

بسم الله الرحمن الرحيم
« قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى
»
( قرآن كريم )
تقديم :
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام
على سيد المرسلين وآله وصحبه الطيبين الطاهرين.
وبعد :
فالشعر ديوان العرب وعنوان الادب وخيره
ما كان جز لا رائعا ، بعيدا عن الكلفة والعسف ، تعشقه الآذان ، وتنعم بتمثلة
الاذهان ، واجمل به تاريخا لمآثر العظماء ينقلها عبر الاجيال امثولات تقتدي ،
وعبرا تجتدى.
وقصائد الكميت بن زيد الاسدي المسماة :
« بالقصائد الهاشميات » وقصائد ابن ابي الحديد المسماة : « بالقصائد السبع العلويات
» تعتبر ذررة في الشعر العربي المترف تتحلى بالصدق والوفاء ، والجزالة والصفاء ،
تحمل في ثناياها الفضل والفضيلة ، يفيض عرفها ويعم عبيرها فتغمر النفوس الطيبة
بالسعادة والاطمئنان.
ويسعدنا ان نقدمها للقراء في كتاب
اسميناه :
الروضة المختارة
سائلين الله ان يسدد خطانا إلى ما فيه
الخير انه على ما يشاء قدير.
بيروت في ٤ جمادى الاولى سنة ١٣٩٢ ه
الموافق ١٥ حزيران سنة ١٩٧٢ م
لقسم الاول
شرح القصائد
الهاشميات
شعر
الكميت بن زيد الاسدي
قال الكميت رحمه الله تعالى ورضي عنه
في مدح بني هاشم وآل البيت النبوي
الشريف رضي الله عنهم
من لقلب متيم مستهام
|
|
غير ما صبوة ولا أحلام
|
طارقات ولا ادكار غوان
|
|
واضحات الخدود كالارآم
|
بل هو اي الذي أجن وأبدي
|
|
لبني هاشم فروع الانام
|
__________________
للقريبين من ندى والبعيدين
|
|
من الجور في عرى الاحكام
|
والمصيبين باب ما أخطأ الناس
|
|
ومرسي قواعد الاسلام
|
والحماة الكفاة في الحرب إن لف
|
|
ضرام وقوده بضرام
|
والغيوث الذين إن أمحل الناس
|
|
فمأوى حواضن الايتام
|
والولاة الكفاة للامر إن طر
|
|
ق يتنا بمجهض أو تمام
|
والاساة الشفاة للداء ذي الريبة
|
|
والمدركين بالاوغام
|
__________________
والروايا التي بها يحمل الناس
|
|
وسوق المطبعات العظام
|
والبحور التي بها تكشف الحر
|
|
ة والداء من غليل الاوام
|
لكثيرين طيبين من النـ
|
|
ـاس وبرين صادقين كرام
|
واضحي أوجه كرام جدود
|
|
واسطي نسبة لهام فهام
|
للذري فالذري من الحسب الثا
|
|
قب بين القمقام فالقمقام
|
__________________
راجحي الوزن كاملي العدل في السيرة
|
|
طبين بالامور العظام
|
فضلوا الناس في الحديث حديثا
|
|
وقديما في أول القدام
|
مستفيدين متلفين مواهيب
|
|
مطاعيم غير ما أبرام
|
مسعفين مفضلين مساميح
|
|
مراجيح في الخميس اللهام
|
ومداريك للذحول متاريك
|
|
وإن أحفظوا لعور الكلام
|
__________________
لاحباهم تحل للمنطق الشغب
|
|
ولا للطام يوم اللطام
|
ابطحيين أريحيين كالانجم
|
|
ذات الرجوم والاعلام
|
غالبيين هاشميين في العلم
|
|
ربوا من عطية العلام
|
ومصفين في المناصب محضين
|
|
خضمين كالقروم السوام
|
وإذا الحرب أو مضت بسنا الحر
|
|
ب وسار الهمام نحو الهمام
|
__________________
فهم الاسد في الوغى لا اللواتي
|
|
بين خيس العرين والآجام
|
أسد حرب غيوث جدب بها لاليل
|
|
مقاويل غير ما أفدام
|
لا مهاذير في الندي مكاثير
|
|
ولا مصمتين بالافحام
|
سادة ذادة عن الخرد البيض
|
|
إذا اليوم صار كالايام
|
ومغايير عندهن مغاوير
|
|
مساعير ليلة الالجام
|
لا معازيل في الحروب تنابيل
|
|
ولا رائمين بو اهتضام
|
__________________
وهم الآخذون من ثقة الامر
|
|
بتقواهم عرى لا انفصام
|
والمصيبون والمجيبون للدعوة
|
|
والمحرزون خصل الترامي
|
ومحلون محرمون مقرو
|
|
ن لحل قراره وحرام
|
ساسة لا كمن يرعى النا
|
|
س سواء ورعية الانعام
|
لا كعبد المليك أو كوليد
|
|
أو كسليمان بعد أو كهشام
|
رأيه فيهم كرأي ذوي الثلة
|
|
في الثائجات جنح الظلام
|
__________________
جزذى الصوف وانتقاء لذى المخة
|
|
نعقا ودعدعا بالبهام
|
من يمت لا يمت فقيه أو إن يحى
|
|
فلا ذو إل ولا ذو ذمام
|
فهم الاقربون من كل خير
|
|
وهم الابعدون من كل ذام
|
وهم الاوفون بالناس في الرا
|
|
فة والاحلمون في الاحلام
|
بسطوا أيدى النوال وكفوا
|
|
أيدي البغي عنهم والعرام
|
أخذوا القصد فاستقاموا عليه
|
|
حين مالت زوامل الآثام
|
عيرات الفعال والحسب العو
|
|
د إليهم محطوطة الاعكام
|
__________________
أسرة الصادق الحديث أبى القا
|
|
سم فرع القدامس القدام
|
خير حي وميت من بني آ
|
|
دم طرا مأمومهم والامام
|
كان ميتا جنازة خير ميت
|
|
غيبته مقابر الاقوام
|
وجنينا ومرضعا ساكن المهد
|
|
وبعد الرضاع عند الفطام
|
خير مسترضع وخير فطيم
|
|
وجنين أقر في الارحام
|
وغلاما وناشئا ثم كهلا
|
|
خير كهل وناشئ وغلام
|
أنقذ الله شلونا من شفى النار
|
|
به نعمة من المنعام
|
لو فدى الحي ميتا قلت نفسي
|
|
وبني الفدا لتلك العظام
|
طيب الاصل طيب العود في البنية
|
|
والفرع يثربي تهامي
|
____________
أبطحي بمكة استثقب
|
|
الله ضياء العما به والظلام
|
وإلى يثرب التحول عنها
|
|
لمقام من غير دار مقام
|
هجرة حولت إلى الاوس والخز
|
|
رج أهل الفسيل والآطام
|
غير دنيا محالفا واسم صدق
|
|
باقيا مجده بقاء السلام
|
ذو الجناحين وابن هالة منهم
|
|
أسد الله والكمي المحامي
|
لا ابن عم يرى كهذا ولا عم
|
|
كهذاك سيد الاعمام
|
__________________
والوصي الذي أمال التجوبي
|
|
به عرش أمة لانهدام
|
كان أهل العفاف والمجد والخير
|
|
ونقض الامور والابرام
|
والوصي الولي والفارس المعلم
|
|
تحت العجاج غير الكهام
|
__________________
كم له ثم كم له من قتيل
|
|
وصريع تحت السنابك دامي
|
وخميس يلفه بخميس
|
|
وقئام حواه بعد فئام
|
وعميد متوج حل عنه عقد
|
|
التاج بالصنيع الحسام
|
قتلوا يوم ذاك إذا قتلوه
|
|
حكما لا كغابر الحكام
|
راعيا كان مسجحا ففقدنا
|
|
ه وفقد المسيم هلك السوام
|
نالنا فقده ونال سوانا
|
|
باجتداع من الانواف اصطلام
|
وأشتت بنا مصادر شتى
|
|
بعد نهج السبيل ذي الآرام
|
__________________
جرد السيف تارتين من الدهر
|
|
على حين درة من صرام
|
في مريدين مخطئين هدى الله
|
|
ومستقسمين بالازلام
|
ووصي الوصي ذي الخطة الفصل
|
|
ومردي الخصوم يوم الخصام
|
وقتيل بالطف غودر منه
|
|
بين غوغاء امة وطغام
|
تركب الطير كالمجاسد منه
|
|
مع هاب من التراب هيام
|
وتطيل المرزآت المقاليت
|
|
عليه القعود بعد القيام
|
__________________
يتعرفن حر وجه عليه
|
|
عقبة السرو ظاهرا والوسام
|
قتل الادعياء إذ قتلوه
|
|
أكرم الشاربين صوب الغمام
|
وسمي النبي بالشعب ذي الخيف
|
|
طريد المحل بالاحرام
|
وأبو الفضل إن ذكرهم الحلو
|
|
بفي الشفاء للاسقام
|
فبهم كنت للبعيدين عما
|
|
واتهمت القريب أي اتهام
|
صدق الناس في حنين بضرب
|
|
شاب منه مفارق القمقام
|
وتناولت من تناول بالغيبة
|
|
أعراضهم وقل اكتتامي
|
__________________
ورأيت الشريف في أعين الناس
|
|
وضيعا وقل منه احتشامي
|
معلنا للمعالنين مسرا
|
|
للمسرين غير دحض المقام
|
مبديا صفحتي على المرقب المعلم
|
|
بالله عزتي واعتصامي
|
ما أبالي إذا حفظت أبا القا
|
|
سم فيهم ملامة اللوام
|
لا أبالي ولن أبالي فيهم
|
|
أبدا رغم ساخطين رغام
|
فهم شيعتي وقسمي من الامة
|
|
حسبي من سائر الاقسام
|
إن أمت لا أمت ونفسي نفسا
|
|
ن من الشك في عمي أو تعامي
|
__________________
عادلا غيرهم من الناس طرا
|
|
بهم لا همام بي لا همام
|
لم أبع دينى المساوم بالوكس
|
|
ولا مغليا من السوام
|
أخلص الله لي هواي فما أغرق
|
|
نزعا ولا تطيش سهامي
|
ولهت نفسي الطروب إليهم
|
|
ولها حال دون طعم الطعام
|
ليت شعري هل ثم هل آتينهم
|
|
أم يحولن دون ذاك حمامي
|
إن تشيع بي المذكرة الوجنا
|
|
تنفي لغامها بلغام
|
عنتريس شملة ذات لوث
|
|
هوجل ميلع كتوم البغام
|
__________________
تصل السهب بالسهوب إليهم
|
|
وصل خرقاء رمة في رمام
|
في حراجيج كالحني مجاهيض
|
|
يخدن الوجيف وخد النعام
|
ردهن الكلال حدبا حدابير
|
|
وجد الاكام بعد الادكام
|
يكتنفن الجهيض ذا الرمق المعجل
|
|
بعد الحنين بالارزام
|
منكرات بأنفس عارفات
|
|
بعيون هوامع التسجام
|
ما أبالي إذا تحن إليهم
|
|
نقب الخف واعتراق السنام
|
__________________
يقض زور هناك حق مزورين
|
|
ويحيى السلام أهل السلام
|
وقال الكميت رحمه الله
تعالى
طربت وما شوقا إلى البيض أطرب
|
|
ولا لعبا مني وذو الشوق يلعب
|
ولم يلهني دار ولا رسم منزل
|
|
ولم يتطربني بنان مخضب
|
ولا أنا ممن يزجر الطير همه
|
|
أصاح غراب أم تعرض ثعلب
|
__________________
ولا السانحات البارحات عشية
|
|
أمر سليم القرن أم مر أعضب
|
ولكن إلى أهل الفضائل والنهى
|
|
وخير بني حواء والخير يطلب
|
إلى النفر البيض الذين بحبهم
|
|
إلى الله فيما نالني أتقرب
|
بني هاشم رهط النبي فإنني
|
|
بهم ولهم أرضى مرارا وأغضب
|
خفضت لهم مني جناحي مودة
|
|
إلى كنف عطفاه أهل ومرحب
|
وكنت لهم من هؤلاك وهؤلا
|
|
مجنا على أني أذم وأقصب
|
__________________
وأرمى وأرمي بالعداوة أهلها
|
|
وإني لاوذى فيهم وأونب
|
فما ساءني قول امرئ ذي عداوة
|
|
بعوراء فيهم يجتديني فأجذب
|
* * *
فقل للذي في ظل عمياء جونة
|
|
ترى الجور عدلا أين لا أين تذهب
|
بأي كتاب أم بأية سنة
|
|
ترى حبهم عارا علي وتحسب
|
أأسلم ما تأتي به من عداوة
|
|
وبغض لهم لا جير بل هو أشجب
|
__________________
ستقرع منها سن خزيان نادم
|
|
إذا اليوم ضم الناكثين العصبصب
|
فمالي إلا آل أحمد شيعة
|
|
ومالي إلا مشعب الحق مشعب
|
ومن غيرهم أرضى لنفسي شيعة
|
|
ومن بعدهم لا من أجل وأرجب
|
أريب رجالا منهم وتريبني
|
|
خلائق مما أحد ثوهن أريب
|
إليكم ذوي آل النبي تطلعت
|
|
نوازع من قلبي ظماء وألبب
|
فإني عن الامر الذي تكرهونه
|
|
بقولي وفعلي ما استطعت لاجنب
|
__________________
يشيرون بالايدي إلي وقولهم
|
|
ألاخاب هذا والمشيرون أخيب
|
فطائفة قد كفرتني بحبكم
|
|
وطائفة قالوا مسيء ومذنب
|
فما ساءني تكفير هاتيك منهم
|
|
ولا عيب هاتيك اللتي هي أعيب
|
يعيبونني من خبهم وضلالهم
|
|
على حبكم بل يسخرون وأعجب
|
وقالوا ترابي هواه ورأيه
|
|
بذلك أدعى فيهم وألقب
|
على ذاك إجر ياي فيكم ضريبتي
|
|
ولو جمعوا طرا علي وأجلبوا
|
وأحمل أحقاد الاقارب فيكم
|
|
وينصب لي في الابعدين فأنصب
|
__________________
بخاتمكم غصبا تجوز أمورهم
|
|
فلم أر غصبا مثله يتغصب
|
وجدنا لكم في آل حاميم آية
|
|
تأولها منا تقي ومعرب
|
وفي غيرها آيا وآيا تتابعت
|
|
لكم نصب فيها لذي الشك منصب
|
بحقكم أمست قريش تقودنا
|
|
وبالفذ منها والرد يفين نركب
|
__________________
إذا اتضعونا كارهين لبيعة
|
|
أناخوا لاخرى والازمة تجذب
|
ردافا علينا لم يسيموا رعية
|
|
وهمهمو أن يمتروها فيحلبوا
|
لينتتجوها فتنة بعد فتنة
|
|
فيفتصلوا أفلاءها ثم يركبوا
|
أقاربنا الادنون منكم لعلة
|
|
وساستنا منهم ضباع وأذوب
|
لنا قائد منهم عنيف وسائق
|
|
يقحمنا تلك الجراثيم متعب
|
__________________
وقالوا ورثناها أبانا وأمنا
|
|
وما ورثتهم ذاك أم ولا أب
|
يرون لهم حقا على الناس واجبا
|
|
سفاها وحق الهاشميين أوجب
|
ولكن مواريث ابن آمنة الذي
|
|
به دان شرقي لكم ومغرب
|
فدى لك موروثا أبي وأبو أبي
|
|
ونفسي ونفسي بعد بالناس أطيب
|
بك اجتمعت أنسابنا بعد فرقة
|
|
فنحن بنو الاسلام ندعى وننسب
|
حياتك كانت مجدنا وسنائنا
|
|
وموتك جدع للعرانين موعب
|
وأنت أمين الله في الناس كلهم
|
|
ونعتب لو كنا على الحق نعتب
|
فبوركت مولودا وبوركت ناشئا
|
|
وبوركت عند الشيب إذ أنت أشيب
|
وبورك قبر أنت فيه وبوركت
|
|
به وله أهل لذلك يثرب
|
__________________
لقد غيبوا برا وصدقا ونائلا
|
|
عشية واراك الصفيح المنصب
|
يقولون لم يورث ولولا تراثه
|
|
لقد شركت فيه بكيل وأرحب
|
وعك ولخم والسكون وحمير
|
|
وكندة والحيان بكر وتغلب
|
ولا نتشلت عضوين منها يحابر
|
|
وكان لعبد القيس عضو مؤرب
|
ولا نتقلت من خندف في سواهم
|
|
ولا قتدحت قيس بها ثم أثقبوا
|
ولا كانت الانصار فيها أدلة
|
|
ولا غيبا عنها إذا الناس غيب
|
هم شهدوا بدرا وخيبر بعدها
|
|
ويوم حنين والدماء تصبب
|
__________________
وهم رائموها غير ظئر وأشبلوا
|
|
عليها بأطراف القنا وتحدبوا
|
فإن هي لم تصلح لقوم سواهم
|
|
فإن ذوي القربى أحق وأقرب
|
وإلا فقولوا غيرها تتعرفوا
|
|
نواصيها تردي بنا وهي شزب
|
على م إذا زرنا الزبير ونافعا
|
|
بغارتنا بعد المقانب مقنب
|
وشاط على أرماحنا بادعائها
|
|
وتحويلها عنكم شبيب وقعنب
|
__________________
نقتلهم جيلا فجيلا نراهم
|
|
شعائر قربان بهم يتقرب
|
لعل عزيزا آمنا سوف يبتلى
|
|
وذا سلب منهم أنيق سيسلب
|
إذا انتجوا الحرب العوان حوارها
|
|
وحن شريج بالمنابا وتنضب
|
__________________
فيالك أما قد أشتت أموره
|
|
ودنيا أرى أسبابها تتقضب
|
يروضون دين الحق صعبا مخرما
|
|
بأفواههم والرائض الدين أصعب
|
إذا شرعوا يوما على الغي فتنة
|
|
طريقهم فيها عن الحق أنكب
|
رضوا بخلاف المهتدين وفيهم
|
|
مخباة أخرى تصان وتحجب
|
وإن زوجوا أمرين جورا وبدعة
|
|
أناخوا لاخرى ذات ودقين تخطب
|
__________________
الحوا ولجوا في بعاد وبغضة
|
|
فقد نشبوا في حبل غي وانشبوا
|
تفرقت الدنيا بهم وتعرضت
|
|
لهم بالنطاف الآجنات فأشربوا
|
حنانيك رب الناس من أن يغربي
|
|
كما غرهم شرب الحياة المنضب
|
إذا قيل هذا الحق لا ميل دونه
|
|
فأنقاضهم في الحي حسرى ولغب
|
وإن عرضت دون الضلالة حومة
|
|
أخاضوا إليها طائعين وأو ثبوا
|
وقد درسوا القرآن وافتلجوا به
|
|
فكلهم راض به متحزب
|
__________________
فمن أين أو أنى وكيف ضلالهم
|
|
هدى والهوى شتى بهم متشعب
|
فيا موقدا نارا لغيرك ضوءها
|
|
ويا حاطبا في غير حبلك تحطب
|
ألم ترني من حب آل محمد
|
|
أروح وأغدوا خائفا أترقب
|
كأني جان محدث وكأنما
|
|
بهم اتقى من خشية الغار أجرب
|
على أي جرم أم بأية سيرة
|
|
أعنف في تقريظهم وأؤنب
|
أناس بهم عزت قريش فأصبحوا
|
|
وفيهم خباء المكرمات المطنب
|
مصفون في الاحساب محضون نجرهم
|
|
هم المحض منا والصريح المهذب
|
خضمون أشراف لها ميم سادة
|
|
مطاعيم أيسار إذا الناس أجدبوا
|
إذا ما المراضيع الخماص تأوهت
|
|
من البرد إذ مثلان سعدر عقرب
|
__________________
وحاردت النكد الجلاد ولم يكن
|
|
لعقبة قدر المستعيرين معقب
|
وبات وليد الحي طيان ساغبا
|
|
وكاعبهم ذات العفاوة أسغب
|
إذا نشأت منهم بأرض سحابة
|
|
فلا النبت محظور ولا البرق خلب
|
وإن هاج نبت العلم في الناس لم تزل
|
|
لهم تلعة خضراء منه ومذنب
|
__________________
إذا ادلمست ظلماء أمرين حندس
|
|
فبدر لهم فيها مضئ وكوكب
|
لهم رتب فضل على الناس كلهم
|
|
فضائل يستعلي بها المترتب
|
مساميح منهم قائلون وفاعل
|
|
وسباق غايات إلى الخير مسهب
|
أو لاك نبي الله منهم وجعفر
|
|
وحمزة ليث الفيلقين المجرب
|
هم ما هم وترا وشفعا لقومهم
|
|
لفقدانهم ما يعذر المتحوب
|
قتيل التجوبي الذي استوأرت به
|
|
يساق به سوقا عنيفا ويجنب
|
__________________
محاسن من دنيا ودين كأنما
|
|
بها حلقت بالامس عنقاء مغرب
|
فنعم طبيب الداء من امر أمة
|
|
تواكلها ذو الطب والمتطبب
|
ونعم ولي الامر بعد وليه
|
|
ومنتجع التقوى ونعم المؤدب
|
سقى جرع الموت ابن عثمان بعدما
|
|
تعاورها منه وليد ومرحب
|
وشيبة قد أثوى ببدر ينوشه
|
|
غداف من الشهب القشاعم أهدب
|
__________________
له عود لا رأفة يكتنفنه
|
|
ولا شفقا منها خوامع تعتب
|
له سترتا بسط فكف بهذه
|
|
يكف وبالاخرى العوالي تخضب
|
وفي حسن كانت مصادق لاسمه
|
|
رئآب لصدعيه المهيمن يرأب
|
وحزم وجود في عفاف ونائل
|
|
إلى منصب ما مثله كان منصب
|
ومن أكبر الاحداث كانت مصيبة
|
|
علينا قتيل الادعياء الملحب
|
قتيل بجنب الطف من آل هاشم
|
|
فيا لك لحما ليس عنه مذبب
|
ومنعفر الخدين من آل هاشم
|
|
ألا حبذا ذاك الجبين المترب
|
__________________
قتيل كأن الولة العفر حوله
|
|
يطفن به شم العرانين ربرب
|
ولن أعزل العباس صنو نبينا
|
|
وصنوانه ممن أعد وأندب
|
ولا ابنيه عبدالله والفضل أنني
|
|
جنيب بحب الهاشميين مصحب
|
ولا صاحب الخيف الطريد محمدا
|
|
ولو أكثر الايعاد لي والترهب
|
مضوا سلفا لا بد أن مصيرنا
|
|
إليهم فغاد نحوهم متأوت
|
كذاك المنايا لا وضيعا رأيتها
|
|
تخطى ولاذا هيبة تتهيب
|
وقد غادروا فينا مصابيح أنجما
|
|
لنا ثقة أيان نخشى ونرهب
|
__________________
أولئك إن شطت بهم غربة النوى
|
|
أماني نفسي والهوى حيث يسقب
|
فهل تبلغنيهم على بعد دارهم
|
|
نعم ببلاغ الله وجناء ذعلب
|
مذكرة لا يحمل السوط ربها
|
|
ولايا من الاشفاق ما يتعصب
|
كأن ابن آوى موثق تحت زورها
|
|
يظفرها طورا وطورا ينيب
|
إذا ما احزألت في المناخ تلفتت
|
|
بمرعوبتي هو جاء والقلب أرعب
|
إذا انبعثت من مبرك غادرت به
|
|
ذوابل صهبا لم يدنهن مشرب
|
__________________
إذا اعصوصبت في أينق فكأنها
|
|
بزجرة أخرى في سواهن تضرب
|
ترى المرو والكذان يرفض تحتها
|
|
كما ارفض قيض الافرخ المتقوب
|
تردد بالنابين بعد حنينها
|
|
صريفا كما رد الاغاني أخطب
|
إذا قطعت أجواز بيد كأنما
|
|
بأعلامها نوح المآلي المسلب
|
تعرض قف بعد قف يقودها
|
|
إلى سبسب منها ديا ميم سبسب
|
إذا انفذت أحضان نجد رمي بها
|
|
أخاشب شما من تهامة أخشب
|
__________________
كتوم إذا ضج المطي كأنما
|
|
تكرم عن أخلاقهن وترغب
|
من الارحبيات العتاق كأنها
|
|
شبوب صوار فوق علياء قرهب
|
لياح كأن بالاتحمية مسبغ
|
|
إزارا وفي قبطية متجلبب
|
وتحسبه ذا برفع وكأنه
|
|
بأسمال جيشانية متنقب
|
تضيفه تحت الالاءة موهنا
|
|
بظلماء فيها الرعد والبرق صيب
|
ملث مرث يخفش الاكم ودقه
|
|
شآبيب منها وادقات وهيدب
|
__________________
كأن المطافيل المواليه وسطه
|
|
يجاوبهن الخيزران المثقب
|
يكالئ من ظلماء ديجور حندس
|
|
إذا سار فيها غيهب حل غيهب
|
فباكره والشمس لم يبد قرنها
|
|
بأخدانه المستولغات المكلب
|
مجازيع في فقر مساريف في غني
|
|
سوابح تطفو تارة ثم ترسب
|
فكان ادراكا واعتراكا كأنه
|
|
على دبر يحميه غيران موأب
|
__________________
يذود بسحماويه من ضارياتها
|
|
مداقيع لم يغثث عليهن مكسب
|
فراب فكاب خر للوجه فوقه
|
|
جدية أو داج على النحر تشخب
|
أذلك لا بل تلك غب وجيفها
|
|
إذا ما أكل الصار خون وأنقبوا
|
كأن حصى المعزاء بين فروجها نوى
|
|
الرضخ يلقى المصعد المتصوب
|
إذا ما قضت من أهل يثرب موعدا
|
|
فمكة من أوطانها والمحصب
|
__________________
وقال 2
أنى ومن أين آبك الطرب
|
|
من حيث لا صبوة ولا ريب
|
لا من طلاب المحجبات إذا
|
|
ألقي دون المعاصر الحجب
|
ولا حمول غدت ولا دمن
|
|
مر لها بعد حقبة حقب
|
ولم تهجني الظؤار في المنزل القفر
|
|
بروكا وما لها ركب
|
جرد جلاد معطفات على الاورق
|
|
لا رجعة ولا جلب
|
__________________
ولا مخاض ولا عشار مطا
|
|
فيل ولا قرح ولا سلب
|
مالي في الدار بعد ساكنها
|
|
ولو تذكرت أهلها أرب
|
لا الدار ردت جواب سائلها
|
|
ولا بكت أهلها إذ اغتربوا
|
يا باكي التلعة القفار ولم
|
|
تبك عليه التلاع والرحب
|
أبرح بمن كلف الديار وما
|
|
تزعم فيه الشواحج النعب
|
__________________
هذا ثنائي على الديار وقد
|
|
تأخذ مني الديار والنسب
|
وأطلب الشأو من نوازع ال
|
|
لمهو وألقى الصبا فنصطحب
|
وأشغل الفار غات من أعين ال
|
|
بيض ويسلبنني وأستلب
|
إذ لمتي جثلة أكفئها
|
|
يضحك مني الغواني العجب
|
وصرت عم الفتاة تنئب ال
|
|
كاعب من رؤيتي وأتئب
|
فاعتتب الشوق عن فؤادي والشعر
|
|
إلى من إليه معتتب
|
__________________
إلى السراج المنير أحمد لا
|
|
يعد لني رغبة ولا رهب
|
عنه إلى غيره ولو رفع الناس
|
|
إلى العيون وارتقبوا
|
وقيل أفرطت بل قصدت ولو
|
|
عنفني القائلون أو ثلبوا
|
إليك يا خير من تضمنت ال
|
|
أرض وإن عاب قولي العيب
|
لج بتفضيلك اللسان ولو
|
|
أكثر فيك الضجاج واللجب
|
أنت المصفى المهذب المحض في النسبة
|
|
إن نص قومك النسب
|
أكرم عيداننا وأطيبها
|
|
عودك عود النضار لا الغرب
|
__________________
ما بين حواء إن نسبت إلى
|
|
آمنة اعتم نبتك الهدب
|
قرن فقرن تناسخوك لك ال
|
|
فضة منها بيضاء والذهب
|
حتى علا بيتك المهذب من
|
|
خندف علياء تحتها العرب
|
والسابق الصادق الموفق وال
|
|
خاتم للانبياء إذ ذهبوا
|
والحاشر الآخر المصدق لل
|
|
أول فيما تناسخ الكتب
|
مبشرا منذرا ضياء به
|
|
أنكر فينا الدوار والنصب
|
من بعد إذ نحن عاكفون لها
|
|
بالعتر تلك المناسك الخيب
|
__________________
وملة الزاعمين عيسى بنم الله
|
|
وما صوروا وما صلبوا
|
مهاجرا سائلا وقد شالت ال
|
|
حرب لقاحا لغبرها الكثب
|
في طلق ميح للاوس والخز
|
|
رج مالا تضمن القلب
|
__________________
مجد حياة ومجد آخرة
|
|
سجلان لا ينزحان ما شربوا
|
لا من تلاد ولا تراث أب
|
|
إلا عطاء الذي له غضبوا
|
يا صاحب الحوض يوم لا شرب لل
|
|
وارد إلا ما كان يضطرب
|
نفسي فدت أعظما تضمنها
|
|
قبرك فيه العفاف والحسب
|
أجرك عندي من الاود لقر
|
|
باك سجيات نفسي الوظب
|
في عقد من هواك محكمة
|
|
ظوهر منها العناج والكرب
|
__________________
واصلة آخرا بأولها
|
|
تنخلوا صفوها وما خشبوا
|
قوم إذا املولح الرجال على
|
|
أفواه من ذاق طعمهم عذبوا
|
إن نزلوا فالغيوث باكرة
|
|
والاسد أسد العرين إن ركبوا
|
لا هم مفاريح عند نوبتهم
|
|
ولا مجازيع إن هم نكبوا
|
هينون لينون في بيوتهم
|
|
سنخ التقى والفضائل الرتب
|
والطيبون المبرؤون من ال
|
|
آفة والمنجبون والنجب
|
والسالمون المطهرون من ال
|
|
عيب ورأس الرؤوس لا الذنب
|
زهر أصحاء لا حديثهم
|
|
واه ولا في قديمهم عطب
|
والعارفو الحق للمدل به
|
|
والمتلفون كثير ما وهبوا
|
__________________
والمحرز والسبق في مواطن لا
|
|
تجعل غايات أهلها القصب
|
فهم هناك الاساة للداء ذي الريبة
|
|
والرائبون ما شعبوا
|
لا شهد للخنا ومنطقه
|
|
ولا عن الحلم والنهى غيب
|
لم يأخذوا الامر من مجاهله
|
|
ولا انتحالا من حيث يجتلب
|
ولم يقل بعد زلة لهم
|
|
كروا المعاذير إنما حسبوا
|
والوازعون المقربون من ال
|
|
أمر وأهل الشغاب إن شغبوا
|
__________________
لا يصدرون الامور مبهلة
|
|
ولا يضيعون در ما حلبوا
|
إن أصدروا الامر أصدروه ما
|
|
أو أوردوا أبلغوه ما قربوا
|
يا خير من ذلت المطي لهم
|
|
أنتم فروع العضاه لا الشذب
|
أنتم من الحرب في كرائمها
|
|
بحيث يلقى من الرحى القطب
|
__________________
وفي السنين الغيوث باكرة
|
|
إذ لا يدر العصوب معتصب
|
أبرق للمسنتين عندكم
|
|
بالجود فيها النهاء والعشب
|
هل تبلغنيكم المذكرة ال
|
|
وجناء والسير مني الداب
|
لم يقتعدها المعجلون ولم
|
|
يمسح مطاها الوسوق والقتب
|
__________________
كأنها الناشط المولع ذو ال
|
|
عينة من وحش لينة الشبب
|
إن قيل قيلوا ففوق أرحلها
|
|
أو عرسوا فالذميل والخبب
|
شعث مداليج قد تغولت ال
|
|
أرض بهم فالقفاف فالكثب
|
ترفعهم تارة وتخفضهم
|
|
إذا طفوا فوق آلها رسبوا
|
إلى مزورين في زيارتهم
|
|
نيل التقى واستتمت الحسب
|
__________________
وقال أيضا 2
الأهل عم في رأيه متأمل
|
|
وهل مدبر بعد الاساءة مقبل
|
وهل أمة مستيقظون لرشدهم
|
|
فيكشف عنه النعسة المتزمل
|
فقد طال هذا النوم واستخرج الكرى
|
|
مساويهم لو كان ذا الميل يعدل
|
وعطلت الاحكام حتى كأننا
|
|
على ملة غير التي نتنحل
|
كلام النبيين الهداه كلامنا
|
|
وأفعال أهل الجاهلية نفعل
|
__________________
رضينا بدنيا لا نريد فراقها
|
|
على أننا فيها نموت ونقتل
|
ونحن بها مستمسكون كأنها
|
|
لناجنة مما نخاف ومعقل
|
أرانا على حب الحياة وطولها
|
|
يجد بنا في كل يوم ونهزل
|
نعالج مرمقا من العيش فانيا
|
|
له حارك لا يحمل العبء أجزل
|
فتلك امور الناس أضحت كأنها
|
|
أمور مضيع آثر النوم بهل
|
فياساسة هاتوا لنا من حديثكم
|
|
ففيكم لعمري ذو أفانين مقول
|
__________________
أأهل كتاب نحن فيه وانتم
|
|
على الحق نقضي بالكتاب ونعدل
|
فكيف ومن أنى وإذ نحن خلفة
|
|
فريقان شتى تسمنون ونهزل
|
أنصلح دنيانا جميعا وديننا
|
|
على ما به ضاع السوام المؤبل
|
برينا كبري القدح أوهن متنه
|
|
من القوم لا شار ولا متنبل
|
ولاية سلغد ألف كأنه
|
|
من الرهق المخلوط بالنوك أثول
|
كأن كتاب الله يعنى بأمره
|
|
وبالنهي فيه الكودني المركل
|
__________________
ألم يتدبر آية فتدله
|
|
على ترك ما يأتي أم القلب مقفل
|
فتلك ملوك السوء قد طال ملكهم
|
|
فحتى م حتى م العناء المطول
|
رضوا بفعال السوء من أمر دينهم
|
|
فقد أيتموا طورا عداءو أثكلوا
|
كما رضيت بخلا وسوء ولاية
|
|
لكلبتها في أول الدهر حومل
|
نباحا إذا ما الليل أظلم دونها
|
|
وضربا وتجويعا خبال مخبل
|
وما ضرب الامثال في الجور قبلنا
|
|
لاجور من حكامنا المتمثل
|
هم خوفونا بالعمى هوة الردى
|
|
كما شب نار الحالفين المهول
|
لهم كل عام بدعة يحدثونها
|
|
أزلوا بها أتباعهم ثم أوجلوا
|
كما ابتدع الرهبان ما لم يجيء به
|
|
كتاب ولا وحي من الله منزل
|
__________________
تحل دماء المسلمين لديهم
|
|
ويحرم طلع النخلة المتهدل
|
وليس لنا في الفئ حظ لديهم
|
|
وليس لنا في رحلة الناس أرحل
|
فيارب هل إلا بك النصر يرتجى
|
|
عليهم وهل إلا عليك المعول
|
ومن عجب لم أقضه أن خيلهم
|
|
لاجوا فها تحت العجاجة ازمل
|
هماهم بالمستلئمين عوابس
|
|
كحدآن يوم الدجن تعلو وتسفل
|
يحلئن عن ماء الفرات وظله
|
|
حسنا ولم يشهر عليهن منصل
|
كأن حسينا والبهاليل حوله
|
|
لا سيافهم ما يختلي المتبقل
|
__________________
يخضن به من آل أحمد في الوغى
|
|
دما ظل منهم كالبهيم المحجل
|
وغاب نبى الله عنهم وفقده
|
|
على الناس رزء ما هناك مجلل
|
فلم ار مخذولا أجل مصيبة
|
|
وأوجب منه نصرة حين يخذل
|
يصيب به الرامون عن قوس غيرهم
|
|
فيا آخرا أسدى له الغي أول
|
تهافت ذبان المطامع حوله
|
|
فريقان شتى ذو سلاح وأعزل
|
إذا شرعت فيه الاسنة كبرت
|
|
غواتهم من كل اوب وهللوا
|
فما ظفر المجرى إليهم برأسه
|
|
ولا عذل الباكى عليه المولول
|
فلم أر موتورين أهل بصيرة
|
|
وحق لهم أيد صحاح وأرجل
|
__________________
كشيعته والحرب قد ثفيت لهم
|
|
أمامهم قدر تجيش ومرجل
|
فريقان هذا راكب في عداوة
|
|
وباك على خذلانه الحق معول
|
فما نفع المستأخرين نكيصهم
|
|
ولا ضر أهل السابقات التعجل
|
فإن يجمع الله القلوب ونلقهم
|
|
لنا عارض من غير مزن مكلل
|
سرابيلنا في الروع بيض كأنها
|
|
أضا اللوب هزتها من الريح شمأل
|
__________________
على الجرد من آل الوجيه ولا حق
|
|
تذكرنا أو تارنا حين تصهل
|
نكيل لهم بالصاع من ذاك أصوعا
|
|
ويأتيهم بالسجل من ذاك أسجل
|
* * *
ألا يفزع الاقوام مما أظلهم
|
|
ولما تجبهم ذات ودقين ضئبل
|
إلى مفزع لن ينجي الناس من عمى
|
|
ولا فينة إلا إليه التحول
|
إلى الهاشميين البهاليل إنهم
|
|
لخائفنا الراجي ملاذ وموئل
|
إلى أي عدل أم لاية سيرة
|
|
سواهم يوم الظاعن المترحل
|
__________________
وفيهم نجوم الناس والمهتدى بهم
|
|
إذا الليل أمسى وهو بالناس أليل
|
إذا استحكمت ظلماء أمر نجومها
|
|
غوامض لا يسري بها الناس افل
|
وإن نزلت بالناس عمياء لم يكن
|
|
لهم بصر إلا بهم حين تشكل
|
فيا رب عجل ما يؤمل فيهم
|
|
ليدفأ مقرور ويشبع مرمل
|
وينفذ في راض مقر بحكمه
|
|
وفي ساخط منا الكتاب المعطل
|
فإنهم للناس فيما ينوبهم
|
|
غيوث حيا ينفي به المحل ممحل
|
وإنهم للناس فيما بنوبهم
|
|
أكف ندى تجدي عليهم وتفضل
|
وإنهم للناس فيما ينوبهم
|
|
عرى ثقة حيث استقلوا وحللوا
|
وإنهم للناس فيما ينوبهم
|
|
مصابيح تهدي من ضلال ومنزل
|
__________________
لاهل العمى فيهم شفاء من العمى
|
|
مع النصح لو أن النصيحة تقبل
|
لهم من هواي الصفو ما عشت خالصا
|
|
ومن شعري المخزون والمتنخل
|
فلا رغبتي فيهم تغيض لرهبة
|
|
ولا عقدتي من حبهم تتحلل
|
ولا أنا عنهم محدث أجنبية
|
|
ولا أنا معتاض بهم متبدل
|
وإني على حبيهمو وتطلعي
|
|
إلى نصرهم أمشي الضراء وأختل
|
تجود لهم نفسي بما دون وثبة
|
|
تظل بها الغربان حولي تحجل
|
ولكنني من علة برضاهم
|
|
مقامي حتى الآن بالنفس أبخل
|
إذا سمت نفسي نصرهم وتطلعت
|
|
إلى بعض ما فيه الذعاف المثمل
|
__________________
وقلت لها بيعي من العيش فانيا
|
|
بباق أعزيها مرارا وأعذل
|
وألقي فضال الشك عنك بتوبة
|
|
حوارية قد طال هذا التفضل
|
أتتني بتعليل ومنتني المنى
|
|
وقد يقبل الامنية المتعلل
|
وقالت فعد نفسك صابرا
|
|
كما صبروا أي القضاءين يعجل
|
أموتا على حق كمن مات منهم
|
|
أبو جعفر دون الذي كنت تأمل
|
أم الغاية القصوى التي إن بلغتها
|
|
فأنت إذا ما أنت والصبر أجمل
|
__________________
فإن كان هذا كافيا فهو عندنا
|
|
وإني من غير اكتفاء لاوجل
|
ولكن لي في آل أحمد أسوة
|
|
وما قد مضى في سالف الدهر أطول
|
على انني فيما يريد عدوهم
|
|
من العرض الادنى اسم وأسمل
|
وإن أبلغ القصوى أخض غمراتها
|
|
إذا كره الموت اليراع المهلل
|
نضحت أديم الود بيني وبينهم
|
|
بآصرة الارحام لو يتبلل
|
فما زادها إلا يبوسا وما أرى
|
|
لهم رحما والحمد لله توصل
|
ويضحي أناة والتقيات منهم
|
|
أداجي على الداء المريب وادمل
|
__________________
وإني على أني أرى في تقية
|
|
أخالط أقواما لقوم لمزيل
|
وإني على إغضاء عيني لمطرق
|
|
وصبري على الاقذاء وهي تجلجل
|
وإن قيل لم أحفل وليس مباليا
|
|
لمحتمل ضبا أبالي وأحفل
|
* * *
فدو نكموها يال أحمد إنها
|
|
مقللة لم يأل فيها المقلل
|
مهذبة غراء في غب قولها
|
|
غداة غد تفسير ما قال مجمل
|
__________________
أتتكم على هول الجنان ولم تطع
|
|
لنا ناهيا ممن يئن ويرحل
|
وما ضرها أن كان في الترب ثاويا
|
|
زهير وأودى ذو القروح وجرول
|
وقال 2
طربت وهل بك من مطرب
|
|
ولم تتصاب ولم تعلب
|
صبابة شوق تهيج الحليم
|
|
ولاعار فيها على الاشيب
|
وما أنت إلا رسوم الديار
|
|
ولو كن كالخلل المذهب
|
ولا ظعن الحي إذ أدلجت
|
|
بواكر كالاجل والربرب
|
__________________
ولست تصب إلى الظاعنين
|
|
إذا ما خليلك لم يصبب
|
فدع ذكر من لست من شأنه
|
|
ولا هو من شأنك المنصب
|
وهات الثناء لاهل الثناء
|
|
باصوب قولك فالاصوب
|
بني هاشم فهم الاكرمون
|
|
بنو الباذخ الافضل الاطيب
|
وإياهم فاتخذ أوليا
|
|
ء من دون ذي النسب الاقرب
|
وفي حبهم فاتهم عاذلا
|
|
نهاك وفي حبلهم فاحطب
|
أرى لهم الفضل في السابقات
|
|
ولم أتمن ولم أحسب
|
__________________
مساميح بيض كرام الجدود
|
|
مراجيح في الرهج الاصهب
|
مواهيب للمنقس المستراد
|
|
لامثاله حين لا موهب
|
أكارم غر حسان الوجوه
|
|
مطاعيم للطارق الا جنب
|
وردت مياههم صاديا
|
|
بحائمة ورد مستعذب
|
فما حلاتني عصي السقات
|
|
ولا قيل يا ابعدو لا يا اغرب
|
ولكن بجأجأة الاكرمين
|
|
بحظي في الاكرم الاطيب
|
لئن طال شربي بالآجنات
|
|
لقد طاب عندهم مشربي
|
__________________
أناس إذا وردت بحرهم
|
|
صوادي الغرائب لم تغرب
|
وليس التفحش من شأنهم
|
|
ولا طيرة الغضب المغضب
|
ولا الطعن في أعين المقبلين
|
|
ولا في قفا المدبر المذنب
|
نجوم الامور إذا ادلمست
|
|
بظلماء ديجورها الغيهب
|
وأهل القديم وأهل الحديث
|
|
إذا عقدت حبوة المحتبي
|
وشجو لنفسي لم أنسه
|
|
بمعترك الطف فالمجتبى
|
كأن خدودهم الواضحا
|
|
ت بين المجر إلى المسحب
|
صفائح بيض جلتها القيو
|
|
ن مما تخيرن من يثرب
|
أومل عدلا عسى أن أنا
|
|
ل ما بين شرق إلى مغرب
|
__________________
رفعت لهم ناظري خائف
|
|
على الحق يقدع مسترهب
|
وقال رحمه الله تعالى
نفى عن عينك الارق الهجوعا
|
|
وهم يمتري منها الدموعا
|
دخيل في الفؤاد يهيج سقما
|
|
وحزنا كان من جذل منوعا
|
لفقدان الخضارم من قريش
|
|
وخير الشافعين معا شفيعا
|
لدى الرحمن يصدع بالمثاني
|
|
وكان له أبو حسن قريعا
|
__________________
حطوطا في مسرته ومولى
|
|
إلى مرضاة خالقه سريعا
|
وأصفاه النبي على اختيار
|
|
بما أعيى الرفوض له المذيعا
|
ويوم الدوح دوح غدير خم
|
|
أبان له الولاية لو أطيعا
|
ولكن الرجال تبا يعوها
|
|
فلم أر مثلها خطرا مبيعا
|
فلم أبلغ بها لعنا ولكن
|
|
أساء بذاك أو لهم صنيعا
|
فصار بذاك أقربهم لعدل
|
|
إلى جور وأحفظهم مضيعا
|
أضاعوا أمر قائدهم فضلوا
|
|
وأقومهم لدى الحدثان ريعا
|
تناسوا حقه وبغوا عليه
|
|
بلا ترة وكان لهم قريعا
|
__________________
فقل لبني أمية حيث حلوا
|
|
وإن خفت المهند والقطيعا
|
ألا أف لدهر كنت فيه
|
|
هدانا طائعا لكم مطيعا
|
أجاع الله من أشبعتموه
|
|
وأشبع من بجوركم أجيعا
|
ويلعن فذ أمته جهارا
|
|
إذا ساس البرية والخليعا
|
بمرضي السياسة هاشمي
|
|
يكون حيا لامته ربيعا
|
وليثا في المشاهد غير نكس
|
|
لتقويم البرية مستطيعا
|
يقيم أمورها ويذب عنها
|
|
ويترك جدبها أبدا مريعا
|
وقال 2
سل الهموم لقلب غير متبول
|
|
ولا رهين لدى بيضاء عطبول
|
__________________
ولا تقف بديار الحي تسألها
|
|
تبكي معارفها ضلا بتضليل
|
ما أنت والدار إذ صارت معارفها
|
|
للريح ملعبة ذات الغرابيل
|
نفسي فداء الذي لا الغدر شيمته
|
|
ولا المعاذير من بخل وتقليل
|
الحازم الرأي والمحمود سيرته
|
|
والمستضاء به والصادق القيل
|
وقال أيضا
أهوى عليا أمير المؤمنين ولا
|
|
ألوم يوما أبا بكر ولا عمرا
|
ولا أقول وإن لم يعطيا فدكا
|
|
بنت النبي ولا ميراثه كفرا
|
__________________
الله يعلم ماذا يأتيان به
|
|
يوم القيامة من عذر إذا اعتذرا
|
إن الرسول رسول الله قال لنا
|
|
إن الامام علي غير ما هجر
|
في موقف أوقف الله الرسول به
|
|
لم يعطه قبله من خلقه بشرا
|
من كان يرغمه رغما فدام له
|
|
حتى يرى أنفه بالترب منعفرا
|
وقال في مقتل زيد بن علي
يعز على أحمد بالذي
|
|
أصاب ابنه أمس من يوسف
|
خبيث من العصبة الاخبثين
|
|
وإن قلت زانين لم أقذف
|
وقال أيضا 2
دعاني ابن الرسول فلم أجبه
|
|
ألهفي لهف للقلب الفروق
|
حذار منيه لا بد منها
|
|
وهل دون المنية من طريق
|
__________________
القسم الثاني
شرح القصائد
العلويات السبع
شعر
ابن أبي الحديد المعتزلي
القصيدة الاول في ذكر فتح خيبر
ألا إن نجد المجد أبيض ملحوب
|
|
ولكنه جم المهالك مرهوب
|
هو العسل الماذي يشتاره امروء
|
|
بغاه واطراف الرماح يعاسيب
|
ذق الموت إن شئت العلى واطعم الردى
|
|
فنيل الاماني بالمنية مكسوب
|
__________________
خض الحتف تأمن خطة الخف إنما
|
|
يبوخ ضرام الخطب والخطب مشبوب
|
ألم تخبر الاخبار في فتح خيبر
|
|
ففيها لذي اللب الملب أعاجيب
|
وفوز علي بالعلى فوزها به
|
|
فكل إلى كل مضاف ومنسوب
|
__________________
حصون حصان الفرج حيث تبرجت
|
|
وما كل ممتط الجزارة مركوب
|
يناط عليها للنجوم قلائد
|
|
ويسفل عنها للغمام أهاضيب
|
وتنهل للجرباء فيها ولم تصيب
|
|
رذاذا على شم الجبال أساكيب
|
__________________
وكم كسرت جيشا لكسرى وقصرت
|
|
يدي قيصر تلك القنان الشناخيب
|
وكم من عميد بات وهو عميدها
|
|
ومن حرب اضحى بها وهو محروب
|
وارعن موار ألم بمورها
|
|
فلم يغن فيها جر مجر وتكتيب
|
ولا حام خوفا للعدى ذلك الحمى
|
|
ولالاب شوقا للردى ذلك اللوب
|
__________________
فللخطب عنها والصروف صوارف
|
|
كما كان عنها للنواكب تنكيب
|
تقاصر عنها الحادثات فللردى
|
|
طرائق إلا نحوها واساليب
|
فلما أراد الله فض ختامها
|
|
وكل عزيز غالب الله مغلوب
|
رماها بجيش يملا الارض فوقه
|
|
رواق من النصر الالهي مضروب
|
يسدده هدي من الله واضح
|
|
ويرشده نور من الله محجوب
|
__________________
مغاني الدى فيه فأصيد اشوس
|
|
واجرد ذيال ومقاء سرحوب
|
وقضاء زعف كالحباب قتيرها
|
|
واسمر عسال وابيض مخشوب
|
نهار سيوف في دجى ليل عثير
|
|
فابيض وضاح واسود غربيب
|
علي أمير المؤمنين زعيمه
|
|
وقائده نسر المفازة والذيب
|
__________________
فصب عليها منه سوط بلية
|
|
على كل مصبوب الاساءة مصبوب
|
فغادرها بعد الانيس وللصدى
|
|
بأرجائها ترجيع لحن وتطريب
|
ينوح عليها نوح هارون يوشع
|
|
ويذري عليها دمع يوسف يعقوب
|
بها من زماجير الرجال صواعق
|
|
ومن صوب آذي الدماء شآبيب
|
__________________
فكم خر منها للبوارق مبرق
|
|
وكم ذل فيها للقنا السلب مسلوب
|
وكم أصحب الصعب الحرون بأرضها
|
|
وكم بات فيها صاحب وهو مصحوب
|
وكم عاصب بالعصب هامته ضحى
|
|
ولم يمس إلا وهو بالعصب معصوب
|
لقد كان فيها عبرة لمجرب
|
|
وإن شاب ضرا بالمنافع تجريب
|
وما أنس لا أنس اللذين تقدما
|
|
وفرهما والفرقد علما حوب
|
__________________
وللراية العظمى وقد ذهبا بها
|
|
ملا بس ذل فوقها وجلا بيب
|
يشلهما من آل موسى شمردل
|
|
طويل نجاد السيف أجيد يعبوب
|
يمج منونا سيفه وسنانه
|
|
ويلهب نارا غمده والانابيب
|
أحضرهما ام حضر أخرج خاضب
|
|
وذان هما أم ناعم الخد مخضوب
|
عذرتكما إن الحمام لمبغض
|
|
وإن بقاء النفس للنفس محبوب
|
__________________
ليكره طعم الموت والموت طالب
|
|
فكيف يلذ الموت والموت مطلوب
|
دعا قصب العلياء يملكها امروء
|
|
بغير افاعيل الدناءة مقضوب
|
يرى أن طول الحرب والبؤس راحة
|
|
وأن دوام السلم والخفض تعذيب
|
__________________
فلله عينا من رآه مبارزا
|
|
وللحرب كأس بالمنية مقطوب
|
جواد علا ظهر الجواد وأخشب
|
|
تزلزل منه في النزال الا خاشيب
|
وأبيض مشطوب الفرند مقلد
|
|
به أبيض ماضي العزيمة مشطوب
|
أجدك هل تحيا بموتك إنني
|
|
أرى الموت خطبا وهو عندك مخطوب
|
دماء أعاديك المدام وغابة الرماح
|
|
ظلال والنصاب أكاويب
|
__________________
تجلى لك الجبار في ملكوته
|
|
وللحتف تصعيد اليك وتصويب
|
وللشمس عين عن علاك كليلة
|
|
وللدهر قلب خافق منك مرعوب
|
فعاين ما لولا العيان وعلمه
|
|
لما ارتاب شكا أنه فيك مكذوب
|
وشاهد مرأى جل عن أن يحده
|
|
من القوم نظم في الصحائف مكتوب
|
وأصلت فيها مرحب القوم مقضبا
|
|
جرازا به حبل الاماني مقضوب
|
وقد غصت الارض الفضاء بخيله
|
|
وضرج منها بالدماء الظنابيب
|
__________________
يعاقيب ركض في الربود سوابح
|
|
يماثلها لولا الوكون اليعاقيب
|
فأشربه كأس المنية أحوس
|
|
من الدم طعيم وللدم شريب
|
إذا رامه المقدار أو رام عكسه
|
|
فللقرب تبعيد وللبعد تقريب
|
فلم أر دهرا يقتل الدهر قبلها
|
|
ولا حتف عضب وهو بالحتف معضوب
|
__________________
حنانيك فاز العرب منك بسؤدد
|
|
تقاصر عنه الفرس والروم والنوب
|
فما ماس موسى في رداء من العلى
|
|
ولا آب دكرا بعد ذكرك أيوب
|
أرى لك مجدا ليس يجلب حمده
|
|
بمدح وكل الحمد بالمدح مجلوب
|
__________________
وفضلا جليلا إن ونى فضل فاضل
|
|
تعاقب إدلاج عليه وتأويب
|
لذا تك تقديس لرمسك طهرة
|
|
لوجهك تعظيم لمجدك ترجيب
|
تقيلت أفعال الربوبية التي
|
|
عذرت بها من شك إنك مربوب
|
وقد قيل في عيسى نظيرك مثله
|
|
فخسر لمن عادى علاك وتتبيب
|
عليك سلام الله يا خير من مشى
|
|
به بازل عبر المهامه خرعوب
|
__________________
ويا خير من يغشى لدفع ملمة
|
|
فيأمن مرعوب ويترف قرضوب
|
ويا ثاويا حصباء مثواه جوهر
|
|
وعيدانه عود وتربته طيب
|
تكوس به غر الملائك رفعة
|
|
ويكبر قدرا أن تكوس به النيب
|
يحل ثراه أن يضرجه الدم
|
|
المراق وتغشاه الشوى والعراقيب
|
ويا علة الدنيا ومن بدو خلقها
|
|
له وسيتلو البدو في الحشر تعقيب
|
__________________
ويا ذا المعالي الغر والبعض محسب
|
|
دليل على كل فما الكل محسوب
|
ظننت مديحي في سواك هجاءه
|
|
وخلت مديحي انه فيك تشبيب
|
وقال له الرحمن ما قال يوسف
|
|
عداك بما قدمت لوم وتثريب
|
__________________
القصيدة الثانية في ذكر فتح مكة
جللت فلما دق في عينك الورى
|
|
نهضت إلى أم القرى ايد القرى
|
جلبت لها قب البطون وإنما
|
|
تقودلها بالقود أم حبوكرا
|
وسقت إليها كل أسوق لو بدت
|
|
له معفر ظنته بالرمل جؤذرا
|
__________________
يبيت على أعلى المصاد كأنما
|
|
يؤم وكون الفتح يلتمس القرى
|
يفوق الرياح العاصفات إذا مشى
|
|
ويسبق رجع الطرف شدا إذا جرى
|
جياد عليها للوجيه ولا حق
|
|
دلائل صدق واضحات لمن يرى
|
ففيها سلو للمحب وشاهد
|
|
على حكمة الله المدبر للورى
|
هي الروض حسنا غير أنك إن تبر
|
|
لها مخبرا تسمج لعينيك منظرا
|
عليها كماة من لوي بن غالب
|
|
يجرون اذيال الحديد تبخترا
|
__________________
رميت ابا سفيان منها بجحفل
|
|
إذا قيس عدا بالثرى كان أكثرا
|
يدبره رأي النبي وصارم
|
|
بكفك أهدى في الرؤوس من الكرى
|
فطار إلى اعلى السماء تصاعدا
|
|
فلما رأى أن لا نجاة تحدرا
|
وحاذر غربي مشرفي مذكر
|
|
هززت فألقى المشرفي المذكرا
|
وأعطى يدا لم يعطها عن محبة
|
|
وقول هدى ماقاله متخيرا
|
فكنت بذاك العفو أولى وبالعلى
|
|
أحق وبالاحسان أحرى وأجدرا
|
__________________
لافصحت يا مخفي العداوة ناطقا
|
|
بتعظيم من عاديته متسترا
|
وحسبك أن تدعى ذليلا منافقا
|
|
وتبطن ضدا للذي ظلت مظهرا
|
وجست خلال المروتين فلم تدع
|
|
حطيما ولم تترك ببكة مشعرا
|
طلعت على البيت العتيق بعارض
|
|
يمج نجيعا من ظبى الهند أحمرا
|
فالقى إليك السلم من بعد ما عصى
|
|
جلندى وأعيى تبعا ثم قيصرا
|
واظهرت نور الله بين قبائل
|
|
من الناس لم يبرح بها الشرك نيرا
|
__________________
وكسرت أصناما طعنت حماتها
|
|
بسمر الوشيج اللدن حتى تكسرا
|
رقيت بأسمى غارب أحدقت به
|
|
ملائك يتلون الكتاب المسطرا
|
بغارب خير المرسلين واشرف الانام
|
|
وأزكى ناعل وطأ الثرى
|
فسبح جبريل وقدس هيبة
|
|
وهلل إسرافيل رعبا وكبرا
|
فيا رتبة لو شئت أن تلمس السها
|
|
بها لم يكن ما رمته متعذرا
|
ويا قدميه أي قدس وطأتما
|
|
وأي مقام قمتما فيه أنورا
|
بحيث أفاءت سدرة العرش ظلها
|
|
بضوجيه فاعتدت بذلك مفخرا
|
__________________
وحيث الوميض الشعشعاني فائض
|
|
من المصدر الاعلى تبارك مصدرا
|
فليس سواع بعدها بمعظم
|
|
ولا اللات مسجودا لها ومعفرا
|
ولا ابن نفيل بعد ذاك ومقيس
|
|
بأول من وسدته عفر الثرى
|
صدمت قريشا والرماح شواجر
|
|
فقطعت من أرحامها ما تشجرا
|
فلولا اناة في ابن عمك جعجعت
|
|
بعضبك أجري من دم القوم أبحرا
|
__________________
ولكن سر الله شطر فيكما
|
|
فكنت لتسطو ثم كان ليغفرا
|
وردت حنينا والمنايا شواخص
|
|
فذللت من اركانها ما توعرا
|
فكم من دم أضحى بسيفك قاطرا
|
|
بها من كمي قد تركت مقطرا
|
وكم فاجر فجرت ينبوع قلبه
|
|
وكم كافر في الترب أضحى مكفرا
|
وكم من رؤوس في الرماح عقدتها
|
|
هناك لاجسام محللة العرا
|
وأعجب إنسانا من القوم كثرة
|
|
فلم يغن شيئا ثم هرول مدبرا
|
وضاقت عليه الارض من بعد رحبها
|
|
وللنص حكم لا يدافع بالمرا
|
__________________
وليس بنكر في حنين فراره
|
|
ففي أحد قد فرخوفا وخيبرا
|
رويدك إن المجلد حلو لطاعم
|
|
غريب فإن مارسته ذقت ممقرا
|
وما كل من رام المعالي تحملت
|
|
مناكبه منها الركام الكنهورا
|
تنح عن العلياء يسحب ذيلها
|
|
همام تردى بالعلى وتأزرا
|
فتى لم تعرق فيه تيم بن مرة
|
|
ولا عن عبداللات الخبيثة اعصرا
|
ولا كان معزولا غداة براءة
|
|
ولا عن صلاة أم فيها مؤخرا
|
ولا كان في بعث ابن زيد مؤمرا
|
|
عليه فأضحى لابن زيد مؤمرا
|
ولا كان يوم الغار يهفو جنانه
|
|
حذارا ولا يوم العريش تسترا
|
إمام هدى بالقرص آثر فاقتضى
|
|
له القرص رد القرص أبيض أزهرا
|
__________________
يزاحمه جبريل تحت عباءة
|
|
لها قيل كل الصيد في جانب الفرا
|
حلفت بمثواه الشريف وتربة
|
|
أحال ثراها طيب رياه عنبرا
|
لاستنفذن العمر في مدحي له
|
|
وإن لا مني فيه العذول فأكثرا
|
__________________
القصيدة الثالثة في وصف النبي 6
عن ريقها يتحدث المسواك
|
|
ارجا فهل شجر الكباء أراك
|
ولطرفها خنث الجبان فان رنت
|
|
باللحظ فهي الضيغم الفتاك
|
__________________
شرك القلوب ولم أخل من قبلها
|
|
أن القلوب تصيدها الاشراك
|
هيفاء مقبلة تميل بها الصبا
|
|
مرحا فإن هي أدبرت فضناك
|
يا وجهها المسفوك ماء شبابه
|
|
ما الختف لولا طرفك السفاك
|
أم هل أتاك حديث وقفتنا ضحى
|
|
وقلوبنا بشبا الفراق تشاك
|
لصدورنا خفق البروق تحركا
|
|
وجسومنا ما ان بهن حراك
|
لا شيء أقطع من نوى الاحباب أو
|
|
سيف الوصي كلاهما فتاك
|
الجوهر النبوي لا أعماله
|
|
ملق ولا توحيده إشراك
|
__________________
ذو النور ان نسج الضلال ملاءة
|
|
دكناء فهو لسجفها هتاك
|
علام أسرار الغيوب ومن له
|
|
خلق الزمان ودارت الافلاك
|
في عضبه مريخها وبغرة ال
|
|
ملهوب منها مرزم وسماك
|
فكاك أعناق الملوك فان يرد
|
|
أسرا لها لم يقض منه فكاك
|
طعن كأفواه المزاد ودونه
|
|
ضرب كأشداق المخاض دراك
|
ما عذر من دانت لديه ملائك
|
|
أن لا تدين لعزه أملاك
|
__________________
متعاظم الافعال لا هويتها
|
|
للامر قبل وقوعه دراك
|
أوفى من القمر المنير لنعله
|
|
شسع واعظم من ذكاء شراك
|
الصافح الفتاك والمتطول ال
|
|
مناع والاخاذ والثراك
|
قد قلت للاعداء إذ جعلوا له
|
|
ضدا ايجعل كالحضيض شكاك
|
حاشا لنور الله يعدل فضله
|
|
ظلم الضلال كما رأى الافاك
|
__________________
صلى عليه الله ما اكتست الربى
|
|
بردا بأيدي المعصرات تحاك
|
القصيدة الرابعة : في وقعة الجمل
بزغت لكم شمس الكنس
|
|
وبدت لكم روح القدس
|
فك الحبيس فعفروا
|
|
في الترب تعفير الحبس
|
__________________
الصمت إجلالا لموضعها
|
|
القديم بل الخرس
|
غلط المجوس هي التي
|
|
عبدالمزمزم إذ درس
|
ما دار في خلد الزمان
|
|
لها النظير ولا هجس
|
قدمت فضل بها الورى
|
|
فالامر فيها ملتبس
|
لا الجن تذكر عند مولدها
|
|
القديم ولا الانس
|
قم يا نديم فغالط
|
|
الاوقات فيها واختلس
|
بالراح رح فهي المنى
|
|
وعلى جماع الكاس كس
|
لا تلقها الا ببشرك
|
|
فالقطوب من الدنس
|
__________________
ما انصف الصهباء من
|
|
ضحكت إليه وقد عبس
|
فإذا سكرت فغن لي
|
|
ذهب الشباب فما تحس
|
لله أيام الشباب
|
|
وحبذا تلك الخلس
|
قصرت وقد ركض الصباح
|
|
بجنحها ركض الفرس
|
وكذاك ايام المسرة رجع
|
|
طرف أو نفس
|
ناديت في ظلماتها
|
|
عذب اللما حلو اللعس
|
في كفه قبس المدام
|
|
وفي الحشامنه قبس
|
وسدته كفي فنبه
|
|
لوعتي لما نعس
|
هل من فريسة لذة
|
|
إلا وكنت المفترس
|
ايام اغترف الصبا
|
|
غض الاديم وانتهس
|
__________________
حتى قضيت مأربي
|
|
وصرمتها صرم المرس
|
فإذا عصازة ذاك حوب في
|
|
المغبة أو طفس
|
فافرغ إلى مدح الوصي
|
|
ففيه تطهير النجس
|
رب السلاهب والقواضب
|
|
والمقانب والخمس
|
والبيض والبيض القواطع
|
|
والغطارفة الحمس
|
والجامحات الشامسات
|
|
وفوقها الصيد الشمس
|
من كل موار العنان
|
|
مطهم صعب سلس
|
__________________
للشرك منها مأتم
|
|
والطير منها في عرس
|
عفت رسوم العسكر
|
|
الجملي قدما فاندرس
|
وثنت أعنتها إلى
|
|
حرب ابن حرب فارتكس
|
رفع المصاحف يستجير
|
|
من الحمام ويبتئس
|
خاف الحسام العندمي
|
|
وحاذر الرمح الورس
|
فانصاع ذا عين
|
|
مسهدة وقلب مختلس
|
__________________
وسرت بأرض النهروان
|
|
فزعزعت ركني قدس
|
اللون برق مختلس
|
|
والصوت رعد مرتجس
|
فغدت سنابكها على
|
|
هام الخوارج كالقبس
|
يرمي بها بحر الوغى
|
|
أسد الملاحم والوطس
|
الزاهد الورع التقي
|
|
العالم الحبر الندس
|
صلى عليه الله ما
|
|
غار الحجيج وما جلس
|
__________________
القصيدة الخامسة في وصفه 7
لمن ظعن بين الغميم فحاجر
|
|
بزغن شموسا في ظلام الدياجر
|
شبيهات بيضات النعام يقلها
|
|
من العيس أشباه النعام النوافر
|
ومن دون ذاك الخدر ظبية قانص
|
|
تريق دماء المشبلات الخوادر
|
تنوء بأعباء الحلي وإنها
|
|
لتضعف عن لمح العيون النواظر
|
__________________
إذا اعتجرت قاني الشفوف فيا لها
|
|
تباريح وجد في قلوب المغافر
|
تميل كما مال النزيف وتنثني
|
|
تثني منصور الكتيبة ظافر
|
لها محض ودي في الهوى وتحنني
|
|
وخالص اضماري وصفو سرائري
|
فيارب بغضها إلى كل عاشق
|
|
سواي وقبحها إلى كل ناظر
|
وبغض إليها الناس غيري كما ارى
|
|
فبيحا سواها كل باد وحاضر
|
فيا جنة فيها العذاب ولم أخف
|
|
حلول عذاب في الجنان النواضر
|
يعاقب في حسبانها غير مشرك
|
|
ويحرم من نعمائها غير كافر
|
__________________
علمتك لا قرب الديار بنافعي
|
|
لديك ولا بعد الديار بضائري
|
وما قرب أوطان بها متباعد
|
|
المودة إلا مثل قرب المقابر
|
حلفت برب القعضبية والقنا
|
|
المثقف والبيض الرقاق البواتر
|
وبالسابحات السابقات كأنها
|
|
من الناشرات الفارقات الاعاصر
|
وعوج مرنات وصفر صوائب
|
|
وفلك بآذي العباب مواخر
|
لقد فاز عبد للوصي ولاؤه
|
|
وإن شابه بالموبقات الكبائر
|
وخاب معاديه ولو حلقت به
|
|
قوادم فتخاء الجناحين كاسر
|
__________________
هو النبأ المكنون والجوهر الذي
|
|
تجسد من نور من القدس زاهر
|
وذو المعجزات الواضحات اقلها
|
|
الظهور على مستودعات السرائر
|
ووارث علم المصطفى وشقيقه
|
|
اخا ونظيرا في العلى والاواصر
|
__________________
ألا إنما الاسلام لولا حسامه
|
|
كعفطة عنز أو فلامة حافر
|
ألا إنما التوحيد لولا علومه
|
|
كعرضة ضليل أو كنهبة كافر
|
ألا إنما الاقدار طوع يمينه
|
|
فبورك من وتر مطاع وقادر
|
فلو ركض الصم الجلامد واطئا
|
|
لفجرها بالمترعات الزواخر
|
__________________
ولو رام كسف الشمس كور نورها
|
|
وعطل من أفلاكها كل دائر
|
هو الآية العظمى ومستنبط الهدى
|
|
وحيرة ارباب النهى والبصائر
|
رمى الله منه يوم بدر خصومه
|
|
بذي فذذ في آل بدر مبادر
|
وقد جاشت الارض العريضة بالقنا
|
|
فلم يلف إلا ضامر فوق ضامر
|
فلو نتجت ام السماء صواعقا
|
|
لما شج منها سارح رأس حاسر
|
__________________
فكان وكانوا كالقطامي ناهض البغا
|
|
ث فصرى شلوه في الاظافر
|
سرى نحوهم رسلا فسارت قلوبهم
|
|
من الخوف وخدا نحوه في الحناجر
|
كأن ظبات المشرفية من كرى
|
|
فما يبتغي الا مقر المحاجر
|
فلا تحسبن الرعد رجس غمامة
|
|
ولكنه من بعض تلك الزماجر
|
__________________
ولا تحسبن البرق نارا فإنه
|
|
وميض اتي من ذي الفقار بفاقر
|
ولا تحسبن المزن تهمي فإنها
|
|
أنامله تهمي باوطف هامر
|
تعاليت عن مدح فأبلغ خاطب
|
|
بمدحك بين الناس أقصر قاصر
|
صفاتك أسماء وذاتك جوهر
|
|
برئ المعاني من صفات الجواهر
|
__________________
يجل عن الاعراض والاين والمتى
|
|
ويكبر عن تشبيهه بالعناصر
|
إذا طاف قوم بالمشاعر والصفا
|
|
فقبرك ركني طائفا ومشاعري
|
وإن ذخر الاقوام نسك عبادة
|
|
فحبك أو في عدتي وذخائري
|
وإن صام ناس في الهو اجر حسبة
|
|
فمدحك أسنى من صيام الهواجر
|
وأعلم أني إن اطعت غوايتي
|
|
فحبك أنسي في بطون الحفائر
|
وإن أك فيما جئته شر مذنب
|
|
فربك يا خير الورى خير غافر
|
فوالله لا اقلعت عن لهو صبوتي
|
|
ولا سمع اللاحون يوما معاذري
|
__________________
إذا كنت للنيران في الحشر قاسما
|
|
اطعت الهوى والغي غير محاذر
|
نصرتك في الدنيا بما أستطيعه
|
|
فكن شافعي يوم المعاد وناصري
|
فليت ترابا حال دونك لم يحل
|
|
وساتر وجه منك ليس بساتر
|
لتنظر ما لا قى الحسين وما جنت
|
|
عليه العدى من مفظعات الجرائر
|
من ابن زياد وابن هند وابن
|
|
سعد وابناء الاماء العواهر
|
__________________
رموه بيحموم اديم غطامط
|
|
تعيد الحصى رفغا بوقع الحوافر
|
لهام فلا فرغ النجوم بمسبل
|
|
عليه ولا وجه الصباح بسافر
|
فيا لك مقتولا تهدمت العلى
|
|
وثلث به أركان عرش المفاخر
|
ويا حسرتا إذ لم اكن في اوائل
|
|
من الناس يتلى فضلهم في الاواخر
|
فأنصر قوما إن يكن فات نصرهم
|
|
لدى الروع خطاري فما فات خاطري
|
__________________
عجبت لاطواد الاخاشيب لم تمد
|
|
ولا أصبحت غورا مياه الكوافر
|
وللشمس لم تكسف وللبدر لم يحل
|
|
وللشهب لم تقذف بأشأم طائر
|
أما كان في رزء ابن فاطم مقتض
|
|
هبوط رواس أو كسوف زواهر
|
ولكنما غدر النفوس سجية
|
|
لها وعزيز صاحب غير غادر
|
__________________
بني الوحي هل أبقي الكتاب لناظم
|
|
مقالة مدح فيكم أو لناثر
|
إذا كان مولى الشاعرين وربهم
|
|
لكم بانيا مجدا فما قدر شاعر
|
فأقسم لولا أنكم سبل الهدى
|
|
لضل الورى عن لا حب النهج ظاهر
|
ولو لم تكونوا في البسيطة زلزلت
|
|
وأخرب من أرجائها كل عامر
|
سأمنحكم مني مودة وامق
|
|
يغض قلى عن غيركم طرف هاجر
|
__________________
القصيدة السادسة في وصفه ومدحه 7
يا رسم لا رسمتك ريح زعزع
|
|
وسرت بليل في عراصك خروع
|
لم ألف صدري من فؤادي بلقعا
|
|
إلا وأنت من الاحبة بلقع
|
جاري الغمام مدامعي بك فانثنت
|
|
جون السحائب فهي حسرى ظلع
|
لا يمحك الهتن الملث فقد محا
|
|
صبري دثورك مذمحتك الادمع
|
__________________
ماتم يومك وهو أسعد ايمن
|
|
حتى تبدل فهو أنك اشنع
|
شروى الزمان يضئ صبح مسفر
|
|
فيه فيشفعه ظلام اسفع
|
لله درك والضلال يقودني
|
|
بيد الهوى فأنا الحرون فاتبع
|
يقتادني سكر الصبابة والصبا
|
|
ويصيح بي داعي الغرام فاسمع
|
دهر تقوض راحلا ما عيب من
|
|
عقباه إلا انه لا يرجع
|
يا أيها الوادي أجلك واديا
|
|
وأعز الا في حماك فاخضع
|
وأسوف تربك صاغرا واذل في
|
|
تلك الربى وأنا الجليد فاخنع
|
( أسفي على مغناك إذ هو غابة
|
|
وعلى سبيلك وهو لحب مهبع )
|
__________________
أيام انجم قعضب درية
|
|
في غير اوجه مطلع لا تطلع
|
والبيض تورد في الوريد فترتوي
|
|
والسمر تشرع في الوتين فتشرع
|
والسابقات اللاحقات كأنها
|
|
العقبان تردي في الشكيم وتمزع
|
والربع انور بالنسيم مضمخ
|
|
والجو أزهر بالعبير مردع
|
__________________
ذاك الزمان هو الزمان كأنما
|
|
قيظ الخطوب به ربيع ممرع
|
وكأنما هو روضة ممطورة
|
|
أو مزنة في عارض لا تقلع
|
قد قلت للبرق الذي شق الدجى
|
|
فكأن زنجيا هناك يجدع
|
يا برق إن جئت الغري فقل له
|
|
أتراك تعلم من بأرضك مودع
|
فيك ابن عمران الكليم وبعده
|
|
عيسى يقفيه واحمد يتبع
|
__________________
بل فيك جبريل وميكال وإسرافيل
|
|
والملا المقدس أجمع
|
بل فيك نور الله جل جلاله
|
|
لذوي البصائر يستشف ويلمع
|
فيك الامام المرتضى فيك الوصي
|
|
المجتبى فيك البطين الانزع
|
الضارب الهام المقنع في الوغى
|
|
بالخوف للبهم الكماة يقنع
|
والسمهرية تستقيم وتنحني
|
|
فكأنها بين الاضالع اضلع
|
__________________
المترع الحوض المدعوع حيث
|
|
لا واد يفيض ولا قليب يترع
|
ومبدد الابطال حيت تألبوا
|
|
ومفرق الاحزاب حيث تجمع
|
والحبر يصدع بالمواعظ خاشعا
|
|
حتى تكاد لها القلوب تصدع
|
حتى إذا استعر الوغى متلظيا
|
|
شرب الدماء بغلة لا تنقع
|
__________________
متجلببا ثوبا من الدم قانيا
|
|
يعلوه من نقع الملاحم برقع
|
زهد المسبح وفتكة الدهر الذي
|
|
اودى بها كسرى وفوز تبع؟
|
هذا ضمير العالم الموجود عن
|
|
عدم وسر وجوده المستودع
|
هذي الامانة لا يقوم بحملها
|
|
خلقاء هابطة وأطلس ارفع
|
تأبى الجبال الشم عن تقليدها
|
|
وتضج تيهاء وتشفق برقع
|
هذا هو النور الذي عذباته
|
|
كانت بجبهة آدم تتطلع
|
__________________
وشهاب موسى حيث اظلم ليله
|
|
رفعت له لالاؤه تتشعشع
|
يا من له ردت ذكاء ولم يفز
|
|
بنظيرها من قبل إلا يوشع
|
يا هازم الاحزاب لا يثنيه عن
|
|
خوض الحمام مدجج ومدرع
|
يا قالع الباب الذي عن هزها
|
|
عجزت اكف اربعون وأربع
|
لولا حدوثك قلت إنك جاعل
|
|
الارواح في الاشباح والمستنزع
|
لولا مماتك قلت إنك باسط
|
|
الارزاق تقدر في العطاء وتوسع
|
__________________
ما العالم العلوي إلا تربة
|
|
فيها لجثتك الشريفة مضجع
|
ما الدهر إلا عبدك القن الذي
|
|
بنفوذ امرك في البرية مولع
|
أنا في مديحك ألكن لا أهتدي
|
|
وأنا الخطيب الهبزري المصقع
|
أأقول فيك سميدع كلا ولا
|
|
حاشا لمثلك ان يقال سميدع
|
بل أنت في يوم القيامة حاكم
|
|
في العالمين وشافع ومشفع
|
__________________
ولقد جهلت وكنت أحذق عالم
|
|
أغرار عزمك أم حسامك اقطع
|
وفقدت معرفتي فلست بعارف
|
|
هل فضل علمك أم جنابك أوسع
|
لي فيك معتقد سأكشف سره
|
|
فليصغ أرباب النهى وليسمعوا
|
هي نفثة المصدور يطفئ بردها
|
|
حر الصبابة فاعذلوني أودعوا
|
والله لولا حيدر ما كانت
|
|
الدنيا ولا جمع البرية مجمع
|
من أجله خلق الزمان وضوئت
|
|
شهب كنسن وجن ليل ادرع
|
علم الغيوب إليه غير مدافع
|
|
والصبح أبيض مسفر لا يدفع
|
__________________
واليه في يوم المعاد حسابنا
|
|
وهو الملاذ لنا غدا والمفزع
|
هذا اعتقادي قد كشفت غطاءه
|
|
سيضر معتقدا له أو ينفع
|
يا من له في أرض قلبي منزل
|
|
نعم المراد الرحب والمستربع
|
أهواك حتى في حشاشة مهجتي
|
|
نار تشب على هواك وتلذع
|
وتكاد نفسي أن تذوب صبابة
|
|
خلقا وطبعا لا كمن يتطبع
|
__________________
ورأيت دين الاعتزال وإنني
|
|
أهوى لاجلك كل من يتشيع
|
ولقد علمت بأنه لا بد من
|
|
مهديكم وليومه اتوقع
|
يحميه من جند الاله كتائب
|
|
كاليم أقبل زاخرا بتدفع
|
فيها لآل أبي الحديد صوارم
|
|
مشهورة ورماح خط شرع
|
ورجال موت مقدمون كأنهم
|
|
أسد العرين الربد لا تتكعكع
|
__________________
تلك المنى اما غب عنها فلي
|
|
نفس تناز عني وشوق ينزع
|
ولقد بكيت لقتل آل محمد
|
|
بالطف حتى كل عضو مدمع
|
عقرت بنات الاعوجية هل درت
|
|
ما يستباح بها وماذا يصنع
|
وحريم آل محمد بين العدى
|
|
نهب تقاسمه اللئام الرضع
|
تلك الضعائن كالاماء متى تسق
|
|
يعنف بهن وبالسياط تقنع
|
__________________
من فوق أقتاب الجمال يشلها
|
|
لكع على حنق وعبد اكوع
|
مثل السبايا بل أذل يشق من
|
|
هن الخمار ويستباح البرقع
|
فمصفد في قيده لا يفتدى
|
|
وكريمة تسبى وقرط ينزع
|
تالله لا أنسى الحسين وشلوه
|
|
تحت السنابك بالعراء موزع
|
متلفعا حمر الثياب وفي غد
|
|
بالخضر في فردوسه يتلفع
|
تطأ السنابك صدره وجبينه
|
|
والارض ترجف خيفة وتضعضع
|
__________________
والشمس ناشرة الذوائب ثاكل
|
|
والدهر مشقوق الرداء مقنع
|
لهفي على تلك الدماء تراق في
|
|
ايدي أمية عنوة وتضيع
|
بأبي أبو العباس أحمد إنه
|
|
خير الورى من أن يطل ويمنع
|
فهو الولي لثارها وهو الحمول
|
|
لعبئها إذ كل عود يضلع
|
الدهر طوع والشبيبة غضة
|
|
والسيف عضب والفؤاد مشيع
|
__________________
القصيدة السابعة في اوصافه 7
الصبر إلا في فراقك يجمل
|
|
والصعب إلا عن ملالك يسهل
|
يا ظالما حكمته في مهجتي
|
|
حتام في شرع الهوى لا تعدل
|
أنفقت عمري في هواك تكرما
|
|
وتضن بالنزر القليل وتبخل
|
ان ترم قلبي تصم نفسك إنه
|
|
لك موطن تأوي إليه ومنزل
|
أتظن أني بالاساءة مقلع
|
|
كيف الدواء وقد اصيب المقتل
|
أعرض وصد وجر فحبك ثابت
|
|
بتنقل الاحوال لا يتنقل
|
والله لا أسلوك حتى أنطوي
|
|
تحت التراب وتحتويني الجندل
|
تتبدل الدنيا وحبك ثابت
|
|
في القلب لا يفنى ولا يتبدل
|
من لي باهيف قد أقام قيامتي
|
|
خد له قان وطرف اكحل
|
__________________
نشوان من خمر الصبا لا يسمع
|
|
الشكوى ويصغي للوشاة فيقبل
|
متلون متغير متعتب
|
|
متعنت متمنع متدلل
|
إن قلت مت من الصبابد قال لي
|
|
ظلما وأي صبابة لا تقتل
|
أو قلت قد طال العذاب يقول لي
|
|
ما سوف تلقى من عذابك اطول
|
قسما بترب نعاله فمحا جري
|
|
أبدا بغير غباره لا تكحل
|
وصعيد بين حله فركائبي
|
|
تسعى به دون البيوت وترمل
|
لاخالفن عواذلي لو أنه
|
|
مما يظل على هواه ويعدل
|
ولاهتكن على الهوى ستر الحيا
|
|
إن الفضيحة في المحبة اجمل
|
يصفر وجهي حين أنظر وجهه
|
|
خوفا فيدركه الحياء فيخجل
|
فكأنما بخدوده من حمرة
|
|
ظلت إليها من دمي تتحول
|
__________________
هو ملبسي حلل الضنا ومعلمي
|
|
من زلتي ما كنت منها اجهل
|
لولاه لم ارد الحياة ولم أقل
|
|
طلب الثراء من القناعة اجمل
|
من أجله أخشى الممات واتقي
|
|
ولاجله ارجو الغنى واؤمل
|
استعذب التعذيب فيه كأنما
|
|
جرع الحميم هي البرود السلسل
|
لا فرج الرحمن كربة عاشق
|
|
طلب السلو وخاب فيما يسأل
|
لا تنكروا فيض الدموع فإنها
|
|
نفسي يصعدها الغرام المشعل
|
هي مهجتي طورا تحلل بالبكا
|
|
أسفا وطورا بالزفير تحلل
|
يا كرخ جاد عليك مدرار الحيا
|
|
وسقى ثراك من الرواعد مسبل
|
إن كان جسمي عنك أصبح راحلا
|
|
كرها فقلبي قاطن لا يرحل
|
__________________
ما رمت بعدك بالمدائن صبوة
|
|
إلا ثنى الثاني هواك الاول
|
أنا عاذر إن طل بعد طلاك لي
|
|
حب دم أو غازلتنى المغزل
|
يا راكبا تهوي به شدنية
|
|
حرف كما تهوي حصاة من عل
|
هو جاء تقطع جوز تيار الفلا
|
|
حتى تبوص على يديها الارجل
|
عج بالغري على ضريح حوله
|
|
ناد لاملاك السماء ومحفل
|
فمسبح ومقدس وممجد
|
|
ومعظم ومكبر ومهلل
|
__________________
والثم ثراه المسك طيبا واستلم
|
|
عيدانه قبلا فهن المندل
|
وانظر إلى الدعوات تسعد عنده
|
|
وجنود وحي الله كيف تنزل
|
والنور يلمع والنواظر شخص
|
|
واللسن خرس والبضائر ذهل
|
واغضض وغض فثم سر اعجم
|
|
دقت معانيه وأمر مشكل
|
وقل السلام عليك يا مولى الورى
|
|
نصا به نطق الكتاب المنزل
|
وخلافة ما إن لها لو لم تكن
|
|
منصوصة عن جيد مجدك معدل
|
__________________
عجبا لقوم أخروك وكعبك العالي
|
|
وخد سواك اضرع اسفل
|
إن تمس محسودا فسوددك الذي
|
|
أعطيت محسود المحل مبجل
|
عضب تحز به الرقاب يمده
|
|
رأي بعزمته يحز المفصل
|
وعلوم غيب لا تنال وحكمة
|
|
فصل وحكم في القضية فيصل
|
__________________
عجبا لهذي الارض يضمر تربها
|
|
أطواد مجدك كيف لا تتزلزل
|
__________________
عجبا لاملاك السماء يفوتها
|
|
نظر لوجهك كيف لا تتهيل
|
يا أيها النبأ العظيم فمهتد
|
|
في حبه وغواة قوم ضلل
|
يا أيها النار التي شب السنا
|
|
منها لموسى والظلام مجلل
|
يا فلك نوح حيث كل بسيطة
|
|
بحر يمور وكل بحر جدول
|
يا وارث التوراة والانجيل والفرقان
|
|
والحكم التي لا تعقل
|
لولاك ما خلق الزمان ولا دجى
|
|
غب ابتلاج الفجر ليل أليل
|
__________________
يا قاتل الابطال مجدك للعدى
|
|
من غرب مخذمك المهند اقتل
|
بذباب سيفك قر قارع طوده
|
|
بعد التأود واستقام الاميل
|
إن كان دين محمد فيه الهدى
|
|
حقا فحبك بابه والمدخل
|
لولاك أصبح ثلمة لا تتقى
|
|
اطرافها ونقيصة لا تكمل
|
كم جحفل للجزء من اجزائه
|
|
يوم النزال يقل قولك جحفل
|
__________________
اثوابه الزرد المضاعف نسجه
|
|
لكنه بالزاغبية مخمل
|
يحيي المنية منه طعن انجل
|
|
برح محاجره وضرب اهذل
|
نهنهت سورته بقلب قلب
|
|
ثبت يحالفه صقيل مصقل
|
صلى عليك الله من متسربل
|
|
قمصا بهن سواك لا يتسربل
|
وجزاك خيرا عن نبيك انه
|
|
الفاك ناصره الذي لا يخذل
|
سمعا أمير المؤمنين قصائدا
|
|
يعنو لها بشر ويخضع جرول
|
__________________
الدرر من الفاظها لكنه
|
|
درله إبن الحديد يفصل
|
هي دون مدح الله فيك وفوق ما
|
|
مدح الورى وعلاك منها اكمل
|
__________________
ترجمة الكميت
١٢٦ ـ ٦٠ ه
نسبة وشهرته :
هو الكميت بن زيد الاسدي ينتهي نسبه إلى
مضر بن نزار بن عدنان من اشعر شعراء الكوفة المقدمين في عصره. عالم بلغات العرب
خبير بأيامها ومن شعراء القرن الاول من الهجرة. كان في أيام الدولة الاموية وولد
أيام مقتل الحسين سنة ستين ، ومات في سنة ست وعشرين ومائة في خلافة مروان بن محمد
ولم يدرك الدولة العباسية. وكان معروفا بالتشيع لبني هاشم مشهورا بذلك قال أبو
عبيدة : لو لم يكن لبني أسد منقبة غير الكميت لكفاهم. وقال ابو عكرمة الضي : لو لا
شعر الكميت لم يكن للغة ترجمان ولا للبيان لسان. قيل وكانت بنو أسد تقول فينا
فضيلة : ليست في العالم. ليس منزل منا الا وفيه بركة وراثة الكميت : لانه رأى
النبي 9 في النوم
فقال له : أنشدني : طربت وما شوقا إلى البيض أطرب. فانشده فقال له : بوركت وبورك
قومك. وسئل أبو معاذ الهراء : من أشعر الناس؟ قال أمن الجاهليين قال امرؤ القيس
وزهير وعبيد بن الابرص. قالوا : فمن الاسلاميين؟ قال :
الفرزدق وجرير
والاخطل والراعي. فقيل له : ما رأيناك ذكرت الكميت فيمن ذكرت قال ذاك أشعر الاولين
والآخرين ويقال ما جمع أحد من علم العرب ومناقبها ومعرفة أنسابها ما جمع الكميت
فمن صحح الكميت نسبه صح ومن طعن فيه وهن.
أخلاقه وصفاته :
كان في صغره ذكيا لوذعيا يقال : انه وقف
وهو صبي على الفرزدق وهو ينشد. فلما فرغ قال له : أيسرك أني أبوك؟ قال : أما أبي
فلا اريد به بدلا ولكن يسرني أن تكون أمي. فحصر الفرزدق وقال ما مربي مثلها. ويقال
ما جمع أحد من علم العرب ومناقبها ومعرفة أنسابها ما جمع الكميت. وقيل كان في
الكميت عشر خصال لم تكن في شاعر : كان خطيب بني اسد. وفقيه الشيعة. وحافظ القرآن.
وكان كاتبا حسن الخط. وكان نسابة. وكان جدليا وهو أول من ناظر في التشيع مجاهرا
بذلك. وكان راميا لم يكن في بني اسد أرمى منه. وكان فارسا وكان شجاعا وكان سخيا
دينا.
قال الجاحظ : ما فتح للشيعة الحجاج الا
الكميت بقوله :
فان هي لم تصلح لحي سواهم
|
|
فان ذوي القربى أحق وأوجب
|
يقولون لم يورث ولولا تراثه
|
|
لقد شركت فيها بكيل وأرحب
|
سبب غضب هشام عليه :
ولما هجا الكميت خالد بن عبدالله القسري
عامل هشام على العراقيين أراد خالد أن ينتقم منه فروى جارية حسناء قصائده
الهاشميات. وأعدها ليهديها إلى هشام. وكتب إليه بأخبار الكميت وبهجانه بني امية
وأنفذ إليه قصيدته التي يقول فيها :
فيا رب هل إلا بك النصر يبتغي
|
|
ويارب هل إلا عليك المعول
|
وهو يرثي فيها زيد بن علي.
وابنه الحسين بن زيد. ويمدح بني هاشم ويهجو بني امية. فلما قرأها أكبرها وعظمت
عليه واستنكرها. وكتب إلى خالد يقسم عليه أن يقطع لسانه ويده. فلم يشعر إلا والخيل
محدقة بداره. فاخذ وحبس. وكان أبان بن الوليد البجلي عاملا على واسط وصديقا للكميت
فبعث إليه بغلام وقال له انت حر إن لحقته : وكتب إليه : بلغني ما صرت إليه وهو
القتل الا أن يدفع الله. وأرى أن تبعث إلى حبي « زوجة الكميت وهي ممن تتشيع أيضا »
فإذا دخلت اليك تتنقب نقابها ولبست ثيابها وخرجت فانى أرجو ان لا يؤبه لك. فبعث
إلى حبي وقص عليها القصة وفعل بما أشار به عليه وخرج هاربا فمر بالسجان فظن انه
المرأة فلم يعرض له فنجا وأنشأ يقول :
خرجت خروج القدح قدح ابن مقبل
|
|
على الرغم من تلك النوابح والمثلى
|
على ثياب الغانيات وتحتها
|
|
عزيمة امر أشبهت سلة النصل
|
رضى هشام عليه وصفحه عنه
ثم بعد أن أقام مدة متواريا وأيقن ان
الطلب قد خف. سار في جماعة من بني أسد إلى الشام وقدم اعتذاره إلى هشام وطلب منه
الامان من القتل ولم يزل به حتى أجاره. وروى أن الكميت أرسل وردامع ابن أخيه زيد
إلى أبي جعفر محمد بن على وقال له : ان الكميت أرسلني اليك وقد صنع بنفسه ما صنع
فتأذن له أن يمدح بني امية قال نعم هو في حل فليقل ما شاء ، وقيل : لما دخل الكميت
على هشام سلم ثم قال : يا امير المؤمنين غائب آب. ومذنب تاب. محا بالانابة ذنبه.
وبالصدق كذبه. والتوبة تذهب الحوبة ومثلك حلم عن ذي الجريمة. وصفح عن ذي الريبة.
فقال له : ما الذي نجاك من خالد القسري؟ قال صدق النية في التوبة. قال : ومن سن لك
الغي وأورطك فيه؟ قال : الذي أغوى آدم فنسى ولم يجد له عزما فان رأيت يا امير
المؤمنين تأذن لي بمحو الباطل بالحق. بالاستماع لما قلته فأنشده :
ذكر القلب إلفه المهجورا
|
|
وتلافي من الشباب أخيرا
|
أورثته الحصان أم هشام
|
|
حسبا ثاقبا ووجها نضيرا
|
وكساه أبو الخلائف مروان
|
|
سني المكارم المأثورا
|
لم تجهم له البطاح ولكن
|
|
وجدتها له معانا ودورا
|
وكان هشام متكئا فاستوى جالسا
وقال هكذا فليكن الشعر. ثم قال :
قد رضيت عنك يا
كميت. فقال الكميت : يا امير المؤمنين ان اردت ان تزيد في تشريفي لا تجعل لخالد
علي امارة. قال : قد فعلت وكتب له بذلك وأمر له بجوائز وعطايا جزيلة. وكتب إلى
خالد ان يخلي سبيل امرأته ويعطيها العطايا الجزيلة. وقيل للكميت : انك قلت في بني
هاشم فأحسنت وقلت في بني أمية أفضل. قال : اني إذا قلت احببت ان احسن.
محبته لآل البيت واخلاصه لهم
:
قيل ان الكميت دخل على أبي عبدالله جعفر
بن محمد في ايام التشريق بمنى فقال له جعلت فداك اني قلت فيكم شعرا أحب ان انشدكه.
فقال : يا كميت اذكر الله في هذه الايام المعدودات فأعاد عليه القول فرق له ابو
عبد الله فقال هات : وبعث ابو عبد الله إلى اهله فقرب فأنشده فكثر البكاء حتى اتى
على قوله :
يصيب به الرامون عن قوس غيرهم
|
|
فيا آخرا أسدى له الغي أول
|
فرفع أبو عبد الله يديه فقال :
اللهم أغفر للكميت. ودخل أيضا على أبي جعفر محمد بن علي فأعطاه ألف دينار وكسوة.
فقال له الكميت : والله ما أحببتكم للدنيا ولو أردت الدنيا لاتيت من هي في يديه.
ولكني أحببتكم للآخرة أما الثياب التي أصابت أجسامكم فأنا أقبلها لبركتها وأما
المال فلا أقبله.
وحكى صاعد مولى الكميت. قال دخلت معه
على علي بن
الحسين. فقال : اني
قد مدحتك بما أرجو ان يكون لي وسيلة عند رسول الله 9
ثم أنشده قصيدته : من لقلب متيم مستهام. فلما أتى على آخرها قال له ثوابك نعجز عنه
ولكن ما عجزنا عنه فان الله لا يعجز عن مكافأتك وأراد أن يحسن إليه فقال له ان
أردت أن تحسن إلي فادفع إلي بعض ثيابك التي تلي جسدك أتبرك بها فنزع ثيابه ودفعها
إليه ثم قال : اللهم ان الكميت جاد في آل رسول الله وذرية نبيك بنفسه حين ظن الناس
وأظهر ما كتمه غيره من الحق فأحيه وأمته شهيدا وأره الجزاء عاجلا فانا قد عجزنا عن
مكافأته. قال : الكميت ما زلت أعرف بركة دعائه.
وفاته رحمه الله تعالى :
وتوفى في خلافة مروان بن محمد سنة ست
وعشرين ومائة وكان السبب في موته أنه مدح يوسف بن عمر بعد عزل خالد القسري عن
العراق. فلما دخل عليه أنشده مديحه معرضا بخالد وكان الجند على رأس يوسف متعصبين
لخالد فوضعوا سيوفهم في بطنه. وقالوا : أتنشد الامير ولم تستأمره فلم يزل ينزف
الدم منه حتى مات. وكان مبلغ شعره حين مات خمسة آلاف ومائتين وتسعة وثمانين بيتا.
وروى عن المستهل ابن الكميت انه قال : حضرت أبي عند الموت وهو يجود بنفسه ثم أفاق
ففتح عينيه ، ثم قال : اللهم آل محمد. اللهم آل محمد. اللهم آل محمد. ثلاثا رحمه
الله تعالى.
ترجمة
ابن ابي الحديد المعتزلي
هو عز الدين عبدالحميد بن أبي الحسين
هبة الله بن محمد بن محمد بن الحسين ابن أبي الحديد المدائني الحكيم الاصولي. كان
من أعيان العلماء الافاضل ، والاكابر الصدور ، والاماثل ، حكيما فاضلا ، كاتبا
كاملا ، عارفا بأصول الكلام يذهب مذهب المعتزلة. خدم في الولايات الديوانية والخدم
السلطانية وكان مولده في غرة ذي الحجة سنة ست وثمانين وخمسمائة هجرية.
اشتغل وحصل وصنف وألف. فمن تصانيفه شرح
نهج البلاغة : في عشرين مجلدا وقد احتوى هذا الشرح على ما لم يحتوي عليه كتاب من
جنسه ، وصنفه لخزانة كتب الوزير مؤيد الدين محمد بن العلقمي. ولما فرغ من تصنيفه
أنفذه على يد أخيه موفق الدين أبي المعالي فبعث إليه بمئة دينار وخلعة سنية وفرس
فكتب إلى الوزير :
أيا رب العباد رفعت صنعي
|
|
وطلت بمنكبي وبللت ريقي
|
وزيغ الاشعري كشف عني
|
|
فلم أسلك ثنيات الطريق
|
أحب الاعتزال وناصرية
|
|
ذوي الالباب والنظر الدقيق
|
فأهل العدل والتوحيد أهلي
|
|
نعم فريقهم أبدا فريقي
|
وشرح النهج لم أدركه إلا
|
|
بعونك بعد مجهدة وضيق
|
تمثل إذ بدأت به لعيني
|
|
هناك كذروة الطود السحيق
|
فتم بحسن عونك وهو أنأى
|
|
من العيوق أو بيض الانوق
|
بآل العلقمي ورت زنادي
|
|
وقامت بين أهل الفضل سوقي
|
فكم ثوب أنيق نلت منهم
|
|
ونلت بهم وكم طرف عتيق
|
أدام الله دولتهم وأنحى
|
|
على أعدائهم بالخنفقيق
|
ومن تصانيفه : كتاب العبقري الحسان وهو
كتاب غريب الوضع قد اختار فيه قطعة وافرة من الكلام والتواريخ والاشعار وأودعه
شيئا من انشائه وتوسلات ومنظوماته. ومن تصانيفه كتاب الاعتبار على كتاب الذريعة ،
في أصول الشريعة للسيد المرتضى وهو ثلاث مجلدات ومنها كتاب الفلك الدائر على المثل
السائر لابن الاثير الجزري.
ومنها كتاب شرح المحصل للامام فخر الدين
وهو يجري مجرى النقض له.
ومنها كتاب نقض المحصول في علم الاصول
للامام فخر الدين أيضا ومنها شرح المشكلات الغرر لابي الحسن البصري في صول الكلام
ومنها : شرح الياقوت لابن نوبخت في الكلام أيضا. ومنها كتاب الوشاح الذهبي في
العلم الابي. ومنها انتقاد المصفى للغزالي في اصول الفقه. ومنها
الحواشي على كتاب
المفصل في النحو. سوى ماله من التعاليق وما لم تتبع معرفته.
وأما أشعاره فكثيرة وأجلها وأشهرها :
القصائد السبع العلويات وذلك لشرف الممدوح بها عليه أفضل التحية والسلام ، نظمها
في صباه وهو بالمدائن في شهور سنة احدى عشرة وستمأة. وأما ما وليه من الولايات
وتقلب من الخدمات فلا حاجة لذكره هنا. قيل ولما أخذت بغداد كان ممن خلص من القتل
في دار الوزير مؤيد الدين مع أخيه موفق الدين وحضر بين يدي المولى السعيد خواجه
نصير الدين الطوسي وفوض إليه أمر خزان الكتب في بغداد مع أخيه موفق الدين والشيخ
تاج الدين علي بن انجب. ولم تطل أيامه. وتوفي ;
في جمادى الآخرة من سنة ست وخمسين وستمأة ه. ومدة عمره سبعون سنة وستة أشهر. ولد
ومات في بغداد.
من كتاب معجز الآداب في معجم الالقاب
الفهرس
مقدمة الناشر................................................................. ٦
شرح القصائد الهاشميات......................................................... ٧
شعر الكميت بن زيد
الاسدي.................................................. ٧
القصائد العلويات السبع....................................................... ٨٣
شعر ابن أبي الحديد
المعتزلي................................................... ٨٣
القصيدة الاول في ذكر
فتح خيبر.............................................. ٨٤
القصيدة الثانية في
ذكر فتح مكة............................................. ١٠١
القصيدة الثالثة في
وصف النبي 9......................................... ١١٠
القصيدة الرابعة : في
وقعة الجمل............................................. ١١٤
القصيدة الخامسة في
وصفه 7............................................. ١٢٠
القصيدة السادسة في
وصفه ومدحه 7..................................... ١٣٣
القصيدة السابعة في
اوصافه 7............................................ ١٤٨
موجز من حياة الكميت.................................................... ١٥٩
موجز من حياة ابن ابي
الحديد............................................... ١٦٥
|