألفا.

٢٥٩

الحديث : (٥٢٩) قول جدّ محمد بن إسماعيل بن عمرو حول تعظيم ريحانة رسول الله اسم الله تعالى وهو طفل واحترازه من الحلف الصدق وإن جرّ تركه ضررا عليه.

٢٦٠

الحديث : (٥٣٠) دعاء منسوب إلى الإمام الحسين عليه‌السلام برواية شريح.

٢٦١

الحديث : (٥٣١ ـ ٥٣٢) في الباب : (٥١) في أن قاتل الحسين لا يغفر له ، وأنه في تابوت من نار عليه نصف عذاب أهل الدنيا ...

وله ريح يتعوّذ أهل النار إلى ربّهم منها ...

٢٦٣

الحديث : (٥٣٣ ـ ٥٣٤) في الباب : (٥٢) قصة حشر فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليهما وعلى آلهما وتعلّقها بالعرش بثياب مصبوغة بدم وقولها : يا عدل احكم بيني وبين قاتل ولدي.

ثم الأبيات المنسوبة إلى الشافعي :

لا بدّ أن ترد القيامة فاطم

وقميصها بدم الحسين مضمّخ

٢٦٥

الحديث : (٥٣٥ ـ ٥٣٦) في الباب : (٥٣) إعادة حديث الثقلين المتقدم في الباب : (٤٦) بسند البيهقي بأسانيد أخر للمصنف عن البيهقي بنفس سنده المتقدم.

٢٦٨

الحديث : (٥٣٧) إعادة عين ما تقدم عن البيهقي بسنده الضعيف حول الصلاة على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأزواجه وذرّيّته.

٢٧٠

الحديث : (٥٣٨) في الباب : (٥٤) حديث الثقلين برواية أبي سعيد الخدري.

٢٧٢

الحديث : (٥٣٩) في الباب : (٥٥) حديث الثقلين برواية حذيفة


الصفحة

ابن أسيد الغفاري الصحابي.

٢٧٤

الحديث : (٥٤٠ ـ ٥٤١) في الباب : (٥٦) ما روي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أربعة أنا شفيع لهم : الضارب بالسيف أمام ذريّتي ، والقاضي لهم حوائجهم ، والساعي لهم في مصالحهم ، والمحبّ لهم بقلبه ولسانه.

٢٧٦

الحديث : (٥٤٢ ـ ٥٤٣) قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : حرّمت الجنّة على من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي ، ومن اصطنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطلب فأنا أجازيه غدا إذا لقاني يوم القيامة.

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من ظلم أهل بيتي وقاتلهم وأعان عليهم وسبّهم أولئك لا خلاق لهم في الآخرة.

٢٧٩

الحديث : (٥٤٤) رواية ابن عباس : كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلّا حسبي ونسبي.

٢٨٠

الحديث : (٥٤٥) حديث عمر بن الخطاب : «كلّ نسب وصهر منقطع يوم القيامة إلّا نسبي وصهري» وتلبيسه في قصّة الزواج بأم كلثوم سلام الله عليها.

٢٨٣

الحديث : (٥٤٦ ـ ٥٤٧) حديث عبد الله بن عمر ومعاذ بن جبل برواية بعض الدمشقيّين حول من ترفّع بالنبيّ وصاهر معه.

٢٨٦

الحديث : (٥٤٨) في الباب : (٦٠) قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في تنديد الجفاة والمتكبّرين عن الانقياد للحقائق : ما بال أقوام يقولون : إن رحم رسول الله لا تنفع يوم القيامة ...

٢٨٨

الحديث : (٥٤٩) حديث جابر بن عبد الله حول قصة بريرة والتقاء بعض المعاندين بها وقوله لها : «غطّي شعيفاتك فإن محمدا لن يغني عنك من الله شيئا» وشكاية بريرة إيّاه إلى رسول الله ، وخروجه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى الناس غضبان ، وصعوده المنبر وخطبته ، ثم قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما بال أقوام يزعمون أن رحمي لا ينفع؟.

٢٩٠

الحديث : (٥٥٠) في الباب : (٦١) رواية ابن عباس. قال :


الصفحة

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أحبّوا الله لما يغذوكم به من نعمه ، وأحبّوني بحبّ الله وأحبّوا أهل بيتي بحبّي.

٢٩٢

الحديث : (٥٥١) حثّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على محبّة أهل بيته ثم تعقيبه بقوله : فو الله ما أحبّهم أحد إلا ربح الدنيا والآخرة.

٢٩٢

الحديث : (٥٥٢) رواية أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : جاء إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رجل فقال : والله إنّي لأحبّك يا رسول الله.

قال : وحدي؟ قال : نعم. قال : ما أحببتني حتى تحبّني في آلي.

٢٩٣

الحديث : (٥٥٣) قول زيد الشهيد في تفسير قوله تعالى : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) ا : إن من رضى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يدخل أهل بيته وذريّته الجنّة.

٢٩٥

الحديث : (٥٥٤ ـ ٥٥٥) قول أمير المؤمنين عليه‌السلام لأبي عبد الله الجدلي : ألا أخبرك بالحسنة التي من جاء بها أمن من الفزع الأكبر؟

وبالسيّئة التي من جاء بها كبّت وجوههم في النار فلم يقبل منها عمل؟

٢٩٨

الحديث : (٥٥٦) قول أمير المؤمنين عليه‌السلام في تفسير قوله تعالى : (وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ) [٧٤ / المؤمنون : ٢٣]

٢٩٩

الحديث : (٥٥٧) قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إذا كان يوم القيامة لم تزل قدما عبد حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه؟ وعن مال اكتسبه من أين اكتسبه وفيما أنفقه؟ وعن حبّنا أهل البيت.

٣٠١

الحديث : (٥٥٨) رواية جابر بن عبد الله الأنصاري حول محبّي آل محمد ومبغضيهم.

٣٠٢

الحديث : (٥٥٩) ما ورد عن عليّ ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أدّبوا أولادكم على خصال ثلاث : على حبّ نبيّكم وأهل بيته وعلى قراءة القرآن.

٣٠٣

الحديث : (٥٦٠) حديث ابن عمر : قال : قال أبو ذرّ : يا رسول الله إني أحبّكم أهل البيت. قال : المرء مع من أحبّ.


الصفحة

٣٠٤

كلام طويل للمؤلّف حول أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين.

٣٠٨

الحديث : (٥٦١ ـ ٥٩٤) في قبس مما ورد عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حول بقيّة الله في الأرضين المهديّ المنتظر عجّل الله تعالى فرجه وصلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين.

ويبتدئ بحديث الصحابي الكبير أبي سعيد الخدري رضوان الله تعالى عليه

٣١٠

الحديث : (٥٦٢ ـ ٥٦٤) أحاديث عبد الله بن العباس حول المهديّ عليه أفضل الصلاة والسلام.

٣١٢

الحديث : (٥٦٥) رواية أبي أمامة الباهلي حول المترقّب لقمع الجور والعدوان الإمام المهديّ عليه‌السلام.

٣١٣

الحديث : (٥٦٦ ـ ٥٦٩) قبس أخر من روايات أبي سعيد الخدري وعبد الله بن عمر في البشارة بالمهديّ المنتظر صلوات الله عليه.

٣١٦

الحديث : (٥٧٠) رواية أبي هريرة حول القائم من آل محمد عجّل الله تعالى فرجه.

٣١٨

الحديث : (٥٧١) ما ورد عن الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام حول ولده المهدي المنتظر صلوات الله عليه.

٣١٩

الحديث : (٥٧٢) ما ورد حول المهديّ المنتظر صلوات الله عليه برواية أبي سلمى [حريث] راعي إبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

٣٢٠

الحديث : (٥٧٣ ـ ٥٧٤) قبسات أخر مما رواها أبو سعيد الخدري عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حول ابنه المهديّ المنتظر عليه‌السلام.

٣٢٣

الحديث : (٥٧٥) ما ورد عن الصحابي العظيم حذيفة بن اليمان رضوان الله عليه حول كاشف الغمّة عن الأمّة المهديّ المنتظر عجّل الله تعالى فرجه وانه من أولاد الإمام الحسين عليه‌السلام.

٣٢٤

الحديث : (٥٧٦ ـ ٥٧٨) ما ورد عن الصحابي الكبير عبد الله بن مسعود حول إمام العصر وكاشف الكرب والحصر المهدي المنتظر عليه‌السلام.

٣٢٧

الحديث : (٥٧٩) ما ورد حول المهدي عليه‌السلام عن ظلمة بني العباس


الصفحة

عن آبائهم عن ابن عباس ، عن أبيه العباس بن عبد المطّلب.

ثم كلام العلامة الطبرسي رفع الله مقامه.

٣٢٨

الحديث : (٥٨٠ ـ ٥٨٢) قبسات أخر حول الإمام المهديّ جعلنا الله فداه برواية الصحابي أبي سعيد الخدري وعبد الرحمن بن عوف.

٣٢٩

الحديث : (٥٨٣) قبس أخر من روايات الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام حول ولده المهديّ المنتظر صلوات الله عليه.

٣٣١

الحديث : (٥٨٤) ما ورد حول الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه برواية عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي.

٣٣٢

الحديث : (٥٨٥ ـ ٥٨٩) ما ورد حول الإمام المهديّ عليه‌السلام برواية الصحابي الكبير جابر بن عبد الله الأنصاري رضوان الله عليه وبرواية الإمام أمير المؤمنين وعبد الله بن العباس.

٣٣٤

الحديث : (٥٩٠ ـ ٥٩١) ما ورد عن الإمام الرضا عليه‌السلام حول ولده المهديّ المنتظر صلوات الله عليه ، وفي ذيل الحديث الثاني أبيات لدعبل الخزاعي رحمه‌الله.

٣٣٦

الحديث : (٥٩٢ ـ ٥٩٣) حديثان آخران حول الإمام المهديّ عليه‌السلام برواية ظلمة بني العباس عن جدّهم عبد الله بن العباس رحمه‌الله.

٣٣٩

الحديث : (٥٩٤) أبيات لأمير المؤمنين عليه‌السلام في الحثّ على الصبر والتمسّك بالرجاء والأمل مهما طالت المكار الخطوب ، وعدم اليأس من طول المدّة واشتداد البليّة.

٣٤٠

كلام المؤلّف في ختام كتابه هذا ، وأنه فرغ من تأليفه في شهر رجب الأصبّ من سنة (٧١٦) الهجرية.

٣٤٧

فهرس مشايخ المصنف وشيخاته الذين روى عنهم في فرائد السمطين

٣٨٩

فهرس المواضيع والمطالب التي جاءت في كتاب فرائد السمطين

فرائد السمطين - ٢

المؤلف:
الصفحات: 413