تراثنا

العددان الأوّل والثاني [٣٨ و ٣٩]

السنة العاشرة

محتويات العدد

*كلمة التحرير :

*الهجمة الثقافية على التشيّع وصلتها بمذبحة الحرم الرضويّ المقدّس.

................................................................. هيئة التحرير ٧

*هويّة التاريخ الاسلامي : عيون التاريخ ، الاتّجاه وأجواء التدوين.

............................................................ صائب عبدالحميد ١٣

*حديث تأثير السحر في سيّد البشر في ميزان النقد.

................................... السيّد حسن الحسينيّ آل المجدّد الشيرازي ٦٣

*تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (٣).

............................................... السيّد عليّ الحسينيّ الميلاني ١١٤

*البردة ، والاعمال التي دارت حولها (١).

............................................................... أسعد الطيّب ١٦٢

* نهج البلاغة عبر القرون (٧).

................................................. السيّد عبدالعزيز الطباطبائي ٢٥٤.


محرّم الحرام ـ جمادى الآخرة

١٤١٥ هـ.

*إحياء التراث ... لمحة تاريخية سريعة حول تحقيق التراث ونشره ، وإسهام ايران في ذلك (٣).

.......................................................... عبدالجبّار الرفاعيّ ٣٢٠

*من التراث الأدبي المنسي في الأحساء (١٤) :

*الشيخ محمّد السبعي.

................................................ السيّد هاشم محمّد الشخص ٣٧٠

*مصطلحات نحوية (٢).

...................................................... السيّد عليّ حسن مطر ٣٨٦

*من ذخائر التراث :

*السحاب المطير في تفسير آية التطهير ـ للشهيد الثالث.

......................................... تحقيق : هدى جاسم محمّد أبو طبرة ٤٠١

*من أنباء التراث.

................................................................ هيئة التحرير ٤٦٠

__________________

*صورة الغلاف : نموذج من مخطوطة السحاب المطير في تفسير آية التطهير للشهيد الثالث (٩٥٦ ـ ١٠١٩ هـ) المنشورة في هذا العدد محقّقه ، ص ٤٠١ ـ ٤٥٩.





كلمة العدد

الهجمة الثقافية على التشيع

وصلتها بمذبحة الحرم الرضوي المقدس

ليس هناك ثمة أدنى شك بأن الحوار الفكري ، والسجال العقائدي المبتني على الأسس الأخلاقية المنبعثة عن الشريعة الإسلامية السمحاء ، يشكل في أوضح أبعاده المنظورة مرتعا خصبا ، ومنبرا معطاء تفصح فيه جملة الأفكار المتناظرة عن هويتها الحقيقية على بساط البحث والمناظرة ، في سعي رصين يحاول أن يجد لمدعياته موطئ قدم على أرض الواقع قبالة غيرها من الأطروحات المختلفة ، مضافا إلى ما في ذلك من النقد الرصين لمواطن الخلل ـ إن وجدت ـ وصولا إلى إنضاج البعض من تلك الأفكار ، أو تبين عوارها وسقوطها لعجزها عن الوقوف أمام الحقائق التي يجب أن تمثل الهيكل العام للعقيدة الإسلامية.

ولا غرو في ذلك ، فقد سجل لنا التاريخ الإسلامي الجم الوفير من تلك المناظرات الفكرية ، بأشكالها المتعددة ، حيث أفصحت عن ترتيب جملة واسعة من التصورات التي كان لها الأكثر الكبير في ترصين مواقع الأطروحات السليمة والصحيحة بعيدا عن التشكيلات الجاهزة والمنقولة في حقائب الوسطاء ، وقصاصاتهم الباهتة الصفراء.

ولا ريب قطعا في ذلك ، فإن الاستقراء المتأني في التراث الفكري


للعقائد الإسلامية يوضي بوضوح وجلاء إلى حقيقة وصواب ما أشرنا إليه ، وكنا وما زلنا نذكر بوجوب التعاطي معه بعقلانية وفطنة تجنبا من مغبة السقوط في مهاوي التجني والتعدي على جملة أفكار وعقائد هي أنقى من الثوب الأبيض الخالي من الأدران.

ولا يخفى على ذلك المستقرئ الفطن بأن عقائد الشيعة الإمامية قد كانت ـ وطوال قرون متلاحقة ـ في حالة سجال متواصل ، وجدال مستمر ، بأشكال وأبعاد متعددة ، معلنة بوضوح لا لبس فيه حقيقة ما تؤمن به ، وما تدين به ، وهو ما يمثل ـ بلا محاباة ـ صلب العقيدة الإسلامية النقية ، وأسسها التي ترتكز عليها ، ولما لم يجد قبالتها محاجوها ومناظروها إلا التسليم بصوابها ، والقطع بصحتها ، والنكوص عن مجاراتها ، متوزعين بين طرفي الإيمان والتسليم الباحث عن الحقيقة التي هي ضالة المؤمن ، وبين النكوص والتذرع بحجج واهية باطلة لا تنطلي على أحد ، مثيرين النقع قبال تلك الحقائق الثابتة والرصينة من خلال الكذب والافتراء ، والتلاعب بمفردات الحديث ، وهذا هو بحق سلاح العاجزين!

بيد أن ردود الفعل السلبية تلك كانت لا تلبث أن تذوي وتتهاوى لأنها لا تعتمد أية أسس علمية سليمة تدفع المتأمل بها للإيمان بدعاويها وتقولاتها السقيمة والساقطة ، حين لا ينفك علماء الشيعة ومفكروها مرارا وتكرارا من التصدي لإبطال هذه التهم الفاسدة ، وإيضاح حقيقة ما عمد الآخرون ـ بإصرار ممجوج سمج ـ إلى الطعن به ، بمدعيات عارية من الصحة. ولعل الأسفار التي تزدان بها المكتبة الشيعية خير شاهد ومصدق لما نقول ، والتي هي بمتناول الجميع ، لا يعسر على طالب حاجة اقتناؤها وسبر أغوارها.

وحقا نقول : إن حجم وأبعاد تلك الهجمات الفكرية كانت ولا زالت تتناسب طرديا مع توسع ونفوذ الفكر الشيعي قبال الأفكار الأخرى ، مادية كانت أسسها أم دينية ، إذ تحرك كلا أغراضه ونياته ، وما أكثر ما تلاقت أهداف تلك


الأفكار ـ رغم تنافرها العقائدي قطعا ـ في غرز نصال الحقد سوية في جسد الفكر الشيعي ، دون إدراك منهم بأن ذلك خير مبعث للانطلاق من قبل مفكري الشيعة نحو آفاق أوسع وأبعد على الساحة الفكرية بأشكالها المختلفة.

ثم إن الملفت لنظر الباحث في مدعيات كل أولئك المتجلببين بما يوافق ويخدم أغراضهم من المسميات المختلفة ـ سواء باسم الدفاع عن حريم الإسلام ، أو العقيدة الإنسانية قبالة تسرب الأفكار الشيعية!! ـ قد بقوا ـ ورغم تقادم الدهور والعصور ـ يجترون عين التقولات التي اخترعتها مخيلة أسلافهم ـ من الذين لا تخفى على أحد حقيقة نياتهم وأغراضهم ـ دون إضافة أو تجديد ، وكانوا مصداقا واقعيا لمن يقول : لا جديد تحت الشمس ، فأصبحوا أضحوكة الباحثين والدارسين ، من الذين سموا الإعادة والتكرار لما ثبت بطلان مدعاه ، وسقوط فحواه.

نعم ـ ولا أدنى تجن فيما نقول ـ إن كل أولئك يدورون في عين الحلقة المفرغة التي أصبحت مألوفة معروفة حتى لدى صبيان الشيعة ، وكأنهم في دورانهم هذا قد أعرضوا عن أي تفكير منطقي يظهر لهم حالة النكوص الفكري الذي يعيشون فيه ، وإن رفضهم المفكرون الاسلاميون ونبذوهم.

وفي أيامنا هذه ـ وكنتيجة منطقية للمعادلة السابقة التي أشرنا إليها آنفا ـ بدأنا نعاين بوضوح جلي فورة جديدة لذوي النيات المنحرفة ، من الذين تحركهم أصابع فاسدة مفسدة ـ تارة من خلف ستار الدعوة إلى التصحيح ، وأخرى باسم الدفاع عن الإنسانية ، وثالثة بذريعة الذود عن حرية الفكر الإنساني ، وغيرها من الأحابيل التي ما عادت تنطلي على أحد ـ من خلال ترديد عين النيرات الممجوجة ، وبشكل لا جدة فيه ، عدا سعته وكثرته.

ولا يخفى على مطلع الشكل الوسخ ، والغرض القذر التي ابتغاه أسياد سلمان رشدي ـ سيئ الذكر ـ من خلال إصداره لكتاب الآيات الشيطانية ، والمفتقر لأي مغزى ومفهوم وإشارة تستحق القراءة والمطالعة ، بل لا تجده إلا


سلة قمامة تغص بالمهاترات والكفريات والسباب الذي لا يصدر إلا عن نفوس وضيعة فاسدة أعمالها الحقد ، وأضلها الجشع فانطلقت من قمقمها لا تلوي على شئ ، فهي تدمر نفسها قبل أن تصل إلى غيرها ، لأن الأرض تخلو من عاقل لا يزدري سلمان رشدي ومن لف لفه عند مطالعته لأول سطر من كتابه المذكور.

ولا تختلف عنه بشئ (تسليمه نسرين) بانحرافها الفكري ، وسقوطها الإنساني من خلال انقيادها الأعمى خلف الثروة وبريقها اللامع الذي لوحت لها به عين المراكز المشخصة ـ التي لا يجديها تبرقعها بألف ستار وستار ، فما عادت تلك الحيل لتنطلي على أحد ، أو يمكن تمريرها على أحد ـ فانفلت شرها من عقاله ، وعدت نحوها كالمسلوب الأحاسيس والتائه العقل ، فلحقت بقرينها سلمان ، فكانا بحق مسيلمة وسجاح العصر.

نعم ، ولكن لما وجد أولئك أن سحرهم قد انقلب عليهم ، ودارت عليهم الدوائر ، وعجزوا من أن يحدثوا صدعا في البنيان الشامخ للعقيدة الإسلامية المباركة دفعهم حقدهم الأسود ، وتخبطهم الأهوج إلى سلاح العاجزين والمفلسين فكرا ، فلجأوا إلى القتل والتدمير كالذي يتخبطه الشيطان من المس ، وبشكل عشوائي لا ينم إلا عن سقوط بين ، وفشل مقطوع به ، إذ يظهر ذلك بوضوح في ما يسمى بحملات سباه الصحابة (جند الصحابة) في الباكستان ، والتي لا يصدق عليها غير عنوان الحشية الهمجية التي لا يمكن أن تصدر إلا عن محترفي القتل والسطو والتخريب ، فألبت الدنيا عليهم ، ودفعتهم إلى مزبلة التاريخ ، فما أشد إفلاس أولئك المراهنين على جدوى هذه الأعمال الواضحة السقوط وحماقتهم!

بيد أن عقد الفشل المركبة لا يسعها إلا أن تنساق بروادها إلى آخر مطاف الانحراف والفساد ، من خلال تصورات سقيمة تحاول جاهدة أن تقنع بها الحمقى والمجانين لتجد لها مبررا يدفعها للتبجح بما تقوم به ، فقد تجلى ذلك


بوضوح من خلال فاجعة الحرم الرضوي في العاشر من شهر محرم الحرام عام ١٤١٥ ه ، إذ تمثلت في هذه الواقعة حقيقة الوجه الكالح البشع لتلك الأفكار ودعاتها ، وبشكل لم يسبق له مثيل في عصرنا الحاضر ، فقد أكدوا بالدليل القاطع على حقدهم الدفين ، ونياتهم المنحرفة التي لا تخضع لأي ضابط ديني أو إنساني.

فقتل العشرات من النساء والأطفال والرجال الأبرياء حول ضريح الإمام علي بن موسى الرضا عليه‌السلام في لحظات الحزن المأساوي لفاجعة الطف الدموية ، من خلال دس المتفجرات إلى داخل هذا المكان المقدس لمما يندى له جبين الإنسانية ، وتقشعر له حتى جلود الوحش.

فماذا يمكن أن يشكل هذا الفعل الإجرامي ـ الدال على إسفاف تلك المراكز المنحرفة في عتوها وتجنيها على الشيعة ومعتقداتهم ـ من نتائج قد تكون حسبت عند التخطيط له؟! بل وماذا جنى أولئك القتلة من فعلهم الشنيع هذا!؟ نحن واثقون ومجمعون على أن أوضح ما يمكن أن يستخلص من هذا العمل ـ المترافق مع غيره من الأعمال المنحرفة الأخرى ـ هو العجز المطبق التي بدأت تلك المراكز تدركه قبالة توسع ونفوذ الفكر الشيعي في هذا العصر الذي تحاول فيه دوائر الكفر والالحاد ترتيب معادلات جديدة في العالم لا تخدم إلا مصالحها ، ومصالح أتباعها.

وحقا إن الخوض في غمار هذا الحديث لمما يكلم القلب ، ويحزن النفس ، إلا أن فيه تذكرة لمن يبحث عن الحقيقة بأن لا ينخدع بالبريق الزائف الذي تختفي خلفه تلك الوجوه المتغضنة المليئة بالحقد والشر ، بل أن يطلبها من مظانها ومنابعها الحقيقية ، والتي هي بمتناول الجميع ، ولا يعسر على أحد الوصول إليها.

فالعقائد الشيعية ـ التي يحاول أولئك المرتزقة والمنحرفون تشويهها ، وإثارة النقع قبالها ـ هي أجلى من الشمس في رابعة النهار ، ومن البدر ليالي


الصيف في كبد السماء ، فلا عذر لمن ينساق من الأكاذيب والتقولات السقيمة التي تقلب الحقائق ، وتطمس معالمهما ، ويدعي بعد ذلك الجهل وعدم المعرفة.

بل وإن قلوب علماء الشيعة ومفكريهم لهي مشرعة للباحثين عن الحقيقة قبل مكتباتهم ، ولا غرو في ذلك ، فتلك هي السلوكيات التي تعلموها من مدرسة أهل البيت عليهم‌السلام ، أمناء الوحي الذين طهرهم الله تعالى من الرجس ، وعصمهم من الزلل ، وأمر سبحانه الأمة بالاقتداء بهم ، واقتفاء آثارهم.

والحمد لله تعالى أولا وآخرا.

هيئة التحرير


هوية التاريخ الإسلامي

*عيون التاريخ

*الاتجاه ... وأجواء التدوين.

صائب عبد الحميد

عيون التاريخ

نعني بعيون التاريخ : الكتب الأولى التي عينت بتدوين أحداث التاريخ الإسلامي حتى صارت في ما بعد المصادر المعول عليها في معرفة تاريخ الإسلام وسير رجاله.

ويمكن تقسيم هذه المصادر إلى قسمين : اختص الأول بتدوين حياة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعصر الرسالة.

فيما اتسع الثاني لعهود الخلفاء بعد الرسول وحتى عصر المؤرخ غالبا.

مصادر القسم الأول :

اتسمت مصادر هذا القسم بسمة بارزة تمثلت بالعناية الفائقة بأمر الحروب والمغازي ، حتى قصر الكثير منها على هذا الباب ، ومن هنا غلب اسم (المغازي) على هذه المصادر ، فيما كان اسم (السيرة) أقل ظهورا.

وأبرز من عرف من مؤرخي هذا القسم :

١ ـ عروة بن الزبير بن العوام (٩٣ ه) : كان من فقهاء المدينة ، وقد


اعتزل الحياة السياسية في عهد أخيه عبد الله بن الزبير ، وقد أكثر الرواية عن أم المؤمنين عائشة (١).

٢ ـ أبان بن عثمان بن عفان (١٠٥ ه) : عمل واليا على المدينة لعبد الملك بن مروان سبع سنين (٢).

٣ ـ وهب بن منبه (١١٠ ـ أو ١١٤ ه) : لم يكن معتمدا في الحديث وأخبار الإسلام ، وإنما كانت غزارة علمه في الإسرائيليات ، وعمل قاضيا على صنعاء (٣).

٤ ـ عاصم بن عمر بن قتادة (١٢٠ ه) : تابعي حدث عن أبيه وجابر بن عبد الله وأنس ، ومن التابعين الإمام علي بن الحسين والحسن بن محمد بن الحنفية وعبيد الله الخولاني ، وحدث عند ابن إسحاق والأسود ربيب عروة. أمره عمر بن عبد العزيز أن يجلس في المسجد الأموي بدمشق فيحدث الناس بالمغازي ومناقب الصحابة (٤).

٥ ـ شرحبيل بن سعد (١٢٣ ه) : كان من أعلم الناس بالمغازي ، إلا أنه كان يجعل لمن لا سابقة له سابقة ، فأسقطوا مغازيه وعلمه (٥). لكن سفيان ابن عيينة قال فيه : لم يكن أحد أعلم بالمغازي والبدريين منه. ووثقه يحيى بن معين وابن حبان ، وخرج له ابن حبان وابن خزيمة في صحيحيهما (٦).

٦ ـ ابن شهاب الزهري (١٢٤ ه) : له كتاب المغازي ، حفظت أجزاء منه في كتاب (المصنف) لعبد الرزاق الصنعاني. وكان الزهري صاحب شرطة بني

__________________

(١) الطبقات الكبرى ٥ / ١٧٨ ، سير أعلام النبلاء ٤ / ٤٢١.

(٢) الطبقات الكبرى ٥ / ١٥١ ، سير أعلام النبلاء ٤ / ٣٥١.

(٣) سير أعلام النبلاء ٤ / ٥٤٤ ، معجم الأدباء ١٩ / ٢٥٩.

(٤) سير أعلام النبلاء ٥ / ٢٤٠ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٤٧.

(٥) سير أعلام النبلاء ٦ / ١١٦ ضمن ترجمة موسى بن عقبة.

(٦) تهذيب التهذيب ٤ / ٢٨٢ ، الثقات ٤ / ٣٦٥.


أمية ، ولم يزل مع عبد الملك بن مروان وأولاده : هشام وسليمان ويزيد ، ثم استعمله يزيد بن عبد الملك على القضاء (٧).

٧ ـ يزيد بن رومان الأسدي المدني (١٣٠ ه) : له كتاب المغازي ، منه قطع في طبقات ابن سعد ، وجل اعتماده على عروة والزهري ، وروى عنه ابن إسحاق (٨).

٨ ـ أبو الأسود الأسدي (١٣١ ه) : ربيب عروة بن الزبير ، ومعظم روايته عنه ، له كتاب المغازي ، منه قطع في (الإصابة) (٩).

٩ ـ عبد الله بن أبي بكر بن حزم (١٣٥ ه) : صاحب المغازي ، أخذ عن أبيه وعروة بن الزبير ، وحدث عنه الزهري وابن إسحاق (١٠).

١٠ ـ داود بن الحصين الأموي (١٣٥ ه) : تلميذ عكرمة ، يذهب مذهب الخوارج ، حدث عنه ابن إسحاق (١١).

١١ ـ موسى بن عقبة (١٤١ ه) : له كتاب المغازي ، اعتمد فيه رواية الزهري بالدرجة الأولى (١٢).

١٢ ـ محمد بن إسحاق بن يسار (١٥١ ه) : صاحب السيرة ، وهو أتم ما كتب في هذا القسم وأحسنه ترتيبا ، وبه صار ابن إسحاق شيخ كتاب السيرة ، وصار من جاء بعده عيالا عليه.

ولم يصلنا كتاب ابن إسحاق كاملا بل وصلت منه أجزاء فقط ، وأما الكتاب بتمامه فقد اختصره ابن هشام في (السيرة النبوية) فحذف منه أشياء

__________________

(٧) وفيات الأعيان ٣ / ٣٧١ ، ميزان الاعتدال ١ / ٦٢٥.

(٨) تهذيب التهذيب ١١ / ٢٨٤ ، تاريخ التراث العربي ٢ / ٨١.

(٩) سير أعلام النبلاء ٦ / ١٥٠ ، تاريخ التراث العربي ٢ / ٨١.

(١٠) سير أعلام النبلاء ٥ / ٣١٤.

(١١) تهذيب التهذيب ٣ / ١٥٧.

(١٢) سير أعلام النبلاء ٦ / ١١٤.


كثيرة ، وقد أشار ابن هشام إلى هذا الحذف ، وسيأتي ذكره لاحقا.

١٣ ـ محمد بن عمر الواقدي (٢٠٧ ه) : صاحب (المغازي) وقد عمل الواقدي قاضيا بشرقي بغداد لهارون الرشيد وللمأمون من بعده ، ثم تولى قضاء العسكر للمهدي أربع سنوات. وأكثر اعتماده في مغازيه على موسى بن عقبة ومعمر بن راشد ، وهما تلميذا الزهري ، وأخذ كثيرا من كتاب ابن إسحاق دون أن يذكر اسمه (١٣).

وهناك أعلام آخرون كانوا أقل أثرا في التاريخ المحفوظ ، وسيأتي ذكر بعضهم أثناء البحث.

مصادر القسم الثاني :

أما القسم الثاني من عيون التاريخ فيبرز فيه :

١ ـ تاريخ محمد بن جرير الطبري (٣١٠ ه) : ويعد أكبر موسوعة تاريخية جمعت أحداث القرون الأولى من تاريخ الإسلام ، إذ ختم الطبري تاريخه بذكر أحداث سنة ٣٠٢ ه.

فكان تاريخ الطبري المصدر الأول والأساس لمن جاء بعده ، ومنهم من توقف عنده في أخبار القرون الثلاثة ولم يتعداه إلى غيره ، كما فعل ابن الأثير في كتابه (الكامل في التاريخ) وابن خلدون في تاريخه ، وغيرهما.

هذا مع أنه لم تخل تلك الفترة من كتابات مهمة جديرة بالعناية ، وربما كانت أكثر دقة وأصدق نقلا لكثير من الأحداث على الرغم من إيجازها بالنسبة إلى تاريخ الطبري ، ومن تلك المصادر :

٢ ـ الإمامة والسياسة ـ أو تاريخ الخلفاء لابن قتيبة الدينوري ، المتوفى سنة ٢٧٦ ه.

__________________

(١) معجم الأدباء ١٨ / ٢٧٧ ، تاريخ التراث العربي ٢ / ١٠٠.


٣ ـ تاريخ اليعقوبي : لأحمد بن أبي يعقوب الكاتب ، من أعلام القرون الثالث الهجري.

٤ ـ فتوح البلدان : للبلاذري ، المتوفى سنة ٢٧٩ ه.

٥ ـ الفتوح : لابن أعثم الكوفي ، المتوفى سنة ٣٠٤ ه.

٦ ـ مروج الذهب : للمسعودي ، المتوفى سنة ٣٤٦ ه.

٧ ـ أخبار الزمان : للمسعودي أيضا ، وهو كتاب كبير كما وصفه صاحبه في (مروج الذهب) غير أنه مفقود ، وهو الكتاب الوحيد المفقود من هذه المجموعة.

أما كتب التاريخ الأخرى فقد أضافت أحداث السنين اللاحقة التي لم يدركها الطبري ولم يدونها.

نتيجة :

من هنا يمكن أن نخلص إلى القول بأنه قد انتظمت للتاريخ الإسلامي عينان ، هما :

سيرة ابن إسحاق.

تاريخ الطبري.

* * *


الاتجاه وأجواء التدوين

بين المنتمي واللامنتمي ، أين وقفت عيون التاريخ الإسلامي؟

هل كان القدر المنتمي منها هو هذه النسبة إلى الإسلام وحسب؟

تلك نسبة طبيعية صيغت من الموضوع الذي تناوله الكتاب من غير أن تكون هناك ضرورة لهيمنة هذا الموضوع على مادة الكتاب ، فكتاب التاريخ الذي يعني بأحداث حقبة زمنية ينسب إليها.

والذي يعني بأخبار طائفة من الطوائف أو أمة من الأمم ينسب إليها ، والذي يعني بأحداث بلد من البلدان ينسب إليه ، وكلها نسب لا تتعدى التعريف بموضوع الكتاب.

لكن حين ينحصر الأمر بتاريخ أمة وقد ظهرت فيها الاختلافات ، وتوزعت أبناءها الفرق والطوائف ، وتغلبت الأهواء التي تفرض هيمنتها في صياغة أفكار الناس ورؤيتهم للأحداث ... عندئذ أين سيقف التاريخ؟

هل سيكون بعيدا عن معترك الميول والأهواء ، منفصلا عن قيود الزمان والمكان ليسجل الأحداث والأخبار كما هي تماما ، وبكامل أسبابها ودواعيها المباشرة وغير المباشرة ، ثم بكامل تفاصيلها وما خلفته من آثار كما هي قبل أن تنفعل معها الميول والأهواء؟

لا شك أن هذا هو الأمل المنشود ، وهو الذي تقتضيه الأمانة للتاريخ وللحقيقة.

ولكن لا شك أيضا أن التاريخ لم يكتب في الفضاء ، ولا كان المؤرخ يستقل بساطا سحريا يقله فوق آفاق زمانه ومكانه.

إنه يكتب من على الأرض ، وفي زمان ما ومكان ما ..

وإنه يكتب ما يسمع ، لا ما يرى ..


وإنما يحدثه رجال لهم حيال الأحداث مواقف وميول ، فهو لم يسمع في الحقيقة حدثا مجردا ، وإنما سمع الحدث ممزوجا له أو مضافا إليه انفعالات الناقلين ...

وأيضا فإن المؤرخ نفسه هو واحد من أولئك البشر ، يعيش في عصر من الأعصار .. وللبشر ميول ، ولكل عصر لونه ونغماته التي ميزته عن غيره من العصور ، فهو ينفر من كل لون ونغمة لا تنسجم معها.

وفرق بين رجل يعيش فكرته لنفسه ولأصحابه الذين يتابعونه ويوافقونه ، وبين آخر يكتب فكرته لتكون بين أيدي الناس ، كل الناس ، علمائهم وعامتهم ، فإذا كان الأول قد يجد نفسه في مأمن ومعزل عن الرقباء ، فإن الثاني يرى عيون الناس وكأنها ترصد أفكاره وتحصي عليه حتى ما لم يرد بحسبانه! فهي لا تكتفي بقراءة ما سطره على الورق ، بل تتعدى إلى ما وراء ذلك لتقرأ دوافعه وميوله أيضا ، لتصدر أحكامها عليه بحق وبغير حق.

وحين يكون عصر من العصور قاسيا في مواجهة النغمات التي لا توافق نغماته ، فإنما جاءت قسوته من أناسه ، لا من أرضه ولا سمائه ..

ففي حال كهذه هل يبعد أن يكون المؤرخ مسوقا من حيث يدري أو لا يدري ، ومن حيث يريد أو لا يريد لمجاراة تلك النغمات ، أو مداراتها؟ إنه عندئذ سوف يقطع من الحقيقة التاريخية أجزاء مساوية لمقدار ذلك الانسياق.

ولعل هذا هو الأقل الأخطار الثلاثة التي قد تتعرض لها الحقيقة التاريخية ...

أما الخطر الثاني : فيتمثل في الانسياق التام لنغمات العصر وأهواء أهله ، والسير مع تياره الجارف الذي سيجرف معه أهم الحقائق التاريخية التي تعاكس اتجاه سيره.

وأما الخطر الثالث : فهو أن يكون المؤرخ نفسه من أصحاب الأهواء


الذين لا يقبلون إلا ما وافق أهواءهم ، ولا ينظرون إلى الأحداث والحقائق إلا بمنظار الهوى.

ثم إن هذا الكتاب أو ذاك من كتب التاريخ سوف يصبح مصدرا لثقافة الأجيال ، تستقي منه رؤيتها للتاريخ التي ستساهم مساهمة فعالة في صياغة عقائدها.

فحين يجتمع الناس على مصدر من مصادر التاريخ التي نسجت فيها الأحداث تحت إحدى المؤثرات الثلاثة المتقدمة ، على حساب الحقيقة التاريخية ، فمن البديهي أن تحمل أذهانهم برؤى مغايرة للحقيقة.

ومن هنا تتسرب العقائد الدخيلة إلى الأذهان ، فيعتقد الناس بأشياء ومفاهيم ليست هي من الإسلام ومفاهيمه الحقة ، وهم يظنون أنها الحق الذي لا تشوبه شائبة لكثرة ما يرونه من تسطير المؤرخين لما وربما دفاعهم عنها.

وسوف لا يكون العوام وحدهم ضحية هذه الخطيئة ، بل العلماء أيضا يقعون في ذلك حين يقفون علومهم على هذا النوع من المصادر ، وحين يكونون هم أيضا منفعلين بتلك المؤثرات الثلاثة أو بعضها.

فكيف اجتازت عيون التاريخ الإسلامي تلك الأجواء لتحفظ لنا حقائقه؟

لا شك أن الوقوف على المشاهد الحية لإثبات حقيقة ما هو أهم بكثير من البحوث النظرية والبراهين الفلسفية.

مشاهد حية من عيون التاريخ

أولا : مع مصادر القسم الأول :

١ ـ قال الزبير بن بكار (١٤) : قدم سليمان بن عبد الملك إلى مكة حاجا

__________________

(١٤) الزبير بن بكار : هو أبو عبد الله الزبير بن أبي بكر ـ ويسمى : بكار ـ بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير ، صاحب النسب ، تولى القضاء بمكة للمعتصم العباسي ، وبقي على القضاء حتى توفي سنة ٣٥٦ ه. (وفيات الأعيان ٢ / ٣١١).


سنة ٨٢ ه ، فأمر أبان بن عثمان أن يكتب له سير النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم ومغازيه. فقال له أبان : هي عندي ، قد أخذتها مصححة ممن أثق به.

فأمر سليمان عشرة من الكتاب بنسخها ، فكتبوها في رق ، فلما صارت إليه نظر فإذا فيها ذكر الأنصار في العقبتين وفي بدر ، فقال : ما كنت أرى لهؤلاء القوم هذا الفضل ، فإما أن يكون أهل بيتي غمصوا عليهم ، وإما أن يكونوا ليس هكذا!

فقال أبان : أيها الأمير ، لا يمنعنا ما صنعوا أن نقول بالحق ، هم على ما وصفنا لك في كتابنا هذا.

فقال سليمان : ما حاجتي إلى أن أنسخ ذاك حتى أذكره لأمير المؤمنين ، لعله يخالفه.

ثم أمر بالكتاب فخرق ، ورجع فأخبر أباه عبد الملك بن مروان بذلك الكتاب ، فقال عبد الملك : وما حاجتك أن تقدم بكتاب ليس لنا فيه فضل ، تعرف أهل الشام أمورا لا نريد أن يعرفوها؟!

قال سليمان : فلذلك أمرت بتخريق ما نسخته (١٥).

ومن هذه الواقعة تظهر عدة ملاحظات هامة :

* لم يكن أهمها تخريق الكتاب ...

* ولا كلمة عبد الملك بن مروان ـ وهو الخليفة ـ التي تعد دستورا نافذا في تحديد المنهج الثقافي إبان الحكم الأموي.

* بل أهم من ذلك اختفاء أهم مناقب الأنصار ، وفي الوقائع الحاسمة في تاريخ الإسلام : بيعة العقبة الأولى ، والعقبة الثانية ، ومعركة بدر! غابت عن

__________________

(١٥) الموفقيات ـ للزبير بن بكار ـ : ٢٢٢ ، عنه السيد الجلالي في تدوين السنة الشريفة : ٤٢٠.


السواد الأعظم من المسلمين ، وحتى عن سليمان بن عبد الملك الذي سيصبح عن قريب خليفة المسلمين ، هذا وما زال الناس في القرون الأول من عمر الإسلام!

* وأهم من هذا : البعد الذي انطوت عليه كلمة أبان بن عثمان المؤرخ وهو يحاول إقناع سليمان بن عبد الملك ، فيقول له : أيها الأمير ، لا يمنعنا ما صنعوا أن نقول بالحق!

لا شك أن جناية الأنصار الذين كانوا أنصار رسول الله والمجاهدين معه وأنصار دين الله ، هي أنهم لم يكونوا فيما بعد أنصارا لبني أمية. وهذه وحدها حجة كافية في غلق أبواب الجدال فيهم ، وفي تخريق الكتاب!! هذا إن لم نعطف عليه ما سيراه الأمويون إذن في الأنصار من نظرة عداء قديم ثبت ظاهرا على مدى عشر سنين ، ابتداء ببيعة العقبة الأولى ، ومرورا بمعركة بدر وأحد والخندق ، وانتهاء بفتح مكة!

* وثمة ملاحظة أخرى خفية لم تتطرق إليها نصوص هذه الواقعة ، لكن الناظر الفطن يراها ظاهرة ظهور النصوص الجلية ..

فماذا لو وقف سليمان بن عبد الملك في تلك الصحف على مواقف علي ابن أبي طالب وبني هشام ومناقبهم ، ألم يكن سينكرها أشد من إنكاره لمواقف الأنصار؟

إن هذه الواقعة لتنطق بصوت خفي بأن تلك الصحف التي حفظت من حق الأنصار ما أثار انتباه الأمير ودهشته ثم استنكار الخليفة من بعده ، لم تكن تحفظ شيئا من حق علي وبني هاشم الذين هم لبني أمية خصوم العقيدة والتاريخ.

ولهذه الملاحظة ما يؤيدها من سيرة أبان بن عثمان ، إذ كان هواه على الدوام مع خصوم علي ، ففي مستهل شبابه في السادسة عشرة من عمره خرج مع أصحاب الجمل لقتال علي ، ثم كان هواه من الأمويين وعمل لهم واليا على


المدينة المنورة سبع سنين.

وإذا كانت هذه الملاحظة قد جاءت هنا خفية ، فإنها قد استولت بالكامل على المشهد الآتي :

٢ ـ قال المدائني :

أخبرني ابن شهاب بن عبد الله ، قال : قال لي خالد القسري (١٦) : اكتب لي السيرة.

فقلت له : فإنه يمر بي الشئ من سير علي بن أبي طالب ، فأذكره؟

قال : لا ، إلا أن تراه في قعر الجحيم! (١٧)

فهذا القول الصريح لا يقصر عن أن يكون برهانا على ما نسبناه إلى تاريخ أبان بن عثمان آنفا.

٣ ـ من أصحاب التاريخ :

الذين عرفناهم في القسم الأول : عروة بن الزبير والزهري وموسى بن عقبة ، فكيف كان موقفهم من سير علي بن أبي طالب عليه‌السلام؟

كان عروة بن الزبير واحدا من كبار علماء المدينة ، هذا حق ، وكان قد اعتزل السياسة أيام النزاع بين أخيه عبد الله وبين الأمويين ، هذا ما حفظه له التاريخ ، ولكن هل اعتزل أيضا إزاء النزاع الذي حصل حول الخلافة؟

الذي ثبت عنه يفيد القطع بأنه لم يكن معتزلا ذلك النزاع.

فالذي ثبت عنه أن أكثر حديثه كان عن أم المؤمنين عائشة ، ولا شك أنها

__________________

(١٦) الدمشقي ، والي مكة للوليد بن عبد الملك ثم لسليمان بن عبد الملك ، ووالي العراق لهشام ابن عبد الملك (سير أعلام النبلاء ٥ / ٤٢٥).

(١٧) الأغاني ٢٢ / ٢١ أخبار خالد بن عبد الله القسري.


كانت طرفا من أطراف النزاع في مراحله الأخيرة ، كما كان لها ميلا صريحا إلى أحد طرفي النزاع منذ أيامه الأولى ، بل ربما قبل ذلك أيضا.

ولقد ثبت عن عروة أنه قد تأثر بهذا الميل تأثرا كبيرا ، بل الأرجح أن ميله هذا هو الذي دعاه إلى الاختصاص بعائشة دون سواها ، فهو ابن الزبير بن العوام الذي كان إلى جانب عائشة في طليعة الداعين إلى نقض بيعة علي بن أبي طالب وإعلان الحرب ضده ، تلك الحرب التي كان الزبير من أول ضحاياها.

وكان عروة قد حاول الخروج معهما في تلك الحرب ، لكن ردوه لصغره ، إذ كان عمره ثلاث عشرة سنة (١٨).

فلم يكن اختصاصه بأم المؤمنين عائشة لكونها خالته أخت أمه أسماء إذن ، فلقد كان بنو هاشم أخواله أيضا ، فأم أبيه هي صفية بنت عبد المطلب أخت أبو طالب.

ولقد كان هذا الميل ثابتا في حديثه حتى عد في المنحرفين على علي عليه‌السلام ، نسبه إلى ذلك من لا يتهم فيه :

قال معمر : كان عند الزهري حديثان عن عروة عن عائشة في علي عليه السلام ، فسألته عنهما يوما ، فقال : ما تصنع بهما وبحديثهما؟ الله أعلم بهما! إني لأتهمهما في بني هاشم (١٩)!

إذن فهذا المصدر متهم أيضا ، متهم لا في إخفاء بعض حقائق التاريخ وحسب ، بل في إدخال الأخبار المختلقة التي نسجها خصوم بني هاشم للنيل منهم والتنقص من منزلتهم!

إنه متهم بذلك حتى عند الزهري الذي لم يكن له ميل إلى علي وبني

__________________

(١٨) سير أعلام النبلاء ٤ / ٤٢٣ ، الطبقات الكبرى ٥ / ١٧٩.

(١٩) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٤ / ٦٤.


هاشم ، بل على العكس كان قريبا من بني أمية مقربا لديهم ، كما سيأتي ذكره.

٤ ـ مغازي وابن شهاب الزهري :

الفائدة الأخرى التي تظهر من الخبر المتقدم هي أن الزهري كان أكثر إنصافا لحقائق التاريخ من عروة.

ومرة أخرى يبدو الزهري أكثر إنصافا من آخرين ممن عاصروه حين يوجه الطعن للتاريخ الذي كان يكتب على عيون بني أمية :

قال معمر : سألت الزهري عن كاتب الكتاب يوم الحديبية ، فضحك ، وقال : هو علي بن أبي طالب ، ولو سألت هؤلاء ـ يعني بني أمية ـ لقالوا : عثمان!! (٢٠).

إذن لم يقتصر الأمر هنا على كتمان مواقف علي عليه‌السلام وسيره ، بل تعدى إلى سلبها منه وإضافتها إلى غيره!

* لا شك أن الخبرين المذكورين قد حفظا للزهري موقفا فريدا ، إذ نزه قلمه فيهما عن لونين من ألوان اغتصاب الحقيقة التاريخية ، فأبى أن يسوق أحاديث علم أنها وضعت للنيل من علي وبني هاشم ، كما أبى أن يسلبهم حقهم ليمنحه آخرين من غيرهم.

ويبقى السؤال : هل استطاع الزهري أن يكون أمينا على السير فيثبتها في محلها بلا زيادة ولا نقصان ، وحتى سير علي وبني هاشم والأنصار ، في تلك الأجواء التي لم تتوقف عند كتمان سيرهم ، بل تعدت ذلك فأثارت حولها سحبا كثيفة لتعكس لهم صورة أخرى تماما؟

هل وفي الزهري للحقيقة وأدى الأمانة على أتم وجه؟

الحق أن من تتبع رواية الزهري للسير والمغازي يجد أنه لم يكن كذلك ،

__________________

(٢٠) أخرجه عبد الرزاق في المصنف ٥ / ٣٤٣ ح ٩٧٢٢.


فعلى امتداد سيرة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومغازيه لا تجد لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام ذكرا ، إلا حين لا ينطوي ذكره على فضيلة تميزه على غيره (٢١) ، وحين سئل عن فضيلة له جحدها!

ففي ذكر أول من أسلم نقل عبد الرزاق ما نقله معمر عن غير الزهري : أن أول من أسلم علي بن أبي طالب. لكن الزهري قال : ما علمنا أحدا أسلم قبل زيد بن حارثة (٢٢). في حين لا يكاد يعرف هذا عن أحد غير الزهري (٢٣).

ثم يواصل الزهري ذكر من أسلم فلا يذكر إسلام علي عليه‌السلام ولا أحد من بني هاشم.

ثم يمضي في ذكر السيرة والمغازي فلا تجد عليا فيها إلا رجلا غريبا ليس له فيها خبر ولا أثر ، مع أنه لا يمر على أثر لأبي بكر وعمر إلا فصل فيه وزينه ، أما علي فلا ذكر له! لا في العهد المكي ، ولا في الهجرة ، ولا في المؤاخاة ، ولا في بدر ، ولا في أحد ، ولا في الخندق ، ولا في خيبر ، ولا في فتح مكة ، ولا في حنين ، ولا في تبوك ، ولا في غير ذلك!!

إنه ليبدو لقارئ مغازي الزهري أن عليا رجل غريب على السيرة!

ولقد استشعر عبد الرزاق ذلك وهو يروي مغازي الزهري فتداركه في مواضع معدودة فقط :

فروى خبر إسلام على من حديث معمر عن قتادة وعن عثمان

__________________

(٢١) رواية الزهري لمغازي الرسول جمعها عبد الرزاق في المصنف ـ كتاب المغازي ـ ٥ / ٣١٣ ـ ٤٣٩.

(٢٢) المصنف ٥ / ٣٢٥.

(٢٣) أنظر : كتاب الأوائل : ٩١ ـ ٩٣ ، سيرة ابن إسحاق : ١٣٧ ، الطبقات الكبرى ٣ / ٢١ ، البدء والتاريخ ٤ / ١٤٥ ، السيرة النبوية من تاريخ الإسلام ـ للذهبي ـ : ٧٠ ، تاريخ الخلفاء ـ للسيوطي ـ : ١٣٢ ، وترجمة الإمام علي عليه‌السلام في (الإستيعاب) و (أسد الغابة) و (الإصابة).


الجزري (٢٤).

وروى مبيت علي عليه‌السلام على فراش النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم يوم الهجرة من حديث معمر عن عثمان الجزري وعن قتادة (٢٥). أما حديث الزهري فكان يرويه عن عروة عن عائشة ، وليس فيه ذكر لعلي! (٢٦).

وروى قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي عليه‌السلام حين خلفه أميرا على المدينة يوم تبوك : (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي) رواه من حديث معمر عن قتادة وعلي بن زيد بن جدعان (٢٧).

هذا ، مع أن الزهري يثبت في مغازيه حديث ابن عباس الذي يدين فيه أم المؤمنين عائشة للسبب نفسه ، كتمان مواقف علي!

قال الزهري : أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عائشة أخبرته ، قالت : أول ما اشتكى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في بيت ميمونة ، فاستأذن أزواجه أن يمرض في بيتي ، فأذن له ـ قالت ـ فخرج ويد له على الفضل بن عباس ، ويد أخرى على يد رجل آخر ، وهو يخط برجليه في الأرض.

فقال عبيد الله : فحدثت به ابن عباس ، فقال : أتدري من الرجل الذي لم تسم عائشة؟ هو علي بن أبي طالب ، ولكن عائشة لا تطيب نفسا بخير (٢٨).

استظهار :

من هذه القراءة في مغازي الزهري يظهر بما لا يدع مجالا للشك أن ذلك

__________________

(٢٤) المصنف ٥ / ٣٢٥.

(٢٥) المصنف ٥ / ٣٨٩.

(٢٦) المصنف ٥ / ٣٨٥ ـ ٣٨٩ ، ٣٩٠ ـ ٣٩٢.

(٢٧) المصنف ٥ / ٤٠٥ ـ ٤٠٦ ح ٩٧٤٥.

(٢٨) المصنف ٥ / ٤٢٩ ـ ٤٣٠.


المؤرخ الذي سماه المدائني (ابن شهاب ابن عبد الله) والذي طلب إليه خالد القسري أن يكتب له السيرة ، أنه هو ابن شهاب الزهري هذا ، فابن شهاب هو الغالب على تسمية الزهري ، وأما عبد الله فهو جده ، وعبد الله هو ابن شهاب ، ومن هنا وقع اللبس.

ويؤيد ما قلناه أنه لم يكن أحد من أهل العلم بالسير ممن عاصر خالد القسري يعرف بابن شهاب إلا ابن شهاب الزهري.

إذن هذه هي مغازي ابن شهاب الزهري التي عرف بها نفسه ، فقال : قال لي خالد القسري : اكتب لي السيرة.

فقلت له : فإنه يمر بي الشئ منس ير علي بن أبي طالب ، فأذكره؟

فقال : لا ، إلا أن تراه في قعر الجحيم! (٢٩).

فلما لم يجد الزهري عليا في قعر الجحيم ، لم يورد له ذكرا في مغازيه!

دهاء الزهري :

تجنب الزهري شيئا من أخبار شيخه عروة حين اتهمه في بني هاشم ، وهذه فضيلة يحفظها له التاريخ. وفي مقابل ذلك أعرض عن ذكر سير علي ومناقبه إرضاء لبني أمية ، وهذه حفظها له بنو أمية!

وربما ظن أنه قد سلك مسلكا وسطا ، فلا هو أرضاهم في النيل من علي وبني هاشم ، ولا هو أسخطهم بذكر سير علي وبني هاشم!

وبهذا نجح الزهري فكان حظيا عند الأمويين لا يقدمون عليه أحدا حتى توفي.

ولكن لم يأت هذا النجاح إلا بما هدره من حقائق الدين والتاريخ التي لو أظهرها لكان الزهري عندهم غير الزهري!

__________________

(٢٩) تقدم في الفقرة ٢ عن كتاب الأغاني ٢٢ / ٢١ من رواية المدائني.


* ثم ألم يكن في إخفاء صفحات هامة من السيرة تغييرا لوجه السيرة ، وعرضها بوجه جديد مخالف لوجهها الحقيقي؟ فكيف يعد هذا مسلكا وسطا؟!

* ويزيد في تغيير وجه السيرة ما يقع أثناء الحديث من ذكر لموقف اشترك فيه مع علي بن أبي طالب رجل آخر ، فحين يحذف اسم علي سيبرز الآخر في صورة جديدة لم تكن هي الصورة التي تحققت في الواقع.

فحين يذكر الزهري أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمر أبا بكر على الحج (٣٠) ، ثم يخفي ما وراءها من أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد بعث عليا عليه‌السلام على أثره وأمره أن يأخذ منه (براءة) فيبلغها في الموسم ، فعاد أبو بكر إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : أنزل في شئ يا رسول الله؟

فقال الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (لا ، ولكني أمرت ألا يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني) (٣١). إنه عندما يقطع هذا الجزء فسوف تظهر الواقعة بوجه آخر.

إن الذي سخر منه الزهري آنفا من قول بني أمية في كاتب الكتاب يوم الحديبية (٣٢) ، قد وقع في مثله في مواضع كثيرة من مغازيه ... وأكثر هذه المواقع وضوحا ما نقله في سد أبواب المسجد ، فقال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (سدوا هذه الأبواب الشوارع في

__________________

(٣٠) المصنف ٥ / ٣٨٢.

(٣١) هذا الحديث في : مسند أحمد ١ / ٣ ، ٣٣١ و ٣ / ٢١٢ ، ٢٨٣ و ٤ / ١٦٤ ، ١٦٥ ، سنن الترمذي ٥ / ح ٣٧١٩ ، سنن النسائي ـ كتاب الخصائص ـ ٥ / ح ٨٤٦١ ، جامع الأصول ٩ / ح ٦٤٩٦ ، مجمع الزوائد ٩ / ١١٩ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٧٦ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٧٠.

(٣٢) تقدم قول الزهري : إن كاتب الكتاب يوم الحديبية هو علي ، ولو سألت بني أمية لقالوا : هو عثمان!


المسجد إلا باب أبي بكر رحمه‌الله ، فإني لا أعلم رجلا أحسن يدا عندي من الصحابة من أبي بكر (٣٣).

وحديث سد الأبواب إنما هو لعلي لا لأبي بكر ، حتى اشتهر أنه لا يدخل المسجد جنبا إلا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلي.

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (سدوا هذه الأبواب إلا باب علي) رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن كثير والعسقلاني وغيرهم (٣٤).

قال ابن أبي الحديد المعتزلي : حديث سد الأبواب كان لعلي عليه السلام فقلبه البكرية لأبي بكر (٣٥).

٥ ـ مغازي تلامذة عروة والزهري :

كان من أصحاب المغازي : يزيد بن رومان تلميذا لعروة والزهري ، وأبو الأسود تلميذا لعروة وهو ربيبه ، وموسى بن عقبة تلميذا للزهري ، وقد جعل هؤلاء اعتمادهم بالمرتبة الأولى على رواية عروة والزهري (٣٦). فلا شك إذن أن تأتي مغازيهم بنفس تلك الخصائص.

مثال ذلك : ما رواه يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير في قصة مهاجري الحبشة وحديث النجاشي معهم ، فقال : إنما كان يكلم النجاشي عثمان بن عفان!

قال ابن إسحاق : وليس كذلك ، إنما كان يكلمه جعفر بن

__________________

(٣٣) المصنف ٥ / ٤٣١.

(٣٤) مسند أحمد ١ / ٣٣١ ، سنن الترمذي ٥ / ح ٣٧٣٢ ، سنن النسائي ـ كتاب الخصائص ـ ٥ / ح ٨٤٢٣ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٥٥ ، فتح الباري بشرح صحيح البخاري ٧ / ١٣ ، الإصابة ٤ / ٢٧٠ ، جامع الأصول ٩ / ح ٦٤٩٤ ، مجمع الزوائد ٩ / ١١٤ ـ ١١٥.

(٣٥) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١١ / ٤٩.

(٣٦) تقدم ذكره عن مصادره في بداية هذا البحث.


أبي طالب (٣٧).

والذي ذكره ابن إسحاق هو الذي عليه سائر أصحاب السير (٣٨). أما رواية يزيد بن رومان عن عروة فهي من جنس ما ذكره الزهري عن بني أمية في حديث كاتب الكتاب يوم الحديبية.

٦ ـ مغازي عاصم بن عمر بن قتادة :

هذا المصدر نجا نسبيا من أسر التطرف أو الانحياز الذي وقعت فيه المصادر السابقة ، فذكر كثيرا من سير الأنصار وأخبارهم وأطرافا من سير علي عليه‌السلام (٣٩).

ولعل السر في ذلك يعود إلى أمرين :

الأول : أنه كان من الأنصار ، فجد قتادة هو قتادة بن النعمان الأنصاري الذي سقطت عينه إثر ضربة في معركة أحد ، فردها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيده الشريفة فعادت أحسن من قبل.

والثاني : أنه كان يحدث في عهد عمر بن عبد العزيز ، وهو عهد أكثر اعتدالا استطاع فيه بعض أهل العلم أن يظهروا من العلم ما لم يكن يظهر في عهود سائر خلفاء بني أمية قبل عمر بن عبد العزيز وبعده.

لكنه كان يحدث في مسجد دمشق ، فهو بلا شك لم يستطع أن يقول كل ما يعلم فيصدم أهل الشام بما ينكرونه ، وهم كما وصفهم معاوية بن أبي سفيان :

__________________

(٣٧) سيرة ابن إسحاق / ٢١٧ ـ ٢١٨.

(٣٨) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٩ ، السيرة النبوية ـ لابن حبان ـ : ٧٩ ، المنتظم ـ لابن الجوزي ـ ٢ / ٣٨٣ ، الكامل في التاريخ ٢ / ٨٠ ، السيرة النبوية ـ للذهبي ـ : ١٨٩ ـ ١٩٠ ، عيون الأثر ١ / ١٥٥ ، البداية والنهاية ٣ / ٨٩ ، ولا يعرف خلاف في ذلك.

(٣٩) نقل بعض مروياته ابن إسحاق في سيرته ، والطبري في تاريخه.


إن بالشام مئة ألف فارس ، كل يأخذ العطاء ، مع مثلهم من أبنائهم وعبدانهم ، لا يعرفون عليا ولا قرابته ، ولا عمارا ولا سابقته ، ولا الزبير ولا صحبته ، ولا طلحة ولا هجرته ، ولا يهابون ابن عوف ولا ماله ، ولا يتقون سعدا ولا دعوته (٤٠).

٧ ـ آخرون :

أما الآخرون من أصحاب المغازي والسير الذين لم يقفوا عند تلك الحدود ولا خضعوا لتلك الضوابط ، لأثبتوا من السير ما صح لديهم أو ما بلغهم حتى من سير علي عليه‌السلام وبني هاشم والأنصار ، فكان من اليسير جدا أن ينبزوا بالتشيع ، وعندما يقال لمؤرخ أو محدث إنه يتشيع فليس المراد التعريف بمذهبه وحسب ، بل المراد ا لطعن بروايته وردها.

وهكذا كان نصيب الكثير من مؤرخي تلك المرحلة ، والمرحلة اللاحقة أيضا ، فقيل فيهم : كان أصحاب المغازي يتشيعون ، كابن إسحاق ، وأبو معشر ، ويحيى بن سعيد الأموي وغيرهم (٤١).

* قد تقدم التعريف بابن إسحاق وسيأتي بتفصيل أكثر في الفقرة اللاحقة.

* أبو معشر : نجيح بن عبد الرحمن السندي (١٧٠ ه) مولى أم موسى ابن المهدي العباسي (٤٢) ، أشخصه المهدي معه من المدينة إلى بغداد سنة ١٦٠ ه وأمر له بألف دينار ، وقال له : تكون بحضرتنا فتفقه من حولنا (٤٣). فهذا من أن يأتيه التشيع ، إلا أن يكون قد روى من سير علي عليه‌السلام وبني

__________________

(٤٠) الإمامية والسياسة : ٤٦.

(٤١) معجم الأدباء ١٨ / ٧.

(٤٢) من هنا قالوا له : مولى بني هاشم.

(٤٣) سير أعلام النبلاء ٧ / ٤٣٥ ـ ٤٤٠ ، تهذيب التهذيب ٩ / ٣٧٤.


هاشم ما كان لا يأذن به الأمويون؟!

لقد لاحظ بعض المحققين أن مغازي أبي معشر كانت تضم كل أحداث حياة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٤٤).

فهو إذن لم يقتطع تلك الأجزاء التي اقتطعها عروة والزهري وتلاميذهم ، وهذا هو التشيع!

هذا ، رغم أن الظاهر من رواية أبي معشر أنه كان متحفظا في نقل هذا النوع من الحديث ، كما هو ظاهر في الرواية الوحيدة التي نقلها عنه الطبري في ما يخص عصر الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهي روايته لإمارة أبي بكر على الحج وبعث علي عليه‌السلام على أثره وتبليغ سورة براءة ، فقد أخفى أبو معشر ما في هذه الواقعة من مزية لعلي عليه‌السلام في قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (أمرت ألا يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني) فلم يأت هذا الحديث في روايته! (٤٥).

وأما في عهد الخلفاء فقد روى الطبري عنه كثيرا (٤٦) ، ولكن لم يرو عنه في الغالب إلا تاريخ غزوة ، أو تاريخ وفاة ، أو اسم من ولي الحج في كل سنة من السنين!

* يحيى بن سعيد : ابن أبان بن سعيد بن العاص الأموي (١٩٤ ه) تلميذ ابن إسحاق ، أخذ عنه المغازي (٤٧) ، وروى عنه كتاب الخلفاء (٤٨).

من هنا لحق به ما لحق بابن إسحاق ، ورغم أنه روى عن هشام بن عروة

__________________

(٤٤) تاريخ التراث العربي ٢ / ٩٤.

(٤٥) تاريخ الطبري ٣ / ١٢٣.

(٤٦) لا عن مغازيه التي تختص بعهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وإنما كتابه الآخر (تاريخ الخلفاء) الذي يبدو أنه استوعب فيه التاريخ إلى سنة وفاته.

(٤٧) سيرة أعلام النبلاء ٩ / ١٣٩.

(٤٨) معجم الأدباء ١٨ / ٩ ترجمة ابن إسحاق.


ابن الزبير وآخرون من خصوم الشيعة إلا أن هذا لم يمح عنه سمة التشيع التي لم يمحها نسبه الأموي أيضا!

وقد أخرج له الطبري ست روايات ليس فيها ما يمت إلى التشيع أو سير علي عليه‌السلام وبني هاشم بصلة ، بل منها ما هو من رواية عروة والزهري (٤٩).

٨ ـ سيرة ابن إسحاق :

الكتاب الجامع للسيرة النبوية والمغازي ، وهو كتاب كبير اختصره ابن هشام في كتابه الشهير (السيرة النبوية لابن هشام). رواه عنه ثلاثة من تلامذته ، وإحدى الروايات هي التي اختصرها ابن هشام ، وهي رواية البكائي (٥٠).

وقد عدد ابن إسحاق مصادر كتابه ، فروى عن الزهري ويزيد بن رومان وفاطمة بنت المنذر بن الزبير زوجة هشام بن عروة بن الزبير ، كما روى عن عاصم بن عمر بن قتادة ، وروى عن الأعمش وعبد الله بن الحسن بن الحسين ابن علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

أما تشيعه ففسره بعضهم بقوله : كان له انقطاع إلى عبد الله بن الحسن بن الحسن ، وكان يأتيه بالشئ فيقول له : أثبت هذا في علمك. فيثبته ويرويه عنه (٥١).

ترى لماذا لا يقال في من وقف كتابه على رواية عروة والزهري إنه كان بكريا أو عثمانيا ، فيجعل ذلك عيبا قادحا فيه؟!

على أي حال فقد أثبت ابن إسحاق كثيرا من سير علي عليه‌السلام

__________________

(٤٩) أنظر : تاريخ الطبري ١ / ٢٤٦ ، ٢ / ٣٦٤ ، ٣ / ٢٧ ، ٦٨ ، ١٦٢ ، ١٩٤.

(٥٠) طبعت أجزاء من رواية ثانية ـ رواية يونس بن بكير ـ في مجلد واحد ، بحقيق د. سهيل زكار. غير أن أيا من تلك الروايات لم تصل كاملة!

(٥١) معجم الأدباء ١٨ / ٧.


والأنصار التي أعرض عنها غ يره ممن تقدم ذكرهم ، وربما تكون من أبرز رواياته في ذلك : حديث سلمان الفارسي وهو يسأل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم : يا رسول الله ، إنه ليس من نبي إلا وله وصي وسبطان ، فمن وصيك وسبطاك؟

فيجيبه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بقوله : (والذي نفسي بيده لأنا خير النبيين ، وإن وصيي لخير الوصيين ـ يعني عليا عليه‌السلام ـ وسبطاي خير الأسباط ـ يعني الحسن والحسين عليهما‌السلام ـ (٥٢).

اختصار ابن هشام :

عمد ابن هشام إلى أشياء في سيرة ابن إسحاق فحذفها ، وقال : تركت ذكرها للاختصار. ولأجل الأمانة فقد أوضح عن تلك الأشياء التي حذفها في مقدمته ، وقد تضمنت : بعض أخبار ما قبل النبوة ، وبعض الأنساب التي لا تتصل بالرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأشعارا تفرد بذكرها ابن إسحاق ، ثم ذكر أشياء أخرى حذفها فقال :

وأشياء :

بعضها يشنع الحديث به.

ـ وبعض يسوء بعض الناس ذكره.

ـ وبعض لم يقر لنا البكائي بروايته.

ولعل هذه الأشياء هي أخطر ما حذف من سيرة ابن إسحاق ، وبالخصوص الثاني منها الذي قال عنه (يسوء بعض الناس ذكره) وسوف تظهر معالم هذه الأشياء المحذوفة عند الحديث عن تاريخ الطبري ، وعن منهاج التدوين في تلك المرحلة ، علما أن ابن هشام قد توفي سنة ٢١٣ ه.

__________________

(٥٢) سيرة ابن إسحاق / ١٢٤ ـ ١٢٥ ، وانظر مقدمة د. سهيل زكار على السيرة : ١٣ ـ ١٤.


ثانيا : مع مصادر القسم الثاني :

وأهمها ـ كما قدمنا ـ هو تاريخ الطبري الموسوم ب : تاريخ الأمم والملوك.

فكيف تعامل الطبري مع الأحداث ، وبالخصوص ما يتصل منها بمواضع النزاع المذهبي وإرضاء الرأي العام أو إسخاطه.

النقاط التالية ستقدم لنا الجواب الشافي بأكبر قدر ممكن من الإيجاز :

١ ـ اعتمد الطبري كثيرا من كتب المغازي والسير المتقدمة ، وأضاف إليها كثيرا مما سمعه من مشايخه ومن رواة الأخبار ، فأسند رواياته غالبا ، ونسبها إلى مصدرها أحيانا ، وخروجا من العهدة فقد ذكر ذلك في مقدمته ، ثم قال : فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه ، أو يستشنعه سامعه من أجل أنه لم يعرف له وجها في الصحة ولا معنى في الحقيقة ، فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا ، وإنما أتي من قبل بعض ناقليه إلينا (٥٣).

لقد دافع بعبارته هذه عن نفسه ، لا عن الحقيقة التاريخية ... فهو برئ مما جاء في بعض مروياته من تهافت أو مناقضة للحقيقة ، وإنما التبعة في ذلك على الرواة.

وإذا كان وجه العذر في أنه حين عرف بالأسانيد فقد ترك الطريق واضحا أمام الدارسين ليعرفوا الصحيح منه ، ويعرفوا الضعيف والباطل المفترى كذلك من خلال معرفة حال الرواة ، وهو أمر قد أصبح هينا بعد إحكام علم الجرح والتعديل ، إذا كان هذا هو وجه العذر فلا شك أنه وجه صحيح لم تم كما أراد له صاحبه.

__________________

(٥٣) تاريخ الطبري ١ / ٨.


ولكن هنا مسألتان :

الأولى : إن الذين سينتفعون من ذلك إنما هم الخاصة من أهل العلم ذوي الباع الطويل في علوم الرواية والدراية وأهل التخصص في هذا الفن ، وهؤلاء أندر من الكبريت الأحمر في كل عصر ومصر ، أما السواد الأعظم من الناس بما فيهم الكثرة الغالبة من أهل المعرفة والاطلاع وحتى بعض المتخصصين في التاريخ فهم بعيدون عن معرفة ذلك والتقحم فيه ، وإنما يقرأون تاريخا مسطورا ومنظما ، ومما يزيد في تقبلهم لكل ما فيه واطمئنانهم إليه هو هذه الأسانيد نفيها!

وهنا انقلب دور هذه الأسانيد لتأتي بالنتيجة المعكوسة تماما عند الغالبية العظمى، بل عند عامة الأئمة وسائر طبقات المتعلمين من أبنائها على مدى العصور وتعاقب الأجيال!

هذه هي الحقيقة الواقعة .. وهذه هي العاقبة الخطيرة لتلك الطريقة من الحذر ..

وسوف تتضح لنا خطورة هذه النتيجة أكثر حين نلتفت إلى أنه ليس المهم في كتابه التاريخ تبرئة الكاتب المصنف أو إلقاء اللوم عليه ، إنما المهم فيه والمطلوب منه هو ما سيتركه من أثر في ثقافة الأجيال ورؤيتها لحقائق التاريخ وأحداثه الهامة.

الثانية : إن كبار المؤرخين الذين أخذوا عن الطبري ـ وهم عادة من خاصة أهل العلم والتحقيق ـ قد وقعوا في ذلك المحذور في كثير مما أخذوه عنه ، حين اعتمدوا أشد الروايات ضعفا وأكثرها تهافتا ومناقضة للواقع.

وهذه حقيقة لائحة للناظر في تاريخ ابن الأثير (الكامل في التاريخ) ، وتاريخ ابن كثير (البداية والنهاية) ، وتاريخ ابن خلدون ، بل حتى تاريخ المسعودي (مروج الذهب) الذي أثنى على تاريخ الطبري أشد الثناء ولم يشر إلى رواياته عن المتروكين والضعفاء.


ومن أمثلة تلك الروايات المتهافتة الروايات التي تنتهي إلى سيف بن عمر ، فلعله لم يعرف في التاريخ روايات أضعف منها سندا ولا أشد منها نكارة!!

فسيف بن عمر معروف عند أهل الجرح والتعديل بلا خلاف بينهم ، أنه : متروك كذاب ، يضع الحديث ، متهم بالزندقة (٥٤).

أضف إلى ذلك أن الرجل الذي روى كتب سيف ـ وهو شعيب بن إبراهيم ـ هو رجل مجهول ليس بالمعروف (٥٥).

لكن هذه المعرفة بحال سيف بن عمر وراوي كتبه لم تمنع أكابر المؤرخين من اعتماده بالدرجة الأولى وخاصة في أكثر مراحل التاريخ الإسلامي حساسية ، وهي المرحلة التي سنعرف بها في النقطة التالية.

٢ ـ إن أكثر مراحل التاريخ الإسلامي حساسية هي المرحلة التي تبتدئ بمرض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ووفاته وابتداء عهد الخلافة وما نجم فيها من خلافات وفتن ابتداء بأحداث سقيفة بني ساعدة لانتخاب أول الخلفاء ، وانتهاء بمعركة الجمل التي قادها نصف من بقي من أعضاء الشورى ، فيما اعتزل الربع الآخر ـ سعد بن أبي وقاص ـ ولكن كان قلبه ولسانه مع الربع المستهدف في تلك الحرب ـ علي بن أبي طالب عليه‌السلام ـ.

وقد تمخضت تلك المرحلة عن أحداث كانت بمثابة النواة الأولى لأول خلاف وقع بين المسلمين ، ذلك الخلاف الذي أخذ ينمو مع الزمن ومع تعاقب الأحداث ، ومع نموه كان يظهر في الميدان مزيد من الأهواء التي اتخذت

__________________

(٥٤) أنظر ترجمته في ميزان الاعتدال ٢ / ٢٥٥ رقم ٣٦٣٧.

(٥٥) ميزان الاعتدال ٢ / ٢٧٥ رقم ٣٧٠٤ ، لسان الميزان ٣ / ١٧٦ رقم ٤١٠٠.

(٥٦) كان أعضاء الشورى ستة نفر من كبار المهاجرين وهم : علي وعثمان وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف ، فتوفي عبد الرحمن وعثمان وبقي الأربعة المذكورون.


أشكالا شتى دخلت في الأحاديث المنسوبة إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم وفي مواقف الصحابة ونزعاتهم.

ففي مرحلة كهذه ينبغي أن يكون المؤرخ حذرا كل الحذر فلا يجنح إلى رواية من عرف بالكذب ووضع الحديث ، ولا إلى صاحب الهوى وهو ينتصر لهواه.

فكيف كان اختيار الطبري في تأريخه لهذه المرحلة؟

إنه مما يلفت النظر أن الطبري قد جعل جل اعتماده في تدوين أحداث هذه المرحلة بطولها على رواية سيف بن عمر المعروف بالكذب ووضع الحديث والمتهم بالزندقة!

ففي هذه المرحلة ، ابتداء من مرض الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وانتهاء بمعركة الجمل ، لا يفارق الطبري رواية سيف إلا حين يضع إلى جانبها رواية أخرى ، وغالبا ما تجد الفرق شاسعا بين رواية سيف وغيره (٥٧).

ولعله سيتضح السبب في اعتماد رواية سيف عند المرور على النقاط التالية.

٣ ـ وقف الطبري عند قصة أبي ذر مع بني أمية ، فرآها من أخطر الأحداث التي تصف مسار التاريخ وتكشف عن وجهه الحقيقي ، فأعرض عن كل ما روي فيها باستثناء ما رواه سيف بن عمر ، لأنه الكاتب الوحيد الذي حفظ للسلطان ماء وجهه واستنقذه من عواقب تلك الأحداث كما صرح بذلك الطبري نفسه في مستهل حديثه عن هذه القصة ، فقال :

__________________

(٥٧) راجع تاريخ الطبري ٣ / ١٨٤ ـ ٤ / ٥٦٢ تجد رواية سيف بن عمر تكتسح هذه الصفحات اكتساحا غريبا!

وأما المقارنات بين رواية سيف ورواية غيره في كل واحدة من الأحداث والوقائع فقد جمعها العلامة السيد مرتضى العسكري في كتابين هما : (عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى) و (خمسون ومائة صحابي مختلق) وكل منهما في مجلدين.


(في هذه السنة ـ سنة ٣٠ ه ـ كان ما ذكر من أمر أبي ذر ومعاوية ، وإشخاص معاوية إياه (٥٨) ، أمور كثيرة كرهت ذكر أكثرها ، فأما العاذرون لمعاوية فإنهم ذكروا في ذلك قصة كتب بها إلي السري يذكر أن شعيبا حدثه سيف ...).

ويسرد الطبري هذه القصة مرددا بين فقراتها (قال سيف) (قال سيف) حتى أتى على آخرها ، ثم قال : (وأما الآخرون فإنهم رووا في سبب ذلك أشياء كثيرة وأمورا شنيعة كرهت ذكرها) (٥٩)!

إذن لا شئ عن هذا الحدث الحاسم الذي يكشف كثيرا من أسرار التاريخ ، لا شئ عنه في هذه الموسوعة التاريخية الكبرى إلا ما يرويه المتزندق سيف ، وينقله عنه راويته المجهول شعيب ، ولا شئ بعد ذلك ، فهؤلاء هم العاذرون معاوية ، وأما الآخرون فلا بد من وضع الأكف على أفواههم ، فالطبري يكره ذكر أخبارهم!

ترى لماذا نسي الطبري منهجه في الرواية؟!

ألم يقرر في مقدمته أنه يروي ما بلغه ، ثم إذا كان فيه ضعف أو خلاف للواقع فالعهدة فيه على الناقلين ، لا عليه؟!

فلماذا إذن تجنب رواية الطرف الآخر وكره ذكرها ، ألم يكن الأولى أن يذكرها أيضا ثم يترك الأمر من بعده لأهل التمحيص فينظروا أي الروايتين أحسن إسنادا وأولى بالاعتماد؟!

ربما يظهر من كلام الطبري أن رواية هذا الطرف ـ العاذرين أبا ذر ـ قد حوت أمورا شنيعة ، ولذا كره ذكرها ، ولم تكن رواية سيف كذلك.

لكن هذا العذر مردود بأمرين :

__________________

(٥٨) يعني تسيير معاوية لأبي ذر من الشام إلى المدينة.

(٥٩) تاريخ الطبري ٤ / ٢٨٣ ـ ٢٨٦.


الأول : أن رواية سيف جاءت بما هو شنيع ، بل بما هو أكثر شناعة من تلك الأمور التي كره الطبري ذكرها.

فأما الشناعة التي كره الطبري ذكرها فمفادها : أن معاوية كان يحب المال والزينة ، وأنه سير الصحابي الكبير أبا ذر من الشام إلى المدينة على بعير بلا وطاء حتى تآكل لحم فخذيه. وحين قدم أبو ذر المدينة أمر الخليفة عثمان بن عفان بنفيه إلى الربذة بعد جدل دار بينهما أصر فيه أبو ذر ألا يكف عن طعن الأمراء الذين شغلتهم الدنيا وجمع الثروات الطائلة ، وخرج أبو ذر إلى الربذة ولم يجرؤ أحد أن يودعه سوى علي وولديه الحسن والحسين عليهم السلام (٦٠).

وأما رواية سيف التي لا يذكر الطبري سواها ، فأولها : (لما ورد ابن السوداء (٦١) الشام لقي أبا ذر ، فقال : يا أبا ذر ، ألا تعجب إلى معاوية ، يقول: المال مال الله؟! ألا إن كل شئ لله ، فكأنه يريد أن يحتجبه دون المسلمين ويمحو اسم المسلمين!

فأتاه أبو ذر فقال : ما يدعوك إلى أن تسمي مال المسلمين مال الله! ... قام أبو ذر بالشام وجعل يقول : يا معشر الأغنياء واسوا الفقراء .. فما زال حتى ولع الفقراء بمثل ذلك وأوجبوه على الأغنياء ... ثم يذكر تسيير معاوية أبا ذر إلى المدينة على أحسن هيئة ، ويكرمه الخليفة أحسن إكرام ويتلطف به ، غير أن أبا ذر يصر على أن يهجر المدينة ليرتد أعرابيا!!

فهذه القصة التي حملت على رابع الإسلام ـ أبي ذر (٦٢) ـ فجعلته تابعا

__________________

(٦٠) راجع القصة في : تاريخ المدينة المنورة ٣ / ١٠٣٤ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٧١ ـ ١٧٣ ، أنساب الأشراف : القسم الرابع : ٥٤٤٢ ـ ٥٤٤٥ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٣ / ٥٤ ومنه أيضا ١ / ١٩٩ و ٣ / ٢٨.

(٦١) يريد عبد الله بن سبأ ، اليهودي الذي أسلم كيدا للإسلام والمسلمين.

(٦٣) فقد أسلم أبو ذر بعد خديجة وعلي وزيد بن حارثة ، أنظر : سيرة ابن إسحاق : ١٣٧ ـ ١٣٨.


لإرادة ذلك اليهودي الماكر ، ثم جعلت منه رجلا متمردا على الخليفة بإيعاز من ذلك اليهودي ، ثم جعلت منه مرتدا أعرابيا بعد الهجرة.

أليس في هذه القصة من الشناعة ما يكفي لنفور المؤرخ منها حين يكون عهده النفور من أمثالها وما هو أدنى منها؟!

الثاني : إن الطبري باختياره هذا يصرح قولا وعملا أنه قد وقف في تاريخه إلى جانب الأمير الغالب ، ملتمسا له العذر على كل حال وإن لم يجد هذا العذر إلا عند الزنادقة كسيف بن عمر!!

ألا تراه كيف كان صريحا في إعراضه عن سائر أحاديث العاذرين أبا ذر ـ الطرف المغلوب ـ واكتفائه برواية العاذرين معاوية ـ الأمير الغالب ـ رغم أنه لا يجد هذا العذر إلا عند الموصوف بالزندقة والمعروف بالكذب والوضع ، سيف ابن عمر ، ومن طريق راويته المجهول شعيب؟!

إن موقفا كهذا ينبغي ألا يظهر في تدوين التاريخ ، وبالخصوص تاريخ الإسلام.

* وهنا نلحظ أن عذر الطبري بترك تلك الروايات بأنها حوت أمورا شنيعة ، قد جاء مطابقا لعذر ابن هشام في حذف أشياء من سيرة ابن إسحاق حيث قال عنها : (يشنع الحديث به)!

٤ ـ موقف آخر يتبناه الطبري في تاريخه :

وقف الطبري على مكاتبات جرت بين محمد بن أبي بكر لما ولي مصر ، ومعاوية بن أبي سفيان ، فقال :

عن يزيد بن ظبيان أنه قال : إن محمد بن أبي بكر كتب إلى معاوية بن أبي سفيان ، لما ولي.

وقطع الطبري الكلام إلى هنا ثم قال : فذكر يزيد بن ظبيان مكاتبات


جرت بينهما كرهت ذكرها لما فيه مما لا يحتمل سماعه العامة! (٦٣)

وهذا كلام صريح بأن أذهان العامة قد شحنت بثقافة منحازة ، وقد تعصبت لها كثيرا فهي لا تحتمل سماع ما يناقضها وإن كان هو الحق.

إن عبارة الطبري هذه تحدد لنا بوضوح ما عناه ابن هشام حين حذف أشياء من سيرة ابن إسحاق فقال عنها : (يسوء بعض الناس ذكره)!

فما هي معالم هذه الثقافة التي شحنت بها أذهان العامة؟

لقد تقدمت نبذ من ذلك عند ذكر كتاب أبان بن عثمان الذي خرقه سليمان بن عبد الملك لما فيه من ذكر للأنصار ، وفي حديث خالد القسري لابن شهاب حين طلب منه أن يكتب المغازي شريطة أن لا يأتي لعلي عليه السلام بذكر إلا أن يجده في قعر جهنم! وفي حديث الزهري عن كاتب الكتاب يوم الحديبية : لو سألت بني أمية لقالوا هو عثمان!

وسنأتي على مزيد من معالم تلك الثقافة في فقرة لاحقة أعددناها لهذا الغرض ، بعنوان (منهاج التدوين).

مؤرخون على أثر الطبري :

وجاء المؤرخون اللاحقون من أصحاب التصانيف الكبيرة في التاريخ فاقتفوا أثر الطبري حذو القذة بالقذة (٦٤) ، فلم يقتصروا على اعتماده مصدرا وحيدا لتلك الحقبة من التاريخ ، بل اجتهدوا في توثيقه إلى أبعد الحدود ، غافلين عن أسانيده التي كانت في أغلب ما يخص هذه الحقبة الحساسة من أوهى الأسانيد وأبعدها عن دواعي القبول ، فألبسوا الطبري ما أراد أن يتبرأ منه من تبعات ذلك!

__________________

(٦٣) تاريخ الطبري ٤ / ٥٥٧.

(٦٤) يضرب مثلا للشيئين يستويان ولا يتفاوتان.


أ ـ ابن الأثير :

في كتابه الكبير (الكامل في التاريخ) تابع الطبري في نصوصه ومنحاه ، فنقل ما اختاره الطبري كاملا أو أوجزه في أغلب الأحيان ، ولم يخالفه في شئ أثبته ، ولا عارضه على إسناد ضعيف ولا متن منكر ، بل على العكس حاول توثيق كل ما جاء فيه.

قال ابن الأثير في مقدمة كتابه وهو يعرف بمنهجه ويذكر مصادره : (أقول : إنني قد جمعت في كتابي هذا ما لم يجتمع في كتاب واحد ... فابتدأت بالتاريخ الكبير الذي صنفه الإمام أبو جعفر الطبري ، إذ هو الكتاب المعول عند الكافة عليه ، والمرجوع عند الاختلاف إليه ، فأخذت ما فيه من جميع تراجمه ، لم أخل بترجمة واحدة منها ...).

وقال : (فلما فرغت منه أخذت غيره من التواريخ المشهورة فطالعتها وأضفت منها إلى ما نقلته من تاريخ الطبري ما ليس فيه ... إلا ما يتعلق بما جرى بين أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ...).

هذه هي النقطة الخطيرة التي استوعبت تلك المرحلة الحساسة من تاريخ الإسلام ، فما هو موقف ابن الأثير إزاء ما فيها من أحداث حاسمة في تشخيص الحقائق؟

قال ابن الأثير مواصلا كلامه : (إلا ما يتعلق بما جرى بين أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فإني لم أضف إلى ما نقله أبو جعفر شيئا .. وإنما اعتمدت عليه من بين المؤرخين ، إذ هو الإمام المتقن حقا ، الجامع علما وصحة اعتقاد وصدقا) (٦٥).

فهل غفل ابن الأثير عما قدمه الطبري على مروياته من أسانيد ، وما صرح

__________________

(٦٥) الكامل في التاريخ ١ / ٣ مقدمة المصنف.


به من أنه لم ينقلها ثقة بها وإنما هي روايات بلغته والعهدة فيها على رواتها؟!

لقد أسقط ابن الأثير تلك الأسانيد وأبقى النصوص وكأنها الحقائق التي لا شك فيها ولا غبار عليها!

فإذا تذكرنا أن هذه الحقبة الحاسمة من التاريخ قد حصرها الطبري برواية سيف بن عمر في الأغلب الأعم ، وإذا تذكرنا من هو سيف ، ومن هو راويته الأول ، علمنا عندئذ فداحة الأمر الذي ارتكبه ابن الأثير!

وعلمنا أيضا مدى ما لقوله الآتي من حقيقة ، ومدى ما له من أثر فادح في ثقافة الأجيال وعقائدها ... ذلك قوله وهو يصف مصادره التي اعتمدها في تاريخه وفي مقدمتها روايات الطبري عن كتب سيف ، فيقول : (على أني لم أنقل إلا من التواريخ المذكورة ، والكتب المشهورة ، ممن يعلم بصدقهم في ما نقلوه ، وصحة ما دونوه ... ولم أكن كالخابط في ظلماء الليالي ، ولا كمن يجمع الحصباء واللآلي) (٦٦).

فكم بين هذا وبين ما قاله الطبري في ديباجته؟!

فالطبري لم يوثق ما نقله ، بل على العكس علم أن فيه ما يستنكر ويستشنع لما فيه من مجانبة الصواب ، فقدم عذره إلى قراءة بأن هذا قد أتى من رواته لا منه هو ، وجعل وسيلته إلى هذا العذر أن ذكر الأسانيد كاملة ليقف القارئ عليها فيأخذ بروايات الصادقين والممدوحين ، ويترك روايات الكذابين والمتروكين.

أما ابن الأثير فقد أتى على تلك الأسانيد فحذفها ، ثم حكم بصحة كل ما ورائها ، معللا ذلك بأن الطبري قد رواها في تاريخه ، والطبري إمام لا شك في علمه وصدقه!!

إن هذا لفادح من الأمور ...

__________________

(٦٦) الكامل في التاريخ ١ / ٣ ـ ٤.


ولم يكن الطبري وحده ضحيته ، بل هذه الأجيال التي عرضت لها الأباطل وكأنها الحقائق ، ورسم لها تاريخ الإسلام منكوسا على رأسه وهي تخال أنه قائم على قدميه!

وهكذا تستولي الأباطيل على عقائد الناس ، حين يغتر الناس بكلام معسول كديباجة ابن الأثير هذه ...

ب ـ ابن خلدون :

ابن خلدون أيضا يؤكد اعتماده على ما نقله الطبري دون غيره ، ثم يزيد على ذلك فيهاجم المؤرخين الذين نقلوا أخبارا غير التي نقلها سيف بن عمر والعاذرون ، فيقول بعد أن فرغ من ذكر وقعة الجمل :

(هذا أمر الجمل ملخصا من كتاب أبي جعفر الطبري ، اعتمدناه للوثوق به ، ولسلامته من الأهواء الموجودة في كتب ابن قتيبة وغيره) (٦٧).

وفي موضع آخر وبعد أن فرغ من الكلام في أمر الخلافة الإسلامية ، قال :

(هذا آخر الكلام في الخلافة الإسلامية وما كان فيها من الردة والفتوحات والحروب ، ثم الاتفاق والجماعة ، أوردتها ملخصة عيونها ومجامعها من كتاب محمد بن جرير الطبري ، وهو تاريخه الكبير ، فإنه أوثق ما رأيناه في ذلك ، وأبعد عن المطاعن والشبه في كبار الأمة وأخيارها وعدولها من الصحابة والتابعين. فكثيرا ما يوجد في كلام المؤرخين؟؟؟ مطاعن وشبه في حقهم أكثرها من أهل الأهواء ، فلن ينبغي أن تسود بها الصحف) (٦٨).

إن ما قيل في حق ابن الأثير يقال هنا أيضا في حق ابن خلدون.

__________________

(٦٧) تاريخ ابن خلدون ٢ / ٦٢٢.

(٦٨) تاريخ ابن خلدون ٢ / ٦٥٠.


ج ـ ابن حزم :

أورد ابن حزم في سيرته أخبار الخلفاء باختصار شديد ، وفي حديثه المختصر عن خلافة أمير المؤمنين الإمام علي عليه‌السلام وذكر وقعة الجمل وصفين ، قال : (وفي أيامه كانت وقعة الجمل وصفين ، وعلم الناس منه فيها كيف قتال أهل البغي).

ثم انتقل فورا ليوجه القارئ إلى المصادر التي تكفلت ذكر الغزوتين ، فقال : (وحديثها قد اعتنى به ثقات أهل التاريخ ، كأبي جعفر بن جرير وغيره) (٦٩).

فقد اكتفى بذكر الطبري من بين ثقات أهل التاريخ ، في حين لم يعتمد الطبري في أخبار معركة الجمل سوى رواية سيف بن عمر!!

طريقة الانتفاء وشروط الصحة :

لمسنا بوضوح أن شيخ المؤرخين الإمام الطبري قد التزم منهاجا خاصا في انتفاء الأخبار ، وبالخصوص ما يعني منها بأحداث تلك المرحلة الحساسة والحاسمة في تاريخ الإسلام.

وقد كشف الطبري عن بعض حدود منهاجه هذا بصريح القول أحيانا ، وأحيانا أخرى بما التزمه بالفعل من شروط الانتقاء وإن لم يصرح بها قولا.

ومن ذلك :

١ ـ انتقاؤه أخبار العاذرين معاوية وترك ما سوى ذلك.

وحجته في ذلك حفظ السلف. ولكن الحق أنه مهما أجهد نفسه في

__________________

(٦٩) جوامع السيرة : ٣٥٥.


انتقاء الأخبار وتهذيبها فلا يستطيع إعذار معاوية حتى ينال من خصومه وهم دائما من كبار السلف الذين لا يقرن بهم معاوية.

إذن فالسلف الذي يعني الطبري بحفظه هو معاوية وفئته فقط لا كل السلف.

٢ ـ إنتقاؤه ما يرضي العامة ويوافق أهواءها دون سواه.

فإذا تذكرنا أن العامة كانت تهوى هوى الفئة الغالبة ، وتعتقد بما أذن المتغلبون بنشره من عقائد ، أدركنا أن التاريخ قد مال أيضا إلى هذه الفئة ، وغمص الآخرين حقهم.

٣ ـ متابعة الأمر الواقع والذب عنه ما وجد لذلك سبيلا.

وهذا النهج واضح ،

أولا : في التزام الشرطين المتقدمين.

وثانيا : في التزام رواية سيف بن عمر على طول هذه المرحلة الحساسة ، ابتداء بوفاة الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وانتهاء بمعركة الجمل. وسيف هو الراوي الذي نذر نفسه لهذا الغرض ، وصنع لأجله الأساطير ، وزور الحقائق ، وقلب الأخبار (٧٠).

وعلى هذا النحو سار الآخرون ، كما رأينا ذلك واضحا عند ابن الأثير وابن خلدون ، وقد جعلا تلك الأمور شروطا في صحة الخبر.

وثمة ترابط وثيق بين هذه الأمور الثلاثة سيظهر جليا في الفقرة اللاحقة.

__________________

(٧٠) من طريف أخباره أنه اختلق ٣٩ صحابيا ، وعدهم أبطالا فاتحين في ٣٩ واقعة ، ولكن لم يخلق الله أحدا من أولئك الذين عدهم في الصحابة ، ولا كان شئ من تلك الوقائع التي ذكرها!

أنظر : خمسون ومئة صحابي مختلق ، للسيد مرتضى العسكري.


* ومع حذر الطبري الشديد وتمسكه بتلك النقاط لم ينج من أولئك العامة ، فقد اتهموه بمناصرة الشيعة! فكيف بنيت إذن ثقافة العامة؟!

منهاج التدوين ومعالم الثقافة :

سير الصحابة ومناقبهم هي القضية الحاسمة في هوية التاريخ ..

فمنذ أن ظهر الاختلاف بين المسلمين بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانت هذه القضية المحور الأهم في محاور الخلاف ... وما زالت تنمو حتى بلغت أوجها في عهد معاوية بن أبي سفيان.

وأهم من ذلك أنه في هذا العهد وضعت اللبنات الأولى لهذه المرحلة من مراحل التدوين. فلم تشأ السياسة آنذاك أن تدع الثقافة تجري بعيدا عن سلطانها ، بل بسطت عليها سلطانها كما بسطته على شؤون الإدارة والأجناد ، فرسمت لها مسارا لا تتعداه.

وقد تمت معالم هذا المسار مبكرا على يد معاوية بن أبي سفيان ، الذي كان قد أنجز منها شوطا هاما في حدود سلطانه أيام ولايته على الشام ..

ولقد حفظ لنا التاريخ ذلك في نصوص شهد لها الواقع بجزئياته ، نقلت عن أئمة ثقات كالإمام محمد الباقر عليه‌السلام ، والمدائني ، ونفطويه.

واتفقت هذه النصوص في وصف الخلاصة التي تمثل هوية هذا المسار الجديد ، فيما كان حديث المدائني معنيا بتحديد المراحل التي اتبعت في ذلك ، فقال :

* كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة : (أن برئت الذمة ممن روى شيئا في فضل أبي تراب وأهل بيته).

هذه هي الخطوة الأولى من خطوات هذا المشروع ، أن يمنع التحدث بسيرة علي وأهل البيت عليهم‌السلام وفضائلهم ، لئلا تنقل إلى العامة فتدخل في ثقافتهم وعقائدهم.


وعلى أثر هذه الخطوة ، قال المدائني : قامت الخطباء في كل كورة وعلى كل منبر يلعنون عليا عليه‌السلام ويبرؤون منه ويقعون فيه وفي أهل بيته.

فعلي عليه‌السلام وأهل بيته لم يكونوا مجردين من الفضائل غرباء على السيرة فقط ، وإنما هم هؤلاء الذين يلعنهم خطباء المسلمين ويبرؤون منهم!! وهكذا ابتدأ المشروع الجديد بهدم ما في أذهان العامة الذين يعلمون أن عليا عليه‌السلام هو أحد خلفاء المسلمين ، وأنه صاحب السابقة والعلم والجهاد والزهاد ، وأن أهل بيته هم أهل بيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم.

ثم جاءت الخطوة الثانية ، قال المدائني :

* وكتب معاوية إلى عماله في جميع الآفاق : (ألا يجيزوا لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة). هؤلاء الذين ما زالوا يحتفظون بحب علي ، تهدر كرامتهم ويعاملون معاملة الفساق فلا تقبل لهم شهادة.

ومن كانت هذه حاله فلو حدث بحديث فحديثه باطل ومردود بلا كلام ، فكيف تؤخذ أحاديث الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ممن لا تقبل شهادته؟!

وهكذا فعلا ردت شهادات أهل هذه الطائفة ، وتركت أحاديثهم. فلما جاء أهل الجرح والتعديل في فترة لاحقة عللوا ترك أحاديثهم بأنهم كانوا يتشيعون ، وصار كل حديث يرد عنهم خلاف ما ألفه الناس يعد حديثا منكرا.

* قال المدائني : وكتب إلى عماله : (أن انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه وأهل بيته ، والذين يروون فضائله ومناقبه ، فأدنوا مجالسهم وقربوهم ، واكتبوا لي بكل ما يروي كل رجل منهم واسمه واسم أبيه وعشيرته).

ففعلوا ذلك حتى أكثروا في فضائل عثمان ومناقبه ، لما كان يبعثه إليهم معاوية ويفيضه عليهم ، وكثر ذلك في كل مصر ، وتنافسوا في المنازل والدنيا. فلبثوا بذلك حينا ..

فهذه هي الخطوة الثالثة من خطوات هذا المشروع الثقافي الجديد.


* ثم كتب إلى عماله : (إن الحديث في عثمان قد كثر وفشا في كل مصر وفي كل وجه وناحية. فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأولين ..

ولا تتركوا خبرا يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلا وتأتوني بمناقض له في الصحابة ، فإن هذا أحب إلي وأقر لعيني ، وأدحض لحجة أبي تراب وشيعته ، وأشد عليهم من مناقب عثمان وفضائله).

فقرئت كتبه على الناس ، فرويت أخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها ..

وجد الناس في رواية ما يجري هذا المجرى حتى أشاروا بذكر ذلك على المنابر .. وألقي إلى معلمي الكتاتيب ، فعلموا صبيانهم وغلمانهم من ذلك الكثير الواسع ... حتى رووه وتعلموه كما يتعلمون القرآن ... وحتى علموه بناتهم ونساءهم وخدمهم وحشمهم ، فلبثوا بذلك ما شاء الله ..

فظهر حديث كثير موضوع .. وبهتان منتشر ..

ومضى على ذلك : الفقهاء ، والقضاة ، والولاة ، والقراء المراؤون ، والمستضعفون الذين يظهرون الخشوع والنسك فيفتعلون الأحاديث ليحظوا بذلك عند الأئمة ، يصيبوا به الأموال والضياع والمنازل ..

حتى انتقلت تلك الأخبار والأحاديث إلى الديانين الذين لا يستحلون الكذب والبهتان ، فقبلوها ورووها وهم يظنون أنها حق ، ولو علموا أنها باطلة لما رووها ولا تدينوا بها!! (٧١)

وإلى مثل هذا انتهى حديث الإمام الباقر عليه‌السلام وهو يصف حال أهل البيت وشيعتهم في ذلك العهد ، إلى أن قال : (وحتى صار الرجل الذي يذكر بالخير ـ ولعله يكون ورعا صدوقا ـ يحدث بأحاديث عظيمة عجيبة من

__________________

(٧١) عن كتاب الأحداث للمدائني ، نقلها ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ١١ / ٤٤ ـ ٤٦.


تفضيل بعض من قد سلف من الولاة ، ولم يخلق الله تعالى شيئا منها ، ولا كانت وقعت ، وهو يحسب أنها حق لكثرة من رواها ممن لم يعرف بالكذب ولا بقلة ورع)!! (٧٢).

وإلى مثله أيضا انتهى كلام نفطويه في تاريخه حيث يقول : إن أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة اختلقت في أيام بني أمية تقربا إليهم بما يظنون أنهم يرغمون به أنوف بني هاشم!! (٧٣)

الخلاصة :

تلك هي مصادر ثقافة العامة ... وهذه هي مادة عقائدها!!

وكل ما جاء بخلاف ذلك فهو مما يسوء العامة ذكره ... فتجنب التاريخ ذكره!

وكل حديث لا ينسجم في مؤداه مع هذا الحديث المنتشر فهو حديث منكر لا يكتب ولا يتدين به.

ثم جاء اللاحقون من أهل الجرح والتعديل وتدوين الحديث والتاريخ فاعتمدوا على ما ثبت في ذلك العهد من أحاديث وأخبار مدونة أو محفوظة ، فمن وثقه المعتمدون المأذونون في ذلك العهد فهو الثقة المأمون ، ومن مضى على مثل طريقته فهو مثله على امتداد العصور ، ومن طعنه أولئك فهو المطعون وحديثه المتروك ، ومن مضى على مثل طريقته فهو مثله ... فهؤلاء هم أهل الأهواء ا لذين ينبغي ألا تسود الصحف بأحاديثهم ، كما قال ابن خلدون وكما صنع ابن هشام والطبري.

هكذا يكشف لنا التاريخ عن هويته ...

__________________

(٧٢) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١١ / ٤٤.

(٧٣) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١١ / ٤٦.


هوية حددتها تلك المدرسة الثقافية الشاملة التي أنشئت في أول عصور التدوين.

إن هذه الحقيقة لتستدعي إثارة الشكوك حول الكثير مما جمعته عيون التاريخ وكأنه الحقيقة التي لا مراء فيها ..

إنها تستدعي أن يحاكم هذا التاريخ محاكمة جادة حتى يتميز ما ثبت فيه مما هو حق ، وما ثبت فيه تأثرا بتلك المدرسة وما خلفته في أذهان الناس ، حتى وجد ابن هشام والطبري نفسيهما مكتوفي الأيدي لا يستطيعان أن يثبتا حقيقة واحدة تصطدم مع عقائد الناس وما ترسخت عليه أهواؤهم.

بل حتى وجدا نفسيهما منساقين لتلك الآثار ، يعدان ما خالفها من الأمور الشنيعة التي يجب ألا تكتب!

إن الآثار التي تركتها تلك المدرسة في أذهان عامة الناس قد بلغت حدا يصعب تصوره!

التاريخ في محكمة السنة :

ماذا عساه أن يكون نصيب أبي ذر في تاريخ يكتبه العاذرون معاوية؟! لقد عزم هذا التاريخ أن ينفي أبا ذر كما نفاه خصومه ... وأن يتركه وحيدا كما عاش وحيدا ومات وحيدا!!

وماذا عساه أن يكون نصيب عمار؟!

لقد سعى هذا التاريخ في محو أثره بعد ما غاله سيف الفئة الباغية!! وماذا عساه أن يكون نصيب الأنصار بعدما مضت فيهم الأثرة فلم يجدوا إلا الصبر ، فاتخذوه شعارا ودثارا؟ فالذي استأثر عليهم بحقهم أيام حياتهم ، هل سيرعى لهم حقهم بعد مماتهم؟!

وماذا سيكون نصيب الخصم الألد!! خصم الأبد ... أبي تراب وأهل بيته؟!


من هذه النوافذ التي نفتحها على التاريخ تتجلى لك أسرار النبوة .. فتهتف من الأعماق بشعور وبلا شعور :

الصلاة والسلام عليك يا خير خلق الله ، أشهد أنك رسول الله حقا!

فتعال نطل إطلالة تأمل من تلك النوافذ :

فالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يخص أبا ذر بقول عجب!! ويمنح عمارا شهادة عجبا!! ويخبر الأنصار بنبأ عجب!! ويخبر عليا عليه‌السلام بمثله وزيادة!! ويقرن بين الأنصار وعلي بما يثير الدهشة والعجب!!

١ ـ أبو ذر :

النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يخص أبا ذر بقول عجب ، فيقول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (ما أقلت الغبراء ، ولا أظلت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر)!! (٧٤).

لم هذا الاختصاص لأبي ذر وحده ، وفي الصحابة كثير من أهل الصدق الذين لم يعرف لأحدهم كذبة قط؟!

إن الإطلالة على هذا التاريخ تنبئك أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يكن بقوله الشريف هذا يريد الاطراء على أبي ذر وحسب ، وإنما كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يريد أن يقف بنفسه المقدسة وبحديثه الشريف إلى جنب أبي ذر حين تقف الدولة ضده بكامل ثقلها ... يريد أن يشهد له ويصدقه حين تكذبه الناس ، وحين يتهمه التاريخ!

وحين يبقى أبو ذر الرجل الذي ينطق وحده ، وينفى وحده ، ويموت وحده!

__________________

(٧٤) سنن الترمذي ٥ / ح ٣٨٠١ و ٣٨٠٢ ، سنن ابن ماجة ١ / ح ١٥٦ ، الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ٤ / ٢٢٨ ، المستدرك ٣ / ٣٤٢.


حين يكون خصمه الدولة بكامل ثقلها ، بأمرائها وقضاتها ومحدثيها ومؤرخيها ، فيعلوا عليه الضجيج لتضيع أصداء صوته المخنوق!!

حينئذ يقف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ بشخصه الكريم وسنته المطهرة ـ فيشهد له بأنه الأصدق قولا من كل ذلك الرعيل ، وأنه الأثبت لهجة من كل ذلك الضجيج ..

فإن جفاه الناس ، وأعرض عنه التاريخ ، فلا ضير عليه ، فإنه كان وحده أمة في مقابل تلك الأمة ، وسيبعث وحده يوم القيامة أمة (٧٥)!! وفي الحالين هو الأمة الأصدق لهجة والأمضى حجة والأعز ناصرا.

إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد قال لنا بهذا الحديث : إذا رأيتم أمة تتهم أبا ذر وترد عليه ، فصدقوه وكذبوها ، ولا يغركم أن فيها رواة ومحدثون ، فأبو ذر هو الأصدق لهجة على الدوام.

ولا يغركم فيها كثرة أو غلبة ، فأبو ذر وحده أمة!

وقبل ذلك كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد أخبر أبا ذر بما سيكون معه ، إذ دخل المسجد يوما فوجده منجدلا فيه ، فقال له : (ألا أراك نائما؟)

فقال أبو ذر : فأين أنام ، هل لي من بيت غيره؟

فجلس إليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم قال له : (كيف أنت إذا أخرجوك منه؟).

قال : ألحق بالشام ، فأكون رجلا من أهلها.

فقال له : (كيف أنت إذا أخرجوك من الشام؟).

قال : أرجع إليه فيكون بيتي ومنزلي.

فقال له : (فكيف أنت إذا أخرجوك منه الثانية؟) (٧٦).

__________________

(٧٥) سير أعلام النبلاء ٢ / ٧٨ ، الإصابة ٤ / ٦٤.

(٧٦) مسند أحمد ٦ / ٤٥٧ ، سير أعلام النبلاء ٢ / ٦١.


فهذا الذي أخبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بوقوعه هو الذي كذب به العاذرون لأن فيه أمورا شنيعة بحق بعض السلف!!

ثم إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو الذي أخذ على أبي ذر ألا تأخذه في الله لومة لائم :

قال أبو ذر : (بايعني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خمسا ، وواثقني سبعا ، وأشهد الله علي سبعا ألا أخاف في الله لومة لائم) (٧٧).

أما عاذروا السلف فقالوا : إنما أغواه ابن سبأ!!

تلك قصة أبي ذر بين السنة والتاريخ.

ولو قلنا إن التاريخ قد أسقط الكثير من سير أبي ذر ومناقبه لما أسأنا الظن.

٢ ـ عمار :

ومثل الذي كان مع أبي ذر كان مع عمار الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (إذا اختلف الناس كان ابن سمية مع الحق) (٧٨)!

وهكذا عرف به الصحابي الكبير حذيفة بن اليمان ، حيث سئل عن الفتن وانشقاق الأمة فرقا ، فقال : (انظروا الفئة التي فيها ابن سمية ـ عمار ـ فاتبعوه ، فإنه يدور مع كتاب الله حيث دار) (٧٩).

وأعجب من هذا فإن عمارا قد أجاره الله من الشيطان على لسان نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وبهذا كان يعرفه أصحاب رسول الله رضي الله عنهم (٨٠).

__________________

(٧٧) مسند أحمد ٥ / ١٧٢ ، سير أعلام النبلاء ٢ / ٦٢.

(٧٨) سير أعلام النبلاء ١ / ٤١٦ رجاله ثقات.

(٧٩) المستدرك ٣ / ٣٩١ وصححه الحاكم والذهبي.

(٨٠) صحيح البخاري ٣ / ١٣٦٨ ـ كتاب فضائل الصحابة ـ باب ٢٠ مناقب عمار وحذيفة.


فحين يأتي التاريخ ليصف عمارا بأنه كان من أول المتأثرين بدعوة ابن سبأ ، تأثر به فأظهر الخلاف على عثمان! وتأثر به فتعصب لعلي عليه‌السلام وشدد على حقه في الخلافة! (٨١) عندئذ تظهر أبعاد تلك الأحاديث الشريفة.

فكأنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول لنا : إذا جاءكم أحد بمثل هذا عن عمار فاعلموا أنما هو افتراء باطل ، فإن عمارا قد أجاره الله تعالى من الشيطان ، فما كان يقوله عمار فهو دينه وعقيدته ، وهو الحق ، وما هو من وحي شيطان ..

إنه غبار يثار بوجه الفئة التي انتظم فيها عمار ، وهي الفئة المحقة ، فمهما تعددت الفئات فإن عمارا مع الفئة المحقة ، لا يفارقها ، يدور مع كتاب الله حديث دار ..

فلا يصدنكم هذا عنه ، ولا يغرنكم أنه يقال من قبل الفئة القوية المتغلبة على الأرض وعلى تدوين التاريخ ، فإن تلك هي الفئة الباغية ... فإن عمارا (تقتله الفئة الباغية)!!

إنها معجزة النبوة ..

فقد علم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن عمارا سيكون قطبا من الأقطاب التي يدور عليها اختلاف الناس ، فسوف يكون له أعداء يحاربونه بأكثر من سلاح ، منها :

أ ـ أنهم سيتهمونه في عقيدته ويزعمون أنه قد تأثر بشياطين الإنس فأغوته ومالت به عن الرشاد.

ب ـ سيصفونه بإثارة الفرقة والفتنة في هذه الأمة.

ج ـ سيقاتلونه فيقتلونه.

فرد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على الأول بإبلاغه أصحابه أن عمارا

__________________

(٨١) أنظر : تاريخ الطبري ٤ / ٣٤١ ـ أحداث سنة ٣٥ ـ من رواية سيف بن عمر ، وعنه : الكامل في التاريخ ٣ / ١٥٥ ، تاريخ ابن خلدون ٢ / ٥٨٧.


قد أجاره الله من الشيطان!! فمن اتهم عمارا بشئ من ذلك فكذبوه واعلموا أنه مفتر ...

ورد على الثاني فقال : (إذا اختلف الناس كان ابن سمية مع الحق (يدور مع كتاب الله حيث دار) فإذا رأيتم فئة تخالف عمارا فاعلموا أن تلك هي فئة الباطل والضلال!

وإذا دعاهم عمار إلى شئ فردوه وكذبوه فإنما يدعوهم إلى الحق ، ويدعون هم إلى الباطل ... وتعجب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من أمر الناس مع عمار فقال : (ما لهم ولعمار؟! يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار!) (٨٢).

ورد على الثالث ، فقال : (تقتله الفئة الباغية).

وقال : (من يعاد عمارا يعاده الله ، ومن يبغض عمارا يبغضه الله)!! (٨٣)

إنها شهادتان في آن واحد : شهادة ببراءة عمار ، وشهادة بجناية التاريخ.

شهادة لعمار بأنه مع الحق ، وشهادة على التاريخ بأنه مع الباطل.

وهكذا رسمت السنة مسارا ، وسار التاريخ في مسار آخر.

٣ ـ الأنصار :

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للأنصار : (ستلقون بعدي أثرة ، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض)! (٨٤).

فهناك الجزاء ، وهناك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم معهم ، خصم لمن استأثر عليهم ، ومن كان النبي خصمه فقد خسر!!

وذاق الأنصار تلك الأثرة ، وذاقوا مر الصبر عليها.

__________________

(٨٢) منتخب كنز العمال ٥ / ٢٣١.

(٨٣) مسند أحمد ٤ / ٩٠ ، المستدرك ٣ / ٣٨٩ وصححه الحاكم والذهبي.

(٨٤) صحيح البخاري ٣ / ١٣٨١ ح ٣٥٨١ ـ ٣٥٨٣ كتاب فضائل الصحابة ، باب ٣٨.


وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (آية الإيمان حب الأنصار ، وآية النفاق بغض الأنصار)! (٨٥).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن ، ولا يبغضهم إلا منافق ، فمن أحبهم أحبه الله ، ومن أبغضهم أبغضه الله)! (٨٦).

فتغلب أناس على أمور المسلمين أبغضوا الأنصار واستأثروا عليهم ، فطاوعهم التاريخ على ذلك!

٤ ـ علي :

أولئك الذين نال منهم التاريخ ـ أبو ذر ، وعمار ، والأنصار ـ هم فئة علي عليه‌السلام.

أبو ذر وعمار هما اللذان لم يفارقا عليا قط ، ولا قدما عليه بشرا غير رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ..

والأنصار هم الذين أحبوا عليا وأحبهم ، حتى جر عليهم حبه تلك الأثرة.

وبعد ، فعلي هو العنوان المستهدف على الدوام من قبل خصومه المتغلبين على البلاد ، وعلى كتابة التاريخ والحديث.

وكما جعل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حب الأنصار آية الإيمان ، وبغضهم آية النفاق ، وجعل ذلك لعلي عليه‌السلام ، فعهد إليه عهدا : (لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق)! (٨٧).

وقال له : (من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من

__________________

(٨٥) صحيح البخاري ٣ ـ كتاب فضائل الصحابة ـ باب ٣٤ ح ٣٥٧٣.

(٨٦) صحيح البخاري ٣ ـ كتاب فضائل الصحابة ـ باب ٣٤ ح ٣٥٧٢.

(٨٧) صحيح مسلم ١ / ٨٦ ح ١٣١ ـ كتاب الإيمان ـ سنن الترمذي ٥ / ٦٤٣ ح ٣٧٣٦ ، سنن النسائي ٨ / ١١٦ ـ كتاب الإيمان ، سنن ابن ماجة ١ / ٤٢ ح ١١٤.


عاداه) (٨٨)!.

وقال له ولأهل بيته : (أنا حرب لمن حاربتم ، وسلم لمن سالمتم)! (٨٩).

فجاء التاريخ مسالما وعاذرا ، بل مطاوعا لمن أبغضهم وعاداهم وحاربهم!!

نتيجة البحث :

أبو ذر قربته السنة ، ونفاه الحاكمون ، فنفاه التاريخ!

وعمار نصرته السنة ، وقتله الباغون ، فغاله التاريخ!

والأنصار أدنتهم السنة ، وأبعدهم المتغلبون ، فأبعدهم التاريخ!

وعلي حالفته السنة ، وخاصمه القاسطون ، فخاصمه التاريخ!

ذاك مسار السنة ، وهذا مسار التاريخ!!

فالسنة قد أدانت التاريخ مرات ومرات ، وقطعت معه موعدا يوم اللقاء على الحوض! فجناية التاريخ ليست في اصطناع الأعذار فقط ، بل في مبادلة الأدوار ..

فحين يكون أبو ذر وعمار قد تأثرا بابن سبأ ، أو انحرفا عن الجادة بإثارة الفتنة ، فسوف يكون الحق مع خصومهم ، فالخصوم إذا هم الذين لزموا الصراط المستقيم ، وما كان عليه أبو ذر وعمار هو الباطل!!

فهذا هو مصير السنة حين يكتب التاريخ بأقلام العاذرين ولإرضاء العامة واستجلاب رضا المتغلبين.

إنه لفصام كبير بين مسار الإسلام كما أراده الله ورسوله ، وبين المسار

__________________

(٨٨) مسند أحمد ١ / ١١٩ ، ١٥٢ و ٤ / ٢٨١ ، ٣٧٠ ، ٣٧٢ ، سنن ا بن ماجة ١ / ٤٣ ح ١١٦ ، سنن النسائي ـ كتاب الخصائص ـ بعدة طرق.

(٨٩) مسند أحمد ٢ / ٤٤٢ ، سنن الترمذي ٥ / ٦٦٩ ح ٣٨٧٠ ، سنن ابن ماجة ١ / ٥٢ ح ١٤٥ ، مصابيح السنة ٤ / ١٩٠.


الواقعي الذي شهده تاريخ الإسلام ومضى عليه التدوين.

تلك حقيقة وقف عليها الكثير من الدارسين والمحققين ، ولم تعد من الأمور الغامضة التي قد تثير حفائظ المتمسكين بكل ما ينسب إلى التراث.

لقد أدرك الجميع حقيقة أن معظم المؤرخين الذين صاغوا هذا التاريخ هم من الموالين للسلطات سياسيا ، في عهود تأجج فيها النزاع السياسي وازدادت حدته حتى امتد إلى كل ميادين الحياة ، فكان أقل ما يفعله المؤرخون هو تبرير أعمال الخلفاء والأمراء ، أيا كانوا ، ومهما كانت أعمالهم ، والكف عن ذكر ما يزعجهم من حقائق التاريخ ، وما لا يأذنوا بكتابته!

كما أن معظم التواريخ كانوا أيضا موالين للسلطات مذهبيا ، في عهود كان فيها النزاع المذهبي على أشده (وقد صار كل الفرق يحكي الشر عن مخالفيه ويكتم الخير ، ويروي الكذب والبهتان ، وينتحل الأحاديث النبوية والمأثورات عن السلف خدمة لأغراض المتخاصمين)!.

ووجد المتدينون والفقهاء في هذا التاريخ مادة دسمة في الانتصار لأوليائهم في السياسة والمذهب.

بل الغريب أن يكون الفقهاء أشد تطرفا من المؤرخين في ما يمس (عدالة) أوليائهم من (الخلفاء)! وهذا ظاهر جدا في كتابات ابن حزم وابن تيمية.

تلك الحقائق هي التي جمعت الدارسين والمنصفين من أهل التحقيق والنظر على قول واحد مفاده :

إن معلوماتنا عن التاريخ بحاجة إلى مراجعة جادة ودراسة في ضوء رؤية شمولية للتاريخ الإسلامي ..

رؤية تحيط بجوهر رسالة الإسلام ..

رؤية تكون فيها الشريعة الإسلامية بمصدريها الأساسيين ـ القرآن والسنة ـ هي المعيار الذي تقوم على أساسه الأطراف المتنازعة والفئات


المختلفة.

وهذا هو الذي أردناه في هذا البحث ..

* فالقرآن والسنة هما المصدران المعصومان اللذان يحكمان على كل ما عداهما ، ولا شئ يحكم عليهما.

* وإن القرآن والسنة يعكسان الصورة التامة لمسار الإسلام ، في حياة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبعده.

* وأما الواقع الذي صنعه المسلمون بعد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم فهو من صنع المسلمين أنفسهم ، وهو خاضع لميزان القرآن والسنة ، فما كان منه موافقا لهما فهو من الإسلام ومن مساره الشرعي الذي لا شك فيه ، وما كان منه مخالفا لهما فهو مسار آخر أولى أن ينسب إلى أصحابه.

كما ظهر هنا جليا نوعان من الموازين خضعت لهما أكثر الدراسات في التاريخ والعقيدة ، وهما :

* ميزان منح أصول المذهب سمة العصمة ، فجعل نصوص القرآن والسنة وحقائق التاريخ كلها خاضعة له ، فما وافق المذهب فهو الحق عنده ، وما خالف المذهب أعمل فيه التأويل ولو إلى حد التعطيل وخصوصا مع آيات الكتاب الكريم ، وما لا يمكن تأويله من السنة والحقائق التاريخية أنكرها بالمرة وكذب بها!

* وميزان منح السياسة النافذة والأمر الواقع في مرحلة ما سمة العصمة ، وجعلها هي الحاكمة على النصوص القرآن والسنة ، فلا يقبل إلا ما وافقها ، وأما ما خالفها فمصيره إما إلى التأويل الذي يبلغ أحيانا منزلة النسخ والتعطيل ، وإما إلى التكذيب والانكار الذي ينال الكثير من السنة النبوية والوقائع التاريخية.

وما توفيقي إلا بالله.


حديث تأثير السحر في سيد البشر صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

في ميزان النقد

السيد حسن الحسيني

آل المجدد الشيرازي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حمدا طيبا مباركا كثيرا في الأولى والآخرة ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد المحفوظ من كيد السحرة ، وعلى آله الطيبين الطاهرين البررة ، وصفوة صحبه المصطفين الخيرة.

وبعد ، فهذه رسالة موسومة ب (القول الفائق في نفي تأثير السحر في خير الخلائق) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بينت فيها اختلاف جمهور الفريقين في تأثره صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالسحر الذي عمله لبيد بن الأعصم اليهودي ـ كما جاء في بعض الأحاديث وذكره جماعة من المفسرين في سبب نزول المعوذتين ـ وضمنتها حجج الطائفتين على مذهبهم ليكون اختيار الحق عن بينة ، والله تعالى ولي الهداية والتوفيق.

فنقول : اعلم أنهم اختلفوا في أن السحر هل له حقيقة أم لا ، وقد أطالوا الكلام في هذا الشأن ، ونحن نضرب عن ذلك صفحا ، ونطوي عنه كشحا ، روما للاختصار.

ويترتب على الثاني عدم بقاء مجال للبحث ، إلا أن الأول وإن كان هو


الأقرب بيد أن تأثير السحر في النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غير ثابت ، بل لا يصح البتة ، كما سيظهر لك ذلك إن شاء الله تعالى.


فصل

إذا تقرر هذا فاعلم : أن مما اعتل به من أجاز تأثير السحر فيه صلى الله عليه وآله وسلم ما روي من أنه عليه وآله الصلاة والسلام سحره لبيد بن أعصم اليهودي ، وقد ورد ذلك من طرق الفريقين ، ونحن نورد في هذه العجالة ما وقفنا عليه من تلك المرويات ، ونتكلم فيه بما يفتح الله به علينا ويرشدنا إليه ، وهو المستعان في الأمور كلها ، لا إله غيره ولا رب سواه.

أخرج فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره (١) عن عبد الرحمن بن محمد العلوي ومحمد بن عمرو الخزاز ، عن إبراهيم بن محمد بن ميمون ، عن عيسى ابن محمد ، عن جده ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قال : سحر لبيد بن أعصم اليهودي وأم عبد الله اليهودية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في عقد من قز أحمر وأخضر وأصفر ، فعقدوا له إحدى عشرة عقدة ، ثم جعلوه في جف من طلع (٢) ، ثم أدخلوه في بئر بواد بالمدينة في مراقي البئر تحت راعوفة (٣) فأقام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثلاثا لا يأكل ولا يشرب ولا يسمع ولا يبصر ولا يأتي النساء.

فنزل عليه جبرئيل ونزل بالمعوذات فقال له : يا محمد ما شأنك؟ قال : ما أدري ، أنا بالحال التي ترى ، قال : فإن أم عبد الله ولبيد بن أعصم سحراك ، وأخبره بالسحر وحيث هو.

ثم قرأ جبرئيل : (بسم الله الرحمن الرحيم * قل أعوذ برب الفلق) ،

__________________

(١) تفسير فرات الكوفي : ٦١٩ ح ٧٧٤.

(٢) جف الطلعة وعاؤها الذي يكون فيه ، والجمع الجفوف ، والطلع من النخل شئ يخرج كأنه نعلان مطبقات والحمل بينهما منضود والطرف محدد.

(٣) راعوفة البئر صخرة تترك في أسفل البئر إذا احتفرت تكون هناك ليجلس المستقي عليها حين


فقال رسول الله ذاك فانحلت عقدة ، ثم لم يزل يقرأ آية ويقرأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتنحل عقدة ، حتى قرأها عليه إحدى عشرة آية وانحلت إحدى عشرة عقدة ، وجلس النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ودخل أمير المؤمنين عليه السلام فأخبره بما أخبره جبرئيل وقال : انطلق فأتني بالسحر ، فخرج علي عليه السلام فجاء به ، فأمر به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فنقض ، ثم تفل عليه ، الحديث.

وإسناد هذا الخبر مما لا تقوم به حجة ، فإن عبد الرحمن بن محمد العلوي مجهول لا يعرف حاله ، ولم يتعرض أصحابنا ـ رضوان الله عليهم ـ لترجمته ، وكذا صاحبه محمد بن عمرو الخزاز ، فإن حاله مجهول (٤) ، وإنما ذكر النجاشي (٥) في ترجمة أبيه عمرو بن عثمان الثقفي الخزاز أن له ابنا اسمه محمد روى عنه ابن عقدة.

ونحوهما عيسى بن محمد وجده ، إذ لم يترجما في كتب الأصحاب رحمهم‌الله تعالى.

وأما إبراهيم بن محمد بن ميمون ، فقد حكي عن (ميزان الاعتدال) (٦) للحافظ الذهبي أنه من أجلاء الشيعة ، ولذلك عدة المامقاني في الحسان (٧).

وأخرج ابنا بسطام في كتاب (طب الأئمة عليهم‌السلام) (٨) عن محمد ابن جعفر البرسي ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى الأرمني ، قال : حدثنا محمد بن سنان ، قال : حدثنا محمد بن المفضل بن عمر ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : إن جبرئيل عليه‌السلام أتى النبي

__________________

التنقية.

(٤) تنقيح المقال ٣ / ١٦٤.

(٥) رجال النجاشي : ٢٨٧ رقم ٧٦٦.

(٦) ميزان الاعتدال ١ / ٦٣ رقم ٢٠٣.

(٧) تنقيح المقال ١ / ٢٣.

(٨) طب الأئمة : ١١٣.


صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال : يا محمد ، قال : لبيك يا جبرئيل ، قال : إن فلانا اليهودي سحرك وجعل السحر في بئر بني فلان ، فابعث إليه ـ يعني إلى البئر ـ أوثق الناس عندك وأعظمهم في عينك ـ وهو عديل نفسك ـ حتى يأتيك بالسحر.

قال : فبعث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علي بن أبي طالب عليه السلام وقال : انطلق إلى بئر ذروان (٩) فإن فيها سحرا سحرني به لبيد بن أعصم اليهودي فأتني به.

قال علي عليه‌السلام : فانطلقت في حاجة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهبطت فإذا ماء البئر قد صار كأنه ماء الحياض من السحر ـ إلى أن قال ـ فاستخرجت حقا (١٠) فأتيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : افتحه ، ففتحته فإذا في الحق قطعة كرب النخل في جوفه وتر (١١) عليها إحدى عشرة عقدة ، وكان جبرئيل عليه‌السلام أنزل يومئذ المعوذتين على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا علي ، اقرأها على الوتر.

فجعل أمير المؤمنين عليه‌السلام كلما قرا آية انحلت عقدة حتى فرغ منها ، وكشف الله عزوجل عن نبيه ما سحره به وعافاه.

وهذا الخبر غير نقي الإسناد أيضا ، إذ فيه البرسي والأصحاب ـ رحمهم الله ـ لم يحوموا حوله ، ولا تصدوا لذكره في كتبهم ، فلم يتبين لنا حاله ، ومثله أحمد بن يحيى الأرمني.

وأما محمد بن المفضل بن عمر ، فقد عده الشيخ ـ رحمه‌الله ـ وسائر

__________________

(٩) ذروان ـ بفتح المعجمة وسكون الراء ـ : بئر في بني زريق ، وهم بطن من الأنصار مشهور من الخزرج.

(١٠) أي وعاء من خشب أو عاج أو غيرهما مما يصلح أن ينحت منه.

(١١) ا لوتر : شرعة القوس ومعلقها.


أرباب الرجال من أصحاب الإمام الكاظم عليه‌السلام (١٢) ، فالظاهر أن روايته عن أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام مرسلة ، ومع ذلك لا يعرف له حال.

بقي الكلام على محمد بن سنان أبي جعفر الزاهري الخزاعي ، وقد اختلفت كلمتهم فيه ، والمشهور بين الفقهاء وعلماء الرجال تضعيفه ـ كما نص عليه في التنقيح (١٣) ـ ونقل عن جماعة من الأكابر الطعن فيه والحط عليه.

فقد صرح الشيخ أبو جعفر الطوسي ـ رحمه‌الله ـ بضعفه في الرجال والفهرست ، وقال في (التهذيب) : محمد بن سنان مطعون عليه ضعيف جدا ، وما يستبد بروايته ولا يشركه فيه غيره لا يعتمد عليه ، ونحوه كلامه في (الاستبصار).

وقال أيضا ـ في أواخر باب الميم من رجاله ـ : مياح المدائني ضعيف جدا ، له كتاب يعرف ب : رسالة مياح ، وطريقها أضعف منها وهو محمد بن سنان.

وقال ابن الغضائري ـ رحمه‌الله ـ بترجمته : ضعيف ، غال ، يضع ، لا يلتفت إليه.

وقال المفيد رحمه‌الله ـ في رسالته التي في كمال شهر رمضان ونقصانه ، بعد نقل رواية دالة على أن شهر رمضان لا ينقص أبدا ـ : وهذا حديث شاذ نادر غير معتمد عليه ، في طريقه محمد بن سنان وهو مطعون فيه ، لا تختلف العصابة في تهمته وضعفه ، ومن كان هذا سبيله لا يعتمد عليه في الدين. انتهى.

وقد قدح فيه أيضا في كلام آخر.

وتوقف العلامة ابن المطهر ـ رحمه‌الله ـ فيه ، كما هو نص خلاصته.

ونسب التضعيف إلى جماعة آخرين ، منهم أبو محمد الفضل بن شاذان

__________________

(١٢) رجال الطوسي : ٣٦١ رقم ٣٢.

(١٣) تنقيح المقال ٣ / ١٢٤.


وأيوب بن نوح وصفوان بن يحيى.

قال أبو عمرو الكشي في رجاله : قال أبو الحسن علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري : قال أبو محمد الفضل بن شاذان : لا أحل لكم أن ترووا أحاديث محمد بن سنان.

وقال أيضا : قال حمدويه : كتبت أحاديث محمد بن سنان عن أيوب بن نوح وقال : لا أستحل أن أروي أحاديث ابن سنان.

وقال أيضا : ذكر حمدويه بن نصير أن أيوب بن نوح دفع إليه دفترا فيه أحاديث محمد بن سنان فقال لنا : إن شئتم أن تكتبوا ذلك فافعلوا ، فإني كتبت عن محمد بن سنان ولكني لا أروي لكم أنا عنه شيئا ، فإنه قال عند موته : كل ما حدثتكم به لم يكن لي سماع ولا رواية وإنما وجدته. انتهى.

وقال ابن داود : روي عنه ـ يعني محمد بن سنان ـ أنه قال عند موته : لا ترووا عني مما حدثت شيئا ، فإنما هي كتب اشتريتها في السوق.

وممن ضعفه من أجلة أهل العلم الشيخ الإمام المحقق نجم الدين ابن سعيد في مواضع من المعتبر ، والعلامة ابن المطهر في موضع من المختلف ، والآبي في كشف الرموز ، والشهيد الثاني في المسالك ، والمحقق الأردبيلي ، وتلميذه صاحب المدارك ، وصاحب الذخيرة ، وحكي ذلك أيضا عن المعتصم والمنتقى ومشرق الشمسين ، والحبل المتين ، وحاشية المولى صالح ، والتنقيح ، والفخري في مرتب مشيخة الصدوق ، والذكرى ، والروضة ، وغيرها.

فالحزم اجتناب أحاديثه لا سيما في المسائل الأصولية ـ كالتي نحن فيها ـ ، وإن احتجوا ببعضها في الفروع فإنما ذلك لوجود متابعة ، أو قيام شاهد ، أو تحقق انجبار الضعف بعمل الأصحاب ، أو لأجل الاستناد إلى قاعدة التسامح في أدلة السنن والكراهة في مواردها عند الذاهب إلى حجيتها وتماميتها ، وغير ذلك.

وإن أبيت إلا القول بوثاقته ـ استنادا إلى ذب صاحب التنقيح عنه ـ فإن


الآفة لا ترتفع من الحديث أيضا ، لجهالة سائر رجال السند ـ كما عرفت آنفا ـ.

ولا يخفى عليك أن أكثر ما ذكره المامقاني ـ رحمه‌الله ـ في الذب عنه وأجاب به عن المطاعن والقوادح التي رمي بها لا تأبى المؤاخذة والايراد.

هذا ، مع أن الجرح هنا مفسر فيقدم على المدح والتوثيق على مقتضى القاعدة المقررة في محلها.

فإن قلت : سلمنا ، إلا أن الشيخ ـ رحمه‌الله ـ قد علق في التهذيب والاستبصار ، وكذا النجاشي ـ رحمه‌الله ـ في رجاله عدم الاعتماد على روايته على ما استبد بروايته ولم يشركه فيه غيره ـ كما مر آنفا ـ وهذا الحديث ليس كذلك ، إذ قد روي من وجوه أخر.

قلت : مضافا إلى أن الأكثر أطلقوا القول بتضعيفه ولم يقيدوه بذلك ـ ومنهم الشيخ رحمه‌الله في كتابيه الرجال والفهرست ـ فإن جميع الأخبار المروية في هذا الباب مرمية بالضعف والشذوذ ، ورطل منها لا يقام له وزن ولا يسوي دانقا ، ورواتها بين مجهول ووضاع.

وبالجملة : فليس في المقام ما يوجب الركون ويورث السكون إلى هذا الحديث وأضرابه ، بل الصارف عنه وعن أمثاله قوي ، ولو سلمنا فغاية ما تفيده الأحاديث الواردة في هذا الشأن الظن ، وظاهر أنه لا يكتفى به فيما نحن فيه ، بل لا بد من القطع واليقين والعلم الذي لا يعتريه شك ولا ريب ، فتنبه.

هذا كله من جهة الإسناد ، وأما متنه فلا يخلو من نكارة ، فإن ظاهر ما ورد فيه من أن أمير المؤمنين عليه‌السلام كلما قرأ آية انحلت عقدة حتى فرغ من المعوذتين ، أنه بإتمام قراءتهما انحلت العقد الإحدى عشرة بأجمعها ، وهذا لا يتم إلا على القول بأن المعوذتين إحدى عشرة آية ، وهو مذهب أهل الخلاف ، وأما على مذهب أهل الحق فلا يستقيم ذلك ، لإجماعهم على أن البسملة آية ، اللهم إلا أن يقال : إن المراد أصل المعوذتين دون بسملتيهما ، ودونه خرط القتاد.


مضافا إلى أن بين الخبرين المتقدمين تهافتا بينا ، ففي الأول أن جبرئيل عليه‌السلام هو الذي تولى قراءة المعوذتين ، وفي هذا أن عليا عليه‌السلام هو الذي قرأهما ، وعليك بالتأمل والتروي فيما روي في هذا الباب علك تهتدي إلى علل أخرى ، والله المستعان.

وفي كتاب طب الأئمة عليهم‌السلام أيضا (١٤) عن أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام ـ من حديث ـ قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سحره لبيد بن أعصم اليهودي ، فقال أبو بصير لأبي عبد الله عليه‌السلام : وما كاد أو عسى أن يبلغ من سحره؟ قال أبو عبد الله الصادق عليه‌السلام : بلى ، كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يرى أنه يجامع وليس يجامع ، وكان يريد الباب ولا يبصره حتى يلمسه بيده ، والسحر حق ، وما يسلط السحر إلا على العين والفرج ـ الحديث ـ.

ومع غض الطرف عن إرساله ، أفليس ـ يا أولي الألباب ـ أن من يرى أنه يفعل الشئ ولا يفعله قد بلغ السحر منه مبلغا عظيما وأخذ بروحه بحيث يتخيل ذلك؟! وحاشا أشرف الخلائق وأكملهم على الإطلاق صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من هذا التخبيط والتخليط.

وفي كتاب (دعائم الإسلام) (١٥) عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام ، عن علي عليه‌السلام : أن لبيد بن أعصم وأم عبد الله اليهوديين لما سحرا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جعلا السحر في مراقي بئر بالمدينة ، فأقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا يسمع ولا يبصر ولا يفهم ولا يتكلم ولا يأكل ولا يشرب ، فنزل عليه جبرئيل ، بمعوذات ـ الحديث ـ.

وهذا خبر آحاد مرسل لا يحتج بمثله في هذه المقامات ، على أن هذا

__________________

(١٤) طب الأئمة : ١١٤.

(١٥) دعائم الإسلام ١ / ١٣٨ ح ٤٨٧.


اللفظ يدفع الذي قبله من حيث عدم تسلط السحر إلا على العين والفرج فحسب ، فإنه مشعر ، بل صريح في تأثيره في عقله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتى صار لا يفهم ـ والعياذ بالله ـ ما دام مسحورا ، وهذا من أشنع الأقوال وأفسد الآراء عند أولي البصائر والحجى ، بل صريح الخبر أن السحر أثر في سمعه وبصره وكلامه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ، فأقام لا يسمع ولا يبصر ولا يتكلم ، وكذلك لا يأكل ولا يشرب ، وهذا كله من أبين الأباطيل وأوضح الأضاليل ، إذ كيف يصلح من جاز عليه مثل ذلك ـ من تعطيل الحواس واختلالها ـ لمنصب عظيم ومقام جسيم كالنبوة والرسالة والتبليغ عن الله تعالى شأنه وعز سلطانه.

وليعلم أن هذه المرويات وأضرابها لا تنفق في سوق الاعتقاد السديد وإن عزيت إلى الأئمة الهادين سلام الله تعالى عليهم أجمعين ، ولا يعول عليها ذو مسكة ، ولا يحتفل بشئ منها ذو لب ودين ، لمعارضتها لصريح الكتاب العزيز وبداهة العقل.

وعلى تقدير ثبوتها ، فإنها محمولة على التقية بلا ريب ، لموافقتها لأحاديث مخالفينا واعتقادهم ، وهذا أحسن ما يقال فيها على ذلك التقدير.

ومن القواعد المقررة عندهم أن المسائل الأصولية لا بد فيها من برهان قاطع ودليل جازم ، فلا يجوز التعويل على الظنون في ذلك.

قال الإمام العلامة جمال الدين ابن المطهر ـ رحمه‌الله تعالى ـ في (مبادئ الأصول) (١٦) : خبر الواحد إذا اقتضى علما ولم يوجد في الأدلة القاطعة ما يدل عليه وجب رده ، لأنه اقتضى التكليف بالعلم ولا يفيده فيلزم تكليف ما لا يطاق. انتهى.

وبالجملة : فقد قرروا أن الحديث إذا جاء على خلاف الدليل من

__________________

(١٦) مبادئ الوصول : ٢٠٩.


الكتاب والسنة والمتواترة أو الإجماع ولم يمكن تأويله ولا حمله على بعض الوجوه وجب طرحه ، وحديث الباب منه إن لم يحمل على التقية ، فافهم.

وقال شيخ الإسلام المجلسي رحمه‌الله في (بحار الأنوار) (١٧) ـ عقب إيراده أحاديث سحره صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ : والأخبار الواردة في ذلك أكثرها عامية أو ضعيفة ، ومعارضة بمثلها فيشكل التعويل عليها في إثبات مثل ذلك. انتهى.

ولقد أجاد فيما أفاد ، رحمه‌الله تعالى ورضي عنه وأرضاه.

وقال أيضا ـ من جملة كلام الله ـ : وأما تأثير السحر في النبي والإمام صلوات الله عليهما فالظاهر عدم وقوعه. انتهى.

وكلامه هذا ظاهر في عدم اعتباره ـ رحمه‌الله ـ تلك الأخبار الدالة بظاهرها على التأثير ، وناهيك به طعنا فيها من هذا الإمام الخريت في الحديث وعلومه ، والله الموفق والمعين.

* * *

__________________

(١٧) بحار الأنوار ٦٣ / ٤١.


فصل

وأما ما روي في ذلك من طرق مخالفينا فكثير ، نقتصر على إيراد نبذة منه في هذا الإملاء المختصر ، فنقول :

أخرج ابن أبي شيبة في (المصنف) (١٨) قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن يزيد بن حيان ، عن زيد بن أرقم ، قال : سحر النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجل من اليهود فاشتكى لذلك أياما ، قال : فأتاه جبريل فقال : إن رجلا من اليهود سحرك وعقد لذلك عقدا ، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا فاستخرجها ، فجاء بها فجعل كلما حل عقدة وجد لذلك خفة ، فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كأنما نشط من عقال ، فما ذكر ذلك لليهودي ولا رآه أحد.

وأخرجه ابن سعد ، والنسائي في سننه (١٩) والحاكم وصححه ، وعبد بن حميد في مسنده ـ كما في الدر المنثور (٢٠) ـ.

وفي إسناده : محمد بن خازم التميمي السعدي مولاهم أبو معاوية الضرير الكوفي.

قال يعقوب بن شيبة وابن سعد : يدلس (٢١) ، وفي (هدي الساري) (٢٢) : ربما دلس.

وقد ذكروا أن المدلس لا يقبل من حديثه إلا ما صرح فيه بالسماع ، وهو

__________________

(١٨) المصنف ٨ / ٢٩ ح ٣٥٦٩ ، تفسير سورة الكافرون والمعوذتين : ٤٦ ـ ٤٧.

(١٩) سنن النسائي ٧ / ١١٣.

(٢٠) الدر المنثور ٦ / ٤١٧.

(٢١) تهذيب التهذيب ٥ / ٩١.

(٢٢) هدي الساري : ٤٦٠.


هنا عنعن فلا يحتج بحديثه ، وكذلك الأعمش ، على ما سيأتي إن شاء الله ـ.

وقال ابن حبان وغيره : كان مرجئا خبيثا ـ كما بترجمته في تهذيب التهذيب (٢٣) ـ. وقال ابن حبان أيضا : ربما أخطأ (٢٤).

وفيه : سليمان بن مهران الأعمش الكاهلي الأسدي ، وقد رمي بالتدليس.

قال الحافظ في (التقريب) : يدلس.

وعدة النسائي من المدلسين ـ كما في الخلاصة ، للخزرجي ـ.

وقال أبو حاتم : الأعمش حافظ يخلط أو يدلس. تهذيب التهذيب ٥ / ٥٤٥.

وقال عثمان بن سعيد الدارمي : سئل يحيى بن معين عن الرجل يلقي الرجل الضعيف بين ثقتين ، ويصل الحديث ثقة عن ثقة ، ويقول : أنقص من الإسناد وأصل ثقة عن ثقة ، قال : لا تفعل لعل الحديث عن كذاب ليس بشئ ، فإذا أحسنه فإذا هو أفسده ، ولكن يحدث بما روى.

قال عثمان : كان الأعمش ربما فعل هذا. انتهى (٢٥).

وعده الحافظ العراقي أيضا من المدلسين فقال ـ في ألفية الحديث ـ : وفي الصحيح عدة كالأعمش ـ وكهشيم بعده وفتش وقال البقاعي : سألت شيخنا هل تدليس التسوية جرح؟ فقال : لا شك أنه جرح ، فإنه خيانة لمن ينقل إليهم وغرور. انتهى.

ولعظم ضرره قال شعبة بن الحجاج ـ فيما رواه الشافعي عنه (٢٦) ـ : التدليس أخو الكذب ، وقال أيضا : لئن أزني أحب إلي من أن أدلس. انتهى.

وقال الحافظ السيوطي ـ في مبحث تدليس التسوية من كتابه (تدريب

__________________

(٢٣) تهذيب التهذيب ٥ / ٩١.

(٢٤) هدي الساري : ٤٦١.

(٢٥) لسان الميزان ١ / ١٢.

(٢٦) فتح المغيث بشرح ألفية الحديث : ٨٢.


الراوي) (٢٧) ـ :

قال الخطيب : وكان الأعمش وسفيان الثوري يفعلون مثل هذا.

وقال العلائي : فهذا أفحش أنواع التدليس مطلقا وشرها.

وقال العراقي : هو قادح فيمن تعمد فعله.

وقال شيخ الإسلام : لا شك أنه جرح وإن وصف به الثوري والأعمش فلا اعتذار. انتهى.

وأخرج البخاري في صحيحه (٢٨) قال : حدثنا إبراهيم بن موسى ، أخبرنا عيسى بن يونس ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : سحر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رجل من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم ، حتى كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يخيل إليه أنه كان يفعل الشئ وما فعله ، حتى كان ذات يوم ـ أو ذات ليلة ـ وهو عندي ، لكنه دعا ودعا ثم قال : يا عائشة ، أشعرت أن الله تعالى أفتاني فيما استفتيته فيه؟ أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي ، فقال أحدهما لصاحبه : ما وجع الرجل؟ فقال : مطبوب ، قال : من طبه؟ قال : لبيد بن الأعصم ، قال : في أي شئ؟ قال : في مشط ومشاطة وجف طلع نخلة ذكر ، قال : وأين هو؟ قال : في بئر ذروان ، فأتاها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في ناس من أصحابه فجاء فقال : يا عائشة كأن ماءها نقاعة الحناء ، وكأن رؤوس نخلها رؤوس الشيطان ، قلت : يا رسول الله أفلا استخرجته؟ قال : قد عافاني الله ، فكرهت أن أثير على الناس فيه شرا ، فأمر بها فدفنت.

وأخرج نحوه في باب السحر من كتاب الطب عن أبي أسامة عن هشام.

وأخرجه مسلم أيضا في باب السحر من كتاب الطب والمرض والرقى من

__________________

(٢٧) تدريب الراوي ١ / ٢٢٦.

(٢٨) كتاب الطب ـ باب السحر وقول الله تعالى : (ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر) ـ كتاب الدعوات ـ باب تكرير الدعاء.


صحيحه باختلاف يسير في اللفظ.

وأخرج البخاري أيضا أيضا في صحيحه (٢٩) قال : حدثني عبد الله بن محمد ، قال : سمعت ابن عيينة يقول : أول من حدثنا به ابن جريج يقول : حدثني آل عروة عن عروة ، فسألت هشاما عنه فحدثنا عن أبيه عن عائشة ، قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سحر حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن فقال : يا عائشة ، أعلمت أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه؟ أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي ، فقال الذي عند رأسي للآخر : ما بال الرجل؟ قال : مطبوب ، قال : ومن طبه؟ قال : لبيد بن أعصم رجل من بني زريق حليف ليهود كان منافقا ، قال : وفيم؟ قال : في مشط ومشاطة ، قال : وأين؟ قال : في جف طلعة ذكر تحت رعوفة في بئر ذروان.

قالت : فأتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم البئر حتى استخرجه ، فقال : هذه البئر التي أريتها ، وكأن ماءها نقاعة الحناء ، وكأن نخلها رؤوس الشياطين ، قال : فاستخرج ، قالت : فقلت : أفلا ـ أي تنشرت ـ؟ فقال : أما والله فقد شفاني ، وأكره أن أثير على أحد من الناس شرا. انتهى.

وفي إسناده : عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج.

قال المخراقي عن مالك : كان ابن جريج حاطب ليل.

وقال الدارقطني : تجنب تدليس ابن جريج فإنه قبيح التدليس ، لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح ، مثل إبراهيم بن أبي يحيى وموسى بن عبيدة وغيرهما ، وأما ابن عيينة فكان يدلس عن الثقات ـ كما في تهذيب التهذيب (٣٠) ـ.

هذا ، وقد عرفت أن حديث الباب في الصحيحين يدور على هشام بن

__________________

(٢٩) كتاب الطب ـ باب هل يستخرج السحر؟ ـ كتاب الأدب ، باب قول الله تعالى : (إن الله يأمر بالعدل والاحسان) الآية.

(٣٠) تهذيب التهذيب ٣ / ٥٠٢ ـ ٥٠٣.


عروة عن أبيه عن عائشة ، وقد حكى شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر في (تهذيب التهذيب) (٣١) و (هدي الساري) (٣٢) عن يعقوب بن شيبة ، أنه قال : كان تساهله ـ يعني هشاما ـ أنه أرسل عن أبيه ما كان يسمعه من غير أبيه عن أبيه.

قال ابن حجر : هذا هو التدليس ، وأما قول ابن خراش : كان مالك لا يرضاه ، فقد حكي عن مالك أشد من هذا. انتهى.

قلت : هو ما حكاه الخطيب في (تاريخ بغداد) (٣٣) والحافظ الذهبي في (الكاشف) عن الإمام مالك ، أنه قال : هشام بن عروة كذاب.

فأي وزن يقام بعد هذا لقول ابن القيم : إن هشاما من أوثق الناس وأعلمهم ، ولم يقدح فيه أحد من الأئمة بما يوجب رد حديثه (٣٤)؟!

وقال الحافظ في (تقريب التهذيب) : ربما دلس ، وقد عرفت ـ فيما تقدم ـ أن المدلس لا يقبل من حديثه إلا ما صرح فيه بالسماع ، وهنا ليس كذلك ، وإن وقع في الصحيحين فليس بشئ ولا كرامة.

ويعجبني كلام الشيخ العلامة محيي الدين بن أبي الوفاء القرشي في هذا المضمار حيث قال : اعلم أن (عن) مقتضية للانقطاع عند أهل الحديث ، ووقع في مسلم والبخاري من هذا النوع شئ كثير ، فيقولون على سبيل التجوز : ما كان من هذا النوع في غير الصحيحين فمنقطع ، وما كان في الصحيحين فمحمول على الاتصال. انتهى (٣٥).

وأيضا : فقد ثبت في جملة من أحاديث الباب أنه عليه وآله الصلاة والسلام أرسل عليا عليه‌السلام إلى البئر فاستخرج السحر ، وكان جبريل قد

__________________

(٣١) تهذيب التهذيب ٦ / ٣٥.

(٣٢) هدي الساري : ٤٧١.

(٣٣) تاريخ بغداد ١ / ٢٢٣.

(٣٤) تفسير سورة الكافرون والمعوذتين : ٤٦.

(٣٥) الجواهر المضية في طبقات الحنفية ٢ / ٤٢٨ ـ ٤٢٩.


نزل بالمعوذتين ، فكلما قرئت آية انحلت عقدة حتى قام النبي صلى الله عليه وآله وسلم كأنما أنشط من عقال ، وهو يدل بظاهره على عدم إتيانه عليه وآله الصلاة والسلام البئر ، إذ لو أتاها في جماعة من أصحابه لكان مظنة لثوران الشر على الناس ووقوع الفتنة بين المسلمين واليهود ، لا أن ذلك لأجل أن لا يطلعوا على ما سحر به صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله فيتعلمه من أراد استعمال السحر.

كيف وقد ثبت في بعض الأحاديث أن السحر حلت عقده ونقض بمحضره الشريف؟! وفي بعضها إشعار باستكشاف ما كان داخل الجف وأنه وجد في الطلعة تمثال من شمع ، تمثال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وإذا فيه إبر مغروزة ، وإذا وتر فيه إحدى عشرة عقدة (٣٦).

هذا ، وما في (فتح الباري) (٣٧) من أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وجههم أولا إلى البئر ثم توجه فشاهدها بنفسه ، مدفوع بأن الثابت في أحاديث الباب أن عقد السحر انحلت بقراءة المعوذتين بعد ما أتوا به إليه صلى الله عليه وآله وسلم ـ كما تقدم ـ فلم يبق في البئر شئ من السحر حتى يتوجه عليه وآله الصلاة والسلام لمشاهدته ، فتنبه.

وأيضا : إن قول عائشة (أفلا استخرجته) وجوابه صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم إياها بحصول المعافاة يعارضه ما وقع في حديثها الآخر من استخراجه ، وكذا ما رووه في حديث ابن عباس (٣٨) من أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعث إلى علي وآخر فأمرهما أن يأتيا البئر.

وفي مرسل عمر بن الحكم ـ عند ابن سعد ـ : فدعا جبير بن إياس الزرقي فدله على موضع في بئر ذروان فاستخرجه.

__________________

(٣٦) فتح الباري ١٠ / ٢٤١.

(٣٧) فتح الباري ١٠ / ٢٤١.

(٣٨) عند ابن سعد كما في فتح الباري ١٠ / ٢٤٠.


قال ابن سعد : ويقال الذي استخرجه قيس بن محصن الزرقي (٣٩).

وقال الحافظ أبو الفضل ابن حجر : وفي رواية عمرة عن عائشة (فنزل رجل فاستخرجه) (٤٠).

وأنت خبير بأن هذا الاختلاف في المستخرج ينبئ عن تحقق أصل الخراج ، إذ لولاه لما كان وجه للاختلاف فيه ، على أن في أكثر أحاديث الباب دلالة على استخراج السحر ونقضه ـ كما تقدم ويأتي إن شاء الله ـ.

وبالجملة : فثاني الحديثين يدفع أولهما الصريح في عدم استخراج السحر ، والمخالف لغيره من النقول الدالة على استخراجه وحله فيسقط عن الاعتبار ، لأن ذلك قد استفاض من طرق مخالفينا واشتهر.

ومن ثم رجحوا رواية سفيان بن عيينة التي أثبت فيها إخراج السحر وجعل سؤال عائشة عن النشرة ، لتقدمه في الضبط على رواية عيسى بن يونس التي نفى فيها السؤال عن النشرة وجعل سؤال عائشة عن الاستخراج (٤١).

قال الحافظ ابن حجر (٤٢) : ويؤيده أن النشرة لم تقع في رواية أبي أسامة ، والزيادة من سفيان مقبولة لأنه أثبتهم ، ولا سيما أنه كرر استخراج السحر في روايته مرتين فيبعد من الوهم ، وزاد ذكر النشرة وجعل جوابه صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم ب (لا) بدلا من الاستخراج. انتهى.

ولما أشكل ذلك على المتعبدين بحديث عائشة في الصحيحين انبروا للجمع بينهما : بأن الاستخراج المثبت هو استخراج الجف من البئر ، والمنفي استخراج ما حواه (٤٣).

__________________

(٣٩) فتح الباري ١٠ / ٢٤٠.

(٤٠) فتح الباري ١٠ / ٢٤١ ، دلائل النبوة ٧ / ٩٢.

(٤١) فتح الباري ١٠ / ٢٤٥ ، إرشاد الساري ٨ / ٤٠٦.

(٤٢) فتح الباري ١٠ / ٢٤٥.

(٤٣) فتح الباري ١٠ / ٢٤٥ ، إرشاد الساري ٨ / ٤٠٦ ، تفسير سورة الكافرون والمعوذتين : ٤٥ ـ ٤٦.


ويقدح فيه ما مر آنفا من أن في بعض أحاديث الباب ـ ومنها حديث الصحيحين ـ إشعارا باستكشاف ما كان داخل الجف من المشط والمشاطة وتمثال الشمع والإبر والوتر ، فتنبه.

قال الشيخ الإمام أبو جعفر الطوسي ـ رضوان الله عليه ـ في كتاب (الخلاف) (٤٤) ـ بعد ما ذكر رواية الجمهور حديث زيد بن أرقم في السحر ـ :

وهذه أخبار آحاد لا يعمل عليها في هذا المعنى ، وقد روي عن عائشة أنها قالت : سحر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فما عمل فيه السحر ، وهذا يعارض ذلك. انتهى.

قلت : ويؤيده ما أخرجه ابن سعد عن الواقدي بسند له إلى عمر بن الحكم مرسل ـ كما في فتح الباري (٤٥) ـ قال : لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الحديبية في ذي الحجة ودخل المحرم من سنة سبع جاءت رؤساء اليهود إلى لبيد بن الأعصم ـ وكان حليفا في بني زريق وكان ساحرا ـ فقالوا له : يا أبا الأعصم أنت أسحرنا ، وقد سحرنا محمدا فلم نصنع شيئا ... إلى آخره.

وقال الإمام العلامة ابن المطهر رحمه‌الله (٤٦) : هذا القول عندي باطل ، والروايات ضعيفة ، خصوصا رواية عائشة. انتهى.

هذا شأن حديث الباب في الصحيحين اللذين أجمعوا على أنهما أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى ـ كما زعم النووي (٤٧) ـ فلا يغرنك ـ بعدما حصحص لك الحق وصرح عن محضه ـ قول ابن قيم الجوزية (٤٨) : قد اتفق

__________________

(٤٤) الخلاف ج ٣ ـ كتاب كفارة القتل ـ مسألة ١٤.

(٤٥) فتح الباري ١٠ / ٢٣٧.

(٤٦) منتهى المطلب في تحقيق المذهب ٢ / ١٠١٤ كتاب التجارة ـ المكاسب المحرمة.

(٤٧) شرح صحيح مسلم ١ / ٢٠.

(٤٨) تفسير سورة الكافرون والمعوذتين : ٤٦.


أصحاب الصحيحين على تصحيح هذا الحديث ولم يتكلم فيه أحد من أهل الحديث بكلمة واحدة. انتهى.

فأي اعتداد بتصحيحهما هذه الأباطيل ، وأي اعتبار بتخريجها في كتابيهما :

وهبني قلت : هذا الصبح ليل

أيعشى الناظرون عن الضياء

بل الحري بذوي العقول السليمة والفطر المستقيمة أن لا يعولوا على تلك الأحاديث وأضرابها التي ملأت الصحيحين (٤٩) وغيرهما مما فيها مس بكرامة الأنبياء عليهم‌السلام ـ كما لا يخفى على من سبر أحاديث الصحاح ، واطلع على ما فيها من الحط الصراح ـ نعوذ بالله من الغواية والخذلان ، ونسأله السلامة من المصيبة في الدين والاعتقاد ، وإنما اللائق بهم في ذلك المزلق السحيق ، التمحيص الدقيق والتفحص العميق ، والله سبحانه ولي الهداية والتوفيق.

وأخرج البيهقي في (دلائل النبوة) (٥٠) قال : أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد المقرئ ، قال : أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق ، قال : حدثنا يوسف ابن يعقوب ، قال : حدثنا سلمة بن حيان ، قال : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا محمد بن عبيد الله ، عن أبي بكر بن محمد ، عن عمرة ، عن عائشة ، قالت : كان لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غلام يهودي يخدمه يقال له لبيد بن أعصم ، وكان تعجبه خدمته ، فلم تزل به يهود حتى سحر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

وفيه أيضا : فنزل رجل فاستخرج جف طلعة من تحت الراعوفة فإذا فيها مشط رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومن مراطة رأسه ، وإذا تمثال من

__________________

(٤٩) وما أكثر ما تكذب الأسماء!

(٥٠) دلائل النبوة ٧ / ٩٢ ـ ٩٤ ، وكذا ابن مردويه كما في الدر المنثور ٦ / ٤١٧.


شمع تمثال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وإذا فيها إبر مغروزة ، وإذا وتر فيه إحدى عشرة عقة فأتاه جبريل عليه‌السلام بالمعوذتين ... إلى آخره.

قلت : يقع الكلام على هذا الخبر في إسناده ومتنه :

أما إسناده : ففيه محمد بن عبيد الله بن أبي سليمان العرزمي الفزاري أبو عبد الرحمن الكوفي ، وقد غمزوه وطعنوه.

قال عبد الله بن أحمد عن أبيه : ترك الناس حديثه.

وقال الدوري عن ابن معين : ليس بشئ ولا يكتب حديثه.

وقال البخاري : تركه ابن المبارك ويحيى.

وقال النسائي : ليس بثقة ولا يكتب حديثه.

وقال الفلاس وعلي بن الجنيد والأزدي : متروك الحديث.

وقال الدارقطني : ضعيف الحديث.

وقال ابن حبان : كان ردئ الحفظ ، وذهبت كتبه فجعل يحدث من حفظه فيهم ، وكثرت المناكير في روايته.

تركه ابن مهدي وابن المبارك والقطان وابن معين.

وقال أبو حاتم : روى عنه شعبة وسليمان على التعجب ، وهو ضعيف الحديث جدا.

وقال الحاكم في المدخل : متروك الحديث بلا خلاف أعرفه بين أئمة النقل فيه.

وقال الساجي : منكر الحديث ، أجمع أهل النقل على ترك حديثه ، عنده مناكير ـ كما بترجمته في تهذيب التهذيب (٥١).

وقال الحافظ العلائي : متهم (٥٢).

__________________

(٥١) تهذيب التهذيب ٥ / ٢٠٧ ـ ٢٠٨.

(٥٢) تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة ١ / ١٠٩.


وأما متنه : ففيه نكارة ظاهرة ، وهي أنه لم يعهد أن أحدا من اليهود خدم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالمدينة ـ فيما نعلم ـ سوى صبي يقال له : عبد القدوس ـ فيما ذكره ابن بشكوال عن حماية صاحب العتبية (٥٣) ـ وقد مات في صباه ـ كما أخرجه البخاري في صحيحه (٥٤) ـ ولبيد بن أعصم قد بلغ مبلغ الرجال وشتان ما بينهما.

نعم ، رووا عن ابن عباس وعائشة (٥٥) : أنه كان غلام من اليهود يخدم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فدنت إليه اليهود فلم يزالوا به حتى أخذ مشاطة رأس النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعدة أسنان من مشطه فأعطاها اليهود فسحروه بها ، وتولى ذلك لبيد بن الأعصم رجل من اليهود.

وهذا صريح في أن الخادم غلام من اليهود غير لبيد ، والله أعلم.

* * *

__________________

(٥٣) فتح الباري ٣ / ٢٦٢ ، إرشاد الساري ٢ / ٤٤٩.

(٥٤) صحيح البخاري ٢ / ١١٨ ـ بتحقيق ابن شاكر ـ باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه؟ وهل يعرض على الصبي الإسلام؟

(٥٥) تفسير سورة الكافرون والمعوذتين : ٤٧ ، الفتوحات الإلهية (حاشية الجلالين) ٤ / ٦٠٦ للشيخ سليمان بن عمر العجيلي الشافعي الشهير بالجمل.


تتمة

أخرج البيهقي في (الدلائل) (٥٦) أيضا قصة السحر من وجه آخر بسنده عن عبد الوهاب بن عطاء ، عن محمد بن السائب ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، وقال : الاعتماد على الحديث الأول. انتهى.

يعني حديث هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، الذي أخرجه قبله (٥٧) ، فسقط الاحتجاج به ، وصرح الحافظ في (الفتح) (٥٨) بضعف سنده ، وأخرجه ابن سعد بسند آخر منقطع ـ كما في الفتح أيضا ـ.

وأخرج ابن مردويه (٥٩) من طريق عكرمة عن ابن عباس رضي‌الله‌عنه أيضا حديث السحر ، وفيه : أنه جعل في بئر (ميمون) ، وهو غريب لم يرد في غير هذا اللفظ ، والمشهور في الروايات أنه بئر (ذروان) كما مر.

وأما عكرمة البربري فحدث عن عظائمه ومغامزه ولا حرج ، ومن ابتغى التفصيل فعليه بمعاجم التراجم (٦٠).

وأخرج ابن مردويه أيضا قصة السحر عن أنس بن مالك ـ كما في الدر المنثور (٦١).

وهي ـ مضافا إلى جهالة طريقها ـ مردودة بما سنذكر إن شاء الله تعالى من أمرها وبيان بطلانها ، والله الموفق.

__________________

(٥٦) دلائل النبوة ٦ / ٢٤٨.

(٥٧) دلائل النبوة ٦ / ٢٤٧.

(٥٨) فتح الباري ١٠ / ٢٣٦.

(٥٩) الدر المنثور ٦ / ٤١٧ ـ ٤١٨.

(٦٠) راجع تهذيب التهذيب ٤ / ١٦٩ ـ ١٧٠.

(٦١) الدر المنثور ٦ / ٤١٨.


تنبيه

زعم علي القاري في (مرقاة المفاتيح) (٦٢) وقوع نوعين من السحر له صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليكون أجره مرتين!! وأن أحدهما وقع من لبيد والآخر من بناته. انتهى.

وهذه دعوى بلا نية ، زاد بها في الطنبور رنة :

والدعاوى ما لم تقيموا عليها

ـ بينات أبناؤها أدعياء

كيف وأن الثابت في الأحاديث وقوع سحر واحد تولاه لبيد بن الأعصم اليهودي لا بناته ـ كما جاء في الصحيح (٦٣) ـ؟!

نعم ، يجوز أن يكون اليهودي قد استعان ببناته في ذلك ، وهذا غير مدفوع إلا أن الذي تولى كبره منهم إنما هو لبيد فحسب.

ولعل القاري استند في دعواه إلى قول أبي عبيدة وغيره : إن بنات لبيد بن أعصم سحرن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وليس بسديد ـ كما قال ابن قيم الجوزية (٦٤) ـ.

هذا ، والأنكى من ذلك كله ما وقع في رواية أبي ضمرة عند الإسماعيلي من أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أقام أربعين ليلة مسحورا ، يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن ، ويخيل إليه أنه يفعل الشئ وما فعله ، وفي رواية وهيب عن هشام عند أحمد (ستة أشهر) ، وفي (جامع معمر) عن الزهري أنه لبث ستة أشهر (٦٥)!! قال شيخ الإسلام شهاب الدين ابن حجر في (الفتح) : وقد وجدنا ه

__________________

(٦٢) مرقاة المفاتيح ٥ / ٤٥٥.

(٦٣) تفسير سورة الكافرون والمعوذتين : ٤٣.

(٦٤) تفسير سورة الكافرون والمعوذتين : ٤٣.

(٦٥) كما في فتح الباري ١٠ / ٢٣٧.


موصولا بإسناد الصحيح ، فهو المعتمد (٦٦). انتهى.

وفي إرشاد الساري (٦٧) : إنه لبث سنة!!

وليت شعري كيف يجوز تصديق هذا الزخرف من القول؟! أم كيف تحتمل العقول السليمة أن يدع الله تعالى نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ماكثا في السحر هذه المدة على تلك الحال لا يأبه به ولا يستجيب دعاءه ولا يفرج عنه كربته؟!

فوعزة الحق إن هذا لمما تستنكره عقول بني آدم ، وتستخف بقائله ، وتعزوه إلى الهجر والهذيان ، نعوذ بالله من تسويل الشيطان ، وبه نستجير من التسور على مقام سيد ولد عدنان ، عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأزكى السلام ، والله المستعان على ما يصفون.

* * *

__________________

(٦٦) فتح الباري ١٠ / ٢٣٧.

(٦٧) إرشاد الساري ٨ / ٤٠٥.


فصل

ثم إنه لو جاز ذلك في حق الأنبياء عليهم‌السلام لكان ذريعة لعبث أهل الكفر بالأنبياء والمرسلين ، ولكانوا عرضة لمساءتهم ، إذ لم تنفك عصورهم من وجود ساحر عليم ، مع أنه لم يحك وقوع ذلك إلا في شأن نبينا محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وبعيد جدا أن لا يكون الأنبياء عليهم‌السلام قد سحروا وأثر السحر فيهم ـ لو جاز ذلك في حقهم ـ لأنهم قوتلوا بالسيف والسنان ، ولا حامل عليه لو كان للسحر تأثير فيهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

بل السحر أدعى للمشركين إلى الطعن في رسل الله وإيذائهم ، لأن فيه تعطيل الأنبياء عليهم‌السلام والتسلط على جوارحهم ، بل قد يسحرون مدة عمرهم فيسقط النفع بهم ـ والعياذ بالله ـ وهو أنجع في نيل الغرض وجعلهم عرضة للاستهزاء والسخرية ، مع أنه أيسر من المقاتلة في الميدان ، والمحاربة بالسيف والسنان ، ولا أظن منصفا يرتاب في ذلك.

وبالجملة : فإن في فتح هذا الباب ـ أعني تجويز تأثير السحر في الأنبياء عليهم‌السلام ولو في الجملة ـ سد لباب النبوة ، وفيه ما فيه!

* * *


فصل

ويقدح فيما تضمنته تلك الأحاديث من أن قصة السحر كانت بالمدينة ، وأن المعوذتين أنزلتا لتعويذه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بهما ، ما ذهب إليه بعض أهل العلم من كون المعوذتين مكيتين أو خصوص سورة الفلق ـ على الخلاف ـ.

فقد أخرج البيهقي في (دلائل النبوة) (٦٨) بإسناده عن عكرمة والحسن بن أبي الحسن ، قالا : أنزل الله من القرآن بمكة (إقرأ باسم ربك) ـ وساق الأثر إلى قولهما : ـ والفلق ، وقل أعوذ برب الناس ... إلى آخره.

وأخرج ابن الضريس في (فضائل القرآن) (٦٩) بسنده عن عثمان بن عطاء الخراساني ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قال : كانت إذا أنزلت فاتحة الكتاب بمكة كتبت بمكة ، ثم يزيد الله فيها ما شاء ، وكان أول ما أنزل من القرآن (إقرأ باسم ربك) إلى أن قال : ـ ثم (قل أعوذ برب الفلق) ثم (قل أعوذ برب الناس) ـ وعد سورا أخرى وقال : ـ فهذا ما أنزل الله بمكة.

وقال أبو عبيد في (فضائل القرآن) (٧٠) : حدثنا عبد الله بن صالح ومعاوية ابن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، قال : نزلت بالمدينة سورة البقرة وآل عمران ـ وذكر سورا ليست المعوذات منها ـ ثم قال : وسائر ذلك بمكة.

وأخرج أبو بكر بن الأنباري نحوه عن قتادة ـ كما في الاتقان (٧١) ـ.

وحكى أبو عبد الله محمد بن حزم في كتاب (معرفة الناسخ

__________________

(٦٨) الاتقان ١ / ٤٠ ، دلائل النبوة ٧ / ١٤٢.

(٦٩) الاتقان ١ / ٤٢.

(٧٠) الاتقان ١ / ٤٣ ـ ٤٤.

(٧١) الاتقان ١ / ٤٤.


والمنسوخ) (٧٢) : عن الضحاك والسدي أنهما مكيتان.

وذكر أبو الحسن بن الحصار في كتابه (الناسخ والمنسوخ) أن المعوذتين مما اختلف فيه.

هذا ، وقد ذهب ثلة من متقدمي المفسرين ومتأخريهم إلى أن سورة الفلق مكية ، فكأنهم لم يعبأوا بما روي من قصة السحر وكونها سبب النزول.

واختار الجلال السيوطي في (الاتقان) (٧٣) ـ تبعا لجماعة ـ أن المعوذتين مدنيتان ، لأنهما نزلتا في قصة سحر لبيد بن الأعصم كما أخرجه البيهقي في (الدلائل). انتهى.

وهو أول الكلام وعين المتنازع فيه ، فكيف ينهض دليلا في محل النزاع؟! على أنك قد عرفت ما في رواية البيهقي في (دلائل النبوة) فراجع ثمة إن شئت.

ومنه يعلم ما في كلام الشهاب الخفاجي في (حاشية البيضاوي) (٧٤) إذ زعم أنه لا وجه للاختلاف في مكيتهما ومدنيتهما ، وأن الصحيح مدنيتهما معولا على قصة السحر ، وقد تقدم الكلام على ذلك آنفا.

__________________

(٧٢) معرفة الناسخ والمنسوخ ، المطبوع بهامش تفسير الجلالين ٢ / ١٦٠.

(٧٣) الاتقان ١ / ٥٥.

(٧٤) عناية القاضي وكفاية الراضي ٨ / ٤١٤.


فصل

ومن أقوى الأسباب الموجبة للإعراض عن هاتيك الأخبار وردها ، أنها توجب صدق قول الكفرة بأنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مسحور ، وقد قال الله تعالى : (وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا أنظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا) (٧٥).

وزعم قوم ممن أثبت تأثير السحر فيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أن الآية لا دلالة فيها على ذلك ، لأن المراد بها ـ والله أعلم ـ أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم مجنون بواسطة السحر ـ كما قاله البيضاوي وغيره (٧٦) ـ.

وقال الفخر الرازي في تفسيره (٧٧) : إن الكفار كانوا يريدون بكونه (مسحورا) أنه مجنون أزيل عقله بواسطة السحر فلذلك ترك دينهم. انتهى.

وفي تفسير الجلالين ١ / ١٤١ : (مسحورا) مخدوعا مغلوبا على عقله.

وأنت ـ يرحمك الله ـ إذا تأملت الآية الشريفة ونظيرتها في سورة الإسراء ، وأنعمت فيهما نظر التحقيق ، لعرفت أنهم ملزمون بما قالوا ، ومسلمون الحجة لخصمهم من غير أن يشعروا ، كيف لا؟! وكل مقر بأن المسحور من أصابه السحر فأثر فيه سواء في عقله أو سائر حواسه وجوارحه.

وظاهر أن المجنون الذي جن بغير السحر لا يقال له : مسحور ، بل يقال له : مجنون ، كما قالوه في حقه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وحكاه الله تعالى

__________________

(٧٥) سورة الفرقان ٢٥ : ٨ ـ ٩.

(٧٦) أنوار التنزيل ١ / ٥٨٧.

(٧٧) التفسير الكبير (مفاتح الغيب) ٣٢ / ١٨٨.


عنهم بقوله : (ويقولون إنه لمجنون) (٧٨) (ويقولون أئنا لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون) (٧٩) (وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون) (٨٠) فلا يطلق المسحور إلا على من سحر فخولط عقله وغلب عليه بسبب السحر ، وهذا لا ينكره الخصم ، بل قد أفصح عنه الرازي فيما تقدم من كلامه ، وصرح به الآلوسي في تفسيره حيث قال : أي سحر فجن (٨١).

ويشهد لذلك ما في التنزيل حكاية عن الكفار قولهم : (بل نحن قوم مسحورون) (٨٢) وفي التنزيل أيضا : (فقال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحورا) (٨٣) والله تعالى أعلى وأعلم.

فتبين أن المنفي ـ بنحو الأشعار ـ في الآيتين الكريمتين ليس الجنون المحض ، فإن ذلك منفي صريحا في آيات أخر ، بل ضرب خاص منه ـ أعني الجنون المسبب عن تأثير السحر الذي ادعوه في حقه صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم ـ ، فهما نافيتان للمسبب بلسان نفي السبب كما لا يخفى على المتأمل الفطن.

وعلى هذا فلا يلزم من دعوى المثبت أن لا يكون السحر قد أثر في عقله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم باعتقاد المشركين ـ والعياذ بالله ـ بل زعمهم التأثير أدعى لنفي دعواهم ورد افترائهم بأنه عليه وآله الصلاة والسلام إنما ترك عبادة آلهتهم لخلل في عقله ، وأنه مجنون أزل عقله بالسحر حيث ترك دينهم ـ كما عن السعد التفتازاني في شرح المقاصد (٨٤) ـ وإلا فهم لا يزعمون تأثير السحر

__________________

(٧٨) سورة القلم ٦٨ : ٥١.

(٧٩) سورة الصافات : ٣٧ : ٣٦.

(٨٠) سورة الحجر ١٥ : ٦.

(٨١) روح المعاني ١٥ / ٨٩.

(٨٢) سورة الحجر ١٥ : ١٥.

(٨٣) سورة الإسراء ١٧ : ١٠١.

(٨٤) شرح المقاصد ٥ / ٨١.


في سائر أعضائه وحواسه ـ سوى عقله ، ولا يعنونه ، لعدم تعلق غرض صحيح لهم بذلك ، فهذا لا ينهض دليلا للمثبتين ، بل هو حجة عليهم.

وبعد تحرير هذا الموضع وقفنا على كلام لابن القيم الجوزية قريب مما ذكرناه ، فرأيناه أن إيراده هاهنا لا يخلو من فائدة.

قال ـ بعد ذكر جوابين عن الآية (٨٥) ـ : فالصواب هو الجواب الثالث ، وهو جواب صاحب الكشاف وغيره : أن المسحور على بابه وهو منس حر حتى جن فقالوا : مسحور ، مثل مجنون ، أي زائل العقل لا يعقل ما يقول ، فإن المسحور الذي لا يتبع هو الذي فسد عقله بحيث لا يدري ما يقول ، فهو كالمجنون ، ولهذا قالوا فيه : (معلم مجنون) (٨٦) فأما من أصيب في بدنه بمرض من الأمراض يصاب به الناس فإنه لا يمنع ذلك من اتباعه ، وأعداء الرسل لم يقذفوهم بأمراض الأبدان ، وإنما قذفوهم بما يحذرون به سفهاءهم من أتباعهم ، ولهذا قال تعالى : (أنظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا) مثلوك بالشاعر مرة والساحر أخرى ، والمجنون مرة والمسحور أخرى ، فضلوا في جميع ذلك ضلال من يطلب في تيهه وتحيره طريقا يسلكه فلا يقدر عليه ، فإنه أي طريق أخذها فهي طريق ضلال وحيرة ، فهو متحير في أمره لا يهتدي سبيلا ولا يقدر على سلوكها ، فهكذا حال أعداء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم معه حتى ضربوا له أمثالا برأه الله منها ، وهو أبعد عنها ، وقد علم كل عاقل أنها كذب وافتراء وبهتان. انتهى.

ومما احتجوا به لنفي القول بتأثير السحر وعمله في النبي صلى الله عليه وآله وسلم قول جل ثناؤه ـ مخاطبا إياه ـ (والله يعصمك من الناس) (٨٧) فإن الآية عدة من الله تعالى بالحفظ والكلاءة ، والمعنى : والله يضمن لك العصمة

__________________

(٨٥) تفسير سورة الكافرون والمعوذتين : ٥٠.

(٨٦) سورة الدخان ٤٤ : ١٤.

(٨٧) سورة المائدة ٥ : ٦٧.


من أعدائك ـ كما قال الزمخشري في الكشاف (٨٨) ـ والسكوت عن تعيين ما يعصم منه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يفيد نوعا من التعميم ـ كما أفاده صاحب (الميزان) (٨٩) ـ فهو من مصاديق ما قرروه في الأصول من أن حذف المتعلق يفيد العموم.

وأورد السعد التفتازاني على الاستدلال بالآية : أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم معصوم من أن يهلكه الناس ، أو يوقع خللا في نبوته ، لا أن يوصل ضررا وألما إلى بدنه (٩٠). انتهى.

لكنك عرفت أن عدم ذكر المتعلق دليل على عموم العصمة من الضرر ، والسحر من أظهر مصاديقه ، وما ذكره إنما هو بعض ما عصم منه صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا دليل على اختصاص العصمة بالعصمة من إهلاك الناس إياه ، أو إيقاع الخلل في أمر النبوة إلا المورد والسياق ، لكنهم قرروا أن العبرة بعموم اللفظ لا خصوص السبب ، وأن المورد لا يخصص الوارد ، على أن المنصف لا يرتاب في أن تجويز تأثير السحر فيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مما يوجب الخلل في أمر النبوة ، إذ لا دافع لاحتمال العبث به عليه وآله الصلاة والسلام مدة عمره بسحره والتسلط على جوارحه وحواسه ، لأنه لو جاز ذلك في حقه ولو مرة لجاز مرات أخر وهلم جرا ، لا سيما إذا طال به ستة أشهر أو أربعين ليلة أو أدنى من ذلك أو أكثر ـ كما مر ـ وأنت غير غافل عما يترتب على ذلك من المفاسد والمحاذير ، فحيث يلزم هذا التالي الفاسد فلا بد من الالتزام بعدم تأثير السحر فيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مطلقا.

وأما ما أصابه ـ بأبي هو وأمي ـ في غزاة أحد من كسر رباعيته الشريفة

__________________

(٨٨) الكشاف ١ / ٣٥٣.

(٨٩) الميزان في تفسير القرآن ٦ / ٥١.

(٩٠) شرح المقاصد ٥ / ٨١.


وشج وجهه الأنور ، وما ناله قبل ذلك من ضرر الجهال وإيذائهم يوم الطائف وغير ذلك مما تواتر معناه أو كاد ، من الوقائع العظيمة والخطوب الجسمية فإنما وقع في أمر الدعوة إلى الله تعالى والجهاد في سبيله وطبائع هذه الأمور تقتضي مثل تلك المضرات ، ونحن لا ندفع ذلك البتة ، بل فيه دلالة على عصمته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من القتل فحسب دون سائر الأسباب التي لم يرفع أثرها فيه عليه وآله الصلاة والسلام.

على أن التمسك بعموم الآية يقتضي صونه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله حتى عن مثل ذلك ، منذ نزول الآية إلى حين وفاته ولحوقه بالرفيق الأعلى فضلا عن قتله والفتك به من قب لأعدائه ، فظهر مما ذكرنا أن قياس تأثير السحر فيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على تأثير السيف به وتسليط الحيات والعقارب عليه ليس في محله (٩١) ، فإن بين تأثير السحر وتأثير بعض تلك الأشياء فيه بونا بعيدا وفرقا شديدا ، مضافا إلى أن ظاهر الآية يدل على العصمة من شر الناس وأذاهم دون العقارب والحيات وأضرابهما ، فتنبه والله أعلم.

هذا ، ولكن قد يعكر على أصل الاحتجاج بالآية ما قد يقال من أن نزولها إنما كان بغدير خم بعد منصرفه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع ـ كما ذهب إليه أكثر المفسرين حتى كاد يكون إجماعا ـ ، وسحر لبيد ـ على تقدير ثبوته ـ كان قبل ذلك (٩٢) ، فالآية ناظرة لحين نزولها إلى آخر حياته

__________________

(٩١) خلافا لما أفاده كلام صاحب الجواهر ـ رحمه‌الله تعالى ـ في كتاب التجارة.

(٩٢) قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ١٠ / ٢٣٧ : وقد بين الواقدي السنة التي وقع فيها السحر : أخرجه عنه ابن سعد بسند له إلى عمر بن الحكيم مرسل ، قال : لما رجع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الحديبية في ذي الحجة ودخل المحرم من سنة سبع جاءت رؤساء اليهود إلى لبيد بن الأعصم ـ وكان حليفا في بني زريق ، وكان ساحرا ـ فقالوا له : يا أبا الأعصم ، أنت أسحرنا ، وقد سحرنا محمدا فلم نصنع شيئا ، ونحن نجعل لك جعلا على أن تسحره لنا سحرا ينكؤه ، فجعلوا له ثلاثة دنانير. انتهى.

وذكره القسطلاني في إرشاد الساري ٨ / ٤٠٥ فراجع.


صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ، وهو لا ينافي استمرار ما حصل له من الضرر بسبب ما قبل نزول الآية إلى وفاته ـ بأبي هو وأمي ـ كما في قصة الشاة المسمومة التي أهدتها اليهودية إليه في غزوة خيبر ، فتأمل.

ومما استندوا إليه في دعوى منع تأثير السحر في النبي صلى الله عليه وآله وسلم قول الله تعالى : (ولا يفلح الساحر حيث أتى) (٩٣) أي : جنس الساحر.

قال الإمام الطبرسي ـ رحمه‌الله ـ في تفسير الآية (٩٤) : أي : لا يظفر الساحر ببغيته ، إذ لا حقيقة للسحر ، وقيل : لا يفوز الساحر حيث أتى بسحره لأن الحق يبطله. انتهى.

قلت : أما على الأول فقد عرفت في صدر الرسالة أنه لا يبقى مجال للبحث في المقام ، وأما على الثاني فلا يجوز أن يقال : إن السحر تسلط ولو على غير عقله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لأن ذلك من فلاح الساحر وفوزه ببغيته في الجملة وقد فرض انتفاؤه ، لأن الحق يبطله ، فما ظنك برسول رب العالمين صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟!

واعترض السعد التفتازاني في (شرح المقاصد) (٩٥) دلالة الآية على المنع : بأن الساحر لا يوجد في كل عصر وزمان وبكل قطر ومكان ، ولا ينفذ حكمه كل أوان ، ولا له يد في كل شان. انتهى.

وهو وهم نشأ من عدم التدبر في معنى الآية ، لأن قوله تعالى (حيث أتى) كقولهم حيث سير وأية سلك وأينما كان ـ كما في الكشاف (٩٦) ـ وأين هذا من دعوى عدم وجود الساحر في كل زمان ومكان؟! على أنها أيضا لا تخلو من

__________________

(٩٣) سورة طه ٢٠ : ٦٩.

(٩٤) مجمع البيان في تفسير القرآن ٤ / ٢٠.

(٩٥) شرح المقاصد ٥ / ٨١.

(٩٦) الكشاف ٢ / ٤٤٠.


نظر ، إذ قد كان في بلاد الكثير كثير من الكهان والسحرة من أهل الكتاب وغيرهم من المشركين ، وكانت بضاعة السحر والتمويه رائجة عندهم في تلك العصور ، ولبيد بن الأعصم وبناته وأم عبد الله اليهودية إنما هم من آحادهم ، وكان هؤلاء ا لرهط في عصر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وزمانه ، وفي قطره ومكانه ، فكيف يعترض بما لا تعلق له بشئ من معنى الآية؟!

وأما دعواه أن حكم الساحر لا ينفذ في كل أوان ، ولا له يد في كل شأن ، فمردودة ، لظهورها في إثبات التأثير بالنسبة إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم موجبة جزئية ، والتحقيق نفي تأثير عمل الساحر في الأنبياء والأئمة عليهم‌السلام سالبة كلية ـ كما عرفت فيما مضى وسيأتي إن شاء الله تعالى ـ.

وإذا أحطت خبرا ما تلوناه عليك ظهر لك ما في كلام شيخ الإسلام المجلسي ـ رحمه‌الله ـ وغيره من أفاضل أهل عصرنا حيث ادعى أنه لم يقم برهان على امتناع السحر إذا لم ينته إلى حد يخل بغرض البعثة كالتخبيط والتخليط ، فإنه إذا كان الله سبحانه أقدر الكفار لمصالح التكليف على حبس الأنبياء عليهم‌السلام والأوصياء عليهم‌السلام وضربهم وجرحهم وقتلهم بأشنع الوجوه ، فأي استحالة على أن يقدروا على فعل يؤثر فيهم هما ومرضا؟! (٩٧). انتهى.

فإن في التوالي الفاسدة المترتبة على تجويز تأثير السحر في النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ وإن لم ينته إلى الحد المذكور ـ كفاية في المنع من التجويز ، إذ الشئ قد يستحيل ويمتنع للوازمه الباطلة وتواليه الفاسدة وإن لم يكن في ذاته ممتنعا ، فتنبه.

وما بنى عليه دعواه واعتل به لعدم الامتناع من أن الكفار إذا قدروا على إيذاء الأنبياء والأوصياء عليهم‌السلام بالضرب والقتل ، فلا استحالة في قدرتهم

__________________

(٩٧) بحار الأنوار ٦٣ / ٤١.


على ما دون ذلك كالسحر ، بين الضعف ، لأن الله تعالى قد ضمن لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم العصمة من القتل كما قال عز من قائل (والله يعصمك من الناس) فلا يقع ما ذكره من القتل في حق نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم ، فلا تثبت أولوية القدرة على سحره عليه وآله الصلاة والسلام ، بل دون ثبوتها خرط القتاد.

وأما غيره من أنبياء الله تعالى ورسله وأئمة الهدى صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، فإنهم وإن لم يعصموا من القتل إلا أن امتناع تأثير السحر وعمله فيهم يجري من وجه آخر ، وهو أن تجويز تأثيره فيهم يوجب الإخلال في أمر النبوة والإمامة بالتقرير المتقدم.

فإن قلت : ما تقول في قول الله تعالى : (ومن شر النفاثات في العقد) فإن لم تكن فيه إشارة إلى قصة سحر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتعليمه التعوذ من شر السواحر فما معنى الاستعاذة من شرهن؟!

قلت : ذكر الزمخشري في ذلك ثلاثة أوجه :

أحدها : أن يستعاذ من عملهن الذي هو صنعة السحر ، ومن إثمهن في ذلك.

والثاني : أن يستعاذ من فتنتهن الناس بسحرهن وما يخدعنهم به من باطلهن.

والثالث : أن يستعاذ مما يصيب الله به من الشر عند نفثهن.

قال : ويجوز أن يراد بهن النساء الكيادات من قوله : (إن كيدكن عظيم) (٩٨) تشبيها لكيدهن بالسحر ، والنفث في العقد ، أو اللاتي يفتن الرجال بتعرضهن لهم وعرضهن محاسنهن كأنهن يسحرنهم بذلك. انتهى (٩٩).

__________________

(٩٨) سورة يوسف ١٢ : ٢٨.

(٩٩) الكشاف ٤ / ٢٤٤.


وحكى الإمام الطبرسي ـ رحمه‌الله ـ في (مجمع البيان) (١٠٠) عن أبي مسلم : أن النفاثات النساء اللاتي يملن آراء الرجال ويصرفنهم عن مرادهم ويردونهم إلى آرائهن ، لأن العزم والرأي يعبر عنهما بالعقد ، فعبر عن حلها بالنفث ، فإن العادة جرت أن من حل عقدا نفث فيه. انتهى.

وسيأتي في كلام شيخ الإسلام البهائي ـ رحمه‌الله ـ : أن الأمر بالاستعاذة من سحرهن لا يدل على تأثير السحر فيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فهو كالدعاء في (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) (١٠١).

على أن المتأمل يعلم أن القول بكون النفاثات هن السواحر لا يوافق القول بأن المعوذتين إنما أنزلتا في قصة سحر لبيد بن أعصم اليهودي ، إذ لو كان ذلك حقا لكان ينبغي التعوذ من شر السحرة النفاثين لا السواحر النفاثات.

ولعل الآلوسي تنبيه لذلك حيث اختار في (تفسيره) (١٠٢) : أن المراد بالنفاثات النفوس السواحر اللاتي يعقدن عقدا في خيوط وينفثن عليها.

قال : فالنفاثات صفة للنفوس ، واعتبر ذلك لمكان التأنيث ، مع أن تأثير السحر إنما هو من جهة النفوس الخبيثة والأرواح الشريرة وسلطانه منها ، وجعل هذا التقدير أولى من تقدير بعضهم النساء موصوفا ليشمل الرجال ويتضمن الإشارة السابقة ويطابق سبب النزول ، فإن الذي سحره صلى الله عليه وآله وسلم كان رجلا على المشهور وقيل أعانه بعض النساء. انتهى.

وسبقه إلى ذلك ابن القيم في (تفسير المعوذتين) (١٠٣) وكأنه أخذه منه ، والله أعلم.

__________________

(١٠٠) مجمع ا لبيان ١٠ / ٥٩٦.

(١٠١) سورة البقرة : ٢ : ٢٨٦.

(١٠٢) روح المعاني ٣٠ / ٢٨٢.

(١٠٣) تفسير المعوذتين ٤٣ ـ ٤٤.


نعم ، يمكن أن يكون اليهودي أو بناته ـ على ما روي ـ اجتهدوا في سحره صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلم يقدروا عليه ، وأطلع الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم على ما فعلوه من التمويه حتى استخرج ، وكان ذلك دلالة على صدقه ـ كما قال الإمام الطبرسي رحمه‌الله في تفسيره الكبير (١٠٤) ـ لكن لا يدل ذلك على كون النفاثات في الآية هن بنات لبيد كما توهم ، كيف وأن جل من ذكروا القصة أسند فعل السحر إلى ابن أعصم لكونه هو الذي تولاه؟! وهذا مما يعضد الإشكال الذي بيناه آنفا.

هذا كله مضافا إلى أن ابن جرير الطبري ـ مع إمامته وتقدمه في علم التفسير ـ لم يذكر في تفسيره (جامع البيان) قصة السحر ولم يومئ إليها ، وصنيعه هذا مشعر بعدم اعتماده واعتداده في شأن نزول المعوذتين على تلك الواقعة المحكية ، وهذا مما يوهن مذهب المثبتين لحديث السحر من أهل نحلته وإن أخرجه الشيخان في الصحيحين ، فتنبه.

__________________

(١٠٤) مجمع البيان ١٠ / ٥٦٨.


تتمة

فإن قال قائل : حسبك في صحة حديث السحر وتأثيره اتفاق الأمة على تسمية السورتين بالمعوذتين منذ الصدر الأول ، ونزولهما لتعويذه واسترقائه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مما أصابه.

قلنا : لسنا ننكر نزول المعوذتين في شكوى أصابته صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ، بل نقول به موجبة جزئية ، إلا أن الجزم بكونها عمل السحر فيه عليه وآله الصلاة والسلام مشكل ، لأن ظاهر ما جاء في شأن نزولهما أعم من ذلك ، فلا يدل عليه ـ كما لا يخفى ـ.

عن الفضيل بن يسار ، قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اشتكى شكوى شديدة ووجع وجعا شديدا ، فأتاه جبرائيل وميكائيل عليهما‌السلام فقعد جبرائيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه ، فعوذه جبرائيل ب (قل أعوذ برب الفلق) وعوذه ميكائيل ب (قل أعوذ برب الناس).

وروى أبو خديجة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : جاء جبرائيل إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو شاك فرقاه بالمعوذتين وقل هو الله أحد ، وقال : باسم الله أرقيك ، والله يشفيك من كل داء يؤذيك ، خذها فلتهنيك (١٠٥).

وذكر الإمام فخر الرازي في تفسيره الكبير ٣ / ١٨٧ وجهين آخرين ـ سوى قصة السحر ـ في سبب نزول الروح الأمين بالمعوذتين على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

__________________

(١٠٥) مجمع البيان ١٠ / ٥٦٩ ، الدر المنثور ٦ / ٤١٩.


أحدهما ما روي من أن جبرئيل عليه‌السلام أتاه وقال : إن عفريتا من الجن يكيدك فقال : إذا أويت إلى فراشك قل أعوذ برب ، السورتين.

وثانيهما أن الله تعالى أنزلهما عليه ليكونا رقية من العين ، وعن سعيد بن المسيب : أن قريشا قالوا : تعالوا نتجوع فنعين محمدا ففعلوا ، ثم أتوه وقالوا : ما أشد عضدك وأقوى ظهرك وأنضر وجهك ، فأنزل الله تعالى المعوذتين. انتهى.

ويستفاد منه أن المعوذتين مكيتان فتبطل حجة القوم وتدحض ، ولم يبق لهم متشبث بحديث السحر ولا مستمسك.

هذا ، مع مخالفة أصل الدعوى لمحكمات الكتاب المجيد ـ كما عرفت ـ والله الهادي إلى سواء السبيل ، وهو حسبنا ونعم الوكيل.


فصل

وحيث تحققت أن دعوى تأثير السحر في نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مما لا أصل له البتة ، فلا بأس بإيراد طرف من كلام أكابر علماء الفريقين وأئمتهم في ذلك كسرا لسورة الاستبعاد ، وإتماما للفائدة ، فنقول وبالله التوفيق : قال شيخ الطائفة المحقة الإمام أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ـ رضوان الله عليه ـ في تفسيره (التبيان) (١٠٦) : ولا يجوز أن يكون النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سحر ـ على ما رواه القصاص الجهال ـ لأن من يوصف بأنه مسحور فقد خبل عقله ، وقد أنكر الله تعالى ذلك في قوله : (وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا) ولكن قد يجوز أن يكون بعض اليهود اجتهد في ذلك فلم يقدر عليه ، فأطلع الله نبيه على ما فعله حتى استخرج ما فعلوه من التمويه ، وكان دلالة على صدقه ومعجزة له. انتهى.

وقال أمين الملة والدين أبو علي الفضل بن الحسن الطوسي ـ رحمه‌الله تعالى ـ في تفسير الكبير (مجمع البيان) (١٠٧) : فأما ما روي من الأخبار أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سحر فكان يرى أنه فعل ما لم يفعله ، أو أنه لم يفعل ما فعله ، فأخبار مفتعلة لا يلتفت إليها ، وقد قال الله سبحانه وتعالى حكاية عن الكفار : (إن تتبعون إلا رجلا مسحورا) فلو كان للسحر عمل فيه لكان الكفار صادقين في مقالهم ، حاشا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من كل صفة نقص تنفر عن قبول قوله ، فإنه حجة الله على خليفته ، وصفوته على بريته. انتهى.

وقال أيضا (١٠٨) ـ بعد ما حكى عنهم قصة لبيد في شأن نزول المعوذتين :

__________________

(١٠٦) التبيان ١٠ / ٤٣٤.

(١٠٧) مجمع البيان ١ / ١٧٧.

(١٠٨) مجمع البيان ١٠ / ٥٦٨.


وهذا لا يجوز ، لأن من وصف بأنه مسحور فكأنه قد خبل عقله ، وقد أبى الله سبحانه ذلك في قوله : (وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا أنظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا) ولكن يمكن أن يكون اليهودي أو بناته ـ على ما روي ـ اجتهدوا في ذلك فلم يقدروا عليه ، وأطلع الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم على ما فعلوه من التمويه حتى استخرج ، وكان ذلك دلالة على صدقه.

قال : وكيف يجوز أن يكون المرض من فعلهم ، ولو قدروا على ذلك لقتلوه وقتلوا كثيرا من المؤمنين مع شدة عداوتهم له؟! انتهى.

وقريب من ذلك ما ذكره الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره ، وكذا الجرجاني في (المحاسن) والكاشفي في المنهج وخلاصته حاكيا اتفاق علماء الإمامية على عدم تأثير السحر فيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

وقال الإمام العلامة جمال الدين ابن المطهر ـ رحمه‌الله تعالى ورضي عنه وأرضاه ـ في كتابه (منتهى المطلب) ـ بعد إيراده رواية البخاري المتقدمة ـ : وهذا القول عندي باطل ، والروايات ضعيفة ، خصوصا رواية عائشة ، لاستحالة تطرق السحر إلى الأنبياء عليهم‌السلام. انتهى.

وقال شيخ الإسلام بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي ـ رحمه‌الله تعالى ـ في (مفتاح الفلاح) (١٠٩) : اعلم أنا معاشر الإمامية على أن السحر لم يؤثر في النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وأمره في هذه السورة ـ يعني سورة الفلق ـ بالاستعاذة من سحرهن لا يدل على تأثير السحر فيه صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم ، وهو كالدعاء في (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا).

قال : وأما ما نقله المخالفون من أن السحر أثر فيه صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم ـ كما رواه البخاري ومسلم من أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سحر حتى

__________________

(١٠٩) مفتاح الفلاح : ٩٣.


أنه كان يخيل إليه أنه فعل الشئ ولم يكن فعله ـ فهو من جملة الأكاذيب ، ولو صح ما نقلوه لصدق قول الكفار : (إن تتبعون إلا رجل مسحورا) انتهى.

وحكاه الشيخ فخر الدين ابن طريح ـ رحمه‌الله ـ في مادة (نفث) من (مجمع البحرين) ولم يتعقبه بشئ.

وقال شيخ الإسلام المجلسي ـ رحمه‌الله ـ في (بحار الأنوار) (١١٠) : المشهور بين الإمامية عدم تأثير السحر في الأنبياء والأئمة عليهم ا لسلام ، وأولوا بعض الأخبار الواردة في ذلك ، وطرحوا بعضها. انتهى.

وقال العلامة الفهامة الشريف السيد محمد الجواد العاملي ـ رحمه‌الله ـ في (مفتاح الكرامة) (١١١) : قد ورد في بعض أخبارنا وفاقا لروايات العامة عن عائشة أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سحره لبيد بن أعصم اليهودي ، وقد أنكره الشيخ في (الخلاف) والمصنف ـ يعني العلامة ابن المطهر رحمه‌الله ـ في (المنتهى) وجماعة ، وهو كذلك قطعا كما تقضي به أصول المذهب ، والروايات شاذة ضعيفة ، محمولة على التقية ، مخالفة للأصول والقواعد والاعتبار ، فلا يلتفت إلى ما احتمله في البحار. انتهى.

قلت : كأنه عنى قول المجلسي رحمه‌الله (١١٢) : إن السحر يندفع بالعوذ والآيات والتوكل ، وهم عليهم‌السلام معادن جميع ذلك فتأثيره فيهم مستبعد. انتهى.

لكن ظهور الأحاديث المتقدمة في تأثير السحر فيه صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم ظهورا قطعيا تدفع ما ذكره شيخ الإسلام رحمه‌الله ، على أن كل من صحح حديث السحر قد أثبت تأثيره في الجملة ، فتنبه.

هذا ، وأما جمهور أهل الخلاف فقد صححوا حديث السحر وأثبتوه

__________________

(١١٠) بحار الأنوار ١٨ / ٧٠.

(١١١) مفتاح الكرامة ٤ / ٧٣.

(١١٢) بحار الأنوار ٦٣ / ٤١.


متعبدين بوروده في الصحيحين ، وقد عرفت ما في ذلك ، إلا أن طائفة من متقدميهم ومتأخريهم أنكروا عمل السحر وتأثيره في النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم ، ولم يحتفلوا بالأحاديث الواردة في إثباته ، وينبغي أن نذكر هنا نبذة من كلامهم في ذلك مما وقفنا عليه على العجالة ، فنقول :

قال أبو بكر أحمد بن علي الرازي الجصاص في كتاب (أحكام القرآن) (١١٣) ـ بعد الإنكار الشديد على من أثبت للسحر حقيقة ـ : وقد أجازوا من فعل الساحر ما هو أطم من هذا وأفظع ، وذلك أنهم زعموا أن النبي عليه السلام سحر ، وأن السحر عمل فيه حتى قال فيه : إنه يتخيل لي أني أقول الشئ وأفعله ولم أقله ولم أفعله ، وأن امرأة يهودية سحرته في جف طلعة وهو تحت راعوفة البئر ، فاستخرج وزال عن النبي عليه‌السلام ذلك العارض ، وقد قال الله تعالى مكذبا للكفار فيما ادعوه من ذلك للنبي صلى الله عليه [وآله] وسلم فقال جل من قائل : (وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا).

قال : ومثل هذه الأخبار من وضع الملحدين تلعبا بالحشو الطغام ، واستجرارا لهم إلى القول بإبطال معجزات الأنبياء عليهم‌السلام والقدح فيها ، وأنه لا فرق بين معجزات الأنبياء وفعل السحرة وأن جميعه من نوع واحد.

قال : والعجب ممن يجمع بين تصديق الأنبياء عليهم‌السلام وإثبات معجزاتهم وبين التصديق بمثل هذا من فعل السحرة مع قوله تعالى : (ولا يفلح الساحر حيث أتى) فصدق هؤلاء من كذبه الله وأخبر ببطلان دعواه وانتحاله.

قال : وجائز أن تكون المرأة اليهودية بجهلها فعلت ذلك ظنا منها بأن ذلك يعمل في الأجساد وقصدت به النبي عليه‌السلام ، فأطلع الله نبيه على

__________________

(١١٣) أحكام القرآن ١ / ٦٠.

(١١٤) المشاقة ـ كثمامة ـ : ما سقط من الشعر أو الكتان عند المشط.


موضع سرها ، وأظهر جهلها فيما ارتكبت وظنت ، ليكون ذلك من دلائل نبوته ، لا أن ذلك ضره وخلط عليه أمره ، ولم يقل كل الرواة أنه اختلط عليه أمره ، وإنما هذا اللفظ زيد في الحديث ولا أصل له. انتهى.

وحكى الفخر الرازي في (مفاتح الغيب) (١١٥) عن القاضي قال : هذه الرواية باطلة ، وكيف يمكن القول بصحتها والله تعالى يقول : (والله يعصمك من الناس) وقال : (ولا يفلح الساحر حيث أتى)؟! ولأن تجويزه يفضي إلى القدح في النبوة ، ولأنه لو صح ذلك لكان من الواجب أن يصلوا إلى الضرر لجميع الأنبياء والصالحين ، ولقدروا على تحصيل الملك العظيم لأنفسهم ، وكل ذلك باطل ، ولأن الكفار كانوا يعيرونه بأنه مسحور ، فلو وقعت هذه الواقعة لكان الكفار صادقين في تلك الدعوة ولحصل فيه عليه‌السلام ذلك العيب ، ومعلوم أن ذلك غير جائز. انتهى.

وقال الشيخ الإمام محمد عبده بتفسير سورة الفلق من كتابه (تفسير جزء عم) (١١٦) : قد رووا هاهنا أحاديث في أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سحره لبيد بن الأعصم وأثر سحره فيه حتى كان يخيل له أنه يفعل الشئ وهو لا يفعله ، أو يأتي شيئا وهو لا يأتيه ، وأن الله أنبأه بذلك وأخرجت مواد السحر من بئر وعوفي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مما كان نزل به من ذلك ونزلت هذه السورة.

ولا يخفى أن تأثير السحر في نفسه عليه‌السلام حتى يصل به الأمر إلى أن يظن أنه يفعل شيئا وهو لا يفعله ، ليس من قبيل تأثير الأمراض في الأبدان ، ولا من قبيل عروض السهو والنسيان في بعض الأمور العادية (١١٧) بل هو ماس بالعقل آخذ بالروح ، وهو مما يصدق قول المشركين فيه : (إن تتبعون إلا رجلا

__________________

(١١٥) مفاتح الغيب ٣٢ / ١٨٧ ـ ١٨٨.

(١١٦) تفسير جزء عم : ١٨٠.

(١١٧) حاشاه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من ذلك ، فإنه منزه عنه على مذهب أهل الحق ، أعلى الله كلمتهم وأنار برهانهم.


مسحورا) وليس المسحور عندهم إلا من خولط عقله وخيل له أن شيئا يقع وهو لا يقع فيخيل إليه أنه يوحى إليه ولا يوحى إليه ، وقد قال كثير من المقلدين الذين لا يعقلون ما هي النبوة وما يجب لها : إن الخبر بتأثير السحر في النفس الشريفة قد صح فلزم الاعتقاد به ، وعدم التصديق به من بدع المبتدعين ، لأنه ضرب من إنكار السحر وقد جاء القرآن بصحة السحر ، فانظر كيف ينقلب الدين الصحيح والحق الصريح في نظر المقلد بدعة ـ نعوذ بالله ـ ، يحتج بالقرآن على ثبوت السحر ، ويعرض عن القرآن في نفسه السحر عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعده من افتراء المشركين عليه ، ويؤول في هذه ولا يؤول في تلك! مع أن الذي قصده المشركون ظاهر ، لأنهم كانوا يقولون : إن الشيطان يلابسه عليه‌السلام ، وملابسة الشيطان تعرف بالسحر عندهم وضرب من ضروبه ، وهو بعينه أثر السحر الذي نسب إلى لبيد ، فإنه خالط عقله وإدراكه في زعمهم.

قال : والذي يجب اعتقاده أن القرآن مقطوع به ، وأنه كتاب الله بالتواتر عن المعصوم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فهو الذي يجب الاعتقاد بما يثبته وعدم الاعتقاد بما ينفيه ، وقد جاء ينفي السحر عنه عليه‌السلام حيث نسب القول بإثبات حصول السحر له إلى المشركين أعدائه ، ووبخهم على زعمهم هذا ، فإن هو ليس بمسحور قطعا.

قال (١١٨) : وأما الحديث ـ على فرض صحته ـ فهو آحاد ، والآحاد لا يؤخذ بها في باب العقائد ، وعصمة النبي من تأثير السحر في عقله عقيدة من العقائد لا يؤخذ في نفيها عنه إلا باليقين ، ولا يجوز أن يؤخذ فيها بالظن والمظنون ، على أن الحديث الذي يصل إلينا من طريق الآحاد إنما يحصل الظن عند من صح عنده ، أما من قامت له الأدلة على أنه غير صحيح فلا تقوم به عليه حجة.

وعلى أي حال فلنا ، بل علينا أن نفوض الأمر في الحديث ولا نحكمه

__________________

(١١٨) تفسير جزء عم : ١٨١.


في عقيدتنا ، ونأخذ بنص الكتاب وبدليل العقل ، فإنه إذا خولط النبي في عقله ـ كما زعموا ـ جاز عليه أن يظن أنه بلغ شيئا وهو لم يبلغه ، أو أن شيئا نزل عليه وهو لم ينزل عليه ، والأمر ظاهر لا يحتاج إلى بيان.

ثم إن نفي السحر عنه لا يستلزم نفي السحر مطلقا ، فربما جاز أن يصيب السحر غيره بالجنون نفسه ، ولكن من المحال أن يصيبه لأن الله عصمه منه.

ما أضر المحب الجاهل ، وما أشد خطره على من يظن أنه يحبه ، نعوذ بالله من الخذلان.

قال (١١٩) : ولو كان هؤلاء يقدرون الكتاب قدره ، ويعرفون من اللغة ما يكفي لعاقل أن يتكلم ، ما هذروا هذر الهذر ، ولا وصموا الإسلام بهذه الوصمة ، وكيف يصح أن تكون هذه السورة نزلت في سحر النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع أنها مكية في قول عطاء والحسن وجابر وفي رواية كريب عن ابن عباس ، وما يزعمون من السحر إنما وقع بالمدينة؟! لكن من تعود القول بالمحال ، لا يمكن الكلام معه بحال ، نعوذ بالله من الخبال. انتهى كلامه.

وإنما ذكرناه بطوله لاشتماله على فوائد جمة ومطالب مهمة ، وأرباب الفضل لا يسأمون من ذلك.

وذكر تلميذه الشيخ محمد رشيد رضا في (تفسير المنار) (١٢٠) : أن كتاب البخاري لا يخلو من أحاديث قليلة في متونها نظر ، قد يصدق عليه بعض ما عدوه من علامة الوضع ، كحديث سحر بعضهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم ، الذي أنكره بعض العلماء كالإمام الجصاص من المفسرين المتقدمين والأستاذ الإمام محمد عبده من المتأخرين ، لأنه معارض بقوله تعالى : (إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا أنظر كيف ضربوا لك الأمثال

__________________

(١١٩) تفسير جزء عم : ١٨٢.

(١٢٠) تفسير المنار ٢ / ١٠٤ ـ ١٠٥.


فضلوا فلا يستطيعون سبيلا) (١٢١). انتهى.

وبالجملة : فمن أمعن نظر الإنصاف في ما تقدم علم أن ما اشتهر في بعض الكتب وشاع على الألسنة من عمل السحر وتأثيره في النبي صلى الله عليه وآله وسلم مما لا أصل له ، وإن وردت بذلك بعض الروايات من طرق الفريقين فإنك قد عرفت ما فيها ، ولا أقل من حمل ما جاء من طريقنا على التقية لموافقتها لأحاديث العامة ومخالفتها للاعتقاد السديد ومذهب الأئمة المحققين من أهل العلم من العصابة الناجية المفلحة ، رحمهم‌الله تعالى ، ونفعنا بعلومهم ، وأفاض علينا من بركاتهم ، آمين.

ولو تنزلنا فإنه يجوز أن يكون عليه وآله والصلاة والسلام قصد بالسحر ، لكنه لم يعمل فيه كرامة من الله تعالى له وإظهارا لمعجزته ، وهذا ليس مما نحن فيه في شئ ، إذ النزاع في تأثيره في النفس الشريفة ودونه الشم الراسيات.

فلا التفات ـ بعد ما تبين الحق الذي هو أحق بالأتباع ـ إلى إزراء المازري (١٢٢) وغيره ممن صوب القول بتأثره صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالسحر ، بالطاعنين في تلك المقالة.

وهذا آخر ما قصدنا إيراده في هذه الرسالة ، والله سبحانه وتعالى أعلم ، وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصفوة صحبه وسلم ، ومجد وكرم ، وشرف وعظم.

* * *

__________________

(١٢١) سورة الإسراء ١٧ : ٤٧ ـ ٤٨.

(١٢٢) كما حكاه عنه الحافظ ابن حجر في فتح الباري ١٠ / ٢٣٧ ، والقسطلاني في إرشاد الساري ٨ / ٤٠٣ ، والنووي في شرح صحيح مسلم ٩ / ١٦.


المصادر

١ ـ الاتقان في علوم القرآن ، للحافظ جلال الدين السيوطي ـ تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم.

٢ ـ أحكام القرآن ، لأبي بكر أحمد بن علي الرازي الجصاص ـ تحقيق محمد الصادق قمحاوي ـ ط شركة مكتبة ومطبعة عبد الرحمن محمد ـ الطبعة الثانية.

٣ ـ إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري ، لشهاب الدين أحمد بن محمد القسطلاني ـ ط سنة ١٣٠٥ ه.

٤ ـ أنوار التنزيل وأسرار التأويل ، للقاضي البيضاوي ـ ط.

٥ ـ بحار الأنوار ، للعلامة المحدث المجلسي ـ ط دار الأضواء ـ بيروت.

٦ ـ تاريخ بغداد ، للخطيب البغدادي ـ ط مطبعة السعادة ـ بمصر.

٧ ـ التبيان في تفسير القرآن ، للشيخ الإمام أبي جعفر الطوسي ـ تحقيق أحمد قصير العاملي ـ ط النجف.

٨ ـ تدريب الراوي ـ شرح تقريب النواوي ، للحافظ جلال الدين السيوطي ـ تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف ـ الطبعة الأولى سنة ١٣٧٩ ه ـ القاهرة.

٩ ـ تفسير جزء عم ، للشيخ محمد عبده ـ ط محمد علي صبيح سنة ١٣٨٧ ه.

١٠ ـ تفسير الجلالين ، لجلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي ـ ط. المطبعة العامرة الشرفية سنة ١٣١٧ ه ـ مصر.

١١ ـ تفسير سورة الكافرون والمعوذتين ، لابن قيم الجوزية ـ تحقيق محمد حامد الفقي ـ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت.

١٢ ـ تفسير فرات إبراهيم الكوفي ـ ط النجف.

١٣ ـ تفسير المنار ، لمحمد رشيد رضا ـ ط مطبعة المنار ـ مصر.

١٤ ـ تنقيح المقال في علم الرجال ، للعلامة الجليل الشيخ عبد الله المامقاني ـ ط المطبعة المرتضوية سنة ١٣٤٢ ه.

١٥ ـ تهذيب التهذيب ، للحافظ ابن حجر العسقلاني ـ ط دار إحياء التراث العربي


سنة ١٤١٢ لا.

١٦ ـ الجواهر المضية في طبقات الحنفية ، لعبد القادر بن محمد القرشي ـ طبعة حيدر آباد سنة ١٣٣٢ ه.

١٧ ـ الخلاف في الفقه ، للشيخ الإمام أبي جعفر الطوسي.

١٨ ـ الدر المنثور في التفسير بالمأثور للحافظ جلال الدين السيوطي ـ ط الميمنية سنة ١٣١٤ ه.

١٩ ـ دعائم الإسلام ، للقاضي أبي حنيفة النعمان ـ أفسيت مؤسسة آل البيت عليهم السلام ـ قم.

٢٠ ـ دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة ، للبيهقي ـ تحقيق عبد المعطي قلعجي ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت.

٢١ ـ رجال النجاشي ، لأبي العباس النجاشي ـ ط. جماعة المدرسين بقم ـ بتحقيق آية الله السيد موسى الزنجاني.

٢٢ ـ روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني (تفسير الآلوسي) ، لشهاب الدين محمود بن عبد الله الآلوسي ـ ط دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.

٢٣ ـ سنن النسائي بشرح السيوطي ، ط دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.

٢٤ ـ شرح المقاصد ، لسعد الدين التفتازاني ـ تحقيق الدكتور عبد الرحمن عميرة ، أوفسيت مكتبة الشريف الرضي ـ قم ١٣٧١ ه. ش.

٢٥ ـ صحيح البخاري ، لمحمد بن إسماعيل البخاري.

٢٦ ـ صحيح مسلم ، لمسلم بن الحجاج النيسابوري.

٢٧ ـ طب الأئمة عليهم‌السلام ، لابني بسطام ـ ط المطبعة الحيدرية ـ النجف.

٢٨ ـ عناية القاضي وكفاية الراضي ، لشهاب الدين الخفاجي (حاشية البيضاوي) دار الطباعة العامرة ببولاق ـ مصر سنة ١٢٨٣ ه.

٢٩ ـ فتح الباري بشرح صحيح البخاري ، للحافظ ابن حجر العسقلاني ـ ط دار الريان للتراث ـ مصر سنة ١٤٠٧ ه.

٣٠ ـ فتح المغيث بشرح ألفية الحديث ، للحافظ زين الدين العراقي ـ تحقيق محمود


ربيع ـ عالم الكتب ـ بيروت ـ الطبعة الثانية سنة ١٤٠٨ ه.

٣١ ـ الكشاف عن حقائق التنزيل (تفسير الزمخشري) ، لجار الله محمود بن عمر الزمخشري ، ط دار المعرفة ـ بيروت.

٣٢ ـ لسان الميزان ، للحافظ ابن حجر العسقلاني ـ ط حيدر آباد سنة ١٣٣١ ه.

٣٣ ـ مبادئ الوصول إلى علم الأصول ، للعلامة الحسن بن يوسف المطهر الحلي ـ تحقيق عبد الحسين محمد علي البقال.

٣٤ ـ مجمع البيان في تفسير القرآن ، للإمام أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي ـ أفسيت المكتبة العلمية الإسلامية ـ طهران.

٣٥ ـ مرقاة المفاتيح لمشكاة المصابيح ، لعلي بن سلطان محمد الهروي القاري ـ ط المطبعة الميمنية بمصر سنة ١٣٠٩ ه.

٣٦ ـ المصنف ، لأبي بكر بن أبي شيبة ـ ط.

٣٧ ـ مفاتح الغيب (تفسير الرازي) ، ط المطبعة البهية المصرية.

٣٨ ـ مفتاح الفلاح ، لشيخ الإسلام بهاء الدين العاملي ـ ط مصر سنة ١٣٢٤ ه.

٣٩ ـ مفتاح الكرامة في شرح قواعد العلامة ، للفقيه المحقق السيد محمد جواد الحسيني العاملي ـ ط المطبعة الرضوية بمصر سنة ١٣٢٣ ه.

٤٠ ـ منتهى المطلب في تحقيق المذهب ، للعلامة الحلي ـ ط إيران.

٤١ ـ الميزان في تفسير القرآن ، للعلامة السيد محمد حسين الطباطبائي ـ منشورات مؤسسة الأعلمي ـ بيروت.

٤٢ ـ هدي الساري ـ مقدمة فتح الباري ، للحافظ ابن حجر العسقلاني ـ ط دار الريان للتراث ـ مصر سنة ١٤٠٧ ه.

* * *


تشييد المراجعات

وتفنيد المكابرات

(٣)

السيد علي الحسيني الميلاني

قيل :

(قوله (ونقل هذه الكلمة عنه جماعة كثيرون ، أحدهم ابن حجر ...) لا يغني عنه شيئا ، فهل يتحول الكذب إلى صدق إذ كثر ناقلوه؟).

أقول :

هذا كلام باطل ، لأن الكذب لا يتحول إلى صدق إذا كثر ناقلوه ، لكن هذا الحديث حق وصدق لا (كذب). على أنه لو كان كذبا لم يخل حال ناقليه عن أحد حالين :

إما أن يكونوا جاهلين بكونه كذبا ... وهذا لا يلتزم به هذا القائل ولا غيره ، وكيف يلتزم بجهل نقلة هذا الحديث بحاله ، وهم أئمة الحديث المرجع إليهم في روايته ومعرفته؟! إذ فيهم :

محمد بن سليمان المطين.

وعبد الله بن أحمد بن حنبل.

والحسن بن عمر الفقيمي.

والحسن بن صالح بن حي.


وأبو أحمد الزبيري الحبال.

وعمر بن شبة.

وأبو طاهر المخلص.

وابن السمرقندي.

وابن عساكر.

والسخاوي ...

وإما أن يكونوا عالمين بكونه كذبا ... وهذا أيضا لا يلتزم به القائل ولا غيره ، لأن معناه أن يتعمد هؤلاء الأئمة الثقات الفطاحل نقل حديث كذب على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فيسقطون عن العدالة والوثاقة ، ويعدون في جملة من تعمد الكذب عليه ، ومن كذب على الرسول الأمين فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين!

* قال السيد :

(وخطب الإمام المجتبى أبو محمد الحسن السبط سيد شباب أهل الجنة فقال : اتقوا الله فينا فإنا أمراؤكم).

قال في الهامش : (فراجعها في أواخر باب وصية النبي بهم ، من الصواعق المحرقة لابن حجر ، صفحة ١٣٧.)

قيل :

(راجعناها في الصواعق ٢٢٩ ، فوجدنا المؤلف الموسوي قد سلخها من كلام الحسن لأمر ما. يقول ابن حجر : وقد صرح الحسن رضي‌الله‌عنه بذلك ، فإنه حين استخلف وثب عليه رجل من بني أسد فطعنه وهو ساجد بخنجر لم يبلغ منه مبلغا ، ولذا عاش بعده عشر سنين فقال : يا أهل العراق ، اتقوا الله فينا ، فإنا أمراؤكم وضيفاكم ، ونحن أهل البيت الذين قال الله عزوجل فيهم : (إنما


يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). قالوا : ولأنتم هم؟ قال : نعم.

ويكفي هذا الكلام ضعفا أن رواه الثعلبي في تفسيره كما صرح بذلك في الصواعق).

أقول :

أولا : يكفي وروده في كتب أهل السنة ، إذ يكون بذلك مورد اتفاق المسلمين ، ولا ريب في وجوب الأخذ بكل أمر حق وقع الاتفاق عليه.

وثانيا : هذا الكلام رواه الحافظ الطبراني ، ونص الحافظ نور الدين الهيثمي ـ في كتابه الذي اعتمد عليه المعترض في مواضع! ـ على أن (رجاله ثقات). وهذا نص الرواية في باب فضل أهل البيت رضي‌الله‌عنهم :

(وعن أبي جميلة : إن الحسن بن علي حين قتل علي استخلف ، فبينا هو يصلي بالناس إذ وثب إليه رجل فطعنه بخنجر في وركه ، فتمرض منها أشهرا. ثم قام فخطب على المنبر فقال : يا أهل العراق ، اتقوا الله فينا فإنا أمراؤكم وضيفانكم ، ونحن أهل البيت الذين قال الله عزوجل : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). فما زال يومئذ يتكلم حتى ما ترى في المسجد إلا باكيا.

رواه الطبراني. ورجاله ثقات) (١).

وفيه فوائد :

١ ـ قوله عليه‌السلام : (اتقوا الله فينا). ثم علل أمره بتقوى الله فيهم بقوله : (فإنا أمراؤكم).

٢ ـ قوله عليه‌السلام : (ونحن أهل البيت الذين ...) يفيد بكل وضوح

__________________

(١) مجمع الزوائد ٩ / ١٧٢.


حصر الآية الكريمة فيه وفي والديه وأخيه.

٣ ـ ليس في هذه الرواية الصحيحة ـ باعتراف الحافظ الهيثمي ـ جملة : (لأنتم هم؟ قال : نعم. وعدمها في هذه الرواية الصحيحة دليل على أمور :

أحدها : إذعان المسلمين بكون (أهل البيت) في الآية ونحوها هم : الحسنان ووالداهما ، دون غيرهم ، وكون هذا المعنى مسلما مفروغا عنه بينهم.

والثاني : إن بعض النواصب لما رأوا دلالة هذا الحديث على ما ذكرنا زادوا فيه تلك الجملة ، لتفيد جهل المسلمين أو شكهم فيما قاله الإمام عليه السلام واستدل به.

والثالث : إن ابن حجر المكي اختار اللفظ المشتمل على الجملة ، وما أشار إلى رواية الطبراني! وما ذلك إلا كونه بصدد الطعن في فضائل أهل البيت والرد على شيعتهم ... اللهم إلا أن يكون مضطرا إلى الإقرار بصحة حديث منها.

وثالثا : قوله : (يكفي هذا الكلام ضعفا أن رواه الثعلبي في تفسيره كما صرح بذلك في الصواعق) مردود بوجوه :

١ ـ قد ظهر أن الكلام صحيح لا ضعيف.

٢ ـ قد ظهر أن روايته غير منحصرة بالثعلبي في تفسيره.

٣ ـ إن رواية الثعلبي لفضيلة م + ن فضائل أهل البيت عليهم‌السلام كافية لشيعتهم في مقام الاستدلال ، وذلك :

أ ـ لأن مجرد وجودها في كتب القوم كاف.

ب ـ لأن الرواية إذا صح سندها يجب الأخذ بها في أي كتاب من كتبهم كانت ، وهذا ما نص عليه المعترض.

ج ـ ولأن الثعلبي موصوف عندهم بصفات جليلة ، وتفسيره (الكشف والبيان) من التفاسير المعتمدة عندهم ، كما لا يخفى على من راجع ترجمته في المصادر التالية :


وفيات الأعيان ١ / ٦١ ، الوافي بالوفيات ٧ / ٣٠٧ ، العبر ٣ / ١٦١ ، مرآة الجنان ٣ / ٤٦ ، تتمة المختصر ١ / ٤٧٧ ، بغية الوعاة : ١٥٤ ، طبقات المفسرين ١ / ٦٥ ، طبقات الشافعية ـ للسبكي ـ ٤ / ٥٨ ، طبقات الشافعية ـ للأسنوي ـ ١ / ٤٢٩ ، وغيرها.

قال السبكي : (وكان أوحد زمانه في علم القرآن ...).

وقال الأسنوي : (ذكره ابن الصلاح والنووي من الفقهاء الشافعية ، وكان إماما في اللغة والنحو ...).

وقال الداودي : (كان أوحد أهل زمانه في علم القرآن ، حافظ للغة ، بارعا في العربية ، واعظا ، موثقا).

لكن الثعلبي لما أكثر من نقل روايات فضائل العترة وأخبار نزول الآيات فيهم ... رماه ابن تيمية وأتباعه بالتساهل في النقل ، وحاولوا إسقاط رواياته المسندة عن الاعتبار.

بقي : قوله : (قد سلخها من كلام الحسن لأمر ما.

ولا يخفى : أنه كلام جاهل أو متجاهل ، إذ المهم هو الاستشهاد بكلام الإمام عليه‌السلام الثابت بالسند الصحيح ... أما أنه في أي مناسبة قاله؟ وما كان المورد له؟ فهذا لا علاقة له بالبحث ، ولا يخصص مدلول الكتاب البتة.

* قال السيد :

(وكان الإمام أبو محمد علي بن الحسين زين العابدين وسيد الساجدين إذا تلا قوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) يدعو الله عزوجل دعاء طويلا ...).

قال في الهامش : (فراجعه في صفحة ٩٠ من الصواعق المحرقة لابن حجر ، في تفسير الآية الخامسة : (واعتصموا بحبل الله جميعا) من الآيات التي أوردها في الفصل الأول من الباب ١١).


أقول :

لم يتقول المعترض بشئ حول هذا الكلام المنقول عن الإمام زين العابدين عليه‌السلام.

وفي هذه الرواية فوائد :

١ ـ إشارة إلى نزول قوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) فيهم عليهم‌السلام.

٢ ـ إشارة إلى نزول قوله تعالى : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فيهم عليهم‌السلام.

٣ ـ إشارة إلى نزول قوله تعالى : (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) فيهم عليهم‌السلام.

٤ ـ إشارة إلى قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ...).

٥ ـ تصريح بانحصار (الموقوف به على إبلاغ الحجة وتأويل الحكم) فيهم.

٦ ـ تصريح بأنهم (الذين احتج الله بهم على عباده ولم يدع الخلق سدى من غير حجة).

وسكوت الرجل عن هذه الرواية ـ وهو في مقام الرد ـ دليل على إقراره بصحة سندها ، ولا مناص له من قبولها والالتزام بمضامينها.

ولا يخفى أن ذكر ابن حجر المكي هذه الرواية بتفسير قوله تعالى : (واعتصموا بحبل الله جميعا) شاهد على أن المراد من (حبل الله) فيها هم الأئمة من العترة النبوية ، وهو مروي عن أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام ، وبه قال بعض المفسرين (٢).

__________________

(٢) منهم : الثعلبي الذي أشرنا إلى ترجمته قريبا ، نقل ذلك عنه جماعة منهم ابن حجر في (الصواعق).


المراجعة ـ ٨

* قال السيد رحمه‌الله :

(حيث قلنا إنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قرنهم بمحكم الكتاب ، وجعلهم قدوة لأولي الألباب ، وسفن النجاة ، وأمان الأمة ، وباب حطة : إشارة إلى المأثور من هذه المضامين من السنن الصحيحة والنصوص الصريحة ...)

قيل :

(نحن مع تسليمنا بصحة بعض الأخبار الواردة في مناقب علي ـ رضي الله عنه ـ وفي بنيه ، لكننا لا نقر أن هذه الأخبار فيها حصر وجوب الاتباع لهم.

ولذلك فإن تضييق مدلولات هذه الأخبار وقصرها على فئة من الصحابة دون فئة مما يأباه منطوق هذه النصوص ، فضلا عن أن صريح الكتاب والسنة وعمل الصحابة على غير ذلك. ومعلوم أن كثيرا من احتجاجات الرافضة لا تخلو من أحد خطأين : إما خطأ في الدليل ، وإما خطأ في المدلول ، وقد يجتمع فيها الخطآن معا. أما خطؤهم في الدليل فمن مثل احتجاجهم على أهل السنة بأحاديث ضعيفة وهالكة ، من أجل إقامة الحجة عليهم. وأما خطؤهم في المدلول فكاحتجاجهم بآيات قرآنية وأحاديث صحيحة ليس فيها دليل على ما يثيرونه من قضايا. وقد يحتجون بأحاديث ضعيفة أو موضوعة على قضايا غير صحيحة).

أقول :

هذا كلامه! ثم استشهد بكلام لشيخ إسلامه ابن تيمية يفيد نفس الذي


قاله ، فلم يأت بشئ جديد.

ومن المراد بكلمة (نحن) في أهل هذا الكلام؟! إن كان المراد : علماء أهل السنة المحققين الشارحين للأحاديث النبوية ، والمبينين لما تدل عليه السنة المحمدية ، والذين عليهم الاعتماد وإليهم الاستناد في هذا الباب ، فسننقل أقاريرهم في دلالة تلك الأخبار المعتبرة على حصر وجوب الاتباع بأمير المؤمنين والأئمة من ولده عليهم‌السلام.

وإن كان المراد ـ من (نحن) ـ : هو المتكلم نفسه ... فقد وجدنا سكوته في قبال بعض الأدلة ـ ومنها الرواية المتقدمة قريبا عن الإمام السجاد عليه السلام ـ وسكوته في هكذا مواضع إقرار.

على أنه إذا لم يقر في موضع فهو محجوج بإقرار أئمة مذهبه ، ولا أظن أن يدعى هذا الرجل كونه أعلم وأفهم للأخبار من كبار علماء طائفته!

* قال السيد :

(٣ ـ وإليك بيان ما أشرنا إليه من كلام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، إذ أهاب في الجاهلين ، وصرخ في الغافلين ، فنادى :

* يا أيها الناس ، إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي).

قال في الهامش : (أخرجه الترمذي والنسائي عن جابر ، ونقله عنهما المتقي الهندي في أول باب الاعتصام بالكتاب والسنة من كنز العمال ، ص ٤٤ من جزئه الأول).

* (وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

إني تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما).


قال في الهامش : (أخرجه الترمذي عن زيد بن أرقم ، وهو الحديث ٨٧٤ من أحاديث كنز العمال ، في ص ٤٤ من جزئه الأول).

* (وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

إني تارك فيكم خليفتين : كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض ـ أو : ما بين السماء إلى الأرض ـ وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض).

قال في الهامش : (أخرجه الإمام أحمد من حديث زيد بن ثابت ، بطريقين صحيحين ، أحدهما في أول صفحة ١٨٢ ، والثاني في آخر صفحة ١٨٩ من الجزء الخامس. أيضا : ابن أبي شيبة وأبو يعلى وابن سعد عن أبي سعيد. وهو الحديث ٩٤٥ من أحاديث الكنز ، في ص ٤٧ من جزئه الأول).

* (وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وأهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض).

قال في الهامش : (أخرجه الحاكم في ص ١٤٨ من الجزء الثالث من المستدرك ، ثم قال : هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وأخرجه الذهبي في تلخيص المستدرك معترفا بصحته على شرط الشيخين).

* (وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

إني أوشك أن أدعى فأجيب ، وإني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله عزوجل ، وعترتي ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما).

قال في الهامش : (أخرجه الإمام أحمد من حديث أبي سعيد الخدري


من طريقين ، أحدهما في آخر ص ١٧ والثاني في آخر ص ٢٦ من الجزء الثالث من مسنده. وأخرجه أيضا : ابن أبي شيبة وأبو يعلى وابن سعد. وهو الحديث ٩٤٥ من أحاديث الكنز في ص ٤٧ من جزئه الأول).

* (ولما رجع صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم ، أمر بدوحات فقممن ، فقال :

كأني دعيت فأجبت ، وإني قد تركت فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله تعالى ، وعترتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.

ثم قال : إن الله عزوجل مولاي وأنا مولى كل مؤمن.

ثم أخذ بيد علي فقال : من كنت مولاه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه) الحديث بطوله.

قال في الهامش : (أخرجه الحاكم عن زيد بن أرقم مرفوعا في صفحة ١٠٩ من الجزء الثالث من المستدرك ، ثم قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله. وأخرجه عن طريق آخر عن زيد بن أرقم في ص ٥٣٣ من الجزء الثالث من المستدرك ، ثم قال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

قلت : وأورده الذهبي في تلخيصه معترفا بصحته).

* (وعن عبد الله بن حنطب ، قال : خطب رسول الله بالجحفة فقال : ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا : بلى يا رسول الله. قال : فإني سائلكم عن اثنين : القرآن وعترتي).

قال في الهامش : (أخرجه الطبراني كما في الأربعين للنبهاني. وفي إحياء الميت للسيوطي.

وأنت تعلم بأن خطبته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يومئذ لم تكن مقصورة على هذه الكلمة ، فإنه لا يقال عمن اقتصر عليها : إنه خطبنا. لكن السياسة


كم اعتقلت ألسن المحدثين ، وحبست أقلام الكاتبين! ومع ذلك فإن هذه القطرة من ذلك البحر ، والشذرة من ذلك البذر كافية وافية. والحمد لله)

أقول :

أولا : إن طرق وألفاظ حديث الثقلين كثيرة ومختلفة ، مما يشهد بأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال هذا الكلام في مناسبات ومواضع متعددة. وذلك لأنه كان ينتهز كل فرصة للوصية بثقليه والأمر باتباعهما والأخذ منهما. ويؤيد ذلك كلام ابن حجر المكي الذي أورده السيد.

وثانيا : إن الذين نقل عنهم السيد حديث الثقلين هم أعظم وأكبر حفاظ وأئمة أهل السنة في الحديث ، بحيث لو يكون الحديث ـ الذي اتفق على إخراجه هؤلاء ـ كذبا ، لم تجد عندهم حديثا صحيحا أبدا! إن الذين نقل عنهم حديث الثقلين هم :

١ ـ أبو بكر بن أبي شيبة ، وهو شيخ البخاري.

٢ ـ أحمد بن حنبل ، وهو أحد الأئمة الأربعة ، وكتاب (المسند) من أوثق كتبهم الحديثية.

٣ ـ محمد بن سعد ، صاحب كتاب (الطبقات الكبير) وأحد أئمة الحديث ورجال الجرح والتعديل.

٤ ـ محمد بن عيسى الترمذي ، صاحب (الجامع الصحيح) أحد الصحاح الستة عندهم.

٥ ـ أحمد بن شعيب النسائي ، صاحب (السنن) أحد الصحاح الستة عندهم.

٦ ـ أبو يعلي الموصلي ، صاحب المسند) وهو من أعاظم حفاظهم.

٧ ـ الحاكم النيسابوري ، صاحب (المستدرك) إمام المحدثين عندهم.

٨ ـ شمس الدين الذهبي ، صاحب (تلخيص المستدرك) وغيره من


الكتب الكثيرة والمصنفات الشهيرة ، في الحديث والرجال والسير ، والمعتمد عند المتأخرين ، في هذه الفنون ، وهو الذي طالما استند إليه أتباع ابن تيمية في المكابرة مع الشيعة.

وثالثا : إن رواة هذا الحديث من نظراء أولئك الأئمة فمن دونهم أكثر وأكثر ، بحيث لو أردنا ذكر أسماء من وقفنا على روايتهم له لضاق بنا المجال ، وقد ألفت لجمع طرقه وألفاظه كتب مفردة من علماء الشيعة والسنة ، ومن أشهر علماء القوم المؤلفين فيه : الحافظ محمد بن طاهر المقدسي ـ المتوفى سنة ٥٠٧ ه ـ صاحب كتاب (الجمع بين رجال الصحيحين).

ورابعا : إن الذين نصوا على صحة حديث الثقلين من القدماء والمتأخرين ، أو أخرجوه في كتبهم التي التزموا فيها بالصحة من مشاهير أهل السنة كثيرون كذلك. ونحن نكتفي بذكر بعضهم :

١ ـ إمام الأئمة ابن خزيمة ، صاحب (الصحيح).

٢ ـ الإمام الحافظ أبو عوانة الإسفرائني ، صاحب (الصحيح).

٣ ـ الحافظ المحاملي ، صاحب (الأمالي).

٤ ـ الحافظ البغوي الملقب ب (محيي السنة) ، صاحب (مصابيح السنة).

٥ ـ الحافظ ضياء الدين المقدسي في (المختارة) الملتزم فيها بالصحة.

٦ ـ الحافظ سراج الدين الفرغاني في (نصاب الأخبار) الملتزم فيه بالصحة.

٧ ـ الحافظ المزي ، صاحب (تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف).

٨ ـ الحافظ ابن كثير الدمشقي ، صاحب (التفسير) المعروف.

٩ ـ الحافظ الهيثمي ، صاحب (مجمع الزوائد).

١٠ ـ الحافظ السيوطي ، صاحب (الجامع الصغير) وغيره.

١١ ـ ا لحافظ السخاوي ، صاحب (استجلاب ارتقاء الغرف).


١٢ ـ الحافظ السمهودي ، صاحب (جواهر العقدين).

وخامسا : إنه يكفي للاحتجاج سند واحد من أسانيد واحد من ألفاظه ، لكن هذا الحديث من الأحاديث المتواترة قطعا ، إذ رواه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أكثر من ثلاثين من صحابته ، ورواته من الأئمة والحفاظ والمحدثين عبر القرون كثيرا جدا (٣).

وسادسا : إن دلالة حديث الثقلين على ما تذهب إليه الشيعة ـ وهو حصر وجوب الاتباع في الأئمة من أهل البيت عليهم‌السلام ـ واضحة جدا على من له أدنى معرفة بألفاظ اللغة العربية وأساليبها ... لأنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قرنهم بمحكم الكتاب العزيز ، فكما يجب الأخذ والاتباع لما في الكتاب ، ولا يجوز تقديم غيره عليه ، كذلك الأئمة.

ولا بأس بإيراد نصوص عبارات بعض المحققين من أهل السنة في الاعتراف بما قلناه :

قال الحكيم الترمذي : (حض على التمسك بهم ، لأن الأمر لهم معاينة ، فهم أبعد عن المحنة) (٤).

وقال النووي : (قوله صلى الله عليه [وآله] وسلم : وأنا تارك فيكم ثقلين ، فذكر كتاب الله وأهل بيته. قال العلماء : سميا ثقلين لعظمهما وكبير شأنهما ، وقيل : لثقل العمل بهما) (٥).

وقال ابن الأثير : (فيه (٦) : إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي ، سماهما ثقلين لأن الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل. ويقال لكل شئ خطير

__________________

(٣) أنظر : الأجزاء الثلاثة الأولى من كتابنا الكبير (نفحات الأزهار).

(٤) نوادر الأصول. عنه شرح المواهب اللدنية ٧ / ٥.

(٥) المنهاج في شرح صحيح مسلم ١٥ / ١٨٠.

(٦) أي : في الحديث.


نفيس : ثقل ، فسماها ثقلين إعظاما لقدرهما وتفخيما لشأنهما) (٧).

وقال القاري : (والمراد بالأخذ بهم : التمسك بمحبتهم ، ومحافظة حرمتهم ، والعمل برواياتهم ، والاعتماد على مقالتهم) (٨).

وقال شهاب الدين الخفاجي : (أي : تمسكتم وعملتم واتبعتموه) (٩).

وقال المناوي : (إني تارك فيكم بعد وفاتي خليفتين. زاد في رواية : أحدهما أكبر من الآخر. وفي رواية بدل خليفتين : ثقلين ، سماهما به لعظم شأنهما : كتاب الله القرآن ، حبل ، أي : هو حبل ممدود ما بين السماء والأرض. قيل : أراد به عهده ، وقيل : السبب الموصل إلى رضاه. وعترتي ـ بمثناة فوقية ـ : أهل بيتي. تفصيل بعد إجمال ، بدلا أو بيانا ، وهم أصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا) (١٠).

وبعد ، فلننظر إلى ما قيل في قبال الاستدلال بحديث الثقلين :

قيل :

تعليقا على الحديث الأول عن الترمذي والنسائي عن جابر :

(هذا الحديث تفرد به زيد بن الحسن الأنماطي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر. والأنماطي قال فيه أبو حاتم : منكر الحديث.

واعلم أن المؤلف ـ لأمر يريده ـ تجاهل عمدا رواية مسلم التي فيها التصريح بأن أهل بيته ليسوا مقصورين على : علي وفاطمة والحسن والحسين. وإنما يدخل فيهم جميع آل علي ، وآل عقيل ، وآل جعفر ، وآل عباس.

ثم إنه قد كرر سياق هذا الحديث الوارد في عدد من كتب الحديث ليوهم

__________________

(٧) النهاية : مادة (ثقل).

(٨) المرقاة في شرح المشكاة ٥ / ٦٠٠.

(٩) نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض ٣ / ٤١٠.

(١٠) فيض القدير في شرح الجامع الصغير ٣ / ١٤.


القارئ أنها أحاديث متعددة ، لإثبات موضوع واحد. مع أنه حديث واحد روي بروايات متعددة. وأصح رواياته رواية مسلم التي لا تخدم وجهة نظره فتجاهلها.

هذا ، ولكن حديث المؤاخاة قد رواه الترمذي وأحمد في مسنده عن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم أنه قال : من كنت مولاه فعلي مولاه. وأما الزيادة وهي : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. فلا ريب أنه كذب).

أقول :

هذا كلامه ، فنقول :

١ ـ كلمة : (التي فيها التصريح) هذا التصريح ليس من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ليكون حجة ، بل هو من (زيد بن أرقم) لكن الرجل أبهم لكي يوهم القارئ (١١)!

٢ ـ كلمة : (الوارد في عدد من كتب الحديث) وحق الكلمة : (الوارد في أكثر كتب الحديث بما فيها الصحاح والمسانيد).

٣ ـ قوله : (لكن حديث المؤاخاة) تبع في تسمية حديث : (من كنت مولاه فهذا علي مولاه) ب (حديث المؤاخاة) بعض أسلافه ، فقد وجدت في كلام الذهبي : (وعملت الرافضة عيد الغدير ، يعني يوم المؤاخاة ...) (١٢) ولعلهم يريدون أن هذا الحديث لا يفيد إلا (المؤاخاة)!!

٤ ـ جملة : (اللهم وال من والاه ...) سيظهر أنها ليست بكذب ، وأن

__________________

(١١) وأيضا : لكيلا يراجع القارئ نص الكلام في مصادره المعتمدة ، ففي (صحيح مسلم) وغيره أنه سئل : نساؤه من أهل بيته؟ قال : (لا ، وأيم الله ، إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها) فزوجات النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لسن من (أهل البيت) عند (زيد بن أرقم)!!

(١٢) سير أعلام النبلاء ١٥ / ١٢٩.


رميها بذلك هو الكذب.

٥ ـ لم يكرر السيد سياق هذا الحديث ، وإنما تكرر صدوره عن الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقد أذعن بذلك جماعة ممن تقدم منهم وتأخر ، كصاحب (الصواعق) ابن حجر ...

فالإشكال الذي يستحق النظر فيه ـ لكونه في الظاهر علميا ـ هو الإشكال السندي بالنسبة إلى الحديث الأول ... فنقول :

أولا : يكفينا الأحاديث الأخرى التي سلم بصحتها.

وثانيا : إن الحديث الذي ناقش في سنده من أحاديث (الجامع الصحيح) للترمذي ، (والسنن) للنسائي ... وهذان الكتابان من الصحاح الستة عندهم.

وثالثا : إنه لم يناقش في سنده إلا من جهة (زيد بن الحسن الأنماطي) واستنادا إلى كلمة أبي حاتم. لكن هذه المناقشة مردودة :

قال ابن حجر : (ت ـ الترمذي. زيد بن الحسن القرشي أبو الحسن الكوفي ، صاحب الأنماط. روى عن : جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ، ومعروف بن خربوذ ، وعلي بن المبارك الهنائي.

وعنه : إسحاق بن راهويه ، وسعيد بن سليمان الواسطي ، وعلي بن المديني ، ونصر بن عبد الرحمن الوشاء ، ونصر بن مزاحم.

قال أبو حاتم : كوفي قدم بغداد ، منكر الحديث. وذكره ابن حبان في الثقات. روى له الترمذي حديثا واحدا في الحج) (١٣).

فقد ذكر ابن حجر أسماء جماعة من الأئمة رووا عن زيد بن الحسن ، وأن ابن حبان ذكره في الثقات.

ويبقى قول أبي حاتم (منكر الحديث) وهو غير مسموع :

__________________

(١٣) تهذيب التهذيب ٣ / ٣٥٠.


أما أولا : فلأنه لو كان منكر الحديث لما أخرج عنه هؤلاء كابن راهويه وابن المديني وسعيد بن سليمان والترمذي.

وأما ثانيا : فلأن (أبا حاتم) متعنت في الرجال ، ولا يبنى على تجريحه ، كما نص عليه الحافظ الذهبي بترجمته إذ قال :

(إذا وثق أبو حاتم رجلا فتمسك بقوله ، فإنه لا يوثق إلا رجلا صحيح الحديث. وإذا لين رجلا أو قال فيه : لا يحتج به ، فلا ، توقف حتى ترى ما قال غيره فيه ، وإن وثقه أحد فلا تبن على تجريح أبي حاتم ، فإنه متعنت في الرجال ، قد قال في طائفة من رجال الصحاح : ليس بحجة ليس بقوي ، أو نحو ذلك) (١٤).

تنبيه :

قد توهم هذا الرجل أن حديث الثقلين في (صحيح مسلم) لا يدل على ما تذهب إليه الشيعة الإمامية من وجوب اتباع أهل البيت والتمسك بهم والأخذ عنهم ...

وقد سبقه في هذا التوهم غيره ، قال الدكتور علي أحمد السالوس : (فرق كبير بين التذكير بأهل البيت والتمسك بهم. فالعطف على الصغير ، بهم والأخذ عنهم ...

وقد سبقه في هذا التوهم غيره ، قال الدكتور علي أحمد السالوس : (فرق كبير بين التذكير بأهل البيت والتمسك بهم. فالعطف على الصغير ، ورعاية اليتيم ، والأخذ بيد الجاهل ، غير الأخذ من العالم العابد العامل بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه (وآله) وسلم).

وقد دفعنا هذا الوهم في ردنا على الدكتور المذكور ، وبينا عدم الفرق بين رواية مسلم ورواية أحمد والترمذي وغيرهما ، فالحديث هو الحديث ، والمدلول واحد ، والنتيجة واحدة ... فراجعه بالتفصيل (١٥).

__________________

(١٤) سير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٤٧.

(١٥) حديث الثقلين ... تواتره ، فقهه كما في كتب السنة ـ ط ١٤١٣ ه.


* قال السيد :

في هامش الحديث الأخير من أحاديث الثقلين التي استدل بها : (وأنت تعلم ...) وقد تقدمت عبارته.

فقيل :

(إن المؤلف لا يكفيه أن يبني قصورا على أوهام ، ولا أن يستشهد بالباطل على ما يريد ، بل يذهب أبعد من ذلك ، فيتخرص ـ رجما بالغيب ـ ويتهم نقلة الأحاديث ورواتها من أهل السنة : بأنهم خانوا الأمانة ، واختصروا كثيرا من رواياتهم ، خوفا من حاكم. ويقصد أنهم زوروا الحقائق ، وحذفوا ما يتعلق بالوصية لعلي بالخلافة! وكأنه مقر ـ في قرارة نفسه ـ أن كل ما يستشهد به على هذه القضية لا يكفي ولا يشفي غليلا ، فمشى خطوة أخرى فيما وراء النصوص ، وهي مكذوبة ، وتقول من غير دليل ، واتهم من غير حجة ، وادعى أن هذه النصوص حذف أكثرها ، وألصقها تعلقا بالمسألة!!).

أقول :

أما السب فلا نقابله فيه بالمثل!

والحق مع السيد ـ رحمه‌الله ـ فيما قال ، لأن المستفاد من تتبع ألفاظ حديث الغدير في كتب أهل السنة ـ ويساعده الاعتبار وشواهد الأحوال ـ هو أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد خطبهم ـ :

ففي (المسند) : (فخطبنا) (١٦).

وفي (المستدرك على الصحيحين) : (قام خطيبا ، فحمد الله وأثنى عليه ،

__________________

(١٦) مسند أحمد ٤ / ٣٧٢.


وذكر ووعظ ، فقال ما شاء الله أن يقول) (١٧).

وفي (مجمع الزوائد) : (فوالله ما من شئ يكون إلى يوم الساعة إلا قد أخبرنا به يومئذ ، ثم قال : أيها الناس ...) (١٨).

فأين النص الكامل لتلك الخطبة؟!

ولماذا لم يرووا مواعظ الرسول وإرشاداته؟!

وإذا كان قد أخبر صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بكل شئ يكون إلى يوم الساعة ، وبين وظيفة الأمة ، فما الذي حملهم على إخفائه عن الأمة؟!

لقد حرموا الأمة من هدي الرسول وتعاليمه وإرشاداته ، بدلا من أن ينقلوها ويكونوا دعاة إليها وناشرين لها ..

وإن الذي حملهم على كتم خطبة النبي هذه هو ما حملهم على كتم كثير من الحقائق! وإن الذي منعهم من نقلها هو نفس ما منعهم من أن يقربوا إليه دواة وقرطاسا ليكتب للأمة كتابا لن يضلوا بعده!

* قال السيد :

(٤ ـ والصحاح الحاكمة بوجوب التمسك بالثقلين متواترة ، وطرقها عن بضع وعشرين صحابيا متضافرة ، وقد صدع بها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم في مواقف له شتى : تارة يوم غدير خم كما سمعت ، وتارة يوم عرفة في حجة الوداع ، وتارة بعد انصرافه من الطائف ، ومرة على منبره في المدينة ، وأخرى في حجرته المباركة في مرضه والحجرة غاصة بأصحابه ، إذ قال : أيها الناس يوشك أن أقبض ...).

قال في الهامش : (راجعه في أواخر الفصل ٢ من الباب ٩ من الصواعق

__________________

(١٧) المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٠٩.

(١٨) مجمع الزوائد ٩ / ١٠٥ وقد وثق رجاله.


المحرقة لابن حجر ، بعد الأربعين حديثا من الأحاديث المذكورة في ذلك الفصل ، ص ٧٥).

قيل :

(يكفي أن يعلم أن هذا الذي ساقه على أنه قاله صلى الله عليه [وآله] وسلم في مرضه والحجرة غاصة بأصحابه ، ليس في كتاب من كتب الحديث المعتبرة ، وقد أورده من غير سند ، فالاحتجاج به ساقط حتى تثبت قضيتان : سنده أولا ، ثم صدق هذا السند. وهيهات له أن يثبت هاتين القضيتين ، وليس ذكره لكتاب الصواعق لابن حجر المكي بمصحح هذا الحديث ، ولا بدليل على صحة الاحتجاج به. فابن حجر هذا ليس من علماء الحديث ، ولا له في هذه الصناعة باع ولا ذراع ، ومن تأمل كتابه (الصواعق) وما حشاه به من الأحاديث الضعيفة والموضوعة يتيقن أن كتابه لا يأبه به إلا أمثال المؤلف وبني جلدته. على أن ابن حجر لم يسلم حتى من هجوم المؤلف عبد الحسين ، وجازاه جزاء سنمار).

أقول :

عدم اعتراضه إلا على حديث صدوره في مرضه في الحجرة ، ظاهر في موافقته على صدور حديث الثقلين يوم غدير خم ، ويوم عرفة في حجة الوداع ، وبعد انصرافه من الطائف ، وعلى منبره في المدينة ، ووجود ذلك في كتب الحديث المعتبرة ، وعليه يكون موافقا على صدور الحديث في مواقف متعددة ، فيناقض إنكاره ذلك في كلماته السابقة.

وأما رواية أنه قاله في مرض موته فقد جاء في (الصواعق) بعدما روى الحديث بعد انصرافه من الطائف عن ابن أبي شيبة : (وفي رواية ...).

فابن حجر لم يعز هذا الحديث إلى كتاب ، لكن بالتأمل في كلامه يظهر


تصحيحه له ، لأنه بعد ما أورد الحديث السابق عن ابن أبي شيبة عن عبد الرحمن بن عوف ، قال : (وفيه رجل اختلف في تضعيفه ، وبقية رجاله ثقات) (١٩). ثم أورد هذا الحديث ولم يتكلم على سنده بشئ ... ونحن تكفينا رواية ابن حجر لهذا الحديث لا سيما مع سكوته عن سنده ، لأنه من كبار علماء أهل السنة المدافعين عن الخلفاء ومعاوية وحكومة الطلقاء ، كما لا يخفى على من راجع (الصواعق) و (تطهير الجنان) وغيرهما مما كتبه في هذا الشأن.

ومع ذلك ... نذكر واحدا من رواة هذا الحديث ، المتقدمين على ابن حجر المكي ... ألا وهو الحافظ السمهودي (٢٠) ، فإنه نص على أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال ذلك في مرضه الذي قبض فيه وقد امتلأت الحجرة من أصحابه ، كما في رواية لأم سلمة.

ولا بأس بنقل متن عبارته في التنبيه الخامس من تنبيهات حديث الثقلين :

(خامسها : قد تضمنت الأحاديث المتقدمة الحث البليغ على التمسك بأهل البيت النبوي وحفظهم واحترامهم والوصية بهم ، لقيامه صلى الله عليه [وآله] وسلم بذلك خطيبا يوم غدير خم ، كما في أكثر الروايات المتقدمة ، مع ذكره لذلك في خطبته يوم عرفة على ناقته ، كما في رواية الترمذي عن جابر ، وفي خطبته لما قام خطيبا بعد انصرافه من حصار الطائف ، كما في رواية عبد الرحمن بن عوف رضي‌الله‌عنه ، وفي مرضه الذي قبض فيه وقد امتلأت

__________________

(١٩) الصواعق المحرقة : ٧٥.

(٢٠) هو : الحافظ نور الدين علي بن عبد الله السمهودي ، المتوفى سنة ٩١١ ه.

قال الحافظ السخاوي بترجمته بعد كلام له : (وبالجملة ، فهو إنسان فاضل متفنن متميز في الفقه والأصلين ، مديم للعمل والجمع والتأليف ، متوجه للعبادة وللمباحثة والمناظرة ، قوي الجلادة على ذلك ، طلق العبارة فيه ، مغرم به ، مع قوة نفس وتكلف ، خصوصا في مناقشات لشيخنا في الحديث ونحوه).

الضوء اللامع لأهل القرن التاسع ٥ / ٢٤٥.


الحجرة من أصحابه ، كما في رواية لأم سلمة.

بل سبق قول ابن عمر ـ رضي‌الله‌عنهما ـ : آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم : اخلفوني في أهل بيتي ...

مع قوله صلى الله عليه (وآله) وسلم : انظروا كيف تخلفوني فيهما.

وقوله : ألا وإني سائلكم كيف خلفتموني في كتابه وأهل بيتي.

وقوله : ناصرهما لي ناصر وخاذلهما لي خاذل.

و : أوصيكم بعترتي خيرا.

و : أذكركم الله في أهل بيتي.

على اختلاف الألفاظ في الروايات المتقدمة.

مع قوله ـ في رواية عبد الله بن زيد عن أبيه ـ : فمن لم يخلفني فيهم بتر عمره ، وورد علي يوم القيامة مسودا وجهه.

وفي الحديث الآخر : فإني أخاصمكم عنهم غدا ، ومن أكن خصيمه أخصمه ، ومن أخصمه دخل النار.

وفي الآخر : من حفظني في أهل بيتي فقد اتخذ عند الله عهدا.

مع ما اشتملت عليه ألفاظ الأحاديث المتقدمة على اختلاف طرقها. ، وما سبق فيما أوصى به أمته وأهل بيته.

فأي حث أبلغ من هذا وآكد منه؟!

فجزى الله تعالى نبيه صلى الله عليه (وآله) وسلم عن أمته وأهل بيته أفضل ما جزى أحدا من أنبيائه ورسله عليهم‌السلام) (٢١).

* قال السيد :

(٥ ـ على أن المفهوم من قوله : (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن

__________________

(٢١) جواهر العقدين ـ مخطوط.


تضلوا : كتاب الله وعترتي) : إنما هو ضلال من لم يستمسك بهما معا كما لا يخفى.

ويؤيد ذلك قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ في حديث الثقلين عند الطبراني ـ : (فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم).

قال ابن حجر : وفي قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم : دليل على أن من تأهل منهم للمراتب العلية والوظائف الدينية كان مقدما على غيره) إلى آخر كلامه.

قيل :

في الاعتراض على الحديث عن الطبراني :

(هذا جزء من حديث رواه الطبراني عن زيد بن أرقم. وفي هذا السند : حكيم بن جبير. وهو ضعيف. ورمي بالتشيع كما قال المباركفوري. مجمع الزوائد ٩ / ١٦٣.

على أن هذا الحديث ـ لو صح ـ فإن دلالته تشمل بني هاشم جميعا وهم عشيرته صلى الله عليه (وآله) وسلم ، لا أبناء علي وفاطمة فقط.

ومع غض النظر عن مناقشة ابن حجر المكي فيما استنبطه من حكم من هذا الحديث الضعيف ، هل يصح هذا الحديث دليلا على هذا الحكم؟ ثم أليس في هذا دليل على عدم أصالة آراء ابن حجر وضعفه الفاضح في الحديث واستنباطه الأحكام؟).

أقول :

* أما المفهوم من حديث الثقلين ـ كما ذكره السيد ـ فلا ينكره أحد.


* وأما الحديث المؤيد فهذا سنده :

(حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا جعفر بن حميد (ح) حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا النضر بن سعيد أبو صهيب ، قالا : ثنا عبد الله بن بكير ، عن حكيم بن جبير ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم ، قال : نزل النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم يوم الجحفة. ثم أقبل على الناس ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال :

إني لا أجد لنبي إلا نصف عمر الذي قبله ، وإني يوشك أن أدعى فأجيب ، فما أنتم قائلون؟ قالوا : نصحت. قال : أليس تشهدون أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن الجنة حق والنار حق وأن البعث بعد الموت حق؟ قالوا : نشهد. قال : فرفع يديه فوضعهما على صدره ثم قال : وأنا أشهد معكم. ثم قال : ألا تسمعون؟ قالوا : نعم. قال : فإني فرطكم على الحوض ، وأنتم واردون علي الحوض ، وإن عرضه أبعد ما بين صنعاء وبصرى ، فيه أقداح عدد النجوم من فضة ، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين.

فنادى مناد : وما الثقلان يا رسول الله؟

قال : كتاب الله طرف بيد الله (عزوجل) وطرف بأيديكم ، فاستمسكوا به لا تضلوا ، والآخر عترتي ، وإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ، وسألت ذلك لهما ربي.

فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم.

ثم أخذ بيد علي ـ رضي‌الله‌عنه ـ فقال : من كنت أولى به من نفسه فعلي وليه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه) (٢٢).

__________________

(٢٢) المعجم الكبير ٨ ر ٥ / ١٦٦ ـ ١٦٧.


وهذا الحديث رواه الحافظ السيوطي بتفسير قوله تعالى : (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) (٢٣).

وكذا الشيخ المتقي الهندي (٢٤).

وقد روى الشيخ المتقي الهندي قبل ذلك هذا الحديث عن الطبراني عن زيد بن ثابت ، قال :

(إني لكم فرط ، إنكم واردون علي الحوض ، عرضه ما بين صنعاء إلى بصرى ، فيه عدد الكواكب من قدحان الذهب والفضة ، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين؟

قيل : وما الثقلان يا رسول الله؟

قال : الأكبر كتاب الله ، سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم ، فتمسكوا به لن تزلوا ولا تضلوا ، والأصغر عترتي ، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ، وسألت لهما ذلك ربي ، ولا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تعلموهما فإنهما أعلم منكم.

طب عن زيد بن ثابت) (٢٥).

ألا يليق هذا الحديث المروي في هذه الكتب ، عن اثنين من مشاهير الأصحاب ، لأن يكون (مؤيدا)؟!

* ثم إن الحديث عن زيد بن أرقم لم يناقش في سنده إلا من جهة (حكيم بن جبير) ... وقد راجعنا ترجمته في (تهذيب التهذيب) (٢٦) فوجدناه من رجال أربعة من الصحاح الستة ، وأن من الرواة عنه :

(الأعمش ، والسفيانان ، وزائدة ، وفطر بن خليفة ، وشعبة ، وشريك ،

__________________

(٢٣) الدر المنثور ٢ / ٦٠.

(٢٤) كنز العمال ١ / رقم ٩٥٧.

(٢٥) كنز العمال ١ / رقم ٩٤٦.

(٢٦) تهذيب التهذيب ٢ / ٣٨٣.


وعلي بن صالح ، وجماعة) .. (وقال الفلاس : كان يحيى يحدث عنه).

ثم إن السبب في تضعيف بعضهم إياه هو (التشيع) ليس إلا : (قال ابن أبي حاتم : سألت أبا زرعة عنه فقال : في رأيه شئ. قلت : ما محله؟ قال : الصدق إن شاء الله).

وقد تقدم ـ ويأتي ـ أن (التشيع) غير قادح.

* وأما دعوى أن الحديث يشمل بني هاشم كلهم ، فجهل أو تجاهل ، لأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ينهى عن التقدم على (عترته) وعن تعليمهم ، ويعلل ذلك : بأنهم أعلم منكم ، وكيف يشمل هذا جميع بني هاشم؟!

وليت الرجل راجع كلمات شراح الحديث من أبناء مذهبه! فإن الذي قاله ابن حجر المكي قد نص عليه غير واحد من أعلام الحديث والعلماء الحفاظ.

قال القاري في شرح المشكاة : (أقول : والأظهر هو أن أهل البيت غالبا يكونون أعرف بصاحب البيت وأحواله. فالمراد بهم أهل العلم منهم ، المطلعون على سيرته ، الواقفون على طريقته ، العارفون بحكمه وحكمته.

وبهذا يصلح أن يكونوا مقابلا لكتاب الله سبحانه كما قال : (ويعلمهم الكتاب والحكمة). ويؤيده ما أخرجه أحمد في المناقب ، عن حميد بن عبد الله بن زيد : أن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم ذكر عنده قضاء قضى به علي بن أبي طالب ، فأعجبه وقال : الحمد لله الذي جعل فينا الحكمة أهل البيت ...) (٢٧).

وقال المناوي : (وعترتي أهل بيتي. تفصيل بعد إجمال ، بدلا أو بيانا. وهم أصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا) (٢٨).

__________________

(٢٧) المرقاة في شرح المشكاة ٥ / ٦٠٠.

(٢٨) فيض القدير في شرح الجامع الصغير ٣ / ١٤.


وقال عبد الحق الهندي : والعترة رهط الرجل وأقرباؤه وعشيرته الأدنون ، وفسره صلى الله عليه (وآله) وسلم بقوله : وأهل بيتي ، للإشارة إلى أن مراده هنا من العترة : أخص عشيرته وأقاربه. وهم أولاد الجد القريب. أي : أولاده وذريته صلى الله عليه (وآله) وسلم) (٢٩).

وقال السمهودي : (الذين وقع الحث على التمسك بهم من أهل البيت النبوي والعترة الطاهرة : هم العلماء بكتاب الله عزوجل ، إذ لا يحث صلى الله عليه (وآله) وسلم على التمسك بغيرهم ، وهم الذين لا يقع بينهم وبين الكتاب افتراق ، حتى يردا الحوض ، ولهذا قال : لا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا) (٣٠).

* وأما الحكم الذي استنبطه ابن حجر من الحديث ـ والذي لأجله تهجم عليه هذا الرجل ـ فهو موجود كذلك في كلام غير ابن حجر من أئمة الحديث :

ففي (جواهر العقدين) و (شرح المواهب اللدنية) و (فيض القدير) : أن ذلك يفهم وجود من يكون أهلا للتمسك به من أهل البيت والعترة الطاهرة في كل زمان وجدوا فيه إلى قيام الساعة ، حتى يتوجه الحث المذكور إلى التمسك به ، كما أن الكتاب كذلك. ولهذا كانوا ـ كما سيأتي ـ أمانا لأهل الأرض ، فإذا ذهبوا ذهب أهل الأرض) (٣١).

__________________

(٢٩) أشعة اللمعات في شرح المشكاة ٤ / ٦٨١.

(٣٠) جواهر العقدين ـ مخطوط.

(٣١) جواهر العقدين ـ مخطوط ، فيض القدير ٣ / ١٥ ، شرح المواهب اللدنية ٧ / ٨.


حديث السفينة

* قال السيد :

(٦ ـ ومما يأخذ بالأعناق إلى أهل البيت ويضطر المؤمن إلى الانقطاع في الدين إليهم : قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ألا إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق).

قال في الهامش : (أخرجه الحاكم بالإسناد إلى أبي ذر ، ص ١٥١ من الجزء الثالث من المستدرك).

* (وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق ، وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل ، من دخله غفر له).

قال في الهامش : (أخرجه الطبراني في الأوسط عن أبي سعيد ، وهذا هو الحديث ١٨ من الأربعين ، الخامسة والعشرين من الأربعين أربعين للنبهاني ، ص ٢٦١ من كتابه الأربعين أربعين حديثا).

أقول :

أولا : لقد اقتصر السيد ـ رحمه‌الله ـ على هذين اللفظين من ألفاظ حديث السفينة ، عن الحاكم النيسابوري والحافظ الطبراني ، بالإسناد إلى اثنين من الصحابة ، هما أبو ذر الغفاري ، وأبو سعيد الخدري. وهذا كاف للاحتجاج ، لكون الحاكم والطبراني من أكبر أئمة الحديث عند القوم.

وثانيا : حديث السفينة مروي في كتب القوم بالطرق الكثيرة عن عدة من الصحابة غير من ذكر ، وهم :

١ ـ أمير المؤمنين الإمام علي عليه‌السلام.


٢ ـ عبد الله بن العباس.

٣ ـ أبو الطفيل عامر بن واثلة.

٤ ـ أنس بن مالك.

٥ ـ عبد الله بن الزبير.

٦ ـ سلمة بن الأكوع.

وثالثا : إن رواة حديث السفينة من كبار الأئمة والحفاظ المشاهير كثيرون جدا ، ومن أشهرهم :

١ ـ أحمد بن حنبل ، إمام الحنابلة (٣٢).

٢ ـ مسلم بن الحجاج ، صاحب الكتاب (الصحيح) عندهم.

٣ ـ أحمد بن عبد الخالق البزار ، في (المسند).

٤ ـ أبو بكر الخطيب البغدادي ، في (تاريخ بغداد).

٥ ـ الفخر الرازي ، في (تفسيره) الكبير ، بتفسير آية المودة.

٦ ـ شمس الدين الذهبي في (الميزان) بترجمة : الحسن بن أبي جعفر الجفري.

٧ ـ ابن حجر العسقلاني ، في (المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية).

ورابعا : إن من أعلام القوم من ينص على صحة الحديث ، أو يعترف بتعدد طرقه وأن بعضها يقوي بعضا ، وإليك عبارات بعضهم :

١ ـ قال الحاكم النيسابوري بعد أن أخرجه : (هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه).

٢ ـ وقال ابن حجر المكي : (وجاء من طرق عديدة يقوي بعضها بعضا :

__________________

(٣٢) أنظر : مشكاة المصابيح ٣ / ١٧٤٢ ، تاريخ الخلفاء : ٥٧٣.


إنما مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجا. وفي رواية مسلم (٣٣) : ومن تخلف عنها غرق. وفي رواية : هلك. وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل ، من دخله غفر له الذنوب (٣٤).

٣ ـ وقال شمس الدين السخاوي : (وبعض هذه الطرق يقوي بعضا) (٣٥).

٤ ـ وقال جلال الدين السيوطي : (أخرجه الحاكم وهو صحيح) (٣٦) وقال : (رواه البزار وأبو يعلى في مسنديهما ، والطبراني في الأوسط ، والحاكم وصححه) (٣٧).

٥ ـ ابن حجر المكي في (شرح الهمزية للبوصيري) بشرح قوله :

آل بيت النبي طبتم وطاب

المدح لي فيكم وطاب الثناء

قال : (وصح حديث : إن مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها هلك).

٦ ـ وقال العيدروس اليمني : (وصح حديث : إن مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها هلك) (٣٨).

٧ ـ وقال السيد أحمد زيني دحلان : (وصح عنه صلى الله عليه (وآله) وسلم من طرق كثيرة أنه قال : إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق ـ وفي رواية : هلك ـ ومثل أهل بيتي فيكم

__________________

(٣٣) هذه الكلمة حرفوها إلى (سلم) كما حرفوا صحيح مسلم بإسقاط الحديث! والشاهد بما ذكرنا هو أن الشيخ الجهرمي ذكر الكلمة كذلك : (وفي رواية مسلم) في ترجمته الحديث في كتابه (البراهين القاطعة في ترجمة الصواعق المحرقة) إلى الفارسية.

(٣٤) الصواعق المحرقة : ١٤٠.

(٣٥) استجلاب ارتقاء الغرف ـ مخطوط.

(٣٦) نهاية الافضال في مناب الآل ـ مخطوط.

(٣٧) الأساس في مناقب بني العباس ـ مخطوط.

(٣٨) العقد النبوي والسر المصطفوي ـ مخطوط.


كمثل باب حطة في بني إسرائيل ، من دخله غفر له) (٣٩).

٨ ـ وقال الشيخ محمد بن يوسف التونسي المالكي ، المعروف بالكافي : (روى البزار عن ابن عباس ، وأبو داود عن ابن الزبير ، والحاكم عن أبي ذر ـ بسند حسن ـ : مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق).

وقال بعد كلام له : (ويدل على ذلك : الحديث المشهور المتفق على نقله : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق.

وهو حديث نقله الفريقان وصححه القبيلان ، لا يمكن لطاعن أن يطعن عليه ، وأمثاله في الأحاديث كثيرة) (٤٠).

وخامسا : وقد بلغ هذا الحديث من الثبوت مبلغا جعل كبار علماء اللغة من أهل السنة يوردونه في كتبهم ، ويستشهدون بألفاظه على المعاني اللغوية : قال ابن الأثير : (زخ : فيه (٤١) : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من تخلف عنها زخ في النار. أي : دفع ورمي ، يقال : زخه يزخه زخا) (٤٢).

وقال ابن منظور : (وفي الحديث : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من تخلف عنها زخ في النار. أي : دفع ورمي. يقال : زخه يزخه زخا) (٤٣).

وقال الزبيدي : (وفي حديث : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من تخلف عنها زخ به في النار. أي : دفع ورمي) (٤٤).

__________________

(٣٩) الفضل المبين في فضائل الخلفاء الراشدين وأهل البيت الطاهرين. ط هامش السيرة الدحلانية. باب ذكر فضائل أهل البيت عليهم‌السلام.

(٤٠) السيف اليماني المسلول في عنق من يطعن في أصحاب الرسول : ٩.

(٤١) النهاية : مادة (زخ).

(٤٢) أي : في الحديث.

(٤٣) لسان العرب : مادة (زخ).

(٤٤) تاج العروس في شرح القاموس : مادة (زخ).


وسادسا : لقد ذكر كبار المحققين من علماء الحديث عند القوم ، الشارحون للسنة الكريمة والأقوال النبوية في معنى حديث السفينة ، عبارات فيها الاعتراف الصريح بدلالته على ما تذهب إليه الشيعة الإمامية ، ولا بأس بذكر بعض تلك العبارات :

قال الطيبي بشرح الحديث عن أبي ذر الغفاري : (قوله : وهو آخذ باب الكعبة. أراد الراوي بهذا مزيد توكيد لإثبات هذا ، وكذا أبو ذر اهتم بشأن روايته ، فأورده في هذا المقام على رؤوس الأنام ليتمسكوا به. وفي رواية له بقوله : من عرفني فأنا من قد عرفني ، ومن أنكرني فأنا أبو ذر ، سمعت النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول : ألا : إن مثل أهل بيتي ... الحديث. أراد بقوله : فأنا أبو ذر ، المشهور بصدق اللهجة وثقة الرواية ، وأنه هذا حديث صحيح لا مجال للرد فيه. وهذا تلميح إلى ما روينا عن عبد الله بن عمرو بن العاص يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول : ما أظلت الخضراء ، ولا أقلت الغبراء ، أصدق من أبي ذر. وفي رواية أبي ذر : من ذي لهجة أصدق ولا أوفى من أبي ذر شبه عيسى بن مريم ، فقال عمر بن الخطاب ـ كالحاسد! ـ : يا رسول الله أفتعرف ذلك؟! قال : ذلك فاعرفوه. أخرجه الترمذي وحسنه الصنعاني في كشف الحجاب.

شبه الدنيا بما فيها من الكفر والضلالات ، والبدع والأهواء الزائغة ، ببحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ، ظلمات بعضها فوق بعض ، وقد أحاط بأكنافه وأطرافه الأرض كلها ، وليس فيه خلاص ومناص إلا تلك السفينة ، وهي : محبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم (٤٥).

وقال القاري بمثل كلمات الطيبي واستشهد بها (٤٦).

__________________

(٤٥) الكاشف ـ مخطوط.

(٤٦) المرقاة في شرح المشكاة ٥ / ٦١٠.


وقال السمهودي : (قوله صلى الله عليه (وآله) وسلم : مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح في قومه. الحديث. ووجه : إن النجاة ثبت لأهل السفينة من قوم نوح عليه‌السلام ... ومحصله : الحث على التعلق بحبلهم وحبهم وإعظامهم شكرا لنعمة مشرفهم صلى الله عليه (وآله) وسلم ، والأخذ بهدي علمائهم ومحاسن أخلاقهم وشيمهم. فمن أخذ بذلك نجا من ظلمات المخالفة ، وأدى شكر النعمة الوافرة ، ومن تخلف عنه غرق في بحار الكفران وتيار الطغيان ، فاستوجب النيران) (٤٧).

وقال المناوي (إن مثل أهل بيتي) فاطمة وعلي وابنيهما ، وبينهما أهل العدل والديانة (فيكم مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها هلك) وجه التشبيه : أن النجاة ثبت لأهل السفينة من قوم نوح ، فأثبت المصطفى صلى الله عليه (وآله) وسلم لأمته بالتمسك بأهل بيته النجاة ، وجعلهم وصلة إليها. ومحصوله : الحث على التعلق بحبهم وحبلهم وإعظامهم شكرا لنعمة مشرفهم ، والأخذ بهدي علمائهم ، فمن أخذ بذلك نجا من ظلمات المخالفة ، وأدى شكر النعمة المترادفة. ومن تخلف عنه غرق في بحار الكفران وتيار الطغيان ، فاستحق النيران ، لما أن بغضهم يوجب النار كما جاء في عدة أخبار ، كيف وهم أبناء أئمة الهدى ومصابيح الدجى ، الذين احتج الله بهم على عباده ، وهم فروع الشجرة المباركة وبقايا الصفوة ، الذين أذهب عنكم الرجس وطهرهم ، وبرأهم من الآفات ، وافترض مودتهم في كثير من الآيات ، وهم العروة الوثقى ، ومعدن التقى.

واعلم أن المراد بأهل بيته في هذا المقام العلماء منهم ، إذ لا يحث على التمسك بغيرهم وهم الذين لا يفارقون الكتاب والسنة حتى يردوا معه على الحوض) (٤٨).

__________________

(٤٧) جواهر العقدين ـ مخطوط.

(٤٨) فيض القدير ـ شرح الجامع الصغير ٢ / ٥١٩.


وقال ابن حجر المكي مثل ذلك ، وقد أورد السيد ـ رحمه‌الله ـ عبارته في المتن.

قيل :

(رواه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٥١ عن أبي ذر. وفي سنده : مفضل ابن صالح ، وهو منكر الحديث كما قال البخاري وغيره. وضعفه المناوي في فتح القدير (٤٩). وقال ابن عدي : أنكر ما رأيت له حديث الحسن بن علي ، وسائره أرجو أن يكون مستقيما. وقال الذهبي في الميزان : وحديث سفينة نوح أنكر وأنكر.

ومن رواته أيضا : سويد بن سعيد ، قال البخاري : هو منكر الحديث ، ويحيى بن معين كذبه وسبه. قال أبو داود : وسمعت يحيى يقول : هو حلال الدم. وقال الحاكم : ويقال إن يحيى لما ذكر له هذا الحديث قال : لو كان لي فرس ورمح غزوت سويدا.

وأما حنش فقد وثقه أبو داود ، وقال أبو حاتم : صالح ، لا أراهم يحتجون به ، وقال النسائي : ليس بالقوي ، وقال البخاري : يتكلمون في حديثه ، وقال ابن حبان : لا يحتج به ، ينفرد عن علي بأشياء ، ولا يشبه حديثه حديث الثقات.

وروي الحديث من طريق أخرى فيها ضعيفان :

الحسن بن أبي جعفر الجفري. وعلي بن زيد بن جدعان.

أما الحسن بن أبي جعفر ، فقد قال فيه الفلاس : صدوق منكر الحديث. وقال ابن المديني : ضعيف ضعيف ، وضعفه أحمد والنسائي ، وقال البخاري : منكر الحديث ، وقال مسلم بن إبراهيم ـ وهو تلميذه ـ : كان من خيار الناس رحمه‌الله ، وقال يحيى بن معين : ليس بشئ.

__________________

(٤٩) كذا. والصحيح : فيض القدير.


ثم ذكر له الذهبي أحاديث منكرة فيها هذا الحديث ، ثم قال : قال ابن عدي : هو عندي ممن لا يتعمد الكذب. وقال ابن حبان : كان الجفري من المتعبدين المجابين الدعوة ، ولكنه ممن غفل عن صناعة الحديث فلا يحتج به (الميزان).

وأما علي بن زيد بن جدعان ، فقال الذهبي : اختلفوا فيه. ثم ذكر من وثقه ثم قال : وقال شعبة : حدثنا علي بن زيد (وكان رفاعا ، أي : كان يخطئ فيرفع الحديث الموقوف) وقال مرة : حدثنا علي قبل أن يختلط ، وكان ابن عيينة يضعفه ، وقال حماد بن زيد : أخبرنا ابن زيد وكان يقلب الأحاديث.

وقال الفلاس : كان يحيى القطان يتقي الحديث عن علي بن زيد.

وروي عن يزيد بن زريع قال : كان علي بن زيد رافضيا.

وقال أحمد العجلي : كان يتشيع وليس بالقوي.

وقال البخاري وأبو حاتم : لا يحتج به.

فهل ـ يا ترى ـ يصلح مثل هذا الحديث الهالك أن يأخذ بالأعناق؟!!).

أقول :

أولا : إنه يكفي لاستدلال الشيعة بهذا الحديث كونه مخرجا في كتب أهل السنة ، من السنن والمسانيد والمجاميع الحديثية الشهيرة ، وبطرق متكثرة ، عن عدة من صحابة ا لنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فهو ـ كما قال الشيخ الكافي المالكي ـ (حديث مشهور متفق على نقله) و (نقله الفريقان وصححه القبيلان) و (لا يمكن لطاعن أن يطعن عليه).

وثانيا : إنه يكفي للاحتجاج تصحيح الحاكم وعدة من مشاهير الأئمة وقول آخرين : حديث مروي بطرق عديدة يقوي س بعضها بعضا.

وثالثا : ظاهر كلام الرجل انحصار طرق هذا الحديث بما ذكره وخدش فيه. والحال أن طرقه كثيرة جدا كما اعترف بذلك غير واحد منهم.


ورابعا : إنه قد ورد بطرق ليس فيها أحد من الرواة الذين حاول تضعيفهم .. ومن ذلك :

رواية البزار في (مسنده) عن عبد الله بن الزبير.

ورواية الخطيب البغدادي في (تاريخه) عن أنس.

ورواية الدولابي بالإسناد عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ... (٥٠).

ورواية أبي عبد الله القضاعي الأندلسي ، الشهير بابن الأبار ، في (معجمه) بالإسناد عن زاذان عن أبي ذر ... (٥١).

وخامسا : إنه يشهد بصحة حديث السفينة روايات أخرى :

كالذي أخرجه ابن أبي شيبة عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : (إنما مثلنا في هذه الأمة كسفينة نوح ، وكباب حطة في بني إسرائيل) (٥٢).

والذي رواه المتقي الهندي عنه عليه‌السلام أنه قال في كلام له : (والله إن مثلنا في هذه الأمة كمثل سفينة نوح في قوم نوح ، وإن مثلنا في هذه الأمة كمثل باب حطة في بني إسرائيل) (٥٣).

وسادسا : لقد أخرج الحاكم هذا الحديث بطريقين (٥٤) :

أحدهما : (أخبرني ميمون بن إسحاق الهاشمي ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، ثنا المفضل بن صالح ، عن أبي إسحاق ، عن حنش الكناني ، قال : سمعت أبا ذر يقول ـ وهو آخذ بباب الكعبة ـ : أيها الناس من عرفني فأنا من عرفتم ، ومن أنكرني فأنا أبو ذر ، سمعت رسول الله

__________________

(٥٠) الكنى والأسماء ١ / ٧٦.

(٥١) المعجم ـ لابن الأبار ـ ٨٧ ـ ٨٩.

(٥٢) الدر المنثور ١ / ٧١ ـ ٧٢.

(٥٣) كنز العمال ٢ / ٢٧٧.

(٥٤) ويلاحظ أنه يصحح أحدهما على شرط مسلم ، ويسكت عن الآخر ، وهذا مما يدل على دقة الحاكم وتثبته في الحديث ، وأنه لم يكن متساهلا في كتابه ـ كما يدعي بعض القوم ـ.


صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق.

وهذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه) (٥٥).

والثاني : (أخبرني أحمد بن جعفر بن حمدان الزاهد ببغداد ، حدثنا العباس بن إبراهيم القراطيسي ، ثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي ، ثنا مفضل ابن صالح ، عن أبي إسحاق ، عن حنش الكناني ، قال : سمعت أبا ذر ـ وهو آخذ باب الكعبة ـ : من عرفني فأنا من عرفني ، ومن أنكرني فأنا أبو ذر ، سمعت النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول : مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح في قومه ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق ، ومثل حطة لبني إسرائيل) (٥٦).

والحافظ الذهبي ـ وهو من أتباع ابن تيمية وإمام أتباعه ـ لم يخدش في السندين إلا من جهة (المفضل بن صالح). فقد جاء في (تلخيص المستدرك) في آخر الحديث الأول :

(م. قلت : مفضل خرج له الترمذي فقط. ضعفوه) (٥٧).

وفي آخر الحديث الثاني :

(صحيح. قلت : مفضل واه) (٥٨).

لكن صاحبنا أضاف التكلم في (حنش الكناني) التابعي المشهور ، وكأنه أشد تعصبا من الذهبي!!

وسابعا : إن المفضل بن صالح ـ الذي ضعفه الذهبي ـ من رجال الترمذي كما اعترف ...

__________________

(٥٥) المستدرك على الصحيحين ٢ / ٣٤٣.

(٥٦) المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٥١.

(٥٧) تلخيص المستدرك ـ المطبوع بذيل المستدرك ـ ٢ / ٣٤٣.

(٥٨) تلخيص المستدرك ـ المطبوع بذيل المستدرك ـ ٣ / ١٥١.


وهو على شرط مسلم كما نص عليه الحاكم واعترف الذهبي به أيضا.

والذي أوجب التكلم فيه منهم ما ذكره الترمذي بقوله : (ليس عند أهل الحديث بذاك الحافظ) فيهم غير قادحين في ثقته ، ولا في حفظه ، إلا أنه ليس بذاك الحافظ!

وظاهر كلماتهم أن ذنب الرجل رواية فضائل أهل البيت :

قال ابن عدي ـ بعد أن أورد له أحاديث ـ : (أنكر ما رأيت له حديث الحسن بن علي ، وسائره أرجو أن يكون مستقيما).

فابن عدي يوثق الرجل ، وإنما ينكر بعض أحاديثه ، وقد جعل أنكرها حديث الحسن. قال ابن حجر : (يعني : أتاني جابر فقال : اكشف لي عن بطنك. الحديث)! (٥٩).

إذن ، فالرجل لا مجال للقدح فيه ولا في رواياته ، وما ذكره الذهبي ليس إلا تعصبا ، وهو مشهور بالتعصب كما عرفت سابقا.

وثامنا : قوله : (وروي الحديث من طريق أخرى فيها ضعيفان : الحسن بن أبي جعفر الجفري ، وعلي بن زيد بن جدعان) فيه :

إن (الحسن بن أبي جعفر الجفري) يروي هذا الحديث عن (علي بن زيد) كما عند المحدث الفقيه ابن المغازلي الشافعي ، حيث رواه بإسناده عن (الحسن بن أبي جعفر ، ثنا علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي ذر ...) (٦٠).

لكن قال الحافظ الهيثمي صاحب مجمع الزوائد :

(عن أبي ذر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم : مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح ، من ركب فيها نجا ، ومن تخلف عنها غرق ، ومن

__________________

(٥٩) تهذيب التهذيب ١٠ / ٢٤٢.

(٦٠) مناقب علي بن أبي طالب عليه‌السلام : ١٣٢.


قاتلنا في آخر الزمان كمن قاتل مع الدجال. رواه البزار والطبراني في الثلاثة. وفي إسناد البزار : الحسن بن أبي جعفر الجعفري. وفي إسناد الطبراني : عبد الله ابن داهر. وهما متروكان) (٦١).

فيظهر أن الطريق التي فيها (الحسن) لا يوجد فيه (علي بن زيد بن جدعان) أو يوجد ولا كلام فيه.

ومثله الحديث الآخر. قال الهيثمي :

(وعن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من ركب فيها نجا ، ومن تخلف عنها غرق. رواه البزار والطبراني. وفيه : الحسن بن أبي جعفر. وهو متروك) (٦٢).

وذكر الحافظ الهيثمي الحديث بسند آخر ليس فيه واحد من الرجلين المذكورين. قال :

(وعن عبد الله بن الزبير : إن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم قال : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من ركبها سلم ، ومن تركها غرق. رواه البزار. وفيه : ابن لهيعة : وهو لين) (٦٣).

وتاسعا : لنا أن نحتج بكل من :

الحسن بن أبي جعفر الجفري.

وعلي بن زيد بن جدعان.

* أما (الحسن) فقد روى عنه : أبو داود الطيالسي ، وابن مهدي ، ويزيد ابن زريع ، وعثمان بن مطر ، ومسلم بن إبراهيم ، وجماعة آخرين من مشاهير الرواة والأئمة ، وروايتهم عنه تدل على جلالته ، بالإضافة إلى :

__________________

(٦١) مجمع الزوائد ٩ / ١٦٨.

(٦٢) مجمع الزوائد ٩ / ١٦٨.

(٦٣) مجمع الزوائد ٩ / ١٦٨.


أن مسلم بن إبراهيم قال : كان من خيار الناس.

وقال عمرو بن علي : صدوق منكر الحديث.

وقال أبو بكر بن أبي الأسود : ترك ابن مهدي حديثه ثم حدث عنه وقال : ما كان لي حجة عند ربي.

وقال ابن عدي : والحسن بن أبي جعفر أحاديثه صالحة ، وهو يروي الغرائب وخاصة عن محمد بن جحادة ، له عنه نسخة يرويها المنذر بن الوليد الجارودي عن أبيه عنه. وله عن محمد بن جحادة غير ما ذكرت أحاديث مستقيمة صالحة ، وهو عندي ممن لا يتعمد الكذب ، وهو صدوق.

وقال ابن حبان : من خبار عباد الله الخشن ، ضعفه يحيى وتركه أحمد ، وكان من المتعبدين المجابين الدعوة ، ولكنه ممن غفل عن صناعة الحديث وحفظه ، فإذا حدث وهم قلب الأسانيد وهو لا يعلم ، حتى صار ممن لا يحتج به ، وإن كان فاضلا.

هذه هي الكلمات التي أوردها الحافظ ابن حجر بترجمته ، في مقابلة كلمات الجرح (٦٤).

فنقول :

١ ـ الرجل من رجال الترمذي وابن ماجة.

٢ ـ روى عنه كبار الأئمة.

٣ ـ شهد بعدالته : مسلم بن إبراهيم فقال : كان من خيار الناس.

فقال المعترض : (وهو تلميذه).

قلت : كأنه يريد إسقاط هذه الشهادة ، لكون الشاهد تلميذا ، وكأن الرجل لا يدري أن هذا المورد ليس من موارد عدم قبول الشهادة ، بل الأمر

__________________

(٦٤) تهذيب التهذيب ٢ / ٢٢٧.


بالعكس ، إذ المفروض عدالة الشاهد ، فإذا كان تلميذا كان أكثر معرفة بحال المشهود له من غيره.

٤ ـ شهد بعدالته : عمرو بن علي الفلاس إذ قال : صدوق. وسيأتي الكلام على قوله بعد ذلك : (منكر الحديث).

٥ ـ شهد بعدالته : ابن عدي.

٦ ـ قال ابن حبان : من خيار عباد الله الخشن ، وكان من المتعبدين المجابين الدعوة ، ولكنه ممن غفل عن صناعة الحديث وحفظه ، فإذا حدث وهم وقلب الأسانيد وهو لا يعلم ، حتى صار ممن لا يحتج به وإن كان فاضلا.

أقول : هذه عبارة ابن حبان ... فقارن بينها وبين ما أورده المعترض : (وقال ابن حبان : كان الجفري من المتعبدين المجابين الدعوة ، ولكنه ممن غفل عن صناعة الحديث ، فلا يحتج به).

ولاحظ! ممن هذا التحريف والتصرف؟!

يقول ابن حبان ـ بعد الشهادة بكون (الحسن) من خيار عباد الله الخشن ، وأنه كان من المتعبدين المجابين الدعوة ـ : ولكنه ممن غفل عن صناعة الحديث وحفظه ، فإذا حدث وهم وقلب الأسانيد وهو لا يعلم حتى صار ممن لا يحتج به وإن كان فاضلا.

فغاية ما كان من (الحسن) أنه : (إذا حدث وهم وقلب الأسانيد) لكن (وهو لا يعلم) أي : فهو ـ كما قال ابن عدي ـ : (ممن لا يتعمد الكذب ، وهو صدوق). ولذا قال عنه الفلاس (٦٥) ـ بعد أن قال : (صدوق) ـ : (منكر الحديث).

فظهر :

أولا : لم ينقل المعترض كلمات التعديل والثناء.

__________________

(٦٥) ولا يخفى أن (عمرو بن علي الفلاس) هو نفسه من رواة حديث السفينة ، عن طريق (الحسن ابن أبي جعفر الجفري) أخرجه عنه أبو بكر البزار في مسنده ، وهذا مما يشهد بما ذكرناه.


وثانيا : دق حرف بعض الكلمات في حق الرجل.

وثالثا : قد ظلم الرجل إذ لم يتحقق كلمات الجرح ، وأنها إنما ترجع إلى وهم الرجل في روايته عن غفلة ، وأما هو في ذاته فصدوق جليل من خيار عباد الله الخشن.

* وأما (علي بن زيد) فقد أخرج عنه : البخاري في (الأدب المفرد) ، ومسلم ، والترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجة ، كما ذكر ابن حجر (٦٦) ، وهؤلاء أرباب الصحاح الستة عندهم.

وذكر ابن حجر كلمات عدة من الأئمة في وثاقته وصدقه والثناء عليه ...

ونحن لا نحتاج إلى الإطناب في ترجمته لأمرين :

الأول : كونه من رجال مسلم والأربعة والبخاري في (الأدب المفرد) ، وهذا فوق المطلوب.

والثاني : إن السبب الأصلي لجرح من جرحه هو التشيع! فلاحظ عباراتهم في (تهذيب التهذيب) ونكتفي بإيراد واحدة منها :

(وقال يزيد بن زريع : رأيته ولم أحمل عنه لأنه كان رافضيا).

وقد جعلوا أنكر ما روى : ما حدث به حماد بن سلمة ، عنه ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد ، رفعه : إذا رأيتم معاوية على هذه الأعواد فاقتلوه. قاله ابن حجر.

قلت : فإذا كان هذا الأمر ـ الحق الذي وافقه في روايته كثيرون ، وهو من الأحاديث الصادرة قطعا ـ هو أنكر ما روي عنه ، فاعرف حال بقية أحاديثه!

وعاشرا : لنا أن نحتج بكل من :

عبد الله بن داهر.

وابن لهيعة.

__________________

(٦٦) تهذيب التهذيب ٧ / ٢٨٣.


* أما (عبد الله بن داهر) فذنبه عند القوم أنه : (رافضي خبيث) وأن : (عامة ما يرويه في فضائل علي وهو متهم في ذلك).

وقد أورد في (الميزان) و (لسان الميزان) أحاديث عنه في فضل علي وأهل البيت عليهم‌السلام ، منها ما رواه بإسناده عن ابن عباس : (ستكون فتنة فمن أدركها فعليه بالقرآن وعلي بن أبي طالب ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ـ وهو آخذ بيد علي ـ : هذا أول من آمن بي ، وأول من يصافحني ، وهو فاروق هذه الأمة ، وهو يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب الظلمة ، وهو الصديق الأكبر ، وهو خليفتي من بعدي) (٦٧).

* وأما (ابن لهيعة) فقد روى عنه كبار الأئمة من المتقدمين ، كالثوري ، والشعبي ، والأوزاعي ، والليث بن سعد ، وابن المبارك.

وهو من رجال : مسلم وأبي داود والترمذي وابن ماجة.

قال أبو داود عن أحمد : ومن كان مثل ابن لهيعة بمصر في كثرة حديثه وضبطه وإتقانه؟!

وعن الثوري : عند ابن لهيعة الأصول وعندنا الفروع ، وحججت حجا لالقى ابن لهيعة.

وقال أبو طاهر بن السرح : سمعت ابن وهب يقول : حدثني ـ والله ـ الصادق البار عبد الله بن لهيعة.

وقال يعقوب بن سفيان : سمعت أحمد بن صالح ـ وكان من خيار المتقنين ـ يثني عليه.

وعنه أيضا : ابن لهيعة صحيح الكتاب ...

وعن ابن معين : قد كتبت حديث ابن لهيعة ، وما زال ابن وهب يكتب

__________________

(٦٧) ميزان الاعتدال ٢ / ٤١٧ ، لسان الميزان ٣ / ٢٨٣.


عنه حتى مات.

وقال الحاكم : استشهد به مسلم في موضعين.

وقال ابن شاهين : قال أحمد بن صالح : ابن لهيعة ثقة ، وما روي عنه من الأحاديث فيها تخليط يطرح ذلك التخليط.

وقال مسعود عن الحاكم : لم يقصد الكذب ، وإنما حدث من حفظه بعد احتراق كتبه فأخطأ.

وقال ابن عدي : حديثه كأنه نسيان ، وهو ممن يكتب حديثه (٦٨).

أقول : ألا يكفي هذا للاحتجاج بما رواه؟!

بقي الكلام :

في : (حنش الكناني) و (سويد بن سعيد).

* أما (حنش) فقد عرفت أنه من التابعين المشاهير ، وقد دأب القوم على تعديل التابعين أخذا بما يروونه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من أحاديث : خير القرون قرني ، ثم الذين يلونهم ... بل ذكره ابن مندة وأبو نعيم في الصحابة كما ذكر ابن حجر.

وأورد ابن حجر كلمات التوثيق له عن أبي داود والعجلي وغيرهما.

وقد أخذ عليه أنه كان ينفرد عن علي بأشياء لا تشبه حديث الثقات!! حتى صار ممن لا يحتج بحديثه!! (٦٩)

* وأما (سويد بن سعيد) فهو من رجال صحيح مسلم وصحيح ابن ماجة. قال ابن حجر :

(وعنه : مسلم ، وابن ماجة ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم ، ويعقوب بن شيبة ، وعبد الله بن أحمد ، ومطين ، وبقي بن مخلد ، وأبو الأزهر ...).

__________________

(٦٨) تهذيب التهذيب ٥ / ٣٢٧.

(٦٩) تهذيب التهذيب ٣ / ٥١.


قال ابن حجر : (قال عبد الله بن أحمد : عرضت على أبي أحاديث سويد عن ضمام بن إسماعيل فقال لي : اكتبها كلها فإنه صالح. أو قال : ثقة. وقال الميموني عن أحمد : ما علمت إلا خيرا. وقال البغوي : كان من الحفاظ ، وكان أحمد ينتقي عليه لولديه فيسمعان منه. وقال أبو داود عن أحمد : أرجو أن يكون صدوقا. وقال : لا بأس به. وقال أبو حاتم : كان صدوقا وكان يدلس ويكثر. وقال البخاري : كان قد عمي فيلقن ما ليس من حديثه. وقال يعقوب بن شيبة : صدوق مضطرب الحفظ ولا سيما بعد ما عمي. وقال صالح بن محمد : صدوق إلا أنه كان عمي فكان يلقن أحاديث ليست من حديثه ...) (٧٠).

وقال الذهبي : (الحافظ الرحال المعمر ، حدث عن مالك بالموطأ وعنه : م ، ق ، ومطين ، وابن ناجية ، وعبد الله بن أحمد ، والباغندي ، والبغوي ، وخلق كثير. قال البغوي : كان من الحفاظ ، كان أحمد بن حنبل ينتقي عليه لولديه.

وقال أبو حاتم : صدوق كثير التدليس. وقال أبو زرعة : أما كتبه فصحاح ، وأما إذا حدث من حفظه فلا) (٧١).

وقال ابن حجر : (صدوق في نفسه ، إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه. وأفحش فيه ابن معين القول) (٧٢).

أقول : تلخص :

١ ـ هو من رجال مسلم وابن ماجة ، ومن مشايخ كثير من الأئمة.

٢ ـ هو (صدوق) عند أحمد وجماعة من أئمة الجرح والتعديل.

٣ ـ عمدة ما انتقد عليه أنه لما عمي لقن ما ليس من حديثه.

٤ ـ أفحش القول فيه يحيى بن معين ... فقوله مردود عند الأئمة.

واعلم أن هذا المعترض ذكر العبارة التالية :

__________________

(٧٠) تهذيب التهذيب ٤ / ٢٧٢ ـ ٢٧٥.

(٧١) تذكرة الحفاظ ٢ / ٤٥٤.

(٧٢) تقريب التهذيب ١ / ٣٤٠.


(وقال الحاكم : ويقال إن يحيى لما ذكر له هذا الحديث قال : لو كان لي فرس ورمح غزوت سويدا).

لكن ما هو المراد من (هذا الحديث)؟!

حديث السفينة؟!

لا ، بل حديث آخر ... لكن الرجل دلس وحرف!!

قال ابن حجر : (وقال ابن حبان : كان أتى عن الثقات بالمعضلات : روى عن أبي مسهر ـ يعني عن أبي يحيى القتات ـ عن مجاهد ، عن ابن عباس ، رفعه : من عشق وكتم وعف ومات مات شهيدا. قال : ومن روى مثل هذا الخبر عن أبي مسهر تجب مجانبة رواياته. هذا إلى ما لا يحصى من الآثار وتلك الأخبار.

وقال فيه يحيى بن معين : لو كان لي فرس ورمح لكنت أغزوه. قاله لما روى سويد هذا الحديث.

وكذا قال الحاكم أن ابن معين قال هذا في الحديث) (٧٣).

أقول :

هكذا يريدون الرد على كتبنا ، فاعرفوهم أيها المنصفون واحذروهم أيها المسلمون!!

* قال السيد رحمه‌الله :

(وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ا لنجوم أمان لأهل الأرض من الغرق ، وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف (في الدين) فإذا خالفتها قبيلة من العرب (يعني : في أحكام الله عزوجل) اختلفوا فصاروا حزب إبليس).

__________________

(٧٣) تهذيب التهذيب ٤ / ٢٤١.


قال في الهامش : (أخرجه الحاكم في ص ١٤٩ من الجزء الثالث من المستدرك عن ابن عباس. ثم قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه).

قيل :

(رواه الحاكم ٣ / ١٤٩. وفي سنده ابن أركون ، قال الذهبي : ضعفوه.

وكذا خليد ضعفه أحمد وغيره. وهو حديث موضوع كما ذكر الذهبي).

أقول :

قال الحاكم : (حدثنا مكرم بن أحمد القاضي ، ثنا أحمد بن علي الأبار ، ثنا إسحاق بن سعيد بن أركون الدمشقي ، ثنا خليد بن دعلج أبو عمرو السدوسي ، أظنه عن قتادة ، عن عطاء ، عن ابن عباس ـ رضي‌الله‌عنهما ـ قال : قال رسول الله ... هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه).

وقد رواه عن الحاكم أعيان علماء الحديث المتأخرين عنه وارتضوا تصحيحه ، ومنهم :

الحافظ السيوطي ، في : الخصائص الكبرى ٣ / ٣٦٤ ، وإحياء الميت بفضائل أهل البيت : رقم ٢٩.

والحافظ السمهودي ، في : جواهر العقدين ـ مخطوط.

والشبراوي ، في : الإتحاف بحب الأشراف : ٢٠.

والحمزاوي ، في : مشارق الأنوار : ٨٦.

والصبان ، في : إسعاف الراغبين ـ هامش نور الأبصار : ١٣٠.

فنحن نستدل برواية هؤلاء ...

أما الذهبي فقد عرفنا حاله وطريقته ، ولا يعتد بكلامه إلا من كان على شاكلته ...


ثم إن لهذا الحديث الشريف مؤيدات كثيرة ... كقوله صلى الله عليه وآله وسلم : (النجوم أمان لأهل الأرض ، وأهل بيتي أمان لأمتي). أخرجه : ابن أبي شيبة ، ومسدد ، والحكيم الترمذي ، وأبو يعلى ، والطبراني ، وابن عساكر وعنهم المتقي الهندي (٧٤).

ولهذا نجدهم يعقدون في كتبهم أبوابا بهذا العنوان :

قال الحافظ محب الدين الطبري : (ذكر أنهم أمان لأمة محمد صلى الله عليه (وآله) وسلم ...) (٧٥).

وقال الحافظ السخاوي : (باب الأمان ببقائهم والنجاة في اقتفائهم ...) (٧٦).

وقال الحافظ السمهودي : (الذكر الخامس : ذكر أنهم أمان الأمة ، وأنهم كسفينة نوح ...) (٧٧).

للبحث صلة ...

__________________

(٧٤) كنز العمال ١٣ / ٨٨.

(٧٥) ذخائر العقبى : ١٧.

(٧٦) استجلاب ارتقاء الغرف ـ مخطوط.

(٧٧) جواهر العقدين ـ مخطوط.


البردة

والأعمال التي دارت حولها

(فهرسة)

(١)

أسعد الطيب

البردة هي أسير قصيدة قيلت في مدح الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ووصف شمائله الزكية ... فقد ذاعت في مختلف الأقطار الإسلامية ذيوعا عظيما لم يتح مثله لقصيدة أخرى في بابها ، فعنيت بها الجماهير الشعبية ، وحفظتها الخاصة والعامة ، ورتلها المرتلون في المحافل كأنها نشيد الأناشيد ، وتبارى الخطاطون البارعون في نسخها كلها أو بعضها ، وحليت كتابتها بالذهب على نحو ما يصنع المتفننون بنسخ المصحف الشريف ، وتهاداها الكبراء ، وذكر أنها كانت جزءا من الهدية التي قدمها ابن خلدون إلى تيمورلنك. (الموازنة بين الشعراء : ١٧٢).

وتجاذبها كبار الشعراء منذ عصر البوصيري إلى عصرنا تضمينا وتشطيرا وتخميسا وتسبيعا وتعشيرا ومعارضة ، وكان آخر من عارضها في عصر النهضة الحديثة محمود سامي البارودي وسمى قصيدته (كشف الغمة في مدح سيد الأمة) وعدد أبيات هذه القصيدة ٤٤٧ بيتا ، ثم أمير الشعراء أحمد شوقي وسمى قصيدته (نهج البردة). (الموازنة بين الشعراء ، والمدائح النبوية في الأدب العربي ، وديوان البارودي : ٢٢ ، وديوان شوقي م ١).


هكذا يقول الشيخ محمد بهجة الأثري (١).

وأما سبب تسميتها بالبردة ، مع أن ناظمها سماها : الكواكب الدرية في مدح خبر البرية ، فهو شيوع منام البوصيري المحكي في كشف الظنون ٢ / ١٣٣١ وغيره ، ويرى الشيخ الأثري أن خفة هذا الاسم على اللسان سبب آخر لهذه التسمية.

وقد تحرف هذا الاسم عند الأتراك العثمانيين إلى (البراءة) وجرى على ألسنتهم قديما وحديثا ، ولعلهم أخذوا هذه التسمية من مضمون حكاية الشاعر سبب نظمه لها وما اتفق له من البرء. ولكن لغة العرب لا تساعدهم ، فإن البراءة هي قترة الصائد التي يكمن فيها ، والجمع برأ ، وهذا بعيد عن مرادهم.

وفي بغداد كان الناس يسمون قصيدة كعب بن زهير البردة ، وقصيدة البوصيري البراءة (٢).

وقد كان العلماء يجيزون بقراءتها وروايتها ويجازون ، فقد قال إسماعيل ابن الأحمر (ـ ٨٠٧) (من أخلاف أمراء غرناطة) في ترجمة الفقيه القاضي الخطيب عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد :

(أدركته ورأيته ، وأجازني في القصيدة الموسومة بالبردة التي أولها : أمن تذكر جبران بذي سلم ـ ...

نظم الفقيه أبي عبد الله محمد شرف الدين البوصيري) (٣).

وفي مكتبة جامعة طهران شرح فارسي لقصيدة البردة فيه إجازة لأبي سعيد ابن أبي يزيد الأبيوردي ، عن فضل الله الرودستاني الأصفهاني ، عن

__________________

(١) الخطاط البغدادي ـ التعليقات ـ ٣٥ ـ ٣٦.

(٢) الخطاط البغدادي ـ التعليقات ـ : ٣٧.

(٣) نثير الجمان : ٣٠٧.


شمس الدين أبي الخير محمد السخاوي المصري في الروضة في المدينة المنورة ، عن أبي محمد عبد الواحد بن فرات الحنفي ، عن ابن جماعة ، عن ناظمها.

وقد كتبت نسخة الشرح في الاثنين ١١ / ربيع الأول / ٨٩٨ (٤).

وكانت تقرأ على الشيوخ كما تقرأ كتب الدرس الأخرى ، فهذا الشيخ محمد عياد الطنطاوي (١٧١٠ (؟) ـ ١٨٦١ م) يقول : (وقرأت المقامات الحريرية في الأزهر ، وشرح الزوزني على المعلقات ، وما علمت أحدا قبلي قرأهما فيه ، وقرأت البردة ..) (٥).

وهذا السيد أحمد الآمدي يجيز بها ، وهذا نص إجازته : (أجزت أخي وثمرة قلبي السيد حسين الحامد لقراءة (؟) قصيدة البراءة أو البردة لكل أمر مهم بقدر قدرته ، نفعه الله بها بالنبي وعترته.

(وأنا المحتاج إلى شفاعة صاحب المعراج

السيد أحمد الآمدي)

نقش خاتمه) (٦).

وذكرت لها خواص ـ كما مر في إجازة السيد أحمد الآمدي ـ وألف في هذه الخواص ، ففي المكتبة الصبيحية بسلا مخطوط (مجموع) برقم ١١٧ وفي ضمنه كتاب (خواص البردة) لمؤلف مجهول في ٣ أوراق (٧).

وقد عن لي من عدة سنين أن أسجل ما يمر بي حول البردة ، فتجمع لدي هذا المقال.

__________________

(٤) مكتبة جامعة طهران ، رقم ٧٤٢٧ ، وصفت في فهرسها ١٦ / ٥٥٧.

(٥) حياة الشيخ محمد عياد الطنطاوي : ١١٢.

(٦) تخميس تركي لسليمان بن عبد الرحمن ، المتلخص ب : نحيفي ـ المكتبة الرضوية ، رقم ١٣٢٧٢ ، ورقة ٣٧ آخر التخميس.

(٧) فهرس المكتبة الصبيحية : ٢٥٠.


وسيدور الكلام فيه على عدة فصول.

تنبيهات

١ ـ التزمنا في عملنا هذا بالأعمال التي كتبت باللغة العربية إلا ما سنشير إليه.

٢ ـ ذكرنا تخميس البردة لنحيفي وهو باللغة التركية الإسلامبولية لغرابته.

٣ ـ اختصرنا أسماء بعض المصادر ، وهي :

١ ـ معجم المطبوعات : اختصار لكتاب معجم المطبوعات العربية والمعربة.

٢ ـ مشار : اختصار لمعجم المطبوعات العربية لخانبابا مشار.

٣ ـ دار الكتب : اختصار لدار الكتب المصرية.

٤ ـ منزوي : نسخه هاي خطي فارسي.

٤ ـ لقد دخلت في هذه الفهرسة الأعمال التي دارت حول بردة كعب ابن زهير ، وسبب دخولها إجمال الفهارس المعتمدة ، وهي أعمال قليلة.

٥ ـ هذه النشرة نشرة أولية يتبعها ـ إن شاء الله ـ تصحيح واستدراك قد يطول وقد يقصر.


الفصل الأول

نسخ البردة المخطوطة آثار فنية من الخط العربي

ودليل دراسة لهذا الخط الكريم

أراد الدكتور سهيل أنور في كتابه (الخطاط البغدادي علي بن هلال) أن يثبت رأيه في طريقه ابن هلال في الخط ، وأن هذه الطريقة قد استمرت في مصر إلى القرن الخامس عشر الميلادي ، وأن الخطوط في شمال أفريقية وفي سورية لم تشذ عن طريقة ابن هلال إلى عصور قريبة.

فجعل من أمثلته الدالة على ذلك البردة في قوله : (وقد استمر هذا الأسلوب ، ولم يضف إليه شئ يذكر. وفي خزائن كتبنا ، ولا سيما خزانة كتب السلطان محمود الأول في جامع آيا صوفيا ، أمثال كثيرة لذلك في نسخ قصيدة البراءة) (٨).

وإليك أسماء وأماكن عدة نسخ على سبيل المثال :

١ ـ أول نسخ البردة المجودة الخط هي النسخة ـ أو النسخ ـ التي كتبها ناظم عقدها البوصيري نفسه ، فقد عده مترجموه من الخطاطين الماهرين.

٢ ـ ياقوت المستعصمي (ـ ٦٩٨) (٩) ، وقد بقي مما ينسب إلى خطه نسخة في مكتبة مجلس الشورى بطهران ، برقم ٥٢٦٤ ، ورقم دفتر ١٦٨١٦ ، وصفت في فهرسها

١٦ / ٨٧ ، وهي بخط الثلث والنسخ الجيد ، وقد فقدت منها ورقتان من الوسط وأبدلتا بورقتين كتبتا بخط حديث.

وها نحن ذاكرون ما عثرنا عليه من النسخ مرتبة على القرون :

__________________

(٨) الخطاط البغدادي ـ الأصل ـ : ٨ ـ ٩ ، والنص في ص ٩.

(٩) لقد ذكرنا نسخة ياقوت ، وإن كان هو علما في الخط المنسوب ، لأنه كتبها بعد نسخة الناظم حتما. هذا إن صحت نسبة هذه النسخة إلى ياقوت.


القرن الثامن

١ ـ نسخة أصلها في شستربتي برقم ٤١٧٨ ، وصورتها في معهد المخطوطات برقم ٢٠٣٥ ، وصفت في فهرس الأدب ١ / ٢٨٢ بأنها نسخة خزائنية كتبت بقلم نسخ وثلث مجود مشكول ، كتبها في القاهرة يوسف السرائي برسم السلطان شعبان وفرغ منها في ١٦ / شعبان / ٧٠٧ ، وبين سطورها تخميس لناصر الدين محمد بن عبد الصمد الفيومي ، وصفحاتها مجدولة ومزخرفة.

٣٠ ورقة ، في الصفحة ٣ سطور ، ٣٠ × ٤٢ سم.

٢ ـ نسخة أصلها في شستربتي برقم ٥٤٧٥ ، وصورتها في معهد المخطوطات برقم ٢١٣٥ ، وصفت في فهرس الأدب ١ / ٢٨٣ ، احتمل المفهرس أنها من خطوط القرن الثامن الهجري ، بخط نسخ مجود مشكول ، وبين سطورها تخميس.

٣٥ ورقة ، كل صفحة ٣ سطور ، ١٨ × ٥ / ٢٦ سم.

القرن التاسع

١ ـ نسخة أصلها في شستربتي برقم ٤١٦٩ ، وصورتها في معهد المخطوطات برقم ٢٠٢٩ ، وصفت في فهرس الأدب ١ / ٢٨٣.

وهي نسخة خزائنية كتبت بقلم نسخ مجود وثلث مشكول ، كتبها عبد الله الشرواني في سنة ٨٧٧ ، وبين سطورها تخميس ناصر الدين محمد بن عبد الصمد الفيومي ، وصفحاتها مجدولة مزخرفة.

٢٩ ورقة ، في الصفحة ٣ سطور ، ٣١ × ٢ / ٤٣ سم.


٢ ـ نسخة أصلها في شستربتي برقم ٤١٧٧ ، وصورتها في معهد المخطوطات برقم ٢٠٣٤.

وهي نسخة خزائنية ، كتبت بقلم نسخ وثلث مجود مشكول ، صفحاتها مجدولة مزخرفة ، وبين سطورها تخميس.

قدر مفهرس المعهد أنها من خطوط القرن التاسع الهجري.

٢٩ ورقة ، في الصفحة ٣ سطور ٦ / ٢٧ × ٥ / ٣٤ سم.

٣ ـ نسخة أصلها في شستربتي برقم ٤١٦٨ ، وصورتها في معهد المخطوطات برقم ٢٠٢٨ ، وصفت في فهرس الأدب ١ / ٢٨٣.

وهي نسخة خزائنية ، كتبت بقلم نسخ مجود مشكول ، كتبها قائم الشريفي أحد مماليك الأشرف قايتباي برسم السلطان المذكور المتوفى في ٩٠١. صفحاتها مجدولة مزخرفة ، وبين سطورها تخميس.

٣٠ ورقة ، في الصفحة ٣ سطور ، ٨ / ٢٩ × ٤٣ سم.

٤ ـ نسخة في المكتبة الرضوية في مدينة مشهد ، برقم ٤٣٨٩ ، كتبت في سنة ٨٨١ ، من كتب نادر شاه.

القرن العاشر

١ ـ نسخة أصلها في شستربتي برقم ٤٢٠٩ ، وصورتها في معهد المخطوطات برقم ٢٠٤٠ ، وصفت في فهرس الأدب ١ / ٢٨٤.

وهي بخط ثلث ونسخ مجود مشكول ، كتبها سلطان محمد بن محمد حسين ، وفرغ منها في شهر رمضان سنة ٩٨٥ ، صفحاتها مجدولة ومزخرفة وبها أثر رطوبة.

١٥ ورقة ، الصفحة ١١ سطرا ، ٥ / ١٧ × ٢٦ سم.

٢ ـ نسخة في المكتبة الرضوية في مدينة مشهد ، برقم ٤٣٩١ ، كتبت


في سنة ٩٨٥.

القرن الحادي عشر

١ ـ نسخة في المكتبة الرضوية ، برقم ٤٣٩٠ ، كتبت في سنة ١٠٨٩ ، وهي من كتب نادر شاه.

٢ ـ نسخة في مكتبة جامعة مك كيل ـ كندا ، وصفت في فهرسها ١ / ١٥١ تسلسل ١٦٣ النسخة رقم ١ ، حيث إن تحت الرقم ١٦٣ ثلاث نسخ من البردة.

تفضل مدير مكتبتها مشكورا فصورها وأرسلها لي.

وقد كتبت في سنة ١٠٩٣.

القرن الثاني عشر

١ ـ نسخة في مكتبة كوهر شاد في مشهد بإيران ، تحت رقم ٣ / ٨١٤ ، بخط نسخ جيد ، جدول إكليل ولاجورد وأسود ، ١٢ سطرا في الصفحة.

القرن الثالث عشر

نسخة في المكتبة الوطنية في طهران (كتابخانه ملي) وصفت في فهرسها ٨ / ٤٠٢ ، بخط نستعليق جيد ، وهي نفيسة مجدولة ملونة ، كتبها شمس الكتاب محمد الحسيني ، وهي في ٢٤ ورقة.


الفصل الثاني

مجموعات التخاميس

١ ـ مجموعة

يوسف بن يحيى بن محمد ، أبي المحاسن ، جمال الدين ، الكرماني (بعد ٨٩٤).

قال السخاوي : (جمع من تخاميس البردة ما ينيف على ستين).

الضوء اللامع ١٠ / ٣٣٧ ، الأعلام ٨ / ٢٥٨.

٢ ـ مجموعة

ذكر السهراني (محمد بن منلا أبي بكر) أنه رأى خمسة وثلاثين تخميسا جمعها بعض العلماء.

كشف الظنون ٢ / ١٣٣١ هامش.

٣ ـ مجموعة

أيتمش الخضري الزاهري (ـ ٨٤٦).

وهي تسعة وعشرون تخميسا.

منها نسخة في مكتبة شستربتي برقم ٤٢١٥ ، في ٩٠ ورقة ، بقياس ٨ / ٢١ × ٣ / ٣٠ سم.

ومنها مصورة في معهد المخطوطات العربية برقم ٢٠٤١.

أولها : (أما بعد ، فقد جمع العبد الفقير إلى الله تعالى أيتمش الخضري ... عدة تخاميس على الكواكب الدرية في مدح خير البرية ... المشهورة بالبردة ... المشتملة على ثمانية فصول ... وإن وجد في ترتيب


التخاميس خلل في التباس بعضها ببعض فمن النسخ التي وجد فيها عدة تخاميس).

الأول للسيد الشريف أحمد بن ترجم.

وآخرها مبتور ، وآخر الموجود منها بيت من قصيدة (بانت سعاد) لكعب ابن زهير ، وهو :

أنبئت أن رسول الله أوعدني

والعفو عند رسول الله مأمول

كتبت بقلم نسخ وثلث جيد مشكول من خطوط القرن العاشر الهجري تقديرا ، وصفحاتها مجدولة.

فهرس المخطوطات المصورة ـ الأدب ، قسم ١ / ٦٢.

٤ ـ مجموعة المرعشية برقم ٥٣٠٩ ، وهي خمسة عشر تخميسا كتبت في ٩٩٧ ، في ٤١ ورقة بقياس ٣٢ سطر ، و ٥ / ٤١ × ٢٨ سم.

أبيات ا لبردة بخط الثلث وكتبت بالشنجرف ، والتخميس بلون أسود ، واسم الشاعر باللاجورد.

مجدولة.

بخط محمد المناوي.

أنظرها في فهرس المكتبة ١٤ / ٩٧ والنماذج ٣٣ و ٣٤ و ٣٥.

وقد فرقت أسماء المخمسين وأوائل التخاميس في فصل الأعمال الشعرية.

٥ ـ مجموعة

شعبان بن محمد الآثاري.

حيث اختار تسعة من تخاميس البردة وضم إليها تخميس نفسها وسماها :


(آثار العشرة) ورمز لهم بالحروف (م ي خ ح ه أس ز ن ش).

الذريعة ٤ / ٨ ه تتمة هامش ١ المتقدم في الصفحة السابقة.

٦ ـ مجموعة

المكتبة الرضوية برقم ٤٤٧٥ ، وهي ستة تخاميس ، رتبت جداول الأصل على خمسة تخاميس ، وأضيف إليها تخميس سادس بخط سئ ولم يذكر اسم ناظمه ، أوله :

الله يعلم ما بالقلب من ألم ـ ...

كتبت في القرن التاسع ، في ٧٩ ورقة ، بقياس ١١ سطر.

فهرس الرضوية ج ٧ قسم ١ ص ٢٤٢ ـ ٢٤٣ ، ويوجد نموذج لصفحة منها في آخر ج ٧ قسم ٢.

وقد فرقتها كسابقتها ـ في فصل الأعمال الشعرية.

٧ ـ مجموعة

مكتبة مجلس الشورى الإيراني.

كتبت في ٧٦٧ ، في ٨٣ صفحة بقياس ٢٠ سطر ، ٣٥ × ٢٥ سم.

خطها نسخ وثلث جميل جدا.

وقد رتبت ترتيبا لطيفا حيث قسمت الصفحة إلى نصفين ، كتب في آخر كل نصف بيت من البردة بخط ثلث غليظ بحبر أسود ، ونسقت ثلاثة تخاميس في الوسط وواحد على جهة اليمين والآخر على جهة اليسار.

كتب التخميس الأول والثالث بقلم ثلث بحبر أسود ، وكتب التخميس الثاني بحبر أحمر.

الصفحة الأول والثانية مزخرفة مذهبة.

أولها : (الحمد لله الذي أوجب حمده ... أما بعد ، فلما رأيت جماعة من


الفضلاء كل بذل جهده في تخميس القصيدة المسماة بالبردة ، ورأى كل أنه قد بلغ ما قصده ، أحببت أن أجمع ما خمسوه ليكون لي في القيامة عمدة ، وجمعت في هذه الأوراق ما خمسون فكانت خمسة في العدة ، فالتخميس الأول ..).

آخرها : (كملت البردة وتخميساتها بحمد الله وعونه وحسن توفيقه نهار يوم الجمعة سادس شهر جمادى الأولى سنة سبع وستين وسبعمائة ، وصلى الله على محمد وآله وسلم).

فهرسها ٧ / ٢٣٩ ـ ٢٥٥ ، رقم ثبت ٦٣٢٢٧ ، رقم الفهرس ١٨٢.

وقد فرقتها ـ كسابقتها ـ في فصل الأعمال الشعرية.

٨ ـ مجموعة

المكتبة الوطنية في تبريز (كتابخانه ملي تبريز).

برقم ٣ / ٢٩٠٤ ، أنظر فهرسها ١ / ٢٢٦.

ولا أعلم عنها أكثر من هذا.

٩ ـ مجموعة

مكتبة متحف مولانا في مدينة قونيا في تركيا.

وهي أربعة تخاميس ، في ٤٦ ورقة.

رقم الخزانة ٢٦٦٤ ، رقم المجلد ٧٠٩.

أنظر : المخطوطات العربية في مكتبة متحف مولانا في قونيا ـ نشر عالم الكتب ـ الطبعة الأولى ١٤٠٧ ه / ١٩٨٦ م ، ص ١٩٨ ـ ٢٠١ ، وقد فرقتها ـ كسابقاتها ـ في فصل الأعمال الشعرية


الفصل الثالث

الأعمال الشعرية

أ ـ الأعمال الشعرية مرتبة حسب أسماء الشعراء (١ ـ ٥)

خمسة تخاميس

إبراهيم بن أحمد (أو محمد) الجمل الصفاقسي.

تراجم المؤلفين التونسيين ٢ / ٥٤ ، بواسطة معجم ما كتب عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ٤ / ٢٩٩ رقم ١٠٣٠٥.

(٦)

تثمين

إبراهيم بن أحمد (أو محمد) الجمل الصفاقسي.

في أول كل ثمين اسم الجلالة.

تراجم المؤلفين التونسيين ٢ / ٥٤ ، بواسطة معجم ما كتب عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ٤ / ٢٣٧ رقم ٩٩٣٥.

(٧)

تخميس

إبراهيم حقي الموصلي الحسيني (١٣٠٦ ـ ١٣٣٩).

وسماه : (تنفيس الشدة في تخميس البردة).

طبعه علي الخاقاني ـ بغداد ـ ١٩٦٨ م.


معجم المؤلفين (المستدرك) : ١٤ ، معجم المؤلفين العراقيين ـ كوركيس عواد ـ ١ / ٣٩ ، التراث العربي ـ كوركيس عواد ـ : ٤٠.

(٨)

تخميس

إبراهيم بن الخشاب ، بدر الدين المخزومي.

أوله :

يا من براه الهوى مذ رق كالقلم

وابتاع بالنوم مرعى النجم في الظلم

في دار الكتب (١٠).

(٩)

تخميس

إبراهيم بن علي البهنسي (ـ ٨٤٦)

أوله :

أسهرت جفنك في محلولك الظلم

وفاض دمعك محمرا كما الديم

في دار الكتب.

ويظهر من السخاوي أن تخميس المترجم غير هذا التخميس الذي ذكرناه حيث قال : (خمس البردة تخميسا غريبا فإنه افتتح بصدر بيت الأصل وختم بعجزه وكلامه بينهما).

__________________

(١٠) كلما جاء ذكر (دار الكتب) فالمعني به دار الكتب المصرية.


ولعل التخميسين له.

الضوء اللامع ١ / ٨١.

(١٠)

تخميس

إبراهيم بن يحيى بن محمد العاملي الطيبي (١١٥٤ ـ ١٢١٤).

شعراء الغري ١ / ١.

(١١)

تخميس

أحمد بن أبي بكر بن صالح ، شهاب الدين المرعشي الحلبي (ـ ٨٧٢).

أوله :

لما تنشقت من أرواح ذي الهمم

وحلي الخد من حبات منتظم

في دار الكتب.

كشف الظنون ٢ / ١٣٣٣ ، الضوء اللامع ١ / ٢٥٤.

(١٢)

تخميس

أحمد بن حسين بن أحمد بن محمد الطرابلسي المالكي الصوفي ، المعروف ب (بهلول) (ـ ١١١٣).

فهرس منتخباتي : ٨٦ ـ ٨٧.


(١٣)

تشطير البردة وتعجيزها أحمد الحفظي بن عبد الخالق الزمزمي العجيلي (كان حيا في ١٢٩٣) طبع في الآستانة ، وطبع في بولاق سنة ١٢٩٥ في ١٦ صفحة.

معجم المؤلفين ١ / ٢٦٣ ، الأعلام ١ / ١٤٥ ، معجم المطبوعات : ٧٩٦.

(١٤)

تشطير البردة

أحمد بن داوود بن سليمان العاني النقشبندي البغدادي ، المعروف ب (أحمد الداوود) (١٢٨٦ ـ ١٣٦٧).

معجم المؤلفين (المستدرك) : ٥١ ، الاعلام ١ / ١٢٣.

(١٥)

تخميس

أحمد بن سالم ، شهاب الدين بن مجد الدين ، الأذرعي.

أوله :

هل لي إلى أثلات البان والعلم

من عودة فعسى أشفى من السقم

في دار الكتب.

وفي الرضوية. (١١)

__________________

(١١) كلما ذكرنا المكتبة الرضوية والمرعشية ومجلس الشورى بدون ذكر رقم المخطوطة فإنما نعني المجموعات.

أنظر فصل : مجموعات التخاميس.


وفي مكتبة المرعشي العامة ، ونسبه المفهرس إلى الغزي.

وفي مكتبة مجلس الشورى أنه لأحمد بن منصور بن صارم الدمياطي ، شهاب الدين ، المعروف ب (ابن حباس).

(١٦)

مجاراة

أحمد بن أبي سعيد الأميثهوي (١٠٤٧ ـ ١١٣٠).

حركة التأليف في الإقليم الشمالي الهندي : ١٠٩ ، بواسطة معجم ما كتب عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ٣ / ٤٤ رقم ٦١١١.

(١٧)

تشطير

أحمد بن شرقاوي الخلفي المالكي الخلوتي (١٢٥٠ ـ ١٣١٦) طبع في بولاق في سنة ١٣١٤ في ٣٦ صفحة.

معجم المطبوعات : ٣٧٢.

(١٨)

تخميس

أحمد بن شعبان المقدسي الحنبلي.

أوله :

يا من أشاع سلوا ثم لم ينم


أراك في الوجد تبري علة السقم

في دار الكتب.

(١٩)

مجاراة

أحمد شوقي (١٣٥٢).

أولها :

ريم على القاع بين البان والعلم

أحل سفك دمي في الأشهر الحرم

سماها : (نهج البردة).

ديوانه ١ / ١٩٠ ـ ٢٠٨.

(٢٠)

تسبيع

أحمد بن عبد الله المكي ، شهاب الدين.

قال حاجي خليفة : (ذكر السهراني أنه رأى تسبيعا عجيبا مبدوءا من أوله إلى آخره بلفظة الجلالة للشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد الله المكي فذكره بعد شرح كل بيت) (١٢).

(٢١)

تشطير

أحمد بن عبد الوهاب بن أحمد ، الخياط الجرجاوي المالكي (ـ ٢٧

__________________

(١٢) كشف الظنون : ١٣٣١ مادة (قصيدة البردة).


جمادى الآخرة ١٢٥٤).

معجم المؤلفين ١ / ٣٠٦ ، فهرس دار الكتب ٣ / ٦٣.

(٢٢)

نهج البردة

لأحمد بن علي بن ثابت الخطيب ، أبي بكر.

طبع في القاهرة ، مكتبة مصطفى الحلبي.

(٢٣)

تخميس

أحمد بن مترجم (١٣) (ترجم) السيد الشريف.

أوله :

عرج على العلم السعدي بالعلم

واسمع أنينا خفيا زائد الألم

في دار الكتب.

(٢٤)

تخميس

أحمد بن محمد بن أحمد الشريف (كان حيا ١١٣٩).

تراجم المؤلفين التونسيين ٣ / ١٧٩ ، بواسطة معجم ما كتب عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ٤ / ٢٤٢ رقم ٩٩٦٨.

__________________

(١٣) آل ترجم : بطن من آل فائز بكربلاء ، ينحدر من سلالة تاج الدين ترجم ، نقيب الأشراف ،


(٢٥)

تخميس

أحمد بدر الدين بن محمد الصاحب شرف الدين.

أوله :

يا قلب كم في قبور العشق من أمم

ماتوا من الشوق في ضر وفي ألم

في دار الكتب.

وفي مكتبة المرعشي العامة ، نسب إلى ابن الصاحب.

(٢٦)

تخميس

أحمد بن محمد بن علي السلمي ، أبي العباس ، شهاب الدين ، المنصوري ، ابن الهائم (ـ ٨٨٧).

وسماه : (تأسيس النجدة بتخميس البردة).

أوله :

يا راعي النجم في الظلماء لم ينم

يشدو ويحدو بذكر البان والعلم

في دار الكتب.

وفي مكتبة المرعشي نسب إلى ابن الشهيد.

__________________

الجد الأعلى لسادات آل ترجم ، كان حيا سنة ٩٤٣ ـ ٩٨٠ ه البيوتات العلوية في كربلاء ـ للقزويني ـ ١ / ٣٣ ـ ٤٤ ، معجم قبائل العرب ٤ / ٤٢.


(٢٧)

تخميس

أحمد بن محمد ، السلمي نفسه.

أوله : ألم بالقلب أوصاب من الألم

وصرت بعد وجود الحسن في عدم

في دار الكتب.

الضوء اللامع ٢ / ١٥٠.

(٢٨)

تخميس

أحمد بن محمد ، السلمي نفسه.

أوله :

يا مرسل الدمع في الأطلال كالديم

لونين من جفنه كالورس والعنم

في دار الكتب.

(٢٩)

تخميس

أحمد بن محمد بن علي الحجازي ، شهاب الدين (ت ٨٧٩).

أوله :

قلبي لبعد الحمى قد صار في ضرم


والعين سحت دما في الخد كالديم

في دار الكتب.

كشف الظنون ٢ / ١٣٣٤ ، الضوء اللامع ٢ / ١٤٨ ، الأعلام ١ / ٢٣٠.

(٣٠)

تخميس

أحمد بن محمد بن يوسف الصفدي الخالدي (ـ ١٠٣٤).

خلاصة الأثر ١ / ٢٩٨ ، معجم المؤلفين ٢ / ١٦٩.

(٣١)

تخميس

أحمد بن مزبان الورجي (ـ بعد ١١٩٣).

معجم أعلام الجزائر : ٣٤٢ ، بواسطة معجم ما كتب عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ١ / ٣٦٤ رقم ١٦٣٠.

(٣٢)

تخميس

أحمد بن منصور بن صارم الدمياطي ، شهاب الدين ، المعروف ب (ابن حباس).

أوله :

علام دمعك منهلا بمنسجم

كساه لون احمرار حرقة الندم

في دار الكتب.


(٣٣)

تخميس

أحمد بن ناصر بن خليفة ، أبي العباس الباعوني.

أوله :

يا باغيا كتم أمر غير منكتم

أنى وطرفك صافي الدمع لم ينم

في دار الكتب.

وفي مكتبة المرعشي.

(٣٤)

تخميس

أسعد بن سعد الدين حسن جان ، التبريزي ، المفتي العثماني (ـ ١٠٣٤).

نظمه في وسط ربيع ١٠١٢.

كشف الظنون ٢ / ١٣٣٣.

في مكتبة جامعة لس أنجلس برقم A ٧٠٠.

(٣٥)

تخميس

إسماعيل بن إبراهيم بن محمد التركماني الحنفي مجد الدين.

أوله :

ما شأن دمعك فوق الخد ذا ديم


ونثره كعقيق غير منتظم

في دار الكتب.

الضوء اللامع ٢ / ٢٨٦.

(٣٦)

تخميس

بدر الدين الونسي.

أوله :

ما بال عرف سرى عن بانة العلم

أجرى وأكلم طرفا منك لم ينم.

في دار الكتب.

(٣٧)

تخميس

أبي بكر تقي الدين بن حجة الحموي.

أوله :

لما مزجت دمي بالدمع من ألم

وعمت في لجج الدمعين من ألم

في دار الكتب.

وفي مكتبة متحف مولانا.

الضوء اللامع ١١ / ٥٤ وسماه : (تفصيل البردة).

قلت : لعل الاسم مصحفا ، وأرى صحته : (تفضيل) بالضاد ، فقد سمى هو بديعيته : تفضيل أبي بكر.


(٣٨)

تخميس

أبي بكر بن رمضان الشالياتي القاضي (ـ ٨٩٥).

أوله :

رفقا بنفسك يا من بات ذا ألم

كم ذا التأوه في محلولك الظلم

ما لي أرى حمرة في الخد كالعنم

أمن تذكر جيران ...

مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق م ٦٥ ج ١ ص ٧١ مقال (الشعر والشعراء في كيرالا وأساليبهم للدكتور ك. م محمد أستاذ مساعد في جامعة كالكوت في الهند.

ونسخة التخميس عند قاضي كالكوت محمد كويا.

وترجمة الناظم في (أعيان مليبار) لأحمد كويا الشالياتي ، مخطوط في مكتبة المخطوطات في شاليات في كيرالا.

(٣٩)

تشطير

جميل بن مصطفى العظم الدمشقي (ـ ١٣٥٢).

وسماه : (تفريج الشدة في تشطير البردة).

طبع على الحجر في الآستانة سنة ١٣١٣.

الأعلام ٢ / ١٣٩ ، معجم المطبوعات : ١٣٤١.


(٤٠)

تخميس

حسن بن أحمد ، الصوفي المصري ، جمال الدين.

وسماه : (الفرج بعد الشدة في تخميس البردة).

أوله :

يا قاصدا نحو بيت الله بالحرم

عرج بربع أحبائي وصف ألمي

في دار الكتب.

(٤١)

تخميس

حسن بن يحيى الأعرجي الحسيني.

أوله :

ما لي أراك حليف الوجد والسقم

والجفن في صبب والقلب في ضرم

تذري دموعك في الخدين كالعنم

أمن تذكر جيران ...

في مكتبة كلية الإلهيات والمعارف الإسلامية في مشهد ، في مجموع برقم ١٦٨٤ ، وصفت في فهرسها ٣ / ٧٩٢.

وقد نشرته في مجلة (تراثنا) الصادرة عن مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث في قم ، في العد ٢٣ الصادر في ربيع الآخر ١٤١١ ، ص ١٥١ ـ ٢٢٠.


(٤٢)

تخميس

حسين بن عبد القادر.

أوله :

يا ساهر الطرف في داج من الظلم

تئن أنات ذي شجو وذي ألم

في دار الكتب.

(٤٣)

تخميس

حسين بن علي بن حسن العشاري البغدادي.

سلك الدرر ٢ / ٦٩.

(٤٤)

منظومة في السيرة

حمدون بن عبد الرحمان بن حمدون ، السلمي المرادسي ، أبو الفيض ، ابن الحاج (ـ ١٢٣٢ ه).

نظمها على نهج البردة في أربعة آلاف بيت وشرحها في خمس مجلدات.

الأعلام ٢ / ٢٧٥.


(٤٥)

تخميس

خليل بن إبراهيم الثمين (١٢١٣ ـ ١٢٩٣).

معجم المؤلفين ٤ / ١٠٩.

(٤٦)

تخميس

خليل الأشرف نائب الإسكندرية.

مخطوط في طوب قبو سراي برقم A ٢٣٥٠ ٨٣٩٦ في ٨ أوراق.

(٤٧)

تخميس

خليل بن شاهين ، غرس الدين.

أوله :

وما بهم من حنو غير منخرم

وودهم بوفاء غير منعدم

في دار الكتب.

الضوء اللامع ٣ / ١٩٦.

(٤٨)

تخميس

درويش علي بن حسين بن علي البغدادي (ـ ١٢٧٧).


ترجم له ولده أحمد في كنز الأديب ، وأورد فيه التخميس بتمامه.

الذريعة ٤ / ٨.

(٤٩)

تسبيع

الرفاء شهاب الدين الدمشقي.

ذكره ابن طولون في ذخائر القصر (مخطوط).

(٥٠)

تخميس

سليمان سعد الدين أفندي ، مستقيم زاده (ـ ١٢٠٢).

الخطاط البغدادي (التعليقات) ص ٦.

(٥١)

تخميس

سليمان بن عبد الرحمان بن صالح الرومي ، نحيفي (ـ ١١٥١).

ثلاثة أشطر باللغة التركية ثم بيت البردة بالعربية.

في المكتبة الرضوية في مشهد ، برقم ١٣٢٧٢ ، وعندي مصورة له.

معجم المؤلفين ٤ / ٢٦٥.

(٥٢)

تخميس

سليمان بن علي القرماني (ـ ٩٢٤).


كشف الظنون ٢ / ١٣٣٣ ، معجم المؤلفين ٤ / ٢٧١.

(٥٣)

مجاراة

سليمان بن علي القرماني (ـ ٩٢٤).

كشف الظنون ٢ / ١٣٣٣.

(٥٤)

مجاراة

سنبل زاده وهبي أفندي.

في كوبريلي ٣ / ٥٢٨ مجموعة ، الكتاب الثالث ٦٤ ب ـ ٧٤ ب مع مجاراة ل (بانت سعاد) وصفت في فهرسها ٣ / ٢٣٧.

(٥٥)

تخميس

شريف أفندي.

في مكتبة جامعة لوس أنجلس ، في مجموعة برقم B ٧٠٨ ، كتبت في القرن الثالث عشر.

وهي نسخة مكتوبة بالأسود والأحمر والأصفر.


(٥٦)

تخميس

شعبان بن محمد بن داوود الآثاري (ـ ٨٢٨).

واسمه : (حل العقدة في تخميس البردة).

أوله :

يا قلب قد فاض دمع العين كالديم

وصرت من حرقة الأشواق في ألم

حتى استحال وجود منك كالعدم

أمن تذكر جيران ...

في دار الكتب.

وفي مكتبة المرعشي العامة.

وفي مكتبة متحف مولانا ، في مجموع رقمه في الخزانة ١٦٣٨ ورقم المجلد ٢٢٦ ، وصفت في فهرسها ص ٢٦٠.

كشف الظنون ٢ / ١٣٣٤ ، الضوء اللامع ٣ / ٣٠١ ـ ٣٠٣ ، معجم المؤلفين ٤ / ٣٠٠ ومستدركه : ٢٨٧.

(٥٧)

تخميس

صلاح الدين مشتاقي الرومي ، صلاحي.

يشبه تخميس سليمان بن عبد الرحمان نحيفي.

في مكتبة جامعة لوس أنجلس برقم B ٧٢ ، وفيها أيضا نسخة أخرى برقم B ١١١.


(٥٨)

تخميس

طاهر بن حسن بن عمر بن حبيب الحلبي ، زين الدين ، المعروف ب : ابن حبيب (ـ ٨٠٨).

أوله :

يا باكيا قرح الأجفان بالألم

وشاكيا من غرام فيه لم يلم

ومن له الوجد وافى ملقي السلم

أمن تذكر جيران ...

في دار الكتب.

وفي مكتبة المرعشي العامة.

كشف الظنون ٢ / ١٣٣٣ ، الضوء اللامع ٤ / ٣ ، الأعلام ٣ / ٢٢١.

(٥٩)

تخميس

طه.

أوله :

قضى الإله على العشاق في القدم

بأن يجولوا بفقر الذل بالقدم

يا ذا الذي ثخنت أحشاه بالكلم

أمن تذكر جيران ...


في مكتبة متحف مولانا.

(٦٠)

تخميس

عائشة الباعونية.

اسمه : (القول الصحيح في تخميس بردة المديح).

معجم المؤلفين ٥ / ٥٧ ومستدركه : ٣١٦ ، البديعيات : ١٠٣.

(٦١)

تخميس

عباس أفندي فوزي الداغستاني.

اسمه : (أنيس الوحدة في تخميس البردة).

طبع في الآستانة على الحجر سنة ١٣٠٠.

خانبابا مشار : ١٠٣.

(٦٢)

تشطير

عبد الحميد قدس بن محمد علي بن عبد القادر الخطيب (ـ ١٣٣٥).

وسماه : (دفع الشدة في تشطير البردة).

طبع في مكة المكرمة سنة ١٣١٣ في ٣١ صفحة.

وفي بيروت ، المطبعة الأدبية ١٣١٨.

معجم المطبوعات : ١٢٧٥ ، الأعلام ٣ / ٢٨٩ ، البديعيات : ١٧٢.


(٦٣)

تخميس

عبد الرحمان بن أحمد بن عبد الله بن مسك السخاوي الشافعي ، المعروف ب : ابن مسك (١٠٢٥ ـ ١١٢٣).

اسمه : (الدر النفيس في الجمع بين التسديس والتخميس).

فهرس دار الكتب ٧/ ٢٠٦ ، معجم المؤلفين ٥/ ١١٩ ، هدية العارفين ١ / ٥٥٢.

(٦٤)

تخميس

عبد الرحمان بن أبي بكر السيوطي ، جلال الدين.

أوله :

سائل أخا الوجد والتبريح والألم

وذا البكا والضنى والحزن والقسم

في دار الكتب.

البديعيات : ١٠٠.

(٦٥)

تخميس

عبد الرحمان بن محمد بن علي المغربي القمولي.

أوله :

يا جيرة الخيف والبانات والعلم


القلب ذاب من الأشواق والألم

في دار الكتب.

(٦٦)

تخميس

عبد الرحيم بن عبد الرحمان بن محمد السيوطي المالكي الجرجاوي.

اسمه : «برء السقيم في مدح البرّ الرحيم».

طبع في مصر في المطبعة المليجية سنة ١٣٢٤.

خانبابا مشار : ١٧٥.

(٦٧)

تشطير

عبد الرحيم بن عبد الرحمان بن محمد السيوطي المالكي الجرجاوي.

اسمه : برء السقيم في مدح البر الرحيم).

طبع في مصر في مطبعة الكلية سنة ١٣٣٠.

خانبابا مشار : ١٢٣.

(٦٨)

مجاراة

عبد العزيز الزمزمي (ـ ٩٧٦).

اسمها : (الفتح التام في مدح سيد الأنام).

النور السافر : ٢٨٧.


(٦٩)

تشطير

عبد العزيز محمد بك.

طبع في مصر سنة ١٣٥٢.

خانبابا مشار : ١٨٦.

(٧٠)

تخميس

عبد الغني أبي البلاغ ، ـ المعروف ب : صبانح.

أوله :

من سفح ذاك اللوى عن أيمن العلم

لم تقف يمناك بل تهفو بذكرهم

في دار الكتب.

(٧١ ـ ٨٣)

ثلاثة عشر تخميسا

لعبد القادر بن خالد بن أبي زيد العيس المطماطي الجبالي (ـ ١١٢٢).

تراجم المؤلفين التونسيين ٢ / ١٤ ، بواسطة معجم ما كتب عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ٤ / ٢٥٧ رقم ١٠٠٦٨.


(٨٤)

تشطير

عبد القادر سعيد بن سعيد بن عبد القادر الرافعي الفاروقي الحنفي الطرابلسي.

اسمه : (نيل المراد في تشطير الهمزية والبردة وبانت سعاد).

طبع في القاهرة سنة ١٣١٥ و ١٣٢٩.

معجم المؤلفين ٥ / ٢٩١ ومستدركه : ٣٩٧ ، الأعلام ٤ / ٤٠.

(٨٥)

تخميس

عبد اللطيف بن أحمد الفوي القاهري الحلبي الشافعي (٧٤٠ ـ ٨٠١).

أوله :

يا من جفاه الكرى فالجفن لم ينم

وجسمه بانقسام الفكر في سقم

في دار الكتب.

وفي مكتبة المرعشي العامة ، ونسب فيها إلى البصري.

الضوء اللامع ٤ / ٣٢٤ ـ ٣٢٥ ، معجم المؤلفين ٦ / ٧.

(٨٦)

تخميس

عبد اللطيف بن نصر الله الطويلي المصري.

أوله :


أرقت ليلك فالأجفان لم تنم

والجسم ألبس أثوابا من السقم

في دار الكتب.

الضوء اللامع ٤ / ٣٣٩.

(٨٧)

تخميس

عبد اللطيف. نفسه.

أوله :

أصيب قلبك من سهم الهوى ورمي

فاطلب نجاة من البلوى به ورم

في دار الكتب.

الضوء اللامع ٤ / ٣٣٩.

(٨٨)

تخميس

عبد اللطيف. نفسه.

أوله :

الحمد لله أهل الفضل والقدم

إن الهوى رسخت في حمله قدمي

في دار الكتب.

الضوء اللامع ٤ / ٣٣٩ ، معجم المؤلفين ٦ / ١٥.


(٨٩)

تخميس

عبد الله بن عبد الرحمان بن أبي بكر بن زروان البصري ، شمس الدين.

أوله :

إلى م عن مذهب العشاق لم ترم

حتام أنت حليف البؤس والسقم

في دار الكتب.

(٩٠)

تسبيع

عبد الله بن عمر البيضاوي القاضي ، ناصر الدين (ـ ٦٩٦).

اسمه : (تفريج الشدة في تسبيع البردة).

في مكتبة الأوقاف في الموصل برقم ٤٨ / ٤.

طبع في مصر ، في المطبعة الشرفية سنة ١٣٠٨.

وطبع في مصر أيضا في سنة ١٣١٩ وفي هامشه تخميس الفيومي.

خانبابا مشار : ١٩٧.

وطبع ضمن (رياض البردة) ، كما في فهرس المكتبة السلفية لسنة ١٣٥٢ ص ٥٥.

(٩١)

تخميس

عبد الله بن محمود الرومي الحنفي ، كجوك زاده (ـ ١٠٤٢).


كشف الظنون ٢ / ١٣٣٣ ، هدية العارفين ١ / ٤٧٥ ، معجم المؤلفين ٦ / ١٤٦.

(٩٢)

تسبيع

عثمان بك ، الأمير الشاعر.

أوله :

الله يعلم ما في القلب من ألم

ومن غرام بأحشائي ومن سقم

على فراق فريق حل في الحرم

كم قيل والدمع من عيني كالديم

فقلت لما همى دمعي بمنسجم

أمن تذكر جيران ...

من مخطوطات خزانة آل طلس بحلب.

أنظر : المنتخب من المخطوطات العربية في حلب ـ نشر عالم الكتب ـ ص ٤٠٣ ، رقم ١٤٧.

وفي آخر النسخة (تم التسبيع المبارك ... يوم الجمعة سابع شهر ذي الحجة الحرام ختام عام اثنين وأربعين ومائة وألف من الهجرة).

اسمه : (تفرج الشدة بتسبيع البردة).

وفي فهرس دار الكتب ٣ / ٦٦ : (تفريج الشدة ... للقاضي ناصر الدين عبد الله بن عمر بن محمد البيضاوي ... هكذا في النسخة المطبوعة معزوا إلى القاضي البيضاوي وهو بعيد جدا).

والذي في النسخة المخطوطة رقم ٥٠٨١ أن التسبيع المذكور للأمير


عثمان بك. ويوجد هذا التسبيع مسمى باسم (حل العقدة ...) منسوبا إلى العلامة شهاب الدين أحمد بن عبد الله المالكي المكي ... طبع بالمطبعة الشرفية بمصر سنة ١٣٠٨.

وانظر : تسبيع عبد الله بن عمر.

(٩٣)

تخميس

عثمان بن عبد الله الموصلي.

معجم المؤلفين ٦ / ٢٦٠ ومستدركه : ٤٦٠.

(٩٤)

تخميس

عثمان بن محمد الزنحلي ، أبي عمرو ، المعروف ب (كندور).

أوله :

ما بال عينك لم تهجع ولم تنم

والدمع منها كنهر غير منصرم

في دار الكتب.

(٩٥)

النفحات الأحدية في تصدير الكواكب الدرية.

ابن علان ، محمد علي الصديقي المكي.

إيضاح المكنون ٢ / ٦٦٣.


(٩٦)

تخميس

علي بن أحمد ، صدر الدين بن نظام الدين ، الحسيني المدني (١٠٥٢ ـ ١١٢٠).

أوله :

يا ساهر الليل يرعى النجم في الظلم

وناحل الجسم من وجد ومن ألم

ما بال جفنك يذرو الدمع كالعنم

أمن تذكر جيران ...

قدم له بخطبة أولها : (الحمد لله الذي مدح نبيه الأمين بأشرف المدائح ...).

فرغ منه لثلاث بقين من جمادى سنة ١١٠٦ في الهند.

وأهداه إلى أبي المظفر محمد أورنك زيب عالم كير سلطان الهند.

في مكتبة المرعشي العامة في قم ، برقم ٢٧٥٤ ، وصفت في فهرسها ٧ / ٣١٥.

وطبعه محمد حسن آل ياسين في مطبعة المعارف ببغداد سنة ١٣٧٤ في السلسلة التي نشرها باسم (نفائس المخطوطات) في حلقتها الرابعة.

(٩٧)

تخميس

علي بن زكريا بن إسماعيل ، المسعودي الداوودي ، أبي الحسن علاء الدين.


أوله :

ما بال جسمك موقوفا على السقم

وما لطرفك في الديجور لم ينم

في دار الكتب.

وفي مكتبة المرعشي العامة ، نسب إلى الدمياطي.

وفي مكتبة مجلس الشورى ، نسب إلى الفيومي.

وفي مكتبة الرضوية ي مشهد ، نسب إلى الفيومي.

وفي الظاهرية ـ شعر ٧٢ و ٧٠ ـ بدون نسبة.

ونسبه بعضهم إلى ناصر الدين الغزي الفيومي.

(٩٨)

تخميس

علي بن سالم بن عبد الناصر ، الغزي الشافعي (ـ ٧٤٧).

أوله :

يا من غدا هائما حيران لم ينم

علام أجريت دمع العين كالعنم

وفيم أنحلت هذا الجسم بالسقم

أمن تذكر جيران ...

في مكتبة مجلس الشورى ، وزاد في أوله تخميسه من عنده هي :

من بعد حمد إلهي بارئ النسم

مع الصلاة على المختار ذي الكرم

وآله الطاهرين الأصل والشيم


وصحبه خير صحب الرسل كلهم

أقول نظما غدا بالمدح ذا عظم

وفي مكتبة المرعشي العامة ، نسب إلى الأذرعي.

وفي الرضوية.

الدرر الكامنة ٣ / ٥١ ، معجم المؤلفين ٧ / ٩٨.

(٩٩)

تخميس

علي بن سودون بن عبد الله البشبغاوي ، نور الدين.

أوله :

يا مازجا بالدماء الدمع من ندم

وناشرا ما انطوى في القلب من ألم

في دار الكتب.

(١٠٠)

تخميس

علي بن علي زيد الزرلي (١١١١ ـ نحو ١١٧١).

تراجم المؤلفين التونسيين ٢ / ٤١٧ ، بواسطة معجم ما كتب عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ٤ / ٢٤٣ رقم ٩٩٧٤.

(١٠١)

تخميس

له أيضا.


نفس المصدر.

(١٠٢)

تخميس

علي بن محمد مخلوف المنياوي ، نور الدين.

أوله :

قد استمال وجود منك للعدم

وانهل مزن ثوى (؟) عينيك كالديم

في دار الكتب.

(١٠٣)

تخميس

علي بن مصطفى بن سنان السوسي.

في مكتبة حسن حسني عبد الوهاب ، برقم ١٨٠٣٠.

معجم ما ألف عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ٣١٧.

(١٠٤)

تخميس

علي بن ناصر ، أبي الحسن نور الدين ، المعروف ب (ابن ناصر الحجازي).

طبع في مصر.

معجم المطبوعات : ٢٦٢.


(١٠٥)

تخميس

علي الدواليبي البغدادي ، أبي الحسن عفيف الدين.

أوله :

ما لي أراك سمير النجم ذا سدم

والنوم حمأ (؟) عينيك ولم يحم

في دار الكتب.

(١٠٦)

تخميس

علي الدواليبي. نفسه.

أوله :

ما لي أراك ضعيف الجسم ذا سقم

وإن جرى ذكر سكان الحمى تهم

في دار الكتب.

(١٠٧)

تخميس

عمر بن أسواني ، سراج الدين.

أوله :

ما لي أراك من الأشجان في ألم


ترتاح شوقا إلى الجرعاء من إضم

في دار الكتب.

(١٠٨)

تشطير

عمر بن عباس القفصي المغربي ، أبي حفص.

فهرس مكتبة مجلس الشورى ٤ / ٣٨٤ ـ ٣٨٥.

(١٠٩)

تخميس

عمر بن عبد العزيز ، سراج الدين ، الفيومي الدمشقي (ـ ٩١٧).

الكواكب السائرة ١/ ٢٨٦ ، شذرات الذهب ٨/ ٨٤ ، معجم المؤلفين ٧/ ٢٩١.

(١١٠)

مجاراة

عمر بن علي البلنكوتي الهندي القاضي

سماها : (لاح الهلال).

مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق م ٦٥ ج ١ ص ٧٦.

(١١١)

تخميس

فرج بن أحمد بن أبي بكر بن محمد المنفلوطي المالكي (كان حيا في ٨٩٩).


الضوء اللامع ٦ / ١٦٨ ، معجم المؤلفين ٨ / ٥٧.

(١١٢)

تشطير

فضل الله بن محمد خالد الأنصاري الأزهري الحلبي.

طبع في حمص سنة ١٣٨٥ ه في ٣٠٢ ص.

(١١٣)

تخميس

ابن قطب الدين.

أوله :

تبكي وتشكو إلى الأطلال والديم

ودمع عينك مرفض بفيض دم

في دار الكتب.

(١١٤)

تسبيع

المجد الملاطي المصري.

في مكتبة جامعة لوس أنجلس برقم D ٣٠٠.

(١١٥)

تخميس

الشيخ مجلي.


وهو تخميس بيت واحد ، هو :

كذلك الله مولاه وخيرته

ولم تسر سوى الأخرى سريرته

وللدنية لن ترنو بصيرته

وأكدت زهده فيها ضرورته

إن الضرورة لا تعدو على العصم

في دار الكتب.

(١١٦)

تخميس

محمد بن إبراهيم ، شمس الدين ، الجلفاوي.

أوله :

قد عدت من حر نار الشوق والألم

نضوا فلم ترني من شدة الألم

في دار الكتب.

(١١٧)

تخميس

محمد بن إبراهيم النابلسي الدمشقي الشافعي ، أبي الفتح ، المعروف ب (ابن الشهيد).

أوله :

ما بال جسمك لا يشفى من السقم


وما لقلبك مصدوعا من الألم

في دار الكتب.

(١١٨)

تخميس

محمد بن أحمد بن عبد الله ، المعروف ب (مامية الرومي (ـ ٩٨٨).

أوله :

يا من له عبرة تنهل كالديم

وما له عبرة بالسقم في الأمم

في دار الكتب.

شذرات الذهب ٨ / ٤١٣ ، بروكلمان ـ الذيل ـ ٢ / ٣٨٢ ، الأعلام ٦ / ٧.

(١١٩)

تخميس

محمد بن أحمد بن عبد الله ، القلقشندي الشافعي ، نجم الدين (٧٩٧ ـ ٨٧٦).

أوله :

أمن تفكر جيران لقربهم

أمن تذكر أزمان لبعدهم

في دار الكتب.

كشف الظنون ٢ / ١٣٣٦ ، الضوء اللامع ٦ / ٣٢٢ ، معجم المؤلفين ٨ / ٢٧٨.


(١٢٠)

تخميس

محمد بن أحمد بن أبي العيد ، السخاوي القصبي المالكي.

اسمه : (تخميس طرز البردة وتلخيص نشر الوردة).

أوله :

إن جئت جزعا فجز عن أيمن العلم

ومل لسلمى وسل ما شئت من كلم

ورمت سلعا فسل عن قلبك الكلم

أمن تذكر جيران ...

في دار الكتب.

وفي مكتبة متحف مولانا.

وطبع في مصر سنة ١٣١٧ في ٩٨ صفحة.

معجم المطبوعات : ١٠١٥ ، إيضاح المكنون ١ / ٢٧٠.

(١٢١)

تعجيز التصدير وتصدير التعجيز (تشطير)

محمد بن أحمد بن قاسم بن محمد ساسي ، البوني التميمي المسيتي (ـ بعد ١١١٦)

تعريف الخلف برجال السلف : ٥٢٤.


(١٢٢)

تخميس

محمد بن إسماعيل (أبي إسحاق) بن إبراهيم ، العلائية وي الرومي ، الملقب ب (أسعد) ، الشهير ب (ابن أبي إسحاق) (ـ ١١٦٦).

هدية العارفين ٢ / ٣٢٩ ، إيضاح المكنون ، معجم المؤلفين ٩ / ٥٢.

(١٢٣)

تخميس

محمد بن إسماعيل بن زكريا الحميري ، أبي الفتح ، المعروف ب (الأهناسي).

أوله :

أهاجك الشوق لما لاح من إضم

أم خلفتك الليالي في ربى الحرم

تشكو وتنشد باكي مربع الحلم

أمن تذكر جيران ...

في دار الكتب.

وفي مكتبة المرعشي العامة ، ونسب إلى الونشي.

(١٢٤)

تخميس

محمد بن أبيك ، شمس الدين بن أبي البر ، المغيثي الصالحي النجمي الحنبلي.


اسمه : (منح الجليل في مدح الخليل).

في دار الكتب.

(١٢٥)

تخميس

محمد بدر دماصي ، أبي عبد الله.

أوله :

الشوق جل عن الاحصاء بالكلم

والهجر زاد على التعذيب في الألم

في دار الكتب.

(١٢٦)

تخميس

محمد بن بصري ، شمس الدين.

أوله :

أراك من عظم الأشواق ذا سقم

متيما مغرما لم تصح من ألم

في دار الكتب.

(١٢٧)

تخميس

محمد بن البغدادي الزركشي ، شمس الدين (ـ ٨١٠).

اسمه : (قرة العين في التسميط بين المصراعين).


أوله :

همت اشتياقا لأهل البان والعلم

أم أحدث الوجد ذكرى الأربع القدم

في دار الكتب.

(١٢٨)

تخميس

محمد بن أبي بكر الجوجري الضرير ، شمس الدين.

أوله :

ما لي أرى القلب والأحشاء في ضرم

والجفن في خلق والجسم في سقم

في دار الكتب.

(١٢٩)

تخميس

محمد بن أبي بكر بن عمر ، شمس الدين ، الدنجيهي القاهري.

أوله :

بعد العقيق وأهل السفح من إضم

أجريت دمعك سفحا مثل حيهم

في دار الكتب.

الضوء اللامع ٧ / ١٨٨.


(١٣٠)

تخميس

محمد بن أبي بكر الدنجيهي ، نفسه.

أوله :

سهرت حتى أرقت الدمع كالعنم

أم من مزيج الكرى بالسهد في الظلم

في دار الكتب.

(١٣١)

تسميط

محمد بن جابر الغساني المكناسي (ـ ٨٢٧).

نيل الابتهاج : ٢٨٦ ـ ٢٨٧ ، معجم المؤلفين ٩ / ١٤٦ ، الأعلام ٦ / ٦٨.

(١٣٢)

تشطير

محمد بن حسن بن وادي ، أبي الهدى الصيادي الرفاعي الخالدي (١٢٦٦ ـ ١٣٢٧).

طبع في الإسكندرية سنة ١٣٠٩ في ١٧ صفحة.

معجم المطبوعات : ٣٥٣.


(١٣٣)

نظيرة قصيدة البردة

محمد خان وزير الوظائف.

الذريعة ٢٤ / ٢٣٣.

(١٣٤)

تخميس

محمد بن خضر الحلبي ، شمس الدين أبي النور ، المعروف ب (ابن المصري).

أوله :

يا من له مدمع ينهل كالديم

وقد جرى بدم من شدة الألم

في دار الكتب.

(١٣٥)

تخميس

محمد بن خليل المقرئ الحلبي ، شمس الدين ، المعروف ب (ابن القباقيبي) (ـ ٨٤٩).

أوله :

الله يعلم ما في القلب من ألم

ومن غرام بأحشائي ومن سقم

في دار الكتب.


وفي مكتبة ملك في طهران ، في مجموعة وصفت في فهرسها ٥ / ٢١ رقم ٤١٠.

وفي المكتبة الرضوية.

(١٣٦)

تخميس

محمد بن خليل. نفسه.

أوله :

ما لي أراك سهيد الطرف لم تنم

والجسم منتحل من شدة السقم

في دار الكتب.

كشف الظنون ٢ / ١٣٣٣ وتصحفت فيه كلمة (المقري) إلى (الغزي) ، الضوء اللامع ١١ / ٢٦٦ ، إعلام النبلاء ٥ / ٢٤٢ ، الأعلام ٦ / ١١٧.

(١٣٧)

تخميس

محمد بن خليل الرومي ، مكي زاده (ـ ١٢١٢).

معجم المؤلفين ٩ / ٢٨٩ ، هدية العارفين ٢ / ٣٥١.

(١٣٨)

تخميس

محمد رائف بن محمد بسيم بن إسحاق ، المعروف ب (ملاحق زاده) الرومي الحنفي (ـ ١٢٤٠).


إيضاح المكنون ٤ / ٢٢٩ ـ ٢٣٠ ، هدية العارفين ٢ / ٣٦٠ ، معجم المؤلفين ٩ / ٣٠٣.

(١٣٩)

تخميس

محمد رضا النحوي (ـ ١٢٢٦).

أوله :

ما لي أراك حليف الوجد والألم

أودى بجسمك ما أودى من السقم

ذا مدمع بالدم المنهل منسجم

أمن تذكر جيران ...

وقدم له بخطبة أولها : (الحمد لله الممدوح بكل لسان ، الغني بظاهر محامده عن الايضاح والبيان ...).

فرغ منه في يوم الثلاثاء ٢٤ رجب سنة ١٢٠١.

وقد قرظه السيد صادق الفحام (ـ ١٢٠٤) والسيد محمد زيني (ـ ١٢١٦) والشيخ علي زيني (ـ ١٢١٥) وكلهم مترجمون في تكملة أمل الأمل ، والطليعة في شعراء الشيعة ، والكرام البررة في القرن الثالث بعد العشرة.

ذكر صاحب (أعيان الشيعة) أنه نظمه باقتراح أستاذه السيد محمد مهدي بحر العلوم ، وأورده بتمامه مع ما عثر عليه من تقاريظه في كتابه : معادن الجواهر ونزهة النواظر ٣ / ١٣٧ فما بعد ، وأورده بتمامه خلا التقاريظ في أعيان الشيعة ٩ / ٢٩٣.

في مكتبة مجلس الشورى رقم ٢ ، والنسخة برقم ٧١٥ ، وصفت في فهرسها ٢ / ٤٠.


وفي المكتبة الرضوية ، برقم ١٢٧٨٨.

وطبع في إسلامبول سنة ١٣٠٦ ومعه تخميس بانت سعاد.

الذريعة ٤ / ٨ رقم ١٩.

(١٤٠)

مجاراة

محمد سكوتي بن محمد المدرني (ـ ١١٠٣).

واسمها : (الدرة في نظيرة قصيدة البردة).

وله شرحها باسم : (الغرة في شرح الدرة).

هدية العارفين ٢ / ٣٠٢ ، إيضاح المكنون ٢ / ٢٣١ ، معجم المؤلفين ١٠ / ٤١.

(١٤١)

تخميس

محمد بن شاذي عنبري ، ناصر الدين.

أوله :

يا مازجا بدم ينهل كالديم

كؤوس دمع أدارتها يد الألم

بمن صبوت إليهم ملقي السلم

أمن تذكر جيران ...

اسمه : (أعلام المودة في سلوك طي البردة).

في دار الكتب.

الضوء اللامع ٧ / ٢٦٤.


(١٤٢)

تخميس

محمد بن عبد الحميد النيربي ، المعروف ب (الناصر) وب (حمد وحميده) ـ ١٣٢١).

اسمه : (التحفة البهية في تخميس البردة البوصيرية).

طبع في حلب في المطبعة العلمية سنة ١٣٤٣ في ٤٤ صفحة.

معجم المطبوعات : ٧٩٤ ، الأعلام ٦ / ١١١.

(١٤٣)

تخميس

محمد بن عبد الرحمان الحوضي ، شاعر تلمسان في زمانه (ـ ذو القعدة ٩١٠).

وطريقته أنه أدرج المصاريع ا لثلاثة التي من نظمه بين مصراعي بيت البردة. قال الوادي آشي : (وهذا يكاد أن يكون معجزا لصعوبته).

ثبت أبي جعفر البلوي الوادي آشي : ٤٣٤ ـ ٤٣٥.

(١٤٤)

تصدير وتعجيز البردة (تشطير)

للحوضي نفسه.

ثبت أبي جعفر البلوي الوادي آشي : ٤٣٥.


(١٤٥)

تخميس

محمد بن عبد الصمد الفيومي المالكي ، ناصر الدين ، معيد المدرسة المالكية بالفيوم.

أوله :

ما بال قلبك لا ينفك ذا ألم

مذ بان أهل الحمى والبان والعلم

وانهل مدمعك القاني بمنسجم

أمن تذكر جيران ...

في دار الكتب ، برقم ٨٦٢٤

وفي مكتبة المرعشي العامة.

وفي مكتبة المرعشي العامة ، برقم ٣٨٩٩ ، كتبت في سنة ١٠٥٢ في قصبة أغروس في ٢٣ ورقة ، وصفت في فهرسها ١٠ / ٢٧٩.

وفي المكتبة الرضوية ، ونسب إلى الدمياطي.

وفي مكتبة مجلس الشورى ، ونسب إلى أحمد بن محمد الأذرعي شهاب الدين.

وفي مكتبة مجلس الشورى أيضا ، في مجموعة برقم ٣٣٦٥ تسلسل الفهرس ، وثبت قديم ٢٣٣١٣ ، وثبت جديد ٥٥٠٠ ، الكتاب الخامس ، ص ١٨ ـ ٦٦ ، كتبت في سنة ١٣٠٧ ـ ١٣٠٨.

وفي مكتبة ملك في مجموعة ، الكتاب الثامن ، كتب في ٥ جمادى الأولى ٨٨٦ ، فهرسها ٥ / ٦١ رقم ٥٢٨.

وقد طبع في المطبعة الشرفية بمصر سنة ١٣٠٨ في ٤٢ صفحة باسم :


(تخميس الكواكب الدرية في مدح خير البرية).

وطبع أيضا بهامش (تفريج الشدة في تسبيع البردة) المنسوب للبيضاوي بمصر سنة ١٣١٩.

وطبع ضمن (رياض البردة) ، ذكر ذلك في فهرس المكتبة السلطية لسنة ١٣٥٢ ، ص ٥٥.

كشف الظنون ٢ / ١٣٣٤ ، معجم المطبوعات : ١٤٧٦ ، خانبابا مشار : ١٧٥.

(١٤٦)

تخميس

محمد بن عبد العزيز بن شعبان الإسكندري اللخمي.

اسمه : (تخميس طي البردة وتلخيص نشر الوردة).

طبع بمصر ١٣١١.

(١٤٧)

تشطير

محمد بن عبد القار المقاطعجي اليماني.

أوله :

أمن تذكر جيران بدي سلم

كسيت بردا من الأحزان والسقم

أم من فراق ربوع كنت تعهدها

مزجت دمعا جرى من مقلة بدم

سلافة العصر : ٤٥٢ وذكر منها عدة أبيات.


(١٤٨)

مجاراة

محمد بن عبد الكريم بن محمد المغيلي التلمساني التواني (ـ ٩٠٩).

تعريف الخلف ، القسم الأول ص ١٧٢ ، وذكر أن له عدة قصائد على وزن البردة ورويها في مدحه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

الأعلام ٦ / ٢١٦.

(١٤٩)

تخميس

محمد بن عبد الله الفلكي.

ضمن (رياض البردة).

فهرس المكتبة السلفية لسنة ١٣٥٢ ، ص ٥٥.

(١٥٠)

تخميس

محمد بن عبد الله بن بدران ، أبي عبد الله.

وهو تخميس خمسة أبيات :

من قوله : (أقسمت بالقمر المنشق)

إلى (وقاية الله أغنت).

أوله :

جل الذي من حرور الشمس ظلله

وزان خلقته حسنا وكمله


الصلات والبشر في الصلاة على خير البشر : ١٩٨.

(١٥١)

تخميس

محمد بن عبد الله بن عبد القادر بن عمر السنجاري ، الشيرازي الأصل ، الواسطي ، الشافعي ، السكاكيني ، نجم الدين ، نزيل الحرمين (ـ ٨٣٨).

أوله :

يا هائم القلب بين البان والعلم

وهامي الدمع حتى صار كالعنم

يا مازجا بالدما دمعا على سلم

أمن تذكر جيران ...

اسمه : (الذخيرة المعدة في تخميس البردة).

في مكتبة المرعشي العامة ، نسب إلى الواسطي.

الضوء اللامع ٨ / ٦٧ ـ ٦٩ ، معجم المؤلفين ١٠ / ١٨٢ ، إيضاح المكنون ، هدية العارفين ٢ / ١٨٩ و ١٩٠.

(١٥٢)

تخميس

محمد بن عبد الله بن الصائغ المغربي ، أبي عبد الله.

أوله :

يا من صحيح هواه موجب السقم

ومن ثناه وجود الوجد كالعدم


إنسان عينيك يا إنسان في ألم

أمن تذكر جيران ...

في دار الكتب.

وفي مكتبة المرعشي العامة ، ونسب إلى ابن عرفة.

(١٥٣)

تخميس

محمد بن عبد الله الطرابلسي الحنفي ، أبي النصر (ـ ١٢١٨).

إيضاح المكنون ١ / ١٨٣ ، هدية العارفين ٢ / ٣٥٤ ، معجم المؤلفين ١٠ / ٢٢٠.

(١٥٤)

تخميس

محمد بن عبد الله بن الإمام شرف الدين يحيى.

أوله :

علام أمسى سمير النجم في الظلم

وفيم أجرى عقيق الدمع في العلم

حتى غدا مطرف الأسقام ذا علم

أمن تذكر جيران ...

اسمه : (الأفلاك الدورية على الكواكب الدرية في مدح خير البرية).

في مكتبة الجامع الكبير بصنعاء نسخة كتبت في ١٠١٥ ، في ١٧ ورقة.

فهرس الجامع الكبير : ١١١ و ١١٣.


(١٥٥)

تخميس

محمد بن علي الشاطبي الأندلسي البرجي (كان حيا في ٨٧٠).

في مكتبة الرباط ، برقم ٨٣١ (١٦٤١ د).

معجم ما ألف عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ٣١٧.

(١٥٦)

تخميس

محمد الصغير بن علي داوود النابلي (١٠٦٧ ـ بعد ١١٣٧).

تراجم المؤلفين التونسيين ٢ / ٢٨٧ ، بواسطة معجم ما كتب عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ٤ / ٢٤٢ رقم ٩٩٦٩.

(١٥٧)

تخميس

محمد بن خواجة علي بن نجم الكيلاني ، غياث الدين.

أوله :

في مطلع الحسن حسن مطلع الكلم

ثم استهل بدور الحي حيهم

في دار الكتب.


(١٥٨)

تخميس

محمد علي بن علي بن راعي الغنم الدمياطي المادح.

أوله :

يا نائم الطرف لم يغمض ولم ينم

وجسمه ناحل بال من الألم

في دار الكتب.

(١٥٩)

تخميس

محمد بن محمد بن عبد الرحمان ، الصبيبي المدني الشافعي ، أبي الحرم.

الضوء اللامع ٩ / ١٠٢.

(١٦٠)

تخميس

محمد بن محمد بن محمد بن طاهر ، التبادكاني الطوسي الخراساني ، شمس الدين ، القاضي (ـ ٨٩١).

خمس البردة باللغة العربية ثم ترجم الأصل والتخميس إلى الفارسية نظما.

انتهى من الترجمة في الخميس العاشر من شهر رمضان المبارك سنة ٨٦٨.


أول التخميس :

يا أيها المختطي من شدة الألم

يا أيها المفتدي من ذلة السقم

فهرست مشترك نسخه هاي خطي فارسي باكستان ٧ / ٥٢٤.

(١٦١)

تخميس

محمد بن محمد بن محمد اللخمي التونسي ، أبي عبد الله ، المعروف ب (النقاض).

أوله :

يا سعد ما لك بين البان والعلم

تبكي الربوع بوكاف ومنسجم

اسمه : (العمدة في تخميس البردة).

في دار الكتب.

(١٦٢)

تخميس

محمد بن محمد بن يوسف منزلي ، شمس الدين.

أوله :

يا حاوي العلم والآداب والحكم

وساهر الجفن في محلولك الظلم

ومن غدا بين أهل الحب كالعلم


أمن تذكر جيران ...

في دار الكتب.

وفي مكتبة المرعشي العامة ، ونسب إلى الحنفي.

الضوء اللامع ١٠ / ٣٤.

(١٦٣)

تخميس

محمد بن محمود بن برهان الدين الحميدي الرومي الحسيني الحنفي (ـ ١٠٤٤).

هدية العارفين ٢ / ٢٧٨ ، معجم المؤلفين ١١ / ٣١٥.

(١٦٤)

تخميس

محمد بن منصور بن عبادة ، شمس الدين ، المعروف ب (ابن الصارح).

أوله :

بان التصبر بين البان والعلم

وبان وجدي وما وجدي بمنكتم

يا طرف مالك بعد البين لم تنم

أمن تذكر جيران ...

في دار الكتب.

وفي مكتبة مجلس الشورى.

وفي المكتبة الرضوية.

وفي مكتبة السيد المرعشي العامة.


(١٦٥)

تسبيع :

محمد بن أبي الوفاء ، جمال الدين.

أوله :

الله يعلم ما بالقلب من ألم

ومن غرام بأحشائي ومن سقم

في المكتبة الرضوية في مشهد تخميس مجهول الناظم بهذا المطلع وفي مكتبة كوبريلي ، في مجموعة برقم ١ / ١٣٥٢ ، تسبيع ، نسخة نفيسة ، وصفت في فهرسها ٢ / ٨٦.

كشف الظنون ٢ / ١٣٣٦.

(١٦٦)

تخميس

محمد بن يعقوب بن يحيى بن عبد الله ، المغربي الأصل المدني المالكي ، جمال الدين (ـ نحو ٨٣٠).

الضوء اللامع ١٠ / ٨٧ ، نيل الابتهاج : ٢٩٠ ، معجم المؤلفين ١٢ / ١١٩.

(١٦٧)

تسديس

محمد البوصيري.

اسمه : (تسديس الكواكب الدرية في مدح خير البرية).

معجم المؤلفين ١٠ / ٢٨ ومستدركه : ٦٤٧.


(١٦٨)

تسبيع

محمد البوصيري نفسه.

اسمه : (تفريج الشدة بتسبيع البردة).

نفس المصدر.

(١٦٩)

تعشير

محمد البوصيري نفسه.

اسمه : (تعشير الكواكب الدرية في مدح خير البرية).

المصدر نفسه.

(١٧٠)

تخميس

محمد المرجوشي المصري ، شمس الدين.

أوله :

يا من بلي جسمه من شدة السقم

وقلبه قد غدا يشكو من الضرم

في دار الكتب.


(١٧١)

تسبيع

محمد الملطي المصري الخلوتي القادري.

طبع في مصر في المطبعة الميمنية سنة ١٣١١ ضمن مجموعة.

خانبابا مشار : ١٨٣.

(١٧٢)

مجاراة

محمود سامي البارودي.

اسمها : (كشف الغمة في مدح سيد الأمة).

في ٤٤٧ بيتا.

ديوانه ، م ٢.

(١٧٣)

تخميس

مخلوف الشرياني الشريف (ق ٨).

تراجم المؤلفين التونسيين ٣ / ١٧٤ ، بواسطة معجم ما كتب عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ٤ / ٢٤٢ رقم ٩٩٧٠.

(١٧٤)

تسبيع

مصطفى الكردي الشافعي (ـ قبل ١٢٢٥).

في مخطوطات خزانة آل طلس في حلب ، وصفت في المنتخب من


المخطوطات العربية في حلب ، ص ٤٠٢ ، رقم ١٤٦.

(١٧٥)

تخميس

معروف بن مصطفى الحسيني.

الذريعة ٤ / ٨ رقم ١٧.

(١٧٦)

تخميس

معروف بن مصطفى بن أحمد النودهي (ـ ١٢٥٤).

منه نسخة ناقصة الأول فلي المكتبة المركزية بجامعة صلاح الدين ، برقم ٤١٩ / ٥ م ، وصفت في فهرسها ص ٤٤٣ رقم ٤٦٩.

مستدرك معجم المؤلفين : ٧٩٧ ، الأعلام ٧ / ١٠٥.

وللمؤلف ترجمة في : الشيخ معروف النودهي ـ لمحمد الخال ـ ، ومعجم المؤلفين ١٠ / ٢٨ و ١٢ / ٤١١.

(١٧٧)

وهج البردة

هند هارون.

قالت في ترجمة حياتها المختصرة : (كما أكرمني الله عزوجل بكتابة قصيدة (وهج البردة) أعارض فيها البوصيري وأحمد شوقي معبرة عن الإسلام بصدق عفوي وعن عظمة الرسالة والرسول الكريم محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم).

مجلة (الموسم) بيروت ـ م ٣ عدد ١١ ، ١٤١٢ ه / ١٩٩٠ م ، مقالة (هند


هارون شاعرة الألم والإيمان) ص ٩٤٤.

(١٧٨)

تخميس

يحيى بن زكريا بن بيرام القسطنطيني الرومي المفتي شيخ الاسلام (ـ ١٠٥٣).

أوله :

لما رأيتك تذري الدمع كالعنم

غرقت في لجج الأحزان والألم

فقل ـ وسر الهوى ـ لا تخش من ندم

أمن تذكر جيران ...

كشف الظنون ٢ / ١٣٣٣ ، خلاصة الأثر ٤ / ٤٦٧ ـ ٤٧١ ، نفحة الريحانة ٣ / ٦٢ رقم ١٤٥ ، معجم المؤلفين ١٣ / ١٩٧.

(١٧٩)

تخميس

يحيى بن عبد الصمد بن يحيى الأنصاري ، المعروف ب (اليحيائي).

أوله :

صرح بذكر هوى أفناك من سقم

أضناك بالكتم حتى صرت للعدم

في دار الكتب.


(١٨٠)

تخميس

يوسف بن محمد بن عبد الرحمان الباعوني ، جمال الدين أبي المحاسن.

أوله :

يا من غدا فاقدا للصبر بالألم

ومن بدا وجده للناس كالعلم

في دار الكتب.

(١٨١)

تخميس

يوسف بن موسى الجذامي الأندلسي ، أبي الحجاج (ـ ٧٦٧).

اسمه : (الاستشفاء بالعدة والاستشفاع بالعمدة في تخميس قصيدة البردة).

إيضاح المكنون ١ / ٧١ ، كشف الظنون ٢ / ١٣٣٣ ، الأعلام ٨ / ٢٥٤.

وفي فهرس المكتبة المركزية لجامعة طهران ٢ / ٧١٦ أنه شرح (؟).

(١٨٢)

تشطير

اسمه : (شفاء العليل في مدح طه الجليل).

طبع في مصر سنة ١٣١٣ في ٢٤ صفحة.

معجم المطبوعات : ٩٢٤.


(١٨٣)

تخميس

أوله :

يا بائحا بالهوى صبرا على الألم

فإن ذلك مكتوب من القدم

في دار الكتب.

(١٨٤)

تخميس

لبعض شعراء المغرب.

أوله :

ما بال عينك تشكو شدة الألم

رمداء نامت عيون وهي لم تنم.

في دار الكتب.

(١٨٥)

تسبيع

أوله :

محمد جاء بالآيات والحكم

مبشرا ونذيرا جملة الأمم

طبع بمصر في ١٣١١ في ٣١ صفحة ، مع تخميس قصيدة المناجاة


للسهيلي.

الذريعة ٤ / ١٧٤.

(١٨٦)

تسبيع

أوله :

الله أودع في الأحشا لذي إضم

صبابة صب منها الدمع كالديم

وأنت من ذكر عرب الحي والحرم

تبكي العقيق بنثر الدمع في العلم

مستمطرا سحب دمع سال كالعنم

أمن تذكر جيران ...

في مكتبة المرعشي العامة ، برقم ١٩١ مجموعة ، والنص (١ ظ ـ ٢٦ و) وصفت في فهرسها ١ / ٢٢١.

(١٨٧)

نظيرة قصيدة البردة

مجهول.

مخطوط في مكتبة الهمداني في النجف ضمن مجموعة.

الذريعة ٢٤ / ٢٣٣.


ب ـ الأعمال الشعرية مرتبة حسب أوائل حروفها ،

ومحالة على أسماء الشعراء.

أراك من عظم الأشواق ذا سقم

متيما مغرما لم تصح من ألم

محمد بن بصري.

أرقت ليلك فالأجفان لم تنم

والجسم ألبس أثوابا من السقم

عبد اللطيف بن نصر الله.

أسهرت جفنك في محلولك الظلم

وفاض دمعك محمرا كالديم

إبراهيم بن علي.

أصيب قلبك من سهم الهوى ورمي

فاطلب نجاة من البلوى به ورم

عبد اللطيف بن نصر الله.

إلى م عن مذهب العشاق لم ترم

حتام أنت حليف البؤس والسقم

عبد الله بن عبد الرحمان.


ألم بالقلب أوصاب من الألم

وصرت بعد وجود الحسن في عدم

أحمد بن محمد بن علي السلمي ، ابن الهائم.

الله أودع في الأحشا لذي إضم

صبابة صب منها الدمع كالديم

تسبيع لمجهول.

الله يعلم ما في القلب من ألم

ومن غرام بأحشائي ومن سقم

عثمان بك.

محمد بن خليل المقرئ الحلبي.

محمد بن أبي الوفاء.

أمن تذكر جيران بذي سلم

كسيت بردا من الأحزان والسقم

محمد بن عبد القادر.

أمن تفكر جيران لقربهم

أمن تذكر أزمان لبعدهم

محمد بن أحمد بن عبد الله القلقشندي.


إن جئت جزعا فجز عن أيمن العلم

ومل لسلمي وسل ما شئت من كلم

محمد بن أحمد بن أبي العيد.

أهاجك الشوق لما لاح من إضم

أم خلفتك الليالي في ربى الحرم

محمد بن إسماعيل بن زكريا.

بان التصبر بين البان والعلم

وبان وجدي وما وجدي بمنكتم

محمد بن منصور بن عبادة.

بعد العقيق وأهل السفح من إضم

أجريت دمعك سفحا مثل حيهم

محمد بن أبي بكر بن عمر ، الدنجيهي.

تبكي وتشكو إلى الأطلال والديم

ودمع عينك مرفض بفيض دم

ابن قطب الدين.

جل الذي من حرور الشمس ظلله


وزان خلفته حسنا وكمله

محمد بن عبد الله بن بدران.

الحمد لله أهل الفضل والقدم

إن الهوى رسخت في حمله قدمي

عبد اللطيف بن نصر الله.

رفقا بنفسك يا من بات ذا ألم

كم ذا التأوه في محلولك الظلم

أبو بكر بن رمضان الشالياتي.

ريم على القاع بين البان والعلم

أحل سفك دمي في الأشهر الحرم

أحمد شوقي.

سائل أخا الوجد والتبريح والألم

وذا البكا والضنى والحزن والسقم

عبد الرحمان بن أبي بكر السيوطي.

سهرت حتى أرقت الدمع كالغنم

أم من مزيج الكرى بالسهد في الظلم

محمد بن أبي بكر الدنجيهي.


الشوق جل عن الاحصاء بالكلم

والهجر زاد على التعذيب في الألم

محمد بدر دماصي.

صرح بذكر هوى أفناك من سقم

أضناك بالكتم حتى صرت للعدم

يحيى بن عبد الصمد بن يحيى.

عرج على العلم السعدي بالعلم

واسمع أنينا خفيا زائد الألم

أحمد بن مترجم.

علام أمسى سمير النجم في الظلم

وفيم أجرى عقيق الدمع في العلم

محمد بن عبد الله بن الإمام يحيى.

علام دمعك منهلا بمنسجم

كساه لون احمرار حرقة الندم

أحمد بن منصور بن صارم.

في مطلع الحسن حسن مطلع الكلم


ثم استهل بدور الحي حيهم

محمد بن خواجة علي الكيلاني.

قد استمال وجود منك للعدم

وانهل مزن ثوى عينيك كالديم

علي بن محمد مخلوف.

قد عدت من حر نار الشوق والألم

نضوا فلم ترني من شدة الألم

محمد بن إبراهيم الجلفاوي.

قضى الإله على العشاق في القدم

بأن يجولوا بفقر الذل بالقدم

طه.

قلبي لبعد الحمى قد صار في ضرم

والعين سحت دما في الخد كالديم

أحمد بن محمد بن علي الحجازي.

كذلك الله مولاه وخيرته

ولم تسر سوى الأخرى سريرته

مجلي.


لما تنشقت من أرواح ذي الهمم

وحلي الخد من حبات منتظم

أحمد بن أبي بكر بن صالح.

لما رأيتك تذري الدمع كالعنم

غرقت في لجج الأحزان والألم

يحيى بن زكريان بن بيرام.

لما مزجت دمي بالدمع من ألم

وعمت في لجج الدمعين من ألم

أبو بكر بن حجة.

ما بال جسمك لا يشفى من السقم

وما لقلبك مصدوعا من الألم

محمد بن إبراهيم النابلسي.

ما بال جسمك موقوفا على السقم

وما لطرفك في الديجور لم ينم

علي بن زكريا لا

ما بال عرف سرى عن بانة العلم


أجرى وأكلم طرفا منك لم ينم

بدر الدين الونسي.

ما بال عينك تشكو شدة الألم

رمداء نامت عيون وهي لم تنم

لبعض شعراء المغرب.

ما بال عينك لم تهجع ولم تنم

والدمع منها كنهر غير منصرم

عثمان بن محمد الزنحلي.

ما بال قلبك لا ينفك ذا ألم

مذ بان أهل الحمى والبان والعلم

محمد بن عبد الصمد الفيومي.

ما شأن دمعك فوق الخد ذا ديم

ونثره كعقيق غير منتظم

إسماعيل بن إبراهيم.

ما لي أرى القلب والأحشاء في ضرم

والجفن في خلق والجسم في سقم

محمد بن أبي بكر الجوجري.


ما لي أراك حليف الوجد والألم

أودى بجسمك ما أودى من السقم

محمد رضا النحوي.

ما لي أراك حليف الوجد والسقم

والجفن في صبب والقلب في ضرم

حسن بن يحيى الأعرجي.

ما لي أراك سمير النجم ذا سدم

والنوم حمأ (؟) عينيك ولم يحم

علي الدواليبي.

ما لي أراك سهيد الطرف لم تنم

والجسم منتحل من شدة السقم

محمد بن خليل الغزي (ابن القباقيبي).

ما لي أراك ضعيف الجسم ذا سقم

وإن جرى ذكر سكان الحمى تهم

علي الدواليبي.

ما لي أراك من الأشجان في ألم


ترتاح شوقا إلى الجرعاء من إضم

عمر بن أسواني.

محمد جاء بالآيات والحكم

مبشرا ونذيرا جملة الأمم

تسبيع لمجهول.

من سفح ذاك اللوى عن أيمن العلم

لم تقف يمناك بل تهفو بذكرهم

عبد الغني أبي البلاغ.

هل لي إلى أثلاث البان والعلم

من عودة فعسى أشفى من السقم

أحمد بن سالم.

همت اشتياقا لأهل البان والعلم

أم أحدث الوجد ذكرى الأربع القدم

محمد بن البغدادي.

وما بهم من حنو غير منخرم

وودهم بوفاء غير منعدم

خليل بن شاهين.


يا أيها المختطي من شدة الألم

يا أيها المفتدي من ذلة السقم

مجهول.

يا بائحا بالهوى صبرا على الألم

فإن ذلك مكتوب من القدم

مجهول.

يا باغيا كتم أمر غير منكتم

أنى وطرفك صافي الدمع لم ينم

أحمد بن ناصر بن خليفة.

يا باكيا قرح الأجفان بالألم

وشاكيا من غرام فيه لم يلم

طاهر بن حسن بن عمر.

يا جيرة الخيف والبانات والعلم

القلب ذاب من الأشواق والألم

عبد الرحمان بن محمد بن علي القمولي.

يا حاوي العلم والآداب والحكم


وساهر الجفن في محلولك الظلم

محمد بن محمد بن يوسف منزلي.

يا راعي النجم في الظلماء لم ينم

يشدو ويحدو بذكر البان والعلم

أحمد بن محمد السلمي.

يا ساهر الطرف في داج من الظلم

تئن أنات ذي شجو وذي ألم

حسين بن عبد القادر.

يا ساهر الليل يرعى النجم في الظلم

وناحل الجسم من وجد ومن ألم

علي بن أحمد المدني.

يا سعد مالك بين البان والعلم

تبكي الربوع بوكاف ومنسجم

محمد بن محمد بن محمد اللخمي.

يا قاصدا نحو بيت الله بالحرم

عرج بربع أحبائي وصف ألمي

حسن بن أحمد الصوفي.


يا قلب قد فاض دمع العين كالديم

وصرت من حرقة الأشواق في ألم

شعبان بن محمد بن داوود الآثاري.

يا قلب كم من قبور العشق من أمم

ماتوا من الشوق في ضر وفي ألم

أحمد بدر الدين بن محمد الصاحب.

يا مازجا بالدماء الدمع من ندم

وناشرا ما انطوى في القلب من ألم

علي بن سودون.

يا مازجا بدم ينهل كالديم

كؤوس دمع أدارتها يد الألم

محمد بن شاذي عنبري.

يا مرسل الدمع في الأطلال كالديم

لونين من جفنه كالورس والعنم

أحمد بن محمد بن علي السلمي.

يا من أشاع سلوا ثم لم ينم


أراك في الوجد تبري علة السقم

أحمد بن شعبان المقدسي.

يا من براه الهوى مذ رق كالقلم

وابتاع بالنوم مرعى النجم في الظلم

إبراهيم بن الخشاب.

يا من بلي جسمه من شدة السقم

وقلبه قد غدا يشكو من الضرم

محمد المرجوشي المصري.

يا من جفاه الكرى فالجفن لم ينم

وجسمه بانقسام الذكر في سقم

عبد اللطيف بن أحمد الواسطي.

يا من صحيح هواه موجب السقم

ومن ثناه وجود الوجد كالعدم

محمد بن عبد الله بن الصائغ.

يا من غدا فاقدا للصبر بالألم

ومن بدا وجده للناس كالعلم

يوسف بن محمد بن عبد الرحمان.


يا من غدا هائما حيران لم ينم

علام أجريت دمع العين كالعنم

علي بن سالم بن عبد الناصر.

يا من له عبرة تنهل كالديم

وحاله عبرة بالسقم في الألم

محمد بن أحمد بن عبد الله ، مامية الرومي.

يا من له مدمع ينهل كالديم

وقد جرى بدم من شدة الألم

محمد بن خضر الحلبي.

يا نائم (؟) الطرف لم يغمض ولم ينم

وجسمه ناحل بال من الألم

محمد علي بن علي راعي الغنم.

يا هائم القلب بين البان والعلم

وهامي الدمع حتى صار كالعنم

محمد بن عبد الله بن عبد القادر السكاكيني.

للبحث صلة ...


نهج البلاغة عبر القرون

(٧)

شروحه حسب التسلسل الزمني

السيد عبد العزيز الطباطبائي

(٤)

منهاج البراعة

في شرح نهج البلاغة

لقطب الدين أبي الحسين سعيد بن عبد الله بن الحسين بن هبة الله بن الحسن بن عيسى الراوندي ـ ويقال له اختصارا : سعيد بن هبة الله ـ المشتهر بالقطب الراوندي ، والمتوفى سنة ٥٧٣ ه.

كان علامة بارعا ، مشاركا في جملة من العلوم ، متضلعا فيها ، متمكنا منها ، كالتفسير والكلام والحديث والفقه والأصول والأدب ، له في كل منها عدة مصنفات رائعة وكتب ممتعة وآثار خالدة.

ترجم له تلميذاه رشيد الدين ابن شهرآشوب في معالم العلماء ، رقم ٣٦٨ ، ومنتجب الدين في الفهرست ، رقم ١٨٦ قائلا : (الشيخ الإمام قطب الدين ... فقيه ، صالح ، ثقة ، له تصانيف ، منها ...).

وأثنى عليه صاحب (رياض العلماء) بقوله : (فاضل ، عالم ، متبحر ، فقيه ، محدث ، متكلم ، بصير بالأخبار ، شاعر ...).


وأثنى عليه المحدث النوري بقوله : (العالم المتبحر ، النقاد ، المفسر ، الفقيه ، المحدث ، المحقق ، صاحب المؤلفات الرائقة النافعة الشائعة ... وبالجملة ففضائل القطب ومناقبه وترويجه للمذهب بأنواع المؤلفات المتعلقة به أظهر وأشهر من أن يذكر ...).

وأطراه شيخنا العلامة الأميني ـ رحمه‌الله ـ في الغدير ٥ / ٤٥٨ بقوله :

(إمام من أئمة المذهب ، وعين من عيون الطائفة ، وأوحدي من أساتذة الفقه والحديث ، وعبقري من رجالات العلم والأدب ، لا يلحق شأوه في مآثره الجمة ، ولا يشق له غبار في فضائله ومساعيه المشكورة ، وخدماته الدينية وأعماله البارة ، وكتبه القيمة ...).

وقال عنه السيد الصدر (١) : (الفقيه الإمام ، الحجة في كل فنون العلم المصنف في كلها ...).

وترجم له ابن الفوطي في (تلخيص مجمع الآداب) (٢) وقال : (قطب الدين ... فقيه الشيعة ، كان من أفاضل علماء الشيعة يروي عن أبي جعفر محمد بن علي بن المحسن الحلبي ، عن أبي الفتح محمد بن علي ابن عثمان الكراجكي ، عن أبي الحسن ابن شاذان القمي ، عن محمد بن أحمد ابن عيسى (٣) ، عن سعيد بن عبد الله القمي ، عن أيوب بن نوح ، قال : قال الإمام علي بن موسى الرضا عليه‌السلام : اكتبوا الحديث واحتفظوا بالكتب ، فستحتاجون إليها يوما ، وإذا كتبتم العلم فاكتبوه بأسانيده ، واكتبوا معه الصلاة على محمد وآل محمد ، فإن الملائكة يستغفرون لكم ما دام ذلك الكتاب).

وراوند من قرى كاشان ، في غربيها ، وتقع على بعد ١٢ كيلو مترا منها على يمين الذاهب إليها من قم ، قرية كبيرة لا زالت عامرة وبهذا الاسم.

__________________

(١) في تأسيس الشيعة الكرام لجميع فنون الإسلام : ٣٤١.

(٢) الجزء الرابع ، القسم الرابع ص رقم ٢٧٩٩.

(٣) في السند اضطراب.


مسكنه :

وهناك شواهد على أن القطب الراوندي كان يسكن الري (طهران) ، ولذلك ترجم له تلميذه في الري الشيخ منتجب الدين الرازي في (تاريخ الري) ، ولكن (تاريخ الري) مفقود ، وهو من مصادر ابن حجر في (لسان الميزان) ومما اختزل منه موجز من ترجمة القطب الراوندي فقال في ترجمة القطب في ٣ / ٤٨ : (ذكره ابن بابويه في تاريخ الري ، وقال : كان فاضلا في جميع العلوم ، له مصنفات كثيرة في كل نوع ، وكان على مذهب الشيعة ...).

وترجم ابن أبي طي الحلبي للخليل بن خمرتكين الحلبي (٤) وقال : (هو فقيه من فقهاء الإمامية ، وصل إلى خراسان ودخل إلى الري ، وتفقه وأجاد في علم الأصول ... ولقي القطب الراوندي وروى عنه جميع مؤلفاته ورواياته ...).

وقرأت في إسناد : أخبرني الحاكم الإمام علي بن أحمد بن علي الزيادي ، أنا الشيخ الإمام أبو الحسين سعيد بن هبة الله بن الحسن الراوندي ببلدة الري منصرفي من الحج ، أنا السيد المرتضى بن الداعي ...

فهذه كلها شواهد على أنه كان يسكن الري.

شيوخه :

قال في (رياض العلماء) في ترجمة القطب الراوندي ٢ / ٤٣٥ : (وقد يروي عن جماعة من أصحاب الحديث بأصبهان ، وجماعة منهم من همدان ، وخراسان ، وسماعا وإجازة عن مشايخهم الثقات بأسانيد مختلفة).

وإليك أسماء شيوخه الذين عثرنا على روايته عنهم ، وما هم :

__________________

(٤) حكاه عنه ابن العدم في بغية الطلب في ترجمة خليل بن خمرتكين هذا ٧ / ٣٣٧٧.


١ ـ أبو نصر الغازي ، أحمد بن عمر بن محمد بن عبد الله الإصبهاني (٤٤٨ ـ ٥٣٢ ه) (٥).

٢ ـ أبو الحسن أحمد بن محمد بن علي بن محمد الرشكي (٦).

٣ ـ أبو علي الحداد ، الحسن بن أحمد بن الحسن الأصفهاني (٤٢٢ ـ ٥١٥ ه) (٧).

٤ ـ أبو سعد الحسن بن علي الأرابادي (٨).

٥ ـ أبو القاسم الحسن بن محمد الحديقي. (٩)

٦ ـ أبو نصر الحسن بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي اليونارتي الإصبهاني (٤٦٦ ـ ٥٢٧ ه) ، و (يونارت) قرية كانت على باب أصفهان (١٠).

٧ ـ الأديب أبو عبد الله الحسين المؤدب القمي (١١).

٨ ـ السيد عماد الدين أبو الصمصام ذو الفقار بن محمد بن معبد الحسني المروزي ، المعمر ، نزيل بغداد (٤٠٥ ـ ٥٣٦ ه) (١٢).

__________________

(٥) روى عنه في آخر منهاج البراعة ، روى كتاب نهج البلاغة عنه عن أبي منصور العكبري عن الشريف الرضي.

(٦) روى عنه في قصص الأنبياء ، في الرقم ١٣٦ ، الرشكي ، بالراء المهملة ، ويجوز أن تكون بالزاي نسبة إلى (زشك) من قرى مشهد الرضا عليه‌السلام ، وفي بعض المواضع : (المرشكي).

(٧) روى عنه في (منهاج البراعة) الخطبة الثانية من نهج البلاغة بإسناده عن أمير المؤمنين عليه السلام.

(٨) روى عنهما في قصص الأنبياء ، رقم ١٢٧.

(٩) روى عنهما في قصص الأنبياء ، رقم ١٢٧.

(١٠) روى عنه في منهاج البراعة ١ / ١٣١ في نهاية شرح الخطبة الشقشقية ، وروى الخطبة عنه عن اثنين من مشايخه عن ابن مردويه عن الحافظ الطبراني بإسناده عن ابن عباس ، والإسناد مذكور بكامله.

(١١) روى عنه في قصص الأنبياء ، رقم ١٢١.

(١٢) روى عنه أول منهاج البراعة في شرح كتاب نهج البلاغة عنه عن محمد بن علي الحلواني عن


٩ ـ الشريف أبو محمد شميلة بن محمد بن أبي هاشم جعفر الحسني ، أمير مكة المعظمة ، الرحال المعمر ، المولود سنة ٤٣٦ ه ، وكان حيا سنة ٥٤٥ ه (١٣).

١٠ ـ جمال الدين أبو الفضل عبد الرحيم بن أحمد بن محمد ، ابن الأخوة الشيباني البغدادي ، نزل أصفهان (٤٨٣ ـ ٥٤٨ ه) (١٤).

١١ ـ السيد علي بن أبي طالب الحسني السيلقي (١٥).

١٢ ـ الشيخ ركن الدين أبو الحسن علي بن علي بن عبد الصمد بن محمد التميمي النيسابوري السبزواري (١٦).

١٣ ـ أمين الإسلام أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي ، المفسر ، المولود حدود سنة ٤٨٠ ه ، والمتوفى سنة ٥٤٨ ه ، مؤلف (مجمع البيان) (١٧).

١٤ ـ شيخ السادة أبو الحارث المجتبى بن الداعي بن القاسم الحسني الرازي (١٨).

١٥ ـ عماد الدين الطبري محمد بن أبي القاسم علي بن محمد بن

__________________

الرضي ، وروى عنه في قصص الأنبياء : ٥٨ ـ ١٥٣ ، وروى عنه في الخرائج والجرائح ، ٨٧٢.

(١٣) ذكره في أول كتابه (ضياء الشهاب) في شرح شهاب الأخبار ، ورواه عنه عن مؤلفه القاضي القضاعي.

(١٤) روى عنه في آخر منهاج البراعة ، روى كتاب نهج البلاغة عنه عن السيدة النقية بنت الشريف المرتضى عن عمها الرضي.

ورواه عنه ، عن الشيخ أبي الفضل محمد بن يحيى الناتلي ، عن أبي نصر عبد الكريم بن محمد الديباجي ـ المعروف بسبط بشر الحافي ـ قال : قرئ على الشريف الرضي ـ رضي الله عنه ـ كتاب نهج البلاغة وأنا أسمع.

(١٥) روى عنه في قصص الأنبياء ، رقم ١٥٦.

(١٦) الخرائج والجرائح : ٧٩٢ ، وقصص الأنبياء : ١ و ٦٠ و ٢٣٦.

(١٧) قصص الأنبياء : ١٣٤.

(١٨) الخرائج والجرائح : ٧٩٦ ، قصص الأنبياء : ٤٤.


علي ، مؤلف كتاب (بشارة المصطفى لشيعة المرتضى) (١٩).

١٦ ـ السيد أبو البركات ناصح الدين محمد بن إسماعيل بن الفضل الحسيني المشهدي (٤٥٧ ـ ٥٤١ ه) (٢٠).

١٧ ـ قطب الدين أبو جعفر محمد بن علي بن الحسن المقرئ النيسابوري (٢١).

١٨ ـ أبو جعفر محمد بن علي بن المحسن الحلبي (٢٢).

١٩ ـ أبو الحسن (وأبو جعفر) محمد بن علي بن عبد الصمد التميمي النيسابوري (٢٣).

٢٠ ـ محمد بن المرزبان (٢٤).

٢١ ـ السيد صفي الدين مقدم السادة أبو تراب المرتضى بن الداعي بن القاسم الحسني الرازي ، مؤلف (تبصرة العوام) وغيره (٢٥).

٢٢ ـ أمين الدين مرزبان بن الحسين بن محمد أبو القاسم ابن كميح (٢٦).

٢٣ ـ أبو المحاسن مسعود بن علي بن محمد الصوابي البيهقي (٢٧).

__________________

(١٩) قال منتجب الدين في (الفهرست) في ترجمة العماد الطبري هذا ، رقم ٣٨٨ : قرأ عليه الشيخ الإمام قطب الدين أبو الحسين الراوندي وروى لنا عنه.

(٢٠) الخرائج والجرائح : ٧٩٧ ، وقصص الأنبياء : ٩٥.

(٢١) الخرائج والجرائح : ٧٩٥ ، وقصص الأنبياء : ٩٢.

(٢٢) روى القطب في أول منهاج البراعة كتاب نهج البلاغة عنه عن الشيخ الطوسي عن الرضي ، وروى الخطبة الأولى أيضا عنه بإسناده عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وروى عنه أيضا في الخرائج ، في مقدمته وفي ٧٩٣.

(٢٣) الخرائج والجرائح : ٧٩٥ ، وقصص الأنبياء : ١٦ و ٢٣٦.

(٢٤) قصص الأنبياء : ١١٧.

(٢٥) الخرائج والجرائح : ٧٩٦ ، وقصص الأنبياء : ٢٧ و ١٤٧.

(٢٦) قصص الأنبياء : ٩٩.

(٢٧) قصص الأنبياء : ١٧٤.


٢٤ ـ هبة الله بن دعويدار القمي (٢٨).

٢٥ ـ الشريف أبو السعادات ابن الشجري هبة الله بن علي بن محمد بن عبد الله بن حمزة الحسني البغدادي (٤٥٠ ـ ٥٤٢ ه) (٢٩).

٢٦ ـ أبو جعفر ابن كميح (٣٠).

تلامذته والراوون عنه :

١ و ٢ و ٣ ـ أبناؤه الثلاثة : نصير الدين الحسين وظهير الدين محمد وعماد الدين علي. تأتي تراجمهم في حديثنا عن الأسرة.

٤ ـ القاضي أحمد بن علي بن عبد الجبار الطوسي.

٥ ـ بابويه بن سعد بن محمد بن الحسن بن الحسين بن بابويه القمي.

٦ ـ الشيخ نصير الدين أبو إبراهيم راشد بن إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد البحراني ، المتوفى سنة ٦٠٥ ه.

٧ ـ الخليل بن خمرتكين الحلبي ، المتوفى بعد سنة ٥٩٠ ه (٣١).

٨ ـ الحاكم الإمام علي بن أحمد بن علي الزيادي.

٩ ـ كمال الدين علي بن محمد المدائني ، من مشايخ السيد ابن طاووس.

١٠ ـ الشيخ منتجب الدين ابن بابويه علي بن عبيد الله الرازي ، صاحب (الفهرست) ، وكان حيا سنة ٦٠٠ ه ، روى عنه في (الفهرست) في ترجمة العماد الطبري ، رقم ٣٨٨ كما تقدم.

__________________

(٢٨) قصص الأنبياء : ١٤٣.

(٢٩) قصص الأنبياء : ١٦٩.

(٣٠) قال القطب في الخرائج والجرائح ، ص ٧٩٦ : (أخبرنا جماعة منهم : السيدان المرتضى والمجتبى ابنا الداعي الحسني ، والأستاذان أبو جعفر وأبو القاسم ابن كميح) ولعله أبا جعفر.

(٣١) راجع ما تقدم في ص ٢٥٦.


١١ ـ الشريف عز الدين أبو الحارث محمد بن الحسن بن علي بن الحسين العلوي الحسيني البغدادي.

١٢ ـ الحافظ رشيد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني السروي (٤٨٨ ـ ٥٨٨ ه) ، ترجم في كتابه معالم العلماء ، ص ٥٥ ، للقطب الراوندي وقال : شيخي أبو الحسين.

١٣ ـ زين الدين أبو جعفر محمد بن عبد الحميد بن محمد ، قرأ عليه كتاب (نهج البلاغة) فكتب له الانهاء : (قرأ علي كتاب نهج البلاغة من أوله إلى آخره الشيخ الإمام العالم زين الدين أبو جعفر محمد بن عبد الحميد ...) (٣٢).

١٤ ـ الشيخ زين الدين علي بن حسان الرهمي (الرهيمي) له منه إجازة مذكورة في الذريعة ١ / ٢١١.

منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة

هو شرح علمي أدبي جيد ، من أقدم شروح نهج البلاغة ، بل هو أقدمها عند بعضهم (٣٣)! فرغ منه في أواخر شعبان سنة ٥٥٦ ه.

أوله : (الحمد لله الذي جعل آل محمد أصول البراعة وفروعها ، واتخذهم ـ وهم رحمة للعالمين ـ معدن البلاغة وينبوعها ...).

وذكره له مترجموه كلهم ، ومنهم المحدث البحراني في لؤلؤة البحرين ، ص ٣٠٥ ، قال في ترجمته عند عد كتبه : (وكتاب منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة مجلدين ، وكثيرا ما ينقل عنه ابن أبي الحديد في شرحه لنهج البلاغة

__________________

(٣٢) وهذه المخطوطة من نهج البلاغة من نفائس مكتبة السيد المرعشي ، برقم ٥٦٩٠ ، معروضة في معارضها ، ومذكورة في فهرسها للتراث العربي ٥ / ٤٢١ ، وفي فهرسها الفارسي ١٥ / ٨٧ ،

وتقدم وصفها في مخطوطات نهج البلاغة في العدد ٢٩ من (تراثنا) برقم ١٥٠ ص ٩.

(٣٣) قال ابن أبي الحديد ١ / ٥ : (ولم يشرح هذا الكتاب قبلي ـ فيما أعلمه ـ إلا واحد ، وهو سعيد ابن هبة الله بن الحسن ، الفقيه المعروف بالقطب الراوندي ، وكان من فقهاء الإمامية ...).


ويعترض عليه ، وقد أجبنا عنه في مواضع عديدة من كتابنا سلال الحديد في تقييد ابن أبي الحديد ...).

وذكره شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في الذريعة ١٤ / ١٢٦ و ٢٣ / ١٥٧ وقال : (وهو كتاب جيد ، كبير في مجلدين ، يكثر النقل عنه ابن أبي الحديد في شرحه معترضا عليه ، وقد أجاب عن كثير من اعتراضاته الشيخ يوسف البحراني في كتابه سلاسل الحديد ...).

ولم يرد اسم الكتاب فيه ، ولكن ذكره تلميذ المؤلف وهو الشيخ منتجب الدين في (الفهرست) بهذا الاسم ، فقال في ترجمة الراوندي عند عد مؤلفاته : (ومنهاج البراعة في شرح نهج البلاغة مجلدتان) وورد هذا الاسم مثبتا على مخطوطاته القديمة بخط قديم ، فلا يبقى مجال للشك فيه.

فما في خاتمة المستدرك ، ص ٤٨٩ ، من تسميته بالمعراج خطأ جزما.

وتوهم صاحب (الروضات) (٣٤) رحمه‌الله في ترجمة الكيدري من قوله : (مستمدا ـ بعد توفيق الله تعالى ـ من كتابي المعارج والمنهاج) أن كليهما للراوندي ، وأن للراوندي على النهج شرحين ، أحدهما يسمى المعارج وثانيهما منهاج البراعة.

وتسرب هذا الوهم من (الروضات) إلى (الذريعة) ففيه في ٢١ / ١٧٨ : (المعارج في شرح نهج البلاغة ، للمولى الإمام قطب الدين ... ينقل عنه وعن شرحه الآخر الموسوم بمنهاج البراعة قطب الدين الكيدري)!

والصواب أن المعارج هو (معارج نهج البلاغة) للبيهقي فريد خراسان ، وليس للراوندي إلا شرح واحد.

أقول : واعتمده معاصره قطب الدين الكيدري في شرحه على نهج البلاغة الذي فرغ منه سنة ٥٧٦ ه ، قال في مقدمته ١ / ٨٧ : (مستمدا ـ بعد

__________________

(٣٤) راجع ما تقدم في ترجمة قطب الدين الكيدري ٦ / ٢٩٥.


توفيق الله تعالى ـ من كتابي المعارج والمنهاج ، غائصا على جواهر در رهما).

فمعارج نهج البلاغة هو شرح البيهقي فريد خراسان ، وقد تقدم في العدد السابق ، ومنهاج البراعة شرح القطب الراوندي ، وهو هذا ، ورمز إليهما بحرفي : (ج) لشرح الراوندي : منهاج البراعة ، و (ع) لشرح البيهقي : معارج نهج البلاغة :

وينقل عنه علي بن ناصر في شرحه على نهج البلاغة (أعلام نهج البلاغة) وإن لم يصرح باسمه ، يقول : قال بعض الشارحين يقصد به الراوندي ونقوله موجودة في شرح نهج البلاغة للراوندي.

وأفاد ابن أبي الحديد من (منهاج البراعة) في شرحه كثيرا (٣٥) وتكلف أن يوجه إليه نقدا بحق أو بباطل! فظلمه بعض الشئ. ومن نماذج ذلك :

قال ابن أبي الحديد في شرح قول أمير المؤمنين عليه‌السلام في الخطبة الشقشقية : (حتى لقد وطئ الحسنان) ١ / ٢٠٠ :

(والحسنان : الحسن والحسين عليهما‌السلام ... وقال القطب الراوندي : الحسنان : إبهاما الرجل. وهذا لا أعرفه!) (٣٦).

أقول : وقول الراوندي هو الصواب ، والحق في جانبه ، والحسن بمعنى إبهام الرجل ، حكاه الشريف المرتضى عن غلام ثعلب.

قال قطب الدين الكيدري في شرحه على نهج البلاغة (٣٧) في شرح هذا الموضع ١ / ١٩٣ : (قد حكى السيد المرتضى ـ رضي‌الله‌عنه ـ أن أبا عمر محمد بن عبد الواحد غلام ثعلب روى عن رجاله في قوله عليه‌السلام : (وطئ

__________________

(٣٥) عمل محمد أبو الفضل إبراهيم فهارس عامة لشرح ابن أبي الحديد طبع مستقلا ، ومنها : فهرس الكتب ، وقال عند ذكر شرح نهج البلاغة للراوندي : ٢٥٩ بالهامش : تكرر ذكره في معظم الكتاب ، واكتفينا بذكره في أول صفحة!!

(٣٦) قال القطب الراوندي في منهاج البراعة ١ / ١٢٩ : (وقيل : هما إبهاما الرجلين).

(٣٧) ألفه سنة ٥٧٦ وسماه : حدائق الحقائق في فسر دقائق أفصح الخلائق. يأتي.


الحسنان) أنهما الإبهامان ، وأنشد للشنفرى :

*مهضومة الكشحين حوماء الحسن *

وروي أن أمير المؤمنين عليه‌السلام كان يومئذ جالسا محتبئا ، وهي جلسة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المسماة بالقرفصاء ، وهي جمع الركبتين وجمع العطف وهو ا لذيل ، واجتمعوا ليبايعوه وزاحموه حتى وطئوا ذيله وإبهامه من تحته ، وهما (الحسنان) إبهامان. ولم يعن الحسن والحسين ، وهما رجلان كبيران كسائر الحاضرين ، وثم من أولاد أمير المؤمنين عليه‌السلام وغيرهم ، فكيف قدر وطؤهما دون غيرهما؟!).

مخطوطات منهاج البراعة :

١ ـ نسخة رأيتها في مكتبة المغفور له العلامة الشيخ محمد رضا فرج الله في النجف الأشرف ، اشتراها من كتب العلامة الشيخ محمد السماوي ، وهي المذكورة في الذريعة ٢٣ / ١٥٨.

٢ ـ ونسخة في مكتبة الإمام الرضا عليه‌السلام في مشهد ، رقمها ٢٠٥١ ، تامة مصححة ، وصفت في فهرسها ٥ / ١١١ ، وفي فهرسها العام ، ص ٣٦٧.

٣ ـ ونسخة في مكتبة شاه جراغ في شيراز ، رقم ٧٨٥ ، ذكرت في فهرسها ١ / ٢١٢.

٤ ـ ونسخة في مكتبة ملك العامة في طهران ، رقم ١١٥١ ، كتبت سنة ٦٨١ ه ، ذكرت في فهرسها ١ / ٧٥١ ، وعنها مصورة في مكتبة السيد المرعشي في قم ، برقم ٢٩٤ و ٢٩٥ و ٣٨٤ ، ذكرت في فهرس مصوراتها ١ / ٢٦٦ و ٣٣٨.

٥ ـ نسخة المجلد الأول منه في مكتبة البرلمان الإيراني السابق (المجلس) رقم ١٣٨٧ ، كتبت سنة ٦٥٢ ه ، وهي من نفائسها المعروضة في معارضها ، راجع وصفها الدقيق في فهرست كتابخانه هاى أصفهان ، ص ٣٣٧ ـ ٣٤٧ ، ووصفها الدكتور محفوظ في مجلة معهد المخطوطات القاهرية ، العدد


٣ ، ص ١٦.

وعنها مصورة في مكتبة جامعة طهران ، رقم الفيلم ٦١٤٣ ، ذكرت في فهرس مصوراتها ٣ / ٢٠٢.

٦ ـ وعنها مصورة أيضا في مكتبة السيد المرعشي في قم ، رقم ٢٩٦ ، ذكرت في فهرس مصوراتها ١ / ٢٦٧.

٧ ـ ونسخة المجلد الثاني منه في مكتبة جستربيتي ، رقم ٣٠٥٩ ، كتبت سنة ٦٠٣ ه ، وصفها آربري في فهرسها ١ / ٢٣ ، وذكرها بروكلمات في ١ / ٤٠٥ من الأصل ، و ١ / ٧٠٥ من الذيل.

طبعاته :

١ ـ طبعه زميلنا العلامة الشيخ عزيز الله العطاردي في حيدر آباد بالهند سنة ١٤٠٣ ه ، في ثلاثة أجزاء.

٢ ـ وطبعته مكتبة السيد المرعشي في قم سنة ١٤٠٦ ه ، في ثلاثة أجزاء بتحقيق العلامة السيد عبد اللطيف القرشي.

٣ ـ أعاد العلامة العطاردي طبعه في طهران.

وأما بقية مؤلفات القطب الراوندي : فمن كتبه الواصلة إلينا :

٢ ـ فقه القرآن المنتزع من كلام الملك الديان :

وهو في تفسير آيات الأحكام والاستدلال بها على المسائل الفقهية واستنباط الأحكام الشرعية ، فرغ منه في محرم سنة ٥٦٢ ه ، وهو من خيرة ما ألف في موضوعه ، وهو من أقدم ما كتبه الأصحاب في هذا الباب بعد كتابي الكلبي ووالد الصاحب ابن عباد ، وهما مفقودان.

رتبه على أبواب الفقه من الطهارة والصلاة والصوم والزكاة وإلى كتاب


الديات ، وأصبح هذا المنهج هو المتبع عند الطائفة ، فكل ما ألفته في تفسير آيات الأحكام هو حسب الترتيب الفقهي ، وما ألفه غيرنا في هذا الباب كله على ترتيب الآيات والسور.

ذكره المحدث النوري في خاتمة المستدرك ، ص ٣٢٦ ، فقال : (كتاب فقه القرآن ، وهو بعينه كتاب آيات الأحكام له أيضا ، وهو من نفائس الكتب النافعة الجامعة الكاشفة عن جلالة قدر مؤلفه وعلو مقامه في العلوم الدينية ...).

ثم ذكر أنه ظفر بنسخة منه مكتوبة في كاشان على نسخة خط المؤلف في سنة ٧٤٠ ه ، وحكى عن صاحب (رياض العلماء) قوله : إن القطب الراوندي أول من ألف منا في آيات الأحكام ، ووافقه عليه هو أيضا!

مخطوطاته :

١ ـ مخطوطة من القرن ٧ أو ٨ الهجري ، في مكتبة جامعة طهران ، رقم ٥٤٧١ ، ذكرت في فهرسها ١٦ / ١٧.

٢ ـ نسخة في مكتبة السيد المرعشي في قم ، رقم ١٠٤٢ ، كتبت سنة ٨٠٧ ه ، مصححة على نسخة منقولة عن خط المؤلف ، وأظنها هي التي رآها صاحب (رياض العلماء) وذكرها في ٢ / ٤٢٤.

وعنها مصورة في المكتبة المركزية لجامعة طهران ، رقم ٢٣٠٢.

٣ ـ وأخرى فيها أيضا ، برقم ١٥٧٠ ، كتبها حسين بن يعقوب الحلي الحائري وأتمها في ٢٦ شوال سنة ٧٥٩ ه.

٤ ـ وثالثة فيها أيضا ، في المجموعة رقم ٦٧٦٧ ، كتبها ركن الدين بن تاج الدين ابن زهرة الحسيني بأمر أبيه في أستر آباد سنة ٩١٢ ه ، من ٢٠٧ / ب ـ ٣٨١ / أ.

ذكرت ثلاثتها في التراث العربي في مكتبة آية الله المرعشي ٤ / ١٩٩.

٥ ـ مخطوطة في مكتبة المغفور له المحدث الأرموي في طهران.


٦ ـ مخطوطة من القرن الحادي عشر الهجري ، كانت في مكتبة السيد محمد المشكاة ، وعنها مصورة في المكتبة المركزية لجامعة طهران ، رقم ٢٣٠١ ، ذكرت في فهرسها ١ / ٣٦١.

٧ ـ ومخطوطة في النجف الأشرف ، كانت عند الشيخ جواد المحتصر.

طبعاته :

١ ـ طبعة الشيخ جواد المحتصر في النجف الأشرف على مخطوطته المتقدمة.

طبعته مكتبة السيد المرعشي في قم سنة ١٣٩٧ ه ، بتحقيق زميلنا العلامة السيد أحمد الحسيني الأشكوري ، في مجلدين.

وأعادت مكتبة السيد المرعشي طبعه سنة ١٤٠٥ ه بالتصوير على طبعتها السابقة.

٣ ـ قصص الأنبياء :

رتبه على عشرين بابا ، في كل باب منها فصول ، واعتمد فيه أحاديث أهل البيت عليهم‌السلام في ذلك ، راويا أكثرها ـ وربما كلها ـ من طريق الشيخ الصدوق رحمه‌الله.

مخطوطاته :

١ ـ نسخة في مكتبة مدرسة سبهسالار (مطهري) في طهران ، رقم ٧٣٠٢ ، كتبت سنة ١٠٨٩ ه ، ذكرت في فهرسها ٥ / ٤٠٤.

٢ ـ نسخة في المكتبة المركزية لجامعة طهران ، رقم ٦٤١ ، نسخة حديثة ، ذكرت في فهرسها ٥ / ١٤٥٤.

٣ ـ نسخة في مكتبة مدرسة نمازي في مدينة خوي ، رقم ٤٢١.


٤ إلى ٧ ـ وأربع نسخ في المكتبة المرعشية في قم ، بالأرقام ١١٣٤ و ٢٠٥٧ و ٢٨٢٢ و ٦٢٥٩ ، أقدمها تاريخها سنة ١٠٩٠ ه.

ذكرت أربعتها في التراث العربي في مكتبة آية المرعشي ٤ / ٢٦٤.

طبعاته :

١ ـ طبعه مجمع البحوث الإسلامية في مشهد سنة ١٤٠٩ ه ، بتحقيق العلامة الشيخ غلام رضا عرفانيان الخراساني.

٢ ـ طبع في بيروت بالتصوير على الطبعة السابقة.

٤ ـ الخرائج والجرائح :

في معجزات النبي وأعلام نبوته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ومعجزات الأئمة الاثني عشر من عترته الطاهرة ، ودلائل إمامتهم عليهم‌السلام ، رتبه على عشرين بابا ، في كل منها عدة فصول.

أوله : (أما بعد حمد الله الذي هدانا إلى منهاج الدليل ، والصلاة على محمد وآله الذين سلكوا بنا سواء السبيل ...).

مخطوطاته :

١ ـ مخطوطاته كثيرة ، أقدمها في مكتبة السيد المرعشي ، رقم ٦٥١٢ ، كتبت سنة ٨٩٥ ه.

٢ و ٣ ـ وفيها نسختان أخريان : أولاهما برقم ٩٨٣ ، كتبت سنة ١٠٩٢ ه ، وثانيتهما برقم ١٢٨٦ ، كتبت سنة ١٠٩٥ ه ، ذكرت في التراث العربي ٢ / ٤٤١.

٤ ـ ونسخة في مكتبة الإمام الرضا عليه‌السلام في مشهد ، رقم ١٦٧٧ ، كتبت سنة ٩٨٥ ه.


٥ ـ وأخرى فيها أيضا ، برقم ١٣٨١٠ ، كتبت سنة ١٠٣٣ ه.

٦ و ٧ ـ ونسختان أخريان فيها كذلك ، ب الرقمين ١٦٨٧ و ٢٠٠٨ ، بدون تاريخ.

٨ ـ ومخطوطة في مكتبة ملك العامة في طهران ، رقم ٢١٥٥ ، كتبت سنة ١٠٣٢ ه ، ذكرت في فهرسها ١ / ٢٧٥.

٩ ـ ونسخة في مكتبة مدرسة سبهسالار (مطهري) في طهران ، رقم ٨٤٢٠ ، كتبت سنة ١٠٦٦ ه ، ذكرت في فهرسها ٤ / ٢٦٣.

١٠ ـ وفي سبهسالار نسخة أخرى ، رقم ٨٤٢٠ ، كتبت سنة ١٠٦٦ ه ، عليها شهادة العلامة المجلسي بالمقابلة والتصحيح.

١١ ـ وفيها نسخة أخرى ، برقم ٨١٤٩ ، كتبت سنة ١٠٩٤ ه ، وصححت سنة ١٠٩٦ ه.

١٢ ـ ونسخة قديمة في مكتبة الغرب في همدان ، رقم ٤٥٨٦.

١٣ ـ وفي مكتبة الوزيري العامة في مدينة يزد ، كتبت سنة ١٠٦٠ ه.

طبعاته :

١ ـ طبع سنة ١٣٠١ ه في بومبي ، طبعة حجرية في ٢٠٠ صفحة.

٢ ـ طبع سنة ١٣٠٥ ه في طهران ، طبعة حجرية مع (كفاية الأثر) و (شرح الأربعين حديثا) للعلامة المجلسي.

٣ ـ طبع المجلد الأول منه في قم سنة بالتصوير على خط كاتبه.

٤ ـ وحققته مؤسسة الإمام المهدي عليه‌السلام في قم ، وطبعته سنة ١٤٠٩ ه طبعة كاملة في ثلاثة أجزاء وهي أحسن طبعاته.

٥ ـ وطبعة مؤسسة الأعلمي في بيروت سنة ١٤١١ ه ، بالتصوير على طبعة مؤسسة الإمام المهدي عليه‌السلام في قم.


ترجمته :

ترجمه محمد شريف الخادم إلى اللغة الفارسية ، ورتبه على ١٤ بابا ، وسماه : كفاية المؤمنين في معجزات الأئمة المعصومين عليهم‌السلام ، وصدره باسم السلطان إبراهيم قطب شاه ، الذي ملك في الهند من سنة ٩٥٥ ـ ٩٨٨ ه.

راجع الذريعة ١٨ / ١٠٠ و ٧ / ١٤٥ و ٤ / ١٤٥.

ومنه ثلاث نسخ في مكتبة السيد المرعشي ، بالأرقام ٩٦٦ و ٢٦٤١ و ٤٥٥٢.

ونسخة في مكتبة الإمام الرضا عليه‌السلام في مشهد ، برقم ٩٥٢٧ ، كتبت سنة ١١٠٠ ه.

وراجع تاريخ الأدب الفارسي ـ للاستوري ـ ٢ / ٧٧٣ رقم ٤٨٦.

وترجمه الشاب المعاصر محرمي المراغي إلى الفارسية أيضا ترجمة جديدة عصرية ، باسم : جلوه هائي از إعجاز ، وهو قيد الطبع في ثلاثة أجزاء.

٥ ـ سلوة الحزين :

وهو المشتهر ب : دعوات الراوندي.

ذكر في الذريعة ٨ / ٢٠١ و ١٢ / ٢٢٣ وفيه : دعوات موجزة شريفة ، محذوفة الإسناد.

توجد نسخة منه في مكتبة السيد المرعشي في قم ، وفي مكتبة الشيخ محمد رضا فرج الله في النجف الأشرف ، والمكتبة المركزية لجامعة طهران ، رقم ٥٠٢ ، ذكرت في فهرسها ٥ / ١٣٥٥ ، ومكتبة المجلس (البرلمان الإيراني السابق) رقم ١٢٤٠ ، ذكرت في فهرسها ٤ / ٢٤ ، وكلها حديثة ، ونسخة عتيقة منه كانت عند العلامة المجلسي رحمه‌الله.


طبعته :

طبع في قم سنة ١٤٠٩ ه باسم : دعوات الراوندي ، بتحقيق مؤسسة الإمام المهدي عليه‌السلام.

٦ ـ نوادر المعجزات.

٧ ـ موازاة معجزات نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأوصيائه عليهم‌السلام معجزات الأنبياء المتقدمين عليهم‌السلام.

٨ ـ أم المعجزات (القرآن الكريم).

٩ ـ الفرق بين الحيل وبين المعجزات.

١٠ ـ العلامات والمراتب الخارقة للعادات لهم :

وسماه في الذريعة ١٥ / ٣١١ : علامات النبي والإمام ، وهذه الكتب الخمسة مطبوعة ضمن كتابه (الخرائج والجرائح) سنة ١٤٠٩ ه (٣٨).

١١ ـ الانجاز في شرح الإيجاز في الفرائض للشيخ الطوسي :

مخطوطة منه ضمن مجموعة من القرن العاشر الهجري ، في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام العامة في النجف الأشرف.

__________________

(٣٨) قال المؤلف في آخر الباب الخامس عشر من كتاب الخرائج والجرائح ٢ / ٧٩١ : (فصل ، واعلم أن معجزاتهم ـ معجزات النبي والأوصياء من عترته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ أكثر من أن تحصى ... وقد كنت جمعت خمس مختصرات تتعلق بهذا الفن من العلوم ، فأضفتها إلى هذا الكتاب أيضا بالخطبة التي في أول كل واحد منها ، وهي نوادر المعجزات ...) فسماها واحدا واحدا ، وقد أضافها إلى الخرائج وجعلها في خمسة أبواب ، كل واحد منها في باب ، من الباب السادس عشر إلى الباب العشرين.


١٢ ـ ضياء الشهاب :

في شرح (شهاب الأخبار) للقاضي القضاعي ، شرحه سنة ٥٥٣ ه.

أوله : (قال الشيخ الإمام قطب الدين ، كمال الإسلام ، جمال العلماء ، أبو الحسين سعيد بن هبة الله الراوندي ، أدام الله ظله على كافة المسلمين :

أما بعد حمد الله الذي جعلنا من آل البراعة ، .. حدثنا السيد الإمام أبو محمد شميلة بن محمد بن أبي هاشم الحسني ، أمير مكة ، قال : قال القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعي ...).

نسخة كتبت سنة ١٠٩٦ ه على نسخة مكتوبة سنة ٦٨٢ ه ، محفوظة في مكتبة مجلس (سنا) رقم ٢١٧ ، ذكرت في فهرسها ١ / ١٠١.

وعنها مصورة في المكتبة المركزية لجامعة طهران ، رقم الفيلم ١٩٨٥ ، ورقم المكبر ٥٨٤١ ، ذكر في فهرس مصوراتها ١ / ٣٥١.

١٣ ـ الناسخ والمنسوخ :

ذكره له شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في الذريعة ٢٤ / ١٤ ، وتوجد منه نسخة ضمن مجموعة كتبت سنة ١٢٥٤ ه ، في مكتبة المسجد الأعظم في قم ، رقم ٤٨٠ ، ذكرت في فهرسها ، ص ٤٤٨.

ونسخة أخرى في مكتبة مدرسة المروي في طهران ، كتبت سنة ١٢٩٠ ه ، ضمن المجموعة رقم ٩١٨ ، ذكرت في فهرسها ، ص ٣٢٦.

وأظنه لابن المتوج البحراني ، نسب في بعض مخطوطاته إلى القطب الراوندي ، وكتاب ابن المتوج هو الذي نشره السيد محمد المشكاة ، من مطبوعات جامعة طهران ، بشرح السيد عبد الجليل.


١٤ ـ رسالة في أحوال أحاديث أصحابنا :

كما سماها بذلك صاحب رياض العلماء ٢ / ٤٢٣ ، واحتمل اتحادها مع كتابه (رسالة الفقهاء) ، وذكرها له صاحب الروضات ٤ / ٥ وزاد في اسمها : (وإثبات صحتها) ، وفي (الغدير) باسم : أحوال أحاديث أصحابنا وإثبات صحتها.

وذكرها شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في الذريعة ١٥ / ١٢ باسم : رسالة في صحة أحاديث أصحابنا ، وذكر أن المحدث الحر العاملي نقل عنها في كتابه (وسائل الشيعة) في كتاب القضاء.

أقول : ولهذا يعد القطب الراوندي أول من ألف من أصحابنا في علم الدراية ، كما إنه أول من ألف منهم في تفسير آيات الأحكام كما تقدم.

ونقل الحر العاملي في كتاب القضاء من وسائل الشيعة ٢٧ / ١١٨ سبعة أحاديث من الراوندي هذا بالأرقام ٣٣٣٦٢ إلى ٣٣٣٦٨ ، وكذلك نقل عنه الأمين الأسترآبادي في (الفوائد المدنية).

ولخص بعضهم هذه الرسالة ، وعثرت على نسخة من المختصر مكتوبة سنة ١٠٢٩ ه ، في مكتبة المكرمة ، بآخر نسخة من كتاب (الاستبصار) للشيخ الطوسي ، وعندي مصورة هذا المختصر.

١٥ ـ مكارم أخلاق النبي والأئمة صلوات الله عليه وعليهم أجمعين :

رتبه على عدة أبواب ، الأول في مكارم أخلاق الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ، والثاني في مكارم أخلاق فاطمة عليها‌السلام ، والثالث في مكارم أخلاق أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وبقية الأبواب لسائر الأئمة الاثني عشر صلوات الله عليهم ، لكل واحد منهم باب فيه فصول.

أوله : (أما بعد حمد الله الذي جعل محمدا وآله رحمة لجميع بريته ...


فإني جمعت مختصرا في أخلاقهم الرضية وشيمهم المرضية ...).

منه مخطوطة في مكتبة البرلمان الإيراني (المجلس) بأول المجموعة رقم ٥٣٦٤ ، من ١ ب ـ ٨٢ ب ، كتبت سنة ٩٨٥ ه ، وكتب عليها أنه تأليف قطب الدين أبي الحسين سعيد بن هبة الله الراوندي ، بخط قديم ، وعليها تملك الشيخ لطف الله العاملي الميسي ، وملكه بعده ابنه الشيخ عبد العالي في سنة ١٠٣٥ ه ، وبعده في المجموعة كتاب (الفرقة الناجية) للشيخ إبراهيم القطيفي ، كما في فهرس المكتبة ١٦ / ٢٧١ ـ ٢٧٢.

١٦ ـ تحفة العليل :

في الأدعية والآداب وأحاديث البلاء ، وأوصاف جملة من المطعومات ، هكذا وصفه صاحب روضات الجنات ٤ / ٨ ، وذكره شيخنا في الذريعة ٣ / ٤٥٦ وقال : نسبه إليه في الروضات.

منه مخطوطة ناقصة في مكتبة العلامة الروضاتي في أصفهان كما في فهرس مخطوطات أصفهان ، ص ١٠٤.

أوله : (أما بعد حمد الله الذي جعل ذكره شفاء العليل ، ورواء الغليل ...).

وأظنه كتاب الدعوات ، فإن مخطوطات دعوات الراوندي ناقصة الأول ، فلربما يظهر بالمقارنة بين الكتابين أنهما كتاب واحد.

١٧ ـ مفتاح المتعبد :

يوجد في المكتبة المركزية بجامعة طهران في المجموعة رقم ٦ / ٤١٥٧ ، ذكر في فهرسها ١٣ / ٣١٢٨ هكذا : (مفتاح المتعبد ، عن الشيخ ... قطب الدين (٣٩) ... أبي الحسن بن أبي الفضل الراوندي قدس

__________________

(٣٩) كلمتان ممسوحتان لعلهما (سعيد بن هبة الله) ولعل الكتاب لبعض أحفاده!


الله سره بسم الله ... الحمد لله الذي جعل الدعاء أفضل العبادة ...).

١٨ ـ معرفة مقاطع القرآن من مباديه :

توجد نسخته ضمن مجموعة كتبت في القرن العاشر ، في مكتبة الوزيري العامة في مدينة يزد ، رقم ٣٠٠.

والمجموعة مصورة في المكتبة المركزية لجامعة طهران ، رقم الفيلم ٢٤٢٠ ، مذكورة في فهرس مصوراتها ١ / ٦٨٠.

كتبه المفقودة :

وكانت له كتب قيمة في مجالات مختلفة ، كالتفسير والحديث والدراية والفقه والأصول والكلام والفلسفة والأدب ونحوها تعد اليوم من تراثنا المفقود ، لم نعثر عليها حتى اليوم.

فأما في التفسير وعلوم القرآن ، فمنها :

١٩ ـ خلاصة التفاسير.

ذكره منتجب الدين في الفهرست وقال : عشر مجلدات ، وذكر في الذريعة ٤ / ٢٧٣ و ٧ / ٢٢٠ ، ذكره السيد الصدر في تأسيس الشيعة وقال : شحنه من الحقائق والدقائق ، فهو التفسير الشافي والمذهب الصافي ، أجمع الجوامع لعلوم القرآن).

٢٠ ـ كتاب في إعجاز القرآن وتفسير سورة الكوثر.

قال في مقدمة كتابه أم المعجزات (٤٠) في كلامه على إعجاز القرآن وسورة الكوثر : (وقد نبهنا على ذلك في كتاب مفرد).


٢١ ـ تفسير القرآن.

ذكره منتجب الدين وقال : (مجلدتان) وذكر في الذريعة ٤ / ٢٧٦ و ٣٠١.

رياض العلماء ٤ / ٣٦٧ ، الذريعة ٢ / ١٠٢.

٢٢ ـ أسباب النزول.

ذكره شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في الذريعة ٢ / ١٢.

٢٣ ـ شرح الآيات المشكلة في التنزيه.

ذكره شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في الذريعة ١٣ / ٥٦ وقال : ذكره الشيخ منتجب الدين ، وفي بعض النسخ (الأبيات) بدل (الآيات) .. وفي بعضها (التربة) بدل (التنزيه).

وله في مجال الفقه ، عدا (فقه القرآن) الذي تقدم :

٢٤ ـ المغني في شرح النهاية.

ذكره منتجب الدين في الفهرست وقال : (عشر مجلدات).

و (النهاية في مجرد الفقه والفتاوى) للشيخ الطوسي ، مطبوع غير مرة ، ويبدو أن (المغني) كان موجودا إلى القرن الثامن حيث ينقل عنه الشهيد الأول في كتاب (البيان) في بحث السجود.

٢٥ ـ شرح ما يجوز وما لا يجوز من النهاية.

ذكره منتجب الدين في الفهرست ص ٨٧.

٢٦ ـ مشكل النهاية ، أو : مشكلات النهاية ، أو : شرح مشكلات النهاية.


ذكر في رياض العلماء ٢ / ٤٢٣ ـ ٤٢٤ بصور ثلاثة ، وقال عن مشكل النهاية : (ينقل عنه العلامة في المختلف) وذكر الأخيران في م الذريعة ٢ / ٦٦ و ١٤ / ٦٦.

٢٧ ـ غريب النهاية.

فهرست منتجب الدين : ٨٧ ، الذريعة ١٦ / ٥٠ ، رياض العلماء ٢ / ٤٢٤.

٢٨ ـ نهية النهاية.

فهرست منتجب الدين ص ٨٧ ، ورياض العلماء ٢ / ٤٢٤ ، والذريعة ٢٤ / ٤٣١ ، وجعلهما سيد الأعيان واحدا في ٧ / ٢٤٠ : نهية النهاية في غريب النهاية.

ويبدو أن الراوندي كان يدرس في الفقه كتاب (النهاية) للشيخ الطوسي فتعددت مؤلفاته حوله.

٢٩ ـ إحكام الأحكام.

ذكره منتجب الدين في الفهرست.

٣٠ ـ النيات في جميع العبادات.

٣١ ـ شجار العصابة في غسل الجنابة.

وهذه الثلاثة أيضا ذكرها منتجب الدين.

قال في رياض العلماء ٢ / ٤٣٢ : نصر فيه القول بوجوب الغسل لنفسه ، كما صرح به في (فقه القرآن).

٣٢ ـ الرائع في الشرائع.


٣٣ ـ حل المعقود من الجمل والعقود.

ذكره منتجب الدين في الفهرست ، وفي بعض نسخة : حل العقود ، وفي بعضها الآخر : في الجمل والعقود ، وأكثر نسخة : حل المعقود من الجمل والعقود ، ويبدو أنه شرح على (الجمل والعقود) للشيخ الطوسي.

٣٤ ـ بيان الانفرادات.

يبدو أنه كتاب فقهي في بيان ما انفردت به الإمامية من المسائل الفقهية ككتاب (الانتصار) في انفرادات الإمامية للشريف المرتضى.

٣٥ ـ المسألة الكافية (الشافية) في الغسلة الثانية.

ذكره منتجب الدين ، والذريعة ١٣ / ١٢ و ١٧ / ٢٤٨ و ٢٠ / ٣٨٨ و ٣٩١.

٣٦ ـ مسألة في صلاة الآيات.

٣٧ ـ مسألة في العقيقة.

٣٨ ـ مسألة في فرض من حضر الأداء وعليه القضاء.

الذريعة ١٥ / ٨٢ و ٢٠ / ٣٩٥.

٣٩ ـ مسألة في الخمس.

٤٠ ـ مسألة أخرى في الخمس.

ومن رقم ٢٩ إلى هنا كلها مذكورة في فهرست منتجب الدين تلميذ الراوندي.


وله في الحديث :

٤١ ـ لباب الأخبار.

الذريعة ١٨ / ٢٧٥ ، رياض العلماء ٢ / ٢٤٢ وفيه : (قد رأيته في استر آباد). وهو كتاب مختصر في الأخبار.

أقول : ورأيت منه نسخة في النجف في مكتبة العلامة الشيخ محمد رضا فرج الله ، وهو كما قال صاحب الرياض ليس بكبير.

وفي دار الكتب المصرية كتاب باسم : لباب الأخبار ، ضمن المجموعة رقم ٢١٢٥٨ ب ، من ص ٦٢ ـ ١٠٨ ، وهو في الحديث النبوي ، مرتب على أبواب ، كتبه محمد حسين مسجد عباسي سنة ١٠٦٩ ه ، ذكره فؤاد السيد في فهرسها ، ص ٢٧٥ ، وأظنه هو هذا الذي للراوندي.

كتبه الكلامية :

٤٢ ـ جواهر الكلام في شرح مقدمة الكلام.

(مقدمة الكلام) للشيخ الطوسي ، مطبوع ، شرحه الراوندي ، ذكره منتجب الدين في الفهرست ، وذكره شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في الذريعة ٥ / ٢٧٧ و ١٤ / ٨٥.

٤٣ ـ تهافت الفلاسفة.

ذكره له تلميذه الشيخ منتجب الدين في (الفهرست) والبغدادي في (هدية العارفين) وذكره شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في الذريعة ٤ / ٥٠٢ ، وقال : يوجد في الخزانة الرضوية كما في فهرسها!

وذكر بعده : (تهافت الفلاسفة) لنصير الدين الطوسي ، المتوفى سنة ٦٧٣ ه ، وقال : كذا قاله في اكتفاء القنوع ...


أقول : ألف الغزالي قبله (تهافت الفلاسفة) أخذ أكثر ما فيه من كتاب يحيى النحوي البطريق كما ذكره البيهقي في تاريخ حكماء السلام : ٤٠.

وألف بعده قطب الدين الراوندي ، وألف بعده أبو الوليد بن رشد ـ المتوفى سنة ٥٩٥ ه ـ كتاب (تهافت التهافت) رد فيه على الغزالي.

ثم أمر السلطان العثماني محمد الفاتح ـ المتوفى سنة ٨٨٦ ه ـ علاء الدين عليا الطوسي ـ المتوفى سنة ٨٨٧ ه ـ وخواجه زاده البرسوي ـ المتوفى سنة ٨٩٣ ه ـ فألفا في المحاكمة بين الغزالي وابن رشد ، وكتاب علاء الدين الطوسي اسمه (الذخيرة) مطبوع في حيدر آباد ، وكتب الغزالي وابن رشد وخواجه زاده طبعت في مجموعة في مصر.

وكتاب الراوندي مفقود ، والموجود في الخزانة الرضوية إنها هو تهافت الغزالي ، رقم ٧٥٣٠ ، وذخيرة علاء الدين الطوسي ، رقم ٤٠٠ ، وتهافت خواجة زاده ، رقم ٦٣ و ٦٤ و ٤٠١.

وأما نصير الدين الطوسي ـ رحمه‌الله ـ فليس له كتاب : تهافت الفلاسفة ، وإنما نشأ الوهم من خلط فانديك في (اكتفاء القنوع) بين نصير الدين وعلاء الدين الطوسيين ، فقال في ص ١٩٧ : (نصير الدين علي الطوسي ، المتوفى سنة ٦٧٢ ... له في التوحيد كتاب : تجريد الكلام ، وله أيضا كتاب : تهافت الفلاسفة ...).

ونصير الدين الطوسي اسمه محمد بن الحسن ، وعلاء الدين الطوسي اسمه علي ، وهو صاحب (تهافت الفلاسفة) فخلط بينهما والتبس الأمر على شيخنا ـ رحمه‌الله ـ فتسرب هذا الوهم إلى (الذريعة) أيضا.

كما نسب فانديك في (اكتفاء القنوع) كتاب (جام كيتي نما) إلى نصير الدين الطوسي خطأ ، وإنما هو للحسين بن معين الدين الميبدي ، المتوفى سنة ٩١١ ه.

كما خلط الدكتور أسعد طلس بين أبي الحسين سعيد بن هبة الله بن


الحسن ، القطب الراوندي ، الفقيه ، المتوفى سنة ٥٧٣ ه ، وبين أبي الحسين سعيد بن هبة الله بن الحسن الطبيب الفيلسوف البغدادي (٤٣٦ ـ ٤٩٥ ه) المترجم في عيون الأنباء ١ / ٢٥٤ والوافي بالوفيات ١٥ / ٢٦٨ لاشتراكهما في الكنية والاسم واسم الأب والجد ، فقال في مقال له (٤١) عن نفائس مخطوطات مكتبة الإمام الرضا عليه‌السلام في مشهد :

(الخرائج والجرائح ، رقم ١١٠ ، سنة ٩٨٥ ، لأبي الحسن سعيد بن هبة الله بن الحسن قطب الدين الراوندي الفقيه الطبيب! الثقة ، ولد سنة ٤٣٦ وتوفي في عهد المقتدي ، وهو أول من شرح نهج البلاغة ، ومن آثاره الكثيرة بقي : المغني في تدبير الأمراض ، خلق الإنسان وكتب أخرى في الطب!).

٤٤ ـ الخلاف بين الشيخ المفيد والشريف المرتضى.

قال السيد ابن طاووس ـ قدس الله روحه ـ في كشف المحجة ، ص ٦٤ ، في الفصل ٣٠ ، في كلام له : إنني وجدت الشيخ العالم في علوم كثيرة قطب الدين الراوندي ـ واسمه سعيد بن هبة الله ـ قد صنف كراسا ـ وهي عندي الآن ـ في الخلاف الذي تجدد بين الشيخ المفيد والمرتضى رحمهما‌الله ، وكانا من أعظم أهل زمانهما ، وخاصة شيخنا المفيد ، فذكر في الكراس نحو خمس وتسعين مسألة قد وقع الاختلاف بينهما فيها من علم الأصول ...

وله في أصول الفقه :

٤٥ ـ المستقصى في شرح الذريعة.

ذكره منتجب الدين في الفهرست ، وقال : (ثلاث مجلدات).

و (الذريعة) في أصول الفقه للشريف المرتضى ، مطبوع في سلسلة مطبوعات جامعة طهران ، بتحقيق أستاذها الدكتور أبو القاسم الكرجي.

__________________

(٤١) نشره في مجلة مجمع اللغة العربية في دمشق ، السنة ٢٤ ، ص ٩٩.


وأما كتبه الأدبية :

فلم نجد منها سوى ما ذكره الشيخ منتجب الدين في فهرسته ، وهي :

٤٦ ـ الإغراب في الإعراب.

٤٧ ـ التغريب في التعريب.

٤٨ ـ شرح العوامل المائة.

و (العوامل المائة) لعبد القاهر الجرجاني ، المتوفى سنة ٤٧١ ه ، وعليه شروح كثيرة ، وهذا الشرح ذكره منتجب الدين في (الفهرست) وشيخنا في الذريعة ١٣ / ٣٧٢ ، والكنتوري في كشف الحجب ، ص ٣٤٣ ، وقال : (قرأته على والدي العلامة في صغري).

٤٩ ـ شرح الكلمات المائة.

هي المائة كلمة من حكم أمير المؤمنين عليه‌السلام وقصار كلمه ، من جمع الجاحظ ، شرحها عدة وترجمها آخرون إلى شتى اللغات ، ونظمها مترجمة إلى الفارسية عدة من الشعراء كالرشيد الوطواط ومن بعده ، وقد سبق بعض الكلام عليه في العدد الخامس من (تراثنا).

٥٠ ـ نفثة المصدور.

وهو ديوان شعره ومنظوماته.

وأما بقية مؤلفاته فهي :

٥١ ـ جنى الجنتين في ذكر ولد العسكريين.

وذكره ابن شهرآشوب في معالم العلماء : ٥٥ ، وميرزا عبد الله في رياض العلماء ٢ / ٣٢٥ ، وشيخنا في الذريعة ٥ / ١٤٨.


والعسكريان هما الإمام العاشر علي بن محمد النقي الهادي وابنه الإمام الحسن العسكري عليهما‌السلام.

٥٢ ـ ألقاب الرسول وفاطمة والأئمة صلوات الله عليه وعليهم.

ذكره صاحب رياض العلماء ٢ / ٤٢٥ وقال : (كتاب لطيف ، مفيد جدا مع صغر حجمه ، وعندنا منه نسخة) وسماه في الغدير ٥ / ٤٦١ : ألقاب المعصومين.

٥٣ ـ الدلائل والفضائل :

ذكره في رياض العلماء ٢ / ٤٢٢ حاكيا عن كتاب (دفع المناواة) للسيد حسين المجتهد الكركي.

٥٤ ـ زهر المباحثة وثمر المناقشة.

ذكره الشيخ منتجب الدين في (الفهرست).

٥٥ ـ اللباب المستخرج من (في تلخيص) فصول عبد الوهاب.

ذكره له ميرزا عبد الله أفندي في رياض العلماء ٢ / ٤٢٢ و ٤ / ٣٦٦ وفي ٢ / ٤٢١ باسم : تلخيص فصول ... وفي ٥ / ٤٨٨ باسم : نكت الفصول.

وذكره شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في الذريعة ٤ / ٢٥ باسم : تلخيص الفصول ، وفي ١٨ / ٢٨٠ باسم : اللباب في فضل آية الكرسي ، وفي ص ٢٨١ : اللباب المستخرج ... وفي ص ٢٨٩ : لب اللباب ، وفي ص ٢٩٢ ، اللب واللباب ، وفي ٢٤ / ٣٠٥ : نكت الفصول.

وأما فصول عبد الوهاب

فهو لعبد الوهاب بن محمد بن أيوب أبي زرعة الأردبيلي الحنفي


الصوفي ، نزيل شيراز ، المتوفى بها ٥ رجب سنة ٤١٥ ه ، من أصحاب أبي عبد الله الخفيف الشيرازي.

ترجم له السمعاني في الأنساب (الأردبيلي) ١ / ١٧٧ ، والجنيد الشيرازي في كتاب شد الإزار ، ص ٢٢٣ رقم ١٥٩ ، قال : (كان يتكلم على الناس يوم الجمعة في جامع شيراز ، وكذا غيرها من الأيام في زاويته ... وقيل إنه خرج في آخر عمره على الصوفية ، ووقع فيهم ...).

ويبدو أن كتابه (الفصول) هو مجموعة مجالسه التي كان يلقيها في جامع شيراز ، يحتوي على ١٥٥ مجلسا ، في كل منها سبعة فصول ، يبدأ في كل مجلس بآية وتفسيرها ، ثم الأخبار والحكايات ، ثم الوجوه والنظائر ، ثم النكت والإشارات وهو التفسير الصوفي لتلك الآية.

ومن كتاب (الفصول) هذا مخطوطة في إيران كتبت في القرن التاسع في مجلدين ، ساقت الأقدار أولهما إلى مكتبة المجلس في طهران (البرلمان السابق) برقم ٦٧ ، وصف في فهرسها ٢ / ٣١ ، وثانيهما في المكتبة المركزية لجامعة طهران ، رقم ١٨٨٨ ، وصف في فهرسها ٨ / ٤٩١.

وعمد القطب الراوندي إلى هذا الكتاب فهذبه وزاد عليه ، هذبه مما كان فيه من تصوف وأباطيل وأحاديث واهية ، واستخلص منه اللباب من تفسير ، وأدب ، وفوائد ، وحكم ، وطعمه بفوائد من حديث العترة الطاهرة وحكمهم وآدابهم عليهم‌السلام.

وهذا الكتاب (اللباب) لم نعثر عليه! على أنه كان موجودا إلى قبل مائة سنة ، فقد عثر عليه المحدث النوري ونقل عنه في كتابه (دار السلام) وعده من مصادر كتابه مستدرك الوسائل (خاتمة المستدرك ص ٣٢٥) باسم : اللب واللباب ، وحسب أن عبد الوهاب هذا هو الشعراني! والشعراني توفي سنة ٩٧٣ ه بعد الراوندي بأربعمائة عام ، فسبحان من لا يسهو.

ويجوز أن يكون الراوندي لخص (اللباب) وسماه (لب اللباب) أو (اللب


واللباب) وأن الذي حصل عليه المحدث النوري إنما كان هذا المختصر ، وأما (اللباب) فهو مما فقد قديما.

كما ويجوز أن يكون (اللباب في فضل آية الكرسي) كتابا آخر له ، فقد عد البغدادي في هدية العارفين ١ / ٣٩٢ من كتب الراوندي : اللباب في فضل آية الكرسي من الكتاب.

٥٦ ـ شرح الخطبة الأولى من نهج البلاغة.

قال المؤلف في مقدمة منهاج البراعة : (قد كنت قديما شرحت الخطبة الأولى من نهج البلاغة بالإطناب ... وهو كلام ـ عند أهل الفطنة والنظر ـ دون كلام الله ورسوله ، وفوق كلام البشر ، واضحة مناره ، مشرقة آثاره ...).

وهناك كتب نسبت إليه في بعض المصادر وذكرت في (الذريعة) بتحفظ ، ككتاب : البحر والمجالس ، مذكورة في الذريعة في ٣ / ٢٩ و ١٩ / ٣٥٤.

كتب منحولة

١ ـ كتاب المزار :

قال صاحب (الروضات) في ترجمة القطب الراوندي ٤ / ٧ : (ثم إن له من المصنفات ـ غير ما فصلنا لك ـ كتاب (كذا) كبير في المزار على ما عزي إليه في المقابس ...).

ومثله في أعيان الشيعة ٧ / ٢٤١ والذريعة ٢٠ / ٣٢٣ ، وإليك نص كلام صاحب (المقابس) فقد ترجم فيه للراوندي ، ص ١١ ، وعد شيوخه ومنهم (محمد بن إسماعيل الحسيني المشهدي ، الذي روى عن الشيخ جعفر الدوريستي ، وروى عنه المنتجب أيضا ، وهو صاحب المزار الكبير القديم على ما عزي إليه).


وليعلم أن في أصحابنا مشهديين :

أحدهما من شيوخ القطب الراوندي وهو السيد أبو البركات ناصح الدين محمد بن إسماعيل بن الفضل الحسيني المشهدي ، ويعرف ب : أبي البركات المشهدي ، وقد تقدم في شيوخ الراوندي برقم ١٦.

وهو من شيوخ السمعاني أيضا ، ترجم له في التحبير ٢ / ٩٦ وأرخ ولادته بسنة ٤٥٧ ه ووفاته بسنة ٥٤١ ه.

وثانيهما يعرف ب : ابن المشهدي ، وهو محمد بن جعفر ابن المشهدي الحائري ، وهو صاحب (المزار) ويقال له : المزار الكبير ، والمزار القديم ، ومزار ابن المشهدي ، وهذا في طبقة تلامذة الراوندي ، يروي عن عبد الحميد ابن التقي ، المتوفى سنة ٥٩٧ ه (الوافي بالوفيات ١٨ / ٧٢) ويروي ابن المشهدي عنه في (المزار) مترضيا عليه مما يبدو أنه ألف (المزار) بعد هذا التاريخ.

واشتبه المشهديان على صاحب (مقابس الأنوار) فنسب (المزار) إلى المتقدم وهو للمتأخر منهما.

ثم اشتبه الأمر على صاحب (الروضات) ومن بعده ، فحسبوا أن الضمير في (وهو صاحب المزار الكبير) يعود إلى القطب فنسبوا (المزار) إليه! والضمير إنما يعود إلى المشهدي بتوهم أن المزار لمحمد بن إسماعيل أبي البركات المشهدي ، والصواب أن (المزار الكبير القديم) لمحمد بن جعفر ابن المشهدي ، فلا الضمير عائد إلى الراوندي ، ولا هذا المشهدي هو صاحب (المزار الكبير) ، فهو خطأ في خطأ.

٢ ـ رسالة الفقهاء :

ذكرها له شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في الذريعة ١٦ / ٢٨١ بهذا الاسم ، وفي ١٦ / ٢٧٩ باسم : كتاب الفقهاء ، وفي ١٠ / ١١٦ باسم : رجال الراوندي ، وفي ١٠ / ١١٨ باسم : رجال قطب الدين ، وفي مصفى المقال : ١٨٧ وقال في


الموردين الأخيرين : (له رسالة الفقهاء ، وقد نقل عنه في المجلد الأول من البحار ...).

أقول : جاء في بحار الأنوار ٢ / ٢٣٥ : (روى الشيخ قطب الدين الراوندي في رسالة الفقهاء ـ على ما نقل عنه بعض الثقات ـ بإسناده عن الصدوق ...).

فأورد عدة أحاديث علاجية في الجمع بين الأخبار المتعارضة نقلها عن رسالة الفقهاء للراوندي بواسطة بعض الثقات.

وهذا البعض هو معاصره المحدث الحر العاملي ـ رحمه‌الله ـ فقد أورد هذه الأحاديث في كتاب القضاء من موسوعته الحديثية القيمة : وسائل الشيعة ٢٧ / ١١٨ ، قال برقم ٣٣٣٦٢ : (سعيد بن هبة الله الراوندي في رسالته التي ألفها في أحوال أحاديث أصحابنا وإثبات صحتها ...).

فسرد عدة أحاديث عن هذه الرسالة ، ونقلها العلامة المجلسي ـ رحمه الله ـ في بحار الأنوار عن وسائل الشيعة ، حيث لم يظفر برسالة القطب الراوندي فينقل عنها مباشرة ، ونحن بعد المقارنة بين الأحاديث سندا ومتنا في الكتابين ظهر لنا أن ما في البحار منقول من الوسائل.

والذي في الوسائل : (في رسالته التي ألفها) وأصبح عند النقل أو عند الطبع : (ألفها) (الفقهاء) ... ف : (رسالة الفقهاء) في البحار تصحيف (رسالة ألفها) في الوسائل.

وهذه الرسالة هي التي ذكرها شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في الذريعة ١٥ / ١٢ في حرف الصاد : (رسالة في صحة أحاديث أصحابنا للشيخ الإمام قطب الدين سعيد بن هبة الله ... ينقل عنها في القضاء من الوسائل ، الأخبار الواردة في الجمع بين الأخبار).

أقول : وعندي مصورة من هذه الرسالة ، وحيث إن شيخنا صاحب (الذريعة) لم يرها ورأى أن المنقول منها شئ حول الدراية ومصطلح الحديث


حسب أنها رسالة رجالية فذكرها في (مصفى المقال) مرة وفي عاشر (الذريعة) مرتين باسم : رجال قطب الدين الراوندي ، وفي ١٦ / ٢٧٩ و ٢٨١ باسم : كتاب الفقهاء ورسالة الفقهاء ، وصوابه : رسالة ألفها ... وهي التي ذكرها في ١٥ / ١٢.

٣ ـ المعارج في شرح نهج البلاغة :

يأتي في ص ٣٠٣ أن قطب الدين الكيدري اعتمد في شرحه على نهج البلاغة شرحي البيهقي والراوندي ، وهما : معارج نهج البلاغة ـ وقد تحدثنا عنه في العدد السابق ـ ومنهاج البراعة ، للقطب الراوندي ، وها نحن نتحدث عنه.

قال الكيدري في خطبة شرحه على نهج البلاغة : (وقد اقترح علي بعض الأشراف ... أن أشرع في شرح هذا الكتاب مستمدا ـ بعد توفيق الله تعالى ـ من كتابي المعارج والمنهاج ...).

ففهم منه صاحب (الروضات) (٤٢) رحمه‌الله أن المعارج والمنهاج كليهما للقطب الراوندي! وتسرب هذا الوهم من الروضات إلى الذريعة! فجاء فيه ٢١ / ١٧٨ : (المعارج في شرح نهج البلاغة للمولى الإمام قطب الدين أبي الحسين سعيد بن هبة الله الراوندي ... كما ذكره في الروضات ...).

٤ ـ كتاب البحر :

أول من ذكره الشيخ يحيى البحراني في (تراجم مشايخ الشيعة) قال في ترجمة القطب الراوندي : (وقيل وجد كتاب يسمى : بحر ، وهو ينسب إليه).

وقال في أمل الآمل ٢ / ١٢٧ في ترجمة الراوندي : وينسب إليه شرح مشكلات النهاية ، وكتاب يسمى : البحر ، وفي رياض العلماء ٢ / ٤٢٣ و ٤٣٢ ، والذريعة ٣ / ٢٩ ، نسب إليه بتحفظ ، وصحف في بعض الموارد إلى : الجر!

__________________

(٤٢) روضات الجنات ٦ / ٢٩٥ في ترجمة الكيدري.


٥ ـ رجال الراوندي :

الذريعة ١٠ / ١١٦ و ١١٨ ، مصفى المقال : ١٨٧. وهو رسالة في أحوال أحاديثنا وإثبات صحتها ، وقد تقدم ص ٢٧٣ و ٢٨٦ ـ ٢٨٧.

٦ ـ المجالس في الحديث :

الذريعة ١٩ / ٣٥٤ وفيه : (ينقل عنه في (فضائل السادات) الذي فرغ منه مؤلفه سنة ١١٠٣).

أقول : وأظنه كتاب (اللباب المستخرج من فصول عبد الوهاب) فإن الفصول مرتب على مجالس ، راجع ما تقدم ص ٢٨٣.

٧ ـ أم القرآن :

نسبه إليه صاحب الروضات ـ رحمه‌الله ـ في ٤ / ٨ وقال : (ويحتمل اتحاده مع بعض ما سبق من كتب تفاسيره).

واعتمد عليه شيخنا صاحب الذريعة ـ رحمه‌الله ـ فذكره فيه في ٢ / ٣٠٣ ، وفي ٤ / ٢٦٢ باسم : تفسير القرآن.

شعره :

وكان ـ رحمه‌الله ـ شاعرا ، جمع ديوانه بنفسه وسماه : (نفثة المصدور) كما تقدم ، ولكن لم يصلنا من شعره إلا عدة مقطوعات أوردها المحدث النوري في خاتمة المستدرك : ٤٨٩ ، والعلامة الأميني في الغدير ٥ / ٣٧٩ ، والسيد الأمين في أعيان الشيعة ٧ / ٢٦٠ ، فمنها :

بنو الزهراء آباء اليتامى

إذا ما خوطبوا قالوا : سلاما

هم حجج الإله على البرايا

فمن ناواهم يلق الأثاما


يكون نهارهم أبدا صياما

وليلهم كما تدري قياما

ألم يجعل رسول الله يوم

الغدير عليا الأعلى إماما؟!

ألم يك حيدر قرما هماما

ألم يك حيدر خيرا مقاما

بنوه العروة الوثقى تولى

عطاؤهم اليتامى والأيامى

وله أيضا :

لآل المصطفى شرف محيط

تضايق عن مراميه البسيط

إذا كثر البلايا في البرايا

فكل عنده الجأش الربيط

إذا ما قام قائمهم بوعظ

فإن كلامه در لقيط

إذا ما قست عدلهم بعدل

تقاعس دونه الدهر القسوط

هم العلماء إن جهل البرايا

هم الموفون إن خان الخليط

بنو أعمامهم جاروا عليهم

ومال الدهر إذ مال الغبيط

لهم في كل يوم مستجد

لدى أعدائهم دم عبيط

فمات محمد وارتد قوم

بنكث العهد وانبرت الشروط

تناسوا ما مضى بغدير خم

فأدركهم لشقوتهم هبوط

ألا لعنت أمية قد أضاعوا

الحسين كأنه فرخ سميط

على آل الرسول صلاة ربي

طوال الدهر ما طلع الشميط

وله في أمير المؤمنين الإمام علي عليه‌السلام :

قسيم النار ذو خبر وخبر

يخلصني الغداة من السعير

فكان محمد في الناس شمسا

وحيدر كان كالبدر المنير

هما فرعان من عليا قريش

مصاص الخلق بالنص الشهير

وقال له النبي لأنت مني

كهارون وأنت معي وزيري

ومن بعدي الخليفة في البرايا

وفي دار السرور على سريري

وأنت غياثهم والغوث فيهم

لدى الظلماء والصبح السفور

مصيري آل أحمد يوم حشر

ويوم النصر قائمهم نصيري


وله فيه عليه‌السلام أيضا :

إمامي علي كالهزبر لدى العشا

وكالبدر وهاجا إذا الليل أغطشا

إمامي علي خيرة الله لا الذي

تخيرتم والله يختار من يشا

أخو المصطفى زوج البتول هو الذي

إلى كل حسن في البرية قد عشا

بمولده البيت العتيق كما روى

رواة وفي حجر النبوة قد نشا

موالوه قوامون بالقسط في الورى

معادوه أكالون للسحت والرشا

له أوصياء قائمون مقامه

أرى حبهم في حبة القلب والحشا

هم حجج الرحمن عترة أحمد

أئمة حق لا كمن جار وارتشى

وله ـ رحمه‌الله ـ في المعصومين عليهم الصلاة والسلام :

محمد وعلي ثم فاطمة

مع الشهيدين زين العابدين علي

والصادقان وقد سارت علومهما

والكاظم الغيظ والراضي الرضاء علي

ثم التقي النقي الأصل طاهره

محمد ثم مولانا النقي علي

ثم الزكي ومن يرضى بنهضته

أن يظهر العدل بين السهل والجبل

إني بحبهم يا رب معتصم

فاغفر بحرمتهم يوم القيامة لي

وله متغزلا ، وجدتها في مجموعة مخطوطة في مكتبة الدكتور مهدوي الخاصة في طهران :

دعاني إن داعية دعاني

وقوما إذا دعاني ودعاني

سقاني حبه كأسا دهاقا

فرواني وأسكر إذ سقاني

خلعت عنان قلبي في هواه

فدعني صاحبي فيما عناني

أماني الورى منه أمان

هلاكي فيه من أقصى الأماني

رمى قلبي بقوس الحب سهما

وأحياني بقتلي إذ رماني

وأجلسني وكلمني بلطف

وأنطقني وأطلق لي لساني

تجلى الرب للجبل المعلى

فدك وقد أراني ما أراني

وذلك بعد ما قد قال موسى

له : أرني ، فنادى : لن تراني


وأحرق نوره ظلمات قلبي

وأشرق منه عيني بالعيان

وواعدني الصديق جنان عدن

فقلت : هواه لي أعلى الجنان

أعلام أسرته :

أسرته أسرة علمية أنجبت علماء أدباء محدثين ، عبر قرون أربعة ، الرابع والخامس والسادس والسابع.

فجده الأعلى قطب الدين أبو الفضل هبة الله بن سعيد الراوندي كان من أعلام القرن الرابع ، فقيها ، متكلما ، محدثا ، من تلامذة ابن قولويه ، المتوفى سنة ٣٦٨ ه.

ترجم له ابن الفوطي ، فقال : (قطب الدين أبو الفضل هبة الله بن سعيد الراوندي ، الفقيه المتكلم ، كان من العلماء الأفاضل ، له تصانيف حسنة ، روى عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه (٤٣).

ويبدو أنه دفن في خسرو شاه من قرى تبريز ، والقبر المشهور هناك بقبر القطب الراوندي هو قبر هذا القطب ، وقد زاره صاحب (رياض العلماء) (٤٤).

مولده :

لم يحدد مترجموه تاريخ ولادته ، إلا أنه حيث روى عن أبي علي الحداد الأصفهاني ـ المتوفى سنة ٥١٥ ه ـ فنقدر ولادته قبل الخمسمائة ببضع سنين ، فربما كان عندما رحل إلى أصفهان وسمع منه ابن عشرين سنة أو أكثر.

وفاته :

أما تاريخ وفاته فمضبوط محدد في ضحوة يوم الأربعاء ١٤ شوال سنة

__________________

(٤٣) في حرف القاف من تلخيص مجمع الآداب ج ٤ قسم ٤ ص ٢٨٢ رقم ٢٩٤٨.

(٤٤) ذكره فيه في ٢ / ٤٢٠.


٥٧٣ ه ، نقله الجبعي في مجموعته عن خط الشهيد الأول رحمه‌الله.

وأما ما حكاه ابن حجر في لسان الميزان ٣ / ٤٨ عن (تاريخ الري) للشيخ منتجب الدين ابن بابويه ـ وكان من تلامذة القطب الراوندي ومعاشريه في الري أنه توفي في ١٣ شوال فيحمل على الخلاف في أول الشهر وباختلاف الأفق ...

ففي الشام كان عيد الفطر من تلك السنة يوم الخميس ، وفي الري كان العيد يوم الجمعة ، فيكون يوم الأربعاء عندهم ١٣ شوال.

قبره :

وقبره ـ رحمه‌الله ـ مشهور يزار ، يقع في الصحن الكبير من الروضة الفاطمية في قم ، وعليه صخرة كبيرة منحوت عليها اسمه ، وأما القبر المنسوب إليه في خسرو شاه بنواحي تبريز فلعله قبر جده هبة الله الراوندي.

(٢)

عماد الدين علي

ترجم له المنتجب برقم ٢٧٥ وقال : الشيخ الإمام عماد الدين أبو الفرج علي ابن الشيخ الإمام قطب الدين أبي الحسين سعيد بن هبة الله الراوندي ، فقيه ، ثقة).

أقول : يروي عن أبيه وعن السيد فضل الله الراوندي وأبي الفتوح الخزاعي المفسر وأبي علي الطبرسي ـ صاحب : مجمع البيان ـ وعن الشيخ المتكلم سديد الدين محمود الحمصي الرازي ، وعن الشيخ عبد الرحيم ابن الأخوة البغدادي ـ نزيل أصفهان ، المتوفى سنة ٥٤٨ ه ـ وعن أبي جعفر محمد بن علي بن المحسن الحلبي.

وفي (أمل الآمل) أنه روى عن أبي علي الطوسي.

أقول : إن الشيخ أبا علي ابن الشيخ الطوسي كان حيا سنة ٥١٥ ه ،


ويستبعد إدراك عماد الدين له. وأظن أن الطبرسي صحف إلى الطوسي.

ومن تلمذته على هؤلاء يبدو أن ولادته كانت في أوائل القرن السادس ، وكان حيا سنة ٦٠٠ ه.

روى عنه وقرأ عليه نصير الدين عبد الله بن حمزة الطوسي ـ صاحب : الوسيلة ـ والشيخ جعفر بن نما الحلي والسيد حيدر بن محمد الحسيني ـ صاحب : غرر الدرر ـ وأسعد بن عبد القاهر الأصفهاني ـ مؤلف كتاب : رشح الولاء ـ.

وروى السيد ابن طاووس في (فتح الأبواب) عن محمد بن نما ، وأسعد ابن عبد القاهر عنه.

ترجمته :

في فهرست منتجب الدين : ٢٧٥ ، وأمل الآمل ٢ / ١٧١ ووصفه بالفضل والعلم والوثاقة (٤٥) في ص ١٧٩ ، تعليقة أمل الآمل : ١٨٥ و ١٩١ ، والثقات العيون : ١٩٠ ، معجم رجال الحديث ١٢ / ٣٩ ، روضات الجنات ٤ / ٧.

(٣)

نصير الدين الحسين

ترجم له منتجب الدين في الفهرست برقم ١١١ وقال : (الشيخ نصير الدين أبو عبد الله الحسين ابن الشيخ الإمام قطب الدين أبي الحسين الراوندي ، عالم ، صالح ، شهيد).

وله ترجمة في : الثقات العيون : ٧٢ و ٧٥ ، شهداء الفضيلة : ٤٠ ،

__________________

(٤٥) وقوله : (يروي عن الشهيد) لا يصح جزما ، فإنه ولد سنة ٧٣٤ ه ، فروايته عنه إما بوسائط محذوفة أو هي عن بعض أحفاده الملقبين بلقبه ، كما نبه عليه ميرزا عبد الله أفندي في تعليقته على أمل الآمل : ١٨٥.


روضات الجنات ٤ / ٧ ، معجم رجال الحديث ٥٠ / ١٧٦ ، أمل الآمل ٢ / ٨٧ ، رياض العلماء ٢ / ٧.

قرأ على أبيه ، وكتب له أبوه إجازة على كتاب (الجواهر) لابن البراج : (قرأه علي ولدي نصير الدين أبو عبد الله الحسين ـ أبقاه الله ومتعني به ـ قراءة إتقان ، وأجزت له أن يرويه عني عن الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن المحسن الحلبي عن المصنف) (٤٦).

(٤)

ظهير الدين محمد

قال منتجب الدين ، ص ٤١٨ : (الشيخ الإمام ظهير الدين أبو الفضل محمد بن الشيخ الإمام قطب الدين أبي الحسين سعيد بن هبة الله الراوندي ، فقيه ، ثقة ، عدل ، عين).

أقول : يروي عن أبيه ، ويروي عنه ابنه محمد وقطب الدين الكيدري (٤٧) ، والسيد أبو طالب ابن الحسين الحسيني (٤٨) ، ووحيد الدين جمال الإسلام أبو القاسم علي بن محمد بن علي الجاسبي (٤٩) ، قرأ عليه كتاب (النهاية في الفقه) للشيخ الطوسي ، فكتب له عليه إجازة تاريخها سنة ٥٨٠ ه ، ويروي عنه أيضا علاء الدين علي بن يوسف بن الحسن ، قرأ عليه كتاب (نهج البلاغة) (٥٠).

ومما ألفه ظهير الدين هذا مختصر في علم الكلام سماه (عجالة

__________________

(٤٦) الذريعة ٥ / ٢٥٧ و ٢٠ / ٢٩٨ ، الثقات العيون : ٨٧.

(٤٧) أحد شراح نهج البلاغة ، يأتي.

(٤٨) الذريعة ٢٤ / ٤٠٤.

(٤٩) الذريعة ٢٤ / ٤٠٤.

(٥٠) راجع العدد ٢٩ من (تراثنا) ص ١٠.


المعرفة) (٥١).

وله كتاب (الأربعون حديثا) (٥٢).

ومن مصادر ترجمته : أمل الآمل ٢ / ٢٧٤ ، رياض العلماء ٥ / ١٠٧ ،

الثقات العيون : ٢٦٥ ، معجم رجال الحديث ١٧ / ١١٥ ، روضات الجنات ٤ / ٧.

ومن أعلام الأسرة : أحفاد القطب الراوندي ، ومنهم :

(٥)

محمد ابن ظهير الدين محمد ابن القطب الراوندي ، روى عن أبيه ، وروى عنه أبو المؤيد محمد بن محمود ابن محمد الخوارزمي ، قاضي خوارزم وخطيبها ، المتوفى سنة ٦٥٥ ه ، من مشايخ ابن العديم ، روى عنه عن المترجم في كتابه بغية الطلب ١٠ / ٤٣٧٥.

(٦)

الشيخ برهان الدين أبو الفضائل محمد بن عماد الدين علي ابن القطب الراوندي.

ترجم له الشيخ منتجب الدين في الفهرست ، برقم ٤١٩ ، ووصفه بالعلم والفضل.

__________________

(٥١) حققه العلامة الباحث السيد محمد رضا الحسيني الجلالي حفظه الله ، ونشره في سلسلة (من ذخائر التراث) في العدد ٢٩ من مجلة (تراثنا) وقدم له مقدمة ضافية.

(٥٢) يوجد في المكتبة المركزية بجامعة طهران ، ضمن المجموعة رقم ٣ / ٢١٣٠ ، من ٢١ ـ ٣٢ ، كتبها العلامة الجليل سردار كابلي ـ رحمه‌الله ـ سنة ١٣٤٥ ه ، وقبله في المجموعة : (أربعون حديثا) لأسعد بن إبراهيم الإربلي ، و (أربعون حديثا) ليوسف بن حاتم الشامي ، ذكرت في فهرسها ٩ / ٧٧٣.


(٧)

رشيد الدين الحسين بن أبي الفضل بن محمد الراوندي ...

ترجم له منتجب الدين في (الفهرست) برقم ١٠٧ ، وقال : (المقيم بقوهده رأس الوادي ، من أعمال الري ، صالح ، مقرئ ، معاصر).

ويجوز أن تكون كلمة (بن) زائدة ، وصوابه الحسين بن أبي الفضل محمد ... فيكون ابن ظهير الدين ـ المتقدم ـ ابن القطب الراوندي.

وراجع ترجمته في : أمل الآمل ٢ / ٨٧ ، رياض العلماء ٢ / ٩ ، الثقات العيون : ٧٢.

ومن مصادر ترجمة القطب الراوندي :

معالم العلماء : ٥٥ ، فهرست منتجب الدين : رقم ١٨٦ ، تلخيص مجمع الآداب ج ٤ رقم ٢٧٩٩ ، لسان الميزان ٣ / ٤٨ ، رياض العلماء ٢ / ٤١٩ ، روضات الجنات ٤ / ٥ ، طبقات أعلام الشيعة ـ القرن السادس ـ : ١٢٤ ، معجم رجال الحديث ٩ / ٧٩ رقم ٥٠٨٠ ، أمل الآمل ٢ / ١٢٥ ، تنقيح المقال ٢ / ٢١ ، خاتمة المستدرك : ٣٢٥ ـ ٣٢٦ و ٤٨٩ ، فهرست المكتبة المركزية لجامعة طهران ٥ / ١٣٥٥ ، الكنى والألقاب ٣ / ٧٢ ، ريحانة الأدب ٤ / ٤٦٧ ، تعليقة ميرزا عبد الله أفندي على أمل الأمل : ٣٥٦ ، الفوائد الرضوية : ٢٠٠ ـ ٢٠٢ ، الغدير ٥ / ٤٥٨ ، بهجة الآمال ٤ / ٣٧٠ ـ ٣٧٤ ، تأسيس الشيعة : ٣٤١ ، أعيان الشيعة ٧ / ٢٦٠ و ٢٣٩ ، أعلام الزركلي ٣ / ١٠٤ ، معجم المؤلفين ٤ / ٢٢٥ ، هدية العارفين ١ / ٣٩٢ ، تكملة الرجال ١ / ٤٣٦ ، جامع الرواة ١ / ٣٦٤ ، لؤلؤة البحرين : ٣٠٤ ، فهرست كتابخانه هاي أصفهان : ٣٣٧ ، مقابس الأنوار : ١٤ ، منتهى المقال : ١٤٨ ، سفينة البحار ٧ / ٣٢٧ ، مستدرك سفينة البحار ٨ / ٥٤٦ ، بروكلمن ١ / ٤٠٥ والذيل ١ / ٧٠٥ ، استوري : ٧٧٣.


(٥)

شرح نهج البلاغة

لأفضل الدين الماهابادي

هو الشيخ أفضل الدين الحسن بن علي بن أحمد بن علي الماهابادي ، من أعلام العلم وأئمة الأدب في القرن السادس الهجري.

كان ـ رحمه‌الله ـ عالما ، فاضلا ، أديبا ، شاعرا ، ناظما ناثرا ، له عدة مؤلفات ممتعة وكتب قيمة ، ذكرها تلميذه الشيخ منتجب الدين في (الفهرست) حيث ترجم له برقم ٩٣ وقال :

علم في الأدب ، فقيه ، صالح ، ثقة ، متبحر ، له تصانيف منها : شرح النهج ، شرح الشهاب ، شرح اللمع (٥٣) ، كتاب في رد التنجيم ، كتاب في الإعراب ، ديوان نظمه ، ديوان نثره ، أجازني بجميع تصانيفه ورواياته عنه.

أقول : هو من بيت علم وفضل وأدب ووجاهة وتقدم ، أطراه معاصره النصير الرازي في كتاب النقض ، ص ٢٢٩ ، بما معربه : (والأديب الماهابادي عالم شاعر ، وكان شيعيا بلا ريب ...).

وترجم له ميرزا عبد الله أفندي في رياض العلماء ١ / ٢٢١ وقال : (الشيخ الأجل أفضل الدين ... الإمام العلامة ، سبط الشيخ الأفضل أحمد بن علي المهابادي ، وقد مر في ترجمته أنه وأباه وجده كانوا من العلماء المتبحرين ...).

وذكره العلامة الخوانساري في روضات الجنات ٣ / ٥٩ وقال : (ذكره صاحب (تلخيص الآثار) بهذا الوجه في ترجمة ماهاباد ، التي ذكر أنها قرية كبيرة

__________________

(٥٣) اللمع في النحو ، لابن جني.


قرب قاشان ، أهلها شيعة إمامية ـ ثم قال : ـ إنه كان بالغا في علم الأدب للغاية ، عديم النظير في زمانه ، يقصده الناس من الأطراف).

وترجم له سيد الأعيان في أعيان الشيعة ٥ / ١٦٠ ترجمة حسنة وزاد في مؤلفاته كتابه (تنزيه الحق عن شبه الخلق).

والماهابادي إلى جانب علمه وأدبه شاعر له ديوان ذكره الشيخ منتجب الدين في (الفهرست) كما تقدم ، وذكره شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في الذريعة ٩ / ٢٣٩ ، وقد عثرت على أبيات من نظمه في مجموعة مخطوطة في مكتبة الدكتور مهدوي في طهران ، رقم ٥٩١ ، وفيها :

لأفضل الدين الماهابادي :

إلهي أنا العبد الذي قد خلقتني

ولم أك شيئا يا جوادا بلا بخل

بدأت بنعمى لم أكن أستحقها

فصفحا جميلا يختم الفضل بالفضل

وإن لم أكن أهلا لذلك سيدي

فإنك غفار لمن ليس بالأهل

على أنني مولى لآل محمد

هم شفعائي قد وصلت بهم حبلي

معادن وحي الله أعلام دينه

هم كلمات الله في الصدق والعدل

نجوم الهدى والمنقذون من الردى

ليوث الوغى لكنهم سحب المحل

عليهم سلام الله غير مصرد

كفاء لذاك الفضل والخلق الجزل

* * *

إلهي ليس لي علم ينجي

وما لي غير فضلك من أرجي

وعدتي التي آوي إليها

نبي الخير ذو نسك وحج

وحسبي آل أحمد ليس أبغي

بهم بدلا وذلك خير نهج

أوالي من يواليهم ولكن

أعادي من يعاديهم وأشجي

بهم أرجو النجاة ولا أحاشي

إذا حشر الورى من كل فج

ألوذ بحبهم من كل هول

وأعلق حبهم في كل لج


ولست بقائل للناس إلا

ثناء خالصا من كل مزج

وترجم له الرفيعي المعاصر في آتشكده أردستان ٢ / ٢٦٩ ، ونسب إليه بيتين في رثاء السيد عز الدين يحيى ، نقيب الري ـ الشهيد سنة ٥٨٩ ه ـ ناقلا لهما عن (تاريخ طبرستان) فإن كان البيتان له فقد كان حيا إلى هذه السنة ، والبيتان :

سلام الله ما طلع الثريا

على المظلوم عز الدين يحيى

شهيد كالحسين بغير جرم

قتيل مثل هابيل ويحيى

ويبدو أنه ممن نظم قصيدة في رثائه نقل لنا منها هذان البيتان.

أسرته :

كان الماهابادي ـ كما تقدم ـ من أسرة علمية أدبية ، وهو وأبوه وجده من أعلام العلم والفضل والشعر والأدب في القرنين الخامس والسادس ، روى هو عن أبيه ، وروى أبوه عن جده.

ترجم الشيخ منتجب الدين في (الفهرست) لجده أحمد برقم ١٤ ، وقال : (الشيخ الأفضل أحمد بن علي الماهابادي ، فاضل ، متبحر ، له : كتاب شرح اللمع ، وكتاب البيان في النحو ، وكتاب التبيان في التصريف ، والمسائل النادرة في الإعراب.

أخبرنا بها سبطه الإمام العلامة أفضل الدين الحسن بن علي الماهابادي عن والده عنه).

وسماه ياقوت : أحمد بن عبد الله ، فقال في معجم البلدان : (مهاباد : قرية مشهورة بين قم (٥٤) وأصفهان ، ينسب إليها أحمد بن عبد الله المهابادي ،

__________________

(٥٤) للذاهب من قم إلى أصفهان من طريق كاشان وتقع فوق كاشان ، بين نطنز وأردستان قبل أردستان ب ٢٣ كيلو مترا ، في غربيها وهي لا زالت عامرة إلى اليوم وبهذا الاسم.


النحوي ، مصنف شرح اللمع ، أخذه عن عبد القاهر الجرجاني).

وله ترجمة في معجم الأدباء ٣ / ٢١٩ ، الوافي بالوفيات ٧ / ١١٢ نكت الهميان : ١١٠ ، بغية الوعاة ١ / ٣٠٢ ، معجم المؤلفين ١ / ٣٠١ ، هدية العارفين ١ / ٨١ ، والأعلام ـ للزركلي ـ ١ / ١٥٨ وذكر أن من كتابه شرح اللمع نسخة كتبت سنة ٥٩١ ه ، في مكتبة الشيخ محمد بن طاهر بن عاشور في تونس.

وله ترجمة في كل من أمل الآمل ٢ / ٢٠ ، جامع الرواة ١ / ٥٥ ، معجم رجال الحديث ٢ / ١٧٦ ، أعيان الشيعة ٣ / ٤٨ ، تنقيح المقال ١ / ٧٣ ، طبقات أعلام الشيعة ـ القرن الخامس ـ : ٢١ ، أعلام معجم البلدان : ٧٠.

والظاهر أن أحمد بن عبد الله هذا هو أحمد بن علي ، وهو صاحب (شرح اللمع) نسب في أحدهما إلى الجد لا محالة ، وإن كان هذا غير ذاك ، فهو علم آخر من أعلام هذه الأسرة العلمية الأدبية ، كما أن خطير الدين أبا المعالي الحسن بن أحمد بن محمد الماهاباذي رئيس ماهاباذ ، وهي قرية بين كاشان وأصفهان قرب نطنز وأردستان ، الذي كتب إليه السيد أبو الرضا فضل الله الراوندي بيتين يذكر فيهما ماهاباذ (باذاما) قرية تحتها ، و (طرق) قرية تحتها :

يا صاحبي اليوم ماباذا

أن لا تملا بمهاباذا

سلام خل ودعا عنكما

نعاج طرق ومهاباذا

هو مترجمنا الحسن بن علي بن أحمد ، نسب هنا إلى جده ، ويعلم منه مكانته الاجتماعية وجاهه ورئاسته ، وأنه كان يلقب خطير الدين ، وأن كنيته أبا المعالي ، ولو قدر أنه غيره فهو علم آخر من أعلام الأسرة ، ويبدو أنهم كانوا كثرة ظلمهم التاريخ فأهملهم.


(٦)

حدائق الحقائق

في فسر دقائق أفصح الخلائق

لقطب الدين الكيدري ، وهو أبو الحسن محمد بن الحسين بن تاج الدين الحسن بن زين الدين محمد بن الحسين بن أبي المحامد البيهقي النيشابوري.

لم يحدد التاريخ مولده بالضبط ولا وفاته ، إلا أن ولادته تقدر في منتصف القرن السادس ، وكان حيا في سنة ٦١٠ ه (٥٥).

كان ـ رحمه‌الله ـ علامة ذا فنون عدة ، قويا ماهرا في جملة منها كاللغة والأدب والفق والفقه والحديث والكلام والطب والتاريخ والفلك ونحوها ، ومن شرحه هذا على نهج البلاغة يظهر تضلعه فيها ، وله في أكثرها كتب ومصنفات.

وأطراه عبد المطلب بن يحيى الطالقاني ـ من أعلام القرن الحادي عشر ، ومن تلامذة المحقق الداماد السيد محمد باقر الأسترآبادي ، المتوفى سنة ١٠٤٠ ه ـ عند نقله عن كتاب (كفاية البرايا) للكيدري في كتابه (خلاصة الفوائد) ص ٢٩٣ ، قال ما معربه :

(والكيدري من كبار علماء الشيعة وله مصنفات كثيرة ، منها : مباهج المهج في مناهج الحجج ، لخصه حسن الشيعي السبزواري وترجمه إلى الفارسية وسماه : بهجة المباهج ، وكان سيد المجتهدين (المحقق الداماد) يقول : كان الكيدري من أذكياء علمائنا الأعلام ، كان فقيها ، وجها ، ثقة ، وكان

__________________

(٥٥) في هذا التاريخ كتب إجازة على ظهر (الفائق) لمن قرأه عليه ، أورد ابن الفوطي صورتها في ترجمة الكيدري من تلخيص مجمع الآداب ج ٤ ق ٤ ص ٦٩٢.


من تلامذة نصير الدين عبد الله بن حمزة الطوسي ومعاصرا لابن شهرآشوب (المتوفى سنة ٥٨٨).

وللكيدري في رواية النقليات طرق كثيرة ، وله شروح ثلاثة على نهج البلاغة! وله ما عدا ذلك مصنفات كثيرة في العلوم العقلية والنقلية ، وهو الذي حكى الشهيد الأول ـ قدس الله نفسه ـ بعض فتاواه في كتابه غاية المراد).

والذي عرفناه من شيوخه هم :

١ ـ نصير الدين أبو طالب عبد الله بن حمزة بن عبد الله بن حمزة الشارحي الطوسي المشهدي (٥٦).

وهو عمدة شيوخه ، قرأ عليه في سبزوار سنة ٥٧٣ ه ، ولازمه أكثر من عشرين سنة ، ولذلك تراه لا يذكره إلا بكل تجلة وتبجيل ويثني عليه كثيرا ويطريه.

٢ ـ السيد علاء الدين الحسين بن علي بن مهدي الحسيني السبزواري.

٣ ـ السيد ضياء الدين أبو الرضا فضل الله بن علي بن عبيد الله الحسني الراوندي.

٤ ـ الشيخ ظهير الدين أبو الفضل محمد ابن قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي.

__________________

(٥٦) وهو مجاز منه في سنة ٥٧٣ ه ، وفي مكتبة الروضة الفاطمية (كتابخانه آستانه) في قم ، برقم ٥٩٥٤ ، مجلد من (مجمع البيان) للطبرسي ، كتبه الكيدري سنة ٥٨٦ ه ، وقرأه على ابن حمزة هذا في سنة ٥٩٤ ه ، مما يدل على أنه لازم شيخه هذا طيلة عشرين سنة فأكثر ، وأفاد منه الكثير ، وهو ذلك الفقه المتبحر ، صاحب : (الوسيلة) و (الواسطة) في الفقه ، و (إيجاز الطالب في إبراز المذاهب) و (الهادي إلى النجاة من جميع المهلكات) في علم الكلام ، و (الوافي بكلام المثبت والنافي) في تحقيق مسألة فلسفية ، ويكفيه أن المحقق نصير الدين الطوسي من تلامذته ، وابن حمزة هذا خال أبيه ، وجده عبد الله بن حمزة ابن عم الشيخ الطوسي شيخ الطائفة ، كما في تلخيص مجمع الآداب ٥ / ١٧٧.


كتبه :

١ ـ حدائق الحقائق في فسر دقائق أفصح الخلائق :

وهو شرحه على نهج البلاغة ، وهو شرح أدبي لغوي كلامي ، تطرق فيه إلى مسائل من شتى العلوم كالطب والفلك ونحوهما ، وهو على اختصاره من خيرة الشروح ، أفاد فيه من شرح الوبري وشرحي البيهقي والراوندي : معارج نهج البلاغة ، ومنهاج البراعة ، يرمز إليهما ب : ج ، ع.

أوله : (الحمد لله الذي جل جناب عظمته من أن يتصور بالأوهام ... وقد اقترح علي بعض الأشراف ... أن أشرع في شرح هذا الكتاب (٥٧) ، مستمدا ـ بعد توفيق الله تعالى ـ من كتابي المعارج والمنهاج ... كافلا بإيراد فوائد على ما في الكتابين زوائد ... وقد اندرج فيه من علوم نوادر اللغة والأمثال ، ودقائق النحو وعلم البلاغة وملح التواريخ والوقائع ، ومن غوامض الكلام لمتكلمي الإسلام ، والأوائل ، وأصول الفقه والأخبار ، وآداب الشريعة ، وعلم الأخلاق ، ومقامات الأولياء ، ومن علم الطب والهيئة والحساب ... ورأيت أن أسم هذا الشرح ب : حدائق الحقائق في فسر دقائق أفصح الخلائق ... وإذ قد كان هذا الكتاب (٥٨) الغاية في بلاغة البلغاء ، والنهاية في فصاحة الفصحاء ، تعين الفرض علينا أن نصدر شرحه بجملة وجيزة من أقسام البلاغة وأحكامها ...).

فقدم مقدمة في فنون البلاغة والمحسنات البديعية ، وفرغ من الشرح أواخر شعبان سنة ٥٧٦ ه (٥٩).

وتوهم السيد إعجاز حسين أن (الأصباح) للكيدري ، اسم لشرحه على

__________________

(٥٧) يريد بن نهج البلاغة.

(٥٨) يريد به نهج البلاغة.

(٥٩) كما أرخه هو عند انتهائه من تأليفه.


نهج البلاغة! فقال في كشف الحجب ، ص ٣٥٨ : (شرح نهج البلاغة لقطب الدين الكيدري اسمه الأصباح!).

وتبعه المحدث النوري فذكر في الخاتمة ، ص ٥١٣ ، شرح الكيدري وقال : (المسمى بالإصباح) والاصباح للكيدري في الفقه ، مطبوع ، يأتي الكلام عليه.

مخطوطات حدائق الحقائق :

١ ـ مخطوطة في مكتبة السيد المرعشي ، رقم ٨١٨ ، من مخطوطات أحد القرنين ٧ و ٨ ، ذكرت في التراث العربي في مكتبة آية الله المرعشي ٢ / ٣٨١.

٢ ـ نسخة كتبت سنة ٦٤٥ ه ، كانت عند السيد الكمالي في همدان ، وعنها مصورة في المكتبة المركزية بجامعة طهران ، رقم الفيلم ٣٠٣٣٣ ، ذكر في فهرس مصوراتها ٢ / ٣٦.

٣ ـ نسخة كانت في خزانة إبراهيم الآلوسي في بغداد ، كتبت سنة ٧٣٩ ه ، ذكرت في تلخيص مجمع الآداب ج ٤ ق ٤ ص ٦٩١ بالهامش.

٤ ـ نسخة كتبت سنة ١٠٤٩ ه ، في مكتبة السيد المرعشي ، رقم ٦٤١٦ ، ذكرت في فهرسها العربي (التراث العربي) ٢ / ٣٨٢.

٥ ـ نسخة كتبت سنة ١٠٧٥ ه ، في المتحف البريطاني ، رقم OR ٨٣٥٦.

طبعاته :

١ ـ طبع في الهند في دهلي سنة ١٤٠٤ ه ، بتحقيق ومساعي صديقنا العلامة الشيخ عزيز الله العطاردي.

٢ ـ وأعاد طبعه في طهران سنة ١٤١٥ ه.


* تقريظ شيخه ابن حمزة الطوسي على الكتاب :

(هذا الكتاب الموسوم بحدائق الحقائق في شرح نهج البلاغة ، كتاب جامع لبدائع الحكم ، وروائع الكلم ، وزواهر المباني ، وجواهر المعاني ، فاق ما صنف في فنه من الكتب ، حاو في فنون من العلم لباب الألباب ونكت النخب ، ألفاظه رصينة متينة ، ومعانيه واضحة مستبينة ، فبالحري أن يمسي لكلام أفصح العرب بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شرحا ، ويقابل بالقبول والاقبال لا يعرض عنه صفحا.

وصاحبه الإمام الأجل ، العالم الزاهد ، المحقق المدقق ، قطب الدين ، تاج الإسلام ، فخر العلماء ، مرجع الأفاضل ، محمد بن الحسين بن الحسن الكيدري البيهقي ، وفقه الله لما يتمناه ، في دنياه وعقباه ، قد عب في علوم الدين من كل بحر ونهر ، وقلب كل فن مما انطوى عليه الكتاب بطنا لظهر ، ولم يأل جهدا في اقتناء العلوم والآداب ، وأدأب نفسه في ذلك سحابة نهار عمره كل الآداب ، حتى ظفر بمقصوده ، وعثر على منشوده.

وها هو منذ سنين يقتفي آثاري ، ويعشو إلى ضوء ناري ، يغتذي ببقايا زادي ، ويطأ مصاعد جوادي ، وقد صح له وساغ رواية جميع ما سمعته وجمعته من الكتب الأصولية والفروعية والتفاسير والأخبار والتواريخ وغير ذلك على ما اشتمل عليه فهارس كتب أصحابنا وغيرهم من مشايخي المشهورة ، لا سيما الكتاب الذي شرحه هو ، وهو نهج البلاغة فإن له أن يرويه بأجمعه عني ، عن السيد الشريف السعيد الأجل أبي الرضا فضل الله بن علي الحسني الراوندي ، عن مكي بن أحمد المخلطي ، عن أبي الفضل محمد بن يحيى الناتلي ، عن أبي نصر عبد الكريم بن محمد الديباجي ـ المعروف بسبط بشر الحافي ـ ، عن السيد الشريف الرضي ـ رضي‌الله‌عنه ـ ، وعن غير هؤلاء (من) مشايخي ، وهو حري بأن يؤخذ عنه ، وموثوق بأن يعول عليه.


وهذا خط العبد المذنب المحتاج إلى رحمة الله.

عبد الله بن حمزة بن عبد الله الطوسي

في شهر رمضان عظم الله بركته

سنة ست وتسعين وخمسمائة

وأما بقية مؤلفاته الواصلة إلينا فهي :

٢ ـ الحديقة الأنيقة.

في الأشعار المنسوبة إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام في المواعظ والحكم والتعاليم الأخلاقية.

قال في مقدمة أنوار العقول : (وقد كنت على قديم الدهر ظفرت بمجموع من أشعاره الجامعة لجلائل الكلم وعقائل الحكم نحوا من مائتي بيت جمعها الإمام الفنجكردي ... إلى أن عثرت بمجموع آخر أبسط منه باعا وأرحب ذراعا ... فاقترح علي بعض الإخوان أن أجرد من المجموعين ما اختص بالآداب والمواعظ والحكم والعبر ... فأسعفت سؤله وحققت مأموله ، وسميت المجموع ب : الحديقة الأنيقة ...)

مخطوطة منه في المتحف البريطاني ، رقم Add ٧٥٣٤.

وقد جمع غير واحد شعر أمير المؤمنين عليه‌السلام منذ أوائل القرن الرابع وحتى اليوم ، فأقدم من عرفناه منهم أبو أحمد الجلودي البصري ، المتوفى سنة ٣٣٢ ه ، ترجم له النجاشي في (الفهرست) برقم ٦٤٠ ، وعد له كتبا كثيرة ومنها كتاب : شعر أمير المؤمنين عليه‌السلام.

ومنهم : شيخ الأفاضل أبو الحسن علي بن أحمد الفنجكردي النيسابوري ، المتوفى سنة ٥١٢ ه ، جمع ديوان أمير المؤمنين عليه‌السلام وسماه باسمين : تاج الأشعار ، وسلوة الشيعة ، منه مخطوطة ناقصة في مكتبة


مدرسة سبهسالار في طهران.

ومنهم : السيد أبو البركات هبة الله بن محمد الحسني.

ذكره الكيدري في مقدمة أنوار العقول ، قال : (ثم وقع إلي بأخرة مجموع يشتمل من أشعاره عليه‌السلام ، جمعه السيد الجليل أبو البركات هبة الله بن محمد الحسني (٦٠).

ومنهم : صاحبنا قطب الدين الكيدري ، جمع شعره عليه‌السلام في

__________________

(٦٠) أظنه السيد هبة الله بن محمد الحسني النيسابوري ، المتوفى سنة ٤٥٢ ه ، المترجم في السياق ، كما في منتخبه برقم ١٦١٣ ، وفيه : (هبة الله بن محمد بن الحسين ... السيد الأجل أبو البركات ابن السيد الأجل أبي الحسن العلوي ، جليل ، كبير ، محتشم ، محترم ، مقدم في النسب على أقرانه ... حج قبل البلوغ فسمع في الطريق ... وأدرك الأسانيد بالعراق وخراسان ، وعرف طريق الحديث على الرسم في مثله ، وتوفي يوم الاثنين ٢٢ ذي القعدة سنة ٤٥٢ ، وكان للمحدثين والحديث نفاق وسوق في صوته لإمعانه في الجمع ، وإدمانه السماع والإسماع ، وحثه على الرواية ...).

وترجم له الذهبي في (تاريخ الإسلام) في وفيات سنة ٤٦٠ ه ، ص ٥١٢.

وحسب شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في الذريعة ٩ / ١٠١ : أن هبة الله هذا هو ابن الشجري البغدادي الأديب!! وابن الشجري هبة الله بن علي ، وكنيته أبو السعادات ، فليس هو جامع الديوان.

وأما من جمع شعر أمير المؤمنين عليه‌السلام وعمل له ديوانا من المتأخرين ، فمنهم : الشيخ قاسم علي الخونساري ، المذكور في الذريعة ٩ / ١٠ ، والسيد محسن الأمين العاملي ـ رحمه‌الله ـ له ديوان أمير المؤمنين عليه‌السلام على الروايات الصحيحة ، طبعه في دمشق سنة ١٣٦٦ ه.

ومنهم : عبد العزيز سيد الأهل ، جمع ديوانه عليه‌السلام ، وذكر مصادره وشرحه وحققه ، وطبعته دار بيروت في بيروت سنة ١٤٠١ ه باسم : (من الشعر المنسوب إلى الإمام الوصي علي بن أبي طالب عليه‌السلام).

ومنهم : زميلنا العلامة محمد باقر المحمودي ـ حفظه الله ورعاه ـ بدأ بجمع وتدوين جديد لما نسب إليه عليه‌السلام من شعر مما رواه العلماء في كتبهم بأسانيدهم ورواياتهم ، وذكر المصادر التي ذكرت شعرا منسوبا إليه عليه‌السلام مرسلا ، وهو أحد أجزاء كتابه القيم (نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة) وفقه الله لإنجازه ونشره.


ديوانين ، أحدهما خاص بشعر الحكم والآداب والمواعظ ، وسماه : الحديقة الأنيقة ، وقد تقدم.

والديوان الثاني :

٣ ـ أنوار العقول :

جمع فيه مما وقع له من شعره عليه‌السلام كله ، يعم ما وجده منسوبا إليه في شتى الأغراض ، وسماه : أنوار العقول من أشعار وصي الرسول.

أوله : (الحمد لله الذي دانت لعزته الجبابرة ... ورأيت بعد أن أسم هذا المجموع ب : أنوار العقول من أشعار وصي الرسول ...).

وقد مدحه المؤلف بقوله :

خير الدواوين تحويه وتحفظه

ديوان شعر أمير المؤمنين علي

فيه المعالي وفيه الفضل مجتمعا

كفضل صاحبه في العالمين علي

ذكره في كتابه حدائق الحقائق ١ / ٣٧٢ عند شرح قوله عليه‌السلام : (فإني ولدت على الفطرة ، وسبقت إلى الإيمان والهجرة) قال : (قلت : وله عليه‌السلام في هذا المعنى نظم ، وهو :

سبقتكم إلى الإسلام طرا

على ما كان من فهمي وعلمي

في أبيات معه ، قد أوردتها بتمامها ونظامها في الكتاب الموسوم ب : أنوار العقول من أشعار وصي الرسول ، وأوردت فيه كل شعر نسب إليه صلوات الله عليه ، وذلك مما لم أسبق إلى جمعه وترتيبه بعون الله وحسن توفيقه).

مخطوطاته :

١ ـ مخطوطة سنة ٧٧١ ه ، في مكتبة مجلس (سنا) في طهران ، رقم ٨٧٦ ، مع (نهج البلاغة) بهذا التاريخ ، وصفت في فهرسها

٢ / ٨١. ٢ ـ مخطوطة سنة ٧٧٨ ه ، مع (نثر اللألئ) ، في مكتبة فخر الدين


النصيري في طهران.

٣ ـ مخطوطة سنة ٨٠٧ ه ، مترجمة إلى الفارسية خلال السطور ، كانت في مكتبة الخونساري في النجف ، ذكرت في الذريعة ٢ / ٤٣٣ ، وهي الآن في مكتبة آية الله فاضل العامة في خونسار ، رقم ١٦٠ ، ذكرت في فهرسها ١ / ١٢٠.

٤ ـ مخطوطة سنة ١١ (٨) ه ، في مكتبة السيد المرعشي العامة في قم ، رقم ٥٠٤ ، ذكرت في التراث العربي في مكتبة آية الله المرعشي ١ / ٣٢٩.

٥ ـ مخطوطة سنة ٨١٨ ه ، في مكتبة جامع كوهرشاد في مشهد ، رقم ١٠٤ ، مع (نهج البلاغة) بهذا التاريخ ، مترجمين إلى الفارسية خلال السطور ، وصفت في فهرسها ١ / ٨٩.

٦ ـ مخطوطة سنة ٨٥٨ ه ، في مكتبة خدا بخش في بتنه بالهند ، رقم ١٧٤٩.

٧ ـ مخطوطة سنة ٨٧٥ ه ، مع ترجمة نظما فارسيا لشوقي ، في مكتبة فخر الدين النصيري في طهران.

٨ ـ مخطوطة سنة ٨٨٧ ه ، في مكتبة المتحف العراقي في بغداد ، رقم ١٠٥٠.

٩ ـ مخطوطة سنة ٨٩٠ ه ، في طوبقبو ، في إستانبول ، رقم ٨٣٨٢ ، مترجم إلى الفارسية خلال السطور.

١٠ ـ مخطوطة سنة ٨٩١ ه ، في مكتبة السيد المرعشي في قم ، رقم ٨٢٦ ، مع (نهج البلاغة) والترجمة الفارسية مكتوبة بالأحمر خلال سطورهما ، ذكرت في التراث العربي ١ / ٣٢٩.

١١ ـ مخطوطة سنة ٩٣٠ ه ، في جامع كوهرشاد في مشهد ، رقم ٥١٥ ، ذكرت في فهرسها ٢ / ٦٢٢.

١٢ ـ مخطوطة سنة ٩٤٠ ه ، في مكتبة الإمام الرضا عليه‌السلام في مشهد ، رقم ٤٦٣٨.

١٣ و ١٤ ـ وفيها مخطوطتان أخريان من القرن العاشر أيضا مع الترجمة


الفارسية ، بالرقمين ٦٧٧ و ٤٦٣٧ ، ذكرتا في فهرسها ٣ / ١٧٢ و ٧ / ٣٦٨ و ٣٦٩.

طبعاته :

وديوان أمير المؤمنين عليه‌السلام المطبوع المتداول هو (أنوار العقول) هذا ، جمع الكيدري ، بحذف مقدمته وتصرف يسير من الناشرين كما يظهر بالمقارنة بينهما ، وكما نبه عليه شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في الذريعة (٦١).

وقد طبع في مصر والعراق والهند وإيران وسورية ولبنان.

فأما مصر :

فقد طبع فيها في بولاق سنة ١٢٥١ ه وهو أول طبعاته ، وطبع في القاهرة سنتي ١٢٧٦ و ١٢٨٦ ه ، وبالمطبعة العلمية بجوار الأزهر سنتي ١٣١١ و ١٣١٢ ه.

وأما العراق :

فطبع فيها كثيرا ، منها في النجف في المكتبة التجارية سنة ١٣٧٢ ه ، وفي مطبعة الغري الحديثة سنة ١٣٨٦ ه ، وفيها أيضا دون تاريخ ، وفي بغداد في ٨٠ ص ، وفيها أيضا في ١٣٢ ص ، وكلاهما دون تاريخ.

وأما الهند :

فطبع فيها في بومبي سنة ١٢٧٦ وسنة ١٣٠٠ وسنة ١٣١٠ ه ، وفي لكهنو بمطبعة نول كشور سنة ١٩٠٠ م مع الترجمة الفارسية ، وفي كانبور سنة ١٣٠٣ ه مع شروح فارسية ، وفي سنة ١٣١١ ه ، وفي آكره سنة ١٣٠٤ ه مع شروح فارسية.

__________________

(٦١) قال في الذريعة ـ عند كلامه على أنوار العقول ٢ / ٤٣٣ : (والنسخة المطبوعة المعروفة بديوان أمير المؤمنين عليه‌السلام قريبة من هذا الكتاب في الترتيب ، لكنه أسقط فيها الأسانيد وكثيرا من الأشعار! ...).


وأما في إيران :

فقد طبع في طهران في السنين ١٢٦٥ و ١٢٧١ و ١٢٧٧ و ١٢٨١ و ١٢٨٤ ه مع شروح لغوية فارسية ، وفي السنين ١٣١١ و ١٣١٢ و ١٣٥٥ ه طبع في هذه الطبعة (أنوار العقول) بكامله طبعة حجرية بأعلى صفحات (نهج البلاغة) مع ترجمة الأشعار نظما بالفارسية من نظم حسين بن معين الدين الميبدي شارح الديوان) (٦٢).

وطبع في تبريز في السنين ١٢٦٠ و ١٢٦٣ و ١٢٨٣ و ١٢٩٨ و ١٣٠٤ ه ، وطبعة دون تاريخ.

وطبع في قم مع ترجمة الشيخ مصطفى الزماني والترجمة المنظومة للميبدي سنتي ١٤٠٣ و ١٤١٠ ه.

وهو الآن تحت الطبع فيها مرة أخرى.

وأما في سورية :

فقد طبع في دمشق سنة ١٣٧٤ ه.

وأما في لبنان :

فقد طبع في بيروت مؤخرا بتحقيق الدكتور محمد عبد المنعم الخفاجي ، من منشورات دار ابن زيدون ومكتبة الكليات الأزهرية ، وطبعته دار الكتاب العربي سنة ١٤١١ ه بتحقيق الدكتور يوسف فرحان.

وأما هولندا :

فقد طبع في ليدن سنة ١٧٤٥ مع شروح لاتينية لكوي برس. ص ٥٩١ يف Kuyprs. G.

__________________

(٦٢) يأتي ذكره في شروح الديوان.


ترجماته :

١ ـ ترجم إلى الفارسية نظما ونثرا أكثر من مرة ، فقد تقدم في مخطوطاته أنها في الغالبية تحمل الترجمة الفارسية خلال السطور ، وأقدمها ما تقدم في مخطوطة سنة ٨٠٧ ه.

٢ ـ وترجمة إلى الفارسية نظما حسين بن معين الدين الميبدي ، وأدرجها خلال شرحه للديوان (٦٣).

٣ ـ وترجمه شاعر من القرن التاسع يدعى شوقي ، ترجمه سنة ٨٧٥ ه ، توجد مخطوطته في مكتبة جامع كوهر شاد في مشهد ، رقم ٥٣٨ ، كتبت سنة ١٢٨٠ ه ، كما في فهرسها

٢ / ٦٤٤.

٤ ـ وترجمه مير صدر الدين سلطان إبراهيم الأميني ناظم فتوحات شاهي ، باسم الشاه إسماعيل الصفوي (٩٠٥ ـ ٩٣٠ ه) وهي فتوحاته.

٥ ـ وترجمه من المعاصرين الشيخ مصطفى الزماني الأصفهاني النجف آبادي ، نزيل قم ، المتوفى بها سنة ١٤١١ ه ، وطبعها مع الديوان وضم إليها ترجمته المنظومة للميبدي.

ومن شروح أنوار العقول :

١ ـ شرح القاضي كمال الدين حسين بن معين الدين الميبدي اليزدي المنطقي ، المتوفى سنة ٩١١ ه.

وهو من تلامذة الجلال الدواني ، يشرح أبياتا بالفارسية ثم يترجمها إلى الفارسية نثرا ونظما ، وأتمه سنة ٨٩٠ ه ، وله (شرح الهداية الأثيرية) مطبوع ، وشرح على الكافية.

أعلام الشيعة ـ القرن العاشر ـ : ٧٤ ، والذريعة ٩ رقم ٥٣٥ أو ٧١٦٢.

__________________

(٦٣) معجم المطبوعات العربية ١٣٥٤ والذريعة ٩ / ١٠٢.


طبع شرح الديوان في طهران سنتي ١٢٨٥ و ١٣٥٦ ه ، وفي لكهنو سنة ١٢٩٣ ه.

وله مخطوطات كثيرة ، منها : في مكتبة المجلس في طهران ، رقم ٤١٣ ، كتبت في حياته سنة ٨٩٠ ه.

وأخرى في جامعة طهران ، رقم ٩٧ ، كتبت سنة ٩٠٠ ه.

وأخرى مكتوبة في حياته أيضا سنة ٨٩٣ ه في مكتبة الهمداني في لاهور.

وفي دار الكتب المصرية ، رقم ١١٥ أدب فارسي ، كتبت سنة ٩٢٥ ه.

وراجع بقية مخطوطاته في فهرس المنزوي ٥ / ٣٤٦٨ ـ ٣٤٧١.

٢ ـ شرح السيد إسماعيل بن نجف الحسيني المرندي ، درس في النجف على الشيخ الأنصاري ، وتوفي سنة ١٣١٨ ه ، وله عدة مؤلفات ، منها : شرح ديوان أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فرغ منه في ٢٣ شوال سنة ١٢٨٢ ه ، ومنها : شرح شواهد مغني اللبيب ، ترجم له شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في نقباء البشر ١ / ١٦٥.

٣ ـ شرح السيد حسين بن إسماعيل الحسيني.

٤ ـ شرح للسيد نور الله التستري ، ولعله القاضي نور الله المرعشي ، الشهيد سنة ١٠١٩ ه.

يوجد في مكتبة مدرسة سبهسالار (مطهري) في طهران ، رقم ٧١٢٢.

٥ ـ شرح السيد محمد مهدي بن محمد جعفر الموسوي التنكابني ، من أعلام القرن الثالث عشر ، كما في الذريعة ٣ / ٣٧٦ سماه : التحبير في شرح ديوان الأمير.

٦ ـ شرح لإسماعيل حقي الحنفي الاستانبولي ، المتوفى سنة ١١٢٧ ه ، مؤلف : روح البيان في تفسير القرآن ، وشرحه هذا على الديوان تركي كبير ،


كما في فهرس المكتبة المركزية بجامعة طهران ٢ / ١١٩ ، وترجمة المؤلف في هدية العارفين ١ / ٢١٩.

ومن كتب الكيدري الواصلة إلينا :

٤ ـ إصباح الشيعة بمصباح الشريعة :

في الفقه ، ربما نسب إلى الشيخ سليمان الصهرشتي ، من أعلام القرن الخامس ، وهو خطأ لما فيه من النقل في قضاء الفوائت من كتاب الصلاة عن ابن زهرة الحلبي ، المتوفى سنة ٥٨٥ ه ، وهو متأخر عن الصهرشتي نحو المائة سنة.

أوله : (الحمد لله الذي ألهمنا أن نحل معاقد الحق ... وسمته : إصباح الشيعة بمصباح الشريعة ...).

مخطوطاته :

١ ـ مخطوطة منه في إحدى مكتبات قزوين ، كتبت سنة ٦٥٤ ه ، نسخة جيدة مصححة ، وعليها تعليقات.

وعنها مصورة في مكتبة السيد المرعشي ، رقم ١٢٧ ، ذكرت في فهرس مصوراتها ١ / ١٢٣.

٢ ـ مخطوطة القرن ١١ أو ١٢ ، في مكتبة وزارة الإرشاد في طهران ، معها رسائل للشريف المرتضى.

٣ ـ مخطوطة القرن ١٢ ، في المكتبة المركزية بجامعة طهران ، رقم ١٧٤١ ، ذكرت في فهرسها ١٦ / ٤٦٤.

طبعاته :

طبع لأول مرة في بيروت سنة ١٤١٠ ه في (سلسلة الينابيع الفقهية)


مبضعا موزعا على الكتب الفقهية ، وقد حققه ثانية الشيخ إبراهيم البهادري وسوف يصدر مطبوعا محققا.

٥ ـ مباهج المهج في مناهج الحجج :

فارسي ، في سيرة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمة الطاهرة من عترته عليهم‌السلام ، ذكره ميرزا عبد الله أفندي في تعليقته على أمل الآمل ، ص ٢٣٢ ، وقال : (في المعجزات والفضائل ، وأحوال الأئمة عليهم‌السلام ، فارسي مبسوط جدا ، قد رأيته ، ورأيت بخط مولانا محمد حسين الأردبيلي على ظهر هذا الكتاب أنه عشر مجلدات وأنه تأليف المولى الأعظم ، قانون المفسرين ، سلطان المحدثين ، برهان المحققين ، مولانا قطب الملة والحق والدنيا والدين ، الكيدري السبزواري ...).

لم يطبع حتى الآن ، وقد عثرنا للأصل ـ على مخطوطتين :

١ ـ مخطوطة في مكتبة المسجد الأعظم في قم ، رقم ٢ ، ذكرت في فهرسها ص ٣٨٦.

٢ ـ مخطوطة في مكتبة مدرسة السيد الكلبايكاني في قم ، رقم ٢١٢٥ ، ذكرت في فهرسها ٣ / ١٦٩.

أقول : وقد لخصه كمال الدين أبو سعيد الحسن بن الحسين الشيعي السبزواري ، في سنة ٧٥٣ ه وسماه : بهجة المباهج ، وزاد عليه أشياء ، ومخطوطاته كثيرة ، منه مخطوطة سنة ٩٠٣ ه ، في مكتبة مجلس (سنا) رقم ٥٥٨ ، ومخطوطة سنة ٩٣٥ ه في جامعة طهران ، رقم ٩٦٨.

٦ ـ شرح الإيجاز :

في النحو ، منه مخطوطة كتبت سنة ٦٩٨ ه ، في مكتبة لاله لي بالمكتبة السليمانية في إستانبول ، في المجموعة رقم ٣٣٢٤ ، من ٦٠ / أ ـ ١١٩ / أ.


أوله : (الحمد لله الواحد الأحد الخاق الرازق ...).

آخره : (هذا آخر ما جمعته ... من كتاب الدرر في شرح الإيجاز ...) ذكرها الدكتور ششن في نوادر المخطوطات العربية ٢ / ٣٢٤ وفيه أن (الإيجاز لأبي علي الطبري) ولعل صوابه الطبرسي ، وهو أبو علي الفضل بن الحسن ، مؤلف (مجمع البيان) المتوفى سنة ٥٤٨ ه.

ويأتي للكيدري كتاب (الدرر) في النحو ، ولعله هو شرح الإيجاز هذا.

ومن كتب الكيدري المفقودة :

٧ ـ الدرر في دقائق النحو :

ذكره المؤلف في حدائق الحقائق : ٦٧٤ و ١٠٠١ ، وإن كان هو (شرح الإيجاز) الذي تقدم فهو موجود.

٨ ـ بصائر الأنس بحظائر القدس.

٩ ـ كفاية البرايا في معرفة الأنبياء والأوليا :

ذكره شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في الذريعة ١٨ / ٨٩ وقال : (وقد نقل جملة من عباراته شيخنا النوري في خاتمة المستدرك) فيبدو أنه ـ رحمه‌الله ـ كان عنده منه نسخة ، وينقل عنه عبد المطلب بن يحيى الطالقاني ـ من أعلام القرن الحادي عشر ـ في كتابه (خلاصة الفوائد) كثيرا ، مترجما لما ينقله إلى الفارسية حيث إن (خلاصة الفوائد) باللغة الفارسية ، ولا ندري بمصيرها ولم نعثر عليها.

١٠ ـ لباب الألباب :

في علم الكلام ، ذكره شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في الذريعة ١٨ / ٢٨٢ ، وذكره المؤلف في كتابه حدائق الحقائق ٢ / ٦١٩ قال : (وقد ذكرت وجه حسن إيلامه


تعالى الحيوانات من المكلفين وغيرهم وما يرد على ذلك من الأسئلة والأجوبة على غاية التلخيص في كتابي الموسوم بلباب الألباب ...).

١١ ـ البراهين الجلية في إبطال الذوات الأزلية

١٢ ـ شريعة الشريعة :

في الفقه ، ذكره في كتابه حدائق الحقائق ٣ / ١٤٥١ قال : (ومن أراد معرفة أحكام الطلاق وشروطها وتفاصيلها فعليه بكتابنا الموسوم بشريعة الشريعة ، وهو تهذيب كتاب المهذب ، فإنها وسائر الأحكام الشرعية مستقصاة مستوفاة فيه على غاية ما يرام من التهذيب والتلخيص والترتيب).

١٣ ـ تنبيه الأنام لرعاية الإمام :

ذكره المؤلف في آخر كتاب الخمس من (إصباح الشيعة).

شعره :

كان قطب الدين الكيدري ـ رحمه‌الله ـ مشاركا في جملة من العلوم ، ماهرا فيها ، متضلعا في اللغة العربية وآدابها ، قويا فيها شاعرا ناثرا أديبا ، بليغا في النظم ، متمكنا من النثر ، وإليك نماذج من نظمه :

وأنت إذا ركبت فشوس حرب

بحيث تجول ربات الحجال

وأنت إذا منحت وكل بحر

بجنب نداك مقصور النوال

نوالك ليس يسبقه سؤال

كأن عليك ذنبا في السؤال

عدوك في فنائك ليس يدري

لدهشته يمينا عن شمال

وقال في شرح قوله عليه‌السلام : (من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه) وقد قلت في من يفتخر بفضل أبيه ، وليس هو الفاضل النبيه :

أغرك يوما أن يقال ابن فاضل؟!

وأنت بحمد الله أجهل جاهل


فإن زانك الفضل الذي فيه قد بدا

فقد شانه أن لست تحظى بطائل

وإن لم يكن ذا الجهل عنك بزائل

إليه فذاك الفضل ليس بزائل

وقال فيه ص ٤٦٦ عندما روى كلام معاوية وعمرو بن العاص في أمير المؤمنين عليه‌السلام : وحين قرع هذا الكلام سمعي ، وتمكن في سويدا قلبي ، سمح خاطري بيتين بديهين ، وهما :

نفسي فداء إمام قد روى فيه

هذا وأعظم من هذا أعاديه

فمن يرم لخيار الخلق منقصة

فذاك مثل سلاح الكلب في فيه

وقد تقدم ما نظمه في مدح نهج البلاغة في العدد ٣٤ ص ٧٢ ، وما نظمه في مدح (أنوار العقول) في هذا العدد ص ٣٠٨.

وأما نثره :

فحسبك دلالة على قوته ورصانته كتابه المطبوع (حدائق الحقائق) في شرح نهج البلاغة ، وقد تقدم منه ما كان في إطراء نهج البلاغة في العدد ٣٤ ص ٩٠.

ومن مصادر ترجمة الكيدري :

أعيان الشيعة ٩ / ٢٥٠ ، روضات الجنات ٦ / ٢٥٩ ، رجال بحر العلوم ٣ / ٢٤٠ ، أمل الآمل ٢ / ٢٠٢ ، الفوائد الرضوية : ٤٩٣ ، الكنى والألقاب ٣ / ٧٤ ، ريحانة الأدب ٤ / ٤٧٣ ، التعليقة على أمل الآمل : ٢٣٢ ، توضيح المشتبه ٧ / ٣٤١ ، تبصير المنتبه ٣ / ١٢٢٠ ، رياض العلماء ٤ / ٤٠١ ، المشتبه : ٥٥٤.

للبحث صلة ...


إحياء التراث

لمحة تاريخية سريعة حول تحقيق التراث ونشره

وإسهام إيران في ذلك

(٣)

الشيخ عبد الجبار الرفاعي

١٤١ ـ تجارب الأمم.

أبو علي مسكويه الرازي.

تحقيق وتقديم : أبو القاسم إمامي.

طهران : دار سروش للطباعة والنشر ، ط. ١ ، ١٣٦٦ ه ش = ١٤٠٧ ه ، ج ١ : ٣٩٤ ص ، ج ٢ : ٤٠٥ ص ، ٢٤ سم.

١٤٢ ـ تجريد الاعتقاد.

نصير الدين الطوسي(ت ٦٧٣ ه).

تحقيق: محمد جواد الحسيني الجلالي.

قم : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية.

١٤٣ ـ التجبير في علم التعبير.

منسوب لفخر الدين محمد بن عمر

الرازي.

إعداد : إيرج أفشار.

طهران : بنياد فرهنك إيران ، ١٣٥٤ ه ش ، ٢٠٠ ص.

١٤٤ ـ تحديد نهايات الأماكن.

أبو ريحان البيروني.

تصحيح : أحمد آرام.

جامعة طهران : ١٣٥٣ ه ش ، (منشورات جامعة طهران ، ١٣٩٢).

١٤٥ ـ تحرير الأصول.

تقريرا لبحث الشيخ ضياء الدين العراقي.

تقرير : مرتضى النجفي المظاهري الإصبهاني.


تصحيح وتحقيق : حمزة حمزوي.

طهران : مجمع الحج والأوقاف والأمور الخيرية ـ ١٣٦٤ ه. ش.

١٤٦ ـ التحرير الطاووسي.

المستخرج من كتاب حل الإشكال في معرفة الرجال ، لأحمد بن طاووس الحسيني ، المتوفى سنة ٦٦٤ ه.

تأليف : حسن بن زين الدين الشهيد الثاني.

تحقيق : ضياء الجواهري.

قم : مكتبة السيد المرعشي ، ١٤١١ ه.

١٤٧ ـ تحرير المسائل الصاغانيات.

محمد تقي داودي (ت ١٤١٢ ه).

تصحيح : محسن أكبر أكبريان.

طهران : دار الكتب الاسلامية ، ١٤١٢ ه ١١٢ ص ، ٢١ سم.

١٤٨ ـ التحصين في صفات العارفين.

أحمد بن محمد بن فهد الحلي (٧٥٧ ـ ٨٤١ ه).

تحقيق : مدرسة الإمام المهدي عليه السلام ـ قم.

قم : مدرسة الإمام المهدي عليه

السلام ، ١٤٠٦ ه.

١٤٩ ـ التحصين لأسرار ما زاد من أخبار اليقين.

رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلي (٥٨٩ ـ ٦٦٤ ه).

تحقيق : الأنصاري.

بيروت : مؤسسة الثقلين لإحياء التراث الإسلامي، ١٤١٠ ه (مع: اليقين باختصاص مولانا علي بإمرة المؤمنين، للمؤلف).

١٥٠ ـ تحف العقول فيما جاء من الحكم والمواعظ عن آل الرسول.

الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحراني.

تحقيق : علي أكبر الغفاري.

النجف : المطبعة الحيدرية ، ١٩٦٣ م ، ٣٩٩ ص.

١٥١ ـ التحفة.

ملا نظر علي كيلاني.

تصحيح : جلال الدين آشتياني.

مشهد : منشورات أنجمن فلسفة ، ١٩٧٨ م (منتخباتي از آثار حكماي إلهي


إيران ٤ : ٥٩٩ ـ ٨٤٨).

١٥٢ ـ تحفة الأبرار الملتقط من آثار الأئمة الأطهار.

محمد باقر الشفتي.

تحقيق : مهدي الرجائي.

أصفهان : مكتبة مسجد سيد أصفهان ، ١٣٦٨ ه. ش ، ج ١ : ٤٩٦ ص ، ج ٢ : ٥٣٢ ص.

١٥٣ ـ التحفة الكلامية.

شمس الدين محمد بن زين الدين علي ، المعروف بابن أبي جمهور الأحسائي (ق ٩ ه).

تحقيق : يعقوب جعفري.

كلام (قم) ، ع ٨ ، ١٣٧٢ ه. ش ، ص ٣٤ ـ ٤٨.

١٥٤ ـ تخميس قصيدة البردة.

حسن الأعرجي.

تحقيق : أسد مولوي.

تراثنا (قم) ، س ٦ ، ع ٢ (٢٣) ، ١٤١١ ه ، ص ١٥١ ـ ٢٠٢.

١٥٥ ـ تخميس قصيدة البردة.

علي خان المدني ، علي بن أحمد

الحسيني الحسني (١٠٥٢ ـ ١١٢٠ ه).

تحقيق : علي محدث.

طهران : مؤسسة البعثة ، ١٤٠٤ ه ، ٥٦ ص ، ٢١ سم.

١٥٦ ـ تخميس لامية العجم.

محمد بن الحسن الحر العاملي.

تحقيق : أسعد الطيب.

تراثنا (قم) ، س ٧ ، ع ٣ (٢٨) ، ١٤١٢ ه ، ص ١٦٣ ـ ١٩٢.

١٥٧ ـ تخمس لامية العجم في رثاء الحسين عليه‌السلام.

محمد بن علي بن محمد بن علوان بن علي الشيباني السورائي (ت ٧٠٦ ه).

تحقيق : أسد مولوي.

تراثنا (قم) ، س ٢ ، ع ١ (٦) ، ١٤٠٧ ه ، ص ٢٠١ ـ ٢١٦.

١٥٨ ـ التدوين في أخبار أهل العلم بقزوين.

عبد الكريم بن محمد الرافعي القزويني (٥٥٧ ـ ٦٢٣ ه).

ضبطه وحققه : عزيز الله العطاري.

حيدر آباد : ٤ مج.


١٥٩ ـ التذكرة بأصول الفقه.

الشيخ المفيد (ت ٤١٣ ه).

تحقيق : محمد مهدي نجف.

قم : المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد ، ط ١ ، ١٤١٣ ه ، ٤٨ ص (مصنفات الشيخ المفيد ، ٩).

١٦٠ ـ تذكرة الفقهاء.

كتاب البيع.

العلامة الحلي (ت ٧٢٦ ه).

تحقيق : محمد كلانتر.

النجف : ١٩٦٨ م.

١٦١ ـ تذكرة الوداد في حكم رفع اليدين حال القنوت.

محمد إسماعيل المازندراني

الخاجوئي (ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه (الرسائل الفقهية : ١ : ٩ ـ ٢٦).

١٦٢ ـ ترتيب إصلاح المنطق.

ابن السكيت.

رتبه وقدم له وعلق عليه : محمد حسن بكائي.

مشهد : مجمع البحوث الإسلامية ، ط ١ ، ١٤١٢ ه ، ٤٩١ ص ، ٢٤ سم.

١٦٣ ـ ترجمان القرآن.

الشريف الجرجاني ، شرف الدين علي ابن محمد الحسيني الحنفي.

باهتمام : محمد دبير سياقي.

طهران : ١٣٣٣ ه. ش ، ١٤٨ ص ، ٢٤ سم.

١٦٤ ـ ترجمة الإمام الحسن بن علي.

من تاريخ مدينة دمشق.

ابن عساكر ، علي بن الحسن (ت ٥٧١ ه).

تحقيق : محمد باقر المحمودي.

بيروت : مؤسسة المحمودي للطباعة

والنشر ، ط ١ ، ١٩٨٠ م ، ٢٩٣ ص.

١٦٥ ـ ترجمة الإمام الحسن عليه‌السلام

من القسم غير المطبوع من كتاب (الطبقات الكبير) لابن سعد (١٦٨ ـ ٢٣٠ ه).

تهذيب وتحقيق : عبد العزيز الطباطبائي.

تراثنا (قم) ، س ٣ ، ع ٢ (١١) ، ١٤٠٨ ه ، ص ١١٧ ـ ١٩٠.


١٦٦ ـ ترجمة الإمام الحسين.

من تاريخ مدينة دمشق.

ابن عساكر ، علي بن الحسن (ت ٥٧١ ه).

تحقيق : محمد باقر المحمودي.

بيروت : ط ١ ، ١٩٧٩ م ، ٣٣٧ ص.

١٦٧ ـ ترجمة الإمام علي بن أبي طالب.

من تاريخ دمشق.

ابن عساكر ، علي بن الحسن (ت ٥٧١ ه).

تحقيق : محمد باقر المحمودي.

بيروت : دار التعارف للمطبوعات ، ١٩٧٥ م ، ٣ ج.

١٦٨ ـ ترجمة الحسين ومقتله عليه السلام.

من القسم غير المطبوع من كتاب (الطبقات الكبير) لابن سعد (١٦٨ ـ ٢٣٠ ه).

تحقيق : عبد العزيز الطباطبائي.

تراثنا (قم) ، س ٣ ، ع ١ (١٠) ، ١٤٠٨ ه ، ص ١١٧ ـ ٢٠٦.

١٦٩ ـ تسلية الفؤاد في بيات الموت والمعاد.

عبد الله شبر (١١٨٨ ـ ١٢٤٢ ه).

تحقيق : أحمد الحسيني ، ورضا أستادي. قم : مكتبة بصيرتي ، ١٣٩٣ ه ، ٢٧٢ ص ، ٢٤ سم.

١٧٠ ـ تسمية من قتل مع الإمام الحسين عليه‌السلام.

الفضيل بن الزبير بن عمر بن درهم الكوفي الأسدي ، من أصحاب الإمامين الباقر والصادق عليهما‌السلام.

تحقيق : محمد رضا الحسيني الجلالي.

تراثنا (قم) ، س ١ ، ع ٢ ، خريف ١٤٠٦ ه ، ص ١٢٧ ـ ١٦٠.

١٧١ ـ تسهيل السبيل بالحجة في انتخاب كشف الغمة لثمرة المهجة.

محمد بن المرتضى الفيض الكاشاني (ت ١٠٩١ ه).

تحقيق: مؤسسة آل البيت ـ عليهم السلام ـ لإحياء التراث ـ قم.

طهران : مؤسسة البحوث والتحقيقات


الثقافية ، ١٤٠٧ ه.

١٧٢ ـ تصحيح الاعتماد = شرح إعتقادات الصدوق.

الشيخ المفيد (ت ٤١٣ ه).

تحقيق : حسين دركاهي.

قم : المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد ، ط ١ ، ١٤١٣ ه ، ١٦٠ ص (مصنفات الشيخ المفيد ، ٥).

١٧٣ ـ تصحيح المشتبه.

أحمد بن محمد مهدي بن أبي ذر الكاشاني النراقي (١١٨٥ ـ ١٢٤٥ ه).

تحقيق : أبو الفضل مير محمدي الزندي.

قم : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ، ١٤١٠ ه.

١٧٤ ـ تعديل المعيار في نقد تنزيل الأفكار.

نصير الدين الطوسي (٥٩٧ ـ ٦٧٢ ه).

باهتمام : عبد الله نوراني.

طهران : منشورات جامعة طهران ، ١٣٧٠ ه. ش (مع : منطق

ومباحث ألفاظ ، ص ١٣٧ ـ ٢٤٨).

١٧٥ ـ كتاب التعريف بوجوب حق الوالدين.

وهو رسالة الوصية إلى ولده.

محمد بن عثمان الكراجكي (ت ٤٤٩ ه).

تحقيق : جلال الدين المحدث ، ومحمد الآخوندي.

طهران : دار الكتب الإسلامية ، ١٣٧٠ ه ، ١٠ ص ، ٢١ سم (مع : كتاب (التفضيل) للمؤلف).

١٧٦ ـ تعليقات على أثولوجيا.

القاضي سعيد القمي.

تصحيح : جلال الدين آشتياني.

مشهد : أنجمن حكمت وفلسفه ، ١٩٧٦ م (منتخباتي از آثار حكماي إلهي إيران ٣ : ٨٩ ـ ٢١٦).

١٧٧ ـ تعليقات على الصحيفة السجادية.

محمد بن المرتضى الفيض الكاشاني (ت ١٠٩١ ه).

تحقيق: مؤسسة آل البيت ـ عليهم السلام ـ لإحياء التراث ـ قم.

طهران : مؤسسة البحوث والتحقيقات


الثقافية ، ١٤٠٧ ه.

١٧٨ ـ تعليقات منطقية.

الميرداماد.

باهتمام : عبد الله نوراني.

طهران : منشورات جامعة طهران ، ١٣٧٠ ه. ش (مع : منطق ومباحث ألفاظ ، ص ٢٨٧ ـ ٣٠٧).

١٧٩ ـ تعليقات أمل الآمل.

ميرزا عبد الله أفندي الأصفهاني (ق ١٢ ه).

تحقيق : أحمد الحسيني.

قم : مكتبة السيد المرعشي ، ١٤١٠ ه ، ٤٣٩ ص.

١٨٠ ـ التعليقة على اختيار معرفة الرجال.

محمد باقر الحسيني الميرداماد.

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : مؤسسة آل البيت ـ عليهم السلام ـ لإحياء التراث ، ١٣٦٤ ه. ش ، ٢ ج.

١٨١ ـ التعليقة على أصول الكافي.

محمد باقر المشتهر بالداماد (ت ١٠٤١ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

أصفهان : مكتبة السيد الداماد.

قم : مطبعة الخيام ، ١٤٠٣ ه ، ٤٠٤ ص ، ٢٤ سم.

١٨٢ ـ تعليقة على رسالة ابن ميمون في رد جالينوس.

نصير الدين الطوسي (٥٩٧ ـ ٦٧٢ ه).

باهتمام : عبد الله نوراني.

طهران : مؤسسة مطالعات إسلامي جامعة مك كيل وجامعة طهران ، ١٩٨٠ م (مع : (تلخيص المحصل) وغيره للمؤلف ، ص ٥٠٧ ـ ٥٠٨).

١٨٣ ـ تعليقة على شرح منظومة حكمة السبزواري.

ميرزا مهدي مدرس آشتياني.

باهتمام : عبد الجواد فلاطوري ، ومهدي محقق.

قدم له بالإنجليزية : إبزوتسو.

طهران : منشورات جامعة طهران ، ٧٥٣ ص + ١١ ص (مقدمة).

١٨٤ ـ تعيين المخالفين لأمير المؤمنين.

علي بن الحسين الكركي


(ت ٩٤٠ ه).

تحقيق : محمد الحسون.

إشراف : محمود المرعشي.

قم : مكتبة السيد المرعشي ، ط ١ ، ١٤٠٩ ه (رسائل المحقق الكركي ٢ : ٢٢٣ ـ ٢٤١).

١٨٥ ـ التفسير.

منسوب ل: علي بن إبراهيم القمي.

تحقيق : طيب الجزائري.

قم : دار الكتاب ، ط ٣ ، ١٤٠٤ ه ، ٢ ج.

١٨٦ ـ التفسير.

محمد بن مسعود بن عياش السمرقندي.

تحقيق : هاشم الرسولي.

طهران : المكتبة العلمية الإسلامية.

١٨٧ ـ تفسير الآيات المتشابهة من القرآن.

الشريف المرتضى (ت ٤٣٦ ه).

إعداد : مهدي الرجائي.

قم : دار القرآن الكريم ، ١٤٠٥ ه (رسائل الشريف المرتضى مج ٣ : ص ٢٨٥ ـ ٣٠٦).

١٨٨ ـ تفسير آية المودة.

أحمد بن محمد بن شهاب الدين الخفاجي الحنفي المصري (٩٧٩ ـ ١٠٦٩ ه).

تحقيق : محمد باقر المحمودي.

قم : مجمع الثقافة الإسلامية ١٤١٢ ه.

١٨٩ ـ تفسير جوامع الجامع.

الفضل بن الحسن الطبرسي.

تحقيق : أبو القاسم كرجي.

طهران : جامعة طهران ، ١٣٥٩ ه. ش ، ٢ ج.

١٩٠ ـ تفسير الحبري.

الحسين بن الحكم الحبري (ق ٣ ه).

تحقيق : محمد رضا الحسيني الجلالي.

بيروت: مؤسسة آل البيت ـ عليهم السلام ـ لإحياء التراث، ١٤٠٨ ه، ٦٩٦ ص.

١٩١ ـ تفسير سورة الإخلاص.

محمد علي الأردوبادي (١٣١٢ ـ ١٣٨٠ ه).

تحقيق : جعفر عباس الحائري.


قم : تراثنا ، س ١ ، ع ٤ ، ربيع ١٤٠٦ ه ، ص ١٩٩ ـ ٢٠٨.

١٩٢ ـ تفسير سورة الكافرون.

جلال الدين محمد بن أسعد الدواني (٨٣٠ ـ ٩٠٨ ه).

تحقيق : أحمد تويسركاني.

مشهد : مجمع البحوث الإسلامية ، ط ١ ، ١٤١١ ه (ضمن : ثلاث رسائل ، ص ٣٧ ـ ٦٧).

١٩٣ ـ تفسير الصراط المستقيم.

حسين البروجردي.

تحقيق: غلام رضا مولانا البروجردي.

طهران : الصدر ، د. ت. ٤٤٧ + ٢٤ ص ، ٢٤ سم.

١٩٥ ـ تفسير فرات الكوفي.

فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي.

النجف : المطبعة الحيدرية ، ١٣٥٤ ه ، ٢٢٤ ص (تحقيق : محمد علي الأوردبادي).

طهران : وزارة الثقافة والارشاد الإسلامي ، ١٤١٠ ه ، ٧٢٠ ص (تحقيق : محمد الكاظم).

١٩٦ ـ تفسير القرآن الكريم.

عبد الله شبر.

باهتمام : نصر الله التقوي.

طهران : ١٣٥٢ ه.

١٩٧ ـ تفسير القرآن الكريم.

علي بن إبراهيم بن هاشم القمي.

تحقيق : طيب الجزائري.

النجف : مطبعة النجف ، ١٣٨٦ ـ ١٣٨٧ ه ، ٢ ج.

١٩٨ ـ تفسير القرآن الكريم.

محمد كاظم العصار.

تصحيح وتعليق: جلال الدين الآشتياني.

طهران : كانون انتشارات محمدي ، ١٣٥٠ ه. ش ، ٣٢٣ ص.


١٩٩ ـ تفسير القرآن الكريم

صدر المتألهين ، محمد بن إبراهيم الشيرازي.

تصحيح : محمد خواجوي.

قم : بيدار ، ١٣٦١ ـ ١٣٧٠ ه. ش ، ٧ ج.

٢٠٠ ـ تفسير كنز الدقائق وبحر الغرائب.

محمد بن محمد رضا القمي المشهدي.

قم : جماعة المدرسين في الحوزة ، ١٣٦٦ ـ ١٣٧٠ ه. ش.

قم : ١٣٦٨ ه. ش (تحقيق : مجتبى العراقي).

طهران : ١٣٦٨ ـ ١٣٧١ ه. ش ، ١٤ ج (تحقيق : حسين دركاهي).

٢٠١ ـ تفسير اللاهيجي.

قطب الدين بهاء الدين محمد بن علي ابن عبد الوهاب شريف الديلمي اللاهيجي الأشكوري.

تصحيح : جلال الدين الأرموي ، ومحمد إبراهيم آيتي.

طهران : ١٣٤٠ ه ش ، ٩٨ + ٨٥٦ + ٩٤٥ + ٩٣٨ + ٨٩٥ ص ،

٢٤ سم.

٢٠٢ ـ التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه‌السلام.

تحقيق : مدرسة الإمام المهدي عليه السلام ـ قم.

قم : مدرسة الإمام المهدي عليه السلام ، ١٤٠٩ ه.

٢٠٣ ـ كتاب التفضيل.

أبو الفتح محمد بن عثمان الكراجكي (ت ٤٤٩ ه).

تحقيق : جلال الدين المحدث ، محمد الآخوندي.

طهران : دار الكتب الإسلامية ، ١٣٧٠ ه ، ٣٤ ص ، ٢١ سم ، (معه : كتاب (التعريف بوجوب حق الوالدين) للكراجكي).

طهران : مؤسسة البعثة ، ١٣٦١ ه. ش ، ٤٧ ص ، ٢١ سم.

٢٠٤ ـ تفضيل أمير المؤمنين.

الشيخ المفيد (ت ٤١٣ ه).

تحقيق : علي موسى الكعبي.

قم : المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد ، ط ١ ، ١٤١٣ ه ، ٤٨ ص


(مصنفات الشيخ المفيد ، ٧)

٢٠٥ ـ تفضيل الأنبياء على الملائكة.

الشريف المرتضى (ت ٤٣٦ ه).

إعداد : مهدي الرجائي.

قم : دار القرآن الكريم ، ١٤٠٥ ه (رسائل الشريف المرتضى مج ٢ : ص ١٥٥ ـ ١٦٧).

٢٠٦ ـ التفهيم لأوائل صناعة التنجيم.

أبو ريحان محمد بن أحمد البيروني الخوارزمي.

تصحيح وتقديم : جلال الدين همائي.

طهران : أنجمن آثار ملي ، ١٣٥٣ ه. ش ، ١٣٥ + قص + ٧٤٦ ص ، ٢٤ سم (انتشارات انجمن آثار ملي ، ١٠٩).

٢٠٧ ـ تقريب المعارف في الكلام.

تقي الدين أبو الصلاح الحلبي.

تصحيح : رضا الأستادي.

قم : مكتب النشر الإسلامي ، ط ١ ، ١٣٦٣ ه. ش ، ٢٤ سم.

٢٠٨ ـ تقريرات آية الله المجدد الشيرازي.

بقلم : علي الروزدري ، المتوفى نحو

١٢٩٠ ه.

تحقيق : مؤسسة آل البيت ـ عليهم السلام ـ لإحياء التراث.

قم : مؤسسة آل البيت عليهم السلام ـ لإحياء التراث ، ١٤٠٩ ه ، ج ٣ ، ١٤١٣ ه ، ج ٢.

٢٠٩ ـ التقية.

مرتضى الأنصاري (١٢١٤ ـ ١٢٨١ ه).

تحقيق : فارس الحسون.

قم : مؤسسة قائم آل محمد عليه السلام ، ١٤١٢ ه.

٢١٠ ـ تكملة أمل الآمل.

حسن الصدر.

تحقيق : أحمد الحسيني.

باهتمام : محمود المرعشي.

قم : مكتبة السيد المرعشي ، ط ١ ، ١٤٠٦ ه ، ٥٣٢ ص ، ٢٤ سم.

٢١١ ـ تكملة رسالة أبي غالب الزراري.

الغضائري ، أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الواسطي.

تحقيق : محمد رضا الحسيني.

قم : مركز البحوث والتحقيقات


الإسلامية ، ط ١ ، ١٤١١ ه ، (مع كتاب رسالة أبي غالب الزراري ، ص ١٨٥ ـ ١٩٤).

٢١٢ ـ تلخيص البيان في مجازات القرآن.

الشريف المرتضى (ت ٤٣٦ ه).

طهران : ١٣٧٢ ه (باهتمام : حسين علي محفوظ ، ومحمد المشكاة).

طهران : وزارة الثقافة والارشاد الإسلامي ، ١٤٠٧ ه (إعداد : مؤسسة نهج البلاغة).

٢١٣ ـ تلخيص الخلاف وخلاصة الاختلاف.

مفلح بن حسن رشيد الصيمري (ق ٩ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : مكتبة السيد المرعشي ، ١٤٠٩ ه ، ٣ ج ، ٢٤ سم.

٢١٤ ـ تلخيص المحصل.

المعروف ب : نقد المحصل.

نصير الدين الطوسي (٥٩٧ ـ ٦٧٢ ه).

باهتمام : عبد الله نوراني.

طهران : مؤسسة مطالعات إسلامي

جامعة مك كيل وجامعة طهران ، ١٩٨٠ م ، ٤٢٢ ص (مع مجموعة رسائل وفوائد كلامية ، للمؤلف).

٢١٥ ـ تلويح النوريات من الكلام في تنقيح الضروريات من الإسلام.

محمد باقر بن زين العابدين الموسوي الخوانساري.

تقديم : أحمد الروضاتي.

أصفهان : ١٣٧٧ ه ، ٢٤ سم ، مع : النهرية.

٢١٦ ـ كتاب التلويحات اللوحية والعرشية.

شهاب الدين السهروردي.

تصحيح : هنري كوربن.

طهران : أنجمن حكمت وفلسفه ، ١٣٥٥ ه. ش (مجموعة مصنفات شيخ إشراق ١ : ١ ـ ١٢١).

٢١٧ ـ كتاب تمهيد الأصول في علم الكلام.

شرح على القسم النظري من رسالة (جمل العلم والعمل) للسيد المرتضى علم الهدى.

الشيخ الطوسي ، محمد بن الحسن


(٣٨٥ ـ ٤٦٠ ه)

تصحيح : عبد المحسن مشكاة الديني.

طهران : جامعة طهران ، ١٣٦٢ ه. ش، ١٤ + ٤١٩ ص (منشورات جامعة طهران ، ١٨٣٥).

٢١٨ ـ تمهيد القواعد.

صائن الدين علي بن محمد التركة.

تصحيح : جلال الدين آشتياني.

طهران : أنجمن حكمت وفلسفه إيران ، ١٣٦٠ ه. ش.

٢١٩ ـ التنبيه بالمعلوم من البرهان على تنزيه المعصوم عن السهو والنسيان.

محمد بن الحسن الحر العاملي.

صححه وعلق عليه : مهدي اللاجوردي الحسيني ، ومحمد الدرودي.

قم ١٤٠١ ه ، ١٠٤ ص.

٢٢٠ ـ التنبيهات العلية على وظائف الصلاة القلبية.

الشهيد الثاني (٩١١ ـ ٩٦٥ ه).

تحقيق : صفاء الدين البصري.

مشهد : مجمع البحوث الإسلامية ، ١٤١١ ه.

٢٢١ ـ تنقيح أسانيد التهذيب.

حسين الطباطبائي البروجردي (ت ١٣٨٠ ه).

تصحيح : مهدي التبريزي الصادقي.

قم ١٤١١ ه.

٢٢٢ ـ التنقيح الرائع لمختصر الشرائع.

المقداد بن عبد الله السيوري.

تحقيق : عبد اللطيف الكوهكمري.

قم : مكتبة السيد المرعشي ، ١٤٠٤ ه ، ٤ ج ، ٢٤ سم.

٢٢٣ ـ توجيه مناظرة الشيخ المفيد.

محمد إسماعيل المازندراني الخاجوئي (ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه (الرسائل الاعتقادية ١ : ٥٢٣ ـ ٥٢٩).

٢٢٤ ـ التوحيد.

محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ، الشيخ الصدوق (ت ٣٨١ ه).

تحقيق : هاشم الحسيني الطهراني.

بيروت : دار المعرفة ، ١٣٨٧ ه =


١٩٦٧ م ، ٥٧٢ ص.

٢٢٥ ـ التوحيد والتثليث.

محمد جواد البلاغي (١٢٨٢ ـ ١٣٥٢ ه).

إعداد : محمد علي الحكيم.

قم : دار قائم آل محمد عليه‌السلام ، ١٤١١ ه.

٢٢٦ ـ توشيح التفسير في قواعد التفسير والتأويل.

محمد بن سليمان التنكابني (ت ١٣٠٢ ه).

تحقيق : جعفر السعيدي الجيلاني.

قم : انتشارات كتاب سعدي ، ط ١ ، ١٤١١ ه ، ٢٣٢ ص ، ٢٤ سم.

٢٢٧ ـ توضيح الاشتباه والإشكال.

محمد علي ساروي.

تصحيح : كاظم موسوي.

طهران : منشورات جامعة طهران ، ١٣٤٤ ه. ش، ١٥٨ ص + ٣٥ ص (فهارس)، (مع : ثلاث رسائل في علم الرجال).

٢٢٨ ـ الثاقب في المناقب.

محمد بن علي بن حمزة الطوسي المشهدي ، المتوفى بعد ٥٨٥ ه.

تحقيق : نبيل رضا علوان.

بيروت : دار الزهراء ، ١٤١١ ه.

٢٢٩ ـ ثلاث أراجيز.

وهي :

١ ـ أرجوزة في علم الكلام.

٢ ـ أرجوزة في الإمامة.

٣ ـ أرجوزة في الفقه ، اسمها : عقد الجواهر في الأشباه والنظائر.

الحسن بن علي بن داود الحلي (ق ٨ ه).

تحقيق : حسين دركاهي.

طهران : وزارة الإرشاد الإسلامي ، ١٤٠٩ ه.

٢٣٠ ـ ثمرة الفؤاد في نبذ من مسائل المعاد.

إسماعيل الخاجوئي.

تصحيح : جلال الدين آشتياني.

مشهد : منشورات أنجمن فلسفه ، ١٩٧٨ م (منتخباتي أز آثار حكماي إلهي إيران ٤ : ١٥١ ـ ٢٣٢.)


٢٣١ ـ جامع الأحاديث.

ومعه الكتب التالية :

العروس.

الغايات.

المسلسلات.

الأعمال المانعة من دخول الجنة.

نوادر الأثر في علي خير البشر.

مؤلفها كلها : جعفر بن أحمد القمي.

تصحيح: محمد الحسيني النيشابوري.

مشهد : مجمع البحوث الإسلامية ، ١٣٧١ ه. ش ، ٣٩٢ ص ، ٢٤ سم.

٢٣٢ ـ جامع الأخبار

أو : معارج اليقين في أصول الدين.

محمد بن محمد السبزواري (ق ٧ ه) تحقيق : علاء آل جعفر.

بيروت : مؤسسة آل البيت ـ عليهم السلام ـ لإحياء التراث ، ١٤١٢ ه.

٢٣٣ ـ جامع الأسرار ومنبع الأنوار.

حيدر بن علي الحسيني الآملي ، المتوفى بعد ٧٨٢ ه.

عناية : هنري كوربن ، وعثمان إسماعيل يحيى.

طهران : مؤسسة النشر ، ١٩٦٩ م ، ٨٩٨ ص ، م ، ٧٦ ص ، بالفارسية ، ف ، ٤٠ ص.

٢٣٤ ـ جامع الرواة.

أو : رافع الاشتباهات في ترجمة الرواة وتمييز المشتركات.

محمد بن علي الأردبيلي الغروي الحائري.

باهتمام : السيد حسين البروجردي.

طهران : ١٣٣٤ ه. ش ، ٢ ج ، ٦٦٠ + ٥٥٢ ص.

٢٣٥ ـ جامع السعادات.

محمد مهدي النراقي.

تحقيق : محمد كلانتر.

تقديم : محمد رضا المظفر.

النجف : مطبعة النعمان ، ١٩٦٣ م ، ٣ ج.

٢٣٦ ـ جامع المقاصد في شرح القواعد.

المحقق الثاني ، علي بن الحسين بن عبد العالي الكركي (ت ٩٤٠ ه).

تحقيق : مؤسسة آل البيت ـ عليهم السلام ـ لإحياء التراث ـ قم.

قم : مؤسسة آل البيت ـ عليهم


السلام ـ لإحياء التراث ، ١٤٠٨ ـ ١٤١١ ه ، ١٣ ج.

٢٣٧ ـ جامع المقال فيما يتعلق بأحوال الحديث والرجال وتمييز المشتركات من الرجال

فخر الدين الطريحي.

تحقيق : محمد كاظم الطريحي.

طهران : جعفر ي ، ١٣٧٤ ه ، ٢٦٠ ص ، ٢٤ سم.

٢٣٨ ـ الجانب الغربي في حل مشكلات الشيخ محيي الدين ابن عربي.

أبو الفتح محمد بن مظفر الدين محمد ابن حميد الدين بن عبد الله.

تصحيح : نجيب مايل الهروي.

طهران : مولى ، ط ١ ، ١٣٦٤ ه. ش ، ٣٣٦ ص ، ٢١ سم.

٢٣٩ ـ جمال الأسبوع بكمال العمل المشروع.

رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحلي (٥٨٩ ـ ٦٦٤).

تحقيق : جواد القيومي الأصفهاني.

طهران : مؤسسة الآفاق ، ط ١ ، ١٤١٢ ه ، ٣٤٩ ص ، ٢٤ سم.

٢٤٠ ـ جمل العلم والعمل.

الشريف المرتضى ، علي بن الحسين ابن موسى (ت ٤٣٦ ه).

النجف. مطبعة الآداب ، ١٣٨٧ ه ، ١٥٣ ص ، (تحقيق : أحمد الحسيني).

قم : دار القرآن الكريم ، ١٤٠٥ ه (رسائل الشريف المرتضى ٣ : ٧ ـ ٨١) (إعداد : مهدي الرجائي).

٢٤١ ـ الجمل والعقود.

الشيخ الطوسي (ت ٤٦٠ ه).

تصحيح : واعظ زاده الخراساني.

قم : مؤسسة النشر الإسلامي ، (الرسائل العشر ص ١٥٣ ـ ٢٥٢).

٢٤٢ ـ الجمل.

أو : النصرة لسيد العترة في حرب البصرة.

الشيخ المفيد ، محمد بن محمد بن النعمان (ت ٤١٣ ه).

تحقيق : علي مير شريفي.

قم : مكتب الإعلام الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١٣ ه ، ٦٠٠ ص ، ٢٤ سم.


٢٤٣ ـ جواب سؤالات ملا إسماعيل عارف بجنوردي.

ملا هادي سبزواري.

تصحيح : جلال الدين آشتياني.

إيران : سازمان أوقاف وأمور خيرية، ١٣٧٠ ه. ش (رسائل حكيم سبزواري ص ٣٩٥ ـ ٤٩٢).

٢٤٤ ـ الجوابات عن الشبهات في خبر الغدير.

الشريف المرتضى (ت ٤٣٦ ه).

إعداد : مهدي الرجائي.

قم : دار القرآن الكريم ، ١٤٠٥ ه (رسائل الشريف المرتضى مج ٣ : ص ٢٤٩ ـ ٢٥٣).

٢٤٥ ـ جوابات أهل الموصل في العدد والرؤية.

الشيخ المفيد (ت ٤١٣ ه).

تحقيق : محمد مهدي نجف.

قم : المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد ، ط ١ ، ١٤١٣ ه ، ٤٨ ص (مصنفات الشيخ المفيد ، ٩).

٢٤٦ ـ جوابات المسائل البحرانية.

أحمد بن محمد بن فهد الحلي (٧٥٧ ـ ٨٤١ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

إشراف : محمود المرعشي.

قم: مكتبة السيد المرعشي ، ط ١ ، ١٤٠٩ ه (الرسائل العشر ص ٤٠١ ـ ٤٢٧).

٢٤٧ ـ جوابات المسائل التبانيات.

الشريف المرتضى (ت ٤٣٦ ه).

إعداد : مهدي الرجائي.

قم : دار القرآن الكريم ، ١٤٠٥ ه (رسائل الشريف المرتضى مج ١:ص ٥ ـ ٩٧).

٢٤٨ ـ جوابات المسائل الرازية.

الشريف المرتضى (ت ٤٣٦ ه).

إعداد : مهدي الرجائي.

قم : دار القرآن الكريم ، ١٤٠٥ ه (رسائل الشريف المرتضى مج ١ : ص ٩٩ ـ ١٣٣).

٢٤٩ ـ جوابات المسائل الرسية الأولى.

الشريف المرتضى (ت ٤٣٦ ه).


إعداد : مهدي الرجائي.

قم : دار القرآن الكريم ، ١٤٠٥ ه (رسائل الشريف المرتضى مج ١ : ص ٣١٦ ـ ٣٨١).

٢٥٠ ـ جوابات المسائل الرسية الثانية.

الشريف المرتضى (ت ٤٣٦ ه).

إعداد : مهدي الرجائي.

قم : دار القرآن الكريم ، ١٤٠٥ ه (رسائل الشريف المرتضى مج ٢ : ص ٣٨٣ ـ ٣٨٨).

٢٥١ ـ جواب مسائل سيد سميع خلخالي.

ملا هادي سبزواري.

تصحيح : جلال الدين آشتياني.

إيران : سازمان أوقاف وأمور خيرية ، ١٣٧٠ ه. ش (رسائل حكيم سبزواري ص ٦١٧ ـ ٦٤٥).

٢٥٢ ـ جوابات المسائل الشامية الأولى.

أحمد بن محمد بن فهد الحلي (٧٥٧ ـ ٨٤١ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

إشراف : محمود المرعشي.

قم : مكتبة السيد المرعشي ، ط ١ ، ١٤٠٩ ه ، (الرسائل العشر ص ٣٣٩ ـ

٣٩٩).

٢٥٣ ـ جواب مسائل شيخ علي فاضل تبتي.

ملا هادي سبزواري.

تصحيح : جلال الدين آشتياني.

إيران : سازمان أوقاف وأمور خيرية ، ١٣٧٠ ه. ش (رسائل حكيم سبزواري ص ٥١٩ ـ ٥٣٤).

٢٥٤ ـ جوابات المسائل الطبرية.

الشريف المرتضى (ت ٤٣٦ ه).

إعداد : مهدي الرجائي.

قم : دار القرآن الكريم ، ١٤٠٥ ه (رسائل الشريف المرتضى مج ١ : ص ١٣٥ ـ ١٦٦).

٢٥٥ ـ جوابات المسائل الطرابلسيات الثالثة.

الشريف المرتضى (ت ٤٣٦ ه).

إعداد : مهدي الرجائي.

قم : دار القرآن الكريم ، ١٤٠٥ ه (رسائل الشريف المرتضى مج ١ : ص ٣٥٩ ـ ٤٤٣).


٢٥٦ ـ جوابات المسائل الطرابلسيات الثانية.

الشريف المرتضى (ت ٤٣٦ ه).

إعداد : مهدي الرجائي.

قم : دار القرآن الكريم ، ١٤٠٥ ه (رسائل الشريف المرتضى مج ١ : ص ٣٠٩ ـ ٣٥٦).

٢٥٧ ـ جواب مسائل عالم فاضل ملا أحمد يزدي.

ملا هادي سبزواري.

تصحيح : جلال الدين آشتياني.

إيران : سازمان أوقاف وأمور خيرية ، ١٣٧٠ ه. ش(رسائل حكيم سبزواري ص ٤٩٣ ـ ٥١٨).

٢٥٨ ـ جوابات المسائل الفقهية.

علي بن الحسين الكركي (ت ٩٤٠ ه).

تحقيق : محمد الحسون.

إشراف : محمود المرعشي.

قم : مكتبة السيد المرعشي ، ط ١ ، ١٤٠٩ ه (رسائل المحقق الكركي ٢ : ٢٥٥ ـ ٣١٤).

٢٥٩ ـ جواب المسائل المصريات

الشريف المرتضى (٣٥٥ ـ ٤٣٦ ه).

إعداد : أحمد الحسيني.

قم : دار القرآن الكريم ، ١٤١٠ ه (بضمن : رسائل الشريف المرتضى ٤ : ١٤ ـ ٣٥).

٢٦٠ ـ جواب مسائل ملا إسماعيل بجنوردي.

ملا هادي سبزواري.

تصحيح : جلال الدين آشتياني.

إيران : سازمان أوقاف وأمور خيرية ، ١٣٧٠ ه. ش (رسائل حكيم سبزواري ص ٥٣٥ ـ ٥٧٨).

٢٦١ ـ جواب مسائل ملا إسماعيل ميان آبادي.

ملا هادي سبزواري.

تصحيح : جلال الدين آشتياني.

إيران : سازمان أوقاف وأمور خيرية ، ١٣٧٠ ه. ش (رسائل حكيم سبزواري ص ٦٤٧ ـ ٦٧٤).


٢٦٢ ـ جواب المسائل الموصليات الثالثة.

الشريف المرتضى (ت ٤٣٦ ه) إعداد : مهدي الرجائي.

قم : دار القرآن الكريم ، ١٤٠٥ ه (رسائل الشريف المرتضى مج ١ : ص ٢٠١ ـ ٢٦٩).

٢٦٣ ـ جوابات المسائل الموصليات الثانية.

الشريف المرتضى (ت ٤٣٦ ه).

إعداد : مهدي الرجائي.

قم : دار القرآن الكريم ، ١٤٠٥ ه (رسائل الشريف المرتضى مج ١ : ص ١٦٩ ـ ٢٩٩).

٢٦٤ ـ جوابات المسائل الميافارقيات.

الشريف المرتضى (ت ٤٣٦ ه).

إعداد : مهدي الرجائي.

قم : دار القرآن الكريم ، ١٤٠٥ ه (رسائل الشريف المرتضى مج ١ : ص ٢٧١ ـ ٣٠٧).

٢٦٥ ـ جواب المسائل الواسطيات.

الشريف المرتضى (٣٥٥ ـ ٤٣٦ ه).

إعداد : أحمد الحسيني.

قم : دار القرآن الكريم، ١٤١٠ ه (بضمن رسائل الشريف المرتضى ٤: ٣٧ ـ ٤٤).

٢٦٦ ـ جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام.

محمد حسن بن باقر النجفي (ت ١٢٦١ ه).

تحقيق : عباس القوجاني وآخرون.

النجف : دار الكتب الإسلامية ، ١٣٧٨ ـ ١٣٨٨ ه ، ١٧ مج (ثم نشرت بقية المجلدات بعد هذا التاريخ ، فبلغ ٤٣ مجلدا).

٢٦٧ ـ الجوهرة في نظم التبصرة.

الحسن بن علي بن داود الحلي (٦٤٧ ـ ٧٠٧ ه) تحقيق : حسين الدركاهي.

طهران : مؤسسة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والارشاد الاسلامي ، ١٤١١ ه.

٢٦٨ ـ الحاشية على أجوبة المسائل المهنائية.

محمد إسماعيل المازندراني


الخاجوئي (ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه (الرسائل الاعتقادية ٢ : ١٤٧ ـ ١٤٩).

٢٦٩ ـ الحاشية على رجال الكشي.

محمد باقر الميرداماد (ت ١٠٤٠ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : مؤسسة آل البيت ـ عليهم السلام ـ لإحياء التراث ، ١٤٠٤ ه ، ٢ مج ، ٩٠٤ ص (في هامش : اختيار معرفة الرجال ، المعروف ب : رجال الكشي ، للشيخ الطوسي).

٢٧٠ ـ حاشية كتاب المكاسب.

محمد كاظم الآخوند الخراساني.

تصحيح وتعليق : مهدي شمس الدين.

طهران : وزارة الإرشاد الإسلامي ، ١٤٠٦ ه ، ٢٨٢ ص ، ٢٤ سم.

٢٧١ ـ حدائق الحقائق في فسر دقائق أفصح الخلائق.

في شرح نهج البلاغة.

قطب الدين الكيدري ، محمد بن الحسين بن الحسين البيهقي الكيدري

(ق ٦ ه).

تحقيق : عزيز الله العطاردي.

حيدر آباد : ٤٠٤ ه ، ٣ ج.

٢٧٢ ـ الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة.

يوسف بن أحمد البحراني (ت ١١٨٦ ه).

نشره : علي الآخوندي.

النجف : مطبعة النجف ، ١٣٧٧ ه ، ١٨ مج (ثم نشرت بقية مجلداته فيما بعد ، فبلغ ٢٥ مجلدا).

٢٧٣ ـ الحدود.

المعجم الموضوعي للمصطلحات الكلامية.

قطب الدين أبو جعفر النيشابوري.

تحقيق : محمود يزدي.

إشراف : جعفر سبحاني.

قم : مؤسسة الإمام الصادق عليه السلام ، ١٤١٣ ه ، ١٤٨ ص ، ٢٤ سم.

٢٧٤ ـ حدود المنطق.

ابن بهريز.

تصحيح : محمد تقي دانش بزوه.

طهران : انجمن فلسفه إيران ،


١٩٧٨ م ، ٨٨ ص (مقدمة بالفارسية) + ٥٦ ص (مع : المنطق ، لابن المقفع).

٢٧٥ ـ الحدود والحقايق.

الشريف المرتضى (ت ٤٣٦ ه).

إعداد مهدي الرجائي.

قم : دار القرآن الكريم ، ١٤٠٥ ه (رسائل الشريف المرتضى مج ٢ : ص ٢٦١ ـ ٢٩١).

٢٧٦ ـ الحدود والحقائق.

في شرح الألفاظ المصطلحة بين

المتكلمين من الإمامية.

أشرف الدين صاعد البريدي الآبي.

تحقيق : حسين علي محفوظ.

قم : مطبعة السلام ، ١٣٦٢ ه. ش ، ٣٠ ص ، ٢١ سم.

٢٧٧ ـ الحديقة الهلالية.

الشيخ البهائي ، محمد بن الحسين بن عبد الصمد العاملي (٩٥٣ ـ ١٠٣٠ ه).

تحقيق : علي الموسوي الخراساني.

قم : مؤسسة آل البيت ـ عليهم السلام ـ لإحياء التراث ، ١٤١٠ ه.

٢٧٨ ـ الحسن والقبح العقلي.

للشريف المرتضى (ت ٤٣٦ ه).

إعداد : مهدي الرجائي.

قم : دار القرآن الكريم (مع : رسائل الشريف المرتضى).

٢٧٩ ـ حقائق الإيمان.

الشهيد الثاني زين الدين بن علي العاملي.

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : مكتبة السيد المرعشي ، ١٤٠٩ ه ، ٣٠٨ ص ، ٢٤ سم.

٢٨٠ ـ الحكايات.

من إملاء الشيخ المفيد (٣٣٦ ـ ٤١٣ ه).

ورواية السيد الشريف المرتضى (٣٥٥ ـ ٤٣٦ ه).

تحقيق : محمد رضا الحسيني الجلالي.

تراثنا (قم) ، س ٤ ، ع ٣ (١٦) ، ١٤٠٩ ه ، ص ٩١ ـ ١٦٤.

قم : المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد ، ١٤١٣ ه ، ١٣٦ ص (مصنفات الشيخ المفيد، ١٠).


٢٨١ ـ حكم الباء في آية (وامسحوا برؤوسكم).

الشريف المرتضى (ت ٤٣٦ ه).

إعداد : مهدي الرجائي.

قم : دار القرآن الكريم ، ١٤٠٥ ه (رسائل الشريف المرتضى مج ٢ : ص ٦٧ ـ ٧٣).

٢٨٢ ـ كتاب حكمة الاشراق.

شهاب الدين يحيى السهروردي.

تصحيح : هنري كوربن.

طهران : أنجمن حكمت وفلسفه ، ١٣٥٥ ه. ش (مجموعة مصنفات شيخ إشراق ٢ : ١ ـ ٢٦٠).

٢٨٣ ـ الحكمة الخالدة.

أبو علي أحمد بن محمد مسكويه (ت ٤٢١ ه).

تحقيق : عبد الرحمن بدوي.

جامعة طهران : ط ٢ ، ١٣٥٧ ه. ش ، ٣٨٢ ص (منشورات جامعة طهران ، ١٦٩٥).

٢٨٤ ـ حكمة صادقية.

ملا حمزة كيلاني.

تقرير درس : ملا محمد صادق أردستاني.

تصحيح : جلال الدين آشتياني.

مشهد : منشورات أنجمن فلسفه ، ١٩٧٨ م (منتخباتي از آثار حكماي إلهي إيران مج ٤ : ١٥٠ ص).

٢٨٥ ـ حلية الأبرار في أحوال محمد وآله الأطهار عليهم‌السلام.

هاشم بن سليمان البحراني (ت ٧ / ١١٠٩ ه).

قم : ١٣٩٧ ه (تصحيح : محمد بن الحسن التفرشي الدرودي).

قم : مؤسسة المعارف الإسلامية ، ١٤١١ ه (تحقيق غلام رضا مولانا البروجردي).

٢٨٦ ـ خاتمة تفضيل وسائل الشيعة إلى تحصيل أحكام الشيعة.

محمد بن الحسن الحر العاملي (١٠٣٣ ـ ١١٠٤ ه). تحقيق : محمد رضا الحسيني الجلالي.

قم : مؤسسة آل البيت ـ عليهم السلام ـ لإحياء التراث ، ١٤١٢ ه.


٢٨٧ ـ الخرايج والجرايح.

قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي (ت ٥٧٣ ه).

تحقيق : مدرسة الإمام المهدي عليه السلام ، ١٤٠٩ ه ، ٣ ج.

قم : مدرسة الإمام المهدي عليه السلام.

٢٨٨ ـ خصائص الأئمة.

الشريف الرضي (٣٥٩ ـ ٤٠٦ ه).

تحقيق : محمد هادي الأميني.

مشهد : مجمع البحوث الإسلامية.

٢٨٩ ـ خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.

الشريف الرضي (٣٥٩ ـ ٤٠٦ ه).

تحقيق : محمد هادي الأميني.

مشهد : مجمع البحوث الإسلامية ، ١٣٦٥ ه. ش ، ١٢٨ ص ، ٢٤ سم.

٢٩٠ ـ خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.

أحمد بن شعيب النسائي (ت ٣٠٣ ه).

تحقيق : محمد هادي الأميني.

النجف : ١٩٦٩ م ، ١٧٢ ص.

٢٩١ ـ خصائص الوحي المبين في مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام.

ابن البطريق ، يحيى بن الحسن بن الحسين الأسدي الحلي (ت ٦٠٠ ه).

تحقيق : محمد باقر المحمودي.

طهران : وزارة الثقافة والارشاد الإسلامي ، ١٤٠٦ ه.

٢٩٢ ـ الخصال.

الشيخ الصدوق ، محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (ت ٣٨١ ه).

تحقيق : علي أكبر الغفاري.

طهران : مكتبة الصدوق ، ١٣٨٩ ه = ١٩٦٩ م ، ٦٨٦ ص ، ٢٤ سم.

٢٩٣ ـ خلاصة الإيجاز.

وهو مختصر رسالة (المتعة) للشيخ المفيد.

المحقق الكركي.

تحقيق : علي أكبر زماني نزاد.

قم : المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد ، ط ١ ، ١٤١٣ ه ، ٨٠ ص (مصنفات الشيخ المفيد ، ٦).


٢٩٤ ـ الخلاف.

الشيخ الطوسي ، محمد بن الحسن الطوسي (٣٨٥ ـ ٤٦٠ ه).

تحقيق : علي الخراساني ، وجواد الشهرستاني ، ومحمد مهدي نجف.

قم : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ، ج ٣ : ١٤١١ ه.

٢٩٥ ـ الخلجات في تفسير سورة الأعلى.

محمد بن سليمان التنكابني (ت ١٣٠٢ ه).

تقديم : محمد بن أبي القاسم الجيلاني.

نشره : شهاب الدين المرعشي.

قم : دار النشر ، د. ت ، ٢٠٠ ص ، ٢٤ سم.

٢٩٦ ـ خلق الأعمال.

الشريف المرتضى (ت ٤٣٦ ه).

إعداد : مهدي الرجائي.

قم : دار القرآن الكريم ، ١٠ ص ، ٢٤ سم (ضمن : رسائل الشريف المرتضى).

٢٩٧ ـ كتاب الخمسين مسألة في كسر المنطق.

أبو النجا الفارض.

باهتمام : عبد الجواد فلاطوري.

طهران : منشورات جامعة طهران ، ١٣٧٠ ه ، ش (مع : منطق ومباحث ألفاظ ، ص ١١ ـ ٦٠).

٢٩٨ ـ درر الفوائد في شرح الفرائد.

محمد كاظم الآخوند الخراساني.

تحقيق : مهدي شمس الدين.

طهران : وزارة الثقافة والارشاد الإسلامي ، ١٩٩٠ م ، ٥٧٠ ص.

٢٩٩ ـ الدرر الملتقطة في تفسير الآيات القرآنية.

محمد إسماعيل بن الحسن بن محمد رضا المازندراني الخاجوئي (ت ١١٧٣ ه).

جمع وترتيب وتحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار القرآن الكريم ، ١٤١٢ ه ، ٢٧٨ ص ، ٢٤ سم.


٣٠٠ ـ الدرة الباهرة من الأصداف الطاهرة.

الشهيد الأول ، محمد بن مكي الجزيني العاملي ، المستشهد سنة ٧٨٦ ه.

تحقيق : داود صابري.

مشهد : مؤسسة النشر التابعة للروضة الرضوية المقدسة، ١٤٠٧ ه ، ٤٨ ص ، ٢٤ سم.

٣٠١ ـ الدرة الفاخرة.

شعر في أصول الفقه.

محمد الموسوي الشاهجراغي الطهراني.

تصحيح : رضا النوري.

طهران : الإسلامية ، ١٣٨١ ه ، ٢٩٢ ص.

٣٠٢ ـ الدروس الشرعية في فقه الإمامية.

الشهيد الأول ، محمد بن مكي الجزيني العاملي ، المستشهد سنة ٧٨٦ ه.

تحقيق : جماعة المدرسين في الحوزة العلمية.

قم : مؤسسة النشر الإسلامي ، ١٤١٢ ـ

١٤١٣ ه ، ٣ ج.

٣٠٣ ـ كتاب الدعوات.

قطب الدين أبو الحسين سعيد بن هبة الله الراوندي (ت ٥٧٣ ه).

تحقيق : مدرسة الإمام المهدي عليه السلام ـ قم.

قم : مدرسة الإمام المهدي عليه‌السلام.

٣٠٤ ـ دليل النص بخبر الغدير على إمامة أمير المؤمنين عليه‌السلام.

الكراجكي ، محمد بن علي بن عثمان (ت ٤٤٩ ه).

تحقيق : أسامة آل جعفر.

تراثنا (قم) ، س ٥ ، ع ٤ (٢١) ، ١٤١٠ ه ، ص ٤٢١ ـ ٤٥٤.

٣٠٥ ـ ديوان آثار الماضين في رثاء أبي عبد الله الحسين عليه‌السلام.

نور الدين زين الدين الكرزكاني البحراني.

نشره : صادق الموسوي.

قم : ط ، ١٤١٠ ه ، ١٢٠ ص.


٣٠٦ ـ ديوان ابن سينا.

تحقيق : حسين علي محفوظ.

طهران : مطبعة الحيدري ، ١٩٥٧ م ، ٢١ ص.

٣٠٧ ـ ديوان أبي البحر جعفر بن محمد الخطي.

تحقيق : علي بن الحسين الهاشمي.

طهران : مطبعة الحيدري ، ١٣٧٣ ه ، ح + ١٢٤ ص.

٣٠٨ ـ ديوان أبي المجد.

محمد الرضا النجفي الأصفهاني.

تحقيق : أحمد الحسيني.

قم : دار الذخائر ، ط ١ ، ١٤٠٨ ه ، ١٧٢ ص ، ٢٤ سم.

٣٠٩ ـ ديوان الباقيات الصالحات.

عبد الباقي العمري الفاروقي الموصلي (١٢٠٤ ـ ١٢٧٩ ه).

تصحيح : أبو مصعب البصري.

قم : منشورات الشريف الرضي ، ١٤١١ ه.

٣١٠ ـ ديوان الحاج ميرزا أبي الفضل الطهراني.

المتوفى سنة ١٣١٦ ه.

إعداد : جلال الدين الحسيني المحدث.

طهران : مطبعة رنكين ، ١٣٦٩ ه ، ٤٠٨ ص ، ٢١ سم.

٣١١ ـ ديوان الراوندي.

الفضل بن علي (ت ٥٧٠ ه).

تحقيق : جلال الدين الأرموي المحدث.

طهران : مطبعة المجلس ، ١٣٧٤ ه ، ٣١٢ ص.

٣١٢ ـ ديوان الراوندي القاساني.

ضياء الدين أبي الرضا فضل الله الحسني (ق ٦ ه).

تصحيح : جلال الدين الأرموي المحدث.

طهران : مطبعة المجلس ، ط ١ ، ١٣٧٤ ه = ١٣٣٤ ه. ش ، ٣١١ ص ، ٢٤ سم.


٣١٣ ـ ديوان السيد نصر الله الحائري.

المتوفى سنة ١١٥٦ ه).

تحقيق : عباس الكرماني.

النجف : مطبعة الغري الحديثة ، ٩٥٤ م ، ع + ٢٥٧ ص.

٣١٤ ـ ديوان شيخ الأباطح أبي طالب.

جمعه : أبو هفان عبد الله بن أحمد بن حرب بن مهزم النحوي البصري (ت ٢٥٧ ه).

تحقيق : محمد باقر المحمودي.

قم : مجمع إحياء الثقافة الإسلامية ، ١٤١٢ ه.

٣١٥ ـ ديوان الشيخ علي تقي الأحسائي.

تحقيق : محمد كاظم الطريحي.

طهران : مطبعة تابان ، ١٩٥٥ م.

٣١٦ ـ ديوان طلائع بن رزيك.

المتوفى سنة ٥٥٦ ه.

تحقيق : محمد هادي الأميني.

بغداد : المكتبة الأهلية ، ١٩٦٤ م ، ١٩١ ص.

٣١٧ ـ ديوان مالك الأشتر.

مالك بن الحارث الأشتر النخعي ، المستشهد عام ٣٨ ه.

جمع وتحقيق : قيس العطار.

طهران : مؤسسة أنصار الحسين عليه السلام الثقافية ، ١٩٩٠ م ، ١٠٠ ص.

٣١٨ ـ ذبائح أهل الكتاب.

الشيخ المفيد (ت ٤١٣ ه).

تحقيق ، محمد مهدي نجف.

قم : المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد ، ط ١ ، ١٤١٣ ه ، ٣٢ ص (مصنفات الشيخ المفيد ، ٩).

٣١٩ ـ الذريعة إلى أصول الشريعة.

الشريف المرتضى (ت ٤٣٦ ه).

تصحيح : أبو القاسم كرجي.

طهران : جامعة طهران ، ١٣٤٦ ـ ١٣٤٨ ه. ش ، ٢ ج (منشورات جامعة طهران ، مج ١ ، ١ / ١١٠٠ ، مج ٢ ، ٢ / ١١٠٠).

٣٢٠ ـ ذريعة النجاة من مهالك تتوجه بعد الممات.

محمد إسماعيل المازندراني


الخواجوئي (ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه (الرسائل الاعتقادية ١ : ٢٤٩ ـ ٣٠٥).

٣٢١ ـ الذرية الطاهرة.

محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري الرازي الدولابي (٢٢٤ ـ ٣١٠ ه).

تحقيق : محمد جواد الحسيني الجلالي.

قم : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ، ١٤٠٧ ه ، ١٨٤ ص ، ٢٤ سم.

٣٢٢ ـ ربط الحادث بالقديم.

نصير الدين الطوسي (٥٩٧ ـ ٦٧٢ ه).

باهتمام : عبد الله نوراني.

طهران : مؤسسة مطالعات جامعة إسلامي مك كيل وجامعة طهران ، ١٩٨٠ م (مع : (تلخيص المحصل) وغيره للمؤلف ، ص ٤٨٢ ـ ٤٨٤).

٣٢٣ ـ كتاب الرجال.

أحمد بن محمد البرقي(ت ٢٧٤ ه).

تحقيق : كاظم الموسوي المياموي.

طهران : منشورات جامعة طهران ، ١٩٦٣ م ، ٩٨ ص (معه : رجال ابن داود الحلي).

٣٢٤ ـ كتاب الرجال.

الحسن بن علي بن داود الحلي (ت ٧٤٠ ه).

تحقيق : جلال الدين الحسيني المحدث.

طهران : منشورات جامعة طهران ، ١٩٦٣ م ، (مع : كتاب (الرجال) للبرقي).

٣٢٥ ـ رجال الخاقاني.

علي الخاقاني.

تحقيق : محمد صادق بحر العلوم.

قم : مكتب الإعلام الإسلامي ، ط ٢ ، ١٤٠٤ ه ، ٤٢٦ ص ، ٢٤ سم ، (معه : فوائد الوحيد البهبهاني).

٣٢٦ ـ رجال قائن.

محمد باقر آيتي بيرجندي.

تصحيح : كاظم موسوي.

طهران : منشورات جامعة طهران ، ١٣٤٤ ه. ش ، ٢٩ ص (مع : ثلاث رسائل في علم الرجال).


٣٢٧ ـ رجال النجاشي.

أحمد بن علي بن أحمد بن العباس النجاشي الأسدي (٣٧٢ ـ ٤٥٠ ه).

قم : جماعة المدرسين في الحوزة العلمية ، ١٤٠٧ ه ، ٤٩٠ ص ، ٢٤ سم ، (تحقيق : موسى الشبيري الزنجاني).

بيروت : دار الأضواء ، ١٤٠٨ ه ، ٢ مج ، (تحقيق : محمد جواد الغروي النائيني).

٣٢٨ ـ الرحلة المدرسية.

محمد جواد البلاغي (١٢٨٢ ـ ١٣٥٢ ه).

تحقيق : يوسف الهادي.

طهران : مؤسسة البلاغ ، ١٤١٣ ه ، ج ١.

٣٢٩ ـ الرد على أصحاب العدد.

الشريف المرتضى (ت ٤٣٦ ه).

إعداد : مهدي الرجائي.

قم : دار القرآن الكريم ، ١٤٠٥ ه (رسائل الشريف المرتضى مج ٢ : ص ١٨ ـ ٦٥).

٣٣٠ ـ الرد على المتعصب العنيد المانع من ذم (لعن) يزيد).

ابن الجوزي ، عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي (٥٠٨ ـ ٥٩٧ ه).

تحقيق : محمد كاظم المحمودي.

بيروت.

٣٣١ ـ الرسائل الاعتقادية.

محمد إسماعيل المازندراني

الخاجوئي (ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه ، ٢ مج.

٣٣٢ ـ رسائل :

١ ـ تفضيل الأنبياء على الملائكة.

٢ ـ المنع عن تفضيل الملائكة.

٣ ـ أحكام أهل الآخرة.

٤ ـ إنقاذ البشر من الجبر والقدر.

الشريف المرتضى ، علي بن الحسين ابن موسى (ت ٤٣٦ ه).

نشرها : أحمد الحسيني.

الكاظمية (بغداد) : مكتبة الشريف المرتضى العامة ، ط ١، ١٩٦٧ م ، ١٥٠ ص.


٣٣٣ ـ رسائل الشريف المرتضى.

الشريف المرتضى (ت ٤٣٦ ه).

إعداد : مهدي الرجائي.

تقديم : أحمد الحسيني.

قم : دار القرآن الكريم ، ١٤٠٥ ه ، ٣ ج ، ج ١ : ٤٥٧ ، ص ، ج ٢ ، ٤٠١ ص ، ج ٣ : ٣٦٨ ص.

قم : دار القرآن الكريم ، ١٣٦٩ ه. ش ، المجموعة الرابعة ، ٣٦٠ ص ، ٢٤ سم (تحقيق : أحمد الحسيني).

٣٣٤ ـ الرسائل العشر.

أحمد بن محمد بن فهد الحي (٧٥٧ ـ ٨٤١ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

إشراف : محمود المرعشي.

قم : مكتبة السيد المرعشي ، ط ١ ، ١٤٠٩ ه = ١٣٦٧ ه. ش.

٣٣٥ ـ الرسائل العشر.

الشيخ الطوسي (ت ٤٦٠ ه).

قم : مؤسسة النشر الإسلامي ٣٦٠ ص.

٣٣٦ ـ الرسائل الفشاركية.

محمد الطباطبائي الفشاركي (١٢٥٣ ـ ١٣١٦ ه).

تحقيق: جماعة المدرسين في الحوزة العلمية.

قم : مؤسسة النشر الإسلامي ، ١٤١٢ ه.

٣٣٧ ـ الرسائل الفقهية :

محمد إسماعيل المازندراني

الخاجوئي ، (ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه ، ٢ مج ، ٢٤ سم.

٣٣٨ ـ الرسائل الفقهية.

حسن المدرس.

تحقيق : أبو الفضل شكوري.

إيران : لجنة تكريم الذرى السنوية الخمسين لشهادة آية الله السيد حسن المدرس ، ط ١، ١٤٠٨ ه، ١١٩ ص، ٢٤ سم.

٣٣٩ ـ رسائل في الأصول والفقه.

عباس الحائري الطهراني (١٢٩٨ ـ


١٣٦٠ ه).

تحقيق : علي الفاضل القائيني النجفي.

قم : المؤسسة الثقافية للإمام المهدي عليه‌السلام ، ١٤١١ ه ، ٥٢٤ ص.

٣٤٠ ـ رسائل المحقق الكركي.

علي بن الحسين الكركي (ت ٩٤٠ ه).

تحقيق : محمد الحسون.

إشراف : محمود المرعشي.

قم : مكتبة السيد المرعشي ، ط ١ ، ١٤٠٩ ه ، ٢ مج ، ٢٤ سم.

٣٤١ ـ الرسائل المختارة.

المحقق الدواني ، الميرداماد.

باهتمام : أحمد تويسركاني.

أصفهان : مكتبة الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام العامة ، ط ١ ، ١٣٦٥ ه. ش ، ١٢٨ ص ، ٢٤ سم.

٣٤٢ ـ رسالتا آل بابويه وعلماء البحرين.

سليمان بن عبد الله الماحوزي البحراني.

تحقيق : أحمد الحسيني.

قم : مكتبة السيد المرعشي ،

١٤٠٤ ه.

٣٤٣ ـ رسالتان في البداء : مسألة في البداء ، البداء في التكوين.

محمد جواد البلاغي (١٢٨٢ ـ ١٣٥٢ ه) ، أبو القاسم الخوئي (١٣١٧ ـ ١٤١٣ ه).

إعداد : محمد علي الحكيم.

قم : ١٤١٤ ه.

٣٤٤ ـ رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس.

الحاكم الجشمي ، المحسن بن محمد ابن كرامة البيهقي الجشمي، المقتول سنة ٤٩٤ ه.

تحقيق : حسين الطباطبائي المدرسي.

قم : ١٤٠٦ ه.

٣٤٥ ـ رسالة أبي ريحان البيروني في فهرست كتب الرازي.

نشرها : مهدي محقق.

طهران : منشورات جامعة طهران ، ١٣٥٢ ه. ش ، ٧٤ ص (مع ترجمة إلى الفارسية).


٣٤٦ ـ رسالة أبي غالب الزراي في آل أعين.

وهي إلى ابن ابنه في ذكر آل أعين.

أبو غالب الزراري ، أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان بن الحسين بن الجهم ابن بكير بن أعين الشيباني الكوفي البغدادي (٢٨٥ ـ ٣٦٨ ه).

أصفهان : مطبعة رباني ، ١٣٩٩ ه (مع شرحها : للسيد محمد علي الموسوي الموحد الأبطحي) (مع تاريخ آل زرارة).

قم : مركز البحوث والتحقيقات الإسلامية ، ط ١ ، ١٤١١ ه ، ٣٥٦ ص ، ٢٤ سم (تحقيق : محمد رضا الحسيني الجلالي) (معها : تكملتها ، لأبي عبد الله الغضائري).

٣٤٧ ـ رسالة الأرض المندرسة.

علي بن الحسين الكركي (ت ٩٤٠ ه).

تحقيق : محمد الحسون.

إشراف : محمود المرعشي.

قم : مكتبة السيد المرعشي ، ط ١ ، ١٤٠٩ ه (رسائل المحقق الكركي ٢ : ١٩٩ ـ ٢٠٦).

٣٤٨ ـ رسالة الإمامة.

نصير الدين الطوسي (٥٩٧ ـ ٦٧٢ ه).

طهران : جامعة طهران ، ١٣٣٥ ه. ش (بعناية : محمد تقي دانش بزوه).

طهران : مؤسسة مطالعات إسلامي جامعة مك كيل وجامعة طهران ، ١٩٨٠ م (باهتمام : عبد الله نوراني) (مع : (تلخيص المحصل) وغيره للمؤلف ص ٤٢٣ ـ ٤٣٣).

٣٤٩ ـ رسالة أنموذج العلوم.

جلال الدين محمد بن أسعد الدواني (٨٣٠ ـ ٩٠٨ ه).

تحقيق : أحمد تويسركاني.

مشهد : مجمع البحوث الإسلامية ، ط ١ ، ١٤١١ ه (ثلاث رسائل ص ٢٦٥ ـ ٣٣٣).

٣٥٠ ـ الرسالة الأولى في الغيبة.

الشيخ المفيد (ت ٤١٣ ه).

تحقيق : علاء آل جعفر.

قم : المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد ، ط ١ ، ١٤١٣ ه ، ١٦ ص، (مصنفات الشيخ المفيد ، ٧).


٣٥١ ـ الرسالة الأينية.

محمد إسماعيل المازندراني

الخاجوئي (ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه (الرسائل الاعتقادية ١ : ٥٠٧ ـ ٥٢١).

٣٥٢ ـ الرسالة الباهرة في العترة الطاهرة.

الشريف المرتضى (ت ٤٣٦ ه).

إعداد : مهدي الرجائي.

قم : دار القرآن الكريم ، ١٤٠٥ ه (رسائل الشريف المرتضى مج ٢ : ص ٢٥١ ـ ٢٥٩).

٣٥٣ ـ الرسالة الباهرة.

أبو يعقوب السجستاني.

تصحيح : بستان هيرجي ، ومرتضى أسعدي ، وعبد الله نوراني.

طهران : تحقيقات إسلامي ، س ٧ ، ع ٢ ، ١٣٧١ ه. ش ، ص ٢١ ـ ٦٢ (مع مقدمة وترجمة بالفارسية).

٣٥٤ ـ رسالة بسيط الحقيقة ووحدة الوجود

ملا علي النوري (ت ١٢٤٦ ه).

تصحيح : جلال الدين آشتياني.

مشهد : منشورات أنجمن فلسفه ، ١٩٧٨ م (منتخباتي از آثار حكماي الهي إيران ٤ : ٥٣٧ ـ ٥٩٨).

٣٥٥ ـ رسالة التحفة.

أبو علي الحسين بن عبد الله بن سينا.

تصحيح : ضياء الدين الدري.

طهران : المكتبة المركزية ، (مع رسالة : ترغيب الدعاء).

٣٥٦ ـ رسالة تشريح الأعضاء.

أبو علي الحسين بن عبد الله بن سينا.

باهتمام : غلام حسين الصديقي. طهران.

٣٥٧ ـ رسالة تشويق السالكين.

محمد تقي بن مقصود علي المجلسي (ت ١٠٧٠ ه).

باهتمام : فقير شهباز علي شاه. (عباس تخيري).

إيران : عباس تخيري ،


١٣٦٢ ه. ش ، ٣٢ ص.

٣٥٨ ـ رسالة تياسر القبلة.

المحقق الحلي ، نجم الدين جعفر بن الحسن (٦٠٢ ـ ٦٧٦ ه).

تحقيق : رضا الأستادي.

قم : مكتبة السيد المرعشي ، ط ١ ، ١٤١٣ ه (الرسائل التسع ص ٣٢٥ ـ ٣٣٢).

٣٥٩ ـ الرسالة الثالثة في الغيبة.

الشيخ المفيد (ت ٤١٣ ه).

تحقيق : علاء آل جعفر.

المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد ، ط ١ ، ١٤١٣ ه ، ١٦ ص (مصنفات الشيخ المفيد ، ٧).

٣٦٠ ـ الرسالة الثانية في الغيبة.

الشيخ المفيد (ت ٤١٣ ه).

تحقيق : علاء آل جعفر.

قم : المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد ، ط ١ ، ١٤١٣ ه ، ١٦ ص (مصنفات الشيخ المفيد ، ٧).

٣٦١ ـ رسالة جر الثقيل.

أبو علي الحسين بن عبد الله بن سينا.

باهتمام : جلال الهمائي.

طهران : ١٣٣٠ ه. ش (سلسلة انتشارات آثار أنجمن ملي ، ٢٤).

٣٦٢ ـ الرسالة الجعفرية.

علي بن الحسين ، المحقق الكركي ت (٩٤٠ ه).

تحقيق : محمد الحسون.

قم : مكتبة السيد المرعشي ، ١٤٠٩ ه (رسائل المحقق الكركي ١ : ٧٧ ـ ١٣٦).

٣٦٣ ـ رسالة الجودية.

أبو علي بن سينا.

باهتمام : محمود النجم آبادي.

طهران : ١٣٣٠ ه. ش ، ٥٧ + ٢٧ ص (أنجمن آثار ملي ، ٢٠).

٣٦٤ ـ رسالة حول التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه‌السلام.

محمد جواد البلاغي (ت ١٣٥٢ ه).

تقديم وتحقيق : رضا أستادي.

نور علم (قم) ، ع ١٣ ، ١٤٠٦ ه ، ص ١٣٧ ـ ١٥١.


٣٦٥ ـ رسالة حول حديث : نحن معاشر الأنبياء لا نورث.

الشيخ المفيد (ت ٤١٣ ه).

تحقيق : مالك المحمودي.

قم : المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد ، ١٤١٣ ه ، ٣٢ ص (مصنفات الشيخ المفيد ، ١٠).

٣٦٦ ـ رسالة حول خبر مارية.

الشيخ المفيد (ت ٤١٣ ه).

تحقيق : مهدي الصباحي.

قم : المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد ، ط ١ ، ١٤١٣ ه ، ٣٢ ص (مصنفات الشيخ المفيد ، ٣).

٣٦٧ ـ رسالة خمسية.

محمد إسماعيل المازندراني الخاجوئي (ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه (الرسائل الفقهية ١ : ٦٧ ـ ١٢٢).

٣٦٨ ـ رسالة الخيار في البيع.

علي بن الحسين الكركي

(ت ٩٤٠ ه).

تحقيق : محمد الحسون.

إشراف : محمود المرعشي.

قم: مكتبة السيد المرعشي ط ١، ١٤٠٩ ه (رسائل المحقق الكركي ٢ : ١٦٧ ـ ١٨٩).

٣٦٩ ـ الرسالة الذهبية.

محمد إسماعيل المازندراني الخاجوئي (ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم: دار الكتاب الإسلامي، ط ١ ، ١٤١١ ه (الرسائل الفقهية ٢: ٣٨٥ ـ ٤٢٥).

٣٧٠ ـ الرسالة الذهبية.

أو : طب الإمام الرضا عليه‌السلام.

تحقيق : محمد مهدي نجف.

النجف : ١٤٠٠ ه ، ط ١ ، منشورات مكتبة الإمام الحكيم العامة ، ١٠.

قم : ١٤٠٢ ه = ١٩٨٢ م ، ط ٢ ، مطبعة الخيام.

٣٧١ ـ الرسالة الرابعة في الغيبة.

الشيخ المفيد (ت ٤١٣ ه).

تحقيق : علاء آل جعفر.


قم : المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد ، ط ١ ، ١٤١٣ ه ، ١٦ ص (مصنفات الشيخ المفيد ، ٧).

٣٧٢ ـ الرسالة الرضاعية.

علي بن الحسين الكركي (ت ٩٤٠ ه).

تحقيق : محمد الحسون.

إشراف : محمود المرعشي.

قم : مكتبة السيد المرعشي ، ط ١ ، ١٤٠٩ ه (رسائل المحقق الكركي ١ : ٢١١ ـ ٢٣٥).

٣٧٣ ـ رسالة روضة الغناء في تحقيق موضوع الغناء.

محمد رضا النجفي الأصفهاني.

نور علم (قم) ع ١٦ ، ١٤٠٦ ه ، ص ١٢٣ ـ ١٣٠.

٣٧٤ ـ الرسالة السعدية.

في أصول الدين وفروعه.

العلامة الحلي (ت ٧٢٦ ه).

تحقيق : عبد الحسين البقال.

قم : مكتبة السيد المرعشي ، ١٤١١ ه ، ١٧٢ ص ، ٢٤ سم.

٣٧٥ ـ رسالة سهو الإمام والمأموم.

حسن المدرس.

تحقيق : أبو الفضل شكوري.

إيران : لجنة تكريم الذكرى السنوية الخمسين لشهادة آية الله السيد حسن المدرس ، ط ١ ، ١٤٠٨ ه (الرسائل الفقهية : ص ٧٣ ـ ٨٥).

٣٧٦ ـ رسالة شكوى الغريب.

عين القضاة الهمذاني الميانجي ،

عبد الله بن محمد (ت ٥٢٥ ه).

تحقيق : عفيف عسيران.

طهران : جامعة طهران ، ط ١ ، ١٩٦٢ م ، ٤٨ ص (النص) + ٣٨ ص (المقدمة).

٣٧٧ ـ رسالة صلاة الجمعة.

علي بن الحسين الكركي (ت ٩٤٠ ه).

تحقيق : محمد الحسون.

إشراف : محمود المرعشي.

قم : مكتبة السيد المرعشي ، ط ١ ، ١٤٠٩ ه (رسائل المحقق الكركي ١ : ١٣٩ ـ ١٧٣).


٣٧٨ ـ رسالة عدلية.

محمد إسماعيل المازندراني الخاجوئي (ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه (الرسائل الاعتقادية ٢١ : ١٥١ ـ ٢٧٥).

٣٧٩ ـ رسالة عدم مضايقة الفوائت.

علي بن موسى بن جعفر بن طاووس (ت ٦٦٤ ه).

تحقيق : محمد علي الطباطبائي المراغي.

تراثنا (قم) ، س ٢ ، ع ٢ ـ ٣ (٧ ـ ٨) ، ١٤٠٧ ه ، ص ٣٣١ ـ ٣٥٩.

٣٨٠ ـ الرسالة العلية في الأحاديث النبوية.

شرح أربعين حديثا نبويا.

كمال الدين حسين الكاشفي البيهقي السبزواري.

تصحيح وتعليق : جلال الدين الحسيني الأرموي ، المعروف بالمحدث.

طهران : مركز انتشارات علمي وفرهنكي، ١٣٦٢ ه. ش، ١٣، ٥١٥ ص

(مجموعة ميراث إيران وإسلام).

٣٨١ ـ رسالة عيون الحكمة.

أبو علي الحسين بن عبد الله بن سينا ، باهتمام : مجتبى المينوي.

طهران : مطبعة كراوري ، ١٣٣٣ ه. ش ، ٥٦ + ٣٣ ص.

٣٨٢ ـ الرسالة الفخرية في معرفة النية.

محمد بن الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي ، فخر المحققين (٦٨٢ ـ ٧٧١ ه).

تحقيق : صفاء الدين البصري.

مشهد : مجمع البحوث الإسلامية ١٤١١ ه.

٣٨٣ ـ رسالة الفراسة.

ابن الخوام البغدادي.

تحقيق : حسين علي محفوظ.

طهران : ١٩٥٤ م.

٣٨٤ ـ رسالة في إبطال الزمان الموهوم.

ملا إسماعيل خواجوئي.

تصحيح : جلال الدين آشتياني.

مشهد : منشورات أنجمن فلسفه ، ١٩٧٨ م (منتخباتي از آثار حكماي إلهي


إيران ٤ : ٢٣٣ ـ ٢٩١).

٣٨٥ ـ رسالة في إثبات المعاد الجسماني.

محمد حسين الغروي الإصبهاني.

تصحيح : رضا استادي.

نور علم (قم) ع ١ ، ١٤٠٦ ه ، ص ١٣٥ ـ ١٤٠.

٣٨٦ ـ رسالة في الإجارة.

محمد حسين الغروي الأصفهاني (ت ١٣٦١ ه).

تحقيق : جماعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم.

قم : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة ، ١٤٠٩ ه (بضمن (بحوث في الفقه) للمؤلف).

٣٨٧ ـ رسالة في الإجارة.

محمد الطباطبائي الفشاركي (١٢٥٣ ـ ١٣١٦ ه).

تحقيق : جماعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم.

قم : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة ، ١٤١٣ ه ، الرسائل الفشاركية : ص ٥٦٥ ـ ٦٠١.

٣٨٨ ـ رسالة في إجازة الوارث قبل الموت.

علي بن الحسين الكركي (ت ٩٤٠ ه).

تحقيق : محمد الحسون.

إشراف : محمود المرعشي.

قم : مكتبة السيد المرعشي ، ط ١ ، ١٤٠٩ ه (رسائل المحقق الكركي ٢ : ١٩١ ـ ١٩٤).

٣٨٩ ـ رسالة في الاجتهاد والتقليد.

مرتضى الأنصاري.

تحقيق : عباس الحاجياني.

قم : مكتبة المفيد ، ١٤٠٤ ه (مجموعة رسائل فقهية وأصولية ، ص ٤٥ ـ ٩٦).

٣٩٠ ـ رسالة في أحكام الخلل في الصلاة.

محمد الطباطبائي الفشاركي (١٢٥٣ ـ ١٣١٦ ه).

تحقيق : جماعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم.

قم : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة ، ١٤١٣ ه ، الرسائل الفشاركية : ص ٣٦١ ـ ٤٤٢.


٣٩١ ـ رسالة في أحكام الطلاق.

محمد إسماعيل المازندراني الخاجوئي (ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه (الرسائل الفقهية ٢ : ٧ ـ ٢٩).

٣٩٢ ـ رسالة في إرث الزوجة.

محمد إسماعيل المازندراني الخاجوئي (ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه (الرسائل الفقهية ٢ : ٣١ ـ ٥٥).

٣٩٣ ـ رسالة في استحباب رفع اليدين حالة الدعاء.

محمد إسماعيل المازندراني الخاجوئي (ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه ، (الرسائل الفقهية ٢ : ٢٨٣ ـ ٢٩١).

٣٩٤ ـ رسالة في استحباب كتاب الشهادتين على الكفن.

محمد إسماعيل المازندراني الخاجوئي (ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ط ١ ، ١٤١١ ه (الرسائل الفقهية ٢ : ١١٧ ـ ١٢٥).

٣٩٥ ـ رسالة في الاشتراك المعنوي للصفات الكمالية للوجود بين الحق والخلق.

ملا هادي السبزواري.

تصحيح : جلال الدين آشتياني.

إيران : سازمان أوقاف وأمور خيرية ، ١٣٧٠ ه. ش (رسائل حكيم سبزواري) ص ٦٠٣ ـ ٦٠٩.

٣٩٦ ـ رسالة في أصالة البراءة.

محمد الطباطبائي الفشاركي (١٢٥٣ ـ ١٣١٦ ه).

تحقيق : جماعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم.

قم : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة ، ١٤١٣ ه ،


الرسائل الفشاركية، ص ١٩ ـ ١٩٥.

٣٩٧ ـ رسالة في أصول الطيب والمركبات العطرية.

أحمد بن مندويه الأصفهاني (ت ٤١٠ ه).

نشرها : محمد تقي دانش بزوه.

مجلة فرهنك إيران زمين ، مج ١٥ ، ١٩٦٨ م ، ص ٢٢٢ ـ ٢٥٣.

٣٩٨ ـ رسالة في الاعتقادات.

الشيخ الطوسي (ت ٤٦٠ ه).

تصحيح : محمد علي الروضاتي.

قم : مؤسسة النشر الإسلامي (الرسائل العشر : ١٠١ ـ ١٠٧).

٣٩٩ ـ رسالة في اعتقاد الحكماء.

شهاب الدين يحيى السهروردي.

تصحيح : هنرى كوربن.

طهران : أنجمن حكمت وفلسفه ، ١٣٥٥ ه. ش (مجموعة مصنفات شيخ إشراق ١ : ٢٦١ ـ ٢٧٢).

٤٠٠ ـ رسالة في إعجاز سورة الكوثر.

جار الله محمود بن عمر الزمخشري (٤٦٧ ـ ٥٣٨ ه).

تحقيق : حامد الخفاف.

تراثنا (قم) ، س ٣ ، ع ٤ (١٣) ، ١٤٠٨ ه ، ص ١٩٥ ـ ٢٤٦.

٤٠١ ـ رسالة في افتتاح الكلام ببسم الله تيمنا وتبركا.

الشهيد الثاني ، زين الدين بن علي العاملي الجبعي (٩١١ ـ ٩٦٥ ه).

تراثنا (قم) ، س ٣ ، ع ٣ (١٢) ، ١٤٠٨ ه ، ص ٢٠٠ ـ ٢٠٩.

٤٠٢ ـ رسالة في أفضلية التسبيح على القراءة في الركعتين الأخيرتين.

محمد إسماعيل المازندراني الخاجوئي (ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه ، (الرسائل الفقهية ١ : ٢٥٥ ـ ٢٦٨).

٤٠٣ ـ رسالة في أقسام المولي.

الشيخ المفيد (ت ٤١٣ ه).

تحقيق : محمد مهدي نجف.

لندن : دار زيد ، ١٤١٠ ه (مع : رسالة في معنى المولى).


٤٠٤ ـ رسالة في أقل المدة بين العمرتين.

محمد إسماعيل المازندراني الخاجوئي (ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه (الرسائل الفقهية ١ : ١٢٢ ـ ١٥٣).

٤٠٥ ـ رسالة في بيان الشجرة الخبيثة.

محمد إسماعيل المازندراني الخاجوئي (ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه (الرسائل الاعتقادية ٢ : ٣٧٢ ـ ٣٧٧).

٤٠٦ ـ رسالة في بيان عدد الأكفان.

محمد إسماعيل المازندراني الخاجوئي

(ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه (الرسائل الفقهية ٢ : ١٣٧ ـ ١٤٧).

٤٠٧ ـ رسالة في بيان علامة البلوغ.

محمد إسماعيل المازندراني الخاجوئي (ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه ، (الرسائل الفقهية ٢ : ٢٩٣ ـ ٣٠٣).

٤٠٨ ـ رسالة في تحريم الفقاع.

الشيخ الطوسي (ت ٤٦٠ ه).

تصحيح : رضا الأستادي.

قم : مؤسسة النشر الإسلامي (الرسائل العشر : ٢٥٣ ـ ٢٦٦).

٤٠٩ ـ رسالة في تحقيق مسألة المشتق.

مرتضى الأنصاري.

تحقيق : عباس الحاجياني.

قم : مكتبة المفيد ، ١٤٠٤ ه (مجموعة رسائل فقهية وأصولية ، ص ٩٩ ـ ١١١).

٤١٠ ـ رسالة في تحقيق نقيض الوجود.

زين الدين عمر بن سهلان الساوجي.

باهتمام : محمد تقي دانش بزوه.

طهران : ١٣٣٧ ه. ش ، ٧٥ + ١٧٩ ص ، ٢٤ سم.


٤١١ ـ رسالة في تحقيق وتفسير الناصبي.

محمد إسماعيل المازندراني الخاجوئي. (ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه (الرسائل الاعتقادية ١ : ٤٢٧ ـ ٤٣٥).

٤١٢ ـ رسالة في تحقيق وجوب غسل مس الميت

محمد إسماعيل المازندراني الخاجوئي. (ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه (الرسائل الفقهية ١ : ٢٦٩ ـ ٢٧٧).

٤١٣ ـ رسالة في ترتيب قضاء الصلاة الفائتة.

علي بن الحسين الكركي (ت ٩٤٠ ه).

تحقيق : محمد الحسون.

إشراف : محمود المرعشي.

قم : مكتبة السيد المرعشي ، ط ١ ، ١٤٠٩ ه (رسائل المحقق الكركي ٢ :

١١٥ ـ ١١٨).

٤١٤ ـ رسالة في التسامح في أدلة السنن.

مرتضى الأنصاري.

تحقيق : عباس الحاجياني.

قم : مكتبة المفيد ، ١٤٠٤ ه (مجموعة رسائل فقهية وأصولية : ١١ ـ ٤٢).

٤١٥ ـ رسالة في تعقب الموضع الجدلي.

ابن سينا.

باهتمام : محمد تقي دانش بزوه.

طهران : منشورات جامعة طهران ، ١٣٧٠ ه. ش (مع : منطق ومباحث ألفاظ ، ص ٦٠ ـ ٧٨).

٤١٦ ـ رسالة في التعويل على أذان الغير في دخول الوقت.

محمد إسماعيل المازندراني الخاجوئي (ت ١١٧٣ ه).

تحقيق ، مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه (الرسائل الفقهية ١ : ٢١٥ ـ ٢٢٦).

٤١٧ ـ رسالة في تعيين ليلة القدر.

محمد إسماعيل المازندراني الخاجوئي.


(ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه (الرسائل الاعتقادية ١ : ١٠٩ ـ ١٢٥).

٤١٨ ـ رسالة في تفسير آية : (فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس ...).

محمد إسماعيل المازندراني الخاجوئي (ت ١١٧٣ ه.)

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه (الرسائل الاعتقادية ٢ : ١٠٣ ـ ١٠٧).

٤١٩ ـ رسالة في تفسير آية : (وكان عرشه على الماء).

محمد إسماعيل المازندراني الخاجوئي. (ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه (الرسائل الاعتقادية ١ : ٤٦٧ ـ ٤٧٣).

٤٢٠ ـ رسالة في تقوي السافل بالعالي.

محمد الطباطبائي الفشاركي (١٢٥٣ ـ

١٣١٦ ه).

تحقيق : جماعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم.

قم : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة ١٤١٣ ه ، الرسائل الفشاركية : ص ١٩٧ ـ ٢٢٠.

٤٢١ ـ رسالة في التقية.

علي بن الحسين الكركي (ت ٩٤٠ ه).

تحقيق : محمد الحسون.

إشراف : محمود المرعشي.

قم : مكتبة السيد المرعشي ، ط ١ ، ١٤٠٩ ه (رسائل المحقق الكركي ٢ : ٥١ ـ ٥٥).

٤٢٢ ـ رسالة في الجبر والتفويض.

محمد إسماعيل المازندراني الخاجوئي. (ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه (الرسائل الاعتقادية ١ : ٣٧٩ ـ ٤٣١).


٤٢٣ ـ رسالة في جواز التداوي بالخمر عند الضرورة.

محمد إسماعيل المازندراني الخاجوئي. (ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه (الرسائل الاعتقادية ١ : ١٤٩ ـ ١٦٧).

٤٢٤ ـ رسالة في جواز العدول عن العمرة إلى الأفراد عند ضيق الوقت.

محمد جواد بن محمد بن حيدر بن إبراهيم بن أحمد بن قاسم الحسيني العاملي (ت ١٢٢٦ ه).

تحقيق : محمد علي الطباطبائي المراغي.

تراثنا (قم) ، س ٢ ع ١ (٦) ، ١٤٠٧ ه ، ص ١٨٦ ـ ٢٠٠.

٤٢٥ ـ رسالة في الحبوة.

محمد إسماعيل المازندراني الخاجوئي. (ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه (الرسائل الفقهية ٢ : ٥٧ ـ

٧٩).

٤٢٦ ـ رسالة في الحج.

علي بن الحسين الكركي (ت ٩٤٠ ه).

تحقيق : محمد الحسون.

إشراف : محمود النجفي.

قم : مكتبة السيد المرعشي ، ط ، ١٤٠٩ ه (رسائل المحقق الكركي ٢ : ١٤٧ ـ ١٦٥).

٤٢٧ ـ رسالة في حرمة تزويج المؤمنة بالمخالف.

محمد إسماعيل المازندراني الخاجوئي (ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه (الرسائل الفقهية ٢ : ٨١ ـ ١١٥).

٤٢٨ ـ رسالة في حرمة النظر إلى وجه الأجنبية.

محمد إسماعيل المازندراني الخاجوئي. (ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ،




١٤١١ ه (الرسائل الفقهية ١ : ٣٣ ـ ٦٥).

٤٢٩ ـ رسالة في حكم الاستئجار للحج من غير بلد الميت.

محمد إسماعيل المازندراني الخاجوئي. (ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه (الرسائل الفقهية ١ : ٢٢٧ ـ ٢٣٢).

٤٣٠ ـ رسالة في حكم الإسراج عند الميت إن مات ليلا.

محمد إسماعيل المازندراني الخاجوئي. (ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه (الرسائل الفقهية ١ : ٢٣٣ ـ ٢٣٧).

٤٣١ ـ رسالة في حكم التنفل قبل صلاة العيد وبعدها.

محمد إسماعيل المازندراني الخاجوئي. (ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه (الرسائل الفقهية ٢ : ١٢٧ ـ ١٣٥).

٤٣٢ ـ رسالة في حكم الحائض والنفساء

علي بن الحسين الكركي (ت ٩٤٠ ه).

تحقيق : محمد الحسون.

إشراف : محمود المرعشي.

قم : مكتبة السيد المرعشي ، ط ١ ، ١٤٠٩ ه (رسائل المحقق الكركي ٢ : ٨٢ ـ ٨٣).

٤٣٣ ـ رسالة في حكم الحدث الأصغر المتخلل في غسل الجنابة.

محمد إسماعيل المازندراني الخاجوئي (ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه (الرسائل الفقهية ٢ : ١٦٩ ـ ١٩٧).

٤٣٤ ـ رسالة في حكم شراء ما يعتبر فيه التذكية.

محمد إسماعيل المازندراني الخاجوئي. (ت ١١٧٣ ه).


تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه (الرسائل الفقهية ١ : ٢٧٨ ـ ٢٨٧).

٤٣٥ ـ رسالة في حكم الغسل في الأرض الباردة ومع الماء البارد.

محمد إسماعيل المازندراني الخاجوئي. (ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه (الرسائل الفقهية ١ : ٢٤٩ ـ ٢٥٤).

٤٣٦ ـ رسالة في حكم الغسل قبل الاستبراء.

محمد إسماعيل المازندراني الخاجوئي. (ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه (الرسائل الفقهية ١ : ٣١٩ ـ ٣٤٩).

٤٣٧ ـ رسالة في حكم لبس الحرير للرجال في الصلاة وغيرها.

محمد إسماعيل المازندراني الخاجوئي.

(ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه (الرسائل الاعتقادية ١ : ٢٨٩ ـ ٣١٨).

٤٣٨ ـ رسالة في الحيض.

علي بن الحسين الكركي (ت ٩٤٠ ه).

تحقيق : محمد الحسون.

إشراف : محمود المرعشي.

قم : مكتبة السيد المرعشي ، ط ١ ، ١٤٠٩ ه (رسائل المحقق الكركي ٢ : ٧٣ ـ ٨٠).

٤٣٩ ـ رسالة في خروج المقيم عن حدود البلد.

علي بن الحسين الكركي(ت ٩٤٠ ه).

تحقيق : محمد الحسون.

إشراف : محمود المرعشي.

قم : مكتبة السيد المرعشي ، ط ١ ، ١٤٠٩ ه (رسائل المحقق الكركي ٢ : ١٠٩ ـ ١١٣).


٤٤٠ ـ رسالة في الخيارات.

محمد الطباطبائي الفشاركي (١٢٥٣ ـ ١٣١٦ ه).

تحقيق : جماعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم.

قم : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة ، ١٤١٣ ه ، الرسائل الفشاركية، ص ٤٤٣ ـ ٥٦٤.

٤٤١ ـ رسالة في الدماء الثلاثة.

محمد الطباطبائي الفشاركي (١٢٥٣ ـ ١٣١٦ ه).

تحقيق : جماعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم.

قم : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة ، ١٤١٣ ه ، الرسائل الفشاركية: ص ٢٢١ ـ ٣٦٠.

٤٤٢ ـ رسالة في ذم سؤال غير الله.

محمد إسماعيل المازندراني الخاجوئي. (ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه (الرسائل الاعتقادية ٢ : ٤٨٥ ـ ٤٩١).

٤٤٣ ـ رسالة في الرضاع.

محمد إسماعيل المازندراني الخاجوئي. (ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه (الرسائل الفقهية ١ : ١٥٥ ـ ٢١٤).

٤٤٤ ـ رسالة في السجود على التربة المشوية.

علي بن الحسين الكركي (ت ٩٤٠ ه).

تحقيق : محمد الحسون.

إشراف : محمود المرعشي.

قم : مكتبة السيد المرعشي ، ط ١ ، ١٤٠٩ ه (رسائل المحقق الكركي ٢ : ٨٠ ـ ١٠٨).

٤٤٥ ـ رسالة في سماع الدعوى.

علي بن الحسين الكركي(ت ٩٤٠ ه).

تحقيق : محمد الحسون.

إشراف : محمود المرعشي.

قم : مكتبة السيد المرعشي ، ط ١ ، ١٤٠٩ ه (رسائل المحقق الكركي ٢ :


٢١٧ ـ ٢٢١).

٤٤٦ ـ رسالة في السير والسلوك.

محمد مهدي الطباطبائي البروجردي بحر العلوم.

شرح وتوضيح وتقديم : حسن المصطفوي.

طهران : أمير كبير ، ط ٢ ، ١٣٦٧ ه. ش ، ١٣٢ ص ، ٢٤ سم.

٤٤٧ ـ رسالة في السهو والشك في الصلاة.

علي بن الحسين الكركي (ت ٩٤٠ ه).

تحقيق : محمد الحسون.

إشراف : محمود المرعشي.

قم : مكتبة السيد المرعشي ، ط ١ ، ١٤٠٩ ه (رسائل المحقق الكركي ٢ : ١١٩ ـ ١٤٦).

٤٤٨ ـ رسالة في شرائط المفتي.

محمد إسماعيل المازندراني الخاجوئي. (ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه (الرسائل الفقهية ٢ : ٤٧١ ـ

٤٩١).

٤٤٩ ـ رسالة في شرح حديث : (أعلمكم بنفسه أعلمكم بربه).

محمد إسماعيل المازندراني الخاجوئي. (ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه (الرسائل الاعتقادية ٢ : ٣٥ ـ ٤٥).

٤٥٠ ـ رسالة في شرح حديث : (إنهم يأنسون بكم فإذا غبتم عنهم استوحشوا).

محمد إسماعيل المازندراني الخاجوئي. (ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم: دار الكتاب الإسلامي، ط ١ ، ١٤١١ ه (الرسائل الاعتقادية ٢: ٧٩ ـ ٩١).

٤٥١ ـ رسالة في شرح حديث : (توضؤوا مما غيرت النار).

محمد إسماعيل المازندراني الخاجوئي. (ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.




قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه (الرسائل الاعتقادية ١ : ٢٣٩ ـ ٢٤٧).

٤٥٢ ـ رسالة في شرح حديث : (الطلاق بيد من أخذ بالساق).

محمد إسماعيل المازندراني الخاجوئي. (ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه (الرسائل الفقهية ١ : ٢٧ ـ ٣٢).

٤٥٣ ـ رسالة في شرح حديث : (لا يموت لمؤمن ثلاثة من الأولاد فتمسه النار إلا تحلة القسم).

محمد إسماعيل المازندراني الخاجوئي. (ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه (الرسائل الاعتقادية ١ : ٤٧ ـ ٧٧).

٤٥٤ ـ رسالة في شرح حديث : (لسان القاضي بين جمرتين من نار).

محمد إسماعيل المازندراني الخاجوئي.

(ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه (الرسائل الفقهية ٢ : ٣١ ـ ٥٥).

٤٥٥ ـ رسالة في شرح حديث : (لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله).

محمد إسماعيل المازندراني الخاجوئي. (ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه (الرسائل الاعتقادية ٢ : ٢١ ـ ٣٣).

٤٥٦ ـ رسالة في شرح حديث : (ما من أحد يدخله عمله الجنة وينجيه من النار).

محمد إسماعيل المازندراني الخاجوئي. (ت ١١٧٣ ه).

تحقيق : مهدي الرجائي.

قم : دار الكتاب الإسلامي ، ط ١ ، ١٤١١ ه (الرسائل الاعتقادية ٢ : ٧ ـ ١٩).


من التراث الأدبي المنسي في الأحساء (١٤)

الشيخ محمد السبعي

(... ـ ٨١٥ ه)

السيد هاشم الشخص

هو الشيح أبو أحمد فخر الدين محمد بن عبد الله بن علي بن حسن بن علي بن محمد بن سبع (أو : سبيع) بن سالم بن رفاعة السبعي (أو : السبيعي) الرفاعي الأحسائي القاري الحلي.

من كبار علماء الإمامية ومشاهير شعراء أهل البيت عليهم‌السلام.

وهو والد الفقيه الكبير الشيخ أحمد بن محمد السبعي ، المتوفى بعد سنة ٨٥٤ ه.

نبذة عن حياته :

كانت قرية (القارة) بالأحساء هي موطن (آل السبعي) ـ وهم أسرة علمية جليلة ـ ، ولا تزال فيها آثارهم وموقوفاتهم إلى اليوم ، والمترجم له من أهل هذه القرية ، وإليها نسبته.

ولم نطلع ـ مع الأسف ـ على تاريخ أو مكان ولادته ، بل لم يصلنا عنه إلا اليسير جدا.

وبعد أن قضى زمنا في (الأحساء) هاجر إلى العراق لتحصيل العلوم الدينية ، وزار العتبات المقدسة ، ثم استقر في مدينة (الحلة) لطلب العلم ،


إذ كانت المركز الرئيس لتدريس علوم أهل البيت عليهم‌السلام ومأوى أعاظم علماء الشيعة.

وبعد أن أصبح من كبار العلماء وأجلائهم اتخذ من (الحلة) وطنا دائما له ، ومنها عرف واشتهر ، فهو أحسائي الأصل والنشأة ، حلي المسكن والمدفن.

وفاته :

توفي ـ قدس‌سره ـ في مدينة (الحلة) بالعراق سنة ٨١٥ ه ، وبها دفن (١).

وقد خلف ولدين عالمين جليلين ، أكبرهما وأجلهما الفقيه الكبير الشيخ أحمد السبعي ، والثاني الشيخ علي السبعي.

ومن أسباطه من العلماء : السيد محمد بن عبد الله بن علي بن محمد السبعي.

ومن الشعراء من أحفاده : الشيخ حسين بن الشيخ علي السبعي ، ونجله الشيخ علي بن الشيخ حسين السبعي.

الثناء عليه :

قال في شأنه الشيخ علي آل كاشف الغطاء في (حصون المنيعة) :

__________________

(١) هذا هو الصحيح في تاريخ وفاته كما في (أعيان الشيعة) ، وما نقل عن (الحصون المنيعة) : أنه توفي سنة ٩٢٠ ه ليس بصحيح أبدا ، لأن ابنه الشيخ أحمد السبعي توفي في أواسط القرن التاسع الهجري ـ كما أثبتناه في محله وأثبته المحقق البحاثة آقا بزرك الطهراني في طبقاته ـ فيستبعد جدا أن يكون الأب قد عاش بعد ابنه نحو ستين عاما ، والمظنون قويا أن صاحب (الحصون المنيعة) أراد أن يكتب أن المترجم توفي في حدود سنة ٨٢٠ ه لا ٩٢٠ ، فوقع سهو من قلمه الشريف أو من النساخ ، والله أعلم.


(كان فاضلا جامعا ، ومصنفا نافعا ، وأديبا رائعا ، وشاعرا بارعا ، زار العتبات المقدسة ، وسكن (الحلة) لطلب العلم ، وكانت إذ ذاك محل ركاب الأفاضل ، ومأوى العلماء الأماثل).

وقال عنه السيد ضامن بن شدقم المدني في (تحفة الأزهار) عند ذكره لأحد أسباطه ـ السيد محمد بن السيد عبد الله السبعي الآتي ذكره ـ قال : (الشيخ العالم الفاضل ، الكامل الصالح ، الزاهد الورع ، محمد بن عبد الله السبعي ، صاحب القصائد المأنوسة في مدح أهل البيت عليهم‌السلام).

ويظهر مما تقدم أن للمترجم له مصنفات علمية مهمة ، لكن للأسف لا نعرف عنها شيئا.

شعره :

لقد اشتهر المترجم له بالأدب والشعر أكثر مما عرف بالعلم والفقاهة ـ رغم ما كان عليه من المقام الشامخ والعلم والفضيلة ، ـ وذلك لكثرة ما قاله من الشعر في شأن أهل البيت عليهم‌السلام ، حتى لا تكاد تجد مجموعا أدبيا حسينيا كتب في عصره أو بعده إلا وفيه بعض من قصائده المطولة.

ولو جمعت قصائده وأشعاره من بطون الكتب الخطية والمطبوعة لأصبحت بلا شك ديوانا ضخما ، ولم أجد في ما بين يدي من شعر غير المدح والرثاء لأهل بيت العصمة صلوات الله عليهم أجمعين.

وجدير بالذكر هنا أن من عرف بالشعر من (آل السبعي) أكثر من واحد ، بل هم ـ بالإضافة إلى صاحب الترجمة ـ خمسة شعراء ، ولكل واحد منهم شعر كثير لا يقل عن ديوان ، لكنه متفرق في مختلف الكتب الخطية والمطبوعة ، ولهذا التبس الأمر على كثير من المؤرخين فلم يستطع التمييز بين هؤلاء الشعراء ، فتجد في كثير من الأحيان نسبة ما لهذا من الشعر لذاك وبالعكس.

وحسب ما وصلت إليه فالشعراء الخمسة من (آل السبعي) هم :


١ ـ الشيخ محمد بن عبد الله السبعي ، صاحب الترجمة ، وهو أولهم وأشهرهم ، بل جدهم جميعا ، ويختم عادة قصائده المطولة بذكر لقب (السبعي) كقوله : (يروم بها (السبعي) ...) أو : (فسمعا من (السبعي) ... أو ما أشبه ذلك.

٢ ـ الشيخ الفقيه أحمد بن محمد السبعي ، نجل صاحب الترجمة ، وهو مشهور بالفقاهة لكن له شعر كثير.

ولا يستبعد أن كثيرا من الشعر المنسوب إليه هو من شعر أبيه صاحب الترجمة.

٣ ـ الشيخ حسين السبعي ابن الشيخ علي بن الشيخ محمد ـ صاحب الترجمة ـ ، وهو كثيرا ما يختم قصائده بقوله : (وتحكي فيكم ما قال جدي) أو ما يشبه ذلك.

٤ ـ الشيخ علي بن الشيخ حسين السبعي ابن الشيخ علي ـ ابن صاحب الترجمة ـ ، وهو كأبيه الشيخ حسين كثيرا ما يختم شعره بما يشير به إلى جده ، ويراد بالجد في كلا الحالين صاحب الترجمة الشيخ محمد السبعي.

٥ ـ الشيخ محمد بن حسين السبعي ، المتوفى سنة ١٠١١ ه ـ المتقدم ذكره ـ ، وهو أيضا من ذرية صاحب الترجمة ، ويشير في قصائده إلى جده.

وأعتقد أن ما ينسب من الشعر ل (آل السبعي) إذا لم تكن فيه قرينة تثبت نسبته إلى واحد منهم بعينه مع وجود إشارة فيه إلى الجد فهو مردد بين الشعراء الثلاثة الأواخر : (علي السبعي وحسين بن علي ومحمد بن حسين).

وإليك نماذج من الأدب الرائع المنسي من شعر صاحب الترجمة الشيخ محمد بن عبد الله السبعي.

قال ـ قدس‌سره ـ في مدح النبي الأكرم محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وخليفته الإمام علي عليه‌السلام ، وقد التزم في كل بيت بذكر النبي ثم بذكر علي صلوات الله عليهما وعلى آلهما :


أصخ واستمع يا طالب الرشد ما الذي

به المصطفى قد خص والمرتضى علي

محمد مشتق من الحمد اسمه

ومشتق من اسم المعالي كذا علي

محمد قد صفاه ربي من الورى

كذلك صفى من جميع الورى علي

محمد محمود الفعال ممجد

كذلك عال في مراقي العلا علي

محمد للشبع السماوات قد رقى

وكان بها في سدرة المنتهى علي

محمد بالقرآن قد خص ، هكذا

بمضمونه قد خص بين الملا علي

محمد يكسى في غد حلة البها

كذا حلة الرضوان يكسى بها علي

محمد شق البدر نصفين معجزا

له ، وكذاك الشمس قد ردها علي

محمد حن الجذع شوقا لأنه (٢)

كذلك جبريل الأمين نعى علي

محمد جن الأرض جاءوا ليسمعوا

تلاوته القرآن لما تلا علي

محمد آخى بين أصحابه ولم

يواخي من الأصحاب شخصا سوى علي

محمد قد زوجه (٣) ربي خديجة

وفاطم بنت المصطفى زوجها علي

محمد فتح الله في نور وجهه

كذلك مضمون بسيف الفتى علي

محمد شافى ريقه عين حيدر

كذلك حمى المصطفى ردها علي

محمد للعلم الإلهي مدينة

كما جاء عن خير الورى ، بابها علي

محمد ياسين وطه كتابه

له ، وكذا معنى سبا والنبا علي

__________________

(٢) أي : لأنينه.

(٣) الصحيح أن يقول : قد زوجه ـ بفتح الجيم ـ وأسكنت الجيم للضرورة الشعرية.


محمد قد أوتي من الله حكمة

ولقنها عن أسرها كلها علي

محمد مفتاح الحصون بعزمه

كذا قاتل الشجعان يوم الوغا علي

محمد كنزي شافعا عند خالقي

فإني موال مخلصا في ولا علي

محمد صلى ربنا ما سجى الدجا

عليه وثنى بالصلاة على علي

وله أيضا هذه القصيدة في رثاء الإمام الحسين عليه‌السلام (٤) :

دع عنك تذكار أيام اللذاذات

وطيب عصر تقضى بالشبابات

ولا تطل دموع العين في طلل

أقوى وأقفر من ترحال عادات

وعج صدور القلاص الشدقميات (٥)

وقف بها في عراص الغاضريات

وانزل وحط رحال القود مكتئبا

واسكب ملث الدموع العندميات (٦)

وعفر الخد في ترب الطفوف ولا

تسأم هنا لك من طول النياحات

__________________

(٤) الأحسائيات في المدائح والمراثي ، مخطوط ، نقلا عن مجموع بن حديثة الجبيلي عبد الله بن علي بن محمد بن عبد علي الأحسائي ، المؤرخ ١٢٠٨ ه.

(٥) عج ـ من : عاج البعير ـ أي : عطف رأسه بالزمام ، والقلاص ـ جمع قلوص ـ وهي الإبل الطويلة القوائم سريعة المشي ، والشدقميات : نسبة إلى (شدقم) علم لفحل النعمان بن المنذر.

(٦) القود ـ جمع أقود ـ وهو الناقة أو الفرس إذا طال ظهره وعنقه ، وملث ـ من : لث ـ يقال : لث المطر ، أي : دام أياما ، والعندم : خشب نبات أحمر يصبغ به ، والمراد : اسكب غزير الدموع الحمر بشكل مستمر.


فإن في تربها مسك الجنان إذا

لثمته في دماء هاشميات

وقود (٧) القود تمشي في أزمتها

معريات حزينات كئيبات

تشجي القلوب بترجيع الحنين إذا

حنت لأجل حنين الفاطميات

ولم تحن إلى سقب (٨) ولا كلا

لكن بكت للغريبات الكريمات

تبكي الغريبات أسرى في حبائلها

وقل منها بكاء للغريبات

تبكي السليبات في أرض الطفوف وما

بكت هنالك إلا للسليبات

تبكي بنات رسول الله يوم غدت

نهب الخبيثين أبناء الخبيثات

تبكي المصونات في أسر الطغاة وقد

أمست كرائمها غير المصونات

لهفي وها قل لهفي يوم سار بها

شر البريات ، عن خير البريات (٩)

__________________

(٧) قود : فعل أمر من (قود) بمعنى مشى أمام الدابة آخذا بقيادها ، وقوله : (تمشي ...) جملة حالية.

(٨) السقب : ولد الناقة.

(٩) أي : كما ورد عن خير البريات.


ساروا بها كالشموس الزاهرات على

أقتاب خوض المطايا الأرحبيات (١٠)

ساروا بها حسرا شعثا حزينات

تبكي لها أعين القود النجيبات

سارت مخلفة خير الأنام وقد

سارت بأفئدة عنه وجيعات

سارت ورأس الإمام السبط يقدمها

كأنه الدر في جنح الدجيات

لهفي لبنت رسول الله يوم غدت

تبكي على سيد أودي وسادات

تقول والوجد يغلي في حشاشتها

وقد أصيبت بأنواع المصيبات

يا موت دونك نفسا بعد سيدها

خذها إليك فقد نغصت لذاتي

يا موت دونك نفسا بعده سئمت

حياتها ومضى وقت المسرات

لهفي لها وهي تبكيه وتندبه

في نادبات غريبات حزينات

لهفي لسبط رسول الله يوم غدا

مهشما بالعتاق الأعوجيات

__________________

(١٠) أرحب : قبيلة من (بني رحب) أو مكان أو فحل ، ومنه النجائب الأرحبيات.


تبكي عليه المذاكي وهي جائلة

على عظام عظيمات

لهفي له وهو حران الفؤاد وقد

سقي على عطش كأس المنيات

لهفي عليك أبا عبد الإله وما

يقل لهفي ولا فرط الحرارات

يا حر قلبي ويا لهفي ويا جزعي

عليك حران ملقى فوق حرات

لهفي عليك جديد لا أزايله

حتى أزايل أيامي وساعاتي

ولي دموع إذا كفكفتها وكفت

عليك من كل أجفان قريحات

لأبكينك فوق الترب منعفرا

وقد كستك الذواري الأنجميات (١١)

لأبكينك محزوز الكريم لقى

وقد سلبت الدروع السابريات (١٢)

لأبكينك تبكيك العواسل يا

معليها بالعوالي القعضبيات (١٣)

__________________

(١١) لم أجد معنى مناسبا ل (الأنجميات) ، ولعله من (أنجم) بمعنى ظهر وطلع ، فيكون المعنى : وقد كستك الذواري الظاهرة الطالعة ، أي الرياح ذات التراب الكثيف.

(١٢) السابريات ـ جمع سابري ـ : وهو درع دقيقة النسج محكمة.

(١٣) قعضب : رجل كان يعمل الأسنة ، والعوالي القعضبيات أي : الرماح المنسوبة إلى (قعضب).


لأبكينك تبكيك الفضائل مع

فواضل واكفات مستهلات (١٤)

لأبكينك يا أزكى الأنام ولم

أسام صبيحة يوم والعشيات

لأجمعن لصحبي باكيا حزنا

ونائحا بهم في جنح ليلاتي

أنعى إليهم ولا أنعى سواك ولا

أنسى جليل مصابي والرزيات

أنعى إلى (أحمد) (١٥) نجلي مصابهم

عساه يبكي بأجفان مليئات

يا خير نجل لتنعى بالبكاء على

خير البريات في أزكى الأرومات

وجدد الوجد طول الدهر من كأب

واسعد على رزئهم تسعد بجنات

عليهم الله صلى ما انثنى غصن

وما شدا الورق في أوراق أيكات

وما سرى الركب في بهماء مقفرة

يؤم مكة بالقود النجيبات

__________________

(١٤) الفضائل : المزايا غير المتعدية ، والفواضل : المزايا المتعدية ، كالانعام على الغير ، ومنه يعلم معنى (واكفات مستهلات).

(١٥) هو الفقيه الكبير الشيخ أحمد السبعي نجل صاحب الترجمة.


ومن شعره أيضا هذه القصيدة في رثاء سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام :

بعيد الليالي بالوعيد قريب

وشأن الفتى في الاغترار عجيب

يروم الفتى يعطي الأماني ودون ما

يروم ويرجوه تحول شعوب

ويأمل بعد العسر يسرا في الذي

ينال من الدنيا عنا ولغوب

سل الدهر عما أحدث الدهر في الورى

تجبك خطوب بعدهن خطوب

وهل هذه الأيام إلا مراحل

تجوب وفي الأعمار سوف تجوب

وما الناس إلا ظاعن ومودع

وقاطن ربع وهو فيه غريب

(أجارتنا إنا غريبان هاهنا

وكل غريب للغريب نسيب) (١٦)

أجارتنا حال الرحيل إلى الأولى

مضوا وهم رحم لنا وقريب

إلى م اغتراري بالليالي وفعلها

وقد بان وجه الرأي وهو مصيب

وما بان لي إلا وقد بان ظاعنا

شبابي وفي الفودين لاح مشيب

وأمسيت قد خلفت خمسين حجة

وفي مثل ما خلفت قال لبيب

(وإن امرءا قد سار خمسين حجة

إلى منهل من ورده لقريب)

فيا ضيعة العمر الذي مر ذاهبا

وخلف لي فيه الندامة حوب (١٧)

ويا أسفا لم أحو زادا مبلغي

بعيد سبيلي والسبيل مجوب

أطعت الهوى والجهل حتى كأنني

أمنت الذي أحصى علي رقيب

سأبكي على ما فات مني وما عسى

يفيد البكا من أوبقته ذنوب

__________________

(١٦) هذا البيت من قصيدة معروفة ، لامرئ القيس.

(١٧) الحوب : الظلم والإثم ، قال تعالى : (ولا تأكلوا أموالكم إلى أموالكم إنه كان حوبا كبيرا) [سورة النساء ٤ ، آية ٢].


سأبكي على ذنبي وأوقات غفلتي

ويحدث لي بعد النحيب نحيب

سأبكي على ما قد جنيت تأسفا

إذا ما شدا فوق الغصون طروب

إذا جن ليل المذنبين رأيتني

تفيض به من مقلتي غروب (١٨)

أناجي إلهي في الذي اجترحت يدي

وإني منه مشفق ومريب

وأدعوه بالأطهار آل محمد

ومن بهم يدعو عليه يتوب

* * *

أولاك الهداة الطيبون من الورى

وفرع نماه الطيبون يطيب

من القوم أزكى العالمين ومن هم

سليل نجيب قد نماه نجيب

وإن كانت الأيام أخنت عليهم

ونالهم منها عنا وكروب

وأمست شرار قد جنت في دمائهم

فحسبهم أن الإله حسيب

إلى أن يقول :

ولهفي على السبط الشهيد بكربلا

بيوم على آل النبي عصيب

وحول ركاب السبط كل غضنفر

له دون أشبال العرين وثوب

يسيرون في ظل السيوف إلى الوغى

كما قد مشى نحو الحبيب حبيب

ولهفي لهم فوق الصعيد كأنهم

بدور لها أرض الطفوف مغيب

ولهفي على السبط الشهيد عقيب ما

قضوا وهو فرد ما لديه صحيب

__________________

(١٨) غروب ـ جمع غرب ـ : وهو عرق في العين يسقي لا ينقطع ، أو الدمع ، أو مسيل الدمع ، والمراد هنا : الدموع.


ولهفي له يحمي الحريم ويحتمي

وفي الكف منه ذابل وقضيب (١٩)

له من أبيه في الحروب بسالة

يهاب بها المقدام وهو مهيب

ولا عيب فيه غير أن قناته

يقصد منها في الطعان كعوب (٢٠)

وذا دأبه حتى أتى السهم غادرا

إليه ، وما غير الفؤاد يصيب

فخر على وجه الثرى فتساقطت

نجوم سماء بالدموع تصوب

وزلزلت الأرض الفضاء بأهلها

وأجدب منها الروض وهو خصيب

ثم يقول عن لسان السيدة العقيلة زينب الكبرى عليها‌السلام :

سأبكيك في أرض الطفوف مجدلا

وشيبك من جاري الدماء خضيب

سأبكيك محزوز الكريم من القفا

وخدك من عفر التراب تريب

ثالثا ولم تدفن فلهفي على الذي

تكفنه مور الرغام هبوب

تجر عليه الأربع الهوج ذيلها (٢١)

وتكسوه من بعد الشمال جنوب

أخي لو رأت عيناك ما صنعوا بنا

لأبصرت صنعا للرضيع يشيب

يسار بنا من مهمة بعد مهمة (٢٢)

ومنزلنا سامي المحل رحيب

عزيز علينا أن نروح ونغتدي

وأنت على الربع الوبيل غريب

وفي آخرها يقول :

بني المصطفى إن فاتني نصركم فما

يفوت رجا لي فيكم ونحيب

__________________

(١٩) الذابل : الرمح ، والقضيب : السيف القاطع.

(٢٠) يقصد : بمعنى يكسر ـ من قصد ، أي : كسر ـ والكعوب : الرماح.

(٢١) الهوج ـ جمع : هوجاء ـ : وهي الريح الشديدة المضطربة ، وأراد بالأربع الهوج الرياح الشديدة من الجهات الأربع.

(٢٢) المهمة : المفازة البعيدة ، أو البلد المقفر.


ودونكم مني نظام غ ريبة

بها منكم نشر يفوح وطيب

ويقصر في مضمارها عن لحاقها

(طحا بك قلب في الحسان طروب) (٢٣)

يروم بها (السبعي) في نشر مدحكم

يثيب له يوم الجزاء مثيب

وما المدح إلا في علاكم فإن روى

له مادح في غيركم فكذوب

يكون أجاجا دونكم فإذا انتهى

إليكم تلقى طيبكم فيطيب

ولكن درا فيكم أنا ناظم

أسفت له إذ لا يراه أديب

أسفت له فهو الذي في زمانه

غريب وفي نظم البديع غريب

وما عابه جهل الورى بنظامه

إذا لم يعبه في النظام معيب

فلو شاهدا نظمي (حبيب) و (دعبل)

لهام اشتياقا (دعبل) و (حبيب)

عليكم سلام الله ما اغدودق الحيا

وما اهتز غصن في الرياض رطيب

وله أيضا في رثاء الإمام الحسين عليه‌السلام :

مصائب عاشورا أطلت بها العشر

تذكر للأحزان إن نفع الذكر

فتح في لياليها إذا ما تبركت

بها أمة ضلت وتاه بها الفكر

لعمر سواها كيف في يوم ذبحت

به عترة الهادي يطيب لها النحر

أقول لصحبي في ليالي محرم

قفوا نبك رزءا فيه ما بقي الشهر

ولا تسأموا طول النياحة إنما

على قدر من نبكيه يأتي لنا أجر

تعالوا بنا نبك القتيل الذي مضى

على عطش والماء يقذفه النهر

تعالوا بنا نبك المعفر في الثرى

وقد طاب من تعفيره ذلك العفر

__________________

(٢٣) هذا شطر من مطلع معلقة علقمة الفحل بن عبدة التميمي ، و (طحا بك قلب) أي : ذهب بك قلبك بعيدا.


تعالوا بنا نبك الشهيد الذي بكى

له الدين والإسلام والبيت والحجر

تعالوا بنا نبك الذي قد بكى له

علي وجبريل وأحمد الطهر

وفاطمة الزهراء في لحد قبرها

تساعدها في نوحها حورها الزهر

فوالله لا أنسى وإن بعد المدى

قتيل الضبابي الذي دينه الكفر

ألا إن خير الناس جدا ووالدا

وخيرهم أما قتيلك يا شمر

قتيلك يا نسل الضبابي هاج لي

جوى وأسى ما امتد لي في الدنا عمر

قتيلك أبقى في فؤادي كآبة

يزيد على حر الجحيم لها حر

لأنت وإن كنت الأخس قتلت من

بمفخره يا ويك يفتخر الفخر

تنح عن الصدر الذي قد علوته

لقطع وريد ، إنه للهدى صدر

وفي آخرها يقول :

بني صفوة الباري رثيت لرزئكم

بدرة فكر لا يقاس بها الدر

ولم يجلها (السبعي) إلا عليكم

وفي زعمه أن القبول لها مهر

رضيتكم لي سادة وأئمة

وما لي سوى حبي لكم في غد ذخر

ولي مهجة تزداد فيكم محبة

وقلب على ما نالكم خانه الصبر

على رزئكم أبكي وأبكي محبكم

بنظم مراث لا يساجلها النشر (٢٤)

إذا سئم الباكون قلت لسلوتي

أيا سلوة الأيام موعدك الحشر

ولا قلت إلا في ادكاري لرزئكم

(كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر) (٢٥)

عليكم سلام الله ما فاه ناطق

يصلي عليكم حين يتلا لكم ذكر

__________________

(٢٤) يساجل : من ساجله أي : باراه وفاخره ، والنشر : الريح الطيبة ، والمراد : أن تأثير مراثيه ونظمه على مشاعر المحبين أقوى وأبلغ من تأثير النشر (الريح الطيبة) فالنشر لا يباهي نظمه في إثارة المشاعر والتأثير عليها.

(٢٥) ما بين القوسين من مطلع قصيدة أخرى للشاعر.


المصادر

١ ـ أدب الطف ٥ / ٢٦ ـ ٣٢.

٢ ـ أعيان الشيعة ٩ / ٣٨٣.

٣ ـ الأحسائيات في المدائح والمراثي ، للأديب الحاج جواد حسين آل الشيخ علي الرمضان الأحسائي ، مخطوط.

٤ ـ شعراء الحلة ٤ / ٤٠٥ ـ ٤١٠ ، للخاقاني.

٥ ـ معجم شعراء الحسين عليه‌السلام ، للشيخ جعفر الهلالي ، مخطوط.

٦ ـ أعلام هجر ، لهاشم محمد الشخص ، القسم المخطوط.

٧ ـ منتظم الدرين ، ج ١ ، مخطوط ، للحاج محمد علي التاجر البحراني.

* * *


مصطلحات نحوية

(٢)

السيد علي حسن مطر

ثالثا : مصطلح الفعل

١ ـ الفعل لغة :

معنى الفعل في اللغة هو (نفي الحدث الذي يحدثه الفاعل من قيام أو قعود أو نحوهما) (١) قال ابن منظور : (الفعل كناية عن كل عمل متعد أو غير متعد. فعل يفعل فعلا وفعلا ... والاسم : الفعل ، والجمع : الفعال ...

والفعل ـ بالفتح ـ مصدر) (٢).

* * *

٢ ـ الفعل اصطلاحا :

الفعل من المصطلحات التي وجدت بوجود النحو ، فقد روي أن الإمام

__________________

(١) شرح شذور الذهب ، ابن هشام ، تحقيق محيي الدين عبد الحميد ، ص ١٤.

(٢) لسان العرب ، ابن منظور ، مادة (فعل).


عليا عليه‌السلام ألقى إلى أبي الأسود الدؤلي صحيفة قسم فيها الكلام كله إلى اسم وفعل وحرف (٣) ، وأمره أن يتم عليه (٤) ، وينحو نحوه (٥).

وقد سلك النحاة في تعريف الفعل مسلكين :

الأول : تعريفه بذكر صفاته وعلاماته.

قال ابن السراج (ت ٣١٦ ه) : (الفعل ما كان خبرا ولا يجوز أن يخبر عنه ، وما أمرت به. فالخبر نحو : يذهب عمرو ، فيذهب حديث عن عمرو ، ولا يجوز أن تقول : جاء يذهب ، والأمر نحو قولك : إذهب) (٦).

وقال أبو علي الفارسي (ت ٣٧٧ ه) : (وأما الفعل فما كان مستندا إلى شئ ، ولم يسند إليه شئ) (٧).

وإنما عدل من الأخبار إلى الإسناد ، لأن (من الأفعال ما لا يصح إطلاق الأخبار عليه ، كفعل الأمر ، نحو : ليضرب ، إذ الخبر ... ما دخله الصدق والكذب ، ويصح أن يطلق عليه الإسناد) (٨) ، فيكون هذا التعريف شاملا لفعل الأمر بلا حاجة لإلحاقه بعبارة (وما أمرت به) ، ولكنه عرضة للإشكال عليه بدخول أسماء الأفعال ، لأنها تسند ولا يسند إليها.

وعرفه ابن جني (ت ٣٩٢ ه) بأنه (ما حسن فيه (قد) أو كان أمرا) (٩).

__________________

(٣) أ ـ إنباه الرواة على أنباه النحاة ، علي بن يوسف القفطي ، تحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم ١ / ٣٩ ـ ٤٠.

ب ـ معجم الأدباء ، لياقوت ، ١ / ٣٩.

ج ـ الأشباه والنظائر في النحو ، للسيوطي ، تحقيق عبد العال سالم مكرم ، ١ / ١٢ ـ ١٣.

(٤) وفيات الأعيان ، ابن خلكان ، تحقيق إحسان عباس ، ٢٠ / ٥٣٥.

(٥) نزهة الألباء في طبقات الأدباء ، الأنباري ، ٤ / ٥.

(٦) الموجز في النحو ، ابن السراج ، ص ٢٧.

(٧) المقت ، صد في شرح الايضاح ، عبد القاهر الجرجاني ، تحقيق كاظم بحر المرجان ، ١ / ٧٦.

(٨) المقت ، صد في شرح الايضاح ١ / ٧٦ ـ ٧٧.

(٩) اللمع في علم العربية ، ابن جني ، تحقيق فائز فارس ، ص ٧.


وقال الحريري (ت ٥١٦ ه) : الفعل (ما يدخل عليه (قد) و (السين) ، أو تلحقه تاء الفاعل ، أو كان أمرا) (١٠).

ويلاحظ على هذين التعريفين أنه كان يمكن الاستغناء عن عبارة (أو كان أمرا) فيهما ، بذكر بعض من علامات فعل الأمر.

وعرفه عبد القاهر الجرجاني (ت ٤٧١ ه) بقوله : (الفعل ما دخله قد وسوف والسين ... وتاء الضمير وألفه وواوه .. وتاء التأنيث الساكنة ...

وحرف الجزم) (١١) ، وتابعه عليه المطرزي (ت ٦١٠ ه) (١٢).

ويؤخذ عليه عدم شموله لفعل الأمر.

وسجل ابن فارس عددا من تعريفات الفعل بالعلامة دون أن يعزوها لقائليها ، وأورد إشكالات عليها ، فقال :

(وقال قوم : الفعل ما امتنع من التثنية والجمع.

وللرد على أصحاب هذه المقالة أن يقال : إن الحروف كلها ممتنعة من التثنية والجمع ، وليست أفعالا.

وقال قوم : الفعل ما حسن فيه أمس وغدا ، وهذا على مذهب البصريين غير مستقيم ، لأنهم يقولون : أنا قائم غدا ، كما يقولون : أنا قائم أمس.

وقال قوم : الفعل ما حسنت فيه التاء ، نحو : قمت وذهبت ، وهذا عندنا غلط ، لأنا قد نسميه فعلا قبل دخول التاء عليه) (١٣).

أقول : اعتراضه الأخير ليس واردا ، لأن صاحب القول المذكور ، لم يشترط في (الفعل) دخول التاء عليه فعلا ، وإنما اشترط صلاحيته لدخولها عليه ، وهذه الصلاحية متحققة قبل دخول التاء عليه ، هذا مع الإشارة إلى أنه

__________________

(١٠) ملحة الإعراب ، القاسم بن علي الحريري ، ص ٣.

(١١) الجمل ، عبد القاهر الجرجاني ، تحقيق علي حيدر ، ص ٥.

(١٢) المصباح في علم النحو ، المطرزي ، تحقيق الدكتور عبد الحميد السيد طلب ، ص ٣٩.

(١٣) الصاحبي في فقه اللغة ، ابن فارس ، تحقيق مصطفى الشويمي ، ص ٨٥ ـ ٨٦.


لا وجه لاستعماله (قد) في قوله : (لأنا قد نسميه فعلا) ، لأن تسميته بالفعل حينئذ مقطوع بها. نعم ، يصح الاعتراض على التعريف بعدم شموله فعل الأمر.

وعرفه ابن مالك (ت ٦٧٢ ه) بقوله : (الفعل كلمة تسند أبدا ، قابلة لعلامة فرعية المسند إليه) (١٤).

وقال السلسيلي في شرحه : خرج بقوله (تسند) (الحرف وبعض الأسماء كياء الضمير في (غلامي). قوله : (أبدا) احترز به من بعض الأسماء التي تسند وقتا دون وقت ، نحو قولك : زيد القائم ، ثم تقول : القائم زيد. قوله : (قابلة ..

إلى آخره) كتاء التأنيث وتاء الخطاب والألف والواو والنون. وتحرز ب (قابلة) من أسماء الأفعال ، فإنها تسند أبدا ، وليست أفعالا ، لأنها لا تقبل علامة فرعية المسند إليه) (١٥).

وعرفه ابن مالك أيضا بعلاماته في أرجوزته الألفية ، فقال :

بتا فعلت وأتت ويا افعلي

ونون أقبلن فعل ينجلي

وقوله (يا افعلي) أفضل من قول بعضهم (الياء أو ياء الضمير) : لأنها تكون في الاسم نحو : غلامي ، وفي الحرف نحو : كأني (١٦).

وعرفه أبو حيان (ت ٧٤٥ ه) بقوله : (ويعرف الفعل بتاء التأنيث الساكنة ، وبالياء وبلم ، نحو : قامت وقومي ولم يضرب) (١٧).

ويؤخذ عليه ما ذكرناه توا من دخول الياء على كل من الاسم والحرف أيضا.

__________________

(١٤) تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد ، ابن مالك ، تحقيق محمد كامل بركات ، ص ٣.

(١٥) شفاء العليل في إيضاح التسهيل ، السلسيلي ، تحقيق عبد الله البركاتي ، ١ / ٩٧.

(١٦) حاشية الملوي على شرح المكودي على الألفية ، ص ٧.

(١٧) شرح اللمحة البدرية في علم العربية ، ابن هشام ، تحقيق الدكتور هادي نهر ، ١ / ٢٢٣.


المسلك الثاني : تعريف الفعل ببيان حده وحقيقته.

قال سيبويه (ت ١٨٠ ه) : (وأما الفعل فأمثلة أخذت من لفظ أحداث الأسماء وبنيت لما مضى ، ولما يكون ولم يقع ، وما هو كائن لم ينقطع ..

والأحداث نحو : الضرب والحمد والقتل) (١٨).

وواضح أنه: أن (المراد بأحداث الأسماء ما كان فيها عبارة عن الحدث وهو المصدر) (١٩).

أي أن الأفعال أبنية أو صيغ مأخوذة من المصادر ، فهي تدل بمادتها على المصدر أو الحدث ، وبصيغتها على زمان وقوعه ، من ماض أو حاضر أو مستقبل.

وعرفه ابن السراج (ت ٣١٦ ه) بقوله : (الفعل ما دل على معنى وزمان ، وذلك الزمان إما ماض وإما حاضر وإما مستقبل ، وقلنا : (وزمان) لنفرق بينه وبين الاسم الذي يدل على معنى فقط) (٢٠)

وأما إشارته إلى أن المراد بالزمن أقسامه الثلاثة ، فالظاهر أنها لمجرد البيان ، وسيأتي أن بعض النحاة عدوا ذلك قيدا احترازيا مما دل على حدث وزمان مبهم كالمصدر.

وقد أشكل أبو علي الفارسي على مثل هذا الحد ، بأن من الأفعال ما هو عند النحويين دال على زمن غير مقترن بحدث ، نحو (كان) المفتقرة إلى الاسم المنصوب [أي الناقصة] ، وهو عندهم فعل ، ومع ذلك فهو دال على الزمان المجرد من الحدث) (٢١).

__________________

(١٨) الكتاب ، سيبويه ، تحقيق عبد السلام هارون ، ١ / ١٢.

(١٩) مسائل خلافية في النحو ، أبو البقاء العكبري ، تحقيق محمد خير الحلواني ، ص ٦٩.

(٢٠) الأصول في النحو ، ابن السراج ، تحقيق عبد الحسين الفتلي ، ١ / ٤١.

(٢١) المسائل العسكريات ، أبو علي الفارسي ، تحقيق علي جابر المنصوري ، ص ٧٦.


وقد تصدى بعض النحاة لرد هذه الدعوى ، وأثبتوا بأدلة تجاوزت العشرة دلالة (كان) على الحدث ، وأورد بعضا من هذه الأدلة الشيخ محمد الأمير في حاشيته على المغني (٢٢).

وقال الزجاجي (ت ٣٣٧ ه) : (الفعل ما دل على حدث وزمان ماض أو مستقبل .. والحدث : المصدر ، فكل شئ دل على ما ذكرناه معا فهو فعل ، فإن دل على حدث وحده فهو مصدر ، نحو : الضرب والحمد والقتل ، وإن دل على زمان فقط ، فهو ظرف زمان) (٢٣).

ويلاحظ فيه :

أولا : تعبيره بكلمة (حدث) بدلا من (معنى) ، التفاتا منه إلى أن المعنى يشمل الحدث وغيره كالذوات.

ثانيا : أنه لم يشر إلى دلالة الفعل على الزمن الحاضر ، ومرد ذلك إلى عدم أخذه في تقسيم الزمن ما هو المعهود لدى العرف العام ، بل عمد إلى الدقة العقلية ، وانتهى إلى إنكار فعل الحال بقوله : (إنه في الحقيقة مستقبل ، لأنه يكون أولا أولا ، فكل جزء خرج منه إلى الوجود صار في حيز المضي ، فلهذه العلة جاء فعل الحال بلفظ المستقبل نحو قولك : ... يقوم غدا) (٢٤).

ويلاحظ على كل من تعريفي ابن السراج والزجاجي :

أولا : أخذهما (ما) جنسا في الحد ، وهي جنس بعيد.

ثانيا : أنهما قد يوهمان وضع الفعل للدلالة على شيئين مستقلين ، مع أنه موضوع لمعنى واحد مركب هو الحدث المقترن بزمان معين.

ولتلافي هذين النقصين عمد الرماني (ت ٣٨٤ ه) إلى تعريفه بأنه (كلمة

__________________

(٢٢) حاشية الأمير على المغني ، ٢ / ٧٦.

(٢٣) الايضاح في علل النحو ، أبو إسحاق الزجاجي ، تحقيق مازن المبارك ، ص ٥٢ ـ ٥٣.

(٢٤) أ ـ الايضاح في علل النحو ، الزجاجي ، ص ٨٧.

ب ـ شرح جمل الزجاجي ، ابن هشام ، تحقيق الدكتور علي محسن مال الله ، ص ٨٥.


تدل على معنى مختص بزمان ، دلالة الإفادة) (٢٥).

وقوله : (دلالة الإفادة) للفرق بينه وبين (الأسماء التي تدل دلالة إشارة) (٢٦).

ولعل أخذه لكلمة (معنى) راجع إلى أنه لم يجد ضرورة لاستعمال كلمة (حدث) ، إذ ليس ثمة لفظ موضوع لذات متلبسة بزمن ، ليجب الاحتراز منها.

وقال ابن بابشاذ (ت ٤٦٩ ه) : (الفعل ما دل على حدث وزمان محصل) (٢٧).

وترد عليه الملاحظتان اللتان سجلناهما على تعريفي ابن السراج والزجاجي ، وإن كان يمتاز بالاختصار ، إذ عبر عن الزمان الماضي والحاضر والمستقبل ، بالزمان المحصل.

وعرفه الزمخشري (ت ٥٣٨ ه) بقوله : (الفعل ما دل على اقتران حدث بزمان) (٢٨).

ولاحظ عليه ابن يعيش أنه ردئ من وجهين : أولهما استعماله للجنس البعيد (ما) ، (والآخر قوله : (على اقتران حدث بزمان) ، لأن الفعل لم يوضع دليلا على الاقتران نفسه ، وإنما وضع دليلا على الحدث المقترن بالزمان ...

ثم هذا يبطل بقولهم : القتال اليوم ، فهذا حدث مقترن بزمان ، وليس فعلا ، فوجب أن يؤخذ في الحد (كلمة) حتى يندفع هذا الإشكال) (٢٩).

وقد يشكل عليه أيضا بعدم تقييده للزمان بكونه محصلا ، ولكن يمكن

__________________

(٢٥) الحدود في النحو ، علي بن عيسى الرماني ، تحقيق مصطفى جواد ويوسف مسكوني ، ص ٣٨.

(٢٦) شرح المقدمة المحسبة ، ابن بابشاذ ، تحقيق خالد عبد الكريم ، ١ / ١٩٢.

(٢٧) شرح المقدمة المحسبة ، ابن بابشاذ ، ١ / ١٩٢.

(٢٨) المفصل في علم العربية ، جار الله الزمخشري ، ص ٢٤٣.

(٢٩) شرح المفصل ، ابن يعيش ، ٧ / ٣.


دفعه بأنه قد يكون من رأي الزمخشري أن هذا مجرد قيد بياني يذكر في شرح التعريف ، وليس قيدا احترازيا ليجب إثباته ، إذ ليس لدينا كلمة تدل على حدث وزمان غير معين ، وما ادعي من دلالة المصدر على ذلك ستأتي مناقشته.

وتقدم ابن الخشاب (ت ٥٦٧ ه) بصياغة جديدة للتعريف قائلا : الفعل (لفظة تدل على معنى في نفسها مقترن بزمان محصل ، فقولنا : (تدل على معنى في نفسها احتراز من الحرف ، لأن الحرف يدل على معنى في غيره ... والفرق بينه وبين الاسم أن الاسم لا يدل مع معناه على زمان ذلك المعنى ، إلا المصادر ، فإنها تدل على أزمنة مبهمة ، فزادوا في حد الفعل لفظة (محصل) ، ليقع الفرق بين الأفعال ومصادرها) (٣٠).

وتمتاز هذه الصياغة عما سبقها بإضافة قيد (في نفسه) لدلالة الفعل على معناه ، ولكن يلاحظ عليها :

أولا : أخذه (اللفظ) جنسا للفعل دون (الكلمة) التي هي جنسه القريب.

ثانيا : إن المصادر ـ كما سيتضح قريبا) لا تدل بأصل وضعها على الزمان ، وإنما دلالتها عليه عقلية التزامية ، فلا ضرورة للاحتراز بقيد (المحصل) للتفرقة بين الأفعال والمصادر.

وعرفه ابن الأنباري (ت ٥٧٧ ه) بأنه (كل لفظة دلت على معنى تحتها مقترن بزمان محصل) (٣١).

ويلاحظ عليه : أخذه اللفظ جنسا للفعل ، وعدم احترازه من الحرف بقيد (في نفسه) ، وعدم فائدة إيراده لفظة (تحتها) ، وعدم ضرورة تقييد الزمان بكونه (محصلا).

__________________

(٣٠) المرتجل ، ابن الخشاب ، تحقيق علي حيدر ، ص ١٤.

(٣١) أسرار العربية ، ابن الأنباري ، تحقيق محمد بهجة البيطار ، ص ١١.


وحدة ابن يعيش (ت ٦٤٣ ه) بقوله : (الفعل كلمة تدل على معنى في نفسها مقترن بزمان) (٣٢).

هي أكمل صيغة بلغها تعريف الفعل ، وقد قال في شرحه معللا عدم زيادة قيد (محصل) إلى الزمان : إنهم (يرومون بذلك الفرق بينه وبين المصدر ... والحق أنه لا يحتاج إلى هذا القيد ... (لأن) الفعل وضع للدلالة على الحدث وزمان وجوده ـ ولولا ذلك لكان المصدر كافيا ـ فدلالته عليهما من جهة اللفظة وهي دلالة مطابقة ... وليست دلالة المصدر على الزمان كذلك ، بل هي من خارج ، لأن المصدر تعقل حقيقته بدون الزمان ، وإنما الزمان من لوازمه ، وليس من مقوماته ، بخلاف الفعل ، فصارت دلالة المصدر على الزمان التزاما وليست من اللفظ ، فلا اعتداد بها ، فلذلك لا يحتاج إلى الاحتراز عنه) (٣٣).

وعرفه ابن الحاجب (ت ٦٤٦ ه) بقوله : (الفعل ما دل على معنى في نفسه مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة) (٣٤).

ويؤخذ عليه استعماله للجنس البعيد ، وتقييده للزمن بأحد الثلاثة ، أي بكونه محصلا ومعينا ، وقد علمنا عدم ضرورته.

وقال ابن معطي (ت ٦٦٨ ه) في حد الفعل : إنه (كلمة على معنى في نفسها دلالة مقترنة بزمان ذلك المعنى) (٣٥).

ويؤخذ عليه عدم الدقة في التعبير ، لعدم اقتران دلالة الفعل بزمان المعنى ، بل المعنى المدلول للفعل هو المقترن بالزمن.

__________________

(٣٢) شرح المفصل ، ابن يعيش ، ٧ / ٢.

(٣٣) شرح المفصل ، ابن يعيش ، ٧ / ٢.

(٣٤) أ ـ شرح الرضي على الكافية ، تحقيق يوسف حسن عمر ، ١ / ٣٨.

ب ـ مسائل خلافية في النحو ، ص ٤٥.

(٣٥) الفصول الخمسون ، ابن معطي ، تحقيق محمود محمد الطناحي ، ص ١٥٢.


وعرفه ابن عصفور (ت ٦٦٩ ه) بقوله : (الفعل لفظ يدل على معنى في نفسه ، ويتعرض ببنيته للزمان) (٣٦).

وإلى مثله ذهب الرضي (ت ٦٨٨ ه) بقوله : (الفعل ما دل على معنى في نفسه مقترن بزمان من حيث الوزن) (٣٧).

يريدان أن دلالة الفعل على الزمان حاصلة من صيغته. وإنما أضافا هذا القيد لكي لا يرد أصلا الإشكال على التعريف بلفظ الماضي والمستقبل والحال ، وبمثل (الصبوح والغبوق) (٣٨) والسري ، ولا الاسم الموضوع دالا بتركيبه على أحد الأزمنة الثلاثة ، كالغبور مثلا ، بمعنى كون الشئ في الماضي أو في المستقبل ، فإن دلالته على أحد الأزمنة الثلاثة بالحروف المرتبة لا بالوزن) (٣٩).

ولا أرى هذه الإضافة قيدا احترازيا ، بل هي إضافة بيانية ينبغي ذكرها في شرح الحد ، وذلك لعدم دخول الأمور المذكورة في التعريف ، إذ أن المراد بالمعنى في التعريف خصوص الحدث (المصدر) لا كل معنى ولو كان اسم ذات ، وعليه لا يكون التعريف شاملا للشئ أو للزمن بأنواعه ، إذ كل منهما ليس حدثا ولا مقترنا بزمان.

وأما الصبوح والغبوق فهما اسمان لما يشرب صباحا ومساء ، فهما من أسماء الذوات والأعيان ، وقد يستعملان في الشرب صباحا ومساء ، أي في الحدث ، لكن لا ينطبق عليهما تعريف الفعل ، لعدم دلالتهما على وقوع الحدث وكذلك القول في السرى ، وهو : السير ليلا.

وأما (الغبور) فليس معناه كون الشئ في الماضي أو المستقبل ، بل هو

__________________

(٣٦) المقرب ، ابن عصفور ، تحقيق الجواري والجبوري ، ١ / ٤٥.

(٣٧) شرح الرضي على الكافية ، تحقيق يوسف حسن عمر ، ١ / ٤٠.

(٣٨) أي ما يشرب في الصباح والمساء.

(٣٩) شرح الرضي على الكافية ، ١ / ٣٩ ـ ٤٠.


مصدر للفعل (غبر) بمعنى مكث وذهب وبقي ومضى ، فمعناه : المكث والذهاب والبقاء والمضي (٤٠) ، أي أن معناه هو الحدث وحده ، غير مقترن بزمان معين ، وقد اعترف بذلك الرضي نفسه بقوله : (والحق إنه بمعنى المضي أو البقاء في المكان أو الزمان) (٤١).

ولعله لأجل هذا لم يلتزم بقية النحاة بإثبات هذين القيدين اللذين ذكرهما ابن عصفور والرضي.

وعرفه ابن هشام (ت ٧٦١ ه) (٤٢) بالتعريف المتقدم لابن الحاجب ، ولكنه تابع جمهور النحاة ، ولم يذهب إلى ما صرح به ابن الحاجب من عود الضمير في (نفسه) إلى المعنى.

وقال السرمري (ت ٧٧٦ ه) : الكلمة (إن استقلت في نفسها واقترنت بأحد الأزمان فهي الفعل) (٤٣).

وترد عليه الملاحظة المتقدمة من أن الاقتران ليس حاصلا بين الكلمة وبين أحد الأزمان ، بل بين مدلول الكلمة الذي هو الحدث ، وبين الزمن المعين.

وعرفه السيوطي (ت ٩١١ ه) بقوله : (الفعل ما دل على معنى في نفسه واقترن (بزمان)) (٤٤).

وهو عين التعريف المتقدم لابن يعيش ، إلا أنه لم يأخذ (الكلمة) جنسا للحد ، ولم يعلل في شرحه التعريف عدم تقييده الزمان بالمحصل بما ذكره ابن

__________________

(٤٠) لسان العرب لابن منظور ، ومختار الصحاح للرازي ، مادة : صبح وغبق وسرا وغبر.

(٤١) شرح الرضي على الكافية ، ١ / ٤٠.

(٤٢) شروح شذور الذهب ، ابن هشام ، تحقيق محيي الدين عبد الحميد ، ص ١٤.

(٤٣) شرح اللؤلؤة ، السرمري (مخطوط ، مصورته بحوزتي) ٧ / أ.

(٤٤) همع الهوامع في شرح جمع الجوامع ، جلال الدين السيوطي ، تحقيق عبد السلام هارون وعبد العال سالم مكرم ، ١ / ٧.


يعيش ، بل قال : (المراد بالزمان حيث أطلق المعين المعبر عنه بالماضي والحال والاستقبال ، لشهرتها في هذا المعنى) (٤٥).

للبحث صلة ...

__________________

(٤٥) همع الهوامع ، ١ / ٨.


تنبيهان

سقطت قطعة من متن الحلقة السابقة من (تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات) المنشورة في العدد السابق ٣٧ ، من الصفحة ١٤٩ بعد السطر ١١ ، ندرجها أدناه مع الاعتذار للقراء الكرام :

* وأحمد بن عبد الله بن سيف السجستاني ، ترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام ، حوادث سنة ٣١٦ ه ، والخطيب في تاريخه ٤ / ٢٢٥ ، والأسنوي في طبقات الشافعية ٢ / ٢٣ ، وابن قاضي شهبة ١ / ٨٩ ، وقد أثنى عليه جميعهم.

* وعمر بن شبة ، قال الذهبي : (عمر بن شبة بن عبدة بن زيد بن رائطة ، العلامة الأخباري ، الحافظ الحجة ، صاحب التصانيف ...) ونقل ثقته عن جماعة ، وأرخ وفاته بسنة ٢٦٢ ه ، عن ٨٩ سنة إلا أياما (٧٤).

* أبو أحمد الزبيري ، قال الذهبي :(أبو أحمد الزبيري ، محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر بن درهم، الحافظ الكبير المجود ...) ثم نقل ثقته والثناء عليه ، وأرخ وفاته بسنة ٢٠٣ ه (٧٥).

* * *

كما طبعت عدة أسطر من الهامش ١٩ من مقال : (نهج البلاغة عبر القرون) المنشور في العددين ٣٥ ـ ٣٦ طبعت مكررة ملحقة خطأ في آخر الهامش رقم ١٨ ص ١٧٢ من نفس العدد ، فيرجى حذفها ابتداء من السطر الثالث منه وحتى نهاية الهامش.


من ذخائر التراث





مقدمة التحقيق :

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء وسيد المرسلين ، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين المطهرين.

وبعد :

هذه رسالة موجزة في تفسير آية التطهير لعلم من أعلام الشيعة الإمامية ، عاش مجاهدا بعيدا عن الأهل والأحبة والوطن حتى مضى على ما مضى عليه الشهداء من قبله ، شهيدا في غربته ووحدته ، متأسيا بمن سبقه من أجداده الكرام عليهم‌السلام.

ولما كان (الغريب نسيبا للغريب) فقد وجدت في نفسي رغبة قوية في تحقيق هذه الرسالة ، لا سيما وأن موضوعها هو تفسير قوله تعالى : (وإنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).

ولا يخفى ما في هذه الآية من صدى خاص في نفوس المسلمين ، حتى لا أخال أحدا لا يحفظها منهم ، لما فيها من تأثير خطير في عقائدهم إزاء من


خوطبوا بها ، إذ شهدت لهم بأنهم هم الصفوة الطاهرة المطهرة الأخيرة المختارة ـ منذ الأزل ـ من سلالة النبوة ، مع ما وهبته لهم من سمو ورفعة وشرف باذخ تكشف للبصير ما رسمته من معالم الأهلية الراقية التي يجب توفرها في من يقوم مقام النبوة ، وتسلط الضوء على مدى شرعية السلطة الحاكمة بعد انتقال النبي الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى الرفيق الأعلى.

ومن هنا ـ ولأجل صيانة الواقع التاريخي ، والحفاظ على كرامة السلف الماضين ـ كان لتفسير هذه الآية بالذات في مذاهب المسلمين ومشاربهم ذيل طويل ، هلكت فيه أقوام وزلت أقدام.

ورسالة (السحاب المطير في تفسير آية التطهير) الماثلة بين يدي القارئ الكريم ـ على الرغم من قصرها وضغط عباراتها ـ قد ناقشت أهم ما رافق آية التطهير من أهواء ونزعات واعتراضات وإيرادات على استدلال الشيعة الإمامية بها على عصمة أهل البيت وحجية أقوالهم عليهم‌السلام.

على أنها لم تكن الرسالة الوحيدة في المقام ، بل هناك الكثير من الكتب والرسائل والبحوث الشيعية التي عنيت بتفسير هذه الآية الكريمة ، وبينت أهدافها ودلالاتها ومراميها وغاياتها ، وشرح مفرداتها شرحا وافيا على ضوء ما ورد في القرآن الكريم ولغة العرب وأدبهم ، مع مراعاة ما ورد عن الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من تفسير لهذه الآية ، وبيان موقفه صلى الله عليه وآله وسلم من أهل البيت عليهم‌السلام قبل وبعد نزول آية التطهير ، لكي يبلغ الشاهد الغائب ، وينقطع عذر من تسول له نفسه أن يتقول في بيان المعنيين بها ـ بغير ما أراد المولى عزوجل ـ جهلا ، أو نفاقا وحسدا وبغيا.

وفيما يأتي بعض تلك الجهود الشيعية المبذولة لخدمة الآية الكريمة والتي قرأتها أو وقفت عليها أثناء مراجعتي لمصادر ومراجع التحقيق ، وهي :

١ ـ إذهاب الرجس عن حضيرة القدس ، للعلامة الشيخ عبد الكريم بن محمد بن طاهر القمي.


٢ ـ أقطاب الدوائر في تفسير آية التطهير ، للعلامة عبد الحسين بن مصطفى ، من علماء ا لقرن الثاني عشر ، طبع سنة ١٤٠٣ ه.

٣ ـ أهل البيت في آية التطهير ، للسيد جعفر مرتضى العاملي ، مطبوع ، ومترجم إلى اللغة الفارسية ، ترجمة محمد سبهري.

٤ ـ أهل البيت في القرآن الكريم ، بحث للسيد جعفر مرتضى العاملي ، منشور في مجلة رسالة الثقلين ، العددان ١ و ٢.

٥ ـ آية التطهير في أحاديث الفريقين ، للسيد علي الأبطحي ، مطبوع بمجلدين.

٦ ـ آية التطهير ، بحث شامل ومستوعب يزيد على ستين صحيفة في المجلد الخامس من كتاب : مفاهيم القرآن ، للشيخ جعفر السبحاني (وقد ذكر فيه معظم هذه المصادر).

٧ ـ تطهير التطهير ، للفاضل الهندي (ت ١٠٣٥ ه).

٨ ـ تفسير آية التطهير ، للشيخ إسماعيل بن زين العابدين (ت ١٣٠٠ ه).

٩ ـ التنوير في ترجمة رسالة آية التطهير ، للسيد عباس الموسوي ، طبع في الهند سنة ١٣٤١ ه ، وهو ترجمة لهذه الرسالة.

١٠ ـ جلاء الضمير في حل مشكلات آية التطهير ، للشيخ محمد البحراني ، طبع في الهند سنة ١٣٢٥ ه.

١١ ـ رسالة في تفسير آية التطهير ، للشيخ لطف الله الصافي ، طبعت سنة ١٤٠٣ ه في مدينة قم المقدسة.

١٢ ـ شرح تطهير التطهير ، للسيد عبد الباقي الحسيني ، وهو شرح للكتاب المتقدم برقم ٧.

١٣ ـ الصور المنطبقة ، للعلامة الشيخ عبد الكريم بن محمد بن طاهر القمي ، مؤلف (إذهاب الرجس عن حضيرة القدس) المتقدم برقم ١.


١٤ ـ كتاب في مقال آية التطهير ، بحث للشيخ محمد مهدي الآصفي ، منشور في مجلة رسالة الثقلين ، العدد ١.

كل هذا من غير (السحاب المطير).

وإذا ما انضم إلى ما تقدم ما كتبه أعلام الشيعة في الكلام والعقائد والأصول أيضا في مبحثي : حجية سنة أهل البيت عليهم‌السلام ، وحجية الإجماع ، اتضح لنا مبلغ اهتمام الشيعة في الرد على سائر التخرصات حول هذه الآية ، والتي تهدف بالدرجة الأساس إلى صيانة الواقع التاريخي الذي ساد بعد وفاة الرسول الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.


ترجمة المؤلف

هو : السيد ضياء الدين القاضي نور الله ابن السيد العلامة شريف الدين ابن السيد ضياء الدين ، ينتهي نسبه الشريف إلى السيد الجليل أبي الحسن علي المرعشي ـ المعروف في كتب التراجم الشيعية والسنية ـ المتصل نسبه بالإمام زين العابدين وسيد الساجدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام.

ولد ـ قدس‌سره الشريف ـ من أبوين مرعشيين عالمين في بلدة (تستر) من خوزستان سنة ٩٥٦ ه ، ولهذا يقال له : التستري ـ معرب شوشتر ـ أو : المرعشي ، نسبة إلى بلدة مرعش ـ بين الشام وتركيا ـ التي سكنها جده الأعلى السيد الزاهد الفقيه المحدث أبو الحسن علي المرعشي المتقدم.

أخذ الشهيد التستري العلم ـ في أوان شبابه ـ من علماء بلدته تستر ، وأولهم والده السيد شريف الدين ، فقرأ عليه الكتب الأربعة ، وكتب الأصول والفقه والكلام ، كما أخذ عن كثيرين غ يره ، ثم انتقل من تستر إلى مدينة مشهد المقدسة وكان عمره يوم ذاك ثلاثا وعشرين سنة ، وحضر في مشهد درس المولى عبد الواحد التستري ، وكان من مشاهير أهل الفضل في عصره ، كما أخذ عن غيره من فطاحل العلماء في هذه المدينة المقدسة ، ثم انتقل بعد ذلك إلى بلاد الهند سنة ٩٩٣ ه ولما يبلغ الأربعين بعد أن تأكد له أن هذه البلاد لا ترفع فيها راية لآل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

وما أن وصل إلى الهند حتى قربه سلطانها (أكبر شاه) لعلمه الجم وأدبه وفضله ونسكه وورعه ، فرقي أمره وحسن حاله جاها ومالا ومنالا حتى نصبه الملك المذكور للقضاء والإفتاء ، وقد كان هذا المنصب لا يتسنمه ـ في تلك البلاد ـ إلا من فاق أقرانه علما ، وكان الشهيد السعيد ـ على الرغم من كثرة


النصب والعداء لأهل البيت عليهم‌السلام في تلك البلاد ـ مجاهرا بالدعوة إلى التشيع بين من يطمئن إلى دينه وورعه ، حتى قيل عنه : إنه أول من نشر مذهب آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في بلاد الهند.

وما لبث السيد الشهيد على هذه الحال حتى حسده من تلبس بلباس الفقهاء وتزيا بزي العلماء من أهل السنة ، فحاكوا الدسائس ضده قبل أن ينكشف تشيعه ، ثم سعوا إلى السلطان بإباحة دمه الشريف بعد أن سمعوا منه عبارة : (عليه الصلاة والسلام) بحق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، لزعمهم الفاسد أنها مختصة بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، إلا أن السلطان انصرف عن قتله ، لأن أحد كبار العلماء المنصفين قد كتب إلى السلطان ما معناه : إن عليا عليه‌السلام هو من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم ، ولكن الجهال حسدوا هذا السيد ولم يعرفوا حق أمير المؤمنين عليه السلام.

ثم استغل هؤلاء الناصب وفاة السلطان أكبر شاه ، واغتنموا مجيئ ابنه جهانكير شاه التيموري خلفا على البلاد ـ وكان ضعيف الرأي سريع التأثر ـ فدس هؤلاء الأوغاد رجلا خسيسا منهم للتجسس عن الشهيد السعيد ـ كما هو فعل أسيادهم من قبل في مطاردة شيعة علي عليه‌السلام وقتلهم ـ وقد لازم ذلك الرجل السيد القاضي الشهيد بصفة طالب علم ، وهكذا عرف الخبيث ـ من طول الملازمة ـ أن قاضي الهند هو من أكبر دعاة الحق ، واطلع على مؤلفات القاضي لا سيما كتابه الخالد (إحقاق الحق) الذي لم يبق فيه الشهيد حجة لناصبي عنيد ، فاستكتب الرجل الشقي نسخة منه وأتى بها إلى السلطان ، وكانت هناك شرذمة من الأراذل الذين سخروه لهذه المهمة الخسيسة قد أشعلوا نار غضب السلطان على السيد الجليل سليل أهل البيت عليهم السلام ، فأمر الجلاد بقتله بصورة بشعة ، إذ جردت ثيابه وضرب بالسياط الشائكة حتى انتثر لحم بدنه الشريف الطاهر ، وذلك في سنة ١٠١٩ ه على


أشهر الأقوال ، وهكذا قضى نحبه شهيدا وحيدا فريدا تحيط به الأوغاد ومحرفو الكلم عن مواضعه من كل مكان ـ ودفن جثمانه الطاهر في بلدة أكبر آباد بالهند ، ومرقده الشريف معروف يزار للتبرك به.

(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون)

كان الشهيد السعيد من أعاظم علمائنا في عصره ، إماما متكلما ، وأديبا بارعا ، بحرا في الفقه والحديث والعربية ، أثنى عليه جميع من ترجم له غاية الثناء ، ولعل خير ما يدل على علمه كثرة مؤلفاته ومصنفاته.

فقد أحصى له السيد المرعشي النجفي ـ قدس‌سره ـ مائة وأربعين ما بين كتاب ورسالة ، وذلك في مقدمة تحقيقه لكتاب (إحقاق الحق).

ولو لم يكن من بين تلك المائة والأربعين إلا (إحقاق الحق) ـ الذي لم يصنف مثله في بابه ـ لكفى به شاهدا على غرارة علمه وتضلعه في علوم الشريعة أجمع (١).

__________________

(١) لخصنا هذه الترجمة من المصادر التالية :

رياض العلماء ـ الميرزا عبد الله الأفندي ـ ٥ / ٢٦٥ ، تعليقة أمل الآمل ـ له أيضا ـ : ٣٢٨ رقم ١٠٣٧ ، ريحانة الأدب في تراجم المعروفين بالكنية واللقب ـ التبريزي ـ ٢ / ٤٣٦ رقم ٨٠٥ (ترجمة بعنوان : صاحب مجالس المؤمنين) ، الفوائد الرضوية ـ الشيخ عباس القمي ـ : ٦٩٦ ، شهداء الفضيلة ـ الأميني ـ : ١٧١ ، روضات الجنات ـ الخوانساري ـ ٨ / ١٥٩ رقم ٧٢٧ ، نفحات الروضات ـ الشيخ محمد باقر النجفي الإصبهاني ، المعروف بألفت ـ : ٣٢٠ رقم ٧٢٩ ، أعلام الشيعة ـ البحاثة الشيخ آقا بزرك ـ ٢ / ٦٢٢ ، أعيان الشيعة ـ السيد محسن الأمين العاملي ـ ١٠ / ٢٢٨ ، ومعجم رجال الحديث ـ السيد الخوئي ـ ١٩ / ١٨٤.

وللشهيد السعيد ترجمتان ضافيتان : الأولى بقلم آية الله العظمى السيد المرعشي النجفي كتبها في مقدمة تحقيق إحقاق الحق ١ / ٨٢ ـ ١٦١ ، والثانية هي رسالة خاصة في ترجمة الشهيد اسمها : (فيض الإله في ترجمة القاضي نور الله) بقلم السيد جلال الدين الحسيني ، مطبوعة في مقدمة كتاب (الصوارم المهرقة) للقاضي الشهيد ، ورقمت بالحروف وانتهت بالرقم (فكج) المساوي للعدد ١٢٣.


عملي في تحقيق هذه الرسالة :

تفضلت مؤسسة آل البيت ـ عليهم‌السلام ـ لإحياء التراث مشكورة بإعطائي نسخة خطية لرسالة (السحاب المطير) ستأتي مواصفاتها تفصيلا ، وقد حاولت العثور على نسخة أخرى متممة لها فلم أفلح ، إذ إن فهارس المخطوطات المتيسرة لم تشر إلى وجود أية نسخة أخرى لهذه الرسالة غير التي بحوزتي الآن ، إلا ما ذكر في الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط ـ مخطوطات التفسير ـ ٣٧ / ٢٥٥ رقم ٢٣٩٩ و ٩ / ٦٥ رقم ٢٣٩٩ من وجود نسخة لهذه الرسالة في مكتبة الجمعية الآسيوية / كلكتا ، برقم ١٠٢ / ٤٨٤ ٦ ، سنة ١٠٦٨ ه ، مع عبارة : (وهو دون عزو في المخطوط ، ونسبته للتستري من كشف الحجب ١ / ٣٨) وقد تعذر علي حصول صورة لهذه النسخة أيضا.

وأخيرا ـ ولما لم أجد نسخة مساعدة خطية أو حجرية ـ التجأت إلى موسوعة (إحقاق الحق) على أمل أن تكون هذه الرسالة قد ألفت قبل (الاحقاق) ومعه يمكن احتمال نقل الشهيد ـ قدس‌سره الشريف ـ لها أو بعضها في واحد من مجلدات (الاحقاق).

وقد تحقق أملي وصدق احتمالي ـ والحمد لله تعالى ـ إذ وجدت الشهيد ـ قدس‌سره ـ قد نقل الكثير من هذه الرسالة إلى (إحقاق الحق) نقلا حرفيا في بحثه عن آية التطهير ، وذلك في آخر المجلد الثاني مع إحالته في آخر البحث إلى هذه الرسالة ، ولهذا جعلت ما في (الاحقاق) نسخة مساعدة ، ومن هنا كان عملي ملخصا بالأمور الآتية :

١ ـ إجراء المقابلة الدقيقة بين النسخة الخطية التي بحوزتي وبين بحث آية التطهير في (إحقاق الحق) وتثبيت سائر الاختلافات بينهما ، مع الإشارة لها في الهامش ، فإن كان في النسخة الخطية عبرت عنه ب (الأصل) ، وإن كان في


النسخة المساعدة ـ وهي الاحقاق ـ أشرت له باسمه الصريح مع تعيين الجزء والصحيفة.

٢ ـ ضبط النص بالشكل.

٣ ـ توزيع مطالب الرسالة وفصلها عن بعض.

٤ ـ الإشارة في الهامش إلى جميع المقاطع المقتبسة من الرسالة إلى (إحقاق الحق) مع تعيين بداية الاقتباس ونهايته.

٥ ـ حصر كل لفظ أضفته أو عدلته أو بدلته بلفظ آخر بين عضادتين مع الإشارة في الهامش إلى ما كان عليه اللفظ في الأصل.

٦ ـ تخريج الآيات الكريمة ، والأحاديث الشريفة ، وأقوال العلماء.

٧ ـ توضيح بعض العبارات التي رأيتها بحاجة إلى توضيح.

٨ ـ التوسع في التعليق على بعض المطالب المضغوطة العبارة في هذه الرسالة.

٩ ـ وضع ترجمة مختصرة في الهامش للأعلام الذين ورد ذكرهم في الأصل.

١٠ ـ الاكتفاء بالإشارة إلى مصادر ومراجع التحقيق في الهامش مع عدم ذكر المعلومات الكاملة عن كل مصدر ومرجع ، ولم أفردها بقائمة مستقلة لعدم الحاجة إليها ، حيث كانت الإشارة في أغلب الأحيان إلى الأبواب ، وأرقام الأحاديث ، أو تحديد اسم البحث في الكتاب مما لا يؤثر على القارئ الكريم عند رجوعه إلى طبعات لها غير معتمدة في التحقيق.

وصف نسخة الأصل :

هي نسخة مؤسسة آل البيت ـ عليهم‌السلام ـ لإحياء التراث ، مصورة من مكتبة آية الله العظمى السيد المرعشي النجفي ـ قدس‌سره الشريف ـ ضمن مجموعة خطية برقم ٤٢٢٢ ، وقد بلغت لوحاتها اثنتي عشرة لوحة ، وبدأ


ناسخها بالكتابة من وسط اللوحة الأولى وأتمها في وسط اللوحة الأخيرة أيضا ، وفيها أكثر من ثلاثين غلطا نحويا ولغويا لا سيما فيما يتعلق بالضمائر.

وكتبت بخط النسخ ، وخطها ممتاز وواضح جدا ، وحالتها جيدة إذ لم يقرط منها شئ أو يتلف أو يتآكل كما يبدو من صورتها ، ويوجد في كل لوحة من لوحاتها ـ ما عدا الأولى والأخيرة ـ تسعة عشر سطرا ، وفي كل سطر ـ تقريبا ـ إحدى عشرة كلمة ، وكلماتها غير مشكوكة ، وحروفها منقطة ، ومساحة اللوحة الواحدة = ١٦ × ٥ / ٢٤ سم ، ومساحة الكتابة على اللوحة الواحدة = ١٠ × ١٨ سم ، وطول السطر الواحد = ١٠ سم ، أما مساحة حافاتها الجانبية فلا علم لي بها ، إذ كان الاعتماد على النسخة المصورة ، ولكن يمكن تقديرها بأربعة سنتمترات كما يبدو من بعض العبارات والكلمات المكتوبة في حافاتها والمعلمة بالصحة في ستة مواضع فقط.

وهذه النسخة خالية من الحواشي والتعليقات ، ولم ترقم لوحاتها أيضا ، وعلى اللوحة الأولى والأخيرة ختم كتب فوقه ـ مماسا له ـ : (شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي) أما عبارة الختم نفسه فغير واضحة ، وقد كتب في أعلى اللوحتين الأولى والأخيرة عبارة : (كتابخانه عمومي آيت الله العظمى مرعشي نجفي ـ قم).

وقد ابتدأت الرسالة بالبسملة ، ثم : (الحمد لله الذي جعل قلوبنا بمطالعة آياته بصيرا ...) وانتهت ب : (انتهى كلامه وبه انتهى توضيح ما أوردناه والحمد لله رب العالمين. تم تم).

وهذه النسخة هي بخط أحمد بن محمد بن عبد الله ، كتبها سنة ١٠٩٢ ه كما في فهرس مخطوطات آية الله العظمى السيد المرعشي النجفي ١١ / ٢٢٥ ـ ٢٢٦ ، ولكن في الذريعة ١٢ / ١٥٠ رقم ١٠٠٥ قال عن هذه النسخة بالذات أنها بخط أحمد بن الحسين في ذي الحجة سنة ١٠٩٢ ه ، عند الشيخ محمد السماوي ـ رحمه‌الله ـ وقد أشار إلى ما في أولها ، ومن اتحاد تاريخ النسخ


يتضح أن الناسخ واحد لا سيما وأن اسمه في كلا المصدرين (أحمد) ، فتحصل أن الخطأ في تحديد اسم الأب واقع في أحدهما ، كما أن في نسختنا المصورة لم يثبت الاسم المذكور ، بل كتبت على وسط الحافة اليمنى من اللوحة الأولى عبارة : (بلغت مقابلة ، وكتب الأقل الجاني نعمت الله الحسيني الجزائري عفي عنه سنة اثنتين وتسعين بعد الألف ...).

كما كتب على الحافة اليسرى من اللوحة الأخيرة : (بلغ مقابلة فصح بعون الله تعالى ... نعمت الله الحسيني الجزائري عفي عنه سنة اثنتين وتسعين بعد الألف).

هذا وقد أشير في فهرس مخطوطات مكتبة السيد المرعشي بعد ذكر اسم الناسخ ـ كما تقدم ـ إلى مقابلتها من قبل السيد نعمت الله الحسيني الجزائري.

والحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد وآله الطاهرين.

هدى جاسم محمد أبو طيرة

ماجستير آداب في الشريعة والعلوم الإسلامية

قم المقدسة ـ ٢٨ رجب ١٤١٥ ه.




[السحاب المطير في تفسير آية التطهير]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي جعل قلوبنا بمطالعة آياته [بصيرة] (١) ، والصلاة على سيدنا محمد وآله الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وعلى خلص أصحابه الذين حفظوا وصية الله ورسوله في أهل البيت ولم يغيروا تغييرا.

فقد قال الله تعالى في سورة الأحزاب : (إنما يريد الله ليذهب عنكم

__________________

(١) في الأصل : (بصيرا) ونقل في الذريعة ٢ / ١٥٠ رقم ١٠٠٥ أول هذه الرسالة من نسخة الشيخ محمد السماوي هكذا : (الحمد لله الذي جعل قلوبنا بالمطالعة لآياته بصيرا) ، وما بين العضادتين هو الصحيح ، قال تعالى : (فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية) المائدة ٥ : ١٣ ، وقال تعالى : (الذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة) النحل ١٦ : ٢٢ ، وقال تعالى : (وقلوبهم واجفة) المؤمنون ٢٣ : ٦٠ ، والقلوب جمع تكسير من جموع الكثرة ، على وزن فعول ، ولم يرد وصفها مذكرا في القرآن الكريم ، ولو كان وصف فعول على وزن فعل بالضم لجاز فيه التذكير والتأنيث كما في قراءة (وقالوا قلوبنا غلف) البقرة ٢ : ٨٨ بضم اللام من (غلف). ووزن (بصيرا) ليس كذلك.


الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (٢).

قال سيد المحدثين جمال الملة والدين عطاء الله الحسيني الأصيلي الشيرازي (٣) ـ قدس‌سره ـ في كتابه الموسوم ب (تحفة الأحباء) : إن لعلماء التفسير ـ رحمهم‌الله ـ في بيان المراد من أهل البيت ثلاثة أقوال (٤) :

أحدهما : أن المراد من حرم الله عليهم الصدقة والزكاة من أقارب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، كآل علي ، وآل عقيل ، وآل جعفر. وأن المراد من التطهير : التطهير من أوساخ الناس التي هي الصدقة والزكاة (٥).

__________________

(٢) سورة الأحزاب ٣٣ : ٣٣.

(٣) هو العلامة السيد الأمير عطاء الله جمال الدين بن المير فضل الله الحسيني الدشتكي الشيرازي النيسابوري ، المحدث الفقيه المتكلم الخطيب ، قال بعضهم بتسننه ، ولعل الصحيح ما حكاه في الرياض سماعا من الفاضل الهندي أنه كان شيعيا وعنده كتبه ، وهي على طريقة الشيعة إلا أنه كان يتقي في هراة ، ويؤيده ما عرف من كتبه ، ككتاب (روضة الأحباب في سيرة النبي والآل والأصحاب) و (تحفة الأحباء) و (الأربعين حديثا في فضائل أمير المؤمنين علي عليه‌السلام) وكتاب في أحوال أولاد أمير المؤمنين علي عليه‌السلام. توفي سنة ٩١٧ ه ، وقيل سنة ٩٢٦ ه ، وقيل غير ذلك.

رياض العلماء ٣ / ٣١٥ ، أمل الآمل : ١٧٠ ، حبيب السير ٤ / ٣٥٨ ، مجالس المؤمنين ١ / ٥٢٧ ، هدية العارفين ١ / ٦٦٤ ، روضات الجنات ٥ / ١٨٩ رقم ٤٨١ ، الذريعة ١١ / ٢٨٥ رقم ١٧٣٤ ، معجم رجال الحديث ١١ / ١٤٦ ، ريحانة الأدب ٢ / ٤٢٦.

(٤) الظاهر من كتب التفسير أن للمفسرين أقوالا كثيرة في المقام ، ولكنها ـ في مؤداها النهائي ـ تنتهي إلى الأقوال الثلاثة التي سيذكرها المصنف قدس‌سره الشريف ، وقد أحصاها السيد جعفر مرتضى العاملي في بحثه (أهل البيت في القرآن الكريم) ص ١٢ ، المنشور في مجلة رسالة الثقلين ، العددان ١ ـ ٢ ، لسنة ١٤١٣ ه ، فكانت سبعة أقوال ، ويرى الشيخ جعفر السبحاني في مفاهيم القرآن ٥ / ٢٨٠ أن العمدة في المقام قولان لا أكثر ـ وهما : الثاني والثالث في هذه الرسالة ـ أما الأقوال الخمسة الأخرى فهي شاذة لا يعبأ بها ، إذ اختلقها أصحابها لحل الإشكالات الواردة على القول الثاني وهو أن المراد من أهل البيت : نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

(٥) نسب هذا القول إلى زيد بن أرقم الصحابي المعروف (ت ٦٨ ه) كما في صحيح مسلم


وثانيها : أن المراد من أهل البيت : الأزواج المقدسة ، لأن سياق الآية في بيان حالهن (٦).

وثالثها : أن المراد من أهل البيت : محمد رسول الله ، وعلي بن أبي طالب ، وفاطمة الزهراء ، (والسبطان) (٧) عليهم الصلاة والسلام (٨).

__________________

٤ / ١٨٧٤ رقم ٣٧ ـ كتاب فضائل الصحابة ، باب فضل الإمام علي عليه‌السلام ، وأغلب كتب التفسير السنية في تفسير آية التطهير.

أنظر : الجامع لأحكام القرآن ٤ / ١٨٣ ، وفتح القدير ٤ / ٢٨٠ ، والدر المنثور ٦ / ٦٠٤ وغيرها.

(٦) نسب هذا القول إلى عكرمة البربري (ت ١٠٥ ه) مولى ابن عباس (ت ٦٨ ه) كما في جامع البيان عن تأويل آي القرآن ٢٢ / ٧ ، والتبيان ٨ / ٣٠٨ ، وتفسير ابن كثير ٢ / ٤٨٣ ، وإلى عروة ابن الزبير (ت ٩٣ ه) ، ومقاتل بن سليمان (ت ١٥٠ ه) ، وإلى ابن عباس برواية عكرمة وسعيد ابن جبير (ت ٩٤ ه) ، عنه ، كما في تفسير البحر المحيط ٧ / ٢٣١ ، والدر المنثور ٦ / ٦٠٣ ..

(٧) في الأصل : (والسبطين) والصحيح ما أثبتناه بين العضادتين.

(٨) نسب هذا القول ـ في كتب أهل السنة ـ إلى الكثير من الصحابة والتابعين كأنس بن مالك (ت ٩٣ ه) ، وثوبان مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (ت ٥٤ ه) ، وأبي الحمراء مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وحكيم بن سعد ، وزينب بنت أم سلمة (ت ٧٣ ه) وسعد ابن أبي وقاص (ت ٥٥ ه) ، وأبي سعيد الخدري (ت ٧٤ ه) ، وأم سلمة (ت ٦٢ ه) ، وشهر ابن حوشب (ت ١١١ ه) ، وعائشة (ت ٥٧ ه) ، وعبد الله بن جعفر (ت ٨٠ ه) ، وعبد الله بن عباس (ت ٦٨ ه) ، وعبد الله بن معين مولى أم سلمة ، وعطاء بن أبي رباح (ت ١١٤ ه) ، وعطاء ابن يسار (ت ١٠٣ ه أو ١٠٤ ه) ، وعطية العوفي (ت ١١١ ه) ، وعمر بن أبي سلمة (ت ٨٣ ه) ، وعمرة بنت أفعى ، وقتادة (ت ١١٨ ه) والكلبي ـ دحية بن خليفة الصحابي ـ (ت ٤٥ ه) ، ومجاهد بن جبر المكي (ت ١٠٣ ه) ، ومحمد بن سوقة (بقي إلى زمان معاوية) ، وأبي المعدل الطفاوي ، ومعقل بن يسار (ت نحو ٦٥ ه) ، وواثلة بن الأسقع (ت ٨٣ ه).

كما نسب هذا القول ـ في كتب السنة أيضا ـ إلى آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام (ت ٤٠ ه) ، وولده السبط الحسن المجتبى عليه السلام (ت ٥٠ ه) ، وحفيده زين العابدين عليه‌السلام (ت ٩٥ ه).

أنظر : جامع البيان ٢٢ / ٥ ـ ٧ ، والجامع لأحكام القرآن ١٤ / ١٨٢ ، وتفسير ابن كثير ٣ / ٤٩٢ ، والبحر المحيط ٧ / ٢٢٨ ، والدر اللقيط ـ مطبوع بهامش البحر المحيط ـ والدر


وظاهر الآية يدل على صحة هذا القول ، لأن تذكير (عنكم) ، و (يطهركم) يقتضي أن يكون المخاطب الرجال دون النساء ، وعلى تقدير إرادة الأزواج كان حق العبارة أن يقول : (ويطهركن) بتأنيث الضمير (٩).

والقول بأن الآية الكريمة قد نزلت في شأن الخمسة المذكورين الذين هم آل العباء عليهم‌السلام قد وصل عند الإمامية وسائر الشيعة إلى حد التواتر (١٠).

__________________

المنثور ٣ / ٦٠٣ ـ ٦٠٤ ، وفتح القدير ٤ / ٢٧٩ (وذكر فيه : إن هذا القول هو قول الجمهور) ، وفي ينابيع المودة : ٢٩٤ إنه قول أكثر المفسرين.

هذا ، وفي تخريجات السيد محمد رضا الجلالي للأحاديث المفسرة لآية التطهير في (تفسير الحبري) ـ بتحقيقه ـ ص ٥٠٣ ـ ٥١٧ ما يدل على كثرة المصادر السنية المؤيدة لصحة القول الثالث.

ولعل في كتاب : (آية التطهير في أحاديث الفريقين) للسيد الأبطحي ما يغطي سائر تلك المصادر.

(٩) قال أبو حيان الأندلسي في تفسير البحر المحيط ٧ / ٢٣١ ـ في رده على من ذهب إلى اختصاص الآية بالأزواج ـ : (ليس بجيد ، إذ لو كان كما قالوا لكان الترتيب : (عنكن ، ويطهركن) وإن كان هذا القول مرويا عن ابن عباس فلعله لا يصح عنه ، ثم قال : وقال أبو سعيد الخدري : هو خاص برسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم‌السلام) ، وروي نحوه عن أنس وعائشة وأم سلمة). ومثله في تفسير ابن جزي الكلبي ٢ / ٥٦١ ، وقد أشير لهذا الوجه أيضا في تفسير البيان ٨ / ٣٤٠.

(١٠) فقد روى مفسرو ومحدثو الشيعة هذا القول عن أمير المؤمنين علي (ت ٤٠ ه) وولده الإمام الحسن السبط (ت ٥٠ ه) وعن الأئمة : علي بن الحسين زين العابدين (ت ٩٥ ه) ، ومحمد بن علي الباقر (ت ١١٤ ه) ، وجعفر بن محمد الصادق (ت ١٤٨ ه) ، وعلي بن موسى الرضا (ت ٢٠٣ ه) عليهم الصلاة والسلام.

كما رووه عن أبي الأسود الدؤلي (ت ٦٩ ه) ، وأنس بن مالك (ت ٩٣ ه) ، وجابر بن عبد الله الأنصاري (ت ٧٣ ه) ، وأبي الحمراء مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأبي ذر الغفاري (ت ٣٢ ه) ، وسعد بن أبي وقاص (ت ٥٥ ه) ، وأبي سعيد الخدري (ت ٧٤ ه) ، وأم سلمة (ت ٦٢ ه) ، وشهر بن حوشب (ت ١١١ ه) ، وعائشة (ت ٥٧ ه) ، وعبد الله بن عباس (ت ٦٨ ه) ، وعطاء بن يسار (ت ١٠٣ ه) ، وعطية العوفي (ت ١١١ ه) وعلي بن زيد (ت ١٢٩ ه) ، وعمر بن ميمون الأودي ، وواثلة بن الأسقع (ت ٨٣ ه) ، وغيرهم فيما يقرب


وقد ذهب إليه من غير فرق الشيعة جمع كثير أيضا ، وروى أهل الحديث في كتبهم أحاديث متعددة صحيحة ، دالة على أن المراد هو الخمسة المذكورون عليهم‌السلام (١١).

ثم (١٢) ذكر السيد السند قدس‌سره ـ من جملة ذلك ـ [خمسة] (١٣) أحاديث ، اثنان [منها ـ وهما] (١٤) المسندان إلى أم سلمة رضي‌الله‌عنها ـ

__________________

من أربعين طريقا.

أنظر : تفسير فرات الكوفي : ١٢١ ، تفسير الحبري : ٢٩٧ ـ ٣١١ ، تفسير التبيان ٨ / ٣٣٩ ، تفسير مجمع البيان ٨ / ٤٦٢ ـ ٤٦٣ ، تفسير الميزان ١٦ / ٣١١ ، وأصول الكافي ١ / ١٨٧ ح ١ كتاب الحجة ، باب ما نص الله عزوجل ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على الأئمة عليهم‌السلام واحدا فواحدا ، وإكمال الدين ١ / ٢٧٨ ح ٢٥ باب ٢٤ ، وسعد السعود : ١٠٦ ، والعمدة ١٩ ، ونهج الحق ١ / ٨٨ ، والصراط المستقيم ١ / ١٨٧ ، وغاية المرام : ٢٥٩.

(١١) كما في مسند أحمد ٦ / ٩٢ ، وسنن الترمذي ٥ / ٣٥١ رقم ٣٢٠٥ ـ كتاب التفسير ، و ٥ / ٦٦٣ رقم ٣٧٨٧ ـ كتاب المناقب ، باب مناقب أهل البيت ، و ٥ / ٦٩٩ رقم ٣٨٧١ ـ كتاب المناقب ، باب فضل فاطمة عليها‌السلام ، وصحيح مسلم ٤ / ١٨٧٤ رقم ٣٧ ـ كتاب الصحابة ، باب فضل الإمام علي عليه‌السلام ، والمعجم الكبير للطبراني ٣ / ٤٦ رقم ٢٦٦٢ و ٣ / ٤٧ رقم ٢٦٦٦ و ٣ / ٤٩ رقم ٢٦٦٨ و ٢٣ / ٢٨١ رقم ٦١٢ و ٢٣ / ٣٣٣ رقم ٧٦٨ و ٢٣ / ٣٣٤ رقم ٧٧٣ و ٢٣ / ٣٣٦ رقم ٧٧٩ و ٢٣ / ٣٩٦ رقم ٩٤٧ وكثير غيرها ، ومشكل الآثار ١ / ٣٣٣ ، ومستدرك الحاكم ٢ / ٤١٦ وصححه على شرط البخاري ، وسكت عنه الذهبي في تلخيص المستدرك ، ومصابيح السنة ٢ / ٢٧٧ ، وجامع الأصول ١٠ / ١٠٠ ، ومجمع الزوائد ٩ / ١٦٧ ، وكنز العمال ١٣ / ١٦٣ رقم ٣٦٤٩٦ ، وترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام في تاريخ دمشق ـ بتحقيق المحمودي ـ ٦١ ـ ٧٧ ح ٨٣ ـ ١١١ ، وتاريخ بغداد ١٠ / ٢٧٨ رقم ٥٣٩٦ ـ في ترجمة عبد الرحمن بن علي المروزي ، وسائر كتب المناقب المؤلفة من قبل أهل السنة والتي يطول المقام بتفصيلها.

(١٢) من هنا نقل إلى إحقاق الحق ٢ / ٥٦٧.

(١٣) في الأصل : (خمس) وما بين العضادتين هو الصحيح الموافق لما في إحقاق الحق ٢ / ٥٦٧.

(١٤) في الأصل : (منهما وبهما) وما بين العضادتين هو الصحيح الموافق لما في إحقاق الحق ٢ / ٥٦٧.


[نصان صريحان] (١٥) في الباب الأول.

أحدهما ـ وهو الذي نقله من جامع الترمذي (١٦) ، وذكر أن الحاكم (١٧) حكم بصحته ـ : قد اشتمل على أنه لما قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في شأن أهل البيت ما قال ، قالت أم سلمة رضي‌الله‌عنها : يا رسول الله! ألست من أهل بيتك؟ قال : (إنك على خير ، أو : إلى خير) (١٨).

__________________

(١٥) في الأصل : (نص صريح) وما بين العضادتين من إحقاق الحق ٢ / ٥٦٧ ، وهو الأصح.

(١٦) هو : أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي ، صاحب (الجامع الصحيح) المعروف بسنن الترمذي ، من مشاهير المحدثين والحفاظ ، له من الكتب : الشمائل ، والعلل ، والتاريخ ، والزهد ، والأسماء والكنى ، والسنن. وثقه الذهبي وابن حجر وغيرهما ، توفي سنة ٢٧٩ ه.

ميزان الاعتدال ٣ / ٦٧٨ رقم ٨٠٣٥ ، تهذيب التهذيب ٩ / ٣٤٤ رقم ٦٣٨ ، تهذيب الكمال ٢٦ / ٢٥٠ رقم ٥٥٣١.

(١٧) هو : الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله ، المعروف بالحاكم النيسابوري ، ولد بنيسابور سنة ٣٢١ ه ، وولي القضاء عليها سنة ٣٥٩ ه في أيام الدولة السامانية ، كان ثقة جليلا حافظا من أهل الفضل والعلم والمعرفة ، له مؤلفات كثيرة أشهرها : المستدرك على الصحيحين ، توفي سنة ٤٠٥ ه.

ميزان الاعتدال ٣ / ٦٠٨ رقم ٧٨٠٤ ، تاريخ بغداد ٥ / ٤٧٣ رقم ٣٠٢٤ ، لسان الميزان ٥ / ٢٣٢ رقم ٨١٣.

(١٨) سنن الترمذي ٥ / ٦٩٩ ح ٣٨٧١ ، وفيه : (قالت أم سلمة : وأن معهم يا رسول الله؟ قال : إنك إلى خير ، وأخرجه في كتاب التفسير ٥ / ٣٥١ ح ٣٢٠٥ بلفظ آخر ، وفيه : (وأنا معهم يا نبي الله؟ قال : أنت على مكانك ، وأنت إلى خير) ، وأعاد روايته بهذا اللفظ في كتاب المناقب ٥ / ٦٦٣ ح ٣٧٨٧ ، وأخرجه الحاكم في المستدرك ٢ / ٤١٦ بلفظ آخر.

وخلاصة الحديث : أن النبي الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد أن جلل عليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام بكساء له صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : (اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي ، أذهب عنهم الرجس وطهركم تطهيرا) ثم قالت أم سلمة ـ بعد ذلك ـ ما قالت ، فكان الجواب المقدس صريحا بإبعادهم عنهم عليهم‌السلام.

وبالجملة : فإن صيغة الجواب المقدس التي ذكرها المصنف ـ قدس‌سره الشريف ـ لم أجدها ـ باللفظ المذكور ـ في سائر ما وقفت عليه من كتب التفسير والحديث والمناقب ،


والحديث الثاني ـ وهو الذي نقله عن كتاب (المصابيح) في بيان شأن النزول ، لأبي العباس أحمد بن الحسن ، المفسر الضرير الأسفراييني (١٩) ـ قد

__________________

وما وجدته هو :

١ ـ قالت أم سلمة : (ألست من أهلك يا رسول؟ قال : إنك إلى خير).

٢ ـ قالت أم سلمة : (يا رسول الله! وأنا من أهلك؟ قال : وأنت إلى خير ٩.

٣ ـ قالت أم سلمة : يا رسول الله! وأنا؟ قال : أنت إلى خير).

٤ ـ قالت أم سلمة : (يا رسول الله! أنا منهم؟ قال : إنك إلى خير).

٥ ـ قالت أم سلمة : (يا رسول الله! أو لست من أهل بيتك؟ قال : وأنت في خير وإلى خير).

٦ ـ قالت أم سلمة : (فرفعت الكساء ، لأدخل معهم ، فجذبه من يدي وقال : إنك إلى خير).

٧ ـ قالت أم سلمة : (يا رسول الله! ألست من أهل البيت؟ قال : إنك على خير وإلى خير).

٨ ـ قالت أم سلمة : (فقلت : فأنا يا رسول الله؟ فقال : إنك على خير إن شاء الله).

٩ ـ قالت أم سلمة : (يا رسول الله! ألست من أهل البيت؟ قال : (إنك على خير ، إنك من أزواج النبي).

١٠ ـ قالت أم سلمة :(إجعلني معهم؟ قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم : أنت مكانك وأنت على خير).

١١ ـ قالت أم سلمة : (فقلت : أين أنا يا رسول الله؟ قالت : أنت في خير وإلى خير).

١٢ ـ قالت أم سلمة : (وأنا يا نبي الله؟ فقال : إنك بخير وإلى خير).

١٣ ـ قالت أم سلمة :(ما أنا من أهل البيت؟ قال : إنك أهلي خير ، وهؤلاء أهل بيتي ، اللهم أهلي أحق).

أنظر : المصادر المتقدمة في الهامشين ٨ و ١١ للوقوف على هذه الأقوال.

(١٩) أبو العباس هذا من طبقة ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني ، المتوفى سنة ٣٢٩ ه ، ذكره ابن داود في قسم الثقات ، وقال باتحاده مع أحمد بن أصفهبذ أبي العباس الضرير المفسر الذي نسب له كتاب (تعبير الرؤيا) وهو ليس له ، ولكن ظاهر فهرست الشيخ التعدد ، وقد حسنه الزنجاني ونقل عن الحاوي تضعيفه. من كتبه كتاب المصابيح في ذكر ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم‌السلام.

رجال النجاشي : ٩٣ رقم ٢٣١ ، رجال الطوسي : ٤٥٤ رقم ٩٦ باب من لم يرو عنهم عليهم‌السلام ، فهرست الطوسي : ٢٧ رقم ٧٤ ، معالم العلماء : ١٥ رقم ٧٥ ، رجال ابن داود : ٢٥ رقم ٦٣ ، معجم رجال الحديث ٢ / ٧٠ ، الجامع في الرجال ١ / ١٠٠.


تضمن أنه عليه‌السلام لما أدخل عليا ، وفاطمة ، وسبطيه في العباءة ، قال : (اللهم هؤلاء أهل بيتي وأطهار عترتي وأطياب (٢٠) أرومتي ، من لحمي ودمي ، إليك لا إلى النار ، أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا) ، وكرر هذا الدعاء ثلاثا ، قالت أم سلمة رضي‌الله‌عنها : قلت : يا رسول الله! وأنا معهم؟ قال : (إنك إلى خير ، وأنت من خير أزواجي) (٢١).

ثم قال السيد قدس‌سره ـ بعد نقل الأحاديث الخمسة ـ : وقد (٢٢) تحقق من هذه الأحاديث أن الآية إنما نزلت في شأن الخمسة المذكورين عليهم السلام ، ولهذا يقال لهم : آل العباء ، ولله در من قال من أهل الكمال :

على الله في كل الأمور توكلي

وبالخمس أصحاب العباء توسلي

محمد المبعوث حقا وبنته

وسبطيه ثم المقتدى المرتضى علي (٢٣)

انتهى ما اقتصرنا من كلامه ـ موافقا لتصريح غيره ـ أن أقوال المفسرين دائرة في الثلاثة المذكورة ، واحتمال أن المراد : مجموع الخمسة المذكورين عليهم السلام والأزواج ، خرق لإجماعهم ، والقول به إنما حدث من فخر الدين الرازي (٢٤) عند عدم اهتدائه إلى التقصي عن استدلال الإمامية على

__________________

(٢٠) في إحقاق الحق ٢ / ٥٦٨ : (وأطايب).

(٢١) كتاب المصابيح : ٢٠٥ ـ طبع مصر ، نقلا عن هامش إحقاق الحق ٢ / ٥٦٨.

(٢٢) في إحقاق الحق ٢ / ٥٦٨ : (فقد).

(٢٣) إلى هنا انتهى الاقتباس السابق من هذه الرسالة في إحقاق الحق ٢ / ٥٦٨ ، والبيان لم نعثر على قائلهما على الرغم من اشتهارهما.

والبيت الأول مأخوذ من قول الصاحب بن عباد (ت ٣٨٥ ه) ، حيث ذكر العلامة الأميني في كتاب الغدير ٤ / ٦١ ، أن للصاحب بن عباد خاتمين نقش أحدهما :

على الله توكلت

وبالخمس توسلت

(٢٤) هو : محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التميمي البكري ، أبو عبد الله ، المعروف بالفخر الرازي ، من أشهر المفسرين على المذهب الشافعي ، أصله من طبرستان ومولده في الري ،


عصمته (٢٥) أئمتهم بالآية الكريمة.

ولهذا نسبه صاحب الحاصل (٢٦) ـ في هذا المقام من مباحث الإجماع ـ إلى التعصب ، كما سيجئ بيانه (٢٧).

ووجه دلالة الآية على العصمة ، أنها دلت على : إذهاب الرجس الذي

__________________

وترك مؤلفات كثيرة في المعقول والمنقول ، أشهرها التفسير الكبير ، وقد مات الرازي سنة ٦٠٦ ه.

طبقات الشافعية ٢ / ١٢٣ رقم ٨٧٤ ، البداية والنهاية ١٣ / ٥٥ من المجلد السابع ، شذرات الذهب ٥ / ٢١ في سنة ٦٠٦ ه ، النجوم الزاهرة ٦ / ١٩٧ في سنة ٦٠٦ ه ، ميزان الاعتدال ٣ / ٣٤٠ رقم ٦٦٨٦ ، طبقات المفسرين ـ للداوودي ـ ٢ / ٢١٥ رقم ٥٥٠ ، طبقات المفسرين ـ للسيوطي ـ : ٣٩.

وقد ذكر الرازي ما ذكره المصنف ـ قدس‌سره الشريف ـ فقال في التفسير الكبير ٢٥ / ٢٠٩ : (واختلفت الأقوال في أهل البيت ، والأولى أن يقال : هم أولاده ، وأزواجه ، والحسن والحسين منهم ، وعلي منهم ...).

(٢٥) العصمة في اللغة : المنع ، وعصمة الله عبده ، أي : يمنعه مما يؤبقه.

كتاب العين ١ / ٣١٣ ، لسان العرب ١٢ / ٤٠٣ ـ عصم.

وفي الاصطلاح : هي لطف خفي يفعله الله تعالى بالمكلف بحيث لا يكون له داع إلى ترك الطاعة وارتكاب المعصية مع قدرته على ذلك ، أو هي كيفية نفسانية تبعث على ملازمة التقوى والامتناع عن ارتكاب المعاصي مع القدرة عليها ، ولا يجوز فيها القهر على فعل الطاعة وترك المعصية.

تصحيح الاعتقاد : ٢٣٥ ، النكت الاعتقادية : ٤٥ ، الباب الحادي عشر : ٣٧.

(٢٦) هو القاضي تاج الدين محمد بن حسين الأرموي (ت ٦٥٦ ه) أتم كتابه (الحاصل) سنة ٦١٤ ه ، وهو اختصار لكتاب (المحصول) للرازي (ت ٦٠٦ ه) وقد شرح (الحاصل) النقطي (ت ٧٣٦ ه) بكتابه : تحفة الواصل في شرح الحاصل ، والأصل وشرحه خطيان له تقع نسخة منهما بأيدينا.

أنظر : مقدمة تحقيق (التحصيل من المحصول) للدكتور عبد الحميد علي : ٦٩ ، ثم أن كتاب (الحاصل) اختصره البيضاوي (ت ٦٨٥ ه) في (منهاج الوصول إلى علم الأصول) وأسقط منه في مختصره عبارة (مباحث الإجماع) التي سيشير إليها المصنف قدس‌سره الشريف.

(٧٢) سيأتي بيانه في هذه الرسالة ص ٤٥٣.


هو الذنوب التي يتدنس بها عرض المقترف بها كما يتدنس بدنه بالأرجاس.

وعلى : التطهير بملازمة التقوى التي يصير العرض بها نقيا كما ينقى البدن من الأرجاس بتطهره ، مع ما فيها من المؤكدات ، مثل :

(إنما) الدالة على الحصر (٢٨).

والأخبار عن إرادة الله تعالى إذهاب الرجس عنهم ، وتطهيرهم بأبلغ الوجوه ، ومراد الله واقع لا محالة.

__________________

(٢٨) صرح الرازي في المحصول ٢ / ٨٢ بدلالة (إنما) على الحصر ، وابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة : ٢٢٣ حيث قال عن آية التطهير : (ابتدأت ب (إنما) المفيدة لحصر إرادته تعالى في أمرهم على إذهاب الرجس).

واستدل العلامة الحلي ـ قدس‌سره الشريف ـ في كتابه نهاية الوصول إلى علم الأصول : ٣٨ ـ الطبعة الحجرية ـ في البحث الثالث (في باقي الحروف) على كون (إنما) للحصر بوجوه ، فقال : (الخامسة : (إنما) للحصر ، خلافا للمشذوذ لوجوه :

الأول : قال أبو علي الفارسي : إن النحاة أجمعوا عليه ، وصوبهم ، وقوله حجة.

الثاني : قال الأعشى :

[ولست بالأكثر منهم حصى]

وإنما العزة للكاثر

[ديوان الأعشى : ٩٤].

وقال الفرزدق :

أنا الذائد الحامي الذمار وإنما

يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي

[ديوان الفرزدق ٢ / ١٥٣.

وشطر البيت :

أنا الضامن الراعي عليهم ، وإنما

 ....].

ولا يتم مقصود الشاعر إلا بالحصر.

الثالث : لفظة (إن) موضوعة للاثبات ، و (ما) للنفي حالة الإفراد ، فيبقى الوضع حالة التركيب ، وإلا لكان التركيب مخرجا للألفاظ عن معانيها ، وهو باطل قطعا ، ولأن الأصل البقاء على ما كان.

وإذا تقرر هذا فنقول : لا يمكن تواردهما على معنى واحد ، وإلا لزم التناقض ، بل لا بد من حملين ، فإما أن يكون الإثبات واردا على غير المذكور والنفي على المذكور ، وهو باطل الإجماع ، أو بالعكس ، وهو المراد من الحصر).


والتأكيد بذكر التطهير (٢٩) الذي هو التنزيه عن كل إثم وعن كل قبيح ـ كما ذكره صاحب مجمل اللغة (٣٠) ، وصرح به فخر الدين الرازي في تفسيره (٣١) ، وغيره في غيره (٣٢) ـ بعد إذهاب الرجس الذي لا ينفك عنه.

ثم بالمصدر. (٣٣).

__________________

(٢٩) وهو قوله تعالى : (ويطهركم) بعد قوله تعالى : (ليذهب عنكم الرجس) ، وتقرير إفادته التوكيد هو أن معنى إذهاب الرجس هو التطهير ، فيكون مجئ (ويطهركم) بعده توكيدا معنويا له.

(٣٠) مجمل اللغة ٢ / ٥٨٨ ـ طهر.

وصاحب المجمل هو : أحمد بن فارس بن زكريا ، أبو الحسين القزويني الرازي ، من مشاهير علماء اللغة والأدب ، أصله من قزوين ، وتوفي بالري سنة ٣٩٥ ه ، قرأ عليه البديع الهمداني والصاحب بن عباد وغيرهما من أعيان البيان ، من مصنفاته : معجم مقاييس اللغة ، ومجمل اللغة ، وغيرهما.

معجم الأدباء ٤ / ٨٠ رقم ١٣ ، وفيات الأعيان ١ / ١١٨ رقم ٤٩ ، الوافي بالوفيات ٧ / ٢٧٨ رقم ٣٢٦٠ ، مرآة الجنان ٢ / ٤٤٢ ـ في سنة تسعين وثلاثمائة.

(٣١) التفسير الكبير ٢٥ / ٢٠٩.

(٣٢) كأبي إسحاق الشيرازي في كتابه اللمع ٢ / ٧١٩ رقم ٨٤٤ ، حيث نص على استعمال الرجس لنفي العار والقبح ، والبيضاوي في أنوار التنزيل ٢ / ٢٤٥ قال : (واستعارة الرجس للمعصية والترشيح بالتطهير ، ومثله في روح البيان ـ للبرسوي ـ ٧ / ١٧١ ، وقال ابن عطية في المحرر الوجيز ٢ / ٨٣ ـ عن الرجس ـ : (وهو كل مستنكر ومستقذر).

كما إن القرآن الكريم وصف الرجس بأنه من عمل الشيطان كما في الآية ١٤٥ من سورة الأنعام المباركة ، ولا شك أن عمل الشيطان ـ نعوذ بالله تعالى من شره ـ فيه كل قبيح.

(٣٣) وهو (التطهير) مصدر (طهر) ، ومجئ المصدر بعد فعله يفيد معنى التوكيد كما صرح به أبو جعفر النحاس في إعراب القرآن ٣ / ٣١٥.

كما إن مجئ المصدر نكرة في آية التطهير يكشف عن سعة وعدم محدوديته بإذهاب رجس دون آخر ، بل يفيد إذهاب كل مصاديق الرجس على الإطلاق.

هذا ، وقد كشف العلامة الحلي ـ قدس‌سره الشريف ـ عن عشرة وجوه في آية التطهير في معرض استدلاله بها على حجية إجماع أهل البيت عليهم‌السلام ، بل عصمتهم ـ وبعضها ما ذكره المصنف قدس‌سره الشريف ـ وهي :


ولا معنى للعصمة إلا الحالة التي يفعلها الله سبحانه بمن اعتنى بشأنه بحيث لا يقارب الذنوب والمآثم.

وهذا جلي واضح لو صادف أذنا واعية ، وليس المراد بالإذهاب إزالة الرجس للوجوه (٣٤) ، بل دفع ما يقتضي الرجس (٣٥).

__________________

الأول : لفظ (إنما) الدال على الحصر.

الثاني : لأم التأكيد في (ليذهب).

الثالث : الاتيان بلفظ الإذهاب الدال على الإزالة بالكلية.

الرابع : الإثبات بالماهية التي يستلزم نفيها في جميع الجزئيات.

الخامس : الاتيان بلفظ (ليذهب) الدال على تحققه في كل حال دون الإذهاب الصادق بعد تقضي الفعل ، فالفرق بينهما كالفرق بين يفعل والفعل.

السادس : تقديم لفظة (عنكم) الدالة على شدة العناية.

السابع : الاتيان بما يدل عليهم لا بأسمائهم تعظيما لهم.

الثامن : النداء على وجه الاختصاص ، نحو : نحن العرب أقرى الناس للضيف.

التاسع : تأكيد ذلك بلفظ التطهير الدال على التنزيه عن كل ذنب.

العاشر : تأكيد التطهير بالمصدر.

أنظر : نهاية الوصول إلى علم الأصول (الطبعة الحجرية) : ١٨٤ ـ بحث الإجماع.

(٣٤) والدليل عليه : إنه يلزم منه ـ لو كان المراد كذلك ـ خروج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن حكم الآية ، لأنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يكن فيه رجس لا قبل البعثة ولا بعدها بالاتفاق ، مع أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم داخل في حكم الآية بالاتفاق.

كما يلزم منه أيضا خروج الحسن والحسين عليهما‌السلام عن حكم الآية كما سيبينه المصنف قدس‌سره الشريف ، وهذا ما يأباه حديث الكساء المتواتر.

(٣٥) وهذا يدل دلالة قاطعة على خروج النساء عن حكم الآية ، لارتكاب أكثرهن ـ إن لم يكن كلهن ـ الرجس قبل الإسلام ، وبعضهن بعده.

وفي هذا الصدد نقل العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي عن بعض العلماء أنه قال : (هل المراد من إذهاب الرجس عن أهل البيت هو دفع الرجس أو رفعه؟

فإن كان الأول ، فالزوجات خارجات عن حكم الآية ، فإن أكثرهن ـ إن لم يكن كلهن ـ كن في الرجس قبل الإسلام.

وإن كان الثاني ، فلا محيص من القول بخروج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن


والدليل على ذلك : أن الحسن والحسين عليهما‌السلام كانا وقت نزول الآية طفلين لا يتصور فيهما الرجس ، فعلم أن المراد : عدم اتصافهم بالرجس.

ثم إن للقوم ـ هاهنا ـ إيرادات :

* الأول : إن سياق الآية يأبى عن حملها على آل العباء ، لأن ما قبل الآية وما بعدها خطاب مع الأزواج (٣٦).

والجواب عنه (٣٧) : بعد تسليم صدق أهل البيت على الأزواج ، إنه [لا يبعد] (٣٨) في أن يكون ذلك على طريق الالتفات (٣٩) إلى النبي وأهل بيته

__________________

حكم الآية ، فإنه لم يكن فيه رجس أصلا ، لا قبل البعثة ولا بعدها باتفاق الأمة الإسلامية ، مع أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم داخل في حكم الآية قطعا بالاتفاق ، فلا يمكن القول بخروج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن حكمها.

فثبت الأول ، وانتفى الثاني ، وخرجت الزوجات عن حكم الآية قطعا).

أنظر : أهل البيت في القرآن الكريم / السيد جعفر مرتضى العاملي : ٢٦ ، بحث منشور في مجلة (رسالة الثقلين) العدد ٢ ، سنة ١٤١٣ ه.

وخلاصة مراد المصنف أن الإذهاب هو بمعنى الدفع لا الرفع ، لأن الرفع معناه وجود الرجس فعلا ، والدفع معناه صرف كل ما يسبب الرجس عن أهل البيت عليهم‌السلام ، وهو اللائق برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعصمته مطلقا.

(٣٦) صرح بهذا الايراد الرازي في المحصول ٢ / ٨١ ، وابن أمير الحاج في التقرير والتحبير على التحرير للكمال بن همام ٣ / ٩٨ ، وابن الحاجب المالكي في منتهى الوصول والأمل في علمي الأصول والجدل ١ / ٥٧.

(٣٧) من هنا اقتبس المصنف ـ قدس‌سره ـ مرة أخرى وذكر ما اقتبسه في كتابه : إحقاق الحق ٢ / ٥٦٩.

(٣٨) في الأصل : (لا بعد) وما بين العضادتين من إحقاق الحق ٢ / ٥٦٩ ، والأول صحيح ولكن الثاني أنسب.

(٣٩) الالتفات من محاسن البديع في الكلام ، ويراد به : خروج المتكلم من غرضه إلى غرض آخر ثم العودة إلى غرضه الأول ، وهذا الأسلوب شائع في لغة العرب شعرا ونثرا ، والقرآن الكريم نزل بلغتهم.


عليهم‌السلام (٤٠) على معنى : أن تأديب الأزواج [وترغيبهن] (٤١) إلى الصلاح والسداد من توابع إذهاب الرجس والدنس عن أهل البيت عليهم السلام.

فحاصل نظم الآية على هذا ، أن الله تعالى رغب أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى العفة والصلاح ، بأنه إنما أراد في الأزل أن يجعلكم [معصومين] (٤٢) يا أهل البيت ، واللائق أن يكون المنسوب إلى المعصوم عفيفا صالحا ، كما قال [تعالى] : (والطيبات للطيبين) (٤٣).

وحاصل النظم ـ على ما فهم أهل السنة وصرح به فخر الدين الرازي (٤٤) ـ : أن الله تعالى إنما أراد بترغيبكن إلى العفة والصلاح نفعكن وإذهاب الرجس عنكن ، وهذه الآية تدل على إرادة إذهاب الرجس عنهم في الأزل ، بل على إرادة إذهابه عنهم بعد الترغيب والتذكير ، فلا [تدل] (٤٥) على العصمة.

وفيه : إن إذهاب الرجس فعله تعالى [ومراد] (٤٦) الله تعالى واجب الوقوع مطلقا ـ عند الجمهور ، وعند الإمامية ـ في أفعاله تعالى كما صرح به

__________________

(٤٠) هناك رأي آخر في بيان جهة الالتفات سيأتي توضيحه في هامش رقم ٥٢.

(٤١) في الأصل : (وترغيبها) وما بين العضادتين من إحقاق الحق ٢ / ٥٦٩.

(٤٢) في الأصل ، وإحقاق الحق ٢ / ٥٦٩ : (معصوما) وما بين العضادتين هو الأنسب ظاهرا.

(٤٣) سورة النور ٢٤ : ٢٦ ، وإلى هنا انتهى ما اقتبسه المصنف قدس‌سره الشريف من هذه الرسالة في إحقاق الحق ٢ / ٥٧٠.

(٤٤) التفسير الكبير ٢٥ / ٢٠٩.

(٤٥) في الأصل : (يدل) وما بين العضادتين هو الصحيح.

(٤٦) في الأصل : (وإرادة) وما أثبتناه بين العضادتين هو الأنسب الموافق لما في مصدر العبارة الآتي.


العلامة الحلي (٤٧) في كتاب (النهاية) (٤٨).

وقد صدر عن بعض الأزواج ـ بعد الترغيب أيضا ـ ما هو رجس وإثم وفاقا (٤٩).

فلو كان المقصود من الآية إرادة إذهاب الرجس عنهن ـ بعد الترغيب ـ لما صدر عنهن ـ بعده ـ ما ينافي ذلك (٥٠) ، فلا نظام لبيان النظم على الوجه المذكور.

__________________

(٤٧) هو : الحسن بن يوسف بن علي بن مطهر ، أبو منصور ، ولد في الحلة السيفية في العراق سنة ٦٤٨ ه ، وحاله في الفضل والعلم والجلالة أكبر من أن يسطره قلم أو يستوفيه رقم ، له من المصنفات ما طبق بشهرته الآفاق ، قالوا : إنها بلغت ألف مصنف ، توفي ـ رضي‌الله‌عنه ـ سنة ٧٢٦ ه عن ثمانية وسبعين عاما ، ودفن جثمانه الطاهر في النجف الأشرف بجوار مرقد أمير المؤمنين وسيد الوصيين الإمام علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، على يمين الداخل إلى المرقد الشريف من جهة الباب الكبير.

الوافي بالوفيات ١٣ / ٨٥ ، لسان الميزان ٢ / ٣١٧ ، النجوم الزاهرة ٩ / ٢٦٧ ، الأعلام ٢ / ٢٢٧ ، وسائر كتب الرجال الشيعية المتأخرة عن عصر العلامة قدس‌سره الشريف.

(٤٨) نهاية الوصول إلى علم الأصول (الطبعة الحجرية) : ١٨٤ ـ في بحث الإجماع ، قال ـ في جواب من اعترض على حمل الآية على الزوجات بدعوى أن ما قبلها وما بعدها خطاب معهن ـ ما لفظه : (والجواب من وجوه ـ ثم ذكر أربعة وجوه وقال : ـ الخامس : مراد الله تعالى واجب الوقوع مطلقا عندهم وعندنا في أفعاله فيكون مرفوع الرجس عنهم محالا ، وهو إنما يثبت في حق المعصومين لا الزوجات لوقوع الذنب منهن).

(٤٩) أنظر : النص والاجتهاد ـ للسيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي ـ ٤١٢ ـ ٤٢٣ حيث أحصى فيه ما (صدر عن بعض الأزواج ـ بعد الترغيب أيضا ـ ما هو رجس وإثم وفاقا).

(٥٠) ولعل اعتقاد صحة دعوى إرادة إذهاب الرجس عن النساء ـ بعد ثبوت كون الإرادة في الآية إرادة تكوينية ـ مع صدور ما ينافي ذلك عن بعضهن اتفاقا يؤدي إلى مضاعفات عقائدية خطيرة جدا ، لأن لازم الاعتقاد بها يعني الاعتقاد بتخلف المراد عن إرادته تعالى ، بمعنى أن إرادة الأزواج لارتكاب الرجس ـ بأي معنى فسر ـ أقوى من إرادة الخالق على إذهابه عنهن ، وهو محال.


وأيضا ، أن ما قبل الآية [مختص] (٥١) بالمذكورين ، لأن الخطاب بلفظ الذكور (٥٢).

وما قيل من أن التذكير لا ينفي إرادتهن ، بل حصر [ها] (٥٣) فيهن ـ كما

__________________

(٥١) في الأصل : (مختصة) وما بين العضادتين هو الصحيح.

(٥٢) مر في الهامش رقم ٤٠ الإشارة إلى وجود رأي آخر في بيان جهة الالتفات ، وزبدته : أنه إلى غير أهل الكساء بغير آية التطهير ، وتوضيحه ـ حسب ما ذكره السيد جعفر مرتضى العاملي في بحثه : أهل البيت في القرآن الكريم : ٢٧ ـ هو أن الخطاب كان قبل آية التطهير موجها إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لا إلى النساء ، حيث قال تعالى : (يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا ...) إلى آخره ، ثم أمر الله تعالى نبيه أن يقول لنسائه (يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة ...) إلى آخر الآيات.

أما مع الإصرار بأن قوله تعالى : (يا نساء النبي ...) هو خطاب للزوجات فيكون على طريقة الالتفات لهن بعنوان أنهن منسوبات إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثم رجع الخطاب بعد هذا إلى مقام النبوة ، ليبين سبحانه أن سبب الالتفات إلى الزوجات وما صدر إليهن من أوامر وزواجر إنما هو لأجل إذهاب الرجس عن أهل بيت النبوة.

انتهى ما ذكرناه من البحث المذكور ملخصا.

وفي هذا الصدد قال الشيخ محمد حسن المظفر ـ رحمه‌الله ـ في دلائل الصدق ٢ / ٧٢ :

(وإنما جعل سبحانه هذه الآية في أثناء ذكر الأزواج وخطابهن للتنبيه على أنه سبحانه أمرهن ونهاهن وأدبهن إكراما لأهل البيت وتنزيها لهم عن أن تنالهم بسببهن وصمة ، وصونا لهم عن أن يلحقهم من أجلهن عيب ، ورفعا لهم عن أن يتصل بهم أهل المعاصي ، ولذا استهل الآيات بقوله : (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء) ضرورة أن هذا التمييز إنما هو للاتصال بالنبي وآله لا لذواتهن ، فهن في محل ، وأهل البيت في محل آخر ، فليست الآية الكريمة إلا كقول القائل : يا زوجة فلان لست كأزواج سائر الناس فتعففي وتستري وأطيعي الله تعالى ، إنما زوجك من بيت أطهار يريد الله حفظهم من الأدناس وصونهم عن النقائص) انتهى.

وهذا المعنى أشار إليه المصنف فيما تقدم ، إلا أنه ـ قدس‌سره ـ جعل الالتفات ـ بعد تسليم صدق أهل البيت على الأزواج ـ من الأزواج إلى النبي وأهل بيته عليهم‌السلام.

(٥٣) في الأصل : (له) وما أثبتناه بين العضادتين هو الصحيح ، والضمير فيه راجع إلى إرادة الشارع المقدس ، والمعنى : (إن التذكير لا ينفي إرادتهن بالخطاب ، بل ينفي التذكير حصر إرادة الخطاب فيهن).


ذكره فخر الدين الرازي في تفسيره (٥٤) ، وتبعه القاضي البيضاوي (٥٥) ، وصاحب التحصيل (٥٦).

فمدفوع بما مر أنه لا قائل بالتركيب (٥٧). وأيضا الطهارة في الآية

__________________

(٥٤) التفسير الكبير ٢٥ / ٢٠٩ ، وذكره أيضا في المحصول ٢ / ٨٢ في بحث الإجماع.

(٥٥) هو عبد الله بن عمر بن محمد بن علي الشيرازي الشافعي ، ولد في المدينة البيضاء قرب شيراز ، وولي قضاء شيراز فيما بعد ، ثم صرف عنه فرحل إلى تبريز ، ومات بها سنة ٦٨٥ ه ، وقيل سنة ٦٩١ ه ، والأول أشهر (وقد ذكر تاريخ الوفاة على غلاف تفسيره أنه سنة ٧٩١ ه ، وهو غلط جزما) أشهر مؤلفاته : أنوار التنزيل وأسرار التأويل ، المعروف بتفسير البيضاوي ، ومنهاج الوصول إلى علم الأصول.

البداية والنهاية ١٣ / ٣٠٩ من المجلد السابع ، في سنة ٥٨٦ ه ، مرآة الجنان ٤ / ٢٢٠ ، طبقات الشافعية ـ السبكي ـ ٨ / ١٥٧ ، بغية الوعاة ٢ / ٥٠ رقم ١٤٠٦ ، شذرات الذهب ٥ / ٣٩٢ في سنة ٦٨٥ ه ، طبقات المفسرين ـ الداوودي ـ ١ / ٢٤٨ رقم ٢٣٠ ، الأعلام ٤ / ١١٠.

ثم إن القاضي البيضاوي أورد في تفسيره ٢ / ٢٤٥ ، ما يتضمن معنى هذا القول ، ولم يورد شيئا في (منهاج الوصول) واكتفى بتضعيف احتجاج الشيعة دون بيان سبب الضعف كما صرح بذلك شراح المنهاج حيث قالوا : لم يشتغل المصنف بالجواب على ما احتج به الشيعة ، وهم بدورهم أجابوا بمثل هذا القول.

أنظر : منهاج العقول ـ للبدخشي ـ ٢ / ٤٠٣ ، ونهاية السول ـ للأسنوي ـ ٢ / ٣٩٩ ـ مطبوع بهامش (منهاج العقول) وكذلك المطبوع بهامش (التقرير والتحبير) لابن أمير الحاج ٢ / ١٧١ ـ

وكلاهما في شرح (منهاج الوصول) للبيضاوي.

(٥٦) هو : محمود بن أبي بكر بن أحمد ، المعروف بالأرموي ، ولد سنة ٥٩٤ ه ، أصله من أرمية من بلاد أذربيجان ، قرأ بالموصل ، وسكن دمشق ، ومات بمدينة قونية سنة ٦٨٢ ه ، من مؤلفاته : التحصيل من المحصول ، وقد صرح فيه ١ / ٧٠ ـ ٧١ بما أشار إليه المصنف قدس سره.

كشف الظنون ٦ / ٤٠٦ ، روضات الجنات ٨ / ١١٨ رقم ٧١٠ ، الأعلام ٧ / ١٦٦.

(٥٧) لانحصار مؤدى الأقوال في الآية الكريمة بثلاثة أقوال ، وليس في واحد منها كون المراد هم آل الكساء عليهم‌السلام مع الأزواج ، كما تقدم في ص ٤٢٣.


[تقتضي] (٥٨) العصمة كما بيناه (٥٩) ، فلا يمكن شمول الآية لهن ، لعدم عصمتهن بالاتفاق.

قال بعض الفضلاء : الحق إنهن لو كن معنيات لما خرجت عائشة على الإسلام وعصت الإمام ، وأي رجس أعظم من ذلك؟! (٦٠).

على أنه (٦١) ذكر الشيخ ابن حجر (٦٢) المتأخر ـ في

__________________

(٥٨) في الأصل : (يقتضي) وما بين العضادتين هو الصحيح.

(٥٩) بينه ـ قدس‌سره ـ في وجه دلالة الآية على العصمة ص ٤٢٤.

(٦٠) لا شك أن عائشة قد أدركت عظيم ما اقترفته من إثم بخروجها على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، الذي هو خروج على الإسلام كله كما حكاه المصنف ، هذا بعد أن أمرت أن تقر في بيتها بمحكم التنزيل العزيز ، ولا ينكر هذا إلا من تجاهل البديهيات أو تمحل في تأويل الواضحات.

ففي الدر المنثور ٦ / ٦٠٠ أخرج ابن أبي شيبة ، وابن سعد ، وعبد الله بن أحمد في (زوائد الزهد) ، وابن المنذر ، عن مسروق بن الأجدع ، أنه قال : كانت عائشة إذا قرأت قوله تعالى : (وقرن في بيوتكن) بكت حتى تبل خمارها.

وفي الجامع لأحكام القرآن ـ للقرطبي ـ ١٤ / ١٨٠ : قال ابن عطية : بكاء عائشة إنما كان بسبب سفرها أيام الجمل.

وفي مقابل هذا (السفر!) أخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن محمد بن سيرين ـ كما في الدر المنثور ٦ / ٥٩٩ ـ أن سودة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قيل لها : ما لك لا تحجين ولا تعتمرين؟ فقالت : حججت واعتمرت ، وأمرني الله أن أقر في بيتي ، فوالله لا أخرج من بيتي حتى أموت. قال : فوالله ما خرجت من باب حجرتها حتى أخرجت بجنازتها.

ومن هنا يتبين أنه مع فرض دخول النساء في ح كم الآية ـ وفرض المحال ليس بمحال ـ فلا معنى لتخصيص السيدة عائشة بحصة أوفر من التطهير على ضراتها كما ذهب إليه ابن كثير في تفسيره ٣ / ٤٩٤ حيث قال : (وعائشة الصديقة بنت الصديق (رض) أولاهن بهذه النعمة ، وأحظاهن بهذه الغنيمة ، وأخصهن من هذه الرحمة العميمة)!! خصوصا وأن لطف التعبير (سفرها أيام الجمل) مما يستوجب استثناءها التام من هذه النعمة والغنيمة والرحمة العميمة.

(٦١) من هنا اقتبس المصنف ـ قدس‌سره ـ مرة أخرى ، وذكر ما اقتبسه في إحقاق الحق ٢ / ٥٦٧.

(٦٢) هو : أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيثمي ، أصله من مصر ، وولد بها سنة ٩٠٩ ه ، وتلقى العلم بالأزهر ، من كتبه : تحفة المحتاج لشرح المنهاج (في الفقه الشافعي) ،


[الباب] (٦٣) العاشر من كتاب الصواعق المحرقة له ـ ما يدل على أن المراد بأهل البيت ـ في أمثال هذه الآية ـ عترته وذريته دون الأزواج. حيث قال : في مسلم (٦٤) : عن زيد بن أرقم (٦٥) ، أنه عليه‌السلام قال : (أذكركم الله في أهل بيتي) ، قلنا لزيد : من أهل بيته ، نساؤه؟ قال : لا ـ وأيم الله! ـ إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها. أهل بيته ـ هاهنا ـ أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة ، بعده (٦٦). وهو مذكور في جامع الأصول أيضا (٦٧).

__________________

والصواعق المحرقة ، وغيرهما ، مات بمكة سنة ٩٧٤ ه. وللمصنف الشهيد ـ قدس‌سره ـ كتاب : (الصوارم المهرقة) وهو في الرد على كتاب (الصواعق المحرقة).

خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر ـ المحبي ـ ٢ / ١٦٦ ، دائرة المعارف الإسلامية ١ / ١٣٣ ، مقدمة تحقيق الصواعق المحرقة : ٧ ، الأعلام ١ / ٣٣٤.

(٦٣) في الأصل : (باب) وما أثبتناه بين العضادتين هو الصحيح.

(٦٤) هو : مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري ، ولد بنيسابور سنة ٢٠٤ ه ، من مشاهير علماء الحديث عند أهل السنة ، أشهر كتبه (الجامع الصحيح) المعروف بصحيح مسلم ، وهو العربي الوحيد من بين أصحاب الصحاح الستة ، مات بنيسابور سنة ٢٦١ ه.

تاريخ بغداد ١٣ / ١٠٠ ، وتهذيب التهذيب ١٠ / ١٢٦ ، سير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٥٧ رقم ٢١٧.

(٦٥) زيد بن أرقم ، من الصحابة الأجلاء ، خزرجي الأصل ، وقف إلى جنب أمير المؤمنين علي عليه‌السلام في صفين ، ومات بالكوفة سنة ٦٨ ه.

أسد الغابة ٢ / ١٢٤ رقم ١٨١٩ ، الإصابة في تمييز الصحابة ١ / ٥٦٠ رقم ٢٨٧٣ ، كتاب الثقات ـ لابن حبان ـ ٣ / ١٣٩ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ١٦٥ رقم ٢٧ ، تهذيب التهذيب ٣ / ٣٤٠ رقم ٧٢٧.

(٦٦) صحيح مسلم ٤ / ١٨٧٣ رقم ٣٦ ـ كتاب فضائل الصحابة ، باب فضل الإمام علي عليه السلام ، وانظر : الصواعق المحرقة : ٢٢٢ ب ١١ ـ الفصل الأول.

(٦٧) لم أقف على حديث الثقلين ـ برواية مسلم في الصحيح ، عن زيد بن أرقم ـ في (جامع الأصول) لابن الأثير الجزري ، لا في أبواب فضائل أهل البيت عليهم‌السلام ، ولا في باب التمسك بالكتاب والسنة ـ الذي ضم بعض أحاديث الثقلين ـ ولا في الفهارس المعدة لأحاديث الكتاب ، ولكن ورد فيه ١ / ٢٧٨ ح ٦٦ حديث الثقلين برواية الترمذي في سننه ، عن


وأقول : يفهم من قول زيد ـ رضي‌الله‌عنه ـ : إن المرأة [تكون] (٦٨) مع الرجل العصر من الدهر ... إلى آخره. أن إطلاق أهل البيت على الأزواج ليس على أصل وضع اللغة ، وإنما هو إطلاق مجازي.

ويمكن أن يكون مراده : أن الذي يليق أن يراد به في أمثال [هذا الحديث] (٦٩) من أهل البيت أصله وعصبته الذين لا تزول نسبته عنهم أصلا دون الأزواج.

وعلى التقديرين فهو مؤيد لمطلوبنا (٧٠) (٧١).

__________________

زيد بن أرقم وليس فيه ما تقدم آنفا من قول زيد ، والظاهر إسقاط الحديث من الطبعة الجديدة لجامع الأصول ، ويؤيده تخريج السيد المرعشي النجفي ـ قدس‌سره الشريف ـ في هامش إحقاق الحق ٢ / ٥٦٧ ـ لهذا الحديث من جامع الأصول ١٠ / ١٠٣ ، وكذلك الشيخ السبحاني في مفاهيم القرآن ٥ / ٢٩٤ حيث أشار إلى الجزء والصحيفة المذكورين!

(٦٨) في الأصل : (يكون) وما بين العضادتين هو الصحيح.

(٦٩) في الأصل : (هذه الآية) وما بين المعقوفتين من إحقاق الحق ٢ / ٥٦٧ وهو الأنسب وإن كان الأول ممكن ، إلا أن قول زيد ، ثم سؤالهم إياه مرتبط بمعنى لفظ (أهل البيت) الوارد في حديث الثقلين برواية صحيح مسلم المتقدمة ، مما ترجح لدينا لفظ إحقاق الحق.

(٧٠) إلى هنا انتهى النص المقتبس من الرسالة إلى إحقاق الحق ٢ / ٥٦٧.

(٧١) لم يذكر المصنف ـ قدس‌سره الشريف ـ في جواب هذا الايراد ـ أقوال أهل الكساء عليهم الصلاة والسلام في هذا الصدد ، إذ لو كان سياق الآية يأبى حملها على آل العباء عليهم‌السلام كما زعم الرازي وغيره في هذا الإيراد ، لما صرح أمير المؤمنين علي عليه‌السلام بأن الآية فيهم عليهم‌السلام على نحو الاختصاص ، والحق مع علي عليه‌السلام كما صرح به الرازي حيث قال في المسائل الفقهية المستنبطة من الفاتحة في تفسيره ١ / ٢٠٥ ما نصه (ومن اقتدى في دينه بعلي بن أبي طالب فقد اهتدى والدليل عليه قوله عليه‌السلام : اللهم أدر الحق مع علي حيث دار).

كما قال ـ بعد صحيفتين من كلامه ١ / ٢٠٧ : (ومن اتخذ عليا إماما لدينه فقد استمسك بالعروة الوثقى في دينه ونفسه).

إذن فلنرى من هم أهل البيت في قول علي وبنيه عليهم‌السلام :

قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : (نحن أهل البيت منها بمنجاة ، ولسنا فيها بدعاة).


* الثاني (٧٢) : إن أهل البيت في اللغة مختص بالأزواج ، ففي العدول إلى غيرهن مخالفة لوضع اللغة (٧٣).

والجواب عنه : أنا لا نسلم أن أهل البيت في اللغة مختص بالأزواج (٧٤) ، ولو كان كذلك لما سألت أم سلمة ـ رضي‌الله‌عنها ـ النبي

__________________

وقال عليه‌السلام : (انظروا أهل البيت نبيكم فالزموا سمتهم ، واتبعوا أثرهم).

وقال عليه‌السلام : (وعند أهل البيت أبواب الحكم وضياء الأمر).

وقال عليه‌السلام : (من مات منكم على فراشه وهو على معرفة حق ربه ، وحق رسوله وأهل بيته ، مات شهيدا).

وقال عليه‌السلام : (فوالله ما كان يلقى في روعي ولا يخطر ببالي أن العرب تزعج هذا الأمر من بعده صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن أهل بيته).

وقال عليه‌السلام : (من أحبنا أهل البيت فليستعد للفقر جلبابا).

اقتبسنا هذه الأقوال من نهج البلاغة : الخطب ٢٦ و ٩٧ و ١٢٠ و ١٩٠ والكتاب رقم ٦٢ وقصار الحكم رقم ١١٢ ، ناهيك عن كثرة أقوال الأئمة من ولده عليهم‌السلام في هذا الخصوص ، نقتصر منها على بعض ما ذكروه أهل السنة :

فقد روى ابن كثير في تفسيره ٣ / ٤٩٤ وأكثر المفسرين من أهل السنة لآية التطهير قول الإمام السبط الحسن عليه‌السلام بعد أن طعن في وركه وهو ساجد في صلاته ، قالوا : إنه عليه السلام قعد على منبر الكوفة ثم قال عليه‌السلام : (يا أهل العراق اتقوا الله فينا ، فإنا أمراؤكم وضيفانكم ، ونحن أهل البيت الذي قال الله تعالى : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) قالوا : فما زال يقولها حتى ما بقي أحد من أهل المسجد إلا وهو يحن بكاء.

كما روى ابن كثير في تفسيره ٣ / ٤٩٥ عن أبي الديلم أن الإمام زين العابدين وسيد الساجدين عليه‌السلام قد قال ما يدل على تخصيص الآية بهم صلوات الله عليهم ، وذلك في كلامه عليه‌السلام مع الرجل الشامي.

وهذا غيض من فيض ، ولا يسع المقام بأكثر منه.

(٧٢) أي : الايراد الثاني من إيرادات أهل السنة على ما يقوله علماء الشيعة من اختصاص (أهل البيت) ببيت النبوة لا بيت الزوجية.

(٧٣) هذا الايراد صرح به الرازي في كتاب المحصول ٢ / ٨٢ بحث الإجماع ، قال : (لفظ (أهل البيت) حقيقة فيهن لغة ، فكان تخصيصه ببعض الناس خلاف الأصل)!

(٧٤) ويؤيد عدم اختصاص لفظ (أهل البيت) بالأزواج لغة ، ما قاله أهل اللغة أنفسهم.


صلى‌الله‌عليه‌وآله عن دخولها [معهم] (٧٥) ـ كما مر [ت] روايته عن الترمذي ، وصاحب المصابيح (٧٦).

ولو سلم ، فنقول : النقل جائز ، بل يجب ارتكابه عند وجود الدليل ، والدليل هاهنا موجود ، وهو الأخبار المذكورة.

* الثالث (٧٧) (٧٨) : إن [ما ذكر] (٧٩) من الأحاديث معارض بما روي : أن

__________________

قال ابن منظور في لسان العرب ١ / ٢٥٣ ـ أهل ـ : (أهل الرجل أخص الناس به ، وأهل بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أزواجه وبناته وصهره ، أعني عليا عليه‌السلام ـ إلى أن قال : ـ وآل الله وآل رسوله : أولياؤه ، أصلها أهل ثم أبدلت الهاء همزة فصارت في التقدير (أأل) فلما توالت الهمزتان أبدلوا الثانية ألفا).

وقال الراغب في المفردات ، ص ٢٩ : (أهل الرجل من يجمعه وإياهم نسب أو دين أو ما يجري مجراهما).

ونقل ابن فارس في معجم مقاييس اللغة ١ / ١٥٠ عن الخليل بن أحمد أنه قال : (أهل الرجل : زوجه ... وأهل الرجل أخص الناس به) ومعلوم أن ذرية الرجل أخص به من أزواجه ومن كل أحد.

إذا اللفظ المذكور في رأي ابن منظور ، والراغب الأصفهاني ، وابن فارس ، والخليل بن أحمد ـ وهم من أقطاب اللغة ـ يكون موضوعا حقيقة لكل ما ذكروه لا بالأزواج وحدهن خاصة كما هو المدعى ، ويكون التخصيص حينئذ وصرف البعض عن مفاد اللفظ في الآية الكريمة بالقرائن القاطعة والأدلة الناصعة والبراهين الساطعة ، وما أكثرها في المقام.

(٧٥) في الأصل : (فيهم) وما بين العضادتين هو الصحيح ، قال تعالى : (ودخل معه السجن فتيان) سورة يوسف ١٢ : ٣٦.

(٧٦) سنن الترمذي ٥ / ٦٩٩ ح ٣٨٧١ ، وكتاب المصابيح : ٢٠٥ ، وقد تقدم تخريج الرواية في هامش رقم ١٨ ، وهامش رقم ٢١.

(٧٧) هذا الايراد ذكره الرازي في المحصول ٢ / ٨٢ في بحث الإجماع ، وتابعه عليه الأرموي في التحصيل من المحصول ٢ / ٧١ ، والأسنوي في نهاية السول ٢ / ٣٩٩ ، والسبكي في الابهاج في شرح المنهاج ٢ / ٣٦٦ ، والآمدي في الإحكام في أصول الأحكام ١ / ٢٠٩ ، كلهم في بحث الإجماع ، وابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة : ٢٢٢ ـ باب ١١ ، الفصل الأول.

(٧٨) أورد المصنف ـ قدس‌سره ـ هذا الايراد في إحقاق الحق ٢ / ٥٦٨ بعبارة : (إن قيل : ما ذكر من الأحاديث ...) وأجاب عنه هناك بعين جوابه عنه هنا.

(٧٩) في الأصل : (ما ذكره) وما بين العضادتين هو الصحيح ، إذ لم يقصد أرباب هذا الايراد شخصا


أم سلمة قالت لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ألست من أهل البيت؟ فقال : بلى إن شاء الله (٨٠).

والجواب : أنا لا نسلم صحة سندها (٨١) ، ولو سلم ، نقول :

__________________

معينا.

(٨٠) أخرج رواية أم سلمة ـ رضي‌الله‌عنها ـ البيهقي كما في مناقب الخوارزمي : ٣٠٦ ح ٣٥١ ، والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ٢ / ٦٠ ح ٧١٨ ، والبغوي في معالم التنزيل ٤ / ٤٦٥

في تفسير آية التطهير ، وابن عساكر في ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من تاريخ دمشق ٦ / ٨٤ ، كلهم جميعا من طريق الحاكم النيسابوري عن رجاله. أما الحاكم فقد أخرج أيضا هذه الرواية في موضعين من المستدرك وهما ٢ / ٤١٦ و ٣ / ١٤٦ بلا قول أم سلمة رضي الله تعالى عنها ـ المحتج به في هذا الايراد.

نعم ، أخرج الرواية ابن المغازلي في مناقبه : ٣٠٦ ح ٣٥١ من غير طريق الحاكم وفيها سؤال أم سلمة المذكور ، ولم أجد من أخرجها غير المذكورين ، وسنناقش إسنادها في الهامش اللاحق.

(٨١) المتحصل من الهامش السابق أن للرواية طريقين لا ثالث لهما ، وهما :

الأول : ما ذكره البيهقي والحسكاني والبغوي وابن عساكر ، وأسندوه جميعا إلى الحاكم النيسابوري ، وينتهي هذا الطريق ـ مرورا بالحاكم ـ إلى عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر ، عن عطاء بن يسار ، عن أم سلمة.

الثاني : وهو طريق ابن المغازلي الذي ينتهي إلى أنس بن عياض ، عن شريك بن عبد الله بن أبي ثمر ، عن عطاء بن يسار ، عن أم سلمة. وهذا الطريق وإن لم يمر بالحاكم إلا أنه متصل بطريقه من جهة شريك بن عبد الله بن أبي نمر.

أما الأول : ففيه عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ، وقد ضعفوه وطعنوا بحديثه.

قال الدوري ، عن ابن معين : حديثه ـ عندي ـ ضعيف.

وقال أبو حاتم : فيه لين ، يكتب حديثه ولا يحتج به.

وقال ابن عدي : وبعض ما يرويه منكر لا يتابع عليه ، وهو في جملة من يكتب حديثه من الضعفاء.

وقال ابن الحربي : غيره أوثق منه.

وذكره ابن عدي في ضعفاء الرجال ، والعقيلي في الضعفاء الكبير ، وكان عبد الرحمن بن مهدي لا يحدث عن عبد الرحمن هذا بشئ قط ، ولم يذكر ابن حجر لعبد الرحمن رواية عن شريك ، كما لم يعد شريكا من مشايخه كما هو دأبه في التراجم.


..........................................................................

__________________

أنظر : تهذيب التهذيب ٦ / ١٨٧ رقم ٤٢٢ ، وميزان الاعتدال ٢ / ٥٧٢ رقم ٤٩٠١ ، والجرح والتعديل ـ لابن أبي حاتم ـ ٥ / ٢٥٤ رقم ١٢٠٤ ، والكامل في ضعفاء الرجال ٤ / ١٦٠٧ ، والضعفاء الكبير ٢ / ٣٣٩.

وفي هذا الطريق ـ كما تقدم ـ شريك بن عبد الله ، وقد ورد بحقه قدح ومدح ، والجرح مقدم على التعديل إذا لم يكن الجارح عند أهل السنة قد جرحه لحسد أو عداوة أو بغضاء أو مخالفة في مذهب ، كما لا يلتفت إلى قول الجارح عندهم إذا كان المجروح قد كثر مادحوه على ذاميه ، ومزكوه على جارحيه ، كما صرح به السبكي في طبقات الشافعية ٤ / ١٨٨ ، وذم شريك لم يكن من هذا القبيل إذ لا منافسة دنيوية بينه وبين من ضعفه ، ولا هو من نظراء أهل الرجال ، بل ولا هو من رواة (الرافضة) وفيما رواه يفيد النقض عليهم.

ومع هذا كان يحيى بن سعيد لا يحدث عنه البتة.

واتهمه الساجي بأنه من القدرية.

وقال النسائي وابن الجارود : ليس بالقوي.

وذكره ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين.

ولم يوثقه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل واكتفى بنقل نفي البأس عنه عن ابن معين.

ولهذا قيد الذهبي وابن عدي قبول روايته برواية الثقة عنه. قال الذهبي : (إذا روى عنه ثقة فإنه ثقة) وقال ابن عدي : (إذا روى عنه ثقة فلا بأس برواياته).

أنظر : ترجمته في تهذيب التهذيب ٤ / ٢٩٦ رقم ٥٨٨ ، وميزان الاعتدال ٢ / ٢٦٩ رقم ٣٦٩٦ ، والجرح والتعديل ـ لابن أبي حاتم ـ ٤ / ٣٦٣ رقم ١٥٩٢ ، والضعفاء والمتروكين ـ لابن الجوزي ـ ٢ / ٤٠ رقم ١٦٢٤ ، وبغض النظر عن سلامة مبنى الذهبي وابن عدي في قبول رواية شريك أو عدم سلامته فإن من روى عنه هو عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ، وقد تقدم ما فيه .. وبهذا يسقط الطريقان معا عن الاعتبار لاشتراكهما بشريك كما مر.

وأما الثاني : وهو طريق ابن المغازلي ، ففيه زيادة على شريك : أنس بن عياض الليثي ، وهو لم يسلم من قدم أيضا وإن وثقه بعضهم ، فالكلام فيه كالكلام في سابقه.

فهو تارة : ثقة كثير الخطأ ، كما عن ابن سعد.

وأخرى : صويلح ـ بالتصغير ـ كما عن إسحاق بن منصور.

وثالثة : فيه غفلة الشاميين ـ وما أدراك ما غفلة الشاميين؟! ـ كما عن أبي داود.

ورابعة : إنه ثقة أحمق ، كما عن مالك.

أنظر : ترجمته في تهذيب التهذيب ١ / ٣٢٨ رقم ٦٨٩.


إنها ـ رضي‌الله‌عنها ـ في هذه الرواية في معرض التهمة بجر نفع وشرب لنفسها ، فلا يسمع قولها وحدها (٨٢). ولو سلم ، نقول :

إن كونها من أهل البيت قد علق فيها بمشيئة الله تعالى ، فلا [تكون] (٨٣)

__________________

ومن كان هذا شأنه فكيف تعارض روايته حديث أم سلمة الذي تقدم تخريجه ـ وهو الحديث الأول في هذه الرسالة ـ من طرق كثيرة ، ورواه الترمذي وأحمد والحاكم وعشرات غيرهم ، وجميع نصوصه تؤكد إبعاد أم سلمة ـ رضي الله تعالى عنها ـ عن الدخول مع أهل الكساء عليهم‌السلام؟!

وأغلب الظن هو وهم الرواة أو تعمدهم ـ لا سيما وفيهم (المغفل والأحمق) ـ بتبديل قول الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (إنك إلى خير إن شاء الله) ب : (بلى إن شاء الله) ، وبهذا حق للمصنف قدس‌سره ـ أن يقول في جواب هذا الايراد : (إنا لا نسلم صحة سندها).

ولعل من المناسب هنا أن ننقل قول العبري وهو من فقهاء الشافعية ، ومن شراح (منهاج الوصول) للقاضي البيضاوي ، قال ـ حسبما نقله عنه الأسنوي في نهاية السول ـ ما نصه : (في رواية الشيعة هذا الحديث أنه قال عليه‌السلام : (إنك إلى خير) لما أنه قال : (بلى) ولو سلم فكونها من أهل البيت معلق بمشيئة الله تعالى ، فلا تكون من أهل البيت جزما ، والمذهب عنهم الرجس أهل البيت جزما ـ إلى أن قال ـ : فظاهر الآية وإن تناول الأزواج لكن حديث لف الكساء قرينة صارفة عن الظاهر بتخصيص الآية بالعترة ، لأن قوله [صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم] : (هؤلاء أهل بيتي) دون غيرهم ، رد لمن اعتقد أن الأزواج أيضا من أهل البيت فيكون قصر [ا] إفراد [ا]).

أنظر : نهاية السول ـ الأسنوي الشافعي ـ ٢ / ٣٩٩ ـ في بحث الإجماع.

(٨٢) لأنه شهادة منها لنفسها ـ رضي الله تعالى عنها ـ ، ورده أمر بديهي عند أرباب الدراية من أهل السنة ، فقد منعوا قبول شهادة المرء لنفسه فيما هو أقل خطرا من هذه الشهادة ، فمثلا ـ في بحث معرفة الصحابة ـ منعوا من الأخذ بقول الصحابي : أنا من الصحابة ، لاحتمالهم أنه لا يصدق في كلامه لكونها متهما بدعوى رتبة يثبتها لنفسه.

أنظر : فتح المغيث بشرح ألفية الحديث : ٣٤٩.

وعلة الرد واحدة في المقامين ، وقبول قول أم سلمة ترجيح بلا مرجح.

هذا ، مع الفرق الشاسع بين ادعاء الصحبة التي لا قيمة لها بلا تقوى وإيمان ، وبين ادعاء الانتماء إلى من أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.

ومع رد الادعاء الأول فرد الثاني يكون من باب أولى لخطورته وعظمته.

(٨٣) في الأصل : (يكون) وما بين العضادتين هو الصحيح.


من أهل البيت جزما (٨٤). والمذهب عنهم الرجس من هم أهل البيت جزما (٨٥) ، مع أنها لو كانت [منهم] (٨٦) لما سألته [صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم] ، لأنها من أهل اللسان. والترجيح معنا بعد التعارض (٨٧) وهو ظاهر (٨٨).

__________________

(٨٤) من هنا وإلى قوله ـ قدس‌سره ـ : (جزما) لم يرد في إحقاق الحق ٢ / ٥٦٩.

(٨٥) وهذا الكلام هو ما صرح به الفقيه العبري الشافعي فيما نقلناه عن الأسنوي ، وقد مر في آخر الهامش رقم ٨١.

(٨٦) في الأصل : (منهن) وما بين العضادتين هو الصحيح الموافق لما في إحقاق الحق ٢ / ٥٦٩.

(٨٧) هذا مع فرض صدق عنوان التعارض بين أحاديث إبعاد أم سلمة ـ رضي الله تعالى عنها ـ عن الدخول مع أهل البيت عليهم‌السلام تحت الكساء وبين المروي عنها آنفا ، وإلا فمن الواضح أن الرواية المتقدمة ـ المحتج بها في الايراد الثالث ـ لم تتعادل مع أحاديث الإبعاد في كل شئ حتى يصار إلى الترجيح بين الأخبار المتعارضة ، وذلك للأسباب التالية :

١ ـ إن رواية أم سلمة ـ المحتج بها في الايراد المذكور ـ لم ترو إلا عن عطاء بن يسار ، عن أم سلمة ، ولم نجد لها راويا آخر عن أم سلمة غيره ، بينما بلغت رواة أحاديث الإبعاد عن أم سلمة مبلغا إن لم يكن من العدد المطلوب في التواتر ، فلا أقل من الاقتراب منه ، وقد مرت جملة من طرقه في الهامش رقم ١٨.

٢ ـ ضعف رواية أم سلمة ، وقد تقدمت مناقشة سندها.

٣ ـ الرواية تنتهي إلى أم سلمة نفسها وفي ذلك ما فيه.

٤ ـ عدم اشتهار الرواية في كتب الحديث كما أشرنا إليه في مناقشة سندها.

٥ ـ ضعف دلالة الرواية نفسها ، حيث اقترن دخولها معهم بمشيئة الله تعالى.

٦ ـ موافقتها لهوى السلطة الحاكمة آنذاك خصوصا في عهد معاوية الذي عرف الكل موقفه الصريح من أهل الكساء عليهم‌السلام.

٧ ـ مخالفتها لصريح الآيات التي أنذرت الأزواج بما أنذرتهن قبل آية التطهير.

٨ ـ عدم عصمة أم سلمة اتفاقا ، مع دلالة الآية على العصمة.

٩ ـ عدم ادعاء نساء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذلك سوى أم سلمة ، مع أن فيهن من كانت بأمس الحاجة لمثل هذا الادعاء لتقوية موقفها المعروف ضد إمام زمانها.

١٠ ـ افتقار رواية أم سلمة ـ رضي‌الله‌عنها ـ لآية قرينة خارجية تشهد لها بالصحة ، بل سائر القرائن الخارجية تشهد على وضعها على أم سلمة ، لا سيما وفي طريقها المغفل والأحمق كما مر في مناقشة سندها.

(٨٨) إلى هنا انتهى الاقتباس السابق من هذه الرسالة إلى إحقاق الحق ٢ / ٥٦٩.


* الرابع : إن ظاهر الآية يدل على حصر إرادة إذهاب الرجس في المذكورين ، وإنه تعالى أراد إذهاب الرجس عن كل أحد ، فلا بد من صرف الكلام عن ظاهره ، وحينئذ لا يصير حجة فيما قصده الإمامية (٨٩).

والجواب : أنا لا نسلم أنها لحصر إرادة إذهاب الرجس في المذكورين عليهم‌السلام ، وأنه تعالى أراد إذهاب الرجس عن كل أحد.

أما الأول : فلجواز أن يكون المراد حصر الأمر الدائر بين إرادة إذهاب الرجس عنهم ، وعدم إرادته عن غيرهم في إرادته عنهم ، أي : ليس شئ من الأمر الدائر بين إرادة إذهاب الرجس وعدم إرادته الإرادة ، ولا يلزم من انحصار الأمر المردد في إرادته تعالى بإذهاب الرجس عن أهل البيت انحصار إرادته تعالى مطلقا في إذهاب الرجس عنهم حتى يلزم الحصر الكاذب المهروب عنه ، إذ يجوز إرادة إذهاب رجس غيرهم في ضمن غير هذا المردد بين (٩٠) إرادة إذهاب الرجس عن الأنبياء والأئمة وعدم إرادة الغير.

وهذا الذي (٩١) ذكرناه أولا كان صرف الكلام عن ظاهره لكنه مما تتوقف عليه استقامة أصل الكلام ، ومع هذا لا ينافي ما قصده الإمامية في هذا المقام.

والحاصل : أن الايراد المذكور متوجه على ظاهر الآية مطلقا ، ولا خصوصية له بالإمامية المستدلين بها على عصمة أهل البيت عليهم السلام ، فارتكاب خلاف الظاهر في توجيهه لازم لكل من آمن بالقرآن من

__________________

(٨٩) صرح بهذا الايراد الرازي في المحصول ٢ / ٨٢ ، والأرموي في التحصيل من المحصول ١ / ٧١ ـ ٧٢ ، كلاهما في بحث الإجماع.

(٩٠) في هذا الموضع من الأصل كتب لفظ (في) وقد ضرب عليه ولم يطمس.

(٩١) في الأصل : (الذكر) ولكن ضرب على حرف الكاف والراء ، وكتب فوقهما حرف (ي) ، فصار : (الذي) ، وهو الصحيح.


الإمامية وغيرهم من المسلمين.

فإن سنح لأحد توجيه الآية بوجه آخر أولى وأحسن مما ذكرنا ومع هذا يكون منافيا لما قصده الإمامية ، فنحن في صدد الاستفادة.

وقد يجاب عن هذا الايراد أيضا بأن في الآية إضمارا ، والتقدير : إنما يريد الله بخلق العلوم والألطاف الزائدة ـ على ما هو شرط التكليف ـ لكم أهل البيت إذهاب الرجس عنكم وتطهيركم. وبأنه يجوز أن [تكون] (٩٢) كلمة (إنما) ـ هاهنا ـ لغير الحصر مجازا.

هذا ، وذهب الآمدي (٩٣) إلى أن لفظ (إنما) لا يفيد إلا التأكيد ، وقال : إنه هو الصحيح عند النحويين (٩٤) ، ونقله أبو حيان (٩٥) في شرح التسهيل عن

__________________

(٩٢) في الأصل : (يكون) وما بين العضادتين هو الصحيح.

(٩٣) هو : سيف الدين أبو الحسن علي بن أبي علي بن محمد الآمدي الحنبلي أولا ثم الشافعي ، ولد سنة ٥٥١ ه بآمد ، وهي مدينة في ديار بكر مجاورة لبلاد الروم ، قرأ القراءات والفقه ، برع في الخلاف ، ونسبوه بمصر إلى الإلحاد وكتبوا محضرا بإباحة دمه ، فهرب إلى الشام فنزل حماة ثم قدم دمشق ، ومات بها سنة ٦٣١ ه ، ودفن سفح جبل قاسيون ، أشهر مؤلفاته : الإحكام في أصول الأحكام.

وفيات الأعيان ٣ / ٢٩٣ رقم ٤٣٢ ، سير أعلام النبلاء ٢٢ / ٣٦٤ رقم ٢٣٠ ، العبر في خبر من غبر ٣ / ٢١٠ ـ في سنة ٦٣١ ه ، شذرات ا لذهب ٥ / ١٤٤ ـ في سنة ٦٣١ ه.

(٩٤) الإحكام في أصول الأحكام ـ الآمدي ـ ٣ / ٩٢ ـ المسألة السادسة. قال : (اختلفوا في تقييد الحكم بإنما ، هل يدل على الحصر ، أو لا؟ ـ ثم قال : ـ فذهب القاضي أبو بكر ، والغزالي ، والهراسي ، وجماعة الفقهاء إلى أنه ظاهر في الحصر محتمل للتأكيد.

وذهب أصحاب أبي حنيفة وجماعة ممن أنكروا دليل الخطاب إلى أنه لتأكيد الإثبات ولا دلالة له على الحصر وهو المختار).

كما أن الآمدي لم يذكر شيئا في مفهوم (إنما) ٣ / ٦٨ ، لا عن البصريين ولا عن غيرهم!

(٩٥) هو : أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الغرناطي الأندلسي ، من علماء اللغة والتفسير والحديث والتراجم ، ولد في غرناطة سنة ٦٥٤ ه ، وأقام بالقاهرة إلى أن مات فيها سنة ٧٤٥ ه ، من مؤلفاته : تفسير البحر المحيط ، والتذييل والتكميل. وهو في شرح (التسهيل) لابن مالك في النحو.


البصريين (٩٦) ولم يصحح ابن الحاجب (٩٧) شيئا [منه] (٩٨) ، فتدبر (٩٩).

وأما الثاني (١٠٠) : فلأنا لا نسلم أنه تعالى أراد إذهاب الرجس عن كل أحد ، إذ مراد الله تعالى واجب الوقوع في أفعاله اتفاقا ـ كما مر (١٠١) ـ ولا شك أن إذهاب الرجس فعله ، فلو كان مراده تعالى إذهاب الرجس عن كل أحد لكان الرجس منفيا عن كل أحد. والتالي باطل ، فالمقدم مثله.

نعم ، إن الله تعالى أراد ذهاب الرجس عن كل أحد لا إذهابه ، فمنشأ الغلط عدم التفرقة بين إرادة الذهاب وإرادة الإذهاب (١٠٢) ، والله أعلم

__________________

فوات الوفيات ٤ / ٧٢ رقم ٥٠٦ ، الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ٤ / ٣٠٢ رقم ٨٣٢ ، شذرات الذهب ٦ / ١٤٥ ـ في سنة ٧٤٥ ه.

(٩٦) التذييل والتكميل ـ في شرح (تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد) لابن مالك ـ / أبو حيان الأندلسي : مخطوط ، لم يقع بأيدينا ، توجد نسخة منه في مكتبة الإمام الرضا عليه‌السلام ـ مشهد ، برقم ٣٩٢٦.

(٩٧) هو : عثمان بن عمر بن أبي بكر بن يونس ، أبو عمرو ، المعروف بابن الحاجب ، من فقهاء المالكية ، ومن علماء العربية ، كردي الأصل ، ولد في صعيد مصر سنة ٥٧٠ ه ، ونشأ في القاهرة ، وسكن دمشق ، ومات بالإسكندرية سنة ٤٤٦ ه ، من كتبه : الكافية (في النحو) ، والشافية (في الصرف) ، ومنتهى الوصول والأمل في علمي الأصول والجدل.

العبر في خبر من غبر ٣ / ٢٥٤ ، مرآة الجنان ٤ / ١١٤ ، شذرات الذهب ٥ / ٢٣٤ ، الكل في سنة ٦٤٦ ه ، روضات الجنات ٥ / ١٨٤ رقم ٤٨٠.

(٩٨) في الأصل : (منها) وما بين المعقوفتين هو الصحيح ، لتذكير ما يعود إليه الضمير في قوله السابق : (إن لفظ إنما) وبقرينة ما بعده : (إنه هو) و (نقله).

(٩٩) منتهى الوصول والأمل : ١٥٣ ـ في مفهوم (إنما) حيث ذكر إفادته للحصر عند قوم وعدمه عند آخرين ولم يصحح أحدهما ، وقال في مختصر المنتهى : (وأما الحصر بإنما فقيل لا يفيد ، وقيل منطوق ، وقيل مفهوم) انظر : شرح مختصر المنتهى للقاضي عضد الدين ٢ / ٣٢١ ـ طبع إسلامبول لسنة ١٣١٠ ه.

(١٠٠) أي الشق الثاني من جواب الايراد الرابع المتقدم في ص ٤٤٢.

(١٠١) مر في جواب الايراد الأول ص ٤٢٩.

(١٠٢) إرادة ذهاب الرجس في قوله تعالى : (ليذهب عنكم الرجس) تختلف اختلافا كبيرا عن


بالصواب.

وأيضا : فقوله تعالى : (يريد الله ليبين لكم) (١٠٣) ، وقوله تعالى : (يريد الله بكم اليسر) (١٠٤) لفظ عام في الآيتين ، فلو لم يكن بين إرادة المذكور في آية التطهير وبين إرادة [المذكور] (١٠٥) في هاتين الآيتين وأمثالهما فرق لما كان لتخصيصها لأهل البيت عليهم‌السلام معنى ، لأنه تعالى أراد بها المدح لهم ، ولا يحصل المدح إلا بوقوع الفعل كما مر (١٠٦).

* الخامس (١٠٧) : إنا لا نسلم دلالة الآية على زوال كل رجس ، لجواز أن يكون (اللام) في (الرجس) للعهد الذهني أو الجنس دون الاستغراق ، فلا يثبت العصمة (١٠٨).

والجواب : إن اللام يحمل على الاستغراق إذا لم يكن ثم عهد خارجي.

وأيضا : مقام المدح والامتنان على أهل البيت الذين من جملتهم سيد الأنبياء عليهم‌السلام بتخصيص الطهارة بهم أدل دليل وأعدل شاهد على

__________________

إرادة إذهابه فيما لو قيل ـ بغير القرآن الكريم ـ : (إنما يريد الله إذهاب الرجس عنكم) ، لأن الأول ـ وهو الذهاب ـ يدل على التحقق في كل حال ، دون الثاني ـ أي : الإذهاب ـ الذي يصدق تحققه بعد تقضي الفعل ، وعلى هذا فالفرق بين (الذهاب) وبين (الإذهاب) كالفرق بين (يفعل) و (الفعل).

وهذا هو ما بينه العلامة الحلي ـ قدس‌سره الشريف ـ في نهاية الوصول إلى علم الأصول : ١٨٤ ـ في الوجه الخامس من الوجوه المستفادة من آية التطهير ، والدالة على حجية إجماع أهل البيت عليهم الصلاة والسلام. وقد مرت سائر الوجوه الأخرى في الهامش رقم ٣٣ من هذه الرسالة.

(١٠٣) سورة النساء ٤ : ٢٦.

(١٠٤) سورة البقرة ٢ : ٨٥.

(١٠٥) في الأصل : (المذكورة) والصحيح ما أثبتناه ، والمذكوران هما : التبيين واليسر.

(١٠٦) مر ذلك في ص ٤٢٥ من هذه الرسالة.

(١٠٧) هذا هو الايراد الخامس لأهل السنة على ما تقوله الشيعة في آية التطهير.

(١٠٨) ذكر هذا الايراد الأسنوي في نهاية السول ٢ / ٣٩٩ ـ بحث الإجماع.


الاستغراق ، فقرينة الاستغراق كنار على علم (١٠٩).

وأما احتمال إرادة إذهاب جنس الرجس فلا ينافي الاستغراق ، بل يستلزمه استلزاما ظاهرا ، إذ على تقدير اختصاص إرادة إذهاب جنس الرجس بهم لو ثبت فرد من إرادة إذهاب الرجس لغيرهم ، لكان الجنس ثابتا له في ضمنه ، فلا يكون الجنس مختصا به والمقدر خلافه.

وأيضا : صحة الاستثناء معيار العموم كما حقق في أصول الفقه (١١٠) ، وأيضا : حمله على العموم يستلزم إعمال اللفظ وكثرة الفائدة في كلام الشارع ، ولو لم يعم لزم الإجمال إن لم يكن الرجس معينا ، أو التحكم إن كان.

ونقول بوجه آخر : إن الرجس المعرف باللام ليس بمعين حتى يشار [إليه] (١١١) ، ولو أردنا رجسا من الأرجاس لم يكن للامتنان عليهم خاصة معنى

__________________

(١٠٩) وتوضيحه : أن لام التعريف إذا دخلت على معهود عرف وعهد إما بالذكر أو بغيره من الأسباب ، فهي لتعريف ذلك المعهود وتسمى حينئذ ب (لام العهد) والتعريف : (تعريف العهد) أي تعريف فرد من أفراد الجنس كما في قوله تعالى : (كما أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول) سورة المزمل ٧٣ : ١٥ ـ ١٦ ، أي عصى ذلك الرسول بعينه.

وإن لم يكن ثمة معهود فهي لتعريف نفس الحقيقة مع قطع النظر عن عوارضها ، ويكون التعريف للجنس. ولما كانت حقيقة الجنس صالحة في ذاتها للتوحد والتكثر لتحققها مع الوحدة والكثرة ، كانت اللام في تعريف الحقيقة للاستغراق ولفظ (الرجس) الوارد في الآية غير معهود بفرد من أفراد الرجس ، لانطباقه على كل رجس ، إذا لا بد وأن يكون تعريفه تعريفا للجنس ، واللام الداخلة عليه للاستغراق.

أنظر لام التعريف في : كشف الأسرار عن أصول البزدوي / عبد العزيز البخاري ١ / ١٢٨.

(١١٠) أنظر : معارج الأصول ـ المحقق الحلي ـ : ٨٢ ، والوافية في أصول الفقه ـ الفاضل التوني ـ : ١١٤ ، ونهاية الأصول ـ السيد البروجردي : ٣١٩ ـ المقصد الرابع ، وفيها : إن صحة الاستثناء دليل العموم.

(١١١) في الأصل : (إليها) والصحيح ما أثبتناه ، لعود الضمير إلى الرجس وهو مذكر ، قال تعالى :


إذ يشاركهم فيه غيرهم من الأمة ، فبقي أن يكون للاستغراق ، أو : لاما جنسيا مفيدا لنفي طبيعة الرجس عنهم (١١٢) ، فلا يوجد فيهم فرد منه حتى لا يلزم وجود الطبيعة منهم ، لأن الطبيعة موجودة في ذلك الفرد بلا ريبة كما مر (١١٣).

على أن المفرد المحلى باللام يعم عند بعضهم (١١٤).

ثم (١١٥) أقول : الظاهر أن مناقشة الجمهور في هذا المقام إنما [نشأت] (١١٦) من حملهم (البيت) في الآية والحديث على البيت المبني من الطين والخشب المشتمل على الحجرات التي كان يسكنها النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع أهل بيته وأزواجه ، إذ لو أريد بالبيت ذلك لاحتمل ما فهموه (١١٧).

__________________

(إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس) سورة الأنعام ٦ : ١٤٥.

(١١٢) وتوضيحه : أن نفي الجنس يعني نفي جميع مراتبه ، ولما كان جنس الرجس له مراتب متعددة كالمعاصي والآثام والشكر والشك وكل مستقذر وقبيح ، فيكون المنفي هو الجميع ، ولا معنى لتخصيص النفي بفرد من هذه الأفراد.

(١١٣) مر ذلك آنفا في جواب هذا الايراد نفسه.

(١١٤) ذهب أبو علي الجبائي ، والمبرد ، وجماعة من الفقهاء إلى أن المعرف باللام للعموم سواء كان مشتقا أو غير مشتق. وقد حكى ذلك عنهم العلامة الحلي ـ قدس‌سره ـ في : نهاية الوصول (مخطوطة مؤسسة آل البيت ـ عليهم‌السلام ـ لإحياء التراث ـ قم) ورقة : ١٢٧ / أ ـ المطلب السادس ، الفصل الثاني.

(١١٥) من هنا نقل إلى إحقاق الحق ٢ / ٥٦٩.

(١١٦) في الأصل : (نشأ) والصحيح ما أثبتناه.

(١١٧) بل الظاهر أنه لا يحتمل ما فهموه وإن أريد بالبيت بيت السكنى ـ كما حقق ذلك بعض الأعلام ـ لأن اللام في (أهل البيت) للعهد لا للجنس ولا للاستغراق ، ولا يمكن حمل اللام في (البيت) على الجنس ، لأن الجنس إنما يناسب فيما إذا أراد المتكلم بيان الحكم المتعلق بالطبيعة ، والآية الكريمة ليست بصدد بيان حكم طبيعة أهل البيت.

كما لا يمكن حمل اللام على الاستغراق ، إذ ليس المراد جميع البيوت لدخولها على المفرد لا الجمع ، وإلا لقال : (أهل البيوت) كما قال عندما كان في صدد إفادة الجمع : (وقرن في بيوتكن).


لكن الظاهر أن المراد بأهل البيت ـ على طبق قولهم ـ : أهل الله ، وأهل القرآن ، أهل بيت النبوة (١١٨) ، ولا ريب أن ذلك منوط بحصول كمال الأهلية والاستعداد المستعقب للتنصيص والتعيين من الله ورسوله على المتصف به كما وقع في الآية والحديث ، ولهذا احتاجت أم سلمة إلى السؤال عن أهليتها للدخول فيهم كما مر (١١٩).

ونظير ذلك : أن المتبادر من الإرث في قوله تعالى : (وورث سليمان) (١٢٠) ، هو إرث المال ، وقد قيل : المراد إرث النبوة أو العلم (١٢١) ،

__________________

فتحصل من هذا أن اللام هنا لام العهد ، والمراد بالبيت هو بيت معهود ، فيكون المعنى إرادة إذهاب الرجس عن أهل ذلك البيت الخاص المعهود بين المتكلم والمخاطب.

كما لا يصح أن يكون ذلك البيت المعهود بيت أزواجه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لأنه لم يكن لأزواجه بيت واحد حتى تشير اللام إليه ، بل كانت كل واحدة منهن في بيت خاص ، ولو كان المراد بيتا من بيوتهن لاختصت الآية بصاحبته ، وهذا ما لم يقله أحد ، زيادة على أنه يعني خروج الزهراء البتول عليها‌السلام عن حكم الآية ، وهذا على خلاف ما عليه أهل السنة جميعا.

إذا : المتعين من البيت ـ على تقدير كون المراد منه هو بيت السكنى ـ هو بيت سيدة نساء العالمين الذي كان يضم بقية أصحاب الكساء عليهم أفضل الصلاة وأزكى التسليم.

أنظر : مفاهيم القرآن ـ الشيخ جعفر السبحاني ـ ٥ / ٢٨٠.

ولعل من المهم هنا هو ما قاله ابن جزي الكلبي في تفسيره ٢ / ٥٦١ عن آية التطهير ، قال : (وقيل : المراد هنا أزواجه خاصة ، والبيت على هذا المسكن ، وهو ضعيف ، لأن الخطاب بالتذكير ، ولو أراد ذلك لقال : (عنكن) ، وروي أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : نزلت هذه الآية في وفي علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام) .. وقوله : (وروي) رواه الطبري في تفسيره ٢٢ / ٥ ، وغيره.

(١١٨) صرح النووي في تفسيره ٢ / ١٨٣ بهذا المعنى فقال : (أهل البيت ، أي : يا أهل بيت النبوة) وبه قال ابن منظور في لسان العرب ـ مادة : أهل ـ ١ / ٢٥٤ ، قال : (وآل الله وآل رسوله : أولياؤه ، أصلها : أهل ، ثم أبدلت الهاء همزة ...).

(١١٩) مر سؤال أم سلمة ـ رضي الله تعالى عنها ـ في ص ٤٢١ من هذه الرسالة.

(١٢٠) سورة النمل ٢٧ : ١٦.

(١٢١) اختلفوا في ما ورث سليمان داود عليهما‌السلام على ثلاثة أقوال :


فافهم (١٢٢) هذا.

ولا يخفى أن الإمامية احتجوا في كتبهم الأصولية بالآية المذكورة ، مع الحديث الذي رواه الترمذي ، عن أم سلمة ـ رضي‌الله‌عنها ـ (١٢٣) على حجة (١٢٤) إجماع العترة الطاهرة ، وهم : علي ، وفاطمة ، وابناهما عليهم‌السلام.

وكذا احتجوا عليه بقوله عليه‌السلام : (إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي) (١٢٥).

__________________

الأول : أنه ورث العلم ، واستدلوا بما قاله أبو بكر بعد وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم بأنه سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : (نحن معاشر الأنبياء لا نورث) ، ومع فرض صحته فلا يمكن العمل به ، لأنه خبر واحد لا يجوز أن يخصص به عموم القرآن الكريم ، ولا نسخه به.

وفيه أيضا : أن العلم وإن قبل الانتقال بنوع من العناية غير أنه إنما يصح في العلم الفكري الاكتسابي ، والعلم الذي يختص به الأنبياء والرسل عليهم‌السلام ـ كرامة من الله تعالى لهم ـ وهبي ليس مما يكتسب بالفكر ، فغير النبي يرث العلم من النبي ، لكن النبي لا يرث علمه من نبي آخر ولا من غير نبي.

الثاني : أنه ورث العلم والنبوة ، واستدلوا عليه بأن داود عليه‌السلام كان له تسعة عشر ولدا ذكورا ، وورثه سليمان خاصة ، فدل على أن ورثه العلم والنبوة.

وفيه : أنه خبر واحد لا يلتفت إليه في المقام ، كما مر إبطال وراثة علم النبي من نبي آخر لأنه وهبي. كما أن النبوة نفسها لا تقبل الوراثة لعدم قبولها الانتقال.

الثالث : ورثه ماله وملكه ، وهذا هو رأي الشيعة الإمامية ـ انظر : التبيان ٨ / ٨٢ ، والميزان ١٥ / ٣٤٩ ـ على أن اغتصاب الزهراء عليها‌السلام حقها هو المنشأ الحقيقي للقولين الأولين ، وإلا لما أجمع أهل البيت عليهم‌السلام على القول الثالث ، بل ولما استدل الحسن البصري بهذه الآية على أن الأنبياء يورثون المال كتوريث غيرهم ، ولما أرجعت فدك إلى أهلها في فترات متعاقبة عبر التاريخ ، أنظر : مجمع البيان ٧ / ٢٧٨.

(١٢٢) إلى هنا انتهى النقل السابق من هذه الرسالة إلى إحقاق الحق ٢ / ٥٦٩.

(١٢٣) سنن الترمذي ٥ / ٣٥١ رقم ٣٢٠٥ ـ كتاب التفسير ، ورواه في مواضع أخر كما مر في الهامش رقم ١٨.

(١٢٤) كذا ، والظاهر : (حجية).

(١٢٥) حديث الثقلين في : مسند أحمد ٣ / ١٤ و ١٧ و ٢٦ و ٥٩ ، ٤ / ٣٦٧ و ٣٧١ ، ٥ / ١٨٢ و ١٨٩ ،


واعترض فخر الدين الرازي في كتاب المحصول على الأول :

بأن المراد بأهل البيت : زوجاته [صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم] ، بقرينة ما قبل الآية وما بعدها ، والتذكير في (ويطهركم) و (عنكم) لا يمنع من إرادتهن ، بل يمنع من القصر عليهن ، وحديث لف الكساء ، معارض بما روي عن أم سلمة ـ رضي‌الله‌عنها ـ ، أنها قالت له عليه‌السلام : ألست من أهل بيتك يا رسول الله؟ فقال : (بلى إن شاء الله) (١٢٦).

واعترض على الثاني (١٢٧) ، بأن الحديث من باب الآحاد (١٢٨) وهو مردود عند الإمامية.

__________________

وصحيح مسلم ٤ / ١٨٧٣ ح ٢٤٠٨ ، وصحيح مسلم بشرح النووي ١٥ / ١٧٩ ـ ١٨١ ، وسنن الترمذي ٥ / ٦٦٢ ـ ٦٦٣ ح ٣٧٨٦ و ٣٧٨٨ ، وتحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي ١٠ / ٢٨٧ ـ ٢٨٩ ح ٣٨٧٤ و ٣٨٧٦ ، سنن الدارمي ٢ / ٤٣١ ، المعجم الكبير ـ للطبراني ـ ٥ / ١٦٦ ـ ١٦٧ ح ٤٩٧١ ، والمعجم الصغير ـ له أيضا ـ ١ / ١٣١ و ١٣٥ ، ومصنف ابن أبي شيبة ١١ / ٤٥٢ ح ١١٧٢٥ و ١١٧٢٦ ، ومستدرك الحاكم ٣ / ١٢٤ ، وتلخيصه للذهبي ، ومجمع الزوائد ٩ / ١٦٢ ـ ١٦٥ ، وفردوس الأخبار ١ / ٩٨ ح ١٩٧ ، والجامع الصغير ـ للسيوطي ـ ١ / ١٠٤ ، ٢ / ٦٦ ، إحياء الميت في الأحاديث الواردة في آل البيت : ٢٦٩ ح ٥٥ ، معالم التنزيل ١ / ٥١٦ ، وفيض القدير ٣ / ١٥ ، والمناقب ـ للخوارزمي ـ : ١١٠ وفرائد السمطين ٢ / ١٤١ ح ٤٣٦ ب ٣٣ ، وكنز العمال ١ / ١٧٢ ح ٨٧٠ و ٨٧٢ وص ١٧٣ ح ٨٧٣ وص ١٨٥ ح ٩٤٤ و ٩٤٦ وص ١٨٦ ح ٩٥٠ وص ١٨٧ ح ٩٥١ و ٩٥٣ ، وكفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب عليه‌السلام : ٥٣ ، والفصول المهمة : ٣٩ ، وذخائر العقبى : ١٦ ، وينابيع المودة ١ / ٢٨ و ٢٩ ، وترجمة الإمام علي عليه‌السلام من تاريخ مدينة دمشق ٢ / ٤٥ رقم ٥٤٥ ، والسيرة الحلبية ٣ / ٢٧٤ ، وإسعاف الراغبين : ١١٩ ، وحاشية كشف الأستار : ١٢٦ ـ ١٢٧.

(١٢٦) تقدم تخريج رواية أم سلمة ـ رضي الله تعالى عنها ـ في هامش الايراد الثالث ، ص ٤٣٨ من هذه الرسالة.

(١٢٧) : أي على الاحتجاج بحديث الثقلين.

(١٢٨) إن المصنف قدس‌سره الشريف ـ لم يشتغل بالجواب عن هذا الاعتراض إلا بالقدر الذي تسمح به هذه الرسالة ، ولو أجاب ـ قدس‌سره ـ بالنقض لإثبات تواتر الحديث من طرق


...................................................

__________________

أهل السنة ، لاحتاج إلى كتاب مستقل كما فعل صاحب (العبقات) رحمه‌الله تعالى ، حيث أفرد ثلاثة مجلدات من مجلدات (العبقات) لإثبات تواتر حديث الثقلين.

ونحن لا يسعنا في المقام إلا أن نذكر بعض من رواه من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بلفظ : (وعترتي أهل بيتي) ، وبعض طرق الحديث إليهم ـ مستعينين بثمانية وعشرين مصدرا من مصادر أهل السنة ، وهي المتقدمة قبل هامشين فقط ـ والتفصيل يطلب من محله ، فنقول :

أما من روى الحديث من الصحابة ـ باللفظ المتقدم ـ فهم : أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام وثلاثة عشر رجلا من الصحابة ، وجابر بن عبد الله الأنصاري ، وزيد بن ثابت ، وزيد بن أرقم ، وأبو سعيد الخدري ، وحذيفة بن أسيد ، وابن عباس ، ويريد ، والبراء ابن عازب ، وجرير ، وأبو ذر الغفاري ، وحبشي بن جنادة ، ومالك بن الحويرث ، وأنس بن مالك ، وعمرو بن مرة ، وبريدة الأسلمي ، والبجلي ، وسعد ، وأبو هريرة واثنا عشر رجلا من الصحابة ، وعبد الرحمن بن عوف ، وابن عمر ، وعائشة بنت سعد ، وأم سلمة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

وأما طرق الحديث إلى هؤلاء الصحابة فقد بلغت ـ كما يظهر من مصادره المتقدمة ـ أكثر من مائة طريق ، وهي :

١ ـ أخرجه الترمذي ، والنسائي ، وابن أبي شيبة ، والخطيب في (المتفق والمفترق) ، كل من طريق ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري.

٢ ـ أخرجه أحمد ، والطبراني ، كلاهما من طريقين ، وعبد بن حميد ، وابن الأنباري ، وابن أبي ليلى ، ونور الدين الهيثمي ، كل من طريق ، عن زيد بن ثابت.

٣ ـ أخرجه الطبراني في (المعجم الكبير) من طرق كثيرة. والترمذي ، والحاكم من طريقين. وأحمد ، وعبد بن حميد ، ومسلم ، وأبو داود ، والدارمي ، ونور الدين الهيثمي ، كل من طريق ، عن زيد بن أرقم.

٤ ـ أخرجه أبو يعلى ، والطبراني في (المعجم الكبير) ، كلاهما من طريقين. وابن أبي شيبة ، وأحمد ، وابن سعد ، والبارودي ، كل من طريق ، عن أبي سعيد الخدري.

٥ ـ أخرجه الطبراني في (المعجم الكبير) ، والحاكم ، ونور الدين الهيثمي ، كل من طريق ، عن أبي الطفيل ، عن حذيفة بن أسيد الغفاري.

٦ ـ أخرجه أحمد ، والحاكم ، عن ابن عباس.

٧ ـ أخرجه ابن أبي شيبة ، وأحمد ، عن ابن عباس ، عن بريد.


.......................................................................................

__________________

٨ ـ أخرجه أحمد ، وابن ماجدة ، عن البراء بن عازب.

٩ ـ أخرجه الطبراني في (المعجم الكبير) عن جرير.

١٠ ـ أخرجه أبو نعيم ، عن جندب بن جنادة.

١١ ـ أخرجه البخاري في تاريخه ، وابن نافع ، عن حبشي بن جنادة.

١٢ ـ أخرجه الطبراني في (المعجم الكبير) ، عن مالك بن الحويرث.

١٣ ـ أخرجه أحمد ، عن علي عليه‌السلام وثلاثة عشر رجلا من الصحابة.

١٤ ـ أخرجه الخطيب في (المتفق والمفترق) عن أنس بن مالك.

١٥ ـ أخرجه الطبراني في (المعجم الكبير) ، عن عمرو بن مرة وزيد بن أرقم معا.

١٦ ـ أخرجه أحمد ، والنسائي ، وابن حبان ، والحاكم ، والضياء المقدسي ، كل من طريق ، عن بريدة الأسلمي.

١٧ ـ أخرجه النسائي ، عن سعيد بن وهب ، عن عمر بن ذر مرفوعا.

١٨ ـ أخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن القواريري ، عن يونس بن أرقم من طرق كثيرة صحيحة ، عن أبي الطفيل ، وعن زيد بن أرقم ، وعن ابن عباس ، وعن عائشة بنت سعد ، وعن البراء بن عازب ، وعن ابن أسيد ، وعن البجلي ، وعن سعد.

١٩ ـ أخرجه نور الدين الهيثمي ، عن أبي هريرة ، وعلي عليه‌السلام معا ، وأخرجه بهذا الطريق وطريق آخر ـ بلفظ قريب من الأول ـ عن عبد الرحمن بن عوف ، وبطريق آخر ـ قريب من لفظه ـ عن عبد الله بن عمر.

٢٠ ـ أخرجه ابن أبي شيبة ، عن أبي هريرة ، واثني عشر رجلا من الصحابة.

أنظر : دفاع عن الكافي ـ ثامر العميدي ـ ١ / ١٤١.

هذا ، وقد أحصى السيد علي الميلاني في كتابه : (حديث الثقلين .. تواتره ، فقهه كما في كتب السنة ، نقد لما كتبه الدكتور السالوس) : ٤٧ ـ ٥١ رواة الحديث عبر القرون ابتداء من القرن الثاني وحتى القرن الرابع عشر الهجري فبلغوا مائة وخمسة وستين عالما ، ومن هنا تتضح قيمة اعتراض الرازي على حديث الثقلين بأنه من الآحاد! على أن بعض أهل السنة يرى تحقق التواتر بنقل الواحد! كالغزالي في كتابه : المنخول : ٢٤٢ ، والأعجب من هذا كله هو ادعاء الآمدي في الإحكام في أصول الأحكام ١ / ٢٠٩ حيث أضاف إلى قوله : (إنه من باب الآحاد) : (وإن كان حجة ولكن لا نسلم أن المراد بالثقلين : الكتاب والعترة ، بل : الكتاب والسنة) مدعيا بأن الحديث ورد بلفظ (كتاب الله وسنتي) ، مع أن الحديث بهذا اللفظ (وسنتي) لم يروه سوى مالك في الموطأ ٢ / ٢٠٨ وابن هشام في سيرته ٤ / ٦٠٣ وكلاهما لم


[ثم قال :] (١٢٩) سلمنا ، لكن يدل على أن مجموع الكتاب وقول العترة [عليهم‌السلام] حجة ، لا على أن قولهم وحده حجة (١٣٠).

وقال صاحب الحاصل ـ مشيرا إلى اعتراض الرازي على وجهي احتجاج الإمامة ـ : وهذا تعصب ، وإلا فالحجتان جيدتان (١٣١).

وقال شارح التحصيل (١٣٢) أيضا : إن ما قاله الإمام ومن تبعه تعصب

__________________

يسنداه! وأسنده المناوي في فيض القدير / شرح الجامع الصغير ٣ / ٢٤٠ وفي إسناده صالح بن موسى الطلحي الكوفي ، وقد أطبقت كلمة علماء الرجال على وصفه بأقبح الأوصاف ، ولم يوثقه أحد من أهل السنة قط! راجع : ديث الثقلين ـ للسيد الميلاني ـ : ٦٣ وما بعدها ، وحديث الوصية بالثقلين : الكتاب والسنة ـ للسيد الميلاني أيضا ـ المنشور ضمن سلسلة الأحاديث الموضوعة في مجلة (تراثنا) ، العدد الرابع [٢٩] ، السنة السابعة ، شوال ١٤١٢ ه ، ص ١٧١ ـ ١٨٧.

(١٢٩) أثبتنا ما بين العضادتين ليعلم أن ما بعده هو من تتمة كلام الرازي.

(١٣٠) ذكر هذا الاعتراض الرازي في المحصول ٢ / ٨٢ ، وأبو إسحاق الشيرازي في شرح اللمع ٢ / ٧١٩ رقم ٨٤٤ ، والأرموي في التحصيل من المحصول ٢ / ٧٢ ، والآمدي في الإحكام في أصول الأحكام ١ / ٢٠٩ ، وابن الحاجب في منتهى الوصول والأمل في علمي الأصول والجدل ١ / ٥٧ ، والبدخشي في منهاج العقول ٢ / ٤٠٢ ، والسبكي في الابهاج في شرح المنهاج ٢ / ٣٦٦ ، كلهم في بحث الإجماع.

وقد اتضح لي أن أغلب هذه الكتب ـ بعد تتبع نصوصها ـ تعتمد على النقل الحرفي من (محصول الرازي) وبلا تدبر! على الرغم مما لأصحابها من منزلة علمية ، وإلا فما معنى القول بأن حديث الثقلين من أخبار الآحاد بعد رواية الجم الغفير له من الصحابة ، وتسجيله في أمهات كتب الحديث السنية؟!

(١٣١) راجع الهامش رقم ٢٦ من هذه الرسالة.

(١٣٢) هو : بدر الدين محمد بن أسعد التستري الشافعي ، كان محققا ومدققا وإمام زمانه في الفقه والأصول ، وبرع في المنطق والحكمة ، وكان أعجوبة في معرفة مصنفات متعددة بخصوصها مطلعا على أسرارها ، ووضع على كثير منها تعاليق متضمنة لنكت غريبة تدل على براعته وعلمه وفطنته ، له من الكتب : شرح مختصر ابن الحاجب ، وشرح البيضاوي ، والطوالع ، والمطالع ، والغاية القصوى ، وشرح كتاب ابن سينا ، وله : حل عقد التحصيل ـ ولعله هو الكتاب الذي نقل عنه المصنف قدس‌سره ـ مخطوط بدار الكتب المصرية ، برقم ١٤ ، يقع


كما قاله بعض الفضلاء (١٣٣) ، وإلا فالحجتان جيدتان على القواعد الأصولية التي قررها هو وغيره (١٣٤).

وقال بعض الشافعية من شارحي المنهاج (١٣٥) في هذا المقام أيضا ـ : إنه لا شك أن أهل البيت في مهبط الوحي ، والنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كان

__________________

في ١٤٧ لوحة.

وكان يدرس بقزوين ، وسافر إلى مصر سنة ٧٢٧ ه ، ثم رجع إلى العراق ، وتوفي بهمدان سنة ٧٣٢ ، ذكره الأسنوي في طبقات الشافعية ١ / ١٥٤ رقم ٢٩٤ مصرحا بأنه من أشياخه ولمزه بالرفض! وتابعه على ذلك ابن حجر في الدرر الكامنة ٣ / ٣٨٣ رقم ١٠١٥ ، وعده ابن العماد من فقهاء الشافعية في شذرات الذهب ٦ / ١٠٢ ـ في سنة ٧٣٢ ه ، وفي مقدمة تحقيق التحصيل من المحصول ـ للأرموي ـ : ١٢٨ ، أن المترجم له قد درس التحصيل ، وكان يثني عليه غاية الثناء وعلى مؤلفه أيضا ، مع أن بعض ما في التحصيل لا يقبله باحث منصف فضلا عن (الرافضة) كتأييده للرازي ـ كما مر قبل هامشين ـ بأن حديث الثقلين من أخبار الآحاد! وهذه قرينة على عدم تشيعه.

(١٣٣) المراد ببعض الفضلاء في كلام شارح التحصيل هو القاضي تاج الدين محمد بن حسين الأرموي (ت ٦٥٦ ه) صاحب (الحاصل) المتقدم في الهامش ٢٦ من هذه الرسالة ، ظاهرا.

(١٣٤) من القواعد الأصولية التي قررها الرازي وأشاد بنيانها هو وغيره هي أن خبر الواحد العدل حجة في الشرع ، واستدلوا عليه بالنص ، والإجماع ، والسنة المتواترة ، والقياس ، والعقل.

أنظر : المحصول ٢ / ١٧٠ ، ونهاية السول ٢ / ٩٤ ، والتقرير والتحبير ٢ / ٢٧١ ـ ٢٧٢ ، والمستصفى ٢ / ١٣١ ، وإحكام الفصول في أحكام الأصول ـ للباجي ـ : ٢٦٦ ، والاحكام في أصول الأحكام ـ للآمدي ـ ٢ / ٢٧٤ ، وشرح مختصر المنتهى للقاضي عضد الدين ١ / ١٦٠ ، كلهم في مباحث خبر الواحد.

ومن هنا يتبين أن حديث الثقلين مع فرض كونه من أخبار الآحاد فإن استدلال الشيعة به تام على طبق ما قرره الرازي وغيره ، كما سيشار إليه في متن الرسالة لاحقا.

وكذلك الحال في تمامية استدلالهم بخبر إبعاد أم سلمة عن الدخول مع أهل الكساء عليهم‌السلام الذي لا يقوى ـ بحسب ما قرره الرازي وغيره في بحث التعارض ـ خبر الإذن لها على معارضته ، كما بيناه في مناقشة سنده في الهامش رقم ٨٠.

(١٣٥) المراد هو : عبد الله أو عبيد الله بن محمد الفرغاني ، المشتهر بالعبري ، من أكابر فقهاء الشيعة ، شرح مصنفات القاضي البيضاوي ، وصنف شرح المنهاج ، وتوجد نسخة خطية منه في مكتبة


مدة حياته مهتما بتربيتهم وإرشادهم غاية الاهتمام ، فكل ما قالوا به واتفقوا عليه يكون أقرب إلى الحق والصواب ، وأبعد عن الخطأ والفساد (١٣٦).

وهذا المقدار كاف في إفادة المراد.

وأقول في دفع الاعتراض الأول : إن التذكير في (ويطهركم) (١٣٧) وإن لم يمنع من إرادتهن ، لكن الطهارة المأخوذة في (ويطهركم) [تمنع] (١٣٨) منه ، [لدلالتها] (١٣٩) على العصمة ، وعصمة الأزواج منفية بالاتفاق.

وأيضا : إن الآية ـ بضم الحديث المروي عن أم سلمة (١٤٠) ـ تمنع من إرادة الأزواج ، لدلالة الحديث على خروج أم سلمة وهي من الأزواج ، ولا قائل بالفصل ، فيدل على خروج الكل.

على أنه قد يفهم من قوله عليه‌السلام : (هؤلاء أهلي) (١٤١) دون غيرهم ،

__________________

أوقاف بغداد ، برقم ٤٩٥٣ كما في الأعلام ـ للزركلي ـ ٤ / ١٢٦ ، وسيأتي ـ في الهامش التالي ـ ما يدل على كون المقصود بهذا الكلام هو العبري.

(١٣٦) قال الأسنوي في نهاية السول ٢ / ٤٠٠ ـ بعد نقله لقول البيضاوي والرازي في كون إجماع أهل البيت عليهم‌السلام ليس بحجة! ـ ما نصه : (قال العبري : والحق أن إجماعهم أبعد عن الخطأ ، لأن أهل البيت مهبط الوحي ، والنبي عليه‌السلام فيهم ، فالخطأ عليهم أبعد).

(١٣٧) لم يرد في الأصل حرف الواو في (ويطهركم).

(١٣٨) في الأصل : (يمنع) وما أثبتناه بين العضادتين هو الصحيح.

(١٤٠) وهو الحديث الذي منعت أم سلمة ـ رضي الله تعالى عنها ـ بموجبه من الدخول مع أهل الكساء عليهم‌السلام ، وقد تقدم تخريجه في الهامش رقم ١٨.

(١٤١) أخرجه الترمذي في سننه ٥ / ٣٥١ ح ٣٢٠٥ ، وأحمد في مسنده ٦ / ٢٩٢ ، والحاكم في مستدركه ٢ / ٤١٦ ، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ١٠ / ٢٧٨ ح ٥٣٩٦ ، وابن عساكر في ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من تاريخ دمشق بطرق كثيرة : ٦١ ح ٨٥ وما بعده ، والطبري في تفسيره ٢٢ / ٦ ، وابن كثير في تفسيره ٣ / ٤٩٢ ، وذكره السيوطي في الدر المنثور ٣ / ٦٠٣ مع الإشارة إلى كثير من طرقه.


ردا على من اعتقد أن الأزواج أيضا من أهل البيت ، فيكون قصرا إفرادا (١٤٢).

وأما ما ذكره أولا في اعتراضه الثاني من أن خبر الواحد مردود عند الإمامية!

مردود بأن هذا افتراء عليهم (١٤٣) ، فإن سلم فلعلهم تمسكوا بذلك الحديث إلزاما ، لأن الخصم سلم صحته ، وسلم أن الخبر الواحد حجة (١٤٤).

وما ذكره ثانيا (١٤٥) مدفوع بأن المتبادر من الحديث التمسك بكل من الكتاب والعترة ، فيدل على كون العترة [مستقلة] (١٤٦) بالهداية (١٤٧).

قال صاحب النقود والردود (١٤٨) : الحديث يدل على استقلال العترة

__________________

(١٤٢) وهذا قد صرح به الفقيه الشافعي الفرغاني العبري حسبما نقله عنه الأسنوي في نهاية السول ٢ / ٣٩٩ ، وقد مر كلامه في مناقشة سند الرواية المدعى أنها معارضة لحديث الكساء في آخر الهامش رقم ٨١ فراجع.

(١٤٣) لأنهم صرحوا بأن خبر الواحد العدل حجة في سائر كتبهم الأصولية ، ولا يضر نفي بعضهم حجية الخبر الواحد كالسيد المرتضى ـ قدس‌سره الشريف ـ على ما هو معروف عنه ومشهور.

(١٤٤) راجع الهامش رقم ١٣٤.

(١٤٥) من أن حديث الثقلين لا يدل على أن قول العترة وحده حجة ، بل منضما إلى مجموع الكتاب العزيز كما مر في ص ٤٥٣.

(١٤٦) في الأصل : (مستقلا) وقد يكون صحيحا إذ ما لوحظ معنى العترة لا لفظها ، لأن معنى العترة لغة يفيد التذكير ، فعترة الرجل : عقبه من صلب ، وقيل : قومه ، وقيل : رهطه. (لسان العرب ٩ / ٣٤ ـ عتر) ، وما أثبتناه بين العضادتين هو الأنسب ظاهرا.

(١٤٧) وهذا صرح العبري الشافعي بأن حديث الثقلين (يلزم حجية كل خبر مروي عن العترة ، وعدم حجية ما روي عن سائر الصحابة).

راجع : نهاية السول الأسنوي ٢ / ٤٠١ ـ بحث الإجماع.

(١٤٨) هو محمد بن محمود بن أحمد البابرتي ، الشيخ أكمل الدين الحنفي ، ويقال : محمد بن محمد بن محمود ، صنف (النقود والردود) شرحا لمختصر ابن الحاجب ، وشرح عقيدة نصير الدين الطوسي ، وشرح (مشارق الأنوار) للصغاني ، مات سنة ٧٨٦ ه.


بالهداية ، لكون الكتاب مستقلا ، فلو لم [تكن] (١٤٩) العترة [مستقلة] (١٥٠) بها لما جاز الجمع بين العترة والكتاب بقوله عليه‌السلام : (بهما) (١٥١) ، لأنه كالجمع بين مباح ومحظور ، لأنه ظاهر جمع بينهما (١٥٢) ، انتهى.

ثم أقول : الأولى في الرد ، أن يقال : العترة [مستقلة] (١٥٣) به بدون انضمام الكتاب دون العكس ، وإلا لم تكن لهم مزية ، لأن من عداهم أيضا بهذه المشابهة ، ويؤيد هذا ما ذكره المولى الفاضل المتأله قطب الدين الشيرازي الشافعي (١٥٤) في مكاتبته المشهورة ، حيث قال :

(راه بي راهنما نميتوان يافت وگفتن آنكه چون كتاب الله وسنة

__________________

الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ١٤ / ٢٥٠ رقم ٦٨٦.

(١٤٩) في الأصل : (يكن) والصحيح ما أثبتناه بين العضادتين.

(١٥٠) في الأصل : (مستقلا) والصحيح ما أثبتناه بين العضادتين ، وقد مر مثله في هامش رقم ١٤٦.

(١٥١) الوارد في حديث الثقلين.

(١٥٢) النقود والردود في شرح مختصر ابن الحاجب ، مخطوط في المدرسة الباقرية في مشهد المقدسة ، وهو من موقوفات المدرسة السميعية.

أنظر : فهرس مخطوطات المدرسة الباقرية ، للدكتور محمود فاضل ، منشور في مجلة (تراثنا) تباعا ، العدد الأول [٢٦] السنة السابعة / محرم ١٤١٢ ه ، ص ١٤٥ ، وفيه أن وفاة صاحب النقود في سنة ٨٧٦ ه ، والصحيح ما ذكرناه في ترجمته.

(١٥٣) في الأصل : (مستقل) والصحيح ما أثبتناه بين العضادتين.

(١٥٤) هو : محمد بن مسعود بن مصلح الفارسي الشيرازي الشافعي ، الملقب بالعلامة ، ويعرف بالقطب الشيرازي ، كان بارعا في العلوم محققا متكلما حكيما ، ولد بشيراز سنة ٦٣٤ ه ، قرأ على نصير الدين الطوسي ، ودخل الروم وقدم الشام وسكن تبريز ، وكان ظريفا مزاحا لا يحمل هما ، ولا يغير زي الصوفية ، ويجيد لعب الشطرنج! ويتقن الشعبذة! ويضرب بالرباب! ومع هذا فهو من بحور العلم ومن أذكياء العالم ، له : شرح مختصر ابن الحاجب ، وشرح المفتاح للسكاكي ، وشرح كليات ابن سينا ، مات في الرابع والعشرين من شهر رمضان سنة ٧١٠ ه بتبريز ودفن بها قرب قبر المحقق البيضاوي.

روضات الجنات ٦ / ٤٦ ، ورياض العلماء ٥ / ١٧٠ ، كلاهما في ترجمة قطب الدين


رسول الله در ميان است بمرشد چه حاجتست بآن ما ندركه مريض گويد چون كتب هست كه طبيب نوشته چرا ما بأطباء مراجعت بايد كرد كه اين سخن خطاست براي انكه نه هر كس را فهم كتب طب ميسر است واستنباط از آن ميتواند كرد مراجعت بأهل استنباط بايد كرد كه : (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه ا لذين يستنبطونه) (١٥٥).

كتاب حقيقي صدور أهل علمست كه : (بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم) (١٥٦) ، نه بطون دفاتر چنانچه أمير المؤمنين عليه السلام فرمود : (أنا كلام الله الناطق ، وهذا كلام الله الصامت) (١٥٧)) (١٥٨).

__________________

الرازي محمد بن محمد البيوهي ، كشف الظنون ٦ / ٤٠٦.

(١٥٥) سورة النساء ٤ : ٨٣.

(١٥٦) سورة العنكبوت ٢٩ : ٤٩.

(١٥٧) لم نعثر على هذا النص في المعجم المفهرس لألفاظ نهج البلاغة ، ولا في فهرس غرر الحكم ودرر الكلم ، ولا في سجع الحمام في حكم الإمام ، ولا في المصادر التي اهتمت بنقل كلمات أمير المؤمنين عليه‌السلام ك (نثر الدر) للآبي وغيره.

ولأمير المؤمنين عليه‌السلام أقوال كثيرة بهذا المعنى : كقوله عليه‌السلام : (لا ينطق ـ أي : القرآن ـ بلسان ، ولا بد له من ترجمان ، وإنما ينطق عنه الرجال) نهج البلاغة : خطبة ١٢٥.

وكقوله عليه‌السلام : (فالقرآن آمر زاجر ، وصامت ناطق) نهج البلاغة : خطبة ١٨٣.

وكقوله عن أهل البيت عليهم‌السلام : (لا يخالفون الدين ولا يختلفون فيه ، فهو بينهم شاهد صادق وصامت ناطق) نهج البلاغة : خطبة ١٤٧.

(١٥٨) ترجمة النص الفارسي إلى العربية هو هذا :

لا يوجد طريق بلا دليل ، وقول : إنه لما يكون في البين كتاب الله وسنة رسوله ، فلماذا تكون الحاجة إلى المرشد؟! يشبه قول المريض : إنه لما كانت كتب الطب مدونة من قبل الأطباء وهي موجودة ، فلا حاجة لمراجعة الأطباء!!

ولا شك في غلط هذا القول ، إذ ليس لكل أحد تيسر فهم العلاج من كتب الطب ، وكما


انتهى كلامه ، وبه انتهى توضيح ما أوردناه ، والحمد لله رب العالمين.

(تم ، تم) (١٥٩).

* * *

وآخر دعوانا

أن الحمد لله رب العالمين

والصلاة والسلام على من

أذهب الرجس عنهم وطهروا تطهيرا

محمد وآله الميامين.

__________________

إن على المريض مراجعة الأطباء ، كذلك من يريد الهداية والحق فعليه مراجعة أهل الاستنباط من أولي الأمر كما في قوله تعالى : (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه).

والكتاب الحقيقي هو صدور أهل العلم كما في قوله تعالى : (بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم) لا بطون الدفاتر ، كما قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : (أنا كلام الله الناطق ، وهذا ـ أي : القرآن الكريم ـ كتاب الله الصامت).

(١٥٩) الظاهر أن ما بين القوسين هو من كلام الناسخ لا المصنف.


من أنباء التراث

كتب صدرت محققة

* عدة الرجال ، ج ١ و ٢.

تأليف : السيد محسن بن الحسن الحسيني الأعرجي الكاظمي (١١٣٠ ـ ١٢٢٧ ه).

كتاب مهم في علم الدراية ، يتضمن ثمانية عشر فائدة في مختلف الموضوعات الخاصة بمعرفة أحوال رواة أحاديث الرسول الكريم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمة من عترته عليهم‌السلام ، مبينا ما اجتمع عليه علماء الرجال المتقدمين والمتأخرين وما اختلفوا فيه في تصانيفهم الكثيرة.

ضم الجزء الأول ، الفوائد الاثني عشر التي وضعها بناء على طلب ولده ـ والذي

توفي بعد إتمامها ـ مع فائدتين من الفوائد الست اللاحقة ـ التي ألفت بعد وفاته ـ ، فيما ضم الجزء الثاني الفوائد الأربع الأخرى مع الفهارس الفنية العامة للكتاب.

تم التحقيق اعتمادا على نسختين مخطوطتين ذكرت مواصفاتهما في مقدمة التحقيق.

تحقيق : مؤسسة الهداية لإحياء التراث ـ قم.

نشر : منشورات إسماعيليان ـ قم / ١٤١٥ ه.

* الحاشية على استصحاب القوانين.

تأليف : الشيخ الأعظم ، الشيخ مرتضى


الأنصاري (١٢١٤ ـ ١٢٨١ ه).

هو حاشية على مباحث الاستصحاب من كتاب (قوانين الأصول) للمحقق القمي الميرزا أبي القاسم الجيلاني ـ المتوفى سنة ١٢٣١ ه ـ وهو من التأليفات الأولى للشيخ الأنصاري ـ قدس‌سره ـ في الأصول.

تم تحقيقه اعتمادا على نسخة مخطوطة ناقصة مكتوبة بخط المؤلف ـ قدس‌سره ـ ، فطبعت كما هي عليه لعدم العثور على هذا النقص ، وقد أحلق بالكتاب مبحث الاستصحاب من (قوانين الأصول) لإتمام الفائدة ولتسهيل المراجعة إلى أصل الكتاب.

إعداد : لجنة تحقيق تراث الشيخ الأعظم.

نشر : الأمانة العامة للمؤتمر العالمي بمناسبة الذكرى المئوية الثانية لميلاد الشيخ الأنصاري قدس‌سره ـ قم / ١٤١٥ ه.

* غاية المراد في شرح نكت الإرشاد ، ج ١.

*حاشية الإرشاد.

الكتاب الأول من تأليف : الشهيد الأول ، الشيخ شمس الدين محمد بن

مكي العاملي (٧٣٤ ـ ٧٨٦ ه).

والثاني من تأليف : الشهيد الثاني ، الشيخ زين الدين بن علي بن أحمد العاملي الشامي (٩١١ ـ ٩٦٥ ه).

وهما شرحان على كتاب (إرشاد الأذهان) إلى أحكام الإيمان) للعلامة الحلي ، الحسن بن يوسف بن المطهر (٦٤٨ ـ ٧٢٦ ه) ، الذي يعد من أجل الكتب الفقهية ، موجز خال من الاستدلال ، وهو دورة فقهية كاملة يبدأ من كتاب الطهارة وينتهي بالديات ، ويحتوي على خمسة عشر ألف مسألة ، عليه ما يقرب من خمسين شرحا وحاشية ، فضمه المحقق إلى الكتابين المذكورين في مجلد صار يجمع ثلاثة من أهم الكتب الفقهية والمصادر المعتمدة في فقه الشيعة الإمامية ، والشاملة لجميع أبواب الفقه ، لثلاثة من أعاظم الفقهاء.

ف (غاية المراد) للشهيد الأول ، من المتون الفقهية المهمة ، وهو شرح للموارد المبهمة والمشكلة في (إرشاد الأذهان) كتبه وفق أسلوب (قوله ... أقول ...) فجمع فيه بين التحقيق والتدقيق والتتبع الواسع ، ونقل فيه آراء كثير من العلماء الذين لم تصل آثارهم إلينا ، وهو دورة كاملة أيضا من الطهارة إلى الديات ، طبع على الحجر مرة


واحدة من قبل في سنة ١٢٧١ ه.

و (حاشية الإرشاد) للشهيد الثاني ، من الآثار الفقهية النافعة ، البليغة في الأسلوب ، والخالية من التعقيد ، وغير المطولة في الطريقة.

اشتمل هذا الجزء على مقدسة مبسوطة وشاملة لسيرة وحياة المصنفين الثلاثة ومؤلفاتهم مع نبذة عن الكتب الثلاثة ، وبحث يخص أسلوب العمل في تحقيقها ، كما ضم كتب : الطهارة ، الصلاة ، الزكاة ، الصوم ، الحج ، والجهاد ، ومن المؤمل أن يصدر الكتاب في أربعة أجزاء.

اعتمد في تحقيق (إرشاد الأذهان) على ٩ نسخ مخطوطة وواحدة مطبوعة محققة ، وفي تحقيق (غاية المراد) على ٨ نسخ مخطوطة مع النسخة المطبوعة حجريا ، وفي تحقيق (حاشية الإرشاد) على ٥ نسخ مخطوطة ، ذكرت مواصفاتها جميعا في مقدمة التحقيق.

تحقيق : الشيخ رضا المختاري.

نشر : مركز الأبحاث والدراسات الإسلامية ـ قم / ١٤١٤ ه.

* إشارة السبق.

تأليف : الشيخ أبي الحسن علي بن

الحسن بن أبي المجد الحلبي ، من أعلام القرن السادس الهجري.

والكتاب مجموعة من المباحث في العقائد والأصول (أركان التكليف العقلي) ومباحث في الأحكام الفقهية (أركان التكليف الشرعي) كان قد طبع الكتاب سابقا على الحجر سنة ١٢٧٦ ه ضمن كتاب (الجوامع الفقهية).

ثم تحقيق الكتاب في هذه الطبعة اعتمادا على عدة نسخ ذكرت مواصفاتها في مقدمة التحقيق ، وألحق معه رسالة قاعدة ضمان اليد للشيخ فضل الله النوري الآتي ذكره.

تحقيق : الشيخ إبراهيم البهادري.

نشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم / ١٤١٤ ه.

* القضاء والشهادات :

تأليف : الشيخ الأعظم ، الشيخ مرتضى الأنصاري (١٢١٤ ـ ١٢٨١ ه).

يتكون الكتاب من ثلاثة أقسام : القضاء ، الشهادات ، والملاحق ، القضاء في قسمين : الأول شرح لكتاب (إرشاد الأذهان) للعلامة الحلي ـ المتوفى ٧٢٦ ه ـ ويقع في ثلاثة مقاصد ، في


صفات القاضي وآدابه ، وفي كيفية الحكم ، وفي الدعوى ، والقسم الثاني يبحث في سبع مسائل مستقلة تخص الموضوع نفسه.

أما القسم الثاني فيتضمن البحث في بعض مسائل الشهادات بصورة مستقلة.

وأما الملاحق فهي أربعة في مواضيع متفرقة.

ثم التحقيق اعتمادا على نسختين مخطوطتين ذكرت مواصفاتهما في مقدمة التحقيق.

إعداد : لجنة تحقيق تراث الشيخ الأعظم.

نشر : الأمانة العامة للمؤتمر العالمي بمناسبة الذكرى المئوية الثانية لميلاد الشيخ الأنصاري قدس‌سره ـ قم / ١٤١٥ ه.

* مجمع البحرين ، ج ١.

تأليف : الشيخ فخر الدين الطريحي ٩٧٩ ـ ١٠٨٥ ه).

معجم لغوي ، وضعه المؤلف ـ رحمه الله ـ أصلا لتفسير غريب القرآن والحديث المنسوب إلى أهل البيت عليهم‌السلام ، ثم أضاف إليه كثير من المفردات والمعاني المستخدمة في الكلام والواردة في أمهات

مصادر اللغة ، مع فوائد متعددة ومختلفة ألحقها في نهاية كتابه.

اعتمد ـ في منهجه في ترتيب المواد ـ الحرف الأخير من الكلمة ، وتقسيم المعجم إلى كتب بعدد أحرف الهجاء ، وكل كتاب إلى أبواب باعتماد الحرف الأول للكلمة.

كان قد طبع سابقا في العراق بتحقيق السيد أحمد الحسيني ، وأعيد طبعه بالأوفسيت في إيران.

وفي الطبعة الجديدة المحققة هذه أعيد ترتيب مواد المعجم وفق الطريقة المعروفة المتداولة ، وهي اعتماد الحرف الأول من المادة ثم الثاني والثالث ... إلى آخره ، ويبدأ هذا الجزء من حرف (أ) وينتهي بحرف (ذ).

تم التحقيق اعتمادا على نسخة مخطوطة وثلاث نسخ مطبوعة ، ذكرت مواصفاتها في مقدمة التحقيق.

تحقيق : قسم الدراسات الإسلامية في مؤسسة البعثة.

نشر : مؤسسة البعثة ـ قم / ١٤١٤ ه.

* كتاب الصلاة ، ج ١

تأليف : الشيخ الأعظم ، الشيخ مرتضى الأنصاري (١٢١٤ ـ ١٢٨١ ه).




يشتمل هذا الجزء على النظر في المقدمات والماهية واللواحق. والمقدمات

في خمس مقاصد : أقسام الصلاة ، أوقاتها ، الاستقبال ، لباس ومكان المصلي ، وفي الأذان والإقامة. أما الماهية ففي كيفية أداء الصلاة اليومية والمسائل المتعلقة بها. وأما الملاحق فهي اثنان : في الاستقبال ، وفي واجبات أفعال الصلاة.

تم التحقيق اعتمادا على نسخة مخطوطة وأخرى مطبوعة ، ذكرت مواصفاتهما في مقدمة التحقيق.

إعداد : لجنة تحقق تراث الشيخ الأعظم.

نشر : الأمانة العامة للمؤتمر العالمي بمناسبة الذكرى المئوية الثانية لميلاد الشيخ الأنصاري قدس‌سره ـ قم / ١٤١٥ ه.

*وجيزة في علم الرجال.

تأليف : الشيخ أبو الحسن المشكيني (١٣٠٥ ـ ١٣٥٨ ه).

كتاب يتناول القواعد الكلية لعلم الرجال وتعريفها والبحث في جزئياتها بصورة موجزة.

تم التحقيق اعتمادا على نسخة مخطوطة كتبها أحد تلامذة المؤلف.

تحقيق : زهير الأعرجي.

نشر : مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ـ بيروت / ١٤١١ ه.

* رسالة قاعدة ضمان اليد.

تأليف : الشيخ فضل الله النوري (١٢٥٩ ـ ١٣٢٧ ه).

وهي بحث في قاعدة ضمان اليد فقهيا من جوانبها كافة.

تم التحقيق اعتمادا على نسخة الأصل بخط المؤلف رحمه‌الله ، وقد ضمت إلى كتاب (إشارة السبق) الذي مر آنفا وصدرا في مجلد واحد.

تحقيق : الشيخ قاسم شير زاده.

نشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم / ١٤١٤ ه.

* فدك في التاريخ.

تأليف : السيد محمد باقر الصدر.

دراسة تاريخية موضوعية عميقة لقضية فدك ـ الأرض التي تركها الرسول الكريم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لبضعته الزهراء عليها‌السلام وصادرها الخليفة الأول مجتهدا برأيه ـ معتمدا المنهج العلمي الحديث في التحليل والمناقشة والاستنتاج


للأحداث التي رافقت هذه القضية بعيدا عن العواطف والتقليد.

طبع الكتاب من قبل عدة مرات في العراق ولبنان وإيران.

وقد تم تحقيق الكتاب اعتمادا على الطبعة الأولى الصادرة في النجف الأشرف في سنة ١٣٧٤ ه = ١٩٥٥ م.

تحقيق : الدكتور عبد الجبار شرارة.

نشر : مركز الغدير للدراسات الإسلامية ـ قم / ١٤١٥ ه.

* كتاب سليم بن قيس الهلالي ، ج ١ ـ ٣.

من المصنفات الأولى في تاريخ الإسلام ، وهو أول أثر شيعي وصل إلينا من زمن تأليفه في القرن الأول الهجري ، صنفه التابعي الجليل سليم بن قيس ـ المتوفى سنة ٧٦ ه ـ باسم : (السقيفة) ثم غلبت عليه تسميته باسم مؤلفه رحمه‌الله.

وقد جمع فيه ما روي عن الرسول الكريم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في فضائل أهل البيت عليهم‌السلام وخلافة أمير المؤمنين الإمام علي عليه‌السلام وإمامة الأئمة الاثني عشر عليهم‌السلام ، كما أورد أخبار السقيفة مفصلة ، وكذا الاختلافات والأحداث التي جرت بعيد وفاة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وظلامة

أهل بيته عليهم‌السلام ودفعهم عن منصبهم الإلهي وغصبهم حقهم ، وما جرى بين أمير المؤمنين عليه‌السلام وبين أعدائه في حروبه ، والفتن الواقعة من بعده في زمن معاوية.

ضم الجزء الأول بحوثا عديدة كمقدمة للتحقيق تخص : المؤلف ، الكتاب ، أوضاع المسلمين زمن تأليفه ، والشبهات المثارة حوله ، ودفعها وتفنيدها ، مع وصف ٦٠ مخطوطة له.

فيما ضم الجزء الثاني ٧٠ حديثا هي متن الكتاب ، مع ٢١ حديثا ذكرتها الموسوعات الحديثية مروية عن سليم لم تذكر في أصل الكتاب.

أما الجزء الثالث فقد اشتمل على تخريجات الأحاديث بذكر المصادر التي روت عن سليم وعن غيره ، مع مجموعة من الفهارس الفنية العامة للأجزاء الثالثة.

ثم تحقيقه اعتمادا على ١٤ مخطوطة ذكرت مواصفاتها في مقدمة التحقيق.

تحقيق : الشيخ محمد باقر الأنصاري.

نشر : نشر الهادي ـ قم / ١٤١٥ ه.

* مشرق الشمسين وإكسير السعادتين

تأليف : الشيخ البهائي ، بهاء الدين


محمد بن الحسين العاملي (٩٥٣ ـ ١٠٣٠ ه).

كتاب يشتمل على الآيات الخاصة بالأحكام الشرعية وتفسيرها ، مع ذكر الأحاديث الصحيحة فقط المروية عن أئمة الهدى عليهم‌السلام التي تخص هذه الأحكام ، وهو كتاب فريد في بابه لكونه جامعا بين الكتاب والسنة ، وقد أورد هذه الأحاديث من الكتب الأربعة إضافة إلى مقدمة مفيدة تضم بحوثا علمية عديدة في : الحديث وأنواع ورواته والجرح والتعديل ... وغيرها.

كما تضمن الكتاب تعليقة للشيخ الخواجوئي ، محمد بن إسماعيل بن الحسين المازندراني ، المتوفى سنة ١١٧٣ ه.

وتعد هذه التعليقة شرحا لمطالب الكتاب ، مع أبحاث تفسيرية لآيات الأحكام المذكورة وأبحاث فقهية ورجالية مع بيان بعض الموارد الصعبة والعبارات الغامضة.

تم تحقيق أصل الكتاب اعتمادا على عدة نسخ مخطوطة ، والتعليقة اعتمادا على نسخة مخطوطة واحدة ، ذكرت مواصفاتها جميعا في مقدمة التحقيق.

تحقيق : السيد مهدي الرجائي.

نشر : مجمع ا لبحوث الإسلامية التابع للروضة الرضوية المقدسة ـ مشهد / ١٤١٤ ه.

* الاعتقادات.

تأليف : الشيخ الصدوق ، أبي جعفر محمد بن علي بن الحسن بن موسى بن بابويه القمي ، المتوفى سنة ٣٨١ ه.

بحث يتضمن آراء ونظرة الشيخ الصدوق واعتقاداته في كثير من عقائد الشيعة الأصولية وأحكامهم التشريعية وكثير من الأمور العامة المتعلقة بهذه العقائد والأحكام معتمدا المنهج الكلامي في معرفة أصول الدين.

كان قد طبع عدة مرات من قبل ، وصدرت هذه الطبعة بمناسبة الذكرى الألفية لوفاة الشيخ المفيد رحمه‌الله.

تم التحقيق اعتمادا على عدة نسخ مخطوطة ذكرت مواصفاتها في مقدمة التحقيق.

تحقيق : عصام عبد السيد.

نشر : المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد ـ قم / ١٤١٣ ه.


* سفينة البحار ومدينة الحكم والآثار ، ج ١ ـ ٨.

تأليف : الشيخ عباس القمي ، المتوفى سنة ١٣٥٩ ه.

هو فهرس وترتيب لمقاصد ومطالب أخبار الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم وأهل بيته عليهم‌السلام الواردة في كتاب (بحار الأنوار) للعلامة المجلسي ـ المتوفى سنة ١١١٠ ه ـ مرتبا وفق الحرفين الأول والثاني من كل مادة ، مع ذكر الحديث ، أو مضمونه ، وخلاصة لمطلبه إذا كان مهما ، وقد أضاف المؤلف ـ رحمه الله ـ مطالب جديدة وكثيرة في التفسير والتاريخ والأخلاق ، وتراجم لمشاهير الصحابة وأئمة الدين ، ونبذا من أحوال بعض علماء الفريقين المعروفين وبعض الشعراء والأدباء ، وقد استخدم الحروف الأبجدية بدل الأرقام في نهاية كل مطلب للدلالة على رقم مجلدات البحار وأبوابها بطبعته الحجرية القديمة.

تحقيق : منظمة الأوقاف والشؤون الخيرية.

نشر : دار الأسوة للطباعة والنشر ـ قم / ١٤١٤ ه.

* الرسائل الأربعة عشر.

كتاب يجمع أربعة عشر رسالة لجمع من العلماء في مواضيع مختلفة ، أغلبها في بحوث كلامية ، والباقي في مواضيع متفرقة أخرى ، وهذه الرسائل هي :

١ ـ إرشاد المستبصر ، في الاستخارات ، للسيد عبد الله شبر (١١٨٨ ـ ١٢٤٢ ه).

٢ ـ فصل القضا في الكتاب المشتهر ب : فقه الرضا ، للسيد حسن الصدر.

٣ ـ رسالة في حرمة حلق اللحية ، للشيخ محمد جواد البلاغي (١٢٨٢ ـ ١٣٥٢ ه).

٤ ـ رسالة حول التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه‌السلام ، للشيخ محمد جواد البلاغي (١٢٨٢ ـ ١٣٥٢ ه) .. كما ضم المحقق إلى هذه الرسالة رسالة أخرى من تأليفه حول الموضوع نفسه.

٥ ـ الروضة الغناء في تحقيق معنى الغناء ، للشيخ محمد رضا النجفي الأصفهاني (ت ١٣٦٢ ه).

٦ ـ مختصر الشمائل المحمدية ، للشيخ عباس القمي (ت ١٣٥٩ ه).

٧ ـ رسالة في إثبات المعاد الجسماني ،


للشيخ محمد حسين الغروي الأصفهاني (١٢٩٦ ـ ١٣٦١ ه).

٨ ـ رسالة في إثبات الواجب تعالى ، للشيخ محمد صالح السمناني.

٩ ـ قصد السبيل في رد الجبر والتفويض ، للميرزا أحمد الآشتياني (ت ١٣٩٥ ه).

١٠ ـ تبيان المسالك في باب الوجود والموجود ، للميرزا أحمد الآشتياني (ت ١٣٩٥ ه).

١١ ـ رسالة في الولاية ، للميرزا أحمد الآشتياني (ت ١٣٩٥ ه).

١٢ ـ هدية أحمدية ، في علم الباري تعالى ، للميرزا أحمد الآشتياني (ت ١٣٩٥ ه).

١٣ ـ رسالة في علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم والإمام عليه‌السلام بالغيب ، للسيد محمد حسين الطباطبائي (ت ١٤٠١ ه).

١٤ ـ وجيزة في علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، للسيد كريم الأميري الفيروزكوهي.

نشرت بعض هذه الرسائل هنا لأول مرة بالاعتماد على نسخ الأصل بخط مؤلفيها ، كما نشرت البقية كطبعات جديدة لأعمال سابقة.

تحقيق : الشيخ رضا الأستادي.

نشر مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم / ١٤١٥ ه.

* الأنوار القدسية.

نظم : الشيخ محمد حسين الغروي الأصفهاني (١٢٩٦ ـ ١٣٦١ ه).

أرجوزة شعرية تضمنت ما نظمه في مدح الرسول المختار صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم وآله الأطهار عليهم‌السلام ، وذكر تاريخهم الملئ بالمكارم والمآثر ،

والعلوم ، والمعارف ، والمواقف الخالدة للأئمة عليهم‌السلام ، ومعاناتهم من ظلم وجور حكام وطغاة عصورهم.

سبق وأن طبع هذا الديوان في النجف الأشرف وبيروت وإيران ، ثم أعيد طبعه بتصحيح وتعليق جديدين ، مع إضافة قصيدة غديرية للناظم ـ رحمه‌الله ـ لم تنشر من قبل ، بالاعتماد على نسخة الأصل بخط الناظم.

تصحيح وتعليق : الشيخ علي النهاوندي.

نشر : مؤسسة المعارف الإسلامية ـ قم / ١٤١٥ ه.


* المسلك في أصول الدين.

* الرسالة الماتعية.

تأليف : المحقق الحلي ، نجم الدين أبي القاسم جعفر بن الحسن بن سعيد (٦٠٢ ـ ٦٧٦ ه).

كتابان للمؤلف ـ رحمه‌الله ـ ضمن مجلد واحد ، الأول منهما دراسة في أصول الدين بشكل موجز ، يشتمل على عدة أبحاث رئيسية في أبواب التوحيد وإثبات الصانع ، وصفاته وأفعاله سبحانه وتعالى ، والنظر في نبوة الأنبياء ، والإمامة وإثباتها لأمير المؤمنين الإمام علي عليه‌السلام والأئمة من بعده عليهم‌السلام ، وكل بحث رئيسي يشتمل بدوره على عدة بحوث فرعية.

أما الثاني فهو رسالة تضم مختصر لما جاء في الكتاب الأول من أبحاث ودراسات.

تم تحقيق (المسلك) اعتمادا على نسخة مخطوطة واحدة ، تاريخها ٧٠٩ ه ، فيما تم تحقيق (الرسالة الماتعية) بالاعتماد على عدة نسخ ، ذكرت مواصفاتها في مقدمة التحقيق.

تحقيق : الشيخ رضا الأستادي.

نشر : مجمع البحوث الإسلامية التابع

للروضة الرضوية المقدسة ـ مشهد / ١٤١٤ ه.

* نهج البلاغة.

طبعة محققة أخرى لكتاب (نهج البلاغة) الذي جمعه الشريف الرضي من كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.

تم تحقيق هذه الطبعة اعتمادا على عدة نسخ ذكرت مواصفاتها في مقدمة التحقيق.

تحقيق : الشيخ عزيز الله العطاردي.

نشر : مؤسسة نهج البلاغة ـ قم / ١٤١٣ ه.

* مناقب آل أبي طالب ، ج ١ ـ ٥.

تأليف : الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب السروري المازندراني ، المتوفى سنة ٥٨٨ ه.

يعد الكتاب من مصادر التراث الإسلامي النفيسة ، لما احتواه من فضائل ومناقب للرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم وأهل بيته الطاهرين عليهم‌السلام ، المروية بأسانيدها في كتب العامة وكتب الخاصة ، وعرضه الشامل لحياة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأهل البيت عليهم‌السلام متضمنا المولد والمنشأ


والآداب والعلوم والمعجزات الظاهرة منهم.

تحقيق : الدكتور يوسف البقاعي.

نشر : دار الأضواء ـ بيروت / ١٤١٢ ه.

طبعات جديدة لمطبوعات سابقة

* أصول الاستنباط.

تأليف : السيد علي نقي الحيدري. (١٣٢٥ ـ ١٤٠١ ه).

بحث ودراسة لأسس استخراج الأحكام الشرعية من المصادر الأولية للشريعة الإسلامية (الكتاب ، السنة ، الإجماع ، العقل) بأسلوب موجز وألفاظ واضحة المراد وسهلة التناول ، مما يحتاج إليه في الاستنباط.

يتضمن عدة بحوث في مفردات علم أصول الفقه ، تتعلق بدراسة : مباحث الألفاظ ودلالاتها ، معرفة الروايات والأخبار وأنواعها ، الإجماع وأنواعه وحجيته ، وما يدل عليه العقل من القطع ، والظن ، والشك في التكليف أو المكلف به بالاحتياط في العمل ، البراءة والإباحة ، الاحتياط ، التخيير ، الاستصحاب ، وموارد كل واحد منها وشروطه ، والتي لا بد للمجتهد المستنبط من الإحاطة بها بشكل

كامل لتصير من ملكاته البديهية الشخصية.

سبق وأن طبع الكتاب لأول مرة في العراق ، ثم أعادت طبعه بصف جديد دار الأعراف للدراسات والنشر ـ بيروت/ ١٤١٣ ه.

* قاموس الرجال ، ج ٦ و ٧.

تأليف : الشيخ محمد تقي التستري.

هو شرح وتعليق على كتاب (تنقيح المقال في علم الرجال) للعلامة والرجالي الكبير الشيخ عبد الله المامقاني (١٢٩٠ ـ ١٣٥١ ه) ، كان قد طبع هذا الشرح في إيران سابقا ، وقد تم إدراج مستدركات المؤلف ـ المطبوعة مستقلة في الطبعة الأولى ـ في مواضعها من الأجزاء المختلفة من هذه الطبعة.

اشتمل هذان الجزءان على بقية حرف العين.

أعادت طبعه بصف جديد مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم / ١٤١٥ ه.

* معالم الدين وملاذ المجتهدين.

تأليف : أبي منصور ، جمال الدين الحسن بن زين الدين بن علي النحاريري العاملي الجباعي ، نجل الشهيد الثاني


(٩٥٩ ـ ١٠١١ ه).

من أشهر تصانيف المؤلف ـ رحمه الله ـ رتبه في الأساس على مقدمة وأربعة أقسام ، ظهر منها المقدمة وبعض كتاب الطهارة في الفقه ، والمقدمة هذه ـ التي يحتويها الكتاب ـ تشتمل على مقصدين وخاتمة.

المقصد الأول يضم ٢٩ حديثا في فضل العلم والعلماء ، والثاني يضم تسعة مطالب أصولية ، فيما ضمت الخاتمة بحوث في التعادل والترجيح ، ولسلاسة ومتانة عباراته أصبح من الكتب الدراسية المهمة في الحوزة العلمية ، وكتبت عليه حواش وشروح كثيرة ، وطبع عدة مرات.

كانت هذه المقدمة قد صدرت قبل سنوات بتحقيق الدكتور مهدي محقق عن مؤسسة الدراسات الإسلامية لجامعة ملك جيل الكندية ـ فرع طهران.

وقد طبع أيضا بتحقيق عبد الحسين محمد علي البقال ـ في النجف الأشرف ، ثم أعاد العمل عليه ، وأجرى فيه تعديلات ، وصدر عن مكتبة آية الله المرعشي العامة ـ قم.

كما أعادت دار الكتب الإسلامية في طهران طبعة بالتصوير على طبعة النجف الأشرف المذكورة آنفا.

وصدرت طبعة محققة للكتاب عن مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم ، في سنة ١٤٠٦ ه.

ثم أعادت طبعة بصف جديد منشورات لقمان ـ قم / ١٤١٤ ه ، بالاعتماد على طبعة مكتبة السيد المرعشي المذكورة آنفا.

* الشروط ، ج ١ و ٢.

أو : الالتزامات التبعية في العقود.

تأليف : السيد محمد تقي الخوئي ، المتوفى سنة ١٤١٥ ه.

بحث موسع في (الشرط) يتضمن دراسة مفهومه وحدوده ، ويحدد ضوابطه ومعالمه ، ويجمع شتات مسائله وفروعه المنتشرة في الأبواب الفقهية المختلفة.

سبق وأن طبع الكتاب لأول مرة في بيروت سنة ١٤١٤ ه ، ثم صدر في قم ـ بالتصوير ـ سنة ١٤١٥ ه.

صدر حديثا

* فهارس مستدرك الوسائل ، ج ٣.

مجموعة متخصصة من الفهارس الفنية لكتاب (مستدرك الوسائل) للمحدث الشيخ حسين النوري الطبرسي ـ المتوفى


سنة ١٣٢٠ ه ـ الذي يعد من الموسوعات الحديثية الواسعة لتعدد أبوابها وشموليتها ، والذي صدر سابقا بتحقيق مؤسسة آل البيت ـ عليهم‌السلام ـ لإحياء التراث ، في ١٨ جزءا وقد تضمنت هذه الفهارس ما يلي :

الآيات القرآنية ، متون الكتب السماوية الأخرى ، الأحاديث القدسية ، أحاديث المعصومين عليهم‌السلام ، الآثار ، الأعلام ، الأمم والجماعات ، الأماكن والبقاع ، الوقائع والأيام ، الأطعمة والأشربة ، الملابس وأدوات الزينة ، الأبيات الشعرية ، المعادن ، الحيوانات ، مصادر التأليف والتحقيق.

ضم هذا الجزء تكملة لفهرس أحاديث المعصومين عليهم‌السلام ، بتتمة حرف اللام ولغاية حرف الياء.

إعداد وتنظيم ونشر : مؤسسة آل البيت ـ عليهم‌السلام ـ لإحياء التراث ، قم / ١٤١٥ ه.

* من هدى النبي والعترة في تهذيب النفس وآداب العشرة ، ج ١ و ٢.

تأليف : الشيخ أحمد كاظم البهادلي.

عرض وبحث لأحاديث الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأئمة الهدى

عليهم السلام الواردة في موضوع تربية وتهذيب النفس وآداب المعاشرة بين الناس ، ضمّ الجزة الأوّل بحوثاً عديدة تخصّ تهذيب النفس والسريرة وتنقيتها ، بمحاسبتها وتشخيص عيوبها واصلاحها بالتوبة واليقين والتفكّر والاعتبار ، مع بحوث في مكارم الاخلاق.

فيما ضمّ الجزء الثاني عدّة بحوث اُخرى في الآداب ، والعشرة ، وآداب العشرة بصورة عامة ، وما تفرضه هذه من حدود متباينة لطبيعة علاقات وسلوكيات مختلف أفراد المجتمع فيما بينهم ، بما يضمن الحصول على منافع الدنيا والآخرة ، كلّ ذلك استناداً إلى المرويّ عن النبيّ وعترته الأطهار عليهم الصلاة والسلام من أحاديث.

صدر الكتاب في بغداد سنة ١٤١٥ هـ.

*المعجم المفهرس لألفاظ أحاديث الكتب الاربعة ، ج ١ ـ ١٠.

فهرسة لفظية لكلمات الاحاديث الواردة في الكتب الاربعة (الكافي ، كتاب من لا يحضره الفقيه ، التهذيب ، والاستبصار) ، تمّ إدراج الاسماء والافعال كافّة الواردة فيها ، ورتّبت مداخل المعجم


حسب حروف الألف باء ، وحسب مادة أل الكلمة وشكلها الظاهري ، والتمييز بين كلام المعصوم عليه‌السلام وكلام المؤلف مع ملاحظة الكلمة التي تلي الكلمة الأصلية مع اعتماد التسلسل الزمني في تأليف الكتب الأربعة.

إشراف : علي رضا برازش.

نشر : شركة منشورات إحياء الكتاب ـ طهران / ١٣٧٣ ه. ش.

* الأحاديث الغيبية ج ١.

جمع وترتيب للأحاديث المروية عن الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأئمة الهدى عليهم‌السلام والخاصة بالإخبار عن الغيب ، لكونها من معجزات الأنبياء وأوصيائهم عليهم‌السلام ، وكنتيجة للاتصال والارتباط الوثيق بالله سبحانه وتعالى علام الغيوب ، الذي لا يعلم الغيب إلا هو ، ولا يطلع على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول.

اشتمل هذا الجزء على الأحاديث المروية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم فقط.

تأليف ونشر : مؤسسة المعارف الإسلامية ـ قم / ١٤١٥ ه.

* شمائل علي عليه‌السلام ، في القرآن والسنة.

تأليف : طالب السنجري.

يذكر الكتاب ستين حديثا مرويا عن الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في فضائل ومناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، متضمنا الآيات القرآنية النازلة في حقه عليه‌السلام.

نشر : مجمع البحوث الإسلامية ـ بيروت / ١٤١٤ ه.

* أريج العبير.

تأليف : الشيخ حبيب الله الصادقي. جمع وترتيب ـ وفق حروف المعجم ـ لأحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم الواردة عنه في فضائل ومناقب أهل البيت عليهم‌السلام ، المنثورة في أبواب كتاب (الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير) للحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي الشافعي (٨٤٨ ـ ٩١١ ه).

نشر : مكتبة بصيرتي ـ قم / ١٤١٤ ه.

* ثورة الطف.

تأليف : السيد طالب الخرسان.


عرض ودراسة تاريخية لواقعة الطف الأليمة ، ومواقف الإمام أبي عبد الله الحسين عليه‌السلام وأهداف ثورته ومقتله عليه‌السلام ، وذكر بعض الأحاديث المروية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في خبر مقتل الإمام الحسين عليه‌السلام ولعن أبي سفيان ومعاوية ويزيد.

كما اشتمل على بحث للرد على بعض المتعصبين المعاندين ، وختم الكتاب بفصل لفضل زيارة الإمام الحسين عليه السلام ، ومن زاره من الملوك والخلفاء والأمراء مع ذكر حادثة غزو الوهابيين لكربلاء سنة ١٢١٦ ه.

نشر : منشورات أنوار الهدى ـ قم / ١٤١٣ ه.

* المعجم المفهرس لألفاظ أحاديث مستدرك الوسائل ، ج ١ ـ ٦.

معجم لكتاب (مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل) لخاتمة المحدثين الشيخ حسين النوري ـ المتوفى سنة ١٣٢٠ ه ـ الذي يعد من كتب الحديث الواسعة للشيعة الإمامية ، والذي تم تحقيقه وطبعه من قبل مؤسسة آل البيت ـ عليهم السلام ـ لإحياء التراث / قم ، في ١٨

جزءاً.

تمّ إدراج الأسماء والافعال كافّة الواردة في الكتاب ، والاحالة إليها من حيث رقم الجزء والصفحة والسطر ، مع ترتيب لمداخل الكتاب حسب حروف الألف باء بالاعتماد على مادّة أصل الكلمة والشكل الظاهري لها ، مع ملاحظة الكلمة التي تلي الكلمة الاصلية.

كما ضمّ المعجم فهرساً للرجال وآخر للكتب الواردة في المتن.

إشراف : علي رضا برازش.

نشر : مؤسسة أنصاريان ـ قم / ١٣٧٣ هـ. ش.

*أسرار الصلاة.

تأليف : الشيخ عبدالله الجوادي الآملي :

من الكتب الفقهية العرفانية ، يتناول بالبحث العرفاني والكلامي أسرار الصلاة وعوالمها الملكوتية وما بعدها ، وتأويل بواطنها ، إذ يبحث في أسرار مقدّمات الصلاة وأركانها وأجزائها ، وتعقيباتها ، تم تأليفه ليكون مقدّمة للجزء الرابع من كتاب الصلاة ، الذي هو تقرير لأبحاث المحقّق الداماد قدّس سرّه.

نشر : مؤسّسة النشر الاسلامي التابعة


لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم / ١٤١٥ ه.

* الحج : أحكاما ، وفلسفة ، ودعاء.

تأليف : السيد أبو القاسم الديباجي.

عرض مفصل ودراسة تحليلية فلسفية لأحكام ومناسك الحج ، بطريقة مبسطة وسهلة التناول من خلال توضيح الأحكام الفقهية لمناسك الحج وتوضيح الفلسفة الخاصة بكل منسك منها.

كما يستعرض الكتاب عددا من الأدعية الخاصة بكل عمل يقوم به الحاج من وقت خروجه من منزله حاجا ، وأثناء أداء مناسكه ، إلى عودته إلى دياره وأهله ، مع ملحق مخصص للزيارات التي يؤديها الحاج ، وهي زيارة الرسول الكريم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأهل بيته الأطهار عليهم‌السلام والمساجد والأماكن والمشاهد المشرفة.

صدر الكتاب في قم سنة ١٤١٥ ه.

* المقتطفات ، ج ١.

تأليف : السيد ابن رويش ، عيدروس ابن أحمد السقاف العلوي الحسيني الإندونيسي.

من الكتب القيمة لمؤلفه الشافعي

المذهب ، اشتمل على النصوص الواردة في فضائل أهل البيت عليهم‌السلام وفضائل أمير المؤمنين الإمام علي عليه‌السلام بصورة خاصة وأحقيته بخلافة الرسول الكريم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، اقتطفها المؤلف من أمهات كتب الحديث المعروفة عند العامة ، ليكون أقرب للقبول وأبلغ في الحجة.

كما تعرض لعدد كبير من الأحاديث والنصوص الموضوعة المنافية للعقل في ذكر فضائل الشيخين ، واجتهاداتهم المخالفة للنصوص الصريحة وجهلهم بأمور كثيرة ، مع ترجمة لعدد من الأمويين المعدودين من صحابة الرسول الكريم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ومواقفهم من الصحابة الحقيقيين ، كما أفرد فصلا خاصا بالإمامة والخلافة متعرضا للنصوص والدلائل الواردة في الكتاب والسنة.

إعداد : السيد مهدي الرجائي.

نشر : المعاونية الثقافية للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم‌السلام ـ قم / ١٤١٥ ه.

* ظاهرة القسم في القرآن الكريم.

تأليف : فارس علي العامر.

بحث منهجي في ظاهرة القسم وتكرارها


في آيات كثيرة من كتاب الله العزيز ، تناول القسم بجانبيه اللغوي والتفسيري ، كما بين الصلة الوثيقة بين القسم والمنهج الإعجازي للقرآن لأنه من الإعجاز البلاغي فيه.

كما ضم الكتاب بحثا مستقلا في الأوقات التي أقسم بها رب العزة والجلال في كتابه الكريم ، وفلسفتها.

نشر : منشورات أنوار الهدى ـ قم / ١٤١٤ ه.

* البدعة.

تأليف : الدكتور الشيخ جعفر الباقري.

دراسة مستفيضة متخصصة ، وبحث موضوعي شامل ، حول مفهوم البدعة ومتعلقاتها ، ونظرة تفصيلية في حدود المفهوم ، وتوضيح وتثبيت الشرائط والضوابط العامة لتطبيقه.

كما تعرضت الدراسة ، بإيجاز لمعنى التشيع وإبطال الرأي القائل بأنه بدعة حدثت بعد وفاة الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ، ولدور أهل البيت عليهم السلام في مواجهة البدع والمحدثات الدخيلة على الدين الإسلامي والمتعلقة بالجوانب الاعتقادية في حياة المسلمين. نشر : المعاونية الثقافية للمجمع

العالمي لأهل البيت عليهم‌السلام ـ قم / ١٤١٥ ه.

* معجم ألفاظ غرر الحكم ودرر الكلم.

و (غرر الحكم ودرر الكلم) من تأليف عبد الواحد بن محمد الآمدي ، من أعلام القرنين الخامس والسادس الهجريين.

والمعجم هو ترتيب وتنظيم للروايات الواردة في كتاب (غرر الحكم ودرر الكلم) حسب الحروق الهجائية واعتمادا على النسخة التي شرحها السيد جمال الخوانساري ، والمصححة من قبل السيد جلال الدين المحدث الأرموي ، والتي قابلها المحقق مع النسخة المطبوعة في النجف الأشرف ، وقد أورد المعجم الروايات المختصرة والمفهرس لها كاملة

في نهاية المعجم تسهيلا لرجوع الباحث إليها.

تأليف : مصطفى درايتي.

نشر : مركز الأبحاث والدراسات الإسلامية لمكتب الأعلام الإسلامي ـ قم / ١٤١٣ ه.

* الموسوعة الرجالية ، ج ١ و ٢ و ٥ و ٧.

تأليف : آية الله العظمى السيد حسين الطباطبائي البروجردي ، المتوفى سنة


١٣٨٠ ه.

وهي ترتيب لرجال أسانيد أو طبقات رجال أمهات مصادر الحديث والرجال عند الإمامية ـ المدرجة أدناه ـ رتبها حسب حروف المعجم لاسم الراوي الأول في السند ، وتم توضيح ما أجمل فيها مع تبيين ما طرأ عليها من العلل كالتصحيف أو القلب أو الزيادة أو النقيصة أو الإرسال ، ولما هو الصواب فيها ، مع فوائد رجالية أخرى.

وقد اشتملت هذه الأجزاء الأربعة على أسانيد الكتب حسب ما يلي : الجزء الأول : الكافي ، للشيخ الكليني ، المتوفى سنة ٣٢٩ ه.

الجزء الثاني : التهذيب ، للشيخ الطوسي ، المتوفى سنة ٤٦٠ ه.

الجزء الخامس : كتاب من لا يحضره الفقيه ، الأمالي ، كلاهما للشيخ الصدوق ، المتوفى سنة ٣٨١ ه.

الجزء السابع : التهذيب ، للشيخ الطوسي.

وقد طبعت الكتب بالتصوير على نسخة الأصل المكتوبة بخط أحد تلاميذ السيد البروجردي رحمه‌الله.

نشر : مجمع البحوث الإسلامية التابع للروضة الرضوية المقدسة ـ مشهد /

١٤١٤ ه.

* التراث العربي في خزانة مخطوطات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي العامة ، ج ١ ـ ٦.

تأليف : السيد أحمد الحسيني.

فهرس للمخطوطات العربية الموجودة في المكتبة والمدرجة ضمن الفهرس العام المطبوع باللغة الفارسية ، وهو منظم على ترتيب الحروف لأوائل أسماء المخطوطات مقسم إلى قسمين ، هما : وصف للكتاب ، اسمه وموضوعه واسم مؤلفه والتعريف به ، ووصف للنسخة ، رقم المخطوطة واسم الناسخ وتاريخ النسخ ونوع الجلد والورق إذا كان فيهما ميزة خاصة.

نشر : مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي العامة ـ قم / ١٤١٤ ه.

* المعجم المفهرس لألفاظ أحاديث بحار الأنوار ، ج ١ ـ ٣٠.

تم في هذا الفهرس إدراج الأسماء والأفعال كافة الواردة في (بحار الأنوار) والإحالة إليها من حيث رقم الجزء (المجلد) والصفحة والسطر ، مع إحصاء للكلمات المكررة لكل لفظ بعد المدخل الأصلي للكلمة ، وقد رتبت كلمات


المعجم حسب مادة أصل الكلمة وشكلها الظاهري مع الإشارة إلى عدد الكلمات ضمن المدخل الواحد في بدايته ، مع ملاحظة الكلمة الواردة بعد الكلمة الأصلية.

إشراف : علي رضا برازش.

نشر : مؤسسة الطباعة والنشر التابعة لوزارة الثقافة والارشاد الإسلامي ـ طهران / ١٤١٠ ه.

* محاضرات في الإلهيات.

تلخيص : الشيخ علي الرباني الكلبايكاني.

محاضرات للشيخ جعفر السبحاني

صدرت في سنة ١٤٠٩ لأول مرة بعد أن جمعها تلميذه الشيخ حسن مكي العاملي ، وهي محاضرات في علم الكلام تتعرض لأهم المسائل الكلامية ، وينقسم الكتاب إلى سبعة أبواب تشتمل على بحوث مفصلة فيما يتعلق بذات الله سبحانه وتعالى وتوحيده ، وفي أسمائه وصفاته تعالى ، والعدل ، والنبوة العامة والخاصة ، والإمامة

والخلافة ، والمعاد.

نشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم / ١٤١٤ ه.

* تاريخ التشريع الإسلامي.

تأليف : الدكتور عبد الهادي الفضلي.

دراسة لتاريخ الفقه الإسلامي الإمامي من حيث نشوئه وتطوره ، من خلال التعريف بمراحله التاريخية وأدواره العلمية وما تخللها مما يلقي الضوء على مسيرته عبر التاريخ ، ويعد أول كتاب يختص بدراسة التشريع (الفقه) الإسلامي لمذهب أهل البيت عليهم‌السلام ، وقد اعتمدت هذه الدراسة مصادر كثيرة ومتنوعة لتكون مستوفية لجوانب هذا التاريخ كافة ، وقد قسمت المراحل التاريخية لنشأة وتطور الفقه الإمامي إلى عهود تبتدئ بعهد الرسول الأكرم محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم وإلى القرن الرابع عشر الهجري.

نشر : مؤسسة دار الكتاب الإسلامي ـ قم / ١٤١٤ ه.

تراثنا - ٣٨-٣٩

المؤلف:
الصفحات: 478