بسم الله الرحمن الرحيم

مستدرك

فضائل الصديقة الطاهرة فاطمة الزكية بنت

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

انعقاد نطفة فاطمة من ثمار الجنة

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ١ الى ص ١٠ وص ١٨٥ إلى ١٨٧) وننقله هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة ابن المغازلي في «المناقب» ص ٣٥٧ (ط المكتبة الإسلامية بطهران) قال :

أخبرنا ابو الحسن احمد بن المظفر العطار ، أخبرنا أبو محمد عبد الله


ابن محمد بن عثمان الملقب بابن السقاء الحافظ ، حدثنا محمد بن أبي الشيخ الواسطي ، حدثنا الحسين بن عبيد الله ، حدثنا ابراهيم بن سعيد ، قال : حدثني المأمون عن الرشيد عن المهدي عن المنصور عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يكثر القبل لفاطمة عليها‌السلام ، فقالت له عائشة : يا نبي الله انك لتكثر قبل فاطمة. فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ان جبرئيل عليه‌السلام ليلة أسري بي أدخلني الجنة وأطعمني من جميع ثمار الجنة فصار ماء في صلبي فواقعت خديجة فحملت خديجة بفاطمة ، فإذا اشتقت إلى تلك الثمار قبلت فاطمة فأصبت من رائحتها قصم الثمار التي أكلتها.

ومنهم العلامة الصفورى في «المحاسن المجتمعة» (ص ١٨٩ مخطوط) قال :

قال النسفي وغيره : لما دخل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم الجنة ليلة المعراج رأى قصرا لخديجة رضي‌الله‌عنها ، فأخذ جبريل تفاحة من شجرة من القصر وقال : كل هذه يا محمد فان الله يخلق منها بنتا تحمل بها خديجة اسمها فاطمة.

ففعل ، فلما حملت بها وجدت رائحة الجنة تسعة أشهر ، فلما وضعتها انتقلت الرائحة الى فاطمة ، فكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قبل فاطمة ، فلما كبرت قالت : يا ترى هذه الحورية لمن؟ فجاءه جبرئيل في بعض الأيام وقال : ان الله تعالى يقرئك السلام ويقول لك اليوم كان عقد فاطمة في موطنها في قصر أمها في الجنة الخاطب إسرافيل وجبريل وميكائيل الشهود ورب العزة الولي والزوج علي.

ومنهم العلامة الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق ابو علم في «أهل البيت» (ص ١٢١ مطبعة السعادة بالقاهرة)

روى عن عائشة رضي‌الله‌عنها قالت : قلت يا رسول الله مالك إذا قبلت فاطمة


جعلت لسانك في فيها كأنك تريد أن تلعقها عسلا؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : انه لما أسري بى أدخلنى جبريل الجنة فناولي تفاحة فأكلتها فكلما اشتقت الى تلك التفاحة قبلت فاطمة فأصبت من رائحتها رائحة تلك التفاحة.

ومنهم العلامة المولوى الشيخ ولى الله اللكهنوئى في «مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين» (ص ١٨٥)

روى عن سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : أتاني جبرئيل بسفرجلة من الجنة فأكلتها ليلة أسري فعلقت خديجة بفاطمة ، فكنت إذا اشتقت رائحة الجنة شممت رقبة فاطمة.

ومنهم العلامة السيد عبد الله بن ابراهيم الميرغنى الحسيني الحنفي في «الدرة اليتيمة في فضائل السيدة العظيمة» (ص ٥ نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «مرآة المؤمنين».


ولادة فاطمة عليها‌السلام

رواها جماعة من أعلام القوم تقدم النقل عنهم في (ج ١٠ ص ١٣) ، وننقل هاهنا عمن لم ننقل عنه هناك :

منهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في «أهل البيت» (ص ١١٥ ط مطبعة السعادة بالقاهرة) قال :

قرب ولادة السيدة فاطمة رضي‌الله‌عنها قال الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم للسيدة أم المؤمنين خديجة رضي‌الله‌عنها : يا خديجة هذا جبريل يبشرني أنها أنثى ، وأنها النسمة الطاهرة الميمونة ، وأن الله تعالى سيجعل نسلي منها ، وسيجعل عن نسلها أئمة في الامة ، ويجعلهم خلفاء في أرضه. ووضعت خديجة فاطمة طاهرة مطهرة ، فلما سقطت الى الأرض أشرق منها نور حتى دخل بيوتات مكة ، ولم يبق في شرق الأرض ولا غربها موضع الا أشرق فيه ذلك النور ، وما أن عرف الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم بولادتها حتى سجد شكرا لله تعالى وقد ألهم بأنه سيكون منها سلالته وعترته ، فكانت أحب ولده إليه ، وأقرهم لعينه.


ان فاطمة خلقت حورية في صورة انسية

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ١٦ الى ص ٢٦ وج ٤ ص ٤٧٥) وننقله هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

فمنهم العلامة ابن المغازلي الشافعي في «المناقب» (ص ٣٦٩ ط طهران) قال :

أخبرنا الحسن بن أحمد بن موسى الغندجاني ، أخبرنا أبو أحمد عبيد الله ابن محمد بن أبي مسلم الفرضي المقرئ ، حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي ، حدثنا الغلابي ، حدثنا ابن عائشة قال : حدثنا اسماعيل بن عمر البجلي ، عن عمر بن موسى ، عن زيد بن علي ، عن أبيه ، عن زينب بنت علي قالت :حدثتني أسماء بنت عميس قالت : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ وقد كنت شهدت فاطمة وقد ولدت بعض ولدها فلم ير لها دم ـ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أسماء ان فاطمة خلقت حورية في صورة انسية.


ومنهم العلامة توفيق ابو علم في «اهل البيت» (ص ١١٢ ط السعادة بالقاهرة)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «مناقب ابن المغازلي».

وفي (ص ١٢١):

روى عن أسماء رضي‌الله‌عنها قالت : قبلت ـ أي ولدت ـ فاطمة بالحسن فلم أر لها دما ، فقلت : يا رسول الله اني لم أر لها دما في حيض ونفاس. فقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أما علمت أن ابنتي طاهرة مطهرة لا ترى دما في طمث ولا ولادة.


لم سميت بفاطمة عليها‌السلام

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ١٦ الى ص ٢٤) وننقله هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

فمنهم العلامة ابن المغازلي في «مناقب على بن ابى طالب» (ص ٦٥ ط طهران)

روى بإسناده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انما سميت ابنتي فاطمة لان الله عزوجل فطمها وفطم من أحبها من النار.

ومنهم العلامة المولوى ولى الله اللكهنوئى في «مرآة المؤمنين» (ص ١٦٥) قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ان ابنتي فاطمة حوراء آدمية لم تحض ولم تطمث ، انما سماها فاطمة لان الله فطمها ومحبيها عن النار.


ومنهم العلامة توفيق ابو علم في «أهل البيت» (ص ١١٢ ط السعادة بالقاهرة)

روى عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما قال : قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : ان ابنتي فاطمة حوراء إذ لم تحض ولم تطمث ، وانما سماها فاطمة لان الله عزوجل فطمها ومحبيها من النار. وقال أبو جعفر محمد الباقر رضي‌الله‌عنه : لما ولدت فاطمة عليها‌السلام أوحى الله الى ملك فأنطق به لسان محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم فسماها فاطمة ، ثم قال : ان الله تعالى فطمك عن الطمث.

ومنهم العلامة السيد عبد الله بن ابراهيم الحنفي في «الدرة اليتيمة» (ص ٣ نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق) قال :

قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ان الله عزوجل فطم ابنتي فاطمة وولدها ومن أحبهم على النار.

ومنهم العلامة السيد خير الدين ابو البركات نعمان أفندى الآلوسى البغدادي المتوفى سنة ١٣١٧ والمولود سنة ١٢٥٢ في كتابه «غالية المواعظ ومصباح المتعظ والواعظ» (طبع دار الطباعة المحمدية بالقاهرة ج ٢ ص ٩٥) قال :

وأخرج النسائي : قال رسول الله «ص» : ان ابنتي فاطمة حوراء آدمية لم تحض ولم تطمث ، وانما سميت فاطمة لان الله تعالى فطمها وذريتها ـ وفي رواية ـ ومحبيها من النار.


ومنهم العلامة على بن سلطان محمد الحنفي في «شرح الفقه الأكبر» (ص ١٣٣)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «مناقب ابن المغازلي».

ومنهم العلامه ابو الحسن احمد بن على الشافعي في «فضل آل البيت» (ص ٥١ ط دار الاعتصام في القاهرة) قال :

ومن حديث علي رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لفاطمة رضي‌الله‌عنها : يا فاطمة تدرين لم سميت فاطمة؟ قال علي رضي‌الله‌عنه : لم سميت؟ قال : ان الله عزوجل قد فطمها وذريتها من النار يوم القيامة. أخرجه الحافظ الدمشقي.

ومنهم العلامة السيد ابراهيم الحسيني المدني السمهودي في «الاشراف على فضل الاشراف»

روى الحديث عن علي عليه‌السلام بعين ما تقدم عن «فضل آل البيت».

ومنهم العلامة المولوى ولى الله اللكنهوئى في «مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين» (ص ١٦٥)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «فضل آل البيت».


ومنهم العلامة الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق ابو علم في «أهل البيت» (ص ١١٢ ط مطبعة السعادة بالقاهرة)

روى الحديث عن علي عليه‌السلام بعين ما تقدم عن «فضل آل البيت».

ومنهم العلامة السيد عبد الله بن ابراهيم مير غنى الحسيني الحنفي في كتاب «الدرة اليتيمة في فضائل السيدة العظيمة»

روى الحديث بعين ما تقدم عن «فضل آل البيت».

ومنهم العلامة على بن سلطان محمد الحنفي في «شرح الفقه الأكبر» (ص ١٣٣) قال :

وقد ورد مرفوعا : انما سميت فاطمة لان الله قد فطمها وذريتها عن النار يوم القيامة. أخرجه الحافظ الدمشقي.

لم تلقبت بالزهراء

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ٢٤٤) وننقله هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

فمنهم العالم الفاضل المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في «أهل البيت» (ص ١١٢ ط مطبعة السعادة بالقاهرة)

روى جعفر بن محمد بن علي رضي‌الله‌عنهم عن أبيه قال : سألت أبا عبد الله


عليه‌السلام عن فاطمة لم سميت الزهراء؟ فقال : لأنها إذا قامت في محرابها يزهر نورها لأهل السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض.

وروي أنها سميت الزهراء لان الله عزوجل خلقها من نور عظمته.

وقيل : انها لما وضعتها السيدة خديجة رضي‌الله‌عنها حدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك اليوم ولذلك لقبت بالزهراء.

لم تلقبت بالبتول

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ٢٥ الى ص ٢٦) وننقله هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة توفيق ابو علم في «اهل البيت» (ص ١١٢ ط السعادة بالقاهرة) قال :

وعن عمر بن علي رضي‌الله‌عنهما : أن النبي سئل عن البتول ، وقد قيل له سمعناك يا رسول الله تقول مريم بتول ، وفاطمة بتول فما ذاك؟ فقال : البتول التي لم تر حمرة قط ـ أي لم تحض ـ فان الحيض مكروه في بنات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.

ومنهم العلامة المعاصر الدكتور محمد الأحمدي ابو النور المدرس بجامعة الأزهر في «منهج السنة في الزواج» (ص ٤٢ ط القاهرة)

قال : وسميت فاطمة البتول لانقطاعها عن نساء زمانها فضلا ودينا وحسبا ، وقيل : لانقطاعها عن الدنيا الى الله تعالى.


ومنهم العلامة الشيخ محمد بن علان الصديقى الشافعي الأشعري المكي المتوفى سنة ١٠٥٧ في «الفتوحات الربانية على الاذكار النواوية» (ج ٢ ص ٥٠ ط الإسلامية في بيروت) قال :

ووقع في الرواية التي أخرجها الحافظ من طريق الطبراني عن عبد الله بن الحسن عن أمه عن جدتها وهي أي فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأشبه الناس به وسيدة نساء العالمين ، تلقبت بالزهراء قيل لأنها لم تحض أصلا ، وبالبتول لتبتلها أي انقطاعها الى الله عزوجل.

ومنهم العلامة ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (نسخة مكتبة جامع السلطان في اسلامبول) قال :

أخبرنا ابو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن ابى الحديد ، أخبرنا جدي ابو عبد الله الحسن بن احمد ، أخبرنا ابو العمر المسدد بن على بن عبد الله بن العباس بن ابى السجين الحمصي ، حدثنا أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف الربعي ، حدثنا احمد بن عثمان ، حدثنا ابن ابى الدنيا ، حدثنا إسحاق الأشقر ، حدثنا العباس بن بكار ، حدثنا عبد الله بن المثنى ، عن عمه ثمامة بن عبد الله بن انس ، عن انس بن مالك ، عن أمه ام سليم قال : لم ير لفاطمة رضي‌الله‌عنها دم في حيض ولا نفاس.

سائر ألقابها عليها‌السلام

روى جماعة من أعلام القوم أحاديث في سائر ألقابها مضى بعضها وننقل بعضها هاهنا عن جماعة منهم :


منهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في «أهل البيت» (ص ١١٢ ط مطبعة السعادة بالقاهرة) قال :

وتلقبت بالزهراء ، وبالصديقة ، والمباركة ، والطاهرة ، والزكية ، والراضية والمرضية ، وهي آيات على ما اتسمت به رضي‌الله‌عنها من الصدق ، والبركة ، والطهارة ، والرضا ، والطمأنينة.

وبالمحدثة لان الملائكة كانت تهبط من السماء فتناديها ، كما كانت تنادي مريم ابنة عمران عليها‌السلام ، ويحدثها روح القدس.

كنيتها ام أبيها

رواها جماعة من أعلام القوم :

منهم الحافظ ابن المغازلي في «المناقب» (٣٤٠ ط طهران) قال :

أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب اذنا ، أخبرنا أبو أحمد عمر بن عبد الله ابن شوذب ، حدثنا الحسن بن علي بن منصور ، حدثنا أبو اسماعيل محمد ابن اسماعيل ، حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا بعض أصحابنا عن كثير بن يزيد ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه قال : كنية فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أم أبيها.


كانت أشبه الناس برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ٢٥٠ الى ص ٢٥٤) وننقله هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم الحافظ عبد العظيم بن عبد القوى بن عبد الله بن سلام بن سعد المنذرى المولود سنة ٥٨١ والمتوفى سنة ٦٥٦ في كتابة «مختصر سنن أبى داود» (ج ٨ ص ٨٤ طبع مطبعة أنصار السنة المحمدية بالقاهرة) قال :

وعن أم المؤمنين عائشة رضي‌الله‌عنها أنها قالت : ما رأيت أحدا كان أشبه سمتا وهديا ودلا (وقال الحسن وهو الحلواني : حديثا وكلاما ولم يذكر الحسن : السمت والهدي والدل) برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من فاطمة رضي‌الله‌عنها ، كانت إذا دخلت عليه قام إليها فأخذ بيدها وقبلها وأجلسها في مجلسه ، وكانت إذا دخل عليها قامت اليه وأخذت بيده وقبلته وأجلسته في مجلسها.


ومنهم العلامة الشيخ عبد الحق في «أشعة اللمعات في شرح المشكاة» (ج ٤ ص ٢٧ ط نول كشور في لكهنو)

روى الحديث عن عائشة بعين ما تقدم من «مختصر سنن أبي داود».

ومنهم العلامة المولى محمد أفندى الحنفي القاضي بأزمير في «الأربعين حديثا» (ص ١٨٢ ط الآستانة)

روى الحديث من طريق الترمذي بعين ما تقدم عن «مختصر سنن أبي داود».

ومنهم العلامة الشيخ نجم الدين الشافعي في «مناقب على بن أبي طالب» (ص ٢٣ مخطوط).

روى الحديث بعين ما تقدم عن «مختصر سنن ابى داود».

ومنهم العلامة المولى محمد عبد الله بن عبد العلى القرشي الهاشمي الحنفي الهندي المتوفى بعد سنة ٤٠٩ في كتابه «تفريح الأحباب في مناقب الال والاصحاب» (ص ٤٠٩ ط دهلي)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «مختصر سنن ابى داود».

ومنهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في «أهل البيت» (ص ١١٧ ط مطبعة السعادة بالقاهرة) قال :

وعن عائشة أم المؤمنين رضي‌الله‌عنها أنها قالت : ما رأيت أحدا من خلق


الله أشبه حديثا وكلاما برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من فاطمة ، وكانت إذا دخلت أخذ بيدها فقبلها ورحب بها وأجلسها في مجلسه ، وكان إذا دخل عليها قامت اليه ورحبت به وأخذت بيده فقبلتها.

ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ محمد على الانسى اللبناني في «الدرر واللئال في بدائع الأمثال» (ص ٢٠٩ ط مطبعة الاتحاد في بيروت)

روى عن عائشة قالت : أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : مرحبا بابنتي. ثم أجلسها عن يمينه أو شماله.

ومنهم العلامة الشيخ محمد الياس الكاندهلوي في «حياة الصحابة» (ج ٢ ص ٤٨٦ ط حيدرآباد الدكن)

روى من طريق البخاري عن عائشة قالت : ما رأيت أحدا من الناس كان أشبه بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كلاما ولا حديثا ولا جلسة من فاطمة رضي‌الله‌عنها. قالت : وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا رآها قد أقبلت رحب بها ثم قام إليها فقبلها ثم أخذ بيدها فجاء بها حتى يجلسها في مكانه ، وكانت إذا أتاها النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم رحبت به ثم قامت اليه فقبلته.

ومنهم العلامة المولوى الشيخ ولى الله اللكهنوئى في «مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين» (ص ١٨٥) قال :

في الاستيعاب عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت : ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما وحديثا برسول الله «ص» من فاطمة وكانت إذا


دخلت عليه قام إليها وقبلها ورحب بها كما كانت تصنع هي به صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ومنهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في «أهل البيت» (ص ١١٧ ط مطبعة السعادة بالقاهرة) قال :

روى الحاكم في المستدرك بسنده عن أنس بن مالك رضي‌الله‌عنه ، قال : سألت أمي عن صفة فاطمة رضي‌الله‌عنها ، فقالت : كانت أشد الناس شبها برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بيضاء مشربة بحمرة لها شعر أسود ينعفر لها (ويقول الشاعر في هذا) :

بيضاء تسحب من قيام شعرها

وتغيب فيه وهو داج أسحم

فكأنها فيه نهار مشرق

وكأنه ليل عليها مظلم

وفي كشف الغمة عن أم المؤمنين أم سلمة رضي‌الله‌عنها ، قالت : كانت فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أشبه الناس وجها برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وروى عن أنس بن مالك ، عن أمه : أن السيدة فاطمة كانت كأنها القمر ليلة البدر. وعند ما وضعتها السيدة خديجة ورأت في وليدتها فاطمة الزهراء أنها صورة من أبيها العظيم سرها ذلك الشبه ، وأنه بركة من بركات الله عليها وعلى آل البيت الكرام.


فاطمة سيدة نساء العالمين

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ٢٧ الى ص ٤١) وننقله هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك ، ويشتمل على حديثين :

الاول

حديث عمران بن الحصين

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة ابن المغازلي «في المناقب» (ص ٣٦٨)

روى بسنده عن عمران بن الحصين حديثا طويلا وفيه قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لفاطمة : فو الذي بعثني بالنبوة حقا انك سيدة نساء العالمين. فوضعت يدها على رأسها وقالت : يا أبة فأين آسية بنت مزاحم امرأة فرعون ومريم بنت عمران. قال : تلك سيدة نساء عالمها.


ومنهم العلامة شمس الدين محمد بن احمد الذهبي في «سير اعلام النبلاء» (ج ٢ ص ١٢٧ ط الرسالة في بيروت)

علي بن هاشم بن البريد ، عن كثير النواء ، عن عمران بن حصين : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عاد فاطمة وهي مريضة ، فقال لها : كيف تجدينك؟ قالت : اني وجعة ، وانه ليزيدني مالي طعام آكله. قال : يا بنية أما ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين؟ قالت : فأين مريم؟ قال : تلك سيدة نساء عالمها ، وأنت سيدة نساء عالمك ، أما والله لقد زوجتك سيدا في الدنيا والآخرة.

ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزى «في ينابيع المودة» (١٩٨ ط اسلامبول)

روى من طريق أبي عمرو عن عمران أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عاد فاطمة وهي مريضة فقال : كيف حالك يا بنية؟ قالت : اني وجعة ويزيد وجعي جوعي وما لي طعام آكله. فقال : يا بنية أما ترضين انك سيدة نساء العالمين. فقالت : يا أبتى فأين مريم بنت عمران. قال : تلك سيدة نساء عالمها وأنت سيدة نساء عالمك ، أما والله لقد زوجتك بسيد في الدنيا والآخرة.

ومنهم العلامة الشيخ أمين بن محمود بن محمد بن احمد بن خطاب المصري في كتابه «فتح الملك المعبود تكملة المنهل العذب المورود» (ج ٤ ص ٨ ط القاهرة)

روى الحديث من طريق ابن عمران بعين ما تقدم عن «ينابيع المودة».


ومنهم العلامة ولى الله اللكهنوئى في «مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين» (ص ١٨٣)

روى الحديث عن عمران بن الحصين بعين ما تقدم عن «ينابيع المودة».

ومنهم العلامة توفيق أبو علم في «أهل البيت» (ص ١٢٨ ط السعادة بالقاهرة) قال :

وروى ابن عبد البر أنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لها : يا بنية ألا ترضين أنك سيدة نساء العالمين. قالت : يا أبت فأين مريم؟ قال : تلك سيدة نساء عالمها.

وفي (ص ١٧٦) الطبع المذكور :

وكانت السيدة الزهراء رضي‌الله‌عنها تشكو حينا بعد حين ، ويعودها النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يواسيها في مرضها ، فإذا هو يواسيها كذلك في حاجتها ، وزارها يوما وهي مريضة فقال لها : كيف تجدينك يا بنية؟ فقالت : اني لوجعة ، ثم قالت : وانه ليزيدني أني مالي طعام آكله. فقال لها عليه‌السلام : يا بنية أما ترضين أنك سيدة نساء العالمين. وزارها يوما وهي تطحن بالرحى وعليها كساء من وبر الإبل ، فبكى وقال : تجرعي يا فاطمة مرارة الدنيا لنعيم الآخرة.

وفي (ص ١٣٣) روى الحديث بعين ما تقدم عن «ينابيع المودة».

ومنهم العلامة الشيخ عبد القادر الشافعي السنندجى في «تقريب المرام في شرح تهذيب الاحكام» (ص ٣٣٢)

قد ثبت أن فاطمة سيدة نساء العالمين.


الثاني

حديث عائشة

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم الحافظ جلال الدين السيوطي في «الجامع الكبير» المطبوع في «جامع الأحاديث» (ج ٧ ص ٧٣٤ ط دمشق)

روى من طريق الحاكم عن عائشة قال النبي «ص» : يا فاطمة ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين وسيدة نساء المؤمنين وسيدة نساء هذه الامة.

ومنهم العلامة أبو عبد الله محمد عبد الله القرشي في «تفريح الأحباب في مناقب الال والاصحاب» (ص ٤٠٩ ط دهلي)

روى الحديث عن عائشة قالت : أقبلت فاطمة. الى أن قال : قالت فقال : أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة او نساء المؤمنين ، فضحكت.

ومنهم العلامة السيد صديق حسن خان امير الملك في «الإدراك» (ص ٤٨) عن عائشة قالت : قال رسول الله «ص» : يا فاطمة ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين. الحديث بطوله متفق عليه.

ومنهم العلامة المولوى ولى الله اللكهنوئى في «مرآة المؤمنين» (ص ١٩)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «تفريح الأحباب».


ومنهم العلامة توفيق أبو علم «في أهل البيت» (ص ١٢٧)

روى الحديث عن عائشة وفي آخره ثم قال : يا فاطمة أما ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين أو سيدة نساء هذه الامة ، فضحكت.

وفي ص ١٢٨ روى عن عائشة رضي‌الله‌عنها أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال وهو في مرضه الذي توفي فيه : فاطمة ألا ترضين أن تكون سيدة نساء العالمين وسيدة نساء هذه الامة وسيدة نساء المؤمنين.

ومنهم العلامة مير غنى الحنفي في «الدرة اليتيمة» (نسخة ظاهرية بدمشق) قال:

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا فاطمة ألا ترضين أن تكون سيدة نساء العالمين.


فاطمة سيدة نساء هذه الامة

ويشتمل على حديثين :

الاول

حديث عائشة

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ٢٧ الى ص ٩٩) وننقله هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم الحافظ مسلم بن الحجاج في «صحيحه» (ج ٧ ص ١٤٢ ط محمد على صبيح بمصر)

قال : حدثنا أبو كامل الجحدري فضيل بن حسين ، حدثنا أبو عوانة ، عن فراس ، عن عامر ، عن مسروق ، عن عائشة قالت : كن أزواج النبي «ص» عنده لم يغادر منهن واحدة ، فأقبلت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها من مشية رسول


الله «ص» شيئا ، فلما رآها رحب بها فقال : مرحبا بابنتي. ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ، ثم سارها فبكت بكاء شديدا ، فلما رأى جزعها سارها الثانية فضحكت ، فقلت لها : خصك رسول الله «ص» من بين نسائه بالسرار ثم أنت تبكين ، فلما قام رسول الله «ص» سألتها ما قال لك رسول الله؟ قالت : ما كنت أفشي على رسول الله «ص» سره. قالت : فلما توفي رسول الله «ص» قلت : عزمت عليك بمالي عليك من الحق لما حدثتني ما قال لك رسول الله. فقالت :أما الآن فنعم ، أما حين سارني في المرة الاولى فأخبرني أن جبريل كان يعارضه القرآن في كل سنة مرة أو مرتين وأنه عارضه الآن مرتين واني لا أرى الأجل الا قد اقترب فاتقى الله واصبري فانه نعم السلف أنا لك. قالت : فبكيت بكائي الذي رأيت ، فلما رأى جزعي سارني الثانية فقال : يا فاطمة أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الامة ، قالت : فضحكت ضحكي الذي رأيت.

فقال : حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة ، وحدثنا عبد الله بن نمير ، عن زكرياء «ح» ، وحدثنا ابن نمير ، حدثنا أبى ، حدثنا زكريا ، عن فراس ، عن عامر ، عن مسروق ، عن عائشة قالت : اجتمع نساء النبي «ص» فلم يغادر منهن امرأة ، فجاءت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله «ص» فقال : مرحبا بابنتي ، فأجلسها عن يمينه أو عن شماله ، ثم انه أسر إليها حديثا فبكت فاطمة ، ثم انه سارها فضحكت أيضا. فقلت لها : ما يبكيك؟ فقالت : ما كنت لافشي سر رسول الله. فقلت : ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن. فقلت لها حين بكت : أخصك رسول الله «ص» بحديثه دوننا ثم تبكين ، وسألتها عما قال ، فقالت : ما كنت لافشي سر رسول الله «ص» ، حتى إذا قبض سألتها فقالت : انه كان حدثني أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل عام مرة وإنه عارضه به في العام مرتين ،


ولا أراني الا قد حضر أجلي وانك أول أهلي لحوقا بي ونعم السلف أنا لك ، فبكيت لذلك ، ثم انه سارني فقال : ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الامة ، فضحكت لذلك.

ومنهم العلامة مير غنى الحنفي في «الدرة اليتيمة» (نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق) قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لفاطمة : اما ترضين ان تكوني سيدة نساء المؤمنين ، وفي رواية : افضل نساء اهل الجنة.

ومنهم العلامة الشيخ محمد حبيب الله بن عبد الله بن أحمد المشهور (بما يأبى) اليوسفى المالكي الشنقيطى المتوفى سنة ١٣٦٣ في كتابه «زاد المسلم» (ج ١ ص ١٢٥ طبع جواد حسنى في مطبعة الحلبي بالقاهرة) قال :

قال رسول الله «ص» : ألا ترضين أن تكون سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الامة. قاله لابنته فاطمة الزهراء ، رواه البخاري ومسلم عن فاطمة الزهراء رضي‌الله‌عنها عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ومنهم العلامة الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج ٢ ص ١٢٠ ط الرسالة في بيروت)

وقد قال لها (أي فاطمة) في مرضه : اني مقبوض في مرضي هذا. فبكت وأخبرها أنها أول أهله لحوقا به ، وأنها سيدة نساء هذه الامة. فضحكت ، وكتمت ذلك فلما توفي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، سألتها عائشة ، فحدثتها بما أسر إليها.


ومنهم العلامة الشيخ يحيى بن ابى بكر العامري اليماني في «الرياض المستطابة» (ص ٢٨٤ ط مكتبة المعارف في بيروت) قال :

وثبت في الصحيحين أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سارها في وجعه فبكت ، ثم دعاها فسارها ثانيا فضحكت ، قالت عائشة : فسألتها عن ذلك ، فقالت : سارني أنه يقبض في وجعه فبكيت ، ثم سارني فأخبرني أني أول أهله يتبعه ، فضحكت.

وفي رواية أخرى : انه سارها للمرة الاولى فقال : يا فاطمة أما ترضي أن تكوني سيدة نساء المؤمنين ، أو سيدة نساء هذه الامة. وبين الروايتين تفاوت في الألفاظ ، ويحتمل أنهما موقوفان والله اعلم. ولم يسند في الصحيحين غير هذا ، وهو مذكور في مسند عائشة لاشتراكهما في روايته رضي‌الله‌عنهما.

ومنهم العلامة ابو الفرج عبد الرحمن بن ابى الحسن على بن محمد حمادى الحنبلي البغدادي في «التبصرة» (ص ٤٥٢) قال :

وفي الصحيحين : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لها (أي لفاطمة): ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الامة أو نساء المؤمنين.

ومنهم العلامة المولى على بن سلطان محمد القاري الحنفي في «شرح الفقه الأكبر» (ص ٣٣) قال :

وفي رواية مسلم قال لها : أو ما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين.


ومنهم العلامة المولوى ولى الله اللكهنوئى في «مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين» (ص ١٨٣)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «التبصرة».

ومنهم العلامة محمد بن بهران اليماني في «ابتسام البرق»

نقل عن البخاري ومسلم مثل ما تقدم عن «التبصرة» بعينه.

ومنهم العلامة محمد مبين الهندي في «وسيلة النجاة» (ص ٢١٧ ط اللكهنو)

روى عن ابى هريرة قال رسول الله «ص» لفاطمة لما زوجها من علي : أنت سيدة نساء أمتي.

ومنهم العلامة الشيخ نجم الدين في «منال الطالب» (ص ٢٣ مخطوط)

روى الحديث وفي آخره : فلما رأى جزعي سارني الثانية فقال : يا فاطمة أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الامة ، فضحكت ضحكي الذي رأيت.

الثاني

حديث أبي هريرة

رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١٠ ص ١٠٣ الى ص ١٠٥) ونرويه


هاهنا عمن لم نرو عنه هناك :

منهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في «أهل البيت» (ص ١٢٧ و ١٢٥ ط مطبعة السعادة بالقاهرة) قال :

عن أبى هريرة رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ان ملكا من السماء لم يكن زارني ، فأستأذن ربي في زيارتي فبشرني وأخبرني أن فاطمة سيدة نساء أمتي.

ومنهم العلامة المولوى ولى الله اللكهنوئى في «مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين» (ص ١٨٤) قال :

وعن أبى هريرة قال : أبطأ عنا رسول الله «ص» يوما صدر النهار ، فلما كان العشاء قال له قائلنا : يا رسول الله قد شق علينا لم نرك. قال : ان ملكا من السماء لم يكن رآني فاستأذن الله تبارك وتعالى في زيارتي ، فأخبرني وبشرني أن فاطمة ابنتي سيدة نساء أمتي وأن حسنا وحسينا سيدا شباب أهل الجنة.

ومنهم العلامة الشيخ عبد المنعم صالح العلى البغدادي في «الدفاع عن ابى هريرة» (ص ١٧٢ ط النهضة في بيروت) قال :

في مناقب فاطمة رضي‌الله‌عنها يروي أبو هريرة قول النبي «ص» : ان فاطمة سيدة نساء أمتي.


ومنهم الحافظ جلال الدين السيوطي في «الجامع الكبير» (على ما في جامع الأحاديث ج ٢ ص ١٥٢ ط مطبعة محمد هاشم الكتبي بدمشق)

روى من طريق الطبراني عن فاطمة قالت : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أما ترضين أني زوجتك أول المسلمين إسلاما ، وأعلمهم علما ، فإنك سيدة نساء أمتي ، كما سادت مريم نساء قومها.


فاطمة سيدة النساء يوم القيامة

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ٤٠) وننقله هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في «أهل البيت» (ص ١٣٤ ط مطبعة السعادة بالقاهرة) قال :

وعن جابر بن عبد الله الانصاري عن سمرة ، قال : جاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجلس فقال : ان فاطمة وجعة. فقال القوم : لو عدناها ، فقام ومشى حتى انتهى الى الباب فنادى : شدي عليك ثيابك فان القوم جاءوا يعودونك. فقالت : يا نبي الله ما علي إلا عباءة قال : فأخذ رداءه فرمى به إليها من وراء الباب. فقال : شدي بهذا رأسك ، فدخل ودخل القوم فقعد ساعة فخرجوا فقال القوم : تالله بنت نبينا على هذا الحال. قال : فالتفت فقال : اما انها سيدة النساء يوم القيامة.


فاطمة سيدة نساء أهل الجنة

وفي هذا أحاديث :

الاول

حديث حذيفة

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ٦٩ الى ص ٧٩ وص ١٠٣ الى ص ١١٤) وننقله هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة الشيخ علاء الدين على المتقى الحنفي الهندي المتوفى سنة ٩٧٥ في كتابه «كنز العمال» (ج ١٦ طبع حيدرآباد الدكن ط ٢٨)

روى عن حذيفة بن اليمان قال : أتيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فخرج فاتبعته فقال : ملك عرض لي واستأذن ربه أن يسلم علي ويخبرني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة.


ومنهم العلامة السيد محمد صديق امير الملك في «الإدراك» (ص ٤٩) روى عن حذيفة قال : قال رسول الله «ص» : هذا ملك لم ينزل الأرض قط قبل هذه الليلة استأذن ربه أن يسلم علي ويبشرني بأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة وان الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. رواه الترمذي.

ومنهم العلامة محمد بن يحيى بهران اليماني في «ابتسام البرق» روى الحديث عن حذيفة بعين ما تقدم عن «الإدراك».

ومنهم العلامة شمس الدين محمد بن احمد الذهبي الشافعي المتوفى سنة ٧٤٧ في «سير أعلام النبلاء» (ج ٢ ص ١٢٣ ط مؤسسة الرسالة في بيروت)

روى عن إسرائيل ، عن ميسرة بن حبيب ، عن المنهال بن عمرو ، عن زر ، عن حذيفة قال النبي «ص» : نزل ملك فبشرني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة.

وروى من وجه آخر عن المنهال وقال رواهما الحاكم.

ومنهم العلامة الشيخ نجم الدين في «منال الطالب» (ص ٢٢)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «الإدراك».

ومنهم العلامة ابو البركات الآلوسى في «غالية المواعظ ومصباح المتعظ والواعظ» (ج ٢ ص ٧٣)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «الإدراك».


ومنهم العلامة ولى الله اللكنهوئى في «مرآة المؤمنين في مناقب اهل بيت سيد المرسلين» (ص ١٨٤)

روى بعين ما تقدم عن «الإدراك» الى قوله : سيدة نساء أهل الجنة.

ومنهم العلامة ابن كثير في «قصص الأنبياء» (ج ٢ ص ٣٧٧ ط مصر)

ومنهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي في «وسيلة النجاة» (ص ٢٢٥ ط گلشن في اللكهنو) قال :

واز آن جمله است كه فرمود : أتاني ملك نزل من السماء ولم ينزل قبلها فبشرني. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن «الإدراك».

ومنهم العلامة المولوى في «مرآة المؤمنين» (ص ١٨٧)

قال رسول الله «ص» : فاطمة سيدة نساء أهل الجنة.

الثاني

حديث ابى سعيد الخدري

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ٩١ الى ص ٩٩) وننقله هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :


منهم العلامة السيد محمد ابو الهدى في «ضوء الشمس» (ص ٩٧) قال :

روى الحاكم عن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أنه قال : فاطمة سيدة نساء أهل الجنة الا مريم بنت عمران.

ومنهم العلامة مير غنى الحنفي في «الدرة اليتيمة» (نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «ضوء الشمس».

ومنهم العلامة الشيخ ولى الله اللكهنوئى في «مرآة المؤمنين» (ص ١٨٣)

روى عن ابى سعيد الخدري أنه قال : قال النبي «ص» : فاطمة سيدة نساء أهل الجنة الا ما كان من مريم بنت عمران.

ومنهم العلامة الشيخ منصور بن إدريس الحنبلي في «كشاف القناع عن متن الاقناع» (ج ٥ ص ٣١ ط مكتبة النصر في الرياض)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «مرآة المؤمنين».

ومنهم العلامة المذكور في «فتح الباري» (ج ٨ ص ١١١ ط مصر) قال :

وفي رواية مسروق أنه «ص» أخبر إياها (أي فاطمة) بأنها سيدة نساء أهل الجنة(١).

__________________

(١) قال العلامة شيخ الإسلام الشيخ محمد بن سالم الحنفي المصري


الثالث

حديث عائشة

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ٨١ الى ص ٩٦ ومن ١٥٠ الى ص ١١٣) وننقله هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة الشيخ عبد الحق في «أشعة اللمعات في شرح المشكاة» (ج ٤ ص ٦٩٣ ط نول كشور في لكهنو) قال :

عن عائشة قالت : كنا أزواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عنده فأقبلت فاطمة

__________________

المتوفى سنة ١٠٨١ في شرح الجامع الصغير في حاشيته على طبع مصطفى الحلبي بالقاهرة ص ٣١ في ذيل قوله «ص» : سيدة نساء أهل الجنة.

وهي أحب أولاده صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكانت إذا قدمت عليه قام لها تعظيما لها ومحبة ، وكان يقبلها في فمها ويطلب منها أن تخرج لسانها ليمصه ، وكانت أحسن الناس شعرا ، ويؤخذ من الحديث تفضيلها على جميع النساء حتى المختلف في نبوتهن كسيدتنا مريم. وهو كذلك ، لكن لا مطلقا بل من حيث أنها بضعة وجزء منه صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وسيدتنا مريم أفضل من حيث أوصاف أخر قامت بها لقوله تعالى (وَاصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ) وترتيبهن في الفضل كما في البيت فضلي النساء بنت عمران ، ففاطمة خديجة ثم من قد برأ الله ، وكذا سيدنا ابراهيم ولده صلى‌الله‌عليه‌وسلم أفضل من جميع الصحابة من حيث أنه بضعته صلى‌الله‌عليه‌وسلم.


ما تخفي مشيتها من مشية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما رآها قال : مرحبا بابنتي ، ثم أجلسها ثم سارها ، فبكت بكاء شديدا ، فلما رأى حزنها سارها الثانية فإذا هي تضحك ، فلما قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سألتها عما سارك قالت : ما كنت لافشي على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سره. فلما توفي قلت : عزمت عليك بمالي عليك من الحق لما أخبرتني. قالت : أما الآن فنعم ، أما حين سارني في الأمر الأول فانه أخبرني أن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة وأنه عارضني به العام مرتين ولا أرى الأجل الا قد اقترب ، فاتقي الله واصبري فاني نعم السلف أنا لك ، فبكيت فلما رأى جزعي سارني الثانية قال : يا فاطمة ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء العالمين. الحديث متفق عليه.

ومنهم العلامة محمد مبين المولوى في «وسيلة النجاة» (ص ٢٢٨ ط گلشن في لكهنو)

روى الحديث عن عائشة بعين ما تقدم عن «أشعة اللمعات».

ومنهم العلامة ولى الله المولوى في «مرآة المؤمنين» (ص ١٩٠)

روى الحديث عن عائشة بعين ما تقدم عن «أشعة اللمعات».

ومنهم العلامة المولوى على المتقى في «كنز العمال» (ج ١٦ ص ٢٨١ ط حيدرآباد الدكن)

روى الحديث وفي آخره قالت فاطمة : ثم ناجاني (أي النبي «ص») في


المرة الأخرى فأخبرني اني أول أهله لحوقا به وقال : انك سيدة نساء أهل الجنة.

ومنهم العلامة علاء الدين على بن حسام الدين في «كنز العمال» (ج ١٦ ص ٢٨١ ط حيدرآباد) قال :

روى عن عائشة قالت : قلت لفاطمة ابنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : رأيتك حين أكببت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في مرضه فبكيت ثم أكببت عليه ثانية فضحكت. قالت : أكببت عليه فأخبرني انه ميت فبكيت ، ثم أكببت عليه الثانية فأخبرني اني أول أهله لحوقا به وأني سيدة نساء أهل الجنة الا مريم ابنة عمران فضحكت.

ومنهم العلامة ابو الفداء اسماعيل بن كثير الدمشقي في «قصص الأنبياء» (ج ٢ ص ٣٧٧)

روى الحديث عن عائشة بعين ما تقدم عن «كنز العمال».

الرابع

حديث أم سلمة

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ٨٧ الى ص ٩٩) وننقله هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :


منهم العلامة ابن عساكر الدمشقي في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ٦ حرف الواو والنسخة مصورة من مخطوطة جامع السلطان احمد الثالث من آل عثمان في اسلامبول) قال :

أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد بن الحسن ، نا ابو الحسين بن المهدي ، نا أبو حفص بن شاهين ، نا عبد الله بن محمد البغوي ، نا الفضل بن موسى ، نا محمد بن خالد بن عتمة ، عن موسى بن يعقوب ، حدثني هاشم بن هاشم أن عبد الله بن وهب أخبره عن أم سلمة قالت : دعا رسول الله «ص» فاطمة بعد الفتح فناجاها فبكت ، ثم حدثها فضحكت ، فقالت أم سلمة : لم أسألها عن شيء حتى توفي رسول الله «ص» سألتها عن بكائها وضحكها فقالت : أخبرني رسول الله أنه يموت فبكيت ، ثم حدثني أني سيدة نساء أهل الجنة بعد مريم بنت عمران فضحكت.

ومنهم العلامة العاقولي في كتاب «الرصف لما روى عن النبي «ص» من الفضل والوصف» (ص ٢٨١ ط مكتبة الامل السالمية بالكويت)

روى من طريق الترمذي عن ام سلمة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم دعا فاطمة عام الفتح فناجاها فبكت ، ثم حدثها فضحكت ، قالت : فلما توفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سألتها عن بكائها وضحكها قالت : أخبرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه يموت فبكيت ، ثم أخبرني أني سيدة نساء أهل الجنة الا مريم بنت عمران فضحكت.


ومنهم العلامة الشيخ عبد الحق في «أشعة اللمعات» (ج ٤ ص ٧١٤ ط نول كشور في لكهنو)

روى الحديث عن أم سلمة بعين ما تقدم عن «الرصف».

ومنهم العلامة السيد محمد صديق حسن خان أمير الملك في «الإدراك» (ص ٤٨)

روى من طريق الترمذي ، وفي آخره : أخبرني أني سيدة نساء العالمين الا مريم بنت عمران فضحكت.

ومنهم العلامة في «تفريح الأحباب في مناقب الال والاصحاب» (ص ٤٠٨ ط دهلي)

روى من طريق الترمذي عن أم سلمة بعين ما تقدم عن «الرصف».

ومنهم العلامة المولوى ولى الله اللكهنوئى في «مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين» (ص ١٩٠).

روى الحديث من طريق أم سلمة بعين ما تقدم عن «الرصف».


سيدات نساء أهل الجنة أربع

(منها فاطمة عليها‌السلام)

ويشتمل على حديثين :

الاول

حديث ابن عباس

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ٦٥ الى ص ٦٨) وننقله هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم الحافظ ابن شيرويه الديلمي في «المسند الفردوس» (ص ١٧٩ نسخة مكتبة الناصرية في لكهنو)

روى عن ابن عباس قال رسول الله «ص» : سيدات نساء أهل الجنة بعد مريم بنت عمران فاطمة وخديجة وآسية امرأة فرعون.


ومنهم العلامة ابو الهدى السيد محمد بن الحسن في «ضوء الشمس» (ص ٩١) قال :

وعنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم ، وكل أولاده صلى‌الله‌عليه‌وسلم من خديجة.

ومنهم العلامة ابو الفداء اسماعيل بن كثير الدمشقي في «قصص الأنبياء» (ج ٢ ص ٣٧٨ ط دار الكتب الحديثة بالقاهرة) قال :

قال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر : أنبأنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البناء ، قالوا أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنبأنا أبو طاهر المخلص ، حدثنا أحمد بن سليمان ، حدثنا الزبير هو ابن بكار ، حدثنا محمد بن الحسن ، عن عبد العزيز بن محمد ، عن موسى بن عقبة ، عن كريب ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله «ص» : سيدة نساء أهل الجنة مريم بنت عمران ثم فاطمة ثم خديجة ثم آسية امرأة فرعون.

ومنهم العلامة الخطيب الشربينى في «السراج المنير في شرح الجامع الصغير» (المطبوع بهامشه ص ٢٧١ ط الحلبي بمصر)

روى عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : افضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون.


الثاني

حديث جابر بن عبد الله

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ٥٨ الى ص ٦٤) وننقله هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة ابو الفداء اسماعيل بن كثير الدمشقي في «قصص الأنبياء» (ج ٢ ص ٣٧٧ ط دار الكتب الحديثة بالقاهرة) قال :

وقد رواه ابن عساكر من طريق أبى بكر عبد الله بن أبى داود سليمان بن الأشعث ، قال حدثنا يحيى بن حاتم العسكري ، قال أنبأنا بشر بن مهران بن حمدان ، حدثنا محمد بن دينار ، عن داود بن أبى هند ، عن الشعبي ، عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله «ص» : حسبك منهن أربع سيدات نساء العالمين فاطمة بنت محمد وخديجة بنت خويلد وآسية بنت مزاحم ومريم بنت عمران.

ومنهم العلامة مير غنى الحنفي في «الدرة اليتيمة» (نسخة الظاهرية بدمشق)

روى الحديث بعين ما تقدم من «قصص الأنبياء».


ومنهم العلامة عبد الله بن محمد المعروف بابن الشيخ في «طبقات المحدثين» (ص ٩٢ نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق)

حدثنا يحيى بن حاتم ، قال ثنا أبي ، قال ثنا بشر بن مهران ، فذكر الحديث بعين ما تقدم عن «قصص الأنبياء» سندا ومتنا.


حسبك من نساء العالمين اربع

(منها فاطمة)

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ٥٨ الى ص ٦٤) وننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة ابن شيرويه الديلمي في «فردوس الاخبار» (مخطوط)

روى من طريق احمد بن حنبل ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك رضي‌الله‌عنه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : حسبك من نساء العالمين مريم ابنة عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية امرأة فرعون.

ورواه الطبراني عن الدبري عن عبد الرزاق مثله.


ومنهم العلامة ابن المغازلي الشافعي في «المناقب» (ص ٣٦٣ ط طهران)

روى الحديث بسنده عن أنس بعين ما تقدم عن «فردوس الاخبار».

ومنهم العلامة الذهبي في «سير اعلام النبلاء» (ج ٢ ص ١٢٧ ط الرسالة في بيروت) روى الحديث عن معمر عن قتادة عن انس بعين ما تقدم عن «فردوس الاخبار».

ومنهم العلامة ابو الغداء اسماعيل بن كثير الدمشقي في «قصص الأنبياء» (ج ٢ ص ٣٧٥)

روى الحديث من طريق احمد بسنده عن انس بعين ما تقدم عن «فردوس الاخبار».

ومنهم العلامة ابو العون محمد بن احمد الحنبلي في «نفثات صدر المكمد» (ج ٢ ص ١١ ط بيروت)

روى الحديث من طريق الترمذي عن أنس بعين ما تقدم عن «فردوس الاخبار».

ومنهم العلامة على بن سلطان محمد الحنفي المكي في «مرقاة المفاتيح في شرح مشكاة المصابيح» (ج ١١ ص ٤٠٦ ط ملتان)

روى الحديث عن طريق الترمذي عن أنس بعين ما تقدم عن «فردوس الأخبار».


ومنهم العلامة ابو الهدى السيد محمد بن الحسن في «ضوء الشمس» روى الحديث من طريق الترمذي بعين ما تقدم عن «النفثات».

ومنهم العلامة الشيخ بدر الدين محمود العيني الحنفي في «عقود الجمان في تاريخ اهل الزمان» (والنسخة مصورة موجودة في المكتبة العامة)

روى الحديث من طريق احمد والترمذي وابن عساكر عن أنس بعين ما تقدم عن «فردوس الاخبار».

ومنهم العلامة الشيخ محمد نوري في «مراح لبيد» (ج ١ ص ٩٧ ط دار الكفل سنة ١٣٩٨)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «فردوس الاخبار».

ومنهم العلامة الشيخ عبد الحق في «أشعة اللمعات في شرح المشكاة» (ج ٤ ص ٧١٣ ط نول كشور في لكهنو)

روى الحديث عن طريق الترمذي عن أنس بعين ما تقدم عن «فردوس الاخبار».

ومنهم العلامة ولى الله اللكهنوئي في «مرآة المؤمنين» (ص ١٨٤)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «فردوس الاخبار».


افضل نساء العالمين اربع

(منها فاطمة)

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ٥٢ الى ص ٥٧) وننقله هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة ابو الفداء اسماعيل بن كثير الدمشقي في «قصص الأنبياء» (ج ٢ ص ٣٧٧ ط دار الكتب الحديثة بالقاهرة) قال :

قال أبو يعلى الموصلي ، حدثنا يونس بن محمد ، حدثنا داود بن أبى الفرات ، عن علباء بن أحمر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : خط رسول الله «ص» في الأرض أربع خطوط فقال : أتدرون ما هذا؟ قالوا : الله ورسوله أعلم. فقال رسول الله : أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون.

ورواه النسائي من طرق عن داود (بن) أبى هند.


ومنهم العلامة الذهبي في «سير اعلام النبلاء» (ج ٢ ص ١٢٦ ط الرسالة في بيروت)

روى الحديث بعين ما تقدم «قصص الأنبياء» سندا ومتنا.

ومنهم العلامة المولوى ولى الله اللكهنوئى في «مرآة المؤمنين في مناقب اهل بيت سيد المرسلين» (ص ١٨٤ ط الهند)

روى الحديث عن ابن عباس بعين ما تقدم عن «قصص الأنبياء».

ومنهم العلامة الشيخ احمد بن عبد الجواد والشيخ عباس بن احمد المعاصران المصريان في «جامع الأحاديث» (ص ٦٨٥ ط مكتبة الهاشمي بدمشق)

رويا من طريق الطبرانيّ وأحمد والحاكم عن ابن عباس بعين ما تقدم عن «قصص الأنبياء».


لم يكمل من النساء الا اربع

(منها فاطمة)

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ ابو العون شمس الدين محمد احمد السفاريني الحنبلي المتوفى سنة ١١٨٨ في كتابه «نفثات صدر المكمد» (ج ٢ ص ٥١١ طبع بيروت)

روى عن زرين أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء الا مريم ابنة عمران ، وآسية امرأة فرعون ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد.

ومنهم العلامة الشيخ نجم الدين في «منال الطالب» (ص ٣٩ مخطوط)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «النفثات».


خير نساء العالمين اربع

(منها فاطمة)

رواه جماعة من اعلام القوم :

ومنهم العلامة شمس الدين محمد بن احمد الذهبي المتوفى سنة ٧٤٨ في «سير أعلام النبلاء» (ج ١٣ ص ٢٤٨ ط الرسالة في بيروت) قال :

قال الحافظ أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي ، حدثنا الربيع المرادي حدثنا أبو حاتم الرازي ، حدثنا داود الجعفري ، حدثنا عبد العزيز بن محمد ، عن ابراهيم بن عقبة ، عن كريب ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خير نساء العالمين : مريم ، وآسية امرأة فرعون ، وخديجة ، وفاطمة. ثم قال ابن عدي : وحدثناه أبو حاتم.


افضل نساء أهل الجنة

(خديجة وفاطمة)

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة شمس الدين الذهبي الشافعي المتوفى سنة ٧٤٧ في «سير اعلام النبلاء» (ج ٢ ص ١٢٤ ط الرسالة في بيروت) قال :

داود بن أبى الفرات ، عن علباء ، عن عكرمة ، عن ابن عباس مرفوعا : أفضل نساء أهل الجنة خديجة وفاطمة.

وفي حاشية الكتاب اسناده صحيح ، وأخرجه أحمد ١ / ٢٩٣ ، وصححه الحاكم ٢ / ٥٩٤ ، ووافقه الذهبي ، وذكره الهيثمي في المجمع ٩ / ٢٢٣ ، وزاد نسبته الى أبى يعلى والطبراني ، وقال : ورجالهم رجال الصحيح.


ومنهم العلامة ابن شاهين في «رسالة مناقب سيدتنا فاطمة» (نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق) قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : فاطمة سيدة نساء أهل الجنة الا من بنت عمران.

ومنهم العلامة السيد عبد الله بن ابراهيم الحسيني الحنفي في «الدرة اليتيمة» (نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق).

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لفاطمة : ألا ترضين ان تكوني سيدة نساء العالمين.


ان في السماء السابعة سبعون قصرا لفاطمة

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ١٦٤) وننقله هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في «اهل بيت» (ص ١٥٦ ط مطبعة السعادة بالقاهرة) قال :

وعن أبى سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه أنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم مر في السماء السابعة وقال : فرأيت فيها لمريم ولام موسى ولآسية امرأة فرعون ولخديجة بنت خويلد قصورا من ياقوت ، ولفاطمة بنت محمد سبعين قصرا من مرجان أحمر باللؤلؤ أبوابها وأسرتها من عود واحد.


ان الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ١١٦ ـ ١٢٢) وننقله هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة ابن المغازلي في «المناقب» (ص ٣٥١ ط المكتبة الإسلامية بطهران) قال :

أخبرنا ابو طالب محمد بن احمد بن عثمان ، أخبرنا ابو بكر احمد بن ابراهيم بن الحسن بن شاذان اذنا ، أخبرني ابن ابى العلاء المكي ، حدثنا ابو عبيد الله سعيد بن عبد الرحمن المخزومي بمكة في دار الندوة ، حدثنا حسين ابن زيد العلوي ، حدثنا علي بن عمر بن علي ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عن جده ، عن علي ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : يا فاطمة ان الله ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك.

وفي الصفحة (٣٥٢) من الطبع المذكور :

أخبرنا القاضي ابو جعفر محمد بن اسماعيل العلوي الواسطي رحمه‌الله ،


أخبرنا ابو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان المزني الملقب بابن السقاء الحافظ الواسطي ، حدثنا ابو عبد الله حرمي بن محمد بن إسحاق المكي ، حدثنا ابو عبيد الله سعيد بن عبد الرحمن ، حدثنا حسين بن زيد ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي عليه‌السلام ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : يا فاطمة ان الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك.

ومنهم العلامة السيد ابراهيم الحسنى المدني السمهودي في «الاشراف على فضل الاشراف» (نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق او الاحمدية)

روى عن علي رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا فاطمة ان الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك.

ومنهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في «أهل البيت» (ص ٢٤ و ١٢٠ ط مطبعة السعادة بالقاهرة).

روى الحديث بعين ما تقدم عن «الاشراف».

ومنهم العلامة محمد مبين المولوى في «وسيلة النجاة» (ص ٢١٢ ط دار الفكر في بيروت).

روى الحديث بعين ما تقدم عن «فضل الاشراف».

ومنهم العلامتان الشيخ عباس احمد صفر والشيخ احمد عبد الجواد في «جامع الأحاديث».

رويا الحديث عن الطبرانيّ في «الكبير» عن علي قال النبي «ص»


لفاطمة : ان الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك.

ومنهم العلامة الشيخ ابو الفرج جمال الدين بن عبد الرحمن بن على الجوزي في «المدهش» (ص ١٢٩ ط المؤسسة العاملية في بيروت)

روى الحديث بعين ما تقدم أولا عن «مناقب الخوارزمي».

ومنهم الحافظ ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج ١ ص ١٥٩ نسخة مكتبة جامع السلطان احمد في اسلامبول)

روى الحديث بسنده عن علي بعين ما تقدم عن «مناقب ابن المغازلي».


ان الله حرم فاطمة وذريتها على النار

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ١٢٣ الى ص ١٣٢) وننقله هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم الحافظ ابن عساكر في «ترجمة السبط الأكبر من تاريخ دمشق» (ص ١٣٧ ط بيروت)

روى بسندين عن زر ، عن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ان فاطمة أحصنت فرجها فحرمها الله وذريتها على النار.

ومنهم العلامة ابن المغازلي في «المناقب» (ص ٣٥٣ ط المكتبة الإسلامية بطهران)

روى الحديث عن عبد الله بن مسعود بعين ما تقدم عن «تاريخ دمشق».


ومنهم العلامة ابو الحسن احمد بن على الشافعي في «فضل آل البيت» (ص ٥٠ ط دار الاعتصام في القاهرة)

روى الحديث من طريق الحاكم بسنده عن عبد الله بن مسعود بعين ما تقدم عن «تاريخ دمشق».

ومنهم العلامة السيد عبد الله بن ابراهيم الحنفي في «الدرة اليتيمة» (ص ٣ ط دمشق)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «تاريخ دمشق».

ومنهم العلامة ولى الله اللكهنوئى في «مناقب اهل بيت سيد المرسلين» (ص ١٦٥)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «تاريخ دمشق».

ومنهم العلامة السيد ابراهيم المدني في «الاشراف على فضل الأشراف» (نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق)

روى الحديث من طريق تمام في فوائد والبزار في مسنده والطبرانيّ في الكبير عن ابن مسعود بعين ما تقدم عن «تاريخ دمشق».

ومنهم العلامة توفيق ابو علم في «اهل البيت» (ص ١٢١ ط السعادة بالقاهرة)

روى الحديث عن عبد الله بن مسعود بعين ما تقدم عن «تاريخ دمشق».


ومنهم الحافظ الشيخ شهاب الدين ابو الفضل احمد بن على بن حجر العسقلاني في «المطالب العالية» (ج ٤ ص ٧٠ ط الكويت)

روى الحديث من طريق ابى يعلى والبزار عن عبد الله بعين ما تقدم عن «تاريخ دمشق».

ومنهم العلامة ابن شاهين في «رسالة مناقب سيدتنا فاطمة» (نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق)

روى الحديث بسنده عن عبد الله بعين ما تقدم عن «تاريخ دمشق».


اول شخص يدخل الجنة فاطمة

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ١٣٥ الى ص ١٣٨) وننقله هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة جلال الدين السيوطي في «الجامع الكبير» (على ما في جامع الأحاديث ج ٣ ص ٢٧٦ ط دمشق) قال :

روى أبو الحسين أحمد بن ميمون في كتاب فضائل علي ، والرافعي عن بدل بن المحبر ، عن عبد السلام بن عجلان ، عن أبي يزيد المدني رضي‌الله‌عنه ، قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أول شخص يدخل الجنة فاطمة بنت محمد ، ومثلها في هذه الامة مثل مريم في بنى إسرائيل.

ومنهم العلامة الفاضل المعاصر الشيخ محمد على الانسى اللبناني في «الدرر واللئال في بدائع الأمثال» (ص ٢٠٧ ط مطبعة الاتحاد في بيروت)

روى نقلا عن ابى نعيم في «الدلائل» عن أبى هريرة قال رسول الله «ص»


أنا أول من يدخل الجنة ولا فخر ، وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر ، وأنا بيدي لواء الحمد يوم القيامة ولا فخر ، وأنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر ، وأنا أول شخص يدخل علي الجنة فاطمة بنت محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ومثلها في هذه الامة مثل مريم في بني إسرائيل.


ان الله لا يعذب فاطمة ولا أحدا من ولدها

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة محمد مبين الهندي في «وسيلة النجاة» (ص ٢٠٦ ط مطبعة گلشن فيض الكائنة في لكهنو) قال :

وأخرج الطبراني بسند الرجال الثقات أنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لفاطمة : ان الله غير معذبك ولا أحدا من ولدك.

ومنهم العلامة المولوى اللكهنوئى في «مرآة المؤمنين» (ص ١٨٣)

روى عن ان عباس ان النبي «ص» قال لفاطمة : ان الله غير معذبك ولا ولدك.

وفي ص (١٦٥): ولا أحدا من أولادك.


ومنهم العلامة السيد عبد الله بن ابراهيم مير غنى الحسنى الحنفي في «كتاب الدرة اليتيمة في بعض فضائل السيدة العظيمة» (نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق ص ٣)

روى الحديث بعين ما تقدم أولا عن «مرآة المؤمنين».


ان بنى فاطمة عصبتي

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ٦٤٨ الى ص ٦٥٥) وننقله هاهنا عن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة توفيق أبو علم في «أهل البيت» (ص ١٣١)

روى عن فاطمة الصغرى عن أبيها عن فاطمة الكبرى رضي‌الله‌عنهم قالت : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لكل بني أم عصبة ينتمون إليه ، وان بني فاطمة عصبتي التي إليها ننتمي.

ومنهم الحافظ الشيخ شهاب الدين ابو الفضل احمد بن على بن حجر العسقلاني في «المطالب العالية» (ج ٤ ص ٧٢ ط الكويت) قال :

فاطمة الكبرى رفعته قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لكل بني أم عصبة ينتمون اليه الا ولد فاطمة فأنا وليهما وأنا عصبتهما.


ومنهم العلامة محمد مبين الهندي في «وسيلة النجاة» (ص ٢٠٦ ط گلشن فيض في لكنهو) قال :

قال النبي «ص» : كل بنى آدم ينتمي الى عصبة الا ولد فاطمة (عليها‌السلام).


المهدى من ولد فاطمة

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة المولوى على المتقى الهندي في «كنز العمال» (ج ١٣ ص ٩١ ط حيدرآباد الدكن)

روى من طريق ابن عساكر عن الحسين قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ابشري يا فاطمة فان المهدي منك.

ومنهم العلامة جلال الدين السيوطي في «زوائد الجامع الصغير» (على ما في جامع الأحاديث ج ١ ص ٣٥ ط دمشق) قال :

ابن عساكر عن الحسين رضي‌الله‌عنه قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ابشري يا فاطمة المهدي منك.


ينادى مناد يوم القيامة

(غضوا أبصاركم حتى تمر فاطمة)

ونروي في ذلك أحاديث :

الاول

حديث ابى أيوب

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ١٣٩ الى ص ١٥٤) وننقله هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة المولى على المتقى الهندي في «كنز العمال» (ج ١٣ ص ٩١ طبع حيدرآباد الدكن)

روى من طريق أبي بكر في الغيلانيات عن ابى أيوب قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش : يا أهل


الجمع نكسوا رءوسكم وغضوا أبصاركم حتى تمر فاطمة بنت محمد على الصراط ، فتمر مع سبعين ألف جارية من الحور العين كمر البرق.

وروي عن ابى أيوب أيضا قال : قال رسول الله «ص» : إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطان العرش : أيها الناس عضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة إلى الجنة.

ومنهم العلامة توفيق ابو علم في «أهل البيت» (ص ١٢٥)

روي عن أبي أيوب الانصاري رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد ثم ينادي مناد من بطنان العرش : ان الجليل جل جلاله يقول : نكسوا رءوسكم وغضوا أبصاركم فان هذه فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تريد أن تمر على الصراط.

ومنهم العلامة الشيخ ابو الفرج سبط ابن الجوزي في «المدهش» (ص ١٢٩ ط بيروت)

أشار الى جملة من فضائل فاطمة «ع» منها هذا الحديث.

ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ محمد على الانسى اللبناني في «الدرر واللئال في بدائع الأمثال»

روى الحديث من طريق ابى بكر في الغيلانات عن ابى أيوب بعين ما تقدم عن «كنز العمال».


ومنهم العلامة الشيخ احمد بن عبد الجواد والشيخ عباس بن احمد المعاصران في كتابهما «جامع الأحاديث» (حديث ١٧٥٩ ط مكتبة الهاشمي بدمشق)

رويا الحديث عن أبى أيوب بعين ما تقدم أولا عن «كنز العمال».

الثاني

حديث على عليه‌السلام

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ١٣٩ الى ص ١٥٤) وننقله هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة ابن المغازلي في «المناقب» (ص ٣٥٥ ط المكتبة الإسلامية بطهران) قال :

أخبرنا ابو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزار رحمه‌الله ، قال : حدثنا ابو الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز ، حدثنا محمد بن جعفر المؤدب ، حدثنا محمد بن يونس ، حدثنا العباس بن بكار ، حدثنا خالد بن عبد الله الطحان ، عن بيان ، عن الشعبي ، عن ابى جحيفة عن علي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كان يوم القيامة نادى مناد من تحت الحجب : يا أهل الجمع غضوا أبصاركم ونكسوا رءوسكم فهذه فاطمة بنت محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله تريد أن تمر على الصراط.

وفي ص (٤٠٢):

وروى علي بن موسى الرضا ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : تحشر ابنتي فاطمة وعليها حلة الكرامة قد


عجنت بماء الحيوان ، فينظر إليها الخلائق فيعجبون منها ثم تكسى أيضا حلة من حلل الجنة وهي ألف حلة مكتوب على كل حلة بخط أخضر «أدخلوا بنت محمد الجنة على أحسن الصور وأحسن الكرامة وأحسن منظر» ، فتزف كما تزف العروس الى زوجها ويوكل بها سبعون ألف جارية.

ومنهم العلامة الشيخ احمد بن عبد الجواد والشيخ عباس بن احمد المعاصران المصريان في كتابهما «جامع الأحاديث» (حديث ٢٤٧٠)

رويا عن علي قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إذا كان يوم القيامة قيل يا أهل الجمع غضوا أبصاركم حتى تمر فاطمة بنت محمد فتمر وعليها ريطتان خضراوان.

وفي (ص ٣٤١):

رويا عنه أيضا قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إذا كان يوم القيامة نادى مناد من وراء الحجب : يا أهل الجمع غضوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمد حتى تمر.

ومنهم العلامة السيد عبد الله بن ابراهيم الحسيني مير غنى الحنفي في «الدرة اليتيمة» (ص ٤ نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق)

روى الحديث بعين ما تقدم ثانيا عن «جامع الأحاديث».


الثالث

حديث بريدة

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ١٥٥ الى ص ١٥٩) وننقله هاهنا من لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة المولى على المتقى في «كنز العمال» (ج ١٢ ص ١٢٢ ط حيدرآباد الدكن)

روى من طريق ابى نعيم وابن عساكر عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يبعث الله ناقة صالح ، فيشرب من لبنها هو ومن آمن به من قومه ، ولي حوض كما بين عدن الى عمان أكوابه عدد نجوم السماء ، فيستسقي الأنبياء ويبعث الله صالحا على ناقته. قيل : يا رسول الله وأنت على العضباء؟ قال : أنا أبعث على البراق يخصني الله به من بين الأنبياء ، وفاطمة ابنتي على العضباء ويؤتى بلال بناقة من نوق الجنة ، فيركبها وينادي بالأذان فيصدقه من سمعه من المؤمنين حتى توافي المحشر ، ويؤتى بلال بحلتين من حلل الجنة فيكساهما ، فأول من يكسى من المؤذنين بلال وصالح المؤمنين بعد.

ومنهم العلامة جلال الدين السيوطي في «الجامع الكبير» (كما في جامع الأحاديث ج ٨ ص ٢٨ ط دمشق)

روى الحديث من طريق ابى نعيم وابن عساكر عن عبد الله بن بريدة عن أبيه بعين ما تقدم عن «كنز العمال».


الرابع

حديث عائشة

رواه جماعة من أعلام القوم وقد تقدم النقل عنهم :

وممن لم نذكره هناك العلامتان الشيخ احمد بن عبد الجواد والشيخ عباس بن أحمد المعاصران المصريان في «جامع الأحاديث» (حديث ٢٤٦٩) رويا من طريق الطبراني في الأوسط وأبي نعيم في فضائل الصحابة عن على قال : قال ابو الحسن بن بشران في فوائده والخطيب عن عائشة قالت : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إذا كان يوم القيامة نادى مناد : يا معشر الخلائق طأطئوا رءوسكم حتى تجوز فاطمة بنت محمد.

الخامس

حديث أبى هريرة

رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم :

وممن لم ننقل عنه هناك العلامتان الشيخ احمد بن عبد الجواد والشيخ عباس بن احمد المعاصران المصريان في «جامع الأحاديث» (حديث ١٧٥٨)

رويا من طريق أبي بكر في الغيلانيات عن أبى هريرة قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش : أيها الناس غضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة الى الجنة.


مطالبة الزهراء بدم الحسين عليه‌السلام

(يوم القيامة)

رواها القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١٠ ص ١٦٢ و ١٦٣ وج ١١ ص ٣٢٧ و ٣٢٨) وننقل هنها عمن لم نرو عنهم هناك :

فمنهم الحافظ الخطيب أبو الحسن على بن محمد الواسطي الشهير بابن المغازلي في «مناقب على بن أبى طالب» (ص ٦٤ ط طهران) قال :

أخبرنا أبو إسحاق ابراهيم بن غسان البصري إجازة ان أبا على الحسين بن علي بن أحمد بن محمد بن أبي زيد حدثهم ، قال حدثنا أبو القاسم عبد الله بن احمد بن عامر الطائي ، حدثنا ابى ، حدثنا احمد بن عامر ، حدثنا علي بن موسى الرضا ، قال حدثني أبي موسى بن جعفر ، قال حدثني أبي جعفر بن محمد ، قال حدثني أبي محمد بن علي ، قال حدثني أبى علي بن الحسين ، قال حدثني أبى الحسين بن علي ، قال حدثني أبى علي بن أبى طالب ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : تحشر ابنتي فاطمة ومعها ثياب مصبوغة بدم فتعلق بقائمة


من قوائم العرش وتقول : يا عدل يا جبار احكم بيني وبين قاتل ولدي. قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : فيحكم لابنتي ورب الكعبة.

ومنهم العلامة توفيق أبو علم في «أهل البيت» (ص ٤٢٩)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «مناقب ابن المغازلي».


فاطمة روحي التي بين جنبي

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ٢١٢ الى ص ٢١٦) وننقله هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة توفيق أبو علم في «اهل البيت» (ص ١٣٥ ط السعادة بالقاهرة) روى عن مجاهد رضي‌الله‌عنه ، قال : خرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو آخذ بيد فاطمة ، فقال : من عرف هذه فقد عرفها ، ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد ، وهي بضعة مني ، وهي قلبي ، وروحي التي بين جنبي ، فمن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله تعالى.


فاطمة بضعة منى ونور عيني

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ١٩٠ الى ص ٢٠٠) وننقله هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في «اهل البيت» (ص ١٢٤ ط مطبعة السعادة بالقاهرة)

روى عن ابن عباس أيضا قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا علي ان فاطمة بضعة مني ، هي نور عيني وثمرة فؤادي ، يسؤني ما ساءها ويسرني ما سرها ، وأنها أول من يلحقني من أهل بيتي فأحسن إليها من بعدي ، والحسن والحسين فهما ابناي وريحانتاي ، وهما سيدا شباب أهل الجنة فليكونا عليك كسمعك وبصرك.

ثم رفع صلى‌الله‌عليه‌وسلم يديه الى السماء فقال : اللهم انى أشهدك أني محب لمن أحبهم ، مبغض لمن أبغضهم ، سلم لمن سالمهم ، حرب لمن حاربهم ، عدو لمن عاداهم ، ولي لمن والاهم.


فاطمة بضعة منى من آذاها فقد آذاني

قد تقدم نقله منا في (ج ١٠ ص ٢٠٩ الى ٢١١) وننقلها هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك :

منهم العلامة جلال الدين السيوطي في «الجامع الكبير» (على ما في جامع الأحاديث ج ٣ ص ١٢٧ ط دمشق)

روى من طريق الحاكم عن ابى حنظلة قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : انما فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني.

ومنهم العلامة السيد محمد المشتهر بسلطان العلماء في «السيف الماسح» (ص ١٤١ ط بستان مرتضوى في لكهنو) قال :

قال رسول الله «ص» : فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني.


ومنهم العلامة السيد محمد ابو الهدى في «ضوء الشمس» (ص ١٠١ و ٣٤٢ ط مطبعة الحاج محرم افندى) قال :

قال عليه الصلاة والسلام : فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها.


فاطمة بضعة منى يسرني ما يسرها

(ويغضبني ما يغضبها)

رواه جماعة من أعلام القوم وقد تقدم النقل عنهم في (ج ١٠ ص ٢٠٤ الى ٢١٦) ونروى هاهنا عمن لم ننقل عنه هناك :

منهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في «اهل البيت» (ص ١٢٠ ط مطبعة السعادة بالقاهرة) قال :

وروى أبو الفرج الاصفهاني في الأغاني : أن عبد الله بن الحسن المثنى ابن الحسن السبط دخل على عمر بن عبد العزيز وهو حديث السن وله وقار وتمكين فرفع عمر مجلسه وأكرمه وقضى حوائجه ، فسئل عمر عن ذلك فقال : ان الثقة حدثني كأني أسمع من في رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه انما قال : فاطمة بضعة مني يسرني ما يسرها ويغضبني ما يغضبها.


ومنهم العلامة البلاذري في «انساب الأشرف» (مخطوط)

روى نقلا عن ابى الفرج ما تقدم نقله عن «اهل البيت» الى قوله : ويغضبني ما يغضبها.

ومنهم العلامة السيد ابراهيم الحسنى المدني السمهودي في «الاشراف على فضل الاشراف» (نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق او الاحمدية) قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : انما فاطمة بضعة مني يسرني ما يسرها


فاطمة بضعة منى يقبضني ما يقبضها

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ٢٠٠ الى ص ٢٠٣ وص ٢١٩) وننقله هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة السيد عبد الله بن ابراهيم مير غنى الحسيني في «الدرة اليتيمة في فضائل السيدة العظيمة» (ص ٤ نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق) قال : قالصلى‌الله‌عليه‌وسلم : فاطمة بضعة مني يقبضني ما يقبضها ويبسطني ما يبسطها ، وان الأنساب تنقطع يوم القيامة غير نسبي وصهري.

ومنهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق ابو علم في «أهل البيت» (ص ١٢٠ ط مطبعة السعادة بالقاهرة)

روى الحديث عن المسور بعين ما تقدم عن «الدرة اليتيمة».


ومنهم الحافظ الشيخ شهاب الدين ابو الفضل احمد بن على بن حجر العسقلاني في «المطالب العالية» (ج ٤ ص ٦٧ ط الكويت)

روى من طريق أبى يعلى عن المسور بن مخرمة رفعه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : تنقطع الأسباب والأنساب والاصهار الاصهري ، فاطمة شجنة مني يقبضني ما قبضها ، ويبسطني ما بسطها.

ومنهم العلامة السيد محمد ابو الهدى «في ضوء الشمس» (ص ٩٧) روى الحديث بعين ما تقدم عن «الدرة اليتيمة».

ومنهم العلامة الشيخ محمد فتحا بن عبد الواحد السوسي النطيفى المالكي في «الدرة الخريدة» (ص ٣٩ ط بيروت)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «الدرة اليتيمة» الى قوله : ما يبسطها.

ومنهم العلامة جلال الدين السيوطي في «الجامع الكبير على ما في جامع الأحاديث» (ج ٣ ص ١٢٧ ط دمشق)

روى الحديث عن المسور بعين ما تقدم عن «المطالب العالية» لكنه ذكر بدل قوله «ما قبضها» : ما يقبضها.


فاطمة بضعة منى يؤذيني ما آذاها ويريبني ما أرابها

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ١٩٠ الى ص ١٩٩) وننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة الشيخ منصور بن يونس الحنبلي في «كشاف القناع عن متن الاقناع» (ج ٦ ص ٤٢٨ ط مكتبة النصر الحديثة في الرياض) قال :

قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : فاطمة بضعة يريبني ما أرابها.

ومنهم العلامة توفيق ابو علم في «اهل البيت» (ص ١١٩) قال : وفي الاصابة عن الصحيحين عن المسور بن مخرمة سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على المنبر يقول : فاطمة بضعة مني يؤذيني من آذاها ويريبني ما أرابها.


ومنهم العلامة الشيخ محمد بن يحيى بهران اليماني الزيدي المتوفى ٩٥٤ في «ابتسام البرق في شرح منظومة القصص الحق في سيرة خير الخلق» قال :

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انها (أي فاطمة) بضعة مني يريبني ما يريبها.

ومنهم العلامة في «فضل آل البيت» (ص ٣٧ ط دار الاعتصام بالقاهرة) روى قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها.

ومنهم العلامة أبو محمد عبد الله بن أبى حمزة الأزدي المالكي الأندلسي المتوفى سنة ٦٩٩ في «بهجة النفوس» (ج ٣ ص ٩١ ط دار الجيل في بيروت) قال :

وقال فيها عليه‌السلام : يريبني ما رابها ، وفاطمة بضعة مني.


فاطمة بضعة منى ينصبنى ما ينصبها

رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١٠ ص ١٨٧ الى ص ١٨٩) وننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة الشيخ أبو العون شمس الدين محمد احمد السفاريني الحنبلي المتوفى سنة ١١٨٨ في «نفثات صدر المكمد» (ج ٢ ص ٥٠٢ ط بيروت) قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : فاطمة بضعة مني ينصبني ما أنصبها ، أي يتعبني ما أتعبها ، يقال : نصبه وأنصبه : إذا تعبه وأتعبه.

ومنهم العلامة جلال الدين السيوطي في «زوائد الجامع الصغير» (على ما في جامع الأحاديث ج ٢ ط دمشق)

روى الحديث من طريق أحمد والترمذي والحاكم عن الزبير قال : قال رسول الله «ص» : انما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها وينصبني ما أنصبها.


ومنهم العلامة الشيخ نجم الدين الشافعي في «منال الطالب» (ص ٢٣)

روى الحديث من طريق الترمذي عن ابن الزبير بعين ما تقدم عن النفثات.

ومنهم العلامة توفيق ابو علم في «اهل البيت» (ص ١١٩) قال :

وعن صحيح الترمذي : انما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها وينصبني ما أنصبها.


فاطمة بضعة منى من أغضبها أغضبنى

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ٢٠٥ الى ص ٢٠٨) وننقله هاهنا عمن لم ننقل عنه هناك :

منهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التبصرة» (ج ١ ص ٤٥٢ ط عيسى الحلبي) قال :

أخبرنا عبد الاول ، أخبرنا الداودي ، حدثنا ابن أعين ، حدثنا الفريري ، حدثنا البخاري ، حدثنا الوليد بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن أبى مليكة ، عن المسور بن مخرمة ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني.

ومنهم العلامة الشيخ عبد الحق في «أشعة اللمعات في شرح المشكاة» (ج ٤ ص ٦٩ ط نول كشور في لكهنو)

روى الحديث عن المسور بن مخرمة بعين ما تقدم عن «التبصرة» ثم قال :


وفي رواية «يريبني ما أرابها ويؤذيني ما آذاها».

ومنهم العلامة السيد عبد الله بن ابراهيم مير غنى الحسيني الحنفي في كتابه «الدرة اليتيمة في فضائل السيدة العظيمة» (ص ٤ نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «التبصرة».

ومنهم العلامة السيد محمد صديق حسن خان الحسيني الواسطي الهندي ملك بهوپال في «الإدراك لتخريج أحاديث الاشراك» (ص ٤٨ ط مطبع النظامى الواقع في بلدة كانپور في بلاد الهند)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «أشعة اللمعات».

ومنهم العلامة ابو عبد الله محمد عبد الله القرشي الهاشمي الهندي في «تفريح الأحباب» (ص ٤٠٩ ط دهلي)

روى الحديث عن المسور بعين ما تقدم عن «أشعة اللمعات».

ومنهم العلامة على بن سلطان محمد القاري في كتابه «مرقاة المفاتيح في شرح مشكاة المصابيح» (ج ١١ ص ص ٣٧٤ ط ملتان).

روى الحديث بعين ما تقدم عن «أشعة اللمعات».

ومنهم العلامة الشيخ نجم الدين الشافعي في «منال الطالب» (ص ٢٣)

روى الحديث عن المسور بن مخرمة بعين ما تقدم عن «التبصرة».


ومنهم العلامة المولوى ولى الله اللكهنوئى في «مرآة المؤمنين في مناقب اهل بيت سيد المرسلين» (ص ١٨٦)

روى الحديث عن المسور بن مخرمة بعين ما تقدم عن «التبصرة».

ومنهم العلامة محمد مبين الهندي في «وسيلة النجاة» (ص ٢١٣ ط مطبعة گلشن فيض في لكهنو)

روى من طريق البخاري ومسلم عن المسور بن مخرمة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : فاطمة بضعة مني فمن أغضبها فقد أغضبني ويؤذيني من آذاها. متفق عليه.

ومنهم العلامة المعاصر أبو عبد الله محمد فتحا بن عبد الواحد السوسي في «الدرة الخريدة» (ص ٣٩ ط بيروت)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «التبصرة»

ومنهم العلامة السيد محمد ابو الهدى في «ضوء الشمس» (ص ٩٧)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «التبصرة».

ومنهم العلامة الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق ابو علم في «اهل البيت» (ص ١١٩ ط مطبعة السعادة بالقاهرة).

روى الحديث بعين ما تقدم عن «التبصرة».


ومنهم العلامة السيوطي في «الجامع الكبير» (كما في جامع الأحاديث ج ٣ ص ١٣٥ ط دمشق)

روى الحديث من طريق الحاكم والطبرانيّ بعين ما تقدم عن «التبصرة»

ومنهم العلامة ابن عساكر الدمشقي في «تاريخ دمشق» (ج ١ ص ١٥٩ نسخة مكتبة جامع السلطان في اسلامبول)

روى بسنده أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : انما فاطمة بضعة يؤذيني ما آذاها ويغضبني ما أغضبها.


فاطمة بضعة منى

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ١٨٧ الى ص ٢١٦) وننقله هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة ابن المغازلي الشافعي في «المناقب» (ص ٣٨١ ط طهران)

روى بسنده عن جعفر بن محمد عن أبيه حديثا وفي آخره : فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : صدقت ان فاطمة بضعة مني.

ومنهم العلامة السيد تقى الدين ابى بكر بن محمد الحسين الحصيني الشافعي في «كفاية الأخيار» (ج ٢ ص ١٦٣ ط دار المعرفة في بيروت) قال :

وقد قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : فاطمة بضعة مني.


ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ محمد على الانسى اللبناني في كتابه «الدرر واللئال» (ص ٢٠٩ ط الاتحاد بيروت)

روى قوله «ص» بعين ما تقدم عن «مناقب ابن المغازلي».

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن يحيى بهران اليماني الزيدي المتوفى سنة ٩٥٤ في «ابتسام البرق في شرح منظومة القصص الحق في سيرة خير الخلق»

روى قوله «ص» بعين ما تقدم عن «مناقب ابن المغازلي».

ومنهم العلامة ابو الفرج ابن الجوزي في «المدهش» (ص ١٢٩ ط المؤسسة العالمية في بيروت) قال :

قال رسول الله «ص» : فاطمة بضعة مني.

ومنهم العلامة توفيق ابو علم في «اهل بيت» (ص ١٣٣)

روى قوله «ص» عن انس بعين ما تقدم عن «مناقب ابن المغازلي».

ومنهم العلامة الشيخ محمد العربي في «بغية المستفيد» (ص ٢٨١)

روى قوله «ص» بعين ما تقدم عن «المناقب».


ومنهم العلامة السيد تقى الدين ابو بكر بن محمد الحضيني في «كفاية الأخيار» (ج ٢ ص ١٦٣ ط دار المعرفة في بيروت) قال :

وقد قال رسول الله «ص» : فاطمة بضعة مني.

ومنهم العلامة محمد مبين السهالوي في «وسيلة النجاة» (ص ٢٠٧ ط لكهنو)

روى عن ابى داود قال : قال رسول الله «ص» : فاطمة بضعة مني فلا أسوي مع بضعة رسول الله أحدا. (١)

__________________

(١) قال العلامة الآلوسي في «غالية المواعظ» (ج ٢ ص ٧٤ ط المحمدية بالقاهرة):

ونقل عن السعيري عن الامام مالك انه قال : لا أفضل على بضعته صلى الله تعالى عليه وسلم أحدا.


قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لفاطمة

(أنت منى وأنا منك)

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة ابن المغازلي في «المناقب» (ص ٣٦٤ ط المكتبة الإسلامية بطهران) قال :

أخبرنا أبو منصور زيد بن طاهر بن سيار البصري قدم علينا واسطا ، أخبرنا الحسين بن محمد بن يعقوب الشباطي الحافظ ، حدثنا أبو بكر محمد بن عدي ، حدثنا محمد بن عدي الابلي ، حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ، حدثنا عبد الله ابن محمد بن ابى مريم القبائي من أهل قبا ، حدثنا القاسم بن محمد ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أمه فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قالت : لما نزلت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ


بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً» قالت فاطمة : فتهيبت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أن أقول له : يا ابه ، فجعلت أقول له : يا رسول الله ، فأقبل علي فقال لي : يا بنية لم تنزل فيك ولا في أهلك من قبل ، أنت مني وأنا منك ، وانما نزلت في أهل الجفاء والبذخ والكبر ، قولي «يا أبه» فانه أحب للقلب وأرضى للرب. ثم قبل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جبهتي ومسحني بريقه ، فما احتجت الى طيب بعده.


أحب أهلى الى فاطمة

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ١٧٦ الى ص ١٨١) وننقله هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة السيد محمد بن ابى الفيض جعفر الحسنى الإدريسي الكتاني المغربي في «نظم المتناثر في الحديث المتواتر» (ص ١٢٥ ط دار المعارف) قال :

وقد أخرج الترمذي وحسنه والحاكم وصححه والطيالسي والطبرانيّ والديلمي وغيرهم عن أسامة بن زيد مرفوعا : أحب أهلى الي فاطمة. قال في التيسير : اسناده صحيح.

ومنهم العلامة محمد مبين السهالوي في «وسيلة النجاة» (ص ٢٠٤ ط لكهنو) روى من طريق ابن عساكر قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أحب أهلي الي فاطمة الزهراء.


ومنهم العلامة مير غنى الحنفي في «الدرة اليتيمة» (نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق) قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أحب أهلي الي فاطمة.

ومنهم العلامة عبد الرءوف المناوى في «كنوز الحقائق» (ص ٩٦)

روى الحديث من طريق الحاكم بعين ما تقدم عن «وسيلة النجاة».

ومنهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في «أهل البيت» (ص ١٢٥ ط مطبعة السعادة بالقاهرة) قال :

وروى الترمذي وغيره عن أسامة بن زيد رضي‌الله‌عنهما ، قال : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : أحب أهلي إلي فاطمة.

وقال في (ص ١٢١):

سئلت السيدة عائشة رضي‌الله‌عنها : أي الناس كان أحب الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قالت : فاطمة. قال : فمن الرجال؟ قالت : زوجها ، ان كان ما عملته صواما قواما.

ومنهم العلامة السيد محمد صديق حسن خان أمير الملك في «الإدراك» (ص ٤٨ ط مطبعة النظامى كامپور من بلاد هند)

روى من طريق الترمذي عن ابن عمير قال : دخلت مع عمتي على عائشة فسألت : أي الناس كان أحب الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قالت : فاطمة ،


فقيل : من الرجال. قالت : زوجها.

ومنهم العلامة الشيخ نجم الدين الشافعي في «منال الطالب» (ص ٢٣)

روى الحديث عن ابن عمير بعين ما تقدم عن «الإدراك».

ومنهم العلامة المولوى ولى الله اللكهنوئى في «مرآة المؤمنين» (ص ٥٨)

روى عن أبي بريدة أنه قال : جاء رجل الى أبي يسأله أي الناس أحب الى رسول الله «ص» ، فقال : كان أحب الناس الى رسول الله من النساء فاطمة ومن الرجال علي.

ومنهم العلامة الذهبي في «سير اعلام النبلاء» (ج ٢ ص ١٢٥ ط بيروت)

روى الحديث عن عائشة بعين ما تقدم ثانيا عن «اهل البيت».

ومنهم العلامتان الشيخ أحمد بن عبد الجواد والشيخ عباس بن احمد المعاصران في «جامع الأحاديث» (ج ١ ص ١٣٢ ط دمشق)

رويا الحديث بعين ما تقدم عن «نظم المتناثر».

ومنهم العلامة السيد عبد الله بن ابراهيم الحنفي في «الدرة اليتيمة» (ص ٢ نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «نظم المتناثر».


فاطمة أحب الى رسول الله وعلى أعز

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ١٧٤ و ١٧٥) وننقله هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة السيد محمد ابو الهدى الرفاعي في «ضوء الشمس» (ص ٩٧) قال:

روى الطبراني في مسنده عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لعلي : فاطمة أحب الي منك وأنت أعز علي منها.

ومنهم العلامة ابو الفرج ابن الجوزي في «المدهش» (ص ١٣٩ ط المؤسسة العالمية في بيروت)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «ضوء الشمس».


ومنهم العلامة السيد عبد الله بن ابراهيم مير غنى الحسيني الحنفي في «الدرة اليتيمة في فضائل السيدة العظيمة» (ص ٤ نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «ضوء الشمس».


كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقبل فاطمة في فيها

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة العالم الفاضل المعاصر الأستاذ توفيق ابو علم في «أهل البيت» (ص ١٢١ ط مطبعة السعادة بالقاهرة) قال :

وروى الحاكم في المستدرك وصححه بسنده عن جميع بن عمير قال : دخلت مع أمي على عائشة فسمعتها من وراء الحجاب وهي تسألها عن علي ، فقالت : تسأليني عن رجل والله ما أعلم رجلا كان أحب الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من علي ولا في الأرض امرأة كانت أحب الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من فاطمة ، وكان صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقبلها في فيها ويمصها بلسانه.

ومنهم العلامة السيد عبد الله بن ابراهيم مير غنى الحسيني الحنفي في كتابه «الدرة اليتيمة في فضائل السيدة العظيمة» (ص ٥ نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق) قال :

ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يقبلها في فيها ويمصها لسانه وما دخلت


عليه قط الا قام إليها وقبلها ورحب بها.

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن على الحنفي المصري في «اتحاف اهل الإسلام» (ص ٧١ نسخة المكتبة الظاهرية دمشق)

روى الحديث عن أبي هريرة بعين ما تقدم عن «ضوء الشمس».


ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لفاطمة

(فداك أبوك)

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ١٨٥) وننقله هاهنا عمن لم ننقل عنه هناك :

فمنهم العلامة الشيخ محمد بن علان الصديقى الشافعي في «الفتوحات الربانية» (ج ١ ص ٢٢٢ ط المكتبة الإسلامية في بيروت) قال :

وفي فتح الباري : أخرج ابن أبي عاصم من حديث ابن عمر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لفاطمة : فداك أبوك.


من سلم على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلى فاطمة

(ثلاثة أيام دخل الجنة)

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة ابن المغازلي في «المناقب» (ص ٣٦٣ ط طهران) قال :

أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا محمد بن زيد بن مروان اذنا ، حدثنا علي بن أحمد العجلى ، حدثنا أبو طاهر محمد بن تسنيم الوراق ، حدثنا محمد بن حسين بن زيد الهمداني ، عن محمد بن اسماعيل القرشي ، عن محمد ابن أيوب ، عن صالح بن عقبة ، عن يزيد بن عبد الملك النوفلي ، عن أبيه ، عن جده قال : دخلت على فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. قال : فبدأتني بالسلام. قال : وقالت قال أبي وهو ذا حي : من سلم علي وعليك ثلاثة أيام فله الجنة. قلت لها : ذا في حياته وحياتك أو بعد موته وموتك؟ قالت : في حياتنا وبعد وفاتنا.


إذا خرج النبي الى سفر كانت فاطمة آخر الناس عهدا

وإذا قدم من سفر كانت فاطمة أول الناس عهدا

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ٢٣٣ الى ص ٢٣٦) وننقله هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم الحافظ احمد بن حنبل في «مسنده» (ج ٥ ص ٢٧٥ ط الميمنية بمصر) قال:

حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا عبد الصمد ، حدثني أبي ، ثنا محمد بن حجارة ، حدثني حميد الشامي ، عن سليمان الميهني ، عن ثوبان مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا سافر آخر عهده بإنسان من أهله فاطمة ، وأول من يدخل عليه إذا قدم فاطمة.

قال : فقدم عن غزاة له فأتاها فإذا هو بمسح على بابها ورأى على الحسن والحسين قلبين من فضة فرجع ولم يدخل عليها ، فلما رأت فاطمة ظنت أنه لم يدخل عليها من أجل ما رأى ، فهتكت الستر ونزعت القلبين من الصبيين فقطعتهما ،


فبكى الصبيان فقسمته بينهما فانطلقا الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهما يبكيان ، فأخذه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم منهما فقال : يا ثوبان اذهب بهذا الى بني فلان أهل بيت بالمدينة واشتر لفاطمة قلادة من عصب وسوارين من عاج فان هؤلاء أهل بيتي ولا أحب أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا.

ومنهم الحافظ عبد العظيم بن عبد القوى بن عبد الله بن سلام بن سعد المنذرى المولود سنة ٥٨١ والمتوفى سنة ٦٥٦ في كتابه «مختصر سنن أبى داود» (ج ٦ ص ١٠٨ ط المحمدية بالقاهرة)

روى الحديث عن ثوبان بعين ما تقدم عن «المسند» الى قوله : من عاج.

ومنهم العلامة المولوى محمد زمان الهندي في «خير المواعظ» (ص ٦٤٣ ط حيدرآباد الدكن)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «مختصر سنن أبي داود».

ومنهم العلامة الشيخ على بن سلطان محمد القاري في «مرقاة المفاتيح في شرح مشكاة المصابيح» (ج ١١ ص ٣٧٣ طبع ملتان) قال :

وفي الذخائر عن ثوبان قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا سافر آخر عهده إتيان فاطمة وأول من يدخل عليه إذا قدم فاطمة(أخرجه أحمد).

ومنهم العلامة الشيخ عبد الحق في «أشعة اللمعات في شرح المشكاة» (ج ٣ ص ٦٢٣ ط نول كشور في لكهنو)

روى الحديث عن ثوبان بعين ما تقدم عن «مختصر سنن أبي داود».


ومنهم العلامة المولوى محب الله السهالوي في «وسيلة النجاة» (ص ٢٢٦ ط گلشن فيض في لكهنو)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «المسند».

ومنهم العلامة المولوى عبد الله بن عبد العلى الحنفي في «تفريح الأحباب» (ص ٤١٠ ط دهلي)

روى الحديث عن ثوبان بعين ما تقدم عن «مختصر سنن أبى داود».

ومنهم العلامة المولوى ولى الله اللكهنوئى في «مرآة المؤمنين في مناقب اهل بيت سيد المرسلين» (ص ١٨٣) قال :

في الاستيعاب كان رسول الله «ص» إذا قدم عن غزو أو سفر بدء بالمسجد فصلى فيه ركعتين ثم يأتي فاطمة ثم يأتي أزواجه.

ومنهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في «أهل البيت» (ص ١٢٠ ط مطبعة السعادة بالقاهرة)

روى عن ابن عمر رضي‌الله‌عنهما قال : ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا سافر كان آخر الناس عهدا به فاطمة ، وإذا قدم من سفر كان أول الناس به عهدا فاطمة رضي الله تعالى عنها.


قالت عائشة

(كانت فاطمة اصدق الناس بعد رسول الله)

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ٢٥٩ الى ص ٢٦١) وننقله هاهنا عن لم ننقل عنهم هناك :

منهم الحافظ الشيخ شهاب الدين أبى الفضل احمد بن على بن حجر العسقلاني في «المطالب العالية» (ج ٤ ص ٧٠ ط الكويت)

روى من طريق أبى يعلى عن عمرو بن دينار قال : قالت عائشة : ما رأيت أحدا قط أصدق من فاطمة غير أبيها ، وكان بينهما شيء فقالت : يا رسول الله سلها فإنها لا تكذب.

ومنهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في «أهل البيت» (١٣٣ ط مطبعة السعادة بالقاهرة)

روي عن عمرو بن دينار قال : قالت عائشة رضي‌الله‌عنها : ما رأيت أحدا


قط أصدق من فاطمة غير أبيها. قال : وكان منها شيء فقالت عائشة : يا رسول الله سلها فإنها لا تكذب.

وفي الاستيعاب بسنده قالت عائشة : ما رأيت أحدا كان أصدق لهجة من فاطمة الا أن يكون الذي ولدها.

ومنهم العلامة المولوى ولى الله اللكهنوئى في «مرآة المؤمنين» (ص ١٨٥)

روى عن عائشة بعين ما تقدم ثانيا عن «أهل البيت».


صبرها على مرارة الدنيا

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ٢٦٢ الى ص ٢٧١) وننقله هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة الشيخ علاء الدين على المتقى الحنفي الهندي المتوفى ٩٥٧ في «كنز العمال» (ج ١٤ ص ٦٩ ط حيدرآباد الدكن)

روى من طريق ابن لال وابن مردويه وابن النجار والديلمي عن جابر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رأى على فاطمة كساء من أوبار الإبل وهي تطحن ، فبكى وقال : يا فاطمة اصبري على مرارة الدنيا لنعيم الآخرة غدا ونزلت (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى).

ومنهم العلامة الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في «أهل البيت» (ص ٦١ ط مطبعة السعادة بالقاهرة)

روى الحديث عن جابر بعين ما تقدم عن «كنز العمال».


ومنهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي الفرنگى محلى الحنفي ابن المولوى محب الله السهالوي المتوفى سنة ١٢٢٥ في كتابه «وسيلة النجاة» (طبع مطبعة گلشن فيض الكائنة في لكهنو ص ٢٢٥)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «كنز العمال».

ومنهم «حياة الصحابة» (ج ٢ ص ٥٥٥ ط حيدرآباد الدكن) قال :

أخرج أبو نعيم في الحلية (ج ٣ ص ٣١٢) عن عطاء قال : ان كانت فاطمة رضي‌الله‌عنها بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لتعجن وان قصتها لتكاد أن تضرب الجفنة.


شدة اهتمام فاطمة عليها‌السلام لرضى على

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ عثمان بن حسن بن احمد الخوبرى في «درة الناصحين» (ص ٤٩ ط بمبئى) روى عن سلمان الفارسي أنه قال : دخلت فاطمة رضي‌الله‌عنها على رسول الله «ص» فلما نظرت اليه دمعت عيناها وتغير لونها ، فقال عليه‌السلام : مالك يا بنتي. قالت : يا رسول الله كان بيني وبين علي البارحة مزاح ونشأ من الكلام أن غضب علي بكلمة خرجت من في ، فلما رأيت أن عليا قد غضب ندمت وغممت فقلت له : يا حبيبي ارض عني وطفت حوله اثنتين وسبعين مرة حتى رضي عني وضحك في وجهى مع الرضا وأنا خائفة من ربى. فقال لها النبي «ص» : يا بنتي والذي بعثني بالحق نبيا انك لو مت قبل أن ترضي عليا لم أصل عليك.

ثم قال : يا بنتي أما علمت أن رضي الزوج هو رضي الله وغضب الزوج هو غضب الله ، يا بنت أيما امرأة عبدت كعبادة مريم بنت عمران ثم لم يرض


عنها زوجها الا يقبل الله تعالى منها ، يا بنت أفضل أعمال النساء طاعة الزوج وبعده ليس لها عمل أفضل من الغزل ، يا بنت جلوس ساعة عند الغزل خير لهن من عبادة سنة ويكتب لهن بكل طاعة ... أي بكل نوع من الثياب ـ من غزلهن ثواب شهيد ، يا بنت ان المرأة إذا غزلت حتى تكسو زوجها وصبيانها وجبت لها الجنة وأعطاها الله بكل تسربل من أثوابها مدينة في الجنة.


تصدق فاطمة بقميصها ليلة عرسها

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ٤٠١) وننقله هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة توفيق أبو علم في «أهل البيت» (ص ١٣٨) قال :

ذكر ابن الجوزي : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم صنع لفاطمة رضي‌الله‌عنها قميصا جديدا ليلة عرسها وزفافها ، وكان لها قميص مرقوع وإذا بسائل على الباب يقول : أطلب من بيت النبوة قميصا خلقا ، فأرادت أن تدفع اليه القميص المرقوع فتذكرت قوله تعالى (لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) فدفعت اليه القميص الجديد ، فلما قرب الزفاف أتاها جبرئيل عليه‌السلام بقميص من سندس أخضر ، فما رأته نساء يهوديات حضرن الزفاف حتى أسلمن وأسلم بعدهن أزواجهن.


إعطاء فاطمة عقدها الى السائل

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في «أهل بيت» (ص ١٣٩ ط مطبعة السعادة بالقاهرة)

من كتاب بشارة المصطفى لابي جعفر الطبري ، عن جابر بن عبد الله الانصاري رضي‌الله‌عنه قال : صلى بنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلاة ، فلما انفتل جلس في قبلته والناس حوله ، فبينما هم كذلك إذ أقبل شيخ من مهاجرة العرب وهو لا يكاد يتمالك ضعفا وكبرا ، فأقبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يستجليه الخبر فقال الشيخ : يا نبى الله أنا جائع الكبد فأطعمني ، وعار الجسد فاكسني ، وفقير فأورثني. فقال : ما أجد لك شيئا ، ولكن الدال على الخير كفاعله ، انطلق الى منزل من يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ويؤثر الله على نفسه ، انطلق الى حجرة فاطمة. وكان بيتها ملاصقا بيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الذي ينفرد به لنفسه من أزواجه. يا بلال قم فقف به على منزل فاطمة.


فانطلق الأعرابي مع بلال ، فلما وقف على باب فاطمة نادى بأعلى صوته : السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ومختلف الملائكة ومهبط جبريل الروح الامين بالتنزيل من عند رب العالمين. فقالت فاطمة : من أنت يا هذا؟ قال : شيخ من العرب أقبلت على أبيك سيد البشر مهاجرا من شقة بعيدة ، وأنا يا بنت محمد عاري الجسد جائع الكبد فواسني يرحمك الله تعالى.

وكان لفاطمة وعلي رضي‌الله‌عنهما ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، على تلك الحال ثلاث ليال ما طعموا فيها طعام ، وقد علم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذلك من شأنهما ، فعمدت فاطمة الى جلد كبش مدبوغ بالقرظ كان ينام عليه الحسن والحسين ، فقالت : خذ هذا أيها الطارق فعسى الله أن يتيح لك ما هو خير منه. فقال الأعرابي : يا بنت محمد شكوت إليك الجوع فناولتيني جلد كبش فما ذا أنا صانع به مع ما أجده من سغب؟.

قال : فعمدت فاطمة رضي‌الله‌عنها لما سمعت هذا من قوله إلى عقد كان في عنقها أهدتها إياه فاطمة بنت عمها حمزة بن عبد المطلب رضي‌الله‌عنه ونزعته من عنقها ودفعت به الى الأعرابي العقد وانطلق الى مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا رسول الله لقد أعطتني فاطمة بنت محمد هذا العقد وقالت : فعسى الله أن يعوضك ما هو خير منه.

فبكى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقام عمار بن ياسر رضي‌الله‌عنهما فقال : يا رسول الله أتأذن لي بشراء هذا العقد؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : اشتره يا عمار ، فلو اشترك فيه الثقلان ما عذبهم الله بالنار.

فقال عمار للاعرابي : بكم تبيع هذا العقد يا أعرابى؟ قال : بشبعة من الخبز واللحم أذهب بها جوعتي ، وبردة يمانية أستر بها عورتي وأصلي فيها لربي ، ودينار يبلغني الى أهلي.


وكان عمار قد باع سهمه الذي نفله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولم يبق منه شيئا فقال : لك عشرون دينارا ومائتا درهم وبردة يمانية وراحلتي تبلغك الى أهلك وشبعة من خبز البر واللحم. فقال الأعرابي : ما أسخاك بالمال ايها الرجل.

وانطلق به عمار رضي‌الله‌عنه فوفاه ما ضمن له ، وعاد الاعرابي الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال له رسول الله : أشبعت واكتسيت؟ فقال الأعرابي : نعم يا رسول الله واستغنيت بأبى أنت وأمي. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : فأجز فاطمة بصنيعتها. فقال الأعرابي : اللهم انك اله ما استحدثناك ولا اله لنا نعبده سواك وأنت في كل حين ، اللهم أعط فاطمة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت.

فأمن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على دعائه وأقبل على أصحابه فقال : ان الله قد أعطى فاطمة في الدنيا ذلك ، فأنا أبوها وما أحد من العالمين مثلي ، وعلي بعلها ولو لا علي ما كان لفاطمة كفؤ أبدا ، وأعطاها الحسن والحسين وما للعالمين مثلهما سيدا شباب أسباط الأنبياء وسيدا شباب أهل الجنة.

وكان بإزائه المقداد وابن عمر وعمار وسلمان رضي‌الله‌عنهم ، فقال : وأزيدكم؟ فقالوا : نعم يا رسول الله. فقال : أتاني الروح الامين جبريل وقال : انها إذا قبضت ودفنت يسألها الملكان في قبرها : من ربك؟ فتقول : الله ربي. فيقولان : من نبيك؟ فتقول : أبي ، ألا وأزيدنكم من فضلها ، ان الله عزوجل وكل بها رعيلا من الملائكة يحفظونها من بين يديها ومن خلفها وعن يمينها وعن شمالها ، وهم معها في حياتها وعند قبرها وبعد موتها يكثران الصلاة عليها وعلى أبيها وعلى بعلها وبنيها ، فمن زارني بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي ومن زار فاطمة فكأنما زارني ، ومن زار عليا فكأنما زار فاطمة ، ومن زار الحسن والحسين فكأنما زار عليا ، ومن زار ذريتهما فكأنما زارهما.

فعمد عمار الى العقد وطيبه بالمسك ولفه في بردة يمانية ، وكان له عبد اسمه


سهم ابتاعه من ذلك السهم الذي أصابه بخيبر ، فدفع العقد الى المملوك وقال له : خذ هذا العقد فادفعه الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأنت له. فأخذ العقد فأتى به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأخبره بقول عمار ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : انطلق الى فاطمة فادفع إليها العقد وأنت لها.

فجاء المملوك بالعقد وأخبرها بقول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأخذت فاطمة رضي‌الله‌عنها العقد وأعتقت المملوك ، فضحك الغلام ، فقالت فاطمة رضي‌الله‌عنها : ما يضحكك يا غلام؟ فقال : أضحكني عظم بركة هذا العقد ، أشبع جائعا ، وكسى عريانا ، وأغنى فقيرا ، وأعتق عبدا ، ورجع إلى ربته.


إعطاء فدك لفاطمة عليها‌السلام

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ٣ ص ٥٤٩) وننقله هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة الكاندهلوي الهندي في «حياة الصحابة» (ج ٢ ص ٥١٩ ط حيدرآباد الدكن) قال :

وأخرج الحاكم في تاريخه وابن النجار عن أبى سعيد قال : لما نزلت (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا فاطمة لك فدك. قال الحاكم : تفرد به ابراهيم بن محمد بن ميمون عن علي بن عابس.

ومنهم العلامة الحافظ الشيخ احمد بن على بن حجر العسقلاني في «المطالب العالية» (ج ٣ ص ٣٦٧ ط الكويت)

روى عن طريق أبي يعلى قال : لما نزلت (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاطمة فأعطاها فدكا.


دخل النبي على فاطمة في مصلاها

(ووجد خلفها رزقا من عند الله)

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ٣٢٣ الى ص ٣٢٤) وننقله هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في «أهل البيت» (ص ١٢٢ ط مطبعة السعادة بالقاهرة).

روى عن أبى سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه قال : سأل علي فاطمة ذات يوم : هل عندك شيء تغذينيه؟ قالت : لا والذي أكرم أبى بالنبوة ما أصبح عندي شيء أغذيكه ولا أكلنا بعد شيئا ، ولا كان لنا شيء بعدك منذ يومين الا شيء أوثرك به على بطني ، وعلى ابني هذين. قال : يا فاطمة ألا أعلمتيني حتى أبغيكم شيئا. قالت : اني أستحيي من الله أكلفك ما لا تقدر عليه.

فخرج من عندها واثقا بالله تعالى حسن الظن به ، فاستقرض دينارا ، فبينما الدينار في يده أراد أن يبتاع لهم ما يتيح لهم إذ عرض له المقداد في يوم شديد


الحر قد لوحته الشمس من فوقه وآذته من تحته ، فلما رآه أنكره فقال : يا مقداد ما أزعجك من رحلك هذه الساعة؟ قال : يا أبا الحسن خل سبيلي ولا تسألني عما ورائي. وقال : يا ابن أخي انه لا يحل لك أن تكتمني حالك. قال : أما إذا أبيت فوالذي أكرم محمدا بالنبوة ما أزعجني من رحلي الا الجهد ، ولقد تركت أهلي يبكون جوعا ، فلما سمعت بكاء العيال لم تحملني الأرض ، فخرجت مغموما راكبا رأسي فهذه حالتي وقصتي. فهملت عينا علي بالبكاء حتى بلت دموعه لحيته ، ثم قال : أحلف بالذي حلفت به ما أزعجني غير الذي أزعجك ولقد اقترضت دينارا فهاك ، وأوثرك به على نفسي.

فدفع له الدينار ورجع حتى دخل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فصلى الظهر والعصر والمغرب ، فلما قضى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلاة المغرب مر بعلي في الصف الاول فغمزه برجله فسار خلف النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى لحقه عند باب المسجد ، ثم قال : يا أبا الحسن هل عندك شيء تعيشنا به؟ فأطرق علي لا يحر جوابا حياء من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد عرف الحال الذي خرج عليها ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : اما أن تقول لا فنضرف عنك أو نعم فنجىء معك ، فقال له : حبا وتكريما اذهب بنا وكان الله سبحانه وتعالى قد أوحى الى نبيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن تعش.

فأخذ الرسول بيده فانطلقا حتى دخلا على فاطمة عليها‌السلام في مصلاها وخلفها جفنة تفور دخانا ، فلما سمعت كلام النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم خرجت من المصلى فسلمت عليه ، وكانت أعز الناس عليه ، فرد عليها‌السلام ومسح بيده على رأسها وقال : كيف أمسيت عشينا غفر الله لك وقد فعل. فأخذت الجفنة فوضعتها بين يديه ، فلما نظر علي ذلك وشم ريحه ، رمى فاطمة ببصره رميا شميما فقالت : ما أشح نظرك وأشده ، سبحان الله هل أذنبت فيما بيني وبينك


ما أستوجب به السخطة. قال : وأي ذنب أعظم من ذنب أصبته اليوم ، أليس عهدي بك اليوم وأنت تحلفين بالله مجتهدة ما طعمت طعاما يومين. فنظرت الى السماء فقالت : الهي يعلم ما في سمائه ويعلم ما في أرضه اني لم أقل الا حقا. قال : فأنى لك هذا الذي لم أر مثله ولم أشم رائحته ولم آكل أطيب منه.

فوضع الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم كفه المباركة بين كتفي علي ثم هزها وقال : يا علي هذا ثواب الدنيا ، وهذا جزاء الدنيا ، هذا من عند الله يرزق من يشاء بغير حساب. ثم استعبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم باكيا وقال : الحمد لله كما لم يخرجكما من الدنيا حتى يجريك يا علي في المجرى الذي فيه زكريا ويجريك يا فاطمة في المجرى الذي أجرى فيه مريم ، (كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ : يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا).


تزويج فاطمة من على عليه‌السلام

(بأمر الله جل جلاله وما وقع من الإكرام لها عند التزويج)

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ٦ ص ٥٩٢ الى ص ٦٢٣ وج ٤ ص ٤٦٠ وص ٤٧٢ الى ص ٤٧٤ وج ١٠ ص ٣٢٦ الى ص ٣٤٨) وننقله هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة المتقى الهندي في «كنز العمال» (ج ١٢ ص ١٠٥ ط حيدرآباد الدكن)

روى من طريق البيهقي والخطيب وابن عساكر عن أنس قال : كنت عند النبي «ص» فغشيه الوحي فلما سرى عنه قال : أنس أتدري ما جاءني به جبريل من عند صاحب العرش؟ قال : ان الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي.

ومنهم العلامة السيد محمد ابو الهدى في «ضوء الشمس» (ص ٩٧) عن أنس رضي الله تعالى عنه : بينما النبي صلى الله تعالى عليه وسلم


جالس أنه قال لعلي رضي‌الله‌عنه : هذا جبرئيل أخبرني بأن الله تعالى قد زوجك فاطمة وأشهد على تزويجها أربعين ألف ملك وأوحى الى شجرة طوبى أن انثري عليهم الدر والياقوت والحلي والحلل ، فنثرت ما تبدر الحور العين يلتقطن في الاطباق الدر والياقوت والحلي والحلل ، فهم يتهادونه الى يوم القيامة.

وفي رواية قال : أبشر يا أبا الحسن فان الله تعالى قد زوجك في السماء قبل أن أزوجك في الأرض.

ومنهم العلامة ابن المغازلي الشافعي في «المناقب» (ص ٣٤٦ ط طهران) قال :

أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو محمد عبيد الله بن محمد بن عابد الخلال ، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد البراثي ، حدثنا الحسن ابن حماد سجادة ، حدثنا يحيى بن معلى ، حدثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن أنس أن أبا بكر خطب فاطمة إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فلم يرد اليه جوابا ، ثم خطبها عمر فلم يرد اليه جوابا ، ثم جمعهم فزوجها علي ابن أبي طالب. وقيل : أقبل على أبي بكر وعمر فقال : ان الله عزوجل أمرني أن أزوجها من علي ولم يأذن لي في افشائه الى هذا الوقت ، ولم أكن لافشي ما أمر الله عزوجل به.

وروى في (ص ٣٤١) بسنده عن أم أيمن :

قالت : بكيت وقلت : يا رسول الله لاني دخلت منزل رجل من الأنصار وقد زوج ابنته رجلا من الأنصار فنثر على رءوسهم لوزا وسكرا ، فذكرت تزويجك فاطمة من علي ولم تنثر عليها شيئا. فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم :


لا تبكي يا أم أيمن فو الذي بعثني بالكرامة واستخصني بالرسالة! ما أنا زوجته ولكن الله تبارك وتعالى زوجه من فوق عرشه ما رضيت حتى رضي علي ، وما رضي علي حتى رضيت ، وما رضيت حتى رضيت فاطمة ، وما رضيت فاطمة حتى رضي الله رب العالمين.

يا أم أيمن لما زوج الله تبارك وتعالى فاطمة من علي أمر الملائكة المقربين أن يحدقوا بالعرش وفيهم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل فأحدقوا بالعرش. وأمر الحور العين أن يتزين وأمر الجنان أن يزخرف فكان الخاطب الله تبارك وتعالى والشهود الملائكة. ثم أمر الله شجرة طوبى ان تنثر عليهم فنثرت اللؤلؤ الرطب مع الدر الأخضر ، مع الياقوت الأحمر ، مع الدر الأبيض فتبادرت الحور العين يلتقطن من الحلي والحلل ويقلن : هذا من نثار فاطمة بنت محمد عليها‌السلام.

وروى في (ص ٣٤٣ ، الطبع المذكور) بسنده عن جابر :

لما تزوج علي فاطمة زوجه الله إياها من فوق سبع سماوات ، وكان الخاطب جبرئيل وكان ميكائيل وإسرافيل في سبعين ألفا من شهودها فأوحى الله تعالى الى شجرة طوبى أن انثري ما فيك من الدر والجوهر ففعلت ، وأوحى الله تعالى الى الحور العين أن القطن فلقطن فهن يتهادين بينهن الى يوم القيامة.

وروى بسنده عن جابر بن عبد الله قال : لما زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليا من فاطمة أتت قريش فقالوا : يا رسول الله زوجت فاطمة عليا بمهر خسيس فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما زوجت فاطمة من علي ولكن الله زوجها عند شجرة طوبى وحضر تزويجها الملائكة وأمر الله شجرة طوبى لتنثرين ما عليك من الثمار. فنثرت الدر والياقوت والزبرجد الأخضر. وابتدر الحور العين يلتقطن فهن يتهادين ويتفاخرن به الى يوم القيامة ويقلن : هذا من نثار فاطمة


بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

فلما كان ليلة زفافها أمر رسول الله بقطيفة فثناها على بغلته وأمر فاطمة أن تركب البغلة وأمر سلمان أن يقود البغلة وأمر بلالا أن يسوق البغلة ، فبينما هم في الطريق إذ سمعوا حسا ، فالتفت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فإذا هو بجبرئيل وميكائيل عليهما‌السلام مع سبعين ألفا من الملائكة. فقال لهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما الذي أحدركم؟ قالوا : جئنا لنزف فاطمة بنت رسول الله الى زوجها علي بن أبي طالب. فكبر جبرئيل وكبر ميكائيل وكبرت الملائكة وكبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فوقع التكبير على العرائس من تلك الليلة.

وفي (ص ٣٤٥ ، الطبع المذكور):

عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : كنت ذات يوم في المسجد أصلي إذ هبط علي ملك له عشرون رأسا فوثبت لا قبل رأسه ، فقال : مه يا محمد أنت أكرم على الله من أهل السماوات وأهل الأرضين أجمعين ، وقبل رأسي ويدي فقلت : حبيبي جبرئيل ما هذه الصورة التي لم تهبط علي في مثلها قط؟ قال : ما أنا بجبرئيل ولكن أنا ملك يقال لي محمود بين كتفي مكتوب «لا اله الا الله محمد رسول الله» بعثني الله أزوج النور بالنور. قلت : ما النور؟ قال : فاطمة من علي ، وهذا جبرئيل وإسرافيل واسماعيل صاحب السماء الدنيا وسبعون ألف ملك من الملائكة قد حضروا.

فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي قد زوجتك على ما زوجك الله من فوق سبع سماواته. ثم التفت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الى محمود فقال : مذ كم كتب هذا بين كتفيك؟ فقال : من قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام ، وناوله جبرئيل قدحا فيه خلوق من الجنة وقال : حبيبي مر فاطمة أن يلطخ رأسها ... فكانت فاطمة عليها‌السلام إذا حكت رأسها شم أهل ...


ومنهم العلامة محمد مبين الهندي في «وسيلة النجاة» (ص ٢١٧ ط لكنهو) قال :

وقال الشيخ الامام الأجل أبو نصر محمد بن عبد الرحمن الهمداني رحمة الله عليه في السبعات في المجلس السابع في يوم الجمعة : فلما بلغت فاطمة مبلغ النساء كان رسول الله «ص» يغتم لأجلها ويقول : ليست لها والدة تربيها وتهيئ أسباب تزويجها. فنزل جبرئيل وقال : الجبار يقرئك السلام ويقول : يا محمد لا تغتم في أمر تزويجها فإنها أحب الي منك ففوض أمر تزويجها منك الي فاني أزوجها ممن أحب ، سجد رسول الله سجدة الشكر ثم رجع جبرئيل ، فلما كان يوم الجمعة جاء جبرئيل الى رسول الله «ص» وبيده طبق وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل عليهم‌السلام بيد كل واحد منهم طبق مغطى بمنديل وعند كل واحد منهم ألف ملك ووضعوا الاطباق بين يدي رسول الله ، فقال : ما هذا يا جبرائيل؟.

قال : فان الله يقول : اني زوجت فاطمة من علي بن أبي طالب صلوات الله على نبينا وعليه وهذا أثواب الجنان وأثمارها البس عليها الثياب وانثر عليها الثمار ، فسجد رسول الله ثم رفع رأسه فقال : يا جبرئيل فاطمة ترضى بما يرضي وانى أحب منك هذه الهدايا والعطايا في دار البقاء لا في دار الفناء ، ولكن يا جبرئيل أخبرني كيف كان تزويج فاطمة في السماء.

قال جبرئيل : يا محمد ان الله تعالى أمرنا بأن نفتح أبواب الجنان ونغلق أبواب النيران فغلقت ، ثم زين العرش والكرسي وشجرة طوبى وسدرة المنتهى ثم أمر الله تعالى الولدان والغلمان بأن ينصبوا في كل قصر خيم وكل غرفة حجلة وليجلسوا الوليمة عرس فاطمة ، وأمر ملائكة السماوات المقربين والروحانيين بأن يجتمعوا تحت شجرة طوبى ، ثم أرسل الله تعالى الريح المثيرة فهب في


الجنان فأسقطت من أشجارها الكافور والمسك والعنبر على الملائكة ، ثم امر الله تعالى طيور الجنة بأن تغني ، فرقصت الحور العين ونثرت الأشجار الحلي والجواهر عليهن وجنت الولدان والغلمان ، ثم نادى الخليل جل جلاله واثنى على نفسه وقال : اني زوجت سيدة نساء العالمين فاطمة من علي بن أبي طالب صلوات الله على نبينا وعليه. وقال : يا جبرئيل كنت خليفة علي وأنا خليفة رسولي محمد فزوجها اليه وقبلها من علي ، فهذا عقد نكاح فاطمة في السماء فاعقد أنت يا محمد في الأرض.

فأخبر رسول الله علي بن أبي طالب ثم فاطمة وجمع أصحابه في المسجد فنزل جبرئيل وقال : ان الله تعالى أمر عليا بأن يقرأ الخطبة بنفسه ، فقرأ خطبة :

«الحمد لله المتوحد بالجلال المتفرد بالكمال خالق بريته ومحسن صفات خليقته ، الذي ليس كمثله شيء ولا يكون كمثله الا هو ، خلق العباد في البلاد فألهمهم بالثناء فسبحوا بحمده وقدسوا ، وهو الله الذي لا اله الا هو أمر عباده بالنكاح فأجابوه ، والحمد لله على نعمائه وأياديه. اشهد أن لا اله الا الله شهادة تبلغه وترضيه وتنجي قائلها وتقيه (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ) ، وصلى الله على محمد النبي الذي اجتباه بوجهه ومرتضيه صلاة تبلغه الزلفى وتحظيه ورحمة الله على آله وأصحابه ومحبيه. والنكاح منا قضاء الله تعالى وأذن فيه ، واني عبده وابن عبده وابن أمته الراغب الى الله والخاطب خير نساء العالمين ، وقدرت لها من الصداق أربعمائة درهم عاجلة غير آجلة فهل زوجتها يا أيها الرسول النبي الامي على سنة من مضى من المرسلين».

وقال النبي : قد زوجت فاطمة منك يا علي وزوجك ورضيك واختارك. قال علي : قبلتها من الله ومنك يا رسول الله.


فلما سمعت فاطمة بأن أباها زوجها وجعل الدراهم مهرها قالت : يا أبت ان بنات سائر الناس تزوجهن على الدراهم والدنانير وزوجتني على الدراهم والدنانير ، فما الفرق بين بنتك وبين سائر الناس أن يجعل مهري ، فأسأل الله أن يجعل مهري شفاعة عصاة أمتك. فنزل جبرئيل من ساعته وبيده حرير وفيه مكتوب «جعل الله مهر فاطمة الزهراء بنت محمد المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله شفاعة أمته العاصين».

فأوصت فاطمة وقت خروجها من الدنيا بأن يجعل ذلك الحرير في كفنها وقالت : إذا حشرت يوم القيامة أرفع هذا الحرير وأشفع عصاة أمة النبي. انتهى كلامه.

ومنهم العلامة الشيخ ابو نصر محمد بن عبد الرحمن الحنفي الهندي في «السبعيات» (ص ٧٨ ط جمال افندى في اسلامبول) قال :

روي ان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم كان يحب فاطمة لأنها كانت زاهدة عابدة وحب الولد الزاهد مباح ولأنها كانت تذكرة له من خديجة رضي‌الله‌عنها وكانت لها امومة الحسن والحسين قرتا عيني رسول الله عليه‌السلام وكانت لها اسماء تدعى بها أولها بتولة والثانية زهراء الثالثة وطاهرة والرابعة مطهرة والخامسة فاطمة. وكانت قد بلغت مبلغ النساء وكان رسول الله عليه‌السلام يغتم لأجلها ويقول : ليست لها والدة لتربيها وتهيئ لها أسباب تزويجها.

فنزل جبرائيل عليه‌السلام وقال : الجبار يقرؤك السلام ويقول يا محمد لا تغتم لأجلها فانى أحبها اكثر من حبك فوض امر تزويجها الي فاني أزوجها ممن أحب. فسجد رسول الله عليه‌السلام عند ذلك سجدة الشكر ثم رجع جبرائيل عليه‌السلام.

فلما كان يوم الجمعة جاء الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وبيده


طبق وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل صلوات الله عليهم أجمعين وبيد كل واحد منهم طبق مغطى بمنديل مع كل واحد منهم ألف ملك ووضعوا الاطباق بين يدي رسول الله عليه‌السلام فقال : ما هذا يا جبرائيل؟ فقال : ان الله تعالى يقول اني زوجت فاطمة من علي بن أبي طالب وهذه أثواب الجنان وأثمارها البسها الثياب وانثر عليها هذه النثار فسجد رسول اللهعليه‌السلام.

ثم قال : يا جبرائيل ان فاطمة ترضى بما ارضى فاني أحب أن يكون هذه النثار والهدايا والعطايا في دار البقاء ولكن يا جبرائيل أخبرني كيف كان تزويج فاطمة في السماء. فقال : يا محمد ان الله تعالى امر بأن تفتح أبواب الجنان ففتحت وتغلق أبواب النيران فغلقت ثم زين الله تعالى العرش والكرسي وشجرة طوبى وسدرة المنتهى ثم امر الولدان والغلمان بأن ينصبوا في كل قصر وفي كل خيمة وفي كل غرفة حجلة ويجلسوا لوليمة عرس فاطمة ، وامر ملائكة السماوات المقربين والروحانيين والكروبيين ان يجتمعوا تحت شجرة طوبى.

ثم أرسل الله تعالى الريح المنثرة فهبت في الجنان فأسقطت من أشجارها الكافور والمسك والعنبر على الملائكة ، ثم امر الله تعالى طيور الجنة بأن تغني فتغنت ورقصت الحور العين ونثرت الأشجار الحلل والجواهر عليهن وجمعت الولدان والغلمان ، ثم نادى الجليل جل جلاله واثنى على نفسه وقال : زوجت سيدة نساء العالمين فاطمة من علي بن أبي طالب ، وقال لي : يا جبرائيل كن أنت خليفة علي وكنت انا خليفة رسولي فزوجها الله تعالى وقبلتها انا لعلي فهذا عقد نكاح فاطمة في السماوات.

فاعقد أنت يا محمد في الأرض فأخبر رسول الله عليه‌السلام عليا بأمر فاطمة رضي الله تعالى عنهما ، وجمع أصحابه في المسجد فنزل جبرائيل عليه‌السلام وقال : ان الله تعالى يأمر عليا بأن يقرأ الخطبة بنفسه فأمره رسول الله عليه


السلام ان يقرأ الخطبة فقرأ الخطبة فقال :

الحمد لله المتوحد بالجلال المتفرد بالكمال خالق بريته ومحسن صفات خليقته الذي ليس كمثله شيء ولا يكون كمثله الا هو خالق العباد والبلاد ، والهمهم بالثناء عليه فسبحوه بحمده وقدسوه وهو الله الذي لا اله الا هو امر عباده بالنكاح فأجابوه ، والحمد لله على نعمه وأياديه ، واشهد ان لا اله الا الله شهادة تبلغه وترضيه وتميز قائله وتقيه (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ) وصلى الله على النبي محمد وآله الذي اجتباه لوحيه ويرتضيه ، صلاة تبلغه زلفى وتعطيه ، ورحمة الله على آله وأصحابه ومحبيه ، والنكاح مما قضاه الله تعالى وأذن فيه ، واني عبد الله وابن أمته الراغب الى الله الخاطب فاطمة خير نساء العالمين ، وقد بذلت لها من الصداق أربعمائة درهم عاجلة غير آجلة فهل تزوجنيها يا ايها الرسول النبي الامي على سنتك وسنة من مضى من المرسلين.

فقال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قد زوجت فاطمة منك يا علي وزوجك الله تعالى ورضيك واختارك. فقال علي رضي الله تعالى عنه : قد قبلتها من الله ومنك يا رسول الله. فلما سمعت فاطمة رضي الله تعالى عنها بأن أباها زوجها وجعل الدراهم لها مهرا فقالت : يا أبت ان بنات سائر الناس يزوجن على الدراهم والدنانير فما الفرق بينك وبين سائر الناس فأسأل من الله تعالى أن يجعل مهري شفاعة عصاة أمتك.

فنزل جبرائيل عليه‌السلام من ساعته وبيده حريرة فيها مكتوب : جعل الله تعالى مهر فاطمة الزهراء ابنة محمد المصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم شفاعة أمته العصاة ، وأوصت فاطمة وقت خروجها من الدنيا ان يجعل ذلك الحرير في كفنها وقالت : إذا حشرت يوم القيامة ارفع هذا الى يدي واشفع في عصاة أمة أبي.


ومنهم العلامة توفيق أبو علم في «اهل البيت» (ص ١٤٨ ط السعادة بمصر) قال :

وعنه (أي عن ابن عباس) أيضا قال : بينما نحن عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذ أقبلت فاطمة وهي تبكي ، فقال : ما يبكيك يا فاطمة؟ قالت : يا رسول الله عيرتني نساء قريش آنفا زعمن أنك زوجتني رجلا معدما لا مال له. قال : لا تبكي يا فاطمة فو الله ما زوجتك حتى زوجك الله تعالى من فوق عرشه وأشهد على ذلك جبريل وميكائيل.

وفي (ص ١٤٨):

وعن بلال بن حمامة قال : طلع علينا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذات يوم ووجهه مشرق كدارة القمر ، فقام عبد الرحمن بن عوف فقال : يا رسول الله ما هذا النور؟ فقال : بشارة أتتني من ربي في أخي وابن عمي وابنتي ، فان الله زوج عليا من فاطمة وأمر رضوان خازن الجنان فهز شجرة طوبى فحملت رقاعا ـ يعني صكاكا ـ بعدد محبي أهل بيتي ، وأنشأ من تحتها ملائكة من النور ودفع الى كل ملك صكا ، فإذا استوت القيامة بأهلها نادت الملائكة في الخلائق فلا تلقى محبا لنا أهل البيت الا دفعت له صكا فيه فكاكه من النار ، فأخي وابن عمي وابنتي بهم فكاك رقاب رجال ونساء من أمتي من النار.

وفي ليلة الزفاف أتى الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم ببغلته الشهباء وثنى عليها قطيفة وقال لفاطمة اركبي ، فأركبها وأمر سلمان أن يقود بها ومشى صلى‌الله‌عليه‌وسلم خلفها وعمه حمزة وعقيل وبنو هاشم مشهرين سيوفهم ، وأمر بنات عبد المطلب ونساء المهاجرين والأنصار أن يمضين في صحبة فاطمة وأن يفرحن


ويرجزن ويكبرن ويحمدن ولا يقلن مالا يرضي الله ، ونساء النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم معها ، فأنشأت أم سلمة ترجز وتقول :

سرنا بعون الله جاراتي

واشكرنه في كل حالات

واذكرن ما أنعم رب العلى

من كشف مكروه وآفات

فقد هدانا بعد كفر وقد

أنعشنا رب السماوات

وسرن مع خير نساء الورى

تفدى بعمات وخالات

يا بنت من فضله ذو العلى

بالوحي منه والرسالات

ثم قالت عائشة :

يا نسوة استرن بالمعاجر

واذكرن ما يحسن في المحاضر

واذكرن رب الناس إذ يخصنا

بدينه مع كل عبد شاكر

والحمد لله على إفضاله

والشكر لله العزيز القادر

سرن بها فالله أعلى ذكرها

وخصها منه بطهر طاهر

ثم قالت حفصة رضي‌الله‌عنها :

فاطمة خير نساء البشر

ومن لها وجه كوجه القمر

فضلك الله على كل الورى

بفضل من خص بآي الزمر

زوجك الله فتى فاضلا

أعني عليا خير من في الحضر

فسرن جاراتي بها فإنها

كريمة عند عظيم الخطر

ثم قالت معاذة واسمها كبشة بنت رافع وهي أم سعد بن معاذ الانصاري الاوسيرضي‌الله‌عنهما :

أقول قولا فيه ما فيه

وأذكر الخير وأبديه

محمد خير بنى آدم

ما فيه من كبر ولا تيه


بفضله عرفنا رشدنا

فالله بالخير يجازيه

ونحن مع بنت نبى الهدى

ذو شرف قد مكنت فيه

في ذروة شامخة أصلها

فما أرى شيئا يدانيه

ومنهم العلامة السمهودي في «الإتحاف في فضل الاشراف» (ص ٦٠ مخطوط) قال :

روى ابن داود السجستاني بسنده من طريق قتادة عن الحسن عن أنس رضي لله عنه قال : أتى أبو بكر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فجلس بين يديه فقال : يا رسول الله قد علمت نصيحتي وقدمي في الإسلام واني وأني. قال : وما ذاك؟ قال : تزوجني ، فأعرض عنه فأتى عمر فقال : هلكت وأهلكت. قال : وما ذاك ، قال : خطبت فاطمة الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأعرض. قال : فانتظر حتى آتيه فأسال مثل ما سألت ، فأتى عمر وأبا بكر فقال : ينتظر أمر الله فيها. قال علي رضي‌الله‌عنه : فأتياني وانا أغرس فسألا فقالا لي : هذه ابنة عمك تخطب وأنت جالس هاهنا. قال : فهيآني الى أمر لم أكن أذكره. قال : فقمت أجر ردائي أحد طرفيه على عاتقي والآخر أجره حتى جلست بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. فقلت : يا رسول الله قد علمت نصيحتي وقدمي في الإسلام واني. قال : وما ذاك. قلت : تزوجني فاطمة. قال : وعندك شيء. قلت : فرسي وبدني يعني درعه.

قال : اما فرسك فلا بد لك منه وأما بدنك فبعها وائتني بها. قال : فانطلقت فبعتها بأربعمائة وثمانين ، ثم جئت بها فوضعتها في حجره. قال : فقبض منها قبضة وقال : أين بلال ابغنا بها طيبا ، ثم أمرهم أن يجهزوها ، فعمل لها سرير في شريط ووسادة من أدم حشوها ليف وملئ البيت كثيبا ـ يعنى رملا ـ وأمر أم


أيمن أن تنطلق الى ابنته ، وقال لعلي : لا تعجل حتى آتيك.

قال : فانطلق النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأتاهم ، فقال لام أيمن : هاهنا أخي. قالت : أخوك وتزوجه ابنتك. قال : نعم ، فدخل على فاطمة ودعا بماء فأتيته بقعب فيه ماء فمج ثم نضح على رأسها وبين ثدييها وقال «اللهم اني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم». ثم قال لعلي : ائتني بماء فعلمت ما يريد ، فملأت القعب فأتيت به فنضح منه على رأسي وبين كتفي ، وقال «اللهم اني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم» ، ثم قال : أدخل بأهلك على اسم الله تعالى وبركته.

قال أبو داود : وسألت احمد بن حنبل عن هذا الحديث فقال : هو عن سعيد بن أبي يزيد المديني.

وفي رواية رواها الجمال الزرندي بغير سند ولا عزو ، ثم قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا أسماء ايتيني بالمخضب فاملئيه ، فأتيته ملانا فمج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وغسل وجهه وقدميه ، ثم دعا فاطمة فأخذ كفا من ماء فضرب به رأسها وكفا بين ثدييها ثم رش جلد علي وجلدها ثم التزمهما ، فقال : اللهم انهما مني وأنا منهما ، اللهم كما أذهبت عني الرجس وطهرتني فطهرهما ، ثم دعا بمخضب آخر فصنع بعلي كما صنع بها ثم قال : قوموا الى بيتكما جمع الله بينكما ، فأغلق عليهما بابه بيده.

ومن رواية احمد : ودعا بماء فقال فيه ما شاء الله أن يقول ، ثم نضح على وجه علي ، ثم دعا فاطمة فقامت تعثر في ثوبها أو قال مرطها من الحياء فنضح عليها أيضا وقال لها : اني أنكحتك أحب أهلي إلي.

قال ابن عباس : فأخبرتني اسماء أنها رمقت رسول الله صلى الله عليه


وسلم فلم يزل يدعو لهما خاصة لا يشرك في دعائه لهما أحدا حتى توارى في حجره.

عن عبد الكريم بن سليط البصري عن ابن بريدة هو عبد الله عن أبيه رضي‌الله‌عنه : ان فقراء الأنصار قالوا لعلي رضي‌الله‌عنه : لو كانت عندك فاطمة ، فدخل علي رضي‌الله‌عنه على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يعنى ليخطبها ـ فسلم عليه فقال : ما حاجة ابن أبي طالب. فقال : ذكرت فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : مرحبا وأهلا ، فخرج الى الرهط من الأنصار وكانوا ينتظرونه فقالوا : ما وراك. قال : ما أدري غير أنه قال لي مرحبا وأهلا. قال : يكفيك من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحدهما قد أعطاك الأهل وأعطاك الرحب ، فلما كان بعد ما زوجه قال : يا علي لا بد للعرس من وليمة. قال سعد رضي‌الله‌عنه : عندي كبش ، وجمع له رهط من الأنصار أصوعا من ذرة ، فلما كان ليلة البناء بها قال : يا علي لا تحدث شيئا حتى تلقاني. فدعا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بماء فتوضأ منه ثم أفرغه على علي وفاطمة رضي‌الله‌عنهما فقال : اللهم بارك فيهما وبارك عليهما وبارك لهما في نسلهما. ورواها النسائي في عمل اليوم والليلة وعبد الكريم مقبول وابن بريدة ثقة.

وكذا رواه الروياني في مسنده من هذا الوجه ، وفي رواية خرجها سمويه في فوائده «اللهم بارك لهما في شملهما». قال أبو الحسن : والشمل الجماع.

وفي رواية للدولابي قال «في شبليهما» ، والشبل ولد الأسد ، فيكون ذلك ان صح كشفا واطلاعا منه صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأطلق ذلك على الحسن والحسين وهما كذلك. انتهى. وليس ببعيد أن يطلعه الله على ذلك.


ومنهم العلامة المولوى ولى الله اللكنهوئي في «مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين» قال :

وهم خوارزمي از ابن عباس روايت كرده كه شبيكه فرستاده شد فاطمه زهرا بسوى علي مرتضى بود از آن حضرت پيش رو وجبرئيل از يمين وميكائيل از يسار وهفتاد هزار فرشته از پشت او تسبيح ميكردند الله تعالى را وتقديس مى نمودند تا آنكه طالع شد فجر.


خطبة عقد فاطمة عليها‌السلام

رواها جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي الفرنگى محلى الحنفي ابن المولوى محب الله السهالوي المتوفى سنة ١٢٢٥ في كتابه «وسيلة النجاة» (ص ٢١٤ طبع مطبعة گلشن فيض الكائنة في لكهنو) قال :

وفي المواهب اللدنية خطب النبي وقال : الحمد لله المحمود بنعمته المعبود بقدرته ، المطاع بسلطانه ، المرهوب من عذابه وسطوته ، النافذ أمره في سمائه وأرضه ، الذي خلق الخلق بقدرته وميزهم بأحكامه وأعزهم بدينه وأكرمهم بنبيه محمد. ان الله تبارك اسمه وتعالى عظمته جعل المصاهرة سببا لاحقا وأمرا مفترضا أو شج به الأرحام وألزمها الأنام ، فقال عز من قائل (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً) ولكل أجل كتاب (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ). ثم ان الله أمرني ان أزوج فاطمة من علي بن أبي طالب صلوات الله على نبينا وعليه ـ إلخ.


وفي الصواعق قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : فاشهدوا أني قد زوجته على أربعمائة مثقال فضة ان رضي بذلك علي. ثم دعى صلى‌الله‌عليه‌وسلم بطبق من بسر ، ثم قال : انتهبوا ، ودخل علي فتبسم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في وجهه ثم قال : ان الله عزوجل أمرني أن أزوجك فاطمة على أربعمائة مثقال فضة رضيت بذلك؟ قال : قد رضيت بذلك يا رسول الله. فقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : جمع الله شملكما وأعز جدكما وبارك عليكما وأخرج منكما الكثير الطيب.

ومنهم العلامة المولوى ولى الله اللكهنوئى في «مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين» (ص ١٦٦)

روى الخطبة بعين ما تقدم عن «وسيلة النجاة».

ومنهم العلامة البدخشي في «مفتاح النجاة» (ص ٣١ مخطوط)

روى الخطبة بعين ما تقدم عن «الوسيلة» لكنه زاد بعد قوله «المرهوب من عذابه»: المرغوب اليه فيما عنده. وذكر بدل قوله «وميزهم بأحكامه» وميزهم بحكمته وأحكمهم بعزته. وبدل قوله «سببا» : نسبا.

ومنهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في «أهل البيت» (ص ١٤٧ ط مطبعة السعادة بالقاهرة)

روى حديث تزويج الزهراء من علي وفيه خطبة النبي «ص» بعين ما تقدم عن «وسيلة النجاة».


ومنهم العلامة الشيخ على بن سلطان محمد القاري في «مرقاة المفاتيح في شرح مشكاة المصابيح» (ج ١١ ص ٣٥٠ ط ملتان)

روى حديث تزويج الزهراء وفيه خطبة النبي «ص» بعين ما تقدم عن «وسيلة النجاة».


دعاء النبي لهما عند التزويج

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة النقشبندى في «مناقب العشرة» (ص ٢٠)

روى حديث تزويج الزهراء وفيه : فجاءت أم أيمن في جانب البيت وأنا في جانب ، وجاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : هاهنا أخي. قالت أم أيمن : أخوك وقد زوجته ابنتك. قال : نعم ، ودخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم البيت فقال لفاطمة : ايتيني بماء. فقامت الى قعب في البيت فأتت فيه بماء ، فأخذه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومج فيه ثم قال : تقدمي ، فتقدمت ونضح بين ثدييها وعلى رأسها وقال : اللهم اني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم. ثم قال : أدبري فأدبرت فصب بين كتفيها وقال : اللهم اني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم. ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ايتوني بماء. قال علي : فعلمت الذي يريد ، فقمت فملأت القعب ماء وأتيته به ، فأخذه ومج فيه ثم قال لي : تقدم فصب على رأسي وبين ثديي ثم قال : اللهم انى أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم. ثم قال : أدبر ، فأدبر فصبه بين كتفي اللهم اني أعيذه.


بك وذريته من الشيطان الرجيم. ثم قال لعلي : أدخل بأهلك بسم الله والبركة.

ومنهم العلامة ابن المغازلي الشافعي في «المناقب» (ص ٣٤٧ ط طهران)

روى الحديث بسنده بعين ما تقدم عن «مناقب العشرة».

ومنهم العلامة المولوى ولى الله اللكهنوئى في «مرآة المؤمنين في مناقب اهل بيت سيد المرسلين» (ص ١٦٦)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «مناقب العشرة» ملخصا.

ومنهم العلامة ابن المغازلي في «مناقب على بن ابى طالب» (ص ٣٤٦ ط المكتبة الإسلامية بطهران)

روى أن عليا عليه‌السلام لما خطب فاطمة عليها‌السلام قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : مرحبا وأهلا اللهم بارك له وبارك عليها.

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن علان الصديقى في «الفتوحات الربانية» (ج ٢ عن ٥٠ ط بيروت).

روى أنه خطبها قبل علي جمع من الصحابة وان تزويجها من علي كان بوحي من الله ، ودعا لهما النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين اجتمعا فقال : جمع الله شملكما وأسعد جد كما وبارك عليكما واخرج منكما كثيرا طيبا.


ومنهم العلامة المولوى ولى الله اللكهنوئى في «مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين» (ص ١٦٧) قال :

أخرج النسائي بسند صحيح ان نفرا من الأنصار قالوا لعلي رضي‌الله‌عنه : لو كانت عندك فاطمة. فدخل على النبي «ص» يعني ليخطبها ، فسلم عليه فقال : ما حاجة ابن أبي طالب؟ قال : فذكرت فاطمة. فقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : مرحبا وأهلا ، فخرج والرهط من الأنصار ينتظرونه فقالوا : ما وراك. قال : ما أدري غير أنه قال مرحبا وأهلا. قال : يكفيك من رسول الله «ص» أحدهما قد أعطاك الأهل وأعطاك الرحب قل ما كان بعد ما زوجه. قال : انه لا بد للعرس من وليمة. قال سعد : عندي كبش ، وجمع له رهط من الأنصار اصوعا من ذرة ، فلما كان ليلة البناء قال : يا علي لا تحدث شيئا حتى تلقاني ، فدعا النبي «ص» بماء فتوضأ ثم أفرغه على علي وفاطمة رضي‌الله‌عنهما.

دعا النبي لعلي وفاطمة وقال : اللهم بارك عليهما وبارك لهما في نسلهما. وفي رواية : في شملهما.


جهاز فاطمة عليها‌السلام

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة النقشبندى في «مناقب العشرة» (ص ٣٩)

روى عن أبي سويد المدني قال : لما أهديت فاطمة الى علي رضي‌الله‌عنهما لم يجد عنده الا رملا مبسوطا ووسادة وجرة وكوزا ـ القصة.

وعن علي رضي‌الله‌عنه : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لما زوجه فاطمة بعث معها بخميلة ووسادة من أدم حشوها ليف ورخامتين وسقاء وجرتين.

ومنهم العلامة القاضي حسين الديار بكرى في «تاريخ الخميس» (ج ١ ص ٤١١ ط مصر)

روى عن أنس قال : لما تزوج علي بفاطمة قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأسماء بنت عميس : اذهبي فهيئي منزلهما ، فجاءت أسماء الى البيت


فعملت فراشا من رمل والثاني من أدم حشوها ليف ومرقعة من أدم حشوها ليف ، فلما صلى رسول الله «ص» العشاء الآخرة انصرف الى بيت فاطمة ، فنظر إليها ودعا لها بالبركة ، فانصرف فبعث بفاطمة الى علي في ذلك البيت.

وروى عن الحسن البصري قال : كان لعلي وفاطمة رضي‌الله‌عنهما قطيفة إذا لبساها بطول انكشفت ظهورهما وإذا لبساها بالعرض انكشف رءوسهما.

وفي رواية : انه بنى بها بعد تسع وعشرين ليلة من النكاح وكان جهازها في هذه الرواية فراشين من خيوش ، أحدهما محشو بليف ، والآخر بحذو الحذائين وأربع وسائد وسادتين من ليف وثنتين من صوف.

وروى عن جابر قال : حضرنا عرس علي وفاطمة ، فما رأينا عرسا كان أحسن منه حسنا هيأ لنا رسول الله زيتا وتمرا ، فأكلنا وكان فراشهما ليلة عرسهما أهاب كبش.

ومنهم العلامة الشيخ عبد العظيم الشافعي المنذرى في «الترغيب والترهيب» (ج ٦ ص ٤٤ ط بيروت)

روى الحديث عن جابر بعين ما تقدم أخيرا عن «تاريخ الخميس».

وروى عن عبد الله بن عمر رضي‌الله‌عنهما قال : لما جهز رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاطمة الى علي بعث معها بخميل ـ قال عطاء : ما الخميل قال قطيفة ووسادة من أدم حشوها ليف ـ وأذخر وقربة كانا يفترشان الخميل ويلتحفان بنصفه. رواه الطبراني من رواية عطاء بن السائب ، ورواه ابن حبان في صحيحه عن عطاء بن السائب أيضا عن أبيه عن علي رضي‌الله‌عنه قال : جهز رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاطمة في خميلة ووسادة أدم حشوها ليف.


ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في «وسيلة المآل» (ص ١٤٠ مخطوط) روى الحديث بعين ما تقدم عن «مناقب العشرة».

ومنهم العلامة الشيخ ابو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي البغدادي المتوفى سنة ٥٩٧ في كتابه «التبصرة» (ج ١ ص ٤٤٩ طبع عيسى الحلبي بالقاهرة) قال :

كان أبو بكر رضي‌الله‌عنه قد خطب فاطمة من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : انتظر بها القضاء. فذكر ذلك لعمر فقال : ردك يا ابا بكر ، فخطبها عمر فقال له مثل ما قال لابي بكر ، فقال أهل علي لعلي : اخطب فاطمة. فأتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فسلم عليه فقال : ما حاجتك؟ فقال : ذكرت فاطمة. فقال : مرحبا وأهلا. فخرج فأخبر الناس بما قال ، فقالوا : قد أعطاك الأهل والرحب. ثم قال له : ما تصدقها؟ قال : ما عندي ما أصدقها. قال : فأين درعك الحطيمة. قال : عندي. قال : أصدقها إياها ، فتزوجها فأهديت اليه ومعها خميلة ومرفقة من أدم حشوها ليف وقربة ومنخل وقدح ورحى وجرابان ، ودخلت عليه ومالها فراش غير جلد كبش ينامان عليه بالليل وتعلف عليه الناصح بالنهار ، وكانت هي خادمة نفسها ، تالله ما ضرها ذلك.

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن ابى بكر في «عدة الصابرين» (ص ١٦٨ ط دار الكتب في بيروت) قال :

وقال أحمد حدثنا أبو سعيد ، حدثنا أبو زائدة ، حدثنا عطاء عن أبيه ، عن علي قال : جهز رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاطمة في خميل وقربة ووسادة من أدم حشوها ليف ، والخميل الكساء الذي خمل.


قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لها

(فداك ابى وأمي)

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة ابن شاهين في «رسالة في مناقب سيدتنا فاطمة» (ص ٢ نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق) قال :

حدثنا العباس بن العباس بن المغيرة ، ثنا يعقوب بن إسحاق العلوي ، ثنا يحيى بن حماد ، ثنا أبو عوانة ثنا العلاء بن المسيب عن ابراهيم بن قيس عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا خرج كان آخر عهده فاطمة وكان إذا رجع كان اول عهده فاطمة عليها‌السلام ، فلما رجع من غزوة تبوك ومعه علي وقد اشترت (لم يقرأ) وعلقت على بابها سترا والقت في بيتها بساطا فلما رأى ذلك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم رجع فأتى المنزل ودخل فيه ، فأرسلت الى بلال فقال اذهب فانظر مارده عن بابي فأخبرني ، فأخبره فقال : اني رأيتها صنعت كذا وكذا ، فأتاها فأخبرها فهتكت الستر وكل شيء أحدثته والقت ما عليها


ولبست اطمارها فأخبره فجاء حتى دخل عليها فقال : كذلك فكوني فداك أبي وأمي (١).

__________________

(١) ونستدرك على الكتب التي نقلنا عنها حديث السفرجلة كتاب «الدرة اليتيمة» نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق أورد ما روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أتاني جبرئيل بسفرجلة من الجنة فأكلتها ليلة أسري بي فعلقت خديجة بفاطمة فكنت إذا اشتقت الى رائحة الجنة شممت رقبة فاطمة. ثم ذكر في رد من استشكل في صحة هذا الحديث بأن فاطمة ولدت قبل النبوة فضلا عن الاسراء : ان قيل ان هذا الاسراء غير الاسراء المعهود بأن كان مناميا او روحيا او معنويا ، وعليه فلا وضع ولا خفض ولا رفع. فتدبر.


جملة من كراماتها عليها‌السلام

منها

ما تقدم نقلها عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ٣١٤ الى ص ٣١٥) وننقله هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم الفاضل المعاصر الشيخ محمد على الانسى اللبناني في «الدرر واللئالى في بدائع الأمثال» (ص ٢٠٧ ط بيروت) قال :

روى ان فاطمة رضي الله تعالى عنها أهدت لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رغيفين وبضعة لحم ، فرجع بها إليها وقال : هلمي يا بنية ، فكشفت عن الطبق فإذا هو مملوء خبزا ولحما ، فقال لها : أنى لك هذا؟ فقالت : هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب.

ومنهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في «أهل البيت» (ص ١٤٣ ط مطبعة السعادة بالقاهرة) قال :

وروى الزمخشري في الكشاف عند قصة زكريا ومريم عليها‌السلام ، عن


النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه جاع في زمن قحط ، فأهدت له فاطمة رغيفين وبضعة لحم آثرته بها فرجع بها إليها ، وقال : هلمي يا بنية ، وكشف عن الطبق فإذا هو مملوء خبزا ولحما ، فبهتت وعلمت أنها نزلت من الله سبحانه تعالى. فقال لها : أنى لك هذا؟ قالت : هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب. فقال : الحمد لله الذي جعلك شبيهة مريم سيدة بني إسرائيل ، ثم جمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم علي بن أبي طالب والحسن والحسين وجميع أهل بيته رضي‌الله‌عنهم حتى شبعوا وبقي الطعام كما هو وأوسعت فاطمة جيرانها (١).

__________________

(١) قال العلامة الشيخ عثمان بن حسين بن أحمد الخوبوى في «درة الناصحين» (ص ٦٦ ط بمبئى):

عن كعب الأحبار أنه قال : مرضت فاطمة رضي‌الله‌عنها فجاء علي الى منزلها فقال : يا فاطمة ما يريد قلبك من حلاوات الدنيا. فقالت : يا علي أشتهي رمانا ، فتفكر ساعة لأنه ما كان معه شيء ، ثم قام وذهب الى السوق واستقرض درهما واشترى به رمانة ، فرجع إليها فرأى شخصا مريضا مطروحا على قارعة الطريق ، فوقف علي فقال له : ما يريد قلبك يا شيخ ، فقال : يا علي خمسة أيام هنا وأنا مطروح ومر الناس علي ولم يلتفت أحد إلي يريد قلبي رمانا ، فتفكر في نفسه ساعة فقال لنفسه : اشتريت رمانة واحدة لأجل فاطمة فان أعطيتها لهذا السائل بقيت فاطمة محرومة وان لم أعطه خالفت قوله تعالى (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ) والنبي عليه‌السلام قال : لا تردوا السائل ولو كان على فرس ، فكسر الرمانة فأطعم الشيخ فعوفي في الساعة وعوفيت فاطمة رضي الله تعالى عنها ، وجاء علي وهو مستحي فلما رأته فاطمة رضي‌الله‌عنها قامت اليه وضمته الى


ومن كراماتها عليهما‌السلام

ما تقدم نقله عن أعلام القوم في (ج ١٠ ص ٣١٦) وننقل مثله هاهنا ممن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة السيد ابراهيم الحسنى المدني السمهودي في «الاشراف على فضل الاشراف» (ص ٩٧ نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق او الاحمدية بحلب) قال :

وعن أبى ذر رضي‌الله‌عنه قال : بعثني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أدعو عليا ، فأتيت بيته فناديت فلم يجبني ، فعدت فأخبرت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : عد اليه ادعه فانه في البيت. قال : فعدت اليه أناديه ، فسمعت صوت رحى تطحن ، فتشارفت فإذا الرحى تطحن وليس معها أحد يديرها. فناديته فخرج الي منشرحا ، فقلت : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يدعوك.

__________________

صدرها ، فقالت : أما انك مغموم فو عزة الله تعالى وجلاله انك لما أطعمت ذلك الشيخ الرمانة زال عن قلبي اشتهاء الرمان.

ففرح علي بكلامها فأتى رجل فقرع الباب فقال علي «رض» : من أنت؟ فقال : أنا سلمان الفارسي افتح الباب. فقام علي وفتح الباب ورأى سلمان الفارسي وبيده طبق مغطى رأسه بمنديل ، فوضعه بين يديه فقال علي : ممن هذا يا سلمان؟ فقال : من الله الى الرسول ومن الرسول إليك. فكشف الغطاء فإذا فيه تسع رمانات ، فقال : يا سلمان لو كان هذا الي لكان عشرا لقوله تعالى (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها). فضحك سلمان فأخرج رمانة من كمه فوضعها في الطبق فقال : يا علي والله كانت عشرا ولكن أردت بذلك أن أجربك.


فجاء ثم لم أزل أنظر الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وينظر الي ، ثم قال : يا أبا ذر ما شأنك؟ فقلت : يا رسول الله عجبت من العجب ، رأيت رحى تطحن في بيت علي وليس معها أحد يديرها ، فقال : يا أبا ذر أما علمت ان لله ملائكة سياحين في الأرض قد وكلوا بمعونة آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.أخرجه الملا في سيرته.


غشوتها حين سمعت الأذان

(بعد رحلة رسول الله ص)

قد تقدم نقله عن أعلام القوم في (ج ١٠ ص ٤٣٦) وننقله هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة توفيق ابو علم في «اهل البيت» (ص ١٦٦ ط السعادة بمصر) روى أنه لما قبض الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم امتنع بلال عن الأذان وقال : لا أؤذن لاحد بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأن فاطمة رضي‌الله‌عنها قالت ذات يوم : أشتهي أن أسمع صوت مؤذن أبي بالأذان ، فبلغ ذلك بلال رضي‌الله‌عنه ، فأخذ في الأذان ، فقال «الله اكبر الله اكبر» ، ذكرت أباها وأيامه فلم تتمالك نفسها من البكاء ، فلما بلغ الى قوله «وأشهد أن محمدا رسول الله» شهقت فاطمة رضي‌الله‌عنها وسقطت لوجهها وغشي عليها ، فقيل لبلال : أمسك فقد فارقت ابنة رسول الله الحياة الدنيا ، وظنوا أنها قد ماتت ، فلم يتم الأذان فأفاقت فسألته عن إتمامه ، فلم يفعل وقال لها : يا سيدة النساء إني أخشى عليك


مما تنزلينه بنفسك إذا سمعت صوتي بالأذان ، فأعفته من ذلك.

وروى عن علي رضي‌الله‌عنه قال : غسلت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في قميصه ، فكانت فاطمة رضي‌الله‌عنها تقول : أرني القميص ، فإذا شمته غشي عليها ، فلما رأيت ذلك منها غيبته.


رثاؤها للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله

وقد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ٤٢٨) وننقله هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الحنبلي النجدي الوهابى في «مختصر سيرة الرسول» (ص ٤٦٤ ط السلفية في القاهرة) قال : وعن أنس بن مالك قال : لما ثقل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم جعل يتغشاه ، فقالت فاطمة : وا كرب أباه. فقال : ليس على أبيك كرب بعد اليوم. فلما مات قالت : يا أبتاه أجاب ربا دعاه ، يا أبتا من جنة الفردوس مأواه ، يا ابتا الى جبرئيل ننعاه ، فلما دفن قالت فاطمة : يا أنس أطابت نفوسكم أن تحثوا على رسول الله التراب.

ومنهم الحافظ ابو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الطبرانيّ اليمنى الشافعي المتوفى سنة ٣٦٠ في «المعجم الصغير» (ج ٢ ص ١١٢ طبع المكتبة السلفية بالمدينة المنورة) قال :

حدثنا موسى بن عيسى الزبيدي بمدينة زبيد باليمن ، حدثنا أبو حمة محمد


ابن يوسف الزبيدي ، حدثنا ابن قرة موسى بن طارق ، قال : ذكر ابن جريح عن معمر ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك قال : قالت فاطمة : لما قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا أبتاه من ربه ما أدناه ، يا أبتاه جنة الفردوس مأواه ، يا أبتاه الى جبريل أنعاه.

ومنهم الحافظ الصنعاني في «المصنف» (ج ٣ ص ٥٥٣ ط بيروت)

روى الحديث عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ثابت البناني ، عن أنس بعين ما تقدم عن «المعجم الصغير».

ومنهم العلامة الشيخ على بن عبد الكافي السبكى في «المجموع شرح المهذب» (ج ٥ ص ٢٧٨ ط القاهرة)

روى الحديث من طريق البخاري عن أنس بعين ما تقدم عن «مختصر سيرة الرسول».

ومنهم العلامة السيد خير الدين ابو البركات نعمان افندى الآلوسى البغدادي في «غالية المواعظ ومصباح المتعظ والواعظ» (ج ٢ ص ١٣٠ ط القاهرة)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «مختصر سيرة الرسول».

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن على بن محمد البكري الصديقى في «دليل الفالحين في شرح رياض الصالحين» (ص ١٤٧ ط مصطفى الحلبي بالقاهرة)

روى الحديث من طريق البخاري عن أنس بعض ما تقدم عن «مختصر


سيرة الرسول».

ومنهم العلامة الشيخ عبد الحق في «أشعة اللمعات في شرح المشكاة» (ج ٤ ص ٦٢٠ ط نول كشور في لكهنو)

روى الحديث من طريق البخاري عن أنس بعين ما تقدم عن «مختصر سيرة الرسول».

ومنهم العلامة الشيخ محمد يوسف الكاندهلوي في «حياة الصحابة» (ج ٢ ص ٣٢٧ ط حيدرآباد الدكن).

روى الحديث عن أنس بعين ما تقدم عن «مختصر سيرة الرسول» ثم قال : قال حماد : فكان ثابت إذا حدث بهذا الحديث بكى حتى تخلف أضلاعه.

ومنهم العلامة توفيق ابو علم في «اهل البيت» (ص ١٦٤)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «مختصر سيرة الرسول».

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن علان الصديقى الشافعي الأشعري المكي المتوفى سنة ١٠٥٧ في «الفتوحات الربانية على الاذكار النواوية» (ج ٤ ص ١٦٠ ط المكتبة الإسلامية في بيروت)

روى شطرا من الحديث : يا أبتاه جنة الفردوس ، الى «ننعاه».


ومنهم العلامة الشيخ محمد بن على بن محمد علان بن ابراهيم البكري الصديقى في «دليل الفالحين في شرح رياض الصالحين» (ص ١٤٧ ط مصطفى الحلبي بالقاهرة).

روى الحديث من طريق البخاري عن أنس بعين ما تقدم عن «مختصر سيرة الرسول».


من منظومها في رثاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله

تقدم نقله عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ٤٣٥) وننقله هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

نفسي على زفراتها محبوسة

يا ليتها خرجت مع الزفرات

لا خير بعدك في الحياة وانما

أبكي مخافة أن تطول حياتي

رواه في «وسيلة النجاة» (ص ٢٨ ط مطبعة گلشن فيض في لكنهو).

ومن منظومها أيضا في ذلك :

إذا اشتد شوقي زرت قبرك باكيا

أنوح وأشكو ، ما أراك مجاوبي

يا ساكن الغبراء غالبني البكا

وذكرك انساني جميع المصائب

فان كنت عن عيني في التراب مغيبا

فما كنت عن قلبي الحزين بغائب

رواه في «وسيلة النجاة» (ص ٢٨ و ٢٣١ ط مطبعة گلشن فيض في لكنهو).

ومن منظومها في رثاء النبي «ص» أيضا :


قل صبري وبان عنى عزائى

بعد فقدي لخاتم الأنبياء

عين يا عينى اسكبي الدمع سحا

وبك لا تنجلي بفيض الذماء

يا رسول الله له يا خيرة الله

وكهف الأيتام والضعفاء

قد بكت الجبال والوحش والطير

كذا الأرض بعد سح السماء

وبكاك الحجون والركن والمشعر

يا سيدي مع البطحاء

وبكاك الإسلام إذ صار في النا

س غريبا من سائر الغرباء

لو ترى المنبر الذي كنت تعلو

علاه الظلام بعد الضياء

رواه في «أهل البيت» (ص ١٦٢ ط مطبعة السعادة بالقاهرة).

ومن منظومها في رثائه «ص» :

أغبر آفاق السماء وكورت

شمس النهار وأظلم العصران

فالأرض من بعد النبي كئيبة

أسفا عليه كثيرة الرجفان

فليبكه شرق البلاد وغربها

ولتبكه مضر وكل يمان

وليبكه الطود المعظم جوده

والبيت ذو الأستار والأركان

يا خاتم الرسل المبارك ضوؤه

صلى عليك منزل القرآن

رواه في «أهل البيت» (ص ١٦٤ ط مطبعة السعادة بالقاهرة).

ومن منظومها في رثاء النبي «ص» أيضا :

قل للمغيب تحت أطباق الثرى

ان كنت تسمع صرختي وندائيا

صبت علي مصائب لو أنها

صبت على الأيام عدن لياليا

قد كنت ذات حمى بظل محمد

لا أختشي ضيما وكان جماليا

فاليوم أخشع للذليل وأتقي

ضيمي وأدفع ظالمي بردائيا

فإذا بكت قمرية في ليلها

شجنا على غصن بكيت صباحيا


فلاجعلن الحزن بعدك مؤنسى

ولا جعلن الدمع فيك وشاحيا

ما ذا على من شم تربة احمد

أن لا يشم مدى الزمان غواليا

رواه في «أهل البيت» (ص ١٩٢ ط السعادة بمصر).

ورواه في «روضة المحتاجين» (ص ٢٦٣ ط دار الفكر في بيروت) هكذا :

قد كنت لي جبلا ألوذ بظله

في غدوتى وصبحتى ومسائيا

واليوم اخضع للذليل واتقي

منه وأطلب حاجتي متراخيا

ولئن بكت قمرية ألقى لها

ليلا على فنن بكيت صباحيا

ما ذا على من شم تربة احمد

ان لم يشم مدى الزمان غواليا

صبت علي مصائب لو أنها

صبت على الأيام عدن لياليا

وروى البيتين الأخيرين في «نفثات صدر المكمد» (ج ٢ ص ٤٨٩ ط بيروت) عن علي (ع) قال : انها أخذت قبضة من تراب النبي «ص» فوضعتها على عينيها ثم قالتها.

ورواه في «الفتوحات الربانية» ج ٣ ص ١٦٠ «وفي ضوء الشمس» ص ٧٤ «وزاد المسلم» ج ١ ص ٣٦٨ ط جواد حسنى في مطبعة الحلبي بالقاهرة و «وسيلة النجاة» ص ٢٣١ ط مطبعة گلشن فيض الكائنة في لكنهو و «غالية المواعظ» ج ٢ ص ١٣٠ و «وسيلة النجاة» ص ٢٨ ط مطبعة گلشن فيض الكائنة في لكنهو «وأهل البيت».

ومن منظومها في رثاء النبي «ص» على قبره :

انا فقدناك فقد الأرض وابلها

وغاب مذ غيبت عنا الوحي والكتب

فليت قبلك كان الموت صادفنا

لما نعيت وحالت دونك الكتب


رواه في «أهل البيت» (ص ١٦٤ ط مطبعة السعادة بالقاهرة).

ومن منظومها أيضا في رثاء النبي «ص» :

قد كان بعدك أنباء وهنبثة

لو كنت حاضرها لم تكثر الخطب

انا فقدناك فقد الأرض وابلها

فاختل قومك فاشهدهم ولا تغب

رواه في «غريب الحديث لابن قتيبة» (ص ٥٩٠ ط العاني في بغداد).

وتمثلت بهذه الأبيات عند وفاة النبي «ص» :

قد كنت لي جبلا ألوذ بظله

فاليوم تسلمني لاجرد ضاحى

قد كنت جار حميتي ما عشت لي

واليوم بعدك من يريش جناح

وأغض من طرف وأعلم أنه

قد مات خير فوارسى وسلاحي

حضرت منيته فأسلمنى العزا

وتمكنت ريب المنون جراحى

رواه في «أهل البيت» (ص ١٦٢ ط مطبعة السعادة بمصر).


خطبة الزهراء عليها‌السلام في مسجد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ٢٩٦ الى ص ٣٠٧) وننقله هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة توفيق أبو علم في «أهل البيت» (ص ١٥٨ ط السعادة بمصر) قال:

من خطبتها : الحمد لله على ما أنعم ، وله الشكر على ما ألهم ، والثناء بما قدم. من عموم نعم ابتداها ، وسبوغ آلاء أسداها ، وتمام نعم والاها ، جم عن الإحصاء عددها ، ونأى عن الجزاء أمدها ، وتفاوت عن الإدراك أبدها وندبهم لاستزادتها بالشكر لاتصالها ، واستحمد الى الخلائق بأجزائها وثنى بالندب الى أمثالها.

وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له ، كلمة جعل الإخلاص تأويلها ، وضمن القلوب موصولها ، وأنار في التفكير معقولها ، الممتنع عن الأبصار رؤيته ومن الألسن صفته ، ومن الأوهام كيفيته ، ابتدع الأشياء لا من شيء كان قبلها ، وأنشأها بلا احتذاء أمثلة امتثلها ، كونها بقدرته ، وذراها بمشيته ، من غير حاجة


منه الى تكوينها ولا فائدة له في تصويرها الا تثبتا لحكمته ، وتنبها على طاعته ، وإظهارا لقدرته ، وتعبدا لبريته ، وإعزازا لدعوته ، ثم جعل الثواب على طاعته ، ووضع العقاب على معصيته ، زيادة لعباده عن نقمته ، وحياشة لهم الى جنته.

وأشهد ان أبي محمدا عبده ورسوله ، اختاره وانتجبه قبل أن أرسله ، وسماه قبل ان اجتباه ، واصطفاه قبل أن ابتعثه ، إذ الخلائق بالغيب وبستر الأهاويل مصونة ، وبنهاية العدم مقرونة ، علما من الله تعالى بمآل الأمور ، واحاطة بحوادث الدهور ، ومعرفة بمواقع المقدور.

ابتعثه الله تعالى اماما لأمره ، وعزيمة على إمضاء حكمه ، وانفاذا لمقادير حتمه ، فرأى الأمم فرقا في أديانها ، عكفا على نيرانها ، عابدة لاوثانها ، منكرة لله مع عرفانها ، فأنار الله تعالى بأبي محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ظلمها ، وكشف عن القلوب بهمها ، وجلى عن الأبصار غممها ، وقام في الناس بالهداية ، وأنقذهم من الغواية ، وبصرهم من العماية ، وهداهم الى الدين القويم ، ودعاهم الى الصراط المستقيم.

ثم قبضه اليه قبض رأفة واختيار ، ورغبة وايثار ، فمحمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن تعب هذه الدار في راحة ، قد حف بالملائكة الأبرار ، ورضوان الرب الغفار ، ومجاورة الملك الجبار ، صلى الله على أبي نبيه ، وأمينه على وحيه وصفيه ، وخيرته من الخلق ورضيه. والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.

ثم التفتت الى أهل المجلس وقالت : أنتم عباد الله نصب أمره ونهيه ، وحملة دينه ووحيه ، وأمناء الله على أنفسكم ، وبلغاؤه الى الأمم ، وزعيم حق له فيكم ، وعهد قدمه إليكم ، وبقية استخلفها عليكم ، كتاب الله الناطق ، والقرآن الصادق ، والنور الساطع ، والضياء اللامع ، بينة بصائره ، منكشفة سرائره ، متجلية ظواهره مغتبط به أشياعه ، قائد إلى الرضوان اتباعه ، مؤد الى النجاة استماعه ، به تنال حجج الله المنورة ، وعزائمه المفسرة ، ومحارمه المحذرة ، وبنيانه الجارية ،


وبراهينه الكافية ، وفضائله المندوبة ، ورخصه الموهوبة ، وشرائعه المكتوبة.

فجعل الله الايمان تطهيرا لكم من الشرك ، والصلاة تنزيها لكم عن الكبر ، والزكاة تزكية للنفس ونماء في الرزق ، والصيام تثبيتا للإخلاص ، والحج تشييدا للدين ، والعدل تنسيقا للقلوب ، وطاعتنا نظاما للملة ، وإمامتنا أمانا من الفرقة ، والجهاد عزا للإسلام ، وذلا لأهل الكفر والنفاق ، والصبر معونة على استيجاب الأجر ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مصلحة للعامة ، وبر الوالدين وقاية من السخط ، وصلة الأرحام منسأة في العمر ، والقصاص حقنا للدماء ، والوفاء بالنذر تعريضا للمغفرة ، وتوفية المكاييل والموازين تغيير للنجس ، والنهي عن شرب الخمر تنزيها عن الرجس ، واجتناب القذف حجابا عن اللعنة ، وترك السرقة إيجابا للعفة ، وحرم الله الشرك إخلاصا له بالربوبية ، ف (اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) وأطيعوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه ف (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ).

ثم قالت عليها‌السلام : أيها الناس اعلموا أني فاطمة وأبي محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أقول عودا وبدءا ولا أقول ما أقول غلطا ، ولا أفعل ما أفعل شططا (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) فان تعزوه وتعرفوه تجدوه أبي دون نسائكم ، وأخا ابن عمي دون رجالكم ، ولنعم المعزي اليه ، فبلغ الرسالة ، صادعا بالنذارة ، مائلا عن مدرجة المشركين ، ضاربا ثبجهم آخذا بكظمهم ، داعيا الى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة ، يكسر الأصنام ، وينكث الهام ، حتى انهزم الجمع وولوا الدبر ، حتى تفرى الليل عن صبحه وأسفر الحق عن محضه ، ونطق زعيم الدين ، وخرست شقائق الشياطين ، وطاح وشيط النفاق ، وانحلت عقدة الكفر والشقاق ، وفهتم بكلمة الإخلاص ، في نفر من البيض الخماص ، (وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ


النَّارِ) ، مذقة الشارب ، ونهزة الطامع ، وقبسة العجلان ، وموطئ الاقدام تشربون الطرق ، وتقتاتون القد ، أذلة خاسئين ، تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم ، فأنقذكم الله تبارك وتعالى بأبي محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعد اللتيا والتي وبعد أن مني بهم الرجال وذؤبان العرب ومردة أهل الكتاب (كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ).

وقالت : هذا كتاب الله بين أظهركم ، أموره ظاهرة ، وأحكامه زاهرة وأعلامه باهرة ، وزواجره لائحة ، وأوامره واضحة ، قد خلفتموه وراء ظهوركم ، أرغبة عنه تدبرون ، أم بغيره تحكمون (بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً ، وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ) وأنتم الآن تزعمون أن لا ارث لي (أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ، وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ).

أفلا تعلمون : بلى قد تجلى لكم كالشمس الضاحية اني ابنته ، أيها (وفي رواية ويها) أيها المسلمون أأغلب على ارثي ، يا ابن أبي قحافة أفي كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث أبي ، لقد جئت شيئا فريا ، أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم إذ يقول (وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ) وقال فيما اقتص في خبر يحيى بن زكريا عليهما‌السلام إذ يقول (رب (فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ) وقال (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ) وقال (يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ) وقال (إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ).

وزعمتم أن لا حظوة لي ولا أرث من أبى ولا رحم بيننا ، أفخصكم الله بآية أخرج منها أبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم. أم تقولون أهل ملتين لا يتوارثان ، أو لست أنا وأبي من أهل ملة واحدة ، أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وأمي وعمي ، فدونكما مخطومة مرحولة ، تلقاك يوم حشرك ، فنعم الحكم الله ،


والزعيم محمد ، والموعد القيامة ، وعند الساعة يخسر المبطلون ، ولا ينفعكم إذ تندمون (لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ) ما وعيتم ووسعتم الذي تسوغتم (إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ).

ألا وقد قلت ما قلت على معرفة مني بالخذلة التي خامرتكم ، والغدرة التي استشعرتها قلوبكم ، ولكنها فيضة النفس ، وبثة الصدر ، ونفثة الغيظ ، وتقدمة الحجة.

فدونكموها فاستبقوها دبرة الظهر ، نقبة الخف ، باقية العار ، موسومة بغضب الله وشنار الأبد ، موصولة بنار الله الموقدة ، التي تطلع على الافئدة. فبعين الله ما تفعلون (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) وأنا ابنة (نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ فَاعْمَلْ إِنَّنا عامِلُونَ وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ).

وقال : وفي كتاب بلاغات النساء ، قال الامام ابو الفضل احمد بن طاهر : لما اجتمع ابو بكر رضي‌الله‌عنه على منع فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فدك وبلغ ذلك فاطمة لاثت خمارها على رأسها وأقبلت في لمة من حفدتها ، تطأ ذيولها ما تخرم من مشية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شيئا حتى دخلت على ابى بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار ، فنيطت دونها ملاءة ، ثم أنت أنة أجهش القوم لها بالبكاء وارتج المجلس ، فأمهلت حتى سكن نشيج القوم وهدأت فورتهم ، فافتتحت الكلام بحمد الله والصلاة على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فعاد القوم في بكائهم فلما أمسكوا عادت في كلامها ومقالتها.

ومن خطبة لها (ع) لما عادتها من النساء لما اشتد عليها المرض :

فحمدت الله تعالى وصلت على أبيها وقالت : أصبحت والله عائفة لدنياكم ،


قالية لرجالكم ، لفظتهم بعد أن عجمتهم ، وشنأتهم بعد أن صبرتهم ، فقبحا لفلول الحد ، واللعب بعد الجد ، وقرع الصفاة ، وصدع القناة ، وخطل الآراء ، وزلل الأهواء ، لبئسما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون لا جرم والله لقد قلدتهم ربقتها ، وحملتهم أو بقتها ، وشنت عليهم غارتها ، فجدعا وعقرا وبعدا للقوم الظالمين.

ويحهم أنى زعزعوها عن رواسي الرسالة ، وقواعد النبوة والدلالة ، ومهبط الروح الامين ، والطبين بأمور الدنيا والدين ، ألا ذلك هو الخسران المبين.

وما الذي نقموا من أبي الحسن ، نقموا منه والله نكير سيفه ، وقلة مبالاته بحتفه ، وشدة ووطأته ، ونكال وقعته ، وتنمره في ذات الله عزوجل. وتالله لو مالوا عن المحجة اللائحة وزالوا عن قبول الحجة الواضحة لردهم إليها وحملهم عليها وتالله لو تكافوا عن زمام نبذه اليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولساربهم سيرا سجحا لا يكلم خشته ولا يكل سائره ولا يميل راكبه ، ولا وردهم منهلا نميرا صافيا رويا فضفاضا ، تطفح ضفتاه ، ولا يترنق جانباه ، ولا صدرهم بطانا ، ونصح لهم سرا وإعلانا ، ولم يكن يتحلى من الغنى بطائل ، ولا يحظى من الدنيا بنائل ، غير ري الناهل ، وشبعة الكافل ، ولبان لهم الزاهد من الراغب والصادق من الكاذب (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ وَلكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ).

والذين ظلموه من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين.

ألا هلم فاستمع ، وما عشت أراك الدهر عجبا ، وان تعجب فعجب قولهم ليت شعري الى أي لجأ لجئوا ، والى أي سناد استندوا ، وعلى أي عماد اعتمدوا ، وبأي عروة تمسكوا ، وعلى أي ذرية قدموا واحتنكوا (لَبِئْسَ الْمَوْلى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ) و (بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً).


استبدلوا والله الذنابى بالقوادم ، والعجز بالكاهل ، فرغما لمعاطس قوم (يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ) ويحهم (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) ... إلخ.

رواها في «أهل البيت» (ص ١٧٦ ط مطبعة السعادة بالقاهرة).


في كيفية دفنها عليهما‌السلام

رواها جماعة من أعلام القوم :

منهم الحافظ الصنعاني في «المصنف» (ج ٣ ص ٥٢١ ط بيروت) عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن عروة ، عن عائشة : أن عليا دفن فاطمة ليلا ، ولم يؤذن بها أبا بكر.

ومنهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في «أهل البيت» (ص ١٨٥ ط مطبعة السعادة بالقاهرة) قال :

فقد دفنت (أي الزهراء ع) ليلا ولم يحضر مع الامام سوى الصفوة المختارة من أصحابه ، ولما علم المسلمون وفاتها جاءوا الى البقيع فوجدوا أربعين قبرا ، فأشكل عليهم موضع قبرها من سائر القبور ، فضج الناس ولام بعضهم بعضا ، وقالوا لم يخلف نبيكم الا بنتا واحدة تموت وتدفن ولم تحضروا وفاتها والصلاة عليها ولا تعرفوا قبرها.


ثم قال ولاة الأمر منهم : هاتوا من نساء المسلمين من ينبش هذه القبور حتى نجدها فنصلي عليها ونزور قبرها ، فبلغ ذلك الامام علي ، فخرج مغضبا قد احمرت عيناه ودرت أوداجه ، وعليه قباؤه الأصفر الذي كان يلبسه في كل كريهة ، وهو متكئ على سيفه ذي الفقار ، حتى ورد البقيع فبادر الى الناس النذير وقالوا : هذا علي بن ابى طالب قد أقبل كما ترونه يقسم بالله لئن حول من هذه القبور حجر ليضعن السيف على غابر الآخر فتلقاه بعضهم فقال له : مالك يا أبا الحسن ، والله لننبشن قبرها ولنصلين عليها ، فضرب الامام بيده الى جوامع ثوبه ، فهزه ثم ضرب به الأرض وقال : أما حقي فقد تركته مخافة أن يرتد الناس ، وأما قبر فاطمة فوالله الذي نفس علي بيده لان رمت وأصحابك شيئا من ذلك لأسقين الأرض من دمائكم ، فان شئت فأعرض. فتلقاه آخر فقال : يا أبا الحسن ، بحق رسول الله وبحق من فوق العرش الا خليت عنه ، فانا غير فاعلين شيئا تكرهه ، فخلى عنه وتفرق الناس ولم يعودوا الى ذلك.


أخبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انها أول أهله لحوقا به

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ٤٣٩ الى ص ٤٥١) وننقله هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة زين الدين في «تاريخ ابن الوردي» (ص ١٨١ ط الغرى) قال : وسار فاطمة رضي‌الله‌عنها في مرضه ، فبكت ثم سارها فضحكت ، فلما مات أخبرت بأنه قال لي الاولى : اني ميت من وجعي هذا فبكيت ، وقال في الثانية : انك أول أهلي لحوقا بي فضحك ، فكان كما قال. والله أعلم (١).

__________________

(١) قال الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في «أهل البيت» (ص ١٦٦ ط مطبعة السعادة بالقاهرة):

وروي أنها أي فاطمة (ع) ما زالت بعد أبيها معصبة الرأس ، ناحلة الجسم منهدة الركن ، باكية العين ، محترقة القلب ، يغشى عليها ساعة بعد ساعة ،


ورواه في «جواهر السيرة النبوية» (ص ٢٤ مكتبة محمد علي بمصر) ورواه في «وسيلة النجاة» (ص ٢٢٧ ط مطبعة گلشن فيض الكائنة في لكهنو).

ورواه في «تفريح الأحباب في مناقب الال والاصحاب» (ص ٤٠٧ ط دهلي).

ورواه في «القصة الكبيرة في تاريخ السيرة» (ص ٣٥٥ ط دار الكاتب العربي).

ورواه في «أشعة اللمعات في شرح المشكاة» (ج ٤ ص ٦٢٥ ط نول كشور في لكهنو).

ورواه في «مرقاة المفاتيح» (ج ١١ ص ٢٤٩ ط ملتان).

ورواه في «حياة الصحابة» (ج ٢ ص ٣١٤ ط حيدرآباد الدكن).

ورواه في «المطالب العالية» (ج ٤ ص ٦٩ ط الكويت).

__________________

وتقول لولديها : أين أبوكما الذي كان يكرمكما ويحملكما مرة بعد مرة ، أين أبوكما الذي كان أشد الناس شفقة عليكما فلا يدعكما تمشيان على الأرض ، ولا أراه يفتح هذا الباب أبدا ، ولا يحملكما على عاتقه كما كان لا يزال يفعل؟.


كلام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلى عليه‌السلام

(في وفاة فاطمة ع)

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة شهردار بن شيرويه الديلمي في «فردوس الاخبار» (ص ١٨٥ مخطوط)

روى عن جابر قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعلي : سلام الله عليك ابا الريحانتين ، أوصيك بريحانتي من الدنيا ، فعن قليل ينهد ركناك ، والله خليفتي عليكم. قال : فلما قبض رسول الله «ص» قال علي : هذا أحد ركني الذي قال لي رسول الله ، فلما ماتت فاطمة قال : هذا الركن الثاني.


وفاة فاطمة عليها‌السلام وتجهيزها

قد تقدم نقل ذلك عن جماعة من أعلام القوم في (ج ١٠ ص ٤٥٦) وننقله هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة الشيخ محمد بن علان الصديقى الشافعي الأشعري المكي المتوفى سنة ١٠٥٧ في «الفتوحات الربانية على الاذكار النواوية» (ج ٢ ص ٥١ ط المكتبة الإسلامية في بيروت) قال :

توفيت فاطمة رضي‌الله‌عنها بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بستة أشهر ، وقيل بثمانية أشهر ، وقيل غير ذلك ، ليلة الثلاثاء ، لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة.

واختلف في سنها يوم وفاتها ، فقيل ثمان ، وقيل تسع وعشرون ، وقيل ثلاثون ، وقيل خمس وثلاثون ، وقطع الحافظ ابن حجر أنها ماتت وقد جاوزت العشرين بقليل ، والخلاف في عمرها بحسب الخلاف في ميلادها.

وغسلها علي واسماء بنت عميس ، وكانت أوصتها بذلك وقالت لها : يا اسماء اني استقبح أن يطرح على المرأة ثوب وتحمل على النعش كالرجل ، فوصفت


لها أسماء فعل أهلا الحبشة ودعت بجرائد رطبة فأرتها ذلك ، فأوصتها أن يعمل لها مثله ، فهي أول من غطى نعشه.

ودفنت ليلا ، وتولى ذلك علي والعباس ، وأخفى قبرها ، وذكر ابن عبد البر أن الحسن دفن الى جنب أمه. ا ه.

وقبر الحسن معروف في قبة واحدة ، هو والعباس بن عبد المطلب.

ومنهم العلامة شمس الدين الذهبي في «سير اعلام النبلاء» (ج ٢ ص ١٢٨ ط بيروت) قال :

وقال سعيد بن عفير : ماتت ـ اي فاطمة ـ ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة. وهي بنت سبع وعشرين سنة أو نحوها ، ودفنت ليلا.

وروى يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الله بن الحارث ، قال : مكثت فاطمة بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ستة أشهر وهي تذوب.

وقال أبو جعفر الباقر : ماتت بعد أبيها بثلاثة أشهر.

وعن ابن أبي مليكة ، عن عائشة ، قالت : كان بين فاطمة وبين أبيها شهران.

وعن أبي جعفر الباقر : أنها توفيت بنت ثمان وعشرين سنة. ولدت وقريش تبني الكعبة.

قال : وغسلها علي.

وذكر المسبحي : أن فاطمة تزوج بها علي بعد عرس عائشة بأربعة أشهر ونصف ، ولفاطمة يومئذ خمس عشرة سنة وخمسة أشهر ونصف.

قتيبة بن سعيد : حدثنا محمد بن موسى ، عن عون بن محمد بن علي ، عن أمه أم جعفر. وعن عمارة بن مهاجر ، عن أم جعفر : أن فاطمة قالت لأسماء بنت عميس : اني أستقبح ما يصنع بالنساء ، يطرح على المرأة الثوب فيصفها


قالت يا ابنة رسول الله ، ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة؟ فدعت بجرائد رطبة فحنتها ، ثم طرحت عليها ثوبا.

فقالت فاطمة : ما أحسن هذا وأجمله! إذا مت فغسليني أنت وعلي ولا يدخلن أحد علي.

فلما توفيت ، جاءت عائشة لتدخل ، فقالت أسماء : لا تدخلي. فشكت الى أبي بكر. فجاء ، فوقف على الباب ، فكلم أسماء. فقالت : هي أمرتني. قال : فاصنعي ما أمرتك ، ثم انصرف.

قال ابن عبد البر : هي أول من غطي نعشها في الإسلام على تلك الصفة.

ومنهم العلامة ابو البقاء عبد الله بن الحسين في «اعراب الحديث» (ص ٢٤٣ ط دمشق مطبعة زيد بن ثابت) قال :

فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أمها خديجة بنت خويلد تزوجها علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه في الثامنة عشرة من عمرها وولدت له الحسن والحسين وام كلثوم وزينب ، وعاشت بعد أبيها ستة أشهر وهي اول من جعل له النعش في الإسلام ، عملته لها اسماء بنت عميس وكانت قد رأته يصنع في بلاد الحبشة.

ومنهم العلامة جلال الدين السيوطي في «أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب» (ص ١٩٥ والنسخة مصورة من مكاتب أروبا) قال :

ومن خصائص فاطمة انها كانت لا تحيض وكانت إذا ولدت طهرت من نفاسها بعد ساعة ، ولذلك سميت الزهراء ولما جاعت وضع صلى‌الله‌عليه‌وسلم


يده على صدرها فما جاعت بعد ، ولما احتضرت غسلت نفسها وأوصت ان لا يكفنها احد فدفنها علي رضي‌الله‌عنه بغسلها ذلك.

ومنهم العلامة عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله النصري المتوفى سنة ٢٨١ في «تاريخ ابى زرعة الدمشقي» (ج ١ ص ٢٩٠ ط مطبعة المفيد في دمشق) قال : حدثنا أبو زرعة ، عبد الرحمن بن عمرو قال : حدثني الحكم بن نافع قال :

أخبرنا شعيب بن أبي حمزة ، عن الزهري قال : توفيت ـ يعني فاطمة ـ بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بستة أشهر ، فدفنها علي بن أبي طالب ليلا ، رحمة الله عليها.


رثاء على عليه‌السلام لفاطمة

تقدم نقل رثائها «ع» عن عدة من كتب العامة في (ج ١٠ ص ٤٨٢) :

ومن رثائه فيها قوله :

لكل اجتماع من خليلين فرقة

وكل الذي دون الفراق قليل

وان افتقادي فاطما بعد أحمد

دليل على أن لا يدوم خليل

وكيف هناك العيش من بعد فقدهم

لعمرك شيء ما اليه سبيل

هذا في مدارج النبوة.

ورواه في «وسيلة النجاة» (ص ٢٢٩ ط مطبعة گلشن فيض في لكهنو) وروى البيتين الأولين في «الاخبار الموفقيات» (ص ١٩٣ ط بغداد) لكنه ذكر بدل قوله «فاطما بعد احمد» : واحدا بعد واحد.

وروى البيت الثاني في «المغازي» (ص ٥٨ ط النجف). لكنه ذكر : واحدا بعد واحد.

ومن رثائه عليه‌السلام لفاطمة «ع» :


مالي مررت على القبور مسلما

قبر الحبيب فلم يرد جوابي

يا قبر مالك لا تجيب مناديا

أمللت بعدي خلة الأحباب

رواه في «اهل البيت» (ص ١٨٥ ط مطبعة السعادة بالقاهرة).


مستدرك فضائل الحسنين عليهما‌السلام

(الواردة فيهما مشتركا)

ميلادهما عليهما‌السلام

قد تقدم نقل أحاديث في ذلك في (ج ١١ ص ٢) عن جماعة وننقل هنها عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة ابن ابى الدنيا في «رسالة مقتل على كرم الله وجهه» (نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق) قال :

الحسن بن علي ولد للنصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة ، وسماه رسول الله «ص» حسنا ، ومات لثلاث خلون من شهر ربيع الاول سنة خمسين والحسين بن علي ولد لخمس ليال من شعبان سنة اربع من الهجرة ، وقتل يوم الجمعة يوم عاشوراء في المحرم سنة إحدى وستين.


عق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن الحسن والحسين

رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١٠ ص ٥١١ الى ص ٥١٨) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة احمد بن حنبل في «مسنده» (ج ٥ ص ٣٥٥ ط الميمنية بمصر) قال :

حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا زيد بن الحباب ، حدثني حسين بن واقد ، حدثني عبد الله بن بريدة قال : سمعت أبى يقول : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عق عن الحسن والحسين.

وروى ذلك في «المعجم الكبير» ص ١٣ ، وفي «المعجم الصغير» (ج ٢ ص ٤٥) وفي «مختصر سنن أبي داود» (ج ٤ ص ١٢٩ ط المحمدية بالقاهرة) وفي «المحاسن المجتمعة» (ص ٢٠٥) ، وفي «مناقب ابن المغازلي» مخطوط وفي «مفتاح النجاة» (ص ١١٠ مخطوط) ، وفي «وسيلة المآل» ص ١٥٩ ، وفي «شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم» (نسخة مخطوطة عندنا في المكتبة العامة).

تسمية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لهما بالحسن والحسين

قد تقدم نقلها عن أعلام القوم في (ج ١٠ ص ٤٩٢ الى ٥٠٦) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :


منهم العلامة ابن المغازلي في «المناقب» (ص ٣٧٩ ط الإسلامية بطهران) أخبرنا ابو طالب محمد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا ابو بكر احمد بن ابراهيم بن الحسن بن شاذان البزاز اذنا ، حدثنا عمرو بن حريث ، عن ذرعة بن عبد الرحمن ، عن أبي الخليل ، عن سلمان قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : سمى هارون ابنيه شبرا وشبيرا وأني سميت ابني الحسن والحسين بما سمى به هارون ابنيه شبرا وشبيرا.

ومنهم العلامة القاضي نعمان بن ابى عبد الله التميمي المتوفى سنة ٣٦٣ في «المناقب والمثالب» (ص ٣٢٤ نسخة المكتبة الملية في لندن) قال :

وقال النبي «ص» : سميت ابني هذين الحسن والحسين باسم ابني هارون شبر وشبير.

ومنهم العلامة ابو العون الحنبلي السفاريني في «شرح ثلاثيات مسند احمد» (ج ٢ ص ٥٥٧) قال :

والحسن : هو ابو محمد سبط رسول الله وريحانته وآخر الخلفاء بمنصبه وقد روي عن رسول الله «ص» قال : الحسن والحسين اسمان من اسماء اهل الجنة ، ما سمعت العرب بمثلهما في الجاهلية.

ومنهم العلامة علاء الدين على المتقى الهندي في «كنز العمال» (ج ١٦ ص ٢٧٢ ط حيدرآباد الدكن)

روى من طريق الطبراني عن علي قال : لما ولد الحسن سميته حربا ، فجاء


رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : أروني ابني ما سميتموه. قلت : سميته حربا قال : بل هو حسن. فلما ولد الحسين سميته حربا ، فجاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : ايتوني بابني ما سميتموه. فقلت : سميته حربا. فقال : بل هو حسين ، فلما ولد الثالث سميته حربا ، فقال : بل هو محسن ، ثم قال : اني سميتهم بأسماء ولد هارون : شبرا وشبيرا ومشبرا.

ومنهم العلامة المولوى ولى الله اللكهنوئى في «مرآة المؤمنين» (ص ٢٢٦) قال :

قال رسول الله «ص» : الحسن والحسين اسمان من أسماء أهل الجنة ، ما سميت بها العرب في الجاهلية.

ومنهم العلامة الذهبي في «سير اعلام النبلاء» (ج ٣ ص ٢٤٧ ط بيروت) قال:

يحيى بن عيسى التميمي ، حدثنا الأعمش ، عن سالم بن أبي الجعد ، قال علي : كنت رجلا أحب الحرب ، فلما ولد الحسن ، هممت أن أسميه حربا ، فسماه رسول الله صلى الله على وسلم الحسن ، فلما ولد الحسين هممت أن أسميه حربا ، فسماه الحسين ، وقال : انني سميت ابني هذين باسم ابني هرون شبر وشبير.

عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن محمد بن علي ، عن أبيه : أنه سمى ابنه الأكبر حمزة ، وسمى حسينا بعمه جعفر ، فدعاه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : قد غيرت اسم ابني هذين فسمى حسنا وحسينا.


ومنهم العلامة عطا حسنى بك في «حلى الأيام» (ص ٢١٨ ط القاهرة) روى الحديث بعين ما تقدم عن «شرح ثلاثيات مسند احمد».

ومنهم العلامة المولوى محمد أمين الهندي الحنفي في «وسيلة النجاة» (ص ٢٦١ ط گلشن فيض في لكهنو)

روى الحديث عن البغوي في «الإيضاح» وابن حجر في «الصواعق».

ومنهم العلامة الحافظ ابو بكر عبد الرزاق بن همام في «المصنف» (ج ٤ ص ٣٣٥)

رواه عن ابن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن عكرمة قال : لما ولدت فاطمة الحسن بن علي جاءت به الى رسول الله «ص» فسماه حسنا ، فلما ولدت حسينا جاءت به الى رسول الله «ص» فقالت : يا رسول الله هذا أحسن من هذا ـ تعني حسينا ـ فشق له من اسمه فسماه حسينا.

ومنهم العلامة المنشئ النسابة الشيخ ابو العباس أحمد بن على بن أحمد القلقشندي المتوفى سنة ٨٢١ في «صبح الأعشى» (ج ١ ص ٤٣٠ ط القاهرة) قال :

أول من سمي بالحسن والحسين السبطان ولدا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.


ومنهم العلامة الشيخ ولى الله اللكنهوئى في «مرآة المؤمنين» (ص ٢٠٦)

روى الحديث نقلا عن «الاستيعاب» عن علي بعين ما تقدم عن «كنز العمال».


كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يعوذ الحسن والحسين

قد تقدم نقله منا في (ج ١٠ ص ٥١٩ الى ص ٥٣٠) عن جماعة وننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة الشيخ محمد بن علان الصديقى الشافعي الأشعري المكي المتوفى سنة ١٠٥٧ في «الفتوحات الربانية على الاذكار النواوية» (ج ٤ ص ٤٦ ط المكتبة الإسلامية في بيروت) قال :

وروينا في صحيح البخاري رحمه‌الله عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يعوذ الحسن والحسين «أعيذ كما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة» ويقول : ان أبا كما كان يعوذ بها اسماعيل وإسحاق صلى الله عليهم أجمعين.

ومنهم العلامة الشيخ عبد الله بن محمد الهجري في «شرح الخمسمائة» (ص ١٣٢)

روى تعويذه صلى‌الله‌عليه‌وآله الحسنين بما تقدم عن «الفتوحات الربانية».


ومنهم العلامة الأستاذ توفيق ابو علم في «اهل البيت» (ص ٢٧٣)

روى تعويذه صلى‌الله‌عليه‌وآله الحسنين بعين ما تقدم عن «الفتوحات الربانية».

ومنهم الحافظ جلال الدين السيوطي في «الجامع الكبير» (كما في جامع الأحاديث ج ٧ ص ٥٢ ط دمشق)

روى من طريق ابن سعد عن ابن عباس ، ومن طريق الطبراني وابن سعد وابن عساكر عن ابن مسعود قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : هاتوا ابني حتى أعوذهما بما عوذ ابراهيم ابنيه اسماعيل وإسحاق «أعيذ كما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة».

ومنهم العلامة المناوى في «جامع الأزهر» (كما في جامع الأحاديث ج ٩ ص ١٤٥ ط دمشق)

روى من طريق الطبراني عن علي قال : كان صلى‌الله‌عليه‌وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول : «أعيذ كما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة».

ومنهم العلامة عامر بن عمر الضبي المتوفى سنة ٢٥٠ في «الآمال» (ص ١٨ من النسخة المصورة الموجودة في المكتبة العامة)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «الجامع الأزهر».


شباهتهما بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

قد تقدم نقلها في (ج ١٠ ص ٥٣٤ الى ص ٥٤٣) عن جماعة وننقل هاهنا عمن لم ننقله عنهم هناك :

منهم العلامة الحافظ ابو بكر احمد بن الحسين البيهقي في «دلائل النبوة» (ج ١ ص ٢٦ ط الجمهورية المتحدة العربية) قال :

وأخبرنا أبو علي الروذباري ، قال أخبرنا ابن شوذب ، قال حدثنا شعيب ابن أيوب ، قال حدثنا عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن هانئ بن هانئ ، عن علي ، قال : الحسن أشبه برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما بين الصدر الى الرأس ، والحسين أشبه برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ما كان أسفل من ذلك.

ومنهم العلامة علاء الدين على المتقى الهندي في «كنز العمال» (ج ١٦ ص ٢٦٧ ط حيدرآباد الدكن)

روى من طريق أبي نعيم والطبراني عن علي قال : قال رسول الله «ص» من سره أن ينظر الى أشبه الناس برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما بين عنقه الى وجهه فلينظر الى الحسن بن علي ، ومن سره أن ينظر أشبه الناس برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما بين عنقه الى كعبه خلقا ولونا فلينظر الى الحسين ابن علي.


ومنهم العلامة علاء الدين على المتقى الهندي في «كنز العمال» (ج ١٦ ص ٢٦٩ ط حيدرآباد الدكن).

روى الحديث عن علي (ع) بعين ما تقدم عن «الدلائل».

ومنهم العلامة الشيخ ولى الله اللكهنوئى في «مرآة المؤمنين» (ص ٢٠٦)

روى الحديث عن علي «ع» بعين ما تقدم عن «الدلائل».

ومنهم العلامة الفاضل المعاصر الشيخ محمد على الانسى اللبناني في «الدرر واللئال في بدائع الأمثال» (ص ٢٠٦ ط الاتحاد في بيروت)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «الدلائل».

ومنهم العلامة الشيخ عبد الرحمن جمال الدين ابى الحسن على بن محمد في «التبصرة» (ص ٤٥٣)

روى الحديث عن علي «ع» بعين ما تقدم عن «الدلائل».

ومنهم العلامة الشيخ عبد الحق في «أشعة اللمعات في شرح المشكاة» (ج ٤ ص ٧٠٥ ط نول كشور في لكهنو)

روى الحديث من طريق الترمذي بعين ما تقدم عن «الدلائل».


ومنهم العلامة على بن سلطان محمد القاري في «مرقاة المفاتيح في شرح مشكاة المصابيح» (ج ١١ ص ٣٩٣ ط ملتان)

روى الحديث عن طريق الترمذي عن علي «ع» بعين ما تقدم عن «الدلائل».

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن علان الصديقى الشافعي الأشعري المكي المتوفى ١٠٥٧ في «الفتوحات الربانية على الاذكار النواوية» (ج ٣ ص ٣٢٦ ط بيروت)

روى الحديث عن علي بعين ما تقدم عن «الدلائل».

ومنهم العلامة البلاذري في «انساب الاشراف» (ص ٩ ط دار التعارف في بيروت) قال :

وكان الحسن بن علي يكنى أبا محمد ، وكان يشبه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من أعلى رأسه الى سرته ، وكان الحسين يشبه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من سرته الى قدميه.

ومنهم العلامة السخاوي في «استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول» (ص ٤٩ والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة عاطف افندى في اسلامبول)

روى الحديث من طريق الترمذي وابن حبان عن هانئ بن هاني عن علي رضي‌الله‌عنه بعين ما تقدم عن «دلائل النبوة».


كان الحسن والحسين أحب اهل بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اليه

قد تقدم نقله في (ج ١٠ ص ٦٥٥ الى ص ٦٦٠) عن جماعة وننقل هاهنا عمن لم ننقله عنهم هناك :

منهم العلامة الشيخ ابو الفضل محمد بن الشيخ جمال الدين العاقولي الشافعي في فضائل الحسنين في كتاب «الرصف لما روى عن النبي من الفضل والوصف» (ص ٣٧٣ ط مكتبة الامل السالمية بالكويت)

روى من طريق الترمذي عن أنس قال : سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أي أهل بيتك أحب إليك؟ قال : الحسن والحسين ، وكان يقول لفاطمة : ادعوا الي ابني فيشمهما ويضمهما اليه.

ومنهم العلامة على بن سلطان محمد القاري في «مرقاة المفاتيح في شرح مشكاة المصابيح» (ج ١١ ص ٣٩١ ط ملتان)

روى الحديث من طريق الترمذي عن أنس بعين ما تقدم عن «الرصف».


ومنهم العلامة السيد محمد ابى الهدى الصيادى الرفاعي في «ضوء الشمس» (ص ٩٧) قال :

أخرج الترمذي عن أنس ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : أحب أهل بيتي الي الحسن والحسين.

ومنهم العلامة الشيخ عبد الحق في «أشعة اللمعات» (ج ٤ ص ٧٠٤ ط نول كشور في لكهنو)

روى الحديث من طريق الترمذي عن أنس بعين ما تقدم عن «الرصف».

ومنهم العلامة الشيخ عبد الرءوف المناوى في «كنوز الحقائق» (ص ٦)

روى الحديث عن أنس بعين ما تقدم عن «ضوء الشمس».

ومنهم العلامة توفيق ابو علم في «اهل البيت» (ص ٢٧٣)

روى الحديث عن أنس بعين ما تقدم عن «الرصف».

ومنهم العلامة السيد عبد الله بن ابراهيم مير غنى الحنفي في «الدرة اليتيمة في بعض فضائل السيدة العظيمة» (نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «ضوء الشمس».

ومنهم العلامة السيد محمد بن جعفر في «نظم المتناثر» (ص ١٢٥ ط دار المعارف بحلب).

روى الحديث بعين ما تقدم.


ومنهم العلامة عطاء حسنى بك في «حلى الأيام في سيرة سيد الأنام وخلفاء الإسلام» (ص ٢١٩ ط القاهرة)

روى الحديث عن أنس بعين ما تقدم عن «ضوء الشمس».

ومنهم العلامة الذهبي في «سير اعلام النبلاء» (ج ٣ ص ٢٥٢ ط بيروت) روى عن يوسف بن ابراهيم عن أنس : سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أي أهلك أحب إليك؟ قال : الحسن والحسين ، وكان يشمهما ويضمهما اليه.

ومنهم العلامة السيد عبد الله بن ابراهيم مير غنى الحسيني الحنفي في «الدرة اليتيمة» (نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق) قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أحب أهل بيتي الي الحسن والحسين.


كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يضمهما اليه ويشمهما

قد تقدم ما يدل عليه وننقل هاهنا عمن لم ننقل عنه سابقا :

فمنهم العلامة الشيخ عبد الحق في «أشعة اللمعات في شرح المشكاة» (ج ٤ ص ٢٨ ط نول كشور في لكهنو)

روى الحديث عن يعلى قال : ان حسنا وحسينا رضي‌الله‌عنهما استبقا الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فضمهما اليه.

ومنهم العلامة الشيخ ابو العلى محمد بن عبد الرحمن المباركفورى الحنبلي الظاهري في «تحفة الاحوذى في شرح جامع الترمذي» (ج ٣ ص ١١٩ ط بيروت) قال :

وروى الترمذي من حديث أنس ان النبي «ص» كان يدعو الحسن والحسين فيشمهما ويضمهما اليه.


كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقبلهما

قد تقدم نقله في (ج ١١ ص ٦٣ الى ٦٤) عن جماعة من أعلام القوم وننقل هاهنا عمن لم ننقله عنهم هناك :

منهم العلامة الحافظ ابو بكر عبد الله بن الزبير القرشي المكي الشافعي المتوفى سنة ٢١٩ في «المسند» (ج ٢ ص ٤٧١ ط المكتبة السلفية الواقعة في المدينة المنورة) قال :

حدثنا الحميدي ، قال ثنا سفيان ، قال ثنا الزهري ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة قال : أبصر الأقرع بن حابس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو يقبل الحسن أو الحسين رضي‌الله‌عنهما ، فقال : ان لي عشرة من الولد ما قبلت أحدا منهم قط. فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا يرحم من لا يرحم.

ومنهم العلامة المنذرى في «الترغيب والترهيب» (ج ٤ ص ٢٥٢)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «المسند».


اعتراك الحسنين والنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يؤلب الحسن

(وجبرئيل يؤلب الحسين)

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة علاء الدين المتقى الهندي في «كنز العمال» (ج ١٦ ص ٢٦٩ ط حيدرآباد الدكن)

روى عن طريق ابن شاهين عن علي أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : كان قاعدا في موضع الجنائز فطلع الحسن والحسين فاعتركا ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعلي جالس : ويها حسين خذ حسنا. فقلت : تؤلب على حسن وهو أكبرهما يا رسول الله. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : هذا جبريل قائم وهو يقول ويها حسين خذ حسنا.


ومنهم العلامة الشيخ ولى الله اللكهنوئى في «مرآة المؤمنين» (ص ٢٢٤) قال :

في الاصابة عن أبي هريرة قال : كان الحسن والحسين يصطرعان بين يدي رسول الله «ص» فجعل يقول هو حسن فسألت فاطمة لم تقول هو حسن.

فقال : ان جبرئيل يقول هو حسين.

ومنهم العلامة ابن حجر العسقلاني في «المطالب العالية» (ج ٤ ص ٧١ ط الكويت)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «مرآة المؤمنين».

ومنهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي الحنفي في «وسيلة النجاة» (ص ٢٦٧ ط مطبعة گلشن فيض)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «مرآة المؤمنين».

ومنهم العلامة الذهبي في «سير اعلام النبلاء» (ج ٣ ص ٢٨٤ ط بيروت) روى عن عبد العزيز الدراوردي وغيره ، عن علي بن أبي علي اللهبي ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، قال : قعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم موضع الجنائز ، فطلع الحسن والحسين فاعتركا ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ايها حسن. فقال علي : يا رسول الله! أعلى حسين تؤلبه؟ فقال : هذا جبريل يقول : ايها حسين.

ويروى عن أبي هريرة مرفوعا نحوه.


حمل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لهما

قد تقدم نقل الحديث فيه منا في (ج ١٠ ص ٧١٤ الى ٧٢٢) عن جماعة وننقل هاهنا عمن لم ننقله عنهم هناك :

منهم العلامة الشيخ زين الدين عمر بن المظفر الشهير بابن الوردي في «ذيل تاريخ ابى الفداء» (ط الغرى الشريف ج ١ ص ٢٢٤) قال :

روي أنه «ص» مر بالحسن والحسين «رض» وهما يلعبان ، فطأطأ لهما عنقه وحملهما وقال : نعم المطية مطيتهما ونعم الراكبان هما (١).

__________________

(١) قال العلامة ابراهيم بن محمد البيهقي في «المحاسن والمساوى» (ص ٦٧ ط بيروت) : أنشد الحميري في الحسن والحسين.

أتى حسنا والحسين الرسول

وقد برزا حجرة يلعبان

فضمهما وتفداهما

وكانا لديه بذاك المكان

ومر وتحتهما عاتقاه

فنعم المطية والراكبان


ومنهم العلامة ابو الحسن على بن احمد الواحدي النيسابوري الشافعي المتوفى سنة ٤٦١ أو سنة ٤٦٩ في «الوسيط في الأمثال» (ص ١٤٢ ط دار الكتب في الكويت)

روي أنه كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصلي والحسن والحسين يتناوبان ركوبه ، فلما فرغ قال : نعم المطية مطيتكما ، ولنعم الراكبان أنتما ، وأبو كما خير منكما.

ومنهم العلامة الخطيب احمد بن على بن ثابت البغدادي في «المتفق والمفترق» (مخطوط)

روى بسنده عن عمر بن الخطاب قال : رأيت الحسن والحسين على عاتقي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلت : نعم الفرس ركبتما. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : نعم الفارسان هما.

ومنهم العلامة ابو عبد الله محمد بن مسعود الأندلسي المعروف بابن الخصال في «مناقب ازواج النبي» (ص ٧٢ والنسخة مصورة من مكاتب أروبا) قال :

وروي ان الحسن والحسين رضي‌الله‌عنهما ارتحلا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاستخف حملهما ووطأهما ظهره توطئة الكرامة لهما ، وقال ابو بكر الصديق رضي‌الله‌عنه وقد رآه تحتهما : نعم الراحلة راحلتكما. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ونعم الراكبان هما.


ومنهم العلامة الشيخ زين الدين عمر بن مظفر الحنفي الشهير بابن الوردي المتوفى ٧٤٩ في «تاريخ ابن الوردي» (ج ١ ص ٢٢٤ ط المطبعة الحيدرية في الغرى الشريف)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «الوسيط»

ومنهم العلامة ابن المغازلي في «المناقب»

روى الحديث عن جابر قال : دخلت على النبي «ص» وعلى ظهره الحسن والحسين وهو يقول : نعم الجمل جملكما ونعم العدلان أنتما.

ومنهم العلامة الشيخ علاء الدين على المتقى الحنفي الهندي المتوفى سنة ٩٧٥ في كتابه «كنز العمال» (ج ١٦ ص ٢٦٧ طبع حيدرآباد الدكن)

روى من طريق ابن شاهين في السنة عن عمر بعين ما تقدم عن «المتفق والمفترق» وفي (ج ١٦ ص ٢٧٠):

روى من طريق الطبراني عن سلمان قال : كنا حول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فجاءت أم أيمن ، فقالت : يا رسول الله لقد ضل الحسن والحسين وذلك وأد النهار (يعني ارتفاع النهار) فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : قوموا فاطلبوا ابني وأخذ كل ، رجل تجاه وجهة وأخذت نحو النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلم يزل حتى أتى سفح جبل وإذا الحسن والحسين احتضن كل واحد منهما صاحبه وإذا شجاع قائم على ذنبه يخرج من فيه شبه النار ، فأسرع اليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فالتفت مخاطبا لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم انساب فدخل بعض الأجحرة ، ثم أتاهما فافرق بينهما ومسح وجوههما


وقال : بأبي وأمي أنتما ما أكرمكما على الله. ثم حمل أحدهما على عاتقه الأيمن والآخر على عاتقه الأيسر ، فقلت : طوبى لكما نعم المطية مطيتكما. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ونعم الراكبان هما وأبوهما خير منهما.

وفي (ج ١٦ ص ٢٧٦ ، الطبع المذكور):

روى من طريق ابن عساكر عن أبي هريرة قال : كنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في صلاة العشاء وكان إذا سجد ركب الحسن والحسين على ظهره فإذا رفع رأسه رفع رفعا رفيقا ثم إذا سجد عادا ، فلما قضى صلاته أقعدهما في حجره فقلت : يا رسول الله ألا أذهب بهما الى أمهما ، فبرقت برقة فلم يزالا في ضوئها حتى دخلا على أمهما.

وفي (ج ١٦ ص ٢٧٥ ، الطبع المذكور):

روى عن عبد الله بن شداد عن أبيه قال : خرج علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في إحدى صلاة العشي أو الظهر أو العصر وهو حامل حسنا أو حسينا فتقدم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فوضعه ثم كبر في الصلاة فسجد بين ظهري صلاته سجدة أطالها ، فرفعت رأسي فإذا الصبى على ظهر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو ساجد ، فرجعت في سجودي ، فلما قضى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الصلاة قال الناس : يا رسول الله انك سجدت بين ظهري صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر وأنه يوحى إليك. قال : كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته.

ومنهم العلامة الحافظ ابو بكر عبد الرزاق بن همام اليماني في «المصنف» (ج ٢ ص ٣٤)

روى عن عبد الرزاق عن ابن جريح قال : أخبرني محمد بن عمر بن علي


وجعفر بن محمد قالا : كان رسول الله «ص» إذا أقيمت الصلاة أتى الحسن والحسين وامامة فابتدروه فإذا جلس جلسوا في حجره وعلى ظهره ، فإذا قام وضعهم كذلك فكذلك حتى فرغت صلاته.

ومنهم العلامة على بن سلطان محمد القاري في كتابه «مرقاة المفاتيح في شرح مشكاة المصابيح» (ج ١١ ص ٣٧٩ ط ملتان)

روى من طريق احمد عن أبي هريرة قال : كنا نصلي مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم العشاء فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره فإذا رفع رأسه أخذهما بيده من خلفه أخذا رفيقا فيضعهما على الأرض فإذا عاد عادا ، حتى قضى صلاته فأقعدهما على فخذيه. قال : فقمت اليه فقلت : يا رسول الله أردهما فبرقت برقة فقال : الحقا بأمكما. قال : فمكث ضوؤها حتى دخلا.

وفي (ج ١٦ ص ٢٧٢) ، الطبع المذكور :

روى الحديث عن ابن عباس عن جابر بعين ما تقدم عن «مناقب ابن المغازلي».

ومنهم العلامة الذهبي في «سير اعلام النبلاء» (ج ٣ ص ٢٥٦ ط بيروت)

روى عن كامل أبي العلاء ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : كنا مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في صلاة العشاء ، فكان إذا سجد ركب الحسن والحسين على ظهره فإذا رفع رأسه رفعهما رفعا رفيقا ، ثم إذا سجد عادا ، فلما صلى قلت : الا أذهب بهما الى أمهما؟ قال : فبرقت برقة ، فلم يزالا في ضوئها حتى دخلا على أمهما.

رواه أبو أحمد الزبيري ، وأسباط بن محمد عنه.


وروى عن زيد بن الحباب : عن حسين بن واقد ، حدثني عبد الله بن بريدة عن أبيه قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يخطب ، فأقبل الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان ، فنزل فأخذهما فوضعهما بين يديه ثم قال : صدق الله «أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ» رأيت هذين فلم أصبر. ثم أخذ في خطبته.

وروى عن أبي شهاب مسروح ، عن الثوري ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال : دخلت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو يمشي على أربع ، وعلى ظهره الحسن والحسين ، وهو يقول : نعم الجمل جملكما ونعم العدلان أنتما.

وروى عن جرير بن حازم ، حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب ، عن عبد الله بن شداد ، عن أبيه ، قال : خرج علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو حامل حسنا أو حسينا ، فتقدم فوضعه ، ثم كبر في الصلاة فسجد سجدة أطالها ، فرفعت رأسي فإذا الصبي على ظهره فرجعت في سجودي ، فلما قضى صلاته قالوا : يا رسول الله انك أطلت! قال : ان ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته.

قلت : أين الفقيه المتنطع عن هذا الفعل؟.

وروى عن سلمة بن وهرام ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حامل الحسن على عاتقه ، فقال رجل : يا غلام نعم المركب ركبت ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ونعم الراكب هو».

ثم قال : رواه أبو يعلى في «مسنده».


ومنهم العلامة الشيخ محمد بن ظفر المكي في «الغرر والدرر في نجباء الأولاد» (ص ١٢٨ والنسخة مصورة من مكتبة مادريد عاصمة اسبانيا)

روى الحديث عن عبد الله بن عباس بمعنى ما تقدم ثانيا عن «كنز العمال» وفيه قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم المطية مطيتهما ونعم الراكبان هما وأبوهما خير منهما.

ومنهم العلامة توفيق ابو علم في «اهل البيت» (ص ٤٣٠)

روى عن أبي الزبير عن جابر قال : دخلت على رسول الله «ص» وهو يمشي على أربع وعلى ظهره الحسن والحسين وهو يقول : نعم الجمل جملكما ونعم العدلان أنتما. ومر الرسول عليهما وهما يلعبان فطأطأ لهما عنقه وحملهما وقال : نعم المطية مطيتهما ونعم الراكبان هما.

ومنهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في «أهل البيت» (ص ٤٣١ ط مكتبة السعادة بالقاهرة) روى عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما قال : كنا مع رسول الله «ص» وإذا بفاطمة رضي‌الله‌عنهما قد أقبلت تبكي ، فقال لها النبي «ص» : ما يبكيك لا أبكى الله لك عينا؟ فقالت : يا أبت ان الحسن والحسين قد ذهبا منذ اليوم ولم أعلم أين ذهبا وان عليا مشى على الدالية منذ خمسة أيام ليسقي البستان وقد استوحشت لهما. قال «ص» : لا تبكين فان خالقهما الطف بهما مني ومنك.

ثم قال : يا أبا بكر اذهب فاطلبهما وأنت يا سلمان ، ولم يزل يوجه حتى


مضت طائفة في طلبهما ، فرجعوا ولم يصيبوهما ، فاغتم النبي «ص» ثم قام ووقف على باب المسجد وقال : الهي بحق ابراهيم خليلك وبحق آدم صفوتك ان كان قرتا عيني في بر أو بحر أو سهل أو جبل فاحفظهما وسلمهما لامهما فاطمة سيدة نساء العالمين ، فنزل الامين جبريل وقال : السلام عليك يا رسول الله الحق يقرئك السلام ويقول لك : لا تحزن ولا تغتم الغلامان هما الفاضلان في الدنيا والآخرة وهما سيدا شباب أهل الجنة وانهما في حديقة بنى النجار ، وقد وكلت بهما ملكا يحفظهما ان قاما أو قعدا أو ناما أو استيقظا.

ففرح النبي «ص» فقام ومعه صحابته حتى دخل الحديقة فوجدهما نائمين فجثا النبي «ص» على ركبتيه وانكب عليهما يقلبهما ويقول : حبيبي حبيبي حتى استيقظا ، فحملهما النبي على كتفيه الحسن على عاتقه الأيمن والحسين على عاتقه الأيسر وكان يقول كلما قبلهما : من أحبكما فقد أحبني ومن أبغضكما فقد أبغضني.

فقال أبو بكر رضي‌الله‌عنه : أعطني أحمل أحدهما يا رسول الله. قال : نعم المطي مطيهما ونعم الراكبان هما ، ولم يزل النبي «ص» سائرا حتى دخل المسجد وبعث بهما الى ابنته فأخذتها الروحة والهزة وتولاها السرور والحبور.

ومنهم العلامة النقشبندى في «مناقب العشرة» (ص ٣٩)

روى عن طريق الدولابي عن فاطمة الزهراء رضي‌الله‌عنها قالت : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أتاها يوما فقال : أين ابناي ـ يعني حسنا وحسينا ـ قالت : قلت أصبحنا وليس في بيتنا شيء يذوقه ذائق ، فقال علي : أذهب بهما فاني أتخوف أن يبكيا عليك وليس عندك شيء ، فذهب بهما الى فلان اليهودي.


فوجه اليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فوجدهما يلعبان في مشربة بين أيديهما فضل من تمر ، فقال : يا علي ألا تقلب ابني قبل أن يشتد الحر عليهما. قال علي رضي‌الله‌عنه : أصبحنا وليس في بيتنا شيء ، فلو جلست يا رسول الله حتى أجمع لفاطمة تمرات. فجلس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعلي ينزع لليهودي كل دلو بتمرة حتى اجتمع له شيء من تمر ، فجعله في حجزته ثم أقبل ، فحمل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحدهما وحمل علي رضي‌الله‌عنه الآخر.

ومنهم العلامة الراغب الاصبهانى في «محاضرات الأدباء» (ج ٢ ص ٤٧٤ ط بيروت).

روى الحديث بمثل ما تقدم عن «مناقب العشرة» وفي آخره : ثم حمل النبي «ص» أحدهما وعلي الآخر.

ومنهم العلامة ابو محمد زكى المنذرى في «الترغيب والترهيب» (ج ٦ ص ٤٣)

روى الحديث عن فاطمة بعين ما تقدم عن «مناقب العشرة».

ومنهم العلامة الشيخ محمد يوسف الحنفي في «حياة الصحابة» (ج ١ ص ٢٩٣ ط حيدرآباد)

روى الحديث عن طريق الطبراني عن فاطمة بعين ما تقدم عن «مناقب العشرة».


ومنهم العلامة الشيخ احمد بن الفضل بن محمد باكثير الحضرمي في «وسيلة المآل في عد مناقب الال» (ص ٩٠ النسخة مصورة من النسخة المخطوطة التي في مكتبة الظاهرية بدمشق الشام)

روى الحديث من طريق الدرر عن أسماء بنت عميس بعين ما تقدم عن «مناقب العشرة».

ومنهم الحافظ شهاب الدين أحمد بن على بن حجر العسقلاني المتوفى سنة ٨٥٢ في «تلخيص الحبير» (ج ٢ ص ٦١ ط القاهرة) قال :

وروى أصحاب السنن الأربعة وابن خزيمة والحاكم من حديث بريدة قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يخطب ، فجاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يعثران ، فنزل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقطع كلامه وحملهما ـ الحديث.

ومنهم العلامة المولى على المتقى الهندي في «كنز العمال» (ج ١٦ ص ٢٧١ ط حيدرآباد الدكن)

روى الحديث عن بريدة بعين ما تقدم عن «تلخيص الحبير» الى قوله : يعثران. ثم ساق الحديث هكذا : فنزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخذهما فوضعهما بين يديه ثم قال : صدق الله ورسوله (أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) ، رأيت هذين فلم أصبر. ثم أخذ في خطبته.


ومنهم العلامة الشيخ عبد الحق في «أشعة اللمعات في شرح المشكاة» (ج ٤ ص ٧٠٤ ط نول كشور في لكهنو)

روى من طريق الترمذي وأبي داود والنسائي عن بريدة قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يخطبنا إذ جاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران ، فنزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه. قال : صدق الله («أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) نظرت الى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما.

ومنهم العلامة الشيخ ابو الفضل العاقولي في «الرصف» (ص ٣٧٢) روى الحديث من طريق الترمذي عن بريدة بعين ما تقدم عن «أشعة اللمعات».

ومنهم العلامة الشيخ على بن سلطان محمد القاري في «مرقاة المفاتيح» (ج ١١ ص ٣٩٢ ط ملتان).

روى الحديث من طريق الترمذي وأبي داود والنسائي عن بريدة بعين ما تقدم عن «أشعة اللمعات».

ومنهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي في «وسيلة النجاة» (ص ٢٦٣ ط گلشن فيض بلكهنو)

روى الحديث من طريق الترمذي وأبي داود والنسائي عن بريدة بعين ما تقدم عن «أشعة اللمعات».


ومنهم العلامة المولوى ولى الله اللكهنوئى في «مرآة المؤمنين» (ص ٢٢٥)

روى الحديث من طريق النسائي عن بريدة بعين ما تقدم عن «أشعة اللمعات».

ومنهم العلامة المولوى ولى الله اللكهنوئى في «مرآة المؤمنين» (ص ٢٠٥)

روى الحديث من طريق احمد وابن ماجة والترمذي وأبي داود والنسائي عن بريدة بعين ما تقدم عن «أشعة اللمعات».

ومنهم العلامة الشيخ احمد ابو كف المصري المالكي في «آل بيت النبي» (ص ١٧ ط دار التعاون بمصر)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «أشعة اللمعات».

ومنهم العلامة ابن المغازلي في «المناقب» (ص ٢٧٧ ط الإسلامية بطهران) قال:

أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا محمد بن زيد بن مروان بالكوفة أخبرنا اسحق بن محمد بن مروان ، حدثنا أبي ، حدثنا اسحق بن زيد ، عن سهل بن سليمان ، عن أبي هارون العيدي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : كنا نتحدث عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يميل مرة عن يمينه ومرة عن شماله فلما رأينا ذلك قمنا عنه ، فلما خرجنا الى الباب إذا نحن بفاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال لها علي : يا فاطمة ما أزعجك هذه الساعة من رحلك.


قالت : ان الحسن والحسين فقدتهما منذ أصبحت فلم أحسستهما وما كنت أظنهما الا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله. قال علي : هما عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فارجعي ولا تؤذين رسول الله فإنها ليست بساعة اذن فسمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كلام علي وفاطمة ، فخرج في إزار ليس عليه غيره فقال : ما أزعجك هذه الساعة من رحلك. فقالت : يا رسول الله ابناك الحسن والحسين عرجا من عندي فلم أرهما حتى الساعة وكنت أحسبهما عندك وقد دخلني وجل شديد. قال : فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا فاطمة ان الله عزوجل وليهما وحافظهما ، ليس عليهما ضيعة ان شاء الله ارجعي يا بنية فنحن أحق بالطلب ، فرجعت فاطمة الى بيتها فأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في وجه وعلي في وجه فابتغياهما ، فانتهيا إليهما وهما في أصل حائط قد أحرقتهما الشمس وأحدهما متستر بصاحبه ، فلما رآهما على تلك الحال خنقته العبرة وأكب عليهما يقبلهما ، ثم حمل الحسن على منكبه الأيمن وحمل الحسين على منكبه الأيسر ، ثم أقبل بهما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يرفع قدما ويضع أخرى مما يكابد من حر الرمضاء وكره أن يمشيا فيصيبهما ما أصابه فوقاهما بنفسه.


ادلع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لسانه

(للحسن والحسين فمصاه)

قد تقدم نقله في (ج ١٠ ص ٥٣١ الى ص ٥٣٢) عن جماعة من أعلام القوم وانما نروي هاهنا عمن لم نروه عنهم هناك :

منهم العلامة الطبرانيّ في «المعجم الكبير» (ص ١٣٣) قال :

حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ، نا يوسف بن سلمان المازني ، نا حاتم ابن اسماعيل ، نا سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة ، عن إسحاق ابن أبي حبيبة مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عن أبي هريرة أن مروان بن الحكم أتى أبا هريرة في مرضه الذي مات فيه ، فقال مروان لابي هريرة : ما وجدت عليك في شيء منذ اضطجعنا الا في حبك الحسن والحسين. قال : فتحقر أبو هريرة فجلس فقال : أشهد لخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه حتى إذا كنا ببعض الطريق مع رسول الله صلى الله عليه وإذا صوت الحسن والحسين وهما يبكيان وهما مع أمهما ، فأسرع السير حتى أتاهما ، فسمعته يقول لهما : ما شأن ابني. فقال :


العطش. قال : فأخلف رسول الله صلى الله عليه الى شنة يبتغي فيها ماء وكان الماء يومئذ أغدارا والناس يريدون الماء فنادى : هل أحد منكم معه ماء ، فلم يبق أحد الا اخلف يده الى كلابه يبتغي الماء في شنة فلم يجد أحد منهم قطرة ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ناوليني أحدهما. فناولته إياه من تحت الجدر فرأيت بياض ذراعيها حين ناولته ، فأخذه فضمه الى صدره وهو يصغوا ما يسكت فأدلع له لسانه ، فجعل يمصه حتى هدأ أو سكن ، فلم أسمع له بكاء والآخر يبكي كما هو ما يسكت ، فقال : ناوليني الآخر ، فناولته إياه ، ففعل به كذلك فسكتا ، فما أسمع لهما صوتا ، ثم قال : سيروا. فصدعنا يمينا وشمالا على الظعائن حتى لقيناه على قارعة الطريق ، فأنا لا أحب هذين وقد رأيت هذا من رسول الله صلى الله عليه؟.

ومنهم العلامة محمد مبين الهندي في «وسيلة النجاة» (ص ٢٦٦ ط لكهنو)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «المعجم الكبير» ملخصا.


لم يناد الحسنان عليا عليه‌السلام

(يا ابتى حتى توفى رسول الله «ص»)

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد اخطب خوارزم المتوفى ٥٦٨ في «مقتل الحسين» (ص ١٠٦ ط الغرى) قال :

أخبرني الامام الحافظ سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه الديلمي فيما كتب الي من همذان ، أخبرنا أبو علي المقرئ ، أخبرنا أبو نعيم الاصفهاني ، أخبرت عن الحسين بن الحكم الحيري ، حدثنا حسن بن علي بن حسين العرني ، حدثني عيسى بن عبد الله بن عمر بن علي ، عن أبيه ، عن جده عليه‌السلام قال : ما سماني الحسن والحسين يا أبتي حتى توفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، كانا يقولان لرسول الله يا أبتي ، وكان الحسن يقول لي يا أبا الحسين وكان الحسين يقول لي يا أبا الحسن.

ورواه أيضا في ص ٢٣ ، الطبع المذكور.


ومنهم العلامة الشيخ عبد الله الحنفي الأمر تسرى من المعاصرين في «أرجح المطالب» (ص ١١ ط لاهور)

روى الحديث عن علي «ع» بعين ما تقدم عن «مقتل الحسين».


قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للحسن أو الحسين

(هذا منى وأنا منه)

قد تقدم نقل الحديث في (ج ١١ ص ٢٧٩) ونروي هاهنا عمن لم نرويه عنه هناك:

منهم العلامة علاء الدين على المتقى في «كنز العمال» (ج ١٦ ص ٢٦٩ ط حيدرآباد الدكن)

روى من طريق ابن عساكر عن البراء بن عازب قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم للحسن أو الحسين : هذا مني وأنا منه ، وهو يحرم عليه ما يحرم علي.

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في شأنهما

(هذان امامان قاما او قعدا)

رواه جماعة من أعلام القوم :


منهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في «أهل البيت» (ص ١٩٥ ط مطبعة السعادة بالقاهرة) قال :

وقد تواتر الحديث عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : ولداي هذان امامان قاما أو قعدا ، وهما ريحانتاي من الدنيا.

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

(ان الله يحب عليا والحسن والحسين ومن يحبهم)

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي الحنفي المتوفى سنة ١٢٢٥ في «وسيلة النجاة» (ط مطبعة گلشن فيض الكائنة في لكهنو ص ٥٢) قال :

وحكى السيد الامام أبو القاسم في تاريخه وبلغ بإسناده أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سجد يوما خمس سجدات بلا ركوع ، قالوا : يا نبي الله سجود بلا ركوع. قال : نعم ان جبرئيل عليه‌السلام أتاني فقال : يا محمد ان الله تعالى يحب عليا فسجدت ، فرفعت رأسي فقال : يا محمد ان الله يحب الحسن والحسين فسجدت ، ثم رفعت رأسي. فقال : يا محمد ان الله عزوجل يحب من أحبهم فسجدت ، ثم رفعت رأسي فقال : ان الله يحب من يحب من يحبهم فسجدت. هكذا في كنز العباد وغيره من كتب الفقه في باب سجدات الشكر.


قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

(من أحب الحسن والحسين فقد أحبني)

قد تقدم نقل الحديث منا في (ج ١٠ ص ٦٩٢ الى ٧٠٧) عن جماعة من أعلام القوم ونروي هاهنا عمن لم نروه عنهم هناك :

منهم العلامة الشيخ على بن أحمد العزيزي في «السراج المنير في شرح الجامع الصغير» (ص ٣١٨ ط مصطفى الحلبي بالقاهرة)

روى من طريق أحمد والحاكم عن أبي هريرة قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من أحب الحسن والحسين فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني.

ومنهم العلامة توفيق أبو علم في «أهل البيت» (ص ٤٣٨)

روى عن أبي هريرة قال : خرج علينا رسول الله «ص» ومعه الحسن والحسين هذا على عاتقه وهذا على عاتقه ، وهو يلثم هذا مرة وهذا مرة ، حتى انتهى إلينا فقال له رجل : يا رسول الله انك تحبهما ، فقال : من أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني.

ومنهم العلامة عبد المنعم صالح العلى البغدادي في «الدفاع عن ابى هريرة» (ص ١٧٣ ط بيروت)

روى الحديث من طريق الحاكم عن أبي هريرة بعين ما تقدم عن «أهل البيت».


ومنهم العلامة الذهبي في «سير اعلام النبلاء» (ج ٣ ص ٢٨٤ ط بيروت) روى عن أبي بكر بن عياش ، عن عاصم ، عن زر ، عن عبد الله : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخذ بيد الحسن والحسين ، ويقول : هذان ابناي ، فمن أحبهما فقد أحبني ، ومن أبغضهما فقد أبغضني.

وروى مثله أبو الجحاف ، وسالم بن أبي حفصة وغيرهما ، عن أبي حازم الاشجعي ، عن أبي هريرة مرفوعا.

وفي الباب عن أسامة ، وسلمان الفارسي ، وابن عباس ، وزيد بن أرقم.

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الحسن والحسين

(اللهم انى أحبهما فأحبهما)

ويشتمل على أحاديث تقدم نقلها في (ج ١٠ ص ٦٦٠ الى ٧٧٠) وننقلها هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منها

حديث أسامة

رواه جماعة من أعلام القوم :

فمنهم الشيخ العلامة ابو الفضل محمد بن الشيخ جمال الدين العاقولي في «الرصف لما روى عن النبي من الفضل والوصف» (ص ٣٧٣ ط مكتبة الامل السالمية بالكويت)

روى من طريق الترمذي عن أسامة قال : طرقت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم


ذات ليلة في بعض الحاجة ، فخرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو مشتمل على لا أدرى ما هو ، فلما فرغت من حاجتي قلت : ما هذا الذي أنت مشتمل عليه ، فكشفه فإذا حسن وحسين على وركيه فقال : هذان ابناي وابنا ابنتي ، اللهم اني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما.

ومنهم الحافظ الطبرانيّ في «المعجم الصغير» (ج ١ ص ١٩٩) قال :

حدثنا علي بن جعفر بن مسافر التنيني ، حدثني أبي ، حدثنا محمد بن اسماعيل ابن أبي فديك ، حدثنا موسى بن يعقوب الزمعي ، عن عبد الله بن أبي بكر ، عن محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ التميمي ، عن محمد بن أبي سهل النبال ، عن الحسن بن أسامة بن زيد ، عن أبيه رضي‌الله‌عنه قال : رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مشتملا على الحسن والحسين وهو يقول : هذان ابناي وابنا فاطمة ، اللهم انك تعلم اني أحبهما.

ومنهم العلامة ابن المغازلي في «المناقب» (مخطوط)

روى الحديث عن أسامة بعين ما تقدم عن «الرصف».

ومنهم العلامة على بن سلطان محمد القاري في «شرح مشكاة المصابيح» (ج ١١ ص ٣٩١ ط ملتان)

روى الحديث من طريق الترمذي عن أسامة بعين ما تقدم عن «الرصف».


ومنهم العلامة الشيخ علاء الدين على المتقى الهندي المتوفى سنة ٩٧٥ في «كنز العمال» (ج ١٦ ص ٢٧٧ ط حيدرآباد الدكن)

روى الحديث عن أسامة بعين ما تقدم عن «الرصف».

ومنهم العلامة السيد محمد صديق حسن خان أمير بهوپال في «الإدراك» (ص ٤٩)

روى الحديث عن أسامة بعين ما تقدم عن «الرصف».

ومنهم العلامة عطاء حسنى بك في «حلى الأيام» (ص ٢١٨)

روى الحديث من طريق الترمذي عن أسامة بعين ما تقدم عن «المعجم الصغير» لكنه قال : قال رسول الله «ص» : هذان ابناي وابنا ابنتي ، اللهم اني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما.

ومنهم العلامة الشيخ عبد الحق في «أشعة اللمعات» (ج ٤ ص ٧٣ ط نول كشور في لكهنو)

روى الحديث من طريق الترمذي عن أسامة بعين ما تقدم عن «الرصف».

ومنهم العلامة الشيخ ولى الله اللكهنوئى في «مرآة المؤمنين» (ص ٢٠٥)

روى قوله «ص» عن أسامة بعين ما تقدم عن «الرصف».


ومنهم العلامة توفيق أبو علم في «اهل البيت» (ص ٤٢٩)

روى الحديث عن أسامة بعين ما تقدم عن «الرصف».

ومنهم العلامة السيد محمد ابو الهدى الصيادى الرفاعي في «ضوء الشمس» (ص ٩٧)

روى قوله من طريق الترمذي والطبراني بعين ما تقدم عن «الرصف».

ومنهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي الحنفي في «وسيلة النجاة» (ص ٣٦٣ ط گلشن فيض في لكنهو)

روى الحديث عن أسامة بعين ما تقدم «الرصف».

ومنها

حديث البراء

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة ابن المغازلي في «المناقب» (ص ٣٧٤ ط الإسلامية بطهران) قال :

أخبرنا محمد بن احمد بن عثمان ، أخبرنا عبد العزيز بن أبي صابر الجهيد اذنا ، قال حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن ابراهيم بن هاشم الاذرعي بدمشق ، حدثنا عبد الرحمن بن معاوية العتبي بمصر ، حدثنا حميد عن مخلد ، قال حدثنا


النضر بن شميل ، حدثنا شعبة ، عن عدي بن ثابت قال : سمعت البراء قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله واضعا الحسن والحسين على عاتقه يقول : اللهم اني أحبهما فأحبهما.

ومنهم العلامة ابو محمد محمود بن الحاج محمد بن خطاب السبكى الحنبلي الوهابى في «المنهل العذب المورود في شرح سنن أبى داود» (ج ٩ ص ٣٠٩ طبع الاستقامة في القاهرة) قال :

فقد أخرج الترمذي من حديث البراء بن عازب رضي‌الله‌عنهما ان النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أبصر حسنا وحسينا فقال : اللهم اني أحبهما فأحبهما.

ومنهم العلامة الذهبي في «سير اعلام النبلاء» (ج ٣ ص ٢٥٢ ط بيروت)

روى الحديث عن البراء بعين ما تقدم عن «المنهل» وصححه.

ومنهم العلامة الشيخ عبد الرءوف الشافعي المناوى المصري المتوفى سنة ١٠٣١ في «كنوز الحقائق» (ص ١٢٥)

روى قوله «ص» عن طريق الترمذي بعين ما تقدم عن «المنهل العذب».

ومنهم العلامة القرطبي في «التذكرة» (ص ٥٦٤) قال :

روى أبو داود أنهما دخلا المسجد وهو يخطب ، فقطع خطبته ونزل فأخذهما وصعد بهما قال : رأيت هذين فلم أصبر ، وكان يقول فيهما : اللهم اني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما.


ومنهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي الحنفي في «وسيلة النجاة» (ص ٢٦١ ط گلشن فيض في لكهنو) قال :

قال رسول الله «ص» في حقهما : اللهم اني أحبهما فأحبهما.

ومنها

حديث عبد الله بن مسعود

رواه جماعة من أعلام القوم :

وممن لم ننقل عنه سابقا العلامة الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج ٣ ص ٢٥٤ ط بيروت)

روى عن علي بن صالح وأبي بكر بن عياش ، عن عاصم ، عن زر ، عن عبد الله : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : هذان ابناي ، من أحبهما فقد أحبني.

ومنها

حديث ابى هريرة

رواه جماعة من أعلام القوم :


وممن لم ننقل عنه سابقا العلامة أبو الحسن على بن محمد الجلابي الخطيب الشافعي المعروف بابن المغازلي الواسطي من علماء أواخر القرن الخامس في «المناقب» (نسخة خزانة الكتب بصنعاء اليمن بخط العلامة على بن محمد بن الشرفية سنة ٥٨٣ وعلى ظهرها خطوط بعض أئمة الزيدية) قال :

أخبرنا أبو طالب محمد بن احمد بن عثمان ، أنبأنا احمد بن ابراهيم ، ابن شاذان اذنا ، ثنا خيشون الخلال ، ثنا محمد بن عبد الله الانصاري ، ثنا جعفر بن عون ، ثنا معاوية بن أبي مورد ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : بصر عيني وسمع أذني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد استقبل الحسن أو الحسين وأخذه بيده وقال : ترق ترق عين بقة. فوضع الصبي قدميه على قدمي رسول الله «ص» ثم رفعه الى فيه وقال : اللهم اني أحبه فأحبه وأحب من يحبه.

ومنهم العلامة المولى على المتقى الهندي في «كنز العمال» (ج ١٦ ص ٢٧٦ ط حيدرآباد الدكن)

روى من طريق ابن عساكر عن أبي هريرة قال : بصر عيناي هاتان وسمع أذناي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخذ بيد الحسن أو الحسين وهو يقول : ترق عين بقة ، فوضع الغلام قدميه على قدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فيرفعه الى صدره ويقول له : افتح فاك فيفتح فاه فيقبله النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم قال : اللهم اني أحبه فأحبه.

وفي (ج ١٦ ص ٢٧٣ ، الطبع المذكور):

روى من طريق الطبراني عن أبي هريرة قال : وقف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على بيت فاطمة فسلم ، فخرج اليه الحسن أو الحسين فقال له رسول


الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ارق بأبيك عين بقه ، وأخذ بإصبعه فرقي على عاتقه ، ثم خرج الآخر الحسن أو الحسين مرتفعة أحدى عينيه ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : مرحبا بك ارق بأبيك أنت عين البقة ، وأخذ بإصبعه فاستوى على عاتقه الآخر ، وأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بأقفيتهما حتى وضع أفواههما على فيه ثم قال : اللهم اني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما.

ومنها

حديث آخر لأبي هريرة

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم الحافظ الطبرانيّ في «المعجم الكبير» (ص ١٣٣ مخطوط) قال : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا ابراهيم بن محمد بن ميمون ، نا علي بن عابس ، عن سالم بن أبي حفصة وكثير النواء ، عن زاذان ، عن أبي أبي هريرة قال : مر الحسن والحسين الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : اللهم اني أحبهما فأحبهما ، وأبغض من أبغضهما.

ومنهم العلامة السيد عبد الله بن ابراهيم الحنفي في «الدرة اليتيمة» (ص ١١ نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق) قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من أحب الحسن والحسين فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني.


ومنهم العلامة القاضي نعمان التميمي في «المناقب والمثالب» (ص ٣٢٤ نسخة مكتبة الملية في لندن)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «المعجم الكبير» من قوله اللهم إلخ.

ومنها

حديث آخر لأبي هريرة أيضا

رواه جماعة من أعلام القوم :

وممن لم ننقل عنه سابقا العلامة ولى الله اللكهنوئى في «مرآة المؤمنين في مناقب اهل بيت سيد المرسلين» (ص ٢٠٤) قال :

روي عن أبي هريرة قال : خرج علينا رسول الله «ص» ومعه حسن وحسين هذا على عاتقه وهذا على عاتقه وهو يلثم هذا مرة وهذا مرة ، حتى انتهى إلينا فقال : من أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني.

ومنها

حديث آخر أيضا لأبي هريرة

رواه جماعة من أعلام القوم :


وممن لم ننقل عنه سابقا العلامة شهاب الدين احمد بن على الشافعي في «المطالب العالية» (ج ٤ ص ٧١ ط الكويت)

روى من طريق عبد بن حميد عن أبي هريرة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال في الحسن والحسين : من أحبني فليحب هذين.

ومنها

حديث يعلى بن مرة

رواه جماعة من أعلام القوم :

وممن لم ننقل عنه سابقا العلامة الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج ٣ ص ٢٥٥ ط بيروت)

روى عن اسماعيل بن عياش ، حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن سعيد بن راشد ، عن يعلى بن مرة ، قال : جاء الحسن والحسين يسعيان الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجاء أحدهما قبل الآخر ، فجعل يده في رقبته ثم ضمه الى إبطه ، ثم قبل هذا ثم قبل هذا ، وقال : اني أحبهما فأحبهما. ثم قال : أيها الناس أن الولد مبخلة مجبنة مجهلة.

ومنهم العلامة أبو بكر عبد الرزاق بن همام اليماني الصنعاني المتوفى سنة ٢١١ والمولود سنة ١٢٦ في «المصنف» (ج ١١ ص ١٤٠ ط بيروت) قال :

أخبرنا عبد الرزاق ، قال أخبرنا معمر ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم يرويه


عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوما حسنا وحسينا ، فجعل هذا على هذا الفخذ وهذا على هذا الفخذ ، ثم أقبل على الحسن فقبله ، ثم أقبل على الحسين فقبله ، ثم قال : اللهم اني أحبهما فأحبهما. ثم قال : ان الولد مجبنة مبخلة مجهلة.

ومنهم العلامة أبو عبد الله محمد بن مسعود الأندلسي المعروف بابن الخصال في «مناقب أزواج النبي» (ص ٧١ والنسخة مصورة من مكاتب أروبا) قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : اللهم اني أحبهما فأحب من يحبهما.


قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

(في الحسن والحسين : من أحبني فليحب هذين)

رواه جماعة من أعلام القوم ، وقد تقدم النقل عنهم في (ج ١٠ ص ٦٨٦ الى ص ٦٩١) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة ابن المغازلي في «المناقب» (ص ٣٧١ ط الإسلامية بطهران) قال :

أخبرنا محمد بن احمد بن عثمان ، أخبرنا محمد عن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ اذنا ، حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ، حدثنا يوسف ابن موسى القطان ، حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن عاصم ، عن زر ، عن عبد الله ابن مسعود قال : كان الحسن والحسين على ظهر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو يصلي ، فجعل الناس ينحونهما ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله :


دعوهما فإنهما ممن أحبهما بأبي وأمي هما وأباهما من أحبني فليحبهما.

ومنهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق ابو علم في «أهل البيت» (ص ٤٢٨ ط مكتبة السعادة بالقاهرة)

روى عن عبد الله بن مسعود قال : كان رسول الله «ص» إذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره فأرادوا أن يمنعوهما ، فلما قضى الصلاة ضمهما اليه وقال : من أحبني فليحب هذين.

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

(من أحب الحسن والحسين أحببته ومن أحببته أحبه الله)

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الطبرانيّ في «المعجم الكبير» (ج ٦ ص ٢٩٦ ط الوطن العربي في بغداد) قال :

حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي والحسين بن إسحاق التستري ، قالا ثنا يحيى الحماني ، ثنا قيس بن الربيع ، عن محمد بن رستم ، عن سلمان رضي الله حازم ، عن عنه قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من أحب الحسن والحسين أحببته ومن أحببته أحبه الله ، ومن أبغضهما أبغضته ومن أبغضته أبغضه الله.


قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

(الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة)

وفيه أحاديث تقدم نقلها في (ج ١٠ ص ٥٤٤ الى ص ٥٩٥) عن جماعة من أعلام القوم في كتبهم ونخص بالذكر هاهنا من تلك الأحاديث ما ورد في كتب أخرى للقوم لم ننقل عنها هناك :

منها

حديث حذيفة بن اليمان

رواه جماعة من أعلام القوم :

فمنهم الحافظ ابن عساكر في «ترجمة السبط الأكبر من تاريخ دمشق» (ص ٧١ و ٧٣ و ٧٤ ط بيروت)

روى بأربعة أسانيد عن حذيفة قال : قال رسول الله «ص» : الحسن والحسين


سيدا شباب أهل الجنة.

وفي (ترجمة الامام سيد الشهداء ص ٥٠ و ٥١ ط بيروت):

روى الحديث عن حذيفة بسندين.

ومنهم العلامة علاء الدين على المتقى الهندي في «كنز العمال» (ج ١٦ ص ٢٧٣ ط حيدرآباد الدكن)

روى من طريق الطبراني وابن عساكر عن حذيفة بن اليمان قال : رأينا في وجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم السرور يوما من الأيام ، فقلنا : يا رسول الله لقد رأينا في وجهك تباشير السرور. قال : وكيف لا أسر وقد أتاني جبريل فبشرني أن حسنا وحسينا سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما أفضل منهما.

وروى من طريق الطبراني عن حذيفة أيضا قال : بت عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فرأيت عنده شخصا ، فقال لي : يا حذيفة هل رأيت. قلت : نعم يا رسول الله. قال : هذا ملك لم يهبط الي منذ بعثت ، أتاني الليلة فبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

وروى عنه أيضا قال : أتيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فصليت معه المغرب ثم قام يصلي حتى صلى العشاء ، ثم خرج فقال : ملك عرض لي استأذن ربه أن يسلم علي وبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

ومنهم العلامة الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج ٣ ص ٢٥٥ ط بيروت)

روى إسرائيل ، عن ابن أبي السفر ، عن الشعبي ، عن حذيفة ، قال النبي


صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا حذيفة جاءني جبريل فبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

وروي نحوه عن قيس بن أبي حازم ، وزر ، عن حذيفة.

ومنهم العلامة المناوى في «الجامع الأزهر» (على ما في جامع الأحاديث ج ٨ ص ٢٢٨ ط بيروت)

روى الحديث عن حذيفة بعين ما تقدم أولا عن «كنز العمال» من قوله : أتاني جبرئيل ـ إلخ.

ومنهم الحافظ جلال الدين السيوطي في «الإكمال من الجامع الكبير» (على ما في جامع الأحاديث ج ٣ ص ٧٢٣ ط دمشق)

روى الحديث من طريق أحمد عن حذيفة بعين ما تقدم عن «سير أعلام النبلاء».

ومنهم العلامة المناوى في «الجامع الأزهر» (على ما في جامع الأحاديث ج ٨ ص ٢٢٨ ط دمشق)

روى الحديث من طريق الطبراني في الكبير عن حذيفة بعين ما تقدم أولا عن «كنز العمال» من قوله : وقد أتاني جبرئيل ـ إلخ.

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن شاكر الشافعي في «عيون التواريخ» (نسخة موجودة في اسلامبول)

روى الحديث عن حذيفة بعين ما تقدم عن «سير أعلام النبلاء».


ومنها

حديث ابى سعيد

فممن لم ننقل عنه سابقا علامة التاريخ الشيخ ابن يوسف يعقوب ابن سفيان البسوى في «المعرفة والتاريخ» (ص ٦٤٤ ط جامعة بغداد في مطبعة الإرشاد) قال :

حدثنا أبو نعيم ، قال ثنا ابن أبي نعم البجلي ـ وهو الحكم بن عبد الرحمن ابن أبي نعم ، وعبد الرحمن يكنى أبا الحكم ـ قال : حدثني أبي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة الا ابني الخالة عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا.

ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «سلوة الأحزان» (ص ١٩١ ط مطبعة المعارف بالاسكندرية).

روى عن أبي سعيد قال : قال رسول الله «ص» : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

ومنهم الحافظ ابن عساكر في «ترجمة السبط الأكبر من تاريخ دمشق» (ص ٨٠ و ٨١ ط بيروت)

روى بثلاثة أسانيد عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله «ص» : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.


وفي «ترجمة الامام سيد الشهداء من تاريخ دمشق» (ص ٥٢ الى ص ٥٦ ط بيروت).

رواه عن أبي سعيد بثلاثة أسانيد أيضا.

ومنهم العلامة الشيخ جمال الدين يوسف بن المقر الاتابكى الحنفي في «موارد اللطافة في ذكر من ولى السلطنة والخلافة» (ص ١٥ نسخة مكتبة السلطان في اسلامبول)

روى الحديث عن أبي سعيد بعين ما تقدم عن «سلوة الأحزان».

ومنهم العلامة الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج ٣ ص ٢٥٠ ط بيروت)

روى الحديث عن أبي سعيد بعين ما تقدم عن «سلوة الأحزان».

ومنهم العلامة على بن سلطان محمد الهروي الحنفي في «الفقه الأكبر» (ص ١٤٥)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «سلوة الأحزان».

ومنهم العلامة الشيخ عبد الحق الدهلوي في «أشعة اللمعات في شرح المشكاة» (ج ٤ ص ٧٠٣ ط نول كشور في لكهنو)

روى الحديث من طريق الترمذي عن أبي سعيد بعين ما تقدم عن «سلوة الأحزان».


ومنهم العلامة السيد محمد أبو الهدى الصيادى في «ضوء الشمس» (ص ٩٧)

روى الحديث من طريق البخاري وأبي يعلى وابن حسان والطبراني والحاكم عن أبي سعيد بعين ما تقدم عن «المعرفة والتاريخ».

ومنهم العلامة المعاصر الشيخ أبو محمد محمود بن محمد ابن أحمد ابن الخطاب الحنبلي السبكى المصري المتوفى سنة ١٣٥٢ من مشايخي في الرواية في «المنهل العذب المورود في شرح سنن أبى داود» (ج ٩ ص ٣٠٩ طبع الاستقامة في القاهرة) قال :

وفي حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قال : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

ومنهم العلامة الأستاذ توفيق ابو علم في «اهل البيت» (ص ٢٧٣) روى الحديث عن أبي سعيد بعين ما تقدم عن «المنهل».

ومنهم العلامة على بن سلطان محمد القاري في «مرقاة المفاتيح في شرح مشكاة المصابيح» (ج ١١ ص ٣٩٠ ط ملتان)

روى الحديث من طريق الترمذي عن أبي سعيد بعين ما تقدم عن «المنهل».

ومنهم العلامة المولوى ولى الله اللكهنوئى في «مرآة المؤمنين في مناقب اهل بيت سيد المرسلين» (ص ٢٠٥)

روى الحديث نقلا عن الخصائص عن أبي سعيد الخدري بعين ما تقدم عن


«المعرفة والتاريخ».

ومنهم العلامة المؤرخ المعاصر الفاضل عطا حسنى بك المصري المتوفى بعد ١٣٢٧ في «حلى الأيام» (ص ٢١٨ ط القاهرة)

روى الحديث من طريق الترمذي والحاكم عن أبي سعيد الخدري بعين ما تقدم عن «سلوة الأحزان».

ومنها

حديث ابن مسعود

رواه جماعة من أعلام القوم :

وممن لم ننقل عنه سابقا الحافظ ابن عساكر في «ترجمة سيد الشهداء ع من تاريخ دمشق» (ص ٤٧ ط بيروت)

روى بسنده عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

ومنهم العلامة الفاضل المعاصر الشيخ محمد حسن ضيف الله المصري في «فيض القدير» (ج ٢ ص ٦٠ ط مصطفى الحلبي بالقاهرة)

روى من طريق ابن عدي عن ابن مسعود قال : قال رسول الله «ص» : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.


ومنها

حديث عمر بن الخطاب

رواه جماعة من أعلام القوم :

وممن لم ننقل عنه سابقا العلامة القاضي أبو بكر بن الطيب الباقلاني في «مناقب الأئمة» (نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق) قال :

حدثني حكم بن حذام قال : روى الأعمش ، عن ابراهيم بن يزيد ، عن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه في حديث طويل لعلي مع شريح قال : فقال لشريح : نشدتك الله أفما سمعت عمر بن الخطاب يقول : سمعت رسول الله «ص» : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

ومنهم العلامة جمال الدين محمد بن سالم بن واصل الحموي الشافعي المتوفى سنة ٦٩٧ في كتابه «تجريد الأغاني» (القسم الثاني الجزء الثاني ص ١٨٦٣ ط القاهرة) قال : ذكر أن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه عرف درعا له مع يهودي فقال : يا يهودي درعي سقطت مني يوم كذا وكذا. فقال اليهودي : ما ادري ما تقول درعي وفي يدي وبيني وبينك قاضى المسلمين. فانطلقا الى شريح ، فلما رآه شريح قام له عن مجلسه ، فقال له علي «ع» : اجلس ، فجلس شريح ثم قال : ان خصمي لو كان مسلما لجلست معه بين يديك ولكني سمعت رسول الله «ص» يقول : لا تساووهم في المجلس ولا تعودوا مرضاهم ولا تشيعوا جنائزهم واضطروهم


الى أضيق الطرق وان سبوكم فاضربوهم وان ضربوكم فاقتلوهم. ثم قال : درعي وفي يدي. فقال شريح : صدقت والله يا أمير المؤمنين انها لدرعك كما قلت ولكن لا بد من شاهد ، فدعا قنبرا فشهد له ودعا ابنه الحسن فشهد له. فقال : أما شهادة مولاك فقد قبلتها وأما شهادة ابنك لك فلا.

وروى الحديث بمثل ما تقدم عن «حلى الأيام» وفي آخره :

فقال علي : سمعت عمر بن الخطاب يقول : سمعت رسول الله «ص» يقول : ان الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. قال شريح : اللهم نعم. قال : أفلا تجيز شهادة أحد سيدي شباب أهل الجنة. ثم سلم الدرع الى اليهودي (١).

__________________

(١) وفي «حلى الأيام في سيرة سيد الأنام وخلفاء الإسلام» (ص ٢١٥ ط القاهرة):

وروي أنه لما توجه علي الى صفين افتقد درعا له ، فلما انتقضت الحرب ورجع الى الكوفة أصاب الدرع في يد يهودي ، فقال لليهودي : الدرع درعي لم أهب ولم أبع. فقال اليهودي : درعي وفي يدي. فقال : نصير الى القاضي. فتقدم علي فجلس الى جنب شريح القاضي وقال : لو لا أن خصمي يهودي لاستويت معه في المجلس ولكني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : اصغروهم من حيث أصغرهم الله. فقال شريح : قل يا أمير المؤمنين. فقال : نعم هذه الدرع التي في يد هذا اليهودي درعي ولم أبع ولم أهب. فقال شريح : ايش تقول يا يهودي. قال : درعي وفي يدي. فقال شريح : ألك بينة يا أمير المؤمنين. قال : نعم قنبر والحسن يشهدان أن الدرع درعي. فقال شريح : شهادة الابن لا تجوز للأب. فقال علي : رجل من أهل الجنة لا تجوز شهادته ، سمعت رسول الله صلى الله


ومنهم الحافظ ابن عساكر في «ترجمة سيد الشهداء ع من تاريخ دمشق» (ص ٤٥ ط بيروت) قال :

أخبرنا ابو القاسم اسماعيل بن احمد ، أخبرنا ابو القاسم اسماعيل بن مصعدة ، أنبأنا حمزة بن يوسف ، أنبأنا ابو احمد بن عدي ، أنبأنا صالح بن احمد بن ابى مقاتل ، أنبأنا احمد بن المقدام ، أنبأنا حكيم بن حزام ، أنبأنا الأعمش ، عن ابراهيم التميمي ، عن شريح ، عن عمر بن الخطاب ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

ومنهم العلامة القاضي محمد بن حمزة اليماني المتوفى سنة ٦٦٦ في «درر الأحاديث النبوية» (ص ٥٢ ط بيروت)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «تاريخ دمشق».

ومنها

حديث مالك بن الحويرث

رواه جماعة من أعلام القوم :

__________________

عليه وسلم يقول : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. فقال اليهودي : أمير المؤمنين قدمني الى قاضيه وقاضيه قضى عليه ، أشهد أن الإسلام على الحق اشهد أن لا اله الا الله واشهد أن محمدا رسول الله وأن الدرع درعك.


منهم الحافظ ابو القاسم حمزة بن يوسف بن ابراهيم بن موسى الجرجاني السهمي المتوفى سنة ٤٢٧ في كتابة «تاريخ جرجان» (ص ٣٥٣ طبع حيدرآباد الدكن)

حدثنا ابو الحسن علي بن محمد القصري ، حدثنا محمد بن ابراهيم بن عبد الله ، حدثنا الحسين بن يحيى بن عيسى ، حدثنا عمران بن أبان ، حدثنا مالك ابن الحسين بن مالك بن الحويرث ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله «ص» : الحسن الحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما.

ومنهم الحافظ ابن عساكر في «ترجمة سيد الشهداء من تاريخ دمشق» (ص ٤٨ و ٤٩ ط بيروت)

روى بثلاثة أسانيد عن مالك بن الحويرث قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

ومنها

حديث ابن عمر

رواه جماعة من أعلام القوم :

وممن لم ننقل عنه سابقا العلامة الشيخ محمد حسن ضيف الله في «فيض القدير لترتيب وشرح الجامع الصغير» (ج ٢ ص ٦٠ ط مصطفى الحلبي وأولاده بالقاهرة)

روى من طريق ابن ماجة عن ابن عمر قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما.


ومنهم العلامة جلال الدين السيوطي في «زوائد الجامع الصغير» (كما في جامع الأحاديث ج ١ ص ٣٩ ط مكتبة الهاشمي بدمشق)

روى الحديث من طريق ابن عساكر عن ابن عمر بعين ما تقدم عن «فيض القدير».

ومنهم العلامة القاضي نعمان التميمي المتوفى سنة ٣٦٣ في «المناقب والمثالب» (ص ٢٤٠ من النسخة المصورة من المكتبة الملية في لندن)

روى الحديث عن ابن عمر بعين ما تقدم عن «فيض القدير».

ومنهم الحافظ ابن عساكر في «ترجمة السبط الأكبر من تاريخ دمشق» (ص ٧٨ ط بيروت)

روى بسنده عن ابن عمر قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ابني هذان سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما.

ورواه في «ترجمة سيد الشهداء» (ص ٤٦) عن ابن عمر بسندين.

ومنها

حديث جابر

رواه جماعة من أعلام القوم :


منهم العلامة المناوى في «الجامع الأزهر» (على ما في جامع الأحاديث ج ٨ ص ٥٩٤ ط دمشق)

روى من طريق الطبراني في الكبير عن جابر قال : قال رسول الله «ص» : حسن وحسين سيدا شباب أهل الجنة.

ومنها

حديث جهم

رواه جماعة من أعلام القوم :

وممن لم ننقل عنه سابقا الحافظ ابن عساكر في «ترجمة السبط الأكبر من تاريخ دمشق» (ص ٨٢ ط بيروت)

روى بسنده عن جهم يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : ان حسنا وحسينا سيدا شباب أهل الجنة. في حديث طويل.

ومنهم الحافظ جلال الدين السيوطي في «الجامع الكبير» (على ما في جامع الأحاديث ج ٢ ص ٦٣٦ ط دمشق)

روى من طريق ابن عساكر عن علي بن أبي عرزة في مسنده وابن مندة وابن قانع وأبي نعيم وابن عساكر عن جهم قال : قال النبي «ص» : ان الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.


ومنهم العلامة المولى علاء الدين على المتقى الهندي في «كنز العمال» (ج ١٦ ص ٢٧٣ ط حيدرآباد الدكن)

روى من طريق ابن مندة وأبي نعيم وابن عساكر عن ذي الكلاع عن جهم سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : ان حسنا وحسينا سيدا شباب أهل الجنة.

ومنهم العلامة محمد بن عبد الله الإسكافي في «المعيار والموازنة» (ص ١٥١) قال :

وانصرف الزبرقان وهو يقول : اني أخاف الله في ابن فاطمة ، وان ذا الكلاع حدثني أنه سمع جهما يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : ان حسنا وحسينا سيدا شباب أهل الجنة.

ومنها

حديث أنس

رواه جماعة من أعلام القوم :

وممن لم ننقل عنه سابقا الحافظ جلال الدين السيوطي في «الجامع الكبير» (على ما في جامع الأحاديث ج ٧ ص ٥٥ ط دمشق)

روى من طريق الديلمي عن أنس قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم :


هبط ملكان لم يهبطا منذ كانت الأرض فبشر اني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. فقلت : أبوهما خير منهما.

ومنهم العلامة المولى على المتقى الهندي في «كنز العمال» (ج ١٦ ص ٢٦٩ ط حيدرآباد الدكن)

روى من طريق أبي نعيم عن ثابت البناني عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

ومنهم العلامة ابو عبد الله محمد فتحا بن عبد الواحد في «الدرة الخريدة» (ص ٣٩ ط بيروت)

روى عن النبي «ص» قال : أتاني ملك فسلم علي نزل من السماء فلم ينزل قبلها فبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

ومنها

حديث على عليه‌السلام

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ علاء الدين على المتقى الحنفي الهندي المتوفى سنة ٩٧٥ في كتابه «كنز العمال» (ج ١٦ ص ٢٦٩ طبع حيدرآباد الدكن)

روى من طريق ابن شاهين عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه


وسلم لفاطمة : أما ترضين أن ابنيك سيدا شباب أهل الجنة الا ابني الخالة يحيى وعيسى.

ومنهم العلامة ابن حجر العسقلاني في «المطالب العالية» (ج ٤ ص ٧١ ط الكويت) قال :

علي رفعه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

ومنهم الحافظ ابن عساكر في «ترجمة السبط الأكبر من تاريخ دمشق» (ص ٧٦ و ٧٧ ط بيروت)

روى بسندين عن علي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

ورواه عن علي عنه «ص» في «ترجمة سيد الشهداء ع» (ص ٤٢) بثلاثة أسانيد.

ومنهم الحافظ جلال الدين السيوطي في «الجامع الكبير» (على ما في جامع الأحاديث ج ٧ ص ٩٩ ط دمشق)

روى من طريق الطبراني وأبي نعيم في فضائل الصحابة عن علي قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لفاطمة : والله ما من نبي الا وولد الأنبياء غيري ، وان ابنيك سيدا شباب أهل الجنة الا ابني الخالة يحيى وعيسى.


ومنها

حديث أبى هريرة

وممن لم ننقل عنه سابقا العلامة احمد بن جابر البلاذري في «انساب الاشراف» (ص ٦٥ ط دار التعارف في بيروت) قال :

وقال أبو سعيد الخدري وأبو هريرة لمروان : أتمنع الحسن من أن يدفن مع جده رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟] وقد قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

ومنهم شهاب الدين أحمد المعروف بابن عبد ربه الأندلسي المالكي في «العقد الفريد» (ج ٢ ص ١٧٧ ط الشرقية بمصر) قال :

فلما حضرت الوفاة الحسن بن علي أوصى بأن يدفن مع جسده في ذلك الموضع ، فلما أراد بنو هاشم أن يحفروا له منعهم مروان وهو والي المدينة في أيام معاوية فقال ابو هريرة : علام تمنعه أن يدفن مع جده فأشهد لقد سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

ومنها

حديث أبى رمثة


وممن لم ننقل عنه سابقا العلامة السيوطي في «الجامع الكبير» (كما في جامع الأحاديث ج ٣ ص ٧٦٤ ط بيروت)

روى من طريق ابن عساكر عن أبي رمثة قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : حسين مني وأنا منه هو سبط من الأسباط ، أحب الله من أحب حسينا ، ان الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

ومنها

ما روى عن جماعة

(وما روى مرسلا)

وممن لم نذكره سابقا العلامة السيد ابو عبد الله السيد محمد بن أبى الفيض في «نظم المتناثر في الحديث المتواتر» (ص ١٢٥ ط دار المعارف حلب) قال :

حديث الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، أورده في «الأزهار» من حديث أبي سعيد وحذيفة بن اليمان وعمر بن الخطاب وعلي وجابر بن عبد الله والحسين بن علي وأسامة بن زيد والبراء بن عازب وقرة بن أياس ومالك بن الحويرث وأبي هريرة وابن عمر وابن مسعود وأنس وبريدة وابن عباس ستة عشر نفسا. ثم قال : ورد أيضا من حديث الحسن بن علي ونقل أيضا في فيض القدير وفي التيسير عن السيوطي أنه متواتر.


ومنهم العلامة القاضي نعمان بن أبى عبد الله التميمي المالكي ثم الإسماعيلي المتوفى سنة ٣٦٣ في «المناقب والمثالب» (نسخة المكتبة الملية في لندن).

ذكر قول رسول الله «ص» : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

ومنهم العلامة الشيخ زين الدين عمر بن مظفر الشهير بابن الوردي في «تاريخ ابن الوردي» (ج ١ ص ٢٢٤ ط المطبعة الحيدرية في الغرى) قال : روى عن النبي «ص» قال : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

ومنهم العلامة العكبري ابن بطة الحنبلي في «الشرح والابانة على اصول السنة والديانة» (ص ٦٢ ط باريس) قال :

ويشهد لكل من شهد له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالجنة وأن حمزة سيد الشهداء وجعفر الطيار في الجنة والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة

ومنهم العلامة محمد إكرام الدين في «سعادة الكونين» (ص ٧ ط دهلي)

روى الحديث من طريق احمد والترمذي والحاكم عن أبي سعيد ومن طريق الطبراني عن عمر وعلي وجابر وأبي هريرة وأسامة بن زيد وبراء وابن عدي عن ابن مسعود وابن عساكر عن عائشة وابن عباس ومن طريق ابن الأخضر عن أبي بكر.


ومنهم العلامة الذهبي في «سير اعلام النبلاء» (ج ٣ ص ٢٨٢ ط بيروت) قال:

وعن الحارث عن علي مرفوعا : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

ويروى عن شريح ، عن علي. وفي الباب عن ابن عمر ، وابن عباس ، وعمر ، وابن مسعود ، ومالك بن الحويرث ، وأبي سعيد ، وحذيفة ، وأنس ، وجابر من وجوه يقوي بعضها بعضا.


تزين الجنة بالحسن والحسين عليهما‌السلام

رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١٠ ص ٦٢٨ الى ص ٦٣٤) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة الشيخ محمد المكي الطربزونى الحنفي الشهير بالمدني في «الاتحافات السنية في الأحاديث القدسية» (ص ١٤١ ط حيدرآباد) قال :

لما استقر أهل الجنة في الجنة قالت الجنة : يا رب أليس وعدتني أن تزينني بركنين من أركانك. قال : ألم أزينك بالحسن والحسين ، فماست الجنة ميسا كما تميس العروس. أخرجه الطبراني والخطيب وابن عساكر عن ابن لهيعة عن أبي عشانة عن عقبة بن عامر.

ومنهم العلامة الشيخ محمد على الانسى اللبناني في «الدرر واللئال» (ص ٢٠٦ ط الاتحاد في بيروت) قال :

روى من طريق الطبراني في «الأوسط» عن أنس بن مالك قال : قال رسول


الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : فخرت الجنة على النار ، فقالت : انا خير منك. فقالت النار : بل أنا خير منك. فقالت لها الجنة «استفهاما» : ومعه؟ قالت : لان في الجبابرة ونمرود وفرعون ، فأسكتت فأوحى الله إليها : لا تخضعين لأزينن ركنيك بالحسن والحسين ، فماست كما تميس العروس في خدرها(طس).

ومنهم العلامة المناوى في «الجامع الأزهر» (كما في جامع الأحاديث ج ٩ ص ٦١٠ ط دمشق)

روى الحديث من طريق الطبراني عن ابن لهيعة عن ابن عسامة عن عقبة ابن عامر بعين ما تقدم عن «الاتحافات السنية».


مما أوحى الله الى عيسى عليه‌السلام

(ان الحسن والحسين يستشهدان)

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ غياث الدين محمد بن ابى الفضل جمال العاقولي في كتاب «الرصف» (ص ٣٣ ط الكويت)

روى من طريق الترمذي في «النعت» والبيهقي عن مقاتل بن حبان ، عن عبد الله بن الحسن ، عن أبيه ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : أوحى الله الى عيسى «ع» : يا عيسى جد في أمري ولا تهزل واسمع وأطع ، يا ابن طاهر البكر البتول انك من غير فحل وأنا خلقتك آية للعالم فاياي فاعبد وعلي فتوكل ، فسر لأهل السودان بالسريانية بلغ من بين يديك أني أنا الله الحي القائم الذي لا أزول ، صدقوا النبي الامي صاحب الجمل والعمامة وهي التاج والنعلين والهراوة وهي القضيب الجعد الرأس الصلت الجبين المقرون


الحاجبين الأنجل العينين الأدعج الأسمر اللون أقنى الأنف الكث الحية كأن عنقه إبريق فضة كان يجري في تراقيه له شعرات من لمته الى سرته تجري كالقضيب ليس على صدره ولا بطنه شعر غيره ، شئن الكفين والصدر ، إذا مشى كأنما يتقلع من الصخر ، منحدر في صبب ذا النيبل القليل ، انما نسله من مباركة خديجة ، لها في الجنة بيت من قصب لا سخب فيه ولا نصب ، تكفله في آخر الزمان كما كفل زكريا أمك له منها ابنته فاطمة ، له منها فرخان يستشهدان حسن وحسين ، كلامه القرآن ودينه الإسلام ، طوبى لمن أدرك أيامه وسمع كلامه ، الحديث.


يفتخر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم القيامة بهما

رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١٠ ص ٦٤٣) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة توفيق ابو علم في «اهل البيت» (ص ٤٣٠)

روى قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أحشر أنا والأنبياء في صعيد واحد ، فينادي معاشر الأنبياء تفاخروا بالأولاد ، فأفتخر بولدي الحسن والحسين.

يبعث الحسن والحسين

(على ناقة رسول الله العضباء)

رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١٠ ص ٦٣٢ الى ٦٣٤) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :


منهم الحافظ ابى القاسم سليمان بن أحمد الطبراني في «المعجم الصغير» (ج ٢ ص ١٢٦) قال :

حدثنا هاشم بن يونس القصار المصري ، حدثنا ابو صالح عبد الله بن صالح ، حدثنا يحيى بن أيوب ، عن ابن جريح ، عن محمد بن كعب القرظي ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يحشر الأنبياء يوم القيامة على الدواب ليوافوا من قبورهم المحشر ، ويبعث صالح عليه‌السلام على ناقته ، ويبعث ابناي الحسن والحسين على ناقتي العضباء ، وأبعث على البراق خطوها عند أقصى طرفها ، ويبعث بلال على ناقة من نوق الجنة فينادي بالأذان محضا وبالشهادة حقا حقا ، حتى إذا قال «أشهد أن محمدا رسول الله» شهد له المؤمنين من الأولين والآخرين ، فقبلت ممن قبلت وردت على من ردت.

من سره أن ينظر الى رجل من أهل الجنة

(فلينظر الى الحسن والحسين)

رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١١ ص ٥٢ وص ٢٨٩ الى ص ٢٩١) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة الشيخ احمد بن الفضل باكثير الحضرمي في «وسيلة المآل في عد مناقب الال» (ص ١٦٢ النسخة مصورة من النسخة المخطوطة التي في المكتبة الظاهرية بدمشق الشام)

روى من طريق أبي حاتم وعن جابر بن عبد الله رضي‌الله‌عنهما قال : من سره أن ينظر الى رجل من أهل الجنة فلينظر الى الحسن والحسين رضي‌الله‌عنهما ، فاني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول ذلك.


الحسن والحسين سبطا هذه الامة

رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم (في ج ١٠ ص ٦٣٥ الى ص ٦٤٢) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

روى من طريق الطبراني عن يعلى بن مرة في حديث قال رسول الله «ص» : الحسن والحسين سبطان من الأسباط.

وفي (ج ٢ ص ٣١٤):

روى من طريق ابن عساكر قال رسول الله «ص» : لكل شيء رأس ورأس الايمان الورع ، ولكل شيء فرع وفرع الايمان الصبر ، ولكل شيء سنام وسنام هذه الامة عمي العباس ، ولكل شيء سبط وسبط هذه الامة الحسن والحسين ، ولكل شيء جناح وجناح هذه الامة علي بن أبي طالب.

ومنهم العلامة الشيخ على بن أحمد العزيزي في «السراج المنير» (ج ١ ص ٢٢٧ ط الحلبي بالقاهرة)

قال رسول الله «ص» : الحسن والحسين سبطان من الأسباط.


ومنهم العلامة الشيخ محمد بن علان الصديقى في «الفتوحات الربانية» (ج ٣ ص ٣٢٥ ط المكتبة الإسلامية في بيروت)

روى الحديث من طريق البخاري في «الأدب المفرد» والترمذي وابن ماجة والحاكم عن يعلى بن مرة بعين ما تقدم عن «كنز العمال».


قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

(الحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا)

رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١٠ ص ٩٥ الى ص ٦٢٥) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة المولى على المتقى الهندي في «كنز العمال» (ج ١٦ ص ٢٧٧ ط حيدرآباد الدكن)

روى من طريق أبي نعيم عن سعد بن مالك قال : دخلت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم والحسن والحسين يلعبان على ظهره ، فقلت : يا رسول الله أتحبهما؟ فقال : ومالي لا أحبهما وانهما ريحانتاي من الدنيا.

وفي (ج ١٦ ص ٢٧٤ الطبع المذكور):

روى من طريق ابن عساكر عن أبي بكرة قال : كان الحسن والحسين يثبان على ظهر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيمسكهما بيده حتى يرفع صلبه ويقومان


على الأرض ، فلما فرغ أجلسهما في حجره ثم قال : ان ابني هذين ريحانتاي من الدنيا.

ومنهم العلامة الشيخ ولى الله اللكهنوئى في «مرآة المؤمنين» (ص ٢٠٥ و ٢٢٦)

روى عن أبي أيوب الانصاري «رض» قال : دخلت على رسول الله «ص» والحسن والحسين يلعبان بين يديه فقلت : أتحبهما يا رسول الله؟ قال : وكيف لا أحبهما وهما ريحانتاي من الدنيا أشمهما.

وروى عن بعض أصحاب رسول الله «ص» قال : بعثني انس بن مالك فدخلت ـ او ربما دخلت على رسول الله «ص» والحسن والحسين ينقلبان على بطنه وهو يقول : هما ريحانتي من هذه الامة.

ومنهم العلامة جلال الدين السيوطي في «زوائد الجامع الصغير» (على ما في جامع الأحاديث ج ٢ ص ٢٣٨ وج ٧ ص ٧٨ ط دمشق)

روى عن ابن عمر وانس قال النبي «ص» : ان الحسن والحسين هما ريحانتاي من الدنيا.

ومنهم العلامة الشيخ عبد الحق في «أشعة اللمعات في شرح المشكاة» (ج ٤ ص ٧٠٣ ط نول كشور في لكهنو)

روى من طريق الترمذي عن ابن عمر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : ان الحسن والحسين هما ريحانتي من الدنيا.


ومنهم العلامة السيد محمد ابو الهدى الصيادى الرفاعي في «ضوء الشمس» (ص ٩٧) قال :

واخرج الترمذي عن ابن عمر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : ان الحسن والحسين هما ريحانتاي في الدنيا.

ومنهم العلامة الشيخ عبد الرحمن أبو الفرج في «التبصرة» (ص ٤٥٣) روى الحديث عن ابن عمر بعين ما تقدم عن «ضوء الشمس».

ومنهم العلامة على بن سلطان محمد القاري في كتابه «مرقاة المفاتيح في شرح مشكاة المصابيح» (ج ١١ ص ٣٩ ط ملتان)

قال : وعن ابن عمر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : ان الحسن والحسين هما ريحاني.

ومنهم العلامة الشيخ ولى الله اللكهنوئى في «مرآة المؤمنين» (ص ٢٢٤)

روى الحديث عن ابن عمر بعين ما تقدم عن «ضوء الشمس».

ومنهم العلامة ابو البركات نعمان أفندى في «غالية المواعظ» (ج ٣ ص ٨٩) قال :

وقال ناصر السنة ابن الجوزي عليه الرحمة في كتابه «التبصرة» عن ابن


أبي نعيم قال : جاء رجل الى ابن عمر رضي الله تعالى عنهما وأنا جالس ، فسأله عن دم البعوض فقال له : ممن أنت؟ فقال : من أهل العراق. قال : انظروا الى هذا يسأل عن دم البعوض وقد قتلوا ابن رسول الله صلى الله تعالى وعليه وسلم وقد سمعت رسول الله يقول : هما ريحانتاي من الدنيا ـ يعني الحسن والحسين وفي حديث آخر صححه الترمذي : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

وفي حديث آخر : هذان ابناي من أحبهما فقد أحبني.

ومنهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في «اهل البيت» (ص ٤٣ ط السعادة بالقاهرة)

روى الحديث بمعنى ما تقدم عن «غالية المواعظ».

ومنهم العلامة الفاضل المعاصر الشيخ محمد على الانسى اللبناني في «الدرر والال» (ص ٢٠٥ ط بيروت)

روى من طريق البغوي في «المصابيح» قال رسول الله «ص» : ان الحسن والحسين هما ريحاني من الدنيا.

ومنهم العلامة المولوى محمد أمين الهندي الحنفي في «وسيلة النجاة» (ص ٢٦٢ ط گلشن فيض في لكهنو)

روى الحديث من طريق البخاري والترمذي عن ابن عمر بعين ما تقدم عن «الدرر والال».


ومنهم الحافظ ابن شيرويه الديلمي في «الفردوس» (ص ٣١٠ ط مكتبة الناصرية في لكهنو)

روى الحديث عن عبد الله بن عمر بعين ما تقدم عن «ضوء الشمس».

ومنهم العلامة الثعالبي في كتابه «ثمار القلوب» (ج ١ ص ٦٩٦ ط دار النهضة في مصر) قال :

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم للحسن والحسين : انكم لتنجبون ، وانكم لتنجلون ، وانكم من ريحان الجنة.

ومنهم العلامة الذهبي في «سير اعلام النبلاء» (ج ٣ ص ٢٨٢ ط بيروت) روى من طريق الطبراني في المعجم عن أبي أيوب الانصاري ، قال : دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والحسن والحسين يلعبان على صدره ، فقلت : يا رسول الله أتحبهما؟ قال : كيف لا أحبهما وهما ريحانتاي من الدنيا.

ومنهم العلامة الشيخ عبد الله بن محمد الهجري في «شرح الخمسمائة» (ص ١١٢ مصورة من المكتبة الاحمدية الواقعة في حلب)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «ثمار القلوب» ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن الفضل باكثير الحضرمي في «وسيلة المآل» (ص ١٦١)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «ثمار القلوب».


ومنهم العلامة الأستاذ توفيق أبو علم في «أهل البيت» (ص ١٣١) قال : يتذكر الحسن جده رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد وضعه على منكبه الأيمن ووضع أخاه الحسين على منكبه الأيسر ، فاستقبله أبو بكر فقال لهما : نعم المركب ركبتما يا غلام. فقال رسول الله «ص» : ونعم الراكبان هما ، ان هذين الغلامين ريحانتاي من الدنيا.


قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

(اما الحسن فله هيبتي وسؤددى وأما الحسين فله جرأتى وجودي)

رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١٠ ص ٧٠٨ الى ص ٧١٣) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة المولى على المتقى الهندي في «كنز العمال» (ج ١٦ ص ٢٧٧ ط حيدرآباد الدكن)

روى من طريق ابن مندة والطبراني وأبي نعيم وابن عساكر عن زينب بنت أبي رافع عن فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنها أتت أباها بالحسن والحسين في شكواه التي مات فيها ، فقالت : تورثهما يا رسول الله شيئا. فقال : أما الحسن فله هيبتي وسؤددي ، وأما الحسين فله جرأتي وجودي.


ومنهم العلامة السيد محمد ابو الهدى الصيادى الرفاعي في «ضوء الشمس» (ص ٩٧)

روى الحديث من طريق الطبراني عن فاطمة «ع» بعين ما تقدم عن «كنز العمال».

ومنهم العلامة الشيخ محمد مبين الهندي في «وسيلة النجاة» (ص ٢٣٨ ط لكهنو)

روى الحديث من طريق الطبراني عن فاطمة بعين ما تقدم عن «كنز العمال».

ومنهم العلامة السبكى في «شرح سنن أبى داود» (ج ٩ ص ٣٠٩ ط الاستقامة بمصر)

روى الحديث عن زينب بنت أبي رافع بعين ما تقدم عن «كنز العمال».

ومنهم العلامة جلال الدين السيوطي في «زوائد الجامع الصغير» (كما في جامع الأحاديث ج ٢ ص ١٢٧ ط دمشق)

روى من طريق الطبراني عن فاطمة الزهراء قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أما حسن فله هيبتي وسؤددي ، وأما حسين فله جرأتي وجودي.

ومنهم العلامة الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في «اهل البيت» (ص ١٣١ ط السعادة بالقاهرة) قال :

وفي دلائل الامامة بسنده ، عن فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم


أنها أتت رسول الله بالحسن والحسين في مرضه الذي توفي فيه ، فقالت : يا رسول الله ان هذين لم تورثهما شيئا. فقال : أما الحسن فله هيبتي وسؤددى ، وأما الحسين فله جرأتي وجودي.

ومنهم العلامة محمد إكرام الدين في «سعادة الكونين» (ص ٨ ط دهلي)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «كنز العمال».

وقد روي هذا الحديث بأنحاء أخرى :

أحدها

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم (في ج ١٠ ص ٧١٢ الى ص ٧١٣) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة البلاذري في «أنساب الاشراف» (ص ٢٦ ط دار التعارف) قال :

روى المدائني ، عن الهذلي ، عن الحسن ، أن فاطمة أتت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالحسن والحسين عليهما‌السلام فقالت : أنحلهما. فقال : قد نحلت الحسن الحلم والحياء ، وقد نحلت الحسين الجود والمهابة. وأجلس حسنا على فخذه اليمنى وحسينا على اليسرى.


وثانيها

ما رواه المولى على المتقى الهندي في «كنز العمال» (ج ١٦ ص ٢٧٧ ط حيدرآباد الدكن)

روى عن جابر بن سمرة ، عن أم أيمن قالت : جاءت فاطمة بالحسن والحسين الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالت : يا نبي الله أنحلهما. فقال : نحلت هذا الكبير المهابة والحلم ، ونحلت هذا الصغير المحبة والرضى.

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن مظفر المكي في «الغرر والدرر في نجباء الأولاد» (ص ١٢٨ والنسخة مصورة من مكتبة مادريد عاصمة اسبانيا)

روى عن أم أيمن قالت : جاءت فاطمة بالحسن والحسين رضي‌الله‌عنهما الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالت : يا رسول الله أنحلهما. قال : نحلت هذا الكبير المهابة والحلم ، وهذا الصغير المحبة والرضى.

ومنهم العلامة توفيق أبو علم في «أهل البيت» (ص ٤٣١ ط السعادة) روى الحديث عن أم أيمن بعين ما تقدم عن «الغرر والدرر».

وثالثها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :


منهم العلامة جلال الدين السيوطي في «الجامع الكبير» (كما في جامع الأحاديث ج ٢ ص ١٥٦ ط دمشق)

روى من طريق ابن عساكر ، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن جده أن فاطمة رضي‌الله‌عنها أتت بابنيها فقالت : يا رسول الله انحلهما قال : نعم ، أما الحسن فقد نحلته حلمي وهيبتي ، وأما الحسين فقد نحلته نجدتي وجودي.

ومنهم العلامة القاضي نعمان بن ابى عبد الله التميمي في «المناقب والمثالب»

روى الحديث بعين ما تقدم عن «الجامع الكبير».


في كرمهما عليهما‌السلام

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة ابراهيم بن محمد البيهقي المتوفى بعد سنة ٣٠٠ بقليل في «المحاسن والمساوئ» (ص ٥٦ ط بيروت) قال :

ذكروا أن رجلين أحدهما من بنى هاشم والآخر من بني أمية قال هذا : قومي أسمح. وقال هذا : قومي أسمح. قال : فسل أنت عشرة من قومك وأنا أسأل عشرة من قومي. فانطلق صاحب بني أمية فسأل عشرة فأعطاه كل واحد منهم عشرة آلاف درهم ، وانطلق صاحب بني هاشم الى الحسن بن علي رضي‌الله‌عنه فأمر له بمائة وخمسين ألف درهم. ثم أتى الحسين عليه‌السلام فقال : هل بدأت بأحد قبلي؟ قال : بدأت بالحسن. قال : ما كنت أستطيع أن أزيد على سيدي شيئا فأعطاه مائة وخمسين ألفا من الدراهم ، فجاء صاحب بني أمية فحمل مائة ألف درهم من عشرة أنفس ، وجاء صاحب بني هاشم فحمل ثلاث مائة


ألف درهم من نفسين ، فغضب صاحب بني أمية فردها عليهم فقبلوها وجاء صاحب بني هاشم فردها عليهما فأبيا أن يقبلاها وقالا : ما كنا نبالي أخذتها أم ألقيتها في الطريق.

ومنهم العلامة البلاذري في «أنساب الاشراف» (ص ٢٥ ط دار التعارف في بيروت)

روى عن المدائني عن أبي زكريا العجلاني قال : قال مخرمة بن نوفل : بنو هاشم أكمل سخاء من بني أمية. وقال جبير بن مطعم : بنو أمية أسخى. فقال له مخرمة : امتحن ذلك ونمتحنه. فأتى جبير سعيد بن العاصي [كذا] وابن عامر ومروان فسألهم ، فأعطاه كل امرئ منهم عشرة آلاف ، واتى مخرمة الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر فأعطاه كل واحد منهم مائة ألف درهم ، فردها وقال : انما أردت امتحانكم.


الأحاديث التي رواها ابن عساكر

في فضائل الحسنين عليهما‌السلام

في «ترجمة سيد الشهداء الحسين بن على عليه‌السلام من تاريخ دمشق» (المطبوع في بيروت ص ١٨ ، الى ص ١٢٠) نقلناها بحذف الأسانيد :

«الحديث الاول»

رواه في (ص ١٨):

بسندين عن أبي إسحاق ، عن هانئ بن هاني ، عن علي قال : لما ولد الحسن سميته حربا ، فجاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : أروني ابني ما سميتموه؟ قال : قلت : حربا. قال : بل هو حسن. فلما ولد حسين سماه حربا ، فجاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : أروني ابني ما سميتموه؟ قال : قلت : حربا. قال : بل هو حسين. فلما ولد الثالث سميته حربا ، فجاء النبي صلى الله


عليه وسلم فقال : أروني ابني ما سميتموه؟ قلت : حربا. قال : بل هو محسن. ثم قال : سميتهم بأسماء ولد هارون شبر وشبير ومشبر.

«الحديث الثاني»

رواه في (ص ١٩):

بسندين عن سلمان قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : سمى هارون ابنيه شبرا وشبيرا واني سميت ابني الحسن والحسين بما سمى به هارون ابنيه شبرا وشبيرا.

«الحديث الثالث»

رواه في (ص ٢٨):

بأربعة أسانيد عن أبي إسحاق ، عن هانئ بن هانئ قال : قال علي : الحسن أشبه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما بين الصدر الى الرأس ، والحسين أشبهه ما أسفل من ذلك.

«الحديث الرابع»

رواه في (ص ٢٩):

عن أبي إسحاق ، عن هبيرة ، عن علي قال : من سره أن ينظر الى أشبه


الناس برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما بين عنقه وثغره فلينظر الى الحسن ، ومن سره أن ينظر الى أشبه الناس برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما بين عنقه الى كفه خلقا ولونا فلينظر الى الحسين بن علي.

«الحديث الخامس»

رواه في (ص ٣٢):

بأربعة أسانيد عن أنس بن مالك ، قال : كنت عند ابن زياد إذ جيء برأس الحسين ، فجعل يقول بقضيب في أنفه ويقول : ما رأيت مثل هذا ، قال : قلت أما انه كان من أشبههم برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

«الحديث السادس»

رواه في (ص ٣٤):

بسندين عن زينب بنت أبي رافع ، قالت : أتت فاطمة بنت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بابنيها الى رسول الله في شكواه الذي توفي فيه ، فقالت : يا رسول الله هذان ابناك تورثهما شيئا؟ قال: أما حسن فان له هيبتي وسؤددي ، وأما حسين فان له جرأتي وجودي.

«الحديث السابع»

رواه في (ص ٣٥):


بسنده عن أبي رافع : أن فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أتت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالحسن والحسين ، فقالت : ابناك وابناي انحلهما. قال : نعم أما الحسن فقد نحته حلمي وهيبتي ، وأما الحسين فقد نحلته نجدتي وجودي. قالت : رضيت يا رسول الله.

«الحديث الثامن»

رواه في (ص ٣٩):

بثلاثة أسانيد عن ابن أبي نعم قال : كنت عند ابن عمر فسأله رجل عن دم البعوض؟ فقال : ممن أنت؟ قال : من أهل العراق. قال : أنظروا الى هذا يسألني عن دم البعوض ، وقد قتلوا ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد سمعت رسول الله يقول : هما ريحانتاي من الدنيا.

«الحديث التاسع»

رواه في (ص ٤٠):

بسنده عن أبي أيوب الانصاري قال : دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم والحسن والحسين يلعبان بين يديه في حجره ، فقلت : يا رسول الله أتحبهما؟ قال : وكيف لا أحبهما وهما ريحانتاي من الدنيا أشمهما.


«الحديث العاشر»

رواه في (ص ٤٢):

بثلاثة أسانيد عن علي قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

«الحديث الحادي عشر»

رواه في (ص ٤٥):

بسنده عن ابن العباس ، أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، من أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني.

«الحديث الثاني عشر»

رواه في (ص ٤٥):

بسنده عن عمر بن الخطاب ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

«الحديث الثالث عشر»

رواه في (ص ٤٦):


بسندين عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما.

«الحديث الرابع عشر»

رواه في (ص ١١٨):

بسنده عن عبد الله بن أبي لبيد : عن البراء بن عازب قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم للحسن أو الحسين : هذا مني وأنا منه وهو محرم عليه ما يحرم علي.

«الحديث الخامس عشر»

رواه في (ص ٤٨):

بسنده عن مالك بن الحويرث قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما.

«الحديث السادس عشر»

رواه في (ص ٥٨):

بثلاثة أسانيد عن جابر ، قال : دخل الحسين بن علي المسجد من باب بني فلان ، فقال جابر : من سره أن ينظر الى رجل من أهل الجنة فلينظر الى هذا ، سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول ...


«الحديث السابع عشر»

رواه في (ص ٨٠):

بسنده عن يعلى العامري أنه خرج مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الى طعام دعوا اليه ، قال : فاستثقل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : عفان ، قال وهيب : فاستقبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أمام القوم وحسين مع غلمان يلعب فأراد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يأخذه ، قال : فطفق الصبي يفر هاهنا مرة وهاهنا مرة ، فجعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يضاحكه حتى أخذه ، قال فوضع إحدى يديه تحت قفاه والأخرى تحت ذقنه فوضع فاه على فيه فقبله ، وقال : حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسينا ، حسين سبط من الأسباط.

«الحديث الثامن عشر»

رواه في (ص ٨٥):

رواه بسنده عن عبد الله قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصلي فإذا ـ وفي حديث ابن منصور : فكان إذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره : فإذا منعوهما أشار ـ وفي حديث ابن منصور : فأرادوا أن يمنعوهما فأشار. وفي حديث الدوري : فإذا أرادوا أن يمنعوهما أشار ـ إليهم أن دعوهما ، فلما قضى الصلاة ـ وفي حديث ابن منصور : فلما صلى. وفي حديث الدوري : فلما أن صلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وضعهما في حجره فقال : ـ وفي حديث ابن منصور والدوري : ثم قال ـ من أحبني فليحب هذين.


«الحديث التاسع عشر»

رواه في (ص ٨٥):

بسنده عن ابن مسعود ، قال : رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخذ بيد الحسن والحسين ويقول : هذان ابناي ، فمن أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني.

«الحديث العشرون»

رواه في (ص ٨٨):

بستة أسانيد عن أبي حازم عن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : من أحب الحسن والحسين فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني.

«الحديث الحادي والعشرون»

رواه في (ص ٩٠):

يسندين عن يوسف بن ابراهيم التميمي أنه سمع أنس بن مالك يقول : سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أي أهل بيتك أحب إليك؟ قال : الحسن والحسين.

قال : وكان يقول لفاطمة : ادعي ابني فيشمهما ويضمهما اليه.


«الحديث الثاني والعشرون»

رواه في (ص ٩٤):

رواه بسنده عن عطاء : أن رجلا أخبره أنه رأى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يضم اليه حسنا وحسينا ويقول : اللهم اني أحبهما فأحبهما.

«الحديث الثالث والعشرون»

رواه في (ص ٩٧):

بسنده عن أسامة بن زيد ، قال : طرقت باب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذات ليلة لبعض الحاجة ، فخرج الي وهو مشتمل على شيء لا أدري ما هو؟ فلما فرغت من حاجتي قلت : ما هذا الذي أنت مشتمل عليه؟ فكشف فإذا حسن وحسين على وركيه فقال : هذان ابناي وابنا ابنتي ، اللهم انك تعلم أني أحبهما فأحبهما ، أللهم انك تعلم أني أحبهما فأحبهما ، أللهم انك تعلم أني أحبهما فأحبهما.

«الحديث الرابع والعشرون»

رواه في (ص ٩٧):

بسنده عن سلمان ، قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم للحسن والحسين : من أحبهما أحببته ومن أحببته أحبه الله ومن أحبه الله أدخله جنات النعيم ، ومن


أبغضهما أو بغى عليهما أبغضته ، ومن أبغضته أبغضه الله ، ومن أبغضه الله أدخله نار جهنم وله عذاب مقيم.

«الحديث الخامس والعشرون»

رواه في (ص ٩٩):

بسنده عن ابن عباس ، قال : جاء العباس يعود النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في مرضه فرفعه فأجلسه في مجلسه على سريره ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : رفعك الله يا عم. فقال العباس : هذا علي يستأذن قال : يدخل. فدخل ومعه الحسن والحسين فقال العباس : هؤلاء ولدك يا رسول الله؟ قال : هم ولدك يا عم. قال : أتحبهما؟ قال : أحبك الله كما أحبهما.

«الحديث السادس والعشرون»

رواه في (ص ١٠٣):

بأربعة أسانيد ، عن أبي هريرة ، قال : كان الحسن والحسين عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد أمسينا فقال لهما : اذهبا الى أمكما. قال : فهابا أن يذهبا فبرقت برقة فمشيا في ضوئها حتى أتيا أمهما.

«الحديث السابع والعشرون»

رواه في (ص ١٠٥):


بسندين عن عبد الله بن شداد بن الهاد ، عن أبيه قال : خرج علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو حامل أحد ابنيه الحسن أو الحسين ، فتقدم رسول الله «ص» ثم وضعه عند قدمه اليمنى فسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سجدة أطالها قال أبي : فرفعت رأسي من بين الناس ، فإذا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ساجد وإذا الغلام راكب على ظهره ، فعدت فسجدت. فلما انصرف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال الناس : يا رسول الله لقد سجدت في صلاتك هذه سجدة ما كنت تسجدها أفشيء أمرت به أو كان يوحى إليك؟ قال : كل ذلك لم يكن ان ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته.

«الحديث الثامن والعشرون»

رواه في (ص ١٠٧):

بثلاثة أسانيد عن عبد الله بن بريدة ، قال : سمعت أبي بريدة يقول : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يخطبنا ، فجاء الحسن والحسين وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران ، فنزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من المنبر ، فحملهما فوضعهما بين يديه ثم قال : صدق الله ورسوله (أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) نظرت الى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما.


«الحديث التاسع والعشرون»

رواه في (ص ١١٠):

روى بسنده عن عمر قال : رأيت الحسن والحسين على عاتقي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلت : نعم الفرس تحتكما. فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ونعم الفارسان هما.

«الحديث الثلاثون»

رواه في (ص ١١٦):

بثلاثة أسانيد عن علي قال : قعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم موضع الجنائز وأنا معه فطلع الحسن والحسين فاعتركا ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ايها حسن خذ حسينا. فقال علي : يا رسول الله على حسين تؤلبه وهو أكبرهما؟ فقال : هذا جبرئيل يقول : ايها حسين.

«الحديث الحادي والثلاثون»

رواه في (ص ١٢٠):

بسندين عن جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعلي : سلام عليك أبا الريحانتين أوصيك بريحانتي من الدنيا من قبل أن ينهد


ركناك والله عزوجل خليفتي عليك.

قال : فلما مات النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال علي : هذا أحد الركنين الذي قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما ماتت فاطمة قال : هذا الركن الثاني الذي قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.


الأحاديث التي رواها

(ابن عساكر في فضائل الحسنين عليهما‌السلام)

في «ترجمة السبط الأكبر الحسن بن على عليه‌السلام من تاريخ دمشق» (المطبوع في بيروت ص ١٢ ، الى ص ١٢٠) نقلناها أيضا بحذف الأسانيد :

روى في (ص ١٢ و ١٣ و ١٤ و ١٦ و ١٧) :

روى بتسعة أسانيد أن النبي «ص» سماهما حسنا وحسينا.

وفي (ص ٣٣):

روى بثلاثة أسانيد عن علي قال : كان الحسن أشبه الناس برسول الله «ص» من وجهه الى سرته ، وكان الحسين أشبه الناس برسول الله ما أسفل من ذلك.

وفي (ص ٢٤ و ٥٧ وص ٨٦):

روى باثني عشر سندا قال : اللهم اني أحبهما فأحبهما.


وفي (ص ٣٧ وص ٩٧):

روى بسندين قال «ص» : اللهم ارحمهما فاني أرحمهما.

وفي (ص ٤٣ وص ٥٧ الى ص ٥٩):

روى بسبعة أسانيد عنه «ص» : قال من أحب الحسن والحسين فقد أحبنى ومن أبغضهما فقد أبغضني.

وفي (ص ٥٢ الى ٥٣):

روى بخمسة أسانيد فقال : من أحبنى وأحب هذين وأباهما وأمهما ، كان معي في درجتي يوم القيامة.

وفي (ص ٥٩):

روى بخمسة أسانيد قال : هذان ابناي من أحبهما فقد أحبني.

وفي (ص ٦٠ الى ٦٢):

روى بعشرة أسانيد قال «ص» : دعوهما بأبي وأمي من أحبني فليحب هذين.

وفي (ص ٦٢):

روى بسنده قال «ص» : ان ابني هذين ريحانتي من الدنيا.

وفي (ص ٦٤):

روى بسنده فقال «ص» : اللهم إليك لا الى النار أنا وأهل بيتي.

وفي (ص ٦٥ وص ٦٦ وص ٦٨ وص ٦٩ وص ٧٠):

روى بخمسة عشر سندا قال «ص» : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم


الرجس وطهرهم تطهيرا.

وفي (ص ٦٥ وص ٦٧):

روى بخمسة أسانيد فقال «ص» : اللهم أن هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد كما جعلتها على آل ابراهيم.

وفي (ص ٧٢):

روى : بسنده سألته عن أهل البيت فقال «ص» : وعلي وفاطمة والحسن والحسين.

وفي (ص ٧٢ الى ٨٣):

روى بعشرة أسانيد قال «ص» : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

(وفي بعضها) أبوهما خير منهما.

وفي (ص ٨٥):

روى بسندين قال «ص» : هذان ريحانتاي من الدنيا من أحبني فليحبهما.

وفي (ص ٩٣):

روى بسند واحد قال «ص» : نعم الراكبان هما.

وفي (ص ٩٥):

روى بسندين قال «ص» : نعم الجمل جملكما ، ونعم العدلان أنتما.

وروى بسند واحد فقال النبي «ص» : ونعم الراكب هو ـ أي الحسن.


وفي (ص ٩٧ وص ٩٨):

روى بستة أسانيد قال «ص» لعلي وفاطمة والحسن والحسين : أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم.

وفي (ص ١٠٠):

روى بأربعة أسانيد قال «ص» : حسن مني والحسين من علي.

وفي (ص ١٠١):

روى بسند واحد قال «ص» : هذا مني وأنا منه ، وهو يحرم عليه ما يحرم علي.

وفي (ص ١١٠):

روى بسنده قال «ص» : ما هو بآثر عندي منه ، وانهما عندي بمنزلة واحدة وانك وهما وهذا المضطجع معي في مكان واحد يوم القيامة.

وفي (ص ١١٢):

روى بسنده قال «ص» : هاتوا ابني أعوذهما بما عوذ ابراهيم ابنيه اسماعيل واسحق ، فضمهما الى صدره فقال : أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة.

وفي (ص ١١٦):

روى بسنده قال «ص» : لا يقومن أحد من مجلسه الا للحسن أو الحسين أو ذريتهما.


وفي (ص ١١٧):

روى بسنده عن علي قال : قال «ص» : أنا وفاطمة والحسن والحسين مجتمعون (كذا) هذه فاطمة وهذان الحسن والحسين من أحبنا يوم القيامة في الجنة نأكل ونشرب حتى يفرق بين العباد.

وفي (ص ١١٨):

روى بثلاثة أسانيد قال «ص» لفاطمة : اني وإياك وهذا وهذان (الحسن والحسين) يوم القيامة في مكان واحد.

وفي (ص ١٢٠):

روى بسندين قال «ص» : لما استقر أهل الجنة في الجنة قالت الجنة : يا رب أليس وعدتني أن تزينني بركنين من أركانك. قال : ألم أزينك بالحسن والحسين ، فماست الجنة ميسا كما تميس العروس.

وفي (ص ١٢٢):

روى بسنده قال رسول الله «ص» : ان فاطمة وعليا والحسن والحسين في حظيرة القدس في قبة بيضاء سقفها عرش الرحمن.

وفي (ص ١٢١):

روى بسنده قال : ألا أخبركم بخير الناس جدا وجدة ، ألا خبركم بخير الناس عما وعمة ، ألا أخبركم بخير الناس خالا وخالة ، ألا أخبركم بخير الناس أبا وأما؟ هما الحسن والحسين ـ الحديث.


وفي (ص ١٢٣):

روى بسنده قال «ص» : أما حسن فان له هيبتي وسؤددي ، وأما حسين فان له جرأتي وجودي.


فضائل السبط الأكبر

(الامام الحسن بن على المجتبى (١) عليه‌السلام)

لم يولد لستة أشهر مولود فعاش الا الحسن

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي الفرنگى محلى الحنفي ابن المولوى محب الله السهالوي المتوفى سنة ١٢٢٥ في كتابه «وسيلة النجاة» (ص ٢٣٣ ط گلشن فيض الكائنة في لكهنو)

وروى ابن الخشاب أنه ولد بستة أشهر ، ولم يولد بستة أشهر مولود فعاش الا الحسن بن علي وعيسى بن مريم ، وفي رواية غيره : الا الحسن ويحيى بن زكريا.

__________________

(١) تقدم أحاديث كثيرة من طرق القوم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. نقلناها عن كثير من كتبهم في المجلد


__________________

التاسع والعاشر والثامن عشر وفي أوائل هذا المجلد عند استدراك ما لم ننقل عنه من كتبهم فيما مر من الفضائل المشتركة للحسنين عليهما‌السلام.

ونستدرك عليها كتاب «المقاصد السنية من الأحاديث الالهية» (والنسخة مصورة من مكتبة مادريد باسبانيا ص ٨٩) قال :

وبالاسناد الى الحافظ أبي نعيم ، ثنا ابو بكر بن خلاد ، ثنا محمد بن غالب ابن حرب ، ثنا الحسن بن عطية البزاز ، ثنا إسرائيل بن يونس ، عن ميسر بن حبيب ، عن المنهال بن عمرو ، عن زر بن حبيش ، عن حذيفة بن اليمان قال : قالت لي أمي متى عهدك بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قلت : مالي به عهد منذ كذا وكذا. فقالت : متى. قلت لها : دعيني فاني آتيه وأصلي معه المغرب واسأله أن يستغفر لي ولك. قال : فأتيته وهو يصلي المغرب ، فصلى حتى صلى العشاء ، ثم انصرف وخرج من المسجد فسمعت تعرض عارض له في الطريق ، فتأخرت ثم دنوت فسمع نفسي من خلفه فقال : من هذا؟ قلت : حذيفة. قال : ما جاء بك يا حذيفة؟ فأخبرته فقال : غفر الله لك ولامك ، يا حذيفة أما رأيت العارض الذي عرض؟ قلت : بلى. قال : ذاك ملك لم يهبط الى الأرض قبل الساعة ، فاستأذن الله في السلام علي وبشرني بأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة.


أذان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

«في اذن الحسن بن على عليه‌السلام»

رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١١ ص ٦ و ٧) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم الحافظ الصنعاني في «المصنف» (ج ٤ ص ٣٣٦) قال :

روى عبد الرزاق ، عن الثوري ، عن عاصم بن عبيد الله ، عن عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبيه قال : رأيت رسول الله «ص» أذن في أذن الحسن بن علي بالصلاة حين ولدته فاطمة.

ومنهم الحافظ عبد العظيم بن عبد القوى بن عبد الله بن سلام بن سعد المنذرى المتوفى سنة ٦٥٦ في «مختصر سنن أبى داود» (ج ٨ ص ٨ ط أنصار السنة المحمدية بالقاهرة)

روى الحديث من طريق الترمذي عن أبي رافع بعين ما تقدم عن «المصنف».


شباهته عليه‌السلام بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

رواها جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١١ ص ٨٤ الى ١٠٣ وج ١٠ ص ٥٣٤ الى ٥٤٣) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة الشيخ عبد الحق في «أشعة اللمعات في شرح المشكاة» (ج ٤ ص ٦٩٨ ط نول كشور في لكهنو)

روى الحديثين من طريق البخاري عن أنس قال : لم يكن أحد أشبه بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الحسن بن علي.

ومنهم العلامة الشيخ ولى الله اللكهنوئى في «مرآة المؤمنين» (ص ٢٠٥)

روى الحديث عن انس بعين ما تقدم عن «أشعة اللمعات».

ومنهم الحافظ الصنعاني في «المصنف» (ج ٤ ص ٣٣٥) قال :

أخبرنا عبد الرزاق ، قال أخبرنا معمر ، عن الزهري ، قال : سمعت انس ابن مالك يقول : كان الحسن بن علي أشبههم برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ومنهم العلامة الشيخ محمد على اللبناني في «الدرر واللئال» (ص ٢٠٦ ط الاتحاد في بيروت)

روى الحديث عن أنس بعين ما تقدم عن «أشعة اللمعات».


ومنهم العلامة عبد الرحمن بن عمر بن عبد الله النصري الدمشقي المتوفى سنة ٢٨١ في «تاريخ أبى زرعة الدمشقي» (ج ١ ص ٥٨٧ ط مطبعة المفيد الجديدة بدمشق) قال:

حدثني أحمد بن صالح ، عن عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن أنس قال : لم يكن فيهم أحد أشبه برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الحسن ابن علي.

ومنهم العلامة الشيخ غياث الدين محمد بن ابى الفضل محمد بن عبد الله العاقولي في «الرصف» (ص ٤٦٧ ط الكويت) قال : المشبهون برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم جعفر بن أبي طالب والحسن بن علي. إلخ.

ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٢٠٣) قال : أخرج البخاري في الحسين وسنذكره في مقتله عند حضور رأسه بين يدي ابن زياد ، وأخرجه احمد في المسند ، وفيه : كان الحسن بن علي أشبههم وجها برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ومنهم العلامة الشيخ ولى الله المولوى اللكهنوئى في كتابه «مرآة المؤمنين» (ص ٢٠٥)

روى عن أبي جحيفة قال : رأيت رسول الله «ص» وكان الحسن بن علي يشبهه.


ومنهم العلامة الشيخ عبد الحق في «أشعة اللمعات في شرح المشكاة» (ج ٤ ص ٩٢ ط نول كشور في لكهنو)

روى الحديث عن أبي جحيفة بعين ما تقدم عن «أشعة اللمعات».

ومنهم العلامة عبد الرحمن بن عمرو النصري الدمشقي المتوفى سنة ٢٨١ في «تاريخ ابى زرعة» (ج ١ ص ٥٨٧ ط دمشق) قال :

حدثنا أحمد بن يونس ، قال حدثنا زهير ، قال حدثنا اسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي جحيفة قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فكان الحسن ابن علي يشبهه.

ومنهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي في «وسيلة النجاة» (ص ٢٣٣ ط مطبعة گلشن فيض بلكهنو) قال :

وعن علي قال : الحسن أشبه برسول الله «ص» ما بين الصدر الى الرأس رواه الترمذي.

ومنهم الحافظ ابو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الشافعي في «دلائل النبوة» (ج ١ ص ٢٦٠ ط الجمهورية المتحدة العربية)

قال : أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الروذباري ، قال أخبرنا عبد الله بن عمر بن شوذب أبو محمد الواسطي بها ، قال حدثنا شعيب بن أيوب الصريفيني ، قال حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد ، عن عمر بن سعيد بن أبي حسين ، عن ابن أبي مليكة ، عن عقبة بن الحارث ، قال : صلى بنا أبو بكر رضي‌الله‌عنه


العصر ، ثم خرج وعلي يمشيان ، فرأى الحسن يلعب مع الغلمان ، فأخذه فحمله على عنقه. قال : ثم قال :

بأبي شبيه بالنبي

ليس شبيها بعلي

وعلي رضى الله عنه يتبسم ، أو يضحك.

رواه البخاري في الصحيح ، عن أبي عاصم.

ومنهم العلامة الشيخ ولى الله اللكهنوئى في كتابه «مرآة المؤمنين» (ص ٢٠٦)

روى الحديث عن ابن الحارث بعين ما تقدم عن «دلائل النبوة».

ومنهم العلامة الشيخ محمد مبين الهندي في كتابه «وسيلة النجاة» (ص ٢٣٣)

روى الحديث عن عقبة بعين ما تقدم عن «دلائل النبوة».

ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ محمد على الانسى اللبناني في كتابه «الدرر والال» (ص ٢٠٥ ط الاتحاد في بيروت) قال :

وعن عبد الله بن الزبير قال : الحسن بن علي كان أقرب الناس شبها برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأحبهم اليه (البزار).

وعن ابن أبي مليكة قال : كانت فاطمة رضي‌الله‌عنها تنقز الحسن وتقول : بني شبيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليس بشبيه علي عليه‌السلام.

عن كليب بن شهاب قال : ذكر الحسن بن علي عند ابن عباس فقال : انه كان يشبه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (طب).


ومنهم المؤرخ المعاصر الفاضل عطاء حسنى بك في «حلى الأيام في سيرة سيد الأنام» (ص ٢١٩ ط القاهرة)

قال : ونقل عن ابن سعد عن عبد الله بن الزبير قال : أشبه أهل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم به وأحبهم اليه الحسن بن علي.

ومنهم العلامة السخاوي الشافعي في «استجلاب ارتقاء الغرف بحب آل الرسول» (نسخة مكتبة عاطف أفندى في بيروت) قال :

وقد روى البخاري من حديث معمر عن الزهري قال : أخبرني أنس بن مالك رضي‌الله‌عنه قال : لم يكن احد أشبه بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الحسن ابن علي رضي‌الله‌عنهما. وفي لفظ لغيره : كان أشبههم وجها بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ومنهم العلامة السيد عبد القادر الطبري الشافعي في كتابه «عيون المسائل» (ص ٩٠ ط السلام بمصر) قال :

وكان الحسن رضي‌الله‌عنه شبيها برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في نصفه الاعلى ، وسماه بهذا الاسم النبي عليه الصلاة والسلام ، وعق عنه يوم سابعه وحلق شعره وأمر أمه أن تتصدق بزنة شعره فضة.

ومنهم العلامة اللكهنوئى الشيخ ولى الله المولوى في «مرآة المؤمنين» (ص ٢٢٤)

روى شباهته عليه‌السلام بالنبي «ص» في رأسه الى صدره.


وفي (ص ٢٠٣).

روى عن الشعبي قال : تذاكرنا من أشبه النبي «ص» من أهله ، فدخل علينا عبد الله بن الزبير فقال : أنا أحدثكم بأشبه أهله به وأحبهم اليه وهو الحسن ابن علي.

كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقبل الحسن

رواه جماعة من أعلام القوم ، وتقدم النقل عنهم في (ج ١١ ص ٥٣ و ٨٣) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم علامة التاريخ والنسب البلاذري في «أنساب الاشراف» (ص ٦ ط دار التعارف في بيروت) قال :

حدثني الأعين ، عن روح بن عبادة بن عبادة ، عن محمد بن أبي حفصة ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يقبل الحسن ، فقال له الأقرع بن حابس : لي عشرة من الولد ما قبلت أحدا منهم قط ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من لا يرحم لا يرحم.

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن علان الصديقى الشافعي الأشعري في «الفتوحات الربانية» (ج ٥ ص ٣٨٢ ط المكتبة الإسلامية في بيروت)

روى الحديث نقلا عن صحيح البخاري ومسلم عن أبي هريرة بعين ما تقدم عن «أنساب الاشراف».


ومنهم العلامة الدكتور الفاضل المعاصر محمد أحمدي ابى النور مدرس الحديث في «منهج السنة» (ص ٧٣ ط دار التراث العربي بميدان المشهد الحسيني في القاهرة)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «أنساب الاشراف».

كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يدلع لسانه للحسن عليه‌السلام

رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١١ ص ٥٣ و ٨٣) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم المؤرخ المعاصر الفاضل عطاء حسنى بك في «حلى الأيام في سيرة سيد الأنام» (ص ٢١٩ ط القاهرة) قال :

وروى ابن سعد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يدلع لسانه للحسن بن علي ، فإذا رأى الصبي حمرة اللسان فيهش اليه.

ومنهم الحافظ الذهبي في «سير اعلام النبلاء» (ج ٣ ص ٢٥٩ ط بيروت) قال:

روى عن حريز بن عثمان ، عن عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشى ، عن معاوية ، قال: رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يمص لسانه أو شفته ـ يعني الحسن ـ وانه لن يعذب لسان أو شفتان مصهما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. ثم قال : رواه احمد.


حمل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم له في حال الصلاة وغيرها

رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١٠ ص ٧٢٧ الى ص ٧٣٢ وج ١١ ص ٥٣ الى ٨٣) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك : وفيه أحاديث :

منها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم الحافظ الصنعاني في «المصنف» (ج ٢ ص ٢٥٦ ط بيروت) روى عبد الرزاق ، عن ابن جريج قال : قلت لعطاء : الامرأة يبكى ابنها وهي في المكتوبة أتتوركه. قال : نعم قد كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخذ حسنا في الصلاة فحمله قائما حتى إذا سجد وضعه. قلت : في المكتوبة. قال : لا أدري.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :


منهم العلامة الشيخ أبو الفضل محمد ابن الشيخ جمال الدين عبد الله العاقولي الشافعي في «الرصف لما روى عن النبي من الفضل والوصف» (ص ٣٧٣ ط مكتبة الامل السالمية بالكويت)

روى من طريق الترمذي عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حامل الحسن بن علي على عاتقه ، فقال رجل : نعم المركب ركبت يا غلام. فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : نعم الراكب هو.

ومنهم العلامة الشيخ عبد الحق في «أشعة اللمعات في شرح المشكاة» (ج ٤ ص ٧٠٦ ط نول كشور في لكهنو)

روى الحديث عن طرق الترمذي بعين ما تقدم عن «الرصف».

ومنهم العلامة الشيخ محمد على اللبناني في «الدرر واللئال» (ص ٢٠٦ ط الاتحاد في بيروت)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «الرصف».

ومنهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي الفرنكى محلى في «وسيلة النجاة» (ص ٢٣٦ ط گلشن فيض في لكهنو)

روى الحديث من طرق الترمذي عن ابن عباس بعين ما تقدم عن «الرصف»


ومنهم الفاضل عطاء حسن بك المصري في كتابه «حلى الأيام في سيرة سيد الأنام» (ص ٢١٩ ط القاهرة)

روى الحديث من طريق الحاكم عن ابن فاضل بعين ما تقدم عن «الرصف».

ومنهم العلامة المولى ولى الله اللكهنوئى في كتابه «مرآة المؤمنين في مناقب اهل بيت سيد المرسلين» (ص ٢٠٥ مخطوط)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «الرصف».

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة المولوى ولى الله اللكهنوئى في «مرآة المؤمنين في مناقب اهل بيت سيد المرسلين» (ص ٢٠٣) قال :

أخرج النسائي والطبراني والبيهقي عن عبد الله بن شداد بن الهاد عن أبيه قال : خرج علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في إحدى صلاتي العشاء وهو حامل حسنا فتقدم النبي «ص» فوضعه ثم كبر الصلاة ، فصلى فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها. قال أبي : فرفعت رأسي فإذا صبي على رسول الله «ص» وهو ساجد ، فرجعت الى سجودي ، فلما قضى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الصلاة قال الناس : يا رسول الله انك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا انه قد حدث امرا وأنه يوحى إليك. قال : كل ذلك لم يكن ولكني ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته.


ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم علامة التاريخ والنسب البلاذري في كتابه «أنساب الاشراف» (ص ١٩ ط دار التعارف في بيروت)

روى عن البهي مولى الزبير ، عن عبد الله بن الزبير ، ان الحسن بن علي كان يجيء والنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم راكع فيفرج له بين رجليه حتى يخرج من الجانب الآخر.

ومنهم العلامة المولوى الشيخ ولى الله اللكهنوئى في كتابه «مرآة المؤمنين» (ص ٢٠٣)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «انساب الاشراف».

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن على الحنفي في «اتحاف اهل الإسلام» (نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق) قال :

أخرج ابن سعد عن عبد الله بن الزبير قال : أشبه أهل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم به وأحبهم اليه الحسن رأيته يجيء وهو ساجد فيركب رقبته ـ أو قال ظهره ـ فما ينزله حتى يكون هو الذي ينزل ، ولقد رأيته وهو راكع يفرج له رجليه حتى يخرج من الجانب الآخر.


ومنهم المؤرخ المعاصر الفاضل عطا حسنى بك في كتابه «حلى الأيام في سيرة سيد الأنام» (ص ٢١٩ ط القاهرة)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «الإتحاف».

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم علامة التاريخ والنسب البلاذري في «انساب الاشراف» (ص ٧ طبع دار التعارف بيروت) قال :

وقال المدائني ، عن أبي معشر ، عن الضمري ، عن زيد بن أرقم : أن الحسن خرج وعليه بردة له والنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يخطب ، فعثر الحسن فسقط ، فنزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من المنبر ، وابتدر الناس فحملوه اليه وتلقاه صلى‌الله‌عليه‌وسلم فحمله ووضعه في حجره وقال : ان الولد فتنة.


قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

(الحسن منى والحسين من على)

رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١١ ص ٦٨ و ٦٩) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة محمد معين السندي في «دراسات اللبيب في الاسوة الحسنة بالحبيب» (ص ٩٨)

قال : وقد المقدام بن معدى كرب وعمر بن أبي سفيان على معاوية فقال معاوية : أما علمت أن الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما توفي ، فترجع المقدام رضي الله تعالى عنه ، فقال له : يا فلان أتعدها مصيبة. فقال له : ولم لا أراها مصيبة وقد وضعه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في حجره فقال : هذا مني وحسين من علي.


ومنهم الحافظ عبد العظيم بن عبد القوى بن عبد الله بن سلام بن سعد المنذرى المتوفى ٦٥٦ في «مختصر سنن أبى داود» (ج ٦ ص ٧٠ ط مطبعة المحمدية بالقاهرة) قال :

فقال معاوية للمقدام : أعلمت أن الحسن بن علي توفي ، فرجع المقدام ، فقال له رجل : أتراها مصيبة. قال له : ولم لا أراها مصيبة وقد وضعه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في حجره فقال : هذا مني وحسين من علي.

ومنهم العلامة محمد مبين المولوى السهالوي في «وسيلة النجاة» (ص ٢٣٨ ط لكهنو)

روى عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : الحسن مني والحسين من علي.

ومنهم العلامة محمد إكرام الدين في «سعادة الكونين» (ص ٨ ط دهلي)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «وسيلة النجاة».

ومنهم الحافظ الذهبي في «سير اعلام النبلاء» (ج ٣ ص ٢٥٨)

روى عن بجير ، عن خالد بن معدان ، عن المقدام بن معد يكرب ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : حسن مني والحسين من علي.


قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في شأن الحسن

(اللهم انى أحبه فأحبه)

ونروي فيها ثلاثة أحاديث :

الاول

حديث ابى هريرة

رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١١ ص ١٣ الى ٢٤) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة الشيخ عبد الحق في «أشعة اللمعات في شرح المشكاة» (ج ٤ ص ٦٩٧ ط نول كشور في لكهنو)

روى عن أبي هريرة قال : وجئت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في طائفة من النهار حتى أتى خباء فاطمة فقال : أثم لكع أثم لكع يعني حسنا ، فلم


يلبث أن جاء يسعى حتى اعتنق كل واحد منهما صاحبه ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : اللهم اني أحبه فأحبه وأحب من يحبه.

ومنهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي الفرنگى محلى الحنفي في كتابه «وسيلة النجاة» (ص ٢٣٦ ط گلشن فيض) روى الحديث عن أبي هريرة بعين ما تقدم عن «أشعة اللمعات».

ورواه في (ص ٢٣٧) نقلا عن صحيح البخاري عن أبي هريرة قال : كنت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في سوق من أسواق المدينة ، فانصرف وانصرفت فقال : أين لكع ـ ثلاثا ـ ادع الحسن بن علي ، فقام الحسن بن علي يمشي وفي عنقه السحاب ، فقال النبي بيده هكذا ، فقال الحسن بيده هكذا ، فالزمه فقال : اللهم اني أحبه فأحبه وأحب من يحبه.

قال ابو هريرة : فما كان أحد أحب الي من الحسن بن علي بعد ما قال رسول الله ما قال ، انتهى.

ومنهم العلامة الشيخ عبد المنعم صالح البغدادي في «الدفاع عن أبى هريرة» (ص ١٧١ ط بيروت) قال :

يقول أبو هريرة : قام الحسن بن علي يمشي وفي عنقه السحاب ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيده هكذا ، فقال الحسن بيده هكذا ، فالتزمه فقال : اللهم اني أحبه فأحبه وأحب من يحبه.

وقال أبو هريرة : فما كان أحد أحب إلي من الحسن بن علي بعد ما قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما قال.


ويروي لنا أبو هريرة صورة أخرى للحسن رضي‌الله‌عنه مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فيقول : لا أزال أحب هذا الرجل بعد ما رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصنع ما يصنع ، رأيت الحسن وهو في حجر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو يدخل أصابعه في لحية النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والنبي يدخل لسانه في فمه ، ثم قال : اللهم اني أحبه فأحبه.

الثاني

حديث البراء

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة ابن المغازلي في كتابه «مناقب على بن أبى طالب» (ص ١٣٩ ط مطبعة الإسلامية بطهران) قال :

أخبرنا ابو الفتح علي بن محمد بن عبد الصمد بن محمد الدليلي الاصبهاني فيما كتب به الي أن أبا بكر محمد بن احمد بن جشنس حدثهم ، قال حدثنا محمد ابن علي بن مخلد ، حدثنا اسماعيل بن عمرو البجلي ، حدثنا فضيل بن مرزوق ، عن عدي بن ثابت ، عن البراء بن عازب ، قال : نظر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الى الحسن بن علي فقال : اللهم أني أحبه فأحبه وأحب من يحبه.

ومنهم العلامة الشيخ غياث الدين محمد بن أبى الفضل محمد بن عبد الله العاقولي في «كتابة الرصف» (ص ٣٧٣ ط الكويت)

روى عن البرآء قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم والحسن على


عاتقه يقول : اللهم اني أحبه فأحبه. أخرجه البخاري ومسلم.

ومنهم العلامة أبو الفرج الحنبلي المعروف بابن الجوزي في «المصباح المضيء في خلافة المستضىء» (ص ٣٦٧ ط بغداد)

روى الحديث عن أسامة بعين ما تقدم عن «الرصف».

ومنهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي الحنفي في كتابه «وسيلة النجاة» (ص ٢٣٦ ط گلشن فيض في لكهنو)

روى الحديث عن البراء بعين ما تقدم عن «الرصف».

ومنهم المؤرخ المعاصر الفاضل عطا حسنى بك في كتابه «حلى الأيام» (ص ٢١٨ ط القاهرة)

روى الحديث عن البراء بعين ما تقدم عن «الرصف».

ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن أبى الحسن الحنفي البغدادي المعروف بابن الجوزي في «المصباح المضيء» (ص ٣٦٧ ط مطبعة الأوقاف في بغداد) قال :

ففي الصحيحين :

من حديث البراء قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم واضعا الحسن ابن علي على عاتقه وهو يقول : اللهم اني أحبه فأحبه.


الثالث

حديث سعيد بن زيد

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة ابن حجر العسقلاني في «المطالب العالية» (ج ٤ حديث ٣٩٨٨ ط الكويت)

روى عن سعيد بن زيد أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخذ الحسن بن علي فقال : اللهم أني أحبه فأحبه.


قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في شأنه

(من أحبنى فليحب الحسن)

رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١١ ص ٣٠ الى ٤٠) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم المؤرخ المعاصر الفاضل عطاء حسنى بك المصري في كتابه «حلى الأيام في سيرة سيد الأنام» (ص ٢١٩ ط القاهرة)

وروى الحاكم عن زهير بن الأقمر قال : قام الحسن بن علي يخطب ، فقام رجل من أزد شنوأة فقال : أشهد لقد رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد وضع الحسن في صبوته وهو يقول : من أحبنى فليحبه وليبلغ الشاهد الغائب.

ومنهم العلامة المولوى ولى الله اللكهنوئى في كتابه «مرآة المؤمنين في مناقب اهل بيت سيد المرسلين» (ص ٢٠٤ مخطوط)

روى الحديث عن طريق احمد عن زهير بعين ما تقدم عن «حلى الأيام».


ومنهم العلامة الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج ٣ ص ٢٥٤) نقل عن المسند قال : حدثنا غندر ، حدثنا شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن الحارث ، عن زهير بن الأقمر ، قال : بينما الحسن يخطب بعد ما قتل علي ، إذ قام رجل من الأزد آدم طوال ، فقال : لقد رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم واضعه في حبوته يقول : من أحبني فليحبه ، فليبلغ الشاهد الغائب. ولو لا عزمة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما حدثتكم.

ومنهم العلامة عبد الله بن محمد المعروف بابن الشيخ في «طبقات المحدثين» (ص ٣٣ النسخة الموجودة بالظاهرية بدمشق)

روى عن حميد بن وهب أبو وهب ، روى عنه عامر بن ابراهيم ، روى عن اسماعيل بن أبي خالد وهشام بن عرق ، ثنا محمد بن ابراهيم بن عامر ، عن عمه ، عن أبيه قال ثنا حميد بن وهب أبو وهب ، قال ثنا اسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي جحيفة قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وكان الحسن بن علي يشبهه.

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ان ابني هذا سيد ، ومن أحبني فليحب هذا في حجري.

ومنهم العلامة شمس الدين الذهبي الدمشقي الشافعي المتوفى سنة ٧٤٨ في «سير أعلام النبلاء» (ج ٣ ص ٢٥٣ ط بيروت)

روى الحديث من طريق الحاكم بعين ما تقدم عن «حلى الأيام» سندا ومتنا.


ومنهم العلامة الشيخ محمد بن على الحنفي المصري المتوفى سنة ١٢٠٦ في «اتحاف اهل الإسلام» (والنسخة مصورة من المخطوطة بمكتبة الظاهرية بدمشق)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «حلى الأيام».

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيه وفي أسامة

(اللهم انى أحبهما فأحبهما)

رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١١ ص ٢٧ الى ص ٢٩) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة الشيخ عبد الحق في «أشعة اللمعات في شرح المشكاة» (ج ٤ ص ٦٩٨ ط نول كشور في لكنهو)

روى من طريق البخاري عن أسامة بن زيد عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يأخذه والحسن فيقول : اللهم أحبهما فأني أحبهما.

وفي رواية قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يأخذني فيقعدني على فخذه ويقعد الحسن على فخذه الأخرى ، ثم يضمهما ثم يقول : اللهم ارحمهما فاني أرحمهما.

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

(من آذى هذا اى الحسن فقد آذاني)

رواه جماعة من أعلام القوم :


منهم الحافظ جلال الدين السيوطي في «الجامع الكبير» (كما في جامع الأحاديث ج ٧ ص ١٤٣ ط دمشق)

روى من طريق الطبراني عن أنس رضي‌الله‌عنه : قال بينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم راقد على قفاه إذ جاء الحسن يدرج حتى قعد على صدره ، ثم بال عليه فجئت أميطه عنه. قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ويحك يا أنس ، دع ابني وثمرة فؤادي ، فان من آذى هذا فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله.

ومنهم العلامة المناوى في «الجامع الأزهر» (كما في جامع الأحاديث ج ٨ ص ٦١٤ ط دمشق)

روى الحديث عن أنس بعين ما تقدم عن «الجامع الكبير».


تحفظ امير المؤمنين عليه‌السلام له

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة السيد ابراهيم الحسيني المدني السمهودي في «الاشراف على فضل الاشراف» (ص ٥١ من النسخة المصورة من المكتبة الظاهرية في دمشق او الاحمدية في حلب) قال :

لما رأى علي بن أبي طالب الحسنين رضي‌الله‌عنهما يسرع الى الحرب في بعض أيام صفين ، قال : أيها الناس أملكوا عني هذين الغلامين فاني أنفس لهما على القتل أخاف أن ينقطع بهما نسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.


حلمه عليه‌السلام

رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم (في ج ١١ ص ١١٥ الى ص ١٢٢) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

وفيه أحاديث :

منها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي في «وسيلة النجاة» (ص ٢٤٠ ط گلشن فيض في لكهنو) قال :

وأخرج ابن سعد ، عن ابن عمر اسحق قال : كان مروان أميرا علينا ، فكان يسب عليا كل جمعة على المنبر والحسن يسمع فلا يرد شيئا ، ثم أرسل اليه رجلا بعلى بعلى ويك ويك ويك ويك ، وما جدت مثلك الا كبغلة يقال لها


من أبوك فيقول : أمي الفرس. فقال الحسن : ارجع اليه فقل : اني والله لا أمحو عنك شيئا مما قلت بأن اسبك ، ولكن موعدي وموعدك الى الله ، فان كنت صادقا جزاك الله بصدقك وان كنت كاذبا فالله أشد نقمة.

وأخرج ابن سعد عن زلق بن سوار قال : كان بين الحسن وبين مروان ، فأقبل عليه مروان فجعل يغلظ به والحسن ساكت ، فامتخط مروان بيمينه فقال له الحسن : ويحك أما علمت اليمين للوجه والشمال للفرج أف لك ، فمسك مروان بيمينه.

وأخرج ابن عساكر عن جويرة بن اسماء قال : لما مات الحسن بكى مروان في جنازته ، فقال الحسين : أتبكيه وقد كنت تجرعه على ما تجرعه. فقال : كنت أفعل ذلك الى أحلم من هذا ، وأشار بيده الى الجبل. هذا كله في تاريخ السيوطي.

ومنهم العلامة المولوى الشيخ ولى الله اللكنهوئى في «مرآة المؤمنين» (ص ٢١٠ مخطوط)

روى الحديث الاول بعين ما تقدم عن «وسيلة النجاة»

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم

وتقدم النقل عنهم في (ج ١١ ص ١١٥) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:

منهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي الفرنگى محلى في «وسيلة النجاة» (ص ٢٤١ ط گلشن فيض في لكنهو) قال :

أخرج ابن سعد ، عن عمر بن اسحق قال : صحبت الحسن بن علي مدة


ما سمعت منه كلمة فحش وأذى إلا مرة فانه كان بين الحسين وعمر بن عثمان ابن عفان خصومة في أرض ، فعرض الحسين أمرا لم يرضاه عمر ، فقال الحسن : فليس له عنده الا ما رغم أنفه. قال : فهذا أشد كلمة وما سمعنا منه قط.

ومنهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي في «وسيلة النجاة» (ص ٢٤١ ط گلشن فيض في لكنهو) قال :

لم يسمع منه كلمة فحش ولا كلام يؤذي أحدا من الناس وكان عشرته مع جميع الناس بأخلاق حميدة.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم

وتقدم النقل عنهم في (ج ١١ ص ١١٥ الى ص ١٢٢) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي في كتابه «وسيلة النجاة» (ص ٢٣٨ ط لكنهو) قال :

روايت كرده اند كه آن حضرت در كوفه بر در سراى خود نشسته بود أعرابى از باديه وارد شد وبا وى به بى ادبى پيش آمد ودر حق آن حضرت ومادر وپدرش سخنان ناسزا گفت ودشنام داده ، آن حضرت خادم را آواز داد وفرمود يك بدره سيم بيار تا آورد آن اعرابى را داد وفرمود : مرا معذور دار كه در خانه من جز اين نمانده است والا بتو زيادتر از اين ميدادم. چون اعرابى اين سخن شنيد گفت اشهد انك ابن رسول الله ، من گواهى ميدهم كه تو پسر پيغمبرى ومن اين بتجربة حلم تو آمده بودم.


كرمه عليه‌السلام

ونروي فيه أحاديث :

منها

ما رواه جماعة من أعلام القوم

وتقدم النقل عنهم في (ج ١١ ص ١٣٢ الى ١٣٧) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة الشيخ عبد الرحمن جمال الدين أبو الفرج ابن الجوزي البغدادي الحنبلي المتوفى سنة ٥٩٧ في كتابه «سلوة الأحزان بما روى عن ذوى العرفان» (ص ١٣٢ طبع مطبعة المعارف بالاسكندرية) قال :

وروي أن الحسن بن علي ابن بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خرج من ماله مرتين لله وقاسم ربه في ماله ثلاث مرات.


ومنهم العلامة البلاذري في «انساب الاشراف» (ص ٩ ط دار التعارف في بيروت)

روى من طريق المدائني عن علي بن زيد قال : ان الحسن قاسم الله ماله ثلاث مرات ، حتى أنه كان ليعطي نعلا ويمسك نعلا ويمسك خفا ويعطي خفا.

ومنهم العلامة المولوى ولى الله اللكهنوئى في «مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين» (ص ٢٠٨) قال :

وفي الصواعق أخرج أبو نعيم أنه : خرج من ماله مرتين وقاسم الله تعالى ماله ثلاث مرات ، حتى أنه كان ليعطي نعلا ويمسك نعلا ويعطي خفا ويمسك خفا.

ومنهم العلامة السيد عبد القادر الطبري الشافعي في «عيون المسائل» (ص ٩ ط دار السلام بمصر) قال :

وكان الحسن يتصدق بنعل ويمسك أخرى ، وخرج من ماله كله مرتين.

ومنهم العلامة محمد مبين الهندي في «وسيلة النجاة» (ص ٢٣٨ ط گلشن فيض في لكهنو)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «انساب الاشراف».

ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «المصباح المضيء» (ج ١ ص ٣٦٨ ط بغداد)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «مرآة المؤمنين».


ومنها

ما رواه جماعة من اعلام القوم :

منهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي الفرنگى محلى الحنفي ابن المولوى محب الله السهالوي المتوفى سنة ١٢٢٥ في كتابه «وسيلة النجاة» (ص ٢٣٨ ط مطبعة گلشن فيض في لكنهو)

در فصل الخطاب آورده كه روزى امام حسن صلوات الله على نبينا وعليه نشسته بود ونان ميخورد ومردى در آمد وگفت : مرا هزار درم وام است ، آن حضرت فرمود تا ويرا ده هزار درهم دادند وآن مرد بيرون رفت.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم

وتقدم النقل عنهم في (ج ١١ ص ١٣٨ الى ١٤٠) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة المولوى الشيخ ولى الله اللكنهوئى في كتابه «مرآة المؤمنين» (ص ٢٠٨) قال :

وسمع رجلا يسأل ربه عزوجل عشرة آلاف درهم ، فبعث بها اليه ، وجاءه رجل يشتكي عليه حاله وفقره وخلو ذات يده بعد أن كان فريا ، فقال : يا هذا حق سؤالك إياي أن معظم لدى ومعرفتي مما يجب لك لكثير علي وترى يعجز عن نيلك مما أنت أهله والكثير في ذات الله تعالى قليل وما في ملكي وفاء


لشكرك. قال : فعلت الميسور ورفعت عني مؤنة الاحتيال والاهتمام لما أتكلف من واجبك فقلت. فقال : يا ابن بنت رسول الله «ص» اقبل القليل واشكر العطية واعذر على المنع ، فدعى الحسن بوكيله وحاسبه على نفقاته حتى استقصاها وقال : هات الفاضل من الثلاثمائة ألف. فأحضر خمسين ألف درهم وقال : ما فعلت في خمسمائة دينار التي معك. قال : هي عندي. قال : أحضرها ، فأحضرها فدفعها. والحسين أيضا اتى الرجل واعتذر منه وزاد في الأحباء فدفع الدراهم والدنانير الى الرجل وقال : هات من يحملها لك ، فأتاه بحمالين فدفع إليهم الحسن اكبر الحمالين. فقال مواليه : ما عندنا درهم. فقال : ولكني أرجو أن يكون لي عند الله أجر عظيم.

وأضافت أياد الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر عجوز فأعطاها [الحسن] ألف دينار وألف شاة وأعطاها الحسين مثل ذلك ، وأعطاها عبد الله بن جعفر مثليهما ألفي شاة وألفي دينار.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١١ ص ١٣٨ الى ص ١٤٠) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة السيد مصطفى بن محمد العروسى المصري الشافعي المتوفى سنة ١٢٩٣ في كتابه «نتائج الأفكار القدسية في بيان معاني شرح الرسالة القشيرية» (طبع عبد الوكيل الدروبى في دمشق ج ٣ ص ٢٠٠) قال :

وقيل سأل رجل الحسن بن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه شيئا من الدنيا فأعطاه خمسين ألف درهم وخمسائة دينار وقال : ائت بحمال يحمله ـ أي ما


أعطيته لك ـ فأتى بحمال فأعطاه اى الحمال طيلسانه وقال : يكون كراء الحمال من قبلي في ذلك ، دلالة على أن الحسن دفع للسائل جميع ماله من النقد بدليل أنه دفع للحمال طيلسانه إذ لو كان عنده من النقد ما يعطيه في أجرة الحمل لم يعطه طيلسانه أجرة.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١١ ص ١٥٣) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة الشيخ أبو سعيد الحنفي المتوفى سنة ١١٦٨ بقليل في «البريقة المحمدية في شرح الطريقة الاحمدية» (ج ٤ ص ١٠٩ ط مصطفى الحلبي بمصر) قال :

أخرج أبو يعلى عن الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما أنه دخل المتوضأ فأصاب كسرة في مجرى الغائط والبول ، فأخذها فأماطها من الأذى ثم غسلها ثم دفعها لغلامه فقال : ذكرني بها إذا توضأت. فلما توضأ قال : ناولنيها. قال : أكلتها. قال : اذهب فأنت حر ، لاني سمعت فاطمة رضي الله تعالى عنها وعن أبويها أنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : من أخذ لقمة أو كسرة من مجرى الغائط والبول فأماط عنها الأذى وغسلها ثم أكلها لم تستقر في بطنه حتى يغفر له ، فما كنت لاستخدم رجلا من أهل الجنة. قال الهيثمي : رجاله ثقات. انتهى.


ومنها

ما رواه القوم

وتقدم النقل عنهم في (ج ١١ ص ١٤٨ و ١٤٩) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم علامة التاريخ والنسب البلاذري في كتابه «انساب الاشراف» (ص ٢٥ ط دار التعارف في بيروت)

قالوا : وتزوج الحسن امرأة من أهل اليمن فبعث إليها بعشرة آلاف درهم وطلاقها ، فقالت : متاع قليل من حبيب مفارق ، فقال الحسن : لو راجعت امرأة راجعت هذه.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي في كتابه «وسيلة النجاة» (ص ٢٤٠ ط گلشن فيض) قال :

ومرويست كه بسائلى ده هزار درهم عطا فرمود واو با خازن متقاضي ومستعجل بود خازن گفت مگر چيزى فروخته اى امام عليه‌السلام بشنيد وبزجر خازن را فرمود كه او بهترين امتعه خود ـ يعنى عرض خود را ـ عرضه كرده.


حج عليه‌السلام خمسا وعشرين حجة ماشيا

رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١١ ص ١٢٣ الى ص ١٣١) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم علامة التاريخ والنسب البلاذري في «انساب الاشراف» (ص ٩ ط دار التعارف في بيروت)

روى من طريق المدائني ، عن خلاد بن عبيدة ، عن علي بن زيد قال : حج الحسن رحمه‌الله خمس عشرة حجة ماشيا ، والنجائب لتقاد معه.

ومنهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي في «وسيلة النجاة» (ص ٢٣٨ ط گلشن فيض)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «انساب الاشراف».


ومنهم العلامة السيد عبد القادر الطبري الشافعي «في عيون المسائل» (ص ٩٠ ط دار السلام بمصر) قال :

وحج مرارا ماشيا والنجائب تقاد معه ، وكان يقول : استحي من الله تعالى أن ألقاه ولم أمش الى بيته.

ومنهم العلامة شمس الدين الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج ٣ ص ٢٥٣ ط بيروت) قال :

قيل أنه رأى الحسن حج خمس عشرة مرة ، وحج كثيرا منها ماشيا من المدينة الى مكة ونجائبه تقاد معه.

ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج البغدادي المعروف بابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ في «المصباح المضيء» (ج ١ ص ٣٦٨ ط مطبعة الأوقاف في بغداد) قال :

أخبرنا محمد بن أبي طاهر ، قال أنبأنا الجوهري ، قال أخبرنا أبو عمر بن حيويه ، قال أنبأنا احمد بن معروف ، قال أنبأنا الحسين بن الفهم ، قال أنبأنا محمد بن سعد ، قال أنبأنا علي بن محمد ، عن خلاد بن عبيدة ، عن علي بن زيد قال : حج الحسن خمس عشرة حجة ماشيا وان النجائب لتقاد معه.

ومنهم العلامة المولوى ولى الله اللكنهوئى في «مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين» (ص ٢٢٨) قال :

وفي الاستيعاب قال مصعب بن الزبير : حج الحسن بن علي رضي‌الله‌عنهما


خمسا وعشرين حجة ماشيا.

ومنهم العلامة فخر الدين عثمان بن على الزيلعى في «تبيين الحقائق» (ج ٢ ص ٩٣ طبع بيروت) قال :

وكان الحسن بن علي رضي‌الله‌عنهما يمشي في حجه ونجائبه تقاد بين يديه.


جملة من كرامات الحسن عليه‌السلام

منها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة محمد مبين المولوى في «وسيلة النجاة» (ص ٢٤٢ ط لكهنو) قال بالفارسية ما ترجمته :

خرج الحسن بن علي عليه‌السلام في بعض أسفاره ومعه رجل من بلد الزبير كان يقول بإمامته. قال : فنزلوا من منهل من تلك المناهل. قال : نزلوا تحت نخل يابس قد يبس من العطش. قال : ففرش للحسن تحت نخلة وللزبيري بحذائه تحت نخلة أخرى قال : فقال الزبيري ورفع رأسه : لو كان في هذا النخل رطب لأكلنا منه. قال : فقال له الحسن «ع» : وانك لتشتهي الرطب؟ قال : نعم فرفع الحسن عليه‌السلام يده الى السماء فدعا بكلام لم يفهمه الزبيري فاخضرت النخلة ثم صارت الى حالها فأورقت وحملت رطبا. قال : فقال له الحمال الذي اكتروا منه : سحر والله ، قال : فقال له الحسن : ويلك ليس بسحر ولكن


دعوة ابن النبي مجابة. قال : فصعدوا الى النخلة حتى صرموا مما كان فيها ما كفاهم.

ومن كراماته عليه‌السلام

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الحافظ ابن عساكر في «ترجمة الامام حسن بن على «ع» من تاريخ دمشق» (ص ٢٤٥ ط بيروت)

روى بسنده عن الأعمش قال : خرى رجل على قبر الحسن فجن فجعل ينبح كما ينبح الكلاب. قال : فمات فسمع من قبره يعوي ويصيح.

ومنهم العلامة المولوى ولى الله اللكهنوئى في «مرآة المؤمنين» (ص ٢٠٨) قال :

روى في «الشواهد» انه قد أصابه في بعض أسفاره الى الحج ماشيا ورم الساق ، فقال له بعض مواليه : لو ركبت حتى يشفى ورم رجلك. فأبى وقال : انه إذا وصلت الى هذا المنزل يستقبلك رجل أسود معه الدهن فابتع شيئا منه فقلت له : وكيف ذلك ولم نجد في هذه المنازل أحدا معه دواء؟ فلما وصلنا المنزل فإذا بالأسود فطلبت منه الدهن فقال : لمن تشتري هذا؟ فقلت : للحسن ابن علي. فقال : رح بى اليه. فلما وصل اليه اشتكى وجع المخاض لزوجته وقال : ادع لها أن يرزقها ولدا سالما. فقال له : ارجع الى مكانك ان الله تعالى سيرزقها ولدا ذكرا يكون من شيعتنا فكان كما قال.


طعنه رجل في حال الصلاة

(فوقع في وركه)

رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١١ ص ١٥٨ الى ١٦٠) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة ابن المغازلي في «المناقب» (ص ٣٨٢ ط طهران) قال : أخبرنا أبو بكر احمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان ، أخبرنا القاضي ابو الفرج احمد بن علي بن جعفر بن محمد بن المعلى الخيوطي ، وأخبرنا القاضي أبو علي اسماعيل بن محمد بن احمد بن الطيب بن كماري الفقيه الغرافي ، حدثنا ابو بكر احمد بن عبيد بن الفضل بن سهل بن بيري ، وأخبرنا أبو غالب محمد بن احمد بن سهل النحوي ، حدثنا ابو الحسن علي بن الحسين الجاذري ، قالوا حدثنا ابو بكر محمد بن عثمان بن سمعان المعدل ، حدثنا اسلم بن سهل ابن أسلم ، حدثنا وهب بن بقية ، أخبرنا خالد بن حصين ، عن أبي جميلة : ان الحسن بن علي حين قتل علي عليه‌السلام استخلف فبينا هو يصلي بالناس إذ


وثب عليه رجل فطعنه فوقع في وركه ، فمرض منها شهرا ثم قام على المنبر فقال : يا أهل العراق اتقوا الله فينا فانا أمراؤكم وضيفانكم وانا أهل البيت الذين قال الله تعالى فيهم (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ، فما زال يتكلم حتى ما رأيت أحدا في المسجد الا باكيا.

ومنهم العلامة الشيخ ولى الله اللكهنوئى في «مرآة المؤمنين» (ص ٢٠٩)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «مناقب الخوارزمي» لكنه قال : وثب اليه رجل فطعنه بخنجر وهو ساجد.


في كيفية شهادته عليه‌السلام

رواها جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج ٣ ص ٢٧٤ ط بيروت) قال :

قال قتادة : قال الحسن للحسين : قد سقيت السم غير مرة ، ولم أسق مثل هذه ، اني لأضع كبدي. فقال : من فعله؟ فأبى أن يخبره. قال الواقدي : حدثنا عبد الله ابن جعفر ، عن عبد الله بن حسن ، قال : كان الحسن كثير النكاح ، وقل من حظيت عنده ، وقل من تزوجها الا أحبته وصبت به ، فيقال : انه كان سقي ثم أفلت ، ثم سقي فأفلت ، ثم كانت الآخرة ، وحضرته الوفاة ، فقال الطبيب : هذا رجل قد قطع السم أمعاءه. وقد سمعت بعض من يقول : كان معاوية قد تلطف لبعض خدمه أن يسقيه سما.

أبو عوانة : عن مغيرة ، عن أم موسى ، أن جعدة بنت الأشعث بن قيس ، سقت الحسن السم ، فاشتكى ، فكان توضع تحته طشت ، وترفع أخرى نحوا من أربعين يوما.


ابن عيينة : عن رقبة بن مصقلة : لما احتضر الحسن بن علي ، قال : أخرجوا فراشي الى الصحن ، فأخرجوه ، فقال : اللهم اني أحتسب نفسي عندك ، فإنها أعز الأنفس علي.

وروى في (ص ٢٧٧):

عن ابن إسحاق : حدثني مساور السعدي ، قال : رأيت أبا هريرة قائما على مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم مات الحسن يبكي ، وينادي بأعلى صوته : يا أيها الناس! مات اليوم حب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فابكوا.

قال جعفر الصادق : عاش الحسن سبعا وأربعين سنة.

قلت : وغلط من نقل عن جعفر أن عمره ثمان وخمسون سنة غلطا بينا.

قال الواقدي ، وسعيد بن عفير ، وخليفة : مات سنة تسع وأربعين.

وقال المدائني ، والغلابي ، والزبير ، وابن الكلبي ، وغيرهم : مات سنة خمسين ، وزاد بعضهم : في ربيع الاول ، وقال البخاري : سنة إحدى وخمسين.

وغلط أبو نعيم الملائي وقال سنة ثمان وخمسين.

ومنهم العلامة الشيخ يحيى بن أبى بكر العامري اليماني في «الرياض المستطابة» (ص ٢٨٦ ط مكتبة المعارف في بيروت) قال :

قال ابن حجر في التهذيب تبعا لغيره : مات شهيدا بالسم سنة تسع وأربعين ، وغسله اخوته الحسين ومحمد والعباس ، ودفن الى جنب العباس.

ومنهم علامة التاريخ والنسب البلاذري في «انساب الاشراف» (ص ٥٩ ط دار التعارف في بيروت) قال :

قال الهيثم بن عدي : دس معاوية الى ابنة سهيل بن عمرو امرأة الحسن مائة


ألف دينار على أن تسقيه شربة بعث بها إليها ففعلت.

وحدثني روح بن عبد المؤمن ، حدثني عمي ، عن أزهر ، عن ابن عون قال : خرج الحسن بن علي على من كان يجالسه فقال : لقد لفظت الساعة طائفة من كبدي أقلبها بهذا العود ، ولقد سقيت السم غير مرة ، وما سقيته أشد من مرتي هذه ، ثم دخل عليه من الغد وهو يكيد بنفسه.

(وفي ص ٦٢):

ويقال : ان الحسن أوصى أن يدفن مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم الحسين فأظهر الحسين ذلك قبل موت الحسن ، فأنكره مروان بن الحكم وكتب يقول الى معاوية ، فكتب اليه معاوية : إذا مات الحسن فامنع من ذلك أشد المنع كما منعنا من دفن عثمان مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. فأتى الحسين الحسن فأخبره بذلك فقال : يا أخي اجتنبت القتال في حياتي أفتريد أن يكون ذلك عند سريري؟ فضمن له أن لا يفعل.

ويقال : انه لم يجر بينه وبين الحسين في ذلك شيء ، فلما توفي أراد الحسين دفنه مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فمنعه مروان من ذلك ، وكاد أن يكون بين الحسين وبينه في ذلك شر ، فأمسك الحسين عن دفنه مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

ومنهم العلامة المولوى الشيخ ولى الله اللكهنوئي في «مرآة المؤمنين» (ص ٢١٤) قال :

قال الحافظ ابو عمرو بن عبد البر في الاستيعاب : قال قتادة بن أبى بكر بن حفص : سمت الحسن بن على عليهما‌السلام بنت الأشعث بن قيس الكندي ،


وقالت طائفة كان ذلك منها بتدسيس معاوية إليها وما بذل لها في ذلك وقال : وفي حياة الحيوان الكبير : وكان الحسن بن علي رضي‌الله‌عنه قد سمته امرأته جعدة بنت الأشعث فمكث يرفع من تحته كذا كذا طنا من دم وكان رضي‌الله‌عنه يقول : سميت السم مرارا ما اصابني فيها ما اصابني في هذه المرة.


مكالمته مع أخيه الحسين حين الموت

رواها القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١١ ص ١٧٤) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة محمد بن الحسن بن عبد الله الحسيني الشافعي في «مجمع الأحباب وتذكرة اولى الألباب» (ص ٣٢٥ نسخة مكتبة سالار جنگ في حيدرآباد الدكن) قال :

لما احتضر (الحسن) دخل عليه أخوه الحسين فوجده جزعا فقال : يا أخي لاي شيء تجزع من الموت تقدم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعلي بن أبي طالب وهما أبواك وعلى خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وهما اماك وعلى حمزة وجعفر وهما عماك. فقال : يا أخي اني أقدم على أمر عظيم. ثم قال : اللهم اني أحتسب نفسي عندك. وتوفي رضي‌الله‌عنه.

ومنهم العلامة يحيى بن معين في «تاريخه» (مخطوط)

روى الحديث بعين ما تقدم الى قوله «وهما عماك» ثم قال : فقال يا أخي اني أقدم على أمر لم أقدم على مثله.


ملخص

ما رواه ابن عساكر من فضائله عليه‌السلام

في ترجمته من تاريخ دمشق المطبوع في بيروت

ففي (ص ٢٠ الى ٢٢):

روى بسبعة أسانيد عن أبي بكر أنه وضعه على عاتقه وقال : بأبى شبه النبي ليس شبيها بعلي.

وروى بسند واحد عن أبي مليكة : كانت فاطمة تنقزه وتقول : بأبى شبه النبي ليس شبيها بعلي.

وفي (ص ٢٣ الى ٢٦):

روى بخمسة أسانيد عن عبد الله بن الزبير : انا أحدثكم بأشبه اهله اليه وأحبهم اليه الحسن بن علي.

وفي (ص ٢٧ الى ٢٨ و ٢٩ الى ٣٢):

روى بأحد عشر سندا عن أنس وأبي جحيفة قال : كان الحسن بن علي أشبههم


وجها برسول الله «ص» وكان أشبه الناس به الحسن بن علي.

وفي (ص ٣٧ الى ٥٦):

روى بثلاث وثلاثين سندا قال «ص» : اللهم اني أحبه فأحبه وأحب من يحبه.

وفي (ص ٥١ الى ٥٦):

روى بأربعة أسانيد قال «ص» : من أحبني فليحب هذا (أي الحسن) من احبني فليحبه فليبلغ الشاهد الغائب.

وفي (ص ٧٩):

روى بخمسة أسانيد قال «ص» : من أحب ان ينظر الى سيد شباب اهل الجنة فلينظر الى هذا (اي الحسن).

وفي (ص ١٠٣):

روى بسبعة أسانيد عن أبي هريرة قال للحسن : ارفع ثوبك حتى اقبل منك حيث رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقبل ، فرفع عن بطنه فوضع فمه على سرته.

وفي (ص ١٠٤):

روى بسنده عن أبي جعفر «ع» : بينما الحسن مع رسول الله «ص» إذ عطش فاشتد ظمؤه فطلب له النبي ماء فلم يجد ، فأعطاه رسول الله لسانه فمصه حتى روي.

وفي (ص ١٠٧):

روى بسنده عن أبي هريرة قال : رأيت رسول الله «ص» حامل الحسن بن علي


على عاتقه ولسانه يسيل عليه.

وفي (ص ١٠٨ وص ١٠٧):

روى بسندين أن النبي «ص» يمص لعاب الحسن والحسين كما يمص الرجل التمرة.

وفي (ص ١١٣):

روى بسنده عن ابن عمر قال : كان على الحسن والحسين تعويذ ان فيهما زغب من زغب جناح جبرئيل.

وفي (ص ١٢١):

روى بسند واحد أن النبي «ص» قال : ألا ان الحسن بن علي قد اعطي من الفضل ما لم يعط احد من ولد آدم ما خلا يوسف بن يعقوب بن اسحق بن ابراهيم خليل الله.

وفي (ص ١١٤):

روى بسندين عن محمد بن سيرين قال : نظر النبي «ص» الى الحسن بن علي فقال : يا بني اللهم سلمه وسلم منه.

وفي (ص ١٤٢):

روى بثلاثة أسانيد عن ابن عباس : ولقد حج حسن بن علي خمسة وعشرين حجة ماشيا وان النجائب لتقاد معه ولقد قاسم الله ماله ثلاث مرات حتى انه كان يعطي الخف ويمسك النعل.


وفي (ص ١٤٢):

روى بسندين عن علي بن زيد بن جذعان قال : حج الحسن بن علي خمس عشر مرة ماشيا وخرج من ماله مرتين وقاسم الله ماله ثلاث مرات حتى كان ليعطي نعلا ويمسك نعلا ويعطى خفا ويمسك خفا.

وفي (ص ١٤٣):

روى بسندين عن ابن نجيح : ان الحسن بن علي حج ماشيا وقسم ماله نصفين.

وفي (ص ١٤٧):

روى بسند واحد عن ابن سيرين ان الحسن بن علي كان يجيز الرجل الواحد بمائة ألف.

وفي (ص ١٤٧):

روى بسندين عن سعيد بن عبد العزيز ان الحسن بن علي بن أبي طالب سمع الى جنبه رجلا يسأل ان يرزقه الله عشرة آلاف درهم فانصرف فبعث بها اليه.

وفي (ص ١٤٨):

روى بسنده عن أبي اسحق في حديث فمر الحسن بن علي «ع» واشترى الغلام والحائط وجاء الى الغلام فقال : يا غلام قد اشتريتك فقام قائما فقال السمع والطاعة لله ولرسوله ولك يا مولاي. قال : وقد اشتريت الحائط وأنت حر لوجه الله والحائط هبة مني إليك. قال : فقال الغلام يا مولاي قد وهبت الحائط للذي وهبتني له.


وفي (ص ١٥٦):

روى بسنده عن ابن سيرين قال : كان الحسن بن علي «ع» لا يدعو الى طعامه أحدا الا وهو يقول : هو أهون من أن يدعى اليه احد.

وفي (ص ١٥٦):

روى بسنده عن جويرة بن اسماء قال : لما مات الحسن بن علي «ع» بكى مروان في جنازته ، فقال له الحسين : أتبكيه وقد كنت تجرعه ما تجرعه؟ فقال اني كنت افعل ذلك الى أحلم من هذا ـ وأشار بيده الى الجبل.

وفي (ص ١٥٨):

روى بسنده عن ابن عون عن عمير بن اسحق قال : ما تكلم عندي احد كان أحب الي إذا تكلم ان لا يسكت من الحسن بن علي «ع» إلخ.

وفي (ص ١٥٩):

روى بسنده عن محمد بن يزيد المبرد قال : قيل للحسن بن علي ان أبا ذر يقول : الفقر أحب الي من الغنى والسقم أحب الي من الصحة. فقال : رحم الله أبا ذر اما أنا فأقول : من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن انه في غير الحالة التي اختار الله تعالى له وهذا حد الوقوف على الرضا بما تصرف به القضاء؟.

وفي (٢٢٨):

روى بسنده عن عمرو بن مفجة قال : اول ذل دخل على العرب بموت الحسن بن علي.


وفي (٢٢٩):

روى بسنده عن مساور مولى بني سعد بن بكر قال : رأيت ابا هريرة قائما على باب مسجد رسول الله «ص» يوم مات الحسن بن علي ويبكى وينادي بأعلى صوته : يا ايها الناس مات اليوم حبيب رسول الله «ص» فابكوا.


جملة من خطبه وكلماته

من خطبة له عليه‌السلام بعد بيعة الناس له :

نحن حزب الله الغالبون ، ونحن عترة رسوله الأقربون ، ونحن اهل بيته الطيبون ، ونحن أحد الثقلين اللذين خلفهما جدي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في أمته ، ونحن ثاني كتاب الله ، فيه تفصيل كل شيء ، لا يأتيه الباطل بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، فالمعول علينا في تفسيره ولا نتظنى تأويله ، فأطيعونا فان طاعتنا مفروضة إذا كانت بطاعة الله عزوجل ، وطاعة رسوله مقرونة ، قال جل شأنه (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ).

رواها في «أهل البيت» (ص ٧٣ ط السعادة بالقاهرة).

ورويت في غيره من الكتب تقدم نقلها في (ج ١١ ص ٢٠٦ و ٢٠٧).

ومن خطبة له عليه‌السلام يوم شهادة امير المؤمنين (ع):

روى حفص بن خالد ، عن أبيه عن جده قال : لما قتل علي قام الحسن


ابن علي خطيبا ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد والله لقد قتلتم الليلة رجلا في ليلة نزل فيها القرآن ، وفيها رفع عيسى بن مريم ، وفيها قتل يوشع ابن نون فتى موسى.

[خالد بن جابر عن أبيه عن] الحسن مثله ، وزاد : وفيها تيب على بني إسرائيل ، وقال : والله ما سبقه أحد كان قبله ولا يلحقه أحد كان بعده ، وان كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليبعثه في السرية ، جبريل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره ، والله ما ترك صفراء ولا بيضاء الا ثمانية او سبعمائة درهم أرصد بها لخادم يشتريها (هما لأبي يعلى).

رواها في «المطالب العالية» (ج ٤ ص ٣٢٤ ط الكويت).

ورواها في «التبصرة» (ج ١ ص ٤٤٨ طبع عيسى الحلبي بالقاهرة).

أخبرنا ابن الحصين ، أنبأنا ابن المذهب ، انبأنا احمد بن جعفر ، حدثنا عبد الله بن احمد ، حدثني أبي ، حدثنا وكيع ، عن شريك ، عن أبي إسحاق عن هبيرة قال : خطبنا الحسن بن علي فقال :

لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون بعلم ولم يدركه الآخرون كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يبعثه بالراية جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله فلا ينصرف حتى يفتح له.

ورواها في «وسيلة النجاة» (ص ٢٤٥ ط گلشن فيض في لكهنو).

قال : أخرج الحاكم مسلسلا بالسادات الاشراف حديثا ابو محمد الحسن ابن محمد بن يحيى بن أخي طاهر العقيع الحسيني حدثنا إسماعيل بن محمد ابن اسحق بن جعفر الصادق بن محمد بن علي بن الحسين حدثني عمي علي بن جعفر بن محمد حدثني الحسين بن زيد عن عمر بن علي عن أبيه علي بن الحسين


قال : خطب الحسن بن علي الناس حين قتل علي فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : لقد قبض في هذه الليلة رجل لا يسبقه الأولون بعمل ولا يدركه الآخرون وقد كان رسول الله يعطي رايته فيقاتل جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، فما يرجع حتى يفتح الله عليه ، وما ترك على الأرض صفراء ولا بيضاء الا سبعمائة درهم فضلت عن عطاياه أراد ان يبتاع بها خادما لأهله. ثم قال : ايها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي وانا ابن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وانا ابن الوصي وانا ابن البشير وانا ابن النذير وانا ابن الداعي الى الله باذنه وانا ابن السراج المنير وانا من اهل البيت الذي كان جبرئيل ينزل إلينا ويصعد من عندنا ، وانا من اهل البيت الذي اذهب الله عنهم الرجس فطهرهم تطهيرا ، وانا من اهل البيت الذي افترض الله مودتهم على كل مسلم فقال تبارك وتعالى (وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً) فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت.

ومن خطبه له عليه‌السلام :

اتقوا الله أيها الناس حق تقاته فانا أمراؤكم وأضيافكم ونحن أهل البيت الذين قال الله: (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [٣٣ / الأحزاب] والله لو طلبتم ما بين جابلق وجابرس مثلي في قرابتي وموضعي ما وجدتموه!!

ثم ذكر ما كان عليه أبوه من الفضل والزهد والأخذ بأحسن الهدي وخروجه من الدنيا خميصا لم يدع الا سبعمائة درهم فضلت من عطائه فأراد أن يبتاع بها خادما.

فبكى الناس ثم بايعوه ، وكانت بيعته التي أخذ على الناس أن يحاربوا من حارب ، ويسالموا من سالم. فقال بعض من حضر : والله ما ذكر السلم الا ومن


رأيه أن يصالح معاوية أو كما قال.

رواه في «أنساب الاشراف» (ص ٢٩ ط دار التعارف في بيروت).

ورويت عن غيره من الكتب تقدم النقل عن بعضها في (ج ١١ ص ٢١٧).

ومن خطبة له عليه‌السلام :

بعد الحمد والثناء ثم قال : ان أكيس الكيس التقى ، وأحمق الحمق الفجور أيها الناس انكم لو طلبتم بين جابلق وجابرس رجلا جده رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما وجدتموه غيري وغير أخي الحسين ، وان الله قد هداكم بأولنا محمد ، وان معاوية نازعني حقا هو لي فتركته لصلاح الامة وحقن دمائها ، وقد بايعتموني على أن تسالموا من سالمت ، وقد رأيت أن أسالمه وقد بايعته ، ورأيت أن ما حقن الدماء خير مما سفكها ، وأردت صلاحكم وأن يكون ما صنعت حجة على من كان يتمنى هذا الأمر ، (وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ). ثم سكت وتفرق الناس.

رواه في «أنساب الاشراف» (ص ٤٣ ط دار التعارف في بيروت).

ورواه في «وسيلة النجاة» (ص ٢٤٩ ط لكنهو) بتغيير يسير.

ورواه الباقلاني في «مناقب الأئمة» (ص ٢٣١ نسخة الظاهرية بدمشق) بعين ما تقدم عن «أنساب الاشراف» الى قوله حقا هو لي. ثم قال : فنظرت لصلاح أمة محمد صلى الله عليه وبايعتموني على أن تسالموا من سالمت وتحاربوا من حاربت ولقد رأيت أن أسالم معاوية وأن أضع الحرب وقد بايعته ورأيت ان حقن الدماء خير من سفكها فأردت صلاحكم وأن يكون ذلك حجة على من كان يتمنى ما اقضي اليه من الأمر (لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ).

ورواه في «سير اعلام النبلاء» (ج ٣ ط ٢٧١ ط بيروت).


عن هشيم ، عن مجالد ، عن الشعبي ، أن الحسن خطب ، فقال : ان أكيس الكيس التقى ، وان أحمق الحمق الفجور. ألا وان هذه الأمور التي اختلفت فيها أنا ومعاوية ، تركت لمعاوية إرادة اصلاح المسلمين وحقن دمائهم.

وروي في غيرها من كتب العامة تقدم النقل عنها في (ج ١١ ص ٢٠٠ الى ص ٢٠٥).

ومن خطبة له عليه‌السلام :

أيها الناس انكم قد أكثرتم في هذين الرجلين وانما بعثا ليحكما بالكتاب على الهوى فحكما بالهوى على الكتاب ، ومن كان هكذا لم يسم حكما ولكنه محكوم عليه ، وقد أخطأ عبد الله بن قيس إذ جعلها لعبد الله بن عمر فأخطأ في ثلاث خصال : واحدة أنه خالف أباه إذ لم يرضه لها ولا جعله من أهل الشورى ، وأخرى أنه لم يستأمره في نفسه ، وثالثة أنه لم يجتمع عليه المهاجرون والأنصار الذين يعقدون الامارة ويحكمون بها على الناس ، وأما الحكومة فقد حكم النبي عليه الصلاة والسلام سعد بن معاذ في بني قريظة فحكم بما يرضى الله به ولا شك ولو خالف لم يرضه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. ثم جلس.

رواها في «العقد الفريد» (ج ٢ ص ٢٠٧ ط المطبعة الشرقية بالقاهرة).

قال : لما انقضى أمر الحكمين واختلف أصحاب علي قال بعض الناس : ما منع أمير المؤمنين أن يأمر بعض أهل بيته فيتكلم فانه لم يبق أحد من رؤساء العرب الا وقد تكلم. قال : فبينما علي يوما على المنبر إذ التفت الى الحسن ابنه فقال : قم يا حسن فقل في هذين الرجلين عبد الله بن قيس وعمرو بن العاص فقام الحسن فقالها.


ومن كلامه في اصحاب الأخدود :

كان أصحاب الأخدود خدوا الخدود وملئوها نارا ، فألقوا فيها من آمن بالله وتركوا من كفر ، فألقوا بضعة وثمانين مؤمنا ، حتى أتوا على عجوز كبيرة وابنها خلفها صبي صغير ، فلما رأت النار كيف تأخذهم ، جزعت قالت : يا بني أما ترى؟ قال لها ابنها : يا أمتاه امضى ولا تنافقي. فمضت واقتحم ابنها على أثرها. قال الحسن : كانت لذعة نار ثم لا نار عليهم آخر ما عليهم. ثم قال : يا سبحان الله ، ما أصبر الله ، انهم يعذبون أولياءه بالنار وهو يدعوهم الى التوبة ، ثم قرأ (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ). يقول : أحرقوا المؤمنين والمؤمنات (ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا) (الآية : ١٠). أي : فلو تابوا لتاب الله عزوجل عليهم.

رواه أبو الحجاج مجاهدين حبر المكي المخزومي في «تفسيره» ج ٢ ص ٧٤٧ ط مجمع البحوث پاكستان.

شطر من خطبة له عليه‌السلام :

أما بعد فان الله هداكم بأولنا وحقن دماءكم بآخرنا ، وان لهذا الأمر مدة ، والدنيا دار زوال ، وقد قال الله : (وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ).

رواه في «انساب الاشراف» (ص ٦٨ ط دار التعارف في بيروت).

وروى في غيرها من كتب العامة تقدم النقل عن بعضهم في (ج ١١ ص ١٩٩).


ومن كلام له عليه‌السلام في الموعظة :

يا ابن آدم عف محارم الله تكن عابدا ، وارض بما قسم الله سبحانه تكن غنيا ، وأحسن جوار من جاورك تكن مسلما ، وصاحب الناس بمثل ما تحب أن يصاحبوك بمثله تكن عدلا. انه كان بين أيديكم أقوام يجمعون كثيرا ، ويبنون مشيدا ، ويأملون بعيدا ، أصبح جمعهم بورا ، وعملهم غرورا ، ومساكنهم قبورا يا ابن آدم انك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك فخذ مما في يديك لما بين يديك ، فان المؤمن يتزود والكافر يتمتع. وكان يتلو بعد هذه الموعظة : (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى).

رواه في «التذكرة الحمدونية» (ص ١٠٠ ط بيروت) قال : وكان الحسن ابن علي عليهما‌السلام يقوله في مواعظه.

ومن خطبة له (ع):

ان الحلم زينة ، والوقار مروءة ، والعجلة سفه ، والسفه ضعف ، ومجالسة أهل الدناءة شين ، ومخالطة الفساق ريبة.

رواها في «سير أعلام النبلاء» (ج ٣ ص ٢٦٣ ط بيروت) عن الحرمازي قال : خطب الحسن بن علي بالكوفة فقالها.

ومن كتابه في جواب الحسن البصري في المسألة عن القدر :

بسم الله الرّحمن الرّحيم أما بعد فقد انتهى الي كتابك عند حيرتك وحيرة من زعمت من أمتنا


والذي عليه رأى ان من لم يؤمن بالقدر خيره وشره من الله تعالى فقد كفر ومن حمل المعاصي على الله فقد فجر ، ان الله لا يطاع بإكراه ولا يعصى بغلبة ولا يميل العباد من ملكه لكنه المالك لما ملكهم والقادر على ما عليه قدرهم فان استمروا بالطاعة لم يكن لهم صادا ولا لهم مانعا وان أتوا بالمعصية وشاء أن يمن عليهم فيحول بينهم وبينها فعل وان لم يفعل فليس هو حملهم عليها اجبارا ولا ألزمهم اكراها باحتجاجه عليهم ان عرفهم ومكنهم وجعل لهم السبيل الى أخذ ما دعا لهم الله وترك ما نهاهم عنه ولله الحجة البالغة. والسلام.

رواه في «وسيلة النجاة» (ص ٢٤٤ ط مطبعة گلشن فيض في لكنهو).

ورواه في «مرآة المؤمنين» (ص ٢١١ مخطوط).

وقد تقدم نقله عن غيرهما من كتب العامة في ج ١١ ص ٢٣٣.

ومن كلامه عليه‌السلام :

ان عليا كان سهما لله صائبا في أعدائه وكان في محلة العلم أشرفها وأقربها من رسول الله «ص» ، وكان رباني هذه الامة لم يكن لمال الله بالسروقة ، ولا في أمر الله بالنومة ، أعطى القران عزيمة علمه فكان منه في رياض مونقة ، وأعلام بينة ، ذاك علي بن أبي طالب يا لكع.

رواه في ترجمة الامام علي بن أبي طالب من «تاريخ دمشق» (ص ٢٠٣ ط بيروت) قال :

أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم ، أنبأنا رشاد بن نظيف ، أنبأنا الحسن ابن اسماعيل ، أنبأنا أحمد بن مروان ، أنبأنا أحمد بن على الرزاق ، أنبأنا ابراهيم بن بشار ، أنبأنا نعيم بن موزع ، أنبأنا هشام بن حسان ، قال : بينا نحن عند الحسن إذ أقبل رجل من الازارقة فقال له : يا با سعيد ما تقول في علي بن أبي طالب ، قال : فاحمر وجنتا الحسن وقاله.


ومن كلامه عليه‌السلام لجعيد : يا جعيد ان الناس أربعة : فمنهم من له خلاق وليس له خلق ، ومنهم من له خلق وليس له خلاق ، ومنهم من ليس له خلق ولا خلاق فذاك اشر الناس ، ومنهم من له خلق وخلاق فذاك افضل الناس؟.

رواه في تاريخ دمشق لابن عساكر (ص ١٥٩ ط بيروت).

عن جعيد بن همدان انه «ع» قال له ذلك.

ومن كلماته عليه‌السلام :

هلاك الناس في ثلاث في الكبر والحرص والحسد ، فالكبر هلاك الدين وبه لعن إبليس ، والحرص عدو النفس وبه اخرج آدم من الجنة ، والحسد رائد السوء ومنه قتل هابيل قابيل.

رواه في «مرآة المؤمنين» (ص ٢١٢ مخطوط).

ومن كلامه عليه‌السلام :

من لم يتمن غير ما اختار الله له فقد اتكل على حسن اختيار الله فهذا احد الوقوف على الرضا بما يعرف القضا.

رواه في «وسيلة النجاة» (ص ٢٤٤ ط مطبعة گلشن فيض في لكنهو) نقلا عن «الصواعق» قال : لما قيل ان أبا ذر يقول الفقر أحب الي من الغنى والسقم أحب الي من الصحة ، فقال : رحم الله أبا ذر واما انا أقول ، فذكره.

ورواه في «مرآة المؤمنين» (ص ٢١٠) لكنه قال : من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن انه في غير الحالة التي اختار الله له.

ورواه في «سير أعلام النبلاء» (ج ٣ ص ٢٦٢ ط بيروت) قال :


قال المبرد : قيل للحسن بن علي : ان أبا ذر يقول : الفقر أحب الي من الغنى ، والسقم أحب الي من الصحة. فقال : رحم الله أبا ذر ، أما أنا فأقول : من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن شيئا ، وهذا حد الوقوف على الرضى بما تصرف به القضاء.

وروى في غيرها من كتب العامة تقدم النقل من بعضها في (ج ١١ ص ٢٣٧).

ومن كلامه عليه‌السلام :

اللهم اني أحتسب نفسي عندك فإنها أعز الأنفس علي ـ فكان مما صنع الله له أنه احتسب نفسه.

رواه في «ترجمة الامام حسن بن علي من «تاريخ دمشق» ص ٢١٣ ط بيروت بأربعة أسانيد عن رقبة بن مصقلة قال : لما حضر الحسن بن علي قال : أخرجوني انظر في ملكوت السماء ، فلما اخرج قاله.

ومن كلامه (ع):

من أحبنا لله نفعه الله تعالى بحبنا ومن أحبنا لغير الله فان الله يقضى في الأمور ما يشاء ، اما ان حبنا أهل البيت يساقط الذنوب كما تساقط الريح الورق عن الشجر.

رواه في «وسيلة المآل» (ص ٦١) قال :

وقال الحافظ جمال الدين الزرندي قال : أبو سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه سمعت الحسن بن علي رضي‌الله‌عنها يقوله.

ومن كلامه عليه‌السلام :

شر من المرزئة سوء الخلف. من أقبل مع أمر ولى مع انقضائه. راكب


الحرون أسير نفسه ، والجاهل أسير لسانه. المراء يفسد الصداقة القديمة ، ويحلل العقدة الوثيقة ، وأقل ما فيه المغالبة ، والمغالبة أمتن أسباب القطيعة.

رواه في «التذكرة الحمدونية» (ص ٢٧٠ ط بيروت).

ومن منظومه عليه‌السلام :

وكتب اليه رجل هذين البيتين :

لم يبق لي مما يباع بحجة

وكفاك منظر حالتي عن مخبري

الا بقية ماء وجهى صنتها

من أن يباع فقد وجدت المشتري

فأرسل اليه بعشرة آلاف درهم وكتب اليه :

عاجلتنا فأتاك عاجل برنا

فلا وان أمهلتنا لم نقلل

فخذ القليل وكن كأنك لم تسل

ونكون نحن كأننا لم نسأل

رواه في «وسيلة المآل» ص ٢٤٠ ط لكنهو.

ومن كلماته عليه‌السلام :

خير المال ما وقي به العرض.

رواه في «الاعجاز والإيجاز» (ص ٣٧ ط دار البيان في بغداد).

كنس الفناء وغسل الإناء مجلبة الغنى.

رواه في «تعليم المتعلم طريق التعلم» (ص ٣٦ ط مطبعة الميرية بمصر).

الكرم هو التبرع قبل السؤال.

رواه في «التمثيل والمحاضرة» (ص ٣٠ ط مطبعة دار احياء الكتب العربية بالقاهرة).

الطعام أيسر من أن يقسم عليه إذا دعي الرجل الى أكله فلم يأكل.


رواه في «انساب الاشراف» (ص ٢٥ ط دار التعارف في بيروت).

الامين آمن ، والبريء جري ، والخائن خائف ، والمسيء مستوحش.

رواه في «التذكرة الحمدونية» (ص ٢٧٠ ط بيروت).

خير المال ما وقي به العرض.

رواه في «الجوهر النفيس في سياسة الرئيس» (ص ١٢٩ ط دار الطليعة في بيروت).

لما قيل له : ان أبا ذر يقول الفقر أحب الي من الغنى والسقم أحب الي من الصحة. قال : رحم الله أبا ذر ، أما انا فأقول من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن أنه في غير الحالة التي اختار الله تعالى له ، وهذا حد الوقوف على الرضا بما تصرف به القضاء.

رواه في «ترجمة الامام حسن (ع) من تاريخ دمشق» (ص ١٥٩ ط بيروت) عن محمد بن يزيد المبرد.

وروي في غيره من كتاب العامة وقد تقدم النقل عن بعضها في (ج ١١ ص ٢٣٧).

ان أشد الناس حسرة يوم القيامة رجلان : رجل نظر الى ماله في ميزان غيره سعد به وشقي هو به ، ورجل نظر الى علمه في ميزان غيره سعد به وشقي هو به.

رواه في «جامع بيان العلم وفضله» (ص ٢٥١ ط دار الكتب الحديثية بالقاهرة).

تعلموا العلم فإنكم ان تكونوا صغار قوم تكونوا كبارهم غدا ، فمن لم يحفظ فليكتب.

رواه في «جامع بيان العلم وفضله» (ص ١٠٧ ط دار الكتب الحديثية بالقاهرة) قال :


أخبرنا قاسم بن محمد أبو محمد رحمه‌الله ، قال أخبرنا خالد بن سعد ، قال حدثنا محمد بن ابراهيم بن حيون ، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال حدثني أبي ، قال حدثنا مطلب بن زياد ، قال حدثنا محمد بن أبن ، قال : قاله الحسن بن علي لبنيه وبني أخيه ، فذكره.

وتقدم نقله عن غيره من الكتب في (ج ١١ ص ٢٣٥)

ومن كلامه عليه‌السلام لما سئل عن الصمت :

هو سير العمر وزين العرض وفاعله في راحة.

رواه في «مرآة المؤمنين» (ص ٣١٢).

ومن كلماته في جواب الاسئلة :

نقل الحافظ أبو نعيم في حليته بسنده فيها ان عليا سأل ابنه الحسن «ع» عن أشياء من أمر المروة فقال : يا بنى ما السداد؟ فقال : يا أبت السداد دفع المنكر بالمعروف. قال : فما الشرف؟ قال : اصطناع العشيرة وحمل الجريرة. قال : فما المروة. قال : العفاف واصلاح المال. قال : فما الدقة. قال : النظر في اليسير ومنع الحقير. قال : فما اللؤم. قال : إحراز المرء نفسه وبذله عرضه. قال : فما السماح. قال : البذل في العسر واليسر. قال : فما الشح. قال : ان ما في يدك سرفا وما أنفقته تلفا. قال : فما الإخاء. قال : المساواة في الشدة والرخاء قال : فما الجبن. قال : الجرأة على الصديق والنكول عن العدو. قال : فما الغنيمة قال : الرغبة في التقوى والزهادة في الدنيا هي الغنيمة. قال : فما الحلم. قال : كظم الغيظ وملك النفس. قال : فما الغنى. قال : رضي النفس بما قسم الله لها وان قل وانما الغنى عز النفس. قال : فما الفقر. قال : شره النفس في كل شيء. قال :


فما المنعة. قال : شدة البأس ومنازعة أعز الناس. قال : فما الذل. قال : الفزع عن المصدوقة (الصدقة خ ل) قال : فما العي. قال : العبث باللحية وكثرة البزق عند المخاطبة. قال : فما الجرأة. قال : موافقة الاقران. قال : فما الكلفة قال : كلامك فيما لا يعنيك. قال : فما المجد. قال : أن تعطى في العزم وان تعفو عن الجرم. قال : فما العقل. قال : حفظ القلب كلما استوعيته. قال : فما الخرق قال : معاداتك امامك ودفعك عليه كلامك. قال : فما السناء. قال : إتيان الجميل وترك القبيح. قال : فما الحزم. قال : طول الإناة والرفق بالولاة. قال : فما السفه. قال : اتباع الدناة ومصاحبة الغواة. قال : فما الغفلة. قال : ترك المسجد وطاعتك المفسد. قال : فما الحرمان. قال : تركك حظك وقد عرض عليك. قال :فمن السيد. قال : الأحمق في ماله والمتهاون في عرضه يشتم فلا يجيب المهتم بأمر عشيرته هو السيد ، (فهذه الاجوبة الصادرة منه على البديهة من غير روية شاهدة له «ع» ببصيرة باصرة وبديهة حاضرة ومادة فضل وافرة وفكرة على استخراج الغوامض قادرة).

رواه في «مطالب السؤول» (ص ٦٨ ط طهران).

ورواه في «مرآة المؤمنين» (ص ٢١٢) بتلخيص يسير وتقدم نقله عن سائر كتب القوم في (ج ١١ ص ١٠٧).

وروي شطر منها في «تاريخ دمشق لابن عساكر في ترجمة الامام الحسن ابن علي» (ص ١٦٦ ط بيروت).

ومن كلامه عليه‌السلام :

حين سأله معاوية عن الكرم والمروءة والنجدة أما الكرم فالتبرع بالمعروف ، والإعطاء قبل السؤال ، والإطعام في المحل


وأما النجدة فالذب عن الجار في المواطن ، والاقدام في الكريهة ، وأما المروءة فحفظ الرجل دينه وإحرازه نفسه من الدنس ، وقيامه لضيفه ، وأداء الحقوق ، وافشاء السلام.

رواه في «الجوهر النفيس في سياسة الرئيس» (ص ١١٨ ط دار الطليعة في بيروت).

جوابه عليه‌السلام لمعاوية

قال له معاوية :

وتجلدي للشامتين اريهم

اني لريب الدهر لا اتضعضع

فقال «ع» في جوابه :

وإذا المنية انشبت أظفارها

ألفيت كل تميمة لا تنفع

رواه في «وسيلة النجاة» ص ٢٤١ ط لكنهو.


فضائل سيد الشهداء الحسين بن على عليه‌السلام

(ميلاده عليه‌السلام)

رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١١ ص ٢٥٦ الى ص ٢٥٩) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم الحافظ الطبرانيّ في «المعجم الكبير» (ص ١٤٢ ط المكتبة السلفية بالمدينة المنورة) قال :

حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، نا عبد الله بن سعيد الكندي ، نا حفص ابن غياث ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه قال : لم يكن بين الحسن والحسين الأطهر.

ومنهم العلامة احمد بن احمد الصغير الشافعي في «تحفة الراغب» (ص ٣ ط محمد افندى) قال : ولد الحسين رضي‌الله‌عنه سنة أربع على الصحيح ، وكانت ولادته لخمس


خلون من شعبان ، علقت به أمه الطاهرة الزهراء بعد ولادة أخيه الامام الحسن رضي‌الله‌عنه بخمسين ليلة ، وقد حنكه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ومنهم العلامة أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد القرشي الكنجي في «كفاية الطالب» (ص ٢٦٩ ط الغرى) قال :

أخبرنا بذلك الحافظ يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي بحلب ، قال قرأت على عبد الله بن كاره ببغداد ، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري ، أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري ، عن أبي عمر بن حيويه ، عن أبي الحسن أحمد بن معروف ، حدثنا الحسن بن الفهم ، حدثنا محمد بن سعد كاتب الواقدي ، قال : الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم يكنى أبا عبد الله ، وامه فاطمة بنت رسول الله «ص» ، وأمها خديجة بنت خويلد ابن أسد ، علقت بالحسين لخمس ليال خلون من ذي القعدة سنة ثلاث من الهجرة ، وكان بين ذلك وبين ولادة الحسن خمسون ليلة ، وولد الحسين «ع» لليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة.

قلت : أخرجه ابن سعد في الطبقة السابعة ، ورواه محدث الشام عنه وعن غيره من أهل التواريخ في مناقبه.

ومنهم الحافظ الشيخ أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي الشافعي المتوفى سنة ٧٤٨ في «سير أعلام النبلاء» (ج ٣ ص ٣٨٠ ط بيروت) قال :

قال الزبير : مولده في خامس شعبان سنة أربع من الهجرة.


قال جعفر الصادق : بين الحسن والحسين في الحمل طهر واحد.

قد مرت في ترجمة الحسن «ع» عدة أحاديث متعلقة بالحسين.

ومنهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق ابو علم في «أهل البيت» (ص ٤١٦ ط مكتبة السعادة بالقاهرة) قال :

تقول أسماء بنت عميس : بعد حول من مولد الحسن ولدت السيدة الزهراء الحسين ، فجاءني النبي «ص» وقال : يا أسماء هاتي ابني ، فدفعته اليه «ص» في خرقة بيضاء ، فاستبشر به وأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى ثم وضعه في حجره وبكى.

قالت أسماء : فقلت فداك أبي وأمي مم بكاؤك؟ قال : على ابني هذا. قلت : انه ولد الساعة. قال : يا أسماء تقتله الفئة الباغية ، لا أنا لهم الله شفاعتي.


استدراك جملة مما ورد عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

(في فضائل الحسين عليه‌السلام)

(غير ما تقدم عنه فيه وفي أخيه الحسن مشتركا)

الحديث الاول

ما روا القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١١ ص ٢٩٣ الى ص ٣٠٢) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة الشيخ ولى الله اللكهنوئى في كتابه «مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين» (ص ٢٠٣) قال :

وعن أبي هريرة سمعت أذني هاتان وأبصرت عيناي هاتان رسول الله «ص» وهو آخذ بكفيه بكفه جميعا وقدماه على قدم رسول الله وهو يقول : حزقة حزقة عين بقة ، فرقى الغلام حتى يضع قدميه على صدر رسول الله «ص» وقال له : افتح ، ثم قبله ثم قال : اللهم أحبه فاني أحبه.


ومنهم الحافظ جلال الدين السيوطي في «الجامع الكبير» (كما في جامع الأحاديث ج ٢ ص ٧٤ ط دمشق)

روى من طريق الحاكم عن أبي هريرة قال : قال النبي «ص» : أحب الله من أحب حسينا.

ومنهم العلامة احمد بن احمد الصغير المصري الشافعي في «تحفة الراغب في سيرة جماعة من اعيان أهل البيت الأطايب» (ص ٤ ط محمد أفندى مصطفى) قال :

روى خيثمة بن سليمان ، عن أبي هريرة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم جلس في المسجد فقال : أين لكع ، فجاء الحسين يمشي حتى سقط في حجره ، فجعل أصابعه في لحية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ففتح صلى‌الله‌عليه‌وسلم فمه ـ أي الحسين ـ فأدخل فاه في فيه ثم قال : اللهم اني أحبه فأحبه وأحب من يحبه.

ومنهم العلامة محمد إكرام الدين في «سعادة الكونين» (ص ٣٥) روى عن البراء قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في حق الحسين : اللهم اني أحبه فأحبه.

ومنهم العلامة الشيخ عبد المنعم صالح العلى البغدادي في «الدفاع عن أبى هريرة» (ط النهضة في بيروت ص ١٧٣)

روى عن أبي هريرة قال : ما رأيت الحسين بن علي إلا فاضت عيني دموعا ، وذاك أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خرج يوما فوجدني في المسجد ، فأخذ


بيدي واتكأ علي ، فانطلقت معه حتى جاء سوق بني قينقاع قال : وما كلمني ، فطاف ونظر ثم رجع ورجعت معه ، فجلس في المسجد واحتبى وقال لي : ادع لي لكاع. فأتى حسين يشتد حتى وقع في حجره ، ثم أدخل يده في لحية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يفتح فم الحسين ، فيدخل فاه فيه ويقول : اللهم اني أحبه فأحبه.

الحديث الثاني

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم (في ج ١١ ص ٣١٦) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي في «وسيلة النجاة» (ص ٢٦٦ ط گلشن فيض في لكهنو) قال :

أخرج ابن سعد عن عبد الله بن الزبير قال أشبه الناس بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأحبهم اليه الحسين بن علي عليه‌السلام ، رأيت يجيء وهو ساجد ، فركب رقبته ـ أو قال ظهره ـ فما ينزله حتى يكون هو الذي ينزل ، ولقد رأيته وهو راكع فيفرج بين رجليه حتى يخرج من الجانب الآخر.

ومنهم العلامة الصنعاني في «المصنف» (ج ٢ ص ٣٤)

روى عن عبد الرزاق ، عن ابن جريح ، عن عطاء قال : كان رسول الله «ص» يأخذ حسينا في الصلاة فيحمله قائما حتى إذا سجد وضعه. قلت : أفي المكتوبة؟ قال : لا أدري.


وروى أيضا عن عبد الرزاق ، عن ابن جريح ، عن عمرو بن دينار : أن النبي «ص» كان يسجد فيرقى حسين على ظهره ، فإذا رفع رأسه أخره ، فإذا سجد عاد فرقى على ظهره. قال : فإذا رفع رأسه أخره.

الحديث الثالث

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١١ ص ٣١٦) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي الفرنگى محلى الحنفي ابن المولوى محب الله السهالوي المتوفى سنة ١٢٢٥ في كتابه «وسيلة النجاة» (ص ٢٦٦ طبع مطبعة گلشن فيض الكائنة في لكهنو)

روى عن ابن عباس قال : كنت عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى فخذه الأيمن الحسين [وعلى فخذه الأيسر ابراهيم ابنه] وهو يقبل هذا تارة وذلك أخرى ، وهبط جبرئيل فقال : الحمد لله ان الله يقرؤك السلام ، وقال : ان الله تعالى لا يجمع لك هذين فاختر أيهما شئت. فنظر الى ابراهيم وبكى ونظر الى الحسين وبكى ثم قال : ان ابراهيم ان مات لم يحزن عليه غيري وأم الحسين فاطمة وأبوه علي ابن عمي لحمي ودمي ومتى مات حزنت ابنتي وحزن ابن عمي وحزنت أنا فآثر حزني على حزنهما ، فقبض ابراهيم فقد فديت الحسين به فقبض بعد ثلاث ، وكان إذا رأى الحسين مقبلا قبله وضمه الى صدره.


الحديث الرابع

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١١ ص ٢٩٦ الى ص ٢٩٧) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة البدخشي في «مفتاح النجاة» (ص ١٣٦ مخطوط) قال : وأخرج أبو يعلى عن أبي عبيدة رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا يزال هذا الدين قائما بالقسط حتى يكون أول من يثلمه رجل من بني أمية يقال له يزيد.

الحديث الخامس

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١١ ص ٢٩٦ الى ٢٩٧) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة الصيادى في كتابه «ضوء الشمس في شرح قوله ص بنى الإسلام على الخمس» (ص ٩٨) قال :

روى خيثمة بن سليمان عن أبي هريرة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم جلس في المسجد ، فجاء الحسين يمشي حتى سقط في حجره ، فجعل أصابعه في لحية رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ففتح صلى‌الله‌عليه‌وسلم فمه ـ أي الحسين ـ فأدخل فاه في فيه ثم قال : اللهم اني أحبه وأحب من يحبه.


الحديث السادس

ما رواه القوم وقد تقدم النقل عنهم في (ج ١١ ص ٥٥٧ الى ص ٥٦٨) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة ابن المغازلي في «المناقب» (ص ٣٨٨) قال :

أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي رحمه‌الله ، حدثنا ابو الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز التميمي ، حدثنا القاضي ابو بكر محمد بن عمر الجعابي ، حدثنا سري بن منصور بن عمار ، حدثنا أبى ، عن أبي لهيعة ، عن أبي قبيل قال : لما قتل الحسين بن علي عليهما‌السلام أخذوا الرأس وأسروا به ، فلما صار الليل قعدوا يشربون ويتحيون بالرأس ، فخرجت عليه كف من حائط فيها قلم من حديد وكتبت سطرا بدم :

أترجو. أمة قتلت حسينا

شفاعة جده يوم الحساب

الحديث السابع

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١١ ص ٣٣٤) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة ابن المغازلي في «المناقب» (ص ٧٩ ط الإسلامية بطهران) قال :

أخبرنا احمد بن محمد إجازة ، أخبرنا عمر بن عبد الله بن شوذب ، حدثنا


أبي ، حدثنا ابراهيم بن عبد السلام ، حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، عن اسماعيل ، عن أبيه مجالد بن سعيد ، عن عامر بن سعد البجلي قال : لما قتل الحسين بن علي رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المنام فقال : ائت البراء بن عازب فاقرأه مني السلام وأخبره أن قتلة الحسين في النار وان كاد الله عزوجل أن يسحت الناس بعذاب عظيم. قال : فأتيت البراء فذكرت ذلك له ، فقال : صدق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال رسول الله : من رآني في المنام فقد رآني.

الحديث الثامن

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم الفاضل العالم الأستاذ توفيق أبو علم في «أهل البيت» (ص ٤٢٩) قال :

وعن زيد بن زياد قال : خرج رسول الله «ص» من بيت عائشة فمر على بيت فاطمة ، فسمع حسينا يبكي فقال : ألم تعلمي أن بكاءه يؤذيني.

ومنهم العلامة الذهبي في «سير اعلام النبلاء» (ج ٣ ص ٢٨٤ ط بيروت):

وفي مراسيل يزيد بن ابى زياد ، ان النبي «ص» سمع حسينا يبكي ، فقال لامه : ألم تعلمي أن بكاءه يؤذيني.


الحديث التاسع

قد تقدم نقل الحديث منا في (ج ١٠ ص ٥٣٣) عن جماعة ونروي هاهنا عمن لم نروه عنهم هناك :

منهم العلامة ابن المغازلي في «المناقب» (ص ٣٧٣ ط الإسلامية بطهران) قال :

أخبرنا محمد بن احمد بن عثمان ، أخبرنا ابو بكر بن ابراهيم وابو الحسين محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ ، قالا حدثنا محمد بن هارون بن حميد بن المجدر ، حدثنا الحسن بن حماد ، حدثنا يحيى بن يعلى ، عن سفيان ابن عيينة ، عن أبي موسى ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يمص لعاب الحسن والحسين كما يمص الرجل التمرة.

ومنهم العلامة السيد أبو الهدى ابن الحسن الصيادى الرفاعي النسب الخالدي في كتابه «ضوء الشمس في شرح قوله «ص» بنى الإسلام على الخمس» (ص ٩٨) قال:

وروى ابو الحسن ابن الضحاك عن أبي هريرة قال : رأيت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يمص لعاب الحسين كما يمص الرجل التمرة.

ومنهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في كتابه «اهل البيت» (ص ٤٢٩)

روى الحديث عن أبي هريرة بعين ما تقدم عن «ضوء الشمس».


الحديث العاشر

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج ١١ ص ٤٦٠ ط بيروت) قال:

أخبرنا تاج الدين عبد الخالق ، أخبرنا الامام أبو محمد بن قدامة (ح) وأخبرنا أبو سعيد الزيني ، أخبرنا عبد اللطيف بن يوسف ، قالا أخبرنا أبو زرعة طاهر بن محمد ، أخبرنا أبو منصور محمد بن الحسين المقومي ، أخبرنا القاسم ابن أبي المنذر الخطيب ، أخبرنا علي بن ابراهيم القطان ، حدثنا محمد بن يزيد الحافظ ، حدثنا علي بن محمد ، حدثنا وكيع ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن محمد بن زياد ، عن أبى هريرة ، قال : رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حامل الحسين على عاتقه ولعابه يسيل عليه.

الحديث الحادي عشر

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١١ ص ٣٣٤) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة شمس الدين الذهبي الدمشقي في «سير أعلام النبلاء» (ج ٣ ص ٢٨٣ ط بيروت) قال :

وروى شداد أبو عمار ، عن واثلة بن الأسقع ، قصة الكساء.


أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا وهيب ، حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن سعيد بن راشد ، عن يعلى العامري ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : حسين سبط من الأسباط ، من أحبني فليحب حسينا. وفي لفظ : أحب الله من أحب حسينا.

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن على الحنفي المصري في «اتحاف اهل الإسلام» (في نسخة مصورة بمكتبة الظاهرية بدمشق)

روى الحديث عن يعلى بعين ما تقدم عن «سير أعلام النبلاء».

ومنهم العلامة السيد عبد القادر الطبري الشافعي في كتابه «عيون المسائل» (ص ٩١ ط السلام بمصر)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «سير أعلام النبلاء».

وروى عن يعلى بن مرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : حسين مني وأنا ، من حسين أحب الله من أحب حسينا ، حسين سبط من الأسباط.

الحديث الثاني عشر

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١١ ص ٣٩٧) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة الشيخ قطب الدين احمد الشهير بولي الله الدهلوي المتوفى ١١٧٦ في «إزالة الخفاء» (ص ٥٩٦ ط كراتشي)

في المشكاة معزوا الى البيهقي عن أم الفضل بنت الحارث انها دخلت


على رسول الله «ص» فقالت : يا رسول الله اني رأيت حلما منكرا الليلة. قال : وما هو؟ قالت : انه شديد. قال : وما هو؟ قالت : رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت ووضعت في حجري. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : رأيت خيرا ، تلد فاطمة إن شاء الله غلاما يكون في حجرك. فولدت فاطمة الحسين فكان في حجري كما قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فدخلت يوما على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فوضعته في حجره ، ثم كانت مني التفاتة فإذا عينا رسول الله تهريقان الدموع. قالت : فقلت يا نبي الله بأبي ـ إلخ.

ومنهم العلامة الشيخ ولى الله اللكنهوئى في كتابه «مرآة المؤمنين» (ص ٢٢٧)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «إزالة الخفاء».

ومنهم العلامة الشيخ محمد مبين الهندي اللكهنوئى في «وسيلة النجاة» (ص ٢٧٦ ط مطبعة گلشن فيض)

روى الحديث نقلا عن المشكاة بعين ما تقدم عن «إزالة الخفاء».

ومنهم العلامة الشيخ عبد الحق في «أشعة اللمعات في شرح المشكاة» (ج ٤ ص ٧٠٩ ط نول كشور في لكهنو)

روى الحديث عن ام الفضل بعين ما تقدم عن «إزالة الخفاء».


الحديث الثالث عشر

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١١ ص ٣٧٢ الى ص ٣٧٦) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة الامام احمد بن حنبل في «المسند» (ج ١ ص ٨٥)

روى بإسناده عن عبد الله بن نجي أنه سار مع علي وكان صاحب مطهرته ، فلما حاذى نينوى وهو منطلق الى صفين فنادى علي : اصبر أبا عبد الله اصبر أبا عبد الله بشط الفرات. قلت : وما ذا؟ قال : دخلت على النبي «ص» ذات يوم وعيناه تفيضان ، قلت : يا نبي الله أغضبك أحد ما شأن عينيك تفيضان. قال : بلى قام من عندي جبرئيل قبل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات. قال : فقال هل لك أن أشمك من تربته. قال : قلت نعم ، فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا.

ومنهم العلامة ابن المغازلي في «المناقب» (ص ٣٩٧ ط الإسلامية بطهران) قال:

حدثنا أبو عبد الله محمد بن الحسين الزعفراني ، عن عبد الله بن نجي ، عن أبيه أنه سافر مع علي عليه‌السلام وكان صاحب مطهرته ، فلما جاء نينوى وهو منطلق الى صفين فإذا علي عليه‌السلام يقول : صبرا ابا عبد الله صبرا ابا عبد الله بشط الفرات. قلت : من ذا ابو عبد الله؟ قال علي عليه‌السلام : دخلت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وعيناه تفيضان فقلت : يا نبي الله أغضبك أحد ما شأن عينيك تفيضان. قال : قام من عندي جبرئيل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات.


وقال : هل لك أن اشمك من تربته. فقلت : نعم ، فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا.

ومنهم العلامة الذهبي في «سير اعلام النبلاء» (ص ٢٨٨ ط بيروت) قال : قال احمد في «مسنده» : أخبرنا محمد بن عبيد ، حدثنا شرحبيل بن مدرك ، عن عبد الله بن نجي ، عن أبيه ، أنه سار مع علي وكان صاحب مطهرته ، فلما حاذى نينوى وهو سائر الى صفين ، ناداه علي : اصبر ابا عبد الله بشط الفرات. قلت : وما ذاك؟ قال : دخلت علي النبي «ص» ذات يوم وعيناه تفيضان ، فقال : قام من عندي جبرئيل فحدثني أن الحسين يقتل ، وقال : هل لك أن أشمك من تربته؟ قلت : نعم ، فمد يده فقبض قبضة من تراب ، قال : فأعطانيها ، فلم أملك عيني.

وفي (ج ٣ ص ٢٩٠):

أحمد : حدثنا وكيع ، حدثنا عبد الله بن سعيد ، عن أبيه ، عن عائشة ، أو أم سلمة ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لها : لقد دخل علي البيت ملك لم يدخل علي قبلها ، فقال : ان حسينا مقتول ، وان شئت أريتك التربة ـ الحديث.

ورواه عبد الرزاق ، أخبرنا عبد الله مثله ، وقال : أم سلمة ، ولم يشك.

ويروى عن أبي وائل ، وعن شهر بن حوشب ، عن أم سلمة.

ورواه ابن سعد من حديث عائشة. وله طرق أخرى.

ومنهم العلامة الشيخ ولى الله اللكهنوئى في «مرآة المؤمنين» (ص ٢٣٢) قال :

وأخرج ابن سعد عن الشعبي قال : مر علي «رض» بكربلا عند مسيره الى صفين وحاذى نينوى قربه على الفرات ، فوقف وسأل عن اسم هذه الأرض ،


فقيل كربلاء ، فبكي حتى بل الأرض من دموعه ، ثم قال : دخلت على رسول الله «ص» وهو يبكي فقلت : ما يبكيك؟ قال : كان عندي جبرئيل آنفا وأخبرني أن ولدي الحسين يقتل بشاطئ الفرات بموضع يقال له كربلاء ، ثم قبض جبرئيل قبضة من تراب شمني إياها فلم أملك عيني أن فاضتا.

ومنهم العلامة الشيخ علاء الدين على المتقى الهندي في «كنز العمال» (ج ١٦ ص ٢٦٥ ط حيدرآباد الدكن)

روى الحديث عن نجي بعين ما تقدم عن «المسند».

ومنهم العلامة أبو البركات نعمان افندى في «غالية المواعظ ومصباح المتعظ والواعظ» (ج ٢ ص ٨٩)

روى الحديث عن نجي بعين ما تقدم عن «المسند».

ومنهم العلامة الشيخ أبو محمد محمود بن الحاج محمد بن خطاب السبكى في «المنهل العذب المورود في شرح سنن ابى داود» (ج ٩ ص ٣٠٩ ط الاستقامة في القاهرة)

روى الحديث عن نجي بعين ما تقدم عن «مناقب ابن المغازلي».

ومنهم العلامة الحافظ الذهبي في «المنتقى من منهاج الاعتدال» (ص ١٥٤) قال:

وروى عن علي كرم الله وجهه ورضي عنه أنه لما مر بكربلاء قال : صبرا أبا عبد الله ، يعني الحسين رضي‌الله‌عنه.


الحديث الرابع عشر

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١١ ص ٣٢٤) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة ابن المغازلي في «المناقب» (ص ٦٨ ط الإسلامية بطهران) روى بسنده قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ان موسى بن عمران سأل ربه عزوجل فقال : يا رب ان أخي هارون قد مات فاغفر له. فأوحى الله عزوجل اليه : يا موسى لو سألتنى في الأولين والآخرين لأجبتك ، ما خلا قاتل الحسين ابن علي فاني أنتقم له من قاتله.

الحديث الخامس عشر

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة ابن المغازلي في «المناقب» (ص ٦٦ ط الإسلامية بطهران) روى بسنده قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ان قاتل الحسين في تابوت من نار عليه نصف عذاب أهل النار ، وقد شد يداه ورجلاه بسلاسل من نار منكس في النار حتى يقع في قعر جهنم ، وله ريح يتعوذ أهل النار الى ربهم عزوجل من شدة ريح نتنه ، وفيها خالد ذائق العذاب الأليم لا يفتر عنهم ساعة ويسقى من حميم ، الويل لهم من عذاب الله عزوجل.

ورواه في (ص ٤٠٣) بسند آخر.


الحديث السادس عشر

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١١ ص ٣١٧ الى ٣٢٢) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة الشيخ زين الدين عمر بن مظفر الحنفي الشهير بابن الوردي المتوفى سنة ٧٤٩ في كتابه «تاريخ ابن الوردي» (ج ١ ص ٢٣٧ ط مطبعة الحيدرية في الغرى الشريف)

قلت : في الحديث عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ان الله قتل بيحيى بن زكريا سبعين ألفا ، ووعدني أن يقتل بابني هذا ـ يعني الحسين ـ سبعين ألفا ، وكان كما قال ، والله أعلم.

ومنهم الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمد بن عثمان الذهبي الدمشقي المتوفى سنة ٧٤٨ في «تذكرة الحفاظ» (ج ١ ص ٧٧ ط حيدرآباد الدكن) قال :

حدثنا محمد بن شداد ، أخبرنا أبو نعيم ، أنا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : أوحى الله الى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أني قتلت بيحيى سبعين ألفا ، وأني قاتل بابن ابنتك سبعين ألفا وسبعين ألفا. غريب ، وعبد الله خرج له [مسلم].

الحديث السابع عشر

ما رواه جماعة من أعلام القوم :


منهم العلامة الذهبي في «سير اعلام النبلاء» (ج ٣ ص ٢٨٠ ط بيروت) روى هانئ بن هانئ ، عن علي ، قال : الحسين أشبه برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من صدره الى قدميه.

وقال حماد بن زيد ، عن هشام ، عن محمد ، عن أنس ، قال : شهدت ابن زياد حيث أتي برأس الحسين ، فجعل ينكت بقضيب معه ، فقلت : أما انه كان أشبههما بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ورواه جرير بن حازم ، عن محمد.

الحديث الثامن عشر

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الذهبي في «سير اعلام النبلاء» (ج ٣ ص ٢٨٢ ط بيروت) روى عن موسى بن عثمان الحضرمي ـ شيعي واه ـ عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : كان الحسين عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وكان يحبه حبا شديدا ، فقال : اذهب الى أمك. فقلت : أذهب معه؟ فقال : لا ، فجاءت برقة ، فمشى في ضوئها حتى بلغ الى أمه.

الحديث التاسع عشر

ما رواه جماعة من أعلام القوم :


منهم العلامة الذهبي في «سير اعلام النبلاء» (ج ٣ ص ٢٨٢ ط بيروت) روى عن وكيع : حدثنا ربيع بن سعد ، عن عبد الرحمن بن سابط ، عن جابر ، أنه قال ـ وقد دخل الحسين المسجد ـ : من أحب أن ينظر الى سيد شباب أهل الجنة فلينظر الى هذا.

الحديث العشرون

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة ابو القاسم على بن الحسن الشهير بابن عساكر الدمشقي الشافعي المتوفى ٥٧١ في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ٦ والنسخة مصورة من مخطوطة جامع السلطان احمد الثالث من آل عثمان في اسلامبول) قال :

أخبرنا ابو القاسم السمرقندي ، أخبرنا ابو الحسين ابن النقور ، قالا حدثنا ابو القاسم عيسى بن علي ، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي ، حدثنا داود بن رشيد حدثنا علي بن هاشم ، عن أبيه ، عن اسماعيل بن رجا ، عن أبيه قال : كنت في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في حلقة فيها ابو سعيد الخدري وعبد الله ابن عمر ، فمر بنا حسين بن علي فسلم فرد القوم ، فسكت عبد الله بن عمر حتى إذا فرغوا رفع عبد الله بن عمر صوته فقال : وعليك ورحمة الله وبركاته. ثم أقبل على القوم فقال : ألا أخبركم بأحب اهل الأرض الى أهل السماء. قالوا : بلى قال : هو هذا الماشي ما كلمني كلمة منذ ليالي صفين ، ولان يرضى عني أحب الي من أن تكون لي حمر النعم.

فقال أبو سعيد : ألا تعتذر اليه. قال : بلي. قال : فتواعدا أن يغدوا اليه ،


فغدوت معهما فاستأذن ابو سعيد فأذن له ، فدخل ثم استأذن لعبد الله بن عمر فلم يزل به حتى أذن له ، فلما دخل قال ابو سعيد : يا ابن رسول الله انك لما مررت أمس فأخبره بالذي كان من قول عبد الله بن عمر ، فقال له حسين : أعلمت يا عبد الله اني أحب أهل الأرض الى أهل السماء؟ قال : اي ورب الكعبة. قال : فما حملك على أن تقاتلني وابى يوم صفين ، فوالله لأبي كان خيرا مني. قال : أجل.

ومنهم العلامة شمس الدين احمد بن عثمان الذهبي الدمشقي الشافعي المتوفى ٧٤٨ في «سير اعلام النبلاء» (ج ٣ ط مؤسسة الرسالة في بيروت)

يونس بن أبي اسحق ، عن العيزار بن حريث قال : بينا عمرو بن العاص في ظل الكعبة إذ رأى الحسين ، فقال : هذا أحب أهل الأرض الى أهل السماء.

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن شاكر الشافعي في «عيون التواريخ» (المخطوط والنسخة مصورة من نسخة موجودة في استامبول ج ٣ ص ٤٧)

وقال محمد بن سعد في الطبقات : بينا عمرو بن العاص جالس في ظل الكعبة إذ رأى الحسين بن علي مقبلا ، فقال : هذا أحب أهل الأرض الى أهل السماء.

ومنهم العلامة القاضي نعمان بن ابى عبد الله التميمي المالكي ثم الإسماعيلي المتوفى سنة ٣٦٣ في «المناقب والمثالب» (والنسخة مصورة في المكتبة الملية الكائنة في لندن)

قيل : كان عبد الله بن عمر يوما جالسا مع قوم إذ مر بهم الحسين بن علي صلوات الله عليهما ، فقال عبد الله بن عمر : أما والله انه كان لاحب أهل الأرض الى أهل السماء.


جملة من كرامات الحسين عليه‌السلام

(ابتلاء قاتليه)

الاولى

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١١ ص ٤٦٥ الى ص ٤٦٦) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العالم الفاضل المعاصر الشيخ محمد على اللبناني في كتابه «الدرر واللئال في بدائع الأمثال» (ص ٩ ط الاتحاد في بيروت) قال :

روي من طريق الطبراني عن أم حكيم قالت : قتل الحسين وأنا يومئذ جويرية ، فمكثت السماء أياما مثل العلقة «طب».

عن عيسى بن الحرث الكندي قال : لما قتل الحسين مكثنا سبعة أيام إذا صلينا العصر نظرنا الى السماء على طرف الحيطان كأنها الملاحف المعصفرة ، ونظرنا الى الكواكب يضرب بعضها بعضا «طب».


الثانية

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١١ ص ٥٥٢) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة المحدث الحافظ الميرزا محمد خان بن رستم خان المعتمد البدخشي المتوفى أوائل القرن الثاني عشر في كتابه «مفتاح النجا في مناقب آل العبا» (ص ١٥١ المخطوط) قال :

وحكي عن الواقدي أن شيخا حضر قتله فقط فعمي ، فسئل عن سببه فقال : انه رأى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حاسرا عن ذراعيه وبيده سيف وبين يديه نطع ورأى عشرة من قاتلي الحسين رضي‌الله‌عنه مذبوحين بين يديه ، ثم لعنه وسبه ، ثم اكحله بمرود من دم الحسين رضي‌الله‌عنه فأصبح أعمى.

الثالثة

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١١ ص ٥٣١ الى ص ٥٣٢) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة المحدث الحافظ الميرزا محمد خان بن رستم خان المعتمد البدخشي المتوفى أوائل القرن الثاني عشر في كتابه «مفتاح النجا في مناقب آل العبا» (المخطوط ص ١٥١) قال :

وحكي أيضا أن شخصا منهم (أي من قاتلي الحسين) علق في لبب فرسه رأس الحسين بن علي رضي‌الله‌عنهما ، فرئي بعد أيام ووجهه أشد سوادا من


القار ، فقيل له : انك كنت أنضر العرب وجها. فقال : ما مرت علي ليلة من حين حملت تلك الرأس الا واثنان يأخذان بضبعي ثم ينتهيان بى الى نار تأجج فيدفعاني فيها وأنا أركض فيصفعاني كما ترى. ثم مات على أقبح حالة.

الرابعة

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم الحافظ أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبى الدنيا الأموي مولاهم المتوفى سنة ٢٨١ في كتابه «مجاب الدعوة» (ص ٣٨ طبع هيوندى من اعمال بمبئى بالهند) قال ما لفظ :

عن سفيان بن عيينة ، قال حدثتني جدتي ام أبي ، قالت : أدركت رجلين من الجعفيين ممن شهد قتل الحسين رضي‌الله‌عنه ، فأما أحدهما فطال ذكره حتى تلفه ، وأما الآخر فكان يستقبل الراوية بفيه فيشربها حتى يأتي على آخرها. قال سفيان : أدركت ابن أحدهما به خبل أو نحو هذا.

أقول : ونقل الخبر الحافظ ابن حجر العسقلاني في «تهذيب التهذيب» (ج ٢ ص ٣٥٤).

الخامسة

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة ابن المغازلي في «المناقب» (ص ٣٨٤ ط الإسلامية بطهران) قال :

حدثنا أسلم ، قال احمد بن اسماعيل بن عمر ، حدثنا سليمان بن منصور ،


حدثنا علي بن عاصم ، عن حصين قال : كنت بالكوفة فجاءنا قاتل الحسين بن علي عليهما‌السلام ، فمكثنا ثلاثا كأن وجوهنا طليت رمادا.

قال علي بن عاصم : قلت لحصين : مثل ما كنت يومئذ. قال : رجل متأهل.

السادسة

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١١ ص ٥٠٦ الى ص ٥١٠) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة ابن المغازلي في «المناقب» (ص ٣٨٤ ط الإسلامية بطهران) قال :

أخبرنا القاضي ابو الحسن علي بن خضر الازدي إجازة أن أبا يعقوب يوسف ابن يعقوب النجيرمي حدثهم ، قال حدثنا ابو يحيى الساجي ، حدثنا اسماعيل ابن بنت السدي ، حدثنا دويد الجعفي ، عن أبيه قال : لما قتل الحسين عليه‌السلام انتهبت جزور من عسكره ، فلما طبخت إذا هي دم فأكفوها.

السابعة

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١١ ص ٥٤٢ الى ٥٤٥) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي الفرنگى محلى الحنفي ابن المولوى محب الله السهالوي في كتابه «وسيلة النجاة» (ص ٣٠٧ ط مطبعة گلشن فيض في لكهنو)

نقل قصة تسلل الحية في رأس ابن زياد مرتين أو ثلاثا لما جيء به الى


الكوفة عن الصواعق بعين ما نقلنا عنه في (ج ١١ ص ٥٤٤) فراجع.

الثامنة

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١١ ص ٣٣٣) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي فرنگى محلى الحنفي ابن المولوى محب الله السهالوي المتوفى سنة ١٢٣٥ في «وسيلة النجاة» (ط مطبعة گلشن فيض الكائنة في لكهنو ص ٣٠٧)

روى عن عامر بن سعد البجلي أنه قال يوم قتل الحسين بن علي : رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المنام فقال لي : رأيت البراء بن عازب فأقرأه مني السلام وأخبره أن قتلة الحسين في النار وان ينجى أهل الأرض عن العذاب الأليم ، فأتيت البراء فأخبرته فقال : صدق الله ورسوله ، قال رسول الله «ص» : من رآني فان الشيطان لا يتصور في صورتي. أخرجه ابن الأخضر ، وهذا عذاب الآخرة وهو أشد وأبقى ، وأما عذاب الدنيا فقد قال الزهري : لم يبق أحد ممن حضر قتله الا عوقب في الدنيا اما بقتل أو سواد الوجه أو عمى أو زوال الملك في مدة يسيرة.

التاسعة

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١١ ص ٥٠٦ الى ص ٥١٠) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :


منهم العلامة ابن المغازلي في «المناقب» (ص ٣٨٣ ط الإسلامية بطهران) قال :

قال : حدثنا أسلم ، حدثنا اسماعيل بن عيسى ، حدثنا يزيد بن هارون ، حدثتني أمي ، عن جدها قال : أدركت قتل الحسين بن علي عليهما‌السلام ، فلما قتل خرج أناس الى ابل كانت معه فانتهبوها ، فلما كان الليل رأيت فيها النيران فاحترق كل ما أخذ من عسكره.

العاشرة

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١١ ص ٥٢٥) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة ابراهيم بن محمد البيهقي البغدادي المتوفى سنة ٣٠٠ بقليل في «المحاسن والمساوى» (ص ٦٢ ط دار صادر في بيروت) قال :

قيل : ودخل سنان بن أنس على الحجاج بن يوسف فقال : أنت قتلت الحسين بن علي؟ قال : نعم. فقال : أما انكما لن تجتمعا في الجنة. فذكروا أنهم رأوه موسوسا يلعب ببوله كما يلعب الصبيان.

الحادي عشر

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١١ ص ٥٥٢ الى ص ٥٥٥) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :


منهم العلامة ابن المغازلي في «المناقب» (ص ٤٠٥ ط الإسلامية بطهران) قال :

أخبرنا الحسن بن احمد بن موسى ، أخبرنا ابو احمد عبيد الله بن ابى مسلم القرضي ، أخبرنا محمد بن القاسم الأنباري النحوي ، حدثنا موسى بن اسحق الانصاري ، حدثنا هارون بن حاتم ، حدثنا عبد الرحمن بن ابى حماد ، عن ثابت ابن اسماعيل ، عن ابى النضر الحرمي قال : رأيت رجلا سمج العمى ، فسألته عن سبب ذهاب بصره ، فقال : كنت فيمن حضر عسكر عمر بن سعد ، فلما جاء الليل رقدت فرأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في المنام وبين يديه طشت فيها دم وريشة في الدم وهو يؤتى بأصحاب عمر بن سعد فيأخذ الريشة فيخط بها أعينهم ، فأتي بى فقلت : يا رسول الله والله ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم. فقال : أفلم تكثر عدونا ، فأدخل إصبعيه في الدم السبابة والوسطى وأهوى بها الى عيني فأصبحت أعمى.

ومنهم العلامة البدخشي في «مفتاح النجا» (ص ١٥١ مخطوط) قال : وحكي أيضا أن شخصا رأى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في النوم وبين يديه طست فيها دم والناس يعرضون عليه فيلطخهم. قال : حتى انتهيت اليه فقلت : ما حضرت. فقال لي : هويت فأومى الي بإصبعه فأصبحت أعمى.


ملخص ما رواه ابن عساكر

(في ترجمة الامام الحسين بن على «ع» من تاريخ دمشق)

(المطبوع في بيروت)

«الحديث الاول»

رواه في (ص ٨١):

بسنده عن يعلى ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : حسين سبط من الأسباط ، من أحبني فليحب حسينا.

«الحديث الثاني»

رواه في (ص ٨٢):

بسنده عن يعلى قال : جاء الحسن والحسين يسعيان الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأخذ أحدهما فضمه الى إبطه وأخذ الآخر فضمه الى إبطه الآخر ،


وقال : هذان ريحانتاي من الدنيا من أحبنى فليحبهما. ثم قال : الولد مجبنه مبخلة مجهلة.

«الحديث الثالث»

رواه في (ص ٨٢):

بسنده عن يعلى بن مرة ، قال : خرجنا مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فدعينا الى طعام فإذا الحسين يلعب في الطريق ، فأسرع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمام القوم ثم بسط يديه فجعل الحسين يمر مرة هاهنا ومرة هاهنا فيضاحكه حتى أخذه فجعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى بين رأسه وأذنيه ثم اعتنقه فقبله فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : حسين مني وأنا منه ، أحب الله من أحبه الحسن والحسين سبطان من الأسباط.

«الحديث الرابع»

رواه في (ص ٩٢):

بسنده عن أبي هريرة ، قال : كنت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في سوق من أسواق المدينة ، فانصرف وانصرفت معه ، فقال : ادع الحسين ابن علي ، فجاء الحسين بن علي يمشي ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيده هكذا فقال الحسين بيده هكذا ، فالتزمه فقال : اللهم اني أحبه فأحبه وأحب من يحبه.


«الحديث الخامس»

رواه في (ص ١٠٩):

بسنده عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري قال : جاء حسين يشتد والنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصلي ، فالتزم عنقه فقام [النبي] وأخذ بيده ، فلم يزل يمسكه حتى ركع.

«الحديث السادس»

رواه في (ص ١٢٧):

بسنده عن أبي حازم ، عن أبي هريرة قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يمص لسان الحسين بن علي كما يمص الصبي التمرة.

«الحديث السابع»

رواه في (ص ١٣٢):

بسنده عن يزيد بن أبي زياد ، قال : خرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من بيت عائشة ، فمر على بيت فاطمة فسمع حسينا يبكى ، فقال لفاطمة : أي بنية ألم تعلمي أن بكاءه يؤذيني.

«الحديث الثامن»

رواه في (ص ١٤٩):


بسنده عن عبد الله بن عبيدة بن عمير ، قال : حج الحسين بن علي خمسا وعشرين حجة ماشيا ونجائبه تقاد معه.

قال : وأنبأنا الفضل بن دكين ، أنبأنا حفص بن غياث ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه قال : ان الحسين بن علي حج ماشيا وان نجائبه تقاد وراءه.

«الحديث التاسع»

رواه في (ص ١٥٠):

بسنده عن مصعب بن عبد الله قال : حج الحسين خمسا وعشرين حجة ماشيا.

«الحديث العاشر»

رواه في (ص ١٥٥):

بسنده عن أبي عون ، قال : لما خرج الحسين بن علي من المدينة يريد مكة ، مر بابن مطيع وهو يحفر بئره فقال له : أين فداك أبي وأمي؟ قال : أردت مكة. قال : وذكر له أنه كتب اليه شيعته بها ـ فقال له ابن مطيع : أين فداك أبي وأمي متعنا بنفسك ولا تسر إليهم. فأبى حسين فقال له ابن مطيع : ان بئري هذه قد رشحتها وهذا اليوم أو ان ما خرج إلينا في الدلو شيء من ماء فلو دعوت الله لنا فيها بالبركة. قال : هات من مائها. فأتى من مائها في الدلو ، فشرب منه ثم تمضمض ثم رده في البئر ، فأعذب وأمهى.


«الحديث الحادي عشر»

رواه في (ص ١٦٥):

بثلاثة أسانيد عن عبد الله بن نجي عن أبيه : أنه سافر مع علي بن أبي طالب ـ وكان صاحب مطهرته ـ فلما حاذوا نينوى ـ وهو منطلق الى صفين ـ نادى علي : صبرا أبا عبد الله ، صبرا أبا عبد الله بشط الفرات. قلت : من ذا أبو عبد الله؟ قال : دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعيناه تفيضان ، فقلت : يا نبي الله أغضبك أحد ، ما شأن عينيك تفيضان؟ قال : [ما أغضبني أحد] بل قام من عندي جبرئيل قبل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات ، وقال : هل لك أن أشمك من تربته؟ قال : قلت : نعم ، فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا.

«الحديث الثاني عشر»

رواه في (ص ١٦٧):

بسنده عن عامر الشعبي قال : قال علي ـ وهو على شاطئ الفرات ـ صبرا أبا عبد الله ، ثم قال : دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعيناه تفيضان فقلت : أحدث حدث؟ قال : أخبرني جبرئيل أن حسينا يقتل بشط الفرات. ثم قال : أتحب أن أريك من تربته؟ قلت : نعم ، فقبض قبضة من تربتها فوضعها في كفي ، فما ملكت عيناي أن فاضتا.


«الحديث الثالث عشر»

رواه في (ص ١٥١):

عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال : مر الحسين بمساكين يأكلون في الصفة ، فقالوا : الغداء ، فنزل وقال : «ان الله لا يحب المتكبرين» ، فتغدا معهم ثم قال لهم : قد أجبتكم فأجيبوني. قالوا : نعم. فمضى بهم الى منزله فقال للرباب : أخرجي ما كنت تدخرين.

«الحديث الرابع عشر»

رواه في (ص ١٦٨):

بثلاثة أسانيد عن أنس بن مالك قال : استأذن ملك القطر على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأذن له وكان في يوم أم سلمة ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا أم سلمة احفظي علينا الباب لا يدخل علينا أحد ، قال : فبينا هي على الباب إذ جاء الحسين بن علي فاقتحم ففتح الباب فدخل ، فجعل يتوثب على ظهر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجعل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يلثمه ويقبله ، فقال الملك : أتحبه؟ قال : نعم. قال : ان أمتك ستقتله ، ان شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه؟ قال : نعم.

«الحديث الخامس عشر»

رواه في (ص ١٧١):


بسنده عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لنسائه : لا تبكوا هذا الصبي ـ يعني حسينا ـ قال : فكان يوم ام سلمة فنزل جبرئيل فدخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الداخل وقال لام سلمة : لا تدعي أحدا يدخل علي ، فجاء الحسين فلما نظر الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في البيت أراد أن يدخل ، فأخذته أم سلمة فاحتظنته وجعلت تناغيه وتسكته ، فلما اشتد في البكاء خلت عنه فدخل حتى جلس في حجر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال جبرائيل للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ان أمتك ستقتل ابنك هذا. فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يقتلونه وهم مؤمنين بي؟ قال : نعم يقتلونه. فنناول جبرئيل تربة فقال : بمكان كذا وكذا. فخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد احتضن حسينا كاسف البال مهموما ، فظنت أم سلمة أنه غضب من دخول الصبي عليه ، فقالت : يا نبي الله جعلت لك الفداء انك قلت لنا : لا تبكوا هذا الصبي وأمرتني أن لا أدع أحدا يدخل عليك فجاء فخليت عنه. فلم يرد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليها ، فخرج الى أصحابه وهم جلوس فقال لهم : ان أمتي يقتلون هذا وفي القوم أبو بكر وعمر وكانا أجرأ القوم عليه ، فقالا : يا نبي الله يقتلونه وهم مؤمنين؟ قال : نعم هذه تربته ، فأراهم إياها.

«الحديث السادس عشر»

رواه في (ص ١٧٢):

بسندين عن أم سلمة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم اضطجع ذات ليلة فاستيقظ وهو خاثر ثم رجع فرقد فاستيقظ وهو خاثر ـ زاد أبو غالب : ثم رجع فاستيقظ وهو خاثر. وقالا : ـ دون ما رأيت منه في المرة الاولى ثم ، اضطجع


فاستيقظ وفي يده تربة حمراء فقلت : ما هذه يا رسول الله؟ قال : أخبرني جبرئيل أن ابني هذا يقتل بأرض العراق ، يعني الحسين. انتهى حديث أبي يعقوب : ورواه أبو غالب :

فقلت لجبرئيل : أرني من تربة الأرض التي يقتل بها. قال : فهذه تربتها.

«الحديث السابع عشر»

رواه في (ص ١٧٥):

بسنده عن أم سلمة قالت : كان الحسن والحسين يلعبان بين يدي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في بيتي ، فنزل جبرئيل فقال : يا محمد ان أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك ، وأومأ بيده الى الحسين ـ فبكى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وضمه الى صدره ، ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا أم سلمة وديعة عندك هذه التربة. قالت : فشمها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقال : ريح كرب وبلاء.

قالت : وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا أم سلمة إذا تحولت هذه التربة دما فاعلمي أن ابني قد قتل.

قال : فجعلتها أم سلمة في قارورة ثم جعلت تنظر إليها كل يوم تعني وتقول : ان يوما تحولين دما ليوم عظيم.

«الحديث الثامن عشر»

رواه في (ص ١٧٦):


بسنده عن داود قال : قالت أم سلمة : دخل الحسين على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ففزع ، فقالت أم سلمة : مالك يا رسول الله؟ قال : ان جبرئيل أخبرني أن ابني هذا يقتل وأنه اشتد غضب الله على من يقتله.

«الحديث التاسع عشر»

رواه في (ص ١٧٦):

بسنده عن أم سلمة ، قالت : كان جبرئيل عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم والحسين معي ، فبكى فتركته فدنا من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال جبرئيل : أتحبه يا محمد؟ فقال : نعم. قال جبرئيل : ان أمتك ستقتله ، وان شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها؟ فأراه إياه فإذا الأرض يقال لها : كربلاء.

«الحديث العشرون»

رواه في (ص ١٧٧):

بسنده عن عبد الله بن سعيد عن عائشة أو أم سلمة ـ قال وكيع شك هو يعنى عبد الله بن سعيد ـ أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لإحداهما : لقد دخل علي البيت ملك لم يدخل علي قبلها ، فقال لي : ان ابنك هذا الحسين مقتول ، وان شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها؟ قالت : فأخرج ـ زاد الجوهري الى النبي وقالا : ـ تربة حمراء.


«الحديث الحادي والعشرون»

رواه في (ص ١٧٨):

بسنده عن أم سلمة قالت : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نائما في بيتي فجاء الحسين قالت : فقصد الباب فسبقته على الباب مخافة أن يدخل فيوقظه. قالت : ثم غفلت في شيء فدب فدخل فقعد على بطنه ، قالت : فسمعت نحيب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجئت فقلت : يا رسول الله والله ما علمت به؟ فقال : انما جاءني جبرئيل عليه‌السلام وهو على بطني قاعد فقال لي : أتحبه؟ فقلت : نعم قال : ان أمتك ستقتله ألا أريك التربة التي يقتل بها؟ قال : فقلت : بلى. قال : فضرب بجناحه فأتى بهذه التربة ، قالت : فإذا في يده تربة حمراء وهو يبكي ويقول : يا ليت شعري من يقتلك بعدي؟.

«الحديث الثاني والعشرون»

رواه في (ص ١٧٩):

بسنده عن عائشة قالت : كانت له مشربة وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا أراد لقي جبرئيل لقيه فيها ، فلقيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرة من ذلك فيها وأمر عائشة أن لا يصعد اليه أحد ، فدخل حسين بن علي ولم تعلم عائشة حتى غشيها ، فقال جبرئيل : من هذا؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : هذا ابني. فأخذه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فجعله على فخذه ، فقال جبرئيل : أما انه سيقتل ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ومن يقتله؟ قال : أمتك ،


فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أمتي تقتله؟ قال : نعم فان شئت أخبرتك بالأرض التي يقتل بها ، فأشار له جبرئيل الى الطف بالعراق وأخذ تربة حمراء فأراه إياها ، فقال : هذه تربة مصرعه.

«الحديث الثالث والعشرون»

رواه في (ص ١٨١):

بسنده عن زينب قالت : بينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في بيتي وحسين عندي حين درج ، فغفلت عنه فدخل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فجلس على بطنه ، قالت : فبال عليه فانطلقت لأخذه ، فاستيقظ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : دعيه. فتركته حتى فرغ ، ثم دعا رسول الله بماء فقال : انه يصب من الغلام ويغسل من الجارية ، فصبوا صبا. ثم توضأ رسول الله ثم قام يصلي ، فلما قام احتضنه اليه ، فإذا ركع أو جلس وضعه ، ثم جلس فبكى ثم مد يده ، فدعا الله تعالى ، فقلت حين قضى الصلاة : يا رسول الله اني رأيتك اليوم صنعت شيئا ما رأيتك تصنعه [قبل اليوم]؟ قال : ان جبرئيل أتاني فأخبرني أن هذا تقتله أمتي. فقلت : [يا جبرئيل] أرني [تربة مصرعه] فأراني تربة حمراء.

«الحديث الرابع والعشرون»

رواه في (ص ١٨٢):

بسندين عن شداد قال : قالت أم الفضل بنت حرث ـ زوجة العباس بن


عبد المطلب ـ : يا رسول الله رأيت رؤيا أعظمك أن أذكرها لك. قال : اذكريها. قالت : رأيت كأن بضعة منك قطعت فوضعت في حجري. فقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ان فاطمة حبلى تلد غلاما أسميه حسينا وتضعه في حجرك. قالت : فولدت فاطمة حسينا فكان في حجري أربيه ، فدخل علي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوما وحسين معي فأخذه بلاعبه ساعة ثم ذرفت عيناه. فقلت : يا رسول الله ما يبكيك؟ فقال : هذا جبرئيل يخبرني أن أمتي تقتل ابني هذا.

«الحديث الخامس والعشرون»

رواه في (ص ١٨٤):

بسنده عن سعيد بن جمهان أن جبرئيل أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بتراب من تربة القرية التي قتل فيها الحسين وقيل : اسمها كربلاء. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : كرب وبلاء.

«الحديث السادس والعشرون»

رواه في (ص ١٨٥):

بسنده عن محمد بن صالح أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين أخبره جبرئيل أن أمته ستقتل حسين بن علي ، فقال : يا جبرئيل أفلا أراجع فيه؟ قال : لا لأنه أمر قد كتبه الله.

«الحديث السابع والعشرون»

رواه في (ص ٢٣٩):


بسنده عن أنس بن الحرث قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : ان ابني هذا ـ يعني الحسين ـ يقتل بأرض يقال لها كربلاء ، فمن شهد ذلك منكم فلينصره.

«الحديث الثامن والعشرون»

رواه في (ص ٢٤١):

بسنده عن ابن عباس قال : أوحى الله تعالى الى محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم أني قد قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا ، وأنا قاتل بابن ابنتك سبعين ألفا وسبعين ألفا.

«الحديث التاسع والعشرون»

رواه في (ص ٢٤١):

عن ابن سيرين قال : لم تبك السماء على أحد بعد يحيى بن زكريا الا على الحسين بن علي.

«الحديث الثلاثون»

رواه في (ص ٢٤٢):

بسنده عن خليفة قال : لما قتل الحسين اسودت السماء وظهرت الكواكب نهارا حتى رأيت الجوزاء عند العصر وسقط التراب الأحمر.


«الحديث الحادي والثلاثون»

رواه في (ص ٢٤٣):

بسندين عن ابن مسهر ، حدثتني جدتي قالت : كنت أيام الحسين جارية شابة فكانت السماء أياما علقة.

«الحديث الثاني والثلاثون»

رواه في (ص ٢٤٣):

بسنده عن خلاد صاحب السمسم ـ وكان ينزل بني جحدر ـ قال : قالت : كنا زمانا بعد مقتل الحسين وان الشمس تطلع محمرة على الحيطان والجدران بالغداة والعشي ، قالت : وكانوا لا يرفعون حجرا الا وجدوا تحتها دما.

بسنده عن عيسى بن الحارث الكندي قال : لما قتل الحسين مكثنا سبعة أيام إذا صلينا العصر نظرنا الى الشمس على أطراف الحيطان كأنها الملاحف المعصفرة ، ونظرنا الى الكواكب يضرب بعضها بعضا.

«الحديث الثالث والثلاثون»

رواه في (ص ٢٤٣):

بسنده عن الربيع بن منذر الثوري عن أبيه قال : جاء رجل يبشر الناس بقتل الحسين فرأيته أعمى يقاد.


«الحديث الرابع والثلاثون»

رواه في (ص ٢٤٤):

بسنده عن نصرة الازدية ، قالت : لما أن قتل الحسين بن علي مطرت السماء دما فأصبحت وكل شيء لنا ملآن دما.

«الحديث الخامس والثلاثون»

رواه في (ص ٢٤٤):

بسنده عن أبي قبيل قال : لما قتل الحسين بن علي كسفت الشمس كسفة بدت الكواكب نصف النهار حتى ظننا أنها هي.

«الحديث السادس والثلاثون»

رواه في (ص ٢٤٥):

بسنده عن محمد ، قال : تعلم هذه الحمرة في الأفق مم هو؟ فقال : من يوم قتل الحسين بن علي.

«الحديث السابع والثلاثون»

رواه في (ص ٢٤٥):

بسنده عن محمد بن سيرين ، قال : لم تكن ترى هذه الحمرة في السماء حتى قتل الحسين بن علي.


«الحديث الثامن والثلاثون»

رواه في (ص ٢٤٦):

بسنده عن جعفر بن سليمان ، قال : حدثتني خالتي أم سالم قالت : لما قتل الحسين بن علي مطرنا مطرا كالدم على البيوت والجدر.

«الحديث التاسع والثلاثون»

رواه في (ص ٢٤٦):

روى بسنده عن بواب عبيد الله بن زياد أنه لما جيء برأس الحسين فوضع بين يديه ، رأيت حيطان دار الامارة تتساير دما.

«الحديث الأربعون»

رواه في (ص ٢٤٧):

بسنده عن ام حيان قالت : يوم قتل الحسين أظلمت علينا ثلاثا ، ولم يمس أحد من زعفرانهم شيئا فجعله على وجهه الا احترق ، ولم يقلب حجر بيت المقدس الا أصبح تحته دم عبيط.

«الحديث الحادي والأربعون»

رواه في (ص ٢٤٧):


بسنده عن معمر قال : أول ما عرف الزهري أنه تكلم في مجلس الوليد بن عبد الملك ، فقال الوليد : أيكم يعلم ما فعلت أحجار بيت المقدس يوم قتل الحسين بن علي؟ فقال الزهري ـ زاد عبد الكريم وابن السمرقندي : بلغني. وقالوا : ـ انه لم يقلب حجر الا ـ زاد ابن السمرقندي. وجد تحته. وقال البيهقي الا ـ وتحته دم عبيط.

«الحديث الثاني والأربعون»

رواه في (ص ٢٤٨):

بسنده عن عمر بن علي عن أبيه ، قال : أرسل عبد الملك الى ابن رأس الجالوت فقال : هل كان في قتل الحسين علامة؟ قال ابن رأس الجالوت : ما كشف يومئذ حجر الا وجد تحته دم عبيط.

«الحديث الثالث والأربعون»

رواه في (ص ٢٤٨):

بسنده عن يزيد بن أبي زياد ، قال : قتل الحسين ولي أربعة عشر سنة. وقال : وصار الورس الذي كان في عسكرهم رمادا ، واحمرت آفاق السماء ، ونحروا ناقة له في عسكرهم فكانوا يرون في لحمها النيران.

«الحديث الرابع والأربعون»

رواه في (ص ٢٤٩):


بسنده عن ابن أبي حفصة السلولي قال : ان كان الورس من ورس الحسين يقال به هكذا فيصير رمادا.

«الحديث الخامس والأربعون»

رواه في (ص ٢٤٩):

بسنده عن أم عيينة : أن حمالا كان يحمل ورسا فهوى قتل الحسين بن علي فصار ورسه رمادا.

«الحديث السادس والأربعون»

رواه في (ص ٢٤٩):

رواه بسنده عن أبي حميد الطحان ، قال : كنت في خزاعة فجاءوا بشيء من تركة الحسين ، فقيل لهم : ننحر أو نبيع فنقسم؟ قالوا : انحروا. قال : فنحر فجعل على جفنة فلما وضع صارت نارا.

«الحديث السابع والأربعون»

رواه في (ص ٢٥٠):

بسنده عن جميل بن مرة ، قال : أصابوا إبلا في عسكر الحسين يوم قتل فنحروها وطبخوها ، قال : فصارت مثل العلقم فما استطاعوا أن يسيغوا منها شيئا.


«الحديث الثامن والأربعون»

رواه في (ص ٢٥٠):

بسنده عن شيخ من النخع قال : قال الحجاج : من كان له بلاء فليقم. فقام قوم فذكروا بلاءهم ، وقام سنان بن أنس فقال : أنا قاتل الحسين ، فقال الحجاج : بلاء حسن ، ورجع سنان الى منزله فاعتقل لسانه وذهب عقله ، فكان يأكل ويحدث في مكانه.

«الحديث التاسع والأربعون»

رواه في (ص ٢٥١):

بسندين عن أبي رجاء قال : لا تسبوا عليا ، يا لهفتا على أسهم رميتهم بهن يوم الجمل مع ذاك لقد قصرن ـ والحمد لله ـ عنه. ثم قال : ان جارا لنا من بلهجيم جاءنا من الكوفة ، فقال : ألم تروا الى الفاسق ابن الفاسق قتله الله يعني الحسين بن علي. قال : فرماه الله بكوكبين في عينيه فذهب بصره لعنه الله.

«الحديث الخمسون»

رواه في (ص ٢٥٢):

روى بسنده عن أبي زحر بن حصين ، انبأنا اسماعيل بن داود بن اسد ، حدثني أبي ، عن مولى لبني سلامة قال : كنا في ضيعتنا بالنهرين ونحن نتحدث بالليل ، ما أحد ممن أعان على قتل الحسين خرج من الدنيا حتى يصيبه بلية قال :


وكان معنا رجل من طيء فقال الطائي : أنا ممن أعان على قتل الحسين فما أصابني الأخير. قال : وغشى السراج ، فقام الطائي يصلحه فعلقت النار في سباحته ، فمر يعدو نحو الفرات فرمى بنفسه في الماء ، فتبعناه فجعل إذا انغمس في الماء فرقت النار على الماء فإذا ظهر أخذته حتى قتلته.

«الحديث الحادي والخمسون»

رواه في (ص ٢٥٤):

بسنده عن ابن السدي عن أبيه قال : كنا غلمة نبيع البز في رستاق كربلاء ، قال : فنزلنا برجل من طيء ، قال : فقرب إلينا العشاء قال : فتذاكرنا قتلة الحسين ، قال : فقلنا ما بقي أحد ممن شهد كربلاء من قتلة الحسين الا وقد أماته الله ميتة سوء ـ أو بقتلة سوء ـ قال : فقال : ما أكذبكم يا أهل الكوفة تزعمون أنه ما بقي أحد ممن شهد قتلة الحسين الا وقد أماته الله ميتة سوء ـ أو قتلة سوء ـ واني لممن شهد قتلة الحسين وما بها أكثر ما لا مني. قال : فنزعنا أيدينا عن الطعام ، قال : وكان السراج يوقد ، قال : فذهب ليطفئ السراج. قال : فذهب ليخرج الفتيلة بإصبعه ، قال : فأخذت النار بإصبعه ، قال : ومدها الى فيه فأخذت بلحيته ، قال : فحضر ـ أو قال : فأحضر ـ الى الماء حتى ألقى نفسه فيه قال : فرأيته يتوقد فيه النار حتى صار حممة.

«الحديث الثاني والخمسون»

رواه في (ص ٢٥٦):


بسندين عن سفيان قال : حدثتني امرأتي قالت : أدركت رجلين ممن شهد قتل الحسين ، فأما أحدهما فطال ذكره حتى كان يلفه ، وأما الآخر فكان يستقبل الراوية فيشربها حتى يأتي على آخرها. قال سفيان : أدركت ابن أحدهما به خبل أو نحو هذا.

بسنده عن علقمة بن وائل ـ أو وائل بن علقمة ـ أنه شهد ما هناك قال : قام رجل فقال : أفيكم الحسين؟ قالوا : نعم. قال : أبشر بالنار. قال : بل أبشر برب رحيم وشفيع مطاع من أنت؟ قال : أنا جويزة. قال : اللهم جزه الى النار. فنفرت به الدابة فتعلقت به رجله في الركاب ، فوالله ما بقي عليها منه الا رجله.

«الحديث الثالث والخمسون»

رواه في (ص ٢٥٧):

بسندين عن أنس بن مالك ، قال : لما أتي برأس الحسين ـ يعني الى عبيد الله ابن زيا ـ قال : فجعل ينكت بقضيب في يده ويقول : ان كان لحسن الثغر ، فقلت : والله لأسوأنك ، لقد رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقبل موضع قضيبك من فيه.

«الحديث الرابع والخمسون»

رواه في (ص ٢٥٩):

بسنده عن السبيعي ، أنبأنا زيد بن أرقم ، قال : كنت عند عبيد الله بن زياد لعنه الله ، إذ أتي برأس الحسين بن علي فوضع في طست بين يديه ، فأخذ


قضيبا فجعل يفتر به عن شفتيه وعن أسنانه ، فلم أر ثغرا قط كان أحسن منه كأنه الدر ، فلم أتمالك أن رفعت صوتي بالبكاء ، فقال : ما يبكيك أيها الشيخ؟ قال قلت : يبكيني ما رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقبل بعض موضع هذا القضيب ويلثمه ويقول : اللهم اني أحبه.

«الحديث الخامس والخمسون»

رواه في (ص ٢٦٠):

بسنده أن زيد بن أرقم خرج من عنده ـ يعني ابن زياد ـ يومئذ وهو يقول : أما والله لقد سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : اللهم اني أستودعكه وصالح المؤمنين ، فكيف حفظكم لوديعة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

«الحديث السادس والخمسون»

رواه في (ص ٢٦١):

بسنده عن ابن عباس قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيما يرى النائم بنصف النهار أغبر أشعث وبيده قارورة فيها دم ، فقلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما هذا؟ قال : هذا دم الحسين وأصحابه لم أزل منذ اليوم النقطة.

«الحديث السابع والخمسون»

رواه في (ص ٢٦٣) :

بسنده عن سلمى قالت : دخلت على أم سلمة وهي تبكي فقلت : ما يبكيك؟


قالت : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المنام وعلى رأسه ولحيته التراب فقلت : مالك يا رسول الله؟ قال : شهدت قتل الحسين آنفا.

«الحديث الثامن والخمسون»

رواه في (ص ٢٦٦):

بخمسة أسانيد أخبرني عمار ، قال : سمعت أم سلمة قالت : سمعت الجن يبكين على الحسين. قال : وقالت أم سلمة : سمعت الجن تنوح على الحسين.

«الحديث التاسع والخمسون»

رواه في (ص ٢٧١):

بثلاثة أسانيد أخبرني امام مسجد بني سليم قال : غزا أشياخ لنا الروم فوجدوا في كنيسة من كنائسهم : كيف ترجو أمة قتلت حسينا شفاعة جده يوم الحساب.

«الحديث الستون»

رواه في (ص ٢٧٣):

بسنده عن أبي قبيل قال : لما قتل الحسين بن علي احتزوا رأسه وقعدوا في أول مرحلة يشربون النبيذ ويتحيون بالرأس فخرج عليهم قلم من حديد من حائط فكتب بسطر دم :

أترجو أمة قتلت حسينا

شفاعة جده يوم الحساب.

فهربوا وتركوا الرأس ثم رجعوا.


«الحديث الحادي والستون»

رواه في (ص ٢٩٨):

بسنده عن الفضل بن الزبير ، قال : كنت جالسا عند شخص ، فأقبل رجل فجلس اليه ورائحته رائحة القطران فقال له : يا هذا أتبيع القطران؟ قال : ما بعته قط. قال : فما هذه الرائحة؟ قال : كنت ممن شهد عسكر عمر بن سعد ، وكنت أبيعهم أوتاد الحديد ، فلما جن علي الليل رقدت فرأيت في نومي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومعه علي وعلي يسقي [ظ] القتلى من أصحاب الحسين ، فقلت له : اسقني فأبى. فقلت يا رسول الله مره يسقيني. فقال : ألست ممن عاون علينا؟ فقلت : يا رسول الله والله ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم ولكني كنت أبيعهم أوتاد الحديد. فقال : يا علي اسقه. فناولني قعبا مملوءا قطرانا فشربت منه قطرانا ، ولم أزل أبول القطران أياما ثم انقطع ذلك البول مني وبقيت الرائحة في جسمي.

«الحديث الثاني والستون»

رواه في (ص ٢٩٩):

بسنده عن أبي النظر الجرمي قال : رأيت رجلا سمج العمى فسألته عن سبب ذهاب بصره فقال : كنت ممن حضر عسكر عمر بن سعد ، فلما جاء الليل رقدت فرأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المنام [و] بين يديه طست فيها


دم وريشة في الدم ، وهو يؤتى بأصحاب عمر بن سعد ، فيأخذ الريشة فيخط بها بين أعينهم فأتي بي فقلت : يا رسول الله والله ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم. قال : أفلم تكثر عدونا؟ وأدخل إصبعيه في الدم ـ السبابة والوسطى ـ وأهوى بهما الى عيني فأصبحت وقد ذهب بصري.


نبذة من كلمات الامام الحسين عليه‌السلام

(فمن دعائه عليه‌السلام)

اللهم أنت ثقتي في كل كرب ، ورجائي في كل شدة ، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة ، فكم من هم يضعف فيه الفؤاد ، وتقل فيه الحيلة ، ويخذل فيه الصديق ، ويشمت فيه العدو ، فأنزلته بك وشكوته اليه رغبة فيه إليك عمن سواك ، ففرجته وكشفته وكفيته ، فأنت ولي كل نعمة وصاحب كل حسنة ، ومنتهى كل غاية.

رواه في «ترجمة الامام الحسين بن علي من تاريخ دمشق» (ص ٢١٤ ط بيروت) وتقدم نقلها عن غيره من كتب القوم في (ج ١١ ص ٦١٣)

(ومن خطبة له عليه‌السلام)

قام في أصحابه خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : قد نزل بنا ما ترون من الأمر ، وان الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها واستمرت حتى لم يبق منها الا صبابة كصبابة الإناء والا خسيس عيش كالمرعى الوبيل ، ألا ترون [أن] الحق


لا يعمل به ، وأن الباطل لا يتناهى عنه ، ليرغب المؤمن في لقاء الله ، واني لا أرى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما.

رواها في «ترجمة الامام الحسين بن علي ع من تاريخ دمشق ص ٢١٤» وتقدم نقلها عن غيره من كتب القوم في (ج ١١ ص ٦٠٥ الى ص ٦٠٧).

(ومن خطبة له عليه‌السلام)

(في غداة اليوم الذي استشهد فيه)

عباد الله اتقوا الله وكونوا من الدنيا على حذر ، فان الدنيا لو بقيت لاحد أو بقي عليها احد ، كانت الأنبياء أحق بالبقاء ، وأولى بالرضا ، وأرضى بالقضاء ، غير أن الله تعالى خلق الدنيا للبلاء ، وخلق أهلها للفناء ، فجديدها بال ونعيمها مضمحل وسرورها مكفهر ، والمنزل بلغة والدار قلعة ، فتزودوا فان خير الزاد التقوى فاتقوا الله لعلكم تفلحون.

رواها في «ترجمة الامام الحسين بن على «ع» من تاريخ دمشق» (ص ٢١ ط بيروت) وتقدم نقلها عن غيره من كتب القوم في (ج ١١ ص ٦١٤).

(ومن خطبة له عليه‌السلام)

لما استكف الناس بالحسين ركب فرسه ثم استنصت الناس فأنصتوا له فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم قال :

تبا لكم أيتها الجماعة وترحا ، أحين استصرختمونا ولهين ، فأصرخناكم موجفين ، شحذتم علينا سيفا كان في أيماننا ، وحششتم علينا نارا قد حناها على عدوكم وعدونا ، فأصبحتم إلبا على أوليائكم ويدا عليهم لأعدائكم بغير عدل


رأيتموه بثوه فيكم ولا أمل أصبح لكم فيهم ومن غير حدث كان منا ولا رأي بفيل فينا فهلا لكم الويلات إذ كرهتمونا تركتمونا والسيف مشيم والجأش طامن والرأي لم يستخف ، ولكن استصرعتم إلينا طيرة الدبا وتداعيتم إلينا كتداعي الفراش قيحا وحكة وهلوعا وذلة لطواغيت الامة ، وشذاذ الأحزاب ونبذة الكتاب وعصبة الآثام ، وبقية الشيطان ، ومحرفي الكلام ومطفئي السنن وملحقي العهرة بالنسب ، وأسف المؤمنين ، ومزاح المستهزئين الذين جعلوا القرآن عضين ، لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون.

أفهؤلاء تعضدون؟ وعنا تتخاذلون؟ أجل والله الخذل فيكم معروف ، وشجت عليه عروقكم واستأزرت عليه أصولكم فأفرعكم فكنتم أخبث ثمرة شجرة للناظر (و) وأكلة للغاصب [ظ] ألا فلعنة الله على الناكثين الذين ينقضون الايمان بعد توكيدها وقد جعلوا الله عليهم كفيلا.

ألا وان البغي ابن البغي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الدنية أبى الله ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وبطون طهرت وأنوف حمية ونفوس أبية [أن] تؤثر مصارع الكرام على ظئار اللثام.

ألا واني زاحف بهذه الاسرة على قل العدد وكثرة العدو ، وخذلة الناصر [ثم تمثل عليه‌السلام بقول الشاعر] :

فان نهزم فهزامون قدما

وان نهزم فغير مهزمينا

وما ان طبنا جبن ولكن

منايانا وطعمة آخرينا

ألا ثم لا تلبثون إلا ريث ما يركب فرس حتى تدار بكم دور الرحا ويفلق بكم فلق المحور عهدا عهده النبي الى أبي (فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ) [(إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ)].


رواها في «ترجمة الامام الحسين بن علي «ع» ص ٢١٥ ط بيروت وتقدم نقلها عن غيره من كتب القوم (ج ١١ ص ٦٢٤ الى ص ٦٢٧).

(ومن كلام له عليه‌السلام)

يا نافع من وضع دينه على القياس لم يزل الدهر في الالتباس ، مائلا إذا كبا عن المنهاج ظاعنا بالاعوجاج ، ضالا عن السبيل قائلا غير الجميل.

يا ابن الأزرق أصف الهي بما وصف به نفسه ، لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس ، قريب غير ملتصق وبعيد غير مستقصى ، يوحد ولا يبغض ، معروف بالآيات موصوف بالعلامات ، لا اله الا هو الكبير المتعال.

رواه في «أهل البيت» (ص ٤٣٦) قال :

لما قال له نافع بن الأزرق رأس الخوارجة الازارقة : صف إلهك ، فذكره ثم قال : فبكى ابن الأزرق وقال : ما أحسن كلامك. فقال له الامام الحسين : بلغني أنك تشهد على أبي وعلى أخي بالكفر وعلي. قال ابن الأزرق : أما والله يا حسين لئن كان ذلك لقد كنتم منار الإسلام ونجوم الاحكام. فقال الحسين : اني سائلك عن مسألة. فقال : سل ، فسأله عن قوله تعالى (وَأَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ) ، فقال يا ابن الأزرق : من حفظ في الغلامين. فقال : أبوهما. فقال الامام الحسين : أبوهما خير أم رسول الله؟ فقال ابن الأزرق : قد أنبأنا الله تعالى عنكم أنكم قوم خصمون.

(ومن كلام له عليه‌السلام)

(لما عرض عبيد الله بن عمر له الخلافة لو خالف أباه عليه‌السلام)

كلا والله ، لا اكفر بالله وبرسوله وبوصي رسول الله ، اخسأ ويلك من


شيطان مارد ، فلقد زين لك الشيطان سوء عملك فخدعك حتى أخرجك من دينك باتباع القاسطين نصرة هذا المارق من الدين ، لم يزل هو وأبوه حربيين وعدوين لله ولرسوله وللمؤمنين ، فوالله ما أسلما ولكنهما استسلما خوفا وطمعا ، فأنت اليوم تقاتل عن غير متذمم.

رواه في «الفتوح» (ج ٣ ص ٥٦ ط حيدرآباد).

ثم قال : فضحك عبيد الله بن عمر ثم رجع الى معاوية فقال : اني أردت خديعة الحسين وقلت له كذا وكذا فلم أطمع في خديعته. فقال معاوية : ان الحسين بن علي لا يخدع وهو ابن أبيه.

(ومن كلامه عليه‌السلام)

أيها الناس نافسوا في المكارم ، وسارعوا في المغانم ، ولا تحتسبوا بمعروف لم تعجلوه ، واكتسبوا الحمد بالنجح ، ولا تكتسبوا بالمطل ذما ، فمهما يكن لاحد صنيعة له رأي أنه لا يقوم بشكرها فالله مكاف له ، فأنه أجزل عطاء وأعظم أجرا.

اعلموا أن حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم ، ولا تملوا النعم فتحور نقما ، واعلموا أن المعروف مكسب حمدا ومعقب أجرا ، فلو رأيتم المعروف رجلا رأيتموه حسنا جميلا يسر الناظرين ويفوق العالمين ، ولو رأيتم اللؤم رجلا رأيتموه سمجا مشوها تنفر منه القلوب وتغض دونه الأبصار.

أيها الناس من جاد ساد ، ومن بخل رذل ، وان أجود الناس من أعطى من لا يرجوه ، وان أعفى الناس من عفا من قدرة ، وان أوصل الناس من وصل من قطعه ، والأصول على مغارسها بفروعها تسمو. من تعجل لأخيه خيرا وجده إذا قدم عليه غدا ، ومن أراد الله تعالى بالصنيعة الى أخيه كافأه بها في وقت حاجته ، وصرف عنه من بلاء الدنيا ما هو أكثر منه ، ومن نفس كربة مؤمن فرج الله عنه


كرب الدنيا والآخرة ، ومن أحسن أحسن الله اليه والله يحب المحسنين.

رواه في «التذكرة الحمدونية» (ص ١٠١ ط بيروت).

(ومن كلامه عليه‌السلام لجعيد)

يا جعيد ان الناس أربعة : فمنهم من له خلاق وليس له خلق ، ومنهم من له خلق وليس له خلاق ، ومنهم من ليس له خلق ولا خلاق ، ومنهم من له خلق وخلاق ، فذاك أفضل الناس.

رواه في «العقل وفضله» (ص ٢٦ ط السيد عزت العطار) قال :

حدثنا ابو بكر ، حدثنا يوسف بن موسى ، حدثنا ابو عثمان ، عن سهل ابن شعيب ، عن قنان النهمي ، عن جعيد بن عبد الله الهمداني : أن الحسين بن علي رضي‌الله‌عنهما قاله.

(ومن كلامه عليه‌السلام)

من جاد ساد ، ومن بخل رذل ، ومن تعجل لأخيه خيرا وجده إذا قدم على ربه غدا.

رواه في «الحدائق الوردية في حقائق اجلاء النقشبندية» (ص ٣٣ ط المطبعة الدرويشية في دمشق).

(ومن كلامه «ع» حين التزم الركن الأسود)

الهي نعمتني فلم تجدني شاكرا ، وأبليتني فلم تجدني صابرا ، فلا أنت سلبت النعمة بترك الشكر ، ولا أدمت الشدة بترك الصبر. الهي لا يكون من


الكريم الا الكرم.

رواه في «الحدائق الوردية في حقائق اجلاء النقشبندية» (ص ٣٣ ط المطبعة الدرويشية في دمشق) ، وتقدم نقله عن غيره من كتب القوم في (ج ١١ ص ٥٩٥).

(ومن كلامه «ع» للنافع)

يا نافع ان من وضع دينه على القياس لم يزل الدهر في الالتباس سائلا ناكبا عن المنهاج ، ظاعنا بالاعوجاج ، ضالا عن السبيل ، قائلا غير الجميل.

يا ابن الأزرق أصف الهي بما وصف به نفسه وأعرفه بما عرف به نفسه : لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس ، قريب غير ملتصق ، وبعيد غير منتقص ، يوحد ولا يبعض ، معروف بالآيات ، موصوف بالعلامات ، لا اله الا هو الكبير المتعال.

فبكى ابن الأزرق وقال : يا حسين ما أحسن كلامك. قال له الحسين : بلغني أنك تشهد على أبي وعلى أخي بالكفر وعلي؟ قال ابن الأزرق : أما والله يا حسين لئن كان ذلك لقد كنتم منار الإسلام ونجوم الاحكام. فقال له الحسين : اني سائلك عن مسألة قال : اسأل. فسأله عن هذه الآية (وَأَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ). يا ابن الأزرق من حفظ في الغلامين؟ قال ابن الأزرق : أبوهما؟ قال الحسين : فأبوهما خير أم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال ابن الأزرق قد أنبأنا الله تعالى أنكم قوم خصمون.

رواه بسنده في «ترجمة السبط الشهيد من تاريخ دمشق» (ص ١٥٧ ط بيروت).

ورواه في «الحدائق الوردية في حقائق اجلاء النقشبندية» (٣٣ ط مطبعة الدرويشية في دمشق).


(ومن كلامه عند قبر أخيه الحسن يوم استشهد)

رحمك الله أبا محمد ان كنت لناصر الحق مظانه ، وتؤثر الله عند مداحض الباطل في مواطن البقية بحسن الروية ، وتستشف جليل معاظم الدين بعين لها حاضرة ، وتقبض يدا طاهرة ، وتردع ماردة أعدائك بأيسر المئونة ، وأنت ابن سلالة النبوة ، ورضيع لبان الحكمة ، وقد صرت الى روح وريحان وجنة نعيم ، أعظم الله لنا ولكم الأجر عليه ووهب لنا ولكم السلوة وحسن الاسا عليه.

رواه في «ترجمة الامام الحسن بن علي عليه‌السلام من تاريخ دمشق» (ص ٢٣٣ ط بيروت).

بسنده عن ابن سماك قال قاله الحسين «ع» عند قبر أخيه الحسن «ع» يوم مات ، وقد تقدم نقله عن غيره من الكتب في (ج ١١ ص ٥٩٧).

(ومن كلامه عليه‌السلام)

من أحبنا لله وردنا نحن وهو على نبينا صلى‌الله‌عليه‌وسلم هكذا ـ وضم إصبعيه ـ ومن أحبنا للدنيا فان الدنيا تسع البر والفاجر.

رواه في «ترجمة السبط الشهيد من تاريخ دمشق» (ص ١٥٩ ط بيروت).

(ومن كلامه عليه‌السلام)

إذا وردت على العاقل ملمة قمع الحزن بالحزم ، وقرع العقل للاحتيال.

ورواه في «التذكرة الحمدونية» (ص ٣٧٦ ط بيروت).

(ومن كلامه عليه‌السلام)

اصبر على ما تكره فيما يلزمك الحق ، واصبر على ما تحب مما يدعوك اليه الهوى.


(ومن منظوماته عليه‌السلام)

فان تكن الدنيا تعد نفيسة

فان ثواب الله أعلى وأنبل

وان تكن الأبدان للموت أنشئت

فقتل امرئ في الله بالسيف افضل

وان تكن الأرزاق قسما مقدرا

فقلة حرص المرء في الكسب أجمل

وان تكن الأموال للترك جمعها

فما بال متروك به المرء يبخل

رواه في «مطالب السؤل في مناقب آل الرسول» ص ٧٣ ط طهران.

قال ما لفظه : وقال ـ أي صاحب كتاب الفتوح ـ وقد التقاه وهو متوجه الى الكوفة الفرزدق بن غالب الشاعر فقال له : يا ابن رسول الله كيف تركن الى اهل الكوفة وهم الذين قتلوا ابن عمك مسلم بن عقيل وشيعته فترحم على مسلم وقال صار الى روح الله ورضوانه اما انه قضى ما عليه وبقي ما علينا وأنشأها.

ورواه في «عيون التواريخ» (ج ٣ ص ٤٧ نسخة موجودة في مكتبة اسلامبول).

وقد تقدم نقله عن غيره من كتب القوم في (ج ١١ ص ٦٣٧).


(ومن منظومه عليه‌السلام)

هذا غلام كرم الر

حمن بالتطهير جديه

كساه القمر القمقام

من نور سنائيه

ولو عدد طماح

نفحنا عن عداديه

وقد أرضيت من شعري

وقومت عروضيه

فلما سمع الاعرابي قول الحسين قال : بارك الله عليكما مثلكما نحلته الرجال وعن مثلكما قامت النساء ، فوالله لقد انصرفت وأنا محب لكما راض عنكما ، فجزاكما الله خيرا وانصرف.

رواه في «مطالب السؤل في مناقب آل الرسول» (٦٩ ط طهران).

قال : قاله عليه‌السلام في أخيه الحسن مخاطبا لاعرابي.

(ومن منظومه عليه‌السلام)

غدر القوم وقدما رغبوا

عن ثواب الله رب الثقلين

قتلوا قدما عليا وابنه

حسن الخير كريم الأبوين

حنقا منهم وقالوا جمعوا

نفتك الآن جميعا يا حسين

يا لقوم لأناس رذل

جمعوا الجمع لأهل الحرمين

ثم ساروا وتواصوا كلهم

باحتياجي للرضا بالملحدين

لم يخافوا الله في سفك دمي

لعبيد الله نسل الفاجرين

وابن سعد قد رماني عنوة

بجنود كوكوف الهاطلين

لا لشيء كان مني قبل ذا

غير فخري بضياء الفرقدين

بعلي الخير من بعد النبي

والنبي القرشي الوالدين


خيرة الله من الخلق ابى

ثم أمي فأنا ابن الخيرتين

فضة قد خلصت من ذهب

فأنا الفضة بين الذهبين

من له جد كجدي في الورى

أو كشيخي وأنا ابن القمرين

فاطم الزهراء أمي وأبي

قاصم الكفر ببدر وحنين.

وله في يوم أحد وقعة

شنق الغل بفض العسكرين

ثم بالأحزاب والفتح معا

كان فيها حتف اهل القبلتين

في سبيل الله ما ذا صنعت

أمة السوء معا بالخيرتين

عترة البر النبي المصطفى

وعلي الورد بين الجحفلين

رواه محمد بن طلحة الشافعي المتوفى سنة ٦٥٢ في كتابه «مطالب السؤل في مناقب آل الرسول» ص ٧٣ ط طهران ، قال ما لفظه : نقلها صاحب كتاب الفتوح وانه لما أحاط به جموع ابن زياد تقدمهم عمر بن سعد وقصدوه وقتلوا من أصحابه ومنعوهم الماء كان ولد صغير فجاءه سهم فقتله حرملة وحفر له بسيفه وصلى عليه ودفنه وقال هذه الأبيات.

وقد تقدم نقله عن غيره من كتب القوم في (ج ١١ ص ٦٤٤).

(ومن منظومه عليه‌السلام)

عن الحسن بن ابراهيم قال : بلغني أن الحسين زار مقابر الشهداء بالبقيع فقال :

ناديت سكان القبور فأسكتوا

وأجابني عن صمتهم ترب الحثا

قالت أتدري ما صنعت بساكني

مزقت لحمهم ومزقت الكسا


وحشوت أعينهم ترابا بعد ما

كانت تأذى باليسير من القذا

أما العظام فانني فرقتها

حتى تباينت المناصل والشوا

قطعت ذا من ذا ومن هذا كذا

فتركتها رمما يطول بها البلى

رواه في «عيون التواريخ» ج ٣ ص ٤٧ النسخة المخطوطة في اسلامبول عن إسحاق بن ابراهيم قال : بلغني أن الحسين زار مقابر الشهداء بالبقيع فقاله.

(ومن منظومه عليه‌السلام)

كلما زيد صاحب المال مالا

زيد في همه وفي الاشغال

قد عرفناك يا منغصة العيش

ويا دار كل فان وبالي

ليس يصفو الزاهد طلب الزهد

إذا كان مثقلا بالعيال

رواه في «عيون التواريخ» (ص ٤٧) من نسخة موجودة في اسلامبول.

(ومن منظومه في تكريم بنته سكينة)

لعمرك انني لاحب دارا

تكون بها السكينة والرباب

أحبهما وأبذل جل مالي

وليس لعاذل عندي عتاب

ولست لهم وان غابوا مضيعا

حياتي أو يفنيني التراب

كأن الليل موصول بليل

إذا زارت سكينة والرباب

رواه في «اهل البيت» (ص ٤٢٠).

وروى شطرا منها في «زاد المسلم» (ج ١ ص ٣٦٧ ط الحلبي بالقاهرة).

وذكر البيتين الأولين بعين ما تقدم لكنه ذكر بدل كلمة لعاذل : للائمي.

وقد تقدم نقله عن غيرهما من كتب القوم في (ج ١١ ص ٦٣٨).


أنموذج مما ورد في عبادة الحسين (عليه‌السلام)

منها

ما رواه القوم

وتقدم النقل عنهم في (ج ١١ ص ٤١٨) وننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم الفاضل المعاصر العلامة توفيق أبو علم في «أهل البيت» (ص ٤٥١ ط السعادة بالقاهرة) قال :

وقد روى ابن عبد ربه في العقد الفريد قيل لعلي بن الحسين : ما كان أقل ولد أبيك؟ قال : العجب كيف ولدت له ، كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة ، فمتى كان يتفرغ للنساء.


ومنها

ما رواه القوم

وتقدم النقل عنهم في (ج ١٠ ص ٥٣٦) وننقل هاهنا عمن لم ننقل عنه هناك :

فمنهم الحافظ ابن عساكر في «ترجمة ريحانة الرسول الامام الشهيد من تاريخ دمشق» (ص ١٤٩ ط بيروت) قال :

أخبرنا أبو بكر الانصاري ، أنبأنا الحسين بن علي ، أنبأنا محمد بن العباس أنبأنا أحمد بن معروف ، أنبأنا الحسين بن محمد ، أنبأنا محمد بن سعد ، أنبأنا يعلى بن عبيد ، أنبأنا عبيد الله بن الوليد الوصافي ، عن عبد الله بن عبيد بن عمير ، قال : حج الحسين بن علي خمسا وعشرين حجة ماشيا ونجائبه تقاد معه.

قال : وأنبأنا الفضل بن دكين ، أنبأنا حفص بن غياث ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، قال : ان الحسين بن علي حج ماشيا وان نجائبه تقاد وراءه.

رواه زهير بن معاوية ، عن عبيد الله بن الوليد ، فقال : الحسن بن علي.

وقد تقدم في ترجمته.

وفي تعليقة الكتاب ذكره الخطيب تحت الرقم (٤١٩٠) من تاريخ بغداد ج ٨ ص ٩٢ وقال : الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن فهم بن محرز بن ابراهيم أبو علي ، سمع خلف بن هشام البزار ، ويحيى بن معين ومصعبا الزبيري ومحمد بن سعد كاتب الواقدي ...

وذكره أيضا تحت الرقم (٧٠١) من تذكرة الحفاظ ج ٢ ص ٦٨٠ ، وذكره أيضا المحقق النجاشي في ترجمة أبي رافع من فهرسه ص ٣.


ومنهم العلامة الذهبي في «سير اعلام النبلاء» (ج ٣ ص ٢٨٧ ط بيروت) قال:

وقال مصعب الزبيري : حج الحسين خمسا وعشرين حجة ماشيا.

أمره أصحابه بالورع

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ أبو بكر احمد بن على بن ثابت بن أحمد البغدادي الشافعي الأشعري المولود سنة ٣٩٢ والمتوفى سنة ٤٦٣ صاحب تاريخ بغداد في «المتفق والمفترق» (ج ١٠ ص ١١٧ مخطوط) قال :

أخبرنا أبو الفرج الحسن بن علي الطناجيري ، أخبرنا عن احمد الواعظ ، عن أحمد بن محمد بن سعيد ، عن الحسن بن عقبة ، حدثنا ابراهيم بن هراسة حدثنا سفيان ، عن أبي الجحاف ، عن موسى بن عمير ، عن أبيه قال : أمرني الحسين بن علي قال : ناد أن لا يقتل معي رجل عليه دين وناد بها في الموالي فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه يقول : من مات وعليه دين أخذ من حسناته يوم القيامة.

وقال : رواه أبو اسحق الفزاري عن سفيان الثوري موقوفا غير مرفوع.

وقال : أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل ، حدثنا عثمان بن احمد الدقاق ، حدثنا محمد بن احمد بن النصر ، حدثنا معاوية بن عمرو ، عن أبي اسحق ، عن سفيان ، عن أبي الجحاف ، عن موسى بن عمير الأنصاري ، عن


أبيه قال : أمرني حسين بن علي فقال : ناد في الناس ان لا يقاتلن معي رجل عليه دين فانه ليس من رجل يموت وعليه دين لا يدع له وفاء الا دخل النار. فقام اليه رجل فقال : ان امرأتي تكفلت عني. فقال : وما كفالة امرأة وهل تقضي امرأة.


جملة مما ورد في كرمه عليه‌السلام

منها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في «أهل البيت» (ص ٤٣٤ ط السعادة بالقاهرة) قال :

روى ابن عساكر في تاريخ دمشق أن سائلا خرج يتخطى أزقة المدينة حتى أتى باب الحسين ، فقرع الباب وأنشأ يقول :

لم يخب اليوم من رجاك ومن

حرك من خلف بابك الحلقة

فأنت ذو الجود أنت معدنه

أبوك قد كان قاتل الفسقة

وكان الحسين واقفا يصلي ، فخفف من صلاته وخرج الى الأعرابي فرأى عليه اثر ضر وفاقة ، فرجع ونادى بقنبر فأجابه : لبيك يا ابن رسول الله «ص». قال : ما تبقى معك من نفقتنا؟ قال : مائتا درهم أمرتني بتفريقها في أهل بيتك.


فقال : هاتها فقد أتى من هو أحق بها منهم ، فأخذها وخرج يدفعها الى الأعرابي وأنشا يقول :

خذها فانى إليك معتذر

واعلم بأنى عليك ذو شفقة

لو كان في سيرنا عصا تمد اذن

كانت سمانا عليك مندفقة

لكن ريب الزمان ذو نكد

والكف منا قليلة النفقة

فأخذها الأعرابي وولى وهو يقول :

مطهرون نقيات جيوبهم

تجرى الصلاة عليهم أينما ذكروا

وأنتم أنتم الأعلون عندكم

علم الكتاب وما جاءت به السور

ومنها

ما رواه القوم

وتقدم النقل عنهم في (ج ١١ ص ٤٤٤) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:

منهم العلامة الشيخ ولى الله اللكهنوئى في كتابه «مرآة المؤمنين» (ص ٢٢٨)

روى عن أنس قال : كنت عند الحسين رضي‌الله‌عنه ، فدخلت عليه جارية فجاءته بطاقة ريحان ، فقال لها : أنت حرة لوجه الله. فقلت : تحييك بطاقة ريحان لا خطر لها فتعتقها. قال : كذا أدبنا الله تعالى قال (وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها) فكان أحسن منها عتقها.


ومنهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في «أهل البيت» (ص ٤٥١ ط السعادة بالقاهرة)

روى الحديث عن أنس بعين ما تقدم عن «مرآة المؤمنين».

منها

ما رواه القوم

وتقدم النقل عنهم في (ج ١١ ص ٤٤٠ الى ص ٤٤٤) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في «أهل البيت» (ص ٤٣٢ ط مكتبة السعادة بالقاهرة)

روي أن أعرابيا من البادية قصد الحسين «ع» وكان جالسا في مسجد الرسول فسلم عليه فرد عليه‌السلام وقال : يا أعرابي فيم قصدتنا؟ قال : قصدتك في دية مسلمة الى أهلها. قال : أقصدت أحدا قبلي. قال : عتبة بن أبى سفيان فأعطاني خمسين دينارا فرددتها عليه وقلت : لأقصدن من هو خير منك وأكرم ، فقال عتبة : ومن هو خير مني وأكرم لا أم لك. فقلت : اما الحسن بن علي ، واما عبد الله ابن جعفر وقد أتيتك بدءا لتقيم بها عمود ظهري وتردني الى أهلي. فقال الحسين : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة وتحلى بالعظمة ما في ملك ابن بنت نبيك الا مائتا دينار فأعطه إياها يا غلام وأني أسائلك عن ثلاث خصال ان أنت أجبتنى عنها أتممتها خمسمائة دينار وان لم تجبني ألحقتك فيمن كان قبلي. فقال الأعرابي : أكل ذلك احتياجا الى علمي أنتم أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة.


فقال الحسين : لا ولكن سمعت جدي رسول الله «ص» يقول : اعطوا المعروف بقدر المعرفة. فقال الأعرابي : فسل ولا حول ولا قوة الا بالله. فقال الحسين : ما النجاة من الهلكة؟ فقال : التوكل على الله. فقال : أي الاعمال أفضل؟ قال : الثقة بالله. فقال : أي شيء خير للعبد في حياته؟ قال : علم معه حلم. قال : فان خانه ذلك؟ قال : مال يزينه سخاء وسعة. فقال : فان اخطأه ذلك؟ قال : الموت والفناء خير له من الحياة والبقاء. وناوله الحسين خاتمه وقال : بعه بمائة دينار وناوله بسيفه وقال : بعه بمائتي دينار واذهب فقد أتممت لك خمسمائة دينار. فقال الأعرابي :

طربت وما هاج لي معبق

وما بى سقام ولا موبق

ولكن طربت لال الرسول

ففاجأني الشعر والمنطق

فأنت الهمام وبدر الظلام

ومعطى الأنام إذا أملقوا

أبوك الذي فاز بالمكرمات

فقصر عن وصفه السبق

وأنت سبقت الى الطيبات

فأنت الجواد وما نلحق

بكم فتح الله باب الهدى

وباب الضلال بكم مغلق

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة أبو الفرج الشيخ عبد الرحمن ابن الجوزي الواعظ البغدادي الحنبلي المتوفى سنة ٥٩٧ (ص ١٣٢ طبع منشأة المعارف بالاسكندرية) قال :

وروي أن الحسين بن علي ابن بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خرج من ماله مرتين لله ، وقاسم ربه في ماله ثلاث مرات.


جملة مما ورد في حلمه عليه‌السلام

قد تقدم نقلها في (ج ١١ ص ٤٣١ الى ص ٤٤٨) وننقل منها هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ ولى الله اللكنهوئى في «مرآة المؤمنين» (ص ٢٢٨) قال :

وروي أن غلاما له (أي الحسين بن علي ع) جنى فأمر به أن يضرب ، فقال : يا مولاي (وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ). قال : خلوا عنه. فقال : يا مولاي (وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ). قال : قد عفوت عنك. قال : يا مولاي (وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ). قال : أنت حر لوجه الله تعالى ولك ضعف ما كنت أعطيك.


ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في «أهل البيت» (ص ٤٥١ ط السعادة بالقاهرة) قال :

وجنى بعض مواليه جناية توجب التأديب ، فأمر بتأديبه فقال : يا مولاي قال الله تعالى (وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ). قال عليه‌السلام : خلوا عنه كظمت غيظي. فقال : (وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ). قال عليه‌السلام : قد عفوت عنك. فقال : (وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ). قال : أنت حر لوجه الله تعالى ، وأجازه بجائزة سنية.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة السيد عبد الواحد بن ابراهيم الحسيني الزارعانى الحنفي البلجرانى في «سبع سنابل» (ص ١٣٧) قال :

نقل است كه روزى امير المؤمنين حسين بن علي رضي‌الله‌عنهما با چهار صد صحابه بيرون آمد ، دستار رسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم بر سر داشت وذو الفقار پدر در كمر ، در ميان آن نجوم چون قمر در نجوم ميتافت ، مردى أعرابى در آمد وپرسيد كه اين كدام كس است؟ گفتند : امير المؤمنين حسين است ابن


على مرتضى رضي‌الله‌عنهما. پس اعرابى از حسين رضي‌الله‌عنه پرسيد كه تو نبيره أبي طالب هستى. گفت : آرى گفت پدر تو مردى خون ريز وفتنه انگيز بود پس عبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن ابى بكر وغيرهما قصد كردند كه او را بزنند وادب كنند. أمير المؤمنين حسين تبسم كرد وگفت كه بگذاريد او را واز او پرسيد كه اى وجيه عرب تو را تنك دل وخشمناك مى يابم اگر گرسنه باشى تو را طعام دهم واگر خستگى بيان در تو اثر كرده باشد تو را علاج كنم واگر قرض دار باشى قرض تو را ادا نمايم واگر زن تو با تو خصومت كرده باشد آشتى دهم واگر كارى داشته باشى بگو تا اعانت ونصرت كنم. پس اعرابى شرمنده شده پايش ببوسيد وعذر خواست ورفت ، با أمير أصحاب گفت كه ما كلانتر وبلندتر كوه باشيم از بادهاى مخالف كه ستوه باشيم.


مستدرك ما أوردناه

(في فضائل الامام زين العابدين على بن الحسين)

(عليه‌السلام)

قد تقدم جملة مما ورد في كتب أعلام أهل السنة وأعاظمهم في المجلد الثاني عشر (ص ٣ الى ص ١٤٩) ونستدرك هاهنا بعض ما لم ننقله هناك أو نقلناه عن غير من ننقل عنه هاهنا :

نسبه وميلاده عليه‌السلام ووفاته

وممن لم ننقل عنه سابقا العلامة المعاصر الشيخ أحمد أبو دلف المصري في «آل بيت النبي» (ص ٥٠ ط مركز الدراسات الصحفية في دار التعاون بمصر) قال :

وسيدي علي زين العابدين ، أو كما يلقب بزين شباب الجنة. ولد في يوم


الخميس السابع من شعبان عام ٢٧ ه‍ ، في بيت السيدة فاطمة الزهراء بنت الرسول ، وقد توفي في ١٢ المحرم عام ٩٤ ه‍ ، أي انه عاش ٥٧ عاما.

وقد اختار جده الامام علي بن أبي طالب أن يسميه باسمه. ويقال : انه حين ولد فرح به وتهلل ، واذن في اذنه ، كما اذن الرسول في اذن أبيه الحسين حين ولادته.

وقال : حين زوجها ـ أي أمه ـ علي بن أبي طالب بالحسين قال له : «خذها فستلد لك سيدا في العرب ، سيدا في العجم ، سيدا في الدنيا وآخرة».

وقد نشأ علي زين العابدين في بيت جدته فاطمة الزهراء.

ومنهم العلامة ياسين بن ابراهيم السنهوتى الشافعي في «الأنوار القدسية» (ص ٣٣ ط السعادة بمصر) قال :

سيدنا زين العابدين رضي‌الله‌عنه مظهر شمس النبوة الخاتمية ومظهر أسرار الصفة العالمية وكوثر زلال المكارم الهاشمية سيدنا علي زين العابدين المعروف بالاصغر ، للفرق بينه وبين أخيه علي الأكبر الذي سقاه أهل المكر والبلاء كأس الشهادة مع أبيه في كربلاء ، ولم يقتل يومئذ ـ ولله الحمد ـ هذا الامام الجليل ، إذ كان عمره ثلاثة عشر عاما وهو عليل.

وكنيته رضي‌الله‌عنه أبو الحسن أو أبو محمد أو أبو عبد الله ، كان كبير القدر رحب الساحة والصدر مهابا كريما عالما عظيما ثقة ثبتا قويما.

قال الزهري وابن عيينة : ما رأينا قرشيا أفضل منه ، روى عن أبيه وعائشة وأبي هريرة وجمع ، وعنه بنوه محمد وزيد وعمر والزهري وأبو الزناد وغيرهم.

قال الزهري : ما رأينا أحدا أفقه منه ، وقال ابن المسيب : ما رأيت أورع منه.


وقد جاء عنه مناقب من خشوعه في وضوئه وصلاته ونسكه ما يدهش السامع.

الى أن قال : وقال مالك سمي زين العابدين لكثرة عبادته.

الى أن قال : وكان عاملا على كتمان أسرار الله في العالم كما أشار اليه بقوله :

يا رب جوهر علم لو أبوح به

لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنا

ولاستحل رجال مسلمون دمي

يرون أقبح ما يأتونه حسنا

ومنهم العلامة الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج ٤ ص ٣٨٦ ط بيروت) قال:

علي بن الحسين بن الامام علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، السيد الامام ، زين العابدين ، الهاشمي العلوي المدني. يكنى أبا الحسين ويقال : أبو الحسن ، ويقال : أبو محمد ، ويقال : أبو عبد الله. وأمه أم ولد ، اسمها سلامة سلافة بنت ملك الفرس يزدجرد ، وقيل : غزالة.

ولد في سنة ثمان وثلاثين ظنا.

وحدث عن أبيه الحسين الشهيد ، وكان معه يوم كائنة كربلاء وله ثلاث وعشرون سنة ، وكان يومئذ موعوكا فلم يقاتل.

الى أن قال :

روى ابن عيينة ، عن الزهري ، قال : ما رأيت قرشيا أفضل من علي بن الحسين.

الى أن قال :

وكان له جلالة عجيبة ، وحق له والله ذلك ، فقد كان أهلا للامامة العظمى.

لشرفه وسؤدده وعلمه وتألهه وكمال عقله.


ومنهم العلامة احمد بن احمد الشهير بالصغير الشافعي في «تحفة الراغب» (ص ١٤ ط محمد مصطفى) قال :

وقال الواقدي : ولد سنة ثلاث وثلاثين ، فيكون عمره يوم الطف ثمانيا وعشرين سنة. وقال الزبير بن بكار : كان عمره يوم الطف ثلاثا وعشرين سنة ، وكان مريضا.

وتوفي سنة خمس وتسعين من الهجرة يوم السبت الثامن عشر من المحرم. وفضائله أكثر من أن تحصى أو يحيطها الوصف ، وكان أمير المؤمنين ولى حديث ابن جابر الحنفي جانبا من المشرق فبعث اليه ببنتي يزدجرد بن شهريار ، فنحل ابنه الحسين أحدهما وهي شهر بانو وقيل شاه زنان فأولدها زين العابدين.


قصيده الفرزدق

(في مدحه عليه‌السلام عند هشام بن عبد الملك)

رواها جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة أحمد بن أحمد الشهير بالشافع الصغير المصري في «تحفة الراغب» (ص ٥٣ ط محمد أفندى مصطفى) قال :

ولما حج هشام بن عبد الملك في أيام أبيه طاف بالبيت وجهد أن يصل الى الحجر الأسود ليستلمه فلم يقدر على ذلك لكثرة الزحام ، فنصب له كرسي وجلس عليه ينظر الى الناس ومعه جماعة من أعيان أهل الشام ، فبينما هو كذلك إذ أقبل زين العابدين علي بن الحسين بن علي رضي الله تعالى عنهم وكان من أجمل الناس وجها وأطيبهم أرجا ، فطاف بالبيت فلما انتهى الى الحجر تنحى له الناس حتى استلم الحجر ، فقال رجل من أهل الشام لهشام : من هذا الذي هابه الناس هذه الهيبة؟ فقال هشام : لا أعرفه. مخافة أن يرغب فيه أهل الشام ، وكان الفرزدق حاضرا فقال : أنا أعرفه. فقال الشامي : من هو يا أبا فراس؟ فقال الفرزدق :


هذا الذي تعرف البطحاء وطأته

والبيت يعرفه والحل والحرم

هذا ابن خير عباد الله كلهم

هذا التقي النقي الطاهر العلم

هذا ابن فاطمة ان كنت جاهله

بجده أنبياء الله قد ختموا

وليس قولك من هذا بضائره

العرب تعرف من أنكرت والعجم

كلتا يديه غياث عم نفعهما

يستو كفان فلا يعروهما العدم

سهل الخليقة لا تخشى بوادره

يزينه اثنان حسن الخلق والشيم

حمال أثقال أقوام إذا فدحوا

حلو الشمائل تحلو عنده نعم

لا يخلف الوعد ميمون نقيبته

رحب الفناء أريب حين يعتزم

ما قال لا قط الا في تشهده

لو لا التشهد كانت لاؤه نعم

عم البرية بالإحسان فانقشعت

عنه الغيابة والاملاق والعدم

إذا رأته قريش قال قائلها

الى مكارم هذا ينتهي الكرم

يغضي حياء ويغضى من مهابته

فما يكلم الا حين يبتسم

بكفه خيزران ريحها عبق

من كف أروع في عرنينه شمم

يكاد يمسكه عرفان راحته

ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم

الله شرفه قدما وعظمه

جرى بذاك له في لوحه القلم

أي الخلائق ليست في رقابهم

لاولية هذا أو له نعم

من يشكر الله يشكر أولية ذا

فالدين من بيت هذا ناله الأمم

ينمي الى ذروة الدين التي قصرت

عنها الا كف وعن إدراكها القدم

من جده دان فضل الأنبياء له

وفضل أمته دانت له الأمم

مشتقة من رسول الله نبعته

طابت مغارسه والخيم والشيم

ينشق ثوب الدجى عن نور غرته

كالشمس تنجاب عن إشراقها الظلم

من معشر حبهم دين وبغضهم

كفر وقربهم منجى ومعتصم


مقدم بعد ذكر الله ذكرهم

في كل بدء ومختوم به الكلم

ان عد أهل التقى كانوا أئمتهم

أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم

لا يستطيع جواد بعد جودهم

ولا يدانيهم قوم وان كرموا

فغضب هشام وأمر بحبس الفرزدق بعسفان بين مكة والمدينة ، وبلغ ذلك زين العابدين فبعث اليه باثني عشر ألف درهم وقال : اعذر يا أبا فراس فلو كان عندنا أكثر من هذا لوصلناك به. فردها الفرزدق وقال : يا ابن بنت رسول الله ما قلت الذي قلت الا غضبا لله عزوجل ولرسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وما كنت لأخذ عليه شيئا. فقال : شكر الله تعالى لك ذلك غير أنا أهل بيت إذا أنفذنا أمرا لم نعد فيه. فقبلها وجعل يهجو هشاما وهو في الحبس ، فبعث اليه هشام وأخرجه من السجن ببركة الامام زين العابدين.

ومنهم العلامة شمس الدين الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج ٤ ص ٣٩٨ ط بيروت)

روى ستة أبيات من القصيدة ، ثم قال : وهي قصيدة طويلة.

قال : فأمر هشام بحبس الفرزدق فحبس بعسفان ، وبعث اليه علي بن الحسين باثني عشر ألف درهم وقال : اعذر أبا فراس. فردها وقال : ما قلت ذلك الا غضبا لله ولرسوله. فردها اليه وقال : بحقي عليك لما قبلتها ، فقد علم الله نيتك ورأى مكانك فقبلها وقال في هشام :

أيحبسني بين المدينة والتي

إليها قلوب الناس يهوي منيبها

يقلب رأسا لم يكن رأس سيد

وعينين حولاوين باد عيوبها


ومنهم العلامة الشيخ ياسين بن ابراهيم السنهوتى الشافعي في «الأنوار القدسية» (ص ٣٣ ط السعادة بمصر)

ذكر من القصيدة البيت الاول والثاني والثالث والرابع والحادي عشر والثاني عشر والثاني والعشرين والرابع والعشرين بعين ما تقدم ، وذكر بدل البيت السابع عشر هكذا :

من يعرف الدين يعرف أولوية ذا

الدين من بيت هذا ناله الأمم

ومنهم العلامة محمد بن شاكر الشافعي في «عيون التواريخ» (ج ٣ ص ١٦٤ من نسخة مخطوطة في اسلامبول)

ذكر من القصيدة البيت الاول والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع والثامن والعاشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر ـ لكنه ذكر بدل كلمه «شرفه» : عظمه ـ والسادس عشر والعشرين ، والثاني والعشرين والثالث والعشرين والرابع والعشرين والخامس والعشرين.

وذكر بدل المصرع الاول من البيت السابع عشر هكذا :

«من يعرف الله يعرف أولوية ذا».

وذكر بدل البيت الثامن عشر هكذا :

ينمى الى ذروة العز التي قصرت

عن مثلها عرب الإسلام والعجم

وذكر بدل البيت الحادي والعشرين هكذا :

ينجاب نور الهدى من نور غرته

كالشمس ينجاب عن إشراقها القتم

ثم ذكر بمثل ما تقدم عن «سير أعلام النبلاء» وذكر ما أنشأه من البيتين في ذم هشام.


ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٤١ ط الشعبية بمصر) روى الواقعة بعين ما تقدم عن «تحفة الراغب» وذكر من القصيدة البيت الاول والثاني والثامن عشر ، لكنه ذكر المصرع الثاني هكذا : عن نيلها عرب الإسلام والعجم ، وذكر البيت الرابع عشر والثاني عشر والتاسع عشر والحادي والعشرين ، لكنه ذكر بدل كلمه ثوب الدجى : نور الهدى ، وذكر البيت العشرين والبيت الثالث والبيت الخامس عشر والبيت الرابع والخامس والسادس والسابع والتاسع والثامن والعاشر لكنه ذكر بدل كلمة القتارة : الغيابة ، وذكر البيت الثاني والعشرين والرابع والعشرين والخامس والعشرين والثالث والعشرين وستة عشر بهذا الترتيب وزاد في آخر القصيدة :

هم الغيوث إذا ما ازمة ازمت

والأسد اسد شرى والبأس محتدم

لا ينقص العسر بسطا من اكفهم

سيان ذاك ان اثروا وان عدموا

يستدفع السوء والبلوى بحبهم

ويستراد به الإحسان والنعم

من يعرف الله يعرف اولوية ذا

والدين من بيت هذا ناله الأمم

ومنهم العلامة شهاب الدين احمد الشافعي في «توضيح الدلائل» (ص ٣٨٨ نسخة المكتبة الملية بفارس).

روى الواقعة وأورد جملة من أبيات القصيدة.


عبادة السجاد عليه‌السلام

فمما روي فيها وقد تقدم النقل عن أعلام القوم في (ج ١٢ ص ١٨ الى ص ٢٣) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة الشيخ محمد عز الدين المدعو بعربي الكاتبي في «الروضة البهية» قال :

قال ابن عساكر : ومسجد علي بن الحسين هو زين العابدين في جامع دمشق محروس معروف ، قال الحوراني : هو في المسجد الشرقي الشمالي. كان رضي الله تعالى عنه يصلي فيه كل يوم وليلة ألف ركعة ، وهو مسجد لطيف عليه جلالة وهيبة يزار ويتبارك به.

ومنهم العلامة الشيخ أحمد التابعي المصري في «الاعتصام بحبل الإسلام» (ص ٢٠٩)

روى عن علي بن حمزة قال : كان علي بن الحسين رضي‌الله‌عنه يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة.


ومنهم العلامة الشيخ محمد بن شاكر الشافعي في «عيون التواريخ» (ج ٣ ص ١٦٢ والنسخة مصورة من نسخة موجودة في اسلامبول) قال :

وكان (علي بن الحسين عليه‌السلام) يصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة.

ومنهم العلامة الذهبي في «سير اعلام النبلاء» (ج ٤ ص ٣٩٣ ط بيروت) روى مصعب بن عبد الله عن مالك قال : ولقد بلغني أنه (علي بن الحسين عليه‌السلام) كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة الى أن مات ، وكان يسمى زين العابدين لعبادته. الى أن قال : ويروى عن جابر الجعفي عن أبي جعفر «ع» : كان أبي يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة.

ومنهم العلامة الشيخ ياسين بن ابراهيم السنهوتى في «الأنوار القدسية» (ص ٣٣ ط مصر) قال :

وكان (علي بن الحسين) يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة ، وقال مالك : سمي زين العابدين لكثرة عبادته.

ومنهم الحافظ ابن عبد ربه في «العقد الفريد» (ج ٣ ص ٢٨ ط الشرفية بمصر) قال :

قيل لمحمد بن علي بن الحسين : ما أقل ولد أبيك؟ قال : اني لأعجب كيف ولدت له. قيل : وكيف ذلك؟ قال : انه كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة ، فمتى كان يتفرغ للنساء.


ومنها

ما رواه القوم

وتقدم النقل عنهم في (ج ١٢ ص ٢٧ الى ٣١) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة الشيخ أحمد التابعي المصري في «الاعتصام بحبل الإسلام» (ص ٢٠٩) قال :

وكان علي بن الحسين رضي‌الله‌عنه إذا توضأ للصلاة يصفر لونه ، فقيل له : ما هذا الذي نراه يعتريك عند الوضوء؟ فيقول : أما تدرون من أريد أن أقف بين يديه.

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن شاكر الشافعي في «عيون التواريخ» (ج ٣ ص ١٦٢ والنسخة مصورة أصلها في اسلامبول)

وكان (علي بن الحسين) إذا توضأ يصفر ، فإذا قام الى الصلاة أرعد من الفرق ، فقيل له في ذلك ، فقال : أتدرون بين يدي من أقوم ومن أناجي.

ومنهم العلامة الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج ٤ ص ٣٩٢ ط بيروت) روى عن ابن سعد ، عن علي بن محمد ، عن عبد الله بن أبي سليمان ، قال : كان علي بن الحسين إذا مشى لا تجاوز يده فخذيه ولا يخطر بها ، وإذا قام الى الصلاة ، أخذته رعدة ، فقيل له ، فقال : تدرون بين يدي من أقوم ومن أناجي.

وروى : أنه إذا توضأ اصفر.


ومنها

ما رواه القوم

وتقدم النقل عنهم في (ج ١٢ ص ٧ و ٣٣) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة المولوى الشيخ ولى الله اللكهنوئى في كتابه «مرآة المؤمنين» (مخطوط) قال :

ووجه تلقبه (أي علي بن الحسين «ع») بزين العابدين أنه كان في ليلة مشتغلا بالتهجد ، فتمثل له الشيطان بصورة أفعى ليشغله عن الصلاة ، فلدغ إصبع رجله فلم يقطع صلاته ، فكشف الله له أنه الشيطان فطرده ، فرجع ليتم صلاته فإذا سمع صوتا يقول : أنت زين العابدين ـ ثلاثا.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة على بن ابراهيم السنهوتى في «الأنوار القدسية» (ص ٣٣ ط السعادة بمصر) قال :

وكان لا يعينه (أي علي بن الحسين) على طهوره أحد ، ولا يدع قيام الليل حضرا ولا سفرا ، وقرب اليه طهوره مرة في وقت ورده فوضع يده في الإناء ليتوضأ ثم رفع رأسه فنظر الى السماء والقمر والكواكب فجعل يتفكر في خلقها حتى اذن المؤذن ويده في الإناء فلم يشعر.


ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الحمدوني في «التذكرة الحمدونية» (ص ١١٥ ط بيروت) روي أنه قرب الى علي بن الحسين طهوره في وقت ورده ، فوضع يده في الإناء ليتوضأ ، ثم رفع رأسه فنظر الى السماء والقمر والكواكب ، فجعل يفكر في خلقها حتى أصبح ، وأذن المؤذن ويده في الإناء.

ومنها

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١٢ ص ٤٢ الى ٤٤) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة ابو الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي الحنبلي في «سلوة الأحزان» (ص ٤٠ ط الاسكندرية) قال :

روى طاوس عن سالم أنه قال : رأيت علي بن الحسين ساجدا ، فسمعته يقول في سجوده : عبدك بفنائك ، مسكينك ببابك ، سائلك لائذ بجنابك ، فقيرك يدعوك. قال سالم : فوالله ما دعوت بهذه الكلمات في كرب الا كشفها الله عني.


ومنهم العلامة الشيخ أحمد التابعي المصري في «الاعتصام بحبل الإسلام» (ص ٢٠٩) قال :

وعن طاوس قال : دخلت الحجر في الليل فإذا علي بن الحسين قد دخل فقام يصلي ما شاء الله ، ثم سجد سجدة فأطالها ، فقلت : رجل صالح من بيت النبوة لاصغين اليه ، فسمعته يقول : عبيدك بفنائك ، مسكينك بفنائك ، سائلك بفنائك ، فقيرك بفنائك.

قال طاوس : فالله ما طلبت ودعوت بهن في كرب الا فرج الله عني.

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن شاكر الشافعي في «عيون التواريخ» (ج ٣ ص ١٦٢ نسخة اسلامبول) قال :

قال طاوس : سمعته يقول عند الحجر. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن «الاعتصام».

ومنهم العلامة الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج ٤ ص ٣٩٣ ط بيروت) روى الحديث عن طاوس بعين ما تقدم عن «عيون التواريخ» لكنه ذكر بدل قوله عند الحجر : في الحجر.

ومنها

ما رواه القوم

وتقدم النقل عنهم في (ج ١٢ ص ٧ و ١٣٥) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :


منهم العلامة أبو الفرج الشيخ عبد الرحمن ابن الجوزي الواعظ البغدادي الحنبلي المتوفى سنة ٥٩٧ في «سلوة الأحزان» (ط منشأة المعارف بالاسكندرية) قال :

قد سمي (أي علي بن الحسين عليه‌السلام) أيضا بالسجاد لكثرة سجوده وبذي الثفنات لظهور علامات ظاهرة على جبهته من كثرة السجود. توفي بالمدينة سنة أربع وتسعين.

ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السؤل» (ص ٧٧) قال :

كان يحب أن لا يعينه على طهوره أحد ، وكان يستقي الماء بطهوره ويخمره قبل ان ينام فإذا قام في الليل ـ الى أن قال ـ وكان لا يدع صلاة الليل في السفر والحضر.

ومنهم العلامة احمد بن احمد الشهير بالصغير الشافعي المصري في «تحفة الراغب» (ص ١٥ ط محمد مصطفى) قال :

قال الشريف ابن الأعرج في بحر الأنساب : هو علي وكنيته أبو محمد ، ويقال أيضا أبو الحسن ، ولقبه زين العابدين والسجاد وذو الثفنات ، وانما لقب به لان مساجده كثفنة البعير من كثرة صلاته رضوان الله عليه وسلامه.


خوفه عليه‌السلام من ربه

ونذكر أنموذجا مما ورد فيه :

منها

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١٢ ص ٢٧ الى ٣١) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة أبو الفرج الشيخ عبد الرحمن ابن الجوزي الحنبلي في «سلوة الأحزان» (ص ٣٩ ط الاسكندرية)

روي أن علي بن الحسين رضي‌الله‌عنه كان إذا قام يصلي أخذته الرعدة ـ أي الخوف ـ فقيل له : ما بالك ترعد؟ قال : ما تدرون بين يدي من أنا واقف ، ولا من أناجي؟.


ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج ٤ ص ٣٩٢ ط بيروت) قال : فلما احتضر (علي بن الحسين) بكى ، فقلت : يا أبت ما يبكيك؟ قال : يا بني انه إذا كان يوم القيامة لم يبق ملك مقرب ولا نبي مرسل الا كان لله فيه المشيئة ، ان شاء عذبه وان شاء غفر له (١).

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الذهبي في «سير اعلام النبلاء» (ج ٤ ص ٣٩١ ط بيروت) روى عن محمد بن أبي معشر السندي ، عن أبي نوح الانصاري ، قال : وقع حريق في بيت فيه علي بن الحسين وهو ساجد ، فجعلوا يقولون : يا ابن رسول

__________________

(١) ان رجلا قال لابن المسيب : ما رأيت أورع من فلان. قال : هل رأيت علي بن الحسين؟ قال : لا ، قال : ما رأيت أورع منه.

رواه القوم في كتبهم ، ومنهم العلامة الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج ٤ ص ٣٩١ ط بيروت).


الله النار. فما رفع رأسه حتى طفئت. فقيل له في ذلك فقال : ألهتني عنها النار الأخرى.

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن شاكر الشافعي في «عيون التواريخ» (ج ٣ ص ١٦٢ مصورة نسخة في اسلامبول) قال :

ويروى أنه احترق البيت الذي هو (أي علي بن الحسن «ع») فيه وهو قائم يصلي ، فلما انصرف قيل له : مالك لم تنصرف؟ فقال : اني اشتغلت عن هذه النار بالنار.

ومنهم العلامة الشيخ يسن بن ابراهيم السنهوتى الشافعي في «الأنوار القدسية» (ص ٣٣ ط السعادة بمصر)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «سير أعلام النبلاء».

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ محمد بن شاكر الشافعي في «عيون التواريخ» (ج ٣ ص ١٦٢ مصورة نسخة في اسلامبول)

أنه (أي علي بن الحسن عليه‌السلام) لما حج وأراد أن يلبى أرعد وقال : أخشى أن أقول «لبيك اللهم لبيك» فيقول «لا لبيك» ، فشجعوه وقالوا : لا بد من التلبية ، فلما لبى غشي عليه حتى سقط عن الراحلة.


طرف من أوصاف السجاد عليه‌السلام

بكاؤه عليه‌السلام

وفيه أحاديث :

منها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة أبو الفرج الشيخ عبد الرحمن ابن الجوزي الحنبلي في «سلوة الأحزان»

قال : علي بن الحسين «ع» المشهور بزين العابدين ، كان أحد البكائين الخمسة.

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن شاكر الشافعي في «عيون التواريخ» (ج ٣ ص ١٦٣ مصورة نسخة موجودة في اسلامبول) قال :

وذكروا أنه (أي علي بن الحسين) كان كثير البكاء ، فقيل له في ذلك فقال :


ان يعقوب عليه‌السلام بكى حتى ابيضت عيناه على يوسف ولم يعلم أنه مات ، واني رأيت بضعة عشر من أهلي يذبحون في غداة واحدة ، فترون حزني يذهب من قلبي أبدا.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ محمد بن الحسن بن محمد بن على بن حمدون في «التذكرة الحمدونية» (ص ١١٥ ط بيروت) قال :

قال طاوس : رأيت رجلا يصلي في المسجد الحرام تحت الميزاب ويدعو ويبكي في دعائه ، فتبعته حين فرغ من الصلاة فإذا هو علي بن الحسين ، فقلت : يا ابن رسول الله رأيتك على حالة كذا وكذا ، ولك ثلاثة أرجو أن تؤمنك من الخوف : أحدها أنك ابن رسول الله ، والثانية شفاعة جدك ، والثالثة رحمة الله. فقال : يا طاوس أما أني ابن رسول الله فلا يؤمنني ، وقد سمعت الله عزوجل يقول (فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ) ، وأما شفاعة جدي فلا تؤمنني لان الله تعالى يقول (لا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى) ، وأما رحمة الله فان الله عزوجل يقول «انها قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ» ، ولا أعلم أني محسن.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :


منهم العلامة شمس الدين الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج ٤ ص ٣٩٢ ط بيروت) قال :

ابراهيم بن محمد الشافعي ، عن سفيان : حج علي بن الحسين ، فلما أحرم اصفر وانتفض ولم يستطع أن يلبي ، فقيل : ألا تلبي؟ قال : أخشى أن أقول «لبيك» فيقول لي «لا لبيك» ، فلما لبى غشي عليه وسقط من راحلته فلم يزل بعض ذلك به حتى قضى حجه.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم ابو المعالي محمد بن الحسن بن حمدون في «التذكرة الحمدونية» (ص ١١٣ ط بيروت) قال :

سقط ابن لعلي بن الحسين عليهما‌السلام في بئر ، فتفرغ أهل المدينة لذلك حتى أخرجوه ، وكان قائما يصلي فما زال عن محرابه ، فقيل له في ذلك ، فقال : ما شعرت ، كنت أناجي ربا كريما.

صبره عليه‌السلام

فمما ورد فيه ما رواه القوم وتقدم نقله عنهم في (ج ١٢ ص ٨٢) ما


وممن لم نرو عنه هناك العلامة ابو الحسن على بن محمد المدائني في «المغازي» (ص ٦٤ ط النجف) قال :

أخبرنا عبد الله ، قال أخبرنا الحسن بن علي ، قال أخبرنا أبو الحسن ، عن ابراهيم بن سعد قال : سمع علي بن الحسين رضوان الله عليه داعية في بيته ، فنهض الى بيته فسكتهم ، ثم رجع الى مجلسه ، فقيل له : أمر حدث ما كانت الناعية؟ قال : نعم. فعزوه وتعجبوا من صبره ، ثم قال : انا أهل بيت نطيع الله فيما يحب ونحمده فيما نكره.

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن شاكر الشافعي في «عيون التواريخ» (ص ١٦٣ من نسخة مصورة موجودة في اسلامبول) قال :

وقال المدائني : سمعت سفيان يقول : كان علي بن الحسين يقول : ما يسرني أن لي بنصيبي من الذل حمر النعم.

كتمانه عليه‌السلام لنسبه في السفر

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ ابو المعالي محمد بن الحسن بن حمدون في «التذكرة الحمدونية» (ص ١١٥ ط بيروت)

وقيل له (أي علي بن الحسين عليه‌السلام) : ما بالك إذا سافرت كتمت نسبك أهل الرفقة؟ فقال : أكره أن آخذ برسول الله عليه‌السلام ما لا أعطي مثله.


حلمه عليه‌السلام

فمما ورد فيه ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١٢ ص ٧٩).

وممن لم نرو عنهم هناك العلامة أبو الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي الحنبلي في «سلوة الأحزان» (ص ٤٠ ط الاسكندرية) قال :

وجاءه خادمه بمزود ، وكان بين يديه ولد له صغير ، فسقط المزود من العبد على رأس الصغير فقتله. فقال للغلام : أنت حر لوجه الله تعالى ، فإنك لم تفعل ذلك عامدا.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة محمد بن منصور المعروف بابن الحداد المالكي من اعلام القرن السابع في «الجوهر النفيس في سياسة الرئيس» (ص ٩٣ ط دار الطليعة في بيروت) قال :

كانت جارية لعلي بن الحسين بن أبي طالب عليهم‌السلام تسكب الماء على يده ، فنغست فسقط الإبريق من يدها ، فشجه فرفع رأسه فقالت : ان الله يقول (وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ) قال : كظمت غيظي! قالت (وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ) قال : عفا الله عنك. قالت (وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) قال : فاذهبي فأنت حرة لوجه الله تعالى. قال بعض الشعراء في هذا المعنى :


تموت أضغانه أيام قدرته

ومكنة الحر تنسي فاحش الخطل

إذا الجرائم هاجته تغمدها

بالصفح منه حليما غير ذي فشل

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن شاكر الشافعي في «عيون التواريخ» (ج ٣ ص ١٦٣ مصورة عن نسخة موجودة في اسلامبول) روى الحديث بعين ما تقدم عن «الجوهر النفيس».

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة أبو الفرج الشيخ عبد الرحمن ابن الجوزي الحنبلي في «سلوة الأحزان» (ص ٣٩ ط الاسكندرية) قال :

قيل له (أي علي بن الحسين) : ان فلانا يقع فيك ويتكلم في عرضك ، فمضى اليه وقال له : يا أخي ان كان ما قلته عنى حقا فيغفر الله لي ، وان كان ما قتله باطلا فغفر الله لك.

ومنهم العلامة الشيخ يسن بن ابراهيم في «الأنوار القدسية» (ص ٣٢ ط مصر) قال :

وكان (علي بن الحسين) إذا نقصه أحد قال : اللهم ان كان صادقا فاغفر لي وان كان كاذبا فاغفر له.


ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج ٤ ص ٣٩٧ ط بيروت) روى عن احمد بن عبد الاعلى الشيباني ، حدثني أبو يعقوب المدني ، قال : كان بين حسن بن حسن وبين ابن عمه علي بن الحسين شيء ، فما ترك حسن شيئا الا قاله ، وعلي ساكت ، فذهب حسن ، فلما كان في الليل أتاه علي ، فخرج فقال علي : يا ابن عمي ان كنت صادقا فغفر الله لي ، وان كنت كاذبا فغفر الله لك ، السلام عليك. قال : فالتزمه حسن وبكى حتى رثي له.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ يسن بن ابراهيم السنهوتى الشافعي في «الأنوار القدسية» (ص ٣٣ ط السعادة بمصر) قال :

قال في مجمع الأحباب : وكان عنده ضيف فاستعجل الخادم في الشواء الذي كان في التنور ، فأقبل به مسرعا فسقط السفود من يده على ابن له صغير في أسفل الدرجة فأصاب رأسه فقتله ، فقال علي للغلام الذي قتله : أنت حر لوجه الله عزوجل فإنك لم تتعمده ، وأخذ في جهاز ابنه.


ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ يسن بن ابراهيم السنهوتى الشافعي في «الأنوار القدسية» (ص ٣٣ ط السعادة بمصر) قال :

انه (أي علي بن الحسين «ع») خرج يوما من المسجد فلقيه رجل فسبه وبالغ وأفرط ، فبادر اليه العبيد والموالي فكفهم وأقبل عليه فقال : ما ستر عنك من أمرنا اكثر ، ألك حاجة نعينك. فاستحيى الرجل فألقى له خميصة وأمر له بخمسة آلاف درهم ، فقال : أشهد أنك من أولاد المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ولقيه رجل فسبه فقال : يا هذا بيني وبين جهنم عقبة ان انا جزتها فما أبالي بما قلت وان لم أجزها فأنا أكثر مما تقول ، ألك حاجة؟ فخجل.

وسبه رجل فقال له : ما لم تعرفه مني أكثر مما تعرفه ، فان كان لك حاجة فاذكرها.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي في «استجلاب ارتقاء الغرف» (ص ٥٣ نسخة مكتبة عاطف أفندى في اسلامبول) قال :

قال الواقدي : حدثني أبي سبرة عن سالم مولى أبى جعفر قال : كان هشام


ابن اسماعيل يؤذي زين العابدين علي بن الحسين وأهل بيته يخطب بذلك وينال من علي ، فلما ولي الوليد بن عبد الملك عزله وأمر به أن يوقف للناس وكان يقول : لا والله ما كان أحد من الناس أهم الي من زين العابدين ، كنت أقول : رجل صالح يسمع قوله فوقف للناس ، فجمع زين العابدين ولده وعامته ونهاهم عن التعرض له قال : وغدا مارا فما عرض له ، فناداه اسماعيل : الله يعلم حيث يجعل رسالاته.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ محمد بن شاكر الشافعي في «عيون التواريخ» (ج ٣ ص ١٩٢ والنسخة مصورة موجودة في إستانبول) قال :

ونال منه رجل يوما ، فجعل يتغافل عنه ، فقال له الرجل : إياك أعني. فقال له علي بن الحسين : وعنك أغضي.

وخرج يوما من المسجد فسبه رجل ، فابتدر الناس اليه فقال : دعوه ، ثم أقبل عليه فقال : الذي ستر عنك من أمري أكثر ، ألك حاجة نعينك عليها؟ فاستحيى الرجل فألقى اليه خميصة كانت عليه وأمر له بألف درهم ، فكان الرجل بعد ذلك يقول : أشهد انك من أولاد الأنبياء.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :


منهم العلامة الشيخ محمد بن شاكر الشافعي في «عيون التواريخ» (ج ٣ ص ١٦٣) قال :

وروى ابن ابى الدنيا أن غلاما سقط من يده شنوءة وهو يشوي شيئا في التنور على رأس صغير لعلي بن الحسين فقتله ، فنهض علي بن الحسين مسرعا ، فلما نظر اليه قال للغلام : يا بنى انك لم تتعمد أنت حر ، ثم شرع في جهاز ابنه.


رأفته عليه‌السلام لامه

رواه القوم وتقدم النقل عنهم في المجلد الثاني عشر وانما ننقل هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك :

منهم العلامة الشيخ أبو عباس محمد بن يزيد المعروف بالمبرد النحوي المتوفى سنة ٢٨٥ في «الكامل في اللغة والأدب» (ص ١٤٠ ط دار العهد الجديد بالقاهرة) قال :

وقيل لعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم : انك من أبر الناس بأمك ولسنا نراك تأكل مع أمك في صحفة. فقال : أخاف أن تسبق يدي الى ما قد سبقت عينها اليه فأكون قد عققتها.


سخاؤه عليه‌السلام

وقد ورد فيه أحاديث تقدم نقلها في (ج ١٢ ص ٦٣ الى ص ٧٠) ونروي هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منها

ما رواه جماعة من أعلام القوم : (١)

منهم العلامة أبو الفرج الشيخ عبد الرحمن ابن الجوزي في «سلوة الأحزان» (ص ٣٩ ط الاسكندرية) قال :

وروي عنه (أي على بن الحسين) أيضا أنه كان يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل ، ويدور به على الفقراء والأرامل ويقول : ان صدقة السر تطفئ غضب الرب سبحانه وتعالى.

__________________

(١) روى الذهبي في «سير اعلام النبلاء» (ج ٤ ص ٣٩١ ط بيروت).

وقال جويرية بن أسماء : ما أكل علي بن الحسين بقرابته من رسول الله


ومنهم العلامة الشيخ محمد بن شاكر الشافعي في «عيون التواريخ» (ج ٣ ص ١٦٢ من نسخة موجودة في اسلامبول) قال :

وذكروا أنه كان كثير الصدقة بالليل ، وكان يقول : صدقة السر تطفئ غضب الرب.

ومنهم العلامة الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج ٤ ص ٣٩٣ ط بيروت) روي عن ابن عيينة ، عن أبي حمزة الثمالي ، أن علي بن الحسين كان يحمل الخبز بالليل على ظهره يتبع به المساكين في الظلمة ، ويقول : ان الصدقة في سواد الليل تطفئ غضب الرب.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة جار الله الزمخشرىّ في «ربيع الأبرار» (مخطوط في باب العمل والكد) قال ما لفظه :

علي بن الحسين لما مات فغسلوه وجدوا على ظهره مجلا مما كان يستقى

__________________

صلى‌الله‌عليه‌وسلم درهما قط.

وروى المبرد في الكامل (ص ٣٢٢ ط القاهرة):

انه قيل لعلي بن الحسين «ع» وكان بين الفضل رحمه‌الله : ما بالك إذا سافرت كتمت نسبك اهل الرفقة؟ فقال : اكره ان آخذ برسول الله «ص» ما لا اعطي مثله.


لضعفة جيرانه بالليل ومما كان يحمل الى بيوت المساكين من جرب الطعام. انتهى.

أقول : المجل الجدري ونحوه ، والجرب بضمتين جمع جراب بكسر الجيم.

ومنهم العلامة ابو المعالي محمد بن الحسن بن محمد بن على بن حمدون في «التذكرة الحمدونية» (ص ١٠٩ ط بيروت)

ولما مات علي بن الحسين غسلوه ، ثم جعلوا ينظرون الى آثار سواد في ظهره فقالوا : ما هذا؟ فقيل : كان يحمل جرب الدقيق ليلا على ظهره يعطيه فقراء أهل المدينة.

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن شاكر الشافعي في «عيون التواريخ» (ج ٣ ص ١٦٢ المخطوط والنسخة مصورة من النسخة الموجودة في إستانبول)

وقال ابن اسحق : كان أناس بالمدينة يعيشون لا يدرون من يعطيهم ، فلما مات علي بن الحسين فقدوا ذلك ، ولما مات وجدوا في ظهره أثر حمله الجرب الى بيوت الأرامل في الليل.

ومنهم العلامة الذهبي في «سير اعلام النبلاء» (ج ٤ ص ٣٩٣ ط بيروت) روى عن جرير بن عبد الحميد ، عمن عمرو بن ثابت : لما مات علي بن الحسين ، وجدوا بظهره أثرا مما كان ينقل الجرب بالليل الى منازل الأرامل.


ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الحمدوني في «التذكرة الحمدونية» (ص ١١٥ ط بيروت) قال :

وكان علي بن الحسين يأتي ابن عم له بالليل متنكرا فيناوله شيئا من الدنانير فيقول : لكن علي بن الحسين لا يصلني ، لا جزاه الله خيرا ، فيسمع ذلك ويحتمله ويصبر عليه ولا يعرفه نفسه ، فلما مات علي بن الحسين عليه‌السلام فقدها ، فحينئذ علم أنه هو كان ، فجاء الى قبره وبكى عليه.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة أبو الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي الحنبلي في «سلوة الأحزان» (ص ٣٩ ط منشأة المعارف بالاسكندرية) قال :

وروي أنه كان بالمدينة أناس لا يدرون من أين تأتيهم معيشتهم ، فلما مات علي بن الحسين رضي‌الله‌عنه انقطع عنهم ما كانوا يجدونه في منزلهم.

ومنهم العلامة ابن حمدون في «التذكرة الحمدونية» (ص ١٠٩ ط بيروت) قال :

وقال محمد بن إسحاق : كان ناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون من


أين كان معاشهم ، فلما مات زين العابدين فقدوا ما كانوا يؤتون به بالليل.

ومنهم العلامة الذهبي في «سير اعلام النبلاء» (ج ٤ ص ٣٩٣ ط بيروت) روى عن يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق بعين ما تقدم عن «التذكرة»

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج ٤ ص ٣٩٣ ط بيروت)

روى عن حجاج بن أرطاة ، عن أبي جعفر ، أن أباه قاسم الله تعالى ماله مرتين.

وقال : ان الله يحب المذنب التواب.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الذهبي في «سير اعلام النبلاء» (ج ٤ ص ٣٩٨ ط بيروت) قال :

وروى حسين بن زيد بن علي ، عن عمه ، أن علي بن الحسين كان يشتري كساء الخز بخمسين دينارا يشتو فيه ، ثم يبيعه ويتصدق بثمنه.


ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ ابراهيم السنهوتى الشافعي في «الأنوار القدسية» (ص ٣٢ ط مصر) قال :

ودخل (أي علي بن الحسين «ع») على محمد بن أسامة بن زيد في مرض موته ، فبكى فقال له علي : ما يبكيك؟ فقال : علي دين خمسة عشر ألف دينار فقال : هي علي ، ووفاها.

الى أن قال : ولما مات (علي بن الحسين «ع») وجدوه يقوت أهل مائة بيت.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ محمد بن شاكر الشافعي في «عيون التواريخ» (ج ٣ ص ١٦٣ مصورة نسخة موجودة في اسلامبول) قال :

وكان (علي بن الحسين «ع») إذا خرج عن منزله قال : اللهم اني أتصدق اليوم او أهب عرضي اليوم لمن استحله.


أنموذج

مما ذكر في فضله وعلمه عليه‌السلام

قال العلامة الشيخ أبو الفضل جلال الدين عبد الرحمن بن أبى بكر ابن ناصر الدين السيوطي في «طبقات الحفاظ» (ص ٣٠ ط مكتبة وهبة) قال :

علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، أبو الحسين ، وأبو الحسن أو أبو محمد أو أبو عبد الله المدني زين العابدين ، قال الزهري : ما رأيت قرشيا أفضل منه ولا أفقه. وقال مالك : كان من أهل الفضل. وقال ابن المسيب : ما رأيت أورع منه. وقال ابن أبى شيبة : أصح الأسانيد كلها الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي.

وقال العلامة عبد الرحمن بن عمر بن عبد الله النصري الدمشقي المتوفى سنة ٢٨١ في «تاريخ أبى زرعة الدمشقي» (ج ١ ص ٥٣٥ ط مطبعة المفيد بدمشق) قال :

حدثنا أبو زرعة قال ، قال ابن أبى عمر ، انه سمع سفيان يقول : قال الزهري :


ما رأيت هاشميا أفضل من علي بن حسين.

حدثنا أبو زرعة قال ، قال ابن أبي عمر ، قال سفيان : وقال الزهري : ما كان أكثر مجالستي مع علي بن حسين ، وما رأيت أحدا كان أفقه منه ، ولكنه كان قليل الحديث.

ومن كراماته عليه‌السلام

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ أبو المعالي محمد بن الحسن بن محمد بن على ابن حمدون في «التذكرة الحمدونية» (ص ١٠٨ ط بيروت) قال :

قال ابن شهاب الزهري : شهدت علي بن الحسين يوم حمله الى عبد الملك ابن مروان من المدينة الى الشام ، فأثقله حديدا ووكل به حفاظا في عدة وجمع ، فاستأذنتهم في التسليم عليه والتوديع له ، فأذنوا لي ، فدخلت عليه وهو في قبة والقيود في رجليه والغل في يديه ، فبكيت وقلت : وددت أني مكانك وأنت سالم فقال : يا زهري أو تظن هذا مما ترى علي وفي عنقي يكربني؟ أما لو شئت ما كان ، فانه ان بلغ منك ومن أمثالك ليذكرني عذاب الله ، ثم أخرج يديه من الغل ورجليه من القيد ثم قال : يا زهري لا جزت معهم على ذا ميلين من المدينة. قال : فما لبثت الا أربع ليال حتى قدم الموكلون به يطلبونه بالمدينة ، قال : فلما وجدوه ، فكنت فيمن سألهم عنه ، فقال لي بعضهم : انا نراه متبوعا ، انه لنازل ونحن حوله لا ننام لرصده ، إذ أصبحنا نفتقده فما وجدنا بين محمليه الا حديدة قال الزهري : وقدمت بعد ذلك على عبد الملك ، فسألني عن علي بن الحسين


فأخبرته ، فقال : انه قد جاء في يوم فقده الأعوان ، فدخل علي فقال : ما أنا وأنت فقلت : أقم عندي ، قال : لا أحب ، ثم خرج فوالله لقد امتلأ ثوبي منه خيفة ، قال الزهري فقلت : يا أمير المؤمنين ليس علي بن الحسين حيث يظن ، انه مشغول بنفسه. قال : حبذا شغل مثله. قال : وكان الزهري أذا ذكر علي بن الحسين يبكي ويقول : زين العابدين.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الحمدوني في «التذكرة الحمدونية» (ص ٢٠٧ ط بيروت) قال :

وقال أبو حمزة الثمالي : أتيت باب علي بن الحسين فكرهت أن أصوت ، فقعدت حتى خرج ، فسلمت عليه ودعوت له ، فرد علي السلام ودعا لي ، ثم انتهى الى الحائط فقال لي : يا أبا حمزة ترى هذا الحائط؟ قلت : بلى يا ابن رسول الله ، قال : فاني اتكأت عليه يوما وأنا حزين ، فإذا رجل حسن [الوجه حسن الثياب] ينظر في اتجاه وجهي ، ثم قال : يا علي بن الحسين مالي أراك كئيبا حزينا؟ أعلى الدنيا ، فهي رزق حاضر يأكل منها البر والفاجر.

فقلت : ما عليها أحزن [لأنه] كما تقول. فقال : أعلى الآخرة؟ فهي وعد صادق ، يحكم فيها ملك قاهر. قلت : ما عليها أحزن لأنه كما تقول. فقال : وما حزنك يا علي بن الحسين؟ قلت : الخوف من فتنة ابن الزبير. فقال : يا علي ابن الحسين هل رأيت أحدا سأل الله فلم يعطه؟ قلت : لا. قال : فخاف الله فلم يكفه؟ قلت : لا ، ثم غاب عني ، فقيل لي : يا علي هذا الخضر ناجاك.


ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ يسن بن ابراهيم السنهوتى الشافعي في «الأنوار القدسية» (ص ٢٣ ط مصر) قال :

ومن كرامات زين العابدين رضي‌الله‌عنه أن عبد الملك بن مروان حمله من المدينة مقيدا مغلولا في أثقل قيود وأغلال ، فدخل عليه الزهري لوداعه ، فبكى وقال : وددت اني مكانك. فقال : أتظن أن ذلك يكربني لو شئت لما كان وانه ليذكرني عذاب الله. ثم أخرج رجليه من القيود ويديه من الغل ورماهما ثم أعادهما.

وكان يضرب به المثل في الحلم ، وله فيه حكايات عجيبة وأخبار غريبة ، وكان شديد الخوف من الله بحيث إذا توضأ اصفر لونه وارتعد ، فيقال له : ما هذا؟ فيقول : تدرون بين يدي من أقوم.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ يسن بن ابراهيم السنهوتى في «الأنوار القدسية» (ص ٣٣ ط مصر) قال :

ومن كراماته (أي زين العابدين «ع») أن زيدا ابنه استشاره في الخروج ،


فنهاه وقال : أخشى أن تكون المقتول المصلوب ، أما علمت انه لا يخرج أحد من ولد فاطمة قبل خروج السفياني إلا قتل. فكان كما قال ، خرج زيد في خمسة عشر ألفا فطلب ، فتفرقوا عنه فقتله الحجاج وصلبه مكشوف العورة ، فأكرمه الله بأن نسجت العنكبوت عليها فلم تر بعد ذلك.


كلماته عليه‌السلام وبعض ادعيته

(من كلامه في وصف المؤمن)

ان المؤمن خلط علمه بحلمه ، يسأل ليعلم ، وينصت ليسلم ، لا يحدث بالسر والامانة الأصدقاء ، ولا يكتم الشهادة للبعداء ، ولا يحيف على الأعداء ، ولا يعمل شيئا من الحق رياء ، ولا يدعه حياء ، فإذا ذكر بخير خاف ما يقولون ، واستغفر لما لا يعلمون ، وان المنافق ينهى ولا ينتهى ، ويأمر ولا يأتمر ، إذا قام الى الصلاة اعترض ، وإذا ركع ربض ، وإذا سجد نقر ، يمسي وهمته العشاء ولم يصم ، ويصبح وهمته النوم ولم يسهر.

رواه في «جامع البيان وفضله» (ج ١ ص ١٦٥ ط القاهرة) عن ابى حمزة الثمالي قال : دخلت على علي بن الحسين بن علي فقال : يا ابا حمزة ألا أقول لك صفة المؤمن والمنافق؟ قلت : بلى جعلني الله فداك ، فقاله ...

وقد تقدم نقله عن غيره من كتب العامة في (ج ١٢ ص ١١٤).

(ومن كلامه عليه‌السلام للزهري)

يا زهري ، لقنوطك من رحمة ربك التي وسعت كل شيء أعظم عليك من


اكبارك ذنبك! فقال الزهري : الله أعلم حيث يجعل رسالاته.

رواه في «الجوهر النفيس في سياسة الرئيس» (ص ١١٣ النسخة المطبوعة في بيروت) قال :

قال المدائني : قارف الزهري ذنبا فساح فاستوحش من أهله فلقيه علي بن الحسين ، فقال له ذلك.

ورواه في «عيون التواريخ» (ج ٣ ص ١٦٣ مصورة نسخة اسلامبول)

(ومن كلامه عليه‌السلام)

لا يقول رجل في رجل من الخير ما لا يعلم الا او شك أن يقول فيه من الشر مالا يعلم ، وما اصطحب اثنان على معصية الله الا أو شك أن يتفرقا على غير طاعة.

رواه في «عيون التواريخ» (ص ١٦٣ مصورة نسخة اسلامبول) قال : قال سفيان بن عيينة : كان علي بن الحسين عليهما‌السلام يقوله.

(ومن كلامه عليه‌السلام)

لا يهلك مؤمن بين ثلاث خصال : شهادة أن لا اله الا الله وحده لا شريك له ، وشفاعة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وسعة رحمة الله عزوجل. خف الله لقدرته عليك واستحي لقربه منك. إذا صليت فصل صلاة مودع ، وإياك وما يعتذر منه ، وخف الله خوفا ليس بالتعذر. إياك والابتهاج بالذنب فان الابتهاج بالذنب أعظم من ركوبه.

رواه في «التذكرة الحمدونية» (ص ١٠٧ ط بيروت).


أقوام ففازوا وقصر آخرون فخابوا ، فالعجب من الضاحك اللاهي في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون ويخيب فيه المبطلون. أما والله لو كشف الغطاء لشغل المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته عن تجديد ثوب وترجيل شعر.

رواه في «التذكرة الحمدونية» (ص ١١٥ ط بيروت) قال :

نظر علي بن الحسين عليهما‌السلام أن الناس يضحكون في يوم فطر فقاله.

(ومن كلامه عليه‌السلام)

يا أيها الناس ، أحبونا حب الإسلام ، فما برح بنا حبكم حتى صار علينا عارا.

رواه في «سير أعلام النبلاء» (ج ٤ ط بيروت).

(ومن كلامه عليه‌السلام)

حماد بن زيد ، عن يحيى بن سعيد : سمعت علي بن الحسين ـ وكان أفضل هاشمي أدركته ـ يقوله.

رواه أيضا في «سير أعلام النبلاء» (ج ٤).

(ومن كلامه عليه‌السلام)

من ضحك ضحكة ، مج مجة من علم.

رواه في «سير اعلام النبلاء» (ج ٤ ص ٣٩٦ ط بيروت).

ومن دعائه عليه‌السلام

اللهم لك الحمد على ما لم أزل أتصرف فيه من سلامة بدني ، ولك الحمد على ما أحدثت بى من علة في جسدي ، فما أدري يا الهي أي الحالين أحق


بالشكر لك وأي الوقتين أولى بالحمد لك ، أوقت الصحة التي هنأتني فيها طيبات رزقك ونشطتنى فيها لابتغاء مرضاتك وفضلك وقويتني معها على ما وفقتني له من طاعتك ، أم وقت العلة التي محصتني بها والنعم التي أتحفتني بها تخفيفا لما ثقل به على ظهري من الخطيئات وتطهيرا لما انغمست فيه من السيئات وتنبيها لتناول التوبة وتذكيرا لمحو الحوبة بقديم النعمة ، وفي خلال ذلك ما كتب لي الكاتب ان من زكي الاعمال مالا قلب فكر فيه ولا لسان نطق به ولا جارحة تكلفته بل إفضالا منك علي وإحسانا من صنيعك الي.

اللهم فصل على محمد وآله وحبب الي ما رضيت لي ويسر لي ما أخللت بى وطهرني من دنس ما أسلفت وامح عني شر ما قدمت ، وأوجد بى حلاوة العافية ، وأذقني برد السلامة ، واجعل مخرجي عن علتي الى عفوك ، ومتحولي عن صرعتي الى تجاوزك ، وخلاصي من كربى الى روحك ، وسلامتي من هذه الشدة الى فرجك ، انك المتفضل بالإحسان المتطول بالامتنان الوهاب الكريم ذو الجلال والإكرام.

رواه في «تحفة الراغب في سيرة جماعة من اعيان أهل البيت الأطايب» (ص ٥٢ ط محمد أفندى مصطفى) قال :

اتفق مشايخنا نفعنا الله ببركاتهم على أن المكروب والمهموم إذا توضأ فأحسن الوضوء وصلى على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وذكر دعاء الامام زين العابدين وسأل الله تفريج كربه وهمه يفرج الله تعالى كربه وهمه ويقضي له حاجته باذنه ، وان كان مريضا ودعا الله بهذا الدعاء يعافيه الله تعالى (وذكر الدعاء).

(ومن دعائه عليه‌السلام)

قال زيد بن أسلم : كان من دعاء علي بن الحسين : اللهم لا تكلني الى نفسي ،


فأعجز عنها ، ولا تكلني الى المخلوقين ، فيضيعوني.

رواه في «سير أعلام النبلاء» (ج ٤ ص ٣٩٦ ط بيروت).

(ومن دعائه عليه‌السلام)

اللهم اني أعوذ بك أن تحسن في لوائح العيون علانيتي ، وتقبح في خفيات العيون سريرتي ، اللهم كما أسأت وأحسنت الي ، فإذا عدت ، فعد علي.

رواه في «سير أعلام النبلاء» (ج ٤ ص ٣٩٦ ط بيروت).

(ومن كلامه عليه‌السلام)

فقد الاحبة غربة.

رواه في «سير أعلام النبلاء» (ج ٤ ص ٣٩٦ ط بيروت).

(ومن كلامه عليه‌السلام)

ان الجسد إذا لم يمرض أشر ، ولا خير في جسد يأشر.

رواه في «سير أعلام النبلاء» (ج ٤ ص ٣٩٦ ط بيروت) قال :

وبه ، قال أبو نعيم : حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، حدثنا أحمد بن علي ابن الجارود ، حدثنا أبو سعيد الكندي ، حدثنا حفص بن غياث ، عن حجاج ، عن أبي جعفر ، عن علي بن الحسين ، قاله عليه‌السلام.

(ومن كلامه عليه‌السلام)

في محاسبة نفسه ومناجاة ربه :


يا نفس حتام الى الدنيا سكونك والى عمارتها ركونك ، أما اعتبرت لمن مضى من أسلافك ومن وارته الأرض من ألافك ومن فجعت به من إخوانك ونقل الى البلى من أقرانك.

فهم في بطون الأرض بعد ظهورها

محاسنهم فيها بوال دواثر

خلت دورهم منهم وأقوت عراصهم

وساقتهم نحو المنايا المقادر

وخلوا عن الدنيا وما جمعوا لها

وضمتهم تحت التراب الحفائر

كم تخرمت أيدي المنون من قرون بعد قرون ، وكم غيرت الأرض ببلاها ، وغيبت في ثراها ممن عاشرت من صنوف الناس وصيرتهم الى الارماس.

وأنت على الدنيا مكب منافس

لحطامها فيها حريص مكاثر

على خطر تمشي وتصبح لاهيا

أتدري بما ذا لو غفلت تخاطر

وان امرأ يسعى لدنياه دائبا

ويذهل عن أخراه لا شك خاسر

فحتام على الدنيا إقبالك؟ وبشهواتك اشتغالك؟ وقد وعظك القتير وأتاك النذير ، وأنت عما يراد بك ساه ، وبلذة يومك لاه.

في ذكر هول الموت والقبر والبلى

عن اللهو واللذات للمرء زاجر

أبعد اقتراب الأربعين تربص

وشيب فذاك منذر لك ذاعر

كأنك مغبى لما هو ضائر

لنفسك عمدا وعن الرشد حائر

رواه في «عيون التواريخ» (ج ٣ مصورة النسخة الموجودة في اسلامبول).

(جملة من كلماته عليه‌السلام)

التي أوردها في «الأنوار القدسية» (ص ٣٢ و ٣٣ ط مصر).

قال عليه‌السلام : إذا نصح العبد لله في سره اطلعه على مساوي عمله فتشاغل


بذنوبه عن عيوب الناس.

وقال : اللهم اني أعوذ بك أن تحسن في لوامع العيون علانيتي وتقبح في خفيات الغيوب سريرتي ، اللهم كما اسأت وأحسنت الي فإذا عدت فعد علي.

وقال : فقد الاحبة غربة وعبادة الأحرار لا تكون الا شكر الله لا خوفا ولا رغبة.

وقال : كيف يكون صاحبك من إذا فتحت كيسه فأخذت منه حاجتك لم ينشرح لذلك.

وقال : أقرب ما يكون العبد من غضب الله إذا غضب.

وقال : ان قوما عبدوه رهبة فتلك عبادة العبيد ، وآخرون رغبة فتلك عبادة التجار ، وقوما عبدوه شكرا فتلك عبادة الأحرار.

وقال : عجبت للمتكبر الفخور الذي كان بالأمس نطفة وغدا جيفة ، وعجبت كل العجب لمن شك في الله وهو يرى خلقه ولمن أنكر النشأة الأخرى وهو يرى الاولى ولمن عمل لدار الفناء وترك دار البقاء.

وقال لابنه الباقر : لا تصحبن خمسة ولا ترافقهم في طريقهم الفاسق فانه يبيعك بأكلة فما دونها. قيل فما دونها؟ قال : يطمع فيها ثم لا ينالها ، والبخيل لأنه يطمع بك أحوج ما تكون اليه ، والكذاب فانه كالنسوان يبعد منك القريب ويقرب منك البعيد ، وقاطع الرحم فانه ملعون في ثلاث آيات من كتاب الله. وكان ينشد :

وما شيء أحب الى لئيم

إذا سئم الكريم من الجواب

(ومن كلامه عليه‌السلام)

كل عين ساهرة يوم القيامة الا ثلاث عيون : عين سهرت في سبيل الله تعالى ، وعين غمضت عن محارم الله ، وعين فاضت من خشية الله.

رواه في «التذكرة الحمدونية» (ص ١٦٧ ط بيروت).


(ومن كلامه عليه‌السلام)

يكتفى اللبيب بوحي الحديث وينبو البيان عن قلب الجاهل ولا ينتفع بالقول وان كان بليغا مع سوء الاستماع.

رواه في «التذكرة الحمدونية» (ص ١٦٧ ط بيروت).

(ومن كلامه عليه‌السلام)

من خاف من سلطان ظلامة أو تغطرس فليقل : اللهم احرسني بعينك التي لا تنام ، واكنفنى بكنفك الذي لا يرام ، واغفر لي بقدرتك علي ، فكم من نعمة أنعمت بها علي قل لك عندها صبري. فيا من قل عند بليته شكرى فلم تحرمني ، ويا من قل عند نعمته صبري ولم يخذلني ، ويا من رآني على الخطايا فلم يفضحني ، ويا ذا النعم التي لا تحصى ويا ذا الأيادي التي لا تنقص بك استدفع النقم (الدعاء).

رواه في «عيون التواريخ» (ج ٤ ص ٣٠ مخطوط) عن جعفر الصادق قال قاله جدي علي بن الحسين «ع».

(ومن كلامه «ع» فيمن مات ابنه)

ان من وراء ابنك ثلاث خصال : أما أولاها فشهادة أن لا اله الا الله ، واما الثانية فشفاعة رسول الله ، وأما الثالثة فرحمة الله عزوجل التي وسعت كل شيء.

رواه في «رسائل ابن ابى الدنيا» (ص ٦٤ ط جمعية النشر بمصر) قال : قال عبد الرحمن ، نا عبد الله بن صالح العجلي ، قال : أبطأ عن علي بن الحسين أخ له كان يأنس به. فسأل عن إبطائه فقيل : انه مشغول بموت ابن له كان من المسرفين على نفسه ، فقال له علي بن الحسين : ان من وراء ابنك ـ إلخ.


(ومن كلامه عليه‌السلام)

لما سئل عن الفقر في قول رسول الله «ص» : استعد للفقر جلبابا.

هو الفقر الى الله عزوجل ، فلو جعلت الدنيا بحذافيرها لمؤمن ما فرح بها ولو صرفت بكليتها ما حزن عليها ، وان أولياء الله لا يسكنون الى شيء دونه.

رواه في «الأمالي» (ج ١ ص ١٥٩ ط القاهرة).


مستدرك ما أوردناه

(في فضائل الامام محمد بن على باقر العلوم)

(عليه‌السلام)

قد تقدم جملة مما ورد في كتب أعلام أهل السنة وأعاظمهم في المجلد الثاني عشر (ص ٥١ الى ص ٢٠٥) ونستدرك هاهنا بعض ما لم ننقله هناك أو نقلناه عن غير من ننقل عنه هاهنا :

نسبه وميلاده ووفاته

وممن لم ننقل عنه العلامة شمس الدين الذهبي الشافعي في «سير اعلام النبلاء» (ج ٤ ص ٤٠١ ط بيروت) قال :

ابو جعفر الباقر هو السيد الامام ، أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي العلوي الفاطمي المدني ، ولد زين العابدين ، ولد سنة ست وخمسين في حياة عائشة وأبي هريرة. أرخ ذلك احمد بن البرقي.


الى أن قال : قال الزبير بن بكار : كان يقال لمحمد بن علي : باقر العلم ، وأمه هي أم عبد الله بنت الحسن بن علي.

الى أن قال : حدثنا أبو زرعة قال : وقال أبو نعيم : توفي محمد بن علي في سنة اربع عشرة ومائة.

ومنهم العلامة الشيخ ياسين بن ابراهيم السنهوتى الشافعي في «الأنوار القدسية» (ص ٣٤ ط السعادة بمصر) قال :

سيدنا الامام محمد الباقر رضي‌الله‌عنه ، الامام التابعي الجليل المجمع على جلالته وإمامته.

الى أن قال : ومولده بالمدينة يوم الثلاثاء ثالث صفر سنة سبع وخمسين للهجرة ، وكان عمره يوم قتل جده الحسين رضي‌الله‌عنه ثلاث سنين ، وأمه أم عبد الله بنت الحسن بن الحسين بن علي بن أبى طالب رضي‌الله‌عنه.

وتوفي في شهر ربيع الاول ، وقيل في صفر سنة سبع عشرة ومائة ، وقيل أقل وقيل أكثر.

كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

(يقرئه السلام)

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة شمس الدين الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج ٤ ص ٤٠٤ ط بيروت) قال :

روى عن ابن عقدة : حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي نجيح ، حدثنا علي


ابن حسان القرشي ، عن عمه عبد الرحمن بن كثير ، عن جعفر بن محمد ، قال قال أبي : أجلسني جدي الحسين في حجره ، وقال لي : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقرئك السلام.

وعن أبان بن تغلب ، عن محمد بن علي ، قال : أتاني جابر بن عبد الله ، وأنا في الكتاب. فقال لي : اكشف عن بطنك ، فكشفت ، فألصق بطنه ببطني ، ثم قال : أمرني رسول الله أن أقرئك منه السلام.

ومنهم العلامة ياسين بن ابراهيم السنهوتى في «الأنوار القدسية» (ص ٣٤ ط السعادة بمصر) قال :

ان ابن المديني روى عن جابر أنه قال له وهو صغير : ان رسول الله يسلم عليك. قال : كيف؟ قال : كنت جالسا عنده والحسين في حجره وهو يداعبه ، فقال : يا جابر يولد له مولود اسمه علي ، إذا كان يوم القيامة يقال ليقم العباد فيقوم ولده. ثم يولد له ولد اسمه محمد ، فإذا أدركته فأقرئه مني السلام.

عبادته عليه‌السلام

مما ورد فيها ما رواه القوم :

منهم العلامة الشيخ ياسين بن ابراهيم السنهوتى في «الأنوار القدسية» (ص ٣٥ ط السعادة بمصر) قال :

عن أفلح مولاه قال : خرجت مع محمد بن علي حاجا ، فلما دخل المسجد الحرام نظر الى البيت فبكى حتى علا صوته ، فقلت : بأبي أنت وأمي ان الناس


ينظرون إليك فلو وقفت صوتك قليلا. فقال : ويحك يا أفلح ولم لا أبكي لعل الله تعالى ينظر الي برحمته فأفوز بها عنده غدا. قال : ثم طاف بالبيت ثم جاء حتى ركع عند المقام ، فرفع رأسه من سجوده فإذا موضع سجوده مبتل من دموع عينيه.

ومن كراماته عليه‌السلام

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١٢ ص ١٨١ الى ص ١٨٢) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة المعاصر الشيخ أحمد التابعي المصري من علماء الأزهر في كتابه «الاعتصام بحبل الإسلام» (ص ٢٠٣ ط السعادة بالقاهرة) قال :

قال أبو بصير : قلت يوما للباقر ، أنتم ورثة رسول الله «ص»؟ قال : نعم. قلت : ورسول الله وارث الأنبياء جميعهم؟ قال : وارث جميع علومهم. قلت : وأنتم ورثتم جميع علوم رسول الله «ص»؟ قال : نعم. قلت : فأنتم تقدرون أن تحيوا الموتى وتبرؤا الأكمه والأبرص وتخبروا الناس بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم؟ قال : نعم نفعل ذلك بإذن الله تعالى. ثم قال : ادن مني يا أبا بصير ، وكان أبو بصير مكفوف النظر. قال : فدنوت منه فمسح بيده على وجهي فأبصرت السماء والجبل والأرض. فقال : أتحب أن تكون هكذا تبصر وحسابك على الله أو تكون كما كنت ولك الجنة. قلت : الجنة ، فمسح بيده على وجهي فعدت كما كنت.


ومن كراماته

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشبلنجي المعروف بالمؤمن في «نور الأبصار» (ص ١٤٤ ط الشعبية بمصر) قال :

ومن كتاب الدلائل للحميري عن زيد بن حازم قال : كنت مع ابى جعفر محمد بن علي الباقر فمر بنا زيد بن علي اخوه ، فقال ابو جعفر : أما رأيت هذا ليخرجن بالكوفة وليقتلن وليطافن برأسه ، فكان كما قال.

ومن كراماته عليه‌السلام

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة السيد ابراهيم الحسنى المدني السمهودي الشافعي في كتابه «الاشراف على فضل الاشراف» (ص ٧٩ النسخة المصورة من المكتبة الظاهرية في دمشق او الاحمدية في حلب) قال :

ولأحمد في المناقب من حديثه أيضا مرفوعا : أعطيت في على خمسا.

وعن بعضهم قال : كنت بين مكة والمدينة فإذا انا بشيخ يلوح في البرية يظهر تارة ويغيب أخرى حتى قرب منى فسلم علي فرددت وقلت : من اين يا غلام قال : من الله ، قلت والى اين قال الى الله ، قلت فما زادك قال التقوى ، قلت : فمن أنت قال انا رجل عربي فقلت ابن لي ، فقال انا رجل من قريش ، فقلت ابن لي عافاك الله ، قال انا رجل هاشمي فقلت ابن لي فقال انا رجل علوي ثم انشد :


نحن على الحوض رواده

نذود ونسقي وراده

فما فاز من فاز الا بنا

وما خاب من حبنا زاده

فمن سرنا نال السرور

ومن ساءنا ساء ميلاده

ومن كان غاصبا حقنا

فيوم القيامة ميعاده

ثم قال : انا محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم أجمعين ، ثم التفت فلم أره فلا ادري نزل في الأرض ام صعد في السماء.


جملة من كلمات الباقر عليه‌السلام

قد تقدم بعض ما رواه جماعة من أعلام القوم في هذا الكتاب (ج ١٢ ص ١٩٣).

(من كلام له عليه‌السلام)

عالم ينتفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد.

رواه في «جامع بيان العلم وفضله» (ص ٢٨ ط دار الكتب الحديثية بالقاهرة)

(ومن كلامه عليه‌السلام)

(في معرفة الباري تعالى)

لما أتاه أعرابى حين كان عليه‌السلام بفناء الكعبة ، فقال له : هل رأيت الله حيث عبدته؟ فأطرق واطرق من كان حوله ثم رفع رأسه اليه فقال : ما كنت اعبد شيئا لم أره ، فقال : وكيف رأيته؟ قال لم تره الأبصار بمشاهدة العيان ولكن رأته القلوب بحقائق الايمان ، لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس ، معروف بالآيات منعوت بالعلامات ، لا يجور من قضيته ، بان من الأشياء وبانت الأشياء منه ،


ليس كمثله شيء ذلك الله لا اله الا هو. فقال الأعرابي : الله أعلم حيث يجعل رسالته.

رواه في «استجلاب ارتقاء الغرف» (ص ٥٢ نسخة مكتبة عاطف افندى في اسلامبول).

(ومن كلامه عليه‌السلام)

ووصف الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله : أدب الله محمدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحسن الأدب ، فقال : خذ العفو ، وأمر بالعرف ، وأعرض عن الجاهلين. فلما وعى عن الله عزوجل ما أمره قال : (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ). فلما قبل منه ما فوض اليه قال : (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا).

وقال رضي‌الله‌عنه : «ان الله رضي الآباء للأبناء فحذرهم منهم ، ولم يرض الأبناء للآباء فأوصاهم بهم. وان شر الأبناء من دعاه التقصير الى العقوق ، وان شر الآباء من دعاه البر الى الإفراط.

(ومن كلام له عليه‌السلام)

ما تغرغرت عين بمائها إلا حرم الله وجه صاحبها على النار ، فان سالت على الخدين لم يرهق وجهه قتر ولا ذلة. وما من شيء الا له جزاء الا الدمعة فان الله يكفر بها بحور الخطايا. ولو أن باكيا بكى في أمة حرم الله تلك الامة على النار.

رواه في «سلوة الأحزان» (ص ٤٠ ط منشأة المعارف بالاسكندرية).

وتقدم نقله عن غيره في (ج ١٢ ص ١٨٧).


ورواه في «التبصرة» (ج ١ ص ٢٨١ ط عيسى الحلبي بمصر) الى قوله يوم القيامة ، لكنه ذكر بدل كلمة تغرغرت : اغرورقت.

(ومن كلامه له عليه‌السلام)

أيها الناس ان أهل بيت نبيكم شرفهم الله بكرامته ، واستحفظهم لسره ، واستودعهم علمه. فهم عماد لامته ، شهداء علمه ، برأهم الله قبل خلقه ، وأظلهم تحت عرشه ، واصطفاهم فجعلهم علما على عباده ، ودليلهم على صراطه ، فهم الأئمة المهديون ، والقادة البررة ، عصمة لمن لجأ إليهم ، ونجاة لمن اعتمد عليهم يغتبط من والاهم ويهلك من عاداهم ، ويفوز من تمسك بهم ، فيهم نزلت الرسالة وعليهم هبطت الملائكة ، وإليهم نفث الروح الامين ، وآتاهم ما لم يؤت احد من العالمين. فهم الفروع الطيبة ، والشجرة المباركة ، ومعدن العلم ، وموضع الرسالة ومختلف الملائكة ، وهم أهل بيت الرحمة والبركة ... الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.

رواه في «آل بيت النبي» (ص ٩٦ ط دار التعاون بمصر).

(ومن كلام له عليه‌السلام)

من قرأ آية الكرسي مرة صرف الله عنه ألف مكروه من مكروه الدنيا وألف مكروه من مكروه الآخرة ، أيسر مكروه الدنيا الفقر ، وأيسر مكروه الآخرة عذاب القبر.

رواه في «البركة في فضل السعي والحركة» (ص ١١٤ ط مكتبة التجارة بمصر).


(ومن كلام له عليه‌السلام)

وجد في قائم سيف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم صحيفة فيها مكتوب : ملعون من سرق تخوم الأرض ، ملعون من تولى غير مواليه ـ أو قال ملعون من جحد نعمة من أنعم عليه.

رواه في «جامع بيان العلم وفضله» (ص ٩٠ ط دار الكتب الحديثية بالقاهرة) قال :

وأخبرني أحمد بن عبد الله ، قال حدثني أبي ، قال حدثنا محمد بن فطيس ، قال حدثنا يحيى بن ابراهيم ، قال حدثنا عبد الله بن مسلم ، قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموالي ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن أبي جعفر محمد ابن علي أنه قاله.

(ومن كلامه عليه‌السلام)

كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو ، فان موسى بن عمران خرج يقتبس نارا فعاد نبيا مرسلا.

رواه في «التذكرة الحمدونية» (ص ٢٦٨ ط بيروت).

(ومن كلامه عليه‌السلام)

ما عرف الخير من لم يتبعه ، ولا عرف الشر من لم يجتنبه.

رواه في «التذكرة الحمدونية» (ص ٢٦٨ ط بيروت) قاله.

(ومن كلامه عليه‌السلام)

ندعو الله فيما نحب فإذا وقع الذي نكره لم نخالف الله فيما أحب.


رواه في «التذكرة الحمدونية» (ص ١٠٩ ط بيروت).

(ومن كلامه عليه‌السلام)

توق الصرعة قبل الرجعة.

رواه في «التذكرة الحمدونية» (ص ١٠٩ ط بيروت).

(ومن كلامه عليه‌السلام لابنه)

يا بني ان الله تعالى خبأ أشياء في ثلاثة أشياء : خبأ رضاه في طاعته فلا تحقرن من الطاعة شيئا فلعل رضاه فيه ، وخبأ سخطه في معصيته فلا تحقرن من المعصية شيئا فلعل سخطه فيه ، وخبأ أولياءه في خلقه فلا تحقرن أحدا فلعل ذلك الولي.

رواه في «التذكرة الحمدونية» (ص ١١٠ ط بيروت).

وفي «الإتحاف بحب الاشراف» (ص ٥٣ ط مصطفى البابى الحلبي بمصر).

(ومن كلامه عليه‌السلام لابنه أيضا)

يا بني! أنظر خمسة لا تحادثهم ولا تصاحبهم ، ولا ترى معهم في طريق. قلت : يا أبه جعلت فداك من هؤلاء الخمسة؟ قال : إياك ومصاحبة الفاسق ، فانه يبيعك بأكلة أو أفل منها ، قلت : يا أبه وما أقل منها؟ قال : الطمع فيها ثم لا ينالها. قلت : يا أبه ومن الثاني؟ قال : إياك ومصاحبة البخيل ، فانه يخذلك في ماله أحوج ما تكون اليه. قلت : يا أبه ومن الثالث؟ قال : إياك ومصاحبة الكذاب فانه يقرب منك البعيد ويباعد منك القريب. قلت : يا أبه ومن الرابع؟ قال : إياك


ومصاحبة الأحمق ، فانه يحذرك ممن يريد أن ينفعك فيضرك. قلت : يا أبه ومن الخامس؟ قال : إياك ومصاحبة القاطع لرحمه ، لاني وجدته ملعونا في كتاب الله عزوجل في ثلاثة مواضع في الذين كفروا (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ) إلخ ، وفي الرعد (الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ) الآية ، وفي البقرة (إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً) الى آخر الآية.

رواه في «الجليس الصالح الكافي» (ص ١٢٧ ط منشورات مؤسسة العالم في بيروت) قال :

حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال حدثنا أبو أحمد الختلي ، قال حدثنا محمد ابن يزيد مولى بني هاشم ، قال حدثنا محمد بن عبد الله القرشي ، قال حدثني محمد بن عبد الله الهذلي ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد بن علي ، قال : قاله لي أبي.

(ومن كلامه عليه‌السلام)

ما أقبح الأشر عند الظفر ، والكآبة عند النائبة ، والغلظة على الفقير ، والقسوة على الجار ، ومشاحنة القريب ، والخلاف على الصاحب ، وسوء الخلق على الأهل ، والاستطالة بالقدرة ، والجشع مع الفقر ، والغيبة للجليس ، والكذب في الحديث ، والسعي بالمنكر ، والغدر من السلطان ، والخلف من ذي المروءة.

رواه في «التذكرة الحمدونية» (ص ٢٦٨ ط بيروت).

(ومن كلامه عليه‌السلام)

لا تسيرن سيرا وأنت حاقن ، ولا تنزلن عن دابة ليلا لقضاء حاجة الا ورجلك في خف ، ولا تبولن في نفق ، ولا تذوقن بقلة ولا تشمها حتى تعلم ما هي ، ولا


تشرب من سقاء حتى تعلم ما فيه ، واحذر من تعرف ، ولا تصحب من لا تعرف. تعلموا العلم فان تعلمه جنة ، وطلبه عبادة ، ومذاكرته تسبيح ، والبحث عنه جهاد وتعظيمه صدقة ، وبذله لأهله قربة ، والعلم منار الجنة وأنس من الوحشة ، وصاحب في الغربة ، ورفيق في الخلوة ، ودليل على السراء ، وعون على الضراء وزين عند الأخلاء ، وسلاح على الأعداء ، ويرفع الله به قوما ليجعلهم في الخير أئمة يقتدى بفعالهم وتقتص آثارهم ، ويصلي عليهم كل رطب ويابس وحيتان البحر وهو امه وسباع البر وأنعامه.

رواه في «التذكرة الحمدونية» (ص ٣٨٧ ط بيروت) قال : وصى محمد ابن علي بن الحسين بعض أصحابه وهو يريد سفرا فقاله.

(ومن كلامه عليه‌السلام)

صانع المنافق بلسانك ، وأخلص مودتك للمؤمن ، ولا تجاوز صدقاتك الى كافر.

رواه في «التذكرة الحمدونية» (ص ٣٨٨ ط بيروت)

(ومن كلامه عليه‌السلام)

من سأل فوق قدره استحق الحرمان.

رواه في «التذكرة الحمدونية» (ص ٢٦٨ ط بيروت).

(ومن كلامه عليه‌السلام)

من دخل قلبه ما في خالص دين الله ، شغله عما سواه. ما الدنيا ، وما عسى


أن تكون ، هل هو الا مركب ركبته أو ثوب لبسته أو امرأة أصبتها.

رواه في «سير أعلام النبلاء» (ج ٤ ص ٤٠٥ ط بيروت).

كلماته «ع» في جواب اسئلة هشام

: قال الزبير في النسب : حدثني عبد الرحمن بن عبد الله الزهري ، قال : حج الخليفة هشام ، فدخل الحرم متكئا على يد سالم مولاه ، ومحمد بن علي بن الحسين جالس ، فقال : يا أمير المؤمنين هذا محمد بن علي. فقال : المفتون به أهل العراق؟ قال : نعم. قال : اذهب اليه فقل له : يقول لك أمير المؤمنين ما الذي يأكل الناس ويشربون الى أن يفصل بينهم يوم القيامة؟ فقال له محمد : يحشر الناس على مثل قرصة النقي ، فيها الأنهار مفجرة. فرأى هشام أنه قد ظفر فقال : الله أكبر ، اذهب اليه ، فقل له : ما أشغلهم عن الاكل والشرب يومئذ! ففعل. فقال : قل له : هم في النار أشغل ، ولم يشغلوا أن قالوا (أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ) [الأعراف :].

رواه في «سير أعلام النبلاء» (ج ٤ ص ٤٠٥ ط بيروت):

(ومن كلامه عليه‌السلام)

صلاح من جهل الكرامة في هوانه.

رواه في «التذكرة الحمدونية» (ص ٢٦٨ ط بيروت).

(ومن كلامه عليه‌السلام)

المسترسل موقى والمحترس ملقى.

رواه في «التذكرة الحمدونية» (ص ٢٦٨ ط بيروت).


(ما روى من كلماته عليه‌السلام)

في «المشرع الروي» (ص ٣٧ ط القاهرة): ما دخل قلب امرئ شيء من الكبر الأنقص من عقله مثل ما دخل من الكبر.

ما من عبادة أفضل من عفة بطن وفرج.

ليس شيء مميل الاخوان إليك مثل الإحسان إليهم.

بئس الأخ يرعاك غنيا ويقطعك فقيرا.

اعرف المودة في قلب أخيك بماله في قلبك.

(ومن كلامه عليه‌السلام)

في تفسير قوله تعالى (أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا) :

الغرفة الجنة بما صبروا ، قال على الفقر في الدنيا.

رواه في «عدة الصابرين» (ص ١٤٦ ط دار الكتب في بيروت).

(ومن كلامه عليه‌السلام)

لما سئل محمد بن علي بن الحسين : لم فرض الله تعالى الصوم على عباده؟ فقال : ليجد الغني من الجوع فيحنو على الضعيف.

رواه في «التذكرة الحمدونية» (ص ١١٥ ط بيروت).

(ومن كلامه عليه‌السلام)

عاتب أخاك بالإحسان اليه ، واردد شره بالانعام عليه.

رواه في «التذكرة الحمدونية» (ص ٣٨٨ ط بيروت).


(ومن كلامه لابنه)

يا بنى إياك والكسل والضجر فإنهما مفتاح كل شر ، فإنك ان كسلت لم تؤد حقا وإذا ضجرت لم تصبر على حق.

رواه في «الأنوار القدسية» (ص ٣٥ ط مصر).

سائر ما رواه من كلماته عليه‌السلام

في «التذكرة الحمدونية» (ص ٣٥ ط مصر).

قال : قال عليه‌السلام : الغنى والعز يجولان في قلب المؤمن ، فإذا وصلا الى مكان فيه التوكل جعلاه وطنا.

وقال جابر الجعفي : قال لي محمد بن علي : اني لمحزون واني لمشتغل القلب. قلت : وما شغل قلبك وما حزنك؟ قال : يا جابر ان من دخل قلبه صافي خالص دين الله عزوجل شغله عما سواه. يا جابر ما الدنيا ، وما عسى أن تكون هل هو الا مركب ركبته أو ثوب لبسته أو امرأة أصبتها. يا جابر ان المؤمنين أهل التقوى أيسر أهل الدنيا مؤنة وأكثرهم معونة ، ان نسيت ذكروك وان ذكرت أعانوك قوالين بحق الله تعالى قوامين بأمر الله ، فأنزل الدنيا منزلا نزلت فيه وارتحلت عنه أو كخيال أصبته في منامك فاستقظيت وليس معك منه شيء ، فاحفظ الله فيما استرعاك من دينه وحكمته.

وقال : ما اغرورقت عين بمائها إلا حرم الله عزوجل صاحبها على النار وان سالت على خده لم ير وجهه قتر ولا ذلة ، وما من شيء الا له أجر الا الدمعة فان الله تعالى يكفر بها بحور الخطايا ، ولو أن باكيا بكى في أمة لحرم الله تلك


الامة على النار.

وعن عبد الله بن عطاء قال : ما رأيت العلماء عند أحد أصغر علما منهم عند أبي جعفر محمد ، فقد رأيت الحكم عنده كأنه متعلم. وقال : كان لي أخ في عيني عظيم ، والذي عظمه في عيني صغر الدنيا في عينه.

وكان يقول في جوف الليل : اللهم انك أمرتني فلم أئتمر وزجرتني فلم أنزجر وهذا عبدك بين يديك فبم أعتذر. وقال : ما من عبادة أفضل من عفة بطن وفرج وما من شيء أحب الى الله تعالى من أن يسأل ، وما يدفع القضاء الا الدعاء ، وان أسرع الخير ثوابا البر وأسرع الشر عقوبة البغي ، وكفى بالمرء عيبا أن يرى من الناس ما يعمى عنه من نفسه ، وأن يأمر الناس بما لا يستطيع التحول عنه ، وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه.


مستدرك ما أوردناه

(في فضائل الامام جعفر بن محمد الصادق)

(عليه‌السلام)

قد تقدم جملة مما ورد في كتب أعلام أهل السنة وأعاظمهم في المجلد الثاني عشر (ص ٧ الى ص ٢٩٤) ونستدرك هاهنا بعض ما لم ننقله هناك أو نقلناه عن غير من ننقل عنه هاهنا.

نسبه وميلاده ووفاته

وممن لم ننقل عنه العلامة الشيخ ابراهيم بن ياسين السنهوتى الشافعي في «الأنوار القدسية» (ص ٣٦ ط السعادة بمصر) قال :

الامام جعفر الصادق رضي‌الله‌عنه ، ناهيك بإمام ورث مقام النبوة والصديقية فازدهرت في طلعته أنوار العلوم والمعارف الحقيقية ، لان جده سيد الشهداء الامام الحسين ، وأمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، وأمها أسماء بنت عبد الرحمن ان أبي بكر الصديق ، أخذ الحديث عن أبيه وجده


لامه وعروة وعطاء ونافع والزهري ، وعنه السفيانان ومالك والقطان ، خرج له الجماعة سوى البخاري. قال أبو حاتم : ثقة لا يسأل عن مثله. وله كرامات كثيرة ومكاشفات شهيرة.

الى أن قال :

«كانت ولادته» سنة ثمانين للهجرة ، وهي سنة سيل الحجاف ، وقيل بل ولد يوم الثلاثاء قبل طلوع الشمس ثامن شهر رمضان سنة ثلاث وأربعين. وتوفي في شوال سنة ثمان وأربعين ومائة بالمدينة ودفن بالبقيع في قبر فيه أبوه محمد الباقر وجده علي زين العابدين وعم جده الحسن بن علي رضي‌الله‌عنهم أجمعين. فلله دره من قبر ما أكرمه وأترفه وأشرفه.

ثم ولداه ولد اسمه القاسم ، وللقاسم بنت اسمها أم كلثوم ، وهما المدفونان بالقرافة بقرب الامام الليث بن سعد على يسار الداخل من الدرب المتوصل منه اليه.

ومنهم العلامة الشيخ زين الدين عمر بن مظفر الحنفي الشهير بابن الوردي المتوفى سنة ٧٤٩ في كتابه «تاريخ ابن الوردي» (ج ١ ص ٢٦٦ طبع المطبعة الحيدرية في الغرى الشريف) قال :

ثم دخلت سنة ثمان وأربعين ومائة وفيها توفي جعفر الصادق بن محمد الباقر ابن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنهم ، سمي الصادق لصدقه.


ومنهم العلامة الشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف الأستاذ بجامعة الأزهر في كتابه «المبتكر الجامع لكتابي المختصر والمعتصر في علوم الأثر» (ص ١٣٢ ط دار الكتب الحديثية بالقاهرة) قال :

جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنهم ، العلوي الهاشمي ، أبو عبد الله المدني. وأمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر ، وهو من أجلة التابعين. وكان ورعا تقيا عابدا زاهدا فصيحا ، وكان يلبس الجبة الخشنة الغليظة القصيرة من الصوف على جسده ويلبس الحلة الخز على ظاهره ويقول «نلبس الجبة لله والخز لكم ، فما كان لله أخفيناه وما كان للناس أظهرناه».

قال فيه عمر بن المقدام : كنت إذا رأيت جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيين.

دخل عليه أبو حنيفة فقال : يا أبا حنيفة بلغني أنك تقيس ، لا تفعل فان أول من قاس إبليس.

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن شاكر بن أحمد الشافعي في «عيون التواريخ» (ج ٦ ص ٢٩) قال :

وفيها (أي سنة ثمان وأربعين ومائة) توفي جعفر بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب. الى أن قال : مولده سنة ثمانين. الى أن قال : وتوفي في هذه السنة ودفن بالبقيع عند قبر أبيه محمد الباقر وجده علي زين العابدين وعم جده الحسن بن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنهم. فلله دره من قبر ما أكرمه وأشرفه ، ولقب بالصادق لصدقه في مقاله.


علمه عليه‌السلام

قد تقدم نقل بعض كلمات القوم فيه في (ج ٢ ص ٢١٧ الى ص ٢٢٧).

وممن لم ننقل عنه العلامة السيد محمد بن أبى بكر بن عبد الله بن علوي الحضرمي في «المشرع الروى» (ص ٣٥ ط القاهرة) قال :

وله كلام نفيس جامع في علم التوحيد والحقائق والمعارف وغيرها ، وقد ألف جابر بن حيان كتابا يشتمل على ألف ورقة تتضمن رسائل وهي خمسمائة رسالة ، ونقل عنه من العلوم ما سارت به الركبان واشتهر صيته في البلدان ، وكان يقول : سلوني قبل أن تفقدوني فانه لا يحدثكم أحد بعدي بمثل حديثي.

ومنهم العلامة الشيخ ياسين بن ابراهيم السنهوتى الشافعي في «الأنوار القدسية» (ص ٣٨ ط السعادة بمصر) قال :

وكان تلميذه (أي جعفر بن محمد) أبو موسى جابر بن حيان الصوفي الطرسوسي ، قد ألف كتابا يشتمل على ألف ورقة تتضمن رسائل جعفر الصادق وهي خمسمائة رسالة.

ومنهم العلامة محمد بن شاكر بن احمد الشافعي في «عيون التواريخ» (ج ٦ ص ٣٠ مخطوط) قال :

قال أبو حنيفة : ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد ، وكان يقول : سلوني قبل أن تفقدوني فانه لا يحدثكم بعدي بمثل حديثي.


أنموذج مما ورد

(في خوفه من ربه وخلوصه لله)

منه ما رواه العلامة أبو الفرج جمال الدين سبط ابن الجوزي الحنفي البغدادي في «المدهش» (ص ١٦٢ ط المؤسسة العالمية في بيروت) قال :

حج جعفر الصادق فأراد أن يلبى فتغير وجهه ، فقيل : مالك يا ابن رسول الله؟ فقال : أريد أن ألبي فأخاف أن اسمع غير الجواب.

ومنه ما رواه العلامة الفاضل الشيخ معافى بن زكريا النهرواني الجريري المولود سنة ٣٠٣ والمتوفى سنة ٣٩٠ في «الجليس الصالح الكافي» (ص ٨٦ ط بيروت) قال :

حدثنا الحسن بن أحمد بن محمد بن سعيد الكلبي ، ثنا محمد بن زكريا ، ثنا محمد بن عبد الرحمن التيمي ، عن أبيه ، قال : وقع بين جعفر بن محمد وبين عبد الله بن حسن كلام في صدر يوم ، فأغلظ في القول عبد الله بن حسن ، ثم افترقا وراحا الى المسجد فالتقيا على باب المسجد ، فقال أبو عبد الله جعفر بن محمد لعبد الله بن حسن : كيف أمسيت يا أبا محمد. قال : بخير ، كما يقول المغضب. فقال : يا أبا محمد! أما علمت أن صلة الرحم تخفف الحساب؟ فقال : لا تزال تجيء بالشيء لا نعرفه. قال : فاني أتلو عليك به قرآنا. قال : وذلك أيضا؟ قال : نعم. قال : فهاته. قال : قول الله عزوجل (الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ). قال : فلا تراني بعدها قاطعا رحما.


كرمه عليه‌السلام

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ ياسين بن ابراهيم السنهوتى الشافعي في «الأنوار القدسية» (ص ٣٧ ط السعادة بمصر) قال :

وكان (جعفر بن محمد) يطعم المساكين حتى لا يبقى لعائلته شيء.

كراماته عليه‌السلام

رواها جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ ياسين بن ابراهيم السنهوتى في «الأنوار القدسية» (ص ٣٦ ط السعادة بمصر) قال : منها أنه سعي به عند المنصور ، فلما حج حضر الساعي وأحضروه ، فقال للساعي : أتحلف. فقال : نعم ، فحلف. فقال جعفر للمنصور : حلفه بما أراه. فقال : قل برئت من حول الله وقوته والتجأت الى حولي وقوتي لقد فعل جعفر كذا وكذا. فامتنع الرجل ثم حلف فما تم حتى مات مكانه.

ومنها : ان الطاغية قتل مولاه فلم يزل ليلته يصلي ثم دعا عليه عند السحر فسمعت الضجة بموته.

ومنها : أنه لما بلغه قول الحكم بن العباس الكلبي في عمه زيد :

صلبنا لكم زيدا على جذع نخلة

ولم نر مهديا على الجذع يصلب


قال : اللهم سلط عليه كلبا من كلابك ، فافترسه الأسد.

ومنها : ما خرجه الطبري من طريق وهب قال : سمعت الليث بن سعد يقول : حججت سنة ثلاث عشرة ومائة ، فلما صليت العصر رقيت أبا قبيس فإذا رجل جالس يدعو. فقال : يا رب يا رب ، حتى انقطع نفسه ، ثم قال : يا حي يا حي ، حتى انقطع نفسه ، ثم قال : الهي اني اشتهيت العنب فأطعمنيه وان بردي قد خلقا فاكسني. قال الليث : فما تم كلامه حتى نظرت الى سلة مملوءة عنبا وليس على وجه الأرض يومئذ عنب ، وإذا ببردين لم أر مثلهما ، فأراد الاكل فقلت : انا شريكك لأنك دعوت وأنا أؤمن. فقال : كل ولا تخبأ ولا تدخر ، ثم دفع الي أحد البردين ، فقلت : لي عنه غنى ، فاتزر بأحدهما وارتدى بالآخر ثم أخذ الخلعتين ونزل ، فلقيه رجل فقال : ألبسنى يا ابن رسول الله فدفعهما اليه. فقلت : من هذا؟ قال : جعفر الصادق. قال الليث : فطلبته لا سمع منه فلم أجده.

ومنها : ان ابن عمه عبد الله بن المحصى كان شيخ بنى هاشم وهو والد محمد وأخيه أرسلوا لجعفر ليبايعهما ، وقال : ليست لي ولا لهما انها لصاحب القباء الأصفر يلعب بها صبيانه ، وكان المنصور العباسي حاضرا وعليه قباء أصفر فكان كذلك.

وكان مجاب الدعوة فإذا سأل الله شيئا لا يتم قوله الا وهو بين يديه.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :


منهم العلامة العارف الخواجة المولوى عبد الفتاح بن محمد نعمان الحنفي الهندي في «مفتاح العارف» (ص ٧١ مخطوط)

روى من جملة كراماته ما هذه ترجمته : ان عجوزا كانت تبكي لموت بقرة لها ، فمر عليها الصادق فقال لها : لما ذا تبكين. فقالت : كانت لي بقرة أعيش أنا وأولادي من لبنها. فقال : أتحبين أن يحييها الله تعالى. فقالت : هل تسخر مني ، فدعا عليه‌السلام وسأل من الله إحياءها ثم ضرب عليها برجله فقامت البقرة من مكانها ، فغاب عن الناس لئلا يعرفوه.

استجابة دعائه عليه‌السلام

رواها جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ ياسين بن ابراهيم السنهوتى في «الأنوار القدسية» (ص ٣٦ ط السعادة بمصر) قال :

وحج المنصور سنة سبع وأربعين ومائة فقدم المدينة فقال : علي بجعفر ابن محمد قتلني الله ان لم أقتله ، فتغافل عنه الربيع لينساه ، ثم أعاد ذكره فتغافل عنه وأعاد ذكره ثالثا برسالة قبيحة للربيع ، فلما جيء به قال له الربيع العذر إليك فيشدد في طلبك. فقال : لا حول ولا قوة الا بالله. فلما دخل عليه قال : يا عدو الله اتخذك أهل العراق اماما يحملون إليك زكاة أموالهم وتلحد في سلطاني وبيعتي قتلني الله ان لم أقتلك. فقال جعفر : يا أمير المؤمنين ان سليمان عليه الصلاة والسلام أعطي فشكر ، وان أيوب عليه الصلاة والسلام ابتلي فصبر ،


وان يوسف عليه الصلاة والسلام ظلم فغفر ، وأنت من ذلك العنصر. فقال له المنصور : الي عندي أبا عبد الله البريء الساحة جزاك الله من ذي رحم أفضل ما جازى به ذوى الأرحام عن أرحامهم. ثم تناول يده وأجلسه معه على فراشه وطيبه بيده حتى جعل لحيته قاطرة طيبا ، ثم أمر له بجائزة وكسوة وقال : انصرف في حفظ الله وكنفه فانصرف فقال له الربيع : اني رأيت عجبا فما قلت يا ابا عبد الله حين دخلت؟ قال : قلت «اللهم احرسني بعينك التي لا تنام واكنفني بركنك الذي لا يرام واحفظني بقدرتك علي لا أهلك وأنت رجائي ، اللهم انك أعظم وأجل مما أخاف واحذر ، اللهم بك ادفع في نحره وبك أستعيذ من شره».

ومنهم العلامة محمد بن شاكر بن أحمد الشافعي السنهوتى في «عيون التواريخ» (ج ٦ ص ٣٢ مخطوط)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «الأنوار القدسية» لكنه قال في آخر الحديث قال منصور : يا ربيع الحق ابا عبد الله جائزته وكسوته. وذكر في الدعاء بدل كلمة أعظم «اكبر» ، وزاد في آخره «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وسلم».

ومنهم العلامة شمس الدين الذهبي الشافعي في «سير أعلام النبلاء» (ج ٦ ص ٢٦٦ ط الرسالة في بيروت) قال :

أخبرنا علي بن أحمد في كتابه ، أنبأنا عمر بن محمد ، أنبأنا محمد بن عبد الباقي الانصاري ، أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي بالله ، أنبأنا عبيد الله بن أحمد الصيدلاني ، حدثنا أبو طالب علي بن أحمد الكاتب ، حدثنا عيسى بن أبي حرب الصفار ، عن الفضل بن الربيع ، عن أبيه ، قال : دعاني المنصور فقال : ان جعفر


ابن محمد يلحد في سلطاني قتلني الله ان لم أقتله. فأتيته فقلت : أجب أمير المؤمنين. فتطهر ولبس ثيابا ، أحسبه قال جددا ، فأقبلت به فاستأذنت له فقال : أدخله ، قتلني الله ان لم أقتله. فلما نظر اليه مقبلا قام من مجلسه فتلقاه وقال : مرحبا بالنقي الساحة ، البريء من الدغل والخيانة ، أخي وابن عمي ، فأقعده معه على سريره وأقبل عليه بوجهه وسأله عن حاله ثم قال : سلني عن حاجتك. فقال : أهل مكة والمدينة قد تأخر عطاؤهم فتأمر لهم به قال : افعل. ثم قال : يا جارية ائتني بالتحفة. فأتته بمدهن زجاج فيه غالية فغلفه بيده وانصرف. فاتبعته ، فقلت : يا ابن رسول الله ، أتيت بك ولا أشك أنه قاتلك ، فكان منه ما رأيت ، وقد رأيتك تحرك شفتيك بشيء عند الدخول فما هو؟ قال : قلت «اللهم احرسني بعينك التي لا تنام ، واكنفني بركنك الذي لا يرام ، واحفظني بقدرتك علي ، ولا تهلكني وأنت رجائي. رب كم من نعمة أنعمت بها علي قل لك عندها شكري ، وكم من بلية ابتليتني بها قل لها عندك صبري ، فيا من قل عند نعمته شكري فلم يحرمني ، ويا من قل عند بليته صبري فلم يخذلني ، ويا من رآني على المعاصي فلم يفضحني ، ويا ذا النعم التي لا تحصى أبدا ، ويا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا ، أعني على ديني بدنيا ، وعلى آخرتي بتقوى ، واحفظني فيما غبت عنه ولا تكلني الى نفسي فيما خطرت يا من لا تضره الذنوب ولا ننقصه المغفرة ، اغفر لي ما لا يضرك ، وأعطني ما لا ينقصك ، يا وهاب أسألك فرجا قريبا ، وصبرا جميلا ، والعافية من جميع البلايا ، وشكر العافية».

ومنهم العلامة الفاضل المعاصر الشيخ أحمد الناجي المصري من علماء الأزهر في كتابه «الاعتصام بحبل الإسلام» (ط السعادة بالقاهرة) قال :

حدث عبد الله بن الفضل بن الربيع عن أبيه أنه قال : لما حج المنصور سنة سبع


وأربعين ومائة قدم المدينة فقال للربيع : ابعث الى جعفر بن محمد من يأتينا به متعبا قتلني الله ان لم أقتله. فتغافل الربيع عنه وتناساه ، فأعاد عليه في اليوم الثاني واغلظ في القول ، فأرسل اليه الربيع ، فلما حضر قال له الربيع : يا ابا عبد الله أذكر الله تعالى فانه قد أرسل لك من لا يدفع شره الا الله واني أتخوف عليك. فقال جعفر : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

ثم ان الربيع دخل به على المنصور ، فلما رآه المنصور اغلظ له في القول وقال : يا عدو الله اتخذك أهل العراق اماما يجبون إليك زكاة أموالهم وتلحد في سلطاني وتتبع لي الغوائل قتلني الله ان لم أقتلك. فقال جعفر : يا امير المؤمنين ان سليمان أعطي فشكر ، وان أيوب ابتلي فصبر ، وان يوسف ظلم فغفر ، فهؤلاء أنبياء الله وإليهم يرجع نسبك ولك بهم أسوة حسنة.

قال المنصور : أجل يا ابا عبد الله ارتفع الى هنا عندي. ثم قال : يا ابا عبد الله ان فلانا أخبرني عنك بما قلت لك. فقال : أحضره يا امير المؤمنين ليوافقني على ذلك ، فأحضر الرجل الذي سعى به الى المنصور فقال له المنصور : أحقا ما حكيت لي عن جعفر. فقال : نعم يا أمير المؤمنين. فقال جعفر : حلفه بما تختار فقال له جعفر : قل برئت من حول الله وقوته والتجأت الى حولي وقوتي لقد فعل جعفر كذا وكذا. فامتنع الرجل ، فنظر اليه المنصور نظرة منكرة له فحلف بها ، فما كان بأسرع من أن ضرب برجله الأرض وخر ميتا مكانه. فقال المنصور : جروا برجله وأخرجوه. ثم قال : لا عليك يا ابا عبد الله أنت البريء الساحة السليم الناحية المأمون الغالية علي بالطيب ، فأتي بالغالية فجعل يفلق بها لحيته الى أن تركها تقطر وقال : في حفظ الله وكلائته ، والحقه يا ربيع بجوائز حسنة وكسوة سنية.

قال الربيع : فلحقته بذلك ثم قلت : يا ابا عبد الله رأيتك تحرك شفتيك وكلما حركتها سكن غضب المنصور ، بأي شيء كنت تحركها؟ قال : بدعاء


جدي الحسين. قلت : وما هو يا سيدي. قال «اللهم يا عدتي عند شدتي ويا عوني عند كربتي احرسني بعينك التي لا تنام واكنفنى بركنك الذي لا يرام وارحمني بقدرتك علي فلا أهلك وأنت رجائي ، اللهم انك اكبر واجل وأقدر مما أخاف وأحذر ، اللهم بك ادرأ في نحره وأستعيذ من شره انك على كل شيء قدير».

قال الربيع : فما نزلت بى شدة ودعوت به الا فرج الله به عني. قال الربيع : وقلت له : منعت الساعي بك الى المنصور من أن يحلف بيمينه وأحلفته بيمينك ، فما كان الا أن أخذ لوقته ما السر فيه؟ قال : لان في يمينه توحيد الله وتمجيده وتنزيهه ، فقلت يحلم عليه ويؤخر عنه العقوبة وأحببت تعجيلها اليه فاستحلفته بما سمعت فأخذه الله لوقته.

وقد كتب رضي‌الله‌عنه كتاب الجفر فيه كل ما يحتاجون الى علمه الى يوم القيامة.

ومنهم العلامة أبو القاسم على بن الحسن الشهير بابن عساكر الدمشقي في «تاريخ مدينة دمشق» (والنسخة مصورة من مخطوطة جامع السلطان أحمد في اسلامبول) قال :

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وابنائه أبو القاسم علي بن ابراهيم وابو الوحش سبيع بن مسلم عنه ، أنا أبو القاسم حمزة بن عبد الله بن الحسين الطرابلسي بها ، نا أبو الحسن محمد بن أحمد بن طالب البغدادي ، نا أبو بكر بن دريد ، نا الحسن بن خضر ، عن أبيه ، حدثني مولى له بجيلة من أهل الكوفة ، حدثني رزام مولى خالد بن عبد الله القسري قال : بعث أبي المنصور الى جعفر بن محمد بن علي ابن الحسين عليهم‌السلام وأمه ام فروة بنت قاسم بن محمد بن أبي بكر. قال : فلما أقبلت به اليه والمنصور بالحيرة وعلونا النجف نزل جعفر بن محمد عن راحلته.


فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فصلى ركعتين ثم رفع يديه. قال رزام : فدنوت منه فإذا هو يقول «اللهم بك أستفتح وبك استنجح وبمحمد عبدك ورسولك أتوسل ، اللهم سهل حزونته وذلل لي صعوبته وأعطني من الخير أكثر ما أرجو واصرف عني من الشر اكثر مما أخاف».

ثم ركب راحلته ، فلما وقف بباب المنصور وأعلم بمكانه فتحت الأبواب ورفعت الستور ، فلما قرب من المنصور قام اليه فتلقاه وأخذ بيده وما شاه حتى انتهى به الى مجلسه فأجلسه فيه ، ثم اقبل اليه يسأله عن حاله وجعل جعفر يدعو له ، ثم قال : قد عرفت ما كان مني في أمر هذين الرجلين ـ يعني محمد وابراهيم ابني عبد الله بن الحسن ـ وبري كان بهما وقد استخفي وأخاف أن يشق العصا وأن يلقيا بين أهل هذا البيت شرا لا يصلح أبدا ، فأخبرني عنهما. فقال له جعفر : والله لقد نهيتهما فلم يقبلا فتركتهما كراهة أن اطلع على أمرهما وما زلت خاطبا في جعلك مواظبا على طاعتك. قال : صدقت ولكنك تعلم أنني أعلم أن أمرهما لن يخفى عنك ولن تفارقني الا أن تخبرني به. فقال له : يا أمير المؤمنين أفتأذن لي أن أتلو آية من كتاب الله عليك منتهى عملي وعلمي. قال : هات على اسم الله ، فقال جعفر : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم (لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ). قال : فخر أبو جعفر ساجدا ثم رفع رأسه فقبل بين عينيه وقال : حسبك.


جملة من كلمات الصادق عليه‌السلام

تقدم نقل بعض كلماته عليه‌السلام في المجلدات السابقة وننقل هاهنا ما لم ننقله هناك عن أعلام القوم وأعاظمهم :

(من كلامه عليه‌السلام)

الكمال كل الكمال التفقه في الدين ، والصبر على النائبة ، وتدبير المعيشة.

رواه في «جامع بيان العلم وفضله» (ص ٧٣ ط دار الكتب الحديثية بالقاهرة).

(ومن كلامه عليه‌السلام)

ما موت أحد أحب الى إبليس من موت فقيه.

رواه في «جامع بيان العلم وفضله» (ص ٧٣ ط دار الكتب الحديثية بالقاهرة).


(ومن كلامه عليه‌السلام)

في قوله تعالى (خُذِ الْعَفْوَ) الآية :

ليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق منها ، ودخل فيها قبول المعاذير ، وعدم الاستقصاء والتصديق للقائلين ، وقبول الملتبس من الأمور ، وعدم مكافأة الجاهل ، وعدم المؤاخذة والالتفات الى قوله والإصغاء الى سفاهته ، ونحو ذلك من الآداب مع الاستمرار على القيام بحق الله تعالى الذي هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر غير مأخوذ في ذلك بلومة لائم.

رواه في «شرح الخمسمائة آية» (ص ١٠٩).

(ومن كلامه عليه‌السلام)

وجدنا العلم كله في أربع : أولها أن تعرف ربك ، والثاني أن تعرف ما صنع بك ، والثالث أن تعرف ما أراد منك ، والرابع أن تعرف ما تخرج به من ذنبك. وقال بعضهم : ما يخرجك من دينك.

رواه في «جامع بيان العلم وفضله» (ص ٩ ط دار الكتب الحديثية بالقاهرة)

(ومن كلامه عليه‌السلام)

عند ما ذكر عنده قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «النظر الى وجه العالم عبادة» :


هو العالم الذي إذا نظرت اليه ذكرك الآخرة ، ومن كان على خلاف ذلك فالنظر اليه فتنة.

رواه في «سمير الليالي» (ج ٢ ص ٣٨٥ ط مطبعة البلاغة بطرابلس)

(ومن كلامه عليه‌السلام)

رواية الحديث وبثه في الناس أفضل من عبادة :

رواه في «جامع بيان العلم وفضله» (ص ٢٨ ط دار الكتب الحديثية بالقاهرة)

(ومن كلامه عليه‌السلام)

الله أعدل من أن يجبر عبده على معصية ثم يعذبه عليها. فقال السائل : فهل أمرهم مفوض إليهم؟ فقال : الله أعز من ان يجور في ملكه ما لا يريد. فقال له السائل : فكيف ذلك إذا؟ قال : أمر بين الأمرين لا جبر ولا تفويض.

رواه في «الاعتصام بحبل الإسلام» (ص ٣٧ ط السعادة بالقاهرة).

قال : ان رجلا قال له : هل العباد مجبرون؟ فقاله.

(ومن كلامه عليه‌السلام)

كتاب الله على أربعة أشياء العبارة والاشارة واللطائف والحقائق : فالعبارة للعوام ، والاشارة للخواص ، واللطائف للأولياء ، والحقائق للأنبياء.

رواه في «الوسيلة الاحمدية في شرح الطريقة المحمدية» المطبوع بهامش «البريقة المحمودية» (ج ١ ص ٤٤ ط مصطفى الحلبي بالقاهرة)


(ومن كلامه عليه‌السلام)

إذا جلستم مع الاخوان على المائدة فأطيلوا الجلوس ، فإنها الساعة التي لا تحسب عليكم من أعماركم ، وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم «لا تزال الملائكة تصلي على أحدكم ما دامت مائدته موضوعة بين يديه حتى ترفع». وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم «الطعام البارد فيه بركة والطعام الحار لا بركة فيه». وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم» الثريد بركة.

رواه في «البركة في فضل السعي والحركة» (ص ٢٠٥ ط المكتبة التجارية بمصر).

(ومن كلامه «ع» لأبي حمزة الثمالي)

يا أبا حمزة أتعرف مسجد السهلة؟ قلت : عندنا مسجد يسمى مسجد السهلة.

قال : لم أرد سواه ، لو أن زيدا أتاه وصلى فيه واستجار فيه بربه من القتل لأجاره ، ان فيه موضع البيت الذي كان يخيط فيه إدريس عليه‌السلام ومنه رفع الى السماء ، ومنه خرج ابراهيم الى العمالقة ، وهو موضع مناخ الخضر ، وما أتاه مغموم الا فرج الله عنه.

رواه في «آثار البلاد وأخبار العباد» (ص ٢٥٠ ط بيروت).

(ومن مكالمته عليه‌السلام مع شقيق البلخي)

حكي أن شقيقا البلخي سأل جعفر بن محمد رضي‌الله‌عنه وعن آبائه عن الفتوة ، فقال : ما تقول أنت. فقال شقيق : ان أعطينا شكرنا وان منعنا صبرنا. فقال


جعفر : هكذا تفعل كلاب المدينة. فقال شقيق : يا بن رسول الله فما الفتوة عندكم؟ قال : ان أعطينا آثرنا وان منعنا شكرنا.

رواه في «السيرة النبوية» (ج ١ ص ٥٨٦).

(ومن كلامه «ع» لحاجب بن عمار)

اضمن لي واحدة أضمن لك ثلاثا : اضمن لي أنك لا تلقي أحدا مواليا في دار الخلافة الا قمت في قضاء حاجته ، وأنا أضمن لك أن لا يصيبك حد السيف أبدا ، وأن لا يظلك سقف السجن أبدا ، وأن لا يدخل الفقر بيتك أبدا.

رواه في «البركة في فضل السعي والحركة» (ص ١٦٨ ط المكتبة التجارية بمصر).

(ومن كلامه عليه‌السلام)

لم أر أوعظ من المقبرة ، ولا آنس من كتاب الله تعالى ، ولا أسلم من الوحدة.

رواه في «سلوة الأحزان» (ص ٤٥ ط منشأة المعارف بالاسكندرية).

(ومن كلامه عليه‌السلام)

أتق الله ولا تقس الدين برأيك ، فانا نقف غدا ، نحن وأنت ومن خلقنا بين يدي الله تعالى ، فنقول : قال الله ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وتقول أنت وأصحابك : سمعنا ورأينا ، فيفعل الله بنا وبكم ما يشاء.

رواه في «شرف أصحاب الحديث» (ص ٧٦ ط آنقره عاصمة بلاد تركيا).


قال : قال ابن شبرمة : دخلت أنا وأبو حنيفة على جعفر بن محمد بن علي فقاله لابي حنيفة.

(ومن كلامه عليه‌السلام)

إذا أشكل عليك أول شهر رمضان فعد الخامس من الشهر الذي صمته في العام الماضي ، فانه أول يوم من شهر رمضان الذي في العام المقبل.

رواه في «مجموعة اليواقيت المصرية» (ص ٣٤٢).

(ومن كلامه عليه‌السلام)

الفقهاء أمناء الرسل ما لم يأتوا أبواب السلاطين ، فإذا رأيتم الفقهاء ركنوا الى السلاطين فاتهموهم.

رواه في «المشرع الروي» (ص ٢٤ ط الشرقية في القاهرة).

(ومن كلامه عليه‌السلام)

ما استطعت أن تلوم العبد عليه فهو فعله ، وما لم تستطع فهو فعل الله ، يقول الله للعبد : لم عصيت ، ولم كفرت؟ ولا يقول : لم مرضت ، ولم كنت اسود أو ابيض؟.

وسئل عن قوله تعالى (فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) فقال : امر السنة. فقال السائل : أفيه الزنا؟ فقال : ويحك ، أيأمر الحكيم أن يزني.

رواه في ترجمه القاضي عبد الجبار البلخي والقاضي عبد الجبار والحاكم الجشمي تأليف الفاضل المعاصر الشيخ فؤاد سيد المغربي المالكي.


(ومن كلامه عليه‌السلام)

إذا بلغكم عن مسلم كلمة فاحملوها على احسن ما تجدون ، فان لم تجدوا فلوموا أنفسكم.

رواه في «المشرع الروي» (ص ٣٤ ط الشرقية في القاهرة).

(ومن كلامه عليه‌السلام)

ولا تأكلوا من يد جاعت ثم شبعت.

رواه في «المشرع الروي» (ص ٣٤ ط الشرقية في القاهرة).

(ومن كلامه عليه‌السلام)

وإذا أذنبت فاستغفر فإنهما هي خطايا مطوقة في أعناق الرجال قبل أن تخلقوا ، وإياكم والإصرار على ذنب.

(ومن كلامه عليه‌السلام)

من استبطأ رزقه فليكثر من الاستغفار.

رواه في «المشرع الروي» (ص ٣٤ ط الشرقية في القاهرة).

(ومن كلامه عليه‌السلام)

سلوني قبل أن تفقدوني ، فانه لا يحدثكم أحد بعدي بمثل حديثي.

رواه في «المشرع الروي» (ص ٣٤ ط الشرقية في القاهرة).


(ومن كلامه عليه‌السلام)

إياكم والخصومة في الدين فإنها تشغل القلب وتورث النفاق.

رواه في «المشرع الروي» (ص ٣٤ ط الشرقية في القاهرة).

(ومن كلامه عليه‌السلام)

لا زاد أفضل من التقوى ، ولا شيء احسن من الصمت ، ولا عدو أضر من الجهل ، ولا داء أدوى من الكذب.

رواه في «المشرع الروي» (ص ٣٤ ط الشرقية في القاهرة).

(ومن كلامه عليه‌السلام)

إذا أقبلت الدنيا على انسان أعطته محاسن غيره ، وإذا أدبرت عنه سلبت محاسن نفسه.

رواه في «المشرع الروي» (ص ٣٤ ط الشرقية في القاهرة).

(ومن كلامه عليه‌السلام)

وإذا بلغك عن أخيك ما تكرهه فاطلب له العذر الى سبعين عذرا ، فان لم تجد له عذرا فقل لنفسك : لعل له عذرا لا نعرفه.

رواه في «المشرع الروي» (ص ٣٤ ط الشرقية في القاهرة).

(ومن كلامه عليه‌السلام)

عجبا للموقن بالرزق كيف يتعب ، وعجبا للموقن بالحساب كيف يغفل


وعجبا للموقن بالموت كيف يفرح.

رواه في «تفسير غريب القرآن على حروف المعجم» للسجستانى الحنفي (ص ٢٥ مصورة نسخة مكتبة ايرلنده).

(ومن كلامه عليه‌السلام)

احفظ عني ثلاثا : إذا صنعت معروفا فعجله فان تعجيله تهنيته ، وان رأيت انه كبير فصغره فان تصغيرك إياه أعظم له ، وإذا فعلته فاستره فانه إذا ظهر من غيرك كان اكبر لقدره واحسن في الناس.

رواه في «الجوهر النفيس» (ص ١٠٣ ط بيروت) قال : قاله عليه‌السلام لسفيان الثوري.

(ومن كلامه عليه‌السلام)

لما قيل له : لم حرم الله الربا؟

لئلا يتبايع الناس بالمعروف.

رواه في «الجوهر النفيس» (ص ١٠٣ ط بيروت).

(ومن كلامه عليه‌السلام)

لان أندم على العفو أحب الي من أن أندم على العقوبة.

رواه في «الجوهر النفيس» (ص ٩٠ ط بيروت).

(ومن كلامه عليه‌السلام)

ان لله تعالى وجوها من خلقه خلقهم لقضاء حوائج عباده ، يرون الجود


مجدا والإفضال مغنما ، والله يحب مكارم الأخلاق.

رواه في «الجوهر النفيس» (ص ٩٩ ط بيروت).

(ومن كلامه عليه‌السلام)

لما سئل عن القدر :

ما استطعت ان تلوم العبد عليه فهو فعله ، وما لم تستطع فهو فعل الله ، يقول الله للعبد : لم عصيت؟ ولم كفرت؟ ولا يقول : لم مرضت؟ ولم كنت اسود أو ابيض؟

رواه في «فضل الاعتزال» (ص ٣٣٧ ط تونس).

(ومن كلامه عليه‌السلام)

لما قيل له : هل العباد مجبرون؟ فقال :

الله أعدل من أن يجبر عبده على معصيته ثم يعذبه عليها. فقال له السائل : فهل أمرهم مفوض إليهم؟ فقال : الله أعز من أن يجوز في ملكه مالا يريد. فقال له السائل : فكيف ذلك إذا؟ قال : أمر بين الأمرين ، لا جبر ولا تفويض.

رواه في «الإنصاف في التنبيه على المعاني والأسباب» (ص ١٣٥ ط بيروت).

(ومن كلامه عليه‌السلام)

لما خلق له المنصور : لم خلق الله الذباب؟

قال عليه‌السلام : ليذل به الجبابرة.


رواه في «عيون التواريخ» (ج ٦ ص ٣١ مخطوط) قال : قيل ان الذباب وقع على المنصور فذبه عنه فعاد ثم ذبه فعاد حتى اضجره ، فدخل جعفر بن محمد فقال له المنصور : يا ابا عبد الله لم خلق الله الذباب؟ فقاله.

(ومن كلامه عليه‌السلام)

لا تكون الصداقة الا بحدودها ، فمن كان فيه شيء من هذه الخصال أو بعضها فانسبه الى الصداقة ثم حدها. فقال : أول حدودها أن تكون سريرته وعلانيته لك سواء ، والثانية أن يرى شينك شينه وزينك زينه ، والثالثة لا يغيره مال ولا ولاية ، والرابعة لا يمنعك شيئا تناله يده ، والخامسة وهي جامعة لهذه الخصال وهي أن لا يسلمك عند النكبات.

رواه في «عيون التواريخ» (ج ٦ ص ٣١ مخطوط).

جملة من كلماته عليه‌السلام

التي أوردها في «التذكرة الحمدونية» (ص ١١٠ و ١١١ و ٢٦٩ و ٢٧١ و ٣٦٢ و ٣٧٧ ط بيروت) قال :

وقال جعفر بن محمد بن علي : تأخير التوبة اغترار وطول التسويف حيرة ، والاعتلال على الله عزوجل هلكة ، والإصرار على الذنب أمن (فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ) (الأعراف : ٩٩).

وقال : ما كل من أراد شيئا قدر عليه ، ولا كل من قدر على شيء وفق له ، ولا كل من وفق أصاب له موضعا ، فإذا اجتمع النية والقدرة والتوفيق والاصابة فهناك تمت السعادة.


وقال : صلة الرحم تهون الحساب يوم القيامة ، قال الله تعالى (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ) (الرعد : ٢٣).

ومما ينسب اليه : الصلاة قربان كل تقي ، والحج جهاد كل ضعيف ، وزكاة البدن الصيام ، والداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر ، واستنزلوا الرزق بالصدقة ، وحصنوا أموالكم بالزكاة ، وما عال من اقتصد ، والتقدير نصف العيش ، والتودد نصف العقل ، وقلة العيال أحد اليسارين ، ومن حزن والديه فقد عقمها ، والصنيعة لا تكون صنيعة الا عند ذي حسب أو دين. الله ينزل الصبر على قدر المصيبة ، وينزل الرزق على قدر المؤونة ، ومن قدر معيشته رزقه الله ، ومن بذر معيشته حرمه الله.

وقال جعفر بن محمد : من أخلاق الجاهل الاجابة قبل أن يسمع ، والمعارضة قبل أن يفهم ، والحكم بما لا يعلم.

وقال جعفر بن محمد : الأدب عند الأحمق كالماء العذب في أصول الحنظل ، كلما ازداد ريا ازداد مرارة.

وقال جعفر بن محمد : من كان الهوى مالكه والعجز راحته ، عاقاه عن السلامة وأسلماه الى الهلكة.

وقال جعفر بن محمد : من كان الحزم حارسه والصدق حليفه ، عظمت بهجته وتمت مروءته.

قال الشيرازي : سألت المفيد الجرجرائيعن قول جعفر بن محمد : الحزم سوء الظن ، وعن قول أبيه : من حسن ظنه روح عن قلبه ، فما هذه المضادة؟ قال : يريد بسوء الظن ألا تستقيم الى كل أحد فتودعه سرك وأمانتك ، ويريد بحسن الظن الا تسيء ظنك بأحد أظهر لك نصحا وقال لك جميلا ، وصح عندك


باطنه ، وهو مثل قولهم : احمل أمر أخيك على أحسنه حتى يبدو لك ما يغلبك عليه.

قال جعفر بن محمد : لا تحدث من تخاف أن يكذبك ، ولا تسأل من تخاف أن يمنعك ، ولا نأمن من تخاف أن يغدر بك.

وذكر أنه كتب المنصور الى جعفر بن محمد : لم لا تغشانا كما يغشانا سائر الناس؟ فأجابه : ليس لنا ما نخافك من أجله ، ولا عندك من أمر الآخرة ما نرجوك له ، ولا أنت في نعمة فنهنئك بها ، ولا تراها نقمة فنعزيك بها ، فما نصنع عندك؟ قال فكتب اليه : تصحبنا لتنصحنا ، فأجابه : من أراد الدنيا لا ينصحك ، ومن أراد الآخرة لا يصحبك. فقال المنصور : والله لقد ميز عندي منازل الناس ، من يريد الدنيا ممن يريد الآخرة ، وانه ممن يريد الآخرة لا الدنيا.

جملة من كلماته عليه‌السلام

التي أوردها في «الأنوار القدسية» (ص ٣٦ و ٣٧ و ٣٨ ط السعادة بمصر) قال :

ومن كلامه : لا يتم المعروف الا بثلاث ، أن تصغره في عينك وتستره وتعجله.

وقال : إذا أقبلت الدنيا على انسان أعطته محاسن غيره ، وإذا أدبرت سلبته محاسن نفسه.

وقال : لا مال أعود من العقل ، ولا مصيبة أعظم من الجهل ، ولا مظاهرة كالمشاورة ، ألا وان الله يقول : اني جواد كريم ولا يجاورني لئيم.

وقال : من زعم ان الله في شيء أو من شيء أو على شيء فقد أشرك ، لأنه لو كان على شيء كان محمولا أو في شيء كان محصورا أو من شيء كان محدثا.

وقيل له : ما بالنا ندعو فلا يجاب لنا؟ قال : لأنكم تدعون من لا تعرفون.


وكان يلبس الجبة الغليظة القصيرة من الصوف على جسده والحلة من الخز على ظهره ، ويقول : نلبس الجبة لله والخز لكم ، فما كان لله أخفيناه وما كان لكم أبديناه.

وقال لابي حنيفة : انك تقيس في الدين وأن اول من قاس إبليس. قال : انما أقيس فيما لم أجد فيه نصا.

وقال : لا تأكلوا من يد جاعت ثم شبعت.

وقال : إذا أذنبت فاستغفر فإنما هي خطايا مطوقة في أعناق الرجال قبل أن يخلقوا ، وإياك والإصرار.

وقال : أوحى الله الى الدنيا : من خدمني فاخدميه ومن لم يخدمني فاستخدميه.

وقال : لا مروءة لكذوب ، ولا راحة لحسود ، ولا خلة لبخيل ، ولا إخاء لملول ، ولا سؤدد لسيّئ الخلق.

وقال : كف عن محارم الله وامتثل أوامره تكن عابدا ، وارض بما قسم الله تكن مسلما ، واصحب الناس على ما تحب أن يصحبوك تكن مؤمنا ، ولا تصحب الفاجر فيعلمك من فجوره.

وقال : من أراد عزا بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فليخرج من ذل المعصية الى عز الطاعة.

وقال : من يصحب صاحب السوء لا يسلم ، ومن يدخل مدخل السوء يتهم ، ومن لا يملك لسانه يندم.

وقال : حكمة تحريم الربا أن لا يتمانع الناس المعروف.

وقال : مودة يوم صلة ، ومودة شهر قرابة ، ومودة سنة رحم ثابتة من قطعها قطعه الله.

وقال : عزت السلامة حتى لقد خفي مطلبها ، فان تك في شيء فيوشك أن


تكون في الخمول ، فان لم توجد فيه ففي التحلي وليس كالخمول ، فان لم تكن فيه ففي الصمت ، فان لم تكن فيه ففي كلام السلف الصالح ، والسعيد من وجد في نفسه خلوة.

وقال : من استبطأ رزقه فليكثر من الاستغفار.

وقال : من أعجب بشيء من أمواله وأراد بقاءه فليقل «ما شاء الله لا قوة الا بالله».

وقال : الفقهاء أمناء الرسل ما لم يأتوا أبواب السلاطين.

ومن دعائه «اللهم أعزني بطاعتك ولا تذلني بمعصيتك ، اللهم ارزقني مواساة من قترت عليه رزقك بما وسعت علي من فضلك».

وقال : لا زاد كالتقوى.

وقال مضر بن كثير : دخلت أنا وسفيان الثوري على جعفر الصادق ، فقلت اني أريد البيت الحرام فعلمني شيئا ادعوا به. فقال : إذا بلغت الحرم فضع يدك على الحائط وقل «يا سابق الفوت ، ويا سامع الصوت ، ويا كاسي العظام لحما بعد الموت» ثم ادع بما شئت.

وقال : إذا بلغك من أخيك أنه قال فيك ما تكره فلا تغتم لذلك ، ان كانت حقا كان عقوبة عجلت وان كان غير ذلك فحسنة لم تعملها.

وقال : روي عن موسى عليه الصلاة والسلام أنه قال : يا رب أسألك أن لا يذكرني أحد الا بخير. قال الله عزوجل : ما فعلت ذلك لنفسي.

وقال : أربع لا ينبغي لشريف أن يأنف منها : قيامه من مجلسه لأبيه : وخدمته لضيفه ، وقيامه على دابته ولو أن له مائة عبد ، وخدمته لمن يتعلم منه.

وكان يقول : إذا بلغك عن أخيك ما تكرهه فاطلب له من عذر واحد الى سبعين عذرا ، فان لم تجد له عذرا فقل لعل له عذرا لا أعرفه.

وقال لرجل من قبيلة : من سيد هذه القبيلة؟ فقال الرجل : أنا. فقال : لو


كنت سيدهم ما قلت أنا.

ودخل سفيان الثوري رضي‌الله‌عنه فرأى عليه جبة من خز ، فقال له : انكم من بيت النبوة تلبسون هذا؟ فقال : ما تدري أدخل يدك فإذا تحته مسح من شعر خشن ، ثم قال : يا ثوري أرني ما تحت جبتك ، فوجد تحتها قميصا أرق من بياض البيض. فخجل سفيان ثم قال : يا ثوري لا تكثر الدخول علينا تضرنا ونضرك.

وقال : إذا سمعتم عن مسلم كلمة فاحملوها على أحسن ما تجدون حتى تجدوا لها محملا فلوموا أنفسكم.

وقال ابن أبى حازم : كنت عند جعفر إذ جاء آذنه ، فقال : سفيان الثوري بالباب. فقال : ائذن له. فدخل فقال جعفر : يا سفيان انك رجل يطلبك السلطان واني اتقي السلطان أخرج عني غير ايثار لذلك. فقال سفيان : حدثني حتى أسمع وأقوم. فقال : حدثني أبي عن جدي أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : من أنعم الله عليه نعمة فليحمد الله ، ومن استبطأ الرزق فليستغفر الله ، ومن به أمر فليقل «لا حول ولا قوة الا بالله».

وقال أرباب السير : وقع الذباب على وجه المنصور فذبه حتى أعجزه وأضجره ، فدخل جعفر فقال له : يا أبا عبد الله ما الحكمة في خلق الذباب؟ قال : ليذل به الجبابرة.

وكان رجل من أهل السواد يؤم جعفرا ، فغاب عنه فقال له رجل : انه يبطئ ، يريد أن يضع منه عنده. فقال جعفر : أصل الرجل عقله ، وحسبه دينه ، وكرمه تقواه ، والناس في آدم مستوون.

وقال : عجبت لمن أعجب بأمر لنفسه كيف لا يقول «ما شاء الله لا قوة الا بالله» ، والله تعالى يقول (وَلَوْ لا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ ما شاءَ اللهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ).


وعجبت لمن خاف قوما كيف لا يقول «حسبي الله ونعم الوكيل» والله تعالى يقول (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَقالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ).

وعجبت لمن مكر به كيف لا يقول (وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ فَوَقاهُ اللهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا).

وعجبت لمن أصابه غم كيف لا يقول (لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) الى قوله (وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ).

جملة من كلماته عليه‌السلام

التي أوردها في «سير أعلام النبلاء» (ج ٦ ص ٢٦٣ و ٢٦٥ و ٢٦٦ ط بيروت).

عن عائذ بن حبيب ، قال جعفر بن محمد : لا زاد أفضل من التقوى ، ولا شيء أحسن من الصمت ، ولا عدو أضر من الجهل ، ولا داء أدوأ من الكذب. وعن يحيى بن الفرات ، أن جعفر الصادق قال : لا يتم المعروف الا بثلاثة : بتعجيله ، وتصغيره ، وستره.

وعن رجل ، عن بعض أصحاب جعفر بن محمد قال : رأيت جعفرا يوصي موسى ، يعني ابنه : يا بني من قنع بما قسم له استغنى ، ومن مد عينيه الى ما في يد غيره مات فقيرا ، ومن لم يرض بما قسم له اتهم الله في قضائه ، ومن استصغر زلة غيره استعظم زلة نفسه ، ومن كشف حجاب غيره انكشفت عورته ومن سل سيف البغي قتل به ، ومن احتفر بئرا لأخيه أوقعه الله فيه ، ومن


داخل السفهاء حقر ، ومن خالط العلماء وقر ، ومن دخل مداخل السوء اتهم يا بني إياك أن تزري بالرجال فيزرى بك ، وإياك والدخول فيما لا يعنيك فتذل لذلك ، يا بني قل الحق لك وعليك تستشار من بين أقربائك ، كن للقرآن تاليا ، وللإسلام فاشيا ، وللمعروف آمرا ، وعن المنكر ناهيا ، ولمن قطعك واصلا ، ولمن سكت عنك مبتدئا ، ولمن سألك معطيا ، وإياك والنميمة فإنها تزرع الشحناء في القلوب ، وإياك والتعرض لعيوب الناس فمنزلة المتعرض لعيوب الناس كمنزلة الهدف. إذا طلبت الجود فعليك بمعادنه ، فان للجود معادن وللمعادن أصولا ، وللأصول فروعا ، وللفروع ثمرا. ولا يطيب ثمر الا بفرع ، ولا فرع الا بأصل ، ولا أصل الا بمعدن طيب. زر الأخيار ولا تزر الفجار ، فإنهم صخرة لا يتفجر ماؤها ، وشجرة لا يخضر ورقها ، وأرض لا يظهر عشبها.

قال نعيم ، حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ، حدثنا أحمد بن علي الأبار ، حدثنا منصور ابن أبي مزاحم ، حدثنا عنبسة الخثعمي ، وكان من الأخيار ، سمعت جعفر بن محمد يقول : إياكم والخصومة في الدين ، فإنها تشغل القلب وتورث النفاق.

ويروى أن أبا جعفر المنصور وقع عليه ذباب ، فذبه عنه ، فألح فقال لجعفر : لم خلق الله الذباب؟ قال : ليذل به الجبابرة.

وعن جعفر بن محمد : إذا بلغك عن أخيك ما يسوؤك ، فلا تغتم ، فانه ان كان كما يقول كانت عقوبة عجلت ، وان كان على غير ما يقول كانت حسنة لم تعملها.

قال موسى عليه‌السلام : يا رب أسألك ألا يذكرني أحد الا بخير. قال : ما فعلت ذلك بنفسي.

أخبرنا وحدثنا عن سعيد بن محمد بن محمد بن عطاف ، أنبأنا أبو القاسم


ابن السمرقندي ، حدثني الحميدي ، أنبأنا الحسين بن محمد المالكي القيسي بمصر ، أنبأنا عبد الكريم بن أحمد بن أبي جدار ، أخبرنا أبو علي الحسن بن رخيم حدثنا هارون بن أبي الهيذام ، أنبأنا سويد بن سعيد ، قال ، قال الخليل بن أحمد : سمعت سفيان الثوري يقول : قدمت مكة فإذا أنا بأبي عبد الله جعفر بن محمد قد أناخ بالأبطح ، فقلت : يا ابن رسول الله لم جعل الموقف من وراء الحرم؟ ولم يصير في المشعر الحرام؟ فقال : الكعبة بيت الله ، والحرم حجابه ، والموقف بابه. فلما قصده الوافدون ، أوقفهم بالباب يتضرعون ، فلما أذن لهم في الدخول أدناهم من الباب الثاني وهو المزدلفة ، فلما نظر الى كثرة تضرعهم وطول اجتهادهم رحمهم ، فلما رحمهم أمرهم بتقريب قربانهم ، فلما قربوا قربانهم وقضوا تفثهم وتطهروا من الذنوب التي كانت حجابا بينه وبينهم ، أمرهم بزيارة بيته على طهارة. قال : كره الصوم أيام التشريق. قال : لأنهم في ضيافة الله ولا يجب على الضيف أن يصوم عند من إضافة. قلت : جعلت فداك فما بال الناس يتعلقون بأستار الكعبة وهي خرق لا تنفع شيئا؟ قال : ذاك مثل رجل جرم فهو يتعلق به ويطوف حوله رجاء أن يهب له ذلك ذاك الجرم.

ومن بليغ قول جعفر ، وذكر له بخل المنصور فقال : الحمد لله الذي حرمه من دنياه ما بذل لأجله دينه.


مستدرك ما أوردناه

(في فضائل الامام السابع موسى بن جعفر الكاظم)

(عليه‌السلام)

قد تقدم جملة مما ورد في كتب أعلام أهل السنة وأعاظمهم في المجلد الثاني عشر (ص ٢٩٥ الى ص ٣٤١) ونستدرك هاهنا بعض ما لا ننقله هناك أو نقلناه عن غير من ننقل عنه هاهنا :

نسبه وميلاده ووفاته

ممن لم ننقل عنه سابقا العلامة الشيخ زين الدين عمر بن مظفر الحنفي الشهير بابن الوردي في «تاريخ ابن الوردي» (ج ١ ص ٢٨١ المطبعة الحيدرية في الغرى الشريف) قال :

ثم دخلت سنة ثلاث وثمانين ومائة فيها : توفى موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب


رضي‌الله‌عنهم ببغداد في حبس الرشيد.

ومنهم العلامة الشيخ يسن بن ابراهيم السنهوتى الشافعي في «الأنوار القدسية» (ص ٣٨ ط السعادة بمصر) قال :

الامام موسى الكاظم رضي‌الله‌عنه ، تبارك من انتج مبارك هذه الثمر من تلك الشجرة النبوية المطهرة ما أقدره ، فهو امام الصبر على التقوى والعبادة الحائز لقصب السبق في ميدان سيادة الولاية وولاية السيادة ، سمي بالكاظم لكثرة تجاوزه وحلمه ، وكان معروفا عند أهل العراق بباب قضاء الحوائج عند الله وبالعبد الصالح من كثرة عبادته واجتهاده وقيامه الليل فانه كان أعبد أهل زمانه.

الى أن قال : ولد رضي‌الله‌عنه بالمدينة يوم الثلاثاء قبل طلوع الفجر سنة ثمان وعشرين ومائة ، وتوفي خمس بقين من رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة ببغداد في الحبس ، ودفن في مقابر الشونيزية خارج القبة ، وقبره هناك مشهور يزار وعليه مشهد عظيم فيه من قناديل الذهب والفضة وأنواع الآلات والفرش ما لا يحد ، وهو في الجانب الغربي رضى الله عنه.

ومنهم العلامة محمد بن شاكر بن أحمد الشافعي في «عيون التواريخ» (ج ٦ ص ١٦٥ مخطوط) قال :

وفيها (سنة ثلاث وثمانين ومائة) توفى موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن ابى طالب ، ابو الحسن الهاشمي ، احد الأئمة الاثني عشر ، كان يدعى العبد الصالح من كثرة عبادته.


عبادته عليه‌السلام

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة محمد بن شاكر بن أحمد الشافعي في «عيون التواريخ» (ج ٦ ص ١٦٥ مخطوط) قال :

كان (موسى بن جعفر) يدعى بالعبد الصالح من كثرة عبادته.

روي أنه دخل مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فسجد سجدة في أول الليل ، فسمع وهو يقول في سجوده : عظم الذنب عندي فليحسن العفو عندك يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة ، وجعل يرددها حتى أصبح.

ومنهم العلامة الشيخ زين الدين عمر بن مظفر الحنفي الشهير بابن الوردي في «تاريخ ابن الوردي» (ج ١ ص ٢٨١ ط الحيدرية في الغرى) قال :

حكت أخت سجانه السندي بن شاهك وكانت تلي خدمته : ان الكاظم كان إذا صلى العتمة حمد الله ومجده ودعاه الى أن يزول الليل ، ثم يقوم يصلي حتى يطلع الصبح فيصلي الصبح ، ثم يذكر الله حتى تطلع الشمس ، ثم يقعد الى ارتفاع الضحى ، ثم يرقد ويستيقظ قبل الزوال ، ثم يتوضأ ويصلي حتى يصلي العصر ، ثم يذكر الله حتى يصلي المغرب ، ثم يصلي ما بين المغرب والعتمة ، فكان هذا دأبه الى أن مات رحمة الله عليه.


ومنهم العلامة الشيخ ياسين بن ابراهيم السنهوتى في «الأنوار القدسية» (ص ٣٨ ط السعادة بمصر) قال :

روى أنه (موسى بن جعفر) دخل مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فسجد سجدة في أول الليل وسمع وهو يقول في سجوده : عظم الذنب عندي فليحسن العفو من عندك يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة ، فجعل يرددها حتى أصبح.

ومنهم العلامة شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج ٦ ص ٢٧٣ ط بيروت).

قال يحيى بن الحسن العلوي ، حدثني عمار بن أبان قال : حبس موسى ابن جعفر عند السندي بن شاهك ، فسألته أخته أن تولى حبسه وكانت تدين ففعل. فكانت على خدمته ، فحكي لنا أنها قالت : كان إذا صلى العتمة حمد الله ومجده ودعاه ، فلم يزل كذلك حتى يزول الليل ، فإذا زال الليل قام يصلي حتى يصلي الصبح ، ثم يذكر حتى تطلع الشمس ، ثم يقعد الى ارتفاع الضحى ، ثم يتهيأ ويستاك ، ويأكل. ثم يرقد الى قبل الزوال ، ثم يتوضأ ويصلي العصر ، ثم يذكر في القبلة حتى يصلي المغرب ، ثم يصلي ما بين المغرب الى العتمة ، فكانت تقول : خاب قوم تعرضوا لهذا الرجل ، وكان عبدا صالحا.

وقيل : بعث موسى الكاظم الى الرشيد برسالة من الحبس يقول : انه لن ينقضي عني يوم من البلاء الا انقضى عنك معه يوم من الرخاء حتى نفضي جميعا الى يوم ليس له القضاء يخسر فيه المبطلون.


سخاوته عليه‌السلام

رواها جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة السنهوتى الشافعي في «الأنوار القدسية» (ص ٣٨ ط السعادة بمصر) قال :

وكان (موسى بن جعفر) من أكابر العلماء الأسخياء ، وكان يبلغه عن الرجل انه يؤذيه فيبعث اليه بصرة فيها ألف دينار ، وكان يصر الصرر ثلاثمائة دينار وأربعمائة دينار ومائتي دينار ثم يقسمها بالمدينة.

ومنهم العلامة محمد بن شاكر الشافعي في «عيون التواريخ» (ج ٦ ص ١٦٥ من نسخة مخطوطة في اسلامبول) قال :

وكان (موسى بن جعفر) سخيا كريما ، ويبلغه أن الرجل يؤذيه فيبعث اليه بصرة فيها ألف دينار ، وكان يصر الصرر أربعمائة دينار وثلاثمائة دينار ومائتي دينار ويقسمها في المدينة.

مكالمته عليه‌السلام مع هارون

رواها جماعة من أعلام القوم :


منهم العلامة شمس الدين الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج ٦ ص ٢٨٣ ط بيروت) قال :

وقال الخطيب : أنبأنا أبو العلاء الواسطي ، حدثنا عمر بن شاهين ، حدثنا الحسين بن القاسم ، حدثني أحمد بن وهب ، أخبرني عبد الرحمن بن صالح الازدي قال : حج الرشيد فأتى قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومعه موسى بن جعفر ، فقال : السلام عليك يا رسول الله ، يا ابن عم ، افتخارا على من حوله. فدنا موسى وقال : السلام عليك يا أبة. فتغير وجه هارون ، وقال : هذا الفخر يا أبا الحسن حقا.

ومنهم العلامة محمد بن شاكر الشافعي في «عيون التواريخ» (ج ٦ ص ١٦٥ مخطوط) قال :

وذكر أن هارون الرشيد حج وأتى قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وحوله قريش ورءوس القبائل ومعه موسى بن جعفر ، فقال : السلام عليك يا ابن عم ـ افتخارا على من حوله ـ فقال موسى بن جعفر : السلام عليك يا أبت. فتغير وجه هارون وقال : هذا الفخر جدا يا ابا الحسن.

وقال له الرشيد : انك تزعم أنك ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ فقال : يا أمير المؤمنين لو أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نشر فخطب منك كريمتك هل كنت تجيبه؟ فقال : وهل أفتخر على العرب والعجم الا به. قال : لكنه


لا يخطب الي ولا أزوجه لأنه ولدني ولم يلدك.

وقيل : انه لقيه الرشيد عند الكعبة فلم يقم له حتى وقف الرشيد على رأسه فقال : أنت الذي يبايعك الناس؟ قال : نعم أنا امام القلوب وأنت امام الجسوم.


جملة من كراماته عليه‌السلام

منها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ ياسين بن ابراهيم السنهوتى الشافعي في «الأنوار القدسية» (ص ٣٨ ط السعادة بمصر) قال :

ومن بديع كراماته (موسى بن جعفر «ع») ما حكاه ابن الجوزي والرامهرمزي عن شقيق البلخي أنه خرج حاجا فرآه بالقادسية منفردا عن الناس ، فقال في نفسه : هذا فتى من الصوفية يريد أن يكون كلا على الناس لأوبخنه ، فمضى اليه فقال : يا شقيق اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم. فأراد أن يعانقه فغاب عن عينه ، ثم رآه بعد على بئر فسقطت ركوته فيها فدعا فطف الماء حتى أخذها فتوضأ وصلى. ثم مال الى كثيب من الرمل فطرح منه فيها وشرب. فقلت له : أطعمني مما رزقك الله. فقال : يا شقيق لم تزل أنعم الله علينا ظاهرة وباطنة فأحسن ظنك بربك. فناولنيها فشربت فإذا هو سويق وسكر ، فأقمت أياما لا أشتهي شرابا ولا طعاما. ثم لم أره الا بمكة وهو بغلمانه وغاشيته ، ولما أتى هرون الرشيد قبر


النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم زائرا وحوله فريش وافناء القبائل ومعه موسى بن جعفر فقال : السلام عليك يا رسول الله يا ابن عم ـ افتخارا على من حوله ـ قال موسى : السلام عليك يا أبت. فتغير وجه هارون الرشيد وقال : هذا هو الفخر يا أبا الحسن حقا ، ولم يحتملها وحمله الى بغداد مقيدا وحبسه ، فلم يخرج من حبسه الا مقيدا ميتا مسموما.

وذكر أنه بعث الى الرشيد برسالة من الحبس كان منها : انه لم ينقض عني يوم من البلاء الا انقضى عنك معه يوم من الرخاء ، ثم نمضي جميعا الى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون.

ومنهم العلامة الشبلنجي المدعو بالمؤمن في «نور الأبصار» (ص ١٤٩ ط المكتبة الشعبية)

قال حسان بن حاتم الأصم : قال لي شقيق البلخي : خرجت حاجا سنة ست وأربعين ومائه فنزلت بالقادسية ، فبينما أنا أنظر الناس في مخرجهم الى الحج وزينتهم وكثرتهم إذ نظرت الى شاب حسن الوجه شديد السمرة نحيف فوق ثيابه ثوب صرف مشتمل بشملة وفي رجليه نعلان وقد جلس منفردا ، فقلت في نفسي : هذا الفتى من الصوفية ويريد أن يخرج مع الناس فيكون كلا عليهم في طريقهم والله لأمضين اليه ولأوبخنه. فدنوت منه فلما رآني مقبلا نحوه قال : يا شقيق اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم. ثم تركني وولى ، فقلت في نفسي : ان هذا الأمر عجيب تكلم بما في خاطري ونطق باسمي ، هذا عبد صالح لألحقنه واسألنه الدعاء وأتحلله بما ظننت فيه. فغاب عنى ولم أره ، فلما نزلنا وادي فضة فإذا هو قائم يصلي ، فقلت : هذا صاحبي أمضي اليه وأستحله. فصبرت حتى فرغ من صلاته فالتفت الي وقال : يا شقيق قل «وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ


وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى» ثم قام ومضى وتركني. فقلت : هذا فتى من الابدال قد تكلم على سري مرتين ، فلما نزلنا بالأبواء إذ أنا بالفتى قائم على البئر وأنا أنظر اليه وبيده ركوة فيها ماء ، فسقطت من يده في البئر فرمق الى السماء بطرفه وسمعته يقول :

أنت شربى إذا ظمئت من الماء

وقوتي إذا أردت طعاما

ثم قال : الهي وسيدي مالي سواك فلا تعدمنيها ، فوالله لقد رأيت الماء قد ارتفع الى رأس البئر والركوة طافية عليه فمد يده فأخذها فتوضأ منها وصلى أربع ركعات ، ثم مال الى كثيب رمل فجعل يقبض بيديه ويجعل في الركوة ويحركها وو يشرب ، فأقبلت نحوه وسلمت عليه فرد علي السلام ، فقلت : أطعمني من فضل ما أنعم الله به عليك. فقال : يا شقيق لم تزل نعم الله علي ظاهرة وباطنة فأحسن ظنك بربك. ثم ناولني الركوة فشربت منها فإذا فيها سويق بسكر فوالله ما شربت قط ألذّ منه ولا أطيب ، فشربت ورويت حتى شبعت فأقمت أياما لا أشتهي طعاما ولا شرابا.

ثم لم أره حتى نزلنا بمكة فرأيته ليلة الى جنب قبة الشراب نصف الليل وهو قائم يصلي بخشوع وأنين وبكاء ، فلم بزل كذلك حتى طلع الفجر ثم قام الى حاشية المطاف فركع ركعتي الفجر هناك ثم صلى مع الناس ، ثم دخل المطاف فطاف الى بعد شروق الشمس ، ثم صلى خلف المقام ثم خرج يريد الذهاب فخرجت خلفه أريد السلام عليه وإذا بجماعة أحاطوا به يمينا وشمالا ومن خلفه ومن أمامه وخدم وحشم وأتباع خرجوا معه. فقلت لأحدهم : من هذا الفتى يا سيدي؟ فقال : هذا موسى الكاظم بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنهم.

وهذه الكرامة رواها جماعة من أهل التأليف ، ورواها ابن الجوزي في


كتابه «مثير الغرام الساكن الى أشرف الأماكن» ورواها الجنابذي في «معالم العترة النبوية» والرامهرمزي في كتابه «كرامات الأولياء» وهي كرامة اشتملت على كرامات.

ومنهم العلامة الشبراويّ في «اتحاف الاشراف» (ص ٥٥ ط مصطفى البابى الحلبي بمصر)

روى الحديث عن شقيق البلخي بعين ما تقدم عن «الأنوار القدسية».

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة محمد بن شاكر بن أحمد الشافعي في «عيون التواريخ» (ص ١٦٥ مخطوط) قال :

وكان (موسى بن جعفر) يسكن المدينة فأقدمه المهدي بغداد ، فحبسه فرأى في النوم علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه وهو يقول : يا محمد (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ). قال الربيع : فأرسل الي ليلا فراعني ذلك ، فجئته فإذا هو يقرأ هذه الآية وكان أحسن الناس صوتا وقال : علي بموسى بن جعفر ، فجئته به فعانقه وأجلسه الى جنبه وقال : يا أبا الحسن اني رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه في النوم يقرأ علي كذا أفتؤمنني أن تخرج علي أو أولادي. فقال : والله لا فعلت ذلك ولا هو شأني. قال : صدقت أعطه ثلاثة آلاف دينار ورده الى أهله الى المدينة. قال : فأحكمت أمره


ليلا فما أصبح الا وهو في الطريق خوف العوائق.

ومنهم العلامة الشيخ يسن بن ابراهيم السنهوتى الشافعي في «الأنوار القدسية» (ص ٣٨ ط السعادة بمصر).

ذكر ما نقلناه عن «عيون التواريخ» بعينه ثم قال :

وأقام بالمدينة الى أيام هرون الرشيد ، ولما حج الرشيد سعي به اليه وقيل له : ان الأموال تحمل اليه من كل جانب حتى اشترى ضيعة بثلاثين ألف دينار ، فقال له الرشيد حين رآه جالسا عند الكعبة : أنت الذي يبايعك الناس سرا. قال : أنا امام القلوب وأنت امام الجسوم. وسأله الرشيد : كيف تقولون نحن أبناء المصطفى وأنتم أبناء علي ، فقرأ (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ) الى أن قال (وَعِيسى) وليس له أب.

ومنهم العلامة شمس الدين الذهبي في «سير اعلام النبلاء» (ج ٦ ص ٢٧٢ ط بيروت) قال :

الصولي ، حدثنا عون بن محمد ، سمعت إسحاق الموصلي غير مرة يقول : حدثني الفضل بن الربيع ، عن أبيه قال : لما حبس المهدي موسى بن جعفر رأى في النوم عليا يقول. فذكر ما نقلناه عن «عيون التواريخ» بعينه.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :


منهم العلامة شمس الدين الذهبي في «سير اعلام النبلاء» (ج ٦ ص ٢٧٢ ط بيروت) قال :

قال أبو عبد الله المحاملي : حدثنا عبد الله بن أبي سعد ، حدثنا محمد بن الحسين الكناني الليثي ، حدثني عيسى بن محمد بن مغيث القرشي ، ويلغ تسعين سنة قال : زرعت بطيخا وقثاء وقرعا بالجوانية ، فلما قرب الخير ، بيتني الجراد ، فأتى على الزرع كله. وكنت غرمت عليه وفي ثمن جملين مائة وعشرين دينارا. فبينما أنا جالس طلع موسى بن جعفر ، فسلم ، ثم قال : أيش حالك؟ فقلت : أصبحت كالصريم. قال : وكم غرمت فيه؟ قلت : مائة وعشرين دينارا مع ثمن الجملين. وقلت : يا مبارك ، ادخل وادع لي فيها. فدخل ودعا ، وحدثني عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «تمسكوا ببقايا المصائب» ثم علقت عليه الجملين وسقيته فجعل الله فيها البركة زكت ، فبعت منها بعشرة آلاف.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ محمد بن شاكر بن أحمد الشافعي في «عيون التواريخ» (ج ٦ ص ١٦٦ مصورة نسخة موجودة في اسلامبول) قال :

قال عبد الله بن مالك الخزاعي وكان على شرطة الرشيد : أتاني رسول هارون الرشيد في وقت ما جاءني فيه قط ، فانتزعني من مكاني ومنعني من تغيير ثيابي ، فراعني ذلك فلما صرت الى الدار سبقني الخادم وعرف الرشيد فأذن لي فدخلت


فوجدته قاعدا على فراشه ، فسلمت فسكت ساعة ، فطار عقلي وتضاعف الجزع.

ثم قال : يا عبد الله اني رأيت في هذه الساعة كأن حبشيا قد أتاني ومعه حربة فقال : ان أنت خليت عن موسى بن جعفر في هذه الساعة والا نحرتك بهذه الحربة ، فاذهب وخل عنه.

فقلت : يا أمير المؤمنين موسى بن جعفر؟ أقول له ثلاثا.

قال : نعم امض الساعة حتى تطلقه ، وأعطه ثلاثين ألف درهم ، وقل له : ان أقمت عندنا فلك ما تحب وان أحببت المضي الى أهلك فالأمر في ذلك لك. فمضيت الى السجن لأخرجه ، فلما رآني موسى وثب قائما وظن اني قد أمرت فيه بمكروه ، فقلت : لا تخف اني قد أمرني بإطلاقك وأن أدفع لك ثلاثين ألف درهم ، ويقول لك : ان أحببت المقام عنده فلك ما تحب ، وان أحببت المضي الى أهلك فالاذن لك.

وأعطيته المبلغ المذكور وقلت له : لقد رأيت من أمرك عجبا. قال : فاني أخبرك ، بينا أنا نائم إذ أتاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا موسى حبست مظلوما فقل هذه الكلمات.

فقلت : بأبى أنت وأمي ما أقول؟ قال : قل :

«يا سامع كل صوت ، ويا سابق الفوت ، ويا كاسي العظام لحما ، ويا منشرها بعد الموت ، اسألك بأسمائك الحسنى وباسمك الأعظم الأكبر المخزون المكنون الذي لم يطلع عليه أحد من المخلوقين ، يا حليما ذا أناة لا يقوى على أناته ، يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا ولا يحصى عددا فرج عني» فكان ما ترى.


جملة من كلماته عليه‌السلام

رواها في «التذكرة الحمدونية» (ص ١١١ و ٢٦٩ ط بيروت) قال :

قال موسى بن جعفر : وجدت علم الناس في أربع : أولها أن تعرف ربك والثانية أن تعرف ما صنع بك ، والثالثة أن تعرف ما أراد بك ، والرابعة أن تعرف ما يخرجك من ذنبك. معنى هذه الأربع ، الاولى : وجوب معرفة الله تعالى التي هي اللطف ، الثانية : معرفة ما صنع بك من النعم التي يتعين عليك لأجلها الشكر والعبادة ، الثالثة : أن تعرف ما أراد منك فيما أوجبه عليك وندبك الى فعله على الحد الذي أراده منك فتستحق بذلك الثواب ، الرابعة : أن تعرف الشيء الذي يخرجك عن طاعة الله فتجتنبه.

وقال علي بن موسى بن جعفر : من رضي من الله عزوجل بالقليل من الرزق رضي منه بالقليل من العمل.

وقال : لا يعدم المرء دائرة السوء مع نكث الصفقة ، ولا يعدم تعجيل العقوبة مع ادراع البغي.


وقال : الناس ضربان : بالغ لا يكتفي وطالب لا يجد.

وقال موسى بن جعفر : من لم يجد للاساءة مضضا لم يكن للإحسان عنده موقع.

وقال : ما استب اثنان الا انحط الاعلى الى مرتبة الأسفل.

وقال آخر : ما استب اثنان الا غلب ألأمهما.

وقال موسى أيضا : من تكلف ما ليس من عمله ضاع عمله وخاب أمله ، ومن ترك التماس المعالي لانقطاع رجائه منها لم ينل جسيما ، ومن أبطرته النعمة وقره زوالها.

(ومن كلام عليه‌السلام)

إذا أقبلت الدنيا على انسان أعطته محاسن غيره ، وإذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه.

رواه في «سير أعلام النبلاء» (ج ٩ ص ٣٨٨ ط بيروت) عن علي بن موسى الرضا عن أبيه.


مستدرك ما أوردناه

(في فضائل الامام الثامن على بن موسى الرضا)

(عليه‌السلام)

قد تقدم نقل جملة مما ورد منها في كتب أعلام أهل السنة وأعاظمهم في المجلد الثاني عشر (ص ٣٤٤ الى ص ٤١١) ونستدرك هاهنا بعض ما لم ننقله هناك أو نقلناه عن غير من ننقل عنه هاهنا :

نسبه وتاريخ ولادته ووفاته

فممن لم ننقل عنه سابقا العلامة العارف الخواجة المولوى عبد الفتاح ابن محمد نعمان الحنفي الهندي المتوفى سنة ١٠٩٦ في «مفتاح العارف» (ص ٧٩ مخطوط) قال :

الامام علي بن موسى «ع» لقب بالرضا وكنيته أبو الحسن ، وكان أبوه موسى بن جعفر «ع» يقول : أعطيته كنيتي.

ولد يوم الخميس وقيل يوم الجمعة حادي عشر من شهر ربيع الثاني سنة


مائة وخمسين ، وكانت أمه أم ولد وروى عنها ، قالت : لم أجد ثقلا مدة الحمل به وكنت اسمع منه حين المنام صوت التسبيح.

ومنهم العلامة الشيخ يسن بن ابراهيم السنهوتى الشافعي في «الأنوار القدسية» (ص ٣٩ ط السعادة بمصر) قال :

الامام علي الرضا رضي‌الله‌عنه عقد جيد جلالة الرسالة ووشاح عطف سلالة الشرف وشرف السلالة ، جعل الله تعالى وجوده العزيز على قدرته أعظم دلالة ، فلا يسمع ساعيا في اطرائه براعة عبارة ، ولا يدرك عرفانه الا بلسان الاشارة. كان عظيم الشان والقدر مشهور الفضل حميد الذكر ، أحله المأمون محل مهجته وأشركه في مملكته وعقد له على ابنته وعهد اليه بالخلافة من بعده بعد ما أراد أن يخلع نفسه ويفوضها في حياته اليه ، فمنعه بنو العباس فمات قبله ، فأسف كل الأسف عليه. وله كرامات كثيرة.

الى أن قال :

وقال بعض أصحاب ابى نؤاس : ما رأيت أوقح منك ، ما تركت خمرا ولا طربا ولا معنى الا فلت فيه شيئا وهذا علي بن موسى الرضا في عصرك لم تقل فيه شيئا. فقال : والله ما تركت ذلك الا إعظاما له وليس قدر مثلي أن يقول في مثله ، ثم أنشد بعد ساعة :

قيل لي أنت أحسن الناس طرا

في فنون من الكلام النبيه

لك من جيد القريض مديح

يثمر الدر في يد مجتنيه

فعلام تركت مدح ابن موسى

والخصال التي تجمعن فيه

قلت لا أستطيع مدح امام

كان جبريل خادما لأبيه

وقال فيه أيضا :


مطهرون نقيات جيوبهم

تجرى الصلاة عليهم أينما ذكروا

من لم يكن علويا حين تنسبه

فماله في قديم الدهر مفتخر

الله لما برى خلقا فأتقنه

صفاكم واصطفاكم أيها البشر

فأنتم الملأ الاعلى وعندكم

علم الكتاب وما جاءت به السور

قلت : ومن هذا للجواب يلتمس العذر لابي نؤاس وأمثاله من كبار الشعراء المجيدين عن عدم جرأتهم على مدح الحضرة المحمدية لا كما يتوهم بعض القاصرين.

لا يقال : كيف مدحه المتأخرون إذا؟ لأنا نقول : انما قصد المتأخرون بذلك مجرد التبرك لا أداء حقه ، والمتقدمون علموا أن أداء حقه للبشر مستحيل فتوقفوا ، ولكل وجهة.

وكانت ولادته رضي‌الله‌عنه يوم الجمعة سنة ثلاث وخمسين ومائة بالمدينة وتوفي آخر صفر سنة اثنتين ومائتين بمدينة طوس ، وصلى عليه المأمون ودفنه ملاصق قبر أبيه الرشيد. قيل : سبب موته أنه أكل عنبا فأكثر منه ، وقيل بل كان مسموما فاعتل منه فمات رضي‌الله‌عنه.

ومنهم العلامة شمس الدين الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج ٩ ص ٣٨٧ ط بيروت) قال :

الامام السيد ، أبو الحسن ، علي الرضي بن موسى الكاظم ، بن جعفر الصادق ابن محمد الباقر ، بن علي ، بن الحسين ، الهاشمي العلوي المدني ، وأمه نوبية اسمها سكينة.

مولده بالمدينة في سنة ثمان وأربعين ومائة عام وفاة جده.

الى أن قال : وكان من العلم والدين والسؤدد بمكان.


الى أن قال :

قال الصولي : حدثنا أحمد بن يحيى أن الشعبي قال : أفخر بيت قيل قول الأنصار يوم بدر :

وببئر بدر إذ يرد وجوههم

جبريل تحت لوائنا ومحمد

ثم قال الصولي : أفخر منه قول الحسن بن هانئ في علي بن موسى الرضى :

قيل لي أنت واحد الناس في ك

ل كلام من المقال بدية

لك في جوهر الكلام بديع

يثمر الدر في يدي مجتنيه

فعلام تركت مدح ابن موسى

بالخصال التي تجمعن فيه

قلت : لا أهتدي لمدح امام

كان جبريل خادما لأبيه

ومنهم العلامة ابن خلكان المتوفى سنة ٦٨١ في «وفيات الأعيان» (ج ٢ ص ٤٣٢) قال :

وكانت ولادة علي الرضا يوم الجمعة في بعض شهور سنة ثلاث وخمسين ومائة بالمدينة ، وقيل : بل ولد سابع شوال ، وقيل : ثامنه ، وقيل : سادسه ، سنة إحدى وخمسين ومائة.

وتوفي في آخر يوم من صفر سنة اثنتين ومائتين ، وقيل : بل توفي خامس ذي الحجة ، وقيل : ثالث عشر ذي القعدة ، سنة ثلاث ومائتين ، بمدينة طوس وصلى عليه المأمون ، ودفنه ملاصق قبر أبيه الرشيد ، وكان سبب موته أنه أكل عنبا فأكثر منه ، وقيل : بل كان مسموما فاعتل منه ، ومات رحمه‌الله تعالى.

ثم ذكر ما تقدم من إنشاء ابى نؤاس لما قيل له : ما رأيت أوقح منك ـ إلخ. ثم ذكر الأبيات بعين ما تقدم عن «الأنوار القدسية» وكذا أبياته الأخرى أيضا بعين ما تقدم فيه.


ومنهم العلامة المحدث أحمد بن حجر الهيتمى في «الصواعق المحرقة» (ص ٢٠٢ ط القاهرة) قال :

علي الرضا وهو أنبههم ذكرا وأجلهم قدرا. ومن ثم أحله المأمون محل مهجته وأنكحه ابنته وأشركه في مملكته وفوض اليه أمر خلافته ، فانه كتب بيده كتابا سنة إحدى ومائتين بأن عليا الرضا ولي عهده وأشهد عليه جمعا كثيرين. لكنه توفي قبله فأسف عليه كثيرا. وأخبر قبل موته بأنه يأكل عنبا ورمانا مبثوثا ويموت ، وأن المأمون يريد دفنه خلف الرشيد فلم يستطع ، فكان ذلك كله كما أخبر به.

ومنهم العلامة عبد الله بن محمد بن عامر الشبراويّ الشافعي في «الإتحاف بحب الاشراف» (ص ٥٨ ط مصطفى البابى الحلبي بمصر) قال :

الثامن : من الأئمة علي الرضا. كان رضي‌الله‌عنه كريما جليلا مهابا موقرا ، وكان أبوه موسى الكاظم يحبه حبا شديدا. ووهب له ضيعة اليسيرية التي اشتراها بثلاثين ألف دينار.

ويقال : ان عليا الرضا أعتق ألف مملوك وكان صاحب وضوء وصلاة ليله كله ، يتوضأ ويصلي ويرقد ثم يقوم فيتوضأ ويصلي ويرقد وهكذا الى الصباح.

قال بعض جماعته : ما رأيته قط الا ذكرت قوله تعالى (كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ).

قال بعضهم : علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق فاق أهل البيت شأنه وارتفع فيهم مكانه وكثر أعوانه وظهر برهانه حتى أحله الخليفة المأمون محل مهجته وأشركه في خلافته وفوض اليه أمر مملكته وعقد له على رؤس الاشهاد


عقد نكاح ابنته ، وكانت مناقبه علية وصفاته سنية ونفسه الشريفة هاشمية وأرومته الكريمة نبوية.

وكراماته اكثر من أن تحصر وأشهر من أن تذكر ، فذكر جملة من كراماته ثم قال :

وعن محمد بن يحيى الفارسي : قال نظر أبو نؤاس الى علي الرضا بن موسى ذات يوم وقد خرج على بغلة فارهة فدنا منه وسلم ، وقال : يا ابن رسول الله قلت فيك أبياتا أحب أن تسمعها مني. فقال له : قل ، فأنشأ أبو نؤاس يقول :

مطهرات نقيات ثيابهم

تجري الصلاة عليهم كلما ذكروا

من لم يكن علويا حين تنسبه

فما له في قديم الدهر مفتخر

القوم أهل البيت عندهم

علم الكتاب وجاءت به السور

الى آخر أبيات ما سبق إليها أحد ، ما معك يا غلام من فاضل نفقتنا. قال : ثلاثمائة دينار. ثم بعد أن ذهب الى بيته قال : لعله استقلها سق يا غلام اليه البغلة.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٥٢ ط المكتبة الشعبية بمصر) قال :

ولد علي بن موسى بالمدينة سنة ثمان وأربعين ومائة من الهجرة ، وقيل سنة ثلاث وأربعين ومائة ، وأمه أم ولد يقال لها أم البنين ، واسمها أروى ، وكنيته أبو الحسن ، وألقابه الرضا والصابر والزكي والولي ، وأشهرها الرضا. صفته أسود معتدل ، لان أمه كانت سوداء. دخل يوما حماما ، فبينما هو في مكان من الحمام إذ دخل عليه جندي فأزاله عن موضعه وقال : صب على رأسي يا أسود ، فصب على رأسه فدخل من عرفه ، فصاح : يا جندي هلكت أتستخدم ابن بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. فأقبل الجندي يقبل رجليه ويقول : هلا عصيتني إذ


أمرتك. فقال : انها لمثوبة وما أدرت ان أعصيك فيما أثاب عليه ، ثم أنشأ يقول :

ليس لي ذنب ولا ذنب لمن

قال لي يا عبد أو يا أسود

انما الذنب لمن ألبسني

ظلمة وهو الذي لا يحمد

كذا في تاريخ القرماني ، شاعره دعبل الخزاعي ، بوابه محمد بن الفرات نقش خاتمه «حسبي الله» ، معاصره الامين والمأمون.

الى أن قال :

قال ابراهيم بن العباس : ما رأيت الرضا سئل عن شيء الا علمه ، ولا رأيت اعلم منه بما كان في الزمان الى وقت عصره ، وكان المأمون يمتحنه بالسؤال من كل شيء فيجيبه الجواب الشافي ، وكان قليل النوم كثير الصوم لا يفوته صوم ثلاثة أيام من كل شهر ويقول ذلك صيام الدهر ، وكان كثير المعروف والصدقة وأكثر ما يكون ذلك منه في الليالي المظلمة ، وكان جلوسه في الصيف على حصير وفي الشتاء على مسح. فذكر جملة من كراماته تقدم نقلها عنه في ج ١٢.

وفي (ص ١٥٨ من الطبع المذكور):

حكي أن المأمون وجد في عيد انحراف مزاج أحدث عنده ثقلا من الخروج الى الصلاة ، فقال لابي الحسن علي الرضا : قم يا أبا الحسن اركب وصل بالناس العيد. فامتنع وقال : قد علمت ما كان بيني وبينك من الشروط فأعفني من الصلاة. فقال المأمون : انما أريد أن أنوه بذكرك ويشتهر أمرك بأنك ولي عهدي والخليفة من بعدي ، وألح عليه في ذلك. فقال له الرضا : ان أعفيتنى من ذلك كان أحب الي وأن أبيت الا أن أخرج للصلاة ، فإنما أخرج للصلاة على الصفة التي كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يخرج عليها. فقال المأمون : افعل كيفما أردت. وأمر المأمون القواد والجند وأعيان دولته بالركوب في خدمته الى المصلى


فركب الناس الى بيته وحضر القراء والمؤذنون والمكبرون الى بابه ينتظرون أن يخرج فخرج إليهم الرضا وقد اغتسل ولبس أفخر ثيابه وتعمم بعمامة وألقى طرفا منها على عاتقه ودهن طيبا وأخذ عكازا في يده وخرج ماشيا ولم يركب وقال لمواليه وأتباعه افعلوا كما فعلت ففعلوا كفعله وصاروا بين يديه عند شروق الشمس رافعين أصواتهم بالتهليل والتكبير فلما رآه القواد والجند على تلك الحالة لم يسعهم الا أن نزلوا عن خيولهم ومراكبهم وساروا بين يديه وتركوا دوابهم مع غلمانهم خلف الناس ، وكان كلما كبر الرضا كبر الناس بتكبيره وكلما هلل هللوا بتهليله وهم سائرون بين يديه حتى خيل للناس أن الحيطان والجدران تجاوبهم بالتكبير والتهليل وارتفع البكاء والصراخ فبلغ ذلك المأمون فقال له الفضل : ان بلغ الرضا المصلى أفتتن به الناس وخفنا على دمائنا وأرواحنا وعليك في نفسك فابعث اليه ورده ، فبعث اليه المأمون قد كلفناك يا أبا الحسن ولا تصب أن تلحقك مشقة ارجع الى بيتك ويصلي بالناس من كان يصلي بهم من قبل ، فرجع علي الرضا الى بيته وركب المأمون فصلى بالناس.

(فائدة) قال المأمون لعلي الرضا رضي‌الله‌عنه : أنشدنا احسن ما رويت في السكوت عن الجاهل وعتاب الصديق ، فقال :

اني ليهجرني الصديق تجنبا

فأرى بأن لهجره أسبابا

وأراه ان عاتبته أغريته

فأرى له ترك العتاب عتابا

فإذا بليت بجاهل متحكم

يجد الأمور من المحال صوابا

أوليته منى السكوت وربما

كان السكوت عن الجواب جوابا


أنموذج من كراماته عليه‌السلام

رواها جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ يسن بن ابراهيم السنهوتى في «الأنوار القدسية» (ص ٣٩ ط السعادة بمصر) قال :

وله (علي بن موسى الرضا «ع») كرامات كثيرة :

(منها) أنه أخبر أنه يأكل عنبا ورمانا فيموت ، فيريد المأمون دفنه خلف الرشيد فلا يمكنه ، فكان كذلك.

(ومنها) أنه قال لرجل صحيح سليم : استعد لما لا بد منه ، فمات بعد ثلاثة أيام. رواه الحاكم.

(ومنها) ما رواه الحاكم أيضا عن محمد بن عيسى عن أبى حبيب قال : رأيت المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وسلم في النوم في المنزل الذي ينزله الحاج ببلدنا ، فوجدت عنده طبقا من خوص فيه تمر صيحانى فناولني ثمان عشره تمرة فبعد عشرين يوما ، قدم علي الرضا من المدينة ونزل في ذلك المنزل وهرع


الناس للسلام عليه ومضيت نحوه فإذا هو جالس بالموضع الذي رأيت المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قاعدا فيه وبين يديه تمر صيحانى فناولني قبضة فإذا عدتها بعدد ما ناولني المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وسلم. فقلت : زدني. فقال : لو زادك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لزدناك. وقال المأمون لعلي بن موسى الرضى : ما يقول بنو أبيك في جدنا العباس بن عبد المطلب. فقال ما يقولون في رجل فرض الله طاعة بنيه على خلقه وفرض طاعته على بنيه فأمر له بألف ألف درهم. وكان قد خرج أخوه زيد بن موسى بالبصرة على المأمون وفتك بأهلها فأرسل اليه المأمون أخاه عليا المنوه به يرده عن ذلك فجاء وقال له ويلك يا زيد فعلت بالمسلمين بالبصرة ما فعلت وتزعم أنك ابن فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم والله لأشد الناس عليك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يا زيد ينبغي لمن أخذ برسول الله أن يعطى به فبلغ كلامه المأمون فبكى وقال : هكذا ينبغي أن يكون أهل بيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

قال ابن خلكان : وآخر هذا الكلام مأخوذ من كلام علي زين العابدين المقدم ذكره ، فقد قيل : انه كان إذا سافر كتم نفسه ، فقيل له في ذلك فقال : أنا أكره أن آخذ برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مالا أعطي.

ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أحمد التابعي المصري في «الاعتصام بحبل الإسلام» (ص ٢٣٩ ط السعادة بالقاهرة)

روى عن هرثمة بن أعين ـ وكان من خدم الخليفة عبد الله المأمون ، وكان قائما بخدمة الرضا. قال : طلبني سيدي أبو الحسن الرضا في يوم من الأيام وقال له : يا هرثمة اني مطلعك على أمر يكون سرا عندك لا تظهره لاحد مدة حياتي ، فان أظهرته حال حياتي كنت خصما لك عند الله. فحلفت له أني لا أتفوه بما


يقوله لاحد مدة حياته. فقال لي : اعلم يا هرثمة أنه قد دنا أجلي ولحوقي بآبائى وأجدادي ، وقد بلغ الكتاب أجله واني أطعم عنبا ورمانا مفتوتا فأموت ، ويقصد الخليفة أن يجعل قبري خلف قبر أبيه هرون الرشيد ، وان الله لا يقدره على ذلك وان الأرض تشتد عليهم فلا تعمل فيها المعاول ولا يستطيعون حفرها ، فاعلم يا هرثمة أن مدفني في الجهة الفلانية من اللحد الفلاني لموضع عينه لي ، فإذا أنا متّ وجهزت فأعلمه بجميع ما قلت لك لتكونوا على بصيرة من أمري ، وقل له : إذا أنا وضعت في نعشى وأرادوا الصلاة علي فلا يصلي علي وليتأن قليلا يأتكم رجل عربي متلثم على ناقة له مسرع من جهة الصحراء فينيخ ناقته وينزل عنها ويصلي علي فصلوا معه علي ، فإذا فرغتم من الصلاة علي وحملت الى مدفني الذي عينته لك فاحفر شيئا يسيرا من جهة الأرض تجد قبرا مطبقا معمورا في قعره ماء أبيض ، فإذا كشفت عنه الطبقات نصب الماء فهذا مدفني فادفنوني فيه ، الله الله يا هرثمة أن تخبر بهذا. قال هرثمة : فوالله ما طالت أيامه حتى أكل الرضا عند الخليفة عنبا ورمانا فمات.

فدخلت على الخليفة المأمون لما بلغه موت أبي الحسن علي الرضا ، فوجدت المنديل بيده وهو يبكي عليه فقلت : يا أمير المؤمنين ثم كلام أتأذن لي أن أقوله لك. قال : قل ، فقصصت القصة عليه التي قالها لي الرضا من أولها الى آخرها. فتعجب المأمون من ذلك ثم أمر بتجهيزه وخرجنا بجنازته الى المصلى وأخرنا الصلاة عليه قليلا ، فإذا بالرجل العربي قد أقبل على بعيره من جهة الصحراء كما قال ، فنزل ولم يكلم أحدا فصلى عليه وصلى الناس معه وأمر الخليفة بطلب الرجل ، فلم يروا له أثرا ولا لبعيره.


ومنهم العلامة عبد الله بن محمد بن عامر الشبراويّ الشافعي في «الإتحاف بحب الاشراف» (ص ٥٨ مصطفى البابى الحلبي) قال :

كراماته أكثر من أن تحصر وأشهر من أن تذكر :

(منها) أنه لما جعله المأمون ولي عهده من بعده كان من حاشية المأمون أناس قد كرهوا ذلك وخافوا من خروج الخلافة عن بني العباس وعودها الى بني فاطمة ، فحصل عندهم من علي الرضا بن موسى نفور ، وكان عادة الرضا إذا جاء الى دار المأمون ليدخل عليه بادر من في الدهليز من الحجاب وأهل النوبة من الخدم والحشم بالقيام له والسلام عليه ويرفعون له الستور حتى يدخل ، فلما حصل لهم هذه النفرة وتفاوضوا في أمر هذه القضية ودخل في قلوبهم منها شيء قالوا فيما بينهم : إذا جاء يدخل على الخليفة بعد اليوم نعرض عنه ولا نرفع له الستر. وأنفقوا على ذلك ، فبينما هم جلوس إذ جاء الرضا على جري عادته ، فسلم يملكوا أنفسهم أن قاموا له وسلموا عليه ورفعوا له الستر على عادتهم ، فلما دخل أقبل بعضهم على بعض يتلاومون في كونهم ما فعلوا ما اتفقوا عليه وقالوا : الكرة الآتية إذا جاء لا نرفعه له. فلما كان اليوم الثاني وجاء الرضا على عادته قاموا فسلموا عليه ولم يرفعوا الستر ، فجاءت ريح شديدة فدخلت في الستر ورفعته له حين دخل وخرج ، فأقبل بعضهم على بعض وقالوا : ان لهذا الرجل عند الله منزلة وله منه عناية أنظروا الى الريح كيف جاءت ورفعت له الستر عند دخوله وعند خروجه من الجهتين أرجعوا الى ما كنتم عليه من خدمته.

وعن صفوان بن يحيى قال : لما مضى موسى الكاظم وقام ولده أبو الحسن من بعده وتكلم خفنا عليه من ذلك وقلنا له : انك أظهرت أمرا عظيما وانا نخاف عليك من هذا الطاغية ـ يعني هارون ـ قال : ليجهدن جهده فلا سبيل له علي. قال صفوان :


فحدثنا الثقة أن يحيى بن خالد البرمكي قال لهارون الرشيد : هذا علي الرضا بن موسى قد تقدم وادعى الأمر لنفسه. فقال هارون : يكفينا ما فعلنا بأبيه تريد أن تقتلهم جميعا.

وعن مسافر قال : كنت مع أبي الحسن علي الرضا بمنى ، فمر يحيى بن خالد البرمكي وهو مغط وجهه بمنديل من الغبار ، فقال : مساكين هؤلاء ما يدرون ما يحل بهم في هذه السنة. فكان من أمرهم ما كان.

قال : وأعجب من هذا أنا وهارون كهاتين ـ وضم إصبعيه السبابة والوسطي ـ قال مسافر : فوالله ما عرفت معنى حديثه في هارون الا بعد موت الرضا ودفنه بجانبه وعن موسى بن مروان قال : رأيت عليا الرضا بن موسى في مسجد المدينة وهارون الرشيد يخطب ، قال : تروني وإياه ندفن في بيت واحد.

وعن حمزة بن جعفر الارجاني قال : خرج هارون الرشيد من المسجد الحرام من باب وخرج علي الرضا من باب ، فقال الرضا وهو يعني هارون : يا بعد الدار وقرب الملتقى ان طوس ستجمعني وإياه.

ومن ذلك ما روي عن بكر بن صالح قال : أتيت الرضا فقلت : امرأتي أخت محمد بن سنان وكان من خواص شيعتكم وبها حمل فادع الله أن يجعله ذكرا. قال : هما اثنان فإذا ولدت سم واحدا محمدا والأخرى أم عمرو ، فعدت الى الكوفة فولدت لي غلاما وجارية ، فسميت الذكر محمدا والأنثى أم عمرو كما أمرني ، وقلت لامي : ما معنى أم عمرو؟ قالت : كانت جدتي تسمى أم عمرو ومن كتاب اعلام الورى للطوسي قال : روى الحاكم أبو عبد الله الحافظ بإسناده عن محمد بن عيسى بن أبي حبيب قال : رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المنام وكأنه قد وافى المنزل الذي ينزله الحجاج من بلدنا في كل سنة ، وكأني مضيت اليه وسلمت عليه ووقفت بين يديه فوجدته وعنده طبق من خوص المدينة


فيه تمر صيحاني ، وكأنه قبض قبضة من ذلك التمر فناولنيها فعددتها فوجدتها ثماني عشرة تمرة ، فتأولت أني أعيش بعدد كل تمرة سنة ، فلما كان بعد عشرين يوما وأنا في أرض لي تعمر بالزراعة إذ جاءني من أخبرني بقدوم أبي الحسن علي الرضا ابن موسى من المدينة ونزوله في المسجد ، ورأيت الناس يسعون الى السلام عليه من كل جانب ، فمضيت نحوه فإذا هو جالس في الموضع الذي رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيه وتحته حصير مثل الحصير التي رأيتها تحته صلى‌الله‌عليه‌وسلم وبين يديه طبق من خوص وفيه تمر صيحاني ، فسلمت عليه فرد علي السلام واستدناني وناولني قبضة من ذلك التمر ، فعددتها فإذا هي بعدد ما ناولني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في النوم ثماني عشرة تمرة ، فقلت : زدني. فقال : لو زادك رسول الله لزدناك.

وروى الحاكم أيضا بإسناده عن سعيد بن سعد عن أبي الحسن الرضا أنه نظر الى رجل فقال : يا عبد الله أوص بما تريد واستعد لما لا بد منه ، فمات الرجل بعد ذلك بثلاثة ايام.

وعن الحسن بن موسى قال : كنا حول أبي الحسن علي الرضا بن موسى ونحن شباب من بني هاشم ، فمر علينا جعفر بن عمر العلوي وهو رث الهيئة ، فنظر بعضنا الى بعض نظر مستهزئ به ، فقال الرضا : سترونه عن قريب كثير المال كثير الخدم حسن الهيئة. فما مضى إلا شهر واحد حتى ولي أمر المدينة وحسنت حاله ، وكان يمر بنا وحوله الخدم والحشم يسيرون بين يديه فنقوم ونعظمه وندعوا له.

وعن الحسين بن يسار قال : قال لي علي الرضا : ان عبد الله يقتل محمدا.

فقلت : عبد الله بن هارون يقتل محمد بن هارون. قال : نعم ، وقد وقع ذلك.

الى أن قال :


قال ابراهيم بن العباس : ما رأيت الرضا سئل عن شيء الا علمه ، ولا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان والوقت. وكان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كل شيء فيجيبه الجواب الشافعي ، وكان قليل النوم كثير الصوم لا يفوته صوم ثلاثة أيام من كل شهر ويقول : ذلك صيام الدهر ، وكان كثير المعروف والصدقة سرا ، وكثيرا ما يكون ذلك في الليالي المظلمة.

وهذه صورة كتاب العهد الذي كتبة المأمون الخليفة العباسي الى الامام علي الرضا :

«بسم الله الرحمن الرحيم. هذا كتاب كتبه عبد الله بن هارون الرشيد لعلي بن موسى بن جعفر ولي عهده ، أما بعد فان الله عزوجل اصطفى الإسلام دينا واختار له من عباده رسلا دالين عليه وهادين اليه يبشر أولهم بآخرهم ويصدق تاليهم ماضيهم ، حتى انتهت نبوة الله تعالى الى محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم على فترة من الرسل ودروس من العلم وانقطاع من الوحي واقتراب من الساعة ، فختم الله به النبيين وجعله شاهدا عليهم ومهيمنا ، وأنزل عليه كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. فلما انقضت النبوة وختم الله بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم الرسالة جعل قوام الدين ونظام أمر المسلمين في الخلافة ونظامها والقيام بشرائعها وأحكامها ، ولم يزل أمير المؤمنين منذ أفضت اليه وحمل ميثاقها وتجرع طعمها ومذاقها مسهرا لعينه مضنيا لبدنه مطيلا لفكره فيما فيه عز الدين وقمع المشركين وصلاح الامة وجمع الكلمة ونشر العدل وإقامة الكتاب والسنة ، وما بعد ذلك من الخفض والدعة ومهنأ العيش محبة أن يلقى الله سبحانه وتعالى مناصحا له في دينه وعباده ، ويختار لولاية عهده ورعاية الامة من بعده أفضل من يقدر عليه في دينه وورعه وعلمه وأرجاهم للقيام في أمر الله وحقه ، مناجيا لله تعالى بالاستخارة بذلك وسائله الهامه لما فيه رضاه وطاعته في آناء ليله ونهاره ، معملا


فكره في طلبه والتماسه في أهل بيته من ولد عبد الله بن عباس وعلي بن أبي طالب ، مقتصرا ممن علم حاله ومذهبه منهم على علمه وبالغا في المسألة ممن خفي عليه منهم جهده وطاقته ، حتى استقصى أمورهم معرفة وابتلى أخبارهم مشاهدة واستبرأ أحوالهم معاينة وكشف ما عندهم مساءلة ، وكانت خيرته بعد استخارته الله تعالى وإجهاده نفسه في قضائه حقه في عباده وبلاده في الفئتين جميعا عليا الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، لما رأى من فضله البارع وعلمه الرائع وورعه الشائع وزهده الخالص النافع وتخليه من الدنيا وتفرده عن الناس ، وقد استسأل له ما لم تزل الاخبار عليه منطبقة والألسن عليه متفقة والكلمة فيه جامعة والاخبار واسعة ، ولما لم يزل يعرف به من الفضل يافعا وناشئا وحدثا وكهلا فلذلك عقد له بالعهد الخلافة من بعده ، واثقا بخيرة الله تعالى في ذلك إذ علم الله ان فعله ايثار له وللدين ونظر للإسلام والمسلمين طلبا للسلامة وثبات الحجة والنجاح في اليوم الذي يقوم الناس فيه لرب العالمين ، ودعا أمير المؤمنين ولده وأهل بيته وخاصته وقواده وخدمه ، فبايعوه الكل مطيعين مسارعين مسرورين عالمين بإيثار أمير المؤمنين طاعة الله على الهوى في ولده وغيره ممن هو أسبق رحما وأقرب قرابة ، وسماه الرضا إذ كان رضيا عند الله تعالى وعند الناس ، وقد آثر طاعة الله تعالى والنظر لنفسه وللمسلمين ، والحمد لله رب العالمين. كتبه بيده عبد الله المأمون في يوم الاثنين لسبع خلون من شهر رمضان المعظم قدره سنة إحدى ومائتين».

وزوجه المأمون ابنته أم حبيب في أول سنة اثنتين ومائتين والمأمون متوجه الى العراق.

وكانت وفاة علي الرضا بطوس من خراسان في أواخر صفر سنة ثلاث ومائتين ، وله من العمر خمس وخمسون سنة وله من الأولاد خمسة ذكور وبنت.


ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٦٠ ط المطبعة الشعبية بمصر) قال :

عن هرثمة بن أعين ـ وكان من خدم الخليفة عبد الله المأمون وكان قائما بخدمة الرضا ـ قال : طلبني سيدي أبو الحسن الرضا في يوم من الأيام وقال لي : يا هرثمة اني مطلعك على أمر يكون سرا عندك لا نظهره لاحد مدة حياتي ، قال أظهرته حال حياتي كنت خصما لك عند الله. فحلفت له اني لا أتفوه بما يقوله لي لاحد مدة حياته.

فقال لي : اعلم يا هرثمة انه قددنا رحيلي ولحوقي بآبائي وأجدادي ، وقد بلغ الكتاب أجله واني أطعم عنبا ورمانا مفتوتا فأموت ، ويقصد الخليفة أن يجعل قبري خلف قبر أبيه هرون الرشيد وان الله لم يقدره على ذلك وأن الأرض تشتد عليهم فلا تعمل فيها المعاول ولا يستطيعون حفرها. فاعلم يا هرثمة أن مدفني في الجهة الفلانية من اللحد الفلاني لموضع عينه لي ، فإذا أنا متّ وجهزت فأعلمه بجميع ما قلت لك لتكونوا على بصيرة من أمري وقل له : إذا أنا وضعت في نعشي وأرادوا الصلاة علي فلا يصل علي وليتأن قليلا يأتكم رجل عربي متلثم على ناقة له مسرع من جهة الصحراء فينيخ ناقته وينزل عنها ويصلي علي فصلوا معه علي.

فإذا فرغتم من الصلاة علي وحملت الى مدفني الذي عينته لك فاحفر شيئا يسيرا من وجه الأرض تجد قبرا مطبقا معمورا في قعره ماء أبيض ، فإذا كشفت عنه الطبقات نضب الماء فهذا مدفني فادفني فيه. الله الله يأمر ثمة أن تخبر بهذا.

قال هرثمة : فوالله ما طالت أيامه حتى أكل الرضا عند الخليفة عنبا ورمانا فمات عن أبي الصلت الهروي قال : دخلت على علي الرضا وقد خرج من عند المأمون فقال : يا أبا الصلت قد فعلوها ، وجعل يوحد الله ويمجده ، فأقام يومين ومات في اليوم الثالث.


قال هرثمة : فدخلت على الخليفة المأمون لما بلغه موت أبي الحسن علي الرضا فوجدت المنديل بيده وهو يبكي عليه ، فقلت : يا أمير المؤمنين ثم كلام أتأذن لي أن أقوله لك. قال : قل ، فقصصت القصة عليه التي قالها لي الرضا من أولها الى آخرها. فتعجب المأمون من ذلك ثم أمر بتجهيزه وخرجنا بجنازته الى المصلى وأخرنا الصلاة عليه قليلا فإذا بالرجل العربي قد أقبل على بعيره من جهة الصحراء كما قال ، فنزل ولم يكلم أحدا فصلى عليه وصلى الناس معه ، وأمر الخليفة بطلب الرجل فلم يروا له أثرا ولا لبعيره.

ثم أن الخليفة قال : نحفر له من خلف قبر الرشيد لننظر ما قاله لك ، فكانت الأرض أصلب من الصخر الصوان وعجزوا عن حفرها ، فتعجب الحاضرون من ذلك وتبين للمأمون صدق ما قلته له ، فقال : أرني الموضع الذي أشار اليه. فجئت بهم اليه ، فما كان الا أن انكشف التراب عن وجه الأرض فظهرت الاطباق فرفعناها فظهر قبر معمور فإذا في قعره دماء أبيض أشرف عليه المأمون وأبصره ، ثم ان ذلك الماء نضب من وقته فواريناه فيه ورددنا الأطباق على حالها والتراب ، ولم يزل الخليفة المأمون يتعجب مما رأى ومما سمعه مني ويتأسف عليه ويندم ، وكلما خلوت معه يقول لي : يا هرثمة كيف قال لك أبو الحسن الرضا ، فأعيد عليه الحديث فيتلهف ويتأسف ويقول : (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ).

وكانت وفاته سنة ثلاث ومائتين في آخر صفر ، وقيل غير ذلك ، وله من العمر إذ ذاك خمس وخمسون سنة في قرية يقال لها سناباد من رستاق من أعمال طوس من خراسان ، وقبره في قبلي قبر هرون الرشيد.


قصيدة دعبل الخزاعي

(واخبار الرضا عليه‌السلام انه يدفن بطوس)

رواها جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» (ج ٣ ص ١١٥ ط مكتبة العرفان في بيروت) قال :

أخرج الحمويني الشافعي في فرائد السمطين عن احمد بن زياد عن دعبل ابن علي الخزاعي قال : أنشدت قصيدة لمولاي الامام علي الرضا رضي‌الله‌عنه أولها :

مدارس آيات خلت من تلاوة

ومنزل وحي مقفر العرصات

أرى فيئهم في غيرهم متقسما

وأيديهم من فيئهم صفرات

وقبر ببغداد لنفس زكية

تضمنها الرحمن في الغرفات

قال لي الرضا : ألحق هذين البيتين بقصيدتك. قلت : بلى يا ابن رسول الله. فقال :


وقبر بطوس يا لها من مصيبة

الحت على الأحشاء بالزفرات

الى الحشر حتى يبعث الله قائما

يفرج عنا الهم والكربات

قال دعبل : ثم قرأت باقي القصيدة عنده ، فلما انتهيت الى قولي :

خروج امام لا محالة واقع

يقوم على اسم الله والبركات

يميز فينا كل حق وباطل

ويجزي على النعماء والنقمات

بكى الرضا بكاء شديدا ثم قال : يا دعبل نطق روح القدس بلسانك ، أتعرف من هذا الامام؟ قلت : لا الا أني سمعت خروج امام منكم يملأ الأرض قسطا وعدلا. فقال : ان الامام بعدي ابني محمد ، وبعد محمد ابنه علي ، وبعد علي ابنه الحسن ، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم ، وهو المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره ، فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، وأما متى يقوم فأخبار عن الوقت ، لقد حدثني أبي عن آبائه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : مثله كمثل الساعة لا تأتيكم الا بغتة.

ومنهم العلامة أحمد بن أحمد الشهير بالصغير المصري الشافعي في «تحفة الراغب» (ص ١٩)

ذكر بعض أبيات قصيدة دعبل وقال : انها طويلة.

ومن جملة ما ذكره هذه :

ولو لا الذي أرجوه في اليوم أوغد

لقطع قلبي بينهم قطعات

خروج امام لا محالة عادل

يقوم على اسم الله والبركات

يميز فينا كل حق وباطل

ويجزي على النعمات والنقمات

فيا نفس طيبي ثم يا نفس ابشري

فغير بعيد كلما هو آتى

ولا تجزعي من مدة الجور واصبري

كأني بها قد آذنت بيتات


ومنهم العلامة الشبراويّ الشافعي في «الإتحاف بحب الاشراف» (ص ٦١ ط مصطفى البابى الحلبي بمصر) قال :

ونقل الطوسي في كتابه عن أبي الصلت الهروي قال : دخل دعبل الخزاعي على علي الرضا بن موسى بمرو فقال : يا ابن رسول الله اني قلت فيكم أهل البيت قصيدة وآليت على نفسي أن لا أنشدها أحدا قبلك وأن تسمها مني. فقال له علي الرضا : هات قل ، فأنشأ يقول :

ذكرت محل الربع من عرفات

فأجريت دمع العين بالعبرات

وقد عز صبري ثم هاجت صبابتي

رسوم ديار أقفرت وعرات

مدارس آيات خلت من تلاوة

ومنزل وحي مقفر العرصات

لال رسول الله بالخيف من منى

وبالبيت والتعريف والجمرات

ديار علي والحسين وجعفر

وحمزة والسجاد ذي الثفنات

ديار لعبد الله والفضل صنوه

نجى رسول الله في الخلوات

منازل كانت للصلاة وللتقى

وللصوم والتطهير والحسنات

منازل جبريل الامين يحلها

من الله بالتسليم والرحمات

منازل وحي الله معدن علمه

سبيل رشاد واضح الطرقات

قفا نسأل الدار التي خف أهلها

متى عهدها بالصوم والصلوات

وأين الالى شطت بهم غربة النوى

فأمسين في الأقطار مفترقات

أحب قصي الدار من أجل حبهم

وأهجر فيهم أسوتي وثقاتي

وهم آل ميراث النبي إذا انتموا

هم خير سادات وخير حماتي

مطاعيم في الإعسار في كل مشهد

لقد شرفوا بالفضل والبركات

أئمة عدل يقتفي بفعالهم

وتؤمن منهم زلة العثرات


فيا رب زد قلبي هدى وتبصرا

وزد حبهم يا رب في حسناتي

لقد أمنت نفسي بهم في حياتها

واني لأرجو الأمن بعد مماتي

ألم ترأني مذ ثلاثين حجة

أروح وأغدو دائم الحسرات

أرى فيئهم في غيرهم متقسما

وأيديهم من فيئهم صفرات

إذا أوتروا مدوا الى أهل وترهم

أكفا عن الأوتار منقبضات

وآل رسول الله نحف جسومهم

وآل زياد أغلظ قصرات

سأبكيهم ما دام في الأفق شارق

ونادى منادى الخير بالصلوات

وما طلعت شمس وحان غروبها

وبالليل أبكيهم وبالغدوات

ديار رسول الله أصبحن بلقعا

وآل زياد تسكن الحجرات

وآل زياد في القصور مصونة

وآل رسول الله في الفلوات

فلو لا الذي أرجوه في اليوم أوغد

تقطع نفسي أثرهم حسرات

خروج امام لا محالة خارج

يقوم على اسم الله بالبركات

يميز فينا كل حق وباطل

ويجزي على النعماء والنقمات.

ويا نفس طيبي ثم يا نفس فاصبرى

فغير بعيد كل ما هو آت

وهذه قصيدة طويلة عدد أبياتها مائة وعشرون بيتا اقتصرت منها على هذا القدر.

ولما فرغ دعبل من إنشادها نهض أبو الحسن الرضا وقال : لا تبرح ، فأنفذ اليه صرة فيها مائة دينار واعتذر اليه ، فردها دعبل وقال : والله ما لهذا جئت وانما جئت للسلام عليه والتبرك بالنظر الى وجهه الميمون واني لفي غنى ، فان رأى أن يعطيني شيئا من ثيابه للتبرك فهو أحب الي. فأعطاه الرضا جبة خز ورد عليه الصرة وقال : يا غلام قل له خذها ولا تردها فإنك ستصرفها أحوج ما تكون إليها. فأخذها وأخذ الجبة ثم أقام بمرو مدة فتجهزت قافلة تريد العراق فتجهز صحبتها


فخرج عليهم اللصوص في أثناء الطريق ونهبوا القافلة عن آخرها ولزموا جماعة من أهلها فكشفوهم وأخذوا ما معهم ومن جملتهم دعبل ، فساروا بهم غير بعيد حتى جلسوا يقتسمون أموالهم فتمثل مقدم اللصوص وكبيرهم بقوله :

أرى فيئهم في غيرهم متقاسما

وأيديهم من فيئهم صفرات

ودعبل يسمعه ، فقال : أتعرف هذا البيت لمن؟ قال : وكيف لا أعراف هو لرجل من خزاعة يقال له دعبل الشاعر شاعر أهل البيت قاله في قصيدة مدحهم بها. قال دعبل : فأنا والله هو وأنا صاحب القصيدة وقائلها فيهم. قال : ويلك أنظر ما ذا تقول. فقال : والله الأمر أشهر من ذلك واسأل أهل القافلة وهؤلاء الذين معكم يخبرونكم بذلك ، فسألوهم فقالوا جميعا بأسرهم : هذا دعبل الخزاعي شاعر أهل البيت المعروف الموصوف ، ثم ان دعبلا أنشدهم القصيدة من أولها الى آخرها عن ظهر قلب. فقالوا : قد وجب حقك علينا وقد أطلقنا القافلة ورددنا جميع ما أخذناه إكراما لك يا شاعر أهل البيت.

ثم أنهم أخذوا دعبلا معهم وتوجهوا به الى قم ووصلوه بمال وسألوه في بيع الجبة التي أعطاه أبو الحسن الرضا إياها ودفعوا له ألف دينار ، فقال : لا أبيعها وانما أخذتها للتبرك معي من أثره.

ثم انه رحل من عندهم من قم بعد ثلاثة أيام ، فلما صار خارج البلد على نحو ثلاثة أميال خرج عليه قوم من أحداثهم أخذوا الجبة منه ، فرجع الى قم وأخبر كبارهم بذلك فأخذوا الجبة منهم وردوها عليه ، فقالوا له : نخشى أن تؤخذ هذه الجبة منك يأخذها غيرنا ثم لا ترجع إليك فبالله الا ما أخذت الالف منا فيها أو تركتها ، فأخذ الالف منهم وأعطاهم الجبة ثم سافر عنهم.

وعن أبي الصلت الهروي قال : قال دعبل : لما أنشدت مولاي الرضا هذه القصيدة وانتهيت فيها الى قولي :


خروج امام لا محالة خارج

يقوم على اسم الله بالبركات

يميز فينا كل حق وباطل

ويجزي على النعماء والنقمات

بكى ثم رفع رأسه وقال : يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين ، أفلا تدرى من هذا الامام الذي يقوم؟ قلت : الا أدري الا اني سمعت يا مولاي بخروج امام منكم يملأ الأرض عدلا. فقال : يا دعبل الامام بعدي محمد ابني ، وبعده علي ابنه ، وبعده ابنه الحسن ، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره ، ولو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.


جواب المأمون الخليفة العباسي

(عن سؤال أقربائه حين أراد ان يبايع على الرضا عليه‌السلام)

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ سليمان القندوزى في «ينابيع المودة» (ج ٣ ص ١٥٧ ط مكتبة العرفان) قال :

ذكر ابن مسكويه صاحب التاريخ في كتابه «نديم الفريد» أن المأمون كتب الى بني العباس ولفظه : فقد عرف أمير المؤمنين كتابكم ، أما بعد ان الله تعالى بعث محمدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم على فترة من الرسل وكان أول من آمن به خديجة بنت خويلد ، ثم آمن به علي بن أبي طالب وله سبع سنين لم يشرك بالله شيئا ولم يشاكل الجاهلية في جهالاتهم وأبو طالب فانه كفل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأحبه ورباه ولم يزل مدافعا عنه ما يؤذيه ومانعا منه ، فلما قبض حكم بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم القوم ليقتلوه ، فهاجر الى المدينة الى القوم الأنصار ، ولم يقم معه صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحد كقيام علي بن أبي طالب


فانه وقاه بنفسه ونام في مضجعه ولا يولي على جيش الا تأمر على الجيش ولا تأمر عليه أحد ، وهو أشدهم وطأة على المشركين وأعظمهم جهادا في الله وأفقههم في دين الله وهو صاحب الولاية في حديث غدير خم وفاتح خيبر وقاتل عمرو بن عبد ود وأخو النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حين آخى بين المسلمين ، وهو صاحب الآية (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً) ، وهو ابن عم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد كفله ورباه ، وهو نفس النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم المباهلة وان الله تعالى قال (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ) ، والله جميع المناقب والآيات المادحة فيه.

ثم نحن وبنو علي كنا يدا واحدة حتى قضى الله الأمر إلينا ضيقنا عليهم قتلناهم أكثر من قتل بني أمية إياهم ، هيهات انه (مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) ، هيهات ما لكم الا السيف يأتيكم الحسيني الثائر فيحصدكم حصدا ويحصد السفياني المرغم القائم المهدي ، وعند القائم المهدي تحقن دماؤكم.

وأنا أردت البيعة لعلي بن موسى الرضا إرادة أن أكون الحاقن لدمائكم باستدامة المودة بيننا وبينهم ، وأرجو بها قطع الصراط والأمن والنجاة من الخوف يوم الفزع الأكبر ، ولا أظن عملا أزكى عندي من البيعة لعلي الرضا.

وقولكم اني سفهت آراء آبائكم وأحلام أسلافكم ، فكذلك قال مشركو قريش (إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ) ويلكم ان الدين لا يؤخذ من الآباء وانما يؤخذ من الأمناء ، ولعمري لمجوسي أسلم خير من مسلم ارتد ، ولا قوة لأمير المؤمنين الا بالله وعليه توكلت وهو حسبي» انتهى.

قال مقالا طويلا لكن اختصرت بحاصل معناه.


قصة ورود الرضا عليه‌السلام بنيسابور

رواها القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١٣ ص ٣٨٧ الى ص ٣٩٣) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم الفاضل المعاصر الشيخ أحمد التابعي المصري من علماء الأزهر في «الاعتصام بحبل الإسلام» (ص ٢٠٥ ط السعادة بالقاهرة) قال :

أورد صاحب كتاب تاريخ نيسابور أن عليا الرضا بن موسى الكاظم لما دخل نيسابور كان في قبة مستورة على بغلة شهباء وقد شق بها السوق ، فعرض له الامامان الحافظان أبو زرعة وأبو مسلم الطوسي ومعهما من أهل العلم والحديث من لا يحصى فقالا : يا أيها السيد الجليل ابن السادة الأئمة بحق آبائك الأطهرين واسلافك الأكرمين الا ما أريتنا وجهك الميمون ورويت لنا حديثا عن آبائك عن جدك نذكرك به.

فاستوقف غلمانه وأمر بكشف المظلة وأقر عيون الخلائق برؤية طلعته ، وإذا له ذؤابتان معلقتان على عاتقه والناس قيام على طبقاتهم ينظرون ما بين باك وصارخ ومتمرغ في التراب ومقبل حافر بغلته ، وعلا الضجيج فصاحت الأئمة الاعلام : معاشر الناس أنصتوا واسمعوا ما ينفعكم ولا تؤذونا بصراخكم.

وكان المستملي ابا زرعة ومحمد بن أسلم الطوسي ، فقال علي الرضا رضي‌الله‌عنه : حدثني أبي موسى الكاظم ، عن أبيه جعفر الصادق ، عن أبيه محمد الباقر ، عن أبيه علي زين العابدين ، عن أبيه شهيد كربلاء ، عن أبيه علي المرتضى قال حدثني حبيبي وقرة عيني رسول الله «ص» ، قال حدثني جبريل عليه‌السلام ،


قال حدثني رب العزة سبحانه وتعالى قال : كلمة لا اله الا الله حصني فمن قالها دخل حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي.

ثم ارخى الستر على المظلة وسار ، قال : فعد أهل المحابر وأهل الدواوين الذين كانوا يكتبون فأنافوا عن عشرين ألفا.

قال احمد رضي‌الله‌عنه : لو قرئ هذا الاسناد على مجنون لافاق من جنونه.

وقال أبو القاسم القشيري رضي‌الله‌عنه : اتصل هذا الحديث بهذا السند ببعض أمراء السامانية فكتبه بالذهب وأوصى أن يدفن معه في قبره ، فرؤى في المنام بعد موته فقيل له : ما فعل الله بك؟ فقال : غفر لي بتلفظي بلا اله الا الله وتصديقى أن محمدا رسول الله. أورده المناوي في شرحه الكبير على الجامع الصغير وغيره.


نبذة من كلماته عليه‌السلام

(فمن كلامه عليه‌السلام)

أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلاثة مواضع : يوم يولد الى الدنيا ويخرج المولود من بطن أمه فيرى الدنيا ، ويوم يموت فيعاين الآخرة وأهلها ، ويوم يبعث فيرى أحكاما لم يرها في دار الدنيا. وقد سلم الله على يحيى في هذه الثلاثة المواطن وآمن روعته فقال (وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا) وقد سلم عيسى بن مريم على نفسه في هذه الثلاثة المواطن فقال (وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا).

رواه في «الاعتصام بحبل الإسلام» (ص ٢٤٣ ط السعادة بالقاهرة). عن ياسر الخادم عنه ، وقد تقدم نقله عن غيره من كتب العامة.

(ومن كلامه عليه‌السلام)

لما سأله الفضل بن سهل في مجلس المأمون : هل الخلق مجبورون؟ الله أعدل من أن يجبر ثم يعذب ، فقال : فهم مهملون؟ قال : الله أحكم من أن يهمل. فقال : فكيف؟ فقال : هم في ملك الحاجة الى الله مجبورون ولا مطلقون.


رواه في «ترجمة القاضي عبد الجبار للشيخ فؤاد سيد المغربي» (ص ٣٣٧ ط تونس).

(ومن كلامه عليه‌السلام)

اللهم كما سترت علي ما أعلم فاغفر لي ما تعلم ، وكما وسعني علمك فليسعني عفوك ، وكما اكرمتني بمعرفتك فاشفعها بمغفرتك ، يا ذا الجلال والإكرام.

رواه في «سير أعلام النبلاء» (ج ٩ ص ٣٨٩ ط بيروت).

(ومن كلماته عليه‌السلام في الجبر والتفويض)

قال المبرد : عن أبي عثمان المازني قال : سئل علي بن موسى الرضا : أيكلف الله العباد ما لا يطيقون؟ قال : هو أعدل من ذلك ، قيل : فيستطيعون أن يفعلوا ما يريدون؟ قال : هم أعجز من ذلك.

رواه في «سير أعلام النبلاء» (ج ٩ ص ٣٩١ ط بيروت).

وفي «البداية والنهاية» (ج ١٠ ص ٢٥٠ ط السعادة بمصر).

(ومن كلامه عليه‌السلام)

ان للقلوب إقبالا وإدبارا ونشاطا وفتورا ، فإذا أقبلت أبصرت وفهمت ، وإذا انصرفت كلت وملت ، فخذوها عند إقبالها ونشاطها ، واتركوها عند ادبارها وفتورها.

رواه في «التذكرة الحمدونية» (ص ٧٠ ط بيروت).


(ومن كلامه عليه‌السلام)

اصحب السلطان بالحذر ، والصديق بالتواضع ، والعدو بالتحرز ، والعامة بالبشر.

رواه في «التذكرة الحمدونية» (ص ٣٧٧ ط بيروت).

(ومن كلامه عليه‌السلام)

لما قال المأمون يوما له : ما يقول بنو أبيك في جدنا العباس بن عبد المطلب فقال : ما يقولون في رجل فرض الله طاعة بنيه على خلقه ، وفرض طاعته على بنيه ، فأمر له بألف ألف درهم.

وقد أراد عليه‌السلام من قوله «وفرض طاعته على بنيه» وفرض طاعة الله على بنيه.

رواه في «وفيات الأعيان» (ج ٣ ص ٤٣٢).

(ومن منظومه عليه‌السلام)

كلنا يأمل مدا في الأجل

والمنايا هن آفات الامل

لا تغرنك أباطيل المنى

والزم القصد ودع عنك العلل

انما الدنيا كظل زائل

حل فيه راكب ثم ارتحل

رواه في «البداية والنهاية» (ج ١٠ ص ٢٥٠ ط مصر).


(ومن منظومه عليه‌السلام)

اعذر أخاك على ذنوبه

واصبر وغط على عيوبه

واصبر على سفه السفي

ه وللزمان على خطوبه

ودع الجواب تفضلا

وكل الظلوم الى حسيبه

رواه «في الإتحاف بحب الاشراف» (ص ٦٢ ط مصطفى البابى الحلبي بمصر).

عن أبي الحسن الفرضي عن أبيه قال : حضرنا مجلس أبي الحسن الرضا فجاء رجل فشكا اليه أخا له ، فأنشأ الرضا يقوله.


مستدرك ما أوردناه

(في فضائل الامام محمد بن على الجواد)

(عليه‌السلام)

قد تقدم جملة مما ورد منها في كتب أعلام أهل السنة وأعاظمهم في المجلد الثاني عشر (ص ٤١٤ الى ص ٤٣٩) ونستدرك هاهنا بعض ما لم ننقله هناك أو نقلناه عن غير من ننقل عنه هاهنا :

فممن لم ننقل عنه سابقا العلامة العارف الخواجة المولوى عبد الفتاح ابن محمد نعمان الحنفي الهندي المتوفى سنة ١٠٩٦ في «مفتاح العارف» (مخطوط) قال ما ترجمته :

كان الامام محمد بن علي الرضا يكنى بأبي جعفر ، فهو سمي جده الباقر وكنيه ، ولذلك يقال له أبو جعفر الثاني ، وكان عليه‌السلام صاحب الخوارق والكرامة من طفوليته ، ويقال انه أخبر أن موته يكون ثلاثين شهرا بعد موت المأمون ، فكان كما أخبر.


ومنهم العلامة المؤرخ الشهير المسعودي المتوفى سنة ٣٤٦ في «مروج الذهب» (ج ٣ ص ٤٦٤ ط دار الأندلس في بيروت) قال :

وفي هذه السنة ـ وهي سنة تسع عشرة ومائتين ـ قبض محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وذلك لخمس خلون من ذي الحجة ، ودفن ببغداد في الجانب الغربي من مقابر قريش مع جده موسى بن جعفر ، وصلى عليه الواثق ، وقبض وهو ابن خمس وعشرين سنة ، وقبض أبوه علي بن موسى الرضا ومحمد ابن سبع سنين وثمانية أشهر ، وقيل غير ذلك.

وقيل : ان ام الفضل بنت المأمون لما قدمت معه من المدينة الى المعتصم سمته ، وانما ذكرنا من أمره ما وصفنا لان أهل الامامة اختلفوا في مقدار سنه عند وفاة أبيه ، وقد أتينا على ما قيل في ذلك في رسالة «البيان في أسماء الأئمة» وما قالت في ذلك الشيعة من القطعية.

ومنهم العلامة أحمد بن حجر الهيتمى في «الصواعق المحرقة» (ص ٢٠٢ ط عبد الوهاب بن عبد اللطيف بالقاهرة) قال :

ومما اتفق أنه (أي محمد بن على الجواد «ع») بعد موت أبيه بسنة واقف والصبيان يلعبون في أزقة بغداد إذ مر المأمون ، ففروا ووقف محمد وعمره تسع سنين ، فألقى الله محبته في قلبه فقال له : يا غلام ما منعك من الانصراف؟ فقال له مسرعا : يا أمير المؤمنين لم يكن بالطريق ضيق فأوسعه لك وليس لي جرم فأخشاك والظن بك حسن أنك لا تضر من لا ذنب له. فأعجبه كلامه وحسن صورته فقال له : ما اسمك واسم أبيك؟ فقال : محمد بن علي الرضا. فترحم


على أبيه وساق جواده.

وكان معه بزاة للصيد ، فلما بعد عن العمار أرسل بازا على دراجة فغاب عنه ثم عاد من الجوفي منقاره سمكة صغيرة وبها بقاء الحياة ، فتعجب من ذلك غاية العجب ، ورأى الصبيان على حالهم ومحمد عندهم ففروا الا محمدا ، فدنا منه وقال له : ما في يدي؟ فقال : يا أمير المؤمنين ان الله تعالى خلق في بحر قدرته سمكا صغارا يصيدها بازات الملوك والخلفاء فيختبر بها سلالة أهل بيت المصطفى فقال له : أنت ابن الرضا حقا ، وأخذه معه وأحسن اليه وبالغ في إكرامه.

فلم يزل مشفقا به لما ظهر له بعد ذلك من فضله وعلمه وكمال عظمته وظهور برهانه مع صغر سنه ، وعزم على تزويجه بابنته أم الفضل وصمم على ذلك ، فمنعه العباسيون من ذلك خوفا من أنه يعهد اليه كما عهد الى أبيه ، فلما ذكر لهم أنه انما اختاره لتميزه على كافة أهل الفضل علما ومعرفة وحلما مع صغر سنه فنازعوا في اتصاف محمد بذلك ، ثم تواعدوا على أن يرسلوا اليه من يختبره فأرسلوا اليه يحيى بن أكثم ووعدوه بشيء كثير ان قطع لهم محمدا.

فحضروا للخليفة ومعهم ابن أكثم وخواص الدولة ، فأمر المأمون بفرش حسن لمحمد فجلس عليه فسأله يحيى مسائل أجابه عنها بأحسن جواب وأوضحه ، فقال له الخليفة : أحسنت أبا جعفر فان أردت أن تسأل يحيى ولو مسألة واحدة. فقال له : ما تقول في رجل نظر الى امرأة أول النهار حراما ، ثم حلت له ارتفاعه ثم حرمت عليه عند الظهر ، ثم حلت له عند العصر ، ثم حرمت عليه المغرب ثم حلت له العشاء ، ثم حرمت عليه نصف الليل ، ثم حلت له الفجر.

فقال يحيى : لا أدري ، فقال محمد ، هي أمة نظرها أجنبى بشهوة وهي حرام ، ثم اشتراها ارتفاع النهار ، فأعتقها الظهر وتزوجها العصر ، وظاهر منها المغرب ، وكفر العشاء ، وطلقها رجعيا نصف الليل ، وراجعها الفجر.


فعند ذلك قال المأمون للعباسيين : قد عرفتم ما كنتم تنكرون ، ثم زوجه في ذلك المجلس بنته أم الفضل ، ثم توجه بها الى المدينة فأرسلت تشتكي منه لأبيها أنه تسرى عليها ، فأرسل إليها أبوها : انا لم نزوجك له لنحرم عليه حلالا فلا تعودي لمثله. ثم قدم بها بطلب من المعتصم لليلتين بقيتا من المحرم سنة عشرين ومائتين ، وتوفي فيها في آخر القعدة ، ودفن في مقابر قريش في ظهر جده الكاظم ، وعمره خمس وعشرون سنة ـ ويقال انه سم أيضا ـ عن ذكرين وبنتين.

ومنهم العلامة الشيخ عبد الله بن محمد بن عامر الشبراويّ الشافعي في «الإتحاف بحب الاشراف» (ص ٦٤ ط مصطفى البابى الحلبي بمصر) قال : (التاسع) من الأئمة محمد الجواد وهو أبو جعفر محمد الجواد بن علي الرضا ابن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنهم.

ولد تاسع عشر رمضان سنة خمس وتسعين ومائة ، وكراماته رضي‌الله‌عنه كثيرة ومناقبه شهيرة.

روي أنه لما توفي أبوه علي الرضا وقام الخليفة المأمون الى بغداد بعد وفاة علي الرضا بسنة اتفق أن المأمون خرج يوما يتصيد ، فاجتاز في طريق فوجد فيه صبيانا يلعبون ومحمد الجواد واقف عندهم ، فلما أقبل المأمون فر الصبيان ووقف محمد وعمره إذ ذاك تسع سنين ، فلما قرب منه الخليفة نظر اليه فكأن الله تعالى ألقى في قلبه محبة وقبولا ، فقال له : يا غلام ما منعك أن لا تفر كما فر أصحابك؟ فقال له محمد الجواد مسرعا : يا أمير المؤمنين فر أصحابي فرقا والظن بك أحسن أنه لا يفرق منك من لا ذنب له ولم يكن بالطريق ضيق فأتنحي عن


أمير المؤمنين. فأعجب المأمون كلامه وحسن صورته فقال له : ما اسمك يا غلام؟ فقال : محمد بن علي بن موسى الكاظم.

فترحم الخليفة على أبيه وساق جواده الى نحو وجهته وكان معه بزاة الصيد فلما بعد عن العمارة أخذ الخليفة بازيا منهم وأرسله الى دراجة ، فغاب البازي عنه قليلا ثم عاد وفي منقاره سمكة صغيرة وبها بقايا من الحياة ، فتعجب المأمون من ذلك غاية العجب ، ثم انه أخذ السمكة في يده وكر راجعا الى داره وترك الصيد في ذلك اليوم وهو متفكر فيما صاده البازي من الجو.

فلما وصل موضع الصبيان وجدهم على حالهم ووجد محمدا معهم ، ففروا على جاري عادتهم الا محمدا فلما دنا منه الخليفة قال له : يا محمد. فقال له : لبيك يا أمير المؤمنين. قال : انظر ما في يدي ، وذكر له القصة فأنطقه الله بأن قال : ان الله خلق في بحر قدرته المستمسك في الجو ببديع حكمته سمكا صغارا تصيد منها بزاة الخلفاء كي يختبر بها سلالة بنت المصطفى.

فلما سمع المأمون كلامه تعجب اكثر مما كان وجعل يطيل النظر فيه وقال : أنت ابن الرضا حقا ومن بيت المصطفى صدقا ، وأخذه معه وأحسن اليه وقربه وبالغ في إكرامه وإجلاله وإعظامه ، ولم يزل مقبلا عليه لما ظهر له أيضا بعد ذلك من بركاته ومكاشفاته وكراماته.

وعزم أن يزوجه ابنته أم الفضل وصمم على ذلك ، فبلغ ذلك العباسيين وشق عليهم واستكرهوه وخافوا أن الأمر ينتهي معه الى ما انتهى مع أبيه ، فاجتمع الأعيان من العباسيين الدالين على الخليفة فدخلوا عليه وقالوا : ننشدك الله يا أمير المؤمنين الا ما رجعت عن هذه النية وصرفت خاطرك عن هذا الأمر ، فانا نخاف ونخشى أن يخرج عنا ملكنا فينزع عنا عزنا الذي ألبسناه الله ويتحول الى غيرنا ، وأنت تعلم ما بيننا وبين هؤلاء القوم وما كان عليه الخلفاء من


قبلك من ابعادهم ، وقد كنا في وجلة من عملك مع الرضا ما عملت حتى كفانا الله المهم من ذلك ، فالله الله أن تردها الى غم قد انحسم ، فاصرف رأيك عن ابن الرضا واعدل الى من تراه من أهل بيتك ممن يصلح لذلك.

فقال لهم المأمون : أما ما بين آل أبي طالب وبينكم فأنتم السبب فيه ولو أنصفتم القوم لكانوا أولى منكم بالأمر ، وأما ما كان من الاستخلاف في الرضا فقد درج الرضا وكان أمر الله قدرا مقدورا ، وأما ابنه محمد فأي شيء تنقمون منه. فقالوا : ان هذا صبي صغير السن وأي علم له اليوم او معرفة أو آداب دعه حتى يكبر ثم اصنع به ما شئت. قال : كأنكم تشكون في قولي ان شئتم فاختبروه أو ادعوا من يختبره ثم بعد ذلك لوموا فيه أو اعذروا. قالوا : وتتركنا وذلك؟ قال : نعم. قالوا : فيكون ذلك بين يديك تترك من يسأله عن شيء من أمور الشريعة فان أصاب لم يكن في أمره لنا اعتراض وظهر للخاصة والعامة سديد رأي أمير المؤمنين ، وان عجز عن ذلك كفينا خطبه ولم يكن لأمير المؤمنين عذر في ذلك. فقال لهم المأمون : شأنكم وذاك متى أردتم.

فخرجوا من عنده واجتمع رأيهم على القاضي يحيى بن أكثم أن يكون هو الذي يسأله ويمتحنه ، وتواعدوا ذلك مع القاضي يحيى ووعدوه بأشياء كثيرة متى قطعه وأخجله ، ثم عادوا الى المأمون وسألوه أن يعين لهم يوما يجتمعون فيه بين يديه لمساءلته ، فعين لهم يوما واجتمعوا في ذلك اليوم بين يدي أمير المؤمنين المأمون ، وحضر العباسيون ومعهم القاضي يحيى بن أكثم ، وحضر خواص الدولة وأعيانها من أمرائها وحجابها وقوادها ، وأمر المأمون أن يفرش لابي جعفر محمد الجواد فرش حسن وان يجعل عليه مصورتان ، ففعل ذلك.

وخرج أبو جعفر فجلس بين الصورتين وجلس القاضي يحيى مقابله وجلس الناس في مراتبهم على قدر طبقاتهم ومنازلهم ، فأقبل ابن أكثم على أبي جعفر


فسأله عن مسائل أعدها له ، فأجاب عنها بأحسن جواب وأبان فيها عن وجه الصواب بلسان ذلق ووجه طلق وقلب جسور ومنطق ليس بعيي ولا حصور.

فعجب المأمون والقوم من فصاحة كلامه وحسن اتساق منطقه ونظامه ، فقال المأمون : أجدت يا أبا جعفر ، فان رأيت أن تسأل يحيى كما سألك ولو عن مسألة واحدة ، فقال : ذلك اليه يا أمير المؤمنين. فقال يحيى بن أكثم : يسأل فان كان عندي في ذلك جواب أجبت به والا استفدت الجواب والله اسأل أن يرشد للصواب.

فقال له أبو جعفر : ما تقول في رجل نظر الى امرأة في أول النهار بشهوة فكان نظره إليها حراما عليه ، فلما ارتفع النهار حلت له ، فلما زالت الشمس حرمت عليه ، فلما كان وقت العصر حلت له ، فلما غربت الشمس حرمت عليه ، فلما كان وقت العشاء حلت له ، فلما كان نصف الليل حرمت عليه ، فلما طلع الفجر حلت له ، فبم حلت هذه المرأة لهذا الرجل وبما ذا حرمت عليه في هذه الأوقات؟.

فقال يحيى : لا أدري فان رأيت أن تفيد بالجواب فذلك إليك. فقال أبو جعفر : هذه أمة لرجل من الناس نظر إليها شخص من الناس في أول النهار بشهوة وذلك حرام عليه ، فلما ارتفع النهار ابتاعها من صاحبها فحلت له ، فلما كان الظهر أعتقها فحرمت عليه ، فلما كان العصر تزوجها فحلت له ، فلما كان وقت المغرب ظاهر منها فحرمت عليه ، فلما كان وقت العشاء كفر عن الظهار فحلت له ، فلما كان نصف الليل طلقها واحدة فحرمت عليه ، فلما كان الفجر راجعها فحلت له.

فأقبل المأمون على من حضر من أهل بيته فقال : هل أحد فيكم يستحضر أن يجيب عن هذه المسألة بمثل هذا الجواب؟ فقالوا : ذلك فضل الله يؤتيه من


يشاء. فقال : قد عرفتم الآن ما كنتم تنكرون. وتبين في وجه القاضي يحيى الخجل والتغير عرف ذلك كل من في المجلس.

فقال المأمون : الحمد لله على ما من به من السداد في الأمر والتوفيق في الرأي ، وأقبل على أبي جعفر وقال : اني مزوجك ابنتي أم الفضل وان رغم لذلك أنوف قوم فاخطب لنفسك فقد رضيتك لنفسي.

فقال أبو جعفر : الحمد لله إقرارا بنعمته ، ولا اله الا الله إخلاصا بوحدانيته ، وصلى الله على سيدنا محمد سيد بريته ، والأصفياء من عترته. أما بعد فلما كان من فضل الله على الأنام أن أغناهم بالحلال عن الحرام وقال تعالى (وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ). ثم ان محمد بن علي بن موسى خطب الى أمير المؤمنين عبد الله المأمون ابنته أم الفضل ، وقد بذل لها من الصداق مهر جدته فاطمة بنت محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو خمسمائة درهم جياد ، فهل زوجني إياها أمير المؤمنين على هذا الصداق المذكور. قال : زوجتك إياها على ذلك.

قال الرماني : وأخرج الخدم مثل السفينة من الفضة مطلية بالذهب فيها الغالية مضروبة بأنواع الطيب والماورد والمسك ، فتطيب منها جميع الحاضرين على قدر مراتبهم ومنازلهم ، ثم وضعت موائد الحلوى فأكل الحاضرون منها وفرقت عليهم الجوائز والعطيات على قدر منازلهم وانصرف الناس ، وتقدم المأمون بالصدقة على الفقراء والمساكين وأهل الاربطة والخوانق والمدارس ، ولم يزل عنده محمد الجواد مكرما معظما الى أن توجه بزوجته أم الفضل الى المدينة الشريفة.

روي أن أم الفضل بعد توجهها مع زوجها الى المدينة كتبت الى أبيها المأمون تشكو أبا جعفر وتقول انه يتسرى علي ويعيرني. فكتب إليها أبوها يقول : يا بنية اني لم أزوجك أبا جعفر لا حرم عليه حلالا فلا تعاودي لذكر شيء


مما ذكرت.

وحكي أنه لما توجه أبو جعفر منصرفا من بغداد متوجها الى المدينة الشريفة خرج معه الناس يشيعونه للوداع ، فسار الى أن وصل الى باب الكوفة عند دار المسيب فنزل هناك مع غروب الشمس ودخل الى مسجد قديم مؤسس بذلك الموضع يصلي فيه المغرب ، وكانت في صحن المسجد شجرة نيق لم تثمر قط ، فدعا بكوز فيه ماء فتوضأ في أصل الشجرة ، فقام وصلى معه الناس المغرب فقرأ في الاولى بالحمد لله وإذا جاء نصر الله والفتح وقرأ في الثانية بالحمد لله وقل هو الله أحد ، ثم بعد فراغه جلس هنية يذكر الله وقام فتنفل بأربع ركعات وسجد معهن سجدتي الشكر ، ثم قام فودع الناس وانصرف ، فأصبحت النبقة وقد حملت من ليلتها حملا حسنا. فرآها الناس وقد تعجبوا من ذلك غاية العجب. ثم كان ما هو أغرب من ذلك ، وهو أن نبق هذه الشجرة لم يكن له عجم قط ، فزاد تعجبهم من ذلك. وهذا من بعض كراماته الجليلة ومناقبه الجميلة.

توفي محمد الجواد رضي‌الله‌عنه في آخر ذي القعدة سنة عشرين ومائتين وله من العمر خمس وعشرون سنة وشهور ، وترك ابنين وبنتين.

ومنهم العلامة الشبلنجي الشافعي المدعو بالمؤمن في «نور الأبصار» (ص ١٦٠ ط الشعبية بمصر) قال :

(فصل) في ذكر مناقب محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنهم.

أمه أم ولد يقال لها سكينة المريسية ، وكنيته أبو جعفر ككنية جده محمد الباقر ، وألقابه كثيرة الجواد والقانع والمرتضى ، وأشهرها الجواد ، صفته أبيض


معتدل ، شاعره حماد ، بوابه عمر بن الفرات ، نقش خاتمه «نعم القادر الله» ، معاصره المأمون والمعتصم.

ولد أبو جعفر محمد الجواد بالمدينة تاسع عشر شهر رمضان المعظم سنة خمس وتسعين ومائة من الهجرة.

قال صاحب كتاب مطالب السؤل في مناقب آل الرسول : هذا محمد أبو جعفر الثاني ، فانه قد تقدم في آبائه أبو جعفر محمد الباقر بن علي ، فجاء هذا باسمه وكنيته واسم أبيه فعرف بأبى جعفر الثاني ، وان كان صغير السن فهو كبير القدر رفيع الذكر ، ومناقبه رضي‌الله‌عنه كثيرة.

نقل غير واحد أن والده عليا الرضا لما توفي وقدم المأمون بغداد بعد وفاته بسنة اتفق أن المأمون خرج يوما يصيد فاجتاز بطريق البلد وثم صبيان يلعبون ومحمد الجواد واقف عندهم ، فلما أقبل المأمون فر الصبيان ووقف محمد وعمره إذ ذاك تسع سنين ، فلما قرب منه الخليفة نظر اليه فألقى الله في قلبه حبه ، فقال له : يا غلام ما منعك من الانصراف كأصحابك؟ فقال له محمد مسرعا : يا امير المؤمنين لم يكن بالطريق ضيق فأوسعه لك ، وليس لي جرم فأخشاك ، والظن بك حسن أنك لا تضر من لا ذنب له. فأعجبه كلامه وحسن صورته فقال له : ما اسمك واسم أبيك؟ فقال : محمد بن علي الرضا. فترحم على أبيه وساق جواده الى مقصده.

وكان معه بزاة الصيد ، فلما بعد عن العمران أرسل بازا على دراجة ، فغاب عنه ثم عاد من الجو وفي منقاره سمكة صغيرة فيها بقايا الحياة ، فتعجب من ذلك غاية العجب ورجع فرأى الصبيان على حالهم ومحمد عندهم ، ففروا الا محمدا فدنا منه وقال له : يا محمد ما في يدي. فقال : يا أمير المؤمنين ان الله تعالى خلق في بحر قدرته سمكا صغارا تصيده بازات الملوك والخلفاء كي يختبر


سلامة بنى المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وسلم كرامة له. فقال له : أنت ابن الرضا حقا ، وأخذه معه وأحسن اليه وقربه وبالغ في إكرامه.

ولم يزل مشغوفا به لما ظهر له بعد ذلك من فضله وعلمه وكمال عقله وظهور برهانه مع صغر سنه ، وعزم على تزويجه بابنته أم الفضل وصمم على ذلك ، فمنعه العباسيون من ذلك خوفا من أن يعهد اليه كما عهد الى أبيه ، فلما ذكر لهم أنه انما اختاره لتميزه عن كافة أهل الفضل علما ومعرفة وحلما مع صغر سنه نازعوه في اتصاف محمد بذلك ، ثم تواعدوا على أن يرسلوا اليه من يختبره فأرسلوا الى يحيى بن أكثم ووعدوه بشيء كثير ان قطع لهم محمدا وأخجله ، فحضر الخليفة وخواص الدولة ومعهم يحيى بن أكثم ، فأمر المأمون بفرش حسن لمحمد فجلس عليه ، وسأله يحيى مسائل فأجاب عنها بأحسن جواب وأوضحه ، فقال له الخليفة : أحسنت يا أبا جعفر فان أردت أن تسأل يحيى ولو مسألة واحدة. فقال له يحيى : يسأل فان كان عندي جواب أجبت به والا استفدت الجواب والله أسأل أن يرشدني للصواب.

فقال له أبو جعفر محمد الجواد : ما ذا تقول في رجل نظر الى امرأة في أول النهار بشهوة فكان نظره إليها حراما عليه ، فلما ارتفع النهار حلت له ، فلما زالت الشمس حرمت عليه ، فلما كان وقت العصر حلت له ، فلما غربت الشمس حرمت عليه ، فلما دخل وقت العشاء الآخرة حلت له ، فلما انتصف الليل حرمت عليه ، فلما طلع الفجر حلت له ، فبما ذا حلت هذه المرأة لهذا الرجل وبما ذا حرمت عليه في هذه الأوقات؟

فقال يحيى بن أكثم : لا أدري فان رأيت أن تفيد الجواب فذلك لك. فقال أبو جعفر : هذه أمة الرجل نظر لها شخص في أول النهار بشهوة وذلك حرام عليه ، فلما ارتفع النهار ابتاعها من صاحبها فحلت له ، فلما كان وقت الظهر أعتقها


فحرمت عليه ، فلما كان وقت العصر تزوجها فحلت له ، فلما كان وقت المغرب ظاهر منها فحرمت عليه ، فلما كان وقت العشاء كفر عن الظهار فحلت له ، فلما كان نصف الليل طلقها طلقة واحدة فحرمت عليه ، فلما كان وقت الفجر راجعها فحلت له. فأقبل المأمون على من حضر من أهل بيته فقال : هل فيكم أحد يستحضر أن يجيب عن هذه المسألة بمثل هذا الجواب؟ فقالوا : ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء فقال : قد عرفتم الآن ما تنكرون. وظهر في وجه القاضي يحيى الخجل والتغير وعرف ذلك كل من بالمجلس.

فقال المأمون : الحمد لله على ما من به علي من السداد في الأمر والتوفيق في الرأي ، وأقبل على أبي جعفر وقال : اني مزوجك ابنتي أم الفضل وان رغم لذلك أنوف قوم ، فاخطب لنفسك فقد رضيتك لنفسي وابنتي.

فقال أبو جعفر : الحمد لله إقرارا بنعمته ، ولا اله الا الله إخلاصا بوحدانيته ، وصلى الله على سيدنا محمد سيد بريته والأصفياء من عترته ، أما بعد فقد كان من فضل الله على الأنام أن أغناهم بالحلال عن الحرام فقال تعالى (وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) ثم ان محمد بن علي بن موسى خطب الى أمير المؤمنين عبد الله المأمون ابنته أم الفضل وقد بذل لها من الصداق مهر جدته فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو خمسمائة درهم جياد ، فهل زوجتني يا امير المؤمنين إياها على هذا الصداق.

فقال المأمون : زوجتك ابنتي أم الفضل على هذا الصداق المذكور. فقال أبو جعفر : قبلت نكاحها لنفسي على هذا الصداق المذكور.

قال الرمالي : وأخرج الخدم مثال السفينة من الفضة مطلية بالذهب فيها الغالية مضروبة بأنواع الطيب والماورد والمسك ، فتطيب منها الحاضرون على قدر


منازلهم ، ثم وضعت موائد الحلواء فأكل الحاضرون وفرقت عليهم الجوائز على قدر رتبهم ، ثم انصرف الناس ، وتقدم المأمون بالصدقة على الفقراء والمساكين وأهل الاربطة والخوانيق والمدارس ، ولم يزل عنده محمد الجواد معظما مكرما الى أن توجه بزوجته أم الفضل الى المدينة الشريفة.

روي أن أم الفضل بعد توجهها مع زوجها الى المدينة كتبت الى أبيها المأمون تشكو أبا جعفر وتقول انه يتسرى علي ، فكتب إليها أبوها يقول : يا بنية انا لم نزوجك أبا جعفر لتحرمي عليه حلالا فلا تعاوديني بذكر شيء مما ذكرت.

(كراماته) (الاولى) عن أبي خالد قال : كنت بالعسكر فبلغني أن هناك رجلا محبوسا أتي به من الشام مكبلا بالحديد وقالوا : انه تنبأ. قال فأتيت باب السجن ودفعت شيئا للسجان حتى دخلت عليه فإذا رجل ذو فهم وعقل ولب فقلت : يا هذا ما قصتك؟ فقال : اني كنت رجلا بالشام أعبد الله تعالى في الموضع الذي يقال أنه نصب فيه رأس الحسين ، فبينما أنا ذات ليلة في موضعي مقبلا على المحراب أذكر الله تعالى إذ رأيت شخصا بين يدي ، فنظرت اليه فقال لي : قم ، فقمت معه فمشى قليلا فإذا أنا في مسجد الكوفة ، فقال لي : تعرف هذا المسجد؟ فقلت : نعم هذا مسجد الكوفة. قال : فصل ، فصليت معه ثم انصرف فانصرفت معه قليلا فإذا نحن بمكة المشرفة ، فطاف بالبيت فطفت معه ، ثم خرج فخرجت معه فمشى قليلا فإذا أنا بموضعي الذي كنت فيه أعبد الله تعالى بالشام.

ثم غاب عنى فبقيت متعجبا حولا مما رأيت ، فلما كان العام المقبل إذ ذاك الشخص قد أقبل علي فاستبشرت به ، فدعاني فأجبت ، ففعل معي كما فعل في العام الماضي ، فلما أراد مفارقتي قلت له : بحق الذي أقدرك على ما رأيت منك الا ما أخبرتني من أنت. فقال : أنا محمد بن علي الرضا بن موسى بن جعفر ،


فحدثت بعض من كان يجتمع بى في ذلك الموضع ، فرفع ذلك الى محمد بن عبد الملك الزيات فبعث الي من أخذني من موضعي وكبلني بالحديد وحملني الى العراق وحبسني كما ترى وادعى علي بالمحال.

فقلت له : فارفع قصتك الى محمد بن عبد الملك الزيات ، قال : أفعل ، فكتبت عنه قصته وشرحت فيها أمره ورفعتها الى محمد بن عبد الملك ، فوقع على ظهرها «قل للذي أخرجك من الشام الى هذه المواضع التي ذكرتها يخرجك من السجن».

قال أبو خالد : فاغتممت لذلك وسقط في يدي وقلت الى غد آتيه وآمره بالصبر وأعده من الله بالفرج وأخبره بمقالة هذا الرجل المتجبر ، فلما كان من الغد قال : باكرت الى السجن فإذا أنا بالحرس والموكلين بالسجن في هرج ، فسألت ما الخبر؟ فقيل لي : ان الرجل المتنبئ المحمول من الشام فقد البارحة من السجن وحده بمفرده وأصبحت قيوده والأغلال التي كانت في عنقه مرماة في السجن لا ندري كيف خلص منها وطلب فلم يوجد له أثر ولا خبر ولا يدرون أنزل في الأرض أم عرج به الى السماء. فتعجبت من ذلك وقلت في نفسي : استخفاف ابن الزيات بأمره واستهزاؤه بقصته خلصه من السجن ، كذا نقله ابن الصباغ.

(الثانية) نقل بعض الحفاظ أن امرأة زعمت أنها شريفة بحضرة المتوكل ، فسأل عمن يخبره بذلك فدل على محمد الجواد ، فأرسل اليه فجاءه فأجلسه معه على سريره وسأله فقال: ان الله حرم لحم أولاد الحسين على السباع فتلقى للسباع ، فعرض عليها ذلك فاعترفت المرأة بكذبها.

ثم قيل للمتوكل : ألا تجرب ذلك فيه فأمر ثلاثة من السباع فجيء منها في صحن قصره ، ثم دعا به فلما دخل من الباب أغلقه والسباع قد أصمت الاسماع من زئيرها ، فلما مشى في الصحن يريد الدرجة مشت اليه وقد سكنت فتمسحت به ودارت


حوله وهو يمسحها بكمه ثم ربضت ، فصعد للمتوكل فحدث معه ساعة ثم نزل ففعلت معه كفعلها الاول حتى خرج فأتبعه المتوكل بجائزة عظيمة.

وقيل للمتوكل : افعل كما فعل ابن عمك فلم يجسر عليه وقال : تريدون قتلي ، ثم أمرهم ألا يفشوا ذلك. انتهى.

لكن نقل المسعودي أن صاحب هذه القصة علي أبو الحسن العسكري ولده ، وهو وجيه لان المتوكل لم يكن معاصرا لمحمد الجواد بل لولده.

(الثالثة) حكي أنه لما توجه أبو جعفر محمد الجواد الى المدينة الشريفة خرج معه الناس يشيعونه للوداع ، فسار الى أن وصل الى باب الكوفة عند دار المسيب ، فنزل هناك مع غروب الشمس ودخل الى مسجد قديم مؤسس بذلك الموضع ليصلي فيه المغرب ، وكان في صحن المسجد شجرة نبق لم تحمل قط ، فدعا بكوز فيه ماء فتوضأ في أصل الشجرة وقام يصلي ، فصلى معه الناس المغرب ، ثم تنفل بأربع ركعات وسجد بعدهن للشكر ، ثم قام فودع الناس ، وانصرف فأصبحت النبقة وقد حملت من ليلتها حملا حسنا ، فرآها الناس وقد تعجبوا من ذلك غاية العجب.

(تتمة) في الكلام على وفاته وأولاده وذكر شيء من كلامه رضي‌الله‌عنه : توفي أبو جعفر محمد الجواد ببغداد ، وكان سبب وصوله إليها اشخاص المعتصم له من المدينة ، فقدم بغداد معه زوجته أم الفضل بنت المأمون لليلتين بقيتا من المحرم سنة عشرين ومائتين ، وكانت وفاته في آخر ذى القعدة من السنة المذكورة ، ودفن في مقابر قريش في قبر جده أبى الحسن موسى الكاظم ، ودخلت امرأته أم الفضل الى قصر المعتصم وكان له من العمر يومئذ خمس وعشرون سنة وأشهر ، ويقال انه مات مسموما ، يقال ان أم الفضل بنت المأمون سمته بأمر أبيها. وخلف من الولد عليا وموسى وفاطمة وامامة.


نبذة من كلماته عليه‌السلام

رواها في «التذكرة الحمدونية» (ص ١١٢ و ٢٦٩ و ٣٧١ و ٣٧٧ ط بيروت) قال:

منها

قال محمد بن علي بن موسى : كيف يضيع من الله كافله ، وكيف ينجو من الله طالبه؟ ومن انقطع الى غير الله وكله الله تعالى اليه ، ومن عمل على غير علم أفسد أكثر مما يصلح.

ومنها

قال : القصد الى الله تعالى بالقارب أبلغ من اتعاب الجوارح بالأعمال.

ومنها

قال محمد ابنه : من هجر المداراة قارنه المكروه ، ومن لم يعرف الموارد أعيته المصادر.


ومنها

قال محمد بن علي بن موسى : خير من الخير فاعله ، وأجمل من الجميل قائله ، وأرجح من العلم حامله ، وشر من الشر جالبه ، وأهول من الهول راكبه.

ومنها

قال محمد بن علي بن موسى : إذا نزل القضاء ضاق الفضاء. سوء العادة كمين لا يؤمن. وأحسن من العجب بالقول ألا تقول. وكفى بالمرء خيانة أن يكون أمينا للخونة. ولا يضرك سخط من رضاه الجور. تعز عن الشيء إذا منعته لقلة صحبته إذا أعطيته.

ومنها

قال : اتئد تصب أو تكد.

ومنها

قال محمد بن علي بن موسى بن جعفر للمتوكل في كلام دار بينهما : لا تطلب الصفاء ممن كدرت عليه ، ولا النصح ممن صرفت سوء ظنك اليه ، وانما قلب غيرك لك كقلبك له.


ومنها

سئل محمد بن علي بن موسى عن الحزم فقال : هو أن تنتظر فرصتك وتعاجل ما أمكنك.

ومن كلماته (عليه‌السلام)

من استفاد أخا في الله فقد استفاد بيتا في الجنة.

رواه في «تاريخ بغداد» (ج ٣ ص ٥٤ ط السعادة بمصر).

أخبرنى محمد بن الحسين الفطان ، أخبرنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي ، حدثنا أبو جعفر الحسن بن علي بن جعفر القمي ، حدثنا جعفر بن محمد ابن مالك الكوفي الأسدي ، عن عبد الرحمن بن أبى عران ، عن الحسن بن علي ابن جعفر القمي ، حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الكوفي الأسدي ، عن عبد الرحمن ، عن محمد بن زيد الشبيه قال : سمعت ابن الرضا محمد بن علي ابن موسى يقوله.

(جملة من كلماته التي رواها)

في «نور الأبصار» (ص ١٦٠ ط الشعبية بمصر).

ومن كلامه رضي‌الله‌عنه كما في الفصول المهمة : ان لله عبادا يخصهم بدوام النعم ، فلا تزال فيهم ما بذلوها ، فان منعوها نزعها الله منهم وحولها الى غيرهم.

وقال رضي‌الله‌عنه : ما عظمت نعمة الله على أحد الا عظمت اليه حوائج


الناس ، فمن لم يتحمل تلك المئونة عرض تلك النعمة للزوال.

وقال رضي‌الله‌عنه : أهل المعروف الى اصطناعه أحوج من أهل الحاجة اليه لان لهم أجره وفخره وذكره ، فمهما اصطنع الرجل من معروف فإنما يبتدئ فيه بنفسه.

وقال رضي‌الله‌عنه : من أجل إنسانا هابه ، ومن جهل شيئا عابه ، والفرصة خلسة ، من كثر همه سقم جسمه ، وعنوان صحيفة المسلم حسن خلقه.

وفي موضع آخر : عنوان صحيفة المسلم السعيد حسن الثناء عليه.

وقال : من استغنى بالله افتقر الناس اليه ، ومن اتقى الله أحبه الناس.

وقال : الجمال في اللسان والكمال في العقل.

وقال : العفاف زينة الفقر ، والشكر زينة البلاء ، والتواضع زينة الحسب ، والفصاحة زينة الكلام ، والحفظ زينة الرواية ، وخفض الجناح زينة العلم ، وحسن الأدب زينة الورع ، وبسط الوجه زينة القناعة ، وترك مالا يعنى زينة الورع.

وقال رضي‌الله‌عنه : حسب المرء من كمال المروءة أن لا يلقى أحدا بما يكره ، ومن حسن خلق الرجل كفه أذاه ، ومن سخائه بره بمن يجب حقه عليه ، ومن كرمه إيثاره على نفسه ، ومن انصافه قبول الحق إذا بان ، ومن نصحه نهيه عما لا يرضاه لنفسه ، ومن حفظه لجوارك تركه توبيخك عند ذنب أصابك مع علمه بعيوبك ، ومن وفقه تركه عذلك بحضرة من تكره ، ومن حسن صحبته لك إسقاطه عنك مؤنة التحفظ ، ومن علامة صداقته كثرة موافقته وقلة مخالطته ، ومن شكره معرفة احسان من أحسن اليه ، ومن تواضعه معرفته بقدره ، ومن سلامته قلة حفظه لعيوب غيره وعنايته بصلاح عيوبه.

وقال رضي‌الله‌عنه : العامل بالظلم والمعين عليه والراضي به شركاء.


وقال رضي‌الله‌عنه : من أخطأ وجوه المطالب خذلته الحيل والطامع في وثاق الذل ، ومن طلب البقاء فليعد للمصائب قلبا صبورا.

وقال رضي‌الله‌عنه : العلماء غرباء لكثرة الجهال بينهم.

وقال رضي‌الله‌عنه : الصبر على المصيبة مصيبة على الشامت.

وعنه رضي‌الله‌عنه : ثلاث يبلغن بالعبد رضوان الله : كثرة الاستغفار ، ولين الجانب ، وكثرة الصدقة. وثلاث من كن فيه لم يندم : ترك العجلة ، والمشورة والتوكل على الله عند العزم.

وقال رضي‌الله‌عنه : لو سكت الجاهل ما اختلف الناس.

وقال رضي‌الله‌عنه : مقتل الرجل بين فكيه ، والرأي مع الإناة ، وبئس الظهير الرأي الفطير.

وقال رضي‌الله‌عنه : ثلاث خصال تجلب بهن المودة : الإنصاف في المعاشرة والمواساة في الشدة ، والانطواء على قلب سليم.

وقال رضي‌الله‌عنه : الناس أشكال وكل يعمل على شاكلته ، والناس أخوان فمن كانت أخوته في غير ذات الله فإنها تعود عداوة ، وذلك قوله تعالى (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ).

وقال : من استحسن قبيحا كان شريكا فيه.

وقال رضي‌الله‌عنه : كفر النعمة داعية المقت ، ومن جازاك بالشكر فقد أعطاك أكثر مما أخذ منك.

وقال رضي‌الله‌عنه : لا تفسد الظن على صديق قد أصلحك اليقين له ، ومن وعظ أخاه سرا فقد زانه ، ومن وعظه علانية فقد شانه.

وقال : لا يزال العقل والحمق يتغالبان على الرجل الى أن بلغ ثماني عشرة سنة ، فإذا بلغها غلب عليه أكثرها فيه ، وما أنعم الله عزوجل على عبد نعمة فعلم


أنها من الله الا كتب الله على اسمه شكرها له قبل أن يحمده عليها ، ولا أذنب عبد ذنبا فعلم أن الله مطلع عليه وأنه ان شاء عذبه وان شاء غفر له إلا غفر له قبل أن يستغفره.

وقال رضي‌الله‌عنه : الشريف كل الشريف من شرفه علمه ، والسؤدد كل السؤدد لمن اتقى الله ربه.

وقال : لا تعاجلوا الأمر قبل بلوغه فتندموا ، ولا يطولن عليكم الامل فتقسو قلوبكم ، وارحموا ضعفاءكم واطلبوا الرحمة من الله بالرحمة منكم.

وقال رضي‌الله‌عنه : من أمل فأجرا كان أدنى عقوبته الحرمان.

وقال : موت الإنسان بالذنوب أكبر من موته بالأجل ، وحياته بالبركة أكبر من حياته بالعمر.

وقال رضي‌الله‌عنه : من استفاد أخا في الله فقد استفاد بيتا في الجنة.

وعنه : لو كانت السماوات والأرض رتقا على عبد ثم اتقى الله تعالى لجعل الله له منها مخرجا.

وعنه أنه قال لبشر بن سعد لما قدم مصر : يا بشر ان للمحن أخريات لا بد أن تنتهي إليها ، فيجب على العاقل أن ينام لها الى ادبارها ، فان مكايداتها بالحيلة عند إقبالها زيادة فيها.

وعنه : من وثق بالله وتوكل على الله نجاه الله من كل سوء وحرز من كل عدو. والدين عز والعلم كنز والصمت نور. وغاية الزهد الورع ، ولا هدم للدين مثل البدع ، ولا أفسد للرجال من الطمع. وبالراعي تصلح الرعية وبالدعاء تصرف البلية. ومن ركب مركب الصبر اهتدي الى مضمار النصر ، ومن غرس أشجار التقى اجتنى ثمار المنى.


مستدرك ما أوردناه

(في فضائل الامام العاشر على بن محمد الهادي)

(العسكري عليه‌السلام)

قد تقدم جملة مما ورد منها في كتب أعلام أهل السنة وأعاظمهم في المجلد الثاني عشر (ص ٤٤٢ الى ص ٤٥٥) ونستدرك هاهنا بعض ما لم ننقله هناك أو نقلناه عن غير من ننقل عنه هاهنا :

نسبه عليه‌السلام وتاريخه

فممن لم ننقل عنه هناك العلامة الشيخ عبد الله بن محمد بن عامر الشبراويّ الشافعي في «الإتحاف بحب الاشراف» (ص ٦٧ ط مصطفى البابى الحلبي بمصر) قال :

العاشر من الأئمة علي الهادي. ولد رضي‌الله‌عنه بالمدينة في رجب سنة أربع عشرة ومائتين وكراماته كثيرة.

روي أن بعض الاعراب قصده من الكوفة ، فلما جلس اليه قال له : ما


حاجتك يا أعرابى. فقال : أنا رجل من أعراب الكوفة المتمسكين بحب جدك علي بن أبي طالب وقد ركبتني ديون أثقلت ظهري ولم أجد من أقصده لقضائها سواك. فقال له : كم دينك؟ قال : عشرة آلاف درهم. فقال : طب نفسا وقر عينا يقضى دينك ان شاء الله تعالى. ثم أنزله ، فلما أصبح قال له : يا أخا العرب أريد منك حاجة لا تعصني ولا تخالفني فالله الله فيما آمرك به وحاجتك تقضى ان شاء الله تعالى. فقال له الأعرابي : لا أخالفك في شيء مما تأمرني به.

فأخذ أبو الحسن ورقة وكتب فيها بخطه دينا عليه للاعرابي بالمبلغ المذكور وقال : خذ هذا الخط معك فإذا حضرت الى سر من رأى فتراني أجلس مجلسا عاما فإذا حضر الناس واحتفل المجلس فتعال الي بالخط وطالبني وأغلظ علي في القول ولا عليك ، والله الله لا تخالفني في شيء مما أوصيتك به.

فلما وصل أبو الحسن الى سر من رأى جلس مجلسا عاما يحضر عنده جماعة من وجوه الناس وأصحاب الخليفة المتوكل وأعيان البلد وغيرهم ، فجاء ذلك الأعرابي وأخرج الخط وطالبه بالمبلغ وأغلظ عليه في الكلام ، فجعل أبو الحسن يعتذر اليه ويطيب نفسه بالقول ويعده بالخلاص عن قرب وكذلك الحاضرون وطلب منه المهلة ثلاثة أيام. فلما انفك المجلس نقل ذلك الى الخليفة المتوكل فأمر لأبي الحسن على الفور بثلاثين ألف درهم ، فلما حملت اليه تركها الى أن جاء الأعرابي فقال له : خذ هذا المال فاقض منه دينك واستعن بالباقي على وقتك والقيام على عائلتك. فقال الأعرابي : يا ابن رسول الله ان في العشرة بلوغ مطلبي ونهاية مأربى وكفاية. فقال أبو الحسن : والله لتأخذن ذلك جميعه وهو رزقك الذي ساقه الله إليك ، وأكبر من ذلك ما نقصناه فأخذ الأعرابي الثلاثين ألف درهم وانصرف وهو يقول (اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ).

ولد علي الهادي رضي‌الله‌عنه سنة أربع عشرة ومائتين ، وتوفى بسر من


رأى في يوم الاثنين لخمس ليال بقين من جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين ومائتين ، وله من العمر أربعون سنة. وخلف أربعة أولاد أجلهم الحادي عشر من الأئمة الحسن الخالص.

ومنهم العلامة المؤرخ الشهير المسعودي في «مروج الذهب» (ج ٤ ص ٨٤ ط دار الأندلس في بيروت) قال :

وكانت وفاة أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد في خلافة المعتز بالله.

وذلك في يوم الاثنين ، لأربع بقين من جمادى الآخرة ، سنة أربع وخمسين ومائتين ، وهو ابن أربعين سنة ، وقيل ابن اثنتين وأربعين سنة ، وقيل أكثر من ذلك ، وسمع في جنازته جارية تقول : ما ذا لقينا في يوم الاثنين قديما وحديثا؟ وصلى عليه أحمد بن المتوكل على الله في شارع ابى احمد وفي داره بسامراء ودفن هناك.

ومنهم العلامة ابن خلكان في «تاريخه» (ج ٢ ص ٤٣٤) قال :

أبو الحسن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا المقدم ذكره ، وهو حفيد الذي قبله ، فلا حاجة الى رفع نسبه ، ويعرف بالعسكري.

وهو أحد الأئمة الاثني عشر عند الامامية ، وكان قد سعي به الى المتوكل ، وقيل : ان في منزله سلاحا وكتبا وغيرها من شيعته ، وأوهموه أنه يطلب الأمر لنفسه ، فوجه اليه بعدة من الأتراك ليلا ، فهجموا عليه في منزله على غفلة ، فوجدوه وحده في بيت مغلق ، وعليه مدرعة من شعر ، وعلى رأسه ملحفة من صوف وهو مستقبل القبلة يترنم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد ، ليس


بينه وبين الأرض بساط الا الرمل والحصى ، فأخذ على الصورة التي وجد عليها ، وحمل الى المتوكل في جوف الليل ، فمثل بين يديه والمتوكل يستعمل الشراب وفي يده كأس ، فلما رآه أعظمه وأجلسه الى جانبه ، ولم يكن في منزله شيء مما قيل عنه ولا حجة يتعلل عليه بها ، فناوله المتوكل الكأس الذي في يده ، فقال : يا أمير المؤمنين ما خامر لحمي ودمي قط ، فاعفنى منه ، فأعفاه ، وقال : أنشدني شعرا أستحسنه. فقال : اني لقليل الرواية للشعر. قال: لا بد أن تنشدني شيئا. فأنشده :

باتوا على قلل الأجبال تحرسهم

غلب الرجال فما أغنتهم القلل

واستنزلوا بعد عز من معاقلهم

فأودعوا حفرا يا بئس ما نزلوا

ناداهم صارخ من بعد ما قبروا

أين الاسرة والتيجان والحلل

أين الوجوه التي كانت منعمة

من دونها تضرب الأستار والكلل

فأفصح القبر عنهم حين ساء لهم

تلك الوجوه عليها الدود يقتتل

قد طال ما أكلوا دهرا وما شربوا

فأصبحوا بعد طول الاكل قد أكلوا

قال : فأشفق من حضر على علي ، وظن أن بادرة تبدر اليه ، فبكى المتوكل بكاء كثيرا حتى بلت دموعه لحيته ، وبكى من حضره ، ثم أمر برفع الشراب ثم قال : يا أبا الحسن أعليك دين؟ قال : نعم أربعة آلاف دينار ، فأمر بدفعها اليه ، ورده الى منزله مكرما.

وكانت ولادته يوم الأحد ثالث عشر رجب ، وقيل : يوم عرفة ، سنة أربع ، وقيل : ثلاث عشرة ومائتين.

ولما كثرت السعاية في حقه عند المتوكل أحضره من المدينة ، وكان مولده بها ، وأقره بسر من رأى وهي تدعى بالعسكر ، لان المعتصم لما بناها انتقل إليها بعسكره ، فقيل لها : العسكر ، ولهذا قيل لأبي الحسن المذكور : العسكري ،


لأنه منسوب إليها ، وأقام بها عشرين سنة وتسعة أشهر.

وتوفي بها يوم الاثنين لخمس بقين من جمادى الآخرة ، وقيل : لأربع بقين منها ، وقيل : في رابعها ، وقيل : في ثالث رجب سنة أربع وخمسين ومائتين ، ودفن في داره ، رحمه‌الله تعالى!

ومنهم الحافظ أبو بكر الشهير بالخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» (ج ١٢ ص ٥٦ ط السعادة بمصر) قال :

علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب ، أبو الحسن الهاشمي. أشخصه جعفر المتوكل على الله من مدينة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الى بغداد ، ثم الى سر من رأى ، فقدمها وأقام بها عشرين سنة وتسعة أشهر الى أن توفي ودفن بها في أيام المقتدر بالله يعتقد الشيعة والامامية فيه ويعرف بأبى الحسن العسكري.

أخبرنا محمد بن احمد بن رزق ، أخبرنا محمد بن الحسن بن زياد المقرئ النقاش ، حدثنا الحسين بن حماد المقرئ ـ بقزوين ـ حدثنا الحسين بن مروان الأنباري ، حدثني محمد بن يحيى المعاذي ، قال قال يحيى بن أكثم في مجلس الواثق ـ والفقهاء بحضرته ـ من حلق رأس آدم حين حج؟ فتعايى القوم عن الجواب. فقال الواثق : أنا أحضركم من ينبئكم بالخبر ، فبعث الى علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فأحضر ، فقال : يا أبا الحسن من حلق رأس آدم؟ فقال : سألتك بالله يا أمير المؤمنين الا أعفيتنى. قال : أقسمت عليك لتقولن. قال : أما إذ أبيت فان أبي حدثني عن جدي عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أمر جبريل أن ينزل بياقوتة من الجنة ، فهبط بها فمسح بها رأس


آدم فتناثر الشعر منه ، فحيث بلغ نورها صار حرما.

أخبرني الأزهري ، حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد المقرئ ، حدثنا محمد ابن يحيى النديم ، حدثنا الحسين بن يحيى ، قال : اعتل المتوكل في أول خلافته ، فقال : لئن برئت لا تصدقن بدنانير كثيرة ، فلما برئ جمع الفقهاء فسألهم عن ذلك فاختلفوا ، فبعث الى علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر فسأله فقال : يتصدق بثلاث وثمانين دينارا. فعجب قوم من ذلك ، وتعصب قوم عليه ، وقالوا : تسأله يا أمير المؤمنين من أين له هذا؟ فرد الرسول اليه فقال له : قل لأمير المؤمنين في هذا الوفاء بالنذر ، لان الله تعالى قال (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ) ، وروى أهلنا جميعا أن المواطن في الوقائع والسرايا والغزوات كانت ثلاثة وثمانين موطنا ، وأن يوم حنين كان الرابع والثمانين ، وكلما زاد أمير المؤمنين في فعل الخير كان أنفع له ، وآجر عليه في الدنيا والآخرة.

أخبرني الأزهري ، أخبرنا احمد بن ابراهيم بن محمد بن عرفة ، قال : وفي هذه السنة ـ يعنى سنة أربع وخمسين ومائتين ـ توفي علي بن محمد بن علي ابن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بسر من رأى في داره التي ابتاعها من دليل بن يعقوب النصراني.

أخبرني التنوخي ، أخبرني الحسن بن الحسين النعالي ، أخبرنا احمد بن عبد الله الذارع ، حدثنا حرب بن محمد ، حدثنا الحسين بن محمد العمى البصري ، وحدثنا أبو سعيد الأزدي سهل بن زياد ، قال : ولد أبو الحسن العسكري علي بن محمد ـ في رجب سنة مائتين وأربع عشرة من الهجرة ، وقضى في يوم الاثنين لخمس ليال بقين من جمادى الآخرة سنة مائتين واربع وخمسين من الهجرة.


ومنهم العلامة الكنجي الشافعي في «كفاية الطالب» (ص ٤٥٨ ط النجف) قال:

الهادي علي ، وهو الامام بعده (أي الامام التاسع محمد الجواد «ع») مولده بصريا من المدينة للنصف من ذي الحجة سنة اثنتي عشرة ومائتين ، وتوفي بسر من رأى في رجب سنة أربع وخمسين ومائتين ، وله يومئذ إحدى وأربعون سنة ، ودفن في داره بسر من رأى.

ومنهم العلامة أحمد بن حجر الهيتمى في «الصواعق المحرقة» (ص ٢٠٥ ط عبد الوهاب بن عبد اللطيف بالقاهرة) قال :

(علي العسكري) سمي بذلك لأنه لما وجه لاشخاصه من المدينة النبوية الى سر من رأى وأسكنه بها وكانت تسمى العسكر فعرف بالعسكري ، وكان وارث أبيه علما وسخاء. ومن ثم جاءه أعرابي من أعراب الكوفة وقال : اني من المتمسكين بولاء جدك وقدر كبني دين أثقلني حمله ولم أقصد لقضائه سواك فقال : كم دينك؟ فقال : عشرة آلاف درهم. فقال : طب نفسا بقضائه ان شاء الله تعالى ، ثم كتب له ورقة فيها ذلك المبلغ دينا عليه. وقال له : ائتني به في المجلس العام وطالبني بها وأغلظ علي في الطلب ، ففعل فاستمهله ثلاثة أيام ، فبلغ ذلك المتوكل فأمر له بثلاثين ألفا ، فلما وصلته أعطاها الاعرابي. فقال :

يا ابن رسول الله ان العشرة آلاف أقضي بها أربي ، فأبى أن يسترد منه من الثلاثين شيئا. فولى الاعرابي وهو يقول (اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ).

ومر أن الصواب في قضية السباع الواقعة من المتوكل أنه هو الممتحن بها وأنها لم تقربه بل خضعت واطمأنت لما رأته.


ويوافقه ما حكاه المسعودي وغيره أن يحيى بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط لما هرب الى الديلم ثم أتي به الرشيد وأمر بقتله ألقي في بركة فيها سباع قد جوعت ، فأمسكت عن أكله ولاذت بجانبه وهابت الدنو منه ، فبنى عليه ركن بالجص والحجر وهو حي.

توفي رضي‌الله‌عنه بسر من رأى في جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين ومائتين ، ودفن بداره وعمره أربعون ، وكان المتوكل أشخصه من المدينة إليها سنة ثلاث وأربعين فأقام بها الى أن قضى عن أربعة ذكور وأنثى.


بعض كراماته عليه‌السلام

منها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم المؤرخ الشهير العلامة المسعودي المتوفى سنة ٣٤٦ في «مروج الذهب» (ج ٤ ص ٨٦ ط دار الأندلس في بيروت)

قال المسعودي : وقد ذكرنا خبر علي بن محمد بن موسى رضي‌الله‌عنه مع زينب الكذابة بحضرة المتوكل ، ونزوله ـ رضي‌الله‌عنه ـ الى بركة السباع ، ونذللها له ، ورجوع زينب عما ادعته من أنها ابنة الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام وأن الله تعالى أطال عمرها الى ذلك الوقت ، في كتابنا «أخبار الزمان» ، وقيل : انه مات مسموما عليه‌السلام.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :


منهم المؤرخ الشهير العلامة المسعودي في «مروج الذهب» (ج ٤ ص ٨٦ ط بيروت) قال :

علي بن محمد الطالبي : حدثنا ابن الأزهر ، قال حدثني القاسم بن عباد ، قال حدثني يحيى بن هرثمة ، قال : وجهني المتوكل الى المدينة لاشخاص علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر لشيء بلغه عنه ، فلما صرت إليها ضج أهلها وعجوا ضجيجا وعجيجا ما سمعت مثله ، فجعلت أسكنهم وأحلف لهم أني لم أومر فيه بمكروه ، وفتشت بيته ، فلم أجد فيه الا مصحفا ودعاء وما أشبه ذلك ، فأشخصته وتوليت خدمته وأحسنت عشرته.

فبينا أنا نائم يوما من الأيام ، والسماء صاحية والشمس طالعة ، إذ ركب وعليه ممطر ، وقد عقد ذنب دابته فعجبت من فعله ، فلم يكن بعد ذلك الا هنيهة حتى جاءت سحابة فأرخت عز إليها ، ونالنا من المطر أمر عظيم جدا ، فالتفت الي وقال : أنا اعلم انك أنكرت ما رأيت ، وتوهمت أني علمت من الأمر ما لا تعلمه ، وليس ذلك كما ظننت ، ولكن نشأت بالبادية ، فأنا أعرف الرياح التي يكون في عقبها المطر ، فلما أصبحت هبت ربح لا تخلف وشممت منها رائحة المطر ، فتأهبت لذلك ، فلما قدمت مدينة السلام بدأت بإسحاق بن ابراهيم الطاهري ـ وكان على بغداد ـ فقال لي : يا يحيى ، ان هذا الرجل قد ولده رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والمتوكل من تعلم ، وان حرضته على قتله كان رسول الله خصمك. فقلت : والله ما وقفت له الا على كل أمر جميل ، فصرت


الى سامرا ، فبدأت بوصيف التركي ، وكنت من أصحابه : والله لئن سقطت من رأس هذا الرجل شعرة لا يكون المطالب بها غيري ، فعجبت من قولهما ، وعرفت المتوكل ما وقفت عليه ، وما سمعته من الثناء عليه ، فأحسن جائزته ، وأظهر بره وتكرمته.

بعض كلماته مع المتوكل وغيره

ذكره جماعة من أعلام القوم :

منهم المؤرخ الشهير العلامة المسعودي في «مروج الذهب» (ج ٤ ص ١١ ط دار الأندلس في بيروت) قال :

وقد كان سعي بأبي الحسن علي بن محمد الى المتوكل ، وقيل له : ان في منزله سلاحا وكتبا وغيرها من شيعته ، فوجه اليه ليلا من الأتراك وغيرهم من هجم عليه في منزله على غفلة ممن في داره ، فوجده في بيت وحده مغلق عليه وعليه مدرعة من شعر ، ولا بساط في البيت الا الرمل والحصى ، وعلى رأسه ملحفة من الصوف متوجها الى ربه يترنم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد ، فأخذ على ما وجد عليه ، وحمل الى المتوكل في جوف الليل ، فمثل بين يديه والمتوكل يشرب وفي يده كأس ، فلما رآه أعظمه وأجلسه الى جنبه ولم يكن في منزله شيء مما قيل فيه ، ولا حالة يتعلل عليه بها ، فناوله المتوكل الكأس الذي في يده ، فقال : يا أمير المؤمنين ، ما خامر لحمي ودمي قط ، فأعفني منه ، فعافاه وقال : أنشدني شعرا أستحسنه ، فقال : اني لقليل الرواية للاشعار ، فقال : لا بد أن تنشدني فأنشده :


باتوا على قلل الأجبال تحرسهم

غلب الرجال فما أغنتهم القلل

واستنزلوا بعد عز عن معافلهم

فأودعوا حفرا يا بئس ما نزلوا

ناداهم صارخ من بعد ما قبروا

أين الاسرة والتيجان والحلل؟

أين الوجوه التي كانت منعمة

من دونها تضرب الأستار والكلل

فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم

تلك الوجوه عليها الدود يقتتل

قد طالما أكلوا دهرا وما شربوا

فأصبحوا بعد طول الاكل قد أكلوا

وطالما عمروا دورا لتحصنهم

ففارقوا الدور والأهلين وانتقلوا

وطالما كنزوا الأموال وادخروا

فخلفوها على الأعداء وارتحلوا

أضحت منازلهم قفرا معطلة

وساكنوها الى الأجداث قد رحلوا

قال : فأشفق كل من حضر على علي ، وظن أن بادرة تبدر منه اليه ، قال : والله لقد بكى المتوكل بكاء طويلا حتى بلت دموعه لحيته ، وبكى من حضره ، ثم أمر برفع الشراب ، ثم قال له : يا أبا الحسن ، أعليك دين؟ قال : نعم أربعة آلاف دينار ، فأمر بدفعها اليه ، ورده الى منزله من ساعته مكرما.

وفي (ج ٤ ص ٨٥ الطبع المذكور):

وحدثني محمد بن الفرج بمدينة جرجان في المحلة المعروفة ببئر أبي عنان قال : حدثني أبو دعامة ، قال أتيت علي بن محمد بن علي بن موسى عائدا في علته التي كانت وفاته منها في هذه السنة ، فلما هممت بالانصراف قال لي : يا أبا دعامة قد وجب حقك ، أفلا أحدثك بحديث تسر به؟ قال : فقلت له : ما أحوجني الى ذلك يا ابن رسول الله ، قال : حدثني أبي محمد بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن موسى ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدثني أبي جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي محمد بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن الحسين ، قال : حدثني أبي الحسين بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن أبي


طالب ، رضي‌الله‌عنهم ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «أكتب يا علي» قال : قلت : وما أكتب؟ قال لي : «اكتب بسم الله الرحمن الرحيم الايمان ما وقرته القلوب ، وصدقته الاعمال ، والإسلام ما جرى به اللسان ، وحلت به المناكحة» قال أبو دعامة : فقلت : يا ابن رسول الله ، ما أدري والله أيهما أحسن ، الحديث أم الاسناد؟ فقال : انها لصحيفة بخط علي بن أبي طالب بإملاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نتوارثها صاغرا عن كابر.

وفي (ج ٤ ص ١٠ الطبع المذكور):

وحدث أبو عبد الله محمد بن عرفة النحوي قال : حدثنا محمد بن يزيد المبرد قال : قال المتوكل لابي الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنهم : ما يقول ولد أبيك في العباس بن عبد المطلب؟ قال : وما يقول ولد أبي يا أمير المؤمنين في رجل افترض الله طاعة بنيه على خلقه وافترض طاعته على بنيه؟ فأمر له بمائة ألف درهم ، وانما أراد أبو الحسن طاعة الله على بنيه ، فعرض.


مستدرك ما أوردناه

(في فضائل الامام حسن بن على العسكري)

(عليه‌السلام)

قد تقدم جملة مما ورد منها في كتب أعلام أهل السنة وأعاظمهم في المجلد الثاني عشر (ص ٤٥٨ الى ص ٤٧٦) ونستدرك هاهنا بعض ما لم ننقله هناك أو نقلناه عن غير من ننقل عنه هاهنا.

ولادته ووفاته ونبذة من فضائله

فممن لم نستدركه هاهنا المؤرخ الشهير محمد بن الحسين المسعودي في «مروج الذهب» (ج ٤ ص ١١٢ ط دار الأندلس في بيروت) قال :

الامام الحادي عشر ، وفي سنة ستين ومائتين قبض أبو محمد الحسن بن علي ابن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب عليهم‌السلام في خلافة المعتمد ، وهو ابن تسع وعشرين سنة ،


وهو أبو المهدي المنتظر ، والامام الثاني عشر عند القطعية من الامامية ، وهم جمهور الشيعة.

ومنهم العلامة أحمد بن حجر الهيتمى في «الصواعق المحرقة» (ص ٢٠٥ ط عبد الوهاب بن عبد اللطيف بالقاهرة)

أبو محمد الحسن الخالص ، وجعل ابن خلكان هذا هو العسكري ، ولد سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ، ووقع لبهلول معه ، أنه رآه وهو صبي يبكي والصبيان يلعبون ، فظن انه يتحسر على ما في أيديهم ، فقال : أشتري لك ما تلعب به؟ فقال : يا قليل العقل ما للعب خلقنا. فقال له : فلما ذا خلقنا؟ قال : للعلم والعبادة. فقال له : من أين لك ذلك؟ قال : من قول الله عزوجل (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ).

ثم سأله أن يعظه ، فوعظه بأبيات ثم خر الحسن مغشيا عليه ، فلما أفاق قال له : ما نزل بك وأنت صغير لا ذنب لك؟ فقال : إليك عني يا بهلول اني رأيت والدتي توقد النار بالحطب الكبار فلا تتقد الا بالصغار واني أخشى أن أكون من صغار حطب نار جهنم.

ولما حبس قحط الناس بسر من رأى قحطا شديدا ، فأمر الخليفة المعتمد ابن المتوكل بالخروج للاستسقاء ثلاثة أيام فلم يسقوا ، فخرج النصارى ومعهم راهب كلما مد يده الى السماء هطلت ثم في اليوم الثاني كذلك ، فشك بعض الجهلة وارتد بعضهم ، فشق ذلك على الخليفة فأمر بإحضار الحسن الخالص وقال له : أدرك أمة جدك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قبل أن يهلكوا. فقال الحسن : يخرجون غدا وأنا أزيل الشك ان شاء الله ، وكلم الخليفة في اطلاق أصحابه من السجن فأطلقهم.


فلما خرج الناس للاستسقاء ورفع الراهب يده مع النصارى غيمت السماء ، فأمر الحسن بالقبض على يده فإذا فيها عظم آدمي ، فأخذه من يده وقال استسق ، فرفع يده فزال الغيم وطلعت الشمس ، فعجب الناس من ذلك ، فقال الخليفة للحسن : ما هذا يا أبا محمد؟ فقال : هذا عظم نبى ظفر به هذا الراهب من بعض القبور ، وما كشف من عظم نبى تحت السماء الا هطلت بالمطر ، فامتحنوا ذلك العظم فكان كما قال وزالت الشبهة عن الناس ، ورجع الحسن الى داره. وأقام عزيزا مكرما وصلات الخليفة تصل اليه كل وقت الى أن مات بسر من رأى ودفن عند أبيه وعمه وعمره ثمانية وعشرون سنة ، ويقال انه سم أيضا ولم يخلف غير ولده.

ومنهم العلامة محمد ابو الهدى أفندى في «ضوء الشمس» (ج ١ ص ١١٩ ط الاسلامبول) قال :

قد علم المسلمون في المشرق والمغرب ان رؤساء الأولياء وأئمة الأصفياء من بعده عليه الصلاة والسلام من ذريته وأولاده الطاهرين يتسلسلون بطنا بعد بطن وجيلا بعد جيل الى زمننا هذا وهم الأولياء الأولياء بلا ريب وقادتهم الى الحضرة القدسية المحفوظة من الدنس والعيب ومن في الأولياء الصدر الاول بعد الطبقة المشرفة بصحبة النبي الكريم كالحسن والحسين والباقر والكاظم والصادق والجواد والهادي والتقي والنقي والعسكري.

ومنهم العلامة الشيخ عبد الله بن محمد بن عامر الشبراويّ الشافعي في «الإتحاف بحب الاشراف» (ص ٦٨ ط مصطفى البابى الحلبي بمصر) قال :

الحادي عشر من الأئمة الحسن الخالص ويلقب أيضا بالعسكري ، ولد رضي


الله عنه بالمدينة لثمان خلون من ربيع الاول سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ، وتوفى رضي‌الله‌عنه يوم الجمعة لثمان خلون من ربيع الاول سنة ستين ومائتين وله من العمر ثمان وعشرون سنة ويكفيه شرفا أن الامام المهدي المنتظر من أولاده.

فلله در هذا البيت الشريف والنسب الخضيم المنيف ، وناهيك به من فخار وحسبك فيه من علو مقدار ، فهم جميعا في كرم الارومة وطيب الجرثومة كأسنان المشط متعادلون ولسهام المجد مقنسمون ، فيا له من بيت عالي الرتبة سامي المحلة ، فلقد طاول السماك علا ونبلا ، وسما على الفرقدين منزلة ومحلا ، واستغرق صفات الكمال فلا يستثني فيه بغير ولا بالا انتظم في المجد هؤلاء الأئمة انتظام اللآلي وتناسقوا في الشرف فاستوى الاول والتالي ، وكم اجتهد قوم في خفض منارهم والله يرفعه ، وركبوا الصعب والذلول في تشتيت شملهم والله يجمعه ، وكم ضيعوا من حقوقهم ما لا يهمله الله ولا يضيعه.

أحيانا الله على حبهم وأماتنا عليه ، وأدخلنا في شفاعة من ينتمون في الشرف اليه صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وكانت وفاته بسر من رأى ، ودفن بالدار التي دفن فيها أبوه.

ومنهم العلامة الكنجي الشافعي في «كفاية الطالب» (ص ٤٥٨ ط النجف) قال:

ابو محمد الحسن العسكري ابنه (أي علي الهادي «ع») والامام بعده ، مولده بالمدينة في شهر ربيع الآخر من سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ، وقبض يوم الجمعة لثمان خلون من شهر ربيع الاول سنة ستين ومائتين وله يومئذ ثمان وعشرون سنة ، ودفن في داره بسر من رأى في البيت الذي دفن فيه أبوه.


ومنهم العلامة سراج الدين بن السيد عبد الله الرفاعي ثم المخزومي في «صحاح الاخبار» (ص ٥٥ ط بمبئي سنة ١٣٠٦) قال :

وأما الامام علي الهادي ابن الامام محمد الجواد ، ولقبه النقي والعالم والفقيه والأمير والدليل والعسكري والنجيب ، ولد في المدينة سنة اثنتي عشرة ومائتين من الهجرة ، وتوفي شهيدا بالسم في خلافة المعتز العباسي يوم الاثنين بسر من رأى لثلاث ليال خلون من رجب سنة أربع وخمسين ومائتين. وكان له خمسة أولاد الامام الحسن العسكري والحسين ومحمد وجعفر وعائشة فالحسن العسكري أعقب صاحب السرداب الحجة المنتظر ولي الله الامام محمد المهدي.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٦٦ ط الشعبية) قال : (فصل في ذكر مناقب الحسن الخالص ابن علي الهادي بن محمد الجواد ابن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنهم).

أمه أم ولد يقال لها حديث ، وقيل سوسن وكنيته أبو محمد وألقابه الخالص والسراج والعسكري ، صفته بين السمرة والبياض. شاعره ابن الرومي ، بوابه عثمان بن سعد ، نقش خاتمه «سبحان من له مقاليد السماوات والأرض» ، معاصره المعتز والمهتدي والمعتمد.

ولد أبو محمد الخالص بالمدينة لثمان خلت من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين ومائتين من الهجرة.

ومناقبه رضي‌الله‌عنه كثيرة ، ففي درر الاصداف وقع للبهلول معه أنه رآه وهو صبي يبكي والصبيان يلعبون ، فظن أنه يتحسر على ما بأيديهم ، فقال له :


أشتري لك ما تلعب به. فقال : يا قليل العقل ما للعب خلقنا. فقال له : فلما ذا خلقنا. قال : للعلم والعبادة. فقال له : من أين لك ذلك؟ فقال : من قوله تعالى (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ).

ثم سأله أن يعظه فوعظه بأبيات ثم خر الحسن رضي‌الله‌عنه مغشيا عليه ، فلما أفاق قال له : ما نزل بك وأنت صغير ولا ذنب لك؟ فقال : إليك عني يا بهلول ، اني رأيت والدتي توقد النار بالحطب الكبار فلا تتقد الا بالصفار ، واني أخشى أن أكون من صغار حطب جهنم.

فذكر جملة من كراماته عليه‌السلام تقدم نقلها عنه في المجلد الثاني عشر من كتابنا هذا ، ومما لم ننقل عنه هناك ما رواه :

عن هاشم داود بن قاسم الجعفري قال : كنت في الحبس الذي في الجوسق أنا والحسن بن محمد ومحمد بن ابراهيم العمري وفلان وفلان خمسة أو ستة إذ دخل علينا أبو محمد الحسن بن علي العسكري وأخوه جعفر ، بأبى محمد وكان المتولى للحبس صالح بن يوسف الحاجب وكان معنا في الحبس رجل أعجمي ، فالتفت إلينا أبو محمد وقال لنا سرا : لو لا أن هذا الرجل فيكم لأخبرتكم متى يفرج الله عنكم ، وهذا الرجل قد كتب فيكم قصة الى الخليفة يخبر فيها بما تقولون فيه وهي معه في ثيابه يريد الحيلة في إيصالها الى الخليفة من حيث لا تعلمون فاحذروا شره.

قال ابو هاشم : فما تمالكنا أن تحاملنا جميعا على الرجل ففتشناه فوجدنا القصة مدسوسة معه في ثيابه وهو يذكرنا فيها بكل سوء ، فأخذناها منه وحذرناه وكان الحسن يصوم في السجن فإذا أفطر أكلنا معه من طعامه.

قال ابو هاشم : فكنت أصوم معه ، فلما كان ذات يوم ضعفت عن الصوم فأمرت غلامي فجاء لي بكعك ، فذهبت الى مكان خال في المحبس فأكلت


وشربت ثم عدت الى مجلسي مع الجماعة ولم يشعرني أحد ، فلما رآني تبسم وقال : أفطرت. فخجلت فقال : لا عليك يا ابا هاشم إذا رأيت أنك قد ضعفت وأردت القوة فكل اللحم فان الكعك لا قوة فيه. وقال : عزمت عليك أن تفطر ثلاثا فان البنية إذا أنهكها الصوم لا تتقوى الا بعد ثلاث. ثم ذكر جملة من كراماته عليه‌السلام.

ومنهم العلامة السيد ابراهيم الحسيني المدني السمهودي الشافعي في «الاشراف على فضل الاشراف» (ص ١٠٩ نسخة مكتبة الظاهرية في دمشق أو الاحمدية في حلب) قال:

ومن ذلك ما يروى عن داود بن قاسم الجعفري أنه كان بحبس الخليفة المعتمد على الله بن المتوكل العباسي بالجوسق جماعة ، ثم حبس ابن المتوكل معهم الامام أبا محمد الحسن الخالص ابن علي العسكري ، فقال لهم سرا عن رجل كان معهم في الحبس : لو لا أن هذا الرجل فيكم لأخبرتكم متى يفرج عنكم.

وذكر قصة اتفقت له مع ذلك الرجل أخبرتها عن ابى محمد الحسن ، ولم تطل مدة أبي الحسن في الحبس حتى حصل بسر من رأى قحط شديد ، فأمر الخليفة المعتمد بالخروج للاستسقاء ، فخرج المسلمون ثلاثة أيام فلم يسقوا ، فخرج الجاثليق في اليوم الرابع بالنصارى والرهبان ، وكان فيهم راهب كلما رفع يده الى السماء هطلت بالمطر ، ثم خرجوا في اليوم الثاني وفعلوا كفعلهم بالأمس وسقوا سقيا شديدا ، فتعجب الناس من ذلك وسبأ بعضهم للنصرانية ، فشق ذلك على الخليفة فأنفذ الى صالح بن وصيف أن أخرج أبا محمد وائتني به ، فلما حضر قال له الخليفة : أدرك أمة جدك محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيما لحق بعضهم من هذه النازلة. فقال ابو محمد : دعهم يخرجون. فقال : قد


استغنى الناس من كثرة المطر فما فائدة خروجهم. قال : لازيل الشك عن الناس وما وقعوا فيه من هذه الورطة.

فأمرهم الخليفة بالخروج وان يخرج المسلمون معهم ابو محمد ، فرفع الراهب يده ورفعت الرهبان معه أيديهم ، فغيمت السماء والمطر. فأمر ابو محمد بالقبض على يد الراهب وأخذ ما فيها ، فإذا بعظم آدمي بين أصابعه ، فلفه ابو محمد في خرقة وقال : استسقى الآن ، فاستسقى فانقطع الغيم وانكشف السحاب وطلعت الشمس ، فتعجب الناس من ذلك وقال الخليفة : ما هذا يا أبا محمد؟ قال : هذا عظم نبي من أنبياء الله عزوجل ظفروا به ، وما كشف عن عظم نبي تحت السماء الا هطلت بالمطر ، فامتحنوا ذلك فوجدوه كما قال ، وسر الخليفة بذلك وزالت تلك الشبهة عن الناس.

وكلم ابو محمد الخليفة في اطلاق الذين كانوا معه في السجن فأطلقهم واقام بمنزله من سر من رأى معظما وصلات الخليفة تصل اليه كل وقت ، فجعل الله تعالى ما سبق سببا لذلك عناية به.


مستدرك ما أوردناه في

(فضائل بقية الله الأعظم)

(الامام الثاني عشر المهدى المنتظر)

(محمد بن الحسن عجل الله تعالى فرجه)

قد تقدم جملة من الأحاديث المروية عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في كتب أهل السنة المتضمنة لبيان عدد الأئمة وأنهم اثنا عشر في المجلد الثالث عشر من كتابنا هذا من (ص ١ الى ص ٤٨) وكذا الأحاديث المروية عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله في كتب أهل السنة المصرحة بأسماء الأئمة الاثني عشر وأن المهدي عليه‌السلام هو الامام الثاني عشر وانه ابن الامام الحادي عشر الحسن بن علي العسكري عليه‌السلام من (ص ٤٩ الى ص ٧٤).

وقد تمحض المجلد الثالث عشر لذكر الأحاديث المتواترة من طرق أهل السنة في المهدي عليه‌السلام وانه يملأ الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا. وانما نستدرك هاهنا جملة مما لم ننقله هناك أو نقلناه عن غير من ننقل عنه هاهنا من أعلام أهل السنة.


قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

(الأئمة بعدي اثنا عشر)

وفي بعض الأحاديث (اثنا عشر خليفة) وفي بعضها (اثنا عشر اماما).

رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ٣ ص ١ الى ص ٧٢) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة شمس الدين الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج ١٤ ص ٤٤٣ ط بيروت) قال :

أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق بمصر ، أخبرنا الفتح بن عبد الله الكاتب أخبرنا هبة الله بن أبي شريك ، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور قال : حدثنا عيسى بن علي الوزير إملاء ، حدثنا أبو القاسم البغوي ، حدثنا علي ابن الجعد ، أخبرنا زهير ـ هو ابن معاوية ، عن سماك ، وزياد بن علاقة ، وحصين ، كلهم عن جابر بن سمرة رضي‌الله‌عنهما : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : يكون بعدي اثنا عشر أميرا.

ثم تكلم بشيء لم افهمه ، فسألت أبي ـ وقال بعضهم في حديثه : فسألت القوم ـ فقالوا : قال : كلهم من قريش. هذا حديث صحيح من العوالي لنا ولصاحب الترجمة.

ومنهم العلامة جلال الدين السيوطي في «الجامع الكبير» (كما في جامع الأحاديث ج ٨ ص ١٧٣ ط دمشق)

روى من طريق احمد والطبراني والحاكم عن ابن مسعود ـ قال :


قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يملك هذه الامة اثنا عشر خليفة كعدة نقباء بني إسرائيل.

ومنهم مؤلف «مختصر سنن أبى داود» (ج ٦ ص ٨٥٦ ط السنة المحمدية بالقاهرة)

روى عن اسماعيل ـ يعني ابن أبي خالد ـ عن أبيه عن جابر بن سمرة رضي‌الله‌عنه قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : لا يزال هذا الدين قائما حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم تجتمع عليه الامة ، فسمعت كلاما من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم أفهمه ، قلت لابي : ما يقول؟ قال : كلهم من قريش.

ومنهم العلامة القسطلاني في «المطالب العالية» (ج ٤ ص ٣٤٢ ط الكويت) قال :

روى من طريق المسدد عن أبي بحر أن أبا الجلد حدثه ، وحلف عليه : أنه لا يهلك هذه الامة حتى يكون فيها اثنا عشر خليفة ، كلهم يعمل بالهدى ودين الحق منهم رجلان من أهل بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يعيش أحدهما أربعين سنة ، والآخر ثلاثين سنة ، ويكون خلفاء بعدهم ليسوا منهم.

ومنهم العلامة السيد على بن شهاب الدين الهمداني في «مودة القربى» (ص ٩٣ ط لاهور)

روى عن الشعبي ، عن عمر بن قيس بن عبد الله قال : كنا جلوسا في حلقة فيها عبد الله بن مسعود ، وجاء أعرابى فقال : أيكم عبد الله بن مسعود. فقال عبد الله ابن مسعود : حدثكم نبيكم كم يكون بعده من الخلفاء؟ قال : نعم اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل.


وروى عن الشعبي عن مسروق قال : بينما نحن عند عبد الله بن مسعود نعرض عليه مصاحفنا إذ قال له فتى : هل عهد إليكم نبيكم يكون من بعده خليفة؟ قال : انك لحديث السن ان هذا شيء ما سألني أحد قبلك ، نعم عهد إلينا نبينا أنه يكون اثنا عشر خليفة بعدد نقباء بنى إسرائيل.

ومنهم العلامة اسماعيل بن عمر الشافعي البصري المتوفى سنة ٧٠١ في «قصص الأنبياء» (ص ٢٠١ ط دار الكتب الحديثة بمصر) قال :

وفي رواية : لا يزال هذا الأمر قائما ـ وفي رواية عزيزا ـ حتى يكون اثنا عشر خليفة كلهم من قريش.

ومنهم الحافظ المناوى في «الجامع الأزهر» (كما في جامع الأحاديث ج ٩ ص ٥٠٢ ط دمشق)

روى من طريق الطبراني في الكبير والأوسط عن أبى جحيفة قال : كنت مع عمي عند النبي صلى الله عليه وهو يخطب فقال :

لا يزال أمر أمتي صالحا حتى يمضي اثنا عشر خليفة ، وخفض صلى‌الله‌عليه‌وسلم صوته. قال : فقلت لعمي وكان أمامي : ما قال يا عم؟ قال : كلهم من قريش.

ومنهم العلامة ابو القاسم على بن الحسن الشهير بابن عساكر الدمشقي الشافعي المتوفى ٥٧١ في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١ ص ٣٣٤ والنسخة مصورة من مخطوطة جامع السلطان احمد الثالث في اسلامبول) قال :

أخبرنا أبو محمد الاكفاني ، حدثنا عبد العزيز بن احمد الكناني ، أخبرنا


أبو زكريا احمد بن محمد بن احمد بن سليمان النيسابوري الفقيه المعروف بابن الصائغ قدم علينا قراءة عليه ، حدثنا أبو عمرو احمد بن محمد بن احمد أبي منصور العمركي السرخسي ، حدثنا أبو الحسين بن محمد بن مصعب ، حدثنا علي ابن مصعب ، حدثنا علي بن خشرم ، حدثنا عيسى بن يونس ، عن عمران ، عن الشعبي ، عن جابر بن سمرة قال : سمعت رسول الله «ص» في حجة الوداع يقول : لا يزال أمر هذه الامة عاليا على من ناوأها حتى يملك اثنا عشر خليفة. ثم قال كلمة خفية لم أسمعها ، فسألت أبي وهو أقرب اليه مني : ما قال «ص»؟ قال : كلهم من قريش.

ومنهم العلامة المولوى ولى الله اللكهنوئى في «مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين» (ص ١١١) قال :

في مسند أبي جحيفة عن أبيه قال : اني كنت مع عمي عند النبي «ص» فقال : لا يزال أمر أمتي صالحا حتى يمضي اثنا عشر خليفة. ثم قال كلمة فخفض لها صوته ، فقلت لعمي وكان أمامي : ما قال يا عمي؟ قال : يا بني كلهم من قريش. وإخراج است اين حديث صاحب صواعق محرقة بطرق متعددة فقال هذا الحديث مجمع على صحته.

وأورد بطرق متعددة ، أخرجه الشيخان وغيرهما ، فمن تلك الطرق : لا يزال هذا الأمر عزيزا ينصرون على ما ناوأهم عليه الى اثني عشر خليفة كلهم من قريش. ورواه عبد الله بن احمد بسند صحيح.

ومنها : لا يزال هذا الأمر صالحا. ومنها لا يزال هذا الأمر ماضيا. رواهما احمد.


ومنها : لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا.

ومنها : ان هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة.

ومنها : لا يزال الإسلام عزيزا منيعا الى اثنى عشر خليفة. رواها مسلم.

ومنها : لا يزال امر أمتى قائما حتى يمضي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش.

ومنها لابي داود : لا يزال هذا الدين قائما حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم مجتمع عليه الامة.

وعن ابن مسعود بسند صحيح حسن أنه سئل : كم يملك هذه الامة من خليفة؟ قال : سألنا عنها رسول الله «ص» فقال : اثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل.

پس اين حديث بجميع طرقه ناص است بر اينكه عزت اسلام واستحكام طريقه سيد انام از وجود دوازده خليفه كه هر يك از انها از قريش باشد خواهد بود وقريش عام وشامل اند مر بني هاشم وغير آنرا از قبائل عرب پس در ضمن اين اجمال نصى بر خلافت حضرت مرتضى كه از جمله قريش واكابر مهاجرين اولين بود هم مفهوم گشته.

نسب المهدى عليه‌السلام وولادته

ذكر في ذلك أعلام أهل السنة أحاديث وقد تقدم النقل عنهم في (ج ١٣ ص ٨٨ الى ص ٩٧) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة الشيخ عبد الله بن محمد بن عامر الشبراويّ الشافعي في «الإتحاف بحب الاشراف» (ص ٦٨ ط مصطفى البابى الحلبي بمصر) قال : الثاني عشر من الأئمة أبو القاسم محمد الحجة الامام ، قيل هو المهدي


المنتظر ، ولد امام محمد الحجة بن الامام الحسن الخالص رضي‌الله‌عنهما بسر من رأى ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين قبل موت أبيه بخمس سنين ، وكان أبوه قد أخفاه حين ولد وستر أمره لصعوبة الوقت وخوفه من الخلفاء ، فإنهم كانوا في ذلك الوقت يتطلبون الهاشميين ويقصدونهم بالحبس والقتل ويريدون اعدامهم.

وكان الامام محمد الحجة يلقب أيضا بالمهدي والقائم والمنتظر والخلف الصالح وصاحب الزمان ، وأشهرها المهدي ، ولذلك ذهبت الشيعة الى أنه الذي صحت الأحاديث بأنه يظهر آخر الزمان وأنه موجود في السرداب الذي دخله في سر من رأى ، ولهم في ذلك تأليف والصحيح خلاف ما ذهبوا اليه ، وان المهدي الذي صحت به الأحاديث وأنه يظهر آخر الزمان خلافه ، وان كان أيضا من أشرف آل البيت الكريم لكنه يولد وينشأ كغيره لا أنه من المعمرين.

وقد أشرق نور هذه السلسلة الهاشمية والبيضة الطاهرة النبوية والعصابة العلوية ، وهم اثنا عشر اماما مناقبهم علية وصفاتهم سنية ونفوسهم شريفة أبية وأرومتهم كريمة محمدية ، وهم محمد الحجة بن الحسن الخالص بن علي الهادي ابن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الامام الحسين أخي الامام الحسن ولدي الليث الغالب علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم أجمعين.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٦٨ ط الشعبية) قال :

(فصل) في ذكر مناقب محمد بن الحسن الخالص بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن


علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنهم.

أمه أم ولد يقال لها نرجس ، وقيل صقيل ، وقيل سوسن ، وكنيته أبو القاسم ، ولقبه الامامية بالحجة والمهدي والخلف الصالح والقائم والمنتظر وصاحب الزمان ، وأشهرها المهدي.

صفته رضي‌الله‌عنه شاب مربوع القامة حسن الوجه والشعر يسيل شعره على منكبيه أقنى الأنف أجلى الجبهة نوابه محمد بن عثمان ، معاصره المعتمد كذا في الفصول المهمة. وهو آخر الأئمة الاثني عشر على ما ذهب اليه الامامية.

الى أن قال : وفي تاريخ ابن الوردي : ولد محمد بن الحسن الخالص سنة خمس وخمسين ومائتين ، وتزعم الشيعة أنه دخل السرداب في دار أبيه بسر من رأى وأمه تنظر اليه فلم يعد إليها ، وكان عمره تسع سنين ، وذلك في سنة مائتين وخمس وستين على خلاف.

ومنهم العلامة الكنجي الشافعي في «كفاية الطالب» (ص ٤٥٨ ط الغرى) قال:

أبو محمد حسن العسكري بن علي الهادي ، مولده بالمدينة. الى أن قال :

ودفن في داره بسر من رأى في البيت الذي دفن فيه أبوه وخلف ابنه ، وهو الامام المنتظر صلوات الله عليه.

ومنهم الحافظ الذهبي في «العبر» (ج ٢ ص ٣١ ط الكويت) قال :

وفيها (أي سنة ٢٦٥) محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق العلوي الحسيني أبو القاسم الذي تلقبه الرافضة الخلف الحجة وهو خاتمة الأئمة الاثني عشر.


ومنهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي الحنفي في «وسيلة النجاة» (ص ٤١٨)

روى عن رجل قال : دخلت على أبي محمد وفي البيت ستر ، فقلت له : من صاحب الأمر بعدك؟ فأمرني برفع الستر فرأيت خلفها طفلا ، فجلس عند أبي محمد فقال : هذا صاحبكم ، ثم قام الصبى وقال له أبو محمد : ادخل الى الوقت المعلوم ، ثم نظرت فما رأيته.

ومنهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي الحنفي في «وسيلة النجاة» (ص ٤١٨ ط مطبعة گلشن فيض بلكهنو) قال :

روى عن أبي محمد العسكري أنه سأله رجل عن الامام والخليفة من بعده فدخل البيت فأخرج طفلا كأن وجهه كالبدر فقال : لو لم يكن لك عند الله كرامة لما أريتك. ثم قال : ان اسمه اسم رسول الله «ص» وكنيته كنيته ، وهو الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.

ومنهم العلامة نجم الدين الشافعي في «منال الطالب» (مخطوط) قال :

القسم الثاني في ذكر المعاني التي ذكر اختصاصهم بها ، وهي الامامة الثابتة لكل واحد منهم وكون عددهم مختصرا في اثنى عشر اماما ، فأما ثبوت الامامة لكل واحد منهم فانه حصل ذلك لكل واحد من قبله ، فحصلت للحسن التقي عليه‌السلام من أبيه علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، وحصلت بعده لأخيه الحسين الزكي منه ، وحصلت بعد الحسين لابنه علي زين العابدين منه ، وحصلت


بعد زين العابدين لولده محمد الباقر ، وحصلت بعد الباقر لولده جعفر الصادق منه وحصلت بعد الصادق لولده موسى الكاظم ، وحصلت بعد الكاظم لولده علي الرضا منه ، وحصلت بعد الرضا لولده محمد القانع منه ، وحصلت بعد القانع لولده علي المتوكل منه ، وحصلت بعد المتوكل لولده الحسن الخالص منه ، وحصلت بعد الخالص لولده محمد الحجة المهدي منه. وأما ثبوتها لأمير المؤمنين علي بن ابى طالب فمستقصى على أكمل الوجوه في كتب الأصول فلا حاجة الى بسط القول فيه في هذا الكتاب.

ومنهم العلامة سراج الدين بن السيد عبد الله الرفاعي ثم المخزومي في «صحاح الاخبار» (ص ٥٥ ط بمبئي سنة ١٣٠٦) قال :

وكان له (اي الامام علي الهادي «ع») خمسة اولاد ، الامام الحسن العسكري والحسين ومحمد وجعفر وعائشة ، فالحسن العسكري أعقب صاحب السرداب الحجة المنتظر ولي الله محمد المهدي.

ومنهم العلامة عبد الوهاب الشعراني في «اليواقيت والجواهر» (ص ١٤٣ ط عبد الحميد أحمد حنفي بمصر) قال :

يترقب خروج المهدي عليه‌السلام وهو من أولاد الامام حسن العسكري ، ومولده عليه‌السلام ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين ، وهو باق الى أن يجتمع بعيسى بن مريم عليه‌السلام ، فيكون عمره الى وقتنا هذا ـ وهو سنة ثمان وخمسين وتسعمائة ـ سبعمائة سنة وست سنين. هكذا أخبرنى الشيخ حسن العراقي المدفون فوق كوم الريش المطل على بركة الرطلي بمصر


المحروسة على الامام المهدي حين اجتمع به ، ووافقه على ذلك شيخنا سيدي علي الخواص رحمهما‌الله تعالى.

وعبارة الشيخ محيي الدين في الباب السادس والستين وثلاثمائة من الفتوحات :

واعلموا أنه لا بد من خروج المهدي عليه‌السلام ، لكن لا يخرج حتى تمتلئ الأرض جورا وظلما فيملأها قسطا وعدلا ، ولو لم يكن من الدنيا الا يوم واحد طول الله تعالى ذلك اليوم حتى يلي ذلك الخليفة ، وهو من عترة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من ولد فاطمة رضي‌الله‌عنها ، جده الحسين بن علي بن أبي طالب ووالده حسن العسكري ابن الامام علي النقي بالنون ابن محمد التقي بالتاء ابن الامام علي الرضا ابن الامام موسى الكاظم ابن الامام جعفر الصادق ابن الامام محمد الباقر ابن الامام زين العابدين علي ابن الامام الحسين ابن الامام علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه ، يواطئ اسمه اسم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يبايعه المسلمون بين الركن والمقام ، يشبه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الخلق بفتح الخاء وينزل عنه في الخلق بضمها ، إذ لا يكون أحد مثل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في أخلاقه ، والله تعالى يقول (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) هو أجلى الجبهة أقنى الأنف أسعد الناس به أهل الكوفة ، يقسم المال بالسوية ويعدل في الرعية ، يأتيه الرجل فيقول : يا مهدي أعطني وبين يديه المال فيحثى له في ثوبه ما استطاع أن يحمله ، يخرج على فترة من الدين ، يزع الله به ما لا يزع بالقرآن ، يمسي الرجل جاهلا وجبانا وبخيلا فيصبح عالما شجاعا كريما ، يمشى النصر بين يديه يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا ، يقفوا أثر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا يخطئ ، له ملك يسدده من حيث لا يراه ، يحمل الكل ويعين الضعيف ويساعد على نوائب الحق ، يفعل ما يقول ويقول ما يفعل ويعلم ما يشهد ، يصلحه الله في ليلة ، يفتح


المدينة الرومية بالتكبير مع سبعين ألفا من المسلمين من ولد اسحق ، يشهد الملحمة العظمى مأدبة الله بمرج عكا ، يبيد الظلم وأهله يقيم الدين وينفخ الروح في الإسلام ، يعز الله به الإسلام بعد ذله ويحييه بعد موته ، يضع الجزية ويدعو الى الله بالسيف ، فمن أبى قتل ومن نازعه خذل ، يظهر من الدين ما هو عليه الدين في نفسه حتى لو كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حيا لحكم به فلا يبقى في زمانه الا الدين الخالص عن الرأي ، يخالف في غالب أحكامه مذاهب العلماء فينقبضون منه لذلك لظنهم أن الله تعالى ما بقي يحدث بعد أئمتهم مجتهدا.

وأطال في ذكر وقائعه معهم ثم قال : واعلم أن المهدي إذا خرج يفرح به جميع المسلمين خاصتهم وعامتهم ، وله رجال الهيون يقيمون دعوته وينصرونه هم الوزراء له يتحملون أثقال المملكة ويعينونه على ما قلده الله تعالى له ، ينزل عليه عيسى بن مريم عليه‌السلام بالمنارة البيضاء شرقي دمشق متكئا على ملكين ملك عن يمينه وملك عن يساره والناس في صلاة العصر فيتنحى له الامام عن مكانه فيتقدم فيصلي بالناس ، يأمر الناس بسنة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم يكسر الصليب ويقتل الخنزير. ويقبض الله المهدي اليه طاهرا مطهرا.

وفي زمانه يقتل السفياني عند شجرة بغوطة دمشق ، ويخسف بجيشه في البيداء ، فمن كان مجبورا من ذلك الجيش مكرها يحشر على نيته.

وقد جاءكم زمانه وأظلكم او انه وقد ظهر في القرن الرابع اللاحق بالقرون الثلاثة الماضية قرن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو قرن الصحابة ، ثم الذي يليه ثم الذي يلي الثاني ، ثم جاء بينهما فترات وحدثت أمور وانتشرت أهواء وسفكت دماء فاختفى الى أن يجيء الوقت الموعود ، فشهداؤه خير الشهداء وأمناؤه افضل الأمناء.

قال الشيخ محيي الدين : وقد استوزر الله تعالى له طائفة خبأهم الله في مكنون


غيبه أطلعهم كشفا وشهودا على الحقائق وما هو أمر الله عليه في عباده (١) وهم على أقدام رجال من الصحابة الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وهم من الأعاجم ليس فيهم عربي لكن لا يتكلمون الا بالعربية ، لهم حافظ من جنسهم ، ما عصى الله قط هو أخص الوزراء.

واعلم أن المهدي لا يفعل شيئا قط برأيه وانما يشاور هؤلاء الوزراء فإنهم هم العارفون بما هناك. وأما هو عليه‌السلام في نفسه فهو صاحب سيف حق وسياسة ، ومن شأن هؤلاء الوزراء أن أحدهم لا ينهزم قط من قتال وانما يثبت حتى ينصر أو ينصرف من غير هزيمة ، ألا تراهم يفتحون مدينة الروم بالتكبير فيكبرون التكبيرة الاولى فيسقط ثلثها ويكبرون الثانية فيسقط الثلث الثاني من السور ويكبرون الثالثة فيسقط الثلث فيفتحونها من غير سيف ، وهذا هو عين الصدق الذي هو والنصر أخوان.

قال الشيخ : وهؤلاء الوزراء دون العشرة وفوق الخمسة ، لان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم شك في مدة إقامته خليفة من خمس الى تسع للشك الذي وقع في وزرائه ، فلكل وزير معه إقامة سنة ، فان كانوا خمسة عاش خمسة وان

__________________

(١) قد فرغ المؤلف من تأليف «كتاب اليواقيت والجواهر» فيما أدرجه في آخره في شهر رجب سنة خمس وخمسين وتسعمائة بمصر.

وقد كتب على مسودة هذا الكتاب جماعة من مشايخ العلماء بمصر وأجازوه ومدحوه ، منهم الشيخ شهاب الدين بن الشلبى الحنفي ، ومنهم شيخ الإسلام الفتوحى الحنبلي فكتب عليه لا يقدح في معاني هذا الكتاب الا معاند مرتاب او جاحد كذاب ، ومنهم الشيخ شهاب الدين عميرة الشافعي ، ومنهم الشيخ ناصر الدين اللقاني المالكي ، ومنهم الشيخ محمد البرهتوشي الحنفي.


كانوا سبعة عاش سبعة وان كانوا تسعة عاش تسعة أعوام ، ولكل عام منها أهوال مخصوصة وعلم يختص به ذلك الوزير ، فما هم أقل من خمسة ولا أكثر من تسعة.

قال الشيخ : ويقتلون كلهم الا واحدا منهم في مرج عكا في المأدبة الالهية التي جعلها الله تعالى مائدة للسباع والطيور والهوام.

قال الشيخ : وذلك الواحد الذي يبقى لا أدري هل هو ممن استثنى الله في قوله «ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض الا من شاء الله» أو هو يموت في تلك النفخة.

قال الشيخ محيي الدين : وانما شككت في مدة إقامة المهدي اماما في الدنيا ولم أقطع في ذلك بشيء لأني ما طلبت من الله تحقيق ذلك أدبا منه تعالى أن أسأله في شيء من ذات نفسي. قال : ولما سلكت معه هذا الأدب قيض الله تعالى واحدا من اهل الله عزوجل فدخل علي وذكر لي عدد هؤلاء الوزراء ابتداء وقال لي : صم تسعة. فقلت له : ان كانوا تسعة فان بقاء المهدي لا بد أن يكون تسع سنين فاني عليم بما يحتاج اليه وزيره ، فان كان واحدا اجتمع في ذلك الواحد جميع ما تحتاج اليه وزراؤهم ، وان كانوا أكثر من واحد فما يكون أكثر من تسعة ، فانه إليها انتهى الشك من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في قوله خمسا أو سبعا أو تسعا ـ يعني في إقامة المهدي ـ تشجيعا لخواص أصحابه ليطلبوا العلم ولا يقنعوا بالتقليد ، فانه قال ما يعلمهم الا قليل. فافهم.

قال : وجميع ما يحتاج اليه وزراء المهدي في قيامهم تسعة أمور لا عاشر لها ولا تنقص عن ذلك ، وهي نفوذ البصر ومعرفة الخطاب الالهي عند الإلقاء وعلم الترجمة عن الله وتعيين المراتب لولاة الأمر والرحمة في الغضب ، وما يحتاج اليه الملك من الأرزاق المحسوسة وغيرها وعلم تدخل الأمور بعضها على بعض والمبالغة والاستقصاء في قضاء حوائج الناس والوقوف على علم الغيب الذي


يحتاج اليه في الكون في مدته خاصة. فهذه تسعة أمور لا بد أن تكون في وزراء المهدي من واحد فأكثر.

وأطال الشيخ في شرح هذه الأمور بنحو عشرة أوراق ، ثم قال : واعلم أن ظهور المهدي عليه‌السلام من أشراط قرب الساعة ، كذلك خروج الدجال فيخرج من خراسان من أرض الشرق موضع الفتن يتبعه الأتراك واليهود ، ويخرج اليه من أصبهان وحدها سبعون ألفا مطيلسين ، وهو رجل كهل أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية مكتوب بين عينيه «كاف فارا» ... إلخ.

ومنهم العلامة الشيخ سليمان القندوزى في «ينابيع المودة» (ج ٣ ص ١٢٣ ط صيدا) قال :

أبو محمد الحسن العسكري ، أرى ولده القائم المهدي لخواص مواليه ، وأعلمهم أن الامام من بعده ولده رضي‌الله‌عنهما.

وفي كتاب الغيبة عن أبي غانم الخادم قال : ولد لابي محمد الحسن مولود فسماه محمدا فعرضه على أصحابه يوم الثالث وقال : هذا امامكم من بعدي وخليفتي عليكم ، وهو القائم الذي تمتد عليه الأعناق بالانتظار ، فإذا امتلأت الأرض جورا وظلما خرج فملأها قسطا وعدلا.

وفي هذا الكتاب عن جعفر بن مالك قال ، معاوية بن حكيم ومحمد بن أيوب ومحمد بن عثمان : ان أبا محمد الحسن عرض ولده علينا ونحن في منزله وكنا أربعين رجلا ، فقال : هذا امامكم من بعدي وخليفتي عليكم أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي فتهلكوا في أديانكم ، أما انكم لا ترونه بعد يومكم هذا.

عن حمدان القلانسي قال : قلت لمحمد بن عثمان العمري : مضى أبو محمد؟ فقال لي : قد مضى ولكن قد خلف فينا من رقبتنا في بيعته.


وعن عمر الأهوازي قال : أراني أبو محمد ابنه رضي‌الله‌عنهما وقال : هذا امامكم من بعدي.

وعن الخادم الفارسي قال : كنت بباب الدار خرجت جارية من البيت ومعها شيء مغطى ، فقال لها أبو محمد : اكشفي عما معك ، فكشفت فإذا غلام أبيض حسن الوجه ، فقال : هذا امامكم من بعدي. فما رأيته بعد ذلك.

وعن محمد بن اسماعيل بن موسى الكاظم رضي‌الله‌عنهم وكان أسن بني الكاظم ، قال : رأيت ولد أبي محمد الحسن العسكري وهو غلام.

وعن أبي علي بن مطهر قال : رأيت ولد أبي محمد وله قدر جليل.

وعن كامل بن ابراهيم المدني قال : دخلت على أبي محمد الحسن وعلى باب البيت ستر ، فجاءت الريح فكشفت طرف الستر فإذا غلام كأنه القمر ، فقال أبو محمد : يا كامل قد أنبأتك بحاجتك هذا الحجة من بعدي.

وعن ابراهيم بن إدريس قال : رأيت المهدي بعد أن مضى أبو محمد رضي‌الله‌عنهما غلاما حين أيفع وقبلت يديه ورأسه الشريف.

وعن يعقوب بن منفوس قال : دخلت على أبي محمد الحسن العسكري وعلى باب بيته ستر مسبل ، فقلت له : يا سيدي من صاحب هذا الأمر بعدك؟ فقال : ارفع الستر ، فرفعته فخرج غلام فجلس على فخد أبي محمد رضي‌الله‌عنهما ، وقال لي ابو محمد : هذا امامكم من بعدي. ثم قال : يا بني أدخل البيت ، فدخل البيت وأنا أنظر اليه ، ثم قال : يا يعقوب أنظر في البيت ، فدخلته فما رأيت أحدا.

وعن محمد بن صالح بن علي بن محمد بن قنبر بن قنبر الكبير قال : خرج صاحب الزمان على عمه جعفر الذي تعرض في مال أبي محمد ، وقال : يا عم مالك تتعرض في حقوقي. فتحير عمه جعفر وبهت ثم غاب ، ولما ماتت ام الحسن جدة صاحب الزمان وهي أوصت أن يدفنوها في الدار فنازع وقال : هي داري.


وخرج صاحب الزمان قال : يا عم ما دارك هي ثم غاب.

وعن أبي الأديان قال : كنت أخدم ابا محمد الحسن العسكري وأبلغ كتبه الى الأمصار ، فكتب كتبا وقال لي : انطلق بها الى المدائن فإنك تغيب خمسة عشر يوما وتدخل سامراء يوم الخامس عشر وتسمع الناعية في داري وتجدني على المغتسل. فقلت : يا سيدي من هو القائم بعدك؟ قال : من طالبك بأجوبة كتبي فهو القائم من بعدي. فقلت : زدني. قال : من يصلي علي فهو القائم من بعدي. فقلت : زدني. قال : من أخبر ما في الهميان فهو القائم من بعدي ، ثم منعتني هيبته عن السؤال وخرجت بالكتب الى المدائن وأخذت أجوبتها فدخلت سامراء يوم الخامس عشر وسمعت الناعية في داره وهو على المغتسل ثم كفن ، فلما هم أخوه جعفر أن يصلي عليه ظهر صبي فجذب رداء جعفر وقال : يا عم تأخر فأنا أحق بالصلاة على أبي. فتقدم الصبي فصلى عليه ثم قال : يا أبا الأديان هات أجوبة الكتب التي كانت معك ، فدفعتها اليه فقلت في نفسي : هذه اثنتان بقي الهميان.

قال : فبينا نحن جلوس إذ قدم نفر من قم وقالوا : ان معنا كتبا ومالا فسألنا جعفر عن أصحاب الكتب وكم المال ، قال : لا أعلم الغيب ، فخرج الخادم وقال : ان صاحب الزمان وجهني إليكم أن أرباب الكتب فلان وفلان وفلان وما في الهميان ألف دينار وعشرة دنانير مطلية ، فدفعوا اليه الكتب والمال.

وعن علي بن سنان الموصلي عن أبيه قال : لما قبض سيدنا أبو محمد جاء وقد من قم بالأموال ، فقال جعفر : احملوها الي. فقالوا : كنا إذا وردنا بالمال على أبي محمد يقول جملة المال كذا وكذا دينارا من عند فلان وفلان. فقال جعفر : هذا علم الغيب لا يعلمه الا الله. فشكى جعفر الى الخليفة وكان بسامراء فقال الخليفة للوفد : احملوا هذا المال الى جعفر. فقالوا : يا أمير المؤمنين ان يكن


جعفر صاحب الأمر فليبين لنا ما بين أخوه الامام والا رددناه الى أصحابه. فقال الخليفة : هؤلاء القوم رسل وما على الرسل الا البلاغ. فلما خرجوا بالمال من البلد خرج إليهم غلام فصاح : يا فلان بن فلان ويا فلان بن فلان أجيبوا مولاكم فسيروا اليه. قالوا : فسرنا معه حتى دخلنا دار مولانا أبي محمد الحسن فإذا ولده قاعد على سرير كأنه القمر عليه ثياب خضر ، فقال : جملة المال كذا وكذا دينارا ، حمل فلان كذا من فلان بن فلان وحمل فلان بن فلان من فلان بن فلان ، حتى وصف رحالنا ودوابنا ، ثم أمرنا مولانا أن لا نحمل الى سامراء من بعد شيئا ، ونصب لنا ببغداد رجلا نحمل اليه الأموال وتخرج من عنده التوقيعات.

فانصرفنا من عند مولانا ونحمل الأموال الى بغداد الى النائب المنصوب الذي يخرج من عنده أوامره ونواهيه.

وعن الحسين بن حمدان الخصيبي ، عن هارون بن مسلم وسعدان البصري ومحمد بن احمد البغدادي واحمد بن اسحق وسهل بن زياد وعبد الله بن جعفر ، جميعا سمعوا عدة من المشايخ الثقات الذين كانوا مجاورين للامامين سيدنا علي الهادي وأبي محمد الحسن العسكري ، قالوا : سمعناهما يقولان : ان الله تبارك وتعالى إذا أراد ان يخلق الامام أنزل قطرة من ماء الجنة في ماء المزن فتسقط في ثمار الأرض وبقلتها فيأكلها ابو الامام وتكونت نطفته منها ، فإذا استقرت النطفة في الرحم فيمضي لها أربعة أشهر يسمع الصوت وكتب على عضده (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) ، فإذا ولد قام بأمر الله ورفع له عمود من نور ينظر منه الخلائق وأعمالهم وسرائرهم ، والعمود نصبت بين عينيه حيث تولى ونظر. وقالوا : قال ابو محمد الحسن العسكري قصة هبة عمته نرجس له نحو ما تقدم.


ومنهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي الفرنگى محلى الحنفي ابن المولوى محب الله السهالوي المتوفى سنة ١٢٢٥ في كتابه «وسيلة النجاة» (ص ٤١٩ ط گلشن فيض الكائنة في لكهنو) قال :

در روايت است كه شخصى گفته كه معتضد مرا با دو كس ديگر طلبيد وگفت حسن بن على در سر من رأى وفات يافت زود برويد ودر خانه ويرا فرو گيريد وهر كه در خانه وى ببينيد سر ويرا بمن آريد.

راوى ميگويد كه رفتم به سراى وى در آمدم منزلي ديدم خوبى وپاكيزگى گويا كه الحال از عمارت وى فارغ شده بودند ودر آنجا پرده ديديم فرو گذاشته پرده را برداشتيم سردابى ديديم به آنجا در آمديم دريائى ديديم در اقصى آن حصيرى بر روى آب انداخته ومردى خوب ترين صورت بر بالاى آن حصير در نماز ايستاده وبه ما هيچ التفات نكرد.

يكى از آن دو نفر كه با من بود سبقت گرفت وخواست كه پيش وى رود در آب غرق شد واضطراب كرد تا دست وى گرفتم خلاص گردانيدم ، بعد از آن نفر ديگر خواست كه پيش رود ويرا نيز همان حال پيش آمد وخلاص كردم.

من حيران بماندم پس گفتم اى صاحب خانه از خداى تعالى واز تو عذر ميخواهم والله من ندانستم كه حال چيست وبه كجا ميآيم از آنچه كردم بخداى تعالى بازگشتم.

هر چند گفتم بمن هيچ التفات نكرد ، بازگشتم قصه پيش معتضد گفتم گفت اين سر را پوشيده داريد والا مى فرمايم كه شما را گردن زنند.

هذا ما في شواهد النبوة. واين همان مهدى موعود آخر الزمان حجة خدا


مسمى بقائم خليفة الرحمن آخر ائمه الاثنا عشر نزد اماميه است ميگويند كه ولادت شريف آن حضرت در سال دويست وپنجاه وپنجم هجرت واقع شد وبعضى پنجاه وشش وبعضى پنجاه وهشت نيز گفته اند ومشهور آنست كه روز ولادت شب جمعه پانزدهم شعبان بوده وبعضى هشتم شعبان نيز گفته اند.


قصيدة دعبل الخزاعي

(واخبار الرضا عن المهدى ونسبه)

رواها القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١٢ ص ٣٩٩ الى ص ٤٠٨) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» (ج ٣ ص ١١٥ ط مكتبة العرفان في بيروت) قال :

أخرج الحمويني الشافعي في فرائد السمطين عن احمد بن زياد عن دعبل ابن علي الخزاعي قال : أنشدت قصيدة لمولاي الامام الرضا رضي‌الله‌عنه ، أولها :

مدارس آيات خلت من تلاوة

ومنزل وحي مقفر العرصات

أرى فيئهم في غيرهم متقسما

وأيديهم من فيئهم صفرات

وقبر ببغداد لنفس زكية

تضمنها الرحمن في الغرفات

قال لي الرضا : ألحق هذين البيتين بقصيدتك. قلت : بلى يا ابن رسول الله.


فقال :

وقبر بطوس يا لها من مصيبة

ألحت على الأحشاء بالزفرات

الى الحشر حتى يبعث الله قائما

يفرج عنا الهم والكربات

قال دعبل : ثم قرأت باقي القصيدة عنده ، فلما انتهيت الى قولي :

خروج امام لا محالة واقع

يقوم على اسم الله والبركات

يميز فينا كل حق وباطل

ويجزي على النعماء والنقمات

بكى الرضا بكاء شديدا ، ثم قال : يا دعبل نطق روح القدس بلسانك ، أتعرف من هذا الامام؟ قلت : لا الا أني سمعت خروج امام منكم يملأ الأرض قسطا وعدل. فقال : ان الامام بعدي ابني محمد ، وبعد محمد ابنه علي ، وبعد علي ابنه الحسن ، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم وهو المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره ، فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، وأما متى يقوم فأخبار عن الوقت ، لقد حدثني أبي عن آبائه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : مثله كمثل الساعة لا تأتيكم الا بغتة.

وفي المناقب عن سدير الصيرفي قال : دخلت أنا والمفضل بن عمر وأبو بصير وأبان بن تغلب على مولانا أبي عبد الله جعفر الصادق رضي‌الله‌عنه ، فرأيناه جالسا على التراب وهو يبكي بكاء شديدا ويقول : سيدي غيبتك نفت رقادي وسلبت مني راحة فؤادي. قال سدير : تصدعت قلوبنا جزعا فقلنا : لا أبكى الله يا ابن خير الورى عينيك. فزفر زفرة انتفخ منها جوفه فقال : نظرت في كتاب الجفر الجامع صبيحة هذا اليوم ـ وهو الكتاب المشتمل على علم ما كان وما يكون الى يوم القيامة وهو الذي خص الله به محمدا والأئمة من بعده صلوات الله عليه وعليهم ـ وتأملت فيه مولد قائمنا المهدي وطول غيبته وطول عمره وبلوى المؤمنين في زمان غيبته وتولد الشكوك في قلوبهم من إبطاء ظهوره وخلعهم


ربقة الإسلام عن أعناقهم ، قال عزوجل (وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ) يعني ولاية الامام ، فأخذتني الرقة واستولت علي الأحزان.

وقال : قدر أن مولده تقدير مولد موسى ، وقدر غيبته تقدير غيبة موسى ، وإبطاءه كابطاء نوح ، وجعل عمر العبد الصالح الخضر دليلا على عمره ، أما مولد موسى عليه‌السلام فان فرعون لما وقف على أن زوال ملكه بيد مولود من بني إسرائيل أمر بقتل كل مولود ذكر من بني إسرائيل حتى قتل نيفا وعشرين ألف مولود فحفظ الله موسى ، وكذلك بنو أمية وبنو العباس وقفوا على أن زوال الجبابرة على يد القائم منا قصدوا قتله ويأبى الله أن يكشف أمره لواحد من الظلمة الا أن يتم نوره.

وأما غيبته كغيبة عيسى عليهما‌السلام فان اليهود والنصارى اتفقت على أنه قتل ، فكذبهم الله عزوجل ذكره بقوله (وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ) كذلك غيبة القائم فان الناس استنكرها لطولها ، فمن قائل بغير هدى بأنه لم يولد ، وقائل يقول انه ولد ومات ، وقائل يقول ان حادي عشرنا كان عقيما ، وقائل يقول انه يتعدى الى ثالث وما عداه ، وقائل يقول ان روح القائم ينطق في هيكل غيره. وكلها باطل.

وأما ابطاؤه كابطاء نوح عليه‌السلام فانه لما استنزل العقوبة على قومه بعث الله الروح الامين فقال : يا نبى الله ان الله يقول لك ان هؤلاء خلائقي وعبادي لست أهلكهم الا بعد تأكيد الدعوة والزام الحجة واغرس النوى فان لك الخلاص إذا أثمرت ، فإذا أثمرت قال الله له اغرس النوى واصبر واجتهد ، فأخبر ذلك للذين آمنوا به فارتد منهم ثلاثمائة رجل ، ثم ان الله يأمر عند ثمرها ، كل مرة بأن يغرسها مرة أخرى الى أن غرسها سبع مرات فما زال منهم يرتد الى أن بقي بالايمان نيف وسبعون رجلا ، فأوحى الله اليه الآن صفي الحق عن الكدر بارتداد من كانت طينته خبيثة ، فكذلك القائم ، منا فانه تمتد غيبته. ثم تلا (حَتَّى إِذَا


اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا»).

وأما الخضر ما طول الله عمره لنبوة قدرها له ولا لكتاب ينزل عليه ولا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله ولا لامة يلزم اقتدائهم به ولا لطاعة يفرضها له ، بل طول عمره للاستدلال به على طول عمر القائم عليهما‌السلام ولينقطع بذلك حجة المعاندين لئلا يكون للناس على الله حجة.

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٣٠ ط الغرى)

روى عن أبي الصلت قال : قال دعبل رضي‌الله‌عنه : لما أنشدت مولاي الرضا هذه القصيدة وانتهيت الى قولي :

خروج امام لا محالة قائم

يقوم على اسم الله والبركات

يميز فينا كل حق وباطل

ويجزى على النعماء والنقمات

بكى الرضا ثم رفع رأسه وقال : يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذا البيت ، أتدري من هذا الامام الذي تقول؟ قلت : لا أدري الا أني سمعت يا مولاي بخروج امام منكم يملأ الأرض عدلا. فقال : يا دعبل الامام بعدي محمد ابني ، وبعده علي ابنه ، وبعد علي ابنه الحسن ، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره ، ولو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.

ومنهم العلامة الشبراويّ الشافعي في «الإتحاف بحب الاشراف» (ص ٦١ ط مصطفى الحلبي بمصر)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «الفصول المهمة».


جملة من الأحاديث

(المروية في كتب أهل السنة عن النبي «ص»)

(في المهدى عليه‌السلام) (١)

(نستدركها عمن لم نرو عنه في مجلد المهدى «عج» من مجلدات)

(ملحقات الاحقاق)

الحديث الاول

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١٢ ص ١٢٢) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

__________________

(١) قال العلامة الشيخ ابو سعيد الخادمي الحنفي المتوفى بعد سنة ١١٦٨ بقليل في «البريقة المحمودية» (ج ١ ص ١١٦ ط مصطفى الحلبي بالقاهرة): قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من مات ولم يعرف امام زمانه فقد مات ميتة جاهلية.


منهم الحافظ عبد العظيم بن عبد القوى المتوفى سنة ٦٥٦ في «مختصر سنن أبى داود» (ج ٦ ص ٦٠ ط مطبعة المحمدية بالقاهرة) قال :

روي عن سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : المهدي مني ، أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، يملك سبع سنين.

ومنهم العلامة شمس الدين محمد بن أبى بكر السخاوي في «استجلاب ارتقاء الغرف» (النسخة مصورة من مخطوطة مكتبة العاطف الكائنة في اسلامبول)

روى من طريق ابى داود عن أبي سعيد الخدري بعين ما تقدم عن «مختصر سنن أبي داود» وزاد : وفي لفظ عند أحمد : لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض ظلما وعدوانا ، ثم يخرج من عترتي أو من اهل بيتي من يملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.

ومنهم العلامة السيد ابراهيم المدني السمهودي في «الاشراف على فضل الاشراف» (النسخة المصور من المكتبة الظاهرية بدمشق او الاحمدية بحلب)

روى الحديث عن أبي سعيد بعين ما تقدم عن «مختصر السنن».

ومنهم الحافظ عبد الرزاق الصنعاني المتوفى سنة ٢١١ المولود سنة ١٢٦ في «المصنف» (ص ٣٧٢) قال :

أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن مطر ، عن رجل ، عن أبي سعيد الخدري قال : ان المهدي أقنى أجلى.


ومنهم الحافظ السيوطي في «الجامع الكبير» (كما في جامع الأحاديث ج ٧ ص ٣٢٠ ط دمشق)

روى من طريق أحمد وغيره عن أبي سعيد قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا تقوم الساعة حتى يملك الأرض رجل من أهل بيتي أجلى أقنى يملأ الأرض عدلا كما ملئت قبله ظلما يكون سبع سنين.

الحديث الثاني

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١٣ ص ١٧١ الى ص ١٧٥) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة محمد على الانسى في «الدرر واللئال» (ص ٢٤٥ ط بيروت)

روى من طريق احمد عن علي قال : قال رسول الله «ص» : لو لم يبق من الدهر الا يوم لبعث الله تعالى رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت جورا.

ومنهم العلامة أبو داود في «مختصر السنن» (ج ٦ ص ١٥٩ ط مطبعة المحمدية بالقاهرة)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «الدرر واللئال».


ومنهم العلامة الشيخ الحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي في «استجلاب ارتقاء الغرف» (ص ٤٧ النسخة المصورة من مخطوطة مكتبة عاطف أفندى في اسلامبول)

روى الحديث من طريق ابى داود عن علي بعين ما تقدم عن «الدرر واللئال».

ومنهم العلامة السيد ابراهيم السمهودي في «الاشراف على فضل الاشراف» (ص ٦٣ مخطوط) قال :

ولنعيم بن حماد عن علي رضي‌الله‌عنه قال : المهدي يولد بالمدينة من أهل بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، اسمه اسم نبي ومهاجره بيت المقدس ، كث اللحية اكحل العينين براق الثنايا في وجهه خال أقنى أجلى في كتفه علامة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يخرج براية النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من مرطه لحمله سوداء مرقعة فيها حجرا وحجج ، لم تنتشر منذ توفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولا تنتشر حتى يخرج المهدي ويمد بثلاثة آلاف من الملائكة يضربون وجوه من خالفه وأدبارهم يبعث وهو ما بين الثلاثين الى الأربعين.

الحديث الثالث

ما رواه جماعة من أعلام القوم :


منهم العلامة ابن حجر القسطلاني في «المطالب العالية» (ج ٤ ص ٢٤٢ ط الكويت)

روى عن ابن قرة عن أبيه قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لتملأن الأرض ظلما وجورا ، فإذا ملئت ظلما وجورا بعث الله رجلا من أمتي اسمه اسمي أو اسم نبي ، يملأ قسطا وعدلا ، فلا تمنع السماء شيئا من قطرها ، والأرض شيئا من نباتها ، فيلبث فيهم سبعة أو ثمانية ، فان كثير فتسعة ، يعني سنين.

ومنهم العلامة الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن محمد الجزري الشافعي في كتابه «أسنى المطالب في مناقب سيدنا على بن أبى طالب ع» (ص ١٣٠) قال :

ان أحاديث المهدي وأنه يأتي في آخر الزمان ، وانه من أهل البيت ، من ذرية فاطمة رضوان الله عليها ، صحت عندنا ، وان اسمه اسم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، واسم أبيه اسم أبي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والأصح أنه من ذرية الحسين بن علي رضي‌الله‌عنهما ، لنص أمير المؤمنين علي رضي‌الله‌عنه ، فيما : أخبرنا به شيخنا المسند ، رحلة زمانه عمر بن الحسن الحرمي قراءة عليه ، أخبرنا أبو الحسن البخاري ، أخبرنا عمر بن محمد الدارقزى ، أخبرنا ابو البدر الكرخي ، أخبرنا ابو بكر الخطيب ، أخبرنا ابو عمر الهاشمي ، أخبرنا ابو علي اللؤلؤي ، أخبرنا أبو داود الحافظ ، قال : حدثت عن هارون بن المغيرة ، حدثنا عمر بن أبي قيس ، عن شعيب بن أبى خالد ، عن أبي إسحاق قال : قال علي عليه‌السلام ونظر الى ابنه الحسين فقال : ان ابني هذا سيدكما سماه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم ، يشبه في الخلق


ولا يشبه في الخلق. ثم ذكر قصة يملأ الأرض عدلا.

هكذا رواه ابو داود في سننه وسكت عليه.

الحديث الرابع

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ٩ ص ٣٨٧ الى ص ٣٨٩ وج ١٣ ص ١٩١ الى ١٩٥) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة السيد ابراهيم الحسنى المدني السمهودي في «الاشراف على فضل الاشراف» (نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق أو الاحمدية بحلب)

روى عن ابن ماجة من طريق ابراهيم النخعي عن علقمة بن مسعود قال : بينما نحن عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذ أقبل فتية من بنى هاشم ، فلما رآهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم اغرورقت عيناه وتغير لونه. قال : فقلت ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه. فقال : انا أهل بيت اختار لنا الآخرة على الدنيا ، وان أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريدا وتطريدا ، حتى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود فيسألون الخير فلا يعطونه ، فيقاتلون فينتصرون ، فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يدفعوها الى رجل من أهل بيتي فيملؤها قسطا كما ملؤها جورا ، فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبوا على الثلج.

ومنهم العلامة شمس الدين محمد بن أبى بكر السخاوي في «استجلاب ارتقاء الغرف» (ص ٥٥ النسخة المصورة من مخطوطة مكتبة العاطف الكائنة في استامبول)

روى عن ابراهيم النخعي عن علقمة عن ابن مسعود بعين ما تقدم عن


«الاشراف على فضل الاشراف».

الحديث الخامس

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١٣ ص ١٨٠ و ١٨١) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة الشيخ أحمد التابعي المصري في «الاعتصام بحبل الإسلام» (ص ٢٤٥) قال :

أخرج أبو نعيم : ليبعث الله رجلا من عترتي أفرق الثنايا أجلى الجبهة ، أي منحسر الشعر عن جبهته ، يملأ الأرض عدلا يفيض المال فيضا.

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن على الحنفي المصري المتوفى ١٢٠٦ في «اتحاف أهل الإسلام» (ص ٥٦ والنسخة مصورة من المخطوطة الكائنة بمكتبة الظاهرية بدمشق)

روى الحديث من طريق ابى نعيم بعين ما تقدم عن «الاعتصام» قال : وورد أيضا في حليته أنه شاب اكحل العينين أزج الحاجبين أقنى الأنف كث اللحية على خده الأيمن خال وعلى يده اليمنى خال. وتقدم تفسير غريب ذلك في الكلام على حليته صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

الحديث السادس

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١٣ ص ١٥٧ الى ص ١٦٠) وانما


ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة محمد على الانسى في «الدرر واللئال» (ص ٢٤٣ ط الاتحاد في بيروت)

روى من طريق الطبراني عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : سيكون بعدي خلفاء ، ومن بعد الخلفاء أمراء ، ومن بعد الأمراء ملوك ، ومن بعد الملوك جبابرة ، ثم يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، ثم يؤمر بعده القحطاني ، فو الذي بعثني بالحق ما هو بدونه.

ومنهم العلامة جمال الدين بن مكرم الأنصاري صاحب لسان العرب في «مختصر تاريخ دمشق» (النسخة مصورة من إحدى مكاتب اسلامبول)

روى الحديث بسنده بعين ما تقدم عن «الدرر واللئال».

الحديث السابع

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١٣ ص ٢٣٤ الى ٢٤٧ وص ١٧٨) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم علامة التاريخ الشيخ أبو يوسف يعقوب بن سفيان البسوى المتوفى سنة ٣٧٧ في «المعرفة والتاريخ» (ج ٣ ص ١٨٧ طبع مطبعة الإرشاد ببغداد) قال :

حدثنا عبيد الله بن موسى قال : انا زائد عن عاصم عن زر عن عبد الله قال :


قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لو لم يبق من الدنيا الا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي (١).

ومنهم العلامة محمد على الانسى في «الدرر واللئال» (ص ٢٤٣ ط الاتحاد في بيروت) قال :

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لو لم يبق من الدنيا الا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه أسمي واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا. عن ابن مسعود.

وروى من طريق احمد عن ابن مسعود قال رسول الله «ص» : لا تذهب الدنيا ولا تنقضي حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي.

ومنهم العلامة شهردار بن شيرويه الديلمي في «فردوس الاخبار» (ج ٣ ص ٨٣ مخطوط)

روى الحديث عن ابن مسعود بعين ما تقدم أولا عن «الدرر واللئال».

ومنهم العلامة السيد ابراهيم الحسنى المدني السمهودي في «الاشراف على فضل الاشراف» (نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق أو الاحمدية بحلب)

روى من طريق ابى داود والترمذي عن ابن مسعود بعين ما تقدم أولا عن «الدرر واللئال» (٢).

__________________

(١) تقدم الكلام في اسم أبيه في تعليقة المجلد الثالث عشر (ص ١٨٢ الى ١٨٤) فراجع :

(٢) ولابي داود في سننه عن علي رضي‌الله‌عنه أنه نظر الى ابنه الحسن


ومنهم العلامة شهردار بن شيروية الديلمي في «فردوس الاخبار» (ج ٣ ص ٨٣ مخطوط) قال :

أخبرنا الامام والدي رحمه‌الله ، قال أخبرنا ابو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري ببغداد ، أخبرنا ابو الحسن بن محمد بن برهان الغزال ، حدثنا ابو الحسين علي بن ابراهيم بن حماد بن إسحاق بن اسماعيل ، حدثنا احمد بن عبد الله الحنبلي ، حدثنا يزيد بن معاوية ، عن عاصم ، عن الناصح عن ابى هريرة قال : قال رسول الله «ص» : لو لم يبق من الدنيا الا ليلة لطول الله تلك الليلة حتى يلي أمتي رجل من أهل بيتي.

وروى بسنده عن علي قال : قال رسول الله «ص» : لو لم يبق من الدنيا الا يوم لبعث الله فيه رجلا من عترتي يواطئ اسمه اسمي ، براق الجبين يفتح القسطنطنية وجبل الديلم.

وروى بسنده عن أبي هريرة قال : قال رسول الله «ص» : لو لم يبق من الدنيا الا يوم لبعث الله عزوجل رجلا منا يملأها عدلا كما ملئت جورا.

ومنهم العلامة عبد الله بن محمد المعروف بابن الشيخ في «طبقات المحدثين» (مخطوط)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «المعرفة والتاريخ».

__________________

رضي‌الله‌عنه وقال : ان ابني هذا سيد كما سماه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم يشبهه في الخلق ولا يشبهه في الخلق. قال : ثم ذكر قصة يملأ الأرض عدلا.


ومنهم الحافظ جلال الدين السيوطي في «الجامع الكبير» (كما في جامع الأحاديث ج ٧ ص ١٦٧ ط دمشق)

روى من طريق الترمذي عن ابن مسعود وابى هريرة قال : قال النبي «ص» : يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي ، لو لم يبق من الدنيا الا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يلي.

وروى من طريق احمد عن ابن مسعود قال : قال النبي «ص» : لا تقوم الساعة حتى يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي.

وفي (ج ٨ ص ١٧٣ ط دمشق):

روى من طريق الطبراني والخطيب عن ابن مسعود قال : قال النبي «ص» : يملك الناس رجل من أهل بيتي اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي ، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.

وفي (ج ٧ ص ٢٦٤):

روى الحديث من طريق احمد وابى داود والترمذي والطبراني عن ابن مسعود بعين ما تقدم ثانيا عن «الدرر واللئال» ، لكنه زاد بعد كلمة يملك : العرب وفي (ج ٨ ص ٨١):

روى من طريق الطبراني عن ابن مسعود قال : قال النبي «ص» : يخرج رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي وخلقه خلقي فيملأها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا.


ومنهم العلامة الشيخ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن محمد ابن أبى بكر السخاوي الشافعي المتوفى سنة ٩٠٢ «في استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول» (والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة عاطف أفندى الكائنة في اسلامبول)

روى الحديث من طريق أبي داود عن ابن مسعود بعين ما تقدم عن «الدرر واللئال» ، لكنه زاد قال : رجلا مني أو من أهل بيتي.

ومنهم الحافظ الشيخ أبو بكر محمد بن عبد الله البغدادي في «روضة افهام ذوى الألباب» (ص ٣٤ نسخة مكتبة ايرلنده) قال :

وفي الأحاديث عن النبي «ص» : المهدي من عترتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم ابى ، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.

ومنهم العلامة ابو البركات عبد المحسن بن عثمان الحنفي في «الفائق من اللفظ الرائق» (ط ٥٧ والنسخة مصورة من إحدى مكاتب ايرلنده)

روى قال رسول الله «ص» : يخرج راية من قبل المشرق فيدفع الى رجل من اهل بيتي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا هو المهدي.

الحديث الثامن

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١٣ ص ١٥١ الى ١٥٣) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :


منهم الحافظ عبد الرزاق الصنعاني في «المصنف» (ج ١١ ص ٣٧١ ط بيروت) قال :

أخبرنا عبد الرزاق ، قال أخبرنا معمر ، عن أبى هارون ، عن معاوية بن قرة ، عن أبى الصديق الناجي ، عن أبي سعيد الخدري قال : ذكر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بلاء يصيب هذه الامة حتى لا يجد الرجل ملجأ يلجأ اليه من الظلم ، فيبعث الله رجلا من عترتي من أهل بيتي فيملأ به الأرض قسطا كما ملئت ظلما وجورا ، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض ، لا تدع السماء من قطرها شيئا الا صبته مدرارا ، ولا تدع الأرض من مائها شيئا الا أخرجته ، حتى تتمنى الاحياء الأموات يعيش في ذلك سبع سنين أو ثمان أو تسع سنين.

ومنهم العلامة السيد ابراهيم الحسنى المدني السمهودي في «الاشراف على فضل الاشراف» (نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق أو الاحمدية بحلب) قال :

قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يحل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم لم يسمع ببلاء أشد منه ، حتى لا يجد الرجل ملجأ ، فيبعث الله رجلا من عترتي أهل بيتي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، يحبه ساكن السماء وساكن الأرض ، وترسل السماء قطرها وتخرج الأرض نباتها لا تمسك منه شيئا ، يعيش فيهم سبع سنين أو ثمان أو تسع ، يتمنى الاحياء الأموات بما صنع الله بأهل الأرض من خيره.

ومنهم العلامة جلال الدين السيوطي في «الجامع الكبير» (كما في جامع الأحاديث ج ٨ ص ١٨١ ط دمشق)

روى من طريق الحاكم في «المستدرك» قال : قال النبي صلى الله عليه


وسلم : ينزل بأمتى في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم حتى تضيق الأرض عنهم ، فيبعث الله رجلا من عترتي فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض ، لا تدخر الأرض شيئا من بذرها الا أخرجته ولا السماء شيئا من قطرها الا صبته ، يعيش فيهم سبع سنين أو ثمان أو تسع.

ومنهم العلامة الشيخ الحافظ محمد بن عبد الرحمن السخاوي في «استجلاب ارتقاء الغرف» (ص ٤٧ النسخة مصورة من مخطوطة مكتبة عاطف أفندى في استامبول)

روى الحديث عن الحاكم في صحيحه بعين ما تقدم عن «الاشراف» لكنه ذكر بدل كلمة يحل «ينزل».

الحديث التاسع

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١٣ ص ١٦١ الى ١٦٥) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة الشيخ أحمد التابعي المصري في «الاعتصام بحبل الإسلام» (ص ٢٤٥)

روى من طريق الروياني والطبرانيّ وغيرهما أنه قال رسول الله «ص» : المهدي من ولدي وجهه كالكوكب الدري ، اللون لون عربي والجسم جسم اسرائيلي ـ أي طويل ـ يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، يرضى لخلافته أهل السماء وأهل الأرض. وأحاديثه بلغت مبلغ التواتر المعنوي.


ومنهم العلامة محمد على الانسى في «الدرر واللئال» (ص ٢٤٣ ط الاتحاد في بيروت)

روى شطرا من الحديث ، وهو قوله «المهدي رجل من ولدي ، وجهه كالكوكب الدري».

ومنهم العلامة الشيخ الحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر السخاوي الشافعي المتوفى سنة ٩٠٢ في «استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول» (ص ٤٧ والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة عاطف أفندى الكائنة في اسلامبول) قال :

روى الروياني وكذا الطبراني وعنه ابو نعيم ومن طريقهما الديلمي في مسنده عن حذيفة بن اليمان رضي‌الله‌عنهم قال : قال رسول الله «ص» : المهدي رجل من ولدي وجهه كالكوكب الدري ، اللون لون عربي والجسم جسم اسرائيلي ، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، يرضى بخلافته أهل السماء وأهل الأرض والطير في الجو ، يملك عشرين سنة.

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن على الحنفي المصري في «اتحاف الإسلام» (ص ٥٦ النسخة مصورة من المخطوطة الكائنة بمكتبة الظاهرية بدمشق)

روى الحديث من طريق الروياني والطبراني وغيرهما بعين ما تقدم عن «الاستجلاب» لكنه أسقط قوله : والطير ـ إلخ.

ومنهم العلامة نعمان بن أبى عبد الله التميمي في «المناقب والمثالب» (ص ٤٤٢ النسخة مصورة من المكتبة الملية الكائنة في لندن)


الحديث العاشر

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ٩ ص ٢٤٧ الى ص ٢٥٠) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة السيد ابراهيم المدني السمهودي في «الاشراف» (نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق)

روى عن عكرمة بن عمار عن إسحاق بن عبد الله بن ابى طلحة ، عن انس ابن مالك رضي‌الله‌عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : نحن ولد عبد المطلب سادات أهل الجنة أنا وحمزة والعباس وعلي وجعفر والحسن والحسين والمهدي رضي‌الله‌عنهم أجمعين. أخرجه ابن ماجة. انتهى.

ومنهم العلامة الشيخ الحافظ محمد بن عبد الرحمن السخاوي في «استجلاب ارتقاء الغرف» (ص ٤٧ النسخة مصورة من مخطوطة مكتبة عاطف أفندى الكائنة في استامبول)

روى الحديث من طريق ابن ماجة عن عكرمة عن إسحاق عن انس بن مالك بعين ما تقدم عن «الاشراف».

الحديث الحادي عشر

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١٣ ص ٣٢٣) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :


منهم العلامة ابن قتيبة في «غريب الحديث» (ج ٢ ص ١١٧ ط بغداد) قال :

قال أبو محمد في حديث علي رضي‌الله‌عنه أنه ذكر المهدي من ولد الحسن (١) فقال : رجل أجلى الجبين ، أقنى الأنف ، ضخم البطن ، أزيل الفخذين ، أفلج الثنايا ، بفخذه اليمنى شامة.

الحديث الثاني عشر

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم (في ج ١٣ ص ١٢٨ الى ص ١٣١) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة السيد ابراهيم الحسنى المدني السمهودي في «الاشراف على فضل الاشراف» (نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق أو الاحمدية)

روى من طريق الطبراني عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : المهدي منا يختم الدين بنا كما فتح بنا.

ومنهم العلامة الشيخ الحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي في «استجلاب ارتقاء الغرف» (النسخة المصورة من مخطوطة مكتبة عاطف أفندى في اسلامبول) قال :

روى من طريق الطبراني عن علي قال : قال رسول الله «ص» : المهدي منا يختم الدين بنا كما فتح بنا.

__________________

(١) وفي سائر الكتب المروية فيها هذا الحديث «من ولد الحسين».


ومنهم العلامة القاضي نعمان بن أبى عبد الله التميمي المالكي في «المناقب والمثالب» (النسخة مصورة من المكتبة الملية الكائنة في لندن) قال :

قال علي صلوات الله عليه ذكر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المهدي فقلت : منا هو يا رسول الله أو من غيرنا؟ قال : بل منا أهل البيت بنا يختم الدين كما فتح بنا ...

الحديث الثالث عشر

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١٣ ص ١١٩) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة السيد ابراهيم الحسنى المدني السمهودي في «الاشراف على فضل الاشراف» (نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق أو الاحمدية بحلب) قال :

احمد وابن ماجة وغيرهما عن علي رضي‌الله‌عنه رفعه : المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة.

وقال نعيم بن حماد عن علي رضي‌الله‌عنه قال : المهدي يولد بالمدينة من أهل بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، اسمه اسم النبي ومهاجره بيت المقدس ، كث اللحية اكحل العينين براق الثنايا ، في وجهه خال أقنى أجلى في كتفه علامة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يخرج براية النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من مرط معلمة سوداء مربعة فيها حجر ، لم تنتشر منذ توفى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولا تنتشر حتى يخرج المهدي ، ويمد بثلاثة آلاف من الملائكة ، يضربون وجوه من خالفه وأدبارهم ، يبعث وهو ما بين الثلاثين الى أربعين.


ومنهم العلامة الشيخ الحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي في «استجلاب ارتقاء الغرف» (نسخة مصورة من مخطوطة مكتبة عاطف أفندى في اسلامبول) قال :

لأحمد وابن ماجة وغيرهما عن علي رضي‌الله‌عنه رفعه : المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة.

ومنهم العلامة القاضي نعمان بن أبى عبد الله التميمي المالكي في «المناقب والمثالب» (ص ٤٤٢ النسخة مصور من المكتبة الملية الكائنة في لندن) قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : المهدي منا اهل البيت يصلح الله عزوجل له أمره كله في ليلة واحدة.

ومنهم العلامة السيد ابراهيم الحسنى المدني السمهودي في «الاشراف على فضل الاشراف» (ص ٦٣ النسخة المصورة من المكتبة الظاهرية بدمشق) قال :

لأحمد وابن ماجة وغيرهما عن علي رضي‌الله‌عنه رفعه : المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة.

ومنهم العلامة الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن محمد الجزري الشافعي في «أسنى المطالب في مناقب سيدنا على بن أبى طالب عليه‌السلام» (ص ١٢٩)

ومما رويناه من طريق ابراهيم بن محمد بن الحنفية :

ما أخبرناه محمد بن احمد ، أخبرنا على ، أخبرنا حنبل ، أخبرنا هبة الله ،


أخبرنا الحسن ، أخبرنا ابو بكر ، حدثنا عبد الله ، حدثني أبى احمد ، حدثنا الفضل بن دكين ، حدثنا ياسين العجلى ، عن ابراهيم بن محمد بن الحنفية عن أبيه محمد عن علي بن ابى طالب رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة.

ونقله في الحاشية عن صحيح الترمذي ٢ : ٣٦ بسنده عن عاصم بن بهدلة عن رز عن عبد الله. حلية الأولياء ٥ : ٧٥. مسند احمد بن حنبل ١ : ٣٧٦. تاريخ بغداد ٤ : ٣٨٨. كنز العمال ٧ : ١٨٨ وفيه : أخرجه الطبرانيّ عن ابن مسعود. ذخائر العقبى : ١٣٦. مستدرك الصحيحين ٤ : ٥٥٧. اسد الغابة ١ : ٢٥٩. الاستيعاب ١ : ٨٥. كنوز الحقائق : ١٥٢. تهذيب التهذيب ١١ : ١٧٢.

ومنهم العلامة الشيخ المقرئ شمس الدين محمد بن محمد الجزري الدمشقي الشافعي في «أسمى المناقب في تهذيب أسنى المطالب» (ص ١٦٣ ط بيروت)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «أسنى المطالب» سندا ومتنا.

الحديث الرابع عشر

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١٣ ص ٩٨ الى ١٠٦) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة الحافظ المنذرى في «مختصر سنن أبى داود» (ج ٦ ص ١٥٩ ط مطبعة المحمدية بالقاهرة)

روى من طريق ابن ماجة عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة رضي‌الله‌عنها


قالت : سمعت رسول الله «ص» يقول : المهدي من عترتي من فاطمه (١).

ومنهم العلامة شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج ١ ص ٦٦ ط بيروت) قال :

قرأت على عبد الحافظ بن بدران ، أخبرنا عبد الله بن قدامة الفقيه سنة خمس عشرة ، أخبرنا محمد بن عبد الباقي ، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون ، أخبرنا الحسن بن أحمد ، أخبرنا أبو سهل بن زياد ، حدثنا أبو جعفر محمد بن غالب ، حدثنا أحمد بن عبد الملك الحراني ، حدثنا أبو المليح ، عن زياد بن بيان ، عن علي بن نفيل ، عن سعيد بن المسيب ، عن أم سلمة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : قال : المهدي من ولد فاطمة رضي‌الله‌عنها.

ومنهم العلامة أبو البركات عبد المحسن بن عثمان الحنفي في «الفائق من اللفظ الرائق» (ص ١٥ والنسخة مصورة من إحدى مكاتب ايرلنده) قال :

قال النبي «ص» : المهدي من ولد فاطمة ، المهدي من ولدي يملؤها عدلا كما ملئت جورا.

__________________

(١) قال العلامة الشيخ المقرئ شمس الدين محمد بن محمد بن محمد الجزري الدمشقي الشافعي المتوفى سنة ٨٣٣ في «اسمى المناقب في تهذيب أسنى المطالب» (ص ١٦٨ ط بيروت) قال :

أخبرنا به شيخنا المسند رحلة زمانه عمر بن الحسن الرقي قراءة عليه قال أنبأنا أبو الحسن ابن البخاري ، أنبأنا عمر بن محمد الدارقزي ، أنبأنا أبو البدر الكرخي ، أنبأنا ابو بكر الخطيب ، أنبأنا أبو عمر الهاشمي ، أنبأنا أبو علي اللؤلؤي ،


ومنهم العلامة السيد ابراهيم الحسنى المدني السمهودي في «الاشراف على فضل الاشراف» (نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق أو الاحمدية بحلب)

روى عن ام سلمة عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : المهدي من عترتي من ولد فاطمة رضي‌الله‌عنها.

أخرجه ابو داود والنسائي وابن ماجة والبيهقي وآخرون ، وفي لفظ لابن المناوي في الملاحم عنها قالت : ذكرت عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم المهدي فقال : نعم هو حق ، وهو من ولد فاطمة رضي‌الله‌عنها (١).

ومنهم العلامة السخاوي في «استجلاب ارتقاء الغرف» (ص ٤٧ نسخة مكتبة عاطف أفندى في اسلامبول) قال :

عن أم سلمة رضي‌الله‌عنها قالت : سمعت رسول الله «ص» يقول : المهدي

__________________

أنبأنا أبو داود الحافظ ، قال حدثت عن هارون بن المغيرة ، قال حدثنا عمر بن أبي قيس ، عن شعيب بن خالد ، عن أبي إسحاق قال : قال علي عليه‌السلام ـ ونظر الى ابنه الحسين فقال : ان ابني هذا سيدكما سماه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم يشبهه في الخلق ولا يشبهه في الخلق.

ثم ذكر قصة يملأ الأرض عدلا.

هكذا : رواه أبو داود في سننه وسكت عليه.

(١) وروى حديث قتادة قال : قلت لسعيد بن المسيب : أحق المهدي؟ قال : نعم هو خلق. قلت : ممن هو؟ قال : من قريش. قلت : من أي قريش؟ قال : من بنى هاشم. قلت : من أي بنى هاشم؟ قال : من ولد عبد المطلب. قلت : من أي ولد عبد المطلب؟ قال : من أولاد فاطمة. قلت : من أي ولد فاطمة؟ قال : حسبك الآن.


من عترتي من ولد فاطمة رضي‌الله‌عنها. أخرجه ابو داود والنسائي وابن ماجة والبيهقي.

وفي لفظ لابن المنادى في الملاحم عنها قالت : ذكرت عند رسول الله «ص» المهدي فقال : نعم هو حق وهو من ولد فاطمة.

الحديث الخامس عشر

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١٣ ص ٢٠٥ الى ص ٢٠٧) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة السيد ابراهيم الحسنى المدني السمهودي في «الاشراف على فضل الاشراف» (نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق أو الاحمدية بحلب) قال :

وفي سند الحارث بن ابى امامة بسند جيد عن جابر رضي‌الله‌عنه مرفوعا : ينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم المهدي : تعالى صل بنا. فيقول : ان بعضكم أئمة بعض تكرمة الله هذه الامة.

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن على الحنفي المصري في «اتحاف الإسلام» (ص ٥٦ النسخة مصورة من المخطوطة الكائنة بمكتبة الظاهرية بدمشق)

وصح مرفوعا : ينزل عيسى بن مريم. فذكر بعين ما تقدم عن «الاشراف».


الحديث السادس عشر

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١٣ ص ٣٩٥ الى ٣٩٧) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم الحافظ محمد بن اسماعيل البخاري في «صحيحه» (ج ٤ ص ٢٠٥ ط دار احياء التراث العربي في بيروت ، كتاب بدء الخلق ـ باب واذكر في الكتاب مريم) قال :

حدثنا ابن بكير ، حدثنا الليث ، عن يونس ، عن ابن شهاب ، عن نافع مولى أبي قتادة الانصاري أن ابا هريرة قال : قال رسول الله «ص» : كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وامامكم منكم.

الحديث السابع عشر

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١٣ ص ٢٧٢ الى ٢٧٦) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة السيد ابراهيم الحسنى المدني السمهودي في «الاشراف على فضل الاشراف» (نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق أو الاحمدية بحلب)

روى من طريق احمد في مسنده عن ثوبان رضي‌الله‌عنه مرفوعا : إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان فأتوها ولو حبوا على الثلج ، فان فيها خليفة الله المهدي.


ومنهم العلامة الشيخ على بن أحمد بن محمد البنا الدمياطي في «الذخائر المهمات» (ص ٣٧ ط حلب)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «الاشراف».

الحديث الثامن عشر

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١٣ ص ٢٨١ الى ص ٢٨٤) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم الحافظ أبو بكر عبد الرزاق بن الهمام اليماني الصنعاني المتوفى سنة ٢١١ المولود سنة ١٢٦ في كتابه «المصنف» (ج ١١ ص ٣٧١ طبع بيروت) قال :

أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة يرفعه الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : يكون اختلاف عند موت خليفة ، فيخرج رجل من المدينة فنأتي مكة فيستخرجه الناس من بيته وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام ، فيبعث اليه جيش من الشام حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم فيأتيه عصائب العراق وأبدال الشام فيبايعونه فيستخرج الكنوز ويقسم المال ويلقى الإسلام بجرانه الى الأرض يعيش في ذلك سبع سنين ، أو قال تسع سنين.

ومنهم العلامة الحافظ المنذرى في «مختصر سنن ابى داود» (ج ٦ ص ١٦١ ط المحمدية بالقاهرة)

روى الحديث عن ام سلمة بعين ما تقدم عن «الرصف» وفي آخره : فليلبث


سبع سنين.

الحديث التاسع عشر

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١٣ ص ٢٠٨ الى ص ٢١١) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة السيد ابراهيم الحسنى المدني السمهودي في «الاشراف على فضل الاشراف» (نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق أو الاحمدية بحلب) قال :

وعن حذيفة : يلتفت المهدي وقد نزل عيسى بن مريم عليه‌السلام كأنما يقطر من شعره الماء ، فيقول المهدي : تقدم صل بالناس. فيقول عيسى : انما أقيمت الصلاة لك ، فيصلي خلف رجل من ولدي. وذكر باقي الحديث. أخرجه الطبراني ، وفي صحيح ابن حبان من حديث عقبة عامر في امامة المهدي نحوه.

ومنهم العلامة الشيخ الحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي في «استجلاب ارتقاء الغرف» (ص ٤٧ نسخة مكتبة عاطف أفندى في إستانبول).

روى من طريق الطبراني عن حذيفة بعين ما تقدم عن «الاشراف».

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن على الحنفي المصري في «اتحاف أهل الإسلام» (ص ٥٦ النسخة مصورة من المخطوطة الكائنة بمكتبة الظاهرية بدمشق)

روى الحديث من طريق الطبراني بعين ما تقدم عن «الاشراف».


الحديث العشرون

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة القاضي نعمان بن أبى عبد الله التميمي في «المناقب والمثالب» (ص ٤٤٢ النسخة مصورة من المكتبة الملية الكائنة في لندن) قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يخرج المهدي من المغرب ، وفيه علامة بين كنفيه شامة وفي ساقه شامة.

الحديث الحادي والعشرون

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة القاضي نعمان بن أبى عبد الله التميمي في «المناقب والمثالب» (ص ٤٤٢ النسخة مصورة من المكتبة الملية الكائنة في لندن) قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا ظهر المهدي في أمتي أخرجت الأرض زهرتها وأمطرت السماء مطرها.

الحديث الثاني والعشرون

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١٣ ص ١٤٦ الى ص ١٥٠) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :


منهم العلامة السيوطي في «زوائد الجامع الصغير» (كما في جامع الأحاديث ج ١ ص ٣٤ ط دمشق).

روى من طريق احمد والباوردي عن ابى سعيد قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أبشروا بالمهدي رجل من قريش من عترتي يخرج في اختلاف من الناس وزلزال فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، ويرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض ويقسم المال صحاحا بالسوية ويملأ قلوب أمة محمد غنى ويسعهم عدله ، حتى انه يأمر مناديا فينادي : من له حاجة الي؟ فما يأتيه الا رجل واحد يأتيه فيسأله فيقول : ائت السادن حتى يعطيك ، فيأتيه فيقول : أنا رسول المهدي إليك لتعطيني مالا. فيقول : احث ، فيحثى ولا يستطيع أن يحمله ، فيلقى حتى يكون قدر ما يستطيع أن يحمله ، فيخرج به فيندم فيقول : أنا كنت أجشع أمة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم نفسا ، كلهم دعي الى هذا المال فتركه غيري ، فيرد عليه فيقول : انا لا نقبل شيئا أعطيناه ، فيلبث في ذلك ستا أو سبعا أو ثمانيا أو تسع سنين ولا خير في الحياة بعده.

ومنهم العلامة المذكور في «الجامع الكبير» (كما في جامع الأحاديث ج ٨ ص ٧٩ ط دمشق).

روى من طريق احمد عن أبى سعيد قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يخرج المهدي في أمتي خمسا أو سبعا أو تسعا ، ثم ترسل السماء عليهم مدرارا ، ولا تدخر الأرض من نباتها شيئا ، ويكون المال كدوسا يجيء الرجل اليه فيقول : يا مهدي أعطني ، فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمل.


ومنهم العلامة المناوى في «الجامع الأزهر» (كما في جامع الأحاديث ج ٨ ص ٢٢٣ ط دمشق).

روى الحديث بعين ما تقدم عن «الزوائد».

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن على الحنفي المصري في «اتحاف اهل الإسلام» (ص ٥٦ النسخة مصورة من المخطوطة الكائنة بمكتبة الظاهرية بدمشق)

روى الحديث من طريق أحمد والباوردي بعين ما تقدم عن «الزوائد».

الحديث الثالث والعشرون

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١٣ ص ١٢٨ الى ص ١٣١) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة القاضي نعمان بن أبى عبد الله التميمي المالكي في «المناقب والمثالب» (النسخة مصورة من المكتبة الملية الكائنة في لندن).

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ابشروا بالمهدي من ولد فاطمة ، يظهر من جهة المغرب فيملأ الأرض عدلا. فقيل : يا رسول الله ومتى يكون ذلك؟ فقال : إذا ارتشى القضاة وفجرت الامة وهو الفريد الغريب. قيل : وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال : ينفرد من أهله ويتغرب عن وطنه.


الحديث الرابع والعشرون

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١٣ ص ١٠٩ و ١١٠) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة الشيخ الحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي في «استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول» (ص ٤٧ النسخة مصورة من مخطوطة مكتبة عاطف آفندى الكائنة في استامبول).

روى من طريق الطبراني في الأوسط عن عباية بن ربعي عن أبى أيوب الانصاري «رض» قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لفاطمة : نبينا خير الأنبياء وهو أبوك ، وشهيدنا خير الشهداء وهو عم أبيك حمزة ، ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث شاء وهو ابن عم أبيك جعفر ، ومنا سبطا هذه الامة وهما ابناك ، ومنا المهدي.

الحديث الخامس والعشرون

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١٣ ص ٢١٥ و ٢١٦) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة جلال الدين السيوطي في «الجامع الكبير» (كما في جامع الأحاديث ج ٨ ص ٧٧ ط دمشق):

روى من طريق الحاكم عن ابى سعيد وابن عباس قال النبي صلى الله عليه


وسلم : يخرج في آخر أمتى المهدي يسقيه الله الغيث ، وتخرج الأرض نباتها ، ويعطي المال صحاحا ، وتكثر الماشية ، وتعظم الامة ، يعيش سبعا أو ثمانيا.

الحديث السادس والعشرون

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم الشيخ الحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي في «استجلاب ارتقاء الغرف» (نسخة مصورة من مخطوطة مكتبة عاطف أفندى في استامبول)

روى عن نعيم بن حماد عن علي رضي‌الله‌عنه قال : المهدي مولده بالمدينة من أهل بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، اسمه اسم نبى ومهاجره بيت المقدس كث اللحية اكحل العينين براق الثنايا في وجهه خال أقنى أجلى في كتفه علامة.

الحديث السابع والعشرون

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١٣ ص ١٣٧ و ١٣٨) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم الحافظ جلال الدين السيوطي في «الجامع الكبير» (كما في جامع الأحاديث ج ٧ ص ٣٢٠ ط دمشق)

روى عن ابن خزيمة وأبي سعيد قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا تقوم


الساعة حتى تمتلئ الأرض ظلما وعدوانا ، ثم يخرج رجل من عترتي فيملؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وعدوانا.

الحديث الثامن والعشرون

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١٣ ص ٢٠٠ الى ٢٠٣) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم العلامة أبو القاسم على بن الحسن الشهير بابن عساكر الدمشقي في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ١ النسخة مصورة من مخطوطة مكتبة جامع السلطان احمد الثالث في اسلامبول) قال :

أحمد بن محمد بن عبيد الله أبو بكر ، حدث عن أبي الطيب طاهر بن علي الطبراني ، روى عنه أبو الحسين بن الظفرة كتب الي أبو طالب الحسين بن محمد ابن على الزينبي ، وحدثنا أبو طالب ابراهيم بن الحسن ، أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي ، حدثنا أبو الحسين محمد بن الظفر بن موسى الحافظ من لفظه ، حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبيد الله الدمشقي ، أخبرني طاهر بن علي ، حدثنا علي بن هاشم ، حدثنا ابن الهيثم ، حدثنا محمد بن ابراهيم أن أمير المؤمنين أبا جعفر حدثه عن أبيه عن ابن عباس ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : كيف هلك أمة أنا أولها وعيسى في آخرها والمهدي من أهل بيتي في وسطها.

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن على الحنفي المصري في «اتحاف أهل الإسلام» (ص ٥٦ والنسخة مصورة من المخطوطة الكائنة بمكتبة الظاهرية بدمشق)

روى الحديث عن ابن عباس بعين ما تقدم عن «تاريخ دمشق».


ومنهم العلامة شيرويه بن شهردار الديلمي الحنفي في «الفردوس» (ص ٤٤ مخطوط) قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : كيف تهلك أمة انا في أولها والمسيح في آخرها والمهدي من أهل بيتي في وسطها.

أخبرناه احمد بن خلف إجازة ، قال أخبرنا الحاكم ، حدثنا العنزي ، حدثنا محمد بن عمير بن هشام إجازة ، قال : قرأت على حسن بن جرير الصوري ، عن علي بن هاشم ، حدثنا خالد بن يزيد ، حدثنا محمد بن ابراهيم أن امير المؤمنين المهدي حدثه عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال : قال رسول الله «ص». الحديث.

الحديث التاسع والعشرون

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ محمد بن على الحنفي المصري في «اتحاف أهل الإسلام» (ص ٨٥ النسخة مصورة من المخطوطة الكائنة بمكتبة الظاهرية بدمشق) قال :

وجاء في روايات أنه عند ظهوره ينادي فوق رأسه ملك : هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه ، فقد عن له الناس ويشربون حبه ، وانه يملك الأرض شرقها وغربها ، وأن الذين يبايعونه أولا بين الركن والمقام بعدد أهل بدر ، ثم يأتيه أبدال الشام ونجباء مصر وعصائب أهل المشرق وأشباههم ، ويبعث الله اليه جيشا من خراسان برايات سود ثم يتوجه الى الشام.


الحديث الثلاثون

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج ١٣ ص ٣٨١) وانما ننقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم هناك :

منهم الحافظ ابو بكر عبد الرزاق بن همام اليماني الصنعاني في «المصنف» (ج ١١ ص ٣٧٣ ط بيروت) قال :

أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ابن طاوس ، عن علي بن عبد الله بن عباس قال : لا يخرج المهدي حتى تطلع مع الشمس آية.


أنموذج من كلمات علماء اهل السنة في المهدى عليه‌السلام

غير ما تقدم في بيان نسبه وولادته

قال العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» (ج ٣ ص ١٣٨ ط العرفان في صيدا)

(الباب السادس والثمانون)

(في إيراد اقوال ممن صرح من علماء الحروف)

(المحدثين ان المهدي الموعود ولد الامام)

(الحسن العسكري رضي‌الله‌عنهما)

قال الشيخ الجليل العالم الكامل بأسرار الحروف كمال الدين أبو سالم محمد ابن طلحة بن محمد بن الحسن الحلبي الشافعي قدس الله سره في كتابه «مطالب السؤول في مناقب آل الرسول» : المهدي هو ابن ابى محمد الحسن العسكري ومولده بسامراء. وهكذا ذكر أيضا في كتابه «الدر المنظم» كما تقدم.

وقال الشيخ الكبير الكامل بأسرار الحروف صلاح الدين الصفدي في «شرح


الدائرة» ان المهدي الموعود هو الامام الثاني عشر من الأئمة : أولهم سيدنا علي وآخرهم المهدي رضي‌الله‌عنهم ونفعنا الله بهم.

وقال الشيخ المحدث الفقيه أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي رحمه‌الله في كتابه «البيان في أخبار صاحب الزمان» في آخر الباب العشرين وهو آخر الأبواب : ان المهدي ولد الحسن العسكري ، فهو حي موجود باق منذ غيبته الى الآن ، ولا امتناع في بقائه بدليل بقاء عيسى والخضر والياس عليهم‌السلام.

وقال الشيخ المحدث الفقيه محمد بن ابراهيم الجويني الحمويني الشافعي في كتابه «فرائد السمطين» عن دعبل الخزاعي عن علي الرضا بن موسى الكاظم قال : ان الامام من بعدي ابني الجواد التقي ، ثم الامام من بعده ابنه علي الهادي النقي ، ثم الامام من بعده ابنه الحسن العسكري ، ثم الامام من بعده ابنه محمد الحجة المهدي المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره ، كما تقدم في الباب الثمانين.

وأما شيخ المشايخ العظام أعني حضرة شيخ الإسلام احمد الجامي والنامقي والشيخ عطار النيشابوري وشمس الدين التبريزي وجلال الدين مولانا الرومي والسيد نعمة الله الولي والسيد النسيمي وغيرهم قدس الله أسرارهم ووهب لنا عرفانهم وبركاتهم ، ذكروا في أشعارهم في مدائح الأئمة من أهل البيت الطيبين رضي‌الله‌عنهم مدح المهدي في آخرهم متصلا بهم. فهذه أدلة على ان المهدي ولد أولا رضي‌الله‌عنه. ومن تتبع آثار هؤلاء الكاملين العارفين يجد الأمر واضحا عيانا.

وفي (ج ٣ ص ١٣١ ، الطبع المذكور) :


(الباب الرابع والثمانون)

(في إيراد اقوال اهل الله من اصحاب الشهود والكشوف)

(وعلماء الحروف في بيان المهدي الموعود عليه‌السلام)

قال الشيخ الجليل عبد الكريم اليماني قدس الله سره ووهب لنا فيوضه وعلومه :

في يمن أمن يكون لأهلها

الى أن ترى نور الهداية مقبلا

بميم مجيد من سلالة حيدر

ومن آل بيت طاهرين بمن علا

يسمى بمهدي من الحق ظاهر

بسنة خير الخلق يحكم أولا

وقال الشيخ الكبير عبد الرحمن البسطامي صاحب كتاب «درة المعارف» قدس الله سره وأفاض علينا فتوحه وغوامض علومه :

ويظهر ميم المجد من آل احمد

ويظهر عدل الله في الناس أولا

كما قد روينا عن علي الرضا

وفي كنز علم الحرف اضحى محصلا

وقال أيضا :

ويخرج حرف الميم من بعد شينه

بمكة نحو البيت بالنصر قد علا

فهذا هو المهدي بالحق ظاهر

سيأتي من الرحمن للخلق مرسلا

ويملأ كل الأرض بالعدل رحمة

ويمحو ظلام الشرك والجور أولا

ولايته بالأمر من عند ربه

خليفة خير الرسل من عالم العلا

وقال بعض من أهل الله وأصحاب الكشف والشهود وعلماء الحروف : انى ناقل عن الامام علي كرم الله وجهه : سيأتي الله بقوم يحبهم الله ويحبونه ويملك من هو بينهم غريب وهو المهدي احمر الوجه بشعره صهوبة يملأ الأرض عدلا بلا صعوبة ، يعتزل في صغره عن أمه وأبيه ويكون عزيزا في مرباه ، فيملك


بلاد المسلمين بأمان ويصفو له الزمان ويسمع كلامه ويطيعه الشيوخ والفتيان ، ويملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، فعند ذلك كملت إمامته وتقررت خلافته ، والله يبعث من في القبور فأصبحوا لا ترى الا مساكنهم ، وتعمر الأرض وتصفو وتزهو الأرض بهديها وتجري به أنهارها وتعدم الفتن والغارات ويكثر الخير والبركات ولا حاجة لي فيما أقوله بعد ذلك ومني على الدنيا السلام.

قال الشيخ محيي الدين العربي قدس الله سره وأفاض فيوضاته في كتابه «عنقاء المغرب» في بيان المهدي الموعود ووزرائه :

فعند فنا خاء الزمان ودالها

على فاء مدلول الكرور يقوم

مع السبعة الاعلام والناس غفل

عليم بتدبير الأمور حكيم

فأشخاص خمس وخمس وخمسة

عليهم ترى أمر الوجود يقيم

ومن قال ان الأربعين نهاية

لهم فهو قول يرتضيه كليم

وان شئت أخبر عن ثمان ولا تزد

طريقهم فرد اليه قويم

فسبعتهم في الأرض لا يجهلونها

وثامنهم عند النجوم لزيم

وذكر أيضا في «الفتوحات المكية» في الباب السادس والستين وثلاثمائة منزل وزراء المهدي الظاهر في آخر الزمان الذي بشر به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو من أهل البيت ان الله خليفة يخرج وقد امتلأت الأرض جورا وظلما فيملأها قسطا وعدلا ، لو لم يبق من الدنيا الا يوم طول الله ذلك اليوم حتى يلي من عترة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يبايع بين الركن والمقام ، أسعد الناس به أهل الكوفة ، ويقسم المال بالسوية ويعدل في الرعية ويفصل في القضية ، يخرج على فترة من الدين ، ومن أبى قتل ومن نازعه خذل ، يظهر من الدين ما هو عليه في نفسه ما لو كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حيا لحكم به ، يرفع المذاهب من الأرض فلا يبقى الا الدين الخالص ، وأعداؤه مقلدة العلماء


أهل الاجتهاد ، فيدخلون كرها تحت حكمه خوفا من سيفه وسطوته ورغبة فيما لديه ، يفرح به عامة المسلمين يبايعه العارفون بالله تعالى من أهل الحقائق عن شهود كشف بتعريف إلهي ، وله رجال الهيون يقيمون دعوته وينصرونه ، وهم الوزراء يحملون أثقال المملكة قال :

هو السيد المهدي من آل احمد

هو الوابل الوسمي حين يجود

وهو خليفة مسدد يفهم منطق الحيوان ويسرى عدله في الانس والجان ، ووزراؤه من الأعاجم ما فيهم عربي لكن لا يتكلمون الا بالعربية ، لهم حافظ ليس من جنسهم ما عصى الله قط هو أخص الوزراء وأفضل الأمناء.

وقال الشيخ صدر الدين القونوي قدس الله سره وأفاض علينا فيوضه وعلومه في شأن المهدي الموعود عليه‌السلام شعرا :

يقوم بأمر الله في الأرض ظاهرا

على رغم شيطانين يمحق للكفر

يؤيد شرع المصطفى وهو ختمه

ويمتد من ميم بأحكامها يدري

ومدته ميقات موسى وجنده

خيار الورى في الوقت يخلو عن الحصر

على يده محق اللئام جميعهم

بسيف قوي المتن علك ان تدري

حقيقة ذاك السيف والقائم الذي

تعين للدين القويم على الأمر

لعمري هو الفرد الذي بان سره

بكل زمان في مضاء له يسري

تسمى بأسماء المراتب كلها

خفاء وإعلانا كذاك الى الحشر

أليس هو النور الأتم حقيقة

ونقطة ميم منه امدادها يجري

يفيض على الأكوان ما قد أفاضه

عليه آله العرش في أزل الدهر

فما ثم الا الميم لا شيء غيره

وذو العين من نوابه مفرد العصر

هو الروح فاعلمه وخذ عهده إذا

بلغت الى مد مديد من العمر


كأنك بالمذكور تصعد واقيا

الى ذروة المجد الأثيل على القدر

وما قدره الا ألوف بحكمة

على حد مرسوم الشريعة بالأمر

بذا قال اهل الحل والعقد واكتفى

بنصهم المثبوت في صحف الزبر

فان تبغ ميقات الظهور فانه

يكون بدور جامع مطلع الفجر

بشمس تمد الكل من ضوء نورها

وجمع دراري الأوج فيها مع البدر

وصل على المختار من آل هاشم

محمد المبعوث بالنهي والأمر

عليه صلاة الله ما لاح بارق

وما أشرقت شمس الغزالة في الظهر

وآل واصحاب اولى الجود والتقى

صلاة وتسليما يدومان للحشر

وقال الشيخ صدر الدين لتلاميذه في وصاياه : ان الكتب التي كانت لي من كتب الطب وكتب الحكماء والكتب الفلاسفة بيعوها وتصدقوا بثمنها للفقراء ، وأما كتب التفاسير الأحاديث والتصوف فاحفظوها في دار الكتب واقرءوا كلمة التوحيد «لا اله الا الله» سبعين ألف مرة الليلة الاولى بحضور القلب ، وبلغوا مني سلاما الى المهدي عليه‌السلام.

وفي (ج ٣ ص ١٤٠ ، الى ١٤٤ ، الطبع المذكور) :

(الباب السابع والثمانون)

(في إيراد بعض اشعار اهل الله الكاملين في مدائح الأئمة)

(الاثني عشر الهادين رضي‌الله‌عنهم)

(وكلام سعد الدين الحموي)

قال الشيخ عبد الرحمن الجامي في كتابه النفحات : ان الشيخ احمد الجامي


النامقي قدس الله سره دخل في غار جبل قرب بلد جام بجذب قوي من الله جل شأنه ، وكان أميا لا يعرف الحروف ولا الكتاب وسنه كان اثنتين وعشرين سنة ، واستقام في الغار ثماني عشرة سنة من غير طعام ويأكل أوراق الأشجار وعروقها وعبد الله فيه الى أن بلغ سنه أربعين سنة ، ثم أمره الله بإرشاد الناس ، وصنف كتابا قدره ألف وزنة تحير فيه العلماء والحكماء من غموض معانيه ، وهو عجيب في هذه الامة ، وبلغ عدد من دخل في طريقته من المريدين ستمائة ألف. وتفصيل كراماته وخوارق عاداته من النفحات مذكور ، ومن كلماته قدس الله اسراره ووهب الله لنا فيوضاته وبركاته بالفارسة :

من ز مهر حيدرم هر لحظه اندر دل صفاست

از پى حيدر حسن ما را امام ورهنماست

همچو كلب افتاده ام بر آستان بو الحسن

خاك نعلين حسين بر هر دو چشمم توتياست

عابدين تاج سر وباقر دو چشم روشنم

دين جعفر بر حق است ومذهب موسى رواست

اى موالي وصف سلطان خراسان را شنو

ذره اى از خاك قبرش دردمندان را دواست

پيشواي مؤمنان است اى مسلمانان تقي

كر نقي را دوست داري بر همه مذهب رواست

عسكري نور دو چشم عالمست وآدم است

همچو يك مهدي سپسهالار در عالم كجاست

قلعه خيبر گرفته آن شهنشاه عرب

زآنكه در بازوي حيدر نامه الا فتاست


شاعران از بهر سيم وزر سخنها گفته اند

احمد جامى غلام خواص شاه اولياست

ومن كلمات الشيخ عطار النيشابوري قدس الله سره وأفاض علينا علومه وبركاته في كتابه «مظهر الصفات» :

مصطفى ختم رسل شد در جهان

مرتضى ختم ولايت در عيان

جمله فرزندان حيدر اوليا

جمله يك نورند حق كرد اين ندا

وبعد تعداد أسماء الأئمة الأحد عشر قال :

صدها هزاران اوليا روى زمين

از خدا خواهند مهدي را يقين

يا الهي مهديم از غيب آر

تا جهان عدل گردد آشكار

مهدي هادي است تاج اتقيا

بهترين خلق برج اوليا

اى ولاي تو معينم آمده

بر دل وجانها همه روشن شده

اى تو ختم اولاى اين زمان

وز همه معنى نهاني جان جان

اى تو هم پيدا وپنهان آمده

بنده عطارت ثنا خوان آمده

ومن كلمات جلال الدين الرومي قدس الله سره ووهب لنا بركاته وفيوضاته في ديوانه الكبير الذي جمع على ترتيب حروف الهجاء :

اى سرور مردان على مردان سلامت ميكنند

وى صفدر مردان على مردان سلامت مى كنند

الى أن قال :

با قاتل كفار گو با دين وبا ديندار گو

با حيدر كردار گو مستان سلامت مى كنند

با درج دو گوهر بگو با برج دو اختر بگو

با شبر وشبير كو مستان سلامت ميكنند


با زين دين عابد بگو با نور دين باقر بگو

با جعفر صادق بگو مستان سلامت ميكنند

با موسى كاظم بگو با طوسي عالم بگو

با نقي قائم بگو مستان سلامت ميكنند

بأمير دين هادى بگو عسكري مهدى بگو

با آن ولى مهدى بگو مستان سلامت ميكنند

با باد نوروزى بگو با بخت فيروزى بگو

با شمس تبريزى بگو مستان سلامت ميكنند

ولقد قال الامام محمد بن إدريس الشافعي في شعره :

لو فتشوا قلبي لا لفوا به

سطرين قد خطا بلا كاتب

العدل والتوحيد في جانب

وحب أهل البيت في جانب

وقال أيضا على ما نقل عنه ابن حجر في صواعقه المحرقة :

يا راكبا نحو المحصب من منى

اهتف بساكن خيفها والناهض

سحرا إذا فاض الحجيج الى منى

فيضا كمنهل الفرات الفائض

وأخبرهم اني من النفر الذي

لولاء اهل البيت ليس بناقض

ان كان رفضا حب آل محمد

فليشهد الثقلان انى رافضي

وقال بعض الشافعية في قصيدته الدالية المشهورة :

وسائلي عن حب أهل البيت هل

أسر اعلاني بهم أم أجحد

والله مخلوط بلحمي ودمي

حبهم هم الهدى والرشد

حيدرة والحسنان بعده

ثم علي وابنه محمد

وجعفر الصادق وابن جعفر

موسى ويتلوه علي السند

أعني الرضا ثم ابنه محمد

ثم علي وابنه المسدد


والحسن التالي ويتلو تلوه

محمد بن الحسن الممجد

فإنهم أئمتي وسادتي

وان لحاني معشر وفندوا

أئمة أكرم بهم أئمة

أسماؤهم مسرودة تطرد

هم حجج الله على عباده

وهم اليه منهج ومقصد

هم في النهار صوم لربهم

وفي الدياجي ركع وسجد

قوم لهم مكة والأبطح وال

خيف وجمع والبقيع الغرقد

قوم منى والمشعران لهم

والمروتان لهم والمسجد

قوم لهم في كل أرض مشهد

لا بل لهم في كل قلب مشهد

وفي كتاب الشيخ عزيز بن محمد النسفي رحمه‌الله : شيخ الشيوخ سعد الدين الحموي قدس الله سره ميفرمايد كه پيش از پيغمبر ما محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم در اديان سابق اسم ولي نبود واسم نبي بود ، ومقربان حضرت خداى را كه وارثان صاحب شريعتند جمله را انبيا ميگفتند ودر هر ديني از يك صاحب شريعت زيادة نبود پس در دين آدم عليه‌السلام چندين پيغمبر بودند كه وارثان او بودند خلق را بدين او وبشريعت او دعوت ميكردند وهمچنين در دين نوح ودر دين ابراهيم ودر دين موسى ودر دين عيسى عليهم‌السلام وچون دين جديد وشريعت جديده بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نازل شد از نزد خداى اسم ولى در دين محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم پيدا آمد حق تعالى دوازده كس از اهل بيت محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم را برگزيد ووارثان او گردانيد. ومقرب حضرت خود كرد وبولايت خود مخصوص گردانيد وايشان را نائبان محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ووارثان او گردانيد كه حديث العلماء ورثة الأنبياء در حق اين دوازده كس فرمود وحديث (علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل) در حق ايشان فرمود اما ولى آخرين كه نائب آخرين است وولى دوازدهم ونايب دوازدهم ميباشد خاتم


أولياست ومهدى صاحب الزمان نام اوست وشيخ ميفرمايد كه اوليا در عالم بيش از دوازده نيستند واما آن سيصد وپنجاه وشش كس كه از رجال الغيبند ايشان را اوليا نمى گويند وايشان را ابدال ميگويند.

ومن كلمات الشيخ العارف الكامل ابن معتوق المصري قدس‌سره وأفاض علينا فيوضه في ديوانه في نعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعترته الطيبين سلام الله عليهم :

قد جل عن سائر التشبيه رتبته

إذ فوقه ليس الا الله في العظم

هواه ديني وايماني ومعتقدي

وحب عترته عوني ومعتصمي

ذرية مثل ماه المزن قد طهروا

وطيبوا فصفت اوصاف ذاتهم

أئمة أخذ الله العهود لهم

على جميع الورى من قبل خلقهم

كفاهم ما بعم والضحى شرفا

والنور والنجم من آي أتت بهم

سل الحواميم هل في غيرهم نزلت

وهل اتى هل اتى الا بمدحهم

أكارم كرمت أخلاقهم فبدت

مثل النجوم بماء في صفاتهم

أطايب يجد المشتاق تربتهم

ريحا تدل بما في طيب ذاتهم

شكرا لالاء ربي حيث الهمني

ولاهم وسقاني كأس حبهم

وقال العلامة الشيخ محمد بن على الحنفي المصري المتوفى سنة ١٢٠٦ في «اتحاف أهل الإسلام» (مخطوط)

وقد تواترت الاخبار عن النبي «ص» بخروجه ، وأنه من أهل بيته ، وأنه يملأ الأرض عدلا ، وأنه يساعد عيسى على قتل الدجال بباب له بأرض فلسطين ، وأنه يؤم هذه الامة ويصلي عيسى خلفه.

واكثر الروايات متفقة على تحقق ملكه سبع سنين والشك في الزيادة الى تمام تسع.


وفي رواية تحقق ست كما تقدم كل ذلك.

وفي بعض الآثار أنه يخرج في وتر من السنين سنة إحدى أو ثلاثة أو خمس أو سبع أو تسع.

وانه بعد أن يعقد له البيعة بمكة يسير منها الى الكوفة ، ثم يفرق الجنود الى الأمصار ، وان السنة من سنينه تكون مقدار عشر سنين.

وأنه يبلغ سلطانه المشرق والمغرب ، وتظهر له الكنوز ، ولا يبقى في الأرض خراب الا يعمره.

وقال مقاتل بن سليمان : ومن تفسير المفسرين في قوله تعالى (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ) أنها نزلت في المهدي.

وجاء في روايات أخرى زيادة مدته على ما ذكر ، ففي رواية انها أربعون سنة ، وفي رواية أنها إحدى وعشرون سنة ، وفي رواية أنها أربع عشر سنة ، وروى غير ذلك أيضا.

قال ابن حجر في رسالته «القول المختصر في علامات المهدي المنتظر» روايات سبع سنين اكثر وأشهر ، ويمكن الجمع على تقدير صحة جميع الروايات بأن ملكه متفاوت الظهور والقوة ، فالاربعون مثلا باعتبار جملة ملكه والسبع ونحوها باعتبار غاية ظهور ملكه وقوته ، والعشرون ونحوها باعتبار الأمر الوسط.

الى أن قال : وفي كلام للجدولي : ان ظهوره يكون في يوم عاشوراء.

وقال سيدي عبد الوهاب الشعراني في كتابه اليواقيت والجواهر : المهدي من ولد الامام الحسن العسكري ، ومولده ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين ، وهو باق الى أن يجتمع بعيسى بن مريم. هكذا أخبرنى الشيخ حسن العراقي المدفون فوق كرم الريش المطل على بركة الرحلى بمصر


المحروسة عن الامام المهدي حين اجتمع به ، ووافقه على ذلك سيدي علي الخواص رحمه‌الله تعالى.

وقال محيي الدين في الفتوحات : اعلموا أنه لا بد من خروج المهدي عليه‌السلام ، لكن لا يخرج حتى تمتلئ الأرض جورا وظلما فيملؤها قسطا وعدلا ، وهو من عترة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من ولد فاطمة رضي‌الله‌عنها ، جده الحسين بن علي بن ابى طالب ووالده الامام حسن العسكري ابن الامام علي النقي بالنون ابن الامام محمد التقي بالتاء ابن الامام علي الرضا ابن الامام موسى الكاظم ابن الامام جعفر الصادق ابن الامام محمد الباقر بن الامام زين العابدين علي بن الحسين ابن الامام علي بن ابى طالب رضي الله تعالى عنهم ، يواطئ اسمه اسم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يبايعه المسلمون بين الركن والمقام ، يشبه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الخلق بفتح الخاء ، وينزل عنه في الخلق بضمها ، إذ لا يكون أحد مثل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في أخلاقه ، اسعد الناس به أهل الكوفة ، يقسم المال بالسوية ويعدل به في الرعية ويمشى الخضر بين يديه ، يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا يقفو أثر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لا يخطئ له ملك يسدده من حيث لا يراه ، يفتح المدينة الرومية بالتكبير مع سبعين ألفا من المسلمين. إلخ.


رفع الاستبعاد عن طول عمره

قال العلامة الحافظ ابو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد القرشي الگنجى الشافعي في «البيان في اخبار صاحب الزمان» (ص ٥٢١ ط النجف)

الباب الخامس والعشرون

(في الدلالة على كون المهدي حيا باقيا مذ غيبته الى الآن)

ولا امتناع في بقائه بدليل بقاء عيسى والياس والخضر من أولياء الله تعالى وبقاء الدجال وإبليس الملعونين اعداء الله تعالى ، وهؤلاء قد ثبت بقاؤهم بالكتاب والسنة ، وقد اتفقوا عليه ثم أنكروا جواز بقاء المهدي ، وها أنا بين بقاء كل واحد منهم ، فلا يسع بعد هذا العاقل انكار جواز بقاء المهدي عليه‌السلام.

وانما أنكروا بقاءه من وجهين : أحدهما طول الزمان ، والثاني أنه في سرداب من غير أن يقوم أحد بطعامه وشرابه ، وهذا يمتنع عادة.

قال : مؤلف الكتاب محمد بن يوسف بن محمد الكنجي : بعون الله نبتدئ ،


وإياه نستكفى وما توفيقي الا بالله جل جلاله.

أما عيسى «ع» فالدليل على بقائه قوله تعالى : (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ) ولم يؤمن به أحد مذ نزول هذه الآية الى يومنا هذا ولا بد أن يكون ذلك في آخر الزمان.

وأما السنة فما رواه مسلم في صحيحه عن زهير بن حرب بإسناده عن النواس ابن سمعان في حديث طويل في قصة الدجال قال : فينزل عيسى بن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين ، واضعا كفيه على اجنحة ملكين.

وأيضا ما تقدم من

قوله «ص» : كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وامامكم منكم.

وأما الخضر والياس : فقد قال ابن جرير الطبري : الخضر والياس باقيان يسيران في الأرض.

وأيضا بما رواه مسلم في صحيحه كما أخبرنا الحافظ محمد بن ابى جعفر القرطبي والعدل الحسن بن سالم بن علي ، وغيرهما بدمشق قالوا : أخبرنا ابو عبد الله محمد بن علي بن صدقة ، أخبرنا ابو عبد الله محمد بن الفضل ، أخبرنا ابو الحسين عبد الغافر ، أخبرنا ابو احمد محمد ، أخبرنا ابراهيم بن محمد ، أخبرنا الحافظ ابو الحسين مسلم بن الحجاج ، حدثني عمرو الناقد ، والحسن الحلواني وعبد بن حميد قالوا : حدثنا يعقوب بن ابراهيم بن سعد ، حدثنا ابو صالح ، عن ابن شهاب ، أخبرني عبد الله بن عتبة أن أبا سعيد الخدري قال : حدثنا رسول الله «ص» يوما حديثا طويلا عن الدجال ، فكان فيما حدثنا قال : يأتي وهو محرم عليه ان يدخل نقاب المدينة ، فينتهي الى بعض السباخ التي تلي المدينة ، فيخرج اليه يومئذ رجل هو خير الناس أو من خير الناس ، فيقول له : أشهد انك الدجال الذي حدثنا رسول الله «ص» حديثه. فيقول الدجال : رأيتم ان قتلت هذا ثم


أحييته أتشكون في الأمر؟ فيقولون : لا ، فيقتله ثم يحييه ، فيقول حين يحييه : والله ما كنت فيك قط أشد بصيرة من الآن ، قال : فيريد الدجال أن يقتله ثانيا فلا يسلط عليه.

قال ابو إسحاق ـ وهو ابراهيم بن محمد بن سعد ـ يقال ان هذا الرجل هو الخضر.

قلت : هذا لفظ مسلم في صحيحه كما سقناه سواء.

وأما الدليل على بقاء الدجال : كما أخبرنا ابو إسحاق ابراهيم بن بركات.

الى أن قال :

وأما الدليل على بقاء إبليس اللعين فبآي الكتاب نحو قوله تعالى (قالَ أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ، قالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ).

وأما بقاء المهدي عليه‌السلام : فقد جاء في الكتاب والسنة.

أما الكتاب فقد قال سعيد بن جبير في تفسير قوله عزوجل «لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ» قال : هو المهدي من عترة فاطمة عليها‌السلام.

وأما من قال انه عيسى عليه‌السلام فلا تنافي بين القولين ، إذ هو مساعد للإمام على ما تقدم.

وقد قال مقاتل بن سليمان ومن شايعه من المفسرين في تفسير قوله عزوجل (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ) قال : هو المهدي عليه‌السلام يكون في آخر الزمان وبعد خروجه يكون قيام الساعة وأماراتها.

وأما السنة فما تقدم في كتابنا من الأحاديث الصحيحة الصريحة.

وأما الجواب عن طول الزمان فمن حيث النص والمعنى.

أما النص فما تقدم من الاخبار على انه لا بد من وجود الثلاثة في آخر الزمان وانهم ليس فيهم متبوع غير المهدي بدليل انه امام الامة في آخر الزمان وان


عيسى عليه‌السلام يصلي خلفه كما ورد في الصحاح ، ويصدقه في دعواه ، والثالث هو الدجال اللعين وقد ثبت انه حي موجود.

وأما المعنى في بقائهم لا يخلو من احد قسمين اما أن يكون بقاؤهم في مقدور الله أو لا يكون ، ومستحيل أن يخرج عن مقدور الله ، لان من بدأ الخلق من غير شيء وأفناه ثم يعيده بعد الفناء لا بد ان يكون البقاء في مقدوره.

وإذا ثبت ان البقاء في مقدوره تعالى فلا يخلو أيضا من قسمين : اما ان يكون راجعا الى اختيار الله تعالى أو الى اختيار الامة ، ولا يجوز أن يكون الى اختيار الامة ، لأنه لو صح ذلك منهم لصح من أحدنا أن يختار البقاء لنفسه ولولده ، وذلك غير حاصل لنا ، غير داخل تحت مقدورنا ، فلا بد من أن يكون راجعا الى اختيار الله سبحانه.

ثم لا يخلو بقاء هؤلاء الثلاثة من قسمين أيضا ، اما أن يكون لسبب أو لا يكون لسبب ، فان كان لغير سبب كان خارجا عن وجه الحكمة ، وما خرج عن وجه الحكمة لا يدخل في أفعال الله تعالى ، فلا بد من أن يكون لسبب تقتضيه حكمة الله تعالى.

قلت : وسنذكر بقاء كل واحد منهم على حدة.

أما بقاء عيسى عليه‌السلام لسبب وهو قوله تعالى (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ) ولم يؤمن به منذ نزول هذه الآية الى يومنا هذا احد فلا بد أن يكون هذا في آخر الزمان.

وأما الدجال اللعين : لم يحدث حدثا مذ عهد إلينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه خارج فيكم الأعور الدجال ، وان معه جبال من خبز ، تسير معه الى غير ذلك من آياته ، فلا بد أن يكون ذلك في آخر الزمان لا محالة.

وأما الامام المهدي «ع» مذ غيبته عن الأبصار الى يومنا هذا لم يملأ الأرض


قسطا وعدلا كما تقدمت الاخبار في ذلك ، فلا بد أن يكون ذلك مشروطا بآخر الزمان ، فقد صارت هذه الأسباب لاستيفاء الأجل المعلوم. فعلى هذا اتفقت اسباب بقاء الثلاثة لصحة أمر معلوم في وقت معلوم وهما صالحان نبي وامام ، وطالح عدو الله وهو الدجال.


فيمن رأى المهدى عليه‌السلام بعد غيبته الكبرى

روى في ذلك جماعة من أعلام القوم :

فمنهم العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» (ج ٣ ص ١٢٦ ط صيدا) قال :

وعن غانم الهندي قال : أتيت بغداد في طلب المهدي عليه‌السلام ، وقد مشيت على الجسر مفكرا اين أجده ، إذ أتاني آت فقال لي : أجب مولاك. فلم يزل يمشي معي حتى ادخلني دارا وبستانا ، فإذا مولاي قاعد ، فلما نظر الي قال : يا غانم أهلا وسهلا. فكلمني بالهندية وسلم علي وقال : أنت تريد الحج في هذه السنة مع أهل قم ، فلا تحج في هذه السنة وانصرف الى خراسان وحج من عام قابل ، وألقى الي صرة وقال : اجعل هذه نفقتك ولا تخبر بشيء مما رأيت.

وعن محمد بن شاذان الكابلي قال : كنت لم أزل أطلب المهدي عليه‌السلام ، وأقمت في المدينة وما ذكرته لاحد الا استهزأ بي ، فلقيت شيخا من بني هاشم ـ وهو يحيى بن محمد العريضي ـ فقال لي : ان الذي تطلبه بصرياء. فأتيت


صرياء ودخلت في الدكان فزجرني غلام أسود وقال : قم من هذا المكان. فقلت : لا أخرج ، فدخل الدار ثم خرج وقال لي : أدخل. فدخلت فإذا مولاي قاعد بوسط الدار ، وسماني باسم لم يعرفه أحد الا أهلي بكابل ، وأخبرني بأشياء ثم انصرفت عنه. ثم أتيت السنة الثانية فلم أجده.

وعن عبد الله بن جعفر الحميري قال : سألت محمد بن عثمان العمري عن رؤية صاحب الزمان قال : رأيته عند البيت الحرام يقول «اللهم أنجز لي ما وعدتني» ، ورأيته أيضا كان متعلقا بأستار الكعبة ويدعو ويناجي ربه.

وعن ظريف ابى نصر قال : دخلت على صاحب الزمان عليه‌السلام ، قال لي : من أنا؟ قلت : أنت سيدي ابن سيدي. فقال : أنا خاتم الأوصياء ، فبي يدفع الله البلاء عن أهل الأرض.

وعن عبد الله السوري قال : دخلت في بستان بني هاشم فرأيت غلمانا يسبحون في غدير ماء وفتى جالس على مصلى واضعا كمه على فيه. فقلت لهم : من هذا؟ فقالوا : محمد بن الحسن العسكري ، وكان في صورة أبيه عليهما‌السلام.

وعن محمد بن أبي عبد الله الكوفي الأسدي أنه ذكر عدد من رأى صاحب الزمان وكراماته عليه‌السلام من الوكلاء ببغداد محمد بن عثمان العمري وابنه حاجز والبلالي والعطار ، ومن أهل الكوفة العاصمي ، ومن الأهواز محمد بن ابراهيم بن مهزيار ، ومن قم احمد بن اسحق ، ومن همدان محمد بن صالح ، ومن الري البسامي والأسدي عن نفسه ، ومن آذربايجان القاسم بن العلا ، ومن نيشابور محمد بن شاذان النعيمي ، فهؤلاء اثنا عشر رجلا من الوكلاء. وأما من غير الوكلاء فثلاثة وخمسون رجلا أسماؤهم مكتوبة في كتاب الغيبة مفصلا.


وعن الحسن بن وجنا النصيبي قال : كنت ساجدا تحت الميزاب في رابع أربعة وخمسين حجة مني وأنا اطلب صاحب الزمان بالتضرع والدعاء ، إذ حركتني جارية فقالت : قم يا حسن. فمشت معي حتى أتت بي دار خديجة رضي‌الله‌عنها ، فوقفت بالباب ، فقال لي صاحب الزمان عليه‌السلام : يا حسن والله ما من حج حججته الا وأنا معك في حجك ، فالزم دار جعفر بن محمد الباقر عليهما‌السلام ولا يهمنك طعامك وستر عورتك. وعلمني دعاء وقال : ادع وصل علي ولا تعطه الا محق أوليائي. ولزمت ذلك الدار ولم أزل أجد فيها وقت إفطار ماء ورغيفا وإداما وأجد كسوة الشتاء في الشتاء وكسوة الصيف في الصيف.

وعن علي بن احمد الكوفي الازدي قال : بينا انا في طواف فإذا شاب حسن الوجه طيب الرائحة يتكلم الي ، فقلت : يا سيدي من أنت؟ قال : أنا المهدي وأنا صاحب الزمان وأنا القائم الذي املأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، وان الأرض لا تخلو من حجة ولا يبقى الناس في فترة ، فهذه امانة لا تحدث بها الا إخوانك من الحق. ثم ألقى حصاة الي فإذا سبيكة ذهب.

وقال بعضهم : انه يظهر في كل سنة يوما لخواصه يهديهم.

عن راشد الهمداني قال : لما انصرفت من الحج ظللت الطريق فوقعت في أرض خضراء نضرة وتربتها أطيب تربة وفيها فسطاط ، فلما بلغته رأيت الخادمين وقالا : اجلس فقد أراد الله بك خيرا. فدخل أحدهما ثم خرج فقال : ادخل.

فدخلت فإذا فتى جالس وقد علق فوق رأسه سيف طويل. فسلمت عليه فرد السلام علي فقال : من أنا؟ فقلت : لا أعلم. فقال : أنا القائم الذي أخرج في آخر الزمان بهذا السيف فأملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما. فسقطت على وجهي فقال : لا تسجد لغير الله ، ارفع رأسك وأنت راشد من بلد همدان أتحب أن ترجع الى أهلك؟ قلت : نعم. وناولني صرة وأومأ الى


الخادم فمشى معي خطوات فرأيت أسدآباد ، فقال : هذه أسدآباد امض يا راشد. فالتفت فلم أره ، فدخلت أسدآباد وفي الصرة خمسون دينارا ، فدخلت همدان وبشرت بأهلي ، ولم نزل بخير ما بقي معنا من تلك الدنانير.

وعن أبي نعيم الانصاري قال : كنت في المسجد الحرام في اليوم السادس من ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين ومائتين إذ رأينا شابا فقمنا لهيبته ، فجلس وقال : أتدرون ما كان جعفر الصادق يقول : في دعائه؟ قلنا : وما كان يقول. قال : كان يقول «اللهم اني أسالك باسمك الذي به تقوم السماء والأرض وبه تفرق بين الحق والباطل ، وبه تجتمع بين المتفرق وبه تفرق بين المجتمع ، وبه أحصيت عدد الرمال وزنة الجبال وكيل البحار ، أن تصلي على محمد وان تجعل لي من أمري فرجا ومخرجا». ثم انصرف.

فلما كان الغد في ذلك الوقت خرج من الطواف وجلس وقال لنا : أتدرون ما كان يقول أمير المؤمنين عليه‌السلام في الدعاء بعد الفريضة؟ قلنا : وما كان يقول. قال : كان يقول «اللهم إليك رفعت الأصوات ودعيت الدعوات ولك عنت الوجوه ولك خضعت الرقاب وإليك التحاكم في الاعمال ، يا خير من سئل وخير من أعطى ، يا صادق يا بارئي يا من لا يخلف الميعاد يا من امر بالدعاء وتكفل بالاجابة ، يا من قال (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) يا من قال (وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) ، يا من قال (يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).

ثم قال : أتدرون ما كان أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول في سجدة الشكر؟ قلنا : وما كان يقول. قال : كان يقول «يا من لا يزيده إلحاح الملحين الا كرما وجودا ، يا من له خزائن السماوات والأرض ، يا من له الفضل العظيم لا تمنعك اساءتي من إحسانك الي ، اسألك أن تفعل بي ما أنت أهله وأنت أهل الجود


والكرم والعفو ، يا الله يا ربي يا الله افعل بي ما أنت أهله وأنت قادر على العقوبة وقد استحققتها لا حجة لي عندك ولا عذر لي عندك أبوء إليك بذنوبي كلها وأعترف بها كي تعفو عني وأنت أعلم بها مني ، برئت إليك من كل ذنب أذنبته وكل خطيئة أخطأتها وكل سيئة عملتها ، يا رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم انك أنت الأعز الأكرم».

قال : وانصرف ثم عاد من بعد في ذلك الوقت فجلس وقال : كان علي بن الحسين عليهما‌السلام سيد العابدين يقول في سجوده في هذا الموضع ـ وأشار بيده الى الحجر الأسود ـ «عبيدك بفنائك مسكينك بفنائك فقيرك بفنائك سائلك بفنائك يسألك ما لا يقدر عليه سواك».

قال : ثم نظر الى محمد بن القاسم العلوي فقال : يا محمد بن القاسم أنت على خير ، لأنه كان يطلب صاحب الزمان. وقام وانصرف.

فقال المحمودي : يا قوم أتعرفون هذا؟ قلنا : لا. قال : هذا والله صاحب الزمان. فقال : اني دعوت ربي أن يريني صاحب الزمان قبل سبع سنين عشية عرفة وهو يقرأ دعاء عشية عرفة. فقلت. من أنت؟ قال : من بني هاشم. فقلت : ممن. قال : ممن فلق الهام وأطعم الطعام وصلى بالليل والناس نيام. فعلمت أنه علوي.

ثم غاب فلم أدر أصعد في السماء أم نزل في الأرض ، فسألت القوم الذين كانوا حوله : أتعرفون هذا العلوي؟ فقالوا : نعم يحج معنا كل سنة ماشيا. فقلت لهم : ما أرى به أثر مشي.

ثم انصرفت الى المزدلفة حزينا على فراقه ونمت في ليلتي تلك فرأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في المنام فقال : يا محمودي رأيت مطلوبك وهو صاحب زمانكم عشية عرفة.


وهذه القصة من طرق ثلاثة ذكروها.

وعن ابراهيم بن مهزيار الأهوازي قال : قدمت المدينة ومكة لطلب صاحب الزمان ، فبينا أنا في الطواف قال لي رجل أسمر اللون : من أي البلاد أنت؟ قلت من الأهواز. قال : أتعرف ابراهيم بن مهزيار. قلت : أنا هو. فعانقني فقلت له : هل تعرف من أخبار صاحب الزمان؟ قال لي : فارتحل معي الى الطائف في خفية من أصحابك ، فمشينا الى الطائف من رملة الى رملة حتى وصلنا الى الفلاة ، فبدت لنا خيمة قد أشرقت بها الرمال وتلألأت بها تلك البقاع ، ثم أسرعنا حتى وصلنا إليها ، فبالاذن دخلت على صاحب الزمان عليه‌السلام قال لي : مرحبا بك يا ابا اسحق. فقلت : بأبي وأمي ما زلت أتفحص عن أمرك بلدا فبلدا حتى من الله علي بمن أرشدني إليك. ثم قال : يا ابا اسحق ليكن هذا المجلس مكتوما عندك.

قال ابراهيم : فمكثت عنده حينا اقتبس منه موضحات الاعلام ونيرات الاحكام ، فإذن لي في الرجوع الى الأهواز وأردفني من صالح دعائه ما يكون ذخرا عند الله لي ولعقبي وقرابتي ، وعرضت عليه مالا كان معي يزيد على خمسين ألف درهم وسألته أن يتفضل بقبوله. فتبسم وقال : يا ابا اسحق استعن به على منصرفك ولا تحزن لاعراضنا عنه ، وبارك الله فيما خولك وأدام لك ما حولك وكتب لك أحسن ثواب المحسنين ، واستودعه نفسك وديعة لا تضيع بمنه ولطفه إن شاء الله تعالى.

إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ١٩

المؤلف:
الصفحات: 708