
مستدرك فضائل
سيدنا الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهماالسلام
قد تقدم نقل ما
يدل عليه من أقوال الأعاظم من العامة في كتبهم في ج ١٢ ص ٣ وج ١٩ ص ٤٣٨ ، ونستدرك
هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة
دمشق لابن عساكر» (ج ١٧ ص ٢٣٠ ط دار الفكر) قال :
علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب ، أبو الحسن ويقال : أبو الحسين ، ويقال : أبو محمد ، ويقال : أبو عبد الله ، زين العابدين عليهما
الصلاة والسلام ، قدم دمشق بعد قتل أبيه الحسين بن علي عليهمالسلام ، ومسجده المنسوب إليه فيها معروف.
واستقدمه عبد
الملك بن مروان في خلافته ، يستشيره في جواب ملك الروم عن بعض ما كتب إليه فيه من
أمر السكة وطراز القراطيس.
إلى أن قال :
وهو علي الأصغر ،
وأما علي الأكبر فإنه قتل مع أبيه الحسين بن علي بن أبي طالب بالطف. وأم علي
الأكبر ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود.
ولعلي بن حسين هذا
العقب من ولد حسين ، وهو علي الأصغر بن الحسين.
قال محمد بن هلال
: رأيت علي بن الحسين يعتم بعمامة بيضاء ، فيرخي عمامته من
وراء ظهره.
قال أبو المنهال
نصر بن أوس الطائي : رأيت علي بن الحسين وله شعر طويل ، فقال: إلى من يذهب الناس؟
قال : قلت : يذهبون هاهنا وهاهنا. قال : قل لهم يجيئون إليّ ، وكان يعطيهم التمر.
ومنهم العلامة أبو
القاسم علي بن الحسن المشتهر بابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٣٠ ط دار
البشير بدمشق)
ذكر مثل ما تقدم
عن ابن منظور.
ومنهم الفاضل
المعاصر خير الدين الزركلي في «الأعلام» (ج ٥ ص ٨٦ الطبعة الثالثة) قال :
علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي ابو الحسن الملقب بزين العابدين ، رابع الأئمة
الإثني عشر عند الإمامية ، وأحد من كان يضرب بهم المثل في الحلم والورع. يقال له :
علي الأصغر ـ للتمييز بينه وبين أخيه ـ علي الأكبر المتقدمة ترجمته قبل هذه. مولده
ووفاته بالمدينة. أحصي بعد موته عدد من كان يقوتهم سرا فكانوا نحو مائة بيت.
قال بعض أهل
المدينة : ما فقدنا صدقة السرّ إلا بعد موت زين العابدين ، وقال محمد بن إسحاق :
كان ناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون من أين معايشهم ومآكلهم ، فلما مات علي بن
الحسين فقدوا ما كانوا يؤتون به ليلا إلى منازلهم.
وليس للحسين «السبط»
عقب إلا منه.
ومنهم الحافظ
الشيخ محمد بن حبان بن أبي حاتم التميمي البستي المتوفى سنة ٣٥٤ في كتابه «الثقات»
(ج ٥ ص ١٥٩ ط دائرة المعارف العثمانية في حيدرآباد) قال :
علي بن حسين بن
علي بن أبي طالب الهاشمي المدني ، كنيته أبو الحسن ، [وقد قيل : أبو محمد] وكان من
أفاضل بني هاشم ، من فقهاء أهل المدينة وعبادهم ، يروي عن جماعة من أصحاب رسول
الله صلىاللهعليهوسلم ، روى عنه الزهري وأهل المدينة ، مات سنة ثنتين وتسعين وله
ثمان وخمسون سنة ، وقد قيل : إنه مات سنة أربع وتسعين ، [وأمه أم ولد ، وكان] يقال
[بالمدينة : إن علي بن الحسين] سيد العابدين [في ذلك الزمان].
ومنهم العلامة
الشيخ عبد الرحمن سنبط قنيتو الإربلي المتوفى سنة ٧١٧ في «خلاصة الذهب المسبوك
مختصر من سير الملوك» (ص ٨ ط القاهرة) قال :
وفي هذه السنة مات
علي بن الحسين المعروف بزين العابدين صلوات الله عليه وعلى والديه. أمه أم ولد
اسمها غزالة ، روى عن أبيه وعن ابن عباس وجابر بن عبد الله وصفيّة وأم سلمة ، وشهد
مع أبيه كربلاء وهو ابن ثلاث وعشرين سنة ، وكان مريضا حينئذ ملقى على الفراش ،
فلما قتل الحسين قال شمر لعنه الله : اقتلوا هذا الشابّ. فقال رجل من أصحابه :
سبحان الله أتقتلون غلاما حدثا مريضا.
توفّي علي بن
الحسين بالمدينة ودفن بالبقيع هذه السنة ، وهو ابن ثمان وخمسين سنة.
ومن العجائب ثلاثة
كانوا في زمان واحد وهم بنو أعمام كلّ واحد اسمه علي ولهم ثلاثة أولاد كلّ واحد
اسمه محمد والآباء والأبناء أشراف ، وهم علي بن الحسين وعلي بن عبد الله بن عباس
وعلي بن عبد الله بن جعفر الطيّار.
ومنهم الدكتور
مصطفى الصاوي الجويني رئيس قسم اللغة العربية في جامعة عين شمس في «معارف من
السيرة النبوية» (ص ١٥٠ ط منشأة المعارف الإسكندرية) قال :
علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب ، أبو الحسين ، وأبو الحسن أو أبو محمد أو
أبو عبد الله
المدني زين العابدين.
قال الزهري : ما
رأيت قرشيا أفضل منه ولا أفقه.
وقال مالك : كان
من أهل الفضل.
وقال ابن المسيب :
ما رأيت أورع منه.
وقال ابن أبي شيبة
: أصح الأسانيد كلها الزهري ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي.
ومنهم العلامة
الحافظ زين الدين الشيخ زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا الأنصاري السنكي الأزهري
الشافعي المتوفى سنة ٩٢٥ في «تعليقة فتح الباقي على ألفية العراقي» (ج ١ ص ٢٤ ط
دار الكتب العلمية بيروت) قال :
زين العابدين :
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء ، ولد بالكوفة سنة ٣٨ ، أمه بنت
يزدجرد ملك فارس ، سبيت مع أختيها أيام خلافة سيدنا عمر بن الخطاب ، فأخذهن علي
كرم الله وجهه ، فدفع واحدة لسيدنا عبد الله بن عمر فولدت له سالما والثانية لولده
سيدنا الحسين فولدت له زين العابدين والثالثة لمحمد ابن أبي بكر الصديق فولدت له
القاسم بن محمد ، ففاقوا فقهاء المدينة ورعا وبسببه ولعوا بحب السراري.
سمي زين العابدين
لفرط عبادته ، وكان ورده في اليوم والليلة ألف ركعة إلى أن مات.
قال أبو حازم
الأعرج : ما رأيت هنا شيخا أفضل منه.
قال جد والدي في
كتابه «الدر النفيس» : وكان زين العابدين من أكابر العارفين ومن سادات التابعين ،
وله مقام كبير في اليقين والانقطاع إلى رب العالمين ومتابعة سيد المرسلين ، وكان
عبد الملك بن مروان يجله ويحترمه ، وكان له أحد عشر رجلا.
توفي سنة ٩٦ ،
ويقال : انه مات بالسم سمه الوليد بن عبد الملك ، ودفن بالبقيع في
القبر الذي دفن
فيه عمه الحسن في قبة العباس بن عبد المطلب.
ومنهم فضيلة الشيخ
محمد الخضر حسين شيخ جامع الأزهر في «تراجم الرجال» (ص ٢٤ ط المطبعة التعاونية)
قال :
هو علي بن الحسين
بن علي بن أبي طالب رضياللهعنهم ، وأمه سلامة بنت يزدجرد آخر ملوك الفرس ، ذلك أن سبي فارس
لما أتي به إلى المدينة في خلافة عمر رضياللهعنه ، وكان في هذا السبي ثلاث بنات ليزدجرد ، صارت إحداهن إلى
عبد الله ابن عمر وهي أم ابنه سالم ، وصارت الثانية إلى محمد بن أبي بكر الصديق
وهي أم ولده القاسم أحد الفقهاء السبعة ، وصارت ثالثتهن إلى الحسين بن علي وهي أم
ولده علي زين العابدين رضياللهعنه.
ومنهم الشريف علي
فكرى الحسيني المصري في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٦٤ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال
:
نسبه الشريف :
أبوه الحسين بن علي رضياللهعنهما. وأمه (سلافة) ولقبها (شاه زنان) ومعناها بالفارسية (ملكة
النساء) وهي بنت (يزدجرد) ولد (أنو شروان العادل) ملك الفرس.
نشأته : كان زين
العابدين مع أبيه (بكربلاء) مريضا نائما على الفراش فلم يقتل ، قاله ابن عمر رضياللهعنهما.
وقال أيضا في ص
٢٦٥ :
قال محمد بن سعيد
: علي بن الحسين كان ثقة ، كثير الحديث ، عالما رفيعا ورعا.
وقال ابن تيمية :
علي بن الحسين بن كبار التابعين وساداتهم علما ودينا.
وقال الزهري : ما
رأيت أفقه منه.
وقال ابن المسيب :
ما رأيت أورع منه.
ومنهم العلامة
الشيخ أبو بكر جابر الجزائري في «العلم والعلماء» (ص ٢٥٤ ط دار الكتب السلفية
بالقاهرة سنة ١٤٠٣) قال :
وفاته رحمهالله تعالى :
لم يختلف في أن
علي بن الحسين ، هذا هو الأصغر ، أما أخوه علي الأكبر
فقد
__________________
__________________
استشهد مع والده
الحسين رضياللهعنه ، ونجا زين العابدين ولم يقتل مع من قتل من آل البيت لأنه
كان مريضا على فراشه فلم يلتفت إليه ، عصمه الله. وكان عمره يومئذ ثلاثا وعشرين
سنة ، ومات بالمدينة النبوية سنة أربع وتسعين هجرية ، ودفن بالبقيع وهو ابن ثمان
وخمسين سنة تغمده الله برحمته وأكرمنا بجواره آمين.
ومنهم العلامة
المؤرخ محمد بن سعد بن منيع الهاشمي البصري المشتهر بابن سعد في «الطبقات الكبرى» (ج
٥ ص ١٧١ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :
قال : أخبرنا وكيع
بن الجرّاح والفضل بن دكين ، عن إسرائيل ، عن ثوير بن أبي فاختة ، عن أبي جعفر :
أن علي بن حسين أوصى أن لا يؤذنوا به أحدا ، وأن يسرع به المشي ، وأن يكفن في قطن
، وأن لا يجعل في حنوطه مسك.
قال : أخبرنا وكيع
بن الجراح ، عن شريك ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل : أن أبا جعفر أمر أمّ ولد
لعلي بن حسين حين مات علي بن حسين أن تغسل فرجه.
قال : أخبرنا محمد
بن عمر ، قال : حدثني عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة ، قال : مات علي بن حسين
بالمدينة ودفن بالبقيع سنة أربع وتسعين. وكان يقال لهذه السنة «سنة الفقهاء» لكثرة
من مات منهم فيها.
قال : أخبرنا محمد
بن عمر ، قال : حدثني حسين بن علي بن حسين بن علي بن
__________________
أبي طالب ، قال :
مات أبي علي بن حسين سنة أربع وتسعين وصلينا عليه بالبقيع.
قال : وسمعت الفضل
بن دكين يقول : مات سنة اثنتين ولم يصنع شيئا ، أهل بيته وأهل بلده أعلم بذلك منه.
قال : أخبرنا عبد
الرحمن بن يونس ، عن سفيان ، عن جعفر بن محمد قال : مات علي بن حسين وهو ابن ثمان
وخمسين سنة.
قال محمد بن عمر :
فهذا يدلّك على أن علي بن حسين كان مع أبيه وهو ابن ثلاث أو أربع وعشرين سنة ،
وليس قول من قال إنه كان صغيرا ولم يكن أنبت بشيء ، ولكنه كان يومئذ مريضا فلم
يقاتل. وكيف يكون يومئذ لم ينبت وقد ولد له أبو جعفر محمد بن علي؟ ولقي أبو جعفر
جابر بن عبد الله ورووا عنه ، وإنما مات جابر سنة ثمان وسبعين.
قال : أخبرنا محمد
بن عمر ، قال : أخبرنا أبو معشر المقبري ، قال : لما وضع علي بن حسين ليصلى عليه
أقشع الناس إليه وأهل المسجد ليشهدوه ، وبقي سعيد بن المسيب في المسجد وحده ، فقال
خشرم لسعيد بن المسيب : يا أبا محمد ألا تشهد هذا الرجل الصالح في البيت الصالح؟
فقال سعيد : أصلي ركعتين في المسجد أحب إليّ من أن أشهد هذا الرجل الصالح في البيت
الصالح.
قال : أخبرنا محمد
بن عمر ، قال : حدثني عثيم بن نسطاس ، قال : رأيت سليمان ابن يسار خرج إليه فصلى
عليه وتبعه ، وكان يقول : شهود جنازة أحبّ إليّ من صلاة تطوّع.
ومنهم العلامة
الشيخ محمد بن داود البازلي الكردي الحموي الشافعي المتوفى سنة ٩٢٥ في «غاية
المرام في رجال سيد الأنام» (ق ٧٩ مصورة نسخة مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال :
قال القاضي شمس
الدين ابن خلكان : ويقال لزين العابدين علي الأصغر ، وليس
للحسين عقب إلا من
ولده زين العابدين ، وهو أحد الأئمة الإثني عشر من سادات التابعين. وأمه سلامة بنت
يزدجرد آخر ملوك فارس ـ إلى أن قال : وكان يقال لزين العابدين «ابن الخيرتين» لقوله صلىاللهعليهوآله «لله تعالى من
عباده خيرتان : فخيرته من العرب قريش ، ومن العجم فارس».
قال الزمخشري في
ربيع الأبرار : ان الصحابة لما أتوا بسبي فارس في خلافة عمر بن الخطاب كان فيهم
ثلاث بنات ليزدجرد ، فباعوا السبايا وأمر عمر ببيع بنات يزدجرد أيضا ، فقال علي بن
أبي طالب : إن بنات الملوك لا يعاملن معاملة بنات السوقة. قال : فكيف الطريق؟ قال
: يقوّمن ومهما بلغ ثمنهن قام به من يختارهن ، فقوّمن وأخذهن علي عليهالسلام ودفع واحدة لعبد الله بن عمر وأخرى لولد نفسه الحسين بن
علي والأخرى لمحمد بن أبي بكر الصديق ، فأولد عبد الله أمته سالما وأولد محمد أمته
قاسما وأولد الحسين أمته زين العابدين ، فهؤلاء الثلاثة بنو خالة أمهاتهم بنات
يزدجرد.
قال المبرد عن
قرشي : كنت عند سعيد بن المسيب فقال لي : من أخوالك؟ فقلت:أمي فتاة فكأني نقصت عن
عينيه ، فأمهلت حتى دخل عليه سالم بن عبد الله ، فلما خرج من عنده قلت : يا عم من
هذا؟ قال : سبحان الله أتجهل هذا؟ هو سالم بن عبد الله. قلت : فمن أمه؟ قال :
فتاة ، ثم أتاه القاسم بن محمد بن أبي بكر قلت : فمن أمه؟ قال: فتاة. قال : فأمهلت حتى
جاء زين العابدين فسلم عليه ثم نهض ، فقلت : يا عم من هذا؟ قال : هذا الذي لا يسع
مسلما أن يجهله ، هذا علي بن الحسين ، قلت : من أمه؟ قال : فتاة. قال : [قلت :] يا
عم رأيتني نقصت من عينيك لما علمت أن أمي فتاة ، فما لي في هؤلاء أسوة؟ فجللت في
عينيه جدا.
وكان أهل المدينة
يكرهون اتخاذ أمهات الأولاد حتى نشأ فيهم زين العابدين والقاسم وسالم ، وكان زين
العابدين كثير البر بوالدته ، حتى قيل له : انك أبر الناس بأمك ولم نرك تأكل معها في صحفة.
فقال : أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه
عينها فأكون قد
عققتها.
ومنهم العلامة عبد
الغني بن إسماعيل النابلسي الشامي في «زهر الحديقة في رجال الطريقة» (ص ١٧٥ نسخة
إحدى مكاتب ايرلندة) قال :
زين العابدين بن
الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي ، أبو الحسين وقيل : أبو الحسن ويقال : أبو محمد ويقال : أبو عبد الله زين
العابدين ، وأمه أم ولد ، روى عن أبيه وعن جده مرسلا ، وروى عنه بنوه محمد وعمر
وعبد الله وزيد والزهري والحكم بن عيينة وزيد بن أسلم وأبو الزناد وأبو الأسود
يتيم بن عروة وآخرون.
قال ابن سعد : كان
ثقة مأمونا كثير الحديث عاليا رفيعا ورعا ، قال ابن عيينة عن الزهري : ما رأيت
قرشيا أفضل من علي بن الحسين ، وكان مع أبيه يوم قتل وهو ابن ثلاث وعشرين سنة وهو
مريض ، فقال عمر بن سعد : لا تعرضوا لهذا المريض ، وروى المدائني عن علي بن مجاهد
عن هشام بن عروة قال : كان علي بن الحسين يخرج على راحلته إلى مكة ويرجع ولا يقرعها.
ومنهم الفاضل
المعاصر الهادي حمّو في «أضواء على الشيعة» (ص ١٢٢ ط دار التركي) قال :
الإمام زين العابدين ، السجاد :
هو ابن الخيرتين
أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، لقّب بالسجاد لكثرة سجوده ، رووا :
أنه كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة ، وكان إذ قام للصلاة تأخذه رعدة وتغير
لونه لوقوفه بين يدي الله وانقطاعه له حتى لا يسمع شيئا أثناء صلاته ، كما لقب بذي
الثّفنات لأنه تسقط منه كل سنة سبع ثفنات من مواضع سجوده ، وكان يجمعها ولما مات
دفنت معه. وقد حج على ناقته عشرين حجة لم يضربها أثناءها بسوط.
وأمه سلمة بنت
يزدجرد آخر ملوك الفرس ، ولذا لقب بابن الخيرتين لقول الرسولصلىاللهعليهوسلم : «لله في عباده خيرتان : فخيرته من العرب قريش ، وخيرته
من العجم فارس».
ومنهم العلامة تاج
الدين أحمد بن الأثير الحلبي الشافعي في «مختصر وفيات الأعيان» (نسخة مكتبة جستربيتي
بايرلندة ص ٧٩) قال :
زين العابدين علي
بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، ليس للحسين عقب إلا منه ، ويقال له : علي الأصغر ، وأمه
سلافة بنت يزدجرد آخر ملوك فارس.
ذكر الزمخشري في
كتاب «ربيع الأبرار» أن الصحابة رضياللهعنهم لما أتى بسبي فارس في خلافة عمر بن الخطاب كان فيهم ثلاث
بنات ليزدجرد ، فباعوا السبايا وأمر عمر ببيع بنات يزدجرد أيضا ، فقال له علي بن
أبي طالب : إن بنات الملوك لا يعاملن معاملة غيرهن من بنات السوقة. قال : كيف لي
العمل معهن؟ فقال : يقوّمن فمهما بلغ ثمنهن قام به من يختاره ، فقوّمن وأخذهن علي
بن أبي طالب رضياللهعنه ، فدفع واحدة لعبد الله بن عمر وأخرى لولده الحسين وأخرى
لمحمد بن أبي بكر الصديق رضياللهعنهم ، وكان محمد بن أبي بكر ربيب علي عليهالسلام ، فأولد عبد الله أبنه سالما وأولد الحسين أبنه زين
العابدين وأولد محمد بن أبي بكر ولده القاسم ، فهؤلاء الثلاثة بنو خالة.
ومنهم الدكتور عبد
السلام الترمانيني في «إحداث التاريخ الإسلامي بترتيب السنين» (ج ١ ص ٦٣٢ ط الكويت)
قال :
هو علي بن الحسين
بن علي بن أبي طالب ، الهاشمي القرشي. أبو الحسن ، الملقب بزين العابدين لعبادته.
ولد سنة ٣٨ ه. هو رابع الأئمة الإثني عشر الإمامية. من الفقهاء الحفاظ ، كان ممن
يضرب به المثل في الحلم والورع والجود. أمه بنت يزدجرد آخر
ملوك فارس ، سبيت
في عهد عمر بن الخطاب في فتوح بلاد فارس ، وسبي معها أختان لها ، فتزوج واحدة
الحسين بن علي فولدت له عليا زين العابدين ، وتزوج الثانية عبد الله ابن عمر
فأولدها سالما ، وتزوج الثالثة محمد بن أبي بكر فأولدها القاسم.
تاريخ ميلاد
الإمام السجاد عليهالسلام ووفاته
قد تقدم نقل ما
يدل عليه عن أعلام العامة في ج ١٢ ص ٨ إلى ص ١١ وج ١٩ ص ٤٣٨ إلى ص ٤٤١ ، ونستدرك
هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة
الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (ج ٢٠
ص ٤٠٢ ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
قال يعقوب بن
سفيان : ولد سنة ثلاث وثلاثين.
وقال سفيان بن
عيينة ، عن الزهري : كان علي بن الحسين مع أبيه يوم قتل وهو ابن ثلاث وعشرين سنة.
وكذلك قال الزبير
بن بكار عن عمه مصعب بن عبد الله.
وقال الواقدي ، عن
علي بن عمر : سمعت عبد الله بن محمد بن عقيل يقول : قتل الحسين بن علي وعلي بن
الحسين ابن خمس وعشرين سنة.
وقال ثوير بن أبي
فاختة ، عن أبي جعفر : أوصى علي بن الحسين : لا تؤذنوا بي أحدا وأن يكفّن في قطن ،
ولا يجعلوا في حنوطه مسكا.
وقال أبو نعيم ،
وأبو بكر بن أبي شيبة ، وعلي بن المديني ، وقعنب بن المحرّر : مات سنة اثنتين
وتسعين.
وقال يعقوب بن
سفيان ، عن إبراهيم بن المنذر عن معن بن عيسى : توفي أنس بن مالك ، وعلي بن حسين ،
وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، وعروة بن الزبير سنة ثلاث وتسعين.
وقال بعضهم : سنة
أربع وتسعين.
وقال علي بن جعفر
بن محمد بن علي بن الحسين ، وعبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة ، وعلي بن عبد
الله التميمي ، والواقدي ، ومحمد بن عبد الله بن نمير ، ويحيى بن معين ، وأبو عبيد
، وعمرو بن علي ، ومصعب بن عبد الله الزبيري ، وابن أخيه الزبير بن بكار في آخرين
: مات سنة أربع وتسعين.
قال مصعب : وكان
يقال لهذه السنة «سنة الفقهاء» لكثرة من مات فيها منهم.
وقال محمد بن سعد
، عن الواقدي : حدثني حسين بن علي بن حسين ، قال : مات أبي علي بن حسين سنة أربع
وتسعين ، وصلينا عليه بالبقيع.
قال محمد بن سعد :
أهل بيته وأهل بلده أعلم بذلك.
وقال يحيى بن بكير
: مات سنة أربع أو خمس وتسعين.
وقال أبو بكر بن
أبي خيثمة ، عن علي بن محمد المدائني : توفي علي بن حسين سنة مائة ، قال : ويقال :
سنة تسع وتسعين.
وقال سفيان بن
عيينة ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه : مات علي بن الحسين وهو ابن ثمان وخمسين.
وكذلك قال مصعب بن
عبد الله ، ويحيى بن بكير ، وأبو بكر بن البرقي ، وغير واحد.
روى له الجماعة.
ومنهم العلامة ابن
منظور الإفريقي في «مختصر تاريخ مدينة دمشق» (ج ٧ ص ٢٥٦ ط دمشق) قال :
وعن أبي جعفر قال
: أوصى علي بن حسين : لا تؤذنوا بي أحدا ، وأن يكفن في قطن ، ولا يجعلوا في حنوطه
مسكا. وتوفي وهو ابن سبع وخمسين سنة ، وقيل : ثمان وخمسين سنة.
قال أبو نعيم :
مات علي بن الحسين سنة اثنتين وتسعين ، وقيل : سنة أربع وتسعين ، وقيل : سنة ثلاث
وتسعين ، وقيل : سنة خمس وتسعين ، ودفن بالبقيع. وقيل : توفي سنة تسع وتسعين ،
وقيل : سنة مائة.
قال محمد بن عمرو
: قولهم : إنه توفي وعمره ثمان وخمسون سنة ، يدلك على أنه كان مع أبيه وهو ابن
ثلاث أو أربع وعشرين سنة ، وليس قول من قال : إنه كان صغيرا ولم يكن لينبت ، بشيء.
ولكنه كان يومئذ مريضا فلم يقاتل ، وكيف يكون يومئذ لم ينبت وقد ولد له أبو جعفر
محمد بن علي ، ولقي أبو جعفر جابر بن عبد الله ، وروى عنه ، وإنما مات جابر سنة
ثمان وسبعين.
ومنهم العلامة
الشيخ عبد الرحمن سنبط قنيتو الإربلي المتوفى سنة ٧١٧ في «خلاصة الذهب المسبوك
مختصر من سير الملوك» (ص ٨ ط القاهرة) قال :
وفي هذه السنة مات
علي بن الحسين المعروف بزين العابدين صلوات الله عليه وعلى والديه. أمه أم ولد
اسمها غزالة ، روى عن أبيه وعن ابن عباس وجابر بن عبد الله وصفية وأم سلمة ، وشهد مع
أبيه كربلاء وهو ابن ثلاث وعشرين سنة وكان مريضا حينئذ ملقى على الفراش ، فلما قتل
الحسين قال شمر لعنه الله : اقتلوا هذا الشابّ. فقال رجل من أصحابه : سبحان الله أتقتلون
غلاما حدثا مريضا.
توفي علي بن
الحسين بالمدينة ودفن بالبقيع هذه السنة وهو ابن ثمان وخمسين سنة.
ومن العجائب ثلاثة
كانوا في زمان واحد وهم بنو أعمام كل واحد اسمه علي ولهم ثلاثة أولاد كل واحد اسمه
محمد والآباء والأبناء أشراف ، وهم علي بن
الحسين وعلي بن
عبد الله بن عباس وعلي بن عبد الله بن جعفر الطيار.
ومنهم الشيخ
الفاضل أبو الفوز محمد بن أمين البغدادي المشتهر بالسويدي في «سبائك الذهب في
معرفة قبائل العرب» (ص ٣٢٥ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال:
ولد بالمدينة في
أيام جده علي بن أبي طالب رضياللهعنه قبل وفاته بسنتين ، وكان رضياللهعنه أسمر ، رفيقا ، قصيرا ، نقش خاتمه : وما توفيقي إلا بالله.
وتوفي رضياللهعنه سنة أربع وتسعين من الهجرة ، وله من العمر سبع وخمسون سنة.
ومات مسموما سمه الوليد بن عبد الملك ، ودفن بالبقيع. هكذا ذكره في تاريخ الخلفاء
، والله أعلم.
ومنهم الفاضل
الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه «تاريخ الأحمدي» (ص ٣٢٣
ط بيروت سنة ١٤٠٨) قال :
وقال أبو الفداء :
وفي سنة أربع وتسعين توفي علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب المعروف بزين العابدين
بالمدينة ودفن بالبقيع.
قال في الصواعق :
قيل : سمّه الوليد بن عبد الملك.
ومنهم الشيخ محمد
الخضر حسين شيخ جامع الأزهر في «تراجم الرجال» (ص ٢٤ ط التعاونية) قال :
ولد زين العابدين
سنة ثمان أو سبع وثلاثين بالكوفة ، فكانت ولادته قبل وفاة علي كرم الله وجهه بنحو
ثلاث سنين.
وقال أيضا في ص ٢٨
:
توفي علي زين
العابدين بالمدينة المنورة سنة اثنتين أو أربع وتسعين ، ودفن بالبقيع في قبر عمه
الحسن بن علي في القبة التي بها قبر العباس رضياللهعنهم ، وأولاد
علي زين العابدين
عبد الله ومحمد وزيد ، وليس للحسين عقب إلا من ولده علي زين العابدين.
ومنهم العلامة
المؤرخ ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٥٥ ط دار البشير بدمشق) قال :
أخبرنا أبو
البركات الأنماطي ، أنبأنا أحمد بن الحسن رحمهالله ، أنبأنا القاسم بن بشر ، أنبأنا أبو علي بن الصداف ،
أنبأنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، أنبأنا إبراهيم بن يعقوب ، أنبأنا محمد بن
جعفر بن محمد ، عن أبيه قال : علي بن الحسين ابن سبع وخمسين سنة ، يعني توفي.
وقال فيه أيضا :
أخبرنا أبو الحسن
علي بن محمد ، أنبأنا أبو منصور النهاوندي ، أنبأنا أبو العباس النهاوندي ، أنبأنا
أبو القاسم بن الشقر ، أنبأنا أحمد بن إسماعيل ، حدثني عبد الله بن محمد ومحمد بن
الصلت قالا : أنبأنا سفيان ، عن جعفر (ح) وأخبرنا أبو محمد الأكفاني ، أنبأنا أبو
محمد الكتاني ، أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنبأنا أبو الميمون ، أنبأنا أبو
زرعة قال : قال محمد بن أبي عمر ، عن شيبان ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، قال : مات علي بن الحسين
وهو ابن ثمان وخمسين.
وقال فيه أيضا :
أخبرنا أبو محمد
بن حمزة ، أنبأنا أبو بكر الخطيب (ح) وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأنا
أبو بكر بن الطبري ، قالا : أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله ابن
جعفر ، أنبأنا يعقوب ، أنبأنا محمد بن يحيى ، أنبأنا سفيان ، عن جعفر بن محمد ، عن
أبيه قال : مات علي بن الحسين وهو ابن ثمان وخمسين.
وقال فيه أيضا :
أخبرنا أبو القاسم
أيضا ، أنبأنا أبو الفضل بن البقال ، أنبأنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأنا علي بن
أحمد ، أنبأنا حنبل بن إسحاق ، أنبأنا الحميد ، أنبأنا سفيان ، أنبأنا جعفر بن
محمد ، عن أبيه قال : مات علي بن الحسين وهو ابن ثمان وخمسين.
وقال فيه أيضا :
أخبرنا أبو الحسين
بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ، أنبأنا البنا ، قالوا : أنبأ أبو جعفر المعدل
، أنبأنا أبو طاهر المخلص ، أنبأنا أحمد بن سليمان بن الزبير بن البكار ، حدثني
سفيان بن عيينة ، عن جعفر بن محمد قال : توفي علي بن الحسين وهو ابن ثمان وخمسين.
وقال فيه أيضا :
أخبرنا أبو غالب
وأبو عبد الله ، أنبأنا البنا ، قالا : أنبأنا أبو الحسن بن مخلد إجازة عن أبي
الحسن بن حرفة ، أنبأنا محمد بن الحسين ، أنبأنا ابن أبي خثيمة ، أخبرني مصعب ابن
عبد الله قالا : مات علي بن الحسين وهو ابن ثمان وخمسين.
وقال فيه أيضا :
أخبرنا أبو الحسين
علي بن محمد الخطيب ، أنبأنا محمد بن الحسن بن محمد ، أنبأنا أحمد بن الحسين بن
رسل ، أنبأنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن ، أنبأنا محمد ابن إسماعيل ، أنبأنا
أبو نعيم (ح) وأخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرح ، أنبأنا أبو الفرج سهل بن
بشر وأبو نصر أحمد بن محمد بن سعيد ، قالا : أنبأنا محمد بن أحمد ابن عيسى ،
أنبأنا منير بن أحمد ، أنبأنا أحمد بن الهيثم ، قال : أنبأنا أبو نعيم (ح) أخبرنا
أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمد ، أنبأنا أبو علي الحداد قالوا : أنبأنا [أخبرنا]
أبو الحسين علي بن
المسلم ، أنبأنا عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا أبو حازم ابن الفرّا ، أنبأنا يوسف
بن عمر ، أنبأنا محمد بن مخلد ، أنبأنا عباس بن محمد (ح) وأخبرنا أبو سعيد المفرز
وأبو علي الحداد وأبو القاسم حاتم بن محمد بن عبد الله في كتبهم (ح) أخبرنا أبو
المعالي عبد الله بن أحمد بن محمد ، أنبأنا أبو علي الحداد ، قالوا : أنبأنا أبو
نعيم ، أنبأنا أبو بكر بن مالك ، أنبأنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، حدثني أبو
نعيم (ح) وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا أبو الفضل بن جيرون ، أنبأنا أبو
القاسم بن بشران ، أنبأنا أبو علي الصواف ، أنبأنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ،
قال : قال أبي : سمعت أبا نعيم (ح) وأخبرنا أبو البركات بن حسام ، أنبأنا أبو
الفضل ، أنبأنا أبو العلاء ، أنبأنا أبو بكر الياسري ، أنبأنا الأحوص بن المفضل ،
أنبأنا أبي ، أنبأنا أبو نعيم ، أخبرنا علي بن محمد السلمي ، عن أبي محمد التميمي
، أنبأنا مكي بن محمد ، أنبأنا أبو سليمان بن زبير ، أنبأنا أبي ، أنبأنا بن إسحاق
، أنبأنا النصر قال : سمعت أبا نعيم (ح) أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح وأبو
الحسن مكي بن أبي طالب ، قالا : أنبأنا أبو بكر بن خلف ، أنبأنا أبو عبد الله
الحافظ ، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ، أنبأنا أبو إسماعيل محمد
بن إسماعيل السلمي ، قال : سمعت أبا نعيم يقول : مات علي بن الحسين سنة اثنتين
وتسعين.
وقال فيه أيضا :
أخبرنا أبو غالب
الماوردي ، أنبأنا أبو الحسن السيرافي ، أنبأنا أحمد بن إسحاق ، أنبأنا أحمد بن
عمران ، أنبأنا موسى بن زكريا ، أنبأنا خليفة بن خياط ، قال : وقال أبو نعيم :
فيها ـ يعني سنة اثنتين وتسعين ـ مات علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، ويقال :
أربع وتسعين.
وقال فيه أيضا :
أخبرنا أبو القاسم
بن السمرقندي ، أنبأنا أبو بكر محمد بن هبة الله ، أنبأنا علي بن محمد بن بشران ،
أنبأنا عثمان بن أحمد ، أنبأنا أحمد بن محمد ، أنبأنا المديني أحمد ابن البراق ،
قال : قال علي بن المديني ، مات علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب [سنة] أربع
وتسعين ، ويقال : اثنتين وتسعين.
وقال فيه أيضا :
أخبرنا أبو القاسم
بن السمرقندي ، أنبأنا أبو بكر ابن الطبري ، أنبأنا أبو الحسين بن المفضل ، أنبأنا
عبد الله بن جعفر ، حدثنا يعقوب ، حدثني إبراهيم بن المنذر ، حدثني معن قال : توفي
أنس بن مالك وعلي بن الحسين وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث وعروة بن الزبير سنة
ثلاث وتسعين ، وقال بعضهم : سنة أربع [وتسعين].
وقال فيه أيضا :
أخبرنا أبو المفضل
بن ناصر ، أنبأنا أبو الفضل بن جيرون ، أنبأنا محمد بن على بن يعقوب ، أنبأنا علي
بن الحسن بن علي الخراجي (ح) وقال : أنبأنا زبير بن جيرون ، أنبأنا الحسن بن
الحسين بن العباس بن دوما ، أنبأنا جدي لأبي إسحاق بن محمد البغال ، قالا : أنبأنا
عبد الله بن إسحاق المدائني ، نافعيت بن المحرر الباهلي ، قال : ومات علي ابن
الحسين بالمدينة سنة اثنتين وتسعين.
ومنهم العلامة أبو
الفلاح عبد الحي في «شذرات الذهب» (ج ١ ص ١٠٤ ط القاهرة) قال :
وفيها [أي سنة ٩٤]
توفي زين العابدين علي بن الحسين الهاشمي ، وولد سنة ثمان وثلاثين بالكوفة أو سنة
سبع وثلاثين.
ومنهم العلامة ابن
الأثير في «مختصر وفيات الأعيان» (ق ٧٥ نسخة مكتبة جستربيتي
بايرلندة) قال :
تولد علي بن
الحسين سنة ثمان وثلاثين للهجرة ، وتوفي سنة أربع وتسعين بالمدينة ، وقيل : سنة
تسع وتسعين ، وقيل : غير ذلك ، ودفن في البقيع في قبر عمه الحسن ، يعني [إلى جنب
قبر عمه الحسن] في القبة التي فيها العباس رضياللهعنهم.
ومنهم العلامة
جلال الدين السيوطي في «طبقات الحفاظ» (ص ٣٧ ط بيروت) قال :
ولد علي بن الحسين
سنة ثلاث وثلاثين ، ومات سنة اثنتين وتسعين أو ثلاث أو أربع أو خمس أو تسع وتسعين
، أو سنة مائة.
ومنهم العلامة
محمد بن محمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة ٧٤٨ في «العبر في خبر من غبر» (ج ٤ ص
١١١ ط الكويت) قال :
قال يحيى بن عبد
الله بن حسن : وفيها [أي في سنة أربع وتسعين] ليلة الثلاثاء رابع عشر ربيع الأول
توفي زين العابدين علي بن الحسين الهاشمي ، وولد سنة ثمان وثلاثين بالكوفة ، أو
سنة سبع وثلاثين.
ومنهم العلامة
أحمد بن عبد الله الخزرجي الأنصاري المتوفى سنة ١٠٠٠ في «خلاصة تذهيب الكمال» (ص
٢٣١ ط القاهرة) قال :
قال أبو نعيم :
مات [يعني علي بن الحسين سنة] اثنتين وتسعين ، وقيل غير ذلك.
ومنهم الحافظ
المحدث أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري المتوفى سنة ٢٥٦ في «التاريخ الصغير»
(ج ١ ص ٢٤٢ ط دار المعرفة ، بيروت) قال :
وقال أبو نعيم :
مات علي بن الحسين سنة ثنتين وتسعين ، ومات سعيد بن المسيب سنة ثلاث وتسعين.
حدثني عبد الله بن
محمد ، ومحمد بن الصلت ، قالا : حدثنا سفيان ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه قال :
مات علي بن الحسين وهو ابن ثمان وخمسين.
حدثني هارون ، قال
: حدثنا علي بن جعفر بن محمد ، أن جده علي بن الحسين مات سنة أربع وتسعين.
ومنهم العلامة
جمال الإسلام أبو إسحاق إبراهيم بن علي الفيروزآبادي المولود سنة ٣٩٣ والمتوفى سنة
٤٧٦ في «طبقات الفقهاء» (ق ١٧ نسخة مكتبة السلطان أحمد الثالث في إسلامبول تركيا ص
١٧) قال :
ثم انتقل الفقه
إلى طبقة أخرى ، منهم أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم.
قال مصعب : مات سنة أربع وتسعين سنة الفقهاء وهو ابن ثمان وخمسين سنة ، وقال
المدائني : مات سنة تسع وتسعين ، وقال أبو نعيم الهيثم : سنة اثنتين وتسعين.
ومنهم العلامة عبد
الغني بن إسماعيل النابلسي الشافعي في «زهر الحديقة في رجال الطريقة» (ق ١٧٦ نسخة
إحدى مكاتب ايرلندة) قال :
وقال أبو نعيم
وجماعة : مات علي بن الحسين سنة اثنتين وتسعين ، وقال معن بن عيسى : سنة ثلاث
وتسعين ، وقال ابن معين وجماعة كثيرة : سنة أربع وتسعين ، ذكره الذهبي في «التهذيب».
وفي «تهذيب
الأسماء واللغات» للنووي روى عن شيبة بن نعامة قال : لما توفي علي بن الحسين وجدوه
يقوت مائة من أهل البيت في المدينة ، وفي السير توفي في المدينة سنة اثنتين
وتسعين.
ومنهم العلامة
الذهبي المتوفى سنة ٧٤٧ في «تذكرة الحفاظ» (ج ١ ص ٧٠) قال:
وفي الخلاصة : قال
أبو نعيم : مات [يعني علي بن الحسين عليهماالسلام] سنة اثنتين وتسعين ، وقيل : غير ذلك.
ومنهم العلامة
محمد بن داود البازلي الحموي الشافعي المتوفى سنة ٩٢٥ في «غاية المرام» (ق ٨٠ نسخة
جستربيتي) قال :
حكى قتيبة أن أم
زين العابدين سندية ، وكان ولادته يوم الجمعة سنة ثمان وثلاثين للهجرة.
ومنهم الفاضل
المعاصر المستشار عبد الحليم الجندي في «الإمام جعفر الصادق» (ص ١٣٩ ط المجلس
الأعلى للشئون الإسلامية ، القاهرة) قال :
وفي سنة ٩٤ سنة
الفقهاء ، مات جمع من فقهاء المدينة : عروة بن الزبير ، والسعيدان : ابن جبير وابن
المسيب ، وأبو بكر بن عبد الرحمن. وارتفعت فيها أو في سنة ٩٥ روح زين العابدين إلى
الرفيق الأعلى ، مخلفا أربعة عشر ولدا منهم عشرة رجال كبيرهم محمد ، أبو جعفر ،
المكنى بالباقر ، ومنهم زيد بن علي.
ومنهم الشيخ جابر
الجزائري في «العلم والعلماء» (ص ٢٥٤ ط بيروت) قال :
لم يختلف في أن
علي بن الحسين ، هذا هو الأصغر أما أخوه علي الأكبر فقد استشهد مع والده الحسين رضياللهعنه. ونجا زين العابدين ولم يقتل مع من قتل من آل البيت لأنه
كان مريضا على فراشه فلم يلتفت إليه ، عصمه الله. وكان عمره يومئذ ثلاث وعشرين سنة
، ومات بالمدينة النبوية سنة أربع وتسعين هجرية ودفن بالبقيع وهو ابن ثمان وخمسين
سنة ، تغمده الله برحمته وأكرمنا بجواره آمين.
ومنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها
سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في «أحسن القصص»
(ج ٤ ص ٢٦٤ ط دار
الكتب العلمية في بيروت) قال :
ولد زين العابدين رضياللهعنه بالمدينة الشريفة يوم الخميس خامس شعبان سنة ثمان وثلاثين
من الهجرة في أيام جده علي بن أبي طالب ، وقبل وفاته بسنين.
وقال أيضا في ص
٢٧٠ :
توفي زين العابدين
رضياللهعنه في ثاني عشر المحرم سنة أربع وتسعين من الهجرة وكان عمره
إذ ذاك سبعا وخمسين سنة.
قال ابن الصباغ
المالكي المكي : يقال : مات مسموما وأن الذي سمه الوليد بن عبد الملك.
ودفن (بالبقيع) في
القبر الذي دفن فيه عمه الحسن بن علي بن أبي طالب في القبة التي فيها العباس بن
عبد المطلب.
ومنهم الدكتور
مصطفى الصاوي الجويني في «معارف من السيرة النبوية» (ص ١٥٠ ط الإسكندرية) قال :
ولد سنة ثلاث
وثلاثين ، ومات سنة اثنتين وتسعين أو ثلاث أو أربع أو خمس أو تسع وتسعين ، أو سنة
مائة.
ومنهم الفاضل
المعاصر الدكتور محمد روّاس قلعه جي في «موسوعة فقه إبراهيم النخعي عصره وحياته» (ج
٢ ص ١٠٤٠ ط ٢ دار النفائس ، بيروت) قال :
علي زين العابدين
: هو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (زين العابدين) رابع الأئمة الإثني عشرية.
توفي في المدينة المنورة سنة ٩٤ طبقات ابن سعد ٥ / ١٥٦.
كنيته عليهالسلام
روى جماعة من
العامة كنيته عليهالسلام في كتبهم :
فمنهم العلامة
الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (ج ٢٠
ص ٤٠٢ ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
أبو الحسين ،
ويقال : أبو الحسن ، ويقال : أبو محمد ، ويقال : أبو عبد الله.
ومنهم الحافظ ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ط دار البشير بدمشق) قال :
أخبرنا عبيد الله
بن موسى ، عن عيسى بن دينار ، حدثني أبو جعفر في حديث ذكره أن علي بن الحسين يكنى
أبا الحسين. وفي غير هذا الحديث : انه كان يكنى أبا محمد.
روى أيضا بإسناده
عن أبي محمد بن أبي حاتم قال : على بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو الحسن
الهاشمي المدني ، ويقال : أبو الحسين كرم الله وجهه ، سمعت أبي يقول ذلك.
وروى أيضا عن
الواقدي : يكنى أبا محمد الهاشمي المدني.
ومنهم علامة اللغة
والتاريخ والأدب ابن منظور الإفريقي في «مختصر تاريخ دمشق» (ج ١٧ ص ٢٣٠ ط دار
الفكر بدمشق) قال :
علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب أبو الحسن ، ويقال : أبو الحسين ، ويقال : أبو محمد ، ويقال : أبو عبد الله.
ومنهم الشريف علي
فكري الحسيني القاهري في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٦٤ ط دار الكتب العلمية ، بيروت)
قال :
كنيته المشهورة (أبو
الحسن) وقيل : أبو محمد ، وقيل : أبو بكر.
ومنهم العلامة
الشيخ محمد بن داود البازلي الحموي الشافعي الكردي المتوفى سنة ٩٢٥ في «غاية
المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام» (ق ٧٩ نسخة مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال
:
أبو محمد ، ويقال
: أبو الحسين الملقب بزين العابدين.
ومنهم الفاضل
المعاصر خير الدين الزركلي في «الأعلام» (ج ٥ ص ٨٦ ط ٣) قال :
وكنيته أبو الحسن
الملقب بزين العابدين.
ومنهم العلامة
المؤرخ محمد بن سعد بن منيع الهاشمي البصري المشتهر بابن سعد في «الطبقات الكبرى» (ج
٥ ص ١٦٤ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :
قال : أخبرنا عبيد
الله بن موسى عن عيسى بن دينار ، قال : حدثني أبو جعفر في حديث ذكره أن علي بن
الحسين يكنى أبا الحسين ، وفي غير هذا الحديث أنه كان يكنى أبا محمد.
ألقابه عليهالسلام
)ونقش خاتمه(
روى القابه
الشريفة جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
الذهبي في «العبر في خبر من غبر» (ج ١ ص ١١١ ط الكويت) قال : وكان يسمى زين العابدين لعبادته.
ومنهم العلامة أبو
الفلاح عبد الحي في «شذرات الذهب» (ج ١ ص ١٠٤ ط القاهرة) قال :
وكان يسمى زين
العابدين لفرط عبادته ، وكان وروده في اليوم والليلة ألف ركعة إلى أن مات.
ومنهم العلامة
الشيخ عبد الغني بن إسماعيل النابلسي في «زهر الحديقة» (نسخة جستربيتي بايرلندة)
قال :
فكان يسمى في
المدينة زين العابدين لعبادته.
ومنهم العلامة
محمد الخضر حسين شيخ جامعة الأزهر في «تراجم الرجال» (ص ٢٥ ط التعاونية) قال :
وسمي زين العابدين
لكثرة عبادته ، ولم يكن هذا اللقب من الألقاب التي يعطيها الآباء والأمهات لأبنائهم
عند ولادتهم فيسمونه زين العابدين فيعيش وهو تارك الصلاة أو ناصر الدين وهو أكبر
معول لتقويض أركانه.
ومنهم الدكتور عبد
السلام الرمانيني في «أحداث التاريخ الإسلامي بترتيب السنين» (ج ١ ص ٦٣٢ ط الكويت)
قال في ترجمته عليهالسلام :
الملقب بزين
العابدين لعبادته.
ومنهم الحافظ ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٣٥ ط دمشق) قال :
وكان الزهري إذا
ذكر علي بن الحسين يبكي ويقول : زين العابدين.
وقال في ص (٣٨) :
وكان يسمى
بالمدينة زين العابدين لعبادته.
ومنهم العلامة
جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال» (ج ٢٠ ص ٣٩٠ ط بيروت) قال :
وكان يسمى
بالمدينة زين العابدين لعبادته.
ومنهم الشريف علي
فكري الحسيني القاهري في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٦٤ ط دار الكتب العلمية ، بيروت)
قال :
ألقابه كثيرة
أشهرها : زين العابدين ، وسيد العابدين ، والزكي والأمين ،
وذو النفقات. نقش على
خاتمه (وَما تَوْفِيقِي
إِلَّا بِاللهِ).
سيد العابدين
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة ابن
منظور الأفريقي في «مختصر تاريخ مدينة دمشق» (ج ٢٣ ص ٧٨) قال :
قال أبو الزبير :
كنا عند جابر بن عبد الله وقد كفّ بصره وعلت سنّه ، فدخل عليه علي بن الحسين ومعه
ابنه محمد وهو صبي صغير. فسلّم على جابر وجلس ، فقال لابنه محمد : قم إلى عمك
فسلّم عليه وقبّل رأسه. ففعل الصبي ذلك ، فقال جابر : من هذا؟ فقال : علي ابني ،
فضمه إليه وبكى وقال : يا محمد إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقرأ عليك السلام ، فقال له صحبة : وما ذاك أصلحك الله؟
فقال : كنت عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم فدخل عليه الحسين بن علي فضمه إليه وقبّله وأقعده إلى جنبه
ثم قال : «يولد لابني هذا ابن يقال له علي ـ زاد في حديث آخر عنه ـ وهو سيد
العابدين ، إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش : ليقم سيد العابدين
فيقوم هو ، ويولد له محمد إذا رأيته يا جابر فاقرأ عليهالسلام مني ـ زاد في حديث آخر عنه ـ واعلم أن المهدي من ولده ،
واعلم يا جابر أن بقاءك بعده قليل» فما لبث جابر بعد ذلك اليوم إلا بضعة عشر يوما
حتى توفي.
وذكره أيضا في ج
١٧ ص ٢٣٤ مختصرا.
ومنهم صاحب كتاب «مختار
مناقب الأبرار» (ق ٢٦٠ نسخة مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال :
قال أبو الزبير :
كنا عند جابر ـ فذكر الحديث بعين ما تقدم عن المختصر.
ومنهم الفقيه
الحافظ برهان الدين أبو الوفاء إبراهيم بن محمد بن خليل الطرابلسي الحلبي الشافعي
المعروف بسبط ابن العجمي المتولد في حلب سنة ٧٥٣ والمتوفى سنة ٨٤١ في كتابه «الكشف
الحثيث» (ص ٢٢٩) قال :
ذكر الذهبي في
ترجمته حديثا عن أبي الزبير ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «المختصر».
ومنهم الفاضل
المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في «فهارس كتاب الموضوعات لابن الجوزي» (ص ٨٢
دار البشائر الإسلامية ، بيروت) قال :
كنا عند جابر بن
عبد الله وقد كف بصره ... في فضيلة علي بن الحسين ٢ / ٤٤ وقال في ص ٨٣ :
كنت عند رسول الله
صلىاللهعليهوسلم فدخل عليه الحسين ... في فضيلة علي ابن الحسين ٢ / ٤٤
وقال أيضا في ص
١٣٦ : يولد لابني هذا ابن يقال له علي ... في فضيلة علي بن الحسين ٢ / ٤٤
ومنهم الفاضل
المعاصر صالح يوسف معتوق في «التذكرة المشفوعة في ترتيب أحاديث تنزيه الشريفة
المرفوعة» (ص ٧٥ ط دار البشائر الإسلامية ، بيروت) قال :
يولد لابني هذا (الحسين)
ابن يقال له علي إذا كان يوم القيامة ... ١ / ٤١٥
ومنهم الحافظ ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٣٤ ط دار البشير ، دمشق) قال :
قرأت بخط أبي
الحسن رشا بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم العلوي وأبو الرحمن المقرئ وغيرهما عنه ،
نا أبو أحمد عبيد الله بن محمد الفرضي ، نا أبو بكر محمد بن
علي الصولي ، نا العلائي
، نا إبراهيم بن بشار ، عن سفيان بن عيينة ، عن أبي الزبير قال : كنا عند جابر ـ فذكر
مثل ما تقدم.
مستدرك
عبادة سيد الساجدين عليهالسلام
قد تقدم نقل ما
يدل على ذلك عن كتب العامة في ج ١٢ ص ١٨ إلى ص ٢٦ وج ١٩ ص ٤٤٧ إلى ص ٤٥٣ ، ونستدرك
هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الشيخ أبو
بكر جابر الجزائري في «العلم والعلماء» (ص ٢٥١ ط دار الكتب السلفية بالقاهرة) قال
:
يصلي في اليوم
والليلة ألف ركعة.
ومنهم العلامة
الذهبي في «العبر» (ج ١ ص ١١١ ط الكويت) قال :
وقال مالك : إن
علي بن الحسين كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة إلى أن مات وكان يسمى زين
العابدين لعبادته.
ومنهم العلامة أبو
الفلاح عبد الحي في «شذرات الذهب» (ج ١ ص ١٠٤ ط القاهرة) قال :
وقال مالك : وقد
بلغني أن علي بن الحسين كان يصلي ـ فذكر ما تقدم بعينه.
ومنهم العلامة عبد
الغني بن إسماعيل النابلسي في «زهر الحديقة» (ص ١٧٥ نسخة مكتبة جستربيتي) قال :
عن مالك : انه كان
يصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة إلى أن مات.
ومنهم أبو الفوز
محمد أمين البغدادي في «سبائك الذهب» (ص ٣٢٥ ط بيروت) قال : وكان يصلي في اليوم
والليلة ألف ركعة.
ومنهم الفاضل
المعاصر السيد علي فكري ابن الدكتور محمد عبد الله يتصل نسبه بالحسين عليهالسلام القاهري المصري المولود سنة ١٢٩٦ والمتوفى سنة ١٣٧٢
بالقاهرة في كتابه «السمير المهذب» (ج ٢ ص ٨٣ ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة
١٣٩٩) قال :
عن أبي حمزة قال :
كان علي بن الحسين رضياللهعنه يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة.
ومنهم صاحب كتاب «مختار
المناقب» (ق ٢٦٠ نسخة مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال :
وقال مالك بن أنس
: ولقد بلغني أنه كان يصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة إلى أن مات ، وكان يسمى
بالمدينة زين العابدين لعبادته.
مستدرك
شدة خشيته وخوفه عليهالسلام من ربه
قد تقدم نقل ما
يدل على ذلك عن كتب العامة في ج ١٢ ص ٢٧ إلى ص ٣٨ وج ٩ ص ٤٥٤ إلى ص ٤٥٦ ، ونستدرك
هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة
دمشق لابن عساكر» (ج ١٧ ص ٢٣٦ ط دار الفكر) قال :
قال أبو نوح
الأنصاري : قال : وقع حريق في بيت فيه علي بن الحسين وهو ساجد ، فجعلوا يقولون له
: يا بن رسول الله النار ، يا ابن رسول الله النار. فما رفع رأسه حتى طفئت. فقيل
له : ما الذي ألهاك عنها؟ قال : ألهتني عنها النار الأخرى.
ومنهم الحافظ جمال
الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة ٧٤٢ في «تهذيب الكمال» ج ٢٠ ص ٢٨٩ ط
مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
وقال محمد بن أبي
معشر المدني ، عن أبي نوح الأنصاري : وقع حريق في بيت فيه علي بن حسين وهو ساجد ،
فجعلوا يقولون له : يا ابن رسول الله النار ، يا ابن رسول الله النار ـ فذكر مثل
ما تقدم عن ابن منظور.
ومنهم الحافظ أبو
الفرج زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي البغدادي الدمشقي المتوفى سنة
٧٩٥ في «التخويف من النار والتعريف بحال دار البوار» (ص ٢٥ ط بيروت سنة ١٤٠٨) قال
:
وقال أبو نوح
الأنصاري : وقع حريق في بيت فيه علي بن الحسين وهو ساجد ، فجعلوا ينادونه : يا ابن
رسول الله النار ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم الشيخ أبو
بكر جابر الجزائري في «العلم والعلماء» (ص ٢٥٠ ط دار الكتب السلفية بالقاهرة) قال
:
روي أنه كان يوما
ساجدا يصلي في منزله فوقع حريق ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم صاحب كتاب «مناقب
الأبرار» (ق ٢٦٠ نسخة مكتبة طوب قابوسراي اسلامبول) قال :
قال أبو نوح
الأنصاري : وقع حريق في بيت فيه علي بن الحسين وهو ساجد ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم الشيخ عبد
الغني النابلسي في «زهر الحديقة» (ص ١٧٥ نسخة مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال :
وقال محمد بن معشر
عن أبي نوح الأنصاري : وقع حريق في بيت فيه علي بن الحسين ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة تاج
الدين محمد بن أبي بكر الصدر في «حدائق الحقائق» (ق ٥٩ نسخة مكتبة النمازي بخوي)
قال :
وروي عن علي بن
الحسين [صلوات الله عليه] أنه كان في سجوده ـ فذكر
مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة
محمد بن المدني المالكي الفاسي في «الدرر المكنونة» (ص ٩٩ ط المطبعة الفاسية) قال
:
وقد ذكر القشيري
في رسالته عن زين العابدين ابن الحسين رضياللهعنهما ، أنه كان في سجوده فوقع حريق ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل
المعاصر أحمد أبو كف في «آل بيت النبي» (ص ٦٧ ط القاهرة) قال :
يحكى أن حريقا شب
في بيته وهو ساجد يصلي ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنها
تلبيته عليهالسلام
روى كيفيتها جماعة
من علماء العامة :
فمنهم الحافظ جمال
الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة ٧٤٢ في «تهذيب الكمال» (ج ٢٠ ص ٣٩٠ ط
مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
وقال إبراهيم بن
محمد الشافعي ، عن سفيان بن عيينة : حجّ علي بن الحسين ، فلما أحرم واستوت به
راحلته اصفرّ لونه وانتفض ووقع عليه الرّعدة ، ولم يستطع أن يلبّي ، فقيل له :
مالك لا تلبّي؟ فقال : أخشى أن أقول لبّيك ، فيقول لي : لا لبّيك. فقيل له : لا بد من هذا ،
فلما لبّى غشي عليه وسقط من راحلته ، فلم يزل يعتريه ذلك حتى قضى حجه.
ومنهم الحافظ ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٣٨ ط دار البشير بدمشق) قال :
أخبرنا أبو عبد
الله الحسين بن أحمد بن علي البيهقي (ح) وأنبأنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، قالا :
أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنبأنا والدي أبو القاسم منصور بن خلف ، أنبأنا علي
بن أحمد بن عبد الرحمن الفهري بالبصرة ، أنبأنا أحمد بن الحسن بن محمد الفقير ،
أنبأنا محمد بن عبد العزيز ، أنبأنا مصعب بن عبد الله ، قال : سمعت مالك ابن أنس
يقول : ولقد أحرم علي بن الحسين ، فلما أراد أن يقول : لبيك ، قالها فأغمي عليه
حتى سقط من راحلته فهشم.
ورواه أيضا بسند
آخر وهو :
أخبرنا أحمد بن
مروان ، أنا عبد العزيز ، نا إبراهيم بن محمد ، نا سفيان بن عيينة ـ فذكر مثل ما
تقدم عن «تهذيب الكمال» بعينه.
ومنهم العلامة
محمد بن مكرم ابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٧ ص ٢٣٦
ط دار الفكر بدمشق) قال :
قال سفيان بن
عيينة : حج علي بن الحسين ، فلما أحرم واستوت به راحلته اصفرّ لونه ـ فذكر مثل ما
تقدم.
وروى حديث مالك بن
أنس أيضا.
ومنهم صاحب كتاب «مناقب
الأبرار» (ق ٢٦٠ نسخة جستربيتي بايرلندة) قال :
وقال مالك بن أنس
: لقد أحرم علي بن الحسين ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة
برهان الدين إبراهيم بن فرحون المدني المالكي المتوفى سنة ٧٩٩ في «إرشاد السالك
إلى أفعال المناسك» (ج ١ ص ٢٠١ ط بيت الحكمة ، قرطاج) قال :
قال مالك : ولقد
أحرم جده [أي جد جعفر الصادق] علي بن الحسين زين العابدين فلما أراد أن يقول :
لبّيك اللهمّ ـ أو قالها غشي عليه ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم الشيخ محمد
الخضر حسين شيخ الأزهر في «تراجم الرجال» (ص ٢٥ ط التعاونية) قال :
وقال مالك بن أنس
: لقد أحرم علي بن الحسين ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة
الشيخ أبو بكر أحمد بن مروان الدينوري المتوفى سنة ٣٣٠ في «المجالسة وجواهر العلم»
(ص ١٢٠ ط معهد تاريخ العلوم العربية في فرانكفورت بالتصوير) قال :
حدثنا محمد بن عبد
العزيز ، نا إبراهيم بن محمد ، نا سفيان بن عيينة ، قال : حجّ علي ابن الحسين بن
علي بن أبي طالب رضياللهعنهم ، فلما أحرم واستوت به راحلته اصفرّ لونه وانتفض ووقع عليه
الرعدة ولم يستطع أن يلبّي ، فقيل له : مالك لا تلبّي؟ فقال : أخشى أن أقول :
لبّيك ، فيقول لي : لا لبّيك. فقيل له : لا بد من هذا. قال : فلما لبّى غشي عليه
وسقط من راحلته ، فلم يزل يعتريه ذلك حتى قضى حجّه.
ومنها
حاله عليهالسلام عند الوضوء
روى فيه جماعة من
علماء العامة أحاديث :
فمنهم العلامة
جمال الدين يوسف المزي في «تهذيب الكمال» (ج ٢٠ ص ٣٩٠ ط مؤسسة الرسالة ، بيروت)
قال :
وقال عبيد الله بن
محمد القرشي ، عن عبد الرحمن بن حفص القرشي : كان علي بن الحسين إذا توضأ اصفر ،
فيقول له أهله : ما هذا الذي يعتادك عند الوضوء؟ فيقول : تدرون بين يدي من أريد أن أقوم؟!
ومنهم الحافظ ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٣٨ ط دار البشير بدمشق) قال :
أخبرنا أبو القاسم
بن علي بن إبراهيم ، أنبأنا رشا بن نظيف ، أنبأنا الحسن بن إسماعيل ، أنبأنا أحمد
بن مروان ، أنبأنا ابن أبي الدنيا محمد بن الحسين عن عبد الله بن محمد عن عبد
الرحمن بن حفص القرشي ، قال : كان علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب إذا توضأ اصفر
ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «تهذيب الكمال».
ومنهم العلامة
محمد بن مكرم ابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٧ ص ٢٣٦
ط دار الفكر بدمشق) قال :
وقيل : إنه إذا
كان توضأ اصفر ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «التهذيب».
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو النصر مبشر الطرازي الحسيني في كتابه «الأخلاق في الإسلام» (ص ٥٠ ط
الهيئة المصرية العامة للكتاب) قال :
ويروى عن علي بن
الحسين [زين العابدين] رضياللهعنهما ، أنه كان إذا توضأ اصفر لونه ـ فذكر مثل ما تقدم عن «التهذيب».
ومنهم العلامة أبو
حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي حجة الإسلام المولود سنة ٤٥٠ والمتوفى
سنة ٥٠٥ في طاهران طوس في «أسرار الصلاة ومهماتها» (ص ١٠٣ ط عالم الكتب ، بيروت
سنة ١٤٠٥)
فذكر الحديث مثل
ما تقدم عن «التهذيب».
ومنهم الفاضل
المعاصر الشيخ عبد القادر عطا في «خطب الجمعة والعيدين للوعظ والإرشاد» (ص ١٩٣ ط
دار الكتب العلمية ، بيروت)
فذكر الحديث مثل
ما تقدم.
ومنهم أبو الفوز
محمد أمين البغدادي في «سبائك الذهب» (ص ٣٢٥ ط بيروت) قال :
وكان إذا توضأ
للصلاة يصفر لونه ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل
المعاصر السيد على فكري ابن الدكتور محمد عبد الله يتصل نسبه بالحسين عليهالسلام القاهري المصري المولود سنة ١٢٩٦ والمتوفى سنة ١٣٧٢
بالقاهرة في كتابه «السمير المهذب» (ج ١ ص ٨٥ ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة
١٣٩٩) قال :
وكان إذا توضأ
للصلاة يصفر لونه ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل
المعاصر الشيخ أبو بكر جابر الجزائري في «العلم والعلماء» (ص ٢٥٠ ط دار الكتب
السلفية بالقاهرة) قال :
انه كان رحمهالله تعالى إذا توضأ يصفر ـ فذكر مثل ما تقدم عن «التهذيب».
ومنهم الفاضل
المعاصر طه عبد الله العفيفي في «من وصايا الرسول» (ص ٧١٥ دار التراث العربي
بالقاهرة) قال :
ويروى عن علي بن
الحسين أنه كان إذا توضأ اصفر لونه ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «التهذيب».
ومنهم العلامة أبو
بكر أحمد بن مروان بن محمد الدينوري المتوفى سنة ٣٣٠ في كتابه «المجالسة وجواهر
العلم» (ص ١٢٠ ط معهد تاريخ العلوم العربية في فرانكفورت بالتصوير في سنة ١٤٠٧)
قال :
حدثنا أبو بكر بن
أبي الدنيا ، نا محمد بن الحسين ، عن عبيد الله بن محمد ، عن
عبد الرحمن بن حفص
القرشي قال : كان علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضياللهعنه إذا توضأ اصفر ـ فذكر مثل ما تقدم عن «تهذيب الكمال».
ومنها
صلاته عليهالسلام ألف ركعة
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (ج ٢٠
ص ٣٩١ ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
وقال أبو العباس
أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ ، عن أحمد بن يحيى الصوفي ، عن محمد بن راشد الحبّال
، عن عمر بن صخر ـ وقال بعضهم : عمار بن صخر ـ السّلمي ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر
، عن أبي جعفر ، كان أبي علي بن الحسين يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة ، فلما
حضرته الوفاة بكى ، قال : فقلت يا أبة ما يبكيك ، فو الله ما رأيت أحدا طلب الله
طلبك ، ما أقول هذا إنك أبي. قال : فقال : يا بني إنه إذا كان يوم القيامة لم يبق
ملك مقرّب ولا نبي مرسل ، إلا كان لله فيه المشيئة ، إن شاء غفر له وإن شاء عذّبه.
ومنهم العلامة
محمد بن مكرم ابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٧ ص ٢٣٧
ط دار الفكر ، بيروت) قال :
قال أبو جعفر :
كان علي بن الحسين يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة ـ فذكر مثل ما تقدم عن «تهذيب
الكمال».
ومنهم الحافظ ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٣٨ ط دار البشير بدمشق) قال :
وأخبرنا أبو عبد
الله محمد بن أحمد بن محمد ، أنا أبي ، قالا : أنا أبو القاسم اسماعيل بن حسن بن
عبد الله الصرصري ، وأخبرنا أبو محمد بن طاوس ، أنا عاصم بن الحسن ، أنا أبو عمر
بن مهدي ، قالا : قرئ على أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد ، نا أحمد بن يحيى
الصوفي ، نا محمد بن راشد الحبال ، نا عمر بن صخر السلمي ، عن عمرو بن شمر ، عن
جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : كان أبي علي بن الحسين يصلي في اليوم والليلة ألف
ركعة ـ الحديث كما تقدم.
ومنها
مراعاته عليهالسلام لراحلته
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن المنظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة
دمشق لابن عساكر» (ج ١٧ ص ٢٣٣ ط دار الفكر) قال :
قال هشام بن عروة
: كان علي بن حسين يخرج على راحلته إلى مكة ويرجع لا يقرعها.
ومنهم صاحب «مختار
المناقب» (ص ٢٦١ نسخة مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال :
وقال سعيد بن عامر
: كان علي بن الحسين لا يضرب بعيره من المدينة إلى مكة.
ومنهم الحافظ ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٣٣ ط دار البشير بدمشق) قال :
قرأت على أبي غالب
بن البنا ، عن أبي محمد الجوهري ، عن أبي محمد عمر بن حيويه ، أنا سليمان بن إسحاق
، أنا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمد بن سعد ، نا علي بن
محمد ، نا علي بن
مجاهد ، عن هشام بن عروة ، قال : كان علي بن الحسين يخرج على راحلته ـ فذكر مثل ما
تقدم عن «المختصر».
ومنها
حاله عليهالسلام عند صلاته
رواه جماعة من
علماء العامة في كتبهم :
فمنهم الشيخ أبو
الفوز محمد أمين السويدي البغدادي في «سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب» (ص ٣٢٥ ط
دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :
وسقط ابن له في
البئر ففزع أهل المدينة لذلك حتى أخرجوه ، وكان قائما يصلي فما زال عن مكانه ،
فقيل له في ذلك ، فقال : ما شعرت بذلك لأني كنت أنا جي ربي.
ومنهم العلامة
الحافظ جمال الدين يوسف المزي في «تهذيب الكمال» (ج ٢٠ ص ٣٩٠ ط مؤسسة الرسالة ،
بيروت) قال :
وقال محمد بن سعد
، عن علي بن محمد ، عن عبد الله بن أبي سليمان : كان علي بن الحسين إذا مشى لا
تجاوز يده فخذيه ، ولا يخطر بيده ، قال : وكان إذا قام إلى الصلاة أخذته رعدة ،
فقيل له : مالك؟ فقال : ما تدرون بين يدي من أقوم ومن أناجي!
ومنهم الحافظ ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٣٧ ط دار البشير) قال :
قرأت على أبي غالب
بن البنا ، عن أبي محمد الجوهري ، عن أبي عمر بن حيويه ، أنبأنا سليمان بن إسحاق ،
أنبأنا الحارث بن أبي أسامة ، أنبأنا محمد بن سعيد ، أنبأنا علي ابن محمد ، عن عبد
الله بن أبي سليمان ، قال : كان علي بن الحسين إذا مشى لا تجاوز يده ـ فذكر مثل ما
تقدم عن «التهذيب».
ومنهم الفاضل
المعاصر الشيخ أبو بكر جابر الجزائري في كتابه «العلم والعلماء» (ص ٢٥٠ ط دار
الكتب السلفية بالقاهرة سنة ١٤٠٣) قال :
يروى عنه أنه كان
إذا قام إلى الصلاة تأخذه رعدة ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «التهذيب».
ومنهم العلامة
محمد بن مكرم ابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٧ ص ٢٣٦
ط دار الفكر بدمشق) قال :
كان علي بن الحسين
إذا مشى ... وإذا قام إلى الصلاة أخذته رعدة ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم.
ومنهم الشيخ عبد
الغني بن إسماعيل النابلسي في «زهر الحديقة» (ق ١٧٥ نسخة مكتبة جستربيتي بايرلندة)
قال :
وقال المديني ، عن
عبد الله بن أبي سليمان : ان علي بن الحسين ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «التهذيب».
مهابته عليهالسلام
قد روينا ما يدل
عليه عن كتب العامة في ج ١٢ ص ٨٩ ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنه فيما سبق :
فمنهم الفاضل
الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه «تاريخ الأحمدي» (ص
٣١٠ ط بيروت سنة ١٤٠٨) قال :
وفي مروج الذهب
قال : وبايع الناس على أنهم عبيد ليزيد ومن أبى ذلك أمرّه مسرف على السيف غير علي
بن الحسين بن علي بن أبي طالب ـ إلى أن قال ـ : فأتى به مسرف وهو مغتاظ عليه وتبرأ
منه ومن آبائه ، فلما رآه وقد أشرف عليه ارتعد وقام له وأقعده إلى جانبه ـ إلى أن
قال ـ : ثم انصرف عنه.
وقيل لمسلم :
رأيناك تسب هذا الغلام وسلفه فلما أتي به إليك رفعت منزلته. فقال : ما كان ذلك
لرأي مني لقد ملئ قلبي منه رعبا.
سخاؤه عليهالسلام
قد تقدم نقل ما
يدل عليه عن أعلام العامة في ج ١٢ ص ٥٥ إلى ص ٧٠ وج ١٩ ص ٤٦٨ إلى ٤٧٣ ، ونستدرك
هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما مضى :
فيه روايات :
منها
انه عليهالسلام قاسم الله ماله مرتين
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة
دمشق لابن عساكر» (ج ١٧ ص ٢٣٨ ط دار الفكر) قال :
وعن أبي جعفر : أن
أباه علي بن حسين قاسم الله ماله مرتين ، وقال : إن الله يحب المذنب التواب.
ومنهم العلامة
الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (ج ٢٠
ص ٣٩١ ط بيروت) قال :
وقال حجاج بن
ارطاة ، عن أبي جعفر : ان أباه علي بن الحسين ـ فذكر مثل ما تقدم عن «المختصر».
ومنهم علامة
التاريخ ابن سعد في «الطبقات الكبرى» (ج ٥ ص ١٦٩ ط دار الكتب العلمية في بيروت)
قال :
أخبرنا أحمد بن
عبد الله بن يونس ، قال : حدثنا أبو شهاب ، عن حجاج بن ارطاة ـ فذكر الحديث مثل ما
تقدم عن «المختصر» بعينه.
ومنهم الشيخ محمد
الخضر حسين في «تراجم الرجال» (ص ٢٥ ط المطبعة التعاونية) قال :
قال علي بن الحسين
: إني لأستحي الله أن أرى الأخ من إخواني ، فأسأل الله له الجنة وأبخل عليه
بالدنيا ، ويروى أنه قاسم الله ماله مرتين.
ومنها
إنفاقه عليهالسلام سرا
__________________
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الحافظ جمال
الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة ٧٤٢ في «تهذيب الكمال» (ج ٢٠ ص ٣٩٢ ط
مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
وقال محمد بن زكريا
الغلّابي ، عن ابن عائشة ، عن أبيه ، عن عمّه : قال أهل المدينة : ما فقدنا صدقة
السرّ حتى مات علي بن الحسين.
ومنهم العلامة
محمد بن مكرم ابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٧ ص ط
دار الفكر بدمشق) قال :
وحدث ابن عائشة عن
أبيه عن عمه قال : قال أهل المدينة ـ فذكر مثل ما تقدم عن «تهذيب الكمال».
ومنهم العلامة ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٤٠ ط دار البشير بدمشق) قال :
أخبرنا أبو عبد
الله الحسين بن علي بن أحمد القاضي وأبو القاسم زاهر بن طاهر ، قالا : أنبأنا أحمد
بن منصور بن خلف ، أنبأنا أبو القاسم البصري محمد المحمي ، أنبأنا الحسن بن محمد
بن إسحاق الأزهري ، أنبأنا محمد بن زكريا ، أنبأنا الغلابي ، أنبأنا ابن عائشة ،
عن أبيه عن عمه قال : قال أهل المدينة ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم الشريف علي
فكري الحسيني القاهري في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٦٧ ط دار الكتب العلمية ، بيروت)
قال :
ويقول ابن عائشة :
سمعت أهل المدينة يقولون ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنها
آثار الجراب في ظهره عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم قائد
الحنابلة أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني المتولد سنة ١٦٤ والمتوفى
سنة ٢٤١ في «الزهد» (ص ٢٠٨ ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة ١٤٠٣) قال :
حدثنا عبد الله ،
حدثنا أبو معمر ، حدثنا جرير ، عن شيبة بن نعامة ، قال : كان علي بن الحسين عليهالسلام يبخل ، فلما مات وجدوه يعول مائة أهل بيت بالمدينة. قال
جرير في الحديث أو من قبله : إنه حين مات وجدوا بظهره آثارا مما كان يحمل الجرب
بالليل للمساكين.
ومنهم الحافظ ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٤٠ ط دار البشير بدمشق) قال :
أخبرنا أبو القاسم
زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو زكريا بن إسحاق ، وأخبرنا أبو
طاهر محمد بن محمد بن عبد الله ، أنبأنا علي بن أحمد بن محمد المديني ، أنبأنا أبو
زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى إملاء ، أنبأنا أبو بكر محمد بن المؤمل بن
الحسن بن عيسى ، أنبأنا المفضل بن محمد البيدقي ، أنبأنا هارون ـ يعني ابن المفضل
الرازي ـ ، أنبأنا جرير بن عمرو بن ثابت قال : لما مات علي بن الحسين وجدوا بظهره
أثرا ، فسألوا عنه فقالوا : هذا مما كان ينقل الجرب بالليل على ظهره إلى منازل
الأرامل.
ومنهم العلامة
المؤرخ اللغوي محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ
دمشق» (ج ١٧ ص ٢٣٨ ط دار الفكر بدمشق) قال :
وعن عمرو بن ثابت
قال : لما مات علي بن الحسين وجدوا بظهره أثرا ، فسألوا عنه ، فقالوا : هذا مما
كان ينقل الجرب على ظهره إلى منازل الأرامل.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو بكر جابر الجزائري في كتابه «العلم والعلماء» (ص ٢٤٨ ط دار الكتب
العلمية ، بيروت) قال :
ما روي من أنه لما
مات رحمهالله تعالى وجد غاسلوه آثارا سوداء في ظهره. فتساءلوا فأعلموا
أنها آثار جرب الدقيق التي كان يحملها بالليل يوزعها على فقراء المدينة المنورة.
فهذه منقبة لم تكن لغيره رحمهالله تعالى.
ومنهم جاسم محمد
بدر المطوع في «الوقت عمار او دمار» (ص ٤٩ ط ٣ دار الدعوة ، الكويت ودار الوفاء ،
مصر) قال :
لما مات علي بن
الحسين ـ رحمهالله ـ فغسلوه جعلوا ينظرون إلى آثار سود في ظهره ، فقالوا : ما
هذا؟ فقالوا : كان يحمل جرب الدقيق ليلا على ظهره يعطيه فقراء المدينة.
(وفي رواية): إنه
عند ما كان يسير بالليل يقول : إن صدقة السر تطفئ غضب الرب عزوجل.
ومنهم الشريف علي
فكري الحسيني القاهري في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٦٧ ط دار الكتب العلمية ، بيروت)
قال :
وكان يحمل جراب
الخبز على ظهره في الليل يتصدق به ، فلما غسلوه جعلوا ينظرون إلى سواد في ظهره
فقيل : ما هذا؟ فقالوا : كان يحمل جراب الدقيق ليلا على ظهره يعطيه فقراء أهل
المدينة ، ولما مات رضياللهعنه في سنة خمس وتسعين وجدوه كان يقوت أهل مائة بيت.
ومنهم الحافظ جمال
الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة ٧٤٢ في «تهذيب الكمال» (ج ٢٠ ص ٣٩٢ ط
مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
وقال جرير أيضا ،
عن شيبة بن نعامة : كان علي بن حسين يبخّل ، فلما مات وجدوه يعول مائة أهل بيت
بالمدينة.
وقال جرير بن عبد
الحميد ، عن عمرو بن ثابت : لما مات علي بن الحسين وجدوا بظهره أثرا ، فسألوا عنه
، فقالوا : هذا مما كان ينقل الجرب بالليل على ظهره إلى منازل الأرامل.
ومنهم الحافظ ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٤٠ ط دار البشير بدمشق) قال :
أخبرنا أبو محمد
بن طاوس ، حدثني أبي ، أنبأنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه الزهري ، أنبأنا أبو
محمد عبد الله بن إبراهيم بن ماسي ، أنبأنا محمد ـ يعني أبا أحمد ـ بن عبدوس بن
كامل السراج ، أنبأنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم ، أنبأنا جرير ، عن شيبة ابن
نعامة قال : كان علي بن الحسين يبخّل ، فلما مات وجدوه يعول مائة أهل بيت
بالمدينة.
ومنهم الشيخ محمد
الخضر حسين شيخ الأزهر في «تراجم الرجال» (ص ٢٥١ ط المطبعة التعاونية) قال :
وقال جرير بن
المغيرة : كان علي بن الحسين يبخل ـ فذكر مثل ما تقدم عن «التهذيب».
ومنهم الشريف علي
الحسيني فكري القاهري في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٦٧ ط دار الكتب العلمية ، بيروت)
قال :
وقال محمد بن
إسحاق : ولما مات رضياللهعنه ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة
الأديب المؤرخ أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني في «الأغاني» (ج ١٤ ص ١٧٢ ط دار
الفكر) قال :
حدثني محمد قال :
حدثنا يوسف بن موسى القطان ، قال : حدثنا جرير بن مغيرة ، قال : كان علي بن الحسين
يبخل ـ فذكر الحديث نفسه.
ومنهم العلامة
محمد بن مكرم ابن منظور المتوفى ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٧ ص ٢٣٩ ط
دار الفكر بدمشق) قال :
قال شيبة بن نعامة
: كان علي بن الحسين يبخل ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم موفق الدين
أبو محمد عبد الله بن أحمد ابن قدامة الحنبلي المقدسي في «التبيين في أنساب
القرشيين» (ص ١٣١ ط عالم الكتب ومكتبة النهضة العربية ، بيروت) قال :
روينا أنه كان في
المدينة ثلاثمائة أهل بيت لا يعرفون من أين تجيء قوتهم ، فلما مات علي بن الحسين
فقدوا ما كان يأتيهم.
ومنهم العلامة
جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (ج ٢٠ ص ٣٩٢
ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
وقال يونس بن بكير
، عن محمد بن إسحاق : كان ناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون من أين كان معاشهم ،
فلما مات علي بن الحسين فقدوا ما كانوا يؤتون به بالليل.
ومنهم العلامة ابن
منظور في «مختصر تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٧ ص ٢٣٨
ط دار الفكر بدمشق)
قال :
وعن محمد بن إسحاق
: كان ناس من أهل المدينة ـ فذكر مثل ما تقدم عن «تهذيب الكمال».
ومنهم الشيخ محمد
الخضر حسين شيخ جامعة الأزهر في «تراجم الرجال» (ص ٢٥ ط المطبعة التعاونية) قال :
قال محمد بن إسحاق
: كان ناس من أهل المدينة ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل
المعاصر أحمد أبو كف في «آل بيت النبي» (ص ٦٦ ط القاهرة) قال :
وقال محمد بن
إسحاق : كان ناس من أهل المدينة ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم الشريف علي
الحسيني فكري القاهري في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٦٧ ط دار الكتب العلمية ، بيروت)
قال :
وقال محمد بن
إسحاق : كان ناس بالمدينة ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة
أحمد بن محمد الشيباني في «الزهد» (ص ٢٠٨ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :
حدثنا عبد الله ،
حدثنا أبو موسى الأنصاري ، حدثنا يونس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق قال : كان ناس
من أهل المدينة ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم الشيخ محمد
أمين في «سبائك الذهب» (ص ٣٢٥ ط بيروت) قال :
وقال محمد بن
إسحاق : وكان أناس بالمدينة ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل
المعاصر أحمد أبو كف في «آل بيت النبي» (ص ٦٦ ط القاهرة) قال :
فقد كان علي بن
الحسين يحمل جراب الخبز على ظهره في الليل ليتصدق به.
ومنهم العلامة
أحمد بن محمد الشيباني في «الزهد» (ص ٢٠٨ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :
حدثنا عبد الله ،
حدثنا محمد بن إشكاب ، حدثنا محمد بن بشر ، حدثنا أبو المنهال الطائي : أن علي بن
حسين كان إذا ناول السائل الصدقة قبله ثم ناوله.
حدثنا عبد الله ،
حدثنا أبي ، حدثنا وكيع ، حدثنا أبو المنهال الطائي ، قال : رأيت علي بن الحسين
يناول المسكين بيده.
ومنها
عطاءاته عليهالسلام
روى جماعة من
علماء العامة أحاديث فيها :
فمنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة
دمشق لابن عساكر» (ج ١٧ ص ٢٣٩ ط دار الفكر) قال :
قال عمرو بن دينار
: دخل علي بن حسين على محمد بن أسامة بن زيد في مرضه ، فجعل يبكي ، فقال : ما شأنك؟
قال : عليّ دين ، قال : كم هو؟ قال : خمسة عشر ألف دينار ، أو بضعة عشر ألف دينار
، قال : فهي عليّ.
ومنهم العلامة ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٤١ ط دار البشير بدمشق) قال :
أخبرنا أبو الحسين
علي بن أحمد بن الحسن وأبو غالب وأبو عبد الله ، أنبأ البنا ، قالوا : نا أبو
الحسين بن الآبنوس ، نا أبو الحسن الدار قطني ، نا أحمد بن محمد بن زياد القطان ،
نا إسماعيل بن إسحاق ، نا علي بن المديني ، نا عبد الله بن هارون بن أبي عيسى ،
حدثني أبي ، عن حاتم بن أبي صغيرة القشيري ، عن عمرو بن دينار قال : دخل علي بن
الحسين على محمد بن أسامة بن زيد ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «المختصر».
ومنهم العلامة
صاحب كتاب «مناقب الأبرار» (ص ٢٦١ المصور من مخطوطة جستربيتي بايرلندة) قال :
قال عمرو بن دينار
: دخل علي بن الحسين ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم الشريف علي
فكري القاهري الحسيني في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٦٧ ط دار الكتب العلمية ، بيروت)
فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة
جابر الجزائري في «العلم والعلماء» (ص ٢٥٣ ط بيروت)
فذكر الحديث مثل
ما تقدم.
ومنهم العلامة
الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (ج ٢٠
ص ٣٩٣ ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
وقال حاتم بن أبي
صغيرة ، عن عمرو بن دينار : دخل علي بن الحسين على محمد ابن أسامة بن زيد ـ فذكر
الحديث مثل ما تقدم.
ومنها
اعتاقه عليهالسلام العبيد
رواه جماعة من
علماء العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة
دمشق لابن عساكر» (ج ١٧ ص ٢٣٩ ط دار الفكر) قال :
قال سعيد بن
مرجانة : أعتق علي بن الحسين غلاما له أعطاه به عبد الله بن جعفر عشرة آلاف درهم
أو ألف دينار.
ومنهم الحافظ ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٤١ ط دار البشير بدمشق) قال :
أخبرتنا أم البهاء
فاطمة بنت محمد ، أنا أبو طاهر ابن محمود ، نا أبو بكر ابن المقرئ ، نا محمد بن
جعفر الزراد ، نا عبيد الله بن سعد ، نا عمي بن يعقوب بن إبراهيم ، نا عاصم بن
محمد ، عن واقد بن محمد ، عن سعيد بن مرجانة قال : أعتق علي ابن الحسين غلاما ـ فذكر
مثل ما تقدم عن «المختصر».
ومنهم الحافظ جمال
الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة ٧٤٢ في «تهذيب الكمال» (ج ٢٠ ص ٣٩٢ ط
مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
واقد بن محمد
العمري عن سعيد بن مرجانة ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم الدكتور عمر
سليمان الأسقر في «اليوم الآخر ـ القيامة الكبرى» (ص ١٦٦ ط مكتبة الفلاح الكويت
ودار النفائس الأردن)
قد أشار إلى إعتاق
الإمام علي بن الحسين غلامه الذي قد أعطى فيه عشرة
آلاف درهم.
ومنها
إنفاقه عليهالسلام في طريق الحج
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
جابر الجزائري في «العلم والعلماء» (ص ٢٥٣ ط بيروت) قال :
روي عن سفيان أنه
قال : أراد علي بن الحسين الخروج في حج أو عمرة فاتخذت له سكينة بنت الحسين سفرة
أنفقت عليها ألف درهم أو نحو ذلك وأرسلت بها إليه ، فلما كان بظهر الحرة أمر بها
فقسمت على المساكين.
ومنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي فكري الحسيني القاهري في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٦٧ ط دار الكتب
العلمية ، بيروت) قال :
وقال سفيان : أراد
علي بن الحسين الخروج في حج أو عمرة ـ فذكر مثل ما تقدم.
زهده عليهالسلام
روى جماعة من
أعلام العامة أحاديث فيه :
فمنهم الحافظ جمال
الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة ٧٤٢ في «تهذيب الكمال» (ج ٢٠ ص ٣٩٨ ط
مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
وقال حسين بن زيد
، عن عمر بن علي بن الحسين ، أن علي بن الحسين كان يلبس كساء خزّ بخمسين دينارا
يلبسه في الشتاء ، فإذا كان الصيف تصدق به أو باعه ، فتصدق بثمنه ، وكان يلبس في
الصيف ثوبين ممشّقين من متاع مصر ، ويلبس ما دون ذلك من الثياب ويقرأ (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ
الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ).
ومنهم العلامة
الحافظ ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٤٨ ط دار البشير في دمشق) قال :
قرأت على أبي غالب
وأبي عبد الله ابني البنا ، عن أبي الحسن بن مخلد ، أنبأنا علي ابن محمد ، أنبأنا
محمد بن الحسين ، أنبأنا أبي خيثمة ، أنبأنا إبراهيم بن المنذر ، أنبأنا حسين بن
زيد ، أنبأنا عمر بن علي : ان علي بن الحسين كان يلبس كساء خز بخمسين دينارا ـ فذكر
الحديث مثل ما تقدم عن «تهذيب الكمال».
ومنهم العلامة
المؤرخ اللغوي محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١
في «مختصر تاريخ
دمشق» (ج ١٧ ص ٢٤٦ ط دار الفكر بدمشق)
فذكر مثل ما تقدم
عن «تهذيب الكمال».
ومنهم العلامة
الشيخ محمد الخضر حسين في «تراجم الرجال» (ص ٢٥ ط التعاونية) قال :
روى نافع عن علي
بن الحسين أنه قال : ما أكلت بقرابتي من رسول الله صلىاللهعليهوسلم شيئا قط. وقال جويرة بن أسماء : ما أكل علي بن الحسين
بقرابته من رسول الله صلىاللهعليهوسلم درهما قط ، أي أنه لا يتوسل إلى التحصيل على مال بقرابته
إلى النبي عليه الصلاة والسلام.
ومنهم العلامة
الشيخ حسين بن نصر المتوفى سنة ٥٥٢ في «مناقب الأبرار» (ق ٢٦٠ نسخة توپ قپوسراى ،
اسلامبول) قال :
قال سعيد بن عامر
: ما أكل علي بن الحسين بقرابته من رسول الله «ص» درهما قط.
حلمه عليهالسلام
تقدم نقل بعضه عن
كتب العامة في ج ١٢ ص ٧٦ وج ١٩ ص ٤٦١ ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها
فيما سبق :
وفيه أحاديث :
منها
ما رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الحافظ جمال
الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة ٧٤٢ في «تهذيب الكمال» (ج ٢٠ ص ط مؤسسة
الرسالة ، بيروت) قال :
وقال أحمد بن عبد
الأعلى الشيباني : حدثني أبو يعقوب المدني ، قال : كان بين حسن بن حسن وبين علي بن
حسين بعض الأمر ، قال : فجاء حسن بن حسن إلى علي ابن حسين وهو مع أصحابه في المسجد
، فما ترك أمرا إلا قاله له قال : وعلي ساكت ، فانصرف حسن ، فلما كان الليل أتاه
في منزله ، فقرع عليه بابه ، فخرج إليه ، فقال له علي : يا أخي إن كنت صادقا فيما
قلت لي ، فغفر الله لي وإن كنت كاذبا فغفر الله لك السلام عليكم ، وولّى. قال :
فاتبعه حسن فلحقه فالتزمه من خلفه وبكى حتى رثى له ، ثم قال : لا جرم لا نحدّث في
أمر تكرهه ، فقال علي : وأنت في حلّ مما قلت لي.
ومنهم الحافظ ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٤٦ ط دار البشير بدمشق) قال :
وأنبأنا ابن أبي
الدنيا ، حدثنا أحمد بن عبد الأعلى النسائي ، حدثني أبو يعقوب المدني ، قال : كان
بين الحسن بن الحسن وبين علي بن الحسين بعض الأمر ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «تهذيب
الكمال» باختلاف يسير في اللفظ.
وروى ابن عساكر
أيضا في ص ٤٦ :
وأنبأنا ابن أبي
الدنيا ، حدثنا حسن بن عبد العزيز الجروي ، أنبأنا الحارث بن سكين ، أنبأنا عبد
الله بن وهب ، أنبأنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، قال : كان أبي يقول : ما رأيت
مثل علي قط ، قال ابن زيد : وسبه رجل من أهل بيته وأسرع إليه وبلغ به كل مبلغ وهو
ساكت ، فلما مضى قال له بعض القوم : ان ما يقول حقا؟ قال : فقد دخل هذا في قلوبكم.
قالوا : أو بعضنا. قال : انطلقوا بنا ، فأتى بيته فسلم فخرج الآخر محتدا ، فقال :
إن بعض القوم ظن أن الذي قلته أو بعضه حق ، فإن يكن ذلك فإني أسأل الله الذي لا
إله إلا هو أن يغفر لي ، وإن كان الذي قلت علي باطلا فأسأل الله الذي لا إله إلا
هو أن يغفر لك. قال : فأخذ بيده والله ما جعله الله حقا وإن كان باطلا ، فلما
مضينا قال: كيف رأيتم.
ومنهم العلامة
المؤرخ اللغوي محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ
دمشق» (ج ١٧ ص ٢٤٤ ط دار الفكر بدمشق)
قال : كان بين حسن
بن حسن وعلي بن الحسين بعض الأمر ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم أبو عبد
الله محمد بن المدني المالكي في «الدرر المكنونة» (ص ١٢٢ ط المطبعة الفاسية بفأس)
قال :
وقال في «روح
البيان» : روي أنه تكلم رجل في زين العابدين رضياللهعنه وافترى عليه ، فقال زين العابدين : إن كنت كما قلت واستغفر
الله ، وإن لم أكن نستغفر الله لك. فقام إليه الرجل وقبل رأسه وقال : جعلت فداك
لست كما قلت فاستغفر لي. قال : غفر الله لك. فقال الرجل : الله أعلم حيث يجعل
رسالاته.
ومنهم العلامة أبو
الفلاح عبد الحي في «شذرات الذهب» (ج ١ ص ١٠٤ ط القاهرة) قال :
وتكلم فيه رجل ـ فذكر
الحديث مثل ما تقدم عن «الدرر».
ومنهم العلامة
الشيخ محمد الخضر حسين شيخ الأزهر في «تراجم الرجال» (ص ٢٦ ط المطبعة التعاونية)
قال :
وتكلم فيه رجل
افترى عليه ، فقال له : إن كنت كما قلت فأستغفر الله ، وإن لم أكن كما قلت فالله
يغفر لك.
ومنها
ومن حلمه عليهالسلام ما رواه أعلام العامة :
فمنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة
دمشق لابن عساكر» (ج ١٧ ص ٢٤٣ ط دار الفكر) قال :
قال عبد الله بن
عطاء : أذنب غلام لعلي بن حسين ذنبا استحقّ منه العقوبة ، فأخذ له السوط ، فقال : (قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا
لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ) الجاثية / ١٤ ـ وقال الغلام : وما أنا كذلك ، إني لأرجو
رحمة الله وأخاف عذابه ، فألقى السوط ، وقال : أنت عتيق.
ومنهم الحافظ ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٤٥ ط دار البشير بدمشق) قال :
ونا ابن أبي
الدنيا ، حدثني عبد الرحمن بن صالح ، نا عمرو بن هشام ، عن عبد الله بن عطاء ، قال
: أذنب غلام ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم.
ومنها
ما رواه أيضا
جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة
دمشق لابن عساكر» (ج ١٧ ص ٢٤٤ ط دار الفكر) قال :
كان عند علي بن
حسين قوم ، فاستعجل خادم له بشواء كان في التنور ، فأقبل به الخادم مسرعا ، وسقط
السفود من يده على بنيّ لعلي أسفل الدرجة ، فأصاب رأسه فقتله ، فوثب علي ، فلما
رآه قال للغلام : إنك حر ، إنك لم تعمده ، وأخذ في جهاز ابنه.
ومنهم الحافظ ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٤٢ ط دار البشير بدمشق) قال :
وأنبأنا ابن أبي
الدنيا ، أنبأنا أبو الحسن الشيباني ، حدثني رجل من ولد عمار بن ياسر ، قال : كان
عند علي بن الحسين قوم فاستعجل خادم له ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «المختصر».
ومنهم الفاضل
المعاصر الشيخ أبو بكر جابر الجزائري في كتابه «العلم والعلماء» ص ٢٥٢ ط ١ دار
الكتب السلفية بالقاهرة سنة ١٤٠٣) قال :
روي عن رجل من ولد
عمار بن ياسر ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم.
ومنها
ما رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة
دمشق لابن عساكر» (ج ١٧ ص ٢٤٠ ط دار الفكر) قال :
دعا علي بن الحسين
مملوكه مرتين فلم يجبه ، ثم أجابه في الثالثة ، فقال : يا بني أما سمعت صوتي؟ قال
: بلى ، قال : فما بالك لم تجبني؟ قال : أمنتك ، قال : الحمد لله الذي جعل مملوكي
يأمنني.
ومنهم الفاضل
المعاصر السيد علي فكري ابن الدكتور محمد عبد الله يتصل نسبه بالحسين عليهالسلام القاهري المصري المولود سنة ١٢٩٦ والمتوفى سنة ١٣٧٢
بالقاهرة في كتابه «السمير المهذب» (ج ١ ص ٨١ ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة
١٣٩٩) قال :
زين العابدين رضياللهعنه
وغلامه
يروى أن زين
العابدين استدعى غلاما له وناداه مرتين فلم يجبه ، فقال له زين العابدين : أما
سمعت ندائي؟ فقال : بلى قد سمعت. قال : فما حملك على ترك إجابتي؟ قال : أمنت منك ،
وعرفت طهارة أخلاقك ، فتكاسلت ، فقال : الحمد لله الذي أمن مني عبدي.(التبر
المسبوك)
وروى في كتابه «أحسن
القصص» (ج ٤ ص ٢٦٨ ط دار الكتب العلمية في بيروت) مثله بعينه.
ومنها
ما رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
المؤرخ محمد بن سعد بن منيع الهاشمي البصري المشتهر بابن سعد في «الطبقات الكبرى» (ج
٥ ص ١٧٠ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :
أخبرنا محمد بن
عمر قال : حدثني ابن أبي سبرة ، عن سالم مولى جعفر قال : كان هشام بن إسماعيل يؤذي
علي بن حسين وأهل بيته ، يخطب بذلك على المنبر ، وينال من علي ، رحمهالله ، فلما ولي الوليد بن عبد الملك عزله وأمر به أن يوقف
للناس ، قال : فكان يقول : لا والله ما كان أحد من الناس أهم إليّ من علي
بن حسين ، كنت أقول رجل صالح يسمع قوله ، فوقف للناس. قال : فجمع علي بن حسين ولده
وحامّته ونهاهم عن التعرض. قال : وغدا علي بن الحسين مارّا لحاجة فما عرض له ، قال
: فناداه هشام بن إسماعيل : (اللهُ أَعْلَمُ
حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ) (الأنعام : ١٢٤).
أخبرنا محمد بن
عمر قال : حدثني ابن أبي سبرة ، عن عبد الله بن علي بن حسين قال : لما عزل هشام بن
إسماعيل نهانا أن ننال منه ما نكره فإذا أبي قد جمعنا فقال : إن هذا الرجل قد عزل
وقد أمر بوقفه للناس ، فلا يتعرض له أحد منكم. فقلت : يا أبت ولم؟ والله إن أثره
عندنا لسيّء وما كنا نطلب إلا مثل هذا اليوم. قال : يا بني نكله إلى الله ، فو
الله ما عرض له أحد من آل حسين بحرف حتى تصرم أمره.
ومنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة
دمشق لابن عساكر» (ج ١٧ ط ٢٤٣ ط دار الفكر) قال :
كان هشام بن
إسماعيل عزل ، ووقف للناس بالمدينة ، فمرّ به علي بن الحسين فأرسل إليه : استعن
بنا على ما شئت ، فقال هشام : (اللهُ أَعْلَمُ
حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ) ، وقد كان ناله أو بعض أهله بشيء يكرهه إذ كان أميرا.
ومنهم الحافظ ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٤٥ ط دار البشير بدمشق) قال :
وأخبرنا أبو غالب
وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالا : أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوس ، أنا أبو الطيب
عثمان بن عمرو بن المقتاب ، نا يحيى بن محمد بن صاغر ، نا الحسين بن الحسن ، أنا
ابن المبارك ، أنا معمر قال : كان هشام بن إسماعيل عزل ـ فذكر عين ما تقدم عن
«المختصر».
ومنهم الفاضل
المعاصر المستشار عبد الحليم الجندي في «الإمام جعفر الصادق» (ص ١٢٠ ط المجلس
الأعلى للشئون الإسلامية ، القاهرة) قال :
وفي حياة الإمام
جعفر كان على إمرة المدينة أبان بن عثمان حتى سنة ٨٢ حين عزله عبد الملك بهشام بن
إسماعيل ، الذي ضرب سعيد بن المسيب سنة ٨٥ من جراء رفضه بيعة الوليد وسليمان ابني
عبد الملك ، وطاف به في المدينة.
ثم عزل الوليد
هشاما بعمر بن عبد العزيز سنة ٨٧. وعمر زوج أخته وهو زوج أخت عمر. والأربعة حفدة
مروان.
وأمر الوليد عمر
أن يوقف هشاما للناس أمام دار مروان ، ولكل عنده مظلمة. فمر الناس به يلمزونه
ويغمزونه. فصاحب المعروف لا يقع وإن وقع وجد متكأ. وكان هشام من كثرة ما أساء إلى
علي بن الحسين (زين العابدين) يقول : ما أخاف إلا من علي زين العابدين ـ فلو أزرى
به زين العابدين لحق عليه الدمار من العابدين ومن العامة ـ لكن زين العابدين
ومواليه وخاصته مروا به لا يتعرضون له بكلمة. فلما مروا وسلم هشام ، صاح : الله
يعلم حيث يجعل رسالته.
ومنها
ما رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (ج ٢٠
ص ٣٩٨ ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
وقال أبو بكر ابن
أبي الدنيا : حدّثت عن عبد الله بن خنيق ، قال : سمعت موسى بن طريف ، قال : استطال
رجل على علي بن الحسين فتغافل عنه ، فقال له الرجل : إياك أعني ، فقال له علي :
وعنك أغضي.
ومنهم الحافظ ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ط ٤٦ ط دار البشير بدمشق) قال :
أنبأنا ابن أبي
الدنيا قال : حدثت عن عبد الله بن حبيق قال : سمعت موسى بن ظريف قال : استطال رجل
على علي بن الحسين فتغافل عنه ـ فذكر مثل ما تقدم عن «تهذيب الكمال».
ومنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة
دمشق لابن عساكر» (ج ١٧ ص ٢٤٤ ط دار الفكر) قال :
قال موسى بن ظريف
: استطال رجل على علي بن الحسين فتغافل عنه ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة
محمد بن المدني المالكي الفاسي في «الدرر المكنونة» (ص ١٢٧ ط المطبعة الفاسية) قال
:
وإنه استطال رجل فتطاول
ـ فذكر الحديث بعين ما تقدم بزيادة (اذن)
بين «وعنك» و «أغضي».
وذكره أيضا في ص
١٢٣ وفيه : وعنك أعرض ـ مكان : وعنك أغضي.
ومنهم العلامة
الشيخ محمد الخضر حسين شيخ الأزهر في «تراجم الرجال» (ص ٢٦ ط المطبعة التعاونية)
قال :
استطال رجل على
زين العابدين ، فأغضى عنه ، فقال له الرجل : إياك أعني ، فقال له
زين العابدين :
وعنك أغضي.
ومنها
ما رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الشريف علي
الحسيني فكري القاهري في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٦٥ ط بيروت) قال :
عن سفيان قال :
جاء رجل إلى علي بن الحسين رضياللهعنهما ، فقال له : إن فلانا قد وقع فيك بحضوري (أي كان يغتابه).
فقال له : انطلق بنا إليه ، فانطلق معه وهو يرى أنه سينتصر لنفسه منه ، فلما أتاه
قال له : يا هذا إن كان ما قلته فيّ حقا فأنا أسأل الله أن يغفر لي ، وإن كان ما
قلته فيّ باطلا فالله تعالى يغفره لك ، ثم ولى عنه.
ومنها
ما رواه جماعة من
أعلام العامة أيضا في كتبهم :
فمنهم العلامة
الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة ٧٤٢ في «تهذيب الكمال» (ج ٢٠
ص ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
وقال الوليد بن
القاسم الهمداني ، عن عبد الغفار بن القاسم : كان علي بن الحسين خارجا من المسجد ،
فلقيه رجل فسبّه فثار إليه العبيد والموالي ، فقال علي بن الحسين : مهلا عن الرجل ،
ثم أقبل عليه ، فقال : ما ستر الله عنك من أمرنا أكثر ، ألك حاجة نعينك عليها؟
فاستحيى الرجل ورجع إلى نفسه ، قال : فألقى عليه خميصة كانت عليه وأمر له بألف
درهم ، قال : وكان الرجل بعد ذلك يقول : أشهد أنك من أولاد المرسلين.
ومنهم الحافظ ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٤٥ ط دار البشير بدمشق) قال :
أنبأنا أبو غالب
شجاع بن فارس ، أنبأنا محمد بن علي بن الفتح وعلي بن أحمد الملطي ، قالا : أنبأنا
أحمد بن محمد بن درست العلاف ـ زاد محمد ومحمد بن عبد الله ابن أخي بيمي ـ قالا :
أنبأنا الحسين بن صفوان ، أنبأنا ابن أبي الدنيا ، حدثني محمد بن الحسين ، أنبأنا
الوليد بن القاسم الهمداني ، حدثنا عبد الغفار بن القاسم ، قال : كان علي ابن
الحسين خارجا من المسجد ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «تهذيب الكمال».
ومنهم العلامة
المؤرخ اللغوي محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ
دمشق» (ج ١٧ ص ٢٤٣ ط دار الفكر بدمشق) قال :
كان علي بن الحسين
خارجا من المسجد ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «تهذيب الكمال».
ومنهم العلامة أبو
عبد الله محمد بن المدني المالكي المغربي في «الدرر المكنونة» (ص ١٢٣ ط المطبعة
الفاسية بفأس) قال :
وخرج يوما من
المسجد ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم.
ومنهم الشريف علي
فكري الحسيني القاهري في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٦٥ ط بيروت) قال :
ويحكى : أنه خرج
إلى المسجد للصلاة فسبه رجل ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم.
وروى أيضا مثله في
كتابه «السمير المهذب» ج ١ ص ٨٥ ط دار الكتب العلمية بيروت.
ومنهم العلامة
الشيخ أبو الوليد إسماعيل بن محمد المشتهر بابن راس غنمة الاشبيلي
في «مناقل الدر
ومنابت الزهر» (ص ١٢١) قال :
كان علي بن الحسين
رضياللهعنه خارجا من المسجد ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم.
ومنها
ما رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
المؤرخ اللغوي محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ
دمشق» (ج ١٧ ص ط دار الفكر بدمشق) قال :
وعن عبد الرزاق
قال : جعلت جارية لعلي بن الحسين تسكب عليه الماء يتهيأ للصلاة ، فسقط الإبريق من
يد الجارية على وجهه فشجه ، فرفع علي بن الحسين رأسه إليها ، فقالت الجارية : إن
الله عزوجل يقول : (وَالْكاظِمِينَ
الْغَيْظَ) فقال لها : قد كظمت غيظي ، قالت : (وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ) فقال لها : قد عفا الله عنك ، قالت : (وَاللهُ يُحِبُّ
الْمُحْسِنِينَ) قال : اذهبي فأنت حرة.
ومنهم الحافظ ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٤٢ ط دار البشير بدمشق) قال :
أنا أبو بكر
البيهقي ، أنا أبو محمد بن يوسف ، نا أبو بكر أحمد بن سعيد بن فرطي العثماني ، نا
طاهر بن يحيى الحسني ، حدثني أبي ، حدثني شيخ من أهل اليمن قد أتت عليه بضع وسبعون
سنة فيما أخبرني قال له عبد الله بن محمد ، قال : سمعت عبد الرزاق يقول : جعلت
جارية ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «المختصر».
ومنهم الفاضل
المعاصر أحمد أبو كف في كتابه «آل بيت النبي» (ص ٦٦ ط القاهرة) قال :
قيل : سكبت جارية
له ماء ليتوضأ ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل
المعاصر الشيخ محمد كامل حسن المحامي في «الجنة في القرآن الكريم» (ص ٢٢ ط بيروت)
قال :
ومن الوقائع
الجديرة بالذكر التي تروى عن سجية كظم الغيظ أن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب
رضي الله عن الجميع ، كانت له جارية وكان من عادته أن يصلي ويتهجد ليلا ، فدعاها
لكي تصبّ له الماء وهو يتوضأ.
وفي أثناء وضوئه
أحنى رأسه لكي تصبّ عليها الماء ، فغلبها النعاس ، وسقط الإبريق من يدها على رأسه
فجرحها جرحا انبثق الدم على أثره وآلمه ألما شديدا ، فرفع علي بن الحسين رأسه إلى
الجارية وقد ارتسمت على أسارير وجهه أمارات الألم الممتزجة بالغضب ، فقالت له
الجارية : إن الله تعالى يقول : (وَالْكاظِمِينَ
الْغَيْظَ).
وأطرق علي بن
الحسين رأسه وقال لها : قد كظمت غيظي ـ إلى أن قال : قالت بقية الآية الكريمة : (وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
لعلها قالت ذلك
لتكمل الآية الكريمة ، ولكنّ علي بن الحسين قال لها : قد أعتقتك أنت حرة لوجه الله
سبحانه وتعالى.
ما كادت الجارية
تسمع ذلك حتى استبد بها التأثر العميق ، فانهمرت الدموع من عينيها وقالت له وهي
تبكي : لقد منحتني حريتي ولكنك استعبدتني بمعروفك وإيمانك العميق بالله تعالى
فاجعلني في خدمتك حتى أموت.
وابتسم علي بن
الحسين وقال لها : لك ما تشاءين.
ومنهم الفاضل
المعاصر جمال الدين محمد بن محمد سعيد بن قاسم بن صالح الدمشقي القاسمي في «تهذيب
موعظة المؤمنين في كتاب إحياء علوم الدين للغزالي» (ص ٢٦٧) قال :
وعن علي بن الحسين
رضياللهعنهما أنه سبه رجل ، فرمى إليه بخميصة ـ فذكر الحديث باختلاف
يسير.
ومنهم الشيخ أحمد
بن عبد الرحمن بن قدامة المقدسي في «مختصر منهاج القاصدين» (ص ٣٨٣ ط مكتبة دار
التراث ، القاهرة) قال :
ولقي رجل علي بن
الحسين رضياللهعنهما ، فسبه ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة أبو
طاهر إسماعيل بن موسى الجيطالي الخارجي الأباضي المتوفى أوائل المائة الثامنة في «قناطير
الخيرات» (ج ٣ ص ٦١ ط عمان) قال :
وعن علي بن الحسين
بن علي أنه سبه رجل ، فرمى عليه خميصة كانت عليه ـ فذكر الحديث.
ومنهم الشيخ أبو
بكر جابر الجزائري في «منهاج المسلم» (ص ١٦٠ ط دار الكتب السلفية ، القاهرة) قال :
روي أن زين
العابدين علي بن الحسين رضياللهعنه كان في طريقه إلى المسجد فسبه رجل ـ فذكر الحديث مثل ما
تقدم.
ومنها
ما رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة أبو
عبد الله محمد بن المدني المالكي الفاسي في «الدرر المكنونة» (ص ١٢٧ ط فاس) قال :
وفي لواقح الأنوار
أنه رضياللهعنه كان الرجل يقف على رأسه في المسجد ، فما ترك شيئا إلا
ويقوله فيه وهو ساكت لا يرد عليه ، فلما ينصرف يقوم الرجل وراءه ويلزمه من خلفه
ويبكي فيقول : لا عدت تسمع مني شيئا تكرهه قط ، وكان ينشد :
وما أحب شيء إلى
اللئيم
|
|
إذا شتم الكريم
من الجواب
|
برّه عليهالسلام بأمه
قد تقدم نقل ما
يدل عليه عن أعلام العامة في ج ١٢ ص ٨٣ و ٨٤ وج ١٩ ص ٤٦٧ ، ونستدرك هاهنا عن الكتب
التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الفاضل
المعاصر أحمد عبد العليم البردوني في «المختار من كتاب عيون الأخبار لابن قتيبة» (ص
٢٧٠ ط دار الثقافة والإرشاد القومي ، القاهرة) قال :
قيل لعلي بن
الحسين : أنت من أبرّ الناس ولا نراك تؤاكل أمّك؟ قال : أخاف أن تسير يدي إلى ما
قد سبقت عينها إليه ، فأكون قد عققتها.
ومنهم صاحب
الفضيلة الشيخ محمد الخضر حسين شيخ جامع الأزهر في «تراجم الرجال» (ص ٢٦ ط المطبعة
التعاونية) قال :
قيل لعلي بن
الحسين : إنك أبرّ الناس بأمك ، ولسنا نراك تأكل معها في صحفة ـ فذكر مثل ما تقدم.
صبره عليهالسلام
قد تقدم نقل ما
يدل عليه عن كتب علماء العامة في ج ١٢ ص ٨٢ وج ١٩ ص ٤٥٩ وص ٤٦٠ ونروي هاهنا عن
كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة
جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن الزكي المتوفى سنة ٧٤٢ في «تهذيب الكمال» (ج ٢٠ ص
٣٩٣ ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
وقال أبو الحسن
المدائني ، عن إبراهيم بن سعد : سمع علي بن الحسين واعية في بيته وعنده جماعة ،
فنهض إلى منزله ، ثم رجع إلى مجلسه ، فقيل له : أمر حدث؟ قال : نعم. فعزّوه
وتعجبوا من صبره ، فقال : إنا أهل بيت نطيع الله فيما نحبّ ونحمده فيما نكره.
ومنهم العلامة
صاحب في «مناقب الأبرار» (ص ٢٦١) قال :
قال إبراهيم بن
سعد : سمع علي بن الحسين واعية في بيته وعنده جماعة ، فنهض إلى بيته ، ثم رجع إلى
مجلسه ، فقيل له : أمن حدث كانت الواعية؟ قال : نعم ـ فذكر مثل ما تقدم عن «تهذيب
الكمال».
ومنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة
دمشق لابن عساكر» (ج ١٧ ص ٢٤٠ ط دار الفكر) قال :
وعن إبراهيم بن
سعد قال : سمع علي بن الحسين واعية ـ فذكر مثل ما تقدم عن «تهذيب الكمال».
ومنهم الحافظ ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٤١ ط دار البشير بدمشق) قال :
أنبأنا أبو علي
الحداد ، نا أبو نعيم ، نا سليمان بن أحمد ، نا الحسن بن المتوكل ، نا أبو الحسين
المدائني ، عن إبراهيم بن سعد ، قال : سمع علي بن الحسين واعية في بيته ـ فذكر مثل
ما تقدم عن «تهذيب الكمال».
ومنهم العلامة أبو
طاهر إسماعيل بن موسى الجيطالي النفوسي الخارجي الأباضي المذهب المتوفى أوائل
المائة الثامنة في «قناطر الخيرات» (ج ٣ ص ٦١) قال :
وقال أبو الحسن
المدائني ، عن إبراهيم بن سعد : سمع علي بن الحسين واعية في بيته وعنده جماعة ـ فذكر
مثل ما تقدم عن «التهذيب».
مستدرك
ما نقل من كراماته عليهالسلام
قد تقدم نقل ما
يدل عليه عن أعلام العامة في ج ١٢ ص ٩٤ وج ١٩ ص ٤٧٥ ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي
لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة
محمد بن مكرم ابن منظور في «مختصر تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٧ ص ٢٣٤ ط دار الفكر
بدمشق) قال :
قال ابن شهاب
الزهري : شهدت علي بن الحسين يوم حمله عبد الملك بن مروان من المدينة إلى الشام
فأثقله حديدا ، ووكل به حفاظا في عدة وجمع ، فاستأذنتهم في التسليم عليه والتوديع
له ، فدخلت عليه ، وهو في قبة ، والأقياد في رجليه والغل في يديه ، فبكيت وقلت :
وددت أني مكانك وأنت سالم ، فقال : يا زهري أو تظن هذا مما ترى عليّ وفي عنقي
يكرثني؟ أما لو شئت ما كان ، فإنه ـ وإن بلغ فيك وفي أمثالك ـ ليذكرني عذاب الله.
ثم أخرج يديه من الغلّ ، ورجليه من القيد ، ثم قال : يا زهري ، لا جزت معهم على ذا
منزلتين من المدينة.
قال : فما لبثنا
إلا أربع ليال حتى قدم الموكلون به يظنون أنه بالمدينة ، فما وجدوه ، فكنت فيمن
سألهم عنه ، فقال لي بعضهم : إنا نراه متبوعا ، إنه لنازل ، ونحن حوله لا ننام
نرصده ، إذ أصبحنا ، فما وجدنا بين محمليه إلا حديده.
قال الزهري :
فقدمت بين ذلك على عبد الملك بن مروان فسألني عن علي بن الحسين فأخبرته ، فقال لي
: إنه قد جاءني في يوم فقدوه الأعوان ، فدخل علي فقال : ما أنا وأنت؟ فقلت : أقم عندي ، فقال : لا أحب ، ثم خرج ،
فو الله لقد امتلأ ثوبي منه خيفة.
قال : فقلت : يا
أمير المؤمنين ، ليس علي بن الحسين حيث تظن ، إنه مشغول بنفسه ، فقال : حبذا شغل
مثله ، فنعم ما شغل به.
ومنهم الحافظ ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص دار البشير بدمشق) قال :
وأنبأنا أبو علي
الحسين بن أحمد ، أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله ، قال : حدثت عن أحمد بن محمد
بن الحجاج بن رشدين ، أنبأنا عبد الله بن محمد بن عمر بن عمرو البلوي ، أنبأنا
يحيى بن زيد بن الحسن ، حدثني سالم بن فروح مولى الجعفريين ، عن ابن شهاب الزهري
قال : شهدت علي بن الحسين يوم حمله عبد الملك بن مروان من المدينة إلى الشام ـ فذكر
مثل ما تقدم عن «المختصر».
ومنهم صاحب كتاب «مختار
مناقب الأبرار» (ق ٣٦٠ نسخة مكتبة جستربيتي) قال :
قال الزهري : شهدت
علي بن الحسين يوم حمله عبد الملك من المدينة إلى الشام ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل
الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه «تاريخ الأحمدي» (ط
بيروت سنة ١٤٠٨) قال :
محدث دهلوى در «جذب
القلوب» آورده كه در مدينه ميان باب خارج وباب روضه جائى است منسوب به حضرت امام
زين العابدين كه آب آن شفاء عليلان
ودواى بيماران
است. امام محمد باقر در حالت صغر سن در آن چاه افتاد امام زين العابدين در آن وقت
در نماز بود از غايت حضور وتوكل ورضا به قضاى الهى كه داشت قطع نماز نكرد.
وفي أخبار الدول
للقرماني : ففزع أهل المدينة لذلك حتى أخرجوه وكان قائما يصلي فما زال عن مكانه.
وقال أيضا في ص
٣١٢ :
در شواهد النبوة
وروضة الأحباب از عمر بن منهال مرويست كه در وقتى كه از كوفه جهت گزاردن حج بمكة
شريف رفته بودم بر على بن الحسين در آمدم از من پرسيد كه حال حرملة بن كاهل چيست؟
گفتم كه : وى را كوفه زنده گذاشته ام. دست بدعا بر آورد وگفت : اللهم أذقه حر
الحديد اللهم أذقه حر النار بعد از آن چون به كوفه رسيدم مختار بن ابو عبيد خروج
كرده بود بنا بر دوستى سابق كه با وى داشتم بملاقاتش رفتم چون بدو رسيدم سوار مى
شد من باو همراهى نمودم در اثناى راه در موضعي بايستاد وانتظار مى كشيد ناگاه
حرملة بن كاهل را آوردند. مختار گفت : الحمد لله كه خداى تعالى مرا بر تو دست داد آن گاه جلاد را
فرمود تا دست وپايهايش ببريدند پس به افروختن آتش اشارت كرد حرمله را در ميان آتش
نهاده بسوخت. چون اين حال را مشاهده كردم گفتم سبحان الله. مختار پرسيد : چرا تعجب
كردى من قصه دعاى امام على بن الحسين را شرح كردم مرا سوگند داد كه تو اين دعا از
وى شنيده بودى؟ گفتم : بلى پس مختار از اسب فرود آمده دو ركعت نماز گزارد وسر
بسجده نهاد.
كلامه عليهالسلام
في الدعاء
قد تقدم نقل بعض
ادعيته ومناجاته عليهالسلام من كتب العامة في ج ١٢ ص ٣٩ إلى ٥٤ وج ٩ ص ٤٨١ و ٤٨٢ و ٤٨٣
، ونستدرك هاهنا من كتبهم التي لم نرو عنها فيما مضى :
فمنهم العلامة
جمال الدين يوسف المزي في «تهذيب الكمال» (ج ٢٠ ص ٢٩١ ط مؤسسة الرسالة ، بيروت)
قال :
وقال حسين بن زيد
، عن عمر بن علي بن الحسين : سمعت علي بن الحسين يقول : لم أر للعبد مثل التقدم في
الدعاء ، فإنه ليس كل ما نزلت بلية يستجاب له عندها. قال : وكان علي بن الحسين إذا
خاف شيئا اجتهد في الدعاء.
ومنهم العلامة
محمد بن مكرم ابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق» (ج ١٧ ص ٢٣٧ ط دار
الفكر بدمشق) قال :
قال علي بن الحسين
: لم أر للعبد مثل التقدم في الدعاء ـ فذكر مثل ما تقدم عن «تهذيب الكمال».
ومنهم الحافظ ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٣٩ ط دار البشير بدمشق) قال :
أخبرنا أبو القاسم
زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا علي ابن
حمشاذ ، أنا موسى بن هارون ، نا أبو موسى الأنصاري ، نا حسين بن زيد ، عن عمر ابن
علي ، قال : سمعت علي بن الحسن يقول : لم أر للعبد مثل التقدم في الدعاء ـ فذكر
مثل ما تقدم.
بعض أدعيته عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
محمد بن مكرم ابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٧ ص ٢٣٧
ط دار الفكر بدمشق) قال :
قال زيد بن أسلم :
كان من دعاء علي بن الحسين يقول : اللهم لا تكلني إلى نفسي فأعجز عنها ، ولا تكلني
إلى المخلوقين فيضيعوني.
ومنهم الحافظ ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٣٩ ط دار البشير) قال : وأخبرنا أبو سعد محمد بن محمد بن محمد في كتابه ، ثم أخبرني
أبو القاسم محمود بن الحسن بن أحمد عنه ، أنبأنا أبو سعد عبد الرحمن بن أحمد بن
عمر ، نا سليمان أحمد بن أيوب ، نا يحيى بن أيوب العلاف المصري ، نا سعيد بن أبي
مريم ، نا أبو غسان محمد بن مطرف ، عن زيد بن أسلم قال : كان من دعاء علي بن
الحسين ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «المختصر».
ومنهم العلامة
السيد محمد حقي النازلي الآيديني الكوز لحصاري في «خزينة الأسرار» (ص ٣٩ ط دار
الجيل ، بيروت) قال :
(التاسعة) صلاة
نزول الفاقة ، وهي أربع ركعات ، مروية عن علي بن الحسين رضياللهعنهما انه قال لولده : يا بني إذا أصابتكم بلية أو نزلت فاقة
فتوضئوا وصلوا أربعا ثم قولوا بعد الصلاة : يا موضع كل شكوى ، يا سامع كل نجوى ،
ويا عالما بكل خفية ، ويا كاشف ما يشاء من بلية ، ويا نجي موسى والمصطفى محمد
والخليل إبراهيم ، أدعوك دعاء من اشتدت فاقته وضعفت قوته وقلت حيلته ، دعاء الغريب
الغريق الفقير الذي لا يجد لكشف ما هو فيه إلا أنت يا أرحم الراحمين ، لا إله إلا
أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
قال ابن الحسين :
لا يدعو بها رجل أصابه بلاء إلا فرج الله عنه.
ومنهم العلامة
الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (ج ٢٠
ص ٢٩١ ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
وقال عمر بن شبّة
عن ابن عائشة : سمعت أبي يقول : قال طاوس : رأيت علي بن الحسين ساجدا في الحجر ،
فقلت : رجل صالح من أهل بيت طيب لأسمعنّ ما يقول. فأصغيت إليه ، فسمعته يقول :
عبيدك بفنائك ، مسكينك بفنائك ، سائلك بفنائك ، فقيرك بفنائك. قال : فو الله ما
دعوت بها في كرب قطّ إلا كشف عنى.
ومنهم الحافظ ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٣٩ ط دار البشير) قال : أخبر أبو محمد عبد
الكريم بن حمزة ، أنبأ أبو بكر الخطيب ، أنبأ الحمامي ، نا أبو بكر النجاد ، أنا
أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدثني محمد بن أحمد ، نا عبيد الله بن محمد النصيبي [التميمي]
، نا شيخ مولى لعبد القيس ، عن طاوس ـ قال : إني لفي الحجر ذات ليلة إذ دخل علي بن
الحسين ، فقلت : رجل صالح من أهل بيت الخير لأستمعنّ إلى دعائه الليلة : فصلى إلى
السحر ، فأصغيت سمعي إليه فسمعته يقول في سجوده : عبيدك بفنائك ـ فذكر مثل ما تقدم
عن «التهذيب» ، ثم قال : قال طاوس :
فحفظتهن فما دعوت
بهن في كرب إلا فرّج عني.
ورواه أيضا بثلاث
طرق أخرى.
ومنهم العلامة ابن
منظور الإفريقي في «مختصر تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٧ ص ٢٣٧ ط دار الفكر بدمشق) قال :
قال طاوس : إني
لفي الحجر ذات ليلة ـ فذكر مثل ما تقدم ، وفيه «عبيدك بفنائك».
ومنهم العلامة
صاحب «مختار المناقب» (ق ٢٦ نسخة جستربيتي بايرلندة) قال:
وقال طاوس : إني
لفي الحجر ذات ليلة ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة
الشيخ عبد الغني بن إسماعيل النابلسي في «زهر الحديقة» (ق ١٧٥ نسخة جستربيتي
بايرلندة) قال :
وعن طاوس قال :
رأيت علي بن الحسين ساجدا في الحجر ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري في «أحسن القصص»
(ج ٤ ص ٢٦٧ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :
وقال طاوس : دخلت
الحجر في الليل فإذا علي بن الحسين قد دخل ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم الشيخ أبو
بكر عبد الله بن أبي الدنيا القرشي في «الفرج بعد الشدة» (ص ٦٧ ط دار الشرق العربي
، القاهرة) قال :
حدثني محمد بن
الحسين ، حدثني عبيد الله بن محمد التيمي ، حدثني شيخ مولى
لعبد القيس ، عن
طاوس : إني لفي الحجر ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة أبو
بكر أحمد بن مروان بن محمد الدينوري المتوفى سنة ٣٣٠ في كتابه «المجالسة وجواهر
العلم» (ص ٦٣ طبع معهد تاريخ العلوم العربية في فرانكفورت بالتصوير في سنة ١٤٠٧)
قال :
حدثنا محمد بن
صالح الهاشمي ، نا عبيد الله بن محمد العامري ، حدثني أبي ، عن جدي ، وكان رفيق
طاوس ، قال : سمعت طاوسا يقول : إني لفي الحجر ليلة إذ دخل الحجر علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب رضياللهعنهم ، فقلت : رجل صالح من أهل بيت النبوة لأسمعن إلى دعائه
الليلة. قال : فقام يصلي إلى السحر ، ثم سجد سجدة فجعل يقول في سجوده : عبيدك يا
رب نزل بغنائك ، مسكينك يا رب بغنائك ، فقيرك يا رب بغنائك.
قال طاوس : فما
دعوت بهن في كرب إلا فرّج عني.
ومنهم العلامة عبد
الرحمن الاربيلي المتوفى سنة ٧١٧ في «خلاصة الذهب المسبوك» (ص ٨ ط القاهرة) قال :
وقال علي بن
الحسين عليهماالسلام : سألت الله عزوجل في دبر كل صلاة سنة أن يعلمني اسمه الأعظم. قال : فو الله
إني لجالس قد صليت ركعتي الفجر إذ ملكتني عيناي فإذا رجل جالس بين يدي قال : قد
استجيبت لك. فقل : اللهم إني أسألك باسمك الله الله الله الله الذي لا إله إلا هو
رب العرش العظيم. ثم قال : أفهمت أم أعيد عليك؟ قلت : أعد علي ، ففعل. قال علي :
فما دعوت بها في شيء قط إلا رأيته ، وإني لأرجو أن يذخر لي عنده الجنة.
ومنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة
دمشق لابن عساكر» (ج ١٧ ص ٢٥٥ ط دار الفكر) قال :
وكان يقول : اللهم
إني أعوذ بك أن تحسن في لوامع العيون علانيتي ، وتقبح في خفيات الغيوب سريرتي.
اللهم كما أسأت وأحسنت إليّ وإذا عدت فعد عليّ.
ومنهم صاحب كتاب «مناقب
الأبرار» (ص ٢٦١ نسخة جستربيتي بايرلندة) قال :
قال محمد بن علي :
قال علي بن الحسين : اللهم إني أعوذ بك ـ إلى آخره وقد تقدم نقله عن كتب العامة في
ج ١٢ ص ١٠٢ وج ١٩ ص ٤٨٣.
ومنهم العلامة ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٥٤ ط دار البشير بدمشق) قال :
وكان يقول : اللهم
إني أعوذ بك ـ الدعاء.
ومنهم الفاضل
المعاصر راجي الأسمر في «كنوز الحكم» (ص ١٤٦ ط دار الجيل ، بيروت) قال :
اللهم أعزّني ولا
تبتلني بالكبر ، واعصمني من الفخر ، اللهم ولا ترفعني في الناس درجة إلا حططتني
عند نفسي مثلها ، ولا تحدث لي عزا ظاهرا إلا أحدثت لي ذلة باطنة عند نفسي ، اللهم
وسدد لي أن أعارض من غشني بالنصح ، وأكافي من قطعني بالصلة.
ومنهم الفاضل
المعاصر الأستاذ أحمد أبو كف في كتاب «آل بيت النبي في مصر» (ص ٧٠ ط دار المعارف ،
القاهرة) قال :
اللهم اجعلنا ممن
دأبهم الارتياح إليك والحنين ، ودهرهم الزفر والأنين وجباههم ساجدة لعظمتك ،
وعيونهم ساهرة في خدمتك ، ودموعهم سائلة من خشيتك ، وقلوبهم معلقة بمحبتك ،
وأفئدتهم منخلعة من مهابتك. يا من أنوار قدسه لأبصار محبيه رائقة ، وسبحات نور
وجهه لقلوب عارفيه شائقة ، يا منى قلوب المشتاقين ،
ويا غاية آمال
المحبين ، أسألك حبك ، وحب من يحبك ، وحب كل عمل يوصل إلى قربك.
ومن منظوم دعائه عليهالسلام
رواه جماعة من أعلام
القوم في كتبهم :
فمنهم العلامة
الشيخ أبو عبد الله محمد بن المدني جنون المغربي الفاسي المالكي المتوفى سنة ١٢٧٨
في كتابه «الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة» (ص ٩٨ ط المطبعة الفاسية)
قال :
وذكر في «الدر
النفيس» وغيره نقلا عن المستطرف عن الأصمعي قال : بينما أنا أطوف ذات ليلة إذ رأيت
شابا متعلقا بأستار الكعبة وهو يقول :
يا من يجيب دعاء
المضطر في الظلم
|
|
يا كاشف الضر
والبلوى مع السقم
|
قد نام وفدك حول
البيت وانتبهوا
|
|
وأنت يا حي يا
قيوم لم تنم
|
أدعوك ربي حزينا
قائقا هائما
|
|
فارحم بكائي بحق
البيت والحرم
|
ان كان جودك لا
يرجوه إلا ذو سعة
|
|
فمن يجود على
العاصين بالكرم
|
ثم أنشد بعده إذ
يقول :
ألا يا أيها
المقصود في كل حاجة
|
|
شكوت إليك الضر
فارحم شكايتي
|
ألا يا رجائي
أنت تكشف كربتي
|
|
فهب لي ذنوبي
كلها واقض حاجتي
|
أتيت بأعمال قباح
ردية
|
|
وما في الورى
عبد جنا كجنايتي
|
أتحرقني بالنار
يا غاية المنى
|
|
فأين رجائي ثم
أين مخافتي
|
قال : ثم سقط على
الأرض مغشيا عليه ، فدنوت منه فإذا هو زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب رضي الله عن جميعهم ، فرفعت رأسه في حجري وبكيت وقطرت دمعة من دموعي على خده
، ففتح عينيه فقال : من هذا الذي يهجم
علينا؟ قلت :
عبيدك الأصمعي ، سيدي ما هذا البكاء والجزع وأنت من أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة
، أليس الله تعالى يقول (إِنَّما يُرِيدُ
اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)؟ فقال : هيهات يا أصمعي ، إن الله تعالى خلق الجنة وأعدها
لمن أطاعه ولو كان عبدا حبشيا ، وخلق النار لمن عصاه ولو كان شريفا قرشيا ، أليس
الله تعالى يقول : (فَإِذا نُفِخَ فِي
الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ* فَمَنْ
ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) الآية.
مستدرك
كلماته الشريفة عليهالسلام
قد تقدم نقل بعض
كلماته الشريفة عن كتب العامة في ج ١٢ ص ١٠٢ إلى ص ١٢٨ وج ١٩ ص ٤٧٩ إلى ص ٤٨٧ ،
ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة
الشيخ أبو عبد الله محمد بن المدني جنون المغربي الفاسي المالكي المتوفى سنة ١٢٧٨
في «الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة» (ص ١٢٢ ط المطبعة الفاسية) قال :
ولقيه رضياللهعنه رجل فسبه. فقال له : يا هذا بيني وبين جهنم عقبة إن أنا
جزتها فما أبالي بما قلت ، وإن لم أجزها فأنا أكثر مما تقول ، ألك حاجة؟ فخجل
الرجل.
ومنهم صاحب «مناقب
الأبرار» (ص ٢٦١ نسخة مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال :
وكان إذا أتاه
السائل رحب به ، وقال : مرحبا بمن يحمل زادي إلى الآخرة.
ومنهم العلامة
المؤرخ محمد بن سعد بن منيع الهاشمي البصري المشتهر بابن سعد في «الطبقات الكبرى» (ج
٥ ص ١٦٦ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :
قال : حدثنا عبد
الله بن داود عن شيخ يقال له مستقيم قال : كنا عند علي بن حسين ، قال : فكان يأتيه
السائل ، قال : فيقوم حتى يناوله ويقول : إن الصدقة في يد الله قبل أن تقع في يد
السائل ، قال : وأومأ بكفيه.
ومنهم الفاضل
المعاصر يوسف عبد الرحمن المرعشلي في «فهرس أحاديث نوادر الأصول في معرفة أحاديث
الرسول لأبي عبد الله الترمذي» (ص ٦٤ ط دار النور الإسلامي ودار البشائر الإسلامية
، بيروت) قال :
كان علي بن الحسين
عليهماالسلام إذا أعطى السائل شيئا ـ الخبر.
ومنهم العلامة
محمد بن مكرم ابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٧ ص ٢٣٩
ط دار الفكر بدمشق) قال :
وحدث الرضا عن
أبيه عن جده قال : قال علي بن حسين : إني لأستحي من الله عزوجل أن أرى الأخ من إخواني ، فأسأل الله له الجنة ، وأبخل عليه
بالدنيا ، فإذا كان يوم القيامة قيل لي : لو كانت الجنة بيدك لكنت بها أبخل وأبخل
وأبخل.
ومنهم الحافظ ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٤١ ط دار البشير بدمشق) قال :
أخبرنا أبو العز
بن كاوش إذنا ومناولة وقرأ على إسناده ، أنا محمد بن الحسن ، أنا المعافى بن زكريا
، أنبأنا عمر بن الحسين بن علي بن مالك الشيباني ، نا المنذر بن محمد ، نا الحسين
بن محمد بن علي ، نا سليمان بن جعفر ، عن الرضا ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده
قال : قال علي بن الحسين : إني لأستحيى من الله ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور.
ومنهم الحافظ جمال
الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة ٧٤٢ في
«تهذيب الكمال» (ج
٢٠ ص ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
وقال علي بن موسى
الرضا : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده قال : قال علي بن الحسين : إني لأستحيى من
الله ـ فذكر مثل ما تقدم عن «المختصر».
ومنهم الحافظ جمال
الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة ٧٤٢ في «تهذيب الكمال» (ج ٢٠ ص ٣٩٢ ط
مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
وقال سفيان بن
عيينة عن أبي حمزة الثمالي : أن علي بن الحسين كان يحمل الخبز بالليل على ظهره
يتتبع به المساكين في ظلمة الليل ، ويقول : إن الصدقة في سواد الليل تطفئ غضب
الرب.
ومنهم الفاضل
المعاصر الأستاذ أحمد أبو كف في كتاب «آل بيت النبي في مصر» (ص ٦٦ ط دار المعارف ،
القاهرة) قال :
ففي الصدقات ، يرى
سيدنا علي زين العابدين : أن صدقة الليل تطفئ غضب الرب وتنور القلب والقبر ، وتكشف
عن العبد ظلمة يوم القيامة.
ومنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي بن محمد فكري الحسيني القاهري في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٧٠ ط
دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :
وكان يتصدق سرا
ويقول : صدقة السر تطفئ غضب الرب.
ومنهم الشيخ جابر
الجزائري في «العلم والعلماء» (ص ٢٥٢ ط بيروت) قال :
ما روي عن أبي
حمزة الثمالي أنه قال : كان علي بن الحسين يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل فيتصدق
به ، ويقول ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو الفوز محمد أمين البغدادي في «سبائك الذهب»
(ص ٣٢٥ ط بيروت)
قال :
وكان [علي بن
الحسين عليهالسلام] يتصدق سرا ويقول : صدقة السر ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة
حميد بن زنجويه المتوفى سنة ٢٥١ في كتابه «الأموال» (ج ٢ ص ٧٦٦ ط مركز الملك فيصل
للبحوث والدراسات الإسلامية) قال :
أنا حميد ، أنا
ابن أبي عباد ، أنا ابن عيينة ، عن أبي حمزة الثمالي : ان علي بن الحسين كان يحمل
الخبز بالليل على ظهره ، يتبع به المساكين في ظلمة الليل ويقول : إن الصدقة في
ظلمة الليل ـ الحديث.
ومنهم العلامة
أحمد بن محمد الشيباني في «الزهد» (ص ٢٠٨ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :
حدثنا عبد الله ،
حدثنا أبي ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن علي ابن الحسين :
انه كان يحمل الجراب فيه الخبز ويقول : إن صدقة الليل ـ فذكر الحديث.
ومنهم العلامة ابن
منظور في «مختصر تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٧ ص ٢٣٨ ط دار الفكر بدمشق) قال :
وعن أبي حمزة
الثمالي : ان علي بن الحسين كان يحمل الخبز بالليل على ظهره يتبع به المساكين في
ظلمة الليل ويقول ـ فذكر مثل ما تقدم.
كلامه عليهالسلام في السخاء
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة أبو
حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزالي الطوسي
المتوفى سنة ٥٠٥
في «ذم البخل وفضل السخاء» (ص ١٠٧ ط دار الاعتصام) قال :
وقال علي بن
الحسين رضياللهعنهما : من وصف ببذل ماله لطلابه ، لم يكن سخيا ، وإنما السخي من
يبتدئ بحقوق الله تعالى في أهل طاعته ، ولا تنازعه نفسه إلى حب الشكر له ، إذا كان
يقينه بثواب الله تاما.
ومنهم العلامة
المؤرخ اللغوي محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ
دمشق» (ج ١٧ ص ٢٣٩ ط دار الفكر بدمشق) قال :
وعن علي بن الحسين
قال : سادة الناس في الدنيا الأسخياء ، وفي الآخرة أهل الدين وأهل الفضل والعلم ،
لأن العلماء ورثة الأنبياء.
ومنهم الحافظ ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٤١ ط دار البشير بدمشق) قال :
أخبرنا أبو محمد
الأكفاني قراءة ، حدثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنبأ القاضي عبد المنعم بن عبد
الواحد وعبد الوهاب بن جعفر بن علي بن زياد ، قالا : أخبرنا أبو الخير أحمد بن علي
بن سعيد الحافظ ، أنبأنا أبو الحسن مزاحم بن عبد الوارث المصري العطار ، أنبأنا
أبو عبد الله محمد بن زكريا الغلابي ، أنبأنا ابن عائشة ، عن أبيه ، عن عمه قال :
قال علي بن الحسين : سادة الناس في الدنيا ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «المختصر»
إلا أن فيه (أهل الحديث) مكان : أهل الدين.
ومنهم الفاضل
المعاصر أحمد أبو كف في «آل بيت النبي» (ص ٦٦ ط القاهرة) قال : فقد كان إذا سبه
أحد أو انتقصه ، يقول : اللهم إن كان صادقا فاغفر لي ، وإن كان كاذبا فاغفر له.
كلامه عليهالسلام في القرآن
فيه أحاديث :
منها
ما رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الحافظ أبو
بكر أحمد بن الحسين البيهقي المتوفى سنة ٤٥٨ في كتابه «الأسماء والصفات» (ص ٣١٦ ط
بيروت) قال :
أخبرنا أبو القاسم
نذير بن الحسين بن جناح المحاربي بالكوفة ، أنا أبو الطيب محمد ابن الحسين بن جعفر
التميلي ، أنا أبو محمد بن زيدان البجلي ، ثنا هارون بن حاتم البزاز ، ثنا محمد بن
إسماعيل بن أبي فديك ، عن أبي ذئب ، عن الزهري قال : سألت علي بن الحسين رضياللهعنهما عن القرآن؟ فقال : كتاب الله وكلامه.
ومنهم العلامة
الشيخ فخر الدين أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسين الرازي القرشي البكري الطبري
الشافعي المتوفى سنة ٦٠٦ في كتابه «عصمة الأنبياء» (ص ٩٠ ط مكتبة الثقافة الدينية
بالقاهرة) قال :
فإن قلت : فما
البرهان الذي رآه يوسف عليهالسلام؟ قلت : فيه وجوه ثمانية ـ إلى أن قال :
الخامس : عن زين
العابدين : كان في ذلك البيت صنم فألقت المرأة ثوبا عليه وقالت: أستحي منه. فقال
يوسف : تستحي من الصنم ، فأنا أحق أن أستحى من الواحد القهار.
ومنهم العلامة
الحسين بن الحكم الحبري في «ما نزل من القرآن في أهل البيت» نسخة طاشكند ص ١١ قال
:
حدثنا علي بن محمد
، قال : حدثني الحبري الحسين بن الحكم ، قال : حدثنا حسن ابن حسين ، عن عمر بن
ثابت ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين قال : (الْفَواحِشَ ما
ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ) ما ظهر نكاح نساء الأب وما بطن الربا.
ومنهم الحافظ
الشيخ جلال الدين أبو الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر الخضيري السيوطي الشافعي
القاهري المتوفى سنة ٩١١ في «كشف الصلصلة عن وصف الزلزلة» (ص ١٤٨ ط عالم الكتب سنة
١٤٠٧) قال :
وأخرج الرافعي في
تاريخ قزوين بسنده عن علي بن الحسين قال : والله ما يرعب للآيتين ولا يفزع منهما ـ
يعني الزلزلة والكسوف ـ إلا من كان منا ومن شيعتنا أهل البيت ، فإذا رأيتم كسوفا
أو زلزلة فافزعوا إلى الله ، وارجعوا ، وصلوا لها صلاة الكسوف ، وإذا كانت زلزلة
فقولوا على إثر صلاة الكسوف : (إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ
السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ
أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً) (٤١ : فاطر) ، يا
من يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه ، أمسك عنا السوء. وإذا كثرت الزلزال
فصوموا كل يوم اثنين وخميس ، حتى تسكن ، وتوبوا إلى ربكم مما جنت أيديكم ، وأمروا
إخوانكم بذلك ، فإنها تسكن إن شاء الله تعالى.
ومنهم الحافظ
المحدث الشيخ جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد المشتهر بابن الجوزي
المتوفى سنة ٥٩٧ في كتابه «غريب اللفظ والمعنى» (ص ٧٢ والنسخة مصورة في مكتبة
مدرسة الأحمدية ببلدة حلب شهبا) قال :
في «الدخان» : علي
بن الحسين : هو دخان يجيء قبل القيامة يأخذ بأنفاس الكفار.
بعض كلماته عليهالسلام
رواها جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الحافظ ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٤٦ ط دار البشير بدمشق) قال :
أخبرنا يوسف بن
أيوب ، أنبأنا عبد الكريم بن الحسين ، أنبأنا أبو الحسين بن بشر ، أنبأنا أحمد بن
محمد بن جعفر الحوري ، قال : أنبأنا ابن أبي الدنيا ، قال : حدثت عن سعيد بن
سليمان ، عن علي بن هاشم ، عن أبي حمزة الثمالي : ان علي بن الحسين كان إذا خرج من
بيته قال : اللهم إني أتصدق اليوم أو أهب عرضي اليوم لمن استحله.
ومنهم العلامة ابن
منظور الإفريقي في «مختصر تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٧ ص ٢٤٤ ط دار الفكر بدمشق) قال :
كان علي بن الحسين
إذا خرج من بيته قال ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة
الشيخ أبو بكر أحمد بن مروان بن محمد الدينوري المتوفى سنة ٣٣٠ في «المجالسة
وجواهر العلم» (ص ٦٣ ط المعهد في فرانكفورت بالتصوير) قال :
حدثنا أحمد ، نا
سليمان بن الحسن ، نا خالد بن خداش ، عن سفيان بن عيينة ، قال :
قال علي بن الحسين
بن علي بن أبي طالب رضياللهعنه : لا يقول رجل في رجل من الخير ما لا يعلم إلا أو شك أن
يتفرقا على غير طاعة الله عزوجل.
ومنهم العلامة
المؤرخ محمد بن سعد بن منيع الهاشمي البصري المشتهر بابن سعد في «الطبقات الكبرى» (ج
٥ ص ١٦٩ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :
وكان علي بن حسين
يجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء في السفر ويقول : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يفعل ذلك وهو غير عجل ولا خائف.
أخبرنا عبد الله
بن مسلمة بن قعنب وإسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قالا : حدثنا عبد الرحمن بن
أبي الموال عن الحسين بن علي قال : دخل علينا أبي علي بن الحسين وأنا وجعفر نلعب
في حائط فقال أبي لمحمد بن علي : كم مرّ على جعفر؟ فقال : سبع سنين ، قال : مروه
بالصلاة.
ومنهم العلامة
المؤرخ اللغوي محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ
دمشق» (ج ١٧ ص ٢٤٥ ط دار الفكر بدمشق) قال :
قال عبد الله بن
صالح العجلي : أبطأ عن علي بن الحسين أخ له كان يأنس به ، فسأله عن إبطائه ،
فأخبره أنه مشغول بموت ابن له ، وأن ابنه كان من المسرفين على نفسه. فقال له علي
بن الحسين : إن من وراء ابنك لثلاث خلال : أما أولها : فشهادة أن لا إله إلا الله.
وأما الثانية : فشفاعة سيدنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم. وأما الثالثة : فرحمة الله التي وسعت كل شيء.
ومنهم العلامة
المؤرخ ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٤٧ ط دار البشير بدمشق) قال :
أخبرنا أبو سعد
أحمد بن محمد ابن البغدادي ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن
محمد بن أحمد ،
أنا أبو الحسن اللبناني ، أنا أبو بكر ابن أبي الدنيا ، حدثني الحسين بن عبد
الرحمن ، حدثني عبد الله بن صالح العجلي ، قال : أبطأ على علي بن الحسين ابن أخ له
كان يأنس به ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة أبو
الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال» (ج ٢٠ ص ٣٩٣ ط بيروت) قال :
وقال علي بن موسى
الرضى : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده قال : قال علي بن الحسين : إني لأستحيي من
الله أن أرى الأخ من إخواني فأسأل الله له الجنة وأبخل عليه بالدنيا ، فإذا كان
يوم القيامة قيل لي : لو كانت الجنة بيدك لكنت بها أبخل وأبخل وأبخل.
ومنهم العلامة
الشيخ جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي ابن عبيد الله
القرشي التيمي البكري البغدادي الحنبلي المشتهر بابن الجوزي المولود ببغداد سنة
٥١٠ والمتوفى بها سنة ٥٩٧ في كتابه «غريب الحديث» (ج ٢ ص ٣٣٥ ط دار الكتب العلمية
في بيروت سنة ١٤٠٥) قال :
وقال علي بن
الحسين في «المستلاط» أنه لا يرث. يعني الملصق بالرجل في النسب الذي ولد لغير
رشدة.
ومنهم العلامة
المؤرخ محمد بن سعد بن منيع الهاشمي البصري المشتهر بابن سعد في «الطبقات الكبرى» (ج
٥ ص ١٦٩ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :
قال : أخبرنا
الفضل بن دكين ، قال : حدثنا فطر ، عن ثابت الثمالي قال : سمعت أبا جعفر قال : دخل
علي بن حسين الكنيف وأنا قائم على الباب وقد وضعت له وضوءا ، قال فخرج فقال : يا
بني ، قلت : لبيك ، قال : قد رأيت في الكنيف شيئا رابني ،
قلت : وما ذاك؟
قال : رأيت الذباب يقعن على العذرات ثم يطرن فيقعن على جلد الرجل فأردت أن أتخذ
ثوبا إذا دخلت الكنيف لبسته. ثم قال : لا ينبغي لي شيء لا يسع الناس.
ومنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة
دمشق لابن عساكر» (ج ١٧ ص ٢٥٤ ط دار الفكر) قال :
قال علي بن الحسين
: الفكرة مرآة تري المؤمن حسناته وسيئاته.
ومنهم علامة
التاريخ ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٥٣ ط دار البشير بدمشق) قال :
أخبرنا أبو الحسن
علي بن الحسن بن سعيد ، أنبأنا أبو القاسم السمياطي ، أنبأنا عبد الوهاب الكلابي ،
أنبأنا أبو الفضل أحمد بن عبد الله بن نصر بن هلال السلمي ، أنبأنا أبو هاشم زهرة
بن محمد الغساني ، أنبأنا إسماعيل بن محمد بن إسحاق ، أنبأنا الحسين ابن زيد ، عن
عمر بن علي بن الحسين ، قال : سمعت علي بن الحسين يقول ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن
مكرم ، وفيه «تورى» بالتاء.
ومن كلامه عليهالسلام
وقد تقدم نقل ما
يدل عليه عن أعلام العامة في ج ١٢ ص ١٠٤ ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو
عنها فيما مضى :
فمنهم الشريف علي
فكري الحسيني القاهري في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٧٠ ط دار الكتب العلمية ، بيروت)
قال :
وقال رضياللهعنه : أربع عزهن ذل : البنت ولو مريم ، والدّين ولو درهم ،
والغربة ولو ليلة ، والسؤال ولو أين الطريق.
ومن كلماته عليهالسلام
نقلها بعض الأعلام
في كتبهم :
فمنهم المحقق
المعاصر محمد عبد القادر عطا في «تعليقاته على كتاب الغماز على اللماز للعلامة
السمهودي (ص ٩٠ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال في تعليقه على كلامه عليهالسلام :
«جمال الرجل فصاحة
لسانه».
وأخرجه ابن لال ،
بلفظ : «الجمال في الرجل اللسان» وفي إسناده محمد بن زكريا الغلابي ، وهو ضعيف
جدا. وأورده السيوطي بهذا اللفظ في الصغير ، وعزاه للحاكم ، عن علي بن الحسين
مرسلا ، وصححه.
ومنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة
دمشق لابن عساكر» (ج ١٧ ص ٢٤١ ط دار الفكر) قال :
سمع علي بن الحسين
رجلا يغتاب رجلا فقال : إياك والغيبة فإنها إدام كلاب النار.
ومنهم المؤرخ
الكبير ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ٨ ص ١٨٣ نسخة جستربيتي) قال :
أخبرنا أبو القاسم
بن السمرقندي ، أنبأنا إبراهيم بن محمد بن أبي عثمان ، أنبأنا الحسن بن الحسن بن
علي بن المنذر ، أنبأنا أبو علي بن صفوان البردعي ، أنبأنا ابن أبي الدنيا ، حدثني
حسين بن عبد الرحمن ، قال : سمع علي بن الحسين رجلا يغتاب رجلا فقال : إياك
والغيبة فإنها إدام كلاب النار.
ومنهم الشيخ أحمد
بن عبد الرحمن بن قدامة المقدسي في «مختصر منهاج القاصدين» (ص ٣٦٩ ط مكتبة دار
التراث ، القاهرة):
فذكر الحديث مثل
ما تقدم عن ابن منظور.
ومنهم الحافظ
المؤرخ ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٥٣ بدمشق) قال :
أخبرنا أبو القاسم
بن إبراهيم ، أنبأنا رشا بن نظيف ، أنبأنا الحسن بن إسماعيل ، أنبأنا أحمد بن
مروان ، أنبأنا علي بن عبد العزيز ، أنبأنا علي بن المديني ، أنبأنا سفيان بن
عيينة ، قال : قيل لعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب : من أعظم الناس خطرا؟ قال :
من يرض الدنيا
خطرا لنفسه.
ومنهم العلامة
المؤرخ اللغوي محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ
دمشق» (ج ١٧ ص ٢٥٤ ط دار الفكر بدمشق) قال :
قيل لعلي بن
الحسين ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن ابن عساكر.
ومنهم العلامة أبو
الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال» (ج ٢٠ ص ٣٩٨ ط بيروت) قال :
قيل لعلي بن
الحسين : من أعظم الناس خطرا؟ ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن ابن عساكر.
ومنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة
دمشق لابن عساكر» (ج ١٧ ص ٢٥٦ ط دار الفكر) قال :
قال محمد بن علي :
كان أبي علي بن الحسين إذا مرت به جنازة يقول :
نراع إذا
الجنائز قابلتنا
|
|
ونلهو حين تمضي
ذاهبات
|
كروعة ثلة لمغار
سبع
|
|
فلما غاب عادت
راتعات
|
ومنهم علامة
التاريخ ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٢٤ ط دار البشير ، دمشق) قال :
أخبرنا أبو القاسم
زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثني أبو
محمد علي بن أحمد الموساني ، حدثني أبي أحمد بن موسى ، حدثني موسى بن إبراهيم ،
حدثني إبراهيم بن موسى ، حدثني أبي موسى بن جعفر ، حدثني أبي جعفر بن محمد ، حدثني
محمد بن علي قال : كان علي بن الحسين إذا مرت به جنازة يقول ـ فذكر مثل ما تقدم في
«مختصر تاريخ مدينة دمشق».
ومنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي فكري الحسيني القاهري في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٧٠ ط دار الكتب
العلمية ، بيروت) قال :
وقال رضياللهعنه : من قنع بما قسم الله فهو من أغنى الناس.
ومنهم الفاضل
المعاصر أحمد أبو كف في «آل بيت النبي» (ص ٦٧ ط القاهرة) قال :
وكان زين العابدين
يقول : «من قنع بما قسم له ، فهو أغنى الناس» و «الرضا بمكروه القضاء أرفع درجات
اليقين».
ومنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة
دمشق لابن عساكر» (ج ١٧ ص ٢٤٤ ط دار الفكر) قال :
وحدث علي بن موسى
الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد قال : كان علي بن الحسين إذا سار
على بغلته في سكك المدينة لم يقل لأحد : الطريق وكان يقول : الطريق مشترك ، ليس لي
أن أنحي أحدا عن الطريق.
ومنهم علامة
التاريخ ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٤٧ ط دار البشير بدمشق) قال :
أنبأنا أبو محمد
الأكفاني ، أنبأنا عبد العزيز الكتاني ، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن الحسن بن
الفضل وأبو عبد الله محمد بن يعقوب الحمصان ، قالا : أنبأنا أبو عبد الله الحسين
بن خالويه ، أنبأنا علي بن محمد بن مهرويه القزويني ، أنبأنا داود بن سليمان
الداري ، حدثني علي بن موسى الرضا ، حدثني أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن
محمد قال : كان علي بن الحسين إذا سار على بغلته في سكك المدينة ـ فذكر مثل ما
تقدم عن ابن منظور.
من كلامه في حب أهل البيت
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الحافظ جمال
الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة ٧٤٢ في «تهذيب الكمال» (ج ٢٠ ص ٣٨٧ ط
مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
وقال أبو معاوية
الضرير ، عن يحيى بن سعيد ، عن علي بن الحسين أنه قال : يا أهل العراق أحبونا حب
الإسلام ، ولا تحبونا حب الأصنام ، فما زال بنا حبكم حتى صار علينا شينا.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من أعلام
العامة :
فمنهم العلامة
الشيخ أبو عمر يوسف بن عبد الله ابن عبد البر النمري القرطبي المتوفى سنة ٤٦٣ في
كتابه «بهجة المجالس وأنس المجالس» (ج ١ ص ٣٨٣ ط مصر) قال :
قال علي بن الحسين
: ما صاحب البلاء الذي قد طال به أحق بالدعاء من المعافى الذي لا يأمن البلاء.
ومنهم الفاضل
المعاصر عدنان علي شلاق في «فهرس الأحاديث والآثار لكتاب الكنى والأسماء للدولابي»
(ص ١٧ ط عالم الكتب ، بيروت) قال :
إذا رأيتم الحريق
فكبروا ... علي بن الحسين أبو ميسرة ١٣٧ ٢
من كلامه في عبادة العبيد
قد تقدم نقل ما
يدل على ذلك عن أعلام العامة في ج ١٢ ص ١٠٢ وج ١٩ ص ٤٨٥ ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم
التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة
المؤرخ اللغوي محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ
دمشق» (ج ١٧ ص ٢٥٥ ط دار الفكر بدمشق) قال :
وكان يقول : إن
قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد ، وآخرين عبدوه رغبة فتلك عبادة التجار ،
وقوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار.
ومنهم الحافظ
العلامة ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٥٤ ط دار البشير بدمشق) قال :
أخبرنا أبو علي
الحداد ، نا أبو نعيم ، نا أبو الحسن محمد بن محمد بن عبيد الله ، نا أبو بكر
الأنباري ، نا أحمد بن الصلت ، نا قاسم بن إبراهيم العلوي ، نا أبي ، عن جعفر ابن
محمد ، عن أبيه قال : قال علي بن الحسين عليهماالسلام ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن ابن منظور.
ومنهم العلامة أبو
الفلاح عبد الحي في «شذرات الذهب» (ج ١ ص ١٠٥ ط دار إحياء التراث العربي ، بيروت)
قال :
ومن قوله : ان لله
عبادا عبدوه رهبة ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور.
ومنهم العلامة
الشيخ أبو بكر جابر الجزائري في «العلم والعلماء» (ص ٢٥٠ ط دار الكتب السلفية
بالقاهرة)
فذكر مثل ما تقدم
عن ابن منظور الإفريقي.
ومنهم العلامة
محمد الخضر حسين في «تراجم الرجال» (ص ٢٧ ط التعاونية) قال :
وقال : إن لله
عبادا عبدوه رهبة ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم ، إلا أن فيه بلفظ «عبدوه».
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام القوم في كتبهم :
فمنهم العلامة ابن
منظور الإفريقي في «مختصر تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٧ ص ٢٥٥ ط دمشق) قال :
قال علي بن الحسين
: إن للحق دولة على العقل ، وللمنكر دولة على المعروف ، وللشر دولة على الخير ،
وللجهل دولة على الحلم ، وللجزع دولة على الصبر ، وللخرق دولة على الرفق ، وللبؤس
دولة على الخصب ، وللشدة دولة على الرخاء ، وللرغبة دولة على الزهد ، وللبيوتات
الخبيثة دولة على بيوتات الشرف ، وللأرض السبخة دولة على الأرض العذبة ، وما من
شيء إلا وله دولة ، حتى تنتضي دولته ، فتعوذوا بالله من تلك الدول ، ومن الحيّات
في النعمات.
ومنهم العلامة
المؤرخ ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٥٤ ط دار البشير بدمشق) قال :
أخبرنا أبو عبد
الله محمد بن غانم بن أحمد الحداد وأبو بكر محمد بن عبد الواحد
بن محمد وأبو
الوفا المفضل بن المطهر بن المفضل بن بحر قالوا : أنبأنا أبو عمرو بن سندة ،
أنبأنا أبي ، أنبأنا عمر بن الحسين البغدادي ، أنبأنا أحمد بن الحسن بن سعيد ،
حدثني أبي ، أنبأنا حسين بن مخارق ، عن عبد الله بن العنبري ، عن أبيه ، عن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب قال ـ فذكر مثل ما تقدم ، وفيه «للحمق» بدل للحق و «حتى
تنقضي» بدل حتى تنتضي و «فنعوذ بالله» بدل فتعوذوا بالله و «من الحياة في النقيمات»
بدل ومن الحيّات في النعمات.
ومن كلامه في ذم التكبر
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة صدر
الأئمة صدر الدين أبو المؤيد موفق بن أحمد المكي أخطب خطباء خوارزم في «مناقب أبي
حنيفة» (ج ٢ ص ٤١٠ ط دار الكتاب العربي ، بيروت) قال :
وبه عن علي بن الحسين
قال : قال : ما أتيت مجلسا أريد أن أتكبر فيه إلا افتضحت.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الحافظ
الشيخ جلال الدين السيوطي المتوفى سنة ٩١١ في «فاكهة الصيف وأنيس الضيف» (ص ٢٣ ط
مكتبة ابن سينا ، القاهرة) قال :
وقال علي بن الحسين
رضوان الله تعالى عليهما : هلك من ليس له حكيم يرشده ، وذل من ليس له سيف يعضده.
ومن كلامه عليهالسلام
في القنوط من رحمة الله
رواه جماعة من
الأعلام :
فمنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة
دمشق لابن عساكر» (ج ١٧ ص ٢٤٥ ط دار الفكر) قال :
قال المدائني :
قارف الزهري ذنبا فاستوحش من ذلك ، وهام على وجهه ، فقال له علي بن الحسين : يا
زهري ، قنوطك من رحمة الله التي وسعت كل شيء أعظم عليك من ذنبك ، فقال الزهري الله
أعلم حيث يجعل رسالاته ، فرجع إلى ماله وأهله.
وقال أيضا في ص
٢٤٦ :
وعن يزيد بن عياض
قال : أصاب الزهري دما خطأ ، فخرج وترك أهله وضرب فسطاطا وقال : لا يظلني سقف بيت
، فمر به علي بن الحسين فقال : يا بن شهاب قنوطك أشد من ذنبك ، فاتق الله واستغفر
، وابعث إلى أهله بالدية ، وارجع إلى أهلك ، فكان الزهري يقول : علي بن حسين أعظم
الناس علي منة.
ومنهم العلامة ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٤٧ ط دار البشير بدمشق) قال :
أخبرنا أبو القاسم
علي بن إبراهيم ، أنبأنا رشا بن نظيف ، أنبأنا الحسن بن إسماعيل ، نا أحمد بن
مروان ، نا محمد بن موسى ، نا محمد بن الحارث ، عن المدائني قال : قارف الزهري ـ فذكر
مثل ما تقدم عن ابن منظور.
وقال أيضا :
قرأت على أبي غالب
بن البنا ، عن أبي محمد الجوهري ، عن أبي عمر بن حيويه ، نا أبو إسحاق الجلاب ، نا
الحارث بن أبي أسامة ، نا محمد بن سعد ، نا علي بن محمد ، عن يزيد بن عياض قال :
أصاب الزهري دما خطأ ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور.
ومنهم العلامة
المؤرخ محمد بن سعد بن منيع الهاشمي البصري المشتهر بابن سعد في «الطبقات الكبرى» (ج
٥ ص ١٦٥ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :
أخبرنا علي بن
محمد ، عن يزيد بن عياض قال : أصاب الزهري دما خطأ فخرج وترك أهله وضرب فسطاطا
وقال : لا يظلني سقيف بيت ـ فذكر مثل ما تقدم بعينه.
ومن كلامه عليهالسلام
ذكره جماعة من
الأعلام :
فمنهم العلامة
محمد الخضر حسين شيخ الجامع الأزهر في «تراجم الرجال» (ص ٢٧ ط التعاونية) قال :
وقال : الناس من
بين مغمور بالجهل ، ومفتون بالعجب ، ومعدول بالهوى عن التثبت ، ومصروف بسوء العادة
عن تفضيل التعلم.
ومن كلامه عليهالسلام
في أهل الفضل والصبر وجيران الله تعالى
قد تقدم نقل ما
يدل عليه عن كتب العامة في ج ١٢ ص ١١٨ و ١١٩ ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو
عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة أبو
محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي
المتوفى سنة ٦٢٠
في «المتحابين في الله» (ص ١٠١ ط دار الطباع بدمشق عام ١٤١١ ـ ١٩٩١) قال :
أخبرنا محمد بن
عبد الباقي ، أخبرنا حمد بن أحمد ، أخبرنا أحمد بن عبد الله ، حدثنا سليمان بن
أحمد ، حدثنا محمد بن عبيد الله العرزمي ، حدثنا حفص بن عبد الله الحلواني ، حدثنا
زياد بن سليمان ، عن عبد الحميد بن جعفر الفراء ، عن ثابت بن أبي حمزة الثمالي ،
عن علي بن الحسين قال : إذا كان يوم القيامة نادى مناد : ليقم أهل الفضل. فيقوم
ناس من الناس ، فيقال : انطلقوا إلى الجنة ، فتلقاهم الملائكة فيقولون : إلى أين؟
فيقولون : إلى الجنة. قالوا : قبل الحساب؟ قالوا : نعم. قالوا : من أنتم؟ قالوا : أهل
الفضل. قالوا : وما كان فضلكم؟ قالوا : كنا إذا جهل علينا حلمنا ، وإذا ظلمنا
صبرنا ، وإذا أسيء إلينا غفرنا. قالوا : ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين.
ثم ينادي مناد :
ليقم أهل الصبر. فيقوم ناس من الناس ، فيقال لهم : انطلقوا إلى الجنة ، فتلقاهم
الملائكة فيقال لهم مثل ذلك ، فيقولون : نحن أهل الصبر. قالوا : وما كان صبركم؟
قالوا : صبرنا أنفسنا على طاعة الله وصبرنا عن معصية الله عزوجل. قالوا : ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين.
ثم ينادي مناد :
ليقم جيران الله في داره ، فيقوم ناس من الناس وهم قليل ، فيقال لهم: انطلقوا إلى
الجنة ، فتلقاهم الملائكة ، فيقال لهم مثل ذلك ، قالوا : وبم جاورتم الله في داره؟
قالوا : كنا نتزاور في الله عزوجل ونتجالس فيه ونتباذل فيه. قالوا : أدخلوا الجنة فنعم أجر
العاملين.
ورواه صاحب «مناقب
الأبرار» (ص ٢٦١ المصورة من مكتبة جستربيتي بايرلندة).
ورواه أيضا
العلامة الشيخ أبو عبد محمد بن المدني جنون المغربي الفاسي المالكي المتوفى سنة
١٢٧٨ في كتابه «الدرر المكنونة والنسبة الشريفة المصونة» (ص ١٢٦ ط المطبعة الفاسية).
ومنهم العلامة أبو
بكر أحمد بن مروان بن محمد الدينوري المتوفى سنة ٣٣٠ في «المجالسة وجواهر العلم» (ص
٣٢٤ ط معهد العلوم العربية بفرانكفورت بالتصوير سنة ١٤٠٧) قال :
حدثنا أبو إسماعيل
الترمذي ، نا سعيد بن سليمان ، نا سنان بن هارون ، نا ثابت الثمالي ، عن علي بن
حسين بن علي بن أبي طالب رضياللهعنه قال : إذا جمع الله الأولين والآخرين نادى مناد : أين أهل
الفضل ليدخلوا الجنة قبل الحساب؟ فيقوم عنق من الناس ، فتلقاهم الملائكة فيقولون :
إلى أين يا بني آدم؟ فيقولون : إلى الجنة. فيقولون : قبل الحساب؟ فيقولون : نعم ،
فيقولون : من أنتم؟ فيقولون : نحن الصابرون. فيقولون : وما كان صبركم؟ فيقولون :
صبرنا على طاعة الله ، وصبرنا عن معصية الله حتى توفانا إليه.
ومن كلامه عليهالسلام
في الوصية لابنه
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
الشيخ أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي المتوفى سنة ٣٢٨ في «تأديب الناشئين بأدب
الدنيا والدين» (ص ٢٢٥ تحقيق وتعليق محمد إبراهيم سليم ط مكتبة القرآن ، القاهرة)
قال :
وقال علي بن
الحسين عليهماالسلام لابنه : يا بني إن الله لم يرضك لي فأوصاك بي ، ورضيني لك
فحذرني منك ، وإن خير الآباء للأبناء من لم تدعه المودة إلى التفريط فيه ، وخير
الأبناء للآباء من لم يدعه التقصير إلى العقوق له.
ومن كلامه عليهالسلام
في الرياء وخلوص العمل
رواه جماعة من
أعلام العامة :
فمنهم العلامة
الشيخ محمد بن إبراهيم بن أبي بكر المشتهر بابن عباد الرندي الأندلسي النفري
المتوفى سنة ٧٩٢ في «شرح الحكم العطائية» (ص ٢١١ ط مركز الاهرام للترجمة والنشر ،
القاهرة) قال :
وقال علي بن
الحسين رضي الله تعالى عنه : كل شيء من أفعالك إذا اتصلت به رؤيتك فذلك دليل على
أنه لا يقبل منك ، لأن القبول مرفوع مغيب عنك ، وما انقطعت عنه رؤيتك فذلك دليل
على القبول.
ومن كلامه عليهالسلام
في وصف المؤمن والمنافق
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة أبو
عمر يوسف بن عبد البر النمري القرطبي الأندلسي المتوفى سنة ٤٦٣ في «جامع بيان
العلم وفضله» (ج ١ ص ١٣٦ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :
وعن أبي حمزة
الثمالي قال : دخلت على علي بن الحسين بن علي فقال : يا أبا حمزة ألا أقول لك صفة
المؤمن والمنافق. قلت : بلى جعلني الله فداك. فقال : إن المؤمن خلط علمه بحلمه
يسأل ليعلم ، وينصت ليسلم ، لا يحدث بالسر والأمانة إلا صدقا ، ولا يكتم الشهادة
للعبد ، ولا يحيف على الأعداء ، ولا يعمل شيئا من الحق رياء ولا يدعه حياء ، فإذا
ذكر بخير خاف ما يقولون واستغفر لما لا يعلمون ، وإن المنافق ينهى ولا ينتهي ويؤمر
ولا يأتمر ، إذا قام إلى الصلاة اعترض ، وإذا ركع ربض ، وإذا
سجد نقر ، يمسي
وهمته العشاء ولم يصم ، ويصبح وهمته النوم ولم يسهر.
ومن كلامه عليهالسلام
في بدء الطواف بالبيت الحرام
قد تقدم نقل ما
يدل عليه في ج ١٢ ص ١١٠ و ١١١ عن كتب العامة ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنه فيما
مضى :
فمنهم العلامة
السيد أبو الطيب تقي الدين محمد بن أحمد الحسيني المغربي الفاسي المالكي في «تاريخ
أم القرى» (ص ٨٥ الموجود في خزانة كتبنا) قال :
في ذكر بدو الطواف
بهذا البيت المعظم وما ورد من طواف غير الآدميين من الملائكة وغيرهم ، روينا في «تاريخ
الأزرقي» : ان بعض أهل الشام سأل زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
بمكة عن بدء الطواف بهذا البيت؟ فقال له علي ابن الحسين : أما بدء الطواف بهذا
البيت ، فإن الله تبارك وتعالى قال للملائكة : (إِنِّي جاعِلٌ فِي
الْأَرْضِ خَلِيفَةً) قالت الملائكة : أي رب أخليفة من غيرنا ممن يفسد فيها
ويسفك الدماء ويتحاسدون ويتباغضون ويتباغون ، أي رب اجعل ذلك الخليفة منا ، فنحن
لا نفسد فيها ولا نسفك الدماء ولا نتحاسد ونتباغض ولا نتباغى ، ونحن نسبح بحمدك
ونقدس لك ونطيعك ولا نعصيك. قال الله تعالى : (إِنِّي أَعْلَمُ ما
لا تَعْلَمُونَ) قال : فظنت الملائكة ما قالوا ردا على ربهم عزوجل وأنه قد غضب من قولهم ، فلا ذوا بالعرش ورفعوا رءوسهم
وأشاروا بالأصابع يتضرعون ويبكون أسفا والغضية ، وطافوا بالعرش ثلاث ساعات ، فنظر
الله عزوجل إليهم ، فنزلت الرحمة عليهم ، فوضع الله تعالى تحت العرش
بيتا على أربعة أساطين من زبرجد وغشافين بياقوتة حجرا وسمي البيت الصراح ، ثم قال
الله عزوجل للملائكة : طوفوا بهذا البيت ودعوا العرش. قال : فطافت
الملائكة بالبيت وتركوا العرش وصار أهون عليهم ، وهو البيت
المعمور الذي ذكره
الله عزوجل ، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون فيه أبدا ، ثم ان
الله عزوجل بعث ملائكة فقال : ابنوا لي بيتا في الأرض بمثاله وقدره ،
وأمر الله من في الأرض من خلقه أن يطوفوا بهذا البيت كما يطوف أهل السماء بالبيت
المعمور ، فقال الرجل : صدقت يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. انتهى.
وروينا نحوه
بالمعنى مختصرا ، في كتاب النسب للزبير بن بكار قاضي مكة.
وروينا في «تاريخ
الأزرقي» وغيره أخبارا تدل على طواف الملائكة بالبيت.
ومن كلامه عليهالسلام في قصة زينب
زوج النبي صلىاللهعليهوآله
ذكره جماعة من
أعلام العامة في مؤلفاتهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر الشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي في كتابه «أضواء
البيان في إيضاح القرآن» (ج ٦ ص ٥٨١ ط عالم الكتب في بيروت) قال:
وذكر القرطبي عن
علي بن الحسين أن الله أوحى إلى نبيه صلىاللهعليهوسلم أن زيدا سيطلق زينب ، وأن الله يزوجها رسوله صلىاللهعليهوسلم ، وبعد أن علم هذا بالوحي قال لزيد : أمسك عليك زوجك. وأن
الذي أخفاه في نفسه : هو أن الله سيزوجه زينب رضياللهعنها.
وقال أيضا في ص
٥٨٢ :
قال الترمذي
الحكيم في «نوادر الأصول» وأسند إلى علي بن الحسين قوله : فعلي ابن الحسين جاء
بهذا من خزانة العلم جوهرا من الجواهر ودرا من الدرر ، أنه إنما عتب الله عليه في
أنه قد أعلمه أن ستكون هذه من أزواجك ، فكيف قال بعد ذلك لزيد «أمسك عليك زوجك» ،
وأخذتك خشية الناس أن يقولوا : تزوج امرأة ابنه ، والله
أحق أن تخشاه.
انتهى محل الغرض منه.
ومنهم الشيخ محمد
علي طه الدرة في «تفسير القرآن الكريم وإعرابه وبيانه» (ج ١١ ص ٣٧١ ط دار الحكمة ،
دمشق وبيروت سنة ١٤٠٢) قال :
روي عن علي بن
الحسين رضياللهعنهم أجمعين أنه قال : أعلم الله نبيه صلىاللهعليهوسلم أن زينب ستكون من أزواجه قبل أن يتزوجها ، فلما أتاه زيد
يشكوها إليه وقال له : «أمسك عليك زوجك واتق الله» عاتبه الله وقال له : أخبرتك
أني مزوجكها ، وتخفي في نفسك ما الله مبديه ، فالذي أخفاه الرسول ليس هو الحب ،
وإنما أخفى ما أوحى الله إليه من أمر الزواج بها لحكمة عظيمة ، هي إبطال عادة
التبني. ومحمد صلىاللهعليهوسلم كان يعرف زينب من الصغر ، لأنها ابنة عمه ، وهي لا تحتجب
عنه فمن كان يمنعه منها ، وكيف يقدم إنسان امرأة لشخص وهي بكر حتى إذا تزوجها
وصارت ثيبا رغب فيها. ا ه
ومنهم المولوي علي
بن سلطان محمد القاري في «شرح الشفاء للقاضي عياض» (ج ٤ ص ٢٦٩ المطبوع بهامش «نسيم
الرياض في شرح شفاء القاضي عياض» ط دار الفكر ، بيروت) قال :
عن علي بن الحسين
: ان الله تعالى كان أعلم نبيه عليهالسلام والصلاة أن زينب ستكون من أزواجه ـ فذكر الحديث مثل ما
تقدم.
ومنهم العلامة
شهاب الدين أحمد الخفاجي المصري في «نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض» (ج ٤ ص
٢٦٩ ط دار الفكر ، بيروت)
فذكر القصة مثل ما
تقدم.
بعض حكمه عليهالسلام
رواها جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
الشيخ محمد بن فضائل بن عبد الساتر في «نديم الكرام ونسيم الغرام» (ق ٩٥ نسخة
مكتبة السلطان أحمد الثالث باسلامبول) قال :
ومن حكمه : أحزم
الملوك لا يلتمس من عدوه القتال ما وجد إلى غير القتال سبيلا ، فان القتال إنما
النفقة فيه من الأنفس وسائر الأشياء النفقة فيها من الأموال ، إذا كان وزير
السلطان يأمره بالمحاربة فيما يقدر على دفعه بالمسالمة فهو أشد أعدائه له عداوة ،
لا شيء أهلك للسلطان من صاحب يحسن القول ولا يحسن العمل.
وقال :
ومنه [أي السجاد عليهالسلام] إذا كان السلطان صالحا وكان وزراؤه وزراء سوء امتنع خيره
من الناس ولا يجترئ عليه أحد ولا يدنو منه أحد ، وإنما مثله في ذلك مثل الماء
الصافي الطيب الذي فيه التمساح ، فلا يستطيع الرجل أن يدخله وإن كان سابحا أو كان
إلى الماء محتاجا.
وقال :
ومن حكمه : ليس
أحد أحوج إلى المودة والتثبت من الملوك ، فإنما الولد بوالديه والمتعلم بالمعلم
والجند بالقائد والناسك بالدين والعامة بالملوك والملوك بالتقوى.
وقال أيضا :
ومن حكمه : العاقل
باستصغار [أي يعرف باستصغار] ما احتمل في دينه من مشقة أو أذى في جنب ما يصير إليه
من روح الأبدان وراحته.
وقال أيضا :
ومن حقائقه : صاحب
الدين قد فكّر فعلته السكينة ، وسكن فتواضع ، وقنع فاستغنى ، ورضي فلم يهتم ، وخلع
الدنيا فنجى من الشرور ، ورفض الشهوات فصار حرا ، وانفرد فكفي الأحزان ، واطرح
الحسد وظهرت له المحبة ، وسخت نفسه بكل فاستكمل العقل ، وأبصر العاقبة فأمن من
الندامة ، فلم يخف الناس ولم يخففهم ولم يذنب إليهم فسلم منهم.
وقال أيضا :
ومن حكمه : ليس من
شهوات الدنيا ولذاتها شيء إلا وهو متحول أذى ومورث حزنا ، فالدنيا كالماء المالح
ما يزداد صاحبه منه شربا إلا ازداد عطشا ، وكأحلام النائم تفرحه في منامه فإذا
استيقظ انقطع الفرح ، وكالبرق يضيء قليلا ويذهب وشيكا ويبقى صاحبه في الظلام مقيما
، وكدودة الإبريسم التي لا تزداد على نفسها لفا إلا ازدادت من الخروج بعدا.
وقال أيضا :
ومن حكمه البالغة
: العاقل حقيق بأن زهده في الدنيا علمه بأنه من نال منها كثر عناؤه فيه وحباله
عليه واشتدت مرزيته عند فراقه وعظمت التبعة منه بعد فراقه ، وعلى العاقل أن يديم
ذكره لما بعد هذه الدار ، وأن ينسبه إلى ما يسره منها ويستحي من مشاركة العجزة
الجهال في حب هذه العاجلة الفانية التي من كان في يده شيء منها فليس له وليس بباق
معه ، فليس بمنخدع بها إلا المغترون والغافلون ، ولا يتخذ عن العاقل بصحبته
الأخلاء ولا الأحباء ، ولا يحرص على ذلك كل الحريص ، فإن صحبتم على ما فيها من
السرور كثيرة الأذى والأحزان ، ثم يختم ذلك كله بعاقبة الفراق.
وقال أيضا :
ومن حكمه : ليس
للملك أن يمتنع من مراجعة كل من أصابته جفوة أو عقوبة عن جرم أجرمه أو ظلم ظلمه ،
فإن امتناعه من ذلك مضر بأموره وأعماله ، ولكن عليه أن ينظر في أمر من يكون كذلك
وما عنده وما يرجى منه ، فإن كان ممن يستعان به ويوثق برأيه وأمانته كان الملك أحق
بالحرص على مراجعته منه.
وقال :
ومن وصاياه :
ينبغي للسلطان أن لا يلج في تضييع حق ذوي الحق ووضع منزلة ذوي المروة ، ويستدرك
ذلك رأيه في ذلك ، ولا يغره أن يرى في صاحبه المفعول ذلك به رضى وإقرارا ، فإن
الناس في ذلك رجلان : رجل أضل طباعه الشراسة فهو كالحية إن وطئها الواطئ فلم تلدغه
لم يكن جديرا أن تغره ذلك فيعود ، ورجل أصل طباعه السهولة فهو كالصندل البارد إذا
أفرط في حكه عاد حارا يؤذي.
وقال في ص ٩٦ :
ومن حكمه : كثرة
الأعوان إذا لم يكونوا متخيرين مضرة بالعمل ، فإن العمل صلاحه بصلاح الأعوان لا
بكثرة الأعوان ، فإن حامل الحجر الثقيل يثقل نفسه ولا يجد به ثمنا ، وحامل الياقوت
لا ثقل عليه منه وهو يجد به حاجته.
وقال فيه :
[ومنها] إذا لم
يكن في ملك الملوك سرور رعيته كان ملكه ظلما.
وقال فيه أيضا :
[ومنها] لا ينبغي
للرجل الفاضل المروءة أن يرى إلا في مكانين : إما مع النساك متبتلا ، وإما مع
الملوك مكرما.
وقال فيه أيضا :
ومن الآداب العلية
: حق على صاحب السلطان أن يعرف أخلاقه ثم يرفق في متابعته وقلة الخلاف عليه ، فإذا
أراد أمرا رآه صوابا زينه له ، وإذا أراد خطأ بصره ما فيه من الضرر والشر وما في
تركه من النفع والزين بأرفق ما يجد ولينه.
وقال فيه أيضا :
ومن الآداب : ليس
للوزير مع السلطان أن يكتمه النصيحة وإن استقلها ، وليس له مع ذلك أن يكون كلامه
كلام خرق ولا مكابرة ، ولكن كلام رفق وذل ، ولو احتال بالأمثال والتحدث بعيب
الغير.
وقال أيضا :
ومن مواعظه
الشريفة : ليس للعاقل أن يستعد الآخرة فيميل إلى العاجلة ، فيكون في استعجال
القليل بيع الكثير بالقليل اليسير.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
الشيخ أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي صاحب «العقد الفريد» في «طبائع النساء وما
جاء فيها من العجائب والغرائب» (ص ٨٨ ط مكتبة القرآن ، بولاق القاهرة) قال :
وتزوج علي بن
الحسين جارية له وأعتقها ، فبلغ ذلك عبد الملك ، فكتب إليه يؤنبه ، فكتب إليه علي
: إن الله رفع بالإسلام الخسيسة ، وأتم به النقيصة ، وأكرم به من
اللؤم ، فلا عار
على مسلم ، وهذا رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد تزوج أمته وامرأة عبده. فقال عبد الملك : إن علي بن
الحسين يشرف من حيث يتضع الناس.
ومنهم الفاضل
المعاصر الدكتور محمد الأحمدي أبو النور المصري في «منهج السنة في الزواج» (ص ٣٢٦
ط ٣ دار السلام للطباعة والتوزيع والنشر والترجمة)
ذكر مثل ما تقدم
عن ابن عبد ربه.
ومنهم الفاضل
المعاصر أحمد زكى صفوت ، وكيل كلية دار العلوم جامعة القاهرة سابقا في «جمهرة
رسائل العرب في عصور العربية الزاهرة» (ج ٢ ص ٢٣ ط المكتبة العلمية ، بيروت) قال :
وروى صاحب العقد
الفريد هذا الخبر قال ـ فذكر الخبر مثل ما تقدم.
ومن كلامه عليهالسلام في التقية
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم العلامة
المؤرخ محمد بن سعد بن منيع الهاشمي البصري المشتهر بابن سعد في «الطبقات الكبرى» (ج
٥ ص ١٦٥ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :
أخبرنا عبد العزيز
بن الخطاب ، قال : حدثنا موسى بن أبي حبيب الطائفي ، عن علي ابن الحسين قال :
التارك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كالنابذ كتاب الله وراء ظهره إلا أن يتقي
تقاه. قيل : وما تقاته؟ قال : يخاف جبارا عنيدا يخاف أن يفرط أو أن يطغى.
ومن كلامه عليهالسلام
في ذم الضحك
قد تقدم نقل ما
يدل عليه في ج ١٢ ص ١٠٨ وج ١٩ ص ٤٨١ عن كتب العامة ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي
لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة أبو
بكر أحمد بن مروان الدينوري الحنفي في «منتخب الأخبار» (ق؟
النسخة المصورة من
مكتبة جستربيتي) قال :
عن فضيل بن غزوان
قال : قال علي بن الحسين رضياللهعنهما : من ضحك ضحكة مجّ مجّة من العلم.
ومنهم قائد
الحنابلة أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني المتولد سنة ١٦٤ والمتوفى
سنة ٢٤١ في «الزهد» (ص ٢٠٨ ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة ١٤٠٣) قال :
حدثنا عبد الله ،
حدثنا محمد بن حميد ، حدثنا جرير ، عن الفضيل بن غزوان ، عن علي بن الحسين قال ـ فذكر
مثل ما تقدم.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر السيد علي فكري ابن الدكتور محمد عبد الله يتصل نسبه بالحسين عليهالسلام القاهري المصري المولود سنة ١٢٩٦ والمتوفى سنة ١٣٧٢
بالقاهرة في كتابه «السمير المهذب» (ج ١ ص ٦٥ ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة
١٣٩٩) قال :
يروى أن عبد الملك
بن مروان دخل المسجد الحرام للطواف ، فرأى حلق الذكر والعلم ، فأعجب بها كل
الإعجاب ، وجعل يتأمل ويبتسم ، ثم أشار إلى أخرى وقال : لمن هذه؟ فقيل لميمون بن
مهران ، وأشار إلى أخرى وقال : لمن هذه؟ فقيل : لمجاهد ، وأشار إلى أخرى وقال :
لمن هذه؟ فقيل : لمكحول ، وكلهم من أبناء الفرس.
فتعجب من ذلك ،
فلما رجع إلى منزله جمع أحياء قريش وقال : يا معشر قريش كنا فيما قد علمتم ، فمنّ
الله علينا بمحمد صلىاللهعليهوسلم وبهذا الدين القويم ، فحقرتموه حتى غلبكم أبناء الفرس ،
فلم يرد عليه أحد ، إلا علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب رضي الله تعالى عنه ،
فقال : (ذلِكَ فَضْلُ اللهِ
يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ).
ومن كلامه عليهالسلام
قد تقدم نقل ما
يدل عليه عن كتب العامة في ج ١٢ ص ١٠٥ وج ١٩ ص ٤٨٥ ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي
لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الشيخ جابر
الجزائري في «العلم والعلماء» (ص ٢٥ ط القاهرة) قال :
قوله : عجبت
للمتكبر الفخور الذي كان بالأمس نطفة ثم هو غدا جيفة ، وعجبت كل العجب لمن شك في
الله وهو يرى خلقه ، وعجبت كل العجب لمن أنكر النشأة الآخرة وهو يرى النشأة الأولى
، وعجبت كل العجب لمن عمل لدار الفناء وترك دار البقاء.
ومنهم العلامة
صاحب «مناقب الأبرار» (ق ١٦١ نسخة مكتبة جستربيتي) قال :
روى جعفر بن محمد
، عن أبيه أن علي بن الحسين عليهماالسلام كان يقول :
عجبت للمتكبر
الفخور ـ فذكر مثل ما تقدم ، إلا أن فيه «النشأة الأخرى».
ومنهم الفاضل
المعاصر علي فكري الحسيني القاهري في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٧٠ ط بيروت)
ذكر مثل ما سبق.
ومن كلامه عليهالسلام
في فقد الأحبة
ذكره جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
المؤرخ ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٥٤ ط دار البشير بدمشق) قال :
أخبرنا أبو علي
الحداد ، نا أبو نعيم ، نا أبو الحسن محمد بن محمد بن عبيد الله ، نا أبو بكر بن
الأنباري ، نا أحمد بن الصلت ، نا قاسم بن إبراهيم العلوي ، نا أبي ، عن جعفر بن
محمد ، عن أبيه قال : قال علي بن الحسين : فقد الأحبة غربة.
ومنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة
دمشق لابن عساكر» (ج ١٧ ص ١٥٥ ط دار الفكر) قال :
قال علي بن الحسين
عليهماالسلام ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر.
ومنهم صاحب «مناقب
الأبرار» (ص ٢٦١ نسخة جستربيتي بايرلندة) قال :
قال محمد بن علي :
قال علي بن الحسين ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
الشيخ زين الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي السلامي البغدادي
الدمشقي المتوفى بها سنة ٧٩٥ في «شرح علل الترمذي» (ص ٢٣٤ ط عالم الكتب ، بيروت)
قال :
من طريق الزهري ،
عن علي بن الحسين قال : ليس من العلم ما لا يعرف ، إنما العلم ما عرف وتواطأت عليه
الألسن.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في مؤلفاتهم :
فمنهم العلامة
المؤرخ ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٤٧ ط دار البشير بدمشق) قال :
أخبرنا أبو الحسين
بن الفرا وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالوا : أنبأنا أبو جعفر بن أبي
مسلمة ، أنبأنا أبو طاهر المخلص ، أنبأنا أحمد بن سليمان ، أنبأنا الزبير بن
البكار ، حدثني عمي مصعب ، نا ابن عبد الله وأبو محمد بن الضحاك وعبد الملك بن عبد
العزيز ومحمد بن زيد الأنصاري ومحمد بن الحسن ومن لا أحصي من مشايخنا : ان علي ابن
الحسين قال : ما أود أن لي بنصيبي من الذل حمر النعم.
وقال :
أخبرنا أبو الحسن
علي بن أحمد بن الحسن وأبو غالب وأبو عبد الله ، ابنا البنا ، قالوا: أنبأنا أبو
الحسين محمد بن أحمد بن محمد ، أنبأنا أبو الحسن الدار قطني ، أنبأنا أبو سهل ابن
زياد ، أنبأنا إسماعيل بن إسحاق ، أنبأنا علي بن المديني قال : سمعت سفيان يقول : كان
علي بن الحسين يقول : ما يسرني بنصيبي من الذل حمر النعم.
ومنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة
دمشق لابن عساكر» (ج ١٧ ص ٢٤٥ ط دار الفكر) قال :
وحدث جماعة أن علي
بن الحسين قال : ما أود أن لي ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر.
ومنهم الحافظ جمال
الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة ٧٤٢ في «تهذيب الكمال» (ج ١٢٠ ص ٣٩٨ ط
مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
وقال سفيان بن
عيينة : كان علي بن الحسين يقول : ما يسرني بنصيبي ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الحافظ ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ١٠٧ ط دار البشير بدمشق) قال :
أخبرنا أبو
السعادات أحمد بن المتوكل وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة ، نا أبو بكر أحمد بن علي
بن ثابت ، أنا محمد بن أبي علي الأصبهاني التاجر ، نا أحمد بن محمود القاضي
بالأهواز ، نا محمد بن زكريا ، نا ابن عائشة قال : سئل علي بن الحسين عن صفة
الزاهد في الدنيا فقال : يتبلغ بدون قوته ، ويستعد ليوم موته ، ويتبرّم بحياته.
ومنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة
دمشق لابن عساكر» (ج ١٧ ص ٢٤٩ ط دار الفكر) قال :
سئل علي بن الحسين
عن صفة الزاهد في الدنيا فقال ـ فذكر مثل ما تقدم
عن ابن عساكر.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي فكري القاهري الحسيني في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٧ ط بيروت) قال
:
من كلامه رضياللهعنه : عجبت لمن يحتمي من الطعام لمضرته ، ولا يحتمي من الذنب
لموته.
من كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
الشيخ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي الشافعي في «استجلاب ارتقاء الغرف بحب
أقرباء الرسول ذوي الشرف» (ق ٣٦ نسخة مكتبة عاطف أفندي باسلامبول) قال :
وعن زيد بن علي بن
الحسين عن أبيه قال : ان الله أخذ ميثاق من يحبنا وهم في أصلاب آبائهم ، فلا
يقدرون على ترك ولايتنا ، لأن الله عزوجل جبلهم على ذلك.
ومن كلامه عليهالسلام
في سبب عداوة قريش لعلي عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الحافظ ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٢٦٧ ط دار البشير بدمشق) و «ترجمة الإمام علي
بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق» (ج ٢ ص ٢٢٩) قال :
أخبرنا أبو طالب
بن أبي عقيل ، أنبأنا أبو الحسن الخلعي ، أنبأنا أبو محمد بن النحاس ، أنبأنا أبو
سعيد بن الأعرابي ، أنبأنا الغلابي ـ يعني محمد بن زكريا ، أنبأنا إبراهيم يسار ،
أنبأنا سفيان ، عن ابن طاوس ، عن أبيه قال : قلت لعلي بن الحسين بن علي : ما بال
قريش لا تحب عليا؟ فقال : لأنه أورد أولهم النار وألزم آخرهم العار.
ومنهم العلامة
المؤرخ اللغوي محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ
دمشق» (ج ١٧ ص ٢٧٣ ط دار الفكر بدمشق) قال :
عن طاوس : قلت
لعلي بن الحسين بن علي ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم.
ومن كلامه عليهالسلام
في حب أهل البيت
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
الشيخ أبو عبد الله محمد بن المدني جنون المغربي الفاسي المالكي المتوفى بعد سنة
١٢٧٨ في «الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة» (ص ٣٥ ط المطبعة الفاسية) قال
:
وقال في «وصلة
الزلفى» عن الحافظ جمال الدين الزرندي يروي : أن علي ابن الحسين جاءه قوم من أصحاب
النبي صلىاللهعليهوسلم يعودونه في علته ، فقالوا له : كيف أصبحت يا بن رسول الله صلىاللهعليهوسلم فدتك أنفسنا؟ قال : في عافية والله محمود ، كيف أصبحتم
جميعا؟ فقالوا له : والله ما أصبحنا لك يا ابن رسول الله إلا محبين وادّين. فقال
لهم : من أحبنا لله أسكنه الله في ظل ظليل يوم لا ظل إلا ظله ، ومن أحبنا يريد
مكافأتنا كافأه الله عنا بالجنة ، ومن أحبنا لغرض دنياه وأتاه الله رزقه من حيث لا
يحتسب.
ومنهم الفاضل
المعاصر الأستاذ أحمد أبو كف في كتاب «آل بيت النبي في مصر» (ص ٦٧ ط دار المعارف ،
القاهرة) قال :
يروى أنه مرض فدخل
عليه جماعة من صحابة الرسول ، فقالوا له : كيف أصبحت ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن
«الدرر المكنونة» باختلاف قليل في اللفظ.
ومنهم الشريف علي
فكري الحسيني في «أحسن القصص» (ص ٢٦٨ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :
لما مرض دخل عليه
جماعة من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «الدرر المكنونة».
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
الشيخ أبو عبد الله محمد بن المدني جنون المغربي الفاسي المالكي المتوفى بعد سنة
١٢٧٨ في كتابه «الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة» (ص ٤٢ ط المطبعة الفاسية)
قال :
قال الحافظ جمال
الدين الزرندي : يروى أن علي بن الحسين رضياللهعنه قال : أيها الناس إن كل صمت ليس فيه ذكر الله فهو هباء ،
ألا إن الله عزوجل ذكر أقواما بآبائهم يحفظ الأبناء بالآباء ، قال الله تعالى
: (وَكانَ أَبُوهُما
صالِحاً) ، ولقد حدثني أبي عن آبائه : أنه كان التاسع من ولده ،
ونحن عترة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فاحفظونا لرسول الله. قال الراوي : فرأيت الناس يبكون من
كل جانب.
من كلامه في الخضر عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر محمد خير رمضان يوسف في «الخضر بين الواقع والتهويل» (ص ٢٧٩ ط دار المصحف)
قال :
قال الإمام
الشافعي في مسنده : أخبرنا القاسم بن عبد الله بن عمر ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه
، عن جده علي بن الحسين ، قال : لما توفي رسول الله صلىاللهعليهوسلم وجاءت التعزية ، سمعوا قائلا يقول : إن في الله عزاء من كل
مصيبة ، وخلفا من كل هالك ، ودركا من كل فائت ، فبالله فثقوا ، وإياه فارجوا ، فإن
المصاب من حرم الثواب. قال علي بن الحسين : أتدرون من هذا؟ هذا الخضر!
ومن كلامه عليهالسلام مع الخضر
قد تقدم نقل ما
يدل عليه في ج ١٢ ص ٩٧ عن كتب أعلام العامة ، ونستدرك عن كتبهم التي لم نرو عنها
فيما مضى :
فمنهم العلامة
محمد بن مكرم ابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٧ ص ٢٣٨
ط دار الفكر بدمشق) قال :
قال أبو حمزة
الثمالي : أتيت باب علي بن الحسين ، فكرهت أن أصوّت ، فقعدت حتى خرج ، فسلمت عليه
، فرد علي السلام ، ودعا لي ، ثم انتهى إلى حائط له ، فقال : يا أبا حمزة ترى هذا
الحائط؟ قلت : بلى يا بن رسول الله ، قال : فإني اتكأت عليه يوما وأنا حزين ، فإذا
رجل حسن الوجه والثياب ينظر تجاه وجهي ، ثم قال : ما لي أراك حزينا كئيبا؟ أعلى
الدنيا؟ فهو رزق حاضر ، يأكل منه البر والفاجر ، فقلت : ما عليها أحزن كما تقول ،
فقال : أعلى الآخرة؟ هو وعد صادق ، يحكم فيها ملك قاهر. قلت :
ما على هذا أحزن
لأنه كما تقول. قال : فما حزنك يا علي بن الحسين؟ قلت : أتخوف من فتنة ابن الزبير.
قال : يا علي هل رأيت أحدا سأل الله فلم يعطه؟ قلت : لا ، قال فخاف الله فلم يكفه؟
قلت : لا ، ثم غاب عني.
فيقول لي : يا علي
هذا الخضر عليهالسلام ناجاك.
ومنهم الحافظ ابن
عساكر في «تاريخ دمشق» (ج ١٢ ص ٣٩ ط دار البشير) قال :
أنبأنا أبو علي
الحداد ، نا أبو نعيم الحافظ ، نا محمد بن أحمد ، نا عبيد الله بن جعفر الرازي ،
نا علي بن رجاء القادسي ، نا عمرو بن خالد ، عن أبي حمزة الثمالي قال : أتيت باب
علي بن الحسين ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن المختصر.
ومن كلامه عليهالسلام للمنهال بن عمرو
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (ج ٢٠
ص ٤٠٠ ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
وقال محمد بن سعد
، عن مالك بن إسماعيل ، حدثنا سهل بن شعيب النهمي ـ وكان نازلا فيهم يؤمهم ـ عن
أبيه ، عن المنهال ـ يعني : ابن عمرو ـ قال : دخلت على علي بن الحسين ، فقلت : كيف
أصبحت أصلحك الله؟ فقال : ما كنت أرى شيخا من أهل المصر مثلك ، لا يدري كيف أصبحنا
، فأما إذ لم تدر أو تعلم ، فأنا أخبرك : أصبحنا في قومنا بمنزلة بني إسرائيل في
آل فرعون إذ كانوا يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم ، وأصبح شيخنا وسيدنا يتقرب إلى
عدونا بشتمه أو سبه على المنابر ، وأصبحت قريش تعد أن لها الفضل على العرب ، لأن
محمدا منها لا يعد لها فضل إلا به ، وأصبحت العرب مقرة لهم بذلك ، وأصبحت العرب
تعد أن لها الفضل
على العجم لأن
محمدا منها لا يعد لها فضل إلا به ، وأصبحت العجم مقرة لهم بذلك ، فلئن كانت العرب
صدقت أن لها الفضل على العجم وصدقت قريش أن لها الفضل على العرب لأن محمدا منها إن
لنا أهل البيت الفضل على قريش لأن محمدا منا فأصبحوا يأخذون بحقنا ولا يأخذون لنا
حقا ، فهكذا أصبحنا إذ لم تعلم كيف أصبحنا. قال : فظننت أنه أراد أن يسمع من في
البيت.
ومنهم الحافظ ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٤٦ ط دار البشير بدمشق) قال :
قرأت على أبي غالب
بن البنا ، عن أبي محمد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيويه إجازة ، أنبأنا سليمان
بن إسحاق ، أنبأنا حارث بن أبي أسامة ، أنبأنا محمد بن سعد ، أنبأنا مالك بن
إسماعيل ، أنبأنا سهل بن شعيب النهمي وكان نازلا فيهم يومهم ، عن أبيه ، عن
المنهال ـ يعني أبن عمرو ـ قال : دخلت على علي بن الحسين فقلت : كيف أصبحت أصلحك
الله ـ فذكر مثل ما تقدم عن «تهذيب الكمال».
ومنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة
دمشق لابن عساكر» (ج ١٧ ص ٢٤٥ ط دار الفكر) قال :
قال المنهال بن
عمرو : دخلت على علي بن حسين فقلت : كيف أصبحت أصلحك الله؟ فقال ـ فذكر مثل ما
تقدم عن «تهذيب الكمال».
ومنهم العلامة
المؤرخ محمد بن سعد بن منيع الهاشمي البصري المشتهر بابن سعد في «الطبقات الكبرى» (ج
٥ ص ١٧٠ ط دار الكتب العلمية ، بيروت)
فذكر الحديث متنا
وسندا مثل ما تقدم عن «تهذيب الكمال» ، إلا أن فيه : «فأخبرك» مكان : فأنا أخبرك ،
و «ولا يعرفون لنا حقا» مكان : ولا يأخذون لنا حقا.
ومن كلامه عليهالسلام
في شكر المخلوق
رواه جماعة من أعلام
القوم في كتبهم :
فمنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة
دمشق لابن عساكر» (ج ١٧ ص ٢٥٥ ط دار الفكر) قال :
قال علي بن الحسين
: لقد استرقّك بالود من سبقك إلى الشكر.
ومنهم الحافظ
المؤرخ ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٥٤ ط دار البشير ، دمشق) قال :
أخبرنا أبو القاسم
زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو إسحاق
إبراهيم بن محمد بن عمرويه العبد الذليل بمرو ، أنا أحمد بن الصلت الحماني ، أنا
ثابت الزاهد ، قال : سمعت سفيان الثوري يقول : سمعت منصورا يقول : سمعت علي بن
الحسين يقول ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم.
ومن كلامه عليهالسلام
في المؤاخاة
ذكره جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر عبد الغني كلامي في «حدائق المتقين فيما ينفع المسلمين» (ص ١٧٦ ط دار
الكتاب النفيس ، بيروت) قال :
قال علي بن الحسين
رضياللهعنهما لرجل : هل يدخل أحدكم يده في كمّ أخيه وكيسه ، فيأخذ منه
ما يريد بغير إذنه؟ قال : لا. قال : فلستم بإخوان!
كلام آخر له عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
الشيخ أبو عمر يوسف بن عبد الله ابن عبد البر النمري القرطبي المتوفى سنة ٤٦٣ في «بهجة
المجالس وأنس المجالس» (ج ١ ص ٣٨٣ ط القاهرة) قال :
روي عن علي بن
الحسين رحمهالله أنه قال : لا يكون الصديق صديقا حتى يقطع لأخيه المؤمن
قطعة من دينه يرقعها بالاستغفار.
كلامه عليهالسلام
قد تقدم نقل ما
يدل على ذلك عن أعلام العامة في ج ١٩ ص ٤٨٠ ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو
عنها فيما مضى :
فمنهم العلامة
المؤرخ اللغوي محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ
مدينة دمشق» (ج ١٧ ص ٢٤٦ ط دار الفكر بدمشق) قال :
قال علي بن الحسين
: لا يقول رجل في رجل من الخير ما لا يعلم إلا أوشك أن يقول فيه من الشر ما لا
يعلم ، ولا اصطحب اثنان على غير طاعة الله إلا أوشك أن يتفرقا على غير طاعة الله.
ومنهم الحافظ ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٤٨ ط دار البشير بدمشق) قال :
أخبرنا أبو القاسم
علي بن ابراهيم ، أنبأنا رشا بن نظيف ، أنبأنا الحسن بن إسماعيل ، أنبأنا أحمد بن
مروان ، أنبأنا سليمان بن الحسن ، أنبأنا خالد بن خداش ، عن سفيان بن عيينة قال :
قال علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن
ابن منظور
الإفريقي.
ومنهم العلامة
الشيخ أبو بكر أحمد بن مروان الدينوري الحنفي في «منتخب الأخبار» (ق ٢٨ المصور من
مخطوطة مكتبة جستربيتي) قال :
روي عن سفيان بن
عيينة قال : قال علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضياللهعنهم ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن ابن منظور.
ومنهم العلامة
صاحب «مختار مناقب الأبرار» (ق ٢٦١ المصور من نسخة مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال :
قال ابن عيينة :
قال علي بن الحسين ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن ابن منظور.
ومنهم الفاضل
المعاصر أحمد عبد العليم البردوني في «المختار من كتاب عيون الأخبار لابن قتيبة» (ص
٩٢ ط دار الثقافة والإرشاد القومي ، القاهرة) قال :
قال علي بن الحسين
ـ فذكر الحديث بعين ما تقدم عن ابن منظور.
ومنهم الحافظ جمال
الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة ٧٤٢ في «تهذيب الكمال» (ج ٢٠ ص ٢٩٨ ط
مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
وقال [ابن عيينة]
أيضا : قال علي بن الحسين ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن ابن منظور.
كلامه عليهالسلام
في محاسبة النفس
ذكره جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة ابن
منظور الإفريقي في «مختصر تاريخ مدينة دمشق» (ج ٧ ص ٢٤٩ ط دمشق) قال :
قال الزهري : سمعت
علي بن الحسين سيد العابدين يحاسب نفسه ، ويناجي ربه ، ويقول : يا نفس حتام إلى
الدنيا غرورك؟ وإلى عمارتها ركونك؟ أما اعتبرت بمن مضى من أسلافك؟ ومن وارته الأرض
من ألافك؟ ومن فجعت به من إخوانك؟ ونقل إلى البلى من أقرانك؟
فهم في بطون
الأرض بعد ظهورها
|
|
محاسنهم فيها
بوال دواثر
|
خلت دورهم منهم
وأقوت عراصهم
|
|
وساقتهم نحو
المنايا المقادر
|
وخلوا عن الدنيا
وما جمعوا لها
|
|
وضمتهم تحت
التراب الحفائر
|
كم تخرمت أيدي
المنون من قرون بعد قرون؟ وكم غيرت الأرض ببلاها؟ وغيبت في ثراها ممن عاشرت من
صنوف الناس ، وشيعتهم إلى الأرماس؟
وأنت على الدنيا
مكب منافس
|
|
لخطائها فيها
حريص مكاثر
|
على خطر تمسي
وتصبح لاهيا
|
|
أتدري بما ذا لو
عقلت تخاطر
|
وإن امرؤ يسعى
لدنياه دائبا
|
|
ويذهل عن أخراه
لا شك خاسر
|
فحتام على الدنيا
إقبالك؟ وبشهواتها اشتغالك؟ وقد وخطك القتير ، وأتاك النذير ، وأنت عما يراد بك
ساه ، وبلذة نومك لاه؟
وفي ذكر هول
الموت والقبر والبلى
|
|
عن اللهو
واللذات للمرء زاجر
|
أبعد اقتراب
الأربعين تربص
|
|
وشيب قذال منذر
لك كاسر
|
كأنك تعني بالذي
هو صائر
|
|
لنفسك عمدا عن
الرشد جائر
|
أنظر إلى الأمم
الماضية والملوك الفانية ، كيف أفنتهم الأيام ، ووافاهم الحمام ، فانمحت من الدنيا
آثارهم ، وبقيت فيها أخبارهم.
وأضحوا رميما في
التراب وعطّلت
|
|
مجالس منهم
أقفرت ومعاصر
|
وحلّوا بدار لا
تزاور بينهم
|
|
وأنى لسكان
القبور تزاور
|
فما إن ترى إلا
جثى قد ثووا بها
|
|
مسطحة تسفي
عليها الأعاصر
|
كم من ذي منعة
وسلطان ، وجنود وأعوان ، تمكن من دنياه ، ونال فيها ما تمناه ، وبنى القصور
والدساكر ، وجمع الأعلاق والذخائر.
فما صرفت كف
المنية إذ أتت
|
|
مبادرة تهوي
إليه الذخائر
|
ولا دفعت عنه
الحصون التي بنى
|
|
وحفّ بها أنهاره
والدساكر
|
ولا قارعت عنه
المنية حيلة
|
|
ولا طمعت في
الذبّ عنه العساكر
|
أتاه من الله ما
لا يرد ، ونزل به من قضائه ما لا يصد ، فتعالى الله الملك الجبار المتكبر القهار ،
قاصم الجبارين ومبير المتكبرين.
مليك عزيز لا
يرد قضاؤه
|
|
حكيم عليم نافذ
الأمر قاهر
|
عنا كل ذي عز
لعزّة وجهه
|
|
فكل عزيز
للمهيمن صاغر
|
لقد خضعت
واستسلمت وتضاءلت
|
|
لعزة ذي العرش
الملوك الجبابر
|
فالبدار البدار ،
والحذار الحذار من الدنيا ومكايدها ، وما نصبت لك من مصايدها ، وتحلت لك من زينتها
، وأظهرت لك من بهجتها.
وفي دون ما
عانيت من فجعاتها
|
|
إلى رفضها داع ،
وبالزهد آمر
|
فجدّ ولا تغفل
فعيشك زائل
|
|
وأنت إلى دار
الإقامة صائر
|
ولا تطلب الدنيا
فإن طلابها
|
|
وإن نلت منها
غبة لك صائر
|
وهل يحرص عليها
لبيب؟ أو يسر بها أريب؟ وهو على ثقة من فنائها ، وغير طامع في بقائها؟ أم كيف تنام
عينا من يخشى البيات؟ وتسكن نفس من يتوقع الممات؟
ألا لا ولكنا
نغرّ نفوسنا
|
|
وتشغلنا اللذات
عما نحاذر
|
وكيف يلذ العيش
من هو موقن
|
|
بموقف عدل يوم
تبلى السرائر
|
كأنا نرى أن لا
نشور أو أننا
|
|
سدى ما لنا بعد
الممات مصائر
|
وما عسى أن ينال
صاحب الدنيا من لذتها ، ويتمتع به من بهجتها ، مع صنوف
عجائبها ، وكثرة
تعبه في طلبها ، وما يكابد من أسقامها وأوصابها وآلامها؟
وما قد ترى في
كل يوم وليلة
|
|
يروح علينا
صرفها ويباكر
|
تعاورنا آفاتها
وهمومها
|
|
وكم قد ترى يبقى
لها المتعاور
|
فلا هو مغبوط
بدنياه آمن
|
|
ولا هو عن
بطلانها النفس قاصر
|
كم قد غرت الدنيا
من مخلد إليها ، وصرعت من مكب عليها ، فلم تنعشه من غرته ، ولم تقمه من صرعته ،
ولم تشفه من ألمه ، ولم تبره من سقمه؟
بلى أوردته بعد
عز ومنعة
|
|
موارد سوء ما
لهن مصادر
|
فلما رأى أن لا
نجاة وأنه
|
|
هو الموت لا
ينجيه منه التحاذر
|
تندم إذ لم تغن
عنه ندامة
|
|
عليه وأبكته
الذنوب الكبائر
|
بكى على ما سلف من
خطاياه ، وتحسر على ما خلف من دنياه ، حين لا ينفعه الاستعبار ، ولا ينجيه
الاعتذار ، عند هول المنية ، ونزول البلية.
أحاطت به أحزانه
وهمومه
|
|
وأبلس لما
أعجزته المعاذر
|
فليس له من كربة
الموت فارج
|
|
وليس له مما
يحاذر ناصر
|
وقد جشأت خوف
المنية نفسه
|
|
ترددها منه
اللها والحناجر
|
هنا لك خف عنه
عواده ، وأسلمه أهله وأولاده ، فارتفعت الرنة بالعويل ، وأيسوا من برء العليل ،
فغمضوا بأيديهم عينيه ، ومدوا عند خروج نفسه رجليه.
فكم موجع يبكي
عليه ومفجع
|
|
ومستنجد صبرا
وما هو صابر
|
ومسترجع داع له
الله مخلصا
|
|
يعدّد منه خير
ما هو ذاكر
|
وكم شامت مستبشر
بوفاته
|
|
وعما قليل كالذي
صار صائر
|
فشق جيوبها نساؤه
، ولطم خدودها إماؤه ، وأعول لفقده جيرانه ، وتوجع لرزئه إخوانه ، ثم أقبلوا على جهازه
، وشمروا لإبرازه.
وظل أحب القوم
كان لقربه
|
|
يحث على تجهيزه
ويبادر
|
وشمّر من قد
أحضروه لغسله
|
|
ووجّه لما قام
للقبر حافر
|
وكفن في ثوبين
واجتمعت له
|
|
مشيعة إخوانه
والعشائر
|
فلو رأيت الأصغر
من أولاده ، وقد غلب الحزن على فؤاده ، وغشي من الجزع عليه ، وخضّبت الدموع خدّيه
، وهو يندب أباه ويقول : يا ويلاه.
لعاينت من قبح
المنية منظرا
|
|
يهال لمرآه
ويرتاع ناظر
|
أكابر أولاد
يهيج اكتئابهم
|
|
إذا ما تناساه
البنون الأصاغر
|
ورنّة نسوان
عليه جوازع
|
|
مدامعهم فوق
الخدود غوازر
|
ثم أخرج من سعة
قصره إلى ضيق قبره ، فلما استقر في اللحد وهي عليه اللبن ، وقد حثوا بأيديهم
التراب ، وأكثروا التلدد عليه والانتحاب ، ووقفوا ساعة عليه ، وآيسوا من النظر
إليه.
فولوا عليه
معولين وكلهم
|
|
لمثل الذي لاقى
أخوه محاذر
|
كشاء رتاع آمنات
بدا لها
|
|
بمذننة بادي الذراعين
حاسر
|
فريعت ولم ترتع
قليلا وأجفلت
|
|
فلما نأى عنها
الذي هو جازر
|
عادت إلى مرعاها ،
ونسيت ما في أختها دهاها ، أفبأفعال البهائم اقتدينا؟ أم على عادتها جرينا؟ عد إلى
ذكر المنقول إلى دار البلى والثرى ، المدفوع إلى هول ما ترى.
ثوى مفردا في
لحده وتوزعت
|
|
مواريثه أرحامه
والأواصر
|
وأخنوا على
أمواله يقسمونها
|
|
بلا حامد منهم
عليها وشاكر
|
فيا عامر الدنيا
ويا ساعيا لها
|
|
ويا آمنا من أن
تدور الدوائر
|
كيف أمنت هذه
الحالة ، وأنت صائر إليها لا محالة؟ أم كيف تهنأ بحياتك ، وهي مطيتك إلى مماتك؟ أم
كيف تسيغ طعامك ، وأنت منتظر حمامك؟
ولم تتزود
للرحيل وقد دنا
|
|
وأنت على حال
وشيكا مسافر
|
فيا لهف نفسي كم
أسوف توبتي
|
|
وعمري فان
والردى لي ناظر
|
وكل الذي أسلفت
في الصحف مثبت
|
|
يجازي عليه عادل
الحكم قادر
|
فكم ترقع بآخرتك
دنياك؟ وتركب في ذلك هواك؟ أراك ضعيف اليقين يا مؤثر الدنيا
على الدين ، أبهذا
أمرك الرحمن؟ أم على هذا أنزل القرآن؟
تخرب ما يبقى
وتعمر فانيا
|
|
فلا ذاك موفور
ولا ذاك عامر
|
وهل لك إن وافاك
حتفك بغتة
|
|
ولم تكتسب خيرا
لدى الله عاذر
|
أترضى بأن تفنى
الحياة وتنقضي
|
|
ودينك منقوص ومالك
وافر
|
ورواه ابن عساكر
في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٥٠ ط دار النشر بدمشق) فقال : أخبرنا أبو القاسم
هبة الله بن محمد بن عبد الواحد ، نا أبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز
العسكري ، نا أبو محمد عبد الله بن مجالد بن بشر البجلي بالكوفة ، أنا أبو الحسن
محمد بن عمران ، أنا محمد بن عبد الله المقرئ ، حدثني سفيان بن عيينة ، عن الزهري
قال : سمعت علي بن الحسين سيد العابدين يحتسب نفسه ويناجي ربه ـ فذكر مثل ما تقدم
عن «المختصر».
وصيته عليهالسلام
لابنه الباقر عليهالسلام
قد تقدم نقل ما
يدل عليه في ج ١٢ ص ١٠٦ و ١٠٧ وج ١٩ ص ٤٨٥ عن كتب أعلام العامة ، ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة
المؤرخ اللغوي محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ
مدينة دمشق» (ج ١٧ ص ٢٥٤ ط دار الفكر بدمشق) قال :
قال أبو جعفر محمد
بن علي : قال لي أبي : يا بني أنظر خمسة لا تحادثهم ولا تصاحبهم ولا تر معهم في
طريق. قلت : يا أبت من هؤلاء الخمسة؟ قال : إياك ومصاحبة الفاسق فإنه بائعك بأكلة
وأقل منها. قلت : وما أقل منها؟ قال : الطمع فيها ثم لا ينالها. وإياك ومصاحبة
البخيل فإنه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه. وإياك ومصاحبة الكذاب ، فإنه بمنزلة
السراب ، يقرب منك البعيد ويباعد عنك القريب.
وإياك ومصاحبة
الأحمق ، فإنه يحضرك ، يريد أن ينفعك فيضرك. وإياك ومصاحبة القاطع لرحمه ، فإني
وجدته ملعونا في كتاب الله في ثلاثة مواضع : في الذين كفروا : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ) إلى آخر الآية ، وفي الرعد : (الَّذِينَ
يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ) الآية ، وفي البقرة : (إِنَّ اللهَ لا
يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً) إلى آخر الآيتين.
ومنهم العلامة علي
بن الحسين الدمشقي ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٥٣ ط دار البشير بدمشق)
قال :
أخبرنا أبو العزيز
كاوس فيما قرأ على أستاده وناولني إياه وقال : اروه عني ، أنا محمد بن الحسين ،
أنا المعافى بن زكريا ، نا أبي ، نا أبو أحمد الختلي ، نا محمد بن يزيد مولى بني
هاشم ، نا محمد بن عبد الله القرشي ، حدثني محمد بن عبد الله الأسدي ، عن أبي حمزة
الثمالي ، عن أبي جعفر محمد بن علي قال : قال لي أبي ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن
منظور ، إلا أن فيه : من الثاني ومن الثالث ومن الرابع ومن الخامس ، وليس فيه كلمة
«يحضرك» في بيان مصاحبة الأحمق ، وفيه «فإنه يريد».
ومنهم العلامة
جابر الجزائري في كتاب «العلم والعلماء» (ص ٢٥٠ ط بيروت)
قد ذكر مثل ما
تقدم عن ابن منظور ، مع تقديم بعض الجمل على بعض.
ومنهم الفاضل
المعاصر الأستاذ أحمد أبو كف في كتاب «آل بيت النبي في مصر» (ص ٦٨ ط دار المعارف ،
القاهرة)
فذكر مثل ما تقدم
عن ابن منظور.
ومنهم الحافظ شمس
الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي المولود بميافارقين
سنة ٦٧٣ والمتوفى بدمشق سنة ٧٤٨ في «الكبائر» (ص ٥٣
ط دار مكتبة
الحياة) قال :
وعن علي بن الحسين
رضياللهعنهما أنه قال لولده : يا بني لا تصحبنّ قاطع رحم ، فإني وجدته
ملعونا في كتاب الله في ثلاثة مواضع.
ومنهم العلامة ابن
منظور الإفريقي في «مختصر تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٧ ص ٢٥٤ ط دمشق) قال :
قال علي بن الحسين
لابنه ، وكان من أفضل بني هاشم : يا بني اصبر على النوائب ، ولا تتعرض للحقوق ،
ولا تجب أخاك إلى الأمر الذي مضرته عليك أكثر من منفعته له.
ومنهم العلامة
الحافظ ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٥٣ ط دار البشير بدمشق) قال :
أنبأنا أبو علي
الحداد ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد ، نا محمد بن زكريا الغلابي ،
نا العتبي ، نا أبي قال : قال علي بن الحسين ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم الحافظ جمال
الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة ٧٤٢ في «تهذيب الكمال» (ج ٢٠ ص ٣٩٩ ط
مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
وقال محمد بن
زكريا الغلابي ، عن العتبي ، عن أبيه : قال علي بن الحسين ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة
محمد الخضر حسين في «تراجم الرجال» (ص ٢٧ ط التعاونية) قال :
قال زين العابدين
لابنه وهو يعظه : يا بني اصبر على النائبة ، ولا تتعرض للحقوق ، ولا تجب أخاك إلى
شيء ضرره أعظم من منفعته له.
ومنهم العلامة
الشيخ أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي المتوفى سنة ٣٢٨ في
«تأديب الناشئين
بأدب الدنيا والدين» (ص ٢٢٣ تحقيق وتعليق محمد إبراهيم سليم ط مكتبة القرآن ،
القاهرة)
فذكر مثل ما تقدم
عن ابن منظور ، إلا أن فيه «للحتوف ولا تجب أخاك من الأمر إلى ما مضرته عليك أكثر
من منفعته لك».
كثرة بكائه عليهالسلام
ذكر كثرة بكائه عليهالسلام جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الحافظ ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٤١ ط دار البشير بدمشق) قال :
أخبرنا أبو سعد بن
البغدادي ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنبأ الحسن بن محمد بن أحمد ، أنا أبو الحسن
البناني ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدثني الحسين بن عبد الرحمن ، عن أبي حمزة
محمد بن يعقوب ، عن جعفر بن محمد قال : سئل علي بن حسين عن كثرة بكائه؟ فقال : لا
تلوموني ، فإن يعقوب عليهالسلام فقد سبطا من ولده فبكى حتى ابيضت عيناه من الحزن ولم يعلم
أنه مات ، وقد رأيت أبي وأربعة عشر رجلا من أهل بيتي يذبحون في غداة واحدة ، فترون
حزنهم يذهب من قلبي أبدا .
__________________
__________________
وقال أيضا :
أخبرنا أبو القاسم
علي بن إبراهيم ، أنبأ رشا بن نظيف ، أنبأ الحسن بن إسماعيل ، أنبأ أحمد بن مروان
، أنا أبو بكر عبد الله بن أبي الدنيا ، أنا الحسين بن عبد الرحمن ، عن محمد بن
يعقوب بن براز ، عن جعفر بن محمد قال : سئل علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن
كثرة بكائه؟ فقال : لا تلوموني ، فإن يعقوب فقد سبطا من ولده ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم علامة اللغة
والأدب ابن منظور الإفريقي في «مختصر تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٧ ص ٢٣٩ ط دار الفكر
بدمشق) قال :
وعن جعفر بن محمد
: سئل علي بن الحسين عن كثرة بكائه؟ فقال : لا تلوموني ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن
عساكر.
ومنهم العلامة
جمال الدين يوسف المزي في «تهذيب الكمال» (ج ٢٠ ص ٣٩٩ ط بيروت) قال :
__________________
وقال أبو حمزة
محمد بن يعقوب بن سوار ، عن جعفر بن محمد : سئل علي بن الحسين عن كثرة بكائه ،
فقال : لا تلوموني ، فإن يعقوب فقد سبطا من ولده ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر.
ومنهم الفاضل
المعاصر أحمد أبو كف في «آل بيت النبي» (ص ٦٧ ط القاهرة) قال : وحول تعبده وعبادته
، فإن زين العابدين وصف بأنه بكاء ، لأنه كان يبكي من كثرة الخوف من الله.
ومنهم العلامة أبو
بكر أحمد بن مروان بن محمد الدينوري المتوفى سنة ٣٣٠ في «المجالسة وجواهر العلم» (ص
٣٢٤ ط معهد العلوم العربية بفرانكفورت بالتصوير سنة ١٤٠٧) قال :
حدثنا أحمد ، نا
أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا الحسين بن عبد الرحمن ، عن محمد بن يعقوب بن سوار ، عن
جعفر بن محمد رضياللهعنه قال : سئل علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب رضياللهعنه عن كثرة بكائه ، قال ـ فذكر الحديث بعين ما تقدم عن ابن
عساكر.
مستدرك
ما قال فيه عليهالسلام أعيان الصحابة والتابعين وغيرهم
منها
ما قاله الزهري
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الحافظ ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٣٤ ط دار البشير بدمشق) قال :
وأخبرنا أبو
القاسم بن السمرقندي ، أنبأنا أبو بكر ، أنبأنا أبو الحسين ، أنبأنا عبد الله ،
أنبأنا يعقوب ، أنبأنا محمد بن أبي عمر ، أنبأنا سفيان قال : قال الزهري : ما رأيت
هاشميا أفضل من علي بن الحسين. قال سفيان : وقال الزهري : ما كان أكثر مجالستي علي
بن الحسين ، وقال أبو زرعة : مع علي بن الحسين ، وما رأيت أحدا كان أفقه منه ،
ولكنه قال أبو زرعة : ولكن كان قليل الحديث.
أخبرنا أبو بكر
وجيه بن طاهر وأبو سهل محمد بن الفضل بن محمد المابيوردي ، قالا : أنبأنا أحمد بن
الحسن بن محمد ، أنبأنا محمد بن عبد الله بن حمدون ، أنبأنا أبو حامد بن الشرقي ،
أنبأنا محمد بن يحيى ، أنبأنا أبو اليمان أنبأنا سعيد بن الزهري ،
حدثني علي بن حسين
بن علي بن أبي طالب ـ وكان من أفضل أهل بيته وأحسنهم طاعة وأحبهم إلى مروان وعبد
الملك بن مروان.
وقال فيه أيضا :
أخبرنا أبو محمد ،
أنبأنا أبو محمد ، أنبأنا أبو الميمون ، أنبأنا أبو زرعة ، حدثني حكم ابن نافع ،
أنبأنا شعيب [كذا في الأصل] أبي مروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان ، أخبرنا أبو
الحسن علي بن محمد ، أنبأنا أبو منصور النهاوندي ، أنبأنا أبو العباس النهاوندي ،
أنبأنا أبو القاسم بن الأشقر ، أنبأنا محمد بن إسماعيل ، أنبأنا أبو اليمان ،
أنبأنا شعيب ، عن الزهري ، حدثني علي بن الحسين وكان أفضل أهل بيته وأحسنهم طاعة
وأحبهم إلى مروان وعبد الملك.
وقال فيه أيضا :
أخبرنا أبو القاسم
بن السمرقندي وأبو البركات يحيى بن عبد الرحمن بن حبيش وأبو الحسن محمد بن أحمد بن
إبراهيم بن صرمة الدقاق ، قالوا : أنبأنا أبو الحسن بن المنفور ، أنبأنا عيسى بن
علي إملاء ، أنبأنا أبو عبيد القاسم بن إسماعيل المحاملي ، أنبأنا محمد بن عبد
الملك ، أنبأنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري قال : لم أدرك من أهل البيت أفضل
من علي بن حسين عليهماالسلام.
ورواه بأسانيد
أخرى ومن أراد الإطلاع عليها فليراجع هناك.
ومنهم العلامة
محمد بن مكرم ابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٧ ص ٢٣٤
ط دار الفكر بدمشق) قال :
قال الزهري : لم
أدرك من أهل البيت أفضل من علي بن الحسين ، قال : وكان من أفضل أهل بيته ، وأحسنهم
طاعة ، وأحبهم إلى مروان وعبد الملك.
ومنهم العلامة
الشيخ أحمد بن عبد الله الأنصاري في «خلاصة التهذيب» (ص ٢٣١ ط القاهرة) قال :
قال الزهري : ما
رأيت قرشيا أفضل منه وما رأيت أفقه منه.
وقال أبو بكر بن
أبي شيبة : أصح الأسانيد الزهري ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي.
ومنهم العلامة أبو
الفلاح عبد الحي في «شذرات الذهب» (ج ١ ص ١٠٤ ط القاهرة) قال :
قال الزهري : ما
رأيت أحدا أفقه من زين العابدين لكنه قليل الحديث.
ومنهم العلامة
الحافظ جمال الدين يوسف المزي في «تهذيب الكمال» (ج ٢٠ ص ٣٨٦ ط مؤسسة الرسالة ،
بيروت) قال :
وقال معمر ، عن
الزهري : لم أدرك من أهل البيت أفضل من علي بن الحسين.
وقال أيضا في ص
٣٨٨ :
وقال أبو بكر ابن
البرقي : ونسل الحسين بن علي كله من قبل علي الأصغر ، وأمه أم ولد ، وكان أفضل أهل
زمانه. وأما الزهري فحكي عنه أنه قال : ما رأيت هاشميا أفضل منه.
ومنهم الشيخ عبد
الغني بن إسماعيل النابلسي في «زهر الحديقة» (ق ١٧٥ نسخة جستربيتي) قال :
عن الزهري كان
أكثر مجالستي مع علي بن الحسين ، وما رأيت أحدا كان أفقه منه ، ولكنه كان قليل
الحديث. وقال شعيب عن الزهري : كان علي بن الحسين من أفضل
أهل بيته.
ومنهم الشيخ جابر
الجزائري في «العلم والعلماء» (ص ٢٥ ط دار الكتب السلفية) قال : فهذه شهادة الزهري
له بالعلم والفقه ، فإنه قد روي عنه قوله : لم أر هاشميا أفضل من علي بن الحسين ،
وما رأيت أحدا أفقه منه. وكفى بهذه الشهادة لزين العابدين من شهادة تثبت فضله
وفقهه رحمهالله تعالى.
ومنهم الشيخ محمد
الخضر حسين شيخ الأزهر في «تراجم الرجال» (ص ٢٥ ط التعاونية) قال :
قال الزهري : ما
رأيت أحدا أفقه من علي بن الحسين ولكنه كان قليل الحديث.
وروى عنه أيضا في
ص ٢٧ أنه قال : ما رأيت قرشيا أفضل من علي بن الحسين.
ومنهم العلامة
أحمد بن محمد الشيباني في «الزهد» (ص ٢٠٨ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :
حدثنا عبد الله ،
حدثنا عمر بن محمد الناقد ، حدثنا سفيان بن عيينة ، قال : قال الزهري : لم أر
هاشميا أفضل من علي بن الحسين صلوات الله عليهم أجمعين.
ومنهم الحافظ شمس
الدين الذهبي في «العبر في خبر من غبر» (ج ١ ص ١١١ ط الكويت) قال :
قال الزهري : ما
رأيت أحدا أفقه منه لكنه قليل الحديث. وقال أبو حاتم الأعرج : ما رأيت هاشميا أفضل
منه.
ومنهم الحافظ أبو
حفص عمر بن أحمد بن عثمان المعروف بابن شاهين المتوفى سنة ٣٨٥ في كتابه «تاريخ
أسماء الثقات ممن نقل عنهم العلم» (ص ٢٠٦ ط دار الكتب العلمية
في بيروت سنة ١٤٠٦)
قال :
أخبرنا محمد بن
محمد بن سليمان الباغندي ، أخبرنا محمد بن يحيى بن أبي عمر العدي ، قال : أخبرنا
سفيان ، عن الزهري ، قال : ما رأيت هاشميا أفضل من علي بن حسين لكن كان قليل
الحديث.
ومنهم علامة
التاريخ والأدب والنسب أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد المرواني الأصفهاني
المتوفى سنة ٣٥٦ في «الأغاني» (ج ١٤ ص ١٧٢ ط دار الفكر)
حدثني البالحيدي ،
قال : حدثني محمد بن عمر السندي ، قال حدثني سفيان بن عيينة ، عن الزهري قال : ما
رأيت هاشميا أفضل من علي بن الحسين.
ومنهم العلامة
أحمد بن علي الشهير بابن حجر العسقلاني المتوفى سنة ٨٥٢ في «تقريب التهذيب» (ج ٢ ص
٣٥) قال :
علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب زين العابدين ، ثقة ثبت عابد فقيه فاضل مشهور ، قال ابن عيينة :
عن الزهري : ما رأيت قرشيا أفضل منه ، من الثالثة ، مات سنة ثلاث وتسعين ، وقيل
غير ذلك.
ومنهم العلامة
محمد بن داود البازلي الكردي الحموي الشافعي في «غاية المرام في رجال البخاري إلى
سيد الأنام» (ق ٧٩ نسخة مكتبة جستربيتي) قال :
قال الزهري : ما
رأيت قرشيا ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة
جمال الإسلام إبراهيم بن علي الفيروزآبادي في «طبقات الفقهاء» (ق ١٧ نسخة مكتبة
جستربيتي) قال :
قال الزهري : ما
رأيت قرشيا أفضل ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم الحافظ
الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة ٩١١ في «طبقات الحفاظ»
(ص ٣٧ ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة ١٤٠٣) قال :
علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب ، أبو الحسين ، وأبو الحسن أو أبو محمد أو أبو عبد الله المدني
زين العابدين.
قال الزهري : ما
رأيت قرشيا أفضل منه ولا أفقه.
وقال أيضا مثله في
كتابه «عجائب القرآن» ص ٥٥ ط الزهراء لإعلام العربي.
أصح الأسانيد عند الزهري
عن علي بن الحسين عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الحافظ ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٣٧ ط دار البشير بدمشق) قال :
أخبرني أبو سعد
إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك وأبو الحسن مكي بن أبي طالب ، قالا : أنا أبو بكر
أحمد بن علي بن خلف ، نا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا بكر بن أبي دارم
الحافظ بالكوفة يحكي عن بعض شيوخه عن أبي بكر بن أبي شيبة قال : أصح الأسانيد كلها
: الزهري ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي.
ومنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة
دمشق لابن عساكر» (ج ١٧ ص ٢٣٥ ط دار الفكر) قال :
قال أبو بكر بن
أبي شيبة : أصح الأسانيد كلها الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي.
ومنهم الحافظ
السيوطي في «طبقات الحفاظ» (ج ١ ص ٣٧ ط بيروت) قال :
وقال ابن أبي شيبة
: أصح الأسانيد ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم الحافظ
الشيخ زين الدين عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر ابن إبراهيم
العراقي الكردي المتوفى سنة ٨٠٦ في «شرح الألفية المسماة بالتبصرة والتذكرة ـ له
أيضا» (ص ٢٤ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :
وقيل زين
العابدين عن أبه
|
|
عن جده وابن
شهاب عنه به
|
أي وقيل أصح
الأسانيد ما رواه ابن شهاب المذكور عن زين العابدين ، وهو علي ابن الحسين عن أبيه
الحسين عن جده علي بن أبي طالب ، وهو قول عبد الرزاق. وروي أيضا عن أبي بكر بن أبي
شيبة ، فقوله وابن شهاب عنه به أي عن زين العابدين بالحديث ، وابن مرفوع على
الابتداء والواو للحال ، أي في حال كون ابن شهاب راويا للحديث عنه.
ومنهم العلامة
الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (ج ٢٠
ص ٣٨٨ ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
وقال الحاكم أبو
عبد الله الحافظ : سمعت أبا بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة يحكي عن بعض شيوخه عن
أبي بكر بن أبي شيبة ، قال : أصح الأسانيد كلها : الزهري عن علي بن الحسين ، عن
أبيه ، عن علي.
ومنها
قول مالك
رواه جماعة من
أعلام القوم في كتبهم :
فمنهم الحافظ ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٣٦ ط دار البشير
بدمشق) قال :
أخبرنا أبو الحسن
ابن قيس ، نا أبو العباس ، نا أبو نصر بن الحيان ، نا القاضي أبو بكر يوسف بن
القاسم ، أنا أبو غسان عبد الله بن محمد المكي ، نا يونس بن عبد الأعلى ، نا ابن
وهب ، عن مالك قال : لم يكن في أهل بيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم مثل علي بن الحسين ، وهو ابن أمة.
ومنهم العلامة
الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (ج ٢٠
ص ٣٨٧ ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
قال ابن وهب عن
مالك : لم يكن في أهل بيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم الشيخ جابر
الجزائري في «العلم والعلماء» (ص ٢٥ ط دار الكتب السلفية) قال : وقال مالك : لم
يكن في أهل بيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ فذكر مثل ما تقدم ، إلا أنه ليس فيه «وهو ابن أمة».
ومنهم العلامة
الشيخ محمد الخضر حسين شيخ الأزهر في «تراجم الرجال» (ص ٢٥ ط التعاونية) قال :
وقال مالك بن أنس
: لقد أحرم علي بن الحسين ، فلما أراد أن يقول : لبيك ، قالها فأغمي عليه حتى سقط
من أعلى ناقته ، وروي أنه قال : أخشى أن أقول : لبيك ، فيقول : لا لبيك ، وقال
مالك ، إنه كان يصلي في كل يوم وليلة مئات الركعات إلى أن مات.
ومنها
قول أبي حازم
رواه جماعة من أعلام
العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
الحافظ ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٣٥ ط دار البشير بدمشق) قال :
أنبأنا أبو علي
الحداد ، أنبأنا أبو نعيم ، أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، أنبأنا عبد الله ابن
أحمد ، حدثني أبو معمر ، أنبأنا ابن أبي حازم ، قال : سمعت أبا حازم يقول : ما
رأيت هاشميا أفضل من علي بن الحسين.
ومنهم أبو الفلاح
عبد الحي في «شذرات الذهب» (ج ١ ص ١٠٤ ط القاهرة) قال : وقال أبو حازم الأعرج ـ فذكر
مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة ابن
منظور في «مختصر تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٧ ص ٢٤٠ ط دار الفكر بدمشق) قال :
ما رأيت هاشميا
أفقه من علي بن الحسين.
ومنهم الحافظ جمال
الدين يوسف المزي في «تهذيب الكمال» (ج ٢٠ ص ٢٨٧ ط بيروت) قال :
وقال عبد العزيز
بن أبي حازم عن أبيه : ما رأيت هاشميا ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنها
قول سعيد بن المسيب
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الشيخ أبو
الفلاح عبد الحي في «الشذرات» (ج ١ ص ١٠٤ ط القاهرة) قال : وعن سعيد بن المسيب قال
: ما رأيت أورع منه.
ومنهم الشيخ أحمد
بن عبد الله الأنصاري في «خلاصة تهذيب الكمال» (ص ٢٣١ ط القاهرة) قال :
وقال ابن المسيب :
ما رأيت أورع منه.
ومنهم جلال الدين
عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي في «طبقات الحفاظ» (ص ٣٧ ط بيروت) قال :
وقال سعيد بن
المسيب : ما رأيت أورع منه.
ومنهم العلامة
الذهبي في «العبر في خبر من غبر» (ج ١ ص ١١١ ط الكويت) قال :
وعن ابن المسيب
قال ـ فذكر مثله.
ومنهم العلامة ابن
منظور في «مختصر تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٧ ص ٢٣٦ ط دار الفكر بدمشق) قال :
قال صالح بن حسان
: قال رجل لسعيد بن المسيب : ما رأيت أحدا أورع من فلان ، قال : هل رأيت علي بن
الحسين؟ قال : لا. قال : ما رأيت أحدا أورع منه.
ومنهم العلامة
الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (ج ٢٠
ص ٣٨٩ ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
وقال الهيثم بن
عدي ، عن صالح بن حسان ، قال رجل لسعيد بن المسيب : ما رأيت أحدا أورع من فلان.
قال : هل رأيت علي بن الحسين؟ قال : لا ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة
الشيخ محمد الخضر حسين شيخ الأزهر في «تراجم الرجال» (ص ٢٥ ط التعاونية) قال :
قال سعيد بن
المسيب : ما رأيت أورع من علي بن الحسين.
ومنها
قول يحيى بن سعيد
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الحافظ ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٣٦ ط دار البشير بدمشق) قال :
أخبرنا أبو الحسين
ابن الفرا ، وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالوا : أنا أبو جعفر المعدل ،
أنا أبو طاهر المخلص ، نا أحمد بن سليمان ، قال : قال زبير : قال عمي مصعب ابن عبد
الله : ذكر حماد بن زيد ، عن يحيى بن سعيد قال : سمعت علي بن الحسين ـ وكان أفضل
هاشمي أدركته ـ يقول : يا أيها الناس أحبونا حب الإسلام ، فما برح بنا بحبكم حتى
صار علينا عارا.
قرأت على ابن غالب
وأبي عبد الله ابني البنا ، عن أبي الحسن محمد بن محمد بن مخلد ، أنا علي بن محمد
حزقه ، أنا محمد بن الحسين ، نا ابن أبي خيثمة قال : رأيت في كتاب علي بن المديني
، سمعت يحيى بن سعيد قال : ذكر يحيى بن سعيد الأنصاري
علي بن الحسين
فذكره بخير.
ومنهم العلامة ابن
منظور في «مختصر تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٧ ص ٢٣٥ ط دار الفكر بدمشق) قال :
قال يحيى بن سعيد
: سمعت علي بن الحسين ـ وكان أفضل هاشمي أدركته ـ يقول ـ فذكر الحديث.
ومنها
قول زيد بن أسلم
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٣٥ ط دار البشير بدمشق) قال :
أخبرنا أبو القاسم
السمرقندي ، نا أبو الفضل بن البقال ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن
أحمد ، نا حنبل بن إسحاق ، نا أبو بكر بن أبي شيبة ، نا حسين بن علي ، عن الوليد
بن علي ، عن زيد بن أسلم قال : ما جالست في أهل القبلة مثله ـ يعني علي ابن
الحسين.
أخبرنا أبو القاسم
أيضا ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله ابن جعفر
، نا يعقوب ، نا زيد بن بشر ، أخبرني ابن وهب ، نا ابن زيد قال : كان أبي يقول :
ما رأيت مثل علي بن الحسين فيهم قط.
ومنهم الحافظ جمال
الدين يوسف المزي في «تهذيب الكمال» (ج ٢٠ ص ٢٨٧ ط بيروت) قال :
وقال عبد الرحمن
بن زيد بن أسلم عن أبيه : ما رأيت فيهم مثل علي بن
الحسين قط.
ومنهم العلامة
المؤرخ محمد بن سعد بن منيع الهاشمي البصري المشتهر بابن سعد في «الطبقات الكبرى» (ج
٥ ص ١٦٧ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :
قال : أخبرنا معن
بن عيسى ، قال حدثنا عيسى بن عبد الملك ، عن شريك بن أبي بكر ، عن علي بن حسين أنه
كان يصبغ بالسواد.
قال : أخبرنا عبد
العزيز بن الخطاب الضبي ، قال حدثنا موسى بن أبي حبيب الطائفي ، قال : رأيت علي بن
حسين يخضب بالحناء والكتم ، ورأيت نعل علي بن حسين مدورة الرأس ليس لها لسان.
قال : أخبرنا عبيد
الله بن موسى ، قال : أخبرنا إسرائيل ، عن عمار ، عن علي بن الحسين : أنه رأى أهله
يخضبون بالحناء والكتم.
أخبرنا يعلى بن
عبيد ، قال : حدثنا الأجلح ، عن حبيب بن أبي ثابت قال : كان لعلي ابن حسين كساء خز
أصفر يلبسه يوم الجمعة.
قال : أخبرنا عبد
الله بن نمير ، قال : حدثنا عثمان بن حكيم ، قال : رأيت على علي بن حسين كساء خز
وجبة خز.
قال : أخبرنا محمد
بن عبيد وإسحاق الأزرق والفضل بن دكين قالوا : حدثنا بسام ابن عبد الله الصيرفي ،
عن أبي جعفر قال : أهديت لعلي بن حسين مستقة من العراق ، فكان يلبسها ، فإذا أراد
أن يصلي نزعها.
قال : أخبرنا يحيى
بن آدم قال : حدثنا سفيان ، عن سدير ، عن أبي جعفر قال : كان لعلي بن حسين سبنجونة
من ثعالب ، فكان يلبسها فإذا صلى نزعها.
قال : أخبرنا
الفضل بن دكين ، قال : حدثنا نصر بن أوس الطائي ، قال : دخلت على علي بن حسين
وعليه سحق ملحفة حمراء وله جمة إلى المنكب مفروق.
قال : أخبرنا
سليمان بن حرب ، قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن يزيد بن حازم قال:
رأيت على علي بن
حسين طيلسانا كرديا غليظا وخفين يمانيين غليظين.
أخبرنا مالك بن
إسماعيل ، قال : حدثنا حسين بن زيد بن علي ، عن عمه عمر بن علي ، عن علي بن حسين
أنه كان يشتري كساء الخز بخمسين دينارا فيشتو فيه ثم يبيعه ويتصدق بثمنه ، ويصيف
في ثوبين من ثياب مصر أشمونيين بدينار ، ويلبس ما بين ذا وذا من اللبوس ويقول (مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي
أَخْرَجَ لِعِبادِهِ) (الأعراف : ٣٢) ،
ويعتم وينبذ له في السعن في العيدين بغير عكر ، وكان يدهن أو يتطيب بعد الغسل إذا
أراد أن يحرم.
قال : أخبرنا محمد
بن ربيعة ، قال : حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند ، قال : رأيت على علي بن حسين
قلنسوة بيضاء لا طئة.
قال : أخبرنا محمد
بن إسماعيل بن أبي فديك وعبد الله بن مسلمة وإسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس ،
قالوا : حدثنا محمد بن هلال ، قال : رأيت علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب يعتم
ويرخي عمامته خلف ظهره.
ومنها
قصيدة الفرزدق الشاعر
قد تقدم ذكرها
نقلا عن أعلام العامة في ج ١٢ ص ١٣٦ إلى ص ١٤٩ وج ١٩ ص ٤٤٢ إلى ص ٤٤٦ ، ونستدرك
هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى :
فمنهم العلامة
الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (ج ٢٠
ص ٤٠٠ ط بيروت) قال :
وقال محمد بن
زكريا الغلابي : حدثنا عبيد الله بن محمد بن عائشة ، قال : حدثني أبي وغيره أن
هشام بن عبد الملك حج في خلافة عبد الملك أو الوليد ، فطاف بالبيت وأراد أن يستلم
الحجر ، فلم يقدر عليه من الزحام ، فنصب له منبر ، فجلس عليه
وأطاف به أهل
الشام ، فبينا هو كذلك إذ أقبل علي بن الحسين عليه إزار ورداء أحسن الناس وجها
وأطيبهم رائحة بين عينيه سجادة كأنها ركبة عنز ، فجعل يطوف بالبيت فإذا بلغ إلى
موضع الحجر تنحى له الناس عنه حتى يستلمه هيبة له وإجلالا ، فغاظ ذلك هشاما ، فقال
رجل من أهل الشام لهشام : من هذا الذي قد هابه الناس هذه الهيبة فأفرجوا له عن
الحجر؟ فقال هشام : لا أعرفه. لئلا يرغب فيه أهل الشام ، فقال الفرزدق : وكان
حاضرا ـ لكني أعرفه ، فقال الشامي : من هو يا أبا فراس؟
فقال الفرزدق :
__________________
__________________
__________________
__________________
__________________
__________________
__________________
__________________
__________________
__________________
__________________
__________________
هذا الذي تعرف
البطحاء ووطأته
|
|
والبيت يعرفه
والحل والحرم
|
هذا ابن خير
عباد الله كلهم
|
|
هذا التقي النقي
الطاهر العلم
|
إذا رأته قريش
قال قائلها
|
|
إلى مكارم هذا
ينتهي الكرم
|
ينمى إلى ذروة
العز التي قصرت
|
|
عن نيلها عرب
الأقوام والعجم
|
يكاد يمسكه
عرفان راحته
|
|
ركن الحطيم إذا
ما جاء يستلم
|
يغضي حياء ويغضى
من مهابته
|
|
فما يكلم إلا
حين يبتسم
|
بكفه خيزران
ريحها عبق
|
|
من كف أروع في
عرنينه شمم
|
مشتقة من رسول
الله نبعته
|
|
طابت عناصره
والخيم والشيم
|
ينجاب نور الهدى
عن نور غرته
|
|
كالشمس ينجاب عن
إشراقها العتم
|
حمال أثقال
أقوام إذا فدحوا
|
|
حلو الشمائل تحلو
عنده نعم
|
هذا ابن فاطمة
إن كنت جاهله
|
|
بجده أنبياء
الله قد ختموا
|
الله فضّله قدما
وشرّفه
|
|
جرى بذاك له في
لوحه القلم
|
فليس قولك من
هذا بضائره
|
|
العرب تعرف من
أنكرت والعجم
|
من جده دان فضل
الأنبياء له
|
|
وفضل أمته دانت
له الأمم
|
__________________
عم البرية
بالإحسان فانقشعت
|
|
عنه الغيابة
والإملاق والعدم
|
كلتا يديه سحاب
عم نفعهما
|
|
يستوكفان ولا
يعروهما العدم
|
سهل الخليقة لا
يخشى بوادره
|
|
يزينه اثنان حسن
الخلق والكرم
|
لا يخلف الوعد
ميمون نقيبته
|
|
رحب الفناء أريب
حين يعتزم
|
من معشر حبهم
دين وبغضهم
|
|
كفر وقربهم منجى
ومعتصم
|
يستدفع السوء
والبلوى بحبهم
|
|
ويسترب به
الإحسان والنعم
|
مقدم بعد ذكر
الله ذكرهم
|
|
في كل بر ومختوم
به الكلم
|
إن عد أهل التقى
كانوا أئمتهم
|
|
أو قيل من خير
أهل الأرض قيل هم
|
لا يستطيع جواد
بعد غايتهم
|
|
ولا يدانيهم قوم
وإن كرموا
|
هم الغيوث إذا
ما أزمة أزمت
|
|
والأسد أسد
الشرى والبأس محتدم
|
يأبى لهم أن يحل
الذم ساحتهم
|
|
خيم كريم وأيد
بالندى هضم
|
لا ينقص العسر
بسطا من أكفهم
|
|
سيان ذلك إن
أثروا وإن عدموا
|
أي الخلائق ليست
في رقابهم
|
|
لأوليّة هذا أو
له نعم
|
من يشكر الله
يشكر أوليّة ذا
|
|
فالدين من بيت
هذا ناله الأمم
|
قال : فغضب هشام
وأمر بحبس الفرزدق ، فحبس بعسفان بين مكة والمدينة ، فبلغ ذلك علي بن الحسين ،
فبعث إلى الفرزدق باثني عشر ألف درهم ، وقال : اعذر أبا فراس فلو كان عندنا أكثر
منها لو لوصلناك بها فردها ، وقال : يا بن رسول الله ما قلت الذي قلت إلا غضبا لله
ولرسوله ، وما كنت لأرزأ عليه شيئا. فردها إليه ، وقال : بحقي عليك لما قبلتها ،
فقد رأى الله مكانك وعلم نيتك ، فقبلها وجعل يهجو هشاما وهو في الحبس ، فكان مما
هجاه به :
أيحبسني بين
المدينة والتي
|
|
إليها قلوب
الناس يهوي منيبها
|
يقلب رأسا لم
يكن رأس سيد
|
|
وعين له حولاء
باد عيوبها
|
قال : فبعث ،
فأخرجه.
ومنهم الحافظ ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٤٨ ط دار البشير بدمشق) قال :
أخبرنا أبو القاسم
علي بن إبراهيم ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت ، أنبأنا الحسن بن أبي بكر
ابن شاذان ، أنبأنا الحسن بن محمد العلوي ، حدثني جدي ـ وهو يحيى بن الحسن الحسني
ـ قال : حدثني أبو علي حسين بن محمد بن طالب ، حدثني غير واحد من أهل الأدب أن علي
بن الحسين حج فاستجهر الناس جماله وتشرفوا له وجعلوا يقولون : من هذا؟ من هذا؟
فأنشأ الفرزدق يقول :
فذكر سبعة أبيات
من القصيدة ـ ثم قال :
أخبرنا أبو الحسين
بن الفرا وأبو غالب بن البنا ، قالا : أنبأنا أبو نعيم يعلى بن الفرا ، أنبأنا
عبيد الله بن محمد الفرضي إجازة ، وحدثنا عنه محمد بن علي بن مخلد ، أن أبا بكر
محمد بن يحيى الصول حدثهم ، أنبأنا محمد بن زكريا ، حدثنا ابن عائشة ، عن أبيه قال
: حج هشام بن عبد الملك في خلافة الوليد وكان إذا أراد استلام الحجر زوحم عليه ،
وحج علي بن الحسين فإذا ضامن الحجر تفرق عنه الناس إجلالا له ، فوجم لذلك هشام
وقال : من هذا وما أعرفه؟ وكان الفرزدق فأقبل على هشام فقال ـ
فذكر سبعة أبيات
أخرى من القصيدة وبعضها ليست في الرواية الأولى ـ ثم قال : أخبرنا أبو المعز بن
كاوش إذنا ومناولة وقرأ على أستاده ، أنبأنا محمد بن الحسين ، أنبأنا المعافى بن
زكريا القاضي ، حدثني أبو الحضر العقيلي ، أنبأنا محمد بن زكريا ، أنبأنا عبيد
الله بن محمد بن عائشة ، حدثني أبي : ان هشام بن عبد الملك حج في خلافة عبد الملك
أو الوليد ، فطاف بالبيت وأراد أن يستلم الحجر فلم يقدر عليه من الزحام ، فنصب له
منبر فجلس عليه وأطاف به أهل الشام ، فبينا هو كذلك إذ أقبل علي بن الحسين عليه
إزار ورداء أحسن الناس وجها وأطيبهم رائحة بين عينيه سجادة كأنها ركبة عنز ، فجعل
يطوف بالبيت فإذا بلغ إلى موضع الحجر تنحى الناس عنه حتى يستلمه هيبة له وإجلالا ،
فغاظ ذلك هشاما ، فقال رجل من أهل الشام لهشام : من هذا
الذي قد هابه
الناس هذه الهيبة وأفرجوا له عن الحجر؟ فقال هشام : لا أعرفه لئلا يرغب فيه أهل
الشام ، فقال الفرزدق وكان حاضرا : لكني أعرفه. فقال الشامي : من هو يا أبا فراس؟
فقال الفرزدق ـ
فذكر القصيدة وقصتها إلى آخرها.
ومنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة
دمشق لابن عساكر» (ج ١٧ ص ٢٤٧ ط دار الفكر) قال :
حج هشام بن عبد
الملك في خلافة عبد الملك أو الوليد ، فطاف بالبيت وأراد أن يستلم الحجر فلم يقدر
عليه من الزحام ، فنصب له منبر ، فجلس عليه ، وأطاف به أهل الشام ـ فذكر القصة
والقصيدة مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة
موفق الدين عبد الله بن محمد المقدسي الحنبلي في «التبيين في أنساب الصحابة
القرشيين» (ص ١٣١ ط بيروت) قال :
وروينا أن هشام بن
عبد الملك حج وأراد أن يستلم ـ فذكر القصة مثل ما تقدم وروى من القصيدة اثني عشر
بيتا.
ومنهم العلامة أبو
علي الحسن بن رشيق القيرواني المولود سنة ٣٩٠ والمتوفى سنة ٤٥٦ في «العمدة في
محاسن الشعر وآدابه» (ج ٢ ص ٧٨٩ ط دار المعرفة ، بيروت) قال :
ويروى للفرزدق في
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضياللهعنهم ـ فذكر بيتين من القصيدة.
ومنهم العلامة
الشيخ محمد بن داود البازلي الكردي الحموي الشافعي المتوفى سنة ٩٢٥ في «غاية
المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام» (ق ٨٠ والنسخة في مكتبة جستربيتي بايرلندة)
قال :
قال السبكي في
طبقاته الكبرى : حج هشام بن عبد الملك في زمن عبد الملك أو الوليد ، فطاف بالبيت ـ
فذكر القصيدة وقصتها.
ومنهم العلامة أبو
الطيب عبد الواحد بن علي اللغوي المتوفى سنة ٣٥١ في «شجر الدر في تداخل الكلام
بالمعاني المختلفة» (ص ٧١ ط دار المعارف في القاهرة) قال :
هو الفرزدق ، وهو
أبو فراس بن همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال ، توفي بالبصرة حوالي سنة
١١٢. قاله في مدح زين العابدين علي بن الحسين رضياللهعنه. وذلك أنه لما حج هشام بن عبد الملك في أيام أبيه طاف
بالبيت ، وجهد أن يصل إلى الحجر الأسود ليستلمه فلم يقدر على ذلك لكثرة الزحام ،
فنصب له كرسي وجلس عليه ينظر إلى الناس ومعه جماعة من أعيان أهل الشام. فبينما هو
كذلك إذ أقبل زين العابدين علي بن الحسين بن علي رضياللهعنهم ، وكان من أجمل الناس وجها ، وأطيبهم أرجا. فطاف بالبيت ،
فلما انتهى إلى الحجر تنحى له الناس حتى استلم الحجر ، فقال رجل من أهل الشام
لهشام : من هذا الذي هابه الناس هذه الهيبة؟ فقال هشام : لا أعرفه ، مخافة أن يرغب
فيه أهل الشام. وكان الفرزدق حاضرا ، فقال : أنا أعرفه. فقال الشامي : من هو يا
أبا فراس؟ فقال :
هذا ابن فاطمة
إن كنت جاهله
|
|
بجده أنبياء
الله قد ختموا
|
هذا الذي تعرف
البطحاء ووطأته
|
|
والبيت يعرفه
والحل والحرم
|
هذا ابن خير
عباد الله كلهم
|
|
هذا التقي النقي
الطاهر العلم
|
هذا ابن فاطمة
إن كنت جاهله
|
|
إلخ
|
وفي رواية إن كنت
تجهله إلخ.
ومنهم العلامة
شهاب الدين أحمد بن محمد الحنفي المصري المتوفى سنة ١٠٦٩ في «تفسير آية المودة» (ق
٢٨ والنسخة في أحدى المكاتب الشخصية بقم) قال :
قال ابن خلكان في
ترجمة الفرزدق : وتنسبك إليه مكرمة يرجى بها له الجنة ، فهي : أنه لما حج هشام بن
عبد الملك في أيام أبيه ـ فذكر القصة وعشرين بيتا من القصيدة ـ إلى أن قال :
فلما سمع هشام هذه
القصيدة غضب وحبس الفرزدق ، وأنفذ زين العابدين له اثني عشر ألف درهم ، فردها وقال
: مدحته لله تعالى لا للعطاء. فقال : إنا أهل بيت إذا وهبنا شيئا لا نستعيده ،
فقبلها.
ومنهم العلامة
الشيخ إسماعيل بن محمد الإشبيلي في «مناقل الدرر ومناقب الزهر» (ق ١١٤ نسخة
جستربيتي بايرلندة) قال :
حج هشام بن عبد
الملك في زمان الوليد أو عبد الملك ، فحبط أن يستلم الحجر فلم يقدر ـ فذكر مثل ما
تقدم.
ومنهم العلامة عز
الدين محمد بن أبي بكر بن قاضي القضاة عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن سعد الله
بن جماعة الحموي الشافعي المعروف بابن جماعة المتوفى سنة ٨١٩ في كتابه «المشيخة» (ق
١٢٨ والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة فيض الله أفندي في إسلامبول) قال :
وقصيدة أبي فراس
في زين العابدين علي بن الحسين رضياللهعنهما التي أولها :
هو الذي تعرف
البطحاء ووطأته
|
|
والبيت يعرفه
والحل والحرم
|
وفي سبب إنشائها
وما حصل له بعد إنشادها من رواية عبيد الله بن محمد بن عائشة عن أبيه وغيره
بروايتك لذلك عن الشيخين كمال الدين أبي محمد عبد الرحيم بن عبد المحسن بن حسن بن
ضرغام المنشاوي الحنبلي ونور الدين أبي الحسن علي بن محمد بن أحمد بن منون بن
سحنان الصوفي قراءة عليهما وأنت تسمع سنة خمس عشرة وسبعمائة قالا : أنا عبد الرحمن
بن مكي ـ وساق الإسناد ـ إلى أن قال : أنا عبيد الله
ابن محمد يعني ابن
عائشة قال : حدثني أبي وغيره قال : حج هشام بن عبد الملك ـ فذكر القصة والأبيات. وتوفي
أبو فراس همام بن غالب الفرزدق سنة عشر ومائة. انتهى.
ومنهم العلامة أبو
الفرج الأصبهاني في «الأغاني» (ج ١٤ ص ١٧٣ ط دار الفكر) قال :
وأما الأبيات التي
مدح بها الفرزدق علي بن الحسين وخبره فيها : فحدثني بها أحمد بن محمد بن الجعد
ومحمد بن يحيى ، قالا : حدثنا محمد بن زكريا الغلابي ، قال : حدثنا ابن عائشة ،
قال : حج هشام بن عبد الملك في خلافة الوليد أخيه ومعه رؤساء أهل الشام ، فجهد أن
يستلم الحجر فلم يقدر من ازدحام الناس ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة أبو
الحجاج يوسف بن محمد البلوي المشتهر بابن الشيخ في كتاب «ألف با» (ج ٢ ص ٣٠٠ ط ٢
عالم الكتب ، بيروت) قال :
حج هشام بن عبد
الملك في خلافة عبد الملك بن مروان ، فلما طاف بالبيت وأتى الحجر زاحمه الناس ـ فذكر
القصة والقصيدة مثل ما تقدم.
ومنهم جامع ديوان
أبي فراس الفرزدق في «الديوان المذكور» (ص ٥١١ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :
حج هشام بن عبد
الملك في أيام أبيه طاف بالبيت ـ فذكر القصة والقصيدة مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة
الشيخ أبو عمر يوسف بن عبد الله ابن عبد البر النمري القرطبي المتوفى سنة ٤٦٣ في
كتابه «بهجة المجالس وأنس المجالس» (ج ١ ص ٥٠٨ ط مصر) قال :
ومن أحسن ما قيل
في المدح نظما ، وإن كان الحسن منه كثيرا جدا ، ما ذكره أبو علي البغدادي رواية عن
شيوخه : أن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رآه هشام بن عبد الملك وهو خليفة في
حجة حجها ، وعلي يطوف بالبيت والناس يفرجون له عند الحجر تعظيما له ، وينظرون إليه
مبجلين له ، فغاظ ذلك هشاما ، فقال :
من هذا؟ كأنه لم
يعرفه ، فقال الفرزدق منكرا لقول هشام ومادحا لعلي بن حسين :
هذا الذي تعرف
البطحاء ووطأته
|
|
والبيت يعرفه
والحل والحرم
|
وذكر ثمانية عشر
بيتا من القصيدة.
ومنهم العلامة صدر
الدين علي بن أبي الفرج بن الحسن البصري في «الحماسة البصرية» (ص ١٣٠ ج ١ ط عالم
الكتب ، بيروت) قال :
وقال الفرزدق همام
بن غالب في علي بن الحسين بن علي عليهمالسلام :
هذا الذي تعرف
البطحاء ووطأته
|
|
والبيت يعرفه
والحل والحرم
|
ومنهم الفاضل
المعاصر الشيخ أبو بكر جابر الجزائري في كتابه «العلم والعلماء» (ص ٢٥٤ ط دار
الكتب السلفية بالقاهرة سنة ١٤٠٣) قال :
لقد كان زين
العابدين يتمتع بهيبة عظيمة واحترام كبير بين سائر المسلمين ، وكيف لا ، هو ابن
الدوحة النبوية أولا ، وحائز الكمالات النفسية ثانيا.
وها هو ذا الفرزدق
يسجل ما كان عليه علي بن الحسين من مهابة واحترام في الأبيات التالية : وسبب قوله
هذه القصيدة التي امتدح فيها زين العابدين ما روي من أن هشام بن عبد الملك قد حج
وذلك قبل أن يلي الخلافة فأجهد أن يستلم الحجر فلم يتمكن من ذلك ـ فذكر القصة
والقصيدة كما مر.
ومنهم العلامة
الشيخ أبو عبد الله محمد بن المدني جنون المغربي الفاسي المالكي في «الدرر
المكنونة» (ص ١٠١ ط فاس) قال :
وفي ابن خلكان
وغيره : ان للفرزدق مكرمة يرجى له بها الجنة ، وهي لما حج هشام بن عبد الملك بن
مروان جاء ليستلم الحجر الأسود فلم يصله من شدة الزحام ـ فذكر القصة والقصيدة
بتمامها ، وهي فيه ثلاثون بيتا ـ إلى أن قال : وقد روى هذه القصة بتمامها الحافظ
أبو نعيم والسلفي وغيرهما ، وذكر أيضا الكمال الدميري في «حياة الحيوان» لكن
بمخالفة ما في ترتيب الأبيات.
ومنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها
سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٦٩ ط دار الكتب العلمية
في بيروت) قال :
يحكى أن هشام بن
عبد الملك حج في حياة أبيه ، فطاف بالبيت وجهد أن يستلم الحجر الأسود فلم يصل إليه
لكثرة الزحام ـ فذكر القصة والقصيدة.
ومنهم الفاضل
الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في «تاريخ الأحمدي» (ص ٣١٨ ط
بيروت) قال :
وفي حلية الأولياء
لأبي نعيم الحافظ ، ووفيات الأعيان لابن خلكان ، والصواعق المحرقة للشيخ ابن حجر
المكي وغيرها قال : حج هشام بن عبد الملك في أيام أبيه ـ فذكر القصة والقصيدة كما
مر.
ومنهم العلامة
الشيخ محمد الدياب الاتليدي المصري في كتابه «اعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني
العباس» (ص ٣٣ ط المطبعة الوهبية) قال :
وقيل : انه لما حج
هشام في أيام أبيه ـ فذكر القصة والقصيدة كما مر.
ومنهم العلامة
الأديب موفق الدين يعيش بن علي بن يعيش النحوي المتوفى سنة ٦٤٣ في «شرح المفصل» (ج
٢ ص ٥٣ ط إدارة الطباعة المنيرية بمصر) ذكر بيتا من القصيدة فقال :
قال الشاعر :
يغضي حياء ويغضى
من مهابته
|
|
فلا يكلم إلا
حين يتبسم
|
ومنهم العلامة
الأديب أبو الفتح عثمان بن جني في «المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراآت والإيضاح
عنها» (ج ١ ص ١٦٩ ط القاهرة) قال :
هذا الذي تعرف
البطحاء وطأته
|
|
والبيت يعرفه
والحل والحرم
|
ومنهم الفاضل
المعاصر الهادي حمّو في «أضواء على الشيعة» (ص ١٢٤ ط دار التركي) قال :
فقد ذكر أبو الفرج
الأصفهاني : أن هشاما حج في أيام أبيه عبد الملك وطاف بالبيت وجهد أن يصل إلى
الحجر الأسود ليستلمه فلم يقدر على ذلك لكثرة الزحام ، فنصب له كرسي جلس عليه ينظر
إلى الناس ، ومعه جماعة من أهل الشام ، فبينما هو كذلك إذ أقبل زين العابدين وكان
من أجمل الناس وجها فطاف بالبيت حتى إذا انتهى إلى الحجر فسحت له الناس المزدحمة
مجال استلامه. فقال رجل من أهل الشام لابن عبد الملك : من هذا الذي هابه الناس هذه
الهيبة؟ فقال هشام : لا أعرفه. مخافة أن يرغب أهل الشام فيه إن هو ذكر اسمه ، وكان
الفرزدق حاضرا فقال : أنا أعرفه ، فقال الشامي : ومن هو يا أبا فراس؟ فاندفع ينشد
ميميته المشهورة :
هذا الذي تعرف
البطحاء ووطأته
|
|
والبيت يعرفه
والحل والحرم
|
هذا ابن خير
عباد الله كلهم
|
|
هذا التقي النقي
الطاهر العلم
|
هذا ابن فاطمة
إن كنت جاهله
|
|
بجده أولياء
الله قد ختموا
|
وليس قولك من
هذا بضائره
|
|
العرب تعرف من
أنكرت والعجم
|
ومنها :
إذا رأته قريش
قال قائلها
|
|
إلى مكارم هذا
ينتهي الكرم
|
ومنها :
الله شّرفه قدما
وعظّمه
|
|
جرى بذلك له في
لوحه القلم
|
ومنها :
إن عدّ أهل
التقى كانوا أئمتهم
|
|
أو قيل من خير
أهل الأرض قيل هم
|
ومنها :
يستدفع الشر
والبلوى بحبهم
|
|
ويسترب به
الإحسان والنعم
|
ومنهم الفاضل
المعاصر عمر فروخ في «تاريخ الأدب العربي» (ج ١ ص ٦٦٢ ط دار العلم للملايين ،
بيروت) قال :
حج هشام بن عبد
الملك في خلافة الوليد أخيه ومعه رؤساء أهل الشام ـ فذكر القصة والقصيدة كما مر.
ومنهم الدكتور عبد
السلام الترمانيني في «أحداث التاريخ الإسلامي بترتيب السنين» (ج ١ ص ٦٣٢ ط الكويت)
قال :
وقد مدحه [علي بن
الحسين عليهماالسلام] الفرزدق بقصيدته التي يقول فيها ـ فذكر القصيدة بعضها.
ومنهم جماعة من
الفضلاء المعاصرين في «قصص العرب» (ج ٢ ص ٢٦٠ ط دار الجيل ، بيروت) قالوا :
حج هشام بن عبد
الملك في خلافة الوليد أخيه ـ فذكروا القصة وأبياتا من القصيدة.
ومنهم علامة الأدب
أبو محمد عبد الله بن يوسف بن أحمد بن عبد الله بن هشام الأنصاري المصري المتوفى
سنة ٧٦١ في «مغني اللبيب» (ج ١ ص ٣٢٠ ط مطبعة المدني ، القاهرة) قال :
يغضي حياء ويغضى
من مهابته
|
|
فما يكلم إلا
حين يبتسم
|
ومنهم الفاضل
المعاصر الأستاذ أحمد أبو كف في كتاب «آل بيت النبي في مصر» (ص ٦٤ ط دار المعارف ،
القاهرة) قال :
ومما يذكره
التاريخ عن علي زين العابدين أنه لما حج هشام بن عبد الملك أيام أبيه وطاف بالبيت
العتيق ، تعذر عليه أن يلمس الحجر الأسود أو يصل إليه لكثرة الناس حوله فوضع له
كرسي ليعتليه حتى يصل إلى الحجر ، وجعل ينظر إلى الناس لعل أحدهم يعرفه ويفسح له
الطريق ، لكن الناس تغاضت عنه كأنهم لا يعرفونه ، رغم أنه كان معه من أعيان أهل
الشام الكثير.
وفيما هو كذلك إذ
أقبل على الحجر علي زين العابدين ، وكان يطوف بالبيت وحين وصل إليه أفسح الناس له
الطريق حتى استلم الحجر.
وهنا سأل رجل ممن
كانوا مع هشام بن عبد الملك :
من هذا الذي ترمقه
أعين الناس بالإجلال ، حتى أفسحوا له المكان؟ فأنكر هشام معرفته.
وكان الفرزدق
الشاعر يسمع قولة هشام ، فقال : أنا أعرفه.
وسأل الرجل الشامي
الشاعر الفرزدق : من هو يا أبا فراس؟ وهنا يقول الفرزدق قصيدته المشهورة ،
الموجودة بكاملها على باب ضريح سيدي زين العابدين ، والتي مطلعها :
هذا الذي تعرف
البطحاء ووطأته
|
|
والبيت يعرفه
والحل والحرم
|
هذا ابن خير
عباد الله كلهم
|
|
هذا التقي النقي
الطاهر العلم
|
إذا رأته قريش
قال قائلها
|
|
إلى مكارم هذا
ينتهي الكرم
|
ويضيف الفرزدق
قائلا :
هذا ابن فاطمة
إن كنت جاهله
|
|
بجده أنبياء
الله قد ختموا
|
إلى أن يختم
قصيدته ، فيقول أبو فراس :
إن عد أهل التقى
كانوا أئمتهم
|
|
أو قيل من خير
أهل الأرض قيل هموا
|
فلما سمع هشام هذه
القصيدة غضب ، وسجن الفرزدق. وحين بلغ الأمر إلى علي زين العابدين بعث إلى الفرزدق
بأربعة آلاف درهم. لكن الفرزدق ردها ، قائلا :
إنما مدحتك بما
أنت أهل له.
فردها إليه زين
العابدين ثانية قائلا :
خذها وتعاون بها
على دهرك ، فإننا آل البيت إذا وهبنا شيئا لا نستعيده. عند ذلك قبل الفرزدق
الدراهم.
ومنهم الدكتور عبد
المعطي أمين قلعجي في «ذيل تاريخ أسماء الثقات» (ص ٢٠٦ ط بيروت) قال :
قصيدة الفرزدق ـ وهي
سماعنا ـ أن هشام بن عبد الملك حج ـ فذكر القصة والقصيدة كما مر.
ومنهم الفاضل
المعاصر المستشار عبد الحليم الجندي في تعليقه على كتابه «الإمام جعفر الصادق» (ص
١٣٩ ط المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، القاهرة) قال :
حج هشام بن عبد
الملك في خلافة أبيه ، فرأى رجلا ينجفل الناس إليه ، ويفسحون في الطواف له ، في
حين لا يحفل الناس بابن الخليفة ، فسأل : من هذا؟ وسمع الفرزدق السؤال فأنشد
ميميته الطويلة المشهورة في الأدب العربي ومما جاء فيها :
هذا ابن خير
عباد الله كلهم
|
|
هذا التقي النقي
الطاهر العلم
|
فذكر عشرة أبيات
من القصيدة ـ إلى أن قال :
وغضب هشام وأرسل
زين العابدين للفرزدق أربعة آلاف درهم ، ردها الفرزدق قائلا : إنما مدحتك بما أنت
أهله ، وردها الإمام قائلا : إنا أهل بيت إذا وهبنا شيئا لا نستعيده.
حضوره عليهالسلام
(في مجلس ابن زياد ويزيد)
ذكره جماعة من
مؤرخي العامة ومحدثيهم في كتبهم :
فمنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة
دمشق لابن عساكر» (ج ١٧ ص ٢٣١ ط دار الفكر) قال :
وحدث محمد بن
القاسم الثقفي عن أبيه : أنه حضر عبيد الله بن زياد حين أتي برأس الحسين ، فجعل
ينكت بقضيب ثناياه ويقول : إن كان لحسن الثغر ، فقال له زيد ابن أرقم : ارفع قضيبك
، وطالما رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يلثم موضعه ، فقال : إنك شيخ قد خرفت ، فقام زيد يجر ثوبه.
ثم عرضوا عليه ، فأمر بضرب عنق علي بن الحسين ، فقال له علي : إن كان بينك وبين
هؤلاء النساء رحم فأرسل معهن من يؤديهن ، فقال : تؤديهن أنت ، وكأنه استحيا ، وصرف
الله عن علي بن الحسين القتل.
قال القاسم محمد :
ما رأيت منظرا قط أفظع من إلقاء رأس الحسين بين يديه وهو ينكته.
قال علي بن الحسين
: لما قال عمر بن سعد : لا تعرضوا لهذا المريض غنمني رجل منهم ، وأكرم نزلي ،
واختصني ، وجعل يبكي كلما دخل وخرج حتى قلت : إن يكن عند أحد خير فعند هذا ، إلى
أن نادى منادي ابن زياد : ألا من وجد علي بن الحسين
فليأت به ، فقد
جعلنا فيه ثلاث مائة درهم. فدخل علي وهو يبكي ، وجعل يربط يدي إلى عنقي ، وهو يقول
: أخاف. فأخرجني إليهم مربوطا حتى دفعني إليهم [فأخذ] ثلاث مائة درهم وأنا أنظر.
فأدخلت على ابن
زياد ، فقال : ما اسمك؟ فقلت : علي بن حسين. قال : أو لم يقتل الله عليا؟ قال :
قلت : كان أخي أكبر مني يقال له علي ، قتله الناس ، قال : بل الله قتله ، قلت : (اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ
مَوْتِها) فأمر بقتله ، فصاحت زينب بنت علي : يا ابن زياد حسبك من
دمائنا ، أسألك بالله إن قتلته إلا قتلتني معه ، فتركه.
فلما صار إلى يزيد
بن معاوية قام رجل من أهل الشام فقال : إن سباءهم لنا حلال ، فقال علي بن حسين :
كذبت ، ما ذلك لك إلا أن تخرج من ملتنا.
فأطرق يزيد مليا ،
ثم قال لعلي بن حسين : إن أحببت أن تقيم عندنا فنصل رحمك فعلت ، وإن أحببت وصلتك
ورددتك إلى بلدك ، قال : بل تردني إلى المدينة ، فرده ووصله.
قال نصر بن أوس :
دخلت على علي بن حسين ، فقال : ممن أنت؟ قلت : من طيء ، قال : حياك الله ، وحيا
قوما اعتزيت إليهم ، نعم الحي حيك. قال : قلت : من أنت؟ قال : أنا علي بن الحسين ،
قلت : أو لم يقتل مع أبيه؟ قال : لو قتل ـ يا بني ـ لم تره.
ومنهم الفاضل
المعاصر فؤاد شاكر في «مشاهد وألوان من مواقف الرجال والنساء» (ص ٢٠٠ ط مكتبة
التراث الإسلامي ، القاهرة) قال :
ونظر عبيد الله
إلى علي بن الحسين ـ وكان صبيا مريضا ـ وقال له : ما اسمك ـ فذكر مثل ما تقدم
باختلاف قليل في اللفظ.
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول سابقا في كتابه «الحسن والحسين سبطا
رسول الله» (ص ١٣٣ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :
عرض علي بن الحسين
بعد أن قتل أبوه على عبيد الله بن زياد. فقال له : ما اسمك؟ قال : أنا علي بن
الحسين ، فقال : أو لم يقتل الله علي بن الحسين؟ فسكت ـ فذكر مثل ما تقدم باختلاف
قليل في اللفظ.
وقال أيضا في ص
١٣٧ :
أرسل عمر بن سعد
قائد الجيش الذي حارب الحسين نساء الحسين وعياله إلى عبيد الله ، ولم يكن بقي من
أهل بيته رضياللهعنه إلا غلام كان مريضا مع النساء ، فأمر به عبيد الله ليقتل ،
فطرحت زينب أخت الحسين نفسها عليه وقالت : والله لا يقتل حتى تقتلوني ، فتركه.
فجهزهم عبيد الله وحملهم إلى يزيد ، فلما قدموا عليه ، جمع من كان بحضرته من أهل
الشام ثم أدخلوهم فهنؤوه بالفتح.
ومنهم الفاضل
المعاصر الدكتور محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين عليهالسلام» (ص ١١٣ ط مطبعة المدني المؤسسة السعودية بمصر) قال :
وقال أبو مخنف عن
المجالد عن سعيد : إن ابن زياد لما نظر إلى علي بن الحسين زين العابدين قال لشرطي
: انظر أأدرك هذا الغلام ، فإن كان أدرك فانطلقوا فاضربوا عنقه؟ فكشف إزاره عنه
فقال : نعم ، فقال : اذهب به فاضرب عنقه ، فقال : له علي بن الحسين : إن كان بينك
وبين هؤلاء النسوة قرابة فابعث معهن رجلا يحافظ عليهن ، فقال له ابن زياد : تعال
أنت ، فبعثه معهن.
قال أبو مخنف :
وأما سليمان بن أبي راشد فحدثني عن حميد بن مسلم قال : إني لقائم عند ابن زياد حين
عرض عليه علي بن الحسين.
فقال له : ما اسمك؟
قال : أنا علي بن الحسين. قال : أو لم يقتل الله علي بن الحسين؟ فسكت. فقال له ابن
زياد : ما لك لا تتكلم؟ قال : كان لي أخ يقال له علي أيضا قتله الناس. قال : إن
الله قتله. فسكت. فقال : ما لك لا تتكلم؟ فقال : (اللهُ يَتَوَفَّى
الْأَنْفُسَ
حِينَ
مَوْتِها) ، (وَما كانَ لِنَفْسٍ
أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ).
قال : أنت والله
منهم. ويحك انظروا هذا أدرك ، والله إني لأحسبه رجلا.
فكشف عنه مرى بن
معاذ الأحمري ، فقال : نعم قد أدرك. فقال : اقتله.
فقال علي بن
الحسين : من يوكل بهذه النسوة؟ وتعلقت به زينب عمته ، فقالت : يا بن زياد حسبك منا
ما فعلت بنا ، أما رويت من دمائنا؟ وهل أبقيت منا أحدا؟ قال : واعتنقته وقالت :
أسألك بالله إن كنت مؤمنا إن قتلته لما قتلتني معه ، وناداه علي فقال : يا ابن
زياد! إن كان بينك وبينهن قرابة فابعث معهن رجلا يصحبهن بصحبة الإسلام.
قال : فنظر إليهن
ساعة ، ثم نظر إلى القوم فقال : عجبا للرحم ، والله إني لأظن أنها ودت لو أني
قتلته أقتلها معه ، دعوا الغلام ، انطلق مع نسائك.
وقال الفاضل
المعاصر المستشار عبد الحليم الجندي في «الإمام جعفر الصادق» (ص ١٣٤ ط المجلس
الأعلى للشئون الإسلامية ، القاهرة) قال :
تعاظم بيت زين
العابدين في عدد أفراده يوما بعد يوم ، وقدم السجاد لنا ابنه الباقر ، ثم قدم
الباقر ابنه الصادق. فكانوا مثلا عليا في العزوف عن السلطة والانصراف إلى تعليم
الناس العلم الصحيح والعمل الصالح والأسوة الحسنة.
روى عن جابر بن
عبد الله وابن عمر إلى جوار روايته علم أهل البيت وحديثهم عن أبيه الحسين وأم
المؤمنين أم سلمة. وسمع ابن عباس. ليروى عنه فيما بعد ابناه عبد الله والباقر وخلق
كثير. ورأى بعيني المريض العاجز عن الاستشهاد ، مصاير أبيه العظيم ، وإخوته
وأعمامه وأولادهم يوم كربلاء.
وتجلت فيه الفضائل
المنبثقة من الورع والرحمة : يصلي لله في اليوم والليلة ألف ركعة ، ولهذا سمي «السجاد».
إذا توضأ اصفر لونه وإذا قام أرعد من الفرق. ولما سألوه قال : أتدرون من أريد أن
أقف بين يديه ومن أناجي؟
ومع تألق عبد الله
بن جعفر بالمدينة ، وهو الصحابي الذي يحرص الخلفاء في
دمشق على مرضاته ،
وتفريق عبد الله عطاءه الجزل في فقراء المدينة ، واستشهاد ابنين له يوم الحرة ،
وثالث في كربلاء ، ومع أنه زوج زينب بنت علي ، عمة زين العابدين ، مع هذا كله كان
زين العابدين يحتل مكانه في الصدارة ، ويحمل وصفه بجدارة.
وفي ذلك نص يروى
عن مالك بن أنس قال : سمي زين العابدين لعبادته.
علمته المحنة
والورع الحكمة وحسن الخطاب ، فكان في باكورة حياته على علم عظيم.
قال له يزيد يوم
أدخل عليه مريضا مع نساء أهل البيت الناجيات من كربلاء : أبوك الذي قطع رحمي وجهل
حقي ونازعني سلطاني فصنع الله به ما قد رأيت. قال زين العابدين : (ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ
وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها).
قال يزيد : (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما
كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ).
قال زين العابدين
: هذا في حق من ظلم لا من ظلم.
تتابع على الكذب
ولاة الشام والأمصار من عهد معاوية يشتمون عليا بأمر بني أمية ، فكان يبقى من
كذبهم شيء في عقول العامة ، أو الصبية الذين لا يعلمون.
كان عبيد الله بن
مسعود من فقهاء المدينة السبعة. وكان معلم عمر بن عبد العزيز وهو صبي أودعه أبوه
أخواله ـ بني عدي قوم عمر بن الخطاب ـ بالمدينة. فسمع يوما شتم علي. فقال لعمر :
يا بني متى علمت أن الله غضب على أهل بدر؟ قال الصبي : وهل كان علي في بدر؟ قال
عبد الله : وهل كانت بدر كلها إلا لعلي!
فلما ولى عمر
الخلافة أبطل شتم أهل البيت. ورد إليهم حقوقهم.
وقال رجل من أنصار
الأمويين بالشام : دخلت المدينة فرأيت رجلا راكبا على بغلة لم أر أحسن وجها ولا
ثوبا ولا سمتا ولا دابة منه. فسألت ، فقيل : هذا علي بن الحسين ابن علي. فأتيته ـ وقد
امتلأ قلبي له بغضا ـ فقلت له : أنت ابن علي بن أبي طالب؟ قال : أنا ابن ابنه.
فقلت : بك وبأبيك أسب عليا. فلما انقضى كلامي قال : أحسبك غريبا؟ مل بنا إلى الدار
فإن احتجت منزلا أنزلناك. أو إلى مال واسيناك. أو إلى حاجة عاوناك على
قضائها. فانصرفت
من عنده ، وما على الأرض أحد أحب إليّ منه.
ويروى أنه احترق
البيت الذي هو فيه وهو قائم يصلي. فلما انصرف من الصلاة قيل له : ما بالك لم تنصرف
حين اشتعلت النار؟ قال : اشتغلت عن هذه النار بالنار الأخرى.
وأنه لما حج وأراد
أن يلبي أرعد واصفر وخرّ مغشيا عليه. فلما أفاق سئل فقال : إني لأخشى أن أقول لبيك
اللهم لبيك. فيقول : لا لبيك ولا سعديك ـ فشجعوه حتى لبى. فغشى عليه حتى خرّ عن
راحلته .. وكان يرحل من المدينة إلى مكة فلا يقرع راحلته مرة واحدة.
يقول الأصمعي : لم
يكن للحسين رضياللهعنه عقب إلا من ابنه زين العابدين ، ولم يكن لزين العابدين نسل
إلا من ابنة عمه الحسن ، فجميع الحسينيين من نسله.
أما أكبر صدقته
فبالليل ، يقول : صدقة الليل تطفئ غضب الرب.
إلى أن قال :
فإذا جلس زين
العابدين في المسجد جلس بين القبر والمنبر ، وانعقدت حلقة كحلقة أبيه في روضة
كرياض الجنة ، يقول عنها القائل : إذا دخلت مسجد رسول الله فرأيت حلقة كأن على
رؤسهم الطير فتلك حلقة أبي عبد الله مؤتزرا إلى أنصاف ساقيه.
ولقد يتحدث مع
سليمان بن يسار مولى أم المؤمنين ميمونة إلى ارتفاع الضحى. فإذا أرادا أن يقوما
قرأ عليهما عبد الله بن أبي سلمة سورة ، فإذا فرغ عبد الله من التلاوة دعوا الله
سبحانه.
ولقد يدخل ابن
شهاب الزهري وصحبه فيسأله : فيم كنتم؟ فيجيبه : إنهم كانوا يتذاكرون الصوم وأنهم
لم يروه واجبا إلا في رمضان ، فيقول السجاد : الصوم على أربعين وجها. ثم يشرحها له
وجها وجها. فمنها ما يجب. ومنها ما هو بالخيار أو الإباحة. إلخ.
وفي علمه يقول
محمد بن سعد صاحب الطبقات : كان زين العابدين ثقة مأمونا
كثير الحديث عن
رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، عالما ، ولم يكن من أهل البيت مثله. ويقول الزهري : ما
رأيت أفقه من زين العابدين لولا أنه قليل الحديث.
وهذه الشهادة
بالفقه من شيخ مالك بن أنس تعلن رأي جيل التابعين. بل إن الزهري يعلن مكانة زين
العابدين بين كل الأحياء بقوله : ما رأيت قرشيا أفضل منه ، قصد إليه يوما ونفسه
تكاد تبسل من ذنب ألم به ، فرده الإمام إلى صميم الإسلام قال : قنوطك من رحمة الله
التي وسعت كل شيء أعظم من ذنبك.
والشافعي الذي
يقول في ابن شهاب الزهري : لولا الزهري لذهبت السنن من المدينة ، يضع زين العابدين
في أعلى مكان ، فيعده أعلم أهل المدينة.
كان كثير البكاء
من يوم كربلاء ، فقيل له في ذلك فقال : إن يعقوب عليهالسلام بكى حتى ابيضت عيناه من الحزن على يوسف ـ ولم يتحقق موت
يوسف ـ وقد رأيت بضعة عشر رجلا من أهلي يذبحون في غداة واحدة.
وربما فسر لنا هذا
المقال بعض أسباب انصرافه إلى تعليم المسلمين دينهم ، لصلاح دنياهم ، وإجماع
المسلمين على إجلاله.
وقال الفاضل
المعاصر الأستاذ أحمد أبو كف في كتاب «آل بيت النبي في مصر» (ص ٥٩ ط دار المعارف ،
القاهرة) قال :
لو لم يكن علي زين
العابدين مريضا في يوم كربلاء وما حدث من مذبحة شنيعة لرجال آل البيت ، بيت رسول
الله صلىاللهعليهوسلم ، لتوقف أو انقطع نسل النبوة ، من صلب الحسين بن علي بن
أبي طالب.
لكن الله كان
رءوفا بآل بيت رسوله.
كان زين العابدين
وهي الصفة التي لصقت بعلي بن الحسين هو الوحيد من الذكور الذي لم تمسسه سيوف وحقد
بني أمية في كربلاء ، كي يصبح زهرة آل البيت الوحيدة التي ترعرعت ونمت ، ولتتصل
عترة الرسول صلىاللهعليهوسلم ، ولتصبح هذه
لزهرة بمثابة الجد
التاريخي لكل ولي من أولياء الله من بيت النبوة. فعند مذبحة كربلاء قطع نسل الرسول
باستشهاد سيد شهداء أهل الجنة الحسين بن علي وفرعه ، ووصل باستمرار حياة ابنه علي
زين العابدين ، زين شباب أهل الجنة وأفضل القرشيين ـ كما قيل ـ بعد هذا الحادث
الجلل.
شاءت عناية الله ،
أن يكون علي بن الحسين حاضرا في كربلاء ، كما شاءت الأقدار أن تنقذ حياته بأعجوبة
لتستمر السلالة الطاهرة للرسول من نسل الحسين فحسب القارئ الكريم أن يعرف ، أنه لا
يوجد من ينتسب إلى الإمام الحسين ، سبط الرسول ، إلا وكان من أبناء أو أحفاد علي
زين العابدين.
كان علي مريضا في
فراشه داخل مخيم المؤمنين الذين ذهبوا إلى كربلاء ولم يستطع أن يقوم ويمسك السيف ،
بينما النصال تصطدم بالنصال والدماء الزكية تسيل كالأنهار حارة بعد استشهاد كل
الرجال مع الحسين من أهل بيته وذويه ومن الصحابة والتابعين.
وحين تنتهي
المعركة ، يساق آل البيت إلى ابن زياد وإلى الكوفة في ركب تتقدمه السبايا والرءوس
المقطعة ، في نحو أربعين جملا وكان زين العابدين على جمل بغير وطاء ضعيفا مريضا
حزينا يأسى ، وأثناء سير الركب قال :
يا أمة السوء لا
سعيا لربعكم
|
|
يا أمة لم تراعى
أحمدا فينا
|
سيرونا على
الأقتاب عالية
|
|
كأننا لم نشيد
فيكم دينا
|
وهنا تحبس الأنفاس
حين يتفحص والي الأمويين الأسرى ، ويرى صبيا وحيدا معهم خشي أن يكون مع الأيام
شوكة في حلق الأمويين. فيلتفت إلى الشاب الذي كان لا يزال مجهدا بفعل المرض ،
ويسأله : ما اسمك؟
ويرد الشاب : علي
بن الحسين.
فيقول ابن زياد :
أو لم يقتل الله عليا بن الحسين؟
وهنا يصمت الشاب
ولم يجب.
فيصيح فيه ابن
زياد : ما لك لا تتكلم؟
ويجيب علي بن
الحسين ، بعد أن كرر عليه ابن زياد السؤال :
كان لي أخ يسمى
عليا قتله الناس بأسيافهم.
فيقول ابن زياد :
بل الله قتله.
ويجيب علي زين
العابدين : (اللهُ يَتَوَفَّى
الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ
اللهِ).
ويغضب الوالي
الأموي ويصيح مهددا :
أو بك جرأة على
جوابي ، وفيك بقية للرد؟ والله إنك منهم. أيها القوم اكشفوا عنه ، فإن كان قد بلغ
مبلغ الشباب فاقتلوه.
ويكشف عليه مرى بن
معاذ الأحمري ، ويقول : نعم ، لقد بلغ مبالغ الشباب.
ويستعد الجند لضرب
علي بن الحسين.
ويقول ابن مرجانة
: اقتلوه.
ويقول زين
العابدين : من يوكل بهذه النسوة؟
لكن عمته السيدة
زينب ـ بطلة كربلاء ـ تندفع بقوة إيمانها وثبات يقينها فتحتضن ابن أخيها ، وتقول
لابن زياد :
حسبك يا بن زياد
ما رويت من دمائنا. وهل أبقيت أحدا غير هذا؟ والله لا أفارقه ، فإن قتلته فاقتلني
معه.
ويسرع علي زين العابدين
، ويقول هو الآخر بشجاعة آل بيت النبوة :
أبالقتل تهددني يا
بن زياد ، أما علمت أن القتل لنا عادة ، وكرامتنا الشهادة؟
وينكس والي الكوفي
رأسه طويلا ، ربما من خجله ثم يقول ، موجها الحديث إلى السيدة زينب :
عجبا لصلة الرحم.
والله إني أظنها ودت لو أني قتلتها معه. دعوه ينطلق مع نسائه ، فإني أراه لما به
مشغولا.
ثم يصيح في
زبانيته : دعوا الغلام.
وقبل هذا الموقف ،
كان هناك موقف آخر مع آل البيت عقب كربلاء مباشرة ففي كربلاء وبعد استشهاد الإمام
الحسين ، تنبه جند يزيد إلى وجود زين العابدين علي بن الحسين ، وكان صبيا مريضا ،
فأراد شمر بن ذي الجوشن أن يقتله ، فقال له حميد ابن مسلم:
سبحان الله ، أتقتل
الصبيان؟
فجاء عمر بن سعد
وقال :
لا يدخلن بيت
النسوة أحد ، ولا يتعرض لهذا الغلام المريض أحد.
وكان جند ابن زياد
قد اقتحموا فسطاط نساء آل البيت ، واعملوا فيه سلبا ونهبا ، وبعد ذلك ساقوا الأسرى
، وكان منهم ولدان للإمام الحسن ، استصغر الجند شأنهما وسنهما فتركوهما ، كما كان
فيهم كذلك زين العابدين علي بن الحسين ، وكان مريضا في حجر عمته العقيلة زينب.
كان علي زين
العابدين من الذين استقطبوا أهم الأدوار خلال مأساة كربلاء وفي أعقابها.
وربما هذا هو الذي
دفع بالدكتورة بنت الشاطئ أن تقول عن السيدة زينب : أرى أن دور السيدة زينب
الحقيقي قد بدأ بعد المأساة .. إذا كان عليها أن تحمى السبايا ، وأن تناضل مستميتة
عن غلام مريض هو علي بن الحسين ، ولولاها لذبح.
وحين جاءت السبايا
من آل بيت النبي إلى يزيد بن معاوية في دمشق ، أدخل زين العابدين على يزيد وهو
مغلول الأيدي ، فقال ليزيد :
لو رآنا رسول الله
صلىاللهعليهوسلم مغلولين لفك عنا.
قال يزيد : صدقت.
وأمر بفك غله.
فقال علي :
ولو رآنا رسول
الله صلىاللهعليهوسلم بعداء ، لأحب أن يقربنا فأمر يزيد منه ، وقال : إيه يا علي
بن الحسين ، أبوك الذي قطع رحمي ، وجهل حقي ونازعني سلطاني فصنع الله به ما رأيت.
فقال علي :
(ما أَصابَ مِنْ
مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ
أَنْ نَبْرَأَها ، إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ ، لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما
فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ).
فقال يزيد : (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما
كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ).
فقال علي :
هذا في حق من ظلم
ـ بفتح الظاء واللام ـ ولا من ظلم ـ بضم الظاء وكسر اللام.
لكن من هو علي زين
العابدين ، الذي يحمل اسمه حي بأكمله بالقاهرة ويلتف الناس حول مشهده ـ ولا أقول
مسجده ـ الذي يقع بقرافة زين العابدين ، وتحوطه المشاهد والمقابر ، يتعثر معها
الطريق حتى تصل إليه!
في البداية نقول :
إذا كان الحسين بن علي والسيدة زينب من أسباط وعترة الرسول صلىاللهعليهوسلم ، فإن علي زين العابدين بن الحسين من أعمدة آل البيت. ربما
من الجيل الثالث المزهر فأختاه هما السيدتان سكينة وفاطمة النبوية. وهو عم سيدي
حسن الأنور ، وجد السيدتين نفيسة وعائشة ومن أبنائه سيدي زيد الذي يقال إنه مدفون
معه في قبره أو قبر ابنه سيدي حسن الأنور ، وهو إمام الزيدية في اليمن.
وقد اختار جده
الإمام علي بن أبي طالب أن يسميه باسمه .. ويقال إنه حين ولد فرح به وتهلل ، وأذن
في أذنه ، كما أذن الرسول في أذن أبيه الحسين حين ولادته.
وأم علي زين
العابدين ، هي سلافة بنت يزدجر (آخر ملوك فارس ، وكانت قد أسرت هي وأختان لها في
غزوة للجيش الإسلامي في عهد عمر بن الخطاب ، وحين زوجها علي بن أبي طالب للإمام
الحسين قال له : خذها ، فستلد لك سيدا في العرب ،
وسيدا في العجم ،
سيدا في الدنيا والآخرة.
وقد نشأ علي زين
العابدين في بيت جدته فاطمة الزهراء ، ونال من رعاية جده الإمام علي له ، وعطفه
عليه ، وتعلقه واهتمامه به نصيبا كبيرا ، فقد كان كرم الله وجهه حريصا على أن يرى
سلسلة نسبه متصلة ونسله مستمرا. ولهذا لم يكن يسمح لبنيه بخوض المعارك الضارية
للقتال ، وقال لأصحابه : املكوا عني هذا الغلام لا يهدني فإني أنفس معه.
وفي معركة صفين لم
يسمح الإمام علي لابنه الحسين بالاندفاع به نحو الموت لئلا ينقطع نسل الرسول صلىاللهعليهوسلم.
ولم يكد يبلغ سيدي
علي زين العابدين ، الرابعة من عمره ، حتى تعهده أبوه الحسين وعمه الحسن ، يحفظانه
من القرآن الكريم والحديث الشريف. ما يستطيع أن ينطق به لسان ابن الرابعة ، ولما
توفي عمه ، استمر أبوه يحفظه القرآن حتى أتم حفظه في سن مبكرة فقد كان علي زين
العابدين سريع الحفظ قوي الحافظة. وقد أضاف إلى القرآن والحديث ، علوم الفقه
والدين برعاية خلاصة بيت النبوة ، حتى ضرب بعلمه وفقهه المثل. فقد قال عنه علي بن
سعيد : إنه أفضل هاشمي فقها وورعا.
ولما بلغ السابعة
عشرة من عمره ، تزوج من فاطمة بنت عمه الحسن بن علي بن أبي طالب. وهي التي أنجبت
له من الذكورة السادة : زيد والحسن والحسين الأصغر وعبد الرحمن وسليمان وعلي ومحمد
الباقر وعبد الله الباهر ، ومن الإناث السيدات : خديجة وفاطمة وعلية وأم كلثوم.
ومما يذكره
التاريخ عن علي زين العابدين انه لما حج هشام بن عبد الملك أيام أبيه وطاف بالبيت
العتيق ، تعذر عليه أن يلمس الحجر الأسود أو يصل إليه لكثرة الناس حوله فوضع له
كرسي ليعتليه حتى يصل إلى الحجر ، وجعل ينظر إلى الناس لعل أحدهم يعرفه ويفسح له
الطريق ، لكن الناس تغاضت عنه كأنهم لا يعرفونه ، رغم أنه كان معه من أعيان أهل
الشام الكثير.
وفيما هو كذلك إذ
أقبل على الحجر علي زين العابدين ، وكان يطوف بالبيت وحين وصل إليه أفسح الناس له
الطريق حتى استلم الحجر.
وهنا سأل رجل ممن
كانوا مع هشام بن عبد الملك :
من هذا الذي ترمقه
أعين الناس بالإجلال ، حتى أفسحوا له المكان؟ فأنكر هشام معرفته.
وكان الفرزدق
الشاعر يسمع قولة هشام ، فقال : أنا أعرفه.
وسأل الرجل الشامي
الشاعر الفرزدق : من هو يا أبا فراس؟ وهنا يقول الفرزدق قصيدته المشهورة ،
الموجودة بكاملها على باب ضريح سيدي زين العابدين ، والتي مطلعها :
هذا الذي تعرف
البطحاء ووطأته
|
|
والبيت يعرفه
والحل والحرم
|
هذا ابن خير
عباد الله كلهم
|
|
هذا التقي النقي
الطاهر العلم
|
إذا رأته قريش
قال قائلها
|
|
إلى مكارم هذا
ينتهي الكرم
|
ويضيف الفرزدق
قائلا :
هذا ابن فاطمة
إن كنت جاهله
|
|
بجده أنبياء
الله قد ختموا
|
إلى أن يختم
قصيدته ، فيقول أبو فراس :
إن عد أهل التقى
كانوا أئمتهم
|
|
أو قيل من خير
أهل الأرض قيل هموا
|
فلما سمع هشام هذه
القصيدة غضب ، وسجن الفرزدق. وحين بلغ الأمر إلى علي زين العابدين بعث إلى الفرزدق
بأربعة آلاف درهم. لكن الفرزدق ردها قائلا :
إنما مدحتك بما
أنت أهل له.
فردها إليه زين
العابدين ثانية قائلا :
خذها وتعاون بها
على دهرك ، فإننا آل البيت إذا وهبنا شيئا لا نستعيده.
عند ذلك قبل
الفرزدق الدراهم.
ويقول صاحب «الكواكب
الدرية» عن مشهد علي زين العابدين : إن الدعاء عنده
مستجاب والأنوار
ترى عليه.
والواقع أنه من
خلال التجوال في منطقة مشهد سيدي علي زين العابدين تسمع الكثير عن هذا القطب من
أهل البيت ، فعامة الناس الذين يسكنون الحي الذي يتشرف بحمل اسمه ، وكذلك الناس
الذين يأتون لزيارته من كل أنحاء مصر ، وغير مصر ـ خاصة في أيام مولده ـ يرون فيه «النجدة»
دائما ، ويؤكدون إنه ما من أحد يكون صادقا في حب آل البيت ، إلا وجاء يدعو الله
عند هذا المقام فيستجيب الله جل شأنه.
إلى أن قال في ص
٦٨ :
متى جاء علي زين
العابدين رضياللهعنه إلى مصر ، يبارك بجسده الطاهر ترابها ، ويصبح مزارا شريفا
من مزارات آل البيت بجانب الحسين ، والسيدة زينب ، وقبور وأضرحة بقية الشرفاء من
آل البيت.
يقول الإمام
الشعراني في كتاب «الطبقات» :
قد تواترت الأخبار
عندي ، أن علي زين العابدين قد جاء إلى القاهرة وأن الذين رأوه رؤيا العين ، قالوا
فيه : إن جسده كان أشبه بالحياة المستقرة.
لكن الثابت أن علي
زين العابدين حين لاقى ربه ، دفن في البقيع في المدينة المنورة ، وهي مقبرة آل
البيت. ثم نقل جسده الطاهر ، بعد ذلك إلى القاهرة ، وإن البعض يرى أن قبره في مصر
من أضرحة الرؤيا.
وحي زين العابدين
، أو حي السيدة زينب كله كان ـ كما يقول المقريزي ـ يعرف في أوائل العصر الإسلامي
باسم الحمراء القصوى ومسجد سيدي علي زين العابدين الموجود حاليا حول الضريح يرجع
إلى أوائل القرن الثاني عشر الهجري ـ أوائل القرن ١٩ الميلادي ـ وقد جدده وأعاد
بناءه عثمان أغا مستحفظان. كما ورد في «الخطط التوفيقية» لعلي باشا مبارك.
أما عمارة الدولة
الفاطمية ، فلم يبق منها سوى عقد واحد يوجد بالطرقة الداخلية
على يمين الداخل
إلى رواق القبلة. كما توج لوحة تذكارية مثبتة على مدخل المسجد القديم بالواجهة
الغربية كتب عليها : بسم الله الرحمن الرحيم هذا مشهد الإمام علي زين العابدين ابن
الإمام الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين في سنة ٥٤٩
هجرية.
أما القبة التي
تعلو الضريح ، فترجع إلى العصر المملوكي ، في القرن الثامن الهجري كما يذكر ذلك
السخاوي ، وعلى الضريح مقصورة تجددت في أواخر القرن الثالث الهجري. وهي تعتبر
نموذجا لصناعة الحديد المزخرف. وكما جاء في «الخطط التوفيقية» ، فقد أنشأ هذه
المقصورة سعادة محمد قفطان باشا سنة ١٢٨ هو كسا عتب باب القبة ببلاطات من القيشاني
الأزرق ، وهو بلاط عثماني.
وقال الفاضل
الزركلي في تعليقه على كتاب «الأعلام» (ج ٥ ص ٨٦) ما لفظه:
وفي أنس الزائرين
ـ خ ـ وهو رسالة مجهولة المؤلف ما يأتي بنصه الغريب :
ان الفسقة لما
قتلوا عليا الأكبر ولد الحسين طلبوا زين العابدين الذي هو علي الأصغر ليقتلوه ،
فوجدوه مريضا ، فتركوه ثم إنهم قتلوه بعد ذلك وحملوا رأسه إلى مصر فدفن في مشهده
قريبا من مجراة القلعة من نيل مصر وعنده جسم زيد أخيه ، والقاتل له عبد الملك بن
مروان ، وبقية جسده عند قبر الحسن بالبقيع.
قلت : أوردت هذه
الحكاية لتكذيبها ، فإن عليا هذا لما توفي ووضع للصلاة عليه كشف الناس نعشه وشاهدوه
كما في طبقات ابن سعد ج ٥ ص ١٦٤ ، وفيه : كان أحب أهل بيته إلى مروان بن الحكم
وعبد الملك بن مروان ، انتهى.
أقول : مرقده
الشريف في البقيع عند عمه الأكبر الإمام الحسن بن علي وعند ابنيه الإمامين
العظيمين الصادق والباقر عليهم صلوات الله أجمعين مشهور ومعروف كالشمس في رابعة
النهار.
ومنهم العلامة
العارف أبو بكر محمد بن علي بن محمد ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي المتوفى
سنة ٦٣٨ في «المناقب» المطبوع في آخر «شرح چهارده معصوم» للشيخ فضل الله بن
روزبهان الأصفهاني (ص ٢٩٥ ط قم) قال :
وعلى آدم أهل
البيت المنزه عند كيت وكيت روح جسد الإمامة شمس فلك الشهامة مضمون كتاب الإبداع
جلّ تعمية الاختراع سرّ الله في الوجود إنسان عين الشهود خازن كنوز الغيوب واقف
أمور المحب والمحبوب مطلع نور الإيمان كاشف سر العرفان الحجة القاطعة والدرة
اللامعة ثمرة شجرة طوبى القدسية أزل الغيب وأبد الشهادة السر الإلهي في ستر
العبادة وتد الأوتاد رزين العباد إمام العالمين ومجمع البحرين علي بن الحسين عليهالسلام.
ومنهم العلامة فضل
الله بن روزبهان الخنجي الأصفهاني المتوفى سنة ٩٢٧ في «وسيلة الخادم إلى المخدوم
در شرح صلوات چهارده معصوم عليهمالسلام» (ص ١٦٥ ط كتابخانه عمومى آية الله العظمى نجفي بقم) قال :
اللهم وصل وسلّم
على الإمام الرابع
ودرود وصلوات ده
وسلام فرست بر امام چهارم.
از اينجا شروع است
در صلوات بر امام زين العابدين وآن حضرت بعد از امام حسين (ع) امام شد ، به اتفاق
جميع شيعه الا كسانى كه ايشان بعد از امام حسين ، امامت محمد بن الحنفية را اثبات
مى كنند. وآثار امامت آن حضرت زيادة از آن است كه كسى در آن شك كند.
أبي الأئمة باذخ
المهمة شامخ الهمة
آن حضرت پدر
امامان است زيرا كه هشت امام بعد از او همه از اولاد آن حضرتند ، وآن حضرت بلند
عزم وقصد است وبلند همت است زيرا كه اصلا التفات
به خلافت صورى
نفرمود وعزم وهمت خود را مخصوص ومقصور بر عبادت وامور آخرت ساخته.
روايت كرده اند كه
چون حضرت امام زين العابدين بعد از مقتل امام حسين از شام با اهل بيت خود به مدينه
فرمود به عبادت مشغول شد وچون آن حضرت مدينه فرمود ، اهل مدينه را مصيبت امام حسين
(ع) صعب بود. تمامى پيش آن حضرت آمدند واتفاق كردند كه يزيد را خلع كنند وخون امام
حسين (ع) از او طلب دارند.آن حضرت فرمود : من بدين شغل بعد از پدر مشغول نمى گردم.
شما برويد وديگرى را طلب كنيد.
ايشان با عبد الله
بن حنظلة كه بزرگ انصار بود بيعت كردند وحضرت امام زين العابدين از ميان ايشان
بيرون رفت. ويزيد لعين چون خروج اهل مدينه شنيد وقبول نا كردن امامت بيعت ايشان را
از آن حضرت راضى شد وشاكر شد ، ومسلم بن عقبه را با لشكرى عظيم به جنگ اهل مدينه
فرستاد ودر موضعي كه آن را حره گويند در بيرون مدينه ، جنگ كردند وبسيارى از اولاد
صحابه وتابعين در آن جنگ شهيد شدند وعبد الله بن حنظلة نيز شهيد شد ومسلم بن عقبه
بعد از جنگ وغلبه به خدمت حضرت امام شكر يزيد عليه اللعنة باز گفت. آن حضرت فرمود
: من به عبادت پروردگار مشغولم وبا دنيا مرا كارى نيست. مرا به حال خود باز گذاريد
وشما دانيد ومهمات دنيا ، واين از علو همت است كه بدان اشارت فرموده شد :
كاشف الغمة دافع
الملمّة المنافح عند الأمور المهمة
آن حضرت كشف كننده
امر پوشيده است كه آن امر بر مردم مهم باشد واين اشارت است به علم وكشف آن حضرت.
چنانچه روايت كرده اند كه علم واقعات در تابعين وحل مشكلات بدان حضرت منتهى شد وآن
حضرت دفع كننده بليات وشدايد است كه (بر) مردمان فرود آيد ، واين اشارت است به عطا
وكرم وبخشش وجود آن حضرت كه در شدايد دفع فقر وضرر از مردمان مى فرمود. چنانچه
روايت
كرده اند كه در
وقتى كه آن حضرت وفات فرمود ، هنگام غسل آن حضرت ، بر اندام مباركش اثر جراحتها
وزخمها بود ، همچو كسى كه بارهاى سنگين بسيار بر دوش كشيده باشد ودر اندام او
جراحت پيدا شده باشد. مردمان از آن حال تعجب كردند كه آن حضرت هرگز بارى بر پشت
نمى كشيده وسرّ آن اصلا بر كس ظاهر نشد ، بعد از چند روز كه از وفات آن حضرت بگذشت
بسيار اهل خانه هاى مدينه از يتيمان وزنان بى شوهر بى قوت بماندند وايشان گفتند :
قوت ما از آن بود كه در شبها كسى مى آمد وخروارهاى طعام بر پشت گرفته در خانه ما
مى انداخت وما اصلا نمى دانستيم كه آن كيست؟ اكنون كه او وفات فرمود ، آن طعام از
ما منقطع شد. بعد از آن بر مردم ظاهر شد كه آن زخمها كه بر اعضاى آن حضرت بوده اثر
آن بارها بوده كه در شب پوشيده به خانه هاى يتيمان وفقيران وجماعتى كه ايشان را
روى طلب نبوده مى رسانيده واز مردمان پوشيده مى داشته تا بعد از وفات آن حضرت ظاهر
شده.
وآن حضرت دفع
كننده وراننده است نزد كارها كه مردمان را در غم اندازد ، واين اشارت است بدانچه
روايت كرده اند كه هر كس را در مدينه كه مشكلى روى مى نموده آن حضرت در آن مساعدت
مى نموده ودفع آن زحمت وبلا از آن كس مى كرده.
الواقف في مواقف
العبادة بالليال المدلهمة
عبادت الهى است در
شبهاى بسيار تاريك ، واين اشارت است به بسيارى عبادت آن حضرت ، چنانچه روايت كرده
اند كه آن حضرت عابدترين اهل زمان خود بود ودر شبانه روزى هزار ركعت نماز مى
گذارد. بعد از آن ، صحيفه كه در آنجا حكايت عبادت حضرت امير المؤمنين (ع) ثبت كرده
بودن ، مى طلبيدند ودر آن نظر مى كردند وآن صحيفه را مى انداخت ، همچو كسى كه ملول
باشد از تقصير خود ومى فرمود كه : .. كعبادة على. يعنى من از كجا بياورم عبادتي
همچو عبادت على
ومن چگونه عبادت
را بدان حضرت رسانم.
طاوس يماني روايت
كند كه حضرت امام زين العابدين شبى به حجره كعبه در آمد ، پس نماز بسيار كرد وبعد
از آن سجدة كرد وروى بر خاك نهاد وبماليد وكف دستها بطرف آسمان برداشت. شنيدم كه
آهسته مى گفت : عبيدك بفنائك ، مسكينك بفنائك ، فقيرك بفنائك ، سائلك بفنائك. طاوس
گفت : من اين دعا ياد گرفتم وهيچ شدت پيش نيامد مرا الا آنكه اين دعا را بخواندم
وخداى تعالى مرا فرج كرامت فرمود.
طارح الشوكة مع
المفاخر الجمة
آن حضرت اندازنده
شوكت دنيا وبزرگى است با وجود فخرها وشرفهاى بسيار كه آن حضرت را حاصل بوده.
واين اشارت است
بدانكه آن حضرت با وجود آن مفاخر نسبى ومكارم حسبي كه در ذات مبارك آن حضرت جمع
شده بود ، اصلا ميل ظهور وشوكت خلافت نمى فرمود ، چنانچه روايت كرده اند كه در مدت
حيات آن حضرت هر چند مردم عراق آن حضرت را بر طلب ملك وخلافت ترغيب كردند اصلا ميل
نفرمود. ابن شهاب زهري روايت كند كه جمعى از مفسدان پيش عبد الملك مروان كه در آن
زمان پادشاه بود افساد كردند كه مردم عراق ميل به امام زين العابدين دارند ، كتابت
بدو نوشته اند واو نيز ميل دارد كه به طرف كوفه رود ودر آنجا ظهور كند واين تهمت
را خاطر نشان عبد الملك مروان كردند ، عبد الملك جمعى بفرستاد وآن حضرت را بند وغل
كرده ، به طرف شام بردند. من رفتم تا آن حضرت را وداع كنم ، در اندرون خيمه بود
وموكلان در بيرون خيمه نشسته بودند از ايشان دستورى خواستم ودر رفتم آن حضرت را
بديدم كه دستهاى مباركش را در غل كرده بودند وسر پاى مباركش در زنجير كشيده ، رقت
بر من غالب شد وبگريستم. فرمود : اى زهري چرا مى گريى؟ گفتم : اى پسر رسول خدا من
تو را چنين غل كرده نمى توانم ديد كه آن حضرت
اشارت فرمود ، في
الحال غل وبند بيفتاد. آن حضرت فرمود : اى زهري اين حال را مشاهده كردى؟ من به
اختيار همراه ايشان مى روم وشب سوم انتظار بكشيد كه باز گردم.
ايشان روانه شدند
وشب سوم موكلان كه همراه آن حضرت بودند برگشتند وپرسيدند كه آن حضرت به مدينه آمد
، از ايشان پرسيدم كه : قصه او چون بود؟ گفتند : ما صباح برخاستيم ديديم كه غل
وبند آنجا افتاده وآن حضرت نيست. بعد از آن من عازم شام شدم. چون پيش عبد الملك در
رفتم احوال حضرت از من سؤال كرد. من حكايت باز گفتم. عبد الملك گفت : بلى او همان
روز نزد من آمد. در وقتى كه من تنها بودم در خانه نشسته ، من از او بترسيدم. گفت :
با من چكار دارى؟ من گفتم : مرا با تو هيچ كارى نيست. تو چه حاجت دارى؟ گفت : حاجت
من آن است كه ديگر مرا طلب نكنى ومزاحم نشوى. من گفتم : به سلامت باز گرد. زهري
گفت : من گفتم : يا امير المؤمنين! علي بن الحسين به عبادت پروردگار خود مشغول است
واصلا ميل خلافت ودنيا ندارد ، عبد الملك گفت : خوشا امثال او. در اين فقره بدان
اشارت بود.
صاحب المناقب
والمزايا الجمة
آن حضرت صاحب
منقبتها ومزيتهاست كه آن موجب راحت مسلمانان است ، ومؤمنان بدان مناقب ومزايا راحت
مى يابند وشادكام مى گردند. زيرا كه هر كس كه ذكر مناقب سيد وپيشواى خود بشنود ،
شادكام گردد وآسايش يابد.
أبي الحسن علي
الأصغر بن الحسين زين العباد وسيد العباد ذي الثفنات السجاد كنيت آن حضرت ابو
الحسن است ، همچو كنيت حضرت امير صلوات الله عليهما ، آن حضرت را على أصغر مى گفته
اند ، زيرا كه حضرت امام حسين را دو پسر ديگر بوده ، از آن حضرت بزرگتر. او را على
اكبر نام بوده ، ودر روز كربلا شهيد شده وآن حضرت را اولاد بوده وبزرگتر از همه
اولاد او امام محمد باقر است. وپسر ديگر
داشته ، اسم او
زيد بن على كه امام زيديه است ومادر آن حضرت شهربانيه بنت يزدجرد كسرى است واز
جمله القاب آن حضرت زين العباد است زيرا كه از بسيارى عبادت ، آرايش عبادان بود ،
وسيد العباد هم لقب آن حضرت است وآن حضرت را هم ذى الثفنات مى گفته اند ويعنى
خداوند پينه ها ومعنى پينه اى است كه بر زانوى شتر مى باشد ، گويند : پيشانى مبارك
آن حضرت سجاد است از بسيارى سجدة كه آن حضرت مى فرمود. ومعنى سجاد بسيار سجدة
كننده است.
صاحب العز المنيع
والمجد الرفيع ، المقبور مع عمه الحسن في البقيع
آن حضرت صاحب عزت
ومناعت است وخداوند بزرگ بلند است ودفن كرده شده آن حضرت با عم خود امير المؤمنين
حسن (ع) در بقيع ، ووفات آن حضرت در مدينه بود. وبعضى گويند : [وفات] آن حضرت در
مدينه بوده روز جمعه ، وبعضى گويند : پنجشنبه نصف ماه جمادى الآخر ، ووفات آن حضرت
روز شنبه دوازدهم ماه محرم سنه خمس وتسعين بود از هجرت ، وسن مبارك آن حضرت از شصت
متجاوز بود ، وقبر مقدس آن حضرت در مرقد امير المؤمنين حسن (ع) است وهر دو در يك
قبر مدفون شده اند وقبر حضرت امام محمد باقر (ع) وامام جعفر صادق (ع) با ايشان همه
يك قبر است وخواجه محمد پارسا بخارى در كتاب فصل الخطاب از بعضى از اكابر روايت
كرده كه ايشان فرموده اند : چه قطعه زمينى كه خداى تعالى او را مشرف ساخته به وجود
چنين ابدان طيبه واجسام طاهره كه مورد فيض الهى ومحل نزول رحمت نامتناهى است.
اللهم صل على
سيدنا محمد سيما الإمام السجاد زين العباد وسلم تسليما.
أولاده عليهالسلام
ذكرهم جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
موفق الدين عبد الله بن محمد المقدسي الحنبلي المتوفى سنة ٦٢٠ في «التبيين في
أنساب الصحابة القرشيين» (ص ٢١ نسخة جستربيتي في ايرلندة) قال :
ولد علي بن الحسين
زيد ومحمد ابنا علي فأما زيد بن علي فقتل ومحمد بن علي أبو جعفر الباقر كان سيدا
كبيرا ، وله رواية عن جابر بن عبد الله ، وكان إماما يؤخذ عنه العلم. ومن أولاده
جعفر بن محمد الصادق ، وولده موسى بن جعفر وولده علي بن موسى كلهم أئمة مرضيون
وفضائلهم كثيرة مشهورة ، وفي بعض رواياتهم عن آبائهم نسخة يرويها علي بن موسى عن
أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن
أبيه الحسين بن علي عن أبيه عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، قال بعض أهل العلم : لو قرئ هذا الإسناد على مجنون لبرأ.
ومنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها
سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٧٠ ط دار الكتب العلمية
في بيروت) قال :
أولاده رضياللهعنهم أربعة عشر ولدا : عشرة ذكور ، وأربع إناث وهم : محمد ،
المكنى بأبي جعفر
الملقب بالباقر ، أمه أم عبد الله بنت الحسن بن علي عم زين العابدين ، وزيد ، وعمر
، أمهما أم ولد ـ وعبد الله ، والحسن ، والحسين ، أمهم أم ولد ـ والحسين الأصغر ،
وعبد الرحمن ، وسليمان ، أمهم أم ولد ـ وعلي وكان أصغر ولد علي بن الحسين.
وخديجة ، وفاطمة ،
وعلية ، وأم كلثوم.
ومنهم العلامة
الحافظ ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٢ ص ٣٠ ط دار البشير بدمشق) قال :
ولعلي بن الحسين
هذا العقب من ولد الحسين وهو علي الأصغر بن الحسين ، وأما علي الأكبر فقتل مع أبيه
بكربلا.
ومنهم العلامة
جمال الدين يوسف المزي في «تهذيب الكمال» (ج ٢٠ ص ٣٨٤ ط مؤسسة الرسالة ، بيروت)
قال :
ولعلي بن الحسين
هذا ـ فذكر مثل ما تقدم عن «تاريخ مدينة دمشق».
ومنهم العلامة ابن
منظور الإفريقي في «مختصر تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٧ ص ٢٣٠ ط دار الفكر بدمشق)
فذكر مثل ما تقدم
عن ابن عساكر.
الإمام الخامس
أبو جعفر محمد بن علي الباقر
(عليهالسلام)
نسبه الشريف وميلاده ووفاته
قد تقدم نقل ما
يدل على ذلك عن كتب العامة في ج ١٢ ص ١٥٢ و ١٥٣ و ١٥٤ وج ١٩ ص ٤٨٨ و ٤٨٩ ، ونستدرك
هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم الحافظ علي
بن الحسن بن هبة الله ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٥ ص ٦٩٧ ص دار البشير
بدمشق) قال :
أخبرنا أبو محمد
عبد الله بن علي بن الآبنوسي في كتابه ، وأخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه ، أخبرنا
أبو محمد الجوهري ، أخبرنا أبو الحسين بن المظفر ، أخبرنا أبو علي أحمد بن علي ،
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي ، قال : ومن ولد علي بن حسين محمد
بن علي بن حسين أبو جعفر ، وأمه أم عبد الله بنت حسن بن علي بن أبي طالب ، وكان
فقيها فاضلا ، قد يروى عنه.
وقال أيضا في ص
٧١١ :
أخبرنا أبو الحسن
علي بن محمد ، أخبرنا أبو منصور ، أخبرنا أبو العباس ، أخبرنا ابن الأشقر ، حدثنا
البخاري ، حدثني هارون بن محمد ، حدثني علي بن جعفر بن محمد ، قال : توفي جدي محمد
بن علي سنة أربع عشرة ومائة.
قال : وحدثنا
البخاري ، قال : وقال أبو نعيم : مات محمد بن علي أبو جعفر سنة أربع
عشرة ومائة وهو
ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي المدني.
وروى فيه أخبارا
كثيرة في نسبه الشريف وميلاده ووفاته صلوات الله وسلامه عليه.
ومنهم الحافظ شهاب
الدين أحمد بن علي ابن حجر العسقلاني في «تقريب التهذيب» (ص ١٩١) قال :
محمد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب ، أبو جعفر الباقر ، ثقة ، فاضل ، من الرابعة ، مات سنة
بضع عشرة.
ومنهم الحافظ
الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة ٩١١ في «طبقات الحفاظ»
(ص ٥٦ ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة ١٤٠٣) قال :
أبو جعفر الباقر
محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. روى عن أبيه وجديه الحسن والحسين ،
وعنه ابنه جعفر الصادق وعطاء وابن جريج وأبو حنيفة والأوزاعي والزهري وخلق. وثّقه
الزهري وغيره ، وذكره النسائي في فقهاء التابعين من أهل المدينة ، مات سنة أربع
عشرة ومائة ، وهو ابن ثلاث وسبعين سنة.
ومنهم العلامة
المؤرخ محمد بن سعد بن منيع الهاشمي البصري المشتهر بابن سعد في «الطبقات الكبرى» (ج
٥ ص ٢٤٦ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :
أبو جعفر محمد بن
علي بن حسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب ، وأمه أم عبد الله بنت حسن بن علي
بن أبي طالب. فولد أبو جعفر جعفر بن محمد وعبد الله بن محمد وأمهما أم فروة بنت
القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، وإبراهيم بن محمد وأمه أم حكيم بنت أسيد بن
المغيرة بن الأخنس بن شريق الثقفي ، وعلي بن محمد وزينب بنت محمد وأمهما أم ولد ،
وأم سلمة بنت محمد وأمها أم ولد.
إلى أن قال في ص
٢٤٨ :
قال : أخبرنا
إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال : حدثني سعيد بن مسلم بن بانك أبو مصعب : أنه
رأى على محمد بن علي بن حسين بردا ، قال : وزعم لي سالم مولى عبد الله بن علي بن
حسين أن محمدا أوصى بأن يكفن فيه.
قال : أخبرنا عبيد
الله بن موسى قال : أخبرنا إسرائيل عن جابر عن محمد بن علي أنه أوصى أن يكفن في
قميصه الذي كان يصلي فيه.
قال : أخبرنا أحمد
بن عبد الله بن يونس قال : أخبرنا زهير قال : حدثنا عروة بن عبد الله بن قشير قال
: سألت جعفرا في أي شيء كفنت أباك؟ قال : أوصاني في قميصه وأن أقطع أزراره ، وفي
ردائه الذي كان يلبس ، وأن أشتري بردا يمانيا ، فإن النبي صلىاللهعليهوسلم كفن في ثلاثة أثواب أحدها برد يمان.
قال : أخبرنا عبد
الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي قال : أخبرنا سعيد بن مسلم بن بانك قال : رأيت على
نعش محمد بن علي بن حسين برد حبرة.
أخبرنا عبد الرحمن
بن يونس عن سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمد قال : سمعت محمد بن علي يذاكر فاطمة
بنت حسين شيئا من صدقة النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال : هذه توفي لي ثمانيا وخمسين ، ومات لها.
قال محمد بن عمر :
وأما في روايتنا فإنه مات سنة سبع عشرة ومائة وهو ابن ثلاث وسبعين سنة. وقال غيره
: توفي سنة ثماني عشرة ومائة. وقال أبو نعيم الفضل بن دكين : توفي بالمدينة سنة
أربع عشرة ومائة. وكان ثقة كثير العلم والحديث وليس يروي عنه من يحتج به.
ومنهم العلامة
الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (ط
مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
وقال محمد بن سعد
وخليفة بن خياط وغير واحد : مات سنة ثماني عشرة ومائة.
قال ابن سعد : وهو
ابن ثلاث وسبعين سنة ، وقال غيره : مات وهو ابن ثمان وخمسين سنة. روى له الجماعة.
ومنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة
دمشق لابن عساكر» (ج ٢٣ ص ٨٦ ط دار الفكر) قال :
توفي محمد بن علي
وهو ابن ثمان وخمسين سنة ، وتوفي سنة ثلاث عشرة ومائة ، وقيل : سنة أربع عشرة
ومائة ، وقيل : توفي وهو ابن ثلاث وسبعين سنة ، وفيه اختلاف ، وقيل : توفي سنة ست
عشرة ، وقيل : سنة سبع عشرة ، وقيل : ثمان عشرة ، وقيل : توفي سنة أربع وعشرين ومائة
في زمن هشام بن عبد الملك وهو ابن ثمان وخمسين سنة.
ومنهم العلامة
جمال الإسلام أبو إسحاق إبراهيم بن علي الفيروزآبادي الشيرازي المولود سنة ٥٩٣
والمتوفى سنة ٦٧٦ في «طبقات الفقهاء» (نسخة مكتبة السلطان أحمد الثالث في إسلامبول
تركيا ص ١٨) قال :
ومنهم أبو جعفر
محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، قال مصعب : مات سنة أربع عشرة ومائة وهو ابن ثلاث وستين
سنة ، وقال الواقدي : مات وهو ابن ثلاث وسبعين سنة.
ومنهم العلامة
المحدث الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن منجويه الأصبهاني المولود سنة ٣٤٧ والمتوفى
سنة ٤٢٨ في «رجال صحيح مسلم» (ج ٢ ص ١٩٤ ط دار المعرفة ، بيروت لبنان) قال :
محمد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي المدني. قال عمرو بن علي : مات محمد بن
علي بن الحسين سنة أربع عشرة ومائة ، وقد اختلفوا ،
فقال بعضهم سنة
سبع عشرة ، وهو يومئذ ابن ثلاث وسبعين سنة ، ويكنى أبا جعفر.
ومنهم الأمير أحمد
بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في «تاريخ الأحمدي» (ص ٣٢٣ ط بيروت) قال :
روضة الأحباب است
كه ولادت امام محمد باقر در مدينه به روز جمعه سوم صفر سنه تسع وخمسين اتفاق
افتاد. اسم آن عالى مقام محمد ولقب باقر است.
ومنهم العلامة عبد
الغني بن إسماعيل النابلسي في «زهر الحديقة» (ص ٢٢١ نسخة من إحدى مكاتب إيرلندة)
قال :
قال مصعب الزبيري
: توفي سنة أربع عشرة ومائة ، وقال يحيى بن معين : سنة ثمان عشرة ، وقال المدائني
: سنة سبع عشرة وهو ابن ثلاث وستين سنة ، وقال الواقدي : ابن ثلاث وسبعين ، وفي
تاريخ البخاري عن ابنه جعفر أنه قال : وهو ابن ثمان وخمسين سنة.
ومنهم العلامة تاج
الدين أحمد بن الأثير الحلبي في «مختصر وفيات الأعيان» (ص ١١٣ نسخة ايرلندة
جستربيتي) قال :
أبو جعفر [محمد]
بن زين العابدين علي بن الحسين عليهمالسلام ، ويلقب الباقر ، أبو جعفر الصادق ، وسمي بالباقر لأنه
تبقر في العلم أي توسع فيه ، مولده سبع وخمسين الهجرة ، وكان عمره يوم قتل جده
الحسين ثلاث سنين ، ووفاته سنة ثلاث عشر ومائة بالحميمة من عمل الشراة ثم نقل إلى
المدينة.
ومنهم العلامة عبد
الرحمن بن إبراهيم بن قنيتو بدر الدين الإربلي أبو محمد المتوفى سنة ٧١٧ في «خلاصة
شذرات الذهب» (ط القاهرة ص ٤٠) قال :
ثم دخلت سنة أربع
عشرة ومائة ، فيها مات محمد بن علي بن الحسين بن
أبي طالب ، ولد له
جعفر وعبد الله من أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر ، وتوفي أبو جعفر محمد
وهو ابن ثلاث وسبعين سنة ، وأوصى أن يكفن في قميصه الذي كان يصلي فيه ـ إلخ.
ومنهم الشريف علي
الحسيني فكري القاهري في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٧٢ ط دار الكتب العلمية ، بيروت)
قال :
هو ابن سيدنا علي
زين العابدين بن الحسين رضياللهعنهما ، وأمه أم عبد الله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب رضياللهعنهم أجمعين ، فهو هاشمي من هاشميين وعلوي من علويين.
مولده ـ ولد
بالمدينة في ثالث صفر سنة سبع وخمسين من الهجرة قبل قتل جده الحسين بثلاث سنين.
وقال أيضا في ص
٢٧٥ :
مات أبو جعفر محمد
الباقر سنة سبع عشرة ومائة وله من العمر ثلاث وستون سنة ، وقيل : ثمان وخمسون ، وأوصى
أن يكفن في قميصه الذي كان يصلى فيه ، وقيل : إنه مات مسموما كأبيه ودفن بقبة
العباس بالبقيع.
ومنهم الأستاذ
منّاع بن خليل القطان في «تاريخ التشريع الإسلامي» (ص ٣٤٢ ط دار المريخ ، الرياض)
قال :
هو أبو جعفر محمد
بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، رضياللهعنهم أجمعين ، الملقب بالباقر.
ولد بالمدينة سنة
سبع وخمسين للهجرة ، وكان عمره يوم قتل جده الحسين رضياللهعنه ثلاث سنوات.
وهو أحد الأئمة
الإثنا عشر من اعتقاد الإمامية ، ووالد جعفر الصادق.
وكان عالما ، سيدا
، كبيرا ، وإنما قيل له الباقر : لأنه تبقر في العلم ، أي توسع ، والتبقر : التوسع
، وفيه يقول الشاعر :
يا باقر العلم
لأهل التقى
|
|
وخير من لبى على
الأجبل
|
وتوفي سنة ثلاث
عشرة ومائة بالحميمة ، بلد من أرض السراة في أطراف الشام ، ونقل إلى المدينة ودفن
بالبقيع.
ومنهم الشيخ عبد
الله بن عمر البارودي في «تعليقات محاسن المساعي في مناقب عمرو الأوزاعي» (ص ٦٩ ط
دار الجنان ، بيروت) قال :
في شذرات الذهب ١
/ ١٤٩ : أنه سنة أربع عشرة ومائة توفي السيد أبو جعفر محمد الباقر بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب ، ولد سنة ست وخمسين من الهجرة ، وروى عن أبي سعيد
الخدري وجابر وعدة ، وكان من فقهاء المدينة وقيل له الباقر لأنه بقر العلم أي شقه
وعرف أصله وخفيه وتوسع فيه ، وهو أحد الأئمة الإثني عشر على اعتقاد الإمامية ، قال
عبد الله بن عطاء : ما رأيت العلماء عند أحد أصغر منهم علما عنده ، وله كلام نافع
في الحكم والمواعظ .. مات رضياللهعنه عن ست وخمسين سنة ودفن بالبقيع مع أبيه وعم أبيه الحسن
والعباس رضياللهعنهم.
ومنهم الشيخ أبو
الفوز محمد بن أمين البغدادي السويدي في «سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب» (ص
٣٢٩ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :
وكان خليفة أبيه
من بين أخوته ووصيه والقائم بالأمر من بعده ، وكان معتدل القامة ، أسمر اللون ،
نقش خاتمه : رب لا تذرني فردا ، وقيل : ظني بالله حسن ، وبالنبي المؤتمن ، وبالوصي
ذي المنن ، وبالحسين والحسن ، ولم يظهر عن أحد من أولاد الحسين من علم الدين
والسنن وعلم السير وفنون الأدب ما ظهر عن أبي جعفر
الباقر رضياللهعنه.
ولد بالمدينة قبل
قتل جده الحسين رضياللهعنه بثلاث سنين ، وأمه فاطمة بنت الحسن بن علي بن أبي طالب رضياللهعنهم أجمعين. ومناقبه رضياللهعنه كثيرة لا يسعها مثل هذا الموضع.
توفي رضياللهعنه وله من العمر ثمانية وخمسون سنة ، قيل : مات بالسم في زمن
إبراهيم بن الوليد ، ودفن بالبقيع في قبة العباس رضياللهعنهم.
ومنهم الفاضل
المعاصر خير الدين الزركلي في «الأعلام» (ج ٧ ص ١٥٣ الطبعة الثالثة) قال :
محمد بن علي زين
العابدين بن الحسين الطالبي الهاشمي القرشي ، أبو جعفر الباقر ، خامس الأئمة
الإثني عشر عند الإمامية. كان ناسكا عابدا ، له في العلم وتفسير القرآن آراء
وأقوال ، ولد بالمدينة وتوفي بالحميمة ودفن بالمدينة. وللجلودي (عبد العزيز ابن
يحيى) المتوفى سنة ٣٠٢ كتاب «أخبار أبي جعفر الباقر».
كنيته وألقابه عليهالسلام
كانت كنيته أبو
جعفر لا غير ، وألقابه الشريفة : الباقر ، والشاكر ، والهادي
وأشهر ألقابه عليهالسلام : الباقر ، لقبه رسول الله صلىاللهعليهوآله بذلك كما يظهر من حديث جابر بن عبد الله الأنصاري رضوان
الله تعالى عليه.
قال الشريف علي
الحسيني القاهري المشتهر بفكري في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٧٢ ط بيروت) :
كنيته : أبو جعفر
لا غير.
ألقابه ـ وألقابه
الثلاثة : الباقر ، والشاكر ، والهادي ، وأشهرها الباقر.
وقال العلامة ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٥ ص ٦٩٧ ط دار البشير بدمشق) :
ويكنى أبا جعفر.
وجه تلقبه عليهالسلام بالباقر
قد تقدم ما يدل
على ذلك في ج ١٢ ص ١٦٠ إلى ص ١٦٥ عن كتب أعلام العامة ،
ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى :
فمنهم العلامة عبد
الغني بن إسماعيل النابلسي في «زهر الحديقة» (ص ٢٢١ من إحدى مكاتب ايرلندة) قال :
وقال النووي في «تهذيب
الأسماء واللغات» : محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب رضياللهعنهم القرشي الهاشمي المدني ، أبو جعفر المعروف بالباقر ، سمي
بذلك لأنه بقر العلم ، أي شقّه فعرف أصله وعلم خفيّه ، وهو تابعي جليل بارع مجمع
على جلالته معدود في فقهاء المدينة وأئمتهم.
ومنهم العلامة
محمد بن داود بن محمد البازلي الشافعي في «غاية المرام» (نسخة جستربيتي في ايرلندة
ص ١٩٠) قال :
محمد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب أبو جعفر الهاشمي المدني المعروف بمحمد الباقر ، هو ابن
زين العابدين ، ثقة فاضل كبير ـ إلى أن قال : وقال الكرماني : هو تابعي جليل القدر
، ولقب بالباقر لأنه بقر العلم ، أي شقّه بحرث عرق حقائقه ، وقال ابن خلكان : لأنه
تبقر في العلم أي توسع والتبقر التوسع.
ومنهم العلامة علي
بن الحسن بن هبة الله ابن عساكر الدمشقي في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٥ ص ٦٩٧ ط دار
البشير بدمشق) قال :
أخبرنا أبو الحسين
بن الفرا وأبو غالب وأبو عبد الله ، ابنا أبي علي ، قالا : أخبرنا أبو جعفر محمد
بن أحمد بن محمد ، أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن ، أخبرنا أبو عبد الله
الطوسي ، حدثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : فولد علي الأصغر بن الحسين : حسنا لا
بقية له ، وحسين الأكبر لا بقية له ، ومحمد بن علي وهو أبو جعفر ، وعبد الله ابن
علي وأمهم أم عبد الله بنت حسن بن علي بن أبي طالب ولأم ولد ، وكان يقال
لمحمد بن علي بن
الحسين باقر العلوم ، وله يقول القرظي :
يا باقر العلم
لأهل التقى
|
|
وخير من لبى على
الأجبل
|
ومنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة
دمشق لابن عساكر» (ج ٢٣ ص ٧٧ ط دار الفكر) قال :
وكان يقال لمحمد
بن علي : باقر العلم ، وله يقول القرظي ـ فذكر البيت كما تقدم عن ابن عساكر.
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد الله البارودي في «تعليقته على محاسن المساعي في مناقب عمرو الأوزاعي»
(ص ٦٩ ط دار الجنان ، بيروت) قال :
وقيل له الباقر
لأنه بقر العلم ، أي شقه وعرف أصله وخفيه وتوسع فيه ، وهو أحد الأئمة الإثني عشر.
ومنهم الشيخ محمد
علي طه الدرة في «تفسير القرآن الكريم وإعرابه وبيانه» (ج ١ ص ١٢٠ ط دار الحكمة ،
دمشق وبيروت سنة ١٤٠٢) قال :
والتبقر التوسع في
العلم ، ومنه محمد (الباقر) لتبقره في العلم ، أي لتبحره وتعمقه فيه.
ومنهم الشيخ أبو
الفوز محمد بن أمين البغدادي المشتهر بالسويدي في «سبائك الذهب» (ص ٣٢٩ ط دار
الكتب العلمية ، بيروت) قال :
في حديث جابر :
يبقر العلم بقرا ، أي يفجره تفجيرا.
ومنهم الأستاذ
مناع بن خليل القطان في «تاريخ التشريع الإسلامي» (ص ٣٤٢ ط دار المريخ ، الرياض)
قال :
وإنما قيل له
الباقر : لأنه تبقر في العلم ، أي توسع ، والتبقر : التوسع ، وفيه يقول الشاعر :
يا باقر العلم
لأهل التقى
|
|
وخير من لبى على
الأجبل
|
ومنهم الفاضل
المعاصر الهادي حمّو في «أضواء على الشيعة» (ص ١٢٦ ط دار التركي) قال بعد نقل حديث
جابر :
فهو بقر العلم
بقرا ، وأظهر مخبآته وأسراره ، وورث علم النبوة عن آبائه وأجداده ، فكان مقصد
العلماء من كل صقع من الشيعة أو أهل السنة ـ إلخ.
ومنهم فضيلة الشيخ
محمد الخضر حسين شيخ جامع الأزهر في «تراجم الرجال» (ص ٣٠ ط المطبعة التعاونية)
قال :
ولقب بالباقر من
قولهم بقر العلم أو سعة ، قال صاحب القاموس : والباقر محمد بن علي بن الحسين رضياللهعنه لتبحره في العلم ، وفيه يقول الشاعر :
يا باقر العلم
لأهل التقى
|
|
وخير من لبى على
الأجبل
|
وقال مالك بن أعين
الجهني يمدحه :
إذا طلب الناس
علم القرا
|
|
ن كانت قريش
عليه عيالا
|
ومنهم الفاضل
الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه «تاريخ الأحمدي» (ص
٣٢٤ ط بيروت) قال :
وفي الخميس قال :
لقب الباقر لتبقره في العلم وهو توسعه فيه.
وقال النووي في
تهذيب الأسماء والصفات : سمي بذلك لأنه بقر العلم أي شقه فعرف أصله وعلم خفيّه.
وفي تذكرة الحفاظ
للذهبي قال : وكان سيد بني هاشم في زمانه اشتهر بالباقر من قولهم : بقر العلم يعني
شقه فعلم أصله وخفيّه.
وفي وفيات الأعيان
لابن خلكان قال : كان الباقر عالما سيدا كبيرا ، وإنما قيل له الباقر لأنه تبقر في
العلم أي توسع ، وفيه يقول الشاعر :
يا باقر العلم
لأهل التقى
|
|
وخير من لبى على
الأجبل
|
نقش خاتمه عليهالسلام
قد تقدم نقل ما
يدل عليه عن كتب العامة في ج ١٢ ص ١٧٩ و ٢٠٥ ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو
عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة
دمشق لابن عساكر» (ج ٢٣ ص ٧٨ ط دار الفكر) قال :
وكان نقش خاتم
محمد بن علي : القوة لله جميعا.
ومنهم أبو الفوز
محمد بن أمين البغدادي السويدي في «سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب» (ص ٣٢٩ ط
دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :
نقش خاتمه : رب لا
تذرني فردا.
وقيل : ظني بالله
حسن ، وبالنبي المؤتمن ، وبالوصي ذي المنن ، وبالحسين والحسن.
ومنهم الشريف علي
فكري الحسيني القاهري في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٧٤ ط دار الكتب العلمية ، بيروت)
قال :
وكان نقش خاتمه :
رب لا تذرني فردا ، وقيل : ظني بالله حسن ، وبالنبي المؤتمن ،
وبالوصي ذي المنن
، وبالحسين والحسن.
ومنهم العلامة علي
بن الحسن ابن عساكر الدمشقي في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٥ ص ٧٠٠ ط دار البشير بدمشق)
قال :
أبو القاسم بن
السمرقندي ، أخبرنا إسماعيل بن مسعدة ، أخبرنا حمزة بن يوسف السهمي ، حدثنا أحمد
بن أبي عمران الجرجا ، حدثنا عمران بن موسى ، حدثنا إبراهيم ابن المنذر ، حدثني
محمد بن جعفر ، حدثني أبي جعفر بن محمد ، قال : كان نقش خاتم أبي محمد بن علي :
القوة لله جميعا.
ملبسه عليهالسلام
روى فيه أحاديث
جماعة من أعلام العامة :
فمنهم العلامة
المؤرخ محمد بن سعد بن منيع الهاشمي البصري المشتهر بابن سعد في «طبقات الكبرى» (ج
٥ ص ٢٤٧ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :
أخبرنا عفان بن
مسلم قال : حدثني معاوية بن عبد الكريم قال : رأيت على محمد ابن علي أبي جعفر جبة
خز ومطرف خز.
أخبرنا الفضل بن
دكين قال : حدثنا شريك ، عن جابر عن أبي جعفر قال : إنا آل محمد نلبس الخز
والمعصفر والممصر واليمنة.
أخبرنا الحسن بن
موسى قال : حدثنا زهير ، عن جابر عن محمد بن علي قال : إنا آل محمد نلبس الخز
واليمنة والمعصفرات والممصرات.
قال : أخبرنا عبيد
الله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن عبد الأعلى أنه رأى محمد بن علي يرسل عمامته خلفه.
قال : أخبرنا عبيد
الله بن موسى قال : أخبرنا إسرائيل ، عن جابر قال : رأيت على محمد بن علي عمامة
لها علم وثوبا له علم يلبسه.
قال : أخبرنا يزيد
بن هارون قال : أخبرنا محمد بن إسحاق قال : رأيت أبا جعفر يصلي في ثوب قد عقده
خلفه.
أخبرنا محمد بن
عمر قال : أخبرنا عبد الرحمن بن عبد العزيز ، عن حكيم بن حكيم ابن عباد بن حنيف قال
: رأيت أبا جعفر متكئا على طيلسان مطوي في المسجد.
قال محمد بن عمر :
ولم يزل ذلك من فعل الأشراف وأهل المروءة عندنا الذين يلزمون المسجد يتكئون على
طيالسة مطوية سوى طيلسانه وردائه الذي عليه.
إبلاغ جابر الأنصاري
سلام النبي صلىاللهعليهوآله على ولده الباقر عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة علي
بن الحسن ابن عساكر الدمشقي في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٥ ط دار البشير بدمشق) قال
:
قرأت بخط أبي
الحسين رشا بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش المقرئ عنه ،
أخبرنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد الفرضي ، حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى
الصولي ، حدثنا الغلابي ، حدثنا إبراهيم بن بشار ، عن سفيان بن عيينة ، عن أبي
الزبير قال : كنا عند جابر بن عبد الله وقد كف بصره وعلت سنه ، فدخل عليه علي بن
الحسين ومعه ابنه محمد وهو صبي صغير ، فسلّم على جابر وجلس ، وقال لابنه محمد : قم
إلى عمك فسلّم عليه وقبّل رأسه ، ففعل الصبي ذلك ، فقال جابر : من هذا؟ فقال :
محمد ابني ، فضمّه إليه وبكى وقال : يا محمد إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقرأ عليك السلام. فقال له صحبه : وما ذاك أصلحك الله؟
فقال : كنت عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فدخل عليه الحسين بن علي ، فضمّه إليه وقبله وأقعده إلى
جنبه ، ثم قال : يولد لابني هذا ابن يقال له علي ، إذا كان يوم القيامة نادى مناد
من بطنان العرش : ليقم سيد العابدين ، فيقوم هو ، ويولد له محمد ، إذا رأيته
يا جابر فاقرأ عليهالسلام مني ، واعلم أن بقاءك بعد ذلك اليوم قليل ، فما لبث بعد
ذلك اليوم إلا بضعة عشر يوما حتى توفي.
ورواه بأسانيد
مختلفة باختلاف في اللفظ والزيادة والنقصان.
ومنهم العلامة ابن
منظور الافريقي في «مختصر تاريخ مدينة دمشق» (ج ٢٣ ص ٧٨) قال :
قال أبو الزبير :
كنا عند جابر بن عبد الله وقد كف بصره وعلت سنه ، فدخل عليه علي بن الحسين ومعه
ابنه محمد وهو صبي صغير ـ فذكر مثل ما تقدم عن «تاريخ دمشق».
ومنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها
سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٧٢ ط دار الكتب العلمية
في بيروت) قال :
روي عن الزبير بن
محمد بن مسلم المكي ، قال : كنا عند جابر بن عبد الله ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن
عساكر إلا أن فيه : فلم يعش جابر رضياللهعنه بعد ذلك غير ثلاثة أيام.
ثم قال :
وروي : أن محمد
الباقر بن علي سأل جابر بن عبد الله الأنصاري رضياللهعنهما لما دخل عليه عند عائشة وما جرى بينها وبين علي رضياللهعنهما ، فقال له جابر : دخلت عليها يوما وقلت لها : ما تقولين في
علي بن أبي طالب رضياللهعنه؟
فأطرقت رأسها ، ثم
رفعته ، وقالت رضياللهعنها :
إذا ما التبر
حكّ على محك
|
|
تبين غشه من غير
شك
|
وفينا الغش
والذهب المصفّى
|
|
عليّ بيننا شبه
المحك
|
ومنهم العلامة
أحمد بهادر خان الحنفي الهندي في «آثار الأحمدي» (ص ٣٢٤ ط بيروت) قال :
ودر روضة الأحباب
از امام محمد باقر مرويست كه گفت : روزى پيش جابر بن عبد الله انصارى در آمدم واو
مكفوف البصر بود سلام كردم در جواب مبادرت نموده پرسيد : تو كيستى؟ گفتم : محمد بن
على بن الحسين. او گفت : نزديك آى. پيش او رفتم. دست مرا ببوسيد وچون خواست كه پاى
مرا ببوسد دورتر شدم. گفت : حضرت رسول الله صلىاللهعليهوآله ترا سلام ميرساند. گفتم : عليهالسلام ورحمة الله وبركاته اين صورت چگونه بود يا جابر وبه چه
كيفيت آن حضرت مرا ياد كرده؟ گفت : روزى در خدمت رسول الله صلىاللهعليهوآله بودم ، فرمود كه : يا جابر لعلك تبقى حتى تلقى رجلا من
ولدي يقال له محمد بن علي بن الحسين يهب الله له النور والحكمة فاقرأه مني السلام.
وأخرج ابن جرير في
تاريخه عن أبي جعفر عليهالسلام قال : جاءني جابر بن عبد الله فقال لي : اكشف لي عن بطنك
فكشفت له عن بطني فقبله ، ثم قال : إن رسول الله (ص) أمرني أن أقرئك السلام.
وفي الصواعق عن
جابر قال : كنت عند رسول الله (ص) والحسين في حجره فقال : يا جابر يولد لابني
الحسين ابن يقال له علي فإذا كان يوم القيامة ينادي مناد ليقم سيد العابدين فيقوم
علي بن الحسين ، ويولد لعلي بن الحسين ابن يقال له محمد ، يا جابر إن أدركته
فاقرأه مني السلام.
ومنهم الشيخ
الفاضل أبو الفوز محمد بن أمين البغدادي المشتهر بالسويدي في «سبائك الذهب في
معرفة قبائل العرب» (ص ٣٢٩ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال:
لقب بالباقر لما
روى جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : يا جابر يوشك أن تلحق بولد من ولد الحسين اسمه كاسمي
يبقر العلم بقرا. أي يفجره تفجيرا ، فإذا رأيته فاقرأه مني السلام.
قال جابر رضياللهعنه : فأخر الله تعالى مدتي حتى رأيت الباقر فقرأته السلام عن
جده رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
عبادته عليهالسلام
قد مرّ ما يدل
عليها في ج ١٩ ص ٤٩٠ عن أعلام العامة ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنه فيما سبق :
فمنهم العلامة علي
بن الحسن بن هبة الله ابن عساكر الدمشقي في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٥ ص ٧٠١ ط دار
البشير بدمشق) قال :
أنبأنا أبو علي
الحداد ، أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدثنا أحمد بن إسحاق ، حدثنا جعفر بن محمد بن
شريك ، حدثنا محمد بن سليمان لومن ، حدثنا أبو يعقوب البزار عبد الله بن يحيى ،
قال : رأيت على أبي جعفر محمد بن علي إزارا أصفر ، وكان يصلي كل يوم وليلة خمسين
ركعة بالمكتوبة.
ومنهم العلامة ابن
منظور الافريقي في «مختصر تاريخ مدينة دمشق» (ج ٢٣ ص ٧٩ ط دار الفكر بدمشق) قال :
قال عبد الله بن
يحيى البزار : رأيت على أبي جعفر محمد بن علي ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر.
ومنهم العلامة
الشيخ محمد بن داود البازلي الكردي في «غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد
الأنام» (ق ١٩٠ نسخة جستربيتي) قال :
قال أبو يعقوب
القوم عبد الله بن يحيى : رأيت على الباقر إزارا أصفر ـ فذكر مثل ما تقدم.
من كراماته عليهالسلام
روى جملة منها
جماعة من أعلام العامة في مؤلفاتهم :
فمنهم العلامة
شهاب الدين أحمد بن محمد الحنفي في «تفسير آية المودة» (ق ٤٧ نسخة اسلامبول) قال :
وعن بعضهم : كنت
بين مكة والمدينة فإذا أنا بشيخ يلوح في البرية فيظهر تارة ويغيب أخرى حتى قرب مني
فسلم علي فرددت عليهالسلام وقلت له : أين يا غلام؟ قال : من الله؟. قلت : وإلى أين؟
رجل عربي. فقلت : ابن لي. فقال : أنا رجل من قريش. فقلت : ابن لي عافاك الله. فقال
: أنا رجل هاشمي. فقلت : ابن لي. فقال : أنا رجل علوي ، ثم أنشد يقول :
نحن على الحوض
رواده
|
|
نذود ويسعد
وراده
|
فما فاز من فاز
إلا بنا
|
|
وما خاب من
حبّنا زاده
|
فمن سرّنا نال
منّا السرور
|
|
ومن ساءنا ساء
ميلاده
|
ومن كان غاصبنا
حقّنا
|
|
فيوم القيامة
ميعاده
|
ثم قال : أنا أبو
جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، ثم التفت فلم أره ولم أدر نزل في
الأرض أو صعد إلى السماء.
ومنهم العلامة
الشيخ محمد بن يحيى الزيدي في «ابتسام البرق» (ص ٢٨٣ ط بيروت) قال :
وفي قصة فيها
كرامة باهرة لمحمد الباقر بن علي بن الحسين زين العابدين ، وفي آخر القصة من قوله عليهالسلام :
نحن على الحوض
رواده ـ فذكر الأبيات كما تقدم ، إلا أن فيه المصرع الأول من البيت الثالث هكذا «فمن
سرنا نال منا مناه» ، والمصرع الأول من البيت الرابع «ومن فاتنا غاصبا حقنا».
سخاؤه عليهالسلام
قد تقدم نقل ما
يدل عليه عن أعلام العامة في ج ١٢ ص ١٧٦ و ١٧٧ ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم
نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها
سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٧٥ ط دار الكتب العلمية
في بيروت) قال :
حكت سلمى مولاة
أبي جعفر : أنه كان يدخل عليه بعض إخوانه فلا يخرجون من عنده حتى يطعمهم الطعام
الطيب ويكسوهم في بعض الأحيان ويعطيهم الدراهم.
قالت : فكنت أكلمه
في ذلك لكثرة عياله ، وتوسط حاله ، فيقول : يا سلمى ما حسنة الدنيا إلا صلة
الإخوان والمعارف ، فكان يصل بالخمسمائة درهم وبالستمائة إلى ألف درهم.
ومنهم العلامة أبو
محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي المتوفى سنة ٦٢٠ في «المتحابين في
الله» (ص ٧٩ ط دار الطباع بدمشق عام ١٤١١) قال :
وقال الأسود بن
كثير : شكوت إلى محمد بن علي بن الحسين الحاجة ، وجفاء الإخوان فقال : بئس الأخ
أخا يرعاك غنيا ، ويقطعك فقيرا ، ثم أمر غلامه فأخرج كيسا فيه سبعمائة درهم فقال :
استنفق هذه فإذا نفدت فأعلمني.
وصاياه عليهالسلام
فيها أحاديث رواها
جماعة من أعلام العامة في مؤلفاتهم :
فمنهم العلامة أبو
عمر يوسف بن عبد الله النمري القرطبي في «بهجة المجالس» (ج ٢ ص ٧٦٤ ط دار الكتب
العلمية ، بيروت) قال :
قال محمد بن علي
بن الحسين لابنه جعفر : يا بني إن الله رضيني لك وحذّرني منك ، ولم يرضك لي فأوصاك
بي ، يا بني إن خير الأبناء من لم يدعه البر إلى الإفراط ، ولم يدعه التقصير إلى
العقوق.
ومنهم الشيخ أبو
بكر جابر الجزائري في «العلم والعلماء» (ص ٣١٧ ط دار الكتب السلفية بالقاهرة) قال
:
إياك والكسل
والضجر فإنهما مفتاح كل شر ، إنك إن كسلت لم تؤد حقا ، وإن ضجرت لم تصبر على حق (أبو
جعفر قاله لابنه).
ومنهم العلامة
الشيخ محمد بن داود البازلي في «غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام» (ق
١٩٠ نسخة جستربيتي) قال :
إياك والكسل
والضجر ـ فذكر مثل ما تقدم عن «العلم والعلماء».
ومنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها
سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٧٧ ط دار الكتب العلمية
في بيروت) قال :
وقال لابنه جعفر
الصادق رضياللهعنهما : يا بني إذا أنعم الله عليك نعمة فقل : الحمد لله ، وإذا
أحزنك أمر فقل : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وإذا أبطأ عليك الرزق
فقل : أستغفر الله.
وقال لابنه جعفر
الصادق رضياللهعنهما : يا بني إن الله خبأ ثلاثة أشياء في ثلاثة أشياء : خبأ
رضاه في طاعته ، فلا تحقرن من الطاعات شيئا فلعلّ رضاه فيه ، وخبأ سخطه في معصيته
، فلا تحقرن من معصيته شيئا فلعلّ سخطه فيه ، وخبأ أولياءه في خلقه فلا تحقرن أحدا
فلعله ذلك الولي.
ومن وصيته عليهالسلام
لعمر بن عبد العزيز الخليفة المرواني
قد تقدم نقل ما
يدل عليها عن أعلام العامة في ج ١٢ ص ٢٠٠ ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو
عنها فيما مضى :
فمنهم العلامة علي
بن الحسن ابن عساكر الدمشقي في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٥ ص ٦٩٦ ط دار البشير بدمشق)
قال :
قرأت بخط عبد
الوهاب الميداني سماعة من أبي سليمان بن زبدة ، عن أبيه أبي محمد ، قال : وأخبرني
أحمد بن عبد الله ، قال : وجدت في كتاب جدي بخطه ، عن الفرات بن السائب ، عن أبي
حمزة : ان عمر بن عبد العزيز لما ولى بعث إلى الفقهاء فقربهم وكانوا أخص الناس به
، بعث إلى محمد بن علي بن حسين أبي جعفر ، وبعث إلى عون بن عبد الله بن عتبة بن
مسعود وكان من عباد أهل الكوفة وفقهائهم قدم عليه ،
وبعث إلى محمد بن
كعب القرظي وكان أبوه مريضا فقال : أين أبو جعفر ليدخل ، فأشفق محمد بن علي أن
يقوم فلا يكون هو الذي دعى به ، فنادى ثلاث مرات قال : لم يحضر يا أمير المؤمنين.
قال : بلى قد حضر ، حدثني بذلك الغلام. قال : فقد ناديته ثلاث مرات. قال : كيف قلت؟
قال : قلت : أين أبو جعفر؟ قال : ويحك أخرج فقل : أين محمد بن علي ، فخرج فقام
فدخل فحدثه ساعة ، قال : إني أريد الوداع يا أمير المؤمنين. قال عمر : فأوصني يا
أبا جعفر. قال : أوصيك بتقوى الله ، واتخذ الكبير أبا والصغير ولدا والرجل أخا ،
فقال : رحمك الله جمعت لنا رأسها ، إن أخذنا به وأعاننا الله عليه استقام لنا
الخيرات إن شاء الله. ثم خرج ، فلما انصرف إلى رحله أرسل إليه عمر : إني أريد أن
آتيك فأجلس في إزار ورداء ، فبعث إليه : بل أنا آتيك ، فأقسم عليه عمر فأتاه عمر
فالتزمه ووضع صدره على صدره وأقبل يبكي ، ثم جلس بين يديه ، ثم قام وليس لأبي جعفر
حاجة سأله إياها إلا قضاها ، وانصرف فلم يلتقيا حتى ماتا جميعا رحمهماالله.
ومنهم العلامة ابن
منظور الافريقي في «مختصر تاريخ مدينة دمشق» (ج ٢٣ ص ٧٧ ط دار الفكر) قال :
أوفده عمر بن عبد
العزيز عليه حين ولى الخلافة يستشيره في بعض أموره.
وقال أيضا :
لما ولى عمر بن
عبد العزيز بعث إلى الفقهاء فقرّبهم ، وكانوا أخص الناس به ، بعث إلى محمد بن علي
بن حسين أبي جعفر ، وبعث إلى غيره ، فلما قدم أبو جعفر محمد على عمر وأراد
الانصراف إلى المدينة ، بينا هو جالس في الناس ينتظرون الدخول على عمر أقبل ابن
حاجب عمر وكان أبوه مريضا فقال : أين أبو جعفر ليدخل؟ فأشفق محمد بن علي أن يقوم ـ
فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر.
ومنهم العلامة أبو
عمر يوسف بن عبد الله ابن عبد البر النمري في «بهجة المجالس وأنس المجالس» (ج ٣ ص
٢٥٠ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :
دخل محمد بن علي
بن حسين على عمر بن عبد العزيز ، فقال له عمر : أوصني. فقال : أوصيك أن تتخذ صغار
المسلمين ولدا ، وأوسطهم أخا ، وأكبرهم أبا ، فارحم ولدك ، وصل أخاك ، وبرّ أباك.
ومنهم الفاضل
المعاصر المستشار عبد الحليم الجندي في «الإمام جعفر الصادق» (ص ٤٢ ط المجلس
الأعلى للشئون الإسلامية ، القاهرة) قال :
تعاقب على الخلافة
في حياة الباقر أربعة من أبناء عبد الملك وزوج ابنته عمر بن عبد العزيز ـ خامس
الراشدين في مدة خلافته ـ وكان عمر يتردد على الإمام الباقر يستنصحه ، والباقر
يوصيه بالمسلمين أجمعين ، فيقول له بين ما يقول (أوصيك أن تتخذ صغير المسلمين ولدا
وأوسطهم أخا وأكبرهم أبا ، فارحم ولدك وصل أخاك وبر والدك ، فإذا صنعت معروفا فربه)
أي تعهده.
كلامه عليهالسلام
روى جماعة من
علماء العامة كلماته عليهالسلام في التفسير :
فمنهم العلامة أبو
سليمان أحمد بن محمد الخطامي المتولد سنة ٣١٩ والمتوفى سنة ٣٨٨ في «أعلام الحديث
في شرح البخاري» (ج ٤ ص ٢٤٣٨ ط جامعة أم القرى مكة المكرمة) قال :
سورة الحمد أولها
ثناء ووسطها إخلاص .. محمد بن علي بن الحسين ١٧٩٧
ومنهم علامة النحو
والأدب أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يونس المرادي النحاس الصفار المصري
المتوفى سنة ٣٣٨ في «إعراب القرآن» (ج ٥ ص ٢٩٩ ط بيروت) قال :
وعن أبي جعفر محمد
بن علي «وانحر» ارفع يدك نحو نحرك إذا كبّرت للإحرام.
ومنهم العلامة
الشيخ أبو عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي المتوفى سنة ١٢٦ ـ أو
١٢٧ ـ أو ١٢٨ في «التفسير» (ص ١٢٧ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :
٣٤٤ : ١٨ : ٧ ـ سفيان
عن جابر عن أبي جعفر في قول الله (وَالْغارِمِينَ وَفِي
سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ) قال : الغارمين المستدينين بغير فساد ، وابن السبيل
المجتاز من
الأرض إلى الأرض. (الآية
٦٠).
ومنهم العلامة أبو
الفرج عبد الرحمن بن الجوزي التيمي البكري البغدادي الحنبلي المتوفى سنة ٥٩٧ في
كتابه «نواسخ القرآن» (ص ٤٤ ط بيروت) قال :
(وَقُولُوا لِلنَّاسِ
حُسْناً) (سورة البقرة ،
الآية ٨٣).
قال محمد بن علي
بن الحسين : كلموهم بما تحبون أن يقولوا لكم.
ومنهم العلامة
شهاب الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن زيد الحنبلي المتوفى سنة ٨٧٠ في «محاسن
المساعي في مناقب أبي عمرو الأوزاعي» ص ٦٩ ط دار الجنان ، بيروت) قال :
ثم ذكر الحافظ أبو
نعيم عن الأوزاعي أحاديث ، منها قال : حدثنا سليمان بن أحمد قال : حدثنا الحسن بن
جرير الصوري ، قال : حدثنا إسماعيل بن أبي الزناد من أهل وادي القرى ، قال : حدثني
إبراهيم شيخ من أهل الشام عن الأوزاعي ، قال : قدمت المدينة فسألت محمد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب عن قوله عزوجل : (يَمْحُوا اللهُ ما
يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ) فقال : نعم حدثنيه أبي عن جده علي ابن أبي طالب رضياللهعنه قال : سألت عنها رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : لأبشرنّك بها يا علي فبشر بها أمتي من بعدي :
الصدقة على وجهها ، واصطناع المعروف ، وبر الوالدين وصلة الرحم ، تحوّل الشقاء
سعادة ، وتزيد في العمر ، وتقي مصارع السوء. قال الحافظ : غريب تفرد به إسماعيل بن
أبي الزناد وإبراهيم بن أبي سفيان. قال أبو زرعة : سألت أبا مسهر عنه فقال : من
ثقات مشايخنا وقدمائهم.
ومنهم العلامة
الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن قيم الجوزية المتوفى سنة ٧٥١ في «عدة
الصابرين وذخيرة الشاكرين» (ص ٢٠٩ ط دار الآفاق الجديدة في بيروت
سنة ١٤٠٣) قال :
قوله تعالى : (أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما
صَبَرُوا) قال محمد بن علي بن الحسين : الغرفة الجنة ، بما صبروا قال
: على الفقر في الدنيا.
ومنهم العلامة
الشيخ محمد بن داود البازلي الكردي في «غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد
الأنام» (ق ١٩٠ نسخة جستربيتي) قال :
وقال [عليهالسلام] في قوله تعالى وعزوجل (أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ
الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيها تَحِيَّةً وَسَلاماً) فذكر مثل ما تقدم عن ابن قيم الجوزية ، وزاد : وكذلك في
قوله تعالى : (وَجَزاهُمْ بِما
صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً).
ومنهم الحافظ أبو
الفضل جلال الدين عبد الرحمن بن الكمال أبي بكر بن محمد بن سابق الدين السيوطي
الشافعي الخضيري المتوفى سنة ٩١١ في كتابه «المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب» (ص
٣٥ ط دار الكتب العلمية. بيروت) قال :
وقال أبو الشيخ
ابن حبان في تفسيره : حدثنا الوليد [حدثنا] أبو عمرو الغزال ، حدثنا أبو الدرداء ،
عبد العزيز بن منيب ، حدثنا شبيب بن الفضل ، حدثنا مسعدة بن اليسع ، عن جعفر بن
محمد ، عن أبيه في قوله تعالى : (يا أَرْضُ ابْلَعِي
ماءَكِ) قال : اشربي ، بلغة الهند.
وقال الفاضل
المعاصر سمير حسين حلبي في شرحه وتعليقه على الكتاب :
انظر : البحر ٥ /
٢٢٤ ، وروح المعاني ١٢ / ٥٧.
ومنهم العلامة
ناصر الدين محمد بن عبد الله المتوفى سنة ٨٨٢ في «فتح الرحمن في تفسير القرآن» (ص
١٥٤ نسخة مكتبة جستربيتي في ايرلندة) قال :
وقال أبو جعفر
الباقر : نحن وشيعتنا أصحاب اليمين ، وكل من أبغضنا أهل البيت فهم المرتهنون.
ومنهم العلامة
جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (ج ٢٨ ط ٣٠ ط
مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
وقال عبد الله بن
علي بن المديني ، عن أبيه : مصعب بن سلّام الكوفي كان يروي عن جعفر بن محمد حديثا
كنت أشتهي أن أسمعه منه عن جعفر بن محمد ، عن أبيه (ما قَطَعْتُمْ مِنْ
لِينَةٍ) قال : النواة.
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد السلام محمد هارون في كتابه «تهذيب إحياء علوم الدين» للغزالي (ج ٢ ص
٢١٦ ط القاهرة) قال :
وكان أبو جعفر
محمد بن علي يقول : أنتم أهل العراق تقولون أرجى آية في كتاب الله عزوجل قوله (قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ
أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ) الآية ، ونحن أهل البيت نقول : أرجى آية في كتاب الله
تعالى قوله تعالى (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ
رَبُّكَ فَتَرْضى).
ومنهم العلامة
الشيخ محيي الدين أبو زكريا أحمد بن إبراهيم المشتهر بابن النحاس الدمشقي المتوفى
سنة ٨١٤ في كتابه «تنبيه الغافلين عن أعمال الجاهلين وتحذير السالكين من أفعال
الهالكين» (ص ١٢٧ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :
وروي عن أبي جعفر
محمد بن علي في قوله تعالى (فَكُبْكِبُوا فِيها
هُمْ وَالْغاوُونَ) قوم وصفوا الحق والعدل بألسنتهم وخالفوه إلى غيره.
ومنهم الفاضل
المعاصر المستشار عبد الحليم الجندي في «الإمام جعفر الصادق» (ص ١٤٢ ط المجلس
الأعلى للشئون الإسلامية ، القاهرة) قال :
سئل الباقر عن
قوله تعالى (وَاللَّيْلِ إِذا
يَغْشى وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) وما إلى ذلك ، فأجاب : إن لله عزوجل أن يقسم بما شاء من خلقه وليس لخلقه أن يقسموا إلا به.
وسئل : أبالناس
حاجة إلى الإمام؟ فأجاب : أجل ، ليرفع العذاب عن أهل الأرض. وذكر قوله تعالى (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ
وَأَنْتَ فِيهِمْ).
ومنهم الفاضل
المعاصر يوسف عبد الرحمن المرعشلي في «فهرس أحاديث نوادر الأصول في معرفة أحاديث
الرسول» لأبي عبد الله الترمذي (ص ٥٦ ط دار النور الإسلامي ودار البشائر الإسلامية
، بيروت) قال :
في قوله تعالى (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا
هِيَ) ... محمد بن علي ٣٧٦
كلامه عليهالسلام
في البسملة
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الشريف عباس
أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد في «جامع الأحاديث» القسم الثاني (ج ٩ ص ٧٣٨ ط
دمشق) قالا :
عن أبي جعفر محمد
بن علي رضياللهعنه قال : لم كتمتم (بِسْمِ اللهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، فنعم الاسم والله كتموا ، فإن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان إذا دخل منزله اجتمعت عليه قريش ، فيجهر ب (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، ويرفع صوته بها ، فتولى قريش فرارا ، فأنزل الله تعالى :
(وَإِذا ذَكَرْتَ
رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً) (ابن النجار).
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر يوسف عبد الرحمن المرعشلي في «فهرس أحاديث نوادر الأصول في معرفة أحاديث
الرسول» لأبي عبد الله الترمذي (ص ٥٥ ط دار النور الإسلامي ودار البشائر الإسلامية
، بيروت) قال :
فضل القرآن على
سائر الكلام كفضل ... محمد بن علي ٣٣٥
وقال أيضا في ص ٦٠
:
القرآن أفضل من كل
شيء دون الله تعالى وفضل ... محمد بن علي ٣٣٥
القرآن شافع مشفع
وما حل مصدق ... محمد بن علي ٣٣٥
ومن كلامه عليهالسلام
في أصحاب الخصومات
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
الشيخ محمد بن داود البازلي الكردي في «غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد
الأنام» (ق ١٩١ نسخة جستربيتي) قال :
قال عليهالسلام : إياكم والخصومة ، فإنها تفسد القلب ، والذين يخوضون في
آيات الله هم أصحاب الخصومات.
وقال أيضا :
قال الباقر : إذا
رأيتم القارئ يحبّ الأغنياء فهو صاحب الدنيا ، وإذا رأيتموه يلزم
السلطان من غير
ضرورة فهو لص.
ومنهم علامة
التاريخ والنسب محمد بن سعد بن منيع الهاشمي البصري المشتهر بابن سعد في «الطبقات
الكبرى» (ج ٥ ص ٢٤٦ ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال :
أخبرنا أحمد بن
عبد الله بن يونس قال : حدثنا إسرائيل ، عن جابر قال : قال لي محمد بن علي : يا
جابر لا تخاصم فإن الخصومة تكذب القرآن.
قال : أخبرنا أحمد
بن عبد الله بن يونس قال : حدثني فضيل بن عياض بن ليث عن أبي جعفر قال : لا
تجالسوا أصحاب الخصومات فإنهم الذين يخوضون في آيات الله.
كلامه عليهالسلام
في جواب أسئلة هشام بن عبد الملك
قد تقدم نقله منا
عن أعلام العامة في ج ١٩ ص ٥٠١ ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما
مضى :
فمنهم العلامة علي
بن الحسن ابن عساكر الدمشقي في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٥ ص ٧٠١ ط دار البشير بدمشق)
قال :
أخبرنا أبو القاسم
العلوي ، أخبرنا أبو الحسن المقرئ ، أخبرنا أبو محمد المضري ، أخبرنا أبو بكر
المالكي ، حدثنا عمير بن مرداس ، حدثنا عبد الله بن نافع الأصغر ، عن عبد الله بن
عبد الرحمن الزهري ، قال : دخل هشام بن عبد الملك بن مروان المسجد الحرام متوكئا
على مولاه سالم ، فنظر إلى محمد بن علي بن الحسين وقد أحدق الناس به حتى خلا
الطواف ، فقال : من هذا؟ فقيل له : محمد بن علي بن الحسين ، فأرسل إليه فقال :
أخبرني عن يوم القيامة ما يأكل الناس فيه وما يشربون؟ فقال محمد بن علي للرسول :
قل له يحشرون على مثل فرضة التقى فيها إنها تفجر ، فأبلغ ذلك هشاما ، فرأى
هشام أن قد ظفر به
، فقال للرسول : ارجع فقل له : ما أشغلهم يومئذ عن الأكل والشرب ، فأبلغه الرسول.
فقال محمد بن علي : أبلغه وقل : هم والله في النار أشغل وما شغلهم عن أن قالوا (أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ أَوْ
مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ).
وقال أيضا :
أخبرنا أبو الحسين
بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ، ابنا البنا قالوا : أخبرنا أبو جعفر ابن
المسلمة ، أخبرنا أبو طاهر المخلص ، أخبرنا أبو عبد الطوسي الزبير ، قال : وحدثني
عبد الرحمن بن عبد الله الزهري ، قال : حج هشام بن عبد الملك فدخل المسجد الحرام
متكئا على يد سالم مولاه ومحمد بن علي بن حسين جالس في المسجد ، فقال له : يا أمير
المؤمنين هذا محمد بن علي بن حسين. فقال له هشام : ألمفتون به أهل العراق؟ فقال :
نعم. قال له : اذهب إليه فقل له : يقول لك أمير المؤمنين : ما الذي يأكل الناس ـ فذكر
مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة
دمشق لابن عساكر» (ج ٢٣ ص ٧٩ ط دار الفكر) قال :
دخل هشام بن عبد
الملك بن مروان المسجد الحرام متوكئا على مولاه سالم ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن
عساكر.
ومنهم العلامة أبو
بكر أحمد بن مروان الدينوري في «المجالسة وجواهر العلم» (ص ٣٤٢):
حدثنا عمير بن
مرداس ، نا عبد الله بن نافع الأصغر ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الزهري قال : دخل
هشام بن عبد الملك بن مروان المسجد الحرام ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر.
ومنهم الفاضل
المعاصر المستشار عبد الحليم الجندي في «الإمام جعفر الصادق» (ص ١٤٣ ط المجلس
الأعلى للشئون الإسلامية ، القاهرة) قال :
وحج هشام بن عبد
الملك في أيام ملكه ، فرأى الباقر بالمسجد يعلم الناس في مهابة وجلال ، تعاليم
الإسلام وآدابه وفرائضه وأحكامه والناس خشع في مجلسه ، وغلبت هشاما غريزة المعاجزة
لأهل البيت ، فبعث إليه من يسأله : ما طعام الناس وشرابهم يوم المحشر؟ وأجابه
الباقر بآيات الكتاب الكريم ، واستطرد في تعليمه وتعليم من أرسله.
وسمعه الحجيج ـ عامئذ
ـ يقول للناس : الحمد لله الذي بعث محمدا بالحق نبيا ، وأكرمنا به ، فنحن صفوة
الناس من خلقه وخيرته من عباده وخلفائه ، فالسعيد من تبعنا والشقي من عادانا.
ورجع هشام إلى
عاصمته ، فأرسل في دعوة الباقر ، وابنه الصادق ، إلى قصبة الملك في دمشق ، يقول
الصادق : فلما وردنا دمشق حجبنا ثلاثا ، ثم أدخلنا في اليوم الرابع.
وكأنما أراد هشام
أن يظهرهما على أنه إذا لم تكن له مكانة في جوار البيت العتيق ومسجد الرسول أو
كانت الكرامة كلها ، في الحج الأكبر لأهل البيت ، فإن له بيتا في دمشق وحجابا
ومواعيد.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم الفاضلان
المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في «جامع
الأحاديث» القسم الثاني (ج ٩ ص ٧٣٨ ط دمشق) قالا :
عن جعفر بن محمد ،
عن أبيه رضياللهعنه قال : سلّم على عدوك يعنك الله عليه ،
وتضرع له ينصرك
الله عليه ، واحلم عنه يأخذه الله بلسانه (ابن النجار).
عن جعفر بن محمد ،
عن أبيه رضياللهعنه قال : سلّم على عدوك يعنك الله عليه ، وتضرع له ينصرك الله
عليه ، إذا اشتكى العبد ثم عوفي فلم يحدث خيرا ، ولم يكف عن سوء ، لقيت الملائكة
بعضها بعضا ـ يعني : حفظته ـ فقالت : إن فلانا داويناه فلم ينفعه الدواء(ابن
النجار).
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة علي
بن الحسن ابن عساكر الدمشقي في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٠ ص ٤٢٢ نسخة مكتبة
جستربيتي في ايرلندة) قال :
أنبأ أبو علي
الحسن بن أحمد ، أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدثنا أبو محمد بن حيان ، حدثنا إبراهيم
بن محمد بن الحسن ، حدثنا علي بن محمد بن أبي الخصيب ، حدثنا إسماعيل بن أبان ، عن
الصباح المزي ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر محمد بن علي قال : ما من عبادة أفضل من
عفة بطن أو فرج ، وما من شيء أحب إلى الله من أن يسأل ، وما يدفع القضاء إلا
الدعاء ، وإن أسرع الخير ثوابا البر ، وإن أسرع الشر عقوبة البغي ، وكفى بالمرء
عيبا أن يبصر من الناس ما يعمى من نفسه ، وأن يأمر الناس بما لا يستطيع التحول عنه
، وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه.
ومنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة
دمشق لابن عساكر» (ج ٢٣ ص ٨٦ ط دار الفكر) قال :
قال أبو جعفر محمد
بن علي : ما من عبادة أفضل من عفة بطن أو فرج ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر.
ومنهم الشريف علي
الحسيني فكري القاهري في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٧٦ ط بيروت)
فذكر الشطر الأول
من كلامه عليهالسلام مثل ما تقدم عن ابن عساكر.
من كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم العلامة
الشيخ أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري في «بهجة المجالس وأنس المجالس»
(ج ١ ص ٤٣٧ ط مصر) قال :
روى جعفر بن محمد
بن علي بن الحسين عن أبيه أنه قال : رب البيت آخر من يغسل يديه.
ومنهم العلامة
الشيخ أحمد بن علي ثابت الخطيب البغدادي المتولد سنة ٣٩٢ والمتوفى سنة ٤٦٣ في «تلخيص
المتشابه في الرسم» (ج ٢ ص ٦٨٥ ط دمشق) قال :
أخبرني أبو يعلى
أحمد بن عبد الواحد بن محمد الوكيل ، نا علي بن عمر بن أحمد المعدل ، نا أبو بكر
محمد بن الحسن النقاش ، نا الحسين بن إدريس الهروي ، نا محمد ابن عبد الله بن عمار
، نا ابن فضيل ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الرحمن ابن شتر قال : قلت
لمحمد بن علي : أي الكلام أحب إليك عشية عرفة؟ قال : لا إله إلا الله والله أكبر.
ومنهم العلامة أبو
الفرج عبد الرحمن بن رجب الحنبلي في «بغية الإنسان في وظائف رمضان» (ص ٨٩ ط المكتب
الإسلامي ، بيروت) قال :
وفي حديث أبي جعفر
الباقر المرسل : من أتى عليه رمضان فصام نهاره ، وصلى
وردا من ليله ،
وغضّ بصره ، وحفظ فرجه ولسانه ويده ، وحافظ على صلاته في الجماعة ، وبكر إلى جمعة
، فقد صام الشهر واستكمل الأجر ، وأدرك ليلة القدر ، وفاز بجائزة الرب. قال أبو
جعفر : جائزة لا تشبه جوائز الأمراء. إذا أكمل الصائمون صيام رمضان وقيامه ، فقد
وفوا ما عليهم من العمل ، وبقي ما لهم من الأجر ، وهو المغفرة. فإذا خرجوا يوم عيد
الفطر إلى الصلاة ، قسمت عليهم أجورهم ، فرجعوا إلى منازلهم وقد استوفوا الأجور
واستكملوها.
ومنهم علامة الفقه
والأدب أبو عمر محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم المطرز الباوردي المعروف بغلام
ثعلب المتولد سنة ٢٦١ والمتوفى سنة ٣٤٥ في «حديثه» (ص ١٢ الموجود في مجموعة حاوية
على أجزاء مختلفة قديمة ، والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال :
حدثنا ثعلب ،
أخبرنا عبد الله بن شبيب ، عن رجاله قالوا : هنأ محمد بن علي بن الحسين رجلا
بمولود ، فقال : أسأل الله أن يجعله خلفا منك وخلفا من بعدك ، فإن الرجل خلف أباه
في حياته ويخلفه بعد موته.
ومنهم الفاضل
المعاصر المستشار عبد الحليم الجندي في «الإمام جعفر الصادق» (ص ٢٠١ ط المجلس
الأعلى للشئون الإسلامية ، القاهرة) قال :
وذات يوم كان
الحكم بن عيينة عند الباقر يسأله فقال : يا بني قم فأحضر كتاب علي. فأحضر كتابا
مدرجا عظيما ففتحه ، وجعل ينظر حتى أخرج المسألة ، وقال : هذا خط علي وإملاء رسول
الله. وأقبل على الحكم وقال : اذهب أنت وسلمة والمقداد حيث شئتم يمينا وشمالا ، فو
الله لا تجدون العلم أوثق منه عند قوم كان ينزل عليهم جبريل.
ومنهم العلامة علي
بن الحسن ابن عساكر الدمشقي في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٥ ص ٧٠٨ ط دار البشير بدمشق)
قال :
أخبرنا أبو القاسم
، أخبرنا أبو بكر ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا إسماعيل بن محمد بن الفضل
، حدثنا جدي قال : سمعت هارون بن محمد بن عبد الله بن عبيد الأنصاري بالمدينة يحدث
عن أبيه ، عن جعفر بن محمد الصادق ، عن أبيه قال : جاءه رجل فقال : أوصني. قال :
هيّء جهازك ، وقدّم زادك ، وكن وصيّ نفسك.
ومنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة
دمشق» (ج ٢٣ ص ٨٥ ط دار الفكر بدمشق) قال :
جاء رجل إلى محمد
بن علي فقال ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر ، وفيه «وارفض نفسك» بدل : وكن وصي
نفسك.
ومنهم الفاضل
المعاصر أحمد عيسى عاشور في «الدعاء الميسر» (ص ١٤٢ ط مكتبة القرآن بولاق القاهرة)
قال :
وعن محمد بن علي
بن الحسين رضياللهعنهما أنه كان يقول لولده : يا بني من أصابته مصيبة في الدنيا أو
نزلت به نازلة فليتوضأ وليحسن الوضوء وليصل أربع ركعات أو ركعتين ، فإذا انصرف من
صلاته يقول : يا موضع كل شكوى ، ويا سامع كل نجوى ، ويا شاهد كل بلوى ، ويا منجي
موسى والمصطفى محمدا والخليل إبراهيم عليهمالسلام ، أدعوك دعاء من اشتدت فاقته ، وضعفت حركته وقلّت حيلته ،
دعاء الغريب الغريق الفقير الذي لا يجد لكشف ما هو فيه إلا أنت ، يا أرحم الراحمين
، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. قال علي بن الحسين : لا يدعو به
مبتلى إلا فرج الله عنه.
ومنهم العلامة
الشيخ إسماعيل بن هبة الله بن أبي الرضا بن هبة الله بن محمد الموصلي الشافعي في «غاية
الوسائل في معرفة الأوائل» (ص ٦٢ والنسخة مصورة من مكتبة جامعة السلطان أحمد
الثالث في إسلامبول) قال :
وعن عقبة بن بشير
بن المغيرة الأشعري ، قال : سألت محمد بن علي بن حسين ، قال قلت : يا أبا جعفر من
أول من تكلم بالعربية؟ قال : إسماعيل بن إبراهيم النبي صلىاللهعليهوسلم ، وهو يومئذ ابن ثلاث عشرة سنة. قال : فقلت : فما كان كلام
الناس قبل ذلك؟ قال : العبرانية. قال : قلت : فما كان كلام الله الذي ينزل على
رسله وعباده في ذلك الزمان؟ قال : العبرية.
ومنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة
دمشق لابن عساكر» (ج ٢٣ ص ٨٤ ط دار الفكر) قال :
وعن أبي جعفر قال
: شيعتنا ثلاثة أصناف : صنف يأكلون الناس بنا ، وصنف كالزجاج تهشّم ، وصنف كالذهب
الأحمر كلما أدخل النار ازداد جودة.
ومنهم العلامة
الشيخ محمد بن داود البازلي في «غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام» (ق
١٩٠ نسخة مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال :
عن أبي جعفر :
شيعتنا ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور ، وفيه «ويتهشم» مكان : تهشّم ، و «فلما
دخل النار ازداد سودة».
شيعتنا من أطاع الله
ذكره العلامة
المذكور في الكتاب المزبور (ق ١٩١).
وذكره الشريف علي
الحسيني فكري القاهري في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٧٦).
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم العلامة علي
بن الحسن ابن عساكر الدمشقي في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٥ ص ٧١٠ ط دار البشير بدمشق)
قال :
أخبرنا أبو القاسم
الخطيب ، أخبرنا أبو الحسن المقرئ ، أخبرنا أبو محمد المصري ، أخبرنا أبو بكر
المالكي ، حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي ، حدثنا أبي ، عن عبد الله بن الوليد العدني
، عن سفيان الثوري قال : اشتكى بعض ولد محمد بن علي ، فجزع عليه جزعا شديدا ، ثم
خبر بموته فسرّى عنه ، فقيل له في ذلك ، فقال : ندعو الله تبارك وتعالى فيما نحب ،
فإذا وقع ما نكره لم نخالف الله فيما أحب.
وقال ابن عساكر
أيضا :
أخبرنا أبو القاسم
زاهر بن طاهر ، أخبرنا أبو بكر البيهقي ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو
بكر الجراحي ، حدثنا يحيى بن ساسويه ، حدثنا عبد الكريم السكري ، حدثنا وهب بن
زمعة ، قال : قال علي بن شقيق : سمعت عبد الله بن المبارك يقول : أخبرنا سفيان بن
عيينة : أن ابنا لأبي جعفر محمد بن علي مرض ، قال : فخشينا عليه ، فلما توفي خرج
فصار مع الناس ، فقال له قائل : خشينا عليك. فقال : إنا ندعو الله فيما نحب ، فإذا
وقع ما نكره لم نخالف الله فيما يحب.
ومنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة
دمشق» (ج ٢٣ ص ٨٦ ط دار الفكر بدمشق) قال :
اشتكى بعض ولد
محمد بن علي ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر أولا.
ومن كلامه عليهالسلام
في كلمات الفرج
ذكره جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضلان
المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في «جامع
الأحاديث» القسم الثاني (ج ٩ ص ٧٣٨ ط دمشق) قالا :
عن أبي جعفر رضياللهعنه قال : كلمات الفرج : لا إله إلا الله العلي العظيم ، سبحان
الله رب العرش الكريم ، الحمد لله رب العالمين ، اللهم اغفر لي وارحمني وتجاوز عني
، واعف عني ، فإنك غفور رحيم (ش).
ومن كلامه عليهالسلام
ذكره جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
الشيخ محمد بن داود البازلي الكردي في «غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد
الأنام» (ق ١٩٠ نسخة جستربيتي) قال :
من كلامه رضياللهعنه : ما دخل قلب امرئ شيء من الكبر إلا نقص من عقله مثل ذلك
قلّ أو كثر.
ومنهم الشريف علي
فكري الحسيني القاهري في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٧٦ ط بيروت) قال :
من كلامه رضياللهعنه : ما دخل ـ فذكر مثل ما تقدم عن البازلي.
ومن كلامه عليهالسلام
ذكره جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر الدكتور محمود علي السرطاوي في مقالته المطبوعة في «المتهم وحقوقه في
الشريعة الإسلامية» (ج ٢ ص ٨٣ ط المركز العربي للدراسات الأمنية والتدريب بالرياض)
قال :
وبما روي عن علي
بن حسن ، عن حماد بن عيسى ، عن جعفر ، عن أبيه قال : لا يجوز على رجل حد بإقرار
على تخويف ضرب ولا سجن ولا قيد.
ومن كلامه عليهالسلام
ذكره جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم الحافظ أبو
العلي محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري الهندي المتوفى سنة ١٣٥٣ في «تحفة
الأحوذي بشرح جامع الترمذي» (ج ١ ص ١٢ ط دار الفكر في بيروت) قال :
وقد كان الإمام
محمد بن علي بن حسين عليهالسلام يقول : إن من فقه الرجل بصيرته أو فطنته بالحديث.
ومن كلامه عليهالسلام
ذكره جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم العلامة أبو
عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري في «بهجة المجالس وأنس المجالس» (ج ٢ ص
٤٢٩ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :
قال محمد بن علي
بن حسين : الخصومة تمحق الدين وتنبت الشحناء في صدور الرجال.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم الحافظ أبو
العلي محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري الهندي المتوفى سنة ١٣٥٣ في «تحفة
الأحوذي بشرح جامع الترمذي» (ج ٧ ص ٣٧٧ ط دار الفكر في بيروت) قال :
قوله : (وروى عن
أبي جعفر محمد بن علي) بن الحسين بن علي بن أبي طالب المشهور بالباقر (أنه قال في
هذا خروج عن الإيمان إلى الإسلام) يعني أنه جعل الإيمان أخص من الإسلام ، فإذا خرج
من الإيمان بقي في الإسلام ، وهذا يوافق قول الجمهور أن المراد بالإيمان هنا كماله
لا أصله ، قاله الحافظ.
ومن كلامه عليهالسلام
ذكره جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم العلامة
الشيخ محمد بن داود البازلي الكردي في «غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد
الأنام» (ق ١٩٠ نسخة جستربيتي) قال :
وقال [عليهالسلام] : لكل شيء آفة وآفة العلم النسيان.
ومن كلامه عليهالسلام
في الخضاب
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم العلامة
المؤرخ محمد بن سعد بن منيع الهاشمي البصري المشتهر بابن سعد في «الطبقات الكبرى» (ج
٥ ص ٢٤٧ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :
أخبرنا عبيد الله
بن موسى والفضل بن دكين ، قالا : حدثنا إسرائيل ، عن عبد الأعلى قال : سألت محمد
بن علي ، قال عبيد الله عن الوسمة ، وقال الفضل بن دكين عن السواد فقال : هو
خضابنا أهل البيت.
أخبرنا الفضل بن
دكين قال : حدثنا نصير بن أبي الأشعث القرادي ، عن ثوير قال : قال أبو جعفر : يا
أبا الجهم بم تخضب؟ قلت : بالحناء والكتم. قال : هذا خضابنا أهل البيت.
قال : أخبرنا أحمد
بن عبد الله بن يونس ، قال : أخبرنا زهير ، قال : حدثنا عروة بن عبد الله بن قشير
الجعفي ، قال : قال لي أبو جعفر : اخضب بالوسمة.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم العلامة
الشيخ أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري القرطبي المتوفى سنة ٤٦٣ في
كتابه «بهجة المجالس وأنس المجالس» (ج ١ ص ٤٣٧ ط مصر) قال :
قال محمد بن علي
بن حسين : يا عجبا من المختال الفخور الذي خلق من نطفة ، ثم يصير جيفة ، ثم لا
يدري بعد ذلك ما يفعل به.
ومن كلامه عليهالسلام
في البر
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر راجي الأسمر في «كنوز الحكمة أو حكمة الدين والدنيا» (ص ٥٨٥ ط دار الجيل ،
بيروت) قال :
إن خير الأبناء من
لم يدعه البر إلى الإفراط ، ولم يدعه العقوق إلى التقصير.(محمد بن علي)
قوله عليهالسلام
في أحب الأسماء إلى الله وأبغضها
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
أمين الدولة أبو الغنائم مسلم بن محمود الشيزري المتوفى سنة ٦٢٢ في «جمهرة الإسلام
ذات النثر والنظام» (طبع معهد تاريخ العلوم في فرانكفورت بالتصوير من مخطوطة مكتبة
جامعة ليدن في هولندا سنة ١٤٠٧ ص ١٧) قال :
وبه قال : أخبرنا
أبو محمد الحسن بن إسماعيل بن محمد بن العباس البمجكثي ، أنبأ أبو حامد أحمد بن
خلف الليثي البمجكثي ، نبأ أبو عبد الله محمد بن شعيب القرابكني ، نبا أبو علي
أحمد بن محمد بن القاسم النسوي ، نبا حميد بن زنجويه ، نبا جعفر بن عون ، نبا المعلى
بن عرفان قال : سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر يقول : أحب الأسماء إلى الله
محمد ، وأصدقها عبد الله ، وأبغضها خالد.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها
سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٧٦ ط دار الكتب العلمية
في بيروت) قال :
وقال : اعرف
المودة في قلب أخيك بما له في قلبك.
وذكر أيضا في
الكتاب المذكور :
وقال : بئس الأخ
يرعاك غنيا ، ويقطعك فقيرا.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم العلامة أبو
عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري في «بهجة المجالس وأنس المجالس» (ج ٢ ص
٧٦٧ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :
قال أبو جعفر محمد
بن علي : بادروا بالكنى قبل الألقاب. قال : وإنا لنكني أولادنا في الصغر مخالفة
اللقب أن يلحق بهم.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم العلامة علي
بن الحسن ابن عساكر الدمشقي في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٥ ص ٧٠٩ ط دار البشير بدمشق)
قال :
أخبرنا أبو القاسم
بن زاهر بن طاهر ، أخبرنا أبو بكر البيهقي ، أخبرنا أبو الحسن المقرئ ، أخبرنا
الحسن بن محمد بن إسحاق ، حدثني خالي ـ يعني أبا عوانة ، حدثنا الرمادي ، حدثنا
سعيد بن سليمان ، حدثنا إسحاق بن كثير ، حدثنا الوصافي قال : كنا عند أبي جعفر
محمد بن علي يوما فقال لنا : يدخل أحدكم يده في كمّ أخيه ـ أو قال في كيسه ـ يأخذ
حاجته؟ قال : قلنا : لا. قال : ما أنتم بإخوان.
ومنهم العلامة ابن
منظور في «مختصر تاريخ مدينة دمشق» (ج ٢٣ ص ٨٥ ط دار الفكر بدمشق) قال :
قال الوصافي : كنا
يوما عند أبي جعفر محمد بن علي فقال لنا ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن ابن عساكر.
ومنهم العلامة أبو
محمد عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي المتوفى سنة ٦٢٠ في «المتحابين في الله» (ص
٧٦ ط دار الطباع بدمشق عام ١٤١١) قال :
قال محمد بن أحمد
الحافظ : حدثنا أبو عبيد الله محمد بن أحمد ، حدثنا الهيثم بن كليب ، حدثنا العباس
بن محمد ، حدثنا يحيى بن أبي بكير ، عن فضل الخثعمي ، عن ثابت بن أبي حمزة قال :
قال لنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين : أيجيء أحدكم إلى كيس أخيه فيأخذ منه؟
قلت : لا. قال : أنتم أخدان ولستم بإخوان.
ومنهم العلامة أبو
حيان التوحيدي في «الصداقة والصديق» (ص ٢٧ ط المطبعة النموذجية) قال :
قال محمد بن علي
بن الحسين الباقر رضياللهعنهم لأصحابه : أيدخل أحدكم يده في كم صاحبه فيأخذ حاجته من
الدراهم والدنانير؟ قالوا : لا ، قال : فلستم إذن بإخوان.
ومنهم الفاضل
المعاصر يوسف عبد الرحمن المرعشلي في «فهرس أحاديث نوادر الأصول في معرفة أحاديث
الرسول» لأبي عبد الله الترمذي (ص ٩٣ ط دار النور الإسلامي ودار البشائر الإسلامية
، بيروت) قال :
يدخل أحدكم يده في
كيس أخيه؟ قلنا : لا. قال : لستم بإخوة. أبو جعفر ٢٦٧
ومن كلامه المنثور والمنظوم
نقلها جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة
دمشق لابن عساكر» (ج ٢٣ ص ٨٠ ط دار الفكر) قال :
قال قيس بن
النعمان : خرجت يوما إلى بعض مقابر المدينة فإذا بصبي عند قبر يبكي بكاء شديدا ،
وإن وجهه ليلقي شعاعا من نور ، فقلت : أيها الصبي ما الذي عقلت له من الحزن حتى
أفردك بالخلوة في مجالب الموتى والبكاء على أهل البلاء وأنت بغو الحداثة مشغول عن
اختلاف الأزمان وحنين الأحزان؟ فرفع رأسه وطأطأه وأطرق ساعة لا يحير جوابا ، ثم
قال :
إن الصبي صبي
العقل لا صغر
|
|
أزرى بذي العقل
فينا لا ولا كبر
|
ثم قال لي : يا
هذا إنك خلي الذرع من الفكر ، سليم الأحشاء من الحرقة ، أمنت تقارب الأجل بطول
الأمل ، إن الذي أفردني بالخلوة في مجالب أهل البلى تذكر قول الله عزوجل (فَإِذا هُمْ مِنَ
الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ) فقلت : بأبي أنت ، من أنت؟ فإني لأسمع كلاما حسنا ، فقال :
إن من شقاوة أهل البلى قلة معرفتهم بأولاد الأنبياء ، أنا محمد بن علي بن الحسين
بن علي وهذا قبر أبي ، فأي أنس آنس من قربه وأي وحشة تكون معه ، ثم أنشأ يقول :
ما غاض دمعي عند
نازلة
|
|
إلا جعلتك للبكا
سببا
|
إني أجلّ ثرى
حللت به
|
|
من أن أرى بسواك
مكتئبا
|
فإذا ذكرتك
سامحتك به
|
|
مني الدموع ففاض
فانسكبا
|
قال قيس : فانصرفت
وما تركت زيارة القبور مذ ذاك.
ومنهم العلامة
الحافظ ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٥ ص ٧٠٢
ط دار البشير
بدمشق) قال :
قرأت على أبي
القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، عن أبي القاسم علي بن محمد المصيصي ، أنبأنا أبو الحسن
علي بن محمد بن أحمد بن عثمان الشاهد ، أنبأنا محمد ابن جعفر السامري ، قال : سمعت
أبا موسى المؤدب يقول : قال قيس بن النعمان : خرجت يوما إلى بعض مقابر المدينة ـ فذكر
مثل ما تقدم عن المختصر.
ومن كلامه عليهالسلام
ذكره جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم العلامة
الشيخ محمد بن داود البازلي الكردي في «غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد
الأنام» (ق ١٩٠ نسخة جستربيتي بايرلندة) قال :
قال الباقر :
الإيمان ثابت في القلب واليقين خطران ، فيمر اليقين بالقلب فيصيره زبر الحديد ،
ويخرج منه فيصيره كأنه خرقة بالية.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم العلامة
الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن عمر الوصابي الحبيشي المتوفى سنة ٧٨٢ في
«البركة في فضل السعي والحركة» (ص ٣٠٧ ط دار المعرفة ، بيروت) قال :
قال أبو جعفر
الباقر : الصواعق تصيب المسلم وغير المسلم ، ولا تصيب ذاكرا.
ومنهم الشيخ محمد
بن داود البازلي في «غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام» (ق ١٩٠ نسخة
جستربيتي بايرلندة) قال :
قال : الصواعق
تصيب ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «البركة في فضل السعي والحركة».
ومنهم الدكتور
الشريف علي الحسيني فكري القاهري في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٧٦ ط بيروت) قال :
وقال : الصواعق
تصيب ـ فذكر مثل ما تقدم. وفيه : ولا تصيب ذاكر الله عزوجل.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر يوسف عبد الرحمن المرعشلي في «فهرس أحاديث كتاب الزهد» للحافظ المروزي
المتوفى سنة ١٨١ (ص ١٠٨ ط دار النور الإسلامي ودار البشائر الإسلامية ، بيروت) قال
:
من كفّ لسانه عن
أعراض الناس أقاله الله عثرته يوم القيام ... أبو جعفر ٢٥٧
ومن كلامه عليهالسلام
ذكره جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة علي
بن الحسن ابن عساكر الدمشقي في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٥ ص ٧٠٩ ط دار البشير بدمشق)
قال :
أخبرنا أبو العز
أحمد بن عبيد الله إذنا ومناولة وقرأ على أستاده ، أخبرنا محمد بن الحسين ، حدثنا
المعافى بن زكريا ، حدثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي الرجال الصلحي ، حدثنا
العباس بن محمد الدوري ، حدثنا محمد بن بشر ، حدثنا فضيل الخياط ، عن جعفر ، عن
أبي جعفر أنه كان يتعوذ من النبطي إذا استعرب ، ومن العربي
إذا استنبط ، فقيل
له : كيف يستنبط العربي؟ قال : يأخذ بأخلاقهم ويتأدب بآدابهم.
ومنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة
دمشق لابن عساكر» (ج ٢٣ ص ٨٦ ط دار الفكر) قال :
وكان أبو جعفر عليهالسلام يتعوذ من النبطي ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم الفاضلان
المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في «جامع
الأحاديث» القسم الثاني (ج ٩ ص ٧٣٦ ط دمشق) قالا :
عن أبي جعفر محمد
بن علي رضياللهعنهما قال : ما استوى رجلان في حسب ودين قطّ إلا كان أفضلهما عند
الله تعالى آدبهما. قيل : قد علم فضله عند الناس وفي النادي وفي المنازل والمجالس
، فما فضله عند الله جل جلاله؟ قال : بقراءته القرآن من حيث أنزل ، ودعاءه الله
تعالى من حيث لا يلحن ، وذلك أن الرجل ليلحن فلا يصعد إلى الله (كر ، عب).
ومنهم العلامة ابن
منظور في «مختصر تاريخ مدينة دمشق» (ج ٢٣ ص ٨٥ ط دار الفكر) قال :
قال أبو جعفر : ما
استوى رجلان في حسب ودين قط إلا كان أفضلهما عند الله آدبهما؟ قلت : قد علمت فضله
عند الناس ـ فذكر مثل ما تقدم عن جامع الأحاديث.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم العلامة
الشيخ محمد بن داود البازلى الكردي في «غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد
الأنام» (ق ١٩٠ نسخة جستربيتي بايرلندة) قال :
وكان [الباقر عليهالسلام] يقول : سلاح اللئام قبيح الكلام.
ومنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها
سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٧٦ ط دار الكتب العلمية
في بيروت)
فذكر مثل ما تقدم
عن غاية المرام ، إلا أن فيه : قبح الكلام.
ومن كلامه عليهالسلام
ذكره جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر محمد إبراهيم سليم في «المروءة الغائبة» (ص ٧٨ ط مكتبة القرآن ، القاهرة)
قال :
وقال محمد بن علي رضياللهعنه : الكمال في ثلاثة : العفة في الدين ، والصبر على النوائب
، وحسن التدبير في المعيشة.
ومنهم علامة الأدب
أبو الطيب محمد بن إسحاق بن يحيى الوشاء في «الظرف والظرفاء» (ص ٢٤ ط عالم الكتب ،
بيروت) قال :
وقال محمد بن علي
بن الحسين : كمال المروة الفقه في الدين ، والصبر على
النوائب ، وحسن
تقدير المعيشة.
ومن كلامه عليهالسلام
ذكره جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر يوسف عبد الرحمن المرعشلي في «فهرس أحاديث نوادر الأصول في معرفة أحاديث
الرسول» لأبي عبد الله الترمذي (ص ٨٠ ط دار النور الإسلامي ودار البشائر الإسلامية
، بيروت) قال :
من أصبح حزينا على
الدنيا أصبح ساخطا ... أبو جعفر محمد بن علي ٣٨١
ومن كلامه عليهالسلام
ذكره جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم العلامة
الشيخ محمد بن داود البازلي الكردي في «غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد
الأنام» (نسخة جستربيتي بايرلندة) قال :
وقال [الباقر عليهالسلام] : عالم ينتفع بعلمه أفضل من ألف عابد ، والله لموت عالم
أحب إلى الشيطان من موت سبعين عابدا.
ومنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها
سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٧٦ ط دار الكتب العلمية
في بيروت) قال :
وكان يقول : والله
لموت عالم ـ فذكر مثل ما تقدم عن الشيخ البازلي.
ومنهم المحقق
المعاصر محمد عبد القادر عطا في «تعليقاته على كتاب الغماز على
اللماز» للعلامة
السمهودي (ص ٣٧ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال في تعليقه على حديث «إذا مات
العالم ثلم في الإسلام ثلمة» :
وما أخرجه البيهقي
من حديث معروف بن خربوذ ، عن أبي جعفر أنه قال : موت عالم أحب إلى إبليس من موت
سبعين عابد.
انظر (المقاصد
الحسنة ٧٩ ، وكشف الخفا ٢٧٣).
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر أحمد حسن الباقوري المصري في «علي إمام الأئمة» (ص ١٣٩ ط دار مصر للطباعة)
قال :
أبو جعفر الباقر
يقول لبعض أصحابه : لحق رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالرفيق الأعلى وقد أخبر أننا ـ آل البيت ـ أولى الناس
بالناس ، فتمالأت علينا قريش حتى أخرجت الأمر عن معدنه وهي تحتج على الأنصار بحقنا
، ثم تداولته قريش واحدا بعد واحد حتى رجع إلينا ، فنكثت بيعتنا ونصبت الحرب لنا ،
ولم يزل صاحب الأمر في صعود حتى قتل ، فبايع الناس ابنه الحسن وعاهدوه ثم غدروا به
وأسلموه ، ووثبوا عليه حتى طعنوه بخنجر في جنبه ونهبوا عسكره ، وعالجوا خلاخيل
أمهات أولاده ، فلم يجد بدا من موادعة معاوية حقنا لدمه ودماء أهل بيته وهم قليل
حق قليل. ثم بايعوا الحسين من بعده فغدروا به وخرجوا عليه وقتلوه ، ثم لم نزل ـ نحن
أهل البيت ـ نستذل ونستضام ونقصى ونمتهن ونحرم ونقتل ونخاف ، لا نأمن على دمائنا
ودماء أوليائنا ، وقد وجد الكاذبون الجاحدون لكذبهم وجحودهم موضعا يتقربون به إلى
أوليائهم وقضاة السوء وعمال السوء في كل بلد ، فحدثوهم بالأحاديث الموضوعة
المكذوبة راوين عنا ما لم نقله وما لم نفعله ليبغضونا إلى الناس ، وكان أعظم ذلك
وأكثره وآكده أيام
معاوية بعد موت الحسن ، فقتل شيعتنا بكل بلد ، وقطعت أيديهم وأرجلهم على الظنة ،
وكان من يعرف عنه أنه يحبنا يسجن أو ينهب ماله أو تهدم داره. ثم لم يزل البلاء
يشتد ويزداد إلى زمان عبيد الله بن زياد قاتل الحسين عليهالسلام.
ثم جاء الحجاج بن
يوسف الثقفي فقتلهم كل قتلة ، وأخذهم بكل تهمة وظنة ، حتى إن الرجل ليؤثر أن يوصف
بالكفر أو الزندقة على أن يوصف بأنه من شيعة علي. وربما رأيت الرجل الصدوق الورع
يحدث بأحاديث عظيمة عجيبة من تفضيل بعض من قد سلف من الولاة وهو يحسب أنها حق مع
أنها الباطل نفسه ، ولكنه يحسبها حقا لكثرة من رواها ممن لم يعرف بكذب ولا بقلة
ورع. ولذلك أكثروا في الرواية عن فضائل وسوابق ومناقب أعداء علي ، مع الغض من علي
وعيبه والطعن فيه والشنآن له ، حتى ان إنسانا وقف للحجاج فصاح به : أيها الأمير إن
أهلي عقوني فسموني عليا ، وإني فقير بائس وإلى صلة الأمير محتاج. فتضاحك له الحجاج
قائلا له : للطف ما توسلت به وليتك.
ومن كلامه عليهالسلام
ذكره جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم العلامة علي
بن الحسن ابن عساكر الدمشقي في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٥ ص ٧٠٨ ط دار البشير بدمشق)
قال :
أخبرنا أبو القاسم
زاهر بن طاهر ، أخبرنا أبو بكر البيهقي ، أخبرنا أبو محمد بن يوسف ، أخبرنا أبو
سعيد بن زياد ، حدثنا العلائي ، حدثنا إبراهيم بن بشار ، حدثنا سفيان قال : قال
جرير بن بريد ، قلت لمحمد بن علي بن حسين : عظني. قال : يا جرير اجعل الدنيا مالا أصبته
في منامك ثم انتبهت وليس معك منه شيء.
ومنهم العلامة
محمد بن مكرم ابن منظور في «مختصر تاريخ مدينة دمشق» (ج ٢٣ ص ٨٥ ط دار الفكر بدمشق)
قال :
قال جرير بن يزيد
: قلت لمحمد بن علي بن الحسين : عظني ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها
سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٧٤ ط دار الكتب العلمية
في بيروت) قال :
وروى عنه ابنه
جعفر قال : كان أبي يقول في جوف الليل في تضرعه : أمرتني فلم آتمر ، ونهيتني فلم
أنزجر ، فها أنا عبدك بين يديك مقر لا أعتذر.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم العلامة علي
بن الحسن ابن عساكر الدمشقي في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٥ ص ٧٠٣ ط دار البشير بدمشق)
قال :
وأخبرنا ابن مروان
، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحرمي ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا أبو جعفر الرازي ، عن
المنهال بن عمرو ، عن محمد بن علي قال : اذكروا من عظمة الله ما شئتم ولا تذكروا
منه شيئا إلا وهو أعظم منه ، واذكروا من النار ما شئتم ولا تذكروا منها شيئا إلا
وهي أشدّ منه ، واذكروا من الجنة ما شئتم ولا تذكرون منها شيئا إلا
وهي أفضل.
ومنهم العلامة أبو
بكر أحمد بن مروان الدينوري في «المجالسة وجواهر العلم» (ص ١٢٧ ط المهدى لعلوم
العربية) قال :
حدثنا إبراهيم بن
إسحاق الحربي ، نا أبو نعيم ، نا أبو جعفر الرازي ، عن المنهال بن عمرو ، عن محمد
بن علي رضياللهعنه قال : اذكروا من عظمة الله ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن
عساكر.
ومنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة
دمشق لابن عساكر» (ج ٢٣ ص ٨١ ط دار الفكر) قال :
قال محمد بن علي :
اذكروا من عظمة الله ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة علي
بن الحسن ابن عساكر الدمشقي في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٥ ص ٧٠٢ ط دار البشير بدمشق)
قال :
أخبرنا أبو علي
الحداد في كتابه ، أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدثنا أبي ، حدثنا أبو الحسن أحمد بن
محمد بن أبان ، حدثنا عبد الله بن محمد ، حدثنا سلمة بن شبيب ، عن عبد الله بن عمر
الواسطي ، عن أبي الربيع الأعرج ، عن شريك ، عن جابر ـ يعني الجعفي ـ قال : قال لي
محمد بن علي : يا جابر إني لمحزون وإني لمشتغل القلب. قلت : وما حزنك وشغل قلبك؟
قال : يا جابر إنه من دخل قلبه صافي خالص دين الله شغله عما سواه ، يا جابر ما
الدنيا وما عسى أن تكون ، هل هو إلا مركب ركبته أو ثوب لبسته أو امرأة أصبتها ، يا
جابر إن المؤمنين لم يطمئنوا إلى الدنيا لبقاء فيها ، ولم يأمنوا قدوم
الآخرة عليهم ،
ولم يصمهم عن ذكر الله ما سمعوا بآذانهم من الفتنة ، ولم يعمهم عن نور الله ما
رأوا بأعينهم من الزينة ، ففازوا بثواب الأبرار ، إن أهل التقوى أيسر أهل الدنيا
مؤنة وأكثرهم لك معونة ، إن نسيت ذكروك وإن ذكرت أعانوك ، قوالين بحق الله قوامين
بأمر الله ، قطعوا بمحبتهم لمحبة ربهم ، ونظروا إلى الله وإلى محبته بقلوبهم ،
وتوحشوا من الدنيا لطاعة مليكهم ، وعلموا أن ذلك منظور إليهم من شأنهم ، فأنزل
الدنيا بمنزل نزلت به فارتحلت منه ، أو كمال أصبته في منامك فاستيقظت وليس معك منه
شيء ، واحفظ الله تعالى ما استرعاك من دينه وحكمته.
ومنهم الحافظ أبو
بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان المشتهر بابن أبي الدنيا في كتابه «ذم
الدنيا» (ص ١٢٩ ط مكتبة القرآن بولاق ، القاهرة) قال :
حدثني سلمة بن
شبيب ، عن عبد الله بن عمر الواسطي ، عن أبي الربيع الأعرج ، عن شريك ، عن جابر
قال : قال لي محمد بن علي : يا جابر إني لمحزون ، وإني لمشتغل القلب. قلت : وما
حزنك وشغل قلبك؟ قال : يا جابر إنه من دخل قلبه صافي خالص دين الله شغله عما سواه
ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر باختلاف يسير في اللفظ ، فيه «وأكثر لله معونة» و
«منظور إليه من شأنه».
ومنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها
سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٧٦ ط دار الكتب العلمية
في بيروت) قال :
وقال لجابر الجعفي
: يا جابر إني لمشتغل القلب ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر باختلاف قليل ، وفيه «قائمين
بأمر الله فاجعل الدنيا كمنزل نزلت به».
ومنهم العلامة
الشيخ محمد بن داود بن محمد البازلي الكردي الحموي الشافعي المتوفى سنة ٩٢٥ في «غاية
المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام» (ص ١٩٠
والنسخة مصورة من
مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال :
قال جابر الجعفي :
قال الباقر : يا جابر إني لمحزون وإني لمشتغل القلب. قلت : وما شغلك وما حزنك؟ قال
: يا جابر إن ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة علي
بن الحسن ابن عساكر الدمشقي في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٥ ص ٧٠٣ ط دار البشير بدمشق)
قال :
أخبرنا أبو القاسم
الحسيني ، أخبرنا رشا المقرئ ، أخبرنا الحسن بن إسماعيل ، أخبرنا أحمد بن مروان ،
حدثنا محمد بن موسى بن حماد ، حدثنا محمد بن الحارث ، عن المدائني قال : بينما
محمد بن علي بن الحسين في فناء الكعبة أتاه أعرابي فقال له : هل رأيت الله حيث
عبدته؟ فأطرق وأطرق من كان حوله ، ثم رفع رأسه إليه فقال : ما كنت لأعبد شيئا لم
أره. فقال : وكيف رأيته؟ قال : لم تره الأبصار بمشاهدة العيان ، ولكن رأته القلوب
بحقائق الإيمان ، لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس ، معروف بالآيات منعوت
بالعلامات ، لا يجوز في قضية ، بان من الأشياء وبانت الأشياء منه ، ليس كمثله شيء
، ذلك الله لا إله إلا هو. فقال الأعرابي : الله أعلم حيث يجعل رسالاته.
ومنهم العلامة أبو
بكر أحمد بن مروان بن محمد الدينوري المتوفى سنة ٣٣٠ في «المجالسة وجواهر العلم» (ص
٣٤٢ ط معهد العلوم العربية بفرانكفورت بالتصوير سنة ١٤٠٧) قال :
حدثنا محمد بن
موسى بن حماد ، نا محمد بن الحارث ، عن المدائني قال : بينما محمد بن علي بن
الحسين في فناء الكعبة أتاه أعرابي ، فقال له : هل رأيت الله حيث
عبدته؟ فأطرق
وأطرق الناس حوله ، ثم رفع رأسه إليه فقال ـ فذكر مثل ما تقدم عن «تاريخ مدينة
دمشق».
ومنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة
دمشق لابن عساكر» (ج ٢٣ ص ٨٠ ط دار الفكر) قال :
قال المدائني :
بينا محمد بن علي في فناء الكعبة أتاه عربي ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة أبو
عمر يوسف بن عبد الله ابن عبد البر النمري في «بهجة المجالس وأنس المجالس» (ج ٣ ص
٣٥٠ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :
قال محمد بن علي
بن الحسين : الصبر صبران ، فصبر عند المصيبة حسن جميل ، والصبر عما حرم الله أفضل.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
قاضي القضاة أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي البصري المتوفى بها سنة ٤٥٠
في «نصيحة الملوك» (ص ١٣١ ط مؤسسة شباب الجامعة الإسكندرية) قال :
وروى جعفر بن محمد
عن أبيه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : اصنع المعروف إلى من هو أهله وإلى من ليس هو أهله ،
فإن كان هو أهله فهو أهله ، وإن لم يكن هو أهله فأنت أهله.
بكاؤه عليهالسلام
في المسجد الحرام
رواه جماعة من أعلام
العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة علي
بن الحسن بن هبة الله ابن عساكر الدمشقي في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٥ ص ٧٠٢ ط دار
البشير بدمشق) قال :
أخبرنا أبو القاسم
علي بن إبراهيم الخطيب ، أخبرنا أبو الحسن رشا بن نظيف ، أخبرنا أبو محمد الحسن بن
إسماعيل ، أخبرنا أحمد بن مروان ، حدثنا محمد بن عبد العزيز ، حدثنا عبيد الله بن
إسحاق ، حدثنا العلا بن ميمون ، عن أفلح مولى محمد بن علي قال : خرجت مع محمد بن
علي حاجّا ، فلما دخل المسجد الحرام نظر إلى البيت فبكى حتى علا صوته ، فبكى الناس
لبكائه ، فقيل له : لو رفقت بنفسك قليلا. فقال لهم : أبكي لعل الله ينظر إليّ منه
برحمته فأفوز بها غدا. قال : ثم طاف بالبيت حتى جاء فركع عند المقام ، فرفع رأسه
من سجوده فإذا موضع سجوده مبتلا كله من دموعه.
ومنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها سنة
١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٧٤ ط دار الكتب العلمية في
بيروت) قال :
حكى الأفلح فقال :
حججت مع أبي جعفر محمد الباقر ، فلما دخل المسجد ونظر البيت بكى ـ فذكر مثل ما
تقدم عن «تاريخ مدينة دمشق».
ومنهم العلامة أبو
بكر أحمد بن مروان بن محمد الدينوري المتوفى سنة ٣٣٠ في كتابه «المجالسة وجواهر
العلم» (ص ٣٢٤ ط معهد العلوم العربية بفرانكفورت بالتصوير سنة ١٤٠٧) قال :
حدثنا محمد بن عبد
العزيز ، نا عبيد بن إسحاق ، نا العلاء بن ميمون ، عن أفلح مولى محمد بن علي قال :
خرجت مع محمد بن علي حاجا ، فلما دخل إلى المسجد الحرام نظر إلى البيت ، فبكى حتى
علا صوته ، فبكى الناس لبكائه ، فقيل له : لو رفقت ـ فذكر مثل ما تقدم عن «تاريخ
مدينة دمشق».
كلامه عليهالسلام
في البكاء من خشية الله تعالى
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها
سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٧٥ ط دار الكتب العلمية
في بيروت) قال :
قال خالد بن
الهيثم : قال أبو جعفر محمد الباقر : ما اغرورقت عين من خشية الله تعالى إلا حرم
الله وجه صاحبها على النار ، فإن سالت على الخدين دموعه لم يرهق وجهه قتر ولا ذلة
، وما من شيء إلا وله جزاء إلا الدمعة فإن الله تعالى يكفر بها بحورا من الخطايا ،
ولو أن باكيا يبكي في أمة لحرم الله تلك الأمة على النار.
تعليمه عليهالسلام الوليد الأموي
ضرب الدنانير والدراهم والنقش عليها
ذكره جماعة من
العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
الشيخ محمد الدياب الاتليدي المصري في «إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني
العباس» (ص ٢٠٩ ط دار الفكر) قال :
وقال الكسائي :
دخلت على الوليد ذات يوم وهو في إيوانه وبين يديه مال كثير قد أمر بتفرقته على
خدمه الخاصة ، وبيده درهم تلوح كتابته وهو يتأمله ، وكان كثيرا ما يحدثني ، فقال :
هل علمت أول من سن هذه الكتابة في الذهب والفضة؟ قلت : هو يا سيدي عبد الملك بن
مروان. قال : ما كان السبب في ذلك؟ قلت : لا أعلم ، غير أنه أول من أحدث هذه
الكتابة. قال : سأخبرك ، كانت القراطيس للروم وكان أكثر من بمصر نصرانيا على دين
ملك الروم ، وكانت تطرز بالرومية ، وكان طرازها أبا وابنا وزوجة وبنتا ، فلم يزل
كذلك صدر الإسلام كله يمضي على ما كان عليه إلى أن ملك عبد الملك فتنبه وكان فطنا
، فبينما هو ذات يوم جالس إذ مر به قرطاس فنظر إلى طرازه فأمر أن يترجم بالعربية ،
ففعل ذلك ، فأنكره وقال : ما أغلظ هذا في دين الإسلام أن يكون طراز القراطيس هكذا
وهي تعمل في الأواني والثياب ، وهما يعملان بمصر وغير ذلك مما يطرز من ستور وغيرها
من عمل هذا البلد ، فأمر بالكتاب إلى عبد العزيز
ابن مروان ـ وكان
عامله بمصر ـ بإبطال ذلك الطراز الذي يعمل على الثياب والقراطيس والستور وغير ذلك
وأن تعمل صناع القراطيس سورة التوحيد وأشهد أن لا إله إلا الله ، وهذا طراز
القراطيس خاصة إلى هذا الوقت ولم ينقص ولم يزد ولم يتغير ، وكتب إلى عمال الآفاق
جميعا بإبطال ما في أعمالهم من القراطيس المطرزة بطراز الروم ومعاقبة من وجد عنده
بعد هذا النهي شيء منه بالضرب الوجيع والحبس الطويل بعد ما أنبت القراطيس بالطراز
المحدث بالتوحيد ، وحمل إلى بلاد الروم منها وانتشر خبرها ووصل إلى ملكهم ، فترجم
له ذلك الطراز فأنكره وعظم عليه واستشاط غضبا ، فكتب إلى عبد الملك : إني أعمل
القراطيس بمصر وسائر ما يطرز هناك للروم ، ولم تزل تطرز بطراز الروم إلى أن أبطلته
، فإن كان من تقدمك من الخلفاء قد أصاب فقد أخطأت ، وإن كنت قد أصبت فقد أخطئوا ،
فاختر من هاتين الخلتين أيهما شئت وأحببت ، وقد بعثت إليك بهدية تليق بمحلك وأحببت
أن ترد طراز تلك القراطيس إلى ما كان عليه وجميع ما كان يطرز أولا لأشكرك عليه
وتأمر بقبض الهدية ، وكانت عظيمة القدر.
فلما قرأ عبد
الملك كتابه رد الرسول وأعلمه أنه لا جواب له ورد الهدية ، فانصرف بها إلى صاحبه ،
فلما وافاه أضعف الهدية ورد الرسول إلى عبد الملك وقال : إني ظننت أنك استقللت
الهدية فلم تقبلها ولم تجبني إلى كتابي ، فأضعفت الهدية وأنا أرغب إليك في مثل ما
رغبت فيه أولا من رد الطراز إلى ما كان عليه. فقرأ عبد الملك الكتاب ولم يجبه ورد
الهدية ، فكتب إليه ملك الروم كتابا يقتضي أجوبة كتبه يقول : إنك قد استخففت
بجوابي وهديتي ولم تسعفني بحاجتي ، فتوهمت أنك استقللت الهدية فأضعفتها فجريت على
سبيلك الأول ، وقد أضعفتها لك ثالثا ، وأنا أحلف بالمسيح لتأمرن برد الطراز إلى ما
كان عليه أو لآمرن بنقش الدراهم والدنانير ، فإنك تعلم أنه لا ينقش شيء منها إلا
ما ينقش في بلادي ، ولم أر الدراهم والدنانير نقشت في بلاد الإسلام ، فننقش عليها
شتم نبيك ، فإذا قرأته ارفض جبينك عرقا ، فأحب أن تقبل
هديتي وترد الطراز
إلى ما كان عليه أول الأمر ، وكانت هدية بررتني بها ويبقى الأمر بيني وبينك.
فلما قرأ عبد
الملك الكتاب صعب عليه وعظم وضاقت به الأرض وقال : أحسبني أشأم مولود ولد في
الإسلام ، لأني جنيت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم من شتم هذا الكافر ما يبقى إلى أبد الدهور ، ولا يمكن محوه
من جميع مملكة العرب إذا كانت المعاملات تدور بين الناس بدنانير الروم ودراهمهم.
فجمع أهل الإسلام واستشارهم ، فلم يجد عندهم رأيا يعمل به.
فقال له روح بن
زنباع : إنك لتعلم المخرج من هذا الأمر ولكنك تتعمد تركه ، فقال: ويحك بم؟ قال :
عليك بالباقر من آل بيت النبي صلىاللهعليهوسلم. قال : صدقت ، ويمكنه يا روح الرأي فيه. قال : نعم.
فكتب إلى عامله بالمدينة
: أن أرسل محمد بن علي بن الحسين مكرما ، ومتعه بمائة ألف درهم لجهازه وثلاثمائة
درهم لنفقته ، وأرح عليه في جهازه وجهاز من يخرج معه من أصحابه ، وحبس الرسول قبله
إلى موافاة محمد بن علي ، فلما وافاه أخبره الخبر ، فقال له محمد رضياللهعنه : لا يعظم هذا عليك ، فإنه ليس بشيء من جهتين : إحداهما أن
الله عزوجل لم يكن ليطلق ما تهدد به صاحب الروم في رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، والثانية تدعو في هذا الوقت بصناع يضربون سككا للدراهم
والدنانير وتجعل النقش عليها سورة التوحيد وذكر رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، إحداهما في وجه الدرهم والدينار والأخرى في الوجه
الثاني. وتجعل في مدار الدرهم أو الدينار ذكر البلد الذي يضرب فيه والسنة التي
تضرب فيها تلك الدراهم والدنانير ، وتعمد إلى وزن ثلاثين درهما عددا من الثلاثة
أصناف التي العشرة منها وزن عشر مثاقيل ، وعشرة منها وزن ستة مثا قيل ، وعشرة منها
وزن خمسة مثا قيل ، فتكون أوزانها جميعا أحدا وعشرين مثقالا فيجزئها من الثلاثين ،
فتصير العدة من الجميع وزن سبعة مثاقيل وتصب صنجات من قوارير لا تستحيل إلى زيادة
ولا نقصان ، فتضرب
الدراهم على وزن عشرة والدنانير على وزن سبعة مثاقيل.
وكانت الدراهم في
ذلك الوقت إنما هي الكسروية التي يقال لها اليوم «البغلية» ، لأن رأس البغل ضربها
لعمر بن الخطاب رضياللهعنه بسكة كسروية في الإسلام مكتوب عليها صورة الملك وتحت
الكرسي مكتوب بالفارسية «نوش خور» أي كل هنيئا ، وكان وزن الدرهم منها قبل الإسلام
مثقالا ، والدراهم التي كان وزن العشرة منها وزن ستة مثاقيل ، والعشرة وزن خمسة
مثاقيل هي السامرية الخفاف والثقال ونقشها نقش فارس.
ففعل ذلك عبد
الملك وأمر محمد بن علي بن الحسين رضياللهعنه أن يكتب السكة في جميع بلدان الإسلام ، وأن يتقدم إلى
الناس في التعامل بها ، وأن يتهدد بقتل من يتعامل بغير هذه السكة من الدراهم
والدنانير وغيرهما ، وأن تبطل وترد إلى مواضع العمل حتى تعاد إلى السكة الإسلامية.
ففعل عبد الملك ذلك ، ورد رسول ملك الروم إليه بذلك ويقول : إن الله عزوجل مانعك مما قد أردت أن تفعله ، وقد تقدمت إلى عمالي في
أقطار البلاد بكذا وكذا وبإبطال السكك والطراز الرومية ، فقيل لملك الروم : افعل
ما كنت تهددت به ملك العرب. فقال : إنما أردت أن أغيظه بما كتبت إليه ، لأني كنت
قادرا عليه بالمال وغيره برسوم الرسوم ، فأما الآن فلا أفعل لأن ذلك لا يتعامل به
أهل الإسلام. وامتنع من الذي قال ، وثبت ما أشار به محمد بن علي بن الحسين رضياللهعنهم إلى اليوم. ثم رمى ـ يعني الوليد ـ بالدرهم إلى بعض الخدم.
انتهى من «حياة الحيوان».
وفيه رواية أخرى
رواها جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر المستشار عبد الحليم الجندي في «الإمام جعفر الصادق» (ص ١٤١ ط المجلس
الأعلى للشئون الإسلامية ، القاهرة) قال :
روى الكسائي :
دخلت على الرشيد فقال : هل علمت أول من سن الكتابة على
الذهب والفضة؟ قلت
: عبد الملك بن مروان. قال : ما السبب؟ قلت : لا أعرف. قال : كانت القراطيس للروم
وكان أكثر من بمصر على دينهم ، وكانت تطرز (أبا وابنا وروحا) وتخرج من مصر تدور في
الآفاق ، فأمر عبد العزيز ـ وكان عامله على مصر ـ بإبطال ذلك وأن تطرز بصورة
التوحيد مشهدا الله ألا إله إلا هو ، فلما وصلت القراطيس إلى ملك الروم كتب إلى
عبد الملك : إن لم يرد هذا الطراز على ما كان عليه فسينقش على القراطيس شتم النبي.
فاستشار عبد الملك ، فلم يجد عند أحد رأيا ، فاستشار الباقر. فقال له : لا يعظم
عليك هذا الأمر من جهتين : الأولى : أن الله عزوجل لم يكن ليطلق ما تهدد به صاحب الروم ، والثانية أن تتهدد
من يتعامل بغير دنانيرك. فلما علم ملك الروم أن دنانيره سيبطل التعامل بها إن حوت
شتما كف عما تهدد به.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها
سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٧٦ ط دار الكتب العلمية
في بيروت) قال :
وقال : الغنى
والفقر يجولان في قلب المؤمن ، فإذا وصلا إلى مكان التوكل استوطناه.
ومنهم الشيخ محمد
بن داود البازلي في «غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام» (ق ١٩٠ نسخة
جستربيتي بايرلندة) قال :
قال : الغنا والعز
يجولان ـ فذكر مثل ما تقدم ، إلا أن فيه «وإلى» مكان : فيه التوكل أوطناه.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر يوسف عبد الرحمن المرعشلي في «فهرس أحاديث كتاب الزهد» للحافظ المروزي
المتوفى سنة ١٨١ (ص ١٥ ط دار النور الإسلامي ودار البشائر الإسلامية ، بيروت) قال
:
أشد الأعمال ذكر
الله على كل حال والإنصاف من نفسك ... أبو جعفر ٢٥٧
وقال أيضا في ص ٦٩
:
بلى ابدأ بالأقرب
فالأقرب برسول الله صلىاللهعليهوسلم ... أبو جعفر ٢ / ١٢٨
وقال أيضا :
لكل ساع غاية
وغاية كل ساع الموت ... أبو جعفر ٣٧ ز
وقال أيضا :
لو لا اعتكافي
لخرجت معك فقضيت حاجتك ... أبو جعفر ٢٥٨
عدد أولاده عليهالسلام
ذكرهم جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها
سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٧٦ ط دار الكتب العلمية
في بيروت) قال :
أولاده رضياللهعنه ستة ، وقيل سبعة ، وهم : أبو عبد الله جعفر الصادق وكان
يكنى به ، وعبد الله ، أمهما أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضياللهعنه ، وإبراهيم ، وعبد الله ، وأمهما أم حكيم بنت أسد بن مغيرة
الثقفية ، وعلي ، وزينب ، لأم ولد.
كلمات أعيان العامة
(في حقه عليهالسلام)
منها
كلام سلمة بن كهيل
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة ابن
منظور الافريقي في «مختصر تاريخ مدينة دمشق» (ج ٢٣ ص ٧٩ ط دار الفكر بدمشق) قال :
وعن سلمة بن كهيل
: في قوله (لَآياتٍ
لِلْمُتَوَسِّمِينَ) قال : كان أبو جعفر منهم.
ومنهم الحافظ ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٥ ص ٧٠١ ط دار البشير بدمشق) قال :
أخبرنا أبو القاسم
الحسين بن محمد ، أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد ، أخبرنا علي ابن أحمد بن محمد بن
داود ، أخبرنا محمد بن عمر بن سليمان ، حدثني أحمد بن محمد بن إسماعيل ، حدثنا
يحيى بن عبدل ، حدثنا خلف بن عبد الرحمن ، حدثنا سفيان ، عن سلمة بن كهيل (لِلْمُتَوَسِّمِينَ) قال ـ فذكر مثل ما تقدم عن «المختصر».
ومنها
كلام مالك بن أعين الجهني
رواه أيضا ابن عساكر
في الكتاب المذكور (ج ١٥ ص ٦٩٧) فقال :
ويقول مالك بن
أعين الجهني :
إذا طلب الناس
علم القرا
|
|
ن كانت قريش
عليه عيالا
|
وإن قيل ابن ابن
بنت الرسول
|
|
نلت بذلك فروعا
طوالا
|
نجوم تهلّل
للمدلجين
|
|
جبال تورّث علما
جبالا
|
ومنها
كلام عبد الله بن عطاء
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
المذكور في الكتاب المزبور (ج ١٥ ص ٧٠١) فقال :
أنبأنا أبو علي
الحداد ، أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدثنا (ح) وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ،
أخبرنا أبو الفضل بن خيرون ، أخبرنا أبو القاسم بن سران ، أخبرنا أبو علي بن
الصواف ، حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون ، حدثنا أبو
مالك الجنبي ، عن عبد الله بن عطا قال : ما رأيت العلماء عند أحد أصغر علما منهم
عند أبي جعفر ، لقد رأيت الحكم عنده كأنه متعلم.
ومنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة
دمشق لابن عساكر» (ج ٢٣ ص ٧٩ ط دار الفكر) قال :
قال عبد الله بن
عطاء ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر.
ومنها
كلام سفيان بن عيينة
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
الحافظ أبو الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال» (ج ٢٦ ص ١٣٩ ط بيروت) قال :
وروي عن سفيان بن
عيينة عن جعفر بن محمد قال : حدثني أبي محمد بن علي ، وكان خير محمدي على وجه
الأرض.
ومنها
كلام صالح بن أحمد عن أبيه
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الحافظ ابن
عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٥ ص ٧٠١ ط دار البشير بدمشق) قال :
أخبرنا أبو
البركات الأنماطي وأبو عبد الله البلخي ، قالا : أخبرنا الحسين بن الطيوري وثابت
بن بندار ، قالا : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر وأبو نصر محمد بن الحسن ،
قالا : حدثنا الوليد بن بكر ، أخبرنا علي بن أحمد ، أخبرنا صالح بن أحمد ، حدثني
أبي قال : محمد بن علي بن الحسين تابعي ثقة.
ومنها
كلام الحافظ العجلي
وهو الحافظ الشيخ
أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي المتولد سنة ١٨٢ والمتوفى سنة ٢٦١ في «تاريخ
الثقات» رتبه الحافظ نور الدين الهيثمي المتوفى سنة ٨٠٧ (ص ٤١٠)
قال في ترجمته عليهالسلام : تابعي ثقة.
ومنها
كلام الفاضل
الدكتور عبد المعطي قلعجي في «تعليقه على تاريخ الثقات» (ص ٤١٠) قال :
أبو جعفر الباقر :
متفق على توثيقه ، أخرج له الجماعة ، مترجم في «التهذيب» (٩ / ٣٥٠).
ومنها
كلام الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها
سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٧٦ ط دار الكتب العلمية
في بيروت) قال :
علومه ـ قيل : لم
يظهر عن أحد من ولد الحسن والحسين من علم الدين والسنن ، وعلم القرآن والسير وفنون
الأدب ، ما ظهر عن أبي جعفر الباقر ، روى معالم الدين عن بقايا الصحابة ووجوه
التابعين ، وسارت بذكر علومه الأخبار ، وأنشدت في مدائحه الأشعار ، فمن ذلك ما
قاله ما لك بن أعين الجهني من قصيدة يمدحه فيها :
إذا طلب الناس
علم القرا
|
|
ن كانت قريش
عليه عيالا
|
وإن فاه ابن
بنية النبي
|
|
تلقت يداك فروعا
طوالا
|
وفيه يقول الرضي :
يا باقر العلم
لأهل التقى
|
|
وخير من لبّى
على الأجبل
|
ومنها
كلام أبي هريرة العجلي
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر أحمد عبد العليم البردوني في «المختار من كتاب عيون الأخبار» لابن قتيبة (ص
١٥٩ ط دار الثقافة والإرشاد القومي ، القاهرة) قال :
قال أبو هريرة
العجلي لمحمد بن علي بن الحسين :
أبا جعفر أنت
الولي أحبه
|
|
وأرضى بما ترضى
به وأتابع
|
أتتنا رجال
يحملون عليكم
|
|
أحاديث قد ضاقت
بهن الأضالع
|
أحاديث أفشاها
المغيرة فيهم
|
|
وشرّ الأمور
المحدثات البدائع
|
ومنها
كلام شيخ الجامع الأزهر
فضيلة الشيخ محمد
الخضر حسين شيخ الجامع الأزهر في «تراجم الرجال» (ص ٢٩ ط المطبعة التعاونية) قال :
هو محمد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب ، وأمه أم عبد الله بنت الحسن ابن الحسين بن علي بن أبي
طالب ، فنسبه من جهتي أبيه وأمه يتصل بعلي بن أبي طالب
وفاطمة الزهراء
بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
ولد محمد في
المدينة المنورة في صفر سنة ست أو سبع وخمسين ، وتلقى الحديث وعلوم الدين عن أبيه
علي زين العابدين ، وجديه الحسن والحسين ، وعم أبيه محمد بن الحنفية ، وروى الحديث
عن ابن عمر وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري وأنس وسعيد بن المسيب.
وهو معدود في صفوة
المحدثين الصادقين فيما يروون ، قال ابن سعد : كان محمد ثقة كثير الحديث ، وقال
العجلي : محمد تابعي ثقة.
وكان محمد الباقر
معدودا من كبار الفقهاء ، قال صاحب الإرشاد : لم يظهر عن أحد من ولد الحسن والحسين
من علم الدين والسنن وعلم القرآن والسير وفنون الأدب ما ظهر عن أبي جعفر الباقر ،
وذكره الإمام النسائي في فقهاء أهل المدينة من التابعين ، وقال عبد الله بن عطاء :
ما رأيت العلماء عند أحد أصغر منهم علما عند الباقر ، ولقب بالباقر من قولهم بقر
العلم أوسعه ، قال صاحب القاموس : والباقر محمد بن علي ابن الحسين رضياللهعنه لتبحره في العلم ، وفيه يقول الشاعر :
يا باقر العلم
لأهل التقى
|
|
وخير من لبّى
على الأجبل
|
وقال مالك بن أعين
الجهني يمدحه :
إذا طلب الناس علم
القرا
|
|
ن كانت قريش
عليه عيالا
|
وتلقى عن الباقر
الحديث جماعة من كبار أئمة الحديث ، مثل الإمام الزهري والإمام الأوزاعي وابن جريج
وعمر بن دينار.
وللباقر بعد منزلة
الفقه والعلم منزلة فائقة في الفضل والاجتهاد في العبادة والدعوة إلى الله. قال
محمد بن المنكدر : ما رأيت أحدا يفضل علي بن الحسين ، حتى رأيت ابنه محمدا ، أردت
أن أعظه فوعظني.
وللباقر مواعظ
بالغة ، وحكم رائعة ، ومن هذه المواعظ والحكم قوله لابنه : إياك والكسل والضجر ،
فإنهما مفتاح كل خبيثة ، فإنك إذا كسلت لم تؤد حقا ، وإن
ضجرت لم تصبر على
حق. وقوله : أشد الإيمان ثلاثة : ذكر الله على كل حال ، وإنصافك من نفسك ، ومواساة
الأخ في المال. وقوله : ما دخل قلب عبد شيء من الكبر إلا نقص من عقله بقدره أو
أكثر منه. وقوله : ليس الأخ أخا يرعاك غنيا ويتركك فقيرا. وقوله : الغنى والعز
يجولان في قلب المؤمن ، فإذا وصلا إلى مكان فيه التوكل أوطناه.
ومن حكم الباقر :
اعرف المودة في قلب أخيك مما له في قلبك.
وإلى معنى هذه
الحكمة يشير قول الشاعر :
سلوا عن مودات
الرجال قلوبكم
|
|
فتلك شهود لم
تكن تقبل الرشا
|
ولا تسألوا عنها
العيون فربما
|
|
أقرت بشيء لم
يكن دخل الحشا
|
وتوفي الباقر سنة
١١٣ رحمهالله بالحميمة ، وهي قرية بصقع الشام في طريق المدينة ونقل إلى
المدينة ، ودفن بالبقيع في القبر الذي دفن فيه أبوه زين العابدين وعم أبيه الحسن
بن علي.
ومحمد الباقر هو
الإمام الخامس من الأئمة الإثني عشر الذين هم موضع عقيدة الشيعة الإمامية ، وبهذا
سموا : الإثني عشرية ، وهؤلاء الأئمة هم علي بن أبي طالب والحسن والحسين وعلي زين
العابدين ومحمد الباقر وجعفر الصادق وموسى الكاظم وعلي الرضا ومحمد الجواد وعلي
الهادي والحسن بن علي العسكري ومحمد بن الحسن العسكري ، وهذا الأخير في مذهب
الشيعة هو المهدي المنتظر.
وهناك طائفة من
الشيعة يقال لهم الباقرية يقولون : الإمامة انتقلت من علي بن أبي طالب وأولاده إلى
محمد الباقر ، وانتهت الإمامة عنده ، وإنه لم يمت ولكنه غائب ، وهو المهدي
المنتظر.
وأهل السنة
يعتقدون في هؤلاء الأئمة العلم والتقوى ، ولكنهم لا يعتقدون كما يعتقد بعض الفرق
أنهم معصومون عن جميع الذنوب وسائر النقائض إلى ما يتبع هذا من الآراء.
ومنها
كلام الفاضل
المعاصر الهادي حمّو في «أضواء على الشيعة» (ص ١٢٦ ط دار التركي) قال :
٥ ـ الإمام محمد
الباقر (١١٩ ه ـ ٧٣١ م) :
هو أبو جعفر بن
زين العابدين كان عمره ثلاث سنوات يوم قتل الحسين جده. لقّب بالباقر لما روي أن
الرسول صلىاللهعليهوسلم قال لجابر بن عبد الله الأنصاري : يا جابر إنك ستعيش حتى
تدرك رجلا اسمه اسمي يبقر العلم بقرا ، فإذا رأيته فاقرأه مني الإسلام.
فهو قد بقر العلم
بقرا وأظهر مخبّاته وأسراره وورث علم النبوة عن آبائه وأجداده فكان مقصد العلماء
من كل صقع سواء من الشيعة أو أهل السنة وممن قصده سفيان الثوري محدث مكة ، وسفيان
بن عيينة ، وفقيه بغداد أبو حنيفة ، كما روى له جابر الجعفي وزرارة بن أعين وبريد
العجلي وسدير الصيرفي.
ولم يلق الباقر
التضييق الذي لقيه أسلافه من النظام الأموي ، ومع ذلك فقد استمر على سيرة أبيه من
الإمامة الروحية للشيعة بل قد أمعن فيها لدرجة تقرب الشيعة في الإمامة والولاية
والرجعة. وكتب العقائد الشيعية زاخرة بالأقوال المسندة إليه ، من ذلك قوله في
الإمامة : لا تبقى الأرض يوما واحدا بغير حجة لله على الناس منذ خلق آدم وأسكنه
الأرض. وقيل له : أكان علي حجة من الله ورسوله على هذه الأمة في حياة رسول الله؟
فقال : نعم يوم أقامه إلى الناس ونصبه علما ودعاهم إلى ولايته وأمرهم بطاعته. وسئل
: أكانت طاعة علي واجبة على الناس في حياة الرسول وبعد وفاته؟ فقال : نعم ، ولكنه
صمت ولم يتكلم في حياة رسول الله ، ومن الأقوال المنسوبة للباقر يظهر الطابع
المذهبي الشيعي المغلق كما رووا أنه قال : كل شيء لم يخرج من عند الأئمة فهو باطل
إذ ليس عند واحد من الناس حق ولا صواب ولا يقضي أحد بقضاء إلا خرج منا أهل البيت ،
وإذا تشعبت لهم الأمور كان الخطأ
منهم والصواب
عندنا .. وليعذبن الله كل رعية في الإسلام دانت بولاية إمام جائر ليس من الله ،
وإن كانت الرعية في أعمالها برة تقية وليعفون الله عن كل رعية في الإسلام دانت
بولاية إمام عادل من الله وإن كانت الرعية في أنفسها ظالمة مسيئة.
وفي عصر الباقر
تقدمت الحياة الفكرية بالمسلمين ونشط علماء الكلام وكثر الجدل بين المعتزلة وغيرهم
في صفات الله وماهية الروح ، وكان للباقر رأيه في ذلك كله غير أنه كان لا يشجع
البحث في ذات الله تعالى ، شأنه في ذلك شأن علماء السلف عموما ، في اعتبار أن ذلك
خارج عن طاقة العقل ، وشارك المعتزلة في آرائهم التنزيهية وإبعاد الجسمية عن الله
تعالى لما رووا أنه سئل عن تفسير غضب الله ، فقال : المقصود به عقابه ، وليس غضبه
كغضب البشر ...
وكان اقتصار
الباقر على الإمامة الروحية وإقباله على علم الحديث ورفضه الاشتراك مع الثوار القائمين
بالدعوة لآل البيت حوّل أنظار الشيعة المتحمسين إلى أخيه زيد بن علي الذي سبق
الحديث عنه في فرقة الزيدية ، وهي الفرقة التي كانت أكثر حركية وانفتاحا على ما
انغلقت عليه الشيعة الإمامية في ذلك الوقت المستندة على مثل هذه الآراء المنسوبة
للإمام الباقر ، والتي قد تبدو أنها لا تخلو من التعصب والعداء الصريح لكل الفرق
الأخرى.
ومنها
كلام الفاضل
المعاصر المستشار عبد الحليم الجندي في «الإمام جعفر الصادق» (ص ١٤١ ط المجلس
الأعلى للشئون الإسلامية ، القاهرة) قال :
انصرف الإمام محمد
الباقر للعلم بكله. فهذا أول دروس أبيه له. بقر العلم أي تبحر فيه فسمي الباقر.
روى علم أبيه
وجديه الحسين والحسن وجد أبيه ـ علي ـ وجادل عبد الله ابن عباس.
وعنه روى بقايا
الصحابة والتابعين. وكان يقصد الحسن البصري ونافعا مولى ابن عمر.
سأل سائل عبد الله
بن عمر في مسجد الرسول فأشار إلى حيث يجلس الباقر وقال : اذهب إلى هذا الغلام وسله
وأعلمني عما يجيبك ، فلما عاد إليه بالجواب قال : إنهم أهل بيت مفهمون.
وروى عنه الفطاحل
: أخوه زيد وابنه جعفر الصادق. ثم الأوزاعي إمام الشام وابن جريج إمام مكة وأبو
حنيفة وعبد الله بن أبي بكر ابن حزم شيخ مالك إمام المدينة وحجاج بن أرطاة (١٤٥)
ومكحول ابن راشد وعمر وبن دينار (١١٥) ويحيى بن كثير (١٢٩) والزهري (١٢٤) وربيعة
الرأي (١٣٦) شيخا مالك والأعمش (١٤٨) والقاسم بن محمد بن أبي بكر (١٠٦) وأبان بن
تغلب (١٤١) وجابر الجعفي (١٢٨) وزرارة بن أعين (١٥٠) والثلاثة الأخيرون من كبار
علماء الشيعة ورواة ابنه جعفر الصادق.
يقول محمد بن
المنكدر ـ شيخ مالك بن أنس ـ في الباقر : ما كنت أرى أن مثل علي ابن الحسين يدع
خلفا يقاربه في الفضل حتى رأيت ابنه محمدا الباقر.
وما هو في سجاياه
إلا خليفة السجاد ، يطوف بالبيت فيركع ويسجد ، فإذا مكان سجوده قد بلله الدمع.
يقول عنه الحسن
البصري : ذلك الذي يشبه كلامه كلام الأنبياء.
عايش الباقر أباه
زمانا طويلا ، ولم يمتحن محنة أبيه في كربلاء ، أو محنة أخيه زيد إذ أخرجه أهل
الكوفة وخذلوه ، ولم تعتور حياته الامتحانات المتعاقبة التي اعتورت حياة ابنه
الإمام الصادق أو خلافات بني عمومته أبناء الحسن أو الإرهاب الفكري أو الفعلي من
الخليفة المنصور. فأتيح للباقر أن يبلور اتجاه أهل البيت ـ من نسل الحسين ـ إلى
العلم والتعليم ، ويبرز فيه العناية بفقه العبادات والمعاملات. وكثر ترديد اسمه
مصاحبا لاسم ابنه الإمام الصادق في كتب الفقه الشيعي. وإليه يرجع أصحاب الكلام
في العقائد
الشيعية ، وكثير من الفقه المستنبط من القرآن والسنة.
روى عنه جابر
الجعفي أكثر من خمسين ألف حديث وروى عنه محمد بن مسلم ثلاثين ألفا. وكان عبد الملك
بن مروان يعرف له حقه ، وهو في صدر شبابه ، في حياة أبيه.
ومنها
كلام العارف الشيخ
محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي في «المناقب» المطبوع في آخر «شرح چهارده
معصوم» للعلامة فضل الله بن روزبهان الأصفهاني الآتي ذكره (ص ٢٩٥ ط قم) قال :
وعلى باقر العلوم
وشخص العالم والمعلوم ناطقة الوجود نسخة الموجود ضرغام آجام المعارف المنكشف لكل
كاشف الحياة السارية في المجاري النور المنبسطة على الدراري حافظ معارج اليقين
وارث علوم المرسلين حقيقة الحقائق الظهورية دقيقة الدقائق النورية الفلك الجارية
في اللجج الغامرة والمحيط علمه بالزبر الغابرة النبأ العظيم الصراط المستقيم
المستند من كل ولي أبي جعفر محمد بن علي عليهالسلام.
ومنها
كلام العلامة فضل
الله بن روزبهان الخنجي الأصفهاني المتوفى سنة ٩٢٧ في «وسيلة الخادم إلى المخدوم
در شرح صلوات چهارده معصوم» (ص ١٧٣ ط كتابخانه عمومى آية الله العظمى نجفى ، قم)
قال :
اللهم صل وسلم على
الإمام الخامس
بار خدايا درود
وصلوات ده وسلام فرست بر امام پنجم.
از اينجا شروع در
صلوات است بر حضرت امام محمد باقر عليهالسلام. وآن حضرت بعد از پدر خود ، امام زين العابدين (ع) امام
است به قول اماميه واكثر شيعه. وزيديه بر آنند كه امام بعد از امام زين العابدين (ع)
برادر امام محمد باقر (ع) ، زيد بن على است ، وزيد هم از اكابر سادات فاطمى است.
وامامت امام محمد باقر (ع) به نص امام زين العابدين ثابت شده ، وبه آيات ، كه
دلالت بر امامت او مى كند. وآن حضرت را القاب است :
الطيّب الطاهرة
النور الباهرة
آن حضرت پاك
وپاكيزه است از آلايش هر چيز كه در عصمت وطهارت قدح كند. واين اشارت است به عصمت
آن حضرت كه از لوازم امامت است ، وآن حضرت نور روشن است وبه اين اشارت است به
انكشاف باطن واطلاع آن حضرت بر امور مغيبه ، به تعليم الهى كه از اوصاف ائمه است.
يكى از محبان اهل
بيت روايت كرده كه نوبتى از دروازه بقيع بيرون رفتم ومتوجه اعالى مدينه بودم كه
خرما به سلم بخرم. در بيرون دروازه ، امام محمد باقر (ع) را ديدم كه از اعالى
مدينه باز مى گشت وبه شهر مى رفت. گفتم : السلام عليك يا بن رسول الله ، جواب سلام
داد وفرمود : به كجا مى روى؟ گفتم : بيرون مى روم كه در اعالى مدينه خرما به سلم
بخرم ، فرمود : آيا ايمن شده ايد امسال از ملخ. اين سخن فرمود وبه شهر در رفت ومن
آمدم وخرما به سلم خريدم. چون وقت قطع خرما شد ملخ آمد وهر چه سبز بود تمامى بخورد
واين از آيات علوم غيبيه بود كه از نور باطن آن حضرت ظاهر شد.
ديگرى از محبان
اهل البيت روايت كرده كه نوبتى در سال ، صد وبيست دينار طلا صرف كردم در زمين
وخيار ودستسورى مزروع داشتم. چون وقت محصول شد ملخ آمد وتمامى آن خيار ودستسورى را
بخورد. صباح آن شب كه ملخ آمد
تمامى آن زراعت را
خورده بود ، بر كنار زراعت ايستاده بودم حضرت امام محمد باقر عليهالسلام در گذر آمد ، پيش رفتم وسلام كردم. فرمود : چند در وجه اين
زراعت صرف كرده [اى]؟ گفتم : صد وبيست دينار طلا ، فرمود : من از پدران خود روايت
مى كنم كه حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم فرمود : تمسكوا ببقايا المصائب ، يعنى دست زنيد بدان چيز
كه از مصيبتها باز ماند واين مصيبت كه بدين زمين رسيده آن را آب بده تا حق تعالى
در آن بركت كرامت فرمايد. پس من زراعت را آب دادم ومحصول وافى از آنجا برداشتم كه
اضعاف آن بود كه در وجه آن صرف كرده بودم.
شخصى ديگر روايت
كرده كه نوبتى به قبا مى رفتم از مدينه در ميان روز گرم ، حضرت امام محمد باقر (ع)
را ديدم كه از زراعت باغستان خود باز مى گشت وبدن مبارك آن حضرت سنگين بود وعرق
كرده بود وبر دو غلام تكيه فرموده بود. در خاطرم گذشت كه مردى بزرگ از اكابر بنى
هاشم جهت حرص بر دنيا ، در روزى چنين گرم تعب نفس خود مى فرمايد وچنين زحمت مى كشد
، چون اين معنى در خاطر من خطور كرد ومرا پيش طلبيد وفرمود : (إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) ما جهت انفاق بر ضعفا ومساكين اين زحمت مى كشيم نه جهت حرص
بر دنيا. گفتم : اى پسر رسول خدا! توبه مى كنم. پس توبه مرا قبول فرمود ، وامثال
اين بسيار است.
السيف الشاهر ،
البدر الزاهر ، العزيز القادر ، الغالب القاهر
آن حضرت شمشيريست
كشيده بر دشمنان. واين اشارت است به كمال علم وحجت آن حضرت ، زيرا كه بر ملحدان
ومنافقان شمشير حجت از نيام امامت بر ايشان كشيده بود ، يا اشارت است به صلابت آن
حضرت در دين ، وآنكه او بر اعداى خداى تعالى شمشير كشيده بود. ولهذا حجاج يوسف
وعبد الملك مروان هر چند قصد آن حضرت كردند مغلوب شدند. وآن حضرت ماه شب چهارده
است
روشن ، واين اشارت
است به كمال جمال آن حضرت همچو ماه مى درخشيد ودر كمال حسن وجمال بود يا آنكه آن
حضرت در علم وبزرگى وشرف مشهور وانگشت نما بود وهمچون ماه بدر در روشنى ، وآن حضرت
عزيز وتوانا وغالب وفايق است بر اعدا ، واين اشارت است به غلبه وقدرتي كه آن حضرت
را بر حجاج يوسف وآل مروان ظاهر شد.
چنانچه روايت كرده
اند كه حجاج بن يوسف در قصد اولاد واتباع وشيعه حضرت امير المؤمنين حيدر عليهالسلام نهايت سعى واهتمام مى نمود ، وهر كس را مى دانست كه از
اتباع امير المؤمنين (ع) است قصد مى كرد وايشان را هلاك مى گردانيد تا به غايتي كه
روزى گفت : مى خواهم كه امروز تقرب جويم به خداى تعالى به كشتن يكى از مردم ابو
تراب. گفتند : از مردم او كسى نمانده ، غلام پير او قنبر نام مانده وعمر او از صد
سال گذشته است ومفلوج وزمين افتاده است. گفت : او را حاضر گردانيد ، چون او را
حاضر گردانيدند گفت : اختيار كن كه به چه طريق ترا بكشم. قنبر رضى الله عنه فرمود
كه : حبيب من ومولاي من على مرتضى عليهالسلام مرا خبر داده كه كشتن من به طريق گوسفند باشد كه او را ذبح
مى كنند ، پس حكم كرد كه او را به طريق گوسفند سر ببريدند وكرامت حضرت امير
المؤمنين على عليهالسلام ظاهر شد كه با وجود آنكه قنبر فرمود كه حضرت مولاي من على
مرتضى عليهالسلام مرا چنين خبر داده وحجاج عليه اللعنة والعذاب مى خواست كه
اين سخن دروغ شود ، حضرت حق تعالى دل صعب او را از آن صرف كرد كه به نوعى ديگر او
را بكشد تا فرموده آن حضرت درست شود.
غرض كه حجاج لعين
مردود را اهتمام به قتل ودفع اولاد امير المؤمنين على بن أبي طالب عليه وعليهم
الصلوات والسلام بدين مرتبه بود. ودر روايت صحاح آمده كه حضرت امام محمد باقر عليهالسلام به مجلس حجاج عليه اللعنة رفت وحجاج در همه علوم آن حضرت
سؤال كرد تا آخر پرسيد كه : بدترين قبايل عرب كدام قبيله اند؟
آن حضرت فرمود :
قبيله تو كه ثقيف است وحجاج را سرزنشها كرد وظلم وجور او را با او باز گفت وبر
حجاج غالب آمد وبه سلامت وغنيمت از پيش حجاج بازگشت. ودر اين فقره بدان غلبه وقدرت
اشاره نموده بود.
حارز المزايا
والمآثر صاحب المفاخر والمناقب
آن حضرت جمع
گرداننده مزيتها وبزرگى هاست كه اثر آن در دنيا باقيست وصاحب منقبتها وفخرهاست كه
در عالم مشهور ومذكور است واين اشارت است به مناقب حسبي ونسبى آن حضرت كه ذات
شريفش را حاصل بوده.
جامع ألواح العلوم
بلا تكسّب الدفاتر
آن حضرت جمع كننده
لوحهاى علوم است بى آنكه متحمل زحمت كسب علم شود از دفترها ، يعنى الواح علوم [را]
حق تعالى بدان حضرت عنايت فرموده بود بى آنكه آن حضرت را حاجت بدان باشد كه از
دفترها كسب علم كند ، همچو ساير علما ، واين اشارت است به كمال علم آن حضرت.
جابر بن عبد الله
رضى الله عنه روايت كند كه حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم با من فرمود : تو يكى از فرزندان مرا در خواهى يافت كه نام
او موافق نام من باشد ، واو شكافد علم را شكافتنى ، واو را بدين جهت باقر لقب شده
ومعنى باقر شكافنده است. ديگر آن حضرت با جابر فرمود : چون او را ببينى سلام بدو
برسان.
ودر صحيح مسلم به
اسناد خود روايت كرده كه از حضرت امام محمد بن على باقر (ع) كه او فرمود : من با
جماعتى پيش جابر بن عبد الله انصارى رفتم واو بسيار پير شده بود وچشم او پوشيده ،
از هر يك مى پرسيد كه : تو چه كسى؟ تا نوبت من رسيد. پرسيد : تو چه كسى؟ گفتم : من
محمد بن علي بن الحسينم. بسيار خوش وقت شد وگفت : خوش آمدى اى برادرزاده من ، ومرا
پيش طلبيد وچون گره بر سينه من بود
باز گشود ودست
مبارك بر سينه من ماليد. گفتم : مرا خبر ده از حج پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم. پس حديث حج را تمام از براى من باز گفت وآن حديث بسيار
طويل است وتمامى در صحيح مسلم از روايت امام محمد باقر عليهالسلام كه از جابر بن عبد الله روايت فرمود ثابت است. وعلماى حديث
وائمه فقيه ، بسيار فوايد علوم از آن حديث مبارك استنباط فرموده اند وروايات وحكم
وفوايد وكلمات رائقه آن حضرت بسيار است.
محيي معارف النبي
الفاخر
آن حضرت زنده
گرداننده معرفتها وعلوم پيغمبر صاحب فخر وشرف است. واين اشارت است بدانكه دقايق
علوم وحقايق معارف حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم در دوران امامت آن حضرت تازه شد ومردم از آن فوايد يافتند
چنانچه گفته اند از ائمه تابعين هيچ كس آن مقدار روايت ودرايت نيست كه آن حضرت را.
وارث الإمامة
كابرا عن كابر
وآن حضرت صاحب
ميراث امامت است از بزرگ به بزرگ ، يعنى از پدران بزرگ آن حضرت ميراث امامت يافته
، واين اشارت است بدانكه آن حضرت امام بود وپدران آن حضرت امام بوده اند وامامت ،
آن حضرت را به كمال استحقاق حاصل است زيرا كه چيزى كه آن را به استحقاق وبه ميراث
يابند صاحب آن بسيار مستحق وسزاوار آن باشد. وحقيقت امامت ، وراثت منصب پيغمبر است
در حفظ دين ونشر قواعد علوم ومعارف ، واين وصف ، حضرت امام محمد باقر (ع) را به
كمال بوده ، زيرا كه در ميان اهل بيت وائمه ، آن حضرت به مزيد كشف علم وشكافتن
حقايق معارف مشهور است ومذكور.
أبي جعفر محمد
الباقر العبد الصالح ابن زيد العابدين على (ع)
كنيت آن حضرت ابو
جعفر است وآن حضرت را اولاد بوده ، وجعفر صادق (ع) كه بعد از آن حضرت ، امام شده
فرزند اوست واز جعفر فرزندى بزرگتر داشته ، اسم او ابراهيم كه بعد از آن حضرت دعوى
امامت مى كرده ، چنانچه مذكور خواهد شد مباحثه او با امام جعفر. ولقب آن حضرت باقر
است كه حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم او را لقب فرموده ، چنانچه مذكور شد ، وعبد صالح هم از
القاب اوست.
وارث النبي الشفيع
والوصي المنيع ، المقبور مع أبيه بالبقيع
آن حضرت وارث
پيغمبر شفاعت كننده ووصى صاحب عزت ومناعت است. واين اشارت است به وارث آن حضرت از
حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم وحضرت امير المؤمنين على (ع) كه وصى حضرت پيغمبر است وچون
آن حضرت شكافنده علوم وحقايق معارف بود ، هم وارث پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم است وبه مزيد وراثت اختصاص دارد ، وهم وارث حضرت وصى است
كه حضرت امير المؤمنين على است زيرا كه شكافتن علم مقتضى مزيد اختصاص است به وراثت
منصب وصايت.
وآن حضرت مدفون
است با پدر خود در بقيع ، واين اشارت است به وفات ومحل قبر آن حضرت بدانچه آن حضرت
روز جمعه غره رجب وبعضى گويند سوم ماه صفر سنه سبع وخمسين از هجرت در مدينه متولد
شد ودر ذى الحجة ، وبعضى گويند : در ربيع الأول ، سبع [يا] اربع عشر ومائة وفات
فرمود در مدينه ، وسن مبارك او پنجاه وهفت سال تمام شده بود. والده وى ام عبد الله
فاطمه بنت الحسن است وقبر آن حضرت در اندرون همان قبر است كه عم پدر آن حضرت مدفون
است. وآن صندوق مطهر كه رشك صندوق آسمان ومخزن جواهر حكمت وايمان است بر
بالاى ايشان نهاده
اند وأبواب رحمت از آن قبه مقدسه بر عالم گشاده اند.
اللهم صل على
سيدنا محمد وآل سيدنا محمد سيما الإمام الطهر الطاهر محمد الباقر وسلم تسليما.
الإمام السادس
أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق
(عليهالسلام)
مستدرك
فضائل الإمام السادس ومناقبه عليهالسلام
نسبه الشريف وميلاده ووفاته
عليهالسلام
قد تقدم نقل ما
يدل على ذلك عن أعلام العامة في ج ١٢ ص ٢٠٨ إلى ص ٢١٦ وج ١٩ ص ٥٠٥ إلى ص ٥٠٧ ،
ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الحافظ الشيخ
محمد بن حبان بن أبي حاتم التميمي البستي المتوفى سنة ٣٥٤ في كتابه «الثقات» (ج ٦
ص ١٣١ ط دائرة المعارف العثمانية في حيدرآباد) قال :
جعفر بن محمد بن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم ، كنيته أبو عبد الله ، يروي
عن أبيه ، وكان من سادات أهل البيت فقها وعلما وفضلا ، روى عنه الثوري ومالك وشعبة
والناس ، وكان مولده سنة ثمانين سنة سيل الجحاف الذي ذهب بالحاج من مكة ومات سنة
ثمان وأربعين ومائة ، وهو ابن ثمان وستين سنة ،
يحتج بروايته.
ومنهم العلامة
المحدث الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن منجويه الأصبهاني المولود سنة ٣٤٧ والمتوفى
سنة ٤٢٨ في «رجال صحيح مسلم» (ج ١ ص ١٢٠ ط دار المعرفة ، بيروت لبنان) قال :
جعفر بن محمد
الصادق ، وهو ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي ، القرشي ، المديني ،
كنيته أبو عبد الله ، أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، وأم أم
فروة أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ، وكان من سادات أهل البيت فقها
وعلما وفضلا.
كان مولده سنة
ثمانين ، ومات سنة ثمان وأربعين ومائة في آخر السنة وهو ابن ثمان وستين سنة.
روى عن أبيه في
الوضوء والصلاة والصوم والحج والجهاد والزهد.
روى عنه عبد
الوهاب الثقفي وحاتم بن إسماعيل ووهيب بن خالد والحسن بن عياش وسليمان بن بلال
والثوري والدراوردي ويحيى بن سعيد الأنصاري في الحج وحفص بن غياث في الحج ومالك بن
أنس وابن جريج.
ومنهم العلامة صدر
الأئمة صدر الدين أبو المؤيد موفق بن أحمد المكي أخطب خطباء خوارزم في «مناقب أبي
حنيفة» (ج ٢ ص ٨٣ ط دار الكتاب العربي ، بيروت) قال :
جعفر بن محمد بن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضياللهعنهم كان من الأئمة. أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر
الصديق رضياللهعنهم. ولد سنة ثمانين في السنة التي ولد فيها صاحب المذهب ومات
سنة ثمان وأربعين ومائة ودفن بالبقيع في قبة الحسن والعباس في جنب أبيه الباقر
وجده زين العابدين وعم جده الحسن وعم جد جده العباس بن عبد المطلب فلله در من روضة
ما أشرفها وأكرمها
فنشكر الله تعالى
الذي رزقنا زيارتها.
ومنهم العلامة أبو
بكر محمد بن إسماعيل بن خلف بن خلقون الإشبيلي المتوفى سنة ٦٣٦ في «أسماء شيوخ
مالك بن أنس» (ص ٦٥ ط مكتبة الثقافة الدينية ، بور سعيد ، الظاهر) قال :
جعفر بن محمد بن
علي بن أبي طالب ، أبو عبد الله القرشي الهاشمي المدني ، المعروف بجعفر الصادق.
وأمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، وأمها أسماء بنت عبد الرحمن
بن أبي بكر الصديق. روى عن أبيه أبي جعفر محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب
الهاشمي.
إلى أن قال :
روى عنه يحيى بن
سعيد بن قيس الأنصاري وابن جريج وشعبة بن الحجاج وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة
وحاتم بن إسماعيل وسليمان بن بلال وحفص بن غياث وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي
ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم. وكان من سكان المدينة ، فلما خرج محمد بن عبد الله
بن حسن بالمدينة ضرب جعفر بن محمد إلى ماله بالفزع ، فلم يزل متيكا مقيما مسجينا
عما كانوا فيه حتى قتل محمد ، فلما قتل وأظبأ الناس وأمنوا ورجع إلى المدينة ، فلم
يزل بها حتى توفي سنة سبع أو ثمان وأربعين ومائة في خلافة أبي جعفر ، وهو يومئذ
ابن إحدى وسبعين سنة ، وكان فاضلا ثقة ورعا.
ومنهم الحافظ أبو
العلي محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري الهندي المتوفى سنة ١٣٥٣ في «تحفة
الأحوذي بشرح جامع الترمذي» (ج ١ ص ٤٣٥ ط دار الفكر في بيروت) قال :
ومنهم جعفر بن
محمد بن علي بن الشهيد الحسين بن علي بن أبي طالب ، الإمام أبو عبد الله العلوي
المدني الصادق ، أحد السادة الأعلام ، وابن بنت القاسم بن محمد وابن أمه هي أسماء
بنت عبد الرحمن بن أبي بكر ، فلذلك كان يقول ولدني أبو بكر الصديق مرتين. حدث عن
جده القاسم وعن أبيه أبي جعفر الباقر وعبيد الله بن أبي رافع وعروة بن الزبير
وعطاء ونافع وعدة ، وعنه مالك والسفيانان وحاتم بن إسماعيل ويحيى القطان وأبو عاصم
النبيل وخلق كثير.
قال أبو حاتم :
ثقة لا يسأل عن مثله. وعن صالح بن أبي الأسود : سمعت جعفر بن محمد يقول : سلوني
قبل أن تفقدوني ، فإنه لا يحدثكم أحد بعدي بمثل حديثي. وقال هياج بن بسطام : كان
جعفر الصادق يطعم حتى لا يبقي لعياله شيء.
وقال أيضا في ج ٣
ص ٦٠٧ بعد ذكر اسمه الشريف وسرد نسبه المنيف :
صدوق فقيه إمام من
السادسة ، مات سنة ثمان وأربعين ومائة.
ومنهم الفاضل
المعاصر المستشار عبد الحليم الجندي في «الإمام جعفر الصادق» (ص ٤٧ ط المجلس
الأعلى للشئون الإسلامية ، القاهرة) قال :
ولد الإمام الصادق
في السابع عشر من ربيع الأول سنة ٨٢ على قول ، أو غرة رجب ، وفي أقوال أخرى أنه
ولد سنة ٨٠ أو سنة ٨٣ ، وتتابع بعده أبناء الباقر ، ولهذا يكنى الباقر أبا جعفر ،
أما أخوه الشقيق فعبد الله.
وقال في ص ٣٧٠ :
صعدت روح الإمام
إلى الرفيق الأعلى في شوال ١٤٨ لتترك أبا جعفر في الفزع الأكبر. فلقد غابت عن
الدنيا أسباب سلام يثق بها ولاح في السماء نجم جديد بإمام جديد ليس له به عهد.
ومنهم الحافظ
المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة ٧٤٨ في «تاريخ الإسلام
ووفيات المشاهير والأعلام» حوادث السنة ١٤١ ـ ١٦٠ (ص ٨٨ ط بيروت سنة ١٤٠٧) قال :
جعفر الصادق ، وهو
ابن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الإمام العلم أبو عبد الله
الهاشمي العلوي الحسيني المدني ، وهو سبط القاسم بن محمد ، فإن أمه هي أم فروة
ابنة القاسم ، وأمها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر ، ولهذا كان جعفر يقول :
ولدني الصديق مرتين.
يقال : مولده في
سنة ثمانين. والظاهر أنه رأى سهل بن سعد وغيره من الصحابة.
يروي عن جده
القاسم بن محمد ، ولم أر له عن جده زين العابدين شيئا ، وقد أدركه وهو مراهق ـ روى
عن أبيه.
إلى أن قال :
حدث عنه أبو حنيفة
وابن جريج وشعبة والسفيانان وسليمان بن بلال والدراوردي وابن أبي حازم وابن إسحاق
ومالك ووهيب وحاتم بن إسماعيل ويحيى القطان وخلق كثير ، آخرهم وفاة أبو عاصم
النبيل.
ومن جلة من روى
عنه ولده موسى الكاظم ، وقد حدث عنه من التابعين يحيى بن سعيد الأنصاري ويزيد بن
الهاد.
وثّقه يحيى بن
معين والشافعي وجماعة.
إلى أن قال في ص
٩٣ :
توفي رضوان الله
عليه في سنة ثمان وأربعين ومائة ، وله ثمان وستون سنة.
ومنهم الفاضل
المعاصر خير الدين الزركلي في «الأعلام» (ج ٢ ص ١٢١ الطبعة الثالثة) قال :
جعفر بن محمد
الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط الهاشمي القرشي ، أبو عبد الله الملقب
بالصادق ، سادس الأئمة الإثني عشر عند الإمامية. كان من أجلاء التابعين ، وله
منزلة رفيعة في العلم.
أخذ عنه جماعة :
منهم الإمامان أبو حنيفة ومالك ، ولقب بالصادق لأنه لم يعرف عنه الكذب قط. له
أخبار مع الخلفاء من بني العباس ، وكان جريئا عليهم صداعا بالحق. له «رسائل» مجموعة
في كتاب ورد ذكرها في «كشف الظنون» : يقال : إن جابر ابن حيان قام بجمعها.
مولده (٨٠) ووفاته
(١٤٨) بالمدينة.
ومنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها
سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٧٨ ط دار الكتب العلمية
في بيروت) قال :
نسبه : سيدنا جعفر
الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضياللهعنهم ، وأمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق.
مولده : ولد
بالمدينة سنة ثمانين من الهجرة وقيل : سنة ثلاث وثمانين. قال بعضهم : الأول أصح.
وقال في ص ٢٨٤ :
توفي جعفر الصادق رضياللهعنه ابن محمد سنة ثمان وأربعين ومائة في شوال ، وله من العمر
ثمان وستون سنة ، ويقال : إنه مات بالسم في أيام المنصور ، ودفن
بالبقيع في القبر
الذي دفن فيه أبوه وجده وعم جده ، فيا له من قبر شريف ما أكرمه وما أشرفه.
ومنهم الحافظ جمال
الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله القرشي التميمي
البكري البغدادي المتوفى سنة ٥٩٧ في «عجائب علوم القرآن» (ص ٥٥ ط الزهراء للإعلام
العربي سنة ١٤٠٧) قال :
جعفر بن محمد بن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي ، أبو عبد الله المعروف بالصادق ، صدوق
فقيه إمام ، مات سنة ١٤٨ ه (أنظر التقريب).
ومنهم الفاضل
الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه «تاريخ الأحمدي» (ص
٣٢٧ ط بيروت سنة ١٤٠٨) قال :
خلف الباقر [محمد
بن علي] ستة أولاد ، أفضلهم وأكملهم جعفر الصادق ، ثم كان خليفته ووصيه ، وفي «وفيات
الأعيان» لابن خلكان قال : كان من سادات أهل البيت ، ولقب بالصادق لصدقه في مقاله
، وفضله أشهر من أن يذكر.
وقال في ص ٣٣٥ :
ثم دخلت سنة ثمان
وأربعين ومائة ، وفيها توفي جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب رضياللهعنهم.
وفي الصواعق قال :
توفي سنة ثمان وأربعين ومائة مسموما.
قال في تاريخ
الخميس : وله خمسة أولاد محمد وإسماعيل وعبد الله وموسى الكاظم.
ومنهم الفاضل أبو
الفوز محمد بن أمين في «سبائك الذهب» (ص ٣٢٩ ط بيروت) قال :
جعفر الصادق : كان
من بين إخوته خليفة أبيه ووصيه. نقل عنه من العلوم ما لم ينقل عن غيره ، وكان
إماما في الحديث.
ولد رضياللهعنه بالمدينة سنة ثمانين من الهجرة ، وأمه أم فروة بنت القاسم
بن محمد بن أبي بكر الصديق رضياللهعنهم ، وكان معتدل القامة ، آدم اللون ، نقش خاتمه : ما شاء
الله لا قوة إلا بالله وأستغفر الله.
توفي سنة مائة
وثمانية وأربعين وله من العمر ثمانية وستون سنة ، وقيل : إنه مات مسموما في زمن
المنصور ، ودفن بالبقيع في قبة العباس رضياللهعنهم أجمعين.
ومنهم الدكتور عبد
السلام الترمانيني في «أحداث التاريخ الإسلامي بترتيب السنين» (ج ٢ ص ٩١٦ ط الكويت)
قال :
هو جعفر بن محمد
الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، أبو عبد الله ، الملقب
بالصادق لصدقه في القول. أمه أم فروة أسماء بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق.
عند الشيعة الإثني عشرية والشيعة الإسماعيلية هو آخر إمام اعترفت به الشيعتان ، ثم
اختلفتا ، فادعت الإثنا عشرية أن الإمامة انتقلت منه إلى ابنه موسى الكاظم ، وادعت
الإسماعيلية أن الإمامة انتقلت منه إلى ابنه إسماعيل. كان من أجلاء التابعين ، وله
منزلة رفيعة في العلم. روى عنه مالك وأبو حنيفة وواصل بن عطاء وكثيرون من العلماء.
يدور عليه وعلى أبيه محمد الباقر فقه الشيعة. لم يشترك في الفتن التي قام بها بعض
أفراد الأسرة العلوية من أبناء الحسن والحسين ، وظل محايدا لذلك عاش بسلام وتفرغ
للعلم فكان فقيها مثاليا ، ويعتبره الشيعة الإثنا عشرية صاحب مذهبهم لذلك دعوا
بالجعفرية. كان من أقواله : إياكم والخصومة في الدين ، فإنها تشغل القلوب وتورث
النفاق. ولد ومات في المدينة ودفن بالبقيع وكان عمره ٦٨ سنة.
ومنهم العلامة
الشيخ عبد القادر بن عمر البغدادي في «حاشية شرح بانت سعاد» لابن هشام صاحب المغني
(ج ٢ ص ٢٧٥ ط دار صادر) قال :
هو جعفر الصادق بن
محمد الباقر بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضياللهعنهم. قال ابن خلكان : هو أحد الأئمة الإثني عشر على مذهب
الإمامية. كان من سادات أهل البيت ، ولقّب الصادق لصدقه في مقالته ، وفضله أشهر من
أن يذكر. كانت ولادته سنة ثمانين ، وقيل : بل ولد يوم الثلاثاء قبل طلوع الفجر
ثامن شهر رمضان سنة ثلاث وثمانين ، وتوفي في شوال سنة ثمان وأربعين ومائة [بالمدينة]
ودفن بالبقيع.
ومنهم الفاضل
المعاصر باقر أمين الورد ـ المحامي عضو اتحاد المؤرخين العرب في معجم العلماء
العرب» (ج ١ ص ٩٤ ط عالم الكتب ومكتبة النهضة العربية ، بيروت) قال :
الإمام جعفر بن
محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط (ع) الهاشمي القرشي. أبو عبد
الله الملقب بالصادق ، سادس الأئمة عند الإمامية الإثني عشرية. كان من أجلاء
التابعين وله منزلة رفيعة في العلم ، فقد كان عالما حكيما زاهدا متبحرا في علوم
الدين ، ومما عرف من مبادئه : أن الأصل في الأشياء الإباحة حتى يرد فيها نهي. أخذ
عنه جماعة ، منهم الإمامان أبو حنيفة ومالك ، ولقب بالصادق لأنه لم يعرف عنه الكذب
قط. له أخبار مع الخلفاء من بني العباس ، وكان جريئا عليهم صداعا بالحق. له رسائل
في صناعة الكيمياء. وكان تلميذه أبو موسى جابر بن حيان الصوفي الطرطوسي قد ألف
كتابا يشتمل على ألف ورقة تتضمن رسائل الإمام جعفر الصادق ، وهي خمسمائة رسالة.
ورد ذكرها في كتاب «كشف الظنون». ولد الإمام جعفر الصادق في المدينة وتوفي ودفن
فيها.
مستدرك
كنيته ولقبه عليهالسلام
روى جماعة من
أعلام العامة ذلك في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها
سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٧٨ ط دار الكتب العلمية
في بيروت) قال :
كنيته : أبو عبد
الله ، وقيل : أبو إسماعيل.
ألقابه : أما
ألقابه ثلاثة : الصادق والفاضل والطاهر ، وأشهرها الصادق.
ومنهم الفاضل
الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه «تاريخ الأحمدي» (ص
٣٢٧ ط بيروت سنة ١٤٠٨) قال نقلا عن ابن خلكان :
ولقب بالصادق
لصدقه في مقاله.
نقش خاتمه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم الشريف علي
فكري الحسيني القاهري في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٧٨ ط بيروت) قال :
ونقش خاتمه (ما
شاء الله ، لا قوة إلا بالله ، أستغفر الله).
علمه عليهالسلام
قال العلامة أبو
أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني الشافعي في «الكامل» (ج ٢ ص ٥٣٩ ط دار الفكر ،
بيروت) قال :
ثنا علي بن الحسن
بن خلف بن قديد المصري ، ثنا عبيد الله بن يزيد بن العوام قال : سمعت إسحاق بن
مطهر ، يقول : سمعت الحميدي يقول : سمعت سفيان الثوري يقول :سمعت جابر الجعفي يقول
: انتقل العلم الذي كان في النبي صلىاللهعليهوسلم إلى علي ، ثم انتقل من علي إلى الحسين بن علي ، ثم لم يزل
حتى بلغ جعفر بن محمد ، قال : وقد رأيت جعفر بن محمد.
أخذ جماعة من أئمة العلم عنه عليهالسلام
ذكر جماعة من
أعلام العامة ذلك في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها
سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٧٨ ط دار الكتب العلمية
في بيروت) قال :
علمه : كان عالما
ثقة ، روى عنه جماعة من أعيان الأئمة وأعلامهم ، كيحيى بن سعيد ، وابن جريج ،
ومالك بن أنس ، والثوري ، وابن عيينة ، وأبي حنيفة ، وغيرهم.
قوله عليهالسلام
«سلوني قبل أن تفقدوني»
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الحافظ
المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة ٧٤٨ في «تاريخ الإسلام
ووفيات المشاهير والأعلام» حوادث السنة ١٤١ ـ ١٦٠ (ص ٩٠ ط بيروت سنة ١٤٠٧) قال :
وقال ابن عقدة :
ثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي ، عن يحيى بن سالم ، عن صالح ابن أبي الأسود أنه سمع
جعفر بن محمد يقول : سلوني قبل أن تفقدوني ، فإنه لا يحدثكم بعدي بمثل حديثي.
ومنهم الفاضل
المعاصر المستشار عبد الحليم الجندي في «الإمام جعفر الصادق» (ص ١٧٢ ط المجلس
الأعلى للشئون الإسلامية ، القاهرة) قال :
مع القرآن :
كان جده علي يقول
: سلوني عن كتاب الله ، فو الله ما من آية إلا أنا أعلم بليل نزلت أم بنهار ، في
سهل نزلت أم في جبل ، فقد كان دائما إلى جوار الرسول ، وهو باب مدينة العلم. والإمام
جعفر يصدر من المنبع ذاته ، يقول مثل جده علي.
علمه عليهالسلام بالجفر
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
الشيخ كمال الدين أبي سالم محمد بن طلحة النصيبي في «مفتاح الجفر» (ص ٨ والنسخة
مصورة من مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال :
قال : منّا الجفر
الأبيض ، ومنّا الجفر الأحمر ، ومنّا الجفر الجامع.
ومنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها
سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٨٤ ط دار الكتب العلمية
في بيروت) قال :
وقال ابن قتيبة في
كتاب أدب الكاتب : كتاب الجفر كتبه الإمام جعفر الصادق بن محمد الباقر رضياللهعنهما ، فيه كل ما يحتاجون إلى علمه إلى يوم القيامة ، وإلى هذا
الجفر أشار أبو العلاء المعري بقوله :
لقد عجبوا لآل
البيت لما
|
|
أتاهم علمهم في
جلد جفر
|
ومرآة المنجم
وهي صغرى
|
|
تريه كل عامرة
وقفر
|
(والجفر من أولاد المعز ما بلغ أربعة
أشهر وانفصل عن أمه).
وفي الفصول المهمة
: نقل بعض أهل العلم أن كتاب الجفر الذي بلغ بالغرب يتوارثه بنو عبد المؤمن بن علي
من كلام جعفر الصادق ، وله فيه المنقبة السنية ، والدرجة التي في مقام الفضل علية.
ومنهم الفاضل
المعاصر الشيخ محمد أبو زهرة في «تاريخ المذاهب الإسلامية» (ص ٦٩٧ ط دار الفكر
العربي) قال :
وقد قال الكليني
في الكافي ما نصه :
قال الصادق : نظرت
في صبيحة هذا اليوم في كتاب الجفر الذي خص الله به محمدا والأئمة من بعده ، وتأملت
فيه مولد غائبنا وغيبته ـ أي الإمام الثاني عشر ـ المغيب بسرّ من رأى ، وإبطاءه
وطول عمره ، وبلوى المؤمنين في ذلك الزمان ، وتولد الشكوك في قلوبهم ، وارتداد
أكثرهم عن دينهم ، وخلعهم ربقة الإسلام من أعناقهم التي قال تقدس ذكره (وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ
فِي عُنُقِهِ) يعني الولاية.
قلنا : يا ابن
رسول الله كرمنا وشرفنا ببعض ما أنت تعرفه من علم ذلك. قال : إن الله جعل في
القائم منا سننا من سنن أنبيائه : سنة من نوح طول العمر ، وسنة من إبراهيم خفاء
الأولاد واعتزال الناس ، وسنة من موسى الخوف والغيبة ، وسنة من عيسى اختلاف الناس
فيه ، وسنة من أيوب الفرج بعد الشدة ، وسنة من محمد الخروج بالسيف يهتدي بهداه
ويسير بسيرته.
عبادته عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها
سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٨٠ ط دار الكتب العلمية
في بيروت) قال :
قال محمد بن طلحة
: كان جعفر الصادق يقسم أوقاته على أنواع الطاعات ويحاسب نفسه عليها.
وكان يقول : اللهم
إنك بما أنت له أهل من العفو أولى بما أنا له أهل من العقوبة.
حلمه عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة أبو
الحجاج يوسف بن محمد البلوى المشتهر بابن الشيخ في كتاب «ألف با» (ج ٢ ص ٤٩٩ ط ٢
عالم الكتب ، بيروت) قال :
يروى أن جارية
لجعفر بن محمد كانت تصب على يديه الماء ، فأصاب الإبريق جبهته فآلمه ألما شديدا ،
وتبينت الجارية ذلك فيه ، فقالت : يا مولاي (وَالْكاظِمِينَ
الْغَيْظَ) قال : قد كظمت غيظي. قالت : (وَالْعافِينَ عَنِ
النَّاسِ) قال : قد عفوت عنك. قالت : (وَاللهُ يُحِبُّ
الْمُحْسِنِينَ) قال : أنت حرة لوجه الله تعالى ولك ألف درهم.
ومنهم الفاضل
المعاصر الشيخ محمد بن سالم بن حسين الكدادي البيحاني في «إصلاح المجتمع ـ شرح
مائة حديث مختارة مما اتفق عليه البخاري ومسلم» (ص ١٩٩ ط مكتبة أسامة بن زيد ،
بيروت) قال :
وقد قيل لجعفر
الصادق وعنده رجل سيئ الخلق ، كثير الغضب ، سريع الانفعال : أتطيق معاشرة هذا؟
فقال : نعم ، وأتعلم منه الحلم.
ويذكر عنه رضياللهعنه أنه كان يغسل يديه ، وغلامه يصب الماء عليه ، فسقط الإبريق
وتطاير الماء إلى وجهه ، فنظر إليه غضبانا. فقال له الغلام (وَالْكاظِمِينَ
الْغَيْظَ) فقال : كظمت غيظي. قال : (وَالْعافِينَ عَنِ
النَّاسِ) قال : عفوت عنك. قال: (وَاللهُ يُحِبُّ
الْمُحْسِنِينَ) فقال له : وأنت حر لوجه الله.
ومنهم الفاضل
المعاصر الشيخ محمد أبو زهرة في «تاريخ المذاهب الإسلامية» (ص ٧١٣ ط دار الفكر
العربي) قال :
لقد كان سمحا
كريما لا يقابل الإساءة بمثلها ، بل يقابلها بالتي هي أحسن (فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ
عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) ، وكان يقول : إذا بلغك عن أخيك شيء يسوءك فلا تغتم ، فإنه
إن كان كما تقوّل فيه القائل كانت عقوبة قد عجلت ، وإن كان على غير ما يقول كانت
حسنة لم يعلمها.
وكان رفيقا مع كل
من يعامله من عشراء وخدم. ويروى في ذلك أنه بعث غلاما له في حاجة فأبطأ ، فخرج
يبحث عنه ، فوجده نائما ، فجلس عند رأسه ، وأخذ يروح له حتى انتبه ، فقال له : ما
ذلك لك ، تنام الليل والنهار ، لك الليل ولنا النهار.
بل إن التسامح
والرفق ليبلغ به أن يدعو الله بغفران الإساءة لمن يسيء إليه ، ويروى في ذلك أنه
كان إذا بلغه نيل منه أو شتم له في غيبته ، يقوم ويتهيأ للصلاة ، ويصلي طويلا ، ثم
يدعو ربه ألا يؤاخذ الجاني ، لأن الحق حقه ، وقد وهبه للجاني غافرا له ظلمه. وكان
يعتبر من ينتقم من عدوه ـ وهو قادر على الانتقام ـ ذليلا ، وإذا كان في العفو ذل
فهو الذل الصغير والانتقام من القادر إذا أهانه الضعيف هو الذل الكبير.
صفاته عليهالسلام الخلقية
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المذكور في الكتاب الماضي ذكره (ص ٧١٣ ط دار الفكر العربي) قال :
لم يكن الجود في
أبناء علي غريبا ، فإنه يروى أن قوله تعالى : (وَيُطْعِمُونَ
الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً) نزلت في علي كرم الله وجهه ، كما يروى مثل ذلك في قوله
تعالى في آية البر (وَآتَى الْمالَ عَلى
حُبِّهِ). وقد كان جعفر يعطي من غير سفه ، فكان يعطي من يستحق
العطاء ، وكان يأمر بعض المتصلين بأن يمنع الخصومات بين الناس إذا كانت على مال ،
بإعطاء طالب المال من ماله ، وكان يقول رضياللهعنه : لا يتم المعروف إلا بثلاثة : بتعجيله ، وتصغيره ، وستره.
وكان يسر العطاء
في كثير من الأحيان ولا يعلنه ، وكان يفعل ما فعله من قبل جده علي زين العابدين ،
فكان إذا جاء الغلس يحمل جرابا فيه خبز ولحم ودراهم على عاتقه ، ثم يذهب إلى ذوي
الحاجة من أهل المدينة ويعطيهم ، وهم لا يعلمون من المعطي حتى مات ، وتكشف ما كان
مستورا ، وظهرت الحاجة فيمن كان يعطيهم. وجاء في الحلية : كان جعفر بن محمد يعطي
حتى لا يبقى لعياله شيئا.
وقال أيضا في صبره
عليهالسلام :
لقد كان أبو عبد
الله الصادق عبدا شكورا ، وإنا نرى أن الصبر والشكر معنيان متلاقيان في نفس المؤمن
، فمن شكر النعمة فهو الصابر في النقمة ... بل إن شكر النعمة يحتاج إلى صبر ،
والصبر في النقمة لا يتحقق إلا مع الشكر ، إذ يكون هو الصبر مع الرضا ، وهو الصبر
الجميل.
ولقد كان أبو عبد
الله صابرا خاشعا قانتا عبادا ... صبر في الشدائد ، وصبر في فراق الأحبة ، وصبر في
فقد الولد. مات بين يديه ولد صغير له من غصة اعترته ، فبكى وقال : لئن أخذت لقد
أبقيت ، ولئن ابتليت لقد عافيت. ثم حمله إلى النساء ، فصرخن حين رأينه ، فأقسم
عليهن ألا يصرخن. ثم أخرجه إلى الدفن وهو يقول : سبحان من يقبض أولادنا ولا نزداد
له إلا حبا ، ويقول بعد أن واراه التراب : إنا قوم نسأل الله ما نحب فيمن نحب
فيعطينا ، فإذا أحب ما نكره فيمن نحب رضينا.
فهو رضياللهعنه يرضى بما يحبه الله ، وذلك هو الشكر في النقمة ، وإن الصبر
مع التململ لا يعد صبرا ، إنما هو الضجر ، والضجر والصبر متضادان ، ولعل أوضح
الرجال الذين تلتقي فيهم حال الشكر مع حال الصبر هو الإمام الصادق.
وقال أيضا في ص
٧١٥ في شجاعته عليهالسلام :
إن أحفاد علي
الصادقين في نسبتهم إليه شجعان ، لا يهابون الموت ، وخصوصا من يكونون في مثل حال
أبي عبد الله جعفر الصادق ، الذي عمر الإيمان قلبه ، وانصرف عن الأهواء والشهوات ،
واستولى عليه خوف الله وحده ، ومن عمر قلبه بالإيمان بالله وحده لا يخاف أحدا من
عباده ، مهما تكن سطوتهم وقوتهم. وقد كان شجاعا في مواجهته لمن يدعون أنهم له
أتباع ، ويحرفون الإسلام عن مواضعه ، وكان شجاعا عند ما يذكّر المنصور بطغيانه
وجبروته ، وقد سأله : لم خلق الله الذباب؟ فأجابه : ليذل به الجبابرة ، كما قلنا
لك من قبل. وإن لقاءه للمنصور ـ وقد تقوّل عليه الأقاويل من يطوفون بملكه ـ وثبات
جنانه في هذا اللقاء ، وإجابته الصريحة لأكبر دليل على ما كان
يستمتع به من
شجاعة. وانظر إليه وهو ينصح أبا جعفر في وقت اتهامه :
عليك بالحلم فإنه ركن العلم ، واملك
نفسك عند أسباب القدرة ... فإنك إن تفعل ما تقدر عليه كنت كمن يحب أن يذكر بالصولة
، واعلم أنك إن عاقبت مستحقا لم تكن غاية ما توصف به إلا العدل ، والحال التي توجب
الشكر أفضل من الحال التي توجب الصبر.
ويروى أن بعض
الولاة نال من علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في خطبته ، فوقف جعفر الصادق ، ورد
قوله وختم كلامه بهذه الجملة : ألا أنبئكم بأخلى الناس ميزانا يوم القيامة ،
وأبينهم خسرانا؟! من باع آخرته بدنيا غيره ، وهو هذا الفاسق.
وإن امتناعه عن
الدعوة لنفسه لا يتنافى مع الشجاعة ، لأن الشجاع ليس هو المندفع الذي لا يعرف
العواقب ونتائج الأعمال ، إنما الشجاع الذي يقدّر الأمور ، ويتعرف نتائجها
وغاياتها ، فإذا تبين له أن الإقدام هو المجدي ، أقدم لا يهمه ما يعتوره من السيوف
، وما يحيط به من أسباب الموت.
وقال أيضا في
فراسته عليهالسلام :
كان الصادق ذا
فراسة قوية ... ولعل فراسته النافذة هي التي منعته من أن يقتحم الأمور ويتقدم
بدعوات سياسية ، وهو يرى حال شيعته بالعراق من أنهم يكثرون القول ، ويقلون العمل ،
وقد اعتبر بما كان منهم للحسين ، ثم لزيد وأولاده ، ثم لأولاد عبد الله بن الحسن ،
ولذا لم يطعهم في إجابة رغباتهم في الخروج ، وكان ينهى كل من خرجوا في عهده عن
الخروج ... فنهى عمه زيدا ، ونهى ولدي عمومته محمدا النفس الزكية وإبراهيم.
من كراماته عليهالسلام
دعاؤه عليهالسلام
على الحكيم بن عباس [الحكم بن عباس] وافتراس الأسد له
قد تقدم نقل ما
يدل عليه عن العامة في ج ١٢ ص ٢٥٩ وج ١٩ ص ٥١٠ ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم
نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الفاضل
الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه «تاريخ الأحمدي» (ص
٣٢٩ ط بيروت سنة ١٤٠٨) قال :
وقال الحافظ ابن
حجر العسقلاني في الإصابة : روى الكوكبي في فوائده بإسناده أن رجلا جاء إلى جعفر
الصادق فقال : هذا حكيم بن عياش ينشد الناس هجاءكم بالكوفة. فقال : هل علقت منه
بشيء؟ قال : نعم. قال :
صلبنا لكم زيدا
على رأس نخلة
|
|
ولم نر مهديا
على الجذع يصلب
|
وقستم بعثمان
عليا سفاهة
|
|
وعثمان خير من
علي وأطيب
|
فرفع جعفر يده
وقال : اللهم إن كان كاذبا فسلط عليه كلبك. فخرج حكيم فافترسه الأسد.
ومن كلامه عليهالسلام
في الدعاء
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر المستشار عبد الحليم الجندي في «الإمام جعفر الصادق» (ص ٣٤١ ط المجلس
الأعلى للشئون الإسلامية ، القاهرة) قال :
وفي ذات يوم ذهب
قوم يقولون للإمام الصادق : ندعو فلا يستجاب لنا! فأجاب : لأنكم تدعون من لا
تعرفونه.
ولقد كان الصادق
يدعو الله في كل أوقاته ، ومنها لقاءاته مع أبي جعفر حيث كان يدعو الله قبل أن
يدخل عليه ، فيثبت الله جنانه ، ويحيل بطش الجبابرة إلى ما يشبه طنين الذباب ، ومن
المأثور عنه قوله : إن الدعاء يرد القضاء ، وإن المؤمن ليذنب فيذهب بذنبه الرزق.
استجابة دعائه عليهالسلام
واستخلاصه به عن شر المنصور العباسي
قد تقدم نقل ما
يدل عليه عن أعلام العامة في ج ١٢ ص ٢٤٣ وغيرها ، وج ١٩ ص ٥١٢ ، ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الحافظ أبو
بكر عبد الله بن أبي الدنيا القرشي في «الفرج بعد الشدة» (ص ٦٩ ط دار المشرق
العربي ، القاهرة) قال :
حدثني عيسى بن أبي
حرب الصفار والمغيرة بن محمد قالا : ثنا عبد الأعلى بن حماد ، حدثني الحسن بن
الفضل بن الربيع قال : حدثني عبد الله بن الفضل بن الربيع قال : حدثني أبي قال :
حج أبو جعفر سنة سبع وأربعين ومائة فقدم المدينة فقال : ابعث إلى جعفر بن محمد من
يأتيني به تعبا ، قتلني الله إن لم أقتله ، فأمسكت عنه رجاء أن ينساه ، فأغلظ بي
في الثالثة ، فقلت : جعفر بن محمد بالباب يا أمير المؤمنين. قال : ائذن له. فأذنت
له ، فدخل فقال : السلام عليكم يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته. فقال : لا
سلم الله عليك يا عدو الله ، تلحد في سلطاني ، وتبغيني الغوائل في ملكي ، قتلني
الله إن لم أقتلك. قال جعفر : يا أمير المؤمنين إن سليمان أعطي فشكر ، وإن أيوب
ابتلي فصبر ، وإن يوسف ظلم فغفر ، وأنت السنخ من ذلك. فنكس طويلا ثم رفع رأسه وقال
: إليّ وعندي يا أبا عبد الله البريء الساحة السليم الناحية القليل الغائلة ، جزاك
الله
من ذي رحم أفضل ما
يجزي ذوي الأرحام عن أرحامهم.
ثم تناول بيده
فأجلسه معه على مفرشه ثم قال : يا غلام علي بالمتحفة والمتحفة مدهن كبير فيه غالية
، فأتي به فغلفه بيده حتى خلت لحيته قاطرة ، ثم قال له : في حفظ الله وكلاءته ، يا
ربيع الحق أبا عبد الله جائزته وكسوته. فانصرف فلحقته فقلت : إني قد رأيت قبل ذلك
ما لم ير ، ورأيت بعد ذلك ما قد رأيت ، وقد رأيت تحرك شفتيك فما الذي قلت؟ قال :
نعم إنك رجل منا أهل البيت ولك محبة وود ، قلت : اللهم احرسني بعينيك التي لا تنام
، وبرك الذي لا يرام ، واغفر لي بقدرتك علي ، لا أهلك وأنت رجائي ، رب كم من نعمة
أنعمت بها علي قلّ لك عندها شكري ، وكم من بلية ابتليتني بها قلّ عندها صبري ، فيا
من قلّ عند نعمته شكري فلم يحرمني ويا من قلّ عند بلائه صبري فلم يخذلني ويا من
رآني على الخطايا فلم يفضحني ، يا ذا المعروف الذي لا ينقضي أبدا ويا ذا النعم لا
تحصى عددا أسألك أن تصلي على محمد وعلى آل محمد أبدا وبك أدرأ في نحره وأعوذ بك من
شره ، اللهم أعني على ديني بالدنيا وأعني على آخرتي بالتقوى واحفظني فيما غبت عنه
ولا تكلني إلى نفسي فيما حضرته ، يا من لا تضره الذنوب ولا تنقصه المغفرة اغفر لي
ما لا يضرك وأعط لي ما لا ينقصك إنك أنت الوهاب ، أسألك فرجا قريبا وصبرا جميلا
ورزقا واسعا والعافية من جميع البلاء وشكر العافية .
__________________
__________________
__________________
__________________
ومنهم العلامة أبو
الفيض محمد ياسين بن محمد عيسى الفاداني المكي الحنفي المولود سنة ١٣١٤ والمتوفى
سنة ١٣٨٩ والمدفون في البقيع في كتابه «العجالة في الأحاديث المسلسلة» (ص ٨٩ ط دار
البصائر ، دمشق) قال :
أخبرنا به العلامة
الشيخ عمر حمدان المحرسي ، والشيخ محمد عبد الباقي ، كلاهما عن السيد علي بن ظاهر
الوتري ، عن عبد الغني الدهلوي ، عن محمد عابد السندي ، عن السيد عبد الرحمن بن
سليمان الأهدل ، عن أبيه ، عن السيد أحمد بن محمد شريف
__________________
مقبول الأهدل ، عن
السيد يحيى بن عمر مقبول الأهدل ، عن السيد أبي بكر بن علي البطاح الأهدل ، عن
السيد يوسف بن محمد البطاح الأهدل ، عن السيد طاهر بن حسين الأهدل ، عن الحافظ عبد
الرحمن بن علي الديبع ، عن الشمس محمد بن عبد الرحمن السخاوي ، عن أبي إسحاق إبراهيم
بن علي البيضاوي ، عن الإمام المجد أبي الطاهر الفيروزآبادي ، عن محمد بن أبي
القاسم الفارقي ، عن أبي الحسن علي بن أحمد الغرافي ، عن أبي الفضل جعفر بن علي
الهمداني ، عن الشريف أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن العثماني الديباجي ، عن أبي
عبد الله محمد بن الحسين بن صدقة بن سليمان السكندري ، عن أبي الفتح نصر بن الحسن
بن القاسم الشاشي ، عن أبي الحسن علي بن إبراهيم العاقولي الشافعي ، عن القاضي أبي
الحسن محمد بن علي ابن صخر الأزدي ، عن أبي عياض أحمد بن محمد بن يعقوب الهروي ،
عن أحمد بن منصور بن محمد الحافظ المعدل ، عن أبي الحسن علي بن الحسن بن أحمد
البلخي القطان ، وكان صدوقا ، عن أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد البلخي المحتسب ،
عن محمد بن هارون الهاشمي ، عن محمد بن يحيى المازني ، عن موسى بن سهل ، عن الربيع
حاجب المنصور ، قال : لما استوت الخلافة لأبي جعفر قال لي : يا ربيع ، ابعث إليّ
جعفر بن محمد. قال :
فقمت من بين يديه
، قلت : أي بلية يريد أن يفعل؟ وأوهمته أني أفعل ، ثم أتيته بعد ساعة ، فقال : ألم
أقل لك ابعث إليّ جعفر بن محمد؟ فو الله لتأتيني به ولأقتلنه شر قتلة. قال : فذهبت
إليه ، فقلت : أبا عبد الله أجب أمير المؤمنين ، فقام معي ، فلما دنونا من الباب ،
قام فحرك شفتيه ، ثم دخل ، فسلم فلم يرد عليه ، ووقف فلم يجلسه ، ثم رفع رأسه ،
فقال : يا جعفر ، أنت الذي ألّبت وأكثرت؟ وحدثني أبي عن أبيه عن جده أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : ينصب للغادر يوم القيامة لواء يعرف به ، فقال :
حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : ينادي مناد يوم القيامة من بطنان العرش : ألا فليقم
من كان أجره على الله ، فلا يقوم من عباده إلا المتفضلون ،
فما زال يقول حتى
سكن ما به ولان. فقال له : اجلس أبا عبد الله ، ارتفع أبا عبد الله ، ثم دعا بمدهن
غالية ، فدافه بيده والغالية تقطر من بين أنامل أمير المؤمنين ، ثم قال : انصرف
أبا عبد الله في حفظ الله ، وقال لي : يا ربيع ، أتبع أبا عبد الله جائزته
وأضعفها. قال : فخرجت ، فقلت : أبا عبد الله ، تعلم محبتي لك؟ قال : أنت منا ،
حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : مولى القوم منهم. فقلت : أبا عبد الله شهدت ما لم
تشهد ، وسمعت ما لم تسمع ، وقد دخلت ورأيتك تحرك شفتيك عند دخولك إليه ، قال :
دعاء كنت أدعو به ، فقلت : دعاء حفظته عند دخولك إليه أم شيء تأثره عن آبائك
الطاهرين؟ قال : بل حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده أن النبي صلىاللهعليهوسلم كان إذا حزبه أمر دعا بهذا الدعاء ، وكان يقول : إنه دعاء
الفرج ، وهو : اللهم احرسني بعينك التي لا تنام ، واكنفني بكنفك الذي لا يرام ،
وارحمني بقدرتك عليّ ، أنت ثقتي ورجائي ، فكم من نعمة أنعمت بها عليّ قلّ لك بها
شكري ، وكم من بلية ابتليتني بها قلّ لك بها صبري ، فيا من قل عند نعمته شكري فلم
يحرمني ، ويا من قلّ عند بلائه صبري فلم يخذلني ، ويا من رآني على الخطايا فلم
يفضحني ، أسألك أن تصلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت وترحمت على إبراهيم
، إنك حميد مجيد ، اللهم أعني على ديني بدنياي ، وعلى آخرتي بالتقوى ، واحفظني
فيما غبت عنه ، ولا تكلني إلى نفسي فيما حضرت ، يا من لا تضره الذنوب ، ولا تنقصه
المغفرة ، هب لي ما لا ينقصك ، واغفر لي ما لا يضرك ، يا إلهي أسألك فرجا قريبا ،
وصبرا جميلا ، وأسألك العافية من كل بلية ، وأسألك الشكر على العافية ، وأسألك
دوام العافية ، وأسألك الغنى عن الناس ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
قال الربيع :
فكتبته من جعفر ، وها هو في جيبي ، قال موسى : فكتبته من الربيع ، وها هو في جيبي
، وهكذا قال كل واحد من الرواة.
قال ابن الطيب :
وهو كما قال ابن جماعة في «أسنى المطالب في مناقب علي بن
أبي طالب» حديث
ودعاء وتميمة وعن أهل البيت ، ففيه ما يرغب فيه ، ويدل على أنه مشتمل على اسم الله
الأعظم.
وقال الشمس
السخاوي : أخرجه الديلمي في «مسنده» مرتين في : يا علي ، وفي: اللهم ، قال : ووقع
لي بعلو نحوه في «الفرج بعد الشدة» لابن أبي الدنيا ، لكن بدون تسلسل.
ومنهم العلامة أبو
الحجاج يوسف بن محمد البلوى المشتهر بابن الشيخ في كتاب «ألف با» (ج ١ ص ٤٨٥ ط ٢
عالم الكتب ، بيروت) قال :
حدثني العثماني رحمهالله بالإسكندرية بلفظه من الحديث المسلسل إلى جعفر بن محمد رضياللهعنه كل شيخ في السند يقول : حدثني فلان ويقول : هذا الدعاء
الذي يأتي ذكره ، فكتبته فجعلته في جيبي ، وذلك لعظمه عندهم ، لأن الله أنقذ به
راويه جعفر بن محمد من أمر عظيم ، والحمد لله أنظره بسنده وحكايته في المسلسلات. قال
محمد بن جعفر : حدثني أبي ، عن جدي : ان النبي صلىاللهعليهوسلم كان إذا أحزنه أمر دعا بهذا الدعاء ، وكان يقول دعاء الفرج
: اللهم احرسني بعينك التي لا تنام واكنفني بكنفك الذي ـ فذكر بعين ما تقدم عن
«العجالة».
ومنهم العلامة أبو
العباس أحمد بن عبد المؤمن بن عيسى القيسي الشريشي في «شرح المقامات الحريرية» (ج
١ ص ١٦٦ ط المطبعة الخيرية بمصر) قال :
وقال المنصور
للربيع : عليّ بجعفر ، قتلني الله إن لم أقتله. فلما مثل بين يديه حرك شفتيه ثم
قرب وسلم ، فقال : لا سلم الله عليك يا عدوّ الله ، تعمل علي الغوائل في ملكي ،
قتلني الله إن لم أقتلك. فقال : يا أمير المؤمنين إن سليمان أعطي فشكر ، وإن أيوب
ابتلي فصبر ، وإن يوسف ظلم فغفر عليهمالسلام ، وأنت على أثر منهم وأحق من تأسى بهم. فنكس المنصور رأسه
مليا ثم رفع رأسه وقال : إليّ أبا عبد الله فأنت
القريب القرابة
وأنت ذو الرحم الواشجة والسليم الناحية القليل الغائلة. ثم صافحه بيمينه وعانقه
بشماله وأجلسه معه على فراشه ، وأقبل يسائله ويحادثه ، ثم قال : عجلوا لأبي عبد
الله إذنه وجائزته وكسوته. فلما خرج أمسكه الربيع وقال له : رأيتك قد حركت شفتيك
فانجلى الأمر ، وأنا خادم السلطان ولا غنى لي عنه ، فعلمني إياه. فقال : نعم ، قلت
: اللهم احرسني بعينك التي لا تنام ، واكنفني بحفظك الذي لا يرام ، لا أهلك وأنت
رجائي ، فكم من نعمة أنعمتها عليّ قلّ عندها شكري فلم تحرمني ، وكم من بلية ابتليت
بها قلّ عندها صبري فلم تخذلني ، اللهم بك أدرأ في نحره وأعوذ بك من شره.
دعاء آخر له عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضلان
المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في «جامع
الأحاديث» القسم الثاني (ج ٩ ص ٦٤٣ ط دمشق) قالا :
عن عامر بن صالح
قال : سمعت الفضل بن الربيع يحدث عن أبيه الربيع قال : قدم المنصور المدينة فأتاه
قوم فوشوا بجعفر بن محمد ، وقالوا : إنه لا يرى الصلاة خلفك ، ويتنقّصك ولا يرى
التسليم عليك ، فقال : يا ربيع ائتني بجعفر بن محمد ، قتلني الله إن لم أقتله ،
فدعوت به ، فلما دخل عليه كلّمه إلى أن زال عنه الغضب ، فلما خرج قلت له : يا أبا
عبد الله همست بكلام أحببت أن أعرفه ، قال : نعم ، كان جدي علي بن الحسين رضياللهعنه يقول : من خاف من سلطان ظلامة أو تغطرسا فليقل : اللهم
احرسني بعينك التي لا تنام ، واكنفني بكنفك الذي لا يرام ، واغفر لي بقدرتك عليّ ،
فلا تهلكني وأنت رجائي ، فكم من نعمة أنعمت بها علي قلّ لك عندها شكري ، وكم من
بلية ابتليتني بها قلّ لك عندها صبري ، يا من قلّ عند نعمته شكري فلم يحرمني ،
ويا من قل عند
بليته صبري فلم يخذلني ، ويا من رآني على الخطايا فلم يفضحني ، ويا ذا النعماء
التي لا تحصى ، ويا ذا الأيادي التي لا تنقضي ، أستدفع مكروه ما أنا فيه ، وأعوذ
بك من شرّه يا أرحم الراحمين (ابن النجار).
دعاء آخر له عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
جمال الدين محمد بن مكرم الأنصاري في «مختصر تاريخ مدينة دمشق» (ج ٨ ص ٣٢١ ط دار
الفكر بدمشق) قال :
قال رزام (أبو
القسر الكاتب مولى خالد القسري): بعث بي المنصور إلى جعفر بن محمد بن علي بن
الحسين عليهمالسلام ، فلما أقبلت به إليه والمنصور بالحيرة وعلونا النجف ، نزل
جعفر بن محمد عن راحلته فأسبغ الوضوء ، ثم استقبل القبلة فصلى ركعتين ، ثم رفع
يديه. قال رزام : فدنوت منه فإذا هو يقول : اللهم بك أستفتح وبك أستنجح وبمحمد
عبدك ورسولك أتوسل ، اللهم سهّل حزونته وذلّل لي صعوبته وأعطني من الخير أكثر مما
أرجو واصرف عني من الشرّ أكثر مما أخاف.
ثم ركب راحلته ،
فلما وقف بباب المنصور وأعلم أصحابه فتحت له الأبواب ورفعت الستور ، فلما قرب من
المنصور قام إليه فتلقاه وأخذ بيده وما شاه حتى انتهى به إلى مجلسه ، فأجلسه فيه ،
ثم أقبل عليه يسأله عن حاله ، وجعل جعفر يدعو له ، ثم قال : قد عرفت ما كان مني في
أمر هذين الرجلين يعني محمدا وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن وبري كان بهما
واستخفيا عني وأخاف أن يشقّا العصا وأن يلقيا بين أهل هذا البيت شرّا لا يصلح أبدا
، فأخبرني عنهما. فقال له جعفر : والله لقد نهيتهما فلم يقبلا ، فتركتهما كراهة أن
أطلع على أمرهما ، وما زلت خاطبا في جعلك مواظبا على طاعتك. قال صدقت ، ولكنك تعلم
أنني أعلم أن أمرهما لن يخفى عنك ولن تفارقني إلا أن
تخبرني به. فقال
له : يا أمير المؤمنين أفتأذن لي أن أتلو آية من كتاب الله عليك فيها منتهى عملي
وعلمي. قال : هات على اسم الله. فقال جعفر : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان
الرجيم (لَئِنْ أُخْرِجُوا لا
يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ
لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ).
قال : فخرّ أبو
جعفر ساجدا ثم رفع رأسه فقبّل بين عينيه وقال : حسبك ، ثم لم يسأله بعد ذلك عن شيء
حتى كان من أمر إبراهيم ومحمد ما كان.
ومنهم الفاضل المستشار
عبد الحليم الجندي في «الإمام جعفر الصادق» (ص ٩١ ط المجلس الأعلى للشئون
الإسلامية ، القاهرة) قال :
أرسل إليه أبو
جعفر ذات يوم رزام بن قيس يدعوه للقائه ـ فذكر مثل ما تقدم عن «المختصر».
دعاء له عليهالسلام
لدفع شر المنصور
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم العلامة أبو
العرب محمد بن أحمد بن تميم بن تمام بن تميم التميمي القيرواني المغربي المالكي
المولود سنة ٢٥١ والمتوفى سنة ٣٣٣ في كتابه «المحن» (ص ٣٦٣ ط دار المغرب الإسلامي
في بيروت سنة ١٤٠٣) قال :
قال أبو العرب :
بلغني أن أبا جعفر المنصور بعث في طلب أبي عبد الله جعفر بن محمد فأتي به إليه من
المدينة ، فأتى الفضل بن الربيع حاجب أبي جعفر فقال لأبي عبد الله : إن أمير
المؤمنين متغيظ عليك ، فدخل وهو يحرك شفتيه ، فلما رآه أبو جعفر نهض إليه واعتنقه
وأجلسه معه ، ثم عانقه وقال له : يا أبا عبد الله ما هذا الذي يبلغني عنك ، لقد
هممت ، فقال له : يا أمير المؤمنين إن أيوب ابتلي فصبر ، وإن سليمان
أعطي فشكر ، وأنت
من ذلك النسيج ، قال : فيرفع إليّ أن الأموال تجبى إليك بلا سوط ولا عصى ، ثم أمر
بالرافع فأحضر ، فقال أبو عبد الله : أحقا ما رفعت إلى أمير المؤمنين قال : نعم ،
فاستحلفه يا أمير المؤمنين. قال أبو عبد الله رد اليمين عليه ، فقال له أبو جعفر: أحلف
، فقال : والله الذي لا إله إلا هو ، فقال له أبو عبد الله رضياللهعنه : ليس هو كذا ، إن العبد إذا مجّد الله في يمينه أمهله
بالعقوبة ، ولكن قل : أنا بريء من الله والله بريء مني وأنا خارج من حول الله
وقوته راجع إلى حول نفسي وقوتها ، قال : فحلف ، فو الله ما رفع إلا ميتا ، فراع
ذلك أبا جعفر وقال : انصرف يا أبا عبد الله فلست أسألك بعدها عن شيء ، فخرج جعفر
وتبعه الفضل بن الربيع فسأله : ما الذي كان يحرك به شفتيه ، فلم يفعل ، فسأله رجل
من أصحابه عما قال. فقال : قلت : اللهم بك أستفتح وبك أستنتج وبنبيك محمد صلىاللهعليهوسلم أتوجه ، اللهم ذلّل لي حزونته وكل حزونة ، وسهّل لي صعوبته
وكل صعوبة ، اللهم أعطني منه من الخير ما أرجو واصرف عني منه من الشر فوق ما أحذر
، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ومنهم العلامة أبو
الحجاج يوسف بن محمد البلوى المشتهر بابن الشيخ في كتاب «ألف با» (ج ١ ص ٤٨٥ ط
عالم الكتب ، بيروت) قال :
ورأيت في كتاب
محمد بن شبل ولم أروه ، أنه لما دخل على أبي جعفر حرك شفتيه ، فلما رآه أبو جعفر
نهض إليه فاعتنقه وأجلسه معه ، ثم عاتبه وقال له : قد رفع إليّ أن الأموال تجبى
إليك بلا سوط ولا عصى ـ فذكر مثل ما تقدم عن كتاب «المحن» وزاد في آخر الدعاء :
العلي العظيم.
طرف من كلماته عليهالسلام
وصيته لابنه موسى الكاظم
عليهماالسلام
ذكرها جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر أبو بكر جابر الجزائري في كتابه «العلم والعلماء» (ص ٣٢٩ ط دار الكتب
العلمية ، بيروت) قال :
قال جعفر بن محمد
لابنه : يا بني اقبل وصيتي ، واحفظ مقالتي فإنك إن تحفظها تعش سعيدا وتمت حميدا.
يا بني إنه من قنع بما قسم الله له استغنى ، ومن مد عينه إلى ما في يد غيره مات
فقيرا ، ومن لم يرض بما قسم الله عزوجل له اتهم الله تعالى في قضائه ، ومن استصغر زلة نفسه استعظم
زلة غيره ، ومن استصغر زلة غيره استعظم زلة نفسه. يا بني من كشف حجاب غيره انكشفت
عورات بيته ، ومن سل سيف البغي قتل به ، ومن احتفر لأخيه بئرا سقط فيها ، ومن داخل
السفهاء حقّر ، ومن خالط العلماء وقّر ، ومن دخل مداخل السوء اتهم. يا بني قل الحق
لك وعليك ، وإياك والنميمة فإنها تزرع الشحناء في قلوب الرجال. يا بني إذا طلبت
الجود فعليك بمعادنه.
ومنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني
القاهري المولود
بها سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٨٢ ط دار الكتب
العلمية في بيروت) قال :
قال بعض شيعة جعفر
الصادق : دخلت عليه ، وموسى ولده بين يديه ، وهو يوصيه بهذه الوصية ، فحفظتها ،
فكان مما أوصى به أن قال : يا بني اقبل وصيتي ـ فذكر الوصية مثل ما تقدم عن كتاب «العلم
والعلماء» باختلاف قليل ، وفيه : «ومن استصغر زلة نفسه استصغر زلة غيره» و «انكشفت
عورته» ، وليس فيه «عورات بيته» وأيضا فيه «ومن واصل السفهاء» وفيه «لك وعليك» ،
ثم زاد بعد قوله عليهالسلام «بمعادنه» : فإن
للجود معادن ، وللمعادن أصولا ، وللأصول فروعا ، وللفروع ثمرا ، ولا يطيب ثمر إلا
بفروع وأصل ، ولا أصل ثابت إلا بمعدن طيب. يا بني إذا زرت فزر الأخيار ، ولا تزر
الأشرار ، فإنهم صخرة لا يتفجر ماؤها ، وشجرة لا يخضر ورقها ، وأرض لا يظهر عشبها.
ومنهم الفاضل
المستشار عبد الحليم الجندي في «الإمام جعفر الصادق» (ص ١٨٣ ط المجلس الأعلى
للشئون الإسلامية ، القاهرة) قال :
ويوصي الإمام ابنه
موسى الكاظم فيقول : يا بني ، من رضي بما قسمه الله له استغنى ، ومن مدّ عينه إلى
ما في يد غيره مات فقيرا ـ فذكر مثل ما تقدم عن كتاب «العلم والعلماء» بتفاوت
يسير. وليس فيه «ومن استصغر زلة غيره استعظم زلة نفسه» وفيه «يا بني إياك أن تزري
بالرجال فيزرى بك ، وإياك والدخول فيما لا يعنيك فتذل لذلك».
وفيه أيضا :
يا بني كن لكتاب
الله تاليا ، وللإسلام فاشيا ، وبالمعروف آمرا ، وعن المنكر ناهيا ، ولمن قطعك
واصلا ، ولمن سكت عندك مبتدئا ، ولمن سألك معطيا ، وإياك والنميمة
فإنها تزرع
الشحناء في قلوب الرجال ، وإياك والتعرض لعيوب الناس فمنزلة المتعرض لعيوب الناس
بمنزلة الهدف.
كلامه عليهالسلام في القرآن
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة أبي
محمد عبد الحق بن الفقيه الحافظ أبي بكر عبد الملك بن عطية الغرناطي المالكي
المتوفى سنة ٥٤٣ (ط السنة المحمدية بالقاهرة) قال :
وقيل لجعفر بن
محمد الصادق : لم صار الشعر والخطب يمل ما أعيد منها والقرآن لا يملّ؟ فقال : لأن
القرآن حجة على أهل الدهر الثاني كما هو حجة على أهل الدهر الأول ، فكل طائفة
تتلقاه غضّا جديدا ، ولأن كل امرئ في نفسه شيء أعاده وفكر فيه تلقى منه في كل مدة
علوما غضة ، وليس هذا كله في الشعر والخطب.
كلام آخر له عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة أبو
القاسم محمود بن عمر الخوارزمي الزمخشري ، جار الله ، المتوفى سنة ٥٣٨ في كتابه «إعجاز
سورة الكوثر» (ص ٥٣ ط دار البلاغة ، بيروت) قال :
عن جعفر الصادق
رضي الله تعالى عنه : والله لقد تجلى الله تعالى لخلقه في كلامه ولكنهم لم يبصروه.
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد الغني نكدمي في «حدائق المتقين فيما ينفع المسلمين» (ص ٤٤ ط دار
الكتاب النفيس ، بيروت) قال :
أخبر جعفر بن محمد
الصادق رضياللهعنه قال ـ فذكر مثل ما تقدم عن
الزمخشري ، إلا أن
فيه «ولكنهم لا يبصرون».
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد علي البازوري في «الغيب والشهادة من خلال القرآن» (ج ١ ص ٢٦ ط ١ دار
القاري ، بيروت سنة ١٤٠٧) قال :
قال جعفر بن محمد
الصادق ـ فذكر مثل ما تقدم عن الزمخشري ، وفيه «ولكن لا يبصرون».
ومنهم العلامة
شهاب الدين أحمد الخفاجي المصري في «نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض» (ج ٢ ص
١٤٢ ط دار الفكر ، بيروت) قال :
كما روي عن جعفر
الصادق رضي الله تعالى عنه : ففي كل قراءة يتجلى له الله في مرآة كلامه.
كلام آخر له عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر عبد الغني نكدمي في «حدائق المتقين فيما ينفع المسلمين» (ص ٤٤ ط دار
الكتاب النفيس ، بيروت) قال :
وقال رضياللهعنه ، وقد سألوه عن حالة لحقته في الصلاة حتى خر مغشيا عليه؟ فلما
سرّي عنه قيل له في ذلك ، فقال : «ما زلت أردد الآية على قلبي ، حتى سمعتها من
المتكلم بها ، فلم يثبت جسمي لمعاينة قدرته».
ومن كلامه عليهالسلام
في خلق الذباب
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر الدكتور علي عبد الله الدفاع أستاذ الرياضيات في ظهران في كتابه «إسهام
علماء العرب والمسلمين في الليميا» (ص ١٠٢ ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال:
ينقل لنا إبراهيم
الزين في كتابه قصة ظريفة حدثت بين الإمام جعفر الصادق والخليفة العباسي أبو جعفر
المنصور هي : أبو عبد الله جعفر الصادق كان إذا التقى بأبي جعفر المنصور يقول الحق
تصريحا وتلميحا. ويروى أن ذبابا حام حول وجه المنصور حتى أضجره ، وأبو عبد الله في
المجلس ، فقال : يا أبا عبد الله لم خلق الله الذباب؟ فقال الصادق رضياللهعنه : ليذل به الجبابرة .
__________________
__________________
ومنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها
سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٨٣ ط دار الكتب العلمية
في بيروت) قال :
وقال أحمد بن عمر
بن مقدام الرازي وقع الذباب على وجه المنصور فذبّه ، فعاد حتى أضجره ـ فذكر مثل ما
تقدم.
كلامه عليهالسلام
للمنصور العباسي أيضا
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الحافظ محمد
بن حبان البستي المتوفى سنة ٣٥٤ في «روضة العقلاء ونزهة الفضلاء» (ص ٢٧٦ ط دار
الكتب العلمية ، بيروت) قال :
ولقد حدثنا عمرو
بن محمد ، حدثنا الغلابي ، حدثنا ابن عائشة ، عن أبيه قال : بعث أبو جعفر إلى جعفر
بن محمد قال : إني أستشيرك في أمر قد باينت أهل المدينة مرة بعد أخرى فلا أراهم
يرجعون ولا يعتبون ، وقد رأيت أن أبعث فأحرق نخلها وأغور عيونها فما ترى؟ فسكت
جعفر. قال : مالك لا تتكلم؟ قال : إن أذنت لي تكلمت. قال : قل. قال : يا أمير
المؤمنين إن سليمان أعطي فشكر ، وإن أيوب ابتلي فصبر ، وإن يوسف قدر فغفر ، وقد
جعلك الله من النسل الذي يعفون ويصفحون. قال : فطفئ
__________________
غضبه وسكن.
ومن كلام له عليهالسلام
قاله للمنصور أيضا
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر الشيخ عبد العزيز البدري البغدادي في كتابه «الإسلام بين العلماء والحكام»
(ص ١٠٨ ط المكتبة العلمية في المدينة المنورة) قال :
وهذا الإمام جعفر
الصادق رضياللهعنه يقول لأبي جعفر المنصور حين استدعاه في إحدى المرات ،
ناصحا له : لا تقبل في ذي رحمك وأهل الرعاية من أهل بيتك قول من حرم الله عليه
الجنة ، وجعل مأواه النار ، فان النمام شاهد زور ، وشريك إبليس في الإغراء بين
الناس ، فقد قال الله تعالى : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا
قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ) ، ونحن لك أنصار وأعوان ، لملكك دعائم وأركان ، ما أمرت
بالمعروف والإحسان وأمضيت في الرعية أحكام القرآن ، وأرغمت بطاعتك الله أنف
الشيطان ، وإن كان يجب عليك في سعة وكثرة علمك ومعرفتك بآداب الله أن تصل من قطعك
وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك ، فإن المكافي ليس بالواصل وإنما الواصل من إذا
قطعته رحمة وصلها ، فصل رحمك يزد الله في عمرك ، ويخفف عنك الحساب يوم حشرك (لقد
صدق الصادق رحمهالله تعالى فإن العلماء مع الحكام ما أمر الحكام بالمعروف
والإحسان وأمضوا في الرعية أحكام القرآن وأرغموا لطاعتهم لله أنف الشيطان ومن هذه
المعصية مشاركة العلماء للحكام في تولي المسئولية).
قال المنصور : قد
صفحت عنك لقدرك ، وتجاوزت عنك لصدقك ، فحدثني عن نفسك بحديث أتعظ به ويكون لي زاجر
صدق عن الموبقات.
قال الصادق : عليك
بالحلم ، فإنه ركن العلم. واملك نفسك عند أسباب القدرة ، فإنك إن تفعل ما تقدر
عليه كنت كمن شفى غيظا أو تداوى حقدا أو يحب أن يذكر بالصولة ، واعلم أنك إن عاقبت
مستحقا لم تكن عناية ما توصف به إلا العدل ، والحال التي توجب الشكر أفضل من الحال
التي توجب الصبر.
قال المنصور :
وعظت فأحسنت وقلت فأوجزت.
مناظرته عليهالسلام مع المعتزلة
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم المستشار
عبد الحليم الجندي في «الإمام جعفر الصادق» (ص ١٧٠ ط المجلس الأعلى للشئون
الإسلامية ، القاهرة) قال :
قصد إليه في مجلسه
ذات يوم نفر من المعتزلة يطلبون إليه بيعة «محمد بن عبد الله» النفس الزكية ، فطلب
إليهم أن يختاروا واحدا منهم ليناظره ، فاختاروا زعيم المعتزلة عمرو بن عبيد.
وظاهر أن تاريخ
ذلك المجلس كان معاصرا لرفض الإمام الصادق أن يبايع يوم الأبواء قبل قيام الدولة
العباسية سنة ١٣٣ ، فلقد كان عمرو بن عبيد من أنصارها ، له صلة خاصة بالمنصور ،
واشتهر عنه أنه لم يبايع محمدا وقال : إنه لم يختبر عدله ، وربما كان ذلك المجلس
في إثر مقتل الوليد بن يزيد سنة ١٢٦ ، أو فترة الحروب الأخيرة لبني مروان التي
قامت على أثرها الدولة العباسية.
قال عمرو : قتل
أهل الشام خليفتهم وضرب الله بعضهم بقلوب بعض وشتت أمرهم ، فنظرنا فوجدنا رجلا له
دين وعقل ومروءة وهو محمد بن عبد الله بن الحسن ، فأردنا أن نجتمع معه فنبايعه ،
وقد أحببنا أن نعرض ذلك عليك ، فإنه لا غناء لنا عنك لفضلك.
قال الصادق : إنا
نسخط إذا عصى الله ، فإذا أطيع الله رضينا ، أخبرني يا عمرو : لو أن الأمة قلدتك
أمرها فملكته بغير قتال ولا مؤنة فقيل لك ولها من شئت من كنت تولى؟قال عمرو : كنت
أجعلها شورى بين المسلمين.
قال الصادق : بين
كلهم؟ قال : نعم. قال : قريش وغيرهم؟ قال عمرو : العرب والعجم.
قال الصادق : يا
عمرو أتتولى أبا بكر وعمر أم تتبرأ منهما؟ قال : أتولاهما.
قال الصادق : يا
عمرو إن كنت رجلا تتبرأ منهما فإنه يجوز الخلاف عليهما ، وإن كنت تتولاهما فقد
خالفتهما ، فقد عمد عمر إلى أبي بكر فبايعه ولم يشاور أحدا ، ثم ردها أبو بكر عليه
ولم يشاور أحدا ، ثم جعلها عمر شورى بين ستة فأخرج منها الأنصار ، ثم أوصى الناس
بشيء ، وما أراك ترضى به أنت ولا أصحابك.
قال عمرو : وما
صنع؟
قال الصادق : أمر
صهيبا أن يصلي بالناس ثلاثة أيام ، وأن يتشاور أولئك الستة ليس فيهم أحد سواهم إلا
ابن عمر يشاورونه وليس له من الأمر شيء ، وأوصى من بحضرته من المهاجرين والأنصار
إن مضت الثلاثة ولم يفرغوا ولم يبايعوا أن يضرب أعناق الستة ، وإن اجتمع أربعة قبل
أن يمضي ثلاثة أيام وخالف اثنان أن يضرب أعناق الإثنين ، أفترضون بهذا فيما تجعلون
من الشورى في المسلمين؟
قال : لا.
قال الصادق : أرأيت
لو بايعت صاحبك الذي تدعو إليه ثم اجتمعت لكم الأمة ولم يختلف منهم رجلان ، أفمضيتم
إلى المشركين؟
قال : نعم.
قال الصادق :
فتفعلون ما ذا؟
قال عمرو : ندعوهم
إلى الإسلام ، فإن أبوا دعوناهم إلى الجزية.
قال الصادق : فإن
كانوا مجوسا وعبدة النار والبهائم وليسوا أهل الكتاب؟
قال عمرو : سواء.
وبعد محاورة في
شأن الجزية والصدقات أقبل على عمرو والناس وقال : اتق الله يا عمرو ، وأنتم أيها
الرهط فاتقوا الله ، فإن أبي حدثني وكان خير أهل الأرض وأعلم بكتاب الله وسنة رسول
الله أن رسول الله قال : ومن ضرب بسيفه ودعاهم إلى نفسه وفي المسلمين من هو أعلم
منه فهو ضال متكلف .
__________________
مكالمته عليهالسلام
مع أبي حنيفة
رواها جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر الدكتور أحمد علي طه ريان الأستاذ المساعد بكلية الشريعة
__________________
والقانون في جامعة
الأزهر في «ملامح من حياة مالك بن أنس» (ص ١٥ ط دار الاعتصام ، القاهرة) قال :
روى الخطيب
البغدادي بسنده إلى ابن شبرمة قال : دخلت أنا وأبو حنيفة على جعفر بن محمد بن علي
، وسلمت عليه وكنت له صديقا ثم أقبلت على جعفر ، وقلت : أمتع الله بك ، هذا رجل من
أهل العراق له فقه وعقل.
فقال جعفر : لعله
الذي يقيس الدين برأيه ، ثم أقبل عليّ فقال : أهو النعمان؟
فقال له أبو حنيفة
: نعم أصلحك الله.
فقال له جعفر :
اتق الله ولا تقس الدين برأيك ، فإن أول من قاس إبليس ، إذ أمره الله بالسجود لآدم
فقال : أنا خير منه ، خلقتني من نار وخلقته من طين.
ثم قال جعفر : هل
تحسن أن تقيس رأسك من جسدك؟ فقال له أبو حنيفة : لا وفي حديث رزقويه : نعم.
فقال له جعفر :
أخبرنى عن الملوحة في العينين ، وعن المرارة في الأذنين ، وعن الماء في المنخرين ،
وعن العذوبة في الشفتين ، لأي شيء جعل ذلك؟ قال أبو حنيفة : لا أدري.
قال جعفر : إن الله
تعالى خلق العينين ، فجعلهما شحمتين وجعل الملوحة فيهما منّا منه على ابن آدم ،
ولو لا ذلك لذابتا فذهبتا ، وجعل المرارة في الأذنين منا منه عليه ولو لا ذلك
لهجمت الدواب وأكلت دماغه ، وجعل الماء في المنخرين ليصعد منه النفس وينزل ، ويجد
من الريح الطيبة ومن الريح الرديئة ، وجعل العذوبة في الشفتين ليعلم ابن آدم مطعمه
ومشربه.
ثم قال جعفر له :
أخبرني عن كلمة أولها شرك وآخرها إيمان؟ فقال أبو حنيفة : لا أدري.
فقال جعفر : «لا
إله إلا الله» فلو قال لا إله ثم أمسك كان مشركا ، فهذه كلمة أولها شرك وآخرها
إيمان.
ثم قال له جعفر :
ويحك ، أيهما أعظم عند الله ، قتل النفس التي حرم الله أو الزنا؟ قال أبو حنيفة :
بل قتل النفس.
قال له جعفر : إن
الله قد رضي في قتل النفس شاهدين ولم يقبل في الزنا إلا أربع ، فكيف يقوم لك
القياس؟
ثم قال : أيهما
أعظم عند الله ، الصوم أم الصلاة؟ قال : بل الصلاة.
قال : فما بال
المرأة تقضي الصيام ولا تقضي الصلاة؟
ثم قال جعفر له :
اتق الله يا عبد الله ولا تقس ، فإنا نقف غدا نحن وأنت ومن خالفنا بين يدي الله
تبارك وتعالى فنقول : قال الله عزوجل وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وتقول أنت وأصحابك : قسنا ورأينا ، فيفعل الله تعالى بنا
وبكم ما يشاء.
ومنهم الأمير أحمد
حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في «تاريخ الأحمدي» (ص ٣٢٧ ط بيروت) قال :
وفي حياة الحيوان
للدميري قال ابن شبرمة : دخلت أنا وأبو حنيفة على جعفر بن محمد الصادق رضياللهعنه فقلت : هذا رجل فقيه من أهل الكوفة ـ فذكر مثل ما تقدم عن
الأستاذ ريان إلى قوله تعالى (أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ) الآية وزاد قول الإمام عليهالسلام : «فأخطأ بقياسه فضلّ» ثم قال :
وفي تاريخ ابن
خلكان قال : وحكي أن جعفر الصادق سأل أبا حنيفة رضياللهعنهما فقال : ما تقول في محرم كسر رباعية ظبي؟ فقال : يا بن رسول
الله ما أعلم فيه ، فقال له : أنت تتداهى ولا تعلم أن الظبي لا يكون له رباعية.
ومنهم الفاضل
المستشار عبد الحليم الجندي في «الإمام جعفر الصادق» (ص ١٧٩ ط المجلس الأعلى
للشئون الإسلامية ، القاهرة) قال :
ويقول أبو حنيفة :
استأذنت عليه فحجبني ، وجاء قوم من أهل الكوفة استأذنوا لهم
فدخلت معهم ، فلما
صرت عنده قلت :
يا بن رسول الله
لو أرسلت إلى أهل الكوفة فنهيتهم أن يشتموا أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ فإني تركت فيها أكثر من عشرة آلاف يشتمونهم!
فقال : لا يقبلون
مني.
فقلت : ومن لا
يقبل منك وأنت ابن رسول الله؟
فقال الصادق : أنت
أول من لا يقبل مني ، دخلت بغير إذني ، وجلست بغير أمري ، وتكلمت بغير رأيي ، وقد
بلغني أنك تقول بالقياس.
فقلت : نعم أقول
به.
فقال : ويحك يا
نعمان أول من قاس إبليس حين أمر بالسجود لآدم فأبى وقال : (خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ
مِنْ طِينٍ) أيهما أكبر يا نعمان القتل أم الزنا؟ قلت : القتل. قال :
فلم جعل الله في القتل شاهدين وفي الزنا أربعة؟ أيقاس لك هذا؟ قلت : لا. قال :
فأيهما أكبر البول أو المني؟ قلت : البول. قال : فلما ذا أمر في البول بالوضوء وأمر
في المني بالغسل ، أيقاس لك هذا؟ قلت : لا.
قال : أيهما أكبر
الصلاة أم الصوم؟ قلت : الصلاة. قال : فلم وجب على الحائض أن تقضي الصوم ولا تقضي
الصلاة؟ أيقاس ذلك؟ قلت : لا.
قال : فأيهما أضعف
المرأة أم الرجل؟ قلت : المرأة. قال : فلم جعل الله للرجل سهمين في الميراث
وللمرأة سهما؟ أيقاس ذلك؟ قلت : لا.
قال : وقد بلغني
أنك تقرأ آية من كتاب الله (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ
يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) أنه الطعام الطيب والماء البارد في اليوم الصائف. قلت :
نعم. قال : لو دعاك رجل وأطعمك وسقاك ماء باردا ثم امتن عليك ، ما كنت تنسبه إليه؟
قلت : البخل. قال : أفبخل علينا؟ قلت : فما هو؟ قال : حبنا أهل البيت.
طعم أبو حنيفة
يوما مع الإمام الصادق فرفع الإمام يده حمدا لله ثم قال : اللهم هذا منك ومن
رسولك. قال أبو حنيفة : يا أبا عبد الله أجعلت مع الله شريكا؟ قال الإمام : ان
الله يقول في كتابه
(وَما نَقَمُوا إِلَّا
أَنْ أَغْناهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ) فقال أبو حنيفة : لكأني ما قرأتها قط في كتاب ولا سمعتها
إلا في هذا الموقف.
ومن كلامه عليهالسلام
لسفيان الثوري
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة أبو
الفرج معافى بن زكريا النهرواني الجريري المتوفى سنة ٣٩٠ في كتابه «الجليس الصالح
الكافي» (ج ١ ص ٥٨٣ ط بيروت سنة ١٤٠٢) قال :
حدثنا عبد الله بن
محمد بن جعفر بن شاذان أبو الحسن البزاز ، قال : حدثنا أبو غسان ، عن عبد الله بن
محمد بن يوسف بالقلزم ، قال : حدثني عبد الله بن محمد اليماني ، عن علي بن يوسف
المدائني ، قال : سمعت سفيان الثوري ، يقول : دخلت على أبي عبد الله جعفر بن محمد
بن علي رضياللهعنهم ، فقلت : يا بن رسول الله أوصني. فقال : يا سفيان لا مروءة
لكذوب ، ولا راحة لحسود ، ولا خلّة لبخيل ، ولا أخا لملول ، ولا سؤدد لسيّئ الخلق.
قلت : يا بن رسول
الله زدني ، قال : يا سفيان كفّ عن محارم الله تكن عابدا ، وارض بما قسم الله لك
تكن مسلما ، واصحب الناس بما تحب أن يصحبوك به تكن مؤمنا ، ولا تصحب الفاجر
فيعلّمك من فجوره ، وشاور في أمورك الذين يخشون الله تعالى.
فقلت : يا بن رسول
الله زدني. قال : يا سفيان من أراد عزا بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان ، فليخرج من ذل
معصية الله تعالى إلى طاعة الله عزوجل.
قلت : يا بن رسول
الله زدني. قال : يا سفيان أدبني أبي بثلاث وأتبعني بثلاث ، قلت: يا بن رسول الله
ما الثلاث التي أدبك بهن أبوك؟ قال : قال لي أبي : من يصحب صاحب السوء لا يسلم ،
ومن يدخل مداخل السوء يتهم ، ومن لا يملك لسانه يندم. ثم
أنشدني :
عوّد لسانك قول
الخير تحظ به
|
|
إن اللسان لما
عوّدت معتاد
|
موكل بتقاضي ما
سننت له
|
|
في الخير والشر
فانظر كيف ترتاد
|
قال : فقلت : فما
الثلاث الأخر؟ قال : قال أبي : إنما يتقى حاسد نعمة ، أو شامت بمصيبة ، أو حامل
نميمة.
ومن كلامه عليهالسلام لسفيان أيضا
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الحافظ أبو
العلي محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري الهندي المتوفى سنة ١٣٥٣ في «تحفة
الأحوذي بشرح جامع الترمذي» (ج ٦ ص ٤٧٦ ط دار الفكر في بيروت» قال :
ويحكى عن جعفر
الصادق مع سفيان الثوري وعلى جعفر جبة خز دكناء ، فقال له: يا بن رسول الله ليس
هذا من لباسك ، فحسر عن ردن جبته فإذا تحتها جبة صوف بيضاء يقصر الذيل عن الذيل
والردن عن الردن. فقال : يا ثوري لبسنا هذا لله وهذي لكم ، فما كان لله أخفيناه
وما كان لكم أبديناه. ذكره صاحب جامع الأصول في كتاب مناقب الأولياء. والدكناء
بالدال المهملة تأنيث الأدكن ، وهو ثوب مغبر اللون ذكره الطيبي.
وقال أيضا في ج ١
ص ٤٣٦ :
عن سفيان : دخلت
على جعفر بن محمد وعليه جبة خز وكساء خز دخاني ، فقلت: يا ابن رسول الله ليس هذا
من لباس آبائك؟ قال : كان على قدر إقتار الزمان ، وهذا زمان قد أسبل عزاليه ، ثم
حسر عن جبة صوف تحت وقال : يا ثوري لبسنا هذا لله وهذا لكم ، فما كان لله أخفيناه
، وما كان لكم أبديناه. انتهى.
ومن كلام له عليهالسلام
لسفيان الثوري أيضا
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم أبو الفوز
محمد بن أمين في «سبائك الذهب» (ص ٣٢٩ ط بيروت) قال:
ومن كلامه لسفيان
الثوري : يا سفيان إن أنعم الله عليك بنعمة وأحببت بقاءها فأكثر من الحمد لله
والشكر عليها ، فإن الله تعالى قال في كتابه العزيز (لَئِنْ شَكَرْتُمْ
لَأَزِيدَنَّكُمْ) وإن استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار ، فإن الله تعالى
قال (اسْتَغْفِرُوا
رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً* يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً) الآية ، وإذا أحزنك أمر من السلطان أو غيره فأكثر من قول «لا
حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم» ، فإنها مفتاح الفرج وكنز من الكنوز.
وكان رضياللهعنه يقول : لا يتم المعروف إلا بثلاث : تعجيله وستره وتصغيره.
ومن كلامه أيضا
قاله لسفيان
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها
سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٧٨ ط دار الكتب العلمية
في بيروت) قال :
قال ابن أبي حازم
: كنت عند جعفر الصادق يوما وإذا بسفيان الثوري بالباب ، فقال : ائذن له. فدخل ،
فقال له جعفر : يا سفيان إنك رجل يطلبك السلطان في بعض الأحيان ، وتحضر عنده وأنا
أتقي السلطان ، فاخرج عني ، غير مطرود.
قال سفيان : حدثني
حديثا أسمعه منك وأقوم. فقال : حدثني أبي عن جدي عن أبيه عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : من أنعم الله عليه نعمة فليحمد الله ، ومن استبطأ
الرزق فليستغفر الله ، ومن حزنه أمر فليقل : لا حول ولا قوة إلا بالله.
فلما قام سفيان
قال جعفر : خذها يا سفيان ثلاثا وأي ثلاث؟
ومنهم الفاضل
المستشار عبد الحليم الجندي في «الإمام جعفر الصادق» (ص ١٨٢ ط المجلس الأعلى
للشئون الإسلامية ، القاهرة) قال :
يقول ابن أبي حازم
: كنت عند جعفر الصادق يوما وإذا بسفيان الثوري بالباب ـ فذكر مثل ما تقدم عن «أحسن
القصص» وليس فيه : خذها يا سفيان إلخ ، ثم قال :
طلب إليه سفيان
يوما أن يعظه ، فقال : يا سفيان لا مروءة لكذوب ، ولا أخ لملول ، ولا راحة لحسود ،
ولا سؤدد لسيء الخلق.
فقال سفيان :
زدني. قال : يا سفيان ثق بالله تكن مؤمنا ، وارض بما قسم الله تكن غنيا ، وأحسن
مجاورة من جاورك تكن مسلما ، ولا تصحب الفاجر يعلمك فجوره ، وشاور في أمرك الذين
يخشون الله عزوجل.
فاستزاده سفيان
فقال : من أراد عزا بغير عشيرة ، وغنى بغير مال ، فلينتقل من ذل معصية الله إلى عز
طاعته.
ومن كلامه أيضا لسفيان
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة أبو
العباس أحمد بن عبد المؤمن بن عيسى القيسي الشريشي في «شرح المقامات الحريرية» (ج
١ ص ١٤٨ ط المطبعة الخيرية بمصر) قال :
وقال جعفر بن محمد
لسفيان الثوري : إذا كثرت همومك فأكثر من قول «لا حول
ولا قوة إلا بالله
العلي العظيم» ، وإذا درّت عليك النعم فأكثر من (الْحَمْدُ لِلَّهِ
رَبِّ الْعالَمِينَ) وإذا أبطأ عليك الرزق فأكثر من الاستغفار.
ومن كلامه عليهالسلام
لسفيان الثوري أيضا
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم الحافظ المؤرخ
شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة ٧٤٨ في «تاريخ الإسلام ووفيات
المشاهير والأعلام» حوادث سنة ١٤١ ـ ١٦٠ (ص ٩٢ ط بيروت سنة ١٤٠٧) قال :
وقال هارون بن أبي
الهندام : ثنا سويد بن سعيد ، قال : قال الخليل بن أحمد : سمعت سفيان الثوري يقول
: قدمت مكة فإذا أنا بجعفر بن محمد قد أناخ بالأبطح ، فقلت : يا ابن رسول الله لم
جعل الموقف من وراء الحرم ولم يصيّر في المشعر الحرام؟ فقال : الكعبة بيت الله ،
والحرم حجابه ، والموقف بابه ، فلما قصدوه أوقفهم بالباب يتضرعون ، فلما أذن لهم
بالدخول ، أدناهم من الباب الثاني ، وهو المزدلفة ، فلما نظر إلى كثرة تضرعهم وطول
اجتهادهم رحمهم ، فلما رحمهم أمرهم بتقريب قربانهم ، فلما قربّوا قربانهم ، وقضوا
تفثهم ، وتطهروا من الذنوب أمرهم بالزيارة لبيته. قال له : فلم كره الصوم أيام
التشريق؟ قال : لأنهم في ضيافة الله ولا يحب للضيف أن يصوم.
قلت : جعلت فداك
فما بال الناس يتعلقون بأستار الكعبة وهي خرق لا تنفع شيئا؟
فقال : ذلك مثل
رجل بينه وبين آخر جرم ، فهو يتعلق به ويطوف حوله رجاء أن يهب له جرمه.
ومن كلامه عليهالسلام
لسفيان الثوري أيضا
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم العلامة
قاضي القضاة أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي البصري البغدادي المتوفى سنة
٤٥٠ في كتابه «نصيحة الملوك» (ص ٣١٢ ط مؤسسة شباب الجامعة ، اسكندرية) قال :
روى سفيان الثوري
عن جعفر أنه قال له : علمت أني نظرت في المعروف فوجدته لا يتم إلا بثلاث. قلت :
وما هي جعلت فداك؟ قال : تعجيله ، وتصغيره ، وتيسيره ، فإنك إن عجلته هنأته ، وإذا
يسرته أتممته ، وإذا صغرته عظمته ، وإذا مطلته وأخرته وسوفته كدرته ونغصته
وأفسدته.
ومنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها
سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٨٣ ط دار الكتب العلمية
في بيروت) قال :
قال سفيان الثوري
: سمعت جعفر الصادق يقول : عزّت السلامة حتى لقد خفي مطلبها ، فإن تك في شيء فيوشك
أن تكون في الخمول ، وإن طلبت في الخمول فلم توجد فيوشك أن تكون في العزلة والخلوة
، فإن لم توجد في العزلة والخلوة فيوشك أن تكون في كلام السلف ، والسعيد من وجد في
نفسه خلوة تشغله عن الناس.
مكالمته مع عنوان البصري
وموعظته له
رواها جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر محمد عبد الله الخطيب في «مفاهيم تربوية» (ج ٢ ص ١٨٣ ط ٢ دار المنار
الحديثة ، مصر) قال :
ذهب الإمام جعفر
إلى مدينة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وما إن سمع الناس بمجيئه حتى هرعوا إليه ابتغاء التعلم
والاقتداء. وكان فيمن ذهب إليه رجل مسنّ اسمه عنوان ، من أولئك الرجال الذين يحيون
لطلب المعرفة ومرضاة الله جل شأنه ، وكان شيخا قد بلغ الرابعة والتسعين من عمره.
فنسمع إلى عنوان
يقص علينا نبأه مع جعفر الصادق ، قال : كنت أختلف إلى مالك ابن أنس سنين.
فلما قدم جعفر بن
محمد الصادق ، رضياللهعنهما ، اختلفت إليه وأحببت أن آخذ عنه كما أخذت عن مالك. فقال
لي يوما : إني رجل مطلوب ، ومع ذلك لي أوراد آناء الليل وأطراف النهار ، فلا
تشغلني عن وردي ، وخذ عن مالك واختلف إليه كما كنت تختلف.
فاغتممت من ذلك
وخرجت من عنده وقلت لنفسي : لو تفرس في خيرا ما زجرني عن الإختلاف إليه والأخذ
عنه.
فدخلت مسجد رسول
الله صلىاللهعليهوسلم ، وسلمت عليه. ثم رجعت من الغد إلى الروضة وصليت فيها
ركعتين ، وقلت : أسأل يا الله يا الله أن تعطف علي قلب جعفر وترزقني من علمه ما
أهتدي به إلى صراطك المستقيم. ورجعت إلى داري مغتمّا ولم أختلف إلى مالك بن أنس
لما أشرب قلبي من حب جعفر. فما خرجت من داري إلا للصلاة المكتوبة حتى عيل صبري.
فلما ضاق صدري تنعّلت وتردّيت وقصدت جعفرا ، وكان بعد ما صليت العصر. فلما حضرت
بباب داره استأذنت عليه ، فخرج خادم له ، فقال : ما حاجتك؟ فقلت : السلام على
الشريف. فقال : هو قائم في مصلاه ، فجلست بحذائه أنتظر. فما لبث إلا يسيرا حتى خرج
فقال : أدخل على بركة الله ، فدخلت وسلمت عليه ، فرد عليّ السلام وقال : اجلس ،
غفر الله لك. فجلست ، فأطرق
مليّا ثم رفع رأسه
وقال : أبو من؟ قلت : أبو عبد الله. قال : ثبت الله كنيتك ووفقك يا أبا عبد الله.
ما مسألتك؟ فقلت في نفسي : لو لم يكن لي في زيارته والتسليم عليه غير هذا الدعاء
لكان كثيرا. وقبل أن أجيبه رفع رأسه وقال : ما مسألتك؟ قلت : سألت الله أن يعطف
عليّ قلبك ويرزقني من علمك ، وأرجو أن يكون الله تعالى أجابني في الشريف ما سألته.
فقال : يا أبا عبد
الله ليس العلم بالتعلم ، وإنما هو نور يقع في قلب من يريد الله تعالى أن يهديه.
فإن أردت العلم فاطلب في نفسك أولا حقيقة العبودية. واطلب العلم باستعماله واستفهم
الله يفهمك.
قلت : يا شريف.
قال : قل : يا أبا عبد الله. قلت : يا أبا عبد الله ، ما حقيقة العبودية؟ قال :
ثلاثة أشياء : أن لا يرى العبد لنفسه فيما خوّله الله ملكا ، لأن العبيد لا يكون
لهم ملك ، يرون المال مال الله ، يضعونه حيث أمرهم الله تعالى به ولا يدبر العبد
لنفسه تدبيرا ويجعل اشتغاله فيما أمره الله تعالى به ونهاه عنه. فإذا لم ير العبد
لنفسه فيما خوّله الله ملكا هان عليه الإنفاق فيما أمره الله أن ينفق فيه ، وإذا
فوّض العبد تدبير نفسه إلى مدبره هانت عليه مصائب الدنيا ، وإذا اشتغل العبد بما
أمره الله ونهاه لا يتفرغ منهما إلى المراء والمباهاة مع الناس. فإذا أكرم الله
العبد بهذه الثلاثة هانت عليه الدنيا وإبليس والخلق. لا يطلب الدنيا تكاثرا
وتفاخرا ، ولا يطلب ما عند الناس عزا وعلوا ، ولا يدع أيامه باطلا.
فهذا أول درجة
التقى ، قال الله تعالى (تِلْكَ الدَّارُ
الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا
فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ).
قلت : يا أبا عبد
الله أوصني. قال : أوصيك بتسعة أشياء ، فإنها وصيتي لمريدي الطريق إلى الله تعالى
، اسأله أن يوفقك لاستعمالها : ثلاثة منها في رياضة النفس ، وثلاثة منها في الحلم
، وثلاثة منها في العلم ، فاحفظها وإياك والتهاون بها.
قال عنوان : ففرغت
قلبي له. فقال : أما اللواتي في الرياضة : فإياك أن تأكل ما
لا تشتهيه ، فإنه
يورث الحماقة والبله. ولا تأكل إلا عند الجوع ، وإذا أكلت فكل حلالا وسم الله
واذكر حديث رسول الله صلىاللهعليهوسلم «ما ملأ آدمي وعاء
شرا من بطنه ، فإن كان ولا بد ، فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه».
وأما اللواتي في
الحلم : فمن قال لك : إن قلت واحدة سمعت عشرا ، فقل له : إن قلت عشرا لم تسمع
واحدة. ومن شتمك فقل له : إن كنت صادقا فيما تقول فأسأل الله تعالى أن يغفر لي ،
وإن كنت كاذبا فيما تقول فأسأل الله أن يغفر لك ، ومن توعدك بالخنا فعده بالنصيحة
والدعاء.
وأما اللواتي في
العلم : فاسأل العلماء ما جهلت ، وإياك أن تسألهم تعنتا وتجربة ، وإياك أن تعمل
برأيك شيئا ، وخذ بالاحتياط في جميع ما تجد إليه سبيلا ، واهرب من الفتيا هروبك من
الأسد ، ولا تجعل رقبتك للناس جسرا. قم عني يا أبا عبد الله فقد نصحت لك ، ولا
تفسد عليّ وردي ، فإني امرؤ ضنين بنفسي ، والسلام على من اتبع الهدى.
كلامه عليهالسلام
لزعيم الديصانية
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المستشار عبد الحليم الجندي في «الإمام جعفر الصادق» (ص ١٧٠ ط المجلس الأعلى
للشئون الإسلامية ، القاهرة) قال :
ويروى هشام أن
زعيم الديصانية وفد على مجلس الإمام فقال له : دلني على معبودي ولا تسألني عن
اسمي. فإذا غلام له صغير في كفه بيضة يلعب بها ، فقال : يا ديصاني هذا حصن مكنون
له جلد غليظ ، وتحت الجلد الغليظ جلد رقيق ، وتحت الجلد الرقيق ذهبة مائعة وفضة
ذائبة ، فلا الذهبة المائعة تختلط بالفضة الذائبة ،
ولا الفضة الذائبة
تختلط بالذهبة المائعة ، فهي على حالها ، لم يخرج بها مصلح فيخبر عن صلاحها ، ولا
دخل فيها مفسد فيخبر عن فسادها ، ولا يدرى أللذكر خلقت أم للأنثى ، تنفلق عن مثل
ألوان الطواويس ، أو لا ترى لها مدبرا؟
فأطرق الديصاني ثم
قال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأنك
إمام وحجة من الله على خلقه ، وأنا تائب مما كنت فيه.
ومنهم العلامة
العارف الشيخ أحمد بن علي بن يحيى الرفاعي المتوفى سنة ٥٧٨ في «البرهان المؤيدي» (ص
١٩ ط دار الكتاب النفيس ، بيروت) قال :
وقال الإمام ابن الإمام
جعفر الصادق عليهالسلام : من زعم أن الله في شيء أو من شيء أو على شيء فقد أشرك ،
إذ لو كان على شيء لكان محمولا ، ولو كان في شيء لكان محصورا ، ولو كان من شيء
لكان محدثا.
ومنهم العلامة
القاضي أبو بكر الطيّب الباقلاني البصري في «الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز
الجهل به» (ص ٦٥ ط عالم الكتب ، بيروت) قال :
وقال جعفر بن محمد
الصادق عليهالسلام : من زعم ـ فذكر مثل ما تقدم عن «البرهان المؤيدي» بعينه ،
وزاد بعد «محدثا» : والله يتعالى عن جميع ذلك.
ومنهم الشيخ أحمد
محيي الدين في «مناهج الشريعة الإسلامية» (ج ٣ ص ١١٤ ط بيروت) قال :
من كلامه في تنزيه
الله تعالى : من زعم ـ فذكر مثل ما تقدم عن «البرهان» ، وزاد في آخره : تعالى الله
عن ذلك.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة فخر
الدين أبو عبد الله أبو المعالي محمد بن عمر بن الحسين الرازي المعروف بابن الخطيب
في «المطالب العالية من العلم الإلهي» (ج ١ ص ٢٤٧ ط دار الكتاب العربي ، بيروت)
قال :
الثامن عشر : سئل
جعفر بن محمد [الصادق] عن الدليل ، فقال للسائل : أخبرني عن حال هذا العالم ، لو
كان له مدبر [ومباشر] وحافظ ، أما كان يزيد حاله حينئذ على هذه الأحوال الموجودة؟
وإذا كان الأمر كذلك ، فهذه الأحوال وجب أن تكون دالة على أن لها [إلها] مدبرا
حكيما.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر مصطفى عبد الرزاق في «تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية» (ص ٢٦٦ ط ٣ لجنة
التأليف والترجمة والنشر) قال :
وأخرج عن جعفر بن
محمد قال : إذا بلغ الكلام إلى الله فأمسكوا.
وأخرج عنه قال :
تكلموا فيما دون العرش ، ولا تكلموا فيما فوق العرش ، فإن قوما تكلموا في الله
فتاهوا.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
الشريف جمال الدين محمد سعيد بن قاسم الحلاق القاسمي الحسيني الدمشقي السلفي
المتوفى بدمشق سنة ١٣٣٢ في كتابه «دلائل التوحيد» (ص ١٣٧ ط بيروت سنة ١٤٠٥) قال :
وقال رجل لجعفر بن
محمد رضياللهعنهما : ما الدليل على الله تعالى ، ولا تذكر لي العالم والعرض
والجوهر؟ فقال له : هل ركبت البحر؟ قال : نعم. قال : هل عصفت بكم الريح حتى خفتم
الغرق؟ قال : نعم. قال : فهل انقطع رجاؤك من المركب والملاحين؟ قال : نعم. قال :
هل تتبعت نفسك أن ثمة من ينجيك؟ قال : نعم. قال : فإن ذاك هو الله.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الحافظ
الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة ٩١١ في كتابه «مسند
علي بن أبي طالب» (ج ١ ص ٣٥١ ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد الهند) قال :
عن حاتم بن
إسماعيل قال : كنت عند جعفر بن محمد ، فأتاه نفر فقالوا : يا بن رسول الله حدثنا
أينا شر كلاما. قال : هاتوا ما بدا لكم. قال : أما أحدنا فقدري ، وأما الآخر فمرجئ
، وأما الثالث خارجي. فقال : حدثني أبي محمد عن أبيه الحسين عن أبيه علي بن أبي
طالب أنه سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول لأبي أمامة الباهلي : لا تجالس قدريا ولا مرجئا ولا
خارجيا ، إنهم يكفون الدين كما يكفأ الإناء ويغلون كما غلت اليهود والنصارى ، ولكل
أمة مجوس ومجوس هذه الأمة القدرية ، فلا تشيعوهم إلا أنهم يمسخون قردة وخنازير ،
ولو لا ما وعدني ربي أن لا يكون في أمتي خسف لخسف بهم في الحياة الدنيا.
وحدثني أبي عن
أبيه عن علي أنه سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : إن الخوارج مرقوا من الدين كما يمرق السهم من
الرمية ، وهم يمسخون في قبورهم كلابا ويحشرون يوم القيامة على صور الكلاب وهم كلاب
النار.
وحدثني أبي عن
أبيه عن علي أنه سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : صنفان من
أمتي لا تنالهم شفاعتي المرجئة والقدرية ، يقولون لا قدر ، وهم مجوس هذه الأمة ،
والمرجئة يفرقون بين القول والعمل ، وهم يهود هذه الأمة.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة شيث
بن إبراهيم بن حيدرة المشتهر بابن الحاج القفطي المتوفى سنة ٥٩٨ في «حزّ الغلاصم
في افحام الخاصم عند جريان النظر في أحكام القدر» (ص ١٨ ط مؤسسة الكتب الثقافية)
قال :
روي أن قدريا دخل
على الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام ، فقال له : يا ابن بنت رسول الله ، تعالى الله عن
الفحشاء. فقال له جعفر الصادق : يا أعرابي وجل ربنا أن يكون في ملكه ما لا يشاء.
فقال القدري : يا بن بنت رسول الله أيحب ربنا أن يعصى؟ قال : يا أعرابي أفيعصى
ربنا قهرا. قال : يا بن بنت رسول الله أرأيت إن صدني الهدى فسلك بي طريق الردى ،
أحسن بي أم أساء؟ فقال عليهالسلام : إن منعك شيئا هو لك فقد ظلم وأساء ، وإن منعك شيئا هو له
فإنه يختص برحمته من يشاء ، فأفحم القدري وبهت ولم يجد جوابا.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم علامة اللغة
والأدب عمر وبن بحر الجاحظ الكناني بالولاء الليثي المتوفى سنة ٢٥٥ في «الآمل
والمأمول» (ص ٢٢ ط دار الكتاب الجديد) قال :
وروي عن جعفر بن
محمد أنه قال : إن الله وكل الحرمان بالعقل ، والرزق بالجهل ،
ليعلم العاقل أنه
ليس إليه من الأمر شيء.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة علي
بن محمد بن حبيب الماوردي المتوفى سنة ٤٥٠ في «الأمثال والحكم» (ص ١٨٦ ط مؤسسة
شباب الجامعة ، اسكندرية) قال :
وقال جعفر بن محمد
: كفاك من الله نصرا أن ترى عدوك يعصي الله فيك.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن عمر الوصابي الحبيشي المتوفى سنة ٧٨٢ في
«البركة في فضل السعي والحركة» (ص ٣٥٤ ط دار المعرفة ، بيروت) قال :
ويروى أن جعفر بن
محمد دخل على عليل يعوده ، فقال : اللهم إنك عيرت أقواما فقلت (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ
دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً) وأعلم أنك الله ربي القادر على كشف ضري ، فاكشفه عني وحوله
إلى أعدائك الجاحدين لك. فقالها فعوفي من ساعته. ذكره أبو الحسين الأندلسي في
كتابه.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم العلامة
الشيخ بدر الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزركشي المتولد سنة
٧٤٥ والمتوفى ٧٩٤
في «اللآلي المنثورة في الأحاديث المشهورة المعروف بالتذكرة في الأحاديث المشتهرة»
(ص ٣٢ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :
قال ابن عبد البر
في الاستذكار : روي من حديث جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم : لو صدق السائل ما أفلح رده.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر مجدي فتحي السيد في كتابه «خير النساء وأكرمهن عند الله ورسوله» (ص ٤٦ ط
دار الصحابة للتراث بطنطا ، مصر سنة ١٤١٠) قال :
قال جعفر بن محمد
: ما أنعم الله على عبد نعمة فعرفها بقلبه وشكرها بلسانه ، فما يبرح حتى يزداد.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر عبد الغني مكدمي في «حدائق المتقين فيما ينفع المسلمين» (ص ٧٢ ط دار
الكتاب النفيس ، بيروت) قال :
وقال جعفر الصادق رضياللهعنه : سمّيا ثقلين لأنهما مثقلان بالذنوب.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد المنبجي الحنبلي في
كتابه «تسلية أهل المصائب»
(ص ١٩٢ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :
وكان جعفر الصادق رضياللهعنه
يأتي القبور ليلا ويقول : يا أهل القبور ما لي إذا دعوتكم لا تجيبون؟ ثم يقول :
حيل والله بينهم وبين الجواب ، وكأني أكون مثلهم وأدخل في جملتهم ، ثم يستقبل
القبلة إلى طلوع الفجر.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر الشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الجلني الشنقيطي في كتابه «أضواء
البيان في إيضاح القرآن» (ج ٣ ص ٦٧ ط عالم الكتب في بيروت) قال :
وأخرج أبو الشيخ ،
وأبو نعيم في الحلية ، عن جعفر بن محمد رضياللهعنه قال : لما دخل يوسف معها البيت وفي البيت صنم من ذهب قالت
: كما أنت ، حتى أغطي الصنم ، فإني أستحيي منه. فقال يوسف : هذه تستحيي من الصنم ،
أنا أحق أن أستحيي من الله؟ فكف عنها وتركها.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر الدكتور سعيد مراء في «التصوف الإسلامي ، رياضة روحية خالصة» (ص ٧٥ ط
مكتبة الأنجلو المصرية ، القاهرة) قال :
عن جعفر بن محمد
الصادق رضي الله تعالى عنه أنه قال : من عاش في ظاهر الرسول فهو سني ، ومن عاش في
باطن الرسول فهو صوفي.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
الشيخ جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله القرشي
التميمي البكري البغدادي الحنبلي المشتهر بابن الجوزي المولود ببغداد سنة ٥١٠
والمتوفى بها سنة ٥٩٧ في كتابه «غريب الحديث» (ج ٢ ص ٨٠ ط دار الكتب العلمية في
بيروت سنة ١٤٠٥) قال :
وقال جعفر بن محمد
: كل سبع ثمرات من نخلة غير معرورة أي مسمدة بالعرة.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر حسن كامل الملطاوي في «رسول الله في القرآن الكريم» (ص ٤٠ ط دار المعارف ،
القاهرة) قال :
ولقد قال في ذلك
الإمام جعفر الصادق رضياللهعنه : إن الله تعالى أراد بنا شيئا وأراد منا شيئا ، فما أراده
بنا طواه عنا ، وما أراده منا أظهره لنا ، فما بالنا نشتغل بما أراده بنا عما
أراده منا.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم العلامة
الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي في «تلخيص المتشابه في الرسم» (ج
٢ ص ٨٢٢ ط دار طلاس بدمشق) قال :
أخبرني الحسين بن
أبي الحسن الوراق ، نا أبو الطيب محمد بن الحسين التيملي الكوفي ، نا علي بن العباس
المقانعي ، نا جعفر بن محمد الزهري ، نا حسن بن حسين ،
عن سفيان بن
إبراهيم ، عن يعفور بن أبي يعفور ، عن جعفر بن محمد قال : عليكم بالورع والاجتهاد
وصدق الحديث وأداء الأمانة وحسن الصحبة لمن صحبكم ، فإن ذلك من سنن الأوابين.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم الحافظ أبو
بكر عبد الله بن محمد المعروف بابن أبي الدنيا المتوفى سنة ٢٨١ في «مجموعة الرسائل»
(ص ١٠٨ ط مكتبة الكليات الأزهرية بالقاهرة ودار الندوة الإسلامية في بيروت) قال :
أخبرنا القاضي أبو
القاسم ، نا أبو علي ، نا عبد الله ، ذكر أبو بكر الشيباني ، عبد الرحمن بن عفان ،
نا شعيب بن حرب ، عن محمد بن مجيب ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده رفعه قال
: ما من مؤمن أدخل على مؤمن سرورا إلا خلق الله من ذلك السرور ملكا يعبد الله
ويمجده ويوحده ، فإذا صار المؤمن في لحده أتاه السرور الذي أدخله عليه فيقول له :
أما تعرفني؟ فيقول له : من أنت. فيقول : أنا السرور الذي أدخلتني على فلان ، أنا
اليوم أونس وحشتك ، وألقنك حجتك ، وأثبتك بالقول الثابت ، وأشهد بك مشهد القيامة ،
وأشفع لك من ربك ، وأريك منزلتك من الجنة.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من الأعلام
في كتبهم :
فمنهم العلامة
الشيخ أبو إسحاق برهان الدين إبراهيم بن يحيى بن علي الأنصاري الكتبي الشهير
بالوطواط في «غرر الخصائص الواضحة» (ص ٣٧٧ ط الشيخ محمد علي المليجي الكتبي
بالقاهرة) قال :
سئل جعفر الصادق رضياللهعنه : هل يكون المؤمن بغيضا؟ قال : لا ، ولا يكون ثقيلا.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم الحافظ
الشيخ جلال الدين السيوطي المتوفى سنة ٩١١ في «فاكهة الصيف وأنيس الضيف» (ص ٢٣ ط
مكتبة ابن سينا ، القاهرة) قال :
قال جعفر الصادق رضياللهعنه : من لم يتطهر من العيب ، ويرعوي من الشيب ، ويخشى الله
بعلمه بظهر الغيب ، فلا خير فيه.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر جمال الدين محمد بن محمد سعيد بن قاسم بن صالح الدمشقي القاسمي في «تهذيب
موعظة المؤمنين من كتاب إحياء علوم الدين للغزالي» (ص ١٨٣) قال :
وكان جعفر بن محمد
الصادق رضياللهعنهما يقول : أثقل إخواني عليّ من يتكلف لي وأتحفظ منه ، وأخفهم
على قلبي من أكون معه كما أكون وحدي.
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد السلام محمد هارون في كتابه «تهذيب إحياء علوم الدين للغزالي» (ج ١ ص
٢٥٨ ط القاهرة) قال :
وكان جعفر بن محمد
الصادق رضياللهعنهما يقول : أثقل إخواني ـ فذكر عين ما تقدم عن «التهذيب».
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم الحافظ
المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة ٧٤٨ في «تاريخ الإسلام
ووفيات المشاهير والأعلام» حوادث سنة ١٤١ ـ ١٦٠ (ص ٩٢ ط بيروت سنة ١٤٠٧) قال :
وعن عائذ بن حبيب
قال : قال جعفر بن محمد : لا زاد أفضل من التقوى ، ولا شيء أحسن من الصمت ، ولا
عدو أضلّ من الجهل ، ولا داء أدوى من الكذب.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر أبو بكر جابر الجزائري في كتابه «العلم والعلماء» (ص ٣١٧ ط دار الكتب
السلفية بالقاهرة سنة ١٤٠٣) قال :
ما من شيء أحب إلى
الله عزوجل من أن يسأل ، وما يدفع القضاء إلا الدعاء ، وإن أسرع الخير
ثوابا البر ، وأسرع الشر عقوبة البغي ، وكفى بالمرء عيبا أن يبصر من الناس ما يعمى
عليه من نفسه ، وأن يأمر الناس بما لا يستطيع التحول عنه ، وأن يؤذي جليسه بما لا
يفيه (جعفر).
الإيمان ثابت في
القلوب ، واليقين قطرات فيمر اليقين بالقلب فيصير كأنه زبر الحديد ، ويفرج منه
فيصير كأنه خرقة بالية(جعفر بن محمد بن علي).
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم المحقق
المعاصر محمد عبد القادر عطا في «تعليقاته على كتاب الغماز على اللماز» للعلامة
السمهودي (ص ٧٤ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال في تعليقه على حديث: الباذنجان
لما أكل له :
وأخرج الديلمي من
حديث محمد بن عبد الله القرشي ، عن جعفر بن محمد قال : كلوا الباذنجان وأكثروا منه
، فإنها أول شجرة آمنت بالله عزوجل.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر عبد السلام محمد هارون في كتابه «تهذيب إحياء علوم الدين للغزالي» (ج ١ ص
٢٥٢ ط القاهرة) قال :
قال جعفر بن محمد
: إني لأتسارع إلى قضاء حوائج أعدائي مخافة أن أردّهم فيستغنوا عني.
هذا في الأعداء
فكيف في الأصدقاء؟
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم العلامة أبو
بكر محمد بن إسماعيل بن خلف بن خلفون الإشبيلي المتوفى سنة ٦٣٦ في «أسماء شيوخ
مالك بن أنس» (ص ٦٥ ط مكتبة الثقافة الدينية ، بور سعيد الظاهر) قال :
أسرع الأشياء
انقطاعا مودة الفاسق.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم العلامة أبو
بكر أحمد بن مروان بن محمد الدينوري في «المجالسة وجواهر العلم» (ص ٤٣٥ ط معهد
تاريخ العربية بفرانكفورت) قال :
حدثنا أحمد بن
محمد بن علي بن حمزة ، نا أبي ، عن أبيه ، عن جده قال : قال جعفر بن محمد : إن
القلب لا يزال جائلا حتى يسكن ، ولن يسكن إلا إلى الحق.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم العلامة
الشيخ أبو إسحاق برهان الدين إبراهيم بن يحيى الأنصاري الكتبي المشتهر بالوطواط
المروي المصري في «غرر الخصائص الواضحة» (ص ٣٨٠ ط القاهرة) قال :
(وقال) جعفر
الصادق رضياللهعنه : العزلة أسكن للفؤاد ، وأبعد للفساد ، وأعوذ للمعاد.
ومن كلامه عليهالسلام
في الخصومة في الدين
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم الحافظ
المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة ٧٤٨ في «تاريخ الإسلام
ووفيات المشاهير والأعلام» حوادث سنة ١٤١ ـ ١٦٠ (ص ٩٢ بيروت سنة ١٤٠٧) قال :
وعن عنبسة الخثعمي
: سمعت جعفر بن محمد يقول : إياكم والخصومة في الدين ، فإنها تشغل القلب وتورث
النفاق.
ومنهم الشيخ أحمد
محيي الدين في «مناهج الشريعة الإسلامية» (ج ٣ ص ١١٤ ط بيروت) قال :
وقال : إياكم
والخصومة في الدين ، فإنها تحدث الشك ، وتورث النفاق.
ومنهم الأستاذ
محمد أبو زهرة في «الميراث عند الجعفرية» (ص ١١ ط دار الرائد العربي ، بيروت) قال
:
قال الإمام جعفر
الصادق : إياكم والخصومة ـ فذكر مثل ما تقدم عن «مناهج الشريعة الإسلامية».
وقال أيضا في ص ٤٠
:
وينسبون للصادق رضياللهعنه أنه قال : التقية ديني ودين آبائي ، ولا دين لمن لا تقية
له ، وإن المذيع لأمرنا كالجاحد به.
وقال أيضا في ص ٤١
:
ولقد رووا عنه أنه
قال لجماعة من أصحابه بعد أن خاض معهم في أمور السياسة :
لا تذيعوا أمرنا
ولا تحدثوا به إلا أهله ، فإن المذيع علينا سرنا أشد مؤنة من عدونا ، انصرفوا
رحمكم الله ، ولا تذيعوا سرنا.
كلامه عليهالسلام
في تحريم الربا
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم الحافظ
المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة ٧٤٨ في «تاريخ الإسلام
ووفيات المشاهير والأعلام» حوادث سنة ١٤١ ـ ١٦٠ (ص ٩٢ ط بيروت سنة ١٤٠٧) قال :
وعن عيسى صاحب
الديوان ، عن رجل من أصحاب جعفر قال : سئل جعفر : لم حرّم الله الربا؟ قال : لئلا
يتمانع الناس بالمعروف.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو بكر جابر الجزائري في كتابه «العلم والعلماء» (ص ٣١٧ ط دار الكتب
السلفية بالقاهرة) قال :
سئل جعفر بن محمد
الصادق رحمهالله تعالى عن علة تحريم الربا؟ فقال ـ فذكر مثل ما تقدم عن «تاريخ
الإسلام».
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم الأستاذ
محمد أبو زهرة في «الميراث عند الجعفرية» (ص ٦٣ ط دار الرائد العربي ، بيروت) قال
:
وكذا خبر سليمان
بن خالد عن الصادق عليهالسلام : أنه سئل في مسلم قتل وله أب نصراني لمن تكون ديته؟ قال :
تؤخذ ، فتجعل في بيت مال المسلمين.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم العلامة
الشيخ شمس الدين محمد بن علي بن طولون الدمشقي الصالحي المولود سنة ٨٨٠ والمتوفى
سنة ٩٥٣ في كتابه «فصّ الخواتم فيما قيل في الولائم»
(ص ٦٤ ط دار الفكر)
قال :
قال جعفر بن محمد
الباقر : إذا قعدتم مع الإخوان على المائدة فأطيلوا الجلوس ، فإنها ساعة لا تحسب
عليكم من أعماركم.
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد السلام محمد هارون في كتابه «تهذيب إحياء علوم الدين للغزالي» (ج ١ ص
١٧٧ ط القاهرة) قال :
قال جعفر بن محمد رضياللهعنهما : إذا قعدتم مع الإخوان ـ فذكر مثل ما تقدم عن «فصّ
الخواتم».
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم جماعة من
فضلاء مديرية الطباعة المنيرية في دمشق في «مجموعة الرسائل المنيرية» (ج ٢ ص ٢٢٢ ط
بيروت) قال :
وروى حماد بن عمر
النصيبي أحد المتروكين ، ثنا السري بن خالد ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده
علي بن الحسين : إن مولى لهم ركب البحر فكسر به ، فبينا هو يسير على ساحله إذ نظر
إلى رجل على شاطئ البحر ونظر إلى مائدة نزلت من السماء فوضعت بين يديه ، فأكل منها
، ثم رفعت ، فقال له : بالذي وفقك بما أرى أي عباد الله أنت؟ قال : الخضر الذي
تسمع به. فقال : بما ذا جاءك هذا الطعام والشراب؟ قال : بأسماء الله العظام.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم العلامة أبو
محمد عبد الله بن محمد بن السيد المشتهر بالبطليوسي الشلبي الأندلسي المولود سنة
٤٤٤ والمتوفى ٥٢١ في كتابه «الإنصاف» (ص ١٣٥ ط دار الفكر بدمشق) قال :
روي عن جعفر
الصادق رضياللهعنه : إنّ رجلا قال له : هل العباد مجبرون؟ فقال : الله أعدل
من أن يجبر عبده على معصيته ، ثم يعذبه عليها. فقال له السائل : فهل أمرهم مفوض
إليهم؟ فقال : الله أعز من أن يجوز في ملكه ما لا يريد. فقال له السائل : فكيف ذلك
إذا؟ قال : أمر بين الأمرين ، لا جبر ولا تفويض.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم العلامة
محمد بن محمد الغزالي المتوفى سنة ٥٠٥ في كتابه «ذم البخل وفضل السخاء» (ص ١٠٧ ط
دار الاعتصام) قال :
وقال جعفر الصادق
رحمة الله عليه : لا مال أعود من العقل ، ولا مصيبة أعظم من الجهل ، ولا مظاهرة
كالمشاورة ، ألا وإن الله عزوجل يقول : إني جواد كريم ، لا يجاورني لئيم ، واللؤم من الكفر
، وأهل الكفر في النار ، والجود والكرم من الإيمان ، وأهل الإيمان في الجنة.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر محمود الصباغ في «الذكر في القرآن الكريم والسنة المطهرة» (ص ٢٥ ط مكتبة
السلام العالمية ودار الاعتصام) قال :
وعن جعفر الصادق ،
عن أبيه ، عن جده الحسين بن علي بن أبي طالب رضياللهعنهم قال : إذا صاح النسر قال : يا ابن آدم عش ما شئت آخره
الموت ، وإذا صاح العقاب قال : البعد عن الناس أنس ، وإذا صاح القنبر قال : اللهم
العن مبغض محمد وآل محمد ، وإذا صاح الخطاف قال : الحمد لله رب العالمين ، ويمد
العالمين كما يمد القارئ.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر الشيخ محمد أبو زهرة في «تاريخ المذاهب الإسلامية» (ص ٧١٨ ط دار الفكر
العربي) قال نقلا عن الملل والنحل للشهرستاني :
السيد (الإمام
الصادق) بريء من الاعتزال والقدر ، وهذا قوله في الإرادة : إن الله تعالى أراد بنا
شيئا وأراد منا شيئا ، فما أراد بنا طواه عنا ، وما أراده منا أظهره لنا ... فما
بالنا نشتغل بما أراده بنا عما أراده منا. وهذا قوله في القدر أمره بين لا جبر ولا
تفويض (أي ان إرادة الإنسان ليست مستقلة). وكان يقول في الدعاء : اللهم لك الحمد
إن أطعتك ، ولك الحجة إن عصيتك ... لا صنع لي ولا لغيري في الإحسان ، ولا حجة لي
ولا لغيري في الإساءة.
ومنهم الدكتور
محمد جميل غازي في «من مفردات القرآن» (ص ٤٨ ط مطبعة المدني بمصر) قال :
ويقول جعفر الصادق
للذين شغلوا بالقدر ، وتعللوا به : إن الله تعالى أراد بنا ـ فذكر مثل ما تقدم عن «تاريخ
المذاهب الإسلامية» إلى قوله عليهالسلام : عما أراده منا.
ومنهم الفاضل
المعاصر حسن كامل الملطاوي في «رسول الله في القرآن» (ص ٤٠
ط دار المعارف ،
القاهرة) قال :
ولقد قال في ذلك
الإمام جعفر الصادق رضياللهعنه : إن الله تعالى أراد بنا شيئا ـ فذكر مثل ما تقدم عن «تاريخ
المذاهب الإسلامية» إلى قوله عليهالسلام : عما أراده منا.
كلامه عليهالسلام
في مصحف فاطمة عليهاالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر المستشار عبد الحليم الجندي في «الإمام جعفر الصادق» (ص ٢٠٠ ط المجلس
الأعلى للشئون الإسلامية ، القاهرة) قال :
ومن التراث العلمي
عند الشيعة ما يسمى «مصحف فاطمة» ، حدثوا عن الصادق إذ سئل عنه : أن فاطمة مكثت
بعد رسول الله خمسة وسبعين يوما ، وكان قد دخلها حزن على أبيها ، وكان جبريل
يأتيها فيحسن عزاءها ويطيب نفسها ، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها ، وكان علي
يكتب ذلك ، فهذا مصحف فاطمة.
فليس هذا مصحفا
بالمعنى الخاص بكتاب الله تعالى ، وإنما هو أحد المدونات.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل
الماضي ذكره في الكتاب المذكور (ص ١٩٩) قال :
قال الصادق : أما
والله عندنا ما لا نحتاج إلى أحد ، والناس يحتاجون إلينا ، إن عندنا الكتاب بإملاء
رسول الله صلىاللهعليهوسلم وخط علي بيده ، صحيفة طولها سبعون
ذراعا ، فيها كل
حلال وحرام.
وقال : إن الجامعة
لم تدع لأحد كلاما ، فيها الحلال والحرام ، إن أصحاب القياس طلبوا العلم بالقياس
فلم يزدهم من الحق إلا بعدا ، وإن دين الله لا يصاب بالقياس.
ومن كلامه عليهالسلام المنظوم
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم العلامة
الحافظ أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد ابن أبي الدنيا المتوفى سنة ٢٨١ في «الإشراف
في منازل الأشراف» (ص ٣٣٩ ط مكتبة المرشد ، الرياض) قال :
حدثني محمد بن
الحسن بن مسعود الأنصاري قال : حدثني إبراهيم بن مسعود قال : كان رجل من تجار أهل
المدينة يختلف إلى جعفر بن محمد ويخالفه ويعرفه بحسن الحال ، فتغيرت حاله ، فشكا
ذلك إلى جعفر بن محمد ، فقال له جعفر :
لا تجزع وإن
أعسرت يوما
|
|
فقد أيسرت في
الدهر الطويل
|
ولا تيأس فإن
اليأس كفر
|
|
لعلّ الله يغني
عن القليل
|
ولا تظنن بربّك
ظن شرّ
|
|
فإن الله أولى
بالجميل
|
قال : فخرجت من
عنده وأنا من أغنى الناس.
ومنهم العلامة
الشيخ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي المتوفى سنة ٩٠٢ في «المقاصد الحسنة
في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة» (ص ٣٤٣ ط دار الكتب العلمية ،
بيروت) قال :
ومما أورده ابن
أبي الدنيا ومن طريقه البيهقي في الشعب من طريق إبراهيم بن مسعود قال : كان رجل من
تجار المدينة يختلف إلى جعفر بن محمد فيخالطه ويعرفه بحسن الحال ـ فذكر مثل ما
تقدم عن كتاب «الإشراف في منازل الأشراف» بعينه ، إلا
أن فيه : «في
الزمن» بدل «في الدهر» ، و «سوء ظن» بدل «ظن شر».
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر الدكتور أحمد علي طه ريان الأستاذ المساعد بكلية الشريعة والقانون ، جامعة
الأزهر في «ملامح من حياة مالك بن أنس» (ص ٣٣ ط دار الاعتصام ، القاهرة) قال :
وقد أثر عنه قوله
: لا يستغني أهل بلد عن ثلاثة يفزع إليهم في أمر دنياهم وآخرتهم : فقيه عالم ورع ،
وطبيب ثقة ، وأمير مطاع ، فإن عدموا ذلك كانوا همجا.
وقال أيضا :
يقول الصادق :
الفقهاء أمناء الرسل ما لم يأتوا أبواب السلاطين.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم الدكتور علي
شلق في «العقل الصوفي في الإسلام» (ص ٨٣ ط ١ دار نعمة للطباعة ، بيروت) قال :
سئل جعفر الصادق
عن المعراج؟ فقال : كيف أصف لك مقاما كان فوق طاقة جبريل نفسه.
كلامه عليهالسلام
في صلة الرحم
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
الشيخ أبو بكر أحمد بن مروان الدينوري الحنفي في «منتخب الأخبار» (المصور من مكتبة
جستربيتي ص ٢٧) قال :
قال جعفر بن محمد
: صلة الرحم تهوّن على المرء الحساب يوم القيامة ، ثم تلا (الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ
بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ) (الرعد ـ ٢٣).
وذكر الدينوري
أيضا في كتابه «المجالسة وجواهر العلم» (ص ٣٠٣ ط معهد تاريخ العلوم العربية في
فرانكفورت بالتصوير عن مخطوطة مكتبة أحمد الثالث في سنة ١٤٠٧) قال :
حدثنا أحمد ، نا
أحمد بن محرز الهروي ، نا أبي ، نا الحسن بن أسد ، عن نصر بن مزاحم قال : قال جعفر
بن محمد : صلة الرحم تهون ـ فذكر مثل ما تقدم عن «منتخب الأخبار».
ومنهم العلامة
الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر في كتابه «تاريخ
مدينة دمشق» (ج ٥ ص ٣٧١ نسخة مكتبة جستربيتي في ترجمة عبد الله بن الحسن المثنى بن
الحسن السبط عليهالسلام من حرف العين ط مجمع اللغة بدمشق) قال :
أخبرنا أبو العز
السلمي إذنا ومناولة وقرأ عليّ إسناده ، أنا محمد بن الحسين ، أنا المعافى بن
زكريا ، نا الحسن بن أحمد بن محمد بن سعيد الكلبي ، نا محمد بن زكريا ، نا محمد بن
عبد الرحمن التميمي ، عن أبيه قال : وقع بين جعفر بن محمد وبين عبد الله ابن حسن
كلام في صدر يوم. قال : فأغلظ في القول عبد الله بن الحسن ، ثم افترقا
وراحا إلى المسجد
، فالتقيا على باب المسجد ، فقال أبو عبد الله جعفر بن محمد لعبد الله ابن الحسن :
كيف أمسيت يا أبا محمد؟ قال : بخير ، كما يقول المغضب ، فقال : يا أبا محمد أما
علمت أن صلة الرحم تخفّف الحساب. فقال : لا يزال يجيء بالشيء لا يعرفه. قال : فإني
أتلو عليك قرآنا. قال : وذلك أيضا. قال : نعم. قال : فهاته. قال : قول الله تعالى (الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ
بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ) (الرعد ـ ٢٣) قال
: فلا تراني بعدها قاطعا رحما.
كلامه عليهالسلام
في وصف النبي صلىاللهعليهوآله
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
يوسف بن إسماعيل النبهاني رئيس محكمة الحقوق في بيروت في «الأنوار المحمدية من المواهب
اللدنية» (ص ١٠ ط دار الإيمان ، دمشق وبيروت) قال :
وعن سهيل بن صالح
الهمداني قال : سألت أبا جعفر محمد بن علي : كيف صار محمد صلىاللهعليهوسلم يتقدم الأنبياء وهو آخر من بعث؟ قال : إن الله تعالى لما
أخذ من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ) كان محمد صلىاللهعليهوسلم أول من قال بلى ، ولذلك صار يتقدم الأنبياء وهو آخر من
بعث.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم العلامة
شهاب الدين أحمد الخفاجي المصري في «نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض» (ج ١ ص
٢٨٠ ط دار الفكر ، بيروت)
فروى كلامه عليهالسلام
عن الشفاء للقاضي فشرحه.
ومنهم العلامة
المولوي علي بن سلطان القاري في «شرح الشفاء للقاضي عياض» (ج ١ ص ٢٨٠ المطبوع
بهامش نسيم الرياض للخفاجي ط دار الفكر ، بيروت)
فروى كلامه عليهالسلام عن الشفاء فشرحه.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم الحافظ
المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة ٧٤٨ في «تاريخ الإسلام
ووفيات المشاهير والأعلام» حوادث سنة ١٤١ ـ ١٦٠ (ص ٩٢ ط بيروت سنة ١٤٠٧) قال :
وذكر هشام بن عباد
: أنه سمع جعفر بن محمد يقول : الفقهاء أمناء الرسل ، فإذا رأيتم الفقهاء قد ركنوا
إلى السلاطين فاتهموهم.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم الحافظ
الشيخ جلال الدين السيوطي المتوفى سنة ٩١١ في «فاكهة الصيف وأنيس الضيف» (ص ٦٩ ط
مكتبة ابن سينا ، القاهرة) قال :
قال جعفر الصادق رضياللهعنه : لا خير فيمن لا يحب جمع المال لخلال شتى يصون به وجهه ،
ويقضي به دينه ، ويصل به رحمه.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر محمد إبراهيم سليم في «المروءة الغائبة» (ص ٧٣ ط مكتبة القرآن ، القاهرة)
قال :
وقال جعفر بن محمد
: الفتنة حصاد للظالمين.
ومن كلامه عليهالسلام لمفضل
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم الشيخ باقر
أمين الورد في «معجم العلماء العرب» (ج ١ ص ٩٤ ط عالم الكتب ، بيروت) قال
فكر يا مفضل في
وصول الغذاء إلى البدن وما فيه من التدبير ، فإن الطعام يصير إلى المعدة فتطبخه ،
وتبعث بصفوه إلى الكبد ، في عروق رقاق واشجة بينهما ، قد جعلت كالمصفى للغذاء
لكيلا يصل إلى الكبد منه شيء فينكأها ، وذلك أن الكبد رقيقة لا تحتمل العنف ، ثم
إن الكبد ثقيلة فيستحيل فيها بلطف التدبير دما ، فينفذ في البدن كله في مجار مهيأة
لذلك ، وينفذ ما يخرج منه من الخبث والفضول إلى مغايض أعدت لذلك ، فما كان منه من
جنس المرارة الصفراء جرى إلى مجاره ، وما كان من جنس السوداء جرى إلى الطحال ، وما
كان من جنس البلة والرطوبة جرى إلى المثانة.
وقد أضاف عليهالسلام في مواضع أخرى إلى وظائف الجهاز الهضمي والجهاز البولي
وإلى وظيفة المرارة والطحال والكبد والمثانة. كما أن له بحوثا في جهاز السمع وجهاز
الأبصار ، فلا سماع بلا هواء ولا رؤية لا بالضياء ، وخلق الله البصر ليدرك الألوان
وخلق السمع ليدرك الأصوات وكذلك سائر الحواس ، فجعل لكل حاسة
محسوسا يعمل فيه ،
ولكل محسوس حاسة تدركه ، وله (ع) أيضا بحوث في العدوى والجراثيم ، والعقاقير
والأمراض والنباتات ومنافعها ، وغير ذلك.
ومن جملة كلماته عليهالسلام
أوردها الفاضل
المعاصر راجي الأسمر في «كنوز الحكمة أو حكمة الدين والدنيا» (ص ٣٧ ط دار الجيل ،
بيروت) قال :
فتنة الإخوان عرس
الشيطان.
حسن الخلق أحد
مراكب النجاة.(الصادق جعفر)
وقال في ص ٩٩ :
المؤمن لا يكون
سفيها أو حزينا.(جعفر الصادق)
المؤمن يظل ضاحكا
، والكافر عابسا متشائما. (جعفر الصادق)
وقال أيضا في ص
١٣١ :
لإن أندم على
العفو خير من أن أندم على العقوبة (جعفر الصادق)
وقال أيضا في ص
١٤٦ :
التواضع مع البخل
أحسن من السخاء مع التكبر (جعفر الصادق)
وقال أيضا في ص
١٤٧ :
أحب الخلق إلى
الله المتواضعون (جعفر الصادق)
وقال أيضا في ص
١٧٤ :
إذا أحب الله عبدا
، رزقه حسن الخلق.
وقال أيضا في ص
٣١٤ :
حسن الظن راحة
القلب. (جعفر الصادق)
وقال أيضا في ص
٢٥٣ :
الرحمة في الله
حياة.(جعفر بن محمد)
وقال أيضا في ص
٤٠٤ :
من علم ولم يعمل ،
فساده أكثر من صلاحه.
علم بلا فعل
كسفينة بلا ملاح.(جعفر الصادق)
جملة من كلماته عليهالسلام
رواها الفاضل
المعاصر أمل شلق في «معجم حكمة العرب» (ص ١٧ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :
البغي أسرع الذنوب
عقابا. جعفر الصادق
وقال أيضا في ص ٢٢
:
فتنة الإخوان عرس
الشيطان. جعفر الصادق
وقال في ص ٢٧ :
حسن الخلق أحد
مراكب النجاة جعفر الصادق
وقال في ص ٥٧ :
المؤمن لا يكون
سفيها أو حزينا.
وقال في ص ٥٨ :
المؤمن يظل ضاحكا
، والكافر عابسا متشائما.
وقال في ص ٩٢ :
أحب الخلق إلى
الله المتواضعون. جعفر الصادق
التواضع مع البخل
أحسن من السخاء مع التكبر
وقال أيضا في ص
١١٩ :
إذا أحب الله عبدا
، رزقه حسن الخلق.
وقال أيضا في ص
١٤٤ :
أقربكم إلى الحق
أحسنكم أدبا في الدين.
وقال في ص ١٤٦ :
الحقد لا يسكن قلب
المؤمن ، لأن الحقود من أهل النار.
وقال أيضا في ص
١٥٠ :
من جعل اليمين
شعاره أهان الله قدره ، وقبح ذكره.
وقال أيضا في ص
١٦٣ :
الرحمة في الله
حياة.
وقال أيضا في ص
٢٣٦ :
حسن الظن راحة
القلب. جعفر الصادق
حسن الظن يدخل
الجنة ، وسيّئ الظن شك في الله. جعفر الصادق
وقال في ص ٢٨٢ :
أحلمكم عند الغضب
أقربكم إلى الله. جعفر الصادق
اللهم إنك بما أهل
له من العفو أولى بما أهل له من العقوبة. جعفر الصادق
لإن أندم على
العفو خير من أن أندم على العقوبة. جعفر الصادق
وقال في ص ٢٩٣ :
علم بلا فعل
كسفينة بلا رياح.
جعفر الصادق وقال
في ص ٢٩٩ :
من علم ولم يعمل ،
فساده أكثر من صلاحه. جعفر الصادق
وقال في ص ٣٩٦ :
من نمّ بأخيه بلاه
الله بضرّ يعتريه.
نبذة من كلماته الشريفة المنيفة
أوردها المستشار
عبد الحليم الجندي المصري في مطاوي كتاب «الإمام الصادق».
قال في ص ٨٦ :
والصادق هو القائل
: لا يستغني أهل بلدة عن ثلاثة يفزع إليهم في أمر دنياهم
وآخرتهم : فقيه
عالم ورع ، وأمير خير مطاع ، وطبيب بصير ثقة ، فإن عدموا ذلك كانوا همجا.
وقال أيضا :
وفي ذات يوم أرسل (المنصور)
إلى الصادق : لما ذا لا تغشانا كما يغشانا سائر الناس. فأجابه : ما عندنا ما نخافك
عليه ولا عندك من الآخرة ما نرجوك له ، ولا أنت في نعمة فنهنئك عليها ، ولا نعدها
نقمة فنعزيك عليها ، فلم نغشاك؟ ويجيب أبو جعفر : تصحبنا لتنصحنا. ويجيب الإمام :
من أراد الدنيا لا ينصحك ، ومن أراد الآخرة فلا يصحبك.
وقال في ص ٩٠ :
والإمام الصادق هو
القائل : أيما مؤمن قدم مؤمنا إلى قاض أو سلطان جائر ، فقضى عليه بغير حكم الله ،
فقد شركه في الإثم. وعلي يقول : كفاك خيانة أن تكون أمينا للخونة.
وذات يوم دخل زياد
القندي على الصادق فقال له : وليت لهؤلاء؟ يقصد أصحاب السلطان قال : نعم ، لي مروة
وليس وراء ظهري مال ، وإنما أواسي إخواني من عمل السلطان. فقال : يا زياد أما إذ
كنت فاعلا ، فإذا دعتك نفسك إلى ظلم الناس عند القدرة على ذلك فاذكر قدرة الله عزوجل على عقوبتك وذهاب ما أتيت إليهم عنهم ، وبقاء ما أتيت إلى
نفسك عليك.
وقال أيضا في ص ٩١
:
قال عليهالسلام لمنصور : لقد بلغت ثلاثة وستين وفيها مات أبي وجدي.
وقال في ص ١٥٧ :
روى الجارود بن
المنذر : قال لي أبو عبد الله الصادق : بلغني أن لك ابنة فتسخطها ، ما عليك منها؟
ريحانة تشمها ، قد كفيت رزقها ، وقد كان رسول الله أبا بنات.
وأي مثل في
الإسلام كمثل رسول الله ، وأي نعمة أن يكون للمرء ريحانة أو رياحين ، وأي فضل كفضل
البنات ، يكفي رزقهن الله! يقول الصادق : إن إبراهيم سأل ربه ابنة تبكيه وتندبه
بعد موته ، لينبه على بقاء الوفاء في أفئدة البنات بعد الممات.
وقال أيضا :
جاء مجلس الإمام
يوما جماعة من الزهاد يريدون منه إظهار التقشف والزهد الكامل ، فقال لهم :
حدثني أبي أن رسول
الله صلىاللهعليهوسلم قال : ابدأ بمن تعول ، الأدنى فالأدنى ، هذا ما نطق به
الكتاب ردا لقولكم ، قال العزيز الحكيم (وَالَّذِينَ إِذا
أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً). أفلا ترون أن الله تعالى قال غير ما أراكم تدعونني إليه؟
فنهاهم عن الإسراف ونهاهم عن التقتير ، فلا يعطي جميع ما عنده ثم يدعو الله أن
يرزقه فلا يستجيب له ، للحديث الذي جاء عن النبي : إن أصنافا من أمتي لا يستجاب
دعاؤهم : رجل يدعو على والديه ، ورجل يدعو على غريم ذهب له بمال فلم يكتب عليه ولم
يشهد عليه ، ورجل يدعو على زوجته وقد جعل الله تخلية سبيلها بيده ، ورجل يقعد في
بيته ويقول : رب ارزقني ، ولا يطلب الرزق ، فيقول الله عزوجل : يا عبدي ألم أجعل لك السبيل إلى الطلب ، ألم أرزقك رزقا
واسعا؟ فهلا اقتصدت كما أمرتك ولم تسرف فيه وقد نهيتك عن الإسراف. ورجل يدعوني في
قطيعة رحم. ثم علم الله عزوجل كيف ينفق فقال : (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ
مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً
مَحْسُوراً). فهذه أحاديث رسول الله يصدقها الكتاب ، والكتاب يصدقه
أهله من المؤمنين ، وفيهم سلمان الفارسي وأبو ذررضياللهعنهما.
فأما سلمان فكان
إذا أخذ عطاءه رفع منه قوته حتى يحضر عطاؤه من قابل. فقيل له:
يا أبا عبد الله
أنت في زهدك تصنع هذا وأنت لا تدري لعلك تموت اليوم أو غدا؟ فكان جوابه أنه قال : ترجون
لي البقاء وقد خفتم على الفناء ، أما علمتم أن النفس قد تلتاث على صاحبها ما لم
يكن لها من العيش ما تعتمد عليه ، فإذا أحرزت معيشتها اطمأنت.
وأما أبو ذر فكانت
له نويقات وشويهات يحلبها ، ويذبح منها إذا اشتهى اللحم ، أو نزل به الضيف. ومن
أزهد من هؤلاء وقد قال فيهما رسول الله ما قال ... ولم يبلغا من الزهد أن صارا لا
يملكان شيئا البتة كما تأمرون الناس بإلقاء أمتعتهم وشيئهم ويؤثرون على أنفسهم
وعيالهم.
فالإمام يريد
مجتمعا عاملا متواصلا ، فيه قصد وجد ، فبهذا يعين الله من يعين نفسه من عباده.
وقال في ص ١٧٣ :
يسأله سائل عن
قوله تعالى (مَنْ قَتَلَ نَفْساً
بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً
وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) فيجيب : من أخرجها من هدى إلى ضلال فقد والله قتلها.
ويجيئه زنديق
يسأله عن تفسير قوله تعالى (فَانْكِحُوا ما طابَ
لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا
تَعْدِلُوا فَواحِدَةً) وقوله تعالى في آخر السورة (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا
أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ
الْمَيْلِ) فيفحم الإمام الزنديق فيقول : أما قوله (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا
فَواحِدَةً) فإنما عنى النفقة ، وأما قوله (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا
بَيْنَ النِّساءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ) فإنما عنى المودة ، فإنه لا يقدر أحد أن يعدل بين امرأتين
في المودة.
ويقول عن الرزق
الذي يحض الله على الإنفاق منه (وَمِمَّا
رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) فيفسرها : ومما علمناهم يبثون ، فالعلم رزق ، وإذاعته
إنفاق واجب.
ومن تعبيره عن
حجية القرآن أبدا يسأله السائل : لم صار الشعر والخطب يمل ما
أعيد منهما
والقرآن لا يمل؟ فيجيب : لأن القرآن حجة على أهل العصر الثاني كما هو حجة على أهل
العصر الأول ، فكل طائفة تراه عصرا جديدا ، ولأن كل امرئ في نفسه متى أعاده وفكر
فيه تلقى منه في كل مدة علوما غضة ، وليس هذا كله في الشعر والخطب.
ويقول المفضل قلت
: أخبرني عن قول الله عزوجل : (وَجَعَلَها كَلِمَةً
باقِيَةً فِي عَقِبِهِ) قال : يعني بذلك الإمامة ، جعلها في عقب الحسين إلى يوم
القيامة. فقلت : فكيف صارت الإمامة في ولد الحسين دون ولد حسن وهما جميعا ولدا
رسول الله صلىاللهعليهوسلم وسبطاه وسيدا شباب أهل الجنة؟ فقال : إن موسى وهارون كانا
نبيين مرسلين أخوين ، فجعل الله النبوة في صلب هارون دون صلب موسى. ولم يكن لأحد
أن يقول لم فعل الله ذلك ، فإن الإمامة خلافة الله عزوجل جعلها في صلب الحسين دون صلب الحسن ، لأن الله هو الحكيم
في أفعاله ، لا يسأل عن فعله وهم يسألون.
ويعلن الإمام رأيه
بوجوب الإمامة ، فيسأله السائل عن منزلة الأئمة ومن يشبهون؟ فيقول : كصاحب موسى
وذي القرنين ، كانا عالمين ولم يكونا نبيين.
وفي قوله تعالى (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ) يقول الإمام : وهل يمحو الله إلا ما كان ثابتا ، وهل يثبت
الله إلا ما لم يكن ، ويقول : لو علم الناس ما في القول بالبداء من الأجر ما فتروا
عن الكلام فيه. وإنما يقصد استجابة الله لدعاء العباد ، وفي ذلك قوله : ما عظم
الله بشيء مثل البداء.
ويسأله عمرو بن
عبيد عن الكبائر من كتاب الله ، فيسردها ، ويضع في جوار كل كبيرة النص عليها من
الكتاب العزيز ، فهي :
الشرك : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ
بِهِ).
اليأس من روح الله
: (لا يَيْأَسُ مِنْ
رَوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ).
عقوق الوالدين : (وَبَرًّا بِوالِدَتِي وَلَمْ
يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا).
قتل النفس : (مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً
فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها).
قذف المحصنات : (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ
الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ).
أكل مال اليتيم : (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ
الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَسَيَصْلَوْنَ
سَعِيراً).
أكل الربا : (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا
يَقُومُونَ إِلَّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِ).
الفرار من الزحف :
(وَمَنْ يُوَلِّهِمْ
يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ
فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ).
السحر : (وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما
لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ).
الزنا : (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ
فاحِشَةً وَساءَ سَبِيلاً).
اليمين الغموس : (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ
اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ
وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا
يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ).
الغول : (وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ
يَوْمَ الْقِيامَةِ).
منع الزكاة : (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ
وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ
أَلِيمٍ).
كتمان الشهادة : (وَمَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ
قَلْبُهُ).
شهادة الزور : (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ).
نقض العهد وقطيعة
الرحم : (الَّذِينَ
يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ
بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ).
كفران النعمة : (وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي
لَشَدِيدٌ).
بخس الكيل : (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ).
وترك الصلاة : ...
واللواط : ... وقول الزور : ... وشرب
الخمر : ...
والبدعة : ...
ومن علم الإمام
جعفر بالقرآن أخذ القراءات عليه حمزة بن حبيب التيمي ، وفيها مد وإطالة وسكت على
الساكن قبل الهمز.
إلى أن قال في ص
١٧٦ :
وفي صفات الله
يقول الإمام لعبد الملك بن أعين : تعالى الله الذي ليس كمثله شيء وهو السميع
البصير. تعالى عما يصفه الواصفون المشبهون لله بخلقه. إن المذهب الصحيح في التوحيد
ما نزل به القرآن من صفات الله عزوجل فانف عن الله تعالى البطلان والتشبيه فلا نفي ولا تشبيه ،
هو الله الثابت الموجود.
ويقول لمن سأله :
هل رأى رسول الله ربه؟ نعم لقد رآه بقلبه ، أما ربنا جل جلاله فلا تدركه أبصار
الناظرين ولا تحيط به أسماع السامعين.
وسأله الأعمش شيخ
المحدثين عن مكان الله؟ فقال : لو كان في مكان لكان محدثا. ولما سئل عن استوائه
على العرش؟ قال : إنه يعني أنه لا شيء أقرب إليه من شيء.
سئل عن قوله تعالى
(وَسِعَ كُرْسِيُّهُ
السَّماواتِ وَالْأَرْضَ)؟ فقال : العرش في وجه هو جملة الخلق والكرسي وعاؤه ، وفي
وجه آخر هو العلم الذي أطلع الله عليه أنبياءه ورسله وحججه ، والكرسي هو العلم
الذي لم يطلع عليه أحدا من أنبيائه ورسله وحججه.
وسئل عن قوله
تعالى (وَكانَ عَرْشُهُ
عَلَى الْماءِ) وقول البعض : إن العرش كان على الماء والرب فوقه؟ فأجاب :
كذبوا ، من زعم هذا فقد صير الله محمولا ، ووصفه بصفة المخلوق ، ولزمه أن الشيء
الذي يحمله أقوى منه.
إلى أن قال في ص
١٧٧ :
يجيء الإمام رجل
من أهل مصر أوصى أخوه للكعبة بجارية مغنية فارهة كانت له ،
فقيل له : ادفعها
إلى بني شيبة وفيهم سدانة الكعبة ، واختلف الناس في أداء الوصية ، وأخيرا أشاروا
عليه أن يأتي الإمام ، قال الإمام : إن الكعبة لا تأكل ولا تشرب وما أهدي إليها
فهو لزوارها ، فبع الجارية وناد : هل من محتاج؟ فإذا أتوك فسل عنهم وأعطهم.
ويسأل عن القضاء
والقدر ، فيجيب : هو أمر بين أمرين ، لا جبر ولا تفويض. ويحسم القضية بين الجبرية
والقدرية. فيقول : ما من قبض ولا بسط إلا لله فيه مشيئة ورضاء وابتلاء.
يسأل عن الجبر
والتفويض : جعلت فداك ، أجبر الله العباد على المعاصي؟ فيجيب: الله أعدل من أن
يجبرهم على المعاصي ثم يعذبهم عليها. فيقول السائل : جعلت فداك ففوض إليهم؟ فيجيبه
: لو فوض إليهم لم يحصرهم بالأمر والنهي. فيقول السائل :جعلت فداك فبينهما منزلة؟
فيجيب : نعم ، ما بين السماء والأرض.
وفي مجلس آخر
يسأله السائل : وما أمر بين أمرين؟ فيجيب : مثل ذلك رجل رأيته على معصية فنهيته
فلم ينته ، فتركته ، ففعل تلك المعصية ، فليس حيث لم يقبل منك فتركته ، كنت أنت
الذي أمرته بالمعصية.
ويقول لسائل آخر :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : من زعم أن الله يأمر بالسوء والفحشاء فقد كذب على الله ،
ومن زعم أن الخير والشر بغير مشيئة الله فقد أخرج الله من سلطانه ، ومن زعم أن
المعاصي بغير قوة الله فقد كذب على الله. ومن كذب على الله أدخله النار.
ويقول : إن الله
أراد منا شيئا وأراد بنا شيئا ، وما أراده منا أظهره لنا ، فما بالنا نشتغل بما
أراده بنا عما أراده منا.
وقال في ص ٢٢٢ :
ومن وصية الإمام
الصادق له قوله : يا هشام من أراد الغنى بلا مال ، وراحة القلب
من الحسد ،
والسلامة في الدين ، فليفزع إلى الله في مسألته إن كان له عقل ، فمن عقل قنع بما
يكفيه ، ومن قنع استغنى ، ومن لم يقنع لم يدرك الغنى أبدا. يا هشام كما تركوا لكم
الحكمة اتركوا لهم الدنيا ، العاقل لا يحدث من يخاف تكذيبه ، إن الزرع ينبت في
السهل ، من أحب الدنيا ذهب خوف الآخرة من قلبه.
وقال في ص ٢٣٩ :
يقول الإمام
الصادق : إذا رويت لكم حديثا فسلوني أين أصله من القرآن؟ روى يوما نهي النبي عن
القيل والقال وفساد المال وكثرة السؤال ، فقيل له : أين هذا من كتاب الله؟ فأجاب :
إن الله تعالى يقول : (لا خَيْرَ فِي
كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ
بَيْنَ النَّاسِ) وقال تعالى (وَلا تُؤْتُوا
السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِياماً) وقال تعالى (لا تَسْئَلُوا عَنْ
أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ).
وقال أيضا :
روى هشام بن سالم
قول الصادق [عليهالسلام] : إنما علينا أن نلقي إليكم الأصول وعليكم أن تفرعوا.
وقال في ص ٢٤٠ :
والإمام الصادق
يقول : حديثي حديث أبي ، وحديث أبي حديث جدي ، وحديث جدي حديث الحسين ، وحديث
الحسين حديث الحسن ، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين ، وحديث أمير المؤمنين حديث
رسول الله ، وحديث رسول الله قوله تعالى.
وقال في ص ٢٤٢ :
أما الشهادة فيقول
فيها الإمام جعفر : لو لم تقبل شهادة المقترفين للذنوب لما قبلت
إلا شهادة
الأنبياء والأوصياء ، فمن لم تره بعينيك يرتكب ذنبا ولم يشهد عليه بذلك شاهدان فهو
من أهل العدالة والستر ، وشهادته مقبولة وإن كان في نفسه مذنبا.
وقال في ص ٢٤٣ :
فالإمام الصادق
يقول : إن السنة إذا قيست محق الدين. ولما قيل له : أرأيت إن كان كذا وكذا ما يكون
القول فيها؟ قال : ما أجبتك فيه من شيء فهو عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، لسنا من أرأيت في شيء. لكن وسائل استعمال العقل مباحة
للمجتهد.
والإمام الصادق
يقول : ما من أمر يختلف فيه اثنان إلا وله أصل في كتاب الله ، ولكن لا تبلغه عقول
الرجال.
وقال في ص ٣٠٠ :
يقول الإمام
الصادق : كل شيء لك حلال حتى تعلم أنه حرام بعينه.
والإمام الصادق
يفتح أبواب رحمة الله ويرفع الحرج ويبيح الرخص ، يقول : الوضوء نصف الإيمان ، ويقول
: إنه توبة من غير استغفار ، ومع هذا سئل عن رجل يكون معه الماء في السفر ويخاف
قلته؟ فقال : يتيمم بالصعيد ويستبقي الماء.
ويقول : من خاف
عطشا فلا يهريق قطرة وليتيمم بالصعيد ، فالصعيد أحب إلي.
سئل عن رجل ليس
معه ماء والماء عن يمين الطريق ويساره غلوتين أو نحو ذلك (الغلوة مسافة مرمى السهم)؟
فقال : لا آمره أن يغرر بنفسه فيعرض له لص أو سبع.
وسئل عن رجل يمر
بالركية (البئر) وليس معه دلو؟ قال : ليس عليه أن يدخل الركية ، لأن رب الماء هو
رب الأرض ، فليتيمم ، إن الله جعل التراب طهورا كما جعل الماء طهورا.
وقال في ص ٣٠١ :
يقول الصادق : لا
صلاة إلا إلى القبلة. فقيل له : أين حد القبلة؟ قال : ما بين المشرق والمغرب كله
قبلة. ويشرح ذلك قوله : يجزى التحري أبدا إذا لم يعلم وجه القبلة.
سئل الإمام الصادق
عن رجل شك في الأذان وقد دخل في الإقامة؟ قال : يمضي.
قيل له : شك في
الإقامة وقد كبر؟ قال : يمضي ... وفي التكبير وقد قرأ؟ قال : يمضي ... وفي القراءة
وقد ركع؟ قال : يمضي ... وفي الركوع وقد سجد؟ قال : يمضي ... إلى أن قال : إذا
خرجت من شيء ثم دخلت في غيره فشكك ليس بشيء. يقول : إذا شككت في شيء من الوضوء وقد
دخلت في غيره فليس شكك بشيء ، إنما الشك إذا كنت في شيء لم تجزه.
وسئل عن رجل يشك
كثيرا في صلاته؟ فقال فيما قال : إن الشيطان خبيث معتاد لمن عود ، فليمض أحدكم في
الوهم.
وقال في ص ٣٠٢ :
يقول الإمام
الصادق : من كان على يقين ثم شك فلا ينقض اليقين بالشك.
وقال في ص ٣٢٣ :
يقول : أفضل
الملوك من أعطي ثلاث خصال : الرحمة ، والجود ، والبذل.
ويقول : ليس
للملوك أن يفرطوا في ثلاثة : حفظ الثغور ، وتفقد المظالم ، واختيار الصالحين
لأعمالهم.
والصادق يقول لكل
هؤلاء : خير الناس أكثرهم خدمة للناس.
يقول للحكام :
كفارة عمل السلطان قضاء حاجات الإخوان ، ويقول : المستبد برأيه موقوف على مداحض
الزلل.
ويقول : لوالي
المنصور على الأهواز إذ استنصحه : فاعلم أن خلاصك ونجاتك
في حقن الدماء ،
وكف الأذى عن أولياء الله ، والرفق بالرعية ، وحسن المعاشرة مع لين في غير ضعف
وشدة في غير عنف ... وإياك والسعاة وأهل النمائم ، ولا تستصغرن من حلو وفضل طعام
في بطون خالية ... إياك يا عبد الله أن تخيف مؤمنا.
وقال في ص ٣٢٤ :
يقول الإمام
الصادق : من نكد العيش السلطان الجائر ، والجار السوء ، والمرأة البذيئة.
يقول : لا يطمع
القليل التجربة المعجب برأيه في الرياسة ، ويقول : من طلب الرياسة هلك.
وقال أيضا في ص
٣٢٧ :
أوصى الإمام
المفضل بن عمر بخصال يبلغهن من وراءه من «شيعة أهل البيت» : أن تؤدي الأمانة إلى
من ائتمنك ، وأن ترضى لأخيك ما ترضاه لنفسك ، واعلم أن للأمور أواخر فاحذر العواقب
، وأن للأمور بغتات فكن منها على حذر ، وإياك ومرتقى جبل سهل إذا كان المنحدر
وعرا.
وأوصاهم : صلوا
عشائركم ، واشهدوا جنائزهم ، وعودوا مرضاكم ، وأدوا حقوقهم ، فإن الرجل منكم إذا
ورع في دينه وصدق الحديث وأدى الأمانة وحسن خلقه مع الناس قيل هذا جعفري ، ويسرني
ذلك. وإذا كان غير ذلك دخل علي بلاؤه وعاره وقيل هذا أدب جعفر! فو الله إن الرجل
كان يكون في القبيلة من شيعة علي فيكون زينها ، آداهم للأمانة ، وأقضاهم للحقوق ،
وأصدقهم ، يحمل إليه وصاياهم وودائعهم ، تسأل العشيرة عنه ويقال : من مثل فلان؟
وأوصاهم : أوصيكم
بتقوى الله واجتناب معاصيه ، وأداء الأمانة لمن ائتمنكم ، وحسن الصحابة لمن صحبتموه
، وأن تكونوا لنا دعاة صامتين.
فهو بهذا يربط
إحسان العمل بالانتساب لأهل البيت ويضع القواعد المثلى للتجمع.
دخل عليه المفضل
بن قيس ذات يوم يسأله الدعاء ، وكما قال : فشكوت إليه بعض حالي وسألته الدعاء.
فقال : يا جارية هاتي الكيس. فقال : هذا كيس فيه أربعمائة دينار فاستعن بها. قلت :
ما أردت هذا الكيس ولكن أردت الدعاء لي. قال : ولا أدع الدعاء لك ، ولكن لا تخبر
الناس بكل ما أنت فيه فتهون عليهم.
قال يوما لبعض
أصحابه : ما بال أخيك يشكوك؟ قال : يشكوني إذ استقصيت عليه حقي ، فقال مغضبا :
كأنك إذا استقصيت حقك لم تسئ؟ أرأيت ما حكى الله عن قوم يخافون سوء الحساب ،
أخافوا أن يجور عليهم؟ ولكن خافوا الاستقصاء ، سماه الله سوء الحساب ، فمن استقصى
فقد أساء.
دخل عليه رجل من
خراسان قال : لقد قلّ ذات يدي ولا أقدر على التوجه إلى أهلي إلا أن تعينوني. فنظر
الإمام للجالسين وقال : أما تسمعون ما يقول أخوكم؟ إنما المعروف ابتداء ، فأما ما
أعطيت بعد ما سأل فإنما هو مكافأة لما بذل من ماء وجهه ، وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : والذي فلق الحب وبرأ النسمة وبعثني بالحق نبيا ، لما
يتجشم أحدكم من مسألته إياك أعظم مما ناله من معروفك .. فجمعوا له خمسمائة درهم.
وبهذا اشترك الجميع في أداء الواجب.
وهو القائل : أغنى
الغنى ألا تكون للحرص أسيرا.
قال مصادف : كنت
عند أبي عبد الله فدخل رجل ، فسأله الإمام : كيف خلفت إخوانك؟ فأحسن الثناء عليهم.
فسأله : كيف عيادة أغنيائهم على فقرائهم؟ قال الرجل : قليلة. قال الإمام : كيف
مساعدة أغنيائهم لفقرائهم؟ قال : قليلة. قال الإمام : فكيف يزعم هؤلاء أنهم شيعتنا؟
وقال في ص ٣٣٠ :
يقول الإمام
الصادق : من فر من رجلين فقد فر ، ومن فر من ثلاثة فلم يفر.
والصادق يعلم
المسلمين قوانين الإسلام في الحروب ، فيقول : إذا أخذت أسيرا فعجز عن المشي ولم
يكن معك محمل فأرسله ولا تقتله. ويعلن أن : إطعام الأسير حق على من أسره ، وإن كان
يراد من الغد قتله ، فإنه ينبغي أن يطعم ويسقى ويرفق به ، كافرا كان أو غيره.
وينهى الصادق عن
قتل الرسل ، أو قتل الرهن ، أو استعمال السم ، حتى في حرب المشركين ، فإذا كانت
حرب فلتكن حربا نظيفة ـ أي إسلامية.
وقال في ص ٣٣١ :
ولما سأل الإمام رجلا : من سيد هذه القبيلة؟ فأجاب : أنا. قال الإمام : لو كنت
سيدهم ما قلت أنا.
وقال في ص ٣٣٢ :
قال : المكارم عشر
: صدق الناس ، وصدق اللسان ، وأداء الأمانة ، وصلة الرحم ، وقرى الضيف ، وإطعام
الصائم ، والمكافأة على الصنائع ، والتذمم للجار ، والتذمم للصاحب ، ورأسهن
الحياء.
يقول : خمسة لا
يعطوا شيئا من الزكاة : الأب ، والأم ، والولد ، والزوجة ، والمملوك ، لأنهم عياله
ولازمون له.
يقول الإمام : لا
صدقة وذو رحم محتاج.
وقال أيضا :
الإمام يقول : لا
تقطع رحمك وإن قطعك.
وقال أيضا :
قال لعبد الله بن
الحسن : يا أبا محمد أما علمت أن صلة الرحم تخفف الحساب ، ثم
تلى قوله تعالى (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ
بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ) فقال عبد الله : فلا تراني بعدها قاطعا رحما.
وقال في ص ٣٣٣ :
وكان الإمام يصلي
عن ولده في كل ليلة ركعتين ، وعن والده في كل يوم ركعتين.
يقول في صدد
الصلاة عن الميت : إنه ليكون في ضيق فيوسع عليه ذلك الضيق ، ثم يؤتى فيقال له :
خفف الله عنك ذلك الضيق لصلاة فلان أخيك عنك.
وقال عليهالسلام : خير من الصدق قائله ، وخير من الخير فاعله.
والإمام يرى أن :
رأس الحزم التواضع ، وأن التواضع هو الرضى بأن تجلس من المجلس بدون شرفك ، وأن
تسلم على من لقيت ، وأن تترك المراء وإن كنت محقا. ويقول : من أكرمك فأكرمه ، ومن
لم يكرمك فأكرم نفسك عنه.
ويضيف إلى ذلك :
إنك لن تمنع الناس من عرضك إلا بما تنشره عليهم من فضلك.
وهذا الفضل بعض
المعروف ، أما عن تمام المعروف فيقول : المعروف لا يتم إلا بثلاثة : تعجيله ،
وتصغيره ، وستره.
يقول : العافية
نعمة يعجز عنه الشكر ، بل يقول : المعروف زكاة النعم.
وقال في ص ٣٣٤ :
يقول الإمام :
جاهل سخي أفضل من ناسك بخيل.
ثم قال :
لنقرأ وصية الإمام
لعبد الله بن جندب ، لنلمس مواقع الجمال والكمال في هذا المجتمع: لا تكن بطرا في
الغنى ولا جزعا في الفقر ، ولا تكن فظا غليظا يكره الناس قربك ، ولا تكن واهنا
يجفوك من عرفك ، ولا تشار من فوقك ، ولا تسخر ممن
دونك ، ولا تنازع
الأمر أهله. يا بن جندب لا تتصدقن على أعين الناس يزكوك ، فإنك إن فعلت ذلك فقد
استوفيت أجرك ، ولكن إذا أعطيت بيمينك فلا تطلع عليها شمالك ، فإن الذي تتصدق له
سرا يجزيك علانية ، فقد علم ما تريد.
وقال أيضا :
فيقول [عليهالسلام] : من حب الرجل دينه حبه إخوانه.
ويقول : وطّن نفسك
على حسن الصحبة لمن صحبت ، وحسّن خلقك وكف لسانك واكظم غيضك ، أما يستحي الرجل
منكم أن يعرف جاره حقه ولا يعرف حق جاره ، ليس منا من لم يحسن مجاورة جاره.
وقال في ص ٣٣٥ :
والإمام الصادق
يقول : أيسر حق من حقوق الإخوان أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك ، وأن تكره لأخيك ما
تكره لنفسك ، وأن تتجنب سخطه وتتبع مرضاته وتطيع أمره وتعينه بنفسك ومالك ولسانك
ويدك ورجلك ، وأن تكون عينه ودليله ومرآته ، ولا تشبع ويجوع ، ولا تروى ويظمأ ،
ولا تلبس ويعرى ، وأن تبر قسمه وتجيب دعوته ، وتعود مريضه وتشهد جنازته ، فإذا
علمت أن له حاجة تبادر إلى قضائها ولا تلجئه إلى أن يسألكها.
وقال أيضا :
وما أدق نصح
الإمام في معاشرة الناس : لا تفتش الناس فتبقى بلا صديق ، المؤمن يداري ولا يماري
، مجاملة الناس ثلث العقل.
وهو ينهى عن الظنة
، فالظنين متهم ، يقول : ضع أمر أخيك على أحسنه ، ولا تظن بكلمة خرجت من أخيك سوءا
وأنت تجد لها في الخير محملا.
أما من فرط حيث
تجب اليقظة فلا يلومن إلا نفسه ـ يقول الإمام : من كتم سره كانت الخيرة بيده ،
ويقول : لا تثقن بأخيك كل الثقة فإن سرعة الاسترسال لا تقال ، ويقول : صدرك أوسع
لسرك ، وسرك من دمك فلا تجره في غير أوداجك.
ويقول : من خان لك
خانك ، ومن ظلم لك سيظلمك ، ومن نم إليك سينم عليك.
وقال في ص ٣٣٦ :
قال : من غض طرفه
عن المحارم ، ولسانه عن المآثم ، وكفه عن المظالم.
وقال أيضا :
والإخوان ـ عند
الإمام ـ هم المواسون ، فهم بين ثلاثة : مواس بنفسه ، وآخر مواس بماله وهما
الصادقان في الإخاء ، وآخر يأخذ منك البلغة ويريدك لبعض اللذة فلا تعده من أهل
الثقة.
يقول الإمام : لا
تسم الرجل صديقا ، سمه معرفة ، حتى تختبره بثلاثة : تغضبه فتنظر غضبه أيخرجه عن
الحق إلى الباطل ، وعند الدينار والدرهم ، وحتى تسافر معه.
ويقول : ثلاثة لا
تعرف إلا في مواطن : لا يعرف الحليم إلا عند الغضب ، ولا الشجاع إلا عند الحرب ،
ولا الأخ إلا عند الحاجة.
وقال أيضا :
فيقول : من الجور
قول الراكب للراجل : الطريق ، فهو الراكب وبيده الزمام ، والطريق للناس كافة. وكفى
الراجلين أنهم يمشون ، وكفاه أنه فوق ظهر.
وقال أيضا :
والغضب عند الإمام
: مفتاح كل شر ، بما فيه من ذبذبة للذات وزعزعة للتوازن ، فعنده أن «من ظهر غضبه
ظهر كيده» بل إن «من لم يملك غضبه لم يملك عقله» في
حين أن «المؤمن
إذا غضب لم يخرجه غضبه عن حق ، وإذا رضي لم يدخله رضاه في باطل.
ويهتف الإمام
بالشيعة : يا شيعة محمد ، ليس منا من لم يملك نفسه عند الغضب ، ويحسن صحبة من
صاحبه ، ومرافقة من رافقه ، ومخالفة من خالفه.
وقال أيضا في ص
٣٣٧ :
يقول الإمام
للمرائي ثلاث علامات : يكسل إذا كان وحده ، وينشط إذا كان الناس عنده ، ويحب أن
يحمد بما لم يفعل.
وللكسلان ثلاث
علامات : يتوانى حتى يفرط ، ويفرط حتى يضيع ، ويضيع حتى يأثم.
وللمسرف ثلاث
علامات : يشتري ما ليس له ، ويأكل ما ليس له ، ويلبس ما ليس له.
وللمنافق ثلاث
علامات : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان.
وللحاسد ثلاث
علامات : يغتاب إذا غاب ، ويتملق إذا شهد ، ويشمت بالمصيبة.
وللظالم ثلاث
علامات : يعصي من فوقه ، ويعتدي على من دونه ، ويظاهر الظالمين.
وقال أيضا في ص
٣٣٨ :
يقول الإمام :
اتقوا الله في الضعيفين : اليتيم ، والنساء.
ويقول : البنات
حسنات والبنون نعم ، الحسنات يثاب عليها والنعم مسئول عنها.
وقال أيضا :
فيقول : الشؤم في
المرأة كثرة صداقها وعقوق زوجها ، وفي الدار ضيق ساحتها
وشر جيرانها.
يقول عليه الصلاة
والسلام : علموا أبناءكم السباحة والرماية ، ونعم لهو المرأة في بيتها المغزل.
وقال أيضا :
يقول الإمام :
صلاح حال التعايش على مكيال ثلثاه فطنة وثلثه تغافل.
وقال أيضا في ص
٣٣٩ :
يقول : إن المرء
يحتاج في منزله وعياله إلى ثلاث خلال يتكلفها ، وإن لم يكن في طبعه ذلك : معاشرة
جميلة ، وسعة بتقدير ، وغيرة بتحصن.
وقال أيضا :
ثم يقول ليبين أثر
المرأة في سلام الأسرة ، ثلاث من ابتلي بهن كان طائح العقل : نعمة مولية ، وزوجة
فاسدة ، وفجيعة نجيب.
وقال أيضا :
الأنس في ثلاثة :
الزوجة الموافقة ، والولد البار ، والصديق الصافي.
وقال أيضا :
يقول الإمام :
ثلاثة من استعملها فسد دينه ودنياه : من ساء ظنه ، وأمكن من سمعه ، وأعطى قياده
حليلته.
وقال أيضا :
النساء ثلاثة :
واحدة لك ، وواحدة عليك ولك ، وواحدة عليك. أما التي لك فهي
العذراء ، والتي
لك وعليك فهي الثيب ، أما التي عليك فهي المتبع التي لها ولد من غيرك.
وقال أيضا في ص
٣٤٠ :
يقول لعنوان
البصري : اسأل العلماء ما جهلت ، وإياك أن تسألهم تعنتا وتجربة ، وإياك أن تعمل
برأيك شيئا ، وخذ بالاحتياط في جميع ما تجد إليه سبيلا ، واهرب من الدنيا هربك من
الأسد.
ويقول لحمران بن
أعين : العمل الدائم القليل على اليقين ، أفضل عند الله من العمل الكثير على غير
يقين.
وقال أيضا :
يقول : العامل على
غير بصيرة كالسائر على غير الطريق ، لا تزيده سرعة السير إلا بعدا.
وقال أيضا :
قال لعنوان :
الجهل نقص في الدين والخلق ومعاملة الناس أو كما قال : الجهل في ثلاث : الكيد ،
وشدة المراء ، والجهل بالله.
ويقول : ثلاثة
يستدل بهن على إصابة الرأي : حسن اللقاء ، وحسن الاستماع ، وحسن الجواب. أما البلاغة
فهي : ليست بحدة اللسان ، ولا بكثرة الهذيان ، ولكنها إصابة المعنى وقصد الحجة.
وقال أيضا في ص
٣٤٠ :
يقول : كثرة النظر
في العلم تفتح العقل ، وكثرة النظر بالحكمة تلقح العقل.
ومن أخلاق الجاهل
الإجابة قبل أن يسمع ، والمعارضة قبل أن يفهم ، والحكم
بما لا يعلم.
والرجال ثلاثة :
عاقل ، وأحمق ، وفاجر : العاقل إن كلم أجاب ، وإن نطق أصاب ، وإن سمع وعى. والأحمق
إن تكلم عجل ، وإن حدث ذهل ، وإن حمل على القبيح فعل. والفاجر إن ائتمنته خانك ،
وإن حدثته شانك.
وقال أيضا :
يقول : أربعة
ينبغي لكل شريف ألا يأنف منها : أولها خدمته لمن تعلم منه ...
وقال أيضا في ص
٣٤١ :
والعلم جنة
والعالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس. والله ولي من عرفه. العاقل غفور والجاهل
ختور. ومن خاف العاقبة تثبت فيما لا يعلم. ومن هجم على أمر من غير علم جدع أنف
نفسه. وأكمل الناس عقلا أحسنهم خلقا.
والخشية طريق
العلم ، والعلم شعاع المعرفة وقلب الإيمان ، ومن حرم الخشية لا يكون عالما.
وقال أيضا :
وفي ذات يوم ذهب
قوم يقولون للإمام الصادق : ندعو فلا يستجاب لنا. فأجاب :
لأنكم تدعون من لا
تعرفونه.
وقال أيضا في ص
٣٦٠ :
ودخل عليه عمار
الساباطي فقال له : يا عمار إنك رب مال كثير فتؤدي ما افترض عليك الله من الزكاة؟
قال : نعم. قال : فتخرج الحق المعلوم من مالك؟ قال : نعم. قال : فتصل قرابتك؟ قال
: نعم. قال : فتصل إخوانك؟ قال : نعم. قال : يا عمار إن المال يفنى ، والبدن يبلى
، والعمل يبقى ، والديان حي لا يموت. يا عمار ما قدمت فلم يسبقك،
وما أخرت فلن
يلحقك.
جملة من كلماته الشريفة
رواها الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها
سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٨٠ ط دار الكتب العلمية
في بيروت) قال :
قال جعفر الصادق رضياللهعنه : للصداقة خمسة شروط فمن كانت فيه فانسبوه إليها ، ومن لم
تكن فيه فلا تنسبوه إلى شيء منها ، وهي : أن يكون زين صديقه زينه ، وسريرته له
كعلانيته ، وألا يغره عليه مال ، وأن يراه أهلا لجميع مودته ، ولا يسلمه عند
النكبات.
ومن كلامه رضياللهعنه : لا يتم المعروف إلا بثلاث : تعجيله ، وتصغيره ، وستره.
وقال رضياللهعنه : ما كل من رأى شيئا قدر عليه ، ولا كل من قدر على شيء وفق
له ، ولا كل من وفق أصاب له موضعا ، فإذا اجتمعت النية والتوفيق والإصابة فهناك
السعادة.
وقال رضياللهعنه : تأخير التوبة اغترار ، وطول التسويف حيرة ، والاعتدال
على الله هلكة ، والإصرار على الذنب من مكر الله (فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ
اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ).
وقال رضياللهعنه : أربعة أشياء القليل منها كثير : النار ، والعداوة ،
والفقر ، والمرض.
وسئل : لم سمي
البيت العتيق؟ قال : لأن الله تعالى أعتقه من الطوفان.
وقال : صحبة عشرين
يوما قرابة.
وقال : كفارة عمل
الشيطان الإحسان إلى الإخوان.
وقال : إذا دخلت
منزل أخيك فاقبل الكرامة ما خلا الجلوس في الصدور.
وقال : البنات
حسنات ، والبنون نعم ، والحسنات يثاب عليها ، والنعم مسئول عنها.
وقال : من لم يستح
عند العيب ، ويرعوى عند الشيب ، ويخش الله بظهر الغيب ، فلا خير فيه.
وقال : إياكم
وملاحاة الشعراء فإنهم يضنون بالمدح ، ويجودون بالهجاء والقدح.
وقال : من أكرمك
فأكرمه ، ومن استخف بك فأكرم نفسك عنه.
وقال : منع الجود
سوء الظن بالمعبود.
وقال : دعا الله
الناس في الدنيا بآبائهم ليتعارفوا ، ودعاهم في الآخرة بأعمالهم ليجازوا فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) ، (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ كَفَرُوا).
وقال : إن عيال
المرء أسراؤه ، فمن أنعم الله عليه نعمة فليوسع على أسرائه ، فإن لم يفعل يوشك أن
تزول تلك النعمة.
وقال : ثلاثة لا
يزيد الله بها الرجل المسلم إلا عزّا : الصفح عمن ظلمه ، والإعطاء لمن حرمه ،
والصلة لمن قطعه.
وقال : المؤمن إذا
غضب لم يخرجه غضبه عن حق ، وإذا رضي لم يدخله رضاه في باطل.
جملة من كلماته الشريفة
رواها العلامة
الشيخ أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري القرطبي المتوفى سنة ٤٦٣ في
كتابه «بهجة المجالس وأنس المجالس» (ج ١ ص ١٣٨ ط مصر) قال :
وقال جعفر بن محمد
: إني لأملق فأتاجر الله بالصدقة فأربح.
وقال أيضا في ج ١
ص ٢٠٥ :
قال جعفر بن محمد
: العزّ والغنى يجولان في الأرض ، فإذا أصابا موضعا يدخله التوكل أوطناه.
وقال أيضا في ج ١
ص ٢١٤ :
قال جعفر بن محمد
: المستدين تاجر الله في الأرض.
وقال أيضا في ص
٣١٣ :
قال جعفر بن محمد
: ما أنعم الله على عبد نعمة فعرفها بقلبه وشكرها بلسانه فما يبرح حتى يزداد.
وقال أيضا في ج ١
ص ٣١٥ :
قال جعفر بن محمد
: من لم يشك الجفوة لم يشكر النعمة.
وقال أيضا في ج ١
ص ٣١٨ :
قال جعفر بن محمد
: ما من شيء أسرّ إليّ من يد أتبعها أخرى ، لأن مع الأواخر يقطع لسان شكر الأوائل.
وقال أيضا في ج ١
ص ٣٢٠ :
قال جعفر بن محمد
: حاجة الرجل إلى أخيه فتنة لهما ، إن أعطاه شكر من لم يعطه ، وإن منعه ذم من لم
يمنعه.
وقال أيضا في ج ١
ص ٣٧٠ :
قال جعفر بن محمد
: لأن أندم على العفو خير من أن أندم على العقوبة.
وقال أيضا في ج ١
ص ٣٩٤ :
قال جعفر بن محمد
: من نقله الله عزوجل من ذل المعاصي إلى عز الطاعة أغناه
بلا مال ، وآنسه
بلا أنيس ، وأعزّه بلا عشيرة.
وقال أيضا في ج ٢
ص ٣٤٨ :
قال جعفر بن محمد
: من أنصف الناس من نفسه قضي به حكما لغيره.
وقال أيضا في ج ٢
ص ٥٧٠ :
قال جعفر بن محمد
: إياكم والمزاح ، فإنه يذهب بماء الوجه.
وقال أيضا في ج ٢
ص ٥٨٧ :
قال جعفر بن محمد
: ما ناصح الله عبد مسلم في نفسه فأخذ الحق لها ، وأعطى الحق منها ، إلا أعطي
خصلتان : رزق من الله يقنع به ، ورضى من الله عنه.
وقال أيضا في ج ٢
ص ٧٣٣ : سئل جعفر بن محمد عن المؤمن ، هل يكون بغيضا؟ قال : لا يكون بغيضا ، ولكن
يكون ثقيلا.
وقال أيضا في ج ٢
ص ٦٢٦ :
قال جعفر بن محمد
: قال الله عزوجل : أنا جواد كريم ، لا يجاورني في جنتي لئيم.
وقال أيضا في ج ٢
ص ٦٤٦ :
قال جعفر بن محمد
: لا دين لمن لا مروءة له.
وقال أيضا في ج ٢
ص ٧٠٤ :
قال جعفر بن محمد
: حفظ الرجل أخاه بعد وفاته في تركته كرم.
وقال أيضا في ج ٢
ص ٦٨٦ :
قال جعفر بن محمد
: لقد عظمت منزلة الصديق حتى عند أهل النار ، ألم تسمع إلى قول الله تعالى حاكيا
عنهم (فَما لَنا مِنْ
شافِعِينَ* وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ).
وقال في ج ٣ ص ٨٤
:
روى جعفر بن محمد
بن علي بن الحسين ، عن أبيه أنه قال : رب البيت آخر من يغسل يديه.
وقال أيضا في ج ٣
ص ١٢٧ :
قال سفيان الثوري
: دخلت على جعفر بن محمد ، فقال لي : يا سفيان إذا أنعم الله عليك نعمة فاحمد الله
، وإذا استبطأت رزقا فاستغفر الله ، وإذا حزبك أمر فقل : لا حول ولا قوة إلا بالله
، ثم قال لي : يا سفيان ثلاث وأي ثلاث :
ثلاث خصال من
حقائق الإيمان : الإقتصاد في الإنفاق ، والإنصاف من نفسك ، والابتداء بالسلام.
ثلاث من لم تكن
فيه لم يطعم الإيمان : حلم يرد به جهل الجاهل ، وورع يحجزه عن المحارم ، وخلق
يداري به الناس.
ثلاث لا يعرفون
إلا في ثلاثة : الحليم عند الغضب ، والشجاع عند الحرب ، والأخ عند الحاجة.
وقال أيضا في ج ٣
ص ١٤٩ :
قال الزبير :
حدثني أبو ضمرة أنس بن عياض ، قال : قيل لجعفر بن محمد : كم تتأخر الرؤيا؟ فقال :
رأى رسول الله صلىاللهعليهوسلم كأن كلبا أبقع يلغ في دمه ، فكان شمر بن ذي الجوشن قاتل
الحسين رضياللهعنه ، وكان أبرص ، فكان تأويل الرؤيا بعد
خمسين سنة.
وقال أيضا في ج ٣
ص ١٣٤ :
أربعة قالها جعفر
بن محمد ، لا تستقل القليل منها : الدين ، والنار ، والعداوة ، والمرض.
وقال أيضا في ج ٣
ص ٣٢٠ :
قال جعفر بن محمد
: الناقص من الناس من لا ينتفع من المواعظ إلا بما آلمه أو لزمه.
كان يقال : اجعل
عمرك كنفقة رفعت إليك ، فأنت لا تحب أن يذهب ما ينفق منها ضياعا ، فلا يذهب عمرك
ضياعا.
بعض وصاياه عليهالسلام
رواها جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر عبد الغني نكدمي في «حدائق المتقين فيما ينفع المسلمين» (ص ١٧٥ ط دار
الكتاب النفيس ، بيروت) قال :
وقال جعفر الصادق رضياللهعنه : لا تصحب خمسة :
١ ـ الكذاب : فإنك
منه على غرور ، وهو مثل السراب ، يقرب منك البعيد ، ويبعد منك القريب.
٢ ـ والأحمق :
فإنك لست منه على شيء ، يريد أن ينفعك فيضرك.
٣ ـ والبخيل :
فإنه يقطع بك أحوج ما تكون إليه.
٤ ـ والجبان :
فإنه يسلمك ويفر عند الشدة.
٥ ـ والفاسق :
فإنه يبيعك بأكلة ، أو أقل منها.
فقيل : وما أقل
منها؟ قال : الطمع فيها ثم لا ينالها.
تفسيره عليهالسلام لبعض الآيات
كلامه الشريف في (دَنا فَتَدَلَّى) [النجم : ٨]
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة أبو
محمد عبد الله بن حميد السالمي الحوقيني العماني الإباضي مذهبا الضرير المتوفى سنة
١٣٣٢ في «مشارق أنوار العقول» (ج ١ ص ٧٦ ط دار الجيل ، بيروت) قال :
وقال النووي في
شرح مسلم في تفسير قوله تعالى (ثُمَّ دَنا
فَتَدَلَّى) ما نصه : وعلى هذا القول ـ يعنى القول بدنو الرسول من ربه
ـ يكون الدنو متأولا ليس على وجهه بل كما
قال جعفر بن محمد
: الدنو من الله تعالى لا حد له ومن العباد محدود.
كلامه عليهالسلام
في قوله تعالى (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ) [الأعراف : ١٩٩]
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم العلامة
محمد بن أحمد بن جزى الكلبي الغرناطي الأندلسي المولود سنة ٧٤١ والمتوفى سنة ٧٩٢
في «التسهيل لعلوم التنزيل» (ج ٢ ص ٥٨ ط دار الفكر) قال :
وعن جعفر الصادق :
أمر الله نبيه صلىاللهعليهوسلم فيها بمكارم الأخلاق.
ومنهم الفاضل
المعاصر الدكتور عبد المجيد قطامش أستاذ الدراسات الإسلامية المساعد بجامعة أم
القرى في «الأمثال العربية» (ص ١٣٢ ط دار الفكر ، دمشق) قال :
وروى الزمخشري (ت
٥٣٨ ه) في تفسير هذه الآية الشريفة قول جعفر الصادق : أمر الله نبيه عليه الصلاة
والسلام بمكارم الأخلاق ، وليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق منها.
ومن كلامه عليهالسلام في قوله تعالى
(لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا
تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ
وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ) [لقمان : ١٨]
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم الشيخ محمد
علي طه الدرة في «تفسير القرآن الكريم وإعرابه وبيانه» (ج ١٤ ص ٣٣٧ ط دار الحكمة ،
دمشق وبيروت سنة ١٤٠٢) قال :
وقال جعفر الصادق
بن محمد الباقر رضياللهعنهما : يا بن آدم ما لك تأسف على مفقود لا يرده إليك الفوت ،
وما لك تفرح بموجود لا يتركه في يديك الموت؟
ومن كلامه عليهالسلام في قوله تعالى
(وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ) [المؤمنون : ٥]
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضلان
المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في «جامع
الأحاديث» القسم الثاني (ج ٣ ص ٥١٣ ط دمشق) قالا :
عن جعفر الصادق
أنه سئل عن قوله تعالى : (وَآوَيْناهُما إِلى
رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ) قال : الربوة النجف ، والقرار المسجد ، والمعين الفرات. ثم
قال : إن نفقة في الكوفة بالدرهم الواحد تعدل بمائة درهم في غيرها ، والركعة بمائة
ركعة ، ومن أحب أن يتوضأ بماء الجنة ويشرب من ماء الجنة ويغتسل بماء الجنة فعليه
بماء الفرات فإن فيه منبعين من الجنة ، وينزل من الجنة كل ليلة مثقالان من مسك في
الفرات ، وكان أمير المؤمنين علي يأتي باب النجف ، ويقول : وادي السلام ومجمع
أرواح المؤمنين ، ونعم المضجع للمؤمنين هذا المكان ، يقول : اللهم اجعل قبري بها (كر).
ومن كلامه عليهالسلام في قوله تعالى
(إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ* وَإِنَّ
الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ) [الإنفطار : ١٣]
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر الشيخ محمد محمود الصواف المكي في كتابه «القيامة رأي العين» (ص ١٣٤ ط
مؤسسة الرسالة في بيروت سنة ١٤٠٧) قال :
في موضع من كتاب
الله قال : (إِنَّ الْأَبْرارَ
لَفِي نَعِيمٍ* وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ) وروي عن الإمام
جعفر الصادق رضياللهعنه أنه قال : النعيم المعرفة والمشاهدة ، والجحيم ظلمات
الشهوات.
ومن كلامه عليهالسلام في قوله تعالى
(وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا
إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً) [الجمعة : ١١]
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم قائد
الشافعية أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي المتوفى سنة ٢٠٤ في «المسند» (ص ٦٥ ط
دار الكتب العلمية في بيروت) قال :
أخبرنا إبراهيم بن
محمد ، حدثني جعفر بن محمد ، عن أبيه قال : كان النبي صلىاللهعليهوسلم يخطب يوم الجمعة وكانت لهم سوق يقال لها البطحاء كانت بنو
سليم يجلبون إليها الخيل والإبل والغنم والسمن ، فقدموا فخرج إليهم الناس وتركوا
رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وكان لهم لهو إذا تزوج أحدهم من الأنصار ضربوا بالكير ،
فعيرهم الله بذلك فقال (وَإِذا رَأَوْا
تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً).
ومنهم العلامة
الشيخ محمد عابد بن أحمد بن على بن القاضي محمد الواعظ الحنفي الأنصاري الأيوبي
السندي المتولد بها والمتوفى سنة ١٢٥٧ في المدينة المنورة في «ترتيب مسند الشافعي»
(ج ١ ص ١٣٠ ط بيروت سنة ١٣٧٠) قال :
أخبرنا إبراهيم بن
محمد ، حدثني جعفر بن محمد ، عن أبيه قال : كان النبي صلىاللهعليهوسلم يخطب يوم الجمعة ـ فذكر مثل ما تقدم عن «المسند» بعينه.
كلامه عليهالسلام
في (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً) [المؤمنون : ١١٥]
ذكره جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم تقي الدين
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم المشتهر بابن تيمية المتولد سنة ٦٦١ والمتوفى سنة
٧٢٨ في «الأسماء والصفات» (ج ٢ ص ٣٧٤ ط بيروت سنة ١٤٠٨) قال :
وقد روى الثعلبي
في تفسيره بإسناده عن جعفر بن محمد الصادق رضياللهعنه : أنه سئل عن قوله تعالى (أَفَحَسِبْتُمْ
أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً) لم خلق الله الخلق؟ فقال : لأن الله كان محسنا بما لم يزل
فيما لم يزل إلى ما لم يزل ، فأراد الله أن يفيض إحسانه إلى خلقه ، وكان غنيا عنهم
، لم يخلقهم لجر منفعة ولا لدفع مضرة ، ولكن خلقهم
وأحسن إليهم وأرسل
إليهم الرسل حتى يفصلوا بين الحق والباطل ، فمن أحسن كافأه بالجنة ، ومن عصى كافأه
بالنار.
ومن كلامه عليهالسلام
في تفسير (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) الآية [آل عمران : ١٨]
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم العلامة
الشيخ فخر الدين محمد بن عمر بن الحسين الرازي المتوفى سنة ٦٠٦ في كتابه «عجائب
القرآن» (ص ٤٣ ط بيروت سنة ١٤٠٤) قال :
وقال جعفر الصادق
وقد سألوه عن هذه الآية : إن الله شهد لنفسه بالفردانية والصمدية والأحدية
والأزلية ، ثم خلق الخلق ، فشغلهم بعبادة هذه الكلمة. وذلك لأن شهادة الحق لنفسه
حق ، وشهادتهم له رسم ، فكيف يستوي الرسم مع الحق ، ومن أين للتراب طاقة على تجلي
نور رب الأرباب.
كلامه عليهالسلام
في تفسير (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) [النجم : ١]
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم المولوي علي
بن سلطان محمد القاري في «شرح الشفاء للقاضي عياض» (ج ١ ص ٢٠١ المطبوع بهامش «نسيم
الرياض في شرح شفاء القاضي عياض» ط دار الفكر ، بيروت) قال :
رواه عن كتاب
الشفاء للقاضي عياض فشرحه : (وَالنَّجْمِ إِذا
هَوى) أنه محمد صلىاللهعليهوسلم ، وهوى أي نزل أو صعد إلى السماء (وَالنَّجْمِ) قلب محمد صلىاللهعليهوسلم (هَوى) انشرح من الأنوار. وقال أيضا : (هَوى) انقطع عن
غير الله.
ومنهم العلامة
شهاب الدين أحمد الخفاجي المصري في «نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض» (ج ١ ص
٢٠١ ط دار الفكر ، بيروت)
رواه عن كتاب الشفاء
فشرحه.
ومنهم الفاضل
المعاصر حسن كامل الملطاوي في «رسول الله في القرآن الكريم» (ص ١٦١ ط دار المعارف
، القاهرة) قال :
وفي تفسير الإمام
القرطبي رضياللهعنه عند قوله تعالى (وَالنَّجْمِ إِذا
هَوى) قال الإمام جعفر بن محمد بن علي بن الحسين رضياللهعنهم (وَالنَّجْمِ) يعني محمدا صلىاللهعليهوسلم (إِذا هَوى) إذا نزل من السماء ليلة المعراج.
ومن كلامه عليهالسلام في قوله تعالى
(وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي) [الحجر : ٨٧]
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
المولوي علي بن سلطان القاري في «شرح الشفاء ـ للقاضي عياض» (ج ١ ص ٢٩٨ المطبوع
بهامش نسيم الرياض للخفاجي ط دار الفكر ، بيروت) قال :
قال عليهالسلام : أي أكرمنا بسبع كرامات : الهدى ، والنبوة ، والرحمة ،
والشفاعة ، والولاية ، والتعظيم ، والسكينة.
رواه عن كتاب
الشفاء للقاضي عياض فشرحه.
ومن كلامه عليهالسلام في قوله تعالى
(إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) [البقرة : ٣٠]
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
الشيخ عبد الغني بن إسماعيل النابلسي المتوفى سنة ١١٤٣ في كتابه «الحقيقة والمجاز
في الرحلة إلى بلاد الشام ومصر والحجاز» (ص ٤٤٣ ط القاهرة) قال :
وحكى جعفر بن محمد
، عن أبيه محمد بن علي رضياللهعنهم : أن سبب وضع البيت والطواف بيان الله تعالى ، قال
للملائكة (إِنِّي جاعِلٌ فِي
الْأَرْضِ خَلِيفَةً قالُوا أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ
الدِّماءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قالَ إِنِّي أَعْلَمُ
ما لا تَعْلَمُونَ) فغضب عليهم فعاذوا بالعرش ، فطافوا حوله سبعة أطواف
يسترضون ربهم ، فرضي عنهم وقال لهم : ابنوا لي في الأرض بيتا يعوذ به من سخطت عليه
من بني آدم يطاف حوله كما فعلتم بعرشي فأرضى عنهم ، فبنوا له هذا البيت ، فكان أول
بيت وضع للناس ، قال الله سبحانه (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ
وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً) [آل عمران : ٩٦].
ومن كلامه عليهالسلام
حول بعض الآيات
رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر الشيخ محمد متولي الشعراوي في «المنتخب من تفسير القرآن الكريم» (ج ١ ص ٥٦
ط منشورات دار النصر ، بيروت) قال :
وكان الإمام جعفر
الصادق يقول : عجبت لمن خاف كيف لا يفزع إلى قول الله سبحانه وتعالى : (حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) فإن الله يعقبها بقوله (فَانْقَلَبُوا
بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ) [آل عمران : ١٧٤]
وعجبت لمن اعتم كيف لا يفزع إلى قول الله تعالى (لا إِلهَ إِلَّا
أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) [الأنبياء : ٨٧]
فالله
يعقبها بقوله (فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ
وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) ، وعجبت لمن يمكر به كيف لا يفزع إلى قول الله تعالى (وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ
اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ) [غافر : ٤٤] فإن
الله يعقبها بقوله (فَوَقاهُ اللهُ
سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا) ، وعجبت لمن طلب الدنيا وزينتها كيف لا يفزع إلى قول الله
سبحانه وتعالى (ما شاءَ اللهُ لا
قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ) [الكهف: ٣٩] فإني سمعت الله يعقبها بقوله (إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً
وَوَلَداً ..) (فَعَسى رَبِّي أَنْ
يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ).
ومنهم العلامة الشيخ
فخر الدين محمد بن عمر بن الحسين الرازي المتوفى سنة ٦٠٦ في كتابه «عجائب القرآن» (ص
١٢٣ ط بيروت سنة ١٤٠٤) قال :
قال جعفر بن محمد
الصادق : عجبت لمن ابتلي بأربع كيف يغفل عن أربع : عجبت لمن أعجب بأمر كيف لا يقول
«ما شاء الله لا قوة إلا بالله» ، وإنه تعالى يقول (وَلَوْ لا إِذْ
دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ ما شاءَ اللهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ) [الكهف : ٣٩] ،
وعجبت لمن خاف قوما كيف لا يقول «حسبي الله ونعم الوكيل» ، والله تعالى يقول (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ
النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَقالُوا
حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ* فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ
وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ) [آل عمران : ١٧٤]
، وعجبت لمن مكر به كيف لا يقول (أُفَوِّضُ أَمْرِي
إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ) والله تعالى يقول (فَوَقاهُ اللهُ
سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا وَحاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ) [غافر : ٤٥] وعجبت
لمن أصابه هم أو كرب لا يقول (لا إِلهَ إِلَّا
أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) فيقول الله (فَاسْتَجَبْنا لَهُ
وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) [الأنبياء : ٨٨].
ومنهم الفاضل
المعاصر الشيخ عبد القادر عطا في «خطب الجمعة والعيدين للوعظ والإرشاد» (ص ١١ ط
دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :
قال سيدنا جعفر
الصادق رضياللهعنه : عجبت لمن خاف ـ فذكر مثل ما تقدم باختلاف يسير.
كلامه عليهالسلام في قوله تعالى
(وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى) [البقرة : ١٢٥]
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة أبو
الحسن أسلم بن سهل بن أسلم بن زياد بن حبيب الرزاز الواسطي المشتهر ببحشل في «تاريخ
واسط» (ص ١٨٩ ط عالم الكتب ، بيروت) قال :
حدثنا أسلم ، قال
: ثنا أحمد بن سنان ، قال : ثنا هيثم بن معاوية الزمراي ، قال : ثنا حاتم بن
إسماعيل ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قرأ (وَاتَّخِذُوا مِنْ
مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى).
كلامه عليهالسلام
في (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى) [الضحى : ٧]
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
شهاب الدين أحمد الخفاجي المصري في «نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض» (ج ٤ ص
٤٨ ط دار الفكر ، بيروت) قال :
في قوله تعالى (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى) ضالا عن محبتي لك في الأزل ، أي تعرفها فمننت عليك
بمعرفتي.
روى كلامه عليهالسلام عن الشفاء فشرحه.
ومنهم المولوي علي
بن سلطان محمد القاري في «شرح الشفاء ـ للقاضي عياض» (ج ٤ ص ٤٨ المطبوع بهامش «نسيم
الرياض في شرح شفاء القاضي عياض» ط دار الفكر ، بيروت)
رواه مثل ما تقدم
فشرحه.
ومن كلامه عليهالسلام
في تفسير (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى) [الضحى : ٦]
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم المولوي علي
بن سلطان محمد القاري في «شرح الشفاء ـ للقاضي عياض» (ج ١ ص ٢٠٨ المطبوع بهامش «نسيم
الرياض في شرح شفاء القاضي عياض» ط دار الفكر ، بيروت) قال :
عن جعفر الصادق
أنه سئل : لم أفرد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم من أبويه فكان يتيما في
صغره؟ فقال : لئلا يكون عليه حق للمخلوق. انتهى.
ومنهم العلامة
شهاب الدين أحمد الخفاجي المصري في «نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض» (ج ١ ص ٢١٠
ط دار الفكر ، بيروت) قال :
(وقيل آواه إليه)
أي قيل في تفسير هذه الآية أن معناها آواه الله أي ضمه إلى نفسه ولم يحوجه لحماية
أحد وإيوائه ، وهذا معنى ما حكي عن جعفر الصادق أنه سئل : لم كان النبي صلى الله
تعالى عليه وسلم يتيما في صغره؟ فقال : لئلا يكون عليه حق لمخلوق.
كلامه عليهالسلام
في «الحمد لله رب العالمين»
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الدكتور
القصبي محمود زلط الأستاذ المساعد بجامعة الأزهر في «القرطبي ومنهجه في التفسير» (ص
٣١٥ ط المركز العربي للثقافة والعلوم ، بيروت) قال :
ففي قوله (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) يقول : ويذكر عن جعفر الصادق في قوله (الْحَمْدُ لِلَّهِ) من حمده بصفاته كما وصف نفسه فقد حمد ، لأن الحمد حاء وميم
ودال ، فالحاء من الوحدانية ، والميم من الملك ، والدال من الديمومية ، فمن عرفه
بالوحدانية والديمومية والملك فقد عرفه.
ومن كلامه عليهالسلام في قوله تعالى
(فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ
فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ) [النساء : ٦٥]
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر موسى محمد علي في كتابه «حقيقة التوسل والوسيلة على ضوء الكتاب والسنة» (ص
١٧ ط عالم الكتب ، بيروت) قال :
عن جعفر الصادق رضياللهعنه أنه قال : لو أن قوما عبدوا الله تعالى وأقاموا الصلاة
وآتوا الزكاة وصاموا رمضان وحجوا البيت ، ثم قالوا لشيء صنعه رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ألا صنع خلاف ما صنع ، أو وجدوا في أنفسهم حرجا فكانوا
مشركين ، ثم تلا هذه الآية : (فَلا وَرَبِّكَ لا
يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي
أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً).
وقال أيضا في
كتابه «حليم آل البيت الإمام الحسن بن علي» ص ٣٥ ط عالم
الكتب مثله بعينه.
من كلامه عليهالسلام في أرجى آية في القرآن
(وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) [الضحى : ٥]
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة أبو
بكر أحمد بن مروان بن محمد الدينوري في «المجالسة وجواهر العلم» (ص ٥٠٢ ط معهد تاريخ
العلوم العربية بفرانكفورت) قال :
حدثنا محمد بن علي
بن حمزة العلوي ، نا علي بن الحسن بن عمر بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، نا الحسن
بن زيد بن علي بن أبي طالب ، قال : سمعت جعفر بن محمد يقول : أرجى آية في كتاب
الله عزوجل (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ
رَبُّكَ فَتَرْضى) فلم يكن مرضى محمد من ربه أن يدخل أحدا من أمته النار.
ومنهم الشيخ محمد
علي طه الدرة في «تفسير القرآن الكريم وإعرابه وبيانه» (ج ١٦ ص ٣٢٧ ط دار الحكمة ،
دمشق وبيروت سنة ١٤٠٢) قال :
وفي الخازن : قال
حرب بن شريح : سمعت جعفر بن محمد بن علي ، أي زين العابدين يقول : يا معشر أهل
العراق إنكم تقولون : أرجى آية في كتاب الله (قُلْ يا عِبادِيَ
الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ) ـ إلخ قالوا : نقول ذلك. قال : ولكنا أهل البيت نقول : إن
أرجى آية في كتاب الله قوله تبارك وتعالى (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ
رَبُّكَ فَتَرْضى).
من كلامه عليهالسلام
في تفسير (فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى) [النجم : ١٠]
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر محمد سليم في «الإسراء والمعراج» (ص ١٠٩ ط المختار الإسلامي ، القاهرة)
قال :
سئل جعفر الصادق رضياللهعنه عن معنى
قوله تعالى (فَأَوْحى إِلى
عَبْدِهِ ما أَوْحى)
قال : سر الحبيب مع الحبيب ، ولا يعلم سر الحبيب إلا الحبيب.
من كلامه عليهالسلام
في قوله تعالى (وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ) [الفتح : ٢]
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
شهاب الدين أحمد الخفاجي المصري في «نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض» (ج ١ ص
٢٨٠ ط دار الفكر ، بيروت) قال :
(وقال جعفر بن
محمد) الصادق الذي تقدمت ترجمته في تفسير هذه الآية (من تمام نعمته عليه) أي من
إتمام نعمته التي أنعم بها عليه (ان جعله حبيبه) أي اصطفاه وخصه وأكرمه إكرام
المحب لحبيبه حتى لقب بالحبيب.
كلمات أعلام العامة
(من السلف والخلف في شأنه عليهالسلام)
منها
قول مالك بن أنس
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
برهان الدين بن فرحون المدني المالكي المتوفى سنة ٧٩٩ في «إرشاد السالك إلى أفعال
المناسك» (ج ١ ص ٢٠١ ط بيت الحكمة ، قرطاج) قال :
وقد ذكر مصعب
الزبيري عن مالك رحمهالله تعالى قال : اختلفت إلى جعفر بن محمد الصادق زمانا ، وما
كنت أراه إلا على إحدى ثلاث خصال : إما مصل ، وإما صائم ، وإما يقرأ القرآن ، وما
رأيته يحدث عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلا على طهارة ، وكان لا يتكلم فيما لا يعنيه ، وكان من
العلماء العباد الزهاد الذين يخشون الله تعالى ، ولقد حججت معه سنة ، فلما أتى
الشجرة أحرم ، فكلما أراد أن يهل كان يغشى عليه ، فقلت له : لا بد لك من ذلك؟ فقال
: يا بن أبي عامر إني أخشى أن أقول «لبيك اللهم» ، فيقول : لا لبيك ولا سعديك.
ومنهم العلامة أبو
بكر محمد بن إسماعيل بن خلف بن خلقون الاشبيلي المتوفى سنة ٦٣٦ في «أسماء شيوخ
مالك بن أنس» (ص ٦٦ ط مكتبة الثقافة الدينية ، بور سعيد الظاهر) قال :
وذكر مصعب الزبيري
عن مالك رحمهالله أنه قال : اختلفت إلى جعفر بن محمد ـ فذكر مثل ما تقدم عن
البرهان ابن فرحون.
ومنهم العلامة
شهاب الدين أحمد الخفاجي المصري في «نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض» (ج ٣ ص
٣٩٩ ط دار الفكر ، بيروت) قال :
وقال مصعب : قال
الإمام مالك : وقد كنت أرى جعفر بن محمد ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن فرحون مع شرحه.
ومنهم المولوي علي
بن سلطان محمد القاري في «شرح الشفاء للقاضي عياض» (ج ٣ ص ٣٩٩ المطبوع بهامش «نسيم
الرياض في شرح شفاء القاضي عياض» ط دار الفكر ، بيروت) قال :
وقال مصعب بن عبد
الله : قال مالك : ولقد كنت أرى جعفر بن محمد ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن فرحون
وشرحه أيضا.
ومنهم الأستاذ
محمد أبو زهرة في «الميراث عند الجعفرية» (ص ٣٣ ط دار الرائد العربي ، بيروت) قال
:
قال إمام دار
الهجرة مالك رضياللهعنه : اختلفت إلى جعفر بن محمد زمانا ، فما كنت أراه إلا على
إحدى ثلاث خصال ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن فرحون إلى : يخشون الله.
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي في كتابه «أئمة الفقه التسعة» (ج ١
ص ١٤٠ ط الهيئة
المصرية العامة للكتاب) قال :
ويقول الإمام مالك
من علاقته بالإمام جعفر الصادق : كنت آتى جعفر بن محمد ، وكان كثير المزاح والتبسم
، فإذا ذكر عنده النبي (ص) اخضر واصفر ، ولقد اختلفت إليه زمانا فما كنت أراه إلا
على ثلاث خصال ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن فرحون.
ثم قال :
أفاد الإمام مالك
من صحبة الإمام جعفر ، وأخذ عنه كثيرا من طرق استنباط الحكم ووجوه الرأي ، وأخذ
عنه بعض الأحكام في المعاملات ، وأخذ الاعتماد على شاهد دون شاهدين ، إذا حلف
المدعي اليمين ، وكما أخذ من الإمام الصادق جعفر بن محمد أخذ من أبيه الإمام محمد
الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
ومنهم تقي الدين
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم المشتهر بابن تيمية الحنبلي الحراني الدمشقي
المتوفى سنة ٧٢٨ في كتابه «قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة» (ص ٦٨ ط دار الكتب
العلمية في بيروت) قال :
قال مصعب : قال
مالك (ابن أنس): ولقد كنت أرى جعفر بن محمد ـ وكان كثير الدعابة والتبسم ـ فإذا
ذكر عنده النبي صلىاللهعليهوسلم اصفر لونه ، وما رأيته يحدث عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلا على طهارة.
ومنهم الفاضل
المعاصر الدكتور أحمد علي طه ريان الأستاذ المساعد بكلية الشريعة والقانون في
جامعة الأزهر في «ملامح من حياة مالك بن أنس» (ص ٣٤ ط دار الاعتصام ، القاهرة)
فذكر قول مالك مثل
ما تقدم عن ابن فرحون في «إرشاد السالك».
ومنها
قول محمد بن إدريس الشافعي
ذكره جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة أبو
بكر محمد بن إسماعيل بن خلف بن خلقون الاشبيلي المتوفى سنة ٦٣٦ في «أسماء شيوخ
مالك بن أنس» (ص ٦٧ ط مكتبة الثقافة الدينية ، بور سعيد الظاهر) قال :
قال ابن أبي حاتم
: نا أحمد بن سلمة ، قال : سمعت إسحاق بن إبراهيم بن راهويه يقول : قلت للشافعي :
كيف جعفر بن محمد عندك؟ قال : ثقة ـ في مناظرة جرت بينهما.
ومنها
قول عمر بن المقداد
ذكره جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل
الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه «تاريخ الأحمدي» (ص
٣٢٧ ط بيروت سنة ١٤٠٨) قال :
وفي حلية الأولياء
لأبي نعيم عن عمر بن المقداد قال : كنت إذا نظرت إلى جعفر بن محمد علمت أنه من
سلالة النبيين.
ومنها
قول أبي حنيفة النعمان بن ثابت
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الحافظ
المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة ٧٤٨ في «تاريخ الإسلام
ووفيات المشاهير والأعلام» حوادث سنة ١٤١ ـ ١٦٠ (ص ٨٩ ط بيروت سنة ١٤٠٧) قال :
وقال ابن عقدة :
ثنا جعفر بن محمد بن حسين بن حازم ، حدثني أبو نجيح إبراهيم ابن محمد ، سمعت الحسن
بن زياد الفقيه ، سمعت أبا حنيفة وسئل : من أفقه من رأيت؟ فقال : ما رأيت أحدا
أفقه من جعفر ، لما أقدمه المنصور الحيرة بعث إلي فقال : يا أبا حنيفة إن الناس قد
فتنوا بجعفر بن محمد ، فهيئ لنا من مسائلك الصعاب ، فهيأت له أربعين مسألة ، ثم بعث
إلي المنصور فأتيته ، فدخلت ، وجعفر جالس عن يمينه ، فلما بصرت بهما دخلني لجعفر
من الهيبة ما لم يدخلني للمنصور ، ثم التفت إلى جعفر فقال : يا أبا عبد الله ،
أتعرف هذا؟ قال : نعم هذا أبو حنيفة ، ثم أتبعها : قد أتانا ، ثم قال : يا أبا
حنيفة هات من مسائلك فاسأل أبا عبد الله ، فابتدأت أسأله ، فكان يقول في المسألة :
أنتم تقولون فيها كذا وكذا ، وأهل المدينة يقولون كذا وكذا ، ونحن ـ يريد أهل
البيت ـ نقول كذا وكذا ، فربما تابعنا ، وربما تابع أهل المدينة ، وربما خالفنا
معا ، حتى أتيت على أربعين مسألة ، ما أخرم فيها مسألة ، ثم يقول أبو حنيفة : أليس
قد روينا أن أعلم الناس أعلم الناس بالاختلاف.
ومنهم العلامة صدر
الأئمة صدر الدين أبو المؤيد موفق بن أحمد المكي أخطب خطباء خوارزم في «مناقب أبي
حنيفة» (ج ١ ص ١٤٨ ط دار الكتاب العربي ، بيروت) قال :
وبه قال عن الحسن
بن زياد اللؤلؤي ، سمعت أبا حنيفة وسئل : من أفقه من رأيت؟ قال : ما رأيت أفقه من
جعفر بن محمد الصادق ، لما أقدمه المنصور بعث إلي فقال : يا أبا حنيفة إن الناس قد
فتنوا بجعفر بن محمد فهيئ له من المسائل الشداد ، فهيأت له أربعين مسألة ـ فذكر
مثل ما تقدم عن الحافظ الذهبي.
ومنهم العلامة أبو
أحمد عبد الله بن محمد الحنفي المتوفى سنة ٣٦٥ في «الكامل في الرجال» (ج ٢ ص ٥٥٦)
قال :
حدثنا ابن سعيد ،
حدثنا جعفر بن محمد بن حسن بن حازم ، حدثنا أبي إبراهيم بن محمد الزماني أبو نجيح
، سمعت حسن زياد يقول : سمعت أبا حنيفة وسئل : من أفقه من رأيت؟ فقال : ما رأيت
أحدا أفقه من جعفر بن محمد ، لما أقدمه المنصور ـ فذكر مثل ما تقدم عن الذهبي
بعينه.
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي في كتابه «أئمة الفقه التسعة» (ج ٢ ص ٩٠ ط الهيئة
المصرية العامة للكتاب) قال عند ذكر الإمام أبي حنيفة النعمان :
لزم الإمام جعفر
الصادق سنتين تعلم فيهما الكثير ، وإن اختلفا من بعد ، حتى قال أبو حنيفة النعمان
: لو لا السنتان لهلك النعمان.
وقال أيضا في ج ١
ص ١٦٦ عند ذكر الشافعي :
والتقى ببعض
تلاميذ جعفر الصادق ، وتعلم منهم بعض فقه الإمام الصادق وأقضية الإمام علي كرم
الله وجهه ، وتعلم من مذهب الإمام الصادق أن العقل هو أقوى أدوات الاستنباط حين لا
يكون نص ، العقل وحده هو أداة فهم النصوص لا الاتباع ولا التقليد.
وتعلم من تلاميذ
الإمام الصادق رأي الإمام في حقيقة العلم.
ومنهم الفاضل
الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في «تاريخ الأحمدي» (ص ٣٢٧ ط
بيروت سنة ١٤٠٨) قال :
وفي تذكرة الحفاظ
للذهبي عن أبي حنيفة قال : ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد.
ومنها
قول هياج بن بسطام
نقله جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الحافظ
المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة ٧٤٨ في «تاريخ الإسلام
ووفيات المشاهير والأعلام» حوادث سنة ١٤١ ـ ١٦٠ (ص ٨٩ ط بيروت سنة ١٤٠٧) قال :
وقال هياج بن
بسطام : كان جعفر بن محمد يطعم حتى لا يبقى لعياله شيء.
ومنها
قول أبي حاتم
نقله جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الحافظ
المذكور في الكتاب المزبور (في الصحيفة الماضية) قال :
قال أبو حاتم :
ثقة لا يسأل عن مثله.
ومنها
قول ابن معين
نقله جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم الحافظ
المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة ٧٤٨ في «تاريخ الإسلام
ووفيات المشاهير والأعلام» حوادث سنة ١٤١ ـ ١٦٠
(ص ٨٨ ط بيروت سنة
١٤٠٧) قال :
روى عباس الدوري
عن ابن معين قال : جعفر بن محمد ثقة مأمون.
ومنها
قول الحافظ الشيخ زين الدين العراقي
نقله في «شرح
الألفية المسماة بالتبصرة والتذكرة» له أيضا (ج ١ ص ٣١ ط دار الكتب العلمية ،
بيروت) قال فيه :
فنقول وبالله التوفيق
: إن أصح أسانيد أهل البيت جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي إذا كان الراوي عن
جعفر ثقة.
ومنها
قول الحافظ ابن شاهين
نقله في كتابه «تاريخ
أسماء الثقات ممن نقل عنهم العلم» (ص ٨٥ ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة ١٤٠٦)
قال فيه :
جعفر بن محمد
الصادق : ثقة مأمون ، قاله يحيى ، وسئل عثمان بن أبي شيبة عنه ، فقال : مثل جعفر
لا يسأل عنه ، هو ثقة إذا روى عنه الثقات.
ومنها
قول الحافظ العجلي
نقله في «تاريخ
الثقات» ترتيب الحافظ الهيثمي (ص ٩٨) قال فيه :
جعفر بن محمد بن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضياللهعنهم أجمعين ، ولهم شيء ليس لغيرهم ، خمسة أئمة : جعفر بن محمد
بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
حدثني حسين الجعفي
، عن حفص بن غياث قال : قدمت البصرة ، فقالوا : لا تحدثنا عن ثلاثة : جعفر بن محمد
، وأشعث بن سوار ، وأشعث بن عبد الملك ، فقلت : أما جعفر بن محمد فلم أكن لأدع
الحديث عنه ، لقرابته من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولفضله.
ومنها
قوله الفاضل
الدكتور عبد المعطى قلعجي في «تعليقه على تاريخ الثقات» (ص ٩٨) قال :
جعفر بن محمد بن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي العلوي أبو عبد الله الصادق : روى عنه
شعبة ، والسفيانان ، ومالك ، وابن جريج ، وأبو حنيفة ، وخلق كثير ، ولا يسأل عن
عدالته فهو الثقة ابن الثقة ، ذكره ابن حبان في الثقات فقال : كان من سادات أهل
البيت فقها وعلما وفضلا ، يحتج بحديثه.
وقال أيضا في
تعليقات «تاريخ أسماء الثقات» لابن شاهين ص ٨٥ مثل ذلك.
ومنها
قول أبي زهرة
في كتابه «الميراث
عند الجعفرية» (ص ٣٤ ط دار الرائد العربي ، بيروت) قال :
والإمام جعفر
الصادق هو ابن الإمام محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين ابن علي بن أبي
طالب ، من فاطمة سيدة نساء العالمين ، كما قال سيد المرسلين ، وهي
بنت محمد ، وهي
التي بقيت منها العترة النبوية والسلالة المحمدية ، ففي أولادها وذريتها إلى يوم
القيامة العبقة النبوية والسلالة الهاشمية ، إن صحت النسبة واستقاموا على الجادة.
ولد الإمام جعفر
سنة ٨٣ ، وقيل سنة ٨٠ ، وتوفي سنة ١٤٨ ، فسنه قريبة من سن الإمام أي حنيفة ، وإن
كان يعد من شيوخ أبي حنيفة ، فقد روى عنه وعن أبيه محمد الباقر.
وجعفر الصادق إمام
ابن إمام ، حتى تنتهي السلسلة إلى الإمام علي بن أبي طالب الذي قال عنه النبي صلىاللهعليهوسلم إنه أقضى أصحابه ، وهو الذي كان يحل كل معضلة في عهد
الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضياللهعنه ، حتى لقد كان يقول عمر عند ما تكون معضلة ، مسألة ولا أبا
حسن لها.
بيئة كريمة :
ولسنا ممن يقول إن
العلم ينتقل بالوراثة ، ولكنا نقول إن العرق دساس ، وإن الرجل الذي ينبت في منبت
العلم ، ويتوارث ذكر العلم كابرا عن كابر ، لا بد أن يكون فيه نزوع إليه ، واتجاه
نحوه ، فإن وجد البيئة الصالحة والفراغ الذي يشغله بالعلم ، ولا يشغل عنه بشاغل
آخر ، فإنه لا بد أن ينتج في العلم ويثمر ، والإمام جعفر الصادق ، هو غصن كبير من
أغصان تلك الدوحة الهاشمية التي انصرفت في العصر الأموي والعباسي إلى العلم تزجي
به الفراغ ، وتعمل فيه بما يتفق مع شرف النسبة ، والانتماء إلى محمد صلىاللهعليهوسلم.
جمعه بين علم
المدينة وعلم العراق :
وقد تهيأت لجعفر
الصادق نشأة علمية ، وبيئة علمية ، فأبوه محمد الباقر بن علي زين العابدين كان
إماما من أئمة العلم بالمدينة يؤخذ عنه في الفتيا ويرجع إليه ، وقد
التقى فيه شرف
النسب ، وشرف النفس ، والعزة الهاشمية ، مع العلم الذي انصرف إليه ، ولم يجد عملا
له دون سواه. وقد قالوا إنه لقب بالباقر لأنه لما اشتهر بالعلم ونفاذ البصيرة فيه
قيل كأنه بقر العلم أي شقه ووصل إلى لبابه وأقصى غايته. وعمه الإمام زيد بن علي
أستاذ أبي حنيفة ، وصاحب واصل بن عطاء ، كان عالما في الفقه وفي العقائد ، وحسبك
أن أبا حنيفة شيخ الفقهاء قد أخذ عنه. وابن عمه عبد الله بن حسن كان إماما في
الفقه والحديث ، وقد أخذ عنه أبو حنيفة أيضا. فالإمام جعفر نشأ في ذلك البيت
العلمي ، وكان مقامه مدينة رسول الله صلىاللهعليهوسلم التي كانت مثابة الحديث ، وفقه الصحابة والتابعين ، ولذلك
كان من أعلم الناس بأقوال العلماء وقد علم فقه الأثر ، وفقه الرأي معا ، ولقد قال
أبو حنيفة في مقدار علمه «ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد الصادق». وقد روي أن أبا
جعفر المنصور قال : يا أبا حنيفة إن الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد ، فهيئ من
المسائل الشداد ما تسأله به ، فهيأ له أربعين مسألة ، وإن أبا حنيفة يقول في لقائه
وعرض هذه المسائل : «أتيته فدخلت عليه (أي على أبي جعفر المنصور) وجعفر بن محمد
جالس عن يمينه فلما بصرت به دخلتني من الهيبة لجعفر بن محمد ما لم يدخلني لأبي
جعفر المنصور ، فسلمت عليه ، وأومأ فجلست ، ثم التفت إليه ، فقال : يا أبا عبد
الله هذا أبو حنيفة. فقال : نعم ، ثم التفت إلي فقال : يا أبا حنيفة ألق على أبي
عبد الله مسائلك ، فجعلت ألقي عليه فيجيبني ، فيقول : أنتم تقولون كذا وأهل
المدينة يقولون كذا ، ونحن نقول كذا ، فربما تابعنا ، وربما تابعهم ، وربما خالفنا
، حتى أتيت على الأربعين مسألة ، ما أخل منها مسألة واحدة. ثم قال أبو حنيفة :
أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس.
فإذا كان قد تلقى
العلم بالمدينة ، فهو لم ينقطع عن علم العراق ، بل كان يعرفه كما حكى شيخ فقهاء
العراق وإمام القياسين في الفقه الإسلامي.
علاقته بالسياسة
في عصره :
ولقد كان أبو عبد
الله كأبيه محمد الباقر ممن لم تشغل السياسة العملية حيزا كبيرا من تفكيرهم فيما
يظهر ، بل انصرف إلى العلم كأبيه ، ولم يشغل هو ولا أبوه أنفسهما بالسياسة العملية
، كما فعل عمه زيد ، وكما فعل أولاد عمه إبراهيم ومحمد النفس الزكية أولاد عبد
الله بن حسن.
وكان في آرائه
السياسية كأبيه معتدلا غير مغال ، وقد كان أبوه ينهى عن سب الشيخين أبي بكر وعمر ،
وعن سب ذي النورين عثمان رضياللهعنهم ، ويروى أنه ذكر بحضرته بعض أهل العراق هؤلاء الأئمة
الثلاثة بسوء ، فغضب وقال لهم مؤنبا : أنتم من المهاجرين الأولين الذين أخرجوا من
ديارهم وأموالهم! قالوا : لا. قال : فأنتم من الذين تبوءوا الدار والإيمان! قالوا
: لا. قال : ولستم من الذين جاءوا من بعدهم يقولون : ربنا اغفر لنا ولإخواننا
الذين سبقونا بالإيمان ، قوموا عني ، لأقرب الله داركم ، تقرون بالإسلام ، ولستم
من أهله.
التزامه محراب
العلم :
ولقد كانت الأحوال
في العصر الذي عاش فيه الإمام جعفر تجره إلى السياسة جرا شديدا ، ولكنه استعصم ولم
يسر في تيارها العملي ، كما فعل عمه ، وأبناء عمومته من أولاد الإمام عبد الله بن
الحسن رضياللهعنهم أجمعين.
ومنها
قول الشيخ أحمد محيي الدين العجوز
في كتابه «مناهج
الشريعة الإسلامية» (ج ٣ ص ١١٤ ط مكتبة المعارف ، بيروت) قال :
مذهب الإمامية وهم
الذين يعتقدون بإمامة اثني عشر من آل البيت النبوي ،
والإمامية أكبر
طوائف الشيعة وينتشر مذهبهم في إيران ، ثم العراق ، ثم لبنان.
وإمامهم في الفقه
وأحكامه الإمام جعفر بن محمد الصادق وهو الإمام السادس من أئمة أهل البيت الكرام ،
كان رضياللهعنه من كبار المجتهدين ، ومن العلماء الزهاد ، الذين يخشون
الله تعالى ، فهو ذو علم غزير في الدين ، وأدب كامل وحكمة رفيعة ، وزهد بالغ في
الدنيا ، وورع تام عن الشهوات.
وكما كان من كبار
المجتهدين في أحكام الشريعة السمحة ، ومرجع علماء الشرع في زمانه ، كان عالما
جليلا في الزجر والفال ، ولا سيما علم الكيمياء.
فقد كان فيه على
باع واسع ، ومعرفة دقيقة وبراعة فائقة. وقد تلقى عنه علم الكيمياء جابر بن حيان ،
فبرع في الأركان الأربعة ، والموازين والخمائر الكبيرة ، والمزج والإصباغ وخواص
المعادن وطبائعها والعلم الإلهي وما بعد الطبيعة.
وقد ألف الإمام
جعفر الصادق كتابا في الكيمياء يقع في ألف ورقة في القرن الأول الهجري.
وكان يقال له :
شيخ الكيميائيين.
كان مقامه في
المدينة المنورة في أكثر الأحيان ، ثم رحل إلى الكوفة ، وأقام فيها حينا.
وقد أخذ عن الإمام
جعفر الصادق رضياللهعنه الإمام مالك في المدينة ، وقال عنه : إنه كان من العلماء
الزهاد الذين يخشون الله.
وأخذ عنه أيضا
الإمام أبو حنيفة في الكوفة ، وقال : ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد الصادق.
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي في كتابه «أئمة الفقه التسعة» (ج ١ ص ٢٧ ط الهيئة
المصرية العامة للكتاب) قال :
لم يجمع الناس على
حب أحد في ذلك العصر كما أجمعوا على حب الإمام جعفر
ابن محمد الذي
اشتهر فيهم باسم جعفر الصادق.
ذلك أنه كان صافي
النفس ، واسع الأفق ، مرهف الحس ، متوقد الذهن ، كبير القلب ، يلتمس في غضبه
الأعذار للآخرين ، حاد البصيرة ، ضاحك السن ، مضيء القسمات ، عذب الحديث ، حلو
المعشر ، سباقا إلى الخير ، برا طاهرا.
وكان صادق الوعد ،
وكان تقيا.
هو من العترة
الطاهرة عترة رسول الله (ص) .. جده لأمه هو أبو بكر الصديق وجده لأبيه هو الإمام
علي بن أبي طالب ، وهو نسب لم يجتمع لأحد غيره.
ولد في المدينة
سنة ٨٠ هو مات فيها سنة ١٤٨ ه.
وخلال هذا العمر
المديد أغنى الحياة والفكر بحسن السيرة ، والعلم الغزير ، وإشراقاته الروحية ،
واستنباطه العقلي.
وكان مع جلال هذا
الحسب متواضعا لله ، يلتقي في أعماقه علم الصاحبين العظيمين وصلاحهما وحسن بلائهما
، وتراث تقواهما ، ولا يزدهيه على الرغم من ذلك كبرياء من يجمع في نفس واحدة أطراف
ذلك المجد كله ، وتلك الروعة كلها.
وعى منذ طفولته نصيحة
أبيه الإمام محمد الباقر «ما دخل في قلب امرئ شيء من الكبر إلا نقص من عقله مثل ما
دخله».
تعهده وهو صغير
جده لأمه القاسم بن محمد بن أبي بكر بقدر ما تعهده جده لأبيه علي زين العابدين بن
الحسين بن علي بن أبي طالب. فإذا به وهو صبي يحفظ القرآن ويتقن تفسيره ، ويحفظ
الأحاديث والسنة من أوثق مصادرها عن آل البيت ، تواترا عن الإمام علي بن أبي طالب
كرم الله وجهه وعن الصديق رضياللهعنه وعن سائر الصحابة من رواة الأحاديث الصادقين.
وأتاح له توفر هذه
المصادر جميعا أن يتقن دراسة الحديث وفهمه ، وأن يكشف ما وضعه المزيفون تزلفا
للحاكمين أو خدمة لهذا الطرف أو ذاك من أطراف الصراع السياسي.
ثم نشر من
الأحاديث ما حاول الحكام المستبدون إخفاءه لأنه يزلزل أركان الاستبداد ، فقد كان
حكام ذلك الزمان يجهدون في إخفاء ما رواه علي بن أبي طالب من السنة.
وانتهى نظر الإمام
جعفر إلى أنه لا يوجد حديث شريف يخالف أو يمكن أن يخالف نصوص القرآن الكريم ، وأن
كل ما ورد من أحاديث مخالفا لكتاب الله فهو موضوع ينبغي ألا يعتد به.
وكان عصره متوترا
مشوبا بالأسى ، تخضب الرايات المنتصرة فيه دماء الشهداء من آل البيت ، ويطغى
الأنين الفاجع على عربدة الحكام.
كان عصر الفتوحات
الرائعة ، والفزع العظيم والدموع.
فالدولة الأموية
تضع العيون والأرصاد على آل البيت منذ استشهاد الإمام الحسين ابن علي في كربلاء.
وهي تضطهدهم
وتضطهد أنصارهم ، وتخشى أن ينهض واحد منهم لينتزع الخلافة.
استشهد عمه زيد في
مقتلة بشعة تشبه ما حدث لجده الحسين أبي الشهداء ، وبكاه الإمام جعفر أحر البكاء.
وكان الإمام جعفر
من بين آل البيت هو الإمام الذي تتطلع إليه الأنظار : أنظار الذين يكابدون استبداد
الحكام ، وأنظار الحكام على السواء.
عرف منذ مطلع صباه
أن الإمام عليا بن أبي طالب رئيس البيت العلوي يلعن على المنابر في مساجد الدولة
في صلاة الجمعة. وعلى الرغم من أن أم المؤمنين أم سلمة كانت قد أرسلت إلى معاوية
تنهاه عن تلك البدعة البشعة وتقول له : إنكم تلعنون الله ورسوله إذ تلعنون عليا بن
أبي طالب ومن يحبه ، وأشهد أن الله ورسوله يحبانه. على الرغم من تلك النصيحة فقد
ظل الإمام علي يلعن على المنابر ، وتلعن معه زوجه فاطمة الزهراء بنت رسول الله
عليه الصلاة والسلام.
وسمع جعفر هذه
اللعنات طيلة صباه وجزء من صدر شبابه ، حتى جاء الخليفة الأموي العادل عمر بن عبد
العزيز فتبرأ إلى الله من هذا العار ، وكان يحمل للإمام علي ابن أبي طالب ما يحمل
لغيره من الخلفاء الراشدين الثلاثة من إجلال وتوقير. وأمر الخطباء أن يتلوا ـ بدلا
من لعن علي في ختام خطبة الجمعة ـ الآية الكريمة التي ما زالت تتلى إلى الآن : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ
وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ
وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ).
وطابت نفس جعفر
كما طابت نفوس الصالحين وأهل التقوى والعلم بما صنعه الخليفة العادل عمر بن عبد
العزيز ، وأعلن الإمام جعفر في مجلسه إعجابه بالخليفة عمر سبط عمر بن الخطاب رضياللهعنه.
وكان الإمام جعفر
منذ رأى بطش الحكام بآل البيت وأنصارهم وبالباحثين عن الحقيقة وبمقاومي الاستبداد
، كان قد أخذ بمبدإ التقية فلم يجهر بالعداء لبني أمية ، اتقاء شرهم ، وحذر للفتنة
، وهم إذ ذاك غلاظ شداد على من لا يوالونهم.
فآثر أن يهب نفسه
للعلم ، وألا يفكر في النهوض والإقضاض على السلطان الجائر ، حقنا لدماء المسلمين.
ورأى أن خير ما
يقاوم به البغي هو الكلمة المضيئة تنير للناس طريق الهداية ، وتزكيهم وتحركهم إلى
الدفاع عن حقوق الإنسان التي شرعها الإسلام وإلى حماية مصالح الأمة التي هي هدف
الشريعة.
وكان قد تعلم من
جده الإمام علي زين العابدين بن الحسين عن جده الرسول (ص) أن طلب العلم ونشره جهاد
في سبيل الله ، وأن الله تعالى جعل للعلماء مكانة بين الأنبياء والشهداء.
وكان قد رأى جده
الإمام زين العابدين رضياللهعنه يخطو في المسجد حتى يجلس في حلقة أحد الفقهاء من غير آل
البيت ، فيقول له أحد الحاضرين : غفر الله لك أنت سيد الناس. وتأتي تتخطى خلق الله
وأهل العلم من قريش حتى تجلس مع هذا
العبد الأسود.
فيرد زين العابدين : إنما يجلس الرجل حيث ينتفع وان العلم يطلب حيث كان.
ولقد وعى الصغير
دلالة هذا كله ، وانتفع به طيلة حياته. ولقد مات محمد الباقر وابنه جعفر في نحو
الخامسة والثلاثين ، وقد أتقن معارف آل البيت وأهل السنة وترسبت في عقله
نصائح أبيه «إياك
والكسل والضجر فإنهما مفتاح كل شر ، إنك إن كسلت لم تؤد حقا ، وإن ضجرت لم تصبر على
حق» ، «إن طلب العلم مع أداء الفرائض خير من الزهد» ، «إذا صحب العالم الأغنياء
فهو صاحب دنيا ، وإذا لزم السلطان من غير ضرورة فهو لص». ثم وصيته «ألا يصحب خمسة
ولا يحادثهم ولا يرافقهم في طريق : الفاسق والبخيل والكذاب والأحمق وقاطع الرحم
لأن الفاسق يبيعه بأدنى متعة ، والبخيل يقطع المال حين الحاجة ، والكذاب كالسراب
يبعد القريب ويقرب البعيد ، والأحمق يريد أن ينفع فيضر ، وقاطع الرحم ملعون في
كتاب الله».
مضى الإمام جعفر
الصادق ـ وقد ورث الإمامة عن أبيه ـ بكل ما تعلمه من أبيه وجديه يخوض غمرات الحياة
المضطربة .. وفي تلك الأيام عرفت المساجد وندوات العلم في المدينة المنورة شابا
ورعا يتفكر في خلق السموات والأرض بكل ما أتيح له من معرفة وإشراق روحي ، يرفض
الإشتغال بالسياسة اتقاء البطش ، على وجهه شعاع من نور النبوة.
وهداه عكوفه على
دراسة القرآن والحديث إلى أن واجب المسلم أن يؤمن عن اقتناع وتدبر وتفكر في ظواهر
الحياة والكون ، فهي دليله إلى الإيمان بوحدانية الله.
وهداه هذا التفكير
إلى الاهتمام بعلوم الطبيعة والكيمياء والفلك والطب والنبات والأدوية لأنها علوم
تحقق مصالح الناس ، وتحرر الفكر ، وتهديه إلى الإيمان العميق الحق الراسخ.
وتتلمذ عليه جابر
بن حيان ، وكان أبوه شيعيا قتل دفاعا عن الحقيقة وفي حب آل
البيت ، فاصطنع
الإمام محمد الباقر والد الإمام جعفر ذلك الفتى اليتيم ، وفقهه في الدين حتى إذا
ورث جعفر الأمانة بيد جابر بن حيان وتعهده وحثه على دراسة علوم الحياة وزوده بمعمل
وأمره أن ييسر كتاباته لينتفع بها الناس .. وخصص له وقتا في كل يوم يتدارسان فيه
علوم الطبيعة والكيمياء والطب ، وكشف له من تبصره بالفقه كثيرا من المعارف العلمية
وهداه بالمعارف العلمية إلى التمكن من الفقه.
وعلم وهو في
المدينة أن في العراق مذاهب تدعو إلى الإلحاد والزندقة ، فخرج يناقش زعماء هذا
المذهب ، لم يقعد مكتفيا بالحكم عليهم بالكفر ، أو يصب اللعنات عليهم ، بل ناقشهم
بمنطقهم ، ليثبت لهم وجود الله ، وقادهم مما يعلمون إلى ما لا يعلمون.
واشتهر في ذلك
الزمان طبيب هندي برع في علوم الطب والصيدلة ، فحرص الإمام جعفر على أن يلتقي به
ويتعرف إلى علمه ، وتبادلا المعارف معا ثم أخذ يحاوره في الإسلام وفي إثبات وجود
الله.
بهذه الحكمة
والموعظة الحسنة عاش الإمام جعفر يدعو إلى سبيل ربه فأقنع كثيرا من الزنادقة
والملحدين والمنكرين والوثنيين بالإسلام فأسلموا وحسن إسلامهم وأضافوا بفكرهم ثراء
إلى الفقه وإلى العلوم في ذلك الزمان.
آمن بالتجربة
والنظر العقلي والجدل طريقا إلى الإيمان وسلحته معرفته الواسعة العميقة بالعلوم في
الاستدلال والإقناع ، وجذب أصحاب العقول المبتكرة إلى الدين ، وهو مع انشغاله بكل
ذلك ، كان يتحرى أحوال الناس ، ويحمل على كتفه جرابا فيه طعام ومال فيوزع على
أصحاب الحاجة ، دون أن يدع أحدا يعرف على من يتصدق.
ولكم أساء إليه
بعض صنائع الحكام الذين خشوا التفاف الناس حوله فما قابل الإساءة إلا بالإحسان ،
وهو يردد قول الله تعالى (ادْفَعْ بِالَّتِي
هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ
حَمِيمٌ).
وفي الحق أنه
استطاع أن يحول كل الذين دسوا عليه ليسيئوا إليه إلى أولياء
حميمين.
كان يزدري
الانتقام ويعلم الناس فضيلة العفو مرددا قول جده رسول الله (ص) «ما زاد عبد بالعفو
إلا عزا».
ولكن أقارب جعفر
لم يتركوه لما هو فيه من علم ودراسة ليؤدي دوره في تنوير العقول ، فقد حاولوا أكثر
من مرة أن يقحموا عليه السياسة.
ودعوه إلى الثورة
على الدولة الأموية ، واجتمعت عليه الألسنة تلح ليتولى أمر الخلافة ، فرفض وصرفهم
عما هم آخذون فيه.
فعادوا يطالبونه
بالبيعة لواحد منهم ولكنه لم يوافق.
وكانت الثورة ضد
حكم الدولة الأموية تشتد ، ووميض النار خلل الرماد يوشك أن يكون له ضرام.
وكان بعض
المنتسبين إلى الفقه والثقافة وعلوم الدين قد صانعوا حكام بني أمية وزينوا لهم
الاستبداد وأفتوا لهم بأنهم ظل الله في الأرض ، وأنهم لا يسألون عما يفعلون.
وقد ساء رأي الناس
في هذه الفئة من المنتسبين إلى الفقه والعلم ، لأنهم باعوا شرفهم بالمناصب والجاه.
وكان الصادق من
أكثر الناس حرصا على حماية الأمة من سموم هؤلاء المرتزقة.
وفي الحق أن
الحكام الأمويين كانوا يحسنون مكافأة هؤلاء المتملقين ، فيجزلون لهم العطاء ويولون
بعضهم.
وكان بعض هؤلاء
الولاة يحب أن يبدو فقيها عالما على الرغم من جهله المركب ، وقد تعود أحد هؤلاء
المرتزقة المنافقين أن يتقرب إلى الخليفة الأموي بلعن الإمام علي بن أبي طالب كرم
الله وجهه ، وسب فاطمة الزهراء رضياللهعنها .. بعد أن كان الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز قد أبطل
تلك الأحدوثة الشائنة : سب علي وفاطمة! ولكن عمر بن عبد العزيز كان قد مات بكل
عدله وحزمه وصفائه ، وما بقي في الدولة
من رجال إلا هذا
الصنف من الضالين وصناع الضلال.
وعرف الصادق أن
ذلك الفقيه المرتزق الذي كان قد كوفئ بتعيينه واليا ، ما زال يسب عليا وفاطمة
ويهدد الناس إن خالفوه ، والناس قد أسكتهم الخوف.
وإذ بالإمام
الصادق يذهب ويستمع له ثم ينتفض مقاطعا المنافق المرتزق ويكشف للناس جهله ونفاقه ،
ويوضح للناس وهو يعظهم أن مثل هذا المنافق الذي يبيع شرفه وضميره بالمنصب أو
بالجاه أو المال ، ويبيع آخرته بدنياه ، إنما هو ضال مضلل وهو أبين الناس خسرانا
يوم القيامة ، وأن محض افتراءاته وكشف جهله واجب.
حقا .. ما كان
الإمام الصادق يستطيع أن يسكت عن كل هذا التزييف على أنه ما من شيء كان يوجع
الإمام الصادق مثل انحدار الذين ينتسبون إلى العلم والثقافة والفقه والدين إلى
حضيض النفاق ، والمراءاة ، والانحناء ، وبيع الضمير.
وما كان أنشط
النخاسين في التقاط من ارتضوا أن يصبحوا عبيدا وإماء .. لقد شعر الإمام الصادق منذ
استشهاد عمه الإمام زيد أنه يعيش في نهاية عصر.
إنها نهاية عصر ..
حقا ..!
وانتهى العصر ..
سقطت دولة بني
أمية وأرسل الثوار إلى جعفر الصادق رسالة يطالبونه فيها أن يقبل البيعة ليصبح هو
الخليفة.
وجاءته الرسالة
وهو مشغول في تأملاته ودراساته وتجاربه فأحرق الرسالة ولم يرد.
كان يحلق في سماء
المعرفة ، يضرب في أغوار العلم ، ويشعر أنه أقوى من الملك .. أي ملك في الأرض.
وأنه باستمراره في دوره العلمي أنفع للناس.
كان يقول : من طلب
الرياسة هلك.
على أن الرياسة
ظلت تطلبه وهو يرفض.
وإذ رفض الخلافة
بايع الناس أبا العباس حفيد عبد الله بن عباس بن عبد المطلب
وبنو العباس هم
بنو عمومة العلويين.
وتأمل الإمام
الصادق فيمن يحيط بالخليفة الجديد.
لقد انتهى عصر ...
هذا حق ..
انتهى بكل خيره
وشره ، وجاء عصر جديد يتطلع فيه الناس إلى الحرية ، والنظافة ، والطهارة ، والعدل
، فإذا بالمنافقين الذين زينوا الاستبداد لبعض الأمويين وشرعوا لهم العدوان
والطغيان يحيطون بأبي العباس مؤسس الدولة الجديدة ، الدولة العباسية.
ومات أبو العباس ،
وورثة الخليفة المنصور وإذ بهؤلاء المنافقين يحيطون بالخليفة الثاني في العصر
الجديد. وإذ بهم يوسوسون له بالآراء نفسها ، وإذ بهم يوهمونه أنه فوق الحساب لأنه
ظل الله في الأرض ، حتى لقد جعلوا المنصور يحمل الناس على تقبيل الأرض بين يديه ،
أنهم أشباه رجال اشتهر عنهم الجهل والتخلف والغباء والحمق ووجهوا كل نشاطهم
للنفاق. نفوس كريهة زرية مهينة محتقرة.
وحكم الصادق على
العهد الجديد بمن يمثلونه ويفيدون منه.
أي أمل للناس في
الخليفة وقد أصبحت الشورى لذوي الضمائر المتهرئة والألسنة المستهلكة؟ لقد مضوا
يدعون إلى التقشف باسم الإسلام ويحببون الفقر إلى الناس باسم الدين ، لينصرف
المستبدون إلى جمع المال ، وينصرفوا هم إلى الارتزاق.
لقد شرعوا للبغي
وأحدثوا خرقا في الإسلام.
لقد أرادوا من
الأمة أن تواجه إسراف الطبقة الحاكمة لا باستخلاص الحق المعلوم الذي شرعه الله ،
بل بالزهد في كل شيء ، والانصراف عن كل حق.
ثم وصل فجور هؤلاء
المرتزقة إلى آخر مدى فوضعوا الأحاديث النبوية لخدمة الطبقة الحاكمة حتى الأحاديث
الشريفة لم تسلم من تزييفهم.
وعلى الرغم من كل
هذه المظالم ، وعلى الرغم مما عاناه الإمام جعفر من آلام وهو يعيش محنة خيبة الأمل
في النظام الجديد ، فإنه ظل آخذا بالتقية قائلا : التقية ديني ودين آبائي. والتقية
ألا يجهر المرء بما يعتقد اتقاء للأذى أو حتى تتحسن
الظروف. والأصل في
التقية هو قول الله تعالى (لا يَتَّخِذِ
الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ... وَمَنْ
يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ
تُقاةً).
وكان الخليفة
المنصور قد غالى في القسوة على مخالفيه ، ومنهم بعض آل البيت من العلويين والإمام
الصادق يسكت تقية ، ولكنه آثر مع ذلك أن ينصح الخليفة بالحسنى فقال له : عليك
بالحلم فإنه ركن العلم. فإن كنت تفعل ما تقدر عليه كنت كمن أحب أن يذكر بالصولة.
واعلم أنك إن عاقبت مستحقا لم تكن غاية ما توصف به إلا العدل.
وهكذا مضى الإمام
الصادق يؤدي دوره في تنوير الناس حكاما ومحكومين .. والخصومة تشجر حول القضاء
والقدر ، والجبر والإختيار ، فيقول الإمام للناس : إن الله أراد بنا أشياء ، وأراد
منا أشياء ، فما أراده الله بنا طواه عنا ، وما أراده أظهره لنا. فما بالنا نشتغل
بما أراده بنا عما أراده منا.
وكان هذا لا يروق
للطبقة الحاكمة ، ولا للمتنطعين والمرتزقة من المنتسبين إلى العلم والفقه.
ذهب الإمام جعفر
الصادق إلى أن القول بالجبر ضد الشرع ، لأنه لا حساب ولا عقاب إذا لم يكن للمرء
حرية اختيار ما يفعل.
وإلا فمن أين تنبع
المسئولية إن لم تك للإنسان حرية الفعل؟
وهكذا مضى الإمام
الصادق بكل إيمانه بدوره ، يعلم الناس بعض ما خفي عنهم من تفسير القرآن ووجد أن
الأمراء والولاة يقترفون الظلم ، ويأكلون ما ليس لهم من حقوق الرعية ثم يستغفرون
الله ، ويحسبون أن الله سيتوب عليهم ، فمضى يشرح معنى الاستغفار مفسرا بضع آيات من
سورة نوح (فَقُلْتُ
اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً* يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ
مِدْراراً* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ
وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً) فالاستغفار إذن يجلب السعادة والغنى.
ولكن الاستغفار
الحق ليس هو ترديد الكلمة باللسان ، ولكنها توبة القلب ،
وإعمال العقل ،
والعمل الصالح الذي يحقق خير الأمة.
الاستغفار أن
تمتثل الأمر لله تعالى بالعدل والإحسان. ذلك أن المرء يجب أن يفكر في الله بكل ما
يملك العقل من قدرات ، ليعرف الله ويعرف كيف يتقيه وكيف يحقق أهداف شرائعه وما
أهداف الشرائع إلا تحقيق المصلحة للبشر وإعمار الأرض.
ولقد سأله أحد
الناس : يا بن بنت رسول الله ، لقد قال تعالى : (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ
لَكُمْ) فما لنا ندعوه فلا يجيب؟ فقال له الإمام : لأنك تدعو من لا
تعرف.
إنه يطالب الناس
أن يفكروا ليعرفوا الله .. أن يعرفوا الله بعقولهم ليستقر إيمانهم على أساس وطيد.
كان الإمام على
غزارة علمه متواضعا رقيقا مع كل من يعرف ومن لا يعرف ، وكم تلقى من إساءات من بعض
الحمقى والأغبياء وذوي النفوس المعقدة أو الضمائر العفنة أو ذوي الفظاظة ، فما
قابلها إلا بالابتسام أو بالصبر. كان يتمثل قول الله تعالى (وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ).
وكان يكره الخصومة
ويسعى جهده إلى الصلح فإن عرف أن هناك خصومة على مال تبرع من ماله خفية ليعطى طالب
المال ، وكان يقول : لا يتم المعروف إلا بثلاثة : بتعجيله وتصغيره وستره.
ناضل الإمام
الصادق لإقرار التسامح الديني ولإرساء قواعد شريفة للتعامل بين المسلمين وأهل الكتاب
من نصارى ويهود وكان حربا على التعصب الذي يسيء إلى الشريعة وإلى إنسانية الإنسان.
ذلك أنه وجد بعض
المتنطعين والأراذل يحاولون أن يسيئوا معاملة المسيحيين ، فأثبت عليهم مخالفة
قواعد الشرع وأوامر الرسول (ص) ، لأن الإسلام أمر المسلمين بأن يتعايشوا مع المسيحيين
إخوانا متحابين ، وألا يكرهوا الناس على أن يكونوا مسلمين ، فلا إكراه في الدين.
يجب أن يترك أهل
الكتاب وما يدينون به فقد نهى الإسلام عن إثارة الفتنة في
الدين والفتنة أشد
من القتل ، ولقد أمر الرسول عليهالسلام باحترام حرية العقيدة واحترام أهل الكتاب ، فمن لم يتعامل
معهم كما أمر الرسول (ص) فليس من الإسلام في شيء ، ولو زعم في تنطعه وتعصبه أنه
رجل شرع أو أنه أفقه الناس.
ولقد أعادت هيبة
الإمام الصادق ، كثيرا من الذين انحرفوا إلى حظيرة الدين .. فتعايش المسلمون
والمسيحيون إخوانا متحابين كما أمر الله ورسوله.
وهذا التسامح الذي
ينبع من فهم عميق للإسلام وكان صفة أصيلة في الإمام فقد كان يدعو الله أن يغفر لمن
أساء إليه ، وما عرف عنه أنه انتقم من أحد ، فقد كان يرى في الانتقام مع القدرة
ذلا وأن الصبر عفو يثاب عليه المرء ، من أجل ما غضب من إساءة أو من اغتياب.
وقد امتدت سماحته
إلى الذين يخدمونه ، تلك السماحة التي تخالجها الرقة والعذوبة. كان له غلام كسول
يحب النوم ، فأرسله يوما في حاجة فغاب وخشي الإمام أن يكون الغلام قد أصابه مكروه
، فخرج يبحث عنه ، فوجده نائما في بعض الطريق ، فجلس الإمام عند رأسه ، وأخذ يوقظه
برفق حتى استيقظ فقال له ضاحكا : تنام الليل والنهار؟ لك الليل ولنا النهار.
لكل هذا الصدق
والصفاء في التعامل مع الحياة والناس والأشياء ، لكل هذه السماحة والعذوبة والرقة
والتسامح ، ولإشراقه الروحي الرائع ، وذكائه المتوقد الخارق وبجسارته في الدفاع عن
الحق ، وقوته على الباطل ، وبكل ما تمتع به من طهارة وسمو وخلق عظيم ، التف الناس
على اختلاف آرائهم حول الإمام الصادق جعفر بن محمد. وكما كان حكام بني أمية
يراقبون التفاف الناس حوله بفزع ، أخذ الخليفة العباسي المنصور يراقب الإمام جعفر
متوجسا من جيشان العواطف نحوه وإعجاب الناس به.
كان المنصور يعرف
بتجربته الخاصة أن الإمام جعفر بن محمد عازف عن الإشتغال بالسياسة ، وكان يعرف أن
الإمام رفض إهابة الشيعة به أن ينهض ، ورفض
إلحاحهم بالبيعة ،
ولكن المنصور مع ذلك ما كان ليستريح لالتفاف الناس حول الصادق في كل مكان. في
المدينة حيث يقيم وفي العراق حيث يلم ليعلم الناس أو ليحاور الزنادقة والملحدين
وأصحاب الآراء الذين يخالفونه في أمور الدين.
نقل الناس إلى
الخليفة أن أحد فصحاء الزنادقة وفجارهم قد التقى بالإمام جعفر ، فعجز الرجل عن
الحوار ، فسأله الإمام الصادق : ما يمنعك من الكلام؟ فقال الرجل : إجلالا لك
ومهابة ، وما ينطق لساني بين يديك ، فإني شاهدت العلماء وناظرت المتكلمين فما
داخلتني هيبتك.
أخذ المنصور يتربص
بالإمام جعفر وعرف أن الإمام يحارب الزهاد ، وكانت جماعات الزهاد تحبب إلى الناس
الفقر ، وتدعوهم إلى العزوف عن الدنيا ، وإلى عدم التفكير في شئونهم ، وقد شجع
حكام بني أمية هذه الجماعات ليصرفوا الناس عن التفكير في المظالم ويصرفوهم عن
المقارنة بين غنى الحكام وفقر المحكومين ، وشجع بنو العباس هذا الاتجاه إلى الزهد
حتى لقد قويت الدعوة إلى الانصراف عن هموم الحياة.
ورأى الإمام جعفر
أن هذه الدعوة تزيد الأغنياء غنى والفقراء فقرا وأنها ليست من الله في شيء ، فهي
تزين للفرد ألا يهتم بمصلحة الأمة ، وألا يحاسب الحكام ، وتتيح للحكام أن يعطلوا
الشورى وهي أساس الحكم في الإسلام.
ولقد انخدع بعض
الصالحين بهذا الاتجاه إلى تمجيد الفقر ، فنادوا بتحريم الطيبات من الرزق وزينة
الحياة التي أحلها الله لعباده ، حتى أن أحد الصالحين من الفقهاء رأى الإمام
الصادق في ثوب حسن فأنكر هذا قائلا : هذا ليس من لباسك. فقال له الإمام الصادق :
اسمع مني ما أقول لك فإنه خير لك آجلا أو عاجلا ان أنت مت على السنة والحق ولم تمت
على البدعة ، أخبرك أن رسول الله (ص) كان في زمان مقفر مجدب فأما إذا أقبلت الدنيا
فأحق أهلها أبرارها لا فجارها ، ومؤمنوها لا منافقوها.
ومضى الإمام
الصادق يناقش الزاهدين فالزهد كما يفهمه الإمام الصادق هو
الاكتفاء بالحلال
لا التجرد من الحلال.
ورأى المنصور في
الدعوة ضد الزهد والفقر تحريضا لعامة المسلمين على أن يستمتعوا بحقوقهم في المال ،
ودعوة إلى إثارة التمرد.
ولكن المنصور سكت
وظن يراقب الإمام جعفر بن محمد ، ما عساه يصنع بعد؟ لعله يسكت.
ولكن الإمام جعفر
ظل يناضل بالكلمة دفاعا عن كل آرائه وعن حرية العقل والإرادة وشرف المثقفين ، ورأى
التفاف بعض الطيبين الفقهاء حول الحكام من غير ضرورة ، خوفا أو طمعا فقال للناس :
إذا رأيتم الفقهاء قد ركبوا للسلاطين فاتهموهم ، وتخوف كثير من الفقهاء بعد هذا من
مخالطة السلاطين والحكام من غير ضرورة.
ثم إنه أخذ ينشر
من فتاوى الإمام علي وأقضيته ما حرص الحكام والمستغلون على إخفائه ، فأفتى بأنه لا
يحق للمسلم أن يدخر أكثر من قوت عام إذا كان في الأمة صاحب حاجة ، حاجة إلى طعام
أو مسكن أو كساء أو علاج أو دواء أو ما يركبه.
وأفتى بأن السارق
إذا اضطر إلى السرقة لا يعمل ، فولي الأمر المسئول وهو الآثم ، فإذا سرق السارق لأنه
لا يحصل على الأجر الذي يكفيه هو وعياله فالذي يستغله أولى بقطع اليد.
وكان استبداد
المنصور قد استشرى ، وكما فعل الحكام الأمويون من قبل ، بطش المنصور بكل من يخالف
رأيه ووجه بطشه إلى آل البيت ، فقد ناهضه بعض أقربائه من آل البيت ، فقتلهم شر
قتلة ، واتهم جعفر بن محمد بأنه يحرض عليه ، وبأنه يطمع في الخلافة على الرغم من
أنه يعلم أن الإمام لا طمع له في الملك.
وخشي المنصور أن
يصنع مع الإمام جعفر كما صنع الخليفة الأموي مع عمه الإمام زيد بن علي.
وآثر المنصور أن
يناقش جعفر فاستدعاه إلى العراق واتهمه بأنه يريد الخلافة. فقال له الصادق : والله
ما فعلت شيئا من ذلك ولقد كنت في ولاية بني أمية وأنت تعلم
أنهم أعدى الخلق
لنا ولكم وأنهم لاحق لهم في هذا الأمر فو الله ما بغيت عليهم ولا بلغهم عني شيء مع
جفائهم الذي كان لي فكيف أصنع هذا الآن وأنت ابن عمي وأمس الخلق بي رحما.
فقال المنصور :
أظنك صادقا.
وعاد الإمام
الصادق إلى المدينة مكرما.
كان ما يغيظ
المنصور حقا هو فكر الإمام الصادق والتفاف الناس حوله ، وتوقيرهم إياه.
والمنصور لا يجهل
أن أحد كبار فقهاء العصر دخل على الخليفة وإلى جواره الصادق فما اهتم بالخليفة ،
وجعل كل اهتمامه بالإمام الصادق ، وقال الرجل : أخذني من هيبة جعفر الصادق ما لم
يأخذني من هيبة الخليفة.
على أن الصادق عاد
إلى المدينة لا ليسكن ، بل ليواصل دوره الثقافي الجليل. ومن عجب أن المنصور على
الرغم من ضيقه بآراء الإمام ما كان يملك إلا أن يجله ، ويقول عنه أنه بحر مواج لا
يدرك طرفه ولا يبلغ عمقه ، ولكن المنصور حاول أن يحرج الإمام الصادق فاستدعى أبا
حنيفة النعمان وقال له : فتن الناس جعفر بن محمد فهيئ له من المسائل الشداد. ثم
استدعى الإمام الصادق وأبا حنيفة وجلس الناس وما انفك أبو حنيفة يسأل الإمام في
أربعين مسألة ، والإمام يجيبه عن كل مسألة ، فيقول فيها رأي فقهاء الحجاز ورأي
فقهاء العراق ، ورأي فقهاء آل البيت ، ورأيه هو.
وطرب أبو حنيفة
وقال عن الإمام جعفر : انه أعلم الناس فهو أعلمكم باختلاف الفقهاء.
وصحبه أبو حنيفة
النعمان بعد ذلك مدة سنتين يتلقى عنه العلم.
ما كان توجس
المنصور وشكوكه هو كل ما يعانى منه الإمام الصادق فقد كابد تطرف بعض فرق الشيعة
وسبهم للشيخين أبي بكر وعمر ولعثمان بن عفان ، وشططهم في تمجيد بعض آل البيت وفي
تمجيده هو نفسه إلى حد العبادة ، وتحللهم
من التكاليف
الدينية ، فأعلن البراءة منهم واتهمهم بالشرك بالله ، وأثبت عليهم الكفر ودعا
الناس إلى نبذهم ، كان هؤلاء من المتعصبين ضعاف العقول ، أو من المندسين لتشويه آل
البيت أو من أعداء الإسلام وآل البيت جميعا.
على أن الإمام
الصادق على الرغم من شدته على هؤلاء كان رفيقا في تعامله مع الفقهاء الذين يختلفون
معه مهما تكن مذاهبهم واتجاهاتهم داعيا إلى التقريب بين الآراء ، مقاوما باسلا
للطائفية ، ولكم بذل من جهد للقضاء على الخصومة في الدين ، وعلى التعصب بكل صوره
وأشكاله.
وكان يعتمد في
حواره على الأدلة العلمية ، وعلى الاستقراء والاستنباط لا على المسلمات.
نادى بتحكيم العقل
حيث لا يوجد حكم في الكتاب أو السنة ، فبما أن هدف الشريعة هو تحقيق المصلحة للبشر
، وربما أن العقل قادر على معرفة الخير والشر وتمييز الحسن من القبيح ، فإن العقل
يهدي إلى ما فيه المنفعة والخير فيؤخذ ، وإلى ما فيه الضرر فيترك.
وهو يعتمد على
العقل والتدبر ليصل المسلم إلى الإيمان.
لقد أمر الله
بالعدل والإحسان ونهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ، والعقل هو الذي يحدد الإنسان
كيف يجري العدل والإحسان ، وكيف يقاوم الفحشاء والمنكر والبغي ، وكيف ينفذ
التكاليف الشرعية بما يرضى الله ، وهو الذي يقر الإيمان في القلوب.
والعقل هو الذي
يقود الإنسان إلى معرفة ما هو مباح عند ما لا يوجد نص ، وإلى معرفة المصلحة التي
هي هدف الشريعة ليكون تحقيق المصلحة هو أساس الحكم ومناطه.
وقد هداه نظره إلى
القول بحرية الإرادة ، وإلى الدفاع عن حرية الرأي التي هي أساس قدرة الإنسان على
تنفيذ أمر الله تعالى بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وحرية الإنسان هي
أساس مسئوليته ، مسئوليته أمام الله تعالى ، يحاسبه على ما يفعله لا على قضاء الله
فيه ، فالله تعالى يسأل الإنسان : لما ذا كفرت؟ لما ذا أذنبت؟ ولكنه لا يسأله لما
ذا مرضت؟
وهكذا عاش الإمام
في المدينة يعلم الناس ويجتهد في استنباط أصول الفقه.
وعلى الرغم من أن
كل هذه الآراء لم تكن تروق الخليفة المنصور ، فقد كان الخليفة حريصا على أن يقرب
منه الإمام جعفر ، ولقد أرسل إليه الخليفة يوما يسأله : لم لا تغشانا كما يغشانا
الناس؟ فكتب إليه الإمام جعفر : ليس منا ما نخافك من أجله ، ولا عندك من أمر
الآخرة ما نرجوك له ، ولا أنت في نعمة فنهنئك ، ولا نراها نقمة فنعزيك. فكتب إليه
المنصور : تصحبنا لتنصحنا. فأجابه الإمام الصادق : من أراد الدنيا لا ينصحك ومن
أراد الآخرة لا يصحبك.
ولم يرق هذا
للمنصور ، فاستدعاه واتهمه بأنه يجمع الزكاة وجمع الزكاة حق للخليفة وحده فهو إذن
يدعو لنفسه ، وشهد ضد الإمام شاهد زور ، فكذب الإمام أقوال الشاهد ، فطلب المنصور
من الإمام أن يحلف بالطلاق ، ولكنه رفض فقد كان يفتي بأن الحلف بالطلاق لا يجوز
وقال : إنه لن يحلف بغير الله. فقال له الخليفة محتدا : لا تتفقه علي ، وقال
الإمام هادئا مبتسما : وأين يذهب الفقه مني؟ ثم إن الإمام طلب من الشاهد أن يحلف
على دعواه فحلف شاهد الزور ، وكان الخليفة قد اقتنع بأن الإمام صادق في قوله ، فقد
عرفه الجميع بالصدق وروع شاهد الزور وكبر عليه أن يفترى على هذا الإمام الطاهر ،
وكبر عليه أن يحلف كذبا ، وها هو ذا آخر الأمر يجد الخليفة غاضبا عليه ، فما كسب
شيئا بعد ، وسقط الرجل ميتا ، وحمل عن مجلس الخليفة ، أما الإمام فقد دعا للرجل
بالرحمة ، وحطت ذبابة على وجه الخليفة لم يفلح في إبعادها إذ كانت تعود فتحط على
وجهه. فسأله : لما ذا خلق الله الذباب؟ فقال الإمام : ليذل به الجبابرة.
فقال له الخليفة
متلطفا وجلا : سر من غدك إلى حرم جدك إن اخترت ذلك ، وإن
اخترت المقام
عندنا لم نأل في إكرامك وبرك فو الله لا قبلت قول أحد فيك بعدها أبدا.
وخرج الإمام إلى
حرم جده في المدينة المنورة ، وهو إذ ذاك شيخ قد جاوز الخامسة والستين ، وأقام
بالمدينة لا يبرحها ، يعلم الناس ويفقههم ، ويواصل وضع أصول الفقه ويشرع للفقهاء
كيف يستنبطون الأحكام عند ما لا يجدون الحكم في الكتاب أو السنة.
وفي الثامنة
والستين مات الإمام الصادق.
وعند ما عرف
الخليفة المنصور أخذ يبكي حتى اخضلت لحيته ، وهو يقول : إن سيد الناس وعالمهم
وبقية الأخيار منهم توفي ، إن جعفر ممن قال الله فيهم : ثم أورثنا الكتاب الذين
اصطفينا من عبادنا.
مات الإمام جعفر
الصادق إمام الشيعة وشيخ أهل السنة بعد أن ترك ثروة من الفقه والعلم والتأملات ،
وأنشأ في الحياة الفكرية تيارا جديدا خصبا أعلى فيه العقل والنظر والتأمل والعلم ،
وجمع المعارف كلها وعلوم الدنيا والدين.
عادت النفس مطمئنة
إلى ربها راضية مرضية ، وقد خلف الإمام في كل البلاد مئات الفقهاء السنيين يروون
عنه ويعلمون الناس فقهه وشروحه وآراءه ، فضلا عن الفقهاء الشيعة. توفي الإمام جعفر
الصادق الذي درس عليه الإمام مالك وروى عنه أبو حنيفة النعمان وتعلم منه ، وصحبه
سنتين كاملتين قال عنهما أبو حنيفة النعمان : لو لا السنتان لهلك النعمان.
ومنها
قول المستشار الجندي
وهو الفاضل
المعاصر المستشار عبد الحليم الجندي في «الإمام جعفر الصادق» (ص ٦٣ ط المجلس
الأعلى للشئون الإسلامية ، القاهرة) قال :
وكان جعفر الصادق
بن محمد الباقر بن زين العابدين شجرة باسقة تترعرع في كل ورقة من أوراقها خصيصة من
خصائص أهل البيت في عصر جديد للعلم ، تعاونت فيه أجيال ثلاثة متتابعة منه ومن أبيه
وجده.
ولما استمسك
بإمامته وقنع بمنصبه التعليمي ، علا قدره في أعين طلاب السلطة ، وأمنوا جانبه
واتخذوا من زهده فيها شهادة لهم ضد من ينازعونهم.
لكنه كان الغرض
الذي تنجذب إليه الأنظار : فهو يمثل العقيدة الدينية التي يقاس بفضائلها عمل
الحكام في الإسلام ، وما يتبعه من رضى العامة عنهم ، أو سخطها عليهم.
وهو بوجه خاص حجر
الزاوية من صرح أهل البيت ترنو إليه أبصار الذين يدعون الخلافة بدعوى أنهم من أهل
البيت.
وهو مقيم في
المدينة العاصمة الأولة والدائمة للإسلام ، يتحلق فيها المتفقهة حول علماء الإسلام
في مسجد الرسول ، يحملون بأيديهم مصابيح السنة ، أو يعلنون شرعية الحكومة أو عدمها
، وحسن السيرة أو فسادها ، وإقرار أهل العلم أو إنكارهم. وهي أمور أساسية تحرص
عليها الدولة العادلة وتتجنب الاتهام بمخالفتها أي دولة.
وإذا كانت دمشق قد
أدارت ظهرها لمدينة الرسول أو كانت بغداد قد فتحت أبوابها على العالم وأوصدتها دون
أهل المدينة ، فالمسلمون يأتون إلى مدينة الرسول كل عام ، خفافا وعلى كل ضامر ، إذ
يحجون إلى البيت العتيق بمكة ، ويزورون قبر الرسول ويشهدون آثاره في المدينة.
وإذا كان الخليفة
المنصور يقول عن نفسه : إنما أنا سلطان الله في الأرض فهو يحس وطأة سلطان الدين
والعلم في المدينة ، حيث إمام المسلمين غير منازع جعفر بن محمد الذي يصفه الناس ـ وأبو
جعفر المنصور في طليعتهم ـ بالصادق.
ومن أوصافه كذلك :
الطاهر والفاضل والصابر.
وقال أيضا في ص ٨٢
:
روى الإمام الصادق
ما كان بعد أن هدأت الأحوال. قال : لما قتل إبراهيم بن عبد الله بباخمرى حسرنا عن
المدينة ولم يترك فينا محتلم حتى قدمنا الكوفة. فمكثنا فيها شهرا نتوقع القتل. ثم
خرج إلينا الربيع الحاجب فقال : أين هؤلاء العلوية؟ أدخلوا على أمير المؤمنين
رجلين منكم من ذوي الحجى. فدخلنا إليه أنا والحسن بن زيد. فلما دخلنا عليه قال :
أأنت الذي تعلم الغيب؟ قلت : لا يعلم الغيب إلا الله. قال : أنت الذي يجبى إليه
هذا الخراج؟ قلت : إليك يجبى يا أمير المؤمنين الخراج. قال : أتدرون لم دعوتكم؟
قلت : لا.
قال : أردت أن
أهدم رباعكم وأروع قلوبكم وأعقر نخلكم وأترككم بالسراة لا يقربكم أحد من أهل
الحجاز وأهل العراق ، فإنهم لكم مفسدة.
قلت له : يا أمير
المؤمنين إن سليمان أعطي فشكر ، وإن أيوب ابتلي فصبر ، وإن يوسف ظلم فغفر ، وأنت
من ذلك النسل.
فتبسم وقال : أعد
علي ما قلت. فأعدت ، فقال : مثلك فليكن زعيم القوم وقد عفوت عنكم ووهبت لكم جرم
أهل البصرة ، حدثني الحديث الذي حدثتني عن أبيك عن آبائه عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
قلت : حدثني أبي
عن آبائه عن علي عن رسول الله صلىاللهعليهوآله : صلة الرحم تعمر الديار وتطيل الأعمار وإن كانوا كفارا.
قال : ليس هذا.
قلت : حدثني أبي
.. عن رسول الله صلىاللهعليهوآله : الأرحام معلقة بالعرش تنادي : اللهم صل من وصلني واقطع
من قطعني. قال : ليس هذا.
قلت : حدثني أبي :
أن الله عزوجل يقول : أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي فمن
وصلها وصلته ومن بتها بتته. قال : ليس هذا الحديث.
قلت : حدثني أبي
.. أن ملكا من الملوك كان في الأرض كان بقي من عمره ثلاث سنين فوصل رحمه ، فجعلها
الله ثلاثين سنة.
قال : هذا الحديث
أردت. أي البلاد أحب إليك؟ فو الله لأصلن رحمي إليكم.
قلنا : المدينة.
فسرحنا إلى المدينة ، وكفى الله مؤنته.
وقال في ص ٩٨ :
لقد أخطأ معاوية
في إقامة دولته وفي حربه. وكان لزاما أن يقوده خطؤه إلى أن يجعل الدولة «هر قلية
كلما مات هر قل قام هر قل». فيكون ابنه يزيد أشأم وألأم خلف لسلف. لكن أحدا لا
يتنازع في أن دولته ـ وإن لم تمثل دولة الدين ـ قد انتشرت في البر والبحر ونشرت
الإسلام وجاهد في غزواتها الصحابة وبنوهم والعلماء والفقهاء ، بل غزا وجاهد فيها
بين جيوش المسلمين أبو الشهداء الحسين بن علي ، في فتح إفريقية وغزو جرجان
وطبرستان والقسطنطنية.
ومعاوية هو الذي
مهد لدولة ابن عمه مروان بن الحكم.
وعبد الملك بن
مروان هو المؤسس الحقيقي للدولة المروانية التي أينعت فروعها بالأندلس وأبقت الإسلام
في أوربة ثمانمائة عام ، لتهيئ للحضارة الحديثة أن تنطلق من جامعات الأندلس
وجوامعها ، وهو عم عمر بن عبد العزيز وصهره.
وعمر : خامس
الراشدين في مدة خلافته الذي كتب لعامله على المدينة يوم ولي الخلافة : اقسم في
ولد فاطمة رضوان الله عليهم عشرة آلاف دينار فقد طالما تخطتهم حقوقهم. وقال معلنا
حق علي وباطل بني أمية ومروان (كان أبي إذا خطب فنال من علي تلجلج. فقلت : يا أبت
إنك تمضي في خطبتك فإذا أتيت على ذكر علي عرفت منك تقصيرا؟) قال : أو فطنت إلى ذلك؟
يا بني إن الذين حولنا لو يعلمون من علي ما نعلم تفرقوا عنا إلى أولاده.
لكن أبا جعفر كان
أثقل الثلاثة حملا. إذا كان معاوية وعبد الملك قد سبقاه ففصلا بين الدين والدولة
فجزءا نظرية الدولة الإسلامية ، وكان هو قد سار على الدرب الذي اختطاه ، إن
المعارك التي خاضها من أجل دولته كانت أوسع مدى.
ففزعه من أبي مسلم
وجنده لم يكن إلا رجع الصدى لصوت يتصايح في آفاق حياته ، وأعماق ذاته : أنهم سرقوا
الدولة من أبناء علي. ومن هنا خوفه المستمر من انتقاض أهل خراسان الذين جاء
والمبايعة الرضا من آل محمد. وأهل البيت أولى منه في أنظار الذين جاءوا به وبأخيه
إلى السلطة.
وخوفه من أعضاء
بيته أشد ، فلقد كان عمه عبد الله بن علي قائد جيش الشام ، لكنه خرج عليه ، وأخمد
فتنته أبو مسلم الخراساني ، حتى إذا استسلم على عهد حبسه أبو جعفر ليقتله بعد زمن
من قتله أبا مسلم ذاته. وكذلك غدر بعيسى بن موسى الذي انتصر على محمد وإبراهيم
فسلبه حقه في ولاية العهد ، وولى ابنه المهدي عهده. فكان غدره كهيئة ما غدر عبد
الملك بعمرو بن سعيد الأشدق في ولاية العهد ، قائلا : ما اجتمع فحلان في شول إلا
أخرج أحدهما صاحبه.
وما كان نقض
معاوية عهده مع الحسن بن علي ، إلا درس المعلم الأول للرجلين أن يستعملا الزمن ،
وأن ينتهزا الفرص ، وأن يحركا الحوادث بدهاء ، وأن يقطفا الثمر ثمرة ثمرة.
وأبو جعفر لا
يتردد في إعلان التشابه بينهم وفي تعطشه للدم ، فيعلن في الناس أن الملوك ثلاثة :
معاوية وكفاه زيادة ، وعبد الملك وكفاه حجاجه ، وأنا ولا كفاة لي.
كأنما لم يكن فيما
سفكه كفاية ، فكان يريد أن يسفك له دما أكثر سفاحون أصغر.
إلى أن قال في ص
١٠٢ :
فلقد يدس من
أجهزته دسيسا بعد دسيس على بني الحسن والحسين ، مثل أن يدعو ابن مهاجر ذات يوم
فيقول له : خذ هذا المال وايت المدينة والق عبد الله بن الحسن وجعفر بن محمد
الصادق وأهل بيتهم وقل لهم : إني رجل من خراسان من شيعتكم وقد وجهوا إليكم هذا
المال. فادفع إلى كل واحد منهم على هذا الشرط كذا وكذا. فإذا قبض المال فقل : إني
رسول وأحب أن تكون معي خطوطكم بقبض ما
قبضتموه مني. وذهب
ابن مهاجر ، فلما رجع قال له أبو جعفر : ما وراءك؟ قال : أتيت القوم وهذه خطوطهم
ما خلا جعفر بن محمد. قال لي يا هذا : اتق الله ولا تغرن أهل بيت محمد. فإنهم
قريبو العهد بدولة بني مروان ، وكلهم محتاج. فقلت : وما ذاك أصلحك الله. فقال :
ادن مني. فدنوت فأخبرني بجميع ما جرى بيني وبينك كأنه ثالثنا.
قال المنصور : يا
بن مهاجر إنه ليس من أهل بيت نبوة إلا وفيهم محدث. وإن جعفر ابن محمد محدثنا
اليوم.
فالصادق يكشف
للمنصور ودسيسه حقائق يعلمونها ، وينبههما على ألا يورطا أهل البيت من جراء
حاجاتهم ، يريد لأهله السلامة وللخليفة الاستقامة ، وللأمة الطمأنينة ، وفي كل ذلك
خير لأبي جعفر المنصور.
ولقد كان المنصور
نفسه يجعل الصادق حجة من حججه ، وإذا فاخر أهل البيت فاخرهم به.
كتب إليه محمد بن
عبد الله (النفس الزكية) يدعوه ليبايعه ، وعيره بأمهات العباسيين لأنهن أمهات ولد
، وأم المنصور بربرية تدعى سلامة ، يتردد اسمها على ألسنة الذين فاخروه فتولى
المنصور كبره في الرد على محمد ، ولم يدع الفرصة تفوته ليستفيد حجة من مكانة
الإمام الصادق. قال فيما قال : وما ولد فيكم بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أفضل من علي بن الحسين زين العابدين ، وهو لأم ولد ولهو
خير من جدك حسن ابن حسن. وما كان فيكم بعده مثل محمد بن علي الباقر وجدته أم ولد ،
ولهو خير من أبيك ، ولا مثل ابنه جعفر وجدته أم ولد ، وهو خير منك.
وغض المنصور طرفه
عن أم الولد في شجرة الباقر شاه زنان بنت كسرى ملك الفرس ، وأين منها بعد إذ أسلمت
سلامة!
على أن اللقاءات
أو الاحتكاكات بين الرجلين لا تتوقف.
فهذان قطبان لكل
منهما عالمه ، وهما ضدان لهما مستويان والشرف فيهما لرجل الدين والزهد والعلم ،
والملوك أحوج إلى العلماء من العلماء إلى الملوك.
وأبو جعفر حريص
غدر ، يسلط على الصادق من وقت لآخر ، وفي مكان بعد آخر ، وجوها من التهديد لشخصه
والاتهام لولائه والإزراء بعلمه.
يقول له ذات يوم
في لقاء له بالكوفة : أنت يا جعفر ما تدع حسدك وبغيك وفسادك على أهل البيت من بني
العباس ، وما يزيدك الله بذلك إلا شدة حسد ونكد ، وما تبلغ به ما تقدره. فيجيبه
الصادق : والله ما فعلت شيئا من ذلك ، ولقد كنت في ولاية بني أمية وأنت تعلم أنهم
أعدى الخلق لنا ولكم ، وأنه لا حق لهم في هذا الأمر ، فو الله ما بغيت عليهم ولا
بلغهم عني شيء مع جفائهم الذي كان لي. وكيف أصنع هذا الآن ، وأنت ابن عمي ، وأمس
الخلق بي رحما ، وأكثر عطاء وبرا فكيف أفعل هذا.
والصادق بهذا يسجل
للخليفة بره ويقدر له أولية ذوي الأرحام عنده في البر بهم ، ويقرر له حقه في
الخلافة ، وليس للمنصور فوق ذلك طلبات. وبهذا يستل الضغن من صدره ، ليدعه في
ميدانه الذي يسره الله له.
ومع ذلك يعاد
المشهد في بغداد ، بعد سنة ١٤٥ ، فيستحضره المنصور لمواجهة جديدة.
يقول له : يا جعفر
ما هذه الأموال التي يجبيها لك المعلى بن خنيس؟
قال الصادق : معاذ
الله ما كان من ذلك شيء.
قال المنصور :
تحلف على براءتك بالطلاق والعتاق.
قال الصادق : نعم
أحلف بالله ما كان من ذلك شيء.
قال المنصور : بل
تحلف بالطلاق والعتاق.
قال الصادق : ألا
ترضى بيميني : الله الذي لا إله إلا هو! قال أبو جعفر : لا تتفقه علي.
قال الصادق : وأين
يذهب الفقه مني؟
قال المنصور : دع
عنك هذا فإني أجمع الساعة بينك وبين الرجل الذي رفع عنك هذا حتى يواجهك.
فأتوه بالرجل.
قال الصادق : تحلف
أيها الرجل أن الذي رفعته صحيح؟ قال : نعم. ثم بدأ باليمين. قال : والله الذي لا
إله إلا هو الغالب الحي القيوم.
قال الصادق : لا
تعجل في يمينك فإني أستحلفك. قال أبو جعفر : ما أنكرت من هذه اليمين؟
قال الصادق : إن
الله تعالى حي كريم إذا أثنى عليه عبده لا يعاجله بالعقوبة. ولكن قل أيها الرجل :
أبرأ إلى الله من حوله وقوته وألجأ إلى حولي وقوتي إني لصادق بر فيما أقول.
قال المنصور للرجل
: احلف بما استحلفك به أبو عبد الله.
قال راوي الخبر :
فحلف الرجل ، فلم يتم الكلام حتى خر ميتا. فارتعدت فرائص المنصور وقال للصادق : سر
من عندي إلى حرم جدك إن اخترت ذلك ، وإن اخترت المقام عندنا لم نأل جهدا في إكرامك
، فو الله لا قبلت بعدها قول أحد أبدا.
وأين يذهب الفقه
من إمام المسلمين ، وهو الذي يوجه اليمين ، ومن حقه صياغتها ، وفي الصيغة ما ذكر
المفترى بعظم افترائه ، وبالخالق سبحانه (وَمَنْ أَظْلَمُ
مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً). ومن الإنساني ، ومن جلال مقام الإمام عند الله والناس ،
أن يخر صريعا من يفتري على الله وعلى الإمام ، في مجلس الخليفة.
بهذه الآية هدى
جبار السموات جبارا على الأرض لا يطأطئ رأسه. فإذا حركها عند ما يناوشه الذباب سأل
حضاره كالمستنكر : لم خلق الله الذباب؟! وكان الصادق حاضرا يوما فأجاب : ليذل به
الجبابرة.
ولئن كان في وجود
الذباب في المجلس تذكرة للجبابرة ففي سقوط المفتري على الإمام بين أيديهم آية ما
بعدها آية.
وكما يضمن أبو
جعفر طاعة الإمام بالبغتات يصطنعها من حين لآخر ، لا يتورع عن محاولة إفحام الإمام
بين علماء العصر ، أو تسخير أعظم علماء العراق لينصب منه شركا
يوقع فيه الإمام ،
وليس هوى أبي جعفر مع أي منهما. ولا بأس عنده إذا أعجز كل منهما ، أو أحدهما
صاحبه.
وإن المرء ليلمس
خساسة الحيل الظاهرة من أبي جعفر ، باتخاذ العلم والفقه أداة للشر المدبر ، وعظماء
العلماء وسائل للإساءة للمسالمين الذين يأمن جانبهم. فلنقس عليها فظاعة تدابيره
السرية لمن يخشى العواقب منهم ، ولندرك جلالة الحق إذ ينتصر على الحيلة ، وجلجلة
الحقيقة إذ تظهرها وسيلة أريد بها طمس معالمها ، ومكانة الإمام الصادق في العلم إذ
يتواضع أمامه العظماء من الفقهاء ، في مجلس علمي يسيطر عليه خليفة عالم.
أقدم المنصور
الإمام الصادق من المدينة إلى العراق وبعث إلى أبي حنيفة فقال له : إن الناس قد
افتتنوا بجعفر ، فهيئ له المسائل الشداد.
ويقول أبو حنيفة
عن لقائه بعد ذلك : بعث إلي أبو جعفر وهو بالحيرة فأتيته ، فدخلت عليه وجعفر بن
محمد جالس عن يمينه. فلما أبصرت به دخلتني من الهيبة لجعفر بن محمد الصادق ما لم
يدخلني لأبي جعفر فسلمت عليه ، فأومأ إلي فجلست. ثم التفت إليه فقال : يا أبا عبد
الله هذا أبو حنيفة. قال جعفر : إنه قد أتانا. ثم التفت إلي المنصور وقال : يا أبا
حنيفة ألق على أبي عبد الله (الصادق) مسائلك. فجعلت ألقى عليه فيجيبني فيقول :
أنتم تقولون كذا. وأهل المدينة يقولون كذا. ونحن نقول كذا. فربما تابعهم ، وربما
خالفنا جميعا حتى أتيت على أربعين مسألة.
ولقد قال أبو
حنيفة في مقام آخر : ألسنا روينا أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس.
وإنما يقصد أبو
حنيفة باختلاف الناس الاجتهاد الفقهي للمقارنة بين مذاهب المجتهدين ، فأبو حنيفة ـ
وهو الإمام الأعظم عند أهل السنة ـ يقرر أن الإمام الصادق أعلم الناس باختلاف
الناس في المدينة حيث علم المحدثين ، وفي الكوفة حيث علم أهل الرأي. وكانتا قد
بلغتا أو جهما ، على أيدي أبي حنيفة ومالك. وهما التلميذان في
مجالس الإمام
الصادق. وكمثلهما كان إمام العراق الآخر سفيان الثوري.
وأبو حنيفة أكبر
سنا من جعفر الصادق. ولد قبله بأعوام وسيموت بعده وكان أبو حنيفة كما قال مالك :
لو حدثك أن السارية من ذهب لقام بحجته.
والجاحظ كبير
النقدة يقول بعد مائة عام : جعفر بن محمد الذي ملأ الدنيا علمه وفقهه ويقال إن أبا
حنيفة من تلاميذه وكذلك سفيان الثوري وحسبك بهما في هذا الباب.
والجاحظ يذكر
تلاميذ العراق ولو ذكر تلاميذ المدينة لما نسي مالك بن أنس.
وقال في ص ١٠٧ :
بلغ الإمام الصادق
بمسالمته للمنصور بعض آماله لأهل بيته ، بقية أيام حياته ، بل طوال خلافة أبي جعفر
المنصور. فكان ميمون النقيبة بالسلام الذي نشده ، والأمان الذي دعا له ، وأطال
زمانه ومنع كثيرا من الطغيان الذي طالما شكاه أبوه ، على ما سيروي ابن أبي الحديد
في شرح نهج البلاغة : ثم لم نزل أهل البيت نستذل ونستضام ، ونقصى ونمتهن ، ونحرم ونقتل
ولا نأمن على دمائنا ودماء أوليائنا ، ووجد الكاذبون والجاحدون لكذبهم وجحودهم
موضعا ، فحدثوهم بالأحاديث الموضوعة المكذوبة ورووا عنا ما لم نقله وما لم نفعله
ليبغضونا إلى الناس. وكان عظم ذلك وكبره زمن معاوية بعد موت الحسن ، فقتلت شيعتنا
بكل بلدة ، وقطعت الأيدي والأرجل على الظنة. ومن يذكر بحبنا والانقطاع إلينا سجن
أو نهب ماله أو هدمت داره. ثم لم يزل البلاء يزداد إلى زمان عبيد الله بن زياد
قاتل الحسين ، ثم جاء الحجاج فقتلهم كل قتلة وأخذهم بكل ظنة وتهمة حتى أن الرجل
يقال له زنديق أحب إليه من أن يقال شيعة علي.
وفي عصر الباقر
كان الحسن البصري (١١٠) الجسور قاضي عمر بن عبد العزيز وشيخه الذي لا يهاب الخلفاء
إذا روى عن أمير المؤمنين علي قال (قال أبو زينب):
ليخفى الاسم الذي
لا خفاء له.
بل كان الشعبي (١٠٤)
شيخ المحدثين بالعراق يقول : ما ذا لقينا من آل علي إذا أحببناهم قتلنا وإذا
أبغضناهم دخلنا النار.
وكان طبيعيا في
دولة هر قلية أن يكون همها الملك لا الدين ، تعاقب من تتوهم خطره عليها وتترك من
تزندق ، أن تزداد الاستهانة بالدين في مقابل السلام الذي تنشده الدولة ، والبلهنية
التي يؤثرها دعاة الدعة. بدأ ذلك من عهد معاوية وسيستمر استمرار فساد الدولة
وستستبقيه لتصرف الناس عن الاهتمام بأهل بيت النبي ، أو توقع بهم لفرطات تفرط من
أحدهم ، أو تعزى كذبا إليهم ، منتهزة للفرص حينا ، أو مفتعلة لها في أغلب الأحيان.
كانت الأوامر تصدر
من بغداد إلى أرجاء الإمبراطورية التي تدين لبني العباس ومنها مصر أن لا يقبل علوي
ضيعة ولا يسافر من الفسطاط إلى طرف من أطرافها وأن يمنعوا من اتخاذ العبيد إلا
العبد الواحد (والرقيق يومذاك قوة العمل) وإن كانت بين العلوي وبين أحد خصومة فلا
يقبل قول العلوي ويقبل قول خصمه بدون بينة.
وكانوا يسفرون من
الأطراف إلى العاصمة ليكونوا تحت الرقابة بل أمر الرشيد أن يضمن العلويون بعضهم
بعضا ، وكانوا يعرضون على السلطان كل يوم ، فمن غاب عوقب ، وكأن أهل بيت النبي
جالية من العدو أو شرذمة من المشبوهين.
ولقد كان يكفي
للحيطة أقل القليل من حاكم يريد أن يطمئن ، وإنما كان ذلك الكيد سياسة إبادة
مستمرة ، يشترك في تنفيذها الخلفاء ، والأشياع الظلمة ، تدفع الثائرين إلى أن
يثوروا ، فيؤخذوا بثوراتهم ، أو يؤخذ غيرهم بجرائر تنسب إليهم ، أما سياسة أهل
البيت فواضحة من شعار أبناء علي في كلمة مسلم بن عقيل «إنا أهل بيت نكره الغدر».
قالها عند ما عرض عليه البعض قتل عبيد الله بن زياد في إحدى زياراته. فنجا ابن
زياد بهذا الشعار ليقتل مسلما فيما بعد. أما شعار حاشية معاوية فكان «إن لله جنودا
من عسل» يقصدون دس السم إلى أعدائهم فيه.
ولقد طالما استعمل
الطغاة السم في أهل البيت في القرون التالية ، فإن لم يكن سم في خفاء فالقتل جهرة
، ومن الروايات أن أئمة أهل البيت الإثني عشر ماتوا مسمومين ما عدا أمير المؤمنين
عليا وأبا الشهداء الحسين ماتا شهيدين.
في أيام الخليفة
الهادي (سنة ١٦٩) كان أهل بيت النبي في المدينة يستعرضون كل يوم لكل واحد منهم
كفيل من نسيب أو قريب ، بل ولى عليهم واحد من ذرية عمر بن الخطاب هو عبد العزيز بن
عبد الله. فولى بدوره على أهل البيت رجلا يقال له عيسى الحائك. فحبسهم الحائك في
المقصورة فثارت لأجلهم المدينة إذ ثاروا وكسرت السجون.
إلى أن قال في ص
١٥٠ :
وليس أحد بحاجة في
ترجمة أئمة أهل البيت ليسترسل في وصف خصال من يرث أخلاق الأنبياء ويعلمها.
فلنستحضر ونحن في
بيت النبي ، ما كان يصنعه النبي ولنتيقن أن الإمام الصادق كان يحاول أن يصنع نظيره
، ولنستحضر فعال علي وزهراء النبي ، والحسن والحسين وزين العابدين والباقر. فهي
أصول يتلقاها الخلف عن السلف ، ليعملوا بها ، ثم يعلموا بها.
وربما أجزأ في هذا
المقام ذكر أمثال عادية من الحوادث اليومية تصور صميم الشخصية ، وفيما نذكره دلائل
على كثير لم نذكره.
فحياة الإمام
مدرسة وتطبيقاتها ، والعمر أيام تتكرر ، والحياة جماع أعمال يدل بعضها على البعض
الآخر ، ومنها الجزئي الذي يستنبط منه الكلي ، وكثيرا ما كان العمل الواحد رد فعل
عفوي أو فوري ، صادرا عن عدة قواعد يجري عليها العقل أو الشعور أو السليقة أو
الطريقة ، فردود الأفعال شهادات عيان بدخائل الإنسان.
١ ـ مات بين يدي
الإمام ولد صغير ، فبكى وقال : سبحانك ربي لئن أخذت لقد
أبقيت ولئن ابتليت
لقد عافيت.
وحمله إلى النساء
وعزم عليهن ألا يصرخن. وقال : سبحان من يقبض أولادنا ولا نزداد له إلا حبا. إنا
قوم نسأل الله ما نحب فيعطينا فإذا نزل ما نكره فيمن نحب رضينا.
فأي قلب في
اطمئنانه واتزانه ، كمثل ذلك الذي يفيض بالشكر حيث يغيض الصبر عند الغير.
٢ ـ ونهى أهل بيته
عن الصعود فدخل يوما فإذا جارية من جواريه تربى بعض ولده قد صعدت السلم ، والصبي
معها. فلما نظرت الإمام ارتعدت لعصيانها وسقط الصبي من يدها فمات ، فخرج الصادق
متغير اللون. فسئل عن ذلك فقال : ما تغير لوني لموت الصبي ، وإنما تغير لوني لما
أدخلت على الجارية من الرعب. ثم قال لها بعد ذلك : أنت حرة لوجه الله ، لا بأس
عليك.
فهذا أمر واحد
عادي تبعته وقائع ثلاثة غير عادية ، أعقبها من الإمام تصرفات لا تصدر إلا عن
الإمام في كل واحدة منها أنواع فضائل. تبدأ باحترام إنسانية الإنسان. وتنتهي بعطاء
دونه كل عطاء يختمه بالكلمة الطيبة «لا بأس» ويبدؤه بأعلى القيم الإنسانية إذ
يمنحها حريتها.
٣ ـ وذهب مرة يعزى
أحد المصابين بفقد ولده وانقطع في الطريق شسع نعله ، فتناوله من رجله ومشى حافيا ،
فخلع ابن يعفور شسع نعله وقدمه له ، فأعرض عنه كهيئة المغضب وقال : لا ، فصاحب المصيبة
أولى بالصبر عليها.
فالإمام لا يلقى
متاعبه على من دونه ، بل يتحمل الأذى ليتعلم الناس وجوب العمل ، ولزوم التحمل ،
وليعلم الكبراء أنهم كبراء بما يضربونه من المثل ، وليدرك الجميع أن الصبر على
المصيبة شطر الإيمان وأحق الناس به من أتيحت الفرصة له.
٤ ـ وذات يوم دعا
للطعام عابر سبيل لم يقرئه السلام. فراجعه حضاره متسائلين بين يديه : أليست السنة
أن يسلم الرجل أولا ، ثم يدعى للطعام؟ فأجاب الإمام : هذا
فقه عراقي فيه
بخل.
ففقه الإمام علوي
يبدأ بالعطاء وعملي فيه مبادرة واجتماعي يسعى به المعطي إلى الآخذ ، وإسلامي ، إنساني
، كله كرامة.
لقد ولد في دار
شعارها البدار بالعطاء مع الإخفاء حتى الصدقة ، يقول فيها الباقر : أعط ولا تسم
ولا تذل المؤمن.
وفي ذلك السنة ..
وسنرى تطبيقات شتى من الإمام لهذا الفقه في المنهج الاقتصادي.
٥ ـ وصحا رجل من
الحاج فلم يجد هميانه ـ الكمر الذي يلفه المحرم حول بطنه وفيه نفقته من النقود ـ فخرج
فوجد الإمام الصادق يصلي فتعلق به وهو يقول : أنت أخذت همياني.
قال الصادق : كم
كان فيه؟ قال : ألف دينار. فأعطاه ألف دينار.
ومضى الرجل فوجد
هميانه فرجع يعتذر ويرد ألف دينار ، فأبى الصادق أن يأخذها وقال : شيء خرج من يدي
فلا يعود.
قال الرجل لمن
حوله : من هذا؟
قالوا : جعفر
الصادق. قال : لا جرم هذا فعال مثله.
فإمام المسلمين لا
ينعزل عنهم ، فلا ينماز منهم ، حتى ليخطئ الجاهلون منهم في شخصه فيعرض عن الجاهلين
ويخف ليخفف كرب المكروب ، لا يحزنه وهمه أو اتهامه ، وإنما تحزنه همومه ، فيشركه
فيها بالصنيع النابه مرة إثر أخرى.
والناس أسمع للصوت
الذي لا صرير له ، وأبصر بالإخلاص الذي لا يتصايح صاحبه به. والأفضال أفعال تدرك
آثارها الحواس الخمسة.
ولا نستطرد في
السرد. ففي كل واقعة سلفت عدسة صغيرة تريك العالم الكبير الذي وراءها من مناقب
كالنجوم وإن كان أصحابها من البشر.
هذه سماء تسعى على
الأرض ، وهؤلاء بقية النبي عليه الصلاة والسلام يعيشون
في الدنيا.
مجالس العلم :
شهد الإمام الصادق
انحدار الناس بعد عصر الخلفاء الراشدين ، ورأى بعين الصبي المأمول من أهل بيت
الرسول ما صنعه عمر بن عبد العزيز في خلافته بين سنتي ٩٨ ـ ١٠١ إذ أعاد الدين غضا
في نحو من ثلاثين شهرا ، وأثبت للدنيا أن المدة كما سمى الناس خلافته ، كانت كافية
لتعيد الناس إلى الإسلام الصحيح عند ما يوجد خليفة صادق العزم ، يتخذ الخلافة كما
قال سبيلا إلى الجنة.
وكان بعض الصالحين
يستعجلون عمر ليصنع كل ما صنع في أول يوم ولى الخلافة. قال له ابنه عبد الملك : يا
أبت ما بالك لا تنفذ الأمور؟ فو الله لا أبالي في الحق لو غلت بي القدور ، لكن عمر
كان يتأتى للأمور في رفق وأناة وإصرار. قال : لا تعجل يا بني إن الله تعالى ذم
الخمر مرتين ، وحرمها في الثالثة وإني أخاف أن أحمل الناس على الحق جملة ، فيدفعوه
جملة ، فتكون فتنة. وبهذا قدر على أن يرد المظالم وأغنى الله الناس على يديه ،
فأصبح عمر لا يجد فقراء يوزع المال عليهم في المدينة أو في القرية.
لكن الإمام الصادق
تعلم من حياة الخليفة الصادق العزم أن إصلاحاته لم تؤت ثمارها بعد مماته ، إذ
دمرها الخلفاء الذين جاءوا بعده وتتابع الباقون يدمرون.
وشهد الإمام
الصادق مقدم بني العباس وكيف ناقضوا شعارات دولتهم وحكموا حكم جاهلية.
هكذا رأى رأي
العيان أن صلاح الأمر لا يكون بتولي السلطة ، أو بمجرد إصلاحها مدة قصيرة أو طويلة
، وكل عمر قصيرة ، وإنما الصلاح في إصلاح الأمة ، فكيفما تكونوا يولى عليكم ، ولكل
أمة الحكومة التي تستحقها .. واستيقنت نفسه الصواب فيما صنعه أبوه وجده ، وهو أن
يعلموا الأمة فإذا تعلمت صلحت فلم يستضعفها حكامها ، وهي عندئذ تأمرهم بالمعروف
وتنهاهم عن المنكر وتشركهم تبعاتهم ،
فالأمة القوية لا
تظلم حكامها ولا يظلمونها.
وبشعار الثقة
بالله سبحانه (الله وليي وعصمتي من خلقه) وبنقش الخاتم الذي يعلن مصدر قوته (ما
شاء الله لا قوة إلا بالله أستغفر الله) قصد إلى مجلس العلم ، في مسجد النبي أو في
داره ، يستعمل البعد المكاني ، حيث يجلس للتعليم في مدينة الرسول ، والبعد الزماني
، فهو تابعي يعيش في جيل التابعين وتابعي التابعين ، والبعد الثالث وهو ارتفاع
نسبه إلى النبي وعلي.
أما البعد الرابع
فعمق علمه وعلم أبيه وجده.
في هذا المجلس
المهيب بالمدينة أو بالكوفة يجلس رجل ربعة. ليس بالطويل ولا بالقصير ، أزهر له
لمعان كالسراج ، يسعى نوره بين يديه ، رقيق البشرة ، أسود الشعر جعده ، أشم الأنف
، أنزع قد انحسر الشعر عن جبينه فبدا مزهرا ، له إشراق ، وعلى خده خال أسود ،
المسلمون أيامئذ أحوج إليه ليعلمهم ، منهم إليه ليحكمهم .. كل ما يحيطه يوحى بالرجاء
في فضل الله. فلما طعن في السن زاد جلالا وسناء وإحياء للأمل.
يلبس الملابس التي
عناها جده عليه الصلاة والسلام حينما قال : كلوا واشربوا والبسوا في غير سرف ولا
مخيلة.
رآه سفيان الثوري
وعليه جبة خز دكناء فقال : يا بن رسول الله ما هذا لباسك. فقال : يا ثوري لبسنا
هذا لله ، ثم كشف عن جبة صوف يلبسها ، وقال : ولبسنا هذا لكم.
كان جده علي يختار
الخشن من الألبسة ويلح الجوع عليه فيعلل معدته بقرص شعير ، يخيط نعله إن لم يكن
مشغولا ، أو يتركه لمن يخيطه بأجر إذا انشغل. لكن الزمان يتغير فيغير الصادق ليظهر
أثر النعمة. ويقول للناس : إذا أنعم الله على عبده بنعمة أحب أن يراها عليه لأن
الله جميل يحب الجمال.
ويقول : إن الله
يحب الجمال والتجمل ، ويكره البؤس والتباؤس.
والنظافة من
الإيمان ، فيها الكرامة والسلامة للنفس وللأسرة وللمدينة فعلى المرء كما
يقول الإمام : أن
ينظف ثوبه ويطيب ريحه ويجصص داره ويكنس أفنيته.
وذات يوم رآه عباد
بن كثير البصري في الطواف فقال له : تلبس هذه الثياب في هذا الموضع وأنت في المكان
الذي أنت فيه من علي؟ فأجاب كما يروى الإمام نفسه : فقلت : فرقبي ـ نسبة إلى فرقب
حيث تصنع ثياب كتان أبيض ـ اشتريته بدينار ، وقد كان علي في زمن يستقيم له ما لبس
فيه ، ولو لبس مثل ذلك اللباس في زماننا لقال الناس : هذا مرائي مثل عباد.
قيل له يوما : كان
أبوك وكان .. فما لهذه الثياب المروية (حرير مرو). فأجاب : ويلك فمن حرم زينة الله
التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق؟
وإنك لترى آثار النعمة
على مالك وأبي حنيفة ، وإجابات مشتقة بدقة من هذه الإجابات ، في ردود الرجلين بشأن
ملابسهما وأنعم الله عليهما ـ وكان كلاهما لباسا ـ فالمذموم من الثياب ما فيه
خيلاء والمحمود ما كان إظهارا لنعمة الله على عبده حتى تلميذه العظيم الثالث سفيان
الثوري وهو إمام الزهد والورع والحديث والفقه قد انتفع بدروس الإمام في الملبس
فأمسى يقول : الزهد في الدنيا هو بقصر الأمل ، ليس بأكل الخشن ولا بلبس الغليظ.
ازهد في الدنيا ثم نم. لا لك ولا عليك. إن الرجل ليكون عنده المال وهو زاهد في
الدنيا ، وإن الرجل ليكون فقيرا وهو راغب فيها.
وكان الرسول عليه
الصلاة والسلام يلبس ما تيسر من الصوف تارة ومن القطن تارة ومن الكتان تارة. وكانت
مخدته من أدم حشوها ليف نخل. ولما قال له رجل : يا رسول الله أنا أحب أن يكون ثوبي
حسنا ونعلى حسنة ، أفمن الكبر ذاك؟ قال : لا ، إن الله جميل يحب الجمال ، الكبر
بطر الحق وغمط الناس.
إلى أن قال في ص
١٥٨ :
التلاميذ الأئمة :
كان سفيان الثوري
إمام العصر في الورع والسنن والفقه ، للعراق كافة. وكانت له في مجابهة الخليفة
مواقف لا يمل الحديث فيها. وكان كثيرون من رواد المجلس
كسفيان مكانة في
المسلمين : منهم عمرو بن عبيد الذي نشأت على يديه فرقة المعتزلة وأبو حنيفة ومحمد
بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ترب أبي حنيفة ، وإمام المدينة مالك بن أنس.
وأبو حنيفة هو
الإمام الأعظم لأهل السنة ومالك أكبر من تلقى عليه الشافعي علما وأطولهم في تعليمه
زمانا ، والشافعي شيخ أحمد بن حنبل.
وكمثلهم كان
المحدثون العظماء : يحيى بن سعيد محدث المدينة وابن جريج وابن عيينة محدثنا مكة ،
وابن عيينة هو المعلم الأول للشافعي في الحديث.
فلندع للأئمة وصف
مكانهم من الإمام وفيه وصف مجالس علمه :
يقول مالك بن أنس
: كنت أرى جعفر بن محمد ، وكان كثير الدعابة والتبسم ، فإذا ذكر عنده النبي اخضر
واصفر. ولقد اختلفت إليه زمانا فما كنت أراه إلا على ثلاث خصال : إما مصليا وإما
قائما وإما يقرأ القرآن. وما رأيته يحدث عن رسول الله إلا على الطهارة ، ولا يتكلم
فيما لا يعنيه. وكان من العلماء والعباد والزهاد الذين يخشون الله ، وما رأيته قط
إلا ويخرج وسادة من تحته ويجعلها تحتي.
وفي مقولة أخرى
يضيف مالك ـ وكان كثير الحديث ، طيب المجالسة ، كثير الفوائد ـ إذا قال : قال رسول
الله ، اخضر مرة واصفر أخرى حتى ينكره من يعرفه ، ولقد حججت معه سنة فلما استوت به
راحلته عند الإحرام ، كلما هم بالتلبية انقطع الصوت في حلقه ، وكاد أن يخر عن
راحلته ، فقلت : يا بن رسول الله أو لا بد بك أن تقول! قال : كيف أجرؤ أن أقول
لبيك وأخشى أن يقول الله عزوجل : لا لبيك ولا سعديك.
وإنا لنذكر ما كان
يصنعه جده زين العابدين في هذا المقام.
إلى أن قال :
إنما كان مالك يجد
ريح الرسول في مجلس ابن بنته ويحس ، أو يكاد يلمس شيئا
ماديا ، يتسلسل من
الجد لحفيده ، وأشياء غير مادية تملك اللب والقلب ، فالرؤية متعة والسماع نعمة.
والجوار ـ مجرد الجوار ـ تأديب وتربيب .. وفي كل أولئك طرائق قاصدة إلى الجنة.
وصاحب المجلس طهر
كله ، لا يتحدث عن جده إلا على الطهارة ، يقول : الوضوء شطر الإيمان ، ومن أجل ذلك
لم يعد الوضوء عنده أو في مذهبه مجرد وسيلة لغيره أي للصلاة بل أمسى مستحبا لذاته
كالصلاة المستحبة يتهيأ به المتوضئ لدخول المساجد وقراءة القرآن بل الزوجان ليلة
زفافهما والمسافر إلى أهله والقاضي ليجلس للقضاء والإمام الذي يفتي أو يعلم.
إلى أن قال :
تعلم مالك الكثير
من السلوك على الإمام جعفر ، فكان إذا حدث لا يحدث إلا على الطهارة ويحمى مجلسه
ممن يخرجونه عن قصده ، كما يكرم تلامذته ، بل صار إماما لليسر الذي تتمثل فيه
خصائص المدينة ، وأمسى عنوانا على العلم ، فإذا خاصم السلطة خاصمها من أجل النزاهة
العلمية فحسب. وفي منهجه الاحتفال الكامل بالواقع. وفي طريقته العمل للرزق ، حتى
لا يحتاج لأحد ، مما يعبر عن اقتداء كامل بالإمام الصادق.
وكهيئة الإمام
الصادق لم يجار فقهاء العراق في قولهم أرأيت أرأيت. أي افتراض الفروض واستباق
الحوادث وإبداء الرأي فيما لم يحدث حتى سماهم خصومهم (الأرأيتيين).
إلى أن قال في ص
١٦١ :
ولقد يدخل الإمام
المسجد فيقدم إليه تلميذ من تلاميذه ابن أبي ليلى قاضي الكوفة. فيقول الإمام : أنت
ابن أبي ليلى القاضي؟ ويجيب : نعم. فينبهه الإمام على جلال خطر القضاء بقوله :
تأخذ مال هذا وتعطيه هذا وتفرق بين المرء وزوجه
لا تخاف في ذلك
أحدا فما تقول إذا جيء بأرض من فضة وسماء من فضة ثم أخذ رسول الله بيدك فأوقفك بين
يدي ربك فقال : يا ربي هذا قضى بغير ما قضيت.
واصفر وجه ابن أبي
ليلى مثل الزعفران لكنه خرج من المسجد مزودا بزاد من خشية الله زوده به ابن رسول
الله.
ولما سئل مرة : أكنت
تاركا قولا أو قضاء لرأي أحد؟ أجاب : لا ، إلا لرجل واحد ، هو جعفر بن محمد
الصادق.
وابن أبي ليلى
قاضي بني أمية وبني العباس وهم أعداء الإمام.
في هذا المجلس
بالمدينة أو بالكوفة في إحدى قد مات الإمام جعفر إلى العراق دخل أئمة الكوفة
مجتمعين : أبو حنيفة وابن أبي ليلى وابن شبرمة (١٤٤) على الإمام جعفر ، فجعل
الصادق ينبه أبا حنيفة مكتشف أداة القياس على خطرها في حضور العالمين الآخرين ،
وفي مواجهة هذين يقول الإمام الصادق لأبي حنيفة : اتق الله ولا تقس الدين برأيك.
إلى أن قال في ص
١٦٢ :
انقطع أبو حنيفة
إلى مجالس الإمام طوال عامين قضاهما بالمدينة ، وفيهما يقول : لولا العامان لهلك
النعمان ، وكان لا يخاطب صاحب المجلس إلا بقوله «جعلت فداك يا ابن بنت رسول الله».
ولقد يتحدى الإمام
الصادق في مجلسه أبا حنيفة ليختبر رأي صاحب الرأي فيسأل : ما تقول في محرم كسر
رباعية الظبي؟ ويجيب أبو حنيفة : يا بن رسول الله لا أعلم ما فيه. فيقول له الإمام
الصادق : أنت تتداهى أو لا تعلم أن الظبي لا تكون له رباعية! وإنما سكت أبو حنيفة لأنه
لم يعلم كما قال ، أو لأنه يمتنع عن أن يصحح للإمام السؤال ، وما كان أعظم أدب أبي
حنيفة بين نظرائه ، فما بالك به بين يدي الإمام.
فإذا جاء ابن
شبرمة وحده يسأل عما لم يقع ـ كدأب تلاميذ أبي حنيفة ومدرسة
الكوفة ـ لم يتردد
الإمام في دفعه بالحسنى.
ذهب إليه ذات يوم
يسأله عن القسامة في الدم فأجابه بما صنع النبي. فقال ابن شبرمة : أرأيت لو أن
النبي لم يصنع هذا ، كيف كان القول فيه؟ فأجابه : أما ما صنع النبي فقد أخبرتك به
، وأما ما لم يصنع فلا علم لي به.
والصادق عليم
بالاختلاف بين آراء الفقهاء ، أي بعلم المدينة وعلم الشام وعلم الكوفة ، وهو يروي
عشرات الآلاف من الأحاديث ، في حين كانت قلة ما سلمه أهل العراق من الحديث آفة
علمائه ، حتى صوبهم.
إلى أن قال في ص
١٦٣ :
والحسن بن زياد
اللؤلؤي يعلن رأي صاحبه في إحاطة الإمام الصادق فيقول : سمعت أبا حنيفة وقد سئل من
أفقه الناس ممن رأيت. فقال : جعفر بن محمد.
ولما استفتى أبو
حنيفة في رجل أوصى للإمام ، بإطلاق الوصف ، قال : إنها لجعفر ابن محمد. فهذا إعلان
لتفرده بالإمامة في عصره.
ولم تكن السنتان
اللتان حيي بسببهما النعمان بن ثابت أبو حنيفة ولم يهلك ، إلا تكملة لسنين سابقة
كان يتدارس فيها فقه الشيعة ، ومن ذلك كان يشد أزر زيد بن علي في خروجه على هشام
بن عبد الملك. وقيل مال إلى محمد وإبراهيم ولدي عبد الله بن الحسن في خروجهما على
المنصور ، وأن قد جاءته امرأة تقول : إن ابنها يريد الخروج مع هذا الرجل في إبان
خروج إبراهيم وأنا أمنعه. فقال لها : لا تمنعيه.
ويروي أبو الفرج
الأصفهاني عن أبي إسحاق الفزاري : جئت إلى أبي حنيفة فقلت له : أما اتقيت الله.
أفتيت أخي بالخروج مع إبراهيم حتى قتل! فقال : قتل أخيك حيث قتل ، يعدل قتله لو
قتل يوم بدر ، وشهادته مع إبراهيم خير له من الحياة.
ولئن كان مجدا لما
لك أن يكون أكبر أشياخ الشافعي ، أو مجدا للشافعي أن يكون أكبر أساتذة ابن حنبل ،
أو مجدا للتلميذين أن يتلمذا لشيخيهما هذين ، إن التلمذة
للإمام الصادق قد
سربلت بالمجد فقه المذاهب الأربعة لأهل السنة ، أما الإمام الصادق فمجده لا يقبل
الزيادة ولا النقصان. فالإمام مبلغ للناس كافة علم جده عليه الصلاة والسلام ،
والإمامة مرتبته. وتلمذة أئمة السنة له تشوف منهم لمقاربة صاحب المرتبة.
لقد يجيء للمناظرة
عمرو بن عبيد (١٤٤) زعيم المعتزلة ، الذي لم يضحك أبو حنيفة طول حياته بعد أن قال
له عمرو إذ ضحك مرة في إبان مناظرته : يا فتى تتكلم في مسألة من مسائل العلم وتضحك؟
والذي يبلغ من وقاره أن يراه الرائي فيحسبه أقبل من دفن والديه. فإذا انتهى الكلام
قال عمرو للإمام : هلك من سلبكم تراثكم ونازعكم في الفضل والعلم.
ويجيء إمام خراسان
عبد الله بن المبارك وهو إمام فقه وبطل معارك. تلمذ للإمام زمانا ، ولأبي حنيفة ،
فتعلم ما جعله يخفى بطولاته في الفتوح «لأن من صنعها لأجله سبحانه مطلع عليها».
وفي الإمام جعفر شعره الذي ورد فيه :
أنت يا جعفر فوق
ال
|
|
مدح والمدح عناء
|
إنما الأشراف
أرض
|
|
ولهم أنت سماء
|
جاز حد المدح من
|
|
قد ولدته
الأنبياء
|
فإذا كان الصادق
في مواجهة مع المنصور ، حيث القواد والعلماء يجلسون على مبعدة منه ، فإن مجلس
الإمام عن يمينه حتى ولو دعاه يخوفه ، فلقد طالما انتهت اللقاءات بالموعظة يلقيها
الإمام من حديث رسول الله ، ولحديث رسول الله شرف المجلس ، ولابن رسول الله شرف من
رسول الله.
ولو جلس الصادق
على مبعدة أو مقربة من الخليفة ، لكان الشرف حيث يجلس ، وربما قربه الخليفة ليلتمس
لنفسه القربى إلى الناس في الدنيا ، ويوم لا تملك نفس لنفس شيئا ، وعند ما تلتمس
الشفاعة.
وأبو جعفر المنصور
يقر بمكانه من العلم والتقوى مع ضيق صدره بمكانته في الأمة. يقول : هذا الشجى
المعترض في حلقي أعلم أهل زمانه وإنه ممن يريد الآخرة
لا الدنيا.
وقال في ص ١٦٥ :
ومن نص الإقرار ما
يدل على أن مجلس الصادق للعلم ، لم يكن ليسلم من مراقبة أعوان السلطان ، وصاحب
المجلس شجى معترض في حلقه وهو قد ينبئ عن أن الفرصة متاحة للإمام ليلقى دروسه ، مع
الحيطة الواجبة ، حتى لا يغص الخليفة بريقه مما ينقل إليه وإن كان المؤكد أن مجرد
وجود الإمام كان فيه الشجى المعترض.
كل العلوم :
والمجلس مورد عذب
كثير الزحام لكل فيه ما يغنيه. فالإمام في مجلسه الرفيع يروي السنة عن آبائه. وما
يقول يجري عند الشيعة مجرى الأصول. فإذا أبدى الرأي في واقعة معينة جعله الشيعة
مجعل السنة والتزموها باعتبارها نصا عنه.
أما أهل السنة
فيأخذونه مأخذ اجتهاد الأئمة.
واللسان العربي
علم العلوم ، وإمام المسلمين إمام في البلاغة العربية ، عبر عن أسلوبه أبو عمرو بن
العلاء حين قال عن أساليب العربية : العرب تطيل ليسمع منها وتوجز ليحفظ عنها.
وعند الصادق لكل
مقام مقال. يسهب ويستطرد كما ستقرأ بعد ، أو يوجز ليحفظ عنه ويتذوق منه ، بحروف
لها جرس في الأذن ونغم في الفم ، كأن يقول : لا تصل فيما خف أو شف. وكلاهما كاشف.
ويجري على لسانه
الشعر الرفيع مثل الذي يرويه عنه سفيان الثوري :
لا اليسر يطرؤنا
يوما فيبطرنا
|
|
ولا لأزمة دهر
نظهر الجزعا
|
إن سرنا الدهر
لم نبهج لصحته
|
|
أو ساءنا الدهر
لم نظهر له الهلعا
|
مثل النجوم على
مضمار أولنا
|
|
إذا تغيب نجم
آخر طلعا
|
أو مثل قوله جوابا
لسفيان إذ يسأل : يا ابن رسول الله لم اعتزلت الناس؟
قال : يا سفيان قد
فسد الزمان وتغير الإخوان فرأيت الانفراد أسكن للفؤاد ، وأنشد:
ذهب الوفاء ذهاب
أمس الذاهب
|
|
والناس بين
مخاتل وموارب
|
يفشون بينهم
المودة والصفا
|
|
وقلوبهم محشوة
بعقارب
|
ومثل قوله :
فلا تجزع وإن
أعسرت يوما
|
|
فقد أيسرت في
زمن طويل
|
ولا تيأس فإن
اليأس كفر
|
|
لعل الله يغني
عن قليل
|
ولا تظنن بربك
ظن سوء
|
|
فإن الله أولى
بالجميل
|
ومثل قوله :
لا تجزعن من
المداد فإنه
|
|
عطر الرجال
وحلية الآداب
|
فإذا جاءه
المناظرون من كل فج عميق ، أو التلاميذ الفقهاء ، يمثلون أقطار الإسلام ، ويجادلون
في الأصول أو الفروع ، فهو البحر لا تنزفه الدلاء ، يروى العقول ويشفى الصدور.
فالديصاني زعيم
فرقة ملحدة ، وصاحب الإهليلجة طبيب هندي ، وعبد الكريم ابن أبي العوجاء عربي ملحد
، وعبد الملك مصري يتزندق ، وعمرو بن عبيد شيخ المعتزلة ، وأبو حنيفة إمام الكوفة
، ومالك إمام المدينة ، وسفيان الثوري ، وغيرهم ، كل هؤلاء تملأ مجادلاته معهم
الكتب ، ولا يضيق صدرا بجدالهم ، بل يضرب الأمثال ، بمسلكه معهم واتساع صدره لهم ،
على الحرية الفكرية التي يتيحها الإمام للناس في مجلسه ، ليفهموا العلم ، أو
ليؤمنوا عن فهم ، دون إكراه أو إعنات ، وعلى سعة الخلاف الفقهي لكل اتجاهات
المسلمين ، وعلى اليسر والرحمة في الشريعة. فكل هذه أسباب لنشر الإسلام وخلود
فقهه.
يقول ابن المقفع ـ
وهو متهم بالمجوسية أو بالزيغ على الأقل ـ إذ يومئ إلى الصادق في موضع الطواف :
هذا الخلق ما منهم أحد أوجب له بالإنسانية إلا ذلك
الشيخ الجالس.
ويذهب ابن أبي
العوجاء ليناظره فتعتريه سكتة. فيسأله الإمام : ما يمنعك من الكلام؟ فيقول :
إجلالا لك ومهابة منك ، وما ينطق لساني بين يديك ، فإني شاهدت العلماء وناظرت
المتكلمين فما تداخلني من هيبة أحد منهم ما تداخلني من هيبتك.
رآه الإمام مرة
بالحرم فقال له : ما جاء بك؟ قال : عادة الجسد وسنة البلد. ولنبصر ما الناس فيه من
الجنون والحلق ورمي الحجارة. قال الصادق : أنت بعد على عتوك وضلالك يا عبد الكريم؟
فذهب يتكلم. فقال الإمام : لا جدال في الحج ، ونفض رداءه من يده وقال : إن يكن
الأمر كما تقول ، وليس كما نقول نجونا ونجوت. وإن يكن الأمر كما نقول وليس كما
تقول نجونا وهلكت. وأي صبر في حرية الفكر كمثل هذا الصبر من الإمام الصادق؟ وحيث
تؤدى المناسك.
وإنما ترك الإمام
رجلا ملحدا سيقتل بعد في إلحاده سنة ١٦١.
وإذا لم يأخذ
الملحدين بالشدة ، فتحا لأبواب الهداية لهم ، فهو صارم في صدد المغالين في علي ،
أو فيه ، ليكفهم عن غلوائهم. ومنهم بيان بن سمعان التميمي. كان يعتقد ألوهية علي
والحسن والحسين ثم محمد بن الحنيفة ، ثم ابنه أبي هاشم. بل زعموا أنه قال : إنه ـ بيانا
ـ المراد بقوله تعالى (هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ). وادعى المغيرة بن سعيد الانتماء إلى الباقر ، وصار يؤله
عليا ثم جعفر الصادق ، ويكفر أبا بكر وعمرو من لم يوال عليا.
وكذلك كان بشار
الشعيري.
يقول جعفر الصادق
لمرازم : تقربوا إلى الله فإنكم فاسق كفار مشركون. ويقول له : إذا قدمت الكوفة فأت
بشار الشعيري وقل له يا كافر يا فاسق أنا بريء منك.
دخل عليه بشار
يوما فصاح به : اخرج عني لعنك الله ، والله لا يظلني وإياك سقف أبدا. فلما خرج قال
: ويحه. ما صغر الله أحد تصغير هذا الفاجر. والله إني عبد الله وابن أمته.
ويقول عن المغيرة
بن سعيد : لعن الله المغيرة بن سعيد. لعن الله يهودية كان يختلف إليها يتعلم منها
الشعر والشعبذة والمخاريق. فو الله ما نحن إلا عبيد ، خلقنا الله واصطفانا ، ما
نقدر على ضرر ولا نفع إلا بقدرته ، ولعن الله من قال فينا ما لا نقول في أنفسنا.
ويقول : من قال
إننا أنبياء فعليه لعنة الله ومن شك في ذلك فعليه لعنة الله.
وينبه الأذهان على
دسائس خصوم الشيعة بالاختلاق عليهم فيقول : إنا أهل بيت صادقون لا نعدم من يكذب
علينا عند الناس ، يريد أن يسقط صدقنا بكذبه علينا.
ويقول لخيثمة :
أبلغ شيعتنا أننا لا نغني من الله شيئا وأنه لا ينال ما عند الله إلا بالعمل ، وأن
أعظم الناس يوم القيامة حسرة من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره.
وهي مقولات لا
تترك مجالا لدعاوي المغالين في جعفر الصادق وآبائه وبنيه من الأئمة وتنفى عنه ما
ادعوه من علم الغيب ، فلا يعلم الغيب إلا الله ، كما تجعل الأئمة مجعل البشر ، وهي
آراء أبيه وجده.
سأل سائل جده زين
العابدين : متى يبعث علي؟ فأجاب : يبعث والله يوم القيامة ، وتهمه نفسه ، أي أنه
يحاسب يوم الحساب كما يحاسب غيره.
وأما تعبير
الأحلام فالصادق يرى أنها لو كانت كلها تصدق كان الناس كلهم أنبياء ، ولو كانت
كلها تكذب لم يكن فيها منفعة ، بل كانت فضلا لا معنى لها ، فكانت تصدق أحيانا
لينتفع بها الناس في مصلحة يهتدى لها ، أو مضرة يحذر منها ، وتكذب كثيرا لئلا
يعتمد عليها كل الاعتماد.
فرؤى الأنبياء
حقائق من هدى النبوة ، أما رؤى الآخرين فأصداء أفكار تتحرك في باطنهم ، منها ما
يصدقه الواقع ومنها ما يكذبه.
روى هشام بن الحكم
: كان بمصر زنديق يبلغه عن أبي عبد الله الإمام الصادق أشياء. فخرج إلى المدينة
ليناظره فلم يصادفه وقيل له إنه خارج بمكة. فخرج إلى مكة ، ونحن مع أبي عبد الله ،
فصادفنا في الطواف ، وكان اسمه عبد الملك وكنيته
أبو عبد الله.
فضرب كتفه كتف أبي عبد الله ، فقال له أبو عبد الله : فمن هذا الملك الذي أنت عبده؟
من ملوك الأرض أو من ملوك السماء؟ وأخبرني عن ابنك عبد إله السماء أم عبد إله
الأرض؟ قل ما شئت تخصم. إذا فرغت من الطواف فائتنا.
فلما فرغ أتاه
الزنديق فقعد بين يديه. قال أبو عبد الله : أيها الرجل ليس لمن لا يعلم حجة على من
يعلم ولا حجة للجاهل. يا أخا مصر إن الذين يذهبون إليه ويظنون أنه الدهر ، إن كان
الدهر يذهب بهم لم لا يردهم؟ وإن كان يردهم لم لا يذهب بهم؟ يا أخا مصر لم السماء
مرفوعة والأرض موضوعة؟ لم لا تنحدر السماء على الأرض؟ لم لا تنحدر الأرض فوق
طبقاتها؟ ولا يتماسكان ولا يتماسك من عليها؟
قال الزنديق :
أمسكهما الله ربهما وسيدهما. فآمن الزنديق.
وقال في ص ١٨٤ :
ولقد يفد على
المجلس الكميت شاعر أهل البيت كما كان يدخل على زين العابدين والإمام يعرف انبعاث
الشاعر ويخشى عليه من الخيال الصادق في تصوير ظلم يعانيه أهل البيت. وشعر الكميت
من أسير الشعر في الأدب العربي ـ والبرد تنقل للخليفة الخبء من أي شيء ـ فيستأذن
الكميت الإمام قائلا : جعلت فداك ألا أنشدك؟ فينبهه الإمام قائلا : إنها أيام
عظام.
فيقول الكميت عن
القصيدة : إنها فيكم. ويقول الإمام : هات فينشده قصيدته التي مطلعها :
ألا هل عم في
رأيه متأمل
|
|
وهل مدبر بعد
الإساءة مقبل
|
إلى أن قال :
كلام النبيين
الهداة كلامنا
|
|
وأفعال أهل
الجاهلية تفعل
|
رضينا بدنيا لا
نريد فراقها
|
|
على أننا فيها
نموت ونقتل
|
ونحن بها
مستمسكون كأنها
|
|
لنا جنة مما
نخاف ونعقل
|
فكثر البكاء
وارتفعت الأصوات ، إلى أن قال :
كأن حسينا
والبهاليل حوله
|
|
لأسيافهم ما
يختلي المتقبل
|
فلم أر مخذولا
أجل مصيبة
|
|
وأوجب منه نصرة
حين يخذل
|
فرفع جعفر الصادق
يديه وقال : اللهم اغفر للكميت ما قدم وما أخر ، وما أسر وما أعلن ، وأعطه حتى
يرضى. ثم أعطاه ألف دينار وكسوة.
قال الكميت :
والله ما أحببتكم للدنيا ، ولو أردتها لأتيت من هي لديه ، ولكني أحببتكم للآخرة ،
فأما الثياب التي أصابت أجسامكم فإني أقبلها لبركتها ، أما المال فلا أقبله.
وقال في ص ١٨٦ :
وبالتدوين الفقهي
استقر المذهب في صدور الحفظة والنقلة ، من علي إلى بنيه ، فبنيهم وبخاصة زين
العابدين وزيد والباقر والصادق. ثم عملت مجالس الإمام الصادق في نشره كمثل عمل
التدوين في استقراره ، وأدرك الأئمة الذين تلمذوا له وتلاميذهم أمورا ترفع مجلس
الصادق فوق المجالس ، سواء مجالس أهل السنة أو أهل البيت منها :
١ ـ أن الذي يلقى
هذا العلم إمام موصى إليه باسمه من أبيه. وبهذا ينماز من عمه زيد بن علي صاحب
المذهب الزيدي ومن غيره من الشيعة.
٢ ـ أن هذا الإمام
يقف بين العلماء جميعا في مكان خاص. فالسنة عند الشيعة بعد موته تثبت عن طريقه ـ إلا
ما ندر ـ فعنه يروى آلاف ، وعنهم جاءت الأحاديث المروية في كتبهم.
٣ ـ أن الآراء
الفقهية في أصول الدين وأصول الفقه وفروع المعاملات والعبادات سيراها اللاحقون
منسوبة إليه. وربما اقترن به أبوه الباقر ، أو أشير إلى رأي جده السجاد لكن نبع
العلم منه هو الأشهر والأكثر.
وإذا لم يعرف
التاريخ إماما في السنن من درجته أو إماما في الفقه من مرتبته فالتاريخ كذلك لا
يعرف إماما اجتمعت له الإمامتان مثله.
٤ ـ أنه الإمام
الذي يوثقه أئمة المسلمين جميعا. ويستوي في ذلك من أهل السنة أئمة الرأي فهم
تلاميذه ، وأئمة الحديث فهو في القمة منهم. وروايته للحديث يوثقها واضع الأساس
العلمي لقبول الحديث الشافعي ، وعلماء الجرح والتعديل كيحيى بن معين وأبي حاتم
والذهبي وابن حنبل والآخرين. وتتردد في كتب الصحاح أحاديثه كما يبايعه إمام أهل
البيت الذي سبق بفرقة عظيمة وفقه خالد عمه زيد بن علي زين العابدين صاحب المذهب
الزيدي. ويضعه موضع الإمامة فيقول : في كل زمان رجل من أهل البيت يحتج به الله على
خلقه وحجة زماننا ابن أخي جعفر لا يضل من كان من شيعته ولا يهتدي من خالفه.
٥ ـ أن هذا الإمام
هو أول وآخر واحد من صلب آبائه وأجداده منّ الله عليه بهذه الفرصة ، أواخر الدولة
المروانية المشغولة عنه بتثبيت دعائمها المهتزة ، وأوائل عهد الدولة العباسية ،
التي تمد إليه بسبب من السلام أو الخصام ، وآصرة من النسب ، تخدمانه أو تخدمانها ـ
وهي ترفع شعار أهل البيت والدفاع عن الدين ـ وبهذا أتيحت له حرية الجلوس لكل الناس
، والتدريس لكل العلوم ، وأن تسيل الأباطح بأعناق المطي إليه من بقاع العالم ، في
حقبة ممتازة من التاريخ العالمي والإسلامي.
٦ ـ أنه الإمام
الذي طمأن الخلفاء (الملوك) في الدولتين ، وكانوا سفاحين غلاظ الأكباد ، فهو كما
يقول الشهرستاني وأبو نعيم في الملل والنحل وحلية الأولياء : ما تعرض للإمامة قط
ولا نازع في الخلافة أحدا. ومن غرق في بحر المعرفة لم يطمع في شط ، ومن تعلى إلى
ذروة الحقيقة لم يخف من حط.
٧ ـ أنه الإمام
الذي أتيح له على مدار ثلث قرن من الزمان بعد موت أبيه سنة ١١٤ أن يكون الإمام.
فامتد به عصر سلام ، ضروري لنشر العلم ، باطمئنان طالبه وواهبه ، والدولة التي
ينتشر في رعاياها.
وقال أيضا في ص
٣٦٩ :
كان الإمام في
لقاءاته الأخيرة مع الخليفة أبي جعفر المنصور يقول له : لا تعجل ، لقد بلغت
الرابعة والستين وفيها مات أبي وجدي. فلقد كان يحس باقتراب يومه ويلتمس من ذلك قوة
عند اللقاء. تؤيده في الصدام معه والثبات في وجهه ، والدفاع عن حقوق الله والناس
عنده ، وتذكيره بالآخرة.
وهو إلى ذلك يهيئ
الدولة والناس لما بعد موته.
والناس الذين
يتساءلون متى نصر الله ، يولون وجوههم شطر الإمام مذ قطع أبو جعفر أسباب الأمل في
الأمان والاطمئنان بالنكال يصبه على من عارضه ، وخص أهل البيت بكفل زاخر من عذابه
، فمال الكثيرون عنه إليهم. ولم يكن باقيا من مشيختهم إلا الإمام الصادق. تهوي
إليه الأفئدة من بعيد وقريب ، ويتكأب عليه التلامذة من أشياخ العلماء.
ومضت الأيام
والناس بين البأساء والنعماء ، والفزع والرجاء ، والإمام في دروسه ومجالسه يرسي مبادئه
للأجيال القادمة ، ويهدي بالقول والعمل ، وبمجرد أن به حياة.
وجاء ذلك اليوم
الذي قال فيه وهو رخي البال : الحمد لله الذي لم يخرجني من الدنيا حتى بينت للناس
جميع ما تحتاج إليه.
وهو إفصاح عن
اكتمال المذهب الشيعي في تعاليمه ، ونظام الدولة الشيعية ، إن أمكن أن تظهر ،
والمجتمع الشيعي في كل حال ، وإن شئت قلت : مقاله المجتمع الجعفري أو مقال الفقهاء
مجتمع الشيعة الإمامية.
وجاءت ساعة الموت
وهو في تمام صحوة ، وأهل البيت حافون حوله.
قالت زوجه حميدة
أم الإمام موسى الكاظم ، وكانت من البربر ، لرجل من أصحابه : لو رأيت أبا عبد الله
عند الموت لرأيت عجبا ، فتح عينيه ثم قال : إن شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلاة.
أما رواية الإمام موسى الكاظم فنصها : لما حضرت أبي الوفاة قال لي : يا بني لا
ينال شفاعتنا من استخف بالصلاة.
فهذا إمام تنتهي
إمامته يعهد لإمام تبدأ أيامه فينبهه والناس على حقهم في شفاعة أهل البيت ،
وواجبهم لينالوها بإقامة عمود الدين.
وتضيف مولاته
سالمة ساعة الموت حسنات فتقول : غمي عليه ، فلما أفاق قال : أعطوا الحسن بن علي (بن
علي بن الحسين) سبعين دينارا ، وأعطوا فلانا كذا ، وفلانا كذا. قلت : أتعطي رجلا
حمل عليك بالشفرة يريد أن يقتلك؟ قال : أتريدون ألا أكون من الذين قال عنهم الله عزوجل (وَالَّذِينَ
يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ
سُوءَ الْحِسابِ)؟ نعم يا سالمة ، إن الله خلق الجنة وطيب ريحها ولا يجد
ريحها عاق ولا قاطع رحم.
أجل ، كان الإمام
قطعة من صميم الإسلام ، جده عليه الصلاة والسلام خلقه القرآن ، أما هو فخلقه سنة
جده ، وجده يعلن سنته حيث يقول : أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح.
ويقول : إن أول
الواجبات في المال بعد الزكاة بر الرحم إذا أدبرت.
فالإمام في ساعة
الموت يوصي لمن يليه ، ويذكر الشفاعة والصلاة وصلة الرحم وهو يريح رائحة الجنة.
وأبو جعفر ليس
الرجل الذي ينتظر حتى ينكشف له أمر فيه غرر بل هو يبتدر الخطر.
قال أبو أيوب
الجوزي : بعث إلي أبو جعفر المنصور في جوف الليل ، فدخلت عليه وهو جالس على الكرسي
وبين يديه شمعة ، وفي يده كتاب. فلما سلمت عليه رمى الكتاب إلي ، وهو يبكي ، وقال
: هذا ابن سليمان (والي المدينة) يخبرنا أن جعفر بن محمد قد مات ، فإنا لله وإنا
إليه راجعون. قالها ثلاثا. ثم قال : وأين مثل جعفر؟ ثم قال : اكتب. فكتبت صدر
الكتاب. ثم قال : اكتب إن كان قد أوصى إلى رجل يعينه فقدمه واضرب عنقه.
هكذا يأمر بقتل من
يجهله ، ويحرمه حق المحاكمة لمجرد أن من فحوى الوصية
لرجل بعينه أنها
رسالة للأمة تعلن الإمام الجديد.
لكن الله كف بطش
أبي جعفر ، فرجع الجواب إليه أن الإمام أوصى إلى خمسة هم : أبو جعفر المنصور وابن
سليمان وعبد الله وموسى وحميدة. والأخيرون ولدا الإمام وزوجه. فليس هنا وصي بعينه
، والأولان أبو جعفر ذاته وواليه ، وليس إلى قتل هؤلاء من سبيل.
وما كانت وصية
الصادق لأبي جعفر وواليه إلا توصية لهما بالأمة ، وتذكيرا لهما بأنهما ملاقيا الله
مثله. وأبو جعفر أجدر خلق الله بأن يذكره الناس بالموت وأن يذكروه عند الموت ، إن
محبين له وإن مبغضين.
ولما قرن الإمام
أبا جعفر بابنيه وزوجه كان يذكره أن يخاف الله فيهم وفي ذوي رحمه.
كان أبو جعفر
يسابق الموت إلى من تتم الوصية إليه وحده ، ففوتت عليه وصية الإمام بغيا لم يمنعه
من مقارفته تساقط دمعه ، أو أن يسترجع الله مرات ثلاثة ، وكأنه يجعل الدمع مدادا
لأمر يهتبل الفرصة لإصداره ليقطع رأس إمام جديد من أهل البيت يطاف بها في المدائن.
وأنسته شياطين
الفزع والطمع أن يذكر ما علمه الصادق من صلة الرحم ، وازداد نسيانا يوم لا أحد
ينسى!
ومنها
قول ابن روزبهان
وهو العلامة فضل
الله روزبهان الخنجي الأصفهاني المتوفى سنة ٩٢٧ في «وسيلة الخادم إلى المخدوم در
شرح صلوات چهارده معصوم» (ص ١٨٣ ط كتابخانه عمومى آية الله العظمى نجفى بقم) قال :
اللهم صل وسلم على
الإمام السادس
ودرود وصلوات ده
وسلام فرست بر ششم امام. از اينجا شروع در صلوات است. بعد از پدر خود امام محمد
باقر (ع) امام شده وبرادر بزرگ آن حضرت بعد از امام محمد باقر (ع) دعوى امامت مى
كرده ومردم را به متابعت خود دعوت مى نموده. يك روز امام جعفر در خانه خود آتشى
روشن كرده وكسى را فرستاده نزد برادر ، واو را طلب نموده ، چون برادر آمده آن حضرت
سخنى مى فرموده وبسيارى از اكابر شيعه حاضر بوده اند آن حضرت برادر را نشانيده
وخود برخاسته ودر ميان آتش در رفته ، وساعتي در آنجا نشسته وسخن فرموده وارشاد
ونصيحت كرده واصلا آتش در او اثر نكرده وهيچ جامه ورخت او نسوخته ، چه جاى آنكه در
بدن مبارك او اثر كند. بعد از آن بيرون فرموده وبا برادر گفته : برخيز وهمچو من در
آتش نشين ، اگر راست مى گوئي برادر چون حال ديده برخاسته وردا بر زمين كشيده
وبيرون رفته وبعد از آن ترك دعوى امامت كرده وامامت حضرت امام جعفر بر همگنان ظاهر
شده.
المقرب السابق
المؤدب الموافق
آن حضرت نزديك
گردانيده شده به حضرت حق سبحانه وتعالى است وسابق است در اعمال صالحه ، واين اشارت
است بدانكه آن حضرت از مقربان حق تعالى واز سابقان است وآن حضرت تأديب كرده شده به
آداب الهيست ، چنانچه حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم فرمود كه : أدّبني ربّي فأحسن تأديبي ، يعنى تأديب من
وتعليم آداب من حق تعالى فرموده ، پس نيكو تأديب فرموده مرا ، واين اشارت است
بدانكه ادب ائمه كرام از تأديبات وتعليمات الهيست وآن حضرت موافق است با حضرت
پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم در اخلاق حميده واعمال پسنديده. واين اشارت است به متابعت
سنت وطريقه كه آن حضرت را بوده.
والمغيث للملهوفين
عند الطوارق
وآن حضرت
فريادرسنده ويارى كننده ضعيفان وعاجزان است نزد حوادث وبليات كه بر ايشان نازل شود
، واين اشارت است به رحم وعطوفت آن حضرت بر عاجزان ، چنانچه روايت كرده اند كه هر
كس را حادثه يا فقرى پيش آمدى در مدينه پناه به جوار لطف واحسان آن حضرت نمودى واز
خوان نوال وافضال آن حضرت بهره وافى يافتى ، چنانچه شيمه كريمه اهل البيت بوده.
الملتجى بحرز الله
عند نزول كل طارق
وآن حضرت التجأ
برنده است به حرز وحفظ الله تعالى نزد فرود آمدن هر بلايى كه در آيد.
واين اشارت است
بدانكه آن حضرت در واقعه قصد ابو جعفر دوانيقى پناه به حرز الهى برد ، وبر آن دشمن
غدار كه قصد آن حضرت كرده بود غالب وفائق آمد ، چنانچه روايت كرده اند از ربيع كه
حاجب ابو جعفر منصور دوانيقى عباسي بود كه او گفت : روزى منصور دوانيقى پادشاهى
بسيار قهار بى زنهار متسلط جبار بوده ونزد او بعضى مفسدان افساد كرده بوده اند كه
حضرت امام جعفر صادق (ع) مى خواهد كه بر تو خروج كند ومردم عراق با او موافقند.
ربيع گفت : صباح آن شب كه اين افساد كرده بودند ، چون بر مسند نشست با من گفت :
برو وجعفر بن محمد را حاضر گردان ، خداى بكشد مرا كه من او را نكشم. من بسيار حضرت
امام را دوست مى داشتم وسخت انديشه افتادم كه مبادا از شر آن ظالم غيشوم آن حضرت
را مضرتى برسد. بيرون رفتم وبه خدمت حضرت امام آمدم وآن شرح باز گفتم وبا آن حضرت
گفتم : من سخت بر تو مى ترسم از شر اين ظالم كه او چنين سوگندى خورده وقصد تو دارد
وندانم كه تو چگونه از او خلاص شوى. آن حضرت فرمود : هيچ انديشه مكن كه
خداى تعالى مرا از
شر او نگاه دارد ومضرت او ان شاء الله به من نرسد.
پس برخاست وهمراه
من متوجه خانه ابو جعفر دوانيقى شد. چون به در خانه مقابل او رسيد ديدم كه لبهاى
مبارك او مى جنبيد وچيزى مى خواند. چون دوانيقى آن حضرت را بديد رنگ روى او زرد
شده وترسان ولرزان برخاست وآن حضرت را استقبال كرد وبا آن حضرت معانقه نمود ونهايت
تعظيم وتوقير بجاى آورد وچون آن حضرت بنشست گفت : خوش آمد ابو عبد الله. بريء
الساحة از آنچه نسبت بدو مى كنند. بعد از آن فرمود كه طشتى از بوى خوش حاضر كردند
وغاليه وعبير از آن طشت بر مى داشت وبر او ومحاسن حضرت امام عليهالسلام مى ماليد تا تمامى محاسن آن حضرت را بوى خوش گرفت. بعد از
آن گفت : چه حاجت دارى اى ابو عبد الله؟ حضرت امام فرمود : حاجت من آن است كه ديگر
مرا طلب نكنى.گفت : چنين كنم وهر چه مراد وحاجت تو باشد آن را برآورم. برخيز وبه
سلامت به خانه خود بازگرد. حضرت امام برخاست وبيرون رفت. فرمود : ابو جعفر جامه
خواب طلب كرد ودر آن رفت وچندان خواب كرد كه چهار نماز از او فوت شد. بعد از آن
بيدار شد وبا من گفت : اى ربيع آب بيار تا طهارت كنم ونماز بگزارم وبعد از آن
حكايت حال خود با تو باز گويم. من برخاستم وآب آوردم ووضو ساخت ونمازها را قضا كرد
، بعد از آن گفت : چون جعفر بن محمد در آمده من عزم جزم كرده بودم كه في الحال او
را ببينم به قتل آوردم. ديدم كه بر سر دوش او اژدهاى به غايت بزرگ مهيب كه آتش از
دهن او بيرون مى آمد دهن گشاده بود وگفت با من : اگر قصد او كنى ترا با تمام خانه
فرو برم. من از مهابت آن حال بيهوش خواستم شدن ، او را در بغل گرفتم وتعظيم كردم
وبازگردانيدم وخود بيهوش افتادم تا امروز ديگر با او مرا هيچ كار نيست.
ربيع گفت : من چون
اين شنيدم به خدمت حضرت امام عليهالسلام آمدم واين حكايت باز گفتم وگفتم : نفس من فداى تو باد ، آن
زمان كه در آمدى چه چيز
مى خواندى كه خداى
تعالى تو را از شر او نگاه داشت؟ وحرز مشهور آن حضرت كه مشهور است به حرز امام
جعفر بر من املا فرمود وآن حرزيست مشهور واول او اين است : ما شاء الله توجها إلى
الله ، ما شاء الله تقربا إلى الله ، ما شاء الله تلطفا إلى الله ، ما شاء الله لا
حول ولا قوة إلا بالله.
وبحمد الله تعالى
اين فقير ضعيف آن را ياد دارم واز اوراد فقير است كه سالهاست كه بدان مواظبت مى
نمايم وتمام عمر در پناه آن حرز بحمد الله وحوله وقوته از شر اعدا مصون ومحروسم ان
شاء الله تعالى. وچون آن حرز بسيار مشهور است وطولى دارد در اين مقام مذكور نشد ،
ان شاء الله هر كس كه بدان مواظبت نمايد يقين كه از شر انس وجن در پناه حق تعالى
خواهد بود.
الذي بين الحق
والباطل فارق
آن حضرت آن كسى
است كه ميان حق وراستى وباطل ودروغ فرق كننده است. واين اشارت است بدانكه در اصول
وفروغ دين آن حضرت فرق ميان حق وباطل فرموده وقواعد ملت ومذهب را بر حق [و] راستى
نهاده وباطل را از صحائف دين پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم محو فرموده چنانچه از آثار معارف آن حضرت ظاهر است.
حجة الله القائمة
على كل زنديق ومنافق
وآن حضرت حجت
وبرهان حق تعالى است كه قائم شده بر هر ملحدى كه نفى صانع كند وبر هر منافق. واين
اشارت است بدان حجت وبرهان در اثبات صانع وتوحيد كه آن حضرت اقامت فرموده ، چنانچه
روايت كرده كه در زمان آن حضرت زنديقان وملحدان كه نفى وجود صانع عالم مى كنند
بسيار پيدا شده بودند ودر نفى صانع مبالغات مى كردند ونزد آن حضرت مى رفتند وحجت
جويى مى كردند وآن
حضرت حجتهاى غريب
در غايت احكام وبرهانهاى بديع در نهايت اتقان بر اثبات صانع قائم مى كرده وايشان
را الزام مى فرموده وبه دين اسلام در مى آورده ، وما بعضى از آن را ياد كنيم :
روايت كرده اند كه
يكى از زنديقان در مجلس آن حضرت به او فرمود : تو چه پيشه وحرفت دارى؟ گفت : من
تاجرم. گفت : هرگز به دريا نشسته [اى] در كشتى؟ گفت : بلى. گفت : هرگز طوفان ديده؟
گفت : بلى. در بعضى اوقات بادهاى سخت آمد وكشتى بشكست وملاحان تمامى غرق شدند. من
لوحى از كشتى در دست گرفتم ، آن لوح هم از دست من برفت ودر ميان تلاطم امواج
افتادم ، ناگاه به ساحل رسيدم ونجات يافتم. حضرت امام فرمود كه : چون به دريا مى
نشينى اعتماد تو بر كشتى وملاحان بود ، چون كشتى بشكست وملاحان هلاك شدند اعتماد
بدان لوح داشتى ، چون لوح از دست تو بيرون رفت با من راست بگوى آيا نفس را به هلاك
تسليم كردى يا نفس تو را اميد خلاصى ونجات بود؟ زنديق گفت : بلى در نفس من اميد
نجات بود. [امام] فرمود : اميد نجات به چه كسى داشتى؟ زنديق ساكت وحيران شد. فرمود
: آن كس صانع عالم وخداى توست كه در آن وقت بدو اميد داشتى وتو را از غرق نجات
فرمود وبه سلامت به ساحل رسانيد. زنديق اعتراف به وجود صانع كرد وبه اسلام در آمد.
واين دليل را آن حضرت از قرآن فرا گرفته آنجا كه مى فرمايد : (فَإِذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا
اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) الآية ، واين دليل است در غايت احكام كه اگر عاقل در او
نيكو تدبير نمايد خوب صانع عالم نزد عقل او صريح وظاهر گردد ، چنانچه او را در آن
به هيچ نوع شك وارتياب نماند.
ديگر روايت كرده
اند كه نوبتى ديگر دليل بر وجود صانع از آن حضرت سؤال كردند. فرمود : قوى ترين
دلايل بر وجود صانع وجود من است. زيرا كه وجود من پيدا شد بعد از آنكه نبود. پس
البته كسى بايد كه او را پيدا كرده باشد زيرا كه هر چيزى كه پيدا شود بعد از آنكه
نبوده است لا بد باشد او را از پيدا كننده ، واين حكم به
ضرورت عقل ثابت
است كه در او به هيچ وجه تردد نيست ومحال است كه من خود وجود خود را پيدا كرده
باشم يا در وقت عدم ، اگر گويى در وقت وجود پيدا كرده ام وجود خود را ، پس من پيش
از آنكه موجود شوم موجود بوده باشم وحال آنكه فرض كرده ايم كه من موجود نيستم
موجود باشد ، واين در بديهه عقل محال است.پس اين دلالت كرد بر آنكه صانع وجود من
غير وجود من است وآن صانع عالم است زيرا كه همين حكم [كه] در من جاريست در جميع
اجزاء عالم جاريست.
واين هم دليلي است
در غايت احكام وآن حضرت اين دليل را هم از قرآن مى فرمايد آنجا كه فرموده : (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ
هُمُ الْخالِقُونَ) وامثال اين بسيار است واگر تفصيل كنيم اين مختصر برنتابد.
المعتصم بحول الله
وقوته في قتل كل خارجي
آن حضرت اعتصام
جسته به حول خدا وقوت او در كشتن هر خارجى كه از دين بيرون جسته ، و [اين] اشارت
است بدانچه روايت كرده اند كه نوبتى يكى از خوارج مهدى عباسي غيبت آن حضرت كرد وبا
مهدى گفت كه جعفر بن محمد داعيه خروج دارد ، كتابات به اهل كوفه نوشته وبا او بيعت
كرده اند. مهدى گفت : تو در مقابل او اين سخن را درست مى كنى؟ گفت : بلى مى كنم
وسوگند بر آن مى خورم. مهدى عباسي حضرت امام جعفر (ع) را حاضر گردانيد وآن خارجى
را در مقابل آورد وخارجى در حضور حضرت امام آن تهمت را تكرار كرد ودر آن مبالغه
واصرار نمود. حضرت امام فرمود : سوگند مى خورى كه اين سخن راست است؟ خارجى گفت :
بلى. حضرت امام فرمود : بدان نوع كه من سوگند مى دهم ترا ، سوگند ياد كن. پس فرمود
: بگو از حول وقوت حضرت حق سبحانه وتعالى بيرون آمدم وبه حول وقوت خود رفتم اگر
اين سخن كه مى گويم دروغ است ، آن خارجى به همين عبارت سوگند ياد كرد. في الحال
بيفتاد وبه دوزخ رسيد وجان را به مالكان
دوزخ سپرد ومهدى
بفرمود تا پاى مردار آن خارجى بكشيدند وبيرون بردند ، وعذر خواهى حضرت امام كرد
واو را روانه گردانيد وچنين اثرى غريب وكرامتي عجيب از آن حضرت ظاهر شد.
المطلع على أسرار
الغيوب بتعليم الله الخالق
آن حضرت مطلع
وآگاه است بر پوشيده هاى غيبى به تعليم خداوند آفريننده. واين اشارت است به اطلاع
آن حضرت بر اسرار غيبيه كه ائمه هدى را بوده به الهام وتعليم الهى ، چنانچه روايت
كرده اند كه يكى از محبان امام جعفر عليهالسلام گفت : من در بغداد بودم ومنصور خليفه عباسي يراق كرده بود
كه به حج برود. من به مكه آمدم وبا حضرت امام حكايت كردم كه منصور خليفه امسال
داعيه حج دارد. آن حضرت فرمود : منصور كعبه را نمى بيند. چون موسم حج شد ، منصور
به عزم حج از بغداد بيرون آمد. چون از بغداد روانه شد من به خدمت حضرت امام رفتم
وگفتم : منصور از بغداد بيرون آمده اين است. فرمود : منصور كعبه را نمى بيند. چون
به مدينه رسيد رفتم وديگر بار تكرار كردم. همان سخن فرمود. چون از مدينه بيرون آمد
ومتوجه مكه شد ونزديك مكه رسيد مرا شكى پيدا شد ، چون به محل رسيد كه آن را چاه
ميمون مى گويند وتا مكه يك دو فرسخ است شب در آنجا وفات كرد. صباح برخاستم وبا
خلايق به استقبال منصور رفتم وخاطر من ترددى بسيار در امام پيدا كرده بود. مردمان
پى آمدند وخبر مى دادند كه منصور ديشب وفات كرد. من بازگشتم وآن خبر با حضرت امام
بگفتم ودر خواست كردم كه جهت من استغفار كند. چون آن حضرت بر دوستان خود عطوف
وشفوق ومهربان بود جهت من استغفار فرمود.
العطوف على كل
محبوب مصادق
آن حضرت به غايت
مهربان بوده بر هر دوستى كه مصادقت آن حضرت اختيار كرده. واين اشارت است بدانچه
روايت كرده اند كه آن حضرت شمل شيعه اهل بيت را جمع فرمود [و] جهت ايشان مجلس درس
وعلم بر پا كرد وقبل از آن حضرت هرگز جماعت مواليان اهل بيت چنان نبوده اند كه در
زمان آن حضرت ايشان را جمعيت بوده.
أبي عبد الله جعفر
بن محمد الصادق السيد الزكي الصالح
كنيت آن حضرت ابو
عبد الله است وآن حضرت را اولاد بسيار بوده وبزرگترين ايشان اسماعيل است كه جماعت
اسماعيليه كه خلفاى مصر بوده اند خود را بدو نسبت كنند وآن جماعت برانند كه امام
بعد از جعفر اسماعيل است وشخصى بود او را عبد الله بن ميمون قداح مى گفته اند واو
مردم را دعوت به امامت اسماعيل مى كرده وحضرت امام جعفر عليهالسلام از اسماعيل راضى نبوده واسماعيل در حال حيات حضرت امام
جعفر عليهالسلام وفات كرده ، در موضعي كه از مواضع مدينه ، كه آن را عريض
خوانند ونعش او را به مدينه آورده اند.
وجماعت اسماعيليه
برانند كه او پنهان شده ووفات نكرده وسخن در اين ابو [أب] بسيار است. واز جمله
اولاد آن حضرت موسى كاظم عليهالسلام است كه بعد از آن حضرت امام به حق بوده نزد اماميه ، ولقب
مبارك آن حضرت جعفر صادق است از كمال صدقى كه آن حضرت داشته وآن حضرت را سيد وزكى
وصالح هم از القاب است كه ائمه را تمامى لقب ووصف بوده ، زيرا كه امام بزرگ امت
است وپاكيزه است از عيوب وبنده صالح حق تعالى است.
صاحب السمع السميع
من الله البديع ، المقبور مع أبويه وعمه بالبقيع
آن حضرت صاحب گوش
شنونده است از خداى تعالى كه آفريننده وپيدا كننده مخلوقات ، واين اشارت است به
گوش شنواى آن حضرت در آنچه از پدران خود شنيده وياد گرفته ونكات ودقايق تفسير كلام
الله وحقايق علوم ومعارف كه آن حضرت ياد گرفته واز پدران شنيده وبه امت رسانيده ،
چنانچه هيچ يك از ائمه ، آن مقدار نشر علوم سمعيه نكرده اند كه آن حضرت فرمود.
واين ميراث از حضرت جد خود امير المؤمنين عليهالسلام يافته ، چنانچه روايت كرده اند كه چون اين آيه نازل شد (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم به امير المؤمنين على عليهالسلام فرمود : من از خدا در خواست كردم كه گوش ترا از آن گرداند
كه هر چه بشنوي يادگيرى. حضرت امير المؤمنين عليهالسلام فرمود كه : من هرگز بعد از آن هيچ فراموش نكردم.
ووفات حضرت امام
جعفر در مدينه وسن مبارك آن حضرت به قول اصح شصت وپنج بود وولادت آن حضرت در مدينه
بود ، در هفدهم ربيع الأول سنه ثلاث وثمانين از هجرت ، ووفات در نصف رجب ، وبعضى
گويند : در نصف شوال سنه ثمان واربعين ومائه از هجرت ، وقبر مبارك آن حضرت در قبر
عم بزرگوارش امير المؤمنين حسن ، وجد وپدرش است وتمامى در يك قبر مدفونند در قبه
بقيع ، چنانچه به كرّات مذكور شد.
اللهم صل على
سيدنا محمد وآل سيدنا محمد سيما الإمام السادس جعفر الصادق.
ومنها
قول ابن العربي
وهو العارف الشيخ
محيي الدين ابن العربي في «المناقب» المطبوع بآخر «شرح
چهارده معصوم»
للشيخ فضل الله ابن روزبهان (ص ٢٩٥) قال :
وعلى أستاد العالم
وسيد الوجود مرتقى المعارج ومنتهى الصعود البحر المواج الأزلي السراج الوهاج
الأبدي ناقد خزائن المعارف والعلوم محتد العقول ونهاية الفهوم معلم علوم الأسماء
دليل طرق السماء الكون الجامع الحقيقي والعروة الوثقى الوثيقي برزخ البرازخ وجامع
الأضداد نور الله بالهداية والإرشاد المستمع القرآن من قائله الكاشف لأسراره
ومسائله مطلع الشمس الأبد جعفر بن محمد عليه صلوات الله الملك الأحد.
ومنها
قول الأستاذ حمو
وهو الفاضل
المعاصر الهادي حمّو في «أضواء على الشيعة» (ص ١٢٨ ط دار التركي) قال :
الإمام جعفر
الصادق (١٤٨ ه ـ ٧٦٥ م) :
هو أبو عبد الله
جعفر الصادق بن محمد الباقر لقب بالصادق لصدقه في مقالاته وتنبّؤاته ، ويقال عنه :
إن له كلاما في صناعة الكيميا والزجر والفأل ، تتلمذ إليه موسى ابن جابر بن حيان
الصوفي الطرطوسي فألف كتابا في ألف ورقة تتضمن ٥٠٠ من رسائل أستاذه جعفر الصادق.
إن الدارس لمذهب
التشيع لا غنى له عن أن يطيل النظر في سيرة جعفر الصادق فهو الإمام السادس الذي
تشعبت منه أخطر الطوائف الشيعية : الإسماعيلية أو الباطنية والحشاشين والفاطمية
المنتسبة لإسماعيل أحد أبنائه الخمسة أو الستة وهم : محمد ، عبد الله ، موسى ،
إسحاق ، إسماعيل ، علي : أبناء جعفر الصادق.
جعفر الصادق إمام
الحديث قال عنه أحد أصحاب الرضى : أدركت في هذا
المسجد ، مسجد
الكوفة ، تسعمائة شيخ كان يقول : حدثني جعفر بن محمد ، روى عنه الحديث أربعة آلاف
راوية ، كانوا يأخذون عنه الحديث كما يتلقى عن سيد الرسل صلىاللهعليهوسلم لأنه ثقة روى عنه أبان بن تغلب ثلاثين ألف حديث ، والأصول
الأربعة المروية عنه وهي أسس كتب الحديث الأربعة عند الشيعة :
١) الكافي في أصول
الدين للكوليني.
٢) من لا يحضره
الفقيه للشيخ محمد بن بابويه المعروف بالصدوق.
٣) التهذيب لشيخ
الطائفة أبي جعفر الطوسي.
٤) الإستبصار لشيخ
الطائفة أبي جعفر الطوسي.
وقد تجاوزت منزلة
جعفر الصادق أتباعه من الشيعة إلى أهل السنة إذ روى عنه أبو حنيفة وكان يراه أعلم
الناس بأخلاق الناس وأوسع الفقهاء إحاطة ، وكان يقول : كانت تداخلني في حضرته من
الهيبة ما لا تداخلني في المنصور نفسه.
واختلف إلى مجلسه
مالك بن أنس وكان يصفه بأنه لا يخلو من إحدى ثلاث خصال إما صائما وإما قائما وإما
ذاكرا.
وهو إمام المذهب
الجعفري في الفقه الذي يعمل به الكثرة الكاثرة من الزيدية والإمامية الإثني عشرية
المنبثين الآن في اليمن ولبنان والعراق والهند والباكستان ، وهو إمام في أصول
الدين كانت له جولات مع علماء الكلام وأصول الفقه وفتوحات فكرية زادت في انطلاقه
الثقافة الإسلامية في عصره وأكسبته منزلة عظمى حتى شارك في إجلاله من اتهم
بالزندقة مثل عبد الله بن المقفع إذ حكوا عنه أنه كان ينظر إلى الحجيج يطوفون
وفيهم جعفر الصادق فقال : ما منهم من أحد أوجب له اسم الإنسانية إلا ذلك الشيخ
الجالس. ومثل ابن أبي العوجاء الذي قال فيه أيضا : ما هذا بشرا وإن كان في الدنيا
روحاني يتجسد إذا شاء ويتروح إذا شاء باطنا فهو هذا.
أجل إن ما وهبه هذا
الإمام من قوة التفكير وسعة المعرفة وهيمنة الشخصية خرجت به من دائرة الواقع إلى
الأسطورة ، أو التأليه إذ غالى فيه بعض أتباعه فنسبوا إليه
اختراع علم يدرك
به الغيب وهو الجفر وزعموا أن هذا العلم قائم على قواعد من الحساب إذا جمعت وفرقت
وحللت عرف منها الحوادث والخواطر المنطوية في ضمير الزمان.
وقد ناقش ابن
خلدون دعوى الجفر هذه ورأى أن صحة بعض التنبّؤات ـ إن كانت ـ ما هي إلا نوع من
الكرامات يجريها الله لعامة عباده الصالحين فضلا من أن يكونوا من أهل البيت.
وفي الحقيقة أن
ابن خلدون عالج في فصل كامل من مقدمته قضايا الملاحم والكشف عن مسمى الجفر وخرافات
المنجمين. ومما قاله في ذلك : قد يستندون في حدثان الدول على الخصوص إلى كتاب
الجفر ويزعمون أن فيه علم ذلك كله عن طريق الآثار والنجوم .. وأصل كتاب الجفر أن
هارون بن سعيد العجلي رأس الزيدية كان له كتاب يرويه عن جعفر الصادق وفيه علم ما
سيقع لأهل البيت على العموم ولبعض الأشخاص على الخصوص. وقع ذلك لجعفر ونظائره من
رجالاتهم على طريق الكرامة والكشف الذي يقع لمتكلم من الأولياء كان ما بيد هارون
بن سعيد مكتوبا في جلد ثور صغير فرواه عنه العجلي وكتبه وسماه الجفر باسم الجلد
الذي كتب فيه.
وقد ذكرنا قبل
مذهب الغلاة من الخطابية في اعتقادهم إلهية جعفر والأئمة من أهل البيت وقولهم :
إنهم أبناء الله وأحباؤه. واليوم قد يجد الباحث طرافة أو إفادة ذات بال في أمثلة
الحوار الذي ينقل عن الصادق مع الزنادقة أو مع علماء الأصول ومناقضاته لهم في
قولهم بالرأي والقياس ، وفي حواره السياسي في إثبات الخلافة عن طريق الشورى أو
الإختيار.
وإني أقتصر هنا
على مثالين من مواقفه في ذلك :
١) موقفه مع زنديق
لقيه بمكة ، سأله الصادق : ما اسمك؟ قال : عبد الملك. قال:
فما كنيتك؟ قال :
أبو عبد الله. فقال الصادق : فمن ذا الملك الذي أنت عبد له؟ أمن ملوك
السماء أو من ملوك
الأرض؟ وأخبرني عن أبيك أعبد لإله السماء أم عبد لإله الأرض؟ فسكت الزنديق ولم
يزد.
ثم قال : أتعلم أن
للأرض فوق وتحت؟ قال : نعم. قال : قد دخلت تحتها؟ قال : لا. قال : فمن يدريك ما
تحتها؟ قال : لا أدري إلا أني أظن أنه ليس تحتها شيء. فقال الصادق : فالظن عجز ما
لم تستيقن. فقال أبو عبد الله الصادق : أصعدت إلى السماء؟ قال : لا. قال : فتدري
ما فيها؟ قال : لا. قال : فأتيت المشرق والمغرب فنظرت ما خلفهما؟ قال : لا. قال :
فعجبنا لم تبلغ المشرق ولم تبلغ المغرب ولم تنزل تحت الأرض ولم تصعد إلى السماء
ولم تختبر ما هنا لك لتعلم ما خلفهن وأنت جاحد ما فيها ، وهل يجحد العاقل ما لا
يعرف؟ فقال الزنديق : ما كلمني بهذا غيرك.
٢) موقفه مع جماعة
من المعتزلة وفيهم واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد ، جاءوه بعد مقتل الخليفة الوليد بن
يزيد واختلاف الأمويين فيمن يلي الأمر بعده. جاءت هذه الجماعة المعتزلة وهي ترتئي
أن قد آن الأوان لأن ترجع الخلافة إلى إمامة علوية بمبايعة محمد (النفس الزكية)
فحاورهم جعفر على هذه الطريقة : أخبرني يا عمرو لو أن الأمة قلدتك أمرها فملكته من
غير قتال ، وقيل لك ولها من شئت من تولي؟ قال : أجعلها شورى بين المسلمين. قال :
بين كلهم؟ قال : نعم. قال : بين فقهائهم وخيارهم؟ قال : نعم. قال : قريش وغيرهم؟
قال : العرب والعجم. قال : يا عمرو أتتولى أبا بكر وعمر أم تتبرءوا منهما؟ قال :
أتولاهما. قال : يا عمرو إن كنت رجلا تتبرأ منهما فإنه يجوز لك الخلاف عليهما وإن
كنت تتولاهما فقد خالفتهما. فقد عهد عمر إلى أبي بكر فبايعه ولم يشاور أحدا ثم
ردها أبو بكر عليه ولم يشاور أحدا ، ثم جعل عمر شورى بين ستة فأخرج منها الأنصار
غير أولئك الستة من قريش ، ثم أوصى الناس فيهم بشيء ما أراك ترضى به أنت ولا
أصحابك. قال : وما صنع؟ قال : أمر صهيبا أن يصلي بالناس ثلاثة أيام وأن يتشاور
أولئك الستة ليس فيهم أحد سواهم إلا ابن عمر يشاورونه وليس له من الأمر شيء ،
وأوصى من يحضره من المهاجرين والأنصار : إن
مضت الثلاثة أيام
ولم يفرغوا ويبايعوا أن يضربوا أعناق الستة جميعا وإن اجتمع أربعة قبل أن يمضي
ثلاثة أيام وخالف اثنان أن يضرب أعناق الإثنين. أفترضون بهذا فيما تجعلون من
الشورى في المسلمين؟ قالوا : لا.
فالإمام الصادق
على سعة علمه وكمال عقله وفضله لا يرى الإمامة إلا على الطريق الشيعي من الوراثة
والتعيين بالوصية والنص. وهذا إن صح ما يروى عنه.
ومنها
قول الدكتور عميرة
وهو الدكتور عبد
الرحمن عميرة الاباضي مذهبا رئيس قسم العلوم الإسلامية بجامعة السلطان قابوس في «تعليقة
على كتاب مشارق أنوار العقول» (ج ١ ص ٨٦ للشيخ عبد الله السالمي الاباضي ط دار
الجيل ، بيروت) قال :
لعل الكاتب يقصد
جعفر بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط ، الهاشمي القرشي أبو
عبد الله الملقب بالصادق سادس الأئمة الإثني عشرية عند الإمامية ، كان من أجلاء
التابعين ، وله منزلة رفيعة في العلم ، أخذ عنه جماعة منهم الإمامان أبو حنيفة
ومالك ، ولقب بالصادق لأنه لم يعرف عنه الكذب قط. له أخبار مع الخلفاء من بني
العباس ، وكان جريئا عليهم صداعا بالحق. له رسائل مجموعة في كتاب ، ورد ذكرها في
كشف الظنون. ولد عام ٨٠ ه وتوفي عام ١٤٨ ه بالمدينة.
ومنها
قول العميد أسود
وهو الفاضل
المعاصر عبد الرزاق محمد أسود في «المدخل إلى دراسة الأديان والمذاهب» (ج ٣ ص ٨٢ ط
دار العربية للموسوعات) قال :
الإمام جعفر
الصادق : هو الإمام السادس عند الشيعة الإمامية الإثني عشرية.
ثم ذكر نسبه
الشريف من طرف الأب والأم ـ إلى أن قال :
كان زين العابدين
سيد الناس في زمانه وقد تزوج من فاطمة ابنة عمه الحسن فكانت ثمرة هذا الزواج محمد
الباقر.
ولما شب محمد تزوج
أم فروة بنت القاسم فولدت له جعفر بن محمد.
وحيث رجع نسب محمد
الباقر إلى جده علي بن أبي طالب مرتين من طريق أبيه علي بن الحسين وأمه فاطمة بنت
الحسن.
فإن أم فروة رجعت
لجدها أبي بكر الصديق مرتين كذلك عن طريق أبيها القاسم ابن محمد وابنة عمه أسماء
بنت عبد الرحمن بن أبي بكر.
إلى أن قال :
فمن جانب الأب
ينتسب إلى شجرة النبوة ، ومن جانب الأم ينتسب إلى أبي بكر الصديق. واختلف الرواة
في تاريخ ولادته. فقيل إنه ولد عام ٨٠ ه وقيل عام ٨٣ ه وقيل بل ولد قبل هذين
التاريخين. والراجح أنه ولد عام ٨٠ ه.
ولصدقه لقب
بالصادق.
وتوفي جده زين
العابدين وهو يومئذ ابن ١٤ عاما وأدرك جده القاسم الذي توفي عام ١٠٨ ه وللصادق من
العمر ٢٨ عاما.
فيكون بذلك قد
اغترف العلم من ثلاثة مناهل جده الإمام زين العابدين وجده القاسم بن محمد وأبيه
محمد الباقر.
كانت نشأة الصادق
في المدينة حيث العلم المدني وآثار الصحابة وأكابر التابعين المحدثين. وتلقى العلم
وسار فيه. ولما توفي أبوه كان هو في الرابعة والثلاثين أو الخامسة والثلاثين على
اختلاف الروايات ، وكان معنيا في معرفة آراء الفقهاء على اختلاف مناهجهم.
يروى عن الإمام
أبي حنيفة أن المنصور طلب منه أن يهيئ للصادق المسائل
الشداد لمناظرته
فصار يلقي عليه بالمسائل والصادق يجيب : أنتم تقولون كذا وأهل المدينة يقولون كذا
ونحن نقول كذا .. حتى أتم أربعين مسألة.
وفي ذلك يقول أبو
حنيفة : إن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس ، ويقول كذلك : ما رأيت أفقه من جعفر
بن محمد.
اتجه الصادق
بكليته إلى العلم ولم يدخر جهدا في طلبه ، طلب علم القرآن ، وعلم الناسخ والمنسوخ
وطلب الحديث من مظانه. وتعرف وجوه الرأي والاستنباط في كل أبواب الفقه فبلغ بذلك
شأوا حتى صار إمام عصره.
وشغل عقله بعلم
الكون وما اشتمل عليه. وقيل إن له في ذلك ٥٠٠ رسالة.
تطبع بأدب آل
البيت. وآمن بثلاثة أمور هي أفضل الأعمال : الصلاة لوقتها ، والبر بالوالدين ،
والجهاد في سبيل الله.
وكان يقوم من
مجلسه لأبيه. ويفعل مع كبار أهل بيته ما يجب أن يفعله مع أبيه. وقيل إنه كان يمسك
الركاب لعمه زيد بن علي ويسوي له ثيابه على السرج ويجله ويحترمه. وحين بلغه خبر
مقتله قال : رحم الله عمي زيدا لو تم له الأمر لوفّى. وبمثل هذا الكلام استطاع
جعفر أن يقضي علي كل من تنكر لزيد.
عاش جعفر في حياة
أبيه نحوا من ٣٤ عاما فنشأ صبورا راضيا. جم التواضع ولم يأنف قط من أن يجلس على
الحصير.
وعند ما شعر
الباقر بدنو أجله دعا بابنه جعفر وأوصاه :
أـ بأشياء تتعلق
بتشييعه وشق قبره.
ب ـ وبأمور تتعلق
بأصحابه و
قال له : يا جعفر
أوصيك بأصحابي خيرا.
علم الصادق :
قد أجمع علماء
المسلمين على اختلاف طوائفهم على فضل الصادق وعلمه. وعنه تلقى أئمة السنة الذين
عاصروه. فأخذ عنه مالك وأخذت عنه طبقة مالك مثل
سفيان الثوري
وسفيان بن عيينة ، وأخذ عنه أبو حنيفة مع تقاربهما في السن.
قال الشهرستاني في
الصادق : هو ذو علم غزير في الدين وأدب كامل في الحكمة ، وزهد بالغ في الدنيا وورع
تام عن الشهوات.
ولم يكن علمه
مقصورا على الحديث والفقه بل إنه كان يدرس علم الكلام وله مع المعتزلة مناظرات
ودرس علم الكون. كما كان على علم بالأخلاق وما يؤدي إلى فسادها.
تقول الشيعة
الإمامية :
إن علم الإمام
جعفر علم إلهامي لا كسبي ، وهو إشراقي خالص وهو إمام جيله وسادس الأئمة من آل علي
فهو قد أوتي علما إلهاميا وكل ما وصل إليه من نتائج ليس من العمل الكسبي كغيره من
الناس وإلا لكان كمثل أبي حنيفة ومالك والأوزاعي وابن أبي ليلى وغيرهم من الفقهاء
والقضاة وأصحاب الفتوى من الذين عاصروه.
أما الصادق فيقول
: أخذت العلم عن آبائي ... عن رسول الله.
لقد جعل الصادق
العلم كل همه أخذا وعطاء. وانصرف إليه انصراف من يرى أنه لا يشتغل بشيء سواه ،
فأطلت عيناه على حقائق العلم فرآها في علوم الدنيا وعلوم الدين فقدم علوم الدين
ولم ينس نصيبه من الدنيا.
لقد قال الرواة :
أـ إن للصادق
مقالا أو كلاما في صنعة الكيمياء وإن تلميذه جابر بن حيان ألف كتابا يشتمل على
١٠٠٠ ورقة تتضمن رسائل جعفر ومجموعها ٥٠٠ رسالة.
وقد أثر جعفر في
تلميذه أثرا خلقيا بالغا وعلمه كيف يكون خلق الصبر والدأب معاونا على الوصول إلى
معرفة الحقائق.
ب ـ وله في حساب
الفلك باع. وكان له معرفة في إثبات غرة شهر رمضان إذا أشكل عليه معرفة أوله.
ج ـ وكان له علم
بالإنسان والحيوان وهو يعلم أن ذلك خدمة للدين.
د ـ عني بكثير من
الأمكنة وأرّخ لها. وكان يعني بمكة وما حولها. وسئل عن بعض الأمكنة وفضائلها مثل
الحطيم والركن اليماني.
لقد انصرف الصادق
إلى العلم انصرافا كليا فلم يشغل نفسه بدعوة للخلافة ولا قيادة لا تباعه من أجل
القضاء على سلطان الأمويين أو سلطان العباسيين. وعكف على العلم عكوفه على العبادة
وتلازم علمه مع عبادته حتى ما كان يرى إلا عابدا أو دارسا أو قارئا للقرآن أو
راويا للحديث أو ناطقا بالحكمة التي أشرق بها قلبه.
كان مخلصا في طلب
العلم ، لا يطلبه ليستطيل به على الناس ولا ليمارس أو يجادل بل ليبين الحقائق
سائغة. ويحث تلاميذه واللائذين به والطائفين حول رحابه على الإخلاص في طلب العلم
كما كان يحث على كتابة العلم ويقول لتلاميذه : اكتبوا فإنكم لا تحفظون حتى تكتبوا.
وبلغ الذروة في
أكثر العلوم فهو نجم بين علماء الحديث فقد علم أحاديث آل البيت وأحاديث غيرهم
خصوصا أحاديث عائشة وعبد الله بن عباس والقاسم بن محمد بن أبي بكر.
وساد علماء عصره
في الفقه وتلقى العلماء عنه التخريجات الفقهية وتفسير الآيات القرآنية المتعلقة
بالأحكام الفقهية.
وعنى بدراسة علوم
القرآن فكان على علم دقيق بتفسيره وتأويله وناسخه ومنسوخه.
إلى أن قال :
وكان وجوده في
المدينة قائما على رد الشبهات وبيان ما ينير للناس طريقهم ويدفع عنهم زيغ
الزائغين.
وفي المرات التي
ذهب فيها إلى العراق لم يكن داعيا لمذهب سياسي يقود الناس له بل كان داعيا لتفكير
علمي. لذلك فقد ناقش الكثير من المنحرفين وقطع السبيل على انحرافهم وأزال الريب عن
بعضهم.
لقد اشتهرت
مناظراته حتى صارت مصدرا للعرفان بين العلماء. وكان مرجعا للعلماء في كل معضلة لا
يجدون لها جوابا. ومناظراته تدل على عنايته بعلوم الكلام. لقد حمل المعتزلة ذلك
العبء وعدوا الصادق من أئمتهم ، لكن آراءه لم تكن متلاقية من كل الوجوه مع آرائهم.
بل كان غير مقيد بنحلة أو فرقة وكان فوق تنازع الفرق. وهو القائل الحق سواء صادف
رأي المعتزلة أو رأي غيرهم.
ومنهاج الصادق
الالتزام بالكتاب والسنة وتأييد الحقائق التي اشتملت عليها نصوصهما بالعقل والمنطق
السليم ، وكان من أبرز أئمة عصره في علوم الإسلام يؤخذ عنه وتشد إليه الرحال
لطلبها.
صفاته النفسية
والعقلية :
اتصف الصادق بنبل
القصد وسمو الغاية والتجرد في طلب الحقيقة من كل هوى أو غرض من أغراض الدنيا ،
وطلب الحق لا يبغي به بديلا.
يقول الإمام مالك
: لقد اختلفت إليه زمانا فما كنت أراه إلا على إحدى ثلاث خصال : إما مصليا وإما
صائما وإما يقرأ القرآن. وما رأيته قط يحدث عن رسول الله إلا على طهارة ، ولا
يتكلم فيما لا يعنيه.
كان ورعا ولم يكن
ورعه قائما على تحريم ما أحل الله ، وكان يحب الظهور أمام الناس بالملبس الحسن
ويخفي تقشفه تطهيرا لنفسه من كل رياء.
ولم يكن يخشى أحدا
في سبيل الله تعالى. لم يكن يخشى أميرا لا مرته ولا العامة لكثرتهم. كان يدرك الحق
من غير عائق. حاضر البديهة ، تجيئه إرسال المعاني في وقت الحاجة إليها من غير حبسة
في الفكر ولا عقدة في اللسان.
كان شجاعا أمام
الأقوياء ذوي السلطان والجبروت ، وقد عمر قلبه بالإيمان.
كما كان شجاعا
بوجه من يدعون أنهم من أتباعه من الذين يحرفون الكلم عن مواضعه. فكان يريهم الصواب
ويصحح لهم الخطأ حتى إذا لم ينفع ذلك أعلن البراءة
منهم وأرسل من
يعلنون ذلك باسمه.
شيوخ الصادق :
تلقى الصادق العلم
عن ٣ شيوخ أئمة لهم في حياة الناس والحياة العامة أبعد الأثر. ومهما قيل إن علم
الصادق علم إلهامي إلا أن التاريخ يثبت أنه استمع إلى العلماء والفقهاء وناظرهم
ودارسهم وأخذ عنهم.
وأول شيوخه جده لأبيه
علي بن الحسين زين العابدين وثانيهم أبوه الإمام محمد ابن علي الباقر وثالثهم جده
لأمه القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق.
كتابا الجفر
والجامعة :
الذين أرادوا أن
يرفعوا الصادق عن مرتبة الإنسان أضافوا إلى علومه الكثيرة علما آخر لم يؤته بكسب
أو دراسة وإنما أوتيه بوصية من النبي صلىاللهعليهوسلم إلى علي ، وأودعها علي إلى من جاء بعده من الأئمة إماما
بعد إمام ، وسموا ذلك العلم الجفر.
الجفر :
في الأصل ولد
الشاة إذا عظم واستكرش ثم أطلق على إهاب الشاة. وقيل إنه وعاء ، كما قيل إنه كتاب.
والوعاء أالكتاب من جلد فصيل من أولاد الماعز انفصل عن أمه حينما صار له أربعة
أشهر.
وقيل إنه كان عند
الصادق من وعاءين أحمر وأبيض.
وقالوا إن الجفر
يطلق على نوع من العلم لا يكون بالتلقي والدراسة ولكن يكون من عند الله تعالى
بوصية النبي صلىاللهعليهوسلم أو نحو ذلك.
وقال بعض كتاب
الإمامية المحدثين : علم الجفر هو علم الحروف الذي تعرف به
الحوادث إلى
انقراض العالم.
أما أتباع جعفر
فيقولون في وصفه : إنه وعاء من أدم فيه علم النبيين وهم العلماء الذين مضوا من بني
إسرائيل وجاء عنهم الشيء الكثير في الجفر.
وادعى البعض أنه
من صنع جعفر وحده بادئ ذي بدء.
يقول الكليني : إن
الجفر فيه توراة موسى وإنجيل عيسى وعلوم الأنبياء والأوصياء ومن مضى من علماء بني
إسرائيل وعلم الحلال والحرام ، وعلم ما كان وما سيكون. وهو قسمان: أحدهما كتب على
إهاب ماعز ، والآخر كتب على إهاب كبش.
وادعى آخرون : إن
الصادق كتب فيه لأهل البيت كل ما يحتاجون علمه إلى يوم القيامة.
ونسب بعضهم إلى
الصادق أنه ذكر الجفر في بعض كلامه وأنه أوضح بعض ما فيه إلى الخلص من أصحابه وأن
الجفر ظل أصحاب الحق يتوارثونه حتى صار إلى بني عبد المؤمن في غرب افريقيا.
وهكذا أصبح الجفر
وهو غائب من الناس علما كأنه حي ولن يعلم حقيقة هذا الكتاب إلا المهدي المنتظر.
وجاء في الكافي :
سمعت أبا عبد الله يقول : إن عندي الجفر الأبيض فيه زبور داود وتوراة موسى وإنجيل
عيسى وصحف إبراهيم والحلال والحرام. وفيه مصحف فاطمة (ما أزعم أن فيه قرآنا) وفيه
ما يحتاج الناس إلينا ولا نحتاج إلى أحد حتى فيه الجلدة ونصف الجلدة وربع الجلدة ،
وأرش الخدش .. وعندي الجفر الأحمر فيه السلاح وذلك إنما يفتح للدم يفتحه صاحب
السيف للقتل.
وجاء في موضع آخر
: سأل أبا عبد الله بعض أصحابنا عن الجفر فقال : هو جلد ثور مملوء علما. والناس
ومنهم الشيعة مختلفون في بعض ما نسب إلى الصادق من هذا الكلام. وإن كبار علماء
الشيعة الذين يدونون سيرة جعفر في الوقت الحاضر يذكرون الجفر ولا يتعرضون لتأييده
بالأدلة والبراهين مما يحمل على الظن ببطلان الدعوى.
ويقول أحمد مغنية
في كتابه جعفر الصادق : وأما الجفر وحقيقته على كثرة الأخبار التي وردت به
والأحاديث التي تحدثت عنه فلا يزال أمره غامضا. وإن العلماء الأقدمين لم يقفوا فيه
على حقيقة يطمئنون إليها.
إن الذين أدخلوا
فكرة الجفر عند الإمامية الإثني عشرية هم فرقة الخطابية إذ زعمت هذه الفرقة أن
جعفر بن محمد الصادق قد أودعهم جلدا يقال له الجفر فيه كل ما يحتاجون إليه من علم
الغيب وتفسير القرآن.
الجامعة :
قال الكليني : إن
أبا عبد الله قال عن الجامعة : تلك صحيفة طولها سبعون ذراعا في عرض الأديم مثل فخذ
الفالج فيها كل ما يحتاج الناس إليه وليس من قضية إلا وهي فيها حتى أرش الخدش.
ويقول الكليني في
موضع آخر : يقول الصادق : عندنا الجامعة وما يدريهم ما الجامعة ، إنها صحيفة طولها
سبعون ذراعا بذراع رسول الله وإملائه من فلق فيه وخط علي بيمينه فيها كل حلال
وحرام وكل شيء يحتاج الناس إليه حتى الأرش في الخدش.
إن هذا الكلام لا
يقبله العقل. إذ كيف يترك رسول الله صلىاللهعليهوسلم هذه الصحيفة بمثل هذا القياس يبين فيها أحكام الشريعة
ويترك القرآن وراءه ظهريا.
لقد جاء في كتاب
جعفر بن محمد ما يلي : إن الكلام عن كتاب الجامعة المنسوب إلى علي كرم الله وجهه
.. شبيه بما قيل عن كتاب الجفر ولم تتحقق عنه أخبار.
الصادق والسياسة :
يقول الشهرستاني :
إن جعفر بن محمد أقام في المدينة مدة يفيد الشيعة المنتمين إليه ويفيض على
الموالين له أسرار العلوم. ثم دخل العراق وأقام به مدة ما تعرض
للإمامة قط ولا
نازع أحدا في الخلافة. ومن غرق في بحر المعرفة لم يطمع في شط. ومن تعلى إلى ذروة
الحقيقة لم يخف من حط. ومن آنس بالله استوحش من الناس. ويقول كثير من الناس : إن
جعفرا قد شغل نفسه بالعبادة عن الرياسة وإنه ابتعد عن السياسة وارتضى لنفسه حياة
التعبد والعلم وترك المطامع ، بل ودفع أهله عنها.
وتقول الإمامية :
إن الصادق كان إمام عصره ولم يخرج داعيا لنفسه آخذا بمبدإ التقية وينقلون عنه أنه
قال : التقية ديني ودين آبائي.
والتقية أن يخفى
المرء بعض ما يعتقد ولا يجهر به ، خشية الأذى أو للتمكن من الوصول إلى ما يريد ،
والأصل فيها قوله تعالى : (لا يَتَّخِذِ
الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ
يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ
تُقاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ).
لقد عمل الصادق
عملا متواصلا في تأسيس المذهب الجعفري ونشره بهمة لا تخمد وذكاء لا ينطفئ وكان
الشيعة في العراق ينادون به إماما ويعتبرون أنفسهم أتباعا له.
ورغم ابتعاده عن
المطالبة بالخلافة أو الخروج في سبيلها فإنه لم يكن ليسلم من ظنون الحكام في عصره.
لقد رأى المحن
التي نزلت بآل البيت بأم عينه من جراء المطالبة بالخلافة لذلك فهو لم يطالب بها
ولم ينازع أحدا في شأنها.
ولما جاءت الدولة
العباسية بدت بشائر الرفق والعطف بالعلويين في عهد السفاح العباسي ولكن ما إن خرج
محمد بن عبد الله الحسنى في المدينة وأخوه إبراهيم بن عبد الله الحسنى في العراق
على أبي جعفر المنصور حتى اشتدت النقمة على العلويين وأحيطوا بالريب والظنون مع
اضطهاد كبير للبيت العلوي.
رأى الصادق فجيعة
الأخوين وموت أبيهما مكلوما في سجن المنصور في الهاشمية فأثر ذلك في نفسه كثيرا
وفضل الانصراف إلى العلم بدلا عن السياسة ، وهو
الذي قال : من
يطلب الرياسة هلك.
ولكن ليس معنى ذلك
أنه لم يكن له رأي في السياسة أو أنه اعتزلها وتحاماها.
تقول الإمامية :
إن الصادق إمام فكيف لا يفكر في السياسة أو في شئونها. وغير الإمامية لا يستطيعون
أن ينفوا عنه الرأي السياسي الخاص ، ولكنه لم يكن رأيه في حكم الأمويين كرأي من لا
يوافق على حكمهم ، كما أنه لم يكن راضيا عن حكم المنصور ، وكان المنصور يتصور أن
الصادق ناقم على حكم العباسيين لذلك كان في وضع المتشكك منه دوما ، كما كان يتوجس
منه الخيفة كلما رأى تزايد التفاف الناس حوله ، فكان يبث حوله العيون والأرصاد
لمعرفة حركاته.
كما كان المنصور
حريصا على أن لا يدع الصادق يشعر بثقل الرقابة المفروضة عليه. بل كان يدعوه للقائه
كلما ذهب إلى الحج.
ولما بلغ الشك عند
المنصور غايته استدعى الصادق إلى بغداد وناقشه في شكوكه ، ومن ثم تكررت الدعوة
كلما تفاقم الشك.
والثابت أن الصادق
لم يخض مع الخائضين في حركة الإمامين محمد وإبراهيم أولاد عمومته.
وكان الصادق يرى
أن الخروج يؤدي إلى فتن ، والفتن تضطرب فيها الأمور وتكون الفوضى. وقد رأى النتائج
التي حدثت في عهده ، واستعرض ببصيرته ما حل بآل البيت وتخاذل الأتباع وما نزل بأهل
المدينة من شر وبلاء فانصرف إلى العلم ووجد فيه السلوان.
ولما خرج محمد بن
عبد الله أيام المنصور كان الصادق يرى أن هذا الخروج فتنة ، وقد صرح قائلا : إنها
فتنة يقتل فيها محمد عند بيت رومي ويقتل أخوه لأمه وأبيه في العراق وحوافر فرسه في
الماء. أو قيل : إنه يقتل على أحجار الزيت ثم يقتل من بعده أخوه. وأحجار الزيت
موضع في المدينة قرب المسجد عند السوق قريب من الزوراء وهو موضع صلاة الاستسقاء.
وقد كان ووقع
القتل في الموقعين كل في وقته.
وكان الهاشميون قد
بايعوا محمد بن عبد الله الملقب النفس الزكية ، وشارك في هذه البيعة أبو جعفر
المنصور ولم يحضرها الصادق ، ولما سئل الصادق عن ذلك قال لعبد الله : إن هذا الأمر
والله ليس إليك ولا إلى ابنيك ، وإنما هو لهذا ـ وأشار إلى السفاح ـ ثم لهذا ـ وأشار
إلى المنصور ـ ثم إلى ولده من بعده.
وكان الصادق يتمنى
النصر لزيد وتألم لخذلانه ولام من كان السبب في ذلك وبكاه وفرق الأموال في أسر
المقتولين.
الصادق والشيعة في
عهده :
ابتلي الصادق
بالظن من المنصور وابتلي بالمتشيعين في عصره ، فقد برز في عهده غلو المغالين في
الأئمة حتى وصل الأمر بهؤلاء إلى الادعاء بحلول الإله في أبدان الأئمة.
ومنهم من ادعى
لنفسه حلول الإله فيه وأشاع بعض المغالين إباحة المحرمات ما داموا يعتقدون بالولاء
للإمام.
إلى أن قال :
فتبرأ الإمام من
كل هذا ، وكان في موقفه شجاعا صلبا يرد الكيد في نحور المتقولين.
لقد وجد الصادق
مشقة كبيرة وعناء بالغا في تقويم اعوجاج هؤلاء النفر الذين أحلوا ما حرم الله
تعالى ولم يدينوا بدين الخلق.
إن أقوال الإمام
كانت كافية لإزالة غياهب الظلم لو كانوا في ضلال ، ولكنهم مضلين يريدون إفساد
الإسلام ويريدون من الناس أن يتنكبوا سبيله ، لذلك لم تكن كلماته لتمنعهم من
الاستمرار في غلوائهم.
زار الصادق العراق
عدة مرات كانت أولاها في عهد السفاح وفيها عرف قبر علي
ابن أبي طالب في
النجف وكانت الزيارة للتكريم والإكبار لأن الخلاف بين العباسيين والعلويين لم يكن
قد دب بعد. ولعل هذه الزيارة كانت أبرك الزيارات إذ فيها كان يلتقي بالناس.
التقى الصادق في
هذه الزيارة بأنصار العلويين وهم الشيعة في الأرض التي طالما جذبت إليها العلويين
وغدرت بثلاثة من خيار الأمة هم علي وابنه الحسين وحفيده زيد.
وكان للقائه بالشيعة
فائدة كبيرة ، إذ استطاع أن يبين لهم زيف الآراء المغالية المنحرفة وزيف ادعاءاتهم
وكثرة أقوالهم دون الأفعال.
ثم تمكن من أن يبث
فيهم محبة آل البيت محبة خالصة بعيدا عن شطط الغلو والانحراف.
وعند ما آل الأمر
إلى أبي جعفر المنصور كانت زياراته للعراق متسمة بظنون السلطة فيه وإن خلت من
الاتهام أحيانا. وفي هذه الزيارات لم يكن بمقدوره الاتصال بالناس ، لذلك كانت
زياراته هذه قصيرة حيث لم يلبث أن يعود سريعا إلى محراب العلم في مدينة الرسولصلىاللهعليهوسلم.
لقد ثبت اتصال
الصادق بالغلاة من الشيعة معترضا عليهم ولائما لهم ، لأنهم كانوا يلهجون باسمه في
الدعوة إلى فتنتهم. فكان لا بد أن يتصدى لهم كي لا يستخدموا اسمه في الدعوة إلى
فتنتهم لأنه قد استبصر واعتبر حيث لم يجد من يعتمد عليه من الرجال. فآثر العلم.
لذلك لم يجد المنصور سبيلا لسوق التهمة إليه.
عصر الصادق :
كان الصادق عليما
بفقه المدينة ومرتبطا بآثارها ، كما كان عالما بالفقه العراقي ومناهجه وقد فاض
بفقهه كما فاض بحكمته.
لقد كان عالما
بشتى أنواع الفقه وعارفا بشتى طرق الاستنباط.
ويعتبر العصر الذي
وجد فيه عصر التفتح للاجتهاد الفقهي الذي اختلفت مناهجه وإن كان الأصل واحدا ، وهو
العصر الذي ضبطت فيه موازين الفقه ومقاييس الاجتهاد الصحيح.
لقد اتجه آل البيت
إلى دراسة الفقه والآثار النبوية في المدينة إذ كان علم المدينة هو بقايا علم
الرسول صلىاللهعليهوسلم ، وهي حاضرة الدولة في عهد الرسول صلىاللهعليهوسلم وعهد الخلفاء الثلاثة من بعده. وهم لا يتحرجون من روايتها
عن الصحابة والتابعين.
وكانت المدينة قد
بلغت شأوها وذروتها في العلم في عهد الباقر والصادق وزيد.
إلى أن قال :
ثم جاء عصر تابعي
التابعين وهو العصر الذي عاش فيه الإمام الصادق وفيه اتسعت شقة الخلاف بين
الفريقين من الفقهاء وصار لكل فريق سمة يتصف بها كما صار لكل إقليم من الأقاليم
الإسلامية شهرة في أحد المنهاجين.
ويقول بعض من كتب
في تاريخ الفقه : إن المدينة اشتهرت بفقه الأثر وإن العراق اشتهر بفقه الرأي.
ولكثرة الرواية في المدينة كان الرأي بلا شك في العراق أكثر منه في المدينة ، وكان
الصادق على علم بالمنهاجين إلا أنه يعد فقيها مدنيا.
إن الصادق ومن
قبله الباقر كانا لا يأخذان بالقياس وإن الفقه الجعفري لا يبنى على القياس. وقد
أخذا على أبي حنيفة إفتاءه بالقياس. ويمكن القول أن رأيهما مبني على المصلحة غير
أن الصادق كان يجتهد برأيه فيما لا نص فيه.
آراء الصادق في
الإمامة :
لم يشغل الصادق
نفسه بالسياسة العملية ولم يعلن رأيه الصريح وقد رأى من قبله كيف احترقوا بالسياسة
فابتعد عنها. ولا بد أن يكون له رأي أخفاه عن الحكام أو الأمراء وأعلنه سرا أو في
المجامع على أتباعه والمتشيعين للبيت العلوي.
إن الذين حملوا
اسمه من الإمامية طائفتان هما :
الإثنا عشرية
القائلون بإمامة موسى الكاظم بعد جعفر الصادق حتى الإمام الثاني عشر الغائب.
والإسماعيلية
القائلون بإمامة إسماعيل بن جعفر الصادق ولو أنه مات في زمن أبيه.
إن اختلاف
الطائفتين ليس في أصل الفكرة وإنما فيمن يكون الإمام بعد الصادق. إن الإمامة عند
الشيعة ركن من أركان الدين. يقول محمد حسين آل كاشف الغطاء : إنها ركن خامس بعد
الصلاة والزكاة والصوم والحج.
ويقول الشريف
المرتضى : لقد ثبت عندنا وعند مخالفينا أنه لا بد من إمام في الشريعة يقوم بالحدود
وتنفيذ الأحكام ، واختلفنا في علة وجوبها ، واعتمدنا في طريق وجوبها على طريقة
واعتمدوا على أخرى ، وإذا ثبت ذلك وجبت عصمته.
أما الطوسي فيقول
: إن هذه العصمة تكون في الظاهر والباطن وحال إمامته وقبل إمامته فهي عصمة تقترن
بولادته ولا تكون في وقت إمامته فقط.
وعن الصادق : من
أصبح من هذه الأمة لا إمام له من الله عزوجل أصبح ضالا تائها ، وإن مات على هذه الحالة مات ميتة كفر
ونفاق.
وتقول الإمامية :
إن هذه الآراء هي آراء الأئمة من آل بيت علي وإنها آراء الإمام الصادق نفسه.
إلى أن قال في ص
١٠١ :
كان الصادق من
أبرز فقهاء عصره وقد شهد له في ذلك فقيه العراق أبو حنيفة ، إذ قال : أعلم الناس
أعلمهم باختلاف الناس.
وقال فيه ابن حيان
: كان الصادق من سادات أهل البيت فقها وعلما يحتج بحديثه. وقال فيه الساجي : كان
صدوقا مأمونا وإذا حدث عنه الثقات فحديثه مستقيم. وكان الصادق عالما بالرواية عن
النبي صلىاللهعليهوسلم. روى عنه سفيان بن عيينة
والثوري ومالك
وأبو حنيفة ويحيى بن سعيد الأنصاري وغيرهم.
وروى عنه أصحاب
السنن أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة ومسلم.
إلى أن قال في ص
١٠٢ :
كما كان الصادق
على علم كامل بما انتهت إليه المدارس الفقهية في عصره مثل مدارس أبي حنيفة ومالك
والشافعي وأحمد.
وتقول الإمامية :
إن فقههم ينتهي إلى الإمام الصادق وسائر الأئمة الآخرين. ويروى عن الصادق قوله :
حديثي حديث أبي وحديث أبي حديث جدي وحديث جدي حديث الحسين وحديث الحسين حديث الحسن
وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله وحديث رسول
الله قول الله سبحانه.
وفي ذلك يقول
المظفري : كان الشيعة يأخذون عنه الحديث كمن يتلقاه عن سيد الرسل دون تصرف واجتهاد
ولذا كانوا يأخذون عنه مسلمين من دون شك واعتراض.
وكتب الفقه عند
الإمامية أربعة وهي كتب فقه ورواية معا ، وهي : الكافي ، من لا يحضره الفقيه ،
الإستبصار ، التهذيب.
وبلغ مجموع الرواة
عن الصادق نحوا من أربعة آلاف راو أو أكثر.
وتعتبر الكتب
المذكورة هي أصول المذهب الجعفري.
ويقرر الإمامية أن
الباقر والصادق هما أول من تكلم في أصول الفقه ، وأن الباقر أول من ضبط أصول
الاستنباط وأملاها على تلاميذه ثم جاء الصادق من بعده فأملى ضوابط الاستنباط غير
مختلف عن أبيه. وهو وإن لم يدون منهاج استنباطه إلا أنه قد أثر عنه كلام في
الاستنباط ، إذ الثابت أن عصر الصادق لم يكن عصر تدوين المناهج بل هو عصر إفتاء
بالوسائل الواقعة.
إن أصول الفقه في
المذهب الإمامي اتجهت في أول تدوينها إلى المنهاج العلمي العام في الجملة وليس في
التفصيل.
وتكلم الصادق في
الناسخ والمنسوخ وذكر أن في السنة ناسخا ومنسوخا وأن في القرآن ناسخا ومنسوخا.
وخلاصة الفقه
الجعفري أن ما تحتاج إليه الأمة إلى يوم القيامة فيه المصادر القطعية من القرآن
والأخبار ، وان أكثر ما جاء به القرآن لا يفهمه الناس إلا عن طريق الأئمة وإن
استطاع بعضهم فهمه فهو فهم ناقص. ومفتاح التفسير هو الإمام. والمشهور عن الصادق
ومن قبله الباقر استنكاره الاجتهاد بالقياس الذي اشتهر به أبو حنيفة.
ومنها
كلام المستشرق رونلدسن
وهو الفاضل
الدكتور دوايت. رونلدسن في «عقيدة الشيعة» تعريب ع. م (ص ١٣٨ ط مؤسسة المفيد ،
بيروت) قال :
إن الإمام الذي
يروى عنه أكثر من غيره في الفقه والحديث هو الإمام جعفر الصادق. ويقول الكليني :
إنه عاش خمسا وستين سنة (٨٣ ـ ١٤٨ ه). فهو أطول عمرا من الأئمة الآخرين. ويتفق
المؤرخون على أن أمه أم فروة بنت القاسم حفيد أبي بكر الصديق. ومن كلمات أبي بكر :
تمسكوا بالصدق فإن الصدق منجاة ، ولقب الإمام جعفر بالصادق لصدقه.
وكان كثير
الاحترام لأمه ، فروى عن أبيه أنه قال : يا أم فروة ، إني لأدعو الله لمذنبي
شيعتنا في اليوم والليلة ألف مرة لأنا نحن فيما ينوبنا من الرزايا فنصبر على ما
نعلم من الثواب وهم يصبرون على ما لا يعلمون.
ولا نعلم إلا
القليل عن أوصاف جعفر إلا أنه كان أبيض الوجه والجسم ، أشم
الأنف ، حالك
الشعر. ولم يذكر إلا القليل عن حياته البيتية غير أننا نعلم أنه أعقب عشرة أولاد
سبعة منهم من زوجته فاطمة ومن أم ولد ، والباقون من أمهات مختلفات ، أو كما نقرأ
في مكان آخر من نساء كان يتسراهن.
وسواء أكان عن
عقيدة ومبدأ أو عدم رغبة ، في ذلك الدور المضطرب الهائج ، فإن الإمام جعفر تمكن من
الابتعاد عن السياسة ابتعادا تاما ، ويذكر المسعودي أن أبا سلمة لما رأى قتل مروان
الثاني لإبراهيم الإمام خاف انتقاض الأمر فأراد دعوة جعفر الصادق في الشخوص إليه
ليصرف الدعوة إليه ويجتهد في بيعة أهل خراسان له ، فدعا الإمام جعفر بسراج ثم أخذ
كتاب أبي سلمة فوضعه على السراج وقال للرسول : عرف صاحبك بما رأيت. ثم أنشأ يقول
متمثلا :
أيا موقدا نارا
لغيرك ضوؤها
|
|
ويا حاطبا في
غير حبلك تحطب
|
ومدح الشهرستاني
جعفر الصادق مدحا عظيما ، فقال : وهو ذو علم غزير في الدين وأدب كامل في الحكمة
وزهد بالغ في الدنيا وورع تام عن الشهوات. وقد أقام بالمدينة مدة يفيد الشيعة
المنتمين إليه ويفيض على الموالين له أسرار العلوم. ثم دخل العراق وأقام بها مدة
ما تعرض للإمامة قط. ولا نازع أحدا في الخلافة ، ثم غرق في بحر المعرفة لم يطمع في
شط ، ومن تعلى إلى ذروة الحقيقة لم يخف من حط. وقيل : من آنس بالله توحش عن الناس
، ومن استأنس بغير الله نهبه الوسواس. وهو من جانب الأب ينتسب إلى شجرة النبوة وهو
من جانب الأم ينتسب إلى أبي بكر رضي الله تعالى عنه.
إلى أن قال في ص
١٤٠ :
ويستدل مما رواه
الكليني أنه لم يعش بسلام مستمر ، فيقال إن الخليفة المنصور وجه إلى والي المدينة
أن أحرق على الإمام داره. فأخذت النار في الباب والدهليز. فخرج الإمام يتخطى النار
ويمشي فيها ويقول : أنا ابن أعراق الثرى ، أنا ابن إبراهيم
خليل الله. وهو
الذي يذكر القرآن كيف نجا من النار (سورة الأنبياء الآية ٦٩). ويعتبر الشيعة هذه
القصة من معجزات الإمام. أما غيرهم ممن يقرءونها فيعتبرون أن عنصر الصدق في
الحكاية قد يكون في أن دار الإمام احترقت مرة ، فأطفأ النار برجله قبل أن تحدث
ضررا.
أما عن شعور
الخليفة المنصور نحو الإمام جعفر فيروى ابن خلكان أن المنصور استدعى رجاله
البارزين إلى العراق. فاستعفاه جعفر وأراد البقاء في المدينة فلم يقبل ، فاستأذنه
أن يتأخر قليلا ريثما يدبر أموره ، فرفض المنصور ، فقال الإمام للمنصور : لقد سمعت
أبي عن أبيه عن جده رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : من خرج في طلب الرزق رزقه الله ، ومن بقي مع
عياله مد الله في أجله. قال المنصور : أسمعت ذلك حقا عن أبيك عن أبيه عن جده رسول
الله صلىاللهعليهوسلم؟ قال : أشهد الله بذلك. فعفاه المنصور من الذهاب إلى
العراق ، وسمح له بالبقاء في المدينة مع أهله.
وكان الإمام خائفا
عند ما أرسل إليه المنصور عقيب مقتل محمد بن عبد الله. فدعا:ربي سهل لي حزونته ،
ولين لي طبعه ، وأعطني الخير الذي أرجوه ، ونجني من الشر الذي أخافه. ويظهر أن
دعاءه قد استجيب لأنه حينما دخل على الخليفة قام وعانقه وخضب لحيته بالغالية ورده
إلى بيته مكرما. ولما سئل عن ميله إلى محمد بن عبد الله تلا قوله تعالى (سورة
الحشر الآية : ١٢): (لَئِنْ أُخْرِجُوا لا
يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ
لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ). فقنع المنصور وقال : كفى بقولك شهيدا.
ومن الوصف الذي
نقرأه عن إكرام جعفر الصادق ضيوفه في بستانه الجميل في المدينة ، واستقباله الناس
على اختلاف مذاهبهم ، يظهر لنا أنه كانت له شبه مدرسة سقراطية. وقد ساهم عدد من
تلامذته مساهمة عظمى في تقدم علمي الفقه والكلام. وصار اثنان من تلامذته وهما أبو
حنيفة ومالك بن أنس فيما بعد من أصحاب المذاهب الفقهية وأفتوا بالمدينة في أن
اليمين الذي أعطى في بيعة المنصور لا يعتبر
مقيدا ما دام قد
أعطي بالإكراه.
ويروى أن تلميذا
آخر من تلامذته وهو واصل بن عطاء رئيس المعتزلة ، جاء بنظريات في الجدل مما أدى
إلى إخراجه من حلقة تدريس الإمام جعفر. وكان جابر ابن حيان الكيماوي الشهير من
تلامذته أيضا.
ولعل أهم تلامذته
كان أبا حنيفة.
إلى أن قال في ص
١٤٢ :
ويروي لنا ابن
خلكان نكتة ظريفة للإمام جعفر على منافسه في العلم ، ذلك أنه سأل أبا حنيفة فقال :
ما تقول في محرم كسر رباعية ضبي؟ فقال : يا بن رسول الله ما أعلم ما فيه. فقال :
أنت تتداهى ، ولا تعلم أن الضبي لا يكون له رباعية وهي ثنى أبدا.
ومرة أخرى قال أبو
حنيفة : لو لم يقل الإمام ثلاث مسائل لقبلت به. فقد قال : إن الخير من الله والشر
من عمل عباده. وأقول : ان لا اختيار للعبد وأن الخير والشر من الله. والثانية أنه
قال : إن الشيطان يعذب يوم القيامة بالنار. وأقول : إن النار لا تحرقه فهو من نار
والنار لا تؤذي نفسها. والثالثة : أنه قال باستحالة رؤية الله بالدنيا أو الآخرة. وأقول
: إن كل موجود يمكن رؤيته إن لم يكن في هذه الدنيا ففي الآخرة. وكان بهلول يسمع ،
وهو من المتشيعين للإمام ، فرفع لبنة وضرب بها رأس أبي حنيفة وقال وهو يهرب : لقد
فندت مسائلك الثلاث. فاشتكاه أبو حنيفة إلى الخليفة فأمر ببهلول وجيء به. فسأله :
لم ضربت رأس أبي حنيفة بلبنة؟ فقال : لم أفعل ذلك. فاحتج أبو حنيفة قائلا : ولكنك
ضربتني. فأجاب بهلول : ألم تقل أن الشر من الله ولا اختيار للعبد فلم تلمني؟ وقلت
كذلك : إن الشيء لا يؤذي نفسه وأنت خلقت من تراب وكانت اللبنة من التراب فكيف آذتك؟
وقلت : إنك تقدر أن ترى الله إذ كل موجود يمكن رؤيته حسب قولك. فأسألك أن تريني
الألم الذي في رأسك.
ورغم ذلك فإن
الذين كانوا يظاهرون قضية الإمام جعفر الصادق كانوا يحترمون
أبا حنيفة احتراما
زائدا ، فهم يذكرون له ما قاله في المنصور وغيره من الظالمين من بني أمية أو بني
العباس. فقد قال أبو حنيفة : لو أن هؤلاء بنوا مسجدا وأمروه بعد الآجر له فإنه لا
يفعل ، لأنهم فاسقون والفاسق لا يليق للإمامة. وبلغ المنصور هذا القول أخيرا فأمر
بأبي حنيفة إلى السجن وبقي فيه حتى مات. وكان ما لاقاه من الاضطهاد لقوله هذا أن
كسب صداقة الشيعة وقد استند في قوله على ما جاء في القرآن حيث يخاطب الله إبراهيم (البقرة
: ١٢٤) (إِنِّي جاعِلُكَ
لِلنَّاسِ إِماماً قالَ : وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي
الظَّالِمِينَ). وقد بنى علماء الشيعة المتأخرين كالمجلسي قولهم في أن هذه
الآية تنص نصا صريحا على أن الفاسق لا يكون إماما. ويبدون فرحهم في أن البيضاوي
والزمخشري وأبا حنيفة يكادون أن يتفقوا معهم في تفسير هذه الآية.
ورأي الإمام جعفر
الصادق في الإرادة ، وكان البحث يدور حولها حينئذ بشدة ، هو أن الله أراد بنا شيئا
وأراد منا شيئا ، فما أراده بنا طواه عنا وما أراده منا أظهره لنا. فما بالنا
نشتغل بما أراده بنا عما أراده منا.
ورأيه في القدر هو
أمر بين أمرين ، لا جبر ولا تفويض. وكان يقول في الدعاء : اللهم لك الحمد إن أطعتك
ولك الحجة إن عصيتك لا صنع لي ولا لغيري في إحسان ولا حجة لي ولا لغيري في إساءة.
إلى أن قال في ص
١٤٤ :
ويقول اليعقوبي عن
الإمام جعفر الصادق : وكان أهل العلم الذين سمعوا منه إذ رووا عنه قالوا : أخبرنا
العالم. وإذا ما تذكرنا أن مالك بن أنس (٩٤ ـ ١٧٩) مصنف كتاب الموطأ كان معاصرا
للإمام جعفر ، وقد سبق البخاري ومسلم بنحو قرن ظهر أن الإمام جعفر هو الذي يعزى
إليه القول في محض الحديث : إن ما كان موافقا لما في كتاب الله فاقبلوه وما كان
مخالفا له فاتركوه.
وقد أورد اليعقوبي
في تاريخه بعض الحكم والكلمات المنسوبة للإمام جعفر
نذكر بعضها فيما
يلي على سبيل المثال :
ثلاثة يجب لهم
الرحمة : غني افتقر ، وعزيز قوم ذل ، وعالم تلاعب به الجهال.
من أخرجه الله من
ذل المعاصي إلى عز التقوى ، أغناه الله بغير مال وأعزه الله بغير عشيرة.
ومن خاف الله أخاف
الله منه كل شيء ، ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شيء ، ومن رضي من الله
باليسير من الرزق رضي منه باليسير من العمل.
وروى المؤلف نفسه
أن الإمام جعفرا قال : خلتان من لزمهما دخل الجنة. فقيل : وما هما؟ قال : احتمال
ما تكره إذا أحبه الله ، وترك ما تحب إذا كرهه الله. فقيل له : من يطيق ذلك؟ فقال
: من هرب من النار إلى الجنة.
وقال : أوصى الله
إلى موسى : أدخل يدك في فم التنين إلى المرفق فهو خير لك من مسألة من لم يكن
للمسألة بمكان.
وقال : لا تخالطن
من الناس خمسة : الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك ، والكذاب فإن كلامه كالسراب
يقرب منك البعيد ويباعد منك القريب ، والفاسق فإنه يبيعك بأكلة أو شربة ، والبخيل
فإنه يخذلك أحوج ما تكون إليه ، والجبان فإنه يسلمك ويتسلم الدية.
وقال : المؤمنون
يألفون ويؤلفون ويغشى رحلهم. فإن من عادتهم في القوافل أن يغشوا رحال الإبل بقماش
ملون.
وقال : من غضب
عليك ثلاث مرات فلم يقل سوءا فاتخذه لك خلا. ومن أراد أن تصفو له مودة أخيه فلا
يمارينه ولا يمازحنه ولا يعده ميعادا فيخلفه.
وقد ذكرنا سابقا
أن الإمام جعفر عاش في أواخر زمن الأمويين وأوائل العصر العباسي أثناء انشغال هذين
الحزبين بمقاومة بعضهما ، فوجد له الفرصة لصرف اهتمامه إلى تفسير أوامر الله ،
ولفتاويه في هذه القضايا يرجع العلماء المتأخرون في أكثر الأحيان. ويصعب أن نبت في
هل أنه دون فتاويه هذه وكتبها. ويعتبر اليوم
بصورة عامة أن
التصانيف المنسوبة إليه إنما هي مزيفة في الأزمنة المتأخرة. رغم قول ابن خلكان أن
له كلاما في صنعة الكيمياء والزجر والفأل. كان تلميذه أبو موسى جابر ابن حيان
الصوفي الطرسوسي قد ألف كتابا يشتمل على ألف ورقة تتضمن رسائل جعفر الصادق وهي
خمسمائة رسالة.
إلى أن قال في ص
١٤٨ :
ومات الإمام جعفر
في السنة العاشرة من حكم جعفر المنصور سنة ١٤٨ ه (٧٦٥ م). واتفقت الأقوال على
تاريخ موته. وكان نقش خاتمه «الله وليي وعصمتي». وقد عاش أربعا وستين أو خمسا
وستين سنة. ومع ذلك يقال إن الخليفة أمر فأعطي عنبا مسموما فمات. فصار بذلك شهيدا
ومات الميتة الخاصة بالأئمة ، فإنه يقال بأن جميع الأئمة فيما عدا علي والحسين
والمهدي ماتوا مسمومين ، وذلك حسب الأحاديث الواردة في أن الإمام لا يموت ميتة
طبيعية ، لا كما تقتضيه سنة الاحتمال.
ودفن الإمام جعفر
في مقبرة البقيع بالمدينة إلى جانب أبيه وجده ، وعلى قبورهم منذ قرون رخامة عليها
مكتوب :
بسم الله الرحمن
الرحيم الحمد لله مبيد الأمم ومحيي الرمم. هذا قبر فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم سيدة نساء العالمين وقبر الحسن بن علي بن أبي طالب وعلي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب ومحمد بن علي وجعفر بن محمد ، رضياللهعنهم. انتهى كلام الدكتور دوايت. رونلدسن.
قلنا : وقبر أم
الأئمة فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وعليها ليس هناك. وهي عليهاالسلام مجهول القبر عند العامة فليظهره ولده الذي يظهر الإسلام
ويملأ الأرض عدلا وقسطا.
أولاده عليهالسلام الأشراف
ذكروهم جماعة من
أعلام العامة في كتبهم بالعظمة والشرافة :
فمنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها
سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٨٤ ط دار الكتب العلمية
في بيروت) قال :
أولاده رضياللهعنه كانوا سبعة وقيل أكثر. ستة ذكور وبنت واحدة ، وهم : إسماعيل
ومحمد وعلي وعبد الله وإسحاق وموسى الكاظم ، والبنت اسمها فروة ، كذا في الفصول
المهمة.
ومنهم العلامة
الشيخ أبو العباس أحمد بن علي بن عبد القادر العلوي المقريزي في «البيان والإعراب»
(ص ١٢١ مطبعة عالم الكتب في القاهرة) قال :
كذلك ظهرت جماعات
من أقارب الفاطميين من سلالة جعفر الصادق ، فسكنوا مناطق بين منفلوط وسمالوط ،
ومنهم السلاطنة والحيادرة والزيانبة والحسينيون ، ولهؤلاء قرية بالقرب من منفلوط
لا تزال تحمل اسمهم إلى اليوم (بني حسين).
ومنهم العلامة
الشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب الكندي النويري المصري النسابة المتوفى سنة
٧٣٢ في «نهاية الإرب» (ص ١٢٤ ط القاهرة) قال :
قال الحمداني :
وجاءت طائفة من بني جعفر الصادق إلى مصر ، فنزلوا بصعيدها من بحري منفلوط إلى
سمالوط غربا وشرقا. قال : ولهم أيضا جدود ببلاد أخرى يسيرة.
وذكر المقر
الشهابي بن فضل الله في «مسالك الأبصار» أن بوادي بني زيد من بلاد الشام فرقة من
الجعافرة ، وكذلك بالقدس الشريف. وفي بعض قرى أذرعات قوم يدعون أنهم من بني جعفر
أيضا.
ومنهم الفاضل
المعاصر المستشار عبد الحليم الجندي في «الإمام جعفر الصادق» (ص ١٤٧ ط المجلس
الأعلى للشئون الإسلامية ، القاهرة) قال :
وأما أولاد الصادق
فإسماعيل وعبد الله ـ وبه يكنى أبا عبد الله ـ وأم فروة من زوجته فاطمة بنت الحسين
.. بن الحسين بن علي ، وموسى (الكاظم) وإسحاق ومحمد. وأمهم أم ولد تدعى حميدة.
والعباس وعلي وأسماء من أمهات متفرقات.
الإمام السابع
أبو الحسن موسى بن جعفر الكاظم
(عليهالسلام)
مستدرك فضائل
الإمام السابع أبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام
نسبه الشريف وميلاده ووفاته
وألقابه وكناه عليهالسلام
قد تقدم نقل ما
يدل عليه عن أعلام العامة في ج ١٢ ص ٢٩٦ إلى ص ٢٩٩ وج ١٩ ص ٥٣٧ و ٥٣٨ ، ونستدرك
هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة تاج
الدين أحمد بن الأثير الحلبي الشافعي في «مختصر وفيات الأعيان لابن خلكان» (ص ١٦٣
نسخة مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال :
مولد موسى بن جعفر
عليهماالسلام سنة تسع وعشرين ومائة بالمدينة ، ووفاته سنة ثلاث وثمانين
ومائة ، وقيل سنة ست ومائتين ، والله أعلم ببغداد ، وقبره يزار ، وكان الموكل
بحسبه السندي بن شاهك جد كشاجم الشاعر المشهور.
ومنهم العلامة
يوسف بن قزغلي المعروف بسبط ابن الجوزي في «تذكرة الخواص» (ص ٣٥٠ ط النجف) قال :
واختلفوا في سنة
على أقوال : أحدها : خمس وخمسون سنة ، والثاني : أربع وخمسون ، والثالث : سبع
وخمسون ، والرابع : ثمان وخمسون ، والخامس ستون ، ودفن بمقابر قريش ، وقبره ظاهر
يزار ، وقيل مات سنة ثلاث وثمانين ومائة.
ومنهم العلامة أبو
الفرج علي بن الحسين بن محمد الأصبهاني في «مقاتل الطالبيين» (ط دار إحياء علوم
الدين ، بيروت) قال :
وموسى بن جعفر بن
محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهالسلام ، ويكنى أبا الحسن ، وأبا إبراهيم ، وأمه أم ولد تدعى
حميدة.
ومنهم العلامة
الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (ج ٢٩
ص ٤٣ ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
موسى بن جعفر بن
محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي العلوي ، أبو الحسن
المدني الكاظم.
روى عن أبيه جعفر
بن محمد الصادق.
روى عنه أولاده
إبراهيم بن موسى بن جعفر ، وإسماعيل بن موسى بن جعفر ، وحسين بن موسى بن جعفر ،
وصالح بن يزيد ، وأخوه علي بن جعفر (ت) ، وابنه علي بن موسى بن جعفر أبو الحسن
الرضى (ق) ، وأخوه محمد بن جعفر ، ومحمد ابن صدقة العنبري.
أخبرنا يوسف بن
يعقوب الشيباني قال : أخبرنا زيد بن الحسن الكندي قال : أخبرنا عبد الرحمن بن محمد
القزاز قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ قال : يقال : إنه
ولد بالمدينة في سنة ثمان وعشرين ومائة. وأقدمه المهدي بغداد ، ثم رده إلى المدينة
وأقام بها إلى أيام الرشيد ، فقدم هارون منصرفا من عمرة شهر رمضان سنة تسع وسبعين
، يعني ومائة ، فحمل موسى معه إلى بغداد ، وحبسه بها
إلى أن توفي في
محبسه.
وقال في ص ٥١ :
وبه قال : أخبرنا
الحسن بن أبي بكر قال : أخبرنا الحسن بن محمد العلوي قال : حدثني جدي قال : قال
أبو موسى العباسي ، حدثني إبراهيم بن عبد السلام بن السندي ابن شاهك ، عن أبيه قال
: كان موسى بن جعفر عندنا محبوسا ، فلما مات بعثنا إلى جماعة من العدول من الكرخ ،
فأدخلناهم عليه ، فأشهدناهم على موته وأحسبه قال : ودفن في مقابر الشونيزيين.
وبه قال : أخبرنا
أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله الأصبهاني قال : حدثنا القاضي أبو بكر بن عمر
بن سلم الحافظ قال : حدثني عبد الله بن أحمد بن عامر قال : حدثنا علي بن محمد
الصنعاني قال : قال محمد بن صدقة العنبري : توفي موسى بن جعفر بن محمد بن علي سنة
ثلاث وثمانين ومائة. قال غيره : لخمس بقين من رجب.
ومنهم الفاضل
الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه «تاريخ الأحمدي» (ط
بيروت سنة ١٤٠٨) قال :
قال أبو الفداء :
ثم دخلت سنة ثلاث وثمانين ومائة فيها توفي موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر
بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب ببغداد في حبس الرشيد.
وفي تاريخ الخميس
: قال ويقال : إن يحيى بن خالد البرمكي سمّه في رطب بأمر هارون الرشيد.
وفي أخبار الخلفاء
لابن الساعي علي بن أنجب البغدادي قال : وكانت وفاته ببغداد يوم الجمعة لخمس بقين
من رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة مسموما مظلوما على الصحيح من الأخبار ، ودفن بمدينة
السلام في المقبرة المعروفة بمقابر قريش.
ومنهم الشيخ
الفاضل أبو الفوز محمد بن أمين البغدادي المشتهر بالسويدي في «سبائك الذهب في
معرفة قبائل العرب» (ص ٣٣٤ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال :
هو الإمام الكبير
القدر ، الكثير الخير. كان يقوم ليله ويصوم نهاره ، وسمي كاظما لفرط تجاوزه عن
المعتدين.
ولد رضياللهعنه بالأبواء سنة مائة وثمانية وعشرين ، وأمه حميدة البربرية ،
وكنيته أبو الحسن ، وكان أسمر اللون.
وكانت له كرامات
ظاهرة ومناقب لا يسع مثل هذا الموضع ذكرها.
كانت وفاته رضياللهعنه سنة مائة وثلاث وثمانين من الهجرة ، وله من العمر خمس
وخمسون سنة ، ودفن بمقابر قريش ، وكان له من الولد سبعة وثلاثون ما بين ذكر وأنثى
، وكان المخصوص منهم بجلالة القدر علي الرضا.
ومنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها
سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٨٥ ط دار الكتب العلمية
في بيروت) قال :
نسبه : هو ابن
جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضياللهعنهم ، وأمه أم ولد يقال لها حميدة البربرية.
مولده : ولد
بالأبواء سنة ثمان وعشرين ومائة من الهجرة.
كنيته : أبو
الحسن.
ألقابه : ألقابه
كثيرة أشهرها الكاظم ثم الصابر والصالح والأمين ، ولقب بالكاظم لأنه كان يحسن إلى
من يسيء إليه ويكظم غيظه.
وقال في ص ٢٨٨ :
توفي ببغداد لخمس
بقين من شهر رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة وله من العمر
خمس وخمسون سنة.
وقيل : إنه مات مسموما من طعام قدمه له السندي بأمر الرشيد بعد أن حبس مدة سنة
بالبصرة بسبب الفتنة التي وصلت إلى الرشيد في حقه ، وسعاية الواشين ضده بالغيبة
والنميمة ، وهذه الرواية مذكورة في كتاب نور الأبصار.
ولما مات أدخل
السندي الفقهاء ووجوه أهل بغداد ينظرون إليه أنه ليس به أثر ، من جرح أو قتل أو
خنق ، وأنه مات حتف أنفه ليداري سوء فعله.
ودفن موسى الكاظم
في مقابر قريش بباب التين ببغداد.
نقش خاتمه عليهالسلام
ذكره جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الشيخ
الفاضل أبو الفوز محمد بن أمين البغدادي المشتهر بالسويدي في «سبائك الذهب في
معرفة قبائل العرب» (ص ٣٣٤ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال:
نقش خاتمه : الملك
لله الواحد القهار.
ومنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها
سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٨٥ ط دار الكتب العلمية
في بيروت) قال :
ونقش خاتمه :
الملك لله وحده.
قبض الرشيد عليه وشهادته في محبسه
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة أبو
الفرج علي بن الحسين بن محمد الأصبهاني في «مقاتل الطالبيين» (ص ٣٦٣ ط بيروت) قال
:
حدثني بذلك أحمد
بن عبيد الله بن عمار ، قال : حدثنا علي بن محمد النوفلي ، عن أبيه ، وحدثني أحمد
بن سعيد قال : حدثني يحيى بن الحسن العلوي ، وحدثني غيرهما ببعض قصته ، فجمعت ذلك
بعضه إلى بعض ، قالوا : كان السبب في أخذ موسى ابن جعفر أن الرشيد جعل ابنه محمدا
في حجر جعفر بن محمد بن الأشعث ، فحسده يحيى بن خالد بن برمك على ذلك وقال :
إن أفضت الخلافة
إليه زالت دولتي ودولة ولدي. فاحتال على جعفر بن محمد ، وكان يقول بالإمامة ، حتى
داخله وأنس به وأسر إليه وكان يكثر غشيانه في منزله فيقف على أمره ويرفعه إلى
الرشيد ويزيد عليه في ذلك بما يقدح في قلبه. ثم قال يوما لبعض ثقاته : أتعرفون لي
رجلا من آل أبي طالب ليس بواسع الحال يعرفني ما احتاج إليه من أخبار موسى بن جعفر؟
فدل على علي بن إسماعيل بن جعفر بن محمد ، فحمل إليه يحيى بن خالد البرمكي مالا.
وكان موسى يأنس إليه ويصله وربما أفضى إليه بأسراره ، فلما طلب ليشخص به أحس موسى
بذلك ، فدعاه فقال : إلى أين يا ابن أخي؟ قال : إلى بغداد. قال : وما تصنع؟ قال :
عليّ دين وأنا مملق. قال : فأنا أقضي دينك وأفعل بك وأصنع. فلم يلتفت إلى ذلك ،
فعمل على الخروج. فاستدعاه أبو الحسن موسى فقال له : أنت خارج؟ فقال له : نعم لا
بد لي من ذلك. فقال له : انظر يا بن أخي واتق الله لا تؤتم أولادي. وأمر له
بثلاثمائة دينار ، وأربعة آلاف درهم.
قالوا : فخرج علي
بن إسماعيل حتى أتى يحيى بن خالد البرمكي ، فتعرف منه خبر موسى بن جعفر ، فرفعه
إلى الرشيد وزاد فيه ، ثم أوصله إلى الرشيد فسأله عن عمه فسعى به إليه ، فعرف يحيى
جميع خبره وزاد عليه وقال له : إن الأموال تحمل إليه من المشرق والمغرب ، وإن له
بيوت أموال ، وإنه اشترى ضيعة بثلاثين ألف دينار فسماها اليسيرة ، وقال له صاحبها
وقد أحضره المال : لا آخذ هذا النقد ولا آخذ إلا نقدا كذا وكذا ، فأمر بذلك المال
، فرد وأعطاه ثلاثين ألف دينار من النقد الذي سأل بعينه ، فسمع ذلك منه الرشيد
وأمر له بمائتي ألف درهم نسبت له على بعض النواحي ، فاختار
كور المشرق ، ومضت
رسله لقبض المال. ودخل هو في بعض الأيام إلى الخلاء فزحر زحرة فخرجت حشوته كلها
فسقطت ، وجهدوا في ردها فلم يقدروا ، فوقع لما به ، وجاءه المال وهو ينزع فقال :
وما أصنع به وأنا أموت؟
وحج الرشيد في تلك
السنة فبدأ بقبر النبي (ص) فقال : يا رسول الله إني أعتذر إليك من شيء أريد أن
أفعله ، أريد أن أحبس موسى بن جعفر ، فإنه يريد التشتت بين أمتك وسفك دمائها.
ثم أمر به فأخذ من
المسجد فأدخل إليه فقيده ، وأخرج من داره بغلان عليهما قبتان مغطاتان هو في
إحداهما ، ووجه مع كل واحد منهما خيلا فأخذوا بواحدة على طريق البصرة والأخرى على
طريق الكوفة ، ليعمى على الناس أمره ، وكان موسى في التي مضت إلى البصرة ، فأمر
الرسول أن يسلّمه إلى عيسى بن جعفر بن المنصور ، وكان على البصرة حينئذ فمضى به ،
فحبسه عنده سنة. ثم كتب إلى الرشيد : أن خذه مني وسلّمه إلى من شئت وإلا خليت
سبيله ، فقد اجتهدت أن آخذ عليه حجة فما أقدر على ذلك ، حتى أني لأتسمع عليه إذا
دعا لعله يدعو عليّ أو عليك فما أسمعه يدعو إلا لنفسه ، يسأل الله الرحمة
والمغفرة.
فوجه من تسلّمه
منه ، وحبسه عند الفضل بن الربيع ببغداد ، فبقي عنده مدة طويلة.
وأراده الرشيد على
شيء من أمره فأبى ، فكتب إليه ليسلمه إلى الفضل بن يحيى ، فتسلمه منه ، وأراد ذلك
منه فلم يفعله ، وبلغه أنه عنده في رفاهية وسعة ودعة ، وهو حينئذ بالرقة ، فأنفذ
مسرورا الخادم إلى بغداد على البريد ، وأمره أن يدخل من فوره إلى موسى فيعرف خبره
، فإن كان الأمر على ما بلغه أوصل كتابا منه إلى العباس بن محمد وأمره بامتثاله
وأوصل كتابا منه إلى السندي بن شاهك يأمره بطاعة العباس بن محمد.
فقدم مسرور فنزل
دار الفضل بن يحيى لا يدري أحد ما يريد ، ثم دخل على موسى فوجده على ما بلغ الرشيد
، فمضى من فوره إلى العباس بن محمد والسندي بن
شاهك ، فأوصل الكتابين
إليهما. فلم يلبث الناس أن خرج الرسول يركض ركضا إلى الفضل بن يحيى ، فركب معه
وخرج مشدوها دهشا حتى دخل على العباس ، فدعا العباس بالسياط وعقابين ، فوجّه بذلك
إليه السندي ، فأمر بالفضل فجرد ثم ضربه مائة سوط.
وخرج متغير اللون
بخلاف ما دخل ، فذهبت قوته فجعل يسلم على الناس يمينا وشمالا.
وكتب مسرور بالخبر
إلى الرشيد ، فأمر بتسليم موسى إلى السندي بن شاهك وجلس الرشيد مجلسا حافلا وقال :
أيها الناس إن الفضل بن يحيى قد عصاني وخالف طاعتي ، ورأيت أن ألعنه فالعنوه.
فلعنه الناس من كل ناحية حتى ارتج البيت والدار بلعنه.
وبلغ يحيى بن خالد
الخبر فركب إلى الرشيد ، فدخل من غير الباب الذي يدخل منه الناس حتى جاءه من خلفه
وهو لا يشعر ، ثم قال له : التفت إلي يا أمير المؤمنين ، فأصغى إليه فزعا فقال له
: إن الفضل حدث وأنا أكفيك ما تريد ، فانطلق وجهه وسرّ ، فقال له يحيى : يا أمير
المؤمنين قد غضضت من الفضل بلعنك إياه فشرّفه بإزالة ذلك ، فأقبل على الناس فقال :
إن الفضل قد عصاني في شيء فلعنته وقد تاب وأناب إلى طاعتي فتولوه.
فقالوا : نحن
أولياء من واليت ، وأعداء من عاديت ، وقد توليناه.
ثم خرج يحيى بن
خالد بنفسه على البريد حتى وافى بغداد ، فماج الناس وأرجفوا بكل شيء ، وأظهر أنه
ورد لتعديل السواد ، والنظر في أعمال العمال ، وتشاغل ببعض ذلك.
ثم دخل ودعا
بالسندي وأمره فيه أمره ، فلفه على بساط ، وقعد الفراشون النصارى على وجهه.
وأمر السندي عند
وفاته أن يحضر مولى له ينزل عند دار العباس بن محمد في
مشرعة القصب
ليغسله ففعل ذلك.
قال : وسألته أن
يأذن لي في أن أكفنه فأبى وقال : إنا أهل بيت مهور نسائنا ، وحج صرورتنا ، وأكفان
موتانا من طاهر أموالنا ، وعندي كفني.
فلما مات أدخل
عليه الفقهاء ووجوه أهل بغداد وفيهم الهيثم بن عدي وغيره ، فنظروا إليه لا أثر به
، وشهدوا على ذلك ، وأخرج فوضع على الجسر ببغداد ، فنودي هذا موسى بن جعفر قد مات
فانظروا إليه ، فجعل الناس يتفرسون في وجهه وهو ميت.
وحدثني رجل من
أصحابنا عن بعض الطالبيين : أنه نودي عليه : هذا موسى بن جعفر الذي تزعم الرافضة
أنه لا يموت ، فانظروا إليه ، فنظروا.
قالوا : وحمل فدفن
في مقابر قريش رحمهالله ، فوقع قبره إلى جانب قبر رجل من النوفليين يقال له : عيسى
بن عبد الله.
عبادته عليهالسلام وأدعيته
قد تقدم نقل ما
يدل عليه عن العامة في ج ١٩ ص ٥٣٩ إلى ص ٥٤١ ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو
عنها فيما مضى :
فمنهم العلامة
الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (ج ٢٩
ص ٥٠ ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
وبه قال : أخبرنا
الحسن بن أبي بكر ، قال : أخبرنا الحسن بن محمد العلوي قال : حدثني جدي ، قال :
حدثني عمار بن أبان ، قال : حبس أبو الحسن موسى بن جعفر عند السندي بن شاهك ،
فسألته أخته أن تولى حبسه ، وكانت تدين ، ففعل. فكانت تلي خدمته ، فحكي لنا أنها
قالت : كان إذا صلى العتمة حمد الله عزوجل ومجده ودعاه ، فلم يزل كذلك حتى يزول الليل ، فإذا زال
الليل قام يصلي حتى يصلي الصبح ، ثم يذكر قليلا حتى تطلع الشمس ، ثم يقعد إلى
ارتفاع الضحى ، ثم يتهيأ ويستاك ويأكل ، ثم يرقد إلى قبل الزوال ، ثم يتوضأ ويصلي
حتى يصلي العصر ، ثم يذكر في القبلة حتى يصلي ما بين المغرب ، ثم يصلي ما بين
المغرب والعتمة. فكان هذا دأبه ، فكانت أخت السندي إذا نظرت إليه قالت : خاب قوم
تعرضوا لهذا الرجل. وكان عبدا صالحا.
ومنهم العلامة تاج
الدين أحمد بن الأثير الحلبي الشافعي في «مختصر وفيات الأعيان لابن خلكان» (ص ١٦٢
نسخة مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال :
أبو الحسن موسى
الكاظم بن جعفر الصادق عليهماالسلام ، أحد الأئمة الإثني عشر كان موسى يدعى العبد الصالح من
عبادته واجتهاده ، سجد ليلة من العشاء إلى الفجر سجدة واحدة ، سمع يقول فيها : عظم
الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك ، يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة.
ومنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها
سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٨٦ ط دار الكتب العلمية
في بيروت) قال :
كان كثيرا ما يدعو
بقوله : اللهم إني أسألك الراحة عند الموت ، والعفو عند الحساب.
مستدرك
كراماته عليهالسلام
قد تقدم نقل ما
يدل على ذلك عن العامة في ج ١٢ ص ٣٢٢ وج ١٩ ص ٥٤٧ ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي
لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة
الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (ج ٢٩
ص ٤٩ ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
وبه قال : حدثني
الحسن بن محمد الخلال ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عمران ، قال : حدثنا محمد بن
يحيى الصولي ، قال : حدثنا عون بن محمد ، قال : سمعت إسحاق الموصلي غير مرة يقول :
حدثني الفضل بن الربيع ، عن أبيه أنه لما حبس المهدي موسى بن جعفر رأى المهدي في
النوم علي بن أبي طالب رضياللهعنه وهو يقول : يا محمد (فَهَلْ عَسَيْتُمْ
إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ) قال الربيع : فأرسل إلي ليلا فراعني ذلك ، فجئته ، فإذا هو
يقرأ هذه الآية ، وكان أحسن الناس صوتا ، وقال : عليّ بموسى بن جعفر. فجئته به.
فعانقه وأجلسه إلى جنبه وقال : يا أبا الحسن إني رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب في النوم يقرأ عليّ كذا ، فتؤمّني أن تخرج عليّ أو على أحد من ولدي؟ فقال :
والله لا فعلت ذاك ولا هو من شأني. قال : صدقت. يا ربيع أعطه ثلاثة آلاف دينار
ورده إلى أهله إلى المدينة.
قال الربيع :
فأحكمت أمره ليلا فما أصبح إلا وهو في الطريق خوف العوائق.
ومنهم العلامة تاج
الدين أحمد بن الأثير الشافعي الحلبي في «مختصر الوفيات لابن خلكان» (ق ١٦٢ نسخة
مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال :
أقدمه المهدي
وحبسه فرأى في النوم عليا عليهالسلام يقول له : يا محمد ـ فذكر مثل ما تقدم عن «تهذيب الكمال»
إلى أن قال : فأحضره ليلا وأخلصه وتوجه إلى المدينة ، فأقام بها إلى أيام هارون
الرشيد ، فلما قدم هارون إلى المدينة منصرفا عن عمرته سنة تسع وسبعين ومائة حمل
موسى معه إلى بغداد وحبسه بها إلى أن مات.
ومنهم العلامة
عفيف الدين عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني في «مرآة الجنان» (ج ١ ص ٤٠٥ ط مؤسسة
الرسالة ، بيروت) قال :
وكان يسكن المدينة
، فأقدمه المهدي بغداد وحبسه ، فرأى في النوم ـ أعني المهدي ـ علي بن أبي طالب رضي
الله تعالى عنه وهو يقول : يا محمد (فَهَلْ عَسَيْتُمْ
إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ) ـ فذكر مثل ما تقدم عن «تهذيب الكمال».
ومنهم العلامة تاج
الدين أحمد بن الأثير الحلبي الشافعي في «مختصر الوفيات لابن خلكان» (ق ١٦٢ نسخة
مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال :
وقيل : إن موسى بن
جعفر عليهماالسلام قال : بينا أنا نائم إذ أتاني رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : يا موسى حبست مظلوما ، فقل هذه الكلمات فإنك لا
تبيت هذه الليلة في الحبس. فقلت : بأبي وأمي أنت ما أقول؟ قال : قل : يا سامع كل
صوت ، يا سابق الفوت ، يا كاسي العظام لحما ومنشرها بعد الموت ، أسألك بأسمائك
الحسنى ، وباسمك الأعظم الأكبر المخزون المكنون الذي لم يطلع عليه أحد من
المخلوقين ، يا
حليما ذا أناة لا
يقدر على أناته ، يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا ولا يحصى عددا فرّج عني.
ومنهم العلامة
عفيف الدين عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني في «مرآة الجنان» (ج ١ ص ٤٠٥ ط مؤسسة
الرسالة ، بيروت) قال :
وروي أن هارون
الرشيد قال : رأيت في المنام كأن حسينا قد أتاني ومعه حربة وقال : إن خليت عن موسى
بن جعفر الساعة وإلا نحرتك بهذه الحربة ، فاذهب فخلّ عنه ، وأعطه ثلاثين ألف درهم
، وقل له : إن أحببت المقام قبلنا فلك ما تحب ، وإن أحببت المضي إلى المدينة
فالإذن في ذلك لك ، فلما أتاه وأعطاه ما أمره به قال له موسى الكاظم : رأيت في
منامي أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أتاني فقال : يا موسى حبست مظلوما فقل هذه الكلمات فإنك لا
تبيت هذه الليلة في الحبس ، فقلت : بأبي أنت وأمي ما أقول؟ قال : قل : يا سامع كل
صوت ، ويا سابق الفوت ، ويا كاسي العظام لحما ـ فذكر مثل ما تقدم عن «مختصر
الوفيات» ، وفيه : ويا منشرها بعد الموت ، وليس فيه «الأكبر» بعد الأعظم ، وفيه : «لا
يقوى على أناته» مكان : لا يقدر على أناته.
مستدرك
قبره الشريف ترياق مجرب لإجابة الدعاء
قد تقدم نقل ما
يدل عليه عن أعلام العامة في ج ١٢ ص ٣٣٢ ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو
عنها فيما سبق :
فمنهم المعلى حمد
الله الهندي الداجوي الحنفي في «البصائر لمنكر التوسل بأهل المقابر» (ص ٤٢ ط
إسلامبول سنة ١٣٩٨) قال :
ومن الدلائل على التوسل
بعد الوفاة ما قال الإمام الشافعي : قبر موسى الكاظم ترياق مجرب لإجابة الدعاء.
سخاؤه عليهالسلام
رواها جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (ج ٢٩
ص ٤٤ ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
وكان سخيا كريما ،
وكان يبلغه عن الرجل أنه يؤذيه ، فيبعث إليه بصرة فيها ألف دينار. وكان يصر الصرر
ثلاث مائة دينار وأربع مائة ومائتي دينار ثم يقسمها بالمدينة وكان مثل صرر موسى بن
جعفر إذا جاءت الإنسان الصرة فقد استغنى.
وبه قال : أخبرنا
الحسن ، قال : أخبرنا الحسن ، قال : حدثني جدي قال : حدثنا إسماعيل بن يعقوب ، قال
: حدثني محمد بن عبد الله البكري ، قال : قدمت المدينة أطلب بها دينا فأعياني ،
فقلت : لو ذهبت إلى أبي الحسن موسى بن جعفر فشكوت ذلك إليه ، فأتيته بنقمي في
ضيعته ، فخرج إليّ ، ومعه غلام له ، معه منسف فيه قديد مجزع ليس معه غيره ، فأكل
وأكلت معه ثم سألني عن حاجتي ، فذكرت له قصتي ، فدخل فلم يقم إلا يسيرا حتى خرج
إليّ ، فقال لغلامه : اذهب ، ثم مد يده إليّ فدفع إليّ صرة فيها ثلاث مائة دينار
ثم قام فولى ، فقمت فركبت دابتي وانصرفت.
وقال أيضا في ص ٤٥
:
قال الحسن : قال
جدي يحيى بن الحسن : وذكر لي غير واحد من أصحابنا أن رجلا من ولد عمر بن الخطاب
كان بالمدينة يؤذيه ويشتم عليا. قال : وكان قد قال له بعض حاشيته : دعنا نقتله ،
فنهاهم عن ذلك أشد النهي وزجرهم أشد الزجر ، وسأل عن العمري ، فذكر له أنه يزدرع بناحية
من نواحي المدينة ، فركب إليه في مزرعته ، فوجده فيها فدخل المزرعة بحماره ، فصاح
به العمري : لا توطئ زرعنا. فوطأه الحمار ، حتى وصل إليه ، فنزل ، فجلس عنده
وضاحكه ، وقال له : كم غرمت في زرعك هذا؟ قال له : مائة دينار. قال : فكم ترجو أن
تصيب؟ قال : أنا لا أعلم الغيب. قال : إنما قلت لك : كم ترجو أن يجيئك فيه؟ قال :
أرجو أن يجيئني مائتا دينار. قال : فأعطاه ثلاث مائة دينار. وقال : هذا زرعك على
حاله. قال : فقام العمري فقبّل رأسه وانصرف. قال : فراح إلى المسجد فوجد العمري
جالسا فلما نظر إليه قال : الله أعلم حيث يجعل رسالاته. قال : فوثب أصحابه ،
فقالوا له : ما قصتك ، قد كنت تقول خلاف هذا؟ قال : فخاصمهم وشاتمهم. قال : وجعل
يدعو لأبي الحسن موسى كلما دخل وخرج. قال : فقال أبو الحسن لحامّته الذين أرادوا
قتل العمري : أيما كان خير؟ ما أردتم أو ما أردت أن أصلح أمره بهذا المقدار.
وقال أيضا في ص ٤٦
:
وبه قال : أخبرنا
سلامة بن الحسين المقرئ ، وعمر بن محمد بن عبيد الله المؤدب ، قالا : أخبرنا علي
بن عمر الحافظ ، قال : حدثنا القاضي الحسين بن إسماعيل ، قال : حدثنا عبد الله بن
أبي سعد ، قال : حدثني محمد بن الحسين بن محمد بن عبد المجيد الكناني الليثي ، قال
: حدثني عيسى بن محمد بن مغيث القرشي وبلغ تسعين سنة ، قال : زرعت بطيخا وقثاء
وقرعا في موضع بالجوانية على بئر يقال لها : أم عظام ، فلما قرب الخير واستوى
الزرع بيتني الجراد ، فأتى على الزرع كله ، وكنت
غرمت على الزرع
وفي ثمن جملين مائة وعشرين دينارا. فبينما أنا جالس طلع موسى ابن جعفر بن محمد ،
فسلّم ثم قال : أيش حالك؟ فقلت : أصبحت كالصريم ، بيتني الجراد فأكل زرعي. قال :
وكم غرمت فيه؟ قلت : مائة وعشرين دينارا مع ثمن الجملين. فقال : يا عرفة زن لابن
المغيث مائة وخمسين دينارا نربحك ثلاثين دينارا والجملين. فقلت : يا مبارك أدخل
وادع لي فيها. فدخل ودعا. وحدثني عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : تمسكوا ببقايا المصائب. ثم علقت عليه الجملين ،
وسقيته ، فجعل الله فيها البركة زكت. فبعت منها بعشرة آلاف.
وقال أيضا في ص ٤٧
:
وبه قال : أخبرنا
الحسن بن أبي بكر قال : أخبرنا الحسن بن محمد العلوي قال : حدثني جدي قال : وذكر
إدريس بن أبي رافع ، عن محمد بن موسى ، قال : خرجت مع أبي إلى ضياعه بسايه ،
فأصبحنا في غداة باردة ، وقد دنونا منها ، وأصبحنا عند عين من عيون ساية ، فخرج
إلينا من تلك الضياع عبد زنجي فصيح مستذفر بخرقة على رأسه قدر فخار يفور ، فوقف
على الغلمان ، فقال : أين سيدكم؟ قالوا : هو ذاك. قال : أبو من يكنى؟ قالوا له :
أبو الحسن. قال : فوقف عليه فقال : يا سيدي يا أبا الحسن هذه عصيدة أهديتها إليك.
قال : ضعها عند الغلمان. فأكلوا منها. قال : ثم ذهب. فلم نقل بلغ حتى خرج على رأسه
حزمة حطب ، حتى وقف ، فقال له : يا سيدي هذا حطب أهديت إليك. قال : ضعه عند
الغلمان. وهبّ لنا نارا. فذهب فجاء بنار ، قال : فكتب أبو الحسن اسمه واسم مولاه
فدفعه إليّ ، وقال : يا بني احتفظ بهذه الرقعة حتى أسألك عنها. قال : فوردنا إلى
ضياعه وأقام بها ما طاب له. ثم قال : امضوا بنا إلى زيارة البيت. قال : فخرجنا حتى
وردنا مكة ، فلما قضى أبو الحسن عمرته دعا صاعدا ، فقال : اذهب فاطلب لي هذا
الرجل. فإذا علمت بموضعه فأعلمني حتى أمشي إليه ، فإني أكره أن أدعوه والحاجة لي.
قال صاعد : فذهبت حتى وقفت على الرجل. فلما رآني عرفني ،
وكنت أعرفه ، وكان
يتشيع فلما رآني سلم علي وقال : أبو الحسن قدم؟ قلت : لا. قال : فأيش أقدمك؟ قلت :
حوائج. وكان قد علم بمكانه بسايه ، فتتبعني وجعلت أتقصى منه ، ويلحقني بنفسه ،
فلما رأيت أني لا أنفلت منه مضيت إلى مولاي ومضى معي حتى أتيته ، فقال لي : ألم
أقل لك لا تعلمه؟ فقلت : جعلت فداك لم أعلمه. فسلم عليه ، فقال له أبو الحسن :
غلامك فلان تبيعه. قال له : جعلت فداك الغلام لك والضيعة وجميع ما أملك. قال : أما
الضيعة فلا أحب أن أسلبكها وقد حدثني أبي عن جدي أن بائع الضيعة ممحوق ومشتريها
مرزوق. قال : فجعل الرجل يعرضها عليه مدلا بها. فاشترى أبو الحسن الضيعة والرقيق
منه بألف دينار وأعتق العبد ووهب له الضيعة. قال إدريس بن أبي رافع : فهو ذا ولده
في الصرافين بمكة.
ومنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها
سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٨٦ ط دار الكتب العلمية
في بيروت) قال :
كان يخرج بالليل
وفي كمه صرر من الدراهم ، فيعطي من لقيه ، ويضرب به المثل بصرة موسى ، وكان رضياللهعنه أسخاهم كفا وأكرمهم نفسا.
وكان يتفقد فقراء المدينة
فتحمل إليهم الدراهم والدنانير إلى بيوتهم ليلا ، وكذلك النفقات ، ولا يعلمون من
أي جهة وصلهم ذلك ، ولم يعلموا بذلك إلا بعد موته.
ومنهم العلامة
عفيف الدين عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني في «مرآة الجنان» (ج ١ ص ٤٠٥ ط مؤسسة
الرسالة ، بيروت) قال :
وكان سخيا كريما ،
كان يبلغه عن الرجل أنه يؤذيه فيبعث إليه بصرة فيها ألف دينار.
ومنهم العلامة أبو
الفرج علي بن الحسين بن محمد الأصبهاني في «مقاتل الطالبيين» (ص ٣٦٢ ط دار إحياء
علوم الدين ، بيروت) قال :
حدثني أحمد بن
محمد بن سعيد ، قال : حدثني يحيى بن الحسن قال : كان موسى ابن جعفر إذا بلغه عن
الرجل ما يكره بعث إليه بصرة دنانير ، وكانت صراره ما بين الثلاثمائة إلى المائتين
دينار ، فكانت صرار موسى مثلا.
حدثني أحمد بن
سعيد ، قال : حدثنا يحيى : أن رجلا من آل عمر بن الخطاب كان يشتم علي بن أبي طالب
إذا رأى موسى بن جعفر ـ فذكر مثل ما تقدم عن كتاب «تهذيب الكمال» للمزي.
مستدرك
خطابه للنبي : السلام عليك يا أبة
قد تقدم نقل ما
يدل عليه عن أعلام العامة في ج ١٢ ص ٣٣٤ إلى ص ٣٣٧ وج ١٩ ص ٥٤٢ ، ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى :
فمنهم العلامة
الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (ج ٢٩
ص ٤٩ ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
وبه قال : أخبرنا
القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قال : حدثنا عمر بن أحمد الواعظ ، قال :
حدثنا الحسين بن القاسم ، قال : حدثني أحمد بن وهب ، قال : أخبرني عبد الرحمن بن
صالح الأزدي قال : حج هارون الرشيد ، فأتى قبر النبي صلىاللهعليهوسلم زائرا له ، وحوله قريش وأفياء القبائل ، ومعه موسى بن جعفر
، فلما انتهى إلى القبر قال : السلام عليك يا رسول الله يا ابن عم ، افتخارا على
من حوله ، فدنا موسى بن جعفر فقال : السلام عليك يا أبة. فتغير وجه هارون وقال :
هذا الفخر يا أبا الحسن حقا.
ومنهم العلامة تاج
الدين أحمد بن الأثير الحلبي الشافعي في «مختصر وفيات الأعيان لابن خلكان» (ق ١٦٢
نسخة مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال :
قيل : إن الرشيد
لما زار قبر النبي صلىاللهعليهوسلم قال : السلام عليك يا رسول الله يا ابن عم ، افتخارا على
من حوله من العرب ـ فذكر مثل ما تقدم عن «التهذيب».
ومنهم الفاضل
الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في «تاريخ الأحمدي» (ص ٣٤١ ط
بيروت) قال :
وفي وفيات الأعيان
لابن خلكان : أن هارون الرشيد حج فأتى قبر النبي (ص) زائرا وحوله قريش وأفياء
القبائل ومعه موسى بن جعفر فقال : السلام عليك يا رسول الله ، يا ابن العم ،
افتخارا على من حوله ـ فذكر مثل ما تقدم عن «التهذيب».
ومنهم العلامة
عفيف الدين عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني في «مرآة الجنان» (ج ١ ص ٤٠٥ ط مؤسسة
الرسالة ، بيروت) قال :
وروي أن هارون لما
زار النبي صلىاللهعليهوسلم قال : السلام عليك يا ابن عمي مفتخرا بذلك ، فقال موسى
الكاظم : السلام عليك يا أبت. فتغير وجه هارون.
مستدرك
احتجاجه عليهالسلام مع هارون الرشيد
قد تقدم نقل ما
يدل عليه عن أعلام العامة في ج ١٢ ص ٣١٣ و ٣١٤ ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم
نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها
سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٨٦ ط دار الكتب العلمية
في بيروت) قال :
سأله الرشيد يوما
فقال : كيف قلتم نحن ذرية رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأنتم بنو علي؟ وإنما ينسب الرجل إلى جده لأبيه دون جده
لأمه؟
فقال الكاظم :
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ
وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي
الْمُحْسِنِينَ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى). وليس لعيسى أب وإنما ألحق بذرية الأنبياء من قبل أمه ،
وكذلك ألحقنا بذرية النبي صلىاللهعليهوسلم من قبل أمنا فاطمة.
وزيادة على ذلك يا
أمير المؤمنين قال الله عزوجل : (فَمَنْ حَاجَّكَ
فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا
وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ
نَبْتَهِلْ). ولم يدع صلىاللهعليهوسلم عند مباهلة النصارى غير علي وفاطمة
والحسن والحسين رضياللهعنهم ، وهم الأبناء.
ومنهم الفاضل
الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه «تاريخ الأحمدي» (ص
٣٤١ ط بيروت سنة ١٤٠٨) قال :
وفيه أيضا قال :
سأل الرشيد عن موسى الكاظم كيف قلتم : إنا ذرية رسول الله (ص) وأنتم أبناء علي؟
وإنما ينسب الرجل إلى جده لأبيه دون جده لأمه. فقال الكاظم : أعوذ بالله من
الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ
داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ) ـ فذكر مثل ما تقدم عن «أحسن القصص».
ومنهم الشيخ أبو
الفوز محمد أمين البغدادي السويدي في «سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب» (ص ٣٣٤ ط
بيروت) قال :
سأله الرشيد يوما
فقال : يا موسى لم قلت إنكم أقرب إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم منّا؟ فقال : يا أمير المؤمنين لو أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم خطب كريمتك هل كنت تجيبه؟ قال : سبحان الله وكنت أفتخر
بذلك على العرب والعجم. قال موسى :فهو لا يخطب إليّ ولا أزوجه لأنه والدنا لا
والدكم ، فلذلك نحن أقرب إليه منكم. ثم قال : وهل يجوز له أن يدخل على حرمكم؟ فقال
: لا. قال موسى : لكنه له أن يدخل على حرمي ويجوز له ذلك ، فلذلك نحن أقرب إليه
منكم.
كلماته عليهالسلام
قد تقدم نقل جملة
من كلماته الشريفة عن كتب العامة في ج ١٢ ص ٣٣٨ إلى ص ٣٤١ وج ١٩ ص ٥٥١ و ٥٥٢ ،
ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة
الشيخ أبو عمر يوسف بن عبد الله ابن عبد البر النمري القرطبي المتوفى سنة ٤٦٣ في
كتابه «بهجة المجالس وأنس المجالس» (ج ١ ص ٦٨٩ ط مصر) قال :
قال موسى بن جعفر
: اتق العدو ، وكن من الصديق على حذر ، فإن القلوب إنما سميت قلوبا لتقلبها.
وقال أيضا في ص
٧٠٣ :
قال موسى بن جعفر
: من لك بأخيك كله ، لا تستقص عليه فتبقى بلا أخ.
كان يقال : الأخوة
قرابة مستفادة.
كان يقال : ما شيء
أسرع في فساد رجل وصلاحه من صاحبه.
ومنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها
سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في «أحسن القصص» (ج ٤
ص ٢٨٦ ط دار الكتب
العلمية في بيروت) قال :
وروى موسى الكاظم
عن آبائه مرفوعا قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : نظر الولد إلى والديه عبادة.
وعن إسحاق بن جعفر
قال : سألت أخي موسى الكاظم ابن جعفر قلت : أصلحك الله أيكون المؤمن بخيلا؟ قال :
نعم. فقلت : أيكون خائنا؟ قال : لا ، ولا يكون كذابا.
ثم قال : حدثني
أبي جعفر الصادق عن آبائه رضياللهعنهم قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : كل خلة يطوي المؤمن عليها ليس الكذب والخيانة.
ومنهم العلامة
الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (ج ٢٠
ص ٤٠٤ ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
وبه ، قال :
أخبرنا الجوهري ، قال : حدثنا محمد بن عمران المرزباني ، قال : حدثنا عبد الواحد
بن محمد الحصيني ، قال : حدثني أحمد بن إسماعيل ، قال : بعث موسى ابن جعفر إلى
الرشيد من الحبس برسالة كانت : إنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك معه
يوم من الرخاء حتى نفضي جميعا إلى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون.
كلمات علماء العامة فيه
(عليهالسلام)
ذكر جماعة من
أعيان العامة في علو شأنه وعظمة مقامه عليهالسلام في كتبهم :
فمنهم الحافظ شمس
الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة ٧٤٨ في «سير أعلام النبلاء» (ج ٦
ص ٢٧٠ ط بيروت) قال :
ذكره أبو حاتم
فقال : صدوق إمام من أئمة المسلمين.
وقال في ص ٢٧١
نقلا عن الخطيب :
كان موسى بن جعفر
يدعى العبد الصالح من عبادته واجتهاده.
ومنهم الحافظ جمال
الدين أبو الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال» (ج ٢٩ ص ٤٣ ط بيروت) قال :
قال أبو حاتم :
ثقة صدوق إمام من أئمة المسلمين.
ومنهم الموفق أبو
محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي المتوفى سنة ٦٢٠ في «التبيين في
أنساب القرشيين» (ص ١٣٣ ط بيروت) قال :
جعفر بن محمد
الصادق وولده موسى بن جعفر وولده علي بن موسى : كلهم أئمة مرضيون ، وفضائلهم كثيرة
مشهورة ـ إلخ.
ومنهم الأمير أحمد
حسين بهادر خان الحنفي البريانوي في «تاريخ أحمدي» (ص ٣٣٥ ط بيروت) قال :
ودر روضة الأحباب
است كه امام موسى بن جعفر الكاظم از روى قدر ومنزلت بزرگترين اهل عالم بود امر
امامت بعد از پدر بموجب نص آن حضرت به او انتقال شود.
وفي الصواعق قال :
وهو وارثه علما ومعرفة وكمالا وفضلا. سمي الكاظم لكثرة تجاوزه وحلمه ، وكان معروفا
عند أهل العراق بباب قضاء الحوائج عند الله ، وكان أعبد أهل زمانه وأعلمهم
وأسخاهم.
وفي وفيات الأعيان
لابن خلكان قال : كان موسى يدعى العبد الصالح من عبادته واجتهاده.
ومنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها
سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٨٥ ط دار الكتب العلمية
في بيروت) قال :
قال بعض أهل العلم
: الكاظم هو الإمام الكبير القدر الأوحد الحجة الحبر ، جمع من الفقه والدين ما لا
مزيد عليه.
كان أعبد أهل
زمانه ، الساهر ليله قائما ، القاطع نهاره صائما ، المسمى لفرط حلمه وتجاوزه عن
المعتدين كاظما. وهو المعروف عند أهل العراق بباب الحوائج إلى الله ، وذلك لنجح
قضاء حوائج المتوسلين به.
ومنهم العلامة تاج
الدين أحمد بن الأثير الحلبي الشافعي في «مختصر وفيات
الأعيان لابن
خلكان» (ق ١٦٢ نسخة مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال :
كان موسى يدعى
العبد الصالح من عبادته واجتهاده.
ومنهم الفاضل
المعاصر خير الدين الزركلي في «الأعلام» (ج ٨ ص ٢٧٠ ط ٣ بيروت) قال :
سابع الأئمة
الإثني عشر عند الإمامية ، كان من سادات بني هاشم ، ومن أعبد أهل زمانه ، وأحد
كبار العلماء الأجواد ـ إلخ.
ومنهم العلامة
عفيف الدين عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني في «مرآة الجنان» (ج ١ ص ٤٠٥ ط مؤسسة
الرسالة ، بيروت) قال :
كان صالحا عابدا
جوادا حليما كبير القدر ، وهو أحد الأئمة الإثني عشر المعصومين في اعتقاد الإمامية
، وكان يدعى بالعبد الصالح من عبادته واجتهاده.
ومنهم الفاضل
المعاصر الهادي حمّو في «أضواء على الشيعة» (ص ١٣٣ ط دار التركي) قال :
هو أبو الحسن موسى
بن جعفر الصادق ، لقب بالكاظم لفرط صبره على الحبس والأذى ، كان يسهر ليله قائما
ويقطع نهاره صائما ، بلغ من صلاحه واجتهاده في العبادة أن دخل مسجد الرسول صلىاللهعليهوسلم فسجد سجدة في أول الليل وسمع وهو يقول في سجوده : عظم
الذنب عندي فليحسن العفو من عندك يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة. وجعل يرددها حتى
الصبح.
والذي يلفت النظر في
هذا العابد الزاهد أنه مع سلبيته وانقطاعه عن السياسة كان مبعث فزع ورعب في نفوس
بني عمومته العباسيين ، فاستقدمه الخليفة المهدي من المدينة حيث كان يسكن إلى
بغداد عاصمة الخلافة وسجنه بها إلى أن رأى المهدي
في منامه أن عليا
بن أبي طالب يهتف به (فَهَلْ عَسَيْتُمْ
إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ) (٢٢ ـ محمد : ٤٧).
فأرسل إليه وزيره الربيع فجاء به إليه فأمّنه على نفسه واستوثق أن لا يخرج عليه أو
على أحد من أبنائه ، فقال الكاظم : لا والله ما فعلت ذلك ولا هو من شأني. فقال له
المهدي صدقت وأمر بإعطائه ثلاثة آلاف دينار وتسفيره إلى أهله بالمدينة.
وتعود المحنة إلى
موسى الكاظم في عهد هارون الرشيد إذ يعود هذا من الحج ويأتي قبر الرسول زائرا
وحوله قريش وأعيان القبائل ومعه موسى بن جعفر فلما انتهى الرشيد إلى القبر قال :
السلام عليك يا رسول الله يا بن عمي ، افتخارا على من حوله ، فقال موسى : السلام
عليك يا أبتي ، فتغير وجه هارون ، وقال : هذا الفخر يا أبا الحسن حقا.
ولم يمض الرشيد في
طريقه حتى حمل موسى معه إلى بغداد وحبسه إلى أن توفي في المحبس.
وكانت له مع
الرشيد أخبار كثيرة ، منها ما عرض إليها المسعودي ومنها ما تناقله الشيعة في مختلف
مصادرهم كهذه الحادثة مع علي بن يقطين الذي كان الرشيد يقربه وينتدبه إلى مهماته
في الحين الذي كان ابن يقطين يكتم التشيع والولاء لآل البيت ، فحدث أن الرشيد أهدى
إليه ثيابا أكرمه بها وكان في جملتها دراعة خز سوداء من لباس مثقلة بالذهب ، فأرسل
علي بن يقطين الثياب ومعها الدراعة إلى الإمام الكاظم ومعها مبلغ من المال ، ولما
وصلت إلى الإمام قبل المال والثياب ورد الدراعة إليه على يد رسول آخر غير الذي جاء
بالمال والثياب ، وكتب الإمام إلى علي بن يقطين : احتفظ بالدراعة ولا تخرجها من
بيتك فإن لها شأنا ، فاحتفظ علي بالدراعة وهو لا يعرف السبب ، وبعد أيام سعى بعض
الوشاة إلى الرشيد وقال له : إن ابن يقطين يعتقد بإمامة موسى بن جعفر ويحمل إليه
خمس ماله في كل سنة وقد حمل إليه الدراعة التي أكرمته بها ، فاستشاط الرشيد غيظا ،
وأحضر عليا بن يقطين وقال له : ما
فعلت بتلك الدراعة
التي كسوتك بها؟ قال : هي عندي في سفط مختوم ، وقد احتفظت بها تبركا لأنها منك ،
قال الرشيد : ايت بها الساعة ، وفي الحال نادى على بعض غلمانه وقال له : اذهب إلى
البيت وافتح الصندوق الفلاني تجد به سفطا صفته كذا جئني به الآن ، فلم يلبث الغلام
أن جاء بالسفط ووضعه بين يدي الرشيد ونظر إلى الدراعة كما هي فسكن غضبه وأمر أن
يضرب الساعي.
وهكذا كان الإمام
الكاظم مع الرشيد في نفس المنزلة التي كان عليها مع سلفه المهدي مثيرا فيهما الخوف
والفزع رغم سلبية الرجل وانقطاعه إلى الزهد ، فأفقدهما شيئا من الاطمئنان ولكنهما
أفقداه كثيرا من الحرية والاتصال بشيعته حتى كانوا لا يسندون الحديث إليه بصريح
اسمه حفظا له وتقية أو خوفا من الظلم المسلط في ذلك العهد.
ومما أثر عن
الكاظم أنه أرسل إلى الرشيد من سجنه : يا هارون ما من يوم ضراء انقضى عني إلا انقضى
عنك في السراء مثله حتى نجتمع أنا وأنت في دار يخسر فيها المبطلون.
ومنهم الفاضل
المعاصر المستشار عبد الحليم الجندي في «الإمام جعفر الصادق» (ص ٣٧٢ ط المجلس
الأعلى للشئون الإسلامية ، القاهرة) قال :
وجرى المهدي
والرشيد في أثر أبي جعفر يهتدون به ، ويدسون الجواسيس ليعرفوا من يجتمع إليه الناس
بعد موت الإمام. سأل سائل موسى الكاظم فقال الكاظم : إذا هدأت الرجل وانقطعت
الطريق فأقبل. وسأله آخر فقال له : سل تخبر ولا تذع ، فإن أذعت فإنه الذبح.
بل كان هشام بن
سالم ينبه زملاءه الشيعة حتى لا يقعوا في حبائل أبي جعفر.
وظاهر من ذلك أن
المجالس العظيمة التي كانت تنعقد في حياة الإمام الصادق ، قد ولى زمانها.
ولي الإمامة موسى
الكاظم بعد أبيه فتتابع في حياته عهد الهادي ثم عهد الرشيد. واقتصر كما سيقتصر
الأئمة من بعده على العلم وإمامة الدين ، دون أن يمدوا عينا أو فكرا إلى الخلافة الدنيوية
، ومع هذا حبس الرشيد الإمام الكاظم حتى سنة ١٨٣. ثم أمر فأدخل الناس السجن ليروه
ميتا. ليس به آثار قتل ، والشيعة يقولون : مات مسموما.
وخلف الكاظم في
الامامة ابنه علي الرضا حتى إذا صار المأمون خليفة ولاه عهده على رغمه سنة ٢٠١ ،
وأمر ابنه وبني العباس بمبايعته ، فصنعوا ، وزوجه من بنته أم حبيب في سنة ٢٠٢ كما
زوج ابنه محمدا الجواد بنته أم الفضل. إلا أن عليا الرضا مات سنة ٢٠٣ فجأة مسموما
في أكلة عنب كما يقولون في أثناء عودته في ركب المأمون من مرو إلى بغداد.
وفي رحلة العودة
هذه ، وفي ركب المأمون ذاته ، قتل وزيره الذي دبر له كل أمره ، الفضل بن سهل ،
وكان شديد التشيع.
ومنهم العارف
الشيخ محيي الدين ابن العربي في «المناقب» المطبوع بآخر «وسيلة الخادم إلى المخدوم»
للشيخ فضل الله الاصبهاني الآتي (ص ٢٩٦ ط قم) قال :
وعلى شجرة الطور ،
والكتاب المسطور ، والبيت المعمور ، والسقف المرفوع ، والسر المستور ، والرق
المنشور ، والبحر المسجور ، وآية النور ، كليم أيمن الإمامة ، منشأ الشرف والكرامة
، نور مصباح الأرواح ، جلاء زجاجة الأشباح ، ماء التخمير الأربعيني ، غاية معارج
اليقيني ، إكسير فلزات العرفاء ، معيار نقود الأصفياء ، مركز الأئمة العلوية ،
محور فلك المصطفوية ، الآمر للصور والأشكال بقبول الاصطبار والانتقال ، النور
الأنور أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليه صلوات الله الملك الأكبر.
ومنهم الشيخ فضل
الله بن روزبهان الأصبهاني في «وسيلة الخادم إلى المخدوم ، شرح صلوات چهارده معصوم»
(ص ١٩٥ ط قم) قال :
اللهم وصل وسلم
على الإمام السابع
ودرود وصلوات بر
حضرت موسى كاظم عليهالسلام. واو بعد از پدر خود امام به حق است واماميه بر اين رفته
اند واسماعيليه مخالفند با اماميه وبر آنند كه اسماعيل امام است بعد از جعفر
وامامت آن حضرت به نص از قبل امام جعفر ثابت شده وبه استجماع اوصاف كرامات ومقامات
وعصمت وآثارى كه دلالت بر امامت مى كند.
العارف العالم
البرهان القائم المتوكل العازم
آن حضرت صاحب
معرفت وداناست. وبر اين اشارت است به عرفان وعلم آن حضرت زيرا كه آن حضرت هم سيد
عارفان وهم حجت عالمان است وتمامى عارفان از آن حضرت فيض معرفت يافته اند وارباب
علم از فوايد كلام آن حضرت به حقايق علوم رسيده.
روايت كرده اند كه
جميع مشكلات ومعارف از آن حضرت سؤال مى كردند وتمامى آن را جوابها مى فرمود
ومشكلات بسيار هست كه هارون الرشيد از آن حضرت سؤال كرده وهمه را جوابهاى وافى شافي
فرمود.
ديگر از اوصاف آن
حضرت آنكه آن حضرت حجت وبرهان قائم است بر مخالفان. واين وصف ساير ائمه هدى است
وآن حضرت بدين صفت مزيد اختصاص داشته وهر مخالف دين كه در زمان آن حضرت حجتى مى
جسته آن حضرت قائم مى فرمود ، واو را الزام مى كرده.
روايت كرده اند كه
قيصر روم كتابتى به هارون الرشيد نوشت ودر آنجا ذكر شوكت وعظمت خود بسيار كرده
وهارون الرشيد را تهديد وتخويف بسيار از قوت ولشكر خود نمود وگفت : من متوجه توام
با لشكرهاى بسيار وچون بر تو غالب شوم چنين وچنين كنم ودر آن باب مبالغات كرد. چون
آن كتابت به هارون الرشيد رسيد با منشيان ووزراء مصلحت ديد كه جواب او چه بنويسد ،
اگر همچنان توعيد وتهديد
نمايد ـ كه او
نمود ـ مناسب طريق اسلام نباشد ، آخر رأى او به آن قرار گرفت كه كتابتى به امام
موسى عليهالسلام نويسد به همان تهديد وتوعيد كه قيصر روم به او نوشته ، تا
ملاحظه كند كه امام موسى در جواب چه نويسد. منشيان را فرمود تا كتابتى به همان
تهديد وتوعيد ، به مبالغه تمام نويسند ، چون كتابت بدان حضرت رسيد در جواب نوشت كه
پدر من جعفر بن محمد جهت من روايت كرد از پدران خود كه حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم فرمود : خداى تعالى را هر روز صد نظر رحمت بر بندگان خود
آرد ، من اميدوارم كه يك نظر رحمت حق تعالى به جان من فرمايد ومرا از جميع آنچه تو
مرا بدان تخويف كرده وتهديد نموده نگاه دارد تا شر تو از من كفايت گردد. چون كتابت
به هارون رسيد گفت : به همين عبارت جواب قيصر بنويسيد. چون كتابت به قيصر رسيد گفت
: اين جواب او نيست. اين جواب كسى است كه از خاندان نبوت وولايت.
ديگر از اوصاف آن
حضرت آن است كه آن حضرت متوكل است بر خداى تعالى ودر توكل عزم تمام دارد. واين
اشارت است به كمال توكلى كه آن حضرت را بوده. شقيق بلخى كه از اكابر اوليا ومشايخ
خراسان است روايت كند كه سالى به عزم حج به بغداد رفتم. روزى كه قافله از بغداد
بيرون رفتند هر كس به يراق واسباب وتجملى تمام بيرون آمده بودند. جوانى را ديدم در
غايت جمال. كسائي سياه صوفيانه پوشيده وشمله اى به شكل صوفيان در سر داشت وتنها
ومنفرد از خلق نشسته بود. در خاطرم گذشت كه اين يكى از صوفيان است كه بدين شكل
وهيئت بيرون مى آيد ومى خواهد كه در راه حج عيال مردم شود. من بروم واو را سرزنش
كنم تا بازگردد ومتوجه او شدم. چون بدو نزديك شدم فرمود : اى شقيق (إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) وبرخاست وروانه شد.
من با خود گفتم اين
مرد از ابدال است. اسم مرا گفت وكشف باطن من كرد. ديگر او را نديدم تا به منزل
رسيدم كه آن را واقصه گويند. بر سر چاه رفتم كه آب بردارم
ديدم كه به همان
صورت بر كنار چاه ايستاده بود وركوه در دست مبارك داشت كه آب بردارد. ناگاه ركوه
از دست مباركش در چاه افتاد. نگاه در آسمان كرد وزير لب چيزى بگفت ديدم كه آب بر
سر چاه آمد وآن حضرت ركوه پر آب برداشت. متوجه تلى شد از ريگ ، ومن از عقب آن حضرت
روان شدم. چون بدان تل رسيد چند قبضه از آن ريگ برداشت ودر آن ركوه كرد وآن را
بجنبانيد ودر دهن گرفت واز آن بياشاميد. گفتم : به حق آن خداى كه ترا اين مقام
كرامت فرموده كه مرا از اين طعام بهره بده. پس ركوه به من داد وبياشاميدم. آن
سويقى بود از مغز بادام وشكر كه من هرگز از آن لذيذتر طعامى نخورده ام. پس هر چند
روز بازماندم واصلا ميل هيچ طعام وآب نداشتم وبدان طعام سير بودم.
ديگر آن حضرت را
نديدم هر چند طلب كردم تا به مكه رسيدم. شبى در [كنار] كعبه او را ديدم كه نماز مى
گذارد وتمامى اندام مبارك واعضاى شريفش مى لرزيد واشك از چشم مباركش روان بود
وتوقف كردم ومترصد بودم وآن حضرت همه شب نماز گزارد. چون از نماز صبح فارغ شد طواف
كعبه فرمود واز مسجد بيرون آمد. خلايق از اطراف دويدند وبر آن حضرت سلام مى كردند
وغلامان وحواشي بسيار نزد آن حضرت حاضر شدند. پرسيدم كه : اين چه كسى است؟ گفتند :
اين سيد زمان امام موسى كاظم (ع) است. دانستم كه آن از آثار اهل البيت وكرامت
ايشان است.
صاحب الآيات
والكرامات والمكارم
آن حضرت صاحب
آيتها ونشانهاست كه دلالت بر امامت آن حضرت مى كند ، وصاحب كرامتها كه خداى تعالى
بندگان خود را بدان مخصوص مى سازد وصاحب مكرمتها وبزرگيها [ى] حسبي ونسبى است واين
اشارت است به آيات وكرامات وعجائب كه جميع از مكارم وخصال آن حضرت [است].
روايت كرده اند از
يكى از محبان اهل بيت كه او گفت كه : در وقتى كه ميان اهل شيعه اختلاف بود در آنكه
بعد از امام جعفر كيست. بعضى مى گفتند اسماعيل است وبعضى مى گفتند موسى است. من
نزد حضرت امام موسى رفتم. او فرمود : يك ريگ بياور تا ترا نشانه بنمايم. من ريگى
همچو سنگ ريزه نزد آن حضرت بردم. آن حضرت انگشترى مبارك خود را بر آن نهاد. في
الحال مهر بگرفت. فرمود : امام كسيست كه همه چيز در طاعت او باشد همچنان كه اين
سنگ با وجود صلابت في الحال اثر مهر گرفت چنانچه مشاهده نمودى.
ديگر يكى از محبان
اهل البيت روايت كرد كه نوبتى در مكه به كوه ابو قبيس برفتم ديدم كه امام موسى
نماز مى كرد وچون از نماز فارغ شد گفت : يا الله يا الله يا الله يا رب ، وچندان
بفرمود كه نفس تنگ شد. بعد از آن فرمود : پروردگار [ا] مرا طعام فرما از انجير
وانگور وجامه هاى من كهنه است ، مرا جامه تازه بده في الحال سله پيدا از انجير
تازه وانگور. در آن موسم بر روى زمين اصلا انجير تازه وانگور نبود. ودو برد يماني
تازه دوخته هم حاضر شد. آن حضرت شروع در خوردن انجير وانگور فرمود وبا من فرمود :
بسم الله از اين انگور بخور. من از آن انجير وانگور بخوردم وهرگز هيچ ميوه بدان
لذت نخورده بودم. چون از خوردن فارغ شد آن هر دو برد بپوشيد وجامه هاى كهنه خود
برداشت واز كوه شيب فرمود ودر درگاه مسجد درويشى ايستاده بود ، بردهاى كهنه را
بدان درويش داد. وآثار واخبار در كرامات وآيات آن حضرت بسيار است.
الناظر على أهل
ولائه بالقلب الواقف الراحم
آن حضرت ناظر
ومطلع است بر اهل ولا ومحبت خود به دل واقف رحم كننده. واين اشارت است بدانچه
روايت كرده اند كه آن حضرت هميشه بر احوال شيعه وموالي خود مطلع وناظر بوده ودر
شدايد مراعات ايشان مى فرموده وبدانچه
موجب مضرت وزحمت
ايشان باشد پيشتر اعلام مى فرموده ، واز آن تحذير مى نموده ، صاحب كشف الغمة في
مناقب الأئمه در كتاب خود روايت كرده كه على بن يقطين از مقربان ونزديكان هارون
الرشيد بوده ودر باطن از شيعه ومحبان امام موسى عليهالسلام ، وپيوسته در پوشيده مكاتبات بدان حضرت نمودى وخمس مال خود
فرستادى وهر طرفه وتبركى كه او را حاصل شدى جهت حضرت امام روانه مدينه گردانيدى.
نوبتى هارون الرشيد ، على بن يقطين را خلعتهاى فاخر عطا فرمود از آن جمله فوطه از
خرشكى كه تمامى آن را به طلا بافته بودند وآن فوطه خاصه خلفا بود وكسى ديگر را از
آن جنس نمى بود ودر ميان خلعتها ، به على بن يقطين شفقت كرد. على بن يقطين آن فوطه
را با تبركات نفيسه جهت حضرت امام عليهالسلام روانه گردانيد به مدينه. چون تبركهاى او نزد حضرت امام
رسيد همه را قبول فرمود وآن فوطه را باز فرستاد وبدو نوشت كه اين فوطه را نيكو
محافظت كن كه او را بعد از اين شأنى وحكايتى خواهد بود.
بعد از زماني على
بن يقطين غلامي را ادب كرد. واو رنجيده شد وپيش مقربان هارون الرشيد رفت وبا ايشان
گفت : على بن يقطين از شيعه امام موسى است وخمس مال خود هر سال به جهت او مى فرستد
واز جمله فوطه كه خليفه بدو داده واو او را بدان كرامت مخصوص ساخته جهت امام موسى
فرستاده است. مقربان اين حالت را پيش هارون الرشيد ظاهر كردند. [او] گفت : اگر
فوطه فرستاده درست است كه او شيعه امام موسى است. في الحال على بن يقطين را حاضر
كرد وگفت : آن فوطه كه به تو دادم آن را كجا بردي؟ گفت : آن را در عبير گرفته ام
ودر صندوق نهاده وهر صباح مى گشايم وآن را بر چشم وسر مى مالم وبدان تبرك مى جويم
وديگر بار به جاى خود مى نهم. فرمود : آن را حاضر گردان. در ساعت با كسى گفت برو
به خانه وفلان صندوق بردار وبياور. آن شخص برفت وآن صندوق را حاضر گردانيد. چون
بگشود آن فوطه را ديد در غايت تعظيم در عطرى عبير گرفته ، هارون را خوش آمد
واو را تربيت كرد
وساعى او را فرمود تا به قتل آوردند. وآن كرامات حضرت امام وشفقت او بر آن دوست
موالي ظاهر شد.
ديگر يكى از محبان
اهل بيت حكايت كرد كه من در شهرى بودم از شهرهاى ولايت بصره كه بر سر راه مدينه
بود چون به بغداد روند. حضرت امام موسى با موكلان هارون الرشيد از مدينه برسيد
وهارون آن حضرت را به بغداد مى برد ، از او آن حضرت را تهمتها گفته بودند. چون
شنيدم كه آن حضرت با موكلان بيرون آمده به خدمت آن حضرت رفتم ودست مبارك آن حضرت
را ببوسيدم وگفتم : اى فرزند رسول خداى من از اين ظالم بر تو مى ترسم. فرمود :
انديشه مكن او را بر من قدرتي نخواهد بود وفلان شب از فلان ماه انتظار من بكش كه
من [باز] مى گردم. چون آن حضرت روانه شد همه اوقات كار من روز شمردن بود تا آن شب
كه وعده فرمود بيرون رفتم وهر چند نظاره كردم هيچ اثر قافله نبود ونزديك بود كه
شيطان وسوسه وشكى در من آورد وچون پاسى از شب بگذشت عزم كردم كه باز گردم ناگاه
قطار شتر ديدم كه از بيابان پيدا شد وحضرت امام موسى عليهالسلام بر اشترى سوار بود وپيش قافله مى رفت. چون آن حضرت را
بديدم ، شادكام شدم وركاب آن حضرت را ببوسيدم. فرمود : نزديك بود كه [شيطان] لعين
ترا وسوسه دهد. گفتم : الحمد لله كه از دست اين ظالم به سلامت بازرستى وبه وطن خود
مى روى. فرمود : اما ايشان نوبتى ديگر بازگشت گمان به من دارد كه من از آن خلاص
نمى شوم. وآن چنان بود كه نوبتى ديگر هارون الرشيد آن حضرت را به عراق آورد وشهيد
كرد.
لعنت بر هارون
الرشيد باد وبر دوستان آن ملعون مردود.
حارز مناقب آبائه
الأكابر
آن حضرت جمع
گرداننده منقبتهاى پدران كريمان خود است. واين اشارت است بدان كه آن حضرت جامع
مكارم ومفاخر پدران بزرگوار خود بوده ، از علم
وكرامت وشجاعت
وامامت ووصايت ومواريث نبوت ، از اظهار خوارق عادات وغير آن.
غيث الجود على كل
بائس عادم
آن حضرت باران
بخشش است بر هر درويشى بى چيز كه يابنده كفاف باشد. واين اشارت است به كرم وبخشش
آن حضرت. چنانچه گفته اند از اطراف عالم جهت آن حضرت خمس اموال مى آوردند خصوصا
مردم خراسان. وشيعه آن حضرت در خراسان بسيار بود. آن حضرت تمامى آن اموال را بر
فقرا وضعفا قسمت مى فرمود وهمچون باران از ابر نعمت واحسان رياض آمال همگنان را
تازه مى ساخت.
ليث الحروب على كل
عدو مصادم
آن حضرت شير
جنگهاست بر هر دشمنى كه مصادمت كند ومقابلت نمايد. واين اشارت است به كمال شجاعت
آن حضرت كه صفت ائمه هدى بوده وكمال شجاعت آن حضرت مشهور است.
الشامة والعين من
آل هاشم
آن حضرت خال وحشمت
در ميان آل هاشم [است] وعرب هر كس را كه از قبيله كه بسيار نماينده ومشهور باشد
ودر ميان ايشان نامدار ومتعين به صفات كمال وبزرگى باشد گويند او خال آن قوم است.
يعنى چنانچه خال در چهره نماينده است وموجب مزيد حسن وجمال ، او نيز در ميان آن
قبيله موجب مزيد شرف وتعين ايشان است وهمچنين هر كس كه در ميان قوم نفاست اوصاف
وشرافت اخلاق داشته باشد گويند او عين آن قبيله است. وآن حضرت در ميان اولاد هاشم
در زمان خود
سر آمد بود وكسى
را با او مقابله در هيچ امر نبود.
محيي السنن ومظهر
المعالم
آن حضرت زنده
گرداننده وتازه سازنده سنتها [ى] نبوي وطريقتهاى مصطفويست وظاهر گرداننده نشانهاى
دين وملت است. چه بسيار از سنن نبوي وطريقهاى مرتضوى واخلاق اهل البيت از آن حضرت
تازه گشته ومحبان بدان اقتداء نموده اند.
المفترض ولاؤه على
الأعراب والأعاجم
آن حضرت فرض
گردانيده شده دوستى او بر عرب وعجم. واين اشارت است بدانكه محبت وولاى آن حضرت
وساير ائمه هدى ، بر تمامى مؤمنان از عرب وعجم واجب است وقواعد ايمان بى محبت
وولاى ايشان ثابت وراسخ نيست.
أبي الحسن موسى بن
جعفر الكاظم العبد الصالح الزكي
كنيت آن حضرت ابو
الحسن است وآن حضرت را اولاد بسيار بوده. گويند اولاد آن حضرت از سى نفر تجاوز
كرده از ذكور واناث. وأشهر وافضل ايشان حضرت امام على بن موسى الرضاست عليهالسلام كه بعد از آن حضرت امام بود چنانچه مذكور خواهد شد ان شاء
الله تعالى. واز مشاهير اولاد آن حضرت احمد بن موسى است. ديگر محمد بن موسى ، ديگر
حمزة بن موسى ، واز اناث ستى فاطمه است كه در مدينه قم مدفون است ومزار او قبله
حاجات اهل عراق است. ولقب آن حضرت كاظم است يعنى فروخورنده خشم ، زيرا كه آن حضرت
اين وصف شريف به كمال داشته.
روايت كرده اند كه
نوبتى يكى از بندگان آن حضرت [كه] آش گرم به سفره
مى آورد آن را
ريخته بر دست يكى از اولاد آن حضرت. خشم وغضب بسيار بر آن حضرت غالب شده آن بنده
گنهكار گفته : (وَالْكاظِمِينَ
الْغَيْظَ) يعنى جماعتى كه خشم فروخورند. آن حضرت فرمود : كظمت غيظي ،
يعنى خشم خود را فرو خوردم. (وَالْعافِينَ عَنِ
النَّاسِ) يعنى جماعت كه عفو كنند از مردمان. آن حضرت فرمود : عفوت
عنك ، يعنى عفو كردم از تو. ديگر گفته : (وَاللهُ يُحِبُّ
الْمُحْسِنِينَ) يعنى خداى تعالى دوست مى دارد نيكو كاران را. آن حضرت
فرموده : آزاد كردم ترا. بعد از آن ، آن حضرت را كاظم لقب كرده اند. ديگر از القاب
آن حضرت عبد صالح زكى است زيرا كه به كمال صلاح وطهارت موصوف بوده.
الشهيد بشربة السم
لا بصولة الجيش
آن حضرت شهيد است
به شربت زهر نه به صورت لشكر. يعنى آن حضرت را از زهر شهيد كردند نه از آنكه در
جنگ شهيد شد ومردى او را شهيد كرده باشند. واين اشارت است به زهر دادن آن حضرت با
تفاصيل آن حكايت را در اين مقام ياد كنيم.چنانچه در كتب معتبره يافته ايم ان شاء
الله تعالى.
در كتاب كشف الغمة
على بن عيسى اربلى ودر كتاب الفصول المهمة في معرفة الأئمة ابن صباغ مالكى ، كمّى
روايت كرده اند كه يحيى بن خالد بر مكي كه وزير صاحب تدبير صاحب اختيار هارون
الرشيد بود با يكى از وزراى هارون كه به تشيع ، ونسبت به حضرت امام موسى مشهور بود
، معاداتى پيدا كرد ومى خواست كه تهمت تشيع را بر آن وزير درست گرداند ، با شخصى
گفت : مى خواهم كه مرا دلالت كنى بر يكى از اولاد ابو طالب كه درويش باشد تا من او
را بنوازم وپيش خليفه تعريف كنم تا او قصد موسى بن جعفر كند. او گفت : پسر اسماعيل
كه او را ابراهيم نام است برادرزاده موسى است ودشمن او است وبسيار درويش است.
يحيى بن خالد به
او كتابت نوشت واو را به بغداد طلب كرد. حضرت امام موسى
دانست كه ايشان
قصد او دارند واو را جهت آن مى طلبد تا بد آن حضرت بگويد وافساد كند. ابراهيم را
طلبيد وگفت : تو حاجت دارى وچه چيز مى خواهى؟ گفت : من هفتصد دينار طلا قرض دارم.
حضرت امام موسى في الحال قرض او را ادا فرمود. او بيرون رفت وهمچنان در عزم بغداد
بود. حضرت امام او را طلب فرمود ونصيحت كرد وگفت : از خداى تعالى بترس ودر قصد من
سعى مكن وفرزندان مرا يتيم مساز. او قبول نمى كرد. آن حضرت چهار هزار درهم او را
عطا كرد. مردمان گفتند چون او سخن تو قبول نمى كند ومى دانى كه قصد تو دارد چرا او
را عطا فرمودى. حضرت فرمود : من از پدران خود روايت مى كنم كه حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم فرمود : رحم چون قطع كنند وكسى آن را بپيوندد ، هر كه بعد
از آن پيوندد [و] ديگر [ى] آن رحم را قطع كند رحم در قصد او باشد تا او را هلاك
گرداند. او رحم وخويشاوندى مرا قطع كرد. من آن را مى پيوندم تا اگر او قطع كند رحم
او را هلاك گرداند.
پس ابراهيم به
بغداد آمد ونزد هارون الرشيد افساد كرد وگفت : از اطراف عالم جهت امام موسى خمس مى
آورند وتمام اهل عراق وخراسان او را امام خود مى دانند وچندان اموال پيش او جمع
شده كه هيچ كس از خلفا را آن مقدار مال واسباب نبوده تا به غايتي كه او موضعي را
خريد وسى هزار دينار طلا در بهاى آن موضع داد ، وصاحب موضع گفت : من از اين نقد
نمى خواهم ونقدى ديگر تعيين كرد ، او في الحال از آن نقد ديگر كه او طلب كرده بود
سى هزار دينار ديگر حاضر كرد واداى ثمن نمود.
هارون از اين سخن
انديشناك شد ودويست هزار درهم صله فرمود. ابراهيم برات آن اموال را به بعضى
مملكتهاى مشرق بسته وبعضى از غلامان خود را روانه گردانيد كه آن وجه را بدو
برسانند. بعد از چند روز وقتى به آن خانه در رفت چوبى از بالوعه آن خانه بشكست ودر
شكم او در رفت وتمامى احشاى او بيرون افتاد. او را
برداشتند
وبخوابانيدند. آن جماعت كه رفته بودند كه جهت او مال آوردند در اين وقت برسيدند
وآن مالها را [كه] همراه آورده بودند پيش او حاضر گردانيدند واو در حالت موت بود
به چشم حسرت در آن مالها نگاه مى كرد تا هلاك شد ومعنى حديث وكرامت آن حضرت ظاهر
شد.
القصة هارون
الرشيد در قصد آن حضرت امام عليهالسلام رفت ومتوجه حج شد ، چون به مدينه رسيد حضرت امام بر اشترى
سوار شده واو را استقبال كرد. هارون زيارت كرد وبه منزل خود بازگشت وديگر روز به
زيارت حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم رفت وگفت : يا رسول الله ، موسى بن جعفر مى خواهد كه او را
بگيرم ونگذارم كه او افساد كند در ميان امت تو. اين كلمات هذيان پوچ را بزعم آنكه
عذر خواهى حضرت مى كند بگفت وبيرون آمد وامام را بگرفت وبه خانه خود برد ودو كجاوه
راست كرد به يك شكل ، وحضرت امام را به يكى از آن دو نشانيد وهر دو كجاوه را بيرون
آوردند وبا هر يكى پنجاه سوار مصاحب گردانيد ويك كجاوه به طرف بصره بردند ويكى را
به طرف كوفه ، وبر مردمان تلبيس ساختند تا ندانند كه آن حضرت در كجاست وحضرت امام
را در كجاوه نشانيده بود كه به طرف بصره روانه كرد ، وامير بصره محمد بن سليمان
بود پسر عم هارون. آن حضرت را به محمد بن سليمان سپرد وخود حج كرده به بغداد
بازگشت وحضرت امام مدتهاى مديد در بصره پيش محمد بن سليمان محبوس بود وهمه اوقات
به طاعات وعبادات واوراد مصروف مى ساخت. نوبتى محمد بن سليمان شنيد كه آن حضرت در
سجدة مى فرمود : اى خداوند من ، تو مى دانى كه من از تو در خواست كردم كه چشم مرا
به عبادت خود روشن گردانى. اى خداوند بحمد الله كه چنين كردى وچشم مرا به عبادت
خود روشن گردانيدى. ونوبتى به هارون الرشيد كتابت نوشت ودر آنجا فرمود : هيچ روز
از روزهاى راحت وسلطنت وجاه وفرح تو نگذشت الا آنكه به ازاى آن روزى از روزهاى
زحمت وفقر وغم من گذشت تا ما وتو هر دو به خداى
تعالى رسيم ودر
آنجا ظالم از مظلوم ظاهر گردد.
القصة بعد از مدتي
هارون الرشيد كتابت به محمد بن سليمان نوشت واز او درخواست كرد كه آن حضرت را قصد
كند. محمد بن سليمان در جواب هارون نوشت كه من موسى را در همه اوقات احتياط مى كنم
وشبانه روزى تمامى اوقات او در طاعات وعبادات مصروف است. هرگز به امور دنيا نمى
پردازد وخاطر او اصلا به خلافت ميل ندارد ومن قصد او نمى توانم كرد. كسى را بفرست
تا او را از من بستاند. هارون فرستاد وآن حضرت را به بغداد آورد وبه فضل بن يحيى
بر مكي سپرد. فضل بن يحيى مقام آن حضرت را گرامى مى داشت وآنچه وظيفه تعظيم وتوقير
بود بجاى مى آورد واين خبر به هارون الرشيد رسيد. مسرور خادم را بفرستاد كه برو
واحتياط كن. اگر چنانچه اين خبر صحيح است كه فضل تعظيم موسى مى كند او را به
داروغه بغداد ده تا ادب كند وموسى را از او بازستان وبه سندي بن شاهك سپار.
مسرور خادم از رقه
شام به تعجيل به بغداد آمد وبه خانه داروغه بغداد آمد وبه خانه فضل رفت وامام را
بديد وتحقيق كرد كه فضل مقام امام را تعظيم مى كند واز آنجا بيرون آمد وبه خانه
داروغه بغداد رفت وفضل را از آنجا حاضر كردند وتازيانه زدند وحضرت امام را به سندي
بن شاهك سپردند وسندي آن حضرت را زهر داد در شربت ، وبعضى گويند در طعام ، وگويند
چون آن حضرت را زهر دادند ومزاج مبارك آن حضرت متغير شد سندي بن شاهك عليه اللعنة
والعذاب از [...] التماس كرد كه كفن آن حضرت را بكند. آن حضرت فرمود كه ما اهل
بيتيم كه مهر زنان وكفنهاى ما از مال خالص اموال ماست. واز سندي التماس كرد كه يكى
از موالي آن حضرت كه در كرخ بغداد مى نشست او را حاضر گرداند تا متكفل تجهيز
وتكفين آن حضرت گردد. وبعد از سه روز آن حضرت وفات فرمود.
هزار بهزار لعنت
خداى تعالى وبه عدد ريگ بيابان وقطره باران بر آن ملعونان كه آن حضرت را زهر دادند
وبر آن كس كه فرمود وبر آنكه راضى شد وبر آن كس كه
راضى باشد بدان تا
روز قيامت.
ولادت آن حضرت در
ابواء بوده منزلي ميان مكه ومدينه در هفتم صفر سنه ثمان وعشرين ومائه. ووفات آن
حضرت در بيست وپنجم رجب وبعضى گويند در پنجم رجب سنه ثلاث وثمانين ومائه. وعمر
مبارك آن حضرت پنجاه وپنج سال بوده.
المدفون بمقابر
قريش
آن حضرت دفن كرده
شده است در مقبره هاى قريش ، وآن موضعيست در طرف غربى بغداد كه آن را مقابر قريش
گويند ، وحالى مدفن مطهر ومرقد منور آن حضرت است. روايت كرده اند كه چون آن حضرت
وفات فرمود فتنه عظيم در بغداد افتاد وتمامى خلايق بغداد بيرون آمدند ولوح مبارك
كه جسد مطهر آن حضرت بر آن نهاده بودند بيرون آوردند وتمامى قضات وعلما وارباب حل
وعقد بغداد همراه بودند. چون بر سر جسر رسيدند لوح آن حضرت را آنجا بنهادند وپرده
از بدن مبارك آن حضرت برداشتند وشخصى نعره كرد كه : اى اهل بغداد بياييد وببينيد
كه اين موسى بن جعفر به مرگ خود وفات كرده وهيچ اثر زخم بر او نيست وتمامى قضات
وعلما وارباب حل وعقد بغداد بيرون آمده بودند بر آن خط نهادند كه موسى ابن جعفر را
ديديم وتمامى اعضاى او به سلامت بود وآن ملعونان پنداشتند كه بدين حيلت دفع آن خون
عزيز از خود كنند ، وندانستند كه لعن دنيا تا قيامت وعذاب جاويد آخرت لازم مصايب
ايشان خواهد بود.
اللهم صل وسلم على
سيدنا محمد وآل محمد وسيما الإمام العالم موسى الكاظم وسلم تسليما.
ومنهم الفاضل
الدكتور دوايت. رونلدسن في «عقيدة الشيعة» تعريب ع. م (ص ١٦٠ ط مؤسسة المفيد ،
بيروت) قال :
ولد موسى الكاظم
أثناء الكفاح بين الأمويين والعباسيين. وكان عمره أربع سنوات عند ما تولى السفاح ،
أول خلفاء بنى العباس. وعاش نحو عشرين سنة في حياة أبيه الذي يشك في موته مسموما
قبل نهاية حكم المنصور الطويل بعشر سنوات. وامتدت إمامة موسى خلال السنوات العشر
الباقية من خلافة المنصور وعشر سنوات من خلافة المهدي وسنة واحدة وبضعة أشهر من
خلافة الهادي ونحو ١٢ سنة من حكم هارون الرشيد. فكانت مدة إمامته نحوا من ٣٣ سنة.
وهي تزيد على إمامة أبيه جعفر الصادق بثمان سنوات ، في هذا المركز الممتاز الخطر
الذي ترمقه العيون.
وكانت أمه حميدة
كالخيزران زوجة الخليفة المهدي المتسلطة ، جارية بربرية ، ويقول البعض إنها من
الأندلس الذي اشتهرت نساؤه بجمالهن. أما اليعقوبي فلا يحاول أن يقطع في هذا الأمر
برأي ويكتفي بقوله إنها أم ولد ولا يميزها عن النساء الجواري في بيت الإمام جعفر
بدلة أو حظوة.
إلى أن قال في ص
١٦٢ :
وأول المعجزات
الثلاث والعشرين التي تعزى إلى الإمام موسى تختص بأخ له من إخوته أكبر منه ، وهو
عبد الله ، وقد ادعى انتقال الإمامة إليه ، فأمر موسى أن تجمع كومة كبيرة من الحطب
في فناء الدار ودعا أصحابه ، وبينهم أخوه عبد الله ، فاجتمعوا. ولما استقر بهم
الجلوس التفت موسى وأمر باشتعال الحطب وقام أمامهم جميعا وتخطى النار ووقف في
وسطها فلم تمسسه بأذى ولم تحترق ملابسه. ثم دعا أخاه عبد الله وطلب منه ، إن كان
ادعاؤه حقا وإمامته منصوصا عليها من الله ، أن يفعل مثل ما فعل هو. ويذكر الرواة
أن عبد الله أصفر وجهه وخرج.
إلى أن قال في ص
١٦٣ :
وكان الإمام موسى
يعرف أن كل خليفة ينظر إليه بعين الحذر ويراقبه لعله يجد فيه
ما يدل على عدم
إخلاصه ، وربما كان يعلم ما سينتهي إليه مصيره بعد ذلك. خاصة إذا كان يصدق ما يروى
بأن المنصور كان السبب في موت أبيه. على أن مثل هذه المخاوف كما يظهر لم تؤثر في
حياته البيتية تأثيرا كبيرا ، فقد كان له من الولد ثمانية عشر ذكرا وثلاث وعشرون
بنتا. ولم تكن له زوجة شرعية حسب ما جاء في كتاب جنات الخلود (الباب ١٤) الذي يذكر
بكل صراحة أن أولاده جميعهم من جوار لا تعرف أسماؤهن إلا أن ذلك لا يؤثر في كرم
المحتد ، فإنما العبرة بالأب.
ويذكر اليعقوبي
دون أن يبدي سببا أن موسى بن جعفر أوصى أن لا تتزوج بناته ، فلم تتزوج واحدة منهن
إلّا أم سلمة فإنها تزوجت بمصر.
ولقب بالكاظم
لكظمه الغيظ ، وكان يدعى العبد الصالح. ولنتصوركم كان اهتمامه بالعبادة أكثر من
اهتمامه بالسياسة ، وهي صفة اختص بها جميع الأئمة بعد الحسين. نسمع بأنه دخل مسجد
رسول الله صلىاللهعليهوسلم فسجد سجدة في أول الليل وسمع وهو يقول في سجوده : عظم
الذنب عندي ، فليحسن العفو عندك ، يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة. وجعل يرددها حتى
أصبح.
أما عن سخائه
وكرمه فيذكر لنا ابن خلكان أيضا : أنه كان يبلغه عن الرجل أنه يؤذيه فيبعث إليه
بصرة فيها ألف دينار ، وكان يصر الصرر ثلاثمائة دينار وأربعمائة دينار ومائتي
دينار ثم يقسمها بالمدينة. وربما كان هذا السخاء والكرم مما جعل المهدي يرتاب به ،
فأقدمه إلى بغداد وحبسه.
ويروى ابن خلكان
أن هذا الخليفة رأي في النوم علي بن أبي طالب (رض) وهو يقول : يا محمد (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ
أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ). قال الربيع بن يونس ، وهو من المقربين للمنصور فأرسل إليّ
ليلا ، فراعني ذلك. فجئته فإذا هو يقرأ هذه الآية ، وكان أحسن الناس صوتا ، وقال :
عليّ بموسى بن جعفر. فجئته به. فعانقه وأجلسه إلى جنبه وقال : يا أبا الحسن ، إني
رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رض) في النوم يقرأ علي كذا ، فتؤمنني ألا
تخرج علي أو على أحد من
أولادي؟ فقال :
والله لا فعلت ذلك ولا هو من شأني. قال : صدقت ، أعطه ثلاثة آلاف دينار ورده إلى
أهله إلى المدينة. قال الربيع : فأحكمت أمره ليلا فما أصبح إلا وهو في الطريق خوف
العوائق.
فإن صحت هذه
الحكاية فإن الإمام كان في المدينة عند ما حدثت ثورة العلويين في زمن الهادي ،
وكان سببها سوء المعاملة التي لاقاها بعض آل البيت عند ما اتهموا بشرب الخمر
فشهروا في المدينتين. فثار بنو هاشم ولم تطفأ الفتنة إلا بعد قتال شديد.
ولم يتعرض أحد
للإمام موسى ، وكان كثير العبادة ، فكان يقول : ما أهان الدنيا قوم قط إلا هنأهم
الله إياها وبارك لهم فيها ، وما أعزها قوم قط إلا بغضهم الله إياها.
وتنسب إليه بعض
المعجزات في المقدرة على الشفاء ، فمن ذلك أنه رأى امرأة وصبية لها تبكيان ، فقال
: ما شأنك؟ فقالت : كنت وصبيتي نعيش من هذه البقرة وقد ماتت فتحيرت في أمري. فصلى
ركعتين وذهب إلى البقرة ووضع إصبعه المباركة عليها فقامت مسرعة سوية. فقالت المرأة
: عيسى بن مريم ورب الكعبة (تنسب هذه المعجزة إلى الإمام الصادق المعرب).
وفي خلافة هارون
الرشيد أصبح الإمام موسى موضع الريبة ، فيروون أن الرشيد سمع مرة من الإمام أمام
قبر الرسول في المدينة كلاما يدل على التفاخر حين قال الرشيد عند القبر: السلام
عليك يا رسول الله يا ابن عم ، افتخارا على من حوله. فقال الإمام : السلام عليك يا
أبت. فتغير وجه هارون وقال : هذا هو الفخر يا أبا الحسن حقا.
وهذه الحادثة قد
تكفي لإيضاح استدعاء الرشيد له أول مرة للمجيء إلى بغداد. ثم سجنه هناك. وقد روى
الخزاعي عبد الله بن مالك ، وكان على دار الخليفة وشرطته ، قال : أتاني رسول
الرشيد في وقت ما جاءني فيه قط فانتزعني من موضعي ومنعني من تغيير ثيابي ، فراعني
ذلك. فلما صرت إلى الدار سبقني الخادم فعرف الرشيد خبري. فأذن لي في الدخول عليه ،
فوجدته قاعدا على فراشه ، فسلمت عليه ، فسكت ساعة ، فطار عقلي وتضاعف الجزع علي.
ثم قال : يا عبد الله أتدري لم طلبتك في هذا
الوقت؟ قلت : لا
والله يا أمير المؤمنين. قال : إني رأيت الساعة في منامي كأن حبشيا قد أتاني ومعه
حربة فقال : إن خليت عن موسى بن جعفر الساعة وإلا نحرتك في هذه الساعة بهذه الحربة
، فاذهب فخل عنه. قال : فقلت : يا أمير المؤمنين أطلق موسى بن جعفر ، ثلاثا. قال :
نعم. امض الساعة حتى تطلق موسى بن جعفر وأعطه ثلاثين ألف درهم وقل له : إن أحببت
المقام قبلنا فلك عندي ما تحب ، وإن أحببت المضي إلى المدينة فالإذن في ذلك لك.
قال : فمضيت إلى الحبس لأخرجه ، فلما رآني موسى وثب إلي قائما وظن أني قد أمرت فيه
بمكروه ، فقلت : لا تخف فقد أمرني بإطلاقك وأن أدفع لك ثلاثين ألف درهم ، وهو يقول
لك : إن أحببت المقام قبلنا فلك ذلك ولك كل ما تحب ، وإن أحببت الانصراف إلى
المدينة فالأمر في ذلك مطلق لك. وأعطيته ثلاثين ألف درهم وخليت سبيله وقلت له :
لقد رأيت من أمرك عجبا. قال: فإني أخبرك بينما أنا نائم ، إذ أتاني رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقال : يا موسى حبست مظلوما فقل هذه الكلمات فإنك لا تبيت
هذه الليلة في الحبس. فقلت : بأبي وأمي ما أقول؟ قال : قل : «يا سامع كل صوت ، ويا
سائق القوت ، ويا كاسي العظام لحما ومنشرها بعد الموت ، أسألك بأسمائك الحسنى
وباسمك الأعظم الأكبر المخزون المكنون الذي لم يطلع عليه أحد من المخلوقين ، يا
حليما ذا أناة لا يقوى على أناته ، يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا ولا يحصى
عددا ، فرج عني» فكان ما ترى.
أما ما أدى إلى
سجنه الأخير ، فيذكر الفخري أنه وشى به بعض حساده من أقاربه إلى الرشيد وقال له :
إن الناس يحملون إلى موسى خمس أموالهم ويعتقدون إمامته وأنه على عزم الخروج عليك.
وكثر القول ، فوقع ذلك عند الرشيد بموقع أهمه وأقله ، وأعطى الواشي ما لا أحاله به
على البلاد ، فلم يستمتع به ، وما وصل المال من البلاد إلا وقد مرض مرضة شديدة
ومات فيها.
وأما الرشيد فإنه
حج في تلك السنة ، فلما ورد المدينة قبض على موسى بن جعفر
وحمله في قبة إلى
بغداد ، فحبسه عند السندي بن شاهك. ويتفق ذلك مع ما رواه المجلسي معتمدا على أوثق
الأحاديث الشيعية قال : وكان هارون حمله من المدينة لعشر ليال بقين من شوال سنة (١٧٧
ـ ١٧٩ المعرب) وقد قدم هارون المدينة في منصرفه من عمرة شهر رمضان ، ثم شخص هارون
إلى الحج ، وحمله معه ، ثم انصرف إلى طريق البصرة فحبسه عند عيسى بن جعفر ، ثم
أشخصه إلى بغداد فحبسه عند السندي بن شاهك. ثم يقول المجلسي : إنه توفي في حبسه
ودفن في بغداد في مقبرة قريش.
ويضيف الفخري إلى
ذلك قوله : وكان الرشيد بالرقة فأمر بقتله. فقتل قتلا خفيا ، ثم أدخلوا عليه جماعة
من العدول بالكرخ ليشاهدوه إظهارا أنه مات حتف أنفه.
ويذكر اليعقوبي عن
شهادة العدول فيقول : وكان (أي موسى) ببغداد في حبس الرشيد. قتله السندي بن شاهك.
فأحضر مسرورا الخادم وأحضر القواد والكتاب والهاشميين والقضاة ومن حضر ببغداد من
الطالبيين ثم كشف عن وجهه فقال لهم : أتعرفون هذا؟ قالوا : نعرفه حق معرفة ، هذا
موسى بن جعفر. فقال لهم : أترون أن به أثرا ما يدل على اغتيال؟ قالوا : لا. ثم غسل
وكفن وأخرج ودفن في مقابر قريش في الجانب الغربي.
أولاده عليهالسلام
ذكرهم جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها
سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٨٨ ط دار الكتب العلمية
في بيروت) قال :
أولاده : أولاده
سبعة وثلاثون ولدا ما بين ذكر وأنثى وهم :
علي الرضا ،
وإبراهيم ، والعباس ، والقاسم ، وإسماعيل ، وجعفر ، وهارون ، والحسن ، وعبيد الله
، وإسحاق ، وعبد الله ، وزيد ، والحسن ، وأحمد ، ومحمد ، والفضل ، وسليمان ،
وفاطمة الكبرى ، وفاطمة الصغرى ، ورقية ، وحليمة ، وأم أسماء ، ورقية الصغرى ، وأم
كلثوم ، وميمونة ، وغيرهم.
ومنهم الأمير أحمد
حسين بهادر خان البريانوي الهندي في كتابه «تاريخ أحمدي» (ص ٣٤٢ ط بيروت) قال :
وفي الصواعق قال :
وكان أولاده حين وفاته سبعة وثلاثين ذكرا وأنثى منهم علي الرضا وهو أجلهم قدرا.
ودر حبيب السير
است كه افضل اولاد امام موسى بلكه اشرف جميع برايا على بن
موسى الرضا بود.
ودر وسيلة النجاة است كه آن حضرت را از آباء واجداد علم ما كان وما يكون به وراثت
رسيده. ودر روضة الأحباب است كه على الرضا رضى الله عنه با مردم سخن ميكرد به لغات
ايشان وامام رضا فصيح ترين مردم بود وداناترين به همه زبانى ولغتى.
ومنهم الحافظ شمس
الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة ٧٤٨ في «سير أعلام النبلاء» (ج ٦
ص ٢٧٤ ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
قلت : له مشهد
عظيم مشهور ببغداد ، دفن معه فيه حفيده الجواد ، ولولده علي بن موسى مشهد عظيم
بطوس. وكانت وفاة موسى الكاظم في رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة. عاش خمسا وخمسين سنة
وخلف عدة أولاد. الجميع من إماء : علي والعباس وإسماعيل وجعفر وهارون وحسن وأحمد
ومحمد وعبيد الله وحمزة وزيد وإسحاق وعبد الله والحسين وفضل وسليمان ، سوى البنات
سمى الجميع الزبير في «النسب».
الإمام الثامن
أبو الحسن علي بن موسى الرضا
(عليهالسلام)
مستدرك
فضائل ومناقب الإمام الثامن علي بن موسى الرضا
عليهالسلام
نسبه الشريف وميلاده ووفاته
قد تقدم نقل ما
يدل على ذلك عن أعلام العامة في ج ١٢ ص ٣٤٤ إلى ص ٣٤٨ وج ١٩ ص ٥٣ ، ونستدرك هاهنا
عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة تاج
الدين أحمد بن الأثير الحلبي الشافعي في «مختصر وفيات الأعيان لابن خلكان» (ق ٨٠
نسخة مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال :
أبو الحسن علي
الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين ، كان
المأمون زوجه بنته أم حبيبة وجعله ولي عهده وضرب الدينار والدرهم باسمه ، مولده
سنة ثلاث وخمسين ومائة بالمدينة ، وقيل غير ذلك ، وتوفي سنة اثنتين ومائتين ، وقيل
ثلاث ، وصلى عليه المأمون ودفنه إلى جانب أبيه بطوس ، وقيل إنه سم ، ولأبي نواس
فيه مدح من جملته :
من لم يكن علويا
حين تنسبه
|
|
فما له من قديم
الفخر مفتخر
|
ومنهم الحافظ
الشيخ محمد بن حبان بن أبي حاتم التميمي البستي المتوفى سنة ٣٥٤ في كتابه «الثقات»
(ج ٨ ص ٤٥٦ ط دائرة المعارف العثمانية في حيدرآباد) قال :
علي بن موسى الرضا
، وهو علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب ، أبو
الحسن من سادات أهل البيت وعقلائهم ، وجلة الهاشميين ونبلائهم ، يجب أن يعتبر
حديثه.
إلى أن قال :
ومات علي بن موسى
الرضا بطوس من شربة سقاه إياها المأمون فمات من ساعته ، وذلك في يوم السبت آخر [يوم]
سنة ثلاث ومائتين وقبره بسناباذ خارج النوقان مشهور يزار بجنب قبر الرشيد ، قد
زرته مرارا كثيرة وما حلت بي شدة في وقت مقامي بطوس فزرت قبر علي بن موسى الرضا
صلوات الله على جده وعليه ودعوت الله إزالتها عني إلا استجيب لي وزالت عني تلك
الشدة ، وهذا شيء جربته مرارا فوجدته كذلك ، أماتنا الله على محبة المصطفى وأهل
بيته صلى الله عليه وعليهم أجمعين.
ومنهم العلامة
الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج
٩ ص ٣٩٣ ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
ولعلي بن موسى
مشهد بطوس يقصدونه بالزيارة.
وقيل : إنه مات
مسموما. فقال أبو عبد الله الحاكم : استشهد علي بن موسى بسنداباذ من طوس لتسع بقين
من رمضان سنة ثلاث ومائتين ، وهو ابن تسع وأربعين سنة وستة أشهر.
ومنهم الفاضل
الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه
«تاريخ الأحمدي» (ص
٣٤٨ ط بيروت سنة ١٤٠٨) قال :
قال أبو الفداء :
وفي سنة ثلاث ومائتين في صفر مات علي بن موسى الرضا.
وفي خلاصة تذهيب
تهذيب الكمال قال : مات مسموما بطوس سنة ثلاث ومائتين.
وفي مختصر أخبار
الخلفاء لابن الساعي قال : قضى مسموما ، ثم دفن في قرية يقال لها سناباذ بأرض طوس.
قال ياقوت الحموي
في معجم البلدان في ذكر طوس : هي بمدينة خراسان وبها قبر علي بن موسى الرضا.
وفي كتاب الأنساب
للسمعاني مات علي بن موسى الرضا بطوس يوم السبت آخر يوم من سنة ثلاث ومائتين وقد
سم في ماء الرمان وأسقى.
ومنهم الشيخ
الفاضل أبو الفوز محمد بن أمين البغدادي المشتهر بالسويدي في «سبائك الذهب في
معرفة قبائل العرب» (ص ٣٣٤ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال:
ولد بالمدينة وكان
شديد السمرة.
إلى أن قال :
وكراماته كثيرة ،
ومناقبه شهيرة لا يسعها مثل هذا الموضع. وكانت وفاته رضياللهعنه بطوس قرية من قرى خراسان في آخر صفر سنة مائتين وثلاثين ،
وله من العمر خمسة وخمسون سنة.
ومنهم الشريف علي
فكري الحسيني القاهري في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٩٣ ط بيروت) قال :
وفاته : توفي سنة
ثلاث ومائتين في آخر صفر وله من العمر إذ ذاك خمس
وخمسون سنة في
قرية يقال لها سناباد من رستاق من أعمال طوس من خراسان ، وقبره في قبلي قبر هارون
الرشيد.
ومنهم الحافظ جمال
الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله القرشي التميمي
البكري البغدادي المتوفى سنة ٥٩٧ في «عجائب القرآن» (ص ٥٥ ط الزهراء لأعلام العربي
سنة ١٤٠٧) قال :
علي بن موسى بن
جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي الهاشمي ، يلقب بالرضا [بكسر الراء وفتح
المعجمة] صدوق مات سنة ٢٠٣ ولم يكمل الخمسين.
ومنهم الدكتور عبد
السلام الترمانيني في «أحداث التاريخ الإسلامي بترتيب السنين» (ج ٢ ص ١١٦٩ ط
الكويت) قال :
هو علي بن موسى
الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين ابن الحسين بن علي بن
أبي طالب ، أبو الحسن ، الملقب بالرضا. ثامن الأئمة الإثني عشرية عند الإمامية.
ولد بالمدينة وكان من أجلاء السادة أهل البيت وفضلائهم. كانت أمه أم ولد حبشية
فولد أسود اللون. أحبه المأمون فعهد إليه بالخلافة من بعده وزوجه ابنته أم الفضل
وضرب اسمه على الدينار والدرهم ، وغيّر من أجله الزي العباسي الذي هو السواد فجعله
أخضر ، وكان هذا اللون شعار أهل البيت ، وكتب بذلك إلى الآفاق. وكان ذلك بتحريض من
وزيره الفضل بن سهل الذي حسّن له نقل الخلافة من بعده للعلويين.
أدى ما فعله
المأمون إلى اضطراب العراق ، فثار أهل بغداد وخلعوا المأمون وبايعوا لعمه إبراهيم
بن المهدي فسيطر على السواد والكوفة والمدائن وما حولها.
لما علم المأمون
بالأمر قرر أن يرحل إلى بغداد ، ولما وصل إلى سرخس دسّ إلى الفضل بن سهل من قتله ،
وفي مدينة طوس مات علي بن موسى الرضا ، ويقال إن
المأمون دسّ له
السم ، وأرسل إلى بني العباس وأهل بغداد يعتذر من عهده بالخلافة إليه ، ويخبرهم
أنه مات ويدعوهم إلى الرجوع إلى طاعته ، فدخل بغداد وبايعه الناس.
توفي علي الرضا عن
٥١ سنة ودفن في قرية سناباذ القريبة من طوس إلى جانب قبر الرشيد ، والقبران تحت
قبة واحدة.
ومنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها
سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٨٩ ط دار الكتب العلمية
في بيروت) قال :
هو ابن موسى
الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن
أبي طالب رضياللهعنهم أجمعين ، وأمه أم ولد يقال لها : أم البنين واسمها أروى.
مولده : ولد
بالمدينة سنة ثمان وأربعين ومائة من الهجرة.
ومنهم الفاضل
المعاصر الأستاذ عبد المتعال الصعيدي المصري أستاذ كلية اللغة العربية بالجامع
الأزهر في «المجددون في الإسلام» (ص ٨٨ ط مكتبة الآداب ومطبعتها) قال :
وقد ولد علي الرضا
سنة ١٥٠ ه ـ ٧٦٧ م ، وكان على جانب عظيم من العلم والورع.
ومنهم العلامة
الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (ج ٢١
ص ١٤٨ ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
علي بن موسى بن
جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
القرشي الهاشمي
أبو الحسن الرضا.
روى عن أبيه موسى
بن جعفر.
روى عنه أبو بكر
أحمد بن الحباب بن حمزة الحميري النسابة ، وأيوب بن منصور النيسابوري ، ودارم بن
قبيصة بن نهشل الصنعاني ، وأبو أحمد داود بن سليمان بن يوسف الغازي القزويني ، له
عنه نسخة ، وسليمان بن جعفر ، وعامر بن سليمان الطائي والد أحمد بن عامر أحد
الضعفاء ، له عنه نسخة كبيرة ، وعبد الله بن علي العلوي ، وأمير المؤمنين أبو
العباس عبد الله المأمون بن هارون الرشيد ، وأبو الصلت عبد السلام ابن صالح الهروي
(ق) ، وعلي بن صدقة الشطي الرقي ، وعلي بن علي الخزاعي الدعبلي ، وعلي بن مهدي بن
صدقة بن هشام القاضي ، له عنه نسخة ، ومحمد بن سهل بن عامر البجلي ، وابنه أبو
جعفر محمد بن علي بن موسى ، وأبو جعفر محمد بن محمد بن حيان التمار البصري ، وموسى
بن علي القرشي ، وأبو عثمان المازني النحوي.
إلى أن قال في ص
١٤٩ :
وقال أبو الحسين
يحيى بن الحسن بن جعفر العلوي النسابة : فولد موسى بن جعفر ابن محمد عليا الرضا ،
وفاطمة أمهما أم ولد عقد له المأمون ولي عهد ولبس لباس الخضرة في أيامه.
ومنهم العلامة أبو
الفرج علي بن الحسين بن محمد الأصبهاني في «مقاتل الطالبيين» (ص ٤٠١ ط دار إحياء
علوم الدين ، بيروت) قال :
والرضا علي بن
موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام.
ويكنى أبا الحسن (وقيل
: يكنى أبا بكر).
وأمه أم ولد.
قال أبو الفرج :
حدثني الحسن بن علي الحفاف ، قال : حدثنا عيسى بن مهران ، قال : حدثنا أبو الصلت
الهروي قال : سألني المأمون يوما عن مسألة فقلت : قال فيها أبو بكر كذا وكذا.
فقال : من (هو)
أبو بكر؟ أبو بكرنا أو أبو بكر العامة؟
قلت : أبو بكرنا.
قال عيسى : قلت
لأبي الصلت : من أبو بكركم؟ فقال : علي بن موسى الرضا ، كان يكنى بها ، وأمه أم
ولد.
كان المأمون عقد
له على العهد من بعده ، ثم دس إليه فيما ذكر بعد ذلك سما فمات منه .
__________________
__________________
__________________
__________________
__________________
__________________
كنيته عليهالسلام ولقبه
ونقش خاتمه
ذكرها جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الشيخ
الفاضل أبو الفوز محمد بن أمين البغدادي المشتهر بالسويدي في «سبائك الذهب في
معرفة قبائل العرب» (ص ٣٣٤ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال:
وكنيته أبو الحسن
، ولقبه الراضي والصابر والزاكي. وكان نقش خاتمه : لا حول ولا قوة إلا بالله.
ومنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها
سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٨٩ ط دار الكتب العلمية
في بيروت) قال :
كنيته : أبو
الحسن.
ألقابه : الرضا
والصابر والزكي والولي ، وأشهرها الرضا.
ونقش خاتمه : (حسبي
الله).
__________________
تزويج المأمون ابنته منه
عليهالسلام
ذكره جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الشريف علي
فكري الحسيني القاهري في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٩٣ ط بيروت) قال :
وقد زوجه المأمون
ابنته (أم حبيب) في أول اثنتين ومائتين والمأمون متوجه إلى العراق وقد ضربت
الدنانير باسمه.
وروده عليهالسلام بنيسابور
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج
٩ ص ٣٩٠ ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
قال الحاكم : ورد
الرضا نيسابور سنة مائتين ، بعث إليه المأمون رجاء بن أبي الضحاك لإشخاصه من
المدينة إلى البصرة ، ثم منها إلى الأهواز ، فسار منها إلى فارس ، ثم على طريق بست
إلى نيسابور ، وأمره أن لا يسلك به طريق الجبال ، ثم سار به إلى مرو.
حديث سلسلة الذهب
حدثه عليهالسلام أهل نيشابور
قد تقدم نقله عن
أعلام العامة في ج ١٢ ص ٣٨٧ وج ١٩ ص ٥٧٩ ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو
عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة
الشيخ عبد الغني بن إسماعيل النابلسي المتوفى سنة ١١٤٣ في «أسرار الشريعة أو الفتح
الرباني والفيض الرحمانى» (ص ٢٢٣ ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة ١٤٠٥) قال :
ورد أن عليا الرضا
بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين رضياللهعنهم ، لما دخل نيسابور كان في قبة مستورة على بغلة شهباء وقد
شق بها السوق ، فعرض له الإمامان الحافظان أبو زرعة وابن مسلم الطوسي ، ومعهما من
أهل العلم والحديث من لا يحصى ، فقالا : أيها السيد الجليل ابن السادة الأئمة ،
بحق آبائك الأطهرين وأسلافك الأكرمين ، إلا ما أريتنا وجهك الميمون ، ورويت لنا
حديثا عن آبائك عن جدك نذكرك به.
فاستوقف غلمانه
وأمر بكشف المظلة ، وأقر عيون الخلائق برؤية طلعته. فكانت له ذؤابتان متدليتان على
عاتقه ، والناس قيام على طبقاتهم ينظرون ، ما بين باك وصارخ ، ومتمرغ في التراب ،
ومقبل لحافر بغلته ، وعلا الضجيج ، فصاحت الأئمة الأعلام : معاشر الناس أنصتوا
واسمعوا ما ينفعكم ، ولا تؤذونا بصراخكم. وكان المستملي أبو زرعة الطوسي.
فقال الرضى :
حدثنا أبي موسى الكاظم ، عن أبيه جعفر الصادق ، عن أبيه محمد الباقر ، عن أبيه علي
زين العابدين ، عن أبيه شهيد كربلاء ، عن أبيه علي المرتضى ، قال : حدثني حبيبي
وقرة عيني رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال : حدثني جبريل ، قال : حدثني رب العزة سبحانه يقول
كلمته : لا إله إلا الله حصني ، فمن قالها دخل حصني ، ومن دخل حصني أمن من عذابي.
ثم أرخى الستر على
القبة وسار ، فعد أهل المحابر والدوى الذين كانوا يكتبون ، فنافوا على عشرين ألفا.
ومنهم العلامة أبو
القاسم علي بن الحسن الشهير بابن عساكر الشافعي في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١٤ ص ٢٥٣
ط دار البشير بدمشق) قال :
أخبرنا أبو محمد
بن الأكفاني ، نا أبو محمد الكناني ، أنا أبو المعالي فضل بن محمد الهروي الفقيه ،
نا أبو الحسن محمد بن يحيى ، نا أبو الفضل ، نا محمد بن علي بن
موسى ، نا أبو علي
أحمد بن علي الخزرجي ، نا أبو الصلت الهروي قال : كنت مع علي ابن موسى الرضا ،
فدخل نيسابور وهو راكب بغلة شهباء أو أشهب ـ قال أبو الصلت : الشك مني ـ وقد عدوا
في طلبه ، فتعلقوا بلجامه وفيهم ياسين بن النضر ، قالوا : يا ابن رسول الله بحق
آبائك الطاهرين حدثنا بحديث سمعته من أبيك ، فأخرج رأسه من العمارية قال : حدثني
أبي الرجل الصالح موسى بن جعفر ـ فذكر مثل ما تقدم عن النابلسي ، إلا أنه ليس فيه
: ثم أرخى الستر ـ إلخ.
وقال أيضا :
أخبرنا أعلى من
هذا بدرجتين أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح ، أنا أبو القاسم أميرك ابن أبي أحمد
محمد بن أحمد بن علي بن أحمد البزار الكتبي ، أنا الأستاد الإمام أبو القاسم الحسن
بن حبيب عسر ، نا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد العباس بن حمزة ، نا أبو
القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي بالبصرة ، حدثني أبي ، نا علي بن موسى
الرضى ، حدثني أبي موسى بن جعفر ـ فذكر مثل ما تقدم بعينه.
ومنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ مدينة
دمشق لابن عساكر» (ج ٢٠ ص ٢٩٣ ط دار الفكر) قال في ترجمة الفضل بن محمد الهروي :
وحدث عن أبي الحسن
محمد بن يحيى بسنده إلى أبي الصلت الهروي قال : كنت مع علي بن موسى الرضا ـ فذكر
مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة فضل
الله بن روزبهان الخنجي الأصفهاني المتوفى سنة ٩٢٧ في «مهماننامه بخارى» (ص ٣٤٣ ط
طهران) قال :
أخبرنا الشيخ
الإمام الرحلة قدوة السادة والأشراف شرف آل عبد مناف القاضي
الشريف محيي الدين
عبد القادر الحسني الحنبلي المكي قاضي القضاة الحنبلية بالحرمين الشريفين وإمام
الحنابلة في حرم مكة بحذاء حجر الأسود قدس الله روحه إجازة ، بإسناده إلى الشيخ
الإمام ابن الصباغ المالكي رحمهالله فيما ذكره في كتابه المسمى بالفصول المهمة في معرفة الأيمة
، أنه قال بإسناده : لما دخل الإمام علي بن موسى الرضا سلام الله عليه بلدة
نيسابور في العام الذي التمس فيه المأمون الخليفة العباسي حضوره في مرو الشاهجان
ليوليّه ولاية عهد المسلمين ، استقبله جميع أهل البلدة من حكامها وأئمتها وعلمائها
وكان فيهم إمام المسلمين في الحديث الإمام أحمد بن الحرب النيسابوري ومحمد بن أسلم
الطوسي رحمهماالله تعالى وكان الإمام الرضا في محفته وهي كانت محفوفة
بالأستار والخدور والناس كانوا ينتظرون رفع الستر لينظروا إلى وجه الإمام. فنادى
الإمام أحمد بن الحرب ومحمد بن أسلم وقالا : أيها الإمام ننشدك بالله أن ترفع
الستر وتحدثنا بشيء مما حدّثك به آباؤك الكرام. فرفع الإمام الستر وأخرج رأسه من
المحفة وله ذؤابتان كالقمر ليلة البدر ، فأوقفوا دابته التي كانت تحمل المحفة ،
ووقف عند المحفة ناس ينيف عددهم على عشرة آلاف من العلماء والأدباء ، وكان مقدم
الجماعة الإمامين المذكورين.
فقال الإمام الرضا
علي بن موسى صلوات الله وسلامه عليه : حدثني أبي الكاظم موسى ، قال : حدثني أبي
الصادق جعفر ، قال : حدثني أبي الباقر محمد ، قال : حدثني أبي زين العباد علي ،
قال : حدثني أبي الشهيد الحسين ، قال : حدثني أبي المرتضى علي ، قال : حدثني حبيبي
سيد المرسلين محمد المصطفى صلىاللهعليهوسلم ، قال : حدثني أخي سيد الملائكة جبريل ، قال : قال الله
تبارك وتعالى عن اسمه وعظمت كبرياؤه : كلمة لا إله إلا الله حصني ، فمن قالها دخل
حصني ، ومن دخل حصني أمن من عذابي ـ الحديث بتمامه.
فلما حدث الإمام
هذا الحديث بإسناده كتبه في ذلك المحضر عشرة آلاف أنفس من الحضار ، وهذا أول
الأحاديث المذكورة في صحيفة الرضا. والله هو الموفق والمستعان.
ثم ذكر ترجمة
الحديث المذكور بالفارسية أعرضنا عن ذكرها.
الرسالة الذهبية في الطب
بعثها إلى المأمون
رواها جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر الدكتور حسني ناعسة ، مدرس الأدب العباسي في كلية الآداب بجامعة اللاذقية
في كتابه «الكتابة الفنية في مشرق الدولة الإسلامية في القرن الثالث الهجري» (ص
٢٥٤ ط بيروت) قال :
فعلي بن موسى
الرضا يبعث إلى المأمون بالرسالة الذهبية في الطب وحفظ صحة المزاج وتدبيره
بالأغذية والأشربة والأدوية ، يقول في مطلعها : اعلم يا أمير المؤمنين أن الله
تعالى لم يبتل العبد المؤمن ببلاء حتى جعل له دواء يعالج به ، ولكل صنف من الداء
صنف من الدواء ، وتدبير ونعت. ويذكر له أن الأجسام الإنسانية جعلت على مثال الملك
، فملك الجسد هو ما في القلب ، وهو مثل الملوك له ثواب وعقاب ، فأما ثوابه فالفرح
وأما عذابه فالحزن.
وإن هذا الجسد
بمنزلة الأرض الطيبة ، متى تعوهدت بالعمارة والسقي دون ما إقلال ولا إسراف دامت
عمارتها وكثر ريعها وزكا زرعها ، وإن تغوفل عنها فسدت ولم ينبت فيها العشب. وكذلك
الجسد يصلح بالتدبير في الأغذية وتزكو عافيته ، وينصح أمير المؤمنين بما يوافقه
ويوافق معدته وتستمرئه نفسه وجسده ، وأن يجعل طعامه
بقدر كفايته ،
فيرفع يده عنه وله إليه ميل ، فذلك أصح لمعدته وبدنه ، وأزكى لعقله وأخف على جسمه.
وعلى هذا النحو
يوالي نصائحه بأن يشرع حين يأكل بأخف الأغذية ويحدد له العدد الأمثل للواجبات ،
وأوقاتها ، ويعرض لفوائد النوم وطريقته الفضلى والعناية بالأسنان واستعمال الحجامة
واعتدال الجماع.
وأشار إليها
الفاضل المعاصر باقر أمين الورد المحامي في «معجم العلماء العرب» (ج ١ ص ١٥٣) يأتي
عند ذكر كلمات القوم إن شاء الله تعالى.
نبذة من كلماته الشريفة
قد تقدم نقل ما
يدل على ذلك عن أعلام العامة في ج ١٢ ص ٣٩٥ إلى ٣٩٩ وج ١٩ ص ٥٨١ إلى ص ٥٨٤ ،
ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما مضى :
فمنهم علامة الأدب
الشيخ صلاح الدين خليل بن ايبك الصفدي الشافعي المتوفى سنة ٧٦٤ في «الغيث المسجّم»
(ج ٢ ص ٧١) قال :
قال العباس بن
المأمون : سمعت أمير المؤمنين المأمون يقول : قال علي بن موسى الرضا : ثلاثة موكل
بها ثلاثة : تحامل الأيام على ذوي الأدوات الكاملة ، واستيلاء الحرمان على المتقدم
في صنعته ، ومعاداة العوام لأهل المعرفة.
ومن كلامه عليهالسلام
ما رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة أبو
أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني الشافعي المتوفى سنة ٣٦٥ في «الكامل في الرجال» (ج
١ ص ٢٠١ ط دار الفكر ، بيروت) قال :
أحمد بن العباس بن
منيح بن إبراهيم بن محمد بن عنترة بن سهل بن عبد الرحمن ابن عوف من أهل صنعاء هكذا
نسبه لي محمد بن محمد الجهني. ثنا عنه بأحاديث
عن محمد بن يوسف
الفريابي ، وعن علي بن موسى الرضا بأحاديث فيها حديث «الإيمان معرفة بالقلب».
حديث آخر ألقاه لأهل نيسابور
قد تقدم نقل مثله
عن أعلام العامة في ج ١٢ ص ٣٩٢ ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنه فيما مضى :
فمنهم العلامة
محمد بن يوسف بن عيسى بن أطيفش الحفصي العدوي القرشي الجزائري الاباضي المذهب
المولود سنة ١٢٣٦ والمتوفى سنة ١٣٣٢ في «جامع الشمل في حديث خاتم الرسل» (ج ١ ص ٣٠
ط دار الكتب العلمية) قال :
روى أنه دخل علي
بن موسى بنيسابور ، فتعلق العلماء بلجام بغلته ، وقالوا : بحق آبائك الطاهرين
حدثنا حديثا سمعته عن آبائك ، قال : حدثني أبي موسى ، قال : حدثني أبي جعفر ، قال
: حدثني أبي الباقر ، قال : حدثني أبي زين العابدين ، قال : حدثني أبي الحسين ،
قال : حدثني أبي علي بن أبي طالب ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : الإيمان معرفة بالقلب ، وإقرار باللسان ، وعمل
بالأركان.
قال أحمد بن حنبل
: لو قرأت هذا الإسناد على مجنون لبرئ. قيل : إنه قرئ على مصروع فأفاق.
ومنهم العلامة أبو
الفرج علي بن الحسين بن محمد الأصبهاني في «مقاتل الطالبيين» (ص ٣٦٢ ط دار إحياء
علوم الدين ، بيروت) قال :
حدثني أحمد بن
عبيد الله بن عمار ، قال : حدثني محمد بن عبد الله المدائني ، قال :حدثني أبي ،
قال : حدثني بعض أصحابنا : ان الرشيد لما حج لقيه موسى بن جعفر على بغلة. فقال له
الفضل بن الربيع : ما هذه الدابة التي تلقيت عليها أمير المؤمنين؟ فأنت إن
طلبت عليها لم
تدرك ، وإن طلبت لم تفت.
قال : إنها تطأطأت
عن خيلاء الخيل ، وارتفعت عن ذلة العير ، وخير الأمور أوسطها.
ومن كلماته عليهالسلام
رواها جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الحافظ شمس
الدين محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج ٩ ص ٣٩١
ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
قال المبرد : عن
أبي عثمان المازني قال : سئل علي بن موسى الرضا : أيكلف الله العباد ما لا يطيقون؟
قال : هو أعدل من ذلك ، قيل : فيستطيعون أن يفعلوا ما يريدون؟ قال : هم أعجز من
ذلك.
ومنهم العلامة
يعقوب بن علي المعروف بسيد علي زادة في «شرح شرعة الإسلام» (ص ٥٤٣ ط دار الكتب
العلمية ، بيروت) قال :
قال خلف بن حماد رحمهالله : رآني علي بن موسى الرضا وأنا أشتكي عيني ، فقال : ألا
أدلك على شيء إذا فعلته لم تشتك عينك؟ فقلت : بلى. قال : خذ من شاربك كل خميس. قال
: ففعلت ولم تتجع عيني ـ ذكره في «أنس الوحيد».
ومنهم العلامة عبد
الكريم بن محمد الرافعي القزويني في «التدوين» (ج ١ ص ٤٣٨ ط بيروت) قال :
أنبأ عن القاضي
عبد الملك ، سمعت الشيخ الجد ، سمعت المعافى بن زكريا ، يقول : ثنا الحسين بن
القاسم الكوكبي ، ثنا جرير بن أحمد بن أبي داود ، سمعت العباس بن مأمون ، سمعت
أمير المؤمنين يقول : قال لي علي بن موسى : ثلاثة موكل بها ثلاثة :
تجاهل الأيام على
ذوي الآداب الكاملة ، واستيلاء الحرمان على المتقدم في صنعته ، ومعاداة العوام
لأهل المعرفة.
ومنهم الحافظ شمس
الدين محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج ٩ ص ٣٨٨
ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
وعن علي بن موسى
الرضا ، عن أبيه قال : إذا أقبلت الدنيا على إنسان ، أعطته محاسن غيره ، وإذا
أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه.
وقال أيضا في ص
٣٨٩ :
قال أحمد بن خالد
الذهلي الأمير : صليت خلف علي الرضا بنيسابور ، فجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في
كل سورة.
وقال أيضا في ص
٣٨٩ :
ويروى عن علي
الرضا عن آبائه : كل شيء بقدر حتى العجز والكيس.
وقال أيضا :
وعن أبي الصلت قال
: سمعت علي بن موسى بالموقف يدعو : اللهم كما سترت علي ما أعلم فاغفر لي ما تعلم ،
وكما وسعني علمك فليسعني عفوك ، وكما أكرمتني بمعرفتك فاشفعها بمغفرتك يا ذا
الجلال والإكرام.
ومن كلامه عليهالسلام في الإمامة
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر المستشار عبد الحليم الجندي في «الإمام جعفر الصادق»
(ص ١٧٤ ط المجلس
الأعلى للشئون الإسلامية ، القاهرة) قال في تعاليق الكتاب :
يقول الإمام الرضا
: الإمامة منزلة الأنبياء ووراثة الأوصياء ، الإمامة خلافة الله وخلافة الرسول ،
والإمامة زمام الدين ونظام المسلمين وصلاح الدنيا وعز المؤمنين.
كلامه عليهالسلام لمأمون في جده العباس
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج
٩ ص ٣٩١ ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
قيل : قال المأمون
للرضا : ما يقول بنو أبيك في جدنا العباس؟ قال : ما يقولون في رجل فرض الله طاعة
نبيه على خلقه ، وفرض طاعته على نبيه. وهذا يوهم في البديهة أن الضمير في طاعته
للعباس ، وإنما هو لله. فأمر له المأمون بألف ألف درهم.
ومن كلامه عليهالسلام في الشيعة
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
الشريف السيد محمد بن عبد الرسول البرزنجي الحسيني الموسوي الشافعي الشهرزوري
المدني المتوفى سنة ١١٠٣ في كتابه «الإشاعة لأشراط الساعة» (ص ٤٢ ط دار الكتب
العلمية في بيروت) قال :
وعن موسى بن علي
بن الحسين بن علي عليهمالسلام وكان فاضلا عن أبيه عن جده قال : إنما شيعتنا من أطاع الله
تعالى وعمل مثل أعمالنا.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها
سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٨٤ ط دار الكتب العلمية
في بيروت) قال :
قال إبراهيم بن
العباس : سمعت الرضا يقول وقد سأله رجل : يكلف الله العباد ما لا يطيقون؟ فقال :
هو أعدل من ذلك. قال : فيقدرون على كل ما يريدون؟ قال : هم أعجز من ذلك.
وعن ياسر الخادم
قال : سمعت علي الرضا بن موسى يقول : أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلاثة مواضع : يوم
يولد إلى الدنيا ويخرج المولود من بطن أمه فيرى الدنيا ، ويوم يموت فيرى الآخرة
وأهلها ، ويوم يبعث فيرى أحكاما لم يرها في دار الدنيا ، وقد سلم الله تعالى على
يحيى في هذه الثلاثة المواطن وأمن روعته ، فقال :
(وَسَلامٌ عَلَيْهِ
يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا).
وقد سلم عيسى بن
مريم على نفسه في هذه الثلاثة المواطن فقال :
(وَالسَّلامُ عَلَيَّ
يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا).
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (ج ٢١
ص ١٥١ ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
وقال محمد بن يزيد
المبرد ، عن أبي عثمان المازني : سئل علي بن موسى الرضا :
يكلف الله العباد
ما لا يطيقون؟ قال : هو أعدل من ذلك. قال : يستطيعون أن يفعلوا ما يريدون؟ قال :
هم أعجز من ذلك.
وقال أبو بكر بن
يحيى الصولي : حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عباد ، قال : حدثني عثمان ، قال : سمعت
علي بن موسى الرضا رحمهالله يوما ينشد شعرا :
كلنا يأمل مدا
في الأجل
|
|
والمنايا هنّ
آفات الأمل
|
لا تغرّنك
أباطيل المنى
|
|
والزم القصد ودع
عنك العلل
|
إنما الدنيا كظل
زائل
|
|
حل فيه راكب ثم
رحل
|
ومن كلامه عليهالسلام
في من اسمه محمد
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
أمين الدولة أبو الغنائم مسلم بن محمود الشيرازي المتوفى سنة ٦٢٢ في «جمهرة
الإسلام ذات النثر والنظام» (ص ١٩ ط معهد تاريخ العلوم في فرانكفورت بالتصوير عن
مخطوطة مكتبة جامعة ليدن في هولندا سنة ١٤٠٧) قال :
وبه قال : أنبأ
أبو يعقوب يوسف بن عامر الطائي ، نبأ أبي ، أنبأ علي بن موسى الرضا ، عن أبيه ، عن
جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن الحسين بن علي بن أبي طالب قال : قال
رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إذا سميتم الولد محمدا فأكرموه ، ووسعوا له في المجالس ،
ولا تقبّحوا له وجها.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم المحقق
المعاصر محمد عبد القادر عطا في «تعليقاته على كتاب الغماز على
اللماز» للعلامة
السمهودي (ص ٧٢ ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال في تعليقه على حديث «الإيمان عقد
بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان» :
أخرجه ابن ماجة من
حديث عبد السلام بن صالح الهروي ، عن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه ، عن جعفر ، عن
أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي مرفوعا بلفظ الترجمة.
وقال أيضا في ص ٨٠
في تعليقه على حديث «تختموا بالعقيق» :
وأخرجه أيضا
الديلمي من طريق علي بن مهرويه القزويني ، عن داود بن سليمان ، عن علي بن موسى بن
جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ، عن أبيه ، عن أبيه ، عن أبيه ، عن أبيه ،
عن أبيه ، عن أبيه ، بلفظ «وتختموا بالعقيق فإنه لا يصيب أحدكم غم ما دام عليه». وقال
السخاوي : وعلي بن مهرويه صدوق ، وداود بن سليمان ، يقال له الغازي ، وهو جرجاني :
كذبه ابن معين.
كلمات أعلام العامة في شأنه
عليهالسلام
ننقل فيما يلي بعض
ما قيل فيه عليهالسلام من أقوال الأعلام :
فمنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها
سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٨٩ ط دار الكتب العلمية
في بيروت) قال :
علمه وفضله : قال
إبراهيم بن العباس : ما رأيت الرضا سئل عن شيء إلا علمه ، ولا رأيت أعلم منه بما
كان في الزمان إلى وقت عصره ، وكان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كل شيء فيجيبه
الجواب الشافي الكافي.
تعبده : وكان قليل
النوم ، كثير الصوم ، لا يفوته صوم ثلاثة أيام من كل شهر. ويقول : ذلك صيام الدهر.
معروفه وتصدقه :
وكان كثير المعروف والصدقة ، وأكثر ما يكون ذلك منه في الليالي المظلمة.
كرمه وجوده : من
كرمه أن أبا نواس مدحه بأبيات فأمر غلامه بأن يعطيه ثلاثمائة دينار كانت معه ،
ومدحه دعبل الخزاعي بقصيدة طويلة فأنفذ إليه صرة فيها مائة دينار واعتذر إليه.
زهده وورعه : كان
زاهدا ورعا وكان جلوسه في الصيف على حصير وفي الشتاء على مسح.
ومنهم الفاضل
المعاصر الهادي حمّو في «أضواء على الشيعة» (ص ١٣٤ ط دار التركي) قال :
هو أبو الحسن علي
الرضا بن موسى الكاظم ، كان في عهد المأمون ، وقد تغير الوضع السياسي بانتصاره على
أخيه الأمين وذلك بفضل تدبير الوزير الفضل بن سهل ، فكأن الأيام كفّرت لعلي الرضا
عما ناله أبوه من الاعتساف فارتأى المأمون أن يقرّبه ويزوجه أخته أمّ حبيب وتم ذلك
في حفل مشهود استحضر له المأمون أولاد العباس رجالا ونساء وهو بمدينة مرو بخراسان
، وأعلن على الأشهاد أنه لم يجد أفضل ولا أحق بالأمر من علي الرضا ، فبايع له
بولاية العهد ، وأمر بإزالة السواد والأعلام ، وضرب اسمه على الدينار والدرهم ،
وكان أثناء ذلك يتودد للرضا ويعتذر قائلا : هذه أرحام قطعت منذ مائتي عام.
وأغضب عمل المأمون
هذا الشق العباسي المستقر في العراق إذ رأى فيه تحولا سياسيا خطيرا على مستقبل
العباسيين ، فأعلن الثورة على المأمون وخلعه وبايع عمه إبراهيم بن المهدي ، وكان
من اضطراب الأحوال السياسية ما كان حتى توفي الرضا أو دس له (حسب رواية الشيعة)
سما في العنب فمات ، تخلصا من مشاكل الوضع الذي أوجده ودفن بطوس.
وعلى كل فالإمام
الرضا كان في أزهى عصور الحضارة الإسلامية فقد عاصر المأمون حقبة ، وكان له في
مجالسه العلمية ونشاطه الفكري نصيب عظيم ، وكان المأمون يخصه بعقد المناظرات ويجمع
له العلماء والفقهاء والمتكلمين من جميع الأديان فيسألونه ويجيب الواحد تلو الآخر
حتى لا يبدي أحد منهم إلا الاعتراف له بالفضل ويقر على نفسه بالقصور أمامه. وقد
جمع له عيسى اليقطيني كتابا فيه ١٨
مسألة وأجوبتها
لكن هذا الكتاب قد فقد مع ألوف الكتب التي خسرتها المكتبة العربية الإسلامية.
ويقولون : إن
المأمون طلب إلى الرضا أن يؤلف له كتابا يجمع الأصول وعلم الحلال والحرام وفرائض
الدين والسنة فاستجاب له الرضا. ومما قاله فيه عن الإمامة : إن الدليل من بعده ـ النبي
ـ والحجة على المؤمنين والقائم بأمور المسلمين والناطق على القرآن والعالم بأحكامه
أخوه وخليفته ووصيه ووليه الذي كان منه بمنزلة هارون من موسى ، علي بن أبي طالب ثم
بعده الحسن والحسين ، ثم ذكر الأئمة واحدا بعد واحد ووصفهم بأنهم عترة الرسول
وأعلمهم بالكتاب والسنة وأعدلهم في القضية وأولاهم بالإمامة ، وهم العروة الوثقى
وأئمة الهدى ، والحجة على أهل الدنيا ، وكل من خالفهم ضال مضل تارك للهدى والحق.
ثم يذكر عقائد الشيعة كالتقية فيقول : لا حنث على من حلف تقية يدفع به ظلما عن
نفسه.
ويرى أحمد محمود
صبحي أن الرضا هدف بكتابه هذا إلى إبعاد كل صفة روحية للخلفاء ونفي كل سلطة دينية
عنهم ولا يجعلهم إلا حكاما زمنيين شأن اتجاه الأمم في العصور الحديثة من الفصل بين
السلطة الدينية والسلطة الزمانية أو شأن بني إسرائيل بعد موسى إذ كان لهم أنبياؤهم
وقضاتهم الذين لا تخضع الملوك لتوجيهاتهم وتعليماتهم القدسية.
ولدى الشيعة الآن
أثر أنيق التعبير رشيق الأسلوب يدعونه صحيفة الرضا. وهي تتضمن عقائد الاثنى عشرية
في وجوب الإمامة على الله لطفا منه ورحمة بعباده وفي منزلة الأئمة وعلمهم الموروث
ونقد نظام الحكم بالبيعة والإختيار ، وهذه فقرة منها : الإمامة منزلة الأنبياء ،
وإرث الأوصياء ، والإمامة زمام الدين ونظام المسلمين ... والإمام : الماء العذب
على الظما ، والدليل على الهدى ، والمنجي من الردى ، والإمام : مطهّر من الذنوب
مبرّئ من العيوب مخصوص بالفضل كله ، من غير طلب منه ولا اكتساب ، بل اختصاص من
المفضل الوهاب ، فمن ذا الذي يمكنه اختياره؟
هيهات هيهات. ،
ضلت العقول وحارت الألباب ... لقد راموا صعبا وقالوا إفكا ، إذ تركوا أهل بيت نبيه
عن بصيرة ورغبوا عن اختيار الله ورسوله ، والقرآن ينادي (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ
وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) من أمره (٦٨ ـ القصص : ٢٨).
ونرى في مثل هذا
الكلام على ما فيه من توجيه الآية غير وجهتها ، نثرا فنيا جيدا يعكس إشراقه الحياة
الأدبية التي كانت تنير الذهن وتهذب الذوق وتطلق الألسنة بالكلام الطلي في كل لون
من ألوان المعرفة ، وكيف لا يكون الأمر كذلك في عصر ظهر فيه أمثال عبد الحميد
الكاتب وعبد الله بن المقفع وأمثال أبي نواس وأبي العتاهية. وقد قال صاحب لأبي
نواس : ما رأيت أوقح منك؟ ما تركت خمرا ولا طودا ومغني إلا قلت فيه شيئا وهذا علي
بن موسى الرضا رضياللهعنهما ، في عصرك لم تقل فيه شيئا. فقال : والله ما تركت ذلك إلا
إعظاما له ، وليس قدر مثلي أن يقول في مثله ، ثم بعد ساعة أنشد هذه الأبيات :
قيل لي أنت أحسن
الناس طرا
|
|
في فنون من
الكلام النبيه
|
لك في جيد
القريظ مديح
|
|
يثمر الدر في
يدي مجتبيه
|
فعلام تركت مدح
ابن موسى
|
|
والخصال التي
تجمعن فيه؟
|
قلت : لا أستطيع
مدح إمام
|
|
كان جبريل خادما
لأبيه
|
ومنهم الأستاذ عبد
المتعال الصعيدي المصري الأزهري في «المجددون في الإسلام» (ص ٨٨ ط مكتبة الآداب)
قال :
وقد قيل لأبي نواس
: علام تركت مدح علي بن موسى والخصال التي تجمعن فيه؟ فقال : لا يستطيع مدح أمام
كان جبريل خادما لأبيه ، والله ما تركت ذلك إلا إعظاما له ، وليس قدر مثلي أن يقول
في مثله ـ فذكر مثل ما تقدم آنفا إلا أن فيه : القريض ، مكان «القريظ» ، ومجتنيه ،
مكان «مجتبيه».
ومنهم الفاضل
الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه
«تاريخ الأحمدي» (ص
٣٦ ط بيروت سنة ١٤٠٨) قال في ترجمة الإمام موسى بن جعفر عليهماالسلام :
وفي الصواعق قال :
وكان أولاده حين وفاته سبعة وثلاثين ذكرا وأنثى منهم علي الرضا وهو أجلهم قدرا.
ودر حبيب السير
است كه افضل اولاد امام موسى بلكه اشرف جميع برايا على بن موسى الرضا بود. ودر
وسيلة النجاة است كه آن حضرت را از آباء واجداد علم ما كان وما يكون به وراثت
رسيده. ودر روضة الأحباب است كه على الرضا رضى الله عنه با مردم سخن ميكرد به لغات
ايشان وامام رضا فصيح ترين مردم بود وداناترين به همه زبانى ولغتى. علاء الدين
قونوى در شرح حاوى صغير قزوينى وملا محمد مبين لكهنوى در وسيلة النجاة از جامع
الأصول ابن اثير نقل فرموده كه مجدد مذهب اماميه بر سرمايه ثانيه على بن موسى
الرضا بود.
إلى أن قال في ص
٣٤٥ :
قال ابن الوردي :
ثم دخلت سنة إحدى ومائتين فيها جعل المأمون علي الرضا بن موسى الكاظم ولي عهد
المسلمين والخليفة من بعده ، وصعب ذلك على بني العباس.
وفي شرح المواقف
قال : وفي كتاب قبول العهد الذي كتبه علي بن موسى رضياللهعنهما إلى المأمون : إنك قد عرفت من حقوقنا ما لم يعرفه آباؤك
فقبلت منك عهدك إلا أن الجفر والجامعة يدلان على أنه لا يتم.
قال السيد الشريف
الجرجاني : الجفر والجامعة هما كتابان لعلي رضياللهعنه قد ذكر فيهما على طريقة علم الحروف الحوادث التي تحدث إلى
انقراض العالم وكانت الأئمة المعروفون من أولاده يعرفونهما ويحكمون بهما.
ودر وسيلة النجاة
است كه چون مأمون از امام على الرضا گفت كه اراده كرده ام كه خود را از خلافت عزل
كنم وامامت را به تو بگذارم وبا تو بيعت كنم حضرت
فرمود كه : اگر
خلافت را خدا براى تو قرار داده است ترا جائز نباشد كه به ديگر بخشى وخود را از آن
معزول كنى واگر خلافت از تو نيست تو را اختيار آن نيست كه به ديگرى تفويض كنى.
مأمون گفت : يا ابن رسول الله لازم است كه در خواست ما قبول كنى. حضرت فرمود كه :
به رضاى خود هرگز قبول نخواهم كرد. تا مدت دو ماه اين سخن در ميان بود وچندان كه
او مبالغه مى كرد حضرت امتناع مى نمود. چون مأمون از قبول خلافت آن حضرت مأيوس شد
گفت : هر گاه كه خلافت را قبول نمى كنى پس ولايت عهد من اختيار كن. حضرت فرمود كه
: پدر بزرگوارم مرا خبر داد كه پيش تو از دنيا بيرون خواهم رفت ومرا به سم بخواهند
كشت ... بعد از آن فرمود كه : خير قبول مى كنم به اين شرط كه كسى را نصب نكنم
واحدى را عزل ننمايم وبه بساط حكومت از دور نظر كنم. مأمون به اين شرائط از آن
حضرت راضى شد.
پس حضرت روى بسوى
آسمان برداشت وگفت : خداوندا تو مى بينى مرا اكراه كرد وبه ضرورت اين امر را
اختيار كردم. پس مرا مؤاخذه مكن چنانچه مؤاخذه نكردى دو بنده پيغمبر خود يوسف
ودانيال را در هنگامى كه قبول كردند ولايت را از جانب پادشاهان در زمان خود.
خداوندا عهدي نيست مگر عهد تو وولايتي نمى باشد مگر از جانب ... پس محزون وگريان
ولايت عهد را از مأمون قبول كرد ... وهر گاه كه بيعت آن حضرت منعقد گشت وروز عيد
آمد مأمون به آن حضرت گفت كه براى نماز سوار شوند ونماز وخطب براى مردمان بخوانند.
حضرت فرمود : تو ميدانى كه من با تو شرط كرده ام كه از دور به بساط حكومت نظر كنم.
مرا از نماز عيد وخطبه معاف داريد. مأمون بسيار إلحاح وزارى پيش آمد. ناچار حضرت
فرمود كه : اگر معاف دارى بهتر واگر معاف ندارى پس بيرون خواهم آمد بسوى مصلاي عيد
چنانكه بيرون آمد رسول خدا صلعم. مأمون گفت : هر طورى كه بخاطر شريف بيايد تشريف
فرما شو وامر كرد به خادمان ولشكريان كه به در حضرت على بن
موسى الرضا حاضر
شوند تا آفتاب طلوع كرد وآن حضرت وضو فرمود وجامه ها پوشيد ودستار سفيد بر سر
مبارك بست ويك طرف شمله آن بر سينه بى كينه خود گذاشت وخوشبو ماليد وعصا در دست
گرفت ومواليان را حكم كرد كه شما هم غسل كنيد وجامه ها بپوشيد. همه امر بجا
آوردند. پس اراده رفتن بيرون فرمود. بعد از دو سه گام ايستاده شده سر خود را بسوى
آسمان برداشت وگفت : الله اكبر الله اكبر. مواليان همه نيز گفتند ... راوى گويد كه
به نظر ما مى آيد كه در وديوار وزمين وآسمان آن حضرت را جواب مى دهند وتمام اهل
مرو در گريه وزارى وآه وناله وبيقرارى در آمدند واين خبر به مأمون رسيد. فضل بن
سهل كه وزير ومشير او بود گفت كه : على بن موسى الرضا به مصلى عيد به همين حال
خواهد رفت. خدا داند كه چه فتنه بر پا گردد وچه هنگامه شود ومى ترسم كه چگونه
سلامت خواهيم ماند. پس مأمون يكى از خواص خود را به خدمت آن حضرت فرستاد كه من آن
حضرت را تكليف دادم ودر مشقت انداختم ودوست ندارم كه به آن حضرت مشقتي برسد. آن
حضرت مراجعت به خانه خود فرمايد وبه مصلى عيد تشريف نبرد.
ومنهم الفاضل
المعاصر باقر أمين الورد ـ المحامي عضو اتحاد المؤرخين العرب في «معجم العلماء
العرب» (ج ١ ص ١٥٣ ط عالم الكتب ومكتبة النهضة العربية ، بيروت) قال :
علي بن موسى
الكاظم بن جعفر الصادق ، أبو الحسن الملقب بالرضا : ثامن الأئمة الإثني عشر عند
الإمامية ومن أجلاء السادة أهل البيت وفضلائهم. ولد في المدينة وكان أسود اللون.
أمه حبشية وأحبه المأمون العباسي فعهد إليه بالخلافة من بعده وزوجه ابنته وضرب
اسمه على الدينار والدرهم وغير من أجله الزي العباسي الذي هو السواد فجعله أخضر
وكان هذا شعار أهل البيت فاضطرب العراق وثار أهل بغداد فخلعوا المأمون وهو في طوس
وبايعوا لعمه إبراهيم بن المهدي فقصدهم المأمون بجيشه فاختبأ إبراهيم ثم استسلم
وعفى عنه المأمون.
ومات علي الرضا في
حياة المأمون بطوس فدفنه إلى جانب أبيه الرشيد ولم تتم له الخلافة. وعاد المأمون
إلى السواد.
فاستأنف القلوب
ورضي عنه الناس وقد كتب الإمام الرضا عليهالسلام رسالة في الطب حيث خاطب فيها المأمون الخليفة العباسي قال
فيها : «اعلم أمير المؤمنين أن الله تعالى لم يبتل عبده المؤمن ببلاء حتى جعل له
دواء يعالج به ولكل صنف من الداء صنف من الدواء وتدبير ونعت». وذلك لأن الأجسام
الإنسانية جعلت على مثال ذلك فملك الجسد هو القلب والعمال العروق والأوصال
والدماغ. والأعوان يداه ورجلاه وعيناه وشفتاه ولسانه وأذناه. وخزانته معدته وبطنه.
وحجابه صدره. ويسترسل في ذكر أعضاء الجسم كافة صغيرها وكبيرها ويذكر أعمالها
وفوائدها وكيفية المحافظة عليها والعناية بها وعلاجها. ثم يذكر في الرسالة التي
أعجب بها المأمون وأمر بكتابتها بالذهب لذلك سميت بالرسالة الذهبية. ثم يذكر فيها
فصول السنة وكيفية الحفاظ على الجسم البشري من تغيير بسبب تبدل حرارة الجو
والتغيرات الأخرى. وما يستحب من الأطعمة في مختلف فصول السنة وما يستحسن القيام به
من أعمال.
ومنهم الفاضل
المعاصر خير الدين الزركلي في «الأعلام» (ج ٥ ص ١٧٨ الطبعة الثالثة) ـ
فذكر عين ما مر عن
«معجم العلماء العرب» إلى «ورضي عنه الناس».
القصيدة التائية لدعبل
في أهل البيت وأنشأها للرضا عليهالسلام
رواها جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة
الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (ج ٢١
ص ١٥٠ ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
وقال أيضا : بلغني
أن دعبل بن علي وفد على الرضا عليهالسلام بخراسان ، فلما دخل عليه قال : إني قد قلت قصيدة ، وجعلت
على نفسي ألا أنشدها أحدا أول منك. قال : هاتها. فأنشده قصيدته التي يقول فيها :
أحب قصي الرحم
من أجل حبكم
|
|
وأهجر فيكم
زوجتي وبناتي
|
وأكتم حبيكم
مخافة كاشح
|
|
عنيف لأهل الحق
غير موات
|
ألم تر أني مذ
ثلاثين حجة
|
|
أروح وأغدو دائم
الحسرات
|
أرى فيئهم في
غيرهم متقسما
|
|
وأيديهم من
فيئهم صفرات
|
فلولا الذي
أرجوه في اليوم أوغد
|
|
تقطع نفسي دونه
حسرات
|
خروج إمام لا
محالة خارج
|
|
يقوم على اسم
الله والبركات
|
يميز فينا كل حق
وباطل
|
|
ويجزي على
الأهواء بالنقمات
|
فيا نفس طيبي ثم
يا نفس أبشري
|
|
فغير بعيد كل ما
هو آت
|
قال : فلما فرغ من
إنشاده قام الرضا عليهالسلام ، فدخل منزله ، وبعث إليه خادما بخرقة خز فيها ست مائة
دينار ، وقال للخادم : قل له : يقول لك مولاي : استعن بهذه على سفرك واعذرنا. فقال
له دعبل : لا والله ما هذا أردت ولا له خرجت. ولكن قل له : اكسني ثوبا من أثوابك.
وردها عليه. فردها عليه الرضا عليهالسلام ، وبعث إليه معها بجبة من ثيابه ، وخرج دعبل حتى ورد قم ،
فنظروا إلى الجبة فأعطوه بها ألف دينار ، فقال : لا والله ولا خرقة منها بألف
دينار ، ثم خرج من قم فاتبعوه وقطعوا عليه ، وأخذوا الجبة ، فرجع إلى قم ،
فكلّمهم. فقالوا : ليس إليها سبيل ، ولكن هذه ألف دينار. قال : وخرقة منها. فأعطوه
ألف دينار ، وخرقة من الجبة.
ومنهم العلامة
الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج
٩ ص ٣٩١ ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
وقيل : إن دعبلا
الخزاعي أنشد علي بن موسى مدحة ، فوصله بست مائة دينار ، وجبة خز ، بذل له فيها
أهل قم ألف دينار ، فامتنع وسافر. فجهزوا عليه من قطع عليه الطريق ، وأخذت الجبة.
فرجع وكلّمهم ، فقالوا : ليس إلى ردها سبيل. وأعطوه الألف دينار وخرقة من الجبة
للبركة.
ومنهم العلامة
أمين الدولة أبو الغنائم مسلم بن محمود الشيزري المتوفى سنة ٦٣٢ في «جمهرة الإسلام
ذات النثر والنظام» (ص ١١٨ ط معهد تاريخ العلوم في فرانكفورت بالتصوير عن مخطوطة
مكتبة جامعة ليدن) قال :
قال الرياشي : مما
يستحسن من شعر دعبل ، لإحكام وضعه وحسن وصفه كلمته التي يرثي بها آل رسول الله صلىاللهعليهوسلم وبسبب هذه القصيدة رضي عليه المأمون بعد غضبه ، وهي:
مدارس آيات خلت
من تلاوة
|
|
ومنزل وحي مقفر
العرصات
|
لآل رسول الله
بالخيف من منى
|
|
وبالركن التعريف
والجمرات
|
ديار علي
والحسين وجعفر
|
|
وحمزة والسجاد
ذي الثفنات
|
ذو الثفنات علي بن
الحسين ، وكان يصلي في كل يوم ألف ركعة حتى صار بجبهته وركبته مثل ثفن البعير غلظا
وصلابة.
ديار عفاها جور
كل منابذ
|
|
ولم تعف بالأيام
والسنوات
|
قفا نسأل الدار
التي خف أهلها
|
|
متى عهدها
بالصوم والصلوات
|
وأين الأولى
شطّت بهم غربة النوى
|
|
أفانين في
الأطراف منقبضات
|
هم أهل ميراث
النبي إذ اعتزوا
|
|
فهم خير قادات
وخير حمات
|
وما الناس إلا
غاصب ومكذّب
|
|
ومصطعن ذو إحنة
وترات
|
إذا ذكروا قتلى
ببدر وخيبر
|
|
ويوم حنين
اسبكوا العبرات
|
وكيف يحبون
النبي وأهله
|
|
وقد تركوا
أجسادهم وغيرات
|
لقد لا ينوه في
المقال وأضرموا
|
|
قلوبا على الأحقاد
منطويات
|
قبور بكوفان
وأخرى بطيبة
|
|
وأخرى بفخ نالها
صلوات
|
قوله «قبور بكوفان»
يعني قبر أمير المؤمنين كرم الله وجهه ، وقبر عبد الله وإبراهيم والحسن وأولادهم
وبني أبيهم ستة عشر رجلا ما توافي حبس المنصور من بني حسن وسليمان بن عبد الله بن
حسن والحسن بن محمد بن عبد الله بن حسن في جماعة منهم قبله عيسى بن موسى في الموسم
بفخ أيام. وقوله «قبر بطيبة» فهو قبر محمد بن عبد الله النفس الزكية.
وقبر بأرض
الجوزجان محله
|
|
وقبر بباخمرا
لدى الغربات
|
وقبر ببغداد
لنفس زكية
|
|
تضمنها الرحمن
في العرصات
|
قوله «قبر بأرض
الجوزجان» يعني قبر يحيى بن زيد بن علي بن الحسين ، وقوله «قبر بباخمرا» وهو قبر
إبراهيم بن عبد الله بن الحسن ، وقوله «قبر ببغداد» يعني قبر موسى بن جعفر بن
محمد.
وقبر بطوس يا
لها من مصيبة
|
|
تردد من الصدر
والحجبات
|
قوله «قبر بطوس»
يعني علي بن موسى الرضا ، وهو الذي جعل المأمون الأمر إليه من بعده.
فأما الممضات
التي لست بالغا
|
|
مبالغا مني بكنه
صفات
|
أبى الله حتى
يبلغ الله قائما
|
|
يفرّج منها الهم
والكربات
|
نفوس لدى
النهرين من بطن كربلا
|
|
معرّسهم منها
بشط فرات
|
أخاف بأن
أزدادهم وتشوقني
|
|
معرّسهم بالجزع
من نخلات
|
تقسمهم ريب
المنون فما ترى
|
|
لهم عفوة مغشية
الحجرات
|
خلا أن منهم
بالمدينة عصبة
|
|
مذادون أنضاء من
العزمات
|
قليلة زوار خلا
أن زورا
|
|
من الضبع
والعقبان والرخمات
|
لها كل حين نومة
بمضاجع
|
|
لهم من نواحي
الأرض مختلفات
|
وقد كان منهم
بالحجاز وأرضها
|
|
مغاوير نجادون
في السنوات
|
تنكبت لأواء
السنين جوارهم
|
|
فلم تصطليهم
جمرة الجمرات
|
حمى لم تطره
المبديات وأوجه
|
|
تضيء من الأستار
في الظلمات
|
إذا وردوا خيلا
تشمّص بالقنا
|
|
مشارع موت
أقحموا الغمرات
|
وإن فخروا يوما
أتوا بمحمد
|
|
وجبريل والقرآن
والسورات
|
أولئك لا من شيخ
هند وتربها
|
|
سميّة من نوكا
ومن خدرات
|
ملامك في آل
النبي لأنهم
|
|
أودّاى ما عاشوا
وأهل ثقاتي
|
تخيّرتهم رشدا
لأمري لأنهم
|
|
على كل حال خيرة
الخيرات
|
نبذت إليهم
بالمودة جاهدا
|
|
وسلمت نفسي
طائعا لولاتي
|
فيا رب زدني في
يقيني بصيرة
|
|
وزد حبهم يا رب
في حسناتي
|
بنفسي أفدي من
كهول وفتية
|
|
لفكّ عتاة أو
لحمل ديات
|
وللخيل ما قيد
الموت خطوها
|
|
فأطلقتم منهن
بالذربات
|
أحب قصيّ الأهل
من أجل حبكم
|
|
وأهجر فيكم زوجتي
وبناتي
|
وأكتم حبيكم
مخافة كاشح
|
|
عنيف بأهل الحق
غير موات
|
لقد خفت في
الدنيا وأيام سعيها
|
|
وإني لأرجو
الأمن بعد وفاتي
|
ألم تر أني مذ
ثلاثون حجة
|
|
أروح وأغدو دائم
الحسرات
|
أرى فيئهم في
غيرهم متقسما
|
|
وأيديهم من
فيئهم صفرات
|
وآل رسول الله
تحفا جسومهم
|
|
وآل زياد غلّظ
القصرات
|
إذا أوتروا
مدّوا إلى واتريهم
|
|
أكفا من الأور
منقبضات
|
فلو لا الذي
نرجوه في اليوم أو غد
|
|
يقطع قلبي أثرهم
حسرات
|
خروج إمام لا
محالة خارج
|
|
يقوم على اسم
الله والبركات
|
يميز فينا كل حق
وباطل
|
|
ويجزي على
النعماء والنقمات
|
فيا نفس طيبي ثم
يا نفس أبشري
|
|
فغير بعيد كلما
هو آتي
|
ولا تجزعي من
مدة الجور إنني
|
|
كأني بها قد
آذنت ببتات
|
شفيت ولم أترك
رزية
|
|
وروّيت منهم
منصلي وقناتي
|
عسى الله أن
يأوى لذا الخلق إنه
|
|
إلى كل قوم دائم
اللحظات
|
تقاصر نفسي
جاهدا عن جدالهم
|
|
كفاني ما ألقي
من العبرات
|
أحاول نقل الشم
عن مستقرها
|
|
وإسماع أحجار من
الصلدات
|
فمن عارف لم
ينتفع ومعاند
|
|
تميل به الأعداء
للشهوات
|
إذا قلت عرفا
أنكروه بمنكر
|
|
وغطوا على
التحقيق بالشبهات
|
فقصدي منهم أن
أءوب بغصّة
|
|
تردّد بين الصدر
واللهوات
|
كأنك بالأضلاع
قد ضاق رحبها
|
|
لما ضمنت من شدة
الزفرات
|
ومنهم الفاضل
المعاصر الشيخ يوسف بن عيسى القناعي الكويتي كان حيا في سنة ١٣٨٤ في كتابه «الملتقطات»
(ج ٢ ص ١٩٢ ط مطبعة حكومة الكويت) قال :
من قصيدة لدعبل
الخزاعي
مدارس آيات خلت
من تلاوة
|
|
ومنزل وحي مقفر
العرصات
|
لآل رسول الله
بالخيف من منى
|
|
وبالركن
والتعريف والجمرات
|
ديار علي
والحسين وجعفر
|
|
وحمزة والسجاد
ذي الثفنات
|
فيا رب زدني من
يقيني بصيرة
|
|
وزد حبهم يا رب
في حسناتي
|
ومنهم العلامة
أحمد بن أحمد المشتهر بالشافعي الصغير في «تحفة الراغب في سيرة جماعة من أعيان أهل
البيت الأطايب» (ص ١٩ ط مطبعة محمد أفندي مصطفى) قال :
وقال دعبل من
قصيدة طويلة :
مدارس آيات خلت
من تلاوة
|
|
ومنزل وحي مقفر
العرصات
|
لآل رسول الله
بالخيف من منى
|
|
وبالبيت
والتعريف والجمرات
|
قفا نسأل الدار
التي باد أهلها
|
|
متى عهدها
بالصوم والصلوات
|
وأين الأولى
شطّت بهم غربة النوى
|
|
أفانين بالأطراف
مفتقرات
|
هم أهل ميراث
النبي إذ انتموا
|
|
وهم خير سادات
وخير حمات
|
تقسمهم ريب
المنون فلا ترى
|
|
لهم عفوة مغشية
الحجرات
|
بنفسي ثقاة من
كهول وفتية
|
|
لفك عناة أو
لتحميل ديات
|
إذا أوتروا
مدّوا إلى واتريهم
|
|
أكفا عن الفحشاء
منقبضات
|
وإن فخروا يوما
أتوا بمحمد
|
|
وجبريل والفرقان
والسورات
|
أحب قصي الرحم
من أجل حبهم
|
|
وأهجر فيهم
زوجتي وخواتي
|
ولو لا الذي
أرجوه في اليوم أو غد
|
|
لقطّع قلبي
بينهم قطعات
|
خروج إمام لا
محالة عادل
|
|
يقوم على اسم
الله والبركات
|
يميز فينا كل حق
وباطل
|
|
ويجزي على
النعماء والنقمات
|
فيا نفس طيبي ثم
يا نفس أبشري
|
|
فغير بعيد كل ما
هو آتي
|
ولا تجزعي من
مدة الجور واصبري
|
|
كأني بها قد
آذنت ببتات
|
من ذكر الإمام الرضا
عليهالسلام
كتب عنه جماعة من
الأعلام فيما كتبوا عن حياته :
فمنهم العلامة
الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (ج ٢١
ص ١٤٩ ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
حدثني موسى بن
سلمة ، قال : كنت بخراسان مع محمد بن جعفر ، فسمعت أن ذا الرياستين خرج ذات يوم
وهو يقول : وا عجبا! وقد رأيت عجبا ، سلوني ما رأيت. قالوا : ما رأيت أصلحك الله؟
قال : رأيت أمير المؤمنين المأمون يقول لعلي بن موسى : قد رأيت أن أقلدك أمر
المسلمين وأفسخ ما في رقبتي وأجعله في رقبتك. ورأيت علي بن موسى يقول : يا أمير
المؤمنين لا طاقة لي بذلك ولا قوة. فما رأيت خلافة قط أضيع منها ، أمير المؤمنين
يتقضى منها ، ويعرضها على علي بن موسى ، وعلي بن موسى يرفضها ويأباها.
وقال أبو الحسين
أيضا : حدثني من سمع عبد الجبار بن سعيد على منبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : هذا علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين
:
ستة آباء هم ما
هم
|
|
خير من يشرب صوب
الغمام
|
ومنهم العلامة
الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج
٩ ص ٣٩٠ ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
قال ابن جرير في
تاريخه : إن عيسى بن محمد بن أبي خالد بينما هو في عرض أصحابه ورد عليه كتاب الحسن
بن سهل يعلمه فيه أن المأمون جعل علي بن موسى
ولي عهده ، لأنه
نظر في بني العباس وبني علي ، فلم يجد أحدا هو أفضل ولا أعلم ولا أورع منه ، وأنه
سماه الرضا من آل محمد ، وأمره بطرح لبس السواد ولبس الخضرة في رمضان سنة إحدى
ومائتين ، ويأمره أن يأمر من [قبله] بالبيعة له ، ويلبس الخضرة في أقبيتهم
وقلانسهم وأعلامهم ، ويأخذ أهل بغداد جميعا بذلك ، فدعا عيسى أهل بغداد إلى ذلك على
أن يعجل لهم رزق شهر ، فأبى بعضهم ، وقالوا : هذا دسيس من الفضل بن سهل ، وغضب بنو
العباس ، ونهض إبراهيم والمنصور ابنا المهدي ، ثم نزعوا الطاعة ، وبايعوا إبراهيم
بن المهدي.
ومنهم الفاضل
الدكتور دوايت. رونلدسن في «عقيدة الشيعة» تعريب ع. م (ص ١٧٠ ط مؤسسة المفيد ،
بيروت) قال :
وبعد تسع سنوات ،
أي في سنة ١٩٢ ه ، خرج هارون إلى خراسان ومعه ابنه المأمون. وكان قد حدثت عدة
ثورات في خراسان وازداد فيها الاستياء ، وكانت غاية الرشيد القضاء على الثورة
وتثبيت المأمون في مركزه الجديد ، وبقي الأمين في العراق ، غير أن صديقه الساهر
على مصلحته ، الوزير الفضل بن الربيع ذهب مع الرشيد ، وكان مع المأمون وزيره الفضل
بن سهل.
وبعد أن ساروا في
طريقهم الطويل المنهك الممتد بامتداد سلسلة البرز ، وقطعوا العقبة الكائنة قرب
شريف آباد الحديثة بلغوا مدينة نوقان ، وهي مدينة طوس العظمى. فمرض الرشيد فجأة
مرضا شديدا ومات في ليلته ، وربما كان سبب وفاته شدة التعب الذي أصابه في السفر ،
في الوقت الذي كان يحاول إخفاء عدم طاقته البدنية التي كان يقاسي آلامها ، أو
أصابته كما ذهب بعضهم نوبة قلبية عند ما شعر بأنه وصل مريضا إلى طوس ، وهو المكان
الذي أخبر أنه سيموت فيه ، فدفن في بستان في قرية سناباذ على ميل من نوقان. فلما
مات عاد وزيره الفضل بن الربيع مسرعا إلى بغداد وأعاد الجيش الذي جاء للمدد.
وغضب المأمون على
الفضل بن الربيع غضبا شديدا لعمله هذا ، وكان معه الفضل ابن سهل الذي اشتهر بميوله
الفارسية بدرجة لا يعادلها إلا بغضه لسميه وزير الأمين ، فأشار هذا على سيده أن
يتهيأ لكفاح حاسم ، فإن أخاه قد جرده بعمل وزيره من جيشه ، وهو لا بد يريد نكث
بيعته والاستئثار بميراث أبيه ، وذكره بفضل إيران في توطيد حكم بني العباس على زمن
أبي مسلم. وخلاصة القول فإنه حثه على تقوية مركزه بالتقرب من الشعب الإيراني ، ثم
العمل على الاستئثار بالسلطة في البلاد جميعا.
فوطد المأمون
السلم في خراسان وتقرب إلى كثير من رعاياه في تلك المقاطعة. ولكنه لم يشأ أن يخل
بالعهد الذي أخذه عليه أبوه في مكة. فبايع أخاه بالخلافة. غير أن الفضل بن الربيع
لما عاد إلى بغداد تمكن من إقناع الأمين بنكث العهد وتعيين ابنه موسى وليا للعهد
بدلا من المأمون. ففعل ذلك سنة ١٩٤ ه ، فأخذ المأمون على ذلك يعد العدة لتسيير
الجيوش من خراسان لتثبيت حقه في الخلافة. وانضم ألوف من الإيرانيين الموالين ،
الذين يفضلون المأمون على الأمين ، إلى هذه الجيوش التي كانت بقيادة قائدين قديرين
، وهما هر ثمة وطاهر. وانتهى الأمر بحصار بغداد حصارا طويلا شاقا (١٩٦ ـ ١٩٨) حتى
تمكن طاهر من إنفاذ رأس الأمين إلى المأمون وهو في خراسان برهانا على انتهاء
الحرب.
وبويع المأمون
حينئذ بالخلافة لكنه لم يجرؤ على الشخوص إلى بغداد وكان خلال هذه المدة تحت تأثير
شديد من وزيره الفضل بن سهل الذي اشتهر بميوله الفارسية والشيعية ، وقرر أخيرا ،
وهو في رأيه عمل سياسي كبير ، أن يتقرب من الشيعة بتعيين إمامهم وليا للعهد.
وكان الإمام عند
الشيعة آنئذ علي الرضا بن موسى الكاظم وأمه فارسية أيضا وهي جارية اسمها تكتما ،
اختارتها حميدة لابنها موسى الكاظم. ويذكر المصدر نفسه أن عليا الرضا كان كثير
الرضاع في طفولته حتى قالت أمه : أعينوني بمرضعة. فقيل لها : أنقص الدر؟ فقالت :
لا أكذب والله ما نقص ولكن عليا ورد من صلاتي وتسبيحي
وقد نقص منذ ولدت.
وكان لأبيه عدد
كبير من السرايا ، ولم يتزوج. وولد له ثمانية عشر ولدا وتسع عشرة بنتا. ويظهر أنه
لم يهتم كثيرا في تسجيل الولادات وغيرها. فقد ذكر عدد من الكتاب أن ولادة الرضا
كانت سنة ١٥٣ ه ولكن المصادر الشيعة تعتبر ولادته من ١١ ذي القعدة سنة ١٤٨. فكان
عمره ٢٥ سنة عند ما خلف والده في الإمامة بالمدينة. وبعد ١٨ سنة من ذلك أراد
المأمون أن يكتسب صداقة مختلف طوائف الشيعة بتعيين علي الرضا لولاية عهده.
وكان الخليفة
المأمون بعيدا في مرو ، فأرسل إلى علي الرضا أن يأتيه هناك. فأجاب الإمام إلى ذلك
وخرج من المدينة سنة ٣٠٠ ه في سفرته الطويلة إلى مرو التي تقع في منتهى الزاوية
الشمالية الشرقية من إيران ، وبذلك تنازل عن سياسة الأئمة الثلاثة الذين سبقوه ،
لأن الإمام لا يتمكن من قبول ولاية العهد دون أن يتورط في السياسة ، وقد قال : إنه
لا يرغب في ذلك إنما ينفذ الدعوة التي تلقاها.
وفي المعجزات
الكثيرة التي تنسب إليه ، يظهرونه بمظهر الرجل المفكر المحبوب فضلا عن شدة تقواه
التي يتطلبها مركزه ، فعن الريان بن صلت قال : لما أردت الخروج إلى العراق عزمت
على توديع الرضا. فقلت في نفسي : إذا ودعته سألته قميصا من ثياب جسده لأكفن به ، ودراهم
من ماله أصوغ به لبناتي خواتيم. فلما ودعته شغلني البكاء والأسى على فراقه عن
مسألة ذلك. فلما خرجت من بين يديه صاح بي : يا ريان ، ارجع. فرجعت. فقال لي : أما
تحب أن أدفع إليك قميصا من ثياب جسدي تكفن فيه إذا دنا أجلك؟ أو ما تحب أن أدفع
إليك دراهم تصوغ بها لبناتك خواتيم؟
فقلت : يا سيدي ،
قد كان في نفسي أن أسألك ذلك فمنعني الغم بفراقك. فرفع الوسادة وأخرج قميصا فدفعه
إلي ، ورفع جانب المصلى فأخرج دراهم فدفعها إلي. فعددتها فكانت ثلاثين درهما.
وروى البزنطي قال
: بعث إلى الرضا بحمار له فجئته ، فمكثت عامة الليل معه. فلما
أردت النهوض قال
لي : لا أظنك تقدر على العودة هذه الليلة. فقلت : نعم. أظن ذلك. قال : لا ، ومن
الخير أن تبيت الليلة هنا وعند الصباح اذهب على بركة الله. وأمر جاريته أن تفرش لي
فراشه. فبت في وسادته وكسائه وملحفته. فأصابني زهو في نفسي ، فإذا به يقول : يا
أحمد ، إن أمير المؤمنين أتى زيد (صعصعة) بن صوحان عائدا له ، فلما أراد أن يقوم
من عنده قال : يا زيد (صعصعة) بن صوحان ، لا تفتخر بعيادتي إياك وتواضع لله وتوكل
عليه.
وقال أبو محمد
الغفاري : لزمني دين ثقيل فقلت : ما لقضائه غير الرضا. فلما أصبحت أتيت منزله فاستأذنت
عليه ، فأذن لي. فلما دخلت قال لي ابتداء : يا أبا محمد قد عرفنا حاجتك وعلينا
قضاء دينك. فلما أمسينا أتى بطعام للإفطار ، فأكلنا. فقال : يا أبا محمد ، تبيت أو
تنصرف؟ فقلت : يا سيدي ، إن قضيت حاجتي فالانصراف أحب إلي. قال : فتناول من تحت
البساط قبضة فدفعها إلي. فخرجت فدنوت من السراج فإذا هي دنانير حمر وصفر ، فأول
دينار وقع في يدي رأيت نقشه كان عليه : يا أبا محمد الدنانير خمسون ، ستة وعشرون
منها لقضاء دينك ، وأربعة وعشرون لنفقة عيالك. فلما أصبحت فتشت الدنانير فلم أجد
ذلك الدينار ، وإذا هي لا تنقص شيئا.
وحج الإمام عند
خروجه من المدينة إلى مرو حجة وداع ، ثم توجه من المدينة إلى البصرة ولم يصل
الكوفة. ومن بغداد توجه شمالا قاطعا الجبال إلى قرمسين وهمدان ثم سار بمراحل قصيرة
إلى الري ، وهي مدينةRhages عند اليونان وخرائبها قرب طهران
اليوم. وتوجهت القافلة المنهوكة القوى شرقا وهي تحمل نور محمد حتى بلغت مدينة طوس
بعد شهر ، ومنها سارت إلى مرو في تركستان الحديثة. وقد يكون البطء في سفر الإمام
لطول الوقت الذي تقطع به القوافل ذلك الطريق بين بغداد ومرو ، فالمسافة تتراوح بين
شهرين وثلاثة أشهر ، وقد يكون ذلك لاستقبال الناس له في كل مكان استقبالا فخما.
وعند وصوله إلى
مرو كان الخليفة المأمون لا يزال مصرا على رأيه ، وقد أكرمه
إكراما عظيما
وأسكنه دارا فخمة.
ويتمسك كتاب
الشيعة بقولهم : إنه اضطر إلى قبول رأي المأمون. وقد أبدى رأيه بصراحة في تفضيله
الحياة الطليقة على قيود الحكم.
ويقول اليعقوبي :
إن المأمون بايع له بولاية العهد لسبع وعشرين خلون من شهر رمضان سنة ٢٠١ ه. وضربت
الدنانير والدراهم باسمه. وقد نقش عليها : ملك الله والدين ، المأمون أمير وخليفة
المؤمنين والرضا إمام المسلمين. ولم يكتف المأمون بذلك بل جمع ولد العباس في مرو ،
نساء ورجالا ، صغيرهم وكبيرهم ، فكان عددهم ثلاثة وثلاثين ألفا (والصحيح أنه أمر
بإحصائهم فقط وأنه أمر بجمع خواص الأولياء ـ المعرب) وقدم على الرضا وأجلسه بأعلى
المراتب ثم أخبرهم أنه نظر في ولد العباس وولد علي فلم يجد في وقته أحدا أفضل ولا
أحق بالأمر من علي بن موسى الرضا. وأخذ بيده وبايعه بولاية العهد ، وزوجه بابنته
أم حبيب ، وأمر بإزالة السواد من اللباس والاعلام ولبس الخضرة ، وهي شعار العلويين
، بينما كان السواد شعار العباسيين.
وانتهى ذلك إلى
الحزب العربي في بغداد ، وكان لا يميل إلى المأمون ، كما أعظمه من بالعراق من ولد
العباس ، إذ علموا أن فيه خروج الأمر عنهم ، فأجمعوا على خلع المأمون ومبايعة
إبراهيم بن المهدي عم المأمون. فبويع له لخمس خلون من المحرم سنة اثنتين ومائتين.
وجمع الفضل بن سهل
أثناء وجود الرضا مع المأمون في مرو مجلسا دعا إليه رؤساء الأديان من اليهود والنصارى
والمجوس ليسمع المأمون كلامه وكلامهم ، وفي الاجتماع الأول جلس الإمام مع المأمون
وأعقبته اجتماعات أخرى ، وجرت في أحدها مناظرة في علم الكلام والتوحيد اشترك فيها
سليمان المروزي في بغداد (الفصل ١٣) وجرت مناظرة أخرى في العصمة بين الإمام وعلي
بن محمد بن الجهم (الفصل ١٤) أعقبه مجلس آخر لإتمام البحث (الفصل ١٥). وقد اشترك
المأمون
في الموضوع
اشتراكا كبيرا.
ومن المؤسف أن
أخبار هذه المجادلات في المصادر الشيعية لم تكتب إلا بعد مأتي سنة من الحادث ،
فكان من السهل طبعا على الكاتب وهو ابن بابويه (المتوفى سنة ٤٣١ ه) أن ينسب
أقوالا مناسبة للإمام عن أن يخترع أجوبة وافية لخصومه ، اليهودي منهم أو النصراني
أو المجوسي على السواء.
ويجوز أن يكون
ثيودور أبو قرة أسقف حران هو الجاثليق المجهول الوارد ذكره في عدة مجالس ، وان
ذكره لمجادلة أمام المأمون صحيح ، غير أن أخباره مثل أخبار ابن بابويه ضعيفة جدا
فيما يختص بالجانب الآخر ، إذ بينما يذكر أحدهما بعض المعلومات غير الصحيحة عن
التوراة والإنجيل يذكر الآخر معلومات مثلها عن القرآن.
وبقي الإمام الرضا
في مرو مدة لا تزيد على السنة ، إذ أن المأمون عند ما سمع بمبايعة عمه إبراهيم
بالخلافة في بغداد قرر مغادرة خراسان وإثبات حقه بنفسه. فخرج في السنة نفسها (سنة
٢٠٢ ه) إلى العراق ومعه ، كما قال اليعقوبي. الرضا عليهالسلام وهو ولي عهده وذو الرياستين الفضل بن سهل وزيره. فلما صار
في سرخس (قومس) نزل الوزير مع المأمون فقتل وهو في الحمام ، قتله غالب الرومي
وسراج الخادم ، فقتلهما المأمون جميعا وقتل قوما معهما. يرجح الرأي القائل بأن
القتل كان بسبب حقد أعضاء الحزب العربي ، على رأي أن المأمون هو الذي دبر قتله
لشكه في أن الفضل كان يخفى عليه معلوماته عن سوء الوضع العسكري في العراق ولما صار
الجيش بعد يوم أو يومين إلى طوس توفي الرضا بقرية يقال لها النوقان أول سنة ٢٠٣.
ويقول اليعقوبي
الذي يمثل الرأي الشيعي : إن علته لم تكن غير ثلاثة أيام. فقيل إن علي بن هشام
أطعمه رمانا فيه سم ، وأظهر المأمون عليه جزعا شديدا.
إلى أن قال :
وقيل : إنه كان
مسموما ، والرواية المعروفة هي أنه أكل عنبا مسموما.
ويذكر ابن بابويه
عدة أسباب جعلت المأمون يسم الإمام الرضا ، ويبين الظروف التي نصب فيها الرضا ابنه
محمدا للإمامة بعده.
فمات الرضا ودفن
بعيدا عن المدينة ، بلد آبائه من أهل البيت ، فدفن في سناباذ على ميل من القرية
التي مات فيها ، ودفن في القبر الذي دفن فيه أشهر خلفاء بني العباس ، ففي البستان
نفسه دفن المأمون أباه هارون الرشيد قبل تسع سنوات ، فوقف هذه المرة في سفره الذي
تأجل طويلا إلى بغداد ، بنفس المكان ، وصلى على الإمام الذي أراد أن يجعله خليفة.
وقال في ص ١٧٨ :
كان لدفن الإمام
علي الرضا في مكان ناء مثل طوس ، نصيبه الكبير من الاهتمام في الأحاديث الشيعية. فيقال
: إن الرسول نفسه قال : ستدفن بضعة مني بأرض خراسان لا يزورها مؤمن إلا أوجب الله
له الجنة وحرم جسده على النار ، وما زارها مكروب إلا نفس الله كربته.
ويروى عن علي أمير
المؤمنين أنه كان عالما حق العلم بما سيكون ، حتى أنه قال مرة: سيسم أحد أولادي
ظلما بأرض خراسان ، اسمه كاسمي واسم أبيه موسى. وللتعويض عما سيناله هذا الولد
المعين من أولاده من الأذى أردف مؤكدا : من زار قبره غفر الله له ما تقدم من ذنبه
وما تأخر ولو كانت بعدد النجوم والقطر وأوراق الشجر.
ويقال إن موسى أبا
علي الرضا قال : سيقتل ولدي علي مسموما ظلما وعدوانا ويدفن بجانب قبر هارون
الرشيد. ثم قال : ومن زار ولدي عليا كان له عند الله كسبعين ألف حجة ومن زاره وبات
عنده كان كمن زار الله في عرشه. فقال له أحدهم : كمن زار الله في عرشه؟! قال :
نعم. إذا كان يوم القيامة كان على عرش الله أربعة من الأولين
وأربعة من الآخرين
، فأما الأربعة الذين هم من الأولين فنوح وإبراهيم وموسى وعيسى. وأما الأربعة
الذين هم من الآخرين فمحمد وعلي والحسن والحسين عليهمالسلام. ثم يمد المضمار فيقف معنا من زار قبور الأئمة ، إلا أن
أعلاهم درجة وأوفرهم حياة زوار قبر ولدي علي. ونرى كثيرا من هذه الأحاديث منقوشة
في الحضرة الرضوية في الوقت الحاضر ، ويرى الحديث الأخير على إفريز تجاه بوابة
نادر الذهبية.
صورة تاريخية مشهد
توفي الإمام الرضا
في طوس في أوائل القرن التاسع الميلادي ، وللذي كتبه اليعقوبي خلال النصف الأخير
من القرن نفسه ، يعود الفضل في تعريفنا أن اسم طوس كان يطلق حينئذ على المقاطعة
أكثر مما يطلق على مدينة معينة. وأشهر مدينتين كانتا في هذه المقاطعة هما نوقان
وطابران ، ونوقان هي مدينة طوس العظمى ، ويطلق عليها اسم طوس في أكثر الأحيان.
وبطوس قوم من العرب من طيء وغيرهم ، وأكثر أهلها عجم. وفي نوقان مات هارون الرشيد
والإمام الرضا. ثم أصبحت طابران بعدها مدينة طوس العظمى. ويؤيد كلام اليعقوبي
المراحل التي ذكرها ابن رستة من نيسابور إلى طوس ، وكانت نوقان منزلا من المنازل
بدلا من طابران.
ولما قدم هارون
الرشيد طوس نزل دار حميد بن قحطبة الطائي عامله هناك. وله دار وبستان في سناباذ
على ميل من نوقان ، فمات ودفن حسب وصيته في حجرة من الدار ، وأمر المأمون بن هارون
ببناء قبة فوق قبره. فلما مات الرضا في نوقان دفن بنفس الحجرة ، فقيل فيه : دخل دار
حميد بن قحطبة الطائي فدخل قبر هارون الرشيد.
ونسمع في القرن
العاشر بوجود قلعة إلى جوار طابران ، وهي بناء عظيم يرى من مسافات بعيدة ، كما
يقول المقدسي : وأسواق هذا النصف من المدينة عامرة. ونلاحظ أيضا بالعصر ذاته أن
القبور المجاورة لسناباذ كانت محاطة بسور في القرن
الرابع (العاشر).
ويذكر ابن حوقل وجود مشهد يزوره كثير من الناس. وبنى مسجد عند قبر الإمام الرضا
بأمر الأمير فائق عميد الدولة ، ولا يوجد أجمل منه في خراسان كلها ، على قول
المقدسي. وبنى قبر هارون الرشيد إلى جانب قبر الإمام ، وشيدت دور دور وسور في جوار
ذلك البستان ، وقد تخرب هذا البناء الجميل الذي وصفه كل من ابن حوقل والمقدسي ،
بعد مدة قصيرة من إتمامه بأمر الأمير سبكتكين تشديدا في مقاومة الشيعة. وظل البناء
خرابا سنين عديدة لم يجسر أحد على عمارته خوفا من الاضطهاد.
وفي أوائل القرن
الحادي عشر أمر السلطان محمود بن سبكتكين بتعمير مشهد الرضا وإقامة بناء فخم عليه
قبة عالية. ويقال إنه رأى أمير المؤمنين في المنام فعاتبه وقال له : إلى كم يدوم
هذا الحال؟ فعلم أنه يشير إلى قبر الرضا. وتم البناء بإشراف حاكم نيسابور سنة ١٠٠٩
م. ولكن هذا البناء تخرب أيضا بعد مدة قصيرة على يد القبائل التركية واللصوص. وكان
الخراب كاملا ، فلا توجد اليوم كتابة على بناء المشهد الحالي يرجع تاريخها إلى ما
قبل ذلك الدور.
وفي القرن الثاني
عشر أعاد أبو طاهر القمي في زمن السلطان سنجر السلجوقي تشييد البناء على نفقته
الخاصة أو نفقة السلطان. وبقي هذا البناء الجديد نحو مائة سنة حتى تخرب معظمه على
يد المغول ، ففي سنة ١٢٢٠ بعد أن ذبح تلكوخان سكان مدينة نيسابور فعل بطوس ما فعل
بنيسابور ، فخربت مدينة طوس (طابران القديمة) ونهب المشهد الذي كان فيه قبرا
الإمام علي الرضا وهارون الرشيد. ولم يتخرب المشهد كله ، إذ لا تزال بعض الكتابات
عند الضريح يرجع تاريخها إلى سنة ٦١٢ ه (١٢١٥) إلى قبل غزو المغول بخمس سنوات.
وأعيد بناء المشهد
في أوائل القرن الرابع عشر على زمن السلطان محمد الجايتو ، وهو أول من تشيع من
المغول ، فيذكر هوارث في كتابه تاريخ المغول أن أم الجايتو نشأت ابنها نشأة مسيحية
، فعمدته باسم نقولا. فلما ماتت أمه أقنعته زوجه بالدخول في
الإسلام. وكان
متمسكا بقواعد الدين الحنيف مع مراعاة أحكام ياسا غازان. وكانت الأموال التي تأتي
إلى المشهد تصرف حسب شروط الوقف لأصحابها. فلما تيسرت الأموال للمشهد أعيد بناء
قبر علي الرضا. وكان الجايتو كثير التنقل من مذهب إلى مذهب ، وقد أساءه كثيرا
الجدال بين الحنفية والشافعية حول قواعد النكاح ، غير أننا نرى على السكة التي
ضربت في أواخر أيامه نقش اسم علي وذكر الأئمة الإثني عشر.
وزار ابن بطوطة في
القرن الرابع عشر المشهد بعد تجديد بنائه بسنوات (١٣٣٣ م) فيذكر أنه وجد المشهد
مدينة كبيرة ضخمة كثيرة الفواكه والمشهد عليه قبة عظيمة على بابها ستر حرير. وعلى
القبة قناديل فضة معلقة وإزاء هذا القبر قبر هارون الرشيد. وعليه دكانة يضعون
عليها الشمعدانات. وإذا دخل الرافضي للزيارة ضرب قبر الرشيد برجله وسلم على الرضا.
ويشير المستوفي ، وهو معاصر لابن بطوطة ، إلى سناباذ باسم المشهد ويقول عنها :
إنها مدينة صغيرة ، ويذكر حب أهلها للغرباء وكثرة الفواكه بها.
ولم يمض زمن طويل
على ذلك حتى أخذ تيمور لنك يشن غاراته على خراسان سنة ١٣٨٠ م. فأصاب طوس والمشهد
الكثير من الضرر. ومن حسن الحظ أن شاهرخ ابن تيمور عين حاكما لخراسان فأعاد
تعميرها. وكان يفكر ، بعد وفاة تيمور ، وعلى الأخص في زمن ثورة سمرقند ، بضرورة
تعمير البلاد التي تم له الاستيلاء عليها. فقرر في سنة ١٤٠٥ إعادة بناء طوس أولا ،
غير أنه وجد أن الذين نجوا من السيف منها قد انتقلوا إلى سناباذ وبنوا لهم بيوتا
من الطين فيها ، وقد حاول عماله إقناعهم بالرجوع فلم ينجحوا لأنهم لاذوا بالإمام ،
واستأذنوا من شاهرخ في بناء سور وحصون حول بيوتهم ، فصار هذا المكان مدينة المشهد
الشهيرة. وأهملت طوس ، وهي التي كانت مكان طابران القديمة ، إهمالا تاما.
وتبرعت زوجة
الشاهرخ بالمال اللازم لبناء مسجد فخم لا زال يعرف باسمها ، وهو مسجد جوهر شاه ، و
«أفخم مسجد في أسيا الوسطى». ولا زال اسمها موجودا على الكتابات على البناء ، ونرى
كتابات أخرى تنسب إكمال البناء والتزيين إلى الشاه
سلطان حسين الصفوي
، ونقرأ في بعض الكتابات التي يرجع عهدها إلى سنة ٨٢١ ه ، وهو عصر جوهر شاه ،
حديثا ينسب إلى الرسول وهو : المؤمن في المسجد كالسمكة في الماء أما الكافر فهو
كالدجاجة في الكن.
وليس ما يدل على
حدوث تلف آخر في مشهد الرضا بعد ذلك. اللهم إلا ما حدث من الزلازل ، فانشق جدار
البناء الرئيس على زمن الشاه سليمان الأول الصفوي. وكان السيرجون جادرين في أصفهان
عند ما وردت الأخبار بحدوث الزلازل فكتب في مذكراته ليوم ١١ آب ١٦٧٣ م. ما يلي :
وجاء خبران سيئان مترادفان يوم ١١ وهو أن ثلثي مدينة المشهد عاصمة خراسان وهي بنفس
المقاطعة ، ونصف نيسابور وهي مدينة عظيمة بنفس المقاطعة ، ومدينة أخرى صغيرة قربها
قد تهدمت بالزلزال. وكان ما أحزن قلوب الإيرانيين عموما والمتدينين منهم خصوصا هو
التخريب الذي حدث في حضرة المشهد حيث قبر الإمام الرضا ، وهو مسجد جميل مشهور في
الشرق قاطبة ، فقد تصدعت القبة ، وسلمت وجهة البناء نوعا ما. فأرسل الشاه معتمدا
من قبله ليرى بنفسه مقدار ما تخرب ، ثم أعقبه بشخصين آخرين وزودهما بأوامر إلى
عمال المقاطعة ، لملافاة هذه المصيبة الكبرى.
وكتب جادرين أيضا
بعد ذلك بشهرين : وفي اليوم التاسع من شهر تشرين الأول ذهبت إلى دار صاغة الملك في
القصر الملكي لأشاهد صنع الصفائح الذهبية على شكل طوابيق يغطى بها سطح قبة حضرة
الإمام الرضا بالمشهد ، وهي القبة التي هدمتها الزلازل كما ذكرت آنفا. وقد استخدم
ألف رجل كما قلنا في ترميم بناء المسجد. وهم يعملون بهمة ونشاط. فلا ينتهي شهر
كانون الأول حتى ينتهي معه عملهم. وهذه الصفائح هي من النحاس مربعة الشكل عرضها ١٠
عقد وطولها ١٦ وثخنها بثخن كراونين (العملة الأنكليزية المعروفة) وتحتها قضيبان
عرض كل منهما ٣ عقد ، متصلان بعضهما ببعض على شكل صليب فيغرسا بالتسييع لتمسك
بالطوابيق ، وقد ذهب وجه الطابوقة بطبقة من الذهب ذات كثافة تظهر بها كأنها قطعة
مصمتة من
الذهب. واستهلكت
كل طابوقة ما وزنه ٣ دوقات وربع كلدنك وكلفت ما قيمته ١٠ كراونات. وأخبرني رئيس
الصاغة وهو الناظر على العمل ، بأنهم أمروا بصنع ٣٠٠٠ طابوقة.
ورممت القبة
الذهبية بأمر الشاه سليمان وفي زمنه كما يظهر من الكتابات على القبة نفسها ، وقد
جاء في آخر هذه الكتابة : «إن الشاه سليمان الحسيني قد تمكن من كسوة هذه القبة
السماوية بالذهب وزينها وعمرها بعد ما أصابها من الضرر بزلزال عظيم في هذا المكان
المقدس سنة ١٠٨٦ ـ ١٦٧٣». وتذكر الكتابة على الباب المؤدية إلى المسجد من البوابة
الذهبية أن الشاه سليمان أمر بترميم مسجد جوهر شاه بالوقت نفسه.
وعلى الافريز في
داخل البوابة الذهبية كتابة تخلد أن الشاه عباس الكبير أذن له أن يمشي على قدميه
من أصفهان دار السلطنة زائرا المشهد وقد أسعده الحظ في الاشتراك بتزيين هذه القبة
من ماله الحلال سنة ١٠١٠ ـ ١٠٦١ وتم العمل سنة ١٠١٦ ـ ١٠٦٧. وفي القرن الثامن عشر
أمر نادر شاه بترميم القبة الذهبية وأهدى هدايا كثيرة إلى المشهد.
وأهم ما أهداه
الشاهات القاجاريون هو قاعة الاستقبال والبوابة الذهبية ، وقد أهداها فتح علي شاه
، ثم حسنها وزينها ناصر الدين شاه سنة ١٢٥٠ ـ ١٨٤٨.
وآخر تلف مهم حدث
في المشهد هو ما كان نتيجة القصف الروسي سنة ١٩١١. فقد أغار على المدينة جماعة من
اللصوص فنهبوها والتجئوا إلى حرم المشهد وأعلنوا عصيانهم على الحكومة الدستورية ،
ولما كانت الحكومة الإيرانية ضعيفة آنئذ فيقال إنها خولت الروس الذين كانت لهم
قوات كبيرة في خراسان أن يعيدوا الأمن إلى نصابه ، فقصف الروس الحضرة الرضوية ،
حيث التجأ الثوار ، بالمدافع من موضع مناسب خارج المدينة. ولم تمض دقائق معدودات
حتى تلف قسم كبير من القبة والأبنية العالية وقتل نحو مائة من الأبرياء العزل ،
وتمكن اللصوص من التسرب إلى
خارج المدينة
والخلاص. واستاء الإيرانيون من هذا العمل استياء كبيرا. فهم يقيمون له ذكرى سنوية.
ويذكرون ما أصاب روسيا منذ ١٩١١ من العقاب الإلهي لإهانتهم حرمة الإمام الرضا ،
فلم يكتفوا بإطلاق النار عليه بل شغلوه عدة أيام ، فكانوا يدخلون إلى الحرم
بأحذيتهم ومعهم كلابهم.
حب الناس للإمام الرضا
إن المصائب التي
مرت بالمشهد قد زادت في الحب الذي يظهره الناس عامة للإمام الرضا. ولا عجب في
مدينة مقدسة هي أبعد المدن عن التأثير السني أن تتجسم فيها الأخبار بعد سنوات
طويلة وتتخذ أشكالا وصورا غريبة ، وأن تنسب للإمام أعمال عجيبة كثيرة ، فقد أمطرت
السماء إجابة لدعائه ، وكان يذكر وجهة كل غمامة ومسقطها ، وأخرج قطعة ذهبية من
النقود من صخرة بعد أن حكها بخشبة ، وأنه أخبر عبد الله بن المغيرة عن دعاء دعا به
في مكة ، وأنه كان يعلم ما بقلوب الناس فأخبر الكثيرين منهم. وكان يعلم بساعة موت
كل إنسان. وأنبت الخضرة في وسط الشتاء في بستان أحدهم وأنضج العنب. والساعة
الثالثة من النهار عنده ساعة مقدسة. وهم يستعينون به على الأسفار بالبر والبحر
وعلى ما يقاسونه من آلام التغرب ، ذلك إلى أن هذا المشهد هو أبعد المشاهد عن مركز
الثقافة الإسلامية ، ولا يمكن بلوغه إلا بعد سفر طويل مضن يقطع فيه المسافر نحو
٨٠٠ أو ٩٠٠ ميل. وما في هذه المشقة من الأجر في زيارة الإمام الرضا في المشهد
البعيد.
وصف المشهد المقدس
يمتد شارع مركزي
من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي على طول المدينة فيدخل الزائر إلى الحضرة من
البابين العلوي والسفلى لهذا الشارع ، أو من طريق
السوق المسقف.
وتجري ساقية ماء في وسط الشارع الرئيس. وقد نمت أشجار الدلب التي غرست هنا قبل
سنوات كثيرة عند ما رآها فريزر سنة ١٣٨٥. ووصفها بأنها نمت «بعض الأشجار المكافحة
الباقية» نموا هائلا حتى سقط كثير منها. وفتح شارع يدور بالحضرة لتسهيل المرور.
وأزال فتح النصف الجنوبي من هذا الشارع أبنية مزدحمة قذرة كحمامات وخانات ، كانت
مصدر خطر على صحة المدينة ، وشق النصف الشمالي من هذا الشارع وسط مقبرة واسعة تضم
أجداث أجيال عديدة من الشيعة ، وهم يعتقدون اعتقادا جازما بأنهم سيقومون يوم
القيامة مع الإمام خالصين من الذنوب كما ولدتهم أمهاتهم ، بفضل شفاعته ، وقد حفرت
الحفر التي على جانبي الشارع لغرس الأشجار خلال ٦ أو ٨ طبقات من القبور ، وقد أخذت
أحجارها لرصف الشارع ، وتجري إحالة المقبرة التي تبلغ مساحتها نحو عشر أفدنة في
الشمال ، إلى حديقة يخترقها شارع الطبسي الجديد الذي يمتد من الحضرة إلى قلب
المدينة الذي هو نوقان القديمة.
وعند بلوغ الحاجز
في الشارع الأعلى الذي لا يجوز للعجلات أو غير المؤمنين اجتيازه ، يرى الناظر
نقوشا كاشانية دقيقة على قوس الباب المؤدية إلى السجن القديم الذي تبلغ مساحته
٣٧٧% ١٠٥ أقدام. وخلف هذا المدخل برج ساعة يكاد أن يكون خاليا من الفن ، وتدق
الساعات وأنصاف الساعات حسب التوقيت العربي. وعبر الصحن القديم مدخل مشابه آخر
يؤدي إلى الشارع الأسفل ويعلوه برج آخر دون ساعة ، يستعمله النقارون لقرع النقارات
ونفخ الأبواق عند طلوع الشمس وغروبها ويسمى هذا المكان بالنقارخانه ، وقرع
النقارات لطلوع الشمس وغروبها وللسلام الملكي من العادات القديمة جدا في إيران.
ويندهش الزائر عند دخول الصحن القديم لرؤية الذهب الساطع فوق القبة العالية.
ويزداد التأثر بمنظر المنائر البراقة الكائنة فوق البوابة الذهبية ، والمنائر
المقابلة لها الكائنة فوق بوابة عباس.
وفي منتصف وسط
الصحن منحرفا إلى الغرب حوض ماء تجري إليه المياه من
خزان نظيف يقع في
الجانب الغربي من المدينة ، وليس من الساقية التي تمر بالشارع.
وتتصل الساحة
الكبيرة وراء الصحن القديم بالبناء الأصلي للحضرة الذي يحتوي على ١٥ غرفة وحجرات
عدة وأروقة. أما غرفة الضريح فمربعة ، طول ضلعها ٣٤ قدما ترتفع فوقها القبة
الذهبية إلى علو ٨٢ قدما.
إلى آخر ما قال.
ومنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها
سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٩١ ط دار الكتب العلمية
في بيروت) قال :
ذكر جماعة من
أصحاب السير ورواة الأخبار بأيام الخلفاء أن المأمون لما أراد ولاية العهد للرضا
وحدث نفسه بذلك ، وعزم عليه أحضر الفضل بن سهل وأخبره بما عزم عليه وأمره بمشاورة
أخيه الحسن في ذلك ، فاجتمعا وحضرا عند المأمون فجعل الحسن يعظم ذلك عليه ويعرفه
ما في خروج الأمر عن أهل بيته ، فقال المأمون : إني عاهدت الله تعالى أني إن ظفرت
بالمخلوع سلمت الخلافة إلى أفضل بني طالب وهو أفضلهم ولا بد من ذلك.
فلما رأيا تصميمه
وعزيمته على ذلك أمسكا عن معارضته فقال :
تذهبان الآن إليه
، وتخبرانه بذلك عني ، وتلزمانه به ، فذهبا إلى علي الرضا وأخبراه بذلك وألزماه.
فامتنع فلم يزالا به حتى أجاب على أنه لا يأمر ولا ينهى ولا يعزل ولا يولي ، ولا
يتكلم بين اثنين في حكومة ولا يغير شيئا مما هو قائم على أصله ، فأجابه المأمون
إلى ذلك.
ثم إن المأمون جلس
مجلسا خاصا لخواص أهل دولته من الأمراء والوزراء والحجاب والكتاب وأهل الحل والعقد
، وكان ذلك في يوم الخميس لخمس خلون من شهر رمضان سنة إحدى ومائتين وأحضرهم.
فلما حضروا قال
للمفضل بن سهل : أخبر الجماعة الحاضرين برأي أمير المؤمنين في الرضا علي بن موسى
وأنه ولاه عهده ، وأمرهم بلبس الخضرة والعودة لبيعته في الخميس.
فحضروا وجلسوا على
حسب طبقاتهم ومنازلهم كل في موضعه ، وجلس المأمون ثم جيء بالرضا فجلس بين وسادتين
عظيمتين وضعتا له ، وهو لابس الخضرة وعلى رأسه عمامة متقلد بسيف.
فأمر المأمون ابنه
العباس بالقيام إليه ومبايعته أول الناس ، فرفع الرضا يده وجعلها من فوق. فقال
المأمون : ابسط يدك ، فقال له الرضا : هكذا كان يبايع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ويده فوق أيديهم. فقال : افعل ما ترى.
ثم وضعت بدر
الدراهم والدنانير ، وبقج الثياب والخلع ، وقام الخطباء والشعراء وذكروا ما كان من
أمر المأمون من ولاية عهده للرضا وذكروا فضل الرضا ، وفرقت الصلات والجوائز على
الحاضرين على قدر مراتبهم. وأول من بدئ به العلويون ثم العباسيون ثم باقي الناس
على قدر منازلهم ومراتبهم. ثم إن المأمون قال للرضا : قم فاخطب الناس ، فقام فحمد
الله وأثنى عليه وثنى بذكر نبيه محمد صلىاللهعليهوسلم فصلى عليه وقال : أيها الناس إن لنا عليكم حقا برسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولكم علينا حق به ، فإذا أديتم ذلك ، وجب لكم علينا
الحكم والسلام.
ولم يسمع منه في
هذا المجلس غير هذا وخطب للرضا بولاية العهد في كل بلد. وصورة كتاب العهد الذي
كتبه المأمون بخطه للرضا مذكورة في كتاب «نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي
المختار» فمن شاء فليطلع عليها لأنها طويلة جدا ولا محل لذكرها هنا.
وهذا نص العهد
الذي كتبه المأمون للرضا عليهالسلام :
رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل
المعاصر أحمد زكي صفوت وكيل كلية دار العلوم جامعة القاهرة سابقا في «جمهرة رسائل
العرب في العصور العربية الزاهرة» (ج ٣ ص ٣٤٠ ط المكتبة العلمية ، بيروت) قال نقلا
عن صبح الأعشى :
وفي سنة ٢٠١ ه
جعل المأمون ـ وهو بخراسان ـ علي بن موسى بن جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب رضياللهعنه ولي عهد المسلمين والخليفة من بعده وسماه الرضا من آل محمد
صلىاللهعليهوسلم ، وكتب له كتابا بخطه ، وذلك أنه نظر في بني العباس وبني
علي ، فلم يجد أحدا هو أفضل ولا أورع ولا أعلم منه ، وأمر الناس بطرح السواد ولبس
ثياب الخضرة ، وكتب بذلك إلى الآفاق.
وهذه نسخة عهده
علي بن موسى :
هذا كتاب كتبه عبد
الله بن هارون الرشيد أمير المؤمنين بيده لعلي بن موسى بن جعفر ولي عهده.
أما بعد : فإن
الله عزوجل اصطفى الإسلام دينا ، واصطفى له من عباده رسلا دالين عليه
، وهادين إليه ، يبشر أولهم بآخرهم ويصدق تاليهم ماضيهم ، حتى انتهت نبوة الله إلى
محمد صلىاللهعليهوسلم ، على فترة من الرسل ، ودروس من العلم ، وانقطاع من الوحي
، واقتراب من الساعة ، فختم الله به النبيين ، وجعله شاهدا لهم ومهيمنا عليهم ،
وأنزل عليه كتابه العزيز الذي (لا يَأْتِيهِ
الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ
حَمِيدٍ) فأحل وحرّم ، ووعد وأوعد ، وحذّر وأنذر ، وأمر ونهى ،
لتكون له الحجة البالغة على خلقه ، و (لِيَهْلِكَ مَنْ
هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللهَ
لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ) فبلغ عن الله رسالته ، ودعا إلى سبيله بما أمره به من
الحكمة والموعظة الحسنة ، والمجادلة بالتي هي أحسن ، ثم بالجهاد والغلظة حتى قبضه
الله إليه واختار له ما عنده صلى الله عليه.
فلما انقضت النبوة
وختم الله بمحمد صلىاللهعليهوسلم الوحي والرسالة جعل قوام الدين ونظام أمر المسلمين
بالخلافة وإتمامها وعزها والقيام بحق الله فيها ،
بالطاعة التي تقام
بها فرائض الله وحدوده ، وشرائع الإسلام وسننه ، ويجاهد بها عدوه ، فعلى خلفاء
الله طاعته فيما استحفظهم واسترعاهم من دينه وعباده ، وعلى المسلمين طاعة خلفائهم
ومعاونتهم على إقامة حق الله وعدله ، وأمن السبل ، وحقن الدماء ، وصلاح ذات البين
وجمع الألفة ، وفي إخلال ذلك اضطراب حبل المسلمين واختلالهم ، واختلاف ملتهم ،
وقهر دينهم ، واستعلاء عدوهم ، وتفرق الكلمة ، وخسران الدنيا والآخرة. فحق على من
استخلفه الله في أرضه وأتمنه على خلقه ، أن يؤثر ما فيه رضا الله وطاعته ، ويعدل
فيما الله واقفه عليه ، وسائله عنه ، ويحكم بالحق ويعمل بالعدل فيما حمّله الله
وقلّده ، فإن الله عزوجل يقول لنبيه داود عليهالسلام : (يا داوُدُ إِنَّا
جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا
تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ
عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ) وقال عزوجل : (فَوَ رَبِّكَ
لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ) وبلغنا أن عمر بن الخطاب قال : لو ضاعت سخلة بجانب الفرات
لتخوفت أن يسألني الله عنها. وايم الله إن المسئول عن خاصة نفسه ، الموقوف على
عمله ، فيما بين الله وبينه ، لمتعرض لأمر كبير ، وعلى خطر عظيم ، فكيف بالمسؤول
عن رعاية الأمة؟ وبالله الثقة ، وإليه المفزع والرغبة في التوفيق مع العصمة ،
والتسديد والهداية إلى ما فيه ثبوت الحجة ، والفوز من الله بالرضوان والرحمة.
وأنظر الأئمة
لنفسه ، وأنصحهم في دينه وعباده وخلافته في أرضه من عمل بطاعة الله وكتابه وسنة
نبيه عليهالسلام في مدة أيامه ، واجتهد وأجهد رأيه ونظره فيمن يوليه عهده ،
ويختاره لإمامة المسلمين ورعايتهم بعده ، وينصبه علما لهم ، ومفزعا في جمع ألفتهم
، ولمّ شعثهم ، وحقن دمائهم ، والأمن بإذن الله من فرقتهم ، وفساد ذات بينهم
واختلافهم ، ورفع نزغ الشيطان وكيده عنهم ، فإن الله عزوجل جعل العهد بالخلافة من تمام أمر الإسلام وكماله وعزه وصلاح
أهله ، وألهم خلفاءه من توسيده لمن يختارونه له من بعدهم ، ما عظمت به النعمة ،
وشملت منه العافية ،
ونقض الله بذلك
مرّ أهل الشقاق والعداوة ، والسعي في الفرقة والرفض للفتنة.
ولم يزل أمير
المؤمنين منذ أفضت إليه الخلافة فاختبر بشاعة مذاقتها ، وثقل محملها وشدة مئونتها
، وما يجب على من تقلدها من ارتباط طاعة الله ومراقبته فيما حمله منها ، فأنصب
بدنه ، وأسهر عينه ، وأطال فكره فيما فيه عز الدين ، وقمع المشركين ، وصلاح الأمة
ونشر العدل ، وإقامة الكتاب والسنة ، ومنعه ذلك من الخفض والدعة بهنيّ العيش ،
علما بما الله سائله عنه ، ومحبة أن يلقى الله مناصحة في دينه وعباده ، ومختارا
لولاية عهده ، ورعاية الأمة من بعده أفضل من يقدر عليه في دينه وورعه وعلمه ،
وأرجاهم للقيام بأمر الله وحقه ، مناحيا لله بالاستخارة في ذلك ، ويسأله إلهامه ما
فيه رضاه وطاعته في ليله ونهاره ، ومعملا في طلبه والتماسه من أهل بيته من ولد عبد
الله بن العباس وعلي بن أبي طالب فكره ونظره ، ومقتصرا فيمن علم حاله ومذهبه منهم
على علمه مبالغا في المسألة عمن خفي أمره جهده وطاقته حتى أقصى أمورهم بمعرفته ،
وابتلى أخبارهم مشاهدة ، وكشف ما عندهم مساءلة ، فكانت خيرته بعد استخارته لله
وإجهاده نفسه في قضاء حقه وبلاده ، من البيتين جميعا : علي بن موسى بن جعفر بن
محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب لما رأى من فضله البارع وعلمه الناصع
وورعه الظاهر وزهده الخالص وتخليه من الدنيا وتسلمه من الناس ، وقد استبان له ما
لم تزل الأخبار عليه متواطئة ، والألسن عليه متفقة ، والكلمة فيه جامعة ، ولما لم
يزل يعرفه به من الفضل يافعا وناشئا وحدثا ومكتهلا ، فعقد له بالعقد والخلافة
إيثارا لله والدين ، ونظرا للمسلمين ، وطلبا للسلامة وثبات الحجة والنجاة في اليوم
الذي يقوم الناس فيه لرب العالمين.
ودعا أمير
المؤمنين ولده وأهل بيته وخاصته وقواده وخدمه ، فبايعوه مسرعين مسرورين ، عالمين
بإيثار أمير المؤمنين طاعة الله على الهوى في ولده وغيرهم ، ممن هو أشبك به رحما ،
وأقرب قرابة ، وسماه الرّضيّ إذ كان رضيّا عند أمير المؤمنين.
فبايعوا معشر بيت
أمير المؤمنين ومن بالمدينة المحروسة من قواده وجنده وعامة
المسلمين الرضيّ
من بعده على اسم الله وبركته وحسن قضائه لدينه وعباده ، بيعة مبسوطة إليها أيديكم
، منشرحة لها صدوركم ، عالمين بما أراد أمير المؤمنين بها ، وآثر طاعة الله والنظر
لنفسه ولكم فيها ، شاكرين لله على ما ألهم أمير المؤمنين من نصاحته في رعايتكم ،
وحرصه على رشدكم وصلاحكم ، راجين عائده في ذلك في جمع ألفتكم ، وحقن دمائكم ، ولمّ
شعثكم ، وسدّ ثغوركم ، وقوة دينكم ، ورغم عدوكم ، واستقامة أموركم ، وسارعوا إلى
طاعة الله وطاعة أمير المؤمنين ، فإنه الأمر إن سارعتم إليه ، وحمدتم الله عليه ،
عرفتم الحظ فيه إن شاء الله تعالى.
ومنهم العلامة
العارف الشيخ محيي الدين ابن العربي في «المناقب» المطبوع في آخر «وسيلة الخادم
إلى المخدوم» للشيخ فضل الله بن روزبهان الاصفهاني (ص ٢٩٦ ط قم) قال :
وعلى السر الإلهي
والرائي للحقائق كما هي النور اللاهوتي والإنسان الجبروتي والأصل الملكوتي والعالم
الناسوتي مصداق معلم المطلق والشاهد الغيبي المحقق ، روح الأرواح وحياة الأشباح ،
هندسة الموجود الطيار في المنشئات الوجود كهف النفوس القدسية ، غوث الأقطاب
الإنسية ، الحجة القاطعة الربانية ، محقق الحقائق الإمكانية ، أزل الأبديات وأبد
الأزليات ، الكنز الغيبي والكتاب اللاريبي ، قرآن المجملات الأحدية وفرقان
المفصلات الواحدية ، إمام الورى ، بدر الدجى أبي محمد علي بن موسى الرضا عليهالسلام.
ومنهم العلامة فضل
الله بن روزبهان الخنجي الأصفهاني المتوفى سنة ٩٢٧ في «مهماننامه بخارا» (ص ٢٣٦ ط
طهران) قال :
ذكر فضيلت زيارت امام علي بن موسى سلام الله عليه وتحيته ورضوانه
وصف ومدح امام الثامن الضامن على بن موسى الرضا
سلام الله عليه وذكر قبر مبارك او
واما زيارت قبر
مكرم ومرقد معظم حضرت امام أئمة الهدى سلطان الانس والجن امام على بن موسى الرضا
الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الحسين الشهيد بن
على المرتضى صلوات الله وسلامه على سيدنا محمد وآله الكرام سيما الآية النظام ستة
آبائه كلهم أفضل من يشرب صوب الغمام ، ترياق اكبر محبان است وموجب حيات دل وجان
است مرادات همه عالم از آن درگاه با بركات حاصل وفي الواقع ربع ميمونش توان گفت كه
از اشرف منازل است آن مقام مبارك تمامى اوقات مقرون به تلاوت كلام مجيد است وتوان
گفت كه معبديست از معابد اسلام. هرگز آن مرقد عالى از طاعت نيازمندان خالى نيست
وچگونه چنين نباشد وحال آنكه تربت حضرت امامى است كه اوست مظهر علوم نبوي ووارث
صفات مصطفوى وامام بر حق ورهنماى مطلق وصاحب زمان امامت خود ووارث نبوت بحق
استقامت خود.
بيت
هزار دفتر اگر
در مناقبش گويند
|
|
هنوز ره به كمال
على نشايد برد
|
وسابقا كه عزم
زيارت مشهد مقدس حضرت امام بود اين قصيده صورت نظم يافته بود ودر اين مقام ادراج
او مناسب است زيرا كه ملايم زيارت آن صاحب مناقب است.
قصيده در منقبت امام ثامن ولى ضامن امام ابو الحسن
على بن موسى الرضا صلوات الله عليه وسلامه
ز گل نسيم تو
جويد دل چو غنچه من
|
|
كه يوسف است
مرادم ز بوى پيراهن
|
تو نو گلى ومنم
جانگداز كوره غم
|
|
تو يوسفى ومنم
مبتلاى چاه حزن
|
رواست با رخ تو
ترك ديدن خورشيد
|
|
خطاست بى خط تو
ياد آهويان ختن
|
به قصد كشتن
احباب زلف را مگشا
|
|
پى شكست دل خسته
طره را مشكن
|
سرم چو حق تو شد
در ره وفادارى
|
|
بيا وحق خود آخر
ز گردنم بفكن
|
ز زلف كج كه رخت
راست مى كند چوگان
|
|
دلم فتاده چو
گويى درون چاه ذقن
|
ز جور چين سر
زلف كافرت شايد
|
|
كه من بدرگه
سلطان دين كنم مأمن
|
امام روضه رضوان
على بن موسى
|
|
رضا وراضى ومرضى
ومرتضاى زمن
|
همام وهادى
ومهدى وهاشمى هيئت
|
|
امام وآمر
ومشكور ومكه مسكن
|
بزرگ اهل هدايت
بعلم وحلم وكرم
|
|
حبيب اهل روايت
به اتفاق حسن
|
مرا دليست بسوى
وصال او مايل
|
|
مرا رخيست بخال
رهش نهاده ذقن
|
اگر ز خار ره
وصل او كشم خوارى
|
|
بديده خار رهش
را نهم بجاى سمن
|
چو شمع آتش شوقش
مرا برافروزد
|
|
تنم بود دل
مشتاق را بجاى لگن
|
ز دست قدرت
وبازوى شاه عالى قدر
|
|
روايتى دهمت در
سخن چو درّ عدن
|
چو زهر قاتل
اعدا گرفت حضرت را
|
|
براه موت ببايست
پيشكى رفتن
|
ز محرمان در
خويش بنده اى را گفت
|
|
كه من چو روح
روان را جدا كنم ز بدن
|
براى مدفن من
اين محلّ قبرم را
|
|
شكاف ونيك نظر
كن كه هست منزل تن
|
در او ببين كه
يكى چشمه ايست روح فزا
|
|
كه هست منبع او
جنت اله منن
|
نهاده تخت وز
سندس لباس من پيدا
|
|
روان بيار ومرا
ساز از آن لباس كفن
|
پسم بيار در اين
روضه بهشت برين
|
|
ز قبر ساز تن
اشرف مرا مكمن
|
روايتى است كه
بعد از وفات شاه رضا
|
|
ز بهر قبر
گشودند منزل احسن
|
نمود تخت بهشت
ولباس اخضر او
|
|
چنانچه گفته
بدان شاه آشكار وعلن
|
چو سرو روضه آن
قبر ساخت مسكن خويش
|
|
برست از غم
وآزار اين سراى حزن
|
بسوى موطن اصلى
خويش راجع شد
|
|
همين بود بر
ارباب فهم حب وطن
|
بقول شاه على
رضى بهشت بود
|
|
محل قبر شريفش
زهى بيان حسن
|
كسى كه ميل
بهشتش بود در اين عالم
|
|
بگو كه بوسه ده
اين خاك را بروى ودهن
|
مهيمنا به حبيب
محمد عربي
|
|
به حق شاه ولايت
على عالى فن
|
به هر دو سبط
مبارك به شاه زين عباد
|
|
به حق باقر
وصادق به كاظم احسن
|
به حق شاه رضا
ساكن حظيره قدس
|
|
به حق شاه تقى
ونقى صبور محن
|
به حق عسكري
وحجت خدا مهدى
|
|
كز اين دوازدهم
ده نجات روح وبدن
|
فداى خاك رضا
باد صد روان أمين
|
|
كه اوست چاره
درد وشفيع زلت من
|
ومنهم العلامة
المذكور آنفا في «وسيلة الخادم إلى المخدوم در شرح صلوات چهارده معصوم» (ص ٢١١ ط
كتابخانه عمومى آية الله العظمى نجفى بقم) قال :
اللهم وصل وسلم
على الإمام الثامن
ودرود وصلوات ده
وسلام فرست بر امام هشتم.
از اينجا شروع در
صلوات است بر امام على بن موسى الرضا عليهالسلام كه امام هشتم است وبعد از پدر خود امام موسى كاظم عليهالسلام ، آن حضرت امام به حق است بى خلاف. ومناقب وفضائل آن حضرت
را نهايتي نيست ، ودر ميان ائمه ، آن حضرت را اختصاص تمام هست بيشتر انواع علوم
غريبه وآثار عجيبة ، تا به غايتي كه در بعضى روايات آمده. در حديث دوازده امام كه
حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم فرمود ثامنهم قائمهم ، هشتمين ايشان قائم ايشان خواهد بود
زيرا كه كلمات ومناقب وفضائل آن حضرت بسيار ظاهر ومشهور ومعروف بوده وهمه طوائف
امت از عرفا وعلما وحكما از علوم آن حضرت بهره مى برده اند وآثار امامت ووراثت
نبوت ووصايت در آن حضرت ظاهر بوده.
السيد الحسنان
السند البرهان حجة الله على الإنس والجان
آن حضرت مهتر نيكو
خصال نيكوكار نيكو سيرت است. واين اشارت است بدانكه آن حضرت جامع انواع محاسن صورى
ومعنوي ومكارم خلقى وخلقى بود وگويا نيكويى ، صفت ذات اوست واحسان صناعت وپيشه او.
وآن حضرت سند وبرهان است كه به مردمان قائم گشته بجهت اظهار حق. وآن حضرت حجت خداى
تعالى است بر انس وجان ، واين اشارت است به آنچه از اوصاف ائمه هدى است كه ايشان
حجت خداى تعالى اند بر انس وجن.
روايت كرده اند كه
همچنان كه انسان از آن حضرت تلقى علوم ومعارف مى كرده اند ، جن در صحبت آن حضرت
حاضر مى شده اند وعلوم ومعارف از آن حضرت فرا مى گرفته اند وقواعد دين مى آموخته
اند. پس آن حضرت حجت خداى
تعالى باشد بر انس
وجن.
الذي هو لجند
الأولياء سلطان
آن حضرت آن كسى
است كه مر لشكر اوليا را سلطان وپادشاه است. واين اشارت است بدانكه جميع اولياى
عالم در تحت لواى سلطنت امامت آن حضرتند وهمه متابع وخادم وموالي آن حضرت بوده
اند. چنانچه روايت كرده اند كه شيخ معروف كرخى كه بزرگ ومقتداى مشايخ طبقات است
واوصاف كمالات وكرامات او مشهور ومذكور عالم است وقبر او محل استجابت دعاست ،
چنانچه گفته اند : قبر معروف كرخى ترياق مجرب است ، از جمله خادمان آستان حضرت
امام على موسى الرضا بوده.
گويند : نوبتى آب
بغداد كه آن را شط مى گويند طغيانى عظيم نمود چنانچه نزديك بود كه تمامى بغداد را
آب ببرد ومردمان را تزلزل واضطراب عظيم پيدا شد. به خدمت معروف كرخى رحمهالله آمدند واز او در خواست نمودند كه دعايى كنيد تا حق تعالى
بلاى غرق را از ايشان دفع فرمايد. معروف فرمود : برويد وبا شط بغداد بگوييد كه :
اى شط ترا به سر معروف كرخى سوگند مى دهيم كه بازگرد وترك طغيان كن.
مردمان برفتند وآن
سخن را با شط گفتند واو را به سر معروف كرخى سوگند دادند كه ترك طغيان كند وبازگرد
[د] ، شط في الحال ساكن شد وآب روى در قلت نهاد ومردمان از غرق ايمن شدند. وامر
معروف ، معروف شد. چون معروف به خدمت امام على رضا عليهالسلام رفت حضرت امام فرمود : اى معروف چرا چنين گفتى وطلب شهرت
كردى؟ معروف گفت : اى امام من شبها كه بر خاك آستانه درگاه تو مى نهم وخاك آستانه
تو فرق مى نشيند من شط را به خاك آستانه تو سوگند دادم ومردمان ندانستند وبه واسطه
خاك آستان تو بود كه آب شط ترك طغيان كرد.
صاحب المروة
والجود والإحسان
آن حضرت صاحب جود
ومروت ونيكوكاريست. واين اشارت است به جود وبخشش آن حضرت كه در عالم مشهور ومذكور
بوده وتمامى ائمه هدى اگر چه موصوف به اين وصف كامل بوده اند وليكن آن حضرت را
مزيد اختصاص به اين وصف بوده است ، وحكايت جود وبخشش وكرم آن حضرت مشهور است.
روايت كرده اند كه
ابو نواس شاعر در خراسان سه بيت در مدح آن حضرت گفته بود وچون آن حضرت از خانه
مأمون سوار شد ابو نواس در ركاب آن حضرت روان شد وآن سه بيت را بر آن خواند. آن
حضرت او را سيصد دينار طلا جايزه فرمود.
روايت كرده اند كه
دعبل خزاعى كه از شاعران مشهور واز مادحان اهل بيت است. قصيده طويله مشهور كه در
مرثيه وتعزيه شهيدان كربلا گفته بود واول او اين است :
أبيات دعبل
منازل آيات خلت
من تلاوة
|
|
ومهبط وحي منزل القفرات
|
فآل زياد في
القصور مصونة
|
|
وآل علي ساكن
الفلوات
|
وديگر ابيات را كه
در آنجا ندبه وتفجع بر شهيدان كربلا نموده تمام كرد [ه] نزد حضرت امام على رضا عليهالسلام برد در خراسان ودر مجلس آن حضرت ، آن قصيده بخواند ، آن
حضرت را خوش آمد از آن مدح وصد هزار درهم او را به جايزه آن قصيده عطا فرمود. دعبل
گفت : اى امام مى خواهم كه جامه مبارك خود كه پوشيده اى به من عطا فرمايى. آن حضرت
جامه مبارك خود بيرون كرد وبه دعبل داد وفرمود : اين جامه [را] بعد از اين شأنى
وحكايت هست.
دعبل چون جايزه
بستد از خراسان متوجه بغداد شد همراه قافله عظيم اموال بسيار وتجار فراوان بودند.
دعبل هم مال بسيار داشت. چون از خراسان بيرون آمدند. بعضى از دزدان بر ايشان راه
زدند وتمامى مال تجار ومردمان ببردند. دعبل روايت كند كه چون مالهاى مردم را
ببردند ومال من نيز در ميان برفت ، مرا چندان غم از فوت
مال نبود كه از
فوت آن جامه [كه] از حضرت امام عليهالسلام به من رسيده بود. امير دزدان نشسته بود ودزدان مال جمع مى
كردند. من رفتم ونزديك او نشستم. خود بخود بيتي از آن قصيده كه مناسب آن بود مى
خواند وبيت اين است :
أرى فيئهم
مقسومة في عدوهم
|
|
وأيديهم من
فيئهم صفرات
|
من به او گفتم :
اى امير اين شعر من است ودعبل خزاعى منم. او گفت : راست مى گويى كه دعبل تويى.
مردمان قافله تمام گواهى دادند كه دعبل اوست. پس مرا بنواخت وتمامى مال مرا باز
داد وجامه امام را زيارت كرد وگفت : من به بركت جامه امام تمامى مال قافله را باز
مى دهم. پس تمامى مال قافله را باز داد وآن كرامت امام عليهالسلام ظاهر شد.
المتلألئ فيه
أنوار النبي عند عين العيان
آن حضرت در او
درخشنده است انوار حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم نزد چشم عيان. يعنى ارباب معاينة مى دانند كه انوار حضرت
نبى بر سيماى مبارك آن حضرت ظاهر است. واين اشارت است بدانكه آثار جمال وانوار
كمال حضرت نبى صلىاللهعليهوآلهوسلم از صفحات ووجنات آن حضرت ظاهر وباهر بوده.
يكى از محبان اهل
بيت روايت كرد كه من نباج بودم و [آن] موضعي است ميان مدينه وبغداد از راه بصره.
شبى در واقعه ديدم كه حضرت پيغمبر به نباج فرموده بود ودر مسجد نباج بر روى حصيرى
نشسته از ليف خرما وطبقى خرماى صيحانى نزد آن حضرت نهاد. من در رفتم وسلام كردم.
آن حضرت صلىاللهعليهوآلهوسلم يك كف از آن خرما به من داد. من آن را شمردم هفده عدد بود.
صباح آن شب در صحرا بودم. خبر آوردند كه حضرت على بن موسى الرضا از مدينه فرموده
وبه بغداد مى رود ودر مسجد فرود آمده ، من بشتافتم به ملاقات آن حضرت. ديدم كه در
همان موضع كه شب ديده بودم كه حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم نشسته
بود نشسته است بر
روى همان حصير وطبقى خرماى صيحانى نزد آن حضرت نهاده ، چون در رفتم وسلام كردم يك
كف از آن خرما به من داد. چون بشمردم همان هفده عدد بود. گفتم : اى امام زيادت
گردان مرا از اين خرما. فرمود : اگر پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم جهت تو زيادت مى گردانيد ما زيادت مى گردانيديم واين از
غرابت مراتب ومقامات آن حضرت است.
رافع معالم
التوحيد وناصب ألوية الإيمان
آن حضرت رفع كننده
نشانهاى توحيد ونصب كننده لواهاى ايمان است. واين اشارت است بدانكه آن حضرت آيات
توحيد را بر مردمان مبين گردانيده واعلام ايمان از اعلام وتعليم آن حضرت بر مردمان
ظاهر شده.
شيخ كمال الدين
ابن طلحه كه صاحب كتاب مناقب ائمه است در كتاب خود به اسناد روايت كرده كه در سالى
كه حضرت امام على بن موسى رضا از مدينه به خراسان آمد جهت آنكه مأمون خليفه آن
حضرت را طلب كرده بود كه ولايت عهد خود بدو تفويض كند چون به نيشابور رسيد تمامى
اهل نيشابور آن حضرت را استقبال كردند وآن حضرت در اندرون محفه بود وپرده انداخته
ومحفه بر استرها بار كرده بودند وآن روز نيشابور معمورترين مملكتهاى خراسان بود
چنانچه سى هزار محدث كه تمامى محبره همراه داشتند به استقبال امام بيرون آمده
بودند وبزرگ ايشان امام احمد بن حرب نيشابورى بود وامام محمد بن اسلم طوسي بودند.
چون مردم نيشابور
به نزديك محفه حضرت امام على بن موسى الرضا عليهالسلام رسيدند محدثان آواز برداشتند وگفتند : اى فرزند رسول خداى
به حق خدايى كه تو را اين مقامات ومراتب كرامت فرموده كه ما را حديثي از اسناد
پدران خود روايت فرما. پس آن حضرت پرده از محفه برداشت وسر مبارك بيرون كرد
وگيسوهاى مبارك آويخته بود. پس فرمود : حديث گفت پدر من از براى من ، پدر
من عبد صالح موسى
كاظم گفت : حديث گفت از براى من پدر من عبد صالح جعفر گفت : حديث گفت از براى من
پدر من محمد باقر گفت : حديث گفت از براى من پدر من زين العابدين علي گفت : حديث
گفت از براى من امير المؤمنين حسين شهيد ، گفت : حديث گفت از براى من پدر من امير
المؤمنين علي مرتضى گفت : حديث گفت از براى من حبيب من سيد المرسلين محمد مصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم فرمود : حديث گفت از براى من برادر من جبرييل از آن حضرت
رب العالمين كه او فرمود : كلمة لا إله إلا الله حصني فمن قالها دخل في حصني ومن
دخل في حصني أمن [من] عذابي. يعني كلمه لا اله الا الله حصار من است وهر كس كه
كلمه بگويد در آيد در حصار من وهر كس كه در آيد در حصار من امن گردد از عذاب من.
چون آن حضرت اين
حديث بدين اسناد شريف بفرمود محمد بن اسلم طوسي واحمد بن حرب نيشابورى آن حديث
بنوشتند وسى هزار كس از محدثان كه حاضر بودند ومحبره كتابت حديث همراه آورده بودند
تمامى آن حديث بنوشتند. محققان گفته اند كه اين اسناديست كه اگر بر ديوانه ومريض
خوانند شفا يابد وگفته كه يكى از پادشاهان خراسان كه او را نوح بن منصور سامانى
گفتندى وصيت كرد كه اين اسناد را با اين حديث بنويسند وبا او در قبر نهند. واين
فقير حقير تجربه كرده ام كه هر مريض كه او را عيادت كرده واجل او نرسيده بود من به
صدق ، اين اسناد بر او خوانده ام. حق او را در روز شفا كرامت فرموده واثر صحت في
الحال در او ظاهر شده واين از مجربات فقير است.
الراقي على درجات
العلم والعرفان
آن حضرت بررونده
است بر بالاترين درجه هاى علم وعرفان. واين اشارت است به كمال درجات علم ومعرفت آن
حضرت ، چنانچه روايت كرده اند كه جميع طوائف از ارباب علم ومعرفت از آن حضرت
استفاده مى كرده اند ومشكلات از آن
حضرت مى پرسيده
اند. فقها مشكلات فقه ودقايق آن از آن حضرت مى آموخته اند ، واطبا معضلات علم
ابدان از فوايد مجلس آن حضرت اندوخته ، وحكما معارف الهى وطبيعي از مقتبسات انوار
آن حضرت استكشاف مى كرده اند وعارفان آداب طريق حقيقت واسرار مكاشفات از اطوار
سلوك آن حضرت مى يافته اند ومقتداى جميع طوائف آن حضرت بوده وتفاصيل آن طول دارد.
صاحب منقبة قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ستدفن بضعة مني بأرض خراسان
آن حضرت صاحب
منقبت فرموده حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم [است] كه زود باشد
كه دفن كرده شود پاره اى از من در خراسان. واين اشارت است بدان حديث كه مشهور است «ستدفن
بضعة مني بخراسان من زاره زارني». يعنى زود باشد كه پاره اى از من دفن كنند در
خراسان كه او به مثابت بعضى از بدن من باشد كه هر كس او را زيارت كند زيارت من
كرده.
الها ، پروردگارا
، حيا ، قيوما ، به حق حضرت محمد عربي وبه حق على بن موسى الرضا كه پاره اى از جسد
مبارك آن حضرت است كه امسال ما را زيارت روضه مقدسه آن حضرت به خير وعافيت روزى
گردان.
روايت كرده اند كه
حضرت امام على بن موسى الرضا در مسجد مدينه نشسته بود.
هارون الرشيد
عباسي كه پادشاه زمان بود در آمد وزيارت حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم فرمود. چون بيرون رفت حضرت امام رضا عليهالسلام فرمود : يا طوس ستجمعني وإياه. يعنى اى طوس زود باشد كه
جمع كنى مرا واو را. مردمان ندانستند كه مراد آن حضرت از آن سخن چيست تا آنكه
هارون الرشيد به خراسان آمد ودر طوس وفات كرد وبعد از آن ، حضرت امام هم به طوس
فرمود ودر آنجا شهيد شد وهر دو در طوس يك جا مدفون شدند واين از علوم غيبيه بود كه
آن حضرت به تعليم الهى دانسته بود والله اعلم.
المستخرج بالجفر
والجامعة ما يكون وما كان
آن حضرت بيرون
آورنده است به جفر وجامعه آنچه خواهد بود وآنچه بوده است. واين اشارت است بدانكه
آن حضرت علوم غيبيه را از جفر وجامعه استخراج مى فرموده. وجفر وجامعه علمي است كه
مخصوص اهل البيت است وآن از جمله علوم غريبه است وايشان جفر كبير كه آن جامعه جميع
علوم واسرار وحكم است احوال گذشته وآينده استنباط مى كرده اند وما در اين مقام
بيان حقيقت جفر كبير بنماييم كه آن چه چيز است:
بدانكه اشيا را در
علم ، وجودى هست در لفظ وجودى ديگر ودر حفظ وجودى ديگر ودر خارج ونفس الأمر وجودى
ديگر. وحقيقت وجود شيء آن است كه در خارج ونفس الأمر باشند واطلاق وجود بر آن
حقيقى است وبر آن ديگرها به طريق مجاز اطلاق كنند نزد عامه عقلا. فاما طايفه از
محققان صوفيه بر آن رفته اند كه حقيقت وجود اشيا آن است كه در علم الله است وديگر
وجودهاى مجاز از آن وجود است وظل اوست وبه حقيقت اين كلام مناسب اين مقام نيست
ومراد از اين آن است كه مبين گردد كه هر چيز كه وجودى در خارج ونفس الأمر دارد مى
تواند بود كه او را وجودى در لفظ يا در خط پيدا شود كه دلالت كند بر او ، پس تواند
بود كه روال جميع علوم در وجود خطى پيدا گردد وجميع علوم از صور كتابت مستفاد شود
وصور خطى مركب از مفردات حروف است واصول مفردات حروف بيست وهشت حرف است ودر جامعه
جفر كبير بيست وهشت صفحه از براى هر حرف از حروف بيست وهشت گانه نهاده شده ودر هر
صفحه بيست وهشت سطر نهاده ودر هر سطرى بيست وهشت خانه ودر هر خانه چهار حرف نهاده
، حرف اول حافظ حرف است وحرف دوم حافظ صفحه وحرف سوم حافظ سطر وحرف چهارم حافظ
خانه.
ومراد از حافظ آن
است كه اشارت بدان چيز نمايد ونگاه دارد مرتبه او را. مثلا در صفحه اول كه صفحه
حرف اول است كه ألف است. در خانه اول از سطر اول
چهار ألف بايد
نهاد وألف اول اشارت بدانكه ألف است وحرف اول وألف دوم اشارت بدانكه صفحه اول است
وألف سوم اشارت بدانكه خانه اول است. ودر خانه دوم سه ألف بايد نهاد ويك ب زيرا كه
حرف وسطر وصفحه بر حال خود است وخانه اول به دوم متبدل شده ، وبر اين قياس عمل
بايد كرد تا آخر حروف واين را جامعه جفر كبير گويند زيرا كه جامع جميع آن چيزى است
كه در او احتمال تركيب واقع مى شود. اين است صورت جامعه. اما وجه دلالت اين صور
خطى بر مدلولات عملي آن مخصوص اهل بيت است وجميع ائمه اثنى عشر اين دلالت را مى
دانسته اند وما اين دلالت را نمى دانيم. اما طرق احتمالات وجه دلالت را في الجملة
مى فهميم واگر تفصيل كنيم اين كتاب برنتابد.
القصة حضرت امام عليهالسلام از ساير ائمه مزيد مهارت در اين استنباط كامل وفايق بوده ،
چنانچه روايت كرده اند كه در زماني كه مأمون خليفه آن حضرت را از مدينه طلب نمود
جهت آنكه ولايت عهد خود بدو تفويض كند سبب طلب آن بود كه مأمون چون از برادر خود
محمد أمين پرداخت وطاهر بن الحسين كه او را ذو اليمينين گويند به بغداد آمد از
خراسان ، ومحمد را به قتل آورد وعالم جهت مأمون مسخر شد وزير مأمون فضل بن سهل نام
داشت. [او كه] مردى بسيار داناى صاحب تجربه بود برادر خود را حسن بن سهل به حكومت
بغداد فرستاد وحسن بن سهل از امراى عرب نبود ومردى منجم وصاحب قلم بود. امراى عرب
كه در طرف كوفه وعراق بودند به امارت او راضى نمى شدند وبر سادات علوي اتفاق مى
كردند وبر مأمون خروج مى نمودند ودر هر مملكتي علوي خروج كرد وكار بر مأمون تنگ شد
وهر چند از فضل بن سهل سبب اختلال حال مملكت سؤال مى كرد فضل حقيقت حال را با او
نمى گفت كه اين بواسطه آن است كه امراى عرب از حكومت حسن بن سهل استنكاف مى نمايند
وبا علويان اتفاق مى كنند وخروج مى نمايند بر مأمون.
چون حال علويان
قوت گرفت وحال دولت مأمون اختلال پذيرفت فضل بن
سهل گفت : اين
علويان طمع در خلافت كرده اند ولشكر عرب با ايشان موافق شدند وگفتند تدبير كار آن
است كه يكى از سادات علوي كه از همه شريفتر وبزرگتر باشد وتمامى او را به شرف علوي
بدانند كه خلافت بديشان بازگشت ساكن شوند وترك طلب ظهور كنند. بعد از آن انديشه
كار خراسان باشد.
بعضى گويند مأمون
خليفه مردى دانا بود وخود في الواقع مى خواست كه خلافت را از عباسيان به اولاد على
باز گرداند نه آنكه در آن امر مكر مى كرد بلكه غرض او احقاق حق بود وامانت را به
اهل خود مى سپرد. ودر كتابتى كه حضرت امام على بن موسى رضا عليهالسلام جهت قبول ولايت عهد نوشته بدين معنى اشارت هست كه آنجا
فرمود : إن أمير المؤمنين عرف من حقنا ما جهله غيره. يعنى به درستى كه امير
المؤمنين شناخت از حق ما آنچه جاهل شد بدان غير او. واين اشارت است بدانكه خلافت
حق ما بود وامير المؤمنين اين حق را شناخت وبه ما بازگردانيد وغير او اين حق را
نشناختند وخود متصدى خلافت شدند.
گفته اند بعد از
آنكه امر ولايت عهد تمام شد عباسيان بدان راضى نشدند وگفتند مأمون حرام زاده است
وبر مأمون خروج كردند وعم او را ابراهيم خليفه ساختند ودر بغداد ، وچون مأمون ديد
كه كار مختل مى گردد ملك فانى را بر آخرت اختيار كرد وحضرت امام را زهر داد وحق
تعالى اعلم است به حقيقت اين حال كه مأمون به چه قصد اين امر مى ساخت.
القصة تدبيري كه
فضل بن سهل كرده بود موافق راى مأمون شد ودر آن وقت افضل واشرف واكمل علويان به
جميع جهات حسبي ونسبى حضرت امام رضا عليهالسلام بود. مأمون بدان حضرت كتابت نوشت وآن حضرت در مدينه به
عبادت مشغول بود واصلا به خلافت وملك التفات نمى فرمود ومأمون به تعظيم تمام آن
حضرت را از مدينه به خراسان آورد وآنچه وظايف تعظيم واستقبال باشد بجا آورد وآن
حضرت را به ولايت عهد خلافت تكليف كرد وهر چند آن حضرت استنكاف
نمود واستغنا
فرمود مأمون قبول نكرد ومجمعى عظيم ساخت وعلمهاى سبز شعار آن حضرت راست كرد ودر آن
مجمع عظيم تمامى قواد لشكر وامراى عرب واولاد عباس ورءوس بنى هاشم وساير قبايل
قريش را امر فرمود كه با آن حضرت به ولايت عهد به آن وجه كه بعد از مأمون حضرت
امام [را] خليفه دانند وبيعت كنند.
يكى از محبان اهل
البيت حكايت كرد كه در روزى كه مأمون خليفه حضرت امام را ولى عهد خود مى ساخت
ومجلسي بدان آراستگى مهيا شده بود وعلمهاى سبز بر بالاى سر حضرت امام بازداشته
بودند وحضرت امام همچون ماه شب چهارده درخشان وجامه هاى سبز پوشيده بود من در شكل
وشمايل آن حضرت وفرّ وشكوه او حيران مانده بودم واز شادى آن حال كه خلافت به آن
حضرت رسيد نزديك بود كه پرواز كنم. حضرت امام در من نگاه كرد ومرا بسيار شادمان
وفرحناك يافت. اشارت فرمود كه نزديك آى. چون نزديك رفتم سر فرا گوش من نهاد وگفت :
بسيار شادمانى منماى كه اين كار تمام نمى شود وچنان بود كه آن حضرت فرموده بود.
بعد از آن مأمون
به اطراف عالم كتابتها نوشت وتمامى خلايق را در بيعت حضرت امام عليهالسلام در آوردى وخواهر خود را در عقد ازدواج آن حضرت در آورد
وجشنهاى عظيم كرد
وهر روز در تعظيم وتوقير آن حضرت مى افزود. كتابت ولايت عهد به خط خود بنوشت وحضرت
امام جهت خاطر [ا] وكتابت بنوشت : هذا ما كتبنا على حسب حالك ، وأما الجفر
والجامعة فيدلان على ضد ذلك. يعنى اين آن چيزى است كه ما نوشتيم آن را بر حسب حال
تو ، واما جفر وجامعه پس ايشان دلالت مى كنند بر ضد آنچه ما نوشتيم. ودر اين سخن
اشارت فرمود كه از جفر چنان مستفاد مى شود كه اين كار نخواهد شد واز اينجا مستفاد
مى گردد كه آن حضرت احوال آينده را از جفر وجامعه مى دانسته چنانچه در اين فقره
بدان اشارت بود.
المقول في شرف
آبائه ستة آبائه كلهم أفضل من شرب صوب العنان
آن حضرت گفت شده
است در شرف پدران آن حضرت. اين بيت اشارت است بدانچه در كتب مناقب ذكر كرده اند كه
چون مأمون عقد بيعت مردم با حضرت امام على بن موسى رضا عليهالسلام تمام كرد واز مردم مدينه ومكه هم بيعت بستد ، حكم فرمود كه
در عقب نام او در خطبه ها نام مبارك آن حضرت هم ياد كنند. گويند خطيب مدينه مطهره
حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم يكى از اكابر ائمه وفصحا وبلغا بود اسم مبارك آن حضرت
همچنين ياد كرد :
اللهم أصلح أمور
المسلمين بمولانا ولي عهد أمير المؤمنين الرضا علي بن الكاظم موسى بن الصادق جعفر
بن الباقر محمد بن زين العابدين علي بن الشهيد الزكي حسين ابن المرتضى علي ستة
آبائه كلهم أفضل [م] من شرب صوب العنان.
يعنى شش پدر او
همه فاضلترين آن كسى اند كه مى آشامند آب ابر آسمان. مراد آنكه شش پدرش كه مذكور
شده اند هر يك فاضلترين تمام عالمند زيرا كه همه عالم آب باران مى خورند يا آنكه
مراد عرب باشند زيرا كه عرب وباديه نشينان آب ايشان از باران است چنانچه در حديث
وارد شده كه حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم فرمود : يا عرب يا بني ماء السماء. يعنى اى فرزندان آب
آسمان. وبر اين تقدير مراد آن باشد كه شش پدر آن حضرت تمامى افضل جميع عربند هر يك
در زمان خود وچون از عرب افضل باشند از عجم هم افضل باشند زيرا كه عرب افضل از
عجمند.
المقتدي برسول
الله في كل حال وفي كل شأن
آن حضرت اقتدا
كننده است به رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم در هر حالى ودر هر كارى وشأنى كه آن حضرت را پيش آمده.
واين اشارت است بدان كه حضرت در جميع امور اقتداى به حضرت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
مى فرموده.
روايت كرده اند كه
چون امر ولايت عهد تمام شد ومأمون خليفه در هر امرى از امور اقتدا بدان حضرت مى
كرد ودر وقت قبول خلافت آن حضرت شرط كرده بود كه در مدت حيات مأمون او را به هيچ
امر از امور ولايت وايالت وامور متعلقه به خلافت تكليف نكنند چون عيد اول در آمد
صباح عيد مأمون كسى را نزد حضرت امام عليهالسلام فرستاد كه هر چند ما شرط كرده ايم كه ترا به هيچ امر تكليف
نكنيم اما امروز روز عيد است چنان مى خواهيم كه امروز نماز عيد بگزارى تا مردمان
بدانند كه ولايت عهد به تو مفوض شده.
حضرت امام در جواب
فرمود كه : من شرط كرده ام كه مرا به هيچ امر از امور متعلق به خلافت تكليف نكنند
وامامت عيد از امور متعلقه به خلافت است. التماس دارم از امير المؤمنين كه مرا از
اين امر معاف دارد. مأمون در جواب فرستاد كه خاطر ما چنين مى خواهد كه سيرت تو در
نماز عيد بدانيم. مردمان به تو وسيرت تو اقتدا كنند وترا از اين امر معاف نمى
داريم. بعضى از محبان حضرت امام گفتند : در اين امر مبالغه حاجت نيست ، حضرت امام
نماز بگزارند وخاطر خليفه را بدست آورند. حضرت امام فرمود : ايشان طاقت آن را
نداشته باشند.
في الجملة از
مبالغه وتكليف بسيار قبول فرمود ومأمون حكم كرد كه تمامى اكابر وبنى العباس وقواد
لشكر وامراى عرب وبزرگان قريش وعامه علما ومحدثان وقضات وطبقات خلايق بر درگاه
حضرت امام عليهالسلام روند وهمراه حضرت امام متوجه عيدگاه شوند واين حال در
نيشابور بود. چون خلايق تمامى به درگاه آن حضرت جمع شدند وتصور داشتند كه او بر
سيرت خلفا وصورت ايشان در موكب خلافت به عيدگاه خواهد فرمود آن حضرت صورت وطريقه
كه حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم روز عيد به مصلى مى فرمود عمل نمود. غسل كرده وگيسوهاى
مبارك را در پس سر انداخت وجامه هاى سفيد تا نصف ساق بپوشيد
ودراعه سفيد بر سر
نهاد وطره آن را در ميان هر دو شانه باز گذاشت وغزه كه در مصلى آن را پيش روى
مبارك حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم فرو مى بردند در دست گرفت ونعلين در پاى مبارك كرد وبدين
صورت ناگاه همچو آفتاب درخشان كه از سراپاى وجود مباركش نور تابان بود از خانه
طلوع كرد وبه آواز بلند فرمود : الله أكبر الله أكبر. تمامى خلايق خود را از اسبها
بينداختند وبه يك دفعه با آن حضرت به تكبير در آمدند وآن حضرت پياده نعلين پوشيده
روان شد وهر قدم كه مى آمد يك نوبت تكبير مى فرمود وخلايق نيشابور تمامى به تكبير
در آمدند تا به غايتي كه در وديوار مملكت با آن حضرت به تكبير آمدند وفرياد گريه
وفغان تكبير از مردمان بر آمد وحالتى غريب ظاهر شد گوئيا همه عالم در تكبير وتحميد
وتسبيح در آمدند. وبه هر قدم كه آن حضرت تكبير مى فرمود آن حالت زيادت مى شد
وافغان وغوغاى مردم وگريه وتضرع ونياز ايشان روى در افزونى مى نهاد ومأمون در خانه
خود نشسته بود. مقربان او در رفتند وآن حال را حكايت كردند ، با مأمون گفتند كه
خود را درياب كه اگر حضرت امام بدين طريقه به مصلى مى رسد ديگر هرگز كسى بر تو
سلام خلافت نخواهد كرد.
مأمون كسى نزد
امام فرستاد وامام در راه مصلى بود وگفت خليفه مى گويد كه ترا زحمت داشتيم ومكلف
ساختيم به خانه خود بازگرد. حضرت امام از راه بازگشت وبا اصحاب خود فرمود : من
نگفتم كه ايشان طاقت نمى آورند. چون حضرت امام بازگشت مأمون سوار شد ونماز عيد
بگزارد ودر اين فقره اشاره نموده شد كه او اقتدا در همه امور به حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم مى فرموده.
أبي الحسن علي بن
موسى الرضا الإمام القائم الثامن
كنيت آن حضرت ابو
الحسن است همچو كنيت حضرت امير المؤمنين عليهالسلام ، وآن حضرت را اولاد بوده وامام محمد جواد عليهالسلام كه بعد از آن
حضرت امام است
فرزند آن حضرت بوده ولقب آن حضرت رضا است.
گويند مأمون خليفه
او را رضا لقب نهاده ودر كتاب عهد كه به خط مأمون است نوشته : وجعلت له الإمرة
الكبرى من بعدي وسميته الرضا. يعنى گردانيدم از براى او امارت بزرگتر از پس از خود
، ونام نهادم او را رضا.
واز القاب آن حضرت
امام قائم ثامن است. اشارت است بدان حديث كه حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم در باب دوازده امام فرموده كه هشتم ايشان امام موعود ايشان
خواهد بود وبر تقدير صحت آن حديث ، مراد آن نيست كه ولايت عهد مأمون بدو مفوض شد
زيرا كه آن تمام نشد بلكه مراد آن خواهد بود كه آنچه از آثار ظاهره امامت است از
اظهار علوم غريبه واقامت حجج باهره وبراهين ثابته از آن حضرت خواهد شد.
الشهيد بالسم في
الغم والبؤس ، المدفون بمشهد طوس
آن حضرت شهادت
يافته به زهر در غم وخون وملال وآن حضرت مدفون است در طوس. واين اشارت است به سبب
شهادت آن حضرت ومحل دفن جسد مطهر آن حضرت.
روايت كرده اند كه
چون امر بيعت ولايت عهد تمام شد آن حضرت در خراسان پيش مأمون ساكن شد وهر روز به
ديدن مأمون مى رفت ومأمون آن حضرت را تعظيم بسيار مى كرد ودر مشكلات علوم از آن
حضرت استفاده مى كرد وعلما وحكما وفقها وارباب ادب كه در مجلس مأمون حاضر مى شدند
از جميع علوم از آن حضرت استكشاف مشكلات ومعضلات مى نمودند وآن حضرت رساله اى در
حفظ صحت جهت مأمون بنوشت به التماس او ، ومأمون فرمود تا آن را به طلا نوشتند
ورساله را ذهبيه نام كردند وحكايات مجالس ومحاضرات آن حضرت با مأمون وحاضران مجلس
او وفائق شدن آن حضرت در جميع احوال طولى دارد
واين مختصر احتمال
آن نمى كند.
صاحب كشف الغمة در
كتاب خود روايت مى كند كه حضرت امام عليهالسلام هر صباح به ديدن مأمون خليفه مى فرمود وجميع خلايق عالم از
اشراف بنى العباس وقواد ولشكر وقضات وعلما وامراى عرب واكابر قريش بر درگاه مأمون
حاضر بودند وعادت حاجبان بود كه چون حضرت امام عليهالسلام پيدا مى شد هيچ كس را پيشتر از آن حضرت بار نمى دادند وچون
آن حضرت را مى ديدند استقبال مى كردند ووظايف خدمت بجا مى آوردند وچون حضرت نزديك
پرده مى رسيد پرده را بر مى داشتند تا حضرت امام در مى رفت.
روزى حاجبان با
يكديگر گفتند : خوب است كه ما همچنين مبالغه در تعظيم على ابن موسى مى كنيم وديگر
امراى عباسي وبرادران وأقوام خليفه چون مى آيند تعظيم نمى كنيم ، امروز اتفاق كنيم
كه چون او بيايد ما اصلا برنخيزيم وپرده جهت او بر نداريم تا ببينيم كه او چه مى
كند. چون حضرت امام به درگاه آمد ايشان بر خلاف عادت خود استقبال نكردند وتعظيم
لايق بجا نياوردند. چون حضرت امام نزديك پرده رسيد هيچ كس پرده را بر نداشت. في
الحال بادى پيدا شد وتمامى پرده ها را برداشت تا آن حضرت پيش مأمون رفت باد ساكن
شد. چون آن حضرت بيرون فرمود همچنان بادى عظيم برخاست وپرده ها برداشت. حاجبان دست
آن حضرت را ببوسيدند واستحلال نمودند ودانستند كه آن حضرت امام به حق است ووارث
انبياست كه حق تعالى باد را در فرمان آن حضرت كرده ، همچنان كه در حكم سليمان بود.
في الجملة اوقات
آن حضرت با مأمون بدين نسق مى گذشت تا آنكه بنى العباس با مأمون مخالفت كردند ودر
بغداد ابراهيم بن مهدى را كه عم مأمون بود خليفه ساختند واحوال ممالك بر مأمون
شوريده شد وبعضى از امرا از تقصيرات فضل بن سهل شمردند وخاطر مأمون را با فضل
متغير ساختند ودر امر ولايت عهد حضرت
امام فضل بن سهل
ساعى بود واو در باطن از شيعه وموالي حضرت امام بود. اين معنى را خاطر نشان مأمون
كردند وبا او گفتند اگر قصد حضرت امام نمى كنى ودفع فضل بن سهل نمى نمايى خلافت از
دست تو بيرون رود. ومأمون عليه اللعنة به سخن ايشان فريفته شد ودر قصد حضرت امام
شد واز خراسان متوجه بغداد گشت جهت تدارك امر ابراهيم بن مهدى واستمالت خاطر بنى
العباس را مقصود بر قصد حضرت امام دانسته وحضرت امام آن معنى را از جفر وجامعه
دانسته بود كه گويند مأمون يك خوشه انگور را نصفى مسموم ساخته بود ودر طبقى نهاده
بفرستاد وحضرت امام را عليهالسلام طلب نمود وآن روز در موضع سناباد از مملكت طوس كه حالى اسم
آن موضع مشهد است نزول كرده بود.
چون حضرت امام عليهالسلام حاضر شد آن خوشه انگور در دست گرفت واز آن نصف كه زهرآلود
نبود مى خورد وچون آن نصف بخورد گفت : اى ابو الحسن اين بسيار انگورى خوب است ومى
خواهم كه تو از اين خوشه بخورى. حضرت امام مى دانست كه آن مسموم است فاما به قضاى
حضرت حق تعالى راضى بود. امتناع از خوردن آن نتوانست نمودن ، خوشه را از دست مأمون
بستد وچند دانه از آن تناول فرمود ومزاج مباركش متغير شد. مأمون عليه اللعنة
والعذاب به عيادت آن حضرت آمد وخستگى آن حضرت اشتداد يافت وروز سوم درجه شهادت
يافته از اين منزل فانى به روضه رضوان انتقال فرمود.
ولادت آن حضرت در
مدينه بود سنه ثمان واربعين ومائه از هجرت ، وبعضى گويند ولادت آن حضرت در يازدهم
ذيقعده بود روز جمعه سنه ثلاث وخمسين ومائه. وفات يافت او در طوس از ممالك خراسان
در قريه سناباد در آخر صفر وبعضى گويند در ماه رمضان بوده بيست وسوم ماه روز جمعه
سنه ثلاث ومائتين. وسن مبارك آن حضرت بعضى گويند پنجاه وپنج وبعضى گويند چهل ونه
سال. صلى الله عليه وعلى آبائه الطاهرين وأولاده الطيبين إلى يوم الدين.
هزار هزار كرت
لعنت خداى تعالى بلكه به عدد علم خداى تعالى بر آن كس باد كه آن حضرت را زهر داد
وبدان راضى شد ودر آن شريك شد وبدان امر كرد وبر هر كس كه بدان راضى باشد تا روز
قيامت.
يكى از محبان اهل
بيت ... بخير وعافيت روزى گردد وقرائت اين كتاب «وسيلة الخادم إلى المخدوم» در
آستانه آن مرقد مطهر جهت دوستان ومحبان ومواليان اهل البيت نموده شود چه ولا
وتولاى آن حضرت شيمه ديرينه اين فقير ومحبت واستمداد از آن حضرت نقد خزينه سينه
اين حقير است. ودر هر واقعه كه اين فقير را پيش آيد استمداد از باطن اقدس آن حضرت
را طريق نجات مى دانم. ودر هر هائله وداهيه روح مقدس آن حضرت را عون ومددكار مى
خواهم ودر شب جمعه دهم صفر سنه ست وتسعمائة در موضع شهرستان از ولايت دار الامان أصبهان
كه منشأ ومسكن فقير است حضرت امام معصوم على بن موسى الرضا را در واقعه ديدم كه [در]
شهرى شبيه به أصبهان بر شيرى زردى بلند كه در بزرگى وبلندى همچون استرى بلند بود
سوار بودى وآن را بر طريق باريكى زين ولجام فرموده وبه هيئت وفرّى عظيم در ميان
بازار آن شهر در آمد وفقير حقير در ركاب آن حضرت بودم ودر جمال وكمال وهيئت صورت
وحسن منظر آن حضرت حيران مانده بودم. صباح آن شب از بقيه شوق واقعه اين منقبت صورت
نظم يافت. ودر اين مقام آن را درج مى كنم.
منقبة رضوية
سلام على روضة
للإمام
|
|
علي بن موسى عليهالسلام
|
سلام من العاشق
المنتظر
|
|
سلام من الواله
المستهام
|
بر آن پيشواى
كريم الشيم
|
|
بر آن مقتداى
رفيع المقام
|
ز شهد شهادت
حلاوت مذاق
|
|
ز زهر عدو در
جهان تلخ لآكام
|
ز خلد برين
مشهدش روضه اى
|
|
خراسان از او
گشته دار السلام
|
از آن خوانمش
جنت هشتمين
|
|
فكندند مى هاى
خونين لجام
|
مرا چهره بنمود
يك شب بخواب
|
|
شد از شوق او
خواب بر من حرام
|
على وار بر شير
مردى سوار
|
|
أمين در ركابش
كمينه غلام
|
ودر اين اوقات
مشوش الساعات كه اين فقير از حوادث روزگار ونوايب چرخ ناپايدار مهجور از اوطان
واخوان در بلده كاشان به عزم سفر خراسان موقوف مانده بودم غزلى در بيان سهوت
عارفان وآسانى سفر ايشان از دنيا به جانب جنان اتفاق افتاد ودر خاتمه آن بيتي وارد
شد كه دلالت بر آن مى كند كه ان شاء الله آن مقصود كه زيارت آن روضه مقدسه است در
اين نزديكى روى خواهد نمود. ودر اين مقام جهت تفأل آن غزل مذكور مى شود :
غزل
ما چو رويم از
اين جهان نى به عبوس مى رويم
|
|
حجله ماست دار
وما سوى عروس مى رويم
|
رقص كنان بهر
قدم ، بوسه زنان لب عدم
|
|
نى چو خران بسته
دم ، با غم وبوس مى رويم
|
ملك ديار نيستى
ناله كنان گرفته ايم
|
|
دبدبه هست هر
طرف زانكه به كوس مى رويم
|
در ته خاك كرده
جا سينه چو گنج معرفت
|
|
بى دل وجان
سرشته در مهر فلوس مى رويم
|
كنده دل از جهان
، رسته ز سود واز زيان
|
|
با دل خوش سوى
جنان نى به فسوس مى رويم
|
ما نه شكسته ايم
پر در ره دل چون مالكان
|
|
جانب عرش هر سحر
همچو خروس مى رويم
|
از دل وجان أمين
شده ، بنده سيد رضا
|
|
بهر زيارت على
جانب طوس مى رويم
|
اللهم ارزقنا
بلطفك وفضلك وكرمك وامتنانك زيارة قبره المقدس ومرقده المونس ، واغفر لنا ذنوبنا
واقض جميع حاجاتنا ببركته.
اللهم صل على
سيدنا محمد وآل سيدنا محمد سيما الإمام المجتبى أبي الحسن علي بن موسى الرضا وسلم
تسليما.
أبيات في مناقب الإمام علي بن موسى الرضا عليهماالسلام
للأمير محمد خان الشيباني خليفة الرحمن
ذكرها فضل الله
الخنجي في «مهمانخانه بخارا» (ص ٣٤١) وهي باللغة التركية :
برقع كوتار گيل
اى صبا اول يوزى گلگون ناك ارا
|
|
كورسا مينيك
قانليق ياشم افشان قيلا مين خاك ارا
|
اول تيغ هجران
درديدين اولماك تيريلماك دمبدم
|
|
هجران خيالى كيم
گيلور اول جان ايتمش غمناك ارا
|
قويسام باشيم بو
آستان توكسام بسى اشك روان
|
|
اولسام غميم يوق
اول زمان اول آستان پاك ارا
|
چون طوف قيلسام
اى خدا سلطان على موسى رضا
|
|
سيريم نى ابتاى
اول زمان اول قامت چالاك ارا
|
بو كويكعبه صبح
تاب اول نور پاك آفتاب
|
|
امدى يتشديم بو
صواب شعله اوراى افلاك ارا
|
سلطان سين ومين
بير گدا خدمتدنكى قيلسام ادا
|
|
لطف ايله گيل اى
پادشاه قيل تربيت بى باك ارا
|
جسم ضعيفم
أورتانور چون استخوان بولدى اوتون
|
|
گويسه شبانى يوق
عجب اى دوست لار خاشاك ارا
|
تاريخ أعظم ظ
بولور سرينى هم طاه بيلور
|
|
كانكلومنى
أوشبوشاد قيلور قويدوم مونى ادراك ارا
|
أولاده عليهالسلام
ذكرهم جماعة من
الأعلام في كتبهم :
فمنهم الشريف علي
فكري الحسيني القاهري في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٩٣ ط بيروت) قال :
أولاده خمسة بنين
، وابنة واحدة وهم : محمد القانع ، والحسن ، وجعفر ، وإبراهيم ، والحسين ، والبنت
اسمها عائشة.
ومنهم الفاضل
الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه «تاريخ الأحمدي» (ط
بيروت سنة ١٤٠٨) قال :
ودر روضة الأحباب
است كه امام على الرضا پنج پسر داشت محمد تقى وحسن وجعفر وابراهيم وحسين.
وفي الصواعق قال :
وأجلهم محمد الجواد.
ومنهم العلامة
الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج
٩ ص ٣٩٣ ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
وقيل : إنه خلف من
الولد محمدا والحسن وجعفرا وإبراهيم والحسين وعائشة.
|