مجلة تراثنا العدد 26


تراثنا

العدد الأول [ ٢٦ ]

السنة السابعة

الفهرس

* كلمة التحرير :

« تراثنا » بين الماضي والمستقبل على طريق مذهب أهل البيت عليهم السلام .

......................................  هيئة التحرير ٧

* الولادة في الكعبة المعظَّمة : فضيلة لعليٍّ عليه السلام خصّه بها ربُّ البيت .

...................................  شاكر شبع ١١

* من الأحاديث الموضوعة ( ٦ ) :

حديث ٱتّباع سُنّة الخلفاء وإطاعة الْأُمراء .

.............................  السيّد عليّ الحسينيّ الميلانيّ ٤٣

* أهل البيت ـ عليهم السلام ـ في المكتبة العربية ( ١٧ ) .

.............................  السيّد عبد العزيز الطباطبائي ٩٨

ISSN ١٠١٦ – ٤٠٣٠


مجلّة تراثنا العدد 26

محرّم ـ صفر ـ ربيع الأول

١٤١٢ هـ

* فهرس مخطوطات المدرسة الباقرية ـ مشهد المقدَّسة ( ٥ ) .

.............................  الدكتور محمود فاضل ١١٦

* الإِمامة : تعريف بمصادر الإِمامة في التراث الشيعي ( ٩ ) .

..............................  عبد الجبّار الرفاعي ١٤٩

* قراءة جديدة في كتاب « نهج البلاغة » للإِمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام .

.............................  الدكتور عبد الكريم الأشتر ١٧٠

* تاريخ الأدب الشيعي في الحويزة والدورق .

.............................  السيّد هادي بالليل الموسوي ١٧٧

* من ذخائر التراث :

الباقيات الصالحات في أُصول الدين الإِسلامي ـ لآية الله الخراساني الحائري .

...........................  تقديم : السيّد محمد رضا الحسينيّ ١٩١

* من أنباء التراث

.......................................  ٢٢٦

* صورة الغلاف : نموذج من مخطوطة « الإِرشاد في معرفة حجج الله علی العباد » للشيخ المفيد ( ت ٤١٣ هـ ) تاريخها سنة ٥٦٥ هـ ، مقابلة علی نسخة السيد فضل الله الراوندي بتاريخ سنة ٥٦٦ هـ ، والذي تقوم مؤسسة آل البيت ـ عليهم السلام ـ لإِحياء التراث بتحقيقه ، راجع العدد ٦ ص ٢٢٧ .


مجلة تراثنا العدد 26


مجلة تراثنا العدد 26


مجلة تراثنا العدد 26


كلمة التحرير

«تُراثنا» بين الماضي والمستقبل على طريق مذهب أهل البيت عليهم السلام

بسم الله الرحمن الرحيم

بهذا العدد تدخل « تُراثنا » عامها السابع . وقد خلّفتْ أعداداً ، وصفحاتٍ مُلِئَتْ بأعمالٍ وجهود ـ وإنْ كانت كثيرة ، وعديدةً ، وواسعةً ، ومثيرةً ـ إلّا أنّها في جنب « التراث الإِسلاميّ العظيم » الذي يحمله الماضي ، جهدٌ لا يمثّل سوى بعض ما يجب !

وأمّا المستقبل ـ المنظور وغير المنظور ـ فهو بلا ريبٍ يتطلّب من أحبّاء هذا التراث ، وهُواته ، وعارفيه : جهوداً أكبر وأوفر ، وسعياً أدقّ ، وأكثر !

فما حصل ، ويحصل ، عليه إنسانُ العصر من إمكانات ، وقدرات ، وأساليب ووسائل ، تغري بالتوسّع في العمل التراثيّ ، والاستفادة من التقدّم التكنولوجي ، والألكتروني ، بالسرعة الفائقة التي وصلت إليها أجهزة الاتّصال ، والتصوير ، والإِرسال ، والطبع والنشر والتوزيع ، وما إلى ذلك من نعم الله على البشر .

ولكن المستقبل ، بما فيه من أخطار ، وأمراض ، وأعراض ، بشكل حروب ، بأسلحة الدمار الواسعة ، والعصبيّات المقيتة ، التي إن كانت في الماضي تحرق كتاباً أو تقتل مؤلِّفاً ، فهي الآنَ تحرق مكتباتٍ ومدناً بأكملها ، وتقتل شعباً بكامله ، إنّ المستقبلَ مهدد فيه التراث الغالي ، بأكثر ممّا كان في الماضي .


ولئن كان التوسّع في تحقيق التُراث ونشره ، والاستفادة من إمكانات العصر الحاضر في هذا السبيل ، أمراً يبعث على الأمل ، لكنّ ما يُرى من العبث بالكتاب ، والتراث منه بخاصّة ، وما تَطالُ الأيدي عليه باسم التصحيح ، ولكنّه التصحيف والتحريف ، وباسم التحقيق ، لكنّه التخفيق والتزييف .

إنّ هذا التعدّي على الكتاب الإِسلاميّ ـ والتراث منه بخاصّة ـ لهو ممّا يزري بكرامة العلم والعلماء ، وبحرمة التراث والثقافة والحضارة الإِسلامية في ماضيها ومستقبلها .

مع أنّ الإِقدام على الطبع بذلك الشكل السيّئ ـ مضموناً ، لا إخراجاً ـ يعدّ كفراً بأنعم الله ، وتضييعاً للوقت والجهد ، وتبذيراً للأموال والأعمال !

وبين هذه الأتراح وتلك الأفراح ، وهذه الاثقال وتلك الآمال ، وهذه الخسارات وتلك البشارات ، فلا يُستثنى التراث ولا التراثيّون من التعرّض لمشاكل الحياة العامة والخاصة ، كما لا يُستثنيان ـ هو وهم ـ من القوانين المعقّدة العامة والخاصة ، ولا الإِرادات العامة والخاصة ، التي تعترض طريق العمل التراثيّ وتعوق مسيرته ، ونشره ، وتحقيقه .

وبين كلّ الذي جرى ويجري فإنّ « التُراث الإِسلاميّ » هو العملاق الصامد ، الذي لا يخبو نوره ، ولا يُنكر فضله ، ولا يزول أثره ، ولا يزال مجيداً وعظيماً ومفيداً وكريماً . . بالمجد الذي كتبته له القرون ، والعظمة المستلهمة من الإِسلام ، والفائدة التي يفرضها العقل والتدبير ، والكرامة لأُمّتنا ، في ماضيها ومستقبلها . فإنْ كنّا أغنياء في فكرنا إلى هذا الحدّ ، فما لنا لا نبني مستقبلنا على ذلك ، ونستضيء بنور التراث في طريقنا لنسير عليه في هذا العالم المليء بالظلمات ، ظلمات الظلم والجور ، وظلمات العقيدة والفكر .

وإذا كنّا نحمل بأيدينا مصباحاً غالي الثمن ، يحمل تلك القدرة الفائقة على الإضاءة وإراءة الهدىٰ ، فلماذا نبقى ـ على التلّ ـ تائهين ، متردّدين ، بين الأفكار المستوردة من هنا وهناك ، والأحزاب والنظريّات السائبة والهزيلة ؟ ! !


وإذا كان قُرآننا ـ أقدس كتاب تُراثيّ يملكه المسلمون ـ يدعو بإصرار إلى « التفكّر » و « التدبّر » و « العقل » و « النظر » فما لنا نكتفي بطبع هذا القرآن ـ فقط ـ وتزويقه وتزيينه وتذهيبه وتجليده فحسب ! ! !

و « تراثنا » تستهدي الطريق إلى الهدف الأسمىٰ من خلال تراث أهل البيت عليهم السلام ، خير أئمّة لهذه الأُمّة ، وبلغة القرآن الكريم ونوره ، كي ترسمه أمام المسلمين ، في خضمّ هذا الصَخَب ، ليركبوا « سفينة نجاتهم » التي عيّنها لهم الرسول الأكرم صلّی الله عليه وآله وسلّم في قوله : « مثل أهل بيتي كسفينة نوح مَنْ ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق » .

و « تُراثنا » تتجاوز كلّ ما يخصّها أو يعمّها من عقبات وعراقيل ، بما فيها استفزازات أعداء الحقّ ، المدّعين للإِسلام ، والمتسمّين به ـ مع الأسف ـ والّذين يحاولون شقّ عصا المسلمين ، وتشتيت كلمتهم ، في هذه الظروف العصيبة ، التي كشّر الكفّار الأجانب عن أنْيابهم ، وبصراحة ووقاحة ، لهذا الدين ولمعتنقيه المسلمين ، وهؤلاء ـ هم ـ تدنّس أقدامُهم القذرةُ أرضَ المقدّسات !

ومع هذا نجد المتأسلمين يحاولون بأقلامهم المأجورة رسم فتاوی مزيَّفة ، تهاجم طائفة كبيرة من المسلمين من شيعة أهل البيت النبويّ ، ينبزونهم بما لا يليق ، ويحضُّون الجهلة على سفك دمائهم وهتك أعراضهم ، وما إلى ذلك من إفك وحرام .

فلو حلَّ ـ في شرعة الله ـ قتل أحد ممّن شهد الشهادتين ، أو جاز ـ في قوانين الدول الحاكمة ـ إهدار دم من أجل المذهب ، فالأوْلى لهؤلاء « المفتين » أن يحكموا بقتل الكفّار الأجانب ـ الأمريكان وغيرهم ـ الّذين يعيثون في الأرض الإِسلامية المقدّسة فساداً ، والّذين يدنّسون بنجسهم أرض الحرمين المقدّسَين في الحجاز ! !

بدلاً من أن يُصدروا فتاوى في أُمّة تقول : « ربّنا الله » .

وتعمل « تُراثنا » لصدّ مثل هذا ، بأنَّ تكشف عن واقع مذهب أهل البيت من خلال تعريف تُراثه ، وفكره وجهده ليقف المسلمون على ذلك ، بعلم ويقين ، بما لأهل بيت النبي صلّی الله عليه وآله وسلّم من فضل وشرف وكرامة على هذه الأُمّة ، وما


لأعدائهم الّذين ينصبون لهم العداء ، ويتحاملون على شيعتهم ، ويحاولون تكفيرهم وقتلهم ، ونبذ معارفهم ، وتخويف المسلمين من كتبهم وعلومهم ، لا لشيء ارتكبوه إلا أنهم يدعون إلى الحقِّ ، ويتمثّلون ذلك في أهل بيت النبي صلّی الله عليه وآله وسلّم ، ويتّبعون فقههم باعتباره أصفى مورداً ، وأقرب مصدراً ، وأوضح دليلاً ومنطقاً .

و « تُراثنا » غير متوانيةٍ ولا متردّدة ، تؤدّي بذلك ما حمّلها التاريخ وما تفرضه الأحداث .

والثقة بالله ، أن يبلغ بالعمل رضاه ، وأن يمدّ العاملين بفضله وإحسانه ، فهو المأمول من منّه وكرمه ، إنّه ذو الجلال والإِكرام .

هيئة التحرير


الولادةُ في الكَعْبةِ المُعَظَّمَةِ فَضِيلةٌ لِعَليٍّ عَليهِ السَّلام خَصَّهُ بِهَا رَبُّ البَيْتِ

شاكر شَبَعْ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله ربِّ العالمين ، والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيّبين الطاهرين ، وصحبه الأخيار المنتجبين .

أمّا بعد :

فقد حالفني الحظّ في مطالعة كتاب « عليٌّ وليدُ الكعبةِ » لسماحة الشيخ الحجّة الميرزا محمّد علي الغروي الأُردوبادي تغمّدَهُ الله برحمته ، وسبرت غوره بقدر ما وسعني ذلك ، فامتلأتْ نفسي إعجاباً به وإكباراً له ، ووجدتني مندفعاً لتسجيل كلمة تُعرب عن مبلغ ارتياحي وابتهاجي بهذا الأثر القيّم ومكانته .

ولم يَعْرُني شكٌّ في أنّه نفحة من نفحات أمير المؤمنين عليه السلام منحها المؤلفَ فاستأثر بها ، مطلقاً العنان لسعة باعه وقوّة بيانه المفعم بعناصر التجويد والإِبداع ، مَوقِفَاً الباحث على جليّة حديث الولادة الميمونة ، مظهراً في أثناء ذلك مبلغ عنائه في جمع موادّه .

ولشدّة ما استهواني موضوع الكتاب بدأت أجمع استدراكات له ، تتميماً وتعضيداً ، والذي حداني إلى ذلك ثقتي بأنّه قدّس سرّه لو أمدَّ الله في عمره لصنع مثل


ما صنعت ، وبارك لي فيما كتبت ، خاصّة أنّي اقتفيتُ في هذا التتميمِ أثرَه ، وسلكت منهجَه .

وقد تجمّعت لديَّ نصوصٌ كثيرة من مخطوط الكتب ومطبوعها ، قديمها وحديثها ، نادرها ونفيسها ، ممّا كان الوصول إليه والحصول عليه في زمان الحجّة المؤلِّف أمراً عسيراً ، ومجموع ذلك يُغني لإِثبات صحّة الحديث ، والكشف عن اتّفاق أهل العلم والفضل عليه .

ولكن الّذين ( يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ) لم تُطاوعهم نفوسهم لقبول فضائل الإِمام أمير المؤمنين عليه السلام ، وهذه أوّلها بما فيها من دلالات عميقة ، فحاولوا تشويهها بشتّى الأساليب ، تمريراً لسياسة معاوية في التصدّي لفضائل الإِمام عليّ عليه السلام ، تلك السياسة التي دبّرها وعمّمها في مرسوم سلطاني يقول فيه :

برئت الذمّة ممّن روى شيئاً في فضل أبي تراب وأهل بيته (١) .

ثمَّ كتب إلى عمّاله في جميع الآفاق :

إذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأوّلين ، ولا تتركوا خبراً يرويه أحدٌ من المسلمين في أبي تراب ، إلّا وتأتوني بمناقضٍ له في الصحابة ، فإنَّ هذا أحبُّ إليَّ وأقرُّ لعيني ، وأدحضُ لحجّة أبي تراب وشيعته (٢) .

قال الرواي : فَرُوِيَتْ أخبارٌ كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها ! فظهر حديثٌ كثيرٌ موضوع ، وبهتان منتشر ! (٣) .

وبهذه الجرأة والصلافة ملأوا كتبهم بالأكاذيب الكثيرة ، والفضائل المجعولة ،

__________________

(١) شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ١١ / ٤٤ عن كتاب « الأحداث » لأبي الحسن علي بن محمّد المدائني .

(٢) المصدر السابق : ١١ / ٤٦ .

(٣) المصدر السابق .


والأحاديث الموضوعة .

وحيث لم يطالوا إنكار فضيلة المولد الشريف للإِمام عليّ عليه السلام لوضوحه واشتهاره ، بل تواتره والاتّفاق عليه ، عمدوا إلى وضع أُسلوب آخر لإِخفاء أثرها ، وهو ادّعاء مثل ذلك لشخص آخر هو الصحابي حكيم بن حزام ، وروّجوا لهذه المزعومة حسب الإِمكانات التي هيّأتها لهم السلطة وأعوانها .

وهذه ليست أوّل خصوصية يحاولون سلبها عليّاً عليه السلام ، بل هناك غيرها كثير ، منها :

الحديث المتواتر المتَّفق على صحّته : « أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها » .

وضعوا قباله حديثاً واهياً هو : « أنا مدينة العلم ، وأبو بكر أساسها ، وعمر حيطانها ، وعثمان سقفها ، وعليٌّ بابها ! » (٤) .

وحديثاً آخر ، أشدُّ وهناً ، وأظهر وضعاً ، هو : « أنا مدينة العلم ، وعليٌّ بابها ، ومعاوية حلقتها ! » (٥) .

ومنها الحديث المتواتر الثابت الآخر : « عليٌّ منّي بمنزلة هارون من موسى » .

وضعوا قباله حديثاً يشهد متنه وسياقه بوضعه ، فضلاً عن سنده ، هو : « أبو بكر وعمر منّي بمنزلة هارون من موسى ! » (٦) .

ومنها الحديث المتواتر الصحيح الآخر : « لأُعطينَّ الراية غداً رجلاً يحبُّ اللهَ ورَسولَه ، ويحبّه اللهُ ورسولُه . . . » .

وضعوا قباله حديثاً مثيراً للضحك والسخرية والاستغراب ، هو : « لأُعطينَّ هذا الكتاب رجلاً يحبُّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله ! قم يا عثمان بن أبي العاص . فقام عثمان بن أبي العاص ، فدفعه إليه » ؟ ! (٧) .

ويكشف عن هذا التلاعب المكشوف ، ويبيّن أنّه كان أمراً معروفاً ومألوفاً ، قول

__________________

(٤ و ٥) راجع الغدير ٧ : ١٩٧ ـ ١٩٩ .

(٦) راجع الغدير ١٠ : ٩٤ .

(٧) المعجم الأوسط للطبراني ١ : ٤٣٨ ح ٧٨٨ ، عنه مجمع الزوائد ٩ : ٣٧١ .


الزهري في الحديث الصحيح الذي رواه أحمد بن حنبل في « فضائل الصحابة » قال :

حدّثنا عبد الرزّاق ، قال : أنا معمّر ، قال : سألتُ الزهري : مَن كان كاتب الكتاب يوم الحديبيّة ؟

فضحك وقال : هو عليٌّ ، ولو سألت هؤلاء ـ يعني بني أُميّة ـ قالوا : عثمان (٨) .

واستعراض باقي الأمثلة يُخْرِجُنَا عن موضوع البحث الرئيسي ، وإنّما أردنا التدليل على منهج أُولئك في سلب الخصوصية ، وجرأتهم على وضع الأحاديث الواهية قبال الأحاديث السليمة .

هذا رغم ميل بعض العلماء إلى أنَّ ولادة حكيم بن حزام في الكعبة ليست فضيلة ولا مكرمة ، وإنّما كانت اتّفاقاً ولم تكن قصداً ، كما ارتأى ذلك الصفوري وغيره (٩) .

وأغرق بعضهم نزعاً في الضلال ، ورمى القول على عواهنه ، متحدِّياً ما أثبته مهرة الفنّ وأئمّة النقل ، وأخبت كبار العلماء والمؤرّخين بصحَّته ، ولم يكترث بأسانيده المتضافرة ، وطرقه المتَّصِلة المعتمدة عند كلّ مؤالف ومُخالِف ، فقال :

« إنَّ حكيم بن حزام وُلِدَ في جوف الكعبة ، ولا يُعْرَف ذلك لغيره ، وأمّا ما روي أنَّ عليّاً وُلِدَ فيها فضعيفٌ عند العلماء » (١٠) ! !

وقد أجاد الحجّة الأُردوبادي في الردِّ عليه ، وتفنيد مزاعمه ، فراجع أواخر باب « حديث الولادة والمؤرِّخون » .

ولكن نجد رغم ذلك أنَّ محاولتهم فيما يخصّ فضيلة المولد الشريف في الكعبة المعظّمة باءت بالفشل (١١) ، فلو رجعنا إلى مصادر الحديث لوجدنا خلالها ـ مع إثبات

__________________

(٨) فضائل الصحابة ٢ : ٥٩١ ح ١٠٠٢ طبعة مكّة .

(٩) نزهة المجالس ٢ : ٢٠٤ .

(١٠) أُنظر إنسان العيون ١ : ٢٢٧ .

(١١) قال الحافظ شهاب الدين ابن حجر العسقلاني في الإِصابة : ٤ / ٢٦٩ : « كلّما أرادوا ـ يعني بنو أُميّة ـ إخمادها وهدّدوا مَن حَدَّثَ بمناقبه لا تزداد إلّا انتشاراً » .


تلك الفضيلة للإِمام عليّ عليه السلام على اليقين والجزم ـ أنَّ من المؤلّفين والعلماء والرواة مَن أعلن أنَّ هذه الفضيلة مختصّة بالإِمام عليه السلام لم يشركه فيها أحد قبله ولا بعده ، مصرّحين بذلك بعبارات شتّى تدلُّ على حصر هذه الفضيلة للإِمام عليه السلام بضرس قاطع .

وإليك نصوصها :

« لم يولَد قبله ولا بعده مولود في بيت الله الحرام سواه ، إكراماً له بذلك وإجلالاً لمحلّه في التعظيم » .

رواها الحافظ أبو عبد الله محمّد بن يوسف القرشي الكنجي الشافعي ( ت ٦٥٨ هـ ) عن الحاكم أبي عبد الله النيشابوري ( ٣٢١ ـ ٤٠٥ هـ ) (١٢) .

وقالها أيضاً :

ـ الشيخ أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان البغدادي ، الشيخ المفيد ( ت ٤١٣ ) (١٣) .

ـ الحافظ يحيى بن الحسن الأسدي الحلّي ، المعروف بابن البطريق ( ٥٣٣ ـ ٦٠٠ هـ ) (١٤) .

ـ الشيخ الثبت أبو علي محمّد بن الحسن الواعظ الشهيد النيسابوري ، المعروف بابن الفتّال ، من علماء القرن السادس (١٥) .

ـ الشيخ الوزير بهاء الدين أبو الحسن علي بن عيسى الأربلي ( ت ٦٩٣ هـ ) (١٦) .

__________________

(١٢) كفاية الطالب : ٤٠٧ .

(١٣) الإِرشاد : ٩ .

(١٤) عمدة عيون صحاح الأخبار : ٢٤ .

(١٥) روضة الواعظين : ٧٦ .

(١٦) كشف الغمّة ١ : ٥٩ .


ـ الإِمام جمال الدين أبو منصور الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي ( ٦٤٨ ـ ٧٢٦ هـ ) (١٧) .

ـ السيّد المحدَّث جلال الدين عبد الله بن شرفشاه الحسيني ، المتوفّى نيف وثمانمائة من الهجرة (١٨) .

ـ الشيخ المحدِّث الحسن بن أبي الحسن الديلمي ، من أعلام القرن الثامن الهجري (١٩) .

ـ الشيخ المؤرِّخ النسّابة جمال الدين أحمد بن علي الحسني ، المعروف بابن عنبة ( ت ٨٢٨ هـ ) (٢٠) .

ـ العلّامة المحدِّث السيّد وليّ الله بن نعمة الله الحسيني الرضوي ، من أعلام القرن التاسع الهجري (٢١) .

ـ العالم اللغوي الشيخ فخر الدين الطريحي ( ٩٧٩ ـ ١٠٨٧ هـ ) (٢٢) .

ـ العلّامة محمود بن محمّد بن علي الشيخاني القادري الشافعي المدني ، من أعلام القرن الحادي عشر (٢٣) .

*       *      *

« ولد بمكّة في البيت الحرام ، ولم يولد قطّ في بيت الله تعالى مولود سواه ، لا قبله ولا بعده ، وهذه فضيلة خصّه الله تعالى بها ، إجلالاً لمحلّه ومنزلته ، وإعلاءً لقدره » .

__________________

(١٧) نهج الحقّ وكشف الصدق : ٢٣٢ .

(١٨) منهج الشيعة في فضائل وصيّ خاتم الشريعة : ٧ ، نسخة مكتبة آية الله الكلبايكاني المؤرّخة ١٢٦٥ هـ .

(١٩) إرشاد القلوب : ٢١١ .

(٢٠) عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب : ٥٨ .

(٢١) كنز المطالب وبحر المناقب : ٤١ ، نسخة المدرسة الفيضية المؤرّخة ٩٨٩ هـ .

(٢٢) جامع المقال : ١٨٧ .

(٢٣) الصراط السويّ : ١٥٢ ، نسخة المكتبة الناصرية في لكهنو بالهند ، والتي يظهر أنّها بخطّ المؤلّف .


قالها :

ـ أمين الإِسلام الشيخ المفسِّر أبو عليّ الفضل بن الحسن الطبرسي ( ت ٥٤٨ هـ ) (٢٤) .

ـ الحافظ محمّد بن معتمد خان البدخشاني الحارثي ، من أكابر علماء العامّة في القرن الثاني عشر (٢٥) .

*       *      *

« ولد بداخل البيت الحرام ، ولم يولد في البيت الحرام قبله أحدٌ سواه ، وهي فضيلة خصّه الله تعالى بها إجلالاً له ، وإعلاءً لمرتبته ، وإظهاراً لتكرمته » .

قالها :

ـ الحافظ نور الدين عليّ بن محمّد بن الصبّاغ المكّي المالكي ( ٧٨٤ ـ ٨٥٥ هـ ) (٢٦) .

وحكاها عنه :

ـ الفقيه المؤرِّخ نور الدين علي بن عبد الله الشافعي السمهودي ( ٨٤٤ ـ ٩١١ هـ ) في « جواهر العقدين في فضل الشرفين العلم الجليّ والنسب العليّ » .

ـ الشيخ علي بن برهان الدين الحلبي ( ٩٧٥ ـ ١٠٤٤ هـ ) في « إنسان العيون » (٢٧) .

ـ الشيخ مؤمن بن حسن مؤمن الشبلنجي ، من علماء القرن الثالث عشر (٢٨) .

*       *      *

__________________

(٢٤) إعلام الورى : ١٥٣ ، تاج المواليد : ١٢ .

(٢٥) مفتاح النجا في مناقب آل العبا ، نزل الأبرار بما صحَّ من مناقب أهل البيت الأطهار : ١١٥ .

(٢٦) الفصول المهمّة : ٣٠ .

(٢٧) عنهما عليٌّ وليد الكعبة : ١١٩ .

(٢٨) نور الأبصار في مناقب آل بيت النبيّ المختار : ١٥٦ .


« ولد في البيت الحرام ، ولا نعلم مولوداً في الكعبة غيره » .

قالها نقيب الطالبيين الأديب الفقيه أبو الحسن محمّد بن الحسين الموسوي ، المعروف بالشريف الرضي ( ٣٥٩ ـ ٤٠٦ هـ ) (٢٩) .

*       *      *

« ولدته ـ أُمّه ـ في الكعبة ، ولا نظير له في هذه الفضيلة » .

قالها علم الهدى ذو المجدين علي بن الحسين الموسوي ، المعروف بالشريف المرتضى ( ٣٥٥ ـ ٤٣٦ هـ ) (٣٠) .

*       *      *

« لم يولد في الكعبة إلّا عليّ » .

قالها :

ـ الحافظ الفقيه محمّد بن علي القفّال الشاشي الشافعي ( ت ٣٦٥ هـ ) (٣١) .

ـ شيخ الإِسلام الحافظ المحدِّث إبراهيم بن محمّد الجويني الشافعي ( ٦٤٤ ـ ٧٣٠ هـ ) (٣٢) .

*      *       *

« ولدت ـ فاطمة بنت أسد ـ عليّاً عليه السلام في الكعبة ، وما ولد قبله أحدٌ فيها » .

نصّ على ذلك السيّد الشريف النسّابة نجم الدين أبو الحسن علي بن محمّد العلوي العمري ، من علماء القرن الخامس الهجري (٣٣) .

__________________

(٢٩) خصائص الأئمّة : ٤ .

(٣٠) شرح قصيدة السيّد الحميري المذهَّبة : ٥١ ، طبعة مصر سنة ١٣١٣ هـ .

(٣١) فضائل أمير المؤمنين : مخطوط ، عنه إحقاق الحقّ ٧ : ٤٨٩ .

(٣٢) فرائد السمطين ١ : ٤٢٥ .

(٣٣) المجدي في أنساب الطالبيّين : ١١ .


« لقد وُلِدَ عليه السلام في بيت الله الحرام ، ولم يولد فيه أحدٌ غيره قط » .

قالها الشيخ الفقيه أبو الحسين سعيد بن هبة الله ، المعروف بقطب الدين الراوندي ( ت ٥٧٣ هـ ) (٣٤) .

*       *      *

« مولده عليه السلام في الكعبة المعظّمة ، ولم يولَد بها سواه » .

قالها العلّامة عمر بن محمّد بن عبد الواحد (٣٥) .

*       *      *

« . . . فالولد الطاهر ، من النسل الطاهر ، وُلِدَ في الموضع الطاهر ، فأين توجد هذه الكرامة لغيره ؟ !

فأشرف البقاع : الحرم ، وأشرف الحرم : المسجد ، وأشرف بقاع المسجد : الكعبة ، ولم يولد فيه مولودٌ سواه .

فالمولود فيه يكون في غاية الشرف ، فليس المولود في سيّد الأيّام ( يوم الجمعة ) في الشهر الحرام ، في البيت الحرام سوى أمير المؤمنين عليه السلام » .

قالها الحافظ المؤرّخ أبو عبد الله محمّد بن علي بن شهر آشوب السروي المازندراني ( ت ٥٨٨ هـ ) بعد أن ذكر عدّة أحاديث في ولادة عليٍّ عليه السلام في الكعبة (٣٦) .

*       *      *

« وُلِدَ في الكعبة بالحرم الشريف ، فكان شرف مكّة وأصل بكّة لامتيازه

__________________

(٣٤) الخرائج والجرائح ٢ : ٨٨٨ .

(٣٥) النعيم المقيم لعترة النبأ العظيم : ١٦ ، مخطوطة مكتبة آيا صوفيا ـ تركيا ، وأنظر بشأنه إيضاح المكنون ٢ : ٦٦١ ، أهل البيت ـ عليهم السلام ـ في المكتبة العربيّة .

(٣٦) مناقب آل أبي طالب ٢ : ١٧٥ .


بولادته في ذلك المقام المنيف ، فلم يسبقه أحد ولا يلحقه أحد بهذه الكرامة » .

قالها المحدّث الجليل السيّد حيدر بن علي الحسيني الآملي من علماء القرن الثامن الهجري (٣٧) .

*       *      *

« كانت ولادته بالكعبة المشرّفة ، وهو أوّل مَن وُلِدَ بها ، بل لم يُعْلَم أنَّ غيرَه وُلِدَ بها » .

قالها العلّامة صفي الدين أحمد بن الفضل بن محمّد باكثير الحضرمي الشافعي ، من أعلام القرن الحادي عشر (٣٨) .

*       *      *

« وُلِدَ عليه السلام بمكّة داخل الكعبة على الرخامة الحمراء ، ولم ينقل ولادة أحدٍ قبله ولا بعده في الكعبة ، وذلك فضل الله يؤتيه مَن يشاء » .

قالها كلٌّ من :

ـ العالم المحدِّث الفقيه السيّد تاج الدين بن علي بن أحمد الحسيني العاملي ، من علماء القرن الحادي عشر (٣٩) .

ـ العالم الفاضل محمّد بن رضا القميّ ، من علماء القرن الحادي عشر (٤٠) .

*       *      *

« ولادة معدن الكرامة في جوف الكعبة ، ولم يولَد أحدٌ فيها غيره ، وقد خصّه

__________________

(٣٧) الكشكول فيما جرى على آل الرسول : ١٨٩ .

(٣٨) وسيلة المآل : ٢٨٢ ، نسخة مكتبة آية الله المرعشي النجفي العامة ، المؤرّخة ١٢٨٠ هـ .

(٣٩) التتمّة في تواريخ الأئمّة ، الفصل الثالث ، مخطوط .

(٤٠) كاشف الغمّة : ٤٢٢ ، نسخة المؤلِّف المخطوطة المحفوظة في مكتبة مجلس الشورى ، برقم ٢٠٠٠ .


الله تعالى بهذه الفضيلة ، وشرّف الكعبة بهذا الشرف » .

قالها العلّامة الفاضل محمّد مبين بن محبِّ الله بن أحمد اللكهنوي الأنصاري الحنفي ( ت ١٢٢٥ هـ ) (٤١) .

« ولادته في مكّة المكرّمة في جوف بيت الله الحرام ، ولم يُولَد أحدٌ غيره في هذا المكان المقدّس » .

قالها العلّامة الشيخ محمّد صدّيق خان الحسيني البخاري القنوجي ( ١٢٤٨ ـ ١٣٠٧ هـ ) (٤٢) .

*       *      *

« كانت ولادته عليه السلام في جوف الكعبة ، ولم تتح هذه السعادة لأيّ أحدٍ منذ بدء الخليقة إلى الغاية ؛ وإنَّ لصحّة هذا الخبر بين المؤرّخين المتحفّظين على الفضائل صيتٌ لا تشوبه شبهة ، وتجاوز عن أن يصحبه الشكّ والترديد» .

قالها المؤرّخ الشهير محمّد بن خاوند شاه بن محمود ( ت ٩٠٣ هـ ) (٤٣) .

*       *      *

« من المتّفق عليه أنَّ غيره صلوات الله عليه لم يولد هناك » .

قالها المؤرّخ العالم زين العابدين الشيرواني ، من علماء القرن الثاني عشر (٤٤) .

*       *      *

أمّا الشعراء ، وخاصّة العلماء منهم ، فقد زيّنوا شعرهم بقصائد في بيان فضائله ومناقبه عليه السلام المرويّة بالطرق الصحيحة المصحّحة المتواترة ، تخليداً لذكراه ، وأداءً لبعض حقّه ، وأثبتوا فيها خصوصية ولادته في الكعبة المعظّمة ، ومنهم :

__________________

(٤١) وسيلة النجاة : ٦٠ ، طبعة كلشن فيض ـ لكهنو .

(٤٢) تكريم المؤمنين بتقويم مناقب الخلفاء الراشدين : ٩٩ ، طبعة الهند سنة ١٣٠٧ هـ .

(٤٣) روضة الصفا في آداب زيارة المصطفى ، الجزء الثاني .

(٤٤) بستان السياحة : ٥٤٣ ، الطبعة الثانية .


العالم الأديب أبو الحسن علاء الدين عليّ بن الحسين الحلّي ، من العلماء الشعراء في القرن الثامن الهجري ، يقول في قصيدة دالية طويلة :

أمْ هل ترى في العالمين بأسرهم

بَشَراً سِواه ببيتِ مكّة يُولَدُ ؟

في ليلةٍ جبريل جاءَ بها مَع

الملأ المقدَّسِ حَولَهُ يَتَعَبَّدُ

فلقدْ سَمَا مجداً عليٌّ كما عَلا

شَرَفاً به دونَ البقاع المسْجِدُ (٤٥)

ومنهم العالم المتكلِّم المحدِّث الفقيه المولى محمّد طاهر بن محمّد حسين القميّ ، صاحب المؤلّفات القيّمة النافعة ، المتوفّى سنة ١٠٩٨ هـ ، في لاميّته البديعة التي مطلعها :

سَلَامَةُ القَلْبِ نَحَّتْنِي عَن الزَّلَلِ

وشُعْلَةُ العِلمِ دَلَّتني عَلى العَمَلِ

إلى أن يقول :

طُوبَى لَهُ كَانَ بَيتُ اللهِ مَوْلِدُهُ

كمِثلِ مولِدهِ ما كَانَ للرُّسُلِ (٤٦)

ومنهم الفقيه المحدِّث الشيخ محمّد بن الحسن الحرّ العاملي ( ١٠٣٣ ـ ١١٠٤ هـ ) صاحبُ « وسائل الشيعة » ، قال في أُرجوزةٍ له في تواريخ المعصومين عليهم السلام :

مَوْلِدُهُ بمكّة قد عُرِفَا

في داخِلِ الكعبةِ زيدت شرفا

على رُخامةٍ هناك حمرا

معروفة زادَتْ بذاكَ قدرا

فيا لها مزيّة عليّة

تخفضُ كلَّ رُتبةٍ عليّة

ما نالها قط نبيٌّ مرسلُ

ولا وصيّ آخرٌ وأوّلُ

__________________

(٤٥) تجد القصيدة كاملة في الغدير ٦ : ٣٥٦ ـ ٣٦٤ .

(٤٦) الغدير ١١ : ٣٢٠ .


ثمَّ شرع بنظم حديث يزيد بن قعنب المشهور (٤٧) .

ومنهم الشيخ الفقيه حسين نجف التبريزي النجفي ( ١١٥٩ ـ ١٢٥١ هـ ) ، حيث يقول في قصيدته الهائية :

جَعَلَ اللهُ بيتَهُ لعليٍّ

مولداً يا لَهُ عُلا لا يُضاهَىٰ

لم يشاركهُ في الولادةِ فيهِ

سيّد الرسلِ لا ولا أنبياها (٤٨)

ومنهم العلّامة السيّد علي نقي النقوي الهندي اللكهنوي في موشّحة ميلاديّة طويلة ، منها قوله :

لم يكن في البيتِ مولودٌ سواهْ

إذ تعالى عن مثيلٍ في عُلاهْ

أُوتي العلم بتعليم الإِلٰهُ

فغذاه درّه قبل الفطامْ

يرتوي منه بأهنى مشربِ (٤٩)

ومنهم آية الله السيّد محسن الأمين ( ١٢٨٤ ـ ١٣٧١ هـ ) صاحب الموسوعة القيّمة « أعيان الشيعة » ، حيث ذكر في أول باب سيرة أمير المؤمنين عليه السلام ، فصل في مولده ، من موسوعته الآنفة الذكر :

وُلِدْتَ ببيتِ اللهِ وهِيَ فَضِيلةٌ

خُصِصْتَ بها إذ فيكَ أمثالُها كُثْرُ (٥٠)

وله أيضاً من مقصورة :

وَوُلِدْتَ في البيتِ الحَرامِ ولم يكن

هٰذا لغيركَ مَن يكون ومَن مضى (٥١)

__________________

(٤٧) عليٌّ وليد الكعبة : ٣٦ .

(٤٨) نقلها الشيخ الأوردبادي في عليٌ وليد الكعبة : ٦٩ عن ديوان الشيخ المخطوط .

(٤٩) تجدها كاملة في عليّ وليد الكعبة : ٨٥ ـ ٨٨ ، والغدير ٦ : ٣٣ ـ ٣٥ .

(٥٠) أعيان الشيعة ١ : ٣٢٣ .

(٥١) عليٌّ وليد الكعبة : ١٠٨ .


ومنهم السيّد حسن بن محمود الأمين ( ١٢٩٩ ـ ١٣٦٨ هـ ) .

في قصيدة بائية طويلة :

وُلِدتَ في البيتِ بيت الله فارتفعتْ

أركانهُ بكَ فوقَ السَّبعةِ الحُجُبِ

وتلكَ منزلةٌ لم يؤتها بشرٌ

بلى ومرتبةٌ طالت على الرُّتُبِ (٥٢)

ومنهم الفاضل الأديب الشيخ محمود عبّاس العاملي في قصيدته العلويّة المسماة بـ « الدرر السنيّة » :

مَن مثلهُ في بيتِ بارِئهِ وِلِدْ ؟

ذي خصلةٍ قد خُصَّ فيها مُذ وُجِدْ

أمعن بها يا صَاح فكراً وٱعتمدْ

وٱنظُر لَها النظرَ الصحيحَ ولا تحِدْ

من واضحِ المنهاجِ وقِيتَ الضرر (٥٣)

والشعر في خصوصية ولادة عليٍّ عليه السلام في الكعبة كثير ، التقطتُ منه هنا ما هو أروع إلى السمع وأوقع في القلب .

*       *      *

بعد هذه المقدمة لا بُدّ من خوض غمار حديث ولادة حكيم في الكعبة ، هذه المزعمة الزائفة ، والرواية المجعولة ، وإخضاعها لشيء من البحث والتحقيق والتمحيص ، لكشف زيفها وبيان وضعها ، إذ فيها الكثير ممّا يوجب الشكّ والريب في سلامتها وصحّتها ، وبراءة ساحة رواتها .

وأوّل من نُسِبَت إليه وحُكِيَت عنه ، وأقدمهم :

هشام بن محمد بن السائب الكلبي ، النسّابة المعروف ، صاحب التآليف التي

__________________

(٥٢) أعيان الشيعة ٥ : ٢٨٥ ، دائرة المعارف الشيعية ١ : ١٥٣ .

(٥٣) عليّ وليد الكعبة : ٨٣ .


نيّفت على المائة والخمسين ، والمتوفّى سنة أربع أو ستّ ومائتين ، وقيل : الأوّل أصحّ .

والكلبي ممّن تكالب بعض علماء الجرح والتعديل من العامّة على تضعيفه وترك ما رواه ، وعدم الاحتجاج به .

قال الدارقطني وغيره : متروك الحديث (٥٤) .

وقال يحيى بن معين : غير ثقة (٥٥) .

وقال السمعاني : « يروي العجائب والأخبار التي لا أُصول لها . . . أخباره في الْأُغلوطات أشهر من أن يحتاج إلى الإِغراق في وصفها » (٥٦) .

وهذه الاتّهامات ضدّ الكلبي ليس لها وزن عندنا ، لأنّها ناشئة عن تعصّب طائفي ، ومنقوضة بما يخالفها من آراء حسنة في الرجل تدلُّ على خبرته وأمانته .

إلّا أنّا نشكِّك في صحّة نسبة ذلك القول إليه ، وفي صدق الحكاية عنه .

والمتّهَم في التقوّلِ عليه هو روايته السكَّري ، فقد نسب إلى الكلبي أنّه قال في « جمهرة النسب » :

« وحكيم بن حزام بن خويلد عاش عشرين ومائة سنة ، وكانت أمّه ولدته في الكعبة » (٥٧) .

وكتاب الجمهرة من أشهر كتبه ، عدّه كبار المؤرّخين من مصنّفاته ، وذكروا أنّ محمّد بن سعد كاتب الواقدي ومصنّف كتاب « الطبقات » الكبير رواه عنه مع سائر مصنّفاته .

ولكنّ النسخة التي بأيدينا من كتاب الجمهرة هي برواية أبي سعيد الحسن بن الحسين السكري ( ٢١٢ ـ ٢٧٥ هـ ) عن أبي جعفر محمّد بن حبيب بن أُميّة البغدادي ( ت ٢٤٥ هـ ) عن الكلبي .

__________________

(٥٤ و ٥٥) سير أعلام النبلاء ١٠ : ١٠١ ، لسان الميزان ٦ : ١٩٦ .

(٥٦) الأنساب ٥ : ٨٦ .

(٥٧) جمهرة النسب ١ : ٣٥٣ .


وهذا خلاف ما أثبته المؤرِّخون كالنديم والحموي وغيرهما (٥٨) .

وكان لهذا الاختلاف أثرٌ كبير ، ودور مؤثِّر في متن الكتاب الأصلي .

فقد عمد السكّري إلى دسّ بعض آرائه وأقواله ومرويّاته في متن الجمهرة ، مصدِّراً بعضها بـ « قال أبو سعيد » ، هاملاً البعض الآخر ، كما قام بتحريف بعض الجُمل والكلمات ، أو تبديلها بما يتلاءم وآراءه الفكرية والمذهبيّة .

وكان هذا ديدن السكّري في ما يرويه من مصنّفات غيره ، وهكذا صنع بكتاب « المحبّر » لأُستاذه وشيخه أبي جعفر محمّد بن حبيب .

وقد تنبّه لهذا الأمر محقّقا كتابي الجمهرة والمحبَّر .

قال الدكتور ناجي حسن محقّق الجمهرة في مقدّمة التحقيق :

« لقد وصلتنا جمهرة النسب لابن الكلبي برواية أبي سعيد السكّري ، عن محمّد ابن حبيب ، عن ابن الكلبي ، ومع ذلك ظهرت فيها إضافات واضحة ، وزيادات ، وتعليقات بيّنة ، لم ترد في أصل الجمهرة ، بل أضافها الرواة والنسّاخ .

ولا يستبعد أن يكون أبو سعيد السكّري هو نفسه الذي قام بهذا العمل ، حين وجد لديه فيضاً من الأخبار ذات الصلة بالأنساب » (٥٩) .

بعد هذا كلّه فليس من المستبعد ، ولا المستحيل ، أن تكون جملة « وكانت أُمّه ولدته في جوف الكعبة » في ذيل كلمة الكلبي المتقدِّمة من تلك الإِضافات ، والزيادات ، والتعليقات البيّنة ، المحسوبة « فيضاً من الأخبار ذات الصلة بالأنساب » .

فإنْ كانت هذه الزيادة مبهمة بعض الشيء أو مشكّك في أنّها من الجمهرة ، فهي واضحة ، مكشوفة ، جليّة في المحبّر .

ففي فصل الندماء من قريش :

« وكان الحارث بن هشام بن المغيرة نديماً لحكيم بن حزام بن خويلد بن أسد

__________________

(٥٨) الفهرست : ١٤٣ ، معجم الأدباء ١٩ : ٢٩١ .

(٥٩) جمهرة النسب : ١٠ .


ـ وحكيم هذا ولد في الكعبة ، وذلك أنّ أُمّه دخلت الكعبة وهي حامِلٌ به ، فضربها المخاض فيها ، فولدته هناك ـ أسلما جميعاً » (٦٠) .

فالعبارة التي بين شارحتين قد أحدثت فاصلة بين صدر الكلام وذيله ، إذ المراد بقوله « أسلما جميعاً » : الحارث وحكيم ، كما يدلُّ عليه قوله المتقدِّم في أول الفصل المذكور : « وكان حمزة بن عبد المطّلب نديماً لعبد الله بن السائب المخزومي ، أسلما جميعاً » (٦١) .

على أنَّ هذا الفصل هو في الندماء من قريش ، وليس في ذكر أحوالهم وأحوال أُمّهاتهم وتاريخ ولاداتهم وكيفيّتها .

أضف إلى هذا أنَّ عناوين الفصول والأبواب في المحبّر انتخبت بدقة لتتلاءم مع محتوياتها ، كما يلاحظ بشكل جليّ أنّها خالية من الحشو وذكر الْأُمور الفرعية ، اللّهمّ إلّا في بعض الموارد التي هي من إضافات السكّري .

ففي فصل أسلاف رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم :

« وسالفه صلّى الله عليه : سعيد بن الأخنس ـ قال أبو سعيد السكّري : سعيد هذا هو الذي قال النبي صلّى الله عليه : أبعده الله ، فإنّه كان يبغض قريشاً ـ بن شريق ابن وهب . . . . » (٦٢) .

وما أشبه قوله « سعيد هذا » بقوله « حكيم هذا » .

وما أشبه الفاصلة بين « بن الأخنس . . . بن شريق » بالفاصلة الحادثة في الفقرة موضع البحث ، وكلّ ما في الأمر تصديرها بـ « قال أبو سعيد السكّري » هنا ، وتركها سائبة مهملة هناك .

لم يكتف السكّري بهذا ، بل أضاف في بعض الموارد جملاً وروايات تتماشى مع اعتقاداته المذهبيّة .

__________________

(٦٠) المحبّر : ١٧٦ .

(٦١) المصدر نفسه : ١٧٤ .

(٦٢) المصدر نفسه : ١٠٥ .


أذكر منها ما في أواسط فصل « ذكر سرايا رسول الله صلّى الله عليه وجيوشه » .

« وفيها غزوة عمرو بن العاص السهمي على ذات السلاسل ، ومعه أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجرّاح في جيشه ، وكان استمدَّ ، فأمدَّه النبي صلّى الله عليه بجيش فيهم أبو بكر وعمر ، ورئيس الجيش أبو عبيدة بن الجرّاح .

قال أبو سعيد : فشكا أبو بكر وعمر رحمهما الله إلى النبي صلّى الله عليه عمرو ابن العاص ، فقال لهما : لا يتأمّر عليكما أحدٌ بعدي . وهذا توكيد لخلافة أبي بكر وعمر رحمهما الله » (٦٣) .

ولستُ في صدد الخوض في بحوث الخلافة والإِمامة ، ومَن هو أحقُّ بها من غيره ، أو الولوج في مدى صحّة حديث « لا يتأمّر عليكما أحد بعدي » وعدمه ، فهذا أمر أشبعه علماؤنا بحثاً وتفصيلاً ، ولكن أوردت هذا المثال لبيان تلاعب السكّري في متون الكتب ، وهدفه من ذلك وغايته .

يقول محقّق كتاب المحبّر في كلمة الختام :

« وأظن أنّه ـ أي ابن حبيب ـ كان يميل إلى الشيعية ، فإنّه لا يذكر أبداً أُمّ المؤمنين عائشة ، وسيّدنا أبا بكر الصدّيق ، وسيّدنا عمر إلّا بكلمة ( رحمه الله ) مع أنّه دائماً يذكر أُمّ المؤمنين خديجة وسيّدنا عليّاً بكلمة ( رضي الله عنه ) رضي الله عنهم أجمعين .

وأيضاً قد أثبت جميع ما يعاب به الرجل في سيّدنا عمر ، مثل أنّه كان أحول (٦٤) .

أو كان قد ضرب ، قبل أن يسلم ، جاريته ضرباً مبرّحاً على قبولها الإِسلام ، ربّنا لا تجعل في قلوبنا غِلاً للّذين آمنوا !

فمن أجل ذلك ، فيما أحسب ، أنَّ راويه أبا سعيد السكّري يضيف أحياناً إلى

__________________

(٦٣) المصدر نفسه : ١٢١ و ١٢٢ .

(٦٤) أُنظر المحبَّر : ٣٠٣ .


متن الكتاب ما يؤيّد رأي أهل السنّة والجماعة في أمر الخلافة » (٦٥) .

وقد تحامل كثيراً على ابن حبيب لوصفه عمر بأنّه أحول ، وهو أمرٌ خلقي وليس عيباً كما ادعى .

أو إثباته لبعض الحقائق التاريخية الثابتة المرويّة في جلِّ كتب السيرة والتاريخ كضرب عمر جاريته لأنّها سلكت طريق الحقّ وأسلمت .

حتّى أنّه عدَّها من الغِل جهلاً وتعصّباً !

ويا ليته أمعن في مسألة تلاعب السكّري المكشوف بمتن المحبّر ، وإضافاته الواضحة إليه ، حتّى يراها عين اليقين ، لكنّه تساهل كثيراً وقال « فيما أحسب » فكان من الّذين ارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يتردّدون .

*       *      *

فإنْ قيل : لا يهمّ عدم ذكر الكلبي وابن حبيب لخبر ولادة حكيم بن حزام في الكعبة ، في أصل كتابيهما ، وأنّها ممّا أضافه السكّري فيما بعد باعتباره الراوي الأول لهما ، وثبوت نسبة هذه الزيادات إليه ؛ لأنّنا نروي عن أئمة الجرح والتعديل عندنا توثيقه .

فقد قال فيه الخطيب البغدادي : كان ثقة ديِّناً صادقاً (٦٦) .

وقال ياقوت الحموي : الراوية الثقة المكثر (٦٧) .

فما زاده السكّري في متن الكتابين نعدّه صحيحاً مقبولاً .

قيل لهم : إنَّ ما أثبتناه من التلاعب السافر للسكّري في نصوص الكتب ومتونها ، ينافي إطلاقكم صفة « ثقة » عليه ، لأنَّ الوثاقة هي الأمانة ، والثقة : الأمين ، يقال :

__________________

(٦٥) المصدر نفسه : ٥٠٩ .

(٦٦) تاريخ بغداد ٧ : ٢٩٦ .

(٦٧) معجم الأدباء ٨ : ٩٤ .


وَثِقْتُ بفلان أثِقُ ثِقَةً إذا ائتمنته (٦٨) .

وقد بيَّنّا أنَّه لم يكن أميناً في رواية الكتابين ، لخيانته للأمانة العلميّة المتَّبعة في الاحتفاظ بالنصوص على ما هي عليه ونقضه قواعد الرواية ، ففتح بذلك باباً للتلاعب المُعْلَن بالكتب والآثار ، لم يُغْلَق إلى عصرنا هذا .

على أنّا لو سلَّمنا أنه كان ثقة كما تدَّعون ، فروايته هذه مردودة لأكثر من سبب .

منها : الإِرسال ؛

والذي عليه جلّ العلماء وأجلّتهم أنّه ضعيف ، مردود ، لا يحتجّ به .

قال النووي في التقريب : « ثمَّ المرسَل حديث ضعيف عند جماهير المحدِّثين ، وكثير من الفقهاء وأصحاب الْأُصول » (٦٩) .

وقال مسلم في مقدَّمة صحيحه : « والمرسَل من الروايات في أصل قولنا وقول أهل العلم بالأخبار ليس بحجَّة » (٧٠) .

وقال ابن الصلاح في مقدّمته : « ثمَّ اعلم أنَّ حكم المرسَل حكم الحديث الضعيف ، إلّا أن يصحّ مخرجه بمجيئه من وجه آخر » (٧١) .

وقال النووي : « ودليلنا في ردِّ العمل به أنّه إذا كانت رواية المجهول المسمّى لا تُقْبَل لجهالة حاله ، فرواية المرسل أوْلى ، لأنَّ المرويّ عنه محذوف ، مجهول العين والحال » .

وقال ابن أبي حاتم في كتاب المراسيل : « سمعتُ أبي وأبا زرعة يقولان : لا يُحْتَجَّ بالمراسيل ، ولا تقوم الحجَّة إلّا بالأسانيد الصحاح المتَّصلة » (٧٢) .

__________________

(٦٨) أُنظر الصحاح ٤ : ١٥٦٢ ، لسان العرب ١٠ : ٣٧١ .

(٦٩) التقريب : ٦٦ .

(٧٠) صحيح مسلم ١ : ٣٠ .

(٧١) مقدمة ابن الصلاح : ١٣٦ .

(٧٢) المراسيل : ١٥ .


أمّا معنى المُرسَل فهو أن يكون في طريق الخبر راوٍ مُلْتَبِس العين ، إمّا بأن لا يُذْكَر ، أو أن يُذْكَر على نحو الإِبهام (٧٣) .

وعرّفه أبو العبّاس القُرطبي ، مِن أئمة المالكية قائلاً : « المرسَل عند الْأُصوليّين والفقهاء عبارة عن الخبر الذي يكون في سنده انقطاع ، بأنْ يُحَدِّث واحد منهم عمّن لم يلقه ، ولا أخذ عنه » (٧٤) .

ورواية السكّري ، حتّى لو فرضنا أنّها رواية الكلبي وابن حبيب ، هي من المراسيل ، وليست من المسند الذي هو عند أهل الحديث ما اتّصل إسناده من راويه إلى منتهاه (٧٥) .

والمعروف أنّ الكلبي وابن حبيب والسكّري وغيرهم ممّن سيأتي ذكرهم قد عاشوا ونبغوا في القرن الثالث للهجرة وما بعده ، فمَن الذي حدَّثهم بولادة حكيم في الكعبة ، مع أنّها كانت قبل الإِسلام بستّين سنة ، كما أرّخ ذلك بعض المؤرّخين ؟ ! (٧٦) .

ومنها : الشذوذ ومخالفة المشهور .

والحديث الشاذّ هو الحديث الذي يتفرَّد به ثقة من الثقات وليس للحديث أصلٌ متابع لذلك الثقة (٧٧) .

روى الحاكم أبو عبد الله النيسابوري وغيره بإسنادهم إلى يونس بن عبد الأعلى قال : قال لي الشافعي : ليس الشاذّ من الحديث أن يروي الثقة ما لا يرويه غيره ، هذا ليس بشاذّ ؛ إنّما الشاذّ أن يروي الثقة حديثاً يخالف فيه الناس ، هذا الشاذّ من الحديث (٧٨) .

__________________

(٧٣) جامع التحصيل في أحكام المراسيل : ٢٦ .

(٧٤) المصدر نفسه .

(٧٥) مقدّمة ابن الصلاح : ١١٩ .

(٧٦) تاريخ البخاري الكبير ٣ : ١١ رقم ٤٢ .

(٧٧) معرفة علوم الحديث : ١١٩ .

(٧٨) المصدر السابق ، ومقدّمة ابن الصلاح : ١٧٣ .


زاد ابن الصلاح في مقدَّمته : « فخرج من ذلك أنَّ الشاذّ المردود قسمان :

أحدهما : الحديث المنفرد المخالف .

والثاني : الفرد الذي ليس في راويه من الثقة والضبط ما وقع جابراً لما يوجبه التفرّد والشذوذ من النكارة والضعف » (٧٩) .

ونحو هذا التقسيم قسَّم ابن الصلاح الحديث المنكر (٨٠) .

وقد أمر أحمد بن حنبل ابنه أن يحذف حديث « يهلك أُمّتي هذا الحيّ من قريش » لمخالفته المشهور .

قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : « قال أبي في مرضه الذي مات فيه : اضرب على هذا الحديث ، فإنّه خلاف الأحاديث عن النبي صلّی الله عليه وسلّم » .

تعقَّبه الحافظ أبو موسى المديني في كتاب « خصائص المسند » قائلاً : « وهذا مع ثقة رجال إسناده ، حين شذَّ لفظه عن الأحاديث المشاهير أمر بالضرب عليه » (٨١) .

ونقل ابن الجوزي عن بعضهم أنّه قال : « إذا رأيت الحديث يباين المعقول ، أو يخالف المنقول ، أو يناقض الْأُصول ، فاعلم أنّه موضوع » (٨٢) .

ولا شبهة في أنَّ ما تفرّدت به هذه الآحاد من زعمهم أنَّ ولادة حكيم كانت في الكعبة هو خبر شاذّ ، منكر ، موضوع ، خالفوا فيه المنقول ، وناقضوا الْأُصول ، إذ لم تتوفّر فيهم وفي خبرهم ما يدفع شذوذه ونكارته ووضعه .

وقد مرَّ عليك قول شهاب الدين الآلوسي وغيره من الأعلام أنّ حديث ولادة عليّ عليه السلام في الكعبة « أمرٌ مشهور في الدنيا ، ولم يشتهر وضع غيره ـ كرّم الله وجهه ـ كما اشتهر وضعه ، بل لم تتّفق الكلمة عليه » .

والتأكيد عليه في مصادر الحديث المعتبرة ، وكلمات مَهَرة الفنّ ، وحملة العلم ،

__________________

(٧٩) مقدّمة ابن الصلاح : ١٧٩ .

(٨٠) مقدّمة ابن الصلاح : ٨٧٤ .

(٨١) مسند أحمد ٢ : ٣٠١ ، فتح الملك العليّ : ١٢٦ .

(٨٢) فتح الملك العليّ : ١٢٢ .


وأهل السِيَر ، وأصحاب التاريخ ، وصاغة الشعر ، لا يدع مجالاً لشيء إلّا الإِذعان بأنّه الصحيح الشائع الذائع المستفيض ، السائر ذكره مع الركبان ، الدائر بين الناس ، المقبول عند الْأُمّة ، المشهور بين القاصي والداني ، شهرة لازمها تواتر الأسانيد التي لم يخل سند منها من محدِّث ثقة ، وناقد خبير ، وعالم باحث ، ومؤرّخ ثبت ، وإمام من أئمّة الفريقين وأساطينهم ، لا يستهان بعددهم ، ولا يطعن في روايتهم ، ولا يغمز في شيء من أمانتهم ، كٱبن إسحاق المطَّلِبي ، وابن زكرة الأزدي ، والقفّال الشاشي ، والشيخ ابن بابويه الصدوق ، والشيخ المفيد ، والحاكم النيسابوري ، والشريف الرضي ، والسيّد المرتضى علم الهدى ، والكراجكي ، وشيخ الطائفة الطوسي ، وابن أبي الغنائم العمري النسّابة ، وابن أبي الفوارس ، وابن المغازلي ، وعماد الدين الطبري ، وسبط ابن الجوزي ، والحافظ الكنجي ، والسيّد ابن طاوُس ، وشيخ الإِسلام الجويني ، وابن الصبّاغ المالكي ، و . . . و . . .

فلا شكّ إذن في أنّه من ، الأحاديث « المشهورة التي يعرفها أهل العلم ، وقلَّما يخفى ذلك عليهم ، وهو المشهور الذي يستوي في معرفتها الخاصّ والعامّ » (٨٣) .

*       *      *

وروى ولادة حكيم في الكعبة الزبير بن بكّار ( ١٧٢ ـ ٢٥٦ هـ ) في كتابه « جمهرة نسب قريش » ، قال : « حدَّثني مصعب بن عثمان ، قال : دخلت أُمّ حكيم بن حزام الكعبة مع نسوة من قريش ، وهي حامل مُتمٌّ بحكيم بن حزام ، فضربها المخاض في الكعبة ، فأُتيت بنطع حيت أعجلها الولاد ، فولدت حكيم بن حزام في الكعبة على النطع » (٨٤) .

وليست هذه الرواية بأحسن حالاً من سابقتيها ، ففيها :

أولاً : الزبير ، وهو ضعيف عند بعضهم ، قال عنه الحافظ أحمد بن علي السليماني

__________________

(٨٣) معرفة علوم الحديث : ٩٣ .

(٨٤) جمهرة نسب قريش ١ : ٣٥٣ .


في كتاب الضعفاء : منكر الحديث (٨٦) .

وذكره في عِداد مَن يضع الحديث ، وقال مرّة : منكر الحديث (٨٦) .

واعتذر عنه ابن حجر العسقلاني بأنّ السليماني « لعلّه استنكر إكثاره عن الضعفاء ، مثل محمّد بن الحسن بن زبالة ، وعمر بن أبي بكر المؤملي ، وعامر بن صالح الزبيري وغيرهم ، فإنَّ في كتاب النسب عن هؤلاء أشياء كثيرة منكرة » (٨٧) .

وثانياً : رغم البحث الجادّ فيما وقع بيدي من معاجم رجالية لم أعثر على مدحٍ أو توثيق لمصعب بن عثمان ، هذا الذي روى هذه الحادثة ، سوى نسبه وهو : مصعب بن عثمان بن عروة بن الزبير بن العوّام (٨٨) ، فلا أقلّ من أنَّ حاله مجهول ، إنْ لم يكن من أُولئك الضعفاء الّذين أكثر ابن بكّار في الرواية عنهم في الجمهرة أشياء منكرة كثيرة ، خاصّة أنّه كان الواسطة بين عامر بن صالح وبينه .

وشيخه هذا ـ عامر ـ كان كذّاباً ، ليس بثقة ، عامّةُ حديثه مسروق ، يروي الموضوعات ، لا يحلُّ كَتْبُ حديثه إلّا على التعجّب ، ولعلّه ورَّث تلميذَه شيئاً من ذلك (٨٩) .

ثالثاً : أنَّ مصعب بن عثمان هذا لم يذكر سنداً لهذه الرواية ، ولا صرّح بٱسم من حكاها له ، ولا أشار إلى المصدر الذي استقاها منه ، وأقلُّ ما يمكننا القول إنَّها كسابقتيها مُرسلة ، منكرة ، شاذّة ، ضعيفة .

ومن العجب أنَّ بعض المؤلِّفين أوردوا رواية الزبير هذه في مؤلّفاتهم يرسلونها إرسال المسلَّمات ، ويوردونها مستدلِّين بها محتجِّين ، وكأنَّها من الأحاديث المسندة الصحيحة المتواترة الثابتة التي لا تقبل الجدل ، ولا تخضع للنقاش ! !

__________________

(٨٥) سير أعلام النبلاء ١٢ : ٣١٤ ، تهذيب التهذيب ٣ : ٣١٣ .

(٨٦) ميزان الاعتدال ٢ : ٦٦ .

(٨٧) تهذيب التهذيب ٣ : ٣١٣ .

(٨٨) التبيين في أنساب القرشيّين : ٢٦٦ .

(٨٩) أُنظر تهذيب الكمال : ١٤ / ٤٦ ، سير أعلام النبلاء : ٤ / ٤٢٩ .


فقد أخرجها عن الزبير :

جمال الدين أبو الفرج ابن الجوزي ( ٥١٠ ـ ٥٩٧ هـ ) في كتابه « صفة الصفوة » (٩٠) .

جمال الدين أبو الحجّاج يوسف المزّي ( ٦٥٤ ـ ٧٤٢ هـ ) في كتابه « تهذيب الكمال » (٩١) .

شمس الدين محمّد بن أحمد الذهبي ( ٦٧٣ ـ ٧٤٨ هـ ) في كتابه « سِيَر أعلام النبلاء » (٩٢) .

شهاب الدين ابن حجر العسقلاني ( ٧٧٣ ـ ٨٥٢ هـ ) في كتابه « الإِصابة » (٩٣) .

وقد تعوّدنا من هؤلاء الأربعة ـ خصوصاً ـ محاولاتهم الدائبة للتستّر على فضائل عليٍّ وأهل بيته عليهم السلام وكتمانها ، وتضعيفها مهما كثرت طرقها وتواترت أسانيدها ، وأفرطوا في ذلك حتّى اشتهروا به .

كما تعوّدنا منهم الإِخبات بصحّة الفضائل الموضوعة ، والكرامات المختلَقة ، والأحاديث الضعيفة الواهية المرويّة في مَن كان على رأيهم ، ويذهب مذهبهم ، ويوافق هواهم وزيغ قلوبهم ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ) .

*       *      *

ورواها الحاكم أبو عبد الله النيسابوري ( ٣٢١ ـ ٤٠٥ هـ ) في « المستدرك » بطريقين :

الأوّل : « سمعتُ أبا الفضل الحسن بن يعقوب ، يقول : سمعت أبا أحمد محمّد

__________________

(٩٠) ج ١ : ٧٢٥ .

(٩١) ج ٧ : ١٧٣ .

(٩٢) ج ٣ : ٤٦ .

(٩٣) ج ٢ : ٣٢ .


ابن عبد الوهّاب ، يقول : سمعت عليّ بن عَثّام العامري ، يقول :

ولد حكيم بن حزام في جوف الكعبة ، دخلت أُمّه الكعبة فمخضت فيها ، فولدت في البيت » (٩٤) .

وابن عثّام هذا هو أبو الحسن الكلابي الكوفي ، توفّي سنة ٢٢٨ هـ ، وتحرّف اسمه في مطبوعة المستدرك إلى : غنام .

قال عنه الحاكم في تاريخه : « أديب فقيه . . . أكثر ما أُخذ عنه الحكايات ، والزهديّات ، والتفسير ، والجرح والتعديل » (٩٥) .

وروايته المتقدّمة التي لا تقوم بها الحجّة عند أهل العلم بالحديث ، تدخل في باب الحكايات ، وهو أنسب باب لها ولمثيلاتها من المرسَلات الواهية والأحاديث المختلَقة .

ولعلّ الذهبي قد تنبّه إلى ما فيها من الوهن والضعف فحذفها من مختصره ولم ينبس عنها ببنت شفة ، ولو صحّت بوجه من الوجوه لم يحذفها ، إذ استنفد ما لديه من حقد وعلم مقلوب في تجريح وتضعيف وتقبيح وسبّ لرواة مناقب عليّ وأهل بيته عليه السلام !

الثاني : « أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن بالويه ، ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ، ثنا مصعب بن عبد الله ، فذكر نسب حكيم بن حزام وزاد فيه :

وأُمّه فاختة بنت زهير بن أسد بن عبد العزّى ، وكانت وَلَدَتْ حكيماً في الكعبة ، وهي حامل ، فضربها المخاض وهي في جوف الكعبة ، فولدت فيها ، فحملت في نطع وغسل ما كان تحتها من الثياب عند حوض زمزم ، ولم يولد قبله ولا بعده في الكعبة أحد !

قال الحاكم : وَهَمَ مصعب في الحرف الأخير ، فقد تواترت الأخبار أنَّ فاطمة

__________________

(٩٤) ج ٣ : ٤٨٢ .

(٩٥) أُنظر سير أعلام النبلاء ١٠ : ٥٧٠ .


بنت أسد ولدت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه في جوف الكعبة » (٩٦) .

ويا ليت شعري هل أصاب في الحرف الأول ، كي ينبّه الحاكم إلى وهمه في الأخير ؟ !

أم حسب أنّ هذه المزعمة المرسلَة والمقطوعة السند قد وصلت إليه بـ « الأسانيد المنقولة إلينا بنقل العدل عن العدل ، وهي كرامة من الله لهذه الْأُمّة خصّهم بها دون سائر الْأُمم » (٩٧) ؟ !

ومَن هؤلاء العدول الّذين أهمل الزبيري ذكرهم ؟ !

ونقل الذهبي هذه السفسطة في تلخيصه ، مؤيِّداً ـ على غير عادته ـ رأي الحاكم في وهم مصعب الزبيري . وقد تكلّم الحجّة الْأُوردبادي على رواية مصعب هذه في عدّة موارد ، ونبّه إلى بعض ما فيها من نقاط الضعف ، فراجع (٩٨) .

*       *      *

ورواها أبو الوليد محمّد بن عبد الله بن أحمد الأزرقي في « أخبار مكّة وما جاء فيها من الآثار » قال :

حدَّثني محمّد بن يحيى ، حدَّثنا عبد العزيز بن عمران ، عن عبد الله بن أبي سليمان ، عن أبيه أنَّ فاختة ابنة زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزّى ـ وهي أُمّ حكيم بن حزام ـ دخلت الكعبة وهي حامل ، فأدركها المخاض فيها ، فولدت حكيماً في الكعبة ، فحُمِلتْ في نطعٍ وأُخِذَ ما تحت مَثْبرِها (٩٩) ، فغُسِلَ عند حوض زمزم ، وأُخِذَتْ ثبابُها التي ولدت فيها فجُعِلَتْ لَقىً (١٠٠) (١٠١) .

__________________

(٩٦) المستدرك ٣ : ٤٨٣ .

(٩٧) المستدرك ١ : ٢ .

(٩٨) عليٌّ وليد الكعبة : ١ ـ ٣ ، و ١٢٥ .

(٩٩) المَثْبِرُ : الموضع الذي تلد فيه المرأةُ من الأرض . الصحاح : ٢ / ٦٠٤ ( ثبر ) .

(١٠٠) اللَقَى ، بالفتح : الشيء المُلْقَى لهوانهِ . الصحاح : ٦ / ٢٤٨٤ ( لقى ) .

(١٠١) أخبار مكّة : ١ / ١٧٤ .


وللباحث أن يتساءل عن الأزْرَقيِّ هذا :

ـ مَن هو ؟ !

ـ ما قيمة أخباره وأحاديثه عند علماء الحديث وأئمة الجرح والتعديل ؟ !

ـ مَن هؤلاء الرجال الّذين روى عنهم هذا الحديث ؟ !

الأزْرَقيُّ ، هو : محمّد بن عبد الله بن أحمد بن محمّد بن الوليد بن عقبة بن الأزرق الغسّاني المكّي ، عرّفه ابن النديم بأنّه « أحد الإِخباريّين وأصحاب السِّيَر ، وله من الكتب كتاب مكّة وأخبارها وجبالها وأوديتها ، كتابٌ كبيرٌ » (١٠٢) .

هذا هو كُلُّ ما ذكر عنه ، وليس فيه تصريح يستفاد منه حُسن الرجل أو وثاقته ، ويبدو أنَّ ابن النديم قد تفرّد بترجمته ، حيث أهملها علماء الرجال والمتخصِّصون الأقدمون ، وإنّما ذكروه ضمناً في ترجمة جدِّه أحمد ـ المتوفّى سنة ٢١٢ ، أو ٢١٧ ، أو ٢٢٢ هـ ـ المعدود في مشايخ البُخاري ، وأبي حاتم محمّد بن إدريس الرازي ، ومحمّد بن سعد كاتب الواقدي .

فقال المِزِّي في تهذيب الكمال : أحمد بن محمّد . . . جدُّ أبي الوليد محمّد بن عبد الله الأزْرَقي صاحب تاريخ مكّة (١٠٣) .

ثمَّ عدَّ الرواة عنه ومنهم : ابن ابنه أبو الوليد محمّد بن عبد الله الأزْرَقيُّ (١٠٤) .

وذكره وكتابَه هذا شمس الدين السخاوي ( المتوفّى سنة ٩٠٢ هـ ) في « الإِعلان بالتوبيخ لِمَن ذمَّ التاريخ » وقال : كان في المائة الثالثة (١٠٥) .

ولعلّه استنتج ذلك من كتاب الأزْرَقي نفسه ، حيت أرّخ فيه لحادثة وقعت في سنة عشرين ومائتين (١٠٦) ، أو من معرفته بطبقة جدّه وعصره .

__________________

(١٠٢) الفهرست : ١٦٢ .

(١٠٣) تهذيب الكمال : ١ / ٤٨٠ .

(١٠٤) تهذيب الكمال : ١ / ٤٨١ .

(١٠٥) الإِعلان بالتوبيخ : ١٣٢ .

(١٠٦) أخبار مكّة ٢ : ١٠٣ .

=


في النتيجة يتبيّن لنا أنّه ليس في المصادر التي ترجمت للأزْرَقي ، أو ذكرته ، ما يُشجِّع ، أو يساعد ، على قبول أخباره عموماً ، وحديثه الشاذّ هذا خصوصاً .

أمّا شيخه الحافظ أبو عبد الله محمّد بن يحيى بن أبي عمر العدني ، فقد ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي في كتابه « الجرح والتعديل » وقال :

سألت أبي عنه فقال : كان رجلاً صالحاً ، وكانت به غفلة ، رأيت عنده حديثاً موضوعاً (١٠٧) .

وقال البخاري : مات بمكّة لإِحدى عشرة بقيت من ذي الحجّة سنة ثلاث وأربعين ومائتين (١٠٨) .

والملاحظ أنَّ جلّ روايته في « أخبار مكّة » عن شيخيه : محمد بن عمر الواقدي المتّفق على ضعفه وترك حديثه (١٠٩) .

وعبد العزيز بن عمران .

وهو : عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني الأعرج ، المعروف بابن أبي ثابت .

قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سألت أبي عن عبد العزيز بن عمران فقال : ما كتبتُ عنه شيئاً .

وقال البخاري : لا يكتب حديثه ، منكر الحديث .

وقال النسائي : متروك الحديث .

وقال يحيى بن معين : ليس بثقة ، إنّما كان صاحب شعر .

وقال عليّ بن الحسين بن حبّان : وجدتُ في كتاب أخي بخطِّ يده : أبو زكريّا

__________________

= وانظر بشأنه كشف الظنون : ١ / ٣٠٦ وج ٢ / ١٦٨٤ ، هديّة العارفين : ٢ / ١١ ، معجم المؤلّفين : ١٠ / ١٩٨ ، الأعلام للزركلي : ٦ / ٢٢٢ ، وفيها اختلاف كثير في تحديد عصره !

(١٠٧) الجرح والتعديل : ٨ / ١٢٤ ، تذكرة الحفّاظ : ٢ / ٥٠١ ، سير أعلام النبلاء : ١٢ / ٩٦ .

(١٠٨) التاريخ الكبير : ١ / ٢٦٥ ، التاريخ الصغير : ٢ / ٣٤٨ .

(١٠٩) أُنظر أخبار مكّة ( موارد كثيرة ) ، الجرح والتعديل : ٩ / ٤٥٤ ، سير أعلام النبلاء : ٨ / ٢٠ .


ابن أبي ثابت الأعرج المديني قد رأيته هاهنا ببغداد ، كان يشتم الناس ويطعن في أحسابهم ، ليس حديثه بشيء .

وقال أبو حاتم الرازي : متروك الحديث ، ضعيف الحديث ، منكر الحديث جدّاً .

وقال محمّد بن يحيى الذهلي النيسابوري : عليَّ بدنة إنْ حدّثتُ عن عبد العزيز ابن عمران حديثاً .

وقال ابن حبّان : يروي المناكير عن المشاهير .

وقال الرازي : امتنع أبو زرعة من قراءة حديثه ؛ وتَرَكَ الرواية عنه (١١٠) .

إنَّ اتّفاق هؤلاء الأعلام على ضعف عبد العزيز بن عمران وترك حديثه ، واشتهاره بالكذب ، ورواية المناكير ، وسوء الخلق و . . . ، أغناني عن اللجوء إلى التدقيق والبحث في بقيّة السند .

إنَّ مصنّفاً مجهول الحال كالأزْرَقي وراوٍ كالأعرج ، لا يصحُّ الاعتماد عليهما في إثبات حادثة شاذّة كهذه ، وسندٌ هذا مبدؤه ومنتهاه محكوم عليه بالإِهمال والإِعراض التامَّيْن ، ولا يصحُّ للباحث الجادّ أن يستند إليه بأيّ وجه ، وفق ما قرّره علماء الدراية .

قال الحافظ يحيى بن سعيد القطّان ـ الذي وصفه الذهبي بأمير المؤمنين في الحديث (١١١) ! ـ : « لا تنظروا إلى الحديث ، ولكن اُنظروا إلى الإِسناد ، فإنْ صحَّ الإِسنادُ ، وإلّا فلا تَغْتَرُّوا بالحديث إذا لم يصحَّ الإِسنادُ » (١١٢) .

وقال الحافظ عبد الله بن المبارك : « ليس جَوْدَةُ الحديثِ قُرب الإِسناد ، جَوْدَةُ الحديث صِحَّةُ الرجال » (١١٣) .

وقد عرفتَ فيما تقدّم أنَّ رواية الأزْرَقي هذه لم تصحَّ إسناداً ولا رجالاً على أقلّ

__________________

(١١٠) راجع : التاريخ الكبير : ٦ / ٢٩ ، التاريخ الصغير : ٢ / ٢٣٤ ، الجرح والتعديل : ٥ / ٣٩٠ و ٣٩١ . تاريخ بغداد : ١٠ / ٤٤١ ، تهذيب التهذيب : ٦ / ٣٥١ ، ميزان الاعتدال : ٢ / ٦٣٢ ، وغيرها .

(١١١) سير أعلام النبلاء : ٩ / ١٧٥ .

(١١٢) تهذيب الكمال : ١ / ١٦٥ ، سير أعلام النبلاء : ٩ / ١٨٨ .

(١١٣) تهذيب الكمال : ١ / ١٦٦ .


تقدير .

*       *      *

تُشكِّل الروايات والنصوص المتقدّمة المصدر الرئيسي والمرجع الأساسي المهمّ لهذه المزعمة الواهية .

والقاسم المشترك بينها جميعاً هو الإِرسال ، والشذوذ ، ومخالفة ما هو مشهور ، والنكارة ، والتحريف ، والتلاعب في بعض مصادرها ، وضعف بعض رواتها ، وعلّة واحدة من هذه العلل يُسْقِطُ الاعتماد عليها ، ويُوجِبُ نبذها جانباً ، فكيف بها مجتمعة ؟ !

وتبيّن من خلال البحث في تواريخ رواتها أنّها ظهرت في القرن الثالث الهجري ، وأنّها ممّا تعمّد وضعه وتدرّج نحته في الأزمنة المتأخّرة ، وما أكثرها .

يقول يحيى بن معين مُشيراً إلى كثرتها : « كتبنا عن الكذّابين ، وسجّرنا به التنور ، وأخرجنا به خبزاً نضيجاً » (١١٤) .

والعجب أنَّ أكثر هذه الأحاديث وجلّها قد وضعها « أهل الخير والزهد » !

قال يحيى بن سعيد القطّان : « لم نرَ الصالحين في شيء أكذبَ منهم في الحديث » (١١٥) .

وقال : « لم نرَ أهل الخير في شيء أكذب منهم في الحديث » (١١٦) .

وقال : « ما رأيت الكذب في أحدٍ أكثر منه فيمن ينسب إلى الخير والزهد » (١١٧) .

من أجل هذا ـ وغيره ـ ينبغي لنا ألّا نمنح هذا التاريخ ثقتنا واعتمادنا ، بل يجب غربلته وأزالة شوائبه بإخضاع نصوصه وأخباره لدراسة علمية ، حيادية ، مستوعبة

__________________

(١١٤) تاريخ بغداد ١٤ : ١٨٤ ، سير أعلام النبلاء : ١١ / ٨٣ عن تاريخ الأبَّار .

(١١٥) صحيح مسلم ١ : ١٧ ، تاريخ بغداد ٢ : ٩٨ .

(١١٦) صحيح مسلم ١ : ١٨ .

(١١٧) اللآلئ المصنوعة . . . ، فتح الملك العليّ : ٩٢ .

وللتوسّع راجع الغدير ٥ : ٢٧٥ ـ ٢٩٦ .


وشاملة لجميع جوانبه ، مع الاهتمام بكلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ ، فلا فائدةَ من تصنيفِ الأخبارِ إلى تافهٍ وقيّمٍ ، إلّا بعد البحث والدراسة ، فالتافهُ ما أثبتَ التحقيقُ تفاهته وزيفه وضعف قواعده وتضعضع دعائمه ؛ والقيّمُ ما أثبتَ التمحيصُ أصالته ، وظهرت براهينه ، ولاحت دلائله ، وصمد عند النقد .

وفي الختام أحمدُ اللهَ سُبحانهُ لِما خصَّني به من لطفِ القيام بهذا العمل المتواضع ، آملاً أن يروق أهل الفضل والتحقيق ، متوكّلاً على الفرد الصمد ، متوسِّلاً بحِجْزةِ وليد الكعبة ، مستمدَّاً العون من ساحة قُدسه .

( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ) ( وَسَلَامٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَىٰ ) ( أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) .

*       *      *


من الأحاديث الموضوعة (٦)

حديث ٱتّباع سُنّة الخلفاء وإطاعة الْأُمراء

السيّد عليّ الحسيني الميلاني

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين ، من الأوّلين والآخرين . . .

وبعد ،

فهذه رسالة أُخرى كتبتها حول حديث آخر . . .

إنّه حديث في وجوب إطاعة الْأُمراء واتّباع سُنّة الخلفاء الراشدين وإنْ كانت السُنّة والإِمارة على خلاف الموازين . . .

أخرَجوه في غير واحدٍ من أهمّ أسفارهم ، وجعله غير واحدٍ منهم من أصحّ أخبارهم . . .

ثمّ اتّخذوه مستنداً لتبرير أُمورٍ وأحكامٍ سابقة ، ومستمسكاً لأعمالٍ وقضايا لاحقة . . .

لقد بحثت عن هذا الحديث بحثاً شاملاً ، وحقّقته تحقيقاً كاملاً ، فجاءت رسالة نافعة للمحقّقين ، لا تخفى فوائدها على الباحثين . . فإليهم أُقدّم هذا الجهد ، والله من وراء القصد .


(١) مخرِّجو الحديث وأسانيده

رواية الترمذي :

أخرج الترمذي قائلاً :

« (١) حدّثنا عليّ بن حجر ، حدّثنا بقيّة بن الوليد ، عن بحير بن سعيد ، عن خالد بن معدان ، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي ، عن العرباض بن سارية ، قال :

وعظنا رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم يوماً بعد صلاة الغداة موعظةً بليغةً ، ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب . فقال رجل : إنّ هذه موعظة مودّعٍ ، فماذا تعهد إلينا يا رسول الله ؟

قال : أُوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة وإنْ عبدٌ حبشي ، فإنّه من يَعِش منكم يرى اختلافاً كثيراً ، وإيّاكم ومحدثات الْأُمور فإنّها ضلالة ، فمن أدرك ذلك منكم فعليكم بسُنّتي وسُنّة الخلفاء الراشدين المهديّين ، عضّوا عليها بالنواجذ .

قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح .

وقد روى ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي ، عن العرباض بن سارية ، عن النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم نحو هذا ، حدّثنا بذلك :

(٢) الحسن بن علي الخلّال وغير واحدٍ ، قالوا : حدّثنا أبو عاصم ، عن ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي ، عن العرباض بن سارية ، عن النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ، نحوه .

والعرباض بن سارية يكنّى : أبا نجيح .

(٣) وقد روي هذا الحديث عن حجر بن حجر ، عن عرباض بن سارية ، عن


النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ، نحوه » (١) .

رواية أبي داود :

وأخرج أبو داود قائلاً :

« حدّثنا أحمد بن حنبل ، ثنا الوليد بن مسلم ، ثنا ثور بن يزيد ، قال : حدّثني خالد بن معدان ، قال : حدّثني عبد الرحمن بن عمرو السلمي وحجر بن حجر ، قالا : أتينا العرباض بن سارية ـ وهو ممّن نزل فيه : ( وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ ) ـ فسلّمنا وقلنا : أتيناك زائرين وعائدين ومقتبسين . فقال العرباض :

صلّى بنا رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ذات يوم ، ثمّ أقبل علينا فوعظنا موعظةً بليغةً ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب . فقال قائل : يا رسول الله ، كأنّ هذا موعظة مودّعٍ ، فماذا تعهد إلينا ؟

فقال : أُوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإنْ عبدٌ حبشي ، فإنّه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسُنّتي وسُنّة الخلفاء المهديّين الراشدين ، تمسّكوا بها وعضّوا عليها بالنواجذ ، وإيّاكم ومحدثات الْأُمور ، فإنّ كلّ محدَثة بدعة ، وكلّ بدعة ضلالة » (٢) .

رواية ابن ماجة :

وأخرج ابن ماجة قائلاً :

« (١) حدّثنا عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان الدمشقي ، ثنا الوليد بن مسلم ، ثنا عبد الله بن العلاء ـ يعني ابن زبر ـ ، حدّثني يحيى بن أبي المطاع ، قال :

__________________

(١) صحيح الترمذي ٥ / ٤٤ ـ ٤٥ باب ما جاء في الأخذ بالسُنّة واجتناب البدع .


سمعت العرباض بن سارية يقول :

قام فينا رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ذات يوم ، فوعظنا موعظةً بليغةً وجلت منها القلوب ، وذرفت منها العيون . فقيل : يا رسول الله ، وعظتنا موعظة مودّعٍ فاعهد إلينا بعهد .

فقال : عليكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة وإنْ عبداً حبشياً ، وسترون من بعدي اختلافاً شديداً ، فعليكم بسُنّتي وسُنّة الخلفاء الراشدين المهديّين ، عضّوا عليها بالنواجذ ، وإيّاكم والْأُمور المحدثات ، فإنّ كلّ بدعةٍ ضلالة .

(٢) حدّثنا إسماعيل بن بشر بن منصور وإسحاق بن إبراهيم السوّاق ، قالا : ثنا عبد الرحمن بن مهديّ ، عن معاوية بن صالح ، عن ضمرة بن حبيب ، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي ، أنّه سمع العرباض بن سارية يقول :

وعظنا رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم موعظةً ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب . فقلنا : يا رسول الله ، إنّ هذه لموعظة مودّعٍ ، فماذا تعهد إلينا ؟

قال : قد تركتكم على البيضاء ، ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها بعدي إلّا هالك ، من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بما عرفتم من سُنّتي وسُنّة الخلفاء الراشدين المهديّين ، عضّوا عليها بالنواجذ ، وعليكم بالطاعة وإنْ عبداً حبشياً ، فإنّما المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد .

(٣) حدّثنا يحيى بن حكيم ، ثنا عبد الملك بن الصباح المسمعي ، ثنا ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن عبد الرحمن بن عمرو ، عن العرباض بن سارية ، قال :

صلّى بنا رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم صلاة الصبح ، ثمّ أقبل علينا بوجهه ، فوعظنا موعظةً بليغةً . فذكر نحوه » (٣) .

__________________

(٢) سنن أبي داود ٢ / ٢٦١ باب في لزوم السُنّة .

(٣) سنن ابن ماجة ١ / ١٥ ـ ١٧ باب اتّباع سُنّة الخلفاء الراشدين المهديّين .


رواية أحمد :

وجاء في مسند أحمد :

« (١) حدّثنا عبد الله ، حدّثني أبي ، ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، ثنا معاوية ـ يعني ابن صالح ـ ، عن ضمرة بن حبيب ، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي ، أنّه سمع العرباض بن سارية ، قال :

وعظنا رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم موعظةً ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب . قلنا : يا رسول الله ، إنّ هذه لموعظة مودّعٍ فماذا تعهد إلينا ؟

قال : قد تركتكم على البيضاء ، ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها بعدي إلّا هالك ، ومن يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بها عرفتم من سُنّتي وسُنّة الخلفاء الراشدين المهديّين ، وعليكم بالطاعة وإنْ عبداً حبشيّاً ، عضّوا عليها بالنواجذ ، فإنّما المؤمن كالجمل الأنف حيثما انقيد انقاد » .

(٢) حدّثنا عبد الله ، حدّثني أبي ، ثنا الضحّاك بن مخلد ، عن ثور ، عن خالد بن معدان ، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي ، عن عرباض بن سارية ، قال :

صلّى لنا رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم الفجر ، ثمّ أقبل علينا فوعظنا موعظةً بليغةً ذرفت لها الأعين ، ووجلت منها القلوب . قلنا ـ أو قالوا ـ : يا رسول الله ، كأنّ هذه موعظة مودّعٍ فأوصنا .

قال : أُوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة وإنْ كان عبداً حبشياً ، فإنّه من يعش منكم يرى بعدي اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسُنّتي وسُنّة الخلفاء الراشدين المهديّين ، وعضّوا عليها بالنواجذ ، وإيّاكم ومحدثات الْأُمور ، فإنّ كلّ محدّثة بدعة ، وإنّ كلّ بدعة ضلالة .

(٣) حدّثنا عبد الله ، حدّثني أبي ، ثنا الوليد بن مسلم ، ثنا ثور بن يزيد ، ثنا خالد ابن معدان ، قال : ثنا عبد الرحمن بن عمرو السلمي وحجر بن حجر ، قالا :

أتينا العرباض بن سارية ـ وهو ممّن نزل فيه : ( وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ


لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ ) ـ فسلّمنا وقلنا : أتيناك زائرين وعائدين ومقتبسين . فقال عرباض :

صلّى بنا رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم الصبح ذات يومٍ ثم أقبل علينا فوعظنا موعظةً بليغةً ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب . فقال قائل : يا رسول الله ، كأنّ هذه موعظة مودّعٍ ، فماذا تعهد إلينا ؟

فقال : أُوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة وإنْ كان عبداً حبشياً ، فإنّه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسُنّتي وسُنّة الخلفاء الراشدين المهديّين ، فتمسّكوا بها وعضّوا عليها بالنواجذ ، وإيّاكم ومحدَثات الْأُمور ، فإنّ كلّ محدَثة بدعة ، وكلّ بدعة ضلالة .

(٤) حدّثنا عبد الله ، حدّثني أبي ، ثنا حياة بن شريح ، ثنا بقيّة ، حدّثني بحير بن سعيد ، عن خالد بن معدان ، عن ابن أبي بلال ، عن عرباض بن سارية ، أنّه حدّثهم أنّ رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم وعظهم يوماً بعد صلاة الغداة . فذكره .

(٥) حدّثنا عبد الله ، حدّثني أبي ، حدّثنا إسماعيل ، عن هشام الدستوائي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن محمّد بن إبراهيم بن الحارث ، عن خالد بن معدان ، عن ابن أبي بلال ، عن العرباض بن سارية ، أنّه حدّثهم أنّ رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم وعظهم يوماً بعد صلاة الغداة . فذكره » (٤) .

رواية الحاكم :

وأخرج الحاكم قائلاً :

« (١) حدّثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب ، ثنا العبّاس بن محمد الدوري ، ثنا أبو عاصم ، ثنا ثور بن يزيد ، ثنا خالد بن معدان ، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي ، عن العرباض بن سارية ، قال :

__________________

(٤) مسند أحمد بن حنبل ٤ / ١٢٦ .


صلّى لنا رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم صلاة الصبح ، ثمّ أقبل علينا فوعظنا موعظةً وجلت منها القلوب ، وذرفت منها العيون ، فقلنا : يا رسول الله ، كأنّها موعظةً مودّع فأوصنا .

قال : أُوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة وإنْ أُمِّرَ عليكم عبدٌ حبشي ، فإنّه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسُنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين المهديّين ، عضّوا عليها بالنواجذ ، وإيّاكم ومحدَثات الْأُمور ، فإنّ كلّ بدعة ضلالة .

هذا حديثٌ صحيحٌ ليس له علّة .

وقد احتجّ البخاري بعبد الرحمن بن عمرو وثور بن يزيد ، وروى هذا الحديث في أوّل كتاب الاعتصام بالسُنّة .

والّذي عندي أنّهما ـ رحمهما الله ـ توهّما أنّه ليس له راوٍ عن خالد بن معدان غير ثور بن يزيد ، وقد رواه محمد بن إبراهيم بن الحارث المخرّج حديثه في الصحيحين عن خالد بن معدان .

(٢) حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن أيّوب ، ثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي ، ثنا عبد الله بن يوسف التنيسي ، ثنا الليث ، عن يزيد بن الهاد ، عن محمد بن إبراهيم ، عن خالد بن معدان ، عن عبد الرحمن بن عمرو ، عن العرباض بن سارية ـ من بني سليم ، من أهل الصُفّة ـ قال :

خرج علينا رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم يوماً فقام فوعظ الناس ورغّبهم وحذّرهم وقال ما شاء الله أنْ يقول .

ثمّ قال : اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً ، وأطيعوا من ولّاه الله أمركم ، ولا تنازعوا الأمر أهله ولو كان عبداً أسودَ ، وعليكم بما تعرفون من سُنّة نبيّكم والخلفاء الراشدين المهديّين ، وعضّوا على نواجذكم بالحقّ .

هذا إسناد صحيح على شرطهما جميعاً ، ولا أعرف له علّةً .

وقد تابع ضمرة بن حبيب خالد بن معدان على رواية هذا الحديث عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي .


(٣) حدّثنا أبو الحسن أحمد بن محمد العنبري ، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي .

وأخبرنا أبو بكر محمّد بن المؤمل ، ثنا الفضل بن محمد ، قالا : ثنا أبو صالح ، عن معاوية بن صالح .

وأخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبي ، ثنا عبد الرحمن ـ يعني ابن مهدي ـ ، عن معاوية بن صالح .

عن ضمرة بن حبيب ، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي ، أنّه سمع العرباض ابن سارية قال :

وعظنا رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم موعظةً ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب . فقلنا يا رسول الله ، إنّ هذا لموعظة مؤدّعٍ فماذا تعهد إلينا ؟

قال : قد تركتكم على البيضاء ، ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها بعدي إلّا هالك ، ومن يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بما عرفتم من سُنّتي وسُنّة الخلفاء المهديّين الراشدين من بعدي ، وعليكم بالطاعة وإنْ عبداً حبشياً ، عضوّا عليها بالنواجذ .

فكان أسد بن وداعة يزيد في هذا الحديث : فإنّ المؤمن كالجمل الأنف حيث ما قيد انقاد .

وقد تابع عبد الرحمن بن عمرو على روايته عن العرباض بن سارية ثلاثة من الثقات الأثبات من أئمّة أهل الشام :

منهم : حجر بن حجر الكلاعي :

(٤) حدّثنا أبو زكريّا يحيى بن محمد العنبري ، ثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي ، ثنا موسى بن أيوب النصيبي وصفوان بن صالح الدمشقي ، قالا : ثنا الوليد ابن مسلم الدمشقي ، ثنا ثور بن يزيد ، حدّثني خالد بن معدان ، حدّثني عبد الرحمن بن عمرو السلمي ، وحجر بن حجر الكلاعي ، قالا :

أتينا العرباض بن سارية ـ وهو ممّن نزل فيه : ( وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا


يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ ) ـ فسلّمنا وقلنا : أتيناك زائرين ومقتبسين .

فقال العرباض :

صلّى بنا رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم الصبح ذات يوم ، ثمّ أقبل علينا فوعظنا مَوعظةً بليغةً ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب . فقال قائل : يا رسول الله ، كأنّها موعظة مؤدّعٍ فما تعهد إلينا ؟

فقال : أُوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة وإن كان عبداً حبشياً ، فإنّه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسُنّتي وسُنّة الخلفاء الراشدين المهديّين ، فتمسّكوا بها وعضّوا عليها بالنواجذ ، وإيّاكم ومحدَثات الْأُمور ، فإنّ كلّ محدَثة بدعة ، وكلّ بدعة ضلالة .

ومنهم : يحيى بن أبي المطاع القرشي :

(٥) حدّثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عيسى بن زيد التنيسي ، ثنا عمرو بن أبي سلمة التنيسي ، أنبأ عبد الله بن العلاء بن زيد (٥) ، عن يحيى بن أبي المطاع ، قال : سمعت العرباض بن سارية السلمي يقول :

قام فينا رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم ذات غداةٍ فوعظنا موعظةً وجلت منها القلوب ، وذرفت منها الأعين . قال : فقلنا : يا رسول الله ، قد وعظتنا موعظة مودّعٍ فٱعهد إلينا .

قال : عليكم بتقوى الله ـ أظنّه قال : والسمع والطاعة ـ ، وسترى من بعدي اختلافاً شديداً ـ أو : كثيراً ، فعليكم بسُنّتي وسُنّة الخلفاء المهديّين ، عضّوا عليها بالنواجذ ، وإيّاكم والمحدَثات ، فإنّ كلّ بدعة ضلالة .

ومنهم : معبد بن عبد الله بن هشام القرشي :

وليس الطريق إليه من شرط هذا الكتاب ، فتركته .

وقد استقصيت في تصحيح هذا الحديث بعض الاستقصاء على ما أدّى إليه

__________________

(٥) كذا والصحيح : زبر .


اجتهادي ، وكنت فيه كما قال إمام أئمّة الحديث شعبة ـ في حديث عبد الله بن عطاء ، عن عقبة بن عامر ، لمّا طلبه بالبصرة والكوفة والمدينة ومكّة ، ثمّ عاد الحديث إلى شهر ابن حوشب فتركه ، ثمّ قال شعبة ـ :

لئنْ يصحَّ لي مثل هذا عن رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم كان أحبّ إليِّ من والديَّ وولدي والناس أجمعين .

وقد صحّ هذا الحديث ، والحمد لله ، وصلّى الله على محمّد وآله أجمعين » (٦) .

*       *      *

__________________

(٦) المستدرك على الصحيحين ١ / ٩٦ .


(٢) نظراتٌ في أسانيده

نقاط حول السند والدلالة :

كانت تلك أسانيد هذا الحديث وطرقه في أهمّ كتب الحديث وجوامعه ، ولا بُدّ قبل الورود في النظر في أحوال رجال الأسانيد والرواة أن نشير بإيجاز إلى نكاتٍ جديرةٍ بالانتباه إليها . . .

١ ـ إن هذا الحديث يكذّبه واقع الحال بين الصحابة أنفسهم ، فلقد وجدناهم كثيراً ما يخالفون سُنّة أبي بكر وعمر ، والمفروض أنّهما من الخلفاء الراشدين ، بل لقد خالف الثاني منهما الأوّل في أكثر من مورد ! ! فلو كان هذا الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حقّاً لَما وقعت تلك الخلافات والمخالفات . . .

هذا ما ذكره جماعة . . . وعلى أساسه أوّلوا الحديث ، وقد نصّ بعضهم كشارح مسلَّم الثبوت (٧) على ضرورة تأويله . . .

قلت : لكنّ هذا إنّما يضطرّ إليه فيما لو كان الأصحاب ملتزمين بإطاعة رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم ومنقادين لأوامره ونواهيه . . ولكن . . .

٢ ـ إنّ هذا الحديث بجميع طرقه وأسانيده ينتهي إلى « العرباض بن سارية السلمي » فهو الراوي الوحيد له . . وهذا ممّا يورث الشكّ في صدوره . . لأنّ الحديث كان في المسجد . . وكان بعد الصلاة . . وكان موعظة بليغةً من رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم . . ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب . . . ثمّ طلب منه أنْ يعهد إلى الْأُمّة . . فقال . .

__________________

(٧) فواتح الرحموت في شرح مسلّم الثبوت ٢ / ٢٣١ .


فكيف لم يروه إلّا العرباض ؟ ! ولِمَ لَمْ يرووه إلّا عن العرباض ؟ !

٣ ـ إنّ هذا الحديث إنّما حُدِّث به في الشام ، وإنّما تناقله وروّجه أهل الشام ! وأكثر رواته من أهل حمص بالخصوص ، وهم من أنصار معاوية وأشدّ أعداء عليّ أمير المؤمنين عليه السلام (٨) .

فبالنظر إلى هذه الناحية ، لا سيّما مع ضمّ النظر في متن الحديث إليه ، لا يبقى وثوق بصدور هذا الحديث عن النبيّ صلّی الله عليه وآله وسلّم ، إذْ كيف يوثَق بحديث يرويه حمصيّ عن حمصيّ عن حمصيّ ! ! . . ولا يوجد عند غيرهم من حملة الحديث والأثر علم به ؟ ! وأهل الشام قاطبةً غير متحرّجين من الافتعال لما ينتهي إلى تشييد سلطان معاوية أو الحطّ ممّن خالفه !

٤ ـ إنّ هذا الحديث ممّا أعرض عنه البخاري ومسلم ، وكذا النسائي من أصحاب السنن . . . وقد بنى غير واحدٍ من العلماء الكبار من أهل السُنّة على عدم الاعتناء بحديثٍ اتّفق الشيخان على الإِعراض عنه ، وإنْ اتّفق أرباب السنن على إخراجه والعناية به . . .

قال ابن تيميّة بجواب حديث افتراق الْأُمّة على ثلاثٍ وسبعين فرقة :

« هذا الحديث ليس في الصحيحين ، بل قد طعن فيه بعض أهل الحديث كٱبن حزم وغيره ، ولكنْ قد أورده أهل السنن كأبي داود والترمذي وابن ماجة ، ورواه أهل المسانيد كالإِمام أحمد » (٩) .

قلت : ومن عجيب الاتّفاق أنّ حديث « عليكم بسُنّتي . . . » كذلك تماماً ، فإنّه « ليس في الصحيحين ، بل قد طعن فيه بعض أهل الحديث ـ كٱبن القطّان ـ ولكنْ قد أورده أهل السنن كأبي داود والترمذي وابن ماجة ، ورواه أهل المسانيد كالإِمام أحمد »

بل إنّهم بنوا على طرح الخبر إنْ أعرض عنه البخاري وإنْ أخرجه مسلم . .

__________________

(٨) أُنظر كلمة ياقوت عن أهل حمص في معجم البلدان ٢ / ٣٠٤ .

(٩) منهاج السُنّة ٢ / ١٠٢ .


وهذا ما نصّ عليه ابن القيّم . . وسننقل عبارته . . في الفصل اللاحق . وقد جاء في آخرها : « ولو صحّ عنده لم يصبر عن إخراجه والاحتجاج به » .

قلت : فكذا حديثنا . . فلو صحّ عنده لم يصبر عن إخراجه والاحتجاج به . . . كيف وقد تبعه مسلم . . وهو بمرأىً ومشهدٍ منهما ؟ !

ثمّ جاء الحاكم النيسابوري . . . فأراد توجيه إعراضهما عنه بأنّهما « توهّما . . . » ، أي : إنّ إعراضهما موهن ، ولكنّهما توهّما . . . ولولا ذلك لأخرجاه . . .

وسنرى أنّ الحاكم هو المتوهِّم . . .

٥ ـ ثم إن المخرجين له . . . منهم من صحّحه كالترمذي والحاكم ، ومنهم من سكت عنه كأبي داود ، ومنهم من عدّه في الحِسان كالبغوي (١٠) ومنهم من حكم عليه بالبطلان كٱبن القطّان . . .

ترجمة العرباض بن سارية الحمصي (١١) :

وبعد ، فلننظر في ترجمة الراوي الوحيد لهذا الحديث ، وهو الصحابي « العرباض ابن سارية » :

كان من أهل الصُفّة ، سكن الشام (١٢) ، ونزل حمص (١٣) . لم يروِ عنه الشيخان ، وإنّما ورد حديثه في السنن الأربعة (١٤) ، مات سنة ٧٥ (١٥) .

كان يدّعى أنّه ربُع الإِسلام ، وهو كذبٌ بلا ريب . . وكان عمرو بن عتبة أيضاً يدّعي ذلك ، قال محمد بن عوف : « كلّ واحدٍ من العرباض بن سارية وعمرو بن عتبة

__________________

(١٠) مصابيح السُنّة ١ / ١٥٩ .

(١١) تاريخ دمشق ١١ / ٥٣١ .

(١٢) الاستيعاب ٣ / ١٢٣٨ .

(١٣) الإِصابة ٢ / ٤٤٧ ، تحفة الأحوذي ٧ / ٤٣٨ .

(١٤) الإِصابة ٢ / ٤٤٧ ، تهذيب التهذيب ٧ / ١٥٧ .

(١٥) الإِصابة ٢ / ٤٤٧ ، تهذيب التهذيب ٧ / ١٥٨ .


يقول : أنا ربع الإِسلام ، لا ندري أيّهما أسلم قبل صاحبه ؟ ! » (١٦) .

وكان يقول : « عتبة خير منّي سبقني إلى النبي بسنة » .

وهذا كذب كذلك ، وقد رواه أبناء عساكر والأثير وحجر . . . بالإِسناد عن عبد الله بن أحمد ، عن أبيه ، بسنده عن شريح بن عبد ، قال :

« كان عتبة يقول : عرباض خيرٌ منّي وعرباض يقول : عتبة خيرٌ منّي سبقني إلى النبي صلّی الله عليه وآله وسلّم بسنة » (١٧) .

والذي يبيّن كذبه بوضوح ما رواه ابن الأثير بترجمة عتبة بسنده إلى شريح ، قال :

« قال عتبة بن عبد السلمي : كان النبيّ صلّی الله عليه وآله وسلّم إذا أتاه رجل وله الاسم لا يحبّه حوّله . ولقد أتيناه وإنّا لسبعةٌ من بني سليم أكبرنا العرباض بن سارية ، فبايعناه جميعاً » (١٨) .

ومن جملة أكاذيبه ما أخرجه أحمد ، قال :

« ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن معاوية ـ يعني ابن صالح ـ ، عن يونس بن سيف ، عن الحارث بن زياد ، عن أبي رهم ، عن العرباض بن سارية السلمي ، قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم وهو يدعونا إلى السحور في شهر رمضان : هلمّوا إلى الغذاء المبارك . ثمّ سمعته يقول : اللّهمَّ علّم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب » (١٩) .

فإنّه ـ وإن اكتفى ابن القطّان بتضعيفه (٢٠) ـ كذب بلا ارتياب . . . وإلّا لْأُخرج في الصحاح وغيرها وعقد به لمناقب معاوية باب . . . إنّه حديث تكذّبه الوقائع والحقائق ،

__________________

(١٦) تاريخ دمشق ١١ / ٥٣٢ ، تهذيب التهذيب ٧ / ١٧٤ .

(١٧) تاريخ دمشق ١١ / ٥٣٤ ، أُسد الغابة ٣ / ٣٦٢ ، الإِصابة ٢ / ٤٤٧ .

(١٨) أُسد الغابة ٣ / ٣٦٢ .

(١٩) مسند أحمد ٤ / ١٢٧ .

(٢٠) المغني عن حمل الأسفار ـ هامش إحياء العلوم ـ ١ / ٣٧ .


والبراهين والوثائق . . . إنّه حديث تكذّبه الأدلّة المحكمة من الكتاب والسُنّة المتقنة ، القائمة بتحريم ما استباحه معاوية من قتلٍ للنفوس ، وتبديل للأحكام ، وارتكاب للمحرّمات القطعيّة كبيع الخمر والأصنام ، وشرب للخمر وأكل للربا . . . وغير ذلك ممّا لا يحصى . . .

لكن الرجل سكن بلاد الشام ، ونزل حمص بلد النواصب اللئام . . . وفي ظروفٍ راجت فيها الأكاذيب والافتراءات . . . فجعل يتقوّل على الله والرسول التقوّلات ، تزلّفاً إلى الحكّام ، وطمعاً في الحطام .

* ثمّ إنّ رواة هذا الحديث عن « العرباض بن سارية » هم :

١ ـ عبد الرحمن بن عمرو السلمي .

٢ ـ حجر بن حجر .

٣ ـ يحيى بن أبي المطاع .

٤ ـ معبد بن عبد الله بن هشام .

أمّا الرابع فلم أجده إلّا عند الحاكم حيث قال : « ومنهم : معبد بن عبد الله بن هشام القرشي » ثمّ قال : « وليس الطريق إليه من شرط هذا الكتاب فتركته » .

ترجمة يحيى بن أبي المطاع الشامي :

وأمّا الثالث : « يحيى بن أبي المطاع » :

فأولاً : لم يرو عنه إلّا ابن ماجة (٢١) .

وثانياً : قال ابن القطّان : « لا أعرف حاله » (٢٢) .

وثالثاً : إنّه كان يروي عن العرباض ولم يلقه . . وهذه الرواية من ذلك . . .

قال الذهبي : « قد استبعد دحيم لقيه العرباض ، فلعلّه أرسل عنه ، فهذا في

__________________

(٢١) تهذيب التهذيب ١١ / ٢٤٥ .

(٢٢) تهذيب التهذيب ١١ / ٢٤٥ .


الشاميّين كثير الوقوع ، يروون عمّن لم يلقوهم » (٢٣) .

وقال ابن حجر : « أشار دحيم إلى أنّ روايته عن عرباض بن سارية مرسَلة » (٢٤) .

وقال ابن عساكر والذهبي : « قال أبو زرعة لدحيم تعجّباً من حديث الوليد بن سليمان ، قال : صحبت يحيى بن أبي المطاع ، كيف يحدّث عبد الله بن العلاء بن زبر عنه أنّه سمع العرباض مع قرب عهد يحيى ؟ ! قال : أنا من أنكر الناس لهذا ، والعرباض قديم الموت » (٢٥) .

ترجمة حجر بن حجر الحمصي :

وأمّا الثاني : « حجر بن حجر » :

فأوّلاً : هو من أهل حمص .

وثانياً : لم يرو عنه إلّا أبو داود .

قال ابن حجر : « روى عن العرباض بن سارية . وعنه خالد بن معدان . روى له أبو داود حديثاً واحداً في طاعة الأمير . قلت : أخرج الحاكم حديثه » (٢٦) .

قلت : وهو هذا الحديث الذي نحن بصدد تكذيبه ، وإليه أشار الذهبي بقوله : « ما حدّث عنه سوى خالد بن معدان بحديث العرباض مقروناً بآخر » (٢٧) يعني بالآخر : عبد الرحمن بن عمرو السلمي حيث جاء فيه عنهما قالا : « أتينا العرباض . . . » .

وثالثاً : قال ابن القطّان : « لا يُعرف » (٢٨) .

__________________

(٢٣) ميزان الاعتدال ٤ / ٤١٠ .

(٢٤) تقريب التهذيب ٢ / ٤٦٣ .

(٢٥) تاريخ دمشق ١٨ / ١٨٦ ، ميزان الاعتدال ٤ / ٤١٠ ، تهذيب التهذيب ١١ / ٢٤٥ .

(٢٦) تهذيب التهذيب ٢ / ١٨٨ .

(٢٧) ميزان الاعتدال ١ / ٤٦٦ .

(٢٨) تهذيب التهذيب ٢ / ١٨٨ .


ترجمة عبد الرحمن بن عمرو الشامي :

وأمّا الأوّل : « عبد الرحمن بن عمرو » :

فهو المعروف في رواية هذا الحديث عن « العرباض بن سارية » ، وإليه تنتهي أكثر طرقه في السنن وغيرها . . . وليس له فيها إلّا هذا الحديث ، قال ابن حجر :

« له في الكتب حديث واحد في الموعظة ، صحّحه الترمذي . قلت : وابن حبّان والحاكم في المستدرك .

وزعم القطّان الفاسي أنّه لا يصحّ لجهالة حاله » (٢٩) .

فهذا حال رواة هذا الحديث عن « العرباض » .

* ثمّ إنّ رواته عن هؤلاء هم :

١ ـ خالد بن معدان .

٢ ـ ضمرة بن حبيب .

٣ ـ عبد الله بن العلاء بن زبر .

ترجمة عبد الله بن العلاء الدمشقي :

أمّا « عبد الله بن العلاء بن زبر » :

فأوّلاً : كان من أهل الشام ، بل وصفه الذهبي بـ « رئيس دمشق » (٣٠) .

وثانياً : أورده الذهبي في ( ميزانه ) وقال : « قال ابن حزم : ضعّفه يحيى وغيره » (٣١)

ترجمة ضمرة بن حبيب الحمصي :

وأمّا « ضمرة بن حبيب » :

__________________

(٢٩) تهذيب التهذيب ٦ / ٢١٥ .

(٣٠) سير أعلام النبلاء ٧ / ٣٥٠ .

(٣١) ميزان الاعتدال ٢ / ٤٦٣ .


فأوّلاً : كان من أهل حمص (٣٢)

وثانياً : كان مؤذّن المسجد الجامع (٣٣) .

ترجمة خالد بن معدان الحمصي :

وأمّا « خالد بن معدان » العمدة في رواية هذا الحديث ، لكونه الراوي له عن « عبد الرحمن بن عمرو » و « حجر بن حجر » وجميع الأسانيد تنتهي إليه فهو :

أوّلاً : من أهل حمص (٣٤)

وثانياً : شيخ أهل الشام (٣٥) .

وثالثاً : كان صاحب شرطة يزيد بن معاوية : روى الطبري في ( ذيل تاريخه ) قائلاً :

« حدّثني الحارث ، عن الحجّاج ، قال : حدّثني أبو جعفر الحمداني ، عن محمد بن داود ، قال : سمعت عيسى بن يونس يقول : كان خالد بن معدان صاحب شرطة يزيد ابن معاوية » .

وعنونه ابن عساكر في ( تاريخه ) بقوله : « كان يتولّى شرطة يزيد بن معاوية » ثمّ روى الخبر المذكور بسنده عن عيسى بن يونس كذلك (٣٦) .

* ثمّ إنّ رواة هذا الحديث عن هؤلاء هم :

١ ـ محمد بن إبراهيم بن الحارث .

٢ ـ معاوية بن صالح .

٣ ـ الوليد بن مسلم .

__________________

(٣٢) تهذيب التهذيب ٤ / ٤٠٢ ، تقريب التهذيب ٤ / ٤٥٩ .

(٣٣) تقريب التهذيب ٢ / ٤٥٩ .

(٣٤) تاريخ دمشق ٥ / ٥١٦ ، تهذيب التهذيب ٣ / ١٠٢ ، سير أعلام النبلاء ٤ / ٥٣٦ .

(٣٥) سير أعلام النبلاء ٤ / ٥٣٦ .

(٣٦) تاريخ دمشق ٥ / ٥١٩ .


٤ ـ بحير بن سعيد .

٥ ـ ثور بن يزيد .

٦ ـ عمرو بن أبي سلمة التنيسي .

ترجمة محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي الدمشقي (٣٧) :

أمّا « محمد بن إبراهيم » الراوي له عن « خالد » عند أحمد والحاكم ، فقد ذكر العقيلي عن عبد الله بن أحمد عن أبيه : « في حديثه شيء ، يروي أحاديث مناكير أو منكَرة » (٣٨) .

ترجمة بحير بن سعيد الحمصي :

وأمّا « بحير بن سعيد » الراوي عن « خالد » عند الترمذي وأبي داود وابن ماجة فهو من أهل حمص .

قال ابن حجر : « بحير بن سعيد السحولي أبو خالد الحمصي روى عن خالد ابن معدان ومكحول ، وعنه إسماعيل بن عيّاش ، وبقيّة بن الوليد ، وثور بن يزيد ـ وهو من أقرانه ـ ومعاوية بن صالح ، وغيرهم » (٣٩) .

ترجمة الوليد بن مسلم الدمشقي :

وأمّا « الوليد بن مسلم » مولى بني أُميّة (٤٠) « الدمشقي » (٤١) « عالم الشام » (٤٢)

__________________

(٣٧) تاريخ دمشق ١٤ / ٧٥٢ .

(٣٨) تهذيب التهذيب ٩ / ٦ .

(٣٩) تهذيب التهذيب ١ / ٣٦٨ .

(٤٠) تاريخ دمشق ١٧ / ٨٩٧ .

(٤١) تاريخ دمشق ١٧ / ٩٠٠ .

(٤٢) تهذيب التهذيب ١١ / ١٣٣ .


الراوي له عن « عبد الله بن العلاء » عند ابن ماجة ، فقد ذكروا بترجمته :

« مدلِّس ، وربّما دلّس عن الكذّابين » .

« روى عن مالك عشرة أحاديث ليس لها أصل » .

« كان يأخذ من ابن السفر حديث الأوزاعي ، وكان ابن السفر كذّاباً وهو يقول فيها : قال الأوزاعي » .

« وكانت له منكرات » .

« وكان رفّاعاً » .

« يرسل ، يروي عن الأوزاعي أحاديث عند الأوزاعي عن شيوخٍ ضعفاء ، عن شيوخ قد أدركهم الأوزاعي ، فيسقط أسماء الضعفاء ويجعلها عن الأوزاعي ، عن نافع ، وعن عطاء » (٤٣) .

ترجمة معاوية بن صالح الحمصي :

وأمّا « معاوية بن صالح » الراوي له عن « ضمرة بن حبيب » عند أحمد وابن ماجة فهو :

أولاً : من أهل حمص (٤٤) .

وثانياً : كان قاضي الأندلس في الدولة الْأُموية (٤٥) .

وثالثاً : كان يلعب بالملاهي ، ولأجل ذلك ترك بعض المحدّثين الكتابة عنه (٤٦) .

ورابعاً : قال ابن أبي حاتم : « لا يحتجّ به » و « لم يخرج له البخاري » و « ليّنه ابن معين » .

__________________

(٤٣) الضعفاء والمتروكين للدارقطني ( أُنظر : المجموع في الضعفاء والمتروكين : ٣٩٨ ) تاريخ دمشق ١٧ / ٩٠٦ ، ميزان الاعتدال ٤ / ٣٤٧ ، تهذيب التهذيب ١١ / ١٣٣ .

(٤٤) تاريخ دمشق ١٦ / ٦٦٦ ، الكامل لابن عديّ ٦ / ٢٤٠٠ .

(٤٥) تاريخ دمشق ١٦ / ٦٦٦ ، الكامل ٦ / ٢٤٠٠ .

(٤٦) الضعفاء الكبير للعقيلي ٤ / ٢٨٧ .


و « وقال يحيى بن معين : كان ابن مهدي إذا حدّث بحديث معاوية بن صالح زجره يحيى بن سعيد ، وكان ابن مهدي لا يبالي » (٤٧) .

و « عن أبي إسحاق الفزاري : ما كان بأهل أن يُروى عنه » .

و « قال ابن عمّار : زعموا أنّه لم يكن يدري أيّ شيء في الحديث » .

و « منهم من يضعّفه » ، بل أورده كلّ من العقيلي وابن عديّ والذهبي في « الضعفاء » .

ترجمة ثور بن يزيد الحمصي :

وأمّا « ثور بن يزيد » العمدة في رواية هذا الحديث عن خالدٍ ، حتى قال الحاكم في توجيه إعراض البخاري ومسلم عنه :

« والذي عندي أنّهما توهّما أنّه ليس له راوٍ عن خالد بن معدان غير ثور بن يزيد » .

فهو :

أوّلاً : من أهل حمص ، بل وصفه الذهبي بـ « عالم حمص » (٤٨) .

وثانياً : كان لا يحبّ عليّاً عليه السلام : « وكان جدّه قُتل يوم صِفِّين مع معاوية ، فكان ثور إذا ذكر عليّاً قال : لا أُحبّ رجلاً قتل جدّي » (٤٩) .

وثالثاً : كان يجالس السابّين عليّاً عليه السلام ، فقد ذكروا أنّ « أزهر الحرازي وأسد بن وداعة وجماعة كانوا يجلسون ويسبّون عليّ بن أبي طالب ، وكان ثورة لا يسبّه ، فإذا لم يسبّ جرّوا برجليه » (٥٠) .

ورابعاً : كان مبدعاً .

__________________

(٤٧) وهذا الحديث أيضاً ممّا رواه ابن مهدي عنه !

(٤٨) ميزان الاعتدال ١ / ٣٧٤ ، سير أعلام النبلاء ٦ / ٣٤٤ .

(٤٩) تهذيب الكمال ٤ / ٤٢١ . تاريخ دمشق ٣ / ٦٠٤ .

(٥٠) تهذيب الكمال ٤ / ٤٢١ . تهذيب التهذيب ٢ / ٣٠ .


قال الذهبي : « كان من أوعية العلم لولا بدعته » (٥١) .

« وكان أهل حمص نفوه وأخرجوه » (٥٢) .

و « تكلّم فيه جماعة بسبب ذلك » (٥٣) .

وأورده ابن عديّ في « الضعفاء » (٥٤) .

وخامساً : كان مالك يذمّه وينهى عن مجالسته وليس له عنه رواية (٥٥) ، وكان الأوزاعي سيّئ القول فيه ، يتكلّم فيه ويهجوه (٥٦) ، وكذا كان ابن المبارك (٥٧) .

وعن يحيى القطّان : « ثور إذا حدّثني عن رجلٍ لا أعرفه قلت : أنت أكبر أم هذا ؟ ! فإذا قال : هو أكبر منّي ، كتبته ، وإذا قال : هو أصغر منّي ، لم أكتبه » (٥٨) .

ترجمة عمرو بن أبي سلمة الدمشقي (٥٩) :

وأمّا « عمرو بن أبي سلمة الدمشقي نزيل « تنبيس » الراوي له عن « عبد الله ابن العلاء » عند الحاكم ، فقد :

ضعّفه الساجي وابن معين . وقال أبو حاتم : لا يحتجّ به . وقال العقيلي : في حديثه وهم . وقال أحمد : روى عن زهير أحاديث بواطيل » (٦٠) .

* ثمّ إنّ رواة الحديث عن هؤلاء هم :

__________________

(٥١) سير أعلام النبلاء ٦ / ٣٤٤ .

(٥٢) تاريخ دمشق ٣ / ٦٠٨ .

(٥٣) خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ١ / ١٥٤ .

(٥٤) الكامل في الضعفاء ٢ / ٥٢٩ .

(٥٥) تهذيب التهذيب ٢ / ٣٠ .

(٥٦) تاريخ دمشق ٣ / ٦٠٧ ، تهذيب الكمال ٤ / ٤٢٥ .

(٥٧) تهذيب التهذيب ٢ / ٣٠ .

(٥٨) تهذيب التهذيب ٢ / ٣٠ .

(٥٩) تاريخ دمشق ١٣ / ٤٦٧ .

(٦٠) تاريخ دمشق ١٣ / ٤٦٩ .


١ ـ بقيّة بن الوليد .

٢ ـ الضحّاك بن مخلد وهو أبو عاصم النبيل .

٣ ـ الوليد بن مسلم .

٤ ـ عبد الله بن أحمد بن بشير .

٥ ـ عبد الرحمن بن مهدي .

٦ ـ عبد الملك بن الصباح المسمعي .

٧ ـ يحيى بن أبي كثير .

٨ ـ أحمد بن عيسى بن زيد التنيسي .

أمّا « الوليد بن مسلم » الراوي له عن « ثور » عند أبي داود فقد عرفتَه .

وأمّا « عبد الرحمن بن مهدي » الراوي له عن « معاوية بن صالح » عند أحمد وابن ماجة ، فقد عرفت أنّه كان يزجر عن الرواية عن « معاوية » ولا يبالي .

وأمّا « أبو عاصم » الراوي له عن « ثور » عند الترمذي وأحمد والحاكم فقد كان يحيى بن سعيد يتكلّم فيه ، فلمّا ذكر له ذلك قال : « لست بحيٍّ ولا ميّت إذا لم أذكر » ! (٦١) .

وأورده العقيلي في « الضعفاء » وحكى ما ذكرناه (٦٢) .

وأمّا « يحيى بن أبي كثير » الراوي له عن « محمّد بن إبراهيم » عند أحمد ، فقد « كان يدلِّس » (٦٣) .

وروى العقيلي عن همام قوله : « ما رأيت أصلب وجهاً من يحيى بن أبي كثير ، كنّا نحدّثه بالغداة فيروح بالعشيّ فيحدّثناه » (٦٤) .

وأمّا « عبد الملك بن الصباح المسمعي » الراوي له عن « ثور » عند ابن ماجة ،

__________________

(٦١) ميزان الاعتدال ٢ / ٣٢٥ .

(٦٢) الضعفاء الكبير ٢ / ٢٢٢ .

(٦٣) تهذيب التهذيب ١١ / ٢٣٦ .

(٦٤) الضعفاء الكبير ٤ / ٤٢٣ .


فقد ذكره الذهبي في ( ميزانه ) وقال : « متّهم بسرقة الحديث » (٦٥) .

وأمّا « عبد الله بن أحمد بن بشير الدمشقي » شيخ ابن ماجة ، فقد كان إمام الجامع بدمشق (٦٦) .

وأمّا « أحمد بن عيسى » الراوي له عن « عمرو بن أبي سلمة » عند الحاكم ، فليس من رجال الكتب الستّة ، وإنّما ذكره ابن حجر للتمييز (٦٧) .

وقال ابن عديّ : له مناكير . وقال الدارقطني : ليس بالقويّ . وكذّبه ابن طاهر . وذكره ابن حبّان في الضعفاء (٦٨) .

ترجمة بقيّة بن الوليد الحمصي :

وأمّا « بقيّة بن الوليد » الراوي له عن « بحير بن سعيد » عند الترمذي وأحمد ، فهذه كلماتهم فيه باختصار :

قال ابن حبّان : لا يحتجّ ببقيّة .

وقال أبو مسهر : أحاديث بقيّة ليست نقيّة ، فكن منها على تقيّة .

وقال أبو حاتم : لا يحتجّ به .

وقال ابن عيينة ـ وقد سئل عن حديثٍ من هذه الملح ـ : أنا أبو العجب ، أنا بقيّة بن الوليد .

وقال ابن خزيمة : لا أحتجّ ببقيّة .

وقال أحمد : توهّمت أنّ بقيّة لا يحدّث المناكير إلّا عن المجاهيل ، فإذا هو يحدّث المناكير عن المشاهير ، فعلمتُ من أين أتى .

وقال وكيع : ما سمعت أحداً أجرأ على أنْ يقول : قال رسول الله ، من بقيّة .

__________________

(٦٥) ميزان الاعتدال ٢ / ٦٥٦ .

(٦٦) تهذيب التهذيب ٥ / ١٢٣ .

(٦٧) تهذيب التهذيب ١ / ٥٧ .

(٦٨) تهذيب التهذيب ١ / ٥٧ .


وقال شعبة : بقيّة ذو غرائب وعجائب ومناكير .

وقال ابن القطّان : يدلّس عن الضعفاء ويستبيح ذلك وهذا مفسد لعدالته .

وقال الفيروزآبادي : بقيّة محدّث ضعيف .

قال الزبيدي : محدّث ضعيف يروي عن الكذّابين ويدلّسهم ، قاله الذهبي في الميزان .

وقال الذهبي : قال غير واحد : كان مدلّساً ، فإذا قال : عن ، فليس بحجّة (٦٩) .

وقفة مع الحاكم

وهنا كان من المناسب أن نقف وقفةً قصيرةً مع الحاكم ، الذي أتعب نفسه وأصرّ على تصحيح هذا الحديث ، وأكّد على أنْ ليس له علّة ، وتوهّم أنّ البخاري ومسلماً ، اللذين لم يخرجاه ـ « توهّما أنّه ليس له راوٍ عن خالد بن معدان غير ثور بن يزيد » أي : ولولا هذا التوهّم لأخرجاه ! !

ثمّ قال بالتالي : « قد استقصيت في تصحيح هذا الحديث و . . . كان أحبّ إليّ من والديّ وولدي والناس أجمعين » .

فنقول :

أوّلاً : قد أوقفناك على بعض علل هذا الحديث في أسانيده وطرقه ، وكيف تخفى هذه العلل على مثل البخاري ومسلم ومن تبعهما كالنسائي حتّى يوجَّه إعراضهم

__________________

(٦٩) الموضوعات ١ / ١٠٩ و ١٥١ و ٢١٨ ، ميزان الاعتدال ١ / ٣٣ ، تهذيب التهذيب ١ / ٤١٦ ، تقريب التهذيب ١ / ١٠٤ ، فيض القدير ١ / ١٠٩ ، القاموس المحيط ، وتاج العروس ( بقي ) .


بالتوهّم الّذي ذكرتَ ، لا سيّما وأنّ الراوي الآخر عن خالد ـ وهو محمّد بن إبراهيم ـ قد خرّج حديثه في الصحيحين كما قلت ؟ !

وثانياً : ما نسبتَه إلى البخاري من الاحتجاج بـ « عبد الرحمن بن عمرو السلمي » لم نستوثقه إلى هذا الحين . . . فٱسم هذا الرجل غير وارد في كتاب ابن القيسراني المقدسي ( الجمع بين رجال الصحيحين ) .

وثالثاً : قولك : « وروى هذا الحديث في أوّل كتاب الاعتصام بالسُنّة » .

إنْ كنت تقصد البخاري وحديث العرباض بن سارية ـ كما هو ظاهر العبارة ـ فإنّا لم نجده .

ورابعاً : قولك « وقد تابع عبد الرحمن بن عمرو على روايته عن العرباض بن سارية ثلاثة » فيه :

أنّ الثالث منهم تركتَه أنت لعدم كون الطريق إليه من شرط الكتاب .

والثاني منهم لم يلق العرباض بن سارية حتى يروي عنه .

والأوّل لم يرو عنه إلّا أبو داود ، وقال ابن القطّان : لا يُعرف .

هذه نتيجة الجهد الذي بذله الحاكم في تصحيح هذا الحديث ، وهذا شأن الحديث الذي كان تصحيحه أحبّ إليه من والديه وولده والناس أجمعين ! !

ومن هنا تعرف شأن الحاكم ومستدركه وتصحيحاته ، وتعطي الحقّ لمن قال : « اعتنى الحاكم بضبط الزائد عليهما وهو متساهل » (٧٠) .

بل قال بعضهم : « طالعت المستدرك الذي صنّفه الحاكم من أوّله إلى آخره فلم أر فيه حديثاً على شرطهما ! » (٧١) .

بل عن بعضهم أنّه « جمع جزءً فيه الأحاديث التي فيه وهي موضوعة ! » (٧٢) .

__________________

(٧٠) هذه عبارة النووي في التقريب ١ / ٨٠ بشرح السيوطي .

(٧١) نقله السيوطي عن أبي سعيد الماليني في تدريب الراوي ١ / ٨١ .

(٧٢) ذكره السيوطي في تدريب الراوي ١ / ٨١ .


بطلان الحديث سنداً :

ومن هنا يظهر بطلان الحديث وأنّ الحقّ مع من قال في هذا الحديث بأنّه « لا يصحّ » .

ومن هؤلاء الحافظ ابن القطّان الفاسي . . . فقد ذكر ابن حجر بترجمة « عبد الرحمن بن عمرو السلمي » بعد أن أشار إلى هذا الحديث : « وزعم القطّان الفاسي أنّه لا يصحّ » (٧٣) .

ترجمة ابن القطّان :

والحافظ الكبير : أبو الحسن عليّ بن محمّد ، المعروف بٱبن القطّان الفاسي ، المتوفّى سنة ٦٢٨ ، من كبار منتقدي الحديث والرجال ، ترجم له الذهبي في تذكرة الحفّاظ وأثنى عليه ، وذكره السيوطي في طبقاته فقال :

« ابن القطّان ، الحافظ العلّامة ، قاضي الجماعة ، أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عبد الملك بن يحيى بن إبراهيم الحميري الكتامي الفاسي ، سمع أبا ذرّ الخشني وطبقته .

وكان من أبصر الناس بصناعة الحديث ، وأحفظهم لأسماء رجاله ، وأشدّهم عناية في الرواية ، معروفاً بالحفظ والإِتقان .

صنّف : الوهم والإِبهام على الأحكام الكبرى لعبد الحقّ .

مات في ربيع الأوّل سنة ٦٢٨ » (٧٤) .

* وقال ابن العربي المالكي بشرح الترمذي :

« حكم أبو عيسى بصحّته ، وفيه بقيّة بن الوليد ، وقد تكلّم فيه » (٧٥) .

وهذا طعن صريح في سند الحديث ، وإنْ كان غير شديد ، إذْ اكتفى بهذه الكلمة

__________________

(٧٣) تهذيب التهذيب ٦ / ٢١٥ .

(٧٤) طبقات الحفّاظ : ٤٩٨ .

(٧٥) عارضة الاحوذي ١٠ / ١٤٥ .


في قدح بقيّة بن الوليد ، وقد ذكرنا طرفاً من كلماته فيه لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد . . .

ترجمة ابن العربي المالكي :

والقاضي ابن العربي : أبو بكر محمّد بن عبد الله ، المتوفّى سنة ٥٤٣ من كبار الحفّاظ والفقهاء البارعين . . . ترجم له ابن خلّكان في وفياته ، والذهبي في تذكرته ، وابن كثير في تاريخه . . . وإليك عبارة السيوطي بترجمته في طبقاته :

« ابن العربي العلّامة الحافظ ، القاضي أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد الأشبيلي . ولد سنة ٤٦٨ ، ورحل إلی المشرق ، وسمع من طرّاد الزينبي ، ونصر بن البطر ، ونصر المقدسي ، وأبي الحسن الخلعي . وتخرّج بأبي حامد الغزّالي وأبي بكر الشاشي وأبي زكريّا التبريزي .

وجمع وصنّف وبرع في الأدب والبلاغة وبَعُدَ صيته .

وكان متبحّراً في العلم ، ثاقب الذهن ، موطّأ الأكناف ، كريم الشمائل ، ولي قضاء أشبيلية فكان ذا شدّة وسطوة ، ثمّ عزل ، فأقبل على التأليف ونشر العلم ، وبلغ رتبة الاجتهاد .

صنّف في الحديث والفقه والْأُصول وعلوم القرآن والأدب والنحو والتاريخ .

مات بفاس في ربيع الآخر سنة ٥٤٣ » (٧٦) .

*       *      *

__________________

(٧٦) طبقات الحفّاظ : ٤٦٨ .


(٣) تأمّلاتٌ في متن الحديث ومدلوله

الاستناد إليه في العلوم :

وهكذا ثبت بطلان هذا الحديث من الأساس . . . فيبطل كلّ ما بُني عليه وفُرّع منه من قبل بعض الناس . . .

في علم الأخلاق :

فالمؤلّف في علم الأخلاق والسلوك يستدلّ به في مباحثه . . . فترى الغزّالي يذكره فيما يستدلّ به في مباحث الزهد من كتابه (٧٧) .

في علم الحديث :

ومن المحدّثين من استند إلى هذا الحديث لتصحيح حديث غير صحيح ! !

يقول القاري في الأحاديث الموضوعة :

« حديث مسح العينين بباطن أنملتي السبّابتين بعد تقبيلهما عند سماع قول المؤذّن : أشهد أنّ محمّداً رسول الله ، مع قوله : أشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله ، رضيت بالله ربّاً ، وبالإِسلام ديناً ، وبمحمّد عليه الصلاة والسلام نبيّاً .

ذكره الديلمي في الفردوس من حديث أبي بكر الصدّيق أنّ النبي عليه الصلاة والسلام قال : من فعل ذلك فقد حلّت عليه شفاعتي .

قال السخاوي : لا يصحّ .

__________________

(٧٧) إحياء علوم الدين ٤ / ٢٣٣ .


وأورده الشيخ أحمد الحدّاد في كتابه موجبات الرحمة بسندٍ فيه مجاهيل مع انقطاعه ، عن الخضر عليه السلام ، وكلّ ما يروى في هذا فلا يصحّ رفعه ألبتّة .

قلت : وإذا ثبت رفعه إلى الصدّيق فيكفي العمل به ! ! لقوله عليه الصلاة والسلام : عليكم بسُنّتي وسُنّة الخلفاء الراشدين . . . » (٧٨) .

في علم الكلام :

والمتكلّمون منهم عندما يبحثون عن أدلّة الإِمامة وشروطها وأوصاف الإِمام وحكم الخارج عليه . . . يقولون بحرمة الخروج على الإِمام حتى في حال تغلّبه على الأمر بالقهر والسيف ، وحتّى إذا صدر منه الفسق والجور والحيف . . . استناداً إلى أمثال هذا الحديث المختلَق البيّن الزيف . . .

ولقد أفرط بعض النواصب المتعصّبين فقال في قضيّة استشهاد الإِمام الحسين السبط عليه السلام بما لا يتفوّه به أحد من المسلمين . . وهذه عبارته :

« وما خرج إليه أحد إلّا بتأويل ، ولا قاتلوه إلّا بما سمعوا من جدّه المهيمن على الرسل ، المخبر بفساد الحال ، المحذّر من الدخول في الفتن ، وأقواله في ذلك كثيرة ، منها قوله : إنّه ستكون هنات وهنات ، فمن أراد أنْ يفرّق أمر هذه الْأُمّة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائناً من كان ، فما خرج الناس إلّا بهذا وأمثاله . . وَدَعِ الأمر يتولّاه أسود مجدّع حسبما أمر به صاحب الشرع . . . » .

قال : « وأخرج البخاري عن عبد الله بن دينار قال : شهدت ابن عمر حيث اجتمع الناس على عبد الملك بن مروان كتب : إنّي أقرّ بالسمع والطاعة لعبد الملك أمير المؤمنين على سُنّة الله وسُنّة رسوله ما استطعت . وإنّ بنيَّ قد أقرّوا بمثل ذلك » (٧٩) .

ومنهم من جعله من أدلّة خلافة الخلفاء الأربعة ، وذكره في مقابلة الأحاديث

__________________

(٧٨) الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة ، للقاري : ٣٠٦ .

(٧٩) العواصم من القواصم لابن العربي المالكي : ٢٣٢ و ٢٥١ .


الدالّة على خلافة أمير المؤمنين بعد رسول الله بلا فصل . . . كالشيخ عبد العزيز الدهلوي حيث تمسّك به في مقابلة حديث الثقلين المتواتر بين الفريقين (٨٠) .

في علم الفقه :

وفي الفقه استدلّوا بالحديث لتبرير بدع الخلفاء وما أحدثوه في الدين . . .

ولنذكر من ذلك نموذجين :

تحريم عمر المتعتين :

أحدهما : تحريم عمر المتعتين وقولته المشهورة المعروفة في ذلك (٨١) ، حيث اضطرب القوم في كيفيّة توجيه هذا الذي أحدثه عمر في الدين ، وعارضه فيه كبار الصحابة والتابعين ، فالتجأ بعضهم إلى تبريره بحديث : « عليكم بسُنّتي وسُنّة الخلفاء الراشدين » ! !

قال ابن قيّم الجوزيّة في كلام له في ذلك :

« فإنْ قيل : فكيف تصنعون بما روى مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله قال : كنا نستمتع بالقبضة من التمر والدقيق الأيّام على عهد رسول الله وأبي بكر حتّى نهى عنها عمر في شأن عمرو بن حريث .

وفيما ثبت عن عمر أنّه قال : متعتان كانتا على عهد رسول الله أنا أنهى عنهما : متعة النساء ومتعة الحجّ ؟ !

قيل : الناس في هذا طائفتان : طائفة تقول : إنّ عمر هو الذي حرّمها ونهى عنها ، وقد أمر رسول الله باتّباع ما سنّه الخلفاء الراشدون . . . » (٨٢) .

__________________

(٨٠) التحفة الاثنا عشرية في الردّ على الإِماميّة : ٢١٩ .

(٨١) ذكرنا مصادر هذه الكلمة في بحثنا عن المتعتين .

(٨٢) زاد المعاد في هدي خير العباد ٢ / ١٨٤ .


أقول :

لنا في هذا الموضوع رسالة مستقلّة ، كانت الحلقة السابقة من هذه السلسلة فراجعها .

زيادة عثمان الأذان يوم الجمعة :

والثاني : زيادة عثمان الأذان يوم الجمعة . . .

فقد أخرجوا عن السائب بن يزيد قوله : «كان الأذان على عهد رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم وأبي بكر وعمر إذا خرج الإِمام أُقيمت الصلاة ، فلمّا كان عثمان زاد النداء الثالث على الزوراء » .

وفي لفظٍ آخر : « فلمّا كان في خلافة عثمان وكثروا ، أمر عثمان يوم الجمعة بالأذان الثالث ، فأذّن على الزوراء ، فثبت الأمر على ذلك » (٨٣) .

ونصّ شرّاح البخاري على أنّ عثمان هو الذي زاد الأذان يوم الجمعة (٨٤) .

ونصّ الماوردي والقرطبي على أنّ الأذان الذي كان من عثمان « محدَث » (٨٥) .

وقال ابن العربي بشرح الترمذي : « الأذان أوّل شريعةٍ غُيّرت في الإِسلام على وجهٍ طويلٍ ليس من هذا الشأن . . . والله تعالى لا يغيّر ديننا ولا يسلبنا ما وهبنا من نعمه » (٨٦) .

وقال المباركفوري بشرحه : « المعنى : كان الأذان في العهد النبوي وعهد أبي بكر وعمر أذانين ، أحدهما حين خروج الإِمام وجلوسه على المنبر . والثاني حين إقامة الصلاة ، فكان في عهدهم الأذانان فقط ، ولم يكن الأذان الثالث . والمراد بالأذانين :

__________________

(٨٣) أخرجه البخاري والترمذي وغيرهما في أبواب أذان الجمعة .

(٨٤) الكواكب الدراري ٦ / ٢٧ ، عمدة القاري ٦ / ٢١٠ ، إرشاد الساري ٢ / ١٧٨ .

(٨٥) تفسير القرطبي ١٨ / ١٠٠ .

(٨٦) عارضة الأحوذي ٢ / ٣٠٥ .


الأذان الحقيقي والإِقامة » (٨٧) .

هذا ، وقد رووا عن ابن عمر قوله عمّا فعل عثمان أنّه « بدعة » (٨٨) .

فهذا ما كان من عثمان . . . في أثناء خلافته . . . كما كان من عمر من تحريم المتعتين . . . في أثناء خلافته . . .

وقد اشتدّت الحيرة هنا وكثر الاضطراب . . . كما كان الحال تجاه ما فعل ابن الخطّاب . . .

١ ـ فالسرخسي أراح نفسه بتحريف الحديث ! ! قال : « . . . لِما روي عن السائب ابن يزيد قال : كان الأذان للجمعة على عهد رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم حين يخرج فيستوي على المنبر ، وهكذا في عهد أبي بكر وعمر ، ثمّ أحدث الناس الأذان على الزوراء في عهد عثمان » (٨٩) .

قال : « . . . هكذا كان على عهد رسول الله والخليفتين من بعده ، إلى أنْ أحدث الناس الأذان على الزوراء على عهد عثمان » (٩٠) .

٢ ـ والفاكهاني أنكر أنْ يكون عثمان هو الذي أحدث الزيادة فقال : « إنّ أوّل من أحدث الأذان الأوّل بمكّة الحجّاج وبالبصرة زياد » (٩١) .

٣ ـ وشرّاح البخاري ادّعوا قيام الإِجماع السكوتي ! ! على المسألة . . . قالوا : شرّع باجتهاد عثمان وموافقة سائر الصحابة له بالسكوت وعدم الإِنكار ، فصار إجماعاً سكوتيّاً » (٩٢) .

٤ ـ وقال ابن حجر : « الذي يظهر أنّ الناس أخذوا بفعل عثمان في جميع البلاد

__________________

(٨٧) تحفة الأحوذي ٣ / ٤٨ .

(٨٨) فتح الباري ٢ / ٣١٥ .

(٨٩) المبسوط في الفقه الحنفي ١ / ١٣٤ .

(٩٠) المبسوط في الفقه الحنفي ٢ / ٣١ .

(٩١) فتح الباري شرح البخاري ٢ / ٣١٥ ، تحفة الأحوذي ٣ / ٤٨ .

(٩٢) إرشاد الساري ٢ / ١٧٨ ، الكواكب الدراري ٦ / ٢٧ ، عمدة القاري ٦ / ٢١٠ .


إذ ذاك ، لكونه خليفةً مطاع الأمر » (٩٣) .

٥ ـ وقال بعض الحنفيّة : « الأذان الثالث الذي هو الأوّل وجوداً إذا كانت مشروعيّته باجتهاد عثمان وموافقة سائر الصحابة له بالسكوت وعدم الإِنكار صار أمراً مسنوناً ، نظراً إلى قوله : عليكم بسُنّتي وسُنّة الخلفاء الراشدين المهديّين » (٩٤) .

وأجاب هؤلاء ـ المدافعون عن عثمان ـ عمّا رووا عن عبد الله بن عمر ، بما ذكر ابن حجر :

« فيحتمل أنْ يكون قال ذلك على سبيل الإِنكار . ويحتمل أنّه يريد أنّه لم يكن في زمن النبي ، وكلّ ما لم يكن في زمنه يسمّى بدعة ، لكن منها ما يكون حسناً ، ومنها ما يكون بخلاف ذلك » (٩٥) .

قلت : كانت تلك الوجوه التي ذكروها لتبرير ما فعله عثمان :

* فأمّا الوجهان الأوّل والثاني فلا يُعبأ بهما ولا يُصغى إليهما .

* وأمّا الوجه الثالث فقد اشتمل على :

أ ـ اجتهاد عثمان .

وفي الاجتهاد ـ واجتهادات الخلفاء خاصة ـ بحث طويل ليس هذا موضعه ، وعلى فرض القبول فهل يجوز الاجتهاد في مقابل النصّ ؟ !

ب ـ موافقة الصحابة له بالسكوت وعدم الإِنكار .

وفيه :

أوّلاً : ما الدليل على سكوتهم وعدم إنكارهم ؟ ! فلقد أنكروا عليه يقيناً ولَمّا ينقل كما نقل قول ابن عمر .

وثانياً : إنّ السكوت أعمّ من القبول والرضا .

__________________

(٩٣) فتح الباري ٢ / ٣١٥ .

(٩٤) تحفة الأحوذي ٣ / ٥٠ .

(٩٥) فتح الباري ٢ / ٣١٥ .


ج ـ الإِجماع السكوتي .

وفيه :

أوّلاً : في حجّيّة الإِجماع كلام .

وثانياً : أنّه يتوقّف على السكوت الدالّ على الرضا والموافقة .

وثالثاً : أنّه يتوقّف على حجّيّة الإِجماع السكوتي .

* وأمّا الوجه الرابع ففيه : إنّ أخذ الناس بفعل عثمان لا يقتضي مشروعيّة فعله ، والخليفة إنّما يُطاع أمره إذا كان آمراً بما أمر الله ورسوله به ، وبه أحاديث كثيرة .

* وأمّا الوجه الخامس ففيه : إنّه يتوقّف :

أولاً : على تماميّة هذا الحديث سنداً .

وثانياً : على تماميّة دلالته على وجوب اتّباع سيرة الخلفاء وإنْ كانت مخالفةً لسيرة النّبي صلّی الله عليه وآله وسلّم .

وثالثاً : على أنْ يكون المراد من « الخلفاء الراشدين المهديّين » شاملاً لعثمان وأمثاله .

أمّا الأمر الأوّل فقد بيّنّاه في الفصل السابق ، وعرفت أنّ الحديث باطل موضوع .

وامّا الأمران الثاني والثالث فسنذكرها في هذا الفصل .

لكنّ المحقّقين من القوم لم يوافقوا على دلالة الحديث على وجوب متابعة سيرة الخلفاء ـ حتى بناءً على أنّ المراد خصوص الأربعة ـ فيما لو خالفت سيرتهم السيرة النبويّة الكريمة ـ كما في مسألتنا هذه ـ فإنّ عثمان خالف فيها النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وخالف أيضاً أبا بكر وعمر ، لا سيّما وأنّ غير واحدٍ منهم يخصّص حديث : « عليكم بسُنّتي . . . » بحديث : « اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر » (٩٦) .

فيكون قد أمر صلّی الله عليه وآله وسلّم بمتابعة سيرته وسيرة أبي بكر وعمر

__________________

(٩٦) وهذا الحديث من أحاديث سلسلتنا ، أُنظر « تراثنا » العدد ٢٠ .


فقط . . . ! !

وعلى هذا الأساس أبطلوا استدلال الحنفيّة وأجابوا عنه بكلماتٍ قاطعة :

قال المباركفوري : « ليس المراد بسُنّة الخلفاء الراشدين إلّا طريقتهم الموافقة لطريقته .

وقال القاري في المرقاة : فعليكم بسُنّتي . أي بطريقتي الثابتة عنّي واجباً ، أو مندوباً ، وسُنّة الخلفاء الراشدين ، فإنّهم لم يعملوا إلّا بسُنّتي ، فالإِضافة إليهم إمّا لعملهم بها ، أو لاستنباطهم واختيارهم إيّاها .

وقال صاحب سبل السلام : أمّا حديث « عليكم بسُنّتي وسُنّة الخلفاء الراشدين بعدي ، تمسّكوا بها وعضّوا عليها بالنواجذ » . أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجة والترمذي وصحّحه الحاكم وقال : على شرط الشيخين .

ومثله حديث : « اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر » . أخرجه الترمذي وقال : حسن . وأخرجه أحمد وابن ماجة وابن حبّان ، وله طريق فيها مقال إلّا أنّه يقوّي بعضها بعضاً .

فإنّه ليس المراد بسُنة الخلفاء الراشدين إلّا طريقتهم الموافقة لطريقته من جهاد الأعداء وتقوية شعائر الدين ونحوها .

فإنّ الحديث عامّ لكلّ خليفةٍ راشد لا يخصّ الشيخين ، ومعلوم من قواعد الشريعة أنّه ليس لخليفةٍ راشد أنْ يشرّع طريقةً غير ما كان عليها النبي . . .

قال المباركفوري : إنّ الاستدلال على كون الأذان الثالث الذي هو من مجتهدات (٩٧) عثمان أمراً مسنوناً ليس بتامّ . . . » (٩٨) .

ثمّ إنّهم أطالوا الكلام عن معنى البدعة ، فقال هؤلاء ـ في الجواب عمّا ذكر ابن حجر وغيره ـ بأنّه :

__________________

(٩٧) كذا ، ولعلّه : محدَثات .

(٩٨) تحفة الأحوذي ٣ / ٥٠ .


« لو كان الاستدلال تامّاً وكان الأذانُ الثالث أمراً مسنوناً لم يطلق عليه لفظ البدعة ، لا على سبيل الإِنكار ولا على سبيل غير الإِنكار ، فإنّ الأمر المسنون لا يجوز أن يطلق عليه لفظ البدعة بأيّ معنىً كان » (٩٩) .

وتلخصّ أن لا توجيه لما أحدث عثمان ، لا عن طريق هذا الحديث ـ على فرض صحّته ـ ولا عن طريق آخر من الطرق المذكورة .

في علم الْأُصول :

واستند الْأُصوليّون إلى هذا الحديث في كتبهم ، ولكن مع اختلافٍ شديدٍ بين كلماتهم :

١ ـ فمنهم من استدلّ به للقول بحجّيّة سُنّة الصحابة ، كالشاطبي ، حيث قال :

« سُنّة الصحابة سُنّة يعمل عليها ويرجع إليها ، والدليل على ذلك أُمور :

أحدها . . .

والثاني : ما جاء في الحديث من الأمر باتّباعهم ، وأنّ سننهم في طلب الاتّباع كسُنّة النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم كقوله : فعليكم بسُنّتي وسُنّة الخلفاء الراشدين المهديّين ، تمسّكوا بها وعضّوا عليها بالنواجذ » (١٠٠) .

٢ ـ ومنهم من جعله دليلاً على حجّيّة رأي كلّ واحدٍ من خلفائه الراشدين من غير حصر في الأربعة ، كصاحب « سبل السلام » كما عرفت من عبارته ، وكالمراغي وغيره كما ستعلم من عبارة شارحٍ المنهاج .

٣ ـ ومنهم من جعله حجّةً على قول كلّ واحدٍ من الخلفاء الأربعة ، ومن هنا جعلوا من السُنّة حرمة المتعتين لتحريم عمر ، ووجوب الأذان الزائد يوم الجمعة لزيادة عثمان إيّاه .

__________________

(٩٩) تحفة الأحوذي ٣ / ٥٠ .

(١٠٠) الموافقات ٤ / ٧٦ .


٤ ـ ومنهم من احتجّ به للقول بحجّيّة ما اتّفق عليه الخلفاء الأربعة :

قال البيضاوي : « قال القاضي أبو خازم : إجماع الخلفاء الأربعة حجّة لقوله عليه السلام : عليكم بسُنّتي وسُنّة الخلفاء الراشدين من بعدي » (١٠١) .

قال شارحه السبكي : « ذهب القاضي أبو خازم من الحنفيّة ـ بالخاء المعجمة ـ وكذا أحمد بن حنبل ـ في إحدى الروايتين ـ إلى أنّ إجماع الخلفاء الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ حجّة ، مستدلّين بما رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة وصحّحه الترمذي والحاكم في المستدرك ـ وقال : على شرطهما ـ من قوله : عليكم بسُنّتي وسُنّة الخلفاء الراشدين المهديّين من بعدي ، تمسّكوا بها وعضّوا عليها بالنواجذ . الحديث .

فإن قيل : هذا عامّ في كلّ الخلفاء الراشدين .

قيل : المراد الأربعة ، لقوله عليه الصلاة والسلام : الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثمّ تصير ملكاً عضوضاً ، وكانت مدّة الأربعة هذه .

قيل : والصحيح أن المكمّل لهذه المدّة الحسن بن عليّ ، وكانت مدّة خلافته أشهر بها تكمّلت الثلاثون » (١٠٢) .

وقال شارحه الأسنوي : « . . . وجه الدلالة : أنّه صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم أمر باتّباع سُنّة الخلفاء الراشدين كما أمر باتّباع سُنّته ، والخلفاء الراشدون هم : الخلفاء الأربعة المذكورون . لقوله : الخلافة بعدي . . . » (١٠٣) .

وقال شارحه البدخشي : « قال القاضي أبو خازم : . . . أوجب اتّباعهم إيجاب اتّباعه ، ولهذا لم يعتدّ أبو خازم بخلاف زيد بن ثابت في توريث ذوي الأرحام ، وحكم بردّ أموالٍ حصلت في بيت مال المعتضد بالله إلى ذوي الأرحام ، وقبل المعتضد فتواه وأنفذ قضاءه .

__________________

(١٠١) المنهاج بشرح السبكي ٢ / ٣٦٧ .

(١٠٢) الإِبهاج في شرح المنهاج ٢ / ٣٦٧ .

(١٠٣) نهاية السؤول في شرح منهاج الوصول ٣ / ٢٦٧ .


قال المراغي : وفيه نظر ، لعموم الخلفاء الراشدين وعدم الدليل على الحصر في الأربعة .

قال العبري : وفيه نظر ، لأنّ العرف خصّصه بالأئمّة الأربعة حتى صار كالعلم لهم .

أقول : وفيه نظر ، لأنّ العرف طارئ فلا يخصّص عموم اللفظ الصادر قبل .

ثم عند الشيعة : إنّ إجماع الأربعة حُجّة لا من حيث هو ، بل من حيث اشتماله على قول عليّ رضي الله عنه » (١٠٤) .

أقول :

أما القول الأوّل فلا دلالة لهذا الحديث عليه أصلاً .

نعم ، يدلّ عليه الخبر : « أصحابي كالنجوم فبأيّهم اقتديتم اهتديتم » لكنّه حديث موضوع باطل (١٠٥) .

وأمّا القولان الثالث والرابع فموقوفان على قيام الدليل القاطع على حصر المراد في الأربعة ، سواء قلنا بحجّيّة قول كلٍّ منهم على انفراد أو قلنا بحجّيّة قولهم إذا اتّفقوا . . .

ولا شيء من الدليلين على الحصر ـ وهما حديث « الخلافة بعدي ثلاثون سنة » و « أنّ العرف خصّصه بالأئمّة الأربعة فصار كالعلم لهم » ـ بحيث يصلح لرفع اليد به عن ظهور « الخلفاء » في العموم ، ومن هنا قال الغزّالي :

« قد ذهب قوم إلى أنّ مذهب الصحابي حجّة مطلقاً ، وقوم إلى أنّه حجّة إن خالف القياس ، وقوم إلى أنّ الحجّة في قول أبي بكر وعمر خاصّة لقوله : اقتدوا باللذين من بعدي ، وقوم إلى أنّ الحجّة في قول الخلفاء الراشدين إذا اتّفقوا .

__________________

(١٠٤) مناهج العقول في شرح منهاج الوصول ٢ / ٤٠٢ .

(١٠٥) لنا في إثبات ذلك رسالة مستقلّة مطبوعة . وهو الحديث الأوّل من هذه السلسلة .


والكلّ باطل عندنا » (١٠٦) .

وحينئذٍ يبقى الحديث على ظهوره في وجوب اتّباع سُنّة كلّ واحدٍ من الخلفاء الراشدين من بعده صلّی الله عليه وآله وسلّم .

ولكن من هم ؟

وما معنى ذلك ؟ !

هذا ما سنبيّنه . .

*       *      *

الاختلافات في متن الحديث

فلنعد إلى النظر في متن الحديث ودلالته . . . بعد فرض تماميّة سنده وصحّته . . .

فبالنسبة إلى المتن . . . قد اتّفقت جميع ألفاظ الحديث على أنّه « عهد » و « وصيّة » من رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم . . .

واشتملت ألفاظه على أُمور أربعة هي :

الأمر بتقوى الله عزّ وجلّ . . .

والأمر بالسمع والطاعة للحاكم كائناً من كان . . .

والتحذير من محدَثات الْأُمور . . .

والأمر باتّباع سُنّته وسُنّة الخلفاء الراشدين من بعده . . .

وليس في شيء من ألفاظ الحديث الوصيّة بالقرآن والعمل به . .

وربّما خلت بعض الألفاظ من الأمر بالتقوى . . .

ثمّ إنّ الْأُمور الثلاثة ـ عدا الأمر بالتقوى ـ تختلف فيها الألفاظ تقديماً

__________________

(١٠٦) المستصفى في علم الْأُصول ١ / ٢٦٠ .


وتأخيراً .

ولربّما جاءت كلمة « عضّوا عليها . . . » بعد « الطاعة » لا بعد « السُنّة » . . .

وربّما قال : « وعضّوا على نواجذكم بالحقّ » .

لكن في أحد الألفاظ : « عليكم بتقوى الله . . . أظنّه قال : والسمع والطاعة » فالراوي غير متأكّد من أنّه قال ذلك ! ثمّ لمن السمع والطاعة ؟ !

والحافظ أبو نعيم رواه بترجمة العرباض بسنده : عن الوليد بن مسلم ، ثنا ثور ابن يزيد ، عن خالد بن معدان ، حدّثني عبد الرحمن بن عمرو السلمي وحجر بن حجر ، قالا :

« أتينا العرباض بن سارية ـ وهو ممّن نزل . . . ـ وقلنا : أتيناك زائرين وعائدين ومقتبسين » (١٠٧) .

رواه إلى هنا ولم يزد عليه .

ورواه بترجمة خالد من أوّله إلى آخره (١٠٨) .

والأمر سهل . . .

ثمّ إنّه جاء في بعض ألفاظ الحديث في آخره :

« فكان أسد بن وداعة يزيد في هذا الحديث : فإنّ المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد » (١٠٩) .

لكنّ « أسد بن وداعة » ـ وهو من الّذين كانوا يجلسون ويسبّون عليَّ بن أبي طالب عليه السلام كما عرفت ـ لم يقع في شيء من طرق الحديث فبأيّ وجهٍ كان يزيد في هذا الحديث ؟ ! وهل المؤمن كالجمل . . . ؟ !

فلمّا رأی بعضهم أنّ هذا تلاعبٌ بالحديث بزيادةٍ باطلة من رجلٍ مبطِل ، وأنّ ذلك قد يكشف عن حقيقة حال الحديث . . . صحّفه إلى :

__________________

(١٠٧) حلية الأولياء ٢ / ١٣ .

(١٠٨) حلية الأولياء ٥ / ٢٢٠ .

(١٠٩) المستدرك ١ / ٩٦ .


« . . . وعليكم بالطاعة وإنْ عبداً حبشيّاً ، فكان أشدّ علينا من وداعة ، يزيد في هذا الحديث : فإنّ المؤمن . . . » (١١٠) .

لكن تبقى كلمة « يزيد » بلا فاعل . . . !

فرجّح البعض الآخر إسقاط الجملة وإلحاق الكلام بالحديث ، فقال :

« وعليكم بالطاعة وإنْ عبداً حبشيّاً ، فإنّما المؤمن . . . » (١١١) .

وليته أسقط الكلام أيضاً ، لكنّه يقوّي المعنى ويؤكّد وجوب الطاعة المطلقة لوليّ الأمر كائناً من كان ! !

هذا ما يتعلّق بالمتن . . .

معنى السُنّة :

والأمر المهمّ الذي اتّفقت عليه جميع ألفاظ الحديث إخباره صلّی الله عليه وآله وسلّم بالاختلاف الكثير من بعده ، ثمّ أمره من أدرك ذلك باتّباع سُنّته وسُنّة الخلفاء بلفظ « فعليكم » .

ففي جميع الألفاظ : « فإنّه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسُنّتي وسُنّة الخلفاء . . . » .

و « السُنّة » هي الطريقة والسيرة ، يقال : سنّ الماء ، وسنّ السبيل ، وسنّ رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم كذا ، أي : شرّعه وجعله شرعاً .

وسُنّته عند أهل الشرع : قوله وفعله وتقريره ، ولهذا يقال في أدلّة الشرع : الكتاب والسُنّة . أي : القرآن والحديث (١١٢) .

وعلى الجملة ، فمعنى السُنّة في الشريعة نفس معناها في اللغة لم يعدل بها عنها .

__________________

(١١٠) عارضة الأحوذي ١٠ / ١٤٥ .

(١١١) تهذيب الأسماء واللغات ٣ / ١٥٦ ، النهاية « سنن » ، المصباح المنير ١ / ٣١٢ ، إرشاد الفحول : ٢٩ .

(١١٢) النهاية « سنن » .


حجّيّة سُنّة النبيّ :

وسُنّة النبي صلّی الله عليه وآله وسلّم الثابتة عنه بالطرق المعتبرة حجّة بلا كلام ، وضرورة دينيّة لا يخالف فيها إلّا من لا حظّ له من دين الإِسلام . . .

وقد استدلّوا على حجّيّتها بآياتٍ من الكتاب وأحاديث عن المصطفى ، لكن لا يتمّ الاستدلال بها إلّا على وجهٍ دائر كما لا يخفى . . .

فالعمدة في وجه الحجّيّة هي « العصمة » ومن هنا يتعرّض العلماء ـ في بحثهم عن حجّيّة السُنّة ـ لعصمة النبيّ صلّی الله عليه وآله وسلّم (١١٣) .

معنى سُنّة الخلفاء :

قال ابن فارس : « وكره العلماء قول من قال : سُنّة أبي بكر وعمر ، وإنّما يقال : سنة الله وسُنّة رسوله » (١١٤) .

قلت : وجه كراهية العلماء ذلك واضح ، لأنْ كلمة « السُنّة » أصبحت في عرف المتشرّعة مختصّةً بما عن النبي صلّی الله عليه وآله وسلّم قولاً وفعلاً وتقريراً ، لأنّه الحجّة بعد الكتاب ، حيث يقال : الكتاب والسُنّة ، لكنّهم كرهوا هذا القول مع كون حديث « عليكم بسُنّتي وسُنّة الخلفاء الراشدين » بمرأىً منهم ومشهد ، فإن كانوا في شكّ من صدور الحديث عن النبيّ فلا بحث ، وإلّا فبم يفسِّرونه ؟ !

هنا مشاكل :

١ ـ لقد ذكرنا أنّ « السُنّة » في اللغة بمعنى « الطريقة » ، وهي بنفس المعنى في الشريعة بالنسبة إلى « سُنّة النبي » صلّی الله عليه وآله وسلّم ، فهل تفسَّر « سُنّة الخلفاء » بنفس المعنى كذلك ؟ !

__________________

(١١٣) لاحظ كتب الْأُصول كإرشاد الفحول : ٢٩ .

(١١٤) فقه العربيّة « سنن » .


٢ ـ لقد عطف صلّی الله عليه وآله وسلّم « سُنّة الخلفاء » على « سُنّته » وظاهر العطف هو المغايرة بين السُنّتين ، فما معنى هذه المغايرة ؟ ! وكيف يأمر صلّى الله عليه وآله وسلّم اتّباع سُنّتهم المغايرة لسُنّته ؟ !

٣ ـ أمره باتّباع سُنّتهم مطلق غير مقيّد كما هو الحال في وجوب اتّباع سُنّته ، وهكذا أمرٍ يقتضي عصمة المتبوع بلا ريب ، أمّا النبي فمعصوم بالإِجماع ، وأمّا الخلفاء فليس كلّهم بمعصومٍ بالإِجماع ، فكيف يؤمر ـ أمراً مطلقاً ـ باتّباع المعصوم وغير المعصوم معاً ؟ !

هذه مشاكل حار القوم في حلّها . . واضطربوا اضطراباً شديداً تجاهها . . .

قال الشوكاني : « إنّ أهل العلم قد أطالوا الكلام في هذا وأخذوا في تأويله بوجوهٍ أكثرها متعسِّفة » (١١٥) .

المشكلة الْأُولى :

أمّا الْأُولى فلا مانع من حلّها بتفسير « السُنّة » هنا أيضاً بـ « الطريقة » كما ذكر الشرّاح كصاحب « سبل السلام » والقاري والمباركفوري . . .

وهذا هو الذي اختاره الشوكاني حيث قال :

« الذي ينبغي التعويل عليه والمصير إليه هو العمل بما يدلّ عليه هذا التركيب بحسب ما تقتضيه لغة العرب ، فالسُنّة هي الطريقة ، فكأنّه قال : الزموا طريقتي وطريقة الخلفاء الراشدين ، وقد كانت طريقتهم هي نفس طريقته ، فإنّهم أشدّ الناس حرصاً عليها وعملاً بها في كلّ شيء وعلى كلّ حال ، كانوا يتوقّون مخالفته في أصغر الْأُمور فضلاً عن أكبرها » (١١٦) .

__________________

(١١٥) إرشاد الفحول .

(١١٦) إرشاد الفحول .


أقول :

وهكذا تنحلّ المشكلة الْأُولى ، وقد أكّد كلّهم على أنّه « كانت طريقتهم نفس طريقته » متجاوزين ظهور الحديث في المغايرة ، وقد أضاف الشوكاني بأنْ علّل اتّحاد الطريقة بقوله : « فإنّهم أشدّ الناس حرصاً عليها وعملاً بها في كلّ شيء وعلى كلّ حال ، كانوا يتوقّون مخالفته في أصغر الْأُمور فضلاً عن أكبرها » .

قلت : لكنّا وجدنا الخلفاء الثلاثة ـ وكذا أكثر الأصحاب ـ يخالفونه في أكبر الْأُمور فضلاً عن أصغرها ، حتى مع وجود النصوص الصريحة عنه صلّی الله عليه وآله وسلّم ، وقد سبق أن ذكرنا بعض الموارد المسلَّمة من تلك المخالفات . . . فالّذين كانت « طريقتهم نفس طريقته ، فإنّهم أشدّ الناس حرصاً عليها وعملاً بها . . . » غير هؤلاء ، فمن هم ؟ !

المشكلة الثانيّة :

وإذا كان المراد من « الخلفاء » غير الّذين يقول بهم أهل السُنّة فالمشكلة الثانية منحلّة أيضاً . . .

أمّا على قولهم فقد رأيتهم يتجاوزون هذه المشكلة . . . إلّا الشوكاني . . . فإنّه قال بعد عبارته المذكورة :

« وكانوا إذا أعوزهم الدليل من كتاب الله وسُنّة رسوله عملوا بما يظهر لهم من الرأي بعد الفحص والبحث والتشاور والتدبّر ، وهذا الرأي عند عدم الدليل هو أيضاً من سُنّته ، لِما دلّ عليه حديث معاذ لَمّا قال له رسول الله : بما تقضي ؟ قال : بكتاب الله . قال : فإنْ لم تجد ؟ قال : فبسُنّة رسوله . قال : فإنْ لم تجد ؟ قال : أجتهد رأيي . قال : الحمد لله الذي وفّق رسوله أو كما قال .

وهذا الحديث وإنْ تكلَّم فيه بعض أهل العلم بما هو معروف ، فالحقّ أنّه من قسم الحسن لغيره وهو معمول به ، وقد أوضحت هذا في بحثٍ مستقلّ .


فإن قلت : إذا كان ما عملوا فيه بالرأي هو من سُنّته لم يبق لقوله : « سُنّة الخلفاء الراشدين » ثمرة .

قلت : ثمرته أنّ من الناس من لم يدرك زمنه وأدرك زمن الخلفاء الراشدين ، أو أدرك زمنه وزمن الخلفاء ، ولكنّه حدث أمر لم يحدث في زمنه ، ففعله الخلفاء ، فأشار بهذا الإِرشاد إلى سُنّة الخلفاء إلى دفع ما عساه يتردّد إلى بعض النفوس من الشكّ ويختلج فيها من الظنون .

فأقلُّ فوائد الحديث أنّ ما يصدر منهم من الرأي وإنْ كان من سُنّته كما تقدّم ، ولكنّه أوْلى من رأي غيرهم عند عدم الدليل .

وبالجملة فكثيراً ما كان صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ينسب الفعل أو الترك إليه أو إلى أصحابه في حياته مع أنّه لا فائدة لنسبته إلى غيره مع نسبته إليه ، لأنّه محلّ القدوة ومكان الْأُسوة .

فهذا ما ظهر لي في تفسير هذا الحديث ، ولم أقف عند تحريره على ما يوافقه من كلام أهل العلم . فإنْ كان صواباً فمن الله ، وإنْ كان خطأً فمنّي ومن الشيطان ، وأستغفر الله العظيم » (١١٧) .

أقول :

لقد تنبّه هذا الشيخ الجليل إلى أنّ القول بأنّ « طريقتهم نفس طريقته » يتنافى وظاهر الحديث الدالّ على « المغايرة » ، ورفع اليد عن الظهور بلا دليلٍ غير جائز ، فنقل الكلام إلى حجّيّة آراء الخلفاء واجتهاداتهم ، وقال بذلك استناداً إلى حديث معاذ ، ثمّ ذكر في هذا المقام دلالة الحديث على المغايرة بصورة سؤال ، وحاول الإِجابة عنه بما هو في الحقيقة التزام بالإِشكال !

وعلى الجملة ، فإنّ الكلام في إثبات أنّ « طريقة الخلفاء نفس طريقة النبي »

__________________

(١١٧) إرشاد الفحول : ٢١٤ .


والإِجابة عمّا إنْ قيل بأنّه : كيف تكون طريقتهم نفس طريقته وظاهر الحديث المغايرة ؟ ! وأنّه إذا « كانت طريقتهم نفس طريقته » لم يبق لقوله : « وسُنّة الخلفاء » ثمرة ؟ !

أمّا أنّ اجتهادات الخلفاء وآرائهم حجّة أو لا ؟ فذاك بحث آخر ليس هذا موضعه ، وخلاصة الكلام فيه أنّه لا دليل عليه إلّا حديث معاذ الذي أخرجه الترمذي وأبو داود وأحمد عن « الحارث بن عمرو بن أخي المغيرة بن شعبة قال : حدّثنا ناس من أصحاب معاذ عن معاذ » .

فمن الحارث ؟ ! ومن أصحاب معاذ ؟ !

ولذا اعترف الشوكاني بهوانه ، بل عدّه بعضهم في ( الموضوعات ) كما لا يخفى على من يراجع شروح السنن والكتب المطوّلات . . .

والحاصل : إنّ المشكلة الثانية باقية على أساس أهل السُنّة ، وأنّ هذا الذي ظهر للشوكاني في تفسير الحديث ـ ولم يقف على ما يوافقه من كلام أهل العلم ـ يجب عليه أنْ يستغفر منه !

المشكلة الثالثة :

قد ذكرنا أنّ الأمر المطلق بالإِطاعة والمتابعة المطلقة دليل على عصمة المتبوع  . . . وقد نصَّ على ذلك العلماء في نظائره ، كقوله تعالى : ( أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) قال الرازي بتفسيره ما نصّه :

« إنّ الله تعالى أمر بطاعة أُولي الأمر على سبيل الجزم في هذه الآية ، ومَن أمر الله بطاعته على سبيل الجزم والقطع لا بُدّ وأنْ يكون معصوماً عن الخطأ ، إذ لو لم يكن معصوماً عن الخطأ كان بتقدير إقدامه على الخطأ يكون قد أمر الله بمتابعته فيكون ذلك أمراً بفعل ذلك الخطأ ، والخطأ لكونه خطأً منهيٌّ عنه ، فهذا يفضي إلى اجتماع الأمر والنهي في الفعل الواحد بالاعتبار الواحد ، وإنّه محال .

فثبت أنّ الله تعالى أمر بطاعة أُولي الأمر على سبيل الجزم ، وثبت أنّ كلّ من


أمر الله بطاعته على سبيل الجزم وجب أن يكون معصوماً عن الخطأ » (١١٨) .

وفي هذا المقام أيضاً نبّه الغزّالي على ذلك ، حيث قال بعد الحكم ببطلان الأقوال ـ في عبارته التي نقلناها آنفاً ـ ما نصّه :

« فإنّه من يجوز عليه الغلط والسهو ولم تثبت عصمته عنه فلا حجّة في قوله ، فكيف يحتجّ بقولهم مع جواز الخطأ ؟ !

وكيف ندّعي عصمتهم من غير حجّةٍ متواترة ؟ !

وكيف يتصوّر عصمة قوم يجوز عليهم الاختلاف ؟ !

وكيف يختلف المعصومان ؟ !

كيف وقد اتّفقت الصحابة على جواز مخالفة الصحابة ، فلم ينكر أبو بكر وعمر على من خالفهما بالاجتهاد ، بل أوجبوا في مسائل الاجتهاد على كلّ مجتهدٍ أن يتّبع اجتهاد نفسه ؟ !

فانتفاء الدليل على العصمة ، ووقوع الاختلاف بينهم ، وتصريحهم بجواز مخالفتهم فيه ، ثلاثة أدلّة قاطعة » (١١٩) .

أقول :

نعم ، هي ـ وغيرها ممّا ذكرناه وممّا لم نذكره ـ أدلّة قاطعة على أنْ ليس « الخلفاء » في هذا الحديث مطلق الصحابة ، ولا مطلق الخلفاء ، ولا خصوص الأربعة مطلقاً . . .

__________________

(١١٨) التفسير الكبير ١٠ / ١٤٤ .

(١١٩) المستصفى ١ / ١٣٥ .


بطلان الحديث دلالةً :

وتلخّص أنّ هذا الحديث لا ينطبق في معناه على الْأُصول المعتمدة عند أهل السُنّة ، وأنّ الوجوه التي ذكروها أكثرها متعسِّفة لا تحلّ المشاكل الموجودة فيه على أُصولهم . . . فلا مناص من الاعتراف ببطلان الحديث من ناحية الدلالة كذلك . . .

*       *      *

إنطباق الحديث على مباني الإِماميّة

لكنّه ينطبق من حيث الدلالة على مباني الإِماميّة في الْأُصولَيْن ، واستدلالاتهم من الكتاب والسُنّة المتواترين . . وبيان ذلك :

إنّ هذا الحديث وصيّة وعهد من رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم ـ قاله وكأنّه مودِّع ـ تعييناً لوظيفة الْأُمّة وتكليفها إذا كان « الاختلاف الكثير » فإنّهم إذا تبعوا « سُنّته وسُنّة الخلفاء الراشدين » أمنوا من الهلاك والضلال . . . فهو صريح في حصر الاتّباع في « الخلفاء » من بعده اتّباعاً مطلقاً ، فيجب كونهم معصومين . . .

والإِشارة إلى حديث الثقلين :

وحديث الثقلين . . . كذلك . . . (١٢٠)

__________________

(١٢٠) حديث الثقلين من الأحاديث المتواترة القطعية الصدور ، المتّفق عليها بين المسلمين ، أخرجه من أهل السُنّة مسلم في صحيحه ، وكذا أصحاب السنن والمسانيد والمعاجم كافّة . . . عن أكثر من صحابيّ وصحابيّة . . . عن رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم بألفاظ مختلفة في مواقف متعدّدة . . . راجع : الأجزاء ١ ـ ٣ من كتابنا : خلاصة عبقات الأنوار في إمامة الأئمّة الأطهار .


إنّه وصيّةً وعهدٌ منه صلّی الله عليه وآله وسلّم ، قاله غير مرّة ، بعد أنْ نعى نفسه الكريمة ، فهو تعيين للوظيفة وبيان للتكليف من بعده . . . فأمر باتّباع « عترته أهل بيته » مع « كتاب الله سبحانه » وقال : « لن تضلّوا ما إن اتّبعتموهما » . . .

ومن ذلك ما ورد في حديث مرض وفاته صلّی الله عليه وآله وسلّم ، وقد جاء فيه التصريح بلفظ الوصيّة ، وهو أنّه :

« أخذ بيد عليٍّ والفضل بن عبّاس فخرج يعتمد عليهما حتّى جلس على المنبر وعليه عصابة ، فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال :

أمّا بعد ، أيّها الناس ، فماذا تستنكرون من موت نبيّكم ؟ ! ألم ينع إليكم نفسه وينع إليكم أنفسكم ؟ ! أم هل خلد أحد ممّن بعث قبلي فيمن بعثوا إليه فأخلد فيكم ؟ !

ألا إنّي لاحق بربّي ، وقد تركت فيكم ما إنْ تمسّكتم به لن تضلّوا ، كتاب الله بين أظهركم تقرأونه صباحاً ومساءً ، فيه ما تأتون وما تدعون ، فلا تنافسوا ولا تباغضوا ، وكونوا إخواناً كما أمركم الله ، ألا ثمّ أُوصيكم بعترتي أهل بيتي » (١٢١) .

والجدير بالذكر تعبيره عنهما ـ في بعض الألفاظ ـ بـ « خليفتين » (١٢٢) .

وهذا الحديث دليل واضح على عصمة الّذين أمر باتّباعهم من « عترته أهل بيته » لوجوهٍ عديدةٍ منها ما ذكروه حول آية « إطاعة أُولي الأمر » كما عرفت .

الإِشارة إلى حديث الاثني عشر خليفة :

وقد حدّد عليه وآله الصلاة والسلام عدد الّذين أمر بالتمسّك بهم في حديثٍ آخر متواتر أجمعوا على روايته ، ذاك حديث « الاثنا عشر خليفة » وهو أيضاً عهد من رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام . . .

أخرج البخاري ومسلم عن جابر بن سمرة قال ـ واللفظ للأول ـ :

__________________

(١٢١) جواهر العقدين : ١٦٨ مخطوط .

(١٢٢) مسند أحمد ٥ / ١٨١ ، الدرّ المنثور ٢ / ٦٠ ، فيض القدير ٣ / ١٤ .


« سمعت النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم يقول : يكون اثنا عشر أميراً . فقال : كلمة لم أسمعها . فقال أبي : إنّه قال : كلّهم من قريش » (١٢٣) .

وأخرجه الترمذي وقال : هذا حديث حسن صحيح . . . وقد روي من غير وجهٍ عن جابر بن سمرة . . . وفي الباب عن ابن مسعود وعبد الله بن عمرو » (١٢٤) .

وأخرجه أحمد في غير موضع (١٢٥) .

وأخرجه الحاكم (١٢٦) وغيره كذلك .

فإذا ما ضممنا هذا الحديث إلى حديث الثقلين عرفنا أنّ النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يوصي بالتمسّك بالكتاب والأئمّة الاثني عشر ، ويجعلهما الخليفتين من بعده . . .

وإذا كان حديث الثقلين دالّاً على العصمة ـ كما تقدَّم ـ فالأئمّة الاثنا عشر معصومون . . .

ومن كان معصوماً كانت سُنّته حجّةً . . .

وعلى هذا يثبت حجّيّة سُنّة أهل البيت . . .

وبهذا البيان تنحلّ جميع مشكلات حديث « عليكم بسُنّتي . . . » التي ذكرها الغزّالي . . . والتي ذكرناها . . . فلقد دار أمر وجوب الاتّباع مدار وجود العصمة ، وإذا كانت العصمة فلا تغاير بين « سُنّة الخلفاء الراشدين » و « سُنّة الرسول الأمين » . . . وإذا كانت العصمة فلا اختلاف . . وإذا كانت العصمة فالمخالف هو المخطئ . . .

نعم ، قد حاول القوم ـ عبثاً ـ صرف حديث « الاثنا عشر خليفة » عن الدلالة على ما تذهب إليه الإٍماميّة . . . لكنّهم حاروا في كيفيّة تفسيره وتضاربت كلماتهم . . .

__________________

(١٢٣) أُنظر كتاب الأحكام باب الاستخلاف من صحيح البخاري ، وكتاب الإِمارة باب الناس تبع لقريش من صحيح مسلم .

(١٢٤) صحيح الترمذي باب ما جاء في الخلفاء .

(١٢٥) مسند أحمد ج ٥ / ٨٩ ، ٩٨ ، ١٠٦ ، ١٠٧ وغيرها .

(١٢٦) المستدرك عل الصحيحين ٣ / ١١٧ .


حتّى كان لكلّ واحدٍ منهم قول ، وببالي أنّي رأيت من يصرّح منهم بوجود أربعين قولاً في معنى الحديث . . .

لكنّ المهم اعترافهم بالعجز عن فهم معنى الحديث . . .

فٱبن العربي المالكي يقول ـ بعد ذكر رأيه ـ « ولم أعلم للحديث معنىً » (١٢٧) .

وابن البطّال ينقل عن المهلّب قوله : « لم ألق أحداً يقطع في هذا الحديث . يعني بشيء معيّن » (١٢٨) .

وابن الجوزي يقول : « قد أطلت البحث عن معنى هذا الحديث وتطلّبت مظانّه وسألت عنه فلم أقع على المقصود » (١٢٩) .

فهي إذن محاولات يائسة . . . والحديث صحيح قطعاً . . . فليتركوا الأهواء والعصبيّات الجاهليّة ، وليعترفوا بواقع الأمر الذي شاءه الله ورسوله . . . .

وتلخّص : إنّ معنى الحديث :

عليكم بسُنّتي وسُنّة الأئمّة الاثني عشر الخلفاء الراشدين المهديّين من بعدي . . .

ويؤكّد ذلك ما رووه عن أبي ليلى الغفاري عن رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم قال : « سيكون بعدي فتن ، فإذا كان ذلك فالزموا عليَّ بن أبي طالب ، فإنّه فاروق بين الحقّ والباطل » .

وعن كعب بن عجرة أنّه قال : « تكون بين أُمّتي فرقة واختلاف فيكون هذا وأصحابه على الحقّ . يعني عليّاً » (١٣٠) .

__________________

(١٢٧) شرح الترمذي ٩ / ٦٩ .

(١٢٨) فتح الباري ١٣ / ١٨٠ .

(١٢٩) فتح الباري ١٣ / ١٨١ .

(١٣٠) ترجمة عليّ بن أبي طالب من تاريخ دمشق ٣ / ١٢٠ ، أُسد الغابة ٥ / ٢٨٧ ، أسنى المطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب : ٤٨ ، كنز العمّال ١١ / ٦١٢ ، منتخب كنز العمّال ـ هامش مسند أحمد ـ ٥ / ٣٤ .


هل يأمر النبي بإطاعة الأمير كائناً من كان ؟ !

وممّا ذكرناه يظهر أنّ ما جاء في هذا الحديث من أنّه صلّی الله عليه وآله وسلّم يأمر بـ « السمع والطاعة وإنْ كان عبداً حبشياً » . . . كذب قطعاً . . . وأنّ هذا من زيادات أمثال « أسد بن وداعة » . . . ويشهد بذلك عدم جزم الراوي بأنّ النبي قاله . . . لأنّ النبي صلّی الله عليه وآله وسلّم لا يأذن بأن يتسلّط على رقاب الناس إلّا من توفّرت فيه الصفات والشروط التي اعتبرها الشرع والعقل ، ولا يجوّز ـ فضلاً عن أن يأمر ـ الاستسلام والانصياع التامّ لمن تأمّر وتولّى شؤون المسلمين كيفما كان وكيفما تسلّط !

وعلى الجملة ، فإنّ هذه الفقرة من الحديث إنّما زيدت فيه ـ بناءً على صدوره في الأصل ـ لحمل الناس على إطاعة معاوية وعمّاله وإنْ ظلموا وجاروا ، وإنْ فسقوا وفجروا . . .

إنّها زيدت فيه كما زيد تعليل مفاده بأنّه « فإنّما المؤمن . . . »

ويؤكّد ما ذكرنا اضطراب القوم كذلك في معناها ، ونكتفي بما ذكره شارحا الترمذي :

قال ابن العربي : « قوله : اسمعوا وأطيعوا . يعني ولاة الأمر وإنْ تأمّر عليكم عبد حبشي .

فقال علماؤنا : إنّ العبد لا يكون والياً . . .

والذي عندي : أنّ النبي أخبر بفساد الأمر ووضعه في غير أهله حتى توضع الولاية في العبيد ، فإذا كانت فاسمعوا وأطيعوا . تغليباً لأهون الضررين ، وهو الصبر على ولاية من لا تجوز ولايته ، لئلّا يغيّر ذلك فيخرج منه إلى فتنةٍ عمياء صمّاء لا دواء لها ولا خلاص منها » (١٣١) .

وقال المباركفوري : « قوله : أي صار أميراً أدنى الخلق فلا تستنكفوا عن طاعته .

__________________

(١٣١) عارضة الأحوذي ١٠ / ١٤٥ .


أو : لو استولى عليكم عبد حبشي فأطيعوه مخافة إثارة الفتن .

ووقع في بعض نسخ أبي داود : وإنْ عبداً حبشياً ، بالنصب . أي : وإنْ كان المطاع عبداً حبشياً .

قال الخطابي : يريد به إطاعة من ولّاه الإِمام عليكم وإنْ كان عبداً حبشياً ، ولم يرد بذلك أن يكون الإِمام عبداً حبشياً ، وقد ثبت عنه أنّه قال : الأئمّة من قريش » (١٣٢) .

أقول :

أمّا ما ذكره الخطابي فحمل بلا دليل ، على أنّه قد تقدّم أنّ العلماء لا يجوّزون ولاية العبد .

وأمّا ما ذكره ابن العربي ـ وكذا ابن حجر (١٣٣) ـ فهو عبارة أُخرى عن الأمر بالتقيّة التي يشنّعون ـ بألسنتهم ـ بها على الإِماميّة مع ورود الكتاب والسُنّة بها ، ويلتزمون بها عملاً . . .

وعلى هذا ـ وبعد التنزّل عمّا تقدّم ـ يكون المعنى :

إنْ أمّر عليكم أئمّةُ الجور بعضَ من لا أهليّة له للإِمارة وكان في مخالفتكم له ضرر كبير فعليكم بالسمع والطاعة . . .

*       *      *

__________________

(١٣٢) تحفة الأحوذي ٧ / ٤٣٨ .

(١٣٣) فتح الباري ١٣ / ١٠٤ .


خاتمة البحث

لقد استعرضنا أهمّ أسانيد الحديث في أهمّ الكتب . . . فظهر أنّه حديث من الأحاديث المفتعلة في زمن حكومة معاوية ، لأغراضٍ سياسيّة .

وهو من حيث الدلالة حديثٌ باطل لا يمكن قبوله بالنظر إلى الْأُسس المقرّرة عند أهل السُنّة ، فضلاً عن أنْ يستند إليه ويجعل قاعدةً في شيء من المسائل العلميّة .

وعلى هذا فإنّه لا يصلح مبرّراً لِما « أحدثه » الخلفاء والْأُمراء في الدين . . . ومستنداً للأقوال المتعدّدة في باب حجّيّة قول الصحابي وإجماع الخلفاء الأربعة . . . فتبقى تلك البدع بلا مبرّر ، وتلك الأقوال بلا دليل . . .

نعم ، يصلح دليلاً ـ إنْ صحّ سنداً ـ على ما تذهب إليه الإِماميّة من حجّيّة قول الأئمّة من أهل البيت عليهم الصلاة والسلام . . . ووجوب إطاعتهم والانقياد لهم والاقتداء بهم . . .

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على الرسول الأمين وآله الطاهرين الميامين .

*       *      *


أهل البيت ( ع ) في المكتبة العربية ( ١٧ )

السيّد عبد العزيز الطباطبائي

٥٣٣ ـ مناقب أهل البيت

لأبي سعيد عبّاد بن يعقوب الرواجني الأسدي الكوفي ، المتوفّى سنة ٢٥٠ هـ .

من رجال البخاري والترمذي وابن ماجة .

ترجم له المزي في تهذيب الكمال ١٤ / ٢٧٥ وعدّد شيوخه ومن رووا عنه وقال : « قال أبو حاتم : شيح ثقة » وقال الحاكم أبو عبد الله : « كان أبو بكر ابن خزيمة يقول : حدّثنا الثقة في روايته ، المتّهم في دينه ! عبّاد بن يعقوب » .

وترجم له ابن عدّي في الكامل ٤ / ١٦٥٣ وقال : « معروف في أهل الكوفة ، وفيه غلوّ في التشيّع ! وروى أحاديث أُنكرت عليه في فضائل أهل البيت ومثالب غيرهم » .

أقول : ترى أنّ تشيّعه وغلوّه فيه إنّما هو روايته أحاديث في فضائل أهل البيت عليهم السلام وفي مثالب أعدائهم من المنافقين ، وهي أحاديث ثابتة صحيحة ، ولم يناقش ابن عديّ في رجال إسنادها ، ولم يضعّف واحداً منهم ، وإنّما قال : أُنكرت عليه ! حيث كان همّهم إخفاؤها وكتمانها ، وإنّما أنكروا عليه كيف تحدّى التعتيم المفروض على فضائل أهل البيت ومثالب أعدائهم لِمَ حَدّث بها ورواها ، وهذا يعدُّ غلوّاً في التشيّع ! وقالوا عنه : الثقة في حديثه ، المتّهم في دينه ! ! ويظهرون بمظهر الناصح المشفق ويقولون : إنّ أهل البيت في غنى عن هذه الأحاديث وهذه الفضائل !


وترجم له الذهبي في سير أعلام النبلاء ١١ / ٥٣٦ ـ ٥٣٨ وقال : « ورأيت له جزءاً في كتاب المناقب جمع فيها أشياء ساقطة ! قد أغنى الله أهل البيت عنها وما أعتقده يتعمّد الكذب أبداً ! » .

وقال أيضاً في جزء ٧ ص ٣٣ منهم : « قال عبّاد بن يعقوب في كتاب المناقب له . . . » .

فيظهر وجود الكتاب عنده .

وتقدّم له في العدد الأوّل ، ص ١٨ في حرف الألف : أخبار المهديّ عليه السلام ، وعدّدنا هناك بعض مصادر ترجمته ، وبهامش ترجمته من تهذيب الكمال أيضاً جملة أُخرى منها .

٥٣٤ ـ مناقب أهل البيت عليهم السلام

للقاضي أبي محمد ابن خلّاد .

ترجم له الحافظ ابن شهرآشوب ، المتوفّى سنة ٥٨٨ هـ ، في معالم العلماء ، برقم ٩١٨ بما مرّ وقال : « عامّيّ ، له كتاب في مناقب أهل البيت عليهم السلام » .

وابن خلّاد هو القاضي أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلّاد الفارسي الرامهرمزي ، المتوفّى حدود سنة ٣٦٠ هـ .

ترجم له الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٧٣ وقال : « الإِمام الحافظ البارع ، محدِّث العجم . . . مصنّف كتاب المحدّث الفاصل بين الراوي والواعي في علوم الحديث ، وما أحسنه من كتاب ! . . . فكتب وجمع وصنّف وساد أصحاب الحديث ، وكتابه المذكور ينبئ بإمامته » .

أقول : وفي الهامش ذكر عدّة مصادر لترجمته ، وقد تقدّم له في العدد العاشر : الرجحان بين الحسن والحسين ، والريحانتين الحسن والحسين عليهما السلام .

*       *      *


٥٣٥ ـ مناقب أهل البيت

لابن حجر الهيتمي ، أحمد بن محمد السعدي الأنصاري الشافعي ، شهاب الدين أبي العبّاس ( ٩٠٩ ـ ٤ / ٩٧٣ هـ ) .

ولد في محلّة أبي الهيتم ـ بنقطتين ـ من إقليم الغربية بمصر ، وسكن مكّة إلى أن توفّي بها .

أوّله : « قال : . . . لَمّا فرغت من هذا الكتاب أعني الصواعق المحرقة . . » .

نسخة في مكتبة جامعة برنستون في الولايات المتحدة ، رقم ٥٥٧٥ ، كتبت في القرن الثاني عشر ، ذكرها ماخ في فهرسه ، ص ٣٩٤ .

٥٣٦ ـ مناقب أهل البيت وكلام الأئمّة

للحسين بن محمد بن خسرو البلخي المعتزلي الحنفي ، أبي عبد الله ابن المقري البغدادي السمسار ، المتوفّى بها في شوّال سنة ٦ / ٣ / ٥٢٢ هـ .

وهو من شيوخ ابن عساكر وابن الجوزي ، وهو مؤلّف جامع مسانيد أبي حنيفة .

ترجم له ابن النجّار والسمعاني في ذيل تاريخ بغداد ، وله ترجمة في الجواهر المضيّة ١ / ٢١٨ برقم ٥١٨ ، ومشيخة ابن الجوزي ص ١٧٦ ، والوافي بالوفيات ١٣ / ٣٧ ، والطبقات السنيّة ٣ / ١٦٠ رقم ٧٧١ ، وتاج التراجم رقم ٦٥ ، وهديّة العارفين ١ / ٣١٢ ، وميزان الاعتدال ١ / ٥٤٧ ، ولسان الميزان ٢ / ٣١٢ وفيه أطول ترجمة له ، وذكر له هذا الكتاب ، ولا أدري أنّه أورد كلام الأئمّة عليهم السلام في ضمن هذا الكتاب ، أو هو كتاب آخر له فهما كتابان .

٥٣٧ ـ مناقب الحسين

لابن الجوزي ، أبي الفرج عبد الرحمن بن أبي الحسن بن عليّ بن عبد الله القرشي التميمي البغدادي ، الواعظ الحنبلي ( ٥١٠ ـ ٥٩٧ هـ ) .


ذكره إسماعيل باشا في هديّة العارفين ١ / ٥٢٣ ، وعبد الحميد العلوجي في « مؤلّفات ابن الجوزي » ص ٣١ وص ١٧٨ برقم ٤٣١ و ٢٢٠ برقم ١٩٣ تحت عنوان : آثاره الضائعة والتي يحتمل ضياعها ، وص ٢٣٧ تحت عنوان : التراجم الخاصّة .

ويأتي له : مناقب عليّ عليه السلام .

٥٣٨ ـ مناقب الحسين عليه السلام

لأبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن عليّ بن محمد التجيبي الأندلسي الأشبيلي المرسي ، نزيل تلّمسان ( ٥٤٠ ـ ٦١٠ هـ ) .

ذكره له الدكتور محمد الحبيب بن خوجه ، مفتي الديار التونسية ، في مقدّمته لكتاب « السنن الأبين والمورد الأمعن » لابن رشيد الفهري ، طبعة تونس سنة ١٩٧٧ م ، ص ٩ .

ويأتي له كتاب : مناقب السبطين ، ونذكر هناك بعض مصادر ترجمته .

٥٣٩ ـ مناقب السبطين الحسن والحسين

لأبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن عليّ بن محمد التجيبي الأندلسي الأشبيلي المرسي ، نزيل تلّمسان ( ٥٤٠ ـ ٦١٠ هـ ) .

له ترجمة في نفح الطيب ٢ / ١٦٠ ، وتاريخ الإِسلام للذهبي ـ في وفيات سنة ٦١٠ هـ ـ ص ٣٣٩ ، وفي الوافي بالوفيات ٣ / ٢٣٤ ، وفي تكملة الأبّار ٢ / ٥٨٨ ، وفهرس الفهارس ١ / ٢٦٤ رقم ١٠١ وبهامشه مصادر ترجمته ، وذكروا له هذا الكتاب ومؤلّفات أُخرى .

وتقدّم له : مناقب الحسين عليه السلام .

٥٤٠ ـ مناقب عليّ

لأبي الفتح الأزدي ، محمد بن الحسين بن أحمد بن الحسن بن عبد الله الموصلي ،


نزيل بغداد ، المتوفّى سنة ٧ / ٣٧٤ هـ .

ترجم له الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ٢٤٣ ، والذهبي في تاريخ الإِسلام ـ في وفيات سنة ٣٧٤ هـ ـ ص ٥٦٤ ، وفي سير أعلام النبلاء ١٦ / ٣٤٧ وبهامشها جملة أُخرى من مصادر ترجمته .

وترجم له ابن حجر في لسان الميزان ٥ / ١٣٩ وحكى عن ابن العديم في تاريخ حلب أنّه قال : « قدم على سيف الدولة ابن حمدان فأهدى له كتاباً في مناقب عليّ رضي الله عنه ، ووقفت عليه بخطّه . . . وصحّح ردّ الشمس على عليّ . . . » .

٥٤١ ـ مناقب عليّ عليه السلام

لأبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد الطبري المعدّل المقري ، الفقيه المالكي البغدادي ( ٣٢٤ ـ ٣٩٣ هـ ) .

ترجم له ابن شهرآشوب في معالم العلماء ، رقم ٢٩ ، وقال : « له كتاب المناقب » .

وكان الكتاب موجوداً عنده ، نقل عنه في كتابه الآخر مناقب آل أبي طالب ٢ / ٢٥١ .

أقول : ترجم الخطيب للمؤلّف في تاريخ بغداد ٦ / ١٩ ووثّقه .

وترجم له ابن الجوزي في المنتظم ٧ / ٢٢٣ وقال : « وكان شيخ الشهود ومقدّمهم  . . . وعليه قرأ الرضي القرآن . . . » .

وترجم له الذهبي في تاريخ الإِسلام ـ في وفيات سنة ٣٩٣ هـ ـ ص ٢٨٠ ، وفي معرفة القرّاء الكبار ١ / ٣٥٨ ، وفي العبر ٣ / ٥٤ قائلاً : « أحد الرؤساء والعلماء ببغداد . . . وكانت داره مجمع أهل القرآن والحديث وأفضاله زائداً على أهل العلم ، وهو ثقة » .

٥٤٢ ـ مناقب عليّ

ليحيى بن إبراهيم السلماسي ، أبي زكريّا بن أبي طاهر الواعظ ، المتوفّى سنة ٥٥٠ هجرية .


شيخ الحافظ ابن عساكر وأبي الفضل بن ناصر وأبي الفرج ابن الجوزي .

ترجم له الأخير في المنتظم ١٠ / ١٦٤ وقال : « قدم إلى بغداد فوعظ بها وكان له القبول التامّ ، ثمّ غاب عنها نحواً من أربعين سنة ، ثمّ قدم بعد الأربعين وخمسمائة . . . فسمعنا عليه شيئاً من الحديث بقراءة شيخنا ابن ناصر ، ثمّ رحل عن بغداد فتوفّي في سلماس » .

وهو الشيخ الحادي والخمسون في مشيخته ، ترجم له فيها في ص ١٥٢ بتكرير ما في المنتظم .

قال الذهبي في الميزان ٤ / ٣٦٠ ، وابن حجر في لسانه ٦ / ٢٤٠ : « له مصنّف في مناقب عليّ رضي الله عنه » .

٥٤٣ ـ مناقب عليّ عليه السلام

ليوسف بن عبد الهادي ، وهو يوسف بن حسن بن أحمد بن حسن بن عبد الهادي الحنبلي المقدسي الدمشقي الصالحي ، المشتهر بٱبن المبرد وبٱبن عبد الهادي ( ٨٤٠ ـ ٩٠٩ هـ ) .

قيل : إنّ له أكثر من أربعمائة مصنَّف وأكثرها رسائل صغيرة ، جملة منها بخطّه في المكتبة الظاهرية في دمشق ، وهي نحو ٤٣ رسالة ، وصفت في فهرس حديث الظاهرية ، ص ٧١ ـ ٧٦ .

وأفرد تلميذه ابن طولون الدمشقي رسالة ضخمة في حياته سمّاها : الهادي إلى ترجمة المحدّث الجمال ابن عبد الهادي .

ومن مصادر ترجمته : الضوء اللامع ١٠ / ٢٠٨ ، الكواكب السائرة ١ / ٣١٦ ، شذرات الذهب ٨ / ٤٣ ، أعلام الزركلي ٨ / ٢٢٥ ، معجم المؤلّفين ١٣ / ٢٨٩ ، هديّة العارفين ٢ / ٥٦٠ ـ ٥٦٢ وعدّد مؤلّفاته ، فهرس الفهارس والأثبات للكتّاني : ١١٤١ ـ ١١٤٢ وذكر له كتابه : مناقب عليّ عليه السلام .

وكتب عنه محمد كرد علي مقالاً في مجلّة المجمع العلمي الدمشقي ١٩ : ٢٦٧ ،


والدكتور صلاح الدين المنجّد في مجلّة معهد المخطوطات بالقاهرة ٢ : ١٣٣ .

٥٤٤ ـ مناقب عليّ بن أبي طالب

لأبي العلاء المعرّي .

ذكره له الصفدي بهذا الاسم ، وتقدّم بٱسم : فضائل عليّ ، في حرف الفاء .

٥٤٥ ـ مناقب عليّ بن أبي طالب

لابن الأثير الجزري ، وهو عزّ الدين أبو الحسن عليّ بن أبي الكرم محمد بن محمّد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني ( ٥٥٠ ـ ٥٣٠ هـ ) .

له : الكامل في التاريخ ، وأُسد الغابة ، واللباب في الأنساب .

قال في أُسد الغابة ، في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام ٤ / ٣٩ : « فقد جمعنا مناقبه في كتاب جامع لها » .

ترجم له معاصره ابن خلّكان في وفيات الأعيان ٣ / ٣٤٨ وقال : « فاجتمعت به فوجدته رجلاً مكمّلاً في الفضائل وكرم الأخلاق وكثرة التواضع . . . » .

وترجم له الذهبي في تاريخ الإِسلام ـ في وفيات سنة ٦٣٠ هـ ـ ص ٣٦٩ ، وفي تذكرة الحفّاظ : ١٣٩٩ ، وفي سير أعلام النبلاء ٢٢ / ٣٥٣ وقال فيه : « وكان إماماً علّامة أخبارياً ، أديباً متفنّناً ، رئيساً محتشماً ، كان منزله مأوى الطلبة . . . » .

وله ترجمة في تكملة المنذري رقم ٢٤٨٤ ، وذيل الروضتين : ١٦٢ ، والوافي بالوفيات ٢٢ / ٣٥٣ ، ومفتاح السعادة ١ / ٢٠٦ ، وطبقات السبكي ٨ / ٢٩٩ ، وطبقات الأسنوي ١ / ١٣٢ ، وطبقات ابن قاضي شهبة ٢ / ١٠٢ رقم ٣٨٠ .

٥٤٦ ـ مناقب عليّ بن أبي طالب

لصدر الدين الخاصي ، وهو القاضي أبو المؤيّد الموفّق بن محمد بن الحسن ( الحسين ) بن سعيد الحنفي ، الخوارزمي الأصل ، المصري الدار ( ٥٧٦ ـ ٦٣٤ هـ ) .


ترجم له الذهبي في تاريخ الإِسلام ، في وفيات هذه السنة ، ص ٢٠٥ ، وقال : « المعروف بالخاصي (١) كان فقيهاً عارفاً بالنظر والجدل ، قيِّماً بالمناظرة ، مليح النظم والنثر ، تولّى القضاء . . . وقدم بغداد وتوفّي بمصر » .

ترجم له إسماعيل باشا في هديّة العارفين ٢ / ٤٣٨ وذكر من كتبه كتاب : الفصول في الأُصول ، ومناقب عليّ بن أبي طالب ، وذكر في الصفحة نفسها ابنه المؤيّد وذكر مؤلّفاته وأنّه توفّي بعد سنة ٦٤٠ هـ ، أعلام الزركلي ٧ / ٣٣٣ .

وهذا غير أبي المؤيّد الموفّق بن أحمد الخوارزمي المكّي وإن اتّحد الكنية والاسم والبلد ، فإنّ ذاك يلقّب ضياء الدين ، وتوفّي سنة ٥٦٨ قبل أن يولد هذا بسبع سنين .

٥٤٧ ـ مناقب عليّ بن أبي طالب

لمحمد بن أحمد بن عادل العجمي الرومي ، يعرف بحافظ عجم وحافظ الدين والمولى حافظ ، توفّي سنة ٩٥٧ هـ .

ترجم له طاش كبري زاده في الشقائق النعمانية ص ٢٦٧ ، وابن العماد في شذرات الذهب ٨ / ٣١٨ ترجمة موسّعة ، وله ترجمة في أعلام الزركلي ٦ / ٥ ومعجم المؤلّفين ١٠ / ١١٤ ، وهديّة العارفين ٢ / ٢٤٣ وذكر له كتابه هذا ، وهو مذكور في كشف الظنون ٢ / ١٨٤٤ أيضاً .

٥٤٨ ـ مناقب عليّ بن أبي طالب

لأحمد محمد داود المصري .

طبع بالمطبعة السلفية بالقاهرة سنة ١٣٨٩ هـ .

__________________

(١) خاص : من قرى خوارزم .


٥٤٩ ـ مناقب عليّ بن أبي طالب

للعيني .

مطبوع في حيدرآباد الهند سنة ١٣٥٢ هـ .

٥٥٠ ـ مناقب عليّ بن أبي طالب وفضائل بني هاشم

رواية محمّد بن يوسف الفرّاء المقرئ .

كذا نقل عنه السيد ابن طاووس ـ المتوفّى سنة ٦٦٤ رحمه الله ـ في كتاب اليقين ، في الأبواب ٢١٦ و ٢١٨ و ٢١٩ ، ص ٥١٣ وقال : « نسخة عتيقة يقارب تاريخها ثلاثمائة سنة » .

ولم أعثر له على ترجمة في هذه العجالة ، وعسى المستقبل يكشف لنا عن حاله فنظفر بترجمة له في مصدر من المصادر ، والله الموفّق .

٥٥١ ـ مناقب عليّ بن أبي طالب والحسنين

لمصطفى الزركلي الدمشقي .

مطبوع .

٥٥٢ ـ مناقب عليّ والحسنين وأُمّهما فاطمة الزهراء

لعبد المعطي أمين قلعجي الحلبي ، المعاصر .

حقّق بعض الكتب ، منها : دلائل النبوّة ، للبيهقي .

طبع في حلب سنة ١٩٧٩ م .

٥٥٣ ـ مناقب فاطمة

لأبي صالح المؤذّن ، أحمد بن عبد الملك بن عليّ النيسابوري الحافظ ، محدّث


خراسان ، المتوفّى سنة ٤٧٠ هـ .

ترجم له معاصره الخطيب في تاريخ بغداد ٤ / ٢٦٧ ووثّقه .

وترجم له الفارسي في السياق ، وحكاه عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء ، وهو في منتخب السياق برقم ٢٣٧ ووصفه بقوله : « الحافظ الأمين المتقن الثقة المحدّث » .

وترجم له الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٤١٩ ـ ٤٢٢ وبهامشه بقيّه مصادر ترجمته .

وأورد السخاوي في : استجلاب ارتقاء الغرف ـ ق ٤٣ / أ ـ حديث « كلّ سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلّا سببي ونسبي ، وكلّ ولد آدم فإنّ عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة ، فإنّي أنا أبوهم وعصبتهم » .

أخرجه أبو صالح المؤذّن في الأربعين له ، في فضل الزهراء عليها السلام .

روى عنه الذهبي في ميزان الاعتدال ٢ / ٦١٨ ، وابن حجر في لسانه ٤ / ١٦ وأوردا في ترجمة محمد بن الأزهر بإسناده حديثاً في فضل فاطمة عليها السلام وقال : « رواه أبو صالح المؤذّن في مناقب فاطمة عن أبي القاسم ابن بشران عنه » .

٥٥٤ ـ مناقب فاطمة

للمُناوي عبد الرؤوف بن تاج العارفين بن عليّ الحدادي الشافعي المناوي القاهري ( ٩٥٢ ـ ١٠٣١ هـ ) (١) .

ترجم له الكتّاني في فهرس الفهارس والأثبات ٢ / ٦٠ ـ ٥٦٢ وقال : « ولا شكّ أنّه كان أعلم معاصريه بالحديث ، وأكثرهم فيه تصنيفاً وإجادة وتحريراً . . . » .

وترجم له المحبّي في خلاصة الأثر ٢ / ٤١٢ ـ ٤١٦ وقال عنه : « صاحب التصانيف السائرة وأجلّ أهل عصره من غير ارتياب . . . دُسّ عليه السمّ ! فتوالى عليه بسبب ذلك نقص في أطرافه وبدنه من كثرة التداوي . . . » .

__________________

(١) وفي هديّة العارفين ١ / ٥١٠ ولد سنة ٩٢٤ هـ ! وفي البدر الطالع ٢ / ٣٥٧ توفّي سنة ١٠٢٩ هـ .


وذكر في ص ٤١٥ كتابه هذا عند عدّ مؤلّفاته فقال : « وأفرد السيّدة فاطمة بترجمة » .

ويوجد في برلين ، وجاء ذكره في فهرست آهلورث ٩ / ٢٢١ .

وتقدّم له في العدد ١٥ ، ص ٧٩ ، في حرف الصاد : الصفوة بمناقب آل بيت النبوّة ، وأنّه موجود في التيمورية ، وذكرنا بعض مصادر ترجمته .

٥٥٥ ـ مناقب فاطمة الزهراء ( مجلس في . . . )

للسيوطي ، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر الشافعي المصري ، المتوفّى سنة ٩١١ هـ .

وتقدّم له في العدد ١٦ ، ص ١٥ ، في حرف العين : العرف الوردي في أخبار المهدي ، وترجمنا له هنالك ترجمة مطوّلة فليراجع .

ذكره الدكتور صلاح الدين المنجّد في : معجم ما أُلّف عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وذكر أنّ منه مخطوطة في المكتبة السليمانية في إسلامبول ، رقم ١٣ / ١٠٣٠ .

وذكر أيضاً في : معجم ما أُلّف عن الصحابة وآل البيت ، المنشور في مجلّة « أخبار التراث » الصادرة في الكويت ، في العدد ١٩ ، ص ٢٥ .

٥٥٦ ـ منائح الإِلطاف في مدائح الأشراف

وهو ديوان عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي الشافعي المصري ، المتوفّى سنة ١١٧١ هـ .

قال في كتابه : الإِتحاف بحبّ الأشراف ، ص ١١٠ : « فنظمت ديوان شعر في مديحهم ، والتوسّل بهم ، وبيان كمالاتهم ، وسمّيته : منائح الإِلطاف في مدائح الأشراف » .

وذكر أيضاً في إيضاح المكنون ٢ / ٥٦٥ .


٥٥٧ ـ مناهل الصفا في فضائل الشرفاء

لأبي فارس عبد العزيز بن محمد الفشتالي المغربي ، الوزير ، المتوفّى حدود سنة ١٠٣٠ هـ .

ذكره إسماعيل باشا في إيضاح المكنون ٢ / ٥٦٤ وقال : « إنّه في ثمان مجلّدات » وذكره أيضاً في هديّة العارفين ١ / ٥٨٤ . وفشتالة قبيلة بالمغرب .

وللمؤلّف ترجمة في خلاصة الأثر ٢ / ٤٢٥ ، ونفح الطيب ٦ / ٥٩ ، وسلافة العصر : ٥٨٢ ، وريحانة الألبّاء ١ / ٣٦٥ ، وأعلام الزركلي ٤ / ٢٦ وما بهامش الأخيرين من مصادر .

٥٥٨ ـ منتخب كفاية الطالب

الأصل للحافظ الكنجي ، فخر الدين محمد بن يوسف ، المتوفّى سنة ٦٥٤ ، وقد تقدّم في حرف الكاف .

والمنتخب منه لبعض المتأخّرين ، طبع في تركيا بٱسم : مناقب أمير المؤمنين سيّدنا عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه ونجليه الحسن والحسين ، طبعه مصطفى الزركلي الدمشقي في إسلامبول سنة ١٢٨٠ هـ .

أوّله : « الحمد لله الذي رفع قدر أحبابه ، وشرّفهم بالقرب من جنابه . . . » .

رتّبه على مقدّمة وثلاثة أبواب ، المقدّمة في فضائل أهل البيت ، الباب الأوّل في مناقب أمير المؤمنين ، الثاني في مناقب الحسن ، الثالث في مناقب الحسين عليهم السلام .

٥٥٩ ـ منتهى المطالب في معرفة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب

للشيخ صدر الدين أبي المعالي ، المظفّر بن محمد بن المظفّر بن روزبهان بن طاهر العُمَري العَدْوي ، المتوفّى في شهر رمضان سنة ٦٨٨ هـ .

ترجم له الجنيد الشيرازي في شدّ الإِزار ، ص ١٩٠ برقم ١٣٥ ، وبالغ في الثناء عليه وقال : « لم يكن له في عهده وزمانه نظير في العلم والفتوى ، والزهد والتقوى . . . »


وعدّد كتبه ومؤلّفاته وقال : « قيل : بلغت مصنّفاته أربعة وستّين كتاباً . . . » . وعدّ فيما سمّى من كتبه كتابه هذا « منتهى المطالب » .

٥٦٠ ـ منح الطالب في أخبار عليّ بن أبي طالب

للذهبي .

هكذا جاء اسم الكتاب في ترجمة الذهبي في « درّة الحجال » لابن القاضي ٢ / ٢٥٧ ، وفي فهرس الفهارس والأثبات للكتّاني ص ٤١٨ .

والصحيح : فتح المطالب ، كما تقدّم في حرف الفاء .

٥٦١ ـ المنحة الشمسية في فضائل آل خير البريّة

لحسن المقرحي .

أوّله : « حمداً لك يا من حمد نفسه بنفسه . . . » .

إيضاح المكنون ٢ / ٥٧٨ .

نسخة في دار الكتب الوطنية في برلين ، ذكره أهلورث في فهرسها ٩ / ٢١٦ برقم ٩٦٧٧ ، كتبت سنة ١٢١٧ هـ .

٥٦٢ ـ من روى حديث غدير خُمّ

لأبي بكر الجعابي ، محمد بن عمر بن سالم بن البراء بن سيار التميمي البغدادي ، قاضي الموصل ( ٢٨٤ ـ ٣٥٥ هـ ) .

ذكرناه في مقالنا « الغدير في التراث الإِسلامي » في العدد ٢١ من « تراثنا » ص ١٨٦ ، وترجمنا للمؤلّف هناك ، كما تقدّم له في العدد الأوّل : أخبار آل أبي طالب ، وأخبار عليّ بن الحسين ، وطرق من روى عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه لا يحبّني إلّا مؤمن ولا يبغضني إلّا منافق .

وهذا تقدّم في العدد ١٦ ص ٨ ، وترجمنا للجعابي هناك أيضاً فلا نعيد ، ونضيف


هنا من مصادر ترجمته : تاريخ الإِسلام ـ وفيات سنة ٣٥٥ هـ ـ ص ١٢٦ ـ ١٣١ وبهامشه مصادر أُخرى .

وله كتاب في مؤاخاة النبي صلّی الله عليه وآله وسلّم أمير المؤمنين عليه السلام ، تقدّم في العدد الرابع ، ص ١٠١ ، في حرف الذال بٱسم : ذكر من روى مؤاخاة النبيّ لأمير المؤمنين .

٥٦٣ ـ من روى الحديث من بني هاشم ومواليهم

للقاضي للحافظ أبي بكر الجعابي ، محمد بن عمر بن محمد بن سالم التميمي البغدادي ( ٢٨٤ ـ ٣٥٥ هـ ) .

فهرست النجاشي برقم ١٠٥٥ ، هديّة العارفين ٢ / ٤٦ ، إيضاح المكنون ١ / ٥٨٠ .

٥٦٤ ـ كتاب من روى عن أمير المؤمنين عليه السلام ومسنده .

٥٦٥ ـ كتاب من روى عن الحسن والحسين عليهما السلام .

٥٦٦ ـ كتاب من روى عن عليّ بن الحسين عليه السلام وأخباره .

٥٦٧ ـ كتاب من روى عن أبي جعفر محمد بن عليّ عليه السلام وأخباره .

٥٦٨ ـ كتاب الرجال ، وهو : من روى عن جعفر بن محمد عليهما السلام .

٥٦٩ ـ كتاب من روى عن زيد بن عليّ ومسنده .

٥٧٠ ـ كتاب من روى عن عليّ أنّه : قسيم النار .

٥٧١ ـ كتاب من روى عن فاطمة من أولادها .

هذه كلّها للحافظ ابن عقدة ، وهو أبو العبّاس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن زياد بن عبد الله بن عجلان ، مولى عبد الرحمن بن سعيد بن قيس السبيعي الهمداني الكوفي ( ٢٤٩ ـ ٣٣٣ هـ ) .

ترجم له أبو العبّاس النجاشي ـ المتوفّى سنة ٤٥٠ هـ ـ وأبو جعفر الطوسي ـ المتوفّى سنة ٤٦٠ هـ ـ في فهرستيهما برقم ٢٣٣ و ٨٦ ، وذكرا له كتبه ، وروياها عن


مشايخهما عنه ، وهذه من جملة ما ذكراه له بخلاف وفروق يسيرة وهي المكتوبة هنا بالحرف الأصغر ، ما عدا الكتاب الأخير فإنّ الطوسي تفرّد بذكره .

وممّا ذكرا له أيضاً من الكتب : كتاب الطائر ـ وهو طرق حديث الطير ـ ، وكتاب طرق تفسير قوله تعالى : ( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) سورة الرعد ، الآية ٧ ، وقوله صلّی الله عليه وآله وسلّم : أنا المنذر وعليّ الهادي ؛ رواه أحمد بن حنبل وغيره ، ولكثرة طرقه جمعها ابن عقدة .

وطرق حديث النبي صلّی الله عليه وآله وسلّم : « أنت منّي بمنزلة هارون من موسى » عن سعد أبي وقّاص ؛ وهو حديث صحيح ثابت متواتر ، رواه جماعة كثيرة من الصحابة منهم سعد بن أبي وقّاص ، وطرقه وحده تأتي كتاباً مفرداً جمعها الحافظ ابن عقدة .

وممّن جمع طرق حديث المنزلة هو الحاكم النيشابوري ، تقدّم في العدد ١٦ ص ٧ .

وممّن جمع طرقه أيضاً القاضي التنوخي ، تقدّم في العدد ١٦ ص ١١ .

وممّا ذكر الشيخ الطوسي لابن عقدة من الكتب : حديث الراية ، تسمية من شهد [ مع ] أمير المؤمنين عليه السلام حروبه من الصحابة والتابعين ، صلح الحسن عليه السلام ومعاوية ، وكتاب يحيى بن الحسين بن زيد وأخباره ؛ ووثّقه أبو جعفر الطوسي قائلاً : « وأمره في الثقة والجلالة وعظم الحفظ أشهر من أن يذكر » .

وممّا ذكر له الطوسي والنجاشي من كتبه : كتاب الولاية ، وهو طرق من روى حديث غدير خمّ ، وقد تقدّم الكلام عنه في مقالنا : الغدير في التراث الإِسلامي ، المنشور في العدد ٢١ من تراثنا ، ص ١٧٧ ـ ١٨٣ ، وترجمنا لابن عقدة هناك بما تيسّر ، فلا نعيد .

وترجم له الحافظ ابن شهرآشوب السروي ـ المتوفّى سنة ٥٨٨ هـ ـ في معالم العلماء ، برقم ٧٧ ، ووثّقه وذكر له كتبه هذه كلّها .

وترجم له الذهبي في سير أعلام النبلاء ترجمة مطولّة في ج ١٥ ، من ص ٣٤٠ ـ ٣٥٥ وذكر له بضعة كتب من مؤلّفاته منها : « كتاب من روى عن عليّ » عليه السلام .


وقد ذكر إسماعيل باشا في هديّة العارفين ١ / ٦٠ لابن عقدة من هذه الكتب : كتاب الحسنين ، كتاب الرجال ، كتاب الراية ، كتاب الطائر ، كتاب الولاية ، من روى عن الحسنين والأئمّة عليهم السلام .

٥٧٢ ـ منقبة المطهَّرين ومرتبة الطيّبين

للحافظ أبي نعيم ، أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن مهران الأصبهاني ( ٣٣٦ ـ ٤٣٠ هـ ) .

ألّف الحافظ أبو طاهر السلفي كتاباً مفرداً في ترجمته ، وترجمته مذكورة في أكثر المصادر ، راجع سير أعلام النبلاء والمصادر المذكورة بهامشه .

ذكره له ابن شهرآشوب ـ المتوفّى سنة ٥٨٨ هـ ـ في معالم العلماء وترجم له برقم ١٢٣ وقال : « له كتاب : منقبة المطهّرين ومرتبة الطيّبين » وذكره شهاب الدين أحمد الأيجي الشافعي في مقدّمة كتابه « توضيح الدلائل على تصحيح الفضائل » عند عدِّه ما أفرده الأئمّة الأعلام في فضائل عليّ عليه السلام .

وينقل منه السيد ابن طاووس في كتبه بٱسم : ذكر منقبة المطهّرين ، في كتاب اليقين ، الباب ٣٠ ، ص ١٧٣ ، وهو مذكور في فهرس مكتبته (١) في حرف الذال ، ص ٣٦ ، برقم ٢٠٢ .

٥٧٣ ـ المنقول من مطالب السؤول

كتاب « مطالب السؤول في مناقب آل الرسول » لأبي سالم كمال الدين محمد ابن طلحة بن محمد بن الحسن الشافعي ، المتوفّى سنة ٦٥٢ هـ ، وقد تقدّم .

وهذا مختصر منه لأحمد بن عبد الرحيم بن أحمد ، من أعلام القرن الثامن .

أوله : « القسم الأوّل : في شرح الألفاظ ، فإنّه قد اشتهر وذاع ، وقرع الأسماع

__________________

(١) المنشور في المجلّد الثاني عشر من مجلّة المجمع العلمي العراق ، سنة ١٣٨٤ هـ = ١٩٦٥ م .


 . . . الأُولى : آل الرسول ، الثانية : أهل البيت . . . » .

آخره : « نجز ما اختار نقله من كتاب : مطالب السؤول في مناقب آل الرسول ، العبد . . . أحمد بن عبد الرحيم بن أحمد . . . في أوّل نهار الثلاثاء من شهر صفر المبارك من سنة ٧٣٤ » .

نسخة في جزء ضخم ، بخطّ نسخ واضح جميل ، في مكتبة جامعة القرويّين في فاس ، في ١٩٦ ورقة ، عليها وقفية سنة ١٠٠٨ هـ ، رقم ١٢٧٥ ، مذكورة في فهرسها ـ تأليف محمد العابد ـ ٣ / ٣١٨ .

فالمنقول ، كما يبدو ليس اسماً وضعه المؤلّف لكتابه ، بل انتزعه المفهرس من قول المؤلّف « نجز ما اختار نقله » .

٥٧٤ ـ المؤاخاة ( كتاب . . . ) .

للحافظ أبي نعيم ، أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن مهران الأصفهاني ( ٣٣٦ ـ ٤٣٠ هـ ) .

ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٩ / ٣٠٧ فقد ترجم هناك للحافظ أبي عليّ الحدّاد الحسن بن أحمد الأصبهاني ، المتوفّى سنة ٥١٥ هـ ، وعدّ ما رواه عن الحافظ أبي نعيم من مؤلّفاته وذكر منها هذا .

جمع فيه طرف وألفاظ حديث مؤاخاة النبيّ صلّی الله عليه وآله وسلّم بين أصحابه في مسجد المدينة ، واختار لنفسه من بينهم عليّاً عليه السلام ، فآخاه وقاله له : « أنت أخي وأنا أخوك » .

وله طرق ومصادر كثيرة ، وأفرده جمع من الحفّاظ بالتأليف ، منهم : الحافظ الجعابي المتوفّى سنة ٣٥٥ هـ ـ وقد تقدّم كتابه في العدد الرابع ص ١٠١ بٱسم : ذكر من روى مؤاخاة النبيّ صلّی الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام ، ومنهم : الحافظ الحسكاني الآتي ، وراجع عن حديث المؤاخاة كتاب الغدير ٣ / ١١٢ ـ ١٢٥ .


٥٧٥ ـ المؤاخاة ( كتاب في . . . )

للحاكم الحسكاني ، أبي القاسم عبيد الله بن عبد الله الحافظ الحذّاء الحنفي النيسابوري ، المتوفّى بعد سنة ٤٧٠ هـ .

قال في كتابه شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ١ / ٣٧٤ عند الكلام عن قوله تعالى : ( فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ ) ( سورة هود الآية ١٢ ) .

قال : فهذا في تفسير المتقدّمين ، وأمّا مؤاخاته إيّاه فهو باب كبير جمعته على حدته ، وقد تقدّم كتابه « شواهد التنزيل » في حرف الشين ، في العدد ١٤ ، ص ٥٤ ، وترجمنا له هناك ، فراجع .

للبحث صلة . . .


فهرس مخطوطات المدرسة الباقرية مشهد المقدّسة (٥)

الدكتور محمود فاضل

( ٣٢٢ )

مجموعة :

١ ـ تفسير آية الكرسي .

( تفسير ـ فارسي )

لمحمد بن الحسين المدعوّ بفخر الدين الحسيني السماكي ، فرغ من تأليفه سنة ٩٥٢ ، وعنونه باسم الشاه طهماسب بهادر خان .

٢ ـ رسالة في آداب الاستخارة .

( أخبار وأدعية ـ عربي )

لعليّ بن يوسف العاملي .

٣ ـ منية المريد في آداب المفيد والمستفيد .

( أخلاق ـ عربي )

للشهيد الثاني .

٤ ـ الشبهات العليّة على وظائف الصلاة القلبية = أسرار الصلاة .

( عربي )

له أيضاً .

٥ ـ رسالة في الصلاة .

( عبادات ـ عربي )

وهي رسالة في ثلاثة فصول : ١ ـ ماهية الصلاة ٢ ـ ظاهر الصلاة وباطنها . وهذا القسمان يبحثان فيمن تجب عليه الصلاة وفيمن لا تجب عليه .

٦ ـ رسالة في مراقي الوجود .

( حكمة ـ عربي )


لابن سينا .

٧ ـ رسالة في العقول .

( حكمة ـ عربي )

٨ رسالة في مراتب الوجود

( حكمة ـ فارسي )

لمير سيد شريف الجرجاني .

٩ ـ رسالة العقد الطهماسبي = الرسالة الوسواسية .

( عربي )

للحسين بن عبد الصمد الحارثي .

١٠ ـ دانش نامه شاهي

( كلام وعقائد ـ فارسي )

للآخوند الملّا محمد أمين بن محمد شريف ( ١٠٣٦ هـ ) .

١١ ـ أوصاف الأشراف .

( سير وسلوك ـ فارسي )

للخواجة نصير الدين الطوسي .

١٢ ـ من كتاب الأربعين .

( أخبار ـ عربي )

للمولى عبد الله المقتول .

١٣ ـ رسالة في الأخلاق .

( عربي )

تشتمل على أربع مقالات .

١٤ ـ رسالة في بيان حقيقة المثال والخيال المطلق والمقيّد وكيفيّة مراتب المنامات . . .

( فارسي )

١٥ ـ القصيدة الميمية .

( عربي )

لابن الفارض .

١٦ ـ رسالة في الحكمة .

( فارسي )

مبتورة الأول ، أول عناوينها في تعدّد جهات العقل الذي به تكون جهات الموجودات الأُولى وكثرتها ممكنة وإنْ كان هو واحداً أيضاً .

١٧ ـ رسالة في المناظر والمرايا .

( فارسي )

مبتورة تشتمل على خمسة أبواب ، الباب الثاني في الحصر واستخراج أبعادها ومراتبها وهو في ثلاثة فصول . والباب الثالث في إضافة الأبعاد إلى بعضها الآخر وهو


في ثلاثة فصول ، والباب الرابع في بيان آلات الألحان وهو في فصلين ، والباب الخامس في حدّ الإِيقاع . . . . وكيفيّة صوغ الألحان وهو في فصلين .

١٨ ـ رسالة في المناظر والمرايا .

( فارسي )

مبتورة الأول .

١٩ ـ رسالة في معرفة أحوال الأُمور العامة .

( فارسي )

تشتمل على فنّين : الفنّ الأول عام ، والفنّ الثاني الأعراض الوجودية والاعتبارية . والفنّ الأول في ستّة فصول والثاني في أربعة .

٢٠ ـ خلاصة الحكمة .

( حكمة ـ فارسي )

لعبد الله بن محمد المعصوم الرضوي القايني .

وتحتوي على مقدّمة وفصلين وخاتمة ، وكلّ فصل يحتوي على مقالات ، في كلّ مقالة مقاصد .

كتبت هذه المجموعة بقلم النستعليق ، كتب أكثرها مؤلف الرسالة الأخيرة عبد الله بن محمد معصوم الرضوي القايني بين سنتي ١٠٤٢ ـ ١٠٥٦ هـ وكتب رسالة أو اثنتين عطاء الله بن ناصر الدين بين سنتي ١٠٤٩ ـ ١٠٥١ هـ ، وأوقف هذه المجموعة الشيخ محمد باقر المدرّس سنة ١١٧٦ هـ ، وليس عليها علامة أُخرى . كتبت العناوين والعلامات بالشنجرف .

عدد السطور : مختلف .

( ٣٢٣ )

مجموعة :

١ ـ صيغ العقود .

( فقه ـ عربي )

٢ ـ صورة الإِجارة في صلاة الميّت والحجّ في صفحة واحدة .

( عربي )

٣ ـ صيغة التوبة وتفسير الأحلام ومقدار الكرّ وحكاية منظومة .


في أربع صفحات .

٤ ـ رسالة في الحجّ . في ثماني صفحات .

( فارسي )

٥ ـ رسالة في الحجّ . في أربع صفحات .

( عربي )

٦ ـ فائدة في الطلاق منقولة عن التنقيح في صفحة واحد .

٧ ـ عدّة أبيات من الشعر لكاتب النسخة ، تقع في صفحتين .

٨ ـ واجبات الحجّ والعمرة .

( فقه ـ عربي )

فرغ من تأليفها يوم الجمعة ١٧ شهر رمضان سنة ٩٥٠ هـ ، تقع في مقدّمة ومقالتين وخاتمة .

٩ ـ قصيدة منظومة بالفارسية .

١٠ ـ الأربعون

( عربي )

أحاديث في فضائل الأدعية والأوراد ، حديث واحد منها في خمس صفحات .

١١ ـ قصيدة بالفارسية . في أربع صفحات .

١٢ ـ رسالة في بيان أسماء المعشوق وما يتعلّق بها .

١٣ ـ رسالة في كيفيّة زيارة القبور والدعاء عندها . في أربع صفحات .

١٤ ـ مقالات مختلفة في النصائح والأدعية . . . في أربع صفحات .

١٥ ـ فائدة من إملاء شيخنا علي بن عبد العالي : لَمّا كانت العدالة تستلزم ثبوت التقوى . . وهي في خمس صفحات .

١٦ ـ رسالة إرسال أمير المؤمنين عليه السلام للطرمّاح الطائي إلى معاوية ، في خمس صفحات

( عربي )

١٧ ـ حلية الرجال في الموعظة والأمثال .

( عربي )

وهي في صفحتين ، ولم يتمّ الكاتب الرسالة .

١٨ ـ مقدّمة الجوزي .

منظومة بالعربية في تجويد القرآن .

١٩ ـ مقالات مختلفة في الموعظة وغيرها . في ثلاث صفحات .


٢٠ ـ مقال في تاريخ النبي صلّی الله عليه وآله وسلّم والأئمّة عليهم السلام في سبع صفحات

( عربي )

٢١ ـ التجويد .

رسالة بالعربية في معرفة مخارج الحروف ، تشتمل على ستّة أبواب وخاتمة ، وهي في سبع صفحات .

٢٢ ـ المسائل : ثلاثون مسألة في معرفة الله .

( عربي )

كتب هذه المجموعة ثلاثة كُتّاب ، كتب الرسالة الأُولى جلال ابن نور الدين أحمد الحسيني ، والرسالة الثامنة بنفس الخطّ ، فرغ منها يوم الجمعة النصف من رجب سنة ٩٩٣ هـ ببلدة شيراز ، وفرغ من الرسالة الثانية عشر في شوّال سنة ٩٨٩ هـ ، أوقف هذه المجموعة على هذه المدرسة الملّا عبد السميع . كتبت جملة من العناوين والعلامات بالشنجرف . القطع : جيبي .

( ٣٢٤ )

المحجّة البيضاء في إحياء الأحياء .

( أخلاق ـ عربي )

لمحمد بن مرتضى الفيض الكاشاني ( ١٠٩١ هـ ) .

نسخة من بداية كتاب الخوف والرجاء إلى الأخير . كتبت بقلم نسخي ، أوقفها الكربلائي عبد الجبّار على عموم علماء الشيعة الاثني عشرية سنة ١٢٧٥ هـ . كتبت العناوين باللون الأحمر . الورق أصفهاني .

عدد السطور : ٢٣ . ١٧ × ١١ سم .

( ٣٢٥ )

نسخة ثانية من الكتاب ، من بيان جنود القلب إلى آخر الكتاب ، مبتورة الأعلى والأسفل ، كتبت بقلم نسخي كتبها الميرزا بابا


السبزواري ( الميرزا جعفر الحسيني ) وقد أوقفها الكاتب على هذه المدرسة في شهر رمضان سنة ١٢٩٧ هـ . كتبت العناوين باللون الأحمر . الورق فرنجي . القطع ٢٠ × ١٤ / ٥ سم .

عدد السطور : ٢١ ـ ٢٥ . ١٥ / ٥ × ١٠ سم .

( ٣٢٦ )

مختصر تلخيص المفتاح .

( أدب ـ عربي )

لمسعود بن عمر التفتازاني ( ٧٩١ أو ٧٩٢ أو ٧٩٣ هـ ) .

نسخة كتبت بقلم نسخي ، كتبها محمد باقر بن فخر الدين الحسيني في سلخ ربيع الآخر سنة ٩٩٣ هـ ، أوقفها الحاج غلام رضا الشيرواني سنة ١٣١٣ هـ ، كتبت العناوين والعلامات باللون الأحمر الورق هندي . القطع ٢٢ × ١٢ / ٥ سم .

عدد السطور : ١٦ و ١٢ . ١٤ / ٥ × ٦ / ٥ سم .

( ٣٢٧ )

نسخة ثانية من الكتاب ، كتبت بقلم النستعليق ، كتبها محمد صالح ابن عبد الباقي الجيلاني ، فرغ منها في الخامس من صفر سنة ١٠٦١ هـ في المدرسة الحسينية المعروفة بالمدرسة الآصفية بشيراز ، على صفحتها الأخيرة تملّك محمد جعفر بن محمد حسن الأرنجاني ، وقد أوقفها الآخوند الملّا مراد الطهراني مع ستّة كتب أُخرى على طلّاب هذه المدرسة في شوّال سنة ١١٣٤ هـ ، كتبت العناوين والعلامات باللون الأحمر . الورق سباهاني . القطع ٢٥ × ١٣ سم .

عدد السطور : ١٩ . ١٨ × ٦ / ٥ سم .

( ٣٢٨ )

نسخة ثالثة من الكتاب ، كتبت بقلم نسخي ، كتبها علي أصغر


القايني ، فرغ منها يوم ٢٥ جمادى الآخرة سنة ١٢٥٢ هـ في المدرسة اليوسفية ( دودرب ) بمدينة مشهد ، وقد أوقفها الأخلمدي على طلّاب هذه المدرسة في جمادى الآخرة سنة ١٢٨٢ هـ ، كتبت العناوين باللون الأحمر . القطع ٢٢ / ٥ × ١٢ / ٥ سم .

عدد السطور : ١٩ . ١٥ / ٥ × ٧ / ٥ سم .

( ٣٢٩ )

نسخة رابعة من الكتاب ، كتبت بقلم نسخي ، كتبها أحمد بن الميرزا محسن الموسوي المقيم بقرية بان التابعة لولاية جهان أرغيان سنة ١٢٥٨ هـ ، كتبت العناوين والعلامات باللون الأحمر . الورق فرنجي . القطع : رقعي .

عدد السطور : ٢١ . ١٥ × ٦ سم .

( ٣٣٠ )

نسخة خامسة من الكتاب ، كتبت بقلم النستعليق ، أوقفها ظهير الدين محمد ناصر خان قاجار في شوّال سنة ١٢٨٤ هـ . القطع : وزيري .

عدد السطور : ١٤ . ١٤ / ٥ × ٨ سم .

( ٣٣١ )

نسخة سادسة من الكتاب ، مبتورة الأعلى والأسفل ، كتبت بقلم نسخي ، كتبت العناوين والعلامات باللون الأحمر .

عدد السطور : ١٤ . ١٣ / ٥ × ٧ / ٥ سم .

( ٣٣٢ )

نسخة سابعة من الكتاب ، ناقصة الآخر ، كتبت بقلم نسخي .


الورق فرنجي .

عدد السطور : ١٧ . ١٤ × ٩ سم .

( ٣٣٣ )

مختصر المناهل .

للسيد محمد الطباطبائي ، المعروف بالسيد المجاهد ( ١٢٤٢ هـ ) .

نسخة من الجهاد إلى آخر الكتاب ، كتبت بقلم النستعليق سنة ١٢٦٨ هـ ، أوقفها الميرزا بابا السبزواري سنة ١٢٩٧ هـ ، كتبت العناوين في الهامش باللون الأحمر . القطع : وزيري .

عدد السطور : ٢٠ . ١٥ / ٥ × ١٠ سم .

( ٣٣٤ )

المختصر النافع = النافع في مختصر الشرائع .

( فقه ـ عربي )

للمحقّق الحلّي ( ٦٧٦ أو ٧٢٦ هـ ) .

نسخة مبتورة الورقة الأُولى ، كتبت بقلم نسخي بخطّ القرنين التاسع والعاشر تقديراً ، وجملة من صفحاتها بخطّ مغاير ، وعلى صفحتها الأخيرة ملاحظة بخطّ محمد رضا بن الملّا سلطان محمد خبا بدي بتاريخ ١١٧٨ هـ ، كتبت العناوين بخطّ الثلث . الورق هندي . القطع ١٨ / ٥ × ١٣ / ٥ سم .

عدد السطور : ١٥ . ١٢ × ٨ سم .

( ٣٣٥ )

مختلف الشيعة في أحكام الشريعة .

( فقه ـ عربي )

للعلّامة الحلّي ( ٧٢٦ هـ ) .

نسخة قديمة كتبت في حياة المؤلف ، كتبت بقلم نسخي ، جاء في آخر الجز الأول : « تمّ الجزء الأول من كتاب مختلف الشيعة في


أحكام الشريعة ، وفرغت سادس ربيع الأول من سنة أربع وعشرين وسبعمائة ، وكان تحريره على يد مصنّفه دام ظلّه في رابع جمادى الآخرة من سنة سبع وتسعين وستّمائة إلى هنا في النسخة التي كتبت منها وكتب السعيد سادس عشر من صفر ختم بالخير سنة اثنى وسبعين وستّمائة » لم يتمّ الكاتب النسخة ، وقد قابلها وصحّحها الكاتب نفسه ، وعليها حواشٍ برمز ( كتبت من خطّه ) و ( هـ ر رحمه الله ) وبدون توقيع . أوقفها الميرزا بابا السبزواري على هذه المدرسة في شهر رمضان سنة ١٢٩٣ هـ . الورق دولت آبادي . القطع ٢٧ × ١٧ سم .

عدد السطور : ٣٣ . ٢١ × ١٣ سم .

( ٣٣٦ )

نسخة ثانية من الكتاب ، كتبت بقلم نسخي ، كتبها عبد علي ابن أحمد الغروي ، فرغ منها يوم الأحد ٢٩ جمادى الآخرة سنة ٩٧٩ هجرية . على صفحتها الأُولى ملاحظة وختم لأبي الفضل أنجو ، وقد أوقفها الملّا عبد السميع باني هذه المدرسة على هذه المدرسة . الورق أصفهاني . القطع ٥/٣٠ × ٥/٢٠ سم .

عدد السطور : ٢٥ . ٢١ × ١٤ سم .

( ٣٣٧ )

نسخة ثالثة من الكتاب من الوديعة إلى آخر الكتاب ، كتبت بقلم نسخي ، أوقفها الميرزا بابا السبزواري على المدرسة السميعية . وبالنسخة أثر رطوبة . الورق فرنجي . القطع : رحلي .

عدد السطور : ٢٩ و ٣٣ .

*       *      *


( ٣٣٨ )

مدارك الأحكام = شرح الشرائع .

( فقه ـ عربي )

للسيد محمد بن علي بن الحسين بن أبي الحسن العاملي ( ١٠٠٩ هـ ) .

نسخة من كتاب النكاح إلى آخر الطلاق . كتبت بقلم نسخي . كتبها سليمان بن مولانا مبارك بن إبراهيم بن معين الدين القرشي ، فرغ منها يوم الخميس التاسع من محرّم سنة ٩٦٤ هـ ، وبها أثر رطوبة . كتبت العناوين في المتن والهامش بالشنجرف . القطع ٢٣ × ١٦ سم .

عدد السطور : ٢٣ . ١٥ × ٨ / ٥ سم .

( ٣٤٠ )

نسخة ثانية ، تحتوي على الجزء الأول من الكتاب ، من الطهارة إلى الوكالة ، كتبت بقلم نسخي ، كتبها محمد علي بن مجد الدين بن الحسن بن جلال الدين الحسيني الخوراسكاني جي ، فرغ منها في الثامن من جمادى الأُولى سنة ١٠٣٠ هـ بأصفهان ، وعلى صفحتها الأُولى تملّك محمد أمين الخوانساري ومراد علي بتاريخ ١١٨٨ هـ ، وأوقفها الميرزا بابا السبزواري على هذه المدرسة في شوّال سنة ١٢٩٣ هـ ، كتبت العناوين بالشنجرف . الورق أصفهاني . القطع ٢٦ × ١٩ سم .

عدد السطور : ٢٥ . ١٨ × ١١ / ٥ سم .

( ٣٤١ )

نسخة ثالثة من الكتاب ، من أول المعاملات إلى آخر الطلاق ، كتبت بقلم النستعليق ، كتبها عبد العليّ بن الحاج مسعود مكّي ، فرغ منها يوم الأربعاء ١٤ جمادى الأُولى سنة ١٠٨٠ هـ ، والنسخة


مبتورة الأول . كتبت عناوين ( قوله ) بالشنجرف . الورق ترمة . القطع : رحلي .

عدد السطور : ٣١ . ٢٢ / ٥ × ١٠ / ٥ سم .

( ٣٤٢ )

نسخة رابعة من الكتاب ، من أول الطلاق إلى آخر الكتاب ، فرغ من تأليفها ظهر الاثنين الثامن من جمادى الآخرة سنة ٩٦٤ هـ ، كتبت النسخة بقلم نسخي ، كتبها صدر الدين محمد بن الشيخ صفي الدين محمد ، فرغ منها في رجب سنة ١٠٨٢ هـ ، وقوبلت وصحّحت في أواخر صفر سنة ١٠٨٣ هـ ، وأوقفها مع مائتي كتاب آخر على الأولاد الميرزا محمد علي بن الميرزا محمد رضي سادن الروضة الرضوية المقدّسة سنة ١٢١١ هـ . الورق أصفهاني .

عدد السطور : ٣٣ . ٢٤ × ١٠ / ٥ سم .

( ٣٤٣ )

نسخة خامسة من الكتاب ، من الوصية إلى آخر النكاح ، كتبت بقلم نسخي ، وهي من موقوفات هذه المدرسة . القطع ٢٥ / ٥ × ١٦ سم .

عدد السطور : ٢٣ . ٢٨ × ١٠ / ٥ سم .

( ٣٤٤ )

نسخة سادسة من الكتاب ، من النكاح إلى آخر اللعان ، فرغ من تأليفها أواخر جمادى الآخرة سنة ٩٦٣ هـ ، كتبت بقلم نسخي ، كتبها محمد بن الحسين بن محمد ، فرغ منها في العاشر من شوّال سنة ١٢٠٣ هـ ، الورق سباهاني . القطع : رحلي .

عدد السطور : ٢٥ . ٢١ / ٥ × ١٢ سم .


( ٣٤٥ )

نسخة سابعة من الكتاب ، ناقصة الأُولى إلى آخر العبادات ، فرغ من تأليفها يوم الأربعاء النصف من شهر رمضان سنة ٩٥١ هـ ، كتبت العناوين بالشنجرف . الورق سباهاني . القطع : رحلي .

عدد السطور : ٢٧ . ٢٢ / ٥ × ١٠ / ٥ سم .

( ٣٤٦ )

نسخة ثامنة من الكتاب ، وهي الجزء الثالث منه ، من كتاب الوقف إلى أواخر النكاح ، كتبت بقلم نسخي ، فرغ منها يوم الخميس الثامن من محرّم الحرام سنة ١٠٢٥ هـ ، وعلى آخرها تملّك علي الشريف الثاني ، والكتاب من موقوفات المدرسة السميعية بمشهد . القطع رحلي .

عدد السطور : ٢٧ . ٢٠ × ١٢ سم .

( ٣٤٧ )

نسخة تاسعة من الكتاب ، من كتاب العتق إلى آخر الكتاب ، كتب نصفها بخطّ النسخة رقم ( ٤٠ ) والنصف الآخر بقلم نسخي . كتبت العناوين بالشنجرف . الورق ترمة . القطع : رحلي .

( ٣٤٨ )

مستقصى الاجتهاد في شرح الإِرشاد وذخيرة المعاد ، ج ١ .

( فقه ـ عربي )

للحسين بن محمد إبراهيم الحسيني .

وهو شرح على كتاب ذخيرة المعاد في شرح الإِرشاد ، فرغ من شرح المجلّد الأول في أواسط صفر سنة ١١٩٢ هـ .

الأصل للعلّامة الحلّي ، والشرح الأول لمحمد باقر بن مؤمن ( ١٠٩٠ ) هـ وهذ


الشرح للحسين بن محمد إبراهيم القزويني ( ١٢٠٨ هـ ) .

أوله : « بسملة . الحمد لله ذي الجود والإِنعام ، الهادي عباده . . . أمّا بعد ، فيقول العبد المفتاق إلى الجبّار . . . » .

نسخة كتبت بقلم نسخي ، كتبها محمد الأصفهاني . وفرغ منها في ذي القعدة سنة ١٢١٩ هـ ، وعليها حواشٍ برمز ( منه دام ظلّه ) وقد اوقفت النسخة عل طلبة مدينة مشهد بختم صراط علي غُسكه عبد الوهّاب في شهر رمضان سنة ١٢٣٧ هـ ، كتبت العناوين باللون الأحمر . القطع : رحلي . الورق : ٢١٢ .

عدد السطور : ٢٥ . ٢١ × ١٢ / ٥ سم .

( ٣٤٩ )

مشرق الشمسين وإكسير السعادتين . فصل الطهارة .

( فقه ـ عربي )

للشيخ البهائي .

فرغ من تأليفه في ١٤ ذي القعدة سنة ١٠١٥ هـ بقم .

نسخة كتبت بقلم نسخي ، فرغ منها يوم الجمعة ٢٣ شوّال سنة ١٠٤١ هـ .

( ٣٥٠ )

مصباح الجَنان ومفتاح الجِنان

( أدعية ـ فارسي )

لشرف الدين ابن شاه حسين البيرمي اللاري .

نسخة جيّدة لم أر مثلها في مكان آخر ، والكتاب ترجمة إلى الفارسية لكتاب « جُنّة الأمان الواقية وجَنّة الإِيمان الباقية » لعليّ بن إبراهيم الكفعمي مع اختلاف يسير .

أوله : « جبه آرايش حمدنا معدودي كه مجاهدان معارك عبوديت وعبادات را در مرافعة . . . » .


نسخة كتبت بقلم النستعليق ، كتب الأدعية بقلم نسخي معرف ، وكتب ترجمة كلّ سطر تحته باللون الأحمر ، كتبت اسم الكاتب وتاريخ النسخ في هامش الصفحة الأخيرة بالحبر الأحمر ، وسقط قسم منها أثناء التجليد وبقيت جملة « وقع الفراغ = الشريفين . . . من شهر تسع وأربعين » وفي بدايتها لوحة فنّيّة ذهبية ، وما بين أسطر الصفحتين الأُوليين مذهّب . وصفحاتها مجدولة بالأسود والأحمر والذهبي . كتبت العناوين والعلامات باللون الأحمر . الورق ترمة . القطع ٢٤ / ٥ × ١٥ سم .

عدد السطور : ٢٠ . ١٧ × ٨ سم .

( ٣٥١ )

مصباح المتهجّد .

للشيخ الطوسي ( ٤٦٠ هـ ) .

نسخة مبتورة الأوّل ، كتبت بقلم نسخي معرب ، كتبها محمد هاشم بن شاه محمود ، وفرغ منها يوم الأربعاء آخر شوّال سنة ١٠٧٥ هـ ، كتبت العناوين بالشنجرف الورق أصفهاني . القطع ٢٦ × ١٩ / ٥ سم .

عدد السطور : ١٧ . ١٨ / ٥ × ١٢ سم .

( ٣٥٢ )

شرح تلخيص المفتاح = المطوّل .

لمسعود بن عمر التفتازاني ( ٧٩١ أو ٧٩٣ هـ ) .

نسخة كتبت بقلم نسخي ، كتبها عبد الله بن محمد بن مسعود الأصفهاني ، فرغ منها في أواخر جمادى الآخرة سنة ٨٤٩ هـ ، كتبت العناوين والعلامات بالشنجرف .

عدد السطور : ٢٩ . ١٥ × ٧ سم .


( ٣٥٣ )

نسخة ثانية من الكتاب ، كتبت بقلم نسخي ، كتبها الميرزا رضا قلي ، فرغ منها في شوّال سنة ١٢٦٦ هـ بطهران ، وفرغ المؤلف من تأليف الكتاب يوم الأربعاء ١١ صفر سنة ٧٤٨ هـ بهراة . لم يلاحظ على النسخة آثار وقف ، كتبت العناوين والعلامات بالشنجرف . الورق فرنجي . القطع ٢٩ × ١٥ سم .

عدد السطور : ٢٣ . ١٩ × ٧ / ٥ سم .

( ٣٥٤ )

نسخة ثالثة من الكتاب ، كتبت بقلم نسخي ، كتبها محمد بن فرج الله بن محمد المازندراني ، فرغ منها في ٢٩ ذي الحجّة سنة ١١١٠ هـ . الورق فرنجي .

عدد السطور : مختلف .

( ٣٥٥ )

نسخة رابعة من الكتاب ، كتبت بقلم نسخي ، كتبها عبد الله ابن الحاج علي الشيرواني ، فرغ منها يوم السبت ١٦ شهر رمضان سنة ١٢٥٨ هـ ، وقد أوقف الكاتب النسخة على هذه المدرسة بختم : ( أُفوّض أمري إلى الله ، المذنب عبد الله ) . كتبت علامات المتن بالشنجرف . الورق فرنجي . القطع : رحلي .

عدد السطور : ٢٩ . ٢٩ × ١٥ سم .

( ٣٥٦ )

نسخة خامسة من الكتاب ، مبتورة الورقة الأخيرة ، كتبت بقلم نسخي وبها أثر رطوبة . الورق فرنجي . القطع : مصري . الورق :


١٧٩ .

عدد السطور : ٢٢ و ٢٥ . ١٨ / ٥ × ١٠ سم .

( ٣٥٧ )

نسخة سادسة من الكتاب ، ناقصة الآخر ، كتبت بقلم نسخي ، وبعض صفحاتها الأُولى مغايرة الخطّ . كتبت العناوين والعلامات بالشنجرف . الورق ترمة . القطع : رقعي .

عدد السطور : ٢٢ . ١٤ / ٥ × ٧ / ٥ سم .

( ٣٥٨ )

نسخة سابعة من الكتاب ، لم يتمّها الكاتب ، كتبت بقلم نسخي ، الورق فرنجي . القطع : رحلي .

عدد السطور : ٢٥ . ٢٥ × ١٣ سم .

( ٣٥٩ )

نسخة ثامنة من الكتاب ، كتبت بقلم النستعليق على الطريقة الهندية ، وهو من خطوط القرن الحادي عشر تقديراً . كتبت العناوين والعلامات بالشنجرف . القطع : وزيري .

عدد السطور ٢٤ . ١٩ × ١٢ / ٥ سم .

( ٣٦٠ )

معالم الأُصول .

( أُصول ـ عربي )

للشيخ حسن ابن الشهيد الثاني ( ١٠١١ هـ ) .

نسخة كتبت بقلم نسخي ، كتبها شفيع بن عبد الفتّاح الخوانساري سنة ١١٨٥ هـ ، أوقفها الحاج الميرزا أحمد الرضوي في شوّال سنة ١٣٠٤ هـ ، كتبت العناوين والعلامات باللون الأحمر .


الورق سباهاني . القطع : رقعي .

عدد السطور : ١٧ . ١٢ × ٦ سم .

( ٣٦١ )

نسخة ثانية من الكتاب ، مبتورة الأعلى والأسفل ، كتبت بقلم نسخي ، لم يلاحظ عليها آثار الوقف . الورق فرنجي . القطع : رقعي .

عدد السطور : ١٨ . ١٤ / ٥ × ٦ سم .

( ٣٦٢ )

معاني الأخبار .

( أخبار ـ عربي )

للشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ( ٣٨١ هجرية ) .

نسخة ناقصة الآخر ، كتبت بقلم نسخي ، كتبت العناوين والعلامات بالشنجرف : القطع : رقعي .

عدد السطور : ١٥ . ١٣ × ٧ سم .

( ٣٦٣ )

معاهد التنصيص على شواهد التلخيص .

( أدب ـ عربي )

لزين الدين عبد الرحيم بن وجيه الدين عبد الرحمن بن أحمد العبّاسي القاهري الشافعي ( ٩٦٣ هـ ) .

نسخة من الفنّ الثالث ( علم البديع ) إلى الأواخر ، ناقصة الآخر ، كتبت بقلم نسخي ، أوقفها الملّا عبد السميع . الورق سباهاني .

عدد السطور : ١٧ . ١٥ × ٨ سم .

*       *      *


( ٣٦٤ )

المقاصد العلية في شرح الألفية .

( فقه ـ عربي )

للشهيد الثاني ، المقتول سنة ٩٦٦ أو ٩٦٥ هـ .

نسخة سقطت ورقتاها الأُولى والأخيرة ، كتبت بقلم نسخي ، أوقفها الميرزا بابا السبزواري علی هذه المدرسة في شهر رمضان سنة ١٢٩٣ هـ ، كتبت العناوين والعلامات باللون الأحمر . القطع : ربعي .

عدد السطور : ١٥ . ١٢ / ٥ × ٨ سم .

( ٣٦٥ )

المقاصد النحوية في شرح شواهد ألفيّة ابن مالك .

( نحو ـ عربي )

لبدر الدين محمود بن أحمد العيني الحنفي ( ٨٥٥ هـ ) .

من البداية إلى أواخر شواهد التصريف .

أولها : « بسملة إيّاك نحمد يا من علّمنا من العلوم ما لم نعلم . . . » .

نسخة نادرة ، كتبت بقلم نسخي ، على صفحتها الأُولى تملّك محمد سميع ، وجاء في هذه الصفحة : « الحمد لله ، كتب قطب الدين الحنفي ، استكتبه عام ٩٧٧ هـ ، ثم صار من كتب الولد الأعزّ الأرشد بهاء الدين عبد الكريم . . . » بتوقيع قطب الدين الحنفي . كتبت الأشعار والعناوين باللون الأحمر . الورق ترمة . القطع : وزيري . الورق : ٣١٣ .

عدد السطور : ٣٧ . ١٨ × ١٠ سم .

( ٣٦٦ )

مفاتيح الشرائع .

( فقه ـ عربي )

للمولى محسن فيض الكاشاني ( ١٠٩١ هـ ) .


نسخة كتبت بقلم نسخي سنة ١٢٠٦ هـ ، كتبت العناوين والعلامات باللون الأحمر . الورق فرنجي .

عدد السطور : ١٨ . ١٤ / ٥ × ٨ / ٥ سم .

( ٣٦٧ )

نسخة ثانية من الكتاب ، كتبت بقلم نسخي ، أوقفها الملّا علي الدوردي سنة ١٢٦٢ هـ ، كتبت العناوين والعلامات باللون الأحمر .

عدد السطور : مختلف .

( ٣٦٨ )

نسخة ثالثة من الكتاب ، كتبت بقلم نسخي ، أوقفها الميرزا بابا السبزواري على طلّاب هذه المدرسة في السابع من شهر رمضان سنة ١٢٩٣ هـ ، كتبت جملة من العناوين والعلامات بالشنجرف . الورق فرنجي . القطع ١٦ / ٥ × ١٢ سم .

عدد السطور : ١٨ . ١٣ × ٧ سم .

( ٣٦٩ )

نسخة رابعة من الكتاب ، كتبت بقلم نسخي سنة ١١٨٤ هـ ، أوقفها الحاج الملّا محمد كاظم الهمداني وقفاً عامّاً . الورق فرنجي . القطع : وزيري .

( ٣٧٠ )

مفتاح الفلاح .

( أدعية ـ عربي )

للشيخ البهائي ( ١٠٣٠ هـ ) .

نسخة كتبت بقلم نسخي ، كتبها صفي الله بن صدر الدين محمد ، فرغ منها في صفر ١١ صفر سنة ١٠٧٣ هـ ، ببلدة جورده ، وقد


أوقفها الملّا علي الدرودي مع ستّة وأربعين كتاباً آخر على طلّاب هذه المدرسة سنة ١٢٦٢ هـ ، كتبت العناوين والعلامات بالشنجرف . الورق ترمة . القطع ١٧ × ٥/٩ سم .

عدد السطور : ١٣ . ١١ / ٥ × ٥ سم .

( ٣٧١ )

مفتاح الكرامة = شرح قواعد العلّامة .

( فقه ـ عربي )

للسيد جواد ابن السيد محمد الحسني الحسيني العاملي ( ١٢٢٦ هـ ) .

نسخة تحتوي على كتاب الطهارة ، كتبت بقلم نسخي ، كتبه محمد علي بن الكربلائي مؤمن الترشيزي ، أوقفها الميرزا بابا السبزواري في شهر رمضان سنة ١٢٩٣ هـ . الورق فرنجي .

عدد السطور : ٢٥ . ١٥ × ٩ سم .

( ٣٧٢ )

نسخة ثانية من الكتاب ، تحتوي على كتاب البيع ، كتبت بقلم نسخي أوقفها الميرزا بابا السبزواري على هذه المدرسة في شهر رمضان سنة ١٢٩٣ هـ ، كتبت العناوين والعلامات باللون الأحمر . الورق فرنجي .

عدد السطور : ٢٠ . ١٤ × ٩ سم .

( ٣٧٣ )

نسخة ثالثة من الكتاب ، من المتاجر إلى بيع الحيوان ، كتبت بقلم نسخي ، أوقفها الميرزا بابا السبزواري سنة ١٢٩٣ هـ ، الورق فرنجي .

عدد السطور : ٢٤ .

*       *      *


( ٣٧٤ )

المفصّل .

( أدب ـ عربي )

لجار الله الزمخشري ( ٥٣٨ ) .

نسخة كتبت بقلم نسخي معرب ، كتبها سعد الله بن أحمد بن الحسن البلادركندي ، فرغ منها في ربيع الأول سنة ٧٤١ هـ ، وفي نهايتها مقال بالفارسية حول فضيلة الكسب والعمل بنفس الخطّ ، وقد اُوقفت النسخة على المدرسة الباقرية في جمادى الآخرة سنة ١٢٦٢ هـ ، وبالنسخة أثر رطوبة .

( ٣٧٥ )

نسخة ثانية من الكتاب ، مبتورة الأعلى والأسفل ، كتبت العناوين والعلامات باللون الأحمر . القطع : وزيري .

عدد السطور : ١٢ . ١٦ × ٩ سم .

( ٣٧٦ )

منتخب اللغات شاه جهاني .

( لغة من العرب إلى الفارسي )

لعبد الرشيد الحسني ، الحيّ سنة ١٠٦٨ هـ .

نسخة كتبت بقلم نسخي ، كتبها صادق بن محمد رضا البلقوري ، فرغ منها يوم الثلاثاء ١٩ ذي القعدة سنة ١٢٥١ هـ ، والنسخة مقابلة ، أوقفها الميرزا بابا السبزواري في شهر رمضان سنة ١٢٩٧ هـ ، كتبت العناوين باللون الأحمر . الورق فرنجي . القطع : وزيري مستطيل .

عدد السطور : ٣٠ . ١٩ / ٥ × ٨ / ٥ سم .

*       *      *


( ٣٧٧ )

منتقى الجمان في الأحاديث الصحاح والحسان .

( أخبار ـ عربي )

للحسن بن زين الدين بن علي العاملي ( ١٠١١ هـ ) .

فرغ من تأليفه ليلة الثلاثاء الثاني من ربيع الآخر سنة ١٠٠٤ هـ .

نسخة تحتوي على كتاب الصلاة ، كتبت بقلم النستعليق ، كتبها محمد بن الحسن بن زيد الدين العاملي ولد المؤلف ، وفرغ منها يوم الأربعاء ١٢ ربيع الآخر سنة ١٠١٠ هـ ، على هامش الصفحة الثالثة : « بلغ قراءة أيّده الله تعالى » كتب العناوين والعلامات باللون الأحمر . الورق ترمة .

عدد السطور : ٢٥ . ١٦ / ٥ × ١٠ / ٥ سم .

( ٣٧٨ )

منتهى المقال في أحوال الرجال = رجال أبو علي .

( رجال ـ عربي )

لأبي علي محمد بن إسماعيل ( ١٢١٦ هـ ) .

نسخة كتبت بقلم نسخي ، فرغ منها يوم الخميس ١٢ ربيع الأول سنة ١٢٤٨ هـ ، وقد شطب اسم الكاتب ، وقد قابل محمد كاظم الهمداني هذه النسخة وفرغ من المقابلة عصر الخميس ١٦ شهر رمضان سنة ١٢٤٩ هـ ببلدة قزوين ، وقد اُضيف إلى آخر النسخة ثلاث أوراق في الناسخ والمنسوخ ، وعليها حواشٍ برمز ( منه ) و ( صحّ ) وفي بعض الموارد ذهبت خطوط القلب وصحّحت بعض الكلمات بكتابة فوقها أو تحتها ، وأُضيف إلى النسخة في بدايتها ورقتان تشتملان على « رسالة وجيزة » في مقدّمة وستّة فصول وخاتمة . وقد اُوقفت النسخة وقفاً عامّاً . كتبت العناوين باللون الأحمر . الورق فرنجي . القطع : رحلي الورق : ٣٠٩ .

عدد السطور : ٢٩ . ٢٢ × ١١ سم .


( ٣٧٩ )

من لا يحضره الفقيه ، ج ١ و ٢ .

للشيخ الصدوق ( ٣٨١ هـ ) .

نسخة من البداية إلى آخر باب الحقوق ، كتبت بقلم نسخي ، كتبها محمد شريف بن ميركي الغازاني ، أنهى الجزء الأول في أواسط ذي الحجّة سنة ٩٦١ هـ ، والجزء الثاني أواسط محرّم تلك السنة ، وقد أوقفها محمد مهدي الفيض آبادي على الإِمامية كافّة بمدينة مشهد في ربيع الأول سنة ١١٤٢ هـ . كتبت العناوين باللون الأحمر .

عدد السطور : ٢١ . ١٦ / ٥ × ١٠ سم .

( ٣٨٠ )

نسخة ثانية من الكتاب ، من القضاء إلى آخر الكتاب ، كتبت بقلم النستعليق ، كتبها محمد مؤمن بن محمد رضا الحسيني الرضوي ، فرغ منها أول شهر رمضان سنة ١٠٣٦ هـ بقزوين ، وكتب على ظهر الورقة الأُولى حديثاً بتاريخ محرّم سنة ١٠٣٧ هـ ، كتبت العناوين والعلامات بالشنجرف . الورق سباهاني . القطع : وزيري .

عدد السطور : ٢٠ . ١٨ × ١١ سم .

( ٣٨١ )

نسخة ثالثة من الكتاب ، من القضاء إلى آخر الكتاب ، كتبت بقلم نسخي ، كتبها محمد شريف بن محمد مؤمن فرغ منها يوم الأربعاء ١٤ شوّال سنة ١٠٤٧ هـ ، الورق أصفهاني . القطع : رحلي .

عدد السطور : ٢٩ .

*       *      *


( ٣٨٢ )

نسخة رابعة من الكتاب ، كتبت بقلم النسخ والنستعليق ، كتبها الشريف المفتحي بن عبد الله الشيرازي ، فرغ منها في جمادى الآخرة سنة ١٠٤٩ هـ ، والنسخة مصحّحة ، وعلى هامشها بلاغات من الأمير شرف الدين بن حجّة الله الشولستاني النجفي والشيخ علي بن سليمان البحراني والسيد محمد بن عبد الحسن البحراني والمولى عبد الكريم الطبسي ، وفي آخر النسخة ملاحظة بخطّ جعفر بن كمال الدين البحراني . صفحاتها مجدولة بالأسود واللازورد والذهبي ، وصفحة الأخيرة بخطّ مغاير ، وقد رمّمت جملة من أوراقها بتاريخ ١٢٨٤ هـ ، وهي من موقوفات المدرسة السميعية . كتبت العناوين والعلامات بالشنجرف . الورق سباهاني . القطع : رحلي . الورق : ٤٤٥ .

عدد السطور : ٢١ . ١٩ × ٥/٩ سم .

( ٣٨٣ )

نسخة خامسة من الكتاب ، مبتورة الأول ، كتبت بقلم نسخي كتبها شريف بن محمد جيلي ، فرغ منها يوم الثلاثاء ١١ جمادى الأُولى سنة ١٠٧٠ هـ ، ببلدة صفاهان ، وعلى آخر النسخة تملّك بخطّ محمد مالح بن الحاج محمد حسين اللاهيجي بتاريخ ١٠٨٢ هـ ، ولم يلاحظ على النسخة آثار وقف أو ختم المدرسة . كتبت العناوين والعلامات باللون الأحمر . الورق سباهاني . القطع ٢٥ / ٥ × ١٣ سم .

عدد السطور : ٢٢ . ١٨ × ٦ / ٥ سم .

*       *      *


( ٣٨٤ )

نسخة سادسة من الكتاب ، من القضاء إلى آخر أسانيد الكتاب ، كتبت بقلم نسخي ، كتبها محمد تقي بن علي بندار شهمرزادي ، فرغ منها في ٢٨ محرّم الحرام سنة ١٠٧١ هـ ، كتبت العناوين بالشنجرف . الورق سباهاني . القطع : رحلي .

عدد السطور : ٢٣ . ٢١ / ٥ × ١١ / ٥ سم .

( ٣٨٥ )

نسخة سابعة من الكتاب ، كتبت بقلم نسخي ، أوقفها الملّا علي قلي خلف حسن بيك على طلّاب هذه المدرسة سنة ١٠٩٠ هـ ، الورق أصفهاني .

عدد السطور : ٢٣ و ٢٥ . ٥/١٧ × ١١ سم .

( ٣٨٦ )

نسخة ثامنة من الكتاب ، كتبت بقلم نسخي ، كتبها محمد نبي ابن حسن علي الاسترابادي الأنصاري سنة ١٠٩٣ هـ ، وكتب على هامش بعض الصفحات ، « بلغ سماعاً أيّده الله تعالى » وقد رمّمت جملة من أوراقها . أوقفها الحاج كريم داد بن الحاج إسماعيل الصديقي على طلبة العلوم الدينية بمدينة مشهد في جمادى الآخرة سنة ١١٠١ هـ ، كتبت العناوين والعلامات بالشنجرف . القطع : رحلي .

عدد السطور : ٢٩ . ٢٩ × ١٤ سم .

( ٣٨٧ )

نسخة تاسعة من الكتاب ، من البداية إلى أول كتاب القضاء ،


كتبت بقلم نسخي ، كتبها محمد سعيد بن محمد تقي القايني سنة ١١٠٢ هـ ، أوراقها الأخيرة بها أثر رطوبة . كتبت العناوين بالشنجرف . الورق سباهاني . القطع : رحلي .

عدد السطور : ٢٣ . ٢١ / ٥ × ١١ / ٥ سم .

( ٣٨٨ )

نسخة عاشرة من الكتاب ، من الطهارة إلى أواخر الحجّ ، ناقصة الآخر ، كتبت بقلم نسخي ، كتبت العلامات باللون الأحمر . القطع : وزيري .

عدد السطور : ٢٣ . ١٨ × ٩ سم .

( ٣٨٩ )

نسخة حادية عشرة من الكتاب ، كتبها محمد بن عبد الجبّار ، وفرغ منها يوم الأربعاء سنة ١١٨٤ هـ ، والنسخة مقابلة . كتبت العناوين والعلامات بالشنجرف . الورق سباهاني . القطع : رحلي .

عدد السطور : ٢٥ . ٢٣ × ١٢ سم .

( ٣٩٠ )

نسخة ثانية عشرة من الكتاب ، مبتورة الأعلى والأسفل ، كتبت بقلم نسخي ، كتبها أمر الله بن داود خدا بخش المشتهر بحاجي صندل ، فرغ منها يوم الأحد ٢٦ ذي القعدة ، ولم تذكر السنة ، والنسخة مصحّحة ، وعليها أختام : نصر الله ، محمد صادق ، الميرزا آقا حسيني ، كتبت العناوين والعلامات باللون الأحمر . القطع : رحلي . اُوقفت النسخة سنة ١٢٩٢ هـ الورق : ٤٨١ .

عدد السطور : ٢١ . ١٨ / ٥ × ١١ سم .

*       *      *


( ٣٩١ )

منهاج الوصول إلى علم الأُصول .

( أُصول ـ عربي )

لناصر الدين القاضي البيضاوي ( ٦٨٥ هـ ) .

نسخة كتبت بقلم نسخي معرب ، كتبها عليّ بن محمد بن تاج جيلي ، فرغ منها في سلخ محرّم الحرام سنة ٧٣٩ هـ ، على أوّلها وآخرها ختم كبير للشيخ البهائي بأنّه أوقفها ، وعليها حواشٍ برمز ( هـ ش ) . كتبت العناوين والعلامات بالشنجرف . الورق دولت آبادي .

عدد السطور : ١١ . ٩ × ٧ سم .

( ٣٩٢ )

منهاج الهداية إلى أحكام الشريعة .

( فقه ـ عربي )

للحاج الشيخ محمد إبراهيم الكرباسي ( ١٢٦٣ هــ ) .

نسخة من البداية إلى لواحق الولاء ، لم يتمّها الكاتب كتبت بقلم نسخي ، أوقفها الحاج محمد كاظم الهمداني على طلبة مشهد سنة ١٢٩١ هـ ، الورق فرنجي .

عدد السطور : ٢٣ و ٢٦ . ١٦ × ٩ سم .

( ٣٩٣ )

نسخة ثانية من الكتاب تشتمل على أربعة أقسام :

١ ـ العبادات . ٢ ـ العقود . ٣ ـ الإِيقاعات . ٤ ـ الأحكام . كتبت بقلم نسخي ، أوقفها الآخوند الملّا محمد حسن في شهر رمضان سنة ١٢٩٣ هـ ، كتبت العناوين باللون الأحمر . الورق فرنجي .

عدد السطور : ٢٠ . ١٥ × ٨ سم .

*       *      *


( ٣٩٧ )

منية اللبيب في شرح التهذيب = شرح تهذيب الأُصول ، أو شرح العميدي .

( أُصول ـ عربي )

للسيد عميد الدين عبد المطّلب بن السيد مجد الدين ( ٧٤٥ هـ ) .

شرح على « تهذيب الوصول إلى علم الأُصول » لجمال الدين أبي منصور الحسن بن المطهّر الحلّي .

نسخة كتبت بقلم النستعليق ، كتبها جعفر المازندراني . القطع : وزيري .

عدد السطور : ٢٧ . ١٧ × ١١ سم .

( ٣٩٨ )

منية المريد في آداب المفيد والمستفيد .

( أخلاق ـ عربي )

للشهيد الثاني زين الدين بن علي بن أحمد العاملي الشامي .

فرغ من تأليفها يوم الخميس ٢٠ ربيع الأول سنة ٩٥٤ هـ .

نسخة كتبت بقلم نسخي ، كتبها محمد صالح ، فرغ منها يوم ١٨ شوّال سنة ١٠٠٧ هـ ، أوقفها الملّا عبد السميع . كتبت العناوين باللون الأحمر . القطع : رقعي .

عدد السطور : ١٨ . ١٤ / ٥ × ٩ سم .

( ٣٩٩ )

المواهب العليّة = تفسير الحسيني ، ج ٢ .

( تفسير ـ فارسي )

للملّا حسين الكاشفي حسين بن علي السبزواري ( ٩١٠ هـ ) .

نسخة من سورة كهيعص إلى الأخير ، كتبت بقلم نسخي ، أوقفها الملّا عبد السميع السبزواري ، كتبت الآيات باللون الأحمر .


القطع : وزيري . الورق : ٣٥٢ .

عدد السطور : ٢٧ . ٥/١٧ × ١١ سم .

( ٤٠٠ )

موجز القانون .

( طبّ ـ عربي )

لأبي الحسن علاء الدين عليّ بن أبي الحزم القرشي ( ٦٨٧ هـ ) .

وهو في أربعة فنون : ١ ـ القواعد الكلّيّة . ٢ ـ الأدوية المفردة والمركّبة . ٣ ـ الأمراض المختصّة بكلّ عضو . ٤ ـ الأمراض .

نسخة كتبت بقلم النستعليق سنة ١٢٧٢ هـ وضُمِّنت في نهايتها وصيّة النبي صلّی الله عليه وآله وسلّم لأبي ذرّ ومطالب مختلفة أُخرى . أُوقفت النسخة وقفاً عامّاً ولم ير عليها آثار أُخرى . الورق فرنجي . القطع ٢٣ × ١٨ سم .

عدد السطور : مختلف .

( ٤٠١ )

النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر .

( كلام ـ عربي )

الأصل لجمال الدين أبي منصور الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي ، والشرح للفاضل المقداد .

نسخة كتبت بقلم نسخي ، كتبها محمد زمان بن الحاج محمد شفيع ، ولوحظ على النسخة ختم واحد للمدرسة فقط . كتبت العناوين والعلامات باللون الأحمر . القطع ١٨ / ٥ × ١١ / ٥ سم .

عدد السطور : ١٤ . ١٢ × ٦ سم .

*       *      *


( ٤٠٢ )

النقود والردود = شرح المختصر .

الأصل لابن الحاجب عثمان بن عمر ( ٦٤٦ هـ ) والشرح للشيخ أكمل الدين محمد بن محمود البابرقي الحنفي ( ٨٧٦ هـ ) .

كتاب في أُصول الفقه وشرح على مختصر منتهى السؤال والآل للشيخ جمال الدين أبو عمرو بن الحاجب فرغ من تأليف هذا الشرح في النصف من شوّال سنة ٧٦٢ هـ .

نسخة كتبت بقلم نسخي ، وهي من موقوفات المدرسة السميعية ، كتبت العناوين والعلامات بالشنجرف . القطع : رحلي . الورق : ٤٨٥ .

عدد السطور : ٣١ . ٢٢ / ٥ × ١٠ / ٥ سم .

( ٤٠٣ )

النهاية في الفقه .

( فقه : عربي )

لشيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي ( ٤٦٠ هـ ) .

نسخة قديمة كتبت بقلم نسخي معرب ، كتبها أبو جعفر يحيى ابن أحمد بن الحسين الحلّي ، كأنّها نسخت سنة ٥٨٥ هـ . وقد قرئت على محمد بن يحيى بن أحمد بن يحيى بن الحسن بن سعيد الحلّي وصحّحها ، وعلى الصفحة الأُولى من الجزء الثاني تملّك مَحَوا اسم صاحبه وكنيته ، وتاريخ التملّك ربيع الأول سنة ٦٦٦ هـ ، وعلى صفحته الأُخرى تاريخ ولادة أحمد بن النعمان بن أحمد كانت ولادته مع طلوع شمس يوم الثلاثاء النصف من جمادى الأُولى سنة ٧٤٠ هـ ، وتاريخ ولادة الحسن بن علي بن أحمد يوم الثلاثاء الرابع من شهر رمضان سنة ٨٠١ هـ وقد أُصلحت الخاتون خطوط جملة


من صفحاتها الأُولى والأخيرة . النسخة مقروءة ومصحّحة وعلى هامش كثير من الصفحات : « بلغ قراءة أيّده الله » . أوقفها الميرزا بابا السبزواري على هذه المدرسة في محرّم سنة ١٢٩٧ هـ . القطع : وزيري .

عدد السطور : ١٨ . ١٩ / ٥ × ١١ / ٥ سم .

( ٤٠٤ )

نهاية الوصول إلى علم الأُصول ، ج ١ و ٢ .

( أُصول ـ عربي )

للعلّامة الحلّي ( ٧٢٦ هـ ) .

نسخة من البداية إلى آخر التعادل والترجيح ، كتبت بقلم نسخي ، كتبها الحسين بن صادق ، وفرغ منها في ٢٩ ربيع الآخر سنة ١٢٤٦ هـ ، أوقفها الميرزا جعفر الحسيني المشتهر بالميرزا بابا السبزواري على المدرسة السميعية في شهر رمضان سنة ١٢٩٣ هـ ، كتبت العناوين باللون الأحمر . الورق فرنجي . القطع : رحلي .

عدد السطور : ٣٠ . ٢١ × ١١ سم .

( ٤٠٥ )

الوافي في شرح الوافية .

( أُصول ـ عربي )

للسيد محسن بن الحسين الحسني الأعرجي .

ألّفه سنة ١١٩٦ هـ ، وهو شرح مزجيّ .

نسخة تشتمل على الجزء الأول ، كتبت بقلم نسخي ، فرغ منها يوم الخميس النصف من ربيع الآخر سنة ١٢٣٣ هـ ، أوقفها الميرزا جعفر الحسيني الملقّب بالميرزا بابا السبزواري سنة ١٢٩٣ هـ ، كتبت العناوين وعلامات المتن بالشنجرف . الورق فرنجي .

عدد السطور : ٢٩ . ٢١ × ١٣ سم .


( ٤٠٦ )

[ تفصيل ] وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة .

( أخبار ـ عربي )

لمحمد بن الحسن الحرّ العاملي ( ١١٠٤ هـ ) .

نسخة من الزكاة إلى آخر الأمر بالمعروف ، كتبت بقلم النستعليق ، كتبها أسد بن حسن بيك تربتي ـ أو التبريزي ـ فرغ من القسم الأول ـ وهو آخر المزارات ـ يوم الجمعة ١٣ جمادى الأُولى سنة ١٠٩٤ هـ ، ومن القسم الثاني ـ وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ يوم الأحد ٢٣ جمادى الآخرة من نفس السنة . الصفحات مجدولة بالذهبي والأزرق والأسود والأحمر ، وفي بدايتها لوحتان مرصّعتان . أوقفها الميرزا بابا السبزواري في شهر رمضان سنة ١٢٩٣ هـ ، كتبت العناوين بالشنجرف . الوزن ترمة . القطع : رحلي .

عدد السطور : ٣٣ . ٥/٢٠ × ١٠ سم .

( ٤٠٧ )

نسخة ثانية من الكتاب ، من البداية إلى آخر كتاب الحجّ ، كتبت بقلم نسخي ، كتبها محمد جعفر بن محمد رضا المشهدي ، فرغ منها في الثامن من شوّال سنة ١٠٩٤ هـ . القطع : وزيري .

عدد السطور : ٢٢ . ١٨ × ١٢ سم .

( ٤٠٨ )

نسخة ثالثة من الكتاب ، كتبت بقلم نسخي ، على صفحتها الأُولى تملّكات أحمد بن محمد أمين الحسيني العاملي وكاظم بن أحمد أمين الحسيني العاملي والميرزا بابا السبزواري . أوقفها الميرزا بابا السبزواري في شهر رمضان سنة ١٢٩٣ هـ ، الورق سپاهاني . القطع : ربعي .


عدد السطور : ٢٥ . ١٥ × ٨ سم .

( ٤٠٩ )

اليقين في تسمية مولانا عليّ بن أبي طالب بأمير المؤمنين .

( أخبار ـ عربي )

لأبي القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس العلوي الفاطمي ( ٦٦٤ هـ ) .

كتاب يحتوي على ١٩١ باباً [ في الفهرست ٢٢٠ باباً ] وقد ذكر فيه كتاب الأنوار الباهرة في انتصار العترة الطاهرة بالحجج القاهرة ، وكتاب التصريح بالنصّ الصحيح من ربّ العالمين وسيّد المرسلين على عليّ بن أبي طالب بأمير المؤمنين .

نسخة كتبت بقلم نسخي ، كتبها عبد العليّ بن سلطان محمد ، وقد قابلها عبد الكريم بن سلطان محمد بطلب من السيد حسين ابن جبر الكركي العاملي ، وقد سقط تاريخ المقابلة أثناء التجليد ، وقد أوقفها الآخوند الملّا سميع السبزواري على هذه المدرسة كتبت العناوين بالشنجرف . الورق ترمة . القطع : وزيري .

عدد السطور : ١٧ . ١٦ × ١٠ سم .

*       *      *


الامامة تعريف بمصادر الإِمامة في التراث الشيعي ( ٩ )

عبد الجبّار الرفاعي

١٢٤٨ ـ المناظرات بين عالمين من الشيعة وأهل السُنّة : حول الإِمامة العامّة بعد النبي صلّی الله عليه وآله وسلّم .

للسيد أمير محمد الكاظمي القزويني .

مطبوع .

اُنظر : معجم المؤلفين العراقيين ٣ / ٢٣٢ .

١٢٤٩ ـ مناظرات حسنيه با بيشوايان اهل سنت .

بالفارسية .

لإِبراهيم استرآبادي .

قم : مؤسسة إمام صادق عليه السلام ، ١٩٧٦ م ، ٣٨٨ ص ( مؤسسة إمام صادق عليه السلام ، ١٢ ) .

*       *      *

١٢٥٠ ـ مناظرات عقائدية بين الشيعة وأهل السُنّة .

للسيد أمير محمد الكاظمي القزويني .

مطبوع .

١٢٥١ ـ مناظرات في ترجمة المراجعات .

للفاضل حيدر قلي خان بن نور محمد خان ، المدعوّ بسردار كابلي .

طُبع سنة ١٣٦٥ هـ .

أُنظر : الذريعة ٢٢ / ٢٨٣ .

١٢٥٢ ـ المناظرات مع الميرزا مخدوم الشريفي في الإِمامة .

لأبي محمد تاج الدين الشيخ عبد العالي بن الشيخ علي ، المحقّق الكركي ( ٩٢٦


ـ ٩٩٣ هـ ) .

اُنظر : تكملة أمل الآمل : ٢٦٦ ، ماضي النجف وحاضرها ٣ / ٢٣٩ .

١٢٥٣ ـ مناظرة الإِمام الهمام محمد الباقر عليه السلام مع الحروري في خلافة أبي بكر .

اُنظر : كشف الحجب والأستار : ٥٥٣ .

١٢٥٤ ـ مناظرة الشيخ محمد بن عليّ ابن إبراهيم بن أبي جمهور الأحسائي مع الهروي .

وهي ثلاثة مجالس ، الأول في إمامة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام وما يتعلّق بها ، وقد ترجمها السيد نور الله الشوشتري في مجالسه .

نسخة في مجلس الشورى بطهران .

اُنظر : كشف الحجب والأستار : ٥٥٣ ـ ٥٥٤ ، مرآة الكتب ٢ / ١٢ ، فهرست مكتبة مجلس الشورى ١٠ / ٨٢٤ .

١٢٥٥ ـ مناظرة الشيعي والسُنّي .

وهو ترجمة بالفارسيّة لمناظرتهما مع الترتيب على خمس مباحث بعدد الأُصول الخمسة ، ألّفها بعض الفضلاء وأهداها إلى آقا حسن وكيل السلطنة . والنسخة عند الفاضل

محمد علي الأُردوبادي .

اُنظر : الذريعة ٢٢ / ٢٩٦ .

١٢٥٦ ـ مناطرة عبد الوهّاب الهندي .

الشاه جهان آبادي ، والساكن دلهي ، مع ابيه وبعض علماء العامّة ، بشاه جهان آباد في سنة ١٠٧٣ ، وجواباته عن اعتراضاتهم .

والمناظرة بالفارسية ، موجود في مخزن كتب المولى محمد علي الخوانساري بالنجف الأشرف وعند السيد آقا التستري .

اُنظر : الذريعة : ٢٢ / ٢٩٧ .

١٢٥٧ ـ مناظرة عليّ بن بابويه .

وهو أبو الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي المتوفّى سنة ٣٢٩ هـ مع أبي عبد الله محمد بن مقاتل الرازي في الإِمامة ، آلت أمرها إلى تشيّع ابن مقاتل .

والنسخة عند السيد محمد باقر حفيد السيد كاظم اليزدي في النجف الأشرف .

اُنظر : الذريعة ٢٢ / ٢٩٧ .

١٢٥٨ ـ مناظرة في مسألة الإِمامة .

للشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثي الجباعي ، المتوفّى سنة ٩٨٤ هـ ، والد الشيخ البهائي ، مع بعض علماء حلب من العامّة ، سنة ٩٥١ هـ .


مخطوط في : مجلس الشورى بطهران ، من القرن الحادي عشر الهجري .

اُنظر : كشف الحجب والأستار : ٥٥٤ ، مرآة الكتب ٤ / ٩٧ ، فهرس المجلس ١٠ / ٨٢٦ .

١٢٥٩ ـ مناظرة في مسألة الإِمامة .

بالفارسية .

لعبد الخالق الكرهرودي ، المعروف بقاضي زاده ، مع القاضي الزادة الماوراء النهري في مجلس الشاه عبّاس الصفوي .

اُنظر : مرآة الكتب ٤ / ٩٧ .

١٢٦٠ ـ مناظرة في مسألة الإِمامة .

للشيخ الصدوق ، محمد بن علي بن بابويه ، المتوفّى سنة ٣٨١ هـ ، مع الملك ركن الدولة .

اُنظر : مرآة الكتب ٤ / ٩٧ .

١٢٦١ ـ مناظره مأمون با دانشمندان درباره امامت وخلافت .

بالفارسية .

ترجمة : الشيخ حسن مصطفوي .

طهران : ١٣٤٦ ش ، ١٣٨ ص ، ٧ سم .

*       *      *

١٢٦٢ ـ مناطرة المولى عبد الرحيم .

مع بعض علماء العامة في بلاد الهند .

اُنظر : الذريعة ٢٢ / ٢٩٦ .

١٢٦٣ ـ مناظرة ناصر الدين الشيعي مع المولوي العامّي .

بالفارسية .

اُنظر : الذريعة ٢٢ / ٣٠٤ .

١٢٦٤ ـ مناظرهٔ دو رهبر مذهبي .

ترجمة المراجعات بالفارسية .

للسيد عبد الحسين شرف الدين .

ترجمه : م . ز .

قم : محمدي ، ١٣٤٥ ش ، ٥١٢ ص ، ٢١ سم .

١٢٦٥ ـ مناهج الصلحاء .

في الإِمامة .

بالفارسية .

للسيد حسين عرب باغي .

مطبوع .

اُنظر : الذريعة ٢٢ / ٣٤٦ .

١٢٦٦ ـ مناهج الفلاح .

منظومة في ردّ العامة في اختيار الإِمام .


للشيخ محمد علي الخراساني الكربلائي ، المتوفّى بكربلاء سنة ١٣٢٥ هـ .

والنسخة عند الشيخ محمد علي الهمداني الحائري .

واُخرى عند السيد محمد باقر الحجّة بكربلاء .

اُنظر : الذريعة ٢٢ / ٣٤٩ .

١٢٦٧ ـ مناهج الكرام في تعيين الإِمام .

فارسي .

للسيد حسين بن نصر الله عرب باغي أرومي .

طهران : سنة ١٣٥٦ هـ ، حجرية .

اُنظر : الذريعة ٢٢ / ٣٤٩ ، فهرس مشار : ٤٩٧١ .

١٢٦٨ ـ منتخب كنز العمّال .

انتخب منه الأحاديث الدالّة على إمامة الأمير عليه السلام وسائر الأئمة ومثالب أعدائهم .

للميرزا محمد عنايت أحمد خان الكشميري الدهلوي ، المتوفّى سنة ١٢٣٥ هـ .

اُنظر : أحسن الوديعة في تراجم مشاهير مجتهدي الشيعة : ١٠ ، الذريعة ٢٢ / ٤٢٥ .

١٢٦٩ ـ المنتخب من الصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي .

انتخب منها ما يتعلّق بخلافة أمير المؤمنين وفضائل الأئمة عليهم السلام .

لمحمود بن محمد علي الكرمانشاهي ( ١٣ هـ ) .

نسخة في مكتبة آية الله المرعشي بقم ، رقم ٢٧ ، في ٨٩ ورقة .

اُنظر : فهرسها ١ / ٣٨ ـ ٣٩ .

١٢٧٠ ـ كتاب من روى حديث غدير خُمّ .

لأبي بكر محمد بن عمر بن محمد بن سالم بن البراء بن سبرة بن سيّار التميمي ، المعروف بالجعابي ( ٢٨٤ ـ ٣٥٥ هـ ) .

اُنظر : رجال النجاشي ٣٩٥ ، مناقب آل أبي طالب ٣ / ٢٥ ، بحار الأنوار ٣٧ / ١٥٧ ، الغدير ١ / ١٥٣ .

١٢٧١ ـ كتاب من روى حديث غدير خمّ .

لأبي المفضِّل محمد بن عبد الله بن محمد ابن عبيد الله بن البُهلُول بن هَمّام الشيباني ( ٢٩٧ ـ ٣٨٧ هـ ) .

اُنظر : رجالي النجاشي ٣٩٦ ، الغدير ١ /


١٥٤ .

١٢٧٢ كتاب من روى النصّ على الأئمة الاثني عشر عليهم السلام .

احتمل صاحب الذريعة أنّه : للسيد هاشم البحراني .

اُنظر : الذريعة ٢٢ / ٢٢٨ .

١٢٧٣ ـ منشور غدير .

منظومة للمولوي السيد محمد الهندي .

طبع في : لكهنو : ١٣٢٩ هـ ، ٤٣٣ ص ، حجرية .

١٢٧٤ ـ منصب إمامت .

بالأردوا .

تأليف : عزّ الرحمان .

كراجي : رئيس بريس ، ١٩٥٤ م ، ٦٤ ص .

اُنظر : قاموس الكتب ١ / ٦٣٧ .

١٢٧٥ ـ منظومة في إثبات الإِمامة والوصيّة .

للشيخ حسن بن محمد الدمستاني .

نسخة في : كُتب آل السيد صافي في النجف الأشرف ضمن مجموعة .

اُنظر : الذريعة ٢٣ / ٦٢ .

١٢٧٦ ـ منظومة في الإِمامة .

لحاج آقا بن السيّد المجاهد .

تقدّمت بعنوان : الشهاب الثاقب .

١٢٧٧ ـ منظومة في الإِمامة .

للشيخ موسى بن محسن بن علي العصامي ( ١٣٠٥ هـ ـ ١٣٥٥ هـ ) .

اُنظر : شعراء الغريّ ١١ / ٥٠٢ ، معارف الرجال ٣ / ٧٥ ، ماضي النجف وحاضرها ٣ / ٣٠ .

١٢٧٨ ـ منظومة في الإِمامة .

للسيد ناصر بن أحمد بن عبد الصمد الموسوي البحراني ، المتوفّى بالبصرة سنة ١٣٣١ هـ .

اُنظر : الذريعة ٢٣ / ٨٧ .

١٢٧٩ ـ منظومة في شرح الخطبة الشقشقية .

للسيد محمد تقي القزويني .

نسخة في مكتبة سبهسالار ٢ / ٤٧٥٤ .

واُخرى في جامعة طهران ١ / ٣١٠٩ .

اُنظر : الذريعة ٢٣ / ١١٤ .

*       *      *


١٢٨٠ ـ كتاب المُنقِذ في الإِمامة .

لأبي الحسين محمد بن بشر الحمدوني السُوسَنْجِرْدِي .

أُنظر : رجال النجاشي : ٣٨١ .

١٢٨١ ـ من كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه .

للشيخ عبد المنعم الكاظمي .

طبع في بغداد : من سنة ١٩٥٤ م ـ ١٩٦٧ م ـ في ثمانية أجزاء .

١٢٨٢ ـ منهاج الاستقامة في إثبات الإِمامة .

للشيخ جمال الدين أبي منصور بن المطهَّر ، الحسن بن يوسف الحلّي ، المتوفّى سنة ٧٢٦ هـ .

اُنظر : كشف الظنون ٣ / ١٨٧٠ ، الذريعة ٢٣ / ١٥٦ .

١٢٨٣ ـ منهاج الحقّ واليقين في تفضيل أمير المؤمنين على سائر الأنبياء والمرسلين .

لوليّ بن نعمة الله الحسيني الرضوي الحائري ( ق ١٠ هـ ) .

نسخة في المكتبة الرضوية ، برقم ٦٠٣١

سنة ١٠٦٩ ، وبرقم ٧٥٦ ، في ٣٨ ورقة ، تاريخها سنة ١٠٦٩ هـ .

ونسخة في مكتبة فحول في قزوين ضمن مجموعة .

نسخة في خزانة سيد علي الإِيرواني .

نسخة في خزانة الحاج علي الخياباني في تبريز .

اُنظر : كشف الحجب والأستار : ٥٦٥ ، مرآة الكتب ٤ / ١٠٥ ، الذريعة ٢٣ / ١٥٩ و ١٨٥ ، فهرس الرضوية ٥ / ١٩٢ ـ ١٩٣ ، إيضاح المكنون ٢ / ٥٩١ ، ريحانة الأدب ٢ / ٢٠ ، مخطوطات مكتبة فحول القزويني في : تراثنا : ٢٤ ( ١٤٠٦ هـ ) ، ص ٨٢ .

١٢٨٤ ـ منهاج السلامة إلى معراج الكرامة .

للعلّامة الحلّي .

يأتي بعنوان : منهاج الكرامة .

١٢٨٥ ـ منهاج الشريعة .

في الردّ على « منهاج السُنّة » لابن تيميّة .

للسيد مهدي بن صالح الموسوي القزويني الكاظمي ، المتوفّى سنة ١٣٥٨ هـ .

فرغ منه سنة ١٣١٨ هـ .

النجف الأشرف : المطبعة العلمية ، ط


١ ، ١٣٤٧ هـ ، ٢ ج .

اُنظر : الذريعة ١٠ / ١٧٦ ، ٢٣ / ١٦٣ .

١٢٨٦ ـ منهاج الشيعة العلوية في إثبات معتقدات الشيعة الجعفرية .

للسيد هادي بن حسين الإِشكوري النجفي .

خرج بعضه للطبع بصيدا .

اُنظر : الذريعة ٢٣ / ١٦٣ .

١٢٨٧ ـ منهاج الكرامة في إثبات الإِمامة .

للعلّامة الحلّي ، الشيخ أبي منصور جمال الدين الحسن بن يوسف بن المطهّر الأسدي ( ٦٤٨ ـ ٧٢٦ هـ ) .

مخطوط في :

مكتبة مجلس الشورى بطهران .

خزانة الآلوسي في المتحف العراقي ، برقم ٨٥١٠ ، في ٨٥ صفحة .

المدرسة الشبّرية في النجف الأشرف ، في ١٣٦ صفحة .

مكتبة فحول في قزوين ، ضمن مجموعة .

المكتبة الرضوية في مشهد ، برقم ١٣٧٥٤ ، في ٣٦ صفحة ، وبرقم ١٢٤١٦ ، في ٨٨ ورقة ، وبرقم ١٥٣٣٦ أيضاً .

مكتبة الوزيري بيزد ، برقم ١٤٤٣ ، في

٩٣ ورقة ، تاريخها سنة ١٠٥٩ هـ ، ومجموعة ١٧٣٢٢ ، ومجموعة ٩٤٩٢ ، الأوراق ٣٨ ـ ١٢٧ ، ومجموعة ١٦٢١٥ ، الأوراق ٢٢ ـ ٩٥ .

مكتبة السيد المرعشي بقم ، مجموعة ٤٩ ، الأوراق ٢٠ ب ـ ٧٤ ب ، ومجموعة ٦٢٠ ، الأوراق ٩٢ ب ـ ١٧٢ ، وبرقم ٨٩٥ ، في ١٢٠ ورقة ، ومجموعة ٢٥٢٣ ، الأوراق ١ ب ـ ٦٧ ر ، ومجموعة ٢٨٤٣ ، الأوراق ٥١ ب ـ ١١٣ ب ، ومجموعة ٣١٦٠ ، الأوراق ١ ب ـ ٣٠ ر ، و ٦٠٤٨ ، في ٧٤ ورقة ، تاريخها سنة ١١١٢ هـ .

طُبع في :

تبريز : ١٢٩٠ هـ ، ١٨٩ ص ، حجرية .

تبريز : ١٢٩٦ هـ ، ١٩١ ص ، حجرية .

إيران : ١٢٩٨ هـ ، حجرية ( في هامش كتاب الألفين ) .

القاهرة : ١٩٦٢ م .

مصر : ( في مقدّمة منهاج السُنّة لابن تيمية ) .

يقوم بتحقيقه : السيد علي الحسيني الميلاني .

اُنظر : كشف الحجب والأستار : ٥٦٦ الذريعة ٢٣ / ١٦٢ و ١٧٢ ، ريحانة الأدب ٤ / ١٧٨ ، هديّة العارفين ١ / ٢٨٥ ، المورد : مج ٤ / ع ١ (١٩٧٥ م) ص ١٨٣ ، تراثنا : ع ٢ (١٤٠٦ هـ) ص ٨٣ ، فهرس مشار العربي : ٩٢٩ ، فهرس الرضوية ١١ / ٤٠٣ ـ ٤٠٤ ، فهرس


المرعشي ١ / ٦٠ و ٧١ ، ٢ / ٢٢٠ ، ٣ / ٩٠ ، ٧ / ١٠٩ ، ٨ / ٤٦ و ٣٩١ ، ١٦ / ٥١ ـ ٥٢ .

١٢٨٨ ـ منهاج الكرامة في معرفة الإِمامة .

للعلّامة الحلّي .

تقدّم بعنوان : منهاج الكرامة في إثبات الإِمامة .

١٢٨٩ ـ منهاج الكرامة في معرفة الإِمامة .

لنعمة الله الرضوي المشهدي .

نسخة في الآصفية ، رقم ١٣٨٨ كلام ، حدود ١٢٧٠ هـ .

اُنظر : الذريعة ٢٣ / ١٧٣ .

١٢٩٠ ـ منهاج المناهج .

في إثبات الإِمامة .

( بالفارسية ) .

ليوحنّا بن إسرائيل المصري ، وقد نسبه البعض إلى الشيخ أبي الفتوح الحسين ابن علي بن محمد الخزاعي الرازي المفسّر .

نسخة في مكتبة آية الله المرعشي بقم ، مجموعة ٣٠٠٨ ، من ٢٣٤ ر ـ ٢٣٧ ر .

اُنظر : الذريعة ٢٣ / ١٧٧ ، مرآة الكتب ٢ / ٦٧ ، فهرس مخطوطات مكتبة آية الله المرعشي ٨ / ١٩١ ، فهرست نسخه‌هاى خطي فارسي ( حيث عرّف فيه ١٢ نسخة

مخطوطة ) ٨٩٠ و ٩٥٠ و ٩٩٧ .

١٢٩١ ـ منهج الفاضلين في معرفة الأئمة الكاملين .

فارسي .

في الدليل على إمامة أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام .

للشيخ محمد بن إسحاق بن محمد الحموي ، المدعوّ بفاضل الدين الأبهري .

فرغ منه سنة ٩٣٧ هـ .

نسخة في مكتبة آية الله المرعشي بقم ، رقم ٣٧٣٥ ، في ١٩٠ ورقة .

واُخرى في مشهد عند الشيخ علي اكبر النهاوندي .

وثالثة في كربلاء عند ذاكر حسين اللكهنوي .

ورابعة عند السيد محمد رضا بن كاظم الطبسي .

اُنظر : الذريعة ٢٣ / ١٩٥ ، فهرس مخطوطات مكتبة آية الله المرعشي النجفي ١٠ / ١٣٢ ـ ١٣٣ .

١٢٩٢ ـ المنهج القويم في تسليم التقديم .

يعني تقديم أمير المؤمنين عليه السلام .

منظومة في الإِمامة واثبات امامة أمير


المؤمنين عليه السلام .

لابن داود الحلي .

اُنظر : الذريعة ٢٣ / ١٩٦ .

١٢٩٣ ـ المنهج القويم في تفضيل الصراط المستقيم علي عليه السلام على سائر الأنبياء والمرسلين سوى نبينا ذي الفضل العميم .

للشيخ مهذّب الدين أحمد ، من أفاضل تلاميذ الحرّ العاملي .

اُنظر : الذريعة ٢٣ / ١٩٧ .

١٢٩٤ ـ من وحي الغدير .

قصيدة .

لصادق اليعقوبي .

الإِيمان ( النجف ) س ١ ع ٧ ، ٨ ( ١١ ـ ١٢ ، ١٣٨٤ هـ ) ص ٥٨ ـ ٥٩ .

١٢٩٥ ـ من وحي الغدير .

قصيدة .

للشيخ محمد علي اليعقوبي .

الإِيمان ( النجف ) س ٢ : ع ٣ ، ٤ ( ١٣٨٥ هـ ـ ١٩٦٥ م ) ص ٨٩ ـ ٩١ .

١٢٩٦ ـ من وحي الغدير .

للسيد محمد حسين فضل الله .

الأضواء ( النجف ) س ١ : ع ١ ( ١٢ /

١٣٧٩ هـ ـ ٦ / ١٩٦٠ م ) ص ٢٣ ـ ٢٤ .

١٢٩٧ ـ المنير .

فهرس كتاب « الغدير » للشيخ الأميني .

إعداد وتنظيم : قسم الدراسات الإِسلامية في مؤسسة البعثة .

طهران : مؤسسة البعثة . سنة ١٤٠٩ هـ .

١٢٩٨ ـ كتاب المنير في الإِمامة .

للشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان ، المتوفّى سنة ٤١٣ هـ .

أُنظر : الفهرست للشيخ الطوسي : ١٥٨ ، معالم العلماء : ١١٣ وعبّر عنه بكتاب : المبير في الإِمامة ( ولعلّ الصحيح : كتاب المبين في الإِمامة ) .

١٢٩٩ ـ منية البصير في بيان كيفيّة الغدير .

لأبي الفضل الميرزا أحمد بن أبي القاسم بن محمد علي النوري الطهراني ، المعروف بكلنتري ( ١٢٧٣ ـ ١٣١٦ هـ ) .

أُنظر : شعراء الغريّ ١ / ٣٣٦ .

*       *      *


١٣٠٠ ـ مهجة البرهان .

بالفارسية .

في جواب الباب السابع من التحفة الاثني عشرية حول الإِمامية .

للسيد جعفر ، المعروف بأبي علي خان الحسيني الموسوي البنارسي ثمّ الدولوي .

وهو مختصر كتابه الكبير في الامامة المسمى ببرهان الصادقين .

اُنظر : كشف الحجب والأستار : ١٦١

١٣٠١ ـ مؤلف في الإِمامة .

للشيخ حسن ميرزا ابن الشيخ عزيز بن أبي طالب ، المتوفّى سنة ١٣١٣ هـ .

اُنظر : معارف الرجال ١ / ٢٣١ .

١٣٠٢ ـ كتاب الموازنة لمن استبصر في إمامة الاثني عشر عليهم السلام .

لأبي بكر محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله النحوي المؤدِّب ، المتوفّى سنة ٣٥٠ هـ .

اُنظر : رجال النجاشي : ٣٩٤ . الذريعة : ٢٣ / ٢٢٠ . إيضاح المكنون ٢ / ٥٩٩ .

١٣٠٣ ـ مواعظ غدير .

بالأُردو .

اُنظر : قاموس الكتب ١ / ٩٦٣ .

١٣٠٤ ـ مواعظ الغدير

للسيد علي ابن السيد أبو القاسم بن الحسين الرضوي النغدي ، القميّ الأصل ، اللاهوري ( ١٢٨٨ ـ ١٣٦٠ هـ ) .

مطبوع .

اُنظر : الذريعة ٢٣ / ٢٧١ ، نقباء البشر ٤ / ١٣٣٩ ، تذكرة علماي إمامية باكستان : ١٨١ ، تراثنا ع ٢١ ( ١٤١٠ هـ ) ص ٢٧٧ ـ ٢٧٨ .

١٣٠٥ ـ موقف الشيعة من هجمات الخصوم وخلاصة عن كتاب عبقات الأنوار .

للسيد عبد العزيز الطباطبائي .

تراثنا ع ٦ (١٤٠٧ هـ) ص ٣٢ ـ ٦١ . وع ١٢ ( رجب ١٤٠٨ هـ ) ص ٧٤ ـ ٧٦ .

١٣٠٦ ـ كتاب المولىٰ وبيان أقسامه وشرح معانيه .

للشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان المتوفّى سنة ٤١٣ هـ .

تقدّم بعنوان : أقسام المولىٰ .

١٣٠٧ ـ المولد والغدير .

للشيخ حبيب آل ابراهيم المهاجر العاملي ( ١٣٠٤ ـ ١٣٨٤ هـ ) .

صيدا : ١٣٦٦ هـ ، ١٦ ص ، القطع المتوسط .


١٣٠٨ ـ ميثاق الإِسلام في يوم الغدير .

لمحمد علي الطباطبائي .

بيروت : مؤسسة الوفاء ، ١٤٠٤ هـ ـ ١٩٨٤ م ، ٦٤ ص .

١٣٠٩ ـ ميزان الحقّ .

في ردّ العامّة وإبطال خلافة المتقدّمين على علي عليه السلام .

بالفارسية :

للمولىٰ حسن بن علي الكثنوي اليزدي الحائري ، المتوفّى سنة ١٢٩٧ هـ .

نسخة عند الشيخ علي اكبر النهاوندي في مشهد .

اُنظر : الذريعة ١٠ / ٢١١ . ٢٣ / ٣٠٩ .

١٣١٠ ـ ميزان الحقّ لاختيار مذهب الأحقّ .

في الكلام وبسط القول في الإِمامة والردّ على العامة من طرقهم .

للشيخ محمد باقر بن حسن بن أسد الله الدزفولي ، المتوفّى سنة ١٣٢٦ هـ .

اُنظر : الذريعة ٢٣ / ٣٠٩ .

١٣١١ ـ ميزان القرآن .

الجزء الرابع من بيان الفرقان : الإِمامة .

باهتمام : عبد الله واعظ اليزدي .

مشهد : مطبعة زوار ، ١٣٧٥ هـ .

١٣١٢ ـ ميعاد با خورشيد .

في الإِمامة بالفارسية .

بقلم : ج . حجازي .

طهران : حامد ، ١٣٦٣ ش / ١٩٨٤ م ، ٤٠ ص ، ١٨ سم .

١٣١٣ ـ النار الدفين علىٰ عاجزتي المخالفين.

في الإِمامة .

نسخة في مكتبة : الوزيري ، برقم ٩٤٣٦ ، في ٢٧ ورقة ، تاريخها سنة ١٠٤١ هـ .

١٣١٤ ـ النافع يوم القيامة في شرح منهاج الكرامة .

تحقيق وشرح لمنهاج الكرامة في إثبات الإِمامة للعلّامة الحلّي .

للسيد علي الحسيني الميلاني .

١٣١٥ ـ النبأ العظيم .

للسيد جواد الكشميري الحائري ، المتوفى سنة ١٣٣٣ هـ .

اُنظر : الذريعة ٢٤ / ٣٣ .

١٣١٦ ـ نبوّت وإمامت .

بالفارسية .


لحسن روحاني .

جامعة طهران : كلية الإِلهيٰات والمعارف الإِسلامية ، ١٣٤٨ ش ، ١٢٦ ص ( رسالة ماجستير ) .

١٣١٧ ـ النبوّة والإِمامة .

للسيد محمد رضا بن محمد محسن الحسيني ( ق ١٢ ) .

رسالة في النبوّة الخاصة والإِمامة ، ثمّ تأليفها في سنة ١١١٤ .

نسخة : في منكبة الإِمام البروجردي في النجف الأشرف بخطّ المؤلف .

اُنظر : دليل المخطوطات : ١ / ٤١ .

١٣١٨ ـ النبوّة والإِمامة والوصي والإِلهام .

للشيخ عزيز النسفي ، من تلاميذ سعد الحموي الجويني .

نسخة في مكتبة : المشكاة بطهران .

اُنظر : الذريعة ٢٤ / ٤١ .

١٣١٩ ـ النبوّة والخلافة .

في إثبات النبوّة والإِمامة .

بالأردو .

للسيد نجم الحسن بن سيد اكبر حسين الرضوي ( ١٢٧٩ ـ ١٣٥٧ هـ ) .

مطبوع ، ثم طبعت ترجمته الإِنكليزية

سنة ١٣٤٣ هـ = ١٩٢٤ م .

اُنظر: مطلع أنوار : ٦٧٨ ، الذريعة : ٤٠ ـ ٤١.

١٣٢٠ ـ نتائج فكرية .

في إبطال الخلافة .

بالأُردو .

لحاجي أصغر حسين آل محمد ( ١٢٣٤ ـ حدود ١٣٢٥ هـ ) .

اُنظر : مطلع أنوار : ٤١ .

١٣٢١ ـ نجاة الاُمّة .

في معرفة الأئمة .

بالفارسية .

للشيخ حبيب الله القمي ، المتوفّى سنة ١٣٥٩ هـ .

نسخة في المكتبة : الرضوية ، رقم ٦٧٦ ، تاريخها سنة ١٣٤١ هـ بخطّ المؤلف .

١٣٢٢ ـ النجاة في القيامة في تحقيق أمر الإِمامة .

للشيخ ابن ميثم البحراني .

يأتي بعنوان : النجاة يوم القيامة في الإِمامة .

١٣٢٣ ـ النجاة يوم القيامة في الإِمامة

للشيخ ابن ميثم البحراني ، كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم ، المتوفّى سنة ٦٧٩ هـ .


نسخة في المكتبة : الرضوية ، رقم ٨٠٤١ ، تاريخها سنة ٨٥٢ هـ .

يقوم بتحقيقه : السيد عبد الزهراء الحسيني الخطيب .

اُنظر : فهرست آل بابويه وعلماء البحرين : ٦٩ ، تاريخ البحرين المخطوط : ١٨٨ . إيضاح المكنون ٢ / ٦٢٥ ، الذريعة ٢٤ / ٦١ ، كشف الحجب والأستار : ٥٧٧ ، مرآة الكتب ٤ / ١١٨ .

١٣٢٤ ـ النجوم الزاهرات .

في إثبات إمامة الأئمة الهداة بطريق العقل والنقل من كتب الفريقين .

بقلم السيد أبو تراب الخونساري ابن السيد أبو القاسم بن محمد مهدي بن حسن ابن حسين ( ١٢٧١ ـ ١٣٤٦ هـ ) .

اُنظر : ريحانة الأدب ٢ / ١٨٩ الذريعة ٢٤ / ٨٠ ، معارف الرجال ٣ / ٣١٠ ، أحسن الوديعة في تراجم مشاهير مجتهدي الشيعة : ١٩٤ .

١٣٢٥ ـ نخبة الكلام في معرفة الإِمام .

بالفارسية .

لمحمد حسين خراساني .

طهران : ١٣٥١ ش ، ١٥٨ ص ، ٢١ سم .

*       *      *

١٣٢٦ ـ نداي حق به ولايت علي عليه السلام در تفسير سورة آل عمران .

فارسي .

لمالك بانوف .

طهران : ١٣٩٢ هـ ٢٣٢ ص ، ٢١ سم .

١٣٢٧ ـ النزهة الاثني عشرية في نقض التحفة الاثني عشرية .

لميرزا محمد عناية ابن أحمد خان الدهلوي الكشميري ، المتوفّى سنة ١٢٣٥ هـ .

طبع منه عدّة مجلّدات .

اُنظر : الثقافة الإِسلامية في الهند : ٢٢٠ ، الذريعة ٢٤ / ١٠٨ و ١٢٥ ، مرآة الكتب ٢ / ١٢٩ ، كشف الحجب والأستار : ٥٧٩ ، أحسن الوديعة في تراجم مشاهير مجتهدي الشيعة : ١٠ .

١٣٢٨ ـ النزهة في الردّ على التحفة الاثني عشرية .

لميرزا محمد عناية الدهلوي .

تقدّم بعنوان :

النزهة الاثني عشرية في نقض التحفة الاثني عشرية .

١٣٢٩ ـ نزهة الكرام وبستان العوام .

في الإِمامة والولاية .


بالفارسية .

لجمال الدين المرتضى محمد بن حسين بن حسن الرازي .

باهتمام وتصحيح : محمد شيرواني ، وباقر ترقي .

طهران : ١٣٦٠ ش ، ج ١ .

طهران : ١٣٦٢ ق ، ج ٢ .

١٣٣٠ ـ نزهة المؤمنين .

في الردّ على التحفة الاثني عشرية .

احتمل صاحب الذريعة اتحاده مع : النزهة الاثني عشرية في نقض التحفة الاثني عشرية ، لميرزا محمد عناية الدهلوي .

اُنظر : الذريعة ٢٤ / ١٠٨ و ١٢٥ .

١٣٣١ ـ نسيم غدير

للشيخ حسين إثنى عشری الطهراني .

جمع فيه عدّة أحاديث ممّا ورد في واقعة الغدير مع ترجمتها إلى الفارسية .

مشهد : ١٣٦٦ ش ، ٤٦ ص القطع المتوسّط .

١٣٣٢ ـ نشأة الأئمة في صنعاء .

للمستشرق الإِنجليزي : ترتون .

رسالة دكتوراه ، ١٩٢٥ م .

اُنظر : موسوعة المستشرقين ، لبدوي : ٩٥ .

١٣٣٣ ـ نشأة الشيعة الإِمامية .

لنبيلة عبد المنعم داود ( ١٩٣٩ م ـ ؟ ) .

بغداد : ١٩٦٨ م .

اُنظر : معجم المؤلفين العراقيين : ٣ / ٣٨٤ .

١٣٣٤ ـ النصّ الجليّ في إمامة أمير المؤمنين عليّ عليه السلام .

للسيد هاشم البحراني .

يقوم بتحقيقه : السيد محمد منير الحسيني الميلاني .

١٣٣٥ ـ النصّ الجليّ في إمامة مولانا عليّ عليه السلام .

لأحمد بن المقدّس الأردبيلي ، المتوفّى سنة ٩٩٣ هـ .

اُنظر : مرآة الكتب ٤ / ١٢٥ ، الذريعة ٢٤ / ١٧٢ .

١٣٣٦ ـ النصّ الجليّ في إمامة مولانا عليّ عليه السلام .

لملّا حسين بن باقر البروجردي .

مرتّب على مقدّمة واربعين آية من ايات القرآن مع التفسير والبيان الواردة في أمير المؤمنين والتنصيص بإمامته بأسانيد الفريقين ؛ فرغ منه سنة ١٢٧٣ هـ .


طهران : ١٣٢٠ هـ ، ٣٠٠ ص ، ١٧ سم . حجرية .

اُنظر : الذريعة ٢٤ / ١٧٢ .

١٣٣٧ ـ النصّ الجليّ في معرفة الوصيّ .

ردّ فيه على ابن حجر الهيثمي .

للسيد مهدي بن صالح القزويني الكاظمي ، فرغ منه سنة ١٣٣٤ هـ .

اُنظر : الذريعة ٢٤ / ١٧٢ و ١٨٠ .

١٣٣٨ ـ نصّ خلافت .

بالأُردو .

للسيد نجم الحسن كراروي ( ١٩١٨ ـ ١٩٨٢ م ) .

اُنظر : تذكرة علماء إمامية باكستان : ٤٠٨ .

١٣٣٩ ـ النصّ على عليّ عليه السلام .

للشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان .

تقدّم بعنوان : كتاب مسألة في النصّ الجلي .

١٣٤٠ ـ نصّ الغدير .

لعزّ الدين آل ياسين .

في : أُسبوع الإِمام عليّ عليه السلام ، ٨١ ـ ١٠٠ .

النجف الأشرف : لجنة المجمع الثقافي الديني لمنتدى النشر ، ١٣٦٤ هـ .

البلاغ (بغداد) ع ٨ (٤ / ١٩٦٧ م) ص ٥٨ ـ ٦٥ .

١٣٤١ ـ نصّ النبييّن على الوصيّين .

من كتب الأُصول التي كانت موجودة عند تأليف « نخب المناقب »

اُنظر : الذريعة ٢٤ / ١٧٣ .

١٣٤٢ ـ نصب الإِمام وملابسات الرسالة .

للشيخ جعفر السبحاني .

في مهرجان الإِمام علي عليه السلام بمناسبة مرور ١٤ قرناً على يوم الغدير الأغر ذو الحجة ١٤١٠ هـ ـ تموز ١٩٩٠ م : لندن .

الغدير :ع٨ و٩ (٣/١٤١١هـ=١٠/١٩٩٠م) ، ص ١١٣ ـ ١٢٠ .

١٣٤٣ ـ نصرة الشريعة في الاستنصار لمذهب الشيعة .

في الردّ على نصيحة الشيعة .

بالفارسية .

للسيد علي بن محمد حسين الشهرستاني المتوفّى سنة ١٣٤٤ هـ .

نسخة في كلية الإِلهيّات في طهران .

اُنظر : الذريعة ٢٤ / ١٧٥ .

*       *      *


١٣٤٤ ـ نصرة المؤمنين في كشف شبهات المعاندين .

بالفارسية .

لميرزا كاظم علي بن غلام علي اللكهنوي .

ردّ فيه على شبهات أوردها أهل السُنّة على دلالة الآية ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ . . . ) على أنّ الإِمامة إلٰهيّة مثل النبوّة .

نسخة في مكتبة راجه فيض آبادي سميت « نصر المؤمنين » .

اُنظر : الذريعة ٢٤ / ١٧٨ ، كشف الحجب والأستار : ٥٨١ .

١٣٤٥ ـ النصوص

للشيخ أبي الفتح الكراجكي ، المتوفىّ سنة ٤٤٩ هـ .

احتمل الشيخ صاحب الذريعة اتّحاده مع كتاب المصنّف .

الاستنصار في النص على الأئمّة الأطهار ، المتقدّم .

اُنظر : الذريعة ٢٤ / ١٧٩ .

١٣٤٦ ـ نصوص الأئمة .

للسيد هاشم البحراني .

تقدّم بعنوان : الإِنصاف في النصّ على

الأئمّة الأشراف .

١٣٤٧ ـ النصوص الجليّة في إمامة العترة الزكية .

يشتمل عل ثمانين نصّاً ، أربعين مما أجمع على صحّته المسلمون ، وأربعين مما انفردت به الإِمامية وفيه أدلّة عقلية ونقلية وحكمة فلسفية .

للسيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي .

وهو من الكتب التي نُهبت من المؤلف سنة ١٣٢٩ هـ .

اُنظر : تكملة أمل الآمل : ٢٥٧ ، معارف الرجال ٢ / ٥٣ ، الذريعة ٢٤ / ١٨٠ .

١٣٤٨ ـ النصوص على الأئمة الاثني عشر .

لمحمد جواد بن موسىٰ بن حسين محفوظ العاملي الهرملي ، المتوفّى سنة ١٣٥٨ هـ .

والنسخة التي بعضها بخطّ المصنّف موجودة عند حفيده الدكتور حسين علي محفوظ بالكاظمية .

اُنظر : الذريعة ٢٤ / ١٨٠ .

١٣٤٩ ـ النصوص على الأئمة الاثني عشر .

مرتّب على أربعة ابواب الأول في الآيات ، وفيه فصلان الثاني في الأخبار وفيه فصول .

والنسخة بخطّ شمس الدين الحسيني


كتبها في سنة ٨٧٢ هـ كانت عند الخوانساري .

اُنظر : الذريعة : ٢٤ / ١٨٠ .

١٣٥٠ ـ نصيحة الضالّ .

في الإِمامة .

للشيخ محمد رضا بن قاسم بن محمد آل عزاوي ( ١٣٠٤ هـ ـ ؟ ) .

ألفه سنة ١٣٢٥ هـ .

اُنظر : ماضي النجف وحاضرها ٣ / ٣٨ ، معارف الرجال ٢ / ٢٨٧ ، شعراء الغري ٨ / ٤٠١ ، الذريعة ٢٤ / ١٨٢ .

١٣٥١ ـ نصيحة المتعصّبين .

في الردّ على ابن حزم .

للسيد مهدي الكاظمي القزويني .

يأتي بعنوان : هدى الغافلين إلى الدين المبين .

١٣٥٢ ـ نطق الحقّ ولسان الصدق .

في الإِمامة . بالفارسية .

للسيد محمد هادي بن علي بن السيد محمد الحسيني الهروي البجستاني الخراساني .

مخطوط .

اُنظر : سيرة آية الله الخراساني ( مخطوط ) : ٦٠ ، معجم المؤلفين ١٣ / ١٢٦ ، معارف الرجال ٣ / ٢٣٣ ، الذريعة ٢٤ / ١٩٠ .

١٣٥٣ ـ نظام إمامت ورهبري .

فارسي .

للشيخ لطف الله الصافي .

طهران : بنياد بعثت ، مؤسسة الإِمام المهديّ ، ١٣٦١ ش ، ٨٢ ص ( مؤسسة الإِمام المهديّ ـ ٧ ) .

١٣٥٤ ـ نظام الحكم في الإِسلام .

أو النبوّة والإِمامة عند نصير الدين الطوسي ، المتوفّى سنة ٦٧٢ هـ .

للدكتور عليّ مقلّد .

رسالة دكتوراه مقدّمة في كلية الآداب والعلوم الإِنسانية ، جامعة القدّيس يوسف .

طبع في بيروت : دار الأضواء ، ١٤٠٦ هـ ، ٥٣٦ ص ، ٢٤ سم .

اُنظر : نشرة أخبار التراث العربي ع ٢ ( ٧ ـ ٨ / ١٩٨٥ م ) ص ٢٤ .

١٣٥٥ ـ نظام الحكم في الإِسلام : الإِمامة .

لغازي منير قانصو .

الغدير (بيروت) مج ٢ ع ١٤ ، ١٥ ، ١٦ ( ذو الحجّة ١٤١١ هـ ) ص ٢٣٠ ـ ٢٤٧ .

١٣٥٦ ـ النظر .

في الردّ على العامّة وأهل السُنّة .


بالأُردية .

مطبوع

اُنظر : الذريعة ٢٤ / ١٩٥ .

١٣٥٧ ـ نظرة إلىٰ الغدير .

وهو تلخيص لأجزاء الغدير كلّها .

للشيخ عليّ أصغر ابن الشيخ محمد بن أصغر الكرماني الأصل ، الخراساني المشهدي ، الملقّب بمروّج الشريعة ، المولود سنة ١٣٧٦ هـ .

اُنظر : تراثنا ع ٢١ (١٤١٠ هـ) ص ٣١٣ .

١٣٥٨ ـ نظرية الإِمامة وتحديث الثقافة .

للدكتور عليّ التميمي .

الثقافة الإِسلامية ( دمشق ) ع ٢٩ ( رجب ، شعبان ١٤١٠ هـ / شباط ، آذار ١٩٩٠ م ) ص ٨٣ ـ ٩٧ .

١٣٥٩ ـ نظم حديث الغدير .

قصيدة في نظم حديث الغدير .

لحسّان بن ثابت الخزرجي الأنصاري .

وهو أول من نظم حديث الغدير .

اُنظر : الذريعة ٩ / ٢٣٧ ، الغدير ٢ / ٣٢ .

١٣٦٠ ـ النعم السابغة والنقم الدامغة .

في الإِمامة .

للشيخ علي بن حسن البلادي ، المتوفى

سنة ١٣٤٠ هـ . اُنظر : الموسم ، مج ٣ : ع ٩ ، ١٠ ( ١٤١١ هـ ) ، ص ٤٢٣ .

١٣٦١ ـ نعمة ولاية أهل البيت عليهم السلام .

كلمة : السيد محمد رضا الكلبايكاني ، في : مؤتمر الغدير في لندن ـ ذو الحجة ١٤١٠ هـ .

ألقاها بالنيابة نجله : السيد جواد الكلبايكاني .

قم : دار القرآن الكريم ط ، ١٤١١ هـ ، ١٩ ص .

١٣٦٢ ـ نفس المساواة .

في بيان مساواة النبوّة والإِمامة .

للسيد نثار حسين المعروف بآقا صاحب .

اُنظر : الذريعة ٢٤ / ٢٦٥ .

١٣٦٣ ـ نفي الريب عن علم الأئمة بالغيب .

للشيخ محمد رضا بن القاسم بن محمد العزاوي ( ١٣٥٠ هـ ـ ؟ ) .

اُنظر : شعراء الغريّ ٨ / ٤٠٣ ، ماضي النجف وحاضرها ٣ / ٤٠ .

١٣٦٤ ـ النقد السديد على شرح الشقشقية العلويّة لابن أبي الحديد .

للشيخ محسن بن حسن آل كريم


البزوني .

تقديم : السيد محمد صادق بحر العلوم . النجف الأشرف : مطبعة النجف ، ١٣٨٣ هـ ، ج ١ ، ٣٢٤ ص ، ٢١ سم .

١٣٦٥ ـ نقشي از ولايت .

بالفارسية .

لمهدي حائري .

طهران : اعلمي ، ١٣٥٩ ش ، ٦٣ ص .

١٣٦٦ ـ نقض اربعين الرازي في الإِمامة .

لبرهان الدين محمد بن علي الحلواني .

يأتي بعنوان : نقض المسألة في الإِمامة في كتاب الأربعين للفخر الرازي .

١٣٦٧ ـ كتاب نقض الإِمامة على الجبائي .

لابن مملّك الأصفهاني ، المتوفّى سنة ٣٠٣ هجرية .

قال الشيخ الطوسي في الفهرست : وكتاب نقض الإِمامة على الجبائي لم يتمّه .

اُنظر : فهرست الشيخ الطوسي : ١٩٣ ، الفهرست للنديم : ٢٢٦ حيث ذكره بعنوان : كتاب نقض الإِمامة على أبي علي ، الذريعة ٢٤ / ٢٨٩ .

كشف الحجب والأستار : ٥٨٨ .

*       *      *

١٣٦٨ ـ كتاب نقض الإِمامة على الجبائي .

للكرجي .

اُنظر : معالم العلماء : ١٤٥ .

١٣٦٩ ـ كتاب نقض الإِمامة على جعفر بن حَرْب .

للشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان ، المتوفّى ٤١٣ هـ .

اُنظر : رجال النجاشي : ٤٠٠ ، الذريعة ٢٤ / ٢٨٦ ، معجم رجال الحديث ١٧ / ٢٠٣ ، أعيان الشيعة ٩ / ٤٢٣ ، تراثنا ع ١٣ ( ١٤٠٨ هجرية ) ص ١٠٤ ، كشف الحجب والأستار : ٥٨٨ .

١٣٧٠ ـ كتاب نقض العثمانية على الجاحظ .

في الإِمامة .

لأبي الجيش مظفّر بن محمد بن أحمد البلخي الخراساني ، المتوفّى سنة ٣٦٧ هـ .

اُنظر : رجال النجاشي : ٤٢٢ ، معالم العلماء : ١٢٤ .

١٣٧١ ـ كتاب النقض على ابن عبّاد في الإِمامة .

للشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان ، المتوفّى سنة ٤١٣ هـ .


اُنظر : رجال النجاشي : ٣٩٩ ، الذريعة ٢٤ / ٢٨٨ ، الفهرست للطوسي : ١٥٨ ، أعيان الشيعة ٩ / ٤٢٣ ، ريحانة الأدب ٥ / ٣٦٤ ، معجم رجال الحديث ١٧ / ٢٠٣ ، تراثنا ( قم ) ع ١٣ ( ١٤٠٨ هـ ) ص ١٠٣ كشف الحجب والأستار : ٥٨٦ .

١٣٧٢ ـ كتاب النقض على جعفر بن حرب في الإِمامة

للحسن بن موسى بن محمد النوبختي .

اُنظر : رجال النجاشي : ٦٤ ، الذريعة ٢٤ / ٢٨٦ .

١٣٧٣ ـ النقض على سعيد بن هارون الخارجي في الحَكَمَين .

للحسن بن محمد النهاوندي ، أبي علي .

رجال النجاشي ٤٦ ـ ٤٩ .

١٣٧٤ ـ النقض على صاحب مجموع المحيط فيما خالف فيه الزيدية في باب الإِمامة .

لجعفر بن أحمد بن عبد السلام ، المتوفّى سنة ٥٧٣ هـ .

نسخة في مكتبة الجامع الكبير بصنعاء ، برقم ٥٥٤ ، في ٢١٥ ـ ٢٣٢ ورقة ، تاريخها سنة ٦٠٥ هـ .

*       *      *

١٣٧٥ ـ كتاب النقض على عليّ بن عيسى الرُمّاني .

في الإِمامة .

للشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان ، المتوفّى سنة ٤١٣ هـ .

أُنظر : رجال النجاشي : ٣٩٩ ، الذريعة ٢٤ / ٢٨٩ ، الفهرست ـ للطوسي ـ : ١٥٨ ، أعيان الشيعة ٩ / ٤٢٤ ، معجم رجال الحديث ١٧ / ٢٠٣ ، ريحانة الأدب ٥ / ٣٦٤ ، تراثنا ـ ع ١٣ ( ١٤٠٨ هـ ) ص ١٠٣ .

١٣٧٦ ـ النقض على غلام (علام) البحراني .

في الإِمامة .

للشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان ، المتوفّى سنة ٤١٣ هـ .

أُنظر : رجال النجاشي : ٤٠١ ، الذريعة ٢٤ / ٢٨٩ ، معجم رجال الحديث ١٧ / ٢٠٤ ، كشف الحجب والأستار : ٥٨٧ .

١٣٧٧ ـ النقض على من يظهر الخلاف لأهل البيت .

للحسين بن عبيد الله بن علي ، أبي عبد الله الواسطي .

أُنظر : الذريعة ٢٤ / ٢٩١ .

*       *      *


١٣٧٨ ـ كتاب النقض على النصيبي .

في الإِمامة .

للشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان ، المتوفّى سنة ٤١٣ هـ .

أُنظر : رجال النجاشي : ٤٠١ ، الذريعة ٤٢ / ٢٩١ ، معجم رجال الحديث ١٧ / ٢٠٤ ، أعيان الشيعة ٩ / ٤٢٣ ، تراثنا ـ ع ١٣ ( ١٤٠٨ هـ ) ص ١٠٣ ، كشف الحجب والأستار : ٥٨٧ .

١٣٧٩ ـ نقض الفضايح .

بالفارسية .

في الإِمامة ، في نقض « بعض فضائح الروافض » .

للشيخ نصير الدين عبد الجليل القزويني .

تقدّم بعنوان : كتاب بعض مثالب النواصب .

١٣٨٠ ـ كتاب نقض كتاب ابن الراوندي .

في الإِمامة .

لأبي بكر محمد بن عبد الله البردعي ( ق ٤ هـ ) .

أُنظر : الفهرست ـ للنديم ـ : ٢٩٥ .

*       *      *

١٣٨١ ـ نقض كتاب الأشهاد لأبي زيد العلوي .

في الإِمامة .

لمحمد بن عبد الرحمن بن قبّة الرازي ، أبي جعفر .

أُنظر : معالم العلماء : ٩٥ ـ ٩٦ .

١٣٨٢ ـ كتاب نقض كتاب الأصمّ .

في الإِمامة .

للشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان ، المتوفّى سنة ٤١٣ هـ .

أُنظر : رجال النجاشي : ٤٠٠ ، الذريعة ٢٤ / ٢٩٠ ، معجم رجال الحديث ١٧ / ٢٠٤ ، أعيان الشيعة ٩ / ٤٢٣ ، تراثنا ـ ع ١٣ ( ١٤٠٨ هـ ) ص ١٠٤ ، إيضاح المكنون ٢ / ٦٧٥ وذكره فيه خطأً بعنوان : نقض كتاب الْأُمم في الإِمامة .

١٣٨٣ ـ نقض المستثبت في الإِمامة .

لأبي القاسم البلخي .

أُنظر : رجال النجاشي : ٣٧٦ .

للبحث صلة . . .


قراءة جديدة في كتاب « نهج البلاغة » للإِمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام

الدكتور عبد الكريم الأشتر

ينبغي أن أُنّبه إلى أنّي أقرأ « نهج البلاغة » من منطلق الوحدة ، لأنّي أقرؤه وحال العرب والمسلمين كما يرى القرّاء ، وكما رأى صاحب الكتاب نفسه في خطبته التي تتخطّى إلينا العصور ، كأنّه لا يريد بها اليوم أحداً غيرنا :

« أيّها الناس المجتمعة أبدانهم ، المختلفة أهواؤهم . . . أيّ دار بعد داركم تمنعون ؟ ! » .

فلهذا قصدتُ الإِنسان في كتاب ( النهج ) ، فشخصت لي أفكار تبلورت من حولها حقائق تدور كلّها من حول محور واحد هو العناية بجوهر الإِنسان ، أعني الإِرادة الإِنسانيّة التي تتفرّع عنها أكثر حقائق الكتاب في كلّ ميدان : في الاجتماع والسياسية والإِدارة وتربية الذات .

وقد سحرتني العودة إلى الكتاب ، فأخذت أستجلي هذه النفس العظيمة التي حملت قدرها الدامي على كتفيها ، ووقفت وحدها تتلفّت في كلّ اتّجاه ، كالصارخ في البرّيّة ، في عالم يرفضها ، لأنّه لم يعد يقبل من يتمسّكون بأخلاق النبوّة وقيمها ، فيلبسون الإِزار المرقوع ، ويخصفون نعالهم بأيديهم ، ويرونها أحبّ إليهم من إمرة الناس إلّا أن يقيموا حقّاً أو يدفعوا باطلاً ( من خطبته عند خروجه لقتال أهل البصرة ) ، كأنّ قضيّة الحقّ والباطل شغلها الشاغل « فلأنقبنّ الباطل حتّى يخرج الحقّ


من جنبه » لأنّها قضية العدل الذي هو أساس الاستقرار الاجتماعي في كلّ مجتمع إنسانيّ متحضّر ، تحكمه قيم وأعراف ودساتير .

والعدل ، في آخر الأمر ، إرادة ، لأنّها هي التي تقيمه في سياسة المجتمعات الإِنسانية في الداخل والخارج ، وفي سياسة الاقتصاد والتعليم ، فمن هنا عدت إلى لبّ لباب الكتاب ، فوجدته في العناية بجوهر الإِنسان ، أعني الإِرادة كما قلت ، باعتبارها السبيل إلى تحقيق إنسانيته : بتحريره من الشهوات ، وإقامة العدل الذي يكون به وحده حفظ الحياة وازدهارها .

لقد كان من قدر الإِمام عليّ بن أبي طالب ( وهو القدر الذي تنبني على مثله أقدار خطيرة تتحدّد بها وجهة التاريخ في أعمار الْأُمم ) ، أن يعيش في أصعب مراحل التاريخ ، فالفتن تأخذه من كلّ جانب بعد مقتل عثمان :

١ ـ معاوية والْأُمويّون وفن انحاز إليهم ، وقد اهتبلوا فرصة القتل ، فرفعوا القميص ، ولوّحوا للناس بالدنيا بعد أن انساحت خيرات الفتوح ، وتفتّحت شهوات النفوس بعد انحباس طويل ، وتفتّقت الأطماع التي قرّبها افتقاد معنى الشرع ، فأصبح أقوى الناس أكثرهم قدرة على تجاوز الحقّ ، وأضعفهم أكثرهم تحرّجاً من مساس الحدود .

٢ ـ والخوارج ، وهم في الأصل أصحاب عليّ ، الّذين رفضوا التحكيم الذي نهى هو عنه ، فكانوا ، في حساب النتائج السياسية ، عوناً لمعسكر معاوية .

٣ ـ والطامعون في الخلافة الّذين أغرتهم بها الفرصة السانحة ، ورأوا أنّ حقّهم فيها أقرب من حقّ معاوية ، وقريب من حقّ عليّ .

٤ ـ والانتهازيّون الّذين يركبون موج الأحداث ، ويتصيّدون غنائمها .

ففي هذه المرحلة أدرك الإِمام عليّ أنّ جذور الفتنة تضرب في أعماق النفس ، فتوجّه إليها في خطبه وكتبه ومواعظه على السواء ، ومن يقرأ ما في كتاب النهج منها تنكشف له هذه الحقيقة التي هي أُمّ الحقائق فيه :

« أيّها الناس ! لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلّة أهله ، فإنّ الناس قد


اجتمعوا عل مائدة شبعها قصير ، وجوعها طويل » .

« لقد بُصّرتم إن أبصرتم ، وأُسمعتم إن سمعتم ، وهُديتم إن اهتديتم » .

« تخفّفوا تلحقوا » .

« إنّ أخوف ما أخاف عليكم اتّباع الهوى ، وطول الأمل . فأمّا اتّباع الهوى فيصدّ عن الحقّ ، وأمّا طول الأمل فينسي الآخرة . . . فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فإنّ كلّ ولد سيلحق بأُمّه يوم القيامة » .

وفي كتبه يقول لابنه الحسن بن عليّ : « أحْي قلبك بالموعظة ، وأمِتْها بالزهادة ، وقوِّه باليقين ، ونوّره بالحكمة ، وذلِّلْه بذكر الموت . . . وبصّره فجائع الدنيا . . . فأصلِحْ مثواك ، ولا تبع آخرتك بدنياك . . . وعوّد نفسك التصبّر . . . وإيّاك أن تغترّ بما ترى من إخلاد أهل الدنيا إليها ، وتكالبهم عليها . . . » .

وللأشتر النخعي لَمّا ولّاه مصر :

« وأمره أن يكسر نفسه من الشهوات ، ويزعّها عند الجمحات ، فإنّ النفس أمّارة بالسوء إلّا ما رحم الله » .

ويقول لنفسه أيضاً :

« إليك عنّي يا دنيا ، فحبلُك على غاربك ، قد انسللتُ من مخالبك ، وأفْلَتُّ من حبائلك . . . اغربي عنى ، فوالله لا أذلّ لك فتستذلّيني ، ولا أسلس لك فتقوديني » .

ولكنّ الإِمام عليّاً كان يقف في وجه الأمواج التي ركبها عبدة الأهواء في هذه المرحلة الحائرة من مراحل التاريخ الإِسلامي . فمن هنا يتّضح روح هذه المرحلة التاريخيّة التي هي أكثر مراحل التاريخ دلالة على امتداد الصراع بين المثال والواقع ، حتى ما تكاد تشبهها مرحلة أُخرى من مراحل هذا التاريخ في قوّة دلالتها عليه .

وقد أدرك معاوية سرّ هذه المرحلة واستكان له ، إذ كان الشاهد عليه في معسكر خصمه أشدّ شخوصاً منه في معسكره هو . ولكنّ الإِمام عليّاً أبى أن يستكين :

« والله لو تظاهرت العرب على قتالي لَما ولَّيت عنها . . . وسأجهد في أن أُطهّر الأرض ( أُنظروا إلى عظمة الحلم الإِنساني ) من هذا الشخص المعكوس


والجسم المركوس ، حتى تخرج المدرة من حبّ الحصيد . . .» .

« ما لي ولقريش ؟ ! والله لقد قاتلتهم كافرين ، ولْأُقاتلنَّهم مفتونين ، وإنّي لصاحبهم بالأمس ، كما أنا صاحبهم اليوم » .

« إنْ أبوا أعطيتهم حدّ السيف ، وكفى به شافياً من الباطل وناصراً للحقّ » .

« والله لا أكون كالضبع تنام على طول اللدم . . . ولكنّي أضرب بالمقبل إلى الحقّ المدبر عنه ، وبالسامع المطيع العاصي المريب أبداً ، حتى يأتي عليَّ يومي » .

والسؤال المطروح : أكان الإِمام عليٌّ قادراً على أن يكون أقلّ التزاماً بنصرة الحقّ الذي يراه ، وهو ، بحكم التكوين النفسي أوّلاً ، ربيب بيت النبوّة وتلميذها ؟ فكيف إذن وهو أمير المؤمنين وفي يديه أمانة التاريخ الإِسلامي كلّه ، وأمانة تراثه الخلقي ؟

فقد كان إذن هذا قدره العظيم : أن يسدّ مجرى الريح ؟

ومن هنا نفهم المعنى الكبير لشيوع الشكوى من ثقل الواقع ومرارته البالغة في كتاب ( النهج ) .

« فيا عجباً والله يميت القلب ويجلب الهمّ من اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم وتفرّقكم عن حقّكم ! فقبحاً لكم وترحاً . . . يا أشباه الرجال ولا رجال ! حلوم الأطفال وعقول ربّات الحجال ! لوددت أنّي لم أركم ولم أعرفكم . . . قاتلكم الله ! لقد ملأتم قلبي قيحاً ( أُنظروا مرارة التعبير ) وشحنتم صدري غيظاً » .

« أيّها الناس ! إنّا قد أصبحنا في دهرٍ عنود ، وزمن كنود ، يعدّ المحسن فيه مسيئاً ، ويزداد الظالم فيه عتوّاً » .

« أُفٍّ لكم ! لقد سئمت عتابكم . أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة عوضاً ، وبالذلِّ من العزّ خَلَفاً . . . ما أنتم إلّا كإبل ضلّ رعاتها ، فكلّما جمعت من جانب انتشرت من آخر » .


« منيت بمن لا يطيع إذا أمرتُ ، ولا يجيب إذا دعوتُ ، لا أبا لكم ، ما تنظرون بنصركم ربكم ؟ ! أما دين يجمعكم ولا حميّة تحمشكم ؟ ! أقوم فيكم مستصرخاً ، وأُناديكم متغوّثاً ، فلا تسمعون لي قولاً ولا تطيعون لي أمراً . . . فما يدرك بكم ثأر ، ولا يبلغ بكم مرام » .

فهكذا إذن بدأ هذا الرجل الذي يحمل على كتفيه ثقل هذه المرحلة التاريخيّة الصعبة ، يدرك أنّه يحارب في معركة خاسرة . وأنّ القدر اختاره ليكون الشاهد عليها وعلى الإِنسانية المغلوبة على أمرها ، الطامحة أبداً إلى تجاوز واقعها وتثبيت ميزان العدل فيه .

وفي ضوء هذا الإِدراك السامي نفهم فهماً ممتازاً مثل قولته في ( النهج ) :

« أما والذي خلق الحبّة وبرأ النسمة ، لولا حضور الحاضر ، وقيام الحجّة بوجود الناصر ، وما أخذ الله على العلماء ألّا يقارّوا على كظّة ظالم ولا سغب مظلوم ، لألقيت حبلها على غاربها ، ولسقيت آخرها بكأس أوّلها ، ولألفيتم دنياكم هذه عندي أهون من عفطة عنز » .

وما العدل ، إن لم يكن ، في معانيه المتّسعة ، لباب الدين والسياسة والاجتماع ؟ ! ومن يبيّنه وينهض له إلّا الّذين استعلوا على شهوات أنفسهم ؟ ! وهل العدل في النفس إلّا تثبيتها على جادّة الحقّ ؟ ! وهل يقوم للإِنسان معنى بغير العدل والمجاهدة فيه ؟ ! وهل يكون للحياة وللوجود معنى بغير العدل الذي هو أساس توازنهما ؟ ! وكيف يقوم العدل إلّا بالإِرادة التي هي لبّ العقل ؟ !

فتطهير النفوس ، في آخر الأمر ، يعني تهيئتها ، لتقيم هي مجتمع العدل . ولستُ أجد في كتاب ( النهج ) معنى يتّصل بسياسة الناس في أنفسهم وأموالهم وأهليهم ومن يكرهون ومن يحبّون إلّا والعدل أساسه :

« اعلموا أنّه من لم يعن على نفسه حتى يكون له منها واعظ وزاجر لم يكن له من غيرها زاجر ولا واعظ » .

« والله لو أُعطيت الأقاليم السبعة ، بما تحت أفلاكها ، على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلت . . . نعوذ بالله من سبات العقل وقبح


الزلل » .

« يا بني عبد المطّلب ! لا ألفينّكم تخوضون دماء المسلمين خوضاً ، تقولون : قُتل أمير المؤمنين . ألا لا تقتلنّ بي إلّا قاتلي . . . أُنظروا إذا أنا مُتّ من ضربته ( لاحظوا تقييد الفعل بوقوع ضرر الجرم ) فٱضربوه ضربة بضربة . ولا يمثّل بالرجل ، فإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : إيّاكم والمثلة ولو بالكلب العقور » !

فإذا وقع العدل في النفس ، في مثل هذا الموقف ، ففي أيّ المواقف يغيب ؟ ! وانظروا إلى العدل في الأموال وتقسيم فَيْءِ المسلمين فيهم ، وفي النفس والأهل ، من كتاب إلى أحد ولاته في فارس :

« . . . ألا وإنّ حقّ من قبلك وقبلنا من المسلمين في قسمة هذا الفيء سواء » .

وإلى عامله على البصرة :

« ألا وإنّ لكلّ مأموم إماماً يقتدي به . . . ألا وإنّ إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ، ومن طعمه بقرصيه . ألا وإنّكم لا تقدرون على ذلك ، ولكن أعينوني بورع واجتهاد وعفّة وسداد . . . » .

وإلى عمّاله على الخراج :

« أنصفوا الناس من أنفسكم . . . فإنّكم خزّان الرعيّة ، ووكلاء الْأُمّة ، وسفراء الأئمّة » .

وإلى الأشتر لَمّا ولاه مصر :

« أنصِف الله ، وأنصِف الناس من نفسك ومن خاصّة أهلك ، ومن لك فيه هوى من رعيّتك ، فإنّك إلّا تفعل تظلم . . . وليكن أحب الْأُمور إليك أوسطها في الحقّ ، وأعمّها في العدل ، وأجمعها لرضى الرعيّة . . . ولا يكن المحسن والمسيء عندك بمنزلة سواء ، فإنّ في ذلك تزهيداً لأهل الإِحسان ، وتدريباً لأهل الإِساءة على الإِساءة » .

« وليكن نظرك في عمارة الأرض أبلغ من نظرك في استجلاب الخراج ، لأنّ ذلك لا يدرك إلّا بالعمارة ، ومن طلب الخراج بغير عمارة أخرب البلاد وأهلك العباد » .


العدل بهذه المعاني كلّها هو القصد ، والإِرادة هي السبيل . والغاية الكبرى حفظ الحياة وازدهارها . فبتحرير النفس من الشهوات الرخيصة ، والارتفاع بها عن درك الأهواء ، تسطع حقيقة الله فيها وفي ما تقيمه من المؤسّسات ، وتتحقّق إرادته في أنفسنا وحياتنا ومجتمعاتنا ، وذلك هو لبّ لباب الكتاب .

*       *      *


تاريخ الأدب الشيعي في الحويزة والدورق

السيّد هادي باليل الموسويّ

بسم الله الرحمن الرحيم

كانت الحويزة والدورق من مراكز الأدب الشيعي في العالم الإِسلامي منذ القدم ، ومن أجل هٰذا فقد ظهر في كلتا الحاضرتين نوابغ في الأدب العربي بصبغة شيعيّة بحتة ، كالعلّامة الكبير ابن السكّيت الدورقي في القرن الثالث الهجري ، وشاعر العراق الشهير السيد ابن معتوق الحويزي في القرن الحادي عشر ، وقد امتاز هذان المركزان بالعطاء الأدبي الفيّاض والإِبداع الجميل ، والفضل في ذلك كلّه لمذهب التشيّع الذي اعتنقه سُكّان هاتين الحاضرتين منذ القرون الْأُولى للإِسلام .

أمّا الحويزة ، فقد كانت في حيازة بني أسد ، وأميرهم دبيس بن عفيف الأسدي هو الذي اختطّها لمم وحصّنها ، ثمّ سكنها بعد ذلك جماعة من الديلم واتّخذوها قلعةً لهم في أواخر القرن الرابع ومطلع القرن الخامس الهجري ، على عهد ملوك آل بويه ، وكلتا الطائفتين من الشيعة ولا يُنكر ولاؤهم لأهل البيت عليهم السلام .

ولَمّا ظهر السادة الموالي في الحويزة ، وأسّسوا إمارتهم المشعشعيّة في المنطقة في منتصف القرن التاسع الهجري ، اتّخذوا الحويزة عاصمةً لهم واعتنوا بنشر مذهب أهل البيت عليهم السلام ، فهوت نحوهم أفئدة علماء الشيعة وأُدبائهم ، فقصدوا الحويزة


من أقصىٰ البلاد ، ويمّموها من كلّ فجٍّ ووهاد ، فحظوا بترحيب حُكّام المشعشعيّين وإجلالهم ، وأغدقوا عليهم بالعطاء والصلات ، فتجمّع أهل العلم والفضل فيها ، وبنيت المدارس ، وبرز الأساتذة والمدرّسون ، وقصدها طلّاب العلم من جميع أطراف المنطقة .

ومن أبرز تلك المدارس ، مدرسة آل أبي جامع العاملي ، التي أُسِّست في العقود الْأُولى للقرن الحادي عشر ، وتخرّج منها جماعة من رجال العلم والأدب في المنطقة .

ونتيجةً لحضور العلماء وسكناهم في الحويزة فقد أُلّفَت فيها الكُتب والأسفار ، ونُقلت إليها مخطوطات قيمّة من شتّى أنحاء المعمورة ، واستنسِخت فيها نسخ جليلة ونادرة ، وتأسّست فيها مكتبات عامرة تضُمّ كُتباً في أنواع العلوم المتداولة آنذاك .

ومن أهمّ تلك المكتبات ، مكتبة السادة الموالي أُمراء الحويزة ، التي لا تزال بعض مخطوطاتها موجودة إلى زماننا هذا في المكتبات العالميّة وفي إيران والعراق .

وكان علماء هذه المنطقة يمتازون بصبغتهم الأدبيّة على سواهم بالإِضافة الى تخصُّصهم في سائر الفنون العلمية ، وذلك لأنّ الْأُمراء فيها من صميم العرب ، يتذوّقون الشعر والأدب ويعملون على نشره ورفع مستواه ، وكان العلماء والْأُدباءُ والشعراء يؤلّفون لهم الكتب ويصدّرونها بأسمائهم وينظمون القصائد فِي مدحهم لِما يجدونه فيهم من ميل ورغبةٍ في العلم والأدب ، حتّى أنّك لتجد الحاكم منهم يبشّ وينفرج ويأمر بالصِلاتِ السَنِيّة من أجل بيتين من الشعر يقعان موقع القبول منه .

ومن جملة مَن قصد الحويزة ومدح أُمراءها الشيخ نجيب الدين عليّ بن محمّد العاملي الشامي ، وَفَدَ على أمير الحويزة المولىٰ مبارك بن السيّد عبد المطّلب المشعشِعي ، المتوفّى سنة ١٠٢٦ هـ ، ومدحه بهذه المقطوعة :

يا سائِلي عن أربي في سَفري ومَطلبي

لِي مطلبٌ مباركٌ مبارَك بن مطّلبِ

نجلُ عليّ المرتضىٰ سبط النبِيّ العربي

الطيّب بن الطيّب بن الطيّب بن الطيّبِ

أمانُ كُلِّ خائفٍ غياثُ كُلِّ مُجْدِبِ

مُنيلُ كُلّ نعمةٍ من فضّةٍ أو ذَهَبِ

في عَدْلهِ وَجُودِه تسمعُ كُلَّ العَجَبِ

الأسَدُ الكاسِرُ لا يخشاه فَرْخُ الثَّعْلَبِ


كما السِّخالُ جملةً ترعىٰ وجودَ الأذْؤُبِ

والفُرْسُ والتُرْكُ له دانت وحتّى العَرَبِ

إذا حللتُ أرضَه نسيتُ أُمّي وأبي

وأُسرتي وولدي بنتاً يكونُ أو صَبي

ومن يكن حيدرة أباه والجدُّ النبي

فكلُّ ما تصفه دون أدنى الرُّتَبِ

وله أيضاً في مدح السيّد خلف بن عبد المطّلب أخ الممدوح السابق :

إذا جرىٰ ذِكرُ ذِي فضل ومَكْرُمَةٍ

مِمّن مضىٰ قلتُ خلّوا ذِكرَ مَن سَلَفا

الحمد لله أهلِ الحمدِ أنّ لنا

عن كُلّ ذي كرمٍ مِمّن مَضىٰ خَلَفا

وبعث الشيخ أبو البحر جعفر بن محمّد الخطّي ، الشاعر الشهير ، قصيدةً غرّاء من البحرين إلى الدورق يمدح بها المولىٰ بدر بن مبارك المشعشعي والي الدورق سنة ١٠٠٨ هجرية ، يقول في مطلعها :

إلى الملكِ الوهّاب ما في يمينِهِ

ولٰكنّه بالعِرْض جدّ بخيلِ

يَمُتّ إذا استنسبتَهُ بأُبُوّةٍ

تَمُدّ بباعٍ للفخارِ طويلِ

يَضُمُّ عليّاً في الفخارِ وطالباً

إلىٰ جعفر أكْرِمْ به وعقيلِ

والقصيدة طويلة أثبتها السيّد الأمين العاملي في أعيان الشيعة في ترجمة الممدوح .

وألّف الشيخ عبد عليّ بن رحمة الحويزي ، تلميذ الشيخ البهائي ـ رحمه الله ـ رسالة في علم العروض سمّاها « المشعشعة في العروض » وصدّرها بٱسم المولىٰ السيّد خلف بن عبد المطّلب المشعشعي الحويزي وأهداها إليه ، وهٰذا يدلُّ على رواج الأدب في الحويزة ، ذلك الأدب الذي بُنِيَ على حُبّ أهل البيت وولائهم ، فتبلورَ وظهر ذلك الحبّ في شعرهم وإنتاجهم الأدبي ، حتّى قال الإِسكندري في كتابه « الوسيط في الأدب » في الأدب العربي ، في ترجمة السيّد ابن معتوق الحويزي : إنّه من كبار شعراء


الشيعة لنشوئهِ في دولة شيعيّة مغالية ، فأفرط في التشيّع . . . ! !

ولْأُدباء الحويزة فضل على الأدب العربي ، لإِبداعهم أوزاناً شعريّةً جديدة لم يسبقهم فيها أحد من أُدباء العرب ، ومن تلك الأوزان ( البند ) الذِي وُلِد ونَشأ في الحويزة ، ومنها انتشر إلى الأقطار العربيّة الْأُخرىٰ كالعراق والبحرين والحجاز وغيرها .

قال العلّامة الأمين العاملي في كتابه : معادن الجواهر ونزهة الخواطر ٣ / ٦٢٧ : البند منوال غريب قد يخرج عن أوزان الشعر وقد يوافقها ، اخترعه أهل الحويزة ، وفيه قصائد .

أقول : وقد ظهر لي من خلال تحقيقي في أحوال رجال هذه المنطقة ، أنّه قَلَّ ما وجد محدِّث أو فقيه أو مفسِّر في الحويزة إلّا وكان له ذوق أدبيٌّ وروح شعريّة ، حتى الحُكّام منهم لهم دواوين شعريّة لا تزال موجودة في المكتبات ، وما كتبه المؤرّخون الحويزيّون أيضاً يشهد على ذلك ويصوّر لنا مجتمعاً تسودُه الروح الأدبية .

قال المولىٰ السيّد عليّ خان بن عبد الله الحويزي المشعشعي حاكم الحويزة في الفترة ( ١١١٢ ـ ١١٢٤ هـ ) في كتابه « الرحلة المكّيّة » يصفُ ثقافة أهل الحويزة وأدبهم في عصره وما قبل عصره :

عَلِمَ الله أنّه كانت لهم خصال حميدة ، وأفعال مرضيّة ، وذواتٌ زكيّة ، وشِيَمٌ عربيّة ، لو عدّدتها لم تحصُرها الأوراق ، ويكفي أهل الحويزة فخراً أنّها دار العلماء ، ومجمع الفضلاء والأتقياء ، ومعدن الأبرار والصلحاء .

دارٌ بها الهمُّ مزاحٌ ومَن

حَلّ بها حلّ بدارِ أمانِ

ما ذكرتُ من محامدهم إلّا القليل ، فكفاها مدحاً أنّ سفَلَتها أخيار ، وسكّانها أطهار ، وجهّالَهم لهم جمعيّات وجماعات يلقّبون بالأحداث ، أدركتهم أنا أيام جدّي السيّد علي خان ، لهم سجايا وخصال وكرامات وشيم ، حيّاهم الله من شِيب وشبّان ، وبحقّهم يليق قول القائل :


تحيىٰ بهم كُلُّ أرضٍ ينزلون بها

كأنّهم لبقاع الأرض أمطارُ

فوالله قسَماً بارّاً إنّهم كانوا منات الوافد ، وملاذ الجانِي ، وعزّ الجار ، لم تخط أقدامهم لريبة ، ولم تنطق ألسنتهم بغِيبة ، ولم ترمق أعينهم لدنسٍ ومعيبة ، لم أدرِ لأيّ فضائلهم أذكر ، لتلك المضائف المعهودة ، أم لتلك المباني المشيودة ، أم لتلك الموائد المورودة . . . (١) .

وفي الجملة فإنّ الأدب الشيعي قد بلغ في الحويزة ذروته في القرون الأربعة الماضية بفضل إرشاد العلماء واهتمام الحكّام الموالي أُمراء الحويزة ، وقد ذكرتُ في كتابي « الياقوت الأزرق في أعلام الحويزة والدورق » من علماء الحويزة وأُدبائها وشعرائها والمفسّرين والمحدِّثين فيها أكثر من مائة وأحدَ عشر رجلاً ، ترجمتُ لهم بها وَصل إليَّ من حياتهم العلميّة والأدبيّة وذكر نماذج من أدب كلٍّ منهم ، نشرت « مجلّة الموسم » (٢) اللبنانية فهرساً لأسمائهم حسب حروف الهجاء مع ذكر تاريخ وفياتهم .

أمّا الدورق : فإنّه ثالث المدارس الأدبيّة بعد الكوفة والبصرة ، ولأهله انطباع ، وتأثّر بالأدب البصري ، وهو أقدم حضارةً من الحويزة ومن البصرة أيضاً ، إذ أنّ البصرة مُصِّرَت على عهد الخليفة الثاني ، بينما كان الدورق بلداً حافلاً بمعالم الحضارة قبل الإِسلام ، وفتحته الجيوش الإِسلاميّة سنة ١٦ هجرية بقيادة أبي موسىٰ الأشعري ، وارتفع عدد سُكّانه لخصبه وقربه من الحدودِ الشرقيّة للعراق .

وقد طبعت الحوادث التاريخيّة مدىٰ القرون طابعاً شيعيّاً على أهل الدورق بعد أن كانوا شيعة في العقيدة منذ القدم ، فنشأ فيها رجال كبار في عالم التشيّع ، عاصر بعضهم أئمّة أهل البيت عليهم السلام ورووا عنهم ، وخدموا المذهب والعلم والأدب بما لا مزيد عليه ، كالثقة الجليل علي بن مهزيار الدورقي ، الذي كان حيّاً سنة ٢٢٩ هـ

__________________

(١) الرحلة المكّيّة ، مخطوط : صفحة ٢٢١ .

(٢) مجلّة الموسم ، العدد الأول ، السنة الْأُولى ١٤٠٩ هـ ، صفحة ٢٧٦ .


وله ثلاثة وثلاثون كتاباً ، روىٰ عن الأئمّة أبي الحسن الرضا وأبي جعفر الجواد وأبي الحسن عليّ الهادي عليهم السلام .

وأبي يوسف يعقوب بن إسحاق ، المعروف بٱبن السكِّيت الدورقي ، وهو من خواصّ الإِمامين النقيّين عليهما السلام وكان حامل لواء علم العربيّة والأدب والشعر والنحو واللغة ، وله تصانيف كثيرة ، قتله المتوكّل العبّاسي سنة ٢٤٤ هـ .

وكان لأهل الدورق ثبات في العقيدة ممّا جعلهم يتحدّون كثيراً من التيّارات العقائدية والحركات السياسية المشوبة بالمذاهب المختلفة ، كفتن الخوارج والزنوج والقرامطة واصطدامات العبّاسيّين بالعلويّين ، وفي أكثر هٰذه الحوادث كان الدورق عرضة للفتن والغارات .

وبالرغم من قرب الدورق إلى مدينة جُبّى بلد أئمّة المعتزلة ، ووقوعه عُرضةً لجميع تلك الحوادث ، لا يجد المنقّب في عقائد سُكّانِه خارجيّاً أو منحرفاً عن ولاء أهل البيت عليهم السلام .

وبالرغم ـ أيضاً ـ من اضطهاد بني العبّاس للموالين لأهل البيت وتتبُّعهم في أقصى البلاد وأدناها ، فإنّ بذرة التشيّع كانت محفوظةً في هذا البلد ، تنتظر المناخ الملائم والظروف المناسبة لتنشَأَ وتعطي ثمرتها كما ينبغي ، حتّى ظهرت الإِمارة المشعشعيّة في مطلع القرن التاسع ، فكانت الدورق إحدىٰ الحاضرتين لهذه الإِمارة ، إحداهما الحويزة والْأُخرىٰ هي الدورق ، وربّما فضّلها المشعشعيّون لخصوبة أرضها ونقاء هوائها بالنسبة للحويزة ، فاختاروها وطناً لهم .

وكان أُمراؤها قبل ذلك طائفة من بني تميم ، نزحوا إليها من نجد في أواخر القرن التاسع رغبة في جوار المشعشعيّين لأنّهم كانوا من الشيعة أيضاً ، وكان بنو تميم أُمراء الدورق يُجِلّون العلماء والْأُدباء والشعراء ويصلونهم ، وفي ذلك يقول أبو البحر الخطّي في قصيدة يمدح بها المولى خلف بن السيّد عبد المطّلب المشعشعي ، يتطرّق فيها لبني تميم أُمراء الدورق ويذكر إحسانهم للسادة الموالي ، لأنّهم أخوال المولىٰ المذكور ، وقد نظم قصيدته هذه سنة ١٠١٦ هـ :


سقىٰ الله حيّاً من تميم بقدر ما

شربنا بأيديهم من النائل الغمرِ

هُمُ أوْطَأُونا ساحة العسرِ بعدما

أَذَلّتْ خُطىٰ أقدامِنا عثرةُ العُسْرِ

فلم تبلغ الْأُمُّ الرؤوم ببرّها

بنيها مدىٰ ما أسلفونا مِن البرّ

وفي سنة ٩٧٠ هـ عادَ الحكم في الدورق إلى السادة الموالي أُمراء المشعشعيّين ، وأصبح السيّد عبد المطّلب بن حيدر المشعشِعي والياً على الدورق ، وكان عالماً فاضلاً جليل القدر فقصده العلماء والْأُدباء ولجأ إليه المطارَدون مِن قبل حُكّام الظلم والجور .

ومن جملة اللاجئين إليه الشيخ عليّ بن أحمد ابن أبي جامع العاملي ، فإنّه فرَّ بأهله وعياله من بلاده جبل عامل بعد مقتل الشهيد الثاني رحمه الله خوفاً من الظالمين ، فأقام بكربلاء مدّة فوُشِيَ به ، فأمر السلطان العثماني بالقبض عليه وتسييره إليه ، فخرج الشيخ المذكور بأهله وعياله إلىٰ بلاد إيران ، وحينما وَصل الدورق رَحّب به المولىٰ عبد المطّلب والي البلد وأحسَن وفادته وأكرمه وصَرف رأيه عن بلاد العجم ، وحسَّن له الإِقامة في الدورق والإِفادة والتدريس وخدمة العلم ونشر مذهب أهل البيت عليهم السلام ، فقبل الشيخ وقام هو مع بقيّة أهل العلم وبمساندة الوالي بالإِرشاد والتدريس ، فكان حصيلة ذلك أن تخرّج على أيديهم نخبة صالحة من العلماء والْأُدباء ، أحدهم العلّامة الجليل المولى خلف بن والي الدورق ، صاحب التأليفات النفيسة في الحديث والأدب والمنطق وسائر الفنون العلميّة .

وأخذ العلماء والْأُدباء يتوافدون على الدورق فيحظون بالترحيب والإِكرام من قبل الولاة ممّا يحبّب لهم السُّكنىٰ فيها ، حتّى أصبحَ البلد حافلاً بالعلماء والْأُدباء والشعراء ، وظهر الإِنتاج العلمي والأدبي ، وكثرت التصانيف ، وازداد عدد المجالس العلميّة والأدبيّة من بداية القرن الحادي عشر فما بعد ، وتد ظهرت في تلك الفترة شخصيات علميّة كثيرة ، كما عُرفت عدّة بيوتات بالعلم والفضيلة من السادة المشعشعيّين ، ومن غيرهم من العلويّين والطريحيّين والكعبيّين ، وغيرهم ؛ ذكرتُ جُملةً منهم في كتابي « الياقوت الأزرق في أعلام الحويزة والدورق » .


وقد أُسِّست في الدورق عدّة مدارس ، أشار السيّد عبد الله الجزائري إلى بعضها في كتابه « الإِجازة الكبيرة » وأشار في الضمن إلى بعض أساتذتها ومدرّسيها ، وذكر أنه تلقّى بعض العلوم فيها ، ومن جملة تلك المدارس ( المدرسة الإِبراهيميّة ) في القرن الثاني عشر ، التي لا تزال بعض مخطوطاتها موجودة في المكتبات الكبيرة كما في المكتبة المركزيّة لجامعة طهران .

وبفضل تلك الحركة العلميّة والأدبية خلّد علماء الدورق وأُدباؤها آثاراً قيّمة في شتّى مجالات العلم والأدب ، وأفاضوا على الأدب العربي فضلاً بطابعٍ شيعيٍّ يستحقُّ المزيد من العناية والتقدير ، فلو لاحظنا ( البند ) وهو نموذج من الأدب العربي الشيعي ، لوجدنا أنّ أكبر شعرائه وأجودهم وأكثرهم نظماً فيه هو العلّامة الأديب السيّد علي ابن باليل الدورقي ، المتوفّى حدود سنة ١١٠٠ هـ ، وقد بلغ الذروة في هذا النوع من الأدب الذي ولد ونشأ في الأوساط الأدبية الشيعيّة ، كما أنّ تصنيفه الموسوم بـ « المستطاب » في شرح كتاب النحو لسيبويه المعروف بـ « الكتاب » يبيّن لنا مدىٰ اهتمام علماء هذا البلد باللغة العربيّة وحرصهم على كشف غوامضها ومعرفة أسرارها ، وكذلك كتابه الموسوم بـ « قلائد الغيد » له مرتبة سامية في الأدب العرفاني الرفيع .

كما أنّ للشيخ فتح الله بن علوان الكعبي الدورقي ، المتوفّى سنة ١١٣٠ هـ عدّة آثارٍ أدبيّة هي خير شاهد على مستوى الأدب في هذا البلد .

وقد اعترف المستشرق الألماني بروكلمان في كتاب « تاريخ الأدب العربي » بحقّه واعتبره من روّاد الأدب العربي ، وأشار إلى آثار الأدبيّة الممتعة في مكتبات الغرب .

كما أنّ شرح الشيخ جمال الدين بن إسكندر الدورقي ، المتوفّى حدود سنة ١١٥٠ هـ ، على نهج البلاغة للإِمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام فيه دلالة واضحة على مكانة الأدب العربي ومِقامه ، ومدىٰ اهتمام علماء الدورق به آنذاك .

وهذه الآثار الأدبيّة وغيرها ، التي لا تزال مبعثرةً في شتّى أنحاء العالم ، ما هي إلّا شيءٌ يسير من تُراث أدبيّ كثير خلَّفه لنا علماء الدورق ، وقد لعبت به أيدي


الزمان ، وجارت على بعضه يدُ الإِنسان .

قال العلّامة السيّد نعمة الله الجزائري ـ رحمه الله ـ في كتابه « مسكّن الشجون في جواز الفرار من الطاعون » : في سنة ١١٠٢ أصابَ الطاعون مدينة الدورق ، فأهلك عدداً كبيراً من العلماء والْأُدباء والصالحين والأتقياء ، فعطّلت المدارس وخلت المساجد فسمِّيت تلك السنة بعام الحُزن .

وطبيعيٌّ أنّ نكبة كهذه التي يذكرها السيّد الجزائري تترك الآثار النفيسة ضائعةً ، إذ لا يعرف قدرَ العلم إلّا العالم ، ولا يقيم وزناً للأديب إلّا الأديب .

ثُمّ جرت بعد تلك النكبة حوادث لا طائل من ذكرها ، كانت سبباً لضياع معظم ذلك التراث القيّم ، إلى أن انتقل الناس من الدورق القديمة إلى مدينة الفلاحيّة حدود سنة ١١٦٠ هـ ، وذلك إبّان ظهور الإِمارة الكعبيّة في الدورق ؛ وكان الكعبيّون شيعةً اثنا عَشريّين ، يوقَّرون العلماء ويعظّمونهم ويعطفون على الشعراء والْأُدباء .

ولهذا ، فقد أخذت الحركة العلميّة والأدبيّة تستعيد نشاطها في الفلاحيّة من الدورق بعد أن أُصيبت بالتفكّكِ والخمول في الدورق القديمة .

ونظراً لِما كان يولونه حُكّام كعب من إكرام وحفاوةٍ بأهل العلم والفضيلة ، وما يبدون من ودٍّ واحترامٍ للمنتسبين لأهل البيت عليهم السلام ، فقد ظهرت بيوتات علميّة جديدة في الفلاحيّة ، وقصدها العلماء والْأُدباء والشعراء ، وكان البلد كثير الخيرات وافر الأرزاق فانجذبت نحوه نفوس الشيعة .

ويُذكر أنّ أُمراء الكعبيّين راسلوا جماعة من علماء النجف الأشرف ، وطلبوا منهم القدوم إلى الفلاحيّة بأهليهم وعيالهم وضمنوا لهم القيام بكلّ متطلّباتهم وشؤون حياتهم ، خدمةً للدين وحُبّاً لنشر العلم ، وكان لأحدِ أُمرائهم ـ وهو الشيخ بركات بن عثمان بن سلطان بن ناصر الكعبي الدورقي ، المتوفّى سنة ١١٩٧ هـ ـ خزانة كتب كبيرة في الفلاحيّة تضُمُّ أُمّهات الكتب وفي الفقه والحديث والتفسير والأدب والتاريخ وغيرها ، وقد فوّضَ أمرها إلى العلّامة الشيخ خلف العصفوري ، المتوفّى سنة ١٢٠٨ هـ .

وكان الشيخ خَلف هذا من كبار علماء الشيعة ، وهو ابن أخ العلّامة المحدّث


الجليل الشيخ يوسف البحراني ، صاحب الموسوعة الفقهيّة الموسومة بـ « الحدائق الناضرة في فقه العترة الطاهرة » فدعىٰ الشيخ خلف جماعةً من علماء البلد للتحقيق والتنقيح ومقابلة تلك الكتب والاستنساخ ، ومن جملة من آزره في هذا العمل الشيخ محمّد بن شمس الدين الطريحي ، ولا تزال بعض نسخ هذه المكتبة موجودة في المكتبات العامّة والخاصّة وعليها ختم مكتبة ( الشيخ بركات ) وعلى صفحاتها حواشٍ وتعليقات لهذين العالمين الجليلين .

وفي هذه الفترة من تاريخ الدورق ( في نهاية القرن الثاني عشر ) ظهرت معالم الأدب الشيعي في أعلى المستويات كما تشهد مخطوطات وآثارُ تلك الفترة على هذا ، ففي نسخةٍ من ديوان المتنبّي أورد المستنسِخُ هذه الأبيات في قافية اللام :

وقيل له وهو بالكوفة : لِم لا تقول في أهل البيت رضوان الله عليهم شيئاً ؟ فقال :

وتركتُ مدحي للوصيِّ تعمّداً

إذ كان نوراً مستضيئاً شاملا

وإذا استقامَ الشيءُ قامَ بِذاتِهِ

وكَذاك وصفُ الشمس يذهبُ باطلا

وهذه النسخة من الديوان كُتبت سنة ١١٩٦ هـ في مدينة الفلاحيّة ، وكاتبها الشيخ عبّاس بن الشيخ عيسىٰ بن الشيخ إسكندر الفلاحِي الأسدي ، من البيوتات العلميّة في الفلاحيّة ، ترجم العلّامة الطهراني لجماعة مِن رجال هذه الْأُسرة في « الكرام البررة » ومن جملتهم الشيخ إسكندر بن عيسى الفلاحي أخ كاتب نسخة الديوان ، وابنه الشيخ عبد عليّ بن إسكندر الفلاحي ، وللشيخ عبد عليّ هذا تملّك على ظهر النسخة بخطّه ؛ وكان السيّد عبد اللطيف الجزائري صاحب كتاب « تحفة العالِم » قد ورد الفلاحيّة سنة ١٢٠٠ هـ في سفره إلى العتبات المقدّسات ، فزار الشيخ إسكندر ـ الآنف الذكر ـ ووصفه بأنّه كان عالماً أديباً . . .

وهذا يعني أنّ الأديب الشيعي في الدورق كان واعياً لا تخفىٰ عليه التمويهات والتضليلات .

أمّا ديوان الحاج هاشم بن حردان الكعبي الدورقي ، فإنّه نار على علم ، إذ ما


سبقه فني الماضين ولا لحقه في المتأخّرين شاعر عبّر عن ولائه وتفانيه في حبّ أهل البيت كما عبّر هو بذلك السبك الأدبي الرائع .

ولو فتّش المحقّق في أحوال علماء الدورق ، لَما وجد عالماً ينتسب إلى هذا البلد إلّا وله يد في الأدب بغضّ النظر عن مستواه في سائر الفنونِ العلميّة .

فمن يتصفّح كتب التراجم يرىٰ شخصيّاتٍ كبيرة منسوبة إلى هذا البلد قد امتزجت حياتهم بالأدب ، مثل العلّامة الكبير الشيخ محمد تقي الدورقي ، المتوفّى حدود سنة ١١٨٦ هـ ، فإنّه مع مستواه العلمي الرفيع ، ومرجعيّتِه العامّة آنذاك ، وكونه من أساتذة العلّامة السيّد بحر العلوم رحمه الله ، فإنّه كان يحضر الندوات الأدبيّة في النجف الأشرف ويُساهم في معركة الخميس الشعريّة ويُحكّم فيها .

ويظهر لي أنّ هناك روحاً أدبيّة شبه وراثيّة في بعض البيوتات العلميّة ، يتوارثها الأحفاد عن الآباء عن الأجداد إلى عدّة ظهور حتّى ينقرض المتّصفون بالعلم من تلك الْأُسرة ، كما كانت أُسرةُ العلّامة الجليل الشيخ أحمد المحسني الفلاحي ، المتوفّى سنة ١٢٤٧ هـ ، فإنّ هذا العالم الفقيه مع إحاطته وتبحّره في الفقه وسائر العلوم الإِسلاميّة ، له ديوان شعر حسن طافح بحبّ أهل البيت وولائهم ، وكذلك ابنه العلّامة الشيخ حسن الفلاحي ، المتوفّى سنة ١٢٧٢ هـ ، فإنّه من كبار أُدباء زمانه وله ديوان شعر جلّه في أهل البيت عليهم السلام .

وقد سَرَت هذه الروح الأدبيّة إلى ولديه الشيخ موسىٰ والشيخ محمّد ابنَي الشيخ حسن ، ففاقا أباهُما وجدّهما في المجال الأدبي ، ولكلٍّ منهما ديوان شعر يفوح منه شذا التشيّع الخالص الذي لا يشوبه كدر ولا تمويه .

وعلى هذا نشأ وشبّ خَلُفهم العالم الجليل الشاعر الأديب الشيخ سلمان بن محمّد بن حسن بن أحمد المحسني الفلاحي ، المتوفّى سنة ١٣٤٠ هـ ، ففي شعره ومخطوطاته الأدبيّة دلالة جليّة على مقامه الأدبي الرفيع هذا .

وقد كان الجدّ الأعلى لهذه الْأُسرة ، أي الشيخ أحمد المحسني ، من أهل الأحساء فخرج بأهله وعياله فارّاً من الأحساء على أثر ظلمِ الوهّابيّين ومطاردتهم


لعلماء الشيعة ، فوجد في الفلاحيّة ( الدورق ) مأمناً له ، فحطّ رحل سيره فيها سنة ١٢١٣ هـ .

وجدير بأن يستهويه ذلك البلد الذي وُلِدَ ونَشَأ وترعرع على تربته ثُلّة من كبار شعراء الشيعة ، مثل ناعية الحسين الحاج هاشم بن حردان الكعبي الدورقي وأمثاله من مُحبّي أهل البيت عليهم السلام .

*       *      *


مجلة تراثنا العدد 26


مجلة تراثنا العدد 26


الباقيات الصالحاتُ

في أُصول الدين الإِسلاميّ

على مذهب الشيعة الإِماميّة الاثني عشريّة

تأليف

آية الله العظمى

السيّد محمّد هادي الخُراساني الحائري

( ١٢٩٧ ـ ١٣٦٨ هـ )

تقديم

السيّد محمّد رضا الحُسَينيّ


مجلة تراثنا العدد 26




بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على سيّد الأنبياء وخاتم المرسلين محمّد الرسول الكريم ، وعلى آله الأئمّة الطاهرين .

وبعد :

فالحملاتُ الطائشةُ تُشَنُّ ـ هذه الأيام ـ على الْأُمّة الإِسلامية من قِبَلِ الأجهزة الحاقدة على الإِسلام والمسلمين ، بأشكال مختلفة ـ إعلاميّةً ، واقتصاديّةً ، وعسكريةً ، ونفسيّةً ـ وخاصّةً من قِبَلِ الدول الْأُوربيّة الصليبيّة ، وعميلتها الصهيونيّة العالميّة ، مركّزين حربهم على المسلمين الواعين ، الّذين تيقّظوا بأثر الضغوظ السياسية الظالمة ، وأدركوا عمق ما حلّ بالْأُمّة من هوانٍ ودمارٍ ، بأثر الهيمنة الغربيّة على البلدان الإِسلاميّة .

وركّز الاستعمارُ حملاته على الشعب المسلم في إيران باعتباره الطليعة المؤمنة التي أثبتت قدرة الإِسلام والْأُمّة الإِسلاميّة على التحرّك نحو تحقيق الأهداف السامية ، وتحطيم الهيمنة الاستعمارية على العباد والبلاد ، من خلال تشكيل الدولة الإِسلاميّة


على أنقاض حكومة العملاء .

ولقد أقضّ هذا الحدثُ مضاجعَ المستعمرين ، فكان صاعقةً على الغرب ، وزلزالاً تحت عملائهم في الشرق .

والشعوبُ الإِسلاميّة ـ وخاصةً في البلدان العربيّة ـ قد استيقظوا كذلك ، ووجدوا في الشعب الإِيرانيّ المسلم مثالاً في العزم والتصميم والجدّ ، والاعتقاد بالإِسلام ، وبالسعي في إحياء الإِسلام وتحكيمه ، وتطبيقه .

وبعد أن كانت على جهلٍ كامل بحقيقة هذا الشعب وبانتمائه المذهبي ، حيث يعتنق مذهب التشيّع والولاء لأهل بيت النبيّ صلّی الله عليه وآله وسلّم ، أصحبت الشعوبُ أمام حقيقة غير قابلة للإِنكار والتشكيك ، وهي أنّ الشيعة هم موالون للإِسلام بأعمق ما يكون الولاء ، مناصرون للقرآن بأقوى ما يكون النصر ، محبّون للنبيّ وأهل البيت والصحابة بأشدّ ما يكون الحبّ ، عارفون بأحكام الإِسلام بأوسع ما تكون المعرفة .

فكان ـ عند ذلك ـ أن تبخّرت كلّ الدعايات المضلِّلة التي كان دعاة التفرقة بين المسلمين ، يبثّونها ، وٱنقشعت السُحُبُ السوداء من التهم التي كانوا يكيلونها ضدّ شيعة أهل البيت ، واندحرتْ مساعي الْأُمويّين وذيولهم الناصبين العداء لعليٍّ عليه السلام وآل عليّ .

وكان قبل هذا ، قد اشترك شيوخٌ أجلّة من علماء المسلمين ، في الدفاع عن حقّ الشيعة . وإبطال الطعن عليهم ، وفي مقدّمتهم الإِمام الأكبر الشيخُ محمود شلتوت ، شيخ الجامع الأزهر ، حيث أعلن عن حجّيّة مذهب الشيعة ، في فتواه التاريخيّة الهامّة الصادرة في ( ٧ ـ تموز ـ ١٩٥٩ ) ونصّها :

إنّ مذهب الجعفريّة ، المعروف بمذهب « الشيعة الإِماميّة الاثنا عشرية » مذهب يجوز التعبّد به شرعاً ، كسائر مذاهب أهل السُنّة .

ونصح المسلمين بقوله :

فينبغي للمسلمين أن يعرفوا ذلك وأن يتخلّصوا من العصبيّة بغير


الحقّ لمذاهب معيّنة ، فها كان دين الله ، وما كانت شريعته بتابعة لمذهب ، أو مقصورة على مذهب .

فكان في هذه الدعوة الإِصلاحية المباركة ، وَأْدُ كلّ دعوات التفرقة ، ونداءات الشقاق الشيطانيّة التي كانت تصدر من حناجر النواصب ، العملاء لصالح الاستعمار من وراء الستار .

لكنّ هذه المرّة ، أسفر الاستعمارُ عن وجهه القبيح وكشّر عن أنيابه ، ودخَلَ معركة التفرقة بين المسلمين بكلّ ثقله ، ورَجْله ، وعملائه ، فأطلق عفاريت النفاق من جحورهم ، فطلعوا من حيث يطلع قرن الشيطان من « نجد » (١) حيث يملك الأعرابُ الجهلةُ أزمّة الحكم وألسنة الإِفتاء ، فأخذوا يُسَعِّرون نيران فتنة التفرقة ويؤجّجونها من جديد ، لصالح الأجانب الكفرة ، طمعاً في أنْ يوقفوا السيل الإِسلامي الهادر ، ويصدّوا الوعيَ الإِسلاميَّ الجارف ، الذي دخل ديار المسلمين وأيقظهم من السُبات العميق .

فراح عملاءُ الغرب ، يستعملون نفس الطريقة البائدة ، يعلنون عن « تكفير » هذه الفرقة وتلك ، طمعاً في أن يجدوا لفتاواهم أُذناً صاغيةً .

جهلاً منهم بأنّ المسلمين يعلمون أنّ تلك الفتاوى إنّما هي صادرة ممّن ينتمون إلى الفرقة الوهّابيّة التي نبذها علماءُ المسلمين أجمعون ، وحكموا بضلالها وجهل المنتمين إليها بقواعد الدين أُصولاً وفروعاً ، وبالمعارف الإِسلاميّة وبالمصطلحات العرفية عموماً ، حتى مداليل الألفاظ ، ومفاهيم الجُمل ، ومعاريض الكلام .

والطائفةُ الإِسلاميّةُ الشيعيّةُ ليست هي الوحيدة المستهدَفة لهذه الحملات من قبل الوهّابيّين ، بل كلّ المسلمين الّذين يقدّسون النبيّ وأهل البيت والأولياء والصالحين ، ويُعظمون أسماءهم ، ويكرمون مقاماتهم وقبورهم ، ويُحيون ذكرياتهم ، كلّ أُولئك مستهدَفون من الوهّابيّة بالتكفير والتفسيق ، لإِنكارها كلّ كرامة للنبيّ وأهل البيت وكلّ وليّ كريم .

__________________

(١) أُنظر صحيح البخاري .


ومن سخافاتهم أنّهم يعتبرون دعاء النبيّ والتوسّل به إلى الله كفراً ، ومنافياً للتوحيد ، وكذلك دعاء أهل البيت وسائر الأولياء الصالحين .

جهلاً منهم بأنّ الدعاء غير العبادة ، والتوسُّل والاستشفاع غير العبودية ، فإنّ العبادة إنّما تبتني على قصد التعبّد والعبودية ، وإنّما تحرم لمن يدّعي الألوهيّة من دون الله ، والمسلمون ـ سُنّة وشيعة ـ يعبدون الله ، ولا يقصدون غيره بذلك .

وأمّا الدعاء فهو نداءٌ وطلبٌ يُقصد به التوسّط بمنزلة النبيّ وآله والصالحين من أوليائه ، لأنّهم مكرّمون عند الله ، ويشفعون لمن ارتضى ، وليسوا معبودين ولا مقصودين بالعبادة ، وإنّما المعبود هو الله وحده .

ثمّ إنّ المسلمين ـ سُنّة وشيعة ـ إنّما يتّبعون في دعاء النبيّ وآله ، سُنّة رسول الله وتعليماته ، فقد جاء في الحديث الصحيح أنّه علّم رجلاً ضريراً أن يقول :

« اللّهمَّ

إنّي أسألك .

وأتوجّه إليك بنبيّك نبيّ الرحمة .

يا محمّد :

إنّي توجّهتُ بك إلى ربّي في حاجتي هذه لتُقضى لي .

اللّهمَّ :

فشفّعه فيّ » .

رواه الترمذي في الجامع الصحيح ج ٥ ص ٥٦٩ كتاب الدعوات ، باب ١١٩ ح ٣٥٧٨ وقال : حسن صحيح غريب .

ورواه الحاكم النيسابوريّ في المستدرك على الصحيحين ١ / ٥٢٨ ، وقال : على شرط الشيخين البخاريّ ومسلم ، ووافقه الذهبيّ أنّه على شرط البخاري .

ونقله السيوطيّ عنهما في الجامع الصغير وصحّحه .

ولنا في رسول الله أُسوة حسنة .

والوهّابيّون بإعراضهم عن سُنّة النبيّ هذه ، والاعتراض على المسلمين في


ذلك ، يبتعدون عن سُنّة النبيّ صلّی الله عليه وآله وسلّم ، وهذا واحد من أدلّة جهلهم ، ومخالفتهم لنصوص القرآن والسُنّة .

وقد ألّف علماءُ المسلمين من الفرق الإِسلاميّة كافّة ، شافعية ، وحنفيّة ، ومالكيّة ، وحنبليّة ، سُنّة وشيعة ، ردوداً حاسمة على مزاعم الوهّابيّة ومفترياتهم ، في كتب ورسائل ، شعراً ونثراً ، بما تمّت الحجّة على كلّ الناس (١) .

وواحدٌ من مظاهر جهلهم أنّهم ، في نفس الوقت الذي يعارضون تمجيد أهل بيت النبيّ وتقديسهم وتعظيمهم ، يحاولون التمجيد بِحُثالات التاريخ الإِسلاميّ ممّن ملأوه بالجرائم والفضائح والآثام ، مثل : يزيد الخمور ، وحجّاج الدماء ، والوليد الكفور ، وسائر بني أُميّة وآل مروان وآل زياد ، الّذين حاربوا عليّاً أمير المؤمنين ، وسفكوا دماء المسلمين ، وقتلوا عمّاراً ، وقتلوا حجر بن عديّ صحابيّ رسول الله ، وقتلوا الحسين سبط رسول الله ، وسَبَوا زينب عقيلة بني هاشم ، وعليّاً السجّاد زين العابدين ، وهدموا الكعبة ، واستباحوا المدينة حرم رسول الله ، وقتلوا العلويّ المجاهد زيد الإِمام الشهيد وصلبوه ، وتتبّعوا أهل البيت قتلاً وتشريداً حتى أوغلوا في سفك دماء آل محمّد وظلمهم .

وهذا التاريخ قد ملئت صحائفُه وٱسودّ وجهُه ممّا جناه أُولئك على الْأُمّة الإِسلاميّة .

فاقرأ عنه كتاب « مقاتل الطالبيّين » لتقف على بعض الحقيقة ، فما لم يكتب منها أكثر وأكثر .

كما شوّه أُولئك سُمعةَ الإِسلام وحرّفوا تعاليمه وموازينه بما ارتكبه أشياخهم ، وأُمراؤهم ، وخلفاؤهم ، ونساؤهم ، بفجورهم ، ولهوهم وبذخهم ، فليقرأ المسلم عن ذلك كتاب « الأغاني » ليقف على بعض المخازي والإِجرام والتعدّي على حقوق الله وحدوده

__________________

(١) وقد أعددنا قائمة بمؤلّفات المسلمين في الردّ على الوهّابيّة نشرت في مجلّتنا هذه « تراثنا » العدد ١٧ ، السنة ٤ ، ١٤٠٩ هـ .


وحرماته ، والعبث بكرامة الْأُمّة وأعرافها وموازينها .

هؤلاء هم القدّيسون عند الوهّابيّة ! !

أمّا أهل البيت النبويّ الطاهر ، الّذين لم يعهد التاريخ ـ بطوله وعرضه ـ منهم سوى التقى والورع والعبادة والعلم والخير والفضيلة والزهد والجهاد في سبيل الله ، لإِحياء الإِسلام ، وبسط العدل والحقّ ، ومقاومة الظلم والفساد ، طالبين للإِصلاح ، آمرين بالمعروف ، ناهين عن المنكر .

أمّا أهل البيت : فحبّهم عند الوهّابيّة ـ فسقٌ ، ودعاؤهم كفر ، وتعظيمهم رفض ، واتّباعهم جريمة !

لماذا ؟ ! !

وأمّا المسلمون المخلصون ، والشيعة المؤمنون فهم من أهل البيت ومعهم ، لا يحيدون عن تعاليم القرآن ، وسُنّة النبيّ ، وسيرة أهل البيت قيد شعرة ، فهم يحبّونهم لحبّ الله ورسوله ، ويلتزمون فيهم بوصيّة جدّهم رسول الله ، ويعظِّمونهم لعلمهم ومعرفتهم ولجهادهم في سبيل الله حقّ الجهاد ، ويشايعونهم ويوالونهم لأنّهم الأحقّون بالولاء والولاية ، ولأنّهم أثبتوا جدارتهم للقيام بالأمر بالعلم والعمل والزهد والفضيلة .

وإذا كانت الأشياء تعرف بأضدادها :

فانظر إلى تاريخ أهل البيت الأبلج ، المليء بالمفاخر والمكارم ، والخير والرحمة ، والعلم ، والبركة ، وزُر مشاهدهم الشريفة تجدها مليئة بالعبادة ، عبقة بالروح ، مُضيئة بنور المعرفة والتوحيد ، عطرة بأريج الرسالة والنبوّة ، زاهية بأمجاد الإِمامة والعدل ، يتصاعد فيها نَغَمُ القرآن والذكر ، تقف فيها على كرامة النسب وعظمة المقام ، ومحبّة الله ، وتنشدّ إلى العقيدة الراسخة ، وتمتلئ بالعزم والجدّ .

ولكن انظر إلى تاريخ أعدائهم الْأُمويّين والمروانيّين وسائر الخلفاء والملوك والْأُمراء ، فلا تجد إلّا الدماء ، والفجور بالنساء ، واللعب بالكلاب والحمام ، والقمار والخمور ، والملاهي ، والمغنّيات والمغنّين ، ولا ترى فيمن حولهم إلّا الابتعاد عن الفضيلة والانعطاف على الرذيلة .


وأمّا قبورهم ، فأفضلها « الذُبابُ فيه يعربدُ » .

وقد انمحت آثارهم وما شيّدوه من قصور وسجون ومظالم .

نعم ، قد بقي من آثارهم هذه الفئةُ الباغيةُ تتطاول على المسلمين بألسنة حِداد ، وقلوب مليئة بالأحقاد ، وعقائد سخيفة أساسها الجَبْرُ والقَدَرُ ، وأفضل إبداعهم هو في تبديع المسلمين وتكفيرهم وتفسيقهم ! وأهمّ فضيلة لهم هو ممالأة أُمراء الفجور ، وملوك الخمور ، وتأييد ظلمهم ، والتذلّل للكفّار الأجانب ، ومطاوعة أفكارهم في إصدار الفتاوى الباطلة بتكفير المؤمنين بالله وبالرسول .

أمّا المسلمون ، فقد أصبحوا اليوم ـ والحمد لله ـ يعلمون أنّ وراء هذه النعرات الطائفيّة أيد أُخرى .

وخاصّة في هذه الفترة الزمنيّة الحسّاسة التي تمرّ بالأُمّة ، حيث هي في أسوأ الظروف ، وعلى أضعف الحالات ، وفي أضنك الأيّام ، وفي أكثر ما يتوقّع من التشتّت والتفكّك والافتراق ، والهجمة الاستعماريّة في أقسى حالاتها ، وعلى أرفع مستويات السلطة ، والرِجْلُ الأمريكيّة تدنَّسُ أرض المقدّسات في الجزيرة ، أرض الحجاز ! والهيمنة الأمريكيّة تخيّم على كلّ العواصم العربيّة ، والعتوّ والتمرّد الصهيونيّ في أوج درجاته .

إنّ صدور فتاوى تكفير المسلمين له مدلول آخر ، أكبر من مجرّد مسألة شرعيّة فرعيّة !؟

ونحن واثقون بالْأُمّة الإِسلاميّة الرشيدة ، ووعيها المتكامل في هذا العصر ، أنّها لا تغترّ بأراجيف هذه الزمرة الوهّابيّة ، المدعومة بالسلطة الحاكمة ، والدولار الأمريكيّ ، والمتخلّية عن كلّ معاني الحياء والتقوى والشعور .

فلو كانوا يتمتّعون بأدنى شيء من ذلك لَما سكتوا عن ملوكهم وأُمرائهم وخلفائهم وسلاطينهم ، الّذين ملأوا الدنيا بفجورهم وفسقهم ، عاراً على المسلمين وإهانة للإِسلام ، بتصرّفاتهم الهوجاء الجنونيّة ، وتبذيرهم الأموال الطائلة في أندية القمار والخمور ، في سبيل شهواتهم ورغباتهم التافهة ، ممّا لا يمكن ستره عن أحد من العالمين .

ولَمنعوهم من التعدّي على كرامة الشعوب الإِسلاميّة بالقتل والاغتيال ،


والعدوان ، تلبية لأوامر الدول المسيحيّة واليهوديّة .

فتلك الحرب الاستنزافية المدمّرة التي موّلوها ، وأجّجوا نيرانها ، ضدّ دولة الإِسلام في إيران .

وهذه حرب الخليج التي خرّبوا فيها بيوتهم بأيديهم وأموالهم .

وهذا الدمار الواسع والقتل الذريع والإِبادة الشاملة بأبناء العراق .

واليوم يقفون وراء فتاوى مزيّفة بغرض التفرقة بين الأُمّة ، وإغراء طائفة منهم بطائفة أُخرى !

ألا يفتح « أعضاء مجلس الإِفتاء الأعلى السعوديّ » عيونهم على كلّ هذه الجرائم التي يرتكبها ملوكهم وأُمراؤهم وسلاطينهم وخلفاؤهم ، ليمنعوه أو يحرّموه أو يستنكروه أو يقبّحوه .

إنْ كانت لهم كلمة مسموعة ؟ !

وإلّا ، فمن خوّلهم حقّ التكفير والتفسيق والتبديع ، للمسلمين ؟ !

إنّ بالإِمكان إصدار أكثر من منشور وفتوى ضدّ هؤلاء وفتاواهم الباطلة ، لكنّا ندعو المسلمين إلى ضبط النفس والتزوّد بالتقوى ، وحماية وحدة المسلمين ، والمحافظة على جماعتهم ، والإِعداد للمعركة الكبرى الفاصلة ضدّ الاستعمار والصهيونيّة .

فإنّ هؤلاء الذيول لا تبقى لهم قائمة بعد أُولئك .

ولنتمثّل بقول الشاعر :

وما كلّ كلبٍ نابحٍ يستفزّني

ولا كلّما طنّ الذُبابُ أُراعُ

هذا الكتاب وعملنا فيه :

وعلى أساس من هذا المبدأ ، رأينا الإِحجام عن الردّ على تلك الفتاوى الهزيلة ، وصمّمنا على تقديم هذه الرسالة : « الباقيات الصالحات » للتعريف بعقائد الشيعة الإِماميّة ، بصورة موجزة ، مع الاحتواء على كلّ ما هو أساسيّ من الأدلّة والبراهين في ملتزمات هذه الطائفة الإِسلاميّة في مجال التوحيد وما يتعلّق بصفات الله جلّ وعزّ ،


والنبوّة لسيّد الرسل محمّد صلّی الله عليه وآله وسلّم ، والخلافة والإِمامة لأهل البيت عليهم السلام ، والمعاد ، إلى يوم القيامة .

ومن خلال هذه الرسالة ـ على إيجازها ـ يمكن التعرّف على معتقدات الشيعة ، وأنّهم إنّما يلتزمون بالعقائد الإِسلامية المدعومة بأدلّة رصينة من آيات القرآن الكريم ، والسُنّة المطهَّرة ، والعقل السليم ، والفطرة الإِلٰهيّة ، وأنّهم لا يدّعون شيئاً بلا بيِّنةٍ شرعيّة ، أو برهان عقليّ ، ولا يلتزمون بها لا يجوز عقلاً أو نقلاً .

وبذلك تتبخّر التهم والافتراءات ضدّ شيعة أهل بيت النبيّ صلّی الله عليه وآله وسلّم ، والتشكيك في عقائدهم .

وهذا الكتابُ وُضع أساساً ليكون مقدّمة لواحدٍ من الكتب الفقهيّة ، التي تعدّ لمراجعة المقلِّدين من عامّة الناس ، والتي تُسمّى بـ « الرسالة العمليّة » فهي تُكتب بلغةٍ مبسّطة ، لتكون واضحةً سهلةَ الفهم ، وقدّم السيّد المؤلّف لهذه الرسالة في أُصول الدين ، لتكون مدخلاً لتلك الرسالة .

وقد طبع هذا الكتاب باسم « الباقيات الصالحات في أُصول الدين وفروع الشرع المتين » طبعة ثانية ، بمطبعة الزمان في بغداد .

ويبدو من نهاية هذه الرسالة أنّ السيّد ألّفها أثناء الحرب العالمية الثانية ( ١٩٣٩ ـ ١٩٤٥ م ) أو بُعيدها .

وقد أعدنا طبع الكتاب ، مع تصحيح ما وقع فيه من أخطاء مطبعية طفيفة ، وتخريج مواضع الآيات القرآنية ، والتعليق على مواضع قليلة للضرورة .

ولم نحاول تخريج الأحاديث الشريفة ، ولا توضيح بعض المقاطع ، حفاظاً على اختصار المتن ، وأملاً في أن يكون تقطيعنا للمتن مساعداً على يُسر قراءته .

*       *      *


المؤلّف ، وآثاره :

هو : قدوة العلماء المتبحّرين ، سيّد الفقهاء المجتهدين ، آية الله العظمى ، السيّد محمّد هادي ، الحسينيّ ، الخراسانيّ ، الحائريّ .

ابن العالم العامل التقيّ ، العلّامة الورع الجليل السيد الأمير عليّ الحسينيّ ، البجستانيّ ، ابن السيّد محمد ، بن الأمير أبي طالب ، بن الأمير كلان ؛ وهذا الجدّ الأعلى هو من الشخصيّات المرموقة في مدينة ( بجستان ) من توابع محافظة خراسان .

ولد السيّد المؤلّف في كربلاء المقدّسة ، في غُرّة ذي الحجّة الحرام سنة ١٢٩٧ هجريّة .

نشأ في مسقط رأسه ، ودخل الكُتّاب ، فأتقن القراءة والكتابة وهو ابن سبع سنين ، وانتهى في ١٣٠٩ من دراسة أوّليّات الأدب من النحو والصرف ، حيث هاجر به والده إلى خراسان .

ومكث في مشهد الإِمام الرضا عليه السلام من ١٣٠٩ ـ ١٣١٤ ، مكبّاً على تحصيل المقدّمات لدى أساتذتها ، وإكمال الكتب الأدبيّة كالألفية والكافية والشافية وشروحها ، والمغني والمطوَّل . وعلوم المنطق والأُصول ، والرياضيّات ، والأخلاق والآداب ، في كتبها المتداولة ، ومن بين أساتذته : السيّد والده ، والأديب النيشابوريّ الكبير .

ورجع سنة ١٣١٤ إلى كربلاء ، وانقطع إلى دراسة الفقه والْأُصول ، وفي شوّال ١٣١٥ هاجر إلى النجف الأشرف ، حاضرة العلم ، فاشتغل بتكميل كتب السطوح العالية ، مضافاً إلى حضور دروس المعقول عند أساتذته ، منهم الشيخ الميرزا محمد باقر الاصطهباناتي الشهيد سنة ١٣٢٦ في شيراز .

ثمّ بدأ بحضور دروس الخارج في الفقه والْأُصول على أعلام النجف من الفقهاء والْأُصوليّين ، منهم : شيخ الشريعة فتح الله الغرويّ الأصفهانيّ الشيرازيّ ( ت


١٣٣٩ ) ، والمحقّق الآخوند الخراسانيّ المولى محمّد كاظم صاحب الكفاية ( ت ١٣٢٩ ) ، والفقيه المرجع السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي ( ت ١٣٣٨ ) .

وجدّ في التحصيل في النجف طيلة خمس سنوات من دون انقطاع ، حتى هاجر في سنة ١٣٢٠ إلى سامرّاء ، فبقي هناك بطلب من كبير علمائها الشيخ الميرزا محمّد تقي الشيرازيّ زعيم ثورة العشرين ، والسيّد الميرزا علي آغا نجل السيّد المجدّد ، فأقام في سامرّاء مشتغلاً بالحضور لدى الشيخ الشيرازيّ ، وكان يعدّ من أفاضل تلامذته المرموقين ، وقام بتدريس الخارج فقهاً وأُصولاً ، كما درّس المعقول والكلام .

وقد اشترك مع شيخه التقيّ المجاهد في عدّة قضايا اجتماعية أدّتْ به إحداها سنة ١٣٣٠ إلى السجن في بغداد ، باعتباره الناطق عن الشيخ .

ولَمّا استعر أوار الحرب العالميّة الْأُولى سنة ١٣٣٣ انتدبه أُستاذه الشيخ التقيّ ليمثّله في بعض المهمّات الخاصة ، وأوفده إلى إيران .

وفي شهر شوّال من سنة ١٣٣٥ خرج بصحبة الشيخ الْأُستاذ مهاجرين من سامرّاء ، وأقاموا مدّة في الكاظميّة ، والسيّد يلازمه ملازمة الظلّ ، حتى وردوا كربلاء في ١٨ ـ صفر ـ ١٣٣٦ .

ولَمّا دخل الشيخ التقيّ معمعة الجهاد المقدّس ، دفاعاً عن حوزة الإِسلام وكرامة المسلمين ، ضدّ الإِنكليز الكفرة المحتلّين ، كان السيّد إلى جانبه ، طول المدّة التي وقف فيها علماء الإِسلام ، حتى توفّي زعيم الثورة الشيخ التقيّ في الثالث من ذي الحجّة سنة ١٣٣٨ .

وفي ما خلّفه السيّد من أوراق ومؤلّفات نتف من المذكّرات الهامّة حول ذلك الجهاد المقدّس .

وعندما استقرّت الأوضاع ، انقطع السيّد إلى التدريس والتأليف ، والإِفتاء ، وقضاء أُمور المؤمنين ، فكانت له الزعامة العلميّة في كربلاء ، وقلّده جماعة من أهلها ، كما قلّده جمع من أهالي بغداد وخراسان وطهران . وكان يعدّ من كبار فقهاء الطائفة وأُصوليّيها ، مع التبحّر في العلوم العقلية ، والكلامية ، وعلوم القرآن والحديث .


وله مواقف نضاليّة في مواجهة الحكومة العراقية ، في قضايا خاصة ، مذكورة في تاريخ حياته .

وكذلك في الدفاع عن حريم أهل البيت عليهم السلام عندما أقدم الوهّابيّون الجهلة على هدم قبورهم في المدينة المنوّرة ، فكان للسيّد المؤلّف سعيٌ بليغ في إثارة الْأُمّة لاستنكار هذه الجريمة النكراء ، كما جدّ في فضح القائمين بها بالكتب التي ألّفها ردّاً عليهم ، ومنها كتاب « دعوة الحقّ إلى ائمّة الخلق » .

ووقف من تصرّفات شاه إيران الأسبق ، المشبوهة ، والهادفة لمحو آثار الديانة ، ومسخ الشعب الإيراني المسلم ، وعَلْمَنَة البلد ، وقفة حازمة ، فكانت له مساجلات ومناقشات حادّة مع الشاه نفسه ، ومع جلاوزته وأعوانه ، كما كان يُثير الْأُمّة وعلمائها للتحرّك ضدّ تلك الإِجراءات الفاسقة .

وفاته :

وبعد عُمُرٍ مبارك قضاه السيّد بين التحصيل ، والتأليف ، والجهاد ، والفتوى ، والعمل لله ، قضى نحبه في ١٢ ـ ربيع الأوّل ـ ١٣٦٨ عن عمر يناهز السبعين عاماً .

ودفن في الصحن الحسينيّ في كربلاء .

ورثاه الشعراء والخطباء ، وأبّنه العلماء ، وممّن أرخّ وفاته العالم المرحوم الشيخ عبد الحسين الحويزيّ في قوله :

عن هذه الدنيا مضى سيّدٌ

سادَ الورى بالجَدّ والجِدِّ

نواحساً أيّامُها أصبحتْ

مُذْ غابَ نجمُ اليُمْنِ والسَعْدِ

إذ كان نوراً ومناراً به

للخلق يزهو منهج الرُشدِ

والعلمُ أضحى جِيْدُه عاطلاً

وٱنْبَتَّ سمطُ جوهرِ العِقْدِ

أروع في تاريخه : ( ماجدٌ

هاد البرايا قَرّ في الخُلدِ )

*       *      *


مشايخه في العلم والرواية :

١ ـ السيّد والده ، العلّامة التقيّ السيّد عليّ البجستانيّ ، أخذ منه بعض مقدّمات العلوم .

٢ ـ الأديب النيشابوريّ الكبير ، درس عنده الكتب الأدبيّة في مشهد .

٣ ـ الشيخ محمد كاظم الخراسانيّ الآخوند ، صاحب كفاية الْأُصول ، وقد شرحها السيّد بشروح ثلاثة ، حضر عليه في النجف الأشرف .

٤ ـ السيّد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي ، صاحب العروة الوثقى ، حضر عليه برهة في النجف الأشرف ، وشرح كتابه العروة .

٥ ـ الشيخ محمد تقيّ الشيرازي الحائريّ ، زعيم ثورة العشرين العراقية ، وقد أجازه بالاجتهاد ، والرواية المدبّجة .

٦ ـ الشيخ فتح الله الغرويّ ، شيخ الشريعة الأصفهانيّ ، الشيرازيّ ، وقد أجازه برواية الحديث .

٧ ـ الشيخ محمد حسن ، الشهير بكُبّة ، البغداديّ ، وهو من مشايخ إجازته في الحديث .

٨ ـ السيّد حسن الصدر العامليّ الكاظميّ ، وهو من مشايخ إجازته في الحديث .

٩ ـ السيّد إبراهيم الراويّ الشافعيّ البغداديّ ، وهو من علماء العامّة ، وقد أجازه برواية الحديث من طرقهم .

١٠ ـ الشيخ فضل الله المازندرانيّ ، من أفاضل علماء كربلاء ، وقد أجازه بالاجتهاد والرواية .

تلامذته والراوون عنه :

١ ـ الشيخ آغا بزرك الطهراني ( ت ١٣٨٩ ) وهو زميل السيّد المؤلّف في الدراسة ، وإنّما تبادلا الإِجازة لرواية الحديث ، فهي بينهما مدبّجة .


٢ ـ السيّد محمد مهدي الأصفهانيّ الكاظميّ ، من علماء الكاظميّة والمؤلّفين المكثرين ، وقد حضر على السيّد المؤلّف برهة في كربلاء ، وحصل منه على إجازة الحديث .

٣ ـ السيد محمد طاهر البحراني البوشهري ، من علماء كربلاء وأئمّة الجماعة فيها .

٤ ـ السيّد مهدي بن السيد حبيب الشيرازي ، من علماء كربلاء وأئمّتها في الجماعة والتقليد ، يروي عن السيد المؤلّف بالإِجازة .

٥ ـ السيّد علي نقي اللكنوي الهندي ، استجاز السيّد المؤلّف في رواية الحديث .

٦ ـ السيّد محمد صادق بحر العلوم النجفي ، من العلماء المحقّقين ، يروي عن السيّد المؤلّف بالإِجازة .

٧ ـ السيّد محسن الحسيني الجلالي الكشميري ( ت ١٣٩٦ ) ، من مدرِّسي الفقه في كربلاء وأئمّتها ، وهو صهر السيّد المؤلّف .

٨ ـ السيّد شهاب الدين المرعشيّ النجفيّ ( ت ١٤١١ ) ، من علماء مدينة قم ومراجعها ، يروي عن السيّد المؤلّف بالإِجازة .

مؤلّفاته :

بلغت مؤلّفاته الموجودة ١٤٣ كتاباً ورسالة ، ونقتصر في هذه المقدّمة على ذكر مؤلّفاته الكلاميّة ، وذكر ما طبع من مؤلّفاته فقط ، حذراً من التطويل :

١ ـ أحسن الجدل مع أحمد بن حنبل ، ( ثلاثة مجلّدات ) .

مستخرج من مسند أحمد ، نذر تأليفه عندما سجن في بغداد سنة ١٣٣٠ .

٢ ـ إزالة الوصمة عن وجوه براهين العصمة ، ( مجلّد ) :

ألّفه سنة ١٣٤٠ .

٣ ـ أسِنّةُ السُنّة السَنِيّة لقطع ألْسِنَة السُنِّيَّة :

ابتدأ بتأليفه سنة ١٣٢٥ في سامرّاء ، وهو كتاب كبير حاوٍ لصحاح العامّة


ومسانيدهم في الفضائل والمطاعن ، وجملة من الفروع الفقهيّة ، والاستدلال على فقهنا بأخبارهم ، وبيان تناقضاتهم .

٤ ـ أُصول الآيات ، وآيات الْأُصول :

في علم الكلام على ضوء آيات القرآن الكريم .

٥ ـ أُصول الشيعة وفروع الشريعة ، ( جزءان ) .

الجزء الأوّل منهما في أُصول الدين ، فرغ من تأليفه ٦ ـ شوّال ـ ١٣٤١ ، وطبع في بغداد ، ويقع في ١٥٥ صفحة .

٦ ـ أعلام الإِسلام :

في أُصول الدين .

٧ ـ الألفين في دين المصطفَيْن :

أُرجوزة في ألفي بيت في أُصول الدين والحكمة الإِلٰهيّة ، طبعت في طهران بمطبعة باكت جي في ١٤٨ صفحة ، وجاء في آخرها :

ختامُه ( مسكٌ ) وقد صادف ( قم )

والبلد الطيّب دُمْ فيه وقُمْ

والظاهر أنّ تاريخ التأليف هو سنة ١٣٥٦ .

٨ ـ شرح الألفين :

قد شرح فيه أُرجوزته السابقة ، سنة ١٣٦٣ .

٩ ـ انتقاد الاعتقاد في المبدأ والمعاد :

ألّفه في سامرّاء عند تدريسه علم الكلام .

١٠ ـ الباقيات الصالحات :

وهي رسالة عملية ، في مقدّمتها ( رسالة أُصول الدين ) هذه التي نقدّم لها ، ونقدّمها للقارئين .

١١ ـ البصائر الربّانيّة ، في إثبات الصانع والوحدانيّة :

ألّفها سنة ١٣٣٧ عند بحثه في الموضوع في ليالي شهر رمضان المبارك في


كربلاء .

١٢ ـ البوارق الفارقة على أعناق المارقة :

في الردّ على الصواعق المحرقة ، ثمّ تأليفها سنة ١٣٤٨ .

١٣ ـ البيّنات والزبر في وجوه أدلّة العصمة للأربعة عشر .

١٤ ـ حاشية على شرح التجريد :

وهو تعليقة على شوارق الإِلهام للّاهيجي .

١٥ ـ حاشية على ينابيع المودّة للقندوزي :

في الاستدلال ببعض الأحاديث على الإِمامة .

١٦ ـ الحجّة البالغة ( بالفارسيّة ) :

في أُصول الدين ، طبع سنة ١٣٦٤ في مشهد المقدّسة .

١٧ ـ حقائق الصدق في أُصول الدين الحقّ .

١٨ ـ دعوة الحقّ إلى أئمّة الخلق :

رسالة كبيرة في ردّ الدعوة الخبيثة الوهّابيّة ، وإثبات إمامة أئمّة الهُدى ، في جزءين ، طبع الأوّل منهما سنة ١٣٤٧ بمطبعة النجاح في بغداد ، والجزء الثاني لا يزال مخطوطاً .

١٩ ـ رسالة في الشعائر الحسينيّة :

كرّاسة صغيرة ، ألّفها سنة ١٣٤٧ ، وطبعت سنة ١٣٤٨ بمطبعة النجاح في بغداد ، في ١٢ صفحة ، وأُعيد طبعها كاملة ، بالْأُفسيت ـ ضمن كتاب « عزاداري أز ديدكاه مرجعيّت شيعة » تأليف علي ربّاني خلخالي ، في قم .

٢٠ ـ رسالة في فعل القادر المختار :

في إثبات العدل والردّ على المجبرة والقدريّة الكفّار .

٢١ ـ الشجرة الطيّبة :

سبعة وعشرون فصلاً في الإِمامة والفضائل .

٢٢ ـ علم الإِنسان بخلق القرآن :


رسالة مختصرة في الموضوع ، وحسم الخلاف فيه .

٢٣ ـ عين العيان :

تعليقة على رسالة في ( التوحيد ) لبعض الأساطين الأعيان .

٢٤ ـ القرعة ( بالفارسيّة ) :

في الإِمامة ، وجمع آيات من القرآن في ذمّ النواصب .

ألّفها سنة ١٣٣٠ .

٢٥ ـ لسان الصدق :

كتاب كبير يبحث في الإِمامة الكبرى .

٢٦ ـ مخالفة مذهب السُنّة للكتاب والسُنّة :

حاشية على ( الموطّأ ) لمالك ، مشتمل على دورة فقهيّة كاملة ، وإثبات بدع المخالفين في أحكام الدين المبين .

٢٧ ـ المسائل النفيسة :

في إعجاز القرآن ، وبحوث اعتقادية أُخرى ، طبعت بمطبعة النجاح في بغداد ، في ٢٦ صفحة .

٢٨ ـ مصابيح العترة الأطياب ورجم الشياطين النُصّاب ( بالفارسيّة ) :

في الإِمامة .

٢٩ ـ المعجزة والإِسلام :

في أُصول الدين ، طبعت بالمطبعة العلميّة في النجف ، في ص ٣٤٨ صفحة .

٣٠ ـ المغرفة في المعرفة :

في الحكمة ، والبحث عن أصالة الوجود أو الماهيّة .

ألّفها سنة ١٣٤٢ وطبعت سنة ١٣٩٣ ، بتحقيق أخينا المجاهد العلّامة الحجّة الشهيد المظلوم السيد محمد تقي الحسيني الجلالي في النجف ، مطبعة النعمان ، في ٨٠ صفحة .

٣١ ـ مغلاة الغلاة في الردّ على الشيخيّة الغواة .


٣٢ ـ نخبة اللوامع ونجبة السواطع :

اختصره من كتاب ( لوامع الأنوار البهيّة وسواطع الأسرار الأثرية ) لشمس الدين السفاريني الحنبليّ ، أورد فيه الْأُصول الكلامية على مذهب الحنابلة ، فردّ عليها المصنّف بالبراهين الجليّة .

٣٣ ـ نطق الحقّ ( بالفارسيّة ) :

في الإِمامة .

٣٤ ـ النور العاقب في تحرير رسالة الشهاب الثاقب :

حرّر ولخّص رسالة الشهاب في ردّ الصوفيّة ، تأليف المولى الشيخ محمد حسين نسيب المولى فتح عليّ .

ألّفه سنة ١٣٥٠ .

٣٥ ـ نور العلم :

في بدع العامّة .

وهناك رسائل غير تامّة التأليف لم نذكرها في هذه القائمة .

مصادر الترجمة :

لقد ترجم للسيّد المؤلّف كلّ من عاصره أو تأخّر عنه ، من مؤلّفي التراجم .

وفي طليعتهم السيّد نفسه ، فقد ألّف لنفسه ترجمة ذاتية بٱسم « لمحهٔ أربعين » باللغة الفارسيّة عند بلوغه سنّ الأربعين ، وأضاف عليها ملاحق باللغة العربيّة لخّص فيها ذلك الكتاب .

كما أنّ مشيخته المسمّاة بـ « الصحف المطهَّرة » ذكر فيها قائمة بأسماء مؤلّفاته ومصنّفاته .

وأمّا ما كتبه الآخرون فهي :

١ ـ الترجمة الملحقة بآخر كتابه « دعوة الحقّ » المطبوع في بغداد ، وهي بقلم الشيخ محمد صالح الكاظمي ، صاحب التاج .


٢ ـ أحسن الأثر في من أدركناه في القرن الرابع عشر .

للشيخ محمّد صالح ، المذكور ، ترجم للمؤلّف برقم ( ٩ ) .

٣ ـ أحسن الوديعة .

للسيد محمد مهدي الأصفهاني الكاظمي ، ترجم للسيد في ذيل ترجمة أُستاذه الشيخ محمد تقي الشيرازيّ زعيم الثورة ( ج ١ ص ١٧٥ ـ ١٧٨ ) من الطبعة الثانية .

٤ ـ أنوار الكاظمين .

للسيد محمد مهدي ، المذكور ، ترجم للسيد في ص ١٢٥ .

٥ ـ أقرب المجازات إلى مشايخ الإِجازات .

للسيد علي نقي النقوي اللكنهوي ، ترجم للسيّد ترجمة ضافية في الجزء الأوّل منه ، في ٢٢ صفحة .

٦ ـ نقباء البشر في القرن الرابع عشر من ( طبقات أعلام الشيعة ) .

لشيخنا المولى آغا بزرك الطهراني ، الجزء الرابع ص ١٥٢٥ ضمن ترجمة والده السيّد عليّ البجستانيّ ، وفي حرف الماء المخطوط أيضاً .

٧ ـ مصفّى المقال في مؤلّفي علم الرجال .

للشيخ آغا بزرك الطهراني .

٨ ـ أعيان الشيعة .

للسيد محسن الأمين العامليّ ، ترجم له في ( ج ٥٠ ص ٤٣ ) واستدرك عليه السيد صالح الشهرستاني في ( ج ٥٢ ص ١٤١ ) .

٩ ـ شخصيّات أدركتها .

للسيد صالح الشهرستاني المذكور ، ص ٦٩ ـ ٧٢ .

١٠ ـ الأعلام .

لخير الدين الزركلي ( ج ٩ ص ٣٨ ) من الطبعة الثانية .

١١ ـ معجم المؤلّفين .


لعمر رضا كحّالة ( ج ١٣ ص ١٢٦ ) .

١٢ ـ معارف الرجال .

للشيخ محمد حرز الدين النجفي ( ج ٣ ص ٢٣٢ ) .

١٣ ـ معجم رجال الفكر والأدب في النجف .

للشيخ محمد هادي الأمينيّ ، ص ١١٦ .

١٤ ـ الإِمام الخراسانيّ .

بقلم كاتب هذا التقديم .

وقد جاء ذكره في معاجم الكتب والمؤلّفات والمطبوعات ، وما كتب عن تاريخ كربلاء باعتباره واحداً من كبار رجالاتها البارزين قدَّس الله روحه ، وأسكنه من الخلد فسيحه .

وكتب السيّد محمّد رضا الحسينيّ


[ الباقيات الصالحات ]



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على محمّد خاتم النبيّين ، وآله الطاهرين .

وبعدُ ؛ فهذه رسالةٌ مختصرةٌ فيما يجب على كلّ مكلَّفٍ ـ وهو الإِنسانُ ، البالغُ العاقلُ ـ معرفتُه ، والعملُ به ؛ من أُصول الدين وفروعه (١) ، على نحو الإِجمال ، وتفاصيله في كُتبنا المفصَّلة ، المنشورة لدى أهل العلم والكمال .

والله هو المستعانُ في المبدأ والمآل .

__________________

(١) لقد عرفت في التقديم أنّا اقتصرنا على قسم أُصول الدين من هذا الكتاب في هذه الطبعة .




مقدِّمةٌ في أُصول الدين

يجب على مَنْ بَلَغَ ـ من الذكور والإِناث ـ وهو عاقلٌ ؛ قابلٌ للتعلّم : أنْ يُحصّل اليقين ، والعلمَ بالْأُصول الخمسة ، من الأدلّة والبراهين ـ ولو كانتْ ارتكازيةً ، دون الاصطلاحات العلميّة ـ ولا يجوز فيها التقليدُ .

وهي خمسة :

الأوّلُ : الاعتقاد بوجود الصانع وأنّه واحدٌ لا شريكَ له

والدليل على ذلك : أنّ لكلّ صنعةٍ صانعاً ، ولكلّ أثرٍ مؤثّراً ، ولكلّ متحرّكٍ محرِّكاً .

وبالوجدان : العالَمُ ـ برمّتهِ ـ أعظمُ صنعةٍ ، والأرضون ـ وما فوتها ـ أكبرُ أثَرٍ ،


والسماوات والكواكبُ أسرعُ متحرّكٍ .

فيكونُ لها صانعٌ ، هو المؤثّرُ ، المحرّكُ .

وبحكمة الصُنع تُسْتكشفُ حكمةُ الصانعِ .

وأمّا وحدانيّتُه :

فلعدم أثرٍ لغيره .

ولأنّ هذا المعلومَ أخْبَرَ عن الوحدانيّة ، والكذبُ ظُلْمٌ ، قبيحٌ ، لا يصدرُ عن الغنيّ الحكيم .

ولأنَّه : لو كان إلٰهٌ آخرُ ؛ لأظهرَ وجودَه ، كما أظهرَ هذا الموجودُ ، سيّما مع إنكار وجوده .

الثاني : الإِذعان بأنّ الصانعَ عادلٌ

والدليلُ عليه : أنّ الظلمَ قبيحٌ ، والقبيحُ يمتنعُ على الحكيم ؛ لا بمعنى عجزه عنهُ ـ لأنّه ممكنٌ ، ولا حاجزَ للممكنِ عن الواجب ـ بل ، بمعنى أنّ الواجبَ قادرٌ ، والقادرُ لا يفعل إلّا بداعٍ وغَرَضٍ ، والواجبُ حكيمٌ ، غنيٌّ عن غَيْره ، فلا يُعْقَلُ أنْ يحصلَ له داعٍ وإرادةٌ إلى القبيح ، وهذا امتناعٌ حكميٌّ ، لا ذاتيٌّ .

ولأنّه يجبُ أنْ يكونَ الصانعُ شارعاً ، والتشريعُ لا يكونُ مع احتمالِ الظُلمِ ، كما سنذكره إنْ شاء اللهُ .

الثالثُ : النُبُوَّةُ

يجبُ اليقينُ بنبوّة محمّد بن عبد الله بن عبد المطّلب بن هاشم صلّى الله عليه وآله وسلّم .


بدليل : أنّ الصانعَ خلقَ العالَمَ لِغرضٍ صحيحٍ ، ولا يحصلُ إلّا بالتشريع ، وجعلَ قانونَ عَدْلٍ بينَ الناس ، الّذين منهم يحصل الصحيح والسقيمُ ، وهم مرجعُ الخير ، والشرّ ، والفساد ، والهلاك .

وبالضرورة ؛ إنّ الناسَ يحتاجون إلى المعاشرة والاجتماع ، وذلك مَثارُ الظلمِ ، والمغالبةِ ، والمدافعةِ .

فلا بُدّ لهم من رئيسٍ يمنعهم عن المظالم ، ويجلبهم إلى المصالح ، ويُجريهم على ذلك القانون .

وبالضرورة ؛ يجب أنْ يكونَ ذلك القانونُ ، وذلك الرئيسُ : عن الواجب الحكيم ، لأنّ إيكاله إلى المكلَّفين يوجبُ أعظمَ مفسدةٍ .

فقد ثبت : أنّه يجبُ أنْ يكونَ للمكلَّفين ـ من مبدأ الخلق إلى المنتهى ـ قانونُ عدلٍ ، وهو : الشريعة ، ورئيسٌ عادلٌ ، وهو : النبيّ .

وحيث إنّا ـ في هذا الزمان ـ لا نرى أثراً صحيحاً ، ولا قانوناً صالحاً ، إلّا لنبوّة خاتم الأنبياء محمّدٍ صلّی الله عليه وآله ؛ علمنا ـ بالضرورة ـ أنّه النبيُّ ، وشريعته هو الدين الصحيح .

فإنّ مَن سبقه ممّن ادّعى النبوّة لم يبق له دليلٌ ، ولا شريعةٌ صالحةٌ ، فإنَّ الكتب المنسوبةَ إليهم مشحونةٌ بالأباطيل ، وخلافِ ضرورة العقل ؛ كالتثليثِ ، والشركِ ، وإسْناد القبائح إلى الأنبياء ، والمناقضات : كالاعتقاد بالتوحيد والتثليث ، وتحليل شُرب الخمر ، ونكاح البنت ، والتجسّم ، والجهل للبارئ ـ تعالى ـ وغيرها من القبائح .

فإذا كان اليهودُ والنصارى ـ وهم أوْلى بالحقّانيّة من غيرهم (١) ـ على هذا الظهور من البطلان ، والبعد من الحقّ ! فكيف بغيرهم ؟ !

وكلّ ذلك بخلاف ما هو معلومٌ ـ بالضرورة ـ من حكمة القرآن ، وجلالة أحكام

__________________

(١) أي من أصحاب العقائد والنحل الباطلة ، كالوثنيّة والملاحدة والثنوية والمادّية ، التي لا تعتقد برسالة إلٰهيّة سماويّة .


الإِسلام ، ومباني هذه الشريعة ، وقُدس ساحة سيّد الأنبياء صلّی الله عليه وآله ، فإنّ كلّ جزئيٍّ وكليٍّ من أحكام شرعه ، وكيفيّاتِ ذاته وصفاته ، وآدابِ معاشرته وأخلاقه ، كلّها دلائلُ نبوّتِهِ ، وبراهينُ رسالتِهِ .

وأعظمُ معاجزه وأفضلُها ، وأمتنُها ، وأكملُها : كتابهُ « القرآنُ الحكيمُ » ؛ حيث إنّه أعْجَزَ أهلَ العالَم مِن الجنّ والإِنس ـ من أنْ يُعارضوا القرآنَ ، ولو بسورةٍ ذاتِ ثلاثِ آياتٍ ، مع إقدامهم على إعطاء الجِزْية عن يَدٍ وهم صاغِرون ، وبذلِ النفس والنفيس ، وتحمّل الأسْرِ والرِقِّيّة ، والقتل وسَبي الذُرِّيّة .

الرابع : الإِمامة

وهي : الرئاسةُ العامّةُ في الدينِ والدنيا ، نيابةً عن النبيّ .

والدليل على وجوب الاعتقاد بوجود الإِمام وتعيينه ، كأدلّة النبوّة :

فإنّه ـ كما يجبُ على الله تعالى ، لحكمته : جعلُ النبيّ ، والشريعة ـ يجبُ عليه جعلُ الإِمام نائباً عن النبيّ ، لحفظ ذلك القانونِ ، وحفظ العاملين به ، وإلّا ؛ لزمَ نقضُ ما أبرمَ .

ولا يجوز ـ عقلاً ونقلاً ـ تفويضُ أمر الإِمامة ، وزمام الْأُمّة إليهم ، لتأديته إلى أعظم فسادٍ ، وهلاكٍ للحرثِ والنسلِ ، واستناد كلّ ذلك إلى الله والرسول .

ولكنْ إذا عُيِّنَ الإِمامُ ، وامتنعت الْأُمّةُ من القبول ، فكلّما سُلّ سيفٌ ، يستند إلى القاتل والمقتول من أُولي البغي ، وكما وجدناه ـ بالضرورة ـ في عترة نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وآله ؛ حيثُ تواتر حديثُ : « إنّي خَلّفتُ فيكم الثقلين : كتابَ اللهِ ، وعترتي : أهلَ بيتي ، إنْ تمسّكتم بهما لنْ تَضلّوا ، ولنْ يفترِقا حتّى يَردا عليَّ الحوضَ » .

وفي بعض الصحاح المسلَّمة : « إنّي تركتُ فيكم خليفتين . . . » إلى آخره .

وقد تكرّر منه صلّی الله عليه وآله ذلك في مواضع ومجامع متعدّدة ، كما صرّح به جماعة من الخاصّة والعامّة ، منهم ابن حجر في ( صواعقه ) مع ذلك التعصُّب والنصب !


وهذا الحديثُ المتواترُ ـ المعلومُ صدورُه من لسان الوحي والإِلْهام ـ يدلُّ على أُمورٍ عظام :

الأوّل : يدلُّ على نبوّة قائله ، عليه وآله أفضلُ الصلاة والسلام ، لأنّه لا يُعقلُ لعاقلٍ أنْ يُصِرَّ ويكرِّرَ بأمرٍ استقباليٍّ ، مع ظهور موانع كثيرة ، وعلمه بها ، وإخباره عنها ، سيّما مَنْ يدّعي بقاءَ نبوّته إلى يوم القيامة ، وأنّه نبيُّ آخِر الزمان ، وخاتم النُبوّات ثمّ يُخبر ـ جزماً ـ ببقاء كتابه وآله إلى يوم القيام ، وأنّهما على الحقّ والصواب .

وأعظمُ من هذا الإِخبار ـ ظهوراً ـ وقوعُ ذلك في الخارج ، ومشاهدتُه عياناً ، إلى ألف سنة وزيادة ، مع كثرة القتل والحبس والتشريد والخوف والفقر فيهم .

فهذا الإِخبار ، وهذا البقاء ، لَهُما من أعظم المعاجز !

الثاني : يدلُّ على عصمة الكتابِ ، والعترةِ الأطيابِ ، وأنّهما مُلازمان للحقّ والصواب ، ومعصومان عن الخطأ والضلال .

وإلّا ، لم يكن التمسّكُ بهما حافظاً عن الضلال إلى يوم القيام .

وهذا دليلٌ آخر على خلافة العترة ؛ حيثُ اتّفق العقلُ ونصُّ النقل على اشتراط العِصْمة في الخليفة والإِمام ، وحيثُ إنّهُ لا معصومَ في الْأُمّة ـ سوى العترةِ ـ باتّفاق الْأُمّة ، وَجَبَ عصمةُ العترة وخلافتُهم ، بحكم العقل والنقل .

الثالث : يدلُّ على دوام العترةِ ، وخلافتِهم إلى يوم القيام ، لوجوهٍ :

الأوّل : أنّه خطاب إلى جميع الْأُمّة إلى يوم القيامة ، لأنّه صلّی الله عليه وآله نبيُّ الجميع ، فيجبُ عليه نصبُ الخليفة للجميع ، ولا وجهَ لتخصيص بعضٍ دون بعضٍ .

الثاني : أنّ العترةَ عِدْلُ القرآنِ ، وزميلُهُ القرآنُ باقٍ إلى يوم القيامة ، فكذا عِدْلُه وزميلُه .

الثالثُ : التأبيدُ المستفاد من لفظة : ( لَنْ ) فإنّ بقاءَ النفي وتأبيدَه بالنسبة إلى الأحياء جيلاً بعد جيلٍ ، وقبيلاً بعدَ قبيلٍ ؟ وإلّا ، فَمَنْ ماتَ لا يُعْقلُ له ضلالةً في المستقبل حتّى تُنفى بلفظة : ( لَنْ ) .

الرابع : قولُه : « لن يفترقا حتّى يَرِدا عليَّ الحوضَ » فيه تأكيداتٌ على دوام


العترة : بلفظة ( لَنْ ) ونصّ عدم المفارقة ، وذكر الغاية النهائيّة .

وبذلك تثبت إمامة المهديّ عجّل الله فرجه ، ورجعة الأئمّة .

ثمَّ الواجبُ تحصيلُ العلم واليقين بإمامة سيّد المتّقين ، عليّ بن أبي طالب ، أمير المؤمنين ، وأنّه الخليفةُ بلا فصل .

ثمّ الحسنُ السبطُ الأكبرُ .

ثُمّ الحسينُ بن عليّ ، الشهيدُ بكربلاء .

ثُمّ ابنُه عليٌّ ، زينُ العابدين .

ثُمّ وُلْدُه الثمانية ، أبوابُ الجنّة :

محمّدُ الباقرُ .

ثُمّ جعفرُ الصادقُ ، وهو قلبُ الأئمّة ولسانهم ، ولذا سُمّي ووُصِفَ بالصدق ، وبرزتْ عنه علومُهم ، ونُسِبَ إليه مذهبُهُم .

ثُمّ موسى الكاظِمُ .

ثُمّ عليُّ الرضا .

ثُمّ محمّدُ التقيُّ .

ثُمّ عليُّ النقيُّ .

ثُمّ الحسنُ الزكيُّ .

ثُمّ صاحبُ الزمان ، المهديُّ .

والدليلُ على خلافتهم ، بالعقل والنقل :

أمّا العقلُ :

فلاشتراط العصمةِ في الإِمام ، ولا معصومَ في الْأُمّة سواهم .

وأيضاً : دعواهُم الإِمامةَ ، ولم تقعْ أيّةُ مناقشةٍ ، أو تُدّعى أيّةُ وصمةٍ ، في شيء من ذواتِهم وحالاتِهم وظواهرِهم وبواطنِهم ، مع كثرة الأعداء والحُسّاد لهم ، وابتلائهم بأعظم الشدائد ، حتّى لم يكن فيهم إلّا مقتولٌ أو مسمومٌ .


والتأمُّلُ في أحوالهم يؤدّي إلى العلم بأنّ كلّ واحدة من حالاتهم وتصرّفاتهم معجِزٌ مستقلٌّ ، وبرهانٌ على عِصمتهم وإمامتهم .

وأيضاً : المعاجزُ المحسوسةُ ـ دائماً ـ من مشاهدهم الشريفة .

بل صِرْفُ توجّهِ النُفوسِ الكاملة ، من القُرون السالفة ، من الكُمَّلين من الحكماء ، والعاملين من العلماء ، ووُفود العامّة آلافَ أُلوفٍ إلى مشاهدهم الشريفة ، وانجذاب قلوب العالمين إليهم ، ومُشاهدة الآثار الخيريّة ، والبركات بالتوسّل بهم لدى ربّ العالمين ، أدلُّ دليلٍ على أنّهم أقرب الخلائق إلى اللهِ تعالى .

وهذه الدلالةُ ـ مع كثرةِ تصديقِ مَنْ لا يُطعنُ في تصديقه ، بما لا يُحصى ـ توجِبُ القطعَ .

وأما كثرة الطوائف الْأُخرى ، على عقائدهم الباطلة ، فكلّها مشتملة على شواهدَ ضروريةٍ على بُطلانها ، والحمدُ لله .

وليس في العالم فرقةٌ مجتمعةٌ على شريعةٍ خاليةٍ من الأباطيل والمناقضات ، سوى هذا المذهب .

وأمّا النقل :

فمن الكتاب :

آيةُ التطهير : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) [ ( ٣٣ ) الأحزاب ٣٣ ] المختصّة بالخمسة الطاهرة ، بإجماعِ صحاحِ العامّةِ والخاصّةِ ، وتواتر أحاديث أهل الإِسلام .

وهذه الطهارةُ تساوقُ العصمة ، بل فوقَها ، والمعصومُ تجبُ متابعتُه ، وأنْ يكونَ إماماً ، لا مأموماً لغير المعصوم ، فكيف بالفاجر الظلوم ؟ !

وقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) [ ( ١١٩ ) التوبة ٩ ] .

والصادقونَ همُ الطاهرون ، فإنّ الكذبَ أعظمُ رِجْسٍ وأخبثُ دَنَسٍ .


وقوله تعالى : ( أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ) [ ( ١٧ ) هود ١١ ] .

ولا شاهدَ للنبيّ ـ يكونُ من النبيّ صلّی الله عليه وآله ـ كعليٍّ عليه السلام ؛ فإنّ تصديق مثل عليٍّ لنبوّة أحدٍ لا يُعْقَلُ فيه إلّا صِرْفُ الحقّ ، وكمالُ الصدق ، وقد بقيَ بعد النبيّ صلّی الله عليه وآله ، وكان تلواً له ، وحَذا حَذْوَه ، فهو التالي له ، والخليفةُ بعده .

وقوله تعالى : ( أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) [ ( ٥٩ ) النساء ٤ ] وبيَّنَ ، وعَيَّنَ وَلِيَّ الأمر ، بقوله تعالى : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) [ ( ٥٥ ) المائدة ٥ ] .

ولم نعرف مَنْ آمنَ وأقامَ الصلاةَ ، وآتى الزكاةَ في ركوعه ، كما هو نصُّ الآية ، ويكونُ قابلاً لائقاً للولاية المشتركة بينَه وبينَ الله وبينَ رسوله ، من الولاية المطلقة العامّة ، ولايةً كاملةً مستمرّةً ، على جميع الْأُمّة ، إلّا ولايةَ عليّ بن أبي طالب ، الذي تواتَر في حقّه قولُه صلّی الله عليه وآله : « مَنْ كنتُ مولاهُ فهذا عليٌّ مولاهُ » سيّما بعد قوله : « اللهُ مولايَ ، وأنا مولى المؤمنين » وقوله : « ألَسْتُ أوْلى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ ! » قالوا : بلى ، فقالَ : « ألا ، فمنْ كنتُ مولاهُ ، فعليٌّ مولاهُ » .

وغيرها من الآيات ، الدالّة على إمامتهم ، وبُطلان إمامة غيرهم ، وهي أكثر وأوسع من أنْ تُحْصَرَ تفاصيلُها في كتابٍ ! فكيف بهذا المجمل الموجز من الخطاب ؟ !

ومن السُنّة :

فهي أكثرُ من أنْ تُذكَرَ ، وأشهر من أنْ تُنشَرَ ، بل أسماء الكتب المشهورة المسطورة في الإِمامة غير محصورة (١) كيف ؟ ! وكُتُبُ هذا المؤلّف كثيرة ، تعدادها ينافي وجازة هذه الرسالة القصيرة .

ونتبرّك بالإِشارة إلى اثني عشر حديثاً صحيحاً أو متواتراً عند العامّة والخاصّة :

__________________

(١) راجع مقال « مصادر الإِمامة » للشيخ عبد الجبّار الرفاعي ، المنشور في مجلّة تراثنا ، العدد ١٨ فما بعده .


أ ـ حديثُ : « إثنا عشر خليفة ، بهم يعزّ الدينُ » .

ب ـ حديثُ : « مَنْ مات ولم يعرف إمام زمانه فقد مات ميتةً جاهليّة » .

وبالضرورة ، لا ينطبقُ إلّا على مذهب الشيعة .

ج ـ حديثُ : « أنا المنذرُ ، وأنتَ الهادي ، وبك ـ يا عليُّ ـ يهتدي المهتدون » بعد تلاوة قوله تعالى : ( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) [ ( ٧ ) الرعد ١٣ ] .

د ـ قوله صلّی الله عليه وآله : « عليٌّ منّي وأنا منه ، وهو وليّكم بعدي » .

هـ ـ قوله صلّی الله عليه وآله : « ايتوني بدواةٍ وقرطاسٍ أكتبْ لكم كتاباً لن تضلّوا بعدي أبداً » .

فإنّه أراد كتابةَ خلافة العترة ، فإنّها العاصمةُ من الضلالة أبداً ، على ما هو صريحُ حديثِ الثقلين ، ولذلك منعه مَن قال : إنّه يهجر ، حسبُنا كتاب الله ! ! !

يعني : لا حاجةَ لنا إلى ثقلك الآخر ! ! !

و ـ الحديثُ المتواتر : « أنا مدينةُ العلم وعليٌّ بابُها ، فمَنْ أرادَ العلمَ فَلْيأت البابَ » .

ز ـ حديثُ : « أنت منّي بمنزلة هارونَ من موسى إلّا أنّه لا نبيَّ بعدي » .

صريح في وجوب إطاعته على الْأُمّة ، وأنّه شريكه فيها ، وفي كلّ منزلةٍ ، إلّا النُبُوّة .

وأحاديثُ « الْأُخوّة » شواهد الاتّحاد في الآثار ، والأحكام ، والولاية ؛ ولذا أنكرها عمر ، كما رواه ابن قتيبة في كتابه « الإِمامة والسياسة » ، وشايعه ابنُ تيميّة .

ح ـ حديثُ : « سُدُّوا الأبوابَ ـ الشارعةَ إلى المسجد ـ إلّا باب عليٍّ » .

لكونه إماماً ، ويحتاج المسجدُ إليه للجماعة ، والجمعة ، والقضاء ، وبيان الأحكام ، والمواعظ ، وغيرها من شؤون الإِمام عليه أفضلُ الصلاة والسلام .

ط ـ حديثُ : « مَثَلُ أهل بيتي كسفينةِ نوحٍ مَنْ ركبها نجا ، ومَنْ تركها غرق » .

ي ـ حديثُ : « مَثَلُ أهل بيتي كباب حِطّةِ بني إسرائيل مَنْ دخله كان آمناً ، ومَنْ تركه كان كافراً » .


ك ـ أحاديث « الوصاية » .

ولذا أنكرها ابنُ أبي أوفى ، وقال : أكانَ أبو بكر يتأمّرُ على وصيّ رسول الله ؟ !

ل ـ أحاديث : « إنّ عليّاً عليه السلام كنفسه صلّی الله عليه وآله وسلّم » وسيّما مع قوله تعالى : ( مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ . . . ) [ ( ١٢٠ ) التوبة : ٩ ] .

والصحاحُ المتواترةُ الصريحةُ في خلافة عليٍّ عليه السلام المنقولةُ عن الحفّاظ بواسطة أئمّة أهل السُنَّة ذكرناها في كتبنا الكلاميّة ، كدعوة الحقّ ، وأُصول الشيعة ، والمعجزة والإِسلام ، والألفين ، وكلّها مطبوعة ، وكلّها في جنب « أسِنَّةِ السُنّة » كتابنا الكبير ، كقطرة في جنب البحر ، والحمد لله .

الخامس : المعاد

يجب تحصيلُ اليقين والاعتقاد بالمعاد ، وأنَّ الله يُحيي العبادَ والأجسادَ بعد الموت ، ليجزي أهْلَ الإِيمان والطاعة بالثواب والخلود في الجنّة ، ويُعاقبَ الكفّار والعاصين بدخول النار .

وهذا هو الركنُ الأهمُّ من أُصول الدين ، وهو المانعُ من وقوع المظالم والمفاسد ، والباعثُ لتحصيل المصالح والمكارم ، ولذا ترى القُرآنَ الحكيمَ أكثر ذكرَ المعاد والوعد والوعيد ، وكرّر ؛ بحيثُ لم تخلُ قصّةٌ منه ، بل أغلبُ الآياتِ فيه إشارة إليه .

فإنّا شاهدنا ـ من قديم الدهر ـ أنّ جميعَ القبائح والحروب ، وهلاكَ الحرث والنسل ، يقعُ ممّن لا عقيدةَ له بيوم الجزاء .

كما علمنا ووجدنا أنَّ الأنبياء والأوصياء والعلماء والأتقياء لم يصدرُ منهم أدنى ظُلمٍ وأذيّةٍ لأحدٍ ، ولم يوجد منهم قبيحٌ حتّى المقدور .

فنظامُ العالَم ؛ بنحو تامّ ، وصلاحُ بني آدم ؛ بوجهٍ عامّ : متوقّفانِ على ثبوتِ المعادِ ، والاعتقاد به .


أمَا رأيتَ في هذه السنين ، كيف أحرقَ الكفّارُ أقطارَ الأرضين ، وأبادوا العالَمين ، وفعلوا ما لا يصدر من السباع الضاريات ؟ ! (١)

أيُعقلُ ممّن يعتقدُ بالدين ، وعقاب ربّ العالمين أنْ يصدُرَ منه بعضُ هذه المظالم ؟ !

وكذلك ما صدَرَ من بعض المنتحلين الإِسلامَ من المظالم الفظيعة ، فلأجلِ ضعف العقيدة ، بل عدمها في الحقيقة ، كما هو مشهورٌ من ابن سعد ، ويزيد والوليد ، لعنهم الله فوق المزيد .

وأمّا الأدلّة على إثبات المعاد :

فهي كثيرةٌ ، فصّلناها في كتبنا الشهيرة ، ويكفينا أنّه ممّا اتّفق عليه جميع الملّيّين ، ولم يمنعه عاقلٌ ، حتّى الكَفَرة وعَبَدة الأوثان ، فإنّهم أيضاً يقولون بالثواب والعقاب بعد الموت .

كيف ؟ ! وإلّا لزمَ توجُّهُ الظلم والقبح إلى قُدْس ساحة الواجب تعالى ، لأنّه خَلَق الخَلْقَ ، وأعطاهم القدرةَ والأسباب ، وأمْهَل الظالمين والعاصين ، فقتلوا وآذوا المؤمنين والصالحين ، بأعظم الأذيّات ، ثمّ لم يأخذ حقَّ المظلومين من الظلمة ، ولم يُعاقبهم ، ولا أثابَ المطيعين ، بل ابتلاهم حتّى ماتوا على اعتمادٍ بما أخْبَرَ ، وأخَّرَ ، من مجيء يوم البقاء ، ونَيْل أحسن الجزاء ، فهَل يُجَوِّزُ عاقِلٌ ، أو يَشُكّ بعد التصوُّر غافلٌ ، أنْ يكذبَ العزيزُ

__________________

(١) يتحدّث سماحةُ السيّد المؤلّف عمّا دار في الحرب العالمية الثانية على أيدي الْأُوربيّين الوحوش ، قتلة البشر ، التي طالت من ١٩٣٩ إلى ١٩٤٥ م .

ويُذكّرنا هذا الحديثُ بالحرب الطاحنة التي أشعلها المتأسلمون في بداية هذا القرن ضدّ الإِسلام والمسلمين في إيران طوال ثمانية أعوام ، من ١٣٩٩ ـ ١٤٠٨ هـ ، فأفنوا آلافاً من شباب المسلمين ضحايا وأبادوا ثراوتهم ، إرضاءاً للأسياد المستعمرين .

ثمّ الحرب المدمِّرة التي فرضوها علی الكويت والعراق فأفنوا بها إمكانات البلدين الاقتصادية والبشرية ، وفسحوا المجال لاحتلال الأرض الإِسلاميّة الطاهرة ، من قبل الكفرة الْأُوربيّين الأرجاس .

كما أدخلوا بذلك على المسلمين والإِسلام الذلَّ والعارَ والهوانَ ، وأثبتوا زيفَ ادّعائهم الانتماء إلى هذا الدين وهذه الْأُمّة .


الحكيمُ ؟ ! أوْ يُخْلِفَ وعدَه القادِرُ العليم ؟ !

لا ، والعظيمِ ، إنّ أمر المعاد ، ورجوع العباد ، أشْهَرُ من الشمس ، وأظْهر من الأمْس .

« إنتهى »


من أنباء الترّاث

كتب ترىٰ النور لأول مرّة

* شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار ، ج ٢ .

تأليف : القاضي أبي حنيفة النعمان بن محمد التميمي ، المتوفّى سنة ٣٦٣ هـ .

عرض فيه المؤلف الأحداث الهامّة في حياة أئمّة أهل البيت عليهم السلام إلى الإِمام جعفر الصادق عليه السلام ، وتوسّع في ما يتعلّق بفضائل ومناقب أمير المؤمنين الإِمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، وردّ شبهات المخالفين ، وقد انفرد المؤلف بإيراد روايات عزيزة فريدة لم ترو في المصادر الْأُخرى ، والكتاب مرتّب على ١٦ جزءاً ، احتوى المجلّد الثاني هذا على الأجزاء ٥ ـ ١٠ .

تحقيق : السيد محمد الحسيني الجلالي .

نشر : مؤسسة النشر الإِسلامي التابعة لجماعة المدرّسين في الحوزة العلمية ـ قم / ١٤١٢ هجرية .

* الرسائل الفقهية ، ج ١ و ٢ .

تأليف : المولى محمد إسماعيل بن الحسين ابن محمد رضا المازندراني الأصفهاني الخواجوئي ، المتوفّى سنة ١١٧٣ هـ .

مجموعة كبيرة من الرسائل الفقهية التي عالجت مسائل مختلفة ، طبعت في مجلّدين ، ضمّ الأول منهما ١٩ رسالة ، وقد ضمّ الثاني ٢٠ رسالة .

تمّ تحقيق هذه الرسائل على عدّة نسخ مخطوطة .

تحقيق : السيد مهدي الرجائي .


نشر : دار الكتاب الإِسلامي ـ قم .

* المعين في تفسير الكتاب المبين ، ج ١ ـ ٣ .

تأليف : المولى نور الدين محمد بن مرتضى ابن محمد ، الشهير بنور الدين الأخباري ، وهو ابن ابن أخي المحقّق الفيض الكاشاني ، وتلميذ عمّ والده ـ أيّ الفيض الكاشاني ـ .

تفسير وجيز يعين التالي والقارئ على فهم ما يقرأه ، وهو متضمن لجميع القرآن المجيد مزجاً ، وقد تمّ تحقيقه على عدّة نسخ مخطوطة ذكرت مواصفاتها في المقدّمة .

تحقيق : حسين الدركاهي .

نشر : مكتبة آية الله العظمى المرعشي العامة ـ قم .

* مجمع الفائدة والبرهان في شرح إرشاد الأذهان ، ج ٩ و ١٠ .

تأليف : الشيخ الفقيه أحمد المقدّس الأردبيلي . المتوفّى في النجف الأشرف سنة ٩٩٣ هجرية .

شرح لكتاب « إرشاد الأذهان إلى أحكام الإيمان » للعلّامة الحسن ، الشيخ الحسن بن يوسف بن المطهَّر الأسدي ( ٦٤٨ ـ ٧٢٦ ه ) . وهو من أحسن شروحه وأجمعها فوائد ؛ اشتمل هذان الجزءان على كتب : الشفعة ، الدين ، الرهن ، الحجر ، الضمان ، الحوالة ، الكفالة ،

الصلح ، الإِقرار ، الوكالة ، الإِجارة ، المزارعة والمساقاة ، الجعالة ، السبق والرماية ، الشركة ، المضاربة ، الوديعة ، العارية ، اللقطة ، الغصب ، والعطايا .

تحقيق : الشيخ مجتبى العراقي والشيخ علي بناه الاشتهاردي ، والشيخ حسين اليزدي الأصفهاني .

نشر : مؤسسة النشر الإِسلامي التابعة لجماعة المدرّسين في الحوزة العلمية ـ قم / ١٤١٢ هجرية .

* رسائل في الْأُصول والفقه .

تأليف : الشيخ عبّاس الحائري الطهراني ( ١٢٩٨ ـ ١٣٦٠ هـ ) .

عدّة رسائل أُصولية وفقهية تناولت مباحث : القطع ، الظنّ ، الشكّ من الْأُصول العملية ، الاستصحاب ، التعادل والترجيح ، حكم اللباس المشكوك ، أحكام صلاة الجماعة ، والخلل الواقع في الصلاة .

تحقيق : الشيخ عليّ الفاضل القائيني النجفي .

نشر مؤسسة الإِمام المهديّ عليه السلام الثقافية ـ قم / ١٤١١ هـ .

* القول الجليّ في فضائل عليّ .

تأليف : الحافظ جلال الدين عبد الرحمن


ابن أبي بكر بن محمد السيوطي الشافعي ( ٨٤٩ ـ ٩١١ هـ ) .

والكتاب عبارة عن أربعين حديثاً في مناقب أمير المؤمنين الإِمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، أتبعها بالعزو لمخرجها وبعض غريب ألفاظها ومشكل معانيها .

تمّ تحقيقه على نسخة مخطوطة موجودة في مكتبة الدولة ببرلين ، برقم ١٥١٦ ، تاريخها سنة ١١٣٥ هـ .

تحقيق : الشيخ عامر أحمد حيدر .

نشر : مؤسسة نادر ـ بيروت / ١٤١٠ هـ .

* رياض الجنّة ، ج ١ .

تأليف : المحقّق الرجالي السيد محمد حسن الحسيني الزنوزي ( ١١٧٢ ـ ١٢١٨ هـ ) .

كتاب كبير في ثمان مجلّدات بالعربية والفارسية ، ضمَّ قسطاً وافراً من العقائد الدينية والتاريخ والأدب وتراجم الأعيان ؛ مرتّب على مقدّمة وروضات ثمان وخاتمة .

يحتوي هذا الجزء على القسم الأول من الروضة الرابعة ، في أحوال علماء الخاصة والعامة والعرفاء والْأُدباء والفلاسفة ، ومآثرهم ، مرتّبة على الحروف .

تمّ تحقيقه بالاعتماد على عدّة نسخ مخطوطة مذكورة مواصفاتها في مقدّمة التحقيق .

تحقيق : عليّ الرفيعي .

نشر : مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي العامة ـ قم / ١٤١٢ هـ .

كتب صدرت محقّقة

* تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ، ج ١٥ ـ ٢٠ .

تأليف : الفقيه المحدَّث الشيخ محمد بن الحسن الحرّ العاملي ( ١٠٣٣ ـ ١١٠٤ هـ ) .

موسوعة فقهية حديثية قيّمة ، جمع فيها مصنّفها ـ قدّس سرّه ـ أحاديث الرسول الأكرم وأهل بيته المعصومين الطاهرين صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين ، فزادت على العشرين ألف حديث ممّا صار مدار عمل فقهاء الإِمامية .

اشتملت الأجزاء الستة هذه على كتب : الجهاد ، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، التجارة ، الرهن ، الحجر ، الضمان ، الصلح ، الشركة ، المضاربة ، المزارعة والمساقاة ، الوديعة ، العارية ، الإِجارة ، الوكالة ، الوقوف والصدقات ، السكنى والحبيس ، الهبات ، السبق والرماية ، الوصايا ، والقسم الأول من كتاب النكاح .

تحقيق ونشر : مؤسسة آل البيت ـ عليهم السلام ـ لإِحياء التراث ، قم / ١٤١٢ هـ .

*       *      *


* مختلف الشيعة في أحكام الشريعة ، ج ١ .

تأليف : العلّامة الحلّي ، الشيخ أبي منصور الحسن بن يوسف بن المطهَّر الأسدي ( ٦٤٨ ـ ٧٢٦ هـ ) .

موسوعة فقهية مقارنة تتناول آراء فقهاء الإِمامية مع ذكر أدلّتهم وما يرجّحه هو في المقام .

كما يمتاز الكتاب ـ إضافة إلى أنّه دورة فقهية كاملة من الطهارة إلى الديات ـ بأنّه يحتوي على فتاوى الشيخين ابن الجنيد وابن أبي عقيل ، وهي منحصرة في هذا الكتاب ، وكلّ مَن نقل عنهما بعد العلّامة فإنّما نقل عن المختلف .

تمّ تحقيقه على عدّة نسخ مخطوطة مذكورة مواصفاتها في المقدّمة .

تحقيق ونشر : مؤسسة النشر الإِسلامي التابعة لجماعة المدرّسين في الحوزة العلمية ـ قم / ١٤١٢ هـ .

* التقيّة .

تأليف : الشيخ الأعظم الشيخ مرتضى الأنصاري ( ١٢١٤ ـ ١٢٨١ هـ ) .

بحث فقهي استدلالي حول التقيّة ومواردها في حكميها التكليفي والوضعي .

تحقيق : الشيخ فارس الحسّون .

نشر : مؤسسة قائم آل محمد عجّل الله فرجه ـ قم / ١٤١٢ هـ .

* أعاجيب الأكاذيب .

تأليف : العلّامة المجاهد الشيخ محمد جواد البلاغي ( ١٢٨٢ ـ ١٣٥٢ هـ ) .

كتاب كشف فيه مؤلّفه عن زيف ادّعاءات النصارى ، وردّ فيه على افتراءاتهم على مقدّسات المسلمين ، وقد صنّفه أساساً للردّ على أربعة كتب من كتب النصارى التي اشتملت على ذلك ، وكشف فيه عن زيف المنشورات الرائجة لكتب العهدين وما فيها من افتراءات على الله تعالى ورسله عليهم السلام .

كان قد طبع لأول مرّة في النجف الأشرف عام ١٣٤٥ هـ .

كما تصدّرت الكتاب مقدّمة للسيد محمد رضا الحسيني الجلالي بعنوان : « موقف أهل الكتاب من الحقّ بين الالتزام ، والتصرّفات المريبة » .

إعداد : السيّد محمد عليّ الحكيم .

نشر : دار الإِمام السجّاد عليه السلام ـ قم / ١٤١٢ هـ .

* الوافية .

تأليف : الفاضل التوني ، المولى عبد الله بن محمد البشروي الخراساني ، المتوفّى سنة ١٠٧١


هجرية .

من خيرة المتون التي خلّفها لنا علماء الإِمامية ممّا كتب في علم أُصول الفقه ، وعليه شروح وحواشٍ عديدة ، لِما امتاز به الكتاب من إيراد آراء ، قويّة الحجّة والاستدلال ودقّة بالمباني وإيراد المباحث ، حتى أنّ مؤلّفه ـ رحمه الله ـ أورد فيه مناقشات لكتب الْأُصول من مختلف المذاهب الإِسلامية ، فكان ذا شمولية في العرض والمنهج والاستدلال .

تمّ تحقيقه على عدّة نسخ مخطوطة ذكرت مواصفاتها في مقدّمة الكتاب .

تحقيق : السيد محمد حسين الرضوي الكشميري .

نشر : مجمع الفكر الإِسلامي ـ قم / ١٤١٢ هجرية .

* مناظرة والد الشيخ البهائي مع أحد علماء العامة في حلب .

والكتاب عبارة عن مناظرة في الإِمامة جرت بين الشيخ حسن بن عبد الصمد الجباعي الحارثي ـ المتوفّى سنة ٩٨٤ هـ ـ وبين أحد علماء العامّة في حلب سنة ٩٥١ هـ .

تمّ تحقيقه وفق خمس نسخ مخطوطة ، ذكرت مواصفاتها في مقدّمة المحقّق .

تحقيق : شاكر شبع .

نشر : مؤسسة قائم آل محمد عجل الله

فرجه ـ قم / ١٤١٢ هـ .

طبعات جديدة لمطبوعات سابقة

* فٱسألوا أهل الذكر .

تأليف : الدكتور محمد التيجاني السماوي .

كتاب يحتوي على مجموعة كبيرة من الأسئلة مع الإٍجابة عنها من خلال مواقف وتعاليم أئمة أهل البيت عليهم السلام ، تناولت قضايا عقائدية وتاريخية مهمّة .

أعادت مؤسسة أنصاريان في قم طبعه بالتصوير على طبعته الأُولىٰ .

كما أعادت منشورات الشريف الرضي في قم طبعه بالتصوير أيضاً على طبعة مؤسسة الفجر في بيروت / لندن .

* فاطمة الزهراء في القرآن .

تأليف : السيد صادق الحسيني الشيرازي .

كتاب اشتمل على آيات بيّنات من القرآن الكريم وردت بحقّ سيّدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء البتول سلام الله عليها تنزيلاً ، أو تفسيراً ، أو تأويلاً ، أو تطبيقاً ؛ جمعها المؤلف من كتب غير الشيعة فقط ، لتكون أقوى حجّة ، وأظهر دليلاً ، فجاءت بما يقرب من سبعين مورداً .

اعادت مؤسسة الفكر الإِسلامي في قم


طبعه بالتصوير على طبعة المؤسسة ذاتها في بيروت .

* المقام الأسنى في تفسير الأسماء الحسنى .

تأليف : العلّامة الشيخ تقي الدين إبراهيم ابن عليّ الكفعمي ، من أعلام القرن التاسع الهجري .

شرح قرآنيّ حديثيّ عرفانيّ لغويّ أدبيّ لأسماء الله الحسنى ، تميّز بسلاسة العبارة ومتانتها .

تحقيق : الشيخ فارس الحسّون .

كان قد طبع لأول مرّة في العدد ٢٠ من نشرتنا هذه « تراثنا » في حقل « من ذخائر التراث » .

ثم أعادت طبعه بالتصوير مؤسسة قائم آل محمد عجل الله فرجه ـ قم ، بعد أن أضاف المحقّق مجموعة من الفهارس الفنّيّة لمطالب الكتاب .

* النظام السياسي في الإِسلام .

تأليف : المحامي أحمد حسين يعقوب .

بحث جديد بمنهجه ، فريد بتبويبه ، شامل بمضمونه ، يدور حول الإِمام والإِمامة في الإِسلام ، بعد عرض لآراء أهل السُنّة والشيعة بموضوعية علمية ، ومن ثم تبيين ما هو الصواب الحقّ وفق حكم الشرع .

أعادت طبعة بالتصوير مؤسسة أنصاريان ـ قم / ١٤١٢ هـ .

* آراء علماء المسلمين في التقيّة والصحابة وصيانة القرآن الكريم .

تأليف : السيد مرتضى الرضوي .

كتاب يعرض آراء علماء المسلمين من الخاصة والعامة ، ومن مصادر الفريقين ، في التقيّة وعدالة الصحابة وصيانة القرآن الكريم عن التحريف .

طبع الكتاب لأوّل مرّة في الهند سنة ١٤٠٩ هجرية .

ثم أعادت طبعه دار الإِرشاد للطباعة والنشر في بيروت / لندن ، سنة ١٤١١ هـ .

* حقيقة الشيعة الاثني عشرية .

تأليف : أسعد وحيد القاسم .

بحث يعالج مسألة الخلاف بين السُنّة والشيعة من المصادر المعتبرة عند أهل السُنّة والجماعة .

أعادت دار الزهراء للطباعة والنشر ـ قم طبعه بالتصوير على طبعة بيروت الْأُولى .

* عقيدة المسيح الدجّال في الأديان .

تأليف : سعيد أيّوب .

دراسة علمية مستفيضة في نصوص


العهدين الرائجين عن مسألة المسيح الدجّال ، مفنَّداً أُكذوبة اليهود والنصارى أنّ الرسول الكريم محمّد صلّی الله عليه وآله وسلّم هو المسيح الدجّال ! ويسلّط الضوء على شخصية الدجّال من خلال أحاديث السُنّة المطهّرة .

وكذا يردّ على منكري ظهور الإِمام المهديّ عليه السلام ، وأثبت صحّة ذلك من خلال السُنّة المطهّرة ونصوص العهدين ، كما ذكر العلامات التي تسبق ظهوره عليه السلام .

كانت دار الاعتصام في القاهرة قد طبعته لأول مرّة سنة ١٤٠٩ هـ .

ثمّ أعادت دار الهادي في بيروت طبعه سنة ١٤١١ هـ .

صدر حديثاً

* عليٌّ في الكتاب والسُنّة ، ج ٢ و ٣ .

تأليف : حسين الشاكري النجفي .

تضمّن الجزء الثاني من هذه الموسوعة على ما روي في أمير المؤمنين الإِمام عليّ عليه السلام من ولادته في جوف الكعبة المعظّمة إلى يوم وفاة النبيّ صلّی الله عليه وآله وسلّم في سنة ١١ للهجرة .

واشتمل الجزء الثالث على ما روي فيه عليه السلام ابتداءاً من يوم السقيفة إلى يوم شهادته عليه السلام في محراب مسجد الكوفة ؛

إضافةً إلى ذكر نبذة من تاريخ مرقده الطاهر وعمارته وتاريخ مدينة النجف الأشرف وما فيها من خصوصيات مهمّة .

كلّ ذلك بالاستناد على المصادر المعتمدة عند المسلمين من الفريقين ليكون أقوىٰ حجّة وأظهر دلالةً .

نشر : دار المؤرّخ العربي ـ بيروت / ١٤١٢ هجرية .

كما أعادت مؤسّسة أنصاريان في قم طبع الجزء الأول من هذه الموسوعة بالتصوير على طبعة بيروت الْأُولى ، والمتضمّن على بعض الآيات القرآنية الكريمة النازلة في شأن أمير المؤمنين الإِمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، مبوّبة على ١١٠ باب ، على عدد اسمه الشريف ( عليّ ) بحساب الجمّل ، وأردفها بأربعة عشر مورداً من الآيات النازلة في شأن أهل البيت عليهم السلام تيمُّناً بعدد المعصومين .

* اللؤلؤة البيضاء في فضائل فاطمة الزهراء .

تأليف : السيد طالب الخرسان .

كتاب جمع فيه مؤلّفه الأحاديث الصحيحة المسندة والمتواترة الثابتة التي جاءت في فضائل بضعة الرسول الزهراء البتول سلام الله عليها ، المنقولة عن أئمة الحديث وحفّاظه ، والمثبتة في أُمهات مصادر العامّة ، ورتّبها على أربعين


فضيلة من فضائلها عليها السلام .

نشر : منشورات أنوار الهدى ـ قم / ١٤١١ هجرية .

* الفصول المائة في حياة أبي الأئمّة ، ج ١ ـ ٥.

تأليف : السيد أصغر ناظم زاده القميّ .

يشتمل الكتاب على مائة فصل تبحث في مائة بُعْد من أبعاد حياة أمير المؤمنين الإِمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، من ولادته وزواجه وحروبه ومنزلته وفضائله ومناقبه التي لا تحصى وحتى شهادته عليه السلام ، جمعاً بين القضايا التاريخية وبين القضايا العقائدية التي تناولت أدلّة إمامته عليه السلام من القرآن والسُنّة .

كما تضمّنت خاتمة الكتاب على كلمات أمير المؤمنين عليه السلام في مائة باب مختلف .

صدر الكتاب في قم سنة ١٤١١ هـ .

* وعي القرآن .

تأليف : الشيخ محمد مهدي الآصفي .

مجموعة من الدراسات والبحوث القرآنية تنتظم في محورين ، الأول : البحث عن خصائص القرآن الكريم وقيمته ودوره في حياة الإِنسان المسلم ، والمحور الثاني : كيف نقرأ القرآن ؟

نشر : دار القرآن الكريم ـ قم / ١٤١١ هـ .

* معجم الرموز والإِشارات

تأليف : الشيخ محمد رضا المامقاني .

معجم مرتّب على حروف الهجاء في قسميه : الرموز والإِشارات ، ضمّ الأول منهما على جلّ الرموز المستخدمة في كتابة المخطوطات ، أو التي استخدمها العلماء في كتبهم وغيرها مع الإِشارة إلى موارد الاختلاف ؛ كما ضمّ القسم الثاني منه الإِشارات والمصطلحات المستخدمة في مختلف العلوم .

كما اشتمل الكتاب على ثلاث وخمسين فائدة تناولت أُصول وكيفيّة استخدام الرموز في مختلف العلوم والمجالات .

صدر الكتاب في قم سنة ١٤١١ هـ .

* تفسير القرآن بالقرآن عند العلّامة الطباطبائي .

تأليف : الدكتور خضيّر جعفر .

دراسة عن منهج العلّامة السيد محمد حسين الطباطبائي ( ١٣٢١ ـ ١٤٠٢ هـ ) في تفسير القرآن بالقرآن من خلال تفسيره القيّم « الميزان في تفسير القرآن » كما تضمّن بحثاً حول نشأة منهجيّة تفسير القرآن بالقرآن ، وتطبيقات ذلك المنهج على علوم القرآن ، وآراء العلّامة الطباطبائي ـ قدس سرّه ـ بعقائد الإِمامية ودفاعه عنها بما تعطيه الآيات القرآنية


من أدلّة وشواهد .

نشر : دار القرآن الكريم ـ قم / ١٤١١ هـ .

* المناظر الناضرة في أحكام العترة الطاهرة ، ج ١ .

تأليف : السيد محمد عليّ العلوي الحسيني .

مجموعة شروح وتعليقات استدلالية على كتاب « شرائع الإِسلام » للمحقّق الحلّي الشيخ نجم الدين أبي القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد الهذلي ( ٦٠٢ ـ ٦٧٦ هـ ) اشتمل على كتاب الطهارة في هذا الجزء .

صدر الكتاب في قم سنة ١٤١١ هـ .

* فوائد وهفوات تحقيقيّة .

تأليف : محمد رضا عبد الأمير الأنصاري .

كتاب يعرض الكثير من الفوائد المهمّة التي تعين المبتدئ في عالم التحقيق ، ويعرض كذلك كثيراً من الأخطاء والهفوات التي وقع بها عدد من المحقِّقين في أعمالهم المنشورة ، ويبيِّن أسباب ذلك وكيفية علاجها .

نشر : مكتبة آية الله المرعشي العامّة ـ قم .

* حياة النبي وسيرته ، ج ١ .

تأليف : الشيخ محمد قوام الوشنوي .

كتاب يحتوي على تاريخ وسيرة النبي

الأكرم محمّد صلّی الله عليه وآله وسلّم من قبل ولادته إلى وفاته ، تمَّ جمعه من المصادر المعتمدة عند العامة وبعض مصادر الإِمامية .

صدر الكتاب في قم مؤخّراً .

* جزاء الأعمال وآثار الأعمال في دار الدنيا ، ج ٦ .

تأليف : السيد هاشم الموسوي الجزائري الناجي .

تضمّن هذا الجزء أيضاً الأحاديث والأخبار الواردة عن أهل البيت عليهم السلام مستخرجة من المصادر الأصلية ، تبيّن جزاء ارتكاب بعض الأعمال وآثارها في حياة الإِنسان .

صدر الكتاب في قم مؤخّراً .

* الميثاق .

تأليف : الشيخ محمد مهدي الآصفي .

بحث حول العهد والميثاق بين العبد وبين الله تعالى على أساس العلاقتين التكوينية والتشريعية ، وأقسامه وقيمته في حياة الإِنسان وكيفيّة الوفاء به ، كلّ ذلك من خلال القرآن الكريم والحديث .

نشر : دار القرآن الكريم ـ قم / ١٤١١ هـ .

*       *      *


* المعجم المفهرس لألفاظ الأحاديث عن الكتب الأربعة ، ج ١ .

تأليف : مجموعة من الأساتذة .

معجم مفهرس حسب الحروف الهجائية لألفاظ مصادر الحديث الأربعة لدى الإِمامية ، تضمّن الجزء الأول هذا من حرف ( آ ) إلى ( أقَفَ ) .

نشر : مؤسسة المطالعات والتحقيقات الثقافية ـ طهران / ١٤١١ هـ .

* آية التطهير .

تأليف : الشيخ محمد مهدي الآصفي .

دراسة حول مداليل الآية الكريمة ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) واختصاصها بأهل البيت عليهم السلام .

نشر : دار القرآن الكريم ـ قم / ١٤١١ هـ .

* فهرس مخطوطات مكتبة الإِمام الرضا عليه السلام ، ج ١٢ .

تأليف : غلام علي عرفانيان .

فيه وصف ـ ٧٥٣ مخطوطة ومجموعة من محفوظات المكتبة في مدينة مشهد المقدّسة .

نشر : مكتبة الإِمام الرضا عليه السلام ـ مشهد / ١٤١١ هـ .

* فهرس مخطوطات مكتبة آية الله المرعشي العامّة ، ج ٢٠ .

تأليف : السيّد أحمد الحسيني .

فيه وصف لأربع مائة مخطوطة ومجموعة ذات عدّة رسائل مخطوطة من محفوظات المكتبة ، مبتدئاً بالرقم ٧٦٠١ .

نشر : مكتبة آية الله المرعشي العامّة ـ قم .

* تحفة الزائرين .

تأليف : السيد عادل العلوي .

كتاب يبحث في تاريخ مدينة مشهد المقدّسة عبر التاريخ ، ومختصر عن حياة الإِمام عليّ الرضا عليه السلام ( ١٤٨ ـ ٢٠٣ هـ ) وتاريخ مشهده المقدّس ، إضافة إلى ذكر بعض الزيارات والأدعية له عليه السلام .

نشر : منشورات الأدب ـ قم / ١٤١١ هـ .

* الدرر الملتقطة في تفسير الآيات القرآنية .

جمع وترتيب وتحقيق : السيد مهدي الرجائي .

هو تفسير لمجموعة من الآيات القرآنية الكريمة التُقِطَت من مجموعة كبيرة من مؤلّفات وآثار المحقّق الخواجوئي ، المولى محمد إسماعيل بن الحسين بن محمد رضا المازندراني


الأصفهاني ـ المتوفّى سنة ١١٧٣ هـ ـ وهي مشحونة بالتحقيقات والفوائد ، من مباحث فقهية وكلامية ولغوية ، وحكمية وحديثية ، وغيرها .

نشر : دار القرآن الكريم ـ قم / ١٤١٢ هـ .

* المهديّ على لسان الحسين عليه السلام .

تأليف الشيخ أحمد الصابري الهمداني .

كتيّب اشتمل في فصوله العشرة على ما ورد عن سبط الرسول الإِمام أبي عبد الله الحسين الشهيد عليه السلام في حقّ الإِمام المهديّ عليه السلام ، تناولت البشارات به وصفته وغيبته وعلامات ظهوره ، وغير ذلك .

نشر : مكتبة المعارف الإِسلامية ـ قم / ١٤١١ هجرية .

* ملحقات الإِحقاق ، ج ٢٤ .

تأليف : آية الله العظمى السيد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي ، المتوفّى عام ١٤١١ هـ .

تضمّن هذا الجزء مستدركات المؤلّف ـ قدّس سرّه ـ على ما ورد في كتب العامّة من الآيات النازلة في القرآن الكريم في شأن أهل البيت عليهم السلام ، كما تضمّن مستدركات على أحاديث كثيرة رويت في فضائل ومناقب أهل البيت عليهم السلام أيضاً .

نشر : مكتبة آية الله المرعشي العامة ـ قم / ١٤١١ هـ .

* سيّد المرسلين صلّی الله عليه وآله وسلّم ، ج ١ .

تأليف : الشيخ جعفر السبحاني .

تعريب : الشيخ جعفر الهادي .

دراسات في مجال السيرة النبوية الشريفة تناولت مختلف الأبعاد الرسالية والسياسية والاجتماعية . . وغيرها ، وتسلّط الضوء على كثير من الأحداث وتحلّلها بدقّة ردّاً على الشبهات والشكوك المحاكة حولها .

نشر : مؤسسة النشر الإِسلامي التابعة لجماعة المدرّسين في الحوزة العلمية ـ قم / ١٤١٢ هجرية .

* دراسة في علامات الظهور والجزيرة الخضراء .

تأليف : السيد جعفر مرتضى العاملي .

كتاب يعالج ظاهرة قد اعتبرت سلبيةً في التعامل مع علامات ظهور الإِمام المهديّ عليه السلام من زاوية معيّنة لا تنسجم مع الأهداف الحقيقية لها .

ثم ركّز اهتمامه على ما وقع من وضع وتحريف في أخبار هذه العلامات ، وكيفيّة التعامل مع مثلها .


نشر : منتدى جبل عامل الإِسلامي ـ قم / ١٤١٢ هـ .

* شرح عبد الصاحب على المكاسب ، ج ١ و ٢ .

تأليف : السيد محمد مهدي المرتضوي اللنكرودي .

شرح فقهيّ مزجيّ جامع لكتاب « المكاسب » للشيخ مرتضى الأنصاري ( ١٢١٤ ـ ١٢٨١ هـ ) .

نشر : مكتبة المفيد ـ قم / ١٤١١ و١٤١٢ هـ .

كتب قيد التحقيق

* تعليقة منهج المقال .

تأليف : الأُستاذ الأكبر الوحيد البهبهاني ، الشيخ محمد باقر بن محمد أكمل ، المتوفّى سنة ١٢٠٦ هـ .

وهي جملة حواشٍ كتبها المصنّف رحمه الله على كتاب « منهج المقال في تحقيق أحوال الرجال » للميرزا محمّد بن عليّ بن إبراهيم الحسيني الاسترابادي ، المتوفّى سنة ١٠٢٨ هـ . وتسمّى أيضاً هذه التعليقة بـ « التعليقة البهبهانية الحائرية » .

وتبدأ بخمس فوائد رجالية مهمّة ، ولأهمّيّتها في علم الرجال قام بشرحها الفقيه الأكبر الشيخ علي الخاقاني ، المتوفّى سنة ١٣٣٤

هـ ، في ( رجاله ) ويرجع إليها العلماء حتى يومنا هذا .

ثم استدرك الوحيد البهبهاني في تعليقته هذه عدداً كبيراً من الرجال الّذين لم يذكرهم الميرزا الاسترابادي في « منهج المقال » من الّذين وقعوا في أسانيد الكتب الأربعة أو غيرها من مجاميع الحديث ، وتشتمل التعليقة أيضاً على مزيد من التصويبات والاستدراكات والشروح التي تعكس شدّة تتبّع المصنّف ودقّته المتناهية واستقصائه الشامل ، وقد اعتمد مصادر كثيرة لم يتسنَّ للاسترابادي للحصول عليها .

تقوم مؤسسة آل البيت ـ عليهم السلام ـ لإِحياء التراث ، في قم ، بتحقيق هذه التعليقة اعتماداً على النسخ التالية :

١ ـ النسخة المودعة في مكتبة المدرسة الفيضيّة ، بقم المقدّسة ، رقمها ١٢٩٣ ، وتاريخها سنة ١٢١٠ هـ .

٢ ـ النسخة المودعة في نفس المكتبة أعلاه ، رقمتها ٦٥١ ، وتاريخها سنة ١٢٣٩ .

٣ ـ المطبوعة على الحجر في إيران على هامش « منهج المقال » وقد طُبعت على نسخة تاريخها سنة ١٣٠٤ هـ .

وسيصدر الكتاب ضمن إصدارات المؤسسة مع « منهج المقال » محقّقاً بإذن الله تعالى ، إتماماً للفائدة .


* بشارة المصطفى لشيعة المرتضى .

تأليف : الشيخ عماد الدين محمد بن عليّ الطبري الآملي ، من أعلام القرن السادس الهجري .

بيّن المؤلّف فيه منزلة التشيّع ودرجات الشيعة وكرامات الأولياء ، وما لهم عند الله من المثوبة والجزاء ، وموضوعات أُخرىٰ مختلفة .

يقوم بتحقيقه : قسم الدراسات الإِسلامية في مؤسسة البعثة ـ قم ، بالاعتماد على نسختين نفيستين ، الْأُولى محفوظة في مكتبة السيّد آية الله المرعشي العامة في قم ، والثانية محفوظة في مكتبة الإِمام الرضا عليه السلام في مشهد المقدّسة .

* كشف المهمّ في طريق خبر غدير خُمّ .

تأليف : العلّامة المحدّث السيّد هاشم البحراني ، المتوفّى سنة ٧ / ١١٠٩ هـ .

يتضمّن الكتاب ذكر روايات حديث غدير خُمّ مرتّباً على بابين ، الأول من طريق الخاصة ، والثاني من طريق العامة ، معتمداً في ذلك على أكثر من ٣٠ مصدراً من الفريقين .

تقوم بتحقيقه : مؤسسة إحياء تراث السيد هاشم البحراني ، بالاعتماد على نسخة نفيسة مكتوبة في حياة المؤلّف بتاريخ سنة ١١٠١ هـ ، وهي مقابلة على نسخة المؤلّف ، كما صُحِّح قسم منها بمحضر منه رحمه الله .

* عيون الحكم والمواعظ وذخيرة المتّعظ والواعظ .

تأليف : الشيخ عليّ بن محمد الليثي الواسطي ، من أعلام القرن السابع الهجري .

جمع فيه حكم ومواعظ أمير المؤمنين الإِمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، ورتّبه ، على ثلاثين باباً بترتيب الحروف الهجائية ، وأفرد الباب الأخير منها لِكَلِمِ أمير المؤمنين عليه السلام القصار في التوحيد والمواعظ والوصايا وغيرها .

يقوم بتحقيقه : قسم الدراسات الإِسلامية في مؤسسة البعثة ـ قم ، اعتماداً على نسخة مكتوبة في القرن الحادي عشر الهجري ، محفوظة في مكتبة مجلس الشورى الإِسلامي في طهران .

*       *      *


مجلة تراثنا العدد 26


مجلة تراثنا العدد 26

تراثنا العدد [ 26 ]

المؤلف: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الصفحات: 240
ISBN: 1016-4030