بسمه تعال

الحمد لله على إتمام النعمة ، وإكمال الموهبة ، حيث وفّقنا بالفراغ عمّا يتعلّق بأحوال سيّد الشهداء المقربين ، ريحانة رسول الله وفلذة كبده ومهجة فؤاده ، مولانا ومولى الثقلين أبي عبد الله الحسين روحي له الفداء ، ورزقنا الله شفاعته في الآخرة ، وأنا لنا زيارته في هذه النشأة.

شرعنا بذكر أحوال سائر الأنجم الزاهرة ، والكواكب المضيئة ، الأئمة الهداة البررة ، مشاكى العلم والفضل ونبارس الحجى والنبالة ، وبدأنا في هذا الجزء فيما ينوط بمولانا سيّد الساجدين وزين المتهجّدين ، بكّاء المحاريب ، فخر المناجين ، شرف العرب والعجم ، آدم آل محمّد ، الّذي قال بعض الأكابر في حقّه : لو لا صحيفة هذا الإمام لم يعلم المسلمون كيف يناجون باريهم ويطلبون منه الحوائج ، فله حقّ التعليم في هذا الشأن على كلّ مسلم اعنى الامام أبا الحسن على ابن الحسن روحي له الفداء ، ولا تسأل أيّها القارئ الكريم عمّا كابدنا من الفحص والبحث في كتب القوم : الحديثية والرجالية والفقهية والأدبية.

والمرجو من العلماء والأفاضل ، وأرباب القلم والمحابر أن ينظروا من مبدإ الجزء الأوّل من هذه الموسوعة إلى آخر الأجزاء المنتشرة بعين العدل والإنصاف حتّى يقفوا على المكاره والمتاعب الّتي تحمّلها هذه الفئة الناصرة



بسم الله الرحمن الرحم

فهرس المجلد الثان عشر من

ملحقات احقاق الحق

العنوان

الصفحة

العنوان

الصفحة

المقدمة

١

كتمانة لنسبة في السفر اعظاما لنسبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

١٢

الامام الرابع

قال رسول لله صلي الله عليه وآله وسلم : اذا کان وم القامة ناد مناد : لقم سد العابدين فيقوم علي بن الحسين عليها السلام

١٣

زين العابدين سيد الساجدين

علي بن الحسين عليهما السلام نسبه عليه السلام

٣

عبادته عليه السلام

قال أمير المؤمنين عليه السلام في حقة : أنه سيد في العرب والعجم وسيد في الدنيا والاخرة

٦

كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة

١٨

وجه تلقبه بزبن العابدين

٧

كان يحب ان لا يعنيه على طهوره

أحد ، وكان لا يترك قيام الليل لا

سفرا ولا حضرا

٢٤

وجبه تلقبه بذي الثفنات

٧

دخل عليه الباقر عليه السلام فبكى مماطره عليه من شىدة العبادة

٢٥

تاريخ ميلاده ووفاته

٨

نقش خاتمه

١١


ومنهم العلامة الشيخ برهان الدين الحلبي الشافعي المتوفى سنة ١٠٤٤ في كتابه «انسان العيون الشهير بالسيرة الحلبية» (ج ٢ ص ٤٥ ط قاهرة) قال : جيء ببنات الملك الثلاث فوقفن بين يديه (أي عمر بن الخطاب) وأمر المنادى أن ينادي عليهن وأن يزيل نقابهنّ عن وجوههنّ ليزيد المسلمون في ثمنهنّ فامتنعن من كشف نقابهنّ ووكزن المنادى في صدره فغضب عمر رضي الله تعالى عنه وأراد أن يعلوهنّ بالدّرة وهنّ يبكين فقال له عليّ رضي الله تعالى عنه : مهلا يا أمير المؤمنين فإنّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : ارحموا عزيز قوم ذلّ وغنيّ قوم افتقر. فسكن غضبه فقال له علي : إنّ بنات الملوك لا يعاملن معاملة غيرهنّ من بنات السوقة ، فقال عمر : كيف الطريق إلى العمل معهنّ؟ فقال : يقوّمن ومهما بلغ ثمنهنّ يقوم من يختارهنّ ، فقوّمن وأخذهنّ عليّ رضي الله تعالى عنه ، فدفع واحدة لعبد الله بن عمر فجاء منها بولده سالم ، وأخرى لمحمد بن أبي بكر فجاء منها بولده القاسم ، والثالثة لولده الحسين فجاء منها بولده عليّ الملقّب بزين العابدين.

ومنهم العلامة الحمزاوى في «مشارق الأنوار» (ص ١١٩ ط مصر).

روى الحديث نقلا عن «السيرة الحلبيّة» بعين ما تقدّم عنه بلا واسطة.

ومنهم العلامة البدخشي في «مفتاح النجا» (ص ١٥٧ مخطوط) قال :

وذكر العلّامة ، أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري في ربيع الأبرار أنّ الصحابة لمّا أتوا المدينة لسبي فارس في خلافة عمر رضي‌الله‌عنه كان فيهم ثلاث بنات ليزدجرد فأمر عمر رضي‌الله‌عنه ببيعهنّ فقال عليّ كرّم الله وجهه : إنّ بنات الملوك فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «السيرة الحلبيّة».

ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في «اسعاف الراغبين» (المطبوع بهامش نور الأبصار ص ٢٣٧ ط العثمانية بمصر) قال :


وأمّه (أي عليّ بن الحسين) إحدى بنات كسرى ، ثمّ نقل عن «السيرة الحلبيّة» ما تقدم عنه بلا واسطة بعينه.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٨٨ ط العثمانية بمصر) قال :

وأمّه (أي زين العابدين) سلافة ولقبها شاه زنان بفتح الشين المعجمة وكسر الهاء وفتح الزاء والنون الثّانية بعد الألف ، كلمة فارسيّة معناها ملكة النساء وهي بنت يزدجرد بفتح الياء المثناة من تحت وسكون الزاى وفتح الدال المهملة وكسر الجيم ودال مهملة بعد الراء الساكنة ولد انوشروان العادل ملك الفرس. ذكر الزمخشري في «ربيع الأبرار» أنّه لمّا أتى بسبي فارس في خلافة سيّدنا عمر رضي‌الله‌عنه أمر ببيع بنات يزدجرد فقال له عليّ رضي‌الله‌عنه : إنّ بنات الملوك فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «السّيرة الحلبيّة».


قال امير المؤمنين على عليه‌السلام قبل ولادته :

انه سيد في العرب والعجم وسيد في

الدنيا والآخرة

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الراغب الاصبهانى في «محاضرات الأدباء» (ج ١ ص ٣٤٧ ط بيروت) قال :

عاتب هشام زيد بن عليّ وقال : بلغني أنّك تريد الخلافة وكيف تصلح لها وأنت ابن أمة ، فقال : كان إسماعيل ابن أمة وإسحاق ابن حرّة فأخرج الله من صلب إسماعيل خير ولد آدم فقال هشام : إذا لا تراني إلّا حيث تكره ، كانت امّ عليّ بن الحسين عليهما‌السلام جيهان شاه بنت يزدجرد أخذها الحسين من جملة الفيء وقال له أمير المؤمنين : خذها فستدلك سيّدا في العرب سيّدا في العجم سيّدا في الدنيا والآخرة.


وجه تلقبه بزين العابدين

رواه القوم :

منهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي الحنفي في «وسيلة النجاة» (ص ٣١٣ ط گلشن فيض بلكهنو).

روى نقلا عن شواهد النبوة أنّ سبب تلقّبه بزين العابدين أنّ الشيطان تمثل بصورة أفعى فلدغ إصبع رجله حين كان مشتغلا بالصلاة فلم يلتفت إليه ولم يقطع صلاته فسمع مناد ينادى : أنت زين العابدين حقّا.

وجه تلقبه بذي الثفنات

رواه القوم :

قال العلامة المنشى النسابة الشيخ أبو العباس أحمد بن على بن أحمد القلقشندي المتوفى سنة ٨٢١ في كتابه «صبح الأعشى» (ج ١ ص ٤٥٢ طبع القاهرة) قال :

ذو الثفنات ، كان يقال ذلك لعليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب لما على أعضاء السجدات منه شبه ثفنات البعير.

وقال العلامة السيد خير الدين أبو البركات في «غالية المواعظ» (ج ٢ ص ١٤٢ ط دار الطباعة المحمدية بالقاهرة)

يقال لعليّ بن الحسين ذو الثفنات لأنّ كثرة سجوده أحدث في مواقعه أشباه ثفنات البعير.

وقال العلامة محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السؤول» (ص ٧٧ ط تهران)


وأمّا لقبه فكان له ألقاب كثيرة كلّها تطلق عليه أشهرها زين العابدين وسيّد العابدين والزّكيّ والأمين وذو الثفنات.

وقال عبد الرحمن ابن الجوزي في «سلوة الأحزان» (ص ١٤٠ ط الاسكندرية)

وقد سمّى بذي الثفنات لظهور علامات ظاهرة على جبهته من كثرة السجود.

تاريخ ميلاده ووفاته

فممن نروى كلامه في ذلك العلامة محمد پارسا البخاري المتوفى سنة ٨٢٢ في «فصل الخطاب» (على ما في الينابيع ص ٣٨٧ ط اسلامبول) قال :

ولد (أي عليّ بن الحسين) سنة ثمان وثلاثين وكان ثقة مأمونا كثير الحديث عاليا رفيعا وأجمعوا على جلالته في كلّ شيء. وقال حمّاد بن زيد : كان أفضل هاشمي أدركته.

ومنهم العلامة الذهبي في «دول الإسلام» (ج ١ ص ٤٧ ط حيدرآباد) قال :

والامام زين العابدين عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، وله بضع وخمسون سنة.

ومنهم العلامة الخطيب التبريزي في «إكمال الرجال» (ص ٧٢٥ ط دمشق) قال:

مات (أي عليّ بن الحسين) سنة أربع وتسعين وهو ابن ثمان وخمسين سنة ، ودفن بالبقيع في القبر الّذي فيه عمّه الحسن بن عليّ.

ومنهم العلامة الگنجى في «كفاية الطالب» (ص ٣٠٦ ط الغرى) قال :

توفى (أي عليّ بن الحسين) بالمدينة سنة خمس وتسعين وله يومئذ سبع


وخمسون سنة ودفن بالبقيع مع الحسن.

ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٢٩ نسخة الظاهرية بدمشق) قال :

وتوفى زين العابدين بالمدينة سنة أربع وتسعين وقيل ثنتين وتسعين ، ودفن بالبقيع وله ثمان وخمسون.

ومنهم العلامة الذهبي في «تاريخ الإسلام» (ج ٤ ص ٣٥ ط مصر) قال :

كان مع أبيه يوم قتل وله ثلاث وعشرون سنة وهو مريض فقال عمر بن سعد ابن أبي وقاص : لا تعرّضوا لهذا المريض.

ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في «اسعاف الراغبين» (المطبوع بهامش نور الأبصار ص ٢٣٧ ط العثمانية بمصر) قال :

ولد (أي عليّ بن الحسين) بالمدينة يوم الخميس لخمس ليال مضين من شعبان سنة ثمان وثلاثين ، ثم شرع في ذكر فضائله إلى أن قال في (ص ٢٤١) مات سنة أربع وتسعين عن ثمان وخمسين سنة.

ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السؤول» (ص ٧٩ ط طهران) قال :

أمّا عمره مات في ثامن عشر المحرّم من سنة أربع وتسعين وقيل خمس وتسعين وقد تقدّم ذكر ولادته في سنة ثمان وثلاثين فيكون سبعا وخمسين سنة كان منها مع جدّه ستة ومع أبيه ومع عمّه أبي محمّد الحسن عشر سنين وأقام مع أبيه عشر سنين وبقي بعد أبيه تتمّة ذلك.

ومنهم العلامة ابن حجر الهيتمى في «الصواعق» (ص ١٢٠ ط القاهرة) قال :


توفى وعمره سبع وخمسون ، منها : سنتان مع جدّه عليّ ثمّ عشر مع عمّه الحسن ، ثمّ إحدى عشر مع أبيه الحسين ، وقيل : سمّه الوليد بن عبد الملك ودفن بالبقيع عند عمّه الحسن عن أحد عشر ذكرا وأربع إناث ، وارثه منهم عبادة وعلما وزهادة أبو جعفر محمّد الباقر.

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ١٨٣ ط الغرى) قال :

ولد عليّ بن الحسين عليه‌السلام بالمدينة نهار الخميس الخامس من شعبان المكرّم في سنة ثمان وثلاثين من الهجرة في أيّام جدّه عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام قبل وفاته بسنتين.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٨٧ ط مصر).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة».

ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «تذكرة الخواص» (ص ٣٤١ ط الغرى) قال:

اختلفوا في وفاته على أقوال : أحدها ذكره ابن عساكر أنّه توفّى سنة أربع وتسعين ، والثاني سنة اثنين وتسعين ، والثالث سنة خمس وتسعين ، والأوّل أصحّ لأنّها تسمّى سنة الفقهاء لكثرة من مات بها من العلماء وكان سيّد الفقهاء مات في أوّلها وتتابع النّاس بعده سعيد بن المسيّب وعروة بن الزبير وسعيد بن جبير وعامّة فقهاء المدينة ، أسند على الحديث عن أبيه وعمّه الحسن وابن عباس وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك وأبي سعيد الخدري وأمّ سلمة وصفيّة وعائشة في آخرين وعاش سبعا وخمسين سنة وقيل ثمان وخمسين ، وهو الأصحّ ودفن بالبقيع.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٩١ ط العثمانية بمصر) قال :


توفّى عليّ زين العابدين رضي‌الله‌عنه في ثاني عشر المحرّم سنة أربع وتسعين من الهجرة وكان عمره إذ ذاك سبعا وخمسين سنة.

نقش خاتمه عليه‌السلام

قال علامة التاريخ والحديث أبو القاسم حمزة بن يوسف بن ابراهيم السهمي المتوفى سنة ٤٢٧ في كتاب «تاريخ جرجان» (طبع حيدرآباد الدكن):

حدثنا أحمد بن أبي عمران الجرجاني حدثنا عمران بن موسى حدثنا إبراهيم بن المنذر حدّثني محمّد بن جعفر حدثني أبي جعفر بن محمّد قال : كان نقش خاتم أبي محمّد بن علي : القوّة لله جميعا.

وقال العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي الشامي المتوفى سنة ٦٥٢ في «مطالب السئول في مناقب آل الرسول ص» (ص ٨١ ط طهران):

ونقل الثعلبي في تفسيره أنّ الباقر كان نقش خاتمه هذه :

ظنّى بالله حسن ، وبالنبيّ المؤتمن ، وبالوصيّ ذي المنن ، وبالحسين والحسن.

رواها بسنده في تفسيره متصلا إلى ابنه الصّادق.


كتمانه لنسبه في السفر

إعظاما لنسبة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

فممّا روى في ذلك ما ذكره جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة في الأدب المبرد في «الفاضل» (ص ١٠٣ ط دار الكتب بمصر) قال :

يروى أنّ عليّا كان أبرّ الناس وأتقاهم وكان إذا سافر كتم نسبه وستر وجهه ، فقيل له في ذلك فقال : أكره أن آخذ برسول الله ما لا اعطى مثله وكان يقول : ما أكلت بنسبتي من رسول الله درهما قطّ.

ومنهم العلامة محمد پارساى البخاري في «فصل الخطاب» (على ما في الينابيع ص ٣٨٧ ط اسلامبول) قال :

وكان (اى عليّ بن الحسين) إذا سافر كتم نسبه فقيل له في ذلك فقال : أنا أكره أن آخذ برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما لا اعطى إيّاه.


قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كان يوم القيامة نادى

مناد ليقم سيد العابدين فيقوم على بن

الحسين عليه‌السلام

ونروى في ذلك حديثين :

الأوّل

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة كمال الدين محمد بن طلحة في «مطالب السئول» (ص ٨١ ط طهران) قال :

ونقل عن أبي الزبير محمّد بن أسلم المكّي أنه قال : كنّا عند جابر بن عبد الله فأتاه عليّ بن الحسين ومعه ابنه محمّد وهو صبىّ فقال عليّ لابنه محمّد : قبّل رأس عمّك فدنا محمّد من جابر فقبّل رأسه فقال جابر : من هذا؟ وكان قد كفّ بصره فقال له عليّ : هذا ابني محمّد فضمّه جابر إليه وقال : يا محمّد محمّد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقرأ عليك السلام فقال لجابر : كيف ذلك يا أبا عبد الله؟ فقال : كنت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم والحسين في حجره وهو يلاعبه فقال : يا جابر يولد لابني الحسين ابن يقال له عليّ إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم سيّد العابدين فيقوم عليّ بن الحسين ، ويولد لعليّ ابن يقال له محمّد يا جابر إن رأيته فأقرئه منّي السلام.

ومنهم العلامة أحمد بن حجر الهيتمى في «الصواعق المحرقة» (ص ١٩٩ ط الميمنية بمصر) قال :


وكفى شرفا أنّ ابن المديني روى عن جابر أنّه قال له (اى محمّد بن علي) وهو صغير : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يسلّم عليك فقيل له : وكيف ذاك؟ قال : كنت جالسا عنده والحسين في حجره وهو يلاعبه فقال : يا جابر يولد له مولود اسمه علىّ إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم سيّد العابدين فيقوم ولده. ثمّ يولد له ولد اسمه محمّد فإن أدركته يا جابر فأقرئه منّي السلام.

ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٣٠ نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق).

قال أبو الزبير : كنا عند جابر بن عبد الله وقد كفّ بصره وعلت سنّه فدخل عليه عليّ بن الحسين ومعه ابنه محمّد وهو صبيّ صغير فسلّم على جابر وجلس وقال لابنه محمّد : قم إلى عمّك فسلّم عليه وقبّل رأسه ففعل الصبيّ ذلك فقال جابر : من هذا؟ فقال : محمّد ابني فضمّه إليه وبكى فقال يا محمّد إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقرأ عليك السلام فقال له صحبه : وما ذاك أصلحك الله فقال : كنت عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فدخل عليه الحسين بن علي فضمّه إليه وقبّله وأقعده إلى جنبه ثمّ قال : يولد لابني هذا ابن يقال له عليّ إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش ليقم سيّد العابدين فيقوم هو ، ويولد له محمّد إذا رأيته يا جابر فاقرأ عليه‌السلام منّى واعلم أنّ بقاك بعد ذلك اليوم قليل ، فما لبث جابر بعد ذلك اليوم إلّا بضعة عشر يوما حتّى توفّى.

ورواه في (ص ٢٦ ، النسخة المذكورة) بعينه من قوله : كنت عند رسول الله إلى قوله : فيقوم هو.

ومنهم الحافظ شهاب الدين أحمد بن على بن حجر العسقلاني في «لسان الميزان» (ج ٥ ص ١٦٨ ط حيدرآباد الدكن) قال :

حدّثنا الغلابي حدّثنا إبراهيم بن بشّار عن سفيان عن أبي الزبير قال : كنّا عند جابر فدخل عليّ بن الحسين فقال جابر : دخل الحسين فضمّه النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم


إليه وقال : يولد لابني هذا ابن فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «الصّواعق».

ومنهم الحافظ الگنجى الشافعي في «كفاية الطالب» (ص ٢٩٩ طبع الغرى) قال :

وأخبرنا القاضي العلّامة مفتي الشّام أبو نصر محمّد بن هبة الله بن محمّد بن مميل الشيرازي قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم عليّ بن الحسن الشافعي ، أخبرنا الشريف الكامل أبو القاسم عليّ بن إبراهيم الحسيني وأبو الوحش سبيع بن قيراط المقري قالا : أخبرنا أبو الحسن رشا بن نظيف بن ما شاء الله المقري حدثنا أبو أحمد عبيد الله ابن محمّد الفرضي قال : أخبرنا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي حدّثنا العلائي حدّثنا إبراهيم بن بشار عن سفيان بن عيينة ، عن الزهري قال : كنّا عند جابر فدخل عليه عليّ بن الحسين عليه‌السلام فقال : كنت عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فدخل عليه الحسين بن عليّ عليهما‌السلام فضمّه إلى صدره وقبّله وأقعده إلى جنبه ثمّ قال : يولد ، فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «الصواعق» إلى قوله ثمّ يولد وزاد بعد كلمة مناد : من بطنان العرش ثمّ قال : قلت : هذا حديث ذكره محدّث الشام في مناقبه كما أخرجناه وسنده معروف عند أهل النقل.

ومنهم العلامة الحمزاوى في «مشارق الأنوار» (ص ١٢١ ط مصر).

روى الحديث عن جابر بعين ما تقدّم عنه في «الصّواعق المحرقة» إلّا أنّه ذكر بدل قوله سيّد العابدين : سيّد العارفين.

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ١٩٧ ط الغرى).

روى الحديث عن أبي الزبير محمّد بن مسلم المكّي بعين ما تقدّم عن «مطالب السؤول» لكنه ذكر بدل كلمة فقال لجابر : فقالوا يا جابر : وزاد في آخر الحديث تتمّة لكلامه صلى‌الله‌عليه‌وآله وهي هذا : وإن لاقيته فاعلم أنّ بقاك في الدّنيا


قليل ، فلم يعش بعد ذلك إلّا ثلاثة أيّام.

ومنهم العلامة البدخشي في «مفتاح النجا» (ص ١٦٤ مخطوط).

روى الحديث عن أبي الزبير محمّد بن مسلم بعين ما تقدّم عن «مطالب السؤول» (ص ٨١).

ومنهم العلامة الشيخ سليمان القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ٣٣٣ ط اسلامبول).

روى الحديث من طريق المدائني عن جابر أنّه جاء أبا جعفر محمّد بن علي وهو صغير فوجده في المكتب فقال له : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يسلّم عليك فقيل لجابر : كيف هذا؟ فقال كنت جالسا عند رسول الله ، فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمة» لكنّه ذكر بدل كلمة يلاعبه : يقبّله ، وبدل كلمة لقيته : أدركته.

ومنهم العلامة المناوى في «الكواكب الدرية» (ج ١ ص ١٦٤ ط الازهرية بمصر).

روى الحديث من طريق المدائني بعين ما تقدّم عن «ينابيع الموّدة» ملخّصا.

لكنّ الموجود في النسخة : ليقم العباد فيقوم ولده محمّد ، والظّاهر كونه مغلوطا.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٩٢ ط العثمانية بمصر).

روى الحديث بعين ما تقدم عن «الفصول المهمّة» لكنه ذكر بدل كلمة في الدنيا : بعده.

ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٤٧ ط الغرى).

روى الحديث من طريق المدائني عن جابر بن عبد الله انه أتى أبا جعفر محمّد بن عليّ إلى الكتّاب (١) وهو صغير فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «مطالب السؤول».

__________________

(١) بضم الكاف وتشديد التاء : موضع التعليم.

(احقاق الحق مجلد ١٢ ج ١)


الثاني

ما رواه القوم :

منهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في «أهل البيت» (ص ٤٢٥ ط مكتبة السعادة بالقاهرة) قال :

وكنية الامام عليّ بن الحسين أبو محمّد وأبو الحسين ، أمّا ألقابه فكثيرة أشهرها زين العابدين ، وكان الزهري إذا حدّث عنه يقول : حدّثني زين العابدين لما رواه عن سعيد بن المسيّب من أنّه إذا كان يوم القيامة ينادى مناد : أين زين العابدين؟ فيقوم عليّ بن الحسين وهو يخطر بين الصفوف إلى أن قال :

وفيه يقول أبو الأسود الدؤلي :

وإنّ غلاما بين كسرى وهاشم

لأكرم من نيطت عليه التمائم


عبادته

كان عليه‌السلام يصلى في اليوم والليلة ألف ركعة ونروى في ذلك أحاديث :

الاول

ما روى عن أبي حمزة الثمالي

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ١٨٣ ط الغرى):

روى عن أبي حمزة الثّمالي قال : كان عليّ بن الحسين عليه‌السلام يصلّي في اليوم واللّيلة ألف ركعة ـ.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٢٩ ط بمصر).

روى عن أبي حمزة ما تقدّم عنه في «الفصول المهمّة» بعينه.


الثاني

ما روى عن مالك

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الحافظ شمس الدين أبو عبد الله محمد الذهبي المتوفى سنة ٧٤٨ في كتابه «تذكرة الحفاظ» (ج ١ ص ٧٥ طبع حيدرآباد) قال :

وقال مالك : بلغني أنّه (أي عليّ بن الحسين) كان يصلّى في اليوم واللّيلة ألف ركعة إلى أن مات وقال : وكان يسمّى زين العابدين لعبادته ـ.

ومنهم العلامة المذكور في «تاريخ الإسلام» (ج ٤ ص ٣٧ ط مصر).

روى عن مالك ما تقدّم عنه في «تذكرة الحفاظ» بعينه.

ومنهم العلامة العسقلاني في «تهذيب التهذيب» (ج ٧ ص ٣٠٦ ط حيدرآباد):

روى عن مالك ما تقدّم عنه في «تذكرة الحفاظ» بعينه.


الثالث

ما روى عن سعيد بن المسيب

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة عبد الله بن سعد اليافعي في «مرآة الجنان» (ج ١ ص ١٩٠ ط حيدرآباد) قال :

روى عن جماعة من السلف أنهم قالوا : ما رأينا أورع وبعضهم قالوا أفضل منه منهم سعيد بن المسيب وقال : أيضا بلغني أنّ عليّ بن الحسين كان يصلّي في اليوم واللّيلة ألف ركعة إلى أن مات قال : وسمّى زين العابدين لعبادته ـ.

ومنهم العلامة محمد خواجه پارساى البخاري في «فصل الخطاب» على ما في ينابيع المودّة ، (ص ٣٧٧ ط اسلامبول).

روى عن سعيد بن المسيّب ما تقدّم عنه في «مرآة الجنان» بعينه.


الرابع

ما روى عن محمد بن على عليهما‌السلام

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة ابن عبد ربه في «العقد الفريد» (ج ١ ص ٢٧٨ ط الشرفية بمصر) قال : وقيل لمحمّد بن عليّ أو لعليّ بن الحسين عليهما‌السلام : ما أقلّ ولد أبيك قال :

العجب كيف ولدت له وكان يصلّي في اليوم واللّيلة ألف ركعة فمتى كان يتفرّغ للنّساء؟ وحجّ خمسة وعشرين حجّة راجلا.

ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٢٧):

وقال محمّد بن الباقر : كان أبي عليّ بن الحسين يصلّي في اليوم واللّيلة ألف ركعة فلما حضرته الوفاة بكى فقلت : يا أباه ما يبكيك فو الله ما رأيت أحدا طلب الله طلبك ما أقول هذا انك أبي فقال : يا بنيّ إنّه إذا كان يوم القيامة لم يبق ملك مقرب ولا نبيّ مرسل إلّا كان لله عزوجل فيه المشيّة إن شاء غفر له وإن شاء عذّبه.


الخامس

ما روى مرسلا

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ محمد عبد المعطى المصري الشافعي في «أخبار الاول» (ص ١٠٩ ط بغداد) قال :

وكان (أي عليّ بن الحسين) يصلّي في اليوم واللّيلة ألف ركعة.

ومنهم العلامة ابن سعد في «الطبقات الكبرى» (ج ١ ص ٢٧ ط مصر) قال :

وكان يصلّي في كلّ يوم وليلة ألف ركعة وكانت الريح تهيج فيخرّ مغشيّا عليه ، ولمّا حجّ قال : لبّيك فوقع مغشيّا عليه فتهشم.

ومنهم العلامة ابن حجر في «الصواعق» (ص ١١٩ ط حلب).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «أخبار الأول».

ومنهم العلامة عفيف الدين بن اسعد اليماني في «روض الرياحين» (ص ٥٥ ط القاهرة) قال :

روى انّ زين العابدين رضي الله تعالى عنه كان يصلّي في كلّ يوم وليلة ألف ركعة ولا يدع صلاة الليل في السفر والحضر.

ومنهم العلامة الحمزاوى في «مشارق الأنوار» (ص ١١٩ ط مصر) قال :

قال الزهريّ وابن عيينة : ما رأينا قرشيا أفضل منه ، وقال ابن المسيّب : ما رأيت أورع منه وقد جاء عنه من خشوعه في وضوئه وصلاته ونسكه ما يدهش السامع وكان يصلّي في اليوم واللّيلة ألف ركعة حتّى مات.


ومنهم العلامة المناوى في «الكواكب الدرية» (ج ١ ص ١٣٩ ط الازهرية بمصر).

روى ما تقدّم في «مشارق الأنوار» من قوله : وقد جاء عنه إلخ بعينه.

ومنهم العلامة الشيخ عبد الهادي الابيارى المصري في «جالية الكدر» (في شرح منظومة البرزنجى ص ٢٠٤ ط مصر).

روى ما تقدّم في «روض الرياحين» بعينه ثمّ قال : وهذا معنى قول المضيف.

ومنهم العلامة الشيخ عبد الله بن محمد بن عامر الشبراويّ الشافعي المصري في كتابه «الإتحاف بحب الاشراف» (ص ٤٩ ط مصر) قال :

وكان يصلّي (عليّ بن الحسين عليهما‌السلام) في اليوم واللّيلة ألف ركعة.

ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في «اسعاف الراغبين» (المطبوع بهامش نور الأبصار ص ٢٣٩ ط العثمانية بمصر).

وكان (أي عليّ بن الحسين) يصلّي في اليوم واللّيلة ألف ركعة حتّى مات ومنهم العلامة الشيخ أبو الحسنات محمد عبد الحي بن الحافظ الحاج محمد عبد الحليم الهندي اللكنهوي المتوفى سنة ١٣٠٤ والمولود سنة ١٢٦٤ في «إقامة الحجة» (ص ٧١ ط حلب):

عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب الإمام زين العابدين الهاشمي ، قال الذهبي في «العبر» : كان يصلّي في اليوم واللّيلة ألف ركعة إلى أن مات قاله مالك ، قال : وكان يسمّى زين العابدين لعبادته ـ انتهى ـ.

ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السئول» (ص ٧٩ ط طهران):

روى الحديث بعين ما تقدم عن «الطبقات الكبرى».


يحب ان لا يعينه على طهوره أحد

وكان لا يترك قيام الليل لا سفرا ولا حضرا

رواه جماعة من القوم :

منهم العلامة ابن سعد في «الطبقات الكبرى» (ص ٢٧ ط الصادر في بيروت) قال :

كان (أي عليّ بن الحسين) رضي‌الله‌عنه يحبّ أن لا يعينه على طهوره أحد وكان يستقى الماء لطهوره ويحضره قبل أن ينام وكان لا يترك قيام الليل لا سفرا ولا حضرا.

ومنهم العلامة الحمزاوى في «مشارق الأنوار» (ص ١٢٠ ط مصر) قال : وكان لا يعينه على طهوره أحد ، ولا يدع قيام الليل حضرا ولا سفرا.

ومنهم العلامة محمد خواجه پارساى البخاري في «فصل الخطاب» (على ما في الينابيع ص ٣٧٧ ط اسلامبول) قال :

وكان لا يحبّ أن يعينه أحد على طهوره ويجعل الماء مهيئا لطهوره وهو يستتر فم الإناء في الليل فإذا قام من الليل بدأ بالسواك ويتوضأ ويصلّي ويقضى ما فاته من ورد النهار.

ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في «اسعاف الراغبين» (المطبوع بهامش نور الأبصار ص ٢٤٠ ط العثمانية بمصر).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «مشارق الأنوار».


دخل عليه ابنه الباقر فبكى مما طرأ عليه من

شدة العبادة فطلب صحيفة فيها عبادة جده على

فقال : من يطيق عبادته

رواه القوم في كتبهم :

منهم العلامة الشيخ سليمان القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ط اسلامبول) قال:

وكان عليّ بن الحسين عليهما‌السلام قد جهد في العبادة ما لا يفعله بعده أحد فدخل ابنه أبو جعفر محمّد الباقر عليهما‌السلام فرآه قد اصفرّ لونه من السهر والجوع ومصّت عيناه من البكاء وصارت جبهته كركبة البعير وانخرم انفه من كثرة السجود وورمت ساقاه وقدماه من طول القيام في الصّلاة فيقول الباقر عليه‌السلام : لم أملك نفسي حين رأيته بتلك الحال فبكيت رحمة عليه وإذا هو يفكر فالتفت إلىّ بعد حينة من دخولي فقال : يا بنيّ أعطني بعض تلك الصحف الّتي فيها عبادة جدّي أمير المؤمنين عليه‌السلام فأعطيته ، فقرأ فيها شيئا يسيرا ثمّ تركها من يده تضجرا وقال : من يطيق عبادته.


وجده مولاه في الصحراء ساجدا على حجارة

خشنة يطيل السجود بالدعاء والبكاء

رواه القوم :

منهم العلامة باكثير الحضرمي في «وسيلة المآل» (ص ٣١٣ نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق).

وبرز (أي عليّ بن الحسين) يوما إلى الصحراء فتبعه مولى له ، فوجده قد سجد على حجارة خشنة قال مولاه : فوقفت حيث أسمع شهيقه وبكائه فوالله لقد أحصيت عليه ألف مرّة وهو يقول : لا إله إلّا الله حقّا حقّا ، لا إله إلّا الله تعبّدا ورقّا ، لا إله إلّا الله إيمانا وتصديقا. ثمّ رفع رأسه من سجوده وانّ لحيته ووجهه قد غمرا بالماء من دموع عينيه ، فقال له مولاه : يا سيّدي ، أما آن حزنك أن ينقضي وبكائك أن يقلّ ، فقال له : ويحك إنّ يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم كان نبيّا ابن نبيّ وله اثنا عشر ابنا ، فغيّب الله تعالى واحدا منهم فشاب رأسه من الحزن ، وأحد ودب ظهره من الغمّ ، وذهب بصره من البكاء وابنه حىّ في دار الدنيا ، وأنا رأيت أبي وأخي وسبعة وعشرين من أهل بيتي صرعى مقتولين ، فكيف ينقضي حزني ويقلّ بكائي؟!!


شدّة خوفه وخشيته من ربه

ونروى في ذلك أحاديث من كتبهم :

منها

رواه القوم :

منهم العلامة السيد عبد الوهاب الشعراني في «الطبقات الكبرى» (ج ١ ص ٢٧ ط القاهرة) قال :

وكان (عليّ بن الحسين) إذا توضّأ اصفرّ وجهه فيقول له أهله : ما هذا الّذي يعتادك عند الوضوء فيقول : أتدرون بين يدي من أريد أن أقوم.

ومنهم علامة العرفان والسلوك الشيخ محمد الغزالي المتوفى سنة ٥٠٥ في «مكاشفة القلوب» (ص ٣٥ ط مصطفى ابراهيم تاج بالقاهرة).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الطبقات» لكنّه ذكر بدل ـ كلمة ـ وجهه : لونه وبدل ـ كلمة يعتادك : يعتريك –

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السئول» (ص ٧٧ ط طهران):

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الطبقات» ـ

ومنهم الحافظ الگنجى الشافعي في «كفاية الطالب» (ص ٣٠٠ طبع الغرى) قال:

أخبرنا القاضي العلامة أبو نصر محمّد بن هبة الله بن محمّد الشيرازي ، أخبرنا الحافظ أبو القاسم عليّ بن الحسن الشافعي ، أخبرنا أبو القاسم عليّ بن إبراهيم ، أخبرنا رشا ابن نظيف ، أخبرنا الحسن بن إسماعيل ، أخبرنا أحمد بن مروان ، حدّثنا أبو بكر


ابن أبي الدنيا ، حدّثنا محمّد بن الحسن ، عن عبيد الله بن محمّد ، عن عبد الرحمن (عبد الله خ ل) ابن حفص القرشي. قال : كان عليّ بن الحسين فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «الطبقات».

ومنهم العلامة الحمزاوى في «مشارق الأنوار» (ص ١١٩ ط مصر) قال : ولقّب بزين العابدين لكثرة عبادته وحسنها كان شديد الخوف من الله تعالى بحيث أنّه إذا توضّأ اصفرّ لونه وارتعد ، فيقال له : ما هذا؟ فيقول : أتدرون بين يدي من أقف ، وكان إذا هاجت الرّيح سقط مغمى عليه ـ.

ومنهم العلامة عبد الله بن سعيد الشافعي في «مرآة الجنان» (ج ١ ص ١٩١ ط حيدرآباد).

وروى أيضا أنّه كان إذا توضّأ اصفرّ لونه

ومنهم العلامة المذكور في «روض الرياحين» (ص ٥٥ ط القاهرة) قال : وكان (عليّ بن الحسين عليه‌السلام) إذا توضّأ اصفرّ لونه ، وإذا قام إلى الصّلاة أخذته رعدة فقيل له : مالك؟ فقال : ما تدرون بين يدي من أقوم. وكان إذا هاجت الريح سقط مغشيّا عليه.

ومنهم العلامة خواجه بارسا في «فصل الخطاب» (على ما في الينابيع ص ٣٧٧ ط اسلامبول).

روى الحديث عن الزهري بعين ما تقدّم عن «الطبقات» إلّا أنّه ذكر بدل كلمة وجهه : لونه.

ومنهم العلامة الشيخ عبد الهادي (نجا) الابيارى المعاصر في «جالية الكدر» (في شرح المنظومة البرزنجى ص ٢٠٤ ط مصر).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الطبقات» إلّا أنّه ذكر بدل قوله يعتادك : يعتريك.


ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٢٩ ط مصر).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «مكاشفة القلوب».

ومنهم العلامة ابن الصبيان المالكي في «اسعاف الراغبين» (المطبوع بهامش نور الأبصار ص ٢٣٩ ط العثمانية بمصر).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «مشارق الأنوار».

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ١٨٣ ط الغرى).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الطبقات الكبرى».

ومنهم العلامة ابن حجر في «الصواعق المحرقة» (ص ١١٩ ط القاهرة) قال :

وكان إذا توضّأ للصّلاة اصفرّ لونه ، فقيل له في ذلك ، فقال : ألا تدرون بين يدي من أقف.

ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السؤول» (ص ٧٧ ط طهران).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الطبقات الكبرى» وزاد : وإذا قام إلى الصّلاة أخذته الرّعدة.

ومنهم العلامة القرمانى في «أخبار الدول وآثار الاول» (ص ١٠٩ ط بغداد).

كان إذا توضّأ للصّلاة يصفرّ لونه فقيل له : ما هذا الّذي يعتريك هذا الوضوء؟ فيقول : أما ترون بين يدي من أريد أن أقف.

ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٢٧ مخطوط).


روى الحديث عن عبد الرحمن بن حفص بعين ما تقدّم عن «أخبار الدّول» لكنّه ذكر بدل قوله أما ترون ، تدرون بين يدي من أريد أن أقوم.

ومنها

ما رواه القوم :

منهم ابن عبد ربه في «عقد الفريد» (ج ١ ص ٢٧٨ ط الشرفية بمصر) قال :

وكان عليّ بن الحسين عليهما‌السلام إذا قام إلى الصّلاة أخذته رعدة فسئل عن ذلك فقال : ويحكم أتدرون إلى من أقوم ومن أريد أن اناجي.

ومنهم المؤرخ الشهير محمد بن منيع بن سعد الواقدي في «الطبقات الكبرى» (ج ٥ ص ٢١٦ ط دار الصادر في بيروت) قال :

وكان (عليّ بن الحسين) إذا قام إلى الصّلاة أخذته رعدة فقيل له : مالك؟ فقال : ما تدرون بين يدي من أقوم ومن اناجي.

ومنهم العلامة الذهبي في «تاريخ الإسلام» (ج ٤ ص ٣٥ ط مصر).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الطبقات».

ومنهم الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهانى في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٣٣ ط مطبعة السعادة بمصر) قال :

حدّثنا سليمان بن أحمد قال : ثنا محمّد بن زكريّا الغلّابي قال : ثنا العتبي قال : ثنا أبي قال : كان عليّ بن الحسين إذا فرغ من وضوئه للصّلاة ، وصار بين وضوئه وصلاته أخذته رعدة ونفضة. فقيل له في ذلك ، فقال : ويحكم أتدرون إلى من أقوم ، ومن أريد أن اناجى.

ومنهم العلامة ابن حجر المكي الهيثمي في «الزواجر» (ج ١ ص ١٥


ط القاهرة).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء» لكنّه أسقط كلمة : ونفضة.

ومنهم العلامة الزبيدي في «اتحاف السادة المتقين» (ج ٩ ص ٢٥١ ط مصر).

روى الحديث نقلا عن «حلية الأولياء» بعين ما تقدّم عنه بلا واسطة.

ومنهم العلامة اليافعي الشافعي في «مرآة الجنان» (ج ١ ص ١٩١ ط حيدرآباد) قال :

وإذا قام إلى الصّلاة أخذته رعدة فقيل له : مالك؟ فقال : ما تدرون بين يدي من أقوم ، وكان إذا هاجت الريح سقط مغشيّا عليه.

ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشامي في «مطالب السئول» (ص ٧٧ ط طهران) قال :

إذا قام (عليّ بن الحسين عليه‌السلام) إلى الصّلاة أخذته الرعدة ـ

ومنها

ما ذكره العلامة الشيخ أحمد القرمانى في «أخبار الدول وآثار الاول»

(ص ١٠٩ ط بغداد) قال : وسقط ابن له (عليّ بن الحسين) في بئر ففزع أهل المدينة لذلك حتّى أخرجوه وكان قائما يصلّي في المحراب فأزال عن مكانه فقيل له في ذلك ، فقال : ما شعرت لأنّي كنت أناجى ربّا عظيما.


ومنها

ما رواه القوم :

منهم العلامة الحمزاوى في «مشارق الأنوار» (ص ١١٩ ط مصر) قال : ووقع في بيته (أي عليّ بن الحسين) حريق وهو ساجد فجعلوا يقولون له : النّار فما رفع رأسه حتّى طفئت فقيل له : أشعرت؟ قال : ألهتني عنها النّار الكبرى.

ومنهم العلامة ابن طلحة الشافعي في «مطالب السئول» (ص ٧٧ ط طهران) قال :

ووقع الحريق والنّار في البيت الّذي هو فيه وكان ساجدا في صلاته فجعلوا يقولون له : يا ابن رسول الله النّار يا ابن رسول الله النّار فما رفع رأسه من سجوده حتّى أطفئت فقيل : ما الّذي ألهاك منها؟ قال : نار الآخرة.

ومنهم العلامة الخواجة پارسا في «فصل الخطاب» (على ما في الينابيع ص ٣٧٧ ط اسلامبول) قال :

ووقع حريق في بيت هو ساجد وقالوا : يا ابن رسول الله النّار النّار ، فما رفع رأسه ، وطفى النّار فقيل له في ذلك قال : ألهتنى عنها نار الأخرى.

ومنهم العلامة اليافعي الشافعي في «روض الرياحين» (ص ٥٥ ط القاهرة).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «فصل الخطاب».

ومنهم العلامة الشيخ عبد الرءوف المناوى في «الكواكب الدرية» (ج ١ ص ١٣٩ ط الأزهرية بمصر).

(احقاق الحق مجلد ١٢ ج ٢)


روى الحديث بعين ما تقدّم عن «مشارق الأنوار».

ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في «اسعاف الراغبين» (المطبوع بهامش نور الأبصار ص ٢٣٩ ط العثمانية بمصر).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «مشارق الأنوار».

ومنها

ما ذكره العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي الشامي المتوفى سنة ٦٥٤ في «مطالب السئول» (ص ٧٧ ط طهران) قال :

وقيل : كان سبب لقبه زين العابدين أنّه كان ليلة في محرابه قائما في تهجّده فتمثّل له الشيطان في صورة ثعبان ليشغله عن عبادته فلم يلتفت إليه فجائه إلى إبهام رجله فالتقمها فلم يلتفت إليه فألمه فلم يقطع صلاته فلمّا فرغ منها وقد كشف الله تعالى له فعلم أنّه شيطان فسبّه ولطمه فقال : اخس يا ملعون ، فذهب وقام إلى تمام ورده فسمع صوتا ولا يرى قائله وهو يقول له : أنت زين العابدين ثلاثا فظهرت هذه الكلمة واشتهرت لقبا له ، وأمّا لقبه ومزاياه وصفاته فكثيرة.


ومنها

ما رواه القوم :

منهم الحافظ شهاب الدين أحمد بن على بن حجر العسقلاني المتوفى سنة ٨٥٢ في «تهذيب التهذيب» (ج ٧ ص ٣٠٦ ط حيدرآباد) قال :

وقال مصعب الزّبيري عن مالك ولقد أحرم عليّ بن الحسين فلمّا أراد أن يقول : لبّيك قالها فأغمى عليه حتّى سقط من ناقته فهشم.

ومنهم العلامة الذهبي في «تاريخ الإسلام» (ج ٤ ص ٣٧ ط مصر).

روى الحديث عن مالك بعين ما تقدم عن «تهذيب التهذيب».

ومنهم العلامة ابن سعد في «الطبقات الكبرى» (ج ١ ص ٢٧ ط مصر) روى الحديث بعين ما تقدّم عن «تهذيب التهذيب».

ومنها

ما ذكره العلامة الزبيدي الحنفي في «الإتحاف» (ج ٣ ص ١٤٥ ط الميمنية بمصر) قال :

وبعضهم كان يسكن في ركوعه مع الاطمينان بحيث يقع العصافير عليه كأنه جماد لا يتحرّك وهذا لا يكون إلّا بتطويله ، وقد حكى ذلك في نعت عليّ بن الحسين ابن عليّ السجّاد.


ومنها

ما ذكره العلامة الخوارزمي في «مقتل الحسين» (ج ٢ ص ١٢٤ ط مطبعة الزهراء) قال :

وأخبرني الشيخ الإمام سيف الدين أبو جعفر محمّد بن عمر بن عليّ كتابة ، أخبرني الشيخ الإمام أبو الحسن زيد بن الحسن بن عليّ البيهقي ، أخبرني السيّد الإمام النّقيب عليّ بن محمّد بن جعفر الأسترآباديّ ، حدّثنى السيّد الإمام زين الإسلام أبو جعفر محمّد بن جعفر بن عليّ الحسني ، حدّثني السيّد الإمام أبو طالب يحيى بن الحسين ، أخبرني أبو العبّاس الحسنيّ ، أخبرني محمّد بن جعفر القزاداني حدّثني عليّ ابن إبراهيم بن هاشم عن أبيه ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي جعفر محمّد ابن عليّ الباقر عليه‌السلام قال : كان أبي عليّ بن الحسين عليه‌السلام إذا حضرت الصلاة يقشعرّ جلده ويصفرّ لونه وترتعد فرائصه ويقف شعره ، ويقول ودموعه تجري على خدّيه : لو علم العبد من يناجي ما انفتل.

وما ذكره العلامة الزبيدي الحنفي في «الإتحاف» (ج ٣ ص ١٢٥ ط الميمنية بمصر) : قال :

وجماعة كانت تصفرّ وجوههم وترتعد فرائصهم عند القيام إلى الصّلاة منهم عليّ بن أبي طالب ، ومنهم عليّ بن الحسين بن عليّ رضي‌الله‌عنهم.


ومنها

ما ذكره العلامة الزبيدي الحنفي في «اتحاف السادة المتقين» (ج ٨ ص ٣٢٦ ط الميمنية بمصر) قال :

وكان من دعاء عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنهم : اللهمّ إنّي أعوذ بك أن تحسن في لامعة العيون ، أي ما ظهر منها ، علانيتي ، وتقبح لك فيما أخلو سريرتي ، محافظا على رياء النّاس في نفسي ، ومضيعا ما أنت مطّلع عليه منّي أبدى للنّاس أحسن أمري ، وأفضي إليك بأسوإ عملي تقرّبا إلى النّاس بحسناتي ، وفرارا منهم إليك بسيئاتي ، فيحلّ بي مقتك ويجب علىّ غضبك أعوذ بالله من ذلك يا ربّ العالمين ، وهذا الدعاء رواه صاحب «نهج البلاغة» من كلام أمير المؤمنين عليّ رضي‌الله‌عنه ولفظه : اللهمّ إنّي أعوذ بك من أن يحسن في لامعة العيون علانيتي ويقبح فيما أبطن لك سريرتي محافظا على رياء النّاس مطّلع من نفسي بجميع ما أنت مطّلع منّي فأبدي للنّاس حسن ظاهري وأفضي إليك بسوء عملي تقرّبا إلى عبادك وتباعدا من مرضاتك. وهو من رواية عليّ بن الحسين بن عليّ ، عن أبيه عن جدّه.


ومنها

ما نقله القوم :

منهم العلامة شمس الدين الذهبي في «تاريخ الإسلام» (ج ٤ ص ٣٧ ط مصر) قال :

وقال ابن عيينة : حجّ عليّ بن الحسين فلما أحرم اصفرّ لونه وانتفض ووقع عليه الرعدة ولم يستطع أن يلبّي فقيل له : مالك لا تلبّي ، قال أخشي أن أقول لبّيك فيقال لي : لا لبّيك فلما لبّي غشي عليه وسقط من راحلته ولم يزل يعتريه ذلك حتّى قضى حجّه.

ومنهم العلامة المبارك بن الأثير الجزري في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٢٧ نسخة الظاهرية بدمشق).

روى الحديث عن سفيان بعين ما تقدّم عن «تاريخ الإسلام».

ومنهم العلامة محمد بن يوسف الگنجى في «كفاية الطالب» (ص ٣٠١ ط الغرى).

روى من طريق ابن عساكر في تاريخه قال :

أخبرنا إبراهيم بن بركات الخشوعي ، أخبرنا الحافظ بقية السلف أبو القاسم عليّ بن الحسن ، أخبرنا أبو القاسم العلوي ، أخبرنا رشا ، أخبرنا أحمد بن مروان حدّثنا محمّد بن عبد العزيز ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد ، حدّثنا سفيان بن عيينة قال : حجّ عليّ بن الحسين فلمّا أحرم واستوت به راحلته اصفرّ لونه وانتقض ووقع فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «تاريخ الإسلام».

ومنهم العلامة العسقلاني في «تهذيب التهذيب» (ج ٧ ص ٣٠٥ ط حيدرآباد)


روى الحديث عن إبراهيم بن محمّد الشافعي ، عن ابن عيينة بعين ما تقدّم عن «تاريخ الإسلام».

ومنهم العلامة خواجه پارساى في «فصل الخطاب» (على ما في الينابيع ص ٣٧٧ ط اسلامبول):

روى الحديث عن سفيان بن عيينة بعين ما تقدّم عن «تاريخ الإسلام» لكنّه أسقط كلمة : وانتقض ـ.

ومنهم العلامة أحمد بن عبد الرحمن الساعاتى في «بلوغ الأماني» (المطبوع بذيل الفتح الرباني ج ١٠ ص ٢٥٣ ط القاهرة):

روى الحديث عن ابن عيينة بعين ما تقدّم عن «تاريخ الإسلام» لكنّه ذكر بدل كلمة ووقع عليه الرّعدة : ارتعد.

ومنها

ما ذكره العلامة الخواجة پارسا البخاري في «فصل الخطاب» (على ما في الينابيع ص ٣٧٧ ط اسلامبول) قال :

وكان شديد الاجتهاد في العبادة فأضرّ ذلك بجسمه فقال له ابنه محمّد الباقر : يا أبت كم هذا الجد والجهد والذوب؟ فقال : ألا تحبّ أن يزلفني ربّي ، وكان إذا ناول المسكين الصدقة قبّله ثمّ ناوله وكان له مسجد في بيته يتعبّد فيه وإذا كان من الليل ثلثه أو نصفه نادى بأعلى صوته : اللهمّ إنّ هول المطلع والوقوف بين يديك أوحشني من وسادتي ومنع رقادي ، ثمّ يضع خديه على التراب فيجيء إليه أهله وولده يبكون حوله ترحما له وهو لا يلتفت إليهم ويقول : اللهمّ إنّي أسئلك الروح والراحة حين ألقاك وأنت عنّي راض.


كلام له في المناجاة مع ربه

متعلقا بأستار الكعبة

رواه القوم :

منهم العلامة الشيخ شهاب الدين أحمد الابشيهى المتوفى بعد سنة ٨٠٠ في كتابه «المستطرف» (ج ١ ص ١٢٠ ط القاهرة) قال :

(وقال الأصمعي): بينما أنا أطوف بالبيت ذات ليلة إذ رأيت شابّا متعلقا بأستار الكعبة وهو يقول :

يا من يجيب دعا المضطرّ في الظلم

يا كاشف الضّر والبلوى مع السّقم

قد نام وفدك حول البيت وانتبهوا

وأنت يا حيّ يا قيّوم لم تنم

أدعوك ربّي حزينا هائما قلقا

فارحم بكائي بحقّ البيت والحرم

إن كان جودك لا يرجوه ذو سفه

فمن يجود على العاصين بالكرم

ثمّ بكى بكاء شديدا وأنشد يقول :

ألا أيّها المقصود في كلّ حاجة

شكوت إليك الضرّ فارحم شكايتي

ألا يا رجائي أنت تكشف كربتي

فهب لي ذنوبي كلّها واقض حاجتي

أتيت بأعمال قباح رديئة

وما في الورى عبد جنى كجنايتي

أتحرقني بالنّار يا غاية المنى

فأين رجائي ثمّ أين مخافتي

ثمّ سقط على الأرض مغشيّا عليه ، فدنوت منه فإذا هو زين العابدين عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنهم أجمعين فرفعت رأسه في حجري وبكيت ففطرت دمعة من دموعي على خدّه ففتح عينيه وقال : من هذا الّذي يهجم علينا قلت : عبيدك الأصمعي ، سيّدي ما هذا البكاء والجزع وأنت من أهل بيت النّبوة


ومعدن الرّسالة ، أليس الله تعالى يقول : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فقال : هيهات هيهات يا أصمعي ، إنّ الله خلق الجنّة لمن أطاعه ولو كان عبدا حبشيّا ، وخلق النّار لمن عصاه ولو كان حرّا قرشيّا ، أليس الله تعالى يقول : (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ ـ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ـ وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ).

ومنهم العلامة الشيخ عبد المجيد بن على المالكي المصري في «التحفة المرضية في الاخبار القدسية» (ص ٣٩ ط القاهرة).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «المستطرف» إلّا أنّه أسقط ـ هيهات هيهات قبل قوله : يا اصمعي إنّ الله خلق الجنّة ـ.

ومنهم العلامة محمد مبين الحنفي السهالوي في «وسيلة النجاة» (ص ٣١٦ ط لكهنو).

روى الحديث بمعنى ما تقدّم عن «المستطرف» بالفارسيّة.

ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد اليماني الشيرواني في «حديقة الأفراح لازالة الاشراح» (ص ١٧٠ ط القاهرة) قال :

حكاية ـ قال الأصمعي رحمه‌الله تعالى : خرجت حاجا إلى بيت الله الحرام وزيارة قبر النبيّ عليه أفضل الصّلاة وأتمّ السّلام ، فبينما أنا أطوف حول الكعبة الشريفة باللّيل وكانت ليلة قمراء إذا أنا بصوت حزين ، فأتبعت الصّوت فإذا أنا بشابّ حسن الوجه ظريف الشمائل عليه أثر الخير وله ذؤابتان وهو متعلّق بأستار الكعبة ويقول :

إلهي وسيّدي ومولاي نامت العيون وغارت النّجوم ، وأنت ملك حيّ قيّوم ، إلهي غلّقت الملوك أبوابها ، وقامت عنها حجابها ، وبابك مفتوح للسائلين ،


وها أنا سائل ببابك ، مذنب فقير مسكين ، جئت أنتظر رحمتك يا كريم يا رحيم ، ثمّ أنشأ يقول : فذكر البيتين الأولين بعين ما تقدّم عن «المستطرف» وزاد :

«أدعوك ربّ حزينا راجيا فرجا

فارحم بكائي بحقّ البيت والحرم»

«أنت الغفور فجد لي منك مغفرة

واعطف عليّ أيا ذا الجود والكرم»

«إن كان عفوك لا يرجوه غير تقى

فمن يجود على العاصين بالنعم»

قال : ثمّ رفع رأسه إلى السّماء وهو يقول : إلهي وسيّدي ومولاي أطعتك بمنّتك ، فلك المنّة عليّ ، وعصيتك بجهلي ، فلك الحجّة عليّ ، فبإظهار منّتك عليّ ، وبإقامة حجّتك عليّ ، أسئلك أن تغفر لي ذنوبي ولا تحرمني رؤية جدّي وقرّة عيني حبيبك وصفيك محمّد عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم في دار كرامتك ، قال الأصمعي : فكان يردّد الأبيات حتّى سقط على الأرض مغشيّا عليه فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «المستطرف».

ومنهم العلامة الشيخ تقى الدين بن أبى بكر الحموي الحنفي في كتابه «ثمرات الأوراق» (ج ٢ ص ٢٠١ ط القاهرة).

روى الحديث ملخّصا بعين ما تقدّم عن «المستطرف» إلّا أنّه ذكر البيتين الأوّلين وأسقط ذيله ـ قوله : فرفعت إلخ ـ.


دعاؤه عليه‌السلام ساجدا في المسجد بمكة

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم أبو العباس محمد بن يزيد المبرد في «الفاضل» (ص ١٠٥ ط دار الكتب بمصر) قال :

وحدثني مسعود بن بشر قال : قال طاوس : رأيت عليّ بن الحسين ساجدا في المسجد بمكّة ، فقلت : رجل من آل النّبي عليه‌السلام ، أمضى فاصلّى خلفه ، فمضيت فدنوت منه ، فسمعته يقول : «عبدك بفنائك ، فقيرك بفنائك ، مسكينك بفنائك». فتعلّمتهنّ فما دعوت بها في كرب قطّ إلّا فرّج عنّي.

ومنهم الحافظ الگنجى الشافعي في «كفاية الطالب» (ص ٣٠٢ طبع الغرى) قال :

وأخبرنا القاضي العلّامة أبو نصر محمّد بن هبة الله بن محمّد الشيرازي ، أخبرنا الحافظ أبو القاسم الدمشقي أخبرنا السيّد أبو القاسم عليّ بن إبراهيم أخبرنا رشا ابن نظيف أخبرنا الحسن بن إسماعيل أخبرنا أحمد بن مروان حدثنا محمّد بن صالح الهاشمي حدثنا عبيد الله بن محمّد العامري حدثني أبي عن جدّي وكان رفيق طاوس قال : سمعت طاوسا يقول : إنّي لفي الحجر إذ دخل الحجر عليّ بن الحسين عليه‌السلام فقلت : رجل صالح من أهل بيت النبوّة لأسمعن إلى دعائه الليلة قال : ثمّ قام يصلّي إلى السحر ثمّ سجد سجدة فجعل يقول : في سجوده : عبدك يا ربّ نزل بفنائك مسكينك يا ربّ نزل بفنائك فقيرك يا ربّ نزل بفنائك ، قال : طاوس فحفظتهنّ فما دعوت بهنّ في كرب إلّا فرّج الله عني إلخ (١).

__________________

(١) أقول ثم أورد الگنجى في الكفاية قصيدة فرزدق السائرة الشهيرة في حق الامام سيد الساجدين عليه‌السلام ثم روى ذلك بطريق آخر وسند ثان فراجع ، ثم نقل أيضا ذلك عن أبى القاسم الطبراني في معجمه الكبير في ترجمة الحسينعليه‌السلام.


ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٢٧ نسخة الظاهرية بدمشق).

روى الحديث عن طاوس بعين ما تقدّم عن «كفاية الطالب» لكنّه لم يذكر كلمة نزل في دعائه إلّا في الموضع الأوّل.

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ١٨٣ ط الغرى) قال :

عن طاوس قال : دخلت الحجر في اللّيل فإذا عليّ بن الحسين عليهما‌السلام قد دخل يصلّي ما شاء الله تعالى ثمّ سجد سجدة فأطال فيها فقلت : رجل صالح من بيت النّبوة لأصغين إليه فسمعته يقول : عبيدك بفنائك ومسكينك بفنائك سائلك بفنائك فقيرك بفنائك ـ وقال طاوس : فوالله ما صليت ودعوت بهنّ في كرب إلّا فرّج عنّي.

ومنهم العلامة محمد خواجه پارساى البخاري في «فصل الخطاب» (على ما في الينابيع ص ٣٧٨ ط اسلامبول) قال :

قال طاوس اليماني : رأيت عليّ بن الحسين رضي‌الله‌عنهما ليلة عند الركن أي الحجر الأسود فجلست ورائه فصلّي وسجد وعفر خديه في التراب ورفع باطن كفّه إلى السماء وقال : عبيدك بفنائك فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة».

ومنهم العلامة الشيخ عبد الرحمن بن محمد عماد الدين العمادي الحنفي في كتابه «المستطاع من الزاد» (ص ٤٩ ط بولاق) قال :

قال الامام طاوس : من سادات التابعين رضي‌الله‌عنه : سمعت زين العابدين عليّ بن الحسين رضي‌الله‌عنهما يقول : عند الحجر والعتبة وهو ساجد فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة».

ومنهم العلامة البدخشي في «مفتاح النجا» (ص ١٥٨ مخطوط).

روى عن طاوس قال : رأيت عليّ بن الحسين ساجدا في الحجر فقلت : رجل


صالح فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة».

ومنهم علامة اللغة والأدب أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن منصور المصري في «لسان العرب» (ج ١ ص ٥٦٤ ط دار الصادر في بيروت).

أشار إلى الحديث بذكر شطر منه.

ومنهم العلامة ثعلب النحوي في «مجالس ثعلب» (ص ٣٩٤ ط قاهرة).

روى الحديث عن أبي العباس عن عمر بن شيبة عن طاوس بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة» لكنّه ذكر بدل كلمة فرج : كشف.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٨٨ ط العثمانية بمصر).

روى الحديث عن طاوس بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة».

ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السؤول» (ص ٧٩ ط طهران).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة» لكنّه ذكر بدل كلمة(أهل بيت النبوّة) (أهل بيت طيّب) وأسقط كلمة صليّت.


ومن دعائه عليه‌السلام

ما رواه القوم :

منهم العلامة الثبت الشيخ عز الدين عبد الحميد بن أبى الحديد المعتزلي البغدادي في «شرح نهج البلاغة» (ج ٣ ص ٦٤ ط القاهرة) قال :

يروى عن عليّ بن الحسين عليهما‌السلام : يكاد رجائي لك مع الذّنوب يغلب رجائي لك مع الأعمال ، لأنّي أجدني أعتمد في الأعمال على الإخلاص وكيف أحرزها وأنا بالافة معروف ، وأجدني في الذنوب أعتمد على عفوك وكيف لا تغفرها وأنت بالجود موصوف.

ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٤١ ط الغرى) قال :

وبه (أي بالسند المتقدّم) قال الثمالي : حدّثني إبراهيم بن محمّد قال : سمعت عليّ بن الحسين يقول ليلة في مناجاته : إلهنا وسيّدنا لو بكينا حتّى تسقط أشفارنا وانتحبنا حتّى تنقطع أصواتنا وقمنا حتّى تيبس أقدامنا وركعنا حتّى تنخلع أوصالنا وسجدنا حتّى تنفقأ أحداقنا وأكلنا تراب الأرض طول أعمارنا وذكرناك حتّى تكلّ ألسنتنا ، ما استوجبنا بذلك محو سيّئة من سيّئاتنا.


دعاء له يوم العرفة

رواه القوم :

منهم العلامة الزبيدي الحنفي في «اتحاف السادة المتقين» (ج ٤ ص ٤٨٠ ط الميمنية بمصر) قال :

أخبرنا به السّيد القطب محي الدّين نور الحقّ بن عبد الله الحسيني والسيّد عمر بن أحمد بن عقيل الحسيني عن محمّد طاهر الكوراني ، عن أبيه إبراهيم بن الحسن الكوراني ، عن المعمّر عبد الله بن سعد الله المدني ، عن الشيخ قطب الدين محمّد بن أحمد الحنفي ، عن أبيه ، عن الإمام الحافظ نور الدّين أبي الفتوح أحمد بن عبد الله الطاوسيّ ، عن السيّد شرف الدّين محمّد المطلق الحسيني ، عن قطب الأقطاب السيّد جلال الدّين الحسيني بن أحمد بن الحسين الحسيني ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أبيه السيّد أبي المؤيّد عليّ ، عن أبيه أبي الحارث جعفر ، عن أبيه محمّد ، عن أبيه محمود ، عن أبيه عبد الله ، عن أبيه عليّ الأشقر ، عن أبيه أبي الحارث جعفر ، عن أبيه علي التّقي ، عن أبيه محمّد التّقي ، عن أبيه عليّ الرضي ، عن أبيه موسى الكاظم ، عن أبيه جعفر الصادق ، عن أبيه محمّد الباقر ، عن أبيه الإمام السجّاد ذى الثفنات زين ـ العابدين عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنهم أجمعين أنّه كان يقول في يوم عرفة : الحمد لله ربّ العالمين اللهمّ لك الحمد بديع السّموات والأرض ذو الجلال والإكرام ربّ الأرباب وإله كلّ مألوه وخالق كلّ مخلوق ووارث كلّ شيء ليس كمثله شيء ولا يعزب عنه علم شيء وهو بكلّ شيء محيط وهو على كلّ شيء رقيب ، أنت الله لا إله إلّا أنت الأحد المتوحّد الفرد المتفرّد ، وأنت الله لا إله إلّا أنت الكريم المتكرّم العظيم المتعظم الكبير المتكبّر ، وأنت الله لا إله إلّا أنت العليّ المتعال الشّديد المحال ، وأنت الله لا إله إلّا أنت الرّحمن


الرّحيم العليم الحكيم ، وأنت الله لا إله إلّا أنت السميع البصير القديم الخبير ، وأنت الله لا إله إلّا أنت الكريم الأكرم الدّائم الأدوم ، وأنت الله لا إله إلّا أنت الأوّل قبل كلّ أحد والآخر بعد كلّ عدد ، وأنت الله لا إله إلّا أنت الدّاني في علوّه والعالي في دنوّه ، وأنت الله لا إله إلّا أنت ذو البهاء والمجد والكبرياء والحمد ، وأنت الله لا إله إلّا أنت الّذي أنشأت الأشياء من غير شبح ، وصورت ما صورت من غير مثال ، وابتدعت المبتدعات بلا اهتداء ، أنت الّذي قدّرت كلّ شيء تقديرا ويسّرت كلّ شيء تيسيرا ودبّرت كلّ ما دونك تدبيرا ، أنت الّذي لم يعنك على خلقك ولم يوازرك في أمرك وزير ولم يكن لك مشابه ولا نظير ، أنت الّذي أردت فكان حتما ما أردت ، وقضيت فكان عدلا ما قضيت ، وحكمت فكان نصفا ما حكمت ، أنت الله الّذي لا يحويك مكان ولم يقم لشأنك سلطان ولم يعيك برهان ولا بيان ، أنت الّذي أحصيت كلّ شيء عددا وجعلت وقدّرت كلّ شيء تقديرا ، أنت الّذي قصرت الأوهام عن ذاتيّتك وعجزت الأوهام عن كيفيّتك ولم تدرك الأبصار موضع آياتك ، أنت الله الّذي لا تحدّ فتكون محدودا ، ولم تمثّل ، فتكون موجودا ولم تلد فتكون مولودا ، أنت الله الّذي لا ضدّ معك فيعاندك ولا عدل فيكاثرك ولا ندّلك فيعارضك ، أنت الّذي ابتدأ واخترع واستحدث وابتدع وأحسن صنع ما صنع ، سبحانك ما أجلّ شأنك وأسنى مكانك وأصدع بالحقّ فرقانك ، سبحانك من لطيف ما ألطفك ورؤف ما أرأفك وحكيم ما أتقنك ، سبحانك من مليك ما أمنعك وجواد ما أوسعك ورفيع ما أرفعك ، ذو البهاء والمجد والكبرياء والحمد ، سبحانك بسطت بالخيرات يدك وعرفت الهداية من عندك ، فمن التمسك لدين أو دنيا وجدك ، سبحانك خضع لك من جرى في علمك وخشع لعظمتك مادون عرشك وانقاد للتسليم لك كلّ خلقك ، سبحانك لا تحسّ ولا تجسّ ولا تمسّ ولا تكاد ولا تماط ولا تنازع ولا تجادل ولا تمارى ولا تخادع ولا تماكر ، سبحانك سبيلك جدّ وأمرك رشد ، وأنت حيّ صمد ،


سبحانك قولك حكم وقضائك حتم وإرادتك عزم ، سبحانك لا رادّ لمشيّتك ولا مبدّل لكلماتك ، سبحانك باهر الآيات فاطر السموات بارئ السماوات ، لك الحمد حمدا يدوم بدوامك ، ولك الحمد حمدا خالدا بنعمتك ، ولك الحمد حمدا يوازي صنعك ، ولك الحمد حمدا يزيد على رضاك ، ولك الحمد حمدا مع كلّ حامد وشكرا قصر عنه كلّ شاكر ، حمدا لا ينبغي إلّا لك ولا يتقرّب به إلّا إليك ، حمدا يستدام به الأوّل ويستدعي به دوام الآخر ، حمدا يتضاعف على كرور الأزمنة ويتزايد أضعافا مترادفة ، حمدا يعجز عن إحصائه الحفظة ويزيد على ما أحصته في كتابك الكتبة ، حمدا يوازي عرشك المجيد ويعادل كرسيّك الرّفيع ، حمدا يكمل لديك ثوابه ويستغرق كلّ جزاء جزائه ، حمدا ظاهره وفق لباطنه ، وباطنه وفق لصدق النيّة ، حمدا لم يحمدك خلق مثله ولا يعرف أحد سواك فضله ، حمدا يعان من اجتهد في تعديده ويؤيّد من أغرق نوعا في توفيته ، حمدا يجمع ما خلقت من الحمد وينتظم ما أنت خالقه من بعد حمدا لا حمد أقرب إلى قولك منه ولا أحمد ممّن يحمدك به ، حمدا يوجب بكرمك المزيد بوفوره وتصله بمزيد بعد مزيد طولا منك ، حمدا يجب لكرم وجهك ويقابل عن جلالك ، ربّ صلّ على محمّد المنتخب المصطفى المكرّم المفضل أفضل صلواتك وبارك عليه أتمّ بركاتك وترّحم عليه أسبغ ترحّماتك ، ربّ صلّ على محمّد وآل محمّد صلاة زاكية لا تكون صلاة أزكى منها ، وصلّ عليه صلاة نامية لا تكون صلاة أنمى منها ، وصلّ عليه صلاة راضية لا تكون صلاة فوقها ، ربّ صلّ على محمّد وآله صلاة ترضيه وتزيد على رضاه ، وصلّ عليه صلاة ترضيك وتزيد على رضاك ، وصلّ عليه صلاة لا ترضى له إلّا بها ولا ترى غيره أهلا لها ، ربّ صلّ على محمّد وآله صلاة تجاوز رضوانك ويتّصل اتصالها ببقائك لا تنفد كما لا تنفد كمالاتك ، ربّ صلّ على محمّد وآله صلاة تنتظم صلوات ملائكتك وأحبائك وأنبيائك ورسلك وأهل طاعتك

(احقاق الحق مجلد ١٢ ج ٣)


وتشتمل على صلوات عبادك من جنّك وانسك وأهل إجابتك ، تشتمل على صلوات كلّ من ذرأت وبرأت من أصناف خلقك ، ربّ صلّ على محمّد وآله صلاة تحيط بكلّ صلاة سالفة ومستأنفة ، وصلّ عليه وعلى آله صلاة لك ولمن دونك وتنشئ مع ذلك صلوات تضاعف معها تلك الصّلوات عندها وتزيدها على كرور الأيّام زيادة في تضاعيف لا يعدّها غيرك ، ربّ صلّ على أطايب أهل بيته الّذين اخترتهم لأمرك وجعلتهم خزنة علمك وحفظة دينك وخلفائك في أرضك وحججك على عبادك ، وطهّرتهم من الرّجس والدّنس تطهيرا بإرادتك ، وجعلتهم الوسيلة إليك والمسلك في جنّتك ، ربّ صلّ على محمّد وآله صلاة تجزل لهم بها من نحلك وكرامتك وتكمل لهم بها الأشياء من عطاياك ونوافلك وتوفّر عليهم الحظّ من عوائدك وفوائدك ، ربّ صلّ عليه وعليهم صلاة لا أمد في أوّلها ولا غاية لأمدها ولا نهاية لاخرها ، ربّ صلّ عليهم زنة العرش وما دونه ، وملأ سماواتك وما فوقهنّ وعدد أرضك وما تحتهنّ وما بينهنّ صلاة تقربهم منك زلفى وتكون لك ولهم رضا ومتّصلة بنظائرهنّ أبدا ، اللهمّ هذا يوم عرفة يوم شرّفته وكرّمته وعظّمته وتشرّفت فيه رحمتك ومننت فيه بعفوك ، وأجزلت فيه عطيّتك وتفضّلت به على عبادك ، اللهمّ وأنا عبدك الّذي أنعمت عليه قبل خلقك له وبعد خلقك إيّاه ، فجعلته ممّن هديته لدينك ووفّقته لحقّك وعصمته بحبلك ، وأدخلته في حزبك ، وأرشدته لموالاة أوليائك ومعاداة أعدائك ، ثمّ أمرته فلم يأتمر وزجرته فلم ينزجر ، ونهيته عن معصيتك فخالف أمرك إلى نهيك لا معاندة لك ولا استكبارا عليك ، بل دعاه هواه إلى ما زيلته وإلى ما حذّرته وأعان على ذلك عدوّك وعدوّه وأقدم عليه عارفا بوعيدك راجيا لعفوك واثقا بتجاوزك ، وكان أحقّ عبادك مع ما مننت


عليه أن لا يفعل ، وها أنا بين يديك صاغرا ذليلا متواضعا خاشعا خائفا معترفا بعظيم من الذّنوب تحملته ، وجليل من الخطاياء اجترمته ، مستجيرا بصفحك لائذا برحمتك موثقا أنّه لا يجيرني منك مجير ولا يمنعني منك مانع ، فعد عليّ بما تعود به على من اقترف من تغمدّك وجد علي بما تجود به من ألقى بيده إليك من عفوك وامنن عليّ بما لا يتعاظمك أن تمنّ به عليّ من أملك من غفرانك واجعل لي في هذا اليوم نصيبا أنال به حظّا من رضوانك ولا تردّني صفرا ممّا ينقلب به المتعبّدون لك من عبادك وإنّي وإن لم أقدم ما قدّموه من الصّالحات ، فقد قدّمت توحيدك ونفي الأضداد والأنداد والأشباه عنك وأتيتك من الأبواب الّتي أمرت أن تؤتى منها ، وتقرّبت إليك بما لا يقرب أحد منك إلّا بالتّقرّب به ثمّ أتبعت ذلك بالإنابة إليك والتّذلّل والاستكانة لك وحسن الظنّ بك والثّقة بما عندك وشفعته برجائك الّذي قلّ ما يخيب عليك راجيك وسألتك مسألة الحقير الذّليل البائس الفقير الخائف المستجير ، ومع ذلك خيفة وتضرّعا وتعوّذا وتلوذا ، لا مستطيلا بتكبّر المتكبّرين ولا متعاليا بدلالة المطيعين ولا مستطيلا بشفاعة الشّافعين ، وأنا بعد أقلّ الأقليّن وأذلّ الأذلّين ومثل الذّرة أو دونها ، فيا من لا يعاجل المسيئين ولا يند المترفين ، ويا من يمنّ بإقالة العاثرين ويتفضّل بإنظار الخاطئين ، أنا المسيء المعترف الخاطئ العاثر ، أنا الّذي أقدم إليك مجترئا ، أنا الّذي عصاك متعمّدا ، أنا الّذي استخفى من عبادك وبارزك ، أنا الّذي هاب عبادك وأمّنك ، أنا الّذي لم يرهب سطوتك ولم يخف بأسك ، أنا الجاني على نفسه ، أنا المرتهن ببليّته ، أنا القليل الحياء ، أنا الطّويل العناء ، بجاه من انتخبت من خلقك ، وبمن اصطفيته لنفسك ، بحقّ من اخترت من بريّتك ، ومن أحببت لشأنك ، ووصلت طاعته بطاعتك ومعصيته بمعصيتك ، وقرنت موالاته بموالاتك ،


ونطت معاداته بمعاداتك ، تغمّدني في يومي هذا ممّا تتغمّد به من جاز إليك متنصّلا وعاد باستغفارك تائبا ، وتولّني بما تتولّى به أهل طاعتك والزّلفى لديك والمكانة منك ولا تؤاخذني بتفريطي في جنّتك وتعدّي طوري في حدودك ومجاوزة أحكامك ، ولا تستدرجني بإدلائك إلى استدراج من منعني خير ما عنده ولم يشركك في حلول نقمته بي ، ونبّهني من رقدة الغافلين وسنة المترفين ونعمة المخذولين ، وخذ بقلبي إلى ما استعملت به القانتين واستعبدت به المتعبّدين واستنقذت به المتهاونين ، وأعذني منك ممّا يباعدني منك ويحول بيني وبين حظّي منك ، ويصدّني ممّا أحاول لديك ، وسهّل لي مسالك الخيرات إليك والمسابقة إليها من حيث أمرت والمشاحة فيها على ما أردت ، ولا تمحقني فيمن تمحق من المستخفّين لما أوعدت ، ولا تهلكني مع من تهلك من المتعرّضين لمقتك ، ولا تنبرني فيمن تنبر من المنحرفين عن سبيلك ، ونجّني من غمرات الفتنة ، وخلّصني من لهوات البلوى ، وأجرني من أخذ الإملاء ، وحل بيني وبين عدوّ يضلّني ، وهوى يوبقني ، ومنقصة ترهقني ، ولا تعرض عنّي إعراض من لا ترضى عنه بعد غضبك ، ولا نؤيسني من الأمل فيك ، فيغلب علىّ القنوت من رحمتك ، ولا تمنحني بما لا طاقة به ، فتبهظني بما تحملنيه من فضل محبّتك ، ولا ترسلني من يدك إرسال من لا خير فيه ولا حاجة بك إليه ولا إنابة له ، ولا ترم بي رمي من سقط من عين رعايتك ، ومن اشتمل عليه الخزي من عندك ، بل خذ بيدي من سقطة المتردين ووهلة المتعسّفين ، وزلّة المغرورين ، وورطة الهالكين ، وعافني ممّا ابتليت به طبقات عبيدك وإمائك ، وبلّغني مبالغ من عنيت به وأنعمت عليه ورضيت عنه ، فأعشته حميدا وتوفّيته سعيدا ، وطوّقني طوق الإقلاع عمّا يحبط الحسنات ويذهب البركات ، وأشعر قلبي الإزدجار من قبائح السيّئات وفواضح الحوبات ولا تشغلني بما لا أدركه إلّا بك عمّا لا يرضيك عن غيره ، وانزع من قلبي حبّ دنيا دنيّة


تنهى عمّا عندك وتصدّ عن ابتغاء الوسيلة إليك ، وتذهل عن التقرّب منك ، وزيّن لي التّفرّد بمناجاتك باللّيل والنّهار ، وهب لي عصمة تدنيني من خشيتك وتقطعني من ركوب محارمك وتفكّني من أسر العظائم ، وهب لي التطهير من دنس العصيان ، واذهب عنّي درن الخطايا ، وسربلني بسربال عافيتك ، وتردني رداء معافاتك ، وجلّلني سوابغ نعمائك ، وظاهر لدن فضلك وطولك ، وأيّدني بتوفيقك وتسديدك ، وأعنّي على صالح النيّة ومرضى القول ومستحسن العمل ، ولا تكلني إلى حولي وقوّتي دون حولك وقوّتك ، ولا تخزني يوم تبعثني للقائك ، ولا تفضحني بين يدي أوليائك ، ولا تنسني ذكرك ، ولا تذهب عنّي شكرك ، بل ألزمنيه في أحوال السّهو عند غفلات الجاهلين لالائك ، وأوزعني أن آتى بما أوليتنيه ، وأعترف بما أسديته إليّ ، واجعل رغبتي إليك فوق رغبة الراغبين ، وحمدي إيّاك فوق حمد الحامدين ولا تخذلني عند فاقتي إليك ، ولا تهلكني بما أسديته إليك ، ولا تجبهني بما جبهت به المعاندين ، فانّي لك مسلم ، أعلم أنّ الحجّة لك وأنّك أولى بالفضل وأعود بالإحسان وأهل التّقوى وأهل المغفرة ، وأنّك بأن تعفو أولى منك بأن تعاقب وأنّك بأن تستر أقرب منك إلى أن تشهر ، فأحيني حياة طيّبة تنتظم بما أريد وتبلغ ما أحبّ من حيث آتي ما تكره ، ولا أرتكب ما نهيت عنه ، وأمتني ميتة من يسعى نوره بين يديه وعن يمينه ، وذلّلني بين يديك ، وأعزّني عند خلقك ، وضعني إذا خلوت بك ، وارفعني بين عبادك ، وأغنني عمّن هو غنيّ عنّي ، وزدني إليك فاقة وفقرا ، وأعذني من شماتة الأعداء ومن حلول البلاء ومن الذّلّ والعناء ، وتغمّدني فيما اطّلعت عليه منّي بما يتغمّد به القادر على البطش لو لا حلمه والأخذ على الجريرة لو لا أناته ، وإذا أردت بقوم فتنة أو سوء فنجّني منها لو إذا بك ، وإذا لم تقمني مقام فضيحة في دنياك فلا تقمني مثله في آخرتك ، وأشفع لي أوائل مننك بأواخرها وقديم فوائدك بحوادثها ، ولا تمدّ لي مدا يقسو معه قلبي ،


ولا تقرعني بقارعة يذهب لها بهائي ، ولا تسمني خسيسة يصغر لها قدري ، ولا نقيصة يجهل من أجلها مكاني ، ولا ترعني روعة أبلس بها ، ولا خيفة أوجس دونها ، اجعل هيبتي في وعيدك وحذري من إعذارك وإنذارك ، ورهبتي عند تلاوة آياتك ، واعمر ليلي بإيقاظي فيه لعبادتك ، وتفرّدي بالتمجيد لك ، وتجرّدي بسكوني إليك وإنزال حوائجي بك ، ومنازلتي إيّاك في فكاك رقبتي من نارك ، وإجارتي ممّا فيه أهلها من عذابك ، ولا تذرني في طغياني عاميا ، ولا في غمرتي ساهيا حتّى حين عظة من اتّعظ ، ولا نكالا لمن اعتبر ، ولا فتنة لمن نظر ، ولا تمكر بي فيمن تمكر به ، ولا تستبدل بي غيري ، ولا تغيّر لي اسما ، ولا تبدّل لي جسما ، ولا تتّخذني هزوا لخلقك ، ولا سخريّا لك ، ولا تبعا إلّا لمرضاتك ، ولا ممتهنا إلّا بالانتقام لك ، وأوجد لي برد عفوك وروحك وريحانك وجنّة نعيمك ، وأذقني طعم الفراغ لما تحبّ بسعة من سعتك ، والاجتهاد فيما يزلف لديك ، وعندك ، واتحفني بتحفة من تحفاتك ، واجعل تجارتي رائحة وكرّتي غير فاسدة ، وأخفني مقامك وشوّقني للقاك ، وتب عليّ توبة نصوحا لا تبقى معها ذنوبا صغيرة ولا كبيرة ، ولا تذر معها علانية ولا سريرة ، وانزع الغلّ من صدري للمؤمنين ، واعطف بقلبي على الخاشعين ، وكن لي كما تكون للصالحين ، وحلني لديك حلية المتقين ، واجعل لي لسان صدق في الغابرين ، وذكرا ناميا في الآخرين ، وتممّ سبوغ نعمتك عليّ ، وظاهر كراماتها لديّ ، واملأ من فوائدك يديّ ، وسق كرائم مواهبك إليّ ، وجاور بي الأطيبين من أوليائك في الجنّات الّتي زينّتها لأصفيائك ، وجلّلني شرائف نحلك في المقامات المعدّة لأحبائك ، واجعل لي عندك مقيلا آوي إليه مطمئنّا ، ومثابة ايتائها وأقرّ عينا ، ولا تقايسني بعظيمات الجرائر ، ولا تهلكني يوم تبلي السرائر ، وأزل عنّي كلّ شكّ وشبهة ، واجعل لي في الحقّ طريقا من كلّ رحمة ، وأجزل لي قسم المواهب من ثوابك ، وفّر عليّ حظوظ الإحسان من إفضالك ، واجعل قلبي واثقا بما عندك ،


وهمّي مستفراغا لما هولك ، واستعملني بما تستعمل به خاصّتك ، واشرب قلبي عند ذهول العقول طاعتك ، واجمع الغني والعفاف والدّعة والمعافاة والصحّة والسّعة والطمأنينة والعافية ، ولا تحبط حسناتي بما يشوبها من معصيتك ، ولا تبلني بما يعرض من نزغات فتنتك ، وصن وجهي عن الطّلب إلى أحد من العالمين ، وديني عن التماس ما عند الفاسقين ، ولا تجعلني للظالمين ظهيرا ولا لهم عن محو كتابك يدا ونصيرا ، وحطني من حيث لا أعلم حياطة تقيني بها ، وافتح لي أبواب قربتك ورحمتك ورأفتك ورزقك الواسع ، إنّي إليك من الراغبين ، وأتمم لي إنعامك أنت خير المنعمين ، واجعل باقي عمري في الحجّ والعمرة ابتغاء وجهك يا ربّ العالمين ، وصلّى الله على محمّد وآله الطيّبين الطاهرين ، والسّلام عليه وعليهم أبد الآبدين ـ إلى هنا آخر الدّعاء.


سخائه عليه‌السلام

ونروى في ذلك أحاديث :

فمنها

ما رواه القوم :

منهم العلامة أبو نعيم الاصفهاني في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٤٠ ط مطبعة السعادة بمصر) قال :

أخبرنا محمّد بن أحمد في كتابه ، قال : ثنا محمّد بن إسحاق ، قال : ثنا حجاج ابن يوسف قال : ثنا يونس بن محمّد ، ثنا أبو شهاب قال الحجّاج : أخبرت عن أبي جعفر : أنّ أباه عليّ بن الحسين قاسم الله عزوجل ماله مرّتين ، وقال : إنّ الله تعالى يحبّ المؤمن المذنب التائب.

ومنهم العلامة مبارك بن الأثير الجزري في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٢٧).

روى الحديث عن محمّد الباقر بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء».

ومنهم العلامة العسقلاني في «تهذيب التهذيب» (ج ٧ ص ٣٠٦ ط حيدرآباد).

روى الحديث عن حجّاج بن ارطاة عن أبي جعفر بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء».

ومنهم العلامة الذهبي في «تاريخ الإسلام» (ج ٤ ص ٣٥ ط مصر).

روى الحديث عن حجّاج بن ارطاة ، عن أبي جعفر بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء».


ومنهم العلامة الساعاتى في «بلوغ الأماني» (المطبوع بذيل الفتح الرباني ج ١٠ ص ٢٥٣ ط القاهرة) قال :

قال أبو جعفر عن أبيه أنّه قاسم الله ماله مرّتين.

ومنها

ما رواه القوم :

منهم العلامة الذهبي في «تاريخ الإسلام» (ج ٤ ص ٣٥ ط مصر) قال : عن على بن الحسين قال :

إنّي لأستحيى من الله أن أسأل للأخ من إخواني الجنّة وأبخل عليه بالدّنيا فإذا كان يوم القيامة قيل لي : لو كانت الجنّة بيدك لكنت بها أبخل.


ومنها

ما رواه القوم :

منهم العلامة أبو نعيم الاصفهانى في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٣٨ ط السعادة بمصر) قال :

حدثنا أبو بكر الطّلحي ، قال : ثنا أبو حصين الوادعيّ محمّد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ، قال : ثنا عاصم بن محمّد بن زيد قال : حدّثني واقد بن محمّد عن سعيد بن مرجانة. قال : عمد عليّ بن الحسين إلى عبد له كان عبد الله بن جعفر أعطاه به عشرة آلاف درهم أو ألف دينار ، فأعتقه ـ.

ومنهم العلامة الذهبي في «تاريخ الإسلام» (ج ٤ ص ٣٥ ط مصر).

روى الحديث عن سعيد بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء».


ومنها

ما رواه القوم :

منهم العلامة أبو نعيم الاصفهانى في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٤١ ط السعادة) قال :

حدثنا الحسين بن محمّد بن كيسان ، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ، ثنا عليّ ابن عبد الله ، ثنا عبد الله بن هارون بن أبي عيسى أخبرني أبي عن حاتم بن أبي صغيرة عن عمر بن دينار قال : دخل عليّ بن الحسين على محمّد بن أسامة بن زيد في مرضه ، فجعل يبكي ، فقال : ما شأنك؟ قال : على دين ، قال : كم هو ، قال : خمسة عشر ألف دينار ، قال : فهو عليّ.

ومنهم العلامة الذهبي في «تاريخ الإسلام» (ج ٤ ص ٣٥ ط مصر) قال :

قال ابن المديني ثنا عبد الله بن هرون بن أبي عيسى فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء» سندا ومتنا لكنه ذكر بدل كلمة خمسة عشر : بضعة عشر.

ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٤١ ط الغرى) روى الحديث من طريق أبي نعيم بعين ما تقدّم عنه في «حلية الأولياء» سندا ومتنا ، وزاد بعد كلمة يبكى : يقلق.

ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السؤول» (ص ٧٩ ط طهران).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «تاريخ الإسلام».

ومنهم العلامة مبارك بن الأثير الجزري في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٢٧ نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق).


روى الحديث عن عمرو بن دينار بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء» لكنّه قال : ألف دينار أو بضعة عشر ألف.

ومنهم العلامة الحمزاوى في «مشارق الأنوار» (ص ١٢٠ ط مصر)

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «تاريخ الإسلام» لكنّه قال : دخل محمّد بن أسامة على عليّ بن الحسين وقال في آخره : وفاها.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٨٩ ط العثمانية بمصر).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «مشارق الأنوار».

ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في «اسعاف الراغبين» (المطبوع بهامش نور الأبصار ص ٢٤٠ ط العثمانية بمصر).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «مشارق الأنوار».


ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة محمد بن طلحة الشامي الشافعي في «مطالب السئول» (ص ٧٨ ط طهران) قال :

قال سفيان : أراد عليّ بن الحسين الخروج إلى الحج فاتّخذت له سكينة بنت الحسين أخته زادا أنفقت عليه ألف درهم فلما كان بظهر الحرّة سيرت إليه ذلك فلما نزل فرّقه على المساكين.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٨٩ ط العثمانية بمصر):

روى الحديث عن سفيان بعين ما تقدم عن «مطالب السئول».


ومنها

ما رواه القوم :

منهم العلامة الذهبي في «تاريخ الإسلام» (ج ٥ ص ١٢٦ ط مصر) قال :

قيل إنّ كميت لمّا مدح عليّ بن الحسين قال : إنّي قد مدحتك بما أرجو أن يكون وسيلة عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم القيامة ، ثمّ أنشده قصيدة له ، فلمّا فرغ منها قال : ثوابك نعجز عنه ولكن ما عجزنا عنه فإنّ الله لن يعجز عن مكافاتك وقسط على نفسه وأهله أربعمائة ألف درهم ، فقال له : خذ هذه يا أبا المستهل ، فقال : لو وصلتني بدانق لكان شرفا ولكن إن أحببت أن تحسن إلىّ فادفع لي بعض ثيابك الّتي تلى جسدك أتبرّك بها. فقام فنزع ثيابه فدفعها إليه كلّها ثمّ قال : اللهمّ إنّ الكميت جاء في آل رسولك وذريّته نبيّك بنفسه حين ضنّ النّاس وأظهر ما كتمه غيره من الحقّ فأمته شهيدا وأحيه سعيدا وأره الجزاء عاجلا وأجز له جزيل المثوبة آجلا ، فإنا قد عجزنا عن مكافاته. قال الكميت : ما زلت أعرف بركة دعائه.


ومنها

ما رواه القوم :

منهم علامة التاريخ والحديث أبو القاسم حمزة بن يوسف بن ابراهيم السهمي المتوفى سنة ٤٢٧ في كتابه «تاريخ جرجان» (طبع حيدرآباد الدكن قال في ص ٣٢٨) ما لفظه:

أخبرني أبو الفضل نصر بن محمّد العطار كتابة من طوس وحدثني عنه إسماعيل ابن يوسف ، حدّثنا عليّ بن جعفر بن محمّد الرازي أبو الحسن ببيت المقدس ، حدّثنا أحمد بن يحيى ، حدّثنا أحمد بن عبد الله بن أيّوب القرشي الضرير ، حدّثني زكريا بن يحيى الخزاز المقري ، حدّثنى محمّد بن جعفر ، حدّثنى أبي عن أبيه قال : دخل عليّ بن الحسين المتوضأ ومعه غلام له قد حمل ماء لوضوئه فوجد كسرة ملقاة فناولها غلامه فلمّا خرج من المتوضأ سأل غلامه عن الكسرة فقال : أكلتها قال : اذهب فأنت حرّ لوجه الله ثم قال : حدّثنى أبي عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من وجد كسرة ملقاة فغسل منها ما يغسل ومسح منها ما يمسح ثمّ أكلها لم تستقر في بطنه حتّى يعتقه الله من النار وإنّي كرهت أن أستبعد من اعتقه الله من النار.


ومنها

ما رواه القوم :

منهم العلامة أبو نعيم الاصبهاني في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٣٦ ط مطبعة السعادة بمصر) قال :

حدثنا سليمان بن أحمد ، قال : ثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي ، قال : ثنا عثمان بن أبي شيبة ، قال : ثنا جرير ، عن عمرو بن ثابت. قال : لمّا مات عليّ بن الحسين ، فغسّلوه جعلوا ينظرون إلى آثار سواد بظهره. فقالوا : ما هذا؟ فقيل : كان يحمل جرب الدقيق ليلا على ظهره يعطيه فقراء أهل المدينة.

ومنهم العلامة جار الله أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشرىّ الحنفي في «ربيع الأبرار» (ص ٤١٣ مخطوط) قال :

عليّ بن الحسين لمّا مات فغسّلوه وجدوا على ظهره مجلا ممّا كان يستقى لضعفة جيرانه باللّيل وممّا كان يحمل إلى بيوت المساكين من جرب الطعام.

وفي (ص ٢١١ مخطوط).

غسل عليّ بن الحسين عليهما‌السلام فرأوا على ظهره مجولا فلم يدروا ما هي فقال مولى لهم : كان يحمل باللّيل على ظهره إلى أهل البيوتات المستورين الطعام فإذا قلت له : دعني أكفك قال : لا أحبّ أن يتولّى ذلك غيرى.

ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السئول» (ص ٧٨ ط تهران) قال :

وجعلوا ينظرون إلى آثار في ظهره فقالوا : ما هذا؟ قيل كان يحمل جرب الدقيق على ظهره ليلا ويوصلها إلى فقراء المدينة سرّا.


ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٢٩ ط العثمانية بمصر).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء».

ومنهم العلامة مبارك بن الأثير الجزري في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٢٠٧).

وقال عمرو بن ثابت : لما مات عليّ بن الحسين وجدوا بظهره أثرا فسألوا عنه فقال : هذا مما كان ينقل الجراب على ظهره إلى منازل الأرامل.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم أبو العباس المبرد في كتابه «الفاضل» (ص ١٠٥ ط طراز الكتب بمصر) قال :

قالت الأنصار : فقدنا صدقة السرّ مذ مات عليّ بن الحسين صلوات الله عليه.

ومنهم العلامة أبو نعيم الاصبهانى في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٣٨ ط السعادة بمصر) قال :

حدثنا أبو حامد بن جبلّة ، قال : ثنا أبو العباس الثقفي ، قال : ثنا محمّد بن زكريّاء ، قال : سمعت ابن عائشة يقول : قال أبى : سمعت أهل المدينة يقولون : ما فقدنا صدقة السّرّ حتّى مات عليّ بن الحسين.

ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٣٦ ط الغرى).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء».

ومنهم العلامة ابن طلحة الشافعي في «مطالب السؤول» (ص ٧٨ ط طهران).

(احقاق الحق مجلد ١٢ ج ٤)


روى الحديث بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء».

ومنهم العلامة مبارك بن الأثير الجزري في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٢٧ نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق).

روى الحديث عن ابن عائشة بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء».

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ١٨٤ ط الغرى):

روى الحديث عن ابن عائشة بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء».

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٢٩ ط العامرة بمصر).

روى الحديث عن ابن عائشة بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء».

ومنهم العلامة الشيخ عبد الله بن عامر الشبراويّ في «الإتحاف بحب الاشراف» (ص ٤٩ ط مصر).

روى الحديث عن ابن عائشة بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء».


ومنها

ما رواه القوم :

منهم العلامة أبو نعيم الاصبهاني في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٣٥ ط مطبعة السعادة بمصر) قال :

حدثنا حبيب بن الحسن ، قال : ثنا عبد الله بن صالح ، قال : ثنا محمّد بن ميمون ، قال : ثنا سفيان عن أبي حمزة الثّمالي. كان عليّ بن الحسين يحمل جراب الخبز على ظهره باللّيل فيتصدّق به ، ويقول : إنّ صدقة السّر تطفئ غضب الربّ عزوجل.

ومنهم العلامة الشيخ محمد عبد المعطى الإسحاقي المصري في «أخبار الاول» (ص ١٠٩ ط بغداد) قال :

ان (عليّ بن الحسين) يتصدّق سرّا ويقول : صدقة السّر تطفي غضب الربّ.

ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٣٦ ط الغرى).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء».

ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السئول» (ص ٧٨ ط طهران)

روى الحديث عن الثمالي بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء».

ومنهم العلامة الذهبي في «تاريخ الإسلام» (ج ٤ ص ٣٥ ط مصر).

روى الحديث عن أبي حمزة بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء» لكنّه ذكر بدل قوله صدقة السّر : الصّدقة في ظلمة الليل.

ومنهم العلامة خواجه پارساى البخاري في «فصل الخطاب» (على ما في الينابيع ص ٣٧٨ ط اسلامبول) قال :


لمّا توفّى زين العابدين (رض) وجد في ظهره مجل لأنّه يحمل أطعمة لضعفاء جيرانه والمساكين باللّيل فيطعمها ويقول : بلغني انّ صدقة السّرّ تطفى غضب الربّ.

ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٢٧ من النسخة الظاهرية بدمشق):

قال أبو حمزة الثمالي : كان عليّ بن الحسين يحمل الصّدقة بالّليل على ظهره يتبع به المساكن في ظلمة اللّيل ويقول : إنّ الصّدقة في سواد اللّيل تطفئ غضب الربّ.

ومنها

ما رواه القوم :

منهم العلامة أبو نعيم الاصفهانى في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٣٨ ط السعادة بمصر):

حدثنا أبو بكر بن مالك ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدّثني أبو موسى الأنصاري ، قال : ثنا يونس بن بكير عن محمّد بن إسحاق. قال : كان ناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون من أين كان معاشهم ، فلمّا مات عليّ بن الحسين فقدوا ما كانوا يؤتون به في اللّيل.

ومنهم العلامة القرمانى في «أخبار الدول وآثار الاول» (ص ١٠٩ ط بغداد).

روى الحديث عن محمّد بن إسحاق بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء» وزاد في آخره : فعلموا أنّ معايشهم كانت من عليّ بن الحسين.

ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السئول» (ص ٧٨


ط طهران):

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء».

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ١٨٤ ط الغرى).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء».

ومنهم العلامة اليافعي في «روض الرياحين» (ص ٥٥ ط القاهرة):

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء» وزاد : لأنّه كان رضي‌الله‌عنه ينفق سرّا ويظنّ الجاهل به أنّه بخيل فلمّا مات وجدوه كان ينفق على أهل مائة بيت.

ومنهم العلامة الشبراويّ في «الإتحاف بحب الاشراف» (ص ٤٩٠ ط مصر) قال :

قال محمّد بن إسحاق : كان عليّ بن الحسين يمون أهل مائة بيت ثمّ ذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء».

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٢٩ ط مصر).

روى الحديث بعين ما تقدم عن «حلية الأولياء».


ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة محمد بن منيع بن سعد في «الطبقات الكبرى» (ج ٥ ص ٢١٦ ط دار الصادر بيروت) قال :

قال : أخبرنا إسحاق بن أبي إسرائيل قال : حدثنا جرير عن شيبة بن نعامة قال : كان عليّ بن الحسين يبخّل فلمّا مات وجدوه يقوت مائة أهل بيت بالمدينة في السّر.

ومنهم الحافظ أبو نعيم الاصبهانى في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٣٦ ط مطبعة السعادة بمصر) قال :

حدثنا أبو بكر بن مالك قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدّثني أبو معمّر ، ثنا جرير عن شيبة بن نعامة.

فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «الطبقات» ثمّ قال : قال جرير في الحديث ـ أو من قبله ـ : إنّه حين مات وجدوا بظهره آثارا ممّا كان يحمل باللّيل الجرب إلى المساكين.

ومنهم العلامة الشهير سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٣٦ طبع الغرى):

روى الحديث عن «حلية الأولياء» سندا ومتنا لكنّه ذكر بدل قوله : قال جرير إلخ : يعول مائة أهل بيت بالمدينة ، وفي رواية لا يدرون من يأتيهم بالرزق لأنّه كان يبعث به إليهم في اللّيل ، فلمّا مات عليّ فقدوه.

ومنهم العلامة الذهبي في «تاريخ الإسلام» (ج ٤ ص ٣٥ ط مصر).

روى الحديث عن جرير عن شيبة بعين ما تقدّم عن «الطبقات الكبرى».


ومنهم العلامة ابن التيمية في «منهاج السنة» (ج ٤ ص ١٤٤ ط مصر).

روى الحديث عن شيبة بعين ما تقدّم عن «الطبقات الكبرى».

ومنهم العلامة الحمزاوى في «مشارق الأنوار» (ص ١٢٠ ط مصر) قال : ولما مات وجدوه يقوت أهل مائة بيت.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٢٩ ط العثمانية بمصر) قال:

ولمّا مات رضي‌الله‌عنه وجدوه كان يقوت أهل مائة بيت.

ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في «اسعاف الراغبين» (المطبوع بهامش نور الأبصار غير الطبع المتقدم ص ٢٤٠ ط العثمانية بمصر).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «مشارق الأنوار».

ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السؤول» (ص ٧٨ ط طهران) قال : لمّا مات عليّ بن الحسين وجدوه يقوت مائة بيت من أهل المدينة كان يحمل إليهم ما يحتاجون إليه.


حلمه عليه‌السلام

وروى فيه القوم أحاديث :

منها

ما ذكره جماعة من أعلامهم منهم العلامة اليافعي في «روض الرياحين» ص ٥٦ ط القاهرة)

قال : وخرج يوما من المسجد فلقيه رجل فسبّه فثارت إليه العبيد والموالي فقال لهم زين العابدين مهلا عن الرّجل ثمّ أقبل عليه وقال : ما ستر عنك من أمرنا أكثر ألك حاجة نعينك عليها فاستحيا الرجل ، فالقى عليه خميصة كانت عليه وأمر له بألف درهم فكان الرجل بعد ذلك يقول : أشهد انك من أولاد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم (١).

ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٤٠ ط الغرى) روى الحديث بمعنى ما تقدّم عن «روض الرياحين».

ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السؤول في مناقب آل الرسول» (ص ٧٩ ط طهران).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «روض الرّياحين».

ومنهم العلامة السيد عبد الوهاب الشعراني في «الطبقات الكبرى» (ج ١ ص ٢٨ ط القاهرة).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «روض الرّياحين» لكنّه ذكر : وأمر له العطاء فوق ألف درهم.

ومنهم العلامة الصفورى في «نزهة المجالس» (ج ١ ص ٢٠٦

__________________

(١) قال في اسعاف الراغبين : كان على بن الحسين يضرب به المثل في الحلم.


ط القاهرة).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «روض الرّياحين» بتغيير بعض الكلمات بما لا يضرّ بالمعنى.

ومنهم العلامة الشيخ حسن الحمزاوى في «مشارق الأنوار» (ص ١٢٠ ط مصر).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «روض الرّياحين» لكنّه ذكر : وأمر له بخمسة آلاف درهم.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٣٠ ط مصر):

روى الحديث نقلا عن «درّ الاصداف» بعين ما تقدّم عن «مشارق الأنوار» ومنهم العلامة الشبراويّ في «الإتحاف بحب الاشراف» (ص ٤٨ ط مصر).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «روض الرّياحين» لكنّه ذكر بدل قوله : من أولاد الرسول ـ من بيت النبّوة ـ.

ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في «اسعاف الراغبين» (المطبوع بهامش نور الأبصار ص ٢٣٩ ، غير الطبع المتقدم بل ط العثمانية بمصر).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «مشارق الأنوار».

ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في «وسيلة المآل» (ص ٢١٠ مخطوط).

روى الحديث عن عبد العزيز بن مسلم بعين ما تقدّم عن «روض الرّياحين».


ومنها

ما رواه القوم :

منهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٣٠ ط مصر) قال :

ولقيه رجل فسبّه فقال له : يا هذا بيني وبين جهنّم عقبة إن أنا جزتها فما أبالي بما قلت وإن لم أجزها فأنا أكثر ممّا تقول.

ومنهم العلامة الشيخ حسن الحمزاوى في «مشارق الأنوار» (ص ١٢٠ ط مصر).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «نور الأبصار» وزاد أنّه قال : ألك حاجة فخجل الرّجل.


ومنها

ما ذكره جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة اليافعي في «مرآة الجنان» (ج ١ ص ١٩١ ط حيدرآباد) قال :

وروى أنّه تكلّم رجل فيه وافترى عليه فقال له زين العابدين : إن كنت كما قلت فأستغفر الله ، وإن لم أكن كما قلت : فغفر الله لك فقام إليه الرّجل وقبّل رأسه وقال : جعلت فداك لست كما قلت ، فاغفر لي قال : غفر الله لك فقال الرّجل : (اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ)

ومنهم العلامة المذكور في «روض الرياحين» (ص ٥٦ ط القاهرة):

روى الحديث بعين ما تقدّم عنه في «مرآة الجنان».

ومنهم العلامة محمد خواجه پارسا البخاري في «فصل الخطاب» (على ما في ينابيع المودّة ص ٣٧٧ ط اسلامبول).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «مرآة الجنان».


ومنها

ما ذكره القوم :

منهم العلامة السيد عبد الوهاب الشعراني في «الطبقات الكبرى» (ج ١ ص ٢٧ ط مصر) قال :

وكان الرّجل يقف على رأسه في المسجد فما يترك شيئا إلّا ويقوله فيه وهو ساكت لا يردّ عليه رضي‌الله‌عنه ، فلما ينصرف يقوم الرجل وراءه ويلزمه من خلفه ويبكى فيقول : لا عدت تسمع منّى شيئا تكرهه قط وكان ينشد :

وما شيء أحبّ إلى اللئيم

إذا شتم الكريم من الجواب


ومنها

ما رواه القوم :

منهم العلامة الذهبي في «تاريخ الإسلام» (ج ٤ ص ٣٧ ط مصر) قال :

وقال أحمد بن عبد الأعلى الشيباني : حدّثني أبو يعقوب المدني قال : كان بين حسن بن حسن وبين عليّ بن الحسين شيء فجاء حسن فما ترك شيئا إلّا قاله وعلىّ ساكت فذهب حسن فلما كان الليل أتاه عليّ فقرع بابه فخرج إليه فقال له : يا ابن عمّ إن كنت صادقا ، يغفر الله لي ، وإن كنت كاذبا يغفر الله لك ، السّلام عليك فالتزمه حسن وبكى حتّى رثى له.


ومنها

ما رواه القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ١٨٤ ط الغرى).

روى عن سفيان قال : جاء رجل إلى عليّ بن الحسين عليهما‌السلام فقال له : إنّ فلانا قد وقع فيك بحضوري فقال له : انطلق بنا إليه فانطلق معه الرّجل وهو يرى أنّه يستنصر لنفسه فلمّا أتاه قال له : يا هذا ان كان ما قلت فيّ حقّا فأنا أسأل الله تعالى أن يغفره لي ، وإن كان ما قلت فيّ باطلا فإنّ الله تعالى يغفره لك.

ومنهم العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي الشامي المتوفى سنة ٦٥٤ في كتابه «مطالب السئول» (ص ٧٧ ط طهران).

روى الحديث عن سفيان بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة».

ومنهم العلامة السيد عبد الوهاب الشعراني في «الطبقات الكبرى» (ج ١ ص ٢٧ ط مصر) قال :

وكان عليّ بن الحسين عليه‌السلام إذا بلغه عن أحد أنّه ينقصه ويقع فيه ، يذهب إليه في منزله ويتلطّف به ويقول : يا هذا إن كان ما قلته فيّ حقّا فيغفر الله لي ، وإن كان باطلا فغفر الله لك والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.

ومنهم العلامة الشيخ عبد الله الشبراويّ في «الإتحاف بحب الاشراف» (ص ٤٩ ط مصر).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة».

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٢٩ ط مصر).

روى الحديث عن سفيان بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة».


ومنهم العلامة الشيخ عبد الرحمن ابن الجوزي في «سلوة الأحزان» (ص ٣٩ ط الاسكندرية).

روى الحديث بعين ما تقدم عن «الطبقات الكبرى».

ومنها

ما رواه القوم :

منهم العلامة الشيخ عبد الرحمن بن عبد السلام الصفورى البغدادي المتوفى بعد سنة ٨٨٤ في كتابه «نزهة المجالس» (ج ١ ص ٢٠٦ طبع القاهرة) قال :

زين العابدين عليّ بن الحسين رضي الله تعالى عنهم قال لرجل قد اغتابه : إن كنت صادقا في قولك فقد غفر الله لي ، وإن كنت كاذبا فقد غفر الله لك.

ومنهم العلامة الحمزاوى في «مشارق الأنوار» (ص ١١٩ ط مصر) قال : وكان (عليّ بن الحسين عليه‌السلام) إذا غضبه أحد قال : اللهم إن كان صادقا فاغفر لي ، وإن كان كاذبا فاغفر له ، وكان يضرب به المثل في الحلم.


ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة اليافعي في «روض الرياحين» (ص ٥٦ ط القاهرة) قال : وأقبل خادم لزين العابدين مسرعا بشواء من التنور لضيف عنده فسقط من يده على بني له صغير فأصاب رأسه فقتله ، فقال زين العابدين رضي الله تعالى عنه : أنت حرّ لأنّك لم تتعمّده وأخذ في جهاز ابنه.

ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السئول» (ص ٧٩ ط طهران) قال :

وكان عنده أضياف فاستعجل خادما له بشواء كان في التنور فأقبل الخادم مسرعا فسقط السفود من يده على رأس بنيّ لعليّ بن الحسين تحت الدرجة فأصاب رأسه فقتله فقال عليّ للغلام وقد تحيّر الغلام واضطرب : أنت حرّ فإنك لم تعتمده وأخذ في جهاز ابنه ودفنه.

ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٤٠ ط الغرى).

روى الحديث بمعنى ما تقدم عن «مطالب السؤول».

ومنهم العلامة المذكور في «سلوة الأحزان» (ص ٤٠ ط الاسكندرية).

روى الحديث بعين ما تقدم عن «روض الرياحين».


ومنها

ما ذكره القوم :

منهم الحافظ شهاب الدين أحمد بن على بن حجر العسقلاني المتوفى سنة ٨٥٢ في «تهذيب التهذيب» (ج ٧ ص ٣٠٦ ط حيدرآباد):

روى عن موسى بن طريف قال : استطال رجل على عليّ بن الحسين فأغضى عنه فقال له : إيّاك أعنى ، فقال : وعنك أغضى.

ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في «وسيلة المآل» (ص ٢١٠ نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق):

روى الحديث عن موسى بن طريف بعين ما تقدّم عن «تهذيب التّهذيب».

ومنهم العلامة السيد عبد الوهاب الشعراني في «الطبقات الكبرى» (ج ١ ص ٢٧ ط مصر):

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «تهذيب التّهذيب».

ومنهم العلامة ابن حجر في «الصواعق» (ص ١٢٠ ط أحمد البابى بحلب).

قال : وكان زين العابدين عظيم التجاوز والعفو والصفح ، حتّى أنّه سبّه رجل ، فتغافل عنه ، فقال له : إيّاك أعني ، فقال : وعنك أعرض ، أشار إلى آية : (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ).

(احقاق الحق مجلد ١٢ ج ٥)


ومنها

ما ذكره القوم :

منهم العلامة باكثير الحضرمي في «وسيلة المآل» (ص ٢٠١) قال :

ونقل ابن سعد أن هشام إسماعيل المخزومي كان والي المدينة وكان يؤذي عليّ بن الحسين ويشتم عليا رضي‌الله‌عنهم على المنبر وينال منهم ، فلمّا ولي الوليد بن عبد الملك الخلافة عزله وأمر أن يوقف للناس لاستيفاء الحقوق منه فقال هشام : والله ما أخاف إلّا من عليّ بن الحسين فانه رجل صالح يسمع قوله فأوصى عليّ بن الحسين أصحابه ومواليه وخاصته أن لا يتعرضوا ، ثمّ مرّ عليه في حاجة فما عرض له ، ويروى أنّه جاء له وكلمه وقال : يا ابن عم عافاك الله لقد أساءني ما صنع بك فادعنا إلى ما أحببت فقال هشام : الله أعلم حيث يجعل رسالته وكان زين العابدين عظيم الهدى والسمت الصالح وقد اخرج الخطيب في جامعه عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : إنّ الهدى الصّالح والسّمت الصّالح والإقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوّة.


صبره عليه‌السلام

رواه القوم :

منهم العلامة أبو نعيم الاصبهانى في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٣٨ ط مطبعة السعادة بمصر) قال :

حدثنا سليمان بن أحمد ، قال : ثنا الحسن بن المتوكّل ، قال : ثنا أبو الحسن المدائني عن إبراهيم بن سعد. قال : سمع عليّ بن الحسين ناعية في بيته وعنده جماعة ، فنهض إلى منزله ثمّ رجع إلى مجلسه ، فقيل له : أمن حدث كانت الناعية ، قال : نعم ، فعزّوه وتعجبّوا من صبره. فقال : إنّا أهل بيت نطيع الله فيما نحبّ ، ونحمده فيما نكره.

ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٢٧ من النسخة الظاهرية بدمشق).

روى الحديث عن إبراهيم بن سعد بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء» لكنّه ذكر بدل كلمة : فعزّوه : فقدوه.


عدم مؤاكلته مع امه كراهة

أن تسبق يده على يدها

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة أبو العباس محمد بن يزيد المعروف بالمبرد في «الكامل» (ج ١ ص ٣١١ ط مصر) قال :

كانت أمّ عليّ بن الحسين سلّافة من ولد يزدجرد معروفة النّسب وكانت من خيرات النساء ويروى أنّه قيل لعليّ بن الحسين رحمه‌الله إنّك من أبرّ النّاس ولست تأكل مع أمّك في صحفة فقال : أكره ان تسبق يدي إني ما قد سبقت إليه عينها فأكون قد عققتها وكان يقال له : ابن الخيرتين لقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لله تعالى من عباده خيرتان فخيرته من العرب قريش ومن العجم الفارس.

ومنهم العلامة المذكور في «الفاضل» (ص ١٠٣ ط دار الكتب بمصر) قال :

ويروى أنّه قيل لعليّ بن الحسين : إنّك أبرّ النّاس وأتقاهم ، فما بالك لا تأكل مع والدتك في صحفة واحدة؟ فقال : أكره أن تقع عينها على لقمة فأحاول أخذها وأنا لا أعلم فأكون قد عققتها.

ومنهم العلامة الراغب الاصبهانى في «محاضرات الأدباء» (ج ١ ص ٣٢٧ ط بيروت).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الكامل» وزاد بعد قوله من أبرّ النّاس : بوالدتك.

ومنهم العلامة العارف الشيخ أبو محمد عبد الله بن اسعد اليافعي في


«مرآة الجنان» (ج ١ ص ١٩١ ط حيدرآباد).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الكامل» إلّا أنّه أسقط قوله : فأكون قد عققتها وزاد بعد قوله من أبرّ النّاس : بأمّك.

ومنهم العلامة الشيخ عبد المجيد بن على المالكي المصري العدوى في «التحفة المرضية في الاخبار القدسية والأحاديث النبوية» (ص ٩٤ ط المطبعة البهية المصرية الكائنة بالقاهرة):

روى الحديث بعين ما تقدم عن «الكامل».

ومنهم العلامة شمس الدين محمد بن ابراهيم بن أبى بكر بن خلكان في «تاريخه» (ج ١ ص ٣٤٨ ط ايران سنة ١٢٦٤) قال :

كان زين العابدين كثير البرّ بأمّه حتّى قيل له إنّك من أبرّ الناس بأمك فذكر بعين ما تقدم عن «الكامل» إلى آخره.

علمه عليه‌السلام

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ عبد الله بن عامر الشبراويّ في «الإتحاف بحب الاشراف» (ص ٥٠ ط مصر) قال :

ومن كلام زين العابدين عليّ رضي‌الله‌عنه :

يا ربّ جوهر علم لو أبوح به

لقيل لي أنت ممّن يعبد الوثنا

ولاستحلّ رجال مسلمون دمي

يرون أقبح ما يأتونه حسنا

إنّي لأكتم من علمي جواهره

كي لا يرى الحقّ ذو جهل فيفتتنا

وقد تقدّم في هذا أبو حسن

إلى الحسين ووصّي قبله حسنا


ومنهم العلامة المير حسين معين الدين الميبدى اليزدي في «شرح ديوان أمير المؤمنين» (ص ١٥ المخطوط).

روى الأبيات بعين ما تقدّم عن «الإتحاف بحبّ الأشراف».

ومنهم العلامة الآلوسى البغدادي في «غرائب الاغتراب» (ص ٧٠).

روى البيت الأوّل والثالث والرّابع بعين ما تقدّم عن «الإتحاف بحبّ الأشراف» لكنّه ذكر بدل كلمة أبوح : أخوه.

ومنهم العلامة السيد عبد الوهاب المصري في «لطائف المنن» (ج ٢ ص ٨٩ ط مصر).

روى البيتين الأوّلين من الأبيات المتقدّمة عن «الإتحاف».

ومنهم العلامة القندوزى في «ينابيع المودة».

روى الأبيات المذكورة عنه عليه‌السلام لكنه ذكر بدل البيت الأوّل هكذا :

إنّي لأكتم من علمي جواهره

كيلا يرى الحقّ ذو جهل فيفتتنا

ثمّ قال : وقال أيضا : نحن أبواب الله ونحن الصراط المستقيم ونحن عيبة علمه وتراجمة وحيه ، ونحن أركان توحيده وموضع سرّه (١).

__________________

(١) قال العلامة أبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٤١ ط السعادة بمصر):

أخبرنا أبو بكر بن محمّد بن أحمد البغدادي في كتابه : وحدثني عنه عثمان بن محمد العثماني ، ثنا عبد الصمد بن محمّد ، حدثني جعفر بن محمد بن جعفر ، ثنا مخلد ابن مالك عن سفيان بن عيينة ، عن الزهري قال : دخلنا على على بن الحسين بن على ، فقال : يا زهري فيم كنتم ، قلت : تذاكرنا الصوم ، فأجمع رأيي ورأى أصحابى على أنه ليس من الصوم شيء واجب الا شهر رمضان ، فقال : يا زهري ليس كما قلتم ، الصوم على أربعين وجها : عشرة منها واجبة كوجوب شهر رمضان ، وعشرة منها حرام ، وأربعة عشرة خصلة صاحبها بالخيار ان شاء صام وان شاء أفطر ، وصوم النذر واجب ، وصوم الاعتكاف واجب ، قال


__________________

قلت : فسرهن يا ابن رسول الله ؛ قال : أما الواجب فصوم شهر رمضان ، وصيام شهرين متتابعين ـ يعني في قتل الخطاء لمن لم يجد العتق ـ قال تعالى : (وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً) الآية ، وصيام ثلاثة أيام في كفارة اليمين ، لمن لم يجد الإطعام ، قال الله عزوجل : (ذلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمانِكُمْ إِذا حَلَفْتُمْ) ، وصيام حلف (حلق ظ) الرأس ، قال الله تعالى : (فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ) ، الآية ، صاحبه بالخيار ان شاء صام ثلثا ، وصوم المتعة وصوم دم المتعة ؛ لمن لم يجد الهدى. قال الله تعالى : (فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِ) ، الآية ، وصوم جزاء الصيد ؛ قال الله عزوجل : (وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ) ، الآية ، وانما يقوم ذلك الصيد قيمة ثم يقص ذلك الثمن على الحنطة ، وأما الذي صاحبه بالخيار ، فصوم يوم الاثنين والخميس ، وصوم ستة أيام من شوال بعد رمضان ، ويوم عرفة ، ويوم عاشوراء كل ذلك صاحبه بالخيار ، ان شاء صام ، وان شاء أفطر ، وأما صوم الاذن ، فالمرأة لا تصوم تطوعا الا بإذن زوجها وكذلك العبد والامة ، وأما صوم الحرام ، فصوم يوم الفطر ويوم الأضحى ، وأيام التشريق ، ويوم الشك نهينا أن نصومه كرمضان ، وصوم الوصال حرام ، وصوم الصمت حرام ، وصوم نذر المعصية حرام ، وصوم الدهر حرام ، والضيف لا يصوم تطوعا الا بإذن صاحبه ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من نزل على قوم فلا يصومن تطوعا الا بإذنهم ، ويؤمر الصبى بالصوم إذا لم يراهق تأنيسا ، وليس بفرض وكذلك من أفطر لعلة من أول النهار ثم وجد قوة في بدنه أمر بالإمساك ، وذلك تأديب الله عزوجل ، وليس بفرض ، وكذلك المسافر إذا أكل من أول النهار ثم قدم أمر بالإمساك ، وأما صوم الاباحة ، فمن أكل أو شرب ناسيا من غير عمد ، فقد أبيح له ذلك وأجزأه عن صومه ، وأما صوم المريض وصوم المسافر ؛ فان العامة اختلفت فيه ، فقال بعضهم : يصوم ، وقال قوم : لا يصوم ، وقال قوم : ان شاء صام ، وان شاء أفطر ، وأما نحن ، فنقول : يفطر في الحالين جميعا ، فان صام في السفر والمرض ، فعليه القضاء ، قال الله عزوجل : (فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) ، أسند على بن الحسين الكثير. وسمع من ابن عباس ، وجابر ، ومروان ، وصفية ، وأم سلمة ، وغيرهم من الصحابة رضى الله تعالى عنهم.


كان عنده عليه‌السلام سيف رسول الله ودرعه

(وهما من ودائع الامامة)

رواه القوم :

منهم الحافظ أبو محمد عبد الله بن حيان الاصفهانى الشهير بأبى الشيخ المتوفى سنة ٣٦٩ في «أخلاق النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم» (ص ١٤٩ ط مطابع الهلالي) قال :

حدّثنا أحمد ، نا إسماعيل ، نا أبو بكر ، نا وكيع عن إسرائيل ، عن جابر عن عامر قال : أخرج إلينا عليّ بن الحسين سيف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فإذا قبيعته ، والحلقتان اللّتان فيهما الحمائل فضّة قال : فسللته فإذا هو قد نحل كان سيفا لمنبّه ابن الحجاج السّهمي اتّخذه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لنفسه يوم بدر.

وفي (ص ١٥٠) قال :

نا أحمد بن عمر ، نا إسماعيل ، نا أبو بكر ، نا وكيع ، نا إسرائيل ، عن جابر عن عامر ، قال : أخرج لنا عليّ بن الحسين درع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فإذا هي يمانيّة دقيقة ، ذات زرافين ، فإذا علّقت بزرافينها شمرت ، وإذا أرسلت مسّت الأرض.


شفقته عليه‌السلام للحيوانات

رواها القوم :

منهم العلامة أبو نعيم الاصبهانى في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٣٣ ط مطبعة السعادة بمصر) قال :

حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب قال : ثنا محمّد بن إسحاق قال : ثنا محمّد ابن الصباح قال : ثنا جرير عن عمرو بن ثابت ، قال : كان عليّ بن الحسين لا يضرب بعيره من المدينة إلى مكّة.

ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٢٨ من النسخة الظاهرية بدمشق).

روى الحديث عن عمرو بن ثابت بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء».

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي المصري في «الفصول المهمة» (ص ١٨٥ ط الغرى):

وعن إبراهيم بن عليّ عن أبيه قال : حججت مع عليّ بن الحسين فتلكّأت ناقته فأشار إليها بالقضيب ثمّ ردّه وقال : آه من القصاص ، وتلكّأت ناقته عليه مرّة أخرى بين جبال رضوى فأناخها وأراها القضيب وقال : لتنطلقنّ أو لأفعلنّ ثمّ ركبها فانطلقت ولم تتلكّأ بعدها أبدا.

ومنهم أبو العباس محمد بن يزيد المبرد في «كتاب الفاضل» (ص ١٠٥ ط دار الكتب بمصر) قال :

وروى عن جابر بن سليمان الأنصاري عن عمّه عثمان بن صفوان الأنصاريّ قال : خرجنا في جنازة عليّ بن الحسين رحمة الله عليهما فتبعتنا ناقته تخطّ الأرض بزمامها فلمّا صلّينا عليه ودفنّاه أقبلت تحنّ وتتردد وتريد قبره فأوسعنا لها


فجاءت حتّى بركت عليه وجعلت تفحص بكركرتها (١) وتحنّ فوالله ما بقي أحد إلّا بكى وانتحب وقال : وبلغنا أنّه حجّ عليها ثماني عشرة حجّة أو تسع عشرة حجّة لم يقرعها بعصا.

وقاره وسكينته عليه‌السلام

رواها القوم :

منهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السئول» (ص ٧٧ ط طهران) قال :

كان (أي عليّ بن الحسين) إذا مشى لا تجاوز يده فخذه ولا يخطر بيده وعليه السكينة والخشوع.

مهابته عليه‌السلام

رواها القوم :

منهم العلامة الحمزاوى في «مشارق الأنوار» (ص ١٢١ ط مصر) قال : كان سيّدي عليّ زين العابدين شديد المهابة ولذلك قيل في حقّه.

يغضي حياء ويغضى من مهابته

فلا يكلّم إلّا حين يبتسم

أقول : وسيجيء ذكر قصيدة الفرزدق ومدارك نقلها.

__________________

(١) الكركرة : رحى زور البعير والناقة الذي إذا برك أصاب الأرض ، وهي ناتئة عن جسمه كالقرصة.


تواضعه عليه‌السلام

رواه القوم :

منهم العلامة أحمد بن على بن حجر العسقلاني في «تهذيب التهذيب» (ج ٧ ص ٣٠٥ ط حيدرآباد) قال :

وقال مالك : قال نافع بن جبير بن مطعم لعليّ بن الحسين : إنّك تجالس أقواما دونا فقال عليّ بن الحسين : إنّي أجالس من انتفع بمجالسته في ديني. قال : وكان عليّ بن الحسين رجلا له فضل في الدّين.

حسن تلقيه للسائل

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السئول» (ص ٧٨ ط طهران) قال :

(أي عليّ بن الحسين) إذا أتاه السائل يقول : مرحبا بمن يحمل زادي إلى الآخرة.

ومنهم الحافظ أبو نعيم الاصبهانى في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٣٧ ط السعادة بمصر):

حدثنا أبو بكر بن مالك قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : ثنا محمّد بن إشكاب ، قال : ثنا محمّد بن بشر ، قال : ثنا ابن المنهال الطائي ، أنّ عليّ بن الحسين كان إذا ناول الصّدقة السّائل ، قبله ثمّ ناوله.


مظلوميته عليه‌السلام

وأنموذج ذلك

ما رواه القوم :

منهم الحافظ أبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٣٧ ط السعادة بمصر) قال :

حدثنا أبو بكر بن مالك قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدّثني أبي قال : ثنا سفيان ، قال : قال عليّ بن الحسين : ما أحبّ أنّ لي بنصيبي من الذلّ ، حمر النعم.

ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السئول» (ص ٧٨ ط طهران):

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء».

ومنهم العلامة ابن حجر في «الصواعق» (ص ١٢ ط أحمد البابى بحلب):

قال :

وكان يقول : ما يسرّني بنصيبي من الذلّ حمر النّعم.

ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في «وسيلة المآل» (ص ٢١٠ نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق).

روى الحديث عن سفيان بعين ما تقدّم عن «الصّواعق».


كثرة بكائه عليه‌السلام لشهداء كربلاء

رواها القوم :

منهم العلامة المبرد في «الفاضل» (ص ١٠٥ ط طراز الكتب بمصر) قال : حدّثنى التوزي عمّن حدثه قال : قال عليّ بن الحسين : لقد ابيضّت عينا يعقوب من أقلّ ممّا نالني ، وذلك أنّه فقد واحدا من اثنا عشر وأنا رأيت ثلاثة عشر من لحمتى قتلوا بين يديّ.

ومنهم العلامة أبو نعيم الاصفهاني في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٣٨ ط مطبعة السعادة بمصر) قال :

حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان ، قال : ثنا عمر بن الحسن ، قال : ثنا عبد الله بن محمّد بن عبيد ، قال : ثنا الحسين بن عبد الرحمن عن أبي حمزة الثّمالي ، عن جعفر بن محمّد. قال : سئل عليّ بن الحسين عن كثرة بكائه ، فقال : لا تلوموني فإنّ يعقوب فقد سبطا من ولده ، فبكى حتّى ابيضّت عيناه ولم يعلم أنّه مات. وقد نظرت إلى أربعة عشر رجلا من أهل بيتي في غزاة واحدة أفترون حزنهم يذهب من قلبي.

ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٢٧ نسخة الظاهرية بدمشق):

روى الحديث عن جعفر بن محمّد بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء» لكنّه ذكر بدل قوله : فقد سبطا : فقد استبطأ وهو الصحيح.


آوى عليه‌السلام لأهل مروان لما اجتمع أهل المدينة

لإخراج بني أمية عنها مع قتلهم لأبيه وأهله عليه‌السلام

رواه القوم :

منهم علامة التاريخ والأدب والنسب أبو الفرج على بن الحسين بن محمد المرواني الاصفهاني المتوفى سنة ٣٥٦ في كتابه «الأغاني» (ج ١ ص ٢١ ط دار الفكر) قال :

قال المدائني : واجتمع أهل المدينة لإخراج بني أمية عنها فأخذوا عليهم العهود أن لا يعينوا عليهم الجيش وأن يردوهم عنهم فان لم يقدروا على ردّهم لا يرجعوا إلى المدينة معهم فقال لهم عثمان بن محمّد بن أبي سفيان : أنشدكم الله في دمائكم وطاعتكم فانّ الجنود تأتيكم وتطؤكم واعذر لكم أن لا تخرجوا أميركم إنّكم إن ظفرتم وأنا مقيم بين أظهركم فما أيسر شأني وأقدركم على إخراجي وما أقول هذا إلّا نظرا لكم أريد به حقن دمائكم. فشتموه وشتموا يزيد وقالوا : لا نبدأ إلّا بك ثمّ نخرجهم بعدك فأتى مروان عبد الله بن عمر فقال : يا أبا عبد الرحمن إنّ هؤلاء القوم قد ركبوا بما ترى فضم عيالنا فقال : لست من أمركم وأمر هؤلاء في شيء ، فقام مروان وهو يقول قبح الله هذا أمرا وهذا دينا ، ثمّ أتى عليّ ابن الحسين عليهما‌السلام فسأله أنّ يضم أهله وثقله ففعل ووجّههم وامرأته امّ أبان بنت عثمان إلى الطائف ومعها ابناه عبد الله ومحمّد.


كراماته عليه‌السلام

ونذكر منها نبذة يسرة

فمنها

ما رواه القوم :

منهم الحافظ أبو نعيم الاصبهانى في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٣٥ ط مطبعة السعادة بمصر) قال :

حدّثت عن أحمد بن محمّد بن الحجّاج بن رشدين قال : ثنا عبد الله بن محمّد بن عمرو البلوي قال : ثنا يحيى بن زيد بن الحسن قال : حدّثني سالم بن فروح مولى الجعفريّين عن ابن الشّهاب الزّهري. قال : شهدت عليّ بن الحسين يوم حمله عبد الملك ابن مروان من المدينة إلى الشّام فأثقله حديدا ، ووكّل به حفاظا في عدّة وجمع فاستأذنتهم في التسليم عليه والتوديع ، له فأذنوا لي ، فدخلت عليه وهو في قبّة والأقياد في رجليه والغلّ في يديه فبكيت. وقلت : وددت أنّي مكانك وأنت سالم. فقال : يا زهري أتظنّ أنّ هذا مما ترى عليّ وفي عنقي يكرّ بني ، أمّا لو شئت ما كان. فإنّه وإن بلغ منك وبأمثالك ليذكرني عذاب الله ، ثمّ أخرج يديه من الغلّ ورجليه من القيد. ثمّ قال : يا زهري لا جزت معهم على ذا منزلتين من المدينة. قال : فما لبثنا إلّا أربع ليال حتّى قدم الموكلّون به يطلبونه بالمدينة فما وجدوه ، فكنت فيمن سئلهم عنه. فقال لي بعضهم : إنّا لنراه متبوعا ، إنّه لنازل ونحن حوله لا ننام نرصده ، إذ أصبحنا فما وجدنا بين محمله إلّا حديدة. قال الزّهري : فقدمت بعد ذلك على عبد الملك بن مروان ، فسألني عن عليّ بن الحسين فأخبرته. فقال لي : إنّه قد جاءني في يوم فقده الأعوان ، فدخل عليّ فقال : ما أنا وأنت. فقلت :


أقم عندي فقال : لا أحبّ ، ثمّ خرج فوالله لقد امتلأ ثوبي منه خيفة. قال الزهري : فقلت : يا أمير المؤمنين ليس عليّ بن الحسين حيث تظنّ إنّه مشغول بنفسه. فقال : حبّذا شغل مثله فنعم ما شغل به ، قال : وكان الزّهري إذا ذكر عليّ بن الحسين يبكي ويقول : زين العابدين.

ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٢٦ نسخة الظاهرية بدمشق).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء».

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السئول» (ص ٧٨ ط طهران).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء» لكنّه أسقط قوله في آخر الحديث : وكان الزهري إلخ.

ومنهم الحافظ الگنجى الشافعي في «كفاية الطالب» (ص ٢٩٩ طبع الغرى) قال :

وأخبرنا أبو طالب عبد اللطيف بن القبيطي وابن عبد السميع الهاشمي قالا : أخبرنا محمّد بن عبد الباقي ، أخبرنا حمد بن أحمد بن الحسن الحداد ، أخبرنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله قال : حدثت عن أحمد بن محمّد فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء» سندا ومتنا ثمّ قال : ذكره في «حلية الأولياء» وتابعه محدّث الشام سواء.

ومنهم العلامة محمد خواجه پارساى البخاري في «فصل الخطاب» (على ما في الينابيع ص ٣٧٨ ط اسلامبول):

روى الحديث عن أبي نعيم عن ابن حمدون عن الزّهري بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء» مضمونا ثمّ قال : أخرج أبو نعيم في الحلية والطبراني في الكبير


والحافظ السلفي.

ومنهم العلامة الحمزاوى في «مشارق الأنوار» (ص ١٢٠ ط مصر):

روى الحديث ملخّصا.

ومنهم العلامة ابن المولوى محب الله السهالوي في «وسيلة النجاة» (ص ٣٣٠ ط گلشن لكهنو).

روى الحديث عن الزّهري بعين ما تقدّم في «حلية الأولياء».

ومنهم العلامة بهجت أفندى في «تاريخ آل محمد» (ص ١٧٨ ط مطبعة آفتاب).

روى الحديث نقلا عن «حلية الأولياء» ملخّصا.

ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في «اسعاف الراغبين» (المطبوع بهامش نور الأبصار ص ٢٤٠ ط العثمانية بمصر).

روى الحديث ملخّصا.

ومنهم العلامة النبهاني في «جامع كرامات الأولياء» (ج ٢ ص ٣١٠ ط الحلبي بمصر).

ذكر الواقعة بعين ما تقدّم عن الحلية بتغيير يسير في العبارة.

ومنهم العلامة ابن حجر في «الصواعق» (ص ١١٩ ط أحمد البابى بحلب).

روى الحديث عن الزّهري بمعنى ما تقدم عن «حلية الأولياء» وزاد في آخره : ومن ثمّ كتب عبد الملك للحجّاج : أن يجتنب دماء بني عبد المطّلب وأمره يكتم ذلك ، فكوشف به زين العابدين ، في يوم.

أقول : وسيجيء تفصيل الواقعة في الكرامة الثانية.

(احقاق الحق مجلد ١٢ ج ٦)


ومنها

ما رواه القوم :

منهم الحافظ أبو نعيم الاصبهانى في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٣٤ ط مطبعة السعادة بمصر) قال :

حدّثنا محمّد بن محمّد قال : ثنا عبد الله بن جعفر الرّازي قال : ثنا عليّ بن رجاء القادسي قال : ثنا عمرو بن خالد عن أبي حمزة الثمالي. قال : أتيت باب عليّ بن الحسين فكرهت أن أضرب ، فقعدت حتّى خرج فسلّمت عليه ودعوت له فرّد عليّ السلام ودعا لي ، ثمّ انتهى إلى حائط له. فقال : يا أبا حمزة ترى هذا الحائط ، قلت : بلى يا ابن رسول الله قال : فإنّي اتّكأت عليه يوما وأنا حزين فإذا رجل حسن الوجه حسن الثّياب ينظر في تجاه وجهي ثمّ قال : يا عليّ بن الحسين ما لي أراك كئيبا حزينا أعلى الدّنيا فهو رزق (١) يأكل منها البرّ والفاجر ، فقلت : ما عليها أحزن لأنّه كما تقول ، فقال : أعلى الآخرة ، هو وعد صادق ، يحكم فيها ملك قاهر. قلت : ما على هذا أحزن لأنّه كما تقول ، فقال : وما حزنك يا عليّ بن الحسين ، قلت : ما أتخوّف من فتنة ابن الزبير ، فقال لي : يا عليّ هل رأيت أحدا سأل الله فلم يعطه؟ قلت : لا. ثمّ قال : فخاف الله فلم يكفه؟ قلت : لا ، ثمّ غاب عنّي فقيل لي : يا عليّ هذا الخضر عليه‌السلام ناجاك.

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ١٨٥ ط الغرى).

روى الحديث عن أبي حمزة الثمالي بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء» إلى آخره.

__________________

(١) هذا في نسخة حلية الأولياء ، وفي سائر الكتب التي روينا عنها : رزق حاضر.


ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٩٢ ط العثمانية بمصر) روى الحديث نقلا عن «الفصول المهمة» بعين ما تقدّم عنه.

ومنهم العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي الشامي المتوفى سنة ٦٥٤ في «مطالب السؤول في مناقب آل الرسول» (ص ٧٨ ط تهران):

روى الحديث عن أبي حمزة بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء».

ومنهم الحافظ الگنجى الشافعي في «كفاية الطالب» (ص ٣٠١ طبع الغرى) قال :

أخبرنا أبو طالب عبد اللطيف بن القبيطي وأبو تمام الهاشمي قالا : أخبرنا محمّد بن عبد الباقي ، أخبرنا أبو الفضل حمد بن أحمد ، أخبرنا الحافظ أبو نعيم ، حدثنا محمّد بن أحمد ، حدّثنا عبيد الله بن جعفر الرازي ، حدّثنا عليّ بن رجاء الفارسي ، حدّثنا عمرو بن خالد عن أبي حمزة الثمالي.

فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء» لكنّه ذكر بدل قوله فخاف الله فلم يكفه : فخف الله يكفيك أمره.

ومنهم العلامة الشيخ عبد الله الشبراويّ في «الإتحاف بحب الاشراف» (ص ٤٩ ط مصر):

روى الحديث بمعنى ما تقدّم عن «حلية الأولياء».

ومنها

ما رواه القوم :

منهم العلامة أبو نعيم الاصبهانى في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٤٠ ط مطبعة السعادة بمصر) قال :

حدثنا محمّد بن أحمد الغطريفي ، ثنا محمّد بن أحمد بن إسحاق بن خزيمة ،


ثنا سعيد بن عبيد الله بن عبد الحكم قال : ثنا عبد الرّحمن بن واقد ، ثنا يحيى ابن ثعلبة الأنصاري ، ثنا أبو حمزة الثّمالي. قال : كنت عند عليّ بن الحسين فإذا عصافير يطرن حوله يصرخن. فقال : يا أبا حمزة هل تدري ما يقول هؤلاء العصافير؟ فقلت : لا. قال : فإنّها تقدّس ربّها عزوجل وتسأله قوت يومها.

ومنها

ما رواه القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ١٨٥ ط الغرى) قال:

وعن أبي عبد الله الزّاهد قال : لمّا ولّي عبد الملك بن مروان الخلافة كتب إلى الحجّاج بن يوسف الثّقفي : «بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الملك بن مروان أمير المؤمنين إلى الحجّاج بن يوسف أمّا بعد فانظر دماء بني عبد المطّلب فاجتنبها فانّي رأيت آل أبي سفيان لمّا ولعوا فيها لم يلبثوا إلّا قليلا والسّلام» قال : وبعث بالكتاب سرّا إلى الحجّاج وقال له : اكتم ذلك ، فكوشف بذلك عليّ ابن الحسين عليهما‌السلام حين الكتابة إلى الحجّاج ، فكتب عليّ بن الحسين من فوره : «بسم الله الرحمن الرحيم إلى عبد الملك بن مروان من عليّ بن الحسين أما بعد فإنك كتبت في يوم كذا من شهر كذا إلى الحجّاج سرّا في حقّنا بني عبد المطّلب بما هو كيت وكيت وقد شكر الله لك ذلك» ثمّ طوى الكتاب وختمه وأرسل به مع غلام له من يومه على ناقة له إلى عبد الملك بن مروان وذلك من المدينة الشريفة إلى الشام فلمّا قدم الغلام على عبد الملك أوصله الكتاب فلمّا نظره وتأمل فيه فوجد تاريخه موافقا لتاريخ كتابه الّذي أرسله إلى الحجاج في اليوم والساعة فعرف صدق عليّ بن الحسين وصلاحه ودينه ومكاشفته له.


ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٨٩ ط العثمانية بمصر):

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة».

ومنهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي الحنفي ابن محب الله السهالوي المتوفى سنة ١٢٢٥ في كتابه «وسيلة النجاة» (ص ٣٣٣ ط گلشن فيض الكائنة في لكهنو).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة».

ومنهم العلامة ابن حجر في «الصواعق» (ص ١١٩ ط أحمد البابى بحلب).

روى الحديث ، وقد تقدّم نقل عبارته في ذيل الكرامة الأولى.

ومنهم العلامة النبهاني في «جامع كرامات الأولياء» (ج ٢ ص ٣١٠ ط الحلبي بمصر).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة».

ومنها

ما رواه القوم :

منهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٩٠ ط العثمانية بمصر) قال :

استشاره (أي عليّ بن الحسين) زيد ابنه في الخروج فنهاه وقال : أخشى أن تكون المقتول المصلوب ، أما علمت أنّه لا يخرج أحد من ولد فاطمة قبل خروج السفياني إلّا قتل ، فكان كما قال.


ومنها

ما رواه القوم :

منهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي الفرنكى الحنفي ابن المولوى محب الله السهالوي المتوفى سنة ١٢٢٥ في «وسيلة النجاة» (ص ٣٣٤ ط گلشن فيض الكائنة في لكهنو) قال : ومن جملة

كراماته على ما في شواهد النبوة أنّه قدم محمّد ابن الحنفية إليه عليه‌السلام وذكر له أنه عمّه وأكبر أولاد عليّ بعد الحسن والحسين وأنه أولى بالامامة وطلب منه سلاح رسول الله صلّى الله عليه و؟؟ سلم فقال عليّ عليه‌السلام : اتّق الله يا عم ولا تبغ ما ليس لك فلمّا بالغ في ذلك دعاه عليه‌السلام إلى التحاكم إلى الحجر الأسود فلمّا بلغا عنده رفع عليه‌السلام يديه إلى السماء ودعاء الله بأسمائه العظام وسأله أن ينطق الحجر ويجعله حكما بهما ثمّ أقبل إلى الحجر فقال : بحقّ من أودع فيك مواثيق عباده أخبرنا بالإمام والوصي بعد الحسين فتحرك الحجر حتّى أو شك أن يسقط من مكانه فنادى بصوت عربي فصيح يا محمّد إنّ الإمام والوصيّ بعد الحسين هو عليّ ابن الحسين.


نبذة من كلماته عليه‌السلام

كان عليه‌السلام يقول : اللهمّ إنّي أعوذ بك أن تحسن في لوايع العيون علانيتي وتقبح في خفيّات العيون سريرتي أللهمّ كما أسأت وأحسنت إليّ فإذا عدت فعد عليّ ، رواه أبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٣٤ ط السعادة بمصر).

ورواه في «مطالب السؤول» (ص ٧٧ ط طهران).

وفي «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٢٨) لكنّهما ذكرا بدل كلمة لوايع : لوامع ، وبدل قوله خفيّات العيون : خفيّات القلوب ، ورواه في «الفصول المهمّة» (ص ١٨٨ ط الغرى) من قوله : اللهمّ كما أسأت إلخ.

وكان يقول عليه‌السلام

إنّ قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد وآخرين عبدوه رغبة ، فتلك عبادة التّجار ، وقوما عبدوا الله شكرا ، فتلك عبادة الأحرار ، رواه العلامة أبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٣٤ ط السعادة بمصر) ، ورواه العلامة ابن الأثير في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٢٨) ورواه العلامة ابن طلحة في «مطالب السؤول» (ص ٧٧) ورواه العلامة الشيخ عبد المجيد؟؟ النقشبندي الخالدي في «الحدائق الورديّة» (ص ٣١) ، ورواه الخواجة پارسا البخاري في «فصل الخطاب» على «ما في ينابيع المودّة» (ص ٣٧٧ ط اسلامبول) ، ورواه ابن الصبان في «اسعاف الراغبين» (المطبوع بهامش نور الأبصار ص ٢٤١ ط مصر) ، ورواه الشيخ عبد المجيد النقشبندي في «؟؟ الحدائق الورديّة» (ص ٣٤ ط مطبعة الدرويشيّة في دمشق).


وكان يقول عليه‌السلام :

عبادة الأحرار لا تكون إلّا شكرا لله لا خوفا ولا رغبة ـ رواه سيد الشعراني في «الطبقات الكبرى» (ج ١ ص ٢٧ ط القاهرة) ، ورواه ابن الصبان في «اسعاف الراغبين» (ص ٢٤٢ ، المطبوع بهامش نور الأبصار) ، ورواه الشيخ عبد المجيد الخالدي في «الحدائق الورديّة» (ص ٣١) ، ورواه العلامة باعلوى في «المشرع ـ الروى» (ج ١ ص ٤٠) لكنّه ذكر بدل قوله لا تكون إلخ : انما تكون محبّة لله تعالى.

ومن كلامه عليه‌السلام

إنّ الله يحبّ المؤمن المذنب التواب ـ رواه العلامة الذهبي في «تاريخ الإسلام» (ج ٤ ص ٣٥ ط مصر) ، ورواه في «المشرع الروى» (ج ١ ص ٤٠ ط الشرفيّة بمصر).

ومن كلامه عليه‌السلام

أقرب ما يكون العبد من غضب الله إذا غضب ـ.

رواه الزمخشري في «ربيع الأبرار» (ص ١٧١ ، مخطوط) ، ورواه الشيخ عبد المجيد الخالدي في «الحدائق الورديّة» (ص ٣٤ ط الدرويشيّة بدمشق).

ومن كلامه عليه‌السلام

ضلّ من ليس له حكيم يرشده ، وذلّ من ليس له سفيه يعضده.

رواه العلامة ابن الصباغ في «الفصول المهمّة» (ص ١٨٤ ط الغرى).

ورواه العلامة باعلوى في «المشرع الروى» (ج ١ ص ٤٠ ط الشرفية بمصر) لكنّه ذكر بدل كلمة حكيم : حلم.


ومن كلامه عليه‌السلام

الكريم يبتهج بفضله ، واللّئيم يفتخر بما له.

رواه النويري في «نهاية الإرب» (ج ٢ ص ٢٠ و ٢٥ ط القاهرة).

ومن كلامه عليه‌السلام

الفكرة مرآة ترى المؤمن سيّئاته فيقلع عنها وحسناته فيكثر منها فلا تقع مقرعة التقريع عليه ولا تنظر عين العواقب شزيرا إليه –

رواه الشيخ أبو إسحاق الوطواط المتوفى ٧١٨ في «غرر الخصائص الواضحة» (ص ٧٧).

ومن كلامه عليه‌السلام لولده

يا بنيّ لا تصحبنّ قاطع رحم فانّي وجدته ملعونا في كتاب الله في ثلاثة مواضع. رواه الحافظ أبو عبد الله شمس الدّين محمّد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذّهبي التركماني الدّمشقي المتوفي سنة (٧٤٨) في كتابه «الكبائر» (ص ٤٧ ط مطبعة مصطفى محمّد).

ومن كلامه عليه‌السلام

أربع لهنّ ذلّ : البنت ولو مريم ، والدّين ولو درهم ، والغربة ولو ليلة ، والسؤال ولو كيف الطريق؟ رواه ابن الصباغ في «الفصول المهمّة» (ص ١٨٤ ط الغرى) ورواه الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٩٢ ط العثمانيّة بمصر) لكنّه ذكر بدل كلمة لهنّ : عزّهنّ ، ورواه العلامة الباعلوى في «المشرع الروى» (ج ١ ص ٤٠ ط الشرفيّة بمصر).


وكان يقول عليه‌السلام :

أيّها النّاس أحبّونا بحبّ الإسلام وبحبّ نبيّكم فما برح بنا حبكم من غير التقوى حتّى صار علينا عارا ـ رواه السيّد عبد الوهّاب الشعراني في «الطبقات ـ الكبرى» (ج ١ ص ٢٧ ط القاهرة).

ورواه الخواجة پارسا البخاري في «فصل الخطاب» (على ما في ينابيع المودة ص ٣٧٧ ط اسلامبول).

وروى قوله عليه‌السلام عن حمّاد بن زيد قال : سمعت عليّ بن الحسين عليه‌السلام فذكر كلامه بعين ما تقدّم عن الطبقات في «منهاج السّنة» (ج ٤ ص ١٤٤ ط مصر).

ومن كلامه عليه‌السلام

عجبت للمتكبّر الفخور الّذي كان بالأمس نطفة وهو غدا جيفة ، وعجبت لمن شكّ في الله وهو يرى عجائب مخلوقاته ، وعجبت لمن يشكّ في النشأة الأخرى وهو يرى النشأة الاولى ، وعجبت لمن عمل لدار الفناء وترك دار البقاء.

رواه العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٣٦ ط الغرى).

ورواه العلامة ابن الصبّان في «إسعاف الراغبين» (المطبوع بهامش نور الأبصار ص ٢٤١ ط العثمانيّة بمصر) لكنّه ذكر بدل قوله وهو غدا جيفة : سيكون جيفة وزاد بعد قوله عجبت ثانيا كلمة : كلّ العجب ، وذكر بدل قوله عجائب مخلوقاته : خلقه ، وذكر بدل قوله يشكّ : أنكر ، ورواه العلامة ابن الأثير في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٢٨) لكنّه زاد بعد كلمة العجب في كلا الموضعين : كلّ العجب ، وبدل قوله النشأة الاولى : خلفه ، وبدل قوله يشكّ : أنكر.

ورواه العلامة أبو العون أو أبو عبد الله شمس الدين السفاريني في


«شرح ثلاثيات مسند أحمد» (ج ٢ ص ٦٤٨ ط دار الكتب الإسلامية بدمشق).

لكنّه ذكر بدل قوله عجائب مخلوقاته : خلقه. وبدل قوله يشكّ : أنكر.

ورواه الشيخ عبد المجيد الخالدي في «الحدائق الورديّة» (ص ٢١) بعين ما تقدّم عن الثلاثيات لكنّه زاد بعد قوله عجبت ثانيا : كلمة كلّ العجب.

ومن وصيته لابنه الباقر عليهما‌السلام

لا تصحبنّ خمسة ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق ، قال : قلت : جعلت فداك يا أبة من هؤلاء الخمسة؟ قال : لا تصحبنّ فاسقا ، فإنّه بايعك بأكلة فما دونها ، قال : قلت : يا أبة وما دونها؟ قال : يطمع فيها ثمّ لا ينالها ، قال : قلت : يا أبة ومن الثّاني؟ قال : لا تصحبنّ البخيل فإنّه يقطع بك في ماله أحوج ما كنت إليه ، قال : قلت : يا أبة ومن الثّالث؟ قال : لا تصحبنّ كذّابا ، فإنّه بمنزلة السّراب يبعد منك القريب ويقرب منك البعيد ، قال : قلت : يا أبة ومن الرّابع؟ قال : لا تصحبنّ أحمق ، فإنّه يريد أن ينفعك فيضركّ ، قال : قلت : يا أبة ومن الخامس؟ قال : لا تصحبنّ قاطع رحم ، فانّي وجدته ملعونا في كتاب الله تعالى في ثلاثة مواضع. رواها العلامة أبو نعيم الاصفهاني في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ٨١ ط السعادة بمصر) قال :

حدثنا محمّد بن عليّ بن حبيش ، ثنا أحمد بن يوسف بن الضحاك ، ثنا محمّد ابن يزيد ، ثنا محمّد بن عبد الله القرشي ، ثنا محمّد بن عبد الله الزّبيري ، عن أبي حمزة الثّمالي حدّثني أبو جعفر محمّد بن عليّ قال : أوصاني أبي ثمّ ذكرها.

ورواها العلامة الشبراويّ في «الإتحاف بحبّ الأشراف» (ص ٥٠ ط مصر) بعينه والعلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٤١ ط الغرى) ، والعلامة محمّد بن طلحة الشافعي في «مطالب السؤول» (ص ٧٩ ط طهران) بتلخيص يسير


في غير كلماته ، وابن الصبّاغ في «الفصول المهمّة» (ص ١٨٧ ط الغرى).

ورواه العلّامة ابن الأثير في «المختار في مناقب الأخيار» باختلاف بعض العبارات بما لا يضرّ في المعنى ، وكذا العلامة الشيخ عبد المجيد الخالدي في «الحدائق الورديّة» (ص ٣٤) ، وكذا رواه في «المشرع الروى» (ج ١ ص ٤٠ ط الشرفيّة بمصر).

ومن كلامه عليه‌السلام

لما سأله ابن عائشة عن صفة الزاهد في الدّنيا فقال : يتبلغ بدون قوته ويستعدّ ليوم موته ، ويتبرّم من حياته.

رواه في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٢٨ نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق).

ومن كلامه عليه‌السلام

يا أيّها الناس إنّ كلّ صمت ليس فيه فكر فهو عيّ ، وكلّ كلام ليس فيه ذكر فهو هباء ، ألا إنّ الله عزوجل ذكر أقواما بآبائهم فحفظ الأبناء للآباء قال الله تعالى : (وَكانَ أَبُوهُما صالِحاً) ، ولقد حدّثنى أبي عن آبائه أنّه كان التاسع من ولده ونحن عترة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاحفظونا لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال الراوي : فرأيت الناس يبكون من كلّ جانب ، رواه في «وسيلة المآل» (ص ٢٠١ نسخة مكتبة الظاهريّة بدمشق).

ومن كلامه عليه‌السلام

إنّما شيعتنا من جاهد فينا ومنع من ظلمنا حتّى يأخذ الله لنا حقّنا.

رواه العلامة القندوزي في «ينابيع المودّة» (ص ٢٧٦ ط اسلامبول) من طريق الجعابي عن يحيى بن زيد عنه.


ومن كلامه عليه‌السلام

إنّما الدّنيا جيفة حولها كلاب ، فمن أحبّها فليصبر على معاشرة الكلاب.

رواه العلامة الراغب الأصبهاني في «محاضرات الأدباء» (ج ٢ ص ٥٢٠ ط بيروت) من طريق الجعابي عن يحيى بن زيد.

ومن كلامه عليه‌السلام

من تمام المروّة خدمة الرّجل ضيفه كما خدمهم أبونا إبراهيم بنفسه أو ما تسمع قوله : وامرأته قائمة. رواه الزمخشري في «ربيع الأبرار» (ص ٣٣٧).

ومن كلامه عليه‌السلام

من ضحك ضحكة مجّ مجّة من العلم ، رواه الحافظ أبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٣٣ ط السعادة بمصر) قال : حدّثنا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد قال : حدّثنى أبو معمّر قال : ثنا جرير عن فضيل بن غزوان قال : قاله لي عليّ بن الحسين. ورواه الذّهبي في «تذكرة الحفاظ» (ج ١ ص ٧٥ ط حيدرآباد) عن فضيل بن غزوان عنه. ورواه العلامة ابن الصباغ في «الفصول المهمّة» (ص ١٨٧ ط الغرى). والعلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٩٢ ط العثمانيّة بمصر) لكنّهما ذكرا بدل قوله مجّة من العلم : مجّ من عقله مجّة علم. ورواه العلامة النابلسي في «شرح ثلاثيات مسند أحمد» (ج ٢ ص ٦٤٨ ط دار الكتب الإسلاميّة بدمشق) ، ورواه في «المشرع الروى» (ج ١ ص ٤١ ط الشرفية بمصر).


ومن كلامه عليه‌السلام

معاشر النّاس أوصيكم بالأخرة ولا أوصيكم بالدّنيا ـ رواه العلامة خواجه پارسا البخاري في «فصل الخطاب» (على ما في الينابيع ص ٣٧٧ ط اسلامبول).

وكان يقول عليه‌السلام :

إذا نصح العبد الله تعالى في سرّه أطلّعه الله تعالى على مساوي عمله فتشاغل بذنوبه عن معايب النّاس ـ رواه العلامة الشعراني في «الطبقات» (ج ١ ص ٢٧ ط القاهرة) ، ورواه ابن الصبان في «اسعاف الراغبين» (المطبوع بهامش نور الأبصار ص ٢٤١) ، ورواه الشيخ عبد المجيد النقشبندي في «الحدائق الورديّة» (ص ٣٤ ط الدرويشيّة بدمشق).

وكان يقول عليه‌السلام :

كيف يكون صاحبكم من إذا فتحتم كيسه فأخذتم منه حاجتكم فلم يشترح لذلك. رواه العلامة الشعراني في «الطبقات» (ج ١ ص ٢٧ ط القاهرة). ورواه العلامة الشيخ عبد المجيد النقشبندي في «الحدائق الورديّة» (ص ٣٤ ط الدرويشيّة بدمشق). ورواه في «المشرع الروى» (ج ١ ص ٤٠ ط الشرفيّة بمصر) لكنّه قال : ليس بصاحبكم من إذا فتحتم كيسه بغير إذنه وأخذتم منه تكدّر ولم ينشرح.


ومن كلامه عليه‌السلام لرجل

بلّغ شيعتنا أنا لا نغني عنهم من الله شيئا ، وإنّ ولايتنا لا تنال إلّا بالورع. رواه العلامة خواجه پارسا البخاري في «فصل الخطاب» (على ما في الينابيع ص ٣٧٧ ط اسلامبول).

ومن كلامه عليه‌السلام

أمّا بدؤ هذا الطواف بهذا البيت فانّ الله تبارك وتعالى قال للملائكة (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) فقالت الملائكة : أي ربّ أخليفة من غيرنا ممّن يفسد فيها ويسفك الدّماء ويتحاسدون ويتباغضون ويتباغون أي ربّ اجعل ذلك الخليفة منّا فنحن لا نفسد فيها ولا نسفك الدّماء ولا نتباغض ولا نتحاسد ولا نتباغى ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك ونطيعك ولا نعصيك ، فقال الله تعالى : (إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ) قال : فظنّت الملائكة أنّ ما قالوا ردّا (ر ذّ خ ل) على ربّهم عزوجل وأنّه قد غضب من قولهم ، فلا ذوا بالعرش ورفعوا رءوسهم وأشاروا بالأصابع يتضرّعون ويبكون إشفاقا لغضبه وطافوا بالعرش ثلاث ساعات فنظر الله إليهم فنزلت الرحمة عليهم فوضع الله تعالى تحت العرش بيتا على أربع أساطين من زبرجد وغشاهنّ بياقوتة حمراء وسمّى ذلك البيت الضّراح ثمّ قال الله تعالى للملائكة : طوفوا بهذا البيت ودعوا العرش قال : فطافت الملائكة بالبيت وتركوا العرش وصار أهون عليهم من العرش وهو البيت المعمور الّذي ذكره الله عزوجل يدخله في كلّ يوم وليلة سبعون ألف ملك لا يعودون فيه أبدا ، ثمّ إنّ الله سبحانه وتعالى بعث ملائكة فقال لهم : ابنوا لي بيتا في الأرض بمثاله وقدره فأمر الله سبحانه من في الأرض من خلقه أن يطوفوا بهذا البيت كما يطوف أهل السماء بالبيت المعمور ، فقال الرجل : صدقت يا ابن


رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم هكذا كان ، رواه العلامة الازرقي المكّي المتوفّي سنة ٢٦٣ في «أخبار مكّة» (ج ١ ص ٣٢ ط دار الثقافة بمكّة) قال :

حدّثنا أبو الوليد قال : حدّثني عليّ بن هارون بن مسلم العجلّي عن أبيه قال : حدّثنا القاسم بن عبد الرحمن الأنصاري قال : حدّثني محمّد بن عليّ بن الحسين قال : كنت مع أبي عليّ بن الحسين بمكّة فبينما هو يطوف بالبيت وأنا وراءه إذ جاءه رجل شرجع من الرجال يقول : طويل (١) فوضع يده على ظهر أبي فالتفت أبي إليه فقال الرجل : السلام عليك يا ابن بنت رسول الله إنّي أريد أن أسألك فسكت أبي وأنا والرجل خلفه حتّى فرغ من أسبوعه فدخل الحجر فقام تحت الميزاب فقمت أنا والرجل خلفه فصلّى ركعتي أسبوعه ثمّ استوى قاعدا فالتفت إلىّ فقمت فجلست إلى جنبه فقال : يا محمّد فأين هذا السائل فأومأت إلى الرجل فجاء فجلس بين يدي أبي فقال له أبي : عمّا تسأل؟ قال : أسألك عن بدء هذا الطواف بهذا البيت لم كان وأنّي كان وحيث كان وكيف كان؟ فقال له أبي : نعم من أين أنت؟ قال : من أهل الشام قال : أين مسكنك؟ قال : في بيت المقدس قال : فهل قرأت الكتابين؟ ـ يعني التوراة والإنجيل ـ قال الرجل : نعم قال أبي : يا أخا أهل الشام احفظ ولا تروينّ عنّي إلّا حقّا. فذكره ورواه محبّ الدّين الطبري في «القرى القاصد امّ القرى» (ص ٣٠١ ط مصر) من قوله وضع تحت العرش بيتا إلخ.

ومن كلامه عليه‌السلام

لما قيل له : من أعظم الناس خطرا؟ فقال : من لم ير الدنيا خطرا لنفسه ، رواه ابن قتيبة الدينوري في «عيون الأخبار» (ج ٢ ص ٣٣١ ط مصر) ، ورواه ابن الأثير في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٢٨ ط نسخة الظاهرية بدمشق)

__________________

(١) في الاعلام : إذ جاءه رجل طويل.


لكنّه ذكر بدل قوله لم ير الدّنيا : لم يرض الدّنيا.

ومن كلامه عليه‌السلام

يا بنيّ اصبر على النوائب ولا تتعرّض للحقوق. ولا تجب أخاك إلى الأمر الّذي مضرّته عليك أكثر من منفعته له. رواه أبو نعيم الأصبهاني في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٣٨ ط السعادة بمصر) قال : حدّثنا سليمان بن أحمد قال : ثنا يحيى بن زكريّا الغلابي قال : ثنا العتبي قال : حدّثني أبي أنّه عليه‌السلام قال لابنه ، ورواه العلامة ابن الصباغ في «الفصول المهمّة» (ص ١٨٨ ط الغرى) لكنّه قال : اصبر للنوائب ولا تتعرّض للحتوف ولا تعط نفسك ما ضرّه عليك أكثر من نفعه عليك.

ومن كلامه عليه‌السلام

إنّ الجسد إذا لم يمرض أشر ، ولا خير في جسد يأشر. رواه العلامة أبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٣٤ ط السعادة بمصر) قال :

حدّثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر قال : ثنا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبو معمر ثنا جرير. وثنا أحمد بن عليّ بن الجارود ، قال : ثنا أبو سعيد الكندي ، قال : ثنا حفص بن غياث عن حجّاج ، عن أبي جعفر عنه ، رواه أبو نعيم الأصفهاني في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٣٤ ط مطبعة السعادة بمصر) ، ورواه العلامة ابن الصباغ في «الفصول المهمّة» (ص ١٨٤ ط الغرى).

(احقاق الحق مجلد ١٢ ج ٧)


ومن كلامه عليه‌السلام

من أراد عزّا بلا عشيرة ، وهيبة بلا سلطان ، وغني بلا فقر ، فليخرج من ذلّ المعصية إلى عزّ الطاعة.

رواه العلامة الشيخ عبد العزيز يحيى المغربي المصري في «الدرّ المنثور في تفسير اسماء الله الحسني بالمأثور» (ص ٤٧ ط مطبعة الميمنية بمصر).

ومن كلامه عليه‌السلام

ويحك إيّاك والغيبة فانّها ادام كلاب النار ، ومن كفّ عن اعراض الناس أقاله الله عثرته يوم القيامة.

رواه في «ربيع الأبرار» (ص ٢١٨ مخطوط) قاله عليه‌السلام : حين سمع رجلا يغتاب.

ومن كلامه عليه‌السلام

الدّنيا سبات ، والآخرة يقظة ، ونحن بينهما أضغاث.

رواه في «ربيع الأبرار» (ص ٤ مخطوط)

ومن كلامه عليه‌السلام

فقد الأحبّة غربة.

رواه في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٣٤ ط السعادة بمصر) وفي «الطبقات الكبرى» (ج ١ ص ٢٧ ط القاهرة) وفي «الفصول المهمة» (ص ١٨٤ ط الغرى) وفي «شرح ثلاثيات أحمد» (ج ٢ ص ٦٤٨ ط دمشق) وفي «الحدائق الورديّة»


(ص ٣٤ ط الدرويشيّة بدمشق).

ورواه في «المشرع الروى» (ج ١ ص ٤٠ ط الشرفية بمصر).

ومن كلامه عليه‌السلام

لما سئل متى كان ربّك؟ قال : ومتى لم يكن.

رواه في «البدء والتاريخ» (ج ١ ص ٧٤ ط الخانجي بمصر).

ومن كلامه عليه‌السلام

إنّ المؤمن خلط علمه بحلمه يسأل ليعلم وينصت ليسلم ، لا يحدّث بالسّر والأمانة إلّا صدقا ، ولا يكتم الشهادة للبعد ولا يحيف على الأعداء ، ولا يعمل شيئا من الحقّ رياء ، ولا يدعه حياء فإذا ذكر بخير خاف ما يقولون واستغفر لما لا يعلمون وإنّ المنافق ينهى ولا ينهى ويؤمر ولا يأتمر ، إذا قام إلى الصلاة اعترض ، وإذا ركع ربض ، وإذا سجد نقر ، يمسي وهمته العشاء ولم يصم ، ويصبح وهمته النوم ولم يسهر.

رواه الحافظ القرطبي الأندلسي في «جامع بيان العلم وفضله» (ج ١ ص ١٦٥ ط القاهرة) قال : وعن أبي حمزة الثمالي قال : دخلت على عليّ بن الحسين بن عليّ فقال : يا أبا حمزة ألا أقول لك صفة المؤمن والمنافق قلت : بلى جعلني الله فداك فقال.


ومن كلامه عليه‌السلام

من قنع بما قسّم الله له فهو من أغني النّاس.

رواه الحافظ أبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٣٥ ط السعادة بمصر) عن عبد الله بن محمّد بن جعفر قال : ثنا الحسين بن محمّد بن مصعب البجلي قال : ثنا محمّد بن تسنيم قال : ثنا الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت عليّ بن الحسين يقوله ، ورواه العلامة ابن الصبّاغ في «الفصول المهمّة» (ج ٣ ص ١٣٥ ط السعادة بمصر).

ورواه العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٩٢ ط العثمانيّة).

ورواه العلامة ابن الأثير في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٢٨).

ومن كلامه عليه‌السلام

حتّى متى على الدّنيا إقبالك وشهواتك واشتغالك ، وقد وعظك القدير ، ووافاك النذير ، وأنت عمّا يوافيك ساهي ، وبلدة النّوم لاهي :

لرؤية شيبي صمت عن طلب الصبا

وعيد شبابي لا يعود فأفطر

إنّ الرّجال بادروا للآجال لعلمهم أنّ سير المنيّة أعجال ، عرفوا أنّ الرّاحة في المعاد ، فهجروا طيب الرّقاد ، واشتغلوا بتحصيل الزّاد :

يا غافلا مقبلا على أمله

تسلك سبيل العزّ في مهله

كم نظرة لامرئ يسرّ بها

فعاقها عنه منتهى أجله

رواه العلامة الدّيريني في «طهارة القلوب» (المطبوع بهامش نزهة المجالس ج ٢ ص ٩ ط القاهرة).


ومن كلامه عليه‌السلام

الفتى من لا يدّخر ولا يعتذر.

ومن كلامه عليه‌السلام

أنا لا اكلّمك في ما يوهي دينك ويوقع أمانتك ، ولكنّ الحرّ القادر إذا أراد أن يحسن أحسن ، قاله عليه‌السلام : حين كلّم عاملا في رجل.

رواه الراغب الأصبهاني في «محاضرات الأدباء» (ج ٢ ص ٦٤٧ ط بيروت).

ومن كلامه عليه‌السلام

عجبت لمن يحتمي من الطعام لمضرّته كيف لا يحتمي من الذنب لمعرّته.

وقال عليه‌السلام : إيّاك والابتهاج بالذّنب فإنّ الابتهاج به أعظم من ركوبه.

رواه العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمّة» (ص ١٨٤ ط الغرى).

ورواه في «المشرع الروى» (ج ١ ص ٤١ ط الشرفيّة بمصر).

ورواه العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٩٢ ط العثمانيّة بمصر).

ومن كلامه عليه‌السلام

حين نظر سائلا يسأل وهو يبكى : لو أنّ الدّنيا كانت في كفّ هذا ثمّ سقطت منه لمّا كان ينبغي له أن يبكى عليها.

رواه العلامة ابن الصبّاغ المالكي في «الفصول المهمّة» (ص ١٨٤ ط الغرى) عن أبي سعيد منصور بن الحسن الابي في «كتاب نثر الدّرر».


ومن كلامه عليه‌السلام

حقّ الإمام على الناس أن يطيعوه في ظاهرهم وباطنهم على توقير وتعظيم وحقّ السلطان أن يطيعوه في الظاهر فقط قال : وحقّ العلم أن تفرغ له قلبك وتحضر ذهنك وتذكر له سمعك وتشتحذ له فطنتك بستر اللّذات ورفض الشهوات.

رواه العلامة محمّد بن أبي ذر العامري المتوفي سنة ٣٨١ في «السعادة والإسعاد»

ومن كلامه عليه‌السلام

لو كان الناس يعرفون جملة الحال في فضل الاستبانة ، وجملة الحال في صواب التبيين لأعربوا عن كلّ ما تخلّج في صدورهم ، ولوجدوا من برد اليقين ما يغنيهم عن المنازعة إلى كلّ حال سوى حالهم ، وعلى أنّ درك ذلك لا يعدمهم في الأيّام القليلة العدّة والفكرة القصيرة المدّة ، ولكنّهم من بين مغمور بالجهل ومفتون بالعجب ومعدول بالهوى عن باب التثبت ، ومصروف بسوء العادة عن فضل التعلّم.

رواه الجاحظ في «البيان والتبيين» (ج ١ ص ١٠٧ ط).

ومن كلامه عليه‌السلام لأولاده

يا بنيّ إذا أصابتكم مصيبة من مصائب الدّنيا أو نزل بكم فاقة أو أمر قادح فليتوضّأ الرّجل منكم وضوء للصلاة وليصلّ أربع ركعات أو ركعتين فإذا فرغ من صلاته فليقل : يا موضع كلّ شكوى يا سامع كلّ نجوى يا شافي كلّ بلوى ويا عالم كلّ خفيّة ويا كاشف ما يشاء من بليّة ويا منجى موسى ويا مصطفى محمّد ويا متّخذا إبراهيم خليلا أدعوك دعاء من اشتدّت فاقته وضعفت قوّته وقلّت حيلته دعاء الغريق الغريب الفقير الّذي لا يجد لكشف ما هو فيه إلّا أنت يا أرحم الراحمين


سبحانك إنّي كنت من الظالمين.

ثمّ قال عليه‌السلام : لا يدعو بهذا رجل أصابه بلاء إلّا فرّج عنه.

رواه العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمّة» (ص ١٨٨ ط الغرى) عن أبي حمزة الثمالي قال : كان عليّ بن الحسين يقول لأولاده.

ومن كلامه عليه‌السلام

إذا كان يوم القيامة نادى مناد : ليقم أهل الفضل ، فيقوم ناس من ناس ، فيقال : انطلقوا إلى الجنّة ، فتتلقّاهم الملائكة ، فيقولون : إلى أين؟ فيقولون : إلى الجنّة ، قالوا : قبل الحساب؟ قالوا : نعم ، قالوا : من أنتم؟ قالوا : أهل الفضل ، قالوا : وما كان فضلكم؟ قالوا : كنّا إذا جهل علينا حلمنا وإذا ظلمنا صبرنا وإذا اسيء علينا غفرنا ، قالوا : ادخلوا الجنّة ، فنعم أجر العاملين. ثمّ ينادى مناد : ليقم أهل الصّبر ، فيقوم ناس من النّاس ، فيقال لهم : انطلقوا إلى الجنّة ، فتتلقّاهم الملائكة ، فيقال لهم مثل ذلك ، فيقولون : نحن أهل الصّبر ، قالوا : ما كان صبركم؟ قالوا : صبرنا أنفسنا على طاعة الله ، وصبرناها عن معصية الله عزوجل. قالوا : ادخلوا الجنّة فنعم أجر العاملين. ثمّ ينادي مناد : ليقم جيران الله في داره ، فيقوم ناس من النّاس وهم قليلون ، فيقال لهم : انطلقوا إلى الجنّة ، فتتلقّاهم الملائكة ، فيقال لهم مثل ذلك ، قالوا : وبما جاورتم الله في داره؟ قالوا : كنّا نتزاور في الله عزوجل ونتجالس في الله ونتباذل في الله ، قالوا : ادخلوا الجنّة فنعم أجر العاملين.

رواه العلامة أبو نعيم الاصفهاني في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٣٩ ط السعادة بمصر) قال :

حدثنا سليمان بن أحمد قال : ثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي قال : ثنا حفص بن عبد الله الحلواني قال : ثنا زافر بن سليمان عن عبد الحميد بن أبي جعفر الفراء ، عن


ثابت بن أبي حمزة الثّمالي ، عن عليّ بن الحسين فقاله عليه‌السلام.

ورواه ابن الأثير في «المختار» (ص ٢٩ نسخة مكتبة الظاهريّة بدمشق) وفي «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٣٨ ، الطبع المذكور).

حدثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، قال : ثنا محمّد بن إسماعيل العسكري العطّار قال : ثنا صهيب بن محمّد قال : ثنا شدّاد بن عليّ قال : ثنا إسرائيل عن أبي حمزة الثّمالي عن عليّ بن الحسين فقاله : إذا كان يوم القيامة ينادي مناد : أين أهل الصبر ، فيقوم ناس من النّاس ، فيقال : على ما صبرتم؟ قالوا : صبرنا على طاعة الله ، وصبرنا عن معصية الله عزوجل ، فيقال : صدقتم ادخلوا الجنّة.

ومن كلامه عليه‌السلام

لا يقولنّ أحدكم : أللهمّ تصدّق علىّ بالجنّة فانّما يتصدّق أصحاب الذّنوب ولكن ليقولنّ : اللهمّ ارزقني الجنّة ، اللهمّ منّ عليّ بالجنّة.

رواه العلامة أبو نعيم الأصفهاني في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٤٠ ط السعادة بمصر) قال : أخبرت عن محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، ثنا أحمد بن يونس ، ثنا مندل بن علي عن عمر بن عبد العزيز ، عن أبي جعفر ، عن عليّ بن الحسين فقاله.

ومن كلامه عليه‌السلام

التارك للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كنابذ كتاب الله وراء ظهره إلّا أن يتّقى تقاة قيل : وما تقاته؟ قال : يخاف جبّارا عنيدا أن يفرط عليه أو أن يطغى.

رواه العلّامة أبو نعيم الأصفهاني في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٤٠ ط السعادة بمصر) قال : حدّثت عن أحمد بن موسى بن إسحاق ، ثنا أبو يوسف القلوسي ، ثنا عبد العزيز بن الخطّاب ، حدّثنا موسى بن أبي حبيب عن عليّ بن الحسين فقاله.


ورواه في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٢٨ نسخة مكتبة الظاهريّة بدمشق) لكنّه ذكر بدل كلمة كنابذ : لنابذ.

ومن كلامه عليه‌السلام

من كتم علما أحدا أو أخذ عليه أجرا رفدا ، فلا ينفعه أبدا.

رواه العلامة أبو نعيم الأصبهاني في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٤٠ ط السعادة بمصر).

ومن كلامه عليه‌السلام

لدرهم أدخل به السّوق أشترى به لحما أدعو عليه إخواني أحبّ إلىّ من أن أعتق نسمة.

رواه العلّامة الشيخ أبو الوفاء عليّ بن عقيل في «الفنون» (ص ١٩٥ ط دار المشرق في بيروت).

ومن كتابه عليه‌السلام إلى عبد الملك

أما بعد فإنك أعزّ ما تكون بالله أحوج ما تكون إليه ، فإذا عززت فاعف عنه فإنك به تقدر وإليه ترجع والسلام.

رواه في «بهجة المجالس وانس المجالس» (ج ٢ ص ٣٢٦ ط دار الكاتب العربي بالقاهرة).


ومن كتابه عليه‌السلام إليه أيضا

إنّ الله قد رفع بالإسلام الخسيسة ، وأتمّ النقيصة ، وأكرم به من اللّؤم فلا عار على مسلم ، هذا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد تزوّج أمته وامرأة عبده ، فقال عبد الملك : إنّ عليّ ابن الحسين يتشرّف من حيث يتّضع النّاس. كتبه عليه‌السلام حين تزوّج بأمّ ولد لبعض الأنصار فلامه عبد الملك في ذلك.

رواه علّامة الأدب واللغة ابن قتيبة الدينوري في «عيون الأخبار» (ج ٤ ص ٨ ط لجنة النّشر والتأليف بالقاهرة).

ومن كلامه عليه‌السلام

أمسيت والله كبني إسرائيل في آل فرعون يذبّحون أبناءهم ويستحيون نساءهم ، يا منهال أمست العرب تفتخر على العجم بأنّ محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله عربيّ ، وأمست قريش تفتخر على سائر العرب بأنّ محمّدا منها ، وأمسينا آل محمّد ونحن مغصوبون مظلومون مقهورون مقتولون مشرّدون فإنّا لله وإنّا إليه راجعون على ما أمسينا يا منهال. قاله عليه‌السلام حين خرج ذات يوم فجعل يمشى في سوق دمشق فاستقبله المنهال ابن عمرو الضبابي فقال : كيف أمسيت يا ابن رسول الله.

رواه العلامة الخوارزمي في «مقتل الحسين» (ج ٢ ص ٧١ ط الغرى).

ورواه العلامة السيّد علوي الحداد الحضرمي في «القول الفصل» (ج ١ ص ٩٣ ط جاوا) من طريق ابن جرير قال : وكان من جملة جوابه قوله «وأصبحت قريش تعد أنّ لها الفضل على العرب لأنّ محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم منها لا تعدلها فضلا إلّا به ، وأصبحت العرب مقرة لهم بذلك فلئن كانت العرب صدقت أنّ لها فضلا على العجم وصدقت قريش أنّ لها الفضل على العرب لأنّ محمّدا منها ، إنّ لنا أهل البيت الفضل على قريش لأنّ محمّدا


منّا فأصبحوا يأخذون بحقّنا ولا يعرفون لنا حقّا.

ومن كلامه عليه‌السلام

حين اعتلّ عليه‌السلام فدخل عليه جماعة من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يعودونه فقالوا : كيف أصبحت يا ابن رسول الله فدتك أنفسنا.

قال : في عافية والله المحمود على ذلك كيف أصبحتم أنتم جميعا قالوا : أصبحنا لك والله يا ابن رسول الله محبّين وادّين فقال : من أحبّنا لله أدخله الله ظلّا ظليلا يوم لا ظلّ إلّا ظلّه ، ومن أحبّنا يريد مكافئتنا كافاه الله عنّا الجنّة ، ومن أحبّنا لغرض دنياه أتاه الله رزقه من حيث لا يحتسب.

رواه العلامة ابن الصّباغ المالكي في «الفصول المهمّة» (ص ١٨٨ ط الغرى).

ورواه العلّامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٨٩ ط العثمانيّة بمصر).

ورواه العلّامة الزرندي في «نظم درر السمطين» (ص ١٠٣ ط القضاء).

ورواه العلامة السيّد أبو بكر الحضرمي في «رشفة الصادي».

ورواه العلّامة باكثير الحضرمي في «وسيلة المآل» (ص ٦١ نسخة المكتبة الظاهريّة بدمشق).

ورواه العلّامة القندوزي في «ينابيع المودّة» (ص ٢٧٦ ط اسلامبول) إلى قوله : ومن أحبّنا يريد ، وأسقط قوله فقالوا له : كيف أصبحت إلى قوله محبّين وادّين.


ومن كلامه عليه‌السلام

إيّاك ومؤاخاة من اخطأ من نفسه حسن الاحتفاظ ، فانّه لا ثقة لما اسّس على غير التقوى.

رواه العلّامة النيسابوريّ في «السعادة والإسعاد في السيرة الانسانيّة» (ص ١٤٩ ط الجرمن باهتمام المينوي).

ومن كلامه عليه‌السلام

لا تجزع إنّ من وراء ابنك ثلاث خلال أمّا أولهنّ فشهادة أن لا إله إلّا الله والثاني شفاعة جدي عليه‌السلام والثالثة رحمة الله الّتي وسعت كل شيء فأين يخرج ابنك من واحدة من هذه الخلال. قاله عليه‌السلام لجليس له مات ابنه فجزع عليه فعزّاه ووعظه وقال : يا ابن رسول الله إنّ ابني كان من المسرفين على نفسه.

رواه الزمخشري في «ربيع الأبرار» (ص ٥٩٠ ، المخطوط).

ومن كلامه عليه‌السلام

الطعام أيسر من أن يقسم عليه فإذا دخلتم على رجل منزله فقرّب طعاما ، فكلوا من طعامه ولا تنظروا أن يقال لكم : هلمّوا ، فانّما وضع الطعام ليؤكل. قاله عليه‌السلام حين دخل عليه ناس من أهل الكوفة وهو يأكل فسلّموا وقعدوا.

رواه الزمخشري في «ربيع الأبرار» (مخطوط).


ومن كلامه عليه‌السلام

سألت الله أن يعلّمني الاسم الأعظم الّذي إذا دعى به أجاب ، فقيل لي في النوم : قل : اللهمّ إنّي أسئلك الله الّذي لا إله إلّا هو ربّ العرش العظيم ، قال : فما دعوت به إلّا رأيت النّجح.

رواه في «لوامع البيّنات في شرح أسمائه تعالى والصفات» (ص ٧٠).

ومن كلامه عليه‌السلام

اللهمّ صلّ على محمّد عدد البرى والثرى والورى.

رواه الزمخشري في «الفائق» (ج ١ ص ٨٤ ط دار الأحياء القاهرة).

ومن دعائه عليه‌السلام

اللهمّ ارفعني في درجات هذه الندبة وأعنّي بعزم الإرادة حتّى تتجرّد خواطر الدّنيا عن قلبي ، وذكر ما يشتمل على المحن وما انتحلته طوائف من هذه الامّة بعد مفارقتها لأئمّة الدين والشجرة النبّوية إلى أن قال : وذهب آخرون إلى التقصير في أمرنا واحتجّوا بمتشابه القرآن فتأوّلوا بآرائهم واتّهموا مأثور الخبر وقد درست أعلام الامّة ودانت الامّة بالفرقة والإختلاف يكفّر بعضهم بعضا والله تعالى يقول : (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ) ، فمن الموثوق به على إبلاغ الحجّة وتأويل الحكمة إلّا أهل الكتاب وأبناء أئمّة الهدى ومصابيح الدّجى الّذين احتجّ الله بهم على عباده ولم يدع الخلق سدى من غير حجّة ، هل تعرفونهم أو تجدونهم إلّا من فروع الشجرة المباركة وبقايا الصفوة الّذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم وبرّأهم من الآفات وافترض مودّتهم في الكتاب


هم العروة الوثقى ومعدن التّقي وخير حبال العالمين ووثيقها.

رواه العلامة القندوزي في «الينابيع» (ص ٢٧٣ ط اسلامبول) قال : قد أخرج الحافظ عبد العزيز بن الأخضر عن أبي الطفيل عامر بن وائلة وهو آخر الصحابة موتا بالاتّفاق رضي‌الله‌عنه قال : كان عليّ بن الحسين بن عليّ رضي‌الله‌عنهم إذا تلا هذه الآية (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) ، يقول ، فذكر الدعاء.

ومن دعائه عليه‌السلام

اللهمّ احرسني بعينك الّتي لا تنام ، واكنفني بركنك الّذي لا يرام ، واغفر بقدرتك علىّ فلا أهلكنّ وأنت رجائي ، فكم من نعمة قد أنعمت علىّ قلّ عندها شكري ، وكم من بليّة ابتليتني قلّ لك عندها صبري ، فيا من قلّ عند نعمته شكرى ، فلم يحرمني ، ويا من قلّ عند نقمته صبري فلم يخذلني ، ويا من رآني على الخطايا فلم يفضحني ، ويا ذا النعماء الّتي لا تحصى ، ويا ذا الأيادي الّتي لا تنقضي ، بك أستدفع مكروه ما أنا فيه ، وأعوذ بك من شرّه يا أرحم الراحمين.

رواها النسابة علامة الأدب أبو عبد الله الزبير بن بكّار القرشي الزبيري المتوفى سنة ٢٥٦ في كتابه «الأخبار الموفقيات» (ص ١٥١ ط مطبعة العاني في بغداد) بسنده عن الصادق عليه‌السلام ما لفظه : إنّ جدّي عليّ بن الحسين عليهم‌السلام يقول : من خاف من سلطان ظلامة أو تغطرسا فليقلها.


شطر من خطبة ألقاها على منبر مسجد الشام

بعد شهادة أبيه عليهما‌السلام حين اسارته مع أهل بيته

أيّها النّاس أعطينا ستّا ، وفضّلنا بسبع : أعطينا العلم. والحلم. والسماحة. والفصاحة. والشجاعة. والمحبّة في قلوب المؤمنين ، وفضّلنا بأنّ منّا النّبيّ المختار محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ومنّا الصّديق ، ومنّا الطّيّار ، ومنّا أسد الله وأسد الرّسول ، ومنّا سيّدة نساء العالمين فاطمة البتول ، ومنّا سبطا هذه الأمّة ، وسيّدا شباب أهل الجنة ، فمن عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي : أنا ابن مكّة ومني أنا ابن زمزم والصّفا ، أنا ابن من حمل الزّكاة بأطراف الرّداء ، أنا ابن خير من ائتزر وارتدى ، أنا ابن خير من انتعل واحتفى ، أنا ابن خير من طاف وسعى ، أنا ابن خير من حجّ ولبّى ، أنا ابن من حمل على البراق في الهواء ، أنا ابن من أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، فسبحان من أسرى ، أنا ابن من بلغ به جبرائيل إلى سدرة المنتهى ، أنا ابن من دنى فتدلّى فكان من ربّه قاب قوسين أو أدنى ، أنا ابن من صلّى بملائكة السماء ، أنا ابن من أوحى إليه الجليل ما أوحى ، أنا ابن محمّد المصطفى ، أنا ابن عليّ المرتضى ، أنا ابن من ضرب خراطيم الخلق حتّى قالوا لا إله إلّا الله ، أنا ابن من ضرب بين يدي رسول الله بسيفين ، وطعن برمحين ، وهاجر الهجرتين ، وبايع البيعتين ، وصلّى القبلتين ، وقاتل ببدر وحنين ، ولم يكفر بالله طرفة عين ، أنا ابن صالح المؤمنين ، ووارث النبيّين ، وقامع الملحدين ، ويعسوب المسلمين ، ونور المجاهدين ، وزين العابدين وتاج البكائين ، وأصبر الصابرين ، وأفضل القائمين من آل ياسين ، ورسول ربّ العالمين ، أنا ابن المؤيّد بجبرائيل ، المنصور بميكائيل ، أنا ابن المحامي عن حرم


المسلمين ، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ، والمجاهد أعدائه النّاصبين ، وأفخر من مشى من قريش أجمعين ، وأوّل من أجاب واستجاب لله من المؤمنين ، وأقدم السابقين ، وقاصم المعتدين ، ومبير المشركين ، وسهم من مرامي الله على المنافقين ، ولسان حكمة العابدين ، ناصر دين الله ، ووليّ أمر الله ، وبستان حكمة الله ، وعيبة علم الله ، سمح سخيّ ، بهلول زكيّ أبطحيّ رضيّ مرضيّ مقدام همام صابر صوّام ، مهذّب قوّام شجاع قمقام ، قاطع الأصلاب ، ومفرّق الأحزاب ، أربطهم جنانا ، وأطلقهم عنانا ، وأجراهم لسانا ، وأمضاهم عزيمة ، وأشدّهم شكيمة ، أسد باسل وغيث هاطل ، يطحنهم في الحروب إذا ازدلفت الأسنّة وقربت الأعنّة طحن الرحى ، ويذروهم ذرو الرّيح الهشيم ، ليث الحجاز ، وصاحب الاعجاز ، وكبش العراق ، الإمام بالنّص والاستحقاق ، مكّي مدنيّ ، أبطحيّ طحاميّ ، خيفيّ عقبيّ ، بدريّ أحديّ ، شجريّ مهاجريّ ، من العرب سيّدها ، ومن الوغى ليثها ، وارث المشعرين ، وأبو السبطين ، والحسن والحسين ، مظهر العجائب ، ومفرّق الكتائب ، والشّهاب الثّاقب ، والنور العاقب ، أسد الله الغالب ، مطلوب كلّ طالب ، غالب كلّ غالب ، ذاك جدي عليّ بن أبي طالب ، أنا ابن فاطمة الزهراء ، أنا ابن سيّدة النساء ، أنا ابن الطّهر البتول ، أنا ابن بضعة الرّسول.

نقله العلّامة الخوارزميّ في «مقتل الحسين» (ج ٢ ص ٦٩ ط الغرى) قال : روى أنّ يزيد أمر بمنبر وخطيب ، ليذكر للنّاس مساوي للحسين وأبيه عليّ عليهما‌السلام فصعد الخطيب المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، وأكثر الوقيعة في عليّ والحسين ، وأطنب في تقريظ معاوية ويزيد ، فصاح به عليّ بن الحسين : ويلك أيّها الخاطب ، اشتريت رضا المخلوق بسخط الخالق ، فتبوّأ مقعدك من النّار.

ثمّ قال : يا يزيد ائذن لي حتّى أصعد هذه الأعواد ، فأتكلّم بكلمات فيهنّ لله رضيّ ، ولهؤلاء الجالسين أجر وثواب فأبى يزيد ، فقال النّاس : يا أمير المؤمنين


ائذن له ليصعد ، فلعلّنا نسمع منه شيئا فقال لهم : إن صعد المنبر هذا لم ينزل إلّا بفضيحتي وفضيحة آل أبي سفيان ، فقالوا : وما قدر ما يحسن هذا ، فقال : إنّه من أهل بيت قد زقّوا العلم زقّا. ولم يزالوا به حتّى أذن له بالصعود ، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ خطب خطبة أبكى منها العيون ، وأوجل منها القلوب ، فقال فيها : أيّها النّاس أعطينا إلى آخر ما تقدّم ، ثمّ قال : ولم يزل يقول : أنا أنا حتّى ضجّ النّاس بالبكاء والنّحيب وخشي يزيد أن تكون فتنة ، فأمر المؤذّن أن يؤذّن فقطع عليه الكلام وسكت ، فلمّا قال المؤذّن الله أكبر ، قال عليّ بن الحسين : كبّرت كبيرا لا يقاس ، ولا يدرك بالحواسّ ، لا شيء أكبر من الله ، فلمّا قال : أشهد أن لا إله إلّا الله ، قال عليّ : شهد بها شعري وبشري ولحمي ودمي ، ومخّي وعظمي ، قلمّا قال : أشهد أنّ محمّدا رسول الله ، التفت عليّ من أعلى المنبر إلى يزيد وقال : يا يزيد محمّد هذا جدّي أم جدّك؟ فإن زعمت أنّه جدّك فقد كذبت ، وإن قلت : إنّه جدّي فلم قتلت عترته.

قال : وفرغ المؤذّن من الأذان والإقامة ، فتقدّم يزيد وصلّى صلاة الظهر.

ومن منظومه عليه‌السلام

إنّي لأكتم من علمي جواهره

كى لا يرى الحقّ ذو جهل فيفتتنا

وقد تقدّم في هذا أبو حسن

إلى الحسين وأوصى بعده الحسنا

يا ربّ جوهر علم لو أبوح به

لقيل إنّه ممّن يعبد الوثنا

ولاستحلّ رجال مسلمون دمي

يرون أقبح ما يأتونه حسنا

رواه العلامة باعلوى في «المشرع الروى» (ج ١ ص ٤٠).

(احقاق الحق مجلد ١٢ ج ٨)


أنموذج مما قيل في شأنه في كتب القوم

منها

ما ذكره العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزى المتوفى سنة ١٢٩٣ في «ينابيع المودة» (ص ١٥٣ ط اسلامبول) حيث قال :

وأمّا عليّ بن الحسين فالنّاس على اختلاف مذاهبهم مجتمعون على فضله ولا يشكّ أحد في تقديمه وإمامته.

ومنها

ما ذكره الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهانى المتوفى سنة ٤٣٠ في «حلية الأولياء»

(ج ٣ ص ١٣٣ ط مطبعة السعادة بمصر) قال :

عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم زين العابدين ، ومنار القانتين ، كان عابدا وفيّا ، وجوادا حفيّا.

ومنها

ما نقله القوم عن الزهري :

منهم العلامة أبو نعيم الاصبهانى في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٤١ ط مصر) عن الزهري حيث قال :

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني عمرو بن محمّد الناقد ، ثنا سفيان بن عيينة.

قال : قال الزهري : لم أر هاشميّا أفضل من عليّ بن الحسين.


ونقله الذّهبي عن الزهري في «تاريخ الإسلام» (ج ٤ ص ٣٥ ط مصر).

والعلّامة ابن تيميّة الحنبلي في «منهاج السنّة» (ج ٤ ص ١٤٤).

والبدخشي في «مفتاح النّجا» (ص ١٥٨ مخطوط).

والعلّامة الساعاتي في «بلوغ الاماني» (المطبوع بذيل الفتح الربّاني ج ١٠ ص ٢٥٣ ط القاهرة).

وابن الصبّاغ في «الفصول المهمّة» (ص ١٥٨ ط الغرى).

ونقله عن الزهري وابن عيينة العلّامة المناوى في «الكواكب الدريّة» (ج ١ ص ١٣٩ ط الأزهريّة بمصر).

والعلّامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٨٨ ط العثمانية بمصر). والعلّامة ابن خلكان في «التاريخ» (ج ١ ص ٣٤٧ ط ايران سنة ١٢٦٤) لكنّهما ذكرا بدل هاشميّا : قرشيّا.

ورواه العلّامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٤٠ ط الغرى).

والعلّامة السفاريني في «شرح ثلاثيات مسند أحمد» (ج ٢ ص ٦٤٨ ط دار الكتب الإسلامية بدمشق).

ورواه العلّامة الشيخ أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن عبد الهادي الحنبلي المتوفى سنة ٧٥٦ في «الصّارم المنكى في الردّ على السبكي» (ص ٩٩ ط مطبعة الإمام في شارع قرقول) قال :

فهذا عليّ بن الحسين زين العابدين وهو من أجلّ التّابعين علما ودينا حتّى قال الزّهري : ما رأيت هاشميّا مثله.

وذكر بعضهم :

منهم العلامة الذهبي في «تذكرة الحفاظ» (ج ١ ص ٧٥ ط حيدرآباد) قال الزهري : ما رأيت أفقه من عليّ بن الحسين نقله عن الخلاصة.


ومنهم العلامة في «دول الإسلام» (ج ١ ص ٤٧ ط مصر).

ومنهم العلامة الساعاتى في «بلوغ الاماني» (المطبوع بذيل الفتح الرباني ج ١٠ ص ٢٥٣ ط القاهرة).

ومنهم العلامة الديار بكرى المتوفى سنة ٩٦٦ وقيل سنة ٩٨٣ في «تاريخ الخميس في أحوال انفس نفيس» (ج ٢ ص ٣١٣ ط مصر سنة ١٢٨٣).

ومنهم العلامة مجد الدين في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٢٦ نسخة الظاهرية بدمشق).

ومنها

ما نقله القوم عن أبي حازم :

منهم العلامة أبو نعيم الاصبهانى في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٤١ ط مصر) حيث قال :

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، ثنا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبو معمّر ثنا ابن حازم. قال : سمعت أبا حازم يقول : ما رأيت هاشميّا أفضل من عليّ بن الحسين.

ومنهم العلامة الذهبي في «تذكرة الحفاظ» (ج ١ ص ٧٥ ط حيدرآباد)

ومنهم العلامة المذكور في «تاريخ الإسلام» (ج ٤ ص ٣٥ ط مصر).

ومنهم العلامة الخطيب التبريزي في «إكمال الرجال» (ص ٧٢٥ ط دمشق).

ومنهم العلامة العسقلاني في «تهذيب التهذيب» (ج ٧ ص ٣٠٥ ط حيدرآباد).

وقال العلامة البيهقي في «الاعتقاد» (ص ١٨٧ ط القاهرة):


أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو جعفر محمّد بن صالح بن هاني ، ثنا أبو العباس أحمد بن خالد الدامغاني ، ثنا أبو مصعب الزهري ، ثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه قال : ما رأيت هاشميّا أفقه من عليّ بن الحسين.

ومنها

ما ذكره العلامة العسقلاني في «تهذيب التهذيب» (ج ٧ ص ٣٠٥ ط حيدرآباد) حيث قال :

قال الحاكم : سمعت أبا بكر بن دارم عن بعض شيوخه عن أبي بكر بن أبي شيبة قال : أصحّ الأسانيد كلّها الزهري ، عن عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن عليّ. وقال حمّاد بن زيد ، عن يحيى بن سعيد : سمعت عليّ بن الحسين وكان أفضل هاشمي أدركته.

ونقل كلام ابن أبي شيبة العلّامة السفاريني في «شرح ثلاثيّات أحمد» (ج ٢ ص ٦٤٨ ط دار الكتب الإسلاميّة بدمشق).

ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن حليم بن تيمية الحنبلي المتوفى سنة ٧٢٨ في «الرد على الاخنائى واستحباب زيارة خير البرية» (ص ٩٢ ط السلفية بالقاهرة) قال :

قال الزهري : ما رأيت هاشميّا مثله.

ومنها

ما رواه القوم :

منهم العلامة أبو نعيم الاصبهاني في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٤١ ط مطبعة السعادة بمصر) حيث قال :


حدثنا محمّد بن عبد الله الكاتب ، ثنا الحسن بن عليّ بن نصر الطوسي ، ثنا محمّد بن عبد الكريم ، ثنا الهيثم بن عديّ ، أخبرنا صالح بن حسّان. قال : قال رجل لسعيد بن المسيّب : ما رأيت أحدا أورع من فلان ، قال : هل رأيت عليّ بن الحسين؟! قال : لا. قال : ما رأيت أحدا أورع منه ـ.

ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٤٠ ط الغرى).

روى الحديث من طريق أبي نعيم بعين ما تقدّم عنه في «حلية الأولياء» سندا ومتنا.

ورواه العلامة الذهبي في «تذكرة الحفاظ» (ج ١ ص ٧٥ ط حيدرآباد).

ورواه العلامة المذكور في «تاريخ الإسلام» (ج ٥ ص ٣٥).

ورواه العلامة العسقلاني في «تهذيب التهذيب» (ج ٧ ص ٣٠٥ ط حيدرآباد).

ورواه العلامة الساعاتى في «بلوغ الاماني» (المطبوع في ذيل الفتح الرباني ج ١٠ ص ٢٥٣ ط القاهرة).

ورواه العلامة المناوى في «الكواكب الدرية» (ج ١ ص ١٣٩ ط الازهرية بمصر).

ورواه العلامة ابن طلحة الشافعي في «مطالب السئول» (ص ٧٩ ط طهران).

ورواه العلامة السفاريني في «شرح ثلاثيات مسند أحمد» (ج ٢ ص ٦٤٨ ط دمشق).


ومنها

ما ذكره العلامة العسقلاني في «تهذيب التهذيب» (ج ٧ ص ٣٠٥ ط حيدرآباد) حيث قال :

قال ابن وهب : عن مالك : لم يكن في أهل بيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مثل عليّ بن الحسين.

ومنها

ما ذكره القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي المصري في «الفصول المهمة» (ص ١٨٥ ط الغرى) قال :

وجلس إلى سعيد بن المسيّب فتى من قريش فطلع عليّ بن الحسين عليه‌السلام فقال القرشي لابن المسيّب : من هذا يا أبا محمّد؟ فقال : هذا سيّد العابدين عليّ بن الحسين.

ومنهم الحاكم أبو عبد الله النيشابوري المتوفى سنة ٤٠٥ في «المستدرك» (ج ٣ ص ١٠٨ ط حيدرآباد الدكن) قال :

حدّثنى بكير بن محمّد الحدّاد الصّوفي بمكّة ، ثنا الحسن بن عليّ بن شبيب المعمّري ، ثنا عبد الرّحمن بن عمرو بن جبلة الباهلي ، ثنا أبي ، عن الزبير بن سعيد القرشي قال : كنّا جلوسا عند سعيد بن المسيّب فمرّ بنا عليّ بن الحسين ولم أر هاشميّا قطّ كان أعبد الله منه.


ومنها

ما ذكره العلامة الشيخ مصطفى رشدي ابن الشيخ إسماعيل الدمشقي المتوفى بعد سنة ١٣٠٩ في كتابه «الروضة الندية» (ص ١٢ ط الخيرية بمصر) قال :

أبو محمّد زين العابدين عليّ الأصغر ويلقّب بالسّجاد لكثرة عبادته ، كان إماما وفضله لا ينكر ، وهماما مناقبه وكراماته جلّت أن تعدّ أو تحصى.

ومنها

ما ذكره القوم :

منهم العلامة محمد بن سعد بن منيع في «الطبقات الكبرى» (ج ٥ ص ٢١٦ ط بيروت) حيث قال :

قالوا : وكان عليّ بن الحسين ثقة مأمونا كثير الحديث عاليا رفيعا ورعا.

ونقله عنه العلامة البغوي في «منهاج السنة» (ج ٤ ص ١٤٤ ط مصر).

والعلّامة العسقلاني في «تهذيب التهذيب» (ج ٧ ص ٣٠٥ ط حيدرآباد).

ومنها

ما ذكره القوم :

منهم العلامة النسابة السيد محمد مرتضى الحسيني الزبيدي المتوفى سنة ١٢٠٥ في «تاج العروس» (ج ٩ ص ١٥٦ ط القاهرة) قال :

ذو الثّفنات هو لقب أبي محمّد عليّ بن الحسين بن عليّ المعروف بزين العابدين والسجّاد ، لقب بذلك لأنّ مساجده كانت كثفنة البعير من كثرة صلاته رضي الله


تعالى عنه وإليه يشير دعبل الخزاعي :

مدارس آيات خلت من تلاوة

ومنزل وحى مقفر العرصات

ديار عليّ والحسين وجعفر

وحمزة والسجّاد ذي الثفنات

ومنهم العلامة أبو منصور عبد الملك بن محمد الثعالبي النيسابوري في «ثمار القلوب» (ص ٢٩١ وص ٢٣٣ ط القاهرة).

ذكر الوجه المتقدّم لتلقّبه بذي الثّفنات ، ثمّ نقل البيتين المتقدّمين من الدّعبل.

ومنها

ما ذكره العلامة الراغب الاصبهاني في «محاضرات الأدباء» (ج ١ ص ٣٤٤ وج ٤ ص ٤٧٩ ط مكتبة الحياة في بيروت) قال :

قال عمر بن عبد العزيز يوما وقد قام من عنده عليّ بن الحسين : من أشرف الناس؟ فقيل : أنتم لكم الشرف في الجاهليّة والخلافة في الإسلام ، فقال : كلّا أشرف النّاس هذا القائم من عندي ، فإنّ أشرف النّاس من أحبّ كلّ إنسان أن يكون منه ، ولا يحبّ أن يكون من أحد ، وهذه صورته.

ومنها

ما ذكره القوم :

منهم العلامة أبو إسحاق إبراهيم بن على الحصرى القيرواني المالكي في «زهر الآداب» (المطبوع بهامش عقد الفريد ج ١ ص ٦٩ ط مصر) قال :

حجّ هشام بن عبد الملك أو الوليد أخوه فطاف بالبيت وأراد استلام الحجر فلم يقدر فنصب له منبر فجلس عليه فبينا هو كذلك إذ أقبل عليّ بن الحسين بن


عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه في إزار ورداء وكان أحسن النّاس وجها وأعطرهم رائحة وأكثرهم خشوعا وبين عينيه سجادة كأنّها ركبة عنز وطاف بالبيت وأتى ليستلم الحجر فتنحّى له النّاس هيبة وإجلالا فغاظ ذلك هشاما فقال رجل من أهل الشام : من الّذي أكرمه النّاس هذا الإكرام وأعظموه هذا الإعظام؟ فقال هشام : لا أعرف لئلّا يعظم في صدور أهل الشّام فقال الفرزدق وكان حاضرا :

هذا ابن خير عباد الله كلّهم

هذا التّقي النّقي الطاهر العلم

هذا الّذي تعرف البطحاء ووطأته

والبيت يعرفه والحلّ والحرم

إذا رأته قريش قال قائلها

إلى مكارم هذا ينتهى الكرم

يكاد يمسكه عرفان راحته

ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم

في كفّه خيزران ريحه عبق

في كفّ أروع في عرنينه شمم

يغضى حياء ويغضى من مهابته

فما يكلّم إلّا حين يبتسم

مشتقّة من رسول الله نبعته

طابت عناصره والخيم (١) والشّيم

ينمى إلى ذروة العزّ الّتي قصرت

عن نيلها عرب الإسلام والعجم

ينجاب نور الهدى عن نور غرّته

كالشمس ينجاب عن إشراقها القشم

حمّال أثقال أقوام إذا اقترحوا

حلو الشمائل تحلوا عنده نعم

هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله

بجدّه أنبياء الله قد ختموا

الله فضّله قدما وشرّفه

جرى بذاك له في لوحه القلم

من جدّه دان فضل الأنبياء له

وفضل امّته دانت له الأمم

عمّ البريّة بالإحسان فانقشعت

عنها الغياهب والإملاق والظّلم

كلتا يديه غياث عمّ نفعهما

تستو كفان ولا يعروهما العدم

سهل الخليفة لا تخشى بوادره

تزينه الاثنان الحلم والكرم

__________________

(١) في بعض الكتب بدل كلمة الخيم : الجسم.


لا يخلف الوعد ميمون بغرّته

رحب الفناء أريب حين يعتزم

ما قال لا قطّ إلّا في تشهّده

لو لا التّشهّد كانت لاؤه نعم

من معشر حبّهم دين وبغضهم

كفر وقربهم منجى ومعتصم

يستدفع السوء والبلوى بحبّهم

ويسترّب به الإحسان والنّعم

مقدّم بعد ذكر الله ذكرهم

في كلّ بدء ومختوم به الكلم

إن عدّ أهل التقى كانوا أئمّتهم

أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم

لا يستطيع جواد بعد غايتهم

ولا يدانيهم قوم وإن كرموا

هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت

والأسد اسد الشرا والبأس محتدم

يأبي لهم أن يحلّ الذّم ساحتهم

خيم كريم وأيد بالندى هضم

لا ينقض العسر بسطا من أكفّهم

سيّان ذلك إن أثروا وإن عدموا

أيّ الخلائق ليست في رقابهم

لأولية هذا أوله ـ نعم

من يعرف الله يعرف أوليته

فالّذين من بيت هذا ناله الأمم

وليس قولك من هذا بضائره

العرب تعرف من أنكرت والعجم

ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٢٩ نسخة الظاهرية بدمشق):

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «زهر الآداب» لكنّه قال بعد قوله فنصب له منبر فجلس عليه : وأطاف به أهل الشّام ، وذكر بدل قوله من هذا الّذي إلخ من هذا الّذي قدها به النّاس هذه الهيبة فأفرجوا له عن الحجر ، وأسقط البيت المبدوّ بقوله : ما قال لا قطّ ، والبيت الأخير (١).

__________________

(١) ثم قال محمد بن عائشة : فغصب هشام وأمر بحبس الفرزدق فحبس بعسفان بين مكة والمدينة فبلغ ذلك على بن الحسين فبعث إلى الفرزدق باثني عشر ألف درهم وقال : اعذر أبا فراس لو كان عندي أكثر منها لوصلناك بها فردها وقال يا ابن رسول الله ما قلت الذي قلت الا


ومنهم العلامة الشيخ شمس الدين محمد أحمد السفاريني في شرح «ثلاثيات مسند أحمد» (ج ٢ ص ٦٤٨ ط دار الكتب الإسلامية بدمشق).

ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في «وسيلة المآل» (ص ٢١٦ نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «المختار» بتفاوت يسير في مقدّمة الحديث وذكر القصيدة بعين ما تقدّم عنه بلا تفاوت لكنّه ذكر بدل كلمة ينجاب : ينشقّ وبدل قوله تزينه الاثنان الحلم : تزينه الاثنان حسن الخلق ، وبدل قوله عنها الغياهب والإملاق والظّلم : عنه الغباوة والإملاق والعدم.

ومنهم العلامة إبراهيم بن محمد البيهقي المتوفى سنة ٣٠٠ بقليل في «المحاسن والمساوى» (ص ٢١٢ ط بيروت) قال :

حدّثنا المدائني عن كيسان عن الهيثم قال : حجّ عبد الملك بن مروان ومعه الفرزدق ، فبينا هو قاعد بمكّة في الحجر إذ مرّ به عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب وعليه مطرف خزّ فقال عبد الملك : من هذا يا فرزدق؟ فأنشأ يقول ، ثمّ ذكر من أبيات الفرزدق تسعة أبيات من أوّلها والبيت المبدوّ بقوله : من معشر والأبيات الأربعة التالية له.

ومنهم الحافظ الطبرانيّ في «المعجم الكبير» (ص ١٤٣) قال :

حدثنا أبو حنيفة محمّد بن حنفيّة الواسطي ، نا يزيد بن عمرو البراء الغنوي نا سليمان بن الهيثم قال : كان عليّ بن الحسين بن عليّ رضي‌الله‌عنه يطوف بالبيت ، فأراد أن يستلم الحجر ، فأوسع النّاس له والفرزدق بن غالب ينظر إليه ، فقال رجل : يا أبا فراس من هذا؟ فقال الفرزدق : فذكر القصيدة إلى البيت السابع ثمّ

__________________

غضبا لله ورسوله وما كنت لارزأ عليها شيئا فردها إليه وقال : بحقي عليك لما قبلتها فقد رأى الله مقامك وعلم نيتك ، فقبلها وجعل يهجو هشاما.


ذكر البيت الثالث والعشرون والسّابع والعشرون ، إلّا أنّه ذكر بدل كلمة القبائل : العشائر.

ومنهم الحافظ نور الدين على بن أبي بكر الهيتمى في «مجمع الزوائد» (ج ٩ ص ٢٠٠ ط مكتبة القدسي في القاهرة).

روى الحديث من طريق الطبراني بعين ما تقدّم عن «زهر الآداب» ملخّصا وذكر أبيات الفرزدق من أوّلها إلى سابعها والبيت المبدوّ بقوله : لا يستطيع جواد ، والمبدوّ بقوله : أيّ الخلائق وإن كان قد ذكر بدل كلمة الخلائق : العشائر.

ومنهم العلامة ابن حجر في «الصواعق المحرقة» (ص ١٨٩ ط الميمنية بمصر).

روى الحديث من طريق أبي نعيم والسلفي بعين ما تقدّم عن «زهر الآداب» وذكر من أبيات الفرزدق ثمانية.

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ١٨٩ ط الغرى).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «زهر الآداب» ملخّصا وذكر أبيات الفرزدق كلّها بعين ما تقدّم إلّا ثلاثة أبيات : قوله من جدّه إلخ وقوله ما قال لا إلخ وقوله يستدفع الشرّ إلخ.

ومنهم العلامة الحضرمي في «رشفة الصادي» (ص ١١٤ ط مصر).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «زهر الآداب» ثمّ ذكر أبيات الفرزدق بعين ما تقدّم عنه مع اختلاف في ترتيبها وذكر بدل قوله تزينه اثنتان الحلم والكرم : يزينه اثنان حسن الخلق والشيّم ، وبدل قوله : من يعرف الله يعرف أوّليّته : من يشكر الله يشكر أوّليّة ذا ، وبدل قوله : عن نيلها عرب الإسلام والعجم : عنها الأكفّ وعن إدراكها القدم ، وبدل قوله : الله فضّله قدما وشرّفه : الله شرّفه قدما


وعظّمه ، وقد غيّر بعض الكلمات بما لا يهمّنا ذكره.

ومنهم الحافظ عماد الدين ابن كثير القرشي في «البداية والنهاية» (ج ٨ ص ٢٠٨ ط القاهرة).

وقد روى الطبراني : حدّثنا أبو حنيفة محمّد بن حنيفة الواسطي ، ثنا يزيد بن البراء ابن عمرو بن البراء الغنوي ، ثنا سليمان بن الهيثم قال : كان الحسين بن عليّ يطوف بالبيت فأراد أن يستلم فما وسع له النّاس ، فقال رجل : يا أبا فراس من هذا؟ فقال الفرزدق :

هذا الّذي تعرف البطحاء وطأته

والبيت يعرفه والحلّ والحرم

الأشعار المعروفة المشهورة إلخ.

فإنّ المشهور أنّها من قيل الفرزدق في عليّ بن الحسين لا في أبيه ، وهو أشبه فانّ الفرزدق لم ير الحسين إلّا وهو مقبل إلى الحجّ والحسين ذاهب إلى العراق ، فسأل الحسين الفرزدق عن النّاس فذكر له ما تقدّم ـ.

ومنهم العلامة أبو نعيم الاصفهاني في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٣٩ ط السعادة بمصر) قال :

حدّثنا أحمد بن محمّد بن سنان قال : ثنا محمّد بن إسحاق الثقفي ، قال : سمعت محمّد بن زكريّا قال : أخبرنا ابن عائشة عن أبيه فذكر الحديث ملخّصا وذكر من قصيدة الفرزدق تسعة من أوّلها إلّا البيت المبدوّ بقوله : في كفّه خيزران ، وثلاثة أخرى مثلها.

ومنهم العلامة الشيخ تقى الدين بن أبي بكر بن حجة الحموي في «ثمرات الأوراق» (ج ٢ ص ٢٠ ط القاهرة) قال :

قال أبو الفرج الأصبهاني : حدّثني أحمد بن محمّد الجعد ومحمّد بن يحيى قال : حدّثنا محمّد بن زكريّا العلائي قال : حدّثنا ابن عائشة قال : حجّ هشام بن عبد الملك


في خلافة أخيه الوليد ومعه رؤساء أهل الشام فطاف وجهد أن يستلم الحجر فلم يقدر من الازدحام فذكر الحديث مع قصيدة الفرزدق.

ومنهم العلامة القرمانى في «أخبار الدول وآثار الاول» (ص ١٠٩ ط بغداد) قال :

حكى أنّه لمّا حجّ هشام بن عبد الملك في حياة أبيه دخل إلى الطّواف وجهد أن يستلم الحجر الأسود فلم يصل عليه لكثرة ازدحام النّاس عليه فنصب له منبر إلى جانب زمزم وجلس عليه ينظر إلى النّاس وحوله جماعة من أعيان أهل الشّام فبينا هو كذلك إذ أقبل زين العابدين يريد الطّواف فلمّا انتهى إلى الحجر تنحّى له النّاس حتّى استلمه فقال رجل من أهل الشّام لهشام : من هذا الّذي قد هابته النّاس هذه الهيبة؟ فقال هشام : لا أعرفه مخافة أن يرغب فيه أهل الشّام ، وكان الفرزدق حاضرا فقال : أنا أعرفه ، فقال الشّامي : من هو؟ فقال : ثمّ شرع في نقل القصيدة.

ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٣٨ ط الغرى).

روى من القصيدة المذكورة : البيت ١ و ٢ و ٣ و ٤ و ٦ و ٧ و ٨ و ١٢ و ١٤ و ١٥ و ١٦ و ١٩ و ٢٢ و ٢٣ و ٢٤ و ٩ لكنّه ذكر بدل كلمة ينجاب : ينشقّ ، وبدل كلمة القشم : الظلم ، و ١٧ لكنّه ذكر المصرع الأوّل منه هكذا : لا يخلف الوعد ميمون بعزّته.

ومنهم العلامة الگنجى في «كفاية الطالب» (ص ٣٠٣ طبع الغرى).

نقل القصيدة بعين ما تقدّم عن «زهر الآداب» مع مخالفة في ترتيب أبياتها (١).

__________________

(١) ثم قال : قلت ذكره غير واحد من أهل السير والتواريخ ، وذكره الحافظ أبو نعيم في «حلية الأولياء» ، هذا لفظ محدث الشام في ترجمة زين العابدين عليه‌السلام من


ومنهم العلامة الشيخ تاج الدين عبد الوهاب بن تقى الدين الشافعي السبكى في «طبقات الشافعية الكبرى» (ج ١ ص ١٥٣ ط القاهرة) قال :

أخبرنا أبي تغمدّه الله برحمته من لفظه قال : أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن أبي بكر بن حامد الأرموى الصّوفي بقراءتي عليه ، أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن ابن مكّي السبط ، أخبرنا جدّي الحافظ أبو طاهر السّلفي ، أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار بن أحمد الصّيرفي بقراءتي ، أخبرنا أبو الحسن محمّد بن محمّد

__________________

كتابه. ورواه أبو القاسم الطبرانيّ مع جلالة قدره في معجمه الكبير في ترجمة الحسين عليه‌السلام ، قال حدثنا أبو حنيفة محمد بن حنيفة الواسطي زيد بن عمرو بن البراء العبدى حدثنا سليمان بن الهيثم قال كان الحسين بن على يطوف بالبيت فأراد ان يستلم الحجر فأوسع له الناس والفرزدق بن غالب ينظر إليه فقال رجل : من هذا يا أبا فراس؟ فقال الفرزدق : هذا الذي تعرف البطحاء وطأته وجعله فيه ، وهذا عندي وهم لوجهين «أحدهما» اتفاق الأئمة على خلافه انه في المذكور كما أخرجناه «الثاني» ما رواه الدارقطني أنه لم يره إلا مرة واحدة في طريق مكة فاعلم ذلك ، ونسبه أبو تمام الطائي إلى حزين ، وروى دعبل أنها لكثير السهمي في محمد بن على بن الحسين عليه‌السلام وكل ذلك خطأ لما بيناه ، وسمعت الحافظ فقيه الحرم محمد بن أحمد بن على القسطلاني يقول : سمعت شيخ الحرمين أبا عبد الله القرطبي يقول : لو لم يكن لأبي فراس عند الله عمل الا هذا دخل الجنة به ، لأنها كلمة حق عند سلطان جائر.

ومنهم العلامة الخوارزمي في «مقتل الحسين» (ج ١ ص ٢٢٣ ط الغرى).

نقل الأبيات عن الفرزدق وان ذكره في حق الحسين بن على (ع) فلعله من اشتباه النسخة فذكر الأبيات بعين ما تقدم عن «زهر الآداب» لكنه أسقط البيت المبدو بقوله : في كفه خيزران إلخ والبيت المبدو بقوله : ما قال لا قط إلخ وذكر بدل قوله : ينجاب نور الهدى :


ابن علي الورّاق ، أخبرنا أبو أحمد عبد السّلام بن الحسين بن محمّد بن عبد الله بن طيفور البصري اللّغوي قرئت على أبي عبد الله محمّد بن أحمد بن يعقوب المتوفّى بالبصرة وأبي الحسين محمّد بن محمّد بن جعفر بن كنكك اللغوي قالا : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن زكريّا بن دينار ، حدّثنا عبد الله بن محمّد يعني ابن عائشة ، حدّثنى أبي وغيره قال : حجّ هشام بن عبد الملك في زمن عبد الملك أو الوليد فطاف بالبيت فجهد أن يصل إلى الحجر فيستلمه فلم يقدر عليه فنصب له منبر وجلس عليه ينظر إلى النّاس ومعه أهل الشام إذ أقبل عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنهم وكان من أحسن النّاس وجها وأطيبهم أرجا فطاف بالبيت فلمّا بلغ الحجر تنحّى له النّاس حتّى يستلمه فقال رجل من أهل الشّام : من هذا الّذي قد هابه النّاس هذه الهيبة؟ فقال هشام : لا أعرفه مخافة أن يرغب فيه أهل الشّام وكان الفرزدق حاضرا فقال الفرزدق : لكنّى أعرفه قال الشّامي : من هو يا أبا فراس؟ فقال الفرزدق :

هذا الّذي تعرف البطحاء ووطأته

والبيت يعرفه والحلّ والحرم ـ إلخ

ومنهم العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن عيسى الشافعي الدميري في «حيوة الحيوان» (ج ١ ص ٩ ط القاهرة).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الطبقات الشافعيّة» وقال في آخر الحديث : فغضب هشام على الفرزدق وأمر بحبسه فأنفذ له زين العابدين اثنى عشر ألف درهم فردّها وقال : مدحته لله تعالى لا للعطاء فأرسل إليه زين العابدين وقال له : إنّا أهل بيت إذا وهبنا شيئا لا نستعيده والله عزوجل يعلم نيّتك ويثيبك عليها ، فشكر الله لك سعيك ، فلمّا بلغته الرسالة قبلها.

ومنهم العلامة الشيخ جمال الدين محمد بن نباته المصري المتوفى ٧٦٨ في «شرح العيون» (المطبوع بهامش الغيث المسجم ج ٢ ص ١٦٣).

(احقاق الحق مجلد ١٢ ج ٩)


روى الحديث بعين ما تقدّم عن «زهر الآداب» ملخّصا وذكر ثلاثة من أبيات الفرزدق.

ومنهم العلامة العارف الشيخ أبو محمد عبد الله بن أسعد اليافعي الشافعي المتوفى سنة ٧٦٨ في كتابه «مرآة الجنان» (ج ١ ص ٢٣٩ ط حيدرآباد).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «زهر الآداب» ملخّصا لكنّه ذكر : من ذا الّذي هابه الناس هذه الهيبة وكذا قصيدة الفرزدق.

ومنهم العلامة جار الله أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشرىّ المتوفى سنة ٥٣٨ في كتابه «الفائق» (ج ١ ص ٢١٩ طبع القاهرة).

ذكر من قصيدة الفرزدق البيت المبدوّ بقوله : في كفّه.

ومنهم العلامة الزرقاني في «شرح المواهب اللدنية» (ج ٤ ص ٢٩٧ ط الازهرية بمصر).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الطبقات الشافعيّة».

ومنهم العلامة المحدث الشهير الشيخ محمد طاهر بن على الصديقى النسب الهندي الفتنى الوطن المتوفى سنة ٩٨٦ في كتابه «مجمع بحار الأنوار» (ج ١ ص ٣٤١ وص ٢١٦ ط نول كشور في لكهنو):

ذكر من قصيدة الفرزدق البيت المبدوّ بقوله : في كفّه خيزران.

ومنهم الشيخ الامام عفيف الدين أبو محمّد عبد الله اسعد اليافعي في «روض الرياحين» (ص ٥٥ ط القاهرة).

روى الحديث ملخّصا وذكر من قصيدة الفرزدق ستّة من أوّلها إلّا البيت المبدوّ بقوله : في كفّه خيزران ، وأربعة أخرى.

ومنهم العلامة الأمر تسرى في «أرجح المطالب» على ما في «فلك النجاة»


(ج ١ ص ١٧٨ ، المخطوط).

نقل الحديث عن «الصواعق».

ومنهم العلامة محمد خواجه پارساى البخاري في «فصل الخطاب» (على ما في الينابيع ص ٣٧٨ ط اسلامبول):

روى الحديث من طريق أبي نعيم في الحلية والطبراني في الكبير والحافظ السلفي وأهل السير والتواريخ بعين ما تقدّم عن «زهر الآداب» لكنّه قال : من هذا الّذي هاب النّاس من هيبته ، وذكر من أبيات الفرزدق تسعة ثمّ قال :

فلمّا سمعها هشام غضب وحبس الفرزدق فأرسل إليه الإمام زين العابدين رضي‌الله‌عنه اثنى عشر ألف درهم فردّها وقال : مدحته لله تعالى لا للعطاء فقال : إنا أهل البيت إذا وهبنا شيئا لا نستعيده فقبلها الفرزدق. قال الشيخ أبو عبد الله القرظي شيخ الحرمين الشريفين : لو لم يمكن لأبي فراس عند الله عزوجل عمل إلّا هذا دخل الجنّة لأنّها كلمة حقّ عند سلطان جائر ، وهجا هشاما وهو في الحبس :

أتحبسني بين المدينة والّتي

إليها قلوب النّاس يهوى منيبها

يقلّب رأسا لم يكن رأس سيّد

وعينا له حولاء باد عيوبها

فأخرجه من الحبس وكان هشام أحول.

ومنهم العلامة أبو مجد زكى الدين بن عبد العظيم بن عبد الواحد بن ظافر بن عبداه بن محمد المصري الشهير بابن أبي الأصبغ العدواني المصري المتوفى سنة ٦٥٤ والمولود سنة ٥٨٥ في «بديع القرآن» (ص ٢٠٢ ط مكتبة نهضة مصر بالقاهرة):

أشار إلى قصيدة الفرزدق.

ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السئول» (ص ٧٩


ط طهران).

روى الحديث بعين ما تقدّم ملخّصا ثمّ شرع في نقل القصيدة.

ومنهم العلامة الشيخ برهان الدين الأنصاري الكتبي في «غرر الخصائص الواضحة» (ص ١٦ ط القاهرة).

ذكر البيت السّادس من القصيدة.

ومنهم العلامة الحمزاوى في «مشارق الأنوار» (ص ١٢١ ط مصر).

روى الحديث من طريق ابن حجر بعين ما تقدّم عنه بلا واسطة.

ومنهم العلامة المعاصر السيد محمد عبد الغفار الهاشمي الأفغاني في كتابه «أئمة الهدى» (ص ١٠٩ ط القاهرة بمصر).

روى الحديث مفصّلا.

ومنهم العلامة الحضرمي في «رشفة الصادي» (ص ١١٤ ط مصر).

روى الحديث ملخّصا.

ومنهم العلامة النسابة السيد محمد مرتضى الحسيني الزبيدي المتوفى سنة ١٢٠٥ في «تاج العروس» (ج ٣ ص ١٧٤ مادة (خزر) ط القاهرة).

ذكر البيت الخامس من القصيدة.

ومنهم العلامة المعاصر الشيخ حسن النجار المصري في «الاشراف» (ص ٢٥ ط مصر).

روى الحديث والقصيدة ملخّصا.

وذكر علامة الأدب الشيخ الحسين بن محمّد بن مفضل أبى القاسم الراغب الاصبهانى المتوفى (سنة ٥٦٥) في «محاضرات الأدباء» (ج ١ ص ٢٩٩ طبع مكتبة الحياة في بيروت).


وكان عليّ بن الحسين رضي‌الله‌عنهما يطوف بالبيت ، فرآه يزيد فقال : من هذا؟ فقال له الحارث بن اللّيث :

هذا الّذي تعرف البطحاء وطأته

والبيت يعرفه والحلّ والحرم

ومنهم العلامة السيد عباس بن على بن نور الدين المكي في «نزهة الجليس ومنية الأديب الأنيس» (ج ٢ ص ١٦ ط مصر).

روى الحديث بمعنى ما تقدّم عن «زهر الآداب» لكنّه ذكر فيه ، بدل قوله وأعطرهم رائحة إلخ : وأطيبهم ريحا وأكرمهم نفسا وأعلاهم حسبا وأعظمهم شرفا فساق الحديث إلى آخر القصيدة إلّا أنّه أسقط ثلاثة أبيات ممّا تقدّم في «زهر الآداب» وزاد فيها بيتا وهو :

حيّية بسلام وهو مرتفق

وضجّة القوم عند الباب تزدحم

ذكر بدل قوله كلمة ينجاب في «البيت التاسع» : تنشقّ ، وبدل قوله الحلم والكرم في «البيت السادس عشر» : الخلق والهمم ، وبدل قوله ميمون بغرّته في «البيت السابع عشر» : مأمون عواقبه ، وبدل قوله عنها الغياهب والإملاق والظّلم في «البيت الرابع عشر» : عنه الملامة والإملاق والعدم.

ثمّ ذكر بعد ختم القصيدة ما تقدّم عن «ينابيع المودّة» بعينه إلى قوله : فقبلها الفرزدق.

ومنهم العلامة المعاصر توفيق علم في كتابه «أهل البيت» (ص ٤٢٧ ط القاهرة).

ذكر أبيات الفرزدق لكنّه أسقط بعضها.

حجّ هشام بن عبد الملك في خلافة أبيه عبد الملك بن مروان فلمّا طاف بالبيت وأتى الحجر زاحمه النّاس فجعله رجال أهل الشام على سرير فحملوه على


أعناقهم فبينما هم يطوفون به إذ دخل على باب المسجد شابّ وعليه مئزر وإزار وفي جبهته كأنّها كبسة عنز كأنّها الشمس تطلع من بين حاجبيه فبدأ بالطواف فلمّا أتى الحجر فرّج لها النّاس عنه هيبة له وإجلالا فأغاظ ذلك هشام بن عبد الملك غيظا شديدا فقالوا له : من هذا يا أمير المؤمنين؟ فقال لهم : لا أعرفه لئلّا يفتن به رجال أهل الشام ، وكان الفرزدق بالحضرة فقال : أنا أعرفه يا ابن أمير المؤمنين قال له : فقل ، فأنشأ الفرزدق يقول : فذكر الأبيات لكنّه أسقط البيت المبدوّ بقوله : ما قال لا قط إلخ.

وزاد هذا البيت :

هذا سليل حسين وابن فاطمة

بنت الرسول الّذي انجابت به الظلم



الامام الخامس

باقر العلوم محمد بن على بن

الحسين بن على عليهم‌السلام


تاريخ ميلاده ووفاته

فممن ننقل كلامه في ذلك :

العلامة الخطيب التبريزي في «إكمال الرجال» (ص ٧٥٩ ط دمشق) قال :

محمد بن علي (هو محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب) يكنّى أبا جعفر المعروف بالباقر ، سمع أباه زين العابدين ، وجابر بن عبد الله ، روى عنه ابنه جعفر الصّادق وعيره. ولد سنة ستّ وخمسين ، ومات بالمدينة سنة سبع عشرة ، وقيل : ثماني عشرة ومائة ، وهو ابن ثلاث وستين سنة ، وقيل غير ذلك ، ودفن بالبقيع وسمّي «الباقر» لأنّه تبقّر في العلم أي توسّع.

ومنهم العلامة السيد عباس المكي في «نزهة الجليس ومنية الأنيس» (ج ٢ ص ٢٣ ط القاهرة) قال :

وكان مولده يوم الثلثاء سنة سبع وخمسين ، وكان عمره يوم قتل جدّه الحسين عليه‌السلام ثلاث سنين وأمّة أمّ عبد الله ، وتوفّى في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة ومائة ، وقيل : في الثالث والعشرين من شهر صفر سنة أربع عشرة ، وقيل :

ثماني عشرة ومائة بالجميمة ونقل إلى المدينة ودفن في البقيع في القبر الّذي فيه أبوه وعمّ أبيه الحسن بن عليّ عليه‌السلام في القبّة الّتي فيها قبر العبّاس رضي‌الله‌عنه ، وأمّا معجزات الباقر عليه‌السلام وفضائله لا تحصر وقد ذكره الشيخ محمّد بن حسن الحرّ في أرجوزة له ذكر بعض فضائله ومعجزاته عليه‌السلام.

ومنهم العلامة محمد بن طلحة في «مطالب السؤول» (ص ٨١ ط طهران) قال :

أما ولادته (أيّ محمّد بن علي عليهما‌السلام) فبالمدينة في ثالث صفر من سنة سبع وخمسين


للهجرة قبل قتل جدّه الحسين بثلاث سنين ، وقيل : غير ذلك إلى أن قال : وأمّا عمره فانّه مات في سبع عشرة ومائة ، وقيل : غير ذلك وقد نيف على الستّين وقيل : غير ذلك ، أقام مع أبيه زين العابدين بضعا وثلاثين سنة من عمره.

ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٥٠ ط الغرى) قال :

اختلفوا فيها (أي في وفاة الباقر عليه‌السلام) على ثلاثة أقوال : أحدها أنّه توفّى سنة سبع عشرة ومائة ذكره الواقدي ، والثاني أربع عشرة ومائة قاله الفضل بن دكين ، والثالث سنة ثمان عشرة ومائة. واختلفوا في سنّة أيضا على ثلاثة أقوال : أحدها ثمان وخمسون ، والثاني سبع وخمسون ، والثالث ثلاث وسبعون. والأوّل أشهر لما روينا في سن أمير المؤمنين عليّ ، فان محمّدا هذا روى إنّ عليّا قتل وهو ابن ثمان وخمسين ، قال : ومات لها الحسن وقتل لها الحسين ومات لها عليّ بن الحسين. قال جعفر بن محمّد هذا وسمعت أبي يقول لعمّته فاطمة بنت الحسين : قد أتت عليّ ثمان وخمسون فتوفّى لها.

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ١٩٣ ط الغرى) قال :

ولد أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين رضي‌الله‌عنه بالمدينة في ثالث صفر سنة سبع وخمسين من الهجرة قبل قتل جدّه الحسين عليه‌السلام بثلاث سنين.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٩٣ ط العثمانية بمصر).

ذكر ما تقدّم عن «الفصول المهمّة» بعينه.

وفي (ص ١٩٥ ، الطبع المذكور) قال :

مات أبو جعفر محمّد الباقر سنة سبع عشرة ومائة ، وله من العمر ثلاث وستون


سنة وقيل : ثمان وخمسون ، وقيل : غير ذلك ، وأوصى أن يكفّن في قميصه الّذي كان يصلّي فيه. وفي درر الأصداف : مات مسموما كأبيه ودفن بقبّة العبّاس بالبقيع ...

ومنهم العلامة الشيخ زين الدين الشهير بابن الوردي في ذيل «تاريخ أبى الفداء» (ج ١ ص ٢٤٨ ط الغرى) قال :

سنة ستّ عشرة ومائة فيها توفّى (الباقر) محمّد بن زين العابدين عليّ بن الحسين ، وقيل : سنة أربع عشرة وقيل : سبع عشرة وقيل : ثماني عشرة ومائة. قيل : عاش ثلاثا وسبعين وأوصى أن يكفن في قميصه الّذي كان يصلّى فيه ، تبقّر في العلم : أي توسّع ، ومولده سنة سبع وخمسين وكان عمره لمّا قتل الحسين ثلاث سنين توفّى بالحميمة من الشراة فنقل إلى البقيع.

ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في «اسعاف الراغبين» (المطبوع بهامش نور الأبصار ص ٢٥٤ ، ط العثمانية بمصر) قال :

مات (أيّ محمّد بن علي عليهما‌السلام) مسموما سنة سبع عشرة ومائة عن نحو ثلاث وسبعين سنة ، وأوصى أن يكفّن في قميصه الّذي كان يصلّي فيه.


اخبار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جابرا بأنه يدرك

الباقر عليه‌السلام وأمره بإبلاغ سلامه إليه

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة كمال الدين محمد بن طلحة في «مطالب السئول» (ص ٨١ ط طهران) قال :

ونقل عن أبي الزّبير بن محمّد بن أسلم المكّي ، قال : كنّا عند جابر بن عبد الله فأتاه عليّ بن الحسين ومعه ابنه محمّد وهو صبّي ، فقال عليّ لابنه محمّد : قبّل رأس عمّك ، فدنا محمّد من جابر فقبّل رأسه ، فقال جابر : من هذا؟ وكان قد كفّ بصره ، فقال له عليّ : هذا ابني محمّد ، فضمّه جابر إليه وقال : يا محمّد! محمّد جدّك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقرأ عليك السّلام ، فقال لجابر : وكيف ذلك يا أبا عبد الله؟ فقال : كنت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم والحسين في حجره وهو يلاعبه ، فقال : يا جابر يولد لابني الحسين ابن يقال له : عليّ إذا كان يوم القيامة ينادي مناد ليقم سيّد العابدين ، فيقوم عليّ بن الحسين ، ويولد لعليّ ابن يقال له : محمّد يا جابر إن رأيته فأقرئه منّي السلام.

وقد تقدّم منّا نقل هذا الحديث عن جماعة من أرباب كتبهم في فضائل الامام سيّد السّاجدين عليّ بن الحسين سلام الله عليه.

منهم العلامّة أحمد بن حجر الهيتمى في «الصواعق المحرقة» (ص ١٩٩ ط عبد اللطيف بمصر).

ومنهم الحافظ العسقلاني في «لسان الميزان» (ج ٥ ص ١٦٨ ط حيدرآباد الدكن).


ومنهم العلامة الحمزاوى في «مشارق الأنوار» (ص ١٢١ ط مصر).

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ١٩٧ ط الغرى).

ومنهم العلامة البدخشي في «مفتاح النجا» (ص ١٦٤ مخطوط).

ومنهم العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ٣٣٣ ط اسلامبول).

ومنهم العلامة المناوى في «الكواكب الدرية» (ج ١ ص ١٦٤ ط الازهرية بمصر).

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٩٢ ط العثمانية بمصر) ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٤٧ ط الغرى).

ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٣٠ نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق).

اخبار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم للجابر عنه عليه‌السلام وأنه

يبقر العلم بقرا فإذا رأيته فأقرئه مني السلام

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ نور الدين على بن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ١٩٣ ط الغرى) قال :

وروى جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا جابر يوشك أن تلتحق بولد لي من ولد الحسين عليه‌السلام اسمه كاسمي يبقر العلم بقرا أي يفجره تفجيرا فإذا رأيته فأقرئه عنّي السّلام ، قال جابر رضي‌الله‌عنه : فأخّر الله تعالى مدّتي حتّى رأيت الباقر عليه‌السلام فأقرأته السّلام عن جدّه صلى‌الله‌عليه‌وسلم.


ومنهم العلامة المؤرخ القرمانى في «أخبار الدول وآثار الاول» (ص ١١١ ط بغداد).

روى الحديث عن جابر بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّه».

ومنهم العلامة المولوى محمد مبين الحنفي السهالوي في «وسيلة النجاة» (ص ٣٣٨ ط فيض في لكهنو).

روى الحديث عن جابر بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة».

ومنهم العلامة الشيخ مصطفى رشدي الدمشقي في «الروضة الندية» (ص ١٦ ط الخيرية بمصر)

روى عن جابر بن عبد الله الأنصارىّ رضي‌الله‌عنه قال : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يوشك أن تبقى حتّى تلقى ولدا لي من الحسين يقال له محمّد ، يبقر العلم بقرا فإذا لقيته فاقرأ منّي السّلام (١).

__________________

(١) قال البدخشي في (مفتاح النجا في مناقب آل العبا المخطوط ص ١٦٥).

وحكى ابن الأخضر عن أبي جعفر رضي‌الله‌عنه قال سمعت جابر بن عبد الله رضى الله عنه يقول لي : أنت ابن خير البرية ، وجدك سيد شباب أهل الجنة ، وجدتك سيدة نساء العالمين.


تقبيل جابر بطنه عليه‌السلام وقوله : أمرني

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بأن أقرء عليك السلام

رواه القوم :

منهم الحافظ نور الدين على بن أبى بكر في «مجمع الزوائد» (ج ١٠ ص ٢٢ ط مكتبة القدسي في القاهرة) قال :

روى عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين قال : أتاني جابر عبد الله وأتا في الكتاب فقال : اكشف عن بطنك فكشفت عن بطني فقبّله ثمّ قال : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمرني أن أقرأ عليك السلام ، رواه الطبراني في الأوسط.

اخبار النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله جابرا بأنه يعمر حتى

يدرك الباقر عليه‌السلام فلما أدركه مات من ليلته

رواه القوم :

منهم العلامة ابن قتيبة الدينوري في «عيون الاخبار» (ج ١ ص ٢١٢ ط مصر) قال :

أخبرنا جابر بن عبد الله أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : يا جابر إنّك ستعمر بعدي حتّى يولد لي مولود اسمه كاسمي يبقر العلم بقرا ، فإذا لقيته فأقرئه منّي السّلام ، فكان جابر يتردّد في سكك المدينة بعد ذهاب بصره وهو ينادي : يا باقر ، حتّى قال النّاس : قد جنّ جابر ، فبينا هو ذات يوم بالبلاط إذ بصر بجارية يتورّكها صبّي ، فقال لها : يا جارية من هذا الصبّي؟ قالت : هذا محمّد بن عليّ بن


الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، فقال : أدنيه منّي ، فأدنته منه ، فقبّل بين عينيه وقال : يا حبيبي ، رسول الله يقرئك السّلام. ثمّ قال : نعيت إلي نفسي وربّ الكعبة. ثمّ انصرف إلى منزله وأوصي ، فمات من ليلته.

قد أجلسه جده الحسين في حجره وأخبره

بأن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقرئك السلام

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة المولى على المتقى الهندي في «منتخب كنز العمال» (المطبوع بهامش المسند ج ٥ ص ٣٣٠ ط الميمنية بمصر).

أنبأنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن عبد الله الكريني ، حدّثنا أبو بكر العاطر فانّي أملأ ثنا عبد الرّحمن محمّد بن إبراهيم المديني ، ثنا ابن عقدة ، ثنا محمّد بن عبد الله بن أبي نجيح ، حدثني عليّ بن حسّان القرشي عن عمّه عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي جعفر محمّد قال : قال أبو جعفر محمّد بن عليّ : أجلسني جدّي الحسين ابن عليّ في حجره وقال لي : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقرئك السّلام. وقال لي عليّ بن الحسين : أجلسني عليّ بن أبي طالب في حجره وقال لي : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقرئك السلام.

ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٣٠)

روى الحديث عن جعفر بن محمّد بعين ما تقدّم عن «منتخب كنز العمال».


لقب بالباقر لأنه عليه‌السلام بقر العلم

رواه القوم :

منهم العلامة الشيخ محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف النووي الشافعي المتوفى سنة (٦٧٦) في «شرح صحيح مسلم» (ج ١ ص ١٠٢ طبع القاهرة) قال :

محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنهم المعروف بالباقر لأنّه بقر العلم أي شقّه وفتحه فعرف أصله وتمكّن فيه.

وفي (ص ١٥ ط نول كشور في بلدة لكهنو).

قال : في شرح قول مسلم عندي سبعون ألف حديث عن أبي جعفر ، أبو جعفر هذا هو محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنهم المعروف بالباقر لأنّه بقر العلم أيّ شقّه وفتحه.

ومنهم العلامة الراغب الاصبهانى في «مفردات القرآن» (ص ٣٧ ط الميمنية بمصر) قال :

وسمّى محمّد بن عليّ رضي‌الله‌عنه باقرا لتوسّعه في دقائق العلوم.

ومنهم علامة اللغة والأدب ابن منظور المصري في «لسان العرب» (ج ٤ ص ٧٤ ط دار الصادر في بيروت) قال :

وكان يقال لمحمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ ، الباقر رضوان الله عليهم ، لأنّه بقر العلم وعرف أصله واستنبط فرعه وتبقّر في العلم.

ومنهم العلامة محمد خواجه پارساى البخاري في «فصل الخطاب» (على ما في ينابيع المودة ص ٣٨٠ ط اسلامبول) قال :

(احقاق الحق مجلد ١٢ ج ١٠)


من أئمّة أهل البيت أبو جعفر محمّد الباقر سمّى بذلك لأنّه بقر العلم أيّ شقّه فعرف أصله وعلم خفيّة ، والباقر أوّل علويّ ولد بين علويّين وهو تابعيّ جليل امام بارع مجمع على جلالته وكماله.

ومنهم العلامة ابن خلكان في «تاريخه» (ج ٢ ص ٢٣ ط ايران سنة ١٢٦٤).

وكان الباقر عالما سيدا كبيرا وإنّما قيل له الباقر لأنه تبقّر في العلم أي توسّع وفيه يقول الشاعر :

يا باقر العلم لأهل التقى

وخير من لبّي على الأجبل

وكان عمره يوم قتل جدّه الحسين عليه‌السلام ثلاث سنين.

ومنهم العلامة ابن حجر في «الصواعق» (ص ١٢٠ ط أحمد البابى بحلب) قال :

أبو جعفر محمّد الباقر : سمّي بذلك من بقر الأرض ، أي شقّها وأثار مخبآتها ومكانها ، فلذلك هو أظهر من مخبآت كنوز المعارف وحقائق الأحكام والحكم واللطائف ما لا يخفى إلّا على منطمس البصيرة أو فاسد الطويّة والسّريرة ، ومن ثمّ قيل فيه : هو باقر العلم وجامعه وشاهر علمه ورافعه ، صفا قلبه وزكى عمله وطهرت نفسه وشرف خلقه وعمرت أوقاته بطاعة الله ، وله من الرسوم في مقامات العارفين ما تكلّ عنه ألسنة الواصفين ، وله كلمات كثيرة في السّلوك والمعارف لا تحتملها هذه العجالة.

ومنهم العلامة اليافعي الشافعي في «روض الرياحين» (ص ٥٧ ط القاهرة) قال :

وقال بعض أهل اللغة : إنما لقّب محمّد بن عليّ بن الحسين بالباقر لتبقّره وتوسّعه في العلم يقال بقرت الشيء بقرا أي فتحته ووسعته وسمّي الأسد باقرا لأنّه يبقر بطن فريسته.


ومنهم العلامة المذكور في «مرآة الجنان» (ج ١ ص ٢٤٧ ط حيدرآباد) قال :

وهو (يعني محمّد الباقر) والد جعفر الصادق لقّب بالباقر لأنّه بقر العلم أي شقّه وتوسّع فيه إلى أن يقال : وفيه يقول الشاعر ، فذكر البيت المتقدّم عن «تاريخ ابن خلكان» لكنّه ذكر بدل كلمة لبّي : ركب.

ومنهم العلامة الشيخ عبد الهادي الابيارى في «العرائس الواضحة» (ص ٢٠٤ ط القاهرة) قال :

قال النوري : سمّي بالباقر لأنّه بقر العلم ، أي شقّه.

ومنهم العلامة المذكور في «جالية الكدر» (ص ٢٠٤ ط مصر).

نقل عن النوري بعين ما تقدّم عنه في «العرائس».

ومنهم العلامة البدخشي في «مفتاح النجا» (ص ١٦٤ مخطوط) قال :

يكنّى رضي الله تعالى عنه أبا جعفر ويلقّب بالباقر ، والهادي ، والشاكر ، والباقر أشهر ألقابه سمّي بذلك لأنّه بقر العلم أي شقّه.

ومنهم العلامة الگنجى في «كفاية الطالب» (ص ٣٠٦ طبع الغرى) قال :

والإمام بعد عليّ بن الحسين الباقر محمّد بن عليّ ، ولد بالمدينة سنة سبع وخمسين من الهجرة وقبض بها سنة أربع عشرة ومائة ، وله يومئذ سبع وخمسون سنة ، وقبره بالبقيع ، مع أبيه وجدته كان له من الولد سبعة أولاد.

ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٤٦ ط الغرى) قال :

وإنّما سمّي الباقر من كثرة سجوده من بقر السجود جبهته أي فتحها ووسعها وقيل : لغزارة علمه ، قال الجوهري في الصحاح : التبقّر التوسع في العلم قال : وكان يقال لمحمّد بن عليّ بن الحسين الباقر لتبقّره في العلم ويسمّي الشاكر والهادي.


ومنهم العلامة الشيخ نور الدين المولى على بن سلطان محمد الهروي القاري في «شرح الفقه الأكبر» (ص ٥١ ط) قال :

وأمّا مشايخ أبي حنيفة فذكر الكردرى أن أبا حنيفة أدرك الامام محمّد بن عليّ ابن الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنهم (١) ويسمّى محمّد الباقر لتبقره في العلوم وتبحّره ، وكذا أدرك ولده الإمام جعفر الصّادق.

ومنهم العلامة أبو الفداء اسماعيل صاحب بلدة حماة في «المختصر في أخبار البشر» (ص ٢٠٣ ط مصر) قال :

قيل له (أي محمّد بن عليّ الحسين بن عليّ) الباقر لتبقّره في العلم أي

__________________

(١) قال الحافظ الذهبي المتوفى سنة ٧٤٨ في كتابه «تذهيب التهذيب» في باب المسمين بأحمد ما محصله :

محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب القرشي الهاشمي المدني ويعرف بالباقر وامه ام عبد الله بنت الحسن بن على بن أبى طالب روى عنه أبو إسحاق الهمداني وعمرو بن دينار والزهري وعطاء بن أبى رياح وربيعة بن أبى عبد الرحمن والحكم بن عتيبة وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج وهو اسن منه وابنه جعفر بن محمد وابن جريح ويحيى بن أبى كثير والأوزاعي والقاسم بن الفضل الحذاء أبو وقرة بن خالد البصري وحرب بن شريح وجابر الجعفي وأبان بن تغلب وليث بن أبى سليم والحجاج بن ارطاة.

أخبرنا أبو طاهر السلفي ، عن أبى الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي عن أبى الحسن على بن أحمد بن على الغالي المؤدب ، عن أبى الحسن أحمد بن إسحاق النهاوندي ، عن أبى محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي ، عن الحسين الحسين بن أحمد ، عن الوليد ، عن ابن عيينة قال : دخلت المدينة وإذا أنا برجل يتهادى بين رجلين فقلت : من هذا؟ قالوا : جعفر بن محمد قلت : من الذي عن يمينه؟ قالوا : أيوب السختياني قلت : من الذي عن يساره؟ قالوا : عمرو بن دينار الخبر.


توسّعه فيه.

ومنهم العلامة الهروي في «جمع الوسائل في شرح الشمائل للترمذي» (ج ١ ص ١٨٧ ط الادبية بالقاهرة) قال :

محمّد بن عليّ الملقّب بالباقر لأنّه بقر العلم ، أي شقّه وعلم أصله وفرعه وجليّه وخفيّة.

ومنهم العلامة المؤرخ الشيخ أحمد بن يوسف بن أحمد بن سنان الدمشقي الشهير بالقرمانى في «أخبار الدول وآثار الاول» (ص ١١١ ط بغداد) قال :

وإنّما سمّى بالباقر لأنّه بقر العلم وقيل : لقّب بالباقر لما روى عن جابر ثمّ ذكر الحديث المتقدّم عنه ثمّ قال : وكان خليفة أبيه من بين أخوته ووصيّه والقائم بالإمامة من بعده وفيه يقول القرطبي :

يا باقر العلم لأهل التّقى

وخير من لبّي على الأجبل

ومنهم العلامة السيد عباس المكي في «نزهة الجليس ومنية الأديب الأنيس» (ج ٢ ص ٢٣ ط القاهرة) قال :

محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم‌السلام الملقّب بالباقر ـ أحد الأئمّة الاثني عشر عند الإماميّة وكان عالما سيّدا كبيرا ، وما سمّي الباقر إلّا لأنّه تبقّر في العلم أي توسّع فيه ، والتبقّر التّوسّع وفيه قال :

«يا باقر العلم لأهل الحجا

وخير من لبّي على الأجبل»

ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في «اسعاف الراغبين» (المطبوع بهامش نور الأبصار ص ٢٥٣ ط العثمانية بمصر) قال :

ولقّب بالباقر لأنّه بقر العلم أي شقّه فعرف أصله وخفيّه.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٩٢ ط العثمانية بمصر)


قال :

قال : المناوى في طبقاته : سمّي باقرا لأنّه بقر العلم أي شقّه فعرف أصله.

إلى أن قال : وكنيته أبو جعفر لا غير ، وألقابه ثلاثة : الباقر ، والشاكر ، والهادي ، وأشهرها الباقر (١).

__________________

(١) قال العلامة أبو نعيم الاصفهانى في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٨٠ ط السعادة بمصر) قال : الحاضر الذاكر ، الخاشع الصابر أبو جعفر محمد بن على الباقر ، كان من سلالة النبوة ، وممن جمع حسب الدين والابوة ، تكلم في العوارض والخطرات ، وسفح الدموع والعبرات ونهى عن المراء والخصومات.

وقال العلامة محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السئول» (ص ٨٠ ط طهران) باقر العلم وجامعه وشاهر علمه ورافعه ومتفوق دره وراضعه ومنمق دره وراصعه صفا قلبه وزكا عمله وطهرت نفسه وشرفت أخلاقه وعمرت بطاعة الله أوقاته ورسخت في مقام التقوى قدمه وظهرت عليه سمات الازدلاف وطهارة الاجتباء إلى أن قال : وله ثلاثة القاب : باقر العلم ، والشاكر ، والهادي ، وأشهرها الباقر ، وسمى بذلك لتبقره في العلم وتوسعه فيه.

وقال العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ١٩٢ ط الغرى).

قال بعض أهل العلم : محمد بن على بن الحسين الباقر وهو باقر العلم وجامعه وشاهره ورافعه ومتفوق دره وراصعه صفى قلبه وزكى عمله وطهرت نفسه وشرفت أخلاقه وعمرت بطاعة الله تعالى ورسخ في مقام التقوى قدمه وميثاقه.

قال : وقال صاحب الإرشاد أبو عبد الله محمد بن محمد النعمان : كان الباقر محمد بن على خليفة أبيه من اخوته ووصيه والقائم بالامامة من بعده وبرز على جماعته بالفضل والعلم والزهد والسؤدد وكان أشهرهم ذكرا وأكملهم فضلا وأعظمهم نبلا ، لم يظهر عن أحد من ولد الحسن والحسين عليهم‌السلام من علم الدين والسنن وعلم القرآن والسير وفنون الأدب ما ظهر من أبى جعفر الباقر عليه‌السلام.


علمه عليه‌السلام

كلام عبد الله بن عطاء في علمه

نقله القوم :

منهم العلامة عبد الله بن أسعد اليافعي في «روض الرياحين» (ص ٥٧ ط القاهرة) قال :

وقال عبد الله بن عطاء رحمه‌الله : ما رأيت العلماء عند أحد أصغر علما منهم عند محمّد بن عليّ بن الحسين رضي الله تعالى عنهم.

ومنهم العلامة أبو نعيم الاصبهانى في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٨٥ ط السعادة بمصر) قال

حدثنا محمّد بن أحمد بن الحسن ، ثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، ثنا إبراهيم ابن محمّد بن أبي ميمون ، ثنا أبو مالك الجبني ، عن عبد الله بن عطاء قال : ما رأيت العلماء عند أحد أصغر علما منهم عند أبي جعفر ، لقد رأيت الحكم عنده كأنّه متعلّم.

ومنهم العلامة في «مرآة الجنان» (ج ١ ص ٢٤٧ ط حيدرآباد).

روى كلام عطاء بعين ما تقدّم.

ومنهم العلامة الشيخ مصطفى رشدي الدمشقي في «الروضة الندية»

__________________

وفي (ص ١٩٧ ، الطبع المذكور).

كان محمد بن على بن الحسين عليهم‌السلام مع ما هو عليه من العلم والفضل والسؤدد والرياسة والامامة ، ظاهر الجود في الخاصة والعامة مشهور الكرم في الكافة معروفا بالفضل والإحسان مع كثرة عياله وتوسط حاله.


(ص ١٣ ط الخيرية بمصر).

روى كلام عطاء بعين ما تقدّم وزاد في آخره : ولقد رأيت الحكم بن عيينة مع جلالته بين يديه كأنّه صبيّ بين يدي معلّمه.

ومنهم العلامة البدخشي في «مفتاح النجا» (ص ١٦٤ مخطوط).

روى كلام عطاء بعين ما تقدّم عن «الروضة النديّة».

ومنهم العلامة الخواجة پارساى البخاري في «فصل الخطاب» (على ما في الينابيع ص ٣٨٠ ط اسلامبول) قال :

قال بعضهم : ما رأيت من العلماء عند أحد كان أقلّ علما إلّا عند الإمام محمّد الباقر رضي‌الله‌عنه.

ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٤٧ ط الغرى).

نقل كلام عطاء بعين ما تقدّم عن «روض الرياحين» وزاد : لقد رأيت الحكم عنده كأنّه عصفور مغلوب ويعني بالحكم الحكم بن عيينة وكان عالما نبيلا جليلا في زمانه.

كلام مالك والقرطي في ذلك

رواه القوم :

منهم ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ١٩٢ ط الغرى) قال :

وروى عنه أي عن الباقر عليه‌السلام معالم الدّين بقايا الصحابة ووجوه التابعين وسارت بذكر علومه الأخبار وأنشدت في مدائحه الأشعار ، فمن ذلك ما قاله مالك ابن أعين الجهني من قصيدة يمدحه عليه‌السلام فيها :

إذا طلب النّاس القرآنا

كان القريش عليه عيالا


وإن قام ابن بنت النبي

تلقت يداه فروعا طوالا

نجوم تهلل المدلجين

جبال تورث علما وجالا

وفيه يقول القرطي :

يا باقر العلم لأهل التّقي

وخير من لبّي على الأجبل

كلامه عليه‌السلام في معرفة الباري لما قيل له :

هل رأيت الله؟

رواه القوم :

منهم علامة العرفان والسلوك والأخلاق أبو حامد الشيخ محمد بن محمد الغزالي الطوسي المتوفى سنة ٥٠٥ في «مكاشفة القلوب» (ص ٧٢ ط مصطفى ابراهيم تاج بالقاهرة) قال :

قال أعرابيّ لمحمّد بن عليّ بن الحسين رضي‌الله‌عنهم : هل رأيت الله حين عبدته؟ قال : لم أكن أعبد من لم أره ، قال : كيف رأيته قال : لم تره الأبصار بمشاهدة العيان لكن رأته القلوب بحقيقة الإيمان لا يدرك بالحواسّ ولا يشبه بالناس معروف بالآيات منعوت بالعلامات لا يجور في القضيّات ذلك الله لا إله إلّا هو ربّ الأرض والسماوات فقال الأعرابي : والله أعلم حيث يجعل رسالاته.

ورواه العلّامة الأمير أبو المظفر أسامة بن منقذ الكناني في «لباب الآداب» (ص ٣٤٧ ط القاهرة) لكنّه ذكر كلامه عليه‌السلام هكذا :

ما كنت لأعبد شيئا لم أره قال : فكيف رأيته قال : لم تره الأبصار مشاهدة العين ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان لا يدرك بالحواس ، ولا يقاس بالناس ، معروف بالآيات ، منعوت بالعلامات لا يجور في قضيته ، هو الله الّذي لا إله إلّا هو.


فقال الأعرابي : (اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ).

ومنهم علامة علم المسالك والممالك مطهر بن طاهر المقدسي في «البدء والتاريخ» (ج ١ ص ٧٤ ط مطبعة الخانجى بمصر) قال :

وروينا في حديث إنّ رجلا سأل محمّد بن عليّ أو ابنه جعفر بن محمّد : يا ابن رسول الله هل رأيت ربّك حين عبدته؟ فقال : ما كنت لأعبد ربّا لم أره ، فقال الرّجل : وكيف رأيته ، قال : لم تره العيون بمشاهدة العيان ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالقياس ، معروف بالدّلالات ، موصوف بالصّفات ، له الخلق والأمر ، يعزّ بالحقّ ويذلّ بالعدل ، وهو على كلّ شيء قدير.

كلام آخر له في ذلك

رواه القوم :

منهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٥٠ ط الغرى) قال :

وقال القرشي : حدّثنا محمّد بن الحسين ، عن سعيد بن سليمان ، عن إسحاق ابن كثير ، عن عبد الله بن الوليد قال : قال محمّد بن علي : من عبد المعنى دون الاسم فانّه يخبر عن غائب ، ومن عبد الاسم دون المعنى فانه يعبد المسمّى ، ومن عبد الاسم والمعنى فانّه يعبد الهين ، ومن عبد المعنى بتقريب الاسم إلى حقيقة المعرفة فهو موّحد.


أخذ الخليل علم العروض عن رجل من أصحابه عليه‌السلام

ذكره جماعة من أعلام القوم :

منهم الحافظ أبو حاتم أحمد بن حمدان الرازي في «الزينة في الكلمات الإسلامية العربية» (ص ٨٠ ط الهمداني بالقاهرة) قال :

وكان الخليل بن أحمد أوّل من استخرج العروض ، فاستنبط منها ومن علل النّحو ما لم يستخرجه أحد ولم يسبق إلى مثله سابق.

وسمعت بعض أهل العلم يذكر أنّ الخليل بن أحمد أخذ رسم العروض عن رجل من أصحاب محمّد بن علي ، أو من أصحاب عليّ بن الحسين عليهما‌السلام ، فوضع له اصولا ، وقسّم الشعر ضروبا ، وسمّاه بها ، وجعل لتلك الأقسام دوائر وأسطرا ، وبناه على السّاكن والمتحرّك من أحرف الكلمة والخفيف والثقيل. فكلّ كلمة فيها حرف متحرّك وحرف ساكن سمّاه «سببا» إلخ.

رواية أئمة التابعين وأكابر علماء الدين عنه عليه‌السلام

فممن ذكرها العلامة الشيخ مصطفى رشدي بن الشيخ اسماعيل الدمشقي في «الروضة الندية» (ص ١٢ ط الخيرية بمصر) قال :

الإمام محمّد الباقر : كان عظيم القدر نبيه الذكر لم يظهر عن أحد في عصره ما ظهر عنه من علم الدين والآثار والسنة والعلم بالله تعالى ، روى عنه أئمّة التابعين وأكابر علماء الدين.

ومنهم العلامة الحافظ أبو المؤيد محمد بن محمود بن محمد الخوارزمي المتوفى سنة ٦٦٥ في «جامع مسانيد أبي حنيفة» (ج ٢ ص ٣٤٩ ط حيدرآباد)


حيث قال في ذكر التابعين الّذين روى عنهم أبو حنيفة : محمّد بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب أبو جعفر الهاشمي رضي‌الله‌عنهم إلى أن قال : يقول أضعف عباد الله : وقد روى عنه أبو حنيفة رحمه‌الله في هذه المسانيد (١).

ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٤٧ ط الغرى).

قال ابن سعد : محمّد من الطبقة الثالثة من التابعين من أهل المدينة كان عالما عابدا ثقة روى عنه الأئمّة أبو حنيفة وغيره.

أخباره عليه‌السلام عن المغيبات

رواه القوم :

منهم العلامة ابن حجر الهيتمى في «الصواعق» (ص ١٢١ ط مصر) قال :

وسبق جعفرا إلى ذلك (أي الأخبار بملك أبي جعفر المنصور) والده الباقر ، فإنّه أخبر المنصور بملك الأرض شرقها وغربها وطول مدّته ، فقال له : وملكنا قبل ملككم؟ قال : نعم ، قال : ويملك أحد من ولدي؟ قال : نعم ، قال : فمدّة بني أميّة أطول أم مدّتنا؟ قال : مدّتكم وليلعبنّ بهذا الملك صبيانكم كما يلعب بالأكرّة ، هذا ما عهد إلىّ أبي ، فلمّا أفضت الخلافة للمنصور يملك الأرض تعجّب من قول الباقر.

__________________

(١) وقال العلامة حافظ الدين محمد بن محمد المعروف بالكردى المتوفى سنة ٨٢٧ في «مناقب أبى حنيفة» (ج ١ ص ٢٠٨ ط حيدرآباد).

روى عن عبد الله بن المبارك قال : حج الامام أبو حنيفة فلقى في المدينة محمد بن على بن الحسين بن على رضى الله عنهم فقال : أنت الذي خالفت أحاديث جدي عليه‌السلام بالقياس؟ فقال : معاذ الله عن ذلك اجلس فان لك حرمة كحرمة جدك عليه‌السلام على أصحابه.


خوفه عليه‌السلام من ربه واشتغال قلبه بالله

ونروي جملة مما ورد في كتب القوم في ذلك :

منها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم الحافظ أبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٨٢ ط السعادة بمصر) قال :

حدثنا أبي ، ثنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أبان ، ثنا عبد الله بن محمّد ، ثنا سلمة بن شبيب ، عن عبد الله بن عمر الواسطي ، عن أبي الرّبيع الأعرج ، عن شريك عن جابر ـ يعني الجعفي ـ قال : قال لي محمّد بن عليّ : يا جابر إنّي لمحزون وإنّي لمشتغل القلب. قلت : ولم حزنك وشغل قلبك؟ قال : يا جابر إنّه من دخل قلبه صافي خالص دين الله شغله عمّا سواه. يا جابر ما الدّنيا وما عسى أن تكون هل هو إلّا مركب ركبته أو ثوب لبسته أو امرأة أصبتها ، يا جابر إنّ المؤمنين لم يطمئنّوا إلى الدّنيا لبقاء فيها ، ولم يأمنوا قدوم الآخرة عليهم ، ولم يصمّهم عن ذكر الله ما سمعوا بآذانهم من الفتنة ، ولم يعمهم عن نور الله ما رأوا بأعينهم من الزّينة ، ففازوا بثواب الأبرار ، إنّ أهل التقوى أيسر أهل الدّنيا مؤنة وأكثرهم لك معونة إن نسيت ذكروك ، وإن ذكرت أعانوك ، قوّالين بحقّ الله ، قوّامين بأمر الله ، قطعوا محبّتهم بمحبّة الله عزوجل ، ونظروا إلى الله عزوجل وإلى محبّته بقلوبهم ، وتوحشوا من الدّنيا لطاعة مليكهم ، وعلموا أنّ ذلك منظور إليهم من شأنهم ، فأنزل الدّنيا بمنزل نزلت به وارتحلت عنه ، أو كمال أصبته في منامك ، فاستيقظت وليس معك منه شيء ، واحفظ الله تعالى ما استرعاك من دينه


وحكمته ؛ ورواه في «المختار في مناقب الأخبار».

ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السئول» (ص ٨٠ ط طهران):

روى الحديث عن جابر بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء».

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ١٩٤ ط الغرى).

روى الحديث عن جابر بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء» لكنّه ذكر بدل قوله لبقاء فيها إلى قوله ففازوا بثواب الأبرار : لزوالها ولم يأمنوا الآخرة لأهوالها.

ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٤٨ ط الغرى) روى الحديث من طريق أبي نعيم بعين ما تقدّم عنه في «حلية الأولياء» إلّا أنّه زاد بعد قوله ثوب لبسته : أو لقمة أكلتها ، وأسقط قوله : قطعوا محبّتهم إلى قوله : من شأنهم.

ومنهم العلامة اليافعي في «روض الرياحين» (ص ٥٧ ط القاهرة) قال :

وقال لبعض أصحابه : إنّي لمحزون وإنّي لمشتغل القلب فقيل : وما حزنك وما شغل قلبك؟ قال : إنّه من دخل قلبه صافي خالص دين الله تعالى شغله عما سواه وما عسى أن تكون الدّنيا هل هي إلّا مركب ركبته أو ثوب لبسته أو امرأة أصبتها أو أكلة أكلتها.


ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٤٩ ط الغرى) قال : وقال القرشي بالاسناد المذكور آنفا : حدّثني محمّد بن الحسين ، حدّثنى عبد الله بن إسحاق ، عن العلا بن ميمون ، عن أفلح مولى محمّد بن عليّ قال : خرجت مع مولاي حاجّا فلمّا دخل المسجد نظر إلى البيت فبكى حتّى علا صوته فقلت : بأبي وامّي إنّ النّاس ينظرون إليك فلو رفعت بصوتك قليلا ، فبكى وقال : ويحك لم لا أبكى لعلّ الله أن ينظر إلىّ برحمة منه فأفوز بها عنده ، ثمّ طاف بالبيت وركع عند المقام ورفع رأسه من سجوده فإذا موضعه مبتلّ من دموعه.

ومنهم العلامة اليافعي في «روض الرياحين» (ص ٥٧ ط القاهرة).

روى الحديث مرسلا بعين ما تقدّم عن «التذكرة».

ومنهم العلامة مبارك بن الأثير الجزري في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٣٠ نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق).

روى الحديث عن أفلح بعين ما تقدّم عن «التذكرة» لكنّه زاد كلمة غدا بعد قوله فأفوز بها عنده.

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ١٩٤ ط الغرى).

روى عن أفلح مولاه عليه‌السلام قال : حججت مع أبي جعفر فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «التذكرة» لكنّه أسقط قوله حتّى علا صوته ، وأسقط قوله فبكى.

وذكر بدل قوله ويحك لم لا أبكى : ويلك يا أفلح ولم لا أرفع صوتي بالبكاءئ وبدل كلمة عنده : غدا.


ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٩٣ ط العثمانية بمصر).

روى الحديث عن أفلح بعين ما تقدّم عن «التذكرة» لكنّه ذكر بدل قوله رفعت : خفضت وذكر بدل كلمة عنده : غدا.

ومنها

ما رواه جماعة من القوم :

منهم العلامة أبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٨٦ ط السعادة بمصر) قال :

حدثنا أبي ، ثنا أبو الحسن العبدي ، ثنا أبو بكر بن عبيد الأموي ، ثنا محمّد ابن إدريس ، ثنا سويد بن سعيد ، عن موسى بن عمير ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه. أنّه كان في جوف اللّيل يقول : أمرتني فلم أئتمر ، وزجرتني فلم أزدجر ، هذا عبدك بين يديك ولا أعتذر.

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ١٩٤ ط الغرى).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء» لكنّه ذكر بدل قوله فلم أزدجر إلخ : فلم أنزجر فها أنا عبدك بين يديك مقرّ لا أعتذر.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٣٢ ط مصر) روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة» بعينه.

ومنهم العلامة ابن الأثير الجزري في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٣٠ مخطوط).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء» لكنّه ذكر بدل قوله هذا عبدك : ها أنا عبدك.


سخاوته عليه‌السلام

فمما ورد فيها

ما رواه القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ١٩٧ ط الغرى) قال:

حكت سلمي مولاة أبي جعفر عليه‌السلام أنّه كان يدخل عليه بعض إخوانه فلا يخرجون من عنده حتّى يطعمهم الطيّب ويكسوهم الثياب الحسنة في بعض الأحيان ويهب لهم الدراهم ، فكنت أقول له في ذلك فيقول : يا سلمي ما حسنة الدّنيا إلّا صلة الإخوان والمعارف ، وكان يصل بالخمسمائة درهم وبالستمائة وبالألف درهم.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٩٤ ط العثمانية بمصر).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة» لكنّه قال : فكنت اكلّمه في ذلك ، لكثرة عياله وتوسّط حاله.

ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكر» (ص ٣٥٠ ط الغرى).

روى ما تقدّم عن «الفصول المهمّة» بمعناه وزاد : ويجيز بالخمسمائة إلى الألف ولا يمل من مجالسة الاخوان.

ومنها

ما رواه القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ١٩٧ ط الغرى)

(احقاق الحق مجلد ١٢ ج ١١)


قال :

قال الأسود بن كثير : شكوت إلى أبي جعفر عليه‌السلام جور الزمان وجفاء الإخوان فقال : بئس الأخ أخ يرعاك غنيّا ويجفوك فقيرا ، ثمّ أمر غلامه فأخرج كيسا فيه سبعمائة درهم فقال : استعن بهذه على الوقت فإذا فرغت فاعلمني.

ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السئول» (ص ٨١ ط طهران).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة» لكنّه ذكر بدل كلمة الحاجة : جور الزمان. وبدل كلمة يجفوك : يقطعك. وبدل قوله استعن بهذه على الوقت : استنفق هذه.

ومنهم العلامة مجد الدين ابن الأثير في «المختار» (ص ٣٠ من النسخة الظاهرية بدمشق).

روى الحديث عن الأسود بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة».

شوكته عند أهل زمانه

قال العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ١٩٦ ط الغرى):

وروى الزّهري قال : حجّ هشام بن عبد الملك فدخل المسجد الحرام متوكيّا على يد سالم مولاه ومحمّد بن عليّ عليهما‌السلام في المسجد فقال له سالم : يا أمير المؤمنين هذا محمّد بن عليّ بن الحسين في المسجد ، المفتون به أهل العراق فقال : اذهب إليه وقل له يقول لك أمير المؤمنين : ما الّذي يأكل النّاس ويشربون إلى أن يفصل بينهم يوم القيامة؟ فقال : قل له : يحشر النّاس على مثل قرص نقي فيها أنهار متفجّرة يأكلون ويشربون منها حتّى يفرغوا من الحساب قال : فلمّا سمع هشام ذلك رأى أنّه قد ظفر به فقال : الله أكبر ارجع إليه وقل له : ما يشغلهم عن الأكل


والشرب يومئذ فقال له أبو جعفر قل له : هم في النّار أشغل ولم يشتغلوا إلى أن قالوا : أفيضوا علينا من الماء أو ممّا رزقكم الله فسكت هشام ولم يرجع كلاما.

ورواه العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٩٤ ط العثمانية بمصر) بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة».

وقال العلامة الحافظ شهاب الدين أحمد بن على بن حجر العسقلاني المتوفى سنة ٨٥٢ في كتابه «تهذيب التهذيب» (ج ٩ ص ٣٥٢ طبع حيدرآباد).

وقال الزّبير بن بكّار كان يقال لمحمّد : باقر العلم وقال محمّد بن المنكدر : ما رأيت أحدا يفضل على عليّ بن الحسين حتّى رأيت ابنه محمّدا أردت يوما أعظه فوعظني.

تواضعه وتحمله لمشقة كسب المئونة لأهله عليه‌السلام

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ١٩٥ ط الغرى) قال:

وعن أبي عبد الله بن محمّد بن المكندر كان يقول : ما كنت أرى أنّ مثل عليّ ابن الحسين عليهما‌السلام يدع خلفا يقارنه في الفضل حتّى رأيت ابنه محمّد بن عليّ عليهما‌السلام وذلك أنّي أردت أن أعظه فوعظني فقال أصحابه : بأيّ شيء وعظك ، قال : خرجت إلى بعض نواحي المدينة في يوم من الأيّام في ساعة حارّة فلقيت محمّد بن عليّ وكان رجلا بدينا وهو متّكىء بين غلامين أسودين له فقلت في نفسي : شيخ من شيوخ قريش خرج في هذه الساعة على هذه الحالة في طلب الدّنيا لأعظنّه فدنوت منه وسلّمت عليه فسلّم عليّ بنهر وقد تصيب عرقا فقلت : أصلحك الله شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة في هذه الحالة في طلب الدّنيا لو جاءك الموت وأنت على هذه


الحالة قال : فخلّى عن الغلامين والتفت إلىّ وقال : لو جاءني الموت وأنا على هذه الحالة لجاءني وأنا في طاعة من طاعة الله أكفّ بها نفسي عنك وعن النّاس وإنّما كنت أخاف الموت لو جاءني وأنا على معصية من معاصي الله تعالى ، فقلت : رحمك الله أردت أن أعظك فوعظتني.

وعن معاوية بن عمّار الدّهني عن محمّد بن عليّ بن الحسين في قوله عزوجل : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) قال : نحن أهل الذّكر.

حرمة السائل في باب داره عليه‌السلام

رواه القوم :

منهم العلامة أبو عثمان الجاحظ في «البيان والتبيين» (ج ٣ ص ١٥٧ ط الآستانة بمصر) قال : وكان محمّد بن عليّ الباقر إذا رأى مبتلى أخفى الاستعاذة وكان لا يسمع من داره للسائل : بورك فيك ، ولا يا سائل خذ هذا ، وكان يقول سمّوهم بأحسن أسمائهم.

نقش خاتمه عليه‌السلام

رواه القوم :

منهم العلامة الثعلبي في «تفسيره» (على ما في مناقب عبد الله الشافعي ص ٧٠ مخطوط) قال :

أخبرنا أبو الحسن العلوي الرضوي ، حدّثنا أحمد بن عليّ بن مهدي ، حدّثني أبي ، حدّثني عليّ بن موسى الرّضا ، حدّثني أبي موسى بن جعفر ، حدّثني أبي جعفر الصّادق قال : كان نقش خاتم أبي محمّد بن عليّ الباقر : ظني بالله حسن وبالنبيّ المؤتمن وبالوصيّ ذي المنن وبالحسين والحسن ـ الحديث.


جملة من كراماته عليه‌السلام

منها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ في «الفصول المهمة» (ص ٢٠٠ ط الغرى) قال :

ومن الكتاب المذكور (الخرائج والجرائح) أيضا عن جعفر الصّادق عليه‌السلام قال : كان أبي في مجلس عام ذات يوم من الأيّام إذ أطرق برأسه إلى الأرض ثمّ رفعه فقال : يا قوم كيف أنتم إذا جاءكم رجل يدخل عليكم مدينتكم هذه في أربعة آلاف يستعرضكم على السيف ثلاثة أيّام متوالية فيقتل مقاتلكم وتلقون منه بلاء لا تقدرون عليه ولا على دفعه وذلك من قابل فخذوا حذركم واعلموا أنّ الّذي قلت لكم هو كائن لا بدّ به منه. فلم يلتفت أهل المدينة إلى كلامه وقالوا لا يكون هذا أبدا فلمّا كان من قابل تحمل أبو جعفر من المدينة بعياله هو وجماعة من بني هاشم وخرجوا منها فجاءها نافع بن الأزرق فدخلها في أربعة آلاف واستباحها ثلاثة أيّام وقتل فيها خلقا كثيرا لا يحصون ، وكان الأمر على ما قالهعليه‌السلام.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٣٣ ط مصر).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة».


ومنها

ما رواه القوم :

منهم العلامة الشيخ يوسف بن إسماعيل النبهاني البيروتى في «جامع كرامات الأولياء» (ج ١ ص ١٦٤ ط مصطفى الحلبي بالقاهرة) قال :

(محمّد الباقر) بن عليّ زين العابدين بن الحسين رضي‌الله‌عنهما أحد أئمّة ساداتنا آل البيت الكرام وأوحد أعيان العلماء الأعلام ومن كراماته : ما روى عن أبي بصير قال : كنت مع محمّد بن عليّ في مسجد رسول الله صلّى الله عليه و؟؟ سلم إذ دخل المنصور وداود بن سليمان قبل أن يفضى الملك لبني العباس فجاء داود إلى الباقر فقال له : ما منع الدوانيقي أن يأتي قال : فيه جفاء فقال الباقر : لا تذهب الأيام حتّى يلي هذا الرجل أمر الخلق فيطأ أعناق الرّجال ويملك شرقها وغربها ويطول عمره فيها حتّى يجمع من كنوز المال ما لا يجمعه غيره ، فأخبر داود المنصور بذلك فأتى إليه وقال : ما منعني من الجلوس إليك إلّا إجلالك ، وسأله عمّا أخبر به داود فقال : هو كائن ، قال : وملكنا قبل ملككم؟ قال : نعم ، قال : ويملك بعدي أحد من ولدي؟ قال : نعم ،؟؟ قال : فمدّة بني أميّة أطول أم مدّتنا؟ قال : مدّتكم أطول وليلعبنّ بهذا الملك صبيانكم كما يلعبون بالكرة بهذا عهد إلىّ أبي فلمّا أفضت الخلافة إلى المنصور تعجب من قوله ، قاله في (المشرع الروى).

ومنهم العلامة ابن الصباغ في «الفصول المهمة» (ص ١٩٩ ط الغرى).

ومنها

ما رواه القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ في «الفصول المهمة» (ص ١٩٩ ط الغرى) قال :

ومن الكتاب المذكور أي الخرائج والجرائح قال أبو بصير : قلت يوما


للباقر : أنتم ذريّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : نعم ، قلت : رسول الله وارث الأنبياء جميعهم ووارث جميع علومهم؟ قال : نعم ، قلت : فأنتم ورثة جميع علوم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : نعم ، قلت : فأنتم تقدرون أن تحيوا الموتى وتبرؤا الأكمه والأبرص وتخبرون النّاس بما يأكلون في بيوتهم؟ قال : نعم ، نفعل ذلك كلّه بإذن الله تعالى ثمّ قال : أدن منّي يا أبا بصير وكان أبو بصير مكفوف النظر قال : فدنوت منه فمسح يده على وجهي فأبصرت السّهل والجبل والسّماء والأرض فقال : أتحبّ أن تكون هكذا تبصر وحسابك على الله؟ أو تكون كما كنت ولك الجنّة؟ قلت : الجنّة أحبّ إلىّ ، قال : فمسح بيده على وجهي فعدت كما كنت ـ.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٩٤ ط العثمانية بمصر).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة»

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٠٠ ط الغرى) قال:

ومن كتاب الدلائل للحميري عن زيد بن حازم قال : كنت مع أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليهما‌السلام فمرّ بنا زيد بن عليّ فقال أبو جعفر : ما رأيت هذا ليخرجنّ بالكوفة وليقتلنّ وليطافنّ برأسه فكان كما قال عليه‌السلام.

ومنهم العلامة الشيخ سليمان القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ٤٢٠ ط اسلامبول) قال :

وروى الحافظ ابن الأخضر في معالم العترة الطاهرة من طريق أبى نعيم ، عن ابن عليّ الرضا محمّد الجواد قال : قد قال محمّد الباقر : يرحم الله أخى زيدا فانه أتى


أبي فقال : إنّي أريد الخروج على هذه الطاغية بني مروان فقال له : لا تفعل يا زيد إنّي أخاف أن تكون المقتول المصلوب بظهر الكوفة ، أما علمت يا زيد إنّه لا يخرج أحد من ولد فاطمة على أحد السلاطين قبل خروج السّفياني إلّا قتل فكان الأمر كما قال له أبى.

ومنها

ما رواه القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٠٢ ط الغرى) قال:

ومن كتاب جمعه الوزير السعيد مؤيّد الدين أبو طالب محمّد بن أحمد بن محمّد ابن عليّ العلقمي قال : ذكر الشيخ الأجلّ أبو الفتح يحيى بن محمّد بن خيار الكاتب قال : سمعت بعض أهل العلم والخير يقول : كنت بين مكّة والمدينة فإذا أنا بشيخ يلوح في البريّة فيظهر تارة ويغيب أخرى حتّى قرب منّي فتأمّلته فإذا هو غلام سباعي أو ثماني فسلّم عليّ فرددت عليه فقلت : من أين يا غلام؟ قال : من الله ، وإلى أين؟ قال : إلى الله ، قلت : فما زادك؟ قال : التقوى ، قلت : فمن أنت؟ قال : رجل من قريش ، قلت : ابن من عافاك الله؟ فقال : أنا رجل علويّ ثمّ أنشد يقول :

نحن على الحوض رواده

نذود ويسعد وراده

فما فاز من فاز إلّا بنا

وما خاب من حبّنا زاده

فمن سرّنا نال منّا السرور

ومن ساءنا ساء ميلاده

ومن كان غاصبنا حقّنا

فيوم القيامة ميعاده

ثمّ قال : أنا أبو جعفر محمّد بن علىّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، ثمّ التفتّ فلم أره ولم أدر نزل في الأرض أو صعد إلى السّماء.


ومنهم العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ٢٣ ط اسلامبول).

روى الحديث نقلا عن «جواهر العقدين» من قوله ثمّ أنشد وقال ـ إلخ بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة».

ومنها

ما رواه القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٠٢ ط الغرى) قال:

وعن ابنه جعفر الصادق عليه‌السلام قال : كنت عند أبي في اليوم الّذي قبض فيه فأوصاني بأشياء في غسله وتكفينه وفي دخوله قبره قال : فقلت له : يا أبت والله ما رأيتك منذ اشتكيت أحسن منك اليوم ولا أرى عليك أثر الموت فقال : يا بنيّ أما سمعت عليّ بن الحسين يناديني من وراء الجدار يا محمّد عجّل ـ.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٩٥ ط العثمانية بمصر).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة».

ومنها

ما رواه القوم :

منهم العلامة تقى الدين أبو العباس أحمد بن على بن عبد القادر المقريزى الشافعي المتوفى سنة ٨٤٥ في كتابه «اتعاظ الحنفاء» (ص ٢٤٥ ط مصر دار الفكر العربي) حيث قال في ترجمة الصناديقى :

فلمّا كان في سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة أرادوا أن يستميلوا النّاس فحملوا الحجر الأسود إلى الكوفة ونصبوه فيها على الاستوانة بالجامع.


وكان قد جاء عن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب الملقب ب (الباقر) إنّ الحجر الأسود يعلق في مسجد الجامع بالكوفة في آخر الزمان.

نبذة من كلماته عليه‌السلام

منها

ما دخل قلب امرئ ما دخل قلب امرئ شيء من الكبر إلّا نقص من عقله مثل ما دخله من ذلك قلّ أو كثر ـ رواه الحافظ أبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٨٠ ط السعادة بمصر) قال :

حدّثنا أبي ، ثنا إبراهيم بن محمّد بن الحسن ، ثنا أبو الربيع ، ثنا عبد الله بن وهب أخبرني إبراهيم بن نشيط ، عن عمر مولى عفرة ، عن محمّد بن عليّ أنّه قاله.

ورواه محمّد بن طلحة في «مطالب السئول» (ص ٨٠ ط طهران).

ورواه العلّامة الأبياري في «جالية الكدر» (ص ٢٠٤ ط مصر) لكنّه ذكر بدل قوله : من ذلك قل أو كثر : من ذلك الكبر أو أكثر ، ورواه في «الفصول المهمّة» (ص ١٩٥ ط الغرى) وفي «نور الأبصار» (ص ١٩٥ ط العثمانيّة بمصر) ، ورواه في «التذكرة» (ص ٣٤٨) ط الغرى) ، ورواه في «المختار» (ص ٣٤٨ ط الغرى) ، ورواه في «الحدائق الورديّة» (ص ٣٦).

ومن كلامه عليه‌السلام

إنّي لأكره أن يكون مقدار لسان الرّجل فاضلا على مقدار علمه كما أكره أن يكون مقدار علمه فاضلا على مقدار عقله. رواه الشيخ عزّ الدين ابن أبي الحديد المعتزلي في «شرح نهج البلاغة» (ج ٢ ص ١٩١ ط القاهرة).


ومن كلامه عليه‌السلام

ما شيب شيء بشيء أحسن من علم بحلم ـ رواه الشيخ عليّ أبو الحسن الواسطي الشافعي المتوفّي ببدر محرما في سنة ٧٣٣ في «خلاصة الإكسير» (ص ١٢ ط مطبعة الخيرية في القاهرة).

ومن كلامه عليه‌السلام

مالك من عيشك إلّا لذة تزدلف بك إلى حمامك وتقرّبك من يومك فأيّة أكلة ليس معها غصص وشربة ليس معها شرق فتأمل أمرك فكأنّك قد صرت الحبيب المفقود أو الخيال المحترم. رواه عنه أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل البكري المتوفي سنة ٣٥١ في «الصّناعتين» (ص ٤٠ ط القاهرة).

ومن كلامه عليه‌السلام

ليس في الدّنيا شيء أعون من الإحسان إلى الإخوان. رواه ابن الصبان المالكي في «اسعاف الراغبين» (المطبوع بهامش نور الأبصار ص ٢٥٣ ط العثمانيّة بمصر).

ومن كلامه عليه‌السلام

هل سمّى (أي الله عزوجل) عالما قادرا إلّا لأنّه وهب العلم للعلماء والقدرة للقادرين فكلّما ميّزتموه بأوهامكم في أدقّ معانيه فهو مخلوق مصنوع مثلكم مردود إليكم ، ولعلّ النّمل الصغار تتوهّم أنّ لله تعالى زبانيتين كمالها فانّها تتصوّر أنّ عدمهما نقص لمن لا تكونان له. رواه العلّامة السيّد صديق حسن خان


ملك بهوپال في «حظيرة القدس وذخيرة الانس» (ص ٢١١ ط المطبعة الصديقي في بهوپال) ثمّ قال : وعلى هذا الكلام عبقة نبويّة تعطر مشام رواح أرباب القلوب.

ومن كلامه عليه‌السلام

ما اغرورقت عين بمائها من خشية الله تعالى إلّا حرّم الله وجه صاحبها على النّار فان سالت على الخدّين دموعه لم يرهق وجهه قتر ولا ذلّة ، وما من شيء إلّا وله جزاء إلّا الدمعة فانّ الله تعالى يكفر بها بحورا من الخطايا ولو أنّ باكيا يبكى في أمّة لحرّم الله تلك الامّة على النّار.

رواه في «الفصول المهمّة» (ص ١٩٤ ط الغرى) و «نور الأبصار» (ص ١٩٢ ط العثمانية بمصر) ، و «مطالب السؤول» (ص ٨٠ ط طهران) ، و «تذكرة الخواص» (ص ٣٤٩ ط الغرى) قال : قال أبو نعيم : أخبرنا غير واحد عن عبد الوهاب الحافظ أخبرنا عبد الملك بن عبد الجبار ، أخبرنا عليّ بن أحمد الملطي ، عن أحمد بن محمّد ابن يوسف ، عن ابن صفوان ، عن أبي بكر القرشي ، حدّثني إبراهيم بن راشد ، حدّثنا بشر بن حجر الشامي ، حدّثنا مروان بن معاوية ، عن خالد بن أبي الهيثم ، عن محمّد بن عليّ أنّه قاله. ورواه ابن الأثير في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٣٠ من النسخة الظاهرية بدمشق) إلى قوله ولا ذلّة.

ورواه ابن الجوزي في «التبصرة» (ص ٢٨١ ط عيسى الحلبي في القاهرة) إلى قوله: ولا ذلّة وزاد كلمة يوم القيامة. ورواه في «الحدائق الورديّة» (ص ٣٦).

ومن كلامه عليه‌السلام

صحبة عشرين يوما قرابة. رواه العلّامة الزمخشري في «ربيع الأبرار» (ص ٧٥ مخطوط).


ومن كلامه عليه‌السلام

إذا بلغ الرّجل أربعين سنة ناداه مناد من السّماء دنا الرحيل فأعدّ زادا رواه أيضا العلامة الزمخشري في «ربيع الأبرار» (ص ٢٧٤ مخطوط).

ومن كلامه عليه‌السلام

إنّ الله تعالى يلقى في قلوب شيعتنا الرّعب ، فإذا قام قائمنا وظهر مهدينا كان الرّجل أجرأ من ليث وأمضي من سنان. رواه في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٨٤ ط السعادة بمصر) قال :

حدثنا محمّد بن أحمد الجرجاني ، ثنا عمران بن موسى السختياني ، ثنا عثمان بن أبي شيبة ، ثنا مالك بن إسماعيل ، ثنا مسعود بن سعد الجعفي ، عن جابر عن أبي جعفر قاله.

ومن كلامه عليه‌السلام

الإيمان ثابت في القلوب ، واليقين خطرات ، فيمرّ اليقين بالقلب فيصير كأنّه زبر الحديد ، ويخرج منه ، فيصير كأنّه خرقة بالية. رواه في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٨٠ ط السعادة بمصر) قال :

حدثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، ثنا إسماعيل بن عبد الله بن محمّد ، ثنا إسحاق بن موسى ، ثنا عبد السلام بن حرب ، عن خلف بن حوشب ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ، قاله.


ومن كلامه عليه‌السلام

إذا أراد الله أن ينتقم لوليّه انتقم من عدوّه بعدوّه ، وإذا أراد الله أن ينتقم لنفسه انتقم بوليّه من عدوّه. رواه الراغب الأصبهاني في «المحاضرات» (ج ١ ص ٢١٦ ط بيروت) قال : روى جعفر بن محمّد عليه‌السلام عن أبيه قال.

ومن كلامه عليه‌السلام

كم من نعمة في عرق ساكن. رواه العلامة الزمخشري في «ربيع الأبرار» (ص٣١٣).

ومن كلامه لابنه عليهما‌السلام

يا بنيّ إذا أنعم الله عليك نعمة فقل : الحمد لله ، وإذا حزنك أمر فقل : لا حول ولا قوّة إلّا بالله ، وإذا أبطأ عنك رزق فقل : أستغفر الله.

رواه أبو عثمان الجاحظ في «البيان والتبيين» (ص ٢٥٧ ط الاستقامة بالقاهرة).

والعلامة ابن الصبّاغ المالكي في «الفصول المهمّة» (ص ١٩٧ ط الغرى).

ومن كلامه عليه‌السلام

بئس الأخ أخ يراعيك غنيّا ويقطعك فقرا. رواه ابن الصبان في «اسعاف الراغبين» (المطبوع بهامش نور الأبصار ٢٥٣ ط العثمانيّة بمصر) ، ورواه ابن طلحة في «مطالب السؤول» (ص ٨١ ط طهران) ، ورواه ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٥٠ ط الغرى).

ورواه ابن الأثير في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٣٠ نسخة مكتبة


الظاهريّة بدمشق). والعلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٩٦ ط العثمانيّة بمصر). وابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمّة» (ص ١٩٧ ط الغرى). لكنّه ذكر بدل كلمة يقطعك : يجفوك.

ومن كلامه عليه‌السلام

سلاح اللّئام قبح الكلام. رواه في «نور الأبصار» (ص ١٩٥ ط العثمانية بمصر). ورواه في «الفصول المهمّة» (ص ١٩٥ ط الغرى) ، ورواه في «مطالب السئول» (ص ٨٠ ط طهران) ، ورواه في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٨٢ ط السعادة بمصر) قال : حدّثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد ثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي ، ثنا محمّد بن زكريّا ، ثنا قيس بن حفص ، ثنا حسين بن حسن قال : كان محمّد بن عليّ يقول : سلاح اللّئام قبح الكلام. ونقله عنه في «التذكرة» (ص ٣٤٨ ط الغرى) بعينه سندا ومتنا.

ومن كلامه عليه‌السلام

كان لي أخ في عيني عظيم وكان الّذي عظمه في عيني صغر الدّنيا في عينه. رواه في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٨٦ ط السعادة بمصر) قال : حدّثنا أبي ، ثنا أحمد بن محمّد بن عمر ، ثنا عبد الله بن محمّد القرشي ، ثنا أحمد بن محمّد قال : قاله عليه‌السلام ورواه في «الحدائق الورديّة» (ص ٣٦ ط دمشق).

ومن كلامه عليه‌السلام

أشدّ الأعمال ثلاثة : ذكر الله على كلّ حال ، وإنصافك من نفسك ، ومواساة الأخ في المال. رواه في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٨٣ ط السعادة


بمصر) قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد ، ثنا أحمد بن الجارود ، ثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا أبو خالد الأحمر ، عن حجّاج ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قاله.

ومن كلامه عليه‌السلام

ما من شيء أحبّ إلى الله عزوجل من أن يسئل ، وما يدفع القضاء إلّا الدّعاء ، وإنّ أسرع الخير ثوابا البرّ ، وأسرع الشرّ عقوبة البغي ، وكفى بالمرء عيبا أن يبصر من النّاس ما يعمى عليه من نفسه ، وأن يأمر النّاس بما لا يفعله ، وأن ينهى الناس بما لا يستطيع التحوّل عنه ، وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه. رواه في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٨٧ ط السعادة بمصر) قال :

حدثنا أبو محمّد بن حيّان ، ثنا إبراهيم بن محمّد بن الحسن ، ثنا عليّ بن محمّد ابن الحسن ، ثنا عليّ بن محمّد بن أبي الخضيب ، ثنا إسماعيل بن أبان ، عن الصبّاح المزنيّ ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ. قاله.

ورواه في «الفصول المهمّة» (ص ١٩٤ ط الغرى).

و «المختار» (ص ٣٠ ط نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق) و «مطالب السئول» (ص ٨٠).

ورواه في «تذكرة السبط» ص ٣٥٠ ط الغرى) ، و «الحدائق الورديّة» (ص ٣٦).

ورواه في «مطالب السئول» بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة» إلى قوله : من نفسه.

ومن كلامه عليه‌السلام

أعرف المودّة لك في أخيك ممّا له في قلبك. رواه في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٨٧ ط السعادة بمصر) قال :


حدثنا أبي ، ثنا أبو الحسن ، ثنا أبو بكر بن عبيد ، ثنا عبد الرّحمن بن صالح ، ثنا الحكم بن يعلي ، ثنا القاسم بن الفضل ، عن أبي جعفر. قاله.

وفي «مطالب السئول» (ص ٨١ ط طهران) وفي «الفصول المهمّة» (ص ١٩٧ ط الغرى). وفي «نور الأبصار» (ص ١٩٦ ط العثمانيّة بمصر) و «الحدائق الورديّة» (ص ٣٦ ط الدرويشيّة بدمشق).

ومن كلامه عليه‌السلام

شيعتنا من أطاع الله. رواه في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٨٤ ط السعادة بمصر) قال :

حدثنا محمّد بن أحمد ، ثنا عمران بن موسى ، ثنا عثمان بن أبي شيبة ، ثنا مالك بن إسماعيل ، ثنا مسعود بن سعد ، عن جابر ، عن أبي جعفر قاله.

ورواه في «الفصول المهمّة» (ص ١٩٥ ط الغرى).

ومن كلامه عليه‌السلام

الغنا والعزّ يجولان في قلب المؤمن ، فإذا وصلا إلى مكان فيه التوّكل أوطناه. رواه في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٨١ ط السعادة بمصر) قال :

حدثنا عثمان بن محمّد العثماني ، ثنا الحسين بن أبي الحسن أبو علي الروذباري قال : سمعت أبا العباس المسروق قال : سمعت سفيان الثوريّ يقول : سمعت منصورا يقول : سمعت محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ يقوله. ورواه في «مطالب السئول» (ص ٨٠ ط طهران) ، ورواه في «الفصول المهمّة» (ص ١٩٥ ط الغرى) ، ورواه في «نور الأبصار» (ص ١٩٥ ط العثمانية بمصر) لكنّهم ذكروا بدل كلمة : أوطناه :

(احقاق الحق مجلد ١٢ ج ١٢)


استوطناه ، ونقله عن أبي نعيم في «تذكرة الخواص» (ص ٣٤٨) بعين ما تقدّم عنه سندا ومتنا. ورواه في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٣٠) ، ورواه في «الحدائق الورديّة» (ص ٣٦) ، لكنّه ذكر بدل كلمة أوطناه : جعلاه موطنا.

ومن كلامه عليه‌السلام

والله لموت عالم أحبّ إلى إبليس من موت سبعين عابدا. رواه في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٨٣ ط السعادة) قال :

حدثنا محمّد بن أحمد بن الحسن ، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدّثنا أبي ، ثنا أبو بكر بن عيّاش ، عن سعد الإسكافي ، عن أبي جعفر قاله.

ورواه في «الفصول المهمّة» (ص ١٩٥ ط الغرى) ورواه في «التذكرة» (ص ٣٤٨ ط الغرى) ، ورواه في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٣٠) ، ورواه في «مطالب السؤول» (ص ٨٠ ط طهران).

ومن كلامه عليه‌السلام

عالم ينتفع بعلمه أفضل من ألف عابد. رواه في «حلية الأولياء» (ص ١٨٣ ط السعادة بمصر) قال :

حدّثنا حبيب بن الحسن ، ثنا أبو بكر محمّد بن سعيد الصيرفي ، ثنا زهير بن محمّد ، ثنا موسى بن داود ، ثنا مندل وحيّان ابنا عليّ ، عن سعد الاسكافي ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ قاله. ورواه في «مطالب السئول» (ص ٨٠ ط طهران). ورواه في «الفصول المهمّة» (ص ١٩٥ ط الغرى) إلّا أنّه ذكر بدل كلمة أفضل : خير.

ورواه في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٣٠)


ومن كلامه عليه‌السلام

ندعو الله فيما نحبّ ، فإذا وقع الّذي نكره لم نخالف الله عزوجل فيما أحبّ. رواه في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٨٧ ط السعادة بمصر) قال :

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني سفيان ابن وكيع ، ثنا ابن عيينة ، عن عمرو بن دينار. قال : قاله محمّد بن عليّ.

ومن كلامه عليه‌السلام

إنّ الحقّ استصرخني وقد حواه الباطل في جوفه فبقرت على خاصرته واطلعت الحقّ عن حجبه حتّى ظهر وانتشر بعد ما خفي واستتر. رواه في «ربيع الأبرار» (ص ٣١٠ مخطوط).

ومن كلامه عليه‌السلام

يدخل أحدكم يده في كمّ صاحبه ، فيأخذ ما يريد؟ قال : قلنا : لا ، قال : فلستم بإخوان كما تزعمون. رواه في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٨٧ ط السعادة بمصر) قا :

حدثنا أبي قال : ثنا أبو الحسن العبدي ، ثنا أبو بكر بن عبيد ، حدّثني محمّد ابن الحسين ، ثنا سعيد بن سليمان ، عن إسحاق بن كثير ، عن عبيد الله بن الوليد.

قال : قال لنا أبو جعفر محمّد بن عليّ ، فذكره ، ورواه الزمخشري في «ربيع الأبرار» (ص ٧٥ مخطوط).

ورواه في «محاضرات الأدباء» (ص ١٤ ط بيروت) لكنّه ذكر بدل قوله كمّ صاحبه فيأخذ ما يريد : كمّ أخيه فيأخذ حاجته.


ومن كلامه عليه‌السلام

من اعطي الخلق والرّفق ، فقد اعطي الخير كلّه والرّاحة وحسن حاله في دنياه وآخرته ، ومن حرم الرّفق والخلق كان ذلك له سبيلا إلى كلّ شرّ وبليّة إلّا من عصمه الله تعالى. رواه في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٨٦ ط السعادة بمصر) قال :

حدثنا أبو عبد الله مهدي بن إبراهيم بن مهدي ، ثنا محمّد زكريّاء العلامي ثنا عبد الله بن محمّد ، ثنا ابن المبارك. قال : قاله عليه‌السلام.

ومن كلامه عليه‌السلام

إيّاكم والخصومة ، فانّها تفسد القلب وتورث النّفاق. رواه في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٨٤ ط السعادة بمصر) قال :

حدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين قال : حدّثني جدي أبو حصين القاضي ، ثنا عون بن سلّام ، ثنا عنبسة بن مخلد العابد ، عن جعفر بن محمّد بن عليّ عن أبيه. قالهعليه‌السلام.

ورواه في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٣٠ نسخة الظاهريّة بدمشق).

ومن كلامه عليه‌السلام إذا ضحك

اللهمّ لا تمقتني. رواه في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٨٥ ط السعادة بمصر)قال:

حدثنا أبو حامد بن جبلّة ، ثنا محمّد بن إسحاق ، ثنا محمّد بن أبان ، ثنا عبد الله بن نمير ، عن خالد بن دينار ، عن أبي جعفر. أنّه كان إذا ضحك قال : اللهمّ


لا تمقتني ، ورواه في «تذكرة الخواص» (ص ٣٤٩ ط الغرى).

ومن كلامه عليه‌السلام

يا بنيّ إنّ الله خبأ ثلاثة أشياء في ثلاثة أشياء : خبأ رضاه في طاعته فلا تحقرنّ من الطاعة شيئا فلعلّ رضاه فيه ، وخبأ سخطه في معصيته فلا تحقرنّ من المعصية شيئا فلعلّ سخطه فيه ، وخبأ أوليائه في خلقه فلا تحقرنّ أحدا فلعلّه ذلك الوليّ. ـ رواه في «الفصول المهمّة» (ص ١٩٦ ط الغرى). ورواه في «نور الأبصار» (ص ١٩٦ ط العثمانية) قال : روى أبو سعيد منصور بن الحسن الابي في كتابه «نثر الدرر» إنّ محمّد بن عليّ الباقر عليه‌السلام قاله لابنه جعفر الصادق. ورواه في «مجمع الأمثال» (ج ٢ ص ٤٥٨ ط عبد الحميد بالقاهرة) ورواه في «وسيلة المآل» (ص ٢٠١ نسخة مكتبة الظّاهريّة بدمشق).

ومن كلامه عليه‌السلام

يا بنيّ إيّاك والكسل والضّجر : فانّهما مفتاحا كلّ شرّ إنّك إذا كسلت لم تؤدّ حقّا وإن ضجرت لم تصبر على حقّ. رواه في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٨٣ ط السعادة بمصر) قال : ثنا أحمد بن محمّد بن قاسم ، ثنا ابن دريد ، ثنا الريّاشي ثنا الأصمعي قال : قال محمّد بن عليّ لابنه ، ورواه في «الفصول المهمّة» (ص ١٩٧ ط الغرى) ونقله عنه في «تذكرة الخواص» (ص ٣٤٩ ط الغرى) بعين ما تقدّم عنه سندا ومتنا لكنّه ذكر مفتاح كلّ شرّ ، ورواه في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٣٠ نسخة الظاهريّة بدمشق) لكنّه أيضا ذكر كلمة مفتاح بالإفراد. ورواه في «الحدائق الوردية» (ص ٣٦ ط دمشق).


ومن كلامه عليه‌السلام

اللهمّ إنّي أعوذ بك أن يحسن في لوامع العيون علانيتي وتقبح سريرتي ، اللهمّ أسأت فأحسنت إلىّ فإذا عدت فعد علىّ ـ رواه في «مطالب السئول» (ص ٨٠ ط طهران).

ومن كلامه عليه‌السلام

شيعتنا ثلاثة أصناف : صنف يأكلون النّاس بنا ، وصنف كالزّجاج ينهشم ، وصنف كالذّهب الأحمر كلّما دخل النّار ازداد جودة. رواه في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٨٣ ط السعادة بمصر) قال :

حدثنا أحمد بن محمّد ، ثنا محمّد بن عثمان ، ثنا عباد بن يعقوب ، ثنا يونس بن أبي يعقوب ، عن أخيه ، عن أبي جعفر. قاله. ورواه ابن الأثير في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٣٠) بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء» إلّا أنّه ذكر بدل كلمة ينهشم : يتهشّم.

ومن كلامه عليه‌السلام

اصلاح شأن جميع التّعايش والتّعاشر ملأ مكيال ثلثاه فطنة ، وثلثه تغافل. رواه في «البيان والتبيين» (ج ١ ص ١٠٧).

ومن كلامه عليه‌السلام

يا جابر إنّي لمحزون وإنّي لمشتغل القلب قلت : وما حزنك؟ وما شغل قلبك؟ قال : يا جابر إنّه من دخل قلبه خالص دين الله شغله عما سواه ، يا جابر؟ ما الدّنيا


وما عسى أن يكون هل هو إلّا مركب ركبته أو ثوب لبسته أو امرأة أصبتها يا جابر إنّ المؤمنين لم يطمئنّوا إلى الدّنيا لبقاء فيها ولم يأمنوا قدوم الآخرة عليهم ولم يصمّهم عن ذكر الله ما سمعوا بآذانهم من الفتنة ولم يعمهم عن نور الله ما رأوا بأعينهم من الزينة ففازوا بثواب الأبرار ، إنّ أهل التقوى أيسر أهل الدّنيا مؤنة وأكثرهم لك معونة إن نسيت ذكروك وإن ذكرت أعانوك قوّالين بحقّ الله قوامّين بأمر الله قطعوا محبّتهم بمحبّة الله ونظروا إلى الله وإلى محبّته بقلوبهم وتوحّشوا من الدّنيا لطاعة مليكهم فانزل الدنيا بمنزل نزلت به وارتحلت عنه أو كمال أصبته في منامك فاستيقظت وليس معك منه شيء واحفظ الله ما استرعاك من دينه وحكمته. رواه ابن الأثير في «المختار في مناقب الأخيار» (ص نسخة الظاهريّة بدمشق) قد مرّ الحديث في خوفه عليه‌السلام من الله قال : قال جابر الجعفي : قال لي محمّد بن عليّ فذكره وروى شطرا منه ، العلّامة أبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٨٧ ط السعادة بمصر) قال :

حدثنا عبد الله بن محمّد بن زكريّاء ، ثنا سلمة بن شبيب ، ثنا سهل بن عاصم ، ثنا عبد الله بن عمر الواسطي ، عن أبي الرّبيع الأعرج ، ثنا شريك ، عن جابر. قال : قاله لي محمّد بن عليّ. يا جابر انزل الدّنيا كمنزل نزلت به وارتحلت منه ، أو كمال أصبته في منامك فاستيقظت وليس معك منه شيء إنّما هي مع أهل اللّب والعالمين بالله تعالى كفيء الظّلال ، فاستحفظ ما استرعاك الله تعالى من دينه وحكمته.

ومن كلامه عليه‌السلام

حين سمع عصافير يصحن :

تدرى يا أبا حمزة ما يقلن؟ قلت : لا ، قال : يسبّحن ربّي عزوجل


ويطلبن قوت يومهنّ. رواه في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٨٧ ط السعادة بمصر) قال

حدثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، ثنا إسماعيل بن موسى الحاسب ، ثنا عبد الملك بن عبد ربّه الطائي ، ثنا حصين بن القاسم ، ثنا أبو حمزة الثّمالي. قال : قال لي محمّد بن عليّ بن الحسين رضي الله تعالى عنهم ـ وسمع عصافير يصحن ـ فقاله.

ومن كلامه عليه‌السلام

الّذين يخوضون في آيات الله هم أصحاب الخصومات. رواه في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٨٤ ط السعادة بمصر) قال :

حدثنا مخلد بن جعفر الدّمشقي ، ثنا الحسن بن أبي الأحوص ، ثنا أحمد بن يونس ، ثنا أبو شهاب ، عن ليث ، عن الحكم ، عن أبي جعفر قاله.

ومن كلامه عليه‌السلام

إذا رأيتم القارئ يحبّ الأغنياء فهو صاحب الدّنيا ، وإذا رأيتموه يلزم السلطان من غير ضرورة فهو لصّ. رواه في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٨٤ ط السعادة بمصر) قال : حدّثنا حبيب بن الحسن ، ثنا أبو شعيب الحرّاني ، ثنا خالد بن يزيد ، ثنا أبو داود أنّه سمع محمّد بن على يقوله. ورواه في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٣٠ نسخة الظاهرية بدمشق) لكنّه أسقط قوله : من غير ضرورة.

ومن كلامه عليه‌السلام

قال : ما من عبادة أفضل من عفة بطن أو فرج. رواه في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٣٠ نسخة الظاهريّة بدمشق) ، وفي «مطالب السئول» (ص ٨٠) ، ورواه في «الحدائق الورديّة» (ص ٣٦).


ومن كلامه عليه‌السلام

أنتم أهل العراق تقولون : أرجى آية في كتاب الله تعالى قوله تعالى : (يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ) الآية ونحن أهل البيت نقول : أرجى آية في كتاب الله تعالى (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) وعده ربّه عزوجل أن يرضيه في أمّته.

رواه العلامة العارف الشيخ أبو طالب محمّد بن عليّ بن عطيّة الحارثي في «قوت القلوب في معاملة المحبوب» (ج ١ ص ٤٣٣ ط مصطفى الحلبي بالقاهرة).

ومن وصية له عليه‌السلام لعمر بن عبد العزيز

أوصيك أن تتّخذ صغير المسلمين ولدا ، وأوسطهم أخا ، وكبيرهم أبا ، فارحم ولدك ، وصل أخاك ، وبرّ أباك ، وإذا صنعت معروفا فربّه.

رواه أبو علي القال في «الأمالي» (ج ٢ ص ٣٠٨ ط بيروت).

ورواه الحافظ يوسف بن عبد الله بن عبد البرّ النمري الأندلسي في «بهجة المجالس وانس المجالس» (ص ٢٥٠ ط القاهرة) إلى قوله : وبرّ أباك ، وذكر بدل كلمة صغير : صغار.

ومن كلامه عليه‌السلام

ربّ البيت آخر من يغسل. رواه الحافظ أبو عمرو يوسف بن عبد الله بن عبد البرّ النمري الاندلسي في «بهجة المجالس وانس المجالس» (ص ٨٤ ط القاهرة).


ومن كلامه عليه‌السلام

أدّوا الأمانة ولو إلى قتلة أولاد الأنبياء.

رواه في «البرهان في وجوه البيان» (ص ٤٠٣ ط بغداد).

ومن كلامه له عليه‌السلام

لما قيل له : من أشدّ الناس زهدا؟

من لا يبالي الدّنيا في يد من كانت.

رواه في «البيان والتبيين» (ص ١٥٩ ط القاهرة).

ومن كلام له عليه‌السلام

لمّا قيل له : من أخسر النّاس صفقة؟

من باع الباقي بالفاني.

رواه في «البيان والتبيين» (ص ١٥٩ ط القاهرة).

ومن كلام له عليه‌السلام

لمّا قيل له : من أعظم النّاس قدرا؟

من لا يرى الدّنيا لنفسه قدرا.

رواه في «البيان والتبيين» (ص ١٥٩ ط القاهرة).


ومن كلام له عليه‌السلام

اللهمّ أعنّى على الدّنيا بالغنى ، وعلى الآخرة بالتقّوى.

رواه في «البيان والتبيين» (ص ٢٥٠ ط القاهرة).

ومن كلام له عليه‌السلام

ما يعبأ من يؤم هذا البيت إذا لم يأت بثلاث : ورع يحجره عن محارم الله تعالى ، وحلم يكفّ به غضبه ، وحسن الصحبة لمن يصحبه من المسلمين.

رواه في «العقد الثمين في فضائل البلد الأمين» (ص ٧٨ ط القاهرة).

ومن كلامه عليه‌السلام

في معنى قوله تعالى : (فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ).

قوم وصفوا الحقّ والعدل بألسنتهم وخالفوه إلى غيره.

ومن كلامه عليه‌السلام

الصواعق تصيب المؤمن وغير المؤمن ، ولا تصيب الذاكر. رواه في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٨١ ط السعادة بمصر) قال :

حدثنا محمّد بن عليّ بن حبيش ، ثنا ميمون بن محمّد بن سليمان ، ثنا محمّد بن عبّاد ، ثنا عبد السلام بن حرب ، عن زياد بن خثيمة ، عن أبي جعفر قاله. ورواه في «مطالب السئول» (ص ٨٠ ط طهران) ، ورواه في «إسعاف الراغبين» (ص ٢٥٣ ط العثمانية بمصر) المطبوع بهامش «نور الأبصار» ، ورواه الخازن في «تفسيره» (ج ٤ ص ٩ ط مصطفى بمصر) ، ورواه في «معالم التنزيل» (ج ٤ ص ٩ الطبع


المذكور) ونقله عن «الحلية» في «تذكرة الخواص» (ص ٣٤٧ ط الغرى) بعين ما تقدّم عنه سندا ومتنا ، ورواه في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٣٠).

ورواه في «الحدائق الورديّة» (ص ٣٦) لكنّه ذكر بدل كلمة الذاكر : ذاكر الله عزوجل.

ومن وصيته لابنه عليهما‌السلام حين حضرته الوفاة

هذا ما أوصى به يعقوب بنيه : يا بنيّ إنّ الله اصطفى لكم الدّين فلا تموتنّ إلّا وأنتم مسلمون ، وأوصى محمّد بن عليّ ابنه جعفر وأمره أن يكفّنه في بردته الّتي كان فيها يصلّي الجمعة وقميصه وأن يعمّمه بعمامته وأن يرفع قبره مقدار أربع أصابع وأن يحلّ أطماره عند دفنه ، ثمّ قال للشهود : انصرفوا رحمكم الله فقلت : يا أبت ما كان في هذا حتّى يشهد عليه قال : يا بنيّ كرهت أن تغلب وأن يقال لم يوص فأردت أن يكون ذلك الحجّة.

رواه العلّامة ابن الصبّاغ المالكي في «الفصول المهمّة» (ص ٢٠٤ ط الغرى) قال : عن أبي عبد الله جعفر الصادق عليه‌السلام قال : إنّ أبي استودعني ما هناك وذلك أنّه لمّا حضرته الوفاة قال : ادع لي شهودا فدعوت له أربعة منهم نافع مولى عبد الله بن عمر فقال : اكتب ، فذكره.


ومن كلامه عليه‌السلام

لن نعيش بعقل أحد حتّى نعيش بظنّه. رواه العلّامة أبو سعيد بن أوس في «النوادر في اللغة» (ص ٤٢ ط الآباء اليسوعيين في بيروت).

ومن كلامه عليه‌السلام

في جواب خضر

بدء خلق هذا البيت إنّ الله تعالى قال للملائكة : (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) ، فردّوا عليه (أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها) الآية ، وغضب عليهم ، فعاذوا بالعرش فطافوا حوله سبعة أطواف يسترضون بهم ، فرضي عنهم وقال لهم : ابنوا لي في الأرض بيتا فيعوذ به من سخطت عليه من بني آدم ويطوفون حوله كما فعلتم بعرشي فأرضي عنهم ، فبنوا له هذا البيت فهذا بدء خلق هذا البيت. رواه العلامة القاضي الدّيار بكرى المتوفي سنة ٩٦٦ وقيل ٩٨٢ في «تاريخ الخميس» (ج ١ ص ٨٨ ط المطبعة الوهبية بمصر سنة ١٢٨٣) قال : وذكر الزّبير بن بكّار بإسناده إلى جعفر الصّادق أنّ رجلا سأل أبي محمّد الباقر بمكّة في ليالي العشر قبل التروية في الحجر ، وكان السائل الخضر ، فقال له : أبا جعفر أخبرني عن بدء خلق هذا البيت كيف كان؟ فقاله.


نقش خاتمه عليه‌السلام

قال علّامة التاريخ والحديث أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمي المتوفّى سنة ٤٢٧ في «تاريخ جرجان» قال : حدّثنا أحمد بن أبي عمران الجرجاني ، حدّثنا عمران بن موسى ، حدّثنا إبراهيم بن المنذر ، حدّثني محمّد ابن جعفر ، حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال : كان نقش خاتم أبي محمّد بن عليّ : القوّة لله جميعا.

وقال العلّامة الشيخ كمال الدين محمّد بن طلحة الشافعي الشامي المتوفّى سنة ٦٥٢ في «مطالب السئول في مناقب آل الرسول» (ص ٨١ ط تهران):

نقل الثعلبي في تفسيره أنّ الباقر كان نقش خاتمه هذه ظني بالله حسن وبالنبي المؤتمن وبالوصيّ ذي المنن وبالحسين والحسن.

رواها بسنده في تفسيره متّصلا إلى ابنه الصّادق.



الامام الصادق

جعفر بن محمد بن على بن

الحسين بن على عليهم‌السلام


تاريخ مولده ووفاته

ذكره جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الخطيب التبريزي العمرى في «إكمال الرجال» (ص ٦٢٣ ط دمشق) قال :

جعفر الصادق : هو جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، الصّادق ، كنيته أبو عبد الله ، كان من سادات أهل البيت (١). روى عن أبيه وغيره سمع منه الأئمّة الأعلام نحو يحيى بن سعيد وابن جريح ومالك بن أنس والثوري

__________________

(١) وقال العلامة محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السئول» (ص ٨١ ط طهران).

وهو (أى جعفر بن محمد الصادق) من عظماء أهل البيت وساداتهم ذو علم جمة وعبادة موفرة وأوراد متواصلة وزهادة بينة وتلاوة كثيرة يتبع معاني القرآن الكريم ويستخرج من بحره جواهره ويستنتج عجائبه ويقسم أوقاته على أنواع الطاعات بحيث يحاسب عليها نفسه ، رؤيته تذكر الآخرة واستماع كلامه يزهد في الدنيا والاقتداء بهداه يورث الجنة ، نور قسماته شاهد أنه من سلالة النبوة وطهارة أفعاله تصدع بأنه من ذرية الرسالة إلى ان قال : وله القاب أشهرها الصادق ومنها الصابر والفاضل والطاهر وأما مناقبه وصفاته فتكاد تفوت عدد الحاصر ويحار في أنواعها فهم اليقظ الباصر حتى أن من كثرة علومه المفاضة على قلبه من سجال التقوى صارت الاحكام التي لا تدرك عللها والعلوم التي تقصر الافهام عن الإحاطة بحكمها ، تضاف إليه وتروى عنه ، وقد قيل : ان كتاب الجفر الذي بالمغرب يتوارثه بنو عبد المؤمن هو من كلامه وان في هذه لمنقبة سنية ودرجة في مقام الفضائل عليه ، وهي نبذة يسيرة مما نقل عنه.

(احقاق الحق مجلد ١٢ ج ١٣)


وابن عيينة وأبو حنيفة (١) ، ولد سنة ثمانين ومات سنة ثمان وأربعين ومائة وهو

__________________

(١) وقد ذكر القوم عن أبى حنيفة كلمات في شأنه ننقلها عن عدة.

منهم العلامة الخوارزمي في «جامع مسانيد أبى حنيفة» (ج ١ ص ٢٢٢ ط حيدرآباد) قال :

أبو حنيفة قال : جعفر بن محمد أفقه من رأيته ولقد بعث الى أبو جعفر المنصور ان الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد فهيئ له مسائل شدادا فلخصت أربعين مسألة وبعثت بها إلى المنصور بالحيرة ، ثم أبرد إلى فوافيته على سريره وجعفر بن محمد عن يمينه فتداخلني من جعفر هيبة لم أجدها من المنصور فأجلسني ثم التفت إلى جعفر قائلا يا أبا عبد الله هذا أبو حنيفة فقال : نعم أعرفه ، ثم قال المنصور : سله ما بدا لك يا أبا حنيفة ، فجعلت أسأله ويجيب الاجابة الحسنة ويفحم حتى أجاب عن أربعين مسألة ، فرأيته أعلم الناس باختلاف الفقهاء ، فلذلك أحكم أنه أفقه من رأيت.

أخرجه الحافظ طلحة بن محمد في مسنده عن أبى العباس أحمد بن محمد بن سعيد عن جعفر بن محمد بن الحسين الحازمي ، عن أبى نجيح إبراهيم بن محمد بن الحسين ، عن الحسن بن زياد ، عن أبى حنيفة رض.

ومنهم الحافظ أبو المؤيد الموفق الخطيب الخوارزمي في كتابه «مناقب أبى حنيفة» (ج ١ ص ١٧٣ ط حيدرآباد).

روى عن الحسن بن زياد اللؤلؤي عن أبى حنيفة بمعنى ما تقدم عن «جامع المسانيد».

ومنهم العلامة الشيخ محيي الدين عبد القادر بن أبى الوفاء في «الجواهر المضيئة» (ج ٢ ص ٤٨٦ ط حيدرآباد).

روى عن الحسن بن زياد عن أبى حنيفة بعين ما تقدم عن «جامع المسانيد» مع تلخيص في مقدمات الخبر.

ومنهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي في «وسيلة النجاة»


ابن ثمان وستّين سنة ودفن بالبقيع في قبر فيه أبوه محمّد الباقر وجدّه عليّ زين العابدين

__________________

(ص ٣٥٤ ط مطبعة گلشن في لكهنو).

روى عن أبى حنيفة بعين ما تقدّم عن «جامع المسانيد».

ومنهم المعاصر المحقق المؤرخ البهلول بهجت افندى في «تاريخ آل محمد ص» (ص ط مطبعة آفتاب).

نقل عن الدميري في «حياة الحيوان» بما ملخصه قال أبو حنيفة : دخلت مع الربيع على أبى عبد الله عليه‌السلام فقال : أتعمل بالقياس؟ فقلت : نعم ، فقال : لا تقس فان أول من قاس إبليس قال : (أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) ـ قال أبو حنيفة : ثم سألنى عن مسائل لم نقدر على جوابها. ثم ذكر جوابها ثم ذكر من حكمة الله في خلق الإنسان بما تعجبت من علمه.

ومنهم العلامة القاضي وكيع محمد بن خلف بن حيان الأندلسي في «أخبار القضاة» (ص ٧٧ ط مطبعة الاستقامة بالقاهرة) قال :

حدثني عبد الله بن سعيد الزهري ، قال : حدثنا أبو الوليد الدمشقي قال : حدثني عمى محمد بن عبد الله بن بكار ، قال :

حدثني سليمان بن جعفر بن إبراهيم بن على بن عبد الله بن جعفر بن أبى طالب ، وام على بن عبد الله بن جعفر زينب بنت على بن أبى طالب ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله الزهري ، فقال : حدثنا ابن شبرمة ، قال : دخلت أنا وأبو حنيفة على جعفر بن محمد ، فسلمت عليه ، وكنت له صديقا ثم أقبلت على جعفر ، فقلت : أمتع الله بك هذا رجل من أهل العراق له فقه وعقل ، فقال جعفر : لعله الذي يقيس الدين برأيه ، ثم أقبل على ، فقال النعمان بن ثابت؟ فقال أبو حنيفة : نعم ، أصلحك الله ، فقال : اتق الله ولا تقس الدين برأيك فان أول من قاس إبليس إذ أمره الله بالسجود لادم ، فقال : (أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) ، ثم قال له جعفر : هل تحسن أن تقيس رأسك من جسدك ، فقال : لا ،


__________________

قال : فأخبرنى عن الملوحة في العينين ، وعن المرارة في الأذنين ، وعن الماء في المنخرين وعن العذوبة في الشفتين ، لأي شيء جعل ذلك؟ قال : لا أدرى ، قال جعفر : الله عزوجل خلق العينين ، فجعلهما شحمتين ، وجعل الملوحة فيها ضنا منه على ابن آدم ولو لا ذلك لذابتا ، فذهبتا ، وجعل المرارة في الأذنين ضنا منه عليه ، ولو لا ذلك لهجمت الدواب ، فأكلت دماغه ، وجعل الماء في المنخرين ليصعد التنفس ، وينزل ويجد منه الريح الطيبة من الريح الردية ، وجعل العذوبة في الشفتين ليجد ابن آدم طعم لذة مطعمه ومشربه ، ثم قال له جعفر : أخبرنى عن كلمة أولها شرك ، وآخرها ايمان ، قال : لا أدرى ، قال : لا إله إلا الله ، ثم قال له : أيما أعظم عند الله قتل النفس أو الزنا؟ قال : قتل النفس ، قال له جعفر. ان الله عزوجل قد رضى في قتل النفس بشاهدين ولم يقبل في الزنا إلا بأربعة ، ثم قال : فما بال المرأة إذا حاضت ، تقضى الصيام ، ولا تقضى الصلاة ، اتق الله يا عبد الله انا نقف نحن وأنت غدا ومن خالفنا بين يدي الله جل وعز ، فنقول : قال رسول الله عليه‌السلام ، ويقول : أنت وأصحابك قال : سمعنا ورأينا ، ففعل بنا وبكم ما يشاء.

ومنهم العلامة الحافظ أبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٩٦ ط السعادة بمصر) قال :

حدثنا عبد الله بن محمّد ، ثنا الحسن بن محمد ، ثنا سعيد بن عنبسة ، ثنا عمرو بن جميع قال : دخلت على جعفر بن محمد أنا وابن أبى ليلى وأبو حنيفة.

وحدثنا محمد بن على بن حبيش ، حدثنا أحمد بن زنجويه ، حدثنا هشام بن عمار ، حدثنا محمد بن عبد الله القرشي بمصر ، ثنا عبد الله بن شبرمة قال : دخلت أنا وأبو حنيفة على جعفر بن محمد فقال لابن أبى ليلى من هذا معك؟ قال : هذا رجل له بصر ونفاذ في أمر الدين ، قال : لعله يقيس أمر الدين برأيه قال : نعم ، قال : فقال جعفر لأبي حنيفة : ما اسمك؟ قال : نعمان ، قال : يا نعمان هل قست رأسك بعد ، قال : كيف أقيس رأسى.

فذكر بعين ما تقدم عن «أخبار القضاة».


ومنهم العلامة الابيارى في «العرائس الواضحة» (ص ٢٠٥ ط القاهرة) قال : الصادق هو جعفر أبو عبد الله ابن محمّد الباقر ، قال ابن الوردي : سمّي لصدقه وينسب إليه كلام في صفة الكيمياء والزجر والفال ، ولد سنة ثمانين بالمدينة وتوفى ثمان وأربعين ومائة.

ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشامي الشافعي في «مطالب السئول» (ص ٨١ ط طهران) قال : وأمّا ولادته (أي الصادق عليه‌السلام) فبالمدينة سنة ثمانين من الهجرة وقيل :

سنة ثلاث وثمانين والأوّل أصحّ ، إلى أن قال : وأمّا عمره فانّه مات في ثمان وأربعين ومائة.

ومنهم العلامة أبو الخير محمد شمس الدين السخاوي في «التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة» (ج ١ ص ٤١٠ ط اسعد درابزوئي) قال : جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن زين العابدين عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب. الإمام العلم ، أبو عبد الله ، الهاشمي العلوي ، الحسيني المدني ، سبط القاسم بن محمّد ابن أبي بكر ، أمّه امّ فروة بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر. وامّها أسماء بنت عبد الرّحمن بن أبي بكر ، ولهذا كان جعفر يقول : ولّدني الصّديق مرّتين ، يقال : ولد سنة ثمانين ، سنة سيل الجحاف ، الّذي ذهب بالحاجّ من مكّة إلى أن قال وكان من سادات أهل البيت فقها وعلما وفضلا وجودا يصلح للخلافة بسودده وفضله وعلمه وشرفه ، ومناقبه كثيرة تحتمل كراريس ، مات سنة ثمان وأربعين ومائة عن ثمان وستين ودفن بالبقيع مع أبيه وجدّه وعمّه.

ومنهم الحافظ الذهبي في «تذكرة الحفاظ» (ج ١ ص ١٦٦ ط حيدرآباد الدكن) قال :


جعفر بن محمّد بن عليّ بن الشهيد الحسين بن عليّ بن أبي طالب الهاشميّ الإمام أبو عبد الله العلويّ المدني الصّادق أحد السادة الأعلام إلى أن قال : وعنه مالك والسّفيانان وحاتم بن إسماعيل ويحيى القطان وأبو عاصم النّبيل وخلق كثير. قيل : مولده سنة ثمانين ، فالظّاهر أنّه رأى سهل بن سعد السّاعدي قال : وعن أبي حنيفة قال : ما رأيت أفقه من جعفر بن محمّد.

ومنهم العلامة أبو الحجاج يوسف بن محمّد البلوى في «ألف باء» (ج ٢ ص ٣٠٥ ط مصر) قال :

يروى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أنه قال حججت في السّنة الّتي حجّ فيها أبو حنيفة رض إلى مكّة فكنّا في الطريق حتّى أتينا المدينة فلمّا صرت إلى المدينة قال لي أبو حنيفة : أحبّ أن أدخل إلى هذا الرجل فاسلّم عليه ، يريد جعفر ابن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه وأسأله وأخاف أن لا يأذن لي قال عبد الرحمن بن أبي ليلى فقلت له : أخلق به إن علم بمكانك أن لا يأذن لك ولكن كن معي فإن أذن لي دخلت معي ، قال : قضينا إلى بابه فقلت لغلامه : أقرئه السلام وقل له : عبد الرّحمن بن أبي ليلى ورجل من أهل الكوفة ، قال : فرجع إلينا بالإذن فدخلنا عليه فرحب بنا وقرب حتّى إذا اطمأننّا أقبل عليّ فقال : من هذا الرّجل؟ فقلت : بأبي أنت وأمّي هذا أبو حنيفة فقيه أهل الكوفة قال : فأقبل عليه فقال : أنت النّعمان بن ثابت؟ قال : نعم ، بأبي أنت وأمّي ، قال : أنت الّذي تقيس الدّين برأيك؟ قال : بأبي أنت وامّي إنّما أقول ذلك في النّازلة أو الحادثة تحدث ليس لها في كتاب الله خبر ولا في سنّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولا في إجماع عليه. قال : فتبسّم ثمّ قال : ويحك يا نعمان ما لم يكن له في كتاب الله ولا في سنّة رسول الله ولا في إجماع المسلمين ولا في خبر المتّصل حجّة فقد زال عنك حكمه ووضع عنك فرضه فلم تتكلف لم تؤمر ، ويحك يا نعمان إيّاك والقياس فإنّ أهل القياس


لا يزالون في التباس إلخ.

ومنهم العلامة السيد عباس المكي في «نزهة الجليس» (ج ٢ ص ٣٥ ط القاهرة) قال :

الإمام جعفر الصّادق بن محمّد الباقر بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم‌السلام أحد الأئمّة الاثني عشر ، كان من سادات أهل البيت ولقّب بالصّادق لصدقه في مقالته ، وفضله أشهر من نار على علم ، كيف لا وهو ابن سيّد الأمم ، وله كلام في صنعة الكيمياء والجفر والفال ، وكان تلميذه أبو موسى جابر بن حيّان الصوفي الطرسوسيّ قد ألّف كتابا يشتمل على ألف ورقة يتضّمن رسائل الإمام جعفر الصادق عليه‌السلام وهي خمسمائة رسالة ، وكانت ولادته سنة ثمانين من الهجرة وهي سنة سيل الجحاف ، وقيل : بل ولد يوم الثلاثاء قبل طلوع الفجر ثامن شهر رمضان سنة ثمان وثمانين ، وتوفّي في شوّال سنة ثمان وأربعين ومائة بالمدينة المنورّة ودفن بالبقيع في قبر فيه أبوه محمّد الباقر وجدّه زين العابدين وعمّ جدّه الحسن بن عليّ عليهم‌السلام ، فلله درّه من قبر ما أكرمه وأشرفه ، وامّه فروة بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصّديق ، قال ابن خلّكان في «تاريخه».

وفي (ج ١ ص ٥٠ ، الطبع المذكور).

توفّي الإمام جعفر الصّادق بن محمّد الباقر رضي‌الله‌عنهما سنة ثمان وأربعين ومائة وصنّف الخافية في علم الحروف ، وقد ازدحم على بابه العلماء ، واقتبس من مشكاة أنوار الأصفياء وكان يتكلّم بغوامض الأسرار والعلوم الحقيقية وهو ابن سبع سنين وقد جعل في خافيته الباب الكبير «ا ب ت ث» إلى آخرها والباب الصغير (أبجد هوّز) إلى (قرشت) وهو مصوّب ومقلوب ، من كلامهم : الوفاء شميمة الأخيار وصفة الأبرار.

ومنهم العلامة المولوى محمد مبين محب الله السهالوي في «وسيلة النجاة»


(ص ٣٦٢ ط گلشن فيض بلكهنو) قال :

في فصل الخطاب قال عمر بن المقدام : كنت إذا نظرت إلى جعفر بن محمّد علمت أنّه من سلالة النبيين ، ولد سنة ثمانين بالمدينة وتوفّى بها في شوال سنة ثمان وأربعين ومائة وهو ابن ثمان وستين سنة ودفن بالبقيع في قبر فيه أبوه وجدّه وعمّ جدّه وما أكرم ذلك القبر بأن أجمع من الأشراف الكرام.

ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في «اسعاف الراغبين» (المطبوع بهامش نور الأبصار ص ٢٥٣ ، ط العثمانية بمصر) قال :

مات (أي جعفر الصادق) مسموما سنة ثمان وأربعين ومائة.

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٠٤ ط الغرى).

ذكر في ولادته بالعبارة الّتي تقدمت عن «مطالب السئول».

وفي (ص ٢١٢ ، الطبع المذكور).

مات الصادق جعفر بن محمّد عليهما‌السلام سنة ثمان وأربعين ومائة في شوال وله من العمر ثمان وستّون سنة أقام فيها مع جدّه عليّ بن الحسين اثنى عشر سنة وأيّاما ومع أبيه محمّد بن عليّ بعد وفاة جدّه ثلاثة عشر سنة وبقي بعد موت أبيه أربعا وثلاثين سنة وهي مدّة إمامته عليه‌السلام يقال : إنّه مات بالسمّ في أيّام المنصور وقبره بالبقيع دفن في القبر الّذي فيه أبوه وجدّه وعمّ جدّه فلله درّه من قبر ما أكرمه وأشرفه.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٩٦ ط العثمانية بمصر).

ذكر في ولادته ما تقدّم عن «الفصول المهمّة».

وفي (ص ١٩٩ ، الطبع المذكور).


ذكر في وفاته أيضا ما تقدّم عنه بعينه مع تلخيص بإسقاط قوله : وهي مدّة إمامته.

ومنهم العلامة ابن حجر في «الصواعق» (ص ١٢١ ط البابى بحلب) قال : توفى سنة أربع وثمانين ومائة مسموما أيضا على ما حكى وعمره ثمان وستون سنة ودفن بالقبة السابقة عند أهله عن ستّة ذكور وبنت منهم.

ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٥٥ ط الغرى) قال :

قال الواقدي : توفّي في خلافة أبي جعفر المنصور بالمدينة سنة ثمان وأربعين ومائة.

وفي (ص ٣٥٦ ، الطبع المذكور).

اختلفوا في مبلغ سنّة على أقوال ، أحدها خمس وستّون ، والثاني خمس وخمسون ، وقال الواقدي : إحدى وسبعون.

ومنهم العلامة ابن الأثير في «المختار» (ص ٢٢ نسخة الظاهرية بدمشق) قال :

قال سفيان بن عيينة : قال لي جعفر بن محمّد : توفّى عليّ بن أبي طالب وهو ابن ثمان وخمسين سنة ، وقتل الحسين بن عليّ وهو ابن ثمان وخمسين ، وتوفّى عليّ بن الحسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة ، وتوفّى محمّد بن عليّ بن حسين ، وهو ابن ثمان وخمسين سنة قال جعفر : وأنا بهذه السنة في ثمان وخمسين سنة فتوفى فيها. رحمة الله عليهم أجمعين.


نقش خاتمه عليه‌السلام

رواه القوم :

قال العلامة أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمي المتوفى سنة ٤٢٧ في «تاريخ جرجان» (ص ٣٢٩ ط حيدرآباد الدكن) قال :

حدّثنا أحمد بن أبي عمران ، حدّثنا عمران بن موسى ، حدّثنا إبراهيم ابن المنذر ، حدّثني محمّد بن جعفر قال : كان نقش خاتم أبي : اللهمّ أنت ثقتي فاعصمني من خلقك.

اعلام الفقه أخذوا عنه عليه‌السلام

قال الحافظ أبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٩٨ ط السعادة بمصر).

روى عن جعفر عدّة من التابعين منهم يحيى بن سعيد الأنصاري ، وأيّوب السختياني ، وأبان بن تغلب ، وأبو عمرو بن العلاء ، ويزيد بن عبد الله بن الهاد.

وحدث عنه من الأئمّة والأعلام : مالك بن أنس ، وشعبة بن الحجاج ، وسفيان الثوري ، وابن جريح ، وعبد الله بن عمر ، وروح بن القاسم ، وسفيان بن عيينة ، وسليمان بن بلال ، وإسماعيل بن جعفر ، وحاتم بن إسماعيل ، وعبد العزيز ابن المختار ، ووهب بن خالد ، وإبراهيم بن طهمان في آخرين ، وأخرج عنه مسلم ابن الحجاج في صحيحه محتجّا بحديثه.

وقال العلامة محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السؤول» (ص ٨١ ط طهران).

استفاد منه (أي جعفر بن محمّد) جماعة من الأئمّة وأعلامهم مثل يحيى بن سعيد الأنصاري وابن جريح ومالك بن أنس والثوري وابن عيينة وشعبة وأيّوب


السختياني وغيرهم ، وعدّوا أخذهم عنه منقبة شرفوا بها وفضيلة اكتسبوها.

وقال العلامة المعاصر السيد محمد عبد الغفار الهاشمي الافغاني في كتابه «أئمة الهدى» (ص ١١٧ ط القاهرة بمصر) :

لقد كان الإمام جعفر الصّادق بحرا زاخرا في العلم حيث أخذ عنه أربعة آلاف شيخ فرووا عنه الحديث الشريف ومنهم أعلام العلم كالإمام الأعظم أبي حنيفة والإمام مالك بن أنس ، والإمام سفيان الثّوري وغيرهم من أجلّة العلماء. وقد كان الإمام جعفر الصّادق زاهدا ورعا تقيّا ومستجاب الدّعوة وله كرامات ظاهرة مذكورة في مطوّلات الكتب.

وقال العلامة الشيخ عبد الله بن محمد بن عامر الشبراويّ الشافعي المصري في كتابه «الإتحاف بحب الاشراف» (ص ٥٤ ط مصر) :

السادس من الأئمّة جعفر الصادق ذو المناقب الكثيرة والفضائل الشهيرة روى عنه الحديث أئمّة كثيرون مثل مالك بن أنس وأبي حنيفة ويحيى بن سعيد وابن جريح والثّوري وابن عيينة وشعبة وغيرهم.

وقال العلامة الشيخ مصطفى رشدي بن الشيخ إسماعيل الدمشقي المتوفى بعد سنة ١٣٠٩ في كتابه «الروضة الندية» (ص ١٢ ط الخيرية بمصر) :

الإمام جعفر الصادق عليه‌السلام كان فارس ميدان العلوم ، غواص بحري المنطوق والمفهوم نقل عنه أكثر النّاس على اختلاف مذاهبهم من العلوم ما سارت به الركبان وانتشر ذكره في سائر الأقطار والبلدان ، وقد جمع أسماء من يروى عنه فكانوا أربعة آلاف رجل.

وقال العلامة المعاصر الشيخ محمد بن محمد المخلوف المالكي المصري في كتابه «طبقات المالكية» (ص ٥٢ ط مطبعة السلفية بالقاهرة) :

أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث الاصبحي


جدّه أبو عامر إلى أن قال في ص ٥٤ :

وصحب جعفر الصّادق وروى عنه وهو عن أبيه وهو عن أبيه زين العابدين وهو عن أبيه الحسين ، وهو عن أبيه وجدّه صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعليهم أجمعين.

وقال الأستاذ الفاضل المعاصر الشيخ أبو محمد زهره المصري المالكي في «مالك» (حياته وعصره آراؤه وفقهه ص ١٠٤ ط مطبعة مخيم بمصر) :

إن مالك ليروي أنّه أخذ عن جعفر الصّادق بن محمّد الباقر مع ما علمت من أنّه لم يكن في منهجه يرضى العلويّين ، بل يكاد يناقض طريقهم ولكن ذلك لم يمنعه من أن يأخذ عن جعفر وأن يتأثر طريقه وأن يذكره بأحسن ما يذكر طالب شيخه المقتدى به إلى أن قال : وكان مالك متّصلا بجعفر الصّادق وروى عنه.

وقال العلامة ابن حجر في «الصواعق» (ص ١٢٠ ط مصر) :

جعفر الصّادق نقل النّاس عنه من العلوم ما سارت به الركبان وانتشر صيته في جميع البلدان ، وروى عنه الأئمّة الأكابر كيحيى بن سعيد وابن جريح ومالك والسفيانين وأبي حنيفة وشعبة وأيّوب السختياني ، وامّه فروة بنت القاسم ابن محمّد بن أبي بكر كما مرّ.


نبذة مما ورد عنه في التوحيد

الاول

ما رواه القوم :

منهم الحافظ أبو حاتم أحمد بن حمدان الرازي المتوفى سنة ٣٢٢ في «الزينة في الكلمات الإسلامية العربية» (ص ١٢٩ ط دار الكتاب العربي بمصر) قال :

قال عليه‌السلام : أوّل ما خلق الله عزوجل اسم بالحروف غير مبثوث ، وباللفظ غير منطق ، وبالشخص غير مجسّد ، وبالتسمية غير موصوف ، وباللّون غير مصبوغ ، منفيّ مبعد منه الحدود ، محجوب عنه حسّ كلّ متوّهم ، مستتر غير مستور ، فجعله كلمة تامّة على أربعة أجزاء معا. ليس منها واحد قبل الآخر. فأظهر منها ثلاثة أسماء لفاقة الخلق إليها ، وحجب واحدا منها ، وهو الاسم المكنون المخزون بهذه الأسماء الثلاثة الّتي أظهرت ، فالظاهر هو الله عزوجل وتبارك وسبحان ، لكلّ اسم من هذه أربعة أركان ، فذلك اثنى عشر ركنا. ثمّ خلق لكلّ ركن ثلاثين اسما فعلا منسوبا إليها : فهو الرّحمن ، الرّحيم ، الملك ، القدّوس ، الخالق.

الثاني

ما رواه القوم :

منهم علامة الأدب الراغب الاصبهانى في «محاضرات الأدباء» (ج ٤ ص ٣٩٨ ط بيروت) قال :

سئل جعفر بن محمّد عن كيفيّة الله تعالى فقال : نور لا ظلمة فيه ، وحياة لا موت منها.


الثالث

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة عبد الله ابن أسعد اليافعي في «روض الرياحين» (ص ٢٤٤ ط القاهرة) قال :

روينا عن الإمام الجليل ذي المجد الأثيل سلالة النبوّة معدن الفضائل والعلوم والفتوّة جعفر الصادق رضي‌الله‌عنه أنّه قال : من زعم أنّ الله سبحانه في شيء أو من شيء أو على شيء فقد أشرك بالله ، إذ لو كان على شيء لكان محمولا ولو كان في شيء لكان محصورا ولو كان من شيء لكان محدثا وتعالى الله عن ذلك.

ومنهم العلامة المذكور في «نشر المحاسن الغالية» (ص ٣٣٨ ط إبراهيم عطوه بالقاهرة).

روى الحديث بعين ما تقدّم.

ومنهم العلامة الصفورى في «نزهة المجالس ومنتخب النفائس» (ج ١ ص ٧ ط عثمان خليفة بالقاهرة).

روى الحديث بعين ما تقدّم.

ومنهم العلامة السبكى في «طبقات الشافعية» (ج ٥ ص ٢٠٩ ط القاهرة).

روى شطرا من الحديث وهو قوله : لو كان الله في شيء لكان محصورا.

ومنهم العلامة الشيخ أبو عبد الله محمد شمس الدين الشافعي في «الرد الوافر على من زعم ان من سمى ابن تيمية كافر» (ص ٢٥٦ ط القاهرة).

روى الحديث من طريق أبي القاسم القشيري في رسالته بعين ما تقدّم عن «روض الرياحين».

ومنهم العلامة أبو الفتح صدر الدين السيد محمد بن محمد الاحسائى


الخراساني الشهير بنور بخش في «حاشية شرح الرسالة القشيرية» (ج ١ ص ٥٨ ط دمشق).

روى قوله عليه‌السلام بعين ما تقدّم عن «روض الرياحين» إلى قوله : أشرك.

الرابع

ما رواه القوم :

منهم العلامة ابن سبعين المالكي المغربي في «رسالة النصيحة أو النورية» (ص ٩ ط القاهرة) قال :

جاء عن جعفر الصّادق رضي‌الله‌عنه الّذي حكاه جابر بن حيّان أنّه كان يتكلّم في جميع العلوم عقيب الذّكر ، وسئل بعض الفلاسفة في يوم حضوره للنّاس بمحضر الجميع منهم ، فقال له : ما دليلك على أنّ للعالم فاعلا مختارا يختار حدوثه ، فقال : أرأيت لو أنّا قدرنا لهذا المحدث الّذي يختار ويدبّر الأكوان وهو حكيم لا يفعل إلّا الأولى ويتقن المصنوعات ـ أيّ شيء كان يظهر في هذا الوجود ، وهذا منّي على صورة الفرض لا على أنّه على صورة الدّليل ، قال له الفيلسوف : كان يفعل ما ينبغي ويتقن الأشياء ويضع كلّ شيء في محلّه ، قال له جعفر الصّادق : فقد كان ذلك وما قدرته قد وقع.

الخامس

ما رواه القوم :

منهم العلامة جار الله الزمخشرىّ في «ربيع الأبرار» (ص ١١٣ مخطوط) قال :

قال رجل لجعفر بن محمّد : ما الدّليل على الله ولا تذكر لي العالم والعرض


والجوهر فقال له : هل ركبت البحر؟ قال : نعم ، قال : فهل عصفت بكم الريح حتّى خفتم الغرق؟ قال : نعم ، قال : فهل انقطع رجاءك من المركب والملّاحين؟ قال : نعم ، قال : فهل تتبّعت نفسك من ينجيك؟ قال : نعم ، قال : فانّ ذلك هو الله قال الله تعالى : (ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ) و (إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ).

السادس

ما رواه القوم :

منهم العلامة ابن سبعين المالكي المغربي في «رسالة النصيحة أو النورية» (ص ٩ ط القاهرة).

جاء عنه (أي جعفر بن محمّد) رضي‌الله‌عنه : أنّه كان يوما يذكر الله ، فجائه بعض النّاس ، فقال له : ما أقوى دليل على وجود الله الّذي أنت ذاكره ، قال له : وجودي ، وذلك لأنّ وجودي حدث بعد أن لم يكن بل فاعل يمتنع أن يقال : فاعل وجودي أنا ، لأنّه لا يخلو إمّا أن يقال : أحدثت نفسي حالما كنت موجودا أو حالما كنت معدوما ، فإن أحدثت نفسي حالما كنت موجودا ، فالموجود أيّ حالة له إلى الوجود ، وإن أحدثت نفسي حالما كنت معدوما ، فالمعدوم كيف يكون موجدا للموجود ، فدلّ على أنّ الّذي أنا ذاكره هو الّذي نشير إليه بالاشتقاق وهو الصّانع الفاعل لوجودي ووجود غيري ، عزوجل ، ظاهر لا بتأويل المباشرة ، باطن لا بتأويل المباعدة ، يسمع بغير آلة ، ويبصر بغير حدقة ، لا تحدّه الصّفات ، ولا تأخذه السّنات ، القديم وجوده ، والأبد أزله الّذي أين الأين لا يقال له : أين كان.


علمه عليه‌السلام بالجفر والاعداد

قال العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ٤٠٤ ط اسلامبول):

قال الإمام جعفر الصادق رضي‌الله‌عنه : منّا الجفر الأبيض ومنّا الجفر الأحمر ومنّا الجفر الجامع. وكانت الأئمّة الراسخون من أولاده يعرفون أسرار هذا الشأن العظيم ولمّا كتب بعض الخلفاء المأمون بن هارون الرشيد إلى عليّ بن موسى الرضا على أن يبايعه فقال : إنّك عرفت من حقوقنا ما لم يعرفه آباءك وإنّك تريد المبايعة إلّا أنّ الجفر الجامع لا يدلّ على مبايعتك.

وقد ازدحم على باب عليّ كرّم الله وجهه الراسخون من العلماء والحاذقون من الحكماء فاخترت من اسراره ما سره أشمل والعمل به أكمل بعد أن قرأت سفر آدم وسفر شيث وسفر إدريس وسفر نوح وسفر إبراهيم عليهم الصّلاة والسلام.

وفي (ص ٤١٥ ، الطبع المذكور).

وقال الامام جعفر الصادق رضي‌الله‌عنه : علمنا غابر ومزبور وكتاب مسطور في رقّ منشور ونكت في القلوب ومفاتيح أسرار الغيوب ونقر في الأسماع ولا ينفر عنه الطباع وعندنا الجفر الأبيض والجفر الأحمر والجفر الأكبر والجفر الأصغر ومنّا الفرس الغواص والفارس القناص

فافهم هذا اللسان الغريب والبيان العجيب قيل : ان الجفر يظهر آخر الزمان مع الإمام محمّد المهدي رضي‌الله‌عنه ولا يعرف عن الحقيقة إلّا هو ، وكان الإمام عليّ رضي‌الله‌عنه من أعلم النّاس بعلم الحروف وأسرارها.

(احقاق الحق مجلد ١٢ ج ١٤)


وفي (ص ٤١٥ ، الطبع المذكور).

وإنّ الإمام جعفر الصّادق رضي‌الله‌عنه وضع وفقا مسدّسا على عدد حرف ألف الّذي هو كافي (١) وكان يخرج منه علوما كالبحار الزواخر وإن أردت حلّه على الحقيقة فانظر في كتاب شقّ الجيب يظهر لك سرّ ذلك.

وفي (ص ٤١٦ ، الطبع المذكور).

وقد أودع الإمام جعفر الصّادق رضي‌الله‌عنه في السرّ الأكبر من الجفر الأحمر سرّ كبير ولا ينبئك إلّا مثله امام خبير فان عرفت سرّ وضعه وضعت الجفر جميعه وذكرت بعض هذه الأسرار في الفتوحات المكيّة. فلمّا أراد الله أن يثبت الحجّة لادم عليه‌السلام على الملائكة وأراد أن يعلمهم أنّ آدم عليه‌السلام أحقّ بالخلافة منهم قال (يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ) ثبت العجز على الملائكة بالمسألة الّتي سئلهم إياها وعجزوا عن علمها فجعل آدم خليفة لكونه أحق بالخلافة منهم لفضل علمه ، فمن وصل إلى هذه الفضيلة فقد اختصّه الله تبارك وتعالى من بين عباده وجعله أفضل أهل زمانه ولم يهتدون إلى سرّ أيقغ إلّا إمام العلوم باب مدينة المعصوم صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأعلى الله مقامه لديه ، وحللنا نزرا يسيرا في شقّ الجيب فيما يتعلق بالمهدى عليه‌السلام وخروجه اخرج يا إمام تعطل الإسلام إنّ الّذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد.

إذا دار الزمان على حروف

بسم الله فالمهدي قاما

ويخرج بالحطيم عقيب صوم

الا اقرأ من عندي السّلاما

وقال العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٠٥ ط الغرى).

وقد نقل بعض أهل العلم أن كتاب الجفر الذي بالمغرب الذي

__________________

(١) أى عدد ١١١ وهو عدد حروف كلمة ألف وكافى بحسب حساب الأبجد الكبير.


يتوارثونه بنو عبد المؤمن بن على هو من كلام جعفر بن محمد ، وله فيه المنقبة السنية والدرجة التي هي في مقام الفضل علية.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٩٧ ط العثمانية بمصر).

ذكر ما تقدّم عن «الفصول المهمّة» بعينه.

ومنهم العلامة المولوى محمد مبين السهالوي في «وسيلة النجاة» (ص ٣٤٩ ط گلشن فيض بلكهنو) قال :

قال الصادق جعفر بن محمّد : علمنا غابر ومزبور ونكت في القلوب ونقر في الاستماع ، وانّ عندنا الجفر الأحمر والجفر الأبيض ومصحف فاطمة وانّ عندنا الجامعة فيها جميع ما يحتاج النّاس إليه.

كلام له عليه‌السلام في علمه بالقرآن

رواه القوم :

منهم العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ٢٣ ط اسلامبول) قال :

وفي المناقب مسندا عن عبد الأعلى بن أعين قال : سمعت جعفر الصادق رضي‌الله‌عنه يقول : قد ولدني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأنا أعلم كتاب الله وفيه بدء الخلق وما هو كائن إلى يوم القيامة وفيه خبر السماء وخبر الأرض وخبر الجنّة وخبر النّار وخبر ما كان وما يكون وأنا أعلم ذلك كلّه كأنّما أنظر إلى كفّى وإنّ الله يقول فيه تبيان كلّ شيء ، ويقول تعالى : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) ، فنحن الّذين اصطفانا الله جلّ شأنه وأورثنا هذا الكتاب فيه تبيان كلّ شيء.


قوله عليه‌السلام : سلوني قبل ان تفقدوني

رواه القوم :

منهم العلامة المحدث الحافظ البدخشي في كتابه «مفتاح النجا في مناقب آل العبا» (المخطوط ص ٧١) قال :

وحكى ابن الأخضر عن صالح بن أسود قال : سمعت جعفر بن محمّد رضي‌الله‌عنهما يقول : سلوني قبل أن تفقدوني فإنّه لا يحدّثكم أحد بعدي مثل حديثي.

ومنهم العلامة الذهبي في «تذكرة الحفاظ» (ج ١ ص ١٦٦ ط حيدرآباد الدكن).

روى عن صالح بعين ما تقدّم عن «مفتاح النجا».

جلالته عليه‌السلام وتحليه بالكمالات

رواه القوم :

منهم العلامة محمد خواجه پارساى البخاري في «فصل الخطاب» (على ما في الينابيع ص ٣٨٠ ط اسلامبول) قال :

اتفقوا على جلالة الصادق عليه‌السلام وسيادته ، قال الشيخ أبو عبد الرّحمن السلمي في طبقات المشايخ الصوفية : جعفر الصادق فاق جميع أقرانه من أهل البيت وهو ذو علم غزير في الدين وزهد بالغ في الدّنيا وورع تامّ عن الشهوات وأدب كامل في الحكمة إلى أن قال :

وقال العالم عبد الله بن أسعد بن على اليافعي اليماني نزيل الحرمين الشريفين في تاريخه : كان جعفر الصّادق رضي‌الله‌عنه واسع العلم وافر الحلم ، وله من الفضائل والمآثر ما لا يحصى.


ظهور نسبه من جماله

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة محمد خواجه پارسا البخاري في «فصل الخطاب» (على ما في الينابيع ص ٣٨٠ ط اسلامبول) قال :

قال عمرو بن المقدام : كنت إذا نظرت إلى جعفر الصادق رضي‌الله‌عنه علمت أنّه من سلالة النّبيين.

ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٥١ ط الغرى) قال :

قال أبو نعيم في الحلية : حدّثنا عليّ بن محمّد بن محمود ، حدّثنا أحمد بن محمّد ابن سعيد ، حدّثني جعفر بن محمّد بن هشام ، حدّثنا محمّد بن حفص بن راشد ، عن أبيه ، عن عمرو بن المقدام فذكر كلامه بعين ما تقدّم عن «فصل الخطاب».

ومنهم العلامة ابن الأثير الجزري في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ١٧ نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق).

روى كلام عمرو بعين ما تقدّم عن «فصل الخطاب».

ومنهم العلامة البدخشي في «مفتاح النجا» (ص ١٦٨ المخطوط).

روى كلام عمرو بعين ما تقدّم عن «فصل الخطاب».


عبادته وزهده عليه‌السلام

رواه القوم :

منهم العلامة المعاصر الشيخ أبو محمّد زهره المصري المالكي في «مالك حياته وعصره وآرائه وفقهه» (ص ١٠٤ ط مخيم بمصر) قال :

فقد قال مالك : ولقد اختلفت إليه زمانا فما كنت أراه إلّا على ثلاث خصال إمّا مصلّيا وإمّا صائما وإمّا يقرأ القرآن ، وما رأيته قطّ يحدّث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلّا على الطّهارة ولا يتكلّم فيما لا يعنيه ، وكان من العلماء العبّاد الزهّاد الّذين يخشون الله ، وما رأيته قطّ إلّا يخرج الوسادة من تحته ويجعلها تحتي (١).

شدة خشوعه عليه‌السلام في الصلاة

رواه القوم :

منهم العلامة الشيخ نور الدين المولى على بن سلطان محمد الهروي القاري المتوفى سنة ١٠١٤ في كتابه «شرح عين العلم وزين الحلم» (ص ٩٢ ط القاهرة بالمطبعة المنيرية) قال:

وعن جعفر الصّادق والله لقد يحكى الله سبحانه لخلقه في كلامه ولكنّهم

__________________

(١) قال في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٩٢ ط السعادة بمصر) :

الامام الناطق : ذو الزمام السابق ، أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق ، أقبل على العبادة والخضوع ، وآثر العزلة والخشوع ، ونهى عن الرئاسة والجموع.

وقال في «تذكرة الخواص» (ص ٣٥١ ط الغرى) : وكنيته أبو عبد الله وقيل أبو إسماعيل ويلقب بالصادق والصابر والفاضل والطاهر وأشهر ألقابه الصادق وقد ذكرنا أن امه ام فروة بنت القاسم بن محمد بن أبى بكر قال علماء السير كان قد اشتغل بالعبادة عن طلب الرئاسة.


لا يبصرون وقال أيضا وقد سألوه عن حالته الخفية في الصلاة حتّى خرّ مغشيا عليه فلمّا سري عنه قيل له في ذلك فقال : ما زلت أردّد الآية في قلبي حتّى سمعتها من المتكلم بها فلم يثبت جسمي لمعاينة قدره ... وكأن رضي‌الله‌عنه تصور أن الله سبحانه جعل لسانه بمنزلة شجرة موسى عليه‌السلام وأنه نودي في شأنه ما صدر من الكلام في ذلك المقام وفق المرام.

ومنهم العلامة السيد مصطفى بن محمد العروس المصري في «نتائج الأفكار القدسية» (ج ٢ ص ٤٤ ط دمشق).

روى الحديث بمعنى ما تقدّم عن «شرح عين العلم» وفي آخره : قال السهروردي قدّس سره : روح جعفر الصادق في ذلك الوقت كشجرة موسى عند ندائه منها بأنّي أنا الله.

ومنهم العلامة الشيخ أبو حفص عمر بن محمد بن عبد الله في «عوارف المعارف» (ص ١٦٦ ط دار الكتب الحديثة بمصر).

نقل عن جعفر الصادق أيضا أنّه خرّ مغشيّا عليه وهو في الصّلاة فسئل عن ذلك فقال : ما زلت اردّد الآية حتّى سمعتها من المتكلّم بها.

سخائه عليه‌السلام

رواها القوم :

منهم العلامة أبو نعيم الاصفهانى في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٩٤ ط السعادة بمصر) قال :

حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ، ثنا أبو بكر بن عبيد ، ثنا محمّد بن الحسن البرجلاني ، ثنا يحيى بن أبي بكير عن الهياج بن بسطام. قال : كان جعفر ابن محمّد يطعم حتّى لا يبقى لعياله شيء.


ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٥٢ ط الغرى) روى الحديث نقلا عن «حلية الأولياء» بعين ما تقدّم عنه بلا واسطة.

ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السئول» (ص ٨٢ ط طهران):

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء».

ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشامي الشافعي في «مطالب السؤول» (ص ٨٢ ط طهران).

روى الحديث عن الهيّاج بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء».

حديث في عفوه وكرمه عليه‌السلام

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة العارف الشيخ أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن الشافعي النيشابوري المتوفى سنة ٤٦٥ في «الرسالة القشيرية» (ص ١١٤ ط القاهرة) قال :

وقيل : إنّ رجلا نام بالمدينة من الحاجّ فتوّهم أنّ هميانه سرق فخرج فرأى جعفر الصّادق عليه‌السلام فتعلّق به وقال : أخذت همياني فقال عليه‌السلام : أيش كان فيه؟ فقال : ألف دينار فأدخله داره ووزن له ألف دينار فرجع الرّجل إلى منزله ودخل بيته فرأي هميانه في بيته وقد كان توّهم أنّه سرق ، فخرج إلى جعفر عليه‌السلام معتذرا وردّ عليه الدّنانير فأبى عليه‌السلام أن يقبلها وقال : شيء أخرجته من يدي لا أستردّه فقال الرجل : من هذا؟ فقيل : جعفر الصّادق (١).

__________________

(١) قال سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٥٥ ط الغرى) :

ومن مكارم أخلاقه ما ذكره الزمخشرىّ في كتاب «ربيع الأبرار» عن الشقراني مولى


ومنهم العلامة الشيخ أبو بكر جمال الدين محمد بن العباس الخوارزمي المتوفى سنة ٣٨٣ في «مفيد العلوم ومبيد الهموم» (٢٤٤ ط القاهرة).

روى الحديث بمعنى ما تقدّم عن «الرسالة القشيرية» وذكر ان الرّجل كان همدانيا وقال في آخره : فقال جعفر : كلّا ، ليس من المروءة أن يرجع الرجل في شيء قد وهبه ، ولم يأخذه.

ومنهم العلامة السيد مصطفى بن محمد العروسى المصري في «نتائج الأفكار القدسية في شرح الرسالة القشيرية» (ج ٣ ص ١٧٣ ط دمشق).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الرسالة القشيريّة».

ومنهم العلامة عفيف الدين عبد الله بن أسعد اليماني في «الإرشاد والتطريز» (ص ١١١ ط القاهرة).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الرسالة القشيريّة».

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن أبي المكارم الشهير بالمعمار البغدادي في «كتاب الفتوة» (ص ٢٦٣ ط الشفيق بالقاهرة).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الرسالة القشيريّة» إلّا أنّه ذكر بدل قوله شيء أخرجته من يدي لا استردّه : ما أخرجناه لله فلا يرجع إلينا.

ومنهم العلامة الشيخ عبد المجيد بن على المالكي المصري العدوى في

__________________

رسول الله ص قال : خرج العطا أيام المنصور وما لي شفيع فوقفت على الباب متحيرا وإذا بجعفر بن محمد قد اقبل فذكرت له حاجتي فدخل وإذا بعطائى في كمه فناولني إياه وقال : ان الحسن من كل أحد حسن وانه منك أحسن لمكانك منا ، وان القبيح من كل أحد قبيح وأنه منك أقبح لمكانك منا ، وانما قال له جعفر ذلك لان الشقراني كان يشرب الشراب فمن مكارم أخلاق جعفر انه رحب به وقضى حاجته مع علمه بحاله ووعظه على وجه التعريض وهذا من أخلاق الأنبياء.


«التحفة المرضية في الاخبار القدسية والأحاديث النبوية» (ص ١٢٩ ط مطبعة البهية المصرية الكائنة بالقاهرة).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الرسالة القشيريّة».

ومنهم العلامة الشيخ عبد الرحمن بن عبد السلام الصفورى في «نزهة المجالس ومنتخب النفائس» (ج ١ ص ٢٢٤ ط القاهرة):

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الرسالة القشيريّة» ملخّصا لكنّه ذكر بدل قوله شيء أخرجته إلخ : شيء خرجنا عنه لا نعود فيه.

حديث آخر

في عفوه وكرمه عليه‌السلام

رواه القوم :

منهم العلامة الشيخ تقى الدين ابن أبي بكر بن على بن حجة الحموي الحنفي في «ثمرات الأوراق» (ج ٢ ص ٢٢٣ طبع القاهرة) قال :

وحكى عن جعفر الصادق رضي الله تعالى عنه أنّ غلاما له وقف يصبّ الماء على يديه فوقع الإبريق من يد الغلام في الطّست فطار الرّشاش في وجهه فنظر جعفر عليه‌السلام إليه نظرة مغضب فقال : يا مولاي (وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ) قال : قد كظمت غيظي قال : (وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ) قال : عفوت عنك قال : (وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) قال : اذهب فأنت حرّ لوجه الله الكريم.

ومنهم العلامة الشيخ شهاب الدين أحمد الابشهى في «المستطرف» (ج ١ ص ١٧٥ ط القاهرة).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «ثمرات الأوراق» لكنّه ذكر بدل قوله :


اذهب فأنت حرّ : فاذهب أنت حرّ.

ومنهم العلامة يوسف بن محمد الأندلسي في «ألف باء» (ج ٢ ص ٤٩٩ ط الوهبية بالقاهرة).

يروى إنّ جارية لجعفر بن محمّد كانت تصبّ على يديه الماء فأصاب الإبريق جبهته فالّمه ألما شديدا تبينت الجارية ذلك فيه فقالت : يا مولاي (وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ) قال : قد كظمت غيظي قالت : (وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ) قال : قد عفوت عنك قالت : (وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) قال : أنت حرّة لوجه الله تعالى ولك ألف درهم.

شدّة احترامه لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وتكريمه لاسمه

رواه القوم :

منهم العلامة الكشفي في «المناقب المرتضوية» (ص ٧ ط بمبئى).

روى نقلا عن «هداية السعداء» عن «الشفاء» قال :

كان جعفر بن محمّد كثير الدّعابة والتبسّم وإذا ذكر عليه الصّلاة والسّلام عنده اصفرّ لونه وما رأيته يحدّث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلّا على طهارة.

ومنهم العلامة الشيخ ابو محمّد زهره المالكي في «المالك حياته وعصره وآرائه وفقهه» (ص ١٠٤ ط مخيم بمصر) قال :

قال مالك لقد كنت آتى جعفر بن محمّد وكان كثير المزاح والتبسم فإذا ذكر عنده النّبي اخضرّ واصفرّ.

ومنهم العلامة شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي في «القول البديع» (ص ١٧٦).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «المناقب المرتضويّة».


فتوّته عليه‌السلام

رواه القوم :

منهم العلامة العارف الشهير أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك ابن طلحة القشيري النيسابوري الشافعي المتوفى سنة (٤٦٥) في كتابه «الرسالة القشيرية» (ص ١١٥ ط مصر) قال :

سأل شقيق البلخي جعفر بن محمّد عن الفتوّة ، فقال : ما تقول أنت؟ فقال شقيق:

إن أعطينا شكرنا وإن منعنا صبرنا قال جعفر : الكلاب عندنا بالمدينة كذلك تفعل ، فقال شقيق : يا ابن بنت رسول الله ما الفتوّة عندكم؟ فقال : إن أعطينا آثارنا وإن منعنا شكرنا.

ومنهم العلامة اليافعي في «الإرشاد والتطريز» (ص ١١١ ط القاهرة).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الرّسالة القشيريّة».

ومنهم العلامة الزبيدي الحنفي في «اتحاف السادة المتقين» (ج ٩ ص ٣١٢ ط الميمنية بمصر).

نقل عن القشيري ما تقدّم عنه بعينه وزاد : وفي بعض النّسخ فقال شقيق : (اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ).

ومنهم العلامة السيد مصطفى بن محمد العروسى المصري في «نتائج الأفكار القدسية» (ج ٣ ص ١٧٣ ط دمشق).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الرسالة القشيرية».


قول جماعة فيه بالالوهية واستحلاله لسفك دمائهم

ذكره القوم :

منهم العلامة المورخ أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمي المتوفى سنة ٤٣٧ في كتابه «تاريخ جرجان» (ص ٢٥٣ ط حيدرآباد) قال :

أخبرني محمّد بن عبد الرّحمن بن وهب السقطي بالبصرة ، حدّثنا أحمد بن محمّد ابن أبي الرجال الصلحي ، حدّثنا عبّاس بن محمّد الدوري ، حدّثنا محمّد بن جعفر المدائني حدّثنا فضيل بن مرزوق عن عيسى الجرجاني قال : قلت لجعفر بن محمّد : إن شئت أخبرتك بما سمعت القوم يقولون قال : (فهات) قال قلت : فان طائفة منهم عبدوك اتخذوك إلها من دون الله وطائفة أخرى والوا لك بالنبوّة قال : فبكى حتّى ابتلّت لحيته ثمّ قال : إن أمكنني الله من هؤلاء فلم أسفك دماءهم سفك الله دم ولدي على يدي.

تزينه عليه‌السلام للناس ولبسه خشن

الثوب من تحت ثيابه لله

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الحافظ أبو نعيم الاصفهانى في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٩٣ ط السعادة بمصر) قال :

حدثنا أبو أحمد محمّد بن أحمد الغطريفي ، ثنا محمّد بن أحمد بن مكرم الضّبي ، ثنا عليّ بن عبد الحميد ، ثنا موسى بن مسعود ، ثنا سفيان الثّوري ، قال : دخلت على جعفر بن محمّد وعليه جبّة خزّ دكناء وكساء خزّ ايرجاني ، فجعلت


أنظر إليه معجبا ، فقال لي : يا ثوري مالك تنظر إلينا لعلّك تعجب ممّا رأيت. قال : قلت : يا ابن رسول الله ليس هذا من لباسك ولا لباس آبائك ، فقال لي : يا ثوري كان ذلك زمانا مقفرا مقترا وكانوا يعلمون على قدر اقفاره وإقتاره ، وهذا زمان قد أقبل كلّ شيء فيه عز إليه ، ثمّ حسر عن ردن جبّته وإذا تحتها جبّة صوف بيضاء يقصر الذيل عن الذيل والرّدن عن الرّدن ، فقال لي : يا ثوري لبسنا هذا لله وهذا لكم فما كان لله أخفيناه ، وما كان لكم أبديناه.

ومنهم الحافظ الذهبي في «تذكرة الحفاظ» (ج ١ ص ١٥٨ ط حيدرآباد).

روى الحديث نقلا عن «حلية الأولياء» بعين ما تقدّم عنه بلا واسطة سندا ومتنا.

ومنهم العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السئول في مناقب آل الرسول» (ص ٨٢ ط طهران):

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء» مع زيادة غير مهمّة.

ومنهم العلامة ابن الأثير الجزري في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ١٧ ط الظاهرية بمصر).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء» مع زيادة غير مهمّة.


حديثه عليه‌السلام أصح الأحاديث

رواه القوم :

منهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الشافعي المتوفى سنة ٩١١ في «تدريب الراوي في شرح تقريب النواوى» (ص ٣٦ ط المكتبة العلمية بالمدينة المنورة) قال :

قال الحاكم : وأصحّ طريق يروى في الدّنيا أسانيد أهل البيت ، جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ ، إذا كان الرّاوي عن جعفر ثقة ، هذه عبارة الحاكم ، ووافقه من نقلها.

ومنهم علامة الأدب الراغب الاصبهانى في «محاضرات الأدباء» (ج ١ ص ٣٣٢ ط بيروت) قال :

ليس في الأرض خمسة أشراف متناسقة كتب عنهم الحديث إلّا جعفر بن محمّد ابن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم الرضوان.

نبذة من كراماته

نزول المائدة والكسوة له عليه‌السلام

من السماء حين سألها من الله

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشهير ابن المغازلي في «مناقبه» (ص ١٤٣ مخطوط) قال : حدّثنا أبو الحسن عليّ بن عبد الصمد بن عبد الله بن القاسم الهاشمي سنة أربع


وثلاثين وأربعمائة ، ثنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد المعروف بابن الكاتب البغدادي قال : ثنا عليّ بن محمّد المصري ، ثنا أبو غلاته بمصر ، ثنا جدّي عبد الله بن محمّد المصري ثنا وهب قال : سمعت الليث بن سعد يقول : حججت سنة عشر ومائة فطفت بالبيت وسعيت بين الصفا والمروة ورقيت أبا قبيس فوجدت رجلا يدعو وهو يقول : يا ربّ يا ربّ حتّى انقطع نفسه ثمّ قال : يا ذا الجلال والإكرام حتّى انقطع نفسه ثمّ قال : أي ربّ أي ربّ حتّى انقطع نفسه ثمّ قال : اللهمّ إنّ بردّي قد خلقا فاكسنى وأنا جائع فاطعمني فما شعرت إلّا سلّة عنب لا عجم له وبردين ملقيين فخرجت إليه وجلست لأكل معه فقال لي : مه قلت له : أنا شريكك في هذا الخير فقال : لما ذا قلت : كنت تدعو وأنا أو من على دعائك فقال لي : كل ولا تدّخر شيئا فأكلنا وليس في البلد إذ ذاك عنب ثمّ انصرفنا عن ريّ ولم ينقص من السلّة شيء ثمّ قال : خذ أحد البردين إليك فقلت : أنا عنهما غني فقال لي : فتوارعني حتّى ألبسهما فتواريت فلبسهما وأخذ الاخلاف بيده ونزل فاتبعته فلقيه سائل فقال له : اكسني كساك الله يا ابن رسول الله فأعطاه الاخلاف فاتبعت السائل فقلت : من هذا؟ فقال : لي : هذا جعفر بن محمّد الصادق عليه‌السلام.

ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السؤول» (ص ٨٣ ط طهران) قال :

قال الليث بن سعد : قال : حججت سنة ثلاث عشرة ومائة فلمّا صلّيت العصر رقيت أبا قبيس فإذا برجل جالس وهو يدعو فقال : يا ربّ يا ربّ حتّى انقطع نفسه ثمّ قال : يا رحيم يا رحيم حتّى انقطع نفسه ثمّ قال : يا أرحم الراحمين حتّى انقطع نفسه ثمّ قال : يا حيّ يا حيّ حتّى انقطع نفسه ثمّ قال : يا الله يا الله سبع مرات ثمّ قال : اللهمّ إنّي أشتهى العنب فذكر الحديث بمعنى ما تقدّم عن «مناقب ابن المغازلي» وفي آخره : فلحقت الرجل فقلت : من هذا؟ قال : هذا جعفر


ابن محمّد ، قال : الليث فطلبته لأسمع منه فلم أجده.

ومنهم العلامة النبهاني في «جامع كرامات الأولياء» (ج ٢ ص ٥ ط الحلبي بالقاهرة) قال :

قال الليث بن سعد : حججت سنة ثلاث عشرة ومائة فلمّا صليت العصر رقيت أبا قبيس فذكر الحديث بمعنى ما تقدّم عن «مناقب ابن المغازلي» لكنّه ذكر بدل قوله بردين ملقيين : بردين موضوعين ولم أر مثلهما في الدّنيا.

ومنهم العلامة الميرزا محمد بن رستم خان البدخشي في «مفتاح النجا» (ص ١٦٨ مخطوط):

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «مطالب السؤول» طريقا ومتنا لكنّه عكس في ذكر فقرات الدعاء وأسقط كلمة سبع مرّات بعد يا الله يا الله.

ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في «اسعاف الراغبين» (المطبوع بهامش نور الأبصار ص ٢٥٠ ، ط العثمانية بمصر) روى الحديث بعين ما تقدّم عن «مطالب السؤول» مع تلخيص في الدعاء وتغيير بعض عبارات الحديث بما لا يضرّ بالمعنى.

ومنهم العلامة ابن حجر في «الصواعق» (ص ١٢١ ط البابى بحلب).

روى الحديث هو أيضا بعين ما تقدّم عن «مطالب السؤول» مع تلخيص في الدّعاء وتغيير بعض عبارات الحديث بما لا يضرّ بالمعنى.

ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٥٤ ط الغرى) روى الحديث بعين ما تقدّم عن «مطالب السؤول» لكنّه ذكر الدعاء هكذا يا ربّ يا ربّ حتّى انقطع نفسه ثمّ قال : ربّ ربّ ربّ حتّى انقطع نفسه ثمّ قال : يا حيّ يا حيّ يا حيّ انقطع نفسه ثمّ قال : يا رحيم حتّى انقطع نفسه

(احقاق الحق مجلد ١٢ ج ١٥)


ثمّ قال : يا أرحم الراحمين حتّى انقطع نفسه وزاد بعد قوله ببردين موضوعين : لم أر مثلهما في الدّنيا ، وذكر بدل قوله خذ أحبّ البردين إليك : أخذ أحد البردين ودفع إلىّ الآخر.

ومنهم العلامة المذكور في «صفة الصفوة» (ج ٢ ص ١٧٣ ط حلب).

روى الحديث فيه أيضا بعينه بتغيير يسير.

ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير في «المختار» (ص ١٨ نسخة الظاهرية بدمشق).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «مطالب السؤول» لكنّه ذكر الدّعاء هكذا : يا ربّ يا ربّ حتّى انقطع نفسه ثمّ قال : يا ربّاه يا ربّاه حتّى انقطع نفسه ثمّ قال : ربّ ربّ ربّ حتّى انقطع نفسه ثمّ قال : يا الله يا الله حتّى انقطع نفسه ثمّ قال : يا حيّ حتّى انقطع نفسه ثمّ قال : يا رحيم حتّى انقطع نفسه ثمّ قال : يا أرحم الراحمين حتّى انقطع نفسه سبع مرات.

ومنهم العلامة المولوى محمد مبين محب الله السهالوي في «وسيلة النجاة» (ص ٣٥٥ ط گلشن فيض بلكهنو).

روى الحديث نقلا عن «صفوة الصفوة» بعين ما تقدّم عنه بلا واسطة.

ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في «وسيلة المآل» (ص ١٠ مخطوط).

روى الحديث من طريق أبي القاسم الطبري عن ابن وهب بعين ما تقدّم عن «مطالب السؤول» لكنّه اقتصر في ذكر دعائه على قوله يا ربّ يا ربّ يا حيّ يا حيّ.


استجابة دعائه عليه‌السلام في انصراف منصور عن قتله

وابتلاء من سعى به اليه من ساعته

رواها القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٠٧ ط الغرى) قال:

حدّث عبد الله بن الفضل بن الرّبيع قال : حجّ المنصور في سنة سبع وأربعين ومائة قدم المدينة قال للرّبيع : ابعث إلى جعفر بن محمّد من يأتينا به سعيا قتلني الله إن لم أقتله فتغافل الرّبيع عنه وناساه فأعاد عليه في اليوم الثاني وأغلظ له في القول فأرسل إليه الرّبيع فلمّا حضر قال له الرّبيع : يا أبا عبد الله اذكر الله تعالى فإنّه قد أرسل إليك ما لا دافع له غير الله وإنّي أتخوّف عليك فقال جعفر : لا حول ولا قوّة إلّا بالله العظيم ثمّ انّ الرّبيع دخل به على المنصور فلمّا رآه المنصور أغلظ له بالقول فقال : يا عدوّ الله اتّخذك أهل العراق اماما يجبون إليك زكاة أموالهم تلحد في سلطنتي وتتبع إلىّ الغوائل قتلني الله إن لم أقتلك فقال جعفر : يا أمير المؤمنين إنّ سليمان اعطى فشكر ، وإنّ أيّوب ابتلى فصبر ، وإنّ يوسف ظلم فغفر ، فهؤلاء أنبياء الله وإليهم يرجع نسبك ولك فيهم اسوة حسنة ، فقال المنصور : أجل لقد صدقت يا أبا عبد الله ارتفع إلى هاهنا عندي ثمّ قال : يا أبا عبد الله إنّ فلان الفلاني أخبرني عنك بما قلت لك فقال : أحضره يا أمير المؤمنين أيوافقني على ذلك ، فاحضر الرّجل الّذي سعى به إلى المنصور فقال له المنصور : أحقّا ما حكيت لي عن جعفر فقال : نعم ، يا أمير المؤمنين قال جعفر : فاستحلفه على ذلك فبدر الرّجل وقال : والله العظيم الّذي لا إله إلّا هو عالم الغيب والشهادة الواحد


الأحد الفرد الصمد الّذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد وأخذ يعدّ في صفات الله ، فقال جعفر : يا أمير المؤمنين يحلف بما أستحلف به ويترك يمينه هذا فقال المنصور : حلّفه بما تختار فقال جعفر عليه‌السلام : قل برئت من حول الله وقوّته والتجأت إلى حولي وقوّتي لقد فعل كذا وكذا فامتنع الرّجل فنظر إليه المنصور منكرا فحلف بها فما كان بأسرع من أن ضرب برجله الأرض وقضى ميتا مكانه في المجلس فقال المنصور : جرّوا برجله وأخرجوه لعنه الله.

ومنهم القاضي أبو على المحسن بن على بن داود التنوخي المتوفى سنة ٣٨٤ في «الفرج بعد الشدة» (ص ٧٠ ط القاهرة) قال :

أخبرني أبو الفرج الاصفهاني ، عن الحسين بن عليّ السّلوسي ، عن أحمد بن سعيد بالإسناد : أنّه لمّا قتل إبراهيم بن عبد الله بباخمرى حشرنا من المدينة ، فلم يترك فيها محتلم حتّى قدمنا الكوفة فمكثنا فيها شهرا نتوقع القتل ثمّ خرج إلينا الربيع الحاجب فقال : يا هذه الأمّة العلوية ادخلوا على أمير المؤمنين رجلين منكم من ذوى الحجى قال : فدخلت أنا والحسين بن زيد فلمّا صرت بين يديه قال لي : أنت الّذي تعلم الغيب قلت : لا يعلم الغيب إلّا الله إلى أن قال : حدّثنا عليّ ابن الحسن بالإسناد قال : حجّ أبو جعفر المنصور في سنة سبع وأربعين ومائة فقدم المدينة فقال : ابعث إلى جعفر بن محمّد من يأتيني به تعبا قتلني الله إن لم اقتله فأمسكت عنه رجاء أن ينساه فأغلظ في الثانية فقلت : جعفر بن محمّد بالباب فقال : ائذن له فدخل فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته قال : لا سلام الله عليك يا عدوّ الله تلحد في سلطاني وتبغي الغوائل في ملكي قتلني الله إن لم أقتلك قال جعفر : يا أمير المؤمنين إنّ سليمان اعطى فشكر وإنّ أيّوب ابتلى فصبر وإنّ يوسف ظلم فغفر وأنت من ذلك السنخ فسكت طويلا ثمّ رفع رأسه وقال : أنت عندي يا أبا عبد الله البريء الساحة السليم الناحية القليل الغائلة جزاك الله من ذي رحم


أفضل ما يجزي به ذوي الأرحام عن أرحامهم ثمّ تناول يده فأجلسه على مفرشه ثمّ قال : يا غلام عليّ بالمنفخ. والمنفخ مدهن كبير فيه غالية فأتى به فغلفه بيده حتّى خلت لحيته قاطرة ثمّ قال : في حفظ الله وكلاءته يا ربيع ألحق أعط أبا عبد الله جائزته وكسوته وانصرف فلحقته فقلت : إنّي قد رأيت ما لم يرو رأيت بعد ذلك ما قد رأيت وقد رأيتك شفتيك فما الّذي قلت : فقال : نعم ، أنّك رجل منّا أهل البيت ولك محبة وودّ قلت : اللهمّ احرسني بعينك الّتي لا تنام واكنفني بكنفك الّذي لا يرام وارحمني بقدرتك عليّ لا أهلك وأنت رجائي يا ربّ كم من نعمة أنعمت بها عليّ قلّ لك عندها شكرى فلم تحرمني ، فيا من قلّ عند بليته صبري فلم يخذلني ويا من رآني على المعاصي فلم يفضحني يا ذا المعروف الّذي لا ينقضي أبدا ويا ذا النعم الّتي لا تحصى عددا أسألك أن تصلّي على محمّد وعلى آل محمّد بك أدرأ في نحره وأعوذ بك من شره اللهمّ أعنّي على ديني بدنياي وعلى آخرتي بالتقوى واحفظني فيما غبت عنه ولا تكلني إلى نفسي فيما حضرته ، يا من لا تضرّه الذّنوب ، ولا تنقصه المغفرة ، اغفر لي ما لا يضرّك ، وأعطني ما لا ينفعك ، إنّك أنت الوهّاب ، أسألك فرجا قريبا ، وصبرا جميلا ، ورزقا واسعا والعافية من جميع البلايا وشكر العافية.

ومنهم الحافظ الگنجى الشافعي في «كفاية الطالب» (ص ٣٠٧ طبع الغرى) قال :

أخبرنا إبراهيم الكاشغري ، أخبرنا عليّ بن أبي القاسم الطوسي ، أخبرنا يحيى ابن أحمد السبتي ، أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا أبو علي بن صفوان ، أخبرنا ابن أبي الدّنيا ، حدّثنا عيسى بن أبي حرب ، والمغيرة بن محمّد قالا : حدّثنا عبد الأعلى بن حمّاد ، حدّثنا حسن بن الفضل بن الربيع ، حدّثني عبيد الله بن الفضل بن الربيع ، عن الفضل بن الربيع فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «الفرج


بعد الشدّة» لكنّه ذكر بدل قوله واكنفني بكنفك الّذي لا يرام : واكنفني بركنك الّذي لا يضام إلخ.

ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٥٣ ط الغرى).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الفرج بعد الشدّة».

ومنهم العلامة المذكور في «صفة الصفوة» (ج ٢ ص ١٧٦ ط حلب).

روى الحديث فيه أيضا بتغيير يسير.

ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في «المختار» (ص ١٨ نسخة الظاهرية بدمشق).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الفرج بعد الشدّة».

ومنهم العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشامي الشافعي في «مطالب السؤول» (ص ٨٢ ط طهران).

روى الحديث بمثل ما تقدّم عن «كفاية الطالب».

ومنهم العلامة الشيخ عفيف الدين اليافعي في «روض الرياحين» (ص ٥٨ ط القاهرة).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «كفاية الطالب» ملخّصا.

ومنهم العلامة الفهري في «الآيات البينات» (ص ١٦٢ ط الوطنية ببلدة الرباط).

روى الحديث نقلا عن ابن أبي الدّنيا في «كتاب الفرج بعد الشدّة» بعين ما تقدّم عن «كفاية الطالب» سندا ومتنا لكنّه ذكر في السند حسن بن الفضل بن الربيع عن أبيه ، عن جدّه وذكر بدل قوله : وأنت من ذلك السنخ : وأنت على ارث منهم وأحقّ من تأسّي بهم ، وبدل قوله : واكفني بركنك الّذي لا يضام : واكنفني بكنفك الّذي لا يرام ، وبدل كلمة لا ينقضي : لا ينقطع. وزاد بعد قوله : أن تصلّي على


محمّد وآل محمّد : اللهمّ إنّه عبد من عبادك مثلي ألقيت عليه سلطانا من سلطانك فخذ بسمعه وبصره وقلبه إلى ما فيه صلاح أمرى وبك أدرأ.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٩٧ ط العثمانية بمصر).

روى الحديث عن عبد الله بن الفضل بن الربيع عن أبيه بمثل ما تقدّم عن «كفاية الطالب».

ومنهم العلامة الخوارزمي في «مقتل الحسين» (ج ٢ ص ١١٣ ط مطبعة الزهراء) قال :

وبهذا الاسناد (أي الاسناد المتقدّم في كتابه) عن السيّد أبي طالب هذا ، أخبرنا أحمد بن عبد الله الأصفهاني ، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، حدّثني أبي ، حدّثني الحسن بن الفضل مولى الهاشميين بالمدينة سنة خمس عشرة ومأتين هجريّة ، حدّثني عليّ بن موسى بن جعفر ، عن أبيه عليه‌السلام قال : أرسل أبو جعفر الدوانيقي إلى جعفر بن محمّد الصّادق عليه‌السلام ليقتله ، وطرح سيفا ونطعا وقال لحاجبه الربيع : يا ربيع إذا أنا كلّمته ثمّ ضربت بإحدى يدي على الأخرى فاضرب عنقه.

فلمّا دخل جعفر بن محمّد عليه‌السلام فنظر إليه من بعيد ، نزق أبو جعفر على فراشه (يعني تحرّك) وقال : مرحبا وأهلا وسهلا بك يا أبا عبد الله ما أرسلنا إليك إلّا رجاء أن نقضي دينك. ثمّ سأله مسألة لطيفة عن أهل بيته وقال له : قد قضى الله دينك وأخرج جائزتك ، يا ربيع لا تمض ثالثة حتّى يرجع جعفر بن محمّد إلى أهله. فلمّا خرج هو والرّبيع قال له : يا أبا عبد الله أرأيت السّيف والنّطع ، إنّما كانا وضعا لك ، فأيّ شيء رأيتك تحرّكت به شفتاك ، قال يا ربيع : لمّا رأيت الشرّ في وجهه قلت : (حسبي الربّ من المربوبين ، حسبي الخالق من المخلوقين ، حسبي الرازق من المرزوقين ، حسبي الله ربّ العالمين ، حسبي من هو حسبي ، حسبي من


لم يزل حسبي ، حسبي الله لا إله إلّا هو عليه توكلّت وهو ربّ العرش العظيم).

وفي رواية أخرى أنّ الرّبيع قال للدّوانيقي : ما بدا لك يا أمير المؤمنين حيث انبسطت إلى جعفر بن محمّد بعد ما أضمرت له ما أضمرت ، قال والله : لقد رأيت قدّامه أسدين فاغرين فمويهما ، فلو هممت به سوءا لابتلعاني ، فلذلك تضرّعت له وفعلت ما فعلت.

ومنهم العلامة ابن حجر في «الصواعق» (ص ١٢٠ ط القاهرة) قال :

وسعى به عند المنصور لمّا حجّ ، فلمّا حضر السّاعي به يشهد قال له : أتحلف؟ قال : نعم ، فحلف بالله العظيم إلى آخره ، فقال : أحلفه يا أمير المؤمنين بما أراه ، فقال له : حلّفه ، فقال له : قل : برئت من حول الله وقوّته والتجأت إلى حولي وقوّتي لقد فعل جعفر كذا وكذا وقال : كذا وكذا ، فامتنع الرّجل ثمّ حلف ، فما تمّ حتّى مات مكانه ، فقال أمير المؤمنين لجعفر : لا بأس عليك أنت المبرأ السّاحة المأمون العائلة.

ومنهم الحافظ أبو القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الرافعي الشافعي القزويني في «التدوين» (ج ١ ص ١٥١ النسخة الفوتوغرافية المأخوذة من نسخة مكتبة الاسكندرية بمصر) قال :

محمّد بن عبد الله بن عبد العزيز الرازي أبو بكر يروى عن أبي بكر بن خلاد قدم قزوين وحدث بها رأيت بخط بعض الثقات السالفين ، ثنا أبو بكر محمّد بن عبد الله ابن عبد العزيز قدس‌سره قال : سمعت أبا بكر أحمد بن يوسف بن خلاد سمعت موسى بن عبيدة السكرى يقول : سعى رجل بجعفر بن محمّد إلى أبي جعفر بأنه قال منك وقال فيك ، فأحضر جعفر فقال جعفر : معاذ الله فقال الساعي : بلى نلت من أمير المؤمنين وقلت فيه كذا وكذا فقال جعفر : حلّفه بالله يا أمير المؤمنين ثمّ افعل ما شئت فحلف الرّجل فقال له جعفر : إن حلفت كاذبا أخرج الله منك كلّ


قوّة أعطاك فقال : نعم ، فقام الرّجل من ساعته أعمى أصم أشل أعرج وخطا خطوتين وارتعد وسقط ومات.

ومنهم العلامة النبهاني في «جامع كرامات الأولياء» (ج ٢ ص ٤ ط الحلبي بالقاهرة) قال :

قال المناوى : ومن كراماته أنّه سعى به عند المنصور فذكر بعين ما تقدّم عن «الصواعق» ثم قال : ومنها : أنّ بعض البغاة قتل مولاه ، فلم يزل ليلته يصلّي ثمّ دعا عليه عند السحر فسمعت الضجّة بموته.

ومنهم العلامة محمد مبين السهالوي الحنفي في «وسيلة النجاة» (ص ٣٥٩ ط گلشن فيض بلكهنو).

روى الحديث وفيه ما تقدّم عن «الصواعق» بعينه.

اخباره عليه‌السلام عن خلافة صاحب القباء الأصفر

وكان المنصور يومئذ حاضرا وعليه قباء أصفر

رواه القوم :

منهم العلامة الشيخ سليمان القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ٣٣٢ ط اسلامبول) قال :

وقد ذكر أهل السير أن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط رضي‌الله‌عنهم كان شيخ بني هاشم في زمانه جمع المحاسن الكثيرة وهو والد محمّد الملقب بالنفس الزكيّة ووالد إبراهيم أيضا فلمّا كان في أواخر دولة بني مروان وضعفهم أراد بنو هاشم أن يبايعوا منهم من يقوم بالأمر فاتفقوا على محمّد وإبراهيم ابني عبد الله المحض فلمّا اجتمعوا لذلك أرسلوا إلى جعفر الصادق فقال عبد الله : إنّه


يفسد أمركم فلمّا دخل جعفر الصّادق سألهم عن سبب اجتماعهم فأخبروه فقال لعبد الله : يا ابن عمّي إنّي لا أكتم خيريّة أحد من هذه الأمّة إن استشارني فكيف لا أدّل على صلاحكم فقال عبد الله : مدّ يدك لنبايعك قال جعفر : والله إنّها ليست لي ولا لابنيك وانّها لصاحب القباء الأصفر والله ليلعبنّ بها صبيانهم وغلمانهم ثمّ نهض وخرج ، وكان المنصور العباس يومئذ حاضرا وعليه قباء أصفر ، فكان كما قال.

ومنهم العلامة ابن حجر في «الصواعق» (ص ١٢١ ط مصر) قال :

عند دولة بني أميّة وضعفهم أراد بنو هاشم مبايعة محمّد وأخيه وأرسل لجعفر ليبايعهما ، فامتنع فاتّهم إنّه يحسدهما ، فقال : والله ليست لي ولا لهما إنّها لصاحب القباء الأصفر ليلعبنّ بها صبيانهم وغلمانهم ، وكان المنصور العباسي يومئذ حاضرا وعليه قباء أصفر ، فما زالت كلمة جعفر تعمل فيه حتّى ملكوا.

ومنهم العلامة النبهاني في «جامع كرامات الأولياء» (ج ٢ ص ٤ ط الحلبي بمصر).

روى الحديث بمعنى ما تقدّم عن «ينابيع المودة».

ظهور ثعبان عظيم للمنصور حين أراد قتله

وهو يقول إن آذيته ابتلعك

رواه القوم :

منهم العلامة محمد خواجه پارساى البخاري في «فصل الخطاب» (على ما في ينابيع المودة ص ٣٨١ ط اسلامبول) قال :

دعى أبو جعفر المنصور وزيره ليلة وقال : ايتني جعفر الصادق حتّى أقتله


قال : هو رجل أعرض عن الدّنيا ووجه بعبادة المولى فلا يضرّك قال المنصور :

إنّك تقول بإمامته والله إنّه إمامك وإمامي وإمام الخلائق أجمعين والملك عقيم فائتني به قال الوزير : فذهبت ودخلت عليه فوجدته في الصلاة وبعد فراغه قلت له : يدعوك أمير المؤمنين فقام وانطلق بي وقبل مجيئه قال المنصور لعبيده : إذا رفعت قلنسوتي عن رأسي اقتلوه قال الوزير : لما جئنا بالباب استقبله المنصور وأدخله وأجلسه في الصدر وركع بين يديه فقال : سل حاجتك يا ابن رسول الله قال : حاجتي أن لا تدعني حتّى آتيك باختياري وخليتني بيني وبين عبادة ربّي ، قال : لك ذلك وانصرف واقشعرّ المنصور ونام وألقينا عليه الأثواب وقال لي : لا تذهب حتّى أن أستيقظ ، فنام نومة طويلة حتّى فاتت صلاته من الأوقات الثلاثة ثمّ انتبه وتوضأ وصلّى الفائتة فسألته ما وقع لك؟ قال : لما قدم الصادق في داري رأيت ثعبانا عظيما أحد شفتيه فوق الصفّة والآخر تحتها ويقول بلسان فصيح : إن آذيته ابتلعك مع الصّفة.

ومنهم العلامة المولوى محمد مبين السهالوي في «وسيلة النجاة» (ص ٣٣٥ ط گلشن بلكهنو).

روى بعين ما تقدّم عن «فصل الخطاب».

ومنهم النسابة علامة الأدب أبو عبد الله الزبير بن بكار القرشي الزبيري المتوفى سنة ٢٥٦ في كتابه «الاخبار الموفقيات» (طبع مطبعة العاني ببغداد ص ١٤٩ إلى ١٥٠) قال :

حدثنا أحمد بن سعيد الدمشقي قال : حدّثني الزبير قال : حدّثني عليّ ابن صالح ، عن عامر بن صالح سمعت الفضل بن الربيع يحدّث عن أبيه الربيع قال : قدم المنصور المدينة فأتاه قوم فوشوا بجعفر بن محمّد ـ وقالوا : إنّه لا يرى الصلاة خلفك وينتقصك ولا يرى التسليم عليك فقال لهم : وكيف أقف على صدق ما تقولون


قالوا : تمضى ثلاث ليال فلا يصير إليك مسلّما قال : إن كان في ذلك لدليلا فلما كان في اليوم الرابع قال : يا ربيع ايتني بجعفر بن محمّد فقتلني الله إن لم أقتله قال الربيع : فأخذني ما قدم وما حدث فدافعت بإحضاره يومي ذلك فلما كان من غد قال : يا ربيع أمرتك بإحضار جعفر بن محمّد فوريت عن ذلك ائتني به فقتلني الله إن لم أقتله وقتلني الله إن لم أبدأ بك إن أنت لم تأتني به قال الربيع : فمضيت إلى أبي عبد الله فوافيته يصلّي إلى جنب استوانة التوبة فقلت : يا أبا عبد الله أجب أمير المؤمنين للتي لا شوى لها فأوجز في صلاته وتشهد وسلّم وأخذ نعله ومضى معي وجعل يهمس بشيء أفهم بعضه وبعضا لم أفهم فلمّا أدخلته على أبي جعفر سلّم عليه بالخلافة فلم يرد عليه‌السلام وقال : يا مرائي يا مارق منتك نفسك مكاني فوريت على ولم تر الصلاة خلفي والتسليم عليّ فلمّا فرغ من كلامه رفع جعفر رأسه إليه فقال : يا أمير المؤمنين إنّ داود النبيّ عليه‌السلام اعطي فشكر وإنّ أيّوب ابتلى فصبر وإنّ يوسف ظلم فغفر وهؤلاء صلوات الله عليهم أنبياؤه وصفوته من خلقه وأمير المؤمنين من أهل بيت النبوّة وإليهم يؤول نسبه ، وأحقّ من أخذ بآداب الأنبياء من جعل الله له مثل حظّك يا أمير المؤمنين؟

يقول الله جلّ ثناءه : ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ) (١)

فتثبّت يا أمير المؤمنين يصحّ لك اليقين. قال : فسرى عن أبي جعفر ، وزال عنه الغضب وقال : أنا أشهد أبا عبد الله أنك صادق. وأخذ بيده فرفعه وقال : أنت أخي وابن عمّي ، وأجلسه معه على السرير وقال : سلني حاجتك ، صغيرها وكبيرها. قال : يا أمير المؤمنين قد أذهلني ما كان من لقائك وكلامك عن حاجاتي ولكنّي افكّر وأجمع حوائجي إن شاء الله. قال الربيع : فلمّا خرجت قلت له :

__________________

(١) الحجرات آية ٦.


يا أبا عبد الله ، سمعتك همست بكلام أحبّ أن أعرفه قال : نعم إنّ جدّي عليّ بن الحسين عليهم‌السلام أجمعين يقول : من خاف من سلطان ظلامة أو تغطرسا فليقل : اللهمّ احرسني بعينك الّتي لا تنام ، واكفني بركنك الّذي لا يرام ، واغفر بقدرتك (خ ل وارحمني) عليّ ، فلا أهلكنّ وأنت رجائي ، فكم من نعمة قد أنعمت عليّ قلّ عندها شكري ، وكم من بلية ابتليتني بها قلّ لك عندها صبري ، فيا من قلّ عند نعمته شكري فلم يحرمني ، ويا من قلّ عند نقمته صبري فلم يخذلني ، ويا من رآني على الخطايا فلم يفضحني ، ويا ذا النعماء الّتي لا تحصى ، ويا ذا الأيادي الّتي لا تنقضي ، بك أستدفع مكروه ما أنا فيه ، وأعوذ بك من شرّه يا أرحم الراحمين.

قال الرّبيع : فكتبت بالدعاء ، ولم يلتق مع أمير المؤمنين المنصور ولا سأله حاجة حتّى فارق الدّنيا.

ومنهم العلامة محمد مبين المولوى السهالوي في «وسيلة النجاة» (ص ٣٥٩ ط لكهنو).

روى الحديث ملخّصا.

دعاء أخرى له عليه‌السلام

دعا بها لدفع شر منصور ، واستجيبت من ساعتها

رواها القوم :

منهم العلامة المعاصر الشيخ عبد الحفيظ المالكي الفهري الفاسى من مشايخنا في الرواية في «الآيات البينات» (ص ١٥٩ ط المطبعة الوطنية ببلدة الرباط من المغرب الأقصى) قال :


المسلسل الرّابع والثلاثون بقول كلّ راو كتبته فها هو في جيبي حدّثني به القاضي أبو العبّاس حميد بناني سماعا قال : حدّثنا به أبو الحسن عليّ بن ظاهر الوتري سماعا بفأس ح وحدّثني به عمّي أبو جيدة سماعا وهو وابن ظاهر قالا : حدّثنا عبد الغنى ، عن عابد ، عن عبد الرّحمن بن سليمان الأهدل بسنده السابق من طريق بني الأهدل إلى محمّد بن عبد الرّحمن السخاوي قال : أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عليّ البيضاوي والكاتبة مريم بنت عليّ بن عبد الرّحمن قالت الثانية أنا المحبّ محمّد بن أحمد الطبري سماعا ، وعبد الله بن سليمان المكّي إذنا إن لم يكن سماعا وقال الأوّل : أنا أبو السّادة عبد الله بن أسعد اليافعي قال : هو والمكّي أنا الرضيّ أبو إسحاق الطبري ، أنا المحبّ أحمد بن عبد الله الطبري ، أنا التقي أبو الحسن عليّ بن أبي بكر الطبري ، أنا محمّد بن إسماعيل بن أبي الصيف الفقيه ، أنا الحافظ أبو الحسن عليّ بن المفضّل المقدّسي ح وقال عبد الرّحمن الأهدل ، أنا أمر الله بن عبد الخالق المزجاجي ، أنا محمّد بن أحمد عقيلة ، أخبرنا أحمد بن محمّد النّخلي ، عن محمّد بن علان الصّديقي ، عن نور الدّين عليّ الحميري ، عن عبد الرّحمن ابن فهد ، عن جار الله بن فهد ، عن ابن أبي شريف ، عن إبراهيم بن عليّ الزمزمي قال : هو وشيخ السخاوي الأوّل وهو إبراهيم البيضاوي وهو عال ، أنا مجد الدين أبو طاهر الفيروزآبادي ح قال السخاوي : وكتب إليّ عاليا عبد الرّحمن بن عمر قال هو والفيروزآبادي : أنا محمّد بن أبي القاسم الفارقي ، أنا أبو الحسن الغرافي ، أنا أبو الفضل جعفر بن عليّ ، أنا أبو محمّد الديباجي ، ثنا محمّد بن الحسن بن صدقة بن سليمان الإسكندري ، ثنا أبو الفتح نصر بن الحسين بن القاسم الشاشي قدم علينا اسكندريّة ثنا عليّ بن الحسين بن إبراهيم العاقولي ، ثنا القاضي أبو الحسن محمّد بن عليّ بن صخر الأزدي ، ثنا أبو عياض أحمد بن محمّد بن يعقوب الهروي ، ثنا أحمد بن منصور بن محمّد الحافظ المعدل ، ثنا أبو الحسن عليّ بن الحسين بن أحمد القطان البلخي بمدينة


الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعلى آله وكان صدوقا ، حدّثنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن محمّد المحتسب البلخي ، ثنا محمّد بن هارون الهاشمي ، ثنا محمّد بن يحيى المازني ، ثنا محمّد بن سهل عن الرّبيع حاجب المنصور قال : لمّا أسندت الخلافة لأبي جعفر يعني المنصور العبّاسي قال لي : يا ربيع البعث إلى جعفر بن محمّد (يعني جعفر الصّادق بن محمّد الباقر) قال : فقمت من بين يديه فقلت : أيّ بليّة يريد أن يفعل وأوهمته إنّي أريد أن أفعل ثمّ أتيته بعد ساعة فقال : ألم أقل لك ابعث إلى جعفر بن محمّد فوالله لتاتيني به أو لأقتلنّك شرّ قتلة قال : فذهبت إليه فقلت : أبا عبد الله أجب أمير المؤمنين فقام معي فلمّا دنونا من الباب قام فحرّك شفتيه ثمّ دخل فسلم فلم يرد عليه ووقف فلم يجلس ، ثمّ رفع رأسه فقال : يا جعفر أنت الّذي البت وكثرت ، وحدّثني أبي عن أبيه ، عن جدّه إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعلى آله قال : ينصب للغادر يوم القيامة لواء يعرف به ، قال جعفر بن محمّد : حدّثني أبي عن أبيه ، عن جدّه رضي‌الله‌عنه انّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعلى آله قال : ينادي مناد يوم القيامة من بطنان العرش ألا فليقم من كان أجره على الله فلا يقوم من عباده إلّا المتفضّلون فما زال يقول حتّى سكن ما به ولان له ، فقال : اجلس أبا عبد الله ارتفع أبا عبد الله ثمّ دعا بدهن فيه غالية فأراقه عليه بيده والغالية تقطر من بين أصابع أمير المؤمنين ثمّ قال : انصرف أبا عبد الله في حفظ الله تعالى ثمّ قال : يا ربيع اتبع أبا عبد الله جائزته وأضعفها فخرجت فقلت : أبا عبد الله تعلم محبّتي لك قال : أنت منّا.

حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن جدّه أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعلى آله قال : مولى القوم منهم فقلت أبا عبد الله : شهدت ما لم تشهد وعلمت ما لم تعلم وقد دخلت ورأيتك تحرك شفتيك عند دخولك إليه ، قال : دعاء كنت أدعو به ، فقلت له : دعاء حفظته عند دخولك ، أم شيء تاثرته عن آبائك الطّاهرين قال : بل حدّثني أبي عن أبيه ، عن جدّه إنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا حزنه أمر دعا بهذا الدعاء وكان


يقول : إنه دعاء الفرج وهو ، اللهمّ احرسني بعينك الّتي لا تنام ، واكنفني بكنفك الّذي لا يرام ، وارحمني بقدرتك عليّ أنت ثقتي ورجائي ، فكم من نعمة أنعمت بها عليّ قلّ لك بها شكرى ، وكم من بليّة ابتليتني بها قلّ لك عندها صبري ، فيا من قلّ عند نعمته شكري فلم يحرمني ، ويا من قلّ عند بلائه صبري فلم يخذلني ، ويا من رآني على الخطايا فلم يفضحني ، أسألك أن تصلّى على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت وباركت وترّحمت على إبراهيم إنّك حميد مجيد ، اللهمّ أعنّى على ديني بدنياي ، وعلى آخرتي بالتقوى ، واحفظني فيما غبت عنه ، ولا تكلني إلى نفسي فيما حضرت ، يا من لا تضرّه الذنوب ، ولا تنقصه المغفرة ، هب لي ما لا يضرّك ، واغفر لي ما لا ينقصك ، يا إلهى أسألك فرجا قريبا ، وصبرا جميلا ، وأسألك العافية من كلّ بلية ، وأسألك الشكر على العافية ، وأسألك دوام العافية ، وأسألك الغنى عن النّاس ، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العلىّ العظيم ، قال الربيع : فكتبته من جعفر وها هو في جيبي قال موسى : فكتبته من الربيع وها هو في جيبي وهكذا قال كلّ واحد من الرواة إلى أن وصل إلى الشيخين حميد وأبى جيدة فقال الأوّل منهما : فكتبته من أبى الحسن بن ظاهر وها هو في جيبي وقال ثانيهما : فكتبته من عبد الغنى وها هو في جيبي وأنا أقول فكتبته منهما وها هو في جيبي هذا حديث جليل حسن غريب أخرجه ابن الطيلسان وأبو عليّ بن أبى الأحوص وغيرهما من أرباب المسلسلات ببعض مخالفة.

ومنهم العلامة الشيخ أبو الحسن على بن هذيل في «عين الأدب والسياسة» (المطبوع بهامش غرر الخصائص ص ١٨٢ ط القاهرة).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الآيات البيّنات».


حضور بريد الجن عنده بصورة الطائر

واخباره عن موت هشام

رواه القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢١١ ط الغرى) قال:

وعن أبى حمزة الثّمالى قال : كنت مع أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصّادق بين مكّة والمدينة فالتفت فإذا عن يساره كلب أسود فقال له : مالك قبحك الله ما أشدّ مسارعتك فإذا هو في الهواء يشبه الطائر فتعجّبت من ذلك فقال : هذا أعثم بريد الجنّ مات هشام السّاعة وهو طائر ينعاه.

واقعة إبراهيم بن عبد الحميد

رواها القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢١١ ط الغرى) قال:

وعن إبراهيم بن عبد الحميد قال : اشتريت من مكّة بردة وآليت على نفسي أن لا تخرج من ملكي حتّى تكون كفني ، فخرجت بها إلى عرفة فوقفت فيها الموقف ثمّ انصرفت إلى المزدلفة فبعد أن صلّيت فيها المغرب والعشاء رفعتها وطويتها ووضعتها تحت رأسى ونمت ، فلمّا انتبهت لم أجدها فاغتممت لذلك غمّا شديدا. فلمّا أصبحت صلّيت وأفضت مع النّاس إلى منى فإنّي والله في المسجد

(احقاق الحق مجلد ١٢ ج ١٦)


الخيف إذ أتاني رسول أبى عبد الله جعفر الصادق رضي‌الله‌عنه يقول لي : قال لك أبو عبد الله : تأتنا في هذه السّاعة فقمت مسرعا حتّى دخلت على أبي عبد الله جعفر الصّادق رضى الله عنه وهو في فسطاطه فسلّمت عليه وجلست فالتفت إلىّ وقال : يا إبراهيم نحن نحبّ أن نعطيك برة تكون لك كفنا قلت : والّذي خلق إبراهيم لقد كانت معى بردة نعدّها لذلك ولقد ضاعت منّى في المزدلفة فأمر غلامه فأتاني ببردة فتناولتها فإذا هي والله بردتي بعينها فقلت : بردتي يا سيّدي فقال : خذها واحمد الله تعالى يا إبراهيم فقد جمع الله عليك يا إبراهيم.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٩٨ ط العثمانية بمصر).

روى الحديث عن إبراهيم بن عبد الحميد بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة» إلّا أنّه ذكر بدل قوله والّذي خلق إبراهيم : والّذي يحلف به.

استجابة دعائه عليه‌السلام في احياء الطيور

رواها القوم :

منهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي في «وسيلة النجاة» (ص ٣٥٧ ط گلشن فيض بلكهنو) قال :

روى انّ جماعة حضروا عنده عليه‌السلام فسألوه عن الطيور الّتي أحياه الله لإبراهيم عليه‌السلام فنادى عليه‌السلام عدّة من الطيور ثمّ أمرهم بذبحها فذبحوها وقطعوا أعضائها ثمّ نادى الطيور فأحياها الله تعالى بدعائه عليه‌السلام.


دعائه عليه‌السلام على داود بن على لما قتل معلى بن خنيس

وموته فجأة في تلك الليلة

رواها القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٠٨ ط الغرى).

روى انّ داود بن عليّ بن العبّاس قتل المعلّى بن خنيس مولى كان لجعفر الصادق «رض» فأخذ ما له فبلغ ذلك جعفرا فدخل إلى داره ولم يزل ليله كلّه قائما إلى الصبّاح ولما كان وقت السحر سمع منه وهو يقول في مناجاته : يا ذا القوّة القويّة ويا ذا المحال الشديد ويا ذا العزّة الّتى كلّ خلقك لها ذليل اكفنا هذا الطاغية وانتقم لنا منه ، فما كان إلّا أن ارتفعت الأصوات بالصراخ والعويل وقيل مات داود ابن عليّ فجأة.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٩٨ ط العثمانية بمصر).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة».

ومنهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي في «وسيلة النجاة» (ص ٣٥٧ ط گلشن فيض بلكهنو).

روى موت داود في سحر اللّيلة الّتى دعا الصادق عليه.


دعائه عليه‌السلام على الحكم بن عباس

وافتراس الأسد له

رواها جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٠٨ ط الغرى) قال : ولمّا بلغ جعفر الصّادق رضي‌الله‌عنه قول الحكم بن عبّاس الكلبي :

صلبنا لكم زيدا على جذع نخلة

ولم أر مهديّا على الجذع يصلب

فرفع جعفر يديه إلى السّماء وهما يرتعشان فقال : اللهمّ سلّط على الحكم بن العبّاس الكلبي كلبا من كلابك ، فبعثه بنو أميّة إلى الكوفة فافترسه الأسد في الطريق واتّصل ذلك بالصادق فخرّ ساجدا وقال : الحمد لله الّذي أنجزنا ما وعدنا.

ومنهم العلامة الحمويني في «فرائد السمطين» (مخطوط).

روى الحديث نقلا من خطّ شيخ الإسلام معين الدين أبي بكر عبد الله بن علي ابن محمّد حمويه بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة».

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٩٨ ط العثمانية بمصر).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة».

ومنهم العلامة محمد مبين السهالوي الحنفي في «وسيلة النجاة» (ص ٣٦١ ط گلشن فيض بلكهنو).

روى الحديث نقلا عن شواهد النبوّة وغيرها بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة» لكنّه ذكر الدعاء هكذا : اللهمّ إن كان عبدك كاذبا فسلّط عليه كلبا.


استجابة سائر أدعيته

رواها القوم :

منهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٩٧ ط العثمانية بمصر) قال : كان جعفر الصّادق رضي‌الله‌عنه مجاب الدعوة إذا سأل الله شيئا لا يتمّ قوله إلّا وهو بين يديه.

ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في «اسعاف الراغبين» (المطبوع بهامش نور الأبصار ص ٢٥٠ ، ط العثمانية بمصر).

ذكر في توصيفه ما تقدّم عن «نور الأبصار» بعينه.

صيرورة النخلة اليابسة مثمرة بدعائه

رواها القوم :

منهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي في «وسيلة النجاة» (ص ٣٥٨ ط لكهنو).

ومن جملة كراماته ما روى عن جماعة قالوا : كنا مع جعفر بن محمّد في طريق مكّة فنزلنا تحت نخلة يابسة فتحرك شفتاه عليه‌السلام فكان يقرأ دعاء لا نفعهما فإذا توجه إلى النخلة فقال : أطعمينا ممّا أودعه الله فيك فصارت النخلة مثمرة مملوة بالرطب فنادانا فقال : أقبلوا فكلوا منها بسم الله فأكلنا فوجدناها أطيب طعام أكلناه منذ اليوم ، وكان هناك اعرابي فأنكر عليه وقال : هذا سحر مبين فقال عليه‌السلام : نحن ورثة الأنبياء ندعو الله فيستجاب لنا فان شئت ندعو الله فيمسخك كلبا فقال الأعرابي : سل بذلك ، فلمّا دعا عليه‌السلام مسخ الأعرابي كلبا فأقبل إلى بيته فكان أهله


يضربونه بالعصا فرجع الأعرابي عنده عليه‌السلام ويسيل الدمع من عينيه فترحم عليه‌السلام فدعا فأعاده الله إلى صورته.

نبذة من كلماته عليه‌السلام

فمنها

إذا أنعم الله عليك إذا أنعم الله عليك بنعمة فأحببت بقائها ودوامها ، فأكثر من الحمد والشكر عليها ، فإنّ الله عزوجل قال في كتابه : (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) ، وإذا استبطأت الرّزق ، فأكثر من الاستغفار فإنّ الله تعالى قال في كتابه : (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً ، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً) ، يا سفيان إذا حزنك أمر من سلطان أو غيره ، فأكثر من لا حول ولا قوّة إلّا بالله ، فإنّها مفتاح الفرج وكنز من كنوز الجنّة ، فعقد سفيان بيده ، وقال : ثلاث وأيّ ثلاث. قال جعفر : عقلها والله أبو عبد الله ولينفعنّه الله بها. رواه في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٩٣ ط السعادة) قال :

حدثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، ثنا محمّد بن العبّاس ، حدّثني محمّد بن عبد الرّحمن بن غزوان ، حدّثنى مالك بن أنس ، عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين ، قال : لمّا قال سفيان الثوري : لا أقوم حتّى تحدّثني ، قال : أنا احدّثك وما كثرة الحديث لك بخير يا سفيان فقاله.

ورواه في «محاضرات الأدباء» (ج ٤ ص ٤٦٧ ط مكتبة الحياة في بيروت) عن مالك بن أنس. لكنّه أسقط قوله : فأحببت بقائها ودوامها ، وذكر بدل قوله وإذا استبطأت الرّزق : وإذا قلّت نفقتك ـ وبدل قوله إذا حزنك أمر من سلطان أو غيره فأكثر : وإذا أشتدّ بك كرب فعليك ـ وأسقط قوله : فإنّها مفتاح الفرج ـ


وذكر في أوّله : اعلّمك ثلاثا هنّ خير لك من مال كثير.

ورواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢٠٥ ط الغرى).

ورواه محمّد بن طلحة الشافعي في «مطالب السؤول» (ص ٨١ ط طهران) وكذا ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٥٢ ط الغرى) ، وفي «صفة الصفوة» (ج ٢ ص ١٦٨ ط دار الوعى بحلب).

ورواه ابن الأثير في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ١٧ نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق) لكنّه سقط من النسخة قوله : فانّ الله قال في كتابه لئن شكرتم إلى قوله : فأكثر من الاستغفار.

وقال ابن أبي حازم : كنت عند جعفر بن محمّد إذ جاء آذنه فقال : سفيان الثوري بالباب فقال : ائذن له فدخل فقال جعفر : يا سفيان إنّك رجل يطلبك السلطان وأنا القى السلطان قم فاخرج غير مطرود فقال سفيان : حدّثنى حتّى أسمع وأقوم فقال جعفر : حدّثني أبي عن جدّي أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : من أنعم الله عليه نعمة فليحمد الله ، ومن استبطأ الرزق فليستغفر الله ، ومن حزنه أمر فليقل لا حول ولا قوّة إلّا بالله. فلمّا قام سفيان قال جعفر : خذها يا سفيان ثلاث وأيّ ثلاث.

ومن كلامه عليه‌السلام

إياكم والخصومة في الدّين فإنّها تشغل القلب وتورث النّفاق ـ رواه ابن الأثير الجزري في «المختار» (ص ١٨ نسخة الظاهريّة بدمشق).

ورواه في «التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة» (ج ١ ص ٤١٠ ط أسعد درابزوني).

ورواه في «المشرع الروى» (ج ١ ص ٣٥ ط الشرفية بمصر).


ومن كلامه عليه‌السلام

أصل الرّجل عقله وحسبه دينه وكرمه تقواه ، والنّاس في آدم مستوون.

رواه سبط ابن الجوزي في «صفة الصفوة» (ج ٢ ص ١٧٠) وكذا في «التذكرة» (ص ٣٥٣ ط الغرى) قال : كان يتردّد إليه رجل من السواد فانقطع عنه فقال بعض القوم : إنّه نبطي يريد أن يضع منه فقاله عليه‌السلام.

ورواه ابن الأثير الجزري في «المختار» (ص ١٨ نسخة الظاهريّة بدمشق).

ورواه الخطيب البغدادي في «الفقيه والمتفقّه» (ج ١ ص ١١٩ ط القصيم في الرياض).

ورواه محمّد بن طلحة في «مطالب السؤول» (ص ٨ ط طهران).

ومن كلامه عليه‌السلام

من لم يغضب من الجفوة لم يشكر النعمة.

رواه سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٥٣ ط الغرى) وفي «صفة الصفوة» (ج ٢ ص ١٧٠ ط حلب) قال : قال.

ورواه ابن الأثير الجزري في «المختار» (ص ١٨ نسخة الظّاهريّة بدمشق).

ومن كلامه عليه‌السلام

الرّجال أربعة : رجل يعلم ويعلم أنّه يعلم فذاك عالم فتعلّموا منه ، ورجل يعلم ولا يعلم أنّه يعلم فذاك نائم فانتبهوه ، ورجل لا يعلم ويعلم أنّه لا يعلم فذاك جاهل فعلّموه ، ورجل لا يعلم ولا يعلم أنّه لا يعلم فذاك أحمق فاجتنبوه.

رواه أبو الفرج ابن الجوزي في كتابه «أخبار الحمقي» (ص ٢٤ ط الغرى).


ومن كلامه عليه‌السلام

مودّة يوم صلة ومودّة سنة رحم ماسّة من قطعها قطعه الله عزوجل.

رواه العلّامة الشيخ أبو البركات بدر الدين محمّد الغزي الدمشقي في «آداب العشرة وذكر الصحبة والاخوّة» (ص ٦٢ ط دمشق).

ومن كلامه عليه‌السلام

الكعبة بيت الله والحرم حجابه والموقف بابه فلمّا قصدوه أوقفهم بالباب ليتضرعوا فلمّا أذن لهم بالدخول أدناهم من الباب الثاني وهو المزدلفة ، فلمّا نظر إلى كثرة تضرّعهم وطول اجتهادهم رحمهم فلمّا رحمهم أمرهم بتقريب قربانهم فلمّا قربوا قربانهم وقضوا تفثهم وتطهّروا من الذنوب أمرهم بالزيارة لبيته وكره لهم الصوم أيام التشريق لأنهم في ضيافة الله ولا يجب للضيف أن يصوم وتعلقهم بالأستار ، مثلهم مثل رجل بينه وبين الآخرة جرم فهو يتعلق به ويطوف حوله رجاء أن يهب له جرمه.

قاله عليه‌السلام لمّا سئل لم جعل الموقف من وراء الحرم ، ولم يصر في المشعر الحرام ، وعن كراهة صوم الحاج أيّام التشريق ، وعن تعلقهم بأستار الكعبة وهي خرق لا تنفع شيئا.

رواه العلامة محمّد شمس الدين بن عبد الرّحمن السخاوي في «التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة» (ص ٤١١ ط القاهرة).


ومن كلامه عليه‌السلام

أقلل من معرفة النّاس وأنكر من عرفت منهم وإن كان لك مائة صديق فاطرح منهم تسعة وتسعين وكن من الواحد على حذر ، قاله لبعض إخوانه.

رواه الشيخ أبو إسحاق الأنصارىّ الشهير بالوطواط المتوفى سنة ٧١٨ في «غرر الخصائص» (ص ٣٨٢ ط الشرفية بمصر).

ومن كلامه عليه‌السلام

لا يتمّ المعروف إلّا بثلاثة : تعجيله وتصغيره وستره.

رواه الحافظ أبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٩٨ ط السعادة بمصر) قال : حدّثنا أبي ، ثنا محمّد بن أحمد بن عمر ، ثنا أبو بكر بن عبد الله ، ثنا الوليد بن شجاع ، ثنا إبراهيم بن أعين ، عن يحيى بن الفرات قال : قال جعفر بن محمّد لسفيان الثوري فذكره.

ورواه سبط ابن الجوزي مرسلا في «صفة الصفوة» (ج ٢ ص ١٦٩ ط حلب).

ورواه العلّامة النسّابة أحمد بن عبد الوهّاب النويري المصري في «نهاية الارب» (ج ٣ ص ٢٠٤ ط القاهرة).

ورواه العلامة ابن الأثير في «المختار» (ص ١٧ نسخة الظاهرية بدمشق).

ورواه العلامة محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السؤول» (ص ٨٢ ط طهران).

ورواه العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٩٩).

ورواه في «الفصول المهمة» (ص ٢٠٥ ط الغرى).

ورواه ابن الصبّان في «اسعاف الرّاغبين» (ص ٢٥١) لكنّه قال : أن تصغّره في عينيك وتستره وتعجّله.


ومن كلامه عليه‌السلام

لمّا قيل له : ما بالنا ندعو فلا يستجاب لنا؟ فقال عليه‌السلام : لأنّكم تدعون من لا تعرفونه.

رواه الشيخ أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن النيشابوري في «الرّسالة القشيريّة» (ص ١٣٢ ط القاهرة).

ومن كلامه عليه‌السلام

لا يستحيى من بذل القليل فإنّ الحرمان أقلّ منه.

رواه العلّامة النويرى في «نهاية الأرب» (ج ٣ ص ٢٠٤ ط القاهرة).

ومن كلامه عليه‌السلام

إنّ الله يبغض السّباب الطّعان المتفحش.

رواه الشيخ أبو إسحاق الأنصاري الوطواط في «غرر الخصائص» (ص ٤٢ ط الشرفيّة بمصر).

ومن كلامه عليه‌السلام

يا ابن آدم مالك تأسف على مفقود لا يردّه إليك الفوت ، ومالك تفرح بموجود لا يترك في يديك الموت.

رواه العلامة السيد حسن خان الحسيني الحنفي ملك بهو بال الهند في «تفسير فتح البيان» (ج ٩ ص ٢٣٨ ط بولاق مصر).


ومن كلامه عليه‌السلام

الجود زكاة السعادة ، والإيثار على النفس موجب لاسم الكرم.

رواه العلّامة النويرى في «نهاية الأرب» (ج ٣ ص ٢٠٤ ط مصر).

ومن كلامه عليه‌السلام

حين سأله معاوية بن عمّار بقوله : إنهم يسألوننا عن القرآن مخلوق هو؟ قال عليه‌السلام : ليس بخالق ولا مخلوق ولكنّه كلام الله عزوجل. رواه في «الاعتقاد» (ص ٣٩) عن أبي عبد الله محمّد بن أحمد بن أبي طاهر الدّفاق ببغداد قال : ثنا أحمد ابن عثمان الادمي ، ثنا ابن أبي العوام ، ثنا موسى بن داود الضبي ، عن معبد أبي عبد الرّحمن ، عن معاوية بن عمار.

ومن كلامه عليه‌السلام

حين سأله عليه‌السلام سفيان الثوري دعاء يدعو به عند البيت الحرام.

إذا بلغت البيت الحرام ، فضع يدك على الحائط ثمّ قل : «يا سائق الفوت ويا سامع الصوت ويا كاسي العظام لحما بعد الموت ، ثمّ ادع بما شئت ، قال له سفيان : فعلّمني ما لم أفقه ، فقال : يا أبا عبد الله إذا جاءك ما تحبّ فأكثر من الحمد وإذا جاءك ما تكره ، فأكثر من لا حول ولا قوّة إلّا بالله ، وإذا استبطأت الرّزق ، فأكثر من الاستغفار.

رواه العلّامة الشيخ أبو محمّد محيي الدّين عبد القادر بن أبي الوفاء القرشي الحنفي المصري المتوفي سنة ٧٧٥ في «الجواهر المضيئة» عن رواية الحاكم عنه (ج ١ ص ١٢٣ ط حيدرآباد).


ورواه في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٩٦ ط السعادة بمصر) قال : حدّثنا أبو أحمد محمّد بن أحمد الجرجاني ، ثنا إسحاق بن إبراهيم النحوي ثنا جعفر الصائغ ، ثنا عبيد بن إسحاق ، ثنا نصر بن كثير قال : دخلت أنا سفيان الثوري ، عن جعفر بن محمّد فذكر الحديث بمعنى ما تقدّم عن «الجواهر المضيئة».

ورواه في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ١٨ نسخة الظاهرية بدمشق).

ومن كلامه عليه‌السلام

شفيع المذنب إقراره ، وتوبة المجرم الاعتذار.

رواه العلّامة عبد الوهّاب النويرى في «نهاية الأرب» (ج ٣ ص ٢٣٤ ط القاهرة).

ومن كلامه عليه‌السلام

ثمرة القناعة الراحة ـ رواه العلّامة المذكور في «نهاية الأرب» (ج ٣ ص ٢٤٧ ط القاهرة).

ومن كلامه عليه‌السلام

يا سفيان لا مروّة لكذوب ولا راحة لحسود ولا إخاء لملول ولا سودد لسيّئ الخلق قلت : يا ابن رسول الله زدني قال : يا سفيان كفّ عن محارم الله تكن عابدا وارض بما قسم الله لك تكن مسلما ، واصحب النّاس بما تحبّ أن يصحبوك به تكن مؤمنا ولا تصحب الفاجر فيعلمك من فجوره (أي للحديث المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) وشاور في أمرك الّذين يخشون الله قلت : يا ابن رسول الله زدني قال : يا سفيان من أراد عزا بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فليخرج من ذلّ


معصية الله إلى طاعة الله قلت : يا ابن رسول الله زدني فقال : أدّبني أبي بثلاث قال لي : أي بنيّ إنّ من يصحب صاحب السوء لا يسلم ، ومن يدخل مدخل السوء يتّهم ، ومن لا يملك لسانه يندم.

رواه العلّامة ابن حجر المكي الهيثمي في «الزواجر عن اقتراف الكبائر» (ص ١٧ ط الميمنية في بولاق مصر).

عن سفيان الثوري قال : دخلت على جعفر الصّادق عليه‌السلام فقلت له : يا ابن رسول الله أوصنى فقاله.

ورواه العلامة ابن الصبان في «اسعاف الراغبين» (المطبوع بهامش نور الأبصار ص ٢٥٢) لكنّه قال : كفّ عن محارم الله وامتثل أوامره تكن عابدا ، وارض بما قسم لك تكن مسلما ، واصحب النّاس على ما تحبّ أن يصحبوك عليه تكن مؤمنا ، ولا تصحب الفاجر فيعلّمك من فجوره ، وشاور في أمرك الّذين يخشون الله.

رواه العلامة ابن الصبان في «اسعاف الراغبين» (المطبوع بهامش نور الأبصار ص ٢٥٢ ط العثمانيّة بمصر).

ومن كلام له عليه‌السلام لسفيان الثوري

شاور في أمرك الّذين يخشون الله تعالى ، وطلب العلم من أعلى الأمور وأصعبها فكانت المشاورة فيه أهمّ وأوجب.

رواه العلّامة برهان الدّين الزرنوجي من علماء الحنفيّة في القرن السادس في «تعليم المتعلّم طريق التعلم» (ص ٨ ط المنيريّة بمصر).


ومن كلامه عليه‌السلام

خير السّادة أرحبهم ذراعا عند الضيق ، وأعدلهم حلما عند الغضب ، وأبسطهم وجها عند المسألة ، وأرحمهم قلبا إذا سلّط ، وأكثرهم صفحا إذا قدر.

رواه العلّامة الشيخ أبو إسحاق برهان الدّين محمّد بن إبراهيم بن يحيى بن عليّ الأنصاري الكتبي المتوفى سنة ٧١٨ في «غرر الخصائص الواضحة» (ص ١٢ ط الشرفيّة بمصر).

ومن كلامه عليه‌السلام

حسن الجوار عمارة الدّيار ، ومثراة المال.

رواه العلّامة أبو حيان عليّ بن محمّد الشيرازي التوحيدي المتوفي بعد سنة ٤٠٠ في كتابه «الأمتاع والمؤانسة» (ج ٢ ص ١٣٠ ط القاهرة).

ومن كلامه عليه‌السلام

النّعم وحشيّة فأمسكوها بالشّكر.

رواه العلّامة الزّمخشري المتوفى سنة ٥٣٨ في «ربيع الأبرار» (ص ٦٤٧ مخطوط).

ومن كلامه عليه‌السلام

كونوا قششا.

رواه ابن منظور المصري المتوفى سنة ٧١١ في «لسان العرب».


ومن كلامه عليه‌السلام

الغضب مفتاح كلّ شرّ.

رواه الزّمخشري في «ربيع الأبرار» (ص ١٧٣ مخطوط).

ومن كلامه عليه‌السلام

لأن أندم على العفو أحبّ إلىّ من أندم على العقوبة.

رواه أبو العبّاس محمّد بن يزيد المبرّد في «الفاضل» (ص ٨٩ ط دار الكتب بمصر).

ومن كلامه عليه‌السلام

إنّي لأسارع إلى حاجة عدوّي خوفا من أن أردّه فيستغنى عنّي.

رواه العلّامة الزّمخشري في «ربيع الأبرار» (ص ٣١٧ مخطوط).

ومن كلامه عليه‌السلام

رأس الخير التواضع. فقيل له : وما التواضع؟ فقال عليه‌السلام : أن ترضى من المجلس بدون شرفك ، وأن تسلّم من لقيت ، وأن نترك المراء وإن كنت محقّا.

رواه العلّامة عبد الوهّاب النّويري في «نهاية الأرب» (ج ٣ ص ٢٣٦ ط القاهرة).


ومن كلامه عليه‌السلام

من أعظم فتنة تكون على الأمّة قوم يفتون في الأمور برأيهم فيحرّمون ما أحلّ الله ويحلّون ما حرّم الله.

رواه العلّامة السيّد عبد الوهّاب الشعراني المتوفي سنة ٩٧٣ في كتابه «الميزان الكبرى» (ج ١ ص ٥٧).

ومن كلامه عليه‌السلام

من قرأ سورة الكوثر بعد صلاة يصلّيها نصف اللّيل من ليلة الجمعة ألف مرّة رأى في منامه النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

رواه العلّامة النبهاني في «سعادة الدّارين» (ص ٤٨٦ ط القاهرة).

ومن كلامه عليه‌السلام

البسملة تيجان السّور.

رواه العلّامة أبو محمّد عبد الحقّ الغرناطي المتوفي سنة ٥٤٣ في «الجامع المحرّر الصحيح الوجيز» (ص ٢٨٧ ط القاهرة).

ومن كلامه عليه‌السلام

لا تأكلوا من يد جاعت ثمّ شبعت.

رواه ابن الصبان المالكي في «إسعاف الرّاغبين» (المطبوع بهامش نور الأبصار ص ٢٥١) ورواه في «المشرع الروى» (ج ١ ص ٣٥ ط الشرفية بمصر).

(احقاق الحق مجلد ١٢ ج ١٧)


ومن كلامه عليه‌السلام

خامس رمضان الماضي أوّل رمضان الآتي.

نقله الصفوري في «نزهة المجالس» (ص ١٥٩ ط القاهرة).

نقله عن «عجائب المخلوقات للقزويني» عنه عليه‌السلام. ثمّ قال : وقد امتحنوا ذلك خمسين سنة فوجدوه صحيحا.

ومن كلامه عليه‌السلام

في قوله تعالى : (رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ) : هم الرّجال من بين الرّجال على الحقيقة لأنّ الله حفظ سرائرهم عن الرجوع إلى غيره ، فلا تشغلهم الدّنيا وزهرتها ، ولا الآخرة ونعيمها عن الله تعالى ، لأنّهم في بساتين الانس.

رواه العلّامة الصفوري في «نزهة المجالس» (ج ١ ص ٥١ ط القاهرة) عن جعفر الصّادق.

ومن كلامه عليه‌السلام

أكل الرّمان ينوّر القلب.

رواه في «نزهة المجالس» (ج ١ ص ٥٤ ط القاهرة) «والمحاسن المجتمعة» (ص ١٧٣).

ومن كلامه عليه‌السلام

إنّ المؤمن ليتنعم بتسبيح الحليّ عليه في الجنّة ، في كلّ مفصل من المؤمن في الجنّة ثلاثة أساور من ذهب وفضّة ولؤلؤ.


رواه الزّمخشري في «ربيع الأبرار» (ص ٥٥٠ مخطوط).

ومن كلامه عليه‌السلام

ما افتقرت كفّ تختّمت بفيروزج.

رواه الزّمخشري في «ربيع الأبرار» (ص ٥٥١ مخطوط).

ومن كلامه عليه‌السلام

على العالم إذا علّم أن لا يعنّف وإذا اعلم أن لا يأنف (يعنف خ ل).

رواه الزّمخشري في «ربيع الأبرار» (ص ٤٥٨ مخطوط).

ومن كلامه عليه‌السلام

حين سئل عن العالم الّذي أمر بالنظر إليه :

هو العالم الّذي إذا نظرت إليه ذكّرك الآخرة ، ومن كان على خلاف ذلك فالنّظر إليه فتنة.

ومن كلامه عليه‌السلام

لو خطب إليكم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وتزوّج منكم لجاز له ، ولا يجوز أن يتزوّج منّا فهذا دليل على أنّا منه وهو منّا. قاله حين قال له منصور : نحن وأنتم في رسول الله سواء.

رواه العلّامة الرّاغب الأصبهاني في «محاضرات الأدباء» (ج ١ ص ٣٤٤ ط بيروت).


ومن كلامه عليه‌السلام

حين قيل له : لم صار الشّعر ، والخطب يملّ ما أعيد منها ـ والقرآن لا يملّ؟ فقال : لأنّ القرآن حجّة على أهل الدهر الثاني كما هو حجّة على أهل الدّهر الأوّل فكلّ طائفة تتلقّاه غضّا جديدا ـ ولأنّ كلّ امرئ في نفسه متى أعاده وفكّر فيه تلقى منه في كلّ مدّة علوما غضّة ، وليس هذا كلّه في الشّعر والخطب.

رواه العلّامة الغرناطي في «الجامع المحرر الصحيح الوجيز» (ص ٢٨٧ ط القاهرة).

ومن كلامه عليه‌السلام

لا جبر ولا قدر لكن أمر بين الأمرين.

رواه العلّامة السيّد خواجه مير المحمدي الحنفي في كتابه «علم الكتاب» (ص ٣٧٤ ط دهلي).

ومن كلامه عليه‌السلام

قاله لمّا وقع الذباب على وجه المنصور فذبّه عنه فعاد فذبّه حتّى أضجره. وكان عليه‌السلام عنده في ذلك الوقت فقال له المنصور : يا أبا عبد الله : لم خلق الله هذا الذّباب؟ قال : ليذلّ به الجبابرة ، فسكت المنصور.

رواه الحافظ أبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٩٨ ط السعادة بمصر) قال: حدّثنا محمّد بن عمر بن سلم ، ثنا الحسين بن عصمة ، ثنا أحمد بن عمرو بن المقدام الرازي فذكره.


ورواه سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٥٣ ط الغرى).

ورواه العلّامة الشيباني في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ١٧ نسخة مكتبة الظاهريّة بدمشق).

رواه العلّامة الشبلنجي في «نور الأبصار» عن أحمد بن عمر بن مقدام الرّازي (ص ٢٠٠ ط العثمانيّة بمصر).

ورواه العلّامة القرماني في «أخبار الدّول وآثار الأول» (ص ١١٢ ط بغداد).

ورواه العلّامة محمّد بن طلحة الشاميّ في «مطالب السؤول» (ص ٨٢ ط طهران).

ورواه ابن الصباغ في «الفصول المهمّة» (ص ٢٠٦ ط الغرى).

ومن كلامه عليه‌السلام

من أراد عزّا بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فليخرج من ذلّ المعصية إلى عزّ الطاعة.

رواه العلّامة ابن الصبان في «اسعاف الراغبين» (ص ٢٥٢).

ومن كلامه عليه‌السلام

من يصحب صاحب السوء لا يسلم ، ومن يدخل مدخل السوء يتّهم ، ومن لا يملك لسانه يندم.

رواه العلامة ابن الصبان في «اسعاف الراغبين» (ص ٢٥٢).

ومن كلامه عليه‌السلام

حكمة تحريم الربّا أن لا يتمانع النّاس المعروف.


رواه ابن الصبان في «إسعاف الراغبين» (ص ٢٥٣).

ورواه الحافظ أبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٩٤ ط السعادة بمصر) قال : حدّثنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن مقسم ، ثنا أبو الحسن العاقولي الكاتب ، ثنا عيسى بن صاحب الديوان ، حدثنا بعض أصحاب جعفر قال : سئل جعفر بن محمّد لم حرّم الله الربّا؟ قال : لئلّا يتمانع إلخ.

ورواه العلّامة ابن الأثير في «المختار» (ص ١٧ نسخة الظّاهريّة بدمشق).

ورواه في «مطالب السؤول» (ص ٨١ ط طهران).

ورواه في «تذكرة الخواص» (ص ١٩٢ ط طهران).

ومن كلامه عليه‌السلام

إذا بلغك عن أخيك شيء يسوؤك فلا تغتمّ فانّه إن كان كما يقول كانت عقوبة عجّلت ، وإن كان على غير ما يقول كانت حسنة لم يعملها (تعملها ظ) قال وقال موسى: يا ربّ أسألك أن لا يذكرني أحد إلّا بخير قال : ما فعلت ذلك لنفسي.

رواه الحافظ أبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٩٨ ط السعادة بمصر) قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد ، ثنا عليّ بن رستم سمعت أبا مسعود يقول : قال جعفر ابن محمّد فذكره.

ورواه الجزري في «المختار» (ص ١٨ نسخة الظاهريّة بدمشق).

ومن كلامه عليه‌السلام

عزّت السلامة حتّى لقد خفي مطلبها فان تكن في شيء فيوشك أن تكون في الخمول ، فان طلبت في الخمول ولم توجد فيوشك أن تكون في الصمت ، وإن طلبت في الصمت ولم توجد فيوشك أن تكون في التخلّي ، وإن طلبت في التخلّي فلم توجد


فيوشك أن تكون في كلام السلف الصالح ، والسعيد من وجد في نفسه خلوة يشتغل بها.

رواه سفيان الثوري وروى عنه في «مطالب السؤول» (ص ٨٢ ط طهران).

ورواه في «نور الأبصار» (ص ٢٠٠ ط العثمانية بمصر) لكنّه ذكر بدل قوله : أن تكون في الصمت إلى قوله في التخلّي فلم توجد : أن تكون في العزلة والخلوة فان لم توجد في العزلة والخلوة.

ورواه في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ١٨ نسخة الظاهريّة بدمشق) لكنّه قدّم قوله : فيوشك أن يكون في التخلّي إلخ على قوله : فيوشك أن تكون في الصمت وكذلك رواه في «صفة الصفوة» (ج ٢ ص ١٧٠ ط حلب).

ورواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢٠٧ ط الغرى) لكنّه أسقط قوله : فيوشك أن تكون في الصّمت وإن طلبت في التخلّي فلم توجد.

ومن كلامه عليه‌السلام

من لم يستحى من العيب ويرعوى عند المشيب ويخشى الله بظهر الغيب ، فلا خير فيه.

رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢١٠ ط الغرىّ).

ورواه في «نور الأبصار» (ص ١٩٩ ط مصر).

ومن دعائه عليه‌السلام

اللهمّ إنّي أعوذ بك أن تحسن في لوايع العيون علانيّتي ، وتقبح في خفيات العيون سريرتي ، اللهمّ كما أسأت وأحسنت إليّ فإذا عدت فعد عليّ.

رواه في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٣٤ ط السعادة بمصر).


ومن كلامه عليه‌السلام

قال : إذا بلغك عن أخيك ما تكره فاطلب له العذر إلى سبعين عذرا ، فان لم تجد له عذرا فقل لنفسك : لعلّ له عذرا لا تعرفه.

رواه العلّامه باعلوي الحضرمي في «المشرع الروّى» (ج ١ ص ٣٥ ط الشرفية بمصر).

ومن كلامه عليه‌السلام

قال : إذا بلغكم عن مسلم كلمة فاحملوها على أحسن ما تجدون ، فإن لم تجدوا فلوموا أنفسكم.

رواه العلّامة باعلوي الحضرمي في «المشرع الروّي» (ج ١ ص ٣٥ ط الشرفية بمصر).

ومن كلامه عليه‌السلام

قال : إذا أذنبت فاستغفر فانّما هي خطايا مطوقة في أعناق الرّجال قبل أن تخلفوا وإيّاكم والإصرار على ذنب.

رواه العلامة باعلوي الحضرمي في «المشرع الروّي» (ج ١ ص ٣٥ ط الشرفية بمصر).

ومن كلامه عليه‌السلام

إيّاكم وملاحاة الشعراء فإنّهم يطنبون بالمدح ويجودون بالهجاء.

رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢١٠ ط الغرى).


ورواه في «نور الأبصار» (ص ١٩٩ ط العثمانية بمصر).

ومن كلامه عليه‌السلام

اللهمّ إنك بما أنت أهله من العفو أولى منّي بما أنا أهله من العقوبة.

رواه في «الفصول المهمة» (ص ٢١٠ ط الغرى).

ورواه في «نور الأبصار» (ص ١٩٩ ط العثمانية بمصر).

ومن كلامه عليه‌السلام

إذا دخلت منزل أخيك فاقبل الكرامة ما عدا الجلوس في الصدر.

رواه في «الفصول المهمة» (ص ٢١٠ ط الغرى).

ورواه في «نور الأبصار» (ص ١٩٩ ط العثمانية بمصر).

ومن كلامه عليه‌السلام

تأخير التوبة اغترار وطول التسويف حيرة والاعتداء على الله هلكة والإصرار على الذنب من مكر الله ولا يأمن مكر الله إلّا القوم الخاسرون.

رواه في «الفصول المهمة» (ص ٢١٠ ط الغرى).

ورواه في «نور الأبصار» (ص ١٩٩ ط العثمانية بمصر).

ومن كلامه عليه‌السلام

صحبة عشرين يوما قرابة.

رواه في «الفصول المهمة» (ص ٢١٠ ط الغرى).

ورواه في «نور الأبصار» (ص ١٩٩ ط مصر).


ومن كلامه عليه‌السلام

كفّارة عمل السلطان الإحسان إلى الاخوان.

رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢١٠ ط الغرى).

ورواه في «نور الأبصار» (ص ١٩٩ ط العثمانية بمصر).

ومن كلامه عليه‌السلام

المؤمن إذا غضب لم يخرجه غضبه عن حقّ وإذا رضي لم يدخله رضاه في باطل ، رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢١٠ ط الغرى).

ورواه في «نور الأبصار» (ص ١٩٩ ط العثمانية بمصر).

ومن كلامه عليه‌السلام

ثلاثة لا يزيد الله بها الرجل المسلم إلّا عزّا : الصّفح عمّن ظلمه والإعطاء لمن حرمه والصّلة لمن قطعه.

رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢١٠ ط الغرى).

ورواه في «نور الأبصار» (ص ١٩٩ ط العثمانية بمصر).

ومن كلامه عليه‌السلام

أربعة أشياء القليل منها كثير : النّار ، والعداوة ، والفقر ، والمرض.

رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢١٠ ط الغرى).

ورواه في «نور الأبصار» (ص ١٩٩ ط العثمانية بمصر).


ومن كلامه عليه‌السلام

من أكرمك فأكرمه ومن استخفّ بك فأكرم نفسك عنه.

رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢١٠ ط الغرى).

ورواه في «نور الأبصار» (ص ١٩٩ ط العثمانية بمصر).

ومن كلامه عليه‌السلام

إنّ عيال المرء أسراؤه فمن أنعم الله عليه بنعمته فليوسع على أسرائه فان لم يفعل أو شك أن تزول تلك النعمة عنه.

رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢١٠ ط الغرى).

وفي «نور الأبصار» (ص ١٩٩ ط العثمانية بمصر).

ومن كلامه عليه‌السلام

من استبطأ رزقه فليكثر من الاستغفار.

رواه العلّامة باعلوي الحضرمي في «المشرع الروّي» (ج ١ ص ٣٥ ط الشرفية بمصر).

ومن كلامه عليه‌السلام

الفقهاء أمناء الرسل ما لم يأتوا أبواب السلاطين فإذا رأيتم الفقهاء قد ركنوا إلى أبواب السلاطين فاتّهموهم.

رواه العلّامة باعلوي الحضرمي في «المشرع الروّى» (ج ١ ص ٣٥ ط الشرفية بمصر).


ومن كلامه عليه‌السلام

الخلال بعد الطعام يشدّ اللثاث ويجلب الرزق ويطيب النكهة.

رواه العلّامة القرطبي في «بهجة المجالس» (ص ٧٩ دار الكاتب العربي بالقاهرة).

ومن كلامه عليه‌السلام

إذا أقبلت الدنيا على إنسان أعطته محاسن غيره ، وإذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه.

رواه العلّامة باعلوي الحضرمي في «المشرع الروّي» (ج ١ ص ٣٥ ط الشرفية بمصر).

ومن كلامه عليه‌السلام

ما كلّ من رأى (نوى ظ) شيئا قدر عليه ولا كلّ من قدر على شيء وفق له ولا كلّ من وفق أصاب له موضعا ، فإذا اجتمعت النيّة والقدرة والتوفيق والاصابة فهناك السعادة.

رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢١٠ ط الغرى).

وفي «نور الأبصار» (ص ١٩٩ ط العثمانية بمصر).

ومن كلامه عليه‌السلام

منع الجود سوء الظنّ بالمعبود.

رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢١٠ ط الغرى).

ورواه في «نور الأبصار» (ص ١٩٩ ط العثمانية بمصر).


ومن كلامه عليه‌السلام

دعا الله الناس في الدنيا بآبائهم ليتعارفوا ودعاهم في الآخرة بأعمالهم ليتجاوزوا فقال : يا أيّها الذين آمنوا يا أيّها الذين كفروا.

رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢١٠ ط الغرى).

ورواه في «نور الأبصار» (ص ١٩٩ ط العثمانية بمصر).

ومن كلامه عليه‌السلام

البنات حسنات والبنون نعم والحسنات يثاب عليها والنعم مسئول عنها.

رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢١٠ ط الغرى).

ورواه في «نور الأبصار» (ص ١٩٩ ط العثمانية بمصر).

ومن كلامه عليه‌السلام

حفظ الرجل أخاه بعد وفاته في تركته كرم.

رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢١٠ ط الغرى).

ومن كلام له عليه‌السلام

يا بنيّ اقبل وصيّتي واحفظ مقالتي فإنّك إن حفظتها تعيش سعيدا ، وتموت حميدا ، يا بنيّ من رضي بما قسّم له استغني ، ومن مدّ عينه إلى ما في يد غيره مات فقيرا ، ومن لم يرض بما قسّمه الله له اتّهم الله في قضائه ، ومن استصغر زلّة نفسه استعظم زلّة غيره ، ومن استصغر زلّة غيره استعظم زلّة نفسه ، يا بنيّ من كشف حجاب غيره انكشفت عورات بيته ، ومن سلّ سيف البغي قتل به ، ومن احتفر


لأخيه بئرا سقط فيها ، ومن داخل السفهاء حقر ، ومن خالط العلماء وقر ، ومن دخل مداخل السوء اتّهم ، يا بنيّ إيّاك أن تزري بالرّجال فيزري بك ، وإيّاك والدّخول فيما لا يعنيك فتذّل لذلك ، يا بنيّ قل الحقّ لك أو عليك تستشان من بين أقرانك ، يا بنيّ كن لكتاب الله تاليا وللإسلام فاشيا ، وبالمعروف آمرا ، وعن المنكر ناهيا ، ولمن قطعك واصلا ، ولمن سكت عنك مبتديا ، ولمن سألك معطيا ، وإيّاك والنميمة فإنّها تزرع الشحناء في قلوب الرّجال ، وإيّاك والتعرّض لعيوب النّاس فمنزلة التعرّض لعيوب النّاس بمنزلة الهدف ، يا بنيّ إذا طلبت الجود فعليك بمعادنه ، فإنّ للجود معادن ، وللمعادن اصولا ، وللأصول فروعا ، وللفروع ثمرا ، ولا يطيب ثمر إلّا بالأصول ، ولا أصل ثابت إلّا بمعدن طيب ، يا بنيّ إن زرت فزر الأخيار ولا تزر الفجّار ، فإنّهم صخرة لا ينفجر مائها ، وشجرة لا يخضر ورقها ، وأرض لا يظهر عشبها.

رواه في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٩٥ ط السعادة بمصر) قال :

حدثنا أحمد بن محمّد بن مقسم حدّثني أبو الحسين عليّ بن الحسن الكاتب حدّثني أبي ، حدّثني الهيثم حدّثني بعض أصحاب جعفر بن محمّد الصّادق. قال : دخلت على جعفر وموسى بين يديه وهو يوصيه بهذه الوصيّة فكان ممّا حفظت منها أن قال : فذكره ثمّ قال : قال عليّ بن موسى : فما ترك هذه الوصيّة إلى أن توفّى.

ورواه في «مطالب السئول» (ص ٨٢ ط طهران) لكنّه ذكر بدل كلمة رضي : قنع وأسقط قوله أيّاك أن تزري إلى قوله ولمن سألك معطيا إلّا قوله : قل الحقّ لك وعليك وذكر بدل قوله ولا تطيب ثمر إلّا بالأصول : ولا تطيب ثمر إلّا. بفرع ولا فرع إلّا بأصل.

ورواه في «نور الأبصار» (ص ١٩٩ ط العثمانية بمصر).


ورواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢٠٦ ط الغرى).

ورواه في «التذكرة» (ص ٣٥٢ ط الغرى) لكنّه ذكر بدل قوله تعيش سعيدا وتموت حميدا : عشت سعيدا ومتّ شهيدا أو حميدا ، وبدل قوله من رضي : من قنع وبدل قوله ما في يد غيره : مال غيره. وزاد قبل كلمة حجاب : عورة ، وذكر بدل قوله : ومن احتفر لأخيه بئرا : ومن احتفر لأخيه المؤمن قليبا أوقعه الله فيها قريبا ، وزاد بعد قوله قل الحقّ كلمة : مرّا وأسقط قوله تستشان إلى قوله معطيا ، وزاد بعد قوله في قلوب الرجال : وإذا طلبت الجود فعليك بمعادنه ، ولم يذكر بقية كلامه عليه‌السلام. وكذا رواه في «صفة الصفوة» (ج ٢ ص ١٧٠ ط حلب).

ورواه العلّامة ابن الأثير في «المختار» (ص ١٨ نسخة الظاهريّة بدمشق) بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء» لكنّه أسقط قوله وللإسلام فاشيا ، وذكر بدل قوله ولا يطيب ثمر إلّا بالأصول : ولا يطيب ثمر إلّا بفرع ولا فرع إلّا بأصل.

ومن كلام له عليه‌السلام

صلة الرحم تهون على المرء الحساب ثمّ تلا : (الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ).

رواه في «الفقه الأكبر» (ج ٢ ص ٨٨).

ومن كلام له عليه‌السلام

إنّا ندعو الله فيما نحبّ فإذا وقع ما نكره لم نخالف الله فيما يحبّ.

قاله عليه‌السلام : حين توفّى ابن له فخشي عليه الجزع فخرج هاديا سالما فقال له قائل : وخشينا عليك.


رواه في «مفيد العلوم ومبيد الهموم» (ص ١٩٤ ط القاهرة).

ومن كلام له عليه‌السلام

لم أر أوعظ من المقبرة ، ولا آنس من كتاب الله تعالى ، ولا أسلم من الوحدة.

رواه في «سلوة الأحزان» (ص ٤٥ ط الاسكندرية).

ومن كلام له عليه‌السلام

الصّلاة قربان كلّ تقيّ ، والحجّ جهاد كلّ ضعيف ، وزكاة البدن الصّيام والدّاعي بلا عمل كالرّامي بلا وتر ، واستنزلوا الرّزق بالصدقة ، وحصّنوا أموالكم بالزكاة ، وما عال من اقتصد ، والتدبير نصف العيش ، والتّودّد نصف العقل ، وقلّة العيال إحدى اليسارين ، ومن أحزن والديه فقد عقّهما ، ومن ضرب يده على فخذه عند مصيبته فقد حبط أجره ، والصنيعة لا تكوننّ صنيعة إلّا عند ذي حسب ودين والله تعالى منزل الصّبر على قدر المصيبة ، ومنزل الرّزق على قدر المئونة ، ومن قدر معيشته رزقه الله ، ومن بذر معيشته حرمه الله تعالى.

رواه في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٩٤ ط السعادة بمصر) قال : حدّثنا سليمان ابن أحمد ، ثنا أحمد بن زيد بن الجريش ، ثنا عباس بن الفرج الرياشي ، ثنا الأصمعي عنه عليه‌السلام.

ورواه العلّامة ابن الأثير في «المختار» (ص ١٨ نسخة الظاهريّة بدمشق) إلى قوله : على قدر المصيبة ، وذكر بدل الواو قبل الدين : أو.


ومن كلام له عليه‌السلام

الفقهاء أمناء الرسل فإذا رأيتم الفقهاء قد ركبوا إلى السلاطين فاتّهموهم.

رواه في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٩٤ ط السعادة بمصر) قال : حدّثنا عبد الله ابن محمّد ، ثنا محمّد بن العبّاس ، ثنا أحمد بن بديل ، ثنا عمر اليامي ، ثنا هشام بن عباد عنه عليه‌السلام فقاله ، ورواه العلامة ابن الأثير في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ١٨ نسخة الظاهريّة بدمشق).

ورواه في «الخفة اللطيفة» (ج ١ ص ٤١٠) لكنّه ذكر بدل كلمة ركبوا :

ركنوا.

ورواه في «المشرع الروى» (ج ١ ص ٣٥ ط الشرفية بمصر) لكنّه ذكر بعد قوله أمناء الرسل : ما لم يأتوا أبواب السلطان.

ومن كلام له عليه‌السلام

كيف أعتذر وقد احتججت وكيف احتج وقد علمت بالّذي صنعت.

رواه في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٩٤ ط السعادة بمصر) قال : حدّثنا أبي ثنا أحمد بن محمّد بن عمر ، ثنا عبد الله بن محمّد ، ثنا محمّد بن إدريس ، ثنا محمّد بن القاسم قال : كان جعفر بن محمّد يقوله.

ومن كلام له عليه‌السلام

ما كنت لأعبد ربّا لم أره قال الأعرابي : كيف رأيته؟ قال : لم تره الأبصار بمشاهدة العيان ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان ، لا يدرك بالحواسّ


ولا يقاس الناس ولكنه معروف بالآيات مشهور بالعلامات لا يجور في قضائه ولا يحيف في حكمه هو الواحد الذي لا إله إلّا هو.

رواه العلامة أبو طالب المكّى الحارثي في «علم القلوب» (ص ٥٨ ط القاهرة) حين سأله أعرابي فقال هل رأيت ربّك فقاله عليه‌السلام ، ثمّ قال الأعرابي : اعلم أنّك من أهل بيت النبوّة والشرف.

ومن كلام له عليه‌السلام

لا دليل على الله بالحقيقة غير الله ، ولا داعي إلى الله في الحقيقة سوى الله ، إنّ الله سبحانه دلّنا بنفسه من نفسه على نفسه.

رواه العلامة أبو طالب محمد المكّي الحارثي في «علم القلوب» (ص ٩٨ ط القاهرة).

ومن كلام له عليه‌السلام

امش ميلا وشيّع جنازة رجل صالح ، وامش ستّة أميال وزر أخا في الله.

رواه العلامة أبو طالب محمد المكّي الحارثي في «علم القلوب» (ص ٢٢٤ ط القاهرة).

ومن دعائه عليه‌السلام

أللهمّ أعزّني بطاعتك ولا تخزني بمعصيتك ، أللهمّ ارزقني مواساة من قتّرت عليه رزقه بما وسّعت عليّ من فضلك.

رواه في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٩٦ ط السعادة بمصر) قال : حدثنا أبي ثنا أبو الحسن العبدي ثنا أبو بكر القرشي ثنا الفضل بن الغسان عن أبيه عن شيخ


من أهل المدينة عنه عليه‌السلام.

ورواه في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ١٨ نسخة الظاهرية بدمشق).

ومن كلامه عليه‌السلام

حين سئل لم سمّي البيت العتيق؟ قال : لأن الله تعالى عتقه من الطوفان.

رواه الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٩٩ ط العثمانية بمصر) وابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢١٠ ط الغرى).

ومن كلامه له عليه‌السلام

إنّ الله قسم العقل على ثلاثة أجزاء فمن الناس من ابتدأ بالعقل قبل خلقته فهذا الذي يستدلّ بأوّل الكلام على آخره ثمّ يجيب ومنهم من عجن عقله بالنطفة التي خلقهم الله منها فهو الذي يصمت على ما يستغرق في الكلام ثمّ يجيب ومنهم من ركب فيه العقل بعد كمال خلقته فهو الذي إذا كلمته يقول : أعد عليّ.

رواه العلامة محمد المكي بن على بن عطية الحارثي في «علم القلوب» (ص ٨٠ ط القاهرة) قال قيل لجعفر بن محمّد الصادق : يا ابن رسول الله ما بال الناس منهم من إذا كلّمته يستدلّ بأوّل كلامك على آخره ثمّ يجيبك ، ومنهم من إذا كلّمته يصمت حتّى يستغرق في كلامك فيجيبك ، ومنهم من إذا كلّمته يقول : أعد علىّ.

فقاله عليه‌السلام.

ومن كلامه عليه‌السلام

فلا تجزع وإن أعسرت يوما

فقد أيسرت بالزمن الطويل

ولا تيأس فإنّ اليأس كفر

لعلّ الله يغني عن قليل


ولا تظنن بربّك ظنّ سوء

فإنّ الله أولى بالجميل

رواه العلامة ابن الصبّاغ المالكي في «الفصول المهمّة» (ص ٢١١ ط الغرى) قال : قال إبراهيم بن مسعود : كان رجل من التجار يختلف إلى جعفر بن محمّد عليه‌السلام وبينه وبينه مودّة وهو معروف بحسن حال ، فجاء بعد حين إلى جعفر بن محمّد وقد ذهب ماله وتغيّر حاله فجعل يشكو إلى جعفر فأنشده عليه‌السلام.

ومن كلامه عليه‌السلام

لا زاد أفضل من التقوى ، ولا شيء أحسن من الصمت ، ولا عدوّ أضرّ من الجهل ، ولا داء أدوى من الكذب.

رواه في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٩٦ ط السعادة بمصر) قال : حدثنا محمّد ابن عمر بن سلم حدثني أحمد بن زياد حدثنا الحسن بن بزيع عن الحسن بن على الكلبي عن عائذ بن حبيب قال : قاله عليه‌السلام.

ورواه في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ١٨ نسخة الظاهريّة بدمشق).

ورواه في «المشرع الروى» (ج ١ ص ٣٥ ط مصر).

ومن كلامه عليه‌السلام

للصداقة خمس شروط فمن كانت فيه فانسبوه إليها ومن لم تكن فيه فلا تنسبوه إلى شيء منها ، وهي : أن تكون زين صديقه ، وسريرته كعلانيته ، وأن لا يغيّره عليه مال ، وأن يراه أهلا لجميع مودّته ، ولا يسلمه عند النّكبات.

رواه العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٩٩ ط العثمانية بمصر).


ومن كلام له عليه‌السلام

إنّ قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد ، وآخرين عبدوه رغبة فتلك عبادة التجار ، وقوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار.

رواه في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٣٤ ط السعادة بمصر).

ومن كلامه عليه‌السلام

أوحي الله تعالى إلى الدنيا أن اخدمي من خدمني ، وأتعبي من خدمك.

رواه في «حلية الأولياء» (ج ٣ ص ١٩٤ ط السعادة بمصر) قال : حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا محمد بن العباس ، ثنا الحسين بن عبد الرحمن بن أبي عبّاد ، ثنا محمّد بن بشر عن جعفر بن محمّد فذكره.

ومن كلامه عليه‌السلام

من قرء سورة الرعد لم تصبه صاعقة أبدا.

رواه الفيروزآبادي في «بصائر ذوى التمييز في لطائف الكتاب العزيز» (ص ٢٦٧ ط القاهرة).

ومن كلامه عليه‌السلام لسفيان

فسد الزمان وتغيّر الإخوان ، فرأيت الانفراد أسكن للفؤاد ثمّ قال :

ذهب الوفاء ذهاب أمس الذاهب

فالناس بين مخاتل وموارب

يفشون بينهم المودّة والصفا

وقلوبهم محشوّة بعقارب

رواه في «التذكرة» (ص ٣٥٥ ط الغرى) قال : قال الثوري بالإسناد المتقدم


(اى في كتابه) قلت لجعفر : يا ابن رسول الله اعتزلت الناس فقاله.

ورواه في «نزهة الجليس» (ج ١ ص ٥٠ ط القاهرة) إلى قوله ثمّ قال : ذهب الوفاء وذكر بدل كلمة فرأيت : فصار.

ومن كلامه عليه‌السلام

أثقل إخواني علىّ من يتكلّف لي وأتحفّظ منه ، وأخفّهم على قلبي من أكون معه كما أكون وحدي.

رواه في «الدّرة الخريدة» (ج ٢ ص ١٣٣ ط بيروت).

ومن كلامه عليه‌السلام

إيّاك وسقطة الاسترسال فإنّها لا تستقال.

رواه في «محاضرات الأدباء» (ج ٣ ص ١٩ ط بيروت).

ومن دعائه عليه‌السلام في دبر صلاته

أللهمّ أنت ثقتي في كلّ كرب وأنت رجائي في كلّ شدّة ، وأنت لي في كلّ أمر نزل بي ثقّة وعدّة ، فكم من كرب قد يضعف عنه الفؤاد ، وتقلّ فيه الحيلة ، وترغب عنه الصديق ، ويشمت به العدوّ ، أنزلته بك ، وشكوته إليك ، ففرّجته وكشفته ، فأنت صاحب كلّ حاجة ، ووليّ كلّ نعمة ، وأنت الّذي حفظت الغلام بصلاح أبويه ، فاحفظني بما حفظته به ، ولا تجعلني فتنة للقوم الظالمين ، أللهمّ وأسئلك بكلّ اسم هو لك سمّيته في كتابك ، أو علّمته أحدا من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، وأسئلك بالاسم الأعظم الأعظم


الأعظم الّذي الّذي إذا سئلت به كان حقّا عليك أن تجيب أن تصلّي على محمّد وعلى آل محمّد وأسئلك أن تقضي حاجتي ، ويسأل حاجته.

رواه في «القول البديع» (ص ١٥٦) من طريق الطبراني من حديث جعفر بن محمّد قال : كان أبي إذا ذكر به أمر قام فتوضّأ وصلّى ركعتين ثمّ قال في دبر صلاته فذكره.

ومن كلام له عليه‌السلام

لقد تجلّي الله تعالى لعباده في كلامه (وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ).

رواه في «عوارف المعارف» (ص ١٦٥).

ومن كلامه عليه‌السلام

في تفسير قوله تعالى : (ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى)

من ظنّ أنّه بنفسه دنا جعل ثمّ مسافة إنّما التداني أنه كلّما قرب منه بعد عن أنواع المعارف ، إذ لا دنوّ ولا بعد.

رواه في «نتائج الأفكار القدسية» (ج ٢ ص ٥٩ ط دمشق).


الامام الكاظم

موسى بن جعفر عليه‌السلام


تاريخ ميلاده ووفاته عليه‌السلام

ذكره جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» (ج ١٣ ص ٢٧ ط السعادة بمصر) ـ قال :

موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن على بن أبي طالب ، أبو الحسن الهاشمي ، يقال : أنّه ولد بالمدينة في سنة ثمان وعشرين ، وقيل سنة تسع وعشرين ومائة ، وأقدمه المهدي البغداد ثمّ ردّه إلى المدينة وأقام بها إلى أيّام الرّشيد ، فقدم هارون منصرفا من عمرة شهر رمضان سنة تسع وسبعين ، فحمل موسى معه إلى بغداد وحبسه بها إلى أن توفّى في محبسه ـ.

ومنهم العلامة محمّد بن طلحة الشامي الشافعي في «مطالب السؤول» (ص ٨٣ ط طهران) قال :

أمّا ولادته (أي موسى بن جعفر عليه‌السلام) فبالأبواء سنة ثمان وعشرين ومائة للهجرة وقيل تسع وعشرين ومائة إلى أن قال : وتوفّى لخمس بقين من رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة.

ومنهم العلامة تقى الدين أحمد بن عبد الحليم الشهير بابن تيمية الحراني المتوفى ٧٢٨ في «منهاج السنة» (ص ١٢٤ ط القاهرة).

ذكر العبارة المتقدمة عن «تاريخ بغداد» بعينها لكنه ذكر بدل كلمة ثمان : بضع ، وقال في آخره : قال ابن سعد توفّى سنة ثلاث وثمانين ومائة.

ومنهم العلامة ابن الأثير في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٣٣ نسخة مكتبة الظاهريّة بدمشق).

ذكر العبارة المتقدّمة عن «تاريخ بغداد» بعينها.


ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢١٤ ط الغرى) قال :

ولد موسى الكاظم بالأبواء سنة ثمان وعشرين ومائة للهجرة وأمّا نسبه أبا وامّا فهو موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن عليّ زين العابدين بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (رض) وأمّا امّه فتسمّى حميدة البربرية ، وأمّا كنيته فأبو الحسن وألقابه كثيرة أشهرها الكاظم ثمّ الصّابر والصّالح والأمين ، صفته أسمر عميق.

(وفي ص ٢٢٢) :

كانت وفاة أبي الحسن موسى الكاظم عليه‌السلام لخمس بقين من شهر رجب الفرد سنة ثلاث وثمانين ومائة وله من العمر خمس وخمسون سنة كان مقامه منها مع أبيه عشرين سنة ، وبقي بعد وفاة أبيه خمسا وثلاثين سنة وهي مدّة إمامته عليه‌السلام.

ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «صفة الصفوة» (ج ٢ ص ١٨٧ ط حلب) قال :

ولد موسى بن جعفر بالمدينة في سنة ثمان وعشرين وقيل تسع وعشرين ومائة ، وأقدمه المهدى بغداد ، ثمّ ردّه إلى المدينة فأقام بها إلى أيّام الرّشيد فقدم الرشيد المدينة فحمله معه وحبسه بغداد إلى أن توفّى بها لخمس بقين من رجب في سنة ثلاث وثمانين ومائة.

ومنهم العلّامة المذكور في «التذكرة» (ص ٣٥٩ ط الغرى).

ذكر بمعنى ما تقدم عنه في «صفة الصفوة» من قوله ثمّ ردّه إلخ.

ومنهم العلامة الگنجى في «كفاية الطالب» (ص ٣٠٩ ط الغرى) قال :

والإمام بعد الصادق عليه‌السلام أبو الحسن موسى الكاظم عليه‌السلام مولده بالأبواء سنة ثمان وعشرين ومائة.


ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ٢٠٠ ط العثمانية بمصر).

قال :

ولد موسى الكاظم ذكر بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة» أوّلا ولم يذكر له من أوّل نسبه إلى قوله : البربريّة.

ومنهم العلامة الشيخ زين الدين الشهير بابن الوردي في «ذيل تاريخ أبى الفداء» (ج ١ ص ٢٨١ ط الغرى) قال :

ثمّ دخلت سنة ثلاث وثمانين ومائة فيها : توفّى موسى الكاظم بن جعفر الصّادق بن محمّد الباقر بن عليّ زين العابدين بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنهم ببغداد في حبس الرّشيد ، حكت اخت سجّانه السندي بن شاهك وكانت تلى خدمته.

ومنهم العلامة المعاصر السيد محمّد عبد الغفار الهاشمي الافغاني في «أئمة الهدى» (ص ١٢٢ ط القاهرة).

كان عمر الإمام (أي موسى بن جعفر) ٥٥ سنة ومدّة إمامته ٣٥ سنة وقد دفن بمقابر قريش في بغداد المسمّاة اليوم بالكاظميّة وقد حذا حذو بنى أميّة بنوا العبّاس الهاشميّون أيضا في قتل أهل البيت لأجل الدنيا الفانية.

ومنهم العلامة الشيخ عبد الهادي الابيارى في «العرائس الواضحة» (ص ٢٠٥) قال :

والكاظم موسى سابع الأئمة الاثنى عشر على رأى الإماميّة ولد سنة ١٢٩ وتوفّي سنة ١٨٣ وسمّى بالكاظم لإحسانه إلى من يسيء إليه.

ومنهم العلامة محمّد مبين السهالوي في «وسيلة النجاة» (ص ٣٦٤ ط گلشن فيض لكهنو).

كنّى موسى بن جعفر بأبى الحسن وأبي إبراهيم وأبي عليّ وأبي إسماعيل ،


وأشهرها الأوّل ولقّب بالكاظم والصّابر والصّالح والأمين أشهرها أيضا الأوّل وفي شواهد النبوّة أنّه إنّما لقّب بالكاظم لفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين ، ولد في الأبواء بين مكّة والمدينة يوم الأحد سابع شهر الصفر سنة ثمان ومائة.

كان خير أهل الأرض في زمانه

رواه القوم عن جدّه الباقر عليه‌السلام :

منهم العلامة محمّد مبين السهالوي في «وسيلة النجاة» (ص ٣٦٤ ط گلشن فيض لكهنو).

روى عن ابن عكاشة الأسدى ما حاصله أنّه لمّا أراد الباقر عليه‌السلام تزويج ابنه جعفر الصّادق عليه‌السلام أمر بشراء حميدة وزوّجها عن ابنه جعفر وقال له : ستلد لك غلاما هو خير أهل الأرض ، فولد موسى عليه‌السلام.

النصوص الدالة على إمامته من أبيه عليهما‌السلام

رواها القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢١٣ ط الغرى) قال:

روى أبو علي الأرجائى عن عبد الرحمن بن الحجاج قال دخلت على أبي عبد الله جعفر بن محمّد عليه‌السلام في منزله فإذا هو في مسجد في داره وهو يدعو وعلى يمينه ولده موسى الكاظم يؤمّن على دعائه فقلت له : جعلت فداك قد عرفت انقطاعي إليك وخدمتي لك فمن وليّ الأمر بعدك؟ فقال : يا عبد الرحمن إنّ موسى لبس الدرع واستوت عليه فقلت لا أحتاج بعد هذا إلى شيء.

وروي عبد الأعلى عن الفيض بن المختار قال : قلت لأبي عبد الله جعفر الصادق


خذ بيدي من النار ، من لنا بعدك؟ فدخل موسى الكاظم وهو يومئذ غلام فقال : هذا صاحبكم فتمسّك به.

وروي عن أبى نجران عن منصور بن حازم قال : قلت لأبى عبد الله جعفر الصادق رضي‌الله‌عنه بأبى أنت وأمّى إنّ الأنفس يغدا عليها ويراح فإن كان ذلك فمن؟ فقال جعفر : إذا كان ذلك فهذا صاحبكم وضرب بيده على منكب موسى الكاظم.

نبذة من صفاته عليه‌السلام

وكانت مكارم صفاته عليه‌السلام أشهر من أن يذكر ونكتفي هاهنا بإيراد كلمات جماعة من القوم في ذلك.

منهم العلامة محمّد بن طلحة الشافعي في «مطالب السؤول» (ص ٨٣ ط طهران) قال :

أبو الحسن موسى بن جعفر الكاظم هو الإمام الكبير القدر العظيم الشّأن المجتهد الجاد في الاجتهاد ، المشهور بالعبادة ، المواظب على الطاعات ، المشهور بالكرامات ، يبيت الليل ساجدا وقائما ويقطع النهار متصدّقا وصائما ، ولفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين عليه دعى كاظما كان يجازى المسيء بإحسانه ويقابل الجاني بعفوه عنه ، ولكثرة عبادته كان يسمّى بالعبد الصالح ويعرف في العراق بباب الحوائج إلى الله لنجح مطالب المتوسلين إلى الله تعالى به ، كراماته تحار منها العقول وتقضي بأنّ له عند الله قدم صدق لا تزلّ ولا تزول إلى أن قال :

وكان له ألقاب كثيرة : الكاظم وهو أشهرها والصّابر والصّالح والأمين ثمّ ذكر بعض كراماته ، ثمّ قال : فهذه الكرامات العالية الأقدار الخارقة العوائد هي على التحقيق جليّة المناقب وزينة المزايا وغرر الصفات ولا يعطاها إلّا من فاضت عليه العناية الربّانيّة وأنوار التأييد ومرّت له أخلاف التوفيق وأزلفته من


مقام التقديس والتطهير وما يلقّيها إلّا ذو حظّ عظيم.

ومنهم العلامة اليافعي في «مرآة الجنان» (ج ١ ص ٣٩٤ ط حيدرآباد) السيّد أبو الحسن موسى الكاظم عليه‌السلام ولد جعفر الصادق عليه‌السلام كان صالحا عابدا جوادا حليما كبير القدر وهو أحد الأئمة الاثنا عشر المعصومين في اعتقاد الإماميّة وكان يدعى بالعبد الصالح من عبادته واجتهاده وكان سخيّا كريما إلخ.

ومنهم العلامة الخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» (ج ١٣ ص ٢٧ ط السعادة بمصر) قال :

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا الحسن بن محمّد بن يحيى العلوي ، حدّثنى جدّي قال : كان موسى بن جعفر يدعى العبد الصالح من عبادته واجتهاده ، روى أصحابنا أنّه دخل مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فسجد سجدة في أوّل اللّيل وسمع وهو يقول في سجوده : عظم الذّنب عندي فليحسن العفو عندك ، يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة ، فجعل يردّدها حتّى أصبح ، وكان سخيّا كريما.

قال : وكان يبلغه عن الرّجل أنّه يؤذيه فيبعث إليه بصرّة فيها ألف دينار ، وكان يصر الصرر ثلاثمائة دينار ، وأربعمائة دينار ، ومائتي دينار ، ثمّ يقسّمها بالمدينة وكان مثل صرر موسى بن جعفر إذا جاءت الإنسان الصرّة فقد استغنى.

وقال : أخبرنا الحسن ، حدّثنى جدّى ، حدثنا إسماعيل بن يعقوب ، حدّثنى محمّد بن عبد الله البكري قال قدمت المدينة أطلب بها دينا فأعياني فقلت لو ذهبت إلى أبى الحسن موسى بن جعفر فشكوت ذلك إليه ، فأتيته بنقمى في ضيعته فخرج إلىّ ومعه غلام له معه منسف فيه قديد فخرج ليس معه غيره فأكل وأكلت معه ثمّ سألنى عن حاجتي فذكرت له قصّتي ، فدخل فلم يقم إلّا يسيرا حتّى خرج إلىّ فقال لغلامه : اذهب ثمّ مدّ يده إلىّ فدفع إلىّ صرّة فيها ثلاثمائة دينار ثمّ قام فولّى


فقمت فركبت دابّتى وانصرفت.

وقال : قال جدّى يحيى بن الحسن ـ وذكر لي غير واحد من أصحابنا ـ إنّ رجلا من ولد عمر بن الخطاب كان بالمدينة يؤذيه ويشتم عليّا قال وكان قد قال له بعض حاشيته دعنا نقتله ، فنهاهم عن ذلك أشدّ النهى ، وزجرهم أشدّ الزجر وسأل عن العمري فذكر له أنّه يزرع بناحية من نواحي المدينة ، فركب إليه في مزرعته فوجده فيها ، فدخل المزرعة بحماره فصاح به العمري لا تطأ زرعنا ، فوطئه بالحمار حتّى وصل إليه فنزل فجلس عنده وضاحكه وقال له : كم عزمت في زرعك هذا قال له مائة دينار قال : فكم ترجو أن يصيب؟ قال : أنا لا أعلم الغيب ، قال : إنّما قلت لك كم ترجو أن يجيئك فيه ، قال : أرجو أن يجيئني مائتا دينار ، قال فأعطاه ثلاثمائة دينار وقال : هذا زرعك على حاله قال فقام العمرى فقبّل رأسه وانصرف قال فراح إلى المسجد فوجد العمرى جالسا فلمّا نظر إليه ، قال : (اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ).

قال : فوثب أصحابه فقالوا له : ما قصّتك؟ قد كنت تقول خلاف هذا قال : فخاصمهم فشاتمهم ، قال : وجعل يدعو لأبى الحسن موسى كلّما دخل وخرج.

قال : فقال أبو الحسن لحاشيته الّذين أرادوا قتل العمرى : أيّما كان خير؟ ما أردتم؟ أو ما أردت أن أصلح أمره بهذا المقدار؟

وقال : أخبرنا سلامة بن الحسين المقرئ ، وعمر بن محمد بن عبيد الله المؤدّب قالا : أخبرنا علي بن عمر الحافظ حدّثنا القاضي الحسين بن إسماعيل ، حدّثنا عبد الله بن أبي سعد حدّثني محمّد بن الحسين بن محمّد بن عبد المجيد الكتاني الليثي قال : حدّثنى عيسى بن محمّد بن مغيث القرظي وبلغ تسعين سنة.

قال : زرعت بطّيخا وقثاء في موضع بالجوانية على بئر ، يقال لها ام عظام ، فلمّا قرب الخير واستوى الزّرع بغتني الجراد فأتى على الزّرع كلّه وكنت


غرمت على الزّرع وفي ثمن جملين مائة وعشرين دينارا فبينما أنا جالس طلع موسى بن جعفر بن محمّد فسلّم ، ثمّ قال ايش حالك؟ فقلت : أصبحت كالصّريم بغتني الجراد فأكل زرعي.

قال : وكم غرمت فيه؟ قلت : مائة وعشرين دينارا مع ثمن الجملتين فقال : يا عرفة زن لأبى المغيث مائة وخمسين دينارا فربحك ثلاثين دينارا والجملين فقلت يا مبارك ادخل وادع لي فيها ، فدخل فدعا.

وقال : أخبرنا القاضي أبو العلا محمّد بن على الواسطي حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا الحسين بن القاسم ، حدّثني أحمد بن وهب ، أخبرنا عبد الرحمن ابن صالح الأزدى قال : حجّ هارون الرّشيد فأتى قبر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم زائرا له وحوله قريش وأفياء القبائل ، ومعه موسى بن جعفر فلمّا انتهى إلى القبر ، قال : السلام عليك يا رسول الله ، يا ابن عمّى افتخارا على من حوله.

فدنا موسى بن جعفر فقال : السلام عليك يا أبه فتغيّر وجه هارون وقال : هذا الفخر يا أبا الحسن حقّا.

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢١٣ ط الغرى) قال :

قال بعض أهل العلم : الكاظم هو الإمام الكبير القدر والأوحد الحجّة الحبر الساهر ليله قائما القاطع نهاره صائما المسمّى لفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين كاظما وهو المعروف عند أهل العراق بباب الحوائج إلى الله وذلك لنجح قضاء حوائج المسلمين.

(وقال في ص ٢١٩) :

وكان موسى الكاظم عليه‌السلام أعبد أهل زمانه وأعلمهم وأسخاهم كفّا وأكرمهم نفسا وكان يتفقّد فقراء المدينة ويحمل إليهم الدراهم والدنانير إلى بيوتهم


والنفقات ولا يعلمون من أىّ جهة وصلهم ذلك ولم يعلموا بذلك إلّا بعد موته عليه‌السلام وكان كثيرا ما يدعو : اللهمّ إنّى أسألك الرّاحة عند الموت والعفو عند الحساب.

ومنهم العلامة ابن حجر في «الصواعق» (ص ١٢١ ط البابى بحلب) قال : موسى الكاظم : وهو وارثه (اى جعفر بن محمّد عليه‌السلام) علما ومعرفة وكمالا وفضلا ، سمّي الكاظم لكثرة تجاوزه وحلمه ، وكان معروفا عند أهل العراق بباب قضاء الحوائج عند الله ، وكان أعبد أهل زمانه وأعلمهم وأسخاهم.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ٢٠٣ ط العثمانية بمصر) ذكر هو أيضا ما تقدّم عن «الفصول المهمّة» بعينه وزاد بعد قوله إلى بيوتهم : ليلا.

ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٥٧ ط الغرى) قال :

يلقّب بالكاظم والمأمون والطيّب والسيّد وكنيته أبو الحسن ويدعى بالعبد الصّالح لعبادته واجتهاده وقيامه باللّيل ، وامّه امّ ولد اندلسيّة وقيل بربريّة اسمها حميدة ، وكان موسى جوادا حليما.

ومنهم العلّامة المذكور في «صفة الصفوة» (ج ٢ ص ١٨٤ ط حلب) قال :

كان عليه‌السلام يدعى العبد الصّالح لأجل عبادته واجتهاده وقيامه بالليل ، وكان كريما حليما

إذا بلغه عن رجل أنّه يؤذيه بعث إليه بمال.

ومنهم العلامة محمد خواجه پارساى البخاري في «فصل الخطاب» (على ما في ينابيع المودة ص ٣٨٢ ط اسلامبول) قال :

ومن أئمّة أهل البيت أبو الحسن موسى الكاظم بن جعفر الصادق رضي‌الله‌عنهما أمّه جارية اسمها حميدة وكان رضي‌الله‌عنه صالحا عابدا جوادا كريما حليما (احقاق الحق مجلد ١٢ ج ١٩)


كبير القدر كثير العلم كان يدعى بالعبد الصالح وفي كلّ يوم يسجد لله سجدة طويلة بعد ارتفاع الشمس إلى الزوال.

ومنهم العلامة الزمخشرىّ في «ربيع الأبرار» (ص ٢٢٥ مخطوط) قال : سمع موسى بن جعفر عليهما‌السلام يقول في سجوده آخر اللّيل : يا ربّ عظم الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك.

ومنهم العلامة محمد مبين السهالوي في «وسيلة النجاة» (ص ٣٦٥ ط لكهنو).

نقل عن فصل الخطاب بعين ما تقدّم عنه بلا واسطة.

ومنهم العلامة الشيخ مصطفى رشدي ابن الشيخ إسماعيل الدمشقي المتوفى بعد سنة (١٣٠٩) في كتابه «الروضة الندية» (ص ١١ طبع الخيرية بمصر) قال :

الإمام موسى الكاظم أبو إبراهيم كان يبيت الليل ساجدا وقائما ويقطع النهار متصدّقا وصائما حليما يتجاوز عن المعتدين عليه كريما يقابل المسيء بالإحسان إليه ولذا لقب بالكاظم ، ولكثرة عبادته سمّي بالعبد الصالح ويعرف في العراق بباب الحوائج إلى الله تعالى لنجح المتوسّلين به إليه سبحانه ، عباداته مشهورة تقضي بأنّ له قدم صدق عند الله لا يزول ، وكراماته مشهورة تحار منها العقول.

ومنهم العلامة مجد الدين ابن الأثير الجزري في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٣٣ نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق).

روي عن محمّد بن عبد الله البكري بعين ما روى عنه في «حلية الأولياء».

وروي عن محمد بن موسى خرجت مع أبي إلى ضياعه فأصبحنا في غداة باردة وقد دنونا منها وأصبحنا عند عين من العيون فخرج علينا من تلك الضياع


عبد زنجي مستذفر بخرقة على رأسه قدر فخّار يفور فوقف على الغلمان ، فقال : أين سيّدكم؟ قالوا : هو ذاك.

قال : أبو من يكنّى؟ قالوا له : أبو الحسن ، فوقف عليه فقال : يا سيّدى يا أبا الحسن هذه عصيدة أهديتها لك ، قال ضعها عند الغلمان فأكلوا منها ثمّ ذهب فلم نقل بلغ حتّى خرج على رأسه حرمة حطب.

فقال : يا سيّدي هذا حطب اهديته لك ، قال ضعه عند الغلمان وهب لنا نارا فذهب فجاء بنار ، قال فكتب أبو الحسن اسمه واسم مولاه فدفعه إلىّ وقال يا بنيّ احتفظ بهذه الرقعة حتّى أسألك عنها قال فوردنا إلى ضياعه وأقام بها ما طاب له ثمّ قال : امضوا بنا إلى زيارة البيت فخرجنا حتّى وردنا مكّة فلمّا قضى أبو الحسن عمرته دعا صاعدا فقال اذهب فاطلب لي هذا الرجل فإذا علمت بموضعه فاعلمني حتّى أمشى إليه فانّى أكره أن أدعوه والحاجة لي ، قال صاعد : فذهبت حتى وقفت على الرجل فلمّا رآني عرفني فسلّم عليّ.

وقال : أبو الحسن قدم؟ قلت : لا.

قال فأىّ شيء أقدمك؟ قلت : حوائج وكان قد علم بشأنه فتتبعني وجعلت أتعصى منه ويلحقني بنفسه فلمّا رأيت اني لا انفك منه مضيت إلى مولاي ومضى معى حتّى أتيته فقال ألم أقل لك لا تعلمه فقلت جعلت فداك لم اعلمه فسلّم عليه فقال له أبو الحسن : غلامك فلان تبيعه؟ قال له جعلت فداك لم اعلمه فسلّم عليه فقال له أبو الحسن : غلامك فلان تبيعه؟ قال له جعلت فداك الغلام لك والضيعة وجميع ما لك قال أمّا الضيعة فلا أحب ان اسلبكها وقد حدّثني أبي عن جدّي ان بايع الضيعة ممحوق ومشتريها مرزوق فجعل الرجل يعرضها عليه مدلا بها فاشترى أبو الحسن الضيعة والرقيق منه بألف دينار وأعتق العبد ووهب له الضيعة.

قال : قال الحسن بن محمّد العلوي : حبس أبو الحسن موسى بن جعفر عند السندي فسألته أخته أن يتولّى حبسه ففعل فحكى لنا إنّها قالت : كان إذا صلّى العتمة


حمد الله ومجّده ودعاه فلم يزل كذلك حتّى يزول الليل فإذا زال الليل قام فصلّى حتّى يصلّى الصبح ثمّ يذكر قليلا حتّى مطلع الشمس ثمّ يقعد إلى ارتفاع الضحى ثمّ يتهيّأ ويستاك ويأكل ثمّ يرقد إلى قبل الزوال ثمّ يتوضأ ويصلّى حتى يصلّى العصر ثمّ يذكر في القبلة حتى يصلّى المغرب ثمّ يصلّى ما بين المغرب والعتمة فكان هذا دأبه ، فكانت اخت السندي إذا نظرت إليه قالت خاب قوم تعرّضوا لهذا الرجل.

ومنهم الشيخ عبد الرءوف المناوى في «الكواكب الدرية» (ج ١ ص ١٧٢ ط الازهرية بمصر) قال :

وكان أعبد أهل زمانه ومن أكابر العلماء الأسخياء.

ومنهم العلامة محمد بن طولون في «الشذورات الذهبية» (ص ٨٩ ط بيروت) قال :

قال الخطيب : كان موسى الكاظم يدعى العبد الصالح من عبادته واجتهاده وكان سخيّا كريما.

ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في «اسعاف الراغبين» (المطبوع بهامش نور الأبصار ص ٢٤٧ ط العثمانية بمصر) قال :

وأمّا موسى الكاظم فكان معروفا عند أهل العراق بباب قضاء الحوائج عند الله وكان من أعبد أهل زمانه ومن أكابر العلماء الأسخياء. إلى ان قال : ولقب بالكاظم لكثرة تجاوزه وحلمه.

ومنهم العلامة السيد عباس المكي في «نزهة الجليس» (ج ٢ ص ٤٦) ذكر كلام الخطيب بعين ما تقدّم عن «الشذورات».

ومنهم العلامة زين الدين الشهير بابن الوردي في «ذيل تاريخ أبى الفداء» (ج ١ ص ٢٨١ ط الغرى)

إنّ الكاظم كان إذا صلّى العتمة حمد الله ومجّده ودعاه إلى أن يزول اللّيل


ثمّ يقوم يصلّي حتّى يطلع الصبح ، فيصلّى الصّبح ، ثمّ يذكر الله حتّى تطلع الشمس ثمّ يقعد إلى ارتفاع الضحى ثمّ يرقد ويستيقظ قبل الزوال ثمّ يتوضأ ويصلّى حتّى يصلّى العصر ثمّ يذكر الله حتّى يصلّى المغرب ثمّ يصلّى ما بين المغرب والعتمة ، فكان هذا دأبه إلى أن مات رحمة الله عليه.

كلام أبيه جعفر بن محمد عليهم‌السلام في حقه

رواه القوم :

منهم العلامة محمد خواجه پارساى البخاري في «فصل الخطاب» (على ما في ينابيع المودة ص ٣٨٣ ط اسلامبول) قال :

وقال جعفر الصادق رضي‌الله‌عنه : هؤلاء أولادي وهذا سيّدهم وأشار إلى ابنه الكاظم.

وقال أيضا : هو باب من أبواب الله تعالى يخرج الله تبارك وتعالى منه غوث هذه الأمّة ونور الملّة وخير مولود وخير ناشي (١).

ثمّ قال : وروي المأمون عن أبيه الرشيد ، أنه قال لبنيه في حقّ موسى الكاظم : هذا إمام الناس وحجّة الله على خلقه وخليفته على عباده أنا إمام الجماعة في الظاهر والغلبة والقهر وأنّه والله أحقّ بمقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم منّى ومن

__________________

(١) قال العلامة الشيخ عبد الله بن محمد بن عامر الشبراويّ الشافعي المصري في كتابه «الإتحاف بحب الاشراف» (ص ٥٤ ط مصر) :

السابع من الأئمة موسى الكاظم كان من العظماء الأسخياء وكان والده جعفر يحبه حبا شديدا قيل له : ما بلغ من حبك لموسى؟ قال : وددت أن ليس لي ولد غيره لئلا يشركه في حبى أحد.


الخلق جميعا والله لو نازعني في هذا الأمر لاخذنّ بالّذي فيه عيناه فان الملك عقيم وقال الرشيد للمأمون : يا بنىّ هذا وارث علم النبيّين هذا موسى بن جعفر إن أردت العلم الصحيح تجد عند هذا ، قال المأمون : من حينئذ انغرس في قلبي حبّه.

ملاقاة هارون إياه في مسجد الحرام

رواه القوم :

منهم العلامة الشيخ شعيب أبو مدين بن سعد بن عبد الفاني المصري العمراوى الحريفيش المتوفى سنة ٨٠١ في «الروض الفائق في المواعظ والرقائق» (ص ٦٥ ط مطبعة الاستقامة بالقاهرة) قال :

حكى انّه لمّا دخل هارون الرّشيد حرم مكّة ابتدأ بالطواف ومنع الناس من الطواف ، فسبقه أعرابي وجعل يطوف معه ، فشقّ ذلك على أمير المؤمنين والتفت إلى حاجبه كالمنكر عليه.

فقال الحاجب : يا أعرابي خلّ الطّواف ليطوف أمير المؤمنين ، فقال الأعرابي : إنّ الله ساوي بين الأنام في هذا المقام والبيت الحرام ، فقال تعالى : سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم.

فلمّا سمع الرّشيد ذلك من الأعرابي أمر حاجبه بالكفّ عنه ، ثمّ جاء الرّشيد إلى الحجر الأسود ليستلمه ، فسبقه الأعرابى ، فاستلمه ، ثم أتى إلى المقام ليصلّى فيه ، فسبقه فصلّى فيه.

فلمّا فرغ الرّشيد من صلواته وطوافه ، قال للحاجب ائتني بالأعرابي ، فأتى الحاجب الأعرابي وقال له : أجب أمير المؤمنين.

فقال : ما لي إليه حاجة إن كانت له حاجة ، فهو أحقّ بالقيام إليها ، فانصرف الحاجب مغضبا ثمّ قصّ على أمير المؤمنين حديثه ، فقال : صدق نحن أحقّ بالقيام


والسعي إليه ثمّ نهض أمير المؤمنين والحاجب بين يديه حتّى وقف بإزاء الأعرابى وسلّم عليه ، فردّ عليه‌السلام.

فقال له الرّشيد : يا أخا العرب ، أجلس هاهنا بأمرك؟ فقال له الأعرابي : ليس البيت بيتي ، ولا الحرم حرمي البيت بيت الله والحرم حرم الله وكلّنا فيه سواء إن شئت تجلس وإن شئت تنصرف.

قال : فعظم ذلك على الرّشيد حيث سمع ما لم يخطر في أذنه وما ظنّ أحدا يواجهه بمثل ذلك ، فجلس إلى جانبه وقال له : يا أعرابى أريد أن أسئلك عن فرضك ، فان قمت به فأنت بغيره أقوم ، وإن عجزت عنه ، فأنت عن غيره أعجز.

فقال له الأعرابي : سؤالك هذا سؤال متعلّم أو سؤال متعنّت؟ قال : فعجب الرّشيد من سرعة جوابه وقال : بل سؤال متعلّم.

فقال الأعرابي : قم واجلس مقام السائل من المسئول قال : فقام الرّشيد وجثا على ركبتيه بين يدي الأعرابي ، فقال له : قد جلست سل عمّا بدا لك ، فقال : أخبرنى عمّا فرضه الله عليك ، فقال له : تسئلني عن أيّ فرض ، واحد أم عن خمسة فروض أم عن سبعة عشر فرضا أم عن أربعة وثلاثين فرضا أم عن أربعة وتسعين فرضا أم عن واحدة من أربعين ، أم عن واحدة في طول العمر ، أم عن خمسة من مأتين ، قال : فضحك الرّشيد مستهزئا ثمّ قال : سألتك عن فرض ، فأتيتني بحساب الدهر.

قال : يا هارون لو لا أنّ الدّين حساب لما أخذ الله الخلائق بالحساب يوم القيامة قال تعالى : (فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَكَفى بِنا حاسِبِينَ).

قال : فظهر الغضب في وجه أمير المؤمنين وتغيّر من حال إلى حال حين قال له : يا هارون ولم يقل له : يا أمير المؤمنين وبلغ منه ذلك مبلغا شديدا غير أنّ الله عصمه من ذلك الغضب ورجع إلى عقله لما علم أنّ الله هو الذي أنطقه بذلك.


ثمّ قال له الرّشيد : وتربة آبائي وأجدادي إن لم تفسّر لي ما قلت أمرت بضرب عنقك بين الصّفا والمروة.

فقال له الحاجب : يا أمير المؤمنين اعف عنه وهبه لله تعالى لأجل هذا المقام الشريف ، قال : فضحك الأعرابي من قولهما حتّى استلقى على قفاه ، فقال له الرّشيد : ممّ تضحك؟ قال : عجبا منكما ، فانّ أحدكما يستوهب أجلا قد حضر ، والآخر يستعجل أجلا لم يحضر.

فلمّا سمع الرّشيد ما سمع منه هانت عليه الدنيا ثمّ قال : سألتك بالله إلّا ما فسّرت لي ما قلت فقد تشوّقت نفسي إلى شرحه.

فقال الأعرابي : أمّا سؤالك عمّا فرض الله عليّ ، فقد فرض الله عليّ فروضا كثيرة ، فقولي لك عن فرض واحد ، هو دين الإسلام ، وأمّا قولي لك عن خمسة فروض فهي الصلوات الخمس ، وأمّا قولي لك عن سبعة عشر فهي سبع عشر ركعة في اليوم واللّيلة ، وأمّا قولي لك عن أربع وثلاثين فهي السجدات ، وأمّا قولي عن أربع وتسعين فهي التكبيرات ، وأمّا قولي لك عن واحدة من أربعين فهي الزكاة دينار من أربعين دينارا ، وأمّا قولي لك عن واحدة في طول العمر فهي حجّة في طول العمر على الإنسان ، وأمّا قولي لك عن خمسة ومأتين فهي زكاة الورق.

فامتلأ الرّشيد فرحا وسرورا من تفسير هذه المسائل ، ومن حسن كلام الأعرابي وعظم فطنته ، واستعظمه في عينه.

ثمّ إنّ الأعرابي قال للرّشيد : سألتنى فأجبتك ، فإذا سألتك أنا تجيبني؟ فقال الرّشيد : سل ، فقال له الأعرابي : ما يقول أمير المؤمنين في رجل نظر إلى امرأة وقت الصباح ، فكانت عليه حراما ، فلمّا كان الظهر حلّت له ، فلمّا كان العصر حرمت عليه ، فإذا كان المغرب حلّت له ، فإذا كان العشاء حرمت عليه ، فإذا كان الفجر حلّت له ، فإذا كان الظهر حرمت عليه ، فلمّا كان العصر حلّت له ،


فلمّا كان المغرب حرمت عليه ، فلمّا كان العشاء حلّت له.

فقال الرّشيد : فقد أوقعتني في بحر لا يخلصني منه غيرك.

فقال الأعرابي : أنت أمير المؤمنين وليس أحد فوقك ولا ينبغي أن تعجز عن شيء ، فكيف تعجز عن مسألتي ، فقال الرّشيد : لقد عظم قدرك العلم ورفع ذكرك ، فأريد أن تفسّر إليّ ما ذكرت إكراما لي ولهذا البيت الشريف. فقال الأعرابي : حبّا وكرامة.

أمّا قولي لك في رجل : نظر إلى امرأة وقت الصبح ، فكانت عليه حراما ، فهذا رجل نظر إلى أمة غيره فهي حرام ، فلمّا كان الظهر اشتراها فحلّت له ، فلمّا كان العصر أعتقها فحرمت عليه ، فلمّا كان المغرب تزوّجها فحلّت له ، فلمّا كان العشاء طلّقها فحرمت عليه ، فلّما كان الفجر راجعها فحلّت له ، فلمّا كان الظهر ارتدّ عن الإسلام فحرمت عليه ، فلمّا كان العصر استتيب فرجع فحلّت له ، فلمّا كان المغرب ارتدّت هي فحرمت عليه ، فلمّا كان العشاء استتيب فرجعت فحلّت له.

قال : فتعجّب الرّشيد وفرح به واشتدّ عجبه ثمّ أمر بعشرة آلاف درهم ، فلمّا حضرت قال : لا حاجة لي بها ردّها إلى أصحابها قال : فهل تريد أن أجري لك جراية تكفيك مدّة حياتك قال : الّذي أجرى عليك يجرى عليّ قال : فإن كان عليك دين قضيناه ، فلم يقبل منه شيئا ثمّ أنشأ يقول :

هب الدنيا تؤاتينا سنينا

فتكدر تارة وتلذّ حينا

فما أرضي بشيء ليس يبقى

وأتركه غدا للوارثينا

كأنّي بالتّراب عليّ يحثى

وبالإخوان حولي نائحينا

ويوم تزفر النيران فيه

وتقسم جهرة للسّامعينا

وعزّة خالقي وجلال ربّي

لأنتقمنّ منكم أجمعينا

فلمّا فرغ من إنشاده تأوّه الرّشيد وسأل عنه وعن أهله وبلاده ، فأخبروه


أنّه موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنهم أجمعين وكان تزيّا بزيّ الأعراب زهدا في الدنيا وتورّعا عنها ، فقام وقبّله بين عينيه ثمّ قرء : (اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ).

احتجاجه مع هارون حين اعترض عليه

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ عبد الله بن محمد الشبراويّ المصري في «الإتحاف بحب الاشراف» (ص ٥٤ ط مصر) قال :

دخل موسى الكاظم على الرشيد فقال له : لم زعمتم انّكم أقرب إلى رسول الله منّا؟ فقال : لو أنّ رسول الله حىّ فخطب إليك كريمتك هل كنت تجيبه؟ قال سبحان الله وكنت أفتخر بذلك على العرب والعجم فقال لكنّه لا يخطب إليّ ولا أزوّجه لأنّه ولدنا ولم يلدكم. وسأله أيضا لم قلتم إنّا ذريّة رسول الله وجوّزتم للناس أن ينسبوكم إليه وأنتم بنو على وإنّما ينسب الرجل لأبيه.

فقال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ) وليس لعيسى أب وإنّما الحق بذرّية الأنبياء من قبل امّه ولذلك الحقنا بذريّة النبيّ من قبل امّنا فاطمة قال تعالى : (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ) ولم يدع عليه‌السلام عند مباهلة النصارى غير عليّ وفاطمة والحسن والحسين وهما الأبناء.

ومنهم العلامة ابن حجر في «الصواعق» (ص ١٢١ ط البابى بحلب)

روي الحديث بعين ما تقدّم عن «الإتحاف بحبّ الأشراف» من قوله : وسأله


أيضا ولم قتلتم إلخ.

ومنهم العلامة القرماني في «أخبار الدول» (ص ١٢٣ ط بغداد) روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الإتحاف» إلى قوله : وسأله وزاد : ثمّ قال وهل كان يجوز له أن يدخل على حرمك وهنّ منكشفات؟ فقال لا (فقال ظ) لكنّه كان له أن يدخل على حرمي ويجوز له ذلك فلذلك نحن أقرب إليه منكم.

ومنهم العلامة المحدث الحافظ الميرزا محمد خان البدخشي في «مفتاح النجا» (ص ١٧٤ مخطوط):

روي الحديث بمعنى ما تقدّم عن «الإتحاف بحبّ الأشراف» ملخّصا.

ومنهم العلامة المناوى في «الكواكب الدرية» (ج ١ ص ١٧٢ ط الازهرية بمصر).

روي الحديث ملخّصا (١).

نبذة من كراماته عليه‌السلام

تكلمه على سر شقيق مرتين ، وارتفاع ماء البئر ليأخذ ركوته

وصيرورة كثيب الرمل سويقا لذيذا لدعائه

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة ابن اسعد اليافعي في «روض الرياحين» (ص ٥٨

__________________

(١) قال علامة الأدب الراغب الاصبهانى في «محاضرات الأدباء» (ج ٤ ص ٦٣٤ ط مكتبة الحيوة في بيروت).

لقى الرشيد موسى بن جعفر على بغلة فاستنكر ذلك وقال : أتركب دابة ان طلبت عليها لم تلحق وان طلبت لم تسبق ، فقال : لست بحيث أحتاج أن أطلب او اطلب ، فإنها دابة تنحط عن خيلاء الخيل وترتفع عن ذلة الحمير وخير الأمور أوساطها.


ط القاهرة) قال :

عن شقيق البلخي قال : خرجت حاجا في سنة تسع وأربعين ومائة فنزلت القادسيّة فبينما أنا أنظر إلى الناس وزينتهم وكثرتهم نظرت فتى حسن الوجه فوق ثيابه ثوب صوف مشتملا بشملة وفي رجليه نعلان وقد جلس منفردا فقلت في نفسي هذا الفتى من الصّوفية يريد أن يكون كلّا على الناس في طريقهم والله لأمضينّ إليه ولأوبخنّه ، فدنوت منه فلمّا رآني مقبلا قال : يا شقيق اجتنبوا كثيرا من الظنّ إنّ بعض الظنّ إثم.

وتركني ومضى فقلت في نفسي : إنّ هذا الأمر عظيم قد تكلّم على ما في نفسي ونطق باسمي ما هذا إلّا عبد صالح لالحقنّه ولأسألنه أن يحلّلني ، فأسرعت في أثره فلم ألحقه وغاب عن عيني فلما أنزلنا واقصة إذا به يصلّى وأعضاؤه تضطرب ودموعه تجرى فقلت هذا صاحبي أمضى إليه وأستحلّه فصبرت حتّى جلس وأقبلت نحوه ، فلما رآني مقبلا.

قال : يا شقيق اقرأ : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) ، ثمّ تركني ومضى فقلت إنّ هذا الفتى لمن الأبدال قد تكلّم على سرّى مرتين فلمّا نزلنا إلى مني إذا بالفتى قائم على البئر وبيده ركوة يريد أن يستقى فسقطت الركوة من يده في البئر وأنا أنظر إليه فرأيته قد رمق السماء وسمعته يقول :

أنت ربّى إذا ظمئت إلى الماء

وقوتي إذا أردت الطعاما

أللهمّ أنت تعلم يا إلهى وسيّدي ما لي سواها فلا تعدمني إيّاها قال شقيق رضى الله تعالى عنه : فوالله لقد رأيت البئر قد ارتفع مائها فمدّ يده وأخذ الركوة وملأها ماءّ وتوضأ وصلى أربع ركعات ثمّ مال إلى كثيب من رمل فجعل يقبض بيده ويطرحه في الركوة ويحرّكه ويشرب فأقبلت إليه وسلّمت عليه فردّ عليّ السّلام فقلت : أطعمني من فضل ما أنعم الله به عليك ، فقال : يا شقيق لم تزل نعمة الله تعالى علينا


ظاهرة وباطنة فأحسن ظنّك بربّك ثمّ ناولني الركوة فشربت منها فإذا سويق وسكر فو الله ما شربت قط ألذّ منه ولا أطيب منه ريحا فشبعت ورويت وأقمت أياما لا أشتهى طعاما ولا شرابا ثمّ لم أره حتّى دخلنا مكّة فرأيته ليلة في جنب قبة الشراب في نصف اللّيل يصلّى بخشوع وأنين وبكاء فلم يزل كذلك حتّى ذهب اللّيل فلمّا رأى الفجر جلس في مصلاه يسبّح ثمّ قام فصلّى فلمّا سلّم من صلاة الصبح طاف بالبيت سبعا وخرج فتبعته فإذا له حاشية وموال وهو على خلاف ما رأيته في الطريق ودار به الناس من حوله يسلّمون عليه فقلت لبعض من رأيته بالقرب منه : من هذا الفتى؟ فقال هذا موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم أجمعين فقلت قد عجبت بكون هذه العجائب والشواهد إلّا لمثل هذا السيّد.

ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٥٧ ط الغرى) قال :

أخبرنا أبو محمّد البزاز أخبرنا أبو الفضل بن ناصر أخبرنا محمّد بن عبد الملك والمبارك بن عبد الجبار الصرفى قالا : أخبرنا عبد الله بن أحمد بن عثمان أخبرنا محمّد بن عبد الرحمن الشيباني أنّ علي بن محمّد بن الزبير البجلي حدثهم قال حدثنا هشام بن حاتم الأصم عن أبيه قال : حدّثنى شقيق البلخي فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «روض الرياحين» لكنّه ذكر بدل كلمة منى : زبالا.

ومنهم العلامة المذكور في «صفة الصفوة» (ج ٢ ص ١٨٥ ط حلب) روي الحديث فيه أيضا بعين ما تقدّم عنه في «التذكرة».

ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٣٤ نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق).

روي الحديث عن شقيق بعين ما تقدّم عن «التذكرة».


ومنهم العلامة الشيخ عبد المجيد بن محمد الخاني الشافعي النقشبندى المتوفى سنة ١٢٧٥ في «الحدائق الوردية» (ص ٤٠ ط المطبعة الدرويشية في دمشق).

روي الحديث من طريق ابن الجوزي والرامهرمزي عن شقيق البلخي بعين ما تقدّم عن «التذكرة».

ومنهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي الفرنجى المتوفى سنة ١٢٢٥ في كتابه «وسيلة النجاة» (ص ٣٦٧ ط گلشن فيض في لكهنو)

روي الحديث من طريق ابن الجوزي عن شقيق البلخي بعين ما تقدّم عن «التذكرة» ومنهم العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السؤول» (ص ٨٣ ط طهران):

روى الحديث عن هشام بن حاتم الأصمّ قال : قال لي عن شقيق بعين ما تقدّم عن «روض الرياحين» (١).

__________________

(١) وقال بعد ذكر الواقعة :

ولقد نظم بعض المتقدمين هذه الواقعة في أبيات طويلة اقتصرت على ذكر بعضها فقال :

قال لما حججت عاينت شخصا

شاحب اللون ناحل الجسم أسمر

سائرا وحده وليس له زاد

فما زلت دائما أتفكر

وتوهمت أنه يسئل الناس

ولم أدر انه الحج الأكبر

ثم عاينته ونحن نزول

دون فيد على الكثيب الأحمر

يضع الرمل في الإناء ويشربه

فناديته وعقلي محير

اسقني شربة فناولني منه

فعاينته سويقا وسكر

فسألت الحجيج من يك هذا؟

قيل هذا الامام موسى بن جعفر


ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢١٥ ط الغرى).

روي الحديث بعين ما تقدّم عن «روض الرّياحين» لكنّه ذكر بدل منى زبالة ثمّ قال:

رواها جماعة من أهل التأليف والمحدّثين.

رواها ابن الجوزي في كتابه «مسير العزم الساكن إلى شرف الأماكن».

ورواها الحافظ عبد العزيز الأخضر الجنابذي في كتابه «معالم العترة النبويّة»

ورواها الرامهرمزي قاضي القضاة في كتابه «كرامات الأولياء» وغيرهم.

ومنهم العلّامة البدخشي في «مفتاح النجا» (ص ١٧٢ المخطوط).

روي الحديث من طريق ابن الجوزي في «الصفوة» وابن طلحة بعين ما تقدّم عن «روض الرياحين» لكنّه ذكر بدل كلمة منى : زبالة.

ومنهم العلامة ابن حجر في «الصواعق» (ص ١٢١ ط البابى بحلب)

روي الحديث من طريق الرّامهرمزى وابن الجوزي بتلخيص يسير.

ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في «اسعاف الراغبين» (المطبوع بهامش نور الأبصار ص ٢٤٧ ط العثمانية بمصر)

روي الحديث هو أيضا من طريق الرّامهرمزى وابن الجوزي بتلخيص يسير.

ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في «وسيلة المآل» (ص ٢١١ نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق).

روي الحديث نقلا عن ابن الجوزي في مثير العزام والحافظ عبد العزيز بن الأخضر في معالم العترة عن حاتم الأصمّ عن شقيق البلخي بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمة».


أمره لعلى بن يقطين بحفظ دراعة أعطاها هارون

واخباره عن ظهر الغيب انه سيكون له بها

شأن فسار سببا لحقن دمه

رواه القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢١٨ ط الغرى) قال:

وعن عبد الله بن إدريس عن ابن سنان قال : حمل الرّشيد في بعض الأيّام إلى عليّ بن يقطين ثيابا فاخرة أكرمه بها ومن جملتها دراعة منسوجة بالذهب سوداء من لباس الخلفاء فأنفذ بها عليّ بن يقطين إلى موسى الكاظم عليه‌السلام فردّها الإمام إليه ، وكتب إليه احتفظ بها ولا تخرجها عن يدك فسيكون لك بها شأن ، تحتاج معه إليها فارتاب عليّ بن يقطين بردّها عليه ، ولم يدر ما سبب كلامه ذلك ثمّ احتفظ بالدراعة وجعلها في سفط وختم عليها.

فلمّا كان بعد ذلك بمدّة يسيرة تغيّر عليّ بن يقطين على بعض غلمانه ممّن كان يختصّ بأموره ويطلع عليها فصرفه عن خدمته وطرده لأمر أوجب ذلك منه.

فسعى الغلام بعلىّ بن يقطين إلى الرّشيد وقال له : إنّ عليّ بن يقطين يقول بامامة موسى الكاظم ، وأنّه يحمل إليه في كلّ سنة زكاة ماله ، والهدايا ، والتحف وقد حمل إليه في هذه السنة ذلك ، وصحبته الدراعة السوداء الّتي أكرمه بها أمير المؤمنين في وقت كذا.

فاستشاط الرّشيد لذلك غضبا شديدا وقال لأكشفنّ عن ذلك ، فان كان الأمر


على ما ذكرت أزهقت روحه ، وذلك من بعض جزائه.

فأنفذ في الوقت والحين ، أن يحضر عليّ بن يقطين فلمّا مثّل بين يديه ، قال ما فعلت بالدراعة السوداء الّتي كسوتكها واختصصتك بها من مدّة من بين سائر خواصى قال : هي عندي يا أمير المؤمنين في سفط في طيب مختوم عليها.

فقال : أحضرها الساعة ، فقال نعم يا أمير المؤمنين السمع والطاعة ، فاستدعى بعض خدمه فقال : امض وخذ مفتاح البيت الفلاني من دارى ، وافتح الصندوق الفلاني وائتني بالسفط الّذي فيه على حالته بختمه ، فلم يلبث الخادم إلّا قليلا حتّى عاد وفي صحبته السفط مختوما على حالته بختمه فوضع بين يدي الرّشيد فأمر بفكّ ختمه ففك ، وفتح السفط فإذا بالدّراعة فيه مطويّة ، ومدفونة بالطيب على حالها لم تلبس ولم تدنس ولم يصبها شيء من الأشياء ، فقال لعليّ بن يقطين : ردّها إلى مكانها ، وخذها وانصرف راشدا ، فلن نصدّق بعدها عليك ساعيا ، وأمر أن يتبع بجائزة سنيّة وأمر أن يضرب الساعي ألف سوط ، فضرب فلمّا بلغوا إلى خمسمائة سوط مات تحت الضرب قبل الألف.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ٢٠١ ط العثمانية بمصر).

روي الحديث عن عبد الله بن إدريس عن ابن سنان بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة».

ومنهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي في «وسيلة النجاة» (ص ٣٦٨ ط گلشن في لكهنو).

روي الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة» بتلخيص فيه.

(احقاق الحق مجلد ١٢ ج ٢٠)


اخباره عليه‌السلام عن انهدام بيت رجل على متاعه

واخباره عن مكان شيء لم يجده فيه

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٣٨ ط مصر).

عن عيسى المدائني قال خرجت سنة إلى مكّة فأقمت بها مجاورا ثمّ قلت أذهب إلى المدينة فأقيم بها سنة مثل ما أقمت بمكّة فهو أعظم لثوابي فقدمت المدينة فنزلت طرف المصلّى إلى جنب دار أبي ذر وجعلت أختلف إلى سيّدنا موسى الكاظم فبينا أنا عنده في ليلة ممطرة إذ قال لي يا عيسى قم فقد انهدم البيت على متاعك فقمت فإذا البيت قد انهدم على المتاع فاكتريت قوما كشفوا عن متاعي واستخرجت جميعه ولم يذهب لي غير سطل للوضوء فلمّا أتيته من الغد قال هل فقدت شيئا من متاعك فندعو الله لك بالخلف؟ فقلت ما فقدت غير سطل كان لي أتوضأ منه فأطرق رأسه مليّا ثمّ رفعه فقال : قد ظننت أنّك أنسيته قبل ذلك فأت جارية ربّ الدار فاسألها عنه وقل لها أنسيت السطل في بيت الخلاء فردّيه قال : فسألتها عنه فردّته.

ومنهم العلامة ابن طلحة الشامي في «الفصول المهمة» (ص ٢١٦ ط الغرى) روي الحديث عن عيسى المدايني بعين ما تقدّم عن «نور الأبصار».

كرامة أخرى له عليه‌السلام

رواها القوم :

منهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي السهالوي في «وسيلة


النجاة» (ص ٣٦٩ ط لكهنو) قال :

روي أنّ عليّ بن يقطين أرسل كتابا إلى موسى بن جعفر عليه‌السلام بالمدينة فلمّا وصل الجماعة إلى المدينة لقيهم موسى بن جعفر فأخرج كتابا قبل أن يقرأ كتاب عليّ بن يقطين وقال : فيه جواب ما في الكتاب.

لما أراد المهدى إيذاءه عليه‌السلام رأى

في المنام عليا عليه‌السلام يقرأ :

(فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ) الآية» فانصرف عنه

رواه جماعة من الأعلام :

منهم العلامة الخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» (ج ١٣ ص ٣٠ ط السعادة بمصر) قال :

حدّثني الحسن بن محمّد الخلال ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمران ، حدّثنا محمّد ابن يحيى الصولي ، حدّثنا عون بن محمّد قال : سمعت إسحاق الموصلي غير مرّة يقول حدّثني الفضل بن الربيع عن أبيه أنّه لمّا حبس المهدى موسى بن جعفر رأى المهدىّ في النّوم علىّ بن أبي طالب وهو يقول :

يا محمّد (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ).

قال الربيع : فأرسل إلىّ ليلا فراعني ذلك ، فجئته فإذا هو يقرأ هذه الآية وكان أحسن الناس صوتا وقال : عليّ بموسى بن جعفر فجئته به فعانقه وأجلسه إلى جانبه.

وقال : يا أبا الحسن إنّي رأيت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب في النوم يقرأ


عليّ كذا فتؤمننى أن تخرج علىّ أو على أحد من ولدي؟

فقال : والله لا فعلت ذاك ولا هو من شأني ، قال : صدقت يا ربيع أعطه ثلاثة آلاف دينار وردّه إلى أهله إلى المدينة.

قال الربيع : فأحكمت أمره ليلا فما أصبح إلّا وهو في الطريق خوف العوائق ومنهم العلامة اليافعي في «مرآة الجنان» (ج ١ ص ٣٩٤ ط حيدرآباد) نقل الواقعة بعين ما تقدّم عن «تاريخ بغداد».

ومنهم العلامة ابن حجر الهيتمى في «الصواعق المحرقة» (ص ١٢٣ ط البابى بحلب)

روي الحديث بعين ما تقدّم عن «تاريخ بغداد» ملخّصا.

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢١٤ ط الغرى)

نقل الواقعة بعين ما تقدّم عن «تاريخ بغداد» بتقديم وتأخير في العبارات.

ومنهم العلامة الخواجة پارسا البخاري في «فصل الخطاب» (على ما في ينابيع المودة ص ٣٨٢ ط اسلامبول) قال :

وبعث إلى رجل يؤذيه صرّة فيها ألف دينار فطلبه المهدي بن المنصور من المدينة إلى بغداد فحبسه فرأي المهديّ في النوم ، فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «مرآة الجنان» ثمّ قال : وهذه القصّة بالاتّفاق.

ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في «المختار في مناقب الأخيار» (ص ٣٣ نسخة الظاهرية بدمشق).

نقل الواقعة بعين ما تقدّم عن «تاريخ بغداد»


ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشامي الشافعي في «مطالب السؤول» (ص ٨٣ ط طهران)

روي الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة».

ومنهم العلامة الشيخ شمس الدين محمد بن طولون في «الشذورات الذهبية» (ص ٨٩ طبع بيروت)

نقل الواقعة بعين ما تقدّم عن «مرآة الجنان» ملخّصا.

ومنهم العلامة البدخشي في «مفتاح النجا» (ص ١٧٢ مخطوط)

نقل الواقعة من طريق ابن الأخضر وابن طلحة عن الفضل بعين ما تقدّم عن «مرآة الجنان».

ومنهم العلامة القرماني في «أخبار الدول وآثار الاول» (ص ١٢٣ ط بغداد)

نقل الواقعة بعين ما تقدّم عن «فصل الخطاب» ملخّصا

ومنهم العلامة السيد عباس في «نزهة الجليس» (ج ٢ ص ٤٦)

نقل عن الخطيب بعين ما تقدّم عنه في «تاريخ بغداد»

ومنهم العلامة الشيخ عبد الهادي الابيارى المصري في «جالية الكدر» في شرح منظومة البرزنجى (ص ٢٠٥ ط مصر).

نقل الواقعة بعين ما تقدّم عن «مرآة الجنان» ملخّصا

ومنهم العلامة المذكور في «العرائس الواضحة»

نقل الواقعة بعين ما تقدّم عنه في «مرآة الجنان»

ومنهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي في «وسيلة النجاة» (ص ٣٦٥ ط لكهنو).

نقل الواقعة بعين ما تقدّم عن «تاريخ بغداد»


استجابة دعائه عليه‌السلام حين هم به الهادي

رواه القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢١٧ ط الغرى) قال:

ونقل صاحب كتاب نثر الدّر إنّ موسى بن جعفر الكاظم ذكر له أنّ الهادي قد همّ بك قال لأهل بيته ومن يليه : ما تشيرون به عليّ من الرّأي؟ فقالوا نرى أن تتباعد عنه وأن تغيب شخصك عنه فإنّه لا يؤمن عليك من شرّه فتبسّم ثمّ قال :

زعمت سخينة ان ستغلب ربّها

ليغلبّن مغالب الغالب

ثمّ إنّه رفع يده إلى السماء فقال : إلهى كم من عدوّ شحذ لي ظبة مديته وداف لي قواتل سمومه ولم تنم عنّى عين حراسته فلمّا رأيت ضعفى عن احتمال الفوادح وعجزي عن كلمات الجوائح ، صرفت ذلك عنّى بحولك وقوّتك لا بحولي وقوّتي وألقيته في الحقيرة الّتي احتفره إليّ خائبا ممّا أمّله في دنياه متباعدا عن ما يرجوه في أخراه فلك الحمد على قدر ما عممتنى فيه من نعمك وما تولّيتنى من جودك وكرمك اللهمّ فخذه بقوّتك وافلل حدّه عنّى بقدرتك واجعل له شغلا فيما يليه وعجزا به عمّا ينويه اللهمّ وأعدنى عليه عدوة حاضرة تكون من غيظي شفاء ومن حنقي عليه وفاء وصل اللهمّ دعائي بالإجابة وانظم شكايتي بالتعبير وعرّفه عمّا قليل ما وعدت به من الإجابة لعبيدك المضطرّين إنّك ذو الفضل العظيم والمنّ الجسيم.

ثمّ إنّ أهل بيته انصرفوا عنه فلمّا كان بعد مدّة يسيرة حتّى اجتمعوا لقراءة الكتاب الوارد على موسى الكاظم بموت موسى الهادي وفي ذلك يقول بعضهم :


وسارية لم تسر في الأرض تبتغى

محلا ولم يقطع بها الأرض قاطع

من أبيات ممّا قيل في الدعاء المستجاب.

استجابة دعائه عليه‌السلام في ظهور السوار فوق الماء

رواها القوم :

منهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي السهالوي في «وسيلة النجاة» (ص ٣٦٩ ط لكهنو) قال :

روى أنّ موسى بن جعفر عليه‌السلام كان في سفينة عند مسيره إلى بصرة وكان فيها عروس سقطت سوارها في البحر فدعا عليه‌السلام فظهرت على سطح الماء حتّى أخذها.

استخلاصه من شر هارون بدعاء علمه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

في المنام فرأى هارون الحسين بن على عليه‌السلام

يهدده على قتله

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة أبو الحسن على بن الحسين المسعودي في «مروج الذهب» (ج ٢ ص ٣٥٦ ط السعادة بمصر) قال :

إنّ عبد الله بن مالك الخزاعي كان على دار هارون وشرطته ، قال : أتاني رسول هارون الرشيد في وقت ما جاءني فيه قطّ فنزعني من موضعي ومنعني من تغيير ثيابي فراعني ذلك فلمّا صرت إلى الدار سبقني الخادم فعرف الرّشيد خبري فأذن


لي في الدخول عليه.

فدخلت فوجدته قاعدا على مصلاه فسلّمت فسكت ساعة فطار عقلي وتضاعف الجزع علىّ.

ثمّ قال لي : يا عبد الله هل تدري لم طلبتك في هذا الوقت ، فقلت : لا والله يا أمير المؤمنين.

فقال : إنّي رأيت في نومي الساعة كأنّ الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام قد أتانى ومعه حربة ، فقال : إن خليت عن موسى بن جعفر وإلّا نحرتك بهذه الحربة فاذهب فخلّ عنه ، قال : فقلت له مستفهما يا أمير المؤمنين الساعة اطلق موسى بن جعفر ثلاثا ، قال نعم ثلاثا امض الساعة فاطلقه وأعطه ثلاثين ألف درهم ، وقل له إن أحببت المقام عندنا فلك ما تحبّ وإن أحببت المضيّ إلى أهلك فالإذن في ذلك إليك ، قال فلمّا مضيت إلى الحبس لأخرجه.

فلمّا رآني الإمام موسى بن جعفر وثب إلىّ قائما وظنّ أنّى قد أمرت فيه بمكروه ، فقلت له : لا تحزن ولا تخف فقد أمرني بإطلاقك وإنّي دافع إليك ثلاثين ألف درهم وهو يقول لك إن أحببت المقام قبلنا فلك عندي ما تحبّ وإن أحببت المضىّ إلى أهلك بالمدينة فالإذن لك في ذلك ، وأعطيته ثلاثين ألف درهم وخلّيت سبيله ، وقلت له : لقد رأيت من أمرك عجبا.

قال : فإنّى أخبرك بينما أنا نائم إذ أتانى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال لي : يا موسى حبست مظلوما فقل هذه الكلمات فإنّك لا تبيت الليلة في الحبس ، فقلت بأبي أنت وامّي يا رسول الله ما أقول؟ قال : قل :

يا سامع كلّ صوت ويا سابق كلّ فوت ويا كاسى العظام لحما ومنشرها بعد الموت أسألك بأسمائك الحسنى وباسمك الأكبر الأعظم المكنون المخزون


الّذي لم يطّلع عليه أحد من المخلوقين يا حليما ذا أناة لا يعجز عن أناة ، يا ذا المعروف الّذي لا ينقطع أبدا ولا يحصى عددا فرّج عنّى فكان ما ترى.

ومنهم العلامة السيد عباس المكي في «نزهة الجليس» (ج ٢ ص ٤٧) روي الحديث نقلا عن «مروج الذهب» بعين ما تقدّم عنه بلا واسطة.

ومنهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي في «وسيلة النجاة» (ص ٣٦٦ ط لكهنو).

نقل رؤيا هارون الرّشيد ثمّ ذكر القصّة بعين ما تقدّم عن «نزهة الجليس» ولكنّه ذكر في الدعاء بدل لا يعجز : لا يعرى.

ومنهم العلامة ابن حجر الهيتمى في «الصواعق» (ص ١٢٣ ط حلب) نقل عن المسعودي ما تقدّم عنه في «نزهة الجليس» بتلخيص لكنّه ذكر أن هارون رأي النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في النوم.

ومنهم العلامة الشيخ شمس الدين محمد بن طولون الدمشقي في «الشذورات الذهبية» (ص ٩١ ط بيروت).

روي الحديث بعين ما تقدّم عن «نزهة الجليس» إلى قوله : فاذهب فخلّ عنه.

ومنهم العلامة الشيخ عبد الرحمن بن عبد السلام الصفورى الشافعي البغدادي المتوفى بعد سنة ٨٨٤ في كتابه «نزهة المجالس» (ج ١ ص ٨٦ طبع عثمان خليفة القاهرة) قال:

حبس هارون الرّشيد موسى بن جعفر الكاظم رضي‌الله‌عنه في بغداد ثمّ أمر بإخراجه وأعطاه ثلاثين ألف درهم فسئل عن ذلك فقال رأيت عبدا أسود معه حربة وقال إن لم تخرج موسى قتلتك ثمّ قال موسى رأيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المنام وقال : يا موسى حبست ظلما فقل هذه الكلمات فانّك لا تبيت هذه الليلة


في الحبس فقال :

يا سامع كلّ صوت وسابق كلّ فوت ويا كاسى العظام ومنشرها بعد الممات أي الموت أسألك بأسمائك العظام وباسمك الأعظم الأكبر المخزون المكنون الّذي لم يطلع عليه أحد من المخلوقين يا حليما بخلقه يا ذا المعروف الّذي لا ينقطع معروفه أبدا ولا يحصى له عدد فرّج عنّى ففرّج الله عنه.

ومنهم العلامة محمد خواجه پارسا البخاري في «فصل الخطاب» (على ما في «الينابيع» ص ٣٨٣ ط اسلامبول).

روي الحديث بمعنى ما تقدّم عن «نزهة المجالس» إلّا أنّه ذكر : أنّ هارون الرّشيد قال : رأيت في المنام حسن المجتبى وذكر في الدعاء بدل قوله : بأسمائك العظام ـ بأسمائك الحسني. وبدل قوله يا حليما بخلقه : يا حليما ذا أناة لا يعرى أحد عن أناته. وبدل قوله لا ينقطع معروفه : لم ينقطع.

اخباره عليه‌السلام أبا خالد الزبالي لما أحضره المهدى

إلى العراق عن ساعة رجوعه إلى المدينة من يوم معلوم

بعدد الشهور والأيام

رواه القوم :

منهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٣٨ ط مصر).

قال :

من كتاب الدلائل للحميري :

روى أحمد بن محمّد عن أبى قتادة عن أبي خالد الزبالي ، قال : قدم علينا


أبو الحسن موسى الكاظم زبالة ومعه جماعة من أصحاب المهدى بعثهم لإحضاره لديه إلى العراق من المدينة وذلك في مسكنه الاولى فأتيته فسلّمت عليه فسرّ برؤيتى وأوصاني بشراء حوائج وبتبقيتها عندي له فرآني غير منبسط.

فقال : ما لي أراك منقبصا ، فقلت : كيف لا أنقبض وأنت سائر إلى هذه الفئة الطّاغية ولا آمن عليك.

فقال : يا أبا خالد ليس عليّ بأس ، فإذا كان في شهر كذا في اليوم الفلاني منه فانتظرني آخر النهار مع دخول اللّيل فإنّى أوافيك إنشاء الله تعالى.

قال أبو خالد : فما كان لي همّ إلّا إحصاء تلك الشهور والأيّام إلي ذلك اليوم الّذى وعدني بالمجىء فيه فخرجت غروب الشمس فلم أر أحدا فلمّا كان دخول اللّيل إذا بسواد قد أقبل من ناحية العراق فقصدته فإذا هو على بغلة أمام القطار فسلّمت عليه وسررت بمقدمه وتخلّصه.

فقال لي : أداخلك الشكّ يا أبا خالد ، فقلت : الحمد لله الّذي خلّصك من هذه الطاغية ، فقال : يا أبا خالد إنّ لهم إلىّ عودة لا أتخلّص منها.

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢١٦ ط الغرى).

روي الحديث نقلا عن الحميري في «الدلائل» بعين ما تقدّم عن «نور الأبصار» سندا ومتنا.

اخباره لإبراهيم انه يأكل الجراد

ثمرة النخيل التي يريد شرائها

رواه القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢١٧


ط الغرى) قال :

عن عثمان بن عيسى قال : قال موسى الكاظم لإبراهيم بن عبد الحميد قد لقيه سحرا وإبراهيم ذاهب إلى قبا وموسى داخل إلى المدينة : يا إبراهيم إلى أين؟ قال : إلى قبا ، قال : في أىّ شيء؟.

فقال : إنّا في كلّ سنة نشتري من هذا التمر فأردت أن آتى في هذه السنة إلى رجل من الأنصار فأشترى منه نخلا.

فقال له موسى : وقد أمنتم الجراد ، ثمّ فارقه فوقع كلامه في صدره فلم يشتر شيئا ، فما مرّت خامسة حتّى بعث الله جرادا أكل عامّة النخل.

دخول ابى يوسف ومحمد بن الحسن في سجنه

ليختبرا علمه فوجداه يخبر عن ظهر الغيب

رواه القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٢٣ ط الغرى) قال:

روى إسحاق بن عمّار قال لمّا حبس هارون الرّشيد موسى الكاظم دخل عليه السجن ليلا أبو يوسف ومحمّد بن الحسن صاحبا أبي حنيفة فسلّما عليه وجلسا عنده وأرادا أن يختبراه بالسؤال لينظر إمكانه من العلم فجائه بعض الموكّلين به ، فقال له : إنّ نوبتى قد فرغت وأريد الانصراف إلى غد إنشاء الله تعالى.

فإن كان لك حاجة تأمرني أن آتيك بها معي إذا جئتك غدا ، فقال : ما لي حاجة انصرف.


ثمّ قال لأبي يوسف ومحمّد بن الحسن : إنّي لأعجب من هذا الرجل يسألني أن اكلّفه حاجة يأتيني بها غدا إذا جاء وهو ميّت في هذه الليلة ، فأمسكا عن سؤاله وقاما ولم يسألا عن شيء.

وقالا : أردنا أن نسأله عن الفرض والسنّة أخذ يتكلّم معنا في علم الغيب والله لنرسل خلف الرجل من يبيت عند باب داره وننظر ما يكون من أمره فأرسلا شخصا من جهتهما جلس على باب ذلك الرجل فلمّا كان أثناء الليل وإذا بالصراخ والواعية فقيل لهم ما الخبر؟ فقالوا : مات صاحب البيت فجأة فعاد إليهما الرسول وأخبرهما بذلك فتعجبّا من ذلك غاية العجب.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ٢٠٣ ط العثمانية بمصر)

روي الحديث نقلا عن «الفصول المهمّة» عن إسحاق بعين ما تقدّم عنه بلا واسطة.

ان الله يسهل الحاجة بالتوسل بقبره عليه‌السلام

رواه القوم :

منهم الحافظ الشهير أبو بكر احمد بن على الشافعي الخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» (ج ١ ص ١٢٠ ط القاهرة) ـ قال :

أخبرنا القاضي ابو محمّد الحسن بن الحسين بن محمّد بن رامين الأسترآبادي قال أنبأنا احمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ، قال سمعت الحسن بن إبراهيم ابا علي الخلال ، يقول : ما همّني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسّلت به إلّا سهّل الله تعالى لي ما أحبّ.


لما دفن نائب الخليفة عند قبره عليه‌السلام

رأى النقيب اشتعال النار من جسده

وانه عليه‌السلام واقف عليه يقول :

آذيتني بمجاورة هذا الظالم ، فلما كشفوه وجدوه رمادا

رواه جماعة من اعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي الشامي المتوفى سنة ٦٥٤ في «مطالب السؤول في مناقب آل الرسول» (ص ٨٤ ط طهران) قال :

ولقد قرع سمعي ذكر واقعة عظيمة وهي أن من عظماء الخلفاء مجّدهم الله تعالى من كان له نايب كبير الشأن في الدنيا من مماليكه الأعيان في ولاية عامّة طالت فيها مدّته وكان ذا سطوة وجبروت ، فلمّا انتقل إلى الله تعالى اقتضت رعاية الخليفة له أن يقدم بدفنه في ضريح مجاور لضريح الإمام موسى بن جعفر عليه‌السلام بالمشهد المطهّر.

وكان بالمشهد المطهّر نقيب معروف مشهود له بالصلاح كثير التردّد والملازمة لضريح السيّد الجليل والخدمة له قائم بوظائفها فذكر هذا النقيب أن بعد دفن ذلك المتوفى في ذلك القربات بالمشهد.

فرأى في منامه أن القبر قد انفتح والنار تشتعل فيه وقد انتشر منه دخان ورائحة فثار ذلك المدفون فيه إلى أن ملأت المشهد وأن الإمام موسى عليه‌السلام واقف فصاح لهذا النقيب باسمه وقال له : تقول للخليفة يا فلان وسمّاه باسمه لقد آذيتني


بمجاورة هذا الظالم ، وقال كلاما خشنا.

فاستيقظ ذلك النقيب وهو يرعد فرقا وخوفا فلم يلبث أن كتب ورقة وسيرها متهيأ فيها صورة الواقعة بتفصيلها.

فلمّا جنّ الليل جاء الخليفة إلى المشهد المطهّر بنفسه ومعه خدم واستدعى النقيب ودخلوا إلى الضريح وامر بكشف ذلك القبر ونقل ذلك المدفون إلى موضع آخر خارج المشهد ، فلمّا كشفوه وجدوا فيه رماد الحريق ولم يجدوا للميّت أثرا.

شهادته عليه‌السلام بسم هارون

رواه جماعة من اعلام القوم :

منهم العلامة المحدث الحافظ الميرزا محمد خان بن رستم خان المعتمد البدخشي في كتابه «مفتاح النجا في مناقب آل العبا» (المخطوط ص ١٧٥) قال :

وسبب حبسه (أى موسى بن جعفر) انّه لمّا حجّ الرّشيد ودخل المدينة توجّه إلى زيارة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومعه الناس فتقدّم إلى قبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا ابن عمّ مفتخرا بذلك على غيره.

فتقدّم موسى بن جعفر رضي‌الله‌عنهما ، وقال : السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا أبه.

فتغيّر وجه الرّشيد وتبيّن الغيظ فيه فقبض على موسى رضى الله عنه وذهب به معه إلى بغداد وحبسه زمانا طويلا ، ثمّ أمر السندي بن شاهك حتّى سمّه فوعك موسى رضى الله عنه ومات بعد ثلاثة أيّام.


ومنهم الحافظ الگنجى الشافعي في «كفاية الطالب» (ص ٣١٠ ط الغرى) قال:

أخبرنا القاضي ابو العلا محمّد بن على الواسطي حدثنا محمّد بن أحمد الواعظ حدثنا الحسين بن القاسم حدثني أحمد بن وهب أخبرنى عبد الرحمن بن صالح الأزدى ، قال : حجّ هارون الرّشيد فأتى قبر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «مفتاح النجا» لكنّه ذكر بعد قوله فتغيّر وجه هارون ، وقال : هذا الفخر يا أبا الحسن حقّا (١).

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٢٠ ط الغرى) قال :

روى أحمد بن عبد الله بن عمّار عن محمّد بن على النوفلي ، قال : كان السبب في أخذ الرّشيد موسى بن جعفر «إلى أن قال :» واوصى (أى الرّشيد) القوم الّذين كانوا معه أن يسلموه إلى عيسى بن جعفر بن منصور وكان على البصرة يومئذ واليا فسلّموه إليه فتسلّمه منهم وحبسه عنده سنة فبعد السنة كتب إليه الرّشيد في سفك دمه واراحته منه فاستدعى عيسى بن جعفر بعض خواصّه وثقاته اللائذين به والناصحين له فاستشارهم بعد أن أراهم ما كتب إليه الرّشيد فقالوا نشير عليك بالاستعفاء من ذلك وأن لا نفع فيه.

فكتب عيسى بن جعفر إلى الرّشيد يقول : يا أمير المؤمنين كتبت إلىّ في هذا الرجل وقد اختبرته طول مقامه في حبسي بمن حبسته معه عينا عليه لتنظروا حيلته وأمره وطويته بمن له المعرفة والدراية ويجري من الإنسان مجرى الدم فلم يكن منه سوء قطّ ولم يذكر أمير المؤمنين إلّا بخير ولم يكن عنده تطّلع إلى ولاية ولا خروج ولا شيء من أمر الدنيا ولا قطّ دعا على أمير المؤمنين ولا على أحد من

__________________

(١) ورواه الخطيب في ترجمته من التاريخ.


الناس ولا يدعو إلّا بالمغفرة والرحمة له ولجميع المسلمين مع ملازمته للصّيام والصلاة والعبادة فإن رأى أمير المؤمنين أن يعفيني من أمره وينفذ من يتسلّمه منّى أولا سرحت سبيله فإنّى منه في غاية الحرج.

وروي أنّ شخصا من بعض العيون الّتي كانت عليه في السجن رفع إلى عيسى ابن جعفر انّه سمعه يقول في دعائه :

أللهمّ إنّك تعلم أنّى كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك ، أللهمّ وقد فعلت فلك الحمد.

فلمّا بلغ الرّشيد كتاب عيسى بن جعفر كتب إلى السندي بن شاهك أن يتسلّم موسى بن جعفر الكاظم من عيسى وأمره فيه بأمره فكان الّذى تولّى به قتله السنديّ أن يجعل له سمّا في طعام وقدّمه إليه وقيل في رطب فأكل منه موسى بن جعفر ثمّ إنّه أقام موكوعا ثلاثة أيّام ومات.

ولمّا مات موسى بن جعفر عليه‌السلام ادخل السندي بن شاهك لعنه الله الفقهاء ووجوه الناس من أهل بغداد وفيهم أبو الهيثم بن عدى وغيره ينظرون إليه أنّه ليس به أثر من جراح أو مغل أو خنق وانّه مات حتف أنفه إلى أن قال :

وروي أنّه لمّا حضرته الوفاة سأل من السندي أن يحضر مولاه مدنيّا عند دار العباس بن محمّد في مشرعة القصب ليتولّى غسله ودفنه وتكفينه.

فقال له السندي : أنا أقوم لك بذلك على أحسن شيء وأتمّه ، فقال : إنّا أهل بيت مهور نسائنا وحجّ مبرورنا وكفن ميتنا من خالص أموالنا وأريد أن يتولّى ذلك مولاي هذا فأجابه إلى ذلك وأحضره إيّاه فوصّاه بجميع ما يفعل ، ولمّا أن مات تولّى ذلك جميعه مولاه المذكور.

(احقاق الحق مجلد ١٢ ج ٢١)


ومن كتاب الصفوة لابن الجوزي قال : بعث موسى بن جعفر عليه‌السلام إلى الرّشيد من الحبس برسالة كتب إليه فيها : أنّه لن ينقضي عنّي يوم من البلاء إلّا انقضى معه عنك يوم من الرخاء حتّى نمضي جميعا إلى يوم ليس له انقضاء هناك يخسر المبطلون.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ٢٠٤)

نقله بعينه عن «الفصول المهمّة» بعين ما تقدّم عنه بلا واسطة.

ومنهم العلّامة ابن الصبان المالكي في «اسعاف الراغبين» (المطبوع بهامش نور الأبصار ص ٢٤٨ ط العثمانية بمصر).

روى ما تقدّم عن «مفتاح النجا» بعينه معنى وفيه : فلم يخرج من حبسه إلّا مقيّدا ميتا مسموما.

ومنهم العلامة ابن حجر الهيتمى في «الصواعق المحرقة» (ص ٢٠٢ ط عبد اللطيف بمصر) قال : ولما اجتمعا (اى موسى بن جعفر عليه‌السلام وهارون) امام الوجه الشريف على صاحبه الصلاة والسلام ، قال الرّشيد : السلام عليك يا ابن عمّ سمعها من حوله فقال الكاظم : السّلام عليك يا أبت فلم يحتملها وكانت سببا لإمساكه له وحمله معه إلى بغداد وحبسه فلم يخرج من حبسه إلّا ميّتا مقيّدا.

ومنهم العلامة السيد محمّد عبد الغفار في «أئمة الهدى» (ص ١٢٢ ط مصر) قال :

ثمّ نقله (اى نقل هارون موسى بن جعفر عليه‌السلام) من المدينة أسيرا إلى البصرة وأرسل كتابا إلى واليها عيسى بن جعفر بن المنصور ليقتله في سجنه وخاف هذا الوالي واعتذر فأرسل الملك الرّشيد كتابا آخر إلى السندي بن شاهك بتسلمه والقيام بقتله فسمّه هذا وتوفّى بعدئذ بثلاثة أيّام.


شرافة بنته فاطمة عليها‌السلام

رواها القوم :

منهم العلامة محمد خواجه پارساى البخاري في «فصل الخطاب» (على ما في «ينابيع المودة» ص ٣٨٣ ط اسلامبول) قال :

ومن بنات موسى الكاظم عليه‌السلام فاطمة قبرها ببلدة قم ، وعن عليّ الرضا رضي‌الله‌عنه انه قال : من زارها فله الجنّة رضي‌الله‌عنها.

ومنهم العلامة سراج الدين عثمان ددة في «تاريخ الإسلام والرجال» (ص ٣٧٠ مخطوط).

نقل من شواهد النبوّة كون قبرها بقم ، والحديث المتقدّم عن الرضا عليه‌السلام بعينه.

أنموذج من كلماته عليه‌السلام

المعروف لا يفكّه إلّا المكافاة أو الشكر.

وقال : قلّة الشكر تزهد في اصطناع المعروف.

رواه العلامة الشيخ شهاب الدين النويرى في «نهاية الارب» (ج ٣ ص ٢٤٨).

ومن كلامه عليه‌السلام

حين سمع رجلا يتمنّى الموت : هل بينك وبين الله قرابة يحابيك لها؟ قال : لا فقال : فهل لك حسنات قدّمتها تزيد على سيئات؟ قال : لا قال : فأنت إذن تتمنّى


هلاك الأبد.

رواه العلامة الشبراويّ في «الإتحاف بحب الاشراف» (ص ٥٤ ط مصر)

ومن كلامه عليه‌السلام

توقّ شطوط الأنهار ، ومساقط الثمار ، وأفنية المساجد ، وقوارع الطرق ، وتوار خلف الجدار ، وأشل ثيابك وسم باسم الله وضعه حيث شئت.

قاله عليه‌السلام لأبي حنيفة حين دخل على جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين فانّه بينما هو جالس في دهليزه ينتظر الإذن إذ خرج عليه موسى بن جعفر عليه‌السلام وهو صبىّ خماسي من الدار ، قال أبو حنيفة فأردت أن أسبر عقله ، فقلت : اين يضع الغريب الغائط من بلدكم يا غلام قال : فالتفت إليّ مسرعا وقاله. قال أبو حنيفة فقلت له من أنت؟ فقال : أنا موسى بن جعفر.

رواه العلامة الزبيدي في «إتحاف السادة المتّقين» (ج ٨ ص ٤٦٧ ط الميمنية بمصر).

نقلا عن ابن النجار في تاريخه في ترجمة محمّد بن محمّد بن محمّد بن احمد بن حمدان

ثمّ قال : ومما يستدلّ به لتمييز الصغير ان يعدّ من واحد إلى عشرين ذكر شارح «التنبيه» وهو منقول القاضي أبي الطيب الطبري أو يحسن الوضوء والاستنجاء او ما أشبههما أو بنحو ما اتّفق لإمامنا الأعظم أبي حنيفة إلخ.

ومن كلامه عليه‌السلام

يا بنيّ إنّي موصيكم بوصيّة من حفظها انتفع بها ، إذا أتاكم آت فأسمع أحدكم في الاذن اليمني مكروها ثمّ تحوّل إلى الاذن اليسرى فاعتذر وقال : لم


أقل شيئا فاقبلوا عذره.

رواه في «الفصول المهمة» (ص ٢٢٠ ط الغرى) قال :

روي انّ موسى بن جعفر الكاظم عليه‌السلام أحضر ولده يوما فقاله لهم.

ومن كلامه للمهدي العباسي لما رآه يرد المظالم

رواه في «عمدة الأخبار» (ص ٣٣٧) قال :

قال الشريف : روي أنّ موسى الكاظم بن جعفر الصادق رضي‌الله‌عنهما ورد على المهدي محمّد بن المنصور الدوانقي ، فرآه يردّ المظالم ، فقال : يا أمير المؤمنين ما بال مظلمتنا لا تردّ ، فقال له : وما ذاك يا أبا الحسن قال : فدك.

قال المهدى : حدّها لي ، فقال : حدّ منها جبل احد ، وحدّ منها عريش مصر ، وحدّ منها سيف البحر ، وحدّ منها دومة الجندل.

فقال له : كلّ هذا؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين ، فقال : هذا كثير وأنظر فيه.

ومن كلامه عليه‌السلام

كتب هارون إلى الإمام موسى بن جعفر رضي‌الله‌عنهما : عظني وأوجز فكتب إليه : ما من شيء تراه عينك إلّا وفيه موعظة.

رواه العلامة السيّد حسن خان الهندي ملك بهو بال في «حظيرة القدس وذخيرة الانس» (ص ١٩٧ ط الصديقى).


ومن كلامه عليه‌السلام

وذكر إنّه بعث إلى الرّشيد برسالة من الحبس كان فيها : انّه لم ينقض عنّي يوم من البلاء إلّا انقضى عنك معه يوم من الرخاء ثمّ نمضي جميعا إلى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون.

رواه العلامة الشيخ عبد المجيد الشافعي النقشبندى في «الحدائق الوردية» (ص ٤٠ ط الرشدية في دمشق).

والعلامة سبط ابن الجوزي في «صفة الصفوة» (ج ٢ ص ١٨٧ ط حلب).

ومن كلامه عليه‌السلام

قال : ثمّ إذا صحبت رجلا وكان موافقا لك ثمّ غاب عنك فلقيته فاضطرب قلبك عليه فارجع إلى نفسك فانظر فان كنت اعوججت فتب ، وان كنت مستقيما فاعلم انه ترك الطريق وقف عند ذلك ولا تقطع منه حتّى يستبين لك إنشاء الله تعالى.

رواه في «الحدائق الورديّة» (ص ٤٠ ط الرشدية في دمشق).



الامام الثامن

الامام على بن موسى الرضا عليه‌السلام


امه وكيفية ولادته عليه‌السلام

نروى في ذلك كلام جماعة :

منهم العلامة محمد خواجه پارساى البخاري في «فصل الخطاب» (على ما في ينابيع المودة ص ٣٨٤ ط اسلامبول) قال :

وكانت امّه (اى الرضا عليه‌السلام) من أشراف العجم وكانت من أفضل النساء في عقلها ودينها وإعظامها لحميدة (امّ موسى عليه‌السلام) حتّى أنها ما جلست بين يديها منذ ملكتها إجلالا لها وكان الرّضا رضي‌الله‌عنه يرتضع كثيرا وكان تامّ البدن فقالت امّه : أعينوني بمرضعة فقيل لها : أينقص درك؟ قالت : ما نقص درى ولكن عليّ ورد من صلاتي وتحميدي وتسبيحي.

وقالت : لما حملت يا بنى عليّ الرضا لم أشعر بثقل الحمل وكنت أسمع في منامي تسبيحا وتحميدا وتهليلا من بطني فلما وضعته وقع إلى الأرض واضعا يده عليّ الأرض رافعا رأسه إلى السّماء محركا شفتيه كأنه يناجى ربه فدخل أبوه فقال لي هنيئا لك كرامة ربّك عزوجل فناولته إياه فأذّن في اذنه اليمني وأقام في اليسرى فحنكه بماء الفرات (١).

__________________

(١) قال العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمّة» (ص ٢٤٥ ط الغرى) : قال بعض الأئمة من أهل العلم : مناقب على بن موسى الرضا من أجل المناقب وامداد فضائله وفواضله متوالية كتوالى الكتائب ، وموالاته محمودة البوادي والعواقب ، وعجائب أوصافه من غرائب العجائب ، وسودده ونبله قد حل من الشرف في الذروة والمغارب فلمواليه السعد الطالع ولمناويه النحس الغارب.

أما شرف آبائه فأشهر من المصباح المنير وأضوأ من عارض الشمس المستدير ، واما


__________________

أخلاقه وسماته وسيرته وصفاته ودلائله وعلاماته فناهيك من فخار وحسبك من علو مقدار جاز على طريقة ورثها عن الأدباء وورثها عنه البنون ، فهم جميعا في كرم الارومة وطيب الجرثومة كأسنان المشط متعادلون ، فشرفا لهذا البيت المعالي الرتبة السامي المحلة لقد طال السما علاء ونبلا وسما على الفراقد منزلة ومحلا ، واستوفى صفات الكمال فما يستثنى في شيء منه لغير والا انتظم هؤلاء الأئمة انتظام اللآلي وتناسبوا في الشرف فاستوى المقدم والتالي ونالوا رتبة محمد يحيط عنها المقصر والعالي ، اجتهد عداتهم في خفض منازلهم والله يرفعه ، وركبوا الصعب والذلول في تشتيت شملهم والله يجمعه ، وكم ضيعوا من حقوقهم ما لا يهمله الله ولا يضيعه.

وقال العلامة محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السؤول» (ص ٨٤ ط طهران) :

قد تقدم القول في أمير المؤمنين على وفي زين العابدين على وجاء هذا على الرضا ثالثهما ومن أمعن النظر والفكرة وجده في الحقيقة وارثهما فيحكم كونه ثالث العليين نما ايمانه وعلا شأنه وارتفع مكانه واتسع إمكانه وكثر أعوانه وظهر برهانه حتى أحله الخليفة المأمون محل مهجته وأشركه في مملكته (الى أن قال) وكانت مناقبه علية وصفاته سنية ومكارمه خاتمية وأخلاقه عربية وشنشنته احزمية ونفسه الشريفة هاشمية وأرومته الكريمة نبوية ، فمهما عد من مزاياه كان أعظم منه ومهما فصل من مناقبه كان أعلا رتبة منه.

ونقله في «الفصول المهمة» (ص ٢٢٥ ط الغرى) عن «مطالب السؤول» بعين ما تقدم عنه بلا واسطة. وفي «نور الأبصار» (ص ٢٠٦ ط العثمانية).

وقال العلامة ابن حجر المالكي في «الصواعق المحرقة» (ص ١٢٢ ط حلب) :

على الرضا : وهو أنبههم ذكرا وأجلهم قدرا ، ومن ثم أحله المأمون محل مهجته


تاريخ ميلاده عليه‌السلام ووفاته

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة محمد بن طلحة الشامي الشافعي في «مطالب السؤول» (ص ٨٨ ط طهران) قال :

وامّا ولادته فمن حادي عشر من ذي الحجة سنة ثلاث وخمسين ومائة للهجرة بعد وفاة جدّه أبي عبد الله بخمس سنين.

ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٦٤ ط الغرى) قال :

توفّى علي بن موسى بطوس في سنة ثلاث ومأتين (إلى أن قال) فمات وله خمس وخمسون سنة وقيل تسع وأربعون ودفن إلى جانب هارون الرّشيد.

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٢٦ ط الغرى) قال :

__________________

وأنكحه ابنته وأشركه في مملكته وفوض إليه أمر خلافته ، فانه كتب بيده كتابا سنة إحدى ومأتين بأن عليا الرضا ولى عهده وأشهد عليه جمعا كثيرين لكنه توفى قبله ، فأسف عليه كثيرا وأخبر قبل موته بأنه يأكل عنبا ورمانا مبثوثا ويموت ، وأن المأمون يريد دفنه خلف الرشيد فلم يستطع ، فكان ذلك كله كما أخبر به.

وقال العلامة النبهاني في «جامع كرامات الأولياء» (ج ٢ ص ٣١١ ط الحلبي بمصر) :

على الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق أحد أكابر الأئمة ومصابيح الأمة من أهل بيت النبوة ومعادن العلم والعرفان والكرم والفتوة كان عظيم القدر مشهور الذكر وله كرامات كثيرة ، منها انه اخبر انه يأكل عنبا ورمانا فيموت ، فكان كذلك.


ولد عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلام في المدينة سنة ثمان وأربعين ومائة للهجرة وقيل سنة ثلاث وخمسين ومائة ، وأمّا نسبه فهو علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن عليّ زين العابدين بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم‌السلام (إلى أن قال) وأمّا ألقابه : فالرّضا والصّابر والزكيّ والوليّ وأشهرها الرضا صفته معتدل القامة.

وفي (ص ٢٤٦) :

كانت وفاة عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلام بطوس من خراسان في قرية يقال لها سناباذ في آخر صفر سنة ثلاث ومأتين وله من العمر يومئذ خمس وخمسون سنة كانت مدّة إمامته عشرون سنة.

ومنهم العلامة ابن حجر في «الصواعق» (ص ٢٠٣ ط دار الطباعة المحمدية بمصر) قال :

وتوفى (اى علي بن موسى عليه‌السلام) رضي‌الله‌عنه وعمره خمس وخمسون سنة عن خمسة ذكور وإناث.

ومنهم العلامة السيد عباس بن على بن نور الدين في «نزهة الجليس» (ج ٢ ص ٦٥) قال :

كانت ولادته (اى عليّ بن موسى الرضا) يوم الجمعة في بعض شهور ثلاث وخمسين ومائة وتوفى في آخر صفر سنة اثنتين ومائتين وقيل في خامس ذى الحجة وقيل ثالث عشر ذي القعدة سنة ثلاث ومائتين بمدينة طوس سمّه المأمون.

ومنهم العلامة الگنجى في «كفاية الطالب» (ص ٣١٠ ط سنة ٣٥٦ في الغرى) قال :

والإمام بعد موسى الكاظم أبو الحسن عليه‌السلام مولده بالمدينة سنة ثمان وأربعين ومائة وقبض بطوس من أرض خراسان في صفر سنة ثلاث ومأتين وله خمس


وخمسون سنة ولم يذكر له ولد سوى الامام بعده الجواد.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ٢٠٥ ط العثمانية بمصر) قال :

ولد عليّ بن موسى بالمدينة سنة ثمان وأربعين ومائة من الهجرة وقيل سنة ثلاث ومائة وامّه امّ ولد يقال لها امّ البنين واسمها اروى.

ومنهم العلامة الشيخ عثمان دده في «تاريخ الإسلام والرجال» (ص ٣٦٩ مخطوط) قال :

ولد بالمدينة يوم الخميس الحادي عشر من ربيع الآخر سنة ثلاث وخمسين ومائة بعد وفاة جدّه الصادق بخمس سنين.

النص على إمامته من أبيه عليهما‌السلام

رواه القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٢٦ ط الغرى)

روى عن المخزومي وكانت امّه من ولد جعفر بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه قال بعث إلينا موسى الكاظم فجمعنا ثمّ قال : أتدرون لم جمعتكم؟ فقلنا : لا.

قال : اشهدوا أنّ ابني هذا ، وأشار إلى علي بن موسى الرضا هو وصيّي والقائم بأمرى وخليفتي من بعدي ، من كان له عندي دين فليأخذه من ابني هذا ، ومن كانت له عندي عدة فليستنجزها منه ، ومن لم يكن له بدّ من لقائي فلا يلقني إلّا بكتابه.


نص آخر على إمامته عليه‌السلام

رواه القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٢٥ ط الغرى)

قال : وممن روي ذلك من أهل العلم والدّين داود بن كثير الرقي ، قال : قلت لموسى الكاظم : جعلت فداك إنّى قد كبرت سنى فخذ بيدي وأنقذني من النار من صاحبنا بعدك؟ قال : فأشار إلى ابنه أبي الحسن الرّضا ، فقال : هذا صاحبكم بعدي.

نص آخر على إمامته من أبيه عليه‌السلام

رواه القوم :

منهم العلامة محمد خواجه پارسا في «فصل الخطاب» (على ما في ينابيع المودة ص ٣٨٤ ط اسلامبول) قال :

قال موسى بن جعفر عليه‌السلام : عليّ ابني أكبر ولدي ، وأسمعهم لقولي ، وأطوعهم لأمرى ، من أطاعه رشده.

نص آخر ايضا على إمامته عليه‌السلام

رواه القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٢٦ ط الغرى)

روى عن زياد بن مروان العبدى قال : دخلت على موسى الكاظم وعنده ابنه


ابو الحسن الرضا ، فقال لي : يا زياد هذا ابني علىّ ، كتابه كتابي وكلامه كلامي ورسوله رسولي. وما قال فالقول قوله.

كلام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لحميدة

في الرؤيا انه عليه‌السلام خير أهل الأرض

رواه القوم :

منهم العلامة المحدث الحافظ الميرزا محمد خان بن رستم خان المعتمد البدخشي في «مفتاح النجا في مناقب آل العبا» (ص ١٧٦ مخطوط) قال :

روى انّ حميدة لما اشترتها (اى امّه المسمّاة بنجمة) رأت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المنام يقول لها : يا حميدة هبى نجمة لابنك موسى فإنّه سيلد منها خير أهل الأرض فوهبتها له فلمّا ولدت الرّضا سمّاها طاهرة.

ومنهم العلامة الشيخ عثمان ددة الحنفي سراج الدين العثماني في «تاريخ الإسلام والرجال» (ص ٣٦٩ مخطوط) قال :

وقيل : كانت امّه جارية لحميدة امّ موسى الكاظم ، فرأت في المنام النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمرها أن تهب نجمة لابنها موسى ، وقال : سيولد لها خير أهل الأرض.


قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

ستدفن بضعة مني بخراسان ما زارها مكروب

الا نفس الله كربته ولا مذنب الا غفر الله له

رواه القوم :

منهم العلامة السيد على بن شهاب الدين الهمداني في «مودة القربى» (ص ١٤٠ ط لاهور)

روى عن الإمام على الرضا عن النّبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إنّه قال : ستدفن بضعة منّى بخراسان ما زار مكروب إلّا نفّس الله كربته ، ولا مذنب إلّا غفر الله له.

ومنهم العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ٢٦٥ ط اسلامبول) روى الحديث بعين ما تقدّم عن «مودة القربى».

كلام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

في الرؤيا لأبيه في حقه

رواه القوم :

منهم العلامة محمد خواجه بارسا في «فصل الخطاب» (على ما في الينابيع ص ٣٨٤ ط اسلامبول)

روى عن موسى الكاظم إنّه قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأمير المؤمنين عليّ رضى الله عنه معه فقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا موسى ابنك ينظر بنور الله


عزوجل وينطق بالحكمة ، يصيب ولا يخطى ، يعلم ولا يجهل ، قد ملاء علما وحكما.

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعائشة :

من زار ولدي بطوس فكأنما حج مرات

رواه القوم :

منهم العلامة السيد على بن شهاب الدين الهمداني في «مودة القربى» (ص ١٤٠ ط لاهور)

روى عن عائشة قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من زار ولدي بطوس فانّما حجّ مرّة ، قالت : مرّة ، فقال : مرّتين قالت : مرّتين ، فقال : ثلاث مرّات فسكتت عائشة ، فقال : ولو لم تسكتى لبلغت إلى سبعين.

رأى رجل من أهل خراسان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول :

كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بعضى فحكاها له عليه‌السلام

فقال : انا المدفون بأرضكم ، ثم ذكر ثواب من زاره

رواه القوم :

منهم العلامة الشيخ ابراهيم بن محمد بن أبى بكر بن حمويه الحموينى المتوفى سنة ٧٢٢ في كتابه «فرائد السمطين» قال :

أنبأني الشيخ كمال الدين على بن محمّد بن محمّد بن محمّد بن محمّد بن وضّاح

(احقاق الحق مجلد ١٢ ج ٢٢)


الشهربانى المورّخ بغداد الإمام محبّ الدين محمّد بن الحسين النجار إجازة قال : أنبأنا الإمام أبو الفتوح ناصر بن أبى المكارم المطرزي إجازة ، قال : أنبأنا الإمام أخطب خوارزم أبو المؤيّد الموفّق بن أحمد المكّي ثمّ الخوارزمي ، قال : أخبرني الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن عليّ بن أحمد العاصمي الخوارزمي ، أنبأنا الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ ، قال أنبأنا الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، قال أنبأنا الحاكم أبو عبد الله محمّد بن عبد الله البيّع ، قال نبأنا أبو الحسين أحمد بن جعفر بن الراز العلوي الكوفي ، قال نبّأنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد الحافظ ، قال نبّأنا على بن الحسن بن فضّال ، قال نبّأنا أبي قال :

سمعت عليّ بن موسى الرضا عليه التحيّة والثناء وجاءه رجل فقال له : يا ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في المنام كان يقول لي كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بعضى واستحفظتم وديعتي وغيب في ثراكم لحمي.

فقال له الرضا عليه‌السلام : أنا المدفون في أرضكم وأنا بضعة نبيّكم وأنا الوديعة واللحم من زارني وهو يعرف ما أوجب الله من حقّى وطاعتي أنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة ، ومن كنّا شفعاؤه نجا ولو عليه مثل وزر الثقلين الجنّ والإنس.

ولقد حدّثني أبي عن جدّى عن أبيه عن آبائه أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من رآني في منامه فقد رآني فإنّ الشيطان لا يتمثّل في صورتي ولا في صورة أحد من أوصيائى إنّ رؤيا الصّادقة جزء من سبعين جزءا من النبوّة.

تواضعه عليه‌السلام

رواه القوم :

منهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٤١ ط مصر) قال :

دخل يوما (أى الرضا عليه‌السلام) حماما فبينا هو في مكان من الحمّام إذ دخل


عليه جندىّ فأزاله عن موضعه وقال صبّ على رأسي يا أسود ، فصبّ على رأسه فدخل من عرفه فصاح يا جنديّ هلكت ، أتستخدم ابن بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأقبل الجندىّ يقبّل رجليه ويقول : هلّا عصيتني إذ أمرتك فقال : إنّها لمثوبة وما أردت أن أعصيك فيما أثاب عليه ، ثمّ أنشأ يقول :

ليس لي ذنب ولا ذنب لمن

قال لي يا عبد أو يا أسود

إنّما الذنب لمن ألبسني

ظلمة وهو الّذي لا يحمد

كذا في تاريخ القرماني.

ومنهم العلامة الزبيدي الحنفي في «اتحاف السادة المتقين» (ج ٧ ص ٣٦٠ ط الميمنية بمصر) قال :

وكان له بنيسابور على باب داره حمام وكان إذا دخل الحمام فرغ له الحمام فدخل ذات يوم ، فأطبق باب الحمام ومرّ الحمامي إلى قضاء بعض حوائجه.

فتقدّم إنسان رستاقي إلى باب الحمام ودخل ونزع ثيابه ، فدخل الحمام ، فرأى عليّ بن موسى الرضا ، فظنّ أنّه بعض خدّام الحمام ، فقال له : قم فأحمل إلىّ الماء ، فقام عليّ بن موسى وامتثل جميع ما كان يأمره.

علمه وزهده عليه‌السلام

رواه جماعة من اعلام القوم :

منهم العلامة المحدث الحافظ الميرزا محمد خان بن رستم خان المعتمد البدخشي في كتابه «مفتاح النجا في مناقب آل العبا» (المخطوط ص ١٧٩) قال :

قال أبو الصّلت الهروي : ما رأيت أعلم من عليّ بن موسى الرضا ولا رآه عالم


إلّا شهد له بمثل شهادتي (١).

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٣٣ ط الغرى) قال :

قال إبراهيم بن العباس سمعت العباس يقول ما سئل الرضا عن شيء إلّا علمه ولا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان إلى وقت عصره ، وكان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كلّ شيء فيجيبه الجواب الشّافي وكان قليل النوم كثير الصوم لا يفوته صيام ثلاثة أيّام في كلّ شهر ويقول ذلك صيام الدهر وكان كثير المعروف والصّدقة سرا وأكثر ما يكون ذلك منه في الليالي المظلمة وكان جلوسه في الصيف على حصير وفي الشتاء على مسح.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ٢٠٨ ط العثمانية بمصر) روي الحديث عن إبراهيم بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة».

ومنهم العلامة الزبيدي الحنفي في «اتحاف السادة المتقين» (ج ٧ ص ٣٦٠ ط الميمنية بمصر) قال :

وروى انّ أبا الحسن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين ابن عليّ بن أبي طالب يلقّب الرّضا ، بكسر الراء وفتح الضاد المعجمة ، صدوق روى له ابن ماجة مات سنة ثلاث ومأتين ولم يكمل الخمسين ووالده يلقّب الكاظم

__________________

(١) قال العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٣٩ ط الغرى) كتب عليه‌السلام بخطه الشريف على ظهر كتاب العهد الذي كتبه المأمون له وفيه بعد الالتزام بطاعة الله ورسوله ان تولى الأمر : والجامعة والجفر يدلان على ضد ذلك.

وقال العلامة ابن الطقطقى في «الفخرى في الآداب السلطانية» وضع عليه‌السلام خطه في ظاهر كتاب المأمون بما معناه : اني قد أجبت امتثالا للأمر وان كان الجفر والجامعة يدلان على ضد ذلك.


وجدّه الصّادق كان يميل لونه إلى السواد إذ كانت امّه سوداء.

سخائه عليه‌السلام

رواها القوم :

منهم علامة الأدب الراغب الاصبهانى في «محاضرات الأدباء» (ج ٢ ص ٥٨٩ ط مكتبة الحيات في بيروت) قال :

وفرّق عليّ بن موسى الرّضا ماله بخراسان كلّه في يوم عرفة فقال له الفضل بن سهل : ما هذا المغرم؟ فقال : بل هو المغنم ، لا تعدنّ مغرما ما ابتعت به أجرا وكرما.

إعطاؤه عليه‌السلام لإبراهيم بن عباس عشرة آلاف درهم

من الدراهم التي ضربت باسمه الشريف

رواه القوم :

منهم العلامة ابو الفرج في «الأغاني» (ج ٩ ص ٤٧ ط دار الفكر) قال : أخبرني محمّد بن يونس الأنبارى قال حدّثنى أبى ان إبراهيم بن العباس الصّولى دخل على الرضا لما عقد له المأمون وولّاه على العهد فأنشده قوله :

أزالت عزاء القلب بعد التجلّد

مصارع أولاد النبيّ محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله

فوهب له عشرة آلاف درهم من الدراهم التي ضربت باسمه فلم نزل عند إبراهيم وجعل منها مهور نسائه وخلّف بعضها لكفنه وجهازه إلى قبره.


نبذة من كراماته عليه‌السلام :

اخباره عن عدم تسلط هارون عليه عليه‌السلام

رواه القوم :

منهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٤٧ ط مصر).

روى عن صفوان بن يحيى قال : لمّا مضى موسى الكاظم وظهر ولده من بعده على الرضا خفنا عليه وقلنا له إنّا نخاف عليك من هذا يعنى هارون الرّشيد ، قال ليجهدنّ جهده فلا سبيل له عليّ.

قال صفوان : فحدّثنى ثقة أنّ يحيى بن خالد البرمكي ، قال لهارون الرّشيد : هذا عليّ بن موسى قد تقدّم وادّعى الأمر لنفسه فقال هارون يكفينا ما صنعنا بأبيه تريد أن نقتلهم جميعا.

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٢٧ ط الغرى).

ذكر بعين ما تقدّم في «نور الأبصار» من أوّله إلى آخره.

ومنهم العلامة النبهاني في «جامع كرامات الأولياء» (ج ٢ ص ٣١١ ط الحلبي بمصر).

روى الحديث عن صفوان بعين ما تقدّم عن «نور الأبصار».


دخوله عليه‌السلام في بركة السباع وإقعاء السباع

على أذنابها إلى الأرض عنده

رواه القوم :

منهم العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي الشامي المتوفى سنة ٦٥٤ في «مطالب السؤول» (ص ٨٥ ط طهران) قال :

انّه كان بخراسان امرأة تسمّى زينب فادّعت أنّها علوية من سلالة فاطمة عليها‌السلام وصارت تصول على أهل خراسان بنسبها فسمع بها عليّ الرضا عليه‌السلام فلم يعرف نسبها فأحضرت إليه فردّ نسبها وقال هذه كذّابة فسفهت عليه وقالت كما قدحت في نسبي فأنا أقدح في نسبك فأخذته الغيرة العلوية فقال لسلطان خراسان وكان لذلك السلطان بخراسان موضع واسع فيه سباع مسلسلة للانتقام من المفسدين يسمّى ذلك الموضع : بركة السباع إذا أراد الانتقام من بعض المجرمين الخارجين عليه ألقاه بينهم فافترسوه لوقته ، فأخذ الرضا بيد تلك المرأة وأحضرها عند ذلك السلطان وقال هذه كذّابة على عليّ وفاطمة وليست من نسلهما فانّ من كان حقّا صوابا بضعة من فاطمة وعليّ فانّ لحمها حرام على السباع فألقوها في بحر السباع فان كانت صادقة فانّ السباع لا تقربها وإن كانت كاذبة فتفترسها السباع.

فلمّا سمعت ذلك منه قالت : فأنزل أنت إلى السبّاع فان كنت صادقا فانّها لا تقربك وإلّا فتفترسك فلم يكلمها وقام فقال له ذلك السلطان الى أين فقال له إلى بركة السّباع والله لأنزلنّ إليها.

فقام السلطان والناس والحاشية وفتحوا باب تلك البركة فنزل الرضا عليه‌السلام والناس ينظرون من أعلى البركة فلمّا حصل بين السباع أقعت جميعها إلى الأرض


على أذنابها فصار يأتى إلى واحد واحد يمسح وجهه ورأسه وظهره والسبع يبصبص له هكذا إلى ان اتى على الجميع ثمّ طلع والناس يبصرونه ، فقال لذلك السلطان : أنزل هذه الكذّابة على عليّ وفاطمة ليبين لك فامتنعت فألزمها السلطان بذلك وأنزلها أعوانه فمذ رآها السبّاع وثبوا إليها وافترسوها فاشتهر اسمها بخراسان.

ومنهم العلامة ابن حجر في «الصواعق» (ص ١٢٣ ط البابى بحلب) قال : ونقل بعض الحفّاظ : أنّ امرأة زعمت أنّها شريفة بحضرة المتوكّل (المأمون ظ) فسئل عمّن يخبره بذلك ، فدلّ على عليّ الرضا ، فجاء فأجلسه معه على السرير وسأله ، فقال : إنّ الله حرّم لحم أولاد الحسنين على السباع ، فلتلق للسباع ، فعرض عليها بذلك ، فاعترفت بكذبها.

ثمّ قيل للمتوكل : ألا تجرّب ذلك فيه ، فأمر بثلاثة من السباع ، فجيء بها في صحن قصره ثمّ دعاه فلمّا دخل بابه اغلق عليه والسباع قد أصمت الأسماع من زئيرها ، فلمّا مشي في الصحن يريد الدرجة مشت إليه وقد سكنت وتمسّحت به ودارت حوله وهو يمسّها بكمّه ثمّ ربضت ، فصعد للمتوكّل وتحدث معه ساعة ثمّ نزل ، ففعلت معه كفعلها الأوّل حتّى خرج ، فاتبعه المتوكل بجائزه عظيمة ، فقيل للمتوكل : افعل كما فعل ابن عمّك ، فلم يجسر عليه ، وقال : أتريدون قتلى ثمّ أمرهم أن لا يفشوا ذلك.

ونقل المسعودي : أنّ صاحب هذه القصّة هو ابن عليّ الرضا هو عليّ العسكري وصوّب ، لأنّ الرضا توفّى في خلافة المأمون اتّفاقا ولم يدرك المتوكل.


تبانى حجاب المأمون على عدم رفع

الستر له عليه‌السلام فارتفع عند دخوله وخروجه بالريح

رواه القوم :

منهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٤٧ ط مصر) قال : لمّا جعله المأمون وليّ عهده وأقامه خليفة من بعده كان في حاشية المأمون أناس كرهوا ذلك وخافوا على خروج الخلافة من بني العباس وعودها لبني فاطمة فحصل عندهم من عليّ الرضا ابن موسى نفور وكان عادة الرضا إذا جاء إلى دار المأمون ليدخل بادر من في الدهليز من الحجّاب وأهل النوبة من الخدم والحشم بالقيام له والسلام عليه ويرفعون له الستر حتّى يدخل ، فلمّا حصلت لهم هذه النفرة وتفاوضوا في أمر هذه القصّة ودخل في قلوبهم منها شيء قالوا فيما بينهم : إذا جاء يدخل على الخليفة بعد اليوم نعرض عنه ولا نرفع له الستر واتّفقوا على ذلك ، فبينما هم جلوس إذ جاء عليّ الرضا على جارى عادته فلم يملكوا أنفسهم أن قاموا وسلّموا عليه ورفعوا له الستر على عادتهم فلمّا دخل أقبل بعضهم على بعض يتلاومون لكونهم ما فعلوا ما اتّفقوا عليه وقالوا الكرّة الآتية إذا جاء لا نرفعه.

فلمّا كان في اليوم الثاني وجاء الرضا على عادته قاموا وسلّموا عليه ولم يرفعوا الستر فجاءت ريح شديدة فرفعت الستر أكثر ممّا كانوا يرفعونه فدخل ثمّ عند خروجه جاءت ريح من الجانب الآخر فرفعته له وخرج فأقبل بعضهم على بعض وقالوا إنّ لهذا الرجل عند الله منزلة وله منه عناية انظروا إلى الريح كيف جاءت ورفعت له الستر عند دخوله وعند خروجه من الجهتين ارجعوا إلى ما كنتم عليه


من خدمته فهو خير لكم.

ومنهم العلامة النبهاني في «جامع كرامات الأولياء» (ج ٢ ص ٣١٢ ط الحلبي بمصر).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «نور الأبصار».

ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السؤول» (ص ٨٥ ط طهران).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «نور الأبصار».

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٢٦ ط الغرى)

روى الحديث بمعنى ما تقدّم عن «نور الأبصار».

ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن يوسف القرمانى في كتابه «أخبار الدول وآثار الاول» (ص ١١٤ ط بغداد)

روي الحديث بمعني ما تقدّم عن «نور الأبصار».

اخباره عليه‌السلام عن صيرورة جعفر بن عمر غنيا حسن الحال

بعد ما كان فقيرا رث الهيئة

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٤٨ ط مصر).

روى عن الحسين بن موسى قال : كنّا حول أبي الحسن عليّ الرضا ابن موسى ونحن شباب من بني هاشم إذ مرّ علينا جعفر بن عمر العلوي وهو رثّ الهيئة فنظر بعضنا إلى بعض نظر مستهزئ لهيئته وحالته فقال الرضا سترونه عن قريب كثير المال


كثير الخدم حسن الهيئة ، فما مضى إلّا شهر واحد حتّى وليّ أمر المدينة وحسنت حاله وكان يمرّ بنا كثيرا وحوله الخدم والحشم يسيرون بين يديه فتقوم له ونعظمه وندعو له.

ومنهم العلامة المحدث البدخشي في «مفتاح النجا» (ص ١٧٦ مخطوط).

روي الحديث بمعني ما تقدّم عن «نور الأبصار» لكنّه ذكر بدل كلمة كثير الخدم حسن الهيئة : كثير الطبع.

ومنهم العلامة ابو العباس احمد القرماني في «أخبار الدول وآثار الاول» (ص ١١٤ ط بغداد).

روي الحديث بمعنى ما تقدّم عن «نور الأبصار» لكنّه ذكر بدل قوله سترونه عن قريب إلخ : سترونه عن قريب بخدم وحشم.

إعطاؤه عليه‌السلام ثمانية عشر تمرة لأبي حبيب بعدد ما أعطاه

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من التمر في الرؤيا واخباره عن رؤياه

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة ابن حجر في «الصواعق» (ص ١٢٢ ط البابى بحلب) قال :

وروى الحاكم عن محمّد بن عيسى عن أبي حبيب قال : رأيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المنام في المنزل الّذي ينزل الحجّاج ببلدنا ، فسلّمت عليه ، فوجدت عنده طبقا من خوص المدينة فيه تمر صيحانى ، فناولني منه ثماني عشرة ، فتأوّلت أن أعيش عدّتها فلمّا كان بعد عشرين يوما قدم أبو الحسن عليّ الرضا من المدينة ونزل ذلك


المسجد وهرع الناس بالسلام عليه ، فمضيت نحوه ، فإذا هو جالس في الموضع الّذي رأيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم جالسا فيه وبين يديه طبق من خوص المدينة فيه تمر صيحانيّ فسلّمت عليه ، فاستدناني وناولني قبضة من ذلك التمر ، فإذا عدّتها بعدد ما ناولني النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في النوم ، فقلت : زدني ، فقال : لو زادك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لزدناك.

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٢ ط الغرى)

روي الحديث بعين ما تقدّم عن «الصّواعق» :

ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في «وسيلة المآل» (ص ٢١٢ من النسخة المكتبة الظاهرية بدمشق).

روي الحديث من طريق الحاكم عن أبي حبيب بعين ما تقدّم عن «الصّواعق» باختلاف يسير بما لا يضرّ بالمعني.

ومنهم العلامة الشيخ احمد بن يوسف القرماني في «اخبار الدول وآثار الاول» (ص ١١٤ ط بغداد) قال :

روى الحاكم بإسناده عن أبى حبيب قال : رأيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المنام في مسجد وبين يديه طبق فيه تمر صيحاني فوقفت بين يديه فقبض لي قبضة من التمر وناولنيها فعددتها فوجدتها ثماني عشرة تمرة فتأوّلت أنّى أعيش عدّتها ، ثمّ بعد أيّام جاء عليّ الرّضى من المدينة فمضيت إليه فإذا هو في الموضع الّذي رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم جالسا فيه والطبق والتمر بين يديه فناولني قبضة عدّتها كقبضة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقلت زدني ، فقال لو زادك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم شيئا لزدناك ، ونظر إلى رجل ، فقال : يا عبد الله أوص بما تريد واستعد لما لا بدّ منه ، فمات بعد ثلاث.


ومنهم العلامة البدخشي في «مفتاح النجا» (ص ١٧٦ مخطوط)

روي الحديث نقلا عن أبي حبيب بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة».

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٤٧ ط مصر)

روي الحديث نقلا عن أبي حبيب بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة».

ومنهم العلامة النبهاني في «جامع كرامات الأولياء» (ج ٢ ص ٣١١ ط الحلبي بالقاهرة)

روي الحديث من طريق الحاكم عن أبي حبيب بعين ما تقدّم عن «الصّواعق» ومنهم العلامة السيد مصطفى بن محمد العروسى المصري في «نتائج الأفكار القدسية» (ج ١ ص ٨٠ ط دمشق)

روي الحديث بعين ما تقدّم عن «الصّواعق»

ومنهم العلامة محمد مبين الهندي في «وسيلة النجاة» (ص ٣٨٥ ط لكهنو).

روي الحديث بعين ما تقدّم عن «الصّواعق»

نظر عليه‌السلام إلى رجل وقال له :

أوص ، فمات الرجل بعد ثلاثة أيام

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة ابن حجر الهيتمى في «الصواعق المحرقة» (ص ١٢٢ ط البابى بحلب) قال :

قال (اى الرضا عليه‌السلام) لرجل : يا عبد الله أوص بما تريد واستعد لما لا بدّ منه فمات الرجل بعد ثلاثة أيام ، رواه الحاكم.


ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٢٩ ط الغرى).

روي الحديث عن سعيد بن سعد بعين ما تقدّم عن الصّواعق».

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٤٧ ط مصر)

روي الحديث من طريق الحاكم بإسناده عن سعيد بن سعيد بعين ما تقدّم عن «الصّواعق».

ومنهم العلامة القرماني في «اخبار الدول وآثار الاول» (ص ١١٤ ط بغداد)

روي الحديث بعين ما تقدّم عن «الصّواعق»

ومنهم العلامة النبهاني في «جامع كرامات الأولياء» (ج ٢ ص ٣١١ ط الحلبي بمصر)

روى الحديث من طريق الحاكم بعين ما تقدّم عن «الصّواعق»

ومنهم العلامة السيد مصطفى بن محمد العروس المصري في «نتائج الأفكار القدسية» (ج ١ ص ٨٠ ط دمشق)

روي الحديث من طريق الحاكم بعين ما تقدّم عن «الصّواعق»

اخبر عليه‌السلام لبكر بن صالح عن تعدد حمل زوجته

وان أحدهما ذكر والآخر أنثى

رواه القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٢٨ ط الغرى) قال:


روي عن بكر بن صالح قال : أتيت الرضا عليه‌السلام فقلت : امرأتى اخت محمّد بن سنان وكان من خواصّ شيعتهم بها حمل فادع الله أن يجعله ذكرا قال : هما اثنان فولّيت وقلت اسمّى واحدا محمّدا والآخر عليّا ، فدعاني وردّني فأتيته فقال سمّ واحدا عليّا والأخرى امّ عمرو ، فقدمت الكوفة فولدت لي غلاما وجارية فسمّيت الذّكر عليّا والأنثى امّ عمرو كما أمرنى ، وقلت لأمي ما معنى امّ عمرو؟ قالت : جدّتك كانت تسمّى امّ عمرو.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٤٨ ط مصر)

روي الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة»

ومنهم العلامة القرماني في «اخبار الدول وآثار الاول»

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة» الّا انّه أسقط اخت قوله : اخت محمّد بن سنان وكان من خواصّ شيعتهم.

ومنهم العلامة النبهاني في «جامع كرامات الأولياء» (ج ٢ ص ٣١٣ ط الحلبي بمصر)

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة» لكنه ذكر بدل كلمة شيعتهم : شيعتكم ، وأسقط قوله : فولّيت إلى قوله : فدعاني وذكر بدل كلمة : عليّ في الموضعين : محمّدا.

اخبر عليه‌السلام انه يقتل أخاه المأمون

رواه القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٢٩ ط الغرى) قال:

روي عن الحسين بن يسار قال : قال لي الرضا : إنّ عبد الله يقتل محمّدا ، فقلت


عبد الله بن هارون يقتل محمّد بن هارون؟ قال : نعم عبد الله المأمون يقتل محمّد الأمين فكان كما قال.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٤٧ ط مصر)

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة».

اخبر عليه‌السلام عن عدم بقاء ولاية العهد له

رواه القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٣٨ ط الغرى) قال:

وذكر المدايني قال : لمّا جلس الرضا ذلك المجلس (اى مجلس بيعة الناس له) وهو لابس تلك الخلع والخطباء يتكلّمون وتلك الألوية تخفق على رأسه ، نظر أبو الحسن الرضا الى بعض مواليه الحاضرين ممّن كان يختصّ به وقد داخله من السرور ما لا عليه مزيد ، وذلك لما رأى فأشار اليه الرضا فدنا منه وقال له في إذنه سرّا : لا تشغل قلبك بشيء ممّا ترى من هذا الأمر ولا تستبشر فإنّه لا يتمّ.

ومنهم العلامة البدخشي في «مفتاح النجا» (ص ١٧٨ مخطوط)

روي الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة» إلّا أنّه ذكر بدل قوله عليه‌السلام بشيء ممّا ترى : بهذا الأمر.


اخبر عليه‌السلام قبل زوال دولة البرامكة

عن ذلك ، واخباره عن دفنه عند قبر هارون

رواه القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٢٧ ط الغرى)

روى عن مسافر قال : كنت مع أبى الحسن الرضا بمنى فمرّ يحيى بن خالد البرمكي وهو مغطّى وجهه بمنديل من الغبار فقال الرضا (رض) : مساكين هؤلاء لا يدرون ما يحلّ بهم في هذه السنة ، فكان من أمرهم ما كان قال : وأعجب من هذا أنا وهارون كهاتين ، وضمّ إصبعيه السبابة والوسطى قال مسافر : فو الله ما عرفت معنى حديثه في هارون إلّا بعد موت الرضا ودفنه إلى جانبه.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٤٧ طبع مصر)

روى الحديث عن مسافر بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة».

ومنهم العلامة النبهاني في «جامع كرامات الأولياء» (ج ٢ ص ٣١٢ ط الحلبي بمصر)

روى الحديث عن مسافر بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة»

اخبر عليه‌السلام عن دفنه مع هارون في بيت واحد

رواه القوم :

منهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٤٨ ط مصر) قال :

(احقاق الحق مجلد ١٢ ج ٢٣)


روى عن موسى بن عمران (١) قال : رأيت عليّا الرضا بن موسى في مسجد المدينة وهارون الرّشيد يخطب قال : تروني وإيّاه ندفن في بيت واحد.

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٢٨ ط الغرى)

روي الحديث بعين ما تقدّم عن «نور الأبصار» لكنّه قال :

أتروني ومنهم العلامة النبهاني في «جامع كرامات الأولياء» (ج ٢ ص ٣١٢ ط الحلبي بمصر)

روى الحديث عن موسى بن مروان (٢) بعين ما تقدّم عن «نور الأبصار»

اخبر عليه‌السلام في مكة في زمان حياة هارون انه يدفن

معه في أرض طوس

رواه القوم :

منهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٤٨ ط مصر)

روى عن حمزة بن جعفر الأرجانى قال : خرج هارون الرّشيد من المسجد الحرام من باب وخرج عليّ بن موسى الرضا من باب فقال الرضا : وهو يعنى هارون الرّشيد يا بعد الدار وقرب الملتقى يا طوس ستجمعينى وإيّاه.

ومنهم العلامة النبهاني في «جامع كرامات الأولياء» (ج ٢ ص ٣١٣ ط الحلبي بمصر).

روى الحديث عن حمزة بن جعفر بعين ما تقدّم عن «نور الأبصار»

__________________

[١ ـ ٢] هكذا في نسخة جامع كرامات الأولياء وان كان في نسخة نور الأبصار : عمران.


اخبر عن كيفية شهادته وموضع قبره

وعجائب ظهرت منه عند دفنه

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٤٣ ط الغرى). قال :

قال هرثمة بن أعين وكان من خدام الخليفة عبد الله المأمون إلّا أنّه كان محبّا لأهل البيت الى الغاية ويعد نفسه من شيعتهم وكان قائما بخدمة الرضا وجمع مصالحه مؤثرا لذلك على جميع أصحابه مع تقدّمه عند المأمون وقربه منه ، قال : طلبني سيّدي أبو الحسن الرضا عليه‌السلام في يوم من الأيّام.

فقال لي يا هرثمة انّى مطلعك على أمر يكون سرّا عندك لا تظهره لأحد مدّة حياتي فإن أظهرته حال حياتي كنت خصيما لك عند الله ، فحلفت له انّى لا أتفوّه بما يقوله لي مدّة حياته.

فقال لي : اعلم يا هرثمة انّه قد دنى رحيلي ولحوقي بجدّى وآبائي وقد بلغ الكتاب أجله وانّى اطعم عنبا ورمانا مفتونا فأموت ويقصد الخليفة أن يجعل قبري خلف قبر أبيه الرّشيد وإنّ الله لا يقدره على ذلك.

وأنّ الأرض تشتدّ عليهم فلا تعمل فيها المعاول ولا يستطيعون حفر شيء منها فتكون تعلم يا هرثمة إنّما مدفنى في الجهة الفلانيّة من الحدّ الفلاني بموضع عيّنه له عنده ، فإذا أنا متّ وجهزت فأعلمه بجميع ما قلته لك ليكونوا على بصيرة من أمرى وقل له أن أوضعت في نعشى وأرادوا الصّلاة عليّ فلا يصلّى عليّ وليتأنّ بى قليلا فإنه يأتيكم رجل عربيّ ملثم على ناقة له مسرع من جهة الصحراء عليه


وعثاء السفر ، فينيخ راحلته وينزل عنها فيصلّى على وصلّوا معه عليّ فإذا فرغتم من الصّلاة على وحملتموني إلى مدفنى الّذى عيّنته لك فاحفر شيئا يسيرا من وجه الأرض تجد قبرا مطبقا معمورا في قعره ماء أبيض إذا كشفت عنه الطبقات نضب الماء فهذا مدفني فادفنوني فيه ، والله والله يا هرثمة أن تخبر بهذا أو بشيء منه قبل موتى قال هرثمة فوالله ما طالت الأناة حتّى أكل الرّضا عند الخليفة عنبا ورمّانا مفتوتا فمات ... (؟؟ الى ان قال) قال هرثمة : فدخلت على عبد الله المأمون لمّا رفع إليه موت أبي الحسن الرضا فوجدت المنديل في يده ، وهو يبكى عليه فقلت : يا أمير المؤمنين ثمّ كلام أتأذن لي أن أقوله لك؟.

قال : قل قلت : إنّ الرضا أسرّ إلىّ في حياته بأمر وعاهدني أن لا أبوح به لأحد إلّا لك عند موته وقصصت عليه القصّة الّتى قالها لي من أوّلها إلى آخرها وهو متعجّب من ذلك ثمّ أمر بتجهيزه وخرجنا بجنازته إلى المصلّى وتأتّينا بالصّلاة عليه قليلا فإذا بالرجل قد أقبل على بعير من جهة الصحراء كما قال ونزل ولم يكلّم أحدا فصلّى عليه وصلّى الناس معه وأمر الخليفة بطلب الرجل فلم يروا له أثرا ولا لبعيره.

ثمّ إنّ الخليفة قال : نحفر له من خلف قبر الرّشيد ، فقلت له يا أمير المؤمنين ألم نخبرك بمقالته قال نريد ننظر إلى ما قلته فعجز الحافرون فكانت الأرض أصلب من الصخر الصوان وعجزوا عن حفرها وتعجّب الحاضرون من ذلك.

وتبيّن للمأمون صدق ما قلته له عنه فقال : أرنى الموضع الّذى أشار إليه فجئت بهم إليه فما كان إلّا أن كشف التراب عن وجه الأرض فظهرت الأطباق فرفعناها فظهر من تحتها قبر معمول وإذا في قعره ماء أبيض وعلمت الخليفة فحفروا قبره على الصّفة الّتى ذكرتها له وأشرف عليه المأمون وأبصره ، ثمّ إنّ ذلك الماء


نشف من وقته فواريناه ورددنا فيه الأطباق على حالها والتراب ولم يزل الخليفة المأمون يتعجّب بما رأى ومما سمعه منّى ويتأسّف عليه ويندم وكلّما خلوت في خدمته يقول لي يا هرثمة كيف قال لك أبو الحسن الرّضا؟ فأعيد عليه الحديث فيتلهّف ويتأسّف ويقول : (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ).

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ٢١٥ ط العثمانية بمصر) روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة» من أوّله إلى آخره.

ومنهم العلامة المعاصر السيد محمد عبد الغفار الهاشمي الأفغاني في «أئمة الهدى» (ص ١٢٧ ط القاهرة بمصر)

روي الحديث عن هرثمة بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة» من قوله : قد دنى رحيلي ولحوقي بآبائى إلى قوله : فهذا مدفنى فادفنوني ، ثمّ قال : وقد وفق كما أخبر بمدينة طوس (١).

ومنهم العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي الشامي المتوفى سنة ٦٥٤ في كتابه «مطالب السؤول في مناقب آل الرسول» (ص ٨٦ ط طهران) قال :

__________________

(١) قال العلامة العارف الشيخ ابو القاسم عبد الكريم بن هوازن الشافعي النيسابوري المتوفى سنة ٤٦٥ في كتابه «الرسالة القشيرية» (ص ١٠ طبع القاهرة)

أبو محفوظ معروف بن فيروز الكرخي كان من مشايخ الكبار مجاب الدعوة يستشفى بقبره يقول البغداديون : قبر معروف ترياق مجرب وهو من موالي على بن موسى الرضا رضى الله عنه الى أن قال : انه أسلم على يدي على بن موسى الرضا ورجع الى منزله ودق الباب فقيل : من بالباب؟ فقال : معروف ، فقالوا : على اى دين جئت؟ فقال : على الدين الحنيف فأسلم أبواه.


ومما تلقته الأسماع بالاستماع ونقلته الألسن في بقاع الأصقاع أنّ الخليفة المأمون وجد في يوم عيد انحراف مزاج أحدث عنده ثقلا عن الخروج إلى الصّلاة بالناس ، فقال لأبى الحسن الرضا عليه‌السلام يا أبا الحسن قم وصلّ بالناس ، فخرج الرضا عليه‌السلام وعليه قميص قصير أبيض وعمامة بيضاء لطيفة وهما من قطن وفي يده قضيب فأقبل ماشيا يأمّ المصلّى وهو يقول : السلام على أبوىّ آدم ونوح السلام على أبوىّ ابراهيم واسماعيل ، السلام على أبوىّ محمّد وعليّ ، السلام على عباد الله الصالحين.

فلمّا رآه الناس هرعوا إليه وانثالوا عليه لتقبيل يده فأسرع بعض الحاشية إلى الخليفة المأمون فقال : يا أمير المؤمنين تدارك الناس واخرج إليهم وصلّ بهم وإلّا خرجت الخلافة منك الآن ، فحمله على أن خرج بنفسه وجاء مسرعا والرّضا بعد من كثرة الزحام لم يخلص إلى المصلّى فتقدّم المأمون وصلّى بالناس فلمّا انقضى ذلك قال هرثمة بن أعين :

فذكر الحديث بمعنى ما تقدّم عن «الفصول المهمّة» من أوّلها الى آخرها.

ومنهم الشيخ عبد الرءوف المناوى في «الكواكب الدرية» (ج ١ ص ٢٥٦ ط الازهرية بمصر) قال :

انّه أخبره أنّه يأكل عنبا ورمّانا فيموت فيريد المأمون دفنه خلف الرّشيد فلا يمكنه ، فكان كذلك.

ومنهم العلامة المحدث البدخشي في كتابه «مفتاح النجا» (ص ٨٢ مخطوط).

روي الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة»


عرض المأمون الخلافة عليه عليه‌السلام وامتنع

عن قبولها

رواه القوم :

منهم العلامة عباس بن على بن نور الدين الموسوي المكي في «نزهة الجليس ومنية الأديب الأنيس» (ج ١ ص ٢٩٥ ط القاهرة) قال :

أسند الأصبهاني في «مقاتل الطالبين» قال : أخبرني ببعضه الحسن بن عليّ بن حمزة عن عمّه محمّد بن عليّ ، وأخبرنى بأشياء منهم أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدثنا يحيى بن الحسن العلوي وجمعت أخبارهم أنّ المأمون بن الرّشيد هارون وجّه إلى جماعة من آل أبي طالب ، فحملوا إليه من المدينة وفيهم أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا فأخذ بهم على طريق البصرة مع قائد من أهل خراسان ، فقدم بهم على المأمون ، فأنزلهم دارا وأنزل عليّ بن موسى دارا وجّه إليه الفضل بن سهل فاعله أنّه يريد العقد له بالبيعة وأمره بالاجتماع مع أخيه الحسن على ذلك ، ففعل واجتمعا بحضرته ، فجعل الحسن يعظّم ذلك عليه ، ويعرفه ما في إخراج الأمر من أهله عليه.

فقال له : إنّى عاهدت الله أن أخرجها إلى آل أبي طالب إن ظفرت بالمخلوع وما أعلم أحدا أفضل من هذا الرجل فاجتمعا معه على ما أراد ، فأرسلهما إلى الرّضا عليه الرّضا ، فعرضا ذلك عليه ، فأباه ، فلم يزالا به وهو يأبي ذلك ويمتنع منه إلى أن قال له أحدهما : إن فعلت وإلّا فعلنا بك ومنعنا وتهدّده.

ثمّ قال له : والله لو أمرنى لضربت عنقك إذا خالفت ما يريد ثمّ دعى به المأمون ، فخاطبه في ذلك فامتنع ، فقال مأمون مثل المقال الأوّل وتهدّده وقال


له : إنّ عمر جعل الأمر شورى في ستّة أحدهم أبوك وقال : من خالف فاضربوا عنقه ولا بدّ من قبول ذلك ، فأجابه الرّضا إلى ما طلب ، هكذا ذكره أبو الفرج الأصبهاني.

ومنهم العلامة محمد خواجه پارساى البخاري في «فصل الخطاب» (على ما في «ينابيع المودة» (ص ٣٨٤ ط اسلامبول) قال :

ولما أراد المأمون أن يتقرّب الى الله وإلى رسوله بالبيعة لعليّ الرّضا رضى الله عنه ، كتب إليه أن يقدم الى مرو فاعتلّ عليه بعلل كثيرة فما زال المأمون يكاتبه حتّى علم الرضا انه لا يكفّ عنه فخرج من المدينة وسار على طريق البصرة والأهواز وفارس ونيسابور حتّى دخل مرو شاهجهان فعرض عليه المأمون الخلافة فأبي وجرت في ذلك مخاطبات كثيرة وألحّ عليه المأمون مرّة بعد أخرى وفي كلّها يأبى.

وقال : بالعبودية لله أفتخر وبالزهد في الدنيا أرجو الرفعة عند الله تعالى ، وكلّما ألحّ عليه يقول : اللهم لا عهد إلّا عهدك ولا ولاية إلّا من قبلك فوفّقنى لإقامة دينك وإحياء سنّة نبيّك فانّك نعم المولى ونعم النصير.

فقال المأمون : إن لم تقبل الخلافة فكن ولىّ عهدي فأبى ايضا وقال والله لقد حدّثنى أبى عن آبائه رضى الله عنهم عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّى أخرج من الدّنيا قبلك مظلوما تبكى عليّ ملائكة السماء والأرض وادفن في أرض الغربة ثمّ ألحّ المأمون إلحاحا كثيرا فقبل ولاية العهد وهو باك حزين على شرط أن لا ينصب أحدا معزولا ولا يعزل أحدا منصوبا فرضي المأمون ذلك الشرط وجعله وليّ عهده وأمر الناس بالبيعة له وأمر الجنود ان يرزق من خزائنه وضربت الدراهم والدنانير باسمه وأمر الناس بلبس الخضرة وترك السّواد وزوّجه ابنته امّ حبيب فبويع بولاية العهد ليلتين خلتا من شهر رمضان سنة إحدى ومأتين.


ولما نظر المأمون إلى اولاد العباس رضى الله عنه وهم ثلاثة وثلاثين ألفا من كبير وصغير ونظر إلى أولاد عليّ رضي‌الله‌عنه ، فلم يجد أحدا أحقّ بالخلافة من عليّ الرضا رضي‌الله‌عنه.

نبذة من فقرات كتاب المأمون في عهده إليه عليه‌السلام

بالخلافة بعده

رواها جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٩٣ ط الغرى)

روى ذلك مطولا ومن جملة فقراته : جعل قوام الدين ونظام أمر المسلمين في الخلافة ونظامها والقيام بشرائعها وأحكامها ـ الى ان قال :

محبّة أن يلقى الله سبحانه وتعالى مناصحا له في دينه وعباده ومختارا لولاية عهده ورعاية الأمّة من بعده أفضل من يقدر عليه في دينه وورعه وعلمه وأرجاهم للقيام بأمر الله تعالى وحقّه مناجيا لله تعالى بالاستخارة في ذلك ومسألته الهامّة ما فيه رضاه وطاعته في آناء ليله ونهاره معملا فكره ونظره فيما فيه طلبه والتماسه في أهل بيته من ولد عبد الله بن عباس وعليّ بن أبي طالب مقتصرا ممن علم حاله ومذهبه منهم على علمه وبالغا في المسألة ممّن خفي عليه أمره جهده وطاقته رضاه وطاعته حتّى استقصى أمورهم معرفة وابتلى أخبارهم مشاهدة واستبرأ أحوالهم معاينة وكشف ما عندهم مسائلة ، وكانت خيرته بعد استخارة الله تعالى واجتهاده نفسه في قضاء حقّه في عباده وبلاده في الفئتين جميعا عليّ بن موسى الرضا بن جعفر ابن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، لما رأى من فضله البارع وعلمه


الذائع وورعه الظاهر الشائع وزهده الخالص النافع وتخليته من الدنيا وتفرّده عن الناس ، وقد استبان له ما لم تزل الأخبار عليه مطبقة والألسن عليه متفقة والكلمة فيه جامعة والأخبار واسعة ، ولما لم نزل نعرفه من الفضل يافعا وناشئا وحدثا وكهلا ، فلذلك عقد بالعهد والخلافة من بعده واثقا بخيرة الله تعالى في ذلك إذا علم الله تعالى أنه فعله إيثارا له وللدين ونظرا للإسلام وطلبا للسلامة وثبات الحجّة والنجاة في اليوم الّذى يقوم الناس فيه لربّ العالمين.

ودعا أمير المؤمنين ولده وأهل بيته وخاصّته وقوّاده وخدمه فبايعه الكلّ مطيعين مسارعين مسرورين عالمين بإيثار أمير المؤمنين طاعته على الهوى في ولده وغيره ممّن هو أشبك رحما وأقرب قرابة وسمّاه الرضا إذ كان رضيّا عند الله تعالى وعند الناس وقد أثر طاعة الله والنظر لنفسه وللمسلمين والحمد لله ربّ العالمين وكتب بيده في يوم الإثنين لسبع خلون من شهر رمضان سنة إحدى ومأتين.

وهذه صورة ما على ظهر العهد مكتوبا بخطّ الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلام من غير اختصار :

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله الفعّال لما يشاء لا معقّب لحكمه ولا رادّ لقضائه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، وصلواته على نبيّه محمّد خاتم النّبيين وآله الطيّبين الطاهرين.

أقول وأنا عليّ بن موسى بن جعفر : إنّ أمير المؤمنين عضده الله بالسداد ووفّقه للرّشاد ، عرف من حقّنا ما جهله غيره فوصل أرحاما قطعت وأمن نفوسا فزعت بل أحياها بعد ان كانت من الحياة أيست فأغناها بعد فقرها وعرفها بعد نكرها مبتغيا بذلك رضى لربّ العالمين لا يريد جزاء من غيره وسيجزى الله الشاكرين ولا يضيع أجر المحسنين.

وأنّه جعل إلىّ عهده والأمرة الكبرى إن بقيت بعده ، فمن حلّ عقدة أمر الله بشدّها أو قصم عروة أحبّ الله اتّساقها فقد أباح الله حريمه وأحلّ محرمه إذ


كان بذلك زاريا على الإمام منتهكا حرمة الإسلام وخوفا من شتات الدين واضطراب أمر المسلمين وحذر فرصة تنتهز وعلقة تبتدر ، جعلت لله على نفسي عهدا ان استرعاني أمر المسلمين وقلّدني خلافة العمل فيهم عامّة وفي بني العباس بن عبد المطلب خاصّة أن اعمل فيهم بطاعة الله تعالى وطاعة رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولا أسفك دما ولا أبيح فرجا ولا مالا إلّا ما سفكته حدوده وأباحته فرائضه وأن أتحرّى جهدي وطاقتي ، وجعلت بذلك على نفسي عهدا مؤكدا يسألني الله عنه فإنّه عزوجل يقول : (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلاً).

وإن أحدثت أو غيّرت أو بدّلت كنت للعزل مستحقّا وللنكال متعرّضا وأعوذ بالله من سخطه وإليه أرغب في التوفيق لطاعته والحول بيني وبين معصيته في عافية لي وللمسلمين والجامعة والجفر يدلّان على ضدّ ذلك ، وما أدرى ما يفعل الله بى ولا بكم إن الحكم إلّا لله يقصّ الحقّ وهو خير الفاصلين.

لكنّنى امتثلت أمر أمير المؤمنين وآثرت ، رضاه والله تعالى يعصمني وإيّاه وأشهدت الله على نفسي بذلك وكفى بالله شهيدا وكتبت بخطّى بحضرة أمير المؤمنين أطال الله بقاه والحاضرين من أولياء نعمته وخواصّ دولته وهم : الفضل بن سهل وسهل بن الفضل والقاضي يحيى بن أكثم وعبد الله بن طاهر وثمامة بن الأشرس وبشر بن المعتمر وحمّاد بن النعمان وذلك في شهر رمضان سنة إحدى ومأتين.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ٢١١ ط العثمانية بمصر) نقل عن «الفصول المهمّة» ما تقدّم عنه بطوله ، وقد صحّحنا ما نقلناه عن «الفصول المهمّة» بالتطبيق مع نسخة «نور الأبصار» لكون نسخته مغلوطة في بعض الموارد.


ومنهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي في «وسيلة النجاة» (ص ٣٨٧ ط لكهنو).

روى الحديث بعين ما تقدّم

ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٦١ ط الغرى) روي شطرا منه ومن جملة فقراته : واختار له ما عنده ولديه جعل قوم الدين بالخلافة كما ختم به الرسالة فنظام امور عباده بالخلافة وإتمامها وإعزازها (إلى أن قال) :

ولم أزل منذ أفضت إلىّ الخلافة أنظر فيمن اقلّده أمرها ، وأجتهد فيمن اوليه عهدها ، فلم أجد من يصلح لها إلّا أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا لما رأيت من فضله البارع وعلمه النافع وورعه الباطن والظاهر وتخليه عن الدنيا وأهلها وميله إلى الآخرة وإيثاره لها.

وقد تحقّق عندي وتيقّنت فيه ما الأخبار عليه متواطئة ، والألسن عليه متّفقة فعقدت له العهد واثقا بخيرة الله في ذلك نظرا للمسلمين وإيثارا لإقامة شعائر الدين وطلبا للنجاة يوم يقوم الناس لربّ العالمين.

وكتب عهد الله بخطّه لتسع وقيل لسبع خلون من شهر رمضان سنة إحدى ومأتين وقد بايع أهل بيتي وخاصّتي وولدي وأهلى وجندي وعبيدي ، اللهم صلّ على سيّدنا محمّد وآله والسلام. ثمّ ذكر ما كتبه عليه‌السلام على خلف الكتاب ملخصا.

ومنهم العلامة الشهير بابن الطقطقى البغدادي في «الفخرى» (ص ١٦١ ط بغداد) قال :

كان المأمون قد فكر في حال الخلافة بعده وأراد أن يجعلها في رجل يصلح لها لتبرأ ذمّته ، كذا زعم فذكر أنّه اعتبر احوال أعيان البيتين : البيت العبّاسى والبيت العلوي ، فلم ير فيهما أصلح ولا أفضل ولا أورع ولا أدين من علىّ بن موسى الرضا


عليهما‌السلام فعهد إليه وكتب بذلك كتابا بخطّه وألزم الرضا عليه‌السلام بذلك فامتنع ثمّ أجاب ووضع خطّه في ظاهر كتاب المأمون بما معناه (أنّى قد أجبت امتثالا للأمر وإن كان الجفر والجامعة يدلّان على ضدّ ذلك وشهد بذلك الشهود).

ومنهم العلامة المنشى النسابة الشيخ ابو العباس احمد بن على بن احمد القلقشندي المصري المتوفى سنة ٨٢١ في كتابه «صبح الأعشى» (ج ٩ ص ٣٦٥ طبع القاهرة) قال:

في كتاب كتبه المأمون بيده إلى الرضا عليه‌السلام :

فكانت خيرته بعد استخارته لله وإجهاده نفسه في قضاء حقّه وبلاده ، من البيتين جميعا «عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب» لما رأى من فضله البارع ، وعلمه الناصع ، وورعه الظاهر ، وزهده الخالص ، وتخلّيه من الدّنيا ، وتسلّمه من الناس ، وقد استبان له ما لم تزل الأخبار عليه متواطئة والألسن عليه متّفقة ، والكلمة فيه جامعة ، ولما لم يزل يعرفه به من الفضل يافعا وناشئا وحدثا ومكتهلا. فعقد له بالعقد والخلافة إيثارا لله والدين ، ونظرا للمسلمين ، وطلبا للسلامة وثبات الحجّة والنجاة في اليوم الّذى يقوم الناس فيه لربّ العالمين (١) وفي ص ٣٩١ الطبع المذكور.

__________________

(١) قال القاضي المورخ ابو عمر محمد بن يوسف الكندي المصري في «ولاة مصر» (ص ١٩١ ط بيروت) :

ثم وليها السرى بن الحكم الثانية من قبل المأمون على صلاتها وخراجها (الى ان قال) ثم ورد عليه كتاب المأمون يأمره بالبيعة لولى عهده على بن موسى بن جعفر بن محمد ابن على بن الحسين بن على بن أبي طالب رضوان الله عليهم ، العلوي وسماه الرضا ، ورد الكتاب بذلك في المحرم سنة اثنتين فبويع له بمصر وقام في فساد ذلك ابراهيم بن المهدى ببغداد فأخبرني أحمد بن يوسف بن ابراهيم عن أبيه كتب ابراهيم بن المهدى إلى وجوه الجند بمصر يأمرهم بخلع المأمون وولى عهده.


أقول وأنا عليّ بن موسى بن جعفر : إنّ أمير المؤمنين عضده الله بالسداد ، ووفّقه للرشاد ، عرف من حقنّا ما جهله غيره فوصل أرحاما قطعت ، وأمّن أنفسا فزعت ، بل أحياها وقد تلفت ، وأغناها إذا افتقرت.

كتاب ذى الرياستين الفضل بن سهل إليه عليه‌السلام

في تفويض ولاية العهد إليه

ذكره القوم :

منهم الحافظ ابو القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الرافعي الشافعي القزويني المتوفى سنة ٦٢٣ في «التدوين» (ج ٤ ص ٥١ ط طهران المأخوذة من نسخة مكتبة الاسكندرية بمصر) قال :

عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب أبو الحسن الرّضا من أئمة اهل البيت وأعاظم ساداتهم وأكابرهم ، وبايع له أمير المؤمنين المأمون ، وجعله ولىّ عهده سنة إحدى ومأتين.

ثمّ مات قبل المأمون ولمّا عزم المأمون على تفويض العهد إليه بسعي ذي الرياستين الفضل بن سهل كتب إليه ذو الرياستين :

بسم الله الرحمن الرحيم لعلىّ بن موسى الرضا وابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم المصطفى المهتدى به المقتدى بفعله الحافظ لدين الله الخازن لوحى الله ، من وليّه الفضل بن سهل الّذى بذل في ردّ حقّه إليه مهجه ووصل فيه بنهاره.

سلام عليك أيّها المهتدى ورحمة الله وبركاته ، فانّى أحمد إليك الله الّذي لا إله إلّا هو وأسأله أن يصلّى على محمّد عبده ورسوله.

أمّا بعد فانّي أرجو أنّ الله قد أدّى لك وأذن لك في ارتجاع حقّك وأن


يجعلك الامام الوارث ويرى أعدائك ومن رغب عنك ما كانوا يحذرون ، وإنّ كتابي هذا عن إرماغ (١) من أمير المؤمنين عبد الله الامام المأمون ومنّى على ردّ مظلمتك عليك وإثبات حقوقك في يديك والتحلّى منها إليك على ما أسأل الذي وقف عليه أن يبلغني ما أكون به أسعد العالمين عند الله ، ولحقّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من المؤدّين ولف عليه من المعاونين حتّى ابلغ في توليتك ودولتك كالجنتين فإذا أتاك كتابي جعلت فداك وامكنه ، أن لا تضعه من بذل حتّى تصير إلى باب أمير المؤمنين الّذى يراك شريكا في أمره سقيفا (٢) في نسبه وأولى الناس بما تحت يده فقلت ما أنا بخيرة الله محفوفا وبملائكته محفوظا وبكلاءته محروسا وأنّ الله كفيل لك بكلّ ما يجمع حسن العائدة عليك وصلاح الامّة بك ، وحسبنا الله ونعم الوكيل السلام عليك ورحمة الله وبركاته وكتبت بخطّى.

كتابه عليه‌السلام لما جعل المأمون العهد إليه

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم الحافظ ابو القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الرافعي الشافعي القزويني في «التدوين» (ج ٤ ص ٥١ ط طهران) قال :

ولمّا جعل المأمون العهد إلى الرضا كتب :

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الفعّال لما يشاء لا معقّب لحكمه ولا رادّ لقضائه يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور ، وصلاته على نبيّه محمّد في الأوّلين والآخرين وآله الطّيبين. أقول وأنا عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين : إنّ أمير المؤمنين عضده الله بالسداد ووفّقه بإرشاد ، عرف من حقّنا ما

__________________

(١) التلفيق.

(٢) اى رفيعا.


جهله غيره ، فوصل أرحاما قطعت وامّن أنفسا فزعت بل أحياها وقد تلفت وأعناها إذا صغرت ، مبتغيا رضا ربّ العالمين لا يريد جزاء إلّا من عنده ، وسيجزى الله الشاكرين ولا يضيع أجر المحسنين.

وانّه جعل إلىّ عهده والإمرة الكبرى إن بقيت بعده ، فمن حلّ عقدة أمرها شدّها وفصم عروة أحب الله إثباتها فقد أباح حرمه وأحلّ محرمه إذا كان بذلك زاريا على الإمام منتهكا حرمة الإسلام ، وقد جعلت لله على نفسي ان استرعاني أمر المسلمين وقلّدنى خلافته ، العمل فيهم بطاعته وسنّة نبيّه محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن لا أسفك دما حراما ولا أبيح فرجا إلّا ما سفكته حدوده وأباحته فرائضه ، وأن أتخير الكفاة جهدي وطاقتي وجعلت بذلك عهدي على نفسي عهدا مؤكّدا يسألنى عنه فانّه يقول : (أَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلاً)

فان جدت أو بدّلت كنت للّعن مستحقّا وللنكال متعرّضا ، وأعوذ بالله من سخطه وإليه أرغب في تسهيل سبيلي إلى طاعته والحول بيني وبين معصيته في عافية لي وللمسلمين إنّ الله على كلّ شيء قدير.

والجفر والجامعة يدلّان على الضدّ من ذلك وما أدرى ما يفعل بى ولا بكم إن الحكم إلّا الله يقضي الحقّ وهو خير الفاصلين ، لكنّي امتثلت امير المؤمنين وآثرت رضاه والله يعصمني وإيّاه وهو حسبي وحسبه ونعم الوكيل.

ومنهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي في «وسيلة النجاة» (ص ٣٧٨ ط لكهنو)

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «التدوين».


نهى الحسن بن سهل المأمون

عن تسليم العهد إليه عليه‌السلام

قال العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٣٧ ط الغرى):

ذكر جماعة من أصحاب السير ورواة الأخبار بأيّام الخلفاء أنّ المأمون لمّا أراد ولاية العهد للرّضا عليه‌السلام وحدث نفسه بذلك وعزم عليه ، أحضر الفضل بن سهل وأخبره بما عزم عليه وأمر مشاورة أخيه الحسن في ذلك ، فاجتمعا وحضرا عند المأمون فجعل الحسن يعظّم ذلك ويعرّفه ما في إخراج الأمر عن أهل بيته.

فقال المأمون : عاهدت الله انّى إن ظفرت بالمخلوع سلّمت الخلافة إلى ذي فضل من بنى آل أبي طالب وهو أفضل ولا بدّ من ذلك ، فلمّا رأيا تصميمه وعزيمته على ذلك أمسكا عن معارضته فقال : فذهبا إلى الرّضا وأخبراه بذلك وإلزام المأمون له بذلك ، فامتنع فلم يزالا به حتّى أجاب على أنّه لا يأمر ولا ينهى ولا يولى ولا يعزل ولا يتكلّم بين اثنين في حكم ولا يغيّر شيئا هو قائم على أصوله ، فأجابه المأمون إلى ذلك.

(احقاق الحق مجلد ١٢ ج ٢٤)


مبايعة المأمون له وأمره بضرب الدينار والدرهم

باسمه وطرح شعار السواد وأمره بلبس الخضر

الذي هو شعار العلويين

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم الحافظ الشهير ابو بكر احمد بن على الشافعي المتوفى سنة ٤٦٣ في «تاريخ بغداد» (ج ١٠ ص ١٨٤ ط القاهرة) قال :

أخبرنا محمّد بن احمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن احمد الدقاق ، حدثنا محمّد بن احمد بن البراء قال : المأمون عبد الله بن الرّشيد وكنيته ابو جعفر ولد بالياسريّة ثمّ استخلف وبايع لعليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب وسمّاه الرّضا وطرح السواد والبس الناس الخضرة فمات على سرخس.

ومنهم العلامة السيد عباس المكي في «نزهة الجليس» (ج ١ ص ٢٦٦) قال :

وأمر المأمون فضربت له الدراهم وطبع عليها اسمه وزوّجه ابنته امّ حبيبة وامّره فحجّ بالناس وخطب للرّضا في كلّ موضع بولاية العهد (١).

__________________

(١) وقال في (ج ١ ص ٢٦٦) حدثني أحمد بن سعيد قال : حدثنا يحيى بن الحسن العلوي قال حدثنا من سمع عبد الجبار بن سعيد يخطب تلك السنة على منبر المدينة ، فقال في الدعاء له : ولى عهد المسلمين ابن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على

ستة آباء همو ما هم

أكرم من يشرب صوب الغمام


ومنهم العلامة الشيخ شمس الدين محمد بن طولون الدمشقي الحنفي في «الشذرات الذهبية في تراجم الأئمة الاثني عشرية» (ص ٩٧ طبع بيروت) قال :

كان المأمون زوّجه ابنته امّ حبيب ، وجعله ولىّ عهده وضرب اسمه على الدينار والدرهم وكان السبب في ذلك أنّه استحضر أولاد العباس : الرجال منهم والنساء ، وهو بمدينة مرو ، فكان عددهم ثلاثة وثلاثين ألفا ما بين الكبار والصغار واستدعى عليا المذكور ، رضي‌الله‌عنه ، فأنزل له أحسن منزل ، وجمع له خواص الأولياء ، وخبّرهم أنّه نظر في أولاد العباس وأولاد عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنهم فلم يجد في وقته أحدا أفضل ولا أحقّ بالأمر من عليّ الرّضا رضى الله عنه ، فبايع له وأمر بازالة السواد والأعلام ـ الحديث.

زوج المأمون ابنته منه عليه‌السلام

ذكره القوم :

منهم الحافظ ابو القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الرافعي الشافعي القزويني المتوفى سنة ٦٢٣ في «التدوين» (ج ٤ ص ٥٢ النسخة الفتوغرافية في كلية طهران المأخوذة من نسخة مكتبة الاسكندرية بمصر) قال :

قال الخليل الحافظ : حدّثني أبو الحسين احمد بن محمّد بن المرزبان الزاهد ، ثنا احمد بن الفضل بن خزيمة ببغداد ، ثنا إبراهيم بن حامد بن شبيب الاصبهانى ، ثنا أحمد بن محمّد ، سمعت يحيى بن أكثم يقول : لما أراد المأمون أن يزوّج ابنته من الرّضا قال لي يا يحيى تكلّم قال فأجللته أن أقول له أنكحت قال فقلت له يا أمير المؤمنين أنت الحاكم الأكبر وأنت أولى بالكلام.

فقال : الحمد لله الّذي تصاغرت الأمور لمشيته ، ولا إله إلّا الله إقرارا بربوبيّته


وصلّى الله على محمّد عبده ، أمّا بعد فانّ الله تعالى جعل النكاح الّذي رضيه حكما وأنزله وحيا سببا للمناسبة ، ألا وانّى قد زوّجت ابنتي من عليّ بن موسى الرّضا ومهرتها والسلام.

وسمع عليّ بن موسى إيّاه وعمومته عبد الله وإسحاق وعليّا بنى جعفر وعبد الرحمن بن أبي الموالي القرشي وسمع منه المعلّى بن منصور الرازي وآدم بن أبى إياس ومحمّد بن أبي رافع ونصر بن على الحمّصىّ وغيرهم.

حديث سلسلة الذهب حدثه عليه‌السلام

حين أشرف على أهل نيشابور

رواه جماعة من اعلام القوم :

منهم العلامة العبد الرءوف المناوى في «شرح جامع الصغير» (ص ٤١٠ مخطوط) قال :

في تاريخ نيسابور للحاكم أنّ عليّا الرّضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق ابن محمّد الباقر بن عليّ زين العابدين بن الحسين لمّا دخل نيسابور كان في قبّة مستورة على بغلة شهباء وقد شقّ بها السّوق فعرض له الإمامان الحافظان ابو زرعة وابن أسلم الطوسي ومعهما من أهل العلم والحديث من لا يحصى فقالا : أيّها السيّد الجليل ابن السادة الأئمة بحقّ آبائك الأطهرين وأسلافك الأكرمين إلّا ما أريتنا وجهك الميمون ورويت لنا حديثا عن آبائك عن جدّك نذكرك به ، فاستوقف غلمانه وأمر بكشف المظلّة وأقرّ عيون الخلائق برؤية طلعته فكانت له ذؤابتان متدلّيتان على عاتقه والناس قيام على طبقاتهم ينظرون ما بين باك وصارخ ومتمرّغ في التراب ومقبل حافر بغلته وعلا الضجيج فصاحت الأئمّة الأعلام : معاشر الناس


انصتوا واسمعوا ما ينفعكم ولا تؤذونا بصراخكم ، وكان المستملي أبو زرعة والطوسي فقال الرضا : حدّثنا أبي موسى الكاظم عن أبيه جعفر الصادق عن أبيه محمّد الباقر عن أبيه عليّ زين العابدين عن أبيه شهيد كربلاء عن أبيه عليّ المرتضى ، قال حدّثني حبيبي وقرّة عيني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال حدّثني جبريل قال حدّثنى ربّ العزّة سبحانه يقول :

كلمة لا إله إلّا الله حصني فمن قالها دخل حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي.

ثمّ أرخى الستر على القبّة وسار فعدّ أهل المحابر والّذرى الّذين كانوا يكتبون فأنافوا على عشرين ألفا.

وقال الأستاذ أبو القاسم القشيري : اتّصل هذا الحديث بهذا السند ببعض أمراء السامانية فكتبه بالذّهب وأوصى أن يدفن معه في قبره فرئي في النوم بعد موته فقيل ما فعل الله بك؟ قال : غفر لي بتلفّظى بلا إله إلّا الله وتصديقي بأنّ محمّدا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وذكر الجمال الزرندى في معراج الوصول إلى الحافظ أبي نعيم : روى هذا الحديث بسنده عن أهل البيت إلى عليّ سيّد الأولياء قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سيّد الأنبياء ، قال : حدّثني جبرئيل سيّد الملائكة ، قال : قال الله تعالى إنّي أنا الله لا إله إلّا أنا فاعبدوني فمن جاء منكم بشهادة أن لا إله إلّا الله بالإخلاص دخل حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي.

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٣٥ ط الغرى) قال :

وقال المولى السعيد امام الدنيا محمّد بن أبى سعيد بن عبد الكريم الوزان في محرّم سنة ستّ وتسعين وخمسمائة قال : أورد صاحب كتاب «تاريخ نيشابور» في


كتابه ، فذكر الحديث بعين ما نقل عن «شرح الجامع الصغير» بتغيير بعض عبائر مقدمة الحديث بما لا يهمّ ذكره ثمّ نقل كلام القشيري بعين ما تقدّم عنه.

ومنهم العلامة الزمخشرىّ في «ربيع الأبرار» (ص ٤٥٣ مخطوط) قال : كان يقول يحيى بن الحسن الحسيني في اسناد صحيفة الرّضا عليه‌السلام : لو قرء هذا الاسناد على اذن مجنون لأفاق.

ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ١٣٦ ط الغرى) قال :

ذكر عبد الله بن أحمد المقدّسى في كتاب «أنساب القرشيّين» نسخة يرويها عليّ بن موسى الرضا عن أبيه موسى عن أبيه جعفر عن أبيه محمّد عن أبيه عليّ عن أبيه الحسين عن أبيه عليّ عليه‌السلام عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أسناد لو قرئ على مجنون بريء.

ومنهم العلامة ابن حجر في «الصواعق» (ص ١٢٢ ط البابى بحلب) قال : ولمّا دخل نيسابور كما في تاريخها وشقّ سوقها وعليه مظلّة لا يرى من ورائها ، تعرّض له الحافظان أبو زرعة الرازي ومحمّد بن أسلم الطوسي ومعهما من طلبة العلم والحديث ما لا يحصى ، فتضرّعا إليه أن يريهم وجهه ، ويروى لهم حديثا عن آبائه ، فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «شرح الجامع الصغير» لكنّه أسقط كلمة سبحانه في متن الحديث. ثمّ قال :

قال : أحمد لو قرئت هذا الأسناد على مجنون لبرء من جنّته.

ومنهم الحافظ أبو القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الرافعي الشافعي القزويني المتوفى سنة ٦٢٣ في «التدوين» (ج ٢ ص ٨٧ النسخة الفتوغرافية في كلية طهران المأخوذة من نسخة مكتبة الاسكندرية بمصر) قال :

أحمد بن عيسى بن عليّ بن الحسين الصغير ابن عليّ بن الحسين بن عليّ بن


أبى طالب ، سمع عليّ بن موسى الرّضا وكان قد قدم قزوين واليا عليها من قبل الحسن ابن زيد بن محمّد بن إسماعيل بن الحسن بن عليّ بن أبى طالب ومات الحسن بن زيد بطبرستان.

حدث محمّد بن علي بن الجارود عن عليّ بن أحمد البجلي ، ثنا أحمد بن يوسف المؤدب ، ثنا أحمد بن عيسى العلوي ، ثنا عليّ بن موسى الرضا عن أبيه موسى عن أبيه جعفر عن أبيه محمّد بن عليّ عن أبيه عليّ بن الحسين عن أبيه الحسين بن عليّ عن أبيه عليّ بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن جبرئيل عليه‌السلام عن الله عزوجل : لا إله إلّا الله حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي.

ومنهم العلامة المؤرخ الشيخ احمد بن يوسف الدمشقي القرماني في كتابه «أخبار الدول وآثار الاول» (ص ١١٥ ط بغداد)

نقل الحديث عن «تاريخ نيشابور» بعين ما تقدّم عن «الجامع الصغير» بتغيير بعض عبائر مقدّمة الحديث ثمّ ذكر كلام القشيري بعين ما تقدّم عنه.

ومنهم العلامة محمد خواجه پارساى البخاري في «فصل الخطاب» (على ما في «ينابيع المودة» ص ٣٨٥ ط اسلامبول) قال :

عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح بن سليمان الهروي قال : كنت مع عليّ الرضا رضي‌الله‌عنه حين خرج من نيسابور وهو راكب بغلته الشهباء فإذا أحمد بن الحرب ويحيى بن يحيى وإسحاق بن راهويه وعدّة من أهل العلم قد تعلقوا بلجام بغلته فقالوا : يا ابن رسول الله بحقّ آبائك الطاهرين حدّثنا بحديث سمعته عن أبيك عن آبائه رضي‌الله‌عنهم ، فأخرج رأسه الشريف من مظلته وقال : لقد حدّثني أبى موسى عن أبيه جعفر عن أبيه محمّد عن أبيه عليّ عن أبيه الحسين عن أبيه عليّ بن أبى طالب رضي‌الله‌عنهم عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّه قال : سمعت جبرائيل عليه‌السلام يقول : سمعت الله جلّ جلاله يقول : إنّى أنا الله لا إله إلّا أنا فاعبدوني من جاء بشهادة أن


لا إله إلّا الله بالإخلاص دخل حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي.

وفي رواية فلمّا مرّت الراحلة فنادانا ألا بشروطها وأنا من شروطها ، قيل من شروطها الإقرار بأنّه مفترض الطاعة.

وفي أنساب السمعاني توفّى الرّضا رضى الله عنه سنة ثلاث ومأتين وقد سمّ في ماء الرّمان.

ومنهم العلامة البدخشي في «مفتاح النجا» (ص ١٧٩ مخطوط)

نقل الحديث عن «تاريخ نيشابور» بتغيير بعض عبائر مقدمة الحديث بما لا يهمّ ذكره ، ثمّ نقل كلام القشيري بعين ما تقدّم عنه.

ومنهم المحقق المؤرخ المعاصر بهجت آفندى في «تاريخ آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله» (ص ١٩٠ ط مطبعة آفتاب)

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «فصل الخطاب» بترجمته الفارسية.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٤٣ ط مصر)

نقل الحديث عن «تاريخ نيشابور» بعين ما تقدّم عن «شرح الجامع الصغير» إلى قوله : قال الأستاذ أبو القاسم. ثمّ قال : قال أحمد رضي‌الله‌عنه : لو قرء هذا الاسناد على مجنون لأفاق من جنونه.

ومنهم العلامة الزبيدي الحنفي في «الإتحاف» (ج ٣ ص ١٤٧ ط الميمنية بمصر) قال :

قلت : هذا الحديث قد وقع لي في مسلسلات شيخ شيوخنا أبى عبد الله محمّد بن أحمد بن سعيد الحنفي المكّي فيما قرأته على شيخي الإمام رضي الدّين عبد الخالق ابن أبى بكر المزجاجى الحنفي بمدينة زبيد في شهور سنة ١١٦٢ قال : حدّثنا به أبو عبد الله المكّى المذكور قراءة عليه ، أخبرنا الحسن بن عليّ بن يحيى المكّى إلي أن قال :


حدّثنا الحسن بن عليّ بن محمد بن عليّ بن موسى الكاظم ، حدّثنى أبى عليّ ابن محمّد بن عليّ ، حدثني أبى عليّ بن موسى الرّضا ، حدّثنى أبي موسى الكاظم ، حدّثنى أبي جعفر الصادق ، حدّثنى أبى محمّد الباقر ، حدّثنى أبى عليّ زين العابدين ، حدّثنى أبي الحسين بن عليّ ، حدّثنى أبى أمير المؤمنين عليّ بن ابى طالب رضى الله عنه ، حدّثنى محمّد بن عبد الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، حدّثنى جبريل سيّد الملائكة عليه‌السلام قال : قال الله سيّد السادات جلّ وعلا : إنّى أنا الله لا إله إلّا أنا ، من أقرّ لي بالتوحيد دخل حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي.

هكذا أورده نور الدين بن الصبّاغ في «الفصول المهمّة» وأبو القاسم القشيري في «الرسالة».

حديث آخر القاه عليه‌السلام على علماء نيشابور حين تعلقوا

بلجام بغلته وطلبوا منه حديثا يلقيه عليهم

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ عبد الرحمن الصفورى الشافعي المتوفى بعد سنة ٨٨٤ بقليل في «نزهة المجالس ومنتخب النفائس» (ج ١ ص ٢٢ ط عثمان خليفة بالقاهرة) قال :

ورأيت في كتاب «نثر الدرر» دخل عليّ بن موسى نيسابور ، فتعلّق العلماء بلجام بغلته وقالوا : بحقّ آبائك الطاهرين حدّثنا حديثا سمعته من آبائك ، فقال : حدّثني أبي موسى ، قال : حدّثني أبى جعفر ، قال : حدّثنى أبى الباقر ، قال : حدّثني أبي زين العابدين ، قال : حدّثنى أبي الحسين ، قال : حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم أجمعين قال : سمعت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :


«الإيمان معرفة بالقلب وإقرار باللسان ، وعمل بالأركان».

قال الإمام أحمد : لو قرئت هذا الاسناد على مجنون لبرء من جنونه ، قيل : إنّه قرأه على مصروع ، فأفاق.

ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزى المتوفى سنة ١٢٩٣ في «ينابيع المودة» (ص ١٢ ج ٣ ط مطبعة العرفان ببيروت) قال :

وفي سنن ابن ماجة حدّثنا سهل بن أبي سهل ومحمّد بن إسماعيل قالا : حدّثنا أبو الصّلت عبد السلام بن صالح بن سليمان الهروي قال : حدّثنا عليّ الرّضا بن موسى.

فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «نزهة المجالس» لكنّه أسند قوله : لو قرأ إلخ ـ إلى أبى الصّلت قال أبو الصّلت : لو قرء هذا الاسناد على مجنون لبرء من جنونه.

ومنهم العلامة البدخشي في «مفتاح النجا في مناقب آل العبا» (المخطوط ص ١٨٠) قال :

وحديث أبي الصّلت قال : كنت مع عليّ بن موسى الرضا رضي‌الله‌عنه وقد دخل نيسابور وهو راكب بغلة شهباء فغدا إلى طلبه علماء البلد احمد بن حرب وياسين ابن النضر ويحيى بن يحيى وعدّة من أهل العلم فتعلّقوا بلجامه ، فقالوا بحقّ آبائك الطاهرين حدّثنا بحديث سمعته من أبيك قال : حدّثني أبي العبد الصالح موسى بن جعفر ، قال حدّثني أبي الصادق جعفر بن محمّد ، قال : حدّثنى أبى باقر علم الأنبياء محمّد بن عليّ ، قال حدّثني أبي سيّد العابدين عليّ بن الحسين ، قال حدّثنى أبي سيّد شباب أهل الجنّة الحسين بن عليّ ، قال سمعت أبي سيّد العرب عليّ ابن أبي طالب.

فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «نزهة المجالس»


سبب شهادته عليه‌السلام

رواه القوم

منهم العلامة البدخشي في «مفتاح النجا» (ص ١٨١ مخطوط)

وروي عن محمّد بن عليّ بن حمزة بن منصور بن بشير عن أخيه قال : أمرنى المأمون أن اطوّل اظفاري على العادة ولا أظهر لأحد ذلك ثمّ استدعاني فأخرج لي شيئا يشبه التمر الهندي وقال : اعجن هذا بيديك جميعا ففعلت ثمّ قام وتركني ودخل على الرضا رضي‌الله‌عنه فقال له ما خبرك؟ قال أرجو أن أكون صالحا قال المأمون وأنا اليوم بحمد الله صالح.

ثمّ دعاني وقال ايتنا برمّان فأتيته فقال لي اعتصره بيديك ففعلت وسقاه المأمون للرّضا رضي‌الله‌عنه بيده وكان ذلك سبب وفاته ، ولم يلبث إلّا يومين حتّى مات.

قال : وروي عن أبى الصّلت قال : دخلت على الرّضا رضي‌الله‌عنه وقد خرج المأمون من عنده فقال لي يا أبا الصلت قد فعلوها وجعل يوحّد الله ويمجّده.

ومنهم العلامة قاضى القضاة المولى صدر جهان أبي عمر منهاج الدين عثمان بن محمد الجوزجاني الحنفي المتوفى سنة ٦٥٨ في «طبقات ناصري» (ص ١١٣ ط يوهني محله)

إنّ المأمون أرسل رجاء بن أبي الضحاك وأحضره عليه‌السلام بخراسان وأخذ له البيعة بالخلافة بعده باشارة فضل بن سهل فاغتاظ العباسيّون لذلك فخلعوه عن الخلافة ، وبايعوا ابراهيم بن المهدي ، فندم المأمون وسمّه عليه‌السلام.


نبذة من كلماته عليه‌السلام

منها

إنّ الله هو المالك إنّ الله هو المالك لما ملّكهم ، والقادر على ما أقدرهم ، فإن ائتمر العباد بطاعته لم يكن الله عنها صادا ، وان ائتمر بمعصيته فشاء أن يحول بينهم وبين ذلك فعل ، وإن لم يحل وفعلوا فليس هو الّذي أدخلهم فيه.

رواه العلامة المعاصر الشيخ محمّد مصطفى أبو العلاء المصري المالكي في «حديث الإسلام» (ج ١ ص ١٩٨ ط مصطفى الحلبي)

ومن كلامه عليه‌السلام

أعظم الرزايا موت العلماء.

رواه العلامة العارف الشيخ ضياء الدّين عبد العزيز بن أحمد الدّيريني المتوفى سنة ٦٩٤ في «طهارة القلوب» (ص ٢١٨ ط محمّد على صبيح بالقاهرة).

ومن كلامه عليه‌السلام

أيّها الناس إنّ لنا عليكم حقّا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولكم علينا حقّ به ، فإذا أدّيتم إلينا ذلك وجب لكم علينا الحكم والسلام.

قاله عليه‌السلام حين قال له المأمون : قم واخطب الناس ، فقام وتكلّم فحمد الله وأثنى عليه وثنى بذكر نبيّه محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقاله.

رواه ابن الصّباغ المالكي في «الفصول المهمّة» (ص ٢٣٨ ط الغرى).


ومن كلامه عليه‌السلام

القناعة تجمع إلى صيانة النفس ، وعزّ القدرة طرح موتة الاستكثار والتعبّد لأهل الدّنيا ، ولا ملك طريق القناعة إلّا رجلان إمّا متقلّل يريد أجر الآخرة ، أو كريم يتنزّه عن آثام الدنيا.

رواه العلامة النسابة الشيخ شهاب الدين أحمد النويرى في «نهاية الارب»

ومن كلامه عليه‌السلام

لأخيه زيد حين جنى : يا زيد لعلّه غرّك قول أهل دار البطيخ بالكوفة : إنّ فاطمة عليها‌السلام أحصنت فرجها فحرّم الله ذرّيتها على النار ، أتدري لمن ذلك إنّما هو للحسن والحسين ، يا زيد لئن كانا بطاعتهما وطهارتهما يدخلان الجنّة وتدخلها أنت بمعصيتك انّك لخير منهما.

رواه العلامة الزمخشري في «ربيع الأبرار» (ص ١٢٦ مخطوط).

ومن كلامه عليه‌السلام

اعذر أخاك على ذنوبه

واصبر وغطّ على عيوبه

واصبر على سفه السفيه

وللزّمان على خطوبه

ودع الجواب تفضّلا

وكل الظلوم إلى حسيبه

رواه الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ٢٠٩ ط العثمانية بمصر).

عن أبى الحسين القرظي عن أبيه قال : حضرنا مجلس أبى الحسن الرّضا فجاء رجل فشكا عليه أخا له فأنشأ الرّضا يقوله.


ومن كلامه عليه‌السلام

من صام أوّل يوم من رجب رغبة في ثواب الله وجبت له الجنّة ، ومن صام يوما من وسطه شفع في مثل ربيعة ومضر ، ومن صام يوما في آخره جعله الله من أملاك الجنّة وشفّعه الله في امّه وأبيه وإخوانه وأعمامه وأخواله وخالاته ومعارفه وجيرانه وإن كان فيهم من هو مستوجب النار.

رواه في «نور الأبصار» (ص ٢٠٩ ط العثمانية بمصر)

ومن كلامه عليه‌السلام

أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلاث مواطن : يوم يولد المولود ويخرج من بطن امّه فيرى الدنيا ، ويوم يموت فيعاين الآخرة وأهلها ، ويوم يبعث فيرى أحكاما لم يرها في دار الدنيا وقد سلّم الله على يحيى في هذه الثلاثة المواطن وآمن روعته فقال : وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيّا.

وقد سلّم عيسى بن مريم على نفسه في هذه الثلاثة المواطن أيضا فقال : (وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا).

رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢٣٥ ط الغرى) عن ياسر الخادم قال : سمعت أبا الحسن عليّ موسى الرضا يقوله

ورواه في «نور الأبصار» (ص ٢٠٨ ط العثمانية بمصر)

ومن كلامه عليه‌السلام

كان يوسف بن يعقوب نبيّا فلبس أقبية الديباج المزورة بالذهب والقباطي المنسوجة بالذّهب وجلس على متكئات آل فرعون وحكم وأمر ونهى ، وإنّما يراد


عن الإمام قسط وعدل إذا قال صدق وإذا حكم عدل وإذا وعد أنجز ، إنّ الله لم يحرّم ملبوسا ولا مطعما وتلا قوله تعالى : (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ).

قاله عليه‌السلام حين دخل على عليّ بن موسى الرّضا عليه‌السلام بنيشابور قوم من الصوفية فقالوا إنّ أمير المؤمنين المأمون لمّا نظر فيما ولّاه من الأمور فرآكم أهل البيت أولى من قام بأمر الناس ، ثمّ نظر في أهل البيت فرآك أولى بالنّاس من كلّ واحد منهم فردّ هذا الأمر إليك ، والإمامة تحتاج الى من يأكل الخشن ويلبس الخشن ويركب الحمار ويعود المريض ويشيّع الجنائز قال : وكان الرضا متكئا فاستوى جالسا ثمّ قاله

رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢٣٦ ط الغرى).

ورواه العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ٢١٠ ط العثمانية بمصر) ورواه العلامة ابن ابى الحديد في «شرح النهج» (ج ٣ ص ط القاهرة) لكنّه أسقط قوله : والقباطي المنسوجة ، وذكر بدل قوله جلس : يجلس ، وبدل قوله ويحكم وحكم وامر ونهى(١)

__________________

(١) قال الحافظ شهاب الدين أحمد بن على بن حجر العسقلاني في «لسان الميزان» (ج ٢ ص ٢٨٢ ط حيدرآباد الدكن)

قال الحسين بن خالد الصيرفي كنت عند على بن موسى فسألته عن شيء فأجابنى بشيء لم أفهمه فقال لي : يا أبا عبد الله الصالح فبكيت فقال لم تبكى؟ قلت فرحا بقولك لي الصالح ، فقال قال الله : (أُولئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ) الآية.

قال : فالنبيون محمد والصديقون والشهداء نحن وأنتم الصالحون ، فوالله ما نزلت الا فيكم ولا عني بها غيركم.


ومن كلامه عليه‌السلام

لما سئل عنه يكلّف الله العباد ما لا يطيقون؟ قال : هو أعدل من ذلك فقيل يستطيعون أن يفعلوا ما يريدون؟ قال : هم أعجز من ذلك.

رواه العلامة الذهبي في «تذهيب التهذيب» في فصل (المسمّين بعلي) أبى عثمان المازني.

ومن كلامه عليه‌السلام شعرا

كلّنا نأمل مدّا في الأجل

والمنايا هنّ آفات الأمل

لا يغرّنك أباطيل المنا

والزم الفصل ودع عنك العلل

إنّما الدّنيا كظلّ زائل

حلّ فيه راكب ثمّ رحل

رواه العلامة الذهبي في «تذهيب التهذيب» في فصل (المسمّين بعليّ) عن محمّد بن يحيى بن ابى عباد حدّثني عمّى قال : سمعت عليّ بن موسى الرضا يوما ينشد شعرا ، فذكرها.

قصيدة دعبل في مدح آل رسول الله

وإنشادها له عليه‌السلام

رواها جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٣٠ ط الغرى) قال:

ونقل الطوسي ره في كتابه عن أبي الصلت الهروي قال : دخل دعبل الخزاعي


على عليّ بن موسى الرضا بمرو فقال يا ابن رسول الله إنّى قلت فيكم أهل البيت قصيدة وآليت على نفسي أن لا أنشدها أحدا قبلك وأحبّ أن تسمعها منّى فقال له الإمام أبو الحسن عليّ بن موسى الرّضا : هات هات فأنشأ يقول :

ذكرت محلّ الربع من عرفات

فأجريت دمع العين على الوجنات

وقد خاننى صبري وهاجت صبابتي

رسوم ديار أقفرت وعرات

مدارس آيات خلت من تلاوة

ومنزل وحي مقفر العرصات

لال رسول الله بالخيف من منى

وبالبيت والتعريف والجمرات

ديار عليّ والحسين وجعفر

وحمزة والسجّاد ذي الثفنات

ديار لعبد الله والفضل صنوه

نجىّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في الخلوات

منازل كانت للصّلاة وللتقى

وللصوم والتطهير والحسنات

منازل جبريل الأمين يحلّها

من الله بالتسليم والرّحمات

منازل وحي الله معدن علمه

سبيل رشاد واضح الطرقات

قفا نسأل الدّار الّتى حفّ أهلها

متى عهدهم بالصّوم والصلوات

فأين الاولى شطت بهم غربة النوى

فأمسين في الأقطار مفترقات

أحبّ قصى الدار من أجل حبّهم

وأهجر فيهم أسرتى وثقات

وهم آل ميراث النبيّ إذا انتموا

فهم خير سادات وخير حماة

مطاعيم في الإعسار في كلّ مشهد

لقد شرّفوا بالفضل والبركات

أئمّة عدل يقتدى بفعالهم

ويؤمن فيهم زلّة العثرات

فيا ربّ زد قلبي هدى وبصيرة

وزد حبّهم يا ربّ في حسناتي

لقد آمنت نفسي بهم في حياتها

وإنّى لأرجو الأمن بعد وفاتي

ألم تر أنّي مذ ثلاثين حجّة

أروح وأغدو دائم الحسرات

(احقاق الحق مجلد ١٢ ج ٢٥)


أرى فيئهم في غيرهم متقسّما

وأيديهم من فيئهم صفرات

إذا وتروا مدّوا إلى أهل وترهم

أكفّا عن الأوتار منقبضات

وآل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نحف جسومهم

وآل زياد غلظوا الفقرات

سأبكيهم ما ذرّ في الأفق شارق

ونادى منادي الخير بالصلوات

وما طلعت شمس وحان غروبها

وبالليل أبكيهم وبالغدوات

ديار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أصبحن بلقعا

وآل زياد تسكن الحجرات

وآل زياد في القصور مصونة

وآل رسول الله في الفلوات

فلو لا الّذي أرجوه في اليوم أوغد

تقطع نفسي أثرهم حسرات

خروج إمام لا محالة خارج

يقوم على اسم الله بالبركات

يميّز فينا كلّ حقّ وباطل

ويجزى على النعماء والنقمات

فيا نفس طيبي ثمّ يا نفس فاصبرى

فغير بعيد كلّما هو آت

وهي قصيدة طويلة عدد أبياتها مائة وعشرون اقتصرت منها على هذا القدر.

ولمّا فرغ دعبل (ره) من إنشادها نهض أبو الحسن الرّضا عليه‌السلام وقال لا تبرح فأنفذ إليه صرّة فيها مائة دينار واعتذر اليه فردّها دعبل وقال والله ما لهذا جئت وإنّما جئت للسلام عليه والتبرك بالنظر إلى وجهه الميمون وانّى لفي غنى فإن رأى أن يعطيني شيئا من ثيابه للتبرك فهو أحبّ إلىّ ، فأعطاه الرّضا جبّة خزّ وردّ عليه الصرّة وقال للغلام قل له خذها ولا تردّها فانّك ستصرفها أحوج ما تكون إليها فأخذها وأخذ الجبّة.

ثمّ أقام بمرو مدّة فتجهّزت قافلة تريد العراق فتجهّز صحبتها فخرج عليهم اللصوص في أثناء الطريق ونهبوا القافلة عن آخرها ولزموا جماعة من أهلها فكتفوهم وأخذوا ما معهم ومن جملتهم دعبل فساروا بهم غير بعيد ثمّ جلسوا يقتسمون أموالهم فتمثّل مقدم اللصوص وكبيرهم يقول :


أرى فيئهم في غيرهم متقسمّا

وأيديهم من فيئهم صفرات

ودعبل يسمعه فقال أتعرف هذا البيت لمن؟ قال وكيف لا أعرفه وهو لرجل من خزاعة يقال له دعبل شاعر أهل البيت عليهم‌السلام قاله في قصيدة مدحهم بها فقال دعبل فأنا والله صاحب القصيدة وقائلها فيهم فقال ويلك أنظر ما ذا تقول قال والله الأمر أشهر من ذلك واسأل أهل القافلة وهؤلاء الممسوكين معكم يخبروكم بذلك فسألهم فقالوا بأسرهم هذا دعبل الخزاعي شاعر أهل البيت المعروف الموصوف ثمّ إنّ دعبل أنشدهم القصيدة من أوّلها إلى آخرها عن ظهر قلب فقالوا قد وجب حقّك علينا وقد أطلقنا القافلة ورددنا جميع ما أخذنا منها إكراما لك يا شاعر أهل البيت ثمّ إنّهم أخذوا دعبل وتوجّهوا به إلى قم ووصلوه بمال وسئلوه في بيع الجبّة الّتى أعطاها له أبو الحسن الرّضا ودفعوا له فيها ألف دينار فقال لا أبيعها وإنّما أخذتها للتبرك معى من أثره ، ثمّ إنّه رحل من عندهم من قم بعد ثلاثة أيّام فلمّا صار خارج البلد على نحو ثلاثة أميال وقيل ثلاثة أيّام خرج عليه قوم من أحداثهم أخذوا الجبّة منه فرجع إلى قم وأخبر كبارهم بذلك فأخذوا الجبّة منهم وردّوها عليه ثمّ قالوا نخشى أن تؤخذ هذه الجبّة منك يأخذها غيرنا ثمّ لا ترجع إليك ، فبالله إلّا ما أخذت الألف وتركتها فأخذ الألف منهم وأعطاهم الجبّة ثمّ سافر عنهم.

وعن أبى الصّلت (ره) قال قال دعبل رضى الله عنه لمّا أنشدت مولاي الرّضا هذه القصيدة وانتهيت إلى قولي :

خروج امام لا محالة قائم

يقوم على اسم الله والبركات

يميّز فينا كلّ حقّ وباطل

ويجزى على النعماء والنقمات

بكى الرّضا ثمّ رفع رأسه وقال يا خزاعى نطق روح القدس على لسانك بهذا البيت أتدري من هذا الإمام الّذى تقول؟ قلت : لا أدرى إلّا أنّى سمعت يا مولاي


بخروج إمام منكم يملأ الأرض عدلا فقال : يا دعبل الإمام بعدي محمّد ابني وبعده عليّ ابنه وبعد عليّ ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه الحجّة القائم المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره ولو لم يبق من الدّنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يخرج فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.

ومنهم العلامة الحموينى في «فرائد السمطين» (مخطوط)

روى الحديث بإسناده الطويل عن أبى الصّلت بعين ما نقله عنه في «الفصول المهمّة» مع زيادة.

ومنهم القاضي ابو على الحسن بن على بن داود التنوخي المتوفى سنة ٣٨٤ في «الفرج بعد الشدة» (ص ٣٢٩ ط القاهرة)

روى عن دعبل بن عليّ الخزاعي الشاعر قال : لمّا قلت قصيدة «مدارس آيات خلت من تلاوة» قصدت بها أبا الحسن عليّ بن موسى الرّضا رضوان الله عليهم أجمعين وهو بخراسان ولىّ عهد المأمون ، فوصلت إليه ، فأنشدته فاستحسنها ، وقال : لا تنشدها لأحد حتّى آمرك واتّصل خبري بالمأمون ، فأحضرنى وسألني عن خبري ثمّ قال لي : يا دعبل أنشدنى «مدارس آيات خلت من تلاوة».

فقلت : لا أعرفها يا أمير المؤمنين ، فقال : يا غلام أحضر أبا الحسن عليّ بن موسى قال : فلم يكن بأسرع من أن احضر ، فقال له يا أبا الحسن سألت دعبلا عن «مدارس آيات» فذكر أنّه لا يعرفها ، فالتفت إلىّ أبو الحسن فقال : أنشده يا دعبل فأنشدت القصيدة ولم ينكر ذلك المأمون الى أن بلغت إلى بيت فيها وهو هذا.

قال رسول الله هب لي رقابهم

وآل زياد غلظ الرّقاب

ثمّ تممتها إلى آخرها ، فاستحسنها وأمر لي بخمسين ألف درهم وأمر لي عليّ بن موسى بقريب منها ، فقلت له : يا سيّدى أريد أن تهب لي ثوبا يلي بدنك أتبرّك به وأجعله كفنا ، فوهب لي قميصا قد ابتذله ومنشفة وأظنّه قال : وسراويل قال : ووصلني ذو الرياستين


وحملني علي برذون أصغر خراساني ، فكنت أسايره في يوم مطير وعليه ممطر خزّ وبرنس ومنشفة ، فأمر لي به ودعى بغيره جديدا ، فلبسه ، وقال إنّما آثرتك باللبس لأنّه خزّ الممطرين.

قال : فأعطيت به ثمانين دينارا ، فلم تطب نفسي ببيعه وقضيت حاجتي وكررت راجعا إلى العراق فلمّا صرت بعض الطريق خرج علينا أكراد يعرفون بالسرنجان فسلبوني وسلبوا القافلة ، وكان ذلك في يوم مطير ، فاعتزلت في قميص خلق قد بقي عليّ وأنا متأسّف من دون ما كان معى على القميص والمنشفة اللذين وهبهما لي عليّ بن موسى الرّضا رضي‌الله‌عنهما إذ مرّبى واحد من الأكراد تحته الأصفر الّذى حملني عليه ذو الرياستين وعليه الممطر الخزّ ثمّ وقف بالقرب منى وابتدأ ينشد : «مدارس آيات» ويبكى ، فلمّا رأيت ذلك عجبت من لصّ يتشيّع ، ثمّ طمعت في القميص والمنشفة.

فقلت : يا سيّدي لمن هذه القصيدة؟ فقال : وما أنت وذلك ويلك.

فقلت له : فيه سبب أخبرك به ، فقال : هي أشهر بصاحبها من أن يجهل ، فقلت : ومن هو؟

قال : دعبل بن عليّ الخزاعي شاعر آل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقلت : يا سيّدى أنا والله دعبل وهذه قصيدتي ، فقال : ويلك ما تقول؟

قلت : الأمر أشهر من ذلك ، فاسأل أهل القافلة بصحّة ما أخبرتك به ، فقال لا جرم والله ولا يذهب من القافلة خلالة فما فوقها ، ثمّ نادي في الناس من أخذ شيئا يردّه على صاحبه ، فردّوا على الناس أمتعتهم وعلىّ جميع ما كان معى ما فقد أحد عقالا ثمّ انصرفنا إلى شأننا.

فقال راوي هذا الخبر عن دعبل : فحدثت بهذا الحديث على بن بهزا الكردي فقال لي : ذلك والله أبى الّذي فعل هذا.


ومنهم العلامة الشهير سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٢٣٨ ط الغرى)

ذكر من قصيدة دعبل البيت البيت : ٣ و ٤ و ٥ و ١٠ و ١١ و ١٢ و ١٣ و ١٨ و ١٩ و ٢١ و ٢٥ و ٢٦ و ٢٧ و ٢٨ و ٢٩.

لكنّه ذكر بدل كلمة مقفر ، موحش ، وبدل قوله : غلّظوا الفقرات غلظة وبدل قوله : وأهجر فيهم أسرتي وثقاتي ، وأهجر فيكم زوجتي وبناتي ، وبدل قوله فأمسين في الأقطار ، أفانين بالأطواف وذكر جملة أخرى من أبياتها وهي :

واكتم حبّكم مخافة كاشح

عنيف لأهل الحقّ غير موات

قبور بكوفان وأخرى بطيبة

وأخرى بفخّ نالها صلواتي

وأخرى بأرض الجوزجان محلّها

وقبر بباخمرى لدي الغربات

وقبر ببغداد لنفس زكيّة

تضمّنها الرحمن في الغرفات

فأمّا الممضّات الّتي ليس بالغا

مبالغها منّى بكنه صفات

نفوس لدى النهرين من أرض كربلا

معرّسهم فيها بشطّ فرات

تقسّمهم نهب المنون فما ترى

لهم عفرة مغشيّة الحجرات

وقد كان منهم بالحجون وأهلها

ميامين نحّارون في السنوات

إذا فخروا يوما أتوا بمحمّد

وجبريل والقرآن ذي السورات

ملامك في أهل النبيّ فإنّهم

أودّ اى ما عاشوا وأهل ثقاتي

تخيّرتهم رشدا لأمرى لأنّهم

على كلّ حال خيرة الخيرات

فيا ربّ زدني في يقيني بصيرة

وزد حبّهم يا ربّ في حسناتي

بنفسي أنتم من كهول وفتية

لفكّ عناة أو لحمل ديات

لقد خفت في الدنيا وأيّام عيشها

وإنّى لأرجو الأمن بعد وفاتي


ومنهم العلامة الشيخ عبد الله بن محمد بن عامر الشبراويّ الشافعي المصري في «الإتحاف بحب الاشراف» (ص ٦٠ ط مصطفى الحلبي بمصر) قال :

ونقل الطوسي في كتابه عن أبى الصّلت الهروي قال : دخل دعبل الخزاعي على عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلام بمرو فساق الحديث بعين ما تقدّم نقله عن «الفصول المهمة» ومنهم العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي الشامي المتوفى سنة ٦٥٤ في «مطالب السؤول في مناقب آل الرسول» (ص ٨٥ ط طهران) قال :

ومنها حديث دعبل بن على الخزاعي الشاعر قال دعبل : لما قلت (مدارس آيات خلت إلخ) قصدت بها أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلام وهو بخراسان وليّ عهد المأمون فأحضرنى وسألنى عن خبري.

ثمّ قال لي يا دعبل انشدنى (مدارس آيات خلت من تلاوة) فقلت ما أعرفها يا أمير المؤمنين فقال يا غلام احضر أبا الحسن عليّ بن موسى الرّضا فلم يكن إلّا ساعة حتّى حضر فقال له يا أبا الحسن سألت دعبلا (مدارس آيات خلت من تلاوة) فذكر أنّه لا يعرفها

فقال لي أبو الحسن يا دعبل أنشد أمير المؤمنين فأخذت فيها فأنشدتها فاستحسنها فأمرني بخمسين ألف درهم وأمر لي أبو الحسن الرّضا بقريب من ذلك فقلت يا سيّدى إن رأيت أن تهبني شيئا من ثيابك ليكون كفني فقال نعم ، ثمّ دفع لي قميصا قد ابتذله ومنشفة لطيفة وقال لي احفظ هذا تحرس به ـ إلى أن قال :

ثمّ كررت راجعا إلى العراق فلمّا صرت في بعض الطريق خرج علينا الأكراد فأخذونا وكان ذلك اليوم يوما مطيرا فبقيت في قميص خلق وضرّ شديد متأسف من جميع ما كان معى على القميص والمنشفة ومفكّر في قول سيّدى الرّضا ، إذ مرّ بى من الأكراد الحرامية ـ إلى أن قال : ووقف بالقرب منّى ليجتمع اليه أصحابه وهو ينشد :


(مدارس آيات خلت من تلاوة) ويبكى فلمّا رأيت ذلك عجبت من لصّ من الأكراد يتشيّع ثمّ طمعت في القميص والمنشفة.

فقلت يا سيّدى لمن هذه القصيدة؟ فقال وما أنت وذلك ويلك فقلت لي فيه سبب أخبرك به فقال هي أشهر بصاحبها من أن تجهل فقلت من؟

فقال : دعبل بن على الخزاعي شاعر آل محمّد جزاه الله خيرا قلت له يا سيّدى فأنا والله دعبل وهذه قصيدتي قال ويلك ما تقول قلت الأمر أشهر في ذلك فاسأل أهل القافلة فاستحضر منهم جماعة وسألهم عنّى فقالوا بأسرهم هذا دعبل بن علي الخزاعي فقال قد أطلقت كلما أخذ من القافلة خلالة فما فوقها كرامة لك ثمّ نادى في أصحابه من أخذ شيئا فليردّه فرجع على الناس جميع ما أخذ منهم ورجع إلىّ جميع ما كان معى ثمّ بدرقنا إلى الماء فحرست أنا والقافلة ببركة ذلك القميص والمنشفة.

وأورد بعد ذكر الواقعة بعض أبيات القصيدة وهي من أوّل القصيدة إلى البيت التاسع على الترتيب المتقدم عن «الفصول المهمّة» ثمّ ذكر الحاديعشر ، لكنّه ذكر بدل كلمة فأمسين : أفانين والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر والتاسع عشر والرابع والعشرين ، لكنه ذكر بدل قوله تسكن الحجرات : أصبحت غمرات ، والخامس والعشرين وزاد في أثنائها وآخرها أبياتا أخرى وهي :

ديار عفاها جور كلّ منابذ

ولم تعف بالأيّام والسنوات

منازل وحي الله ينزل حولها

على أحمد الروحات والغدوات

إذا لم نناج الله في صلواتنا

بذكرهم لم تقبل الصلوات

وآل رسول الله غلّت رقابهم

وآل زياد غلّظ القصرات

وآل رسول الله تدمي نحورهم

وآل زياد زيّنوا الحجلات

وآل رسول الله تسبي حريمهم

وآل زياد آمنوا السربات

فيا وارثي علم النبيّ وآله

عليكم سلام دائم النفحات


لقد آمنت نفسي بكم في حياتها

وإنّي لأرجو الأمن بعد مماتي

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ٢٠٦ ط العثمانية بمصر) ذكر ما تقدّم عن «الفصول المهمّة» بعينه من أوّله إلى قوله في الآخر : أتدري من هذا الإمام ، وزاد في أبيات القصيدة قوله :

وفلّ عرى صبري وهاجت صبابتي

رسوم ديار اقفرت وعرات

أشعار أبى نواس في مدحه عليه‌السلام

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة البدخشي في «مفتاح النجا» (ص ١٧٩ مخطوط) قال : وذكر العلامة شمس الدين أحمد بن محمّد بن إبراهيم الإربلي المعروف بابن خلّكان في تاريخه أنّ بعض أصحاب أبى نواس الحسن بن هاني الحكم الشاعر المشهور قال له : ما رأيت أوقح منك ما تركت شيئا إلّا قلت فيه شعرا وهذا عليّ بن موسى الرضا في عصرك لم تقل فيه شيئا فقال والله ما تركت ذلك إلّا إعظاما له وليس قدر مثلي أن يقول في مثله ثمّ أنشد بعد ساعة هذا الأبيات :

قيل لي أنت أحسن الناس طرّا

في فنون من المقال النبيه

لك من جيّد المديح قريض

يثمر الدرّ في يدي مجتنيه

فعلى ما تركت مدح ابن موسى

والخصال الّتي تجمّعن فيه

قلت لا أستطيع مدح امام

كان جبريل خادما لأبيه

ومنهم علامة علم المسالك والممالك الشيخ مطهر بن طاهر المقدسي في «البدء والتاريخ» (ج ١ ص ١٨١ ط مطبعة الخانجى بمصر) قال :

واحتجّ بعض المتأخرين بقول شاعر يمدح ابن موسى الرّضا ويقال : ه


لأبي نواس «خفيف» :

«قيل لي أنت أوحد الناس في ك

لّ مقال من الكلام النبيه»

«لك من جيّد الكلام نظام

يجتنى الّدرّ من يدي مجتنيه»

«فلما ذا تركت مدح ابن موسى

والخصال الّتي تجمعن فيه»

«قلت : لا أهتدي لمدح امام

كان جبريل خادما لأبيه»

ومنهم العلامة السيد عباس المكي في «نزهة الجليس» (ج ١ ص ٢٦٦) ذكر أبيات أبي نواس هكذا :

«قيل لي أنت أفصح الناس طرّا

في المعاني وفي الكلام النبيه»

«لك من جيّد القريض مديح

ينثر الدّر من يدي مجتنيه»

«فلما ذا لم تمتدح نجل موسى

والصفات الّتي تحكّمن فيه»

«قلت لا أستطيع مدح إمام

كان جبريل خادما لأبيه»

ثمّ قال : لا شكّ أنّ ناظم هذا العقد الجوهر ، يغفر الله ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر.

ومنهم العلامة اليافعي الشافعي المتوفى سنة ٧٦٨ في «مرآة الجنان» (ج ٢ ص ١٢ ط حيدرآباد)

ذكر قول أبي نواس وأبياته بعين ما تقدّم عن «مفتاح النجا».

ومنهم العلامة الذهبي في «تذهيب التهذيب» (فصل المسمين بعلى) ذكر أبيات أبي نواس بعين ما تقدّم عن «مفتاح النجا»

ومنهم العلامة ابن طولون الدمشقي في «الشذرات الذهبية» (ص ٩٧ طبع بيروت)

ذكر قول أبي نواس وأبياته بعين ما تقدّم عن «مفتاح النجا».


أشعار أخرى له ايضا في مدحه عليه‌السلام

رواه جماعة من أعلام القوم

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٢٩ ط الغرى) قال:

وعن محمّد بن يحيى الفارسي قال نظر أبو نواس الى عليّ الرّضا بن موسى ذات يوم وقد خرج من عند المأمون على بغلة له فارهة ، فدنا منه وسلّم عليه وقال يا ابن رسول الله قلت فيك أبياتا أحبّ أن تسمعها منّى فقال له قل فأنشأ أبو نواس يقول :

مطهّرون نقيّات ثيابهم

تجرى الصلاة عليهم كلّما ذكروا

من لم يكن علويّا حين تنسبه

فما له في قديم الدهر مفتخر

أولئك القوم أهل البيت عندهم

علم الكتاب وما جاءت به السور

قال : قد جئنا بأبيات ما سبقك بها أحد ما معك يا غلام عن فاضل نفقتنا؟ قال ثلاثمائة دينار قال ادفعها اليه ثمّ بعد أن ذهب إلى بيته قال لعلّه استقلّها سق يا غلام اليه بغلة.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ٢٠٦ ط العثمانية بمصر) روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة»

ومنهم العلامة الشبراويّ في «الإتحاف بحب الاشراف» (ص ٦٠ ط مصر).

ومنهم العلامة السيد عباس المكي في «نزهة الجليس» (ج ٢ ص ٦٥)

ذكر البيتين الأوّلين لكنّه ذكر بدل كلمة ثيابهم : جيوبهم وبدل كلمة كلّما : أينما ، ثمّ ذكر البيتين الآخرين هكذا :

الله لمّا برى خلقا وأتقنهم

صفاكم واصطفاكم أيّها البشر

فأنتم الملأ الأعلى وعندكم

علم الكتاب وما جاءت به السور


أشعار ابراهيم بن اسماعيل في مدحه عليه‌السلام

رواه القوم :

منهم العلامة الشيخ شهاب الدين أحمد النويرى في «نهاية الارب» (ج ٥ ص ١٦٧ ط القاهرة) قال :

قال إبراهيم بن إسماعيل في عليّ بن موسى الرّضا :

إنّ الرزيّة يا ابن موسى لم تدع

في العين بعدك للمصائب مدمعا

والصبر يحمد في المواطن كلّها

والصبر أن نبكي عليك ونجزعا (١)

__________________

(١) قال العلامة النسابة الشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويرى المصري في كتابه «نهاية الارب» (ج ٥ ص ١٦٦ طبع القاهرة) :

ودخل البلاذري على على بن موسى الرضا يعزيه بابنه فقال : أنت تجل عن وصفنا ، ونحن نقصر عن عظتك ، وفي علمك ما كفاك ، وفي ثواب الله ما عزاك.



الامام التاسع

محمد بن على الجواد عليه‌السلام


تاريخ ولادته ووفاته عليه‌السلام

نذكر في ذلك كلام جماعة :

منهم العلامة الكنجي في «كفاية الطالب» (ص ٣١٠ ط الغرى) قال :

الامام بعد الرضا الجواد محمّد المرتضى كان مولده في شهر رمضان سنة خمس وتسعين ومائة وقبض ببغداد في ذى القعدة سنة عشرين ومأتين وله يومئذ خمس وعشرون سنة ودفن مع جدّه موسى عليه‌السلام وخلّف من الولد الهادي عليّا عليه‌السلام.

ومنهم العلامة الخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» (ج ٣ ص ٥٥ ط مصر) قال :

أخبرني علي بن أبى على ، حدّثنا الحسن بن الحسين الثعالبي ، أخبرنا أحمد ابن عبد الله الذارع ، حدّثنا حرب بن محمّد المؤدب ، حدّثنا الحسن بن محمّد العمى البصري حدثني أبى ، حدّثنا محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن سنان قال : مضى أبو جعفر محمّد بن عليّ وهو ابن خمس وعشرين سنة وثلاثة أشهر واثنى عشر يوما ، وكان مولده سنة مائة وخمس وتسعين من الهجرة ، وقبض في يوم الثلاثاء لستّ ليال خلون من ذي الحجّة سنة مأتين وعشرين.

أنبأنا إبراهيم بن مخلد أخبرنا عبد الله بن إسحاق البغوي ، أخبرنا الحارث ابن محمّد ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : سنة عشرين ومأتين فيها توفّى محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ ببغداد.

ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السؤول» (ص ٨٧ ط طهران) قال :

أمّا ولادته ففي ليلة الجمعة تاسع عشر رمضان سنة مائة وخمس وتسعين وقيل


عاشر رجب منها ـ أما نسبه فأبوه أبو الحسن عليّ الرّضا بن موسى الكاظم (إلى أن قال) وأمّا عمره فانّه مات في ذى الحجّة من سنة مأتين وعشرين فيكون عمره خمسا وعشرين سنة(١).

ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٦٨ ط الغرى) قال :

ولد (اى محمّد الجواد) سنة خمس وتسعين ومائة من الهجرة وتوفى سنة مائتين وعشرين وهو ابن خمس وعشرين سنة وكان على منهاج أبيه في العلم والنقي والزهد والجود.

وكان يلقّب بالمرتضى والقانع وكانت وفاته ببغداد خامس ذي الحجّة ودفن إلى جانب جدّه موسى بن جعفر عليه‌السلام بمقابر قريش وقبره ظاهر يزار ، وامه سكينة وكان له أولاد المشهور منهم علىّ الامام أبو الحسن العسكري.

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٤٨ ط الغرى) قال :

ولد أبو جعفر محمّد الجواد بالمدينة تاسع عشر شهر رمضان المعظم سنة خمس وتسعين ومائة للهجرة ، وأمّا نسبه أبا وأمّا فهو محمّد الجواد بن عليّ بن موسى الكاظم ابن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام.

__________________

(١) قال في «مطالب السئول» (ص ٨٧ ط طهران) :

أما مناقبه فما اتسعت حلبات مجالها ولا امتدت اوقات آجالها بل قضت عليه الأقدار الالهية بقلة بقائه في الدنيا بحكمها واستجالها ، فقل في الدنيا مقامه وعجل القدوم عليه لزيارة حمامه فلم تطل بها مدته ، ولا امتدت فيها أيامه غير ان الله عزوجل خصه بمنقبة متأنفة في مطالع التعظيم بارقة أنوارها مرتفعة في معارج التفصيل قيمة أقدارها بادية لعقول أهل المعرفة آثارها.


وفي (ص ٢٥٧ ـ الطبع المذكور).

قبض أبو جعفر محمّد الجواد بن عليّ الرّضا عليه‌السلام ببغداد وكان سبب وصوله إليها إشخاص المعتصم له من المدينة فقدم بغداد مع زوجته امّ الفضل بنت المأمون لليلتين بقيتا من المحرّم سنة عشرين ومائتين وتوفّى بها في آخر ذى القعدة الحرام وقيل توفّى بها يوم الثلاثاء لست خلون من ذى الحجّة من السنة المذكورة ودفن في مقابر قريش في ظهر جدّه أبى الحسن موسى الكاظم ، ودخلت امرأته امّ الفضل الى قصر المعتصم فجعلت مع الحرم وكان له من العمر خمس وعشرون سنة وأشهر وكانت مدة إمامته سبعة عشر سنة (إلى أن قال) ويقال انّه مات مسموما ، وخلّف من الولد عليّا الامام وموسى وفاطمة وأمامة ابنين وابنتين.

ومنهم العلامة ابن تيمية في «منهاج السنة» (ص ١٢٧) قال :

محمّد بن عليّ الجواد كان من اعيان بنى هاشم وهو معروف بالسخاء والسودد ولهذا سمّى الجواد ومات وهو شاب ابن خمس وعشرين سنة ولد سنة خمس وتسعين بعد المائة ومات سنة عشرين أو سنة تسع عشرة بعد المائتين.

ومنهم العلامة السيد عباس بن على المكي في «نزهة الجليس» (ج ٢ ص ٦٩) قال :

وكانت ولادته يوم الثلاثاء خامس شهر رمضان وقيل منتصفه سنة خمس وسبعين ومائة وتوفّى يوم الثلاثاء لخمس خلون من ذي قعدة سنة عشرين ومأتين وقيل تسع عشرة ومائتين ببغداد ، وقيل إنّه مات مسموما سمّته زوجته ودفن عند جدّه موسى الكاظم.

(احقاق الحق مجلد ١٢ ج ٢٦)


ومنهم العلامة ابن حجر في «الصواعق» (ص ١٢٣ ط القاهرة) قال :

ثمّ قدم بها يطلب من المعتصم لليلتين بقيتا من المحرّم سنة عشرين ومأتين وتوفّي فيها في آخر ذي القعدة ودفن في مقابر قريش في ظهر جدّه الكاظم وعمره خمس وعشرون سنة ويقال : انّه سمّ أيضا عن ذكرين وبنتين أجلّهم.

ومنهم العلامة المعاصر السيد محمد عبد الغفار الهاشمي الأفغاني في كتابه «أئمة الهدى» (ص ١٣٥ ط القاهرة بمصر) قال :

خاف الملك المعتصم على ذهاب ملكه إلى الإمام محمّد الجواد له قدر عظيم علما وعملا ، فطلبه من المدينة المنورّة مع زوجته امّ الفضل بنت المأمون بن الرّشيد الى بغداد في ٢٨ من المحرّم سنة ٢٢٠ ه‍ ـ ثمّ أوعز المعتصم إلى امّ الفضل أخته زوجة الإمام فسقته سمّا وتوفّى منه في آخر ذى القعدة سنة ٢٢٠ ه‍ ودفن بمقابر قريش عند قبر جدّه الإمام موسى الكاظم وقد كان عمره ٢٥ وأشهرا رضي‌الله‌عنه وعليه‌السلام.

ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزى في «ينابيع المودة» (ج ٣ ص ١٣ ط العرفان) :

ذكر ما تقدّم عن «الصواعق» بعينه.


النص على إمامته عن أبيه الرضا عليهما‌السلام

ونذكر في ذلك أحاديث

الاول

ما رواه القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٤٧ ط الغرى)

روي عن صفوان بن يحيى قال قلت للرّضا قد كنّا نسئلك قبل أن يهب الله لك أبا جعفر من القائم بعدك؟ فتقول يهب الله لي غلاما وقد وهبك الله وأقرّ عيوننا به فإن كان كون ولا أرانا الله لك يوما فإلى من؟ فأشار بيده إلى أبي جعفر وهو قائم بين يديه وعمره إذ ذاك ثلاث سنين فقلت وهو ابن ثلاث قال وما يضرّ من ذلك فقد قام عيسى بالحجّة وهو ابن أقلّ من ثلاث سنين.

الثاني

ما رواه القوم

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٤٧ ط الغرى) قال:

وعن معمّر بن خلاد قال سمعت الرضا عليه‌السلام يقول وذكر شيئا فقال ما حاجتكم إلى ذلك هذا أبو جعفر قد أجلسته مجلسي وصيّرته مكاني وقال : إنا أهل بيت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا القذّة بالقذّة.


الثالث

ما رواه القوم

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٤٧ ط الغرى) قال:

روي عن الجيراني عن أبيه قال كنت واقفا بين يدي أبى الحسن الرّضا بخراسان فقال قائل يا سيّدى إن كان كون إلى من؟

فقال : إلى ابني أبى جعفر فكأنّ السائل استصغر من أبى جعفر فقال الرّضا إنّ الله بعث عيسى بن مريم نبيّا صاحب شريعة مبتدئة في أصغر من السنّ الّذي فيه أبو جعفر.

الرابع

ما رواه القوم

منهم العلامة خواجه بارسا البخاري في «فصل الخطاب» (على ما في «ينابيع المودة» (ص ٣٨٦ ط اسلامبول) قال :

وروي أنّ محمّد الجواد دخل على عمّ أبيه علي بن جعفر الصادق فقام واحترمه وعظمّه فقالوا : إنّك عمّ أبيه وأنت تعظمه فأخذ بيده لحيته وقال إذا لم ير الله هذه الشيبة للامامة أراها أهلا للنّار إذا لم أقرّ بإمامته.


اختبار المأمون له فوجده يخبر عن المغيبات

نقله القوم

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٤٨ ط الغرى). قال :

اتفق أنّ المأمون خرج يوما يتصيّد فاجتاز بطرف البلد وثمّ صبيان يلعبون ومحمّد الجواد واقف عندهم فلمّا أقبل المأمون فرّ الصبيان ووقف محمّد الجواد وعمره إذ ذاك تسع سنين فلمّا قرب منه الخليفة نظر إليه وكان الله تعالى ألقى في قلبه مسحة قبول ، فقال له يا غلام ما منعك أن لا تفرّ كما فرّ أصحابك فقال له محمّد الجواد مسرعا يا أمير المؤمنين فرّ أصحابي خوفا والظنّ بك حسن إنّه لا يفرّ منك من لا ذنب له ولم يكن بالطريق ضيق فانتهى عن أمير المؤمنين ، فأعجب المأمون كلامه وحسن صورته.

فقال ما اسمك يا غلام؟ فقال : محمّد بن عليّ الرّضا فترحّم الخليفة على أبيه وساق جواده الى نحوه وجهته وكان معه بزاة الصّيد فلمّا بعد عن العمارة أخذ الخليفة بازيا منها وأرسل على دراجة فغاب البازي عنه قليلا ثمّ عاد وفي منقاره سمكة صغيرة وبها بقاء من الحياة فتعجب المأمون من ذاك غاية العجب ثمّ انّه أخذ السمكة في يده وكرّ راجعا الى داره وترك الصيد في ذلك اليوم وهو متفكّر فيما صاده البازي من الجوّ فلمّا وصل موضع الصبيان وجدهم على حالهم ووجد محمّدا معهم فتفرقوا على جارى عادتهم إلّا محمّد فلمّا دنى منه الخليفة ، قال يا محمّد قال لبّيك يا امير المؤمنين قال ما في يدي فأنطقه الله تعالى بأن قال إنّ الله تعالى خلق في بحر قدرته المستمسك في الجوّ ببديع حكمته سمكا صغارا فصاد منها بزاة الخلفاء كى يختبر بها سلالة بيت المصطفى فلمّا سمع المأمون كلامه تعجّب منه وأكثر وجعل يطيل النظر فيه


وقال أنت ابن الرّضا حقّا ومن بيت المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله صدقا.

وأخذه معه واحسن إليه وقرّبه وبالغ في إكرامه وإجلاله وإعظامه فلم يزل مشفقا لما ظهر له ايضا بعد ذلك من بركاته ومكاشفاته وكراماته وفضله وعلمه وكمال عقله وظهور برهانه مع صغر سنه ولم يزل المأمون متوفرا على تبجيله وعطائه وإكرامه.

ومنهم العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السؤول» (ص ٨٧ ط طهران):

روي الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة» معنى لكنّه ذكر بدل كلمة : تسع سنين ، إحدى وعشرة سنة.

ومنهم العلامة ابن حجر في «الصواعق المحرقة» (ص ١٢٣ ط البابى بحلب)

روي الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة» بعينه

ومنهم العلامة الشيخ احمد بن يوسف الدمشقي القرمانى في «اخبار الدول وآثار الاول» (ص ١١٥ ط بغداد)

روي الحديث بمعنى ما تقدّم عن «الفصول المهمّة»

ومنهم العلّامة القندوزى في «ينابيع المودة» (ج ٣ ط العرفان)

روى الحديث بمعنى ما تقدّم عن «الفصول المهمّة» ومنهم العلامة المعاصر السيد عبد الغفار الهاشمي في «أئمة الهدى» (ص ١٢٩ ط القاهرة)

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة» ملخصا ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ٢١٧ ط العثمانية بمصر) روى الحديث بمعنى ما تقدّم عن «الفصول المهمّة»


عجز العلماء عن مناظرته عليه‌السلام

رواه جماعة من أعلام القوم

منهم العلامة المحدث الحافظ الميرزا محمد خان بن رستم خان المعتمد البدخشي في كتابه «مفتاح النجا في مناقب آل العبا» (المخطوط ص ١٨٤) قال في شرح أحوال الرضا عليه‌السلام :

وأراد (اى المأمون) أن ينكحه (اى ابن الرضا) ابنته امّ الفضل (١) فشقّ ذلك على العبّاسيّين وخافوا أن ينتهى الأمر معه إلى ما انتهى مع الرّضا رضي‌الله‌عنه ، فمنعوه من ذلك فذكر لهم انّه انّما اختاره لتبريزه على كافّة أهل الفضل علما ومعرفة مع حداثته فنازعوا في اتّصاف ابى جعفر رضي‌الله‌عنه بذلك وقالوا قد رضينا لك يا أمير المؤمنين ولأنفسنا بامتحانه فخلّ بيننا وبينه لنرسل إليه من يسأله بحضرتك عن شيء من فقه الشريعة فان أصاب في الجواب لم يكن لنا اعتراض في أمره

__________________

(١) قال العلامة القاضي الرشيد أبو الحسن احمد بن القاضي الرشيد ابن الزبير من اعيان القرن الخامس في «الذخائر والتحف» (ص ١٠١ ط كويت).

قال : قال الريان بن ابن خال المعتصم : لما أراد عبد الله المأمون بالله أن يزوج ابنته ام الفضل بابى جعفر محمد بن على الرضا اجتمع اليه أهل بيته وعلية الناس (اى اشرافهم) فعقد بينهما النكاح وأولم عليها المأمون وليمة عظيمة وذلك في سنة اثنتين ومأتين وجلس الناس على مراتبهم الخاص والعام.

قال الريان فانى كذلك إذ سمعت كلاما كأنه من كلام الملاحين في مجاوباتهم فإذا بالخدم يجرون سفينة من فضة فيها قلوس من إبريسم مملوءة غالية فخضبوا لحى أهل الخاصة بها ، ثم مدوا الزورق الى أهل العامة فطيبوهم.


وان عجز عن ذلك قد كفينا الخطب في معناه فقال لهم المأمون شأنكم وذاك متى أردتم ، فخرجوا من عنده وأجمع رأيهم على يحيى بن أكثم وهو يومئذ قاضي القضاة على أن يسأله مسألة لا يعرف الجواب عنها فاجتمعوا في اليوم الموعود وحضر معهم يحيى بن أكثم وجلس المأمون وأبو جعفر في مكانهما فسأل يحيى أبا جعفر رضي‌الله‌عنه مسائل وأجابه أبو جعفر بأحسن جواب.

فقال المأمون يا أبا جعفر إن أردت أن تسأل يحيى ولو مسألة واحدة ، فقال : أبو جعفر رضي‌الله‌عنه ليحيى أسألك؟ قال ذلك إليك جعلت فداك فان عرفت جواب ما سألتني عنه وإلّا استفدته منك.

فقال أبو جعفر رضي‌الله‌عنه ما تقول في رجل نظر إلى امرأة في أوّل النهار فكان نظره إليها حراما عليه ، فلمّا ارتفع النهار حلّت له ، فلمّا زالت الشمس حرمت عليه ، فلمّا كان وقت العصر حلّت له ، فلمّا غربت الشمس حرمت عليه ، فلمّا دخل وقت العشاء حلت له ، فلمّا كان نصف الليل حرمت عليه ، فلما طلع الفجر حلّت له ما حال هذه المرأة وبما ذا حلّت وحرمت عليه؟ قال يحيى بن أكثم والله لا أهتدي الى جواب هذه المسألة ولا أعرف الوجه فيه فان رأيت أن تفيدنا فقال له أبو جعفر رضي‌الله‌عنه : هذه أمة لرجل من الناس نظر إليها اجنبى في اول النهار فكان نظره إليها حراما عليه ، فلمّا ارتفع النهار ابتاعها من مولاها فحلّت له ، فلمّا كان الظهر أعتقها فحرمت عليه ، فلمّا كان العصر تزوجها فحلّت له ، فلمّا كان وقت المغرب ظاهر منها فحرمت عليه ، فلمّا كان وقت العشاء الآخرة كفر عن الظهار فحلّت له ، فلمّا كان نصف اللّيل طلّقها واحدة فحرمت عليه ، فلمّا كان وقت الفجر راجعها فحلّت له فلمّا فرغ أبو جعفر رضي‌الله‌عنه من كلامه أقبل المأمون على العباسيّين وقال قد عرفتم ما تنكرون ثمّ زوّجه في ذلك المجلس ابنته امّ الفضل.

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٤٩ ط الغرى)


روي الحديث بعين ما تقدّم عن «مفتاح النجا» بنحو أبسط.

ومنهم العلامة المعاصر محمّد عبد الغفار الهاشمي في «أئمة الهدى» (ص ١٢٩ ط مصر)

روي الحديث بعين ما تقدّم عن «مفتاح النجا» ملخصا

ومنهم العلامة القرمانى في «اخبار الدول وآثار الاول» (ص ١١٦ ط بغداد)

روي الحديث بعين ما تقدّم عن «مفتاح النجا» ملخصا

ومنهم العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» (ج ٣ ص ١٣ ط مطبعة العرفان ببيروت)

روي الحديث بعين ما تقدّم عن «مفتاح النجا»

ملخصا ومنهم العلامة الشبراويّ في «الإتحاف بحب الاشراف» (ص ٦٦ ط مصر).

روي الحديث بعين ما تقدّم عن «مفتاح النجا» ملخصا

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ٢١٧ ط العثمانية بمصر)

روي الحديث بعين ما تقدّم عن «مفتاح النجا» ملخصا

ومنهم العلامة ابن حجر في «الصواعق» (ص ١٢٣ ط البابى بحلب)

روي الحديث بعين ما تقدّم عن «مفتاح النجا»

حمل شجرة النبقة ببركة صلاته عليه‌السلام عندها

رواه القوم :

منهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٥١ ط مصر) قال :

حكي انّه لمّا توجّه أبو جعفر محمّد الجواد إلى المدينة الشريفة خرج معه


الناس يشيّعونه للوداع فسار إلى أن وصل الى باب الكوفة عند دار المسيّب فنزل هناك مع غروب الشمس ودخل إلى مسجد قديم مؤسس بذلك الموضع ليصلّى فيه المغرب وكان في صحن المسجد شجرة نبق لم تحمل قطّ فدعا بكوز فيه ماء فتوضأ في أصل الشجرة وقام يصلّى فصلّى معه الناس المغرب ، ثمّ تنقل بأربع ركعات وسجد بعدهن للشكر ثمّ قام فودع الناس وانصرف فأصبحت النبقة وقد حملت من ليلتها حملا حسنا فرآها الناس وقد تعجبّوا من ذلك غاية العجب.

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٥٢ ط الغرى)

روي الحديث بعين ما تقدّم عن «نور الأبصار»

ومنهم العلامة القرماني في «أخبار الدول وآثار الاول» (ص ١١٦ ط بغداد)

روي الحديث بعين ما تقدّم عن «نور الأبصار»

ومنهم العلامة النبهاني في «جامع كرامات الأولياء» (ج ١ ص ١٦٨ ط الحلبي بالقاهرة)

روي الحديث بعين ما تقدّم عن «نور الأبصار» ثمّ قال :

وكان ما هو أغرب من ذلك وهو أن نبق هذه الشجرة لم يكن له عجم ، فزاد تعجبهم من ذلك وهذا من بعض كراماته الجليلة ومناقبه الجميلة.


تمسح السباع به ومسحه لها بكمه

وعدم ايذائها له

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ٢١٩ ط العثمانية بمصر) قال :

نقل بعض الحفاظ أن امرأة زعمت أنّها شريفة بحضرة المتوكل فسئل عمّن يخبره بذلك فدل على محمّد الجواد فأرسل اليه فجاء فأجلسه معه على سريره وسأله فقال : إنّ الله حرّم لحم اولاد الحسين على السباع فتلقى للسباع فعرض عليها ذلك فاعترفت المرأة بكذبها ، ثمّ قيل للمتوكل ألا تجرّب ذلك فيه فأمر بثلاثة من السباع فيجيء بها في صحن قصره ثمّ دعا به فلمّا دخل من الباب أغلقه والسباع قد اصمّت الأسماع من زئيرها فلمّا مشى في الصحن يريد الدرجة مشت اليه وقد سكنت فتمسّحت به ودارت حوله وهو يمسحها بكمّه ثمّ ربضت فصعد للمتوكل فتحدّث معه ساعة ثمّ نزلت ففعلت معه كفعلها الأوّل حتّى خرج فاتبعه المتوكل بجائزة عظيمة ، وقيل للمتوكل افعل كما فعل ابن عمّك فلم يجسر عليه وقال تريدون قتلى ثمّ أمرهم أن لا يفشوا ذلك.


تسييره لرجل من محرابه بالشام الى مسجد الكوفة

ومنه إلى مسجد الحرام ثم ارجاعه له إلى محرابه

في ساعة واحدة

رواه القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٥٣ ط الغرى)

روي عن أبى خالد قال كنت بالعسكر فبلغني أنّ هناك رجلا محبوسا أتى به من الشام مكبّلا بالحديد وقالوا إنّه تنبّأ فأتيت باب السجن ودفعت شيئا للسّجان حتّى دخلت عليه فإذا برجل ذي فهم وعقل ولبّ فقلت : يا هذا ما قصّتك؟

قال : إنّي كنت رجلا بالشام أعبد الله تعالى في الموضع الذي يقال إنّه نصب فيه رأس الحسين عليه‌السلام فبينما أنا ذات يوم في موضعي مقبل على المحراب أذكر الله إذ رأيت شخصا بين يديّ فنظرت اليه فقال قم فقمت معه فمشى قليلا فإذا أنا في مسجد الكوفة فقال لي : تعرف هذا المسجد؟ قلت نعم هذا مسجد الكوفة قال فصلّى فصلّيت معه ثمّ خرج فخرجت معه فمشي قليلا فإذا نحن بمكّة المشرّفة فطاف بالبيت فطفت معه ثمّ خرج فخرجت معه فمشي قليلا فإذا أنا بموضعي الّذي كنت فيه بالشام ثمّ غاب عنّي ، فبقيت متعجبا ممّا رأيت فلمّا كان العام المقبل فإذا بذلك الشخص قد أقبل عليّ فاستبشرت به فدعاني فأجبته ففعل بى كما فعل بي بالعام الماضي ، فلمّا أراد مفارقتي قلت له سألتك بحقّ الّذي أقدرك على ما رأيت منك إلّا


ما أخبرتني من أنت فقال أنا محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين ابن عليّ بن أبي طالب ، فحدثت بعض من كان يجتمع لي بذلك فرفع ذلك إلى محمّد بن عبد الملك الزّيات فبعث إلىّ من أخذني في موضعي وكبلني في الحديد وحملني إلى العراق وحبسني كما ترى وادّعى عليّ بالمحال قلت له فأرفع عنك قصّة إلى محمّد بن عبد الملك الزيات؟ قال افعل فكتبت عنه قصّة وشرحت فيها أمره ورفعتها إلى محمّد ابن عبد الملك ، فوقّع على ظهرها : قل للّذي أخرجك من الشام إلى هذه المواضع الّتي ذكرتها يخرجك من السجن الّذي أنت فيه ، فقال أبو خالد فاغتممت لذلك وسقط في يدي وقلت إلى غد آتيه وآمره بالصبر وأعده من الله بالفرج وأخبره بمقالة هذا الرجل المتجبّر قال فلمّا كان من الغد باكرت السجن فإذا أنا بالحرس والجند وأصحاب السجن وناس كثير في هرج فسألت ما الخبر فقيل لي إنّ الرجل المتنبّى المحمول من الشام فقد البارحة من السجن وحده بمفرده وأصبحت قيوده والأغلال الّتي كانت في عنقه مرمىّ بها في السجن لا ندري كيف خلص منها وطلب فلم يوجد له أثر ولا خبر ولا يدرون أغمس في الماء أم عرج به إلى السماء فتعجبت من ذلك وقلت استخفاف ابن الزيات بأمره واستهزائه بما وقع به على قصّته خلصه من السجن.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ٢١٩ طبع العثمانية بمصر)

روي الحديث نقلا عن «فصول المهمّة» بعين ما تقدّم عنه بلا واسطة لكنه ذكر بدل كلمة ذات يوم : ذات ليلة.

نبذة من كلماته عليه‌السلام

ما عظمت نعم الله على أحد إلّا عظمت إليه حوائج الناس فمن لم يحتمل تلك المؤونة عرض تلك النعمة للزّوال.

رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢٥٥ ط الغرى)


ورواه في «نور الأبصار» (ص ٢٢٠ ط العثمانية بمصر)

ورواه العلامة الشيخ عبد الهادي الابياري المصري المعاصر في كتاب «جالية الكدر في شرح منظومة البرزنجي» (ص ٢٠٦ ط مصر)

ومن كلامه عليه‌السلام

من استغني بالله افتقر الناس إليه ، ومن اتّقى الله أحبّه الناس.

رواه في «نور الأبصار» (ص ٢٢٠ ط العثمانية بمصر)

ومن كلامه عليه‌السلام

من استفاد أخا في الله فقد استفاد بيتا في الجنّة.

رواه في «تاريخ بغداد» (ج ٣ ص ٥٤ ط السعادة بمصر) قال :

أخبرني محمّد بن الحسين القطان ، أخبرنا الحسن بن محمّد بن يحيى العلوي ، حدّثنا أبو جعفر الحسن بن عليّ بن جعفر القمي ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك الكوفي الأسدي (١) عن عبد الرحمن بن أبي عران عن الحسن بن عليّ بن جعفر القمي ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك الكوفي الأسدي عن عبد الرحمن عن محمّد بن زيد الشبيه قال : سمعت ابن الرّضا محمّد بن عليّ بن موسى يقوله.

ورواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢٥٤ ط الغرى)

ورواه في «نور الأبصار» (ص ٢٢١ ط العثمانية بمصر)

ورواه في «نزهة الجليس» (ج ٢ ص ٧٠)

__________________

(١) الظاهر سقوط الحبلولة بين الأسدي الاول وقوله عن عبد الرحمن


ومن كلامه عليه‌السلام

الجمال في اللسان ، والكمال في العقل

رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢٥٥ ط الغرى)

ورواه في «نور الأبصار» (ص ٢٢٠ ط العثمانية بمصر)

ومن كلامه عليه‌السلام

الشريف كلّ الشريف من شرّفه علمه ، والسؤدد كلّ السؤدد لمن اتقي الله ربّه.

رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢٥٧ ط الغرى)

ورواه في «نور الأبصار» (ص ٢٣١ ط العثمانية بمصر)

ومن كلامه عليه‌السلام

الناس أشكال وكلّ يعمل على شاكلته ، والناس اخوان فمن كانت اخوّته في غير ذات الله تعالى فإنّها تعود عداوة وذلك قوله عزوجل : (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ).

رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢٥٦ ط الغرى)

ورواه في «نور الأبصار» (ص ٢٢١ ط العثمانية بمصر)

ومن كلامه عليه‌السلام

حسب المرء من كمال المروّة أن لا يلقي أحدا بما يكره ، ومن حسن خلق الرجل كفّه أذاه ، ومن سخائه برّه بمن يجب حقّه عليه ، ومن كرمه إيثاره على نفسه ، ومن صبره قلّة شكواه ومن عقله إنصافه من نفسه ومن إنصافه قبول الحقّ إذا بان له ومن


نصحه نهيه عمّا لا يرضاه لنفسه ، ومن حفظه لجوارك تركه توبيخك عند أشنانك مع علمه بعيوبك ، ومن رفقه تركه عذلك بحضرة من تكره ، ومن حسن صحبته لك إسقاطه عنك مئونة التحفظ ومن علامة صداقته لك كثرة موافقته وقلّة مخالفته ، ومن شكره معرفته إحسان من أحسن إليه ، ومن تواضعه معرفته بقدره ، ومن سلامته قلّة حفظه لعيوب غيره وعنايته بصلاح عيوبه.

رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢٥٦ ط الغرى)

ورواه في «نور الأبصار» (ص ٢٢٠ ط العثمانية بمصر) لكنّه ذكر بدل كلمة اشنانك : ذنب أصابك.

ومن كلامه عليه‌السلام

لا تعالجوا الأمر قبل بلوغه فتندموا ، ولا يطولنّ عليكم الأمد فتقسو قلوبكم وارحموا ضعفاءكم واطلبوا من الله الرحمة بالرحمة فيهم.

رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢٥٧ ط الغرى)

ورواه في «نور الأبصار» (ص ٢٢١ ط العثمانية بمصر)

ومن كلامه عليه‌السلام

من استحسن قبيحا كان شريكا فيه.

رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢٥٧ ط الغرى)

ورواه في «نور الأبصار» (ص ٢٢١ ط العثمانية بمصر)


ومن كلامه عليه‌السلام

موت الإنسان بالذّنوب أكثر من موته بالأجل ، وحياته بالبرّ أكثر من حياته بالعمر.

رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢٥٧ ط الغرى) نقلا عن كتاب الجنابذي.

ورواه في «نور الأبصار» (ص ٢٢١ ط العثمانية بمصر) لكنّه ذكر بدل كلمة أكثر في الموضعين : أكبر.

ومن كلامه عليه‌السلام

العامل بالظلم والمعين عليه والرّاضى شركاء.

رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢٥٦ ط الغرى)

ورواه في «نور الأبصار» (ص ٢٢١ ط العثمانية بمصر)

ومن كلامه عليه‌السلام

لو سكت الجاهل ما اختلفت الناس.

رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢٥٦ ط الغرى)

ورواه في «نور الأبصار» (ص ٢٢١ ط العثمانية بمصر)

ومن كلامه عليه‌السلام

لا زال العقل والحمق يتغالبان على الرجل إلى أن يبلغ ثماني عشرة سنة ، فإذا


بلغها غلب عليه أكثرها فيه وما أنعم الله على عبد نعمة فعلم أنّها من الله إلّا كتب الله على اسمه شكرها له قبل أن يحمده ، ولا أذنب العبد ذنبا فعلم أنّ الله يطّلع عليه إن شاء عذّبه وإن شاء غفر له إلّا غفر له قبل أن يستغفر.

رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢٥٧ ط الغرى)

ورواه في «نور الأبصار» (ص ٢٢١ ط العثمانية بمصر)

ومن كلامه عليه‌السلام

من أخطأ وجوه المطالب خذلته وجوه الحيل والطامع في وثاق الطل ، ومن طلب البقاء فليعد للمصائب قلبا صبورا.

رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢٥٦ ط الغرى)

ورواه في «نور الأبصار» (ص ٢٢١) لكنّه أسقط كلمة وجوه وذكر بدل كلمة الطل : الذّل.

ومن كلامه عليه‌السلام

لا تفسد الظّنّ على صديق قد أصلحك اليقين له ، ومن وعظ أخاه سرّا فقد زانه ومن وعظه علانية فقد شانه.

رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢٥٧ ط الغرى).

ورواه في «نور الأبصار» (ص ٢٢١ ط العثمانية بمصر)

ومن كلامه عليه‌السلام

القصد إلى الله بالقلوب أبلغ من إثبات الجوارح بالأعمال.

رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢٥٤ ط الغرى)


ومن كلامه عليه‌السلام

لقيس بن سعد حين قدم من مصر : يا قيس إنّ للمحن أخريات لا بدّ أن ينتهى إليها فيجب على العاقل أن ينام لها إلى إدبارها فانّ مكابدتها بالحيلة عند إقبالها زيادة فيها.

رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢٥٥ ط الغرى)

ورواه في «نور الأبصار» (ص ٢٢١ ط العثمانية بمصر) لكنّه ذكر بدل قيس : بشر.

ومن كلامه عليه‌السلام

مقتل الرّجل بين فكيه والرّأي مع الإناءة ، وبئس الظهر وبئس الظهير الرأى القصير الرأى الفطير.

رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢٥٦ ط الغرى)

ورواه في «نور الأبصار» (ص ٢٢١ ط العثمانية بمصر) ، لكنّه ذكر بدل كلمة فكيه : كفيه ، على ذكر الرأى الفطير.

ومن كلامه عليه‌السلام

العفاف زينة الفقر والشكر زينة الغنى والصبر زينة البلاء والتواضع زينة الحسب والفصاحة زينة الكلام والحفظ زينة الرواية وخفض الجناح زينة العلم وحسن الأدب زينة العقل وبسط الوجه زينة الكرم وترك المنّ زينة المعروف والخشوع زينة الصّلاة والتنّفّل زينة القناعة وترك ما لا يعني زينة الورع.


رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢٥٥ ط الغرى)

ورواه في «نور الأبصار» لكنّه ذكر بدل كلمة العقل : الورع ، وأسقط قوله : زينة الكرم إلى قوله : والتّنفّل.

ومن كلامه عليه‌السلام

لو كانت السماوات والأرض رتقا على عبد ثمّ اتّقى الله تعالى لجعل منها مخرجا.

رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢٥٥ ط الغرى)

وفي «نور الأبصار» (ص ٢٢١ ط العثمانية بمصر)

ومن كلامه عليه‌السلام

يوم العدل على الظّالم أشدّ من يوم الجور على المظلوم.

رواه في «الفصول المهمة» (ص ٢٥٦ ط الغرى).

ومن كلامه عليه‌السلام

من أمّل إنسانا هابه ، ومن جهل شيئا عابه ، والفرصة خلسة ، ومن كثر همّه سقم جسده ، وعنوان صحيفة المسلم حسن خلقه.

رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢٥٥ ط الغرى)

ورواه في «نور الأبصار» (ص ٢٢٠ ط العثمانية بمصر) ، لكنّه ذكر بدل كلمة جسده : جسمه.


ومن كلامه عليه‌السلام

أربع خصال تعين المرء على العمل : الصحّة والغنى والعلم والتوفيق رواه في «الفصول المهمة» (ص ٢٥٥ ط الغرى).

ومن كلامه عليه‌السلام

من أمّل فاجرا كان أدنى عقوبته الحرمان.

رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢٥٧ ط الغرى).

وفي «نور الأبصار» (ص ٢٢١ ط العثمانية بمصر).

ومن كلامه عليه‌السلام

كيف يضيع من الله كافله وكيف ينجو من الله طالبه.

رواه في «الفصول المهمّة» نقلا عن تذكرة ابن حمدون.

ومن كلامه عليه‌السلام

إنّ لله عبادا يخصّهم بدوام النّعم فلا تزال فيهم ما بذلوا لها فإذا منعوها نزعها عنهم وحوّلها إلى غيرهم.

رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢٥٥ ط الغرى).

ورواه في «نور الأبصار» (ص ٢٢٠ ط العثمانية بمصر) لكنّه ذكر بدل قوله ما بذلوا لها : ما بذلوها ، وبدل كلمة فإذا : فان.


ومن كلامه عليه‌السلام

كفر النعمة داعية المقت ، ومن جازاك بالشكر فقد أعطاك أكثر ممّا أخذ منك.

رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢٥٧ ط الغرى).

ورواه في «نور الأبصار» (ص ٢٢١ ط العثمانيّة بمصر).

ومن كلامه عليه‌السلام

أهل المعروف إلى اصطناعه أحوج من أهل الحاجة إليه لأنّ لهم أجرهم وفخره وذكره ، فما اصطنع الرجل من معروف فإنما يبدأ فيه بنفسه.

رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢٥٥ ط الغرى).

ورواه في «نور الأبصار» (ص ٢٢٠ ط العثمانية بمصر).

ومن كلامه عليه‌السلام

عنوان صحيفة السعيد حسن الثناء عليه.

رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢٥٥ ط الغرى).

ورواه في «نور الأبصار» (ص ٢٢٠ ط العثمانية بمصر).

ومن كلامه عليه‌السلام

الصّبر على المصيبة مصيبة للشامت

رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢٥٦ ط الغرى).

ورواه في «نور الأبصار» (ص ٢٢١ ط العثمانية بمصر).


ومن كلامه عليه‌السلام

ثلاث يبلّغن بالعبد رضوان الله تعالى : كثرة الاستغفار ، ولين الجانب ، وكثرة الصدقة. وثلاث من كنّ فيه لم يندم : ترك العجلة ، والمشورة ، والتوكّل على الله عند العزم.

رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢٥٦ ط الغرى).

ورواه في «نور الأبصار» (ص ٢٢١ ط العثمانيّة بمصر).

ومن كلامه عليه‌السلام

ثلاث خصال تجلب بهنّ المروّة : الإنصاف في المعاشرة ، والمواساة في الشدّة والانطواء على قلب سليم.

رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢٥٦ ط الغرى).

ورواه في «نور الأبصار» (ص ٢٢١) لكنّه ذكر بدل كلمة المروّة : المودّة.

ومن كلامه عليه‌السلام

من انقطع إلى غير الله وكله الله إليه ، ومن عمل على غير علم أفسد أكثر ممّا يصلح.

رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢٥٤ ط الغرى).

ومن كلامه عليه‌السلام

أنّه من وثق بالله أراه السرور ومن توكّل على الله كفاه الأمور ، والثّقة بالله حصن لا يتحصّن فيه إلّا المؤمن ، والتوكّل على الله نجاة من كلّ سوء وحرز


من كلّ عدوّ ، والدين عزّ ، والعلم كنز ، والصمت نور ، وغاية الزهد الورع ، ولا هدم للدين مثل البدع ، ولا أفسد للرجال من الطمع ، وبالراعي تصلح الرعيّة ، وبالدّعاء تصرف البليّة ، ومن ركب مركب العمر اهتدى إلى مضمار النصر ، ومن شتم أجيب ، ومن غرس أشجار التّقى اجتنى أثمار المنى.

رواه في «الفصول المهمّة» (ص ٢٥٥ ط الغرّى).

ورواه في «نور الأبصار» (ص ٢٢١) لكنّه ذكر بدل قوله إنّه من وثق بالله إلى قوله من كلّ سوء : من وثق بالله وتوكّل على الله نجاه الله من كلّ سوء.

ومن كلامه عليه‌السلام

كيف يضيع من الله كافله ، وكيف ينجو من الله طالبه ، ومن انقطع إلى غير الله وكله الله إليه ، ومن عمل على غير علم أفسد أكثر مما يصلح.

وقال فيما رواه غيره في جواب رجل قال له أوصني بوصية جامعة مختصرة فقال له : صن نفسك عن عار العاجلة ونار الاجلة ، رواه في «وسيلة المآل» نقلا عن «تذكرة ابن حمدون».



الامام العاشر

على بن محمد الهادي عليه‌السلام


تاريخ ميلاده وشهادته عليه‌السلام بسمّ المتوكل

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» (ج ١٢ ص ٥٦ ط القاهرة) قال :

أخبرني الأزهري أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن محمّد بن عرفة قال : وفي هذه السنة ـ يعني سنة أربع وخمسين ومأتين ـ توفّى عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب بسرّ من رأى في داره الّتي ابتاعها من دليل بن يعقوب النّصراني. أخبرني التّنوخي أخبرني الحسن بن الحسين النّعالى ، أخبرنا أحمد بن عبد الله الذّارع ، حدّثنا حرب بن محمّد ، حدّثنا الحسين بن محمّد العمى البصري. وحدّثنا أبو سعيد الأزدى سهل بن زياد. قال : ولد أبو الحسن العسكري ـ عليّ بن محمّد ـ (١) في رجب سنة مأتين وأربع عشرة من الهجرة ، وقضى في يوم الاثنين لخمس ليال بقين من جمادى الآخرة سنة مأتين وأربع وخمسين من الهجرة.

__________________

(١) قال العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٦٤ ط الغرى)

قال بعض أهل العلم : فضل أبى الحسن على بن محمد الهادي قد ضرب على الحرة قبابه ومد على نجوم السماء أطنابه ، فما تعد منقبة الا واليه نحيلتها ، ولا تذكر كريمة إلا وله فضيلتها ، ولا تورد محمدة إلا وله تفضيلها وجملتها ، ولا تستعظم حالة سنية الا وتظهر عليه أدلتها ، استحق ذلك بما في جوهر نفسه من كرم تفرد بخصائصه ومجد حكم فيه على طبعه الكريم بحفظه من الشرب حفظ الراعي لقلائصته ، فكانت نفسه مهذبة وأخلاقه مستعذبة وسيرته عادلة وخلاله فاضلة وميازه إلى العفاة واصلة وزموع المعروف بوجود وجوده عامرة آهلة


ومنهم العلامة الگنجى الشافعي في «كفاية الطالب» (ص ٣١٢ ط الغرى) قال:

وهو الإمام بعد الجواد ، مولده بصريا من المدينة للنصف من ذى الحجّة سنة اثنتي عشرة ومأتين ، وتوّفى بسرّ من رأى في رجب سنة أربع وخمسين ومأتين وله يومئذ إحدى وأربعون سنة ودفن في داره بسرّ من رأى ، وخلف من الولد أبا محمّد العسكري.

ومنهم العلامة محمد بن طلحة في «مطالب السؤول» (ص ٨٨ ط طهران).

أما مولده (أي عليّ بن محمّد الهادي) ففي رجب من سنة مأتين وأربع عشرة سنة للهجرة ، وأمّا نسبه فأبوه أبو جعفر محمّد القانع بن عليّ بن الرضا بن موسى.

وأمّا عمره فأنّه مات في جمادى الآخرة لخمس ليال بقين منه من سنة أربع وخمسين ومأتين للهجرة فيكون عمره أربعين سنة غير أيّام ، كان مقامه مع أبيه ست سنين وخمسة أشهر.

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٥٩ ط الغرى). قال :

قال ابن الخشاب في كتابه مواليد أهل البيت عليهم‌السلام : ولد أبو الحسن عليّ العسكري في رجب سنة أربع عشر ومائتين من الهجرة ، وأمّا نسبه فهو عليّ الهادي ابن محمّد الجواد بن عليّ الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصّادق بن محمّد الباقر بن عليّ زين العابدين بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم‌السلام إلى ان قال : وأمّا كنيته فأبو الحسن لا غير ، وأمّا ألقابه فالهادى والمتوكّل والنّاصح والمتّقى والمرتضى والفقيه

__________________

جرى من الوقار والسكون والطمأنينة والعفة والنزاهة والخمول في النباهة على وتيرة نبويّة وشنشنة علوية ونفس زكية وهمة علية لا يقاربها أحد من الأنام ولا يدانيها ، وطريقة حسنة لا يشاركه فيها خلق ولا يطمع فيها.


والأمين والطيّب ، وأشهرها الهادي.

وفي (ص ٢٦٥).

قبض أبو الحسن عليّ الهادي عليه‌السلام المعروف بالعسكري ابن محمّد الجواد بسرّ من رأي في يوم الاثنين الخامس والعشرين من جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين ومائتين ودفن في داره بسرّ من رأى وله يومئذ من العمر أربعون سنة وكان المتوكّل قد أشخصه من المدينة النبويّة إلى سرّ من رأي مع يحيى بن هرثمة بن أعين في سنة ثلاث وأربعين ومائتين كما قدّمنا فأقام بها حتّى مضى لسبيله إحدى عشر سنة وكانت مدّة إمامته ثلاث وثلاثين سنة.

ومنهم العلامة محب الدين محمد أمين بن فضل الله الحموي الحنفي المتوفى سنة ١١١١ في «جنى الجنتين في تمييز نوعى المثنيين» (ص ٧٨ ط مكتبة القدسي بدمشق) قال :

وكان مولدهما (أي العسكريّين) بالمدينة ونقلا إلى عسكر المعتصم سامرا ، فنسبا إليه ، فأمّا عليّ فإنّه أقام بسامراء عشرين سنة ثمّ مات في رجب سنة أربع وخمسين ومأتين.

ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٧٥ ط الغرى) قال :

وتوفّى عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى الرضا في جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين ومائتين بسرّ من رأى ومولده في رجب سنة أربع عشر ومائتين وكان سنّه يوم مات أربعين سنة وكانت وفاته في أيام المعتز بالله ودفن بسرّ من رأى أنّه مات مسموما.

ومنهم العلامة ابن حجر الهيتمى في «الصواعق المحرقة» (ص ١٢٤ ط عبد اللطيف بمصر) قال :


وتوفى رضي‌الله‌عنه بسرّ من رأى في جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين ومأتين ودفن بداره ، وعمره أربعون ، وكان المتوكّل أشخصه من المدينة إليها سنة ثلاث وأربعين ، فأقام بها إلى أن قضى عن أربعة ذكور واثنى أجلّهم.

ومنهم العلامة المعاصر السيد محمد عبد الغفار الهاشمي الحنفي في «أئمة الهدى» (ص ١٣٦ ط القاهرة) قال :

فلمّا ذاعت شهرته (أي الهادي عليه‌السلام) استدعاه الملك المتوكّل من المدينة المنوّرة حيث خاف على ملكه وزوال دولته إليه بماله من علم كثير ، وعمل صالح وسداد رأى ، وقول حقّ وأسكنه بدار ملكه بالعراق في عاصمة (سامرّا) وأخيرا دسّ له السمّ وتوفّى منه يوم الإثنين في ٢٥ من جمادى الآخرة سنة ٢٥٤ وكان عمره إذ ذاك الوقت ٤٠ سنة ومدّة إمامته ٣٠ سنة ودفن بداره في (سامرّا) الّتي هي خربة الآن إلّا من فئة قليلة من العرب وعلى مرقده قبّة جميلة رضي‌الله‌عنه وعليه‌السلام.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ٢٢٤ ط العثمانية بمصر) ذكر ما تقدم ثانيا عن «الفصول المهمة» إلى قوله وكان المتوكّل ثمّ قال : ودفن في داره بسرّ من رأى يقال أنّه مات مسموما والله أعلم.

ومنهم العلامة السيد عباس المكي في «نزهة الجليس» (ج ٢ ص ٨٣) قال :

وكانت ولادته (أي عليّ الهادي) يوم الأحد ثالث عشر رجب وقيل : يوم عرفه سنة أربع ، وقيل : ثلاثة عشرة ومأتين ، ولمّا كثرت السعاية في حقّه عند المتوكّل أخرجه من المدينة ، وكان مولده بها وأقرّه بسرّ من رأى وهي مدينة بناها المعتصم ، وقد تقدّم ذكرها ، فأقام بها الإمام علي الهادي عشرين سنة وسبعة أشهر ، وتوفّى بها يوم الاثنين لخمس بقين من جمادى الآخرة ، وقيل : لأربع بقين ، وقيل :


في رابعها ، وقيل : في ثالث رجب سنة أربع وخمسين ومأتين ، ودفن في داره والله أعلم بغيبه وأحكم ، وأمّا فضائل الإمام عليّ الهادي عليه وعلى آبائه السلام ، فليس لها حدّ ومعجزاته لا يحصرها العدّ.

النص على إمامته عن أبيه محمد بن على عليهما‌السلام

رواه القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٥٩ ط الغرى)

روى عن إسماعيل بن مهران قال : لمّا خرج أبو جعفر محمّد الجواد من المدينة إلى بغداد بطلبة المعتصم قلت له عند خروجه : جعلت فداك إنّي أخاف عليك من هذا الوجه فإلى من الأمر بعدك؟ فبكى حتّى بلّ لحيته ثمّ التفت إلىّ فقال : الأمر من بعدي لولدي عليّ.

فضله وسماحته عليه‌السلام

وممّا يشهد لذلك ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٦٠ ط الغرى) قال:

فمن ذلك أنّ أبا الحسن كان قد خرج يوما من سرّ من رأى إلى قرية له لمهم عرض له فجاء رجل من بعض الأعراب يطلبه في داره فلم يجده وقيل له : إنّه ذهب إلى الموضع الفلاني فقصده إلى موضعه فلمّا وصل إليه قال له : ما حاجتك؟ فقال له : أنا رجل من أعراب الكوفة المستمسكين بولاء جدّك أمير المؤمنين عليّ


ابن أبي طالب عليه‌السلام وقد ركبتني ديون فادحة أثقل ظهري حملها ولم أر من أقصده لقضائها سواك فقال له أبو الحسن : كم دينك؟ فقال : نحو العشرة آلاف درهم فقال : طب نفسا وقرّ عينا يقضى دينك إنشاء الله تعالى ، ثمّ أنزله فلمّا أصبح قال له : يا أخا العرب أريد منك حاجة لا تعصاني فيها ولا تخالفني والله الله فيما آمرك به وحاجتك تقضى إن شاء الله تعالى فقال الأعرابي : لا أخالفك في شيء ممّا تأمرني به فأخذ أبو الحسن ورقة وكتب فيها بخطّه دينا عليه للأعرابي بالمذكور وقال : خذ هذا الخطّ معك فإذا حضرت سرّ من رأى فتراني أجلس مجلسا عامّا فإذا حضر النّاس واحتفل المجلس فتعال إلىّ بالخطّ وطالبني واغلظ علىّ في القول ولا عليك والله الله أن تخالفني في شيء مما أوصيك به ، فلمّا وصل أبو الحسن إلى سرّ من رأى جلس مجلسا عاما وحضر عنده جماعة من وجوه النّاس وأصحاب لخليفة المتوكّل وأعيان البلد وغيرهم ، فجاء ذلك الأعرابي وأخرج الخطّ وطالبه بالمبلغ المذكور وأغلظ عليه في الكلام فجعل أبو الحسن يعتذر إليه ويطيب نفسه بالقول ويعده بالخلاص عن قريب وكذلك الحاضرون وطلب منه المهلة ثلاثة أيّام ، فلمّا انفكّ المجلس نقل ذلك الكلام إلى الخليفة المتوكّل فأمر لأبي الحسن على الفور بثلاثين ألف درهم ، فلمّا حملت إليه تركها إلى أن جاء الأعرابي فقال له : خذ هذا المال فاقض منه دينك واستعن بالباقي على وقتك والقيام على عائلتك فقال الأعرابي : يا ابن رسول الله والله في العشرة آلاف بلوغ مطلبي ونهاية إربى وكفاية لي فقال أبو الحسن : والله لتأخذن ذلك جميعه وهو رزقك الّذي ساقه الله إليك ولو كان أكثر من ذلك ما نقصناه ، فأخذ الأعرابي الثلاثين ألف درهم وانصرف وهو يقول : الله أعلم حيث يجعل رسالته.

ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي المتوفي سنة ٦٥٤ في «مطالب السؤول» (ص ٨٨ ط تهران).


روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة» بتلخيص يسير لا يضرّ بالمعنى غير أنّه ذكر بدل قوله : كتب فيها بخطّه دينا عليه الأعرابي : فكتب له الأعرابي ما لا عيّنه فيها يرجّح على دينه.

ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزى في «ينابيع المودة» (ج ٣ ص ١٣ ط العرفان).

روى الحديث ملخّصا مع التحفظ بذكر أصل الواقعة.

ومنهم العلامة ابن حجر في «الصواعق» (ص ١٢٣ ط البابى بحلب).

روى الحديث ملخّصا مع التحفظ بذكر أصل الواقعة.

ومنهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي في «وسيلة النجاة» (ص ٤١ ط لكهنو).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمة».

زهده وعبادته عليه‌السلام

رواه القوم :

منهم العلامة محمد خواجه پارساى البخاري في «فصل الخطاب» (على ما في الينابيع ص ٣٨٦ ط اسلامبول) قال :

وكان أبو الحسن عليّ الهادي عابدا فقيها إماما قيل للمتوكّل إنّ في منزله أسلحة يطلب الخلافة ، فوجّه إليه رجالا هجموا عليه فدخلوا داره فوجدوه في بيته وعليه مدرعة من شعر على رأسه الشريف ملحفة من صوف وهو مستقبل القبلة وليس بينه وبين الأرض بساط إلّا الرّمل والحصى وهو يترّنم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد ، فحملوه إليه على ألبسته المذكورة فلمّا رآه عظّمه

(احقاق الحق مجلد ١٢ ج ٢٨)


وأجلسه إلى جنبه فكلّمه فبكى المتوكل بكاء طويلا ثمّ قال : يا أبا الحسن عليك دين؟ قال : نعم أربعة آلاف دينار فأمر المتوكّل بدفعها إليه ثمّ ردّه إلى منزله مكرما.

جوابه عليه‌السلام عن مسألة عجز الفقهاء عنها

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم الحافظ الخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» (ج ١٢ ص ٥٦ ط السعادة بمصر) قال :

أخبرني الأزهري حدّثنا أبو أحمد عبيد الله بن محمّد المقري ، حدّثنا محمّد ابن يحيى النديم ، حدّثنا الحسين بن يحيى. قال : اعتلّ المتوكّل في أوّل خلافته ، فقال : لئن برئت لأتصدّقنّ بدنانير كثيرة ، فلمّا برء جمع الفقهاء فسألهم عن ذلك فاختلفوا ، فبعث إلى عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر فسأله فقال : يتصدّق بثلاث وثمانين دينارا فعجب قوم من ذلك ، وتعصّب قوم عليه ، وقالوا تسأله يا أمير المؤمنين من أين له هذا؟ فردّ الرسول إليه فقال له : قل لأمير المؤمنين في هذا الوفاء بالنّذر ، لأنّ الله تعالى قال : (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ) فروى أهلنا جميعا أنّ المواطن في الوقائع والسرايا والغزوات كانت ثلاثة وثمانين موطنا ، وأنّ يوم حنين كان الرّابع والثّمانين ، وكلّما زاد أمير المؤمنين في فعل الخير كان أنفع له ، وأجر عليه في الدّنيا والآخرة.

ومنهم العلامة الشيخ عبد الرحمن الصفورى البغدادي في «نزهة المجالس» (ج ١ ص ٢٢٦ ط القاهرة).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «تاريخ بغداد» لكنّه ذكر ثمانين ولم يزد عليه ثلاثا.


ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٧٤ ط الغرى).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «تاريخ بغداد» ملخّصا ثمّ قال : فعجب المتوكّل والفقهاء من هذا الجواب.

ومنهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي في «وسيلة النجاة» (ص ٤٠٠ ط لكنهو).

روى الحديث بعين ما تقدم عن «تاريخ بغداد».

جوابه عليه‌السلام عن مسألة يحيى بن أكثم

بعد عجز الفقهاء عنها

رواه القوم :

منهم الحافظ أبو بكر البغدادي في «تاريخ بغداد» (ج ١٢ ص ٥٦ ط السعادة بمصر) قال :

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا محمّد بن الحسن بن زياد المقري النقّاش ، حدّثنا الحسين بن حمّاد المقري ـ بقزوين ـ حدّثنا الحسين بن مروان الأنباري ، حدّثني محمّد بن يحيى المعاذي قال : قال يحيى بن أكثم في مجلس الواثق ـ والفقهاء بحضرته ـ من حلق رأس آدم حين حجّ؟ فتعايى القوم عن الجواب ، فقال الواثق : أنا أحضركم من ينبئكم بالخبر ، فبعث إلى عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب فأحضر فقال : يا أبا الحسن من حلق رأس آدم؟ فقال سألتك (بالله) يا أمير المؤمنين إلّا أعفيتني ، قال : أقسمت عليك لتقولنّ قال : أما إذ أبيت فإنّ أبي حدّثني عن جدّي. عن أبيه ، عن جدّه. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أمر جبرئيل أن ينزل بياقوتة من الجنّة ، فهبط بها فمسح بها رأس آدم فتناثر الشّعر منه ، فحيث بلغ نورها صار حرما».


اخباره عن المغيبات

رواه القوم :

منهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٥٣ ط مصر) قال : عن الاسباطي قال : قدمت على أبي الحسن علىّ بن محمّد المدينة الشريفة من العراق فقال لي ما خبر الواثق عندك؟ فقلت : خلفته في عافية وأنا من أقرب الناس به عهدا وهذا مقدمي من عنده وتركته صحيحا فقال : إنّ النّاس يقولون إنّه قد مات فلمّا قال لي : إنّ النّاس يقولون إنّه قد مات فهمت أنّه يعني نفسه فسكت ثمّ قال : ما فعل ابن الزيّات؟ قلت : النّاس معه والأمر أمره فقال : أما إنّه شؤم عليه ثمّ قال : لا بدّ أن تجري مقادير الله وأحكامه يا جيران مات الواثق وجلس جعفر المتوكّل وقتل ابن الزيّات فقلت : متى؟ قال : بعد مخرجك بستّة أيّام فما كان إلّا أيّام قلائل حتّى جاء قاصد المتوكّل إلى المدينة فكان كما قال.

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٦١ ط الغرى).

روى الحديث عن الوشاء ، عن جبران الاسباطي بعين ما تقدّم عن «نور الأبصار» وذكر جبران بالباء الموّحدة.

ومن كراماته عليه‌السلام

رواها القوم :

منهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزى المتوفى سنة ١٢٩٣ في كتابه «ينابيع المودة» (ج ٣ ص ١٤ ط مطبعة العرفان ببيروت) قال :

ونقل المسعودي أنّ المتوكّل أمر بثلاثة من السّباع فجيء بها في صحن


قصره ثمّ دعا الإمام عليّ النقي فلما دخل اغلق باب القصر فدارت السّباع حوله وخضعت له وهو يمسحها بكمّه ثمّ صعد إلى المتوكّل وتحدث معه ساعة ثمّ نزل ففعلت السّباع معه كفعلها الأوّل حتّى خرج فاتبعه المتوكّل بجائزة عظيمة فقيل للمتوكّل إنّ ابن عمّك يفعل بالسّباع ما رأيت فافعل بها ما فعل ابن عمّك قال : أنتم تريدون قتلي ثمّ أمرهم أن لا يفشوا ذلك توفّى في سرّ من رأى في جمادى الأخيرة سنة أربع وخمسين ومأتين.

صبره عليه‌السلام على إيذاء المتوكل

ومما يشهد لذلك ما رواه العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٦٣ ط الغرى) قال :

وعن عليّ بن إبراهيم الطائفي قال : مرض المتوكّل من خراج خرج بحلقه فأشرف على الهلاك ولم يحسن أحد أن يمسّه بحديد فنذرت امّ المتوكّل لأبي الحسن عليّ بن محمّد إن عوفي ولدها من هذه العلّة لتعطينه مالا جليلا من مالها ، فقال الفتح بن خاقان للمتوكّل : لو بعثت إلى هذا الرّجل يعني أبا الحسن فسألته فربّما كان على يده فرج لك فقال : ابعثوا إليه فمضى إليه رسول المتوكّل فقال : خذوا كسب الغنم وديفوه بماء الورد وضعوه على الجراح ينفتح من ليلته بأهون ما يكون ويكون في ذلك شفائه إنشاء الله تعالى ، فلمّا عاد الرسول وأخبرهم بمقالته جعل من يحضر المتوكّل من خواصّه يهزأ من هذا الكلام فقال الفتح : وما يضرّ من تجربة ذلك فإنّي والله لأرجو به الصّلاح فعملوه ووضعوه على الجراح فانفتح من ليلته وخرج كلّما فيه فشفي المتوكّل من الألم الّذي كان يجده فأخذت امّ المتوكّل عشرة آلاف دينار من مالها ووضعتها في كيس وختمت عليه وبعثت به إلى أبي الحسن عليه‌السلام فأخذها وبعث إليه المتوكّل بفضله كيسا فيه


خمسمائة دينار ثمّ بعد ذلك بمدّة طويلة كبيرة سعى شخص يقال له البطحاني لعنه الله بأبي الحسن عليه‌السلام إلى المتوكّل وقال : عنده أموال وسلاح وعدد ولا آمن خروجه عليك فتقدّم المتوكّل إلى سعيد الحاجب بأن يهجم عليه ليلا داره في جماعة من الرّجال والشجعان ويأخذ جميع ما يجده عنده من الأموال والسّلاح ويحمله إليه ، قال إبراهيم بن محمّد قال لي سعيد الحاجب : سرت إلى دار أبي الحسن ليلا بعد أن هجع النّاس في جماعة من الرّجال الانجاد ومعى الأعوان بالسلالم فصعدنا إلى سطح داره وفتحنا الباب وهجمنا بالشّموع والسرّج والنيران وفتشنا الدار جميعا أعلاها وأسفلها موضعا موضعا ومكانا مكانا فلم نجد فيها شيئا ممّا سعى به عليه غير كيسين أحدهما كبير ملآن مختوم والآخر صغير فيه فضلة وسيف واحد في جفير خلق معلّق ووجدنا أبا الحسن قائما يصلّي على حصير وعليه جبّة صوف وقلنسوة ولم يرتع لشيء ممّا نحن فيه ولا اكترث فأخذت الكيسين والسيف وسرت إلى المتوكّل فدخلت عليه وقلت : هذا الّذي وجدنا من المال والسلاح وأخبرته بما فعلت وبما رأيت من أبي الحسن فوجد على الكيس الملآن ختم امّه فطلبها وسألها عنه فقالت : كنت نذرت في علّتك إن عافاك الله منها لأعطيّن أبا الحسن عشرة آلاف دينار من مالي فحملتها إليه في هذا الكيس وهذا ختمي عليها فأضاف المتوكّل خمسمائة دينار أخرى إلى الخمسمأة الّتي كانت في الكيس الصغير من قبل وقال لسعيد الحاجب أردد الكيسين والسيف واعتذر لنا فيه ممّا كان منّا إليه قال سعيد : فرددت ذلك إليه وقلت له : أمير المؤمنين يعتذر إليك ممّا جرى منه وقد زادك خمسمائة دينار على الخمسمأة دينار الّتي كانت في الكيس من قبل واشتهى منك يا سيّدى أن تجعلني أنا الآخر في حلّ فإنّي عبد مأمور ولا أقدر على مخالفة أمير المؤمنين فقال لي يا سعيد : (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) ـ.

وما رواه العلامة المولوى محمد مبين الهندي في «وسيلة النجاة» (ص ٤٠٥ ط لكنهو).


روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة».

وما رواه العلامة ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٧٤ ط الغرى) قال :

وذكر أبو الحسن المسعودي في كتاب مروج الذّهب قال : نمّ إلى المتوكّل بعليّ بن محمّد إنّ في منزله كتبا وسلاحا من شيعته من أهل قم وأنّه عازم على الوثوب بالدوّلة فبعث إليه جماعة من الأتراك فهجموا داره ليلا فلم يجدوا شيئا ووجدوه في بيت مغلق وعليه مدرعة من صوف وهو جالس على الرّمل والحصى وهو متوّجه إلى الله تعالى يتلو آيا من القرآن فحمل على حاله تلك إلى المتوكّل ، وقالوا للمتوكّل لم نجد في بيته شيئا ووجدناه يقرأ القرآن مستقبل القبلة ، وكان المتوكّل جالسا في مجلس الشراب فادخل عليه والكأس في يد المتوكّل فلمّا رآه هابه وعظّمه وأجلسه إلى جانبه وناوله الكأس الّتي كانت في يده فقال : ما خامر لحمي ودمي قط فأعفني فأعفاه فقال له : أنشدني شعرا فقال عليّ : أنا قليل الرواية للشعر فقال لا بدّ فانشد عليّ عليه‌السلام :

باتوا على قلل الأجبال تحرسهم

غلب الرّجال فما أغنتهم القلل

واستنزلوا بعد عزّ من معاقلهم

وأسكنوا حفرا يا بئس ما نزلوا

ناداهم صارخ من بعد دفنهم

أين الأساور والتيجان والحلل

أين الوجوه الّتي كانت منعّمة

من دونها تضرب الأستار والكلل

فأفصح القبر عنهم حين سائله

تلك الوجوه عليها الدّود تنتقل

قد طال ما أكلوا دهرا وما شربوا

فأصبحوا بعد طول الأكل قد أكلوا

فبكى المتوكّل حتّى بلّت لحيته دموع عينه وبكى الحاضرون ودفع إلى عليّ أربعة آلاف درهم ثمّ ردّه إلى منزله مكرّما.

وما رواه العلامة السيد عباس المكي في «نزهة الجليس» (ج ٢ ص ٨٢) روى القصّة المذكورة بمعنى ما تقدّم عن «التذكرة» مع تغيير في بعض ألفاظ


الأبيات بما لا يضرّ بالمعنى.

وما رواه العلامة المولوى محمد مبين الهندي في «وسيلة النجاة» (ص ٤٠٢ ط لكنهو)

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «مروج الذّهب».

ومن كلامه عليه‌السلام

من اتّقى الله يتّقى ، ومن أطاع الله يطاع.

ومن كلامه عليه‌السلام أيضا

من أطاع الله لم يبال بسخط المخلوق.

رواهما العلامة باكثير الحضرمي في «وسيلة المآل» (ص ٢١٣ نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق).



الامام الحادي عشر

الحسن بن على العسكري عليه‌السلام


تاريخ ميلاده وشهادته عليه‌السلام

ذكره جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» (ص ٣٦٦ ط السعادة بمصر) قال :

وكان مولده (أي الحسن العسكري) على ما أخبرني عليّ بن أبي عليّ ، حدّثنا الحسن بن الحسين النعالي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله الذّارع ، حدّثنا حرب بن محمّد ، حدّثنا الحسن بن محمّد العميّ البصري ، حدّثنا أبو سعيد سهل بن زياد الأزدي قال : ولد أبو محمّد الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى في سنة إحدى وثلاثين ومأتين ، وتوفّى في يوم الجمعة قال بعض الرواة : في يوم الأربعاء لثمان خلون من ربيع الأوّل سنة مأتين وستين.

ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السؤول» (ص ٨٨ ط تهران) قال :

مولده سنة إحدى وثلاثين ومأتين للهجرة ، وأما نسبه فأبوه أبو الحسن على المتوكل بن محمّد القانع (أي عليّ بن محمّد الجواد عليه‌السلام).

ومنهم العلامة ابن حجر الهيتمى في «الصواعق المحرقة» (ص ١٢٤ ط عبد اللطيف بمصر) قال :

أبو محمّد الحسن الخالص وجعل ابن خلّكان هذا هو العسكري ولد سنة اثنتين وثلاثين ومأتين.

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٦٦ ط الغرى). قال :

ولد أبو محمّد الحسن بالمدينة لثمان خلون من ربيع الآخر سنة اثنين وثلاثين


ومائتين للهجرة ، امّا نسبه أبا وأمّا فهو الحسن الخالص ابن عليّ الهادي ابن محمّد الجواد ابن عليّ الرضا بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ زين العابدين بن الحسين بن عليّ ابن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين.

ومنهم العلامة الشهير أبو سعيد عبد الكريم بن محمد السمعاني النيسابوري الشافعي المتوفى سنة ٥٦٢ في «الأنساب» (ص ٧٨٥ ط ليدن) قال :

فمن عسكر سامرا أبو محمّد الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر ابن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب العسكري العلوي كان يسكن سامرا. وكانت ولادته في سنة ٢٣١ ووفاته في شهر ربيع الأوّل سنة ستين ومأتين بسرّ من ـ رأى ودفن بجنب أبيه.

ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٣٧٦ ط الغرى) قال :

الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى الرضا بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب وامّه امّ ولد اسمها سوسن وكنيته أبو محمّد ويقال له العسكري أيضا ولد سنة إحدى وثلاثين ومأتين بسرّ من رأى وتوفّى بها سنة ستين ومأتين في خلافة المعتمد على الله وكان سنّة تسعا وعشرين سنة.

ومنهم العلامة الگنجى الشافعي في «كفاية الطالب» (ص ٣١٢ ط الغرى) قال:

وهو الإمام بعد الهادي ، مولده بالمدينة في شهر ربيع الآخر سنة اثنين وثلاثين ومأتين وقبض يوم الجمعة لثمان خلون من شهر ربيع الأوّل سنة ستين ومأتين وله يومئذ ثمان وعشرون سنة ودفن في داره بسرّ من رأى في البيت الّذي دفن فيه أبوه ، وخلف ابنه وهو الامام المنتظر.


ومنهم العلامة السيد عباس المكي في «نزهة الجليس» (ج ٢ ص ١٢٠).

ترجمة أبي محمّد عليه‌السلام الامام الحسن العسكري بن عليّ الهاديّ بن محمّد الجواد ابن عليّ الرضا بن موسى الكاظم ـ وبقيّة نسبه أشهر من القمر ، ليلة أربعة عشر يعرف هو وأبوه بالعسكري لأنّ المعتصم لمّا بني مدينة سرّ من رأى انتقل إليها بعسكره ، فقيل لها : العسكريّة ، فنسب إليها الحسن وأبوه وكانت ولادة الحسن العسكري يوم الخميس في بعض شهور إحدى وثلاثين ومأتين ، وقيل سادس ربيع الأوّل ، وقيل ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين ومأتين ، وتوفّى يوم الجمعة ، وقيل : الأربعاء لثمان خلون من شهر ربيع الأوّل ، وقيل : جمادى الأولى سنة ستّين ومأتين بسرّ من ـ رأى ، ودفن بجنب قبر أبيه ، وأمّا فضائل الإمام ، فلا يحصرها الألسن.

ومنهم العلامة عبد الغفار الهاشمي في «أئمة الهدى» (ص ١٣٨ ط مصر)

توفى (أي الحسن العسكري عليه‌السلام) في يوم الجمعة في ثمان من شهر ربيع الاوّل سنة ٢٦٠ وقد كان عمره في ذلك الوقت ٢٨ سنة ومدّة إمامته ٦ سنوات ودفن في قبر أبيه.

ومنهم العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» (ج ٣ ص ١١٣ ط العرفان ببيروت).

نقل عن «الصواعق» ما تقدّم عنه بلا واسطة.

ومنهم العلامة محب الدين محمد أمين الحموي الدمشقي المتوفى سنة ١١١١ في «جنى الجنتين» (ص ٧٨ ط دمشق) قال :

أمّا الحسن فانه مات بسامرّا أيضا في سنة ستين ومأتين ودفنا (أي مع أبيه) بسامرّاء وقبراهما ومشهد المنتظر بسامراء معروفة تزار.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ٢٢٤ ط العثمانية بمصر)

ذكر في ميلاده ما تقدّم عن «الفصول المهمّة» وقال في (ص ٢٢٧) وكانت وفاة


أبي محمّد الحسن بن عليّ يوم الجمعة لثمان خلون من شهر ربيع الأوّل سنة ستين ومأتين وخلف ابنه محمّدا (١).

__________________

(١) قال العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٧٢ ط الغرى)

مناقب سيدنا أبى محمد الحسن العسكري دالة على أنه السرى ابن السرى ، فلا يشك في إمامته أحد ولا يمترى ، واعلم أنه يبعث مكرمة فسواه بايعها وهو المشترى ، واحد زمانه من غير مدافع ويسبح وحده من غير منازع وسيد أهل عصره وامام أهل دهره ، أقواله سديدة وأفعاله حميدة وإذا كانت أفاضل زمانه قصيدة فهو في بيت القصيدة ، وان انتظموا عقدا كان مكان الواسطة الفريدة فارس العلوم الذي لا يجارى ومبين غوامضها فلا يحاول ولا يماري ، كاشف الحقائق بنظره الصائب مظهر الدقائق بفكره الثاقب المحدث في سره بالأمور الخفيات الكريم الأصل والنفس والذات ، تغمده الله برحمته واسكنه فسيح جنانه بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله آمين.

وفي (ص ٢٦٦ ط الغرى).

قال صاحب الإرشاد : الامام القائم بعد أبى الحسن على بن محمد ابنه أبو محمد الحسن لاجتماع خلال الفضل فيه وتقدمه على كافة أهل عصره فيما يوجب له الامامة ويقضى له بالمرتبة من العلم والورع والزهد وكمال العقل وكثرة الاعمال المقربة الى الله تعالى ، ثم لنص أبيه عليه وإشارته الخلافة اليه.

وقال العلامة محمد بن طلحة في «مطالب السؤول» (ص ٨٨ ط طهران) في شأنه عليه‌السلام : اعلم ان المنقبة العلياء والمزية الكبرى التي خصه الله بها وقلده فريدها ومنحه تقليدها وجعلها صفة دائمة لا يبلى الدهر جديدها ولا تنسى الا لسنة تلاوتها وترديدها ، ان المهدى محمدا نسله المخلوق منه ولده المنتسب اليه بضعته المنفصلة عنه.


وقال العلامة السيد عباس المكي في «نزهة الجليس» (ج ٢ ص ١٢١)

قد ذكر بعض فضائله ابن الحر الشيخ محمد بن الحسن في ارجوزة طويلة منها قوله :

«قتله بسمه المعتمد

بقوة يرق منها الجلمد»

«وعمره تسع وعشرون وقد

قيل : ثمان بعد عشرين فقد»

«وعاش من بعد أبيه خمسا

وقيل : ستا ثم حل الرمسا»

«ودفنه عند أبيه ظاهر

لقبره الأشرف نور زاهر»

«ولده المهدى صلى الله

عليهما وقيل : وسواه»

«نص عليه والد وجد

وعلمه وفضله والمجد»

«آياته والمعجزات جمة

نقلها الرواة والأئمة»

«أخبر بالحوادث العظام

قبل وقوع حادث الأيام»

«وكم أجاب سائلا وما سئل

وكم أجاز سائلا وما سئل»

«ذلت له الدواب والصعاب

ومجده الأشرف لا يعاب»

«علومه كثيرة غزيرة

كعلمه بالألسن الكثيرة»

«أخبر بالقتل وبالممات

لجملة من طالبي الآيات»

«ذلت له الأعداء والسباع

وغيرت لأجله الطباع»

«كم استجاب الله من دعاء

له وأردى أكبر الأعداء»

«أخبر أقواما بما قد أضمروا

ولم يكونوا نطقوا وأظهروا»

«دعى لاعمى ، فشفاه الله

وكم شفى الأمراض إذ دعاه»

«واستخرج اللؤلؤ من بحر السما

وغاص في الأرض وفضله سما»

«وفي حديث الراهب النصراني

معجزة من أوضح البرهان»

«إذ كان في الحبس فصار جدب

وكان سؤل المسلمين الخصب»

«فخرجوا يدعون للاستسقا

ثلاثة والأرض ليست تسقى»


«فخرج الراهب والنصارى

يستمطرون الصيب المدرارا»

«فجاءهم غيث غزير هاطل

وكلما دعوا أجاب الوابل»

«فافتتن الناس وراموا الردة

لما رأوا من فرج وشدة»

«فطلبوا الامام حتى خرجا

ثم دعا الله فنال الفرجا»

«وعند ما أراد يدعو الراهب

وقرب الغيث وفاز الطالب»

«أمر عبده الامام فأخذ

من يده عظما فعند ما نبذ»

«انقشع الغيم وزال المطر

وزال عن دين الإله الخطر»

«قال الامام انه عظم نبى

فليس ما رأيتم بعجب»

«إذ كلما أظهر للسماء

أمطرت الغيث بلا دعاء»

«وطبع الحصاة حتى انطبعت

كأنه لما دعاها استمعت»

«كن ثلاث حصيات طبعا

فيهن كالآباء فاعجب واسمعا»

«وضرب الأرض وأخرج الذهب

فغنم السائل والفقر ذهب»

«ذلت له السباع إذ رموه

وخضعت والناس قد رأوه»

«كذلك الوحوش والأطيار

واشتهرت بذلك الاخبار»

«وكان يكتب الكتاب ومضى

الى الصلاة عن كتاب معرضا»

«فمر في قرطاسه قلمه

يكتب في الكتاب بل يختمه»

«بلا أصابع بإذن الله مع

حضور بعض من رآه واستمع»

«كلمه الذئب وذاك عجب

لكن قبوله علينا يجب»

«أنبع عين عسل ولبن

في داره فاعجب لفعل حسن»

«ومثل هذا ثابت في النقل

وليس بالمحال عند العقل»


النص على إمامته عليه‌السلام من أبيه

رواه القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٦٦ ط الغرى) قال:

وعن يحيى بن يسار العنبري قال : أوصى أبو الحسن عليّ بن محمّد إلى ابنه أبي محمّد الحسن قبل موته أربعة أشهر وأشار إليه بالأمر من بعده وأشهدني على ذلك وجماعة من الموالي.

نبذة من كراماته عليه‌السلام

اخباره عن وجود عظم نبى على يد

الراهب حين يدعو بالسقى فيستجاب له

رواه القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٦٩ ط الغرى).

قال أبو هاشم : ثمّ لم تطل مدّة أبي محمّد الحسن في الحبس إلّا أن قحط النّاس بسرّ من رأى قحطا شديدا فأمر الخليفة المعتمد على الله ابن المتوكّل بخروج النّاس إلى الاستسقاء فخرجوا ثلاثة أيّام يستسقون ويدعون فلم يسقوا ، فخرج الجاثليق في اليوم الرّابع إلى الصحراء وخرج معه النصارى والرهبان وكان فيهم


راهب كلّما مدّ يده إلى السماء ورفعها هطلت بالمطر ثمّ خرجوا في اليوم الثاني وفعلوا كفعلهم أوّل يوم فهطلت السماء بالمطر وسقوا سقيا شديدا حتّى استعفوا فعجب النّاس من ذلك وداخلهم الشكّ وصفا بعضهم إلى دين النصرانيّة فشقّ ذلك على الخليفة ، فأنفذ إلى صالح بن وصيف أن أخرج أبا محمّد الحسن بن عليّ من السجن وائتني به ، فلمّا حضر أبو محمّد الحسن عند الخليفة قال له : أدرك امّة محمّد فيما لحق بعضهم في هذه النازلة فقال أبو محمّد : دعهم يخرجون غدا اليوم الثالث قال : قد استعفى النّاس من المطر واستكفوا فما فائدة خروجهم قال : لا زيل الشكّ عن النّاس وما وقعوا فيه من هذه الورطة الّتي أفسدوا فيها عقولا ضعيفة ، فأمر الخليفة الجاثليق والرهبان أن يخرجوا أيضا في اليوم الثّالث على جاري عادتهم ، وأن يخرجوا النّاس فخرج النصارى وخرج لهم أبو محمّد الحسن ومعه خلق كثير فوقف النصارى على جاري عادتهم يستسقون إلّا ذلك الراهب مدّ يديه رافعا لهما إلى السماء ورفعت النصارى والرهبان أيديهم على جاري عادتهم فغيمت السماء في الوقت ونزل المطر فأمر أبو محمّد الحسن القبض على يد الرّاهب وأخذ ما فيها فإذا بين أصابعه عظم آدمي فأخذه أبو محمّد الحسن ولفّه في خرقة وقال استسق ، فانكشف السحاب وانقشع الغيم وطلعت الشمس فعجب النّاس من ذلك وقال الخليفة : ما هذا يا أبا محمّد؟ فقال : عظم نبيّ من أنبياء الله عزوجل ظفر به هؤلاء من بعض قبور الأنبياء وما كشف عظم نبيّ تحت السماء إلّا هطلت بالمطر ، واستحسنوا ذلك فامتحنوه فوجدوه كما قال ، فرجع أبو محمّد الحسن إلى داره بسرّ من رأى وقد أزال عن النّاس هذه الشبهة وقد سرّ الخليفة والمسلمون بذلك وكلّم أبو محمّد الحسن الخليفة في إخراج أصحابه الّذين كانوا معه في السجن فأخرجهم وأطلقهم له وأقام أبو محمّد الحسن بسرّ من رأى بمنزله بها معظما مكرّما مبجلا وصارت صلات الخليفة وأنعامه تصل إليه في منزله إلى أن قضى ، تغمّده الله برحمته.


ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ٢٢٥ طبع العثمانية بمصر)

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة».

ومنهم العلامة السمهودي في «جواهر العقدين» (على ما في ينابيع المودة ص ٣٩٦ ط اسلامبول).

روى الحديث بتغيير يسير في بعض العبارات بما لا يضر بالمعنى.

ومنهم العلامة ابن حجر الهيتمى في «الصواعق» (ص ١٢٤ ط البابى بحلب).

روى الحديث بمعنى ما تقدّم عن «الفصول المهمة».

ومنهم العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» (ج ٣ ط العرفان ببيروت).

روى الحديث نقلا عن «الصواعق» بعين ما تقدّم عنه ورواه عن المسعودي بمعناه.

ومنهم العلامة المحدث الحافظ البدخشي في كتابه «مفتاح النجا» (ص ١٨٩ مخطوط).

روى الحديث بمعنى ما تقدّم عن «جواهر العقدين».

ومنهم العلامة السيد أبو بكر بن شهاب الدين العلوي الحسيني الحضرمي الشافعي شيخ شيخنا في الرواية في «رشفة الصادي» (ص ١٩٦ ط مصر).

روى الحديث بمعنى ما تقدّم عن «جواهر العقدين».


اخباره لرجل قد سأله أن يدعو له

بالغنى انه صار غنيا في الحال

رواه القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٦٧ ط الغرى) قال:

وعن محمّد بن حمزة الدّوري قال : كتبت على يدي أبي هاشم داود بن القاسم وكان لي مواخيا ، إلى أبي محمّد الحسن أسأله أن يدعو الله لي بالغنى وكنت قد بلغت وقلّت ذات يدي وخفت الفضيحة ، فخرج الجواب على يده : ابشر فقد أتاك الغنى غنى الله تعالى مات ابن عمّك يحيى بن حمزة وخلف مائة ألف درهم ولم يترك وارثا سواك وهي واردة عليك بالاقتصاد وإيّاك والإسراف ، فورد علىّ المال والخبر بموت ابن عمّى كما قال عن أيّام قلائل وزال عنّي الفقر فأدّيت حقّ الله تعالى وبررت إخواني وتماسكت بعد ذلك وكنت مبذرا.

ومنهم العلامة أحمد بن يوسف القرمانى في «أخبار الدول وآثار الاول» (ص ١١٧ ط بغداد)

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة» بتلخيص.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ٢٢٦ ط العثمانية بمصر) روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة».


اخباره أنه سيولد له ولد

يملأ الأرض قسطا وعدلا

رواه القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٧٠ ط الغرى) قال:

محمّد عليّ بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه ، عن عيسى بن الفتح قال : لمّا دخل علينا أبو محمّد الحسن السجن قال لي : يا عيسى لك من العمر خمس وستّون سنة وشهر ويومان قال : وكان معي كتاب فيه تاريخ ولادتي فنظرت فيه فكان كما قال ثمّ قال لي : هل ارزقت ولدا فقلت : لا ، قال : أللهمّ ارزقه ولدا يكون له عضدا فنعم العضد الولد ثمّ أنشد :

من كان ذا عضد يدرك ظلامته

انّ الذليل الّذي ليست له عضد

فقلت له : يا سيّدي وأنت لك ولد؟ فقال والله سيكون لي ولد يملأ الأرض قسطا وعدلا وأمّا الآن فلا ثمّ أنشد متمثّلا :

لعلّك يوما أن تراني كأنّما

بنىّ حوالي الأسود اللوابد

فإنّ تميما قبل أن تلد العصا

أقام زمانا وهو في النّاس واحدا (١)

__________________

(١) ومن حالاته في السجن :

ما رواه العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٦٨ ط الغرى) كان الحسن (أى العسكري) يصوم في السجن فإذا أفطر أكلنا معه من طعامه وكان يحمله اليه غلامه في جونة مختومة.


ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ٢٢٦ ط العثمانية بمصر).

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة»

__________________

قال أبو هاشم : فكنت أصوم معه فلما كان ذات يوم ضعفت من الصوم فأمرت غلامي فجاءني بكعك فذهبت الى مكان خال في الحبس فأكلت وشربت ثم عدت الى مجلسي مع الجماعة ولم يشعر بى أحد فلما رآني تبسم وقال : أفطرت فخجلت فقال : لا عليك يا أبا هاشم إذا رأيت أنك قد ضعفت وأردت القوة فكل اللحم فان الكعك لا قوة فيه وقال عزمت عليك أن تفطر ثلاثا فان البنية إذا أنهكها الصوم لا تتقوى الا بعد ثلاث ورواه العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ٢٢٥ ط العثمانية بمصر).

بعين ما تقدم عن «الفصول المهمة».


اخباره عن دفن رجل مائتي دينار وقد

اقسم بأنه لا يملك شيئا وأنه يفقدها

رواه القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٦٨ ط الغرى) قال:

وعن إسماعيل بن محمّد بن عليّ بن إسماعيل بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس قال : قعدت لأبي محمد الحسن علي باب داره حتّى خرج فقمت في وجهه وشكوت إليه الحاجة والضّرورة وأقسمت إنّي لا أملك الدرّهم فما فوقه فقال : تقسم وقد دفنت مائتي دينار وليس قولي هذا دفعا لك عن العطيّة أعطه يا غلام ما معك فأعطاني الغلام مائة دينار فشكرت الله تعالى وولّيت فقال : ما أخوفني أن تفقد مأتي دينار أحوج ما تكون إليها ، فذهبت إليها فافتقدتها فإذا هي في مكانها فنقلتها إلى موضع آخر ودفنتها من حيث لا يطّلع أحد ثمّ قعدت مدّة طويلة فاضطررت إليها فجئت أطلبها في مكانها فلم أجدها فجئت وشقّ ذلك علىّ فوجدت ابنا لي قد عرف مكانها وأخذها وأبعدها ولم يحصل لي شيء فكان كما قال.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ٢٢٦ ط العثمانية بمصر) روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة».


اخباره عليه‌السلام لأهل السجن أن فيهم رجلا قد دس

كتابا في ثيابه يريد إيصاله الى الخليفة

رواه القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٦٨ ط الغرى). قال :

حدّث أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري قال : كنت في الحبس الّذي بالجوشق أنا والحسن بن محمّد العتيقي ومحمّد بن إبراهيم العمري وفلان وفلان خمسة ستّة من الشّيعة إذ دخل علينا أبو محمّد الحسن بن عليّ العسكري عليهما‌السلام وأخوه جعفر فخففنا بأبي محمّد وكان المتولّي لحبسه صالح بن الوصيف الحاجب وكان معنا في الحبس رجل جمعى ، فالتفت إلينا أبو محمّد وقال لنا : سرّا لو لا أن هذا الرّجل فيكم لأخبرتكم متى يفرج عنكم وترى هذا الرجل فيكم قد كتب فيكم قصّته إلى الخليفة يخبره فيها بما تقولون فيه وهي مدسوسة معه في ثيابه يريد أن يوسع الحيلة في إيصالها إلى الخليفة من حيث لا تعلمون فاحذروا شرّه ، قال أبو هاشم فما تمالكنا أن تحاملنا جميعا على الرّجل ففتّشناه فوجدنا القصّة مدسوسة معه بين ثيابه وهو يذكرنا فيها بكلّ سوء فأخذناها منه وحذّرناه.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ٢٦٨ ط الغرى).

روى الحديث عن أبي هاشم بعين ما تقدم عن «الفصول المهمّة».


اخباره عليه‌السلام عن قتل المعتز قبل وقوعه بأيام

رواه القوم :

منهم العلامة المؤرخ الشيخ أحمد بن يوسف بن أحمد بن سنان الدمشقي الشهير بالقرمانى المتوفى سنة ١٠١٩ في «اخبار الدول وآثار الاول» (ص ١١٧ طبع بغداد) قال:

عن الهيثم بن عديّ قال : لمّا أمر المعتزّ بحمل أبي محمّد الحسن إلى الكوفة كتب إليه ما هذا الخبر الّذي بلغنا فغمّنا فكتب بعد ثلاث يأتيكم الفرج إنشاء الله تعالى ، فقتل المعتزّ في اليوم الثّالث ـ.

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٦٧ ط الغرى)

روي الحديث عن أبي الهيثم بن عديّ بعين ما تقدّم عن «اخبار الدّول وآثار الأول».


كلامه عليه‌السلام لبهلول في أيام صباوته

ينبئ عن شدة خوفه من ربه

رواه القوم

منهم العلامة ابن حجر في «الصواعق» (ص ١٢٤ ط البابى بحلب) قال : ووقع لبهلول معه (أي الحسن بن على عليهما‌السلام) أنّه رأي وهو صبيّ يبكي والصّبيان يلعبون ، فظنّ أنّه يتحسّر على ما في أيديهم ، فقال : أشترى لك ما تلعب به ، فقال : يا قليل العقل ما للّعب خلقنا ، فقال له : فلما ذا خلقنا ، قال : للعلم والعبادة ، فقال له : من أين لك ذلك ، قال : من قول الله عزوجل ، (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ) ، ثمّ سأله أن يعظه ، فوعظه بأبيات ثمّ خرّ الحسن مغشيّا عليه ، فلمّا أفاق قال له : ما نزل بك وأنت صغير لا ذنب لك ، فقال : إليك عنّي يا بهلول إنّي رأيت والدتي توقد النّار بالحطب الكبار ، فلا تتقّد إلّا بالصّغار وإنّي أخشي أن أكون من صغار حطب نار جهنّم.

ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في «وسيلة المآل» (ص ٢١٣ مخطوط) روى الحديث نقلا عن «روض الرياحين» لليافعي بمعنى ما تقدّم عن «الصواعق» إلى آخر الآية ثمّ قال :

فقلت : يا بنيّ أراك حكيما فعظني وأوجز فأنشأ يقول :

أرى الدنيا تجهز بانطلاق

مشمّرة على قدم وساق

فلا الدنيا بباقية لحيّ

ولا حيّ على الدّنيا بباق

كانّ الموت والحدثان فيها

إلى نفس الفتي فرسا سباق

فيا مغرور بالدنيا رويدا

ومنها خذ لنفسك بالوثاق


حديث سلسلة الذهب عنه عليه‌السلام

رواه القوم منهم العلامة البدخشي في «مفتاح النجا» (ص ١٨٨ مخطوط) قال : وروى أيضا بإسناده عن الحافظ أبو محمّد أحمد بن محمّد البلاذري قال : حدّثنا الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى امام عصره عند الإماميّة بمكّة قال : حدّثني أبي عليّ بن محمّد المفتي قال : حدّثني أبي محمّد بن عليّ سيّد المحجوب قال : حدّثني أبي عليّ بن موسى الرضا قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر المرتضى قال : حدّثني أبي جعفر بن محمّد الصّادق قال : حدّثني أبي محمّد بن عليّ الباقر قال : حدّثني أبي عليّ بن الحسين السجّاد زين العابدين قال : حدّثني أبي الحسين بن علي سيّد شباب أهل الجنّة قال : حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب سيّد الأوصياء قال : حدّثني محمّد بن عبد الله سيّد الأنبياء قال : حدّثني جبرئيل سيّد الملائكة قال : قال الله عزوجل سيّد السادات : إنّي أنا الله لا إله إلّا أنا فمن أقرّ لي بالتوحيد دخل حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي.

«شهادته عليه‌السلام بسمّ المعتمد وما وقع»

«في سامراء من الارتجاج بسببها»

نذكر فيها كلام جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشيخ سليمان القندوزى في «ينابيع المودة» (ج ٣ ص ١١٣ ط العرفان بمصر) قال :

ويقال : إنّه مات بسمّ ولم يخلف غير ولده أبي القاسم محمّد الحجّة.


ومنهم العلامة المعاصر محمد عبد الغفار الهاشمي الحنفي في «أئمة الهدى» (ص ١٣٨ ط القاهرة) قال :

وكثر أتباعه ، وذاع صيته ، واتّجهت إليه الأنظار ، ودسّ له المعتمد العبّاسي سمّا فتوفّى منه.

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٢٧٠ ط الغرى) قال :

عن الحسن بن محمّد الأشعري ، عن عبد الله بن خاقان قال : لقد ورد على الخليفة المعتمد على الله أحمد بن المتوكّل في وقت وفاة أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكري ما تعجّبنا منه ولا ظنّنا أنّ مثله يكون من مثله ، وذلك أنّه لمّا اعتلّ أبو محمّد ركب خمسة من دار الخليفة من خدّام أمير المؤمنين وثقاته وخاصّته كلّ منهم نحرير فقه وأمرهم بلزوم دار أبي الحسن وتعرّف خبره ومشاركهم له بحاله وجميع ما يحدث له في مرضه وبعث إليه من خدّام المتطبّبين بملازمته وبعث الخليفة إلى القاضي بن بختيار أن يختار عشرة ممّن يثق بهم وبدينهم وأمانتهم يأمرهم إلى دار أبي محمّد الحسن وبملازمته ليلا ونهارا ، فلم يزالوا هناك إلى أن توفّى بعد أيّام قلائل ، ولمّا رفع خبر وفاته ارتجّت سرّ من رأى وقامت ضجّة واحدة وعطّلت الأسواق وغلقت أبواب الدّكاكين وركب بنو هاشم والكتاب والقواد والقضاة والمعدلون وسائر النّاس إلى أن حضروا إلى جنازته فكانت سرّ من رأى في ذلك شبيها بالقيامة ، فلمّا فرغوا من تجهيزه بعث الخليفة إلى عيسى بن المتوكّل أخيه بالصلاة عليه ، فلمّا وضعت الجنازة للصّلاة دنى عيسى منه وكشف عن وجهه وعرضه على بني هاشم من العلويّة والعبّاسيّة وعلى القضاة والكتّاب والمعدّلين فقال : هذا أبو محمّد العسكري مات حتف أنفه على فراشه وحضره من خدام أمير المؤمنين فلان وفلان ثمّ غطّى وجهه وصلّى عليه وأمر بحمله ودفنه ، وكانت وفاة أبي محمّد


الحسن بن عليّ بسرّ من رأى في يوم الجمعة لثمان خلون من شهر ربيع الأول سنة ستّين ومائتين للهجرة ودفن في البيت الّذي دفن فيه أبوه بدارهما من سرّ من رأى وله يومئذ من العمر ثمان وعشرون سنة وكانت مدّة إمامته سنتين.

وفي (ص ٢٧٢)

خلّف أبو محمّد الحسن من الولد ابنه الحجّة القائم المنتظر لدولة الحقّ ، وكان قد أخفى مولده وستر أمره لصعوبة الوقت وخوف السلطان وتطلبه للشّيعة وحبسهم والقبض عليهم.

ومن كلامه عليه‌السلام

إنّ في الجنّة بابا يقال له المعروف لا يدخل منه إلّا أهل المعروف ، فحمدت الله في نفسي وفرحت بما أتكلّف من حوائج النّاس فنظر إلىّ وقال : يا أبا هاشم دم على ما أنت عليه فإنّ أهل المعروف في الدّنيا هم أهل المعروف في الآخرة.

رواه في «نور الأبصار» (ص ٢٢٦ ط مصر) عن أبي هاشم قال : سمعت أبا محمّد الحسن يقوله.

ومن كلامه عليه‌السلام

بسم الله الرحمن الرحيم أقرب إلى اسم الله الأعظم من سواد العين إلى بياضها.

رواه في «نور الأبصار» (ص ٢٢٦ ط العثمانية بمصر) عن أبي هاشم قال : سمعت أبا محمّد يقوله.

(احقاق الحق مجلد ١٢ ج ٣٠)

إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ١٢

المؤلف:
الصفحات: 476