الفهرس

*كلمة التحرير

* الغدير عبر التاريخ والتراث.................................................... ٧

*الغدير في حديث العترة الطاهرة

................................................... السيد محمد جواد الشبيري ١٢

*حديث الغدير : التبليغ الأخير لإمامة الأمير

............................................... السيد علي الحسيني الميلاني ١٠١

*الغدير في ظلّ التهديدات الإلهيّة للمعارضة

................................................. السيد جعفر مرتضى العاملي ١٢١

*الغدير في التراث الإسلامي

.................................................. السيد عبدالعزيز الطباطبائي ١٦٦


*الإمامة : تعريف بمصادر الإمامة في التراث الشيعي (٤)

.......................................................... عبدالجبّار الرفاعي ٣١٩

*تحقيق حول كتاب حديث الشورى أحد مصادر الغدير

.................................................. السيد محمدجواد الشبيري ٣٤٩

*من ذخائر التراث

*غديرية ـ للحرّ العاملي.

....................................................... تحقيق : أسد مولوي ٣٦٧

*الإعلام بحقيقة إسلام أميرالمؤمنين عليه السلام ـ للكراجكي.

................................................. تحقيق : علي موسى الكعبي ٣٨٩

*دليل النصّ بخبر الغدير على إمامة أميرالمؤمنين عليه السلام ـ للكراجكي.

................................................... تحقيق : اُسامة آل جعفر ٤٢١

__________________

صورة الغلاف : نموذج من مخطوطة كتاب فضائل علي بن أبي طالب (ع) لأحمد بن حنبل ، من مخطوطات القرن السابع الهجري ، المحفوظة في مكتبة آية الله المرعشي العامة ـ قم.





كلمة التحرير

الغدير عبر التاريخ والتراث

بسم الله الرحمن الرحيم

في حجة الوداع.

حين كان الرسول الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يستعد لوداع الكعبة في آخر زيارة لها ، وكانت أمته بكاملها تستعد لتودع نبيها الحبيب!

وحيث توافد المسلمون ـ زرافات ووحدانا ـ على مكة ، بعد الإعلان عن تلك الحجة المباركة ، ليكونوا في ركب النبي في آخر مناسك يقوم بأدائها.

في هذا الزمان ، وهذا المكان ، نزلت آية التبليغ ، تقول (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ، وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ، والله يعصمك من الناس).

عجبا!

فما هو هذا الأمر الذي أنزل الآن إلى النبي من ربه؟!

أليس الرسول قد صدع بالوحي ، منذ نزوله في مكة قبل ثلاث وعشرين عاما ، وحتى اليوم؟ وقد تحمل في سبيل تبليغ الرسالة من الأذى ما لم يتحمله نبي قبله؟!

فما هو هذا الأمر الذي تقابل به الرسالة كلها ، على عظمتها وثقلها ، فلم يكن النبي مبلغا لها ، إن لم يبلغ هذا الأمر؟!

ثم ، هل في تبليغ هذا الأمر ، من الخطورة والشر والتخوف على النبي من جرائه


ما لم يكن في تبليغ كل الرسالة على مخاطرها ، حتى أحتاج إلى عصمة الله له؟

ومن هم الناس الذين يخاف منهم على الرسول ، في هذا الزمان ، وهو في مكة ، بين أصحابه؟!

لم يعهد من التاريخ أن سجل في حجة الوداع حدثا هاما ، ولا تبليغا من النبي لأمر خطير ـ بعد نزول تلك الآية ـ ليكون تفسيرا عينيا لما ، وإجابة واضحة لما أنزل على الرسول من ربه ، وكلف بتلك الشدة بتبليغه!

سوى ما صدر منه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، يوم الثامن عشر من ذي الحجة ، ذلك العام.

حيث نزل قوله تعالى : (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا).

إن ذلك اليوم هو «يوم الغدير».

يوم أعلن البارئ فيه عن إكمال الدين ، وإتمام النعمة ، وأفصح عن رضاه بالإسلام دينا للناس.

يوم نصب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمير المؤمنين عليا عليه‌السلام ، خليفة ، وإماما ووليا من بعده على المسلمين لأمور الدنيا والدين.

ومنذ ذلك اليوم ، والغدير يحتل موقعا عميقا في وجدان المسلمين ، يختمر في ضمائرهم ، ويشكل ركنا من عقيدتهم ، ، يشارك في تفسير الكتاب ، ورواية الحديث والسنة ، وتكوين الأدب والتراث ، ويحدد معالم من التاريخ والحضارة ، ويميز لجماعات من مسلمي العالم مسيرهم ومصيرهم.

ذلك هو الغدير :

في معاد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع ، حيث مفترق الطرق ، في موقع «غدير خم» وقبل أن يتفرق جمع الحجيج ، فلم يشذ منهم أحد على كثرتهم ... في هذا الموقع الحساس وضع رسول الله على نفسه أوزار المسير ، ونهض في


رمضاء الهجير ، فحشد الجموع ، وأعلن أمر الولاية صرخة مدوية في الإسلام.

وفي ذلك اليوم ، في أعظم اجتماع للأمة بقائدها العظيم ، وأكبر محفل ضم الرسول والمسلمين ، في آن واحد ، على صعيد واحد ، وفي الشهور الأخيرة من حياته الشريفة وهي تتصرم! وعمره الشريف يقترب من نهايته ، والفرص الأخيرة لتقديم آخر وصاياه تمر بسرعة.

مثل هذه الظروف استغلها الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأداء مهمة ذلك الأمر الذي أنزل إليه من ربه ، وتصدى لتبليغه ، بأبدع ما بإمكانه ، وأكمله ، وأتمه ... فخطب وأسمع ، ونادى فأبلغ ، وناشدهم أجمع :

ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟

قالوا. بلى.

فقال ـ رافعا لعلي على يديه ـ : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وأنصر من نصره ، واخذل من خذله.

في خطبة جامعة ، ناصعة ، طويلة الذيل ، حوت كل ما اهتم به من الوصايا الضرورية ، والتي أدى بها حق رسالة الله.

وقد أعلن الرسول يومئذ عن ولي الأمر من بعده ، إشفاقا على أمته من أن يتركها هملا ، تتجاذبها عسلان الأهواء.

واستخلف على المؤمنين من بعده إمامهم ، ليثبت به قلوبهم ، وليحافظ على قواعد الدين العظيم بإمرة من هو خير هاد للمسلمين.

ولقد أدى الرسول هذه المهمة الصعبة ببطولة نادرة ، فقد كان الأعداء ـ المتربصين بهذا الدين الدوائر ـ يراقبون النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، يخشون مثل ذلك الأمر ، وكان المنافقون يهابون إعلان اسم ولي الأمر الذي يخلف النبي ، فبدؤوا شغبهم وأخفوا مكرهم ، ولكن الله بوعده بالعصمة قطع دابرهم.

فظل خبر الغدير يتسع مع الحجيج العائدين إلى بلدانهم ، فلم تسعه المؤامرات ولم تطله الخيانات ، بل انتشر عبقه مع الأثير ، وسار نبؤه مع النور.


فمع القرآن ، حيث تتلى آيات التبليغ ، والإكمال ، وتتجلى الأذهان مناظر نزولها ، وذكريات معانيها ، وأيام أحداثها.

ومع السنة ، حيث انتهى خبرها ، وأبلغ ذكرها ، حتى تواتر حديث الغدير ، فلم يسعه الإنكار ، ولم يخفه الستر والإضمار.

ولقد امتلأت دواوين أهل الأدب بأنشودة الغدير ، تشدو بها القرائح ، وتغردها الأصوات الملاح في أندية الولاء.

وملئت صحف الأعلام بخبر الغدير ، رغم تعرضه على طول الخط ، لمنع التدوين ، وحظر النقل ، فها هو اليوم يمثل في «التراث» بمجلدات ضخمة تعبر بصدق عن خلود الغدير ومجده عبر القرون.

والتاريخ حافل بذكرياته العطرة عن هذا اليوم الخالد ، مقرونا بأعظم ما في الإسلام من ذكريات خالدة ، مستلهمة عظمتها من اسم الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم وفعله وجهده وتوجيهه ، كالبعثة النبوية ، والهجرة ، والغدير العظيم ، إلى وفوده على ربه.

تلك الذكريات العظيمة التي لا تنفك عن الإسلام ، ويجد المسلم في استعادتها قوة ، واندفاعا ، وشموخا ، وإباءا.

ولقد كان للغدير أثره البارز في حياة أمة من المسلمين ، في طليعتهم أهل البيت النبوي الشريف الطاهر ، حيث بذل الأئمة الاثنا عشر عليهم‌السلام اهتماما عديم المثيل بواقعة الغدير ، وحديثه ، ويومه ، ودلالته.

فاعتبروه شارة الحق وميقاته ، فكان الغدير من أقوى الأدلة على إمامة علي والأئمة من آل محمد عليهم‌السلام ، به يستدلون ، وإليه يرشدون.

يشيدون به ، باعتبار أنه من أكبر الأعياد الإسلامية ، حيث تمت فيه نعمة الله ، وكمل دينه ، وأصبح الإسلام دينا مرضيا. ـ

ويتناقلون خبره ، فكانت روايتهم لحديث الغدير ، من أضبط نصوصه ، وأقوى طرقه ، وأوثق أسانيده.


وأوضحوا معالم دلالته ، بإيراد نصه الكامل ، المحفوف بقرائن تبين مراداته ، وتكشف أبصار معانيه.

والشيعة على مدى العصور وفي كل الأقطار اتبعوا القرآن الكريم في تجليل هذا اليوم وتعظيمه في آياته.

وتأسوا بالرسول العظيم في إحياء هذه الذكرى وتجليلها في أزل (غدير) في العام العاشر من الهجرة.

واقتدوا بالأئمة الاثني عشر من أهل البيت عليهم‌السلام الذين أشادوا بالغدير وخلدوه ، في يومه ، وحديثه ، على طول تأريخ الإمامة.

فهم يستبشرون بهذا اليوم ، ويحمدون عوده ، ويتلون حديثه ، ويستهدون بهديه ، ويحتفلون بذكراه.

و «تراثنا» تحيي ـ في عددها الخاص هذا ـ كل تلك المآثر ، وتستعيد كل تلك الخواطر ، وتجدد العهد مع كل تلك الأمجاد في هذا اليوم العظيم.

ونحن إذ نبارك لصاحب الولاية ، أمير المؤمنين عليه‌السلام ، يوم تتويجه الأزهر.

ونشارك المسلمين المؤمنين إحياءهم للذكرى المئوية الرابعة عشر لعيد الغدير الأغر.

نزجي بالشكر لله قائلين :

الحمد لله الذي جعلنا من المتمسكين بولاية علي أمير المؤمنين وأولاده المعصومين.

ونلهج بالدعاء متضرعين :

ربنا ، إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان ، أن آمنوا ، فآمنا

ربنا ، لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ، وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.

ربنا ، تغمد الأمة الإسلامية برضاك ، وأفض عليها رحمتك وإحسانك ، وخذ بأيدي المسلمين إلى النصر ، والكرامة ، إنك ذو الجلال والإكرام.

هيئة التحرير


الغدير

في حديث العترة الطاهرة

السيد محمد جواد الشبيري

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، الذي أتم نعمته على المسلمين ، وأكمل لهم الإسلام دين سيد المرسلين ، بولاية يوم الغدير لأمير المؤمنين.

والصلاة والسلام على سيد الأنبياء الرسول الأمين ، المبلغ رسالات الله في الوحي المبين ، وعلي أخيه سيد الوصيين ، وآلهما الأئمة المعصومين.

وبعد :

فمنذ انبلج فجر الإسلام ، رسالة السماء ، خاتمة لرسالات الأنبياء ، صحبته حوادث جمة ، سجلها التاريخ بأحرف من نور ولم ينسها ، بل لا يطيق أن ينساها ، لأن لكل منها أثرا عميقا في مجرياته ، لكنها تتفاوت في ما بينها في عمق الأثر.

وبعده من ناحية ، وفي خلود الذكر ومداه من ناحية أخرى.

فهناك البعثة النبوية الشريفة ، وهناك الهجرة النبوية المجيدة ، والحروب المصيرية ، وحدث أخير عظيم هو (عبد الغدير) الخالد.

ولم يكن الغدير من الأحداث العابرة ، والوقائع التي لها أثر مؤقت ، وإنما كان حدثا مهما ضخما في تاريخ الإسلام!

واكتسب الغدير تلك العظمة ، من كل ما أحاط به من الظروف ، زمانية ،


ومكانية ، وماله من أثر عقائدي وتاريخي ، وبعد اجتماعي سياسي ، في مصير الدولة الإسلامية ومستقبلها ، في الفترة التي أعقبت عصر الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم.

فهو آخر اجتماع عظيم ضم الرسول وأمته ، في وداع أخير بعد العودة من حجة الوداع ، ولا بد أن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، يستغل هذه الفرصة النادرة ، ليبث فيه إلى الأمة أعمق شجونه ، وأحزان قلبه ، وتطلعاته ، ويؤكد لهم على آخر وصاياه ورغباته ، من إرشادات هامة ، على صعيدي الدنيا والآخرة ، ومن الخلافة من بعده ، والولاية على الأمة.

وكان أعظم مجمع على الأرض في الإسلام ، حيث كان مفترق قوافل الحجاج العائدين من آخر حجة ، مع آخر رسول ، في رجوعهم من حجة الوداع ، حيث اجتمع أكبر عدد من المسلمين المتشوقين لمسايرة ركب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لينالوا من فيض صحبته المباركة في تعظيم شعائر الله في ذلك المنسك التاريخي.

فلا شايعوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في طريق العودة خارجا من مكة إلى المدينة ، جمعهم على مفترق الطرق ، قبل أن تشتتهم الطرق ، وخطب في جمعهم الحاشد ، مبلغا ما أنزل إليه من ربه ذلك البلاغ الإلهي ، الذي لو لم يفعله لم يكن مبلغا لشئ من الرسالة الإسلامية ، على عظمتها ، وأبعادها ، وأتعابها ، ومشاقها ، ومآسيها ، وأهدافها ، وأتراحها ، وأفراحها. فذلك البلاغ ـ إذن ـ هو البيان الختامي ، للرسالة الإسلامية التي صدع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأدائها ، فهو جامع لأهم ما في تلك الرسالة من مقومات الوجود والاستمرار

ذلك هو بلاغ ولاية الأمير ، يوم الغدير ، في زمانه ومكانه ومحتواه. ولم يكن الغدير مناسبة مؤقتة محدودة ، ولا شعلة مؤججة تؤول إلى الخمود ، ولا شمسا بازغة تصير إلى الأفول ، ولا برقا يتألق ثم ينطفئ فيعقبه ظلام دامس.

كلا ، بل (الغدير) منطلق لأمواج ، النور على حياة البشرية ، امتدادا للفجر الإسلامي ، الذي ليس له ضحى ، ولا ظهر ، ولا عصر ، ولا ليل.


إن الزمن ـ مهما امتد بالإسلام ـ لم يكن ليخمد من شعاعه الوهاج ، بل قد أثبت التاريخ أن الإسلام هو الحق الذي يشدده مر الزمان قوة وثباتا ، وهو الحقيقة التي لا يكشف مر الأيام إلا عن ناصع برهانه.

والغدير ، كواحد من أهم أحداث الإسلام ، كذلك ، يظل معه سائرا مسير النور مع الفجر ، والضياء مع النهار.

ولقد أخذ الغدير من اهتمام الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قسطا كبيرا في يومه الأول ، فجابه به كل التهديدات التي كانت تعترضه والتي وعده الله بالعصمة من أصحابها ، وتحتمل عناء الموقف ، وخطب تلك الخطبة الجامعة الغراء ، في حر الهجير ، وقام بتتويج الأمير ، وأخذ له البيعة من كل الحاضرين ، وأتم الحجة على الجمع أجمعين.

والغدير اكتسب قدسية بما قام به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في يومه الأول ذلك.

ثم وقع الغدير موقع العناية الفائقة من الأئمة المعصومين من أهل البيت عليهم السلام ، فلم يألوا جهدا في إحيائه وتعظيمه.

وعمل الأئمة عليهم‌السلام ـ الذين يعتبر وجودهم امتدادا عمليا لوجود الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ في المحافظة على الإسلام ، ويمثلونه تمثيلا صادقا في بث معارفه وإحياء ذكرياته ، مدعاة للتأمل والبحث.

إن الأئمة الأطهار عليهم‌السلام ، فتحوا للغدير حسابا واسعا في حياتهم الكريمة العلمية والعملية ، وهذا البحث يجمع ما ورد من مواقفهم عليهم‌السلام من الغدير في كلا المجالين.

ولقد اقتبسنا منهج البحث من الخطوط التي انتهجها الأئمة في مواقفهم تلك من الغدير ، فقسمناه إلى قسمين.

القسم الأول : يتضمن تأكيد الأئمة عليهم‌السلام على الغدير ، كحادثة عقائدية مهمة في الإسلام ، فلجأوا إلى الاستدلال به على الإمامة الحقة ، وتثبيت قواعد الحكومة الإسلامية بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.


القسم الثاني : يحتوي على تمجيد الأئمة عليهم‌السلام بيوم الغدير ، كعيد من أكبر أعياد المسلمين ، وحثهم الأمة على إحيائه ، وتجليله ، والابتهاج به ، وتجديد ذكره في كل عام وكل عصر.

ولقد كان من آثار تلك الاهتمامات أن بقي الغدير ـ على مدى التاريخ الإسلامي ، في عصور الأئمة عليهم‌السلام ـ يوما خالدا حيا في الضمائر والأفكار مقدسا في حياة الأمة ، يكتسب قدسيته من عمل الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في يوم الغدير الأول ـ عام (١٠) للهجرة ـ ومن إهتمامات الأئمة الأطهار عليهم‌السلام ـ إلى نهاية عام (٣٢٩) للهجرة ـ.

ولقد كان لشيعة محمد وآل محمد ، أولئك الذين اختاروهم أسوة ، بهم يقتدون ، واتخذوا مذهب أهل البيت ليسيروا في الحياة عليه ، أنهم كانوا يسيرون على نفس منهجهم في الاهتمام بعيد الغدير ، يشيدون بكرامته ، ومجددون فيه ذكرياته العظيمة ، ويبتهجون فيه بولاية أمير المؤمنين ، مؤكدين بذلك على ما أكد عليه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في أول يوم ، والأئمة المعصومون عليهم‌السلام في كل عام ، مثل هذا اليوم ، من أهداف وآثار وأعمال. فهذا التاريخ يذكرنا بالمحافل الكبرى التي كان يقيمهما الأمراء البويهيون في بغداد وإيران ، والحمدانيون في الموصل وحلب وبلاد الشام ، والفاطميون في القاهرة ومصر والمغرب ، والزيديون في صنعاء واليمن السعيدة! ولئن حرمت بعض المذاهب أنفسها من فيوضات هذا العيد الأكبر ، وتناست كل أمجاده ، فإن الشيعة فازوا بنصيبهم الأوفر ، بالتأسي بالرسول وأهل بيته الكرام عليهم الصلاة والسلام ، فهم ذا يخلدون في العالم كل عام ، ذكراه العطرة ، ويعيدون إلى الأذهان أمجاده العظيمة التي قام بها النبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بأمر من الله تعالى ، ومقتدين في أعمالهم في هذا اليوم بالأئمة من أهل البيت عليهم‌السلام.

وإسهاما منا في إحياء هذا العيد العظيم نقم هذا البحث بمناسبة مرور أربعة عشر قرنا على هذا الحدث الإسلامي العظيم.

وجعلنا البحث في خمسة فصول متمسكين بولاية الخمسة المطهرة الذين أذهب


الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، سائلين الله أن يسعفنا برضاه ، وأن يمن علينا بفضله وإحسانه ، إنه ذو الجلال والإكرام.

السيد محمد جواد الشبيري

قم المقدسة


الفصل الأول

واقعة الغدير

الحديث المروي عن أئمة الهدى في إيضاح واقعة الغدير رسم بشكل واضح ارتباط هذه الواقعة بخط الإسلام وبنائه ، ولعل التطلع الأحاديث المتناثرة في كتب الطائفة تظهر وبشكل لا يقبل الشك ذلك المذهب ، فقد روي عن أبي جعفر عليه‌السلام في صحيحة الفضيل [ابن يسار] أنه قال : «بني الإسلام على خمس : الصلاة ، والزكاة ، والصوم ، والحج ، والولاية ، ولم يناد بشئ مثل ما نودي بالولاية يوم الغدير» (١) وأضاف عليه‌السلام في نقل آخر لهذا الحديث : «فأخذ الناس بأربع وتركوا هذه ـ يعني الولاية ـ» (٢).

بل وقد روي وبإسناد صحيح عن عمر بن أذينة ، عن زرارة والفضيل بن يسار وبكير بن أعين ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية وأبي الجارود جميعا ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : «أمر الله عزوجل رسوله بولاية علي عليه‌السلام ، وأنزل عليه (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) [لمائدة / ٥٥] وفرض ولاية أولي الأمر ، فلم يدروا ما هي ، فأمر الله محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يفسر لمم الولاية كما فسر لهم الصلاة والزكاة والصوم والحج ، فلما أتاه ذلك من الله تعالى ضاق بذلك صدره وراجع ربه ، فأوحى الله عزوجل [إليه] (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) [المائدة / ٦٧] فصدع بأمر الله تعالى [ذكره] فقام بولاية علي يوم غدير خم ، فنادى : الصلاة جامعة ، وأمر الناس أن يبلغ الشاهد الغائب».

قال عمر بن أذينة : قالوا جميعا ـ غير أبي الجارود ـ وقال أبو جعفر عليه السلام. وكانت الفريضة تنزل بعد الفريضة الأخرى ، وكانت الولاية آخر الفرائض ،

__________________

(١) الكافي ٢ :

٢١ / ٨.

(٢) الكافي ٢ : ١٨ (/ ٣.


فأنزل الله عزوجل (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) [المائدة / ٣].

قال أبو جعفر عليه‌السلام : «يقول الله عزوجل : لا أنزل عليكم بعد هذه فريضة ، قد أكملت لكم دينكم» (٣).

والأمر الواضح للعيان عند التأمل في مجمل الروايات الواردة في نقل حادثة الغدير أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تردد في إبلاغ ذلك الأمر خشية من إعراض من بعرض عنه ، لأمور لا تخفى ، مبعثها الحسد والجهل وبغض علي ، ذاك الذي أسموه بقتال العرب ، فلذا تردد الأمر أكثر من مرة ، هبط به جبرئيل عليه‌السلام حتى جاء الأمر الأخير (... وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ...) فأخذ على نفسه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن لا يبرح المكان ـ وكان في الجحفة ـ حتى يبلغ الأمر فنادى. الصلاة جامعة ـ وكان يوما شديد الحر ـ فاجتمع الناس ، وأمر بدوحات فقم ما تحتهن من الشوك (٤) ، ثم خطب خطبة مبسوطة ، وأقام عليا أمام نواظر الحاضرين ، وأمر الناس بمبايعته بأمر الله تعالى .. والخطبة تجدها في العديد من كتب الحديث وغيرها ، وتذكرها كما رويت مختصرة وبإسناد صحيح جدا ، ثم تذكر مقاطع من الخطبة المبسوطة تباعا.

روى الشيخ الصدوق ـ قدس‌سره ـ في «الخصال» بعدة أسانيد صحاح إلى ابن أبي عمير ، عن عبد الله بن سنان ، عن معروف بن خربوذ ، عن أبي الطفيل عامر ابن واثلة ، عن حذيفة بن أسيد الغفاري ، قال : لما رجع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم من حجة الوداع ونحن معه ، أمر أصحابه بالنزول ، فنزل القوم منازلهم ، ثم نودي بالصلاة ، فصلى بأصحابه ركعتين ، ثم أقبل بوجهه إليهم فقال لهم : إنه قد نبأني اللطيف الخبير أني ميت وأنكم ميتون ، وكأني قد دعيت فأجبت ، وإني مسؤول عما أرسلت به إليكم ، وعما خلفت فيكم من كتاب الله وحجته ، وإنكم مسؤولون عما أرسلت به إليكم

__________________

(٣) الكافي ١ : ٢٨٩ ، وانظر : تفسير العياشي ١ : ٢٩٢ / ٢٠ و ٢٩٣ / ٢١ ـ ٢٢ ، وعنه البحار ٣٧ : ١٣٨ / ٢٧ ـ ٢٩.

(٤) أنظر : تفسير فرات : ٤٠ ، العياشي ١ : ٣٢٩ / ١٤٣ ، وعنهما البحار ٣٧ : ١٧١ / ٥٢ و ١٣٨ / ٣٠.


وعما خلفت فيكم من كتاب الله وحجته ، وإنكم مسؤولون فما أنتم قائلون لربكم؟

قالوا : نقول : قد بلغت ونصحت وجاهدت ، فجزاك الله عنا فضل الجزاء.

ثم قال لهم : ألستم تشهدون أن لك لا إله إلا الله ، وأني رسول الله إليكم ، وأن الجنة حق ، وأن النار حق ، وأن البعث بعد الموت حق؟

فقالوا : نشهد بذلك.

قال : اللهم اشهد على ما يقولون ، ألا وإني أشهدكم أني أشهد أن الله مولاي وأنا مولى كل مسلم ، وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فهل تقرون [لي] بذلك وتشهدون لي به؟

فقالوا : نعم ، نشهد لك بذلك.

فقال. ألا من كنت مولاه فإن عليا مولاه ، وهو هذا.

ثم أخذ بيد على فرفعها مع يده حتى بدت آباطهما ، ثم قال : اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، ألا وإني فرطكم وأنتم واردون علي الحوض [حوضي] غدا ، وهو حوض عرضه ما بين بصرى وصنعاء ، فيه أقداح من فضة ، عدد نجوم السماء. ألا ، وإني سائلكم غدا ، ماذا صنعتم فيما أشهدت الله به عليكم في يومكم هذا ، إذا وردتم علي حوضي؟ وماذا صنعتم بالثقلين من بعدي؟ فانظروا كيف خلفتموني فيهما حين تلقوني؟

قالوا : وما هذان الثقلان يا رسول الله؟

قال : أما الثقل الأكبر فكتاب الله عزوجل ، سبب ممدود من الله ومني في أيديكم ، طرفة بيد الله والطرف الآخر بأيديكم ، فيه علم ما مضى وما بقي إلى أن تقوم الساعة؟ وأما الثقل الأصغر فهو حليف القرآن وهو علي بن أبي طالب وعترته ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.

قال معروف بن خزبوذ : فعرضت هذا الكلام على أبي جعفر عليه‌السلام فقال : صدق أبو الطفيل ، هذا كلام وجدناه في كتاب علي وعرفناه (٥).

__________________

(٥) الخصال : ٦٥ ، باب الاثنين ، ح ٩٨ ، وعنه البحار ٧٣ / ١٢١.

أقول : السند الأخير عن أبي جعفر عليه‌السلام في غاية الصحة. وأما السند الأول ففيه أبو الطفيل وهو


وهذا وقد رويت عن الباقر عليه‌السلام واقعة الغدير في رواية فيها خطبة الغدير المبسوطة.

نستعرض جواني محددة منها :

والرواية تبدأ بذكر عزم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الحج بأمر الله ودعوة المسلمين للتهيؤ لهذا الأمر ، وفيها : بلغ من حبج مع رسول الله من أهل المدينة وأهل الأطراف السبعين ألف إنسان أو يزيدون ...

ثم تذكر الرواية نزول جبرئيل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو بالموقف ، مبلغا إياه أمر الله تعالى! بإقامة علي علما ، وأخذ البيعة من المسلمين ، وخشية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قومه ، وسؤاله جبرئيل أن يسأل ربه العصمة من الناس ... فأخر ذلك إلى أن بلغ مسجد الخيف ... فأمره جبرئيل بالذي أتاه فيه من قبل الله ولم يأته بالعصمة ... [فأخر النبي ذلك إلى أن] بلغ غدير خم قبل الجحفة بثلاثة أميال فأتاه جبرئيل على خمس ساعات مضت من النهار بالزجر والانتهار والعصمة من الناس ... فأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. مناديا ينادي في الناس بالصلاة جامعة ويرد من تقدم منهم ويحبس من تأخر عنهم ، وتنحى عن يمين الطريق إلى جنب مسجد الغدير ... وأمر رسول الله أن ... ينصب له أحجار كهيئة المنبر فقام فوقها ، ثم حمد الله وأثنى عليه فقال :

«الحمد لله الذي علا في توحده ... [إلى أن قال :] ... إن جبرئيل هبط إلي مرارا ثلاثا يأمرني عن السلام ربي ـ وهو السلام ـ أن أقوم في هذا لمشهد فأعلم كل أبيض وأسود أن علي بن أي طالب أخي ووصيي وخليفتي والإمام من بعدي ، الذي محله مني محل هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وهو وليكم بعد الله ورسوله ...

__________________

معدود في خواص أصحاب أمير المؤمنين عليه‌السلام [البرقي / آخر ٤] ، وحذيفة بن أسيد الغفاري ، وقد عدني رواية في الكشي [رجال الكشي ، الرقم ٢٠] في حواري الحسن بن علي عليهما‌السلام.

ثم إن هذا الخبر مذكور في كتب العامة أيضا ، أنظر على سبيل المثال : تاريخ دمشق لابن عساكر : ١٥ وما في هامشه من المصادر.


ثم تلا (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك) الآية.

فاعلموا ـ معاشر الناس ـ أن الله قد نصبه لكم وليا وإماما ، مفترضة طاعته على المهاجرين والأنصار وعلى التابعين بإحسان ، وعلى البادي والحاضر ، وعلى الأعجمي والعربي ، والحر والمملوك ، والصغير والكبير ، وعلى الأبيض والأسود ، وعلى كل موحد؟ ماض حكمه ، جائز قوله ، نافذ أمره ، ملعون من خالفه ، مرحوم من تبعه ومن صدقه ، فقد غفر الله ولمن سمع منه وأطاع له [ثم أخذ النبي بذكر فضائل على والأمر بطاعته وتفضيله].

معاشر الناس ، إن عليا والطيبين من ولدي هم الثقل الأصغر والقرآن هو الثقل الأكبر ، وكل واحد منبئ عن صاحبه وموافق له ، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. ألا إنهم أمناء الله في خلقه وحكماؤه في أرضه ، ألا وقد أديت ، ألا وقد بلغت ، ألا وقد أسمعت ، ألا وقد أوضحت.

معاشر الناس ، سيكون من بعدي أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون.

معاشر الناس ، إن الله وأنا بريئان منهم ... فليبلغ الحاضر الغائب ، والوالد الولد إلى يوم القيامة ، وسيجعلونها ملكا واغتصابا ، ألا ، لعن الله الغاصبين والمغتصبين ...

ألا خاتم الأئمة منا القائم المهدي ، ألا إنه الظاهر على الدين ، ألا إنه المنتقم من الظالمين ، ألا إنه قاتل كل قبيلة من أهل الشرك ، ألا إنه المدرك بكل ثار لأولياء الله ... [ثم ذكر فضل الحج والصلاة والزكاة وسائر الفرائض وأمرهم بالتقوى والخوف من الحساب ، ثم قال :].

معاشر الناس ، فاتقوا الله وبايعوا عليا أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ والحسن والحسين كلمة طيبة باقية.

معاشر الناس ، قولوا الذي قلت لكم ، وسلموا على علي بإمرة المؤمنين ...

معاشر الناس ، إن فضانل علي بن أبي طالب عند الله عزوجل ، وقد أنزلها في القرآن ، أكثر من أن أحصيها ي مقام واحد ، فمن أنبأكم بها وعرفها فصدقوه ...


فناداه القوم. نعم سمعنا وأطعنا أمر الله وأمر رسوله بقلوبنا وألسنتنا وأيدينا.

وتداكوا على رسول الله وعلى علي وصافقوا بأيديهم ، فكان أول من صافق رسول الله الأول والثاني والثالث والرابع والخامس وباقي المهاجرين والأنصار وباقي الناس عن آخرهم على [طبقاتهم و] قدر منازلهم ، إلى أن صليت الظهر والعصر في وقت واحد ، والمغرب والعشاء الآخرة في وقت واحد ، وأوصلوا البيعة والمصافقة ثلاثا ورسول الله يقول كلما بايع قوم : الحمد لله الذي فضلنا على جميع العالمين. وصارت المصافقة سنة ورسما يستعملها من ليس له حق فيها» (٦).

وفي رواية عبد الله بن الفضل الهاشمي ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام ، قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي ، وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره فيه بنصب أخي علي بن أبي طالب علما لأمتي يهتدون به من بعدي ، وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين وأتم على أمتي فيه النعمة ، ورضي لهم الإسلام دينا.

ثم قال : معاشر الناس ، إن عليا مني وأنا من علي ، خلق من طينتي ، وهو إمام الخلق بعدي ، يبين لهم اختلفوا فيه من سنتي ، وهو أمير المؤمنين ، وقائد الغر المحجلين ، ويعسوب المؤمنين ، وخير الوصيين ، وزوج سيدة نساء العالمين ، وأبو الأئمة المهديين.

معاشر الناس ، من أحب عليا أحببته ، ومن أبغض عليا أبغضته ، ومن وصل عليا وصلته ، ومن قطع عليا قطعته ، ومن جفا عليا جفوته ، ومن والى عليا واليته ، ومن عادى عليا عاديته.

معاشر الناس ، أنا مدينة الحكمة وعلي بن أبي طالب بابها ، ولن تؤتى المدينة

__________________

(٦) احتجاج الطبرسي : ٥٥ ، عنه تفسير الصافي ٢ : ٥٣٩ : روضة الواعظين : ٨٩ ـ عنه تفسير البرهان ـ ١ : ٤٣٦ ، وكذا إقبال السيد ابن طاوس عن كتاب النشر والطي / في فضل يوم الغدير : ٤٥٥ اليقين : الباب ١٢٧ ، التحصين : الباب ٢٩ من القسم الأول. ونقله في البحار ٣٧ : ١٣١ ، عن الإقبال وفي ص ٢٠١ ، عن الاحتجاج ، وأشار إلى رواية اليقين.


إلا من قبل الباب ، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغض عليا.

معاشر الناس ، والذي بعثتي بالنبوة ، واصطفاني على جميع البرية ، ما نصبت عليا علما لأمتي في الأرض حتى نوه الله باسمه في سماواته ، وأوجب ولايته على ملائكته» (٧).

وفي رواية أحمد بن عيسى بن عبد الله المعروف بأبي طاهر ، عن أبيه ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام ، عن أبيه ، عن جده : أن رسول الله عمم علي بن أبي طالب عمامته السحابة ، وأرخاها من بين يديه ومن خلفه ، ثم قال : أقبل ، فأقبل؟ ثم قال : أدبر ، فأدبر؟ فقال. هكذا جاءتني الملائكة.

ثم قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ثم ذكرت الرواية أشعار حسان بن ثابت في يوم الغدير (٨).

وروي بطريق صحيح عن حسان الجمال ـ الثقة الجليل ـ قال : حملت أبا عبد الله من المدينة إلى مكة ، فلما انتهينا إلى مسجد الغدير ، نظر إلى ميسرة المسجد ، فقال : «ذلك موضع قدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حيث قال : من كنت مولاه فعلي مولاه».

ثم نظر إلى الجانب الآخر فقال : «ذلك موضع فسطاط أبي فلان وفلان وسالم مولى أبي حذيفة وأبي عبيدة بن الجراح ، فلما رأوه رافعا يديه قال بعضهم لبعض : انظروا إلى عينيه تدوران كأنهما عينا مجنون ، فنزل جبرئيل بهذه الآية (وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون وما هو إلا ذكر للعالمين) [القلم / ٥١ ، ٥٢].

وقد ورد هذا الخبر في تأويل الآيات وفي ذيله : «والذكر علي بن أبي طالب» فقلت : الحمد لله الذي أسمعني هذا منك ، فقال : «(لولا أنك جمالي لما حدثتك بهذا ، لأنك

__________________

(٧) أمالي الصدوق : آخر المجلس السادس والعشرين.

(٨) إحقاق الحق ٦ / ٢٤٧ ، لاحظ أيضا فرائد السمطين ١ / ٧٦ ح ٤٢.


لا تصدق إذا رويت عني» (٩).

روي عن سفيان بن عيينة ، عن جعفر بن محمد عليه‌السلام ، قال : أخبرني أبي. عن جدي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قال : لما كان يوم غدير خم ، قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خطيبا [فأوجز في خطبته] ثم دعا علي بن أبي طالب عليه السلام فأخذ بضبعيه ، ثم رفع بيد [ي] ه حتى روئي بياض إبطيه ، وقال للناس : «ألم أبلغكم الرسالة ، ألم أنصح لكم؟».

قالوا : اللهم نعم.

قال : «فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه» قال. ففشت هذه في الناس ، فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري (١٠) ، فرحل راحلته ثم استوى عليها ـ ورسول الله إذ ذاك بالأبطح ـ فأناخ ناقته ثم عقلها ، ثم أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فسلم عليه ، ثم قال : يا عبد الله ، إنك دعوتنا إلى أن نقول : لا إله إلا الله ، ففعلنا. ثم دعوتنا إلى أن نقول : إنك رسول الله ، ففعلنا ـ وفي القلب ما فيه ـ. ثم قلت لنا : صلوا ، فصلينا. ثم قلت لنا : صوموا ، فصمنا. ثم قلت لنا : حجوا ، فحججنا. ثم قلت لنا : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، فهذا عنك أم عن الله؟!

قال له : «بل عن الله» ، فقالها ثلاثا.

__________________

(٩) الكافي ٤ : ٥٦٦ ، التهذيب ٦ / الرقم ٤١ الفقيه ١ / ٦٨٧ ، و ٢ / ١٥٥٨ ، ١ لبحار ٣٧ / ١٧٢ ، تأويل الآيات / آخر سورة القلم ، وعنه البحار ٣٧ / ٢٢١ وفيهما : الحسين الجمال وهو مصحف والصواب : حسان الجمال.

(١٠) كذا في تأويل الآيات / سورة المعارج ، والروايات تختلف في اسم هذا القائل ، فني أكثرها الحارث بن النعمان الفهري كما ذكرناه [تفسير الفرات : ١٩١. مناقب ابن شهرآشوب ٣ / ٤٠ عنهما البحار ٣٧ / ١٦٢ ، جامع الأخبار : ١٣ ، تفسير القرطبي ١٨ / ٢٧٨ ، السيرة الحلبية ٣ / آخر ٢٧٤ ، وقد رواه الثعلبي في تفسيره ، وحكاه عنه عدة كأبي الفتوح الرازي في روض الجنان ٤ / ٤٦ ، وابن بطريق في العمدة : ١٠١ ، وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : ٣٧ ، والسيد ابن طاوس في الإقبال : ٤٥٩ ، والسيد هاشم البحراني في غاية المرام ١ / ٣٣٣] ، وقد ضبط اسمه في سائر المصادر بصور أخرى مختلفة [شواهد التنزيل : ٢٨٦ الرقم ١٠٣٠ ، ـ وعنه مجمع البيان / أوائل سورة ، المعارج ـ ، وص ٢٨٧ الرقم ١٠٣٢ ، وص ٢٨٨ الرقم ١٠٣٣ ، مناقب ابن شهرآشوب ٣ / ٤٠ ، جامع الأخبار؟ ١٣ ، وعنه الحبار ٣٧ / ١٦٧ ، الكامل للبهائي ١ / ٢٨٣].


فنهض وإنه لمغضب وإنه يقول : اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء تكون نقمة في أولنا وآية في آخرنا ، وإن كان ما يقول محمد كذبا ، فأنزل به نقمتك ، ثم أثار ناقته واستوى عليها فرماه (لله بحجر على رأسه فسقط ميتا ، فأنزل الله تبارك وتعالى (سأل سائل بعذاب واقع ، للكافرين ليس له دافع ، من الله ذي المعارج) [المعارج / ١ ـ ١٣].

وفي رواية صحيحة الإسناد عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «لما نزلت الولاية لعلي قام رجل من جانب الناس فقال : لقد عقد هذا الرسول لهذا الرجل عقدة لا يحلها بعده إلا كافر.

فجاءه الثاني فقال له : يا عبد الله ، من أنت؟ فسكت ، فرجع الثاني إلى رسول الله فقال : يا رسول الله ، إني رأيت رجلا في جانب الناس وهو يقول. لقد عقد هذا الرسول لهذا الرجل عقدة لا يحلها إلا كافر.

فقال : يا فلان ، ذلك جبرئيل ، فإياك أن تكون ممن يحل العقدة فينكص» (١١).

وقد ذكر في روض الجنان ما ترجمته : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال ـ بعد نزول آية الإكمال ـ : «الله أكبر ، إن كمال الدين وتمام النعمة ورضا الرب برسالتي ، وبولاية علي بعدي.

ثم أقبل على علي عليه‌السلام وقال : يوم بيوم ، إن الله لا يضيع أجر من أحسن عمله. [لاحظ الكهف / ٣٠].

وسئل الخواجة مفيد أبو محمد عن معناه فقال : قد ورد في الخبر أنه لما كان يوم خيبر وأتى مرحب وأقبل علي عليه ، فقتله مع أبطال آخرين ، نزل جبرئيل وقال : «يا رسول الله ، إن له عندك يومأ بيومه هذا.

قال النبي : كيف؟

قال : لما لأنه بذل اليوم جهده وأفرغ وسعه في نصرتك وإظهار دينك ، فلتبذل

__________________

(١١) قرب الإسناد : آخر ٢٩ ، عنه البحار ٣٧ / ١٢٠.


غدا جهدك في إظهار ولايته وإمامته.

قال : متى هو؟

قال : إذا حان وقته جئتك وأخبرتك ".

فلا جاء يوم الغدير ، جاء جبرئيل وأتى بهذه الآية. فهذا معنى قوله : «يوم بيوم».

ثم ذكر خبرا عن عبد الله بن مسعود في حماية علي النبي يوم أحد يوم البأس قال : عوضه الله يوم الغدير وهو يوم اليأس (اليوم يئس الذين كفروا من دينكم) [المائدة / ٣].

ثم يجئ يوم الكأس فيسقي الأولياء من حوض الكوثر ، وهو يوم المقاسمة يقسم الجنة والنار بين أوليائه وأعدائه (١٢).

هذا ، ثم إنه ورد في بعض الروايات إقدام بعض الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ، على محاولة قتل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بواسطة تنفير ناقته ، ثم تعاهدهم ـ بصحيفة كتبوها ـ على نكث ولاية علي عليه‌السلام وإرجاع الأمر إلى غيره (١٣).

وقد نذكر في الفصول الآتية أيضا ما يرتبط بهذه الواقعة العظيمة.

وفي رواية أنه سئل الصادق عليه‌السلام عن قول الله عزوجل (يعرفون نعمة الله ينكرونها) [النحل / ٨٣] قال : يعرفون يوم الغدير وينكرونها يوم السقيفة (١٤).

وفي ختام هذا الفصل يعجبني ذكر عبائر نظمها الشيخ المفسر العظيم فخر الشيعة أبو الفتوح الرازي في تفسيره القيم روض الجنان ، حول تفسير آية الإكمال ، قال. ،

__________________

(١٢) روض الجنان ٤ / ٤٥.

(١٣) البحار ٢٨ / ٩٨ ، ٩٩ ، ١١٧ ، ١٢٨ ، و ٣٧ / ١٣٥.

(١٤) جامع الأخبار : ١٣.


كان الدين طفلا بتبليغ البالغين ، طفلا كيحيى وعيسى ، فصار بالإسلام كاملا قبل وقت الكمال ، بالغا قبل وقت البلوغ ، فصار الإسلام بولايته بالغا حد الكمال لابسا بردة الجمال مرتديا برداء الجلال ، لما نصب له منبر من الرحال ، ورفع عليه خير الرجال ، نصب رسول الله رجلا ، ورفع عليه رجلا ، وضمه إلى صدره ، وفتح فاه بنشر ذكره ، وكسر سورة أعدائه بإعلائه ، وأخذه بيده ووقفه عند خذه وجر على أعدائه ، وجلا بل أجلا ، وجزمهم جزما وخجلا ، وجرهم جرا ، فالمنبر منصوب ، وصاحبه مرفوع ، فالمنبر منصوب صورة ومعنى ، وصاحبه مرفوع حقيقة وفحوى ، وهو مرفوع ، وعدوه منصوب ، وهو رافع ، وعدوه ناصب ، ليت شعري عدوه ناصب أم منصوب ، ناصب اللقب ، منصوب المذهب ، فيا عجبا من ناصب هو منصوب (١٥).

__________________

(١٥) روض الجنان ٤ / ٤٧.


الفصل الثاني

التعريف بمواضع نزول آيتي الإكمال والتبليغ

قد تكرر في الروايات نزول الآيتين [المائدة / ٣ ، ٦٧] يوم الغدير ، من طرق العامة والخاصة :

فأما من طرق العامة فما روي عن أبي هريرة (١٦) ، وأبي سعيد الخدري (١٧) ، وابن عباس (١٨) ، وزيد بن أرقم (١٩) ، وغيرهم.

وأما من طرق الخاصة فقد روي بعدة طرق عن الباقر والصادق عليهما السلام (٢٠).

وقد ورد في روايات أخرى نزول الولاية على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مواضع أخرى :

الأول : ما في رواية جعفر بن محمد الخزاعي ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله من نزول آية الإكمال في عرفات يوم الجمعة (٢١) ، ومثله في رواية طاوس ، عن أبيه ، عن محمد ابن علي (٢٢) ، وكذا في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام (٢٣) وفي خبر خطبة الغدير المبسوطة أشير إلى نزولها يوم عرفة من دون أن يشخص يومه.

هذا ، والمشهور عند العامة شهرة عظيمة نزول آية الإكمال في عرفات على

__________________

(١٦) أمالي الصدوق. المجلس الأول ، تاريخ بغداد ٨ / ٢٩٠ ، عنه في تاريخ دمشق ٢ / ٧٥ ، مناقب ابن المغازلي : ١٩ ، البحار ٣٧ / ١٠٩ ، شواهد التنزيل ١ / ١٥٦ ، ١٥٨ ، الدر المنثور ٢ / ٢٥٩.

(١٧) مناقب الخوارزمي : ٨٠ ، شواهد التنزيل ١ / ١٥٧ و ١٥٨ ، الدر المنثور ٢ / ٢٥٩ ، البهار ٣٧ / ١٣٤ و ١٧٨.

(١٨) شواهد التنزيل ١ / ١٦٠ ، البحار ٣٧ / ١٨٠ ، الكامل البهائي ١ / ٢٨٢.

(١٩) تفسير العياشي ٢ / ٩٧ ، البحار ٣٧ / ١٥٢.

(٢٠) أمالي الصدوق : المجلس ٢٦ ، اليقين : الباب ٥٨ ، روضة الكافي : ٢٧ ، تفسير فرات : ١٢ ، عن الثلاثة في البحار ٣٧ / ١٠٩ و ١٣٧ و ١٠٦٩ ، مجمع البيان ٣ / ١٥٩ ، لاحظ أيضا تفسير فرات : ٣٦ و ٤٠ ، البحار ٣٧ / ١٥٥ و ١٧٠.

(٢١) تفسير العياشي ١ / ٢٩٣.

(٢٢) تفسر فرات : ١٨٨ ، البحار ٥٧ / ١٥٧.

(٢٣) الكافي ١ / ٢٩٠ ح ٦ ، عنه في نور الثقلين ١ / ٦٥١.


النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو يوم الجمعة.

ففي صحيح البخاري : بإسناده ، عن طارق بن شهاب : أن رجلا من اليهود قال لعمر بن الخطاب. آية في كتابكم تقرؤونها ، لو علينا ـ معشر اليهود ـ نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا ،

قال : أي آية؟!

قال : (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا).

قال عمر : قد عرفنا ذلك اليوم ، والمكان الذي نزلت فيه على النبي ، وهو قائم بعرفة يوم الجمعة (٢٤).

وقد روي نظيره عن ابن عباس ، لكن في نقل آخر عنه أنه قال في جواب اليهودي : إنها نزلت في يوم عيدين : يوم عيد ، ويوم جمعة (٢٥).

وقد ورد في بعض رواياتهم نزول الآية في عرفة من دون أن يعين يومه في الأسبوع (٢٦).

وروى سفيان [الثوري] بإسناده ، إلى طارق بن شهاب سؤال اليهودي من عمر ، وجواب عمر له ، وليس فيه ذكر يوم الجمعة ، بل فيه. قال سفيان : وأشك كان يوم الجمعة أم لا (٢٧).

وفي بعض النقول : عن طارق بن شهاب ، عن عمر ، قال : نزلت ليلة الجمعة ونحن مع رسول الله بعرفات (٢٨).

وقال بعض أهل السنة : نزلت آية الإكمال يوم الاثنين ، وقالوا : أنزلت سورة

__________________

(٢٤) صحيح البخاري : كتاب الإيمان / باب ٣٣ / زيادة الإيمان ونقصانه. عنه في المحلي ٢ / ٣٧٢ ، تفسير الطبري ٦ / ٣٥ و ٥٤ ، الدر المنثور ٢ / ٢٥٨ ، وفي بعض الروايات أن السائل هو كعب ، وفي بعضها أنه نصراني.

(٢٥) تفسير الطبري ٦ / ٥٣.

(٢٦) تفسير الطبري ٣ / ٥٦ و ٥٤.

(٢٧) تفسير الطبري ٦ / ٥٣.

(٢٨) تفسير الطبري ٦ / ٥٣.


المائدة بالمدينة وقال بعضهم : إن ذلك ليس بيوم معلوم عند الناس! (٢٩).

أقول : كون عرفة يوم الجمعة مخالف لما في صحيحة ابن أبي عمير ، عن غير واحد ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «إن يوم الغدير أفضل الأعياد ، وهو الثامن عشر من ذي الحجة ، وكان يوم الجمعة» (٣٠) ، فإن لازم الصحيحة كون يوم الجمعة هو اليوم الرابع من ذي الحجة واليوم الحادي عشر منه ، ولا يكون الحجاج في يوم منهما في عرفات.

نعم ، لا نضايق بنزول الآية في عرفات يوم عرفة ، لكن الكلام في كونه يوم الجمعة أم لا؟

وسيأتي تكميل البحث في الفصل الآتي (تحديد يوم الغدير).

الثاني : ما في صحيحة محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : «كان نزولها ـ أي نزول آية الإكمال ـ بكراع الغميم ، فأقامها رسول الله بالجحفة» (٣١).

الثالث : ما في رواية عمر بن يزيد ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «فلما انتهى إلى الجحفة نزل جبرئيل بولاية علي عليه‌السلام وقد كانت نزلت ولايته بمنى وامتنع رسول الله من القيام بها لمكان الناس ، فقال : (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك)» الآية ، الخبر (٣٢).

الرابع : ما في رواية حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : «لما نزل جبرئيل على رسول الله في حجة الوادع بإعلان أمر علي بن أبي طالب يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) إلى آخر الآية ، قال : فمكث النبي ثلاثا حتى أتي الجحفة ، فلم يأخذ بيده فرقا من الناس ، فلا نزل الجحفة يوم الغدير ، في مكان يقال له مهيعة فنادى : الصلاة جامعة». الخبر (٣٣).

__________________

(٢٩) تفسير الطبري ٦ / ٥٤.

(٣٠) الخصال : ٣٩٤ ، باب السبعة ، ح ١٠١.

(٣١) مجمع البيان ٣ / ١٥٩ ذيل الآية ، تفسير القمي : ذيل الآية ، اليقين : الباب ٥٨ ، عنهما البحار ٣٧ / ١١٢ و ١٣٧.

(٣٢) تفسر العياشي ١ / ٣٣٢.

(٣٣) تفسر العياشي ١ / ٣٣٢.


الخامس : ما يستفاد من رواية عن زرارة ، عن الصادق عليه‌السلام ، أنه قال : «جاءه جبرئيل في الطريق ، فقال له : يا رسول الله ، إن الله تعالى يقرئك السلام ، وقرأ هذه الآية (يا إيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك).

فقال له رسول الله : يا جبرئيل ، إن الناس حديثو عهد بالإسلام فأخشى أن يضطربوا ولا يطيعوا.

فعرج جبرئيل إلى مكانه ، ونزل عليه في [ال] يوم الثاني ـ وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نازلا بغدير ـ فقال له : يا محمد ، [قال الله تعالى :] (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته).

فقال له : يا جبرئيل ، أخشى من أصحابي أن يخالفوني.

فعرج جبرئيل ونزل عليه في اليوم الثالث ، ـ وكان رسول الله بموضع يقال له غدير خم ـ وقال له : (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس)» الخبر (٣٤).

والمستفاد من هذا الخبر أنه نزل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبل يومين من يوم الغدير مجرد الأمر بالتبليغ ، وأضيف إليه في اليوم الثاني : التهديد ، وفي اليوم الثالث : العصمة من الناس.

السادس : ما في رواية أبي إسحاق ، عن أبي جعفر ، عن جده عليهما‌السلام قال : «لما انصرف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من حجة الوادع ، نزل أرضا يقال لها : ضوجان (ضجنان ظ) فنزلت هذه الآية (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) الآية ، الخبر (٣٥).

أقول : ملاحظة مجموع هذه الروايات تقضي بتكرر نزول آيتي الإكمال والتبليغ في مواضع مختلفة كلا أو بعضا ، وقد يستفاد من خبر خطبة الغدير المبسوطة نزول الولاية في أربعة أماكن : في عرفات ، في مسجد الخيف بمنى ، في كراع الغميم ، في

__________________

(٣٤) جامع الأخبار : ١٠ ، عنه البحار ٣٧ / ١٦٥.

(٣٥) تفسير البرهان ١ / ٤٣٦.


الجحفة.

وفي هذه الروايات مواضع ينبغي التعريف بها إجمالا ، وهي : كراع الغميم ، ضوجان (ضجنان ظ) ، الجحفة ، مهيعة ، وأهمها غدير خم.

وتفصيل الكلام حول هذه المواضع مع رسم خريطة دقيقة تشخصها كاملا يحتاج إلى مجال واسع ، فلنكتف هنا بما نورده أخذا من المعاجم الجغرافية والروايات الواردة فيها :

كراع الغميم :

قال ياقوت الحموي ـ في مادة كراع ـ : كراع ، بالضم وآخره عين مهملة ، وكراع كل شئ : طرفه ، وكراع الأرض : ناحيتها ، وكراع : ما سال بين أنف الجبل أو الحرة ، والكراع : اسم مجمع الخيل ، وكراع الغميم : موضع بناحية الحجاز بين مكة والمدينة ، وهو واد أمام عسفان بثمانية أميال ، وهذا الكراع جبل أسود في طرف الحرة يمتد إليه (٦٣).

وفي مادة الغميم : موضع له ذكر كثير في الحديث والمغازي ، وقال نصر : الغميم : موضع قرب المدينة بين رابغ والجحفة (٣٧).

ولعل المستفاد مما ينقل السهودي عن المجد وحدة المراد بالغميم وكراع الغميم (٣٨) ، فعليه تكون الإضافة في كراع الغميم بيانية.

وفي «معجم مستعجم» : الغميم واد ، والكراع : جبل أسود عن يسار الطريق طويل شبيه بالكراع (٣٩).

وفي مادة الغميم : كراع الغميم ، إليه منسوب ، وقال ابن حبيب : الغميم بجانب المراض ، والمراض بين رابغ والجحفة ، وفي الحديث أن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله)

__________________

(٣٦) معجم البلدان ٤ / ٤٤٣.

(٣٧) معجم البلدان ٤ / ٢١٤.

(٣٨) وفاء الوفاء ، المجلد الثاني ، آخر ١٢٧٨.

(٣٩) معجم ما استعجم ٣ / ٩٥٦.


خرج عام الفتح إلى مكة ، فصام ، حتى بلغ كراع الغميم فأفطر (٤٠).

ضجنان :

ضبطه ياقوت بالتحريك ونونين ، وفي «وفاء الوفاء» و ، «معجم ما استعجم» ضبطاه بسكون الجيم.

قال في معجم البلدان : قيل. ضجنان : جبيل على بريد من مكة ، وهناك الغميم ، وفي أسفله مسجد صلى فيه رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) ، وله ذكر في المغازي ، وقال الواقدي : بين ضجنان ومكة خمسة وعشرون ميلا (٤١).

الجحفة :

هي ميقات أهل الشام والمغرب ، وقتها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفي صحيحة معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه‌السلام : «وقت لأهل المغرب الجحفة ، وهي مهيعة» (٤٢) ، وقد فسرت الجحفة بمهيعة في صحيحة رفاعة بن موسى عن أبي عبد الله عليه‌السلام أيضا (٤٣) ، وهو المذكور فيما ذكر. الصدوق في وصف دين الإمامية (٤٤).

وفي «مسالك الممالك» : أما الجحفة ، فإنها منزل عامر ، وبينها وبين البحر نحو من ميلين ، وهي في الكبر ودوام العمارة نحو من فيد ، وليس بين المدينة ومكة منزل يستقل بالعمارة والأهل إلا الجحفة (٤٥).

وفي «معجم البلدان» : هي كانت قرية كبيرة ذات منبر على طريق المدينة من

__________________

(٤٠) معجم ما استعجم ٣ / ١٠٠٧.

(٤١) معجم البلدان ٣ / ٤٥٣ ، وفاء الوفاء المجلد الثاني / ١٢٥٧ ، معجم ما استعجم ٣ / ٨٥٦.

(٤٢) الكافي ٤ / ٣١٨ ، التهذيب ٥ / الرقم ١٦٦.

(٤٣) الفقيه ٢ / الرقم ٩٠٤.

(٤٤) أمالي الصدوق : المجلس ٩٣.

(٤٥) مسالك الممالك : ٢٠.


مكة على أربع مراحل ، وكان اسمها مهيعة ، وإنما سميت الجحفة ، لأن السيل اجتحفها ، وبينها وبين المدينة ست مراحل ، وبينها وبين غدير خم ميلان ، قال السكري : الجحفة على ثلاث مراحل من مكة في طريق المدينة (٤٦).

وفي «وفاء الوفاء» : وقيل : إنها سميت بذلك من سنة سيل الجحاف سنة ثمانين لذهاب السيل بالحاج وأمتعتهم (٤٧).

وفي كتاب «المناسك» [لأبي إسحاق الحربي على قول] : سماها رسول الله مهيعة (٤٨).

وفي «نزهة المشتاق» : وعلى ساحل هذا البحر الواقع في هذا الجزء في الجهة الشرقية حصن على ، و.. الجحفة والجار وكل هذه معاقل ومواطن يسافر إليها ويتجهز منها ، وفي كل واحدة منها وال وعامل.

وفيه أيضا : من قديد إلى الجحفة ستة وعشرون ميلا ، والجحفة منزل عامر آهل فيه خلق كثير لا سور عليه ، وهو ميقات أهل الشام ، ومنه إلى البحر نحو أربعة أميال ، ومن الجحفة إلى الأبواء سبعة وعشرون ميلا (٤٩).

ويأتي فيما نذكر حول مهيعة وغدير خم ما يفيد المقام.

مهيعة :

ضبطه في «معجم البلدان» و «ومعجم ما استعجم» بسكون الهاء وفتح الياء ، وفي وفاء الوفاء : مهيعة كمعيشة بالمثناة تحت ـ ويقال : مهيعة كمرحلة ـ اسم للجحفة.

وعلى أي حال فقد مر آنفا أن الجحفة هي مهيعة ، لكن في معجم البلدان :

__________________

(٤٦) معجم البلدان ٢ / ١١١ ، لاحظ أيضا : معجم ما استعجم ٢ / ٣٦٨ و ٣٦٩. ٤٧١) وفاء الوفاء ٢ / ١٣١٦.

(٤٨) كتاب المناسك. ٤٥٧.

(٤٩) نزهة المشتاق : ١ / ١٣٧ ، ١٤٢


مهيعة : هي الجحفة ، وقيل قريب من الجحفة (٥٠).

أقول : المستفاد من رواية حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه السلام المتقدمة (٥١) أن مهيعة جزء من الجحفة ، ولو لم تكن عبارته محرفة ـ والصواب مثلا هكذا : حتى أتى الجحفة فنزلها [و] هي مكان يقال له : مهيعة ، وتحريف «هي» «ب» «في» طبيعي ـ لدلت على أن مهيعة اسم للجزء والكل معا كما يتفق كثيرا مثل «الشام».

والمستفاد من مجموع ما تقدم أن الجحفة ـ أيضا ـ اسم للجزء والكل ، فقد تكون اسما لناحية كبيرة يكون الغدير جزءا منها ، ولذلك مر أن إقامة النبي لولاية علي كانت بالجحفة ، وفي رواية جابر : كنا بالجحفة بغدير خم (٥٢) ، وبهذا المعنى يكون «الرابغ» أيضا جزءا من الجحفة ، قال في معجم البلدان : بطن رابغ واد من الجحفة (٥٣).

وقد تكون الجحفة مباينة للغدير ورابغ ، كما يستفاد ذلك من تحديد الغدير بأنه على ميلين من الجحفة مثلا ، ونحو ذلك ، ولذلك قال الواقدي حول رابغ : هو على عشرة أميال من الجحفة. (٥٤).

وفي القاموس حول غدير خم : موضع على ثلاثة أميال بالجحفة بين الحرمين (٥٥) والظاهر من هذه العبارة أن غدير خم على ثلاثة أميال من الجحفة و (الباء) في قوله «بالجحفة» بمعنى «من» ، لكن في تاج العروس مازجا عبارة القاموس بعبارته : «موضع على ثلاثة أميال» هو «بالجحفة» وقال نصر. دون الجحفة على ميل «بين الحرمين»

__________________

(٥٠) جمهرة اللغة ١ : ٤٣٩ ، معجم البلدان ٥ / ٢٣٥ ، معجم ما استعجم ٤ / ١٢٧٥ ، وفاء الوفاء / المجلد الثاني ١ / ١٣١٦.

(٥١) تفسير العياشي ١ / ٣٣٢.

(٥٢) الجوهرة في نسب الإمام علي : ٦٧ ، تاريخ دمشق ١ / ٦١ و ٦٢ ، لاحظ أيضا : شمس العلوم ٢ / ٤ ، تاج العروس : مادة خمم ، الصحاح ـ للجوهري ـ ٥ : ١٩١٦ ، وانظر : أيضا : شفاء الغرام ١ / ٤٩٦.

(٥٣) معجم البلدان ٣ / ١١.

(٥٤) معجم البلد ٣ / ١١.

(٥٥) القاموس : مادة خمم.


الشريفين (٥٦) ،. وهذا لا ينطبق على ظاهر عبارة القاموس.

غدير خم :

في المناقب : الغدير في وادي الأراك على عشرة فراسخ من المدينة ، وعلى أربعة أميال من الجحفة ، عند شجرات خمس دوحات عظام (٥٧).

وفي رواية خطبة الغدير المبسوطة : «فلما بلغ غدير خم ـ قبل الجحفة بثلاثة أميال ـ أتاه جبرئيل» الخبر.

وفي «روض الجنان» ما ترجمته : فنزل النبي موضعا يقال له غدير خم ـ وكان مفرق الطرق يفترق الناس منه ، ولم يكن منزلا ولا صالحا للنزول ـ فأتاه جبرئيل وأخذ بزمام ناقته وقال : «إن الله تعالى يأمرك أن أنزل هنا وإن لم يكن بمنزل وليس فيه ماء ولا كلأ حتى تبلغ هذا القوم خبرا مهما ...» ونظيره في الكامل البهائي (٥٨).

وفي «معجم البلدان» : قال الزمخشري : خم : اسم رجل صباغ أضيف إليه الغدير الذي هو بين مكة والمدينة بالجحفة : وقيل : هو على ثلاثة أميال من الجحفة ، وقال عرام : ودون الجحفة على ميل غدير خم : قال الحازمي : ختم واد بين مكة والمدينة عند الجحفة ، وبه غدير عنده خطب رسول الله (٥٩).

لكن قد تقدم عن ياقوت أن بين الجحفة وغدير خم ميلين.

وفي كتاب المناسك (لأبي إسحاق الحربي على قول) حول الجحفة : وفي أولها مسجد للنبي ، ويقال له : عزور وفي آخره عند العلمين مسجد ـ للنبي ، يقال له : مسجد الأئمة.

أخبرني ابن جميع ، عن نادر قال : ومسجد للنبي من الجحفة على ميل.

__________________

(٥٦) تاج العروس : مادة خمم.

(٥٧) مناقب ابن شهرآشوب ٣ / ٢٦ ، عنه البحار ٣٧ / ١٥٨.

(٥٨) روض الجنان ٤ / ٤١ ، الكامل البهائي ١ / ٢٧٩.

(٥٩) معجم البلدان ٢ / ٣٨٩.


وبين الجحفة والبحر ستة أميال ، وعلى ميل منها عين لعبد الله بن العباس ، و بقربها حوض ، وعلى ثلاثة أميال من الجحفة يسرة الطريق [حذاء العين] مسجد للنبي ، وبين المسجد والعين الغيضة ، وهي غدير خم ، وهو غدير ماء حوله شجر كثير ملتف ، والطريق في وسط الشجر ، وهناك نخل ابن المعلي وغيره أربعة أميال (٦٠).

هذا ، وفي «معجم ما استعجم» : وغدير خم على ثلاثة أميال من الجحفة يسرة عن الطريق ، وهذا الغدير تصب فيه عين ... وبين الغدير والعين مسجد النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) (٦١).

أقول : الاختلاف بين النقلين غير خفي فموضع غدير خم في هذا النقل هو موضع مسجد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في ذلك ، وبالعكس ، وهذا الاختلاف موجود في سائر المصادر أيضا ، ففي بعضها : أن بين الغيضة والعين المسجد (٦٢) وفي بعضها الآخر أن بين العين والمسجد الغيضة (٦٣).

ثم إن في «معجم ما استعجم» أن موضع الغدير يقال له. الخرار (٦٤) لكن المسعودي ذكر في «التنبيه والإشراف» : غدير خم يقرب من الماء المعروف بالخرار بناحية الجحفة (٦٥).

وكيف كان ، فقد نقل عن عرام : ودون الجحفة على ميل غدير خم وواديه يصب في البحر ، لا نبت فيه غير المرخ والثمام والأراك والعشر ، وغدير خم هذا من نحو مطلع الشمس لا يفارقه ماء المطر أبدا (٦٦).

وفي ختام هذا الفصل ينبغي البحث عن موضع منبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(٦٠) كتاب المناسك وأماكن طرق الحج ومعالم الجزيرة : ٤٥٧.

(٦١) معجم ما استعجم ٢ / ٣٦٨.

(٦٢) النهاية ـ لابن الأثير ـ ٢ : ٨١ ، وحكاه في وفاء الوفاء : المجلد الثاني / ١٠١٨ عن عياض.

(٦٣) وفاء الوفاء : المجلد الثاني / ١٠١٨.

(٦٤) معجم ما استعجم ١ / ٥١٠.

(٦٥) التنبيه والإشراف : ٢٢١ ولاحظ أيضا ٢٠١.

(٦٦) مجمع البلدان ٢ / ٣٨٩ ، لاحظ وفاء الوفاء : المجلد الثاني / ١٢٠٤.


وسلم ، ففي رواية خطبة الغدير المبسوطة أن النبي صلى عليه وآله وسلم تنحى عن يمين الطريق إلى جنب مسجد الغدير ، وقد تقدم في صحيحة حسان الجمال عن أبي عبد الله عليه‌السلام : فلما انتهينا مسجد الغدير نظر إلى مبسرة المسجد فقال. ذلك موضع قدم رسول الله حيث قال : من كنت مولاه فعلي مولاه (٦٧).

والظاهر أن محل منبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان خارجا من المسجد كما يستفاد من رواية خطبة الغدير المبسوطة ، ويمكن تطبيق صحيحة حسان الجمال عليه.

ويستفاد ذلك من أمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بقم ما تحت الشجرات للتهيؤ لخطبته.

وفي رواية : نزلنا مع رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) بواد يقال له [وادي] خم ، فأمر بالصلاة فصلاها بهجير ، قال : فخطب وظلل على رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) على شجرة [سمرة] من الشمس (٦٨).

وفي رواية البراء بن عازب وزيد بن أرقم ، قالا : كنا مع النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله) يوم الغدير ونحن نرفع غصن الشجرة عن رأسه (٦٩).

وفي رواية (ابن امرأة زيد بن أرقم : فخرجنا إلى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) في يوم شديد الحر وإن منا لمن يضع رداء ه على رأسه وبعضه على قدميه من شدة الرمضاء ، حتى انتهينا إلى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) فصلى بنا الظهر ثم انصرف إلينا فقال : «الحمد لله نحمده ونستعينه» الخبر (٧٠).

لكن في صحيح أبان [بن عثمان] عن أبي عبد الله عليه‌السلام. " يستحب الصلاة في مسجد الغدير لأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أقام فيه أمير المؤمنين عليه

__________________

(٦٧) راجع هامش ٩.

(٦٨) ...

(٦٩) ...

(٧٠) المناقب لابن المغازلي : ١٦ ، العمدة لابن ـ بطريق : ١٠٤.


السلام وهو موضع أظهر الله فيه الحق» (٧١).

ويمكن حمل هذا الخبر على عدة وجوه لكي ينطبق على سائر الأخبار

الأول : أنه توسع في معنى الظرفية ، من حيث أن محل إقامة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بولاية علي عليه‌السلام كان بجنب المسجد.

الثاني : إن مرجع الضمير في «أقام فيه» هو الغدير لا المسجد ، وهذا بناء على كون الغدير هو الوادي ـ لا الغيضة ـ كما يستفاد من بعض النقول المتقدمة ، فلاحظ.

ولا ينافي هذين الوجهين استحباب الصلاة في نفس المسجد ، إذ من المعقول اكتساب المحل الحرمة من الأماكن المجاورة.

الثالث : أنه توسع في المسجد ، وأدخل فيه محل خطبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، بل يحتمل علم وجود مسجد في زمن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإنما بني بعده ، ولا ينافي ذلك تسميته لمسجد للنبي كما لا يخفى.

وأقرب الاحتمالات هو الاحتمال الأول ، ووجهه يظهر بالتأمل فيما حكيناه

__________________

(٧١) الفقيه ٢ / الرقم ١٥٥٦ ، الكافي ٤ / ٥٦٧ ، التهذيب ٦ / الرقم ٤٢.


الفصل الثالث

في تحديد يوم الغدير

تمهيد :

لا إشكال في أن الغدير كان في الثامن عشر من ذي الحجة سنة عشر من الهجرة المباركة (٧٢) ، وإنما الإشكال في أنه في أي يوم من أيام الأسبوع كان؟ وقبل أن نشرع في صلب البحث لا بد من تمهيد مقدمة ، وهي أن تحديد الوقائع التاريخية ، خصوصا التي تكون ذات أهمية يؤثر كثيرا في تقييم الأخبار وتحقيق صحة الروايات الواردة بشأن الحوادث التأريخية " فمثلا يمكن ادعاء وقوع واقعة في تاريخ معين والمعلوم عدم إقامة الجمعة ، فإذا أثبتنا أن ذاك اليوم كان يوم الجمعة ولا وجه في عدم إقامة الجمعة فيه أنتج ذلك عدم وقوع تلك الواقعة في ذاك اليوم.

وربما يؤثر هذا البحث في الأبحاث الفقهية أيضا ، فمثلا لو أثبت أن يوم عرفة في حجة الوداع كان يوم الجمعة ، والمعلوم عدم إقامة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لصلاة الجمعة فيها ، فيمكن حينئذ أن يكون ذلك لاشتراط الحضر في صحة إقامة الجمعة ، فيؤثر بحثنا في ذاك البحث الفقهي.

ولهذا كله عقدنا هذا الفصل لتحديد يوم الغدير ، وخصوص هذا البحث يؤثر في تحديد وقائع أخرى : كيوم وفاة النبي ، ويوم خروجه لحجة الوداع صلى الله عليه وآله وسلم. وسيتضح هذا كله من خلال البحث ، والغرض من ذكر هذا التمهيد بيان

__________________

(٧٢) لكن في رواية عن أبي إسحاق ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ـ بعد ذكر واقعة الغدير ـ قال ابن إسحاق : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : ما كان ذلك؟ قال : سبع عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة عشرة عند منصرفه من حجة الوداع ، وكان بين ذلك وبين وفاة النبي مائة يوم. تفسير البرهان ١ / ٤٣٦.

وهذه الرواية شاذة من جهتين ، من جهة تعيين يوم الغدير ، ومن جهة تعيين يوم وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما سيأتي ، فلا ينبغي الاعتداد بها ، ويحتمل أن يكون منشأ الخطأ من جهة تكرر نزول آية التبليغ ، كما مر في الفصل السابق.


أهمية هذا البحث كي لا يتوهم أنه بحث علمي محض لا ثمرة عملية تترتب عليه.

فلنكتف بهذا المقدار. ونشرع في أصل البحث فنقول.

لتحقيق هذا المطلب طريقان.

الطريق الأول ـ وهو الطريق المباشر ـ : الاعتماد على الروايات التي حددت هذا اليوم مباشرة.

الطريق الثاني ـ وهو الطريق غير المباشر ـ : الاعتماد على الروايات التي حددت الوقائع الأخرى التي في تلك السنة ـ أو في السنة التالية ـ ثم بالملازمة نحدد هذا اليوم ، فبطبيعة الحال قد يتردد أمر الغدير في هذا الطريق بين يومين أو أيام ، بحسب نقصان الشهور كلا أو بعضا أو كمالها كذلك.

ثم إن البحث يجب أن يتركز على كلا الطريقين معا ، فبالمقارنة بين الروايات المحددة ليوم الغدير والتي تحدد غيره يمكن الوصول إلى الواقع بأقرب ما يمكن ، فيجب ملاحظة أن هذه الروايات هل هي متعارضة أم لا؟ وبعد التعارض : ما هو الطريق لحل هذا التعارض؟

فنقول ـ وبالله الاستعانة ـ : إنه ورد في رواية أبي سعيد الخدري أن يوم الغدير كان يوم الخميس (٧٣) ، بينما. ورد في صحيحة ابن أبي عمير ، عن غير واحد ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه يوم الجمعة.

قال الإمام عليه‌السلام : «يوم الغدير أفضل الأعياد وهو [ال] ثامن عشر من ذي الحجة ، وكان يوم الجمعة» (٧٤).

هذا هو الطريق الأول والطريق الثاني فيمكن استفادة المقصود من أمور :

الأول : يوم خروج النبي لحجة الوداع ، فقيل : إنه يوم الخميس لست بقين من

__________________

(٧٣) كتاب سليم بن قيس : ١٨٨ ، عنه البحار ٣٧ / ١٩٥ ، مناقب الخوارزمي : ٨٠ ، فرائد السمطين ١ / ٧٣.

(٧٤) الخصال ١ / ٣٩٤ باب السبعة ح ١٠١ ، عنه البحار ٥٩ / ٢٦ و ٩٧ / ١١٠.


ذي الحجة (٧٥) ، وقيل : إنه يوم السبت لخمس بقين منه (٧٦).

وفي صحيحتي معاوية بن عمار والحلبي عن أبي عبد الله عليه‌السلام : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خرج لأربع بقين من ذي الحجة ، من غير أن يعين يومه (٧٧).

الثاني : يوم التروية في حجة الوداع : فقد يقال : إنه يوم الجمعة (٧٨)

الثالث : يوم عرفة فيها : فالمشهور بين العامة أنه كان يوم الجمعة ، بل ربما ادعي عليه الإجماع (٧٩).

وقد ورد هذا في بعض الروايات عن أهل البيت عليهم‌السلام ـ أيضا ـ لكن لم أجد رواية صحيحة الإسناد مشتملة عل ذلك (٨٠).

الرابع : ما ذكره الواقدي من أنه لما كان يوم الاثنين لأربع بقين من صفر سنة إحدى عشرة ، أمر رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) الناس بالتهيؤ لغزو الروم (٨١).

الخامس : يوم وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فإنه لا إشكال في أنه يوم الاثنين ، وقد دلت عليه الروايات الصحاح عن أهل البيت عليهم‌السلام (٨٢) ، لكن

__________________

(٧٥) السيرة الحلبية ٣ / ٢٥٧ البداية والنهاية ٥ / ١١١.

(٧٦) مغازي الواقدي ٣ / ١٠٨٩ ، طبقات ابن سعد ٢ / ١٢٤ ، السيرة الحلبية ٣ / ٢٥٧ ، وفي هامشها سيرة أحمد زيني دحلان ٣ / ٣.

(٧٧) الكافي ٤ / ٢٤٥ و ٢٤٨ ، التهذيب ٥ / الرقم ١٥٨٨

(٧٨) مغازي الواقدي ٣ / ١١٠٠ و ١١٠١ ، المحلي ـ لابن حزم ـ ٧ / ٢٧٢.

(٧٩) صحيح البخاري / كتاب الإيمان ـ باب ٢٣ زيادة الإيمان ونقصانه ، عنه في المحلي ٧ / ٧٣٢ ، تفسير الطبري ٦ / ٥٣ و ٥٤ ، الدر المنثور ٢ / ٢٥٨ ، الروض الأنف ٤ / ٢٧٠ ، البداية والنهاية ٥ / ١١١ ، بهجة المحافل : ١٢٤. السيرة الحلبية ٣ / ٢٦٥ و ٢٦٦ و ٢٦٧.

(٨٠) الكافي ١ / ٢٩٠ ح ٦ ، تفسير العياشي ١ / ٢٩٣ تفسير فرات : ١٨٨.

(٨١) مغازي الواقدي ٣ / ١١١٧.

(٨٢) الخصال. ٣٨٥ باب السبعة ح ٦٦ و ٦٧ ، المحاسن : ٣٤٧ (روايتان) ، الكافي ٨ / ٣١٤ ، ولاحظ أيضا على سبيل المثال : البداية والنهاية ٥ / ٢٥٤ ، بهجة المحافل : ١٢٤. وانظر جميع ما نذكر. عند نقل الأقوال في تاريخ وفاته ، ثم إن السهيلي حكى عن ابن قتيبة في «المعارف» أنه يوم الأربعاء [الروض الآنف ٤ / ٢٧٠] لكن الموجود في «المعارف» المطبوع هو يوم الاثنين [المعارف : ١٦٥] وفي مناقب ابن شهرآشوب ١ / ١٧٦ عند ذكر وفاة : «ويقال يوم الجمعة لثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول» ولا يعلم قائل هذا القول!.


الإشكال في يومه وشهره ، ففيه أقوال. أشهرها وأقربها للاعتماد عليه أربعة :

الأول : أنه يوم الثامن والعشرين من صفر ، وهو المشهور عند الإمامية ، إلا أني ـ مع التحقيق في ذلك ـ لم أعثر في ذلك على رواية عن الأئمة ـ ولو ضعيفة ـ تشتمل على ذلك (٨٣) ، بل اختاره الشيخ المفيد والشيخ الطوسي ومن تأخر عنهما (٨٤).

الثاني : أنه الأول من ربيع الأول ، وقد اختاره عروة بن الزبير ومحمد بن شهاب الزهري ـ على رواية موسى بن عقبة ـ وأبو نعيم ، وابن عساكر ، والخوارزمي (٨٥).

الثالث : أنه الثاني من ربيع الأول ، وقد حكاه هشام الكلبي ، عن أبي مخنف ، عن الصقعب بن زهير ، عن فقهاء أهل الحجاز (٨٦) ، وقد حكاه الواقدي عن أبي معشر عن محمد بن قيس (٨٧) ، وهو المختار لليث وسعد بن إبراهيم المروزي وسليمان بن طرخان التيمي وابن واضح اليعقوبي (٨٨).

وهذا القول هو القول الوحيد الذي روي عن العترة الطاهرة ، فقد رواه نصر ابن علي الجهضمي ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، كما في «تاريخ أهل البيت» و «الهداية» الخصيبي ، وقد رواه ابن الخشاب عن الباقر والصادق عليهم‌السلام ، وقد رواه الخصيبي عن الصادق وأبي محمد العسكري عليهما‌السلام (٨٩) أيضا وهذا القول ، هو محتمل كلام ابن شهرآشوب كما.

__________________

(٨٣) لا في مخطوطة من «الهداية» لحسين بن حمدان الخصيبي. وسيأتي الكلام عنه عن قريب.

(٨٤) الإرشاد : ١٠١ المقنعة : ٤٥٦ ، مسار الشيعة [مجموعة نفيسة : ٦٣] ، التهذيب ٦ / ٢ ، المصباح : في آخر أعمال صفر ، تاج المواليد [مجموعة نفيسة : ٨٣] ، إعلام الورى : ١٥ ، روض الجنان ٤ / ٤٨ ، قصص الأنبياء ـ للراوندي ـ : ٣٥٩ ، كشف الغمة ١ / ١٦ ، جامع الأخباز ٢٤.

(٨٥) أنساب الأشراف : ٥٦٩ ، الروض الآنف ٤ / ٢٧٠ ، البداية والنهاية ٥ / ٢٥٤ و ٢٥٥.

(٨٦) تاريخ الأمم والملوك ٣ / ٢٠٠.

(٨٧) طبقات ابن سعد ج ٢ القسم الثاني / ٥٧. أنساب الأشراف : ٥٦٨ البداية والنهاية ٥ / ٢٥٥.

(٨٨) البداية والنهاية ٥ / ٢٥٤ / و ٢٥٥. تاريخ اليعقوبي ٢ / ١١٣.

(٨٩) تاريخ أهل البيت ٦٧. تاريخ مواليد الأئمة ووفياتهم لابن الخشاب [مجموعة نفيسة : ١٦٢٠] ، الهداية للنصيبي : ٣٨ كشف الغمة ١ / ٢ ، لكن في مخطوطة من هداية الخصيبي. «لليلتين بقيتا من صفر» [المكتبة


يأتي.

الرابع : أنه الثاني عشر من ربيع الأول ، وهو أشهر الأقوال عند العامة ، وقد روي عن عائشة ، وابن عباس ، وعمر بن علي بن أبي طالب ، وأبي بكر [بن محمد] ابن عمرو بن حزم (٩٠) ، وقد اختاره ابن إسحاق ، والواقدي ، وكاتبه ابن سعد ، وابن قتيبة والمسعودي وابن عبد البر (٩١) وهو مختار الكليني ، ومحمد بن جرير بن رستم الطبري (وهو معاصر للكليني تقريبا) من الإمامية (٩٢).

ثم إن الحسن بن موسى النوبختي ـ وهو من قدماء الإمامية وأجلائهم ، وقد تكلم قبل الثلاثمائة وبعدها ـ أطلق القول بوفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في ربيع الأول من غير تحديد ليومه (٩٣) ، فهو يخالف المشهور بين الإمامية من أن وفاته صلى الله عليه وآله وسلم في ٢٨ صفر.

وفي المقام أقوال أخرى لا نبحث عنها بالتفصيل لضعفها ، وهي ـ الثامن من ربيع الأول ، والتاسع ، والعاشر ، والنصف ، والثامن عشر ، والثاني والعشرين منه (٩٤).

__________________

المرعشية ، الرقم ٢٩٧٣ ، ص ٢] ، والظاهر أنه من تصرف النساخ ، ويشهد له تطابق «تاريخ أهل البيت» وتاريخ ابن الخشاب «ومطبوعة» الهداية " على خلافه. وهذه الكتب الثلاثة بينها ارتباط تام بحيث يجزم بأخذها من مصدر واحد على الأقل ، حتى قد يدعى أن تاريخ ابن الخشاب ليست إلا نسخة من كتاب تاريخ أهل البيت [تأريخ أهل البيت : المقدمة / ٤٦].

(٩٠) طبقات ابن سعد ج ٢ ـ القسم الثاني آخر ٥٧ و ٥٨ ، أمالي الشيخ الطوسي. الجزء ١٥ / ٢٧٢ البداية والنهاية ٥ / ٢٥٦.

(٩١) طبقات ابن سعد ج ٢ ـ القسم الثاني / آخر ٥٧ ، تاريخ الطبري ٣ / ٢٠٠ والمعارف : ١٦٥ ، مروج الذهب ٢ / ٢٨٠ ، التنبيه والإشراف : ٢٤٤ ، الإستيعاب [هامش الإصابة ١ / ١٣٤] ، البداية والنهاية ٥ / ٢٥٥ ، ولاحظ أيضا : الوفاء بأحوال المصطفى : ٧٨٩ ، البدء والتأريخ ٥ / ٦٢ ، الكامل ـ لابن الأثير ـ ٢ / ٣٢٣ ، تاريخ ابن الوردي (= تتمة المختصر) ١ / ١٧٢.

(٩٢) الكافي ١ / ٤٣٩ ، المسترشد : ٢ ، ومما تجد الإشارة هنا إليه أن الكليني يذكر في أبواب التأريخ ، في أول كل باب نبذا من تاريخ حياة النبي والأئمة صلوات الله عليهم ، أخذا من كتب العامة ، والناظر يرى ذلك فيه بوضوح ، فليست هذه الكلمات كاشفة عن ورود رواية عن المعصومين عليهم‌السلام بذلك أو اشتهارها بين الإمامية.

(٩٣) فرق الشيعة : ٢.

(٩٤) التنبيه والإشراف : ٢٤٤ ، أنساب الإشراف / ٥٤٣ ، كشف الغمة / ٤١ ، البداية والنهاية ٥ / ٢٥٥.


وفي المناقب لابن شهرآشوب : أنه توفي في الثاني من صفر (٩٥) ، وتفرده بهذا القول مع عدم الإشارة إلا إلى القول بوفاته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في ١٢ ربيع الأول يؤيد كونه من سهو القلم ، ولعل الصواب أنه توفي في الثاني من ربيع الأول.

ومن الأمور التي تعين تاريخ وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما ذكروه من مدة الفصل بين آيتي الإكمال والتبليغ ووفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقد يستفاد بهذا الطريق ، من رواية أن إسحاق عن أبي جعفر عليه‌السلام المارة في صدر الفصل ، أن وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كانت في ٢٧ ربيع الأول أو قبله بقليل.

وقد ورد في عدة روايات أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم توفي بعد نزول آية الإكمال بأحد وثمانين يوما (٩٦).

قال العلامة المجلسي : هذا على ما رواه العامة من كون ، وفاة الرسول في ثاني عشر ربيع الأول ، يكون نزول الآية بعد يوم الغدير بقليل (٩٧).

لكن يصح تطبيقه على يوم الغدير أيضا بناء على كون الشهور الثلاثة ـ ذي الحجة ومحرم وصفر ـ كلها نواقص ، كمشار إليه في هامش البحار هذا ، لكن في تفسير الطبري. قالوا : وكان ذلك في يوم عرفة عام حج النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله) حجة الوداع ... وأن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله) يعش بعد هذه الآية إلا إحدى وثمانين ليلة (٩٨).

ويعني هذا أن وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في الثلاثين من صفر ، أو أول ربيع الأول ، أو الثاني ، أو الثالث منه ، بناء على نقصان الشهور وكمالها.

ومن الأمور التي يمكن الاعتماد عليها في هذا البحث : تأريخ اشتكاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

__________________

(٩٥) مناقب ابن شهرآشوب ١ / ١٧٦.

(٩٦) تفسير الطبري ٦ / ٤٩ و ٥٠ ، مناقب ابن شهرآشوب ٣ / ٢٣.

(٩٧) بحار الأنوار ٣٧ / ١٥٦.

(٩٨) تنير الطبري ٦ / ٤٩.


قال الواقدي : حدثنا أبو معشر ، عن محمد بن قيس : أن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) اشتكى يوم الأربعاء لإحدى عشرة ليلة خلت من صفر سنة إحدى عشرة ، فاشتكى ثلاثة عشر يوما ، وتوفي يوم الاثنين لليلتين خلتا من ربيع الأول سنة إحدى عشرة (٩٩).

أقول : هذا النقل بظاهره مشتمل على التناقض ، إذ لو كان اشتكاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم الأربعاء ، وكانت مدة شكواه ثلاثة عشر يوما ، فلا مناص من أن تكون وفاته يوم الثلاثاء لا الاثنين وبعبارة أخرى : كون شكوى النبي يوم الأربعاء ١٩ صفر ، ووفاته يوم الاثنين ٢ ربيع الأول ، هو باعتبار شهر صفر ناقصا ، فيكون اشتكاؤه اثني عشر يوما ، ولعل الراوي لم يلتفت إلى نقصان الشهر فحسبه تاما فوقع في هذا الخطأ.

ويمكن توجيه هذا الكلام بأن من المحتمل كون بدء مرض النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الصبح ووفاته في العصر ، ولذلك حسبت مدة اشتكائه ثلاثة عشر يوما.

قال الواقدي : وقالوا بدئ رسول الله يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من صفر ، وتوفي يوم الاثنين لثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول (١٠٠).

أقول : يلزم بدء شكوى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في يوم الأربعاء ، ووفاته في يوم الاثنين ١٢ ربيع الأول ، كون مدة شكواه اثنى عشر يوما ، فيكون بدء شكواه آخر صفر ، ولا ينطبق على ليلتين بقيتا من صفر بوجه من الوجوه ، ولا يتم هنا التوجيه المتقدم في القول السابق ، كما لا يخفى.

قال سليمان بن طرخان التيمي في كتاب «المغازي» : إن رسول الله مرض لاثنتين وعشرين ليلة من صفر ... وكان أول يوم مرض يوم ألم لسبت ، وكانت وفاته يوم

__________________

(٩٩) طبقات ابن سعد : ج ٢ ـ القسم الثاني / ٥٧. أنساب الأشراف : ٥٦٨ ، البداية والنهاية ٥ / ٢٥٥.

(١٠٠) البداية والنهاية ٥ / ٢٥٥ لكن في طبقات ابن سعد ٢ / القسم الثاني / ٥٧ عن الواقدي : «اشتكى رسول الله يوم الأربعاء لليلة بقيت من صفر» وهذا النقل سليم من الإشكال.


الاثنين لليلتين خلتا من شهر ربيع الأول لتمام عشر سنين (١٠١) وهذا القول خال من التهافت ، ولازمه نقصان شهر صفر.

ومن الأمور التي يمكن الاعتماد عليها أيضا في هذا البحث بداية التأريخ اليزدجردي فقد نقل في «دائرة معارف فارسي» عن كوشيار أن التاريخ اليزدجردي يبتدأ من يوم الخميس ٢٢ ربيع الأول للسنة الحادية عشرة ، وذكر المسعودي أن الفاصل بين مبدأ التاريخ الهجري ومبدأ التاريخ اليزدجردي يكون ٣٦٢٤ يوم ، وهذا ينطبق كاملا على ما ذكره كوشيار (١٠٢).

أقول : إن هذا التأريخ ينطبق على كون ١٢ ربيع الأول يوم الاثنين وهو أشهر الأقوال في وفاة النبي ملى الله عليه وآله ، بين العامة ، فحينئذ لا حاجة للبحث عن هذا مستقلا.

هذا ، والمقارنة بين الأقوال الواردة في وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والروايات المتقدمة تدلنا على عدم توافقها جميعا بل كثير منها تختلف عنها ، ولتسهيل الأمر في هذه المقارنة وضعنا جدولا يبين ذلك بوضوح ، ولم نعتمد في هذا الجدول على الأقوال الشاذة في تأريخ وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكذا على ما مر آنفا من تاريخ شكايته ومبدأ السنة اليزدجردية ، لوضوح حكمها من تاريخ وفاته صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم ، مضافا إلى أن البعض منها مشتمل على التناقض في نفسه صريحا أو ظاهرا.

وقبل استعراض الجدول نشير إلى نكتة أخرى ، وهي أن مكة والمدينة متفقتان في الأفق تقريبا حيث أن الاختلاف في خطيهما الطولي أقل من درجة ، فلا يكون بينهما تفاوت مهم في رؤية الهلال ، ولذا لم نجعل مدار البحث على اختلاف المطالع :

__________________

(١٠١) البداية والنهاية ٥ / ٢٥٥.

(١٠٢) دائرة معارف فارسي ٢ / ٢٣٦٦ «مادة گاهنامه».



توضيح الجدول

أ ـ بدأنا من المربع المعلم بعلامة وعدد هذا المربع مأخوذ من النقول التأريخية أو الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم‌السلام ، حسب ما مر تفصيله سابقا.

ب ـ بعد ملء المربع المعلم بعلامة ـ حسبنا سائر الأيام وفقا لهذا اليوم ، فهذا المربع هو الملاك لحساب سائر الأيام.

ج ـ عندما وصلنا في كل سطر إلى آخر الشهر حسبنا الشهر مرة تاما ، ومرة ناقصا ، فتحصل من ذلك عددان ، فجعلنا العدد المتحصل من حساب الشهر تاما في أعلى المربع ، والعدد المتحصل من حسابه ناقصا في أسفله.

د ـ إذا كان الفاصل بين اليوم المفروض واليوم الذي أريد استخراج عدده أكثر من شهر ، لاحظنا جميع المحتملات ، فجعلنا العدد الحاصل من حساب جميع الشهور تامة في أعلى المربع ، والعدد الحاصل من حساب الشهور تامة ـ إلا شهرا واحدا ـ تحته ، والعدد الحاصل من حساب الشهور تامة ـ إلا شهرين ـ تحته ، وهكذا ... إلى أن يصل إلى أسفل المربع فهو العدد الحاصل من حساب جميع الشهور نا قصة.

ه ـ قد حسبنا أربعة شهور ناقصة فحينئذ يكون في البيت خمسة أعداد ، والعدد الذي في الأسفل مربوط بحساب الشهور كلها تامة ، وهذا غير ممكن إلا أنا لم نحذفه لئلا يختل الحساب.

و ـ إذا أخذ كل عدد في أي مربع من المرتجعات تكون بينه وبين اليوم المفروض المعلم بعلامة ـ شهور ناقصة على قدر العدد الذي تحت هذا العدد ، وشهور تامة على قدر العدد الذي فوقه ، مثلا : إذا لاحظنا هذا المربع [١١ / ١] ووضعنا اليد


على العدد (٢) فهو فيما إذا كان بين اليومين شهر تام وثلاثة أشهر ناقصة ، وهكذا.

ز ـ قد ظهر مما مر آنفا في كل مربع يكون العدد الأوسط أو العددان الأوسطان ، أقرب الأعداد إلى القياس ، وكلما بعدت الأعداد عنه أو عنهما ، بأن علت أو انخفضت يكون احتمال تحققها أبعد ، فني المربع [١١ / ١] الذي مثلنا به آنفا ، يكون العدد (١) أقرب الأعداد إلى القياس وأكثرها احتمالا للوقوع ، والعددان (.) و (٢) يكونان بعده في الاحتمال ، وأضعف الاحتمالات هما العددان (٦) و (٣) بل العدد (٦) غير ممكن كما مر في «ه».

نظرة إلى الجدول

عند تفحص الجدول نرى أن القول المشهور بين العامة الذي ربما ادعي الإجماع عليه ـ وهو كون يوم عرفة يوم الجمعة ـ لا مجتمع مع وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ٢٨ صفر كما عند مشهور الخاصة ، ولا مع وفاته في ١٢ ربيع الأول كما هو أشهر الأقوال عند العامة.

نعم ، مجتمع مع وفاته في ٢ ربيع الأول ـ على بعد ـ بناء على كون الشهور الثلاثة (ذي الحجة ، محرم ، صفر) أشهرا تامة ، وأقرب منه كون وفاته في ١ ربيع الأول.

والإشكال هذا معروف ، وأول من رأيته قد نبه عليه ، هو أبو القاسم السهيلي في كتابه «الروض الآنف» وفي كلامه شئ من المسامحة (١٠٣).

وقد نقل ابن كثير ذلك عنه في «البداية والنهاية» مع تصحيح خطئه ثم قال : ولا يمكن الجواب عنه إلا بمسلك واحد ، وهو اختلاف المطالع ، بأن يكون أهل مكة رأوا هلال ذي الحجة ليلة الخميس ، وأما أهل المدينة فلم يروه إلا ليلة الجمعة ... وإذا كان أول ذي الحجة عند أهل المدينة الجمعة وحسبت الشهور بعده كوامل ، يكون أول

__________________

(١٠٣) الروض الآنف ٤ / ٢٧٠.


ربيع الأول يوم الخميس فيكون ثاني عشرة يوم الاثنين (١٠٤).

أقول : لا يخفى ما فيه من التمحل ، لبداهة بعد كون الشهور الثلاثة المتصلة كوامل ، فإذا انضم إليه القول باختلاف المطالع ، مع عدم التنبيه عليه ، ضار في غاية البعد ، خصوصا في مكة والمدينة المتفقتي الأفق تقريبا؟ فهذا التوجيه غير مقبول.

ويأتي نظير هذا الإشكال ـ بل أشد منه ـ لو قلنا بكون الغدير يوم الجمعة.

قال العلامة المجلسي : الجمع بين ما نقلوا الاتفاق عليه من كون عرفة حجة الوداع الجمعة ، وبين اتفقوا عليه من كون وفاته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم الاثنين ، بناء على القولين المشهورين من كون وفاته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إما في الثامن والعشرين من صفر ، أو الثاني عشر من ربيع الأول غير متيسر ، وكذا لا يوافق ما روي أن يوم الغدير في تلك السنة كان يوم الجمعة ، فلابد من القدح في بعضها (١٠٥) إنتهى كلامه رفع في الخلد مقامه.

فحينئذ يطرح هذا السؤال نفسه : بأي قول نأخذ؟ وأي قول نترك؟

الجواب : يجب بدء البحث من المتيقن ، ثم من الذي دل عليه صحيح الروايات ، فنرفض كل ما خالف هذين ، فنقول : المتيقن هو وفاته يوم الاثنين ، والوارد في صحيحة ابن أبي عمير ، عن غير واحد ، عن الصادق عليه‌السلام أن الغدير كان يوم الجمعة.

فلنرجع إلى الجدول ، فالصواب ما افترضناه في السطر ٥ ربما أنه لا يجتمع ذلك مع وفاته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في ١٢ ربيع الأول و ٢٨ ـ صفر ، فيجب رفضهما.

ثم نأتي إلى القولين الآخرين. فالقول بأول ربيع الأول فمع كونه يستلزم كون الشهور الثلاثة كوامل ، نحالف لما دلت عليه رواية نصر بن علي الجهضمي عن الرضا عليه‌السلام ، ورواية ابن الخشاب عن الباقر عليه‌السلام ، ورواية الخصيبي عن الصادق وأبي محمد العسكري عليهما‌السلام ، فهذا القول أيضا غير مقبول.

__________________

(١٠٤) البداية والنهاية ٥ / ٢٥٦.

(١٠٥) بحار الأنوار ٢٢ / ٥٣٥.


فالأقوى كون وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في ٢ ربيع الأول ، وهو قول مشهور عند العامة.

ويمكن إبراز وجه لتبرير خطأ الأقوال المشهورة ، أما القول المشهور بين الخاصة فالشهرة في العصور ، المتأخرة ، ولم أجد من صرح بذلك قبل المفيد ، وهذه الشهرة لا عبرة بها مع مخالفتها للرواية الصحيحة ، بل العامة متفقون على خلافها ، ومع ذلك لم ترد رواية في رد ذلك عن الأئمة ، وهذا كاشف عن صحة اتفاق العامة في كونه في ربيع الأول ، إذ لو كانت آراؤهم خاطئة لردع منها الأئمة عليهم‌السلام ، بل ورد ما يؤيد قولا منها.

ولذلك عدل المحقق التستري ـ دام ظله ـ عن هذا القول ، ومال إلى القول بكونه في ٢ ربيع الأول بعض الميل.

قال في هذا الموضوع : لم نقف على قائل به قبل المفيد ، والمتأخرون تابعون له وللشيخ غالبا في آرائهما في الفقه ، وغيره ، كما الشيخ تابع لشيخه غالبا أيضا (١٠٦).

أقول : إن عظمة الشيخ وجلالته أوجبت تركيز ما اختاره في أذهان الإمامية رحمهم‌الله ، بحيث أرسلوه إرسال المسلمات ، وقد اشتهر عن ابن إدريس تسمية من جاء بعد الشيخ إلى زمنه بالمقلدة.

قال الشيخ محمود الحمصي. إنه لم يبق للإمامية وقد على التحقيق ، بل كلهم حاك (١٠٧).

ولذلك قد يسري سهو الشيخ إلى سائر الأصحاب ، وقد توجب عبائر الشيخ تغيير المصطلحات ، ولا نريد الدخول في هذه الأبحاث ، ونكتفي هنا بالإشارة إلى ما

__________________

(١٠٦) رسالة في تواريخ النبي والآل [المطبوع في قاموس الرجال ١١ / ٣٥.]

(١٠٧) كشف المهجة : ١٢٧ ، معالم الأصول / آخر مبحث الإجماع ، ترجمة الشرائع ـ لأبي القاسم بن الحسن اليزدي ـ ١ / ٢٠ ، روضات الإخبار ٧ / ١٦١ وقد حكى عن هذه الكتب في «مقدمه أي بر فقه شيعه» حسين المدرسي الطباطبائي : ٥٠ ، وكذا عن وصول الأخيار : ٣٣ وهو ينقل عن طبعة / أحصل عليها.


حكي عن العالم الفقيه المحقق الأستاذ الشيخ محمود الشهابي ، حيث قال إن التوحيد في مصطلح القدماء هو القول باتحاد صفات البارئ وذاته ، في قبال الأشاعرة الذين أثبتوا قدماء ثمانية؟ لكن قد اشتهر من زمن الشيخ أن التوحيد هو وحدة ذات الباري في قبال تعدده الذي يقول به الوثنية وغيرهم.

وكيف كان ، فالظاهر عدم صحة كون وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في ٢٨ صفر ، ويمكن أن يكون منشأ الخطأ للمفيد ـ الذي كلامه الأصل لكلام الأصحاب ظاهرا ـ أن وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان بعد يومين من مستهل ربيع الأول ، فاشتبه وجعل قبل يومين منه ، وهذا اشتباه معقول ، ونظيره ما وقع في مولد الصديقة الطاهرة سلام الله عليها فإن المشهور بين العامة أنه لخمس سنين قبل المبعث النبوي ، والمشهور بين الخاصة أنه لخمس سنين بعد.

يحتمل وجه آخر ، وهو اشتباه يوم الخميس ـ وهو يوم الرزية التي أشار إليها ابن عباس ـ مع يوم وفاته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال ابن عباس : يوم الخميس وما يوم الخميس!! ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء ، فقال : اشتد برسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) وجعه يوم الخميس فقال : ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لكم تضلوا بعده أبدا ، فتنازعوا ... الخبر (١٠٨).

وفي نقل آخر : قال عمر : إن النبي قد غلبه الوجع ، وعندنا كتاب الله حسبنا ، فاختلفوا وكثر اللغط ، قال : قوموا عني ، ولا ينبغي عندي التنازع فخرج ابن عباس يقول : إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبين كتابه (١٠٩).

أما الاتفاق المدعى ني كلام بعض العامة ، من كون عرفة حجة الوداع يوم

__________________

(١٠٨) صحيح البخاري / كتاب الجهاد والسيرة باب هل يستشفع إلى أهل الذمة.

(١٠٩) صحيح البخاري / كتاب العلم ، باب كتابة العلم؟ ولاحظ مصادر الحدث في السبعة من السلف : ٤٩ ـ ٥٦.


الجمعة ، فهو مخالف للرواية المشهورة عندهم من أن وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم كانت يوم الاثنين ١٢ ربيع الأول كما مر ، وأيضا مخالف لما في بعض النقول من كون يوم التروية في حجة الوداع كان يوم الجمعة ، وأيضا نحالف لما في رواية أبي سعيد الخدري من كون الغدير يوم الخميس.

وأيضا مر في الفصل السابق عن سفيان [الثوري] في حديث عمر مع اليهودي حول آية الإكمال أن عمر قال : أنزلت يوم عرفة ورسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) واقف بعرفة قال سفيان : وأشك كان يوم الجمعة أم لا؟

وأيضا في بعض رواياتهم كان نزول آية الإكمال ليلة الجمعة والنبي صلى الله عليه وآله وسلم واقف بعرفة.

ثم إن في بعض روايات نزول آية الإكمال على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في عرفة يوم الجمعة أنه لم يعش صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد هذه الآية إلا إحدى وثمانين ليلة وهذه الرواية تنافي وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم الاثنين ، بل في وفاته يوم الثلاثاء فلاحظ (١١٠).

ومع هذا كله كيف يمكن دعوى الاتفاق؟! وعلى فرض ثبوته لا يمكن الاعتماد عليه مع مخالفته للرواية الصحيحة عن الصادق عليه‌السلام.

ويمكن إبراز وجه لتبرير خطأ العامة في ذلك ، إلا توضيحه يحتاج إلى مقدمة قصيرة ، وهي أن بعض فقهاء العامة كالشافعية أفتوا باستحباب أربع خطب في أيام الحج : الأولى : يوم السابع من ذي الحجة ، الثانية : يوم عرفة بقرب عرفات ، الثالثة : يوم النحر ، الرابعة : الثاني من إيام التشريق ، وفي استحباب هذه الخطب ـ كلها أو بعضها ـ وفي خصوصياتها خلاف بين فقهاء العامة لا نريد الدخول فيه (١١١).

__________________

(١١٠) قد مرت الإشارة إلى جميع هذه الروايات ني الفصل السابق ، لاحظ تفسير الطبري ٦ / ٥٣ و ٢٥٤ ، الدر المنثور ١ / ٢٥٨ و ٢٥٩.

(١١١) المناسك لأبي إسحاق الجري : ٤٣٤ ـ ٤٣٧ ، المجموع في شرح المهذب ٨ / ٨٢ ، الفقه على المذاهب الأربعة ١ / ٥٨٤ و ٥٥٠ ، و ٤٨٨. بداية المجتهد ١ / ٣٣٥.


وعلى أي حال فالقائلون باستحباب الخطب الأربعة يتمسكون في إثبات ذلك بأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خطب فيها ، لكن بعد التأمل الصادق في أخبار المسألة لا يمكن الجزم بوقوع أكثر من أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خطب خطبة واحدة مشهورة ، وهي : «إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم.» الخبر وفيه «ألا وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض» ، وإنما الاختلاف في يومه :

ففي رواية جابر : أنه في عرفات (١١٢) ، وفي بعض الروايات أنه يوم النحر في منى (١١٣) ، وقد أطلقت بعض الروايات القول بأنه في منى (١١٤) ، وفي بعض الأحاديث أنه خطب الناس في اليوم الثاني من أيام التشريق (١١٥).

وفي تاريخ ابن كثير : قال ابن حزم : جاء أنه خطب يوم الرؤوس ، وهو اليوم الثاني من يوم النحر ، بلا خلاف عن أهل مكة ، وجاء أنه أوسط أيام التشريق فيحتمل (فيحمل ظ) على أن أوسط بمعنى أشرف ، كما قال تعالى : (وكذلك جعلناكم أمة وسطا). وهذا المسلك الذي سلكه ابن حزم بعيد ، والله أعلم (١١٦).

والغرض فن نقل هذا الاختلاف أن من المحتمل كون خطبة النبي صلى الله

__________________

(١١٢) لاحظ على سبيل المثال : أخبار مكة ـ للأزرقي ١ / ١٨٦ ، سنن ابن ماجة : كتاب المناسك ـ باب ٨٤ ـ ٢ / ١٥٢٤ ، المغازي ـ للواقدي ـ ٣ / ١١٠٧ ، كتاب الخلاف ـ للشيخ الطوسي ٢ / ٢٦٧ ، بداية المجتهد ١ / ٣٣٥ ، البداية والنهاية ٥ / ١٤٨.

(١١٣) صحيح البخاري / كتاب العلم ، باب قول النبي «رب مبلغ أوعى من سامع ، كتاب الحج ، باب الخطبة إيام منى ، كتاب الأضاحي ، باب من قال : الأضحى يوم النحر. صحيح مسلم / كتاب القسامة ، ح ٢٩ ، طبقات ابن سعد ٢ / ١٣٣ المغازي ٣ / آخر ١١١٠ ، البداية والنهاية ٥ / آخر ١٩٥ و ١٩٨.

(١١٤) البداية والنهاية ٥ / آخر ١٩٥ وآخر ١٩٨ و ١٩٩ ، تفسير القمي : ذيل آية التبليغ.

(١١٥) طبقات ابن سعد ٢ / ١٢٥ ، البداية والنهاية ٥ / ٢٠١ ، ولاحظ. الخلاف ـ للشيخ الطوسي ـ ٢ / ٣٥٥ وما في هامشه من المصادر.

(١١٦) البداية والنهاية ٥ / ٢٠٢.


عليه وآله وسلم في ذي الحجة ـ كما ذكره ابن حزم ـ وكان يوم الجمعة ، لكن اشتبه الأمر في ذلك فنسبت الخطبة إلى يوم عرفة ، فأضيف إليه يوم الجمعة الذي كانت فيه خطبة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

ومع هذا ، يحتمل تكرر خطبة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فمثلا خطب في يوم عرفة خطبة ، وفي يوم ذي الحجة خطبة أخرى ، فاشتبه يوم الخطبتين ، فأضيف يوم الخطبة الثانية إلى يوم الخطبة الأولى.

وقد يخطر بالبال وجه آخر لوقوع العامة في الخطأ ، وهو أن آية إكمال الدين نزلت في عرفة ، وفي يوم الغدير أيضا ، وكان يوم الغدير يوم الجمعة ، فأراد الحاكمون حصر نزول آية الإكمال وأضافوا يوم نزول آية الإكمال ـ وهو يوم الغدير ـ إلى يوم عرفة ، والغرض من هذا دفع مشكل أهل الكتاب عليهم من أنهم لم لم يتخذوا يوم نزول هذه الآية عيدا؟ فأجابوا بأن الآية نزلت في عرفة وهو عيد ، وإضافة يوم الجمعة إلى عرفة لتأكيد كونها عيدا ، ويأتي في الفصل الخامس بعض الكلام حول ذلك إن شاء الله

هذا ، فلنعد إلى يوم خروج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من المدينة إلى مكة لحجة الوداع المروي في صحيحتي معاوية بن عمار والحلبي عن الصادق عليه‌السلام أنه خرج لأربع بقين من ذي الحجة (١١٧) ، وبعد ملاحظة كون الغدير في يوم الجمعة ، يكون خروجه صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم الخميس ، والمظنون هو الأول ، لما يستفاد من رواية عن أنس بن مالك من عدم إقامة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لصلاة الجمعة يوم فروجه من المدينة ، والرواية هكذا : صلى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) ـ ونحن معه بالمدينة ـ الظهر أربعا ، والعصر بذي الحليفة ركعتين ، ثم بات بها ، حتى أصبح ، ثم ركب حتى استوت عل البيداء حمد الله وسبح وكبر ثم أهل بحج وعمرة وأهل الناس بهما. الخبر (١١٨).

__________________

(١١٧) الكافي ٤ / ٢٤٥ ، التهذيب ٥ / ٢٥٧.

(١١٨) صحيح البخاري / كتاب الحج ، باب ٢٢ (من بات بذي الحليفة حتى أصبح) وباب ٢٣ و ٢٤ ، البداية والنهاية ٥ / ١١١.


ثم إن هذا القول الذي اخترناه من كون تأريخ وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم في ٢ ربيع الأول يقرب مما حكي من نزول آية الإكمال في عرفة ، وعدم مكث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعدها إلا إحدى وثمانين ليلة وإن لم ينطبق عليه كاملا ، وذلك لأن تطابق القولين لا يكون إلا بكمال واحدة من الشهور الثلاثة فقط ، والحال أنا اخترنا كمال اثنين من الشهور الثلاثة ، فلاحظ الجدول.

نعم ، في تفسير الفخر الرازي : قال أصحاب الآثار : لما نزلت هذه الآية على النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) لم يعمر بعد نزولها إلا أحدا وثمانين يوما أو اثنين وثمانين يوما (١١٩).

فينطبق هذا على ما اخترناه من وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في ٢ ربيع الأول بناء على بقائه ٨٢ يومأ بعد نزول الآية كما هو ظاهر.

والقول المختار يقضي أيضا بعدم صحة ما رواه الواقدي من أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالتهيؤ لغزو الروم في يوم الاثنين ، لأربع ليال بقين من صفر سنة إحدى عشيرة (١٢٠).

وذلك لأن توافق هذا القول مع كون الغدير في الجمعة لا يكون إلا بأن يكون كل من شهري ذي الحجة ومحرم ناقصين ، والحال أن توافق كون الغدير في الجمعة مع وفاته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في ٢ ربيع الأول ، لا يكون إلا بأن يكون الاثنان من الشهور الثلاثة (ذي الحجة ومحرم وصفر) تامين ، فلا يمكن نقصان ذي الحجة ومحرم معا.

وهذا المسلك الذي سلكناه لو سلك في بعض الأبحاث الأخرى كتحقيق وفاة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء سلام الله عليها لكان نافعا جدا ، ونحن لم نتوسع في البحث أكثر من هذا طلبا للاختصار ودفعا للخروج عن صلب الموضوع.

__________________

(١١٩) تفسير الفخر الرازي ١١ / ١٣٩.

(١٢٠) مغازي الواقدي ٢ / ١١١٧.


والذي تحصل من مجموع ما ذكرناه : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خرج لأربع بقين من ذي القعدة ، ـ والمظنون أنه يوم الخميس ـ وقدم مكة لأربع خلون من ذي الحجة ، كما تدل عليه صحيحة معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : حتى انتهى إلى مكة في سلخ أربع من ذي الحجة (١٢١) ، وكان مدة سير النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثمانية أيام ، وكان يوم (التروية في تلك السنة يوم الثلاثاء ، ويوم عرفة يوم الأربعاء ، وهكذا ... واتفق في يوم الجمعة الثامن عشر منه واقعة الغدير ، وتوفي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد ثلاثة وسبعين يوما من يوم الغدير ، وكان يوم وفاته يوم الاثنين الثاني من ربيع الأول.

وفي ختام هذا الفصل يجدر الإشارة إلى أن ما ذكرناه من أول الفصل إلى هنا مبني على حساب المؤرخين والروايات الواردة عن المعصومين عليهم‌السلام.

ويوجد هنا طريق آخر ، وهو ملاحظة التقويم الحالي ، ثم الرجوع إلى الوراء حتى نصل إلى يوم الغدير ، ونحن لم نسلك هذا الطريق لما فيه من مالق ، لأنا لا نعلم ضابطة معينة لنقصان الشهور وكمالها ، ومن وجود الاختلافات في التقاويم في طول التاريخ ، وما في حساب الزيجات من الاختلاف أحيانا ، وغير ذلك.

ومع هذا ، لا ضير أن نحسب يوم الغدير بموجب التقويم مع حساب السنة على وفق الزيج البهادري ـ وهو أدق الزيجات ـ فنقول : إن يوم الغدير من سنتنا هذه ، وهي سنة ١٤١٠ ه يكون يوم الأربعاء في إيران ، والمتعارف أن يكون أفق الحجاز متقدما على أفق إيران بيوم ، بل قد يكون الاختلاف بين التقويمين يومين ، وحينئذ يكون يوم الغدير في هذه السنة في الحجاز يوم الثلاثاء أو يوم الاثنين.

هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى ، فإن مدة السنة القمرية وفق الزيج البهادري (١٢٢) يكون : لثة فيه قه عث اليوم. و ٣٧ و ٣٦ و ٤٨ و ٨ و ٣٥٤

__________________

(١٢١) ...

(١٢٢) دروس سرفة الوقت والقبلة / ٥٣٢.


وبعد تبديلها باليوم يصير : ٣٦٧٠٩ / ٣٥٤.

فلنحتسب الأيام بين الغدير في تلك السنة والغدير في هذه السنة ونطرح الأسابيع الكاملة ، كي نلاحظ مقدار اختلاف اليومين في ذلك.

عدد الأيام ٩٢ / ٤٩٦١١٣ = ٣٦٧٠٩ / ٣٥٤ * ١٤٠٠

عدد الأسابيع ٤١٧ / ٧٠٨٧٣ = ٧ : ٩٢ / ٤٩٦١١٣.

الباقي من الأيام ٩١٩ / ٢ = ٧ ٤١٧ /.

فحينئذ يكون الغدير في هذه السنة متأخرا عنه في تلك السنة بثلاثة أيام ، فلو كان الغدير في هذه السنة يوم الاثنين ، يصح انطباق الغدير في تلك السنة على يوم الجمعة.

وبهذا نختم الكلام حول هذا البحث ، والحمد لله رب العالمين.


الفصل الرابع

الغدير في بحار المعصومين

أخذ حديث الغدير وآية التبليغ النازلة في تلك الواقعة جانبا مهما ، في أحاديث أهل بيت النبوة عليهم‌السلام ، ولذا يبدو ذلك ماثل للعيان عند تصفح كتب الحديث والتأريخ الخفة ونحن في هذه العجالة سنستعرض جملة من أحاديثهم عليهم السلام كما وردت في هذا الكتب ، ونذكر بعض ما جاء عن كل معصوم في هذا الفصل.

١ ـ ما جاء عن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم)

واقعة الغدير ... قد أشير إليها ليلة المعراج إشارة إجمالية ، قال الشيخ أبو الفتوح الرازي : إن جبرئيل جاء رسول الله وقال : (أيها الرسول بلغ) ، ويا أيها المقيم أقم ، قال : ما أنزل إليك من ربك ليله المعراج في قوله فأوحى إلى عبده ما أوحى) فقد ورد في تفسير أهل البيت : (ما أوحى) في علي ليلة المعراج : قد أجمل ليلة المعراج ، وفصل يوم الغدير ، يجوز تأخير البيان عن وقت الخطاب ، ولا يجوز تأخيره عن وقت الحاجة ، أجملت في هذه الليلة كي توطن عليه قلبك وتجمع عليه عزمك ، حتى إذا حان وقته فضلته.

أقول : إن «ما» في قوله ما إنزل «نفس» ما «في قوله ما أوحى» ، غير أنه هناك مجمل وهنا مفصل (١٢٣).

هذا بيان لطيف منه ـ قدس‌سره ـ في تفسير الآية ، فلنأت إلى ذكر حديث من النبي الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يذكر فيه منزل في الغدير : فقد روى عن الفيض بن المختار ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام ، عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام ، قال : «خرج رسول الله ذات يوم ، وخرج

__________________

(١٢٣) روض الجنان ٤ / ٤٧.


علي وهو يمشي ، فقال : يا أبا الحسن ، إما أن تركب ، وإما أن تنصرف ، فإن الله عز وجل أمرني أن تركب إذا ركبت ، وتمشي إذا مشيت ، وتجلس إذا جلست ، إلا أن يكون حد من حدود الله لا بد لك من القيام والقعود فيه ، وما أكرمني الله بكرامة إلا وقد أكرمك بمثلها ، وخصني بالنبوة والرسالة وجعلك ولي في ذلك تقوم في حدوده وفي صعب أموره ...

ولقد أنزل الله عزوجل إلي : يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) يعني في ولايتك يا علي ، (وإن لم تفعل فما بلغت رسالته) ولو لم أبلغ ما أمرت به من ولايتك لحبط عملي ، ومن لقي الله بغير ولايتك فقد حبط عمله وعدا ينجز لي ، وما أقول إلا قول ربي تبارك وتعالى ، وإن الذي أقول لمن الله عزوجل أنزله فيك (١٢٤).

٢ ـ مما جاء عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام وكان عليه‌السلام أولى الناس بالدعوة إلى ذكرى الغدير ، لأنه صاحبه ، ولأجله بنى بناء الغدير ، والحق يقال إنه عليه‌السلام لم يكف عن إعلان ذلك والتذكير به ، بحيث لم يترك لذي بصيرة حجة ، ولا لمسلم معذرة ، أقام الحجة على الخلفاء قبل العوام ، لأنهم أولى الناس به ، وأحق من غيرهم بالرضوخ لمنطق الحق ، والمرء عندما يستعرض تلك المحاورات والكلمات مجدها شواهد ماثلة للعيان ، وحجة على طول الزمان.

منها : ما في خطبة الوسيلة ، فقد روي عن الباقر عليه‌السلام : أن أمير المؤمنين عليه‌السلام خطب الناس بالمدينة بعد سبعة أيام من وفاة رسول الله الخبر ، وهي خطبة مبسوطة وفيها إشارة إلى واقعة الغدير.

وفي كتاب سليم بن قيس عند ذكر) كفية بيعة علي لأبي بكر : ثم أقبل عليهم علي فقال : يا معشر المسلمين والمهاجرين والأنصار ، أنشدكم الله ، أسمعتم رسول الله

__________________

(١٢٤) أمالي الصدوق : آخر المجلس ٧٤ ، عنه تفسير البرهان ١ / ٤٨٩.


يقول يوم غدير خم كذا وكذا ، فلم يدع شيئا قاله عنه رسول الله إلا ذكرهم إياه ، قالوا : نعم (١٢٥).

ومنها : ما روي من احتجاجه على أبي بكر بذلك ـ في خبر طويل ـ قال «أنشدك بالله ، أنا المولى لك ولكل مسلم بحديث النبي يوم الغدير أم أنت؟» قال : بل أنت (١٢٦).

منها : عند احتجاجه على أصحاب الشورى ، وهذا الخبر روي بعدة طرق ، إحداها ما رواه عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام (١٢٧) ، وسيأتي الكلام عنه مستفيضا في الفصل السادس.

ثانيها : ما روي عن أبي ذر (١٢٨).

ثالثها : ما روي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني ، قال : كنت في البيت يوم الشورى وسمعت عليا يقول : «أنشدكم بالله جميعا ... ـ إلى أن قال : ـ أنشدكم بالله ، هل فيكم أحد ، قال له رسول الله : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، غيري؟ قالوا : اللهم لا» (١٢٩).

ومنها : ما روي أنه خطب ذات يوم وقال ". يا أيها الناس ، بايعتم أبا بكر وعمر ، وأنا والله أولى منهما وأحق منهما بوصية رسول الله فأمسكت ، وأنتم اليوم تريدون تبايعون عثمان.!!.

فقال الزبير : تكلم يا أبا الحسن.

فقال علي : أنشدكم بالله ... هل فيكم أحد أحد رسول الله بيده يوم غدير خم

__________________

(١٢٥) روضة الكافي : ١٨ والشاهد في ص ٢٧ ، كتاب سليم بن قيس : ٤١.

(١٢٦) الخصال : ٥٥٠ أبواب الأربعين ح ٣٠ ، عنه في إثبات الهداة ٢ / ٧٤ ح ٣١٩ ، إرشاد القلوب ل : ٢٦٤.

(١٢٧) الإحتجاج ـ للطبرسي : ١٣٤.

(١٢٨) مجالس الشيخ ٢ / ١٥٩ ، إرشاد القلوب : ٢٥٩ ، إثبات ٢ / ١٥٩ ، لاحظ البحار ج ٨ من القديمة : ٢٥٣ ، ٢٥٤.

(١٢٩) أمالي الشيخ : الجزء ١٢ / ، ج ١ / ٣٤٢ وأيضا ٢ / ١٦٧. وقد ذكر حديث المناشدة فيه بطرق أخرى أيضا.


وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وليبلغ الحاضر الغائب ، فهل كان في أحد غيري» (١٣٠).

ومنها : ما روي عن سليم بن قيس الهلالي أنه قال : رأيت عليا في مسجد رسول الله في خلافة عثمان وجماعة يتحدثون ويتذاكرون العلم ، فذكروا قريشا وفضلها وسوابقها وهجرتها وما قال فيها رسول الله ... ـ إلى أن يصل إلى كلام أمير المؤمنين عليه السلام ومنا شدته جماعة من المهاجرين والأنصار فيشير إلى واقعة الغدير ، وفيها : ـ ..

فأنزل الله عزوجل : (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) فكبر رسول الله وقال. الله أكبر ، تمام نبوتي وتمام دين الله ولاية علي بعدي».

فقام أبو بكر وعمر وقالا : «يا رسول الله ، هذه الآيات خاصة في علي؟»

قال : بلى ، فيه وفي أوصيائي إلى يوم القيامة.

قالا : «يا رسول الله ، بينهم لنا».

قال : «علي أخي ووزيري ووارثي ووصيي وخليفتي في أمتي وولي كل مؤمن ومؤمنة بعدي ، ثم ابني الحسن ، ثم ابني الحسين ، ثم تسعة من ولد الحسين ، واحدا بعد واحد ، القرآن معهم وهم مع القرآن ، لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا علي الحوض ...» (١٣١).

ومنها : ما روي أن عليا عليه‌السلام بعث إلى طلحة يوم الجمل فأتاه ، قال «نشدتك الله ، هل سمعت رسول الله يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه؟»

__________________

(١٣٠) البحار ج ٨ من الطبعة الحجرية القديمة : ٣٥٢.

(١٣١) الاحتجاج ١٤٥ ، لاحظ أيضا كتاب سليم بن قيس : ٦٩ ، وفي كتاب سليم بن قيس : ١٤٨ يذكر مقاطع من هذه الخطبة ، والظاهر منه أن عليا عليه‌السلام خطب في عسكره في صفين وناشد الناس بما فيه من الفضائل ، وأشار إلى واقعة الغدير في ضمنها ، وفيه : فقال سلمان الفارسي : يا رسول الله أنزلت هذه الآيات في علي خاصة. الخبر.


قال : نعم.

قال : فلم تقاتلني؟!

قال : لم أذكر!

قال : فانصرف طلحة (١٣٢).

ومنها ـ وهو أشهرها ـ : حديث منا شدته الناس في الرحبة ـ أو في المسجد ـ فقد رواه عنه أكثر من عشرين راويا.

ولكن ، هل كان هذا الحديث في موطن واحد أو تكرر في مواطن؟ لعل هذا الأمر يحتاج إلى تحقيق وبحث ، ولسنا الآن بصدده ، ونكتفي هنا بذكر رواية من هذه الروايات ، وهي رواية عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : خطب الناس أمير المؤمنين في ابن أبي طالب في الرحبة قال : «أنشد الله امرءا ـ نشدة الإسلام ـ سمع رسول الله يوم غدير خم ـ أخذ بيدي ـ يقول : ألست أولى بكم ـ يا معشر المسلمين ـ من أنفسكم؟

قالا : بلى يا رسول الله.

قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، وأخذل من خذله. إلا قام».

فقام بضعة عشر رجلا فشهدوا ، وكتم قوم ، فما فنوا من الدنيا حتى عموا وصموا (١٣).

وفي «أسنى المناقب» بعد ذكر طريق من طرق حديث المناشدة : وهذا حديث حسن من هذا الوجه ، صحيح من وجوه كثيرة ، تواتر عن أمير المؤمنين علي عليه السلام ، وهو متواتر أيضا عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١٣٤).

__________________

(١٣٢) الاعتقاد على مذهب السلف : ٢١٧ ، كنز العمال ١ / ٣٣٢ الرقم ٣١٦٦٢ ، إحقاق الحق ٦ / ٢٤٩ عن العسقلاني في الكاف الشاف : ٩٥ طبع مصر ، كثف الأستار ٣ / ١٨٦.

(١٣٣) لاحظ ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من «تاريخ دمشق» لابن عساكر ٢ / ١ ـ ٣٠ وما ألحقه به محققه الشيخ محمد باقر المحمودي في هامش ص ٣٠ إلى ٣٥.

(١٣٤) أسنى المطالب : ٢٢.


ومنها : ما روي عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام في يوم الغدير ، وبحضرته جماعة من خاصته وقد احتبسهم للافطار وقد قدم إلى منازلهم الطعام والبر والصلاة والكسوة حتى الخواتيم والنعال ، وقد غير من أحوالهم ، وأحوال حاشيته ، وجددت له آلة غير الآلة التي جرى الرسم بابتذالها قبل يومه ، وهو يذكر فضل اليوم وقديمه ، فكان من قوله : «حدثني الهادي أبي ، قال : حدثني جدي الصادق عليه‌السلام ، قال : حدثني الباقر ، قال : حدثني سيد العابدين عليه‌السلام ، قال : إن الحسين قال : اتفق في بعض سنين أمير المؤمنين عليه‌السلام الجمعة والغدير فصعد المنبر على خمس ساعات من نهار ذلك اليوم ، فحمد الله وأثنى عليه حمدا لم يسمع بمثله ، وأثنى عليه ما لم يتوجه إليه غيره ، فكان مما حفظ من ذلك.

فأنزل الله على نبيه في يوم الدوح ما بين به عن إرادته في خلصائه وذوي اجتبائه ، وأمره بالبلاغ وترك الحفل بأهل الزيغ والنفاق ، وضمن له عصمته منهم ، وكشف عن [من / خ. ل] خبايا أهل الريب وضمائر أهل الارتداد وما رمز فيه ...

إن هذا يوم عظيم الشأن ، فيه وقع الفرج ورفعت الدرج ، ووضعت [وضحت / خ. ل] الحجج ، وهو يوم الإيضاح والإفصاح من المقام الصراح ، ويوم كمال الدين ، ويوم العهد المعهود ، ويوم الشاهد والمشهود. هذا يوم شيث ، هذا يوم إدريس ، هذا يوم يوشع ، هذا يوم شمعون ، ...

فلم يزل عليه‌السلام يقول : هذا يوم ، هذا يوم ، فراقبوا الله [عزوجل] واتقوه» الخبر (١٣٥).

هذا كله مضافا إلى حديث تلقي الركبان (١٣٦) ، وإلى ما تقدم في رواية صحيحة الإسناد عن الباقر عليه‌السلام من أن حديت الغدير وجدناه في كتاب علي وعرفناه به

__________________

(١٣٥) مصباح المتهجد / في أعمال يوم الغدير. مصباح الزائر / الفصل السابع ، عنه البحار ٩٧ / ١١٢.

(١٣٦) مسند أحمد ٥ / ٤١٩ ، البداية والنهاية ٥ / ٢١٢ ، كشف الغمة ١ / ٣١٨ ، مجمع الزوائد ٩ / آخر ١٠٣ ، رجال الكشي : الرقم ٤٥ ، شرح نهج البلاغة ٣ / ٢٠٨ ، الغدير ١ / ١٨٨. إحقاق الحق ٦ / ٢٥١.


ويناسب المقام ذكر قصيدة الكميت العينية التي كانت موضع عناية الإمام علي أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قال (١٣٧) :

نفى عن عينك الأرق الهجوعا

وهم يمتري منها الدموعا (١٣٨)

دخيل في الفؤاد يهيج سقما

وحزنا كان من جذل منوعا (١٣٩)

وتوكاف الدموع على اكتئاب

أحل الدهر موجعة الضلوعا (١٤٠)

يرقرق أسحما دررا وسكبا

يشبه سحها غربا هموعا] (١٤١)

لفقدان الخضارم من قريش

وخير الشافعين معا شفيعا (١٤٢)

لدى الرحمان يصدع بالمثاني

وكان له أبو حسن قريعا (١٤٣)

حطوطا في مسرته ومولى

إلى مرضاة خالقه سريعا (١٤٤)

وأصفاه النبي على اختيار

بما أعيى الرفوض له المذيعا (١٤٥)

ويوم الدوح دوح غدير خم

أبان له الولاية لو أطيعا (١٤٦)

ولكن الرجال تبايعوها

فلم أر مثلها خطرا مبيعا (١٤٧)

__________________

(١٣٧) لاحظ القصيدة في «الهاشميات» طبع ليدن: ١٥٠. شرح الهاشميات ـ للرافعي : ٨٠، الغدير ٢/ ١٨٠.

(١٣٨) الأرق : السهاد. الهجوع : النوم ، يمتري : يجلب.

(١٣٩) دخيل. أي هم دخيل متملك في الفؤاد. الجذل : الفرح.

(١٤٠) توكاف : مصدر وكف يكف: سال قليلا قليلا ، الاكتئاب : الحزن ، موجعه : أي الموجع من الاكتئاب.

(١٤١) يرقرق. يعني الدموع، رقرق الماء: جاء وذهب، الأسحم: صفة للسحاب، وهو : الأسود منه، وفي قول النابغة: بأسحم داني ، هو السحاب[الصحاح ٥ / ١١٩٤٧] وفي بعض الروايات: الأسجم ـ بالجيم ـ درر: الصب كالسكب والسح ، الهموم: السائل ، ثم إن هذين البيتين أثبتناهما من طبعة ليدن وليسا في مسروحة الرافعي.

(١٤٢) الخضارم : السادات ، الواحد الخضرم ، وكل شئ كثير واسع خضرم ، أطلق على السند لكثرة منافعه وسعته.

(١٤٣) يصدع : يتكلم به جهارا ، إشارة إلى قوله تعالى (فاصدع بما تؤمر) [الهجر / ٩٤] ، القريع : السيد ، الرئيس ، وأيضا القرين.

(١٤٤) حطوطا : نازلا.

(١٤٥) الرفوض : لعله صيغة مبالغة من رفض : ترك ، أو مصدر بمعنى اسم الفاعل ، فالمراد من رفض أمر ولايته.

(١٤٦) الدوح : الشجر العظيم ، أي شجر كان ، الواحدة : الدوحة.

(١٤٧) في بعض النقول : منيعا ، والأنسب ما هنا كما هو ظاهر.


فلم أبلغ بهم (١٤٨) لعنا ولكن أساء بذاك أولهم صنيعا فصار بذاك أقربهم لعدل (١٤٩) إلى جور وأحفظهم مصيعا أضاعوا أمر قائدهم فضلوا وأقومهم لدى الحدثان ربعا (١٥٠) تناسوا حقه ولغوا عليه بلا ترة وكان لهم قريعا (١٥١)

فقل لبني أمية حيث حلوا وإن

خفت المهند والقطيعا (١٥٢)

: ألا أف لدهر كنت فيه

هدانا طائعا لكم مطيعا (١٥٣)

أجاع الله من أشبعتموه

وأشبع من بجوركم أجيعا

ويلعن فذ أمته جهارا إذا

ساس البرية والخليعا (١٥٤)

بمرضي السياسة هاشمي

يكون حيا لأمته ربيعة ، (١٥٥)

وليثا في المشاهد غير نكس

لتقويم البرية مستطيعا (١٥٦)

يقيم أمورها ويذب عنها

ويترك جذبها أبدا مريعا (١٥٧)

قال الكميت : بعدما أنشأت هذه القصيدة رأيت أمير المؤمنين عليه‌السلام ليلا في المنام فقال : إقرأ علي قصيدتك العينية ، فقرأتها ، فلما وصلت إلى هذا البيت قال : صدقت ، ثم أنشد :

__________________

(١٤٨) في بعض النسغ : بها.

(١٤٩) في بعض النسخ : بعدل.

(١٥٠) ريعا : لعله خبر أقومهم ، فعل مجهول من راع بروع.

(١٥١) ترة : في الثأر القريع : السيد.

(١٥٢) المهند : السيف المطبوع من حديد الهند ، والمراد به السيف القاطع ، القطيع : السوط.

(١٥٣) الهدان : هدن أي سكن ، ولعل المراد هنا الذليل.

(١٥٤) الفذ الفرد ، وهو أول القداح العشرة ، الخليع :

(١٥٥) الحيى : مقصور المطر والخصب.

(١٥٦) النكس ـ بالكسر ـ السهم الذي ينكسر فوقه فيجعل أعلاه أسفله. والنكس أيضا : الرجل الضعيف ، ولعله مأخوذ من الأول.

(١٥٧) الجدب : القحط نقيض الخصب ، المربع الخصب.


ولم أر مثل ذاك اليوم يوما

ولم أر مثله حقا أضيعا (١٥٨)

٣ ـ ما جاء عن الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء سلام الله عليها

ذكرها سلام الله عليها ابن عقدة في رواة حديث الغدير في كتابه ، وكذلك تلميذه أبو بكر الجعابي (١٥٩) ، وقد نقل في «إثبات الهداة» عن كتاب «كفاية الأثر» عن محمد ابن أسيد في حديث ، قال : سألت فاطمة ، هل نص رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبل وفاته على علي بالإمامة؟

فقالت : «وا عجبا أنسيتم يوم غدير خم؟!» قلت : قد كان ذلك. الخبر

وقد وردت رواية مسلسلة ترويه فاطمة بنت الرضا عليهما‌السلام ، عن فاطمة بنت الكاظم عليهما‌السلام ، عن فاطمة بنت الصادق عليهما‌السلام ، عن فاطمة بنت الباقر عليهما‌السلام ، عن فاطمة بنت السجاد عليهما لسلام ، عن فاطمة بنت الحسين عليهما‌السلام ، عن أم كلثوم بنت فاطمة ، عن فاطمة بنت النبي ، عن النبي يوم غدير خم : «من كنت مولاه فعلي مولاه» (١٦٠).

٤ ـ ما جاء عن الإمام الحسن بن علي المجتبى عليه‌السلام.

روي عن الصادق عليه‌السلام خطبة الحسن بن علي عليهما‌السلام عند موادعته لمعاوية ـ وكذلك روى ملخصها عن أبي عمر زاذان ـ وفيها " قد تركت بنو إسرائيل ـ وكانوا أصحاب موسى ـ هارون أخاه وخليفته ووزيره ، وعكفوا على العجل وأطاعوا فيه سامريهم ، وهم يعلمون أنه خليفة موسى ، وقد سمعت هذه الأمة

__________________

(١٥٨) روض الجنان ٤ / ٤٤ ، الدرجات الرفيعة : ٥٧٩ ، عنه المحدث النوري في دار السلام ١ / ٤١٠ ، والحكاية هذه. مذكورة مع اختلاف في كنز الفوائد ١ / ٣٣٣ ، عنه النوري في دار السلام ١ / ٣٠٦ ، وفي تذكرة الخواص : ٣٩ ، المراط المستقيم ١ / ٣١٠.

(١٥٩) خلاصة عبقات الأنوار ٦ / ٦٥ و ٦٤ ، فيض الغدير : ٣١ ، مناقب ابن شهرآشوب ٣ / ٢٥ و ٢٦.

(١٦٠) إثبات الهداة ٢ / ١١٢ ح ٤٧٣ ولم أجده في مطبوعة كفاية الأثر ، أسنى المطالب : ٣٢ ، إحقاق الحق ٦ / ٢٨٢.


رسول الله يقول ذلك لأبي إنه مني بمنزلة هارون من موسى إلا لا نبي بعدي ، وقد رأوا رسول الله حين نصبه لهم بغدير خم وسمعوه ، ونادى له بالولاية ، ثم أمرهم أن يبلغ الشاهد منهم الغائب ، وقد فرج رسول الله حذرا من قومه إلى الغار أجمعوا على أن يمكروا به ، وهو يدعوهم لما مجد عليهم أعوانا ، ولو وجد عليهم أعوانا لجاهدهم ، وقد كف أبي يده وناشدهم واستغاث أصحابه ، فلم يغث ولم ينصر ، ولو وجد عليهم أعوانا أجابهم ، وقد جعل في سعة كما جعل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في سعة ، وتد خذلتني الأمة وبايعتك يا بن حرب ... الخبر (١٦١).

وفي احتجاج آخر للإمام المجتبى عليه‌السلام على معاوية : تعجب ـ يا معاوية ـ أن سمى الله من الأئمة واحد بعد واحد ، وقد نص عليهم رسول الله بغدير خم وفي غير موطن ، واحتج بهم عليهم ، وأمرهم بطاعتهم ، وأخبر أن أولهم علي بن أبي طالب ، ولي كل مؤمن ومؤمنة من بعده ،؟ وأنه خليفته فيهم ووصيه (١٦٢).

٥ ـ ما جاء عن الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء عليه‌السلام.

وفي كتاب سليم بن قيس : لما كان قبل موت معاوية بسنة [بسنين / خ. ل] حج الحسين بن علي صلوات الله عليه وعبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر معه ، فجمع الحسين عليه‌السلام بني هاشم ، رجالهم ونساءهم ومواليهم ، ومن الأنصار ممن يعرفه الحسين عليه‌السلام وأهل بيته ، ثم أرسل رسلا : لا تدعوا أحدا ممن حج العام من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المعروفين بالصلاح والنسك إلا اجمعهم لي.

فاجتمع إليه بمنى أكثر من سبعمائة رجل وهم في سرادقه ، عامتهم من التابعين ، ونحو من مائتي رجل من أصحاب النبي ، فقام فيهم خطيبا ، فحمد الله وأثني عليه ، ثم قال :

__________________

(١٦١) أمالي الشيخ ٢ / ١٧١ ، لاحظ أيضا : الاحتجاج : ٢٨٩ البحار ١٠ / ١٣٨ / وأنظر ١٤٣ ، و ٤٤ / ٦٢.

(١٦٢) الاحتجاج : ٢٨٧.


«أما بعد ، فإن هذا الطاغية قد فعل بنا وبشيعتنا ما قد رأيتم وعلمتم وشهدتم ، وإني أريد أن أسألكم عن شئ فإن صدقت فصدقوني ، وإن كذبت فكذبوني ، وأسألكم بحق الله عليكم وحق رسول الله وقرابتي من نبيكم لما سيرتم مقامي. هذا ووصفتم مقالتي ودعوتم أجمعين وفي أمصاركم وقبائلكم من آمنتم من الناس. (وفي رواية أخرى ـ بعد قوله فكذبوني : اسمعوا مقالتي واكتبوا قولي ، ثم ارجعوا إلى أمصاركم وقبائلكم ، فمن آمنتم من الناس) ووثقتم به فادعوهم إلى ما تعلمون من حقنا ، فإني أتخوف أن يدرس هل الأمر ويذهب الحق ويغلب ، والله متم نوره ولو كره الكافرون».

وما ترك شيئا مما أنزل الله فيهم من القرآن إلا تلاه وفسره ، ولا شيئا مما قاله رسول الله في أبيه وأخيه وأمه وفي نفسه وأهل بيته إلا رواه ، وكل ذلك يقول الصحابة : اللهم نعم ، وقد سمعنا وشهدنا ، ويقول التابعي : اللهم قد حدثني به من أصدقه وأءتمنه من الصحابة فقال : أنشدكم الله إلا حدثتم به من تثقون به وبدينه».

قال سليم : فكان فيما ناشدهم الحسين وذكرهم أن قال : «... أنشدكم الله ، أتعلمون أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نصبه يوم غدير خم فنادى له بالولاية وقال : ليبلغ الشاهد الغائب؟ ـ قالوا : اللهم نعم» (١٦٣) وفيه كثير من فضائل علي أمير المؤمنين عليه‌السلام.

٦ ـ ما جاء عن الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه‌السلام

روي عن ابن إسحاق قال : قلت لعلي بن الحسين عليهما‌السلام : ما معنى قول النبي : «من كنت مولاه فعلي مولاه».

قال : «أخبرهم أنه الإمام بعده».

وسئل زيد بن علي عن قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من كنت مولاه فعلي مولاه»

__________________

(١٦٣) كتاب سليم بن قيس : ١٦٨ ـ ١٧٠ ، عنه الغدير ١ / ٩٨ ولاحظ أيضا : الاحتجاج : ٢٩٦.


قال : «نصبه علما ليعلم به حزب الله عند الفرقة» (١٦٤)

٧ ـ ما جاء عن الإمام محمد بن علي الباقر عليهما‌السلام

قد مر في الفصل السابق ـ وفي هذا الفصل ـ روايات عديدة عنه بشأن الغدير ، ونتيمن هنا بذكر روايات أخرى :

روي عن عطية العوفي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : «إن رسول الله لما أخذ بيد لعي بغدير خم فقال : «من كنت مولاه فعلي مولا : «كان إبليس [لعنه الله] حاضرا بعفاريته فقالت له ـ حيث قال : من كنت ـ مولاه فعلي مولاه ـ : والله ما هكذا قلت لنا ، لقد أخبرتنا أن هذا مضى افترق أصحابه ، وهذا أمر مستقر فلما أراد أن يذهب واحد بدر آخر!

فقال : افترقوا ، فإن أصحابه وعدوني أن لا يقروا له بشئ مما قال! وهو قوله عزوجل : (ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين) (١٦٥).

روي عن أبان بن تغلب قال : سألت أبا جعفر محمد بن علي عن قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من كنت مولاه فعلي مولاه».

فقال : «يا أبا سعيد ، تسأل عن مثل هذا؟ «أعلمهم أنه يقوم فيهم مقامه» (١٦٦).

وفي صحيح فضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه‌السلام حول آية التبليغ : «هي الولاية» (١٦٧).

٨ ـ ما جاء عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليهما‌السلام)

قد ورد عنه عليه‌السلام روايات كثرة حول الغدير ، مر بعضها وسيأتي بعضها

__________________

(١٦٤) معاني الأخبار : ٦٥. أمالي الصدوق : المجلس ٢٦ ، عنهما البحار ٢٣ / ٢٢٣.

(١٦٥) تأويل الآيات : ذيل آية ٢٠ من سورة سبأ ، عنه البحار ٣٧ / ١٦٨ ، ولاحظ أيضا : كتاب سليم بن قيس : ٣٠.

(١٦٦) معاني الأخبار : ٦٦. ، ١٦٧) تفسير البرهان ١ / ٤٨٩.


الآخر ، ونذكر هنا روايتين :

الأولى : روي عن عمر بن يزيد ، قال : قال أبو عبد الله ابتداء منه : «العجب يا با حفص لما لقي علي بن أبي طالب ، إنه كان له عشرة آلاف شاهد لم يقدر على أخذ حقه والرجل يأخذ حقه بشاهدين ، وإن رسول الله خرج من المدينة حاجا وتبعه خمسة آلاف ، ورجع من مكة وقد شيعه خمسة آلاف من أهل مكة فلما انتهى إلى الجحفة نزل جبرئيل بولاية علي عليه‌السلام وقد كانت نزلت ولايته بمنى وامتنع رسول الله لم القيام بها لمكان الناس فقال : (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) مما كرهت بمنى ، فأمر رسول الله فقمت السمرات.

فقال رجل من الناس : أما والله ليأتينكم بداهية!

فقلت لعمر ـ أي راوي الخبر ـ : من الرجل؟

فقال : الحبشي» (١٦٨).

الثانية : ما روي بسند صحيح عن أبي أسامة زيد الشحام ، قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام وعنده رجل من المعتزلة فسأله عن شئ ، من السنن فقال : «ما من شئ يحتاج إليه ولد آدم ، إلا قد خرجت فيه السنة من الله. من رسوله ، ولولا ذلك ما احتج الله عزوجل علينا بما احتج»

فقال له المعتزلي : وبما احتج الله؟

فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : «بقوله (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) حتى تمم الولاية ، فلو لم يكمل سنة وفريضة ما احتج به» (١٦٩).

__________________

(١٦٨) تفسير العياشي ١ / ٣٢ ح ١٥٤.

(١٦٩) تفسير البرهان ١ / ٤٤٦.


٩ ـ ما جاء عن الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليهما‌السلام

ورد في صحيحة عبد الرحمن بن الحجاج المروية في الكافي والفقيه والتهذيب ، قال : سألت أبا إبراهيم عن الصلاة في مسجد غدير خم بالنهار وأنا مسافر.

فقال : «صل فيه ، فإن فيه فضلا وقد كان أبي يأمر بذلك» (١٧٠).

١٠ «ما جاء عن الإمام علي بن موسى الرضا عليهما‌السلام

روي عن علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن محمد بن عبد الله بن زرارة ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ، قال : كنا عند الرضا والمجلس غاص بأهله فتذاكروا يوم الغدير ، فأنكره بعض الناس ، فقال الرضا عليه‌السلام :» حدثني أبي ، عن أبيه عليهما‌السلام ، قال : إن يوم الغدير في السماء أشهر منه في الأرض ، إن لله في الفردوس الأعلى قصرا لبنة من فضة ولبنة من ذهب ، فيه مائة ألف قبة من ياقوتة حمراء ، ومائة ألف خيمة من ياقوت أخضر ، ترابه المسلك والعنبر ، فيه أربعة أنهار! نهر من خمر ، ونهر من ماء ، ونهر من لبن ، ونهر من عسل ، وحواليه أشجار جميع الفواكه.

عليه طيور أبدانها من لؤلؤ وأجنحتها من ياقوت تصوت بألوان الأصوات ، إذا كان يوم الغدير ورد إلى ذلك القصر أهل السماوات يسبحون الله ويقدسونه ويهللونه ، فتطاير تلك الطيور فتقع في ذلك الماء وتتمرغ على ذلك المسك والعنبر ، فإذا اجتمعت الملائكة طارت ، فتنفض ذلك عليهم ، وأنهم في ذلك اليوم ليتهادون نثار فاطمة ، فإذا كان آخر ذلك اليوم نودوا : انصرفوا ، فقد أمنتم من الخطأ والزلل إلى قابل في مثل هذا اليوم ، تكرمة لمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلي عليه‌السلام.

ثم قال : يا ابن أبي نصر ، أين ما كنت فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين ، فإن الله يغفر لكل مؤمن ومؤمنة ومسلم ومسلمة ذنوب ستين سنة ، ويعتق من النار

__________________

(١٧٠) الكافي ٤ / ٥٦٦ ، التهذيب ٦ / الرقم ٤١ ، الفقيه ٢ / الرقم ١٥٥٧.


ضعف ما أعتق في شهر رمضان وليلة القدر وليلة الفطر ، والدرهم فيه بألف درهم لإخوانك العارفين ، فأفضل على إخوانك في هذا اليوم وسر فيه كل مؤمن ومؤمنة.

ثم قال : يا أهل الكوفة ، لقد أعطيتم خيرا كثيرا وإنكم لممن امتحن الله قلبه للإيمان ، مستقلون مقهورون ممتحنون ، يصب عليكم البلاء صبا ، ثم يكشفه كاشف الكرب العظيم ، والله لو عرف الناس فضل هذا اليوم بحقيقته لصافحتهم الملائكة في كل يوم عشر مرات ، ولولا أني أكره التطويل لذكرت من فضل هذا اليوم وما أعطى الله فيه من عرفه ما لا يحصى بعد» (١٧١).

١١ ـ ما جاء عن الإمام محمد بن علي التقي الجواد (عليهما‌السلام) روى ابن أب عمير ، عن أبي جعفر الثاني عليه‌السلام في قوله : (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود) قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عقد عليهم لعلي بالخلافة في عشرة مواطن ثم أنزل الله (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود) «التي عقدت عليكم لأمير المؤمنين» (١٧٢).

أقول : هذه الآية في أول سورة المائدة وهي آخر سورة نزلت على النبي الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفيها آيتا الإكمال والتبليغ وما تنظران إلى واقعة الغدير فالظاهر أن هذه الرواية ناظرة إليها أيضا ، فمن المواطن العشرة ، بل أشرفها وأشهرها ، الغدير

١٢ ـ الإمام علي بن محمد النقي (عليهما‌السلام)

روى المفيد زيارة أمير المؤمنين عن أبي محمد الحسن العسكري ، عن أبيه صلوات الله عليهما ، وذكر أنه زار بها في يوم الغدير في السنة التي أشخصه المعتصم.

__________________

(١٧١) التهذيب ٦ / ح ٥٢ وني ذيله قال في بن الحسن بن فضال ، قال لي : محمد بن عبد الله : لقد ترددت إلى أحمد ابن محمد ـ أنا وأبوك والحسن بن جهم ـ أكثر من خمسين مرة ، وسمعناه منه.

(١٧٢) تفسير القمي / أول سورة المائدة.


ونحن نذكر منها قطعة حول الغدير : «... أشهد أنك المخصوص بمدحة الله ، المخلص لطاعة الله ، لم تبغ بالهدى بدلا ، ولم تشرك بعبادة ربه أحدا ، وأن الله تعالى استجاب لنبيه فيك دعوته ، ثم أمره بإظهار ما أولاك لأمته ، إعلاء لشأنك ، وإعلانا لبرهانك ، ودحضا للأباطيل ، وقطعا للمعاذير ، فلما أشفق من فتنة الفاسقين ، وأتقى فيك المنافقين ، أوحى الله رب العالمين (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) فوضع على ـ نفسه أوزار المسير ، ونهض في رمضاء الهجير ، فخطب فأسمع ونادى ، فأبلغ وسألهم أجمع فقال : هل بلغت؟ فقالوا : اللهم بلى ، فقال اللهم اشهد ، ثم قال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ فقالوا بلى ، فأخذ بيدك ، وقال : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، وأخذل من خذله ، فما آمن بما أنزل الله فيك على نبيه إلا قليل ، ولا زاد أكثرهم غير تخسير.» (١٧٣) إلى آخر الزيارة.

١٣ ـ ما جاء عن الإمام الحسن بن علي العسكري (عليهما‌السلام).

نقل من دلائل عبد الله بن جعفر الحميري ، عن الحسن بن ظريف ـ والسند صحيح ـ قال : كتبت إلى أبي محمد أسأله : ما معنى قول رسول الله : «من كنت مولاه فعلي مولاه؟»

قال : «أراد بذلك أن جعله علما يعرف به حزب الله عند الفرقة» (١٧٤).

وروى الصدوق ـ قدس‌سره ـ بسند صحيح ، قال : حدثنا علي بن أحمد ـ رحمه الله ـ ، قال : حدثنا محمد بن يعقوب ، عن علي بن محمد ، عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري : أن العالم كتب إليه ـ يعني الحسن بن علي عليهما‌السلام ـ : «إن الله عز وجل بمنه ورحمته لما فرض عليكم الفرائض ، لم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه إليه ، بل رحمة منه إليكم ، لا إله إلا هو ، ليميز الخبيث من الطيب ، وليبتلي ما في صدوركم ،

__________________

(١٧٣) البحار ١٠٠ / ٣٦٣.

(١٧٤) نقله في بحار الأنوار ٣٧ / ٢٢٣ ، عن كشف الغمة ، ولم أجده في مطبوعة كشف الغمة.


وليمحص ما في قلوبكم ، ولتتسابقوا إلى رحمته ، ولتتفاضل منازلكم في جنته ، ففرض عليكم الحج والعمرة وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والصوم والولاية ، وجعل لكم بابا لتفتحوا به أبواب الفرائض ومفتاحا إلى سبيله ، ولولا محمد والأوصياء من ولده كنتم حيارى كالبهائم لا تعرفون فرضا من الفرائض ، وهل تدخل قرية إلا من بابها ، فلما من الله عليكم بإقامة الأولياء بعد نبيكم ، قال الله عزوجل (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) وفرض عليكم لأوليائه حقوقا ، فأمركم بأدائها إليهم ليحل لكم ما وراء ظهوركم من أزواجكم وأموالكم ومأكلكم ومشربكم ، ويعرفكم بذلك البركة والنماء والثمرة ، وليعلم هن يطيعه منكم بالغيب ، وقال الله تبارك وتعالى (قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) فاعلموا أن من يبخل فإنما يبخل على نفسه ، إن الله هو الغني وأنتم الفقراء إليه ، ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ، والعاقبة للمتقين ، والحمد لله رب العالمين» (١٢٥).

ورواه الكشي في رجاله ضمن توقيع مبسوط ، قال : حكى بعض الثقات بنيسابور أنه فرج لإسحاق بن إسماعيل من أبي محمد توقيع : «يا إسحاق بن إسماعيل ، سترنا الله وإياك بستره ، وتولاك غي جميع أمورك بصنعه ، قد فهمت كتابك رحمك الله ... إلى أن قال ـ : فإن تمام النعمة دخولك الجنة». الخبر.

وفي ختامه يأمره الإمام بإيصال الخبر إلى عدة من وكلائه ، ثم يقول : «وعليك يا إسحاق وعلى جميع موالي السلام كثيرا ... فإذا وردت بغداد فاقرأه على الدهقان وكيلنا وثقتنا ، والذي يقبض من موالينا ، وكل من أمكنك من موالينا فاقرأهم هذا الكتاب ، وينسخه من أراد منهم نسخه إن شاء الله تعالى ، ولا يكتم أمر هذا عمن يشاهده من موالينا ، إلا من شيطان نحالف لكم ، فلا تنثرن الدر بين أظلاف الخنازير ، ولا كرامة لهم.» الخبر (١٧٦).

__________________

(١٧٥) علل الشرائع : ج ١ باب ١٨٢ ، ح ٦.

(١٧٦) رجال الكشي رقم (١٠٨٨).


١٤ ـ ما جاء عن الإمام الحجة بن الحسن المهدي عجل الله تعالى فرجه.

ورد في دعاء الندبة التي قد تنسب إلى الإمام صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف ذكر حديث الغدير ، قال : «... فلما انقضت أيامه أقام وليه علي بن أبي طالب صلواتك عليما وآلهما هاديا ، إذ كان هو المنذر. لكل قوم هاد ، فقال ـ والملأ أمامة ـ : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ...».

ويناسب المقام ذكر حكاية رواها الشيخ محمد السماوي عن السيد العالم الفاضل الأديب السيد باقر بن محمد بن هاشم بن مير شجاعت علي الرضوي الهندي النجفي ، المتوفى سنة ١٣٢٩ ، قال :

رأيت في منامي المهدي ـ عجل الله فرجه وسهل مخرجه ـ ليلة الغدير حزينا باكيا ، فجئت إليه وسلمت عليه وقبلت يديه ، وكأنه يفكر ، فقلت : يا سيدي ، إن هذه أيام فرح وسرور بعيد الغدير وأراك حزينا تبكي؟!

فقال : ذكرت أمي الزهراء وحزنها ، ثم أنشد يقول :

لا تراني اتخذت لا وعلاها

بعد بيت الأحزان بيت سرور

قال : فانتبهت من نومي ونظمت قصيدة في أحوال الغدير ، وذكرت الزهراء

__________________

ثم إن الشيخ ـ قدس‌سره ـ رواه بسند آخر إلى الكليني ، عن علي بن محمد ، عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري ، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام ، قال [كذا] : حدثنا الحسن بن علي صلوات الله ... وذكر الخبر وفي ذيله : وسمعت [عن] جدي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : «خلقت من نور الله عزوجل ، وخلق أهل بيتي من نوري ، وخلق محبيهم من نورهم ، وسائر الخلق في النار».

أقول : الظاهر وقوع التحريف في هذا الخبر ، ويشهد له أن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري ـ وهو من أصحاب العسكري ـ لا يروي عن الصادق مباشرة في مضافا إلى أن رواية علي بن محمد ـ وهو شيخ الكليني (المتوفى ٣٢٩) ـ عن الصادق بواسطة واحدة في غاية الاستبعاد. والمظنون وقوع الخلط بين خبرين ، أحدهما : ما في الذيل ، فهو المروي عن الإمام الحسن المجتبى عليه‌السلام ـ وهذا الذيل غير موجود في نقل الكشي أيضا ـ والثاني : ما ذكرناه في المتن ، فإنه من توقيع الإمام الحسن العسكري عليه‌السلام.


عليها‌السلام ، وذكرت بيته عليه‌السلام (١٧٨) ، والقصيدة هي :

كل غدر وقول إفك وزور هو فرع

(١٧٩) عن جحد نص الغدير

فتبصر تبصر هداك إلحق (١٧٧)

فليس الأعمى به كالبصير

ليس تعمى العيون لكنما تعمى

القلوب التي انطوت في الصدور

يوم أوحى الجليل يأمر طه

وهو سار أن مر بترك المسير

حط رحل السرى عل غير ماء

وكلا في الفلا وحر الهجير (١٨٠)

ثم بلغهم وإلا فما بلغت

وحيا عن اللطيف الخبير

أقم المرتضى إماما على الخلق

ونورا يجلو دجى الديجور (١٨١)

فرقى آخذا بكف علي

منبرا كان من حدوج وكور (١٨٢)

ودعا والملأ حضور جميعا

غيب الله رشدهم من حضور

إن هذا أميركم وولي (١٨٣)

الأمر بعدي ووارثي ووزيري

هو مولى لكل من كنت مولاه

من الله في جميع الأمور

فأجابوا بألسن تظهر الطاعة

والغي مضمر في الصدور

__________________

(١٧٧) ظرافة الأحلام : ٨١ ـ ٨٢ وقد أورد الشيخ السماوي أبياتا من هذه القصيدة وقد وردت الحكاية في أدب الطف ٨ / ٢٢٥ ، ويختلف هذا النقل عن نقل السماوي في زمان المنام ، فيذكر «أدب الطف» زمانه في ليلة الثالث من جمادي الآخر وما ، نقله السماوي أنسب يظهر ذلك بالتأمل في نفسي الحكاية والقصيدة خصوصا قوله :

لا تراني اتخذت لا وعلاها

بعد بيت الأحزان بيت سرور

(١٧٧) بدل هذا البيت في «ظرافة الأحلام» بقوله : ليس إنكارك الولا بالجدير بعد ما قد سمعت نص الغدير الإفك : الكذب ، الزور الكذب ، الباطل.

(١٧٩) السرى ، جمع سري : السيد الشريف السخي ، كلا : مقصور هو كلا بالهمزة : العشب ، وفي بعض النقول : بحر الهجير.

(١٨٠) الدجى ، جمع الدجية : الظلمة لفظا ومعنى ، الديجور : الظلام ، تأكيد. للظلمة.

(١٨١) الحدوج جمع الحدج : الحمل ، ما تركب فيه النساء على البعير كالهودج ، الكور : رحل البعير ، أو الرحل بأداته.

(١٨٢) في الظرافة : قائلا ذا أميركم وولي ...


بايعوه وبعدها طلبوا البيعة

منه لله ريب الدهور (١٨٤)

أسرعوا حين غاب أحمد للغدر

وخافوا عواقب التأخير

نبذوا العهد والكتاب وما جاء

به والوصي خلف الظهور

خالفوا كل ما به جاء طه

وهو إذ ذاك ليس بالمقبور

عدلوا عن أبي الهداة الميامين

إلى بيعة الأثيم الكفور

قدموا الرجس بالولاية للأمرد

على أهل آية التطهير

أو تدري لم أحرقوا الباب بالنار

؟! أرادوا إطفاء ذاك النور

أوتدري ما صدر فاطم؟! ما المسمار

؟! ما حال ضلعها المكسور

ما سقوط الجنين؟! ما حمرة العين

؟! وما بال قرطها المنثور

دخلوا الدار وهي حسرى بمرأى

من على ذاك الأبي الغيور

واستداروا بغيا على أسد الله

فأضحى يقاد قود الأسير (١٨٥)

والبتول الزهراء في إثرهم

تعثر في ذيل برها المجرور

بأن أورى القلوب ضراما

وحنين أذاب صم الصخور

ودعتهم : خلو بن عمي عليا

أو لأشكو إلى السميع البصير

ما رعوها ، بل روعوها

ومروا بعلي ملببا كالأسير (١٨٦)

بعض هذا يريك ممن تولى

بارز الكفر ليس بالمقبور

كيف حق البتول ضاع عنادا

مثل ما ضاع قبرها في القبور

قابلوا حقها المبين بتزوير

وهل عندهم سوى التزوير!؟

ورووا عن محمد خبرا لم

يك فيه محمد بخبير

وعلي يرى ويسمع والسيف

وهيف والباع غير قصير (١٨٧)

__________________

(١٨٣) ريب الدهور : تقلب الأيام وصرف الدهور ، واللام في «لله» للندبة.

(١٨٤) في بعض النقول : يقاد قود البعير!

(١٨٥) ملببا : من لبب فلانا : أخذه بتلبيبه وجره.

(١٨٦) رهيف : رهف السيف : دمق ولطف ، إشارة إلى حدة السيف.


قيدته وصية من أخيه

حملته ما ليس بالمقدور

أمصيرا يا صاحب الأمر والخـ

طب جليل (١٨٧) يذيب قلب الصبور

كم مصاب يطول فيه بياني

قد عرى الطهر في الزمان القصير

كيف في بعد حمرة العين منها

يا ابن طه تهنى بعيش قرير

فابك وازفر لما فإن عداها

منعوها من البكاء والزفير

وكأني به يقول ويبكي

بسلو نزر ودمع عزيز (١٨٨)

(لا تراني اتخذت لا وعلاها (١٨٩)

بعد بيت الأحزان بيت سرور)

فمتى يا ابن فاطم تنشر الطاغوت

الجبت قبل يوم النشور

فتدارك منا بقايا نفوس

قد أذيبت بنار غيظ السرور

__________________

(١٨٧) في الظرافة : ... جليل مستغرب في الدهور.

(١٨٨) السلو : النسيان ، النزر : القليل التافه. يريد أنه عليه‌السلام يبكي مع عدم نسيانه لمصيبة الزهراء سلام الله عليها.

(١٨٩) في بعض النقول : أتراني اتخذت لا وعلاها ...


الفصل الخامس :

يوم الغدير أعظم الأعياد في الإسلام

تمهيد :

إن العيد ني الإسلام ـ وفي كل دين إلهي ـ يختلف عن الأعياد في سائر الأمم غير المتدينة ، من ناحية السبب ومن ناحية مراسم العيد.

أما من ناحية السبب ، فليس هو نتيجة إشباع الشهوات المادية الحيوانية والتي لا تحصل في أكثر الأحيان إلا بعصيان الله جل وعلا ، وليس نتيجة لفتح البلاد وهو لا يحصل إلا بالظلم والجور غالبا ، بل من ناحية عامة : كل يوم لا يعص الله فيه فهو عيد ، فالعيد يوم نصر العباد في ميدان المجاهدة ضد الميول الشيطانية ، وأما الأعياد الخاصة فهي حمد من العبد لله بما أنعم عليه ووفقه للعمل بالتكاليف الإلهية ، أو تجليل لعبد خالص بذل قصارى جهده في سبيل الحق ورضي بتضحية أعز الأشياء لديه ، فبعد صوم ثلاثين يوم في شهر رمضان يشكر العبد مولاه في يوم عيد الفطر على توفيقه لذلك ، وكذا في يوم الأضحى يحيي ذكرى تسليم عبد مؤمن في حضرة الرب ، وهو شكر على التوفيق في الحج.

وأما من ناحية مراسم العيد ، فليس يوم العيد يوم لهو ولعب بما يسخط الله ، ولا يوم ترف وسرف ، بل هو يوم السرور بمرضاة الرب ، يوم الحمد والشكر لله ، يوم التقرب إليه سبحانه ، يوم توبة العباد إلى ربهم وعناية الرب بقبول توبتهم ، فهو يوم العبادة والإنفاق على الفقراء ، فمدار العيد في الإسلام هو الله ، مبدؤه ومنتهاه.

وبعد ، فأي يوم أشرف عند الله من يوم الغدير؟! وفيه إكمال الدين وإتمام النعمة ، وهو ذكرى أعظم موطن وقف فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بما لو لم يفعل لما بلغ رسالته.

وتد مر في الفصل السابق كلام اليهودي مع عمر في لزوم اتخاذ يوم نزول آية


الإكمال عيدا.

وفي رواية عيسى بن حارثة الأنصاري ، قال : كنا جلوسا في الديوان فقال لنا نصراني ، يا أهل الإسلام ، لقد نزلت عليكم آية لو نزلت علينا لاتخذنا ذلك اليوم وتلك الساعة عيدا ما بقي منا اثنان اليوم (أكملت لكم دينكم) فلم يجبه أحد منا ، فلقيت محمد بن كعب القرظي فسألته عن ذلك فقال : ألا رددتم عليه؟! فقال : قال عمر بن الخطاب : أنزلت على النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) وهو واقف على الجبل يوم عرفة فلا يزال ذلك اليوم عيدا للمسلمين ما بقي منهم أحد (١٩٠).

ولا نريد الدخول في البحث عن زمن نزول هذه الآية ، فقد بحثنا عن ذلك في الفصل الثاني مفصلا ، وقلنا بتكرر نزولها ، وأهم مواضع نزولها يوم الغدير ، لكن نقول : فلنفرض انحصار نزول الآية في يوم عرفة ، لكن هل كان عرفة عيدا عند المسلمين أم ينحصر العيد في عيد الفطر وعيد الأضحى؟ (١٩١).

ثم لنفرض كون عرفة عيدا أيضا ، لكن أليس من الطبيعي أن يكون يوم عرفة يوم اهتمام بهذه الآية؟

وهل سمعتم أحدا يذكر في خطبة يوم عرفة هذه الآية ويفسرها ويقول : إنها لم وأين ومتى نزلت؟

أكان من المعقول انقطاع العيد عن منشئه؟

هل يصح كون عرفة عيدا بسبب هذه الآية مع عدم ذكرها في هذا اليوم أصلا؟

وإلا كيف خفي هذا على أمثال عيسى بن حارثة الأنصاري؟!

وكيف صار هذا موضع سؤال من أهل الكتاب؟!

إنه أمر غريب لا يقبله العقل ، ولكن لنمر من هذا التساؤل وغيره فإنه ليس لهذه الأسئلة جواب إلا إذا قام قائم آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وعندها يحق الحق ويبطل الباطل.

__________________

(١٩٠) تفسير الطبري ٦ / ٥٤.

(١٩١) لاحظ : لأكون مع الصادقين : ٥٣ وما بعدها.


ولكن لنأت إلى المقصود من عقد هذا الفصل ، وهو بيان عظمة هذا العيد عند العترة الطاهرة حيث يبدو جليا اهتمامهم عليهم‌السلام بهذا العيد ، وحث شيعتهم ومحبيهم على اعتباره أفضل أعيادهم ، وأشدها كرامة عند الله تعالى ، كيف لا وبه أكمل الله تعالى الدين وأتم النعمة ، ناهيك عن أنهم عترة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو أول من احتفل بهذا اليوم ، كما مر في خطبة الغدير المبسوطة ، حيث أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المسلمين بمبايعة علي عليه‌السلام ، فتوافدوا عل مبايعته وتهنئته حتى كان أبو بكر وعمر أول المهنئين له وقالا له : بخ بخ لك يا ابن أبي طالب ، أصبحت مولانا ومولى كل مسلم ومسلمة ، وأنشد حسان بن ثابت قصيدته المعروفة :

يناديهم يوم الغدير نبيهم

بختم فأسمع بالرسول مناديا (١٩٢)

وكذلك قد مر في صحيحة ابن أبي عمير ، عن غير واحد ، عن أبي عبد الله عليه السلام : «ويوم الغدير أفضل الأعياد ، وهو الثامن عشر من ذي الحجة ، وكان يوم الجمعة» (١٩٣).

وروى القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : جعلت فداك ، للمسلمين عيد غير العيدين (١٩٤)؟

قال : «نعم يا حسن. أعظمه [ـ م] ـ ا. وأشرفه [ـ م] ـ ا».

قال : قلت. أي يوم هو؟

قال : «يوم نصب أمير المؤمنين علما للناس».

قلت : جعلت فداك ، وأي يوم هو؟

قال. «إن الأيام تدور وهو يوم ثمانية عشر من ذي الحجة».

قال : قلت : جعلت فداك ، وما ينبغي لنا نصنع فيه؟

__________________

(١٩٢) أنظر : الغدير ١ / ٢٤٣ وما بعدها.

(١٩٣) الخمال ص ، ٣٩.

(١٩٤)


قال : «تصومه يا حسن ، وتكثر الصلاة على محمد وأهل بيته ، ونتبرأ إلى لله ممن ظلمهم [وجحد] حقهم ، فإن الأنبياء كانت تأمر الأوصياء باليوم الذي [كان] يقام فمه الوصي أن يتخذ عيدا».

قال : قلت : ما لمن صامه منا؟

قال : «صيام ستين شهرا ، ولا تدع صيام يوم سبعة وعشرين من رجب ، فإنه هو اليوم الذي أنزلت فيه النبوة على محمد ، وثوابه مثل ستين شهرا لكم» (١٩٥».

ولعل ذيل الخبر ناظر إلى أن الولاية امتداد لخي الرسالة ، فلم يكمل سبعة وعشرون من رجب إلا في ثمانية عشر من ذي الحجة.

وقد نقل في تفسير روض الجنان عن الصادق عليه‌السلام : «إن يوم الغدير عيد الله الأكبر ، وما بعث الله نبيا عرفه حرمته ، وإنه عيد في السماء والأرض» (١٩٦).

وقد مرت رواية عظيمة الشأن عن البزنطي عن الرضا عليه‌السلام في حال هذا العيد في السماء (١٩٧).

وفي رواية عن الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام ، قال : «الثامن عشر من ذي الحجة عيد الله الأكبر ، ما طلعت عليه شمس في يوم أفضل عند الله منه ، وهو الذي أكمل الله دينه لخلقه ، وأتم عليهم نعمه ، ورضي لمم الإسلام دينا ، وما بعث الله نبيا إلا أقام وصيه في مثل هذا اليوم ونصبه علما لأمته ، فليذكر الله شيعتنا على ما

__________________

(١٩٥) ثواب الأعمال : ٩٩ ح ١.

أقول : هذا الخبر صريح في رواية الحسن بن راشد عن الصادق عليه‌السلام مباشرة ، لكن في نقل آخر عنه قال : ـ قبل لأبي عبد الله عليه‌السلام ، وهذا غير ظاهر في الرواية من غير واسطة ، بل لعنه ظاهر في خلافها ، ولا يبعد صحة هذا النقل ، فقد ورد في " الخصال ، ـ باب الأربعة ، ح ١٤٥ ، ص ٢٦٤ ـ أن رواية الحسن بن راشد هذا الخبر عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه‌السلام بأدنى تفاوت : واحتمال كونهما خبرين لا يخلو من بعد ، وكيف كان فالظاهر صحة الخبر بالطريقين بناء على ما هو التحقيق من وثاقة القاسم بن يحيى وجده الحسن بن راشد والمفضل بن عمر مع أنه لا يحتاج المقام إلى صحة السند لتضافر الروايات بمضمونه.

(١٩٦) روض الجنان ٤ / ٤٨.

(١٩٧) التهذيب ٦ / ح ٥٢ لاحظ الفصل الرابع من هذا المقال.


من الله عليهم بمعرفة هذا اليوم دون سائر الناس».

قال ، فقلت : يا بين رسول الله ، فما نصنع فيه؟

قال : «تصومه ، فإن صيامه يعدل ستين شهرا تحسن فيه إلى نفسك وعيالك وما ملكت يمينك بما قدرت عليه» (١٩٨).

الأعمال المستحبة في يوم الغدير

مما ثبت استحبابه في هذا اليوم : الصوم ، بل في يعض الروايات أنه يعدل صيام ستين سنة كما مر ، وقد ورد استحبابه في روايات متضافرة من طرق العامة كرواية أبي هريرة ومن طرق الخاصة كرواية المفضل بن عمر ، وعبد الرحمن بن سالم عن أبيه ، والحسن بن راشد ، وعلي بن الحسين العبدي ، وعمارة بن جوين العبدي ، كل ذلك عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

وكذا رواية [أبي] إسحاق بن عبد الله العريضي ، عن أبي الحسن علي بن محمد عليهما‌السلام وغيره (١٩٩).

وأما في المصباح فقد روى زياد بن محمد ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه قال : «ينبغي لكم أن تتقربوا إلى الله فيه بالبر والصوم والصلاة وصلة الرحم وصلة الإخوان ، فإن الأنبياء كانوا إذا أقاموا أوصياءهم فعلوا ذلك وأمروا به» (٢٠٠).

كما قد ورد في بعض الروايات صلاة مخصوصة لهذا اليوم ، لكنها غير ثابته (٢٠١).

وقد مر في رواية ابن أبي نصر ، عن الرضا عليه‌السلام أنه قال : «أين ما كنت فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين ، فإن الله يغفر لكل مؤمن ومؤمنة ومسلم ومسلمة

__________________

(١٩٨) الأمالي الخميسية ١ / ١٤٦.

(١٩٩) لاحظ : جامع أحاديث الشيعة ٧ / الرقم ٦٦٨٤ وما بعده وج ٩ / الرقم ١٢٥٠ إلى ١٢٥٩ والرقم ١٣٢١ و ١٣٢٢

(٢٠٠) راجع : مصباح المتهجد : أعمال اليوم الثامن عشر من ذي الحجة.

(٢٠١) الفقيه ٢ / ح ٥٥.


ذنوب ستين سنة ، ويعتق من النار ضعف ما أعتق في شهر رمضان وليلة القدر وليلة الفطر ، والدرهم فيه بألف درهم لإخوانك العارفين ، فأفضل على إخوانك في هذا اليوم وسر فيه كل مؤمن ومؤمنة» (٢٠٢).

هذا وقد رويت زيارات مخصوصة في يوم الغدير حفلت بها كتب المزار وقد ذكر الشيخ الطوسي في مصباحه زيارة «أمين الله» في أعمال يوم الغدير ، وكان قد مر أيضا عن الشيخ المفيد مقاطع من زيارة زار بها الإمام أبو الحسن علي بن محمد العسكري عليهم‌السلام في يوم الغدير في السنة التي أشخصه فيها المعتصم من المدينة إلى سامراء.

وفي الإقبال : روى عدة من شيوخنا ، عن أبي عبد الله محمد بن أحمد الصفواني من كتابه بإسناده ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «إذا كنت في يوم الغدير في مشهد مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله فادن من قبره بعد الصلاة والدعاء ، وإن كنت في بعد [منه] فأوم إليه بعد الصلاة وهذا الدعاء :

اللهم صل على وليك ، وأخي نبيك ، ووزيره ، وحبيبه ، وخليله ، و موضع سره ، وخيرته من أسرته ، ووصيه ، وصفوته ، وخالصته ، ـ وأمينه ، ووليه ، وأشرف عترته الذين آمنوا به ، وأبي ذريته ، وباب حكمته ، والناطق بحجته ، والداعي إلى شريعته ، والماضي على سنته ، وخليفته على أمته ، سيد المسلمين ، وأمير المؤمنين ، وقائد الغر المحجلين ، أفضل ما صليت على أحد من خلقك وأصفيائك وأوصياء أنبيائك.

اللهم إني أشهد قذ بلغ عن نبيك ما حمل ، ورعى ما استحفظ ، وحفظ ما استودع ، وحلل حلالك وحرم حرامك ، وأقام أحكامك ، ودعا إذ سبيلك ، ووالى أولياءك ، وعادى أعداءك ، وجاهد الناكثين عن سبيلك ،

__________________

(٢٠٢) التهذيب ٦ / ح ٥٢ ، ولاحظ الفصل الرابع من هذا المقال.


والقاسطين والمارقين عن أمرك ، صابرا محتسبا ، مقبلا غير مدبر ، لا تأخذه في الله لومة لائم ، حتى بلغ في ذلك الرضا ، وسلم إليك انقضاء ، وعبدك مخلصا ، ونصح لك مجتهدا حتى أتاه اليقين ، فقبضته إليك شهيدا سعيدا وليا تقيا رضيا زكيا هاديا مهديا.

اللهم صل على محمد وعليه أفضل ما صليت على أحد من أنبيائك وأصفيائك يا رب العالمين.

ولعل لهذه الأعمال المستحبة كبير فضل في تجذر ذكرى يوم الغدير في قلوب المؤمنين وفي المجتمع الإسلامي ، بل إن الأئمة عليهم‌السلام أوتوا كل جوانب الغدير أهمية كبيره ، حتى إنهم تعرضوا إلى مسجد الغدير أيضا وبينوا فضله وفضل الصلاة فيه كما في صحيحة عبد الرحمن بن الحجاج المتقدمة عن أبي إبراهيم (٢٠٣) ، وصحيحة أبان [بن عثمان] عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال. «يستحب الصلاة في مسجد الغدير ، لأن النبي أقام فيه أمير المؤمنين ، وهو موضع أطهر الله فيه الحق» ، (٢٠٤).

وفي ختام هذا الفصل نشير إلى أن آل بويه هم الذين أحيوا في زمانهم ذكر الغدير حين أمر معز الدولة ـ سنة ٣٥٢ ه ـ بإظهار الزينة في البلد ، وأسرج في الليل في مسجد الشرطة ، وأظهر الفرح ، وفتحت الأسواق بالليل كما يفعل ليالي الأعياد ، فعل ذلك فرحا بعيد الغدير ، يعني غدير خم ، وضربت الدبادب والبوقات ، وكان يوما مشهودا (٢٠٥)

__________________

(٢٠٣) ١ لكافي ٤ / ٥٦٦ ، التهذيب ٦ / الرقم ٤١ ، لفقيه ٢ / الرقم ١٥٥٧.

(٢٠٤) الفقيه ٢ / الرقم ١٥٥٦ ، الكافي ٤ / ٥٦٧ ، التهذيب ٦ / الرقم ٤٢.

(٢٠٥) إجراء مراسم عيد الغدير في سنة ٣٥٢ ه ـ مذكور في كل الكتب التاريخية التي ألفت على أساس السنوات ، أنظر على سبيل المثال : الكامل ـ لابن الأثير ـ ٩ / ٥٤


إعتذار وشكر

زرت في شهر رمضان المبارك سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الطباطبائي في بيته ، فاقترح علي كتابة مقال حول «الغدير في حديث العترة الطاهرة» فاعتذرت رغم شوقي الشديد ، وذلك لما يتطلب أمر من هذا النوع من شروط وجدتها غير متوفرة في ، فحثني وشجعني ووعدني بتوفير ما يلزم ، فلم يبق لي عذر فامتثلت أمره فشرعت متوكلا على الله في البحث عن مصادر الغدير وما يتعلق بشؤونه وتفاصيله ، ولم تسنح الفرصة بالبحث عن الموضوع بشكل مستوفى شامل ، فأقدم عاجلا ما تيسر لي ، فبعض الفصول الخمسة المتقدمة تحتاج إلى التوسع في البحث ، وكذلك بقيت أبحاث هامة ما تعرضت لما في هذه العجالة.

وعل سبيل المثال لا الحصر نذكر من تلك الأبحاث ما يلي :

* الآيات النازلة بشأن الغدير أو المفسرة به في روايات أهل البيت وتفسيرها.

* تفسير خصوص آيتي الإكمال والتبليغ ، وبيان معنى كمال الدين ، واستفادة اعتبار الولاية في الإسلام من نفس الآيتين.

* البحث عن عدد المشاركين في ذلك الحفل التأريخي يومذاك ، وتفصيل كل ناحية وصقع ومدينة بمن حضر فيه.

* البحث عن كيفية المنبر الموقت الذي صنع له صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبأمره ورسم صورة عنه.

على أمل أن ندرس مع القارئ في المستقبل القريب إن شاء الله تعالى نشر الخطوط والنقاط آنفة الذكر.

وأخيرا أرى من واجبي تقديم شكري الجزيل ودعائي الخالص لجميع الأساتذة والإخوة والسادة الأماثل الذين ساهموا بمساعدتي في إخراج هذا البحث وتنظيمه وأخص بالذكر سماحة آية الله سيدي الوالد دام ظله الذي تحمل أعباء مطالعة الفصل الثالث ومقال «تحقيق حول كتاب حديث الشورى» وعلق عليه بها زاد


البحث أصالة وعمقا ، وكذلك الأفاضل الأماجد :

السيد محمد رضا الحسيني الجلالي ، أبا محمد أسد مولوي ، وأبا أسامة البصري.


مصادر البحث

١ ـ إثبات الهداة ، محمد بن الحسن الحر العاملي ، (١٠٣٣ ـ ١١٠٤ ه) ، المطبعة العلمية ، قم.

٢ ـ الاحتجاج ، أبو منصور أحمد بن علي الطبرسي (القرن السادس) ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت ، ١٤٠٣ ه.

٣ ـ إحقاق الحق (تعليقات.) ، أصل الكتاب للسيد نور الدين التستري ، الشهيد سنة ١٠١٩ ه ، والتعليقات من لجنة بإشراف سماحة آية الله شهاب الدين النجفي ، المطبعة الإسلامية ، طهران ، ١٣٢٨ ه. ٤ ـ أخبار مكة ، أبو الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد الأزرقي (أوائل القرن الثالث) ، دار الثقافة ، مكة المكرمة ، ١٣٨٥ ه.

٥ ـ الاختصاص ، المنسوب إلى الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان (١) ٣٣٦ ـ ٤١٣ ه) ، مكتبة الصدوق ، طهران ، ١٢٧٩ ه.

٦ ـ أدب الطف أو شعراء الحسين ، جواد شبر (معاصر) ، طبعة بيروت ، ١٣٩٧ ه.

٧ ـ الإرشاد ، الشيخ المفيد محمد بن محمد النعمان (٣٣٦ ـ ٤١٣ ه) ، مكتبة بصيرتي ، قم.

إرشاد القلوب ، الحسن بن محمد الديلمي (القرن الثامن) ، منشورات الرضي ، قم ، ١٣٩٨ ه.

٩ ـ الإستيعاب ، يوسف بن عبد الله ابن عبد البر النمري القرطبي (٣٦٨ ـ ٤٦٣ ه) ، هامش.

__________________

(١) اعتمدنا في بحثنا عند إثبات الحوادث وتأريخ الطبعات التأريخ الهجري والقمري وما شذ منها فقد أشرنا إليها صراحة.

(٢) ما ذكرناه من تواريخ مواليد ووفيات المؤلفين ونسبة الكتب إلى أصحابها لا يعنى بالضرورة الجزم بصحة ذلك وإنما أوردناها للتعريف فقط.

(٣) استفدت عند تثبيت بعض المصادر من نسخة لدى آية الله السيد الوالد دام ظله ، قابلها على نسخة أو نسخ معتبرة صحيحة ، وقد أشرت إليها ب

(٤) قد آثرنا ، لدى الإرجاع إلى بعض المصادر ، ذكر الباب أو الجزء أو المجلس أو نحو ذلك بدلا من ذكر الصفحة وذلك ـ كما في الكتب التي كثرت طبعاتها ـ كالصحيحين للبخاري ومسلم ، وكما في تفسير القمي وتأويل الآيات ، ولذلك لا نشير في هذه الموارد هنا إلا إلى اسم المؤلف وعصره.

(١) والنسبة خاطئة أثبتناها في مقال مستقل نأمل التوفيق لنشر. إن شاء الله.


الإصابة ، دار صادر ـ بيروت ، (من مطبعة السعادة في مصر ، ١٣٢٨).

١٠ ـ أسنى المطالب في تهذيب أسنى المطالب ، محمد بن محمد الجزري (٧٥١ ـ ٨٣٣ ه) ، تحقيق محمد باقر المحمودي ، ١٤٠٢ ه

١١ ـ الاعتقاد على مذهب السلف ، أحمد بن الحسين البيهقي (٣٨٤ ـ ٤٥٨ ه) ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ٦ ١٤٠٦.

١٢ ـ الأعلام ، خير الدين الزركلي (ـ ١٣٩٦ ه).

١٣ ـ إعلام الورى ، الفضل بن الحسن الطبرسي (ح ٤٧٠ ـ ٥٤٨ ه) ، مكتبة العلمية الإسلامية ، طهران ، ١٣٧٩ ه.

١٤ ـ الإقبال بصالح الأعمال ، السيد رضي الدين علي بن موسى بن جعفر ، ابن طاوس (٥٨٩ ـ ٦٦٤ ه) ، طبع الشيخ فضل الله النوري ، طهران ، ٣١٢ (١٣١٢

١٥ ـ الأمالي ، الشيخ محمد بن الحسن الطوسي (٣٨٥ ـ ٤٦٠ ه) مكتبة الداوري ، قم ، (من مكتبة الحيدري ، النجف الأشرف).

١٦ ـ الأمالي ، الشيخ الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن بابويه (ح ٣٠٦ ـ ٣٨١ ه).

١٧ ـ الأمالي الخميسية ، المرشد بأسه يحيى بن الحسين الشجري (٤١٢ ـ ٤٩٩ ه) ، عالم الكتب ، بيروت ، ١٤٠٣ (ه.

١٨ ـ أنساب الأشراف ، أحمد بن يحيى المعروف بالبلاذري (ـ ٢٧٩) معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية بالاشتراك مع دار المعارف بمصر.

١٩ ـ بحار الأنوار المولى محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (١٠٣٧ ـ. (١١١٠ ه).

أ ـ دار الكتب الإسلامية ، طهران ، ١٣٨٠ ه.

ب ـ الطبعة القديمة المشهورة بطبعة كمباني ، طهران ، ١٣٠٤ ه.

٢٠ ـ البدء. والتأريخ ، مطهر بن طاهر المقدسي (كان حيا سنة ٣٥٥ ه) مكتبة المثنى ، بغداد (من طبع كلمان هوار ، باريس. ١٨٩٩ م).

٢١ ـ البداية والنهاية. أبو الفداء ابن كثير إسماعيل بن عمر البصري الدمشقي (٧٠١ ـ ٧٧٤ ه) ، مكتبة المعارف ، بيروت ومكتبة النصر ، الرياض ، ١٩٦٦ م.

٢٢ ـ بداية المجتهد ، محمد بن أحمد بن رشد القرطبي الأندلسي (٥٢٠ ـ ٥٩٥ ه) ، مطبعة الاستقامة ، القاهرة ، ١٣٥٧ ه.


٢٣ ـ بهجة المحافل ، عماد الدين يحيى بن أبي بكر العامري (٨١٦ ـ ٨٩٣ ه) ، المكتبة العلمية ، المدينة المنورة (من المطبعة الجمالية ، مصر ، ١٣١ ه).

٢٤ ـ تاج العروس، محمد مرتضى الزبيدي محمد بن محمد الحسيني (١١٤٥ ـ ١٢٠٥ ه).

٢٥ ـ تاج المواليد ، أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي (ح ٤٧٠ ـ ٥٤٨ ه). طبع ضمن «مجموعة نفيسة».

٢٦ ـ تأريخ الأمم والملوك ، محمد بن جرير الطبري (٢٢٤ ـ ٣١٠ ه) ، دار سويدان ، بيروت.

٢٧ ـ تاريخ أهل البيت ، المروي عن الأئمة الأطهار عليهم‌السلام ، تحقيق السيد محمد رضا الحسيني ، مؤسسة آل البيت ، قم ، ١٤١٠ ه.

٢٨ ـ تأريخ بغداد الخطيب البغدادي أحمد بن علي بن ثابت (٣٩٢ ـ ٤٦٣ ، ه) ، دار الكتاب العربي ، بيروت (من مطبعة السعادة ، القاهرة. ١٣٥٠ ه).

٢٩ ـ تاريخ دمشق ، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي المعروف بابن عساكر (٤٩٩ ـ ٥٧١ ه) تحقيق محمد باقر المحمودي ، مؤسسة المحمودي ، بيروت ، لبنان ، ١٣٩٨ ه.

٣٠ ـ تاريخ مواليد الأئمة ووفياتهم ، عبد الله بن أحمد بن الخشاب البغدادي (٤٩٢ ـ ٥٦٧ ه) ٥ طبع ضمن «مجموعة نفيسة».

٣١ ـ تاريخ اليعقوبي ، أحمد بن أبي يعقوب المعروف بابن واضح اليعقوبي (؟ ـ ٢٨٤ ه) ، دار صادر ودار بيروت ، بيروت ١٣٧٩ ه.

٣٢ ـ تأويل الآيات ، شرف الدين علي الحسيني الأسترآبادي (من تلامذة المحقق الكركي المتوفى سنة ٩٤٠).

٣٣ ـ تتمة المختصر (= تاريخ ابن الوردي) ، زين الدين عمر بن المظفر (٦٩١ ـ ٧٤٩ ه) ، المطبعة الحيدرية ، النجف الأشرف ، ١٣٨٩ ه.

٣٤ ـ التحصين ، للسيد علي بن موسى بن جعفر ابن طاوس (٥٨٩ ـ ٦٦٤ ه).

٣٥ ـ تذكرة الخواص ، يوسف بن فرغلي المعروف بسبط ابن الجوزي (٥٨١ ـ ٦٥٤ ه) ، مؤسسة أهل البيت ، بيروت ، ١٤٠١ ه.

٣٦ الترجمة الفارسية لشرائع الإسلام ، أبو القاسم بن أحمد يزدي ، جامعة طهران ، ١٣٤٦ ه.

٣٧ ـ تفسير البرهان ، السيد هاشم بن السيد سليمان البحراني (؟ ـ ١١٠٧ ه) ، مؤسسة إسماعيليان ،


قم ، (من طبعة سنة ١٣٧٥ ه).

٣٨ ـ تفسير العياشي ، محمد بن مسعود العياشي (أواخر القرن الثالث) ، المكتبة العلمية الإسلامية. طهران ، ١٣٨١ ه.

٣٩ ـ تفسير الصافي ، المولى محسن بن الشاه مرتضى المعروف بالفيض الكاشاني (ت ١٠٩١) ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت ، ١٣٩٩ ه.

٤٠ ـ تفسير الطبري = جامع البيان.

٤١ ـ تفسير فرات ، فرات بن إبراهيم الكوفي (القرن الثالث) ، المطبعة الحيدرية ، النجف الأشرف. ١٣٦٩ ه.

٤٢ ـ تفسير القرطبي = الجامع لأحكام القرآن.

٤٣ ـ تفسير القمي المنسوب إلى علي بن إبراهيم بن هاشم (*) (كان حيا سنة ٣٠٧ ه).

٤٤ ـ التفسير الكبير ، محمد بن عمر الفخر الرازي (٥٤٤ ـ ٦٠٦ ه) ، إدارة إحياء التراث القديم.

٤٥ ـ التنبيه والإشراف ، علي بن الحسين المسعودي (؟ ـ ٣٤٦) ، مؤسسة نشر منابع الثقافة الإسلامية ، قم (من دار الصاوي ، القاهرة).

* ٤٦ ـ تهذيب الأحكام ، الشيخ محمد بن الحسن الطوسي (٣٨٥ ـ ٤٦٠ ه) ، دار الكتب الإسلامية ، النجف الأشرف ، ١٣٧٩ ه.

٤٧ ـ تهذيب التهذيب ، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (٧٧٣ ـ ٨٥٢ ه) ، دار صادر ، بيروت (من مجلس دائرة المعارف النظامية ، حيدر آباد ، دكن ، ١٣٢٦ ه).

٤٨ ـ تواريخ النبي والآل (رسالة في ...) ، الشيخ المحقق محمد تقي التستري طبع ضمن «قاموس الرجال» ج ١١ ، مركز نشر الكتاب ، طهران ، ١٣٩١ ه.

* ٤٩ ـ ثواب الأعمال ، الشيخ الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن بابويه (ح ٣٠٦ ـ ٣٨١ ه). مكتبة الصدوق ، طهران ، ١٣٩١ ه.

٥٠ ـ جامع أحاديث الشيعة ، الشيخ إسماعيل المعزي الملايري (معاصر) ، بإشراف سماحة المغفور له الإمام البروجردي (١٢٩٢ ـ ١٣٨٠ ه) ، مطبعة مهر ، قم ، ١٣٩٧ ه.

٥١ ـ الجامع لأحكام القرآن ، محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي (؟ ـ ٦٧١ ه) ، دار إحياء التراث العرب ، بيروت (من دار الكتب المصرية ، ١٣٧٢ ه).

٥٢ ـ جامع الأخبار محمد بن السبزواري (القرن السابع) ، مركز نثر الكتاب ، طهران ، ١٣٨٢ ه.


٥٣ ـ جامع البيان ، محمد بن جرير الطبري (٢٢٤ ـ ٣١٠ ه). دار المعرفة ، بيروت ، ١٤٠٠ ه (من المطبعة الكبرى الأميرية ، بولاق ، مصر ، ١٣٢٥ ه).

٥٤ ـ جمهرة اللغة ، محمد بن الحسن بن دريد (٢٢٣ ـ ٣٢١ ه) ، دار العلم للملايين ، بيروت ، ١٩٨٧ م.

٥٥ ـ الجوهرة ني نسب الإمام علي عليه‌السلام وآله ، محمد بن أبي بكر التلمساني المعروف بالبرى (كان حيا سنة ٦٤٥ ه) ، مكتبة النوري ، دمشق ، ١٤٠٢ ه.

٥٦ ـ حلية الأولياء ، أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني (٣٣٦ ـ ٣٠٤ ه) ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، ١٣٨٧ ه.

٥٧ ـ الخصال ، الشيخ الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن بابويه (ح ٣٠٦ ـ ٣٨١ ه) ، مكتبة) لصدوق ، طهران ، ١٣٨٩ ه.

٥٨ ـ خلاصة عبقات الأنوار ، الأصل للسيد مير حامد حسين الكهنوي (١٢٤٦ ـ ١٣٠٦ ه).

والتلخيص لعلي الحسيني الميلاني (معاصر)، مؤسسة البعثة طهران، (طبع قم ، ١٤٠٤ ه).

٥٩ ـ الخلاف ، الشيخ محمد بن الحسن الطوسي (٣٨٥ ـ ٤٦٠) ، مؤسسة النشر الإسلامي ، قم ، ١٤٠٦ ه.

١٦٠ دائرة المعارف فارسي ، شركت سهامي كتابهاي جيبي ، طهران ، ١٣٥٦ ش.

٦١ ـ دار السلام فيما يتعلق بالرؤيا والمنام ، الميرزا حسين بن محمد تقي النوري (١٢٥٤ ـ ١٣٢٠ ه). انتشارات المعارف الإسلامية ، قم ، ١١٨ ه.

٦٢ ـ الدر المنثور جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (٨٤٩ ـ ٩١٠ ه) ، المكتبة المرعشية ، قم ، ١٤٠٤ ه (من المطبعة الميمنة ، مصر ، ١٣١٤ ه).

٦٣ ـ الدرجات الرفيعة ، في طبقات الإمامية من الشيعة ، للسيد علي صدر الدين بن السيد أحمد نظام الدين المدني الحسيني (١٠٥٢ ـ ١١٢٠ ه).

٦٤ ـ دروس معرفة الوقت والقبلة ، الأستاذ حسن حسن زاده الآملي (معاصر) ، مؤسسة النشر الإسلامي ، قم ، ١٤٠٦ ه.

٦٥ ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة، الشيخ آغا بزرك الطهراني محمد محسن(١٢٩٣ ـ ١٣٨٩ ه).

٦٦ ـ رجال البرقي ، المنسوب إلى أحمد بن أبي عبد الله البرقي (*) مطبعة جامعة طهران ، ١٣٨٣ ه.

__________________

* النسبة غير صحيحة ، نبه عليها المحقق التستري في " قاموس الرجال وقد أثبتنا علم صحة النسبة في مقال حول الربط بين رجال الشيخ والبرقي.


٦٧ ـ رجال الكشي (القرن الرابع) [= اختيار معرفة الرجال للشيخ محمد بن الحسن الطوسي : ٣٨٥ ـ ٤٦٠] ه]. جامعة الإلهيات والمعارف الإسلامية ، مشهد ، اسفند ١٣٤٨ ش ٦٨ ـ الروض الأنف في تفسير سيرة المن هشام ، أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله السهيلي (٥٠٨ ـ ٥٨١ ه) ، مكتبة الكليات الأزهرية القاهرة ١٣٩١ ه.

٦٩ ـ روضات الجنات ، السيد محمد باقر بن زين العابدين الخوانساري الإصبهاني (١٢٢٦ ـ ١٣١٣) ، مؤسسة إسماعيليان ، قم (طبع طهران) ، ١٣٩٠ ه.

٧٠ ـ روض الجنان وروح الجنان ، أبو الفتوح الرازي الحسين بن علي الخزاعي النيشابوري ، (القرن السادس) ، شركت تضامني علمي طهران ، ١٣٦١ ش.

٧١ ـ روضة الواعظين ، محمد بن الحسن الفقال النيسابوري المعروف بابن الفارسي (أوائل القرن السادس) ، منشورات الرضي ، قم (من المكتبة الحيدرية ، النجف الأشرف ، ١٣٨٥ ه).

٧٢ ـ سنن ابن ماجة ، (محمد بن يزيد القزويني (٢٠٧ ـ ٢٧٥ ه) ، نشره عيسى البابي الحلبي وشركاؤه.

٧٣ ـ السيرة الحلبية (= إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون) ، علي بن برهان الدين الحلبي ، (؟ ـ ١٠٤٤ ه) ، المكتبة الإسلامية ، بيروت ، لبنان.

٧٤ ـ السيرة النبوية ، أحمد زيني دحلان (١٢٣٢ ـ ١٣٠٤ ه) ، هامش السيرة الحلبية.

٧٥ ـ شرح نهج البلاغة ، عز الدين عبد الحميد بن أبي الحديد المدائني (٥٨٦ ـ ٦٥٦ ه) ، إسماعيليان ، طهران [من نشر دار إحياء الكتب العربي ١٣٧٨ ه).

٧٦ ـ شرح بهجة المحافل ، جمال الدين محمد بن أبي بكر الأشخر اليمني (٩٤٥ ـ ٩٩١ ه) ، المكتبة العلمية ، المدينة المنورة [من المطبعة الجمالية ، مصر ، ١٣٣١ ه].

٧٧ ـ شرح الهاشميات للكميت ، محمد محمود الرافعي ، مطبعة شركة التمدن الصناعية ، مصر ، ١٣٢٩ ه.

٣٧٨ ـ شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام ، تقي الدين محمد بن بن أحمد بن علي الفاسي (٧٧٥ ـ ٨٣٢ ه) ، دار الكتاب العرب ، بيروت ، ١٤٠٥ ه.

٧٩ ـ شس العلوم ، نشوان بن سعيد الحميري اليمني (؟ ـ ٥٧٣ ه) ، عالم الكتب ، بيروت.

٨٠ ـ شواهد التنزيل ، عبيد الله بن عبد الله أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني (القرن الخامس) ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت ، ١٣٩٣ ه.


٨١ ـ الصحاح إسماعيل بن حماد الجوهري (القرن الرابع) ، دار العلم للملايين ، بيروت ، ١٤٠٧.

٨٢ ـ صحيح البخاري (= الجامع الصحيح) ، محمد بن إسماعيل البخاري (١٩٤ ـ ٢٥٨ ه).

٨٣ ـ صحيح مسلم ، مسلم بن الحجاج النيسابوري (٢٠٤ ـ ٢٦١ ه).

٨٤ ـ الصراط المستقيم ، علي بن يونس العاملي البياضي (٧٩١ ـ ٨٧٧) ، المكتبة المرتضوية ، طهران ، ١٣٨٤ ه.

٨٥ ـ الطبقات الكبرى (كذا) ، محمد بن سعد المشتهر بكاتب الواقدي (١٦٨ ـ ٢٣٠ ه) ، مؤسسة النصر ، طهران (من طبع ليدن ، باهتمام إدوارد سخو ـ ١٣٢٣ ه).

٨٦ ـ ظرافة الأحلام ، محمد بن طاهر السماوي (١٢٩٢ ـ ١٣٧٠ ه) ، المكتبة المرتضوية ، النجف الأشرف ، ١٣٦٠ (*).

٨٧ ـ علل الشرائع ، الشيخ الصدوق (ح ٣٠٦ ـ ٣٨١ ه).

٨٨ ـ عمدة عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار يحيي بن الحسين الأسدي الحلي المعروف بابن البطريق (٥٣٣ ـ ٦٠٠ ه). مؤسسة النشر الإسلامي ، قم ، ١٤٠٧ ه.

٩٠ ـ غاية المرام ، السيد هاشم بن سليمان البحراني (؟ ـ ١١٠٧ ه) ، هيئة نشر معارف إسلامي.

٩٠ ـ الغدير ، الشيخ عبد الحسين بن أحمد الأميني النجفي (١٣٢٠ ـ ١٣٩٠ ه) ، مكتبة الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام العامة ، فرع طهران ، ١٣٩٦ ه.

٩١ ـ فرائد السمطين ، إبراهيم. بن محمد بن حمويه الجويني (٦٤٤ ـ ٧٢٢ ه) ، مؤسسة المحمودي ، بيروت. لبنان ، ١٣٩٨ ه.

٩٢ ـ فرن الشيعة ، الحسن بن موسى النوبختي (كان حيا سنة ٣٠٠ ه) ، المكتبة المرتضوية ، النجف الأشرف ، ١٣٥٥ ه.

٩٣ ـ الفقه علي المذاهب الأربعة ، ثلة من علماء الأزهر ، رتبه عبد الرحمن الجزيري (ـ) ، مطبعة دار الكتب المصرية ، القاهرة في ١٣٥٨ ه.

٩٤ ـ فيض القدير فيما يتعلق بحديث الغدير (= خلاصة عبقات الأنوار) ، الشيخ عباس محمد رضا القمي (؟ ـ ١٣٥٩ ه) ، مؤسسة في طريق الحق ، قم ، ١٤٠٦ ه.

٩٥ ـ قرب الإسناد ، عبد الله بن جعفر الحميري (كان حيا سنة ٢٩٨ ه) ، المطبعة الإسلامية ، طهران ، ١٣٧٠ ه.

__________________

* نشكر سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد الغروي دامت بركاته حيث أرشدني إليه.


٩٦ ـ فصص الأنبياء ، قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي (؟ ـ ٥٧٣) ، مجمع البحوث الإسلامية ، مشهد ، ١٤٠٩ ه.

٩٧ ـ الكافي ، أبو جعفر محمد بن يعقوب الله كليني (؟ ـ ٣٢٨ أو ٣٢٩) ، دار الكتب الإسلامية ، طهران ، ١١٥ ه.

٩٨ ـ الكامل في التأريخ ، عز الدين علي بن محمد الشيباني الجزري المعروف بابن الأثير (٥٥٥ ـ ٦٣٠ ه) ، دار صاحب ودار بيروت ، بيروت ، ١٤٠٢ ه.

٩٩ ـ الكامل البهاني في السقيفة ، الحسن بن غين المشهور بعماد الدين الطبري (كان حيا سنة ٦٩٨ ه) ، المكتبة المرتضوية ، طهران ، ١١٦ ه.

١٠٠ ـ كتاب سليم بن قيس (من أصحاب أمير المؤمنين عليه‌السلام) ، مؤسسة البعثة ، قسم الدراسات الإسلامية ، طهران ، ١٤٠٧ ه.

* ١٠١ ـ كتاب من لا يحضره الفقيه ، الشيخ الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن بابويه (ح ٣٠٦ ـ ٣٨١ ه) دار الكتب الإسلامية ، النجف الأشرف ، ١٣٧٧ ه.

١٠٢ ـ كشف الأستار علي بن أبي كثير الهيثمي (٧٣٥ ـ ٨٠٧. ه) ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، ١٣٩٩ هـ.

١٠٣ ـ كشف الغمة ، علي بن عيسى الأربلي ، (؟ ـ ٦٩٣ ه) ، تبريز ، ١٣٨٥ ه.

١٠٤ ـ كشف المحجة ، السيد علي بن موسى بن جعفر ابن طاوس (٥٨٩ ـ ٦٦٤ ه) ، المطبعة الحيدرية ، النجف الأشرف ١٣٧٠ ه.

١٠٥ ـ كناية الأثر ، علي بن محمد بن علي الخزاز الرازي (أواخر القرن الرابع) ، انتشارات بيدار قم ، ١٤٠١ ه.

١٠٦ ـ الكنى والألقاب ، الشيخ عباس بن محمد رضا القمي (بعد ١٢٩٠ ـ ١٣٥٩ ه).

١٠٧ كنز العمال ، علي المتقي بن حسام الدين السندي (؟ ـ ٩٧٥ ه) ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، ١٤٠٥ ه.

١٠٨ ـ كنز الفوائد ، أبو الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي (؟ ـ ٤٤٩ ه) ، دار الأضواء ، بيروت ، ١٤٠٥ ه.

١٠٩ ـ لأكون مع الصادقين ، السيد محمد التيجاني السماوي (معاصر) مؤسسة البشرى ، باريس ، ١٩٨٧ م.


١١٠ ـ المجروحون ، محمد بن حبان البستي (؟ ـ ٣٥٤ ه ، دار المعرفة ، بيروت ، لبنان ، ١٣٩٦ ه.

١١١ ـ مجمع البيان ، أمين الإسلام الفضل بن الحسن الطبرسي (ح ٤٧٠ ـ ٥٤٨ ه) ، المكتبة العلمية الإسلامية ، طهران (أصل الطبع لشركة المعارف الإسلامية ، ١١٩ ه).

١١٢ ـ مجمع الزوائد ، علي بن أبي بكر الهيثمي (٧٣٥ ـ ٨٠٧ ه) ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، ١٩٦٧ م.

١١٣ ـ المجموع في شرح المهذب ، محيي الدين بن شرف النوري (؟ ـ ٦٧٦ ه ، شركة من علماء الأزهر ، القاهرة ، ١٣٤٧ ه.

١١٤ ـ مجموعة نفيسة في تاريخ الأئمة ، من آثار ثلة من القدماء ، باهتمام السيد محمود الحسيني المرعشي. ١٤٠٦ ه.

١١٥ ـ المحاسن ، أحمد بن محمد بن خالد البرقي (ـ ٧٣٤ أو ٣٠٨ ه) ، دار الكتب الإسلامية ، طهران ، ١٣٧٠ ه.

١١٦ ـ المحلى ، بن أحمد بن سعيد المعروف بابن حزم الأندلسي (٣٨٤ ـ ٤٥٦ ه) ، دار الآفاق الجديدة ، بيروت ، (من إدارة الطباعة المنيرية ح ١٣٥٠).

١١٧ ـ مروج الذهب ، علي بن الحسين المسعودي (ـ ٣٤٦) ، دار الأندلس ، بيروت. ١٩٦٥ م.

١١٨ ـ مسار الشيعة ، الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان البغدادي (٣٣٦ ـ ٤١٣ ه) ، طبع ضمن «مجموعة نفيسة».

١١٩ ـ مسالك المهالك ، إبراهيم بن محمد الإصطخري المعروف بالكرخي () ، مكتبة الصدر (من بريل ، ١٩٢٧ م).

١٢٠ ـ المسترشد ، محمد بن جرير بن رستم الطبري الإمامي (أوائل القرن الرابع) ، المطبعة الحيدرية ، النجف الأشرف.

١٢١ ـ مسند أحمد بن حنبل (١٦٤ ـ ٢٤١ ه) ، دار صادر ، المكتب الإسلامي ، بيروت.

١٢٢ ـ مصباح الزائر ، السيد علي بن موسى بن جعفر ابن طاوس (٥٨٩ ـ ٦٦٤) ، مخطوطة المكتبة المرعشية ، الرقم ١٦٠ (الفهرست ، ١ / ١٧٩).

* ١٢٣ ـ المصباح المتهجد ، الشيخ محمد بن الحسن الطوسي (٣٨٥ ـ ٤٦٠ ه).

١٢٤ ـ المعارف ، عبد الله بن مسلم المعروف بابن قتيبة (٢١٣ ـ ٢٧٦ ه) ، مطبعة دار الكتب ، ، ١٩٦٠ م.

١٢٥ ـ معالم الأصول ، الحسن بن زين ـ الدين الشهيد الثاني (٩٥٩ ـ ١٠١١ ه).


* ١٢٦ ـ معاني الأخبار محمد بن علي بن الحسين بن بابويه (ح ٣٠٦ ـ ٣٨١ ه) ، مكتبة الصدوق ، طهران ، ١٣٧٩ ه.

١٢٧ ـ معجم البلدان ، ياقوت بن عبد الله الحموي (؟ ـ ٦٢٦ ه) ، دار إحياء التراث العربي بيروت ، ١٣٩٩ ه.

١٢٨ ـ معجم رجال الحديث ، آية الله العظمى السيد أبو القاسم بن علي أكبر الخوئي ، معاصر منشورات مدينة العلم ، قم (الطبع في بيروت ، لبنان ، ١٤٠٣ ه).

١٢٩ ـ معجم استعجم في أسماء البلاد والمواضع ، عبد الله بن عبد العزيز البكري الأندلسي (؟ ـ ٤٨٧ ه) ، عالم الكتب ، بيروت ، ١٤٠٣ ه.

١٣٠ ـ المغازي. محمد بن عمر الواقدي (؟ ـ ٢٠٧ ه) ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات " بيروت (من جامعة اكسفورد ، لندن. ١٩٦٦ م).

١٣١ ـ المغني في شرح مختصر الخرقي (م ٣٣٤) ، عبد الله بن أحمد بن قدامة (٥٤١ ـ ٦٢٠ ه) ، دار الفكر ، بيروت ، ١٤٠٤ ه.

١٣٢ ـ مفاتيح الجنان ، الشيخ عباس بن محمد رضا القمي (بعد ١٢٩٠ ـ ١٣٥٩ ه).

١٣٣ ـ مقدمة أي بر فقه شيعه (فارسي) ، حسين المدرسي الطباطبائي ، ترجمة محمد آصف فكرت ، مجمع البحوث الإسلامية ، مشهد ، ١٣٦٨ ش.

١٣٤ ـ المقنعة ، الشيخ المفيد محمد. بن محمد بن النعمان (٣٣٦ ـ ٤١٣ ه) ، مؤسسة النشر الإسلامي ، قم ، ١٤١٠ ه.

١٣٥ ـ المناسك وأماكن من طرق الحج والجزيرة ، أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي ، وزارة الحج والأوقاف ، المملكة العربية السعودية ١٤٠١ (*).

١٣٦ ـ مناقب آل أبي طالب ، محمد بن علي بن شهرآشوب السروي (٤٨٩ ـ ٥٨٨ ه) ، انتشارات علامة ، قم ، ١٣٧٨ ه.

١٣٧ ـ مناقب علي بن أبو طالب ، أبو الحسن علي بن محمد الواسطي بن المعروف بابن المغازلي (ـ ٤٨٣ ـ ، المكتبة الإسلامية. طهران ، ١٣٩٤ ه. المناقب ، الموفق بن أحمد الحنفي الخوارزمي المعروف بأخطب خوارزم (؟ ـ ٥٦٨ ه) ، مكتبة نينوى ، طهران ، ١٩٦٥ م.

١٣٨ ـ نزهة المشتاق ، محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس الحمودي الحسني (٤٩٣ ـ ٥٦٠ ه) ،

__________________

* نشكر حضرة حجة الإسلام السيد علي الخراساني دامت بركاته حيث أرشدني إليه وأعارنيه.


الكتب ، بيروت ، ١٤٠٩ ه.

١٣٩ ـ النهاية في غريب الحديث والأثر ، محمد الدين المبارك بن محمد الجزري المعروف بابن الأثير (٥٤٤ ـ ٦٠٦) ، المكتبة الإسلامية ، القاهرة ، ١٣٨٣.

١٤٠ ـ نور الثقلين ، عبد علي بن جمعة الحويزي (؟ ـ قبل ١٠٩١ ه) المطبعة العلمية ، قم ، ١٣٨٣ ه.

١٤١ ـ الهاشميات الكميت بن زيد الأسدي (؟ ـ ١٢٦ ه) ، ليدن ، ١٩٠٤ م.

١٤٢ ـ الهداية الكبرى ، الحسين بن حمدان الخصيبي (؟ ـ ٣٣٤ أو ٣٥٨).

أ ـ مؤسسة البلاغ ، بيروت ، ١٤٠٦.

ب ـ مخطوطة في المكتبة المرعشية ، قم ، الرقم ٢٩٧٣.

١٤٣ ـ وصول الأخيار إلى أصول الأخبار حسين بن عبد الصمد العاملي (؟ ـ ٩٨٤ ه) ، طهران ، ١٣٠٩ ق (١).

١٤٤ ـ الوفاء بأحوال المصطفى ، أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي (٥١٠ ـ ٥٩٧ ه) ، دار الكتب الحديثة ، القاهرة ، ١٣٨٦ ه.

١٤٥ ـ وفاء الوفا بأحوال دار المصطفى علي بن أحمد السمهودي (٨٤٤ ـ ٩١١ ه) دار إحياء التراث العربي ، بيروت ١٤٠١ ه (من المكتبة العلمية ، المدينة المنورة ، ١٣٧٤ ه).

١٤٦ ـ اليقين ، السيد علي بن موسى بن جعفر ابن طاوس (٥٨٩ ـ ٦٦٤ ه)

__________________

(١) لم أحصل على هذه الطبعة وإنما أنقل عنها بتوسط (مقدمه أي بر فقه شيعة)


حديث الغدير

التبليغ الأخير لإمامة الأمير

السيد علي الحسيني الميلاني

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الأولين والآخرين.

وبعد ،

فإن يوم الغدير يعيد إلى الأذهان إمامة الأمير ... ونصبه في ذلك اليوم الأغر ، لهذا المقام الأكبر ... ولكن متى لم يكن بإمام ... حتى نبحث عن نصبه في الغدير أو غيره من الأيام؟! ..

قد يستنكر هذا فيقال : عجيب أمر هؤلاء!! نطالبهم بإثبات إمامته في الأصل ، وإقامة الدليل على خلافته بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بلا فصل ... ويقولون : متى لم يكن ...!!؟

فما معنى هذا الادعاء الكبير؟ وما طريق إثباته؟

الذي نقصده هو : أن عليا إمام منذ أن محمدا نبي ... وأن الله تعالى شاء أن يجعله خليفة في نفس الوقت الذي شاء أن يعجل محمدا نبيا ... وهذا شئ ربما لم يسمعه البعض فيستنكره ... لكن لا يعجل بالحكم من قبل أن يسمع الدعوى ، ويقف على طريق إثباتها :


أمر الإمامة إلى الله

وقبل الدخول في البحث نقول : إن الإمامة عهد كالنبوة ، فهي بيد الله ، ولا تنال إلا من شاء الله أن تناله ، وإن الله لم يفوض أمرها إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فضلا عن الأمة ... وهذا ما دلت عليه الأدلة المتينة والبراهين الرصينة من الكتاب والسنة وغيرهما ... ونص عليه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في أحرج ظروفه وأحواله ، وأحوج أيامه إلى من ينصره ويعاضده ... فقد ذكر أصحاب السير : أن النبي صلى الله عليه وآله لما عرض نفسه على بعض القبائل قيل له : «أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك ثم أظهرك الله على من خالفك أيكون لنا الأمر من بعدك؟».

فأجاب : «الأمر إلى الله يضعه حيث شاء» (١).

فمن ذا الذي شاء الله أن يكون له الأمر؟ ومتى شاء؟

بين «النور» و «الدار»

لقد خلق الله أمير المؤمنين عليه‌السلام في نفس الوقت الذي خلق فيه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ... فهما مخلوقان معا في عالم النور ... ومن نور واحد ... وشاء الله سبحانه أن يكون محمد نبيا وأن يكون علي خليفة له ... منذ أن خلقهما ... فالخلافة ثابتة لعلي في نفس الوقت الذي ثبتت النبوة فيه للنبي ...

وهذا ما أخبر به الصادق الأمين نفسه حين قال :

«كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله عزوجل ، يسبح الله ذلك النور ويقدسه ، قبل أن يخلق آدم بألف عام ، فلما خلق الله آدم ركب ذلك النور في صلبه ، فلم يزل في شئ واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب ، ففي النبوة وفي علي الخلافة».

__________________

(١) إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون ٢ / ١٥٤.


وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

«إن الله عزوجل أنزل قطعة من نور ، فأسكنها في صلب آدم ، فساقها حتى قسمها جزءين ، جز في صلب عبد الله ، وجز في صلب أبي طالب ، فأخرجني نبيا وأخرج عليا وصيا» (٢).

فعلي إمام منذ أن كان محمد نبيا ...

وولد محمد نبيا ... وولد علي إماما من بعده ...

حتى إذا بعث صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ... كان علي أول من أسلم (٣) ...

ثم لما أمره الله تعالى بإنذار عشيرته الأقربين (٤) قال لهم :

يا بني عبد المطلب ، إني بعثت لكم خاصة وإلى الناس عامة ، فأيكم يبايعني على أن يكون خليفتي؟

فكان الذي بايعه أمير المؤمنين عليه‌السلام (٥) ...

لقد قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذلك ... وكأنه مأمور بالإفصاح عما شاءه الله تعالى وقضاه في عالم الذر ، ووضع الحجر الأساسي لذلك في هذا العالم ... منذ اليوم

__________________

(٢) هذا الحديث (حديث النور) رواه : أحمد بن حنبل ، وأبو حاتم ، وعبد الله بن أحمد ، وابن مردويه ، وأبو نعيم ، وابن عبد البر ، والخطيب ، وابن المغازلي ، والديلمي ، وابن عساكر ، والرافعي ، والمحب الطبري ، وابن حجر العسقلاني وآخرون ، وهو موضوع الجزء الخامس من كتابنا «خلاصة عبقات الأنوار في إمامة الأئمة الأطهار» حيث بحثنا فيه عنه سندا ودلالة فليراجع.

(٣) شهيد بذلك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأصحاب وذكره أمير المؤمنين عليه‌السلام نفسه في غير موضع ...

أنظر : المستدرك ٣ / ١٣٦ ، سنن ابن ماجة ١ / ٥٧ ، الخصائص : ٣ ، الإستيعاب ٢ / ٤٥٧ ، أسد الغابة ٤ / ١٨ ، حلية الأولياء ١ / ٦٦ ، تاريخ الطبري ٢ / ٢١٣ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٠٢ ، تاريخ بغداد ٤ / ٢٣٣ ، صحيح الترمذي ٢ / ٢١٤ ، وغيرها.

ومن يلاحظ بحثنا هذا يعلم أن المراد من كونه «أول من أسلم» هو المعنى المراد من قوله تعالى للنبي عليه وآله السلام : (قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم).

(٤) الآية ٢١٤ من سورة الشعراء.

(٥) هذا الحديث (الحديث الدار) رواه : أحمد في مسنده ١ / ١١١ ، النسائي في الخصائص : ١٨ ، الطبري في تاريخه ٢ / ٢١٦ ، ابن الأثير ٢ / ٢٤ المتقي في كنز العمال ٦ / ٣٩٢ و ٣٩٧ ، الحلبي في سيرته ١ / ٣٠٤ ، والهيثمي وغيرهم من المحدثين والمؤرخين وأصحاب السير.


الذي أمر فيه ـ بإنذار عشيرته برسالته ...

بين «الدار» و «الغدير»

وما فتئ ينتهز الفرص والمناسبات ... في الجماعات والجمعات ... وفي الحروب والغزوات ... ليعرب عن هذه الحقيقة ويبلغها بالألفاظ والكلمات ، الدالة عليها ، بمختلف الدلالات ...

فتارة يشبهه بالأنبياء ويقول :

«من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى نوح في فهمه ، وإلى موسى في مناجاته ، وإلى عيسى في سمته ، وإلى محمد في تمامه وكما له وجماله ، فلينظر إلى هذا الرجل المقبل.

فتطاول الناس أعناقهم فإذا هم بعلي ...» (٦).

وأخرى ينزله من نفسه منزلة هارون من موسى ويقول له :

«أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي» (٧).

وثالثة : يركز على توفر أهم الصفات المعتبرة في الإمامة فيه ، وهي الأعلمية ويقول :

«أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها» (٨).

ورابعة : يعلن عن كونه أحب الخلق إلى الله وإليه ... وذلك مما لا ريب في

__________________

(٦) هذا الحديث (حديث الأشباه) رواه : عبد الرزاق بن همام ، أحمد بن حنبل ، أبو حاتم الرازي ، ابن شاهين ، الحاكم ، ابن مردويه ، أبو نعيم ، البيهقي ، ابن المغازلي ، الديلمي ، المحب الطبري ، وجماعة آخرون غيرهم. وقد بحثنا عنه سندا ودلالة في كتابنا «خلاصة عبقات الأنوار»

(٧) هذا الحديث (حديث المنزلة) رواه : البخاري ، مسلم ، أحمد ، الطيالسي ، ابن سعد ، ابن ماجة ، ابن حبان ، الترمذي ، الطبري ، الحاكم ، ابن مردويه ، أبو نعيم ، الخطيب ، ابن عبد البر ، ابن حجر العسقلاني ... وغيرهم ... وقد بحثنا عنه سندا ودلالة في كتابنا «خلاصة عبقات الأنوار».

(٨) هذا الحديث (حديث مدينة العلم) رواه : عبد الرزاق بن همام ، يحيي بن معين ، أحمد بن حنبل ، الترمذي ، البزار ، الطبري ، الطبراني ، الحاكم ، ابن مردويه ، أبو نعيم ، الماوردي ، الخطيب ، ابن عبد البر ، البيهقي ، الديلمي ، ابن عساكر ، ابن الأثير ، النووي ، المزي ، العلايي ، ابن حجر العسقلاني ... وغيره. وهو موضوع الجزء العاشر وتالييه من كتابنا «خلاصة عبقات الأنوار».


استلزامه الأفضلية فالإمامة ... في قضية طير مشوي فأتي به إليه ليأكله ... فيقول :

«اللهم إيتني بأحب خلقك إليك وإلى يأكل معي من هذا الطائر».

فجاء أبو بكر ... فرده وجعل يدعو : اللهم ...

فجاء عمر ... فرده ، وجعل يدعوا : اللهم ...

فجاء علي ... فأكل معه (٩).

وخامسة : يعطيه الراية في وقعة خيبر بعد أن عاد الشيخان منهزمين ويقول : «لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه ، يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله».

فبات الناس ليلتهم أيهم يعطى ، فغدوا كلهم يرجوه.

فقال : أين علي؟

فقيل : يشتكي عينيه.

فبصق في عينيه ودعا له ، فبرئ كأن لم يكن به وجع ، فأعطى الراية ، وكان الفتح على يديه (١٠).

وسادسة : يبعثه لإبلاغ سورة براءة ويعزل أبا بكر عن ذلك بعد أن أمره به ، فيقول :

«لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي» (١١)

__________________

(٩) هذا الحديث (حديث الطير) رواه : أبو حنيفة ، أحمد بن حنبل ، أبو حاتم الرازي ، الترمذي ، البزاز ، النسائي ، أبو يعلى ، الطبري ، البغوي الطبراني ، الدارقطني ، الحاكم ، ابن مردويه ، أبو نعيم ، البيهقي ، الخطيب ، ابن عبد البر ، ابن عساكر ، ابن الأثير ، المزي ، الذهبي ، ابن حجر العسقلاني ... وغيرهم. وهو أحد الأحاديث المبحوث عنها سندا ودلالة في كتابنا «خلاصة عبقات الأنوار».

(١٠) هذا الحديث (حديث الراية) رواه : البخاري ومسلم ، في غير موضع من صحيحيهما ، منها : في باب فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وأحمد في مسنده ٥ / ٣٢٢ ، والنسائي في الخصائص : ٦ ، وابن سعد ٢ / ٨٠ ، وابن عبد البر ٢ / ٤٥٠ والبيهقي في سننه ٦ / ٣٦٢ ، والمتقي في كنز العمال ٥ / ٢٨٤ ، والخطيب في تاريخه ٨ / ٥ ، وابن ماجة ، والحاكم ، والهيثمي ... وغيرهم.

(١١) هذا الحديث رواه : الترمذي ٢ / ١٨٣ ، النسائي : ٢٠ ، الحاكم ٣ / ٥١ ، أحمد ١ / ٣ و ١٥١ ، الهيثمي ٩ / ١١٩ ، المتقي ١ / ٢٤٦ ، السيوطي في الدر المنثور ٣ / ٢٠٩ عن عدة من الحفاظ.


وهكذا ...

حتى كان يوم الغدير ، فأمر بأن يبلغ ـ وهو في أواخر حياته ـ ما كان يبلغه منذ أوائل دعوته ...

وخبر الغدير وحديثه ... مما أذعن بثبوته علماء المسلمين ونصوا علي تواتره وألفوا فيه الكتب ... بل إنه من ضروريات التاريخ ، حتى كاد أن يكون التشكيك في ثبوته بمنزلة التشكيك في وجود النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ونبوته ...

حديث الغدير

لقد قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد أن نودي بالصلاة وصلي بالناس صلاة الظهر :

«أيها الناس ، قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا نصف عمر الذي قبله ، وإني أوشك أن أدعى فأجيب ، وإني مسؤول وأنتم مسؤولون.

فماذا أنتم قائلون؟

قالوا : نشهد أنك قد بلغت ونصحت وجهدت. فجزاك الله خيرا.

قال : ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن جنته حق ، وناره حق ، وأن الموت حق ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في لقبور؟

قالوا : نشهد بذلك.

قال : اللهم اشهد.

ثم قال : أيها الناس ألا تسمعون؟

قالوا : نعم.

قال : فإني فرط على الحوض ، وأنتم واردون على الحوض ، وإن عرضه ما بين صنعاء وبصرى ، فيه أقداح عدد النجوم من فضة ، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين.

قيل : وما الثقلان يا رسول الله؟


قال : الثقل الأكبر كتاب الله ، طرف بيد الله عزوجل وطرف بأيديكم ، فتمسكوا به لا تضلوا ، والآخر الأصغر عترتي ، وإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. فسألت ذلك لهما ربي ، فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا.

ثم أخذ بيد علي فرفعها وعرفه القوم أجمعون. فقال :

أيها الناس ، من أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟

قالوا : الله ورسوله أعلم.

قال : إن الله مولاي ، وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم. فمن كنت مولاه فعلي مولاه. قالها ثلاث مرات.

اللهم وال من والاه ، رعاد من عاداه ، وأحب من أحبه ، وأبغض من أبغضه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله. وأدر الحق معه حيث دار.

ألا فليبلغ الشاهد الغائب» (١٢).

خصائص الغدير وأهميته

ولقد اجتمع في هذا المواقف السابقة عليه ... واختص بأمور لم تكن في غيره ... فكانت له أهمية خاصة ، استتبعت العناية الشديدة من كل الأطراف ، ومن جميع الجهات ...

ومن ذلك : صراحة ما قاله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ووضوح دلالته ، بل يكن قولا فقط ، بل قول وفعل ، فلقد قال ما قال وهو آخذ بيد علي مقيم إياه عن يمينه ...

ومن ذلك : قرب وفاته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ... وقد كان على علم بذلك ،

__________________

(١٢) من رواة حديث الغدير : محمد بن إسحاق ، عبد الرزاق ، الشافعي ، أحمد بن حنبل ، البخاري في تاريخه ، الترمذي ، ابن ماجة ، البزار ، النسائي ، أبو يعلى ، الطبري ، البغوي ، ابن حبان ، الطبراني ، الدارقطني. الحاكم ، ابن مردويه ، أبو نعيم ، البيهقي ، ابن عبد البر ، الخطيب ، الزمخشري ، ابن الأثير ، ابن الأثير ، الضياء المقدسي ، المحب الطبري ، المزي ، الذهبي ، ابن كثير ، ابن حجر العسقلاني ، السيوطي ... وقد بحثنا عن هذا الحديث سندا ودلالة في الأجزاء : ٦ ـ ٩ من كتابنا «خلاصة عبقات الأنوار».


إذ قال في خطبته : «يوشك أن أدعى فأجيب» ... ولا يخفى ما لقوله في هذا الظرف من الأثر البالغ في إتمام الحجة وقطع العذر.

ومن ذلك : كونه في حشد عظيم منقطع النظير ، وذلك لأن النبي صل الله عليه وآله وسلم كان قد أذن بهذه الحجة قبلها بمدة ... فمن الناس من قدم المدينة ليأتم به في حجته ، ومنهم من حضر الموسم للحج معه ... فكانت جموع لا يعلم عددها إلا الله تعالى ...

فلما قضى مناسكه وانصرف راجعا ، ووصل إلى غدير خم من الجحفة التي تتشعب فيها طرق المدنيين والبصريين والعراقيين ... وقف حتى لحقه من تأخر ، وأمر برد من تقدم ... فقام خطيبا ... وأسمع جميع القوم بما قال.

ومن ذلك : نزول قوله تعالى : (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) (١٣) قبل الخطبة (١٤) ونزول قوله تعالى : (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) (١٥) بعدها (١٦).

ومن ذلك : تهنئة القوم أمير المؤمنين عليه‌السلام ... وممن هنأه ـ في مقدمتهم ـ أبو بكر وعمر ، كل يقول : بخ بخ لك يا بن أبي طالب ، أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة» (١٧).

ومن ذلك : شعر حسان بن ثابت ، وقد استأذن النبي قائلا :

__________________

(١٣) الآية ٦٧ من سوره المائدة.

(١٤) روى نزولها في الغدير : الطبري ، ابن أبي حاتم ، ابن مردويه ، الثعلبي ، أبو نعيم ، الواحدي ، أبو سعيد السجستاني ، الحسكاني ، ابن عساكر ، الفخر الرازي ، النيسابوري ، العيني ، السيوطي ... وغيرهم ... أنظر : خلاصة عبقات الأنوار ٨ / ٢٠٥ ـ ٢٧١.

(١٥) الآية ٣ من سوره المائدة.

(١٦) روى نزولها في الغدير : الطبري ، ابن مردويه ، أبو نعيم ، الخطيب ، ابن المغازلي ، الخوارزمي ، الحمويني ، ابن عساكر ، ابن كثير ، السيوطي ... وغيرهم. أنظر : خلاصة عبقات الأنوار ٨ / ٢٧٥.

(١٧) روى ذلك : أبو بكر بن أبي شيبة ، أحمد ، أبو سعد الخركوشي ، الثعلبي ، أبو سعد السمعاني ، الخطيب التبريزي ، ابن كثير ، المقريزي ، المحب الطبري ... أنظر : خلاصة عبقات الأنوار ٩ / ١٥٠.


ائذن لي يا رسول الله أن أقول في علي أبياتا تسمعهن.

فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قل على بركة الله.

فقال حسان فقال :

«يناديهم يوم الغدير نبيهم

بخم فأسمع بالرسول مناديا

وقد جاءه جبريل عن أمر

ربه بأنك معصوم فلا تك وانيا

وبلغهم ما أنزل الله ربهم

إليك ولا تخش هناك الأعاديا

فقام به إذ ذاك رافع كفه

بكف علي معلن الصوت عاليا

فقال : فمن مولاكم ووليكم

فقالوا ولم يبدوا هناك تعاميا

إلهك مولانا وأنت ولينا

ولن تجدن فينا لك اليوم عاصيا

فقال له : قم يا علي فإنني

رضيتك من بعدي إماما وهاديا

فمن كنت مولا فهذا وليه

فكونوا له أنصار صدق مواليا

هناك دعا اللهم وال وليه

وكن للذي عادى عليا معاديا

فيا رب أنصر ناصريه لنصرهم

إمام هدى كالبدر يجلوا الدياجيا» (١٨)

ولا يخفى أن قائل هذا الشعر من مشاهير الصحابة ، وقد قاله بمسمع منهم وبإذن من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثم إن النبي أقره واستحسنه.

العناية بحديث الغدير

ولهذه الأمور وغيرها ـ التي أكسبت حديث الغدير ويومه أهمية وامتيازا عن غيره من الأحاديث والأيام التي صدع فيها الرسول الكريم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بهذا النبأ العظيم ـ اشتدت عناية أهل البيت عليهم‌السلام وأتباعهم بإثباته ونشره

__________________

(١٨) هذا الشعر رواه من حفاظ أهل السنة : أبو سعيد الخركوشي ، ابن مردويه ، أبو نعيم الإصبهاني ، أبو سعيد السجستاني ، الموفق بن أحمد المكي الخوارزمي ، أبو الفتح النطنزي ، سبط ابن الجوزي ، الحافظ الكنجي ، الصدر الحموئي ، الجمال الزرندي ، الجلال السيوطي ... راجع لتفضيل ذلك الجزء الثامن من «خلاصة عبقات الأنوار» والجزء الثاني من «الغدير».


بين الأمة بشتى الوسائل والطرق ، وبقائه في الأذهان وعلى الألسن على مدى الأعصار ، حفظا لشأن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وصيانة له عن أن ينسب إليه التقصير في الابلاغ ، فيكون هو السبب فيما نشأ بعده من الاختلاف ، ووقع من النزاع ، حول الخلافة ... وإعلانا لحقهم في الإمامة بعد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم بأمر من الله عزوجل ... وأن ما آل إليه أمر الخلافة لم يكن لله ورسوله فيه نص ...

نعم ناشد أمير المؤمنين عليه‌السلام الأصحاب بهذا الحديث في مناسبات ومواضع عديدة ، حفظ لنا التاريخ منها :

يوم الشورى ... حيث استشهد به ـ فيما استشهد ـ وأذعن الحاضرون بما قال (١٩).

وفي حرب الجمل (٢٠).

وفي صفين (٢١).

وفي الكوفة ... حيث نشد الحاضرين (٢٢) ، فأجاب جمع ، واعتذر بعض بالنسيان ... كما سنشير.

والصديقة الزهراء ... احتجت به في كلام لها (٢٣).

وكذلك سائر أئمة أهل البيت وأعلام العترة ... (٢٤) ...

وقوم من الأنصار ـ فيهم : أبو أيوب الأنصاري ، خزيمة بن ثابت ، عمار بن ياسر ، ابن التيهان .. ـ إذ دخلوا على أمير المؤمنين عليه‌السلام في الكوفة فقالوا : السلام عليك يا مولانا.

__________________

(١٩) الغدير ١ / ١٥٩.

(٢٠) الغدير ١ / ١٨٦.

(٢١) الغدير ١ / ١٩٥.

(٢٢) خلاصة عبقات الأنوار ٩ / ٩ ـ ٢٧.

(٢٣) أسنى المطالب / لابن الجزري : ٤٩.

(٢٤) الغدير ١ / ١٩٧ ـ ٢٠٠.


قال : وكيف أكون مولاكم وأنتم عرب؟

قالوا : سمعنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول يوم غدير خم : من كنت مولاه فعلي مولاه» (٢٥).

بل احتج به بعض الأصحاب من خصومه.

فقد احتج به سعد بن أبي وقاص في جواب معاوية حيث طلب منه سب أمير المؤمنين عليه‌السلام (٢٦).

وأحتج به عمرو بن العاص في كتاب له إلى معاوية (٢٧).

شواهد حديث الغدير

ويشهد بثبوت حديث الغدير ، ودلالته على إمامة الأمير عليه‌السلام أمور كثيرة ... نتعرض لبعضها :

فمنها : قضية المرتد الذي جاء إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال :

«يا محمد! أمرتنا من الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ، وبالصلاة والصوم والحج والزكاة ، فقبلنا منك. ثم لم ترض بذلك ، حتى رفعت بضبع ابن عمك

__________________

(٢٥) رواه : أحمد بن حنبل ، الطبراني ، ابن مردويه ، ابن الأثير ، ابن كثير ، المحب الطبري ، الهيثمي ، القاري ... وغيرهم. أنظر : خلاصة عبقات الأنوار ٩ / ١٣٩

(٢٦) أخرجه البخاري ومسلم وأحمد والترمذي وابن ماجة ... وقد تصرف فيه القوم فنقلوه بألفاظ مختلفة تقتيلا لفظاعته وتسترا على إمامهم معاوية ... إذا الحديث : «أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال : ما منعك أن تسب أبا تراب؟ فقال : أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله فلن أسبه ...» لكن في بعض الكتب «قدم معاوية في بعض حجاته فدخل على سعد فذكروا عليا فنال منه فغضب سعد» فذكره بخصال لعلي منها حديث الغدير.

وفي تاريخ ابن كثير حذف : «فنال منه فغضب سعد» وعند أحمد : «ذكر علي عند رجل وعنده سعد بن أبي وقاص فقال له سعد ، أتذكر عليا؟! ...» وفي الخصائص عن سعد : «كنت جالسا فتنقصوا علي بن أبي طالب فقلت : لقد سمعت.» وبعضهم يحذف القصة من أصلها فيقول : «عن سعد بن أبي وقاص قال : قال رسول الله : في علي ثلاث خلال ...» أنظر : خلاصة عبقات الأنوار ٦ / ٣٤.

(٢٧) مناقب الخوارزمي : ١٣٠.


ففضلته علينا وقلت : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فهل هذا شئ منك أم من لله؟!

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : والله الذي لا إله إلا هو ، إن هذا من الله.

فولى الرجل ـ يريد راحلته ـ وهو يقول : اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء ، أو ائتنا بعذاب أليم.

فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر ، فسقط على هامته وخرج من دبره وقتله.

فأنزل الله تعالى ـ وهي الأخرى من الآيات النازلة في قضية الغدير ـ :

(سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع * من الله ذي المعارج) (٢٨).

ومنها : حديث الغدير بلفظ : «من كنت أولى به من نفسه فعلي وليه» (٢٩).

ومنها : أنه قيل لعمر بن الخطاب : إنك تصنع بعلي شيئا ما تصنعه بأحد من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله!!؟ فقال : «إنه مولاي» (٣٠).

ومنها : قول ابن حجر المكي في مقام الجواب عن الاستدلال بحديث الغدير :

«سلمنا أنه أولى ، لكن لا نسلم أن المراد أنه أولى بالإمامة ، بل بالاتباع والقرب منه ، فهو كقوله تعالى : (إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه) ولا قاطع ، بل ولا ظاهر على نفي هذا الاحتمال ، بل هو الواقع ، إذ هو الذي فهمه أبو بكر وعمر ، وناهيك بهما من الحديث ، فإنهما لما سمعاه قالا له : أمسيت يا بن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة. أخرجه الدارقطني.

__________________

(٢٨) روى نزولها في هذه القضية : أبو عبيد الهروي ، أبو بكر النقاش ، الثعلبي ، القرطبي ، سبط ابن الجوزي ، الحمو يني ، الزرندي ، السمهودي ، أبو السعود ، الشربيني ، الحلبي ، المناوي ، ... وغيرهم ، أنظر : خلاصة عبقات الأنوار ٨ / ٣٤٠ ـ ٤٠٠.

(٢٩) أنظر : خلاصة عبقات الأنوار ٩ / ٧٩.

(٣٠) أنظر : خلاصة عبقات الأنوار ٩ / ١٤١ ـ ١٤٤.


وأخرج أيضا أنه قيل لعمر : إنك تصنع بعلي شيئا تصنعه بأحد من أصحاب النبي.

فقال : إنه مولاي» (٣١).

فلو سلمنا أن المراد هو الأولى بالاتباع ، فهل الأولى بالاتباع الإمام؟!

مواقف متناقضة

وتناقضت مواقف الصحابة والتابعين من حديث الغدير ... فالشيخان يهنئان ... وحسان ينشد ... وجماعة يشهدون ... وآخرون يحتجون ...

وفي المقابل : الفهري يشكك في نبوة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ...

وأبو الطفيل يستنكر ... حيث يقول :

«فخرجت وكأن في نفسي شيئا ، فلقيت زيد بن أرقم ، فقلت له : إني سمعت عليا يقول كذا وكذا. قال : فما تنكر!؟ قد سمعت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول ذلك له» (٣٢).

وجماعة يكتمون ، فيدعو الإمام عليه‌السلام عليهم ، منهم : عبد الرحمن بن مدلج ، جرير بن عبد الله البجلي ، يزيد بن وديعة ، زيد بن أرقم ، أنس بن مالك ، البراء ابن عازب.

أخرج أحمد بإسناده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى : «أنه شهد عليا في الرحبة قال :

أنشد الله رجلا سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وشهد يوم غدير خم إلا قام ، ولا يقوم إلا من رآه.

فقام اثنا عشر رجلا فقالوا : قد رأيناه وسمعناه حيث أخذ بيده يقول : اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله. إلا ثلاثة لم

__________________

(٣١) الصواعق المحرقة : ٢٦.

(٣٢) المسند ٤ / ٣٧٠ ، الخصائص : ١٠٠ ، تاريخ ابن كثير ٧ / ٣٤٦ ، الرياض النضرة ٢ / ٢٢٣.


يقوموا. فدعا عليهم فأصابتهم دعوته» (٣٣).

وفي رواية ابن الأثير : «وكتم قوم فما خرجوا من الدنيا حتى عموا وأصابتهم آفة» (٣٤).

وفي رواية المتقي : «وكتم قوم فما فنوا من الدنيا حتى عموا وبرصوا» (٣٥).

ويقول الراوي : «أتيت زيد بن أرقم فقلت له : إن ختنا لي حدثني عنك بحديث في شأن علي يوم غدير خم. فأنا أحب أن أسمعه منك.

فقال : إنكم معاشر أهل العراق فيكم ما فيكم.

فقلت له : ليس عليك مني بأس.

فقال : نعم ، كنا بالجحفة ...» (٣٦).

ويقول آخر : «قلت لسعد بن أبي وقاص : إني أريد أن أسألك عن شئ وإني أتقيك :

قال : سل عما بدا لك فإنما أنا عمك.

قال : قلت : مقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيكم يوم غدير خم ...» (٣٨).

ويقول آخر : «... فقلت للزهري : لا تحدث بهذا بالشام وأنت ملء أذنيك سب علي.

فقال : والله عندي من فضائل علي ما لو حدثت لقتلت» (٣٨).

__________________

(٣٣) مسند أحمد ١ / ١١٩.

(٣٤) أسد الغابة ٤ / ١ ٣٢.

(٣٥) كنز العمال ١٥ / ١١٥.

(٣٦) مسند أحمد ٤ / ٣٦٨.

(٣٧) كفاية الطالب : ٦٢.

(٣٨) أسد الغابة ١ / ٨.


وجاء دور العلماء ...

من محدثين ومتكلمين ...

فالأكثر يروون خبر الغدير ... وحديثه ... كما هو الواقع (٣٩) وقد أوقفناك على بعض المصادر ...

ومنهم ... من يكتمه ... تبعا لبعض أسلافه من الصحابة ...

ومنهم ... من لا يروي صدره ، وهو قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟».

ومنهم ... من لا يروي ذيله ، وهو قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه».

لكن كل هذا لا يجدي نفعا ... إذ الاعتراض ... كما فعل الفهري ... كفر يستتبع العذاب ... والكتمان ... كما فعل قوم ... كبيرة تستتبع الخزي ... والتحريف ... خيانة تكشفها الأيام ... فليكن كل ذلك ... لكن بصبغة علمية ...

إنه التشكيك في دلالة الحديث ...

وهذا الموقف أيضا ـ وإن كان ممن لا يبالي بما يخرج من فيه أو يقال فيه ـ يدل بدوره على أنه نبأ عظيم ... هم فيه مختلفون ...

مفاد حديث الغدير

إن من يتأمل في خبر الغدير ... وحديثه ... لا يشك في أن لفظة " المولى " فيه نص في إمامة الأمير ... وخلافته ... فقد قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «ألست أولى بالمؤمنين

__________________

(٣٩) أي رووه بصدره وذيله كما ذكرناه سابقا ... ولكن أحدا منهم لم يرو القصة كاملة ، فقد ذكروا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم «خطبهم» (المسند ٤ / ٣٧٢) وأنه «قال ما شاء الله أن يقول» (المستدرك ٣ / ١٠٩) وأنه «ما من شئ يكون إلى يوم الساعة إلا قد أخبرنا به يومئذ» (مجمع الزوائد ٩ / ١٠٥) فأين ما قال؟! ولماذا لم يرووه؟!


من أنفسهم؟» (٤٠) مشيرا إلى قوله تعالى : (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) (٤١) وأشهدهم على وجوب طاعته ونفوذ حكمه مطلقا ، كما هو مدلول الآية المباركة (٤٢) ثم فرع عليه فقال : «فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه» (٤٣).

وهذا المعنى هو الذي فهمه الحاضرون وعلى رأسهم أمير المؤمنين عليه‌السلام وحسان بن ثابت ، والشيخان ، وسائر الأصحاب ...

وهو الذي أنكره الفهري ، واستنكره أبو الطفيل ، وكتمه فلان وفلان ...

وهو الذي اعترف به جماعة من العلماء المنصفين كتقي الدين المقريزي حيث قال : «قال ابن زولاق : وفي يوم ثمانية عشر من ذي الحجة ـ وهو يوم الغدير ـ يجتمع خلق من أهل مصر والمغاربة ومن تبعهم للدعاء ، لأنه يوم عيد ، لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ عهد إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فيه واستخلفه ...» (٤٤).

ويشهد بذلك شواهد كثيرة منها ما ذكرناه ...

وتلخص : أن (المولى) فيه بمعنى (الأولى) بالطاعة والتصرف ونفوذ الحكم ، وهذه هي الولاية الكبرى والإمامة العظمى.

التشكيك في الدلالة

فمن تافه القول ـ بعد هذا ـ قول من قال بأن الولاية هذه بمعنى النصرة والمحبة ...

وأما استدلاله لما ذكره بأن (مفعل) لا يأتي بمعنى (أفعل) ... فجهل أو تجاهل ...

__________________

(٤٠) وردت هذا الجملة في صدر الحديث في رواية أحمد وابن ماجة والبزار والنسائي وأبي يعلى والطبري وابن حبان والطبراني والدارقطني ... وغيرهم من أعلام المحدثين من أهل السنة.

(٤١) الآية ٦ من سورة الأحزاب.

(١٤٢) الآية ٧ من سورة الحشر.

(٤٣) رواه بفاء التفريع أحمد والنسائي والطبري والطبراني والضياء والمحاملي وأبو يعلى وابن كثير والسمهودي والمتقي ، وغيرهم.

(٤٤) المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار ٢ / ٢٢٠.


فقد نص على مجيئه كذلك كبار الأئمة في التفسير والحديث واللغة ، وبه فسر قوله تعالى :  (فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأويكم النار هي مولاكم وبئس المصير) (٤٥) وبعض الآيات ...

وممن نص على ذلك : الفراء وأبو زيد وأبو عبيدة والأخفش وأبو العباس ثعلب والمبرد والزجاج وابن الأنباري والرماني والجوهري والثعلبي والواحدي والزمخشري والنيسابوري والبيضاوي والنسفي وأبو السعود والشهاب الخفاجي ... (٤٦).

وإذ رأوا أن لا رواج لهذه الدعوى في سوق الاعتبار لم يجدوا بدا من الاعتراف ، لكن قال بعضهم : لا نسلم أن يكون المراد «الأولى بالتصرف» فليكن «الأولى بالمحبة» وقال آخر : «الأولى بالاتباع».

ولكنه ـ كسابقه ـ دعوى فارغة ، وحمل بلا شاهد. وعلى فرض التسليم فإن «الأولى بالاتباع والمحبة» على الإطلاق لا يكون إلا الإمام ...

وإذ رأى ثالث منهم برودة هذا التأويل وسخافته ... اضطر إلى الإذعان بالحق ، وأن المراد من الحديث هو «الأولى بالإمامة» ... لكنه «أولى بالإمامة» في حين إمامته ، أي بعد الخلفاء الثلاثة ، لا بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مباشرة.

وهذا أيضا باطل لوجوه :

١ ـ وجود كلمة «بعدي» في بعض ألفاظ الحديث ، كما في تاريخ ابن كثير عن عبد الرزاق ، وفي بعض شواهده ، كما في شعر حسان بن ثابت.

٢ ـ إن تقييد ولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام بكونها بعد عثمان ، يتوقف على وجود النص على خلافة الثلاثة ، فيجمع بينه وبين حديث الغدير على الوجه المذكور ، لكن القوم أنفسهم يعترفون بعدم النص.

٣ ـ إن لفظة «من» من ألفاظ العموم : فيكون الثلاثة داخلين تحت عموم الحديث.

__________________

(٤٥) الآية ١٥ من سورة الحديد.

(٤٦) أنظر : خلاصة عبقات الأنوار ٨ / ١٥ ـ ٨٨.


٤ ـ إن هذا التأويل رد صريح على الشيخين حيث هنئا أمير المؤمنين وقالا له «أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة».

٥ ـ إنهم يروون عن ابن مسعود أنه قال : «كنت مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم ليلة وفد الجن ، فتنفس ، فقلت : مالك يا رسول الله؟

قال : نعيت إلي نفسي يا بن مسعود.

قلت : استخلف.

قال : ومن؟

قلت : أبو بكر.

قال : فسكت.

ثم مضى ساعة ثم تنفس ، قلت : ما شأنك بأبي وأمي يا رسول الله؟

قال : نعيت إلي نفسي يا بن مسعود.

قلت : استخلف.

قال : من؟

قلت : عمر.

فسكت.

ثم مضى ساعة ثم تنفس. قلت : ما شأنك؟

قال : نعيت إلي نفسي يا بن مسعود.

قلت : فاستخلف.

قال : من؟

قلت : علي.

قال : أما والذي نفسي بيده لئن أطاعوه ليدخلون الجنة أكتعين» (٤٧).

حتى إذا سقطت جميع تأويلاتهم ولا مناص من الاعتراف بدلالة الحديث على

__________________

(٤٧) رواه جماعة منهم أحمد وأبو نعيم والشبلي والخوارزمي وعمر الملا وعبد القادر الطبري ... أنظر : خلاصة عبقات الأنوار ٩ / ٤ ٢٧ ـ ٢٧٩.


(الإمامة بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) قال أحد متأخريهم.

ما الدليل على أن تكون هذه الإمامة بمعنى الحكومة والرئاسة؟ فليكن إماما في الباطن ، ويكون أبو بكر ومن بعده الأئمة في الظاهر!

قال هذا ... وكأنه قد فوض إليه أمر تقسيم الإمامة ، فلهذا الإمامة الباطنية كما يقول الصوفية ، ولأولئك الإمامة الظاهرية!!

وكأنه جهل مجئ (المولى) بمعنى (الرئيس) و (المليك) و (المتصرف في الأمر) ونحو ذلك مما هو ظاهر في الحكومة والرئاسة ... (٤٨)

بين «الغدير» و «الحوض»

وبعد ... فلقد كان يوم الغدير وحديثه ... آخر مراحل الابلاغ والإعلام ... وهو في هذه المرة لم يكن ...

ولم يشبه ... بل ينص ويصرح ...

لقد كان ما قاله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وافيا بالغرض ، وإلا لما نزلت بعده آية إكمال الدين ، بعد ما نزلت قبله آية التبليغ وأنه إن لم تفعل فما بلغت رسالته.

وحينئذ تصل النوبة إلى التهديد والتحذير من مغبة المخالفة والتبديل.

وما عساه يفعل ...

فقد أدى ما عليه ، لكنه في أخريات أيامه ... وسوف لن يرى هذه الجموع بعد اليوم ... وهو يعلم بما سيكون في أمته ...

وما عساه يفعل ...

لقد ذكرهم بالموقف التالي ... والموطن الذي سيجتمع بهم ... حيث يردون عليه ...

لقد ربط بين «الغدير» و «الحوض» في خطبته ... إذ قال لهم قبل أن يأخذ بيد علي فيقول فيه ما قال :

__________________

(٤٨) خلاصة عبقات الأنوار ٨ / ٩٨ ـ ١١٣.


«أيها الناس ، ألا تسمعون؟ قالوا : نعم. قال : فإني فرط على الحوض ، وأنتم واردون علي الحوض ...».

والحوض يجب الإيمان به ، فقد روى حديثه خمسون نفسا من الصحابة (٤٩) ، وقد قال بعض الأكبر بكفر منكره ...

نعم ... ذكرهم بالحوض هنا ... ليذكر بما أخبرهم به من قبل ... وقال لهم :

«أنا فرطكم على الحوض ، وليرفعن رجال منكم ، ثم ليتخلجن دوني ، فأقول : يا رب أصحابي. فيقال : إنك لا تدري أحدثوا بعدك» وفي بعض الألفاظ قال : «فأقول : سحقا سحقا لمن غير بعدي» (٥٠).

أقول : لا بد وأنه لا يقصد خصوص الرجال من الأصحاب ، بل يريد كل الأصحاب ، من الرجال والنساء ... ليشمل عائشة التي قيل لها :

«ندفنك مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟

فقالت : إني قد أحدثت أمورا بعده. فادفنوني مع أخواتي.

فدفنت بالبقيع» (٥١).

بل كل الذين ... بدلوا وغيروا ... وما زالوا ... وإلى يوم الورود عليه على الحوض ...

ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. وصلى‌الله‌عليه‌وآله الطاهرين.

علي الحسيني الميلاني

__________________

(٤٩) لقط اللآلي المتناثرة في الأحاديث المتواترة ، للزبيدي : ٢٥١.

(٥٠) الحديث في الصحيحين وغيرهما من الصحاح وغيرها. أنظر : البخاري ، باب في الحوض ، ٤ / ٨٧.

(٥١) المستدرك عل الصحيحين ٤ / ٦ وصححه عل شرطهما ، المعارف : ١٣٤ ، وغيرهما.


الغدير

في ضل التهديدات الإلهية للمعارضة

السيد جعفر مرتضى العاملي

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله ، والصلاة والسلام على محمد وآله.

بداية :

لقد قال الله سبحانه في كتابه الكريم :

(يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ، وإن لم تفعل ، فما بلغت رسالته ، والله يعصمك من الناس ، إن الله لا يهدي القوم الكافرين) (١).

نزلت هذه الآية الشريفة في حجة الوداع ، لتؤكد على لزوم تبليغ النبي صلى الله عليه وآله ما أمر به من أمر الإمامة ، وولاية علي عليه الصلاة والسلام على الناس. كما ذكرته المصادر الكثيرة. والروايات الموثوقة ... ولسنا هنا بصدد الحديث عن ذلك ...

فقد يرى البعض أن هذه الآية قد تضمنت تهديدا للرسول نفسه ، بالعذاب والعقاب إن لم يبلع ما أنزل إليه من ربه ، وفي بعض الروايات : أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله قد ذكر ذلك في خطبته للناس يوم الغدير ، وستأتي بعض تلك الروايات إن شاء الله تعالى ...

__________________

(١) المائدة / ٦٧.


ولكننا نقول : إن التهديد الحقيقي موجه لفئات من الناس كان يخشاها الرسول ، كما صرح هو نفسه صلى‌الله‌عليه‌وآله بذلك ولم يكن النبي صلى الله عليه وآله ممتنعا عن الابلاغ ، ولكنه كان ممنوعا منه ، فالتهديد له ـ إن كان ـ إنما هو من باب : «إياك أعني ، واسمعي يا جارة» ..

وهذا بالذات ، ما نريد توضيحه في هذا البحث ، بالمقدار الذي يسمح لنا به المجال ، والوقت .. فنقول :

الغدير والإمامة :

إن من يراجع كتب الحديث والتاريخ ، يجدها طافحة بالنصوص والآثار الثابتة ، والصحيحة ، الدالة على إمامة علي أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام ، ولسوف يجد أيضا : أن النبي الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يأل جهدا ، ولم يدخر وسعا ، في تأكيد هذا الأمر ، وتثبيته ، وقطع دابر مختلف التعللات والمعاذير فيه ، في كل زمان ومكان ، كان ، وفي مختلف الظروف والأحوال ، على مر العصور والدهور ..

وقد استخدم في سبيل تحقيق هذا الهدف مختلف الطرق والأساليب التعبيرية وشتى المضامين : فعلا وقولا ، تصريحا ، وتلويحا ، إثباتا ونفيا ، وترغيبا ، وترهيبا ، إلى غير ذلك مما يكاد لا يمكن حصره ، في تنوعه ، وفي مناسباته.

وقد توجت جميع تلك الجهود المضنية ، والمتواصلة باحتفال جماهيري عام نصب فيه رسميا علي عليه‌السلام في آخر حجة حجها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأخذت البيعة له فعلا من عشرات الألوف من المسلمين ، الذين يرون نبيهم للمرة الأخيرة ...

وقد كان ذلك في منطقة يقال لها ، «غدير خم» واشتهرت هذه الحادثة باسم هذا المكان. وهي أشهر من أن تذكر.

ولسنا هنا في صدد البحث عن وقائع ما جرى ، واستعراض جزئياته ، ولا نريد


توثيقه بالمصادر والأسانيد ، ولا البحث في دلالاته ومراميه المختلفة ...

وإنما هدفنا هو الإلماح إلى حدث سبقه بفترة وجيزة ، وهو ما حصل ـ تحديدا ـ في نفس حجّة الوداع ، التي نصب فيها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا إماما للأمة ، وهو في طريق عودته منها إلى المدينة.

وذلك لأن التعرف على هذا الحدث الذي سبق قضية الغدير لسوف يمكننا من أن نستوضح جانبا من المغزى العميق الذي يكمن في قوله تعالى :

(والله يعصمك من الناس) (٢).

ولكننا قبل ذلك ، لا بد لنا من إثارة بعض النقاط المفيدة في هذا المجال فنقول :

الحدث الخالد :

إن من طبيعة الزمن في حركته نحو المستقبل ، وابتعاده عن قضايا الماضي ، هو أن يؤثر في التقليل من أهمية الأحداث الكبيرة ، التي يمر بها ، وتمر به ، ويساهم في أفولها شيئا فشيئا ، حتى تصبح على حد الشبح البعيد البعيد ، ثم قد ينتهي بها الأمر إلى أن تختفي عن مسرح الذكر والذاكرة ، حتى كأن شيئا لم يكن.

ولا تحتاج كبريات الحوادث في قطعها لشوط كبير في هذا الاتجاه إلى أكثر من بضعة عقود من الزمن ، مشحونة بالتغيرات والمفاجآت ...

وحتى لو احتفظت بعض معالمها ـ لسبب أو لآخر ـ بشئ من الوضوح ، ونالت قسطا من الاهتمام ، فلا يرجع ذلك إلى أن لها دور يذكر في حياة الإنسان وفي حركته. وإنها لأنها أصبحت تاريخا مجيدا يبعث الزهو والخيلاء لدى بعض الناس ، الذين يرون في ذلك شيئا يشبه القيمة ، أو يعطيهم بعضا من الاعتبار والمجد بنظرهم.

ولكن قضية الغدير ، رغم مرور الدهور والأحقاب ، وبعد ألف وأربع مئة سنة زاخرة بالتقلبات العجيبة ، وبالقضايا الغريبة ، ومشحونة بالحروب والكوارث ،

__________________

(٢) المائدة / ٦٧.


وبالعجيب من القضايا والحوادث ..

ورغم المحاولات الجادة ، والمتتابعة للتعتيم عليها ، وإرهاقها بالتعليلات والتعللات غير المعقولة ، باردة كانت أو ساخنة ، بهدف حرفها عن خطها تقويم ، وعن الاتجاه الصحيح والسليم ..

وكذلك رغم ما عاناه ويعانيه المهتمون بها من اضطهاد وغربة ، وتشريد ومحنة ، وما يصب على رؤوسهم من بلايا ومصائب ، وكوارث ونوائب ..

نعم ... رغم ذلك كله وسواه ، فإن هذه الحادثة بما تمثله من قضية كبرى للإيمان وللإنسان ، قد بقيت ولسوف تبقى القضية الأكثر حساسية وأهمية : لأنها الأكثر صلة بالإيمان وبالإنسان ، ولأنها الأعمق تأثيرا في حياة هذا الكائن ، وفي بنية شخصيته من الداخل ، وعلى علاقاته بكل من وما يحيط به ، أو يمت إليه بأدنى صلة أو رابطة من الخارج ..

وهي كذلك القضية الأكثر مساسا وارتباطا بمستقبل هذا الإنسان ، وبمصيره ، إن في الدنيا ، وإن في الآخرة ..

وهذا بالذات هو السر في احتفاظ هذه القضية بكل حيويتها ، وحساسيتها بالنسبة إليه ، على مر الدهور ، وتعاقب العصور ، ولسوف تبقى كذلك كما سيتضح فيما يأتي.

مفتاح الحل :

وإذا كان الأمر كذلك ، فلا يبقى مجال لما قد يثيره البعض ، من أنه : سواء أكان الحق في ذلك لعلي عليه‌السلام ، وقد اغتصب منه ، وأقصي عن منصب هو له ، أم لم يكن الأمر كذلك ، فإن هذه القضية قد تجاوزتها الأحداث ، وأصبحت تاريخا يحكيه البعض ، وينساه آخرون ، كأي حدث تاريخي آخر ..

فلم يعد الوقوف عندها والاهتمام بها مجديا ، ولا مفيدا ، إن لم نقل : إن فيه ما يوجب الفرقة ، ويرسخ التباعد ، بما يثيره من كوامن ، وضغائن ..


لا .. ليس ثمة مجال لهذا القول : فإن قضية الغدير ، لا تزال ولسوف تبقى هي القضية الأساسية والرئيسية بالنسبة للمسلمين جميعا ، بل وحتى بالنسبة لغيرهم أيضا.

وهي المفتاح والباب الذي لا بد من الدخول منه لحل المشاكل المستعصية الكبرى ، وبعث وبناء الإسلام وقوته ، وحيويته. وبدون ذلك : فإن على الجميع أن يستعدوا للمزيد من المصائب ، وأن يقبلوا ـ شاؤوا أم أبوا ـ باستمرار حالة الضعف والتقهقر ، بل وانهيار بناء الإسلام الشامخ.

خلافة ، أم إمامة! :

وذلك لأن القضية لا تقتصر عل أن تكون مجرد قضية خلافة وحكم ، أي قضية : أن يحكم هذا ، أو يحكم ذاك ، لسنوات معدودة ، وينتهي الأمر ـ وربما يقال إن الذين تصدوا للحكم ، واستأثروا به لأنفسهم قد قصدوا ذلك ، ولكننا نجد شواهد كثيرة قد لا تساعد على هذا الفهم الساذج للأمور ـ.

لا .. لا يقتصر الأمر على ذلك ، وإنما هو يتجاوزه لما هو أهم وأخطر ، حيث قد عمل الحكام الأمويون على تكريس مفهوم الإمامة والخلافة الإلهية في كل شخصية تصدت للحكم. وذلك في نطاق تقديم العديد من الضوابط والمعايير ، المستندة إلى مبررات ذات طابع عقائدي في ظاهره يتم على أساسها اضطهاد الفكر والاعتقاد المخالف ، والتخلص من رجالاته بطريقة أو بأخرى.

وقد سرت تلك المفاهيم المخترعة في الناس ، وأصبحت أمرا واقعا ، لا مفر منه ولا مهرب. ولا ملجأ منه ولا منجى ، وتفرقت الفرق ، وتحزبت الأحزاب ، رغم أن من عدا الشيعة من أرباب الفرق والمذاهب الإسلامية يعتقدون بالخلفاء أكثر مما يعتقده الشيعة في أئمتهم ويمارسون ذلك عملا ، ولكنهم ينكرون ذلك ، ولا يعترفون به ، كما أنهم ينكرون على الشيعة اعتقادهم في أئمتهم ما هو أخف من ذلك وأيسر.


دور الإمامة في بناء الإنسان والحياة :

وليس من الغريب القول بأن قضية الإمامة والموقف منها هو الذي يحدد مسار الإنسان واتجاهه في هذه الحياة ، وعلى أساس هذا التحديد ، والمعرفة والاعتراف ، يتحدد مصيره ، ويرسم مستقبله ، وبذلك تقوم حياته ، فيكون سعيدا ، أو شقيا ، في خظ الإسلام وهداه ، أو في متاهات الجاهلية وظلماتها كما أشير إليه في الحديث الشريف :

«من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية» أو ما بمعناه (٣).

فعلى أساس الاعتقاد بالإمامة يجسد الإنسان على صعيد الواقع ، والعمل ، مفهوم الأسوة والقدوة ، الذي هو حالة طبيعية ، يقوم عليها ـ من حيث يشعر أو لا يشعر ـ بناء وجوده وتكوين شخصيته ، منذ طفولته ..

وعلى أساس هذا الاعتقاد ، وذلك الموقف ـ أيضا ـ يختار أهدافه ، ويختار السبل التي يرى أنها توصله إليها ...

كما لذلك تأثيره الكبير في تكوينه النفسي ، والروحي ، والتربوي ، وفي حصوله على خصائصه الإنسانية وفي حفاظه على ما لديه منها.

وهي التي تبين له الحق من الباطل ، والحسن من القبيح ، والضار من النافع.

وعلى أساس الالتزام بخطها يرتبط بهذا الإنسان أو بذاك ، ويتعاون معه ، ويتكامل ، أو لا يفعل ذلك ..

كما أنها هي التي تقدم للانسان المعايير والنظم ، والمنطلقات التي لا بد أن يلتزم بها ، وينطلق منها ، ويتعامل ويتخذ المواقف ـ إحجاما أو إقداما ـ على أساسها ...

أضف إلى ذلك كله : أنها تتدخل في حياته الخاصة ، وفي ثقافته ، وفي أسلوبه وفي

__________________

(٣) راجع الغدير ج ١ / ٠ ٣٩ عن التفتازاني في شرح المقاصد ٢ / ٢٧٥ ، وكنز الكراجكي : ١٥١ ، والمناقب لابن شهرآشوب ٣ / ٢١٧ ، ومجمع الزوائد ٢٤٤ و ٢٢٥ و ٢١٩ و ٢١٨ ، ومسند أحمد ٤ / ٩٦ ، والبحار ٢٣ / ٩٢ و ٨٨ و ٨٠ و ٨٩ وفي هوامشه عن الاختصاص : ٢٦٩ ، وعن إكمال الدين : ٢٣٠ و ٢٣١ ، وعن عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ٢١٩ ، ومنتخب الأثر : ١٥ عن الجمع بين الصحيحين والحاكم.


كيفية تفكيره ، ومن الإمام يأخذ معالم الدين وتفسير القرآن ، وخصائص العقائد ودقائق المعارف ..

وهذا بالذات هو السر في أننا نجد إنسانا يأخذ معالم دينه من شخص دون آخر ، بجعل هذا أسوته وقدوته دون ذاك.

إذن .. فموضوع الغدير ، ونصب الإمام للناس ، وتعريفهم به ، لا يمكن أن يكون على حد تنصيب خليفة ، أو حاكم ، أو ما إلى ذلك ، بل الأمر أكبر وأخطر من ذلك ... كما أنه ليس حدثا عابرا فرضته بعض الظروف ، لا يلبث أن ينتهي ويتلاشى تبعا لتلاشي وانتهاء الظروف التي فرضته أو أوجدته ، وليصبح في جملة ما يحتضنه التاريخ من أحداث كبيرة ، وصغيرة ، لا يختلف عنها في شئ ، ولا أثر له في الحياة الحاضرة إلا بمقدار ما يبعثه من زهو ، واعتزاز ، أو يتركه من مرارة وألم على مستوى المشاعر والانفعالات لا أكثر ..

بل أمر الإمامة ، هو الذي يمس في الصميم حقيقة هذا الإنسان ، ومصيره ومستقبله ، ودنياه وآخرته ، ويؤثر في مختلف جهات وجوده وحياته ... ومعنى ذلك هو أنه لا بد من حسم الموقف في هذا الأمر ليكون الإنسان على بصيرة من أمره فلا يموت ميتة جاهلية. كما تقدم عن الرسول الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

واشتراط الحديث الشريف تحصيل معرفة الإمام في النجاة من الهلكة ، وذلك في صيغة عامة تشمل كل إنسان حتى ولو لم يكن يعتنق الإسلام ، حيث قال : «من مات ولم يعرف إمام زمانه ..» ولم يقل : إذا مات المسلم ولم ...

إن هذا الاشتراط يوضح لنا : أن تجاهل قضية الإمامة ، وعدم حسم الأمر في موضوع الأسوة والقدوة يساوق رفضها ، وإبعادها عن محيط الحياة والانسان في كونه يوجب الميتة الجاهلية ، ويترك آثار السلبية المهلكة والمبيدة ، على مجمل حياة هذا الكائن وعلى مستقبله ومصيره ، في الدنيا والآخرة.

ومما يدل على ذلك ، ويثبته ويؤكده : أنه تعالى قد اعتبر عدم إبلاغ أمر الإمامة إلى الناس ، يساوق عدم إبلاغ الرسالة نفسها من الأساس ، وذلك يعني. أنه لا يمكن


التسامح فيها والمحاباة ، ولا مجال لإبعادها وتعطيلها لأن ذلك يعني إبعاد الدين وتعطيله ، ومنعه من أن يكون هو سيد الموقف ، وصاحب القرار في حياة الإنسان ، وفي مجمل مواقفه.

فما بلغت رسالته! :

وبعد أن عرفنا : أن القضية ليست قضية شخص ، وإنما هي قضية الرسالة ، أن تكون ، أو لا تكون : حتى لقد قال تعالى ، مخاطبا نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، في مجال الحث على حسم أمر الإمامة (وإن لم تفعل فما بلغت رسالته) بعد أن عرفنا ذلك .. فإن المنع من إبلاغ الرسالة والإمامة معناه حرمان الإنسان والإنسانية من الهداية الإلهية ، والرعاية الربانية ، وليس هناك جريمة أعظم وآخر من ذلك ...

المعارضون؟!

وقد أفصح القرآن لنا عن وجود فئات من الناس كانت تقف في وجه الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله مباشرة ، وتمنعه من بيان أمر الإمامة وإقامة الحجة فيها ، حتى أحتاج إلى طلب العصمة من الله سبحانه ليتمكن من مواجهة هؤلاء ، وكبح جماحهم.

فمن هم هؤلاء الأشرار الأفاكون ، والعتاة المجرمون؟!.

الجواب :

إن كتب التاريخ والحديث ، والسيرة زاخرة بالشواهد والدلائل القاطعة ، والبراهين الساطعة ، التي تكشف لنا القناع عن وجه هؤلاء ، وتظهر مدى تصميمهم على رفض هذا الأمر ، ومحاربته ، وطمسه ومنابذته ، بكل ما أوتوا من حول وقوة.

ونحن في مقام التعريف بهم ، والدلالة عليهم نبادر إلى القول : إنهم ـ للأسف ـ قوم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقريش بالذات. قريش ، التي حاربت الإسلام في بدء ظهوره ، وحاربته ، وهو غض طري العود ، ثم حاربته بعد أن ضرب بجرانه ، وعملت


على زعزعة أركانه ، حينما أرادت حرمانه من العنصر الضروري والأهم للحياة وللاستمرار والبقاء. وأعني به عنصر الإمامة والقيادة.

والنصوص التالية خير شاهد على سياسات قريش هذه .. فلنقرأها بتمعن ، وصبر ، وأناة.

النصوص الصريحة :

قال عثمان بن عفان لابن عباس :

«لقد علمت : أن الأمر لكم ، ولكن قومكم دفعوكم عنه» ثم تذكر الرواية له كاملا آخر ، وجواب ابن عباس له ، فكان مما قال :

«فأما صرف قومنا عنا الأمر ، فعن حسد ـ قد والله ـ عرفته ، وبغي ، والله ، علمته بيننا وبين قومنا» (٤).

وحين ظهرت نتائج الشورى التي عينها عمر بن الخطاب ، قال رجل من بني محزوم لعمار «ما أنت وتأمير قريش لأنفسها». ثم تستمر الرواية إلى أن تذكر : أن المقداد قال :

«تالله ، ما رأيت مثل ما أتي إلى أهل هذا البيت. واعجبا لقريش ، لقد تركت رجلا ، ما أقول ، ولا أعلم أحدا أقضى بالعدل ...» (٥).

وخطب أبو الهيثم بن التيهان بين يدي أمير المؤمنين علي عليه‌السلام ، فقال :

«إن حسد قريش إياك على وجهين ، أما خيارهم فتمنوا أن يكونوا مثلك منافسة في الملأ ، وارتفاع الدرجة : وأما شرارهم فحسدوك حسدا انغل القلوب ، وأحبط الأعمال ، وذلك أنهم رأوا عليك نعمة قدمك إليها الحظ ، وأخرهم عنها الحرمان؟ فلم يرضوا أن يلحقوك حتى طلبوا يسبقوك ، فبعدت ـ والله ـ عليهم الغاية ، وأسقط

__________________

(٤) قاموس الرجال ٦ / ٣٧ ، وشرح النهج للمعتزلي ٩ / ٩ ، والموفقيات : ٦٠٦.

(٥) قاموس الرجال ٦ / ٣٨٤ ـ ٣٨٥ ، وشرح النهج للمعتزلي الحنفي ٢ ١ / ٢٦٦ و ٩ / ٥٧ ـ ٥٨. وفي كلمات المقداد رحمه‌الله عبارات أخرى صريحة في ذلك : فلتراجع.


المضمار : فلما تقدمتهم بالسبق ، وعجزوا عن اللحاق بك بلغوا منك ما رأيت ، وكنت والله أحق قريش بشكر قريش ...» (٦).

وعمرو بن عثمان بن عفان أيضا قال : «ما سمعت كاليوم إن بقي من بني عبد المطلب على وجه الأرض أحد بعد قتل الخليفة عثمان ـ إلى أن قال : ـ فيا ذلاه ، أن يكون حسن وسائر بني عبد المطلب ـ قتلة عثمان ـ أحياء يمشون على مناكب الأرض ...» (٧). يقولون هذا مع أنهم يعلمون : أن الحسن كان يدافع عن عثمان وهو محاصر في داره ..

وعن علي بن الحسين عليه‌السلام ، أنه قال : ما بمكة والمدينة عشرون رجلا يحبنا (٨).

ودخل العناس على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : يا رسول الله ، إنا لنخرج فنرى قريشا تحدث : فإذا رأونا سكتوا : فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ودر عرق بين عينيه (٩).

وسئل الإمام السجاد عليه‌السلام ـ وابن عباس أيضا : لم أبغضت قريش عليا عليه‌السلام؟!

قال : لأنه أورد أولهم النار ، وقلد آخرهم العار ... (١٠).

__________________

(٦) الأوائل ١ / ٣١٦ ـ ٣١٧.

(٧) الاحتجاج ١ / ٤٠٣ ، وا لبحار ٤٤ / ٧١.

(٨) شرح النهج للمعتزلي ٤ / ١٠٤ ، والبحار ٤٦ / ١٤٣ ، ونقل عن الطبعة الحجرية ٨ / ٦٧٦ و ٧٣٠ ، وراجع : الغارات ٢ / ٥٧٣.

(٩) مسند أحمد ٤ / ١٦٤ و ١ / ٢٠٧ ه ٢٠٨ ، وراجع ص ٢١٠ ، وسنن ابن ماجة ١ / ٥٠ ، وحياة الصحابة ٢ / ٤٨٧ و ٤٨٨ ، نزل الأبرار ٣٤ ـ ٣٥ ، وراجع : تاريخ المدينة ٢ / ٢٣٩ و ٦٤٠ ، ومستدرك الحاكم ٣ / ٣٣٣ ، وتلخيصه للذهبي ، بهامش نفس الصفحة ، ومنحة المعبود ٢ / ١٤٧ ، ومجمع الزوائد ٩ / ٢٦٩ ،. والجامع الصحيح للترمذي ٥ / ٦٥٢ وصححه ، وأسد الغابة ٣ / ١١٠ ، وكنز العمال ١٣ / ٩٠ و ٨٨ ـ ٨٩ و ٨٣ ، و ١٦ / ٢٥٤ و ١٣٥ و ١٢٨ عن عدد من المصادر ، ونقله بعض الأعلام عن الكامل لابن عدي ٦ / ١٨٨٥ ، وعن الكامل لابن أبي شيبة ١٢ / ١٠٨ ، وعن المعرفة والتاريخ ١ / ٤٩٧ و ٤٩٩.

(١٠) المناقب لابن شهرآشوب ٣ / ٢٢٠.


وعن ابن عباس : قال عثمان لعي عليه‌السلام : «ما ذنبي إذا لم يحبك قريش : وقد قتلت منهم سبعين رجلا ، كأن وجوههم سيوف الذهب» (١١).

وقريب منه ما روي أن ابن عمر ، قد قاله لعلي أمير المؤمنين عليه‌السلام أيضا (١٢).

وروي : أن العباس قال لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إن قريشا ، جلسوا : فتذاكروا حسابهم : فجعلوا مثلك مثل نخلة في كبوة من الأرض ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم ... وحسب نص آخر : أن ناسا من الأنصار جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا : إنا لنسمع من قومك ، حتى يقول إلا قائل منهم : إنما مثل محمد مثل نخلة (١٣).

ويقولون أيضا : قد كان هوى قريش كافة ما عدا بني هاشم في عثمان (١٤).

وقال المقداد : واعجبا لقريش ، ودفعهم هذا الأمر عن أهل بيت نبيهم (١٥).

وقال الثقفي : كانت قريش كلها على خلافه مع بني أمية (١٦).

وبعد بيعة عثمان تكلم عمار فذكر : أن قريشا هي (التي صرفت هذا الأمر عن أهل البيت ، ثم قال المقداد لعبد الرحمن بن عوف. «يا عبد الرحمن ، أعجب من قريش ، وإنما تطولهم على الناس بفضل أهل هذا البيت ، قد اجتمعوا على نزع سلطان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعده من أيديهم. أما وأيم الله يا عبد الرحمن ، لو أجد على قريش أنصارا لقاتلتهم كقتالي إياهم مع النبي عليه الصلاة والسلام يوم

__________________

(١١) معرفة الصحابة لأبي نعيم ، الورق ٢ ٢ مخطوط في مكتبة طوب تبوسراي رقم ١ ٤٩٧ / أ ، وشرح النهج للمعتزلي الحنفي ٩ / ٢٣.

(١٢) المناقب لابن شهرآشوب ٣ / ٢٢٠.

(١٣) راجع : مسند أحمد ٤ / ١٦٦ ، ولسان العرب ١٥ / ٢١٣. والبحار ٣٦ / ٢٨٨ / ٢٩٤ ، والنهاية في اللغة ٤ / ١٤٦. والكبا : الكناسة ، والتراب الذي يكنس.

(١٤) شرح النهج للمعتزلي ٩ / ٥٢.

(١٥) تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٦٣.

(١٦) الغارات ٢ / ٥٧٠ ، وراجع ص ٥٥٤.


بدر» (١٧).

كما البراء بن عازب قد ذكر : أنه حين توفي رسول صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم تخوف أن تتمالأ قريش على إخراج هذا الأمر عن بني هاشم (١٨).

وروي : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد قال لعلي عليه‌السلام : إن الأمة ستغدر بك بعدي (١٩).

كما أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد أخبر أمير المؤمنين عليه‌السلام بأن في صدور أقوام ضغائن ، لا يبدونها له إلا بعده ، وفي بعض المصادر : إن ذلك كان منه صلى الله عليه وآله وسلم حينما حضرته الوفاة (٢٠).

الخليفة الثاني يتحدث أيضا :

قال عمر لابن عباس وهو يتحدث عن سبب صرف الأمر عن علي عليه السلام : والله ما فعلنا الذي فعلنا معه عن عداوة ، ولكن استصغرناه وخشينا أن لا يجتمع عليه العرب ، وقريش : لما قد وترها (٢١).

وقال لابن عباس أيضا : كرهت قريش أن تجمع لكم النبوة والخلافة ،

__________________

(١٧) مروج الذهب ٢ / ٣٤٣.

(١٨) شرح النهج لابن أبي الحديد. المعتزلي ، الحنفي ٢ / ٥١ /.

(١٩) نزل الأبرار : ٢٦١ ، وتاريخ بغداد ١١ / ٢١٦ ومستدرك الحاكم ٣ / ١٤٢ وتلخيصه للذهبي بهامش نفس الصفحة وعن كنز العمال ٦ / ٧٣ والبحار طبعة حجرية ـ ٨ / ٦٢٩.

(٢٠) راجع المصادر التالية : تذكرة الخواص : ٤٥ ـ ٤٦ وكفاية الطالب : ٢٧٢ وفرائد السمطين ١ / ١٥٢ والبحار ٢٨ / ٥٣ ـ ٥٤ وكتاب سليم بن قيس : ٢٢ ومجمع الزوائد ٩ / ١١٨ عن البرار والطبراني وأبي يعلى. والمناقب للخوارزمي : ٢٦ وتاريخ بغداد ١٢ / ٣٩٨ ومقتل الحسين للخوارزمي ١ / ٣٦ وترجمة الإمام علي بن أبي طالب عليه‌السلام ـ من تاريخ دمشق. بتحقيق المحمودي ـ ٢ ـ ٣٢٢ ـ ٣٢٥ ونور الأبصار : ٧٩ وميزان الاعتدال والمستدرك والبزار وابن الجوزي والخطيب وأبي يعلى وكفاية الأثر : ١٢٤ و ١٥٨.

(٢١) الغدير ١ / ٣٨٩ عن محاضرات الراغب.


فتجفخوا الناس جفخا (٢٢) فنظرت قريش لأنفسها فاختارت ووفقت ، فأصابت (٢٣).

وفي موقف آخر له أيضا معه ، قال الخليفة له : استصغر العرب سنه كما وصرح أيضا بأن قومه قد أبوه (٢٤).

وفي مناسبة أخرى قال : لا ورب هذه البنية ، لا تجتمع عليه قريش أبدا (٢٥).

وقال أيضا لابن عباس : إن عليا لأحق الناس بها ، ولكن قريشا لا تحتمله ... (٢٦).

قريش في كلمات علي عليه‌السلام :

وإذا رجعنا إلى كلمات أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام نفسه فإننا نجده يحمل قريشا مسؤولية كل المصائب والرزايا والبلايا التي واجهها هو وكل المخلصين بعد وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولا سيما فيما يرتبط بأمر الخلافة وما نشأ عن ذلك من تمرق ، في جسم الأمة ، وتوزع في أهوائها ثم ما كان من تقاتل وتناحر ، وانحراف عن خط الإسلام وعن مفاهيمه وأحكامه. وإلى يوم يبعثون ..

ونذكر من كلماته عليه‌السلام هنا ، ما يلي :

__________________

(٢٢) الجفخ : التكبر.

(٢٣) قاموس الرجال ٦ / ٣٣ و ٤٠٣ وقال : رواه الطبري في أحوال عمر ، والمسترشد في إمامة علي عليه‌السلام : ١٦٧ وشرح النهج للمعتزلي ١٢ / ٥٣ وراجع ص ٩ وعبر فيه ب (قومكم وفيه أنهم ينظرون إليه نظر الثور إلى جازره والايضاح : ١٩٩.

(٢٤) راجع : شرح النهج للمعتزلي الحنفي ١٢ / ٤٦ و ٨١ وفي هامشه عن الرياض النضرة : ٢ / ١٧٣ وراجع : يهج الصباغة ٤ / ٣٦١ وقاموس الرجال ٧ / ٢٠١ و ٦ / ٣٥ عن الموفقيات.

(٢٥) شرح النهج ١٢ / ٢٠ ـ ٢١ عن كتاب بغداد لأحمد بن أبي طاهر وراجع ١٢ / ٧٩ و ٨٥ و ٨٦ و ٨٤ و ٨٠ و ٨٢ ، وكشف الغمة ٢ / ٤٩ وقاموس الرجال ٦ / ٣٩٨ و ٧ / ١٨٨ ونهج الصباغة ٦ / ٢٤٤ و ٤ / ٣٨١ ونقل عن البحار طبع كمباني ٦ / ٢١٣ و ٢٦٦ و ٢٩٢ وعن ناسخ التواريخ (الجزء المتعلق بالخلفاء) : ٧٢ ـ ٨٠.

(٢٦) تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٥٨ وقاموس الرجال ٦ / ٣٦ عنه.


قال عليه‌السلام اللهم اخز قريشا : فإنها منعتني حقي وغصبتني أمري (٢٧).

وعنه عليه‌السلام : فجزى قريشا عني الجوازي فإنهم ظلموني حقي ، واغتصبوني سلطان ابن أمي (٢٨).

وفي نهج البلاغة وغيره ، قال عليه‌السلام : اللهم إني أستعديك على قريش ومن أعانهم : فإنهم قطعوا رحمي وصفروا عظيم منزلتي وأجمعوا على منازعتي أمرا هو لي ، ثم قالوا : ألا في الحق أن تأخذه ، وفي الحق أن تتركه زاد في نص آخر فاصبر كمدا ، أو فمت متأسفا حنقا وأيم الله لو استطاعوا أن يدفعوا قرابتي ـ كما قطعوا سنتي ـ لفعلوا ولكن لم يجدوا إلى ذلك سبيلا (٢٩).

وفي خطبة له عليه‌السلام : يذكر فيها فتنة بني أمية ، ثم ما فعله المهدي عليه السلام بهم ، يقول :

فعند ذلك تود قريش بالدنيا وما فيها لو يرونني مقاما واحدا ، ولو قدر جزر جزور لأقبل منهم ما أطلب اليوم بعضه فلا يعطونيه (٣٠).

وعنه عليه‌السلام : حتى لقد قالت قريش : ابن أبي طالب رجل شجاع. ولكن لا علم له بالحرب (٣١).

وقال عليه‌السلام : إني لا علم ما في أنفسهم ، إن الناس ينظرون إلى قريش ، وقريش تنظر في صلاح شانها : فنقول : إن ولي الأمر بنو هاشم لم يخرج منهم أبدا ، وما كان في غيرهم فهو متداول في بطون قريش (٣٢).

__________________

(٢٧) شرح النهج ، للمعتزلي ٩ / ٣٠٦.

(٢٨) شرح النهج للمعتزلي الحنفي ٩ / ٣٠٦.

(٢٩) راجع : نهج البلاغة ٢ / ٢٢٧ والمسترشد ، في إمامة علي عليه‌السلام : ٨٠ وشرح النهج للمعتزلي الحنفي ٤ / ١٠٤ و ٦ / ٩٦ والغارات ٢ / ٥٧٠.

(٣٠) نهج البلاغة ١ / ١٨٤.

(٣١) الأغاني ١٥ / ٤٥ ونهج البلاغة ١ / ٦٦.

(٣٢) راجع : قاموس الرجال ٦ / ٣٨٤ ـ ٣٨٥ وشرح النهج للمعتزلي إلى ١٢ / ٢٦٦ و ٩ / ٥٧ ـ ٥٨.


وقال عليه‌السلام :

«إن العرب كرهت أمر محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وحسدته على ما آتاه الله من فضله ، واستطالت أيامه ، حتى قذفت زوجته ، به ناقته ، مع عظيم إحسانه إليها. وجسيم مننه عندها ، وأجمعت مذ كان حيا على صرف الأمر عن أهل بيته بعد موته. ولولا أن قريشا جعلت اسمه ذريعة إلى الرياسة وسلما إلى العز والإمرة لما عبدت الله بعد موته يوما واحدا ، ولا ارتدت في حافرتها ، وعاد قارحها جذعا وبازلها بكرا (٣٣).

ثم فتح الله عليها الفتوح : فأثرت بعد الفاقة ، وتمولت بعد الجهد والمخمصة ، فحسن في عيونها من الإسلام ما كان سمجا وثبت في قلوب كثير منها من الدين ما كان مضطربا وقالت : لولا أنه حق لما كان كذا.

ثم نسبت تلك الفتوح إلى آراء ولاتها ، وحسن تدبير الأمراء القائمين بها ، فتأكد عند الناس نباهة ، قوم ، وخمول آخرين ، فكنا نحن ممن خمل ذكره ، وخبت ناره ، وانقطع صوته وصيته ، حتى أكل الدهر علينا وشرب ... (٣٤).

وفي نص آخر عنه عليه‌السلام أنه قال : (فلما رق أمرنا طمعت رعيان البهم من قريش فينا (٣٥).

وعنه عليه‌السلام : يا بني عبد المطلب ، إن قومكم عادوكم بعد وفاة النبي ، كعداوتهم النبي في حياته ، وإن يطع قومكم لا تؤمروا أبدا (٣٦).

وعنه صلوات الله وسلامه عليه : ما رأيت منذ بعث الله محمدا رخاء ، لقد أخافتني قريش صغيرا وأنبتني كبيرا ، حتى قبض الله رسوله ، فكانت الطامة الكبرى (٣٧).

__________________

(٣٣) البازل من الإبل : الذي فطر نابه.

(٣٤) شرح النهج للمعتزلي الحنفي ٢٠ / ٢٩٨ ـ ٢٩٩.

(٣٥) الأمالي للشيخ المفيد : ٣٢٤.

(٣٦) شرح النهج للمعتزلي ٩ / ٥٤ ونقل ذلك أيضا عن مروج الذهب ٣ / ١٢.

(٣٧) شرح النهج للمعتزلي ٥ / ١٠٨.


وقال له رجل يوم صفين : لم دفعكم قومكم عن هذا الأمر ، وكنتم أعلم الناس بالكتاب والسنة؟

فقال عليه‌السلام : كانت إمرة شحت عليه نفوس قوم وسخت عنها نفوس آخرين (٣٨) كما أنه عليه‌السلام قد كتب لأخيه عقيل في رسالة جوابية له :

«فإن قريشا قد اجتمعت على حرب أخيك ، اجتماعها على حرب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قيل اليوم ، وجهلوا حقي ، وجحدوا فضلي ونصبوا لي الحرب. جدوا في إطفاء نور الله اللهم فاجز قريشا عني بفعالها فقد قطعت رحمي وظاهرت علي ..) وفي بعض المصادر ذكر (العرب) بدل قريش (٣٩).

وأما بالنسبة لمعاوية الخليفة الأموي ، فقد أخبر عليه‌السلام : أنه لو استطاع لم يترك من بني هاشم نافخ ضرمة (٤٠).

وبعد ... فإن الإمام الحسن عليه‌السلام قد ذكر في خطبة أن قريشا هي المسؤولة عن موضوع إبعاد أهل البيت عن الخلافة فراجع (٤١).

بعض ما قاله المعتزلي الحنفي هنا :

هذا ... وقد أكد المعتزلي الحنفي هنا : هذا ... وقد أكد المعتزلي الحنفي هذه الخليفة في مواضع من شرحه لنهج البلاغة. ونحن نذكر هنا فقرات من كلامه ، ونحيل من أراد المزيد على ذلك الكتاب ، فنقول :

قال المعتزلي الحنفي : إن قريشا اجتمعت على حربه منذ بويع ، بغضا له وحسدا ، حقدا عليه : فأصفقوا كلهم يدا واحدة على شقاقه وحربه ، كما كانت في

__________________

(٣٨) المناقب لابن شهرآشوب ٣ / ٢١٤.

(٣٩) راج : الإمامة والسياسة ١ / ٥٦ وراجع التالية الغارات ٢ / ٤٣١ وشرح النهج للمعتزلي الحنفي ٢ / ١١٩ وانساب الأشراف ٢ / ٧٥ بتحقيق المحمودي والأغاني ١٥ / ٤٦ ونهج البلاغة ٣ / ٦٨ ، والدرجات الرفيعة ١٥٦ وعن البحار ـ طبعة حجرية ـ ٨ ٦٢١ و ٦٧٣ وارجع أيضا : نهج السعادة ٥ / ٣٠٢ وراجع ، جمهرة رسائل العرب ١ / ٥٩٥ والعبارات في المصادر متفاوتة فليلاحظ ذلك.

(٤٠) تفسير العياشي ٢ / ٨١. والبخار ٣٢ / ٥٩٢ وعيون الأخبار لابن قتيبة ـ ١ ـ ١٨١

(٤١) راجع : شرح النهج المعتزلي ١٦ / ٢٤ و ٣٣.


ابتداء الإسلام مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم تخرم حاله من حاله أبدا (٤٢).

وقال : إنه رأى من بغض الناس له انحرافهم عنه ، وميلهم عليه ، وثوران الأحقاد ، التي كانت في أنفسهم واحتدام النيران التي كانت في قلوبهم وتذكروا التراث التي وترهم فيما قبل بها والدماء التي سفكها منها وأراقها ـ إلى أن قال : وانحراف قوم آخرين عنه للحسد الذي كان عندهم له في حياة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لشدة اختصاصه له وتعظيمه إياه ، وما قال فيه فأكثر من النصوص الدالة على رفعة شأنه وعلو مكانه ، وما اختص به من مصاهرته وأخوته ، ونحو ذلك من أحواله.

وتنكر قوم آخرين له : لنسبتهم إليه العجب والتيه ـ كما زعموا ـ واحتقاره العرب ، واستصغاره الناس كما عددوه عليه ، وإن كانوا عندنا كاذبين ولكنه قول قيل ، وأمر ذكر ... (٤٣).

وقال : فقد رأيت انتقاض العرب عليه من أقطارها حين بويع بالخلافة ، بعد وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بخمس وعشرين سنة ، وفي دون هذه المدة تنسى الأحقاد وتموت التراث وتبرد الأكباد الحامية وتسلو القلوب الواجدة ويعدم قرن من الناس ، ويوجد قرن ، ولا يبقى من أرباب تلك الشحناء والبغضاء إلا الأقل.

فكانت حاله بعد هذه المدة الطويلة مع قريش كأنها حاله لو أفضت الخلافة إليه يوم وفاة ابن عمه صلى‌الله‌عليه‌وآله من إظهار ما في النفوس وهيجان ما في القلوب حتى أن الأخلاف من قريش والأحداث والفتيان الذين لم يشهدوا وقائعه وفتكاته في أسلافهم وآبائهم فعلوا به ما لو كانت الأسلاف أحياء لقصرت عن فعله ، وتقاعست عن بلوغ شأوه (٤٤).

وقال اجتهدت قريش كلها من مبدأ الأمر في إخمال ذكره ، وستر فضائله ،


وتغطية خصائصه حتى محي فضله ومرتبته من صدور الإسلام (٤٥).

وقال : إن قريشا كلها كانت تبغضه أشد البغض ـ إلى أن قال : ولست ألوم العرب ، ولا سيما قريشا في بغضها له ، وانحرافها عنه ، فإنه وترها وسفك دماءها. وكشف القناع في منابذتها ونفوس العرب وأكبادها كما تعلم (٤٦).

هذا وقد أشار إلى بغض قريش ومنابذتها له في مواضع عديدة أخرى من كتابه فليراجعها من أراد (٤٧).

المتآمرون في كلمات الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

ونحن إذا رجعنا إلى كلمات الرسول الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المنقولة لنا بصور متعددة وفي موارد مختلفة فإننا نجد : أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يؤكد على معرفته بنوايا المتآمرين من قومه قريش ، تجاه أهل بيته عموماً ، وأميرالمؤمنين علي عليه السلام بصورة خاصة ، وقد تقدّم عنه صلّى الله عليه وآله وسلّم بعض من ذلك ، وما تركناه أكثر من أن يحاط به بسهولة ، ويسر ، لكثرته وتنوّعه.

ويكفي أن نذكر هنا : أنّ تأخيره : بلاغ ما اُنزل إليه في شأن الامامة والولاية ، قد كان بسبب المعارضة الكبيرة التي يجدها لدى قريش ، التي كانت لا تتورّع عن اتّهام شخص الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم ، والطعن في نزاهته ، وفي خلوص عمله ونيّته.

وقد صرّحت طائفة من النصوص المتقدّمة بأنّ قريشاً كانت رائدة هذا الاتجاه ، وهي التي تتصدّى ، وتتحدّى ، وإليك نموذجاً آخر من تصريحات الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم الدالّة على معرفته بهؤلاء المتآمرين ، ووقوفه على حقيقة نواياهم :

ا ـ قال الطبرسي : قد اشتهرت الروايات عن أبي جعفر ، وأبي عبد الله عليهما

__________________

(٤٥) شرح النهج ١٨ / ١٨.

(٤٦) شرح النهج ١٤ / ٢٩٩ ونقل أيضا عن نثر الدر ـ للآبي ـ ١ / ٣٤٠ ما هو بمعنى ما ذكر.

(٤٧) راجع : شرح النهج ٩ / ٢٨ و ٢٩ و ٥٢ وج ٤ / ٧٤ ـ ١٠٤.


السلام : أن الله أوحى إليه نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أن يستخلف عليا عليه السلام ، فكان يخاف : أن يشق ذلك على جماعة من أصحابه : فأنزل الله : هذه الآية تشجيعا له على القيام بما أمره الله بأدائه .. (٤٨).

المراد ب (هذه) الآية) قوله تعالى : (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ...).

٢ ـ وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنه لما أمر بالبلاغ لأمر الإمامة قال : إن قومي قريبو عهد بالجاهلية وفيهم تنافس وفخر وما منهم رجل إلا وقد وتره وليهم.

وأني أخاف ، فأنزل الله : (يا أيها الرسول بلغ ...).

٣ ـ وعن الحسن : ضاق بها ذرعا وكان يهاب قريشا : فأزال الله بهذه الآية تلك الهيبة (٥٠).

٤ ـ عن ابن عباس أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال في غدير خم إن الله أرسلني إليكم برسالة ، وأني ضفت بها ذرعا مخافة أن تتهموني وتكذبوني ، حتى عاتبني ربي بوعيد أنزله علي بعد وعيد ... (٥١)

٥ ـ وعن الحسن أيضا : إن الله بعثني برسالة : فضقت بها ذرعا وعرفت : أن الناس مكذبي فوعدني لأبلغن أو ليعذبني فأنزل الله : (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك ...) (٥٢).

٦ ـ وعن ابن عباس وجابر الأنصاري : قالا : أمر الله تعالى : محمدا صلى الله عليه وآله وسلم : أن ينصب عليا الناس فيخبرهم بولايته فتخوف النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يقولوا : حابى ابن عمه ، وأن يطعنوا في ذلك فأوحى الله : (يا أيها

__________________

(٤٨) مجمع البيان ٣ / ٢٢٣.

(٤٩) شواهد التنزيل ١ / ١٩١.

(٥٠) مجمع البيان ٣ / ٢٣٣.

(٥١) شواهد التنزيل ١ / ١٩٣.

(٥٢) الدر المنثور ٢ / ٢٩٨ عن أبي الشيخ.


الرسول بلغ ...) (٥٣).

٧ ـ عن جابر بن عبد الله : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نزل بخم ، فتنحى الناس عنه ، ونزول معه علي بن أبي طالب : فشق على النبي تأخر الناس ، فأمر عليا فجمعهم ، فلما اجتمعوا قام فيهم ، متوسد (يد) علي بن أبي طالب فحمد الله ، وأثني عليه ، ثم قال :

«أيها الناس إنه قد كرهت تخلفكم عني ، حتى خيل إلي : أنه ليس شجرة أبغض إليكم من شجرة تليني ...» (٥٤).

٨ ـ ويقول نص آخر : أنه لما أمر صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بنصب علي عليه السلام : خشي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من قومه ، وأهل النفاق والشقاق : أن يتفرقوا ويرجعوا جاهلية لما عرف من عدواتهم ولما ينطوي عليه أنفسهم لعلي عليه السلام من العداوة والبغضاء وسأل جبرئيل أن يسأل ربه العصمة من الناس.

ثم تذكر الرواية : أنه انتظر ذلك حتى بلغ مسجد الخيف فجاء جبرئيل. فأمره بذلك مرة أخرى ولم يأته بالعصمة ثم جاء مرة أخرى في كراع الغميم ـ موضع بين مكة والمدينة ـ وأمره بذلك ، ولكنه لم يأته بالعصمة.

ثم لما بلغ غدير خم جاء بالعصمة فخطب صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الناس ، فأخبرهم : أن جبرئيل هبط إليه ثلاث مرات يأمره عن الله تعالى بنصب علي عليه السلام إماما ووليا للناس ـ إلى أن قال : وسألت جبرئيل : أن يستعفي لي عن تبليغ ذلك إليكم ـ أيها الناس ـ لعلمي بقلة المتقين وكثرة المنافقين وإدغال الآثمين وختل المستهزئين بالإسلام الذين وصفهم الله في كتابه بأنهم : يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ويحسبونه هينا ، وهو عند الله عظيم وكثرة أذاهم لي في غير مرة ، حتى سموني

__________________

(٥٣) راجع : مجمع البيان ٣ / ٢٣٣ وتفسير العياشي ١ / ٣٣١ وتفسير البرهان ١ / ٤٩٨ وشواهد التنزيل ١ / ١٩٢ والغدير ١ / ٢١٩ و ٢٢٣ و ٣٧٧ وعن المجمع ، وعن روح المعاني ٢ / ٣٤٨.

(٥٤) راجع : مناقب علي بن أبي طالب ـ لابن المغازلي ـ ٢٥ والعمدة لابن البطريق ـ ١٠٧ ، والغدير ١ / ٢٢ عنه وعن الثعلبي في تفسيره ، كما في ضياء العاملين.


أذنا ، وزعموا : أني كذلك لكثرة ملازمته إياي ، وإقبالي عليه ، حتى أنزل الله عزوجل في ذلك قرأنا : (ومنهم الذين يؤذون النبي ، ويقولون هو أذن) ... إلى أن قال : ولو شئت أن أسميهم بأسمائهم لسميت وأن أومي إليهم بأعيانهم لأومأت ، وأن أدل عليهم لفعلت. ولكني والله في أمورهم تكرمت ...» (٥٥).

٩ ـ عن مجاهد قال : «لما نزلت : (بلغ ما أنزل إليك من ربك) قال : يا رب ، إنما أنا واحد كيف أصنع ، يجتمع علي الناس؟ فنزلت : (وإن لم تفعل فما بلغت رسالته) (٥٦).

١٠ ـ قال ابن رستم الطبري : «فلما قضى حجه وصار بغدير خم ، وذلك يوم الثامن عشر من ذي الحجة ، أمره الله عزوجل بإظهار أمر علي : فكأنه أمسك لما عرف من كراهة الناس ، لذلك ، إشفاقا على الدين ، وخوفا من ارتداد التوم : فأنزل الله : (يا أيها الرسول بلغ منزل إليك ...) (٥٧).

١١ ـ وفي حديث مناشدة علي عليه‌السلام للناس بحديث الغدير ، إيام عثمان ، شهد ابن أرقم ، والبراء بن عازب ، وأبو ذر والمقداد ، أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال ، وهو قائم على المنبر ، وعلي عليه‌السلام إلى جنبه :

«أيها الناس ، إن الله عزوجل أمرني أن أنصب لكم إمامكم ، والقائم فيكم بعدي ، ووصيي ، وخليفتي ، والذي فرض الله عزوجل علي المؤمنين في كتابه طاعته ، فقرب (٥٨) بطاعته طاعتي ، وأمركم بولايته ، وإني راجعت ربي خشية طعن أهل النفاق ، وتكذيبهم ، فأوعدني لأبلغها ، أو ليعذبني ...» (٥٩).

__________________

(٥٥) الاحتجاج ١ / ٦٩ و ٧٠ و ٧٣ و ٧٤ ، وراجع : روضة الواعظين : ٩٠ و ٩٢ ، وا لبرهان ١ / ٤٣٧ ـ ٤٣٨ ، والغدير ١ / ٢١٥ ـ ٢١٦ عن كتاب «الولاية» للطبري.

(٥٦) الدر المنثور ٢ / ٩٨ ٢ عن ابن أبي حاتم ، وعبد بن حميد ، وابن جرير.

(٥٧) المسترشد في إمامة علي عليه‌السلام : ٩٤ ـ ٩٥.

(٥٨) لعل الصحيح : فقرن.

(٥٩) فرائد السمطين ١ / ٣١٥ و ٦ ٣١ ، والغدير ١ / ١٦٥ ـ ١٦٦ عنه ، وإكمال الدين ١ / ٢٧٧ وراجع : البرهان ج ١ ص ٤٥ ٤ و ٤٤٤ وسليم بن قيس : ٤٩ ١ وثمة بعض الاختلاف في التعبير.


وعنه سليم بن قيس : «إن الله عزوجل أرسلي برسالة. ضاق بها صدري ، وظننت الناس يكذبوني ، وأوعدني ...» (٦٠).

١٢ ـ وعن ابن عباس : لما أمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يقوم بعلي ابن أبي طالب المقام الذي قام به : فانطلق النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى مكة ، فقال : رأيت الناس حديثي عهد بكفر ـ بجاهلية ـ ومتى أفعل هذا به ، يقولوا : صنع هذا بابن عمه ، ثم مضى حتى قضى حجة الوداع (٦١).

وعن زيد بن علي ، قال : لما جاء جبرئيل بأمر الولاية ضاق النبي صلى الله عليه وآله وسلم بذلك ذرعا ، وقال : قومي حديثو عهد بجاهلية ، فنزلت الآية (٦٢).

١٣ ـ وروي : أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما انتهى إلى غدير خم " نزل عليه جبرائيل ، وأمره أن يقيم علي ، وينصبه إماما للناس. فقال : إن أمتي حديثو عهد بالجاهلية : فنزل عليه : إنها عزيمة لا رخصة فيها ، ونزلت الآية :

(وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ...) (٦٣).

١٤ ـ وفي رواية عن الإمام الباقر عليه‌السلام جاء فيها أنه حين نزلت آية إكمال الدين بولاية علي عليه‌السلام : «فقال عند ذلك رسول الله : إن أمتي حديثو عهد بالجاهلية ، ومتى أخبرتهم بهذا في ابن عمي ، يقول قائل ، ويقول قائل. فقلت في نفسي من غير أن ينطق لساني ، فأتتني عزيمة من الله بتلة أوعدني إن لم أبلغ أن يعذبني فنزلت : (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك ...) (٦٤).

وفي بعض الروايات : إنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إنما أخر نصبه عليه‌السلام

__________________

(٦٠) سليم بن قيس ، ١٤٨ ، والبرهان ١ / ٤٤٤ ـ ٤٤٥ ، والغدير ١ / ١٩٦ عن سليم بن قيس.

(٦١) الغدير ١ / ٥١ ـ ٥٢ و ٢١٧ و ٣٧٨ ، عن كنز العمال ٦ / ١٥٣ عن المحاملي في أماليه ، وعن شمس الأخبار : ٣٨ عن أمالي المرشد بالله ، وراجع كشف الغمة ١ / ٣١٨ وغير ذلك.

(٦٢) الغدير ١ / ٢١٧ عن كشف الغمة ١ / ٣١٧

(٦٣) إعلام الوري : ١٣٢.

(٦٤) البرهان في تفسير القرآن ١ / ٤٨٨ ، والكافي ١ / ٠ ٢٣.


فرقا من الناس أو : لمكان الناس (٦٥).

هذا غيض من فيض مما يدل على دور المتآمرين من قريش ، ومن يدور في فلكها ، في صرف الأمر عنه عليه‌السلام ، وتصميمها على ذلك ، لأسباب أشير إلى بعضها فيما نقلناه من كلمات ونصوص.

وهذا يفسر لنا السر فيما صدر منهم من صخب وضجيج ، حين أراد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم النص على الأئمة الاثني عشر ، في حجة الوداع ، كما سنرى.

الصخب ، والغضب :

لقد ذكرت الروايات الصحيحة : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قد خطب الناس في حجة الوداع : في عرفة ، فلما أراد أن يتحدث في أمر الإمامة وذكر حديث الثقلين (٦٦) ، ثم ذكر عدد الأئمة ، وأنهم اثنا عشر ، واجهته فئات من الناس بالضجيج والفوضى ، إلى حد أنه لم يتمكن من إيصال كلامه إلى الناس.

وقد صرح بعدم التمكن من سماع كلامه كل من : أنس ، وعبد الملك بن عمير ، وعمر بن الخطاب ، وأبن جحيفة ، وجابر بن سمرة (٦٧) ـ ولكن رواية هذا الأخير ، كانت أكثر وضوحا ، ويبدو أنه قد روى ذلك مرات عديدة ، فرويت عنه بأكثر من طريق.

فنحن نختار بعض نصوصها خاصة ـ ولا سيما ما ورد منها في الصحاح والكتب المعتبرة : فنقول :

١ ـ في مسند أحمد حدثنا عبد الله ، حدثني أبو الربيع الزهراني ، سليمان بن داود ، وعبيد الله بن عمر القواريري ، ومحمد بن أبي بكر المقدمي ، قالوا : حدثنا حماد ابن زيد ، ثنا مجالد بن سعيد ، عن الشعبي ، عن جابر بن سمرة ، قال :

خطبنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعرفات ـ وقال المقدمي في حديثه :

__________________

(٦٥) تفسير العياشي ١ / ٣٣٢ ، وتفسير البرهان ١ / ٤٨٩.

(٦٦) راجع : حديث الثقلين ، للوشنوي : ١٣ وما ذكره من مصادر.

(٦٧) راجع : كفاية الأثر ، للخزار وراجع أيضا : إحقاق الحق (الملحقات) ج ١٣ وغير ذلك.


سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يخطب بمنى ـ ...

وهذا لفظ حديث أبي الربيع :

فسمعته يقول : لن يزال هذا الأمر عزيزا ظاهرا ، حتى يملك اثنا عشر كلهم ـ ثم لغظ القوم ، وتكلموا ـ : فلم أفهم قوله بعد (كلهم) : فقلت لأبي : يا أبتاه ، ما بعد كلهم؟.

قال : كلهم من قريش ...

وحسب نص النعماني : «فتكلم الناس فلم أفهم فقلت لأبي ... (٦٨).

٢ ـ عن الشعبي ، عن جابر بن سمرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم : «لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا ، ينصرون على من ناواهم عليه إلى اثني عشر خليفة. قال : فجعل الناس يقومون ويتعدون. زاد الطوسي : وتكلم بكلمة لم أفهمها ، فقلت لأبي ، أو لأخي ...» (٦٩).

وفي حديث آخر عن جابر بن سمرة صرح فيه : أن ذلك قد كان في حجة الوداع (٧٠).

٣ ـ عن جابر بن سمرة ، قال : «خطبنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعرفات : فقال : لا يزال هذا الأمر عزيزا منيعا ظاهرا على من ناواه حتى يملك اثنا عشر ، كلهم ـ قال : فلم أفهم ما بعد ـ قال : فقلت لأبي : ما قال بعد كلهم؟ قال : كلهم من قريش» (٧١).

وعنه أبي داود وغيره ـ وإن لم يصرح بأن ذلك كان في عرفات ـ زاد قوله : كلهم تجتمع عليه الأمة ، فسمعت كلاما من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم أفهمه ، فقلت

__________________

(٦٨) مسند أحمد ٥ / ٩ ٩. والغيبة ـ للنعماني ـ : ١٢٢ و ١٢٤.

(٦٩) مسند أحمد ٥ / ٩٩ ، والغيبة ـ للطوسي ـ : ٨٨ و ٨٩ ، وإعلام الورى : ٣٨٤ ، وا لبحار ٦٧ / ٢٣٧ ، منتخب الأثر : ٢٠.

(٧٠) مسند أحمد ٥ / ٩٩.

(٧١) مسند أحمد ٥ / ٩٣ وفي ص ٩٦ في موضعين.


لأبي ... (٧٢).

وفي لفظ آخر : كلهم يعمل بالهدى ودين الحق (٧٣).

٤ ـ وحسب نص آخر ، ذكر أن ذلك كان في حجة الوداع ، قال :

ثم خفي علي قولي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكان أبي أقرب إلى راحلة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مني : فقلت : يا أبتاه ، ما الذي خفي علي من قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟!

قال : يقول : «كلهم من قريش».

قال : فأشهد على أبي إفهام أبي إياي : قال : «كلهم من قريش» (٧٤).

٥ ـ وبعد أن ذكرت رواية أخرى عنه حديث أن الأئمة اثنا عشر قال : ثم تكلم بكلمة لم أفهمها ، وضخ الناس ، فقلت لأبي : ما قال؟ ... (٧٥).

٦ ـ ولفظ مسلم : عن جابر بن سمرة ، قال : انطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ومعي أبي : فسمعته يقول : لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى اثني عشر خليفة : فقال كلمة صمنيها الناس ، فقلت لأبي : ما قال؟ قال : كلهم من قريش.

وعند أحمد وغيره. فقلت لأبي ـ أو لابني ـ : ما الكلمة التي أصمنيها الناس؟

قال : كلهم من قريش (٧٦).

٧ ـ وعن جابر بن سمرة قال : كنت عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : يلي هذا الأمر اثنا عشر ، فصرخ الناس : فلم أسمع ما قال ، فقلت لأبي ـ وكان أقرب

__________________

(٧٢) سنن أبي داود ٤ / ٦ ٠ ١ ، ومسند أبي عرانة ٤ / ٠ ٠ ٤ ، وتاريخ الخلفاء : ٠ ١ و ١ ١ ، وراجع : فتح الباري ١٣ / ١٨١ وكرر عبارة «كلهم تجتمع عليه الأمة» في ص ١٨٢ و ١٨٣ و ١٨٤ ، وذكرها أيضا في الصواعق المحرقة : ١٨ وفي إرشاد الساري ١٠ / ٢٧٣ ، وراجع : الغيبة ـ للطوسي ـ : ٨٨ ، وا لغيبة ـ للنعماني ـ : ١ ٢ ١ و ٢ ٢ ١ و ٢٣ ١ و ٤ ٢ ١.

(٧٣) الخصال ٢ / ٤٧٤ ، والبحار ٣٦ / ٠ ٤ ٢ عنه وعن عيون أخبار الرضا عليه‌السلام.

(٧٤) مسند أحمد ٥ / ٩٠.

(٧٥) مسند أحمد ٥ / ٩٣.

(٧٦) صحيح مسلم ٦ / ٤ ، وإحقاق الحق (الملحقات) ١٣ / ١ عنه. ومسند أحمد ٥ / ٩٨ و ١ ٠ ١ ، والبحار ٣٦ / ٢٣٥ ، والخصال ٢ / ٠ ٤٧ و ٤٧٢ ، والعمدة ـ لابن البطريق ـ : ١ ٢ ٤ ، وراجع : النهاية في اللغة ٣ / ٥٤ ، ولسان العرب ١٢ / ٣٤٣ ونقل عن كتاب : القرب في محبة العرب : ٩ ٢ ١.


إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مني ـ فقلت : ما قال رسول؟ فقال : قال : كلهم من قريش ، وكلهم لا يرى مثله (٧٧).

٨ ـ ولفظ أبي داود : فكبر الناس وضجوا ، ثم قال كلمة خفية ... (٧٨).

ولفظ أبي عوانة : فضج الناس. وقد قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كلمة خفيت علي ... (٧٩).

وعلى كل حال ... فإن حديث الاثني عشر خليفة بعده صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والذي قال فيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كلمة لم يسمعها جابر ، وغيره ـ ممن كان حاضرا ، وروى الحديث ـ أو لم يفهمها ، أو خفض بها صوته ، أو خفيت عليه أو نحو ذلك ـ هذا الحديث ـ مذكور في كثير من المصادر والمراجع ، فليراجعها طالبها (٨٠).

إلفات النظر إلى أمرين :

وقبل أن نواصل الحديث ، فيما نريد التأكيد عليه ، فإننا نلفت النظر إلى أمرين.

الأول : المكان :

فقد اختلفت الروايات حول المكان الذي أورد فيه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم هذه الخطبة. فذكرت طائفة من الروايات. أن ذلك قد كان في حجة الوداع ، في عرفات

__________________

(٧٧) الخصال ٢ / ٤٧٣ أبواب الاثني عشر ، وإكمال الدين ١ / ٢٧٢ ـ ٢٧٣ ، والبحار ٣٦ / ٢٣٩.

(٧٨) سنن أبي داود ٤ / ٦ ٠ ١ ، وفتح الباري ١٣ / ٨١ ١ ، وإرشاد الساري ١٠ / ٢٧٣.

(٧٩) مسند أبي عوانة ٤ / ٤ ٣٩.

(٨٠) راجع المصادر التالية. صحيح مسلم ٦ / ٣ بعدة طرق ، ومسند أحمد ٥ / ٩٣ و ٩٢ و ٩٤ و ٩٠ و ٩٦ و ٩٥ و ٨٩ و ٩٧ و ٩٨ و ٩ ٩ و ١٠٠ و ١ ٠ ١ و ٦ ٠ ١ و ٧ ٠ ١ و ٨ ٠ ١ ، ومسند أبي عوانة ٤ / ٣٩٤ ، وحليه الأولياء ٤ / ٣٣٣ ، وإعلام الورى : ٣٨٢ ، والعمدة ـ لابن البطريق ـ : ٤١٦ ـ ٤٢٢ ، وإكمال الدين ١ / ٢٧٢ و ٢٧٣ والخمال ٢ / ٤٦٩ ـ ٤٧٥ ، وفتح الباري ١٣ / ١ ٨ ١ ـ ٨٥ ١ ، والغيبة ـ للنعماني ـ : ١١٩ ـ ٥ ٢ ١ ، وصحيح البخار ي ٤ / ٩ ٥ ١ ، وتاريخ


ورواية واحدة تردد فيها الراوي بين عرفات ومنى.

وهناك طائفة من الروايات عبرت ب «المسجد» (٨١).

وسكتت روايات أخرى عن التحديد.

مع أنها جميعا قد تحدثت عن حدوث فوضى وضجيج ، لم يستطع معه الراوي أن يسمع بقية كلام الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : وتوجد روايات أشارت إلى عدم فهم الراوي ، ولم تشر إلى الضجيج.

فهل كرر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذلك في المواضع المختلفة. فكان يواجه بالضجيج والفوضى؟!

ويكون المقصود بالمسجد ، هو المسجد الموجود في منى ، أو عرفة؟! إن لم يكن ذكر منى اشتباها من الراوي.

أم أنه موقف واحد ، اشتبه أمره على الرواة والمؤرخين؟!

قد يمكن ترجيح احتمال تعدد المواقف ، التي أظهرت إصرار فئات من الناس على موقف التحدي ، والخلاف ...

الثاني : كلهم من قريش :

ما ذكرته الروايات من أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد قال : «كلهم من قريش» موضع شك وريب.

وذلك لأن ما تقدم من حقيقة الموقف الظالم لقريش ، ومن هم على رأيها ، وخططهم التي تستهدف تقويض حاكمية خط الإمامة ، يجعلنا نجزم بأن العبارة التي

__________________

بغداد ٢ / ١٢٦ و ١٤ / ٣٥٣ ، ومستدرك الحاكم ٣ / ٦١٨ ، وتلخيصه للذهبي ، بهامش نفس الصفحة ، ومنتخب الأثر : ٠ ١ ـ ٢٣ عن مصادر كثيرة والجامع الصحيح ٤ / ١ ٠ ٥ ، وسنن أبي داود ٤ / ٦ ١ ١ ، وكفاية الأثر : ٤٩ ـ إلى آخر الكتاب ، والبحار ٣٦ / ٢٣١ إلى آخر الفصل ، وإحقاق الحق (الملحقات) ١٣ / ١ ـ ٠ ٥ عن مصادر كثيرة.

(٨١) راجع : بالنسبة لخصوص هذه الطائفة من الروايات : الخصال ٢ / ٤٦٩ و ٤٧٢ ، وكفاية الأثر : ٠ ٥ ، ومسند أبي عوانة ٤ / ٣٩٨ ، وإكمال الدين ١ / ٢٧٢ ، وحلية الأولياء ٤ / ٣٣٣ والبحار ٣٦ / ٢٣٤ ، ومنتخب الأثر : ٩ ١.


لم يسمعها جابر بن سمرة ، وأنس ، وعمر بن الخطاب. وعبد الملك بن عمير ، وأبو جحيفة ، بسبب ما اثاره المغرضون من ضجيج هي كلمة :

«كلهم من بني هاشم» كما ورد في بعض النصوص (٨٢) ، وهي الرواية التي استقربها القندوزي الحنفي ، على أساس : أنهم «لا يحسنون خلافة بني هاشم» (٨٣).

إلا يكون صلى‌الله‌عليه‌وآله قد قال الكلمتين معا ، أي أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال : «كلهم من قريش ، كلهم من بني هاشم». ويكون ذكر الفقرة الأولى توطئة ، وتمهيدا لذكر الثانية : فثارت ثائرة قريش ، وأنصارها ، وعجوا وضجوا ، وقاموا وقعدوا ...!!

وإلا .. فإن قريشا ، ومن يدور في فلكها لم يكن يغضبهم قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «كلهم من قريش» بل ذلك يسرهم ، ويفرحهم ، لأنه هو الأمر الذي ما فتئوا يسمعون إليه ، بكل ما أوتوا من قوة وحول ، يخططون ويتآمرون ، ويعادون ويحالفون من أجله ، وعلى أساسه ، فلماذا الهياج والضجيج ، ولماذا الصخب والعجيج ، لو كان الأمر هو ذلك؟!

الموقف .. الفضيحة :

ولا نشك في أن طائفة الأخيار والمتقين الأبرار من صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، كانت تلتزم بأوامره صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وتنتهي بنواهيه ، وتسلم له صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في كل ما يحكم ويقضي به.

أما من سواهم ـ وهم الأكثرية بالنسبة لأولئك ـ من أصحاب الأهواء ، وطلاب اللبانات ، وذوي الطموحات ، ممن لم يسلموا ، ولكنهم غلبوا عل أمرهم : فاستسلموا ، وأصبح كثير منهم يتظاهر بالورع ، والدين والتقوى ، والطاعة والتسليم لله ، ولرسوله ، متخذا ذلك ذريعة للوصول إلى مآربه ، وتحقيق أهدافه.

__________________

(٨٢) ينابيع المودة : ٥ ٤ ٤ عن مودة القربى ، وراجع : منتخب الأثر : ٤ ١ وهامش ص ١٥ عنه.

(٨٣) ينابيع المودة ٤٦ ٤.


أما هؤلاء ، الذين كانوا يظهرون خلاف ما يبطنون ، ويسرون غير ما يعلنون ، فقد كان لم لا بد من كشف زيفهم وإظهار خداعهم ، بصورة أو بأخرى.

وقد رأينا : كيف أن هؤلاء الذين كانوا يتبركون بفضل وضوء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وحتى ببصاقه ، ونخامته ، وو ... ويدعون الحرص على امتثال أوامر الله سبحانه ، بتوقيره ، وبعدم رفع أصواتهم فوق موته (٨٤) وبالتأدب معه ، وبأن لا يقدموا بين يدي الله ورسوله وو ...

لقد رأينا : أن هؤلاء بمجرد إحساسهم بأنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يريد الحديث عن الأئمة الاثني عشر ، وبيان مواصفاتهم ، وتحديدهم بصورة أدق ، وأوفى وأتم .. قد علا ضجيجهم ، وزاد صخبهم ، وعلى حد تعبير الروايات :

«ثم لغط القوم وتكلموا».

أو «وضج الناس».

أو «فقال كلمة أصمينها الناس».

أو «فصرخ الناس : فلم أسمع ما قال».

أو «فكبر الناس ، وضجوا».

أو «فجعل الناس يقومون ، ويقعدون».

قريش .. وخلافة بني هاشم :

وقد تقدم : أن قريشا ومن هم على رأيها ، هم الذين كانوا يخططون لصرف الأمر

__________________

(٨٤) راجع سورة الحجرات : ١ و ٢.

وقد ورد أن هذه الآيات نزلت حينما حصل اختلاف فما بين أبي بكر وبين عمر حول تأمير بعض الأشخاص من قبل النبي ، فأصر أحدهما على شخص وأصر الآخر على آخر ، حتى ارتفعت أصواتهما.

راجع الدر المنثور ٦ / ٨٣ ـ ٨٤ عن البخاري وابن المنذر وابن مردويه ، وأسباب النزول : ٢١٨ وصحيح البخاري ٣ / ٢ ٢ ١ ، والجامع الصحيح ٥ / ٣٨٧ ، وتفسير القرآن العظيم ٤ / ٢٠٥ ـ ٢٠٦ ، ولباب التأويل ٤ / ١٦٤ ، وفتح القدير ٥ / ٦١ ، والجامع لأحكام القرآن ٣٠٠ / ١٦ ـ ١ ٠ ٣ ، وغرائب القرآن (مطبوع بهامش جامع البيان) ٢٦ / ٧٢.


عن بني هاشم ، وبالذات عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام ، ويتصدون لملاحقته ومتابعته في جميع تفاصيله وجزئياته.

وقد رأوا : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان في مختلف المواقع والمواضع لا يزال يهتف باسمه ، ويؤكد على إمامته ، ولم يكن في مصلحتهم أن يعلن بذلك أمام تلك الجموع الغفيرة ، التي جاءت للحج من جميع الأقطار والأمصار ولأجل ذلك فقد بادروا إلى التشويش والاخلال بالنظام.

قريش بالذات هي التي قصدت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في منزله بعد هذا الموقف مباشرة لتستوضح منه ماذا يكون بعد هؤلاء الأئمة ، فكان الجواب ثم يكون الهرج. والصحيح : (الفرج) ، كما رواه الخزاز (٨٥).

وقد رأى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أن مجرد التلميح لهذا الأمر ، قد دفعهم إلى هذا المستوى من الإسفاف والاسراف في التحدي لإرادة الله سبحانه ، ولشخص النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، دون أن يمنعهم من ذلك شرف المكان ، ولا خصوصية الزمان ، ولا قداسة المتكلم ، وشأنه ، وكرامته.

فكيف لو أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله صرح بذلك وجهر باسمه عليه الصلاة والسلام ، فقد يصدر منهم ما هو أمر وأدهى ، وأقبح وأشد خطرا على الإسلام وعلى مستقبله بصورة عامة.

التدخل الإلهي :

ثم جاء التهديد الإلهي لهم ، فحسم الموقف ، وأبرم الأمر ، وظهر لهم أنهم عاجزون عن الوقوف في وجه إرادة الله ، القاضية بلزوم إقامة الحجة على الناس كافة ، بالأسلوب الذي يريده الله ويرتضيه ، وأدركوا : أن استمرارهم في المواجهة السافرة قد يؤدي بهم إلى حرب حقيقية ، فيما بينهم وبين الله ورسوله ، وبصورة علنية ومكشوفة ،

__________________

(٨٥) راجع : كفاية الأثر : ٥٢ ، ويقارن ذلك مع ما في إحقاق الحق (الملحقات) وغيبة النعماني. وغيرها .. فإنهم صرحوا بأن قريشا هي التي أتته ..


فلم يكن لهم بد من الرضوخ ، والانصياع. لا سيما بعد أن أفهمهم الله سبحانه :

أنه يعتبر عدم إبلاغ هذا الأمر بمثابة عدم إبلاغ أصل الدين ، وأساس الرسالة. الأمر الذي يعني : العودة إلى نقطة الصفر ، والشروع منها ، وحتى لو انتهى ذلك إلى خوض حروب في مستوى بدر وأحد والخندق ، وسواها من الحروب التي خاضها المسلمون ضد المشركين ، من أجل تثبيت أساس الدين وإبلاغه.

ومن الواضح لهم : أن ذلك سوف ينتهي بهزيمتهم وفضيحتهم ، وضياع كل الفرص ، وتلاشي جميع الآمال في حصولهم على امتياز يذكر ، أو بدونه ، حيث تكون الكارثة بانتظارهم ، حيث البلاء المبرم ، والهلاك والفناء المحتم.

فآثروا الرضوخ إلى الأمر الواقع ، والانحناء أمام العاصفة ، في سياسة غادرة وما كرة ..

ولزمتهم الحجة ، بالبيعة التي أخذت منهم عليه‌السلام في يوم الغدير.

وقامت الحجة بذلك على الأمة بأسرها أيضا.

ولم يكن المطلوب أكثر من ذلك.

ثم كان النكث منهم لهذه البيعة ، وذلك بعد وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وإحساسهم بالأمن ، وبالقوة.

(فمن نكث فإنما ينكث على نفسه) (٨٦).

(وليحملن أثقالهم ، وأثقالا مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون) (٨٧).

تذكير ضروري :

وقد يدور بخلد بعض الناس السؤال التالي : إنه كيف يمكن أن نصدق أن يقدم عشرات الألوف على محالفة ما رسمه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لهم في أمر الخلافة

__________________

(٨٦) الفتح ٤٨ : ١٠.

(٨٧) العنكبوت ٢٩ : ١٣ :


والإمامة. وهم أصحابه الذين رباهم على الورع والتقوى ، وقد مدحهم الله عزوجل في كتابه العزيز ، وذكر فضلهم ، وهم الذين ضحوا في سبيل هذا الدين ، وجاهدوا فيه بأموالهم وأنفسهم ...

ونقول :

إن ما ذكر حول الصحابة أمر مبالغ فيه. وذلك لأن الصحابة الذين حجوا مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبيل وفاته ، وإن كانوا يعدون بعشرات الألوف ، ولكن لم يكن هؤلاء جميعا من سكان المدينة ، ولا عاشوا مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم فترات طويلة ، تسمح له بتربيتهم وتزكيتهم وتعليمهم وتعريفهم على أحكام الإسلام ، ومفاهيمه.

بل كان أكثرهم من بلاد أخرى بعيدة عن المدينة أو قريبة منها ، وقد فازوا برؤية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هذه المرة ، وقد يكون بعضهم قد رآه قبلها أو بعدها بصورة عابرة أيضا وقد لا يكون رآه.

وقد تفرق هؤلاء بعد واقعة الغدير مباشرة ، وذهب كل منهم إلى أهله وبلاده.

ولعل معظمهم ـ بل ذلك هو المؤكد ـ قد أسلم بعد فتح مكة ، وفي عام الوفود ـ سنة تسع من الهجرة ـ ، فلم يعرف من الإسلام إلا اسمه ، ومن الدين إلا رسمه مما هو في حدود بعض الطقوس الظاهرية والقليلة ...

ولم يبق مع رسول الله بعد حادثة الغدير ، إلا أقل القليل من الناس ممن كان يسكن المدينة ، وقد يكونون ألفين أو أكثر ، وربما دون ذلك أيضا.

وقد كان فيهم العديد من الخدم والعبيد ، والأتباع ، بالإضافة إلى المنافقين والذين مردوا على النفاق ممن أخبر الله عن وجودهم ، وأنهم كانوا من أهل المدينة ، ومن البلاد المجاورة لها.

ولم يكن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يعلمهم بصورة تفصيلية ، وكان الله سبحانه هو الذي يعلمهم.

هذا إلى جانب فئات من الناس ، من أهل المدينة نفسها ، كانوا لا يملكون


درجة كافية من الوعي للدين ، وأحكامه ، ومفاهيمه ، وسياساته ، بل كانوا مشغولين بأنفسهم وملذاتهم وتجاراتهم ، فإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم قائما. وقد تعرض كثير من الناس منهم لتهديدات النبي صلى الله عليه وآله وسلم بحرق بيوتهم ، لأنهم كانوا يقاطعون صلاة الجماعة التي كان يقيمها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالذات ، كما أنه قد كان ثمة جماعة اتخذت لنفسها مسجدا تجتمع فيه ، وتركت الحضور في جماعة المسلمين ، وهو ما عرف بمسجد الضرار ، وقد هدمه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كما هو معروف.

وتكون النتيجة هي أنه لا يبقى في ساحة الصراع والعمل السياسي إلا أهل الطموحات ، وأصحاب النفوذ من قريش ، صاحبة الطول والحول في المنطقة العربية بأسرها. بالإضافة إلى أفراد معدودين من غير قريش أيضا.

فكان هؤلاء هم الذين يدبرون الأمور ويوجهونها بالاتجاه الذي يصب في مصلحتهم ، ويؤكد هيمنتهم ، ويحركون الجماهير بأساليب متنوعة ، أتقنوا الاستفادة منها بما لديهم من خبرات سياسية طويلة.

فكانوا يستفيدون من نقاط الضعف الكثيرة التي كانت لدى السذج والبسطاء ، أو لدى غيرهم ممن لم يستحكم الإيمان في قلوبهم بعد ، ممن كانت تسيرهم الروح القبلية ، وتهيمن على عقلياتهم وروحياتهم المفاهيم والرواسب الجاهلية.

كما أن أولئك الذين وترهم الإسلام ـ أو قضى على الامتيازات التي لا يستحقونها ، وقد استأثروا بها لأنفسهم ظلما وعلوا ـ كانوا يسارعون إلى الاستجابة إلى أي عمل يتوافق مع أحقادهم ، وينسجم مع مشاعرهم رأحاسيسهم الثائرة ضد كل ما هو حق وخير ، ودين وإسلام.

وهذا هو ما عبر عنه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، حينما ذكر : أن تأخيره إبلاغ أمر الإمامة بسبب أنه كان يخشى قومه ، لأنهم قريبو عهد بجاهلية ، بغيضة ومقيتة ، لا يزال كثيرون منهم يعيشون بعض مفاهيمها ، وتهيمن عليهم بعض أعرافها.

وهكذا يتضح : أن الأخيار والواعين من الصحابة ، مهما كثر عددهم فإن


الآخرين هم الذين كانوا يقودون التيار ، بما تهيأ لهم من عوامل وظروف فكان أن تمكنوا ـ في المدينة التي لم يكن فيها سوى بضعة ألوف من الناس ، قد عرفنا بعض حالاتهم ـ من صرف الأمر ـ أمر الخلافة بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ عن أصحابه الشرعيين ، إلى غيرهم حسبما هو مذكور ومسطور في كتب الحديث التاريخ ...

خلاصة .. وبيان :

وبعد ما تقدم ، فإنه يصبح واضحا : أن الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يواجه عاصفة من التحدي ، والاصرار على إفشال الخطط الإلهية ، بأي ثمن كان ، وبأي وسيلة كانت!

وأن التدخل الإلهي ، والتهديد القرآني هو للعناصر التي أثارتها ، وإفهامهم : أن إصرارهم على التحدي ، يوازي في خطورته وفي نتائجه ، وقوفهم في وجه الدعوة الإلهية من الأساس ، هو الذي حسم الموقف ، ولجم التيار ، لا سيما بعد أن صرح القرآن بكفر من يتصدى ، ويتحدى وتعهد بالحماية والعصمة له صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : (وإن لم تفعل فما بلغت رسالة ولله ويعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين) (٨٨).

وإذا كان الله سبحانه هو الذي سيتصدى لكل معاند وجاحد ، فمن الواضح : أنه ليس بمقدور أحد أن يقف في وجه الإرادة الإلهية ، فما عليهم إلا أن ينسحبوا من ساحة التحدي ، من أجل أن يقيم الله حجته ، ويبلغ الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دينه ورسالته.

وليبوؤا هم بإثم المكر والبغي ، وليحملوا وزر النكث ، والخيانة والله لا يهدي كيد الخائنين.

__________________

(٨٨) المائدة ٥ : ٦٧.


دراسة الحدث في حدود الزمان والمكان.

ونحن في نطاق فهمنا لموقف النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجة الوداع نسجل النقاط التالية :

١ ـ يوم عبادة :

إن يوم عرفة هو يوم عبادة ودعاء ، وابتهال ، وانقطاع إلى الله ، سبحانه ، ويكون فيه كل واحد من الناس منشغلا بنفسه ، وبمناجاة ربه ، لا يتوقع في موقفه ذاك أي نشاط سياسي عام ، ولا يخطر ذلك له على بال ...

فإذا رأى أن النبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يبادر إلى عمل من هذا القبيل ، فلا بد وأن يشعر : أن هناك أمرا بالغ الخطورة ، وفائق الأهمية ، فينشد لسماع ذلك الأمر والتعرف عليه ، ويلاحق جزئياته بدقة ووعي ، وبانتباه فائق.

٢ ـ لماذا في موسم الحج :

وإذا كان موسم الحج هو المناسبة التي يجتمع فيها الناس من مختلف البلاد ، على اختلاف طبقاتهم ، وأجناسهم ، وأهوائهم ، فإن أي حدث متميز يرونه ويشاهدونه فيه لسوف تنتشر أخباره بواسطتهم على أوسع نطاق ، فكيف إذا كان هذا الحدث يحمل في طياته الكثير من المفاجئات ، والعديد من عناصر الإثارة ، وفيه من الأهمية ما يرتقي به إلى مستوى الأحداث المصيرية للدعوة الإسلامية بأسرها.

٣ ـ وجود الرسول أيضا :

كما أن وجرد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في موسم الحج ، لسوف يضفي على هذه المناسبة المزيد من البهجة ، والارتياح ، ولسوف يعطي لها معنى روحيا أكثر عمقا ، وأكثر شفافية وسيشعرون بحساسية زائدة تجاه


أي قولي أو فعل يصدر من جهته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وسيكون الدافع لديهم قويا لينقلوا للناس مشاهداتهم ، وذكرياتهم في سفرهم الفريد ذاك. كما أن الناس الذين يعيشون في مناطق بعيدة عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ويشتاقون إليه ، لسوف يلذ لهم سماع تلك الأخبار ، وتتبعها ، بشغف ، وبدقة ، وبانتباه زائد : ليعرفوا كل ما صدر من نبيهم ، من : قو ل ، وفعل ، وتوجيه ، وسلوك ، وأمر ، ونهي ، وتحذير ، وترغيب ، وما إلى ذلك.

٤ ـ الذكريات الغالية :

وكل من رافق النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في هذا السفر العبادي ، لسوف يحتفظ في ذاكرته بذكريات عزيزة وغالية على قلبه ، تبقى حية غضة في روحه وفي وجدانه ، على مدى الأيام والشهور والأعوام والدهور ما دام أن هذه هي آخر مرة يرى فيها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أعظم ، وأكرم ، وأغلى رجل وجد ، ويوجد على وجه الأرض.

وحين تتخذ العلاقة بالحدث بعدا عاطفيا ، يلامس مشاعر الإنسان ، وأحاسيسه ، فإنها تصبح أكثر رسوخا وحيوية ، وأبعد أثرا في مجال الالتزام والموقف.

٥ ـ الناس أمام مسؤولياتهم :

وبعد أن عرفنا أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد اختار الزمان ، ليكون يوم العبادة والانقطاع إلى الله سبحانه ـ يوم عرفة ـ والمكان ، وهو نفس جبل عرفات ، ثم اختار الخصوصيات والحالات ذات الطابع الخامل ، ككونها آخر حجة للناس معه ، حيث قد أخبر الناس : أن الأجل قد أصبح قريبا.

ثم اختار أسلوب الخطاب الجماهيري ، لا خطاب الأفراد والأشخاص ، كما هو الحال في المناسبات العادية ، ـ إذا عرفنا ذلك ، وسواه ـ فإنه يصبح واضحا : أنه صلى الله عليه وآله وسلم قد أراد أن يضع الأمة أمام مسؤولياتها ، ليفهمها : أن تنفيذ هذا


الأمر يقع على عاتقها جميعا : فليس للأفراد أن يعتذروا بأن هذا أمر لا يعنيهم ، ولا يقع في دائرة واجباتهم. كما أنهم لا يمكنهم دعوى الجهل بأبعاده وملابساته ، بل الجميع مطالبون بهذا الواجب ، ومسؤولون عنه ، وليس خاصا بفئة من الناس ، لا يتعداها إلى غيرها ، وبذلك تكون الحجة قد قامت على الجميع ، ولم يبق عذر لمعتذر ، ولا حيلة لمتطلب حيلة.

٦ ـ احتكار القرار :

وهذه الطريقة في العمل قد أخرجت القضية عن احتكار جماعة بعينها ، قد يروق لما أن تدعي : أنها وحدها صاحبة الحل والعقد في هذه المسألة ـ أخرجها عن ذلك لتصبح قضية الأمة بأسرها ، ومن مسؤولياتها التي لا بد وأن تطالب ، وتطالب بها ، فليس لقريش بعد هذا ، ولا لغيرها : أن تحتكر القرار في أمر الإمامة والخلافة ، كما قد حصل ذلك بالفعل.

ولنا أن نعتبر هذا من أهم س إنجازات هذا الموقف ، وهو ضربة موفقة في مجال التخطيط لمستقبل الرسالة ، وتركيز الفهم الصحيح لمفهوم الإمامة لدى جميع الأجيال ، وعلى مر العصور.

وقد كان لا بد لهذه القضية من أن تخرج من يد أناس يريدون أن يمارسوا الاقطاعية السياسية والدينية ، على أسس ومفاهيم جاهلية ، دونما أثارة من علم ، ولا دليل من هدى. وإنما من منطلق الأهواء الشيطانية ، والأطماع الرخيصة ، والأحقاد المقيتة والبغيضة.

٧ ـ تساقط الأقنعة :

ولعل الانجاز الأهم هنا هو : أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد استطاع أن يكشف زيف المزيفين ، وخداع الماكرين ، ويعريهم أمام الناس ، حتى عرفهم كل أحد ،


وبأسلوب يستطيع الناس جميعا على اختلاف مستوياتهم وحالاتهم ودرجاتهم في الفكر ، وفي الوعي ، وفي السن ، وفي الموقع ، وفي غير ذلك من أمور أن يدركوه ويفهموه .. فقد رأى الجميع : أن هؤلاء الذين يدعون : أنهم يوقرون الرسول ، ويتبركون بفضل وضوئه ، وببصاقه ، وحتى بنخامته ، وأنهم يعملون بالتوجيهات الإلهية التي تقول :

(لا تقدموا بين يدي الله ورسوله) (٨٩).

(لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ، ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض) (٩٠).

(ما آتاكم الرسول فخذوه ، وما نهاكم عنه فانتهوا) (٩١).

(أطيعوا الله وأطيعوا الرسول) (٩٢).

وغير ذلك من آيات تنظم تعاملهم ، وتضع الحدود ، وترسم معالم السلوك معه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مما يكون الفسق والخروج عن الدين ، في تجاهله ، وفي تعديه.

هذا إلى جانب اعترافهم بما له صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من فضل عليهم وأياد لديهم ، فإنه هو الذي أخرجهم ـ بفضل الله ـ من الظلمات إلى النور ، ومن الضلال إلى الهدى ، وأبدالهم الذل بالعز ، والشقاء بالسعادة ، والنار بالجنان.

مع أنهم يدعون : أنهم قد جاؤوا في هذا الزمان الشريف ، إلى هذه المكان المقدس ـ عرفات ـ لعبادة الله سبحانه وطلب رضاه ، منيبين إليه سبحانه ، ليس لمم في حطام الدنيا ، وزخارفها ، مطلب ولا مأرب.

ولكن مع ذلك كله .. فقد رأى الجميع بأم أعينهم : كيف أن حركة بسيطة منه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد أظهرتهم على حقيقتهم ، وكشفت خفي مكرهم ، وخادع زيفهم ، ورأى كل أحد كيف أنهم : لا يوقرون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ،

__________________

(٨٩) الحجرات ٤٩ : ١.

(٩٠) الحجرات ٤٩ : ٢.

(٩١) الحشر ٥٩ : ٧.

(٩٢) النساء ٤ : ٥٩.


ويرفعون أصواتهم فوق صوته ، يجهرون له بالقول أكثر من جهر بعضهم لبعض ، ويعصون أوامره ، كل ذلك رغبة في الدنيا ، وزهدا في الآخرة ، وطلبا لحظ الشيطان ، وعزوفا عن الكرامة الإلهية ، ورضى الرحمان.

٨ ـ وعلى هذه فقس ما سواها :

وإذا كان هؤلاء لا يتورعون عن معاملة نبيهم بهذا الأسلوب الوقح والقبيح ، فهل تراهم يوقرون من هو دونه ، في ظروف وحالات لا تصل إلى حالاتهم معه صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا تدانيها؟! ..

وماذا عسى أن يكون موقفهم ممن طفحت قلوبهم بالحقد عليه ، ولهم قبله ترات وثارات من قتلهم على الشرك من أسلافهم ، كعلي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه.

وهكذا .. فإنه يكون صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد أفقدهم ، وأفقد مؤيديهم كل حجة ، وحجب عنهم كل عذر ، سوى البغي والاصرار على الباطل ، والجحود للحق : فقد ظهر ما كان خفيا ، وأسفر الصبح لذي عينين ، ولم يعد يمكن الإحالة ، على المجهول ، بدعوى : أنه يمكن أن يكون قد ظهر لهم ما خفي علينا.

أو أنهم ـ وهم الأتقياء الأبرار ـ لا يمكن أن يخالفوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا أن يبطلوا تدبيره ، ويخونوا عهده ، وهو لما يدفن.

أو أنه إذا كان الخونة أفرادا معدودين : فهل يعقل صدور الخيانة من أكثر الصحابة؟! أو سكوتهم عليها؟!

وما إلى ذلك من أساليب يمارسونها لخداع السذج والبسطاء ومن لا علم لهم بواقع أولئك الناس ، ولا بمواقفهم.

فإن كل هذه الدعاوي قد سقطت ، وجميع تلكم الأعذار قد ظهر زيفها وبطلانها ، فمن شاء فليؤمن ، ومن شاء فليكفر.


٩ ـ القرار الإلهي الثابت :

والذي ساهم في قطع كل عذر وبوار كل حجة : أن ذلك قد كان منهم في الأيام الأخيرة من حياته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بحيث لم يبق مجال لدعوى الإنابة والتوبة ، أو الندم على ما صدر منهم ، ولا لدعوى تبدل الأوضاع والأحوال ، والظروف والمقتضيات. ولا لدعوى تبدل القرار الإلهي النبوي.

١٠ ـ التهديد ، والتآمر :

هذا .. وقد تقدم : أن هؤلاء أنفسهم حينما رأوا جدية التهديد الإلهي ، قد سكتوا في المرحلة اللاحقة ، حينما قام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليعلن إمامة علي عليه‌السلام في غدير خم : فلم نجد منهم أية بادرة خلاف ، إلا فيما ندر من همسات عابرة ، لا تكاد تسمع.

وقد بادر هؤلاء أنفسهم إلى البيعة له عليه‌السلام. وإن كانوا قد أسروا وبيتوا ما لا يرضي الله ورسوله من القول والفعل ، والنية والتخطيط. الذي ظهرت نتائجه بعد وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهو صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما يدفن ، بل وقبل ذلك ، حينما منعوا الناس من كتابة الكتاب بالوصية لعلي عليه‌السلام حينما كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على فراش المرض ، في ما عرف برزية يوم الخميس!! وقال قائلهم : إن النبي ليهجر! أو : غلبه الوجع! (٩٣).

__________________

(٩٣) الايضاح : ٩ ٥ ٣ ، وتذكرة الخواص : ٢ ٦ ، وسر العالمين : ١ ٢ ، وصحيح البخاري ٣ / ٠ ٦ و ٤ / ٥ و ٧٣ ١ و ١ / ١ ٢ ـ ٢٢ و ٢ / ٢ ١ ١ ، والبداية وا لنهاية ٥ / ٢٢٧ ، والبدء والتاريخ ٥ / ٥ ٩ ، والملل والنحل ١ / ٢ ٢ ، والطبقات الكبرى ٢ / ٢٤٤. وتاريخ الأمم والملوك ٣ / ١٩٢ ـ ١٩٣ ، والكامل في التاريخ ٢ / ٣٢٠ وأنساب الأشراف ١ / ٥٦٢ ، وشرح النهج للمعتزلي ٦ / ١ ٥. وتاريخ الخميس ١ / ١٦٤ ، وصحيح مسلم ٥ / ٧٥. ومسند أحمد ١ / ٥ ٣٥ وص ٦٢ ، والسيرة الحلبية ٣ / ٤ ٤ ٣ ، ونهج الحق : ٢٧٣.

وراجع المصادر التالية : حق اليقين ١ / ١٨١ ـ ١٨٢ ، ودلائل الصدق ج ٣ ق ١ ص ٦٣ ـ ٧٠ ، والصراط المستقيم ٣ / ٣ و ٦ ، والمراجعات : ٥٣ ٣ ، والنص والاجتهاد : ١٤٩ ـ ١٦٣.


١١ ـ الخير فيما وقع :

وأخيرا .. فإن ما جرى في عرفة ، وإظهار هؤلاء الناس على حقيقتهم ، وما رافق ذلك من فوائد ، وعوائد أشير إليها ، قد كان ضروريا ولازما ، للحفاظ على مستقبل الدعوة ، وبقائها ، فقد عرفت الأمة الوفي من المتآمر ، والمؤمن الخالص ، من غير الخالص ، وفي ذلك النفع الكثير والخير العميم.

(فعسى أن تكرهوا شيئا ، ويجعل الله فيه خيرا كثيرا) (٩٤).

وصدق الله ورسوله ، وخاب من افترى ..

و (فمن نكث فإنما ينكث على نفسه) (٩٥).

والحمد لله ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.

جعفر مرتضى العاملي

__________________

(٩٤) النساء ٤ : ١٩.

(٩٥) الفتح ٤٨ : ١٠.


المصادر والمراجع

١ ـ القرآن الكريم.

٢ ـ الاحتجاج ، للطبرسي ، طبعة سنة ١٣٨٦ ه. ق.

٣ ـ إحقاق الحق (الملحقات) للمرعشي النجفي ، طبعة قم ـ إيران.

٤ ـ إرشاد الساري ، للقسطلاني ، طبعة سنة ١٣٠٤ ه. ق ـ دار المعرفة ـ بيروت / لبنان ـ.

٥ ـ أسد الغابة ، لابن الأثير الجزري ، طبعة سنة ١٣٨٠ ه. ق ـ ثم انتشارات إسماعليان ـ طهران ـ إيران.

٦ ـ إعلام الورى ، للطبرسي ، طبعة سنة ١٣٩٠ ه. ق ـ الحيدرية ـ النجف الأشرف.

٧ ـ الأغاني ، لأبي الفرج الأصفهاني.

٨ ـ الأمالي ، للشيخ المفيد ، من منشورات جماعة المدرسين ـ قم ـ إيران.

٩ ـ الإمامة والسياسة ، لابن قتيبة ، طبعة سنة ١٣٨٨ ه. ق ، مصر.

١٠ ـ أنساب الأشراف ، للبلاذري ، بتحقيق المحمودي ، طبعة سنة ١٣٩٤ بيروت ـ لبنان.

١١ ـ الأوائل ، لأبي هلال العسكري ، طبعة سنة ١٩٧٥ م ، دمشق ـ سوريا.

١٢ ـ الايضاح ، لابن شاذان ، طبعة سنة ١٣٩٢ ه. ق ـ جامعة طهران ـ إيران.

١٣ ـ بحار الأنوار ، للعلامة المجلسي ـ طبعة دار الوفاء ، بيروت ـ لبنان.

١٤ ـ البرهان في تفسير القرآن ، للبحراني ـ دار الكتب العلمية ـ قم ـ إيران.

١٥ ـ بهج الصباغة ، للتستري ، طبعة سنة ١٣٩٠ ه. ق. مكتبة الصدر ـ طهران ـ إيران.

١٦ ـ تاريخ بغداد ، للخطيب البغدادي ، نشر دار الكتاب العربي ، بيروت ـ لبنان.

١٧ ـ تاريخ الخلفاء ، للسيوطي ، طبعة سنة ١٣٧١ ه. ق ـ مصر.

١٨ ـ تاريخ المدينة ، لابن شبة ، طبعة سنة ١٤١٠ ه. ق. دار الفكر ـ قم ـ إيران.

١٩ ـ تاريخ اليعقوبي ، لابن واضح ، طبعة دار صادر ـ بيروت ـ لبنان.

٢٠ ـ ترجمة الإمام علي بن أبي طالب ، من تاريخ دمشق (بتحقيق المحمودي) طبعة بيروت ـ لبنا ن.

٢١ ـ تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ، طبعة سنة ١٣٨٣ ه. ق ـ النجف الأشرف ـ العراق.


٢٢ ـ تفسير العياشي ، نشر المكتبة العلمية الإسلامية ، طهران ـ إيران.

٢٣ ـ تلخيص المستدرك على الصحيحين ، للذهبي ، مطبوع بهامش المستدرك نفسه في الهند ، سنة ١٣٤٢ ه. ق.

٢٤ ـ الجامع الصحيح ، للترمذي ، نشر المكتبة الإسلامية ، للحاج رياض الشيخ.

٢٥ ـ حديث الثقلين ، للشيخ قوام الدين الوشنوي ، طبعة دار التقريب القاهرة.

٢٦ ـ حلية الأولياء ، لأبي نعيم ، طبعة سنة ١٣٨٧ ه. ق ، دار الكتاب العربي ـ بيروت ـ لبنان ـ.

٢٧ ـ الخصال ، للشيخ الصدوق ، طبعة سنة ١٤٠٣ ه ـ ق ، منشورات جماعة المدرسين ـ قم ـ إيران.

٢٨ ـ الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة ، منشورات مكتبة بصيرتي ، سنة ١٣٩٧ ه. ق ، قم ـ إيران.

٩ ٢ ـ روضة الواعظين ، للفتال النيسابوري ، طبعة الحيدرية ، سنة ١٣٨٦ ه. ق ـ النجف الأشرف ـ العراق.

٣٠ ـ سنن ابن ماجة ، طبعة سنة ١٣٧٣ ه. ق.

٣١ ـ سنن أبي داود ، نشر دار إحياء السنة النبوية.

٣٢ ـ شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد المعتزلي ، طبعة سنة ١٣٨٥ ه. ق ـ مصر ـ.

٣٣ ـ شواهد التنزيل ، للحسكاني ، طبعة الأعلمي ـ بيروت ـ سنة ٣٩٣ ١ ه. ق.

٣٤ ـ صحيح البخاري ، طبعة سنة ٣٠٩ ه. ق ـ مصر ـ.

٣٥ ـ صحيح مسلم. طبعة محمد علي صبيح وأولاده ـ مصر ـ.

٣٦ ـ الصواعق المحرقة ، لأحمد بن حجر الهيثمي المكي ، دار الطباعة المحمدية ـ القاهرة.

٣٧ ـ العمدة ، لابن البطريق ، طبعة مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين ، سنة ١٤٠٧ ه. ق ـ قم ـ إيران.

٣٨ ـ عيون الأخبار ، لابن قتيبة ـ دار الكتب ، مصر.

٣٩ ـ الغارات ، للثقفي ، طبعة مطبعة الحيدري ـ إيران.

٤٠ ـ الغدير ، للعلامة الأميني ، طبعة سنة ١٣٩٧ ه. ق ، دار الكتاب العربي ، بيروت ـ لبنان.

٤١ ـ الغيبة ، للطوسي ، مطبعة النعمان ، سنة ١٣٨٥ ه ـ ق النجف الأشرف ـ العراق.

٤٢ ـ الغيبة ، للنعماني ، مكتبة ا لصدوق ، طهرا ن ـ إيران.


٤٣ ـ فتح الباري ، للعسقلاني ، نشر دار المعرفة ، بيروت ـ لبنان.

٤٤ ـ فرائد السمطين ، للجويني ، طبعة بيروت.

٤٥ ـ قاموس الرجال ، للتستري ، طبعة طهران ـ مركز نشر الكتاب.

٤٦ ـ الكافي ـ الأصول ـ المطبعة الإسلامية ١٣٨٨ ه. ق ـ إيران.

٤٧ ـ كتاب سليم بن قيس ، طبعة سنة ١٤٠٧ ه. ق ، مؤسسة البعثة ، طهران ـ إيران.

٤٨ ـ كشف الغمة ، للإربلي رحمة الله عليه ، المطبعة العليمة ـ قم ـ إيران.

٤٩ ـ كفاية الأثر ، للخزاز القمي ، طبعة سنة ١٤٠١ ه. ق. مطبعة الخيام ـ قم ـ إيران.

٥٠ ـ كفاية الطالب ، للكنجي الشافعي ، المطبعة الحيدرية ، سنة ١٣٩٠ ه. ق النجف الأشرف العراق.

٥١ ـ إكمال الدين ، للشيخ الصدوق ـ طبعة سنة ١٣٩٥ ه. ق. طهران ـ إيران.

٥٢ ـ كنز العمال ، للمتقي الهندي ، طبعة الهند ، سنة ١٣٨١ ه. ق.

٥٣ ، ـ كنز الفوائد ، للكراجكي ، طبعة حجرية.

٥٤ ـ لسان العرب ، لابن منظور ، طبعة دار صادر ، بيروت ـ لبنان.

٥٥ ـ مجمع البيان (تفسير) ، للطبرسي ، طبعة دار إحياء التراث العربي ، بيروت ـ لبنان.

٦ ٥ ـ مجمع الزوائد ، للهيثمي ، طبعة سنة ٩٦٧ ١ م.

٥٧ ـ مر وج الذهب ، للمسعودي ، طبعة دار الأندلس ـ بيروت.

٥٨ ـ المستدرك على الصحيحين ، للحاكم النيسابوري ، طبعة الهند ، سنة ١٣٤٢ ه. ق.

٥٩ ـ المسترشد في الإمامة ، لابن جرير بن رستم الطبري ، طبعة الحيدرية ـ النجف الأشرف ـ العراق.

٦٠ ـ مسند أبي عوانة : طبعة الهند ، سنة ١٣٦٢ ه. ق.

٦١ ـ مسند أحمد بن حنبل ، طبعة مصر ، سنة ١٣١٣ د. ق.

٦٢ ـ معرفة الصحابة ، مخطوط ، في مكتبة طوب ، قپوسراي.

٦٣ ـ مقتل الحسين ، للخوارزمي ، منشورات مكتبة المفيد ، قم ـ إيران.

٦٤ ـ مكاتيب الرسول ، للأحمدي ، طبعة سنة ١٣٧٩ ه. ق ـ المطبعة العلمية قم ـ إيران.

٦٥ ـ المناقب ، للخوارزمي ، طبعة الحيدرية ، في النجف الأشرف ـ سنة ١٣٨٥ ه. ق.

٦٦ ـ مناقب آل أبي طالب ، لابن شهرآشوب ، طبعة مصطفوي ـ إيران.


٦٧ ـ مناقب علي بن أبي طالب ، لابن المغازلي ـ المطبعة الاسلامية سنة ١٣٩٤ ه. ق ، طهران ـ إيران.

٦٨ ـ منتخب الأثر ، للطف الله الصافي ، طبعة إيران ـ مكتبة الصدر.

٦٩ ـ منحة المعبود ، في ترتيب مسند الطيالسي ـ للساعاتي ، طبعة مؤسسة مكة للطباعة والإعلام ـ مكة المكرمة ـ الحجاز.

٧٠ ـ الموفقيات ، للزبير بن بكار طبعة سنة ١٩٧٢ م.

٧١ ـ ميزان الاعتدال ، للذهبي ، طبعة دار المعرفة ـ بيروت.

٧٢ ـ نزل الأبرار للبدخشاني الحارثي ـ طبعة سنة ١٤٠٣ ه. ق طهران ـ إيران.

٧٣ ـ النهاية في اللغة ، لابن الأثير ، طبعة دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.

٧٤ ـ نهج البلاغة ، (جمع الشريف الرضي رحمه‌الله تعالى) طبعة الاستقامة ، بشرح عبده.

٧٥ ـ نهج السعادة ، الطبعة الأولى ، بيروت ـ لبنان.

٧٦ ـ نور الأبصار للشبلنجي الشافعي ، طبعة مصر ـ المطبعة اليوسفية.

٧٧ ـ ينابيع المودة ، للقندوزي الحنفي ، طبعة إسلامبول ـ تركيا ـ سنة ١٣٠٩ ه. ق.

وثمة مصادر عديدة أخرى تعلم من هوامش البحث.

* * *


الغدير

في التراث الإسلامي

السيد عبد العزيز الطباطبائي

بسم الله الرحمن الرحيم

اعتاد المحدثون والحفاظ ـ خاصة القدامى منهم ـ أنهم إذ رأوا حديثا كثرت طرقه وتوفرت أسانيده وتنوعت وتجمعت لديهم وفرة من الطرق والروايات بألفاظ مختلفة أو متقاربة أفردوه بالجمع والتأليف ودونوه في جزء يخصه مثل حديث الطير وحديث رد الشمس وغير ذلك ، وقد تقدم في الأعداد السابقة ـ من موضوع أهل البيت عليهم‌السلام في المكتبة العربية ـ من ذلك الشئ الكثير ، ومن ذلك حديث الغدير وهو أولاها بذلك وأكثرها إسنادا وطرقا.

وكان هذا الأمر في القدامى منهم أكثر من غيرهم ولذلك ترى التأليف في حديث الغدير ـ مثلا ـ في القرن الرابع أكثر منه في القرون التي تليه.

ومكتبة الغدير في التراث الإسلامي أصبحت على مر العصور مكتبة غنية تستحق العناية بالسرد والعرض ثم الدراسة والبحث ، فقد أفرده بالتأليف كثير من العلماء والمحدثين والكتاب والمؤرخين والمتكلمين

وهذا عرض متواضع حسب التسلسل التأريخي ولما ألفوه في هذا الصدد على اختلاف قومياتهم ولغاتهم ومبادئهم واتجاهاتهم ، ولذلك اخترت لمقالي هذا عنوان :


الغدير في في التراث الإسلامي ليعم الجميع.

ونحن نذكر هنا ما بلغه علمنا ونالته يدنا ، ونحن على يقين بأن ما غاب عنا علمه أو كتم عنا خبره أكثر وأكثر مما عثرنا عليه واحتفظ لنا التاريخ ولي بمجرد اسمه وعنوانه.

وهذا مبلغ علمي وما نالته يدي من ذلك ، والله من وراء القصد ، وهو ولي التوفيق والهادي لمن يشاء إلى سواء السبيل ، وهو نعم المولى ونعم الوكيل.

السيد عبد العزيز الطباطبائي


القرن الثاني

جز فيه خطبة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم الغدير

١ ـ للخليل بن أحمد الفراهيدي ، وهو أبو عبد الرحمن اليحمدي العتكي الأزدي البصري ، صاحب كتاب «العين» وواضع علم العروض (١٠٠ ـ ١٧٥ ه).

ذكره أبو غالب الزراري أحمد بن محمد بن سليمان ـ المتوفى سنة ٣٦٨ ه ـ في رسالته إلى ابن ابنه محمد بن عبد الله ابن أحمد ، يترجم له فيها أسرته ، ويجيزه رواية كتبه وسماعاته ورواياته ، وعد هذا في ما أجاز له روايته ، فقال في ص ٨٣ : «جز فيه خطبة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله رواية الخليل ، كان وابن عمك حضرا بعض سماعه».

وذكره شيخنا رحمه‌الله في الذريعة ٥ / ١٠١ وقال : «جز في خطبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في يوم الغدير برواية الخليل بن أحمد النحوي ، المتوفى سنة ١٧٠ ، سمعه الشيخ أبو غالب الزراري عن مشايخه».

ومما يظهر أنه روى الخطبة بطولها من التابعين أو أتباع التابعين ثم أضاف إليها بعض الشروح اللغوية وفسر غريبه ، فأصبح جزء ينسب إليه يتداولونه بالرواية وا لسماع والإجازة.

وقال الذهبي في ترجمة الخليل من سير أعلام النبلاء ٧ / ٤٣٠ : «حدث عن أيوب السختياني وعاصم الأحول والعوام بن حوشب وغالب القطان».

وراجع مصادر ترجمة الخليل المذكورة بهامش سير أعلام النبلاء وأضف إلى ذلك أيضا رياض العلماء ٢ / ٢٤٩ ، تأسيس الشيعة الكرام لجميع فنون الإسلام (فن العروض) : ١٧٨ ، ومعجم رجال الحديث ٧ / ٧٦ ، وروضات الجنات ٣ / ٢٨٩ ، وتنقيح المقال ٢ / ١ ٠ ٤ ، وترجمته المطولة في أعيان الشيعة ٠ ٣ / ٥٠ ـ ١ ٩ ، وفي طبعة دار التعارف ٦ / ٣٣٧ ـ ٣٤٦ وتهذيب الكمال للمزي ٨ / ٢٦ ـ ٣٣٣ ، قاموس الرجال ٤ / ٩ ٢ ـ ٣١.


القرن الثالث

كتاب الولاية

٢ ـ للطاطري ، وهو أبو الحسن علي بن الحسن بن محمد الطائي الجرمي الكوفي المعروف بالطاطري لبيعه ثيابا يقال لها : الطاطرية.

ترجم له أبو العباس النجاشي ـ المتوفى سنة ٤٥٠ ه وشيخ الطائفة الطوسي ـ المتوفى سنة ٠ ٤٦ ه ـ في فهرسيهما ، فقال الأول منهما في رقم ٦٦٧ : «وكان فقيها ، ثقة في حديثه ، وكان من وجوه الواقفة وشيوخهم ، وهو أستاذ الحسن ابن محمد بن سماعة الصيرفي الحضرمي ، ومنه تعلم ، وكان يشركه في كثير من الرجال ...».

ثم عدد كتبه وننتقي منها : «كتاب التوحيد ، الإمامة ، المتعة ، الغيبة ، المناقب ، الولاية ، الإمامة.

أخبرنا أبو عبد الله ابن شاذان ، قال : حدثنا علي بن حاتم ، قال : حدثنا محمد بن ثابت ، قال : حدثنا علي بن الحسن بكتبه كلها.

وأخبرنا أحمد بن محمد بن هارون ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد [ابن عقدة] ، قال : حدثنا أحمد بن عمر بن كيسبة ومحمد بن غالب ، قالا : حدثنا علي بن الحسن بكتبه كلها».

وقال شيخ الطائفة في رقم ٣٩٢ : «كان واقفيا شديد العناد في مذهبه! صعب العصبية على من خالفه من الإمامية! وله كتب كثيرة في نصرة مذهبه ، وله كتب في الفقه ، رواها عن الرجال الموثوق بهم وبرواياتهم ، فلأجل ذلك ذكرناها ، منها ... كتاب فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام ... كتاب الولاية .. وقيل : إنها أكثر من ثلاثين كتابا.

أخبرنا برواياته كلها أحمد بن عبدون ، عن أبي الحسن علي بن محمد بن الزبير القرشي [ابن الكوفي] ، عن علي بن الحسن بن فضال وأبي الملك أحمد بن عمر بن كيسبة النهدي جميعا ، عن علي بن الحسن الطاطري».


وترجم له أيضا في كتاب الرجال في أصحاب الكاظم عليه‌السلام برقم ٤٦.

وذكره أيضا في كتاب «عدة الأصول» قال : «ولأجل ذلك [وثاقة الراوي] عملت الطائفة بما رواه بنو فضال وبنو سماعة والطاطريون».

وترجم له رشيد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب ـ المتوفى سنة ٥٨٨ ه ـ في «معالم العلماء» رقم ٤٣٧ وعدد كتبه وسمى منها : «فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام ، الولاية ...».

وذكر كتابه هذا شيخنا رحمه‌الله في الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٢٥ / ١٤٣ رقم ٨٣٢.

وله ترجمة في تنقيح المقال ٢ / ٢٧٨ رقم ٠ ٨٢٢ ، ومعجم رجال الحديث ١١ / ٣٤٤١ ، وراجع ترجمته ومصادرها في «أحسن التراجم في أصحاب الإمام الكاظم عليه‌السلام» للشبستري ١ / ٤٠٠ رقم ٣٠٣ فقد استقصى ووفى وكفى.

كتاب في حديث الغدير

٣ ـ لأبي جعفر البغدادي ، من أعلام القرن الثالث.

ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة أبي عثمان سعيد بن محمد بن صبيح المغربي ـ المتوفى سنة ٣٠٢ ه ـ فقال في ١٤ / ٢٠٦ : «بينا سعيد ابن الحداد جالس أتاه رسول عبيد الله ـ يعني المهدي ـ قال : فأتيته وأبو جعفر البغدادي واقف ... فإذا بكتاب لطيف! فقال لأبي جعفر : أعرض الكتاب على الشيخ ، فإنه (حديث غدير خم) قلت : هو صحيح وقد رويناه ...».

أقول : عبيد الله المهدي مؤسس الدولة الفاطمية في المغرب ، بويع في القيروان بيعة عامة سنة ٩٧ ٢ ه ، وابن صبيح المغربي توفي سنة ٢ ٠ ٣ ه ، فالكتاب مما ألف في القرن الثالث ، وأبو جعفر البغدادي لم أهتد إلى معرفته ، فلا هو الإسكافي لأنه توفي سنة ٢٤٠ ه ، ولا هو الطبري صاحب التاريخ ـ وإن كان له كتاب في حديث الغدير ـ لأنه لم يرحل إلى المغرب.


القرن الرابع

كتاب الولاية

في جمع طرق حديث «من كنت مولاه فعلي مولاه»

٤ ـ لأبي جعفر محمد بن جرير بن يزيد الطبري ، صاحب التاريخ والتفسير (٢٢٤ ـ ٣١٠ ه).

قال ياقوت في ترجمة الطبري من معجم الأدباء ٦ / ٤٥٢ عند عد مؤلفاته : «وكتاب فضائل علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه ، تكلم في أوله بصحة الأخبار الواردة في غدير خم ثم تلاه بالفضائل ولم يتم!».

وقال في ص ٤٥٥ وهذا نص ياقوت ، على أن الطبري صحح في سبب تأليفه لهذا الكتاب : «وكان إذا عرف من إنسان بدعة أبعده وأطرحه ، وكان قد قال بعض الشيوخ ببغداد بتكذيب غدير خم!!». وبلغ أبا جعفر ذلك فابتدأ بالكلام في فضائل علي بن أبي طالب ، وذكر طرق حديث خم ، فكثر الناس لاستماع ذلك ...».

وذكره الذهبي في ترجمة الطبري من تذكرة الحفاظ : ٧١٣ ، وحكى عن الفرغاني أنه قال : «ولما بلغه أن ابن أبي داود تكلم في حديث غدير خم! عمل كتاب الفضائل وتكلم على تصحيح الحديث ثم قال :

قلت : رأيت مجلدا من طرق هذا الحديث لابن جرير فاندهشت له ولكثرة تلك الطرق!».

أقول : يظهر من كلام الذهبي هذا أن الكتاب في أكثر من مجلد ، وإنما رأى الذهبي مجلدا منه ، وكان فيه من الطرق الصحيحة كثرة هائلة بحيث أدهش حافظا مثل الذهبي!

ولظهر من رسالة الذهبي في حديث «من كنت مولاه» أنه حصل فيما بعد على


المجلد الثاني من كتاب الطبري ، فقد جاء فيها في الحديث ٦١ : «قال محمد بن جرير الطبري في المجلد الثاني من كتاب غدير خم له ، وأظنه بمثل جمع هذا الكتاب نسب إلى التشيع! فقال : حدثني محمد بن حميد الرازي ...».

وترى هذا الذي عنده من طرق حديث الغدير الكثرة الهائلة التي استغرقت مجلدين ، ومجلد واحد منهما أدهش الحافظ الذهبي.

هذا الرجل ، مع هذا العلم الجم ، تراه في تاريخه يهمل هذا الحدث التاريخي العظيم العظيم! ولا يشير إلى الغدير من قريب ولا بعيدة!! لأن التاريخ يكتب كما يشاؤه الحكام.

ولكن لما بلغه أن بعض مناوئيه ومنافسيه ـ كابن أبي داود البربهاري وأمثالهما من الحنابلة ـ أنكر حديث الغدير ثارت حفيظته وأظهر من علمه ما كتم ردا على منافسه! وإبانة لجهله ، وليفضحه في الملأ ، فروى حديث الغدير في هذا الكتاب من خمس وسبعين طريقا ، وأضاف إليه مناقب أخرى كثيرة كان كتمها! كمناشدة أمير المؤمنين عليه‌السلام يوم الشورى ، وحديث الطير وأمثاله مما تجده في كتاب «شرح الأخبار» للقاضي نعمان المصري ـ المتوفى سنة ٣٦٦ ـ وهو قريب من عصر الطبري ، ولعله نثر كتابه كله في «شرح الأخبار» ولو كان نقل أحاديثه ، بأسانيدها لكان قد احتفظ لنا بكتاب الطبري بكامله.

ولاشتماله على فضائل كثيرة سماه السيد ابن طاوس في ما ينقل عنه في كتاب اليقين. «مناقب أهل البيت عليهم‌السلام».

ومن ناحية أخرى .. حيث ألف الطبري كتابه هذا ردا على إنكار بعض الحنابلة سماه بعضهم «الرد على الحرقوصية» أي الحنابلة ، نسبة إلى حرقوص بن زهير الخارجي.

فهذا أبو العباس النجاشي ـ المتوفى سنة ٤٥٠ ـ ذكره في فهرسه برقم ٨٧٩


قائلا : «محمد بن جرير أبو جعفر الطبري ، عامي ، له كتاب الرد على الحرقوصية ، ذكر طرق خبر يوم الغدير.

أخبرنا القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد ، حدثنا أبي ، قال حدثنا محمد بن جرير بكتابه الرد على الحرقوصية».

ولكن شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي ـ المتوفى سنة ٤٦٠ ـ ذكره في فهرسه بأسم : «كتاب غدير خم» مما فقال في رقم ٦٥٤. «محمد بن جرير الطبري ، يكنى أبا جعفر ، صاحب التاريخ ، عامي ، له كتاب (خبر) غدير خم وشرح أمره ، تصنيفه.

أخبرنا به أحمد بن عبدون ، عن أبي بكر الدوري ، عن ابن كامل ، عنه».

وهذا هو المشهور كما عبر عنه الذهبي حين نقل عنه غير مرة في كتابه في حديث «من كنت مولاه» كما تقدم.

وروى الذهبي في رسالته عن كتاب الطبري هذا في الأرقام ٠ ٢ ، ٣٣ ، ١ ٤ ، ٢ ٦ ، ٧٢ ، ١٠٨.

وقال ابن كثير في البداية والنهاية ١١ / ١٤٦ في ترجمة الطبري : «إني رأيت له كتابا جمع فيه أحاديث غدير خم في مجلدين ضخمين».

وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب ٧ / ٣٣٩ في ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام والكلام عن حديث الغدير : «وقد جمعه ابن جرير الطبري في مؤلف فيه أضعاف من ذكر [أي ابن عقده] صححه».

ولنا مع الطبري وكتابه هذا كلام طويل عريض نكله إلى محله في حرف الواو من مقالنا «أهل البيت في المكتبة العربية» فسوف نذكره هناك باسم : «كتاب الولاية» كما يعبر عنه ، ولو وفق الله سبحانه لاستيفاء الكلام فيه ولربما شغل وحده مقالا بكامله ، والله ولي التوفيق.


خصائص الغدير

٥ ـ أو خصائص يوم الغدير ، للكليني ، وهو ثقة الإسلام أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الأعور الرازي ثم البغدادي السلسلي ، مؤلف كتاب «الكافي في الحديث» المتوفى ببغداد في شعبان سنة ٣٢٨ ه.

ترجم له شيخ الطائفة الشيخ أبو جعفر الطوسي ـ قدس الله نفسه ـ في «الفهرست» برقم ٦٠٣ وقال : «ثقة عارف بالأخبار له كتب ...».

وترجم له أيضا في كتاب «الرجال» ص ٤٥٩ قائلا : «جليل القدر عالم بالأخبار وله مصنفات».

وترجم له أبو العباس النجاشي ـ المتوفى سنة ٤٥٠ ه ـ في «الفهرست» برقم ١٠٢٦ وقال. «شيخ أصحابنا في وقته بالري ووجههم المعروف بالكليني ، وكان أوثق الناس في الحديث وأثبتهم ، صنف الكتاب الكبير يسمى الكافي في عشرين سنة ، شرح كتبه : كتاب العقل ...

وله غير كتاب الكافي ، كتاب الرد على القرامطة ، كتاب رسائل الأئمة عليهم السلام ، كتاب تعبير الرؤيا ، كتاب الرجال ، كتاب ما قيل في الأئمة عليهم‌السلام من الشعر.

كنت أتردد إلى المسجد المعروف اللؤلؤي ـ وهو مسجد نفطويه النحوي ـ أقرأ القرآن على صاحب المسجد ، وجماعة من أصحابنا يقرأون كتاب الكافي على أبي الحسين أحمد بن أحمد الكوفي الكاتب ، حدثكم محمد بن يعقوب الكليني ...».

وهكذا تجد الثناء عليه بكل تجلة وتبجيل في كل كتبنا الرجالية والحديثية وأينما جرى له ذكر في غيرها ، ولكن المصادر العامية بين مهمل له كالخطيب والسمعاني وياقوت وابن الجوزي وما شاكل ، وبين ذاكر له بكل إيجاز! فالخطيب لفرط تعصبه لم


يترجم له في تاريخ بغداد على أنه انتقل إليها وأقام بها إلى آخر عمره ، وأملى الحديث بها إلى أن توفي ودفن بها ، وقبره بها معروف مزور.

مع ذلك كله أهمله! كما أهل الشيخ أبا جعفر الطوسي ـ المتوفى سنة ٤٦٠ ه وأبا العباس النجاشي ـ المتوفى ٤٥٠ ه وهما من معاصريه ومعايشيه ، ويشتركان معه في كثير من مشايخه ، ولعلهم كانوا يتلاقون ويلتقون كل يوم في حلقات سماع الحديث على مشايخ بغداد.

نعم ترجم للكليني عبد الغني بن سعيد الأزدي المصري المتوفى سنة ٤٠ ه «المؤتلف والمختلف» وضبطه بضم الكاف وقال : «من الشيعة المصنفين ، مصنف على مذهب أهل البيت عليهم‌السلام ٧ / ١٨٦ معاصر الخطيب وهو ابن ماكولا في الإكمال فقال : أما الكليني ـ بضم الكاف ، وإمالة اللام ، وقبل الياء نون ـ فهو أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني الرازي ، من فقهاء الشيعة والمصنفين في مذهبهم ، روى عنه أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم الصيمري وغيره ، وكان ينزل بباب الكوفة في درب السلسلة في بغداد ، وتوفي بها سنة ٣٢٨ ، ودفن بباب الكوفة في مقبرتها».

وترجم له ابن عساكر في تاريخه ١٦ / ١٣٧ وقال : «أبو جعفر الكليني الرازي ، من شيوخ الرافضة ، قدم دمشق ، وحدث ببعلبك عن أبي الحسين محمد بن علي الجعفري السمرقندي ومحمد بن أحمد الخفاف النيسابوري وعلي بن إبراهيم بن هاشم.

روى عنه أبو سعد الكوفي شيخ الشريف المرتضى ... وأبو عبد الله أحمد بن إبراهيم وأبو القاسم علي بن محمد بن عبدوس الكوفي وعبد الله بن محمد بن ذكوان».

ثم روى عنه بإسناده عن الصادق عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : «إعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله».

وذكره أبو السعادات ابن الأثير الجزري في المجددين على رأس المائة الثالثة فقال في «جامع الأصول» ١١ / ٣٢٣ : «وأما من كان على رأس المائة الثالثة : فمن أولي الأمر المقتدر بأمر الله! ومن الفقهاء وأبو جعفر محمد بن يعقوب الرازي من الإمامية».


وترجم له أخوه عز الدين في الكامل ٨ / ٣٦٤ قال في وفيات سنة ٣٢٨ ه : «وفيها توفي محمد بن يعقوب .. أبو جعفر الكليني وهو من أئمة الإمامية وعلمائهم».

وأثنى عليه الذهبي في المشتبه ٢ / ٥٥٣ قائلا : «محمد بن يعقوب الكلي من رؤوس فضلاء الشيعة في أيام المقتدر».

وأطراه بأكثر من هذا في سير أعلام النبلاء حيث ترجم له في ١٥ / ٢٨٠ وقال : «شيخ الشيعة وعالم الإمامية ، صاحب التصانيف ، أبو جعفر محمد بن يعقوب الرازي الكليني ، بنون».

روى عنه أحمد بن إبراهيم الصيمري وغيره ، وكان ببغداد ، وبها توفي ، وقبره مشهور ...

وترجم لها الصفدي في الوافي بالوفيات ٥ / ٢٢٦ وقال : «محمد بن يعقوب أبو جعفر الكليني ... من أهل الري ، سكن بغداد إلى حين وفاته ، وكان من فقهاء الشيعة والمصنفين على مذهبهم.

حدث عن أبي الحسين محمد بن علي الجعفري السمرقندي ومحمد بن أحمد الخفاف النيسابوري وعلي بن إبراهيم بن هاشم ، توفي سنة ٣٢٨».

وترجم له ابن حجر في تبصير المنتبه ٢ / ٧٣٧ وقال : «وأبو جعفر محمد بن يعقوب الكلبي! الرازي من فقهاء الشيعة ومصنفيهم ، يعرف بالسلسلي لنزوله درب السلسلة ببغداد».

أقول : كذا هنا في المطبوع : الكلبي ، على أنه ضبطه هو في التبصير ٣ / ١٢١٩ قائلا : «الكليني ، بالضم وإمالة اللام ثم ياء ساكنة ثم نون : أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني ، من رؤوس فضلاء الشيعة في أيام المقتدر وهو منسوب إلى كلين من قرى العراق».

وترجم له أيضا في لسان الميزان ٥ / ٤٣٣ قائلا : «محمد بن يعقوب بن إسحاق أبو جعفر الكليني بضم الكاف ... سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن أحمد بن عبد الجبار وعلي بن إبراهيم بن هاشم وغيرهما.


وكان من فقهاء الشيعة والمصنفين غلى مذهبهم ، توفي سنة ٣٢٨ ببغداد».

وتجد ترجمته وذكره الجميل بكل تجلة وإكبار في كل كتبنا الرجالية والحديثة منذ القرن الرابع وحتى الآن وإلى الخلود ، فلا نطيل بسرد مصادر ترجمته في كتب أصحابنا ، فلا يخلو شئ منها من ثنائه العاطر ، رحم الله معشر الماضين وألحقنا بسلفنا الصالحين.

كتاب الولاية ومن روى غدير خم

٦ ـ لابن عقدة ، وهو الحافظ أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن زياد بن عبد الله بن زياد بن عجلان ، مولى عبد الرحمن بن سعيد بن قيس السبيعي الهمداني الكوفي (٢٤٩ ـ ٣٣٣ ه).

ترجم له شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي رحمه‌الله في «الفهرست» رقم ٨٦ وسرد نسبه كما حكيناه وقال : «أخبرنا بنسبه أحمد بن عبدون ، عن محمد بن أحمد بن الجنيد.

وأمره في الثقة والجلالة وعظم الحفظ أشهر من أن يذكر ، وكان زيديا جاروديا ، وعلى ذ لك مات! أو إنما ذكرناه في جملة أصحابنا لكثرة رواياته عنهم وخلطته بهم وتصنيفه لهم».

ثم عدد كتبه ومنها : كتاب من روى عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ومسنده ، كتاب من روى عن الحسن والحسين عليهما‌السلام ، كتاب من روى عن علي بن الحسين عليه‌السلام وأخباره ، كتاب من روى عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام وأخباره ، كتاب من روى عن زيد بن علي ومسنده ، كتاب الرجال وهو كتاب من روى عن جعفر بن محمد عليه‌السلام ، كتاب الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ... كتاب الولاية ومن روى غدير خم ، كتاب فضل الكوفة ، كتاب من روى عن علي عليه‌السلام أنه قسيم النار كتاب [حديث] الطائر ، [كتاب] حديث الراية ، كتاب الشورى ... كتاب طرق تفسير قول الله عزوجل : (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) ، كتاب طرق حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنت مني بمنزلة هارون من موسى ،


كتاب تسمية من شهد مع أمير المؤمنين عليه‌السلام حروبه من الصحابة والتابعين ، كتاب الشيعة من أصحاب الحديث ، وله كتاب من روى عن فاطمة عليها‌السلام من أولادها ، وله كتاب يحيى بن الحسين بن زيد وأخباره (١).

أخبرنا بجميع رواياته وكتبه أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى الأهوازي ، وكان معه خط أبي العباس بالإجازة ، وشرح رواياته وكتبه عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد ، ومات أبو العباس بالكوفة سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة.

وترجم له في كتاب «الرجال» أيضا ، في باب (من لم يرو عنهم عليهم‌السلام) برقم ٣٠ وقال : «جليل القدر ، عظيم المنزلة ، له تصانيف كثيرة ، ذكرناها في كتاب الفهرست ، وكان زيديا جاروديا! إلا أنه روى جميع كتب أصحابنا ، وصنف لهم ، وذكر أصولهم ، وكان حفظة.

سمعت جماعة يحكون أنه قال : أحفظ مئة وعشرين ألف حديث بأسانيدها! وأذاكر بثلاثمائة ألف حديث!!».

وترجم له أبو العباس النجاشي في فهرسه برقم ٢٣٣ وقال : «هذا رجل جليل في أصحاب الحديث ، مشهور بالحفظ ، والحكايات تختلف عنه في الحفظ وعظمه ... وذكره أصحابنا لاختلاطه بهم ومداخلته إياهم وعظم محله وثقته وأمانته ...».

ثم عدد كتبه بنحو ما مر وكأنه أخذه من فهرس الطوسي ، إلى أن قال : «كتاب الولاية ومن روى غدير خم .. طرق حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (أنت مني بمنزلة هارون من موسى) عن سعد بن أبي وقاص .. كتاب صلح الحسن عليه‌السلام ، كتاب الحسن عليه‌السلام ومعاوية ، تفسير القرآن وهو كتاب حسن كبير ، وما رأيت أحدا ممن حدثنا عنه ذكره! (٢).

__________________

(١) سمى الشيخ كتبا أكثر من هذا حذفنا بعضها اختصارا ، واكتفينا بما كان منه حول العترة الطاهرة عليهم‌السلام وشيعتهم.

(٢) كانت نسخة منه عند السيد ابن طاووس وسماه «تفسير القرآن عن أهل بيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله» مجلد واحد ، راجع فهرس مكتبته : رقم ١٢٢.


وقد لقيت جماعة ممن لقيه وسمع منه وأجازه منهم ، من أصحابنا ومن العامة ومن الزيدية ، ومات أبو العباس بالكوفة سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة».

وترجم له الحفاظ ابن شهرآشوب السروي المتوفى سنة ٥٨٨ ه في «معالم العلماء» رقم ٧٧ ، ووثقه ، وقال : «ثقة ، زيدي ، إلا أنه مصنف لأصحابنا مثل كتاب ... وكتاب من روى غدير خم ... التسمية في فقه أهل البيت عليهم‌السلام ... كتاب يحيى ابن الحسين ، كتاب زيد وأخباره».

وترجم له العلامة الحلي ـ المتوفى سنة ٧٢٦ ه ـ في كتاب «خلاصة الأقوال» ص ٢٠٣ وقال : «جليل القدر ، عظيم المنزلة ، وكان زيديا ... وإنما ذكرناه من جملة أصحابنا لكثرة رواياته عنهم وخلطته بهم وتصنيفه لهم ، روى جميع كتب أصحابنا وصنف لهم ، وذكر أصولهم ، وكان حفظة ... له كتب ذكرناها في كتابنا الكبير [كشف المقال] منها كتاب أسماء الرجال الذين رووا عن الصادق عليه‌السلام ـ أربعة آلاف رجل ـ ، وأخرج فيه لكل رجل الحديث الذي رواه ، مات بالكوفة سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة».

وترجم له شيخنا صاحب الذريعة ـ رحمه‌الله ـ في أعلام القرن الرابع من طبقات أعلام الشيعة ، ص ٤٦ ، وقال : «روى عنه جماعة ، منهم أبو عبد الله محمد بن إبراهيم النعماني ـ تلميذ الكليني ـ في كتاب (الغيبة) وقال : (هذا الرجل ممن لا يطعن عليه في الثقة ولا في العلم بالحديث والرجال الناقلين له) ومنهم أبو غالب الزراري المتوفى سنة ٣٦٨ ه ..».

وترجم له سيدنا الأستاذ ـ دام ظله ـ في معجم رجال الحديث ٢ / ٤ ٢٧ ـ ٠ ٢٨ وقال : «وهو من مشايخ الكليني ، وقد روى عنه في موارد ، كما يأتي في تفصيل طبقات الرواة» ثم ذكره في طبقات الرواة من الجز نفسه ، ص ٦٤٩ ـ ٦٥٠. وعين موارد رواياته وعمن روى هو ، ومن روى عنه في الكتب الأربعة.

ومن مصادر ترجمته عدا ما تقدم : روضات الجنات ١ / ٢٠٨ رقم ٥٨ ، تنقيح المقال ١ / ٨٦ ، أعيان الشيعة ٣ / ٢ ١ ١ ـ ٦ ١ ١ ، قاموس الرجال ١ / ٢ ٠ ٦ ـ ٧ ٠ ٦ من طبعة جماعة


المدرسين في قم ، تهذيب المقال ٣ / ٤٧٣ ـ ٤ ٤٩ وله في هذه الأربعة الأخيرة ترجمة موسعة ، الجامع في الرجال ـ للعلامة المغفور له الشيخ موسى الزنجاني ـ ١ / ١٦٨ ، وأفرد الذهبي رسالة عن حياته مذكورة في مؤلفاته في مقدمة طبع سير أعلام النبلاء باسم «ترجمة ابن عقدة».

هذا ، وقد ترجم له أعلام العامة بكل تجلة وتبجيل ، ووثقوه ، وأثنوا على علمه وحفظه وخبرته وسعة اطلاعه ، وأرخوا ولادته ليلة النصف من المحرم سنة ٢٤٩ ه ووفاته في ٧ ذي القعدة سنة ٣٣٢ ه ، وترجموا لأبيه الملقب بعقدة في ضمن ترجمته ، راجع مثلا تاريخ بغداد ٥ / ٤ ١ ـ ٠ ٢ ، أنساب السمعاني ٩ / ١٦ (العقدي) المنتظم ٦ / ٣٣٦ ، العبر ٢ / ٣٠ ، تذكرة الحفاظ ، سير أعلام النبلاء ١٥ / ٣٤٠ ، الوافي بالوفيات ٧ / ٥ ٣٩. البداية والنهاية ١١ / ٩ ٠ ٢ ، لسان الميزان ١ / ٢٦٣ ، ومن المؤسف أن هذا الرجل العظيم لم يبق من مؤلفاته الكثيرة الكبيرة (٣) سوى وريقات توجد في دار الكتب الظاهرية بدمشق ، ضمن المجموعة رقم ٤٥٨١ ، با سم : جز من حديث ابن عقدة ، من الورقة ٩ ـ ١٥ ، راجع فهرس حديث الظاهرية ـ للألباني ـ : ٨٧ لم.

وأما كتاب الولاية

فقد ظل مرجعا ومنهلا لمن بعده ، واعتمده الفريقان كإجماعهم على وثاقة مؤلفة.

ففي القرن الخامس أخرج الشيخ الطوسي من رواياته في أماليه ، ورواها عنه بواسطة واحد بينه وبينه ، وهو ابن الصلت الأهوازي ، وكذلك الخطيب روى بواسطة مشايخه عنه في كتبه.

وفي القرن السادس أخرج ابن عساكر من طريقه روايات في ترجمة أمير

__________________

(٣) ذكر شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي ـ رحمه‌الله ـ في فهرسه ، في ترجمة ابن عقدة ، رقم ٨٦. «وله كتب كثيرة ، منها كتاب التاريخ ، ذكر من روى الحديث في الناس كلهم من العامة والشيعة وأخبارهم ، خرج منه شئ كثير ولم يتمه ، وكتاب السنن وهو كتاب عظيم ، قيل : إنه حمل بهيمة! لم مجتمع لأحد ، وقد جمعه هو ...».


المؤمنين عليه‌السلام من «تاريخ دمشق» عند سرده لروايات الغدير.

وذكره الحافظ ابن شهرآشوب ـ المتوفى سنة ٥٨٨ ه ـ في كتابه «مناقب آل أبي طالب» في كلامه عن حديث الغدير وطرقه ومن صنف في ذلك ، قال في ج ٣ ص ٢٥ : «العلماء مطبقون على قبول هذا الخبر ... ذكره محمد بن إسحاق [صاحب السيرة]  ... وأبو العباس ابن عقدة من مائة وخمس طرق ... وقد صنف علي بن هلال (بلال) المهلبي كتاب الغدير ، وأحمد بن محمد بن سعيد كتاب من روى غدير خم ...» (٤).

وبقي إلى القرن السابع فأفاد منه ابن الأثير المتوفى سنة ٦٣٠ ه في موارد من كتابه «أسد الغابة» واحتفظ الدهر إلى هذا القرن بنسخة كتبت في عهد المؤلف ، تاريخها سنة ٣٣٠ ه ، ساقها الله إلى مكتبة السيد رضي الدين علي بن طاووس الحلي ـ المتوفى سنة ٦٦٤ ه ـ في موارد من كتابه «الاقبال» عند كلامه عن عيد الغدير (٥) وسماه : حديث الولاية وقال عنه : «وجدت هذا الكتاب بنسخة قد كتبت في زمن أبي العباس ابن عقدة مصنفه ، تاريخها سنة ثلاثين وثلاثمائة ، صحيح النقل ، عليه خط الشيخ الطوسي وجماعة من شيوخ الإسلام ، وقد روى فيه نص النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على مولانا علي عليه‌السلام بالولاية من مائة وخمس طرق».

وقال رحمه‌الله في الباب ٣٥ من كتاب اليقين : «في ما نذكره من الجزء من فضائل مولانا علي عليه‌السلام ، جمع أبي العباس .. ابن عقدة .. مما رواه عنه عبد الواحد بن محمد بن عبد الله ابن المهدي الفارسي ... وفي أول الجز أن عبد الواحد الفارسي قرأه يوم السبت لليلتين خلتا من ذي الحجة سنة ٤٠٦.

وفي فهرس مكتبة ابن طاوس رقم ١٦١ باسم : جز من فضائل علي عليه السلام ، جمع أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة ، ولا أدري عنى به

__________________

(٤) وأورده عنه العلامة المجلسي ـ رحمه‌الله ـ في كتابه بحار الأنوار ٢٥ / ١٥٧.

(٥) الاقبال : ٤٥٣ ، وراجع الذريعة ٢٥ / ١٤٣ وفهرس مكتبة السيد ابن طاوس للعلامة الشيح محمد حسن آل ياسين حفظه الله ـ المنشور في مجلة المجمع العلمي العراقي.


رحمه‌الله ـ كتاب الولاية أو هو كتاب آخر لابن عقدة؟

وروى عنه أيضا في كتاب اليقين ، في الباب ٣٧ قال : «في ما نرويه ونذكره عن الحافظ ... ابن عقدة في ما ذكره في كتابه الذي سماه : (حديث الولاية) (٦) ..

رويناه من طرق كثيرة قد ذكرناها في كتاب الإجازات لما يخصني من الإجازات منها عن السيد السعيد فخار بن معد الموسوي ...».

فأورد رحمه‌الله إسنادا من أسانيده برواية الكتاب عن مؤلفه ابن عقدة.

وذكر الكنجي ـ المتوفى سنة ٦٥٨ ه ـ في «كفاية الطالب» ص ٦٠ عند كلامه عن حديث الغدير : «وجمع الحافظ ابن عقدة كتابا مفردا فيه».

وبقي الكتاب إلى القرن الثامن ، وسلم من عهد المغول وإباداتهم ، فهذا ابن تيمية يذكره في منهاج السنة ٤ / ٨٦ ، قال عند كلامه عن حديث الغدير : «وقد صنف أبو العباس ابن عقدة مصنفا في جمع طرقه ...».

وكان عند العلامة الحلي جمال الدين ابن المطهر ـ المتوفى سنة ٧٢٦ ه ـ قدس الله نفسه ، حيث ذكره في إجازته لبني زهرة ، ورواه لمم بإسناده عن مصنفه فقال في الإجازة [وقد أدرجها العلامة المجلسي في آخر كتابه «بحار الأنوار» في الجز ١٠٧ ص ١١٦] : «ومن ذلك كتاب الولاية ، تأليف أبي العباس أحمد بن [محمد بن] سعيد ، المعروف بابن عقدة الكوفي ، رواه الحسن بن الدربي ، عن الموفق أبي عبد الله أحمد ابن [محمد بن] شهريار الخازن ، عن عمه حمزة بن محمد ، عن خاله أبي علي [الحسن] ابن محمد بن الحسن ، عن أبيه محمد بن الحسن [الشيخ الطوسي] عن أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت الأهوازي ، عن أبي العباس أحمد بن سعيدا بن عقدة المصنف».

وأول الكتاب : «حديث أبي بكر بن أبي قحافة ، قال أبو العباس أحمد بن سعيد ابن عقدة ، حدثنا ..».

فروى الحديث الذي أورده الذهبي في أول رسالته في حديث «من كنت مولاه»

__________________

(٦) وذكره شيخنا رحمه‌الله في الذريعة ٦ / ٣٧٨ في حرف الحاء بهذا العنوان.


عن ابن عقدة فراجعه ...

وقد كان في حوزة تلميذ الذهبي ـ المتوفى سنة ٧٤٨ ه ـ فقد نقل عنه في رسالته في حديث الغدير (٧) في الأحاديث ، رقم ١ ، ١٢ ، ٤ ، ١١٤ ، ١١٥ ، ١١٦ ، ١٢١ ، ١٢٣ ، ١٢٤ ، وفي هذا الأخير رواه عنه بسنده إليه فقال : «أنبأنا أحمد بن أبي الخير ، عن عبد الغني ابن سرور الحافظ ، أنا محمد بن عمر الحافظ ، أنا حمزة بن العباس ، أنا أحمد بن الفضل ، أنا أبو سلمة بن شهدل ، أنا ابن عقدة ...» فروى حديث مناشدة أمير المؤمنين عليه‌السلام بالرحبة.

بل وبقي الكتاب حتى القرن التاسع ، فقد تحدث عنه ابن حجر ـ المتوفى سنة ٢ ٨٥ ه ـ في «تهذيب التهذيب» في آخر ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام ٧ / ٣٣٩ عند كلامه عن حديث الغدير ، وصححه وقال : «واعتنى بجمع طرقه أبو العباس ابن عقدة فأخرجه من حديث سبعين صحابيا أو أكثر ...».

وكذلك تحدث عنه في «فتح الباري» في نهاية شرحه لباب : مناقب علي بن أبي طالب [عليه‌السلام] ٧ / ٦١ فقال : «وأما حديث : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فقد أخرجه الترمذي والنسائي! وهو كثير الطرق جدا ، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد وكثير من أسانيدها صحاح وحسان ، وقد روينا عن الإمام أحمد قال : ما بلغنا عن أحد من الصحابة ما بلغنا عن علي بن أبي طالب».

وذكر في موارد من «الإصابة» منها ٤ / ٨٠ و ٤٢١ وسماه : كتاب الموالاة.

إلى هنا انقطع خبر الكتاب عنا إلا من نقل عنه بالواسطة كالشيخ المحدث الحر العاملي وغيره.

طرق حديث الغدير

٧ ـ للحسن بن إبراهيم العلو ي النصيبي ، من ذرية إسحاق بن جعفر الصادق.

__________________

(٧) الكتاب قيد التحقق وسوف يصر بمناسبة المؤتمر.


هكذا ترجم له ابن حجر في لسان الميزان ٢ / ١٩١ وقال : «ذكره أبو المفضل النباتي (الشيباني) في وجوه الشيعة وقال : سمعت عليه حديثا كثيرا ، وله تصنيف في طرق حديث العزيز! (الغدير) وروى عن محمد بن علي بن حمزة وغيره».

هذا كل ما في «لسان الميزان» وقد صحف الشيباني فيه عند الطبع بالنباتي ، وأبو المفضل الشيباني علم من أعلام المحدثين مشهور ، ولد سنة ٢٩٧ ه وتوفي سنة ٣٨٧ ه ، ترجم له ابن حجر في لسان الميزان ٥ / ٢٣١ ، كما صحف في الطبع : (الغدير) إلى (العزيز) وهو تصحيف واضح ، والنصيبي نسبة إلى نصيبين ، مدينة مشهورة في شمال العراق.

كتاب الغدير

٨ ـ لأبي الحسن علي بن بلال بن أبي معاوية بن أحمد الأزدي البصري ، من أعلام القرن الرابع.

ترجم له أبو العباس النجاشي وشيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي في فهرسيهما ، فقال الأول برقم ٦٩٠ : «شيخ أصحابنا بالبصرة ، ثقة ، سمع الحديث فأكثر ، وصنف [كتبا] كتاب المتعة .. كتاب البيان عن خيرة الرحمان ـ في إيمان أبي طالب وآباء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وعليهم ـ ، أخبرنا بكتبه محمد بن محمد [الشيخ المفيد] وأحمد بن علي بن نوح [أبو العباس السيرافي البصري].

وقال شيخ الطائفة ـ رحمه‌الله ـ في الفهرست : ٤١٤ فقال : «علي بن بلال المهلبي ، له كتاب الغدير ، أخبرنا أحمد بن عبدون عنه ، وله كتاب المسح على الرجلين ، وكتاب في فضل العرب ، وكتاب في إيمان أبي طالب عليه‌السلام ، وغير ذلك».

وترجم له في رجاله أيضا ، في باب (من لم يرو عنهم عليهم‌السلام) : ٥٨ ، قال : «علي بن بلال المهلبي روى عنه ابن حاشر».

وترجم له النديم في فهرسه : ٢٧٨ ، قال : «وله من الكتب كتاب الرشد والبيان».

أقول : قد صرح النجاشي بتوثيقه وأطراه بقوله : «شيخ أصحابنا بالبصرة» وعلم مما


تقدم أنه روى عنه ابن نوح السيرافي والشيخ المفيد وأحمد بن عبدون هو ابن الحاشر.

وترجم له سيدنا الأستاذ ـ دام ظله ـ في معجم رجال الحديث ١١ / ٢٨٣ ، وقال : «وطريقه إلى كتاب الغدير صحيح».

وذكره شيخنا العلامة ، الأميني رحمه‌الله في الغدير ١ / ١٥٥ وسمى كتابه حديث الغدير.

وترجم له شيخنا صاحب الذريعة ـ رحمه‌الله ـ في أعلام القرن الرابع من طبقات أعلام الشيعة : ١٧٦.

قال : «والمهلبي نسبة إلى مهلب بن بلال بن أبي صفرة الأزدي العتكي ...».

وله ترجمة في معالم العلماء ٥٩ ورياض العلماء ٣ / ٣٧٨ و ٣٨٦ ، وتنقيح المقال ٢ / ٢٧١ ، وذكر كتابه الغدير في حرف الغين من كتاب الذريعة إلى تصانيف الشيعة ١٦ / ٢٥.

أقول : وقال الحافظ ابن شهرآشوب ـ المتوفى سنة ٥٨٨ ه ـ في كتابه مناقب آل أبي طالب ٣ / ٢٥ عند كلامه عن حديث الغدير : «والعلماء مطبقون على قبول هذا الخبر ... ذكره محمد بن إسحاق ووو وقد صنف علي بن هلال (بلال) المهلبي كتاب الغدير».

طرق حديث الغدير

٩ ـ لأبي جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني الكوفي ، من أعلام المحدثين في القرن الرابع.

ترجم له الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٣٦ قائلا : «الشيخ الثقة المسند الفاضل ، محدث الكوفة ... وكان أحد الثقات عاش إلى سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة ...».

عده شيخنا رحمه‌الله في كتاب الغدير ١ / ١٠٤ في طبقات رواة حديث الغدير ، وذكر أنه ممن ألف فيه.


كتاب من روى حديث غدير خم

١٠ ـ للحافظ أبي بكر الجعابي ، محمد بن عمر بن سالم بن البراء بن سيار التميمي البغدادي ، قاضي الموصل ، تلميذ الحافظ ابن عقدة ، والشيخ الحافظ الدارقطني ، ولد سنة ٢٨٤ ه ، وتوفي سنة ٣٥٥ ه.

ترجم له الخطيب في تاريخ بغداد ٣ / ٢٦ ـ ٣١ ترجمة مطولة وحكى ثناء الناس على علمه وحفظه ، قال : «وله تصانيف كثيرة في الأبواب والشيوخ ، وحكي عن الجعابي أنه كان يقول : أحفظ أربعمائة ألف حديث ، وأذاكر بستمائة!».

حكى في ص ٢٧ عن أبي علي الحافظ أنه قال : «ولا رأيت في أصحابنا أحفظ من أبي بكر ابن الجعابي».

وقال : «قلت : حسب ابن الجعابي شهادة أبي علي له أنه لم ير في البغداديين أحفظ منه».

وحكى في ص ٢٨ عن أبي علي المعدل أنه قال : «ما شاهدنا أحفظ من أبي بكر ابن الجعابي ، وسمعت من يقول : إنه يحفظ مائتي ألف حديث ، ويجيب في مثلها ، إلا أنه كان يفضل الحفاظ ، فإنه كان يسوق المتون بألفاظها ، وأكثر الحفاظ يتسامحون في ذلك وإن أثبتوا المتن ، وإلا ذكروا لفظة منه أو طرفا وقالوا : وذكر الحديث ، وكان يزيد عليهم بحفظ المقطوع والمرسل والحكايات والأخبار ، ولعله كان يحفظ من هذا قريبا مما يحفظ من الحديث المسند الذي يتفاخر الحفاظ بحفظه ، وكان إماما في المعرفة بعلل الحديث وثقات الرجال من معتليهم ... قد انتهى هذا العلم إليه حتى لم يبق في زمانه من يتقدمه في الدنيا ...».

وترجم له أبو العباس النجاشي ـ المتوفى سنة ٤٥٠ ه في فهرسه برقم ١٠٥٥ ووصفه بالحافظ القاضي وقال : «كان من حفاظ الحديث وأجلاء أهل العلم ، له كتاب : الشيعة من أصحاب الحديث وطبقاتهم ، وهو كتاب كبير سمعناه من أبي الحسين محمد ابن عثمان ، وكتاب طرق من روى عن أمير المؤمنين عليه‌السلام. (إنه لعهد النبي


الأمي إلي أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق) كتاب ذكر من روى مؤاخاة النبي لأمير المؤمنين عليهما‌السلام ... كتاب من روى الحديث من بني هاشم ومواليهم ، كتاب من روى حديث غدير خم ... كتاب أخبار آل أبي طالب عليه‌السلام ، كتاب أخبار علي بن الحسين عليه‌السلام.

أخبرنا بسائر كتبه شيخنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان رضي الله عنه».

وعده الحافظ ابن شهرآشوب في كتاب مناقب آل أبي طالب ٣ / ٢٥ ممن ألف في حديث الغدير فقال عند عد المصنفين فيه : «وأبو بكر الجعابي من مائة وخمس وعشرين طريقا ...».

وذكر عن الصاحب الكافي أنه قال : «روى لنا قصة غدير خم القاضي أبو بكر الجعابي عن أبي بكر وعمر ... فعد أكثر من ثمانين صحابيا».

وحكاه عنه العلامة المجلسي رحمه‌الله في كتاب بحار الأنوار ٣٧ / ١٥٧.

وأخرج عنه الذهبي في رسالته في حديث الغدير في الرقم ٤٨ ، فراجع.

وللجعابي ترجمة في أنساب السمعاني ، المنتظم ٧ / ٣٦. تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٢٥ ، سير أعلام النبلاء ١٦ / ٨٨ ، الوافي بالوفيات ٤ / ٢٤٠ ، طبقات الحفاظ : ٣٧٥.

طرق حديث الغدير

١١ ـ لأبي طالب الأنباري عبيد الله بن أبي زيد أحمد بن يعقوب بن نصر بن طالب ، المتوفى بواسط سنة ٣٥٦ ه ، يعرف عندنا بأبي طالب الأنباري ، وعند غيرنا بابن أبي زيد.

ترجم له النديم في الفهرست ص ٢٤٧ فقال : «أبو طالب عبيد الله بن أحمد بن يعقوب الأنباري ، وكان مقيما بواسط ، وقيل : إنه من الشيعة البابوشية [كذا والظاهر : الناووسية] قال لي أبو القاسم بوباش بن الحسن أن له مائة وأربعون كتابا ورسالة ، فمن ذلك كتاب البيان عن حقيقة الإنسان ، كتاب الشافي في علم الدين


كتاب الإمامة».

وترجم له شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي وأبو العباس النجاشي في فهرسيهما ، فقال الأول منهما في رقم ٤٤٦ : «عبد الله بن أبي أحمد بن أبي زيد الأنباري ، يكنى أبا طالب ، وكان مقيما بواسط ، وقيل : إنه كان من الناووسية ، له مائة وأربعون كتابا ورسالة ، فمن ذلك : كتاب البيان ...

أخبرنا بكتبه ورواياته أبو عبد الله أحمد بن عبدون ، المعروف بابن الحاشر ـ رحمه‌الله ـ ، سماعا وإجازة».

وترجم له أيضا في رجاله ، في باب (من لم يرو عنهم).

وقال النجاشي ٦١٧ : «عبيد الله بن أبي زيد أحمد بن يعقوب بن نصر الأنباري ، شيخ من أصحابنا ، يكنى أبا طالب ، ثقة في الحديث ، عالم به ، كان قديما من الواقفة!

قال أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله [الغضائري] : قال أبو غالب الزراري : كنت أعرف أبا طالب أكثر عمره واقفا مختلطا بالواقفة ، ثم عاد إلى الإمامة ، وجفاه أصحابنا ، وكان حسن العبادة والخشوع ، وكان أبو القاسم بن سهل الواسطي العدل يقول : ما رأيت رجلا كان أحسن عبادة ، ولا أبين زهادة ، ولا أنظف ثوبا ، ولا أكثر تحليا من أبي طالب ، وكان يتخوف من عامة واسط أن يشهدوا صلاته ، ويعرفوا عمله ، فينفرد في الخراب والكنائس والبيع ، فإذا عثروا به وجد على أجمل حال من الصلاة والدعاء.

وكان أصحابنا البغداديون يرمونه بالارتفاع! له كتاب أضيف إليه يسمى كتاب الصفوة.

قال الحسين بن عبيد الله : قدم أبو طالب بغداد ، واجتهدت أن يمكنني أصحابنا من لقائه فأسمع منه ، فلم يفعلوا ذلك!

وله كتب كثيرة ، منها : كتاب الانتصار للشيع من أهل البدع ، كتاب المسائل المفردة والدلائل المجردة ، كتاب أسماء أمير المؤمنين عليه‌السلام ، كتاب في التوحيد والعدل والإمامة ، كتاب طرق حديث الغدير ، كتاب طرق حديث الراية ، كتاب طرق


حديث : أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، كتاب التفضيل ، كتاب أدعية الأئمة عليهم‌السلام ، كتاب فدك ، كتاب مزار أبي عبد الله عليه‌السلام ، كتاب طرق حديث الطائر ، كتاب طرق قسيم النار ، كتاب التطهير ، كتاب الخط والقلم ، كتاب أخبار فاطمة عليها‌السلام ، كتاب فرق الشيعة ، كتاب الإبانة عن اختلاف الناس في الإمامة ، كتاب مسند خلفاء بني العباس.

أخبرني أحمد بن عبد الواحد عنه بجميع كتبه ، ومات أبو طالب بواسط سنة ست وخمسين وثلاثمائة».

أقول : لم يترجم له الخطيب على عادته في أمثاله من أعلام أصحابنا ، على أنه كان قد ورد بغداد كما تقدم وحدث بها ، وممن سمع منه أحمد بن عبد الواحد ، المعروف بابن عبدون وابن الحاشر البغدادي ـ المتوفى سنة ٤٢٣ ه ، وروى عنه كتبه ، وهو من مشايخ العلمين الطوسي والنجاشي ، رويا عنه كتب أبي طالب الأنباري ورواياته.

ولكن ، ترجم له ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد ٢ / ٢٧ ـ ٣٤ وقال : «كان أديبا ، راوية للأخبار والأشعار حدث بكتاب (الخط والقلم) من جمعه ، وروى فيه عن أحمد ابن محمد المعطي ...

روى عنه أبو الفوارس القاسم بن محمد بن جعفر المري سنة ٣١٨ ، وأبو محمد هارون بن موسى التلعكبري ، وأبو بكر محمد بن زهير بن أخطل بن زهير ، وأبو الحسين علي بن عبد الرحيم بن دينار الواسطي ، وعبد الصمد بن أحمد بن خنبش الخولاني ، وأبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران ابن الجندي ، وكان من شيوخ الشيعة.

قرأت في كتاب فهرست العلماء لمحمد بن إسحاق النديم بخطه ، قال : مات أبو طالب عبيد الله بن أحمد بن يعقوب الأنباري وكان مقيما بواسط " إلى آخر ما مر عن فهرست النديم.

وترجم له ابن حجر في لسان الميزان ٤ / ٩٥ وقال : «عبيد الله بن أحمد بن يعقوب بن نصر الأنباري أبو طالب ابن أبي زيد.

روى عن أبي بكر بن أبي داود ، ويوسف بين يعقوب القاضي ، وأبي العباس


ثعلب ، وأبي العباس ابن عمار في آخرين ، وجمع كتابا سماه الخط والقلم ، وكان راوية للأخبار : روى عنه أبو الحسين ابن دينار ، وأبو الحسن ابن الجندي ، وأبو بكر بن زهير ابن أخطل وغيرهم ، وكان من شيوخ الشيعة ، ذكره ابن النجار ... وذكر له محمد بن إسحاق النديم عدة تواليف تبلغ مائة وأربعين ما بين كتاب ورسالة ، قال : وكان مقيما بواسط ، مات في وسط المائة الرابعة».

أقول : ذكره شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي ـ قدس الله نفسه ـ في من أسمه عبد الله مكبرا ، وتبعه ابن شهرآشوب في «معالم العلماء» فإنه كتلخيص لفهرست الشيخ مع تذييل عليه ، وكذا العلامة الحد في «خلاصة الأقوال» أورده في القسم الأول (الثقات) عبد الله مكبرا.

وأجمع الباقون من الفريقين على تسميته عبيد الله مصغرا وأظنه هو الصحيح.

كما أن هناك خلافا في فهرسي الطوسي والنجاشي ، ففي الأول : «ابن أحمد بن أبي زيد» وفي الثاني : «ابن أبي زيد أحمد» وأظن هذا هو الصحيح.

ومن مصادر ترجمته : معالم العلماء : ٤٩٩ ، خلاصة الأقوال : ١٠٦ ، رجال ابن داود : رقم ٨٢٣ ، تنقيح المقال : ١٦٢ ـ ١٦٤ ترجمة مطولة ، قاموس الرجال ٥ / ٣٦٩ ، أعلام القرن الرابع من طبقات أعلام الشيعة : ١٥١ و ١٦١ ، معجم رجال الحديث ١٠ / ٨٨ و ١٠٦ و ١١ / ٦٣ و ٦٤ و ٦٥ ، أعلام الزركلي ٤ / ١٩٢ ، معجم المؤلفين ٦ / ٢٣٧.

طرق حديث الغدير (جز في ...)

١٢ ـ للحافظ الدارقطني ، أبي الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي البغدادي ، المتوفى سنة ٣٨٥ ه.

ترجم له الخطيب في تاريخ بغداد ١٢ / ٣٤ وقال : «وكان فريد عصره وقريع دهره ونسيج وحده وإمام وقته ، إنتهى إليه علم الأثر والمعرفة بعلل الحديث وأسماء الرجال وأحوال الرواة مع الصدق ...».

وله ترجمة في الوافي بالوفيات ٢١ / ٣٤٨ وأنظر المصادر الكثيرة المذكورة بهامشه ،


وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ١ / ١٤٧ ، وسير أعلام النبلاء ١٦ / ٤٤٩ ـ ٤٦١ وأنظر المصادر التي ذكرها المحقق في تعليقه ، وحكى الذهبي في ص ٤٥٧ عن الحاكم قوله : «وله مصنفات يطو ل ذكرها» وقوله ثانية في ص ٤٥٧. «ومصنفاته يطول ذكرها».

قال الكنجي في «كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب» عند كلامه عن حديث الغدير ـ ص ٦٠ ـ : «جمع الحافظ الدارقطني طرقه في جزء».

من روى حديث غدير خم

١٣ ـ لأبي المفضل الشيباني ، محمد بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله بن البهلول بن همام بن المطلب البغدادي (٢٩٧ ـ ٣٨٧ ه).

ترجم له أبو العباس النجاشي وشيخ الطائفة الطوسي في فهرسيهما ، فقال الأول منهما في رقم ١٠٥٩ ـ بعد أن أنهى نسبه إلى ذهل بن شيبان ـ : «كان سافر في طلب الحديث عمره ، أصله كوفي ، وكان في أول أمره ثبتا ثم خلط! ورأيت جل أصحابنا يغمزونه ويضعفونه.

له كتب كثيرة منها كتاب شرف التربة ، كتاب مزار أمير المؤمنين عليه‌السلام ، كتاب مزار الحسين عليه‌السلام ... : كتاب من روى حديث غدير خم ... رأيت هذا الشيخ وسمعت منه كثيرا ثم توقفت عن الرواية عنه إلا بواسطة بيني وبينه».

ووصفه شيخ الطائفة في فهرسه رقم ٦١١ ، بقوله : «كثير الرواية ، حسن الحفظ ، غير أنه ضعفه جماعة من أصحابنا ، له كتاب الولادات الطيبة ، وله كتاب الفرائض ، وله كتاب المزار وغير ذلك ، أخبرنا بجميع رواياته عنه جماعة من أصحابنا».

وترجم له الخطيب في تاريخ بغداد ٥ / ٤٦٦ وسرد نسبه ، وأرخ ولادته ، وأرخ وفاته في ٢٩ ربيع الثاني ، وحكى عنه قوله : «وأول سماعي الصحيح سنة ٣٠٦» وذكر روايته عن الطبري والباغندي والبغوي وابن أبي داود ، قال : «وعن خلق كثير من المصريين والشاميين والجزيريين وأهل الثغور ، ... فكتب الناس عنه بانتخاب الدارقطني ، ثم بان كذبه! ... ويملي في مسجد الشرقية ...».


وترجم له ابن عساكر في تاريخه ١٥ / ٥٤٨ وعدد شيوخه الدمشقيين والبغداديين ، ثم الذين رووا عنه من الشاميين والعراقيين ترجمة مطولة.

أقول : وهو مترجم في أكثر كتبنا الرجالية فلا مجال ولا حاجة إلى نقل أقوالهم ، وترجم له شيخنا المقدس صاحب الذريعة رحمه‌الله في أعلام القرن الرابع من طبقات أعلام الشيعة ص ٢٨٠ ، قال : «وأدرك مشايخ كثيرين حتى كتب تلميذه الراوي عنه ، الذي هو من مشايخ النجاشي ، وهو أبو الفرج القناني محمد بن علي بن يعقوب. وصنف كتاب معجم رجال أبي المفضل ، وهو في ترجمة مشايخه كما ينبئ عنه اسمه ، ومنهم الكليني المتوفى سنة ٣٢٨ ه ـ وأبو علي ابن همام والحسين بن علي البزوفري ... إلى قوله : فظهر أن للنجاشي يوم وفاة أبي المفضل خمس عشرة سنة فتركه للرواية عنه إلا بالواسطة إنما هو لاحتياطه من جهة صغر سنه وقت السماع ، لا من جهة غمز الأصحاب فيه ، لأنه حكى الغمز عنهم من دون تصديق».

وترجم له سيدنا الأستاذ ـ دام ظله ـ في معجم رجال الحديث ١٦ / ٢٤٤ وقال في ص ٢٤٥ : «وطريق الشيخ إليه صحيح».


القرن الخامس

طرق حديث «من كنت مولاه فعلي مولاه»

١٤ ـ للحاكم النيشابوري وهو الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد ابن حمدويه ، ابن البيع الشافعي صاحب المستدرك على الصحيحين (٣٢١ ـ ٤٠٥ ه).

تقدم له في العدد ١٨ ص ٦٧ : قصة الطير ، وهي رسالته في طرق حديث الطير ، وترجمنا له هناك بشئ من البسط والاسهاب ، كما تطرقنا هناك لحديث الطير ، وذكرنا رواته وطرقه وأسانيده ومصادره والكتب المؤلفة فيه بما وسعه المجال واقتضاه الحال.

كما وتقدم للحاكم كتابه هذا «طرق حديث من كنت مولاه» في أول العدد ١٦ ، وتقدم له هناك أيضا «طرق حديث الراية» وهو قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم خيبر : «لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله [كرار غير فرار] لا يرجع حتى يفتح الله على يديه» فبات أصحابه يدوكون تلك الليلة أيهم يعطاها ، وفيهم أبو بكر وعمر ، على أنهما أخذاها يوم أمس ففرا منهزمين! فلما أصبح صلى‌الله‌عليه‌وآله دفعها إلى علي عليه‌السلام ، ففتح خيبر وقلع بابها وتترس بها.

وهذا حديث صحيح متواتر ثابت في الصحيحين وبقية الصحاح والسنن والمسانيد ومعاجم الحديث وغيرها ، وراجع كنموذج لذلك تاريخ ابن عساكر ، ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام ، ج ١ من الحديث رقم ٢١٨ ـ ٢٩٠ وراجع ما بهامشه من مصادر وزيادة طرق.

وتقدم له هناك «طرق حديث المنزلة» وهو قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أما ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي».

وهذا أيضا حديث صحيح متواتر ، مخرج في الصحيحين وبقية الصحاح والسنن والمسانيد والمعاجم الحديثية ، كثير الطرق جدا ، أفرده بالتأليف غير واحد.

قال ابن كثير في تاريخه في ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام ، بعد ما أورد جملة


صالحة من طرق حديث المنزلة وألفاظه ومصادره ، قال في ج ٧ / ٣٤١ : «وقد تقصى الحافظ ابن عساكر هذه الأحاديث في ترجمة علي في تاريخه فأجاد وأفاد ، وبرز على النظراء والأشباه والأنداد ، رحمه رب العباد يوم التناد».

أقول : تقصاها ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام في الجزء الأول من رقم ٣٣٦ ـ ٤٥٦ ، وراجع بهوامشها من زيادة طرق ومصادر.

وتقدم للحاكم في العدد ٦٨ : «طرق حديث : تقتل عمارا الفئة الباغية» وتقدم له في العدد ١٧ ص ١٢٦. «فضائل فاطمة».

يوم الغدير

١٥ ـ للغضائري ، وهو أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم البغدادي ، المتوفى سنة ٤١١ ه.

ترجم له تلميذاه النجاشي والطوسي ، قال النجاشي في فهرسه برقم ١٦٦ : «له كتب منها : كتاب التمويه والغمة ، كتاب التسليم على أمير المؤمنين (عليه‌السلام) بإمرة المؤمنين ... كتاب البيان عن خبوة (خيرة) الرحمان ... كتاب يوم الغدير ، كتاب الرد على الغلاة والمفوضة ، كتاب سجدة الشكر ، كتاب مواطن أمير المؤمنين عليه‌السلام ...

أجازنا جميعها وجميع رواياته عن شيوخه ، ومات رحمه‌الله في نصف صفر سنة إحدى عشرة وأربعمائة».

وترجم له شيخ الطائفة الطوسي في كتاب «الرجال» في باب (من لم يرو عنهم عليهم‌السلام) برقم ٢ ٥ : «الحسين بن عبيد الله الغضائري ، يكنى أبا عبد الله ، كثير السماع بالرجال ، وله تصانيف ذكرناها في الفهرست ، سمعنا منه وأجاز لنا بجميع رواياته ، مات سنة ٤١١».

أقول : لم نر ترجمة للغضائري ولا لابنه أحمد في فهرست الشيخ ، لا في نسخه المطبوعة ، ولا في ما رأيت من نسخه المخطوطة ، لم فقد قابلت «الفهرست» من أوله إلى آخره على أكثر من عشر نسخ من خيرة ما يوجد من مخطوطاته فلم أجد فيه ذكرا


للغضائري. نعم ، ترجمة الحسن بن محبوب ساقطه من المطبوع موجودة في النسخ المخطوطة.

وترجم له الذهبي ـ أيضا ـ في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٣٢٨ وقال : «شيخ الشيعة وعالمهم أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم البغدادي الغضائري ، يوصف بزهد وورع وسعة علم ، يقال : كان أحفظ الشيعة لحديث أهل البيت غثه وسمينه.

روى عنه أبو جعفر الطوسي وابن النجاشي الرافضيان! وهو يروي عن أبي بكر الجعاب وسهل بن أحمد الديباجي وأبي المفضل الشيباني.

قال الطوسي تلميذه : خدم العلم وطلبه لله ، وكان حكمه أنفذ من حكم الملوك!.

وقال ابن النجاشي : صنف كتبا منها : كتاب يوم الغدير ، وكتاب مواطئ [مواطن] أمير المؤمنين ، وكتاب الرد على الغلاة ، وغير ذلك ، مات في صفر سنة ٤١١.

قلت : هو من طبقة الشيخ المفيد في الجلالة عند الإمامية يفتخرون بهما يخضعون لعلمهما ...».

كما لم يترجم الشيخ الطوسي ولا النجاشي في فهرسيهما لابنه أبي الحسين أحمد ابن الحسين ، المعروف بابن الغضائري ولا " المنسوب إليه كتاب " الرجال " المنسوب إلى ابن الغضائري ، وقد ذكره الشيخ في مقدمة " الفهرست " عند كلامه عن فهارس الأصحاب وما صنفوه ، قال في ص ٢٣ : «ولم أجد أحدا منهم استوفى ذلك ... ولم يتعرض أحد منهم لاستيفاء جميعه إلا ما كان قصده أبو الحسين أحمد بن الحسين بن عبيد الله رحمه‌الله ... واخترم هو رحمه‌الله وعمد بعض ورثته إلى إهلاك هذين الكتابين! ...».

وراجع : الذريعة ١٠ / ٨٧ ـ ٨٩ ، وراجع : مصفى المقال في مصنفي علم الرجال ـ لشيخنا صاحب الذريعة أيضا رحمه‌الله : ٤٥ ـ ٤٨ ، وذكر رحمه‌الله كتابه هذا [يوم الغدير] في الذريعة ٢٥ / ٣٠٣.


وترجم الصفدي للغضائري في الوافي بالوفيات ١٢ / ٤٢١ فقال : «الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم الغضائري ، كان من كبار شيوخ الشيعة ، وكان ذا زهد وورع وحفظ ..».

وترجم له الذهبي في الميزان وابن حجر في لسانه وذكرا له كتابه هذا «يوم الغدير».

ومن مصادر ترجمته في كتب أصحابنا سوى ما تقدم : خلاصة الأقوال ـ للعلامة الحلي ـ ٥٠ ، كتاب الرجال ـ لابن داود الحلي ـ : ١٢٤ ، رياض العلماء ـ لعبد الله أفندي ـ ٢ / ١٢٩ ـ ١٣٦ ، أمل الآمل ـ للحر العاملي ـ ٢ / ٩٤ رقم ٢٥٥ ، رجال بحر العلوم ٢ / ٢٩٥ ـ ٣٠٥ ، الكنى والألقاب ـ للمحدث القمي ـ ٢ / ٤٩٦ ، تنقيح المقال ـ للعلامة المامقاني ـ ١ / ٣٣٣ ، قاموس الرجال ـ للتستري ـ ٣ / ٤ ٢٩ ، أعيان الشيعة للسيد الأمين العاملي ٦ / ٨٣ ـ ٨٦ ، معجم رجال الحديث للإمام الخوئي ٦ / ٤٦ ، طبقات أعلام الشيعة لشيخنا صاحب الذريعة (أعلام القرن الخامس) : ٦٤ ، تهذيب المقال ـ للعلامة الأبطحي ـ ٢ / ٢٧٧ ـ ٢٨٥ ، بهجة الآمال ـ للعلياري ـ ٣ / ٢٧٧ ، الجامع في الرجال ـ للمغفور له الشيخ موسى الزنجاني ـ ١ / ٠ ٦١ ـ ٦١٢.

رسالة في أقسام المولى ، رسالة في معنى المولى

١٦ ـ كلاهما للشيخ المفيد ، معلم الأمة ، أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي العكبري البغدادي ، زعيم الشيعة في بغداد ، بل رئيس الطائفة كلها في عصره (٣٣٨ ـ ٤١٣ ه).

ترجم له تلميذاه شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي وأبو العباس النجاشي في فهرسيهما.

فقال أبو جعفر الطوسي : «٧١٠ ـ محمد بن محمد بن النعمان ، يكنى أبا عبد الله ، المعروف بابن المعلم ، من جلة متكلمي الإمامية ، انتهت رئاسة الإمامية في وقته إليه في العلم ، وكان مقدما في صناعة الكلام ، وكان فقيها متقدما فيه ، حسن الخاطر ، دقيق


الفطنة ، حاضر الجواب ، وله قريب من مائتي مصنف ، كبار وصغار وفهرست كتبه معروف.

ولد سنة ٣٣٨ ، وتوفي لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة ٤١٣ ، وكان يوم وفاته لم ير أعظم منه من كثرة الناس للصلاة عليه ، وكثرة البكاء من المخالف له والمؤالف.

فمن كتبه ... سمعنا منه هذه الكتب كلها ، بعضها قراءة عليه وبعضها يقرأ عليه غير مرة».

وترجم له النجاشي برقم ١٠٦٧ وسرد نسبه إلى يعرب بن قحطان ثم قال : «شيخنا واستاذنا رضي‌الله‌عنه ، فضله أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والرواية والثقة والعلم ، وله كتب ... وكان مولده يوم الحادي عشر من ذي القعدة سنة ٣٣٦ ، وصلى عليه الشريف المرتضى أبو القاسم علي بن الحسين (٨) بميدان الأشنان وضاق عل الناس مع كبره ...».

وترجم له معاصره النديم في «الفهرست» ص ٢٢٦ ، وقال : «في عصرنا انتهت رياسة متكلمي الشيعة إليه ، مقدم في صناعة الكلام على مذاهب أصحابه دقيق الفطنة ، ماضي الخاطر ، شاهدته فرأيته بارعا ، وله من الكتب».

وكرر ترجمته في ص ٢٤٧ وقال. «ابن المعلم ، أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ، في زماننا إليه انتهت رياسة أصحابه من الشيعة الإمامية في الفقه والكلام

__________________

(٨) والشريفان الرضي والمرتضي علم الهدى من جملة تلامذته المتخرجين عليه في الفقه والأصول والكلام والحديث وغير ذلك.

وقصة رؤياه في المنام فاطمة الزهراء سلام الله عليها مشهورة ، وفي الكتب مسطورة أنه رآها جاءت إليه آخذة بيد ولديها وقالت له : يا شيخ علمهما الفقه! فانتبه متعجبا من ذلك ، فلما تعالى النهار في صبيحة تلك الليلة التي رأى فيها الرؤيا دخلت إليه المسجد فاطمة بنت الناصر وحولها جواريها وبين يديها ابناها محمد الرضي وعلي المرتضي صغيران ، فقام إليها وسلم عليها فقالت له : أيها الشيخ هذان ولداي قد أحضرتهما لتعلمهما الفقه : فبكى أبو عبد الله وقص عليها المنام» وتولى تعليمهما الفقه.

حكاه ابن أبي الحديد ١ / ٤١ عن السيد فخار بن معد الموسوي ثم قال : «وأنعم الله عليهما وفتح لهما من أبواب العلوم والفضائل ما اشتهر عنهما في آفاق الدنيا وهو باق ما بقي الدهر.»


والآثار ومولده سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة ، وله من الكتب ...».

وأثنى عليه الشيخ ابن إدريس وهو فخر الدين أبو عبد الله محمد بن منصور ابن أحمد العجلي الحلي ـ المتوفى سنة ٥٩٧ ه ـ في كتاب المستطرفات ص ١٦١ فقال عنه : «وكان هذا الرجل كثير المحاسن ، حديد الخاطر ، جم الفضائل ، غزير العلوم ، وكان من أهل عكبرا ، من موضع يعرف بسويقة ابن البصري ، وانحدر مع أبيه إلى بغداد ، وبدأ بقراءة العلم على أبي عبد الله المعروف بجعل ، بمنزله بدرب رباح.

ثم قرأ من بعده على أبي ياسر ، غلام أبي الجيش ، بباب خراسان فقال له أبو ياسر : لم لا تقرأ على علي بن عيسى الرماني الكلام وتستفيد منه؟ فقال : ما أعرفه ولا لي به أنس ، فأرسل معي من يدلني عليه.

ففعل ذلك وأرسل معي من أوصلني إليه ، فدخلت عليه والمجلس غاص بأهله ، وقعدت حيث انتهى بي المجلس ، فلما خف الناس قربت منه ، فدخل عليه داخل فقال : بالباب إنسان يؤثر الحضور بمجلسك وهو من أهل البصرة : فقال : هو من أهل العلم؟

فقال غلامه : لا أعلم ، إلا أنه يؤثر الحضور بمجلسك.

فأذن له فدخل عليه فأكرمه وطال الحديث بينهما.

فقال الرجل لعلي بن عيسى : ما تقول في يوم الغدير والغار؟

فقال : أما خبر الغار فدراية ، وأما خبر الغدير فرواية ، والرواية لا توجب ما توجب الدراية.

قال : وانصرف البصري ولم يحر خطابا يورد إليه.

قال المفيد ـ رحمه‌الله ـ : فقلت : إيها الشيخ مسألة.

فقال : هات مسألتك.

فقلت : ما تقول فيمن قاتل الإمام العادل؟

فقال : يكون كافرا.

ثم استدرك فقال : فاسق.


فقلت : ما تقول في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام؟ " فقال : إمام.

قال : فقلت : فما تقول في يوم الجمل وطلحة والزبير؟

فقال : تابا.

فقلت : أما خبر الجمل فدراية ، وأما خبر التوبة فرواية.

فقال لي : كنت حاضرا وقد سألني البصري؟

فقلت : نعم ، رواية برواية ودراية بدراية.

فقال : بمن تعرف؟ وعلى من تقرأ؟

فقلت : أعرف بابن المعلم ، وأقرأ على الشيخ أبي عبد الله الجعل.

فقال : موضعك. ودخل منزله وخرج ومعه رقعة قد كتبها وألصقها فقال لي : أوصل هذه الرقعة إلى أبي عبد الله.

فجئت بها إليه فقرأها ولم يزل يضحك هو ونفسه.

ثم قال لي : أيش جرى لك في مجلسه؟ فقد وصاني بك ولقبك المفيد.

فذكرت له المجلس بقصته ، فتبسم : وكان يعرف ببغداد بابن المعلم».

وقد حكى هذه الحكاية الشيخ ورام بن أبي فراس المالكي الأشتري الحلي ـ المتوفى بها سنة ٦٠٥ ه في كتابه «تنبيه الخواطر ونزهة النواظر» المشهور بمجموعة ورام ٢ / ٣٠٢ قال : «إن الشيخ المفيد لما انحدر من عكبر إلى بغداد للتحصيل اشتغل بالقراءة على الشيخ أبي عبد الله المعروف بالجعل ، ثم على أبي ياسر ، وكان أبو ياسر ربما عجز عن البحث معه والخروج من عهدته ، فأشار إليه بالمضي إلى علي بن عيسى الرماني الذي هومن أعاظم علماء الكلام ، وأرسل معه من يدك على منزله ... فاتفق أن رجلا من أهل البصرة دخل وسأل الرماني عن خبر الغار والغدير ...».

أقول : «فقد لقبه بالمفيد أساتذته أوائل وروده إلى بغداد لطلب العلم والاشتغال منذ بداية شبابه.

وقد تحكى له نحر هذه الحكاية مع القاضي عبد الجبار المعتزلي حكاها القاضي نور الله المرعشي ـ الشهيد سنة ١٠١٩ ه ـ في كتابه مجالس المؤمنين ١ / ٤٦٤ عن كتاب


مصابيح القلوب (٩) قال ما معربه : «بينما القاضي عبد الجبار ذات يوم في مجلسه في بغداد ، ومجلسه مملوء من علماء الفريقين ، إذ حضر الشيخ وجلس في صف النعال ، ثم قال للقاضي : إن لي سؤالا ، فإن أجزت بحضور هؤلاء الأئمة؟

فقال له القاضي : سل.

فقال ما تقول في هذا الخبر الذي ترويه طائفة هن الشيعة : (من كنت مولاه فعلي مولاه) أهو مسلم صحيح عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم الغدير؟

فقال : نعم خبر صحيح.

فقال الشيخ : ما المراد بلفظ المولى في الخبر؟

فقال : هو بمعنى أولى.

قال الشيخ : فما هذا الخلاف والخصومة بين الشيعة والسنة؟

فقال القاضي : إيها الأخ هذا الخبر رواية ، وخلافة أبي بكر دراية ، والعاقل لا يعادل الرواية بالدراية.

فقال الشيخ : فما تقول في قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام : (حربك حربي وسلمك سلمي)؟

قال القاضي : الحديث صحيح.

قال : فما تقول في أصحاب الجمل؟

فقال القاضي : إيها الأخ إنهم تابوا!

فقال الشيخ : أيها القاضي ، الحرب دراية ، والتوبة رواية ، وأنت قد قررت في حديث الغدير أن الرواية لا تعارض الدراية.

فنكس رأسه ساعة ، ثم رفع رأسه وقال : من أنت؟

فقال له الشيخ : خادمك محمد بن محمد بن النعمان الحارثي.

__________________

(٩) كتاب «مصابيح القلوب» فارسي ، تأليف أبي سعيد الحسن بن الحسين الشيعي السبزواري ، من أعلام القرن الثامن ، له عدة مؤلفات ، منها : «راحة الأرواح» الذي فرغ من تأليفه سنة ٧٥٣ ه ، ومصابيح القلوب لم يطبع بعد ، ومنه عدة مخطوطات في مكتبات إيران.


فقام القاضي من مقامه وأخذ بيد الشيخ وأجلسه معه على مسنده وقال : أنت المفيد حقا.

فغاض الحاضرين فعل القاضي هذا فقال لهم : أيها الفضلاء العلماء ، إن هذا الرجل أفحمني وعجزت عن جوابه ، فمن كان عنده جواب ما ذكره فليذكره ليقوم الرجل ويرجع إلى مكانه الأول.

فلما انفض المجلس شاعت القصة واتصلت بعضد الدولة ، فأرسل إلى الشيخ وسأله فحكى له ذلك ، فخلع عليه خلعة سنية ، وأمر له بفرس محلى بالزينة ، وأمر له بوظيفة تجرى له.

أقول : ومن أراد نماذج من مناظراته وبحوثه الكلامية والمساجلات العلمية الجارية في مجالسه العامرة فليرجع إلى ما اختاره وجمعه من ذلك تلميذه الشريف المرتضى المطبوع باسم «الفصول المختارة من العيون والمحاسن».

وأنت ترى أن أساتذته لقبوه بالمفيد على أثر مناظراته وهو بعد في سن مبكرة قد ورد بغداد لطلب العلم.

وترجم له ابن أبي طي الغساني الحلبي ـ المتوفى سنة ٦٣٠ ه في تاريخه ترجمة جيدة مطولة ، حكي في بعض المصادر جمل منها ، فقد ترجم الذهبي للشيخ المفيد في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٣٤٤ وحكى عن ابن أبي طي قوله : «كان أوحد في جميع فنون العلم ، الأصلين والفقه والأخبار ومعرفة الرجال والتفسير والنحو والشعر ، وكان يناظر أهل كل عقيدة مع العظمة في الدولة البويهية والرتبة الجسيمة عند الخلفاء ، وكان قوي النفس ، كثير البر ، عظيم الخشوع ، كثير الصلاة والصوم ، يلبس الخشن من الثياب ، وكان مديما للمطالعة والتعليم ، ومن أحفظ الناس ، قيل : إنه ما ترك للمخالفين كتابا إلا وحفظه! ، وبهذا قدر على حل شبه القوم ، وكان من أحرص الناس على التعليم ، يدور على المكاتب وحوانيت الحاكة فيتلمح الصبي الفطن فيستأجره من أبويه وبذلك كثر تلامذته ، وقيل : ربما زاره عضد الدولة ويقول له : إشفع تشفع ، وكان نحيفا أسمر ، عاش ستا وسبعين سنة ، وله أكثر من مائتي مصنف ... مات سنة ٤١٣ ، وشيعه ثمانون


ألفا».

وترجم له السيد بحر العلوم في رجاله ٣ / ١ ٣١ ـ ٣٢٣ فقال : «شيخ المشايخ الجلة ، ورئيس رؤساء الملة ، فاتح أبواب التحقيق بنصب الأدلة ، الكاسر بشقائق بيانه الرشيق حجج الفرق المضلة ، اجتمعت فيه خلال الفضل ، وانتهت إليه رئاسة الكل ، واتفق الجميع على علمه وفضله وفقهه وعدالته وثقته وجلالته.

وكان ـ رضي‌الله‌عنه ـ كثير المحاسن جم المناقب ، حديد الخاطر ، دقيق الفطنة ، حاضر الجواب ، واسع الرواية خبيرا بالرجال والأخبار والأشعار.

وكان أوثق أهل زمانه في الحديث ، وأعرفهم بالفقه والكلام ، وكل من تأخر عنه استفاد منه ..».

ولنقف إلى هذا الحد ، وهذا غيض من فيض ، مما ذكره أصحابنا في هذا العبقري العظيم ، فكل كتبنا الرجالية والحديثية والكلامية والفقهية والتاريخية ، وكتب الطرق والإجازات والفهارس والأثبات ، له فيها الذكر الجميل والثناء العاطر واستشهاد بأقواله وآرائه.

ودراسة كل جانب من جوانب حياته يأتي مجلدا برأسه ، فدراسة حياته دراسة شاملة يستدعي مجلدات ، ولعل الله سبحانه يقيض لهذا الأمر من يقوم به ، أو يتولاه غير واحد من شبابنا العاملين وفقهم الله.

كما وأرجوه سبحانه أن يقتض من هذه الطائفة زمرة صالحة تتبنى إقامة مهرجان ألفي لذكراه الخالدة أداء لبعض ما له عليها من جميل وجميل.

وأما مخالفونا فقد ترجموا له بكل إكبار وتجلة فرضه هذا العبقري العملاق عليهم ، ممزوجا بالسباب والشتائم الناشئين عن غل وغيظ وحقد ، وذلك أدل شئ على ما لهذا المجاهد العظيم من تأثير كبير في مجتمع ذلك اليوم بجهود وتضحيات ونشاط واسع ودؤوب ، ومثابرة وراء صالح الأمة وهدايتها إلى سبيل الحق ومكافحة الباطل وتزييف الضلالات ، وما كان له من أثر كبير في حاضرة الإسلام الكبرى بغداد في


العهد العباسي ، حتى أدى إلى إبعاده منها أكثر من مرة! (١٠)

وإليك نصوص بعضهم في ذلك بدء من الخطيب البغدادي فقد ترجم لشيخنا الأجل المفيد في تاريخ بغداد ٣ / ٢٣١ وقال : «محمد بن محمد بن النعمان أبو عبد الله المعروف بابن المتعلم ، شيخ الرافضة والمتعلم على مذاهبهم ، صنف كتبا كثيرة في ضلالاتهم! والذب عن اعتقاداتهم ومقالاتهم ... وكان أحد أئمة الضلال! هلك به خلق من الناس إلى أن أراح الله المسلمين منه ...» (١١).

وترجم له ابن الجوزي في المنتظم ٨ / ١١ فقال : «أبو عبد الله ، المعروف بابن المعلم ، شيخ الإمامية وعالمها ، صنف على مذهبهم ، ومن أصحابه المرتضى ، وكان لابن المعلم مجلس نظر بداره بدرب رياح يحضره كافة العلماء ، وكانت له منزلة عند أمراء الأطراف يميلهم إلى مذهبه ...».

وترجم له ابن الفوطي في «تلخيص مجمع الآداب» في المجلد الخامس ، في حرف الميم ، ص ٧٢١ ، رقم ١٥٩٧ بلقبه المفيد فقال : «أبو بكر محمد بن محمد بن النعمان الحارثي ، الفقيه الأصولي.

روى عن والده! وله تصانيف منها : كتاب نهج البيان في حقيقة الإيمان ... كتاب

__________________

(١٠) أبعد من بغداد مرة في عام ٣ ٣٩ ، وأخرى في سنة ٩ ٠ ٤ ، راجع الكامل ـ لابن الأثير ـ ٩ / ١٧٨ و ٧ ٠ ٣.

ومن أكبر الأدلة على دور الشيخ المفيد في مكافحة الباطل وقمع الضلال وهداية الخلق الكثير إلى الحق والصواب ، ومدى تأثيره ، وامتعاظ مخالفيه من وجوده في الحياة ما حكاه الخطيب في تاريخ بغداد ١٠ / ٣٨٢ في ترجمة أبي القاسم الخفاف ، المعروف بابن النقيب ـ المتوفى سبة ٤١٥ ه ـ قال عنه : «وبلغني أنه جلس للتهنئة لما مات ابن المعلم شيخ الرافضة! وقال : ما أبالي أي وقت مت بعد أن شاهدت موت ابن المعلم!».

(١١) قال ابن الجوزي في المنتظم ٨ / ١٥٥ : «كان في الخطيب شيئان : قلة الفقه والتعصب! ...».

وقال أيضا فيه ص ٢٦٧ في ترجمة الخطيب نفسه : «وكان أبو بكر الخطيب قديما على مذهب أحمد بن حنبل ، فمال عليه أصحابنا لما رأوا من ميله إلى المبتدعة وآذوه ، فانتقل إلى مذهب الشافعي! وتعصب في تصانيفه عليهم فرمز إلى ذمهم ومرح بقدر ما أمكنه ، فقال في ترجمة أحمد بن حنبل : سيد المحدثين ، وفي ترجمة الشافعي : تاج الفقهاء! فلم يذكر أحمد بالفقه ، وحكى في ترجمة حسين الكرابيسي أنه قال عن أحمد [بن حنبل] : أيش نعمل بهذا الصبي؟! إن قلنا : لفظنا بالقرآن مخلوق ، قال : بدعة! وإن قلنا : غير مخلوق ، قال : بدعة ، ... هذا ينبئ عن عصبية وقلة دين!».


الرسالة المقنعة في شرائع الإسلام ووجوه القضايا والأحكام ، وكتاب شرح المتعة ، وكتاب الأشراف في عامة فرائض الإسلام على مذهب آل رسول الله عليه الصلاة السلام ، وكتاب مختصر أحكام النساء في شرائع الدين».

أقول : وهم في موضعين في تكنيته بأبي بكر ، وكنيته أبو عبد الله بلا خلاف ، وتفرد في قوله روى عن والده ، وقد سألت الخبير الناقد المتتبع المدقق السيد موسى الزنجاني ـ حفظه الله ورعاه ـ عن ذلك فقال : «هذا شئ لم يذكره أحد من أصحابنا ، ولا عثرنا على رواية له عن أبيه في شئ من كتبه ولا كتب غيره».

وترجم له الصفدي في الوافي بالوفيات ١ / ١١٦ وقال : «المعروف بالشيخ المفيد ، كان رأس الرافضة ، صنف لهم كتبا في الضلالات! والطعن على السلف ، إلا أنه كان أوحد عصره في فنونه ، توفي سنة ٤١٣ ، وعليه قرأ المرتضى وأخوه الرضي وغيرهما ...».

وترجم له الذهبي في العبر ٣ / ١١٤ في وفيات سنة ٤١٣ ه وقال : «الشيخ المفيد ، أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان البغدادي الكرخي ، ويعرف أيضا بابن المعلم ، عالم الشيعة وإمام الرافضة ، صاحب التصانيف الكثيرة قال ابن أبي طي.

وقال : «قال ابن أبي طي في تاريخه [تاريخ الإمامية] : هو شيخ مشايخ الطائفة ، ولسان الإمامية ، ورئيس الكلام والفقه والجدل ، وكان يناظر أهل كل عقيدة مع الجلالة العظيمة في الدولة البويهية.

وترجم له أيضا في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٣٤٤ ، وقال : «عالم الرافضة ، صاحب التصانيف ، الشيخ المفيد ... كان صاحب فنون وبحوث وكلام واعتزال! وأدب ، ذكره ابن أبي طي ...» (١٢).

وترجم له اليافعي في مرآة الجنان ٣ / ٢٨ في وفيات سنة ٤١٣ ه ، قال : «وفيها توفي عالم الشيعة وإمام الرافضة صاحب التصانيف الكثيرة ، شيخهم المعروف بالمفيد ، وبابن المعلم أيضا ، البارع في الكلام والجدل والفقه ، وكان يناظر أهل كل عقيدة مع

__________________

(١٢) تتقدم كلام ابن أبي طي في ص ٢٠١


الجلالة والعظمة في الدولة البويهية ، قال ابن أبي طي ...» (١٣).

وترجم له بن حجر في لسان الميزان ٥ / ٣٦٨ وحكى كلام الذهبي والخطيب ثم قال : «وكان كثير التقشف والتخشع والإكباب على العلم ، تخرج به جماعة ، وبرع في المقالة الإمامية حتى كان يقال : (له على كل إمام منة) وكان أبوه معلما بواسط! وولد بها ، وقيل بعكبرا ، ويقال : إن عضد الدولة كان يزوره في داره ويعوده إذا مرض ، وقال الشريف أبو يعلى الجعفري ـ وكان تزوج بنت المفيد ـ : ما كان ينام من الليل إلا هجعة ، ثم يقوم يصلي أو يدرس أو يتلوا القرآن».

ولنكتف بما قدمناه من النماذج وفيه الكفاية ، فالمجال لا يسع لأكثر من ذلك ، والله المستعان وهو ولي التوفيق.

قال : «وكان كثير الصدقات ، عظيم الخشوع ، كثير الصلاة والصوم ، خشن اللباس وقال غيره : كان عضد الدولة ربما زار الشيخ المفيد ، وكان شيخا ربعة نحيفا أسمر ، عاش ستا وسبعين سنة ، وله أكثر من مائتي مصنف ، وكانت جنازته مشهورة ، وشيعه ثمانون ألفا ...».

مراثيه :

وقد رثاه تلامذته وشعراء عصره بمراث كثيرة.

منهم : إسحاق بن الحسن بن محمد البغدادي ، من أعلام القرن الخامس ، له كتاب : مثالب النواصب.

ترجم له ابن حجر في لسان الميزان ١ / ٣٦٠ ، قال : ذكره ابن أبي طي في رجال الشيعة وقال : كان من تلامذة الشيخ المفيد ، ورثاه بقصيدة طويلة نونية ...».

٢ ـ ومنهم : أبو محمد عبد المحسن بن محمد الصوري ـ المتوفى سنة ٤١٩ ه رثاه بقصيدة ذكر منها شيخنا العلامة الأميني ـ رحمه‌الله ـ في الغدير ٤ / ٢٣٠ بيتين ، وهما :

__________________

(١٣) تقدم كلام ابن أبي طي في ص ٢٠١.


تبارك من عم الأنام بفضله

وبالموت بين الخلق ساوى بعدله

مضى مستقلا بالعلوم محمد

وهيهات يأتينا الزمان بمثله

وله من أخرى نونية أولها :

يا له طارقا من الحدثان

ألحق ابن النعمان بالنعمان

برئت ذمة المنون من الإيمان

لما اعتدت على الإيمان

وأرى الناس حيث خلو من

الأرض وحيث انتحوا من الأوطان

يطلبون المفيد بعدك والأسماء

تمضي فكيف تبقى المعاني؟!

فجعة أصبحت تبلغ أهل الشام

صوت العويل من بغدان (١٤)

ورثاه الشريف المرتضى علم الهدى ـ قدس الله نفسه ـ بقصيدة ميمية مثبتة في ديوانه ٣ / ٢٠٤ ـ ٢٠٦ ، أولاها :

من على هذه الديار أقاما

أوضفا ملبس عليه وداما؟!

إلى أن يقول :

عج بنا نندب الذين تولوا

باقتياد المنون عاما فعاما

فارقونا كهلا وشيخا وهما

ووليدا ويافعا وغلاما

وشحيحا جعد اليدين بخيلا

وجوادا مخولا مطعاما

سكنوا كل ذروة من أشم

يحسر الطرف ثم حلوا الرغاما

يا لحا الله مهملا حسب الدهر

نؤوم الجفون عنه فناما

وكأني لما رأيت بني الدهر

غفولا رأيت منهم نياما

أيها الموت كم حططت عليا

سامي الطرف أو جببت سناما؟ (١٥)

وإذا ما حدرت خلفا وظنوا

نجوة من يديك كنت أماما

أنت ألحقت بالذكي غبيا في

اصطلام وبالدني هماما (١٦)

__________________

(١٤) أوردها سيدنا الأمين في ترجمة الصوري من أعيان الشيعة ٨ / ٩٨.

(١٥) جببت : قطعت.

(١٦) الاصطلام : الاستئصال.


ولقد زارني فأرق عيني

حادث أقعد الحجى وأقاما (١٧)

حدت عنه فزادني حيدى

عنه لصوقا بدائه وألتزاما

وكأني لما حملت به الثقل

تحملت يذبلا وشماما (١٨)

فخذ اليوم من دموعي وقد

كن جمودا على المصاب سجاما

إن شيخ الاسلام والدين والعلم

تولى فأزعج الاسلاما

والذي كان غرة في دجى

الأيام أودى فأوحش الأياما

كم جلوت الشكوك تعرض في ٨

نص وصبي وكم نصرت إماما

وخصوم لدملاتهم بالحق

في حومة الخصام خصاما

عاينوا منك مصميا ثغرة النحر

وما أرسلت يداك سهاما (١٩)

وشجاعا يفري المرائر ما كل

شجاع يفري الطلى والهام (٢٠)

من إذا مال جانب من بناء

الذين كانت له يداه دعاما؟

وإذا أزور جائر عن هداه

قاده نحوه فكان زماما

من لفضل أخرجت منه خبيئا

ومعان فضضت عنها ختاما؟

من لسوء ميزت عنه جميلا

وحلال خلصت منه حراما؟

من ينير العقول من بعدما

كن همودا وينتج الأفهاما؟

من يعير الصديق رأيا إذا ما

سله في الخطوب كان حساما؟

فامض صفرا من العيوب فكم

بان رجال أثروا سيوبا وذاما (٢١)

إن جلدا أوضحت عاد بهيما

وصباحا أطلعت صار ظلاما (٢٢)

__________________

(١٧) الحجى : العقل.

(١٨) يذبل وشمام : جبال.

(١٩) المصمي : الرامي.

(٢٠) يفري : يشق ، والطلى : الرقاب ، مفردها الطلية ، والهام الرؤوس.

(٢١) الصفر : الخالي ، والذام : الذم.

(٢٢) أوضحت : بيضت ، والبهيم : الأسود.


وزلالا أوردت حال أجاجا

وشفاء أورثت آل سقاما

لن تراني وأنت من عدد

الأموات إلا تجملا بساما

وإذا ما اخترمت مني فما

أرهب من سائر الأنام اختراما (٢٣)

إن تكن مجرما : ولست فقد

واليت قوما تحملوا الأجراما

لهم في المعاد جاه إذا ما

بسطوه كفى وأغنى الأناما

لا تخف ساعة الجزاء وإن

خاف أناس فقد أخذت ذماما

أودع الله ما حللت من

البيداء فيه الإنعام والإكراما

ولوى عنه كلما عاقه

الترب ولا ذاق في الزمان أواما (٢٤)

وقضى أن يكون قبرك

للرحمة والأمن منزلا ومقاما

وإذا ما سقى القبور فرواها

رهاما سقاك منه سلاما (٢٥)

وممن رثاه مهيار الديلمي بقصيدة لامية وردت في ديوانه ٣ / ١٠٣ ، وهي :

ما بعد يومك سلوة لمعلل

مني ولا ظفرت بسمع معذل

سوى المصاب بك القلوب على الجوى

فيد الجليد (٢٦) على حشا المتململ (٢٧)

وتشابه الباكون فيك فلم بين

دمع (٢٨) المحق لنا من المتعمل

__________________

(٢٣) اخترمت : استؤصلت ، واخترمته المنية : أخذته.

(٢٤) الأوام : العطش الشديد.

(٢٥) الرهام : المطر اللين.

(٢٦) الجليد : القوي الشديد.

(٢٧) المتململ : الملقب عل فراشه مرضا أو جزعا.

(٢٨) في الأصل : «دع».


كنا نعير بالحلوم إذا هفت

جزعا ونهزأ بالعيون الهمل

فاليوم صار العذر للفاني أسى

واللوم للمتماسك المتجمل

رحل الحمام بها غنيمة فائز

ما ثار قط بمثلها عن منزل

كانت يد الدين الحنيف وسيفه

فلأبكين على الأشل (٢٩) الأعزل (٣٠)

مالي رقدت وطالبي مستيقظ

وغفلت والأقدار لما تغفل

ولويت وجهي عن مصارع أسرتي

حذر المنية والشفار (٣١) تحد لي

قد نمت الدنيا إلي بسرها (٣٢)

ودللت بالماضي على المستقبل

ورأيت كيف يطير في لهواتها (٣٣)

لحمي (٣٤) وإن أنا بعد لما أوكل

وعلمت مع طيب المحل وخصبه

بتحول الجيران كيف تحولي

__________________

(٢٩) الأشل : الذي شلت يده.

(٣٠) الأعزل : من لم يكن معه سلاح.

(٣١) الشفار ، جمع شفرة : وهي حد السيف.

(٣٢) في الأصل : «بأسرها».

(٣٣) لهوات ، جمع لهاة : وهي اللحمة المشرفة على الحلق في أقصى سقف الفم.

(٣٤) في الأصل : «يحمى».


لم أركب الأمل الغرور مطية

بلهاء لم تبلغ مدى بمؤمل

ألوي ليمهلني إلي زمامها

ووراءها ألهوب (٣٥) سوق مجعل

حلم تزخرفه الحنادس (٣٦) في الكرى

ويقينه عند الصباح المنجلي

أحصي السنين يسر نفسي طولها

وقصير ما يغنيك مثل الأطول

وإذا مضى يوم طربت إلى غد

وببضعة مني مضى أو مفصل

أخشن إذا لاقيت يومك أو فلن

واشدد فإنك ميت أو فاحلل

سيان عند يد لقبض نفوسنا

ممدودة فم ناهش ومقبل

سوى الردى بين الخصاصة (٣٧) والغنى

فإذا الحريص هو الذي لم يعقل

والثائر العادي على أعدائه

ينقاد قود العاجز المتزمل (٣٨)

__________________

(٣٥) الألهوب : السوط.

(٣٦) حنادس ، جمع حندس. وهو الليل الشديد الظلمة.

(٣٧) الخصاصة : الفقر.

(٣٨) المتزمل : الملفف في ثيابه.


لو فل غرب (٣٩) الموت عن متدرع

بعافه أو ناسك متعزل

أو واحد الحسنات غير مشبه

بأخ ، وفرد الفضل غير ممثل

أو قائل في الدين فعال إذا

قال المفقه فيه ما لم يفعل

وقت «ابن نعمان» النزاهة أو نجا

سلما فكان من الخطوب بمعزل

ولجاءه حب السلامة مؤذنا

بسلامه من كل داء معضل

أو دافعت صدر الردى عصب الهدى

عن بحرها (٤٠) أو بدرها المتهلل

لحمته أيد لا تني (٤١) في نصره

صدق الجهاد وأنفس لا تأتلي (٤٢)

وغدت تطارد عن قناة لسانه

أبناء «فهر» بالقني (٤٣) الذبل (٤٤)

وتبادرت سبقا إلى عليائها

في نصر مولاها الكرام بنو «علي»

__________________

(٣٩) الغرب : الحد.

(٤٠) في الأصل : «و».

(٤١) لا تني : لا تكل ولا تضعف.

(٤٢) تأتلي : لا تقصر ولا تبطئ.

(٤٣) القني ، جمع قناة : وهو الرمح.

(٤٤) الذبل ، جمع ذابل : وهو الدقيق من الرماح.


من كل مفتول القناة بساعد

شطب (٤٥) كصدر السمهرية (٤٦) أفتل (٤٧)

غيران يسبق عزمه أخباره

حتى يغامر (٤٨) في الرعيل (٤٩) الأول

وافي الحجا ويخال أن برأسه

في الحرب عارض جنة أو أخبل (٥٠)

ما قنعت أفقا عجاجة (٥١) غارة

إلا تخرق عنه ثوب القسطل (٥٢)

تعدو به خيفانة (٥٣) لو أشعرت

أن الصهيل يجمها (٥٤) لم تصهل

صبارة إن مسها جهد الطوي

قنعت مكان عليقها بالمسحل (٥٥)

فسروا فناداهم سراة رجالهم

لمجسد (٥٦) من هامهم ومرجل (٥٧)

__________________

(٤٥) الشطب : الطويل.

(٤٦) السمهرية : الرماح المنسوبة إلى سمهر زوج ردينة ، اللذين كانا يثقفان الرماح ، أو إلى قرية في الحبشة.

(٤٧) الأفتل : المندمج المنقول.

(٤٨) يغامر : يخاطر ولم يبال بالموت.

(٤٩) الرعيل : القطعة المتقدمة من الجيش.

(٥٠) الأخبل : الذي جن عقله.

(٥١) العجاجة : غبار الحرب.

(٥٢) القسطل : الغبار.

(٥٣) الخيفانة. الفرس الخفيفة.

(٥٤) يجمها : يريحها.

(٥٥) المسحل : اللجام.

(٥٦) المجسد المدهون بالجساد وهو الزعفران ، وفي الأصل «لمجسم».

(٥٧) المرجل : الشعر المسرح ، وهذا البيت ـ على ما يخيل إلينا ـ مقتضب في غير موقعه.


بعداء عن وهن التواكل في فتى

لهم على أعدائهم متوكل

سمح ببذل النفس فيهم قائم

لله في نصر الهدى متبتل (٥٨)

نزاع أرشية (٥٩) التنازع فيهم

حتى يسوق إليهم النص الجلي

ويبين عندهم الإمامة نازعا

فيها الحجاج من الكتاب المنزل

بطريقة وضحت كأن لم تشتبه (٦٠)

وأمامة عرفت كأن لم تجهل

يصبو لها قلب العدو وسمعه

حتى ينيب فكيف حالك بالولي!

يا مرسلا إن كنت مبلغ ميت

تحت الصفائح (٦١) قول حي مرسل

فلج الثرى الراوي فقل لحمد (٦٢)

عن ذي فؤاد بالفجيعة مشعل.

من للخصوم اللد (٦٣) بعدك غصة

في الصدر لا تهوي ولا هي تعتلي؟

__________________

(٥٨) المتبتل : العابد.

(٥٩) أرشية ، جمع رشاء ، وهو الحبل ، وفي الأصل «أرسنة».

(٦٠) في الأصل : «يشتبه».

(٦١) الصفائح : حجارة القبر.

(٦٢) في الأصل : «محمد» بغير لام.

(٦٣) اللد ، جمع ألد : وهو الشديد الخصومة.


من بعد فقدك رب كل غريبة

بكر بك افترعت وقولة فيصل (٦٤)

ولغامض خاني رفعت قوامه

وفتحت منه في الجواب المقفل؟

من للطروس يصوغ في صفحاتها

حليا يقعقع كتما خرس الحلي؟

يبقين للذكر المخلد رحمة

لك من فم الراوي وعين المجتلي

أين الفؤاد الندب (٦٥) غير مضعف

أين اللسان الصعب غير مفلل؟ (٦٦)

تفري (٦٧) به وتحز كل ضريبة

ما كل حزة مفصل للمنصل (٦٨)

كم قد ضممت لدين آل محمد

من شارد وهديت قلب مضلل

وعقلت (٦٩) من ود عليهم ناشط (٧٠)

لو لم ترضه ملاطفا لم يعقل

__________________

(٦٤) الفيصل : الأقطع.

(٦٥) الندب : الخفيف في الحاجة.

(٦٦) المفلل : المثلم.

(٦٧) تفري : تشق.

(٦٨) المنصل : السيف والسنان.

(٦٩) عقلت : ربطت.

(٧٠) الناشط الذي فك عقاله فنشط ، وفي الأصل : «ياسط».


لا تطبيك (٧١) ملالة عن قولة

تروي عن المفضول حق الأفضل

فليجزينك (٧٢) عنهم ما لم يزل

يبلو القلوب ليجتبي (٧٣) وليبتلي

ولتنظرن إلى «علي» رافعا

ضبعيك (٧٤) يوم البعث ينظر من عل (٧٥)

يا ثاويا وسدت منه في الثرى

علما يطول به البقاء وإن بلي

جدثا (٧٦) لدى الزوراء بين قصورها

أجللته عن بطن قاع (٧٧) ممحل (٧٨)

ما كنت ـ قبل أراك تقبر ـ خائفا (٧٩)

من أن توارى (٨٠) هضبة (٨١) بالجندل (٨٢)

__________________

(٧١) لا تطبيك : لا تزدهيك.

(٧٢) في الأصل : «فلتجرينك».

(٧٣) في الأصل هكذا «ليجتبي».

(٧٤) الضبع : العضد.

(١٧٥) من عل : من فوق.

(٧٦) الجدث : القبر.

(٧٧) التاع : الأرض السهلة التي انفرجت عنها الجبال والآكام.

(٧٨) ١ لممحل : المقفر.

(٧٩) في الأصل هكذا «تقبر خا فا».

(٨٠) في الأصل : «يوادي».

(٨١) الهضبة : الجبل المنبسط أو الطويل الممتنع المنفرد.

(٨٢) الجندل : الصخرة


من ثل عرشك واستقادك خطاما (٨٣)

فانتقدت يا قطاع تلك الأحبل (٨٤)؟

من فل غرب (٨٥) حسام فيك فرده

زبرا (٨٦) تساقط من يمين الصيقل (٨٧)؟

قد كنت من قمص الدجى في جنة

لا تنتحى ومن الحجا في معقل

متمنعا بالفضل ، لا ترنو إلى

مغناك مقلة راصد متأمل

فمن أي خرم أو ثنية (٨٨) غرة

طلعت عليك يد الردى المتوغل

ما خلت قبلك أن خدعة قانص

تلج العرين (٨٩) وراء ليث مشبل (٩٠)

أو أن (٩١) كف الدهر يقوى بطشها

حتى تظفر (٩٢) في ذوابة (٩٣) «يذبل» (٩٤)

__________________

(٨٣) الخاطم : واضع الخطام في الأنف.

(٨٤) الأحبل جمع حبل.

(٨٥) الغرب : الحد.

(٨٦) زبر ، جمع زبرة ، وهي القطعة من الحديد.

(٨٧) الصيقل : صانع السيوف.

(٨٨) الثنية : طريق العقبة.

(٨٩) العرين : موضع الأسد.

(٩٠) المشبل : الأسد له أشبال.

(٩١) في الأصل : «لو».

(٩٢) تظفر : تغرز أظافرها ، وفي الأصل : «تطفر».

(٩٣) الذؤابة : الناصية.

(٩٤) يذبل : اسم جبل.


كانوا يرون الفضل للمتقدم الـ

سباق والنقصان في المتقبل

قول الهوى وشريعة منسوخة

وقضية من عادة لم تعدل

حتى نجمت فأجمعوا وتبينوا

أن الأخير مقصر بالأول

بكر النعي فسك فيك مسامعي

وأعاد صبحي جنح ليل أليل

ونزت بنيات الفؤاد لصوته

نزو الفصائل (٩٥) في زفير المرجل (٩٦)

ما كنت أحسب ـ والزمان مقاتلي

يرمي يخطئ ـ أن يومك مقتلي

يوم أطل بغتة لا يشتفي

منها الهدى وبغمة لا تنجلي

فكأنه يوفم «الوصي» مدافعا

عن حتفه بعد «النبي المرسل»

ما إن رأت عيناي أكثر باكيا

منه وأوجع رنة من معول (٩٧)

حشدوا على جنبات نعشك وقعا

حشد العطاش على شفير (٩٨) المنهل (٩٩)

__________________

(٩٥) الفصائل ، جمع فصيله : وهي القطعة من لحم الأفخاذ وفي الأصل : «الوصائل».

(٩٦) المرجل : القدر من النحاس وغيره.

(٩٧) المعول : رافع صوته بالبكاء.

(٩٨) الشفير : ناحية كل شئ.

(٩٩) المنهل : الغدير.


وتنازفوا الدمع الغريب كأنما الـ

ـلإسلام قبلك أمة (١٠٠) لم تثكل

يمشون (١٠١) خلفك والثرى بك روضة

كحل العيون بها تراب الأرجل

إن كان حظي من وصالك قبلها

حظ المغب (١٠٢) ونهزة المتقلل

فلأعطينك من ودادي ميتا

جهد المنيب ورجعة المتنصل

أو أنفدت (١٠٣) عيني عليك دموعها

فليبكينك بالقوافي مقولي

ومتى تلفت للنصيحة موجع

يبغي السلو ومال ميل العذل

فسلوك الماء الذي لا أستقي

عطشان والنار التي لا أصطلي

رقاصة القطرات تختم (١٠٤) في الحصا

وسما وتفحص في الثرى المتهيل (١٠٥)

__________________

(١٠٠) في الأصل : «أمة».

(١٠١) في الأصل : «يمشين».

(١٠٢) المغب : الذي يزور يوما وينقطع يوما.

(١٠٣) في الأصل : «لو» ، والمقول : اللسان.

(١٠٤) في الأصل هكذا «تحت».

(١٠٥) في الأصل : «المتقبل».


نسجت لها كف الجنوب ملاءة

رتقاء (١٠٦) لا تفصى (١٠٧) بكف الشمال

صبابة الجنبات تسمع حولها

للرعد شقشقة (١٠٨) القروم (١٠٩) البزل (١١٠)

ترضي ثراك بواكف (١١١) متدفق

يروي صداك وقاطر متسلسل

حتى يرى زوار قبرك أنهم

حطوا رحالهم بواد مقبل

ومتى ونت أو قصرت أهدابها

أمددتها مني بدمع مسبل

* * *

مخطوطات الرسالتين :

مخطوطاتهما متوفرة في مكتبات إيران والعراق والهند وغيرها ، وأقدمها ما يوجد ضمن مجموعة قيمة تحوي ١٦ رسالة من رسائل الشيخ المفيد ، من مخطوطات القرن

__________________

(١٠٦) الرتقاء : المرأة التي لا يستطاع جماعها أو لا خرق لها ، وهي هنا مجاز بمعنى محكمة في التئامها.

(١٠٧) تفصى : تشق وتفصل.

(١٠٨) الشقشقية : هدير الفحل.

(١٠٩) القروم ، جمع قرم : وهو الفحل من الإبل.

(١١٠) البزل ، جمع بازل : وهو الفحل المسن.

(١١١) الواكف : المنهمر ، وفي الأصل : «بوالف».


السابع ، وهي في مكتبة السيد المرعشي العامة في قم ، برقم ٢٤٣ ، وصفت في فهرسها ١ / ٢٦٧ ـ ٠ ٢٧.

كما أن فيها مجموعة أخرى من رسائل الشيخ المفيد ، من مخطوطات القرن الثالث عشر ، وفيها هذه الرسائل أيضا ، ورقم المجموعة هناك ٧٨ ، وصفت في فهرسها ١ / ٨٩ ـ ٩٧.

ومن رسالة «أقسام المولى» نسخة في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام العامة في النجف الأشرف ، ضمن مجموعة من رسائل الشيخ المفيد ، رقم ٤١٠ ، من مخطوطات القرن الحادي عشر.

طبعاتها :

طبعت رسالة «أقسام معنى المولى» ضمن مجموعة من رسائل الشيخ المفيد في النجف الأشرف ، من منشورات المكتبة التجارية سنة ١٣٧٠ ه.

ثم أعادت مكتبة المفيد في قم طبع هذه المجموعة بالتصوير على طبعة النجف الا شرف.

ثم حقق العلامة الشيخ محمد مهدي نجف هاتين الرسالتين لمهرجان الغدير الذي سيقام في لندن ، وسوف تصدر من منشوراته.

كما أنه جمع الموجود من رسائل الشيخ المفيد وقام بتحقيقها وإعدادها للطبع ، وسوف تطبع بالشكل اللائق وكما ينبغي في القريب العاجل إن شاء الله.

ملحوظة :

خلف شيخنا المفيد ـ رحمه‌الله ـ ولده أبا القاسم عليا ـ المتوفى سنة ٤٦١ ه ـ وهو الذي كتب له أبوه رسالة في الفقه ، ذكره شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي ـ تلميذ الشيخ المفيد ومعاصر ابنه ـ على هذا فعد من مؤلفات المفيد في ترجمة المفيد في الفهرست : «ورسالة في الفقه إلى ولده ولم يتمها».


ترجم له ميرزا عبد الله أفندي في رياض العلماء ٤ / ٢٤١ وقال : «كان من أجلاء أصحابنا ، وهو ولد شيخنا المفيد ، ويروي عنه الشيخ الأجل حسين بن محمد بن الحسن صاحب كتاب نزهة الناظر وتنبيه الخاطر ...».

وترجم له شيخنا صاحب الذريعة ـ رحمه‌الله ـ في أعلام القرن الخامس من طبقات أعلام الشيعة ص ١٢٩ وقال : «ويروي عن التلعكبري ، المتوفى سنة ٣٨٥ ...».

وترجم له ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد ٤ / ٦٨ قال : «علي بن محمد بن محمد ابن النعمان ـ المعروف بابن المعلم ـ أبو القاسم ابن أبي عبد الله المفيد ، كان والده من شيوخ الشيعة ورؤسائهم وله مصنفات على مذهب الإمامية ، حدث علي هذا بشئ يسير ...».

ترجم له الصفدي في الوافي بالوفيات ٢٢ / ١٣١ وقال : «في بن محمد بن محمد ابن النعمان ـ المعروف بابن المعلم ، أبو القاسم البغدادي ، هو ابن أبي عبد الله المفيد ، كان والده من شيوخ الشيعة ورؤسائهم ... وتقدم ذكره في المحمدين ... توفي سنة ٤٦١».

طرق خبر الولاية

١٧ ـ لأبي الحسن علي بن الرحمن بن عيسى بن عروة بن الجراح القناني ، الكاتب البغدادي ، المتوفى سنة ٤١٣ ه.

ترجم له النجاشي في فهرسه برقم ٧٠٦ ، وقال : «كان سليم الاعتقاد ، كثير الحديث ، صحيح الرواية ، اتبعت من كتبه قطعة في دار أبي طالب بن المنهشم ، شيخ من وجوه أصحابنا رحمهم‌الله.

له كتب «منها : كتاب نوادر الأخبار كتاب طرق خبر الولاية ، مات سنة ٤١٣».

وترجم له العلامة حلي في «خلاصة الأقوال» في القسم الأول (الثقات) ص ١٠٢ وقال : «كان سليم الاعتقاد ، كثير الحديث ، صحيح الرواية ...».

وترجم له ميرزا عبد الله أفندي في رياض العلماء ٤ / ٩٤ وقال : «كان من أجلة علماء أصحابنا». وترجم له العلامة المامقاني ـ رحمة الله ـ في تنقيح المقال ٢ / ٢٩٤ ـ ٢٩٥.


وترجم له شيخنا ـ قدس الله نفسه ـ في أعلام القرن الخامس من طبقات أعلام الشيعة ص ١٣٢ ، كما ذكر كتابه هذا في الذريعة إلى تصانيف الشيعة ١٥ / ١٦٣.

وترجم له سيدنا الأستاذ ـ دام ظله الوارف ـ في معجم رجال الحديث ١٢ / ٧٠.

كتاب حديث الغدير

١٨ ـ للشيخ منصور اللائي الرازي.

ذكر فيه أسماء رواته على ترتيب الحروف. هكذا ذكره شيخنا المغفور له العلامة الأميني ـ رحمه‌الله ـ في الغدير ١ / ١٥٥ في عنوان «المؤلفون في حديث الغدير» نقلا عن كتاب مناقب آل أبي طالب ، لابن شهرآشوب ـ المتوفى سنة ٥٨٨ ه ، وعن كتاب ضياء العالمين ، للشيخ أبي الحسن الفتوني العاملي.

ولم أجد للمؤلف ذكرا في المصادر ومعاجم التراجم رغم الفحص عنه ، مما يظهر أن هناك خطأ مطبعيا حدث في طبعة مناقب ابن شهرآشوب ففي الطبعة الحجرية ١ / ٥٢٩ والجز ٣ / ص ٢٥ من طبعة قم الحروفية : «اللاتي» ونصه : «واستخرج منصور اللاتي [بالتاء ، وعنه بحار الأنوار ج ٣٧ / ص ١٥٠ بالتاء] الرازي في كتابه أسماء رواتها [قصة الغدير ، وهو عنوان الفصل] على حروف المعجم.

والصحيح فيه : منصور الآبي الرازي ، وهو الوزير العالم الأديب المعروف ، أبو سعد منصور بن الحسين الآبي الرازي ، من أعلام القرن الخامس ، صاحب كتاب «نثر الدرر» المطبوع بمصر في سبعة أجزاء وغير ذلك.

ومن مصادر ترجمته :

دمية القصر ١ / ٤٥٩ ، فهرست منتجب الدين برقم ٣٧٦ ، معجم الأدباء ٦ / ٢٣٨ ، فوات الوفيات ٤ / ١٦٠ ، جامع الرواة ٢ / ٢٦٧ ، أمل الآمل ٢ / ٣٢٦ ، رياض العلماء ٥ / ٢١٩ ، تاج العروس (آب) ، مستدرك الوسائل ٣ / ٣٨٨ ، تنقيح المقال ٣ / ٢٤٩ ، الذريعة ٣ / ٢٥٤ و ٩ / ١١٠٨ و ٢٤ / ٥٤ ، وطبقات أعلام الشيعة (القرن الخامس) : ٩٥ / ١ ، معجم رجال الحديث ١٨ / ٣٤٧.


مسألة في الجواب عن الشبهات الواردة لخبر الغدير

١٩ ـ للشريف المرتضى علم الهدى ذي المجدين ، أبي القاسم علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم ابن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام ، الموسوي البغدادي (٣٥٥ ـ ٤٣٦ ه).

ترجم له أعلام تلامذته ، شيخ الطائفة الطوسي وأبو العباس النجاشي في فهرسيهما والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد.

فأما أبو جعفر الطوسي ـ رحمه‌الله ـ فقد ترجم له في الفهرست برقم ٤٣٣ وقال : «علم الهدى الأجل المرتضى ، طول الله عمره ، وعضد الإسلام وأهله ببقائه ، وامتداد أيامه ، متوحد في علوم كثيرة ، مجمع على فضله ، مقدم في العلوم مثل علم الكلام والفقه وأصول الفقه والأدب والنحو والشعر ومعاني الشعر واللغة وغير ذلك.

[ثم عدد مؤلفاته الكثيرة] ... قرأت هذه الكتب أكثرها عليه ، وسمعت سائرها يقرأ عليه دفعات كثيرة».

وترجم له أيضا في كتاب الرجال ص ٤٨٥ : «أكثر أهل زمانه أدبا وفضلا ، متكلم ، فقيه ، جامع للعلوم كلها ...».

وأما النجاشي فترجم له في فهرسته برقم ٧٠٨ وقال : «حاز من العلوم ما لم يدانه فيه أحد في زمانه ، وسمع الحديث فأكثر ، وكان متكلما ، شاعرا ، أديبا ، عظيم المنزلة في العلم والدين والدنيا».

وترجم له معاصروه الثعالبي والباخرزي والنسابة العمري أما الثعالبي فقال في تتمة اليتيمة ٦٩ رقم ٤٩ : «وقد انتهت الرياسة اليوم ببغداد إلى المرتضى في المجد والشرف ، والعلم والأدب ، والفضل والكرم ، وله شعر في نهاية الحسن ...».

وأما الباخرزي فقد ترجم له ولأخيه الرضي في دمية القصر ١ / ٢٩٩ وقال : «هو وأخوه في دوح السيادة ثمران ، وفي فلك الرياسة قمران ، وأدب الرضي إذا قرن بعلم المرتضى كان كالغرند في متن الصارم المنتضى ...».


وأما النسابة العمري علي بن محمد العلوي فقد ترجم له في المجدي : ١٢٥ وقال : «نقيب النقباء ، الفقيه النظار المصنف ، بقية العلماء ، وأوحد الفضلاء ، رأيته ـ رحمه الله ـ فصيح اللسان ، يتوقد ذكا! فلما اجتمعنا سنة خمس وعشرين وأربعمائة ببغداد ...».

ومن شعره في الغدير قوله ـ رحمه‌الله ـ في قصيدة رائية أما الرسول فقد أبان ولاءه لو كان ينفع حائرا أن ينذرا

أمضى مقالا لم يقله معرضا

وأشاد ذكرا لم يشده معذرا

وثنى إليه رقابهم وأقامه علما

على باب النجاة مشهرا

ولقد شفى يوم الغدير معاشرا

ثلجت نفوسهم وأودى معشرا

قلعت به أحقادهم فمرجع

نفسا ، ومانع أنة أن تجهرا!

يا راكبا رقصت به مهرية

أشبت لساحته الهموم فأصحرا

عج بالغري فإن فيه ثاويا

جبلا تطأطأ فاطمأن به الثرى

واقرأ السلام عليه من كلف به

كشفت له حجب الصباح فأبصرا

ولو استطعت جعلت دار إقامتي

تلك القبور الزهر حتى أقبرا

وأما رسالته هذه في الغدير فهي مطبوعة ضمن المجموعة الثالثة من رسائله ومسائله ، ص ٢٥١ ، وقد طبعت بمساعي زميلنا العلامة السيد أحمد الحسيني الأشكوري حفظه الله ، وصدرت من مطبوعات دار القرآن الكريم في قم سنة ١٤٠٥ ، وقد قدم لها مقدمة تحدث فيها عن الشريف المرتضى ، كما كان أصدر السيد الحسيني في بغداد ، كراسا عن حياة الشريف المرتضى.

وأفرد الدكتور عبد الرزاق محيي الدين كتابا عن حياة الشريف المرتضى طبعه ببغداد باسم (أدب المرتضى).

وهناك لمحات عن حياته في مقدمات كتبه بأقلام محققيها كديوانه المطبوع في ثلاثة أجزاء ، وأماليه المطبوع في مجلدين ، وطيف الخيال ، والذخيرة في علم الكلام ، ونحو ذ لك.


وأحسن من كتب عنه شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في الغدير ٤ / ٢٦٤ ـ ٢٩٩ ، وذكر الشئ الكثير من مصادر ترجمته فليراجع ، فقد أغنانا عن كثير من الفحص والتنقيب ، ونحو نذكر هنا ما لم يذكره ـ رحمه‌الله ـ مما طبع أو ألف بعد صدور الجزء الرابع من «الغدير» وهي :

١ ـ فهرست الطوسي.

٢ ـ رجال الطوسي ٤٨٤ ـ ٤٨٥.

٣ ـ رجال النجاشي رقم ٧٠٨.

٤ ـ تتمة اليتيمة : ٦٩.

٥ ـ جمهرة الأنساب لابن حزم ٥٦.

٦ ـ الجدي في الأنساب ١٢٥ ـ ١٢٦.

٧ ـ دمية القصر ١ / ٢٩٩

٨ ـ معالم العلماء ـ لابن شهرآشوب ـ رقم ٤٧٧.

٩ ـ إنباه الرواة ٢ / ٢٤٩.

١٠ ـ الكامل ـ لابن الأثير ـ ٩ / ٥٢٦.

١١ ـ وفيات الأعيان ٣ / ٣١٣.

١٢ ـ الذخيرة ـ لابن بسام ـ القسم الرابع ، المجلد الثاني ، ص ٤٦٥ ـ ٤٧٥.

١٣ ـ ابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب ، جزء ، حرف الميم ، ترجم له بلقبه المرتضى برقم ١٠٢٦ ، وفي ج ٤ قسم ١ ص ٦٠٠ بلقبه علم الهدى.

١٤ ـ خلاصة الأقوال ـ للعلامة الحلي ـ : ٩٤.

١٥ ـ رجال ابن داود ٢٤٠.

١٦ ـ سير إعلام النبلاء للذهبي ١٧ / ٨٨.

١٧ ـ دول الإسلام ، له ١ / ٢٥٨

١٨ ـ تذكرة الحفاظ : ١١٠٩.

١٩ ـ العبر ٣ / ١٨٦.


٢٠ ـ عمدة الطالب : ٢٠٤.

٢١ ـ الوافي بالوفيات ـ للصفدي ـ ٢١ / ٦ ـ ١١.

٢٢ ـ شذرات الذهب ٣ / ٢٥٦.

٢٣ ـ مرآة الجنان ٣ / ٥٥.

٢٤ ـ المختصر في أخبار البشر ١ / ١٦٧.

٢٥ ـ تتمة المختصر ١ / ٥٢٧.

٢٦ ـ النجوم الزاهرة ٥ / ٣٩

٢٧ ـ بغية الوعاة.

٢٨ ـ شذارت الذهب ٣ / ٢٥٦.

٢٩ ـ أمل الآمل ٢ / ١٨٢.

٣٠ ـ رياض العلماء ٤ / ١٤ ـ ٦٥.

٣١ ـ مجمع الرجال للقهپائي ٤ / ١٨٩ ـ ١٩١.

٣٢ ـ تأسيس الشيعة الكرام لجميع فنون الإسلام ـ للسيد الصدر ـ ٠ ٣٩ و ٢ ٣١ و ٣٠٢.

٣٣ ـ بهجة الآمال في شرح نخبة المقال ـ للعلياري ـ ٥ / ١ ٤٢ ـ ٤٣٣.

٣٤ ـ الدرجات الرفيعة : ٤٥٨.

٣٥ ـ نزهة الجليس ٢ / ٣٧٣.

٣٦ ـ رجال السيد بحر العلوم ٣ / ١٢٩ ـ ٥٥ ١.

٣٧ ـ هدية العارفين ١ / ٦٨٨.

٣٨ ـ طرائف المقال في معرفة الرجال ٢ / ٤٦٨ ـ ٤٧٣.

٣٩ ـ جامع الرواة للأردبيلي ١ / ٥٧٥.

٤٠ ـ لؤلؤة البحرين ٣١٣ ـ ٢ ٣٢.

٤١ ـ تكملة الرجال للكاظمي ٢ / ١٦٩ ـ ١٧٥.

٤٢ ـ روضات الجنات ٤ / ٤ ٢٩ ـ ٣١٣.

٤٣ ـ قاموس الرجال ٦ / ٤٧٥ ـ ٤٧٨.


٤٤ ـ معجم رجال الحديث ١١ / ٣٧٠ ـ ٣٧٤.

٤٥ ـ الغدير ـ للعلامة الأميني ـ ٤ / ٢٦٤ ـ ٩ ٢٩.

٤٦ ـ أعلام القرن الخامس من طبقات أعلام الشيعة ـ لشيخنا صاحب الذريعة ـ : ١٢٠ ـ ١٢١.

٤٧ ـ أعلام الزركلي ٤ / ٢٧٨.

٤٨ ـ معجم المؤلفين ٧ / ٨١.

٤٩ ـ موارد الاتحاف في نقباء الأشراف ـ للسيد عبد الرزاق كمونة ـ ١ / ٥٥ ـ ٥٩.

٥٠ ـ أعيان الشيعة ٤١ / ٢١٣ ، وفي طبعة بيروت ٨ / ٢١٣ ـ ٢١٩.

بيان من كنت مولاه

٢٠ ـ للشيخ العدل الحسن بن الحسين بن أحمد الخزاعي النيسابوري ، من أعلام القرن الخامس.

ترجم له الشيخ منتجب الدين ابن بابويه الرازي في فهرسته ، رقم ٣٦٠ ، وقال : «ثقة ، حافظ ، واعظ ، وكتبه : الأمالي في الأحاديث ، كتاب السير ، كتاب إعجاز القرآن ، كتاب بيان : من كنت مولاه.

أخبرنا بها شيخنا الإمام السعيد جمال الدين أبو الفتوح الخزاعي ، عن والده ، عن جده ، عنه (١١٢) رحمهم‌الله جميعا».

أقول : روي عنه ابن أخيه أبو سعد محمد بن أحمد بن الحسين الخزاعي في كتابه الأربعين حديثا ، روى عنه في الحديث الخامس والعشرين ، قال : أخبرنا المحسن ابن الحسين بن أحمد النيسابوري ابن الشيخ العم أبي الفتح رضي‌الله‌عنه ، بقراءتي عليه ،

__________________

(١١٢) أجاز له رواية مصنفاته ورواياته سنة ٤٠٨ ه ، وسمع القاضي عبد الجبار بن أحمد المقرئ [كذا ، والظاهر : المعتزلي] كثيرا من أماليه.

حكاه عبد الله أفندي في تعليقه على أمل الآمل ... ، وفي رياض العلماء ٥ / ٩ ، عن خط الشيخ بهاء الدين العاملي ـ قدس الله نفسه ـ وحواشيه على فهرس الشيخ منتخب الدين ابن بابويه الرازي.


قال : حدثنا قاضي القضاة عبد الجبار بن أحمد قراءة عليه ، ووصفه بالشيخ العم أبي الفتح ، فيظهر أنه عمه ، وأن كنيته أبو الفتح ، وهو يروي عن القاضي عبد الجبار بن أحمد ، وأبو الفتوح الخزاعي راوي (بيان من كنت مولاه) وهو من أعلام القرن السادس ، صاحب تفسير «روض الجنان وروح الجنان» ويعرف بتفسير أبي الفتوح ، المطبوع غير مرة في عشر مجلدات ، وهو الآن قيد التحقيق والطبع في مجمع البحوث الإسلامية في مشهد الرضا عليه‌السلام ، وصدر منه بضع مجلدات وربما تبلغ العشرين مجلد ، وأفاد الفخر الرازي في تفسيره من هذا التفسير كثيرا.

وأبو الفتوح ـ صاحب تفسير ـ سبط صاحب الأربعين حديثا الذي تقدم ذكره ، ومؤلفنا صاحب «بيان من كنت مولاه» عم صاحب الأربعين.

وهذه الأسرة أسرة شيعية علمية عريقة أصلهم من خزاعة نزحوا إلي نيسابور ثم انتقلوا إلى الري ، وأنجبت أعلاما مشاهير في القرنين الخامس والسادس.

والكتاب ذكره شيخنا رحمه‌الله في الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٣ / ١٨٤ ، ومن مصادر ترجمة المؤلف : أمل الآمل ٢ / ٢٢٨ ، رياض العلماء ٥ / ٩ ، أعلام القرن الخامس من طبقات أعلام الشيعة ـ لشيخنا صاحب الذريعة رحمه‌الله ـ : ١٤٧ ، معجم رجال الحديث ٤ ١ / ٥ ٩ ١ ، مستدرك الوسائل ٣ / ٤٨٨ ، روضات الجنات ٦ / ٧٨ ، أعيان الشيعة ٩ / ٤٧ ، جامع الرواة ، تنقيح المقال ٢ / ٤ ٥ ، تعليقة أمل الآمل لصاحب رياض العلماء : رقم ٦٨٥ وضبطه بتشديد السين.

عدة البصير

في حجج (حج) يوم الغدير

٢١ ـ للشيخ أبي الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي (١١٣) الواسطي ، المتوفى في صور سنة ٤٤٩ ه.

__________________

(١١٣) كراجك : قال ياقوت : قرية على باب واسط.


ترجم له الشيخ منتجب الدين ابن بابويه في الفهرست برقم ٣٥٥ وأطراه بقوله : «الشيخ العالم الثقة ... فقيه الأصحاب ، قرأ على السيد المرتضى علم الهدى والشيخ الموفق أبي جعفر (١١٤) رحمهم‌الله ، وله تصانيف منها : كتاب التعجب (١١٥) ، كتاب النوادر أخبرنا الوالد ، عن والده ، عنه رحمهم‌الله».

وترجم له ابن شهرآشوب في معالم العلماء ، رقم ٧٨٨ فقال : «القاضي أبو الفتح ... له كتاب أخبار الآحاد ، التعجب (١١٦) في الإمامة ، حسن ...».

وترجم له المحدث الحر العاملي ـ رحمه‌الله ـ في أمل الآمل / ٢ / ٢٨٧ رقم ٨٥٧ وأطراه بقوله : «عالم ، فاضل ، متكلم ، فقيه ، محدث ، ثقة ، جليل القدر ، له كتب ...».

أقول : له ـ رحمه‌الله ـ مؤلفات كثيرة ومنوعة ، وقد كتب بعض معاصريه أو تلامذته فهرس كتبه في حياته ، عثرت عليه ضمن مجموعة مخطوطة في جامعة طهران ، فنسخته بيدي وصححته وأجريت عليه بعض التعديلات إعدادا لنشره ، ثم رأيت أن المحدث النوري قد أدرجه في ترجمة المؤلف في خاتمة المستدرك : وأوسع ترجمة للكراجكي وأحسنها هو ما كتبه العلمان المتعاصران صاحبا الروضات والمستدرك رحمها الله ، وأنا أنتقي بعض مؤلفاته مما جاء في فهرس كتبه المدرج في خاتمة المستدرك ، فنذكر مما جاء فيه : «دامغة النصارى ـ وهو نقض كلام أبي الهيثم النصراني ـ ، جواب رسالة الأخوين في الرد على الأشعرية وإفساد أقوالهم وطعنهم على الشيعة ـ ستون ورقة ـ.

ومن الكتب في الإمامة : عدة البصير في حج يوم الغدير ، هذا كتاب مفيد يختص بإثبات إمامة أمير المؤمنين عليه‌السلام في يوم الغدير ـ جزء واحد مائتا ورقة

__________________

(١١٤) وهو شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ، المتوفى في النجف الأشرف سنة ٤٦٠ ، وقبره ، هناك معروف.

(١١٥ و ١١٦) كتاب «التعجب من أغلاط العامة في مسألة العامة» ذكره شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في الذريعة إلى تصانيف الشيعة ١٥ / ٢١٠ وقال : «طبع مع (كز الفوائد) له سنة ١٣٢٢ ، ذكر فيه مناقضات أقوالهم ومنافرات أفعالهم في عاشوراء. وتبجيل ذرية من نال من الحسين الشهيد عليه‌السلام شيئا! ...».

أقول : وللسيد المرتضى علم الهدى ـ رحمه‌الله ـ أيضا كتاب بهذا الاسم وفي هذا المعنى ذكره شيخنا ـ رحمه الله ـ في حرف العين من الذريعة ١٥ / ٢١٨ باسم «عجائب الأغلاط».


بلغ الغاية فيه حتى حصل في الإمامة كافيا للشيعة ، عمله في هذه المسألة بطرابلس للشيخ الجليل أبي الكتائب عمار ـ أطال الله بقاءه ـ.

كتاب التعجب في الإمامة من أغلاط العامة.

كتاب الاستنصار في النص على الأئمة الأطهار هذا كتاب يتضمن ما ورد من طريق الخاصة والعامة من النص على أعداء الأئمة عليهم‌السلام ، جزء لطيف (١١٧) كتاب معارضة الأضداد باتفاق الأعداد ، في فن الإمامة ، جزء لطيف.

المسألة القيسرانية ، في تزويج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عائشة وحفصة ، جز لطيف.

المسألة البنائية في فضل أمير المؤمنين صلوات الله عليه جميع البرية سوى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

كتاب الانتقام ممن غدر أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وهو النقض على ابن شاذان الأشعري في ما أورده في آية الغار ، لم يسبق إلى مثله (١١٨).

كتاب الفاضح في ذكر معاصي المتغلبين على مقام أمير المؤمنين عليه‌السلام.

كتاب معدن الجواهر ورياضة الخواطر ، يتضمن من الآداب والحكم مما روي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (١١٩).

كتاب رياض الحكم وهو كتاب عارض به ابن المقفع.

كتاب التعريف بوجوب حقوق الوالدين (١٢٠).

الرسالة العلوية في فضل أمير المؤمنين عليه‌السلام على سائر البرية سوى سيدنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، حملها للشريف أبي طالب ، جزء لطيف.

__________________

(١١٧) مطبوع.

(١١٨) وللشيخ أبي جعفر الطوسي ـ رحمه‌الله ـ أيضا : النقض على ابن شاذان في مسألة الغار.

(١١٩) مطبوع.

(١٢٠) هو قيد التحقيق الآن.


كتاب كنز الفوائد ، خمسة أجزاء عمله لابن عمه ، يتضمن أصولا من الأدلة وفنونا (١٢١).

أقول : ولنكتف بما ذكرنا فمؤلفاته ـ رحمه‌الله ـ كثيرة ومنوعة. ومن أرادها فليطلبها من كتاب المستدرك في الخاتمة ص ٤٩٧.

وترجم له من العامة ، الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٨ / ١٢١ قال : «شيخ الرافضة وعالمهم ، أبو الفتح محمد بن علي ، صاحب التصانيف ، مات بمدينة صور سنة ٤٤٩».

وترجم له في العبر ٣ / ٢٢٠ ، وقال : «رأس الشيعة وصاحب التصانيف محمد بن علي ، مات بصور في ربيع الآخر ، وكان نحويا ، لغويا ، ومنجما ، طبيبا ، متكلما ، متفننا ، من كبار أصحاب الشريف المرتضى ، وهو مؤلف كتاب تلقين أولاد المؤمنين».

وترجم له اليافعي في مرآة الجنان ٣ / ٧٠ ، وابن العماد في الشذرات ٣ / ٢٨٣ بلفظ الذهبي في العبر آخذين منه.

وترجم له الصفدي في الوافي بالوفيات ٤ / ١٣١ وقال : «شيخ الشيعة ، والكراجكي بكافين وجيم وهو الخيمي ... وكان من فحول الرافضة ، بارعا في فقههم ، لقي الكبار مثل المرتضى ، له كتاب : تلقين أولاد المؤمنين ، والأغلاط في ما يرويه الجمهور ، وموعظة العقلاء للنفس ، [والمنازل] وكتابه [ما جاء في عدد الاثني عشر] (١٢٢) ، كتاب المؤمن».

وترجم له ابن حجر في لسان الميزان ٥ / ٣٠٠ قائلا : «بالغ ابن أبي طي في الثناء عليه في ذكر الإمامية ، وذكر أن له تصانيف في ذاك ، وذكر أنه أخذ عن أبي الصلاح ، واجتمع بالعين زربي ، ومات في ثاني ربيع الآخر سنة ٤٤٩».

__________________

(١٢١) طبع في إيران سنة ١٣٢٢ على الحجر ، ثم طبع في بيروت طبعة حروفية في جزءين طبعة ممسوخة! وأعيد طبعه في إيران بالتصوير عليه!!

(١٢٢) في المطبوع من الوافي : كتاب عدد ما جاء في الاثني عشر! وهو غلط وهو كتاب «الاستنصار» الذي تقدم ذكره.


وترجم له إسماعيل باشا في هدية العارفين ٢ / ٧٠ وعدد بعض مؤلفاته.

ومن مصادر ترجمته من كتب أصحابنا سوى ما تقدم : جامع الرواة ٢ / ١٥٦ ، لؤلؤة البحرين : ٣٣٧ ، رجال السيد بحر العلوم ٣ / ٣٠٢ ، تنقيح المقال ٣ / ١٥٩ ، أعيان الشيعة ٤٦ / ١٦٠ ، الكنى والألقاب ٣ / ٨ ٠ ١ ، طبقات أعلام الشيعة (أعلام القرن الخامس) : ١٧٧ ـ ١٧٩ ، معجم رجال الحديث ٧ / ١٤ ٥ ، قاموس الرجال ٨ / ٣٠٠.

لإيضاح والتبصير

في فضل يوم الغدير

٢٢ ـ للمؤيد في الدين ، داعي الدعاة ، هبة الله بن موسى بن داود الشيرازي ، المولود بها حدود سنة ٣٩٠ ، ثم المصري المتوفى بها سنة ٤٧٠ ه.

ترجم نفسه بقلمه في كتاب أفرده في سيرته طبع بالقاهرة ، كما طبع بها ديوانه مع مقدمة ضافية عن حياته للأستاذ محمد كامل حسين استغرقت ١٨٦ صحيفة.

وذكره ايوانف في فهرسته لكتب الإسماعيلية تحت رقم A ١٦٧.

منه نسخة في مكتبة الجمعية الإسماعيلية في كراجي.

الدراية في حديث الولاية ، حديث : من كنت مولاه فعلي مولاه

٢٣ ـ للحافظ أبي سعيد الركاب ، مسعود بن ناصر بن أبي زيد عبد الله السجستاني ، المتوفى سنة ٤٧٧ ه.

ترجم له السمعاني في الأنساب ٧ / ٨٦ (السجزي) وقال : «كان حافظا متقنا فاضلا ... روى لنا عنه جماعة كثيرة بمرو ونيسابور وأصبهان» ولم يذكر له كتابه هذا الذي رآه بخطه الحسن بن يعقوب وأجاز له جميع رواياته.

قال السمعاني في معجم شيوخه ، في ترجمة شيخه أبي بكر الحسن بن يعقوب النيسابوري ـ المتوفى سنة ٥١٧ ه ـ تلميذ السجستاني ـ هذا ، قال : «كان شيخا فاضلا


نظيفا ، مليح الحظ ... وكان قد كتب الحديث الكثير بخطه ، رأيت كتاب (الولاية) لأبي سعيد مسعود بن ناصر السجزي ، وقد جمعه في طرق هذا الحديث [من كنت مولاه فعلي مولاه] لم بخطه الحسن المليح ...».

وللمؤلف ترجمة حسنة في تاريخ نيشابور (منتخب السياق) ص ٦٦٥ رقم ١٤٧٢ ، وقال فيه : «أحد حفاظ عصرنا المتقنين المكثرين ، جال في الآفاق وسمع الكثير ... وكان متقنا ورعا ...».

وترجم له الذهبي في العبر ٣ / ٢٨٩ ، وتذكرة الحفاظ ١٢١٦ ـ ١٢١٨ ، وفي سير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٣٢ ـ ٥٣٥.

وكتابه هذا في ١٧ جزء في أكثر من عشرين كراسا ، روى فيه حديث الغدير بطرقه وأسانيده عن مائة وعشرين صحابيا ، كما ذكر ذلك ابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب ٣ / ٢٥ عده ممن ألف في حديث الغدير كتابا مفردا فقال : «ومسعود السجزي كتابا [جمع] فيه رواة هذا الخبر وطرقها» وحكاه عنه العلامة المجلسي ـ رحمه الله ـ في كتاب بحار الأنوار ٣٧ / ١٥٧ ، وقال السيد ابن طاوس في كتاب الاقبال ـ عند كلامه عن عيد الغدير وحديث الغدير ـ ص ٦٦٣ ، وأما ما رواه مسعود بن ناصر السجستاني في صفة نض النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على علي عليه‌السلام بالولاية فإنه مجلد في عشرين كراسا ، وحكى ، عنه العلامة المجلسي في بحار الأنوار ٣٧ / ١٣٣.

وذكره السيد ابن طاوس أيضا ـ في كتاب «اليقين» ، ص ١٦٨ وسماه هنا : كتاب الولاية.

دعاء الهداة إلى أداء ، حق الموالاة

٢٤ ـ للحاكم الحسكاني ، أبي القاسم عبيد الله بن عبد الله بن أحمد الحسكاني الحذاء الحنفي ، من أعلام القرن الخامس.

وهو في طريق حديث الغدير : «من كنت مولاه فعلي مولاه».

له كتب منها : «خصائص أمير المؤمنين عليه‌السلام» و «إثبات النفاق لأهل


النصب والشقاق» ، «إثبات النفاق» و «الإرشاد في إثبات نسب الأحفاد» و «ورسالة في أن أمير المؤمنين عليه‌السلام هو أول من أسلم ، ورسالة في صعوده عليه‌السلام على منكب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله».

وله «كتاب شواهد التنزيل لقواعد التفضيل» وقد بسطنا فيه القول في ترجمته وذكر مصادرها ، راجع : أهل البيت ـ عليهم‌السلام ـ في المكتبة العربية / تراثنا / ع ١٣.

وله أيضا كتاب «طيب الفطرة في حب العترة» و «مسألة في تصحيح رد الشمس وإرغام النواصب الشمس» و «رسالة في المؤاخاة» وغير ذلك.

قال هو في كتابه شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ١ / ١٩٠ بعد إيراد الحديث بعدة طرق عند القول في نزول آية سورة المائدة : (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك ...) بشأن أمير المؤمنين عليه‌السلام ونصبه في الغدير ، قال بعد الرقم ٢٤٦ : «وطرق هذا الحديث مستقصاة في كتاب (دعاء الهداة إلى أداء حق الموالاة) من تصنيفي في عشرة أجزاء».

وكان الكتاب في مكتبة السيد ابن طاووس ـ المتوفى سنة ٦٦٤ ـ كما في فهرسها برقم ١٩٠ (١٢٣) وينقل منه في كتبه كالإقبال والطرائف وغيرهما.

__________________

(١٢٣) آل طاووس من للأسر العلمية الشيعية العراقية في القرنين السابع والثامن ، في الحلة وبغداد والنجف وكر بلاء وغيرها من البلدان العراقية. أنجبت رجالا هم من أشهر أعلام الطائفة ، وخلفوا تراثا فكريا في مختلف المجالات.

ومن أشهرهم أسيد ابن طاووس ، رضي الدين علي ابن موسى الحسيني (٥٨٩ ـ ٦٦٤ ه).

كان نقيبا زعيما نافذ الكلمة ، وكانت له مكتبة ضخمة تحوي أعلاقا ونفائس هي مصادر مؤلفاته ، ينقل عنها ، وأحيانا يصف المخطوطة التي ينقل عنها وصفا دقيقا تاريخها وحجمها وعدد أوراقها وميزاتها وما إلى ذلك ، وقد بلغت من الأهمية والاهتمام بها أن كتب لها فهرسا وسماه «إقليد الخزانة» ، كما وصت الخزانة بإجمال في كتابه «كشف المحجة لثمرة المهجة» وهو وصيته لولده ـ في الفصل ١٤٣ صفحة ١٢٦.

كما أشار إليها شيخنا العلامة الطهراني ـ رحمه‌الله ـ في كتاب الذريعة ١٠ / ١٧٦.

ولذلك تصدى زميلنا العلامة الباحث الشيخ محمد حسن آل ياسين ـ دام موفقا ـ فاستخرج لها فهرسا نشر في المجلد الثاني عشر من مجلة المجمع العلمي العراقي في بغداد سنة ١٣٨٤ ه ـ ١٩٦٥ م ، وقد وزع عنها مستلات ، هذا هو المقصود هنا.


طرق حديث الغدير

٢٥ ـ لأبي طاهر ابن حمدان محمد بن أحمد بن علي بن حمدان الخراساني ، من أعلام القرن الخامس ، تلميذ الحاكم النيشابوري والمتخرج به ، له كتاب في جمع طرق حديث الطير. تقدم في العدد الرابع رقم ١٥٢ ، وله كتاب في جمع طرق حديث : من كنت مولاه فعلي مولاه.

ترجم له الذهبي في تذكرة الحفاظ : ١١١٢ ، وفي سير أعلام النبلاء ١٧ / ٦٦٣ ، والفارسي في السياق ، والصيرفيني في منتخب السياق : رقم ٨٣.

قال الذهبي في رسالته في حديث الغدير (رقم ٤٤) : «أبو طاهر ابن حمدان في (طرق هذا الحديث) أخبرنا أبو العباس إبراهيم ابن أبي محمد السرخسي بمرو ...» فروى حديث الغدير.


القرن السادس

مجلس يوم الغدير

في إمامة علي بن أبي طالب عليه‌السلام

٢٦ ـ لأبي طالب الفارسي العراقي الزيدي ، من أعلام القرن السادس.

ترجم له في «مطلع البدور» وأطراه بقوله : «الشيخ الإمام المحقق أبو طالب الفارسي ـ رحمه‌الله ـ أحد علماء العراق ومن فضلائهم ، له حاشية على الإبانة ، وله مجلس يوم الغدير في إمامة علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، وله شرح على التحرير لأبي طالب الهاروني ، سماه التقدير ـ إلى أن قال : ـ وقد تكلم في أيام هذا الإمام الشهير ـ أعني المؤيد بالله ـ جماعة من كبار العلماء ، أبو طالب هذا أحدهم ، وفي أخبار المؤيد [بالله] كتاب يسمى الذخر المؤبد في سيرة المؤيد ، لا أدري هل هو كتاب هذا الشيح أو غيره».

الايضاح والتفسير

في معنى يوم الغدير

٢٧ ـ لعلي بن محمد بن الوليد الأنف العبشمي الداعي الإسماعيلي ، المتوفى سنة ٦١٢ ه.

له ترجمة مطولة مع ذكر كتبه في فهرست مجدوع : ١٢٣ ـ ١٢٧ ، ومصادر الفكر العربي الإسلامي في اليمن : ١٠٢ ، وفي أعلام الإسماعيلية : ٤٠٨ ، وذكره له ايوانف في فهرسته برقم ٢٤٩ ولم يشيروا إلى مخطوطة له.

وللمؤلف : «دامغ الباطل وحتف المناضل» في الرد على أبي حامد الغزالي ، نشره مصطفى غالب.


الايضاح والتبصير

في جواب مسألة المولى [في حديث الغدير]

٢٨ ـ لمؤيد الدين الحسين بن علي بن محمد.

ذكره مجدوع في فهرسه لكتب الإسماعيلية ص ١٥٢ وقال : «وهي بابان ، الباب الأول في ذكر نبذ مما جاء في ولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام من الروايات ورد عليها من الاحتجاجات ، والثاني في إيضاح معنى ما ورد عن مولانا الصادق عليه‌السلام في فضل يومه وصلاته وصومه».

وذكره ايوانف في فهرسه ، رقم ٢٥٦ ، كما في تعاليق مجدوع.


القرن السابع

مسألة في معنى «من كنت مولاه فعلي مولاه»

٢٩ ـ للأديب أبي جعفر محمد بن موسى.

أوله : «سألني الرئيس أبو إبراهيم ـ أدام الله رفعته ـ في داره المعمورة ببقائه عن معنى قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من كنت مولاه فعلي مولاه؟» عند السيد شهاب الدين بقم.

هكذا ذكره شيخنا في الذريعة ٢٠ / ٣٩٤ ، وأظنه أبا جعفر محمد بن موسى بن عمران الزامي النيسابوري ، الذي ترجم له الثعالبي في فضلاء بخاري من يتيمة الدهر ٤ / ١٧١ وقال : «من أفراد الأدباء والشعراء بخراسان عامة وبنيسابور خامة ، إذ هو من إلزام إحدى رساتيق نيسابور وكان مع سبقه في ميادين الفضل راجحا في موازين العقل ، وترقت حاله من التأديب في نيسابور إلى التصفح في ديوان الرسائل ببخارى بعد أبي إسحاق (إبراهيم بن علي) الفارسي وهبت ريحه ، وبعد صيته ، وله شعر كعدد الشعر ...».

وترجم له الصفدي ، في الوافي بالوفيات ٥ / ٨٩ ، والسيوطي في بغية الوعاة ١ / ٢٥١ نقلا عن اليتيمة.


القرن الثامن

طرق حديث : من كنت مولاه

٣٠ ـ للذهبي ، شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الشافي الدمشقي (٦٧٣ ـ ٧٤٨ ه).

ذكره هو في تذكرة الحفاظ ـ في ترجمة الحاكم النيسابوري ـ ص ١٠٤٣ قال : «وأما حديث الطير فله طرق كثيرة جدا ، قد أفردتها بمصنف ومجموعها هو يوجب أن يكون الحديث له أصل ، وأما حديث من كنت مولاه ، فله طريق جيدة وقد أفردت ذلك أيضا».

وقال أيضا في سير أعلام النبلاء ١٧ / ١٦٩ : «وقد جمعت طرق حديث الطير في جز ، وطرق حديث من كنت مولاه ، وهو أصح ، وأصح منهما ما أخرجه مسلم عن علي قال : إنه لعهد النبي الأمي إلي أنه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق».

وقد ترجم للذهبي صديقنا الدكتور بشار عواد معروف البغدادي ترجمة حافلة في ١٤٠ صفحة ، طبعت في مقدمة سير أعلام النبلاء ، ذكر له في الصفحة ٧٥ هذا الكتاب برقم ٤ من قائمة مؤلفاته ، كما ذكر له برقم ٥ «الكلام على حديث الطير» وقد تقدم في العدد الرابع من تراثنا ، ص ٧٠ ، وذكر له برقم ١١٥ كتابه «فتح المطالب في فضائل علي بن أبي طالب عليه‌السلام» وهذا أيضا تقدم في العدد ١٧ ص ٩٩ ، ذكره. هو في تذكرة الحفاظ ١ / ١٠ في ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : «ومناقب هذا الإمام جمة أفردتها في مجلد سميته : فتح المطالب في فضائل علي بن أبي طالب» و تلميذه الصفدي في ترجمته في «نكت الهميان» ص ٣٤٣ وقال : «وقرأته عليه من أوله إلى آخره».

وأما مصادر ترجمة المؤلف فقد كفانا الدكتور صلاح الدين المنجد مؤنتها حيث ذكرها في ترجمته في كتابه : أعلام التاريخ والجغرافيا عند العرب ٣ / ٩٩ فما بعدها ، كما


وذكر مؤلفات الذهبي التاريخية والرجالية ومخطوطاتها في : معجم المؤرخين الدمشقيين : ١٥٩ ـ ١٧٥.

وأما رسالته هذه [طرق حديث : من كنت مولاه] فقد عثرنا على مخطوطة له في المكتبة المركزية لجامعة طهران كتبت في القرن الثاني عشر ، ضمن المجموعة رقم ٠ ٨ ٠ ١ ، من الورقة ١ ١ ٢ ـ ٢٣ ٢ ب ، ذكرت في فهرسها ٣ / ٢٣ ٥ ، وقد حققته وأعددته لللنشر.

طرق حديث : من كنت مولاه فعلي مولاه

٣١ ـ للحافظ العراقي ، زين الدين أبي الفضل عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن الكردي الرازياني المهراني الشافعي المصري ، المولود بها سنة ٧٢٥ والمتوفى بها سنة ٨٠٦ ه.

قدم أبوه من بلدة رازيان ـ من عمل أربل ـ إلى القاهرة فولد ابنه بها ، وزين الدين ـ هذا ـ والد ولي الدين أبي زرعة العراقي أحمد ، وقد أفرد رسالة في ـ ترجمة والده الحافظ العراقي هذا.

وترجم له في الضوء اللامع ٤ / ١٧١ ـ ١٧٨ وقال : «وتقدم فيه [الحديث] بحيث كان شيوخ عصره يبالغون في الثناء عليه بالمعرفة كالسبكي والعلائي وابن جماعة وابن كثير وغيرهم ...».

وترجم له ابن حجر في إنباء الغمر ٥ / ١٧٠ ـ ١٧٦ وقال : «وصار المنظور إليه في هذا الفن ...» وأورد شيئا من قصائده في رثائه.

وترجم له الجزري في طبقات القراء ١ / ٣٨٢ ـ وأطراه بقوله : «حافظ الديار المصرية ومحدثها وشيخها ... برع في الحديث متنا ... وإسنادا / /. وكتب وألف وجمع وخرج ، وانفرد في وقته ...» وأورد شيئا من رثائه له.

وترجم له الشوكاني في البدر الطالع ١ / ٤ ٣٥ ـ ٣٥٦ وقال : «وقد ترجمه جماعة من معاصريه ومن تلامذته ومن بعدهم وأثنوا عليه جميعا وبالغوا في تعظيمه ...».


وأوسع ترجمة له ـ بعد رسالة ابنه ـ هو ما كتبه ابن فهد في ذيله على تذكرة الحفاظ ـ للذهبي ـ من ص ٠ ٢ ٢ ـ ٢٣٤ وأطراه بقوله : «فريد دهره ، ووحيد عصره ، من فاق بالحفظ والاتقان في زمانه ...» ثم عدد مؤلفاته ومنها هذا الكتاب ، ذكره له في ص ٢٣١.

وله ترجمة في النجوم الزاهرة ١٣ / ٣٤ وفيه : «وقد استوعبنا مسموعه ومصنفاته في المنهل الصافي ، حيث هو محل الإطناب»

شرح حديث الغدير

٣٢ ـ ذكره شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في الذريعة ١٣ / ٢٠٤ وقال : «فارسي ، للمولى عبد الله القزويني ، وهو كتاب جليل حسن الفوائد ، أورد فيه خطبة الغدير أبسط مما هو مشهور ...».

أقول : وكرره ـ رحمه‌الله ـ في ٢٥ / ١٢٠.

أقول : وللمؤلف ترجمة في رياض العلماء ٣ / ٢٢٤ وقال : «المولى عبد الله بن عبد الله القزويني» فاضل عالم جامع ، له كتاب بالفارسية في خبر وفاة النبي صلى الله عليه وآله وشرح الفتن الواقعة عند حضور وفاته ، وذكر فيه الأخبار المروية في وصية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى علي عليه‌السلام وتنصيصه فيها بخلافته بعده ، وغير ذلك من النصوص ، سيما خطبة يوم الغدير وقد أورد فيه خطبة الغدير بتمامها على وجه أبسط مما هو المشهور بكثير ثم شرحها.

وقد ذكر فيه أيضا منازعة أصحابه ومشاجرتهم ومخالفتهم في الخلافة حين وفاته صلى‌الله‌عليه‌وآله وبعدها ، حسنة الفوائد».

ولم أعلم عصره بخصوصه ، لكن رأيت نسخة من هذا الكتاب في تبريز ، وكان تاريخ كتابتها سنة ١٠٢٧ ه ، وأظن أنه ألفه في بلدة حيدرآباد من بلاد الهند ، في عهد الملوك القطب شاهية ...


الغديرية

٣٣ ـ للمولى عبد الله بن شاه منصور القزويني المولد ، نزيل طوس ، من أعلام القرن الحادي عشر.

ترجم له المحدث العاملي في أمل الآمل ٢ / ١٦١ ـ وقال : «كان فقيها ، محدثا ، له شرح ألفية ابن مالك ، فارسي ، ورسالة في إثبات إمامة أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فارسية ، سماها : الغديرية ، من المعاصرين».

وترجم له شيخنا صاحب الذريعة ـ رحمه‌الله ـ في أعلام القرن الحادي عشر من موسوعته القيمة طبقات أعلام الشيعة وحكى كلام الحر العاملي ثم قال : «أقول : ابن شاه منصور كان من تلاميذ البهائي [الشيخ بهاء الدين العاملي المتوفى سنة ١٠٣٠ وقد شرح خلاصة الحساب ، تأليف أستاذه في حياته بالفارسية ...».

أقول : وذكره شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في الذريعة في حرف الغين ١٦ / ٢٧ وقال :

«الغديرية في إثبات إمامة أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فارسي ، للمولى عبد الله بن شاه منصور القزويني المشهدي ، المدرس بمشهد خراسان ، والمعاصر للمحدث الحر العاملي ...».

وله ترجمة في رياض العلماء ٣ / ٢٢١ ، وأعيان الشيعة ٨ / ٥٣.

كشف المهم

في طرق خبر غدير خم

٣٤ ـ للسيد هاشم بن سليمان بن إسماعيل الموسوي الكتكتاني التوبلي البحراني ، المتوفى سنة ١١٠٧ ه.

وهو العلامة الجليل ، والمحدث المشهور مولف تفسير «البرهان» و «غاية المرام» وغيرهما ، البالغ ٧٥ كتابا (١٢٤).

__________________

(١٢٤) ترجم له معاصراه المحدث الحر العاملي في أمل الآمل ٢ / ٣٤١ وميرزا عبد الله أفندي في رياض العلماء ٥ / ٢٩٨ مع الاطراء الكثير والثناء البليغ على علمه وورعه.


أوله : «الحمد الله الملك الحق المبين ، باعث الأنبياء والمرسلين ، وناصب الأوصياء رحمة للعالمين ، ... فطر بالبال وسنح في الخيال أن أفرد كتابا يحتوي على بعض روايات غدير خم وذكر من رواه من طريق العامة والخاصة ... وسميته بكشف المهم في طرق خبر غدير خم».

آخره : «تم الكتاب بعون الله وحسن توفيته باليوم الآخر في شهر ذي القعدة الحرام ، للسنة الحادية والمائة والألف».

نسخة منه في مكتبة الإمام الرضا عليه‌السلام ، في مشهد ، رقم ٦٧٤٩ ، جاء في نهايتها بالهامش : «بلغ تصحيحا إلا ما زاغ عنه البصر وحسر عنه النظر ، في مجالس متعددة على نسخة المصنف ، وربما حضر مصنفه في أوقات تصحيحه باليوم العاشر من شهر جمادي الآخرة ، سنة الثانية والمائة وألف ، كتبه الفقير إلى ربه الديان ، علي ابن سليمان البحراني عفي عنهما».

رسالة في حديث الغدير

٣٥ ـ للسيد علي خان بن خلف بن مطلب بن حيدر بن محسن بن محمد بن فلاح الموسوي المشعشعي الحويزي ـ المتوفى سنة ١٠٨٨ ه ـ والى الحويزة وحاكمها من سنة ٨٦٠ ه إلى أن توفي ، وأول من حكم تلك البلاد جده فلاح المتوفى سنة ٨٥٤ ه.

أجاب فيها عن شبهات السيد الشريف الجرجاني ـ المتوفى سنة ٨١٦ ه ـ على هذا الحديث.

ذكره شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في الذريعة ٥ / ١٧٥ ، وترجم له في أعلام القرن الحادي عشر من طبقات أعلام الشيعة ترجمة مطولة ، وذكر له كتاب «النور المبين في إثبات النص على أمير المؤمنين عليه‌السلام» وكان جيد النظم باللغتين العربية والفارسية.

وله ترجمة في رياض العلماء ٤ / ٧٧ ـ ٨١ ، وأمل الآمل ٢ / ١٨٦ ، وسلافة العصر :

__________________

٥ / ٢٩٨ مع الاطراء الكثير والثناء البليغ على علمه وورعه.


٥٤٥

ومن شعره قوله من قصيدة :

ولولا حسام المرتضى أصبح الورى

وما فيهم من يعبد الله مسلما

وأبناؤه الغر الكرام الأولى بهم

أنار من الإسلام ما كان مظلما

وأقسم لو قال الأنام بحبهم

لما خلق الرب الكريم جهنما

وما منهم إلا إمام مسود

حسام سطا بحر طمى عارض هما


القرن الثاني عشر

وفي هذا القرن ، في عام ١١٢٥ ه ، أبدى الملك الصفوي الشاه سلطان حسين اهتماما أكثر بهذا العيد الأغر ، ورغب إلى علماء عصره أن يؤلفوا رسائل خاصة في عيد الغدير وحديث الغدير وما أثر عن العترة الطاهرة في هذا اليوم من مسنونات ومندوبات وأعمال وأدعية وزيارات ، فألف جمع منهم رسائل مفردة في الغدير وذكروا في المقدمة اهتماماته في هذا العام لهذا اليوم التاريخي الخالد ، والسعي في إحيائه وإحياء ذكراه لا بد ـ وعلى الصعيد الرسمي والشعبي ـ من تزيين البلاد وإقامة المهرجانات والاحتفالات ، وتركها من مآثره الخالدة ـ رحمه‌الله ـ كما وأبدى هذا السلطان أيضا اهتماماته بيوم ميلاد أمير المؤمنين عليه‌السلام في ١٣ رجب وأمر بإحياء ذكرى هذا اليوم المبارك أيضا رحمه‌الله.

وقد احتفظ لنا الدهر بثلاثة من هذه الكتب المؤلفة في هذا العام بناء على طلب الشاه ، وثلاثتها محفوظة في مكتبة زميلنا العلم المحقق فضيلة السيد محمد علي الروضاتي الأصفهاني آل صاحب الروضات قدس الله نفسه ، وهي مكتبة قيمة فيها النفائس والأعلاق.

كما كانت الحكومات الشيعية في القرن الرابع ، كالبويهيين في العراق ، والفاطميين في مصر ، وغيرهم في غيرهما ، يهتمون اهتماما بالغا بعيد الغدير الأغر ، ويهتمون لإحياء ذكراه وإقامة المهرجانات راجع كتاب «عيد الغدير في عهد الفاطميين» للعلامة الشيخ محمد هادي الأميني حفظه الله.

وقال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٥٧ ه من كتاب الكامل ٨ / ٥٨٩ : «وفيها عمل أهل بغداد يوم عاشوراء وغدير خم كما جرت به عادتهم من إظهار الحزن يوم عاشوراء والسرور يوم الغدير».

فيظهر أنها كانت عادة مطردة منذ سنين في منتصف القرن الرابع.


قال ابن الجوزي في المنتظم ٧ / ٢٠٦ في حوادث سنة ٣٨٩ ه : والكامل لابن الأثير ٩ / ١٥٥ «وقد كانت جرت عادة الشيعة في الكرخ وباب الطاق بنصب القباب وتعليق الثياب وظهار الزينة في يوم الغدير ، وإشعال في ليلته ونحر جمل في صبيحته ، فأرادت الطائفة الأخرى أن تعمل في مقابلة هذا شيئا! فادعت اليوم الثامن من يوم الغدير كأن اليوم الذي حصل النبي صلى الله وعليه وسلم في الغار وأبو بكر معه! [على أنه لا خلاف أن الهجرة كانت في ربيع الأول] فعملت فيه مثل ما عملت الشيعة في يوم الغدير! وحصلت بإزاء يوم عاشوراء يوما بعده بثمانية أيام نسبته إلى مقتل مصعب بن الزبير وزارت قبره بمسكن! كما يزار قبر الحسين عليه‌السلام!!»

أقول : وليت الطائفة الأخرى وقفت عند هذا الحد ، ولم تتجاوزه إلى مجازر طائفية مؤلمة مؤسفة ، قال ابن الجوزي في المنتظم ٧ / ١٦٣ في حوادث سنة (٣٨١) ه : «وفي اليوم الثامن (١٢٥) عشر من ذي الحجة ، وهو يوم الغدير ، جرت فتنة بين أهل الكرخ وباب البصرة (١٢٦) واستظهر أهل باب البصرة وخرقوا أعلام السلطان ، فقتل يومئذ جماعة ...».

وهكذا كانت هذه الوحشية تتجدد بين فترة وأخرى ، فإذا أحل عاشوراء أقامت الشيعة عزاء الحسين عليه‌السلام إمامهم وأبن بنت نبيهم ، الذي قتلوه عطشانا غريبا أقسى قتلة وأفظع جريمة ، قتلوه جهارا نهارا ، هو ومن كان معه من آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، منعوهم الماء وقتلوا رجالهم ، وذبحوا أطفالهم ، ونهبوا خيامهم وأحرقوها ، وسبوا بنات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وساقوها ، أسارى من بلد إلى بلد حتى أدخلوها على يزيد السكير في مجلسه العام!

فالشيعة كانت ولا تزال متى ما حل عاشوراء تجددت عندهم هذه الذكريات فتقيم عزاءه وتظهر الحزن عليه ، وكان ذلك أثقل شئ على اليزيديين شيعة آل أبي

__________________

(١٢٥) في المطبوع : الثاني عشر. وهو خطأ مطبعي.

(١٢٦) الكرخ : محلة الشيعة ، وباب البصرة : محلة السنين وهو باب المعظم اليوم.


سفيان فكانوا كلما مكنتهم الظروف هجموا بالسلاح على هؤلاء الأبرياء العزل الخارجين في عزاء إمامهم والمشاركين جده النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في الحزن عليه ، فكانوا يهجمون عليهم قتلا وجرحا ونهبا!! إعادة لوحشية الجاهلية من غارة وقتل وسلب ، وزادوا في الطنبور نغمة أخرى ، وهي إحراق محلات الشيعة بما فيها من أموال وأطفال ونساء وشيوخ!!.

فاقرأ المصادر المؤرخة على السنين كالمنتظم والكامل والبداية والنهاية وأمثالهم تجد العجب العجاب وإن كانت مكتوبة بأقلام ...

وهب أن القرن الرابع والخامس والسادس والسابع كان عصر العصبيات والطائفيات (١٢٧) فما بال هذه الوحشية والمجازر الطائفية لا تزال جارية في إيام عاشوراء في الباكستان : ففي كراجي ، يهجم اليزيديون بالأسلحة على مواكب عزاء الحسين عليه‌السلام قتلا وجرحا ، ويرتكبون أقبح الجرائم وأشنع الجنايات في عصر النور في عصر الحريات ونبذ الطائفيات!

ولا وازع ولا دافع ولا مانع ، لا الحكومات الداخلية ولا المنظمات الدولية

__________________

(١٢٧) ومن نماذج ذلك أيضا ما ذكره ابن أبي الحديد المعتزلي الشافعي في شرح نهج البلاغة وهو متحدث عن فتنة المغول وقد عاصرها وعايشها قال في ٨ / ٢٣٧ :

«ولم يبق لهم إلا أصبهان ، فإنهم نزلوا عليها مرارا في سنة ٦٢٧ وحار بهم أهلها ، وقتل من الفريقين مقتلة عظيمة ولم يبلغوا منها غرضا ، حتى اختلف أهل أصبهان في سنة ٦٣٣ ، وهم طائفتان حنفية وشافعية ، وبينهم حروب متصلة وعصبية ظاهرة! فخرج قوم من أصحاب الشافعي إلى من يجاورهم ويتاخمهم من ممالك التتار ، فقالوا لهم : اقصدوا البلد حق نسلمه إليكم!

فنقل ذلك إلى قا آن بن جنكيز خان بعد وفاة أبيه ـ والملك يومئذ منوط بتدبيره ـ فأرسل جيوشا من المدينة المستجدة التي بنوها وسموها قراحرم ، فعبرت جيحون مغربة «وانضم إليها قوم ممن أرسله جرماغون على هيئة المدد لهم ، فنزلوا أصفهان في سنة ٦٣٣ المذكورة وحصروها ، فاختلف سيفا الشافعية والحنفية في المدينة حتى قتل كثير منهم! وفتحت أبواب المدينة ، فتحها الشافعية!! على عهد بينهم وبين التتار أن يقتلوا الحنفية ويعفوا عن الشافعية! فلما دخلوا البلد بدؤوا بالشافعية فقتلوهم قتلا ذريعا ولم يفوا مع العهد الذي عهدوه لهم ، ثم قتلوا الحنفية ، ثم قتلوا سائر الناس ...».

وراجع ـ كمثال آخر ـ عن الحروب بين هاتين الطائفتين كلمة «الري» في معجم البلدان.


ولا ... ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ، لعن الله المسببين لذلك ، لعن الله الأصابع العميلة ، لعن الله من يكيد الإسلام وأهله ويريد بهم السوء ، رد الله كيدهم في نحورهم وأراح العباد والبلاد منهم.

قد خرجنا عن البحث وشط بنا القلم ، والشئ بالشئ يذكر ، ولنرجع إلى ما كنا بصدده فنقول :

وقد احتفظت مكتبة زميلنا العلامة المحقق فضيلة السيد محمد علي الروضاتي الأصفهاني آل صاحب الروضات ، حفظه الله ورعاه ـ وهي مكتبة قيمة فيها النفائس والأعلاق ـ بثلاثة : من هذه المؤلفات المؤلفة عام ١١٢٥ ه وبناء على طلب الشاه سلطان حسين ، وهي :

غديرية

٣٦ ـ للمولى مسيح بن إسماعيل الشيرازي الفسوي المشتهر بالملا مسيحا ، المتوفى سنة ١١٢٧ ه.

كان رحمه‌الله عالما فاضلا ، أديبا شاعرا باللسانين العربي والفارسي ، منشئا بليغا ماهرا فيه وفي الأدب العربي والفارسي والبلاغة ، والفلسفة والفلك والرياضيات والعلوم الإسلامية ، مؤلفا مدرسا فيها.

ترجم له شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في أعلام القرن الثاني عشر من موسوعته القيمة «طبقات إعلام الشيعة» وقال : «من أجلاء تلاميذ المحقق آقا حسين الخونساري ، وصار شيخ الإسلام بشيراز ، مرجعا مدرسا [رحلة] لطلبة الآفاق ، وفي آخر عمره البالغ إلى التسعين ذهب إلى فسا ، وبها توفي ، قرا عليه الشيخ علي الحزين وترجمه في تذكرته (١٢٨).

__________________

(١٢٨) تذكره حزين وتاريخ حزين كلاهما فارسيان مطبوعان.


وسوانحه [وقال : وقد تلمذت عليه المنطق والهيئة والحساب والطبيعيات ...] (١٢٩) وله خطب غراء ومنشآت بديعة ... والخطب في جلوس الشاه سليمان والشاه سلطان حسين ، ومراسلاته من جانب السلاطين وإلى العلماء والأمراء ...».

وترجم له شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في قسم الشعر والشعراء من الذريعة ٩ / ١٠٧٤ ـ ١٠٧٥ وذكر غديريته هذه في الذريعة ١٦ / ٢٨.

وترجم له الكشميري في نجوم السماء : ١٩٥ ـ ٢٠١ وأورد نونيته في مدح أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول فيها :

قد اقتدى برسول الله في ظلم

والناس طرا عكوف عند أوثان

تعسا لهم! كيف ضلوا بعد ما ظهرت

لهم بوارق آيات وبرهان

فهل أراه سواه حيث قيل لهم :

هذا علي فمن والاه والاني

هل ردت الشمس يوما لابن حنتمة؟!

أم هل هوى كوكب في بيت عثمان؟!

هل جاد يوما أبو بكر بخاتمه

مناجيا بين تحريم وأركان؟!

* * *

فضائل الغدير

٣٧ ـ للسيد محمد الحسيني الأصفهاني ، من أعلام أصفهان في القرن الثاني عشر ، ويظن سماحة الحجة الروضاني ـ وظن الألمعي ـ أنه ابن محمد أمين ، وكان أقضى القضاة في عصره ومن بيت العلم والقضاء.

__________________

(١٢٩) نقلناه من الذريعة ٩ / ١٠٧٥.


والكتاب الفارسي ، أوله : «حمد وسباس بي قياس خداوندى را سزاست ...».

والمخطوطة في ٩٣ ورقة ، كتبها بهاء الدين الطالقاني بخطه الجيد سنة ١١٢٥ ه

رسالة في الغدير

٣٨ ـ للشيخ محمد تقي الألماسي ابن محمد كاظم بن عزيز الله ابن المولى محمد تقي المجلسي الأصفهاني ثم الاصطهباناتي الشمس آبادي (١٠٨٩ ـ ١١٥٩ ه).

هو حفيد أخي العلامة المجلسي محمد باقر بن محمد تقي زعيم الطائفة وشيخ الإسلام في العهد الصفوي وصاحب كتاب «بحار الأنوار» وغيره من الكتب الممتعة المشهورة ، وسبطه رحمه‌الله ، لأن المحدث والده محمد كاظم ابن أخي العلامة المجلسي صاحب البحار وصهره على بنته.

وأسرة آل المجلسي من الأسر العلمية العريقة المشهورة ، لها مكانتها المرموقة وشرفها الباذخ ، أنجبت كثيرا من الأعلام وأدت خدمات جلى للشريعة الإسلامية من القرن الحادي عشر حتى عمرنا هذا.

ولمؤلفنا هذا رسالة في أنساب المجلسيين وتراجم أعلام الأسرة ، وللمحدث النوري : «الفيض القدسي» تحدث فيه عن حياة المجلسي ونشاطاته وإنجازاته ومؤلفاته وأسرته وأحفاده ، وللسيد مصلح الدين المهدوي كتاب بهذا الصدد طبع في مجلدين ، وزميلنا الأستاذ الشيخ علي الدواني يؤلف كتابا عن حياة العلامة المجلسي لا زال الإعداد ولعله أتمة.

وأما مؤلف رسالة الغدير هذه ، فقد ترجم له شيخنا رحمه‌الله أيضا في «الكواكب المنتثرة» من موسوعته القيمة «طبقات أعلام الشيعة» وذكر من تصانيفه كتاب «بهجة الأولياء».

والكتاب فارسي ، صدره باسم السلطان حسين الصفوي.

أوله : «الحمد لله الذي نصب لنا بعد سيد أنبيائه أكرم أصفيائه ، وأشرف أحبائه ،


ومن ارتضاه في أرضه وسمائه ...».

فرغ منه في شهر الله المعظم من شهور سنة ١١٢٥ ه.

نسخة الأصل بخط المؤلف ، عند زميلنا الباحث المحقق السيد محمد علي الروضاتي دام مؤيدا ، في مدينة أصفهان.

كما أن عنده نسخة أخرى مبيضة على نسخة الأصل بخط جيد ، ولعلها المكتوبة لخزانة الشاه سلطان حسين الصفوي.

وذكرها شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في الذريعة ١٦ / ٢٧ وقال : «يوجد منها نسخة في مكتبة مجد الدين [النصيري رحمه‌الله]».

فضائل عيد الغدير

٣٩ ـ للسيد محمد بن محمد باقر الحسيني الأصفهاني.

ألفه بالفارسية عام ١١٢٥ برغبة وطلب من الشاه سلطان حسين الصفوي ، ولعل المؤلف هو المختاري النائيني المولود عام ١٠٨٠ والمتوفى في الثلاثينيات بعد المائة والألف ، ولكني راجعت العلامة الروضاتي دام إفضاله ـ فلم يؤيد هذا الرأي واستظهر من بعض القرائن ـ أن المؤلف أحد السادة الأجلاء من الأسرة الخاتون آبادية ، من الأسر العلمية الحسينية المعروفة في أصفهان.

أوله : «بعد از حمد وثناء بلا غاية ، وستايش بلا نهاية ...».

رتبه على فصول خمسة.

الفصل الثاني : في سرد واقعة يوم الغدير ، وبيان هذا الحدث التاريخي المهم ، ونصب سيد الأوصياء عليه‌السلام.

الفصل الثالث : في فضائل هذا اليوم المبارك.

الفصل الرابع : ما أثر عن أئمة العترة الطاهرة من مندوبات ومسنونات في هذا العيد الأغر.


رسالة غديرية

٤٠ ـ للمولى محمد جعفر بن محمد صالح القاري ، من أعلام القرن الثاني عشر.

وكتابه هذا فارسي مما ألف برغبة من السلطان حسين الصفوي وبرسمه.

ذكرها شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في حرف الغين من الذريعة ١٦ / ٢٧ ، وقد طبعت في طهران سنة ٢٧٧ ١ طبعة هجرية بخط الخطاط كلهر ، وطبعت طبعة حروفية سنة ١ ١٣٩ في ٢٣١. صفحة ، وذكرها مشار في فهرسيه للمطبوعات الفارسية ٣ / ٣٦١١ وللمؤلفين ٢ / ٣٢٣.

رسالة في الغدير

٤١ ـ للوزير الفاضل ، المنشئ البليغ ، الأديب المؤرخ ، ميرزا مهدي خان ابن ميرزا نصير الأسترآبادي ، كان من كبار رجالات العهد النادري وكان منشئ السلطان نادر شاه ، ومؤرخ حوادث ذلك العهد يوما فيوما ، وله كتاب «دره نادري» «وجها نگشاي نادري» في تاريخ تلك الفترة بالفارسية ، مطبوعان عدة مرات ، وله منشآت في عدة مجلدات.

وفي حرب إيران والعثمانيين في إيروان في عام ١١٥٨ كان الفتح والغلبة لنادر شاه ، فعرضوا عليه الصلح فأجاب وأرسلوا مندوبين إلى أصفهان في سنة ١١٥٩ ه للمفاوضة ، وبعد انتهائها أرسل نادر شاه مندوبين إلى إسلامبول لتوقيع المعاهدة ، وهما مصطفى خان شاملوا وميرزا مهدي خان منشئ الممالك مؤلف هذه الرسالة وبقي بها سفيرا لإيران ، ولما قتل نادر شاه عام ١١٦٠ ه رجع ميرزا مهدي خان إلى إيران ولم يمكث بعده إلا قليلا وتوفي بعد فترة.

والرسالة هذه فارسية أدبية بليغة ، منها مخطوطة من القرن الثاني عشر ولعلها كتبت في عهد المؤلف ، والمخطوطة في المكتبة المركزية لجامعة طهران ، ضمن المجموعة


رقم ٢٤٧٧ ، من الورقة ٢٦٨ ـ ٢٨٩ ، ذكرت في فهرسها ٩ / ١٢٤٦.

حديث غدير

٤٢ ـ للسيد كاظم بن قاسم الحسيني الرشتي ، نزيل كربلاء ، وتلميذ الشيخ أحمد الأحسائي (١٢١٢ ـ ١٢٥٩ ه).

ولد في مدينة رشت ونشأ بها وتعلم المبادئ. ثم رحل إلى مدينة يزد قاصدا الشيخ أحمد الأحسائي ، وكان يومئذ في يزد فدرس عنده وتخرج به وأصبح من أصحابه وملازميه وأشهر تلامذته ، ثم صحبه الشيخ إلى كربلاء فأقام بها ولما توفي شيخ الأحسائي سنة ١٢٤٣ ه قام الرشتي مقامه من بعده ، واشتغل بالتأليف ، وله نحو (١٥٠) من الرسائل وأجوبة المسائل ، وفي عام ١٢٥٨ حاصر نجيب باشا ـ الوالي العثماني ـ مدينة كربلاء المقدسة وقتل أهلها قتلا ذريعا فر من أمكنه الفرار ، وخلت المدينة ، فلا تجد إلا قتيلا أو فارا ، ونجا الرشتي في هذه الفجيعة والمجزرة الفظيعة ، ويقال : إنه دعاه نجيب باشا بعد عام ، أي سنة ١٢٥٩ ه إلى بغداد وعمل له دعوة وسمه في القهوة ، ولما رجع الرشتي من ضيافته إلى البيت تقيأ دما فاسرعوا به نحو كربلاء ، ومات بها مساء عيد الأضحى ، ودفن في الرواق الشرقي من الحائر الحسيني ، وانقسم أصحابه من بعده قسمين : شيخية وبابية.

ورسالته هذه حول حديث الغدير مطبوعة في تبريز عام ١٢٧٧ ، ضمن مجموعة من رسائله ، ذكرها مشار في فهرسه للمطبوعات العربية ص ٣٠٧.

غديرية وشرحها

٤٣ ـ بالفارسية للشاعر الفارسي المتصوف رائض الدين عبد الكريم بن محمد علي الزنجاني عارف علي شاه الشيرازي ، المتوفى في ١٣ شوال سنة ١٢٩٩ ه في مدينة خوي والمدفون بها.

نسخة منها في مكتبة الإمام الرضا عليه‌السلام في مشهد.


عبقات الأنوار

في إمامة الأئمة الأطهار

٤٤ ـ للسيد مير حامد حسين ابن السيد محمد قلي بن محمد بن حامد حسين بن زين العابدين الموسوي ، النيشابوري الأصل ، الهندي الكنتوري اللكهنوي (١٢٤٦ ـ ٦ ١٣٠ ه).

كان والده السيد محمد قلي من أكبر علماء الشيعة في الهند ومن أعظم متكلمي الإمامية بها ، له مؤلفات ضخمة قيمة تدل على طول باعه وسعة اطلاعه ، وأولاده كلهم علماء أصحاب تأليف ، مؤلفنا صاحب العبقات أصغرهم سنا وأعلمهم وأفضلهم وأشهرهم ، بل هو أفضل أعلام عصره ، وأعلم علماء الطائفة في فنه ، لا يشق غباره في فنون الكلام والمناظرة وسعة الاطلاع والإحاطة وشمول البحث وقوة الاحتجاج.

قال عنه العلامة الأميني في كتاب الغدير ١ / ١٥٧ : «وهذا السيد الطاهر العظيم كوالده المقدس ، سيف من سيوف الله المشهورة على أعدائه ، رواية ظفر الحق والدين ، وآية كبرى من آيات الله سبحانه ، قد أتم به الحجة ، وأوضح المحجة ...».

له عدة مؤلفات قيمة ، أشهرها وأكبرها كتابه الخالد «عبقات الأنوار» طبع منه أحد عشر مجلدا ضخاما ثلاثة منها في حديث الغدير.

وقال شيخنا صاحب الذريعة ـ رحمه‌الله ـ في نقباء البشر ١ / ٣٤٧ في ترجمة المؤلف : «وكان كثير التتبع ، واسع الاطلاع والإحاطة بالآثار والأخبار والتراث الإسلامي ، بلغ في ذلك مبلغا لم يبلغه أحد من معاصريه ولا المتأخرين عنه ، بل ولا كثير من أعلام القرون السابقة ...».

ثم حكى عن تكملة «أمل الآمل» لأستاذه السيد الصدر أنه قال في ترجمة المؤلف : «كان من أكابر المتكلمين ، وأعلم علاء الدين وأساطين المناظرين المجاهدين ، بذل عمره في نصرة الدين ، وحماية شريعة جده سيد المرسلين والأئمة الهادين ، بتحقيقات أنيقة ، وتدقيقات رشيقة ، واحتجاجات برهانية ...».


وترجم له عبد الحي اللكهنوي في نزهة الخواطر ٨ / ٩٩ وأطراه بقوله : «وكان بارعا في الكلام والجدل ، واسع الاطلاع ، كثير المطالعة ، سائل القلم ، سريع التأليف ، وقد أضنى نفسه في الكتابة والتأليف حتى اعترته الأمراض الكثيرة وضعفت قواه ...». كما تحدث عن مكتبته ومخطوطاتها وبالغ في وصفها وإطرائها.

وخلفه ولده السيد ناصر حسين في كل شؤونه فأتم بعض مجلدات العبقات ، ونسج على منوال والده ، وكان من أكبر علماء الإمامية في الديار الهندية ، وتوفي سنة ١٣٦١ ه ، وترك عدة مؤلفات مخطوطة ومطبوعة : وألف الشيخ فدا حسين كتابا في ترجمة حياته سماه «سبيكة اللجين في حياة السيد ناصر حسين ، كما ألف الشيخ سعادت حسين ـ رحمه‌الله ـ أيضا كتابا عن حياة السيد ناصر حسين سماه «ضياء العين».

ولسيدنا المؤلف مكتبة نفيسة شهيرة تحوي آلاف المخطوطات القيمة ، وعشرات الألوف من المطبوعات النادرة ، سميت باسم ابنه المكتبة الناصرية ، جاء وصفها في نزهة الخواطر ٧ / ٩٩.

وصحيفة مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام العامة في النجف الأشرف نشرة كانت تصدرها المكتبة ، وفي ضمنها تفاصيل عن رحلة شيخنا الحجة الأميني ـ قدس الله نفسه ـ صاحب الغدير إلى الديار الهندية وتجوله في مكتباتها ومن ضمنها المكتبة الناصرية ، وهي مكتبة آل صاحب العبقات ، ففيها في العدد الثاني ص ١٤ : «المكتبة الناصرية العامة ، تزد هر هذه المكتبة العامرة بين الأوساط العلمية وحواضرها الثقافية في العالم الإسلامي بنفائسها الجمة ، ونوادرها الثمينة ، وما تحوي خزانتها من الكتب الكثيرة ...».

وللأستاذ خواجة پيري ـ وفقه الله ـ كتاب بالفارسية عن حياة هذه الأسرة الكريمة ورجالاتها ومكتبتها.

وللأستاذ محمد رضا الحكيمي كتاب خاص عن حياة صاحب العبقات بالفارسية ، طبع باسم «مير حامد حسين».


وتوفي صاحب العبقات ـ رحمه‌الله ـ في الثامن عشر من صفر سنة ١٣٠٦ ه ، ورثي بمراثي كثيرة طبعت بالهند سنة ١٨٩١ م باسم «القصائد المشكلة في المراثي المثكلة» وكانت ولادته في ٤ محرم.

ولصديقنا العلامة الجليل الباحث السيد علي الحسيني الميلاني ـ حفظه الله وأيده ـ كتاب عن حياة صاحب العبقات سماه «دراسات في كتاب العبقات» طبع في مقدمة الجزء الأولى من تعريبه للعبقات ، وصدر مستقلا أيضا ، وسوف نتحدث عنه وعن تعريبه العبقات إن شاء الله تعالى.

ولصاحب العبقات عدة مؤلفات قيمة مطبوعة وغير مطبوعة مذكورة في ترجمته في «نقباء البشر» أهمها وأشهرها وأكبرها كتاب عبقات الأنوار في إثبات إمامة الأئمة الأطهار عليهم‌السلام ، طبع منه أحد عشر مجلدا ضخما ، وقد تحدثنا عنه في العدد السادس من تراثنا ص ٥٣ ـ ٦١.

مجلده الأول في حديث الغدير ، وهو في قسمين ، قسم السند ورواته من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين ، ثم الرواة والمحدثون من غير الشيعة حسب التسلسل الزمني وحتى عصر المؤلف ، مع الإسهاب في تراجمهم وتوثيقاتهم ومصادرها وتوثيق تلك المصادر.

والقسم الثاني حول لفظ الحديث ووجوه دلالته على خلافة أمير المؤمنين عليه‌السلام والقرائن الدالة على ذلك ، ودفع شبه الخصوم ودحض كل الشكوك والأوهام والتمحلات الباردة والتأويلات السخيفة ، وما إلى ذلك من دراسات وبحوث حول حديث الغدير.

وقد طبع بقسميه في حياة المؤلف بالهند سنة ١٢٩٣ ه في ثلاث مجلدات ضخام ، القسم الأول في ١٢٥١ صفحة بالقطع الكبير ، وطبع القسم الثاني بعده بسنة ، أي سنة ١٢٩٤ ه في مجلدين في أكثر من ألف صفحة.

وتقاطرت عليه تقاريظ أعلام عصره من كل قطر ومصر فجمعت بخطوط أصحابها المقرظين في مجلد ضخم ، كما جمع المؤلف ـ رحمه‌الله ـ صورة رسائله إلى أعلام


عصره ودونها في مجلد ، وسمى هذين المجلدين با سم «مختصاتنا» وهي لا زالت محفوظة في مكتبة العامرة بالهند.

طبع بعضها في حياة المؤلف في لكهنو سنة ١٣٠٣ ه باسم «سواطع الأنوار في تقاريظ عبقات الأنوار».

وأعيد طبع «عبقات الأنوار» القسم الأول من مجلد حديث الغدير في طهران سنة ١٣٦٩ ه طبعة حروفية ، في ٦٠٠ صفحة بالحجم الكبير.

وطبع أيضا بتحقيق العلامة الجليل الشيخ غلام رضا مولانا البروجردي ـ دام موفقا ـ وقد عانى جهدا ، وقاسى عناء في تصحيحه وتخريجه ومقارنة نصوصه المنقولة مع مصادرها ، وتعيين أرقام الجزء والصفحة ، وصدر منه من مطابع قم طوال عدة سنين نحو عشرة أجزاء منه ، وفقه الله لإنجازه.

ونقله إلى اللغة العربية كل من الشيخ عباس المحدث القمي والسيد محسن نواب والسيد علي الميلاني والسيد هاشم الأمين ، وسوف نتحدث عن كل واحد منهم مستقلا.

ملحوظة :

وليعلم أن سيدنا المؤلف ـ قدس الله نفسه ـ وإن عاش إلى عام ١٣٠٦ توفي وهو ابن ستين سنة ، ولكن حيث أن نشاطه العلمي هذا كان في هذا القرن ، وإنتاجه هذا من إنتاج هذا القرن ، وطبع وصدر في هذا القرن ذكرناه في هذا القرن ، وكذلك سوف نسير في القرن الرابع عشر ، فما كان ألف فيه وطبع فيه ذكرناه فيه [في القرن الرابع عشر] وإن عاش المؤلفون إلى هذا القرن [الخامس عشر] مد الله في أعمارهم ، وما كان من إنتاج هذا القرن [الخامس عشر] أو ألف قبله ولم يطبع بعد ، من مؤلفات المعاصرين الأحياء نذكره في القرن الخامس عشر.

وممن رثاه عالم الشعراء وشاعر العلماء ميرزا أبو الفضل الطهراني ـ المتقدم


برقم ٤٧ ـ رثاه بقصيدة هائية مثبتة في ديوانه المطبوع ص ـ ٤ ٣٨ ـ ٣٨٥ ـ الدائر السائر :

من غزا هاشما وفل شباها

ونزار في عزها من عزاها

ومعد من استعد ليردي ركن

عليائها وقطب رحاها

من تولى كنانة بسهام

نصلهن الردى وفيها رماها

من رمى ملة الحنيف بنصل

مكنته أيدي القضا في حشاها

ودهى المصطفى بفادح خطب

ضاق عن بعض رزئه لابتاها

قد أصابت أيدي الردى أريحيا

بسهام فيه أصابت خطاها

فقدت هاشم لعمر أبيها

يوم فقدانه مدار علاها

غيث مجد بها جدي مجتديها

شمس أضحائها هلال مساها

وحساما مهندا ليس ينبو

حيث تنبو من السيوف ظباها

وعمادا للمكرمات رفيعا

هد من هده مشيد بناها

وأخا جملة العلا والمساعي

بل ومن عذرة العلوم أباها

حافظ الملة الحنيفية البيضاء

من كتبه وحامي حماها

ومجلي العلوم من شبهات

أغطشت ليلها فجن دجاها

كم وكم عبقة لأنوار فضل

من تصانيفه الحكيم انتشاها

وكم استقصى الاعتبار لبيب

فرآها قد أفحمت ما عداها

وكم اجتاح أصل غي وأطفى

نار شرك كانت تشب لظاها

بمجارى أقلامه كم رياض من

علوم الآل الكرام سقاها

عبقات الأنوار منهن فاحت

وسرى في البسيط طيب لم شذاها

فهي تدعوه بكرة وأصيلا

في نحيب لنيل أقص مناها

وتديل الدموع سكبا فأرخ

(عبقات الأنوار تبكيه آها)


يوم الغدير

٤٥ ـ لمهدي علي خان الهندي العظيم آبادي.

طبع في كلكته سنة ١٣٠٢ ه.

* * *


القرن الرابع عشر

وليعلم أنا نسقنا مؤلفات هذا القرن حسب تاريخ تأليفها إن علم ذلك ، وإلا فبتاريخ طبعها ، وإلا فبتاريخ وفيات مؤلفيها.

لواء الحمد

٤٦ ـ للشيخ صارم الدين محمد الشريف ابن الشيخ محمد إبراهيم بن محمد إسماعيل بن محمد إبراهيم ابن المولى محمد صادق الأردستاني اليزدي الحائري ، من أعلام القرن الرابع عشر.

ذكره شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في الذريعة ١٨ / ٣٥٦ قال : «لواء الحمد : في وقائع حجة الوداع وفضل يوم الغدير وخطبة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ... وبعض القصائد [الغديرية] ... فرغ منه في سنة ١٣٠٤ ، وطبع بعدها بسنة في بمبئ على الحجر.

أوله : (الحمد لله الذي جعلنا من أمة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ...).

وفي آخره قصيدتان للمؤلف في مدح أمير المؤمنين عليه‌السلام».

أقول : والقصيدتان باللغة العربية ، أولاهما في ٧٤ بيتا ، وثانيتهما في ٥٨ مخمسا ، آخرها :

«صارم الدين عبدكم بفناكم

سادتي قد أتاكم ورجاكم

مستجير بحبكم وولاكم وهو

يرجو في النشأتين حباكم

آملا وصلكم وخير تفون»

كذا ذكره كله شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في قسم الدواوين والشعر والشعراء من الذريعة ٩ / ٥٨٣ وقال : «ورأيت بخطه بعض مراثيه الفارسية ، فهو شاعر ذو لسانين».

أقول : والشطر الأخير من المخمس كذا وجدته في المطبوع ولم أهتد إلى الصواب فيه.


وله ترجمته في أعيان الشيعة ٤٥ / ٣١٣.

الرحيق المختوم

٤٧ ـ لتاج العلماء السيد علي محمد ابن سلطان العلماء السيد محمد ابن السيد د لدار علي النقوي الهندي النصير آبادي اللكهنوي (١٢٦٠ ـ ١٣١٢ ه).

ولد بالهند في أسرة علمية عريقة في العلم والفضل والسيادة والزعامة ، آباؤه وأعلام أسرته كلهم علماء أجلاء أفاضل ، أصحاب مؤلفات كثيرة في شتى الفنون وألوان من المعرفة ، وجده الأعلى السيد دلدار علي ـ المتوفى سنة ١٢٣٥ ه ـ مؤسس كيان الأسرة ، بل مؤسس كيان الشيعة والتشيع في الديار الهندية ، فهو شيخ أعلام الطائفة بها وأستاذ علمائها.

قال عبد الحي في ترجمته في نزهة الخواطر ٧ / ١٦٦ : «ثم إنه بذل جهده في إحقاق مذهبه وإبطال غيره ، لا سيما الأحناف والصوفية والأخبارية حتى كاد يعم مذهبه في بلاد إود ويتشيع كل من الفرق ...».

وأما حفيده ـ مؤلفنا ـ فنشأ في هذه الأسرة نشأة علمية وتعلم المبادئ والعلوم والآداب عند السيد محمد عباس التستري وغيره ، ثم رحل في طلب العلم إلى كربلاء والنجف ، فقرأ على أكبر أعلامها كالفاضل الأردكاني والسيد علي نقي الطباطبائي في كربلاء ، والشيخ راضي الفقيه في النجف الأشرف وغيرهم.

ترجم له شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في أعلام القرن الرابع عشر من طبقات أعلام الشيعة ٤ / ٤ ١٦٢ وقال : «وله نحو ١٨ إجازة ، وبرع في كثير من العلوم الإسلامية فقد كان جامعا للمعقول والمنقول ، مشاركا في فنون المعرفة ومختلف اللغات القديمة كالعبرية والسريانية ، وآثاره الكثيرة المتنوعة القيمة التي قاربت المائة ...».

ثم عدد كثيرا من مؤلفاته ، كما نثرها في الذريعة أيضا ومنها كتابه هذا ذكره في الذريعة ١٠ / ١٧٣ فقال : «الرحيق المختوم في قضية الغدير ...».

وله ترجمة في نزهة الخواطر ٨ / ٣٣١.


الغديرية

٤٨ ـ للعلامة الجليل المشارك في جملة من العلوم والفنون السيد ميرزا محمد حسين بن محمد علي الحسيني الشهرستاني المرعشي الحائري (١٢٥٥ ـ ١٣١٥ ه).

قال شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في الذريعة ١٦ / ٢٧ : «الغديرية : قصيدة في وصف يوم الغدير وقضيته للحاج ميرزا حسين الشهرستاني توجد في خزانة كتبه ...».

وترجم له في نقباء البشر ٢ / ٦٧٢ وسرد نسبه الشريف إلى الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، ثم تكلم عن أسرته الكريمة فقال : «آل الشهرستاني من بيوت العلم العلوية الجليلة في الحائر الحسيني المقدس ، وهي أسرة شريفة النسب ، قديمة في العلم ، لأفرادها مكانتهم السامية في النفوس ، نبغ فيها غير واحد من الفطاحل والجهابذة ...».

أقول : ومن أشهرهم سيدنا المؤلف ـ رحمه‌الله ـ فقد اشتهر بالنبوغ منذ صغره ، وشارك في جملة من العلوم والفنون القديمة والحديثة وألف فيها نحو ثمانين مولفا ما بين فارسي وعربي ، ومطبوع ومخطوط ، وكان يشبه في عصره ببهاء الدين العاملي في مشاركته في العلوم والفنون.

وكان أستاذه الفاضل الأردكاني ـ رحمه‌الله ـ لا يبدأ بالتدريس حتى يحضر هذا التلميذ الشاب ، وهو يومئذ أصغر القوم ، وكان يقدمه ويفضله على كبار تلامذته من أصحاب الفضيلة والسن العالية.

وقد ترجم له شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في النقباء ترجمة حسنة من ص ٦٢٧ ـ ٦٣١ فليراجع.

ونجد الحديث عن حياته وأسرته ومكتبته في «تراث كربلاء» ص ٢٨١ و ١٤٢ و ٣٢١.

وله ترجمة في أعيان الشيعة ٩ / ٢٣٢ وفي مستدركه ١ / ١٨٠.


منية البصير في بيان كيفية الغدير

٤٩ ـ للحاج ميرزا أبي الفضل بن ميرزا أبي القاسم بن محمد علي بن هادي الكلانتري ، النوري الأصل ، الطهراني (٢٧٣ ١ ـ ١٣١٦ ه).

كان جده الحاج هادي تاجرا ، وهو أول من هاجر من نور إلى طهران ، ونور من بلاد مازندران قريبة من آمل وكانت نور تسمى قديما (ناتل) والنسبة إليها الناتلي.

وأبوه الفقيه المتبحر ميرزا أبو القاسم كلانتر (٢٣٦ ١ ـ ٢ ٩ ٢ ١) كان من أجلاء علماء عصره ، ومن أرشد تلامذة الشيخ مرتضى الأنصاري في النجف ومعيد درسه للطلاب ، وكان ينوب عنه في الدرس ، وكتب تقرير دروس أستاده الشيخ الأنصاري وطبع غير مرة با سم «مطارح الأنظار» ولابنه أبي الفضل رسالة مفردة في ترجمته سماها «صدح الحمامة في ترجمة والدي العلامة» وترجم فيها لنفسه أيضا ، كما رثى والده بقصيدتين مطبوعتين في ديوانه ، ورسالته «صدح الحمامة» من نماذج النثر الأدب في ذلك العصر ، أنشأها إنشاء أدبيا بديعيا تشبه مقامات الحريري في عصره.

وأما مؤلفنا فقد كان أعجوبة زمانه ونابغة عصره في النظم والنثر باللسانين الفارسي والعربي ، وله مشاركة قوية في أكثر فنون عصره.

ترجم له شيخنا الطهراني ـ رحمه‌الله ـ في نقباء البشر ١ / ٥٣ وأطراه بقوله : «عالم متفنن ، وفقيه متبحر ، كان عالما فاضلا عارفا فقيها أصوليا رجاليا مؤرخا ، شاعرا في اللغتين ، متبحرا في أكثر الفنون ، لم ير نظيره في عصره بكثرة الحفظ ، فقد كان يحفظ الألوف من شعر العرب والفرس ..».

درس العلوم الأدبية والرياضيات والفلك والفلسفة وغيرها من العلوم والفنون في طهران ، ثم رحل إلى النجف الأشرف لإنهاء دروسه ، فحضر في الفقه وأصوله على أعلامها كالميرزا حبيب الله الرشتي وغيره ، ثم هاجر إلى سامراء فحضر على ميرزا محمد حسن الشيرازي زعيم الطائفة في ذلك العصر ، واجتمع هناك بالسيد حيدر الحلي الشاعر المشهور فتجاريا في الشعر والفنون الأدبية فغلبه المؤلف لكثرة محفوظاته


وحدة ذهنه واستحضاره ، وعجز عنه السيد جيدر فمدحه بقصيدة رائية مطبوعة في ديوانه ص ٢٠٣ أولها :

يا أبا الفضل كلما قلت شعرا

فيه أودعت من بيانك سحرا

كما أن للسيد محمد سعيد الحبوبي أيضا قصيدة في مدح مؤلفنا مطبوعة في ديوانه ص ١١٩ منها قوله :

والفضل للمولى أبي الفضل

الذي أرسى مضاربه على العيوق

المنطق الخرس اليراعة بالذي

أوحى لها والمخرس المنطق

وترجم له الخاقاني في «شعراء الغرقي» وقال : «أبو الفضل شخصية فذة عجيبة ، أكثر من ذكر مآثرها ووصفها كثير من الأعلام وأطروها بكل تجلة واحترام ...».

ثم حكى عن صاحب «الحصون المنيعة» قوله : «وكان حاء الذهن ، سريع الانتقال ، دقيق الفكر ، حسن المحاضرة ...».

واستشهد معاصره شمس العلماء في صنعة الاشتقاق من المحسنات البديعية في كتابه «أبدع البدايع» بشعر لمؤلفنا وهو قوله :

لولا تمنطقه ومنطقه

لم يعرف الناس منه خاصرا وفما

أنا موسى شرع البيان وطرسي

إن تأملته يد بيضاء

ويراعي إن القه فهو ثعبان

مبين تفنى به الأعداء

وبياني أنفاس عيسى ففيه

لمصاب بالجهل حقا شفاء

وأنا الروح والحقائق عيسى

والعبارات مريم عذراء

وقال :

بي غرة المجد المؤثل تشمدخ

ومآذن العز المبلج تشمخ

في سؤدد عال وعلم معرق

ومكارم آثارهم لا تنسخ

وله مؤلفات عدة في فنون شتى ، نظم ونثر ، ومطبوع وغير مطبوع ، فمن مطبوعها ديوانه وكتابه «شفاء الصدور في شرح زيارة عاشور» طبع مرتين ، الأولى


حجرية والثانية حر وفيه في في مجلدين ، وله في مقدمته ومقدمة الديوان ترجمة مبسوطة وتعداد مؤلفاته ومنها كتابه هذا «منية البصير» كما ذكره الخاقاني أيضا في ترجمته في «شعراء الغري».

وعاد المؤلف من سامراء إلى طهران عام ١٣٠٩ ه ، وأقام بها زعيما روحيا مدرسا مريدا معززا مكرما نافذ الكلمة ، وهو الذي افتتح مدرسة سبهسارار وأسكنها الطلاب ، وتوفي في صفر سنة ١٣١٦ ودفن عند والده في مشهد السيد عبد العظيم الحسني بالري.

نماذج من نظمه :

نكتفي من شعرها هنا بما نظمه ـ رحمه‌الله ـ في مدح أمير المؤمنين عليه‌السلام ، ونكتفي منها بما يخص الغدير فحسب ، فمنها من لامية له في مدحه عليه‌السلام قوله :

أوحى الجليل بمدحه : لا سيف

إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي

جلت مناقبه العظام ودونها نجم

السما عن أن تعد بمقول

نص الغدير على خصائص ذاته

بضيائه سحب العماية تنجلي

من فيضه علم العقول ونورها

والبحر أصل العارض المتهلل

لولا قديم من نداه مؤبد ما

إن ظفرت بصورة في هيكل

لو كان يستوفي جليل صفاته

بلسان مرقم عبقري مقول

لقضيت حق بيانه لكنه

رد المؤمل حيره المتأمل

* * *

إلى آخر القصيدة ، وله من لامية أخرى أولها :

طرقتنا بثنية بالدخول

وهي تجلو عن المحيا الجميل

* * *

يقول فيها :

وله في الغدير أبهى دليل

بالمعالي أبلج به من دليل

إذا علا المصطفى على ذروة

الأحداج ينبيهم بوحي الجليل


أن من كنت منه بالنفس

أولى فعلي هذا أخي ووكيلي

روح قلبي ومهجتي وسروري

خير مولى له وخير كفيل

كن شهيدا علي رب فقد بلغت

ما جاءني بلا تبديل

وال ربي من فاز منه بحب

وأذق خصمه عذاب النكيل

وقوله من نوبة في مدحه عليه‌السلام :

نفس النبي بنص في مباهلة

لصنوه المصطفى مع وقد نجران

وفي ولاية نص النبي بها

يوم الغدير كفى عن كل تبيان

حيث ارتقى منبر الأقتاب يبلغهم

منصوص حكم على مرصوص بنيان

من كنت مولاه ذا مولاه فاعتصموا

بحبله إن من والاه والاني

وقوله من رائية مطبوعة في ديوانه ص ١٢١ ـ ١٢٥ :

فإذا سقيت الراح فاشد مغنيا

والعب بعود ناغم في المزهر

وأسق الندامى صفو شعري بينما

تسقى العقار وبالغدير فبشر

يوم به رأى الهداية أعليت

وعلا خطيب الدين فوق المنبر

يوم أتم الله نعمته على

الإسلام فيه عقيب مر الأعصر

قام الوصي بنصبه خير الورى

علما يزيل ضلال من لم يبصر

قد كان يؤمر بالبلاغ ولو يزل

أن لا يطيع القوم رهن تأخر

فأتاه جبريل بمنشور الهدى ذكر

وما بلغت إسن لم تذكر

فرقى ذرى الأحداج في ديمومة

تشوى الحشا من حرها المتسعر

أبناء قيلة والمهاجر كلهم فيها

وهم في مسمع بل منظر

فعلا عليا وهو فوق يمينه

كالشمس فوق عمود صبح نير


وكأنه لما تراءى فرقها

قطب الهداية فوق خط المحور

وغدا يسائلهم يخبرهم بما

بالوحي جاء من العلي الأكبر

أولست أولى منكم بنفوسكم؟

قالوا : بلى ، فدعا جموع المعشر

هذا علي وهو خير رجالكم

أكرم به من طاهر ومطهر

من كنت مولاه فذا مولى له

وهو الإمام وما سواه المفتري

وهو الخليفة لي ومن أولاده

خلفائي الغر الكرام المخبر

فبنورهم تجلى حناديس العمى

وعليهم تنثنى عقود الخضر

فارعوا ذمام وصيتي بولائه

فليبلغ الشهاد من لم يحضر

لاهم من والاه وال وعاد من

عاداه وأنصر جنده في المحشر

وكن الشهيد فقد وفيت بذمتي

وذكرت ما أوعدت إن لم أذكر

واشهد عليهم إنهم قد بلغوا لفوا

الضلوع على نفاق مضمر

قالوا له : «بخ» ولكن أضمروا

إحنا بدت بعد ارتحال المنذر

وله أيضا من قوله في قصيدة رائية أخرى في ديوانه ص ١٢٥ ـ ١٢٩ :

وإلى الحمائم فاستمع

ماذا تغرد في الصفير

فكأنها ينهى السوامع

قد أتى عيد الغدير

يوم به قد أصبح الإيمان

في روض نضير

يوم به رصت معاهده

وكانت في دثور

يوم به ارتفعت براقع

وجنة الحق الستير

يوم أتى فيه النبي

وكان في جم غفير

نحو العميم وفسحة

البيداء ضاقت بالنفير

فأتاه عزم ما له

من مدفع للمستجير

فأتى الغدير وقد رقى

ذروات أحداج البعير


فأتى بقول يزدهي

عقد اللآلي في النفحور

وأرق من سلسال عذب

سائغ صاف نمير

فعلا عليا بينهم ليروا

ويأبوا عن نكير.

ينهيهم قد جاءني

وحي من الفرد البصير

أن أنصبن رجلا إماما

للصغير وللكبير

قد حان حيني وانقضى

عمري وقاربني نفيري

فلتسمعوا وليبلغ الشيخ

الكبير إلى الصغير

وليبتغ الكهل السميع

إلى ابنه الحدث الغرير

" من كنت مولاه فذا

نفسي أخي صنوي وزيري

قلبي فؤادي مهجتي

فرحي ومبتهجي سروري

ردئي معيني ناصري

وحماي مقواتي ظهيري

أهل الكرامة والعلاء

وملجأ العاني الفقير

معطي الفقير مطعم

المسكين فكاك الأسير

فهو الوفي وإنه

لجموعكم خير الأمير

ويريكم سبل الهدى

في الدهر كالبدر المنير

فمن استجار بظله

يحميه من ألم السعير

ومن اقتفى أثر العناد

فما لذلك من مجير

فأتاه أرباب العناد

ببخبخ بعد الحبور

* * *

ومن مصادر ترجمته : الكنى والألقاب ١ / ٤ ٤ ١ ، أعيان الشيعة ٢ / ٤٧٥ ، نقباء البشر ١ / ٥٣ ، شعراء الغري ١ / ٣٣٣ ، أدب الطف ٨ / ١٢٨ ، مصفى المقال : ٣٣.


فيض القدير

في ما يتعلق بحديث الغدير

٥٠ ـ للعلامة الجليل ، الواعظ الورع ، الزاهد التقي ، خاتمة المحدثين ، الشيخ عباس بن محمد رضا ابن أبي القاسم القمي النجفي ، المولود في قم حدود سنة ١٢٩٤ ه والمتوفى في النجف الأشرف ليلة الثلاثاء ٢٣ ذي الحجة سنة ١٣٥٩ ه.

صاحب المؤلفات الكثيرة المنوعة ، له نحو المائة مؤلف ، وكلها رائجة مطبوعة مرارا مرغوب فيها ، رزق حسن القبول في مؤلفاته ، وأصبح شيخ الإجازة في رواية الحديث ، استجازه أكثر أعلام عصره ، هاجر إلى النجف الأشرف عام ١٣١٦ ه ، وحضر حلقات الدروس ، وكان له رغبة شديدة في علم الحديث وفنونه ، فلازم المحدث النوري وتخرج به وألف كتاب «سفينة البحار ومدينة الحكم والآثار» وهو فهرس معجمي حسب المواد اللغوية لما تحويه الموسوعة الحديثية الكبرى كتاب «بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار» للعلامة المحدث المجلسي ـ المتوفى سنة ١١١٠ ه ـ قدس الله نفسه ، وهو مطبوع في نحو مائة مجلد ، فألف له هذا الفهرس ليسهل الحصول على الحديث المطلوب ، وأضاف إليه فوائد كثيرة ، عمله طوال سنين عدة وسماه «سفينة البحار» وهو من أحسن مؤلفاته وأغزرها علما وفائدة.

وهو مؤلف كتاب «مفاتيح الجنان» ، في الأدعية والزيارات ، والمسنونات والمندوبات ، المطبوع عشرات المرا ت.

وكتابه هذا [فيض القدير] تلخيص لمجلدات حديث الغدير من كتاب «عبقات الأنوار للسيد حامد حسين اللكنهوي ـ المتوفى سنة ١٣٠٦ ـ المتقدم ذكره ، لخصه في النجف الأشرف في مجلد وفرغ منه سنة ١٣٢١ ه ، وهو فارسي مطبوع سنة ١٤٠٥ في قم ذكره شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في الغدير ١ / ١٥٧ مع الثناء الكثير على مؤلفه رحمه‌الله.

وله في التراجم : «هدية الأحباب» و «الكنى والألقاب» مطبوع مرارا في صيدا


والنجف الأشرف وإيران ، وترجم إلى الفارسية وطبعت ترجمته ، وله في التراجم أيضا «الفوائد الرضوية» فارسي مطبوع مرارا ، ترجم فيه لنفسه وعدد مؤلفاته في ص ٢٢٠ ـ ٢٢٢.

وله ترجمة في نقباء البشر ٣ / ٩٩٨ ، ومعارف الرجال ١ / ١ ٠ ٤ ، وأعيان الشيعة ٧ / ٤٢٥ وأطراه المؤلف بقوله : «عالم فاضل صالح ، محدث واعظ ، عابد زاهد ...» وله ترجمة في مستدرك أعيان الشيعة ١ / ٨١.

وألف زميلنا العلامة الشيخ علي الدواني ـ حفظه الله ـ كتابا مفردا عن حياة هذا المحدث الجليل وطبع بالفارسية قبل سنين.

توفي في النجف الأشرف وحضرت تشييعه وكان تشييعا حافلا تناسب ومكانته المرموقة رحمه‌الله تعالى.

منشور غدير

٥١ ـ منظومة للمولوي السيد محمد الهندي.

طبع في لكنهو سنة ١٣٢٩ ه طبعة حجرية في ٤٣٣ صفحة.

غديرية

٥٢ ـ لفرصت الشيرازي ، وهو الأديب الفاضل ، المؤرخ ، الشاعر الناثر ، ميرزا محمد نصير الملقب بميرزا آقا ابن الأديب الشاعر السيد جعفر (بهجت) الحسيني الشيرازي (١٢٧١ ـ ١٣٣٩ ه).

كانت له مهارة في الأدب الفارسي والعربي ، النظم والنثر والانشاء وتصوير المناظر والموسيقى والألحان وعلم المنطق ، وله فيها مؤلفات مطبوعة ، أشهرها كتابه في تاريخ شيراز وبلاد فارس الذي سماه «آثار عجم» المطبوع غير مرة في الهند وإيران ، ذيل به على كتاب «فارسنامه ناصري» وله ديوان مطبوع.

ترجم له شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في قسم الشعر والشعراء من الذريعة ٩ / ٨٢٤ ، وله


ترجمة في غير واحد من المصادر الفارسية.

وغديريته هذه منظومة فارسية ذكرت في الذريعة ١٦ / ٢٨ و ٩ ١ / ١ ٥ ٢ ، مطبوعة في طهران طبعة حجرية سنة ١٣٢٥ ه ، مع مقدمة لذكاء الملك الفروغي محمد حسين الأصفهاني ، والمتوفى في السنة نفسها (١٣٢٥) ه.

آفتاب خلافت

٥٣ ـ للسيد سجاد حسين الهندي ، البارهوي الأصل ، اللاهدري.

ذكره شيخنا العلامة الطهراني في الذريعة ١ / ٣٦ قال : «آفتاب خلافت : في إثبات حديث الغدير من شهادات تسعة عشر عالما كبيرا من علماء أهل السنة والجماعة ، وأربعة من كبار مؤرخي أروبا ، بلغة أردو طبع بالهند كما في فهرس الاثني عشرية اللاهورية».

أقول : طبع في لاهور سنة ٣٢٧ ١ = ٩ ٠ ٩ ١ م ، وقد ترجم شيخنا صاحب الذريعة ـ رحمه‌الله ـ للسيد سجاد حسين في نقباء البشر ٢ / ٨٠٩ وقال : «كان من أهل الفضل والأدب ، وكانت له خبرة في الكلام والمناظرة وعلوم الأديان ، وكان جامعا مشاركا في عدة علوم ، أنتج كثيرا من الآثار الجليلة منها ... و (إعجاز دادوي) في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه‌السلام ... وتوفي قبل سنة ١٣٤٠».

وله ترجمة موجزة في أعيان الشيعة ٧ / ١٨٥.

تفسير التكميل

٥٤ ـ للسيد مرتضى حسين ، الخطيب الهندي الإله آبادي الفتح بوري.

مطبوع بالهند باللغة الأردية.

ذكره شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٤ / ٢٦٧ ، وذكره شيخنا العلامة الأميني ـ رحمه‌الله ـ في الغدير ١ / ١٥٧.

وهو تفسير قوله تعالى : (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي


ورضيت لكم الإسلام دينا) وهي الآية ٩ من سورة المائدة ، نزلت يوم غدير خم بعد واقعة الغدير ، بعد ما فرغ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من نصب خليفته والنص على من يقوم مقامه من بعده ، فكمل به الدين وتمت نعمة الله على عباده ، ورضي لهم الإسلام دينا بعد ما أقام لهم إماما وعلما هاديا ، وأتم عليهم الحجة ، وأرشدهم إلى المحجة.

وراجع في نزول الآية في هذا اليوم ومصادره في كتاب الغدير ـ لشيخنا الحجة الأميني قدس الله نفسه ـ ١ / ٢٣٠ ـ ٢٣٨.

حجة الغدير

٥٥ ـ باللغة الأردية ، طبع في دهلي.

الذريعة ٦ / ٢٦٢.

الغديرية

٥٦ ـ للشيخ محمد حسين ابن الشيخ محسن ابن الشيخ علي شمس الدين العاملي (٠ ٢٨ ١ ـ ٢ ١٣٤ ه).

ترجم له شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في نقباء البشر ٢ / ٦٣٩ وقال : «عالم أديب ، وفاضل جليل ... قرأ مقدمات العلوم على لفيف من تلاميذ عمه الشيخ مهدي شمس الدين ، ثم على السيد علي محمود الأمين شطرا وافيا حتى بدع وكمل ، وحصل على فضيلة علمية ، ومقدرة أدبية ، وقرض الشعر فأجاد فيه وأبدع ، فمن شعره مخمسة في الغدير تزيد على مائة مخمس ... وقد ظهر فضله وبانت مكانته في الأوساط ... إلى أن توفي في شوال ١٣٤٢ ، أخذناه باختصار عن ترجمته المنشورة في مجلة (العرفان) الزاهرة».

أقول : وقد أخذناه باختصار عما ذكره شيخنا رحمه‌الله ، وقد ذكر غديريته هذه في الذريعة ١٦ / ٢٧ أيضا فقال : «الغديرية : قصيدة مخمسة في أزيد من مائة دورة ... وهي


آخر منظوماته».

كتاب الغدير

٥٧ ـ للعلامة السيد مهدي الغريفي ابن السيد علي ابن السيد محمد ابن السيد إسماعيل الموسوي البحراني النجفي (٩ ٩ ٢ ١ ـ ٤٣ ١٣ ه).

ينتهي نسبه إلى السيد إبراهيم المجاب ابن محمد العابد ابن الإمام موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، عالم تقي ، وشاعر في النظم قوي ، مات أبوه وهو ابن سنتين فكفله أخوه العلامة السيد رضا المشهور بالصائغ ، وتوسم فيه الذكاء فأولاه عناية ووجهه أحسن توجيه ، قرأ المبادئ والمقدمات في النجف الأشرف ثم حضر في الدروس العالية في الفقه وأصوله على أعلام ذلك العصر كالسيد محمد بحر العلوم صاحب البلغة والشيخ محمد طه نجف ، والسيد علي الداماد ، والعلمين الكاظمين الطباطبائي والخراساني ، والشيخ أحمد كاشف الغطاء ، والشيخ مهدي المازندراني وغيرهم ، وفرغ من العلوم العقلية والنقلية وهو ابن ثلاثين سنة ، وله مؤلفات كثيرة وديوان في مجلدين ، وتوفي في ١٦ ذي الحجة ، ورثاه شعراء النجف بمراث كثيرة ، منهم الخطيب اليعقوبي ، ومنهم الشيخ محمد رضا فرج الله.

ترجم له شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في مصفى المقال : ٤٧٢ ، وفي قسم الشعر والشعراء من الذريعة ٩ ـ ٣ / ١١٣٢ قال : «وألف تصانيف كثيرة ...» وترجم له في نقباء البشر (القسم غير المطبوع) وقال : «من الأفاضل المصنفين ، والعلماء النسابين ، من أفاضل تلاميذ شيخنا الشيخ محمد طه نجف ... وكتب في الفقه والأصول كثير ... وكتب في النسب مشجرا لطيفا جامعا لجميع طوائف بني هاشم في كل أطراف الدنيا إلى يومنا هذا ...».

وترجم له السيد جواد شبر في أدب الطف ٩ / ١٠٠ ـ ١٠٣ ، ومنه لخصنا هذه الترجمة.

قال : «وله ديوان مخطوط يقع في جزءين ... يختص الأول بأهل البيت مدحا


ورثاء ... والثاني متضمن المديح والرثاء والتهاني والغزل والنسب والوصف ، وآثاره العلمية ومؤلفاته المخطوطة كثيرة جدا ...».

وترجم له السيد عبد الرزاق كمونة ـ رحمه‌الله ـ في منية الراغبين في طبقات النسابين : ٥١٨ ـ ٥١٩.

وكتابه هذا ذكره شيخنا في الغدير ١ / ١٥٨ وشيخنا الطهراني ـ رحمه‌الله ـ في الذريعة ١٥ / ١٦٣ بعنوان «طرق حديث الولاية» وقال : «يأتي بعنوان (الولاية الكبرى) وله نسختان إحداهما في طومار والأخرى في مجلد كتابي كبير».

الخطاب المنير

في ذكرى عيد الغدير

٥٨ ـ للشيخ حبيب آل إبراهيم بن محمد بن الحسن بن إبراهيم المهاجر العاملي (٤ ٠ ١٣ ـ ١٣٨٤ ه).

ولد في (حنوية) وتعلم المبادئ هناك وقرأ المقدمات ، ثم رحل إلى النجف الأشرف لإنهاء دروسه فحضر على أعلام ذلك العصر : شيخ الشريعة الأصفهاني والمحقق النائيني والسيد أبي الحسن الأصفهاني والشيخ علي بن باقر الجواهري ، وله الإجازة في الرواية من شيخ الشريعة ومن السيد حسن الصدر.

وأقام فترة في مدينة العمارة بالعراق موجها مرشدا مكافحا ، وكان له هناك أثر كبير ، وغادرها عام ١٣٥٠ ه إلى لبنان ، وأقام ببعلبك ، وأصبح من أعلام لبنان المرموقين وكبار مجتهديها ، جد في إرشاد الناس والذب عن الإسلام ، واشتغل بالتأليف ، واصل السير وأدى الرسالة ، وكانت له شعبية ونفوذ كلمة ، وقد زرته في بعلبك في مسجده قبل موته بأشهر ، وتوفي رحمه‌الله في عاشر شوال وحمل إلى النجف الأشرف ، وحضرت تشييعه ، ودفن في إحدى حجر الصحن وابنته الصحف اللبنانية ، ورثاه بعض الشعراء ، وترك آثارا جليلة وكتبا نافعة.

وكتابه هذا طبع في العمارة بالعراق سنة ١٣٥٠ ه ، ذكره شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في


الذريعة ٧ / ١٨٣ ، وله كتاب «المولد والغدير» في مولد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله وا لبيعة للأمير عليه‌السلام طبع في صيدا سنة ١٣٦٦ ه.

ترجم له شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في نقباء البشر ١ / ٣٥١ ـ ٣٥٢.

معنى حديث الغدير

٥٩ ـ للعلامة السيد مرتضى بن السيد أحمد بن محمد بن علي الحسيني التبريزي الخسروشاهي.

هو من أسرة عريقة في العلم ، آباؤه كلهم علماء فطاحل ، ولد في النجف الأشرف ١٤ شوال سنة ١٢٩٩ ه حيث كان هاجر أبوه إلى النجف الأشرف لطلب العلم ، وحضر على كبار أساتذتها الأعلام كالميرزا حبيب الله الرشتي والشيخ محمد حسن المامقاني رحمهما‌الله ، فولد المؤلف هناك ، ثم ذهب به أبوه إلى تبريز فقرأ مؤلفنا الآداب العربية والعلوم الإلهية في تبريز إلى أن أكمل دروس السطوح فرحل إلى النجف الأشرف لطلب العلم وهو ابن عشرين سنة ، ومكث هناك ما شاء الله وحضر على أعلام أساتذتها وتخرج بهم ، ثم رجع إلى بلده تبريز وأصبح من أعلامها البارزين ، واشتغل بالتدريس والتأليف والوعظ والتوجيه ، وتخرج به تلامذة كثيرون ، وتوفي في تبريز ليلة السادس من رجب سنة ١٣٧٢ ه.

وله عدة مؤلفات ذكرها له مترجموه ، منها كتابه هذا الذي ألفه سنة ١٣٥٢ وسماه «إهداء الحقير في معنى حديث الغدير» وطبع في النجف الأشرف سنة ١٣٥٣ ه بإشراف العلامة الكبير الأديب الشيخ محمد علي الأردوبادي ـ المتوفى سنة ١٣٧٩ ـ وقد قرظه ببيتين وهما :

كتاب إذ أتى لا ريب فيه

هدى للمتقين غدا مجيدا

فقل علامة العلماء هذا

الإمام المرتضى أوافي مفيدا

وقال عنه شيخنا العلامة الطهراني في كتابه الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٢ / ٤٨٢ : «وهو كتاب جليل في بابه ، ممتاز بقوة الحجة وجودة البيان ، بدأ بتحقيق معنى


المولى ونقد كلام الفخر الرازي ...».

وأطراه شيخنا العلامة الأميني ـ قدس الله نفسه ـ بكلمة موجزة قيمة للغاية ـ وكان من تلامذة المؤلف رحمه‌الله ـ فقال في كتاب الغدير عند عد ما ألف في الغدير في ج ١ ص ١٥٧ ، فقال في الرقم السادس والعشرين منها : «إهداء الحقير في معنى حديث الغدير ، طبع في العراق ، أغرق نزعا في التحقيق ، ولم يبق في القوس منزعا».

ثم أعاد السيد هادي الخسروشاهي ابن المؤلف طبع الكتاب في قم سنة ١٣٩٨ بأسم «معنى حديث الغدير» مع مقدمة له في ترجمة المؤلف وتقديم للسيد موسى الصدر بأسم «سابقات الغدير».

الغديرية

٦٠ ـ للشيخ محمود بن عباس العاملي ، أحد أعلام الطائفة في بيروت ، توفي بها في ذي القعدة سنة ١٣٥٣ ه.

ترجم له شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في نقباء البشر (في القسم غير المطبوع) وقال : «الشيخ الفاضل الكامل ... نزيل بيروت وعالم الجعفرية بها ، له عدة كتب مطبوعات آخرها (الدرر البهية) المطبوع قبل وفاته بأيام ، .. وله : أساس التعليم ، ونفحات القبول ، والغديرية ، والذريعة إلى أصول الشريعة ، والبلاغ المبين ، بشارة الأنام ، المعراج ، قصة أصحاب الفيل ، اللامية ، العتيقة في الوعظ ، الفتاة السورية ، الإصلاحات ، نجدة اليراع في اللغة».

أقول : وغديريته هذه قصيدة له في الغدير مع حديث الغدير ، ذكرها أيضا شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في الذريعة ١٦ / ٢٨ وذكر أنها طبعت بمطبعة العرفان في صيدا.

حديث الغدير

٦١ ـ لشمس العلماء السيد سبط الحسن ابن السيد وارث حسين الهندي الجايسي اللكهنوي (٩٦ ٢ ١ ـ ٤ ١٣٥ ه).


تعلم المبادئ والعلوم الأدبية ، ثم قرأ على الحجة السيد محمد باقر اللكهنوي ـ المتوفى سنة ١٣٤٣ ه ـ والسيد نجم الحسن وغيرهما ، ومهر في الفقه والأصول وغيرهما ، واشتغل بالتدريس فتهافت عليه طلبة العلم لحسن تقريره وسعة اطلاعه ، وأصبح من كبار علماء مصره وأعلام عصره ، له مكانة مرموقة وزعامة روحية وشعبية قوية ونفوذ كلمة ، وكان عالما ناطقا ، عاملا بعلمه ، يرقى المنبر يخطب ويعظ ففاق الوعاظ وأقبلت عليه الجموع

وله عدة مؤلفات منها كتابه هذا حول حديث الغدير ، مطبوع باللغة الأردية ، ذكره شيخنا الأميني ـ رحمه‌الله ـ في الغدير ١ / ١٥٦ ، وشيخنا صاحب الذريعة ـ رحمه الله ـ في الذريعة ٦ / ٣٧٨ ، كما ترجم للمؤلف في نقباء البشر ٢ / ٨٠٧ ترجمة حسنة مع الثناء البليغ والاطراء ، بما هو أهله ، لخصنا منها هذه الترجمة ، وترجم له سيد الأعيان في أعيان الشيعة ٧ / ١٨٣.

موعظة الغدير

٦٢ ـ للسيد علي ابن السيد أبو القاسم بن الحسين الرضوي النفدي ، القمي الأصل ، اللاهوري (١٢٨٨ ـ ١٣٦٠ ه = ١٩٤١ م).

كان أبوه من كبار علماء الهند ، صاحب المصنفات الكثيرة والتفسير المشهور «لوامع التنزيل وسواطع التأويل» وتوفي سنة ١٣٢٤ ه.

وأما المؤلف فقد قرأ المبادئ على أبيه وتأدب به ، ثم هاجر إلى النجف الأشرف وأدرك دروس السيد ميرزا حسن الشيرازي وميرزا حبيب الله الرشتي ، وحضر على العلمين الآيتين الكاظميين المحقق الخراساني والفقيه الطباطبائي صاحب العروة ، ثم رجع إلى لاهور وقام مقام والده في زعامة البلد ، ورجع الناس إليه في التقليد ، وطبعت رسالته العملية ، وكانت له شعبية قوية ونفوذ تام ، كرس حياته في خدمة الإسلام والدفاع عنه وتوجيه الناس وإرشادهم.

وله مؤلفات كثيرة مذكورة في نقباء البشر ٤ / ١٣٣٩ ، تذكرة علماي إمامية


باكستان : ١٨١ ، وذكر له فيهما هذا الكتاب.

وترجم له المغفور له صدر الأفاضل في مطلع أنوار ٣٤١ وذكر له رسالة في الغدير وأظنها هي هذه.

ترجمة خطبة غديرية

٦٣ ـ ترجمة بالفارسية لخطبة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم غدير خم ، وهي خطبة مطولة : قد بضعت إلى أشلاء مبعثرة ، نقل كل ما علق بذهنه منها! أو سمحت له الظروف بروايته وما إلى ذلك ، وراجع عنها مقال «الغدير في حديث العترة الطاهرة» المنشور في هذا العدد.

ترجمها ميرزا محمود الكلباسي ، وكان رحمه‌الله مقيما في مشهد الرضا عليه السلام بخراسان ، وذلك بإشراف وإعادة نظر من العالم الشيخ ميرزا حسن علي مرواريد الخراساني المولود عام ١٣٢٩ حفظه الله ورعاه.

مخطوطة منه في مكتبة جامع گوهر شاد في مشهد ، رقم ٤٥٢ ، فرغ من تبييضها في ٢٠ ربيع الثاني سنة ٠ ١٣٦ ه ، في ٣٦ صفحة ، وبآخرها قصيدة مخمسة فارسية في مدح أمير المؤمنين عليه‌السلام ، من نظم الشاعر صامت ، وصفت في فهرس مكتبة جامع كوهر شاد ٢ / ٥٥٥.

الغدير في الإسلام

٦٤ ـ للعلامة الجليل الشيخ محمد رضا ابن الشيخ طاهر الحلفي فرج الله النجفي (١٣١٩ ـ ١٣٨٦ ه).

ولد في النجف الأشرف يوم عيد الفطر في أسرة علمية عربية شيعية تنحدر من قبيلة الأحلاف ، ويسكن معظمها في نواحي البصرة من جنوب العراق منذ قرون.

فنشأ المؤلف في بيئة علمية وأسرة علمية ، وعني والده بتربيته وتوجيهه فتعلم المبادئ والعلوم الأدبية ، ثم درس على أخيه الشيح محمد طه ـ المتوفى ١٣٤٦ ـ وعلى


السيد محمد هادي الميلاني والشيخ محمد حسين الكربلائي والسيد محمد جواد التبريزي والشيخ عبد الحسين الحلي.

ثم حضر في الفقه وأصوله في الدروس العالية على الشيخ ميرزا فتاح الشهيدي والسيد أبو الحسن الأصفهاني والشيخ أحمد كاشف الغطاء والشيخ محمد رضا آل ياسين والشيخ عبد الله المامقاني والسيد محمد تقي البغدادي ولازمه مدة طويلة وتخرج به وكتب تقرير دروسه ، وحضر في علم الكلام على الشيخ محمد جواد البلاغي رحمه الله ، ويروي بالإجازة عن شيخنا العلامة الطهراني صاحب الذريعة وسيدنا الأستاذ الإمام الخوئي دام ظله ، وكانت له مكتبة كبيرة عامره مشهورة فيها ألوف من المطبوعات النادرة والمخطوطات القيمة وكان يسمح للجميع ـ برحابة صدر ـ للإفادة منها ، وأفدت منها فترة ، وكان شيخنا العلامة الأميني يكثر التردد عليها وكان يثني عليها معجبا بها.

وكان يرحمه‌الله أديبا فاضلا مشاركا في العلوم ، ناظما ناثرا ، له ديوان شعر وعدة مؤلفات ذكرها له مترجموه ونثرها شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، ومنها كتابه هذا في الغدير المطبوع في النجف الأشرف سنة ١٣٦٢ ه ، وعليها تقاريظ السيد أبي الحسن الأصفهاني زعيم الطائفة في عصره والشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء والأديب الفاضل الشيخ ميرزا محمد علي الأردوبادي.

ذكره شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في الذريعة إلى تصانيف الشيعة ١٦ / ٢٦ ، وشيخنا العلامة الأميني ـ رحمه‌الله ـ في الغدير ١ / ١٥٧ وأثنى عليه ، وذكره ابنه الشيخ محمد هادي الأميني ـ حفظه الله ـ في معجم المطبوعات النجفية ، كما أن للمؤلف ترجمة في كل من نقباء البشر ٢ / ٧٥٦ ، وماضي النجف وحاضرها ٣ / ٦١ ، وشعراء الغري ٨ / ٤٣٨ ، وأدب الطف ١٠ / ٢١١.

* * *


القمر المنير

في قصة الغدير

٦٥ ـ للشيخ علي أكبر ابن المولى عباس بن محمد رضا بن أحمد اليزدي الأبرند آبادي ثم الحائري ، المشتهر بسيبويه (١ ٢٩ ١ ـ ١٣٦٣ ه).

كان أبوه الشيخ عباس ـ المتوفى سنة ١٣٢٩ ه ـ وعمه الشيخ علي المتوفى سنة ١٣٢٠ ه ـ من رجال العلم والفضل والأدب والورع والتقى في كربلاء ، تلمذا في كربلاء على الفاضل الأردكاني وغيره من الأعلام الكبار ، وبرعا في العلوم الأدبية ، وكانت لهما مهارة تامة وخبرة واسعة في علم النحو ، توليا التدريس فيه فاشتهر الشيخ عباس بالأخفش ، وأخر الشيخ علي بسيبويه ، ترجم لهما شيخنا في نقباء البشر ـ : ١٠٠١ و ١٤٣١.

ثم بقي لقب سيبويه على هذه الأسرة العلمية حتى الآن ، وقد ترجم شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في نقباء البشر لمؤلفنا هذا في ج ٤ / ١٦٠٣ قال : «فاضل متتبع وباحث بارع ، كان من أهل الفضل النابهين في كربلا ، ومن أهل المعرفة والكمالي والاطلاع ، ولع بالتأليف فأنتج عدة آثار ... والقمر المنير في قضية الغدير ، وتوفي ٣ جمادي الأولى» وذكر له شيخنا ـ رحمه‌الله ـ كتابه هذا في الذريعة ١٧ / ١٧٠ وذكر أنه لخصه من «لواء الحمد» لصارم الدين ـ الذي تقدم برقم ٤٤ ـ.

الغدير

في الكتاب والسنة والأدب

٦٦ ـ لشيخنا الحجة العلامة الفذ المحقق البارع آية التتبع والتنقيب ، الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني التبريزي النجفي (١٣٢٠ ـ ١٣٩٠ ه) (٠ ١٣).

__________________

(١٣٠) أقول ما قاله شيخا صاحب الذريعة ـ قدس الله نفسه ـ في نقباء البشر ٢ / ٥٤٣ عندما أراد أن يترجم لأستاذه العلامة المحدث النوري ـ رحمه‌الله ـ فقال :


ولد ـ رحمه‌الله ـ في تبريز في أسرة علمية ، ونشأ نشأة صالحة ، واتجه إلى طلب العلم ، ودرس عند أساتذتها المرموقين ، ثم غادرها إلى النجف الأشرف لإنهاء دروسه العالية فحضر على أكابر أعلامها البارزين ، ونهل من علومهم وارتوى ، ثم اتجه إلى التأليف بهمة قعساء تزيل الجبال الراسيات ، ولم يكن يومذاك في النجف الأشرف مكتبات عامة سوى مكتبة كانت في حسينية الشوشترية وأخرى هي مكتبة كاشف الغطاء ـ رحمه‌الله ـ وفي كل منهما عدة آلاف لمخطوط ومطبوع ، فكان يتردد إليهما ويستنزف أوقات دوام المكتبة في مطالعة الكتب والانتفاء منها ، ويكتب ما يختار من غضونها ما عسى يحتاج إليه ، ولكن دوام المكتبة المحدود بضع ساعات لا تفي بهمته ولا تشبع نهمته ، فحدثني ـ رحمه‌الله ـ قال : «إني عزمت على قراءة كتب مكتبة الحسينية كلها فاتفقت مع أمينها أن يسمح لي بالبقاء فيها ويغلق على الباب! فأجاب» كما وحدثني أمين المكتبة ـ رحمه‌الله ـ بذلك ، قال : «فأتيت على الكتب كلها!».

كما وحدثني المغفور له آية الله الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء رحمه‌الله ، قال : «إن الأميني لم يبق في مكتبتنا كتابا من كتبها سالما لكثرة مراجعته لها وتقليبه فيها».

ثم لنرى هل ارتوى واكتفى؟ الجواب : لا ، بل كان يراجع المكتبات الخاصة في بيوت العلماء ، والنجف الأشرف كانت يومئذ غنية بالمكتبات الخاصة ، ومع ذلك كله الله وحده يعلم ماذا كان يعاني شيخنا الأميني في السعي وراء كتاب واحد حتى يفوز بأمنيته.

وبمثل هذه المثابرة والعمل الدؤوب ، وإجهاد النفس في اليوم ١٨ ساعة بين

__________________

ارتعش القلم بيدي عندما كتبت هذا الاسم ، واستوقفني الفكر عندما رأيت نفسي عازما على ترجمة أستاذي [الأميني] وتمثل لي بهيئته المعهودة بعد أن مضى على فراقنا أكثر من عشرين سنة ، فخشعت إحلالا لمقامه ، ودهشت هيبة له : ولا غرابة ، فلو كان المترجم له غيره لهان الأمر ، ولكن كيف وهو من أولئك الأبطال غير المحدودة حياتهم وأعمالهم.

أما شخصية كهذه الشخصية الرحبة العريضة فمن الصعب جدا أن يتحمل المؤرخ الأمين وزر الحديث عنها ، ولا أرى مبررا في موقفي هذا سوى الاعتراف بالقصور».


قراءة وكتابة طوال سنين عدة ، وانقطاع عن المجتمع ، وانصراف إلى العمل وانهماك فيه ، أمكنه أن ينتج كتاب «الغدير» موسوعة ضخمة غنية بالعلم ، مليئة بالحجج والوثائق ، منقطعة النظير ، والكتاب آية من آيات هذا القرن ، ومثل هذا المجهود العظيم لا يقوم به فرد ، وإنما هو عمل لجان في سنين كثيرة كما نبه على ذلك جمع ممن قرأوا الكتاب فأدهشهم العمل ، منهم الفقيه الورع آية الله العظمى السيد عبد الهادي الشيرازي ـ المتوفى سنة ١٣٨٢ ـ قال في تقريظ الكتاب ـ طبع في مقدمة الجزء الخامس «وقد يفتقر مثل هذا التأليف الحافل المتنوع إلى لجنة تجمع رجالا من أساتذة العلوم الدينية ، ولو لم يكن مؤلفه العلامة الأميني بين ظهرانينا ، ولم نر أنه بمفرد قام بهذا العبء الفادح لكان مجالا لحسبان أن الكتاب أثر جمعية تصدى كل من رجالها لناحية من نوا حيه ..».

وقال السيد شرف الدين ـ رحمه‌الله ـ في تقريظ له ، نشر في بداية الجزء السابع : «موسوعتك الغدير في ميزان النقد وحكم الأدب عمل ضخم دون ريب ، فهي موسوعة لو اصطلح على إبداعها عدة من العلماء وتوافروا على إتقانها بمثل هذه الإجادة لكان عملهم مجتمعين فيها كبيرا حقا ... ، أما الجوانب الفنية فقد نسجتها نسج صناع ، وهيأت لقلمك القوي فيها عناصر التجويد والإبداع ، في مادة الكتاب وصورته ، وفي أدواتهما المتوفرة ، على سعة باع وكثرة اطلاع ، وسلامة ذوق وقوة محاكمة.».

وقال بولس سلامة في كتاب له إلى المؤلف نشر في بداية الجزء السابع أيضا : «وقد اطلعت هذا السفر النفيس فحسبت أن لآلئ البحار قد اجتمعت في غديركم هذا! أجل يا صاحب الفضيلة إن هذا العمل العظيم الذي تقومون به منفردين لعبء تنوء به الجماعة من العلماء ، فكيف استطعتم النهوض به وحدكم؟! لا ريب أن تلك الروح القدسية ، روح الإمام العظيم عليه وعلى أحفاده الأطهار أشرف السلام هي التي ذللت المصاعب ...».

هذا وقد رحل شيخنا رحمه‌الله في سبيل كتابه هذا باحثا عما لم يطبع من التراث من مصادر قديمة ومهمة ، رحل بنفسه إلى الهند وسوريا وتركيا وسجل الشئ الكثير


في مجلدين ضخمين سماه «ثمرات الأسفار».

ومن مآثر شيخنا الخالدة المكتبة العامة التي أسسها في النجف الأشرف باسم : «مكتبة الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام العامة» واقتنى لها عشرات الألوف من نوادر المطبوعات ونفائس المخطوطات ، ولم تزل عامرة بعين الله سبحانه ، وقاها الله الشرور والآفات.

ودراسة جوانب حياة شيخنا ـ رحمه‌الله ـ تحتاج إلى وقت طويل ومجلد ضخم ، وقد كتب نجله البار صديقنا العزيز الشيخ رضا الأميني ـ حفظه الله ـ دراسة عن حياة والده في ١٢٧ صفحة ، طبعت بأول الطبعة الرابعة ، وهناك كتاب «يادنامه علامه أميني» في ذكرى الشيخ الأميني ـ رحمه‌الله ـ طبع في طهران بالفارسية ، وهو مجموعة مقالات للأساتذة والكتاب الغديرين ، وذلك بجهود الأستاذين الدكتور السيد جعفر شهيدي والأستاذ محمد رضا حكيمي ، وصدر سنة ١٤٠٣ في قرابة ٦٠٠ صفحة.

وتوفي رحمه‌الله في طهران يوم الجمعة ٢٨ ربيع الثاني سنة ١٣٩٠ ، وحمل إلى النجف الأشرف ، ودفن في مقبرة خاصة جنب مكتبته العامة ، رحمه‌الله رحمة واسعة وحشره مع مواليه عليهم‌السلام.

حول كتاب الغدير

ما إن صدرت أجزاء الكتاب إلا وانهالت عليه التقاريظ إعجابا به وتقديرا له من قبل الرؤساء والملوك والمراجع الكبار والشخصيات الإسلامية والعلمية والكتاب والباحثين ، ولبعضهم أكثر من تقريظ ، نشر القليل منها تباعا في صدر أجزاء الكتاب الأحد عشر وبقي الكثير منها لم ينشر.

أما ما نشر منها ، فمن تقاريظ الملوك :

١ ـ المتوكل على الله يحيى بن محمد حميد الدين ، إمام اليمن.

٢ ـ الملك عبد الله بن الحسين ، ملك الأردن.

٣ ـ الملك فاروق الأول ، ملك مصر.


ومن تقاريظ المراجع والمجتهدين الكبار والعلماء الأعلام فتقريظ :

٤ ـ آية الله العظمى السيد عبد الهادي الحسيني الشيرازي.

٥ ـ آية الله العظمى السيد محسن الطباطبائي الحكيم.

٦ ـ آية الله العظمى الشيخ محمد رضا آل ياسين.

٧ ـ آية الله العظمى السيد حسين الحمامي.

٨ ـ آية الله السيد صدر الدين الصدر.

٩ ـ العلامة الحجة السيد عبد الحسين شرف الدين العاملي.

١٠ ـ العلامة الحجة الشيخ مرتضى آل ياسين.

١١ ـ العلامة المشارك في الفنون حيدر قلي سردار كابلي ، نزيل كرمانشاه.

١٢ ـ العلامة الأديب ميرزا محمد علي الغروي الأردوبادي.

١٣ ـ آية الله السيد علي الفاني الأصفهاني.

١٤ ـ الشيخ محمد سعيد العرفي السوري ، مفتي محافظة دير الزور ، وعضو مجمع اللغة العربية في دمشق.

١٥ ـ العلامة السيد محمد علي القاضي الطباطبائي التبريزي.

١٦ ـ العلامة السيد علي نقي الحيدري البغدادي.

١٧ ـ العلامة السيد حسين ابن السيد باقر الموسوي الهندي.

١٨ ـ الشيخ محمد سعيد دحدوح الحلبي ، إمام الجمعة والجماعة بها.

١٩ ـ الشيخ محمد تيسير الدمشقي ، إمام جماعة وخطيب في دمشق.

وما نشر من تقاريظ الكتاب والأساتذة الباحثين فتقريظ :

٢٠ ـ الأستاذ محمد عبد الغني المصري ، شاعر الأهرام.

٢١ ـ السيد محمد الصدر الكاظمي ، رئيس وزراء العراق سابقا.

٢٢ ـ الوزير العراقي السيد عبد المهدي المنتفكي ، وزير المعارف.

٢٣ ـ الأستاذ يوسف أسعد داغر ، الكاتب المسيحي اللبناني.

٢٤ ـ القاضي الشاعر بولس سلامة ، المسيحي اللبناني.


٢٥ ـ الأستاذ عبد الفتاح عبد المقصود المصري.

٢٦ ـ الأستاذ صفاء خلوصي خريج جامعة لندن.

٢٧ ـ الدكتور محمد غلاب المصري ، أستاذ الفلسفة بكلية أصول الدين في جامعة الأزهر.

٢٨ ـ الأستاذ محمد نجيب زهر الدين العاملي ، المدرس في الكلية العاملية في بيروت.

٢٩ ـ الدكتور عبد الرحمن الكيالي الحلبي.

٣٠ ـ الأستاذ المحامي توفيق الفكيكي البغدادي.

٣١ ـ علاء الدين خروفة ، خريج الأزهر والحاكم بالمحاكم الشرعية في العراق.

وأما ما لم ينشر فكثير نذكر منهم : شيخنا الشيخ آقا بزرك الطهراني ، والدكتور مصطفى جواد ، والأستاذ علي فكري المصري ، والسيد عبد الزهراء الخطيب ، والشيخ سليمان ظاهر العاملي ، والشيخ محمد تقي الفلسفي شيخ خطباء إيران ، والشيخ كاظم نوح شيخ خطباء بغداد.

طبعات الغدير :

١ ـ طبع أولا في النجف الأشرف في مطبعة الزهراء من سنة ٤ ٣٦ ١ = ٥ ٤ ٩ ١ ، إلى سنة ١٣٧١ = ١٩٥٢ ، وصدر منه تسعة أجزاء.

٢ ـ ثم أعادت طبعه دار الكتب الإسلامية وطبعته في مطبعة الحيدري بطهران سنة ١٣٧٢ ، وصدر منه ١١ جزء.

٣ ـ وأعادت دار الكتاب العربي طبعه في بيروت ، فطبعته بالتصوير على طبعة طهران سنة ١٣٨٧ = ١٩٦٧.

٤ ـ ثم طبع سنة ١٣٩٦ = ١٩٧٦ من قبل مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام العامة فرع طهران ، طبعته بالتصوير على طبعة دار الكتب الإسلامية.

٥ ـ طبعته دار الكتب الإسلامية في طهران عام ١٤٠٨ ه بالتصوير على طبعتها


السابقة بمناسبة معرض طهران الدولي الأول للكتاب.

وبقي قسم كبير من الكتاب لم يطبع ، لأنه لم يكتمل تأليفه ، فالجهد المضني أنهك قوى شيخنا المؤلف ـ رحمه‌الله ـ في السنين الأخيرة من عمره ، والمرض ألم به فأقعداه عن متابعة السير ، وكان كل أمله في الحياة أن يكمل كتابه ، ولله في دهره شؤون ، نسأل الله أن يوفق خلفه الصالح ، أشباله النشطين لاقتفاء أثره ، وسلوك نهجه ، ومتابعة جهوده ، ومداومة جهاده ، وإنجاز عمله ، بأحسن الوجوه وأتمها ، كان الله في عونهم وأخذ بناصرهم.

ترجماته :

١ ـ ترجم كتاب «الغدير» إلى اللغة الفارسية مرتين ، مرة صدرت في ٢١ جز ، من منشورات المكتبة الإسلامية الكبرى في طهران.

٢ ـ وترجم مرة أخرى من قبل أنجال المؤلف وبعد لما تكتمل.

٣ ـ وترجم إلى اللغة الأردية ، وصدر الجزء الأول منه.

فهارس الكتاب :

١ ـ عمل للكتاب فهارس عامة بإشراف وتنسيق العلامة السيد فاضل الميلاني ، وطبع مرتين باسم : «على ضفاف الغدير».

٢ ـ وعمل له فهارس عامة وصدر من قبل قسم الدراسات الإسلامية في مؤسسة البعثة في طهران باسم : «المنير في فهارس الغدير».

محاولات أخرى :

١ ـ عمل الشيخ علي أصغر مروج الشريعة ـ من طلبة العلم في قم ـ موجزا


للغدير ، واختار من أجزائه ١٤٠٠ بيت مما نظم في الغدير ، بمناسبة مرور ١٤٠٠ عاما على واقعة الغدير وسماه : «(نظرة إلى الغدير».

٢ ـ وعمل أيضا موجزا آخر أوسع من الأول ، وبمنهج آخر وسماه : «في رحاب الغدير».

٣ ـ وجمعت أنا ما نالته يدي من رواة الغدير من التابعين وطبقات الرواة والعلماء والمؤلفين قرنا فقرنا ، وحسب التسلسل التاريخي وسميته : «على ضفاف الغدير».

ويأتي كل ذلك في محله من مقالنا هذا " بشئ من البسط فليراجع ، والله الموفق وهو المستعان.

أنيس الخطب

٦٧ ـ وهو شرح على خطبة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم غدير خم. وهو للشيخ علي أصغر ابن الشيخ أبي الحسن اعتماد الواعظين الطهراني ، من خطباء طهران.

وكتابه هذا فارسي مطبوع في طهران عام ١٣٦٥ ه.

ذكره مشار في فهرسه للمطبوعات الفارسية ١ / ٥٩١.

هات الغدير

٦٨ ـ للسيد سبط حسين بن رمضان علي ابن القاضي قربان علي ابن القاضي نعمة الله ابن القاضي عصمة الله الحسيني التقوي السبزواري الأصل ، الهندي الجائسي ، ثم اللكهنوي (١٢٨٦ = ١٨٦٧ ـ ١١٧ ه = ١٩٥٣ م).

وهو سبط السيد بنده حسين ابن سلطان العلماء السيد محمد ابن السيد دلدار علي النقوي.

كانت ولادته ونشأته في لكهنو ، في أسرة علمية عريقة وقرأ العلوم الأدبية على السيد محمد مهدي الأديب ، وقرأ الكتب الدراسية في العلوم العقلية والنقلية على السيد


علي محمد والمولوي حبيب حيدر وعلى خاليه السيد محمد والسيد أبي الحسن بن بنده حسين ، وكان أكثر تلمذته عليه وأخذه منه ، وقرأ في الفقه وأصوله على جده لأمه السيد علي محمد تاج العلماء مؤلف «الرحيق المختوم في الغدير» وقد تقدم ، وتصدى للتدريس والتأليف فترة ، ثم رحل في طلب العلم إلى العراق سنة ١٣٠٩ ه ، فأقام فترة في كربلاء وحضر في الدروس العالية على الشيخ حسين المازندراني والسبد ميرزا محمد حسين الشهرستاني ، وفي سامراء على السيد ميرزا محمد حسن الشيرازي ، وفي النجف الأشرف على ميرزا حبيب الله الرشتي والشيخ علي اليزدي وأجيز منهم ، وقفل إلى بلاده واختير في مكان أستاذه السيد أبي الحسن المذكور سنة ١٣٢٥ ه ، وأقبل على الدرس والإفادة والتأليف مع زهد وورع. وكان طويل الباع في أصول الفقه وله خبرة في الطب ، وتولى رئاسة تدريس المدرسة السليمانية في بتنه وفي جونفور.

وله عدة مؤلفات منها «الزواهر : زواهر الدرر في أحوال الحجة المنتظر» و «صفاح العقيان» و «عرائس الأفكار» و «فرائد الأفكار» في أصول الفقه مطبوع ، و «رياض الأفكار» و «عضب الله المصقول في الرد على معاول العقول» في الأصول ، طبع منه الجزء الرابع ، وله «تاج الكرامة في إثبات الإمامة» و «مشارع الشرايع» في أصول الفقه ، و «بحث در نظر ريب «و «تحفة العوام» جديد بالأردية ، شرح الصومية البهائية ، الحواشي على «نخبة الأحكام» ، و «جامع عباسي» بالأردية ، «تكملة منتهى الأفكار» عربي ، «مناهج الأصول» عربي ، «معارج الفقه» و «منجزات المريض» ، و «تاج العلماء» أجازاته ، رسالة مفردة في ولاية البالغة الرشيدة ، رسالة في الترجيح والتعديل رد فيه على عبد الحي اللكنهوي باللغة العربية ، «فرائد الأبكار» في النظر إلى الأجنبية ، و «تنقيد الأصول» في مباحث الأدلة العقلية من أصول الفقه ، كتاب مبسوط بالعربية ، «مناهج الأحكام» في الفقه بلغ فيه إلى كتاب الصوم.

وكتب له أستاذه ميرزا محمد حسين الشهرستاني ـ رحمه‌الله ـ إجازة صرح فيها باجتهاده وأطراه فيها بقوله : «البالغ درجة الاجتهاد ، والصاعد ، على ذروة السداد ، والمالك أزمة التحقيق ، والجامع لمراتب التدقيق ...» وتاريخها ٢٣ ذي الحجة


سنة ١٣١١ ه ، وأجاز هو في الرواية للسيد علي نقي النقوي في ربيع الأول سنة ١٣٥١ ه.

له ترجمة في نقباء البشر ٢ / ٨٠٨ ، ونزهة الخواطر ٨ / ١٥٨ وأرخ وفاته ١٣٦٧ نقلا عن ترجمته في «تذكره بي بها» وله ترجمة في تكملة نجوم السماء ٢ / ٢٧١ ـ ٢٧٤ ترجمة حسنة وأدرج فيه صورة إجازة السيد الشهرستاني له ، وأظهر المؤلف أن الصلة بيننا وبينه قوية ، وأرخ وفاته في ٨ جمادي الآخرة سنة ١٣٧١ ، وله ترجمة في مطلع أنوار : ٢٦٠ ، وأرخ وفاته في جمادى الآخرة سنة ١٣٧٢ ه = ١٩٥٢ م.

وكتابه «هات الغدير» ذكر في «مطلع أنوار» كما ذكره شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في الذريعة ٢٥ / ١٤٩ وذكر أنه مطبوع بالأردية.

رسالة في الغدير

٦٩ ـ للسيد هبة الدين الشهرستاني ، وهو السيد محمد علي بن السيد حسين الحسيني الحائري (١٣٠١ ـ ١٣٨٦ ه).

ولد في سامراء وانتقل مع أبيه إلى كربلاء سنة ١٣١٢ ه ، وتعلم المبادئ والمقدمات هناك إلى عام ١٣١٩ حيث توفي والده فرحل إلى النجف الأشرف لإنهاء دروسه العالية فحضر دروس العلمين الحجتين الكاظميين الطباطبائي والخراساني واختص بالأخير ولازمه ، وحضر أيضا على شيخ الشريعة الأصفهاني ـ رحمه‌الله ـ وأصدر في عام ١٣٢٨ ه = ١٩١٠ م مجلة «العلم» وهي أول مجلة عربية صدرت في النجف. وفي عام ١٣٣٠ تجول في البلاد والعواصم ودخل سوريا ولبنان ومصر والحجاز واليمن وإيران والهند ، وعاد سنة ١٣٣٣ وأقام في كربلاء فترة واستقر بعد ذلك في الكاظمية ، وأصبح وزير المعارف العراقية ، ثم فوض إليه رئاسة مجلس التمييز الشرعي الجعفري ، وله مؤلفات كثيرة مطبوعة. وغير مطبوعة ، وأكثرها مطبوعة ومترجمة إلي الفارسية أشهرها «الهيئة والاسلام» و «النهضة الحسينية» ومنها كتابه هذا في الغدير ، ترجم إلى الفارسية وطبعت الترجمة دون الأصل! وأسس في صحن الكاظمية مكتبة


عامة بأسم «مكتبة الجوادين» وتوفي في ٢٦ شوال ١٣٨٦ بالكاظمية.

وقد ترجم له شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في نقباء البشر ٤ / ١٤١٣ ـ ١٤١٨ ترجمة حسنة مطولة لخصنا منها هذه الأسطر.

وألف المغفور له السيد مهدي العلوي كتابا عن حياة المؤلف طبعه في بغداد سنة ١٣٤٨ باسم «نابغة العراق».

ترجمة رسالة الغدير

٧٠ ـ للسيد هبة الدين الشهرستاني ـ رحمه‌الله ـ.

ترجمها إلى الفارسية علي رضا ميرزا الخسرواني القاجاري الطهراني.

وطبعت الترجمة في طهران سنة ١٣٦٧ في ٧ ١٠ صفحة ، الذريعة ١٦ / ٢٨ ، مشار.

ملحمة عيد الغدير

٧١ ـ للشاعر اللبناني المسيحي المعاصر بولس سلامة ، قاضي المسيحيين في بيروت ، (١٣٢٠ = ١٩٠٢ ـ ١٣٩٩ = ١٩٧٩).

وهي منظومة في ٣٠٨٥ بيتا طبعت غير مرة.

وترجم كحالة في مستدركه ص ١٥٦ للناظم فقال : «أديب شاعر ، من قضاء جزين ، درس في مدرسة الحكمة وغيرها ، ودرس الحقوق في الجامعة اليسوعية ببيروت ، وعمل في الصحافة ، وتوفي ١٤ تشرين الثاني ١٩٧٩ ، ودفن في قريته ، وله آثار في النظم».

وقد نظمها باقتراح وإيعاز من السيد شرف الدين ـ رحمه‌الله ـ كما ذكره الناظم في مقدمة الطبع.

وجاء في رسالة بعث بها إلى المغفور له شيخنا العلامة الحجة الأميني رحمه‌الله ، تاريخها ١٩ ذو القعدة سنة ١٣٦٧ ، مطبوعة بأول الجزء السادس من «الغدير» : «إني كنت في الآونة الأخيرة أختلس الفترات التي يهاددني فيها المرض لأنظم (يوم


الغدير) في ملحمة تناولت فيها أهل البيت منذ الجاهلية حتى ختام مأساة كربلاء ، وقد أربى عدد أبياتها على ثلاثة آلاف وخمسمائة وجعلت عنوانها : عيد الغدير ، وعما قريب سأدفعها إلى المطبعة ...».

وقد دفعها إلى مطبعة النسر في بيروت ، وصدرت في كانون سنة ١٩٤٧ ، ثم تكرر طبعها ومنها سنة ١٩٦١ م ، وقد ذكرها شيخنا رحمه‌الله في الذريعة ١٥ / ٣٦٤ بهذا الاسم في حرف العين ، وكذا مشار في فهرسه للمطبوعات العربية : ٦٤١. يقول فيها :

أيها الناس إنما الله مولاكم

ومولاي ناصري ومجيري

ثم إني وليكم منذ كان الدهر

طفلا حتى زوال الدهور

يا إلهي ، من كنت مولاه حقا

فعلي مولاه غير نكير

يا إلهي ، وال الذين يولون

ابن عمي وانصر حليف نصيري

كن عدوا لمن يعاديه واخذل

كل نكس وخاذل شرير

قالها آخذا بضبع علي

رافعا ساعد الهمام الهصور

لاح شعر الإبطين عند اعتناق

الزند للزند في المقام الشهير

فكأن النبي يرفع بند العز

عبد للقائد المنصور

راويا للزمان فضل علي

باسطا للعيون حق الوزير

حيدر زوج فاطم وأبو السبطين

والرمح يوم طعن النحور

وربيب الرسول وابن مربيه

المعاني في البذل جهد الفقير

وأمير الزهاد قبلا وبعدا حسبه

في الطعام قرص الشعير

لا تضلوا واستمسكوا بكتاب الله

بعدي بعترتي بالأمير

إنكم ورد على الحوض يوما

وهو مد الخيال مد الضمير

الغدير في جامعة النجف

٧٢ ـ مجموعة قصائد ومقالات ألقيت في الحفلة التي أقامتها هيئة فرع الشعراء


الحسينيين في غدير عام ١٣٩٦ ه.

جمع وإعداد ونشر : السيد محمد السيد حسن صلوات النجفي ، وقسمها فصلين ، الفصل الأول في القريض والمقالات ، والفصل الثاني في الشعر الشعبي وهو النظم باللهجة العراقية ، وكلها حول الغدير وفي مدح صاحب يوم الغدير أمير المؤمنين عليه السلام.

أما قسم القريض فقصائد للشيخ محمد بن عبد الله الهجري ، وأخرى للشيخ محمد حيدر ، وثالثة للشيخ عبد الحميد الهجري ، وأخيرها للسيد محمد جمال الهاشمي.

طبع في مطبعة الزهراء في النجف الأشرف سنة ١٣٧٠ = ١٩٥٠.

خطبة غدير

٧٣ ـ كتاب يتضمن خطبة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم غدير خم مع ترجمتها بالفارسية نظما.

من نظم الشاعر المعروف صغير الأصفهاني محمد حسين بن أسد الله ، من الشعراء المعاصرين المشتهرين بجودة النظم.

طبع ديوانه لعله أكثر من عشر مرات.

وطبع كتابه هذا في طهران سنة ١٣٧٠ ، في ٨٨ صفحة ، وطبع في أصفهان سنة ١٣٧١ ، في ٨٥ صفحة بالحجم الصغير.

يوم الغدير حق الأمير

٧٤ ـ للشيخ محمد بن عبد الله أبو عزيز الخطي.

طبع في النجف الأشرف سنة ١٣٧١ ه.

الغدير في الأدب الشعبي

٧٥ ـ لحسين ابن الشيخ حسن البهبهاني النجفي.

طبعه في النجف الأشرف سنة ١٣٧٧ ه في ١٠٤ صفحة.


ترجمة كتاب الغدير

٧٦ ـ قد اهتم صديقنا الفاضل الشيخ علي الإسلامي مدير مؤسسة البعثة في طهران ـ حفظه الله ـ بترجمة كتاب «الغدير» لشيخنا العلامة الأميني إلى الفارسية ، وبذل في هذا السبيل مساع مشكورة ، فوزع الكتاب بأجزائه الأحد عشر على جماعة يتولون ذلك ، فدفع إلى كل منهم جزءا واحدا فترجم إلى الفارسية لمترجمين عدة ، وتمت ترجمة كل جزء من الأصل العربي في جزءين ، فطبعت ترجمته الفارسية في ٢١ جزء صدر من المكتبة الإسلامية الكبرى (كتابخانه بزرك إسلامي) في طهران ، وصدر الجزء الأول منه ترجمة المغفور له السيد محمد تقي الواحدي الكرمانشاهي في يوم مولد أمير المؤمنين عليه‌السلام ١٣ رجب سنة ١٣٨١ ه ، وصدرت بقية الأجزاء تباعا.

حساسترين فراز تاريخ يا داستان غدير

٧٧ ـ لعدة من كبار المعلمين الإيرانيين من الكتاب المجيدين ، وذلك بإشراف الأستاذ محمد رضا حكيمي.

فارسي مطبوع نحو عشر مرات.

حماسة غدير

٧٨ ـ للأستاذ محمد رضا ابن الحاج عبد الوهاب ، اليزدي الأصل ثم الخراساني.

هاجر أبوه من مدينة يزد منذ شبابه إلى خراسان واختار الإقامة في مشهد الرضا وفي جواره عليه‌السلام ، فولد مؤلفنا هناك عام ١٣٥٤ ه ، واتجه إلى طلب العلم فدرس العلوم الأدبية عند أستاذها المتخصص وهو الأديب النيشابوري الشيخ محمد تقي ، المشتهر بالأديب الثاني ، وقرأ سائر الدروس عند أساتذة الحوزة العلمية في مشهد واختص بالمغفور له العلامة الشيخ مجتبى القزويني ولازمه وتخرج به ، وله الإجازة في الرواية من شيخنا «صاحب الذريعة» رحمه‌الله ، وأفرد هو كتابا عن حياة


شيخه هذا ، كما أفرد كتابا عن حياة السيد صاحب العبقات.

وهو من الكتاب القديرين المشهورين بالقلم السيال ثم غادر مشهد الرضا عليه‌السلام وأقام في طهران ، وكتابه هذا من أحسن ما كتب بالفارسية حول الغدير بقلم عصري أخاذ ، ولذلك تكررت طبعاته ، ونفق سوقه ، وكثر الاقبال عليه ، وطبع بضع عشرة مرة.

وله كتاب ـ آخر سماه : «مبعث ، غدير ، سقيفة ، عاشوراء» وهر فارسي مطبوع أيضا.

عيد الغدير في عهد الفاطميين

٧٩ ـ لزميلنا العلامة البحاثة الشيخ محمد هادي ابن المغفور له شيخنا الحجة المحقق الشيخ عبد الحسين بن أحمد الأميني التبريزي النجفي ، المولود بها سنة ١٣٥٠ ، نشأ في النجف الأشرف نشأة علمية ودرس على أساتذتها ، ثم اتجه إلى الكتابة والتأليف ، وهو معروف بمثابرته على العمل ونشاطه المتواصل وسرعة الانتاج ، لا يكل ولا يمل ، ومما طبع له في النجف الأشرف : نوادر مخطوطات مكتبة آية الله الحكيم ، معجم رجال الفكر في النجف الأشرف ، وقد أضاف إليه وأضاف حتى أصبح ثلاثة أضعاف الطبعة الأولى ، وطبع له : معجم المطبوعات النجفية ، وطبع له هذا الكتاب (عيد الغدير) في مطبعة القضاء في النجف الأشرف ١٣٨٢ = ١٩٦٢. مع تقديم الدكتور عبد العزيز الدوري البغدادي أستاذ التاريخ.

كما وحقق قسما من التراث كنظم درر السمطين ، وكفاية الطالب ، والبيان ، وفتح الملك العلي بصحة حديث أنا مدينة العلم وبابها علي ، وخصائص أمير المؤمنين عليه السلام للنسائي.

ثم شفر من العراق مع سائر علماء الدين وغيرهم من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام عام ١٣٩٢ ه = ١٩٧٢ م فاختار الإقامة في طهران ، ولا زال يواصل نشاطه في التأليف والانتاج وا لتحقيق والاخراج ، دام موفقا.


غديرية

٨٠ ـ لحسام الدين خسرو برويز ، المتصوف الذهبي المعاصر.

فارسي ، طبع في تبريز سنة ١٣٨٤ ه ، في ١٥٨ صفحة ، مع رسالة «آئينه طريقة وحقيقة».

عيد غدير

٨١ ـ للسيد علي بن محمد رضا الفلسفي الهندي ، المشتهر بالسيد علي سيد جعفري (١٣٣٩ ـ ١٣٨٥ / ١٩٢٠ ـ ١٩٦٥).

ألفه بالأردية ، وله عدة مؤلفات بالإنجليزية والأردية.

ترجم له صدر الأفاضل في كتابه مطلع أنوار : ٣٤٤ ، وعدد مؤلفاته ومنها كتابه هذا.

من كنت مولاه فهذا علي مولاه

٨٢ ـ للشيخ عبد المنعم الكاظمي ، المعاصر.

طبع منه أجزاء في بغداد ، ثم غادرها إلى الكويت.

سيماي غدير

٨٣ ـ لفخر الدين الحجازي الخراساني السبزواري ، المولود بها سنة ١٣٤٨ ، المقيم في طهران.

طبع في طهران سنة ١٣٨٨ من منشورات مكتبة الهاشمي في يوسف آباد.

غدير خم

٨٤ ـ لمصطفى يزدي زاده.


فارسي ، طبع مرتين ، ثانيتهما في سنة ١٣٨٨ كما ذكره مشار في فهرسته للمطبوعات الفارسية ـ فهرست كتابهاي چاپي فارسي ـ : ٣٦١١.

النهج السوي

في معنى المولى والولي

٨٥ ـ لمولانا الشيخ محسن علي ابن مولانا حسين جان الباكستاني البلتستاني ، المولود سنة ١٣٦٠.

تعلم المبادئ في بلاده ، ثم هاجر عام ١٣٨٧ إلى النجف الأشرف لإنهاء دروسه وحضر في الفقه وأصوله على سيدنا الأستاذ الإمام الخوئي ـ دام ظله ـ وحضر دروس المغفور له السيد محمد باقر الصدر وألف هذا الكتاب هناك ، تحدث فيه عن حديث الغدير وعن لفظة (المولى) وتكلم عن تفسير آية «إنما وليكم الله ...» وطبعه في النجف الأشرف سنة ١٣٨٩ = ١٩٦٨ ثم رجع إلى بلاده ، وهو اليوم أحد رجال الدين في الباكستان حفظه الله ورعاه.

غدير سى كربلا تك

من الغدير إلى كربلاء

٨٦ ـ لمحسن الملة السيد محسن نواب ابن السيد أحمد الرضوي الهندي اللكهنوي (١٣٢٩ = ١٩١١ ـ ١٣٨٩ = ١٩٦٩).

ولد ونشأ في لكهنو وتعلم المبادئ ، ثم قرأ على جملة من أعلام الهند كالسيد ناصر حسين ومولانا ابن حسن نونهروي ومولانا صغير حسين ومولانا عالم حسين وغيرهم.

ثم رحل في طلب العلم وإنهاء دروسه إلى النجف الأشرف وتتلمذ على جماعة من أساتذتها منهم أستاذنا الشيخ عبد الحسين الرشتي والسيد محمد جواد التبريزي ثم حضر في الدروس العالية في الفقه وأصوله على المحقق النائيني والشيخ ضياء الدين


العراقي وزعيم الطائفة السيد أبي الحسن الأصفهاني وتخرج بهم ، وبدأ هناك يترجم كتاب «عبقات الأنوار» إلى اللغة العربية وسماه «الثمرات في تعريب العبقات» وترجم منه مجلد حديث «أنا مدينة العلم وعلي بابها» في خمسة أجزاء.

ثم عاد إلى بلاده سنة ١٣٦٤ ، وكان من أعلامها البارزين وأصدر هناك مجلة سماها «العلم» وله : «محسن إنسانيت» و «الفرق بين المعجزة والسحر» باللغة العربية ، وكتابه في الغدير باللغة الأردية.

وكانت ولادته في ١٤ ربيع الثاني ووفاته في ١٢ جمادي الآخرة رحمة الله عليه.

له ترجمة في مطلع أنوار ٤٥٠.

كتاب الغدير

٨٧ ـ الشيخ محمد حسن القبيسي العاملي ، العالم الورع الزاهد ، المقيم ببيروت حفظه الله.

سألته عن مولده ، فببالي أنه ذكر أن مولده عام ١٣٣٣ ه ، قرأ المبادئ ومقدمات العلوم في بلاده ، ثم رحل في طلب العلم إلى النجفي الأشرف فحضر في الدروس العالية في الفقه وأصوله على كبار أعلامها كالإمام السيد محسن الحكيم ـ رحمه‌الله ـ ، وسيدنا الأستاذ الإمام الخوئي ـ دام ظله ـ ثم قفل راجعا إلى بلاده وأقام في بيروت منعزلا عن عامة الناس ، مكبا على التأليف.

صدر له «ماذا في التاريخ» ٥٠ جزء و «الحلقات الذهبية» ٥٠ جزء و «نظرة في شرح نهج البلاغة» في ثلاثة أجزاء ، وغير ذلك كثير ، وكله مطبوع ، وبعضه مطبوع أكثر من مرة ، وكتابه هذا في الغدير هو الحلقة السادسة من سلسلة «الحلقات الذهبية» ويقع في ٩٦ صفحة ، طبع في بيروت عدة مرات ثالثتها كانت في سنة ١٤٠٢ = ٩٨٢ ١ ، وطبع بالتصوير على هذه الطبعة في إيران.

* * *


غديرية

٨٨ ـ لمحمد علي پروانه.

فارسية طبعت في أصفهان سنة ١٣٩٠ ه.

خطبه غدير

پيام بزرك از بزرك پيامبران

٨٩ ـ للأستاذ الفاضل صديقنا المغفور حسين عماد زاده أحمد الأصفهاني الكروني المولود سنة ١٣٢٥.

وهو ابن الشيخ أحمد عماد الواعظين ـ المتوفى سنة ١٣٨٤ ـ ابن آخوند ملا حسين الكربكندي ـ المتوفى سنة ١٣٢٣ ـ ابن آخوئد ملآ علي ابن آخوند ملا رمضان علي ، ينتهي نسبه من قبل الآباء إلى العماد الكاتب الأصفهاني ، ومن قبل أمه ينتهي إلى الشيخ بهاء الدين العاملي.

نشأ في أصفهان ، وكان أبوه رحمه‌الله خطيبا واعظا ورعا وتربي ابنه هذا في أسرة علمية ونشأ في بيئة علمية ، فاتجه إلى طلب العلم وقرأ الآداب العربية والعلوم الإسلامية في أصفهان على أساتذتها البارعين وأعلامها البارزين ، ثم هاجر إلى طهران وأقام بها سنة ١٣٥٦ ه واتجه إلى الكتابة والتأليف ، وكان له قلم سيال سريع الكتابة ، فألف ما يربو علي المائة كتاب ، وأكثرها مطبوعة مرات متعددة ذكرناها في مستدرك الذريعة ، وله كتاب كبير في تراجم العلماء لم يطبع بعد ، وكتابه هذا عن الغدير وخطبة النبي مل الله عليه وآله يوم غدير خم وترجمتها إلى الفارسية طبع في طهران سنة ١٣٩٥ ه.

وتوفي ـ رحمه‌الله ـ في طهران ليلة السادس من شهر رمضان في هذا العام ١٤١٠ ه.

* * *


غدير خم أز نظر قرآن

٩٠ ـ للأستاذ عبد الكريم النير.

فارسي ، مطبوع.

غدير خم

٩١ ـ لحبيب الله رهبر الأصفهاني.

فارسي ، طبع في قم سنة ١٣٩٢ ، في ٨٥ صفحة.

قهرمان غدير

٩٢ ـ لخير الله الإسماعيلي الأصفهاني.

فارسي ، طبع في قم سنة ٢ ١٣٩ ، في ٣٢٨ صفحة ، ذكره مشار في فهرسه للمطبوعات الفارسية : ٣٠٩٦٨.

حماسة غدير

٩٣ ـ لمحمد حسين الملكوتي.

فارسي ، طبع في كرمانشاه من منشورات حسينية الجليلي في سنة ١٣٩٤ ه.

حديث غدير

٩٤٠ ـ لعلي حسين شيفته ابن محمد قيوم الجونغوري الباكستاني ، من مدينة سركودها ، من المعاصرين.

وكتابه هذا باللغة الأردية مطبوع في باكستان.


إسناد حديث غدير

٩٥ ـ لعلي أكبر وغلام حيدر الباكستاني.

ترجمة كتاب الغدير

٩٦ ـ للسيد محمد باقر ابن السيد أحمد ابن السيد محمد ابن السيد مهدي الموسوي الصفوي الكشميري ، المعاصر ، المقيم في بدگام من كشمير ، وعالمها.

ولد في كشمير في أسرة علمية لهم الزعامة الروحية بها ، ونشأ هناك وتعلم المبادئ بها ، ثم رحل إلى النجف الأشرف في طلب العلم ، ودرس عند أساتذتها ، ثم عاد إلى بلاده وأقام في بدگام عالما مرشدا موجها حفظه الله.

وكتابه هذا ترجمة لكتاب الغدير تأليف شيخنا العلامة الأميني رحمه‌الله ، ترجمه إلى اللغة الأردية ، وطبع الجزء الأول منه في سنة ١٣٩٩ = ١٩٧٩ في ٢٦٢ صفحة ، من مطبوعات جواديه عربي كالج في مدينة بنارس بالهند.

ويحتوي هذا الجزء ترجمة النصف الأول من الجزء الأول من «الغدير» وينتهي إلى مناشدة أمير المؤمنين عليه‌السلام بحديث الغدير في الرحبة بالكوفة.

عيد غدير

٩٧ ـ للشيخ محمد جواد ابن الشيخ محمد تقي المعرفة الأصفهاني الكربلائي ، المولود بها سنة ١٣٥٠.

نشأ بها وتعلم المبادئ والمقدمات وقرأ دروس السطوح عند أساتذتها ، ثم رحل إلى النجف الأشرف وحضر في الدروس العالية على أعلامها ، وحضر في الفقه وأصوله بحوث سيدنا الأستاذ الإمام الخوئي ـ دام ظله ـ ثم ذهب إلى بغداد وأقام في مدينة الهادي (مدينة الحرية) من أحياء بغداد عالما موجها مرشدا إلى أن أخرج من العراق في التسفير العام للشيعة في العراق سنة ١٣٩٢ ه من قبل الحكم العفلقي ، فاختار


طهران للإقامة ومكث بها سنين ، ثم هاجر إلى قم لمرض ألم به أقعده عن القيام بالوظائف الشرعية والاجتماعية ، فاتخذ قم مقرا له حفظه الله وعافاه وشافاه.

وكتابه هذا فارسي مطبوع في قم من منشورات دار المعرفة والهدى في سنة ١٣٩٩ ه ، ويقع في ١١٠ صفحة.

نسيم غدير

٩٨ ـ للشيخ حسين اثني عشري الطهراني.

جمع فيه عدة أحاديث مما ورد في واقعة الغدير مع ترجمتها إلى الفارسية ، طبع بطهران.

ضياء الغدير

٩٩ ـ لضياء الواعظين مولانا وصي محمد الهندي الفيض آبادي رحمه‌الله.

ألفه باللغة الأردية ، وطبع بالهند والباكستان غير مرة في دهلي وكراچي ولاهور.

عيد الغدير في الإذاعة اللبنانية

١٠٠ ـ نشره الحاج إبراهيم زين العاصي.

مكتبة العرفان في بيروت.

غدير خم بزرگترين رويداد تاريخي

١٠١ ـ أي : الغدير أكبر حادثة تاريخية ، لجواد نعيمي.

فارسي ، مطبوع.

الغدير والسقيفة

١٠٢ ـ لخليفة إبراهيم محمد.


طبع في بيروت من منشورات دار الأمالي.

اليوم

١٠٣ ـ في تفسير قوله تعالى : (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) سوره المائدة ، الآية ٩.

فارسي في بيان نزولها في يوم الغدير.

للشيخ محمد بن الشيخ إبراهيم الأصفهاني الحائري النجفي ، المولود بها سنة ١٣٠٤ ، نزيل كربلا ، المدعو ب «حاج رئيس» ألفه فيها وفرغ منه سنة ١٣٦٤ ، وكان أبوه من تلامذة الحاج ميرزا حبيب الله الرشتي في النجف الأشرف ذكره شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في الذريعة ٢٥ / ٣٠٢ ، وله «الكلمة الطيبة» في إثبات عصمة الأئمة عليهم السلام ونزول آية التطهير في العترة الطاهرة ، ذكره شيخنا رحمه‌الله في الذريعة ١٨ / ١٢٥.

ذكرى عيد الغدير

١٠٤ ـ مجموعة مقالات وقصائد جمعها الشيخ موسى ابن الخطيب الشهير والأديب الشاعر الشيخ محمد علي اليعقوبي النجفي ، المولود بها سنة ١٣٤٥ ه.

طبعت في المطبعة العلمية في النجف الأشرف سنة ١٣٧١ = ١٩٥١ في ١٠٤ صفحه.

ظهور ولاية در غدير

١٠٥ ـ للسيد محمد تقي مقدم.

فارسي ، طبع في مشهد الرضا عليه‌السلام سنة ١٣٨٤ ه.


ملحمة عيد الغدير

١٠٦ ـ لمحمد جابر العاملي.

طبع في بيروت سنة ١٩٤٥ م.

الدرة الغروية والتحفة العلوية

١٠٧ ـ للعلامة الفاضل ، الأديب الماهر ، ميرزا محمد علي ابن الفقيه الأديب ميرزا أبو القاسم بن محمد تقي بن محمد قاسم الأردوبادي النجفي (١٣١٢ ـ ١٣٨٠ ه).

أطرى والده سيد الأعيان في ترجمته من أعيان الشيعة ٢ / ٤١٠ بقوله : «كان عالما فقيها تقيا ، ورعا ، خشنا في ذات الله ، أحد مراجع التقليد في آذربايجان وقفقاسيا ... وتوفي رحمه‌الله سنة ١٣٣٣.

وأما ابنه ميرزا محمد علي فهو أشهر من أبيه كان علامة أديبا شاعرا ناثرا بليغا لغويا متكلما فقيها ، مشاركا في جملة من العلوم مع إخلاص لله في العلم والعمل وولاء شديد ، فقد كان ملء إهابه ولاء لعترة نبيه ، شديدا كأبيه في ذات الله.

حضر في الدروس العالية على والده وشيخ الشريعة الأصفهاني والشيخ محمد حسين الغروي الأصفهاني والسيد ميرزا علي آقا الشيرازي رحمهم‌الله ، ولازم الأخيرين واختص بهما ، كما لازم بعدهما الفقيه الورع سيدنا الأستاذ السيد عبد الهادي الشيرازي واختص به رحمه‌الله ، وأصبح له المكانة المرموقة في الأوساط العلمية ومن مشيخة الإجازة والرواية ، فقد روى بالإجازة عن كثير ، وأدرك مشايخ كبار في بلاد شتى ، كما أجاز لكثير واستجازه الكثير.

ترجم له الخاقاني في شعراء الغري وقال : «والمترجم له شخصية علمية أدبية فذة ، طلعت في عالمها طلوع النجم المتوقد ، فقد دخل معارك أدبية ومغامرات دينية ، واشتغل في تعزيز العقيدة ... جاهد في حياته جهادا طويلا ، وخدم الشريعة الإسلامية


بما أوتي من حول وقوة ، فقد عاون المخلصين ...».

ونشر له مقالات كثيرة في مجالات ذلك العصر ، وخضع له أدباء عصره ، وأذعنوا بتفوقه وتقدمه ، وله مؤلفات كثيرة طبع قسم منها ، كما وله شعر كثير ، وتصدى من بعده سبطه السيد مهدي الشيرازي الخطيب النجفي بجمع مؤلفاته ورسائله وفوائده وقصائده ونظمه وكل ما ظفر به من آثاره وأعدها للنشر ، وصادف هذا الكابوس الرهيب في العراق ، فرج الله فيها عن العباد والبلاد بهلاك هذا الطاغية أزاحه الله عن هذا الوطن الإسلامي الحبيب وأراح المسلمين منه.

وأما كتابه هذا فقد ذكره شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في الذريعة ٨ / ١٠٤ قائلا : «الدرة الغروية والتحفة العلوية : في بيان طرق حديث الغدير المنتهية إلى ثلاثمائة طريق ، ثم التكلم في دلالته ، ثم بعض الأشعار المذكور فيها الغدير ...».

ومن شعره في مدح أمير المؤمنين عليه‌السلام وذكر يوم الغدير قوله رحمه‌الله :

فآل طه وكتاب أحمد

كل عن الآخر حتما أعربا

إليهما دعا النبي معلنا

بأن من ناواهما فقد كبا

خص الوصي المصطفى بإمرة

معقودة عليه للحشر حبا

وكان منه مثل هارون لموسى

رتبة بين الورى ومنصبا

وإن في حديث نجران غدا

نفس النبي مفخرا وحسبا

ومن حديث الثقلين كم حوى

فضيلة السبق وحاز القصبا

ويوم خم فادكر حديثه

وأحفه السؤال واتل الكتبا

فإذ رقى المختار فيه منبر

الأكوار يلقي في ذراها الخطبا

مبينا خلافة من بعده

لم يحوها إلا الإمام المجتبى

يدعو : ألا من كنت مولاه فذا

حيدر مولاه ، أطاع أو أبى

والمرتضى مثلي وإني منكم

أولى بكم ، يجلو سناه الغيهبا

عنوا له إذ ذاك لكن القلوب

دب فيها وغرقد ألهبا

وكان ردء المصطفى بنجدة

قد شهدت بها الحزوم والربى


فما استحر البأس إلا وله

منه لأمر الدين مشحوذ الضبا

وتلك أحد بعد بدر حوتا

فضيلة له سرت مع الصبا

ووقعة الأحزاب مثل خيبر

بسيفه عمرو يقفي مرحبا

مواقف تنبئك عن أمضاهم

عزما وعن أرهفهم فيها شبا

وترجم له سيد الأعيان في أعيان الشيعة وحكى عن العلامة السماوي في الطليعة أنه قال في ترجمته له : «فاضل اشتمل علي فضل جم وعلم غزير ، وشارك في فنون مختلفة إلى تقى طارف وتليد ، وحسب موروث وجديد ، المصنف الشاعر».

ومما طبع له من مؤلفاته كتابه «علي وليد الكعبة» ، طبع في النجف الأشرف وأعيد طبعه في قم ، كما طبعت ترجمته الفارسية أيضا.

وفيه مما نظمه في مدح أمير المؤمنين عليه‌السلام :

لقد شرف البيت في مولد

زهت بسناه عراص النجف

بنفس الرسول وزوج البتول

وأصل العقول ومعنى الشرف

وباب مدينة علم النبي

وصارم دعوته والخلف

وجاء مطهر بيت الإله

فعن مجده كل رجس قذف

أزاح عن البيت أوثانهم

وأزهق من عن هداه صدف

وكان الخليل له رافعا

قواعده فله ما رصف

فليس من البدع أن أسدلت

على شبله منه تلك السجف

ومن نظمه في مدح أمير المؤمنين عليه السلا م.

لقد وضح الهدى في يوم خم

ينوء بعبئه النبأ العظيم

فغضت طرفها عنه نمير

كما عن رشده ضلت تميم

ومن نظمه في أمير المؤمنين عليه‌السلام :

بمجدك من زعيم علا ومجد

عدلت إليك عن سلمى ورعد

فيا عين الذؤابة من نزار

وفخر الحي من عليا معد

إمام في المعارف من قصي

كفاه الفخر من رسم وحد


وذو كف كفت إن عم جدب

وإن حسر الوغى عن ساق جد

فيوم الحرب تصطلم الأعادي

وتحيا الوفد في الجلي برفد

كنجم يهتدى بهداه طورا

ويهوى تارة رجما برد

كساه الفخر هاشم من صباه

ثياب مكارم وبرود حمد

به أم القرى ترتاح بشرا

بأكرم والد وأعز ولد

مصادر ترجمته :

الكنى والألقاب ٢ / ٢٠ ، الطليعة في شعراء الشيعة للشيخ محمد السماوي النجفي ، أعيان الشيعة ٩ / ٤٣٨ ، شعراء الغري ١٠ / ٩٥ ـ ١٠٤ ، أدب الطف ١٠ / ١٥٠ ـ ١٥٢ ، معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام ، مصفى المقال : ٣٠٧ ـ ٣٠٨.


القرن الخامس عشر

غدير يا بيوند ناكسستنى رسالت وإمامت

١٠٨ ـ للشيخ حسن سعيد ابن الشيخ حاج ميرزا عبد الله ابن الشيخ الفقيه حاج ميرزا مسيح الأسترآبادي الأصل ، الطهراني ، المولود بها في ٢٧ رجب سنة ١٣٣٧ هاجر مع أبيه في صغره إلى قم وأقام ونشأ بها ، وطلب العلم وقرأ المبادئ ثم رجع إلى طهران ودخل الجامعة وتخرج منها ، ثم رحل إلى النجف الأشرف عام ١٣٧٠ لإنهاء دروسه العالية فحضر في الفقه والأصول على سيدنا الأستاذ الإمام الخوئي ـ دام ظله ـ ، وعلى الفقيه المدقق الشيخ حسين الحلي ولازمه وتخرج به ، وحضر في الفقه أيضا على المرجع الكبير السيد الحكيم ـ رحمه‌الله ـ وكتب تقريرات دروس أساتذته كلها ، طبع منها مجلدان من دروس شيخه الحلي في شرح «العروة الوثقى» باسم «دلائل العروة الوثقى» ومكث مكبا علي الدروس وطلب العلم حتى عام ١٣٨٥ حيث قفل فيها راجعا إلى إيران ، وأقام في طهران يقيم الجماعة في مسجدها الجامع خلفا عن أبيه وأسس لها مكتبة عامه ، ومدرسة لطلاب العلوم ، ومركزا للإعلام الديني وإيجاد الصلات والارتباط مع الشباب المسلم في أنحاء العالم ورفع حاجاتهم وحل مشكلاتهم والإجابة على أسئلتهم وتزويدهم بالمطبوعات والكتب والرسائل ، وهو على مرض لازمه طول المدة يواصل نشاطاته بهمة عالية لا يثنيه عن أداء الخدمة إلى الإسلام شئ ، حفظه الله ووفقه ، وقد ألف خلال الفترة كتب طبع أكثرها غير مرة ، منها كتابه هذا عن الغدير باللغة الفارسية ، وقد طبع عدة مرات وهو الآن أيضا تحت الطبع.

در صحنة غدير

١٠٩ ـ للدكتور ركني ، وهو الأستاذ مهدي بن محمد علي بن الحاج محمد كاظم ركن التجار اليزدي ثم الخراساني.

وكان جده قد هاجر من يزد وأقام ني مشهد الرضا عليه‌السلام ، وكان من التجار


الوجهاء المعتمدين ، وولد حفيده الدكتور في مشهد سنة ١٣٤٩ ودرس في مدارسها ، ثم دخل الجامعة وحصل على الدكتوراه في اللغة الفارسية وآدابها ، وهو الآن من أساتذة كلية الآداب في جامعة الفردوسي في مشهد ، والمعاون الثقافي في إدارة سدانة الروضة الرضوية المطهرة في مشهد.

وصدر كتابه هذا في مشهد عام ١٤٠١ ه.

كتاب الغدير

١١٠ ـ للعلامة الجليل السيد محمد علي ابن السيد مرتضى ابن السيد علي الأبطحي الموسوي الأصفهاني ، المولود بها ٢٧ صفر سنة ١٣٤٩ ه.

تعلم المبادئ في بلده وقرأ على أبيه وأخذ العلوم الأدبية والبلاغة من السيد آقا جان المتخصص في الأدب العربي ، وقرأ الكتب الدراسية عند السيد طبيب زاده والحاج آقا رحيم أرباب والشيخ محمود المفيد والشيخ هبة الله الهرندي ، وقرأ الفلسفة على الشيخ محمد رضا الكلباسي.

ثم رحل عام ١٣٦٤ ه إلى قم فحضر في الفقه وأصوله على زعيم الطائفة السيد حاج آقا حسين الطباطبائي البروجردي والسيد محمد الداماد والسيد محمد الحجة الكوهكمري ، وقرأ الفلسفة على الشيخ مهدي المازندراني والسيد محمد حسين الطباطبائي التبريزي ، كما قرأ عليه التفسير وعلم الفلك.

وبعد عشر سنين قضاها في قم رحل إلى النجف الأشرف لإنهاء دروسه العالية ١٣٧٤ ه فحضر فيها على سيدنا الأستاذ الإمام الخوئي ـ دام ظله ـ ولازمه في الفقه والأصول ، وحضر في الفقه على الفقيهين السيد عبد الهادي الشيرازي والسيد محسن الحكيم رحمهما‌الله ، ومكث عشرين عاما في النجف الأشرف يدرس ويدرس ويؤلف في شتى ألوان المعرفة ، فله نحو المائة مؤلف في التفسير والكلام والحديث والفقه والأصول والرجال وعلوم الحديث ، ومنها كتابه هذا في دراسة حديث الغدير ، تناول متنه بالدراسة من شتى النواحي دون الإسناد.


وبقي المؤلف في النجف الأشرف رغم الاخراج القهري للشيعة من العراق ـ علماء وسوقة ـ ورغم الضغوط والكبت والممارسات القمعية للشيعة والتشيع قبل الحكم العفلقي العميل. حتى اضطر إلى مغادرتها لمرض استمر به وأقعده فقفل راجعا إلى بلاده عام ١٣٩٤ ، وهبط أصفهان إلى يومنا هذا يدرس في الفقه والأصول والتفسير وغير ذلك ، ويعاني الأمراض والآلام وهو ينوي النقلة إلى قم ، خار الله له ، ومد في عمره ، وزاد في توفيقاته.

خلاصة عبقات الأنوار

١١١ ـ للسيد علي ابن السيد نور الدين نجل المغفور له الحجة السيد محمد هادي الميلاني الحسيني التبريزي ، المولود في النجف الأشرف سنة ١٣٦٧ ، ثم انتقل في صغره مع والده إلى كربلاء فنشأ هناك ، وقرأ العلوم الأدبية والمنطق على السيد مرتضى الطباطبائي رحمه‌الله ، وحضر في دروس السطوح على أساتذتها ثم هاجر عام ١٣٩٠ ه إلى مشهد الرضا عليه‌السلام وأقام بها فترة حياة جده السيد الميلاني الكبير ، ورحل في أخريات حياة جده إلى قم في عام ١٣٩٣ وقرأ على أعلامها كالشيخ ميرزا كاظم التبريزي والشيخ حسين الوحيد الخراساني والشيخ مرتضى الحائري اليزدي فحضر عليهم في الفقه وأصوله وكتب أماليهم كلها الفقهية والأصولية ، كما وحضر دروس السيد الكلبايكاني دام ظله في الفقه ولازمه وكتب تقرير دروسه ، طبع منها مجلدا في البيع ، وكتاب القضاء والشهادات ثلاثة مجلدات.

وله عدة مؤلفات منوعة ذكرناها في مستدرك الذريعة ، منها : التحقيق في نفي التحريف ، وقد طبع ، ثم إنه عزم على تعريب كتاب «عبقات الأنوار في إثبات إمامة الأئمة الأطهار» وتلخيصه ، وبدأ فيه منذ كان في كربلاء ، ولما استقر في قم مارس ذلك بجد وصدر من ذلك عشرة أجزاء ، والسادس منها فما فوق يخص مجلدات حديث الغدير من كتاب «عبقات الأنوار» معرب تلك المجلدات الضخام ملخصا لها بحذف ترجمة النصوص العربية وإسقاط المكررات وصدر ما يخص حديث الغدير معربا


ملخصا في أربعة أجزاء ، مع مراجعة النصوص في مصادرها وتعيين الجزء والصفحة إلي غير ذلك من ميزات وأضاف إليه ملحقا مستدركا فيه ما عثر عليه من طرق وأسانيد ومصادر مما لم يكن على عهد صاحب العبقات في متناول الأيدي.

وصدرت هذه الأجزاء من قسم الدراسات الإسلامية في مؤسسة البعثة في طهران في عامي ١٤٠٤ و ١٤٠٥ ه.

على ضفاف الغدير

١١٢ ـ فهرس موضوعي وتحليلي للموسوعة القيمة الكبرى كتاب «الغدير في الكتاب والسنة والأدب» لشيخنا العلامة الأميني رحمه‌الله.

اعداد المشايخ : عبد الله المحمدي ومحمد بهره مند ومحمد المحدث الخراسانيين ، تحت إشراف العلامة الجليل السيد فاضل الحسيني الميلاني حفظه الله ـ ومراجعته وتنسيقه.

طبع قسم منه في إيران بعد صفه في بيروت ، ثم طبع طبعة كاملة في مجلدين في بيروت ، من منشورات دار الكتاب العربي سنة ١٤٠٥ = ١٩٨٥ ، ويشمل الجزء الأول : فهرس الآيات ، والأحاديث ، والأشعار ، والأمكنة ، والوقائع والأيام ، والقبائل ، والأمثال ، والجزء الثاني : أعلام الغدير.

بر كرانه غدير

١١٣ ـ أي : على ضفاف الغدير.

فارسي طبع في قم سنة ١٤٠٨ ه بمساعي مير سعيد الحسينيان ، من منشورات مسجد الغدير في قم ، في ٧٢ صفحة.

المنير

١١٤ ـ فهرس كتاب الغدير تأليف شيخنا الحجة الأميني رحمه‌الله.

وهذا الفهرس إعداد وتنظيم قسم الدراسات الإسلامية في مؤسسة البعثة في


طهرا ، ويشمل فهرس مواضيع الكتاب ترتيبا معجميا : الآيات الكريمة ، الأحاديث ، الشعر ، القبائل والملل والنحل ، والأيام الوقائع ، والبلدان والأمكنة ، والكتب ، وفهرس مواضيع الكتاب حسب تسلسلها في الكتاب.

صدر عام ١٤٠٩ من منشورات مؤسسة البعثة في طهران.

كتاب الغدير

١١٥ ـ للشيخ محمد مهدي ابن الشيخ عبد الكريم شمس الدين العاملي ، المولود بها سنة ١٣٥٢ ه = ١٩٣٣ م.

تعلم مبادئ العلوم في بلاده ، ثم رحل في طلب العلم إلى النجف الأشرف وتابع دروسه بها ، وحضر فيها بحوث سيدنا الأستاذ الإمام الخوئي ـ دام ظله ـ في الفقه وأصوله سنين عدة وتخرج به ، ثم عاد إلى لبنان وأقام ببيروت ، وكان من أعلامها البارزين.

وهو كاتب قدير ، ألف في النجف وبعده عدة مؤلفات طبعت غير مرة في النجف وفي لبنان ، وبعد قصة السيد موسى الصدر ناب عنه في رئاسة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في بيروت ولا زال مستمرا في نشاطاته العلمية والاجتماعية ، وله شرح عهد أمير المؤمنين عليه‌السلام إلى مالك الأشتر ، و «قضايا السلم والحرب في نهج البلاغة» و «دراسات في نهج البلاغة» و «حركة التاريخ عند الإمام علي» و «ونظام الحكم والإدارة في الإسلام» وكلها مطبوعة وله غير ذلك كثير ، ذكرناها في «مستدرك الذريعة».

ترجمة كتاب الغدير إلى الفارسية

١١٦ ـ كتاب «الغد ير» الموسوعة القيمة ، المنقطعة النظير ، الغنية عن التعريف ، لشيخنا العلامة الحجة المحقق البحاثة المجاهد الشيخ عبد الحسين الأميني التبريزي ثم النجفي ، المتوفى سنة ١٣٩٠ قدس الله نفسه.

قد ترجم إلى الفارسية وطبع في ٢٢ جزء.


وقد تصدى لنقله إلى الفارسية مرة أخرى أنجال المؤلف وخلفه الصالح الشباب المهذبون فضيلة الشيخ رضا والشيخ أحمد والأستاذ محمد الأمينيون ، حفظهم الله ورعاهم وجعلهم خير خلف لخير سلف ، وقد أنهوا ترجمة الأجزاء الثلاثة الأول وهم مستمرون في ترجمة الجزء الرابع ، أخذ الله بناصرهم ووفقهم لإحياء ما خلفه والدهم المقدس المجاهد العملاق من تراث ثقافي فكري مهول استنزف من عمره قرابة ثلاثين عاما ، دأب فيه ليله ونهاره ، سفره وحضره ، بذلها في خدمة الإسلام ونصرة إمامه المظلوم أمير المؤمنين عليه‌السلام ، والدفاع عن الحق والانتصار لطائفته المضطهدة عبر القرون ، وحتى في عصر النور عصر الحريات ونبذ الطائفيات الممقوتة!

في رحاب الغدير

١١٧ ـ للشيخ علي أصغر ابن الشيخ محمد بن أصغر ، الكرماني الأصل ، الخراساني المشهدي ، الملقب بمروج الشريعة.

هاجر أبوه من كرمان إلى خراسان وأقام في مشهد الرضا عليه‌السلام ، فولد المؤلف بها في سنة ١٣٧٦ وتعلم المبادئ وقرأ العلوم الأدبية عند أساتذتها وقرأ دروس السطوح على السيد محمد الشاهرودي والسيد إبراهيم الحجازي الطبسي والشيخ ميرزا علي الفلسفي.

ثم في سنة ١٤٠٤ رحل إلى قم وأقام بها متعلما ومؤلفا ، وكان من مؤلفاته في هذه الفترة هذا الكتاب ، وهو تلخيص للجزء الأول من الموسوعة القيمة كتاب «الغدير» لشيخنا الحجة الأميني ـ قدس الله نفسه ـ فلخص في أربعة عشر فصلا ، الأول في أهمية الغدير في التاريخ ، والفصل الثالث : عناية الله سبحانه بالغدير ، فتحدث عن نزول الآيات الثلاث في الغدير ، الفصل الرابع : عناية الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله بالغدير ، الفصل الخامس عناية العترة الطاهرة ، وينتهي بالفصل الرابع في عناية الشعراء بالغدير ، ولذلك سماه أولا : العناية بالغدير في الإسلام ، ثم عدل عن هذا الاسم.


وللمؤلف أيضا كتاب : «نظرة إلى الغدير» وهو تلخيص لأجزاء الغدير كلها فتحدث فيه عن واقعة الغدير وتواترها ، ومفاد حديث الغدير ، ثم شعراء الغدير ، فانتقى من مجموع الشعر المدرج في أجزاء كتاب الغدير ١٤٠٠ بيتا ، وذلك بمناسبة مرور ١٤٠٠ عاما على واقعة الغدير ، ثم ألحق بذلك فهارس مواضيع أجزاء الغدير وما يحويه كل جزء ـ من الأجزاء الأحد عشر ، المطبوعة ـ من بحوث وفوائد.

وللمؤلف أيضا كتاب في الغدير بالفارسية سماه «غدير ، روز كمال دين» تحدث عن واقعة الغدير وعيد الغدير وخطبة أمير المؤمنين عليه‌السلام في يوم الجمعة المصادف مع عيد الغدير ، وعن زيارته عليه‌السلام في يوم الغدير ، ثم جمع فيه ١٤٠٠ بيتا فارسيا مما نظمه شعراء الفرس في الغدير من قدامي ومحدثين ، واختار هذا العدد من الأبيات ليناسب مرور ١٤٠٠ عاما على واقعة الغدير أيضا ، أخذ الله بناصره وزاد في توفيقه.

العناية بالغدير في الإسلام

اقتباسات من موسوعة الغدير للعلامة الأميني

١١٨ ـ إعداد الشيخ علي أصغر مروج الشريعة الخراساني ، المعاصر.

لخص فيه كتاب «الغدير» لشيخنا العلامة الحجة الأميني ـ رحمه‌الله ـ بأجزائه الأحد عشر المطبوعة مكررا ، واجتنى منها أهم فوائدها ، وكلها فوائد.

وله أيضا : نظرة إلى الغدير ، وهو أوجز من هذا.

تعريب عبقات الأنوار

١١٩ ـ للسيد هاشم نجل الحجة المغفور له السيد محسن الأميني الحسيني العاملي ، مؤلف «أعيان الشيعة» وعشرات الكتب الممتعة.

وقد تصدى غير واحد لنقل كتاب «عبقات الأنوار في إثبات إمامة الأئمة الأطهار عليهم‌السلام» للبطل المجاهد العملاق السيد مير حامد اللكهنوي ـ المتوفى سنة ١٣٠٦ رحمه‌الله ـ الذي تقدم برقم ٤٢ ، إلى اللغة العربية.


منهم : السيد محسن نواب ـ المتقدم برقم ٨٩.

ومنهم : زميلنا العلامة الميلاني ، له «خلاصة عبقات الأنوار» باللغة العربية ملخصا له ، وقد تقدم برقم ١٠٤.

ومنهم : سيدنا المعاصر السيد هاشم الأمين المقيم حاليا في صور من لبنان ، فقد تصدى لنقل ما يخص حديث الغدير من أجزاء العبقات إلى اللغة العربية حرفيا دون حذف أو إسقاط أو تلخيص ، كما ونقل إلى العربية بعض الأجزاء الأخر من كتاب العبقات ، وفقه الله لنقل جميعه وإنجاز مشروعه القيم ومد في عمره ، وبارك الله فيه ووفقه لطبعه.

ميثاق الإسلام في يوم الغدير

١٢٠ ـ للسيد محمد علي الطباطبائي.

طبعته مؤسسة الوفاء البيروتية سنة ١٤٠٤ في ٦٤ صفحة.

قصة الإسلام في عيد الغدير

١٢١ ـ للدكتور أسعد علي السوري ، نزيل دمشق وأستاذ الجامعة بها.

وقد صدر عن حياته كتابان ، وكتابه هذا طبع في بيروت من منشورات دار الرائد العربي سنة ١٩٧١ م.

على ضفاف الغدير

١٢٢ ـ للشيخ عبد الأمير قبلان ، مفتي الجعفرية في لبنان.

طبع في بيروت من منشورات دار الزهراء.

سلام بر غدير

١٢٣ ـ للسيد فضل الله الصلواتي اليزدي.


فارسي ، طبع في مدينة يزد ، في المطبعة الجوادية سنة ١٩٧٧ م في ٦٥ صفحة.

عيد الغدير

١٢٤ ـ للسيد محمد إبراهيم ابن الخطيب الفاضل السيد محمد كاظم ابن السيد إبراهيم الموسوي القزويني الكربلائي ، المولود بها ٦ محرم سنة ١٣٧٦ ، نزيل قم حاليا.

تعلم المبادئ ودرس الدروس الحوزوية ثم مارس الخطابة ، واشتغل بالوعظ والارشاد والتأليف والإنتاج ، وصدر كتابه هذا في بيروت من منشورات مؤسسة الوفاء سنة ١٤٠٤ ه.

عل ضفاف الغدير

١٢٥ ـ لهذا العبد الفقير إلى الله سبحانه ، عبد العزيز ابن السيد جواد ابن السيد إسماعيل ابن السيد حسن الطباطبائي اليزدي النجفي ، المولود بها في ٢١ جمادى الأولى سنه ١٣٤٨ ه.

هاجر جدي السيد إسماعيل من يزد إلى النجف الأشرف لإنهاء دروسه العالية في مطلع القرن الرابع عشر وصاهر ابن عمه الفقيه الأعظم آية الله العظمى السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي ، مرجع الطائفة وزعيمها ، المتوفى سنة ١٣٣٧ ، صاحب «العروة الوثقى» فولد أبي السيد جواد عام ١٣٠٦ وتوفي سنة ١٣٦٣ ، فوالدي ابن بنت السيد صاحب العروة ، وتزوج بنت خاله السيد أحمد ابن السيد صاحب العروة ، فأنا حفيد السيد صاحب العروة من الطرفين ، أبي ابن بنته ، وأمي بنت ابنه ، رحمهم‌الله جميعا.

نشأت في أسرة علمية وفي بيئة علمية هي النجف الأشرف ، مركز الإشعاع الفكري لشطر مسلمي العالم في شرق الأرض وغربها.


فقدت أبي في أوائل سن البلوغ واتجهت إلى طلب العلم ودرست عند أساتذة كبار ، ثم حضرت في الدروس العالية في الفقه على الفقيه المدقق المرجع الكبير السيد عبد الهادي الشيرازي ـ المتوفى سنة ١٣٨٢ رحمه‌الله ـ ، كما حضرت في الفقه والأصول والتفسير على مرجع الطائفة وزعيمها الإمام الخوئي ـ دامت ظلاله الوارفة ـ سنين عدة ، وكنت أتردد خلال الفترة على العلمين العملاقين الشيخين العظيمين : الشيخ صاحب الذريعة ـ المتوفى سنة ١٣٨٩ ـ ، والشيخ الأميني صاحب الغدير الأغر ـ المتوفى سنة ١٣٩٠ ـ ، بل لإزمتهما طوال ربع قرن ، وأفدت منها الكثير الكثير ، تخرجت بهما في اختصاصهما قدر قابليتي واستعدادي ، وكانا يغمراني بالحنان واللطف ، فاتبعت أثرهما ـ في اتجاههما وجعلتهما القدوة والأسوة في أعمالي ونشاطاتي ، فلي استدراك على كتاب الذريعة ، كما ولي تعليقات على موارد منه ، ولي أيضا استدراكات على طبقات أعلام الشيعة ، كما ولي تعليقات عليها طبع بعضها مما يخص القرنين الثالث عشر والرابع عشر ، ثم زيد عليها بعد الطبع زيادات.

وغادرت النجف الأشرف إلى إيران في ذي الحجة من عام ١٣٩٦ ، وشاء الله أن أستوطن مدينة قم ، وبدأت بجمع استدراكات وإضافات على الجزء الأول من كتاب «الغدير» لا لأن المؤلف قصر في الجمع والاستيعاب حاشاه ، والله يعلم ماذا عاناه وقاساه في تحصيل هذا الذي حصل عليه ، وهو غاية جهد الباحث قبل ستين عاما.

لا ، بل لتوفر طبع مخطوطات ، لم تطبع من قبل وتوفر مصادر كثيرة لم تتيسر لأحد حينذاك وتأسيس مكتبات عامة أنقذت المخطوطات من التملكات الفردية في البيوت وزوايا الخمول وفهرستها والتعريف بها ليجد كل أحد بغيته منها ، ولا تنس دور تصوير المخطوطات في تسهيل الأمر وجلب المخطوط مصورا من مكتبات العالم في شرق الأرض وغربها ووضعه بين يدي الباحث ، ثم الرحلات والتجولات في مكتبات العراق وإيران والحجاز وسوريا والأردن ولبنان وتركيا وبريطانيا ، كل ذلك وفر لي العثور على مصادر لم تتوفر لشيخنا رحمه‌الله حين تأليف «الغدير» قبل ستين عاما ، وتجمع من هنا وهناك من مخطوط ومطبوع ومصور تما لم يكن في متناول اليد على عهد شيخنا الأميني


رحمه‌الله».

ومن الخواطر العالقة في ذهني أني دخلت يوما على شيخنا الأميني عائدا في مرض ألم به قبل نحو أربعين عاما وقبل تأسيس مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام بسنين فقال لي ـ وهو طريح الفراش ـ : (إن تاريخ ابن عساكر موجود في المكتبة الظاهرية بدمشق ، وهذا الكتاب وحده مما ينبغي شد الرحال إليه ، ولو سافر أحد من هنا إلى دمشق لهذا الكتاب فحسب كان جديرا بذلك " وكان لأول مرة يطرق سمعي تاريخ ابن عساكر والمكتبة الظاهرية ، ثم دارت الأيام والليالي وأسس شيخنا ـ رحمه الله ـ المكتبة وأتيحت لي سفرة إلى سوريا في عام ١٣٨٣ وبقيت بها أكثر من ثلاثة أشهر ، تذكرت خلالها كلام شيخنا ـ رحمه‌الله ـ عن تاريخ ابن عساكر فصورته كله ، كما صورت من نفائس مخطوطات الظاهرية ما تيسر ، ورجعت إلى النجف الأشرف ، وأرسلت المصورات من بعدي في طرد بالبريد لمكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام العامة ، ورحل هو ـ رحمه‌الله ـ إلى دمشق في العام بعده ومكث في الظاهرية فترة أفاد من مجاميعها وسائر مخطوطاتها ، وكان يقرأ المخطوط حرفيا وينتقي منه ويسجله بخطه في دفتر كبير سماه «ثمرات الأسفار» كما كان فعل ذلك في عام ١٣٨٠ في رحلته إلى الهند.

واتبعت أثره ـ رحمه‌الله ـ في أسفاري إلى تركيا وسوريا وغيرهما ، فكنت أقضي وقتي في المكتبات أقرأ المخطوطات وأنتقي منها وأسجل منتخباتي في دفاتر سميتها «نتايج الأسفار».

وحاصل الكلام أنه تجمع من ذلك كله مواد كثيرة لم تتهيأ من قبل وقد طبع مؤخرا من التراث الشئ الكثير مما كنا نعده مفقودا ، فعزمت على مقارنة ما يخص منه بحديث الغدير مع الجزء الأول من كتاب «الغدير» فكلما وجدت من صحابي أو تابعي أو أحد ، ممن بعدهما من طبقات الرواة من العلماء مما لم أجده في «الغدير» كتبته على نهج شيخنا ـ رحمه‌الله ـ من ترجمة موجزة وتوثيق ، وغير ذلك ورتبته حسب الوفيات وسميته «على ضفاف الغدير» ولما يكمل بعد ، وفق الله لإتمامه ، ويسر ذلك بعونه وتوفيقه.

وأشكر في الختام الشاب السيد المهذب أبا الحسن العلوي اللاري حيث كان


أعد قائمة بالفارسية بما ألف في الغدير ، فوضعه تحت تصرفي وأفدت منه مشكورا.

كما أشكر الأخ عبد الجبار الرفاعي حيث سمح لي بمراجعة ما لم يطبع من قصاصاته التي جمعها عن الكتب المؤلفة في الإمامة والتي تنشر في تراثنا تباعا.

عبد العزيز الطباطبائي


الإمامة

تعريف بمصادر الإمامة في التراث الشيعي

(٤)

عبد الجبار الرفاعي

٤٤٦ ـ كتاب التفضيل

لأبي طالب عبيد الله بن أبي زيد أحمد بن يعقوب بن نصر الأنباري ، المتوفى سنة ٣٥٦ ه.

أنظر : رجال النجاشي : ٢٣٣.

٤٤٧ ـ تفضيل علي بن أبي طالب عليه السلام.

للصاحب بن عباد.

تقدم بعنوان : كتاب الإمامة.

٤٤٨ ـ التقرير في أصول الإمامة

ليحيى بن الحسين ، المتوفى سنة ١٠٩٩ ه.

نسخة في مكتبة الجامع الكبير بصنعاء ، برقم ٦١ مجا ميع ، في ١٣١ ـ ١٣٣ ورقة.

٤٤٩ ـ تكملة القول الجلي

في تحقيق قول زيد بن علي في مبحث الإمامة.

يوجد في النجف الأشرف لبعض المتأخرين عن الألف.

أنظر : الذريعة ٤ / ٤١٦.

٤٥٠ ـ التكميل

بلغة الأردو.

في تفسير آية (اليوم أكملت لكم دينكم)

للسيد مرتضي حسين الله آبادي الهندي الخطيب.

طبع في الهند.

أنظر : الذريعة ٤ / ٤١٨.


٤٥١ ـ تلخيص الشافي

للسد بهاء الدين محمد بن محمد باقر الحسيني المختاري.

تقدم بعنوان : ارتشاف الصافي من سلاف الشافي.

ويأتي بعنوان : صفوة الصافي من رغوة الشافي.

٤٥٢ ـ تلخيص الشافي

في الإمامة.

«الشافي» للشريف المرتضى علم الهدى.

وهذا التلخيص لشيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي ، المتوفى سنة ٤٦٠ ه.

طبع طهران ، ١٣٠١ ه ، ٤٧٩ ص. حجرية ، مع الشافي للسيد المرتضى.

النجف الأشرف ، مطبعة الآداب ، الطبعة ٢ ، ـ ١٩٦ م ـ ١٩٦٥ م ، ٤ ج (تحقيق : السيد حسين العلوم).

٤٥٣ ـ كتاب التمييز وإثبات الحجج على خالف الشيعة

لهشام بن الحكم الشيباني ، المتوفى ١٩٩ ه.

أنظر : معالم العلماء : ١٢٨.

٤٥٤ ـ تنبيه الجهول بنص آل الرسول

أورد فيه أربعين حديثا كلها من طرق العامة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، عشرة منها في نص النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم على علي عليه‌السلام بالخصوص ، وعشرة حصره الإمامة في اثني عشر ، وأربعة في بيان الإمامة بعد علي عليه‌السلام وستة في بيانها لمن بعد الحسين عليه‌السلام ، وعشرة في التصريح بأسمائهم من الله ورسوله وأنبيائه ، وفي الآخر ذكر نصوص الأئمة عليهم‌السلام من كل سابق على لاحق.

مكتوب بخط كاتب النسخة في آخر الكتاب : «إنه من تصانيف القمي رحمه‌الله» ليس فيه اسم الكاتب ولا تاريخ الكتابة والنسخة بخط عتيق منضمه إلى «كنز العرفان» المكتوبة في سنة ٩٦٨ ه.

أنظر : الذريعة ٤١ / ٤٤٢.

٤٥٥ ـ التنبيه في الإمامة

لإسماعيل بن علي بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت ، أبو سهل المتكلم البغدادي (٢٣٧ ـ ٣١١ ه).

أنظر : معالم العلماء : ٨ ، كشف الحجب والأستار ١٤١ ، رجال النجاشي : ٣١ ، الذريعة ٤ / ٤٣٨.


٤٥٦ ـ التوحيد والإمامة

للقاضي نعمان المصري.

أنظر : الذريعة ٢٦ / ٢٤٠.

٤٥٧ ـ التوحيد والعدل والإمامة

لأبي طالب عبيد الله بن أبي زيد أحمد الأنباري ، المتوفى سنة ٣٥٦ ه.

نظر : الذريعة ٤ / ٤٨٦.

٤٥٨ ـ التوضيحات التحقيقية في شرح الخطبة الشقشقية

للسيد علي أكبر بن السيد محمد بن السيد دلدار علي النقوي اللكهنوي ، المتوفى سنة ١٣٢٦ ه.

أنظر : الذريعة ٤ / ٤٩٩ و ١٣ / ٢١٤.

٤٥٩ ـ ثبوت الخلافة

بلغة الأردو.

للدكتور نور حسين صابر جهنك.

طبع بالهند.

أنظر : الذريعة ٥ / ٦.

٤٦٠ ـ الثمرات

في تلخيص العبقات مترجما له بالعربية.

للسيد محسن النواب بن أحمد

اللكهنوي (١٣٢٩ ـ؟).

خرج من قلمه في النجف إلى حدود سنة ١٣٥٨ ملخص تمام حديث المدينة والتشبيه والمنزلة وبعض حديت الغدير ، ثم رجع إلى وطنه ولعله تممه هناك.

أنظر : الذريعة ٥ / ١٢.

٤٦١ ـ ثمرة الخلافة در إمامت

فارسي.

لسلطان العلماء ، السيد محمد دلدار علي النقوي النصير آبادي.

طبع في الهند ، لكهنو.

أنظر : فهرست كتابهاي جابي فارسي : ١٤٧٥.

٤٦٢ ـ جامع الأنوار في تلخيص سابع البحار في الإمامة.

للشيخ محمد تقي بن محمد باقر ، الشهير بآقا نجفي ، المتوفى سنة ١٣٣٢ ه.

طبع سنة ١٢٩٧ ه.

أنظر : الذريعة ٥ / ٤٣ و ٢٠ / ١٩٧.

٤٦٣ ـ جامع حجج الأئمة

للشيخ الصدوق ، أبي جعفر محمد بن علي ابن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ، المتوفى بالري سنة ٣٨١ ه.


أنظر : رجال النجاشي : ٣٨٩ ، الذريعة ٥ / ٤٨ و ٦ / ٢٦٣.

٤٦٤ ـ جامع الدلائل والأصول في إمامة آل الرسول

للشيخ عماد الدين الطبري.

يأتي بعنوان : كتاب جوامع الدلائل والأصول في إمامة آل الرسول.

٤٦٥ ـ جامع الدلائل ومجمع الفضائل في الإمامة.

للشيخ أسعد بن عبد القاهر بن أسعد الأصفهاني.

أنظر : كشف الحجب والأستار : ١٥٣ ، أمل الآمل ٢ / ٣٢ ـ ٣٣ ، الذريعة ٥ / ٥٢.

٤٦٦ ـ الجامع الصفوي

كتاب كبير باللغة الفارسية في الإمامة ، في مجلدين.

للشيخ علي نقي بن أبي العلاء محمد هاشم الطغائي الكمرداي ، المتوفى بأصفهان سنة ١٠٦٠ ه.

نسخة في مكتبة آية الله المرعشي بقم ، برقم ٢٩٠ ، في ٢٩٢ ورقة.

نسخة في مكتبة الشيخ علي كاشف الغطاء في النجف الأشرف المجلد الأول منه.

أنظر : الذريعة ٥ / ٦٢ ، فهرس مخطوطات مكتبة إيه الله المرعشي ١ / ٣٣٥ ـ ٣٣٦.

٤٦٧ الجامع في الإمامة

لأبي محمد الحسن بن موسى النوبختي.

أنظر : الذريعة ٢ / ٣٢٤ و ٥ / ٢٨ ، معالم العلماء : ٣٣ ، كشف الحجب والأستار : ١٥٠ ، رجال النجاشي : ٦٣.

٤٦٨ ـ جانشين بلا فصل پيامبر

فارسي.

لعلي دواني.

مكتب إسلام (قم) ، س ١٠ ع ٣ (١٢ / ١٣٨٨ ه) ص ١١ ـ ١٤.

٤٦٩ ـ جانشين محمد

فارسي.

لموسى فرهنك.

طبع طهران ، ١٦ ص ، بدون تاريخ.

٤٧٠ ـ جزء في خطبة الغدير

لأبي غالب أحمد بن محمد بن محمد الزراري ، المتوفى سنة ٣٦٨ ه.

أنظر : الغدير ١ / ١٥٤.


٤٧١ ـ جز في طرق حديث الغدير

للحافظ الدارقطني ، أبي الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي البغدادي ، المتوفى سنة ٣٨٥ ه.

أنظر : كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب ـ للكنجي ـ : ٦٠ ، أهل البيت في المكتبة العربية في «تراثنا» ع ١٦ (٧ / ١٤٠٩ ه) ص ٤٨٨ ، الغدير ١ / ١٥٤.

٤٧٢ ـ الجزم لفصل ابن حزم

في الرد علي مبحث الإمامة في كتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل ، لابن حزم الظاهري ، المتوفى سنة ٤٥٦ ه.

للشيخ كاظم بن سلمان بن داود بن سليمان نوح الكواز الشمري الحلي الكاظمي.

وهو كبير في مجلدين سماه أولا بكتاب : الحسم ، ثم عدل عنه إلى ، الجزم.

أنظر : الذريعة ، ٥ / ١٠٤ ـ ١٠٥ و ٧ / ١٤ و ١٠ / ١٧٧.

٤٧٣ ـ كتاب الجمل في الإمامة

لأبي إسحاق إسماعيل بن علي بن إسحاق ابن أبي سهل بن نوبخت البغدادي.

أنظر : إيضاح المكنون ٢ / ٢٩١ ، رجال النجاشي : ٣١ ، الذريعة ٥ / ١٤٢.

٤٧٤ ـ جنه النعيم والصراط المستقيم في الإمامة.

لمحمد حسين بن محمد علي المرعشي الحسيني الحائري ، المتوفى سنته ١٣١٥ ه.

نسخة في مكتبة الحسينية التسترية في النجف الأشرف.

وأخرى في مكتبة المصنف.

أنظر : الذريعة ٥ / ١٦١ ، إيضاح المكنون ١ / ٣٧٠.

٤٧٥ ـ جواب إبطال الباطل

للقاضي الشهيد نور الله المرعشي.

تقدم بعنوان : إحقاق الحق.

٤٧٦ ـ جواب اعتراضات السيد الشريف الجرجاني علي حديث الغدير

للسيد علي خان بن سيد خلف بن عبد المطلب المشعشعي الحويزي ، المتوفى سنة ١٠٨٨ ه.

استخرجه من كتاب (النور المبين) وأهداه إلي الشيخ علي ، صاحب الدر المنثور.

أنظر : ريحانه الأدب ٢ / ٩٠ ، الذريعة ٥ / ١٧٥.


٤٧٧ ـ جواب بعض المعتزلة في أن الإمامة لا تكون إلا بالنص

للسيد المرتضى علم الهدي ، المتوفى سنة ٤٣٦ ه.

مبسوط في مائة صفحة ، ضمن مجموعة في مكتبة السيد محمد المشكاة في طهران.

أنظر : الذريعة ٥ / ١٧٩.

٤٧٨ ـ جواب حول مسألة الإمامة

لأحمد بن حسن بن إسحاق ، المتوفى سنة ١١٩٣ ه.

نسخة في مكتبة جامع الغربية ، ٢٥ مجاميع.

أنظر : مصادر الفكر العربي الإسلامي في اليمن : ١٣٨.

٤٧٩ ـ جواب مسألة النبوة والإمامة

ليحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم ابن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن علي أمير المؤمنين عليهما‌السلام (٢٢٠ ـ ٢٩٨ ه).

نسخة في مكتبة المتحف البريطاني ، مجموع ٣٧٩٨. ، في الورقة ٣٤ ب ـ ٣٧ ، سنة ١١٧٢ ه.

أنظر : مصادر التراث اليمني في المتحف البريطاني : ١٣٥ ، تاريخ التراث العربي ـ لفؤاد سزكين ـ مج ١ ج ٣ / ٣٤٠.

٤٨٠ ـ كتاب الجوابات في الإمامة

يحكي فيه قول من يجيز أكثر من إمام واحد.

للجاحظ عمرو بن بحر.

نشر فصلا من صدر هذا الكتاب وحققه الدكتور يحيي الجبوري في مجلة المورد (بغداد) مج ٧ ع ٤ (١٩٧٨ م) ص ٢٢١ ـ ٢٣١.

٤٨١ ـ كتاب جوامع الدلائل والأصول في إمامة آل الرسول

للشيخ عماد الدين الحسن بن علي بن محمد بن علي بن الحسن الطبري (ق ٧ ه).

أنظر : مراه الكتب ٢ / ١٨٤ ، الذريعة ٥ / ٥٣ ، ريحانه الأدب ٤ / ١٩٩ ، رياض العلماء ١ / ٢٧٣ ، إيضاح المكنون ١ / ٣٧٤.

٤٨٢ ـ جواهر الأخبار ومعتقد الأخيار

فارسي.

للمولى محمد كاظم بن محمد شفيع الهزار جريبي الحائري المتوفى في الحائر سنة ١٢٣٨ ه.

وهو في الإمامة ، وذكر أوصاف الإمام ، وشرائط الإمامة ، وبعض معجزاتهم ، مرتب على مقدمة وأربعة أبواب وخاتمة.

توجد نسخة منه في مكتبة الشيخ محمد تقي الشيرازي.


وأخرى عند الشيخ محمد علي الهمداني الحائري.

أنظر : الذريعة ٥ / ٢٥٩.

٤٨٣ ـ كتاب الجوهر

في العصمة والإمامة.

للمولي محمد علي بن محمد كاظم الشاهرودي ، المتوفى سنة ١٢٩٣ ه.

ذكر ولد المؤلف الشيخ أحمد المتوفى حدود سنة ١٣٤٩ ه أنه كان في مجلدين ضاع منه وبقي الآخر عنده.

أنظر : الذريعة ٥ / ٢٨٨.

٤٨٤ ـ جهره غدير

فارسي.

لمهدي آذين فر.

طبع مشهد ، ١٣٤٦ ش ، رقعي ، ٨ ص.

٤٨٥ ـ جهل حديث بيرامون ولايت أهل بيت عليهم‌السلام

عربي وفارسي.

لعباس حاجياني دشتي.

طبع طهران : ١٣٦٢ ش ، ٥٤ ص.

٤٨٦ ـ حاشية الإمامة

من شرح التجريد للقوشجي.

للشهيد القاضي نور الله بن السيد شريف الدين الشوشتري المرعشي ، المقتول

سنة ١٠١٩ ه.

أنظر : ريحانة الأدب ٣ / ٣٨٥ ، كشف الحجب والأستار : ١٧٨.

٤٨٧ ـ الحاشية الثانية على الشافي

للمولى محمد حسين التبريزي ، المدرس بأصفهان.

فإنه درس الشافي لتلاميذه ثلاث مرات وفي كل مرة كتب عليه حاشية في كمال التحقيق والتدقيق.

أنظر : الذريعة ٦ / ١٠٤.

٤٨٨ ـ الحاشية الثانية علي الشافي

للمولى محمد حسين التبريزي ، المدرس بأصفهان.

فإنه درس الشافي لتلاميذه ثلاث مرات وفي كل مرة كتب عليه حاشية في كمال التحقيق والتدقيق.

أنظر : الذريعة ٦ / ١٠٤.

٤٨٩ ـ الحاشية على الشافي

للمولى محمد رفيع بن فرج الله الكيلاني.

أنظر : الذريعة ٦ / ١٠٤


٤٩٠ ـ الحاوي

في الإمامة.

للسيد محمد حسين بن عبد الحسين الحسيني.

أنظر : الذريعة ٦ / ٢٣٦ و ١٢ / ١٩٨.

٤٩١ ـ حبل الاعتصام ووجوب الخلافة في دين الإسلام

لمحمد حبيب العبيدي.

طبع بيروت : ١٩١٦ م.

٤٩٢ ـ حجج الأئمة

للشيخ الصدوق ، المتوفى سنة ٣٨١ ه.

تقدم بعنوان : جامع حجج الأئمة.

٤٩٣ ـ الحجج الباهرة

في مبحث الإمامة وحكم المته.

لمير سيد محمد بن مهدي الكاظمي القزويني (١٣٣٥ ه ـ؟).

طبع النجف : ١٣٦٠ ه ٢٢٤ ص ، رقعي.

أنظر : الذريعة ٦ / ٢٦٤.

٤٩٤ ـ كتاب الحجج

في الإمامة.

للشيخ أبي الخير بركه بن محمد بن بركه

الأسدي ، من تلاميذ الشيخ الطوسي.

أنظر : فهرست منتجب الدين : ٢٧ ، الذريعة ٦ / ٢٦٣ ، مراه الكتب ٢ / ٦٧.

٤٩٥ ـ كتاب الحجج

في الإمامة.

للشيخ أبي محمد الحسن بن موسي النوبختي.

أنظر : رجال النجاشي : ٦٤ ، الذريعة ٦ / ٢٦٣.

٤٩٦ ـ الحجج القوية في إثبات الوصية

مجهول المؤلف ، وهو من رجال القرن السابع الهجري.

نسخة : موجودة في مكتبة الآثار.

أنظر : خاتمة شعراء الغري ١٢ / ٥١٢.

٤٩٧ ـ الحجج القوية في إثبات الوصية لعلي ابن أبي طالب عليه‌السلام.

ذكر في أوله عشرين كتابا في إثبات الوصية ، ورتبه على خمس حجج ، الحجة الأولى في أقوال العلماء الأعلام وكتبهم وتصانيفهم المؤلفة في خصوص الوصية ، الحجة الثانية في نقل كلمات الأعلام بعين عباراتهم في كتبهم ، والحجة الثالثة في إثبات الوصية لعلي عليه السلام بادلتها ، الحجة الرابعة في النهي عن


ترك الوصية. الحجة الخامسة فيما قيل في الوصية من الأشعار.

توجد نسخته في كتب الشيخ علي في حسينية كاشف الغطاء ، وهي بخطه استنسخه عن نسخة تاريخ كتابتها سنة ١١٢١ ه.

أنظر : الذريعة ٦ / ٢٦٥.

٤٩٨ ـ الحجج والبراهين في إمامة مولانا أمير المؤمنين وأولاده الأحد عشر أئمة الدين

للشيخ أبي محمد عبد الباقي بن محمد بن عثمان الخطيب البصري.

أنظر : فهرست منتجب الدين : ١١٠ ، الذريعة ٦ / ٢٦٣ ، مرآة الكتب ٢ / ١٩٠ ، كشف الحجب والأستار : ١٩٢.

٤٩٩ ـ الحجة البالغة

في إثبات إمامة أمير المؤمنين عليه‌السلام.

بالآيات الشريفة والنصوص المعتبرة عند الفريقين.

للسيد خلف بن عبد المطلب بن حيدر بن محسن بن محمد بن فلاح الموسوي الحويزي ، المتوفى سنة ١٠٧٤ ه.

نسخة في مكتبة الشيخ السماوي في النجف الأشرف.

أنظر : الذريعة ٦ / ٢٥٨ ، الغدير ١١ / ٣١٥ ، مرآة الكتب ٢ / ١٩٠ ، إيضاح المكنون ١ / ٣٩٢.

٥٠٠ ـ حجة التفضيل

أي تفضيل أمير المؤمنين عليه‌السلام.

للمحدث الخبير المدعو ب (الأثير).

وهو من مآخذ كتاب اليقين باختصاص مولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام بإمرة المؤمنين لرضي الدين علي بن طاوس ، ينقل السيد عن هذا الكتاب في الباب الثامن والثلاثين من كتاب اليقين خبر حذيفة بن اليمان وذكر أن تاريخ كتابته سنة ٣٦٩ ه وعلى ظهره تقريظ لطيف للشيخ الطوسي بخطه في سنة ٤٧٢ ه.

أنظر : الذريعة ٦ / ٢٦٠.

٥٠١ ـ حجة الغدير

في تعيين الفرقة الناجية.

للشيخ محمد رضا بن قاسم الغراوي النجفي.

أنظر : الذريعة ٦ / ٢٦٢.

٥٠٢ ـ كتاب الحجة

في الإمامة.

للشيخ أبي الفضل ثابت بن عبد الله بن ثابت اليشكري البشاري ، تلميذ الشريف المرتضى علم الهدى.

انظر : فهرست منتجب الدين : ٣٥ ، الذريعة ٦ / ٢٥٥ ، مرآة الكتب ٢ / ١٩٠ ، كشف


الحجب والأستار : ١٩٢.

٥٠٣ ـ كتاب الحجة في الإمامة

للداعي إلى الحق الحسن بن زيد بن محمد ابن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي ، صاحب طبرستان ، المتوفى سنة ٢٠٧ ه.

أنظر : الفهرست ـ للنديم ـ : ٢٤٤ ، الذريعة ٦ / ٢٥٥.

٥٠٤ ـ الحجة والإمامة

للمولى حيدر علي بن المدقق محمد بن الحسن الشيرواني.

هو الجزء الثاني من كتابه الكبير ، وجزؤه الأول في التوحيد.

وهذا الجزء مرتب على الأبواب بدأ بباب أخبار الوحي ، ثم باب أن الأرض لا تخلو من حجة ، ثم باب تلازم معرفة الله والنبي والأئمة عليهم‌السلام ، ثم باب أن الإمامة من دعائم الإسلام وأن الجاحد لها ناصب وتنفى عنه أحكام الإسلام ، ثم باب أوصاف الأئمة والآيات التسعة والثلاثين في الإمامة ، والنصوص عل إمامتهم المنتهية إلى مائة حديث ، ثم أبواب تواريخ النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم‌السلام.

فرغ منه في سنة ١١٢٩ وهو في خزانة الشيخ النوري.

أنظر : الذريعة ٦ / ٢٥٦ و ٤ / ٤٧٩.

٥٠٥ ـ حديث الخراساني وسؤاله للحسن بن علي عليهما الصلاة والسلام في الإمامة

مجهول المؤلف.

نسخة في مكتبة كوبريلي ، رقم ١٦١٧ / ٤ ، من ١٣٥ ب إلى ١٣٨ آ ، كتبت سنة ٧٢٦ ه.

٥٠٦ ـ حديث السقيفة

لأبي حيان علي بن محمد التوحيدي ، المتوفى سنة ٣٨٠ ه.

نسخة في مكتبة فيض الله أفندي ، رقم ٦٥٧.

نسخة في مكتبة رئيس الكتاب رقم ١١٨٩ / ٣.

نسخة في مكتبة كوبريلي ، رقم ١٦١٧ / ٣.

نسخة في مكتبة بغداد لي وهبي ، رقم ٣٠٢٣.

أنظر : نوادر المخطوطات العربية في تركيا ١ / ٢٣٦.

٥٠٧ ـ كتاب حديث الشورى

لعمرو بن ميمون وكنية ميمون أبو المقدام.

يرويه عن جابر الجعفي عن الباقر عليه السلام.

أنظر : فهرست الشيخ الطوسي : ١١١ ، معالم العلماء : ٨٣ ، الذريعة ٦ / ٣٧٧.


٥٠٨ ـ حديث الغدير

هو من أجزاء كتاب «عبقات الأنوار» وقد طبع ما يخص حديث الغدير في مجلدين ضخمين.

أنظر : الذريعة ٦ / ٣٧٨.

٥٠٩ ـ حديث الغدير

بالأردو.

للسيد سبط الحسن الجايسي الهندي

اللكهنوي.

طبع الهند.

أنظر : الغدير ١ / ١٥٦ ، الذريعة ٦ / ٣٧٨.

٥١٠ ـ حديث الغدير

للسيد كاظم بن قاسم الرشتي.

طبع تبري ١٢٧٧ ه ، حجرية ٣٦٤ ص ، ضمن مجموعة رسائل.

٥١١ ـ حديث غدير جانشين محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

فارسي.

هيئة التحرير في مؤسسة في طريق الحق.

طبع طهران : مؤسسة في طريق الحق ، ١٣٤٨ ش ، ١٢ ص ، جيبي.

قم : مؤسسة في طريق الحق ، ١٣٦١ ش ،

١٢ ص.

٥١٢ ـ كتاب حديث الولاية

لأبي العباس أحمد بن محمد ، المعروف بابن عقده (٢٤٩ ـ ٣٣٣ ه).

يأتي بعنوان : كتاب الولاية ومن روي غدير خم.

٥١٣ ـ حديث الولاية في حديث الغدير

للسيد مهدي بن علي الغريفي البحراني النجفي ، المتوفى سنة ١٣٤٣ ه.

أنظر : الغدير ١ / ١٥٧.

٥١٤ ـ حسام الشيعة

في إثبات إمامة أمير المؤمنين عليه‌السلام.

للسيد أبي القاسم بن محمد علي الحسيني السدهي الأصفهاني ، المتوفى بمكة سنة ١٣٣٩ ه.

ذكر في ديباجة كتابه «لمعات الأنوار» أنه كبير في أربعة مجلدات ، كل مجلد مائة ألف بيت تقريبا.

أنظر : الذريعة ٧ / ١٢.

٥١٥ ـ كتاب الحسم في رد ابن حزم

للشيخ كاظم نوح الكواز الكاظمي.

تقدم بعنوان : الجزم لفصل ابن حزم.


٥١٦ ـ الحسنية

رسالة في الإمامة.

منسوبة للشيخ أبي الفتوح الرازي ، كما تنسب لبعض الجواري من بنات الشيعة في عصر هارون الرشيد ، مترجمة للفارسية ، والنسخة المترجمة في مكتبة الخوانساري.

أنظر : الذريعة ٤ / ٩٧ و ٧ / ٢٠.

٥١٧ ـ حصص البراهين

للشيخ برهان الدين محمد بن محمد الحلواني القزويني.

تقدم بعنوان : تخصيص البراهين ، نقض مسألة الإمامة من كتاب الأربعين لفخر الدين الرازي.

٥١٨ ـ الحق

بلغة الأردو.

في الخلافة الحقة والإمامة.

للسيد أبي محمد بن السيد مظاهر حسين ابن محمد حسين النوكانوي الهندي (١٣٢٥ ـ؟).

في مجلدين ، طبع ثانيهما بلغة الأردوية في سنة ١٣٥٦ ه.

أنظر : الذريعة ٧ / ٣٦.

٥١٩ ـ الحق المبين في قضية أمير المؤمنين

للشيخ ذبيح الله بن محمد علي المحلاتي.

طبع النجف : مطبعة الغري ، بدون تاريخ ، ج.

٥٢٠ ـ حقائق راهنة (جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم)

رد فيه على ابن خلدون في مقدمته في قوله عن الشيعة : إن النصوص التي ينقلونها عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في إمامة علي يؤولونها على مقتضى مذهبهم لا يعرفها جهابذة السنة ، ولا نقلة الشريعة ، بل أكثرها موضوع أو مطعون في طريقه.

لمحمد الرضي الرضوي الكشميري.

أنظر : فهرست مؤلفاته : ٧.

٥٢١ ـ حقائق الهدايات

في الإمامة نظما.

للسيد تقي بن الأمير مؤمن بن محمد تقي رضا الحسيني القزويني ، المتوفى سنة ١٢٧٠ ه.

أنظر : الذريعة ٧ / ٣٦.

٥٢٢ ـ حقيقت ولايت

فارسي.

للشيخ محمد باقر رشاد الزنجاني.


طهران ، علي أفخمي ، ١٣٤٩ ش ، ١٩٥ ص ، رقعي.

طهران ، ١٩٧١ م ، ١٠٥ ص ، جيبي.

٥٢٣ ـ حكمة العارفين في رد شبه المخالفين

للمولى محمد طاهر بن محمد حسين الشيرازي النجفي القمي ، المعاصر للشيخ الحر العاملي.

أنظر : الغدير ١١ / ٣٢١ ، كشف الحجب والأستار : ١٩٨.

٥٢٤ ـ حلية النظر في إمامة الأئمة الاثني عشر

للسيد هاشم بن سليمان الكتكاني

البحراني ، المتوفى سنة ١١٠٧ ه.

أنظر : كشف الحجب والأستار : ٢٠٢.

٥٢٥ ـ حماسة ي غدير

فارسي.

لمحمد حسين ملكوتي.

كرمانشاه ، مكتبة حسينية آية الله عبد الجليل الجليلي ، ١٣٥٤ ش ٤٩ ص ، ١ ٢ * ١٧ سم.

٥٢٦ ـ حماسة غدير

فارسي.

لمحمد رضا حكيمي.

طهران : ١٩٧٦ م ، ط ٤ ، ٦٠٢ ص.

طهران : دفتر نشر فرهنكي إسلامي ـ ط ١٢ ، ٣٦٠ ، رقعي.

٥٢٧ ـ حمام الحمامة بصقر الإمامة

هو أحد جزأي «كتاب الأبرار» من تأليف أبي الحسن ميرزا شيخ الرئيس ابن حسام السلطنة محمد تقي ابن فتح علي شاه القاجار ، المتوفى سنة ١٣٣٦ ه.

طبع بومبي بالهند.

أنظر : الذريعة ٧ / ٩٠.

٥٢٨ ـ حواش على أوائل كتاب الشافي

لمحمد شفيع بن محمد علي بن أحمد بن كمال الدين حسين الأسترآبادي ، هو سبط الشيخ محمد تقي المجلسي.

وكتاب «الشافي» للسيد المرتضى.

نسخة في مكتبة السماوي.

أنظر : تميم أمل الآمل : ١٨٠ ، الذريعة ٦ / ١٠٥.

٥٢٩ ـ حواش غاية المرام في تعيين الإمام

للميرزا نجم الدين جعفر بن محمد الطهراني (١٣١٣ ـ؟).

و «غاية المرام» للسيد هاشم البحراني ، المتوفى


سنة ١١٠٧ ه ، المطبوع.

توجد نسخة في سامراء بخط المحشي على هامش نسخته من أول الكتاب إلى آخره. عين فيها مواضع ذكر جميع الأحاديث التي نقلها المؤلف في كتابه عن كتب أهل السنة بتعيين الباب وتعيين الصفحة من الكتاب ، وتعيين سنة طبعه ، وتعيين المطبعة ، ونقل أحاديث أخرى كثيرة عن تلك الكتب مما فات المؤلف ذكرها استدراكا للكتاب.

أنظر : الذريعة ٧ / ١٠١.

٥٣٠ ـ حول تحقيق كتاب «بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية»

للسيد علي العدناني الغريفي.

تراثنا ، ع ١٣ (١٤٠٨ ه) ص ٧ ـ ٣٠.

٥٣١ ـ الخاتم لوصي الخاتم

في تفسير قوله تعالى : (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون).

للشيخ غلام رضا مولانا البروجردي.

طبع بيروت : مؤسسة الوفاء ، الطبعة الأولى ، ١٤٠٣ ه ـ ١٩٨٣ م ، ٤٨٠ ص ٢٤ سم.

٥٣٢ ـ خدا وامامت

للشيخ جعفر السبحاني التبريزي.

تنظيم ونكارش : رضا أستادي.

طبع قم ، توحيد ، ١٣٥٩ ، ١٥٩ ص (انتشارات توحيد ، ٥).

٥٣٣ ـ خرد در امامت

فارسي.

للشيخ محمد صالح المازندراني الحائري.

طبع طهران.

أنظر : فهرست كتابهاي جابي فارسي : ١٨٧٣.

٥٣٤ ـ خصائص الغدير في فضائل يوم الغدير

لثقة الإسلام الشيخ محمد بن يعقوب الكليني ، المتوفى سنته ٣٢٩ ه.

أنظر : الذريعة ٧ / ١٧٣ ه.

٥٣٥ ـ الخصال

في الإمامة.

لأبي محمد الفضل بن شاذان بن الخليل الأزدي النيشابوري ، الراوي عن الإمام الجواد عليه‌السلام.

أنظر : رجال النجاشي : ٣٠٧ ، الذريعة ٧ / ١٦٢.


٥٣٦ ـ خصال الكمال وكتاب نقض ما روي من مناقب الرجال

في الإمامة.

للمظفر بن محمد بن أحمد أبي الجيش البلخي الخراساني النوبختي ، المتوفى سنة ٣٦٧ ه.

أنظر : معالم العلماء : ١٢٤.

٥٣٧ ـ الخطاب المنير في يوم الغدير

أو الخطاب المنير في ذكرى عيد الغدير.

للشيخ حبيب آل إبراهيم المهاجر العاملي.

طبع صيدا ، ١٣٥٠ ه.

أنظر : الذريعة ٧ / ١٨٣.

٥٣٨ ـ خطبهء بيامبر أكرم صلى الله عليه وآله وسلم در غدير خم

در ررز هيجدهم ذي الحجة سال دهم هجرت.

فارسي.

ترجمة : عماد زاده.

طهران ، شريعت ، ١٣٥٤ ش ، ٧٩ ص ، ١٧ * ١٢ سم.

٥٣٩ ـ الخطبة الشقشقية وشرحها

للسيد كاظم بن قاسم الرشتي.

طبع تبريز : ١٢٧٧ ه ، حجرية ٣٦٤ ص ، وزيري ، ضمن مجموعة الرسائل.

٥٤٠ ـ خطبة الغدير

طبع كربلاء : منشورات الصادق ، ١٣٨٣ ه ٦٢ ص ، رقعي.

٥٤١ ـ خطبة الغدير

شعر فارسي.

لمحمد حسين بن أسد الله صغير أصفهاني (١٣١٢ ـ؟).

طهران ، شركت سهامي جاب ، ١٣٣٠ ش ، جيبي ، ٨٨ ص.

أصفهان ، ١٣٧١ ق ، حجرية ، جيبي ، ٨٥ ص.

طهران ، ٨٥ ص.

٥٤٢ ـ الخطبة المباركة النبوية الغديرية

باهتمام حسن الحسيني النجفي.

طهران : ١٣٧١ ه ، ٤٨ ص ، حجرية ، جيبي.

٥٤٣ ـ خلاصة الثقلين

فارسي.

في ترجمة رسالة ادعى المترجم أنها للمولى صفر علي ، وأنه ألفها في إثبات مذهب الإمامية.

نسخة في مكتبة السند محمد بن نعمة الله الموسوي في النجف الأشرف ، تاريخها


سنة ١٢٣٨ ه.

أنظر : الذريعة ٧ / ٢٢٣ ـ ٢٢٤.

٥٤٤ ـ خلاصة عبقات الأنوار

للسيد علي الحسيني الميلاني.

طهران ، مؤسسة البعثة ، ١٤٠٨ ه. ٩ مجلدات.

مشهد ، مجمع البحوث الإسلامي ، ١٤٠٩ ه ، المجلد العاشر.

٥٤٥ ـ خلاصة نقض كتاب العثمانية للجاحظ

لأبي جعفر الإسكافي.

أنظر : الغدير. ١٠ / ٣٦٠.

٥٤٦ ـ الخلاف في الخلافة

للسيد محمد علي هبة الدين الشهرستاني.

ذكر في فهرسه أن فيه مجرد ذكر الأقوال ومستنداتها وإحالة الحكم إلى فهم القراء.

أنظر : الذريعة ٧ / ٢٣٦.

٥٤٧ ـ خلافت أز ديدكاه إمامية وأهل سنت

فارسي.

للشيخ عبد الحسين الأميني النجفي

ترجمة : أحمد الأميني النجفي.

طبع طهران : ١٣٦٧ ش ، الطبعة الأولى ،

٧٢ ص ، القطع الكبير.

٥٤٨ ـ خلافت حضرت علي عليه‌السلام

فارسي.

للدكتور حبيب الله زاهدي.

طبع تبريزي ، ١٣٤٢ ش ، ٧٥ ص ، وزيري.

٥٤٩ ـ خلافت علي المرتضى

تركي.

في حياة أمير المؤمنين والمعارك التي حدثت في خلافته ـ الجميل وصفين والنهروان ـ.

نسخة في مكتبة آية الله المرعشي بقم ، رقم ٣٤١٩ ، في ٨٢ ورقة.

أنظر : فهرستها ٩ / ٢٠٤.

٥٥٠ ـ خلافت قرآني

للسيد علي بن أبي القاسم الرضوي القمي اللاهوري.

والظاهر أنه غير الخلافة لوالده ، لأن فيه إثبات الخلافة من القرآن خاصة.

مطبوع.

أنظر : الذريعة ٧ / ٢٣٨.

٥٥١ ـ خلافت وإمامت

فارسي.

لحسن مصطفوي.


طهران ، مؤسسة مطبوعاتي ٤٣ ـ ٤٩. إسلامي ، ١٣٤٨ ش ، ١٣٨ ص ، جيبي.

٥٥٢ ـ خلافت وولايت أز نظر قرآن وسنت

فارسي.

لمحمد تقي شريعتي مزيناني ، ومرتضى مطهري.

طبع طهران. حسينية إرشاد ، ١٣٤٩ ، ٢٣ ، ٤٢٠ ص.

٥٥٣ ـ خلافت وولايت در اسلام

فارسي.

لصدر الأفاضل لطف علي دانش.

طبع طهران ، ١٣٣٥ ش ، ١٣٦ ص. حجرية ، وزيري.

٥٥٤ ـ الخلافة

فارسي.

للسيد أبي القاسم بن الحسين القمي اللاهوري ، المتوفى بلاهور سنة ١٣٢٤ ه.

أنظر : الذريعة ٧ / ٢٣٧.

٥٥٥ ـ الخلافة

لإحسان حقي.

الدراسات الإسلامية (إسلام آباد) مج ١٨ : ع ٤ (٠ ١ ـ ١١ / ١٤٠٣ ه ـ ٧ ـ ٨ / ١٩٨٣ م) ص

٤٣ ـ ٤٩.

٥٥٦ ـ الخلافة (رسالة في ...)

للسيد أبو القاسم الموسوي الخوئي.

أنظر : دليل معجم رجال الحديث ـ لمحمد سعيد الطريحي ـ : ٢٠.

٥٥٧ ـ الخلافة

في إثبات أن الخلافة كانت ثمرة للشهادة.

للسيد محمد بن دلدار علي بن محمد معين الحسيني النصير آبادي.

أنظر : الثقافة الإسلامية في الهند : ٢٢٠.

٥٥٨ ـ الخلافة

باللغة الانكليزية.

في إثبات الإمامة.

للمولوي لقاء علي الحيدري الهندي.

مطبوع.

أنظر : الذريعة ٧ / ٢٣٧.

٥٥٩ ـ الخلافة الإلهية

للحكيم الإلهي الأقا محمد رضا القومشهي.

يأتي بعنوان : الخلافة الكبرى.

٥٦٠ ـ الخلافة الإلهية

باللغة الأردوية.


للسيد محمد سبطين الموسوي اللاهوري الهندي.

طبع في ثلاثة أجزاء.

أنظر : الذريعة ٧ / ٢٣٧.

٥٦١ ـ الخلافة الإسلامية

في الإمامة.

ينقل كلمات العلماء من الخاصة والعامة ، والاستدلال بالقرآن والعقل وبالأحاديث المأثورة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمروية عن الصحابة.

للشيخ محمد بن خليل العاملي (١٣٢٧ ـ؟).

فرغ منه سنة ١٣٥٢ ه.

أنظر : الذريعة ٧ / ٢٣٧.

٥٦٢ ـ كتاب خلافة أمير المؤمنين عليه السلام

لأبي أحمد عبد العزيز بن يحيى الجلودي ، المتوفى سنة ٣٣٢ ه.

أنظر : رجال النجاشي : ٢٤١ ، الذريعة ٧ / ٢٣٧.

٥٦٣ ـ خلافة أمير المؤمنين عليه‌السلام

فارسي في مجلدين.

لعباس الراسخي اللاهيجاني.

طبع في سنة ١٣٢٣ ه ـ ش.

أنظر : الذريعة ٧ / ٢٣٧.

٥٦٤ ـ خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء

للسيد الشهيد محمد باقر الصدر.

طبع بيروت : دار التعارف للمطبوعات ، ١٩٧٩ م ، ٧٠ ص.

طهران : مؤسسة البعثة.

طهران : وزارة الإرشاد.

٥٦٥ ـ خلافة الخالق والخلائق

أو الإمامة والأمة.

للسيد محمد علي هبة الدين الشهرستاني.

في مبحث الإمامة وطريق تعيين الإمام ، وأنه المنصوب من قبل الله الخالق وليس بانتخاب الخلائق.

أنظر : الذريعة ٧ / ٢٣٨ ، ريحانة الأدب. ٦ / ٣٥١.

٥٦٦ ـ الخلافة الكبرى

لمحمد رضا قمشه اي الأصفهاني ، المتوفى بطهران سنة ١٣٠٦ ه.

طبع طهران ، ١٣١٥.

أنظر : الذريعة ٧ / ٢٣٧ ر ٢٣٨.

٥٦٧ ـ خلافة تامه

للخواجه نصير الدين الطوسي ، المتوفى


سنة ٦٧٢ ه.

أنظر : الذريعة ٧ / ٢٣٨.

٥٦٨ ـ الخلافة والإمامة في الإسلام.

للدكتور رشدي عليان.

بغداد ، مطبعة المعارف ، ١٩٧٥ م.

(مستل من مجلة كلية الآداب ، ع ١٨ ، لسنة ١٩٧٤ م ، ص ١٥٣ ـ ١٨٦).

(ومستل من مجلة كلية أصول الدين ع ١ ، لسنة ١٩٧٥ م ، ص ٢٢٦ ـ ٢٤٨).

٥٦٩ ـ الخلافة والدستور الإسلامي.

في إثبات خلافة الإمام علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

لمحمد جواد بن عبد الهادي الشري البغدادي (١٣٢٥ ه ـ؟).

طبعة بيروت : سنة ١٣٦٦ ه ، ٦٠ ص.

أنظر : الذريعة ٧ / ٢٣٧.

٥٧٠ ـ خلافتنامة حيدري.

مثنوي.

للشاعر الميرزا علي خان بن ميرزا محمد حسين اليزدي ، المتخلص بخاموش ، المولود سنة ١٢٩٥ ه.

أنظر : الذريعة ٧ / ٢٣٨ و ١ / ٩ القسم الأول / ٢٨٦ و ١٩ / ١٧١.

٥٧١ ـ خلفاي إسلام بعد أز بيغمبر.

فارسي.

لميرزا أبو الحسن فقيهي.

طبعة قم ، مطبعة نوين ، ١٣٤٩ ش ، ٢٤٧ ص.

٥٧٢ ـ خلفاي راشدين ، حديث غدير علي بن أبي طالب.

فارسي.

للشيخ علي روحاني أصفهاني نجفي.

مشهد ، ديانت ، ١٣٤٥ ش ، ج ٢ ، ١٩٠ ص ، جيبي.

مشهد ، ديانت ، ١٣٤٥ ش ، ج ٤ ، ١٩٠ ص ، جيبي.

٥٧٣ ـ خليفة الرسول.

فارسي.

در بيان إمامت وتعيين إمام بوصف وشخص.

طبعة إيران ، ٣٠ ص.

أنظر : فهرست كتابهاي چابي فارسي : ١٩١٧.

٥٧٤ ـ خليفة النبي.

حول الإمامة والوصية.

للسيد صدر الدين بن عبد الحسين شرف


الدين الموسوي.

الأضواء (النجف) س ٢ ، ع ٩ ، ١٠ (١١ ـ ٢١ / ١٣٨١ ه) ص ٩ ـ ٢٧.

٥٧٥ ـ كتاب الخليلي في الإمامة.

لأبي الفتح محمد بن جعفر بن محمد الهمداني الوادعي ، المعروف بالمراغي.

قال السيد حسن الصدر : «وللخليل كتاب في الإمامة أورده بتمامه محمد بن جعفر المراغي في كتابه ، واستدرك ما أغفله الخليل من الأدلة وسماه : كتاب الخليلي في الإمامة».

أنظر : الذريعة ٢ / ٢٣ و ٣٢٥ ـ ٣٢٦ ، رجال النجاشي : ٣٩٤ تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام : ١٤٩.

٥٧٦ ـ خورشيد ولايت.

أز زبان بيامبر صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

فارسي.

لتقي بيننده.

طبعة طهران ، ١٣٦٢ ش.

٥٧٧ ـ خير الكلام.

في المنطق والكلام وإثبات إمامة كل إمام إمام.

للسيد خلف بن عبد المطلب المشعشعي ، المتوفى سنة ١٠٧٤ ه.

نسخة في مكتبة آية الله المرعشي بقم ، رقم ٣١٠ ، في ٤٠٦ ورقة.

أنظر : الغدير ١١ / ٣١٥ ، الذريعة ٧ / ٢٨٥ ، فهرس مخطوطات مكتبة آية الله المرعشي ١ / ٣٥٢ حيث ورد ذكره في فهرسها بعنوان : خير الكلام في تحقيق وجوب عصمة الإمام.

٥٧٨ ـ داستان غدير.

فارسي.

لعبد الحسين الأميني.

طهران ، انتشار ، ١٣٥٠ ش ، ٤٠ ص ، جيبي.

٥٧٩ ـ الدراية في حديث الولاية ، حديث (من كنت مولاه فعلي مولاه).

للحافظ أبي سعيد الركاب ، مسعود بن ناصر بن أبي زيد عبد الله السجستاني ، المتوفى سنة ٤٧٧ ه.

أنظر : أهل البيت في المكتبة العربية ، في : تراثنا / ع ٤ (١٤٠٦ ه) ص ٨٤ ، مناقب آل أبي طالب ١ / ٥٢٩ ، السيد ابن طاوس في الاقبال : ٦٦٣ واليقين : ٢٧ ، الذريعة ٨ / ٥٦ و ٢٥ / ١٤٣.

٥٨٠ ـ الدراية في مسألة الوصاية.

حول وصية الإمام علي عليه‌السلام.

محمد بن علي الشوكاني ، المتوفى سنة


١٢٥٠ ه.

نسخة في مكتبة : الجامع الكبير بصنعاء ، برقم ٣٤٢ ، في ٤٤٢ ـ ٤٢٣ ، ورقة تاريخها ١٢٤٥ ه.

٥٨١ ـ الدراية لحديث الولاية.

للسجستاني.

تقدم بعنوان : الدراية في حديث الولاية.

٥٨٢ ـ دربي بها.

بلغة بالأردو.

في رد الخوارج وإثبات الحق لأمير المؤمنين (عليه‌السلام) وإثبات أنه أول من آمن بالله من الصحابة.

للسيد سجاد حسين الهندي.

طبع بالهند ، في ٢٠٨ صفحة.

أنظر : الذريعة ٨ / ٦٣.

٥٨٣ ـ درر الفضائل. فارسي.

في مناقب وإثبات إمامة الأئمة المعصومين عليهم‌السلام.

لمحمد حسن بن أبي القاسم الآشتياني ، الملقب بمعين دفتر ، ألفه سنة ١٣١٣ ه.

نسخة في مكتبة آية الله المرعشي بقم ، رقم ١٢٠٣ ، في ١٥٤ ورقة.

أنظر : فهرسها ٤ / ٤ ـ ٥.

٥٨٤ ـ درس از ولايت.

فارسي.

للسيد أبي الفضل علامة برقعي.

طهران ، شمس ، ١٣٤٨ ش ، جيبي ٩٥ ص.

طهران ، ١٣٤٩ ش ، جيبي ، الطبعة الثانية ، ٩٥ ص.

٥٨٥ ـ الدرة العلوية.

فارسي.

في الإمامة وإثبات حقية الاثني عشرية ، وإمامة أمير المؤمنين وأولاده عليهم‌السلام بالآيات القرآنية والأحاديث الصحاح النبوية.

للمولى محمد صالح الشريف بن محسن بن نظام الدين محمد بن الحسين القرشي الساوجي ، معاصر لصاحب «رياض العلماء» المتوفى سنة ١١٢٠ ه.

توجد نسخة منه بمشهد خراسان في كتب الشيخ عباس القمي.

ونسخة أخرى في النجف الأشرف عند الشيخ محمد علي الأردوبادي.

أنظر : ريحانة الأدب ٢ / ٤٢٠ ، الذريعة ٨ / ١٠١.


٥٨٦ ـ الدرة الغروية والتحفة العلوية.

في بيان طرق حديث الغدير المنتهية فيه إلى ثلاثمائة طريق ، ثم التكلم في دلالته ثم بعض الأشعار المذكور فيها الغدير.

لمحمد علي بن أبي القاسم بن محمد تقي ابن محمد قاسم الأردوبادي. (١٣١٢ ه ـ ١٣٨٠ ه).

أنظر : الذريعة ٨ / ١٠٤.

٥٨٧ ـ دعاة الهداة إلى أداء حق الموالاة.

للحاكم الحسكاني ، أبي القاسم عبيد الله ابن عبد الله بن أحمد الحسكاني الحذاء الحنفي (ق ٥ ه).

أنظر : أهل البيت في المكتبة العربية ، في : تراثنا / ع ٤ (١٤٠٦ ه) ص ٩٠ ـ ٩١ ، الغدير ١ / ١٥٦ ، الذريعة ٨ / ١٩٦.

٥٨٨ ـ الدعامة في إثبات الإمامة.

لركن الدين محمد بن علي الجرجاني الغروي.

أنظر : الذريعة ١ / ٦٣ و ٨ / ١٩٩.

٥٨٩ ـ الدعاة في تثبيت الإمامة.

الناطق بالحق يحيى بن الحسين أبو طالب ، المتوفى سنة ٤٢٤ ه.

نسخة في مكتبة الجامع الكبير بصنعاء ، برقم ٧١٣ ، في ٧١ ورقة ، تاريخها نحو القرن الحادي عشر الهجري.

٥٩٠ ـ دلائل الأئمة عليهم‌السلام.

لثبيت بن محمد ، أبي محمد العسكري.

أنظر : رجال النجاشي : ١١٧.

٥٩١ ـ كتاب دلائل الأئمة.

لأبي النضر محمد بن مسعود بن محمد بن عياش السلمي السمرقندي ، المعروف

بالعياشي.

أنظر : رجال النجاشي : ٣٥٢ ، الذريعة

٨ / ٢٣٩ ، معالم العلماء : ١٠٠.

٥٩٢ ـ دلائل الأئمة.

في إثبات إمامة أمير المؤمنين عليه‌السلام.

للشيخ عباس بن الفقيه حسن بن جعفر كاشف الغطاء ، المتوفى سنة ١٣٢٣ ه.

بلغ إلى حديث المنزلة «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» ولم يتم ، وما خرج منه بقي في المسودة.

أنظر : الذريعة ٨ / ٢٤١.


٥٩٣ ـ كتاب دلائل الأئمة ومعجزاتهم عليهم‌السلام.

للصدوق ، أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ، المتوفى سنة ٣٨١ ه.

أنظر : رجال النجاشي : ٣٩١ ، إيضاح المكنون ١ / ٤٧٧ ، الذريعة ٨ / ٢٣٩.

٥٩٤ ـ الدلائل الالتزامية.

فارسي.

في إثبات الخلافة بلا فصل.

للسيد المولوي عمار علي بن نظام علي السوتي بتي الهندي (١٢٤٤ ـ ١٣٠٤ ه).

أنظر : الذريعة ٢٦ / ٣٠٠.

٥٩٥ ـ دلائل إمامت أز إسلام وخلافت.

فارسي.

لميرزا عبد الرزاق محدث حائري أصفهاني.

طبعة طهران ، ١٣٤٢ ش ، وزيري ، ٢٧١ ص ، بتصحيح عماد زاده.

٥٩٦ ـ دلائل الإمامة.

لأبي العباس جعفر بن محمد أبي بكر المستغفري ، المتوفى سنة ٤٣٢ ه.

أنظر : ريحانه الأدب ٥ / ٣٠٣.

٥٩٧ ـ دلائل الإمامة.

في إثبات إمامة أمير المؤمنين عليه‌السلام دون غيره.

للسيد محمد مهدي بن محمد جعفر الموسوي.

أنظر : الذريعة ٨ / ٢٤٧.

٥٩٨ ـ دلائل الإمامة.

لأبي جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي المازندراني ، المتوفى سنة ٣١٠ ه.

نسخة في مشهد ٥ / ٨٦ ، أخبار ٥٢٥ ، في ٧٢ ورقة ، تاريخها سنة ١٢٦٢ ه.

النجف : الحيدرية ، ١٣٦٩ ه.

النجف : المطبعة الحيدرية ، ١٣٨٣ ه ـ ١٩٦٣ م ، ط ٢ ، ٣٢٠ ص ، رقعي.

النجف ، المطبعة الحيدرية ، ١٩٦٥ م.

بيروت ، مؤسسة الأعلمي ، ١٤٠٨ ه.

أنظر : معالم العلماء : ١٠٦ ، الذريعة ٨ / ٢٤١ و ١١ / ١١١ ، كشف الحجب والأستار : ٢١٥ و ٥٢٠.

٥٩٩ ـ دلائل الشيعة في الإمامة.

فارسي.

استظهر علي نقي منزوي في هامش ج


١٠ ص ٢٠٥ من الذريعة كون هذا الكتاب نفس كتاب «كاشف الحق» لمعز الدين الأردستاني ، فيما قد ينسب هذا الكتاب إلي القاضي الشهيد نور الله التستري.

٦٠٠ ـ دلائل الصدق.

في الإمامة.

للشيخ محمد حسن بن الشيخ محمد بن الشيخ عبد الله ، الصيمري الأصل ، النجفي الولادة ، ولد في النجف الأشرف أوائل شهر صفر سنة ١٣٠١ ه.

أنظر : معارف الرجال ٢ / ٢٤٧.

متحد مع الكتاب الآتي.

٦٠١ ـ دلائل الصدق لنهج الحق.

في الرد علي «إبطال الباطل» للفضل بن روزبهان الذي رد فيه علي «نهج الحق وكشف الصدق» للعلامة الحلي.

للشيخ محمد حسن المظفر (١٣٠١ = ١٨٨٣ / ١٣٧٥ ه = ١٩٥٦ م).

طبع في :

طهران : ١٣٦٩ ه ، ج ١ ، ٤٣٤ ص ، وزيري.

طهران : ١٣٧٢ ه ، ج ١ ، ٤٣٤ ص ، وزيري.

النجف الأشرف : مطبعة الزهراء ١٣٧٢ ه ، ج ٢ ، ٤٢٤ ص وزيري.

طهران : ١٣٧٢ ه ، ج ٣ ، ٢٤٠ + ١٧٨ ص ،

وزيري.

ثم طبع في القاهرة وبيروت بعد ذلك.

٦٠٢ ـ دلائل المرشدين إلي خلافة أمير المؤمنين عليه‌السلام.

في الإمامة وأكثر أدلتها مما اتفقت علي صحتها قاطبة العلماء من السنة والشيعة.

للشيخ مهدي صحين بن علي الساعدي (١٢٩٦ ـ؟).

فرغ منه سنة ١٣٣٨ ه ، كانت النسخة موجودة وعليها تقريظ الشيخ محمد بن علي حرز الدين بخطه في سنة ١٣٥٢ ه.

أنظر : الذريعة ٨ / ٢٥٢.

٦٠٣ ـ الدلائل المكية في العقائد الدينية.

في إثبات الإمامة.

للشيخ محمد علي بن أحمد بن علي العاملي المكي.

نسخة منه كتابتها سنة ١١٠٨ ه في قم ، عند الشيخ رجب علي النيشابوري ، نزيل قم.

أنظر : الذريعة ٨ / ٢٥٣.

٦٠٤ ـ دلائل نبوت وإمامت.

فارسي.

مجهول المؤلف.

نسخة في مكتبة آية الله المرعشي بقم ، رقم


٦١٤ ، في ٨٥ ورقة.

أنظر : فهرسها ٢ / ٢١٣ ـ ٢١٤.

٦٠٥ ـ الدلائل الواضحة في علم الإمام عليه السلام ودفع شبهات الوهابية.

لمحمد باقر زنجاني.

طبعة طهران ، افتخاريان ، ١٣٥٧ ش ، ٣ ص.

٦٠٦ ـ كتاب الدلالة على أن الإمامة فرض.

لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ.

أنظر : الفهرست ـ للنديم ـ : ٢١١.

٦٠٧ ـ دليل المتحيّرين

بالاُردو.

في اثبات امامة أميرالمؤمنين عليه السلام.

للسيد سجّاد حسين الهندي.

طبع بالهند.

اُنظر : الذريعة ٨ / ٢٥٩.

٦٠٨ ـ دليل المحتار علي خلفاء المختار.

في فضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام وتثبيت الخلافة والإمامة.

لعلي بن عبد الله بن القاسم بن محمد بن القاسم بن محمد الشهاري (ق ١٢ ه).

نسخة في مكتبه جامع الغربية ، رقم ٨٧ علم

الكلام ، بخط المؤلف ، في مجلد ضخم ، فرغ منه سنة ١١٥٣ ه.

أنظر : مصادر الفكر العربي الإسلامي في اليمن : ١٣٦ ، نبلاء اليمن ٢ / ٢٥١ ، أهل البيت في المكتبة العربية (القسم المخطوط).

٦٠٩ ـ ١٠ (ده) درس إمام شناسي براي جوانان.

فارسي.

لناصر مكارم شيرازي.

طبعة قم ، هدف ، ١٣٦٢ ، ١٠٦ ص.

٦١٠ ـ ذخر المقالة.

فارسي.

في خلافة أمير المؤمنين عليه‌السلام.

للسيد طاهر علوي نجفي.

نسخة في مكتبة آية الله المرعشي بقم ، مجموعة ٣٠٠٨ ، من ٥٤٣ ب ـ ٥٤٩ ب.

أنظر : فهرسها ٨ / ١٩٨.

٦١١ ـ ذكر إمامة أمير المؤمنين عليه السلام.

للحسين بن خالويه ، أبي عبد الله النحوي.

أنظر : رجال النجاشي : ٦٧.


٦١٢ ـ ذكر طرق خبر يوم الغدير

لمحمد بن جرير الطبري.

يأتي بعنوان : كتاب الولاية في جمع طرق حديث من كنت مولاه فعلي مولاه.

٦١٣ ـ ذكرى عيد الغدير

مجموعة مقالات وقصائد.

نشر وتصحيح : الشيخ موسى بن محمد علي اليعقوبي ، ولد سنة ١٣٤٥ ه.

طبع في النجف الأشرف : المطبعة العلمية ، ١٣٧١ ه ـ ١٩٥١ م ، ١٠٤ ص.

٦١٤ ـ ذو الفقار حيدري.

باللغة الكجراتية.

في إثبات إمامة أمير المؤمنين عليه‌السلام.

للمولي غلام علي بن إسماعيل

البهاونكري الهندي (١٢٨٣ ـ؟).

أنظر : الذريعة ١٠ / ٤٤.

٦١٥ ـ الرأي الصائب في تحقيق الإمام الراتب.

بالأوردو.

للسيد ابن الحسن اللكهنوي ، المولود سنة ١٢٨٨ ه.

مطبوع.

أنظر : الذريعة ١٠ / ٦٥.

٦١٦ ـ رافعة الخلاف عن وجه سكوت أمير المؤمنين عليه‌السلام عن الاختلاف.

للسيد حيدر بن علي بن حيدر الحسيني الآملي العبيدلي ، كتبه بأمر أستاذه فخر المحققين ابن العلامة الحلي.

منه نسخة مخطوطة عند السيد علي الإيرواني في تبريز.

أنظر : الذريعة ١٠ / ٦١ ، ريحانة الأدب ١ / ٦٤ و ٤ / ١٠٥.

٦١٧ ـ راه إمام شناسي ، أز نظر قرآن وحديث.

فارسي.

لمحمد صفري (زرافشان).

مشهد : ١٩٧٦ م ، ٣١ ، ٢٢٤ ص.

٦١٨ ـ الرحيق المختوم.

في قضية الغدير.

للسيد علي محمد بن محمد بن دلدار علي ، المتوفى سنة ١٣١٢ ه.

أنظر : الذريعة ١٠ / ١٧٣.

٦١٩ ـ الرد على ابن الأخشيد في الإمامة.

للشيخ المفيد ، أبي عبد الله محمد بن محمد ابن النعمان ، المتوفى سنة ٤١٣ ه.


أنظر : الذريعة ١٠ / ١٧٦ ، رجال النجاشي : ٤٠٢ ، أعيان الشيعة ٩ / ٤٢٣ ، معجم رجال الحديث ١٧ / ٢٠٥ ، كشف الحجب والأستار : ٤٣٩.

٦٢٠ ـ الرد علي ابن تيمية.

للسيد مهدي القزويني الكاظمي.

يأتي بعنوان : منهاج الشريعة.

٦٢١ ـ الرد علي ابن حزم.

للشيخ كاظم نوح الكواز الكاظمي.

تقدم بعنوان : الجزم لفصل ابن حزم.

٦٢٢ ـ الرد علي ابن رشيد في الإمامة.

للشيخ المفيد ، أبي عبد الله محمد بن محمد ابن النعمان ، المتوفى سنة ٤١٣ ه.

أنظر : الذريعة ١٠ / ١٧٨.

رجال النجاشي : ٤٠٢ ، أعيان الشيعة ٩ / ٤٢٣ ، معجم رجال الحديث ١٧ / ٢٠٥ ، كشف

الحجب والأستار : ٤٤٠.

٦٢٣ ـ الرد علي أبي الحسن البصري في نقضه كتاب الشافي في الإمامة.

للشيخ أبي يعلى حمزة ، الملقب بسلار بن عبد العزيز الديلمي الطبرستاني ، المتوفى سنة ٤٦٣ ه.

أنظر : الذريعة ١٠ / ١٨٠ ، معالم العلماء : ١٣٥ ، ريحانة الأدب ٣ / ٥٠.

٦٢٤ ـ الرد على الأحدب المعتزلي في ما ذهب إليه من إبطال النص.

لأبي زرعة الفارسي.

أنظر : معالم العلماء : ١٤١ ، الذريعة ١٠ / ١٨١.

٦٢٥ ـ كتاب الرد علي الإسماعيلية.

لأبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني ، الكاتب المعروف بابن أبي زينب (ق ٤ ه).

أنظر : كشف الحجب والأستار : ٤٤٠.

٦٢٦ ـ كتاب الرد علي الإسماعيلية.

لأبي الفرج محمد بن أبي عمران موسى بن علي عبد ربه القزويني الكاتب.

أنظر : كشف الحجب والأستار : ٤٤٠.

٦٢٧ ـ الرد علي الإسماعيلية.

لابن عبدك أبي محمد محمد بن علي العبدكي الجرجاني.

أنظر : معالم العلماء : ١٤٣ ، كشف الحجب والأستار : ٤٤٠.


٦٢٨ ـ كتاب الرد علي الأصم.

أيضا في الإمامة.

لبشر بن المعتمر.

أنظر : الفهرست ـ للنديم ـ : ١٨٥.

٦٢٩ ـ كتاب الرد علي الجاحظ في العثمانية.

للشيخ المفيد ، محمد بن محمد بن النعمان ، المتوفى سنة ٤١٣ ه.

أنظر : رجال النجاشي : ٣٩٩ ، كشف الحجب والأستار : ٤٤١.

٦٣٠ ـ الرد علي الخالدي في الإمامة.

للشيخ المفيد ، أبي عبد الله محمد بن محمد ابن النعمان ، المتوفى سنة ٤١٣ ه.

أنظر : الذريعة ١٠ / ١٩٤ ، رجال النجاشي : ٤٠١ ، أعيان الشيعة ٩ / ٤٢٣ ، معجم رجال الحديث ١٧ / ... ، كشف الحجب والأستار : ٤٤١.

٦٣١ ـ رد علي رد السقيفة.

للسيد مير محمد الكاظمي القزويني.

أنظر : الذريعة ١٠ / ١٩٧.

٦٣٢ ـ الرد علي رسالة بعض علماء بخارى في الإمامة.

فارسي.

للمولي عبد الرحيم الملتاني.

موجود ضمن مجموعة فيها كتاب يوحنا وغيره ، عند الشيخ محمد علي السنقري ، تاريخ كتابتها سنة ١٢٤٠ ه.

أنظر : الذريعة ١٠ / ١٩٧.

٦٣٣ ـ الرد علي الصواعق المحرقة.

نظما.

للشيخ فرج المادح الخطي الشاعر.

أنظر : الذريعة ١٠ / ٢٠٤.

٦٣٤ ـ الرد علي الصواعق المحرقة.

تقدم بعنوان : الأسهم الخوارق علي صاحب الصواعق.

٦٣٥ ـ الرد علي الصواعق المحرقة.

رسالة صغيرة.

للشيخ عمران بن الحاج أحمد دعيبل الخفاجي النجفي (١٢٤٧ ـ ١٣٢٨ ه).

أنظر : الذريعة ١٠ / ٢٠٤.

٦٣٦ ـ الرد علي الطاطري في الإمامة.

لأبي سهل إسماعيل بن علي بن إسحاق ابن أي سهل ابن نوبخت الذي حضر وفاة الإمام العسكري عليه‌السلام (٢٣٧ ٣١١ ه).


والطاطري هو أبو الحسن علي بن محمد الطائي من شيوخ الواقفية بعد وفاة الإمام الكاظم عليه‌السلام في سنة ١٨٣ ه.

أنظر : الفهرست ـ للنديم ـ : ٢٢٥ ، فهرست الشيخ الطوسي : ١٣ ، وفي معالم العلماء : ٩ سماه : الرد علي ابن أبي الطاطري في الإمامة ، الذريعة ١٠ / ٢١٠.

٦٣٧ ـ الرد علي العامة وإبطال خلافة المتقدمين على علي السلام.

فارسي.

للشيخ حسن الكثنوي اليزدي.

يأتي بعنوان : ميزان الحق.

٦٣٨ ـ كتاب الرد علي العتيقي في الشورى.

للشيخ المفيد ، أبي عبد الله محمد بن محمد ابن النعمان ، المتوفى سنة ٤١٣ ه.

أنظر : رجال النجاشي : ٤٠١ ، كشف الحجب والأستار : ٤٢٢ ، الذريعة ١٠ / ٢١١.

٦٣٩ ـ كتاب الرد على العثمانية.

لأبي الأحوص المصري (البصري).

أنظر : الذريعة ١٠ / ٢١١ ، معالم العلماء : ١٣٩.

٦٤٠ ـ الرد علي الفخر الرازي في استدلاله بآية الغار علي خلافة أبي بكر.

للمولي محمد بن الحسن الشيرواني ، المتوفى سنة (١٠٩٨ ه).

في مجموعة من رسائل الشيرواني بخط بعض تلاميذه ، كتبه في حياة أستاذه ، والمجموعة من وقف عماد الفهرسي للخزانة الرضوية.

أنظر : الذريعة ١٠ / ٢١٦.

٦٤١ ـ الرد علي الفخر الرازي في استدلاله بآية (وسيجنبها الأتقى ...) علي خلافة أبي بكر وأفضليته.

للمولي محمد رفيع ابن فرج الجيلاني ، تلميذ العلامة المجلسي ، والمدرس بمشهد خراسان في عصر السلطان نادر شاه ، المتوفى سنة ١١٦٠ ه.

أنظر : الذريعة ١٠ / ٢١٦.

٦٤٢ ـ الرد علي الفضل بن روزبهان.

فاضل الأشاعرة بوقته.

للآقا محمد تقي بن الآقا عبد الحسين ابن الوحيد البهبهاني ، المتوفى سنة (١٣٣٣ ه).

أنظر : الذريعة ١٠ / ٢١٦.


٦٤٣ ـ الرد على كتاب السقيفة.

لعارف الوسواسي ، المتوفى سنة ١٩٥٤ م.

٦٤٤ ـ الرد علي الكرابيسي في الإمامة.

للشيخ المفيد ، محمد بن محمد بن النعمان ، المتوفى سنة ٤١٣ ه.

أنظر : الذريعة ١٠ / ٢٢٠ ، رجال النجاشي : ٤٠١ ، معجم رجال الحديث ١٧ / ٢٠٤ ، أعيان الشيعة ٩ / ٤٢٣ ، كشف الحجب والأستار : ٤٢٢.

٦٤٥ ـ كتاب الرد علي محمد بن الأزهر في الإمامة.

لإسماعيل بن علي بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت (أبو سهل).

أنظر : رجال النجاشي : ٣١ ، الذريعة ١٠ / ٢٢٣.

٦٤٦ ـ كتاب الرد على المعتزلة في إمامة المفضول.

لأبي جعفر محمد بن النعمان الأحول ، المعروف بمؤمن الطاق.

أنظر : الفهرست ـ للنديم ـ : ٢٢٤ ، معالم العلماء : ٩٥ ، فهرست الشيخ الطوسي : ١٣٢ ، الذريعة ١٠ / ٢٢٤ ، كشف الحجب والأستار : ٤٤٣.

٦٤٧ ـ كتاب الرد على المعتزلة وطلحة والزبير.

لأبي محمد هشام بن الحكم ، مولى كندة.

أنظر : رجال النجاشي : ٤٤٣.

٦٤٨ ـ الرد علي مقدمات ترجمة الصواعق.

للسيد القاضي نور الله بن شريف المرعشي ، الشهيد ، (المقتول في الهند سنة ١٠١٩ ه).

والترجمة لبعض تلاميذ ابن حجر المعروف بملا كاسه كر.

أنظر : الذريعة ١٠ / ٢٢٥.

٦٤٩ ـ كتاب الرد علي من أبي وجوب الإمامة بالنص.

لمحمد بن الخليل ، المعروف بالسكاك ، صاحب هشام بن الحكم البغدادي.

أنظر : فهرست الشيخ الطوسي : ١٣٢ ، معالم العلماء : ٩٥ ، الذريعة ١٠ / ٢٢٦ ، كشف الحجب والأستار : ٤٤٠.

للبحث صلة ...


تحقيق حول كتاب حديث الشورى

أحد مصادر الغدير

السيد محمد جواد الشبيري

المناشدة أحد الأساليب القديمة لاحقاق الحق وإتمام الحجة ، وقد استعمل أئمة الهدى هذا الأسلوب في مواطن منها يوم الشورى ، فقد ناشد أمير المؤمنين علي عليه السلام أصحاب الشورى بما كانت له من الفضائل ، مثل ما نص به النبي إمامته يوم الغدير.

هذا ، وقد نسب الشيخ ـ قدس‌سره ـ إلى عمرو بن ميمون كتاب حديث الشورى ، وفي الكتاب ومؤلفه أكثر من مبحث سنتعرض لها بعد نقل كلام الشيخ في ذلك.

قال ـ قدس‌سره ـ في «الفهرست» : «عمرو بن ميمون ، وكنية ميمون أبو المقدام ، له كتاب حديث الشورى ، يرويه عن جابر الجعفي ، عن الباقر عليه السلام ،

أخبرنا به أحمد بن محمد بن موسى ، عن أحمد بن محمد ابن سعيد ، عن جعفر وإسحاق ابني محمد بن مروان ، قالا : حدثنا أبونا ، قال : حدثنا عبيد الله المسعودي ، عن عمرو بن ميمون ، عن جابر ، عن الباقر عليه‌السلام.

وله كتاب المسائل التي أخبر بها أمير المؤمنين اليهودي ، أخبرنا بها أحمد بن عبدون ، عن أبي بكر الدوري ، عن محمد بن جعفر العلوي الحسني ، قال : حدثنا علي بن عبدك ، قال : حدثنا طريف مولى محمد بن إسماعيل ، عن موسى وعبيد الله ابني يسار


(بشار / خ ، ل) ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن الحارث الهمداني ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وذكر الكتاب» (١). إنتهى كلام الشيخ حول الموضوع ، وأما تعليقنا على ذلك فيندرج في مباحث :

المبحث الأول : في تحقيق ما أفيد في «معجم رجال الحديث» من كون الكتابين المذكورين في فهرست الشيخ لعمرو بن أبي المقدام ثابت بن هرمز.

المبحث الثاني : في تحقيق وجود رجل باسم عمرو بن ميمون في كتب أحاديثنا غير عمرو بن ثابت.

المبحث الثالث : فيما أفاده صاحب «قاموس الرجال» من نخيل الشيخ اتحاد عمرو بن ميمون وعمرو بن أبي المقدام ثابت.

المبحث الرابع : فيما أفاده ـ دام ظله ـ أيضا من كون كتاب حديث الشورى لعمرو بن ميمون الأودي.

المبحث الخامس : في القول المختار في مؤلف كتاب حديث الشورى وكتاب مسائل اليهودي.

__________________

(١) فهرست الشيخ : الرقم ٤٨١.


المبحث الأول :

في نسبة الكتابين إلى عمرو بن ثابت.

قال آية الله العظمى السيد الخوئي في معجم رجال الحديث : إن الشيخ لم يتعرض في «الفهرست» لترجمة عمرو بن أبي المقدام ثابت بن هرمز ، وإنما تعرض لذكره في «الرجال» وذكر في «الفهرست» عمرو بن ميمون وقال : وكنية ميمون أبو المقدام ثم ذكر له كتابا ، وذكر طريقه إليه ، ثم ذكر أن له مسائل ، وذكر طريقه إليه بعنوان عمرو بن أبي المقدام ، وبما أن الروايات عن عمرو بن أبي المقدام كثيرة وفي جملة منها صرح باسم أبي المقدام ، وهو ثابت ، فمن البعيد جدا أن يتعرض الشيخ في رجاله لغير من تعرض له في الفهرست ، كما أن من البعيد أن لا يتعرض النجاشي لمن تعرض له الشيخ ، مع أن الفهرست كان بمرأى منه ، فمن جميع ذلك يطمئن الإنسان بأن كلمة (ميمون) سهو من قلم الشيخ والصحيح : (ثابت) ، أو أن عمرو بن أبي المقدام كان يقال له : عمرو بن ميمون أيضا.

والحاصل : أن عمرو بن أبي المقدام رجل معروف ، له روايات كثيرة ، واسم أبي المقدام : ثابت ، على ما ذكره الشيخ بنفسه وذكره البرقي والنجاشي ، ويأتي عن المشيخة ، وورد التصريح بها في عدة من الروايات ، فإن ثبت أن أبا المقدام يطلق عليه ميمون أيضا فهو ، وإلا كان ذلك من سهو قلم الشيخ ، والله العالم (٢).

فإن قلت : إن هذين الكتابين لو كانا لعمرو بن أبي المقدام ثابت أيضا لورد نظير هذا الإشكال ، إذ لم يذكر النجاشي في ترجمته عمرو بن أبي المقدام ثابت سوى إن له كتابا لطيفا ، ثم ذكر طريقه إليه ، وفيه : (عن عباد بن يعقوب ، عن عمرو بن ثابت به) فلو كان الكتابين المشار إليهما لعمرو بن أبي المقدام بنظر النجاشي ، فلم لم يذكرهما مع أن الفهرست كان بمرأى منه؟! خصوصا مع لفت النظر إلى أن الطريقين

__________________

(٢) معجم رجال الحديث ٢ / ٧٤.


المذكورين في «الفهرست» إنما هما من ابن الصلت الأهوازي وأحمد بن عبدون ، وهما من مشايخ النجاشي أيضا.

قلت : لعل النجاشي كان يعتقد بكون الكتابين المذكورين جزءين من ذاك الكتاب اللطيف ، فلا يجب عليه أن يذكر فصول الكتب أيضا.

هذا غاية ما أمكنني تبيينه من كلام معجم رجال الحديث ، لكن مع ذلك لو التزمنا بتخطئة الشيخ فإنا لا يمكننا الحكم بكون الكتابين لعمرو بن ثابت أيضا ، إذ توجد هنا احتمالات أخرى تأتي ضمن كلام المحقق التستري ، وفي بيان القول المختار بل من المحتمل كون كتاب حديث الشورى لعمرو بن ميمون وإن أخطأ الشيخ في تكنيته بأبي المقدام بتخيل اتحاده مع عمرو بن ثابت.

وأما عدم ذكر النجاشي له فلعل وجهه أنه بعد خطأ الشيخ في تكنية ميمون بأبي المقدام لم يكن للنجاشي الجزم بعدم خطئه في إثبات كتاب حديث الشورى له أيضا ، فكان مؤلف هذا الكتاب مجهولا عند النجاشي ، فلم يذكره لا في ترجمة عمرو ابن ميمون ولا في ترجمة عمرو بن أبي المقدام.

المبحث الثاني :

في وجود رجل باسم عمرو بن ميمون غير عمرو بن ثابت أبي المقدام.

ورد في بعض الروايات اسم عمرو بن ميمون.

منها : رواية مروية في عدة كتب :

أ ـ الكافي ١ / ٤٣٨ ح ٢ ، بإسناده عن الحسين بن سعيد ، عن عمرو بن ميمون ، عن عمار بن مروان ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام.

ب ـ الاختصاص : ٢٧٨ ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن عمرو بن ميمون عن عمار بن مروان ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر عليه‌السلام.

ورواه في البحار ٢٦ / ١٢٧ بدون «عن جابر بن يزيد».


ج ـ البصائر : ٢٨٨ بسندين ، الأول : عن أحمد بن الحسين ، عن عمر (عمرو / خ. ل) بن تميم (ميمون / خ. ل) ، عن عمار بن مروان (هارون / خ. ل) ، عن أبي جعفر عليه‌السلام.

الثاني : الرقم ٣ من نفس الصفحة : عن أحمد بن الحسين ، عن الحسين بن سعيد ، عن عمرو بن ميمون ، عن عمار بن مروان (٣) ، عن أبي جعفر عليه‌السلام.

وفي البحار : عمر بن ميمون.

وقد كتب سيدنا الوالد في هامش الحديث الأول في ذيل ترجمة عمر بن تميم : لم أجد عمرو بن تميم ولا عمر بن تميم في مورد ، والظاهر أن عمرو بن تميم محرف عمرو ابن ميمون ، فعليه يتحد مع الخبر ٣ ، متنا وسندا ، ومثله غير عزيز في الكتاب. إنتهى.

وفي بعض النسخ لم يرد الخبر رقم ٣ كما حكاه دام ظله ، فلا إشكال.

ومنها : ما رواه في البصائر : ١١٩ ، عن أحمد بن الحسين ، عن أبيه ، عن عمرو بن ميمون عن (عمار بن) هارون (مروان / خ. ل) ، عن أبي ـ جعفر عليه‌السلام.

ورواه عنه في البحار ٢٦ / ٢٤٩ وفيه : عمرو بن ميمون ، عن عمار بن هارون

__________________

(٣) قد تقدم في نقل الكافي ومطبوعة الاختصاص زيادة «عن جابر» هنا ، فيحتمل كون الصواب ما في البصائر بأن يكون «عن جابر» في طريق الكافي زائدة منشأها تكرر رواية عمار بن مروان عن جابر ، فقد يسبق إلى الذهن هذه الكلمة بعد «عمار بن مروان» فيزاد سهوا.

ويحتمل كون «عن جابر» في طريق الكافي تصحيف «وجابر» ويؤيد ه ما تقدم عن فهرست الشيخ من رواية عمرو بن ميمون ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام.

ويحتمل سقوط «عن جابر» من طريق البصائر.

وأما رواية عمار بن مروان تارة مباشرة عن أبي جعفر عليه‌السلام ، وأخرى مع الواسطة ، فهذه وإن كانت في نفسها ممكنة ولا ضير في الرواية مع الواسطة مع وجود الرواية بلا واسطة ـ كما نبه عليه صاحب المعالم في مقدمة المنتقى ١ / ١١ ـ لكنها في خصوص المقام بعيده ، بعد أن كان الراوي عنه في كلا الطريقين : الحسين بن سعيد.

وعلي أي حال ، فأقرب الاحتمالات هو الاحتمال الثالث ، أعني سقوط «عن جابر» من طريق البصائر ، وذلك لعدم ثبوت رواية عمار بن مروان عن أبي جعفر عليه‌السلام ، وتفصيل الكلام مذكور في مقال مستقل حول عمار بن مروان لم يطبع بعد.


(مروان / خ. ل).

أقول : لم أجد مسمى لعمار بن هارون في ما بأيدينا من كتب الرجال والحديث ، فلا يبعد كون (هارون) تصحيف (مروان) وتصحيف الكلمتين غير غريب خصوصا مع ما تعارف من إسقاط الألف من (هارون) فيكون شبيها ب (مروان) فيصحف أحدهما بالآخر.

ثم إن الظاهر سقوط الواسطة بين عمار بن مروان وأبي جعفر عليه‌السلام في هذا السند أيضا.

وكيف كان ، فالراوي عن عمرو بن ميمون في الموارد المتقدمة هو الحسين بن سعيد ، والحسين بن سعيد مذكور في أصحاب الرضا عليه‌السلام ولم يعدوه في أصحاب الكاظم عليه‌السلام ، ومشايخ الحسين بن سعيد هم من الرجال الذين بقوا إلى أوائل القرن الثالث أيضا كحماد بن عيسى (م ٢٠٩) وصفوان بن يحيى (م ٢١٠) وابن أبي عمير (م ٢١٧) والبزنطي (م ٢٢١).

هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى فإن عمرو بن أبي المقدام ثابت ، معدود من أصحاب الباقر والصادق عليهما‌السلام (٤) ، بل قد يعد من أصحاب السجاد عليه السلام أيضا (٥) ، وهو رجل معروف مترجم له في كتب العامة ، وقد أرخوا وفاته بسنة ١٧٢ أو ١٧٠ (٦) ، فوفاة عمرو بن أبي المقدام كانت قبل استشهاد الكاظم عليه‌السلام بأكثر من عشر سنين ، وقبل سجنه.

فيستبعد ـ من جهة الطبقة ـ اتحاد عمرو بن ميمون الذي يروي عنه الحسين ابن سعيد ، وعمرو بن ثابت أبي المقدام ، ولو أدرك الحسين بن سعيد عمرو بن أبي المقدام لكان راويا عن الكاظم عليه‌السلام بطبيعة الحال ، وكان من أصحابه ، وقد كان هو من موالي علي بن الحسين عليه‌السلام ، فليس من الرجال البعيدين عن أهل

__________________

(٤) رجال الشيخ : ١٣٠ / رقم ٤٣ وص ٢٤٧ رقم ٣٨٠ ، رجال البرقي : ١١ و ١٦

(٥) رجال النجاشي : الرقم ٧٧٧.

(٦) تهذيب التهذيب ٨ / ١٠ ، المجروحون ـ لابن حبان ـ ٢ / ٧٦.


البيت حتى يحتمل دركه لزمن الكاظم عليه‌السلام وعدم روايته عنه ، فتدبر.

مضافا إلى أنه لم نجد أحدا ذكر أن والد عمرو بن ثابت كان يسمى بميمون أيضا ، أو كان في سلسلة نسبة من يسمى بميمون ، وإلى عدم وجود ما يشهد بالاتحاد من اتحاد الراوي والمروي عنه أو اسم الأب أو غير ذلك. فالظاهر وجود رجل باسم عمرو بن ميمون وهو غير عمرو بن أبي المقدام ثابت ومتأخر عنه طبقة.

لكن ، مع هذا كله لا يمكن تخطئة الشيخ بمجرد ذلك ، إذ لا دليل على انحصار التكنية بأبي المقدام في والد عمرو بن ثابت ، فلعل عمرو بن ميمون أيضا هو عمرو ابن أبي المقدام.

فهل هذا الاحتمال يكون صحيحا أم لا؟ الجواب تجده ضمن المباحث الأخرى.

المبحث الثالث :

في اعتقاد الشيخ اتحاد عمرو بن ميمون مع عمرو بن أبي المقدام ثابت.

قال في «قاموس الرجال» : «التحقيق : خلط الفهرست بين رجلين (عمرو بن ميمون) وقد ورد في الكافي ، في باب معرفتهم عليهم‌السلام أولياءهم ، ففيه (الحسين ابن سعيد ، عن عمرو بن ميمون ، عن عمار بن مروان ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام) ولم يعلم لأبيه كنية ، و (عمرو بن أبي المقدام) واسم أبيه ثابت ، ومر عن رجال الشيخ والنجاشي والمشيخة والبرقي والكشي فجعلهما رجلا واحدا وطريقاه اللذان نقلهما في الكتابين اللذين ذكرهما له لا يدلان على مدعاه ، فالطريق الأول (عن عمرو ابن ميمون) ، والثاني (عن عمرو بن أبي المقدام) ولم يجمعا في طريق من الراوي حتى يكون شاهدا له ، ولعل منشأ خلطه أنه رأى (عمرو بن ميمون ، عن جابر ، عن الباقر عليه‌السلام) كما ذكر في طريق كتاب حديث الشورى ، ورأى (عمرو بن أبي المقدام ، عن جابر ، عن الباقر عليه‌السلام) كما في صلة رحم الكافي ، فتوهم اتحادهما لعدم التنافي بين الكنية والاسم.


لكن عرفت الاتفاق على كون عمرو بن أبي المقدام هو عمرو بن ثابت ، وحينئذ فكتابه الثاني ـ وهو كتاب المسائل ـ ليس لهذا لأن طريقه جعله لعمرو بن أبي المقدام ، وعمرو بن أبي المقدام غير هذا» (٧) إنتهى ما أردنا نقله هنا.

أقول : لا ريب في كون ثابت والد عمرو مكنى بأبي المقدام ، وكذا لا إشكال في انصراف عمرو بن أبي المقدام إلى عمرو بن ثابت ، لكن ذلك لا يثبت انحصار المسمى بعمرو بن أبي المقدام فيه بتاتا كما أشرنا إليه آنفا ، ولم يظهر أن مدرك الشيخ في الحكم بتكنية ميمون بأبي المقدام هو الطريقان المذكوران حتى يرد عليه عدم دلالتهما على مدعاه.

وحكم الشيخ باتحاد عمرو بن ميمون مع عمرو بن أبي المقدام ـ بمجرد روايتهما عن جابر الجعفي ـ بعيد ، نعم ، يأتي عند ذكر القول المختار ما يتمم هذا التقريب كي يكون وجها معقولا لوقوع الشيخ في الخطأ.

المبحث الرابع :

في نسبة كتاب حديث الشورى إلى عمرو بن ميمون الأودي.

اختار صاحب «قاموس الرجال» أن كتاب حديث الشورى لعمرو بن ميمون الأودي ، وقد أشار إلى ذلك في ترجمة عمرو بن ميمون ، وقال بعده في ترجمة عمرو بن ميمون الأودي : «عنونه حلية أبي نعيم وروى بإسناده ، عنه ، عن ابن عباس ، قال : أمر النبي بسد الأبواب إلا باب علي عليه‌السلام (٨). وروى الشيخ في أوائل أماليه مسندا عن شريك القاضي ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون الأودي أنه ذكر عنده علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، فقال : إن قوما ينالون منه ، أولئك هم وقود النار ، ولقد سمعت عدة من أصحاب محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم منهم حذيفة بن اليمان ،

__________________

(٧) قاموس الرجال ج ٧ / ١٦٩.

(٨) حليه الأولياء ٤ / ١٥٣.


وكعب بن عجرة يقول كل رجل منهم : لقد أعطي علي ما لم يعطه بشر (٩) ـ الخبر ـ

وفي معارف ابن قتيبة : أدرك النبي ومات سنة ٧٤ (١٠).

وروى في الحلية عنه قال : «شهدت عمر غداة طعن ، فكنت في الصف الثاني ، وما منعني أن أكون في الصف الأول إلا هيبته ، كان يستقبل الصف الأول إذا أقيمت الصلاة ، فإن رأى إنسانا متقدما أو متأخرا أصابه بالدرة ـ إلى أن قال بعد ذكره أن الطبيب قال لعمر : ما أرى أن تمسي ، وبعد ذكره محو عمر فريضة الجد من الكتب بيده ـ فقال عمر : ادعوا لي عليا وعثمان ـ إلى أن قال : ـ فلما خرجوا قال : إن ولوها الأجلح سلك بهم الطريق ، فقال له عبد الله بن عمر : ما يمنعك منه؟! قال : أكره أن أتحملها حيا وميتا» (١١).

ورواه ابن قتيبة مرفوعا عنه (١٢).

وقلنا في السابقة أن كتاب حديث الشورى لهذا كما عرفته من هذا الخبر ، لا لذاك كما قاله الفهرست ، ولا يمكن اتحادهما ، لأن ذاك روى بواسطتين عن الباقر عليه‌السلام كما عرفته من خبر الكافي ـ وجعل الفهرست الواسطة واحدة فيه سقط ـ وهذا كان أيام عمر رجلا يشهد صلواته» (١٣) إنتهى.

أقول : الأولى أن يستدل في عدم اتحاد عمرو بن ميمون الوارد في فهرست الشيخ ، وعمرو بن ميمون الأودي بتأريخ وفاته ، وأما مجرد شهوده الأودي لصلاة عمر فلا يكون مبررا لعدم إمكان اتحاده مع عمرو بن ميمون الراوي عن الباقر عليه السلام بواسطتين ، لاحتمال كونه من المعمرين ، ورواية الشيوخ عن الشباب ـ خصوصا إذا كان المروي عنه مثل الباقر عليه‌السلام الذي هو من الدوحة النبوية ـ

__________________

(٩) أمالي الشيخ ٢ / ١٧٠.

(١٠) المعارف : ٤٢٦.

(١١) حليه الأولياء ٤ / ١٥١.

(١٢) الإمامة والسياسة : ٢١.

(١٣) أنظر قاموس الرجال ٧ / ١٧٠.


ليست بمستبعدة.

لكن بعد أن لاحظنا وفاة عمرو بن ميمون الأودي في سنة ٧٤ أو ٧٥ (١٤) ، أي قبل إمامة الباقر عليه‌السلام بإحدى عشر أو عشر سنين ، ولاحظنا أنه أدرك الجاهلية وكان قد أسلم في زمن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بل يقال : إنه أدى صدقته إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١٥) ، وظاهرة بلوغه عند إدراك النبي صلى الله عليه وآله ، فحينئذ يستبعد جدا روايته عن الباقر بواسطتين بل بواسطة واحدة ، خصوصا إذا كان الواسطة جابر بن يزيد الجعفي ، المتوفى سنة ١٢٧ أو ١٣٢ ه.

ثم إن حكمه ـ دام ظله ـ بوجود السقط في طريق الفهرست لا وجه له ، لعدم التنافي بين الرواية مباشرة والرواية مع الواسطة في رواية واحدة ، كما نبه عليه في مقدمات المنتقى ، فضلا عن المقام حيث اختلفت الروايتان.

وكيف كان ، فالمهم تحقيق نسبة كتاب حديث الشورى إلى عمرو بن ميمون الأودي ، فإن ما حكاه ـ دام ظله ـ غير واف بإثبات ذلك لعدم اشتماله على ذكر حديث الشورى فنقول : روى العامة ـ كالبخاري في باب مناقب المهاجرين وفضلهم ، باب قصة البيعة والاتفاق على عثمان بن عفان ـ هذا الخبر عن عمرو بن ميمون.

وقد ذكر ابن حجر في شرحه : هو الأزدي (١٦) قال : رأيت عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه قبل أن يصاب بأيام بالمدينة وقف على حذيفة بن اليمان وعثمان بن حنيف ... ثم ذكر حديث قتله ، وفي آخره حديث الشورى.

وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : روى عمرو بن ميمون ، قال : سمعت عمر وهو يقول : ـ وقد أشار إلى الستة ولا يكلم أحدا منهم إلا علي بن أبي طالب وعثمان ... (١٧).

__________________

(١٤) الإصابة ١٣ / ١١٨ ، أسد الغابة ٤ / ١٣٤ ، الإستيعاب ٢ / ٥٤٢ (هامش الإصابة) ، تهذيب التهذيب ٨ / ١٠٩ ، المعارف : ٤٢٦.

(١٥) أسد الغابة ٤ / ١٣٤.

(١٦) فتح الباري ٧ / ٤٨.

(١٧) شرح ابن أبي الحديد ١٢ / ١٠٨ ، ثم إن في ص ١٩١ من هذا المجلد : روى عمرو بن ميمون ، قال : لما طعن عمر دخل عليه كعب الأحبار فقال : الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ، قد أنبأتك أنك شهيد (!؟) قال : من أين لي الشهادة وأنا بجزيرة العرب؟! والقطعتان غير موجودتين في صحيح البخاري وكأنه وقع فيه اختصار.


فهذا يدل على رواية عمرو بن ميمون الأودي لحديث الشورى ، لكنه لا يتنافى ذلك مع رواية رجل آخر مسمى بعمرو بن ميمون ، عن جابر ، عن الباقر عليه‌السلام ، والشيخ ـ قدس‌سره ـ لم يكتف بإثبات كتاب حديث الشورى له ، بل قال : إنه يرويه عن جابر ، عن الباقر عليه‌السلام ، وذكر في طريقه إلى الكتاب أيضا ذلك ، وقد استدل المحقق التستري ـ دام ظله ـ نفسه بهذا الطريق في توجيه خطأ الشيخ في إثبات كنية أبي المقدام لميمون ، فحينئذ لا نجد وجها لتخطئة الشيخ في هذه الخصوصيات أيضا.

ثم إن رواية عمرو بن ميمون الأودي مربوطة بحديث مقتل عمر إلى الفراغ من دفنه ، وأما حديث الشورى فقد أشير إليها في آخرها إشارة عابرة ، فلا يمكن أن يكون هذا الحديث من كتاب حديث الشورى.

هذا مضافا إلى أنه لم يثبت تشيع عمرو بن ميمون الأودي ـ أعني التشيع باصطلاح المتأخرين ، لا التشيع في قبال العثمانية ـ وما أورده ـ دام ظله ـ غير كاف لإثبات ذلك ، فإن مجرد رواية فضائل علي لا تدل على التشيع ـ وظاهر ترضيه على عمر تشيعه ، بل مر في خبر عنه مذكور في شرح ابن أبي الحديد ما قاله كعب الأحبار لعمر : قد أنبأتك أنك شهيد (!؟) ، فتأمل.

وفي حلية الأولياء ٤ / ١٤٩ بإسناده عنه : ثلاثة أرفضوهن ولا تكتموا فيهن ، القدر ، والنجوم ، وعلي وعثمان. وأيضا في ص ١٥٢ منه روى عنه عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام مدح بليغ لعمر ، فهذه كلها شواهد على عدم تشيع عمرو بن ميمون.

نعم ، هو غير ناصبي كما يدل عليه ما في حلية الأولياء وما في أمالي الشيخ ، وقد تقدم في كلام صاحب «قاموس الرجال».

فحينئذ لا وجه لذكر الشيخ إياه في فهرسته الذي هو فهرست مصنفي الشيعة ومن روى عنهم أو صنف لهم.

__________________

عمر دخل عليه كعب الأحبار فقال : الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ، قد أنبأتك أنك شهيد (!؟) قال : من أين لي الشهادة وأنا بجزيرة العرب؟!

والقطعتان غير موجودتين في صحيح البخاري وكأنه وقع فيه اختصار.


المبحث الخامس

في بيان القول المختار في المسألة.

المتحصل من جميع ما مر إلى حد الآن أن الحكم بخطأ الشيخ مشكل ، لكن مع ذلك الظاهر عدم كون كتاب حديث الشورى لعمرو بن ميمون ، وعدم كون كتاب مسائل اليهودي له ، وعدم ثبوت تكنية والد عمرو بن ميمون بأبي المقدام.

وتوضيح ذلك : أن الصدوق حكى في الخصال ، حكاية مسائل رأس اليهود عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وفي سنده : موسى بن عبيد ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن محمد بن الحنفية رضي‌الله‌عنه ، وعنه أيضا : عمرو بن أبي المقدام ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام (١٨).

وعمرو بن أبي المقدام الراوي عن أبي إسحاق السبيعي ، وجابر هو عمرو بن ثابت بن هرمز (١٩).

فالظاهر أن كتاب مسائل اليهودي لعمرو بن أبي المقدام المعروف.

هذا ، وأما كتاب حديث الشورى فالظاهر أنه لعمرو بن شمر ، ففي الاحتجاج : روى عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر عليه السلام .. وذكر حديث الشورى بالتفصيل وفيه : «فلما رأى أمير المؤمنين عليه‌السلام ما هم القوم من البيعة لعثمان قام فيهم ليتخذ عليهم الحجة ، فقال لهم : اسمعوا مني كلامي ، فإن يك حقا فاقبلوا ، وإن يك باطلا ، فأنكروا.

ثم قال : أنشدكم الذي يعلم صدقكم إن صدقتم ، ويعلم كذبكم إن كذبتم ، هل فيكم أحد صلى القبلتين كلتيهما غيري؟ قالوا : لا ...

إلى أن قال : نشدتكم بالله ، هل فيكم أحد نصبه رسول الله يوم غدير خم بأمر.

__________________

(١٨) الخصال : ٣٦٤ ، باب السبعة ح ٥٨.

(١٩) لاحظ : تهذيب التهذيب ٨ / ٩ ، الكافي ١ / ٣٧٤ ، الاختصاص : ٢٥٧ و ٣٣٤ وقارنه على سبيل المثال مع : الكافي ١ / ١٨١ و ٢٢٨ ، و ٢ / ١٥١ ، و ٥ / ١٥١ ، و ٦ / ٢٧٤ ، التهذيب ٧ / ح ١٧ ، و ٩ / ح ٤٠٧ ، البصائر : ٤ و ١٩٣ و ٢٥٥.


الله تعالى ـ فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ـ

غيري؟ قالوا : اللهم لا» (٢٠).

ولا يبعد أن هذا الحديث كان قد انفرد في موضع ، وكان عمرو بن شمر قد صحف فيه بعمرو بن ميمون (وتصحيف «شمر» ب «ميمون» غير غريب) فرأى الشيخ هذه النسخة المصحفة فتخيل اتحاد عمرو بن ميمون مع عمرو بن أبي المقدام ، ووجه هذا الاعتقاد أن حديث مسائل اليهودي أيضا مشتمل على مسألة الشورى أيضا ، وقد رواه عمرو بن أبي المقدام ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام.

فحيث لا تنافي بين التسمية بميمون والتكنية بأبي المقدام فالتشابه التام بين عمرو بن ميمون وعمرو بن أبي المقدام دعاه إلى القول باتحادهما.

فكتاب حديث الشورى عين هذه الرواية المبسوطة ، ويكفي هذا المقدار في إطلاق اسم الكتاب عليه كما هو غير خفي على العارف بمصطلح أرباب الرجال ، وإن أبيت فهذا الحديث جزء من ذاك الكتاب.

فتحصل من جميع ما مر أن كتاب حديث الشورى لعمرو بن شمر على الظاهر ، وكتاب مسائل اليهودي لعمرو بن أبي المقدام أيضا ، ولم يثبت كون لعمرو بن ميمون ذا كتاب ، ولا كون أبيه مكنى بأبي المقدام ، والحمد لله رب العالمين.

* * *

__________________

(٢٠) الاحتجاج : ١٣٤.


مصادر البحث

١ ـ الاحتجاج ، أبي منصور أحمد بن علي الطبرسي (القرن السادس) ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت ، ١٤٠٣ ه.

٢ ـ الاختصاص ، المنسوب إلى الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان (١) (٣٣٦ ـ ٤١٣ ه) ، مكتبة الصدوق ، طهران ، ١٣٧٩ ه.

٣ ـ الإستيعاب ، يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري القرطبي (٣٦٨ ـ ٤٦٣ ه) ، هامش الإصابة) دار صادر ، بيروت ، (من مطبعة السعادة ، مصر ، ١٣٢٨ ه).

٤ ـ أسد الغابة ، عز الدين علي بن محمد المعروف بابن الأثير (٥٥٥ ـ ٦٣٠ ه) ، انتشارات إسماعيليان ، طهران (من مطبعة جمعية المعارف المصرية ، ١٢٨٦ ه).

٥ ـ الأمالي (*)، الشيخ محمد بن الحسن الطوسي (٣٨٥ ـ ٤٦٠ ه) ، مكتبة الداوري ، قم (من مكتبة الحيدري ، النجف الأشرف).

٦ ـ الإمامة والسياسة ، عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (٢١٣ ـ ٢٧٦ ه) ، شركة مكتبة مصطفى البابي الحلبي ، مصر ، ١٣٨٨ ه.

٧ ـ بحار الأنوار ، المولى محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (١٠٣٧ ـ ١١١٠ ه) ، دار الكتب الإسلامية ، طهران ، ١٣٨٠ ه.

٨ ـ بصائر الدرجات ، محمد بن الحسن الصفار (ـ ٢٩٠ ه) ، نشره الحاج محمود الريسمانجي الصادقي ، تبريز ١٣٨١ ه (٢).

٩ ـ تهذيب الأحكام ، الشيخ محمد بن الحسن الطوسي (٣٨٥ ـ ٤٦٠ ه) ، دار الكتب الإسلامية ، النجف الأشرف ، ١٣٧٩ ه.

١٠ ـ تهذيب التهذيب ، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (٧٧٣ ـ ٨٥٢ ه) ، دار صادر ، بيروت (من مجلس دائرة المعارف النظامية ، حيدر آباد ، دكن ، ١٣٢٦ ه).

١١ ـ حلية الأولياء ، أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني (٣٣٦ ـ ٤٣٠ ه) ، دار الكتاب

__________________

* لاحظ ما كتبناه عند ذكر مصادر بحث الغدير في حديث العترة الطاهرة.

(١ و ٢) وهذه الطبعة مشحونة بالأغلاط فاعتمدنا علي النسخ المخطوطة منها فقط


العربي ، بيروت ١٣٨٧ ه.

١٢ ـ الخصال ، الشيخ الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن بابويه (ح ٣٠٦ ـ ٣٨١ ه) ، مكتبة الصدوق ، طهرا ن ، ١٣٨٩ ه.

١٣ ـ رجال البرقي ، المنسوب إلى أحمد بن أبي عبد الله البرقي (٣) ، مطبعة جامعة طهران ، ١٣٨٣ هـ.

١٤ ـ رجال الشيخ الطوسي ، محمد بن الحسن (٣٨٥ ـ ٤٦٠ ه) ، المكتبة الحيدرية ، النجف الأشرف ، ١٣٨١ ه.

١٥ ـ رجال النجاشي ، أبو العباس أبو الحسين أحمد بن علي النجاشي (٣٧٢ ـ ٤٥٠ ه) ، تحقيق آية الله السيد موسى الشبيري الزنجاني ، مؤسسة النشر الإسلامي ، قم ، ١٤٠٧ ه.

١٦ ـ شرح نهج البلاغة ، عز الدين عبد الحميد بن أبي الحديد المدائني (٥٨٦ ـ ٦٥٦ ه) ، إسماعيليان ، طهران (من نشر دار إحياء الكتب العربي ، ١٣٧٨ ه).

١٧ ـ صحيح البخاري (= الجامع الصحيح) ، محمد بن إسماعيل البخاري (١٩٤ ـ ٢٥٨ ه).

١٨ ـ فتح الباري شرح صحيح البخاري ، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (٧٧٣ ـ ٨٥٢ ه) ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، ١٤٠٢ ، (من المطبعة البهية المصرية ، القاهرة ، ١٣٤٨ ه).

١٩ ـ الفهرست ، الشيخ محمد بن الحسن الطوسي (٣٨٥ ـ ٤٦٠ ه) ، المكتبة المرتضوية ، النجف الأشرف ، ١٣٥٦ ه.

٢٠ ـ قاموس الرجال ، الشيخ المحقق محمد تقي بن التستري (ح ١٣٢٠ ـ) ، مركز نشر الكتاب ، طهران ١٣٨٦ ه.

٢١ ـ الكافي ، أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني (ـ ٣٢٨ أو ٣٢٩ ه) ، دار الكتب الإسلامية ، طهران ، ١٣٧٥ ه.

٢٢ ـ المعارف ، عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري ، (٢١٣ ـ ٢٧٦ ه) ، مطبعة دار الكتب ، ، ١٩٦٠ م.

٢٣ ـ معجم رجال الحديث ، آية الله العظمى السيد أبو القاسم بن علي أكبر الموسوي الخوئي

__________________

(٣) والنسبة خاطئة كما نبه عليه المحقق التستري في مقدمة «قاموس الرجال» وأثبتناه في مقال حول الربط بين رجال الشيخ ورجال البرقي.


(١٣١٧ ـ) ، منشورات مدينة العلم ، قم (الطبع في بيروت ، لبنان ، ١٤٠٣ ه).

٢٤ ـ منتقى الجمان ، الشيخ حسن بن زين الدين العاملي (٩٥٩ ـ ١٠١١ ه).

* * *


من ذخائر التراث



غديرية

للحر العاملي

(١١٠٤ ه)

أسد مولوي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين محمد وآله والمعصومين.

وبعد فهذه غديرية للحر العاملي لم يسبق لها أن نشرت ، وقد أخذناها من ديوانه المخطوط المصحح بخط يده.

الشاعر :

هو المحدث الكبير شيخ الإسلام محمد بن الحسن الحر العاملي ، صاحب كتاب الوسائل الذي تدور عليه رحي الاستنباط من يوم تأليفه إلى الآن.

ينتهي نسبة إلى الحر الرياحي شهيد الطف مع سيد الشهداء الحسين ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

ولد في قرية مشغرة ـ من قرى جبل عامل ـ ليلة الجمعة ثامن شهر رجب الخير عام ثلاث وثلاثين بعد الألف من الهجرة الشريفة.

ونشأ في مهد العلم حيث كانت أسرته (آل الحر) من الأسر العربية الأصيلة ، والبيوتات العلمية ، فقد أنجبت هذه الأسرة الجليلة عدة علماء.


أكمل الشيخ تحصيله في جبل عامل قرابة أربعين سنة حتى نال منه مراده ، ثم ألح عليه الشوق لزيارة الإمام الضامن الرضا عليه‌السلام ، فشد الرحال لأداء واجب الولاء لآل البيت ، وكحل عينيه برؤية الضريح المقدس وطابت له مجاورة الإمام ، فألقى عصا التسيار في طوس.

وتجمع حوله طلبة العلم ينهلون من معين علمه حتى تخرج به كثيرون.

وكان مع سعة علمه شاعرا مكثرا له ديوان شعر كبير ، قصر أكثره على آل الله مدحا ورثاءا.

وعاش حياته مثالا للعالم النزيه المصلح لنفسه وللرعية ، مقدرا عند ملوك الصفوية ، جارية أوامره في بلادهم ، إلى أن دعاه داعي الأجل فأجابه في اليوم الحادي والعشرين من شهر رمضان المبارك سنة ١١٠٤ ه ودفن في إيوان من أواوين حضرة الرضا عليه‌السلام فجاور إمامه حيا وميتا.

رحمه‌الله برحمته الواسعة ، ولا أخلى بلادنا من أمثاله.

للتوسع في ترجمته أنظر مقدمة وسائل الشيعة تحقيق وطبع مؤسسة آل البيت لإحياء التراث.

القصيدة

تائية في مديح الرسول الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله ، عرج فيها على مدح الأئمة من آل الرسول ، وتعرض لواقعة الغدير ، ولذلك اخترناها لتكون هدية إلى محبي آل البيت عليهم‌السلام بمناسبة عيد الغدير المبارك.

والله ولي التوفيق.

أسد مولوي


(الغديرية)

سقاني جمال الغيد كأس محبة

فجرعنى منها مدامة محنة

بدور (١) بدور (٢) قد أنارت بنورها

تحلت ولما أن تحلت تجلت

فتخجل أغصان النقا إن تمايلت

وتبدي سنا شمس السما إن تبدت

وقفن فلا أدري وقوف مودع

لنا ، أم لقاء ، أم معادي ورجعتي

تناهي غرامي في هواها وصبوتي (٣)

فسيان حالي في اكتهالي وصبوتي (٤)

دوائي ودائي عطفها وصدودها

وهيهات منها العطف عن غير عطفة

فيا هذه رفقا على ذي حشاشة

عفت (٥) ووهت (٦) آثارها بعد جدة

__________________

(١) البدور جمع بدر ، وهو القمر ليلة اكتماله.

(٢) بدور : في دور.

(٣) الصبوة : الميل إلى اللهو.

(٤) الصبوة : سن الشباب.

(٥) عفت : درست آثارها.

(٦) وهت : ضعفت.


حبيبة قلبي ، كل قلب لك الفدا

وكل محب بل وكل حبيبة

سلبت فؤادي يا فؤادي ومهجتي

وأعدمتني أثواب عز ، وبهجة

غدرت فأحييت القطيعة والجفا

وغادرتني في الحي حيا كميت

وأضرمت نار الشوق في قلب هائم

بحبك لما يسل عن غير سلوة

غمائم غم قد أظلت ، فظلت (٧) لا

أفيق ، ومن غمي بهجرك سكرتي

هواك وما أدراك ما الحب والهوى

هلاك يريني في الأماني منيتي

أما وهواها وهو أعظم حلفة

فلا تنتهي إلا إليه أليتي (٨)

لقد غادرت قلبي أسيرا لغدرها

كما أغرقت إنسان عيني بعبرتي

وصدت فصدت كل صب عن المنى

وكانت تصدت للقتال بمقلة

وقد أحرقت قلب الكئيب بهجرها

فكان كخال حل منها بوجنة

__________________

(٧) ظلت : مخفف ظللت أي بقيت.

(٨) الألية : اليمين أو القسم.


فيا لك من خال تخال سواده

هجيرة هجر أو كحظي لشقوتي

فتاة حوت كل الملاحة والبها

فليس لها من مشبه في البرية

ولو سمحت لي بالوصال وبالمنى

إذا أدركتني عند ذلك عفتي

كأن محياها الغزالة (٩) أشرقت

فأشرقت الأقطار لما تجلت

كأن نسيم الريح من نحو أرضها

روائح مسك من ثرى الربع هبت

كأن حمي (١٠) حلت به في توجهي

إليه وإقبالي بوجهي قبلتي

كأن بمغناها (١١) مشاعر مكة

إليهن حجي طول عمري وعمرتي

كأن النوى والقرب نار وجنة

وسلوانها والحب ذنبي وقربتي

كأن الهوى بحر ظللت أخوضه

فيقذف بي في لجة بعد لجة

__________________

(٩) الغزالة : الشمس.

(١٠) الحمى : مكان خاص ، كان مالكه يحميه من دخول غيره فيه.

(١١) المغنى : المكان ما دام الناس حالين فيه.


كان الزلال العذب يروى به الصدى

صدئ مسمعي والقلب ذكر أحبتي

كأن النوى (١٢) كانت تساء بشملنا الـ

جميع فسرت بعده بالتشتت

كأن فراقا ظلت أفرق (١٣) قبل أن

يحل حمام حال من دون منيتي

كأن اشتياقي للغضا (١٤) ولمن غدا

مقيما به نيرانه حين شبت

كأن غصون البان حين تمايلت

قدود به دون لمنازل حلت

كأن اسمها الأعلى الذي لم يفه به

لساني سر في خفاه مسرتي

كأن الدجى عندي حبيب لأنه

يجود بوصل الطيف في كل خلوة

ألا حبذا طيف لما زار مضجعي

فأربت على الأيام في الحسن ليلتي

لقد أرسلت ليلى مع الليل طيفها

فأطفأ مني حر وجدي وحرقتي

__________________

(١٢) النوى : البعد.

(١٣) أفرق : أخاف.

(١٤) الغضا : شجر ، ناره شديدة التوقد طويلة البقاء.


فقد جاملت (١٥) جمل ببذل جمالها

وقد سالمت سلمى بنفس سليمة

يكذب قول المانوية إنني

ترشفت من ظلم (١٦) الظلوم (١٧) بظلمة

ولكنها لما جفتني جفا الكرى

جفوني إلا بعض أجزاء لحظة

نصبت شراك النوم للطيف لحظة

فأسعدني طيف لسعدى بزورة

فلما انتبهت انبت (١٨) حبل وصاله

ففارقني ليت الفراق لفرقتي

ومذ سكنت قلبي سكينة لم أجد

سكونا به بل أعدمتني سكينتي

وكنت أرى أني على ما ينوبني

صبور فودعت اصطباري ومسكتي (١٩)

وكنت أظن الحب كالشهد (٢٠) طعمه

إذا هو مر الطعم أوهن مرتي (٢١)

__________________

(١٥) جاملت : أحسنت العشرة.

(١٦) الظلم : ماء الأسنان.

(١٧) الظلوم. اسم امرأة.

(١٨) انبت : انقطع.

(١٩) المسكة : العقل.

(٢٠) الشهد : العسل.

(٢١) المرة : القوة.


ترى ذا الهوى مما يكابد مطرقا

كأن به للشوق خشية مخبت (٢٢)

ولما رأينا ذلك الربع خاليا

بكيت لشمل بالفراق مشتت

وذان المنايا الركب من حرقة النوى

وحنت بنا تلك الركاب وأنت

وفاح لنا من ذلك الروض غدوة

روائح يحيي طيبها كل ميت

وما الحب إلا محنة غير أنه

برغمي له مني كمال محبتي

فلا والهوى العذري لست بعاذر

عذولا لشاك من صدود وجفوة

وأعدمتني يا بين كل مصاحب

فدونك وجدي (٢٣) فهو من بعض صحبتي

وأكبر غمي بعد شيبي أنني

فقدت ـ وقد وافى ـ سرور شبيبتي

بياضي مشيبي مع سواد شبيبتي

يشابه كل ضده من صحيفتي

ويا هاجري حسبي لقد قطع الحشا

جفاك فجد لي بعد صد بعطفة

__________________

(٢٢) المخبت : الخاشع الخائف من ربه.

(٢٣) (لوجد : الحز ن.


لقاء الغواني آلة لحصاد ما

بقلبي من غم ، وغرس مسرتي

جميع الأماني والمنايا تجمعت

لديك فهب لي منيتي أو منيتي

ولو أن ما بي من فراقك والجوى

غدا بالجبال الشامخات لدكت

ولو أن أصحاب السفينة جادهم

سحاب دموعي ما نجوا في السفينة

ولو أن إبراهيم ألقي في لظى

فؤادي غدا فيها حريقا كمهجتي

وأشغلت عن ديني ودنياي جملة

وأفنى سقامي من فراقك جملتي

خليلي هل لي من معين على الهوى

وأعبائه إذ أوهن الحب قوتي

وحرمة ود لم أخنه وللهوى

بقلبي لمن أصفاه أوكد حرمة

وحمرة خديها وخمرة لحظها

وقد أعقبتني سكرة أي سكرة

وأسهم ألحاظ لها ما تواترت

إلى ذي فؤاد قط إلا وأصمت (٢٤)

__________________

(٢٤) أصمى السهم : نفذ في الرمية.


وبهجة ذياك الجبين الذي بدا

كصبح بدا من تحت ظلمة طرة (٢٥)

وجسم لها كالسماء رقة ملمس

وقلب به قاس كجلمود صخرة

وترب حبته ريح مسك وعنبر

وغالية (٢٦) لما عليه تخطت

ومغنى حوى منها المنية والمنى

ومعنى به عن كل حسناء جلت

وطيب أحاديث الحبيب ودعوة الر

سول بوعد منجز من حبيبة

ووصل لحب بعد فرط صدوده ،

وجمع لشمل بعد طول تشتت

لقد ذاب جسمي والفؤاد ، وقد جفت

بأنواع أسقام ونيران زفرة

وقد قطعت لما رأتني أكفها

وقطعت قلبي عند ذاك ومهجتي

وقد سكنت قلبي المعنى ببعدها

عن العين مذ بانت وحلت بفكرتي

عقرت فؤادي للعذارى ولم أكن

لأرضى لأحبابي بعقر مطيتي

__________________

(٢٥) الطرة : شعر مقدم الرأس.

(٢٦) الغالية : نوع من الطيب.


وما زال سلطان الهوى متسلطا

على الخلق لا يدفع بعز ومنعة

فلو أن ذا القرنين وهو مدوخ (٢٧) الـ

ملوك رماه بالجنود لذلت

هو الظالم العاتي الذي ما لحكمه

مرد بعزم واحتيال وقوة

وإني لجسم وهي روح ومهجة

وكيف بقاء الجسم من دون مهجة

خليلي من واسى الخليل تفضلا

إذا اضطر في البلوى ولا كبليتي

ولو أن دمع المزن كاثر مدمعي

لأخجله دمعي الغزير بكثرة

وهب أن ودق (٢٨) الغيث ساوى مدامعي

فمن أين يحكي ماؤه دم عبرتي

صحبت بني دهري إلى أن خبرتهم

وأفنيت في استعلامهم شطر مدتي

فأعرضت عنهم جانبا وهجرتهم

ولم أحتفل منهم بود وخلة

كأن بني الدهر الهوى في صفاته

فباطن آلام بظاهر لذة

__________________

(٢٧) دوخ الملوك. غلبها واستولى على ما في أيديها.

(٢٨) الودق : المطر.


بليت بحظ لو تطلبت للدجى

صباحا لما ألفيت غير دجنة (٢٩)

وعاد نهار الناس ليلا وأظلمت

على الخلق أقطار السما والبسيطة

ولو رمت ليلا من زماني في الدجى

لعاد نهارا لم يجد لي بليلة

ولو أنني لما تناهى بي الصدى

وردت البحار الزاخرات لجفت

ولو أني استسقيت أروى غمامة

لمرت وما جادت علي بقطرة

فويحك يا دهري أمثلي يزدرى

لديك بلا ذنب إليك وزلة

وهبك زويت الحظ عني جاهلا

فحسبي كمالي في العلا وفضيلتي

وهل لبنيك الأرذلين ذوي الغنى

وأهل الحظوظ المسعدات مزيتي

ومن منهم يغني غناي لدى الوغى

أو السلم في علم غزير ونجدة

عجبت لأحكام الزمان ولم يزل

يرينا من الأحوال كل عجيبة

__________________

(٢٩) الدجنة : الظلمة.


فلا فاضل إلا بأوفر محنة

ولا جاهل إلا بأوفر نعمة

على أن لي حظا من الدين وافرا

بحب نبي ذي مفاخر جمه (٣٠)

شموس الهدى من أفق مجد محمد (ص)

بدت وظلام الكفر والشرك جلت

له المعجزات الباهرات التي علت

عن الوصف والتعداد حصرا وجلت

أتى منذرا والقوم من قبل بعثه

من الليل ـ ليل الجهل ـ في أي ظلمة

فأشرقت الأقطار نورا وبهجه

به وبدور المعجزات تبدت

أتى معشرا حازوا الفصاحة جملة

فأخرس منهم كل نطق ولهجة

وأفحم بالقرآن كل معارض

فعن مثله الآذان في الدهر صمت

فيا لك من ذكر حكيم علومه.

عن العد والاحصاء جلت وجمت

لو أن بحار الأرض كان مدادها

لما دونت منها اليسير وجفت

__________________

(٣٠) في هذا البيت تخلص الشاعر من الغزل وشكوى الزمان إلى غرضه ، وهو مدح النبي وآله صلوات الله عليه وعليهم.


ولو نزلت آياته وهي جمة

على جبل يلقى السماء بذروة

لأصبح منها خاشعا متصدعا

لخوف به يوهي الصخور وخشية

نبي الهدى بحر الندى مورد العدى

حياض الردى من مورد المشرفية

له انشق بدر التم (٣١) ، والشمس بعد ما

تدانت بآفاق المغارب ردت (٣٢)

وأذهب صرف الدهر عين قتادة

فرد له بعد العمى أي مقلة (٣٣)

وحن إليه الجذع شوقا (٣٤) وسبح ال

حصى مفصحا في كفه بعد عجمة (٣٥)

وجاءت له الأشجار تسعى مطيعة (٣٦)

وراحته للجيش بالسماء روت (٣٧)

__________________

(٣١) الخصائص الكبرى ١ : ١٢٥ وقد عقد له بابا مستقلا ، وانظر تفاسير القرآن الكريم في تفسير قوله تعالى (اقتربت الساعة وانشق القمر) سوره القمر ، آية : ١.

وانظر : دلائل النبوة ، للحافظ أبي نعيم الإصبهاني ١ : ٣٦٧.

(٣٢) الخصائص الكبرى ١ : ٢٣٢ وعقد له بابا في ٢ : ٨٢.

(٣٣) الخصائص الكبرى ١ : ٢٠٤ ودلائل النبوة لأبي نعيم ٢ : ٦٢١ ح ٤١٦.

(٣٤) الخصائص الكبرى ٢ : ٧٥ وعقد له بابا مستقلا.

(٣٥) الخصائص الكبرى ٢ : ٧٤ وعقد له بابا مستقلا.

(٣٦) الخصائص الكبرى ١ : ١٢١ وعقد له بابا مستقلا.

(٣٧) دلائل النبوة ، لأبي نعيم ٢ : ٥٢٠ ، ٥٣١ وقد عقد لهذه المعجزة الفصل الحادي والعشرين من كتابة ح ٣١١ ـ ٣٢١ ، والخصائص الكبرى ٢ : ٤٠ ـ ٤٥ وقد عقد لذلك بابا مستقلا.


وسل عن مزايا فضله أم معبد

وشاة لها عجفاء جهداء درت (٣٨)

وعوسجة قد أثمرت حين زارها

فأضحت لها زهو كأعظم دوحة (٣٩)

وسابحة ساخت قوائمها فمذ

دعا بعد ما غاصت إلى الأرض ردت (٤٠)

__________________

(٣٨) قالت أم معبد لزوجها أبي معبد لما رأى اللبن وسألها : من أين ...؟ قالت : لا الله إلا أنه مر بنا رجل مبارك ، من حاله كذا وكذا.

قال : صفيه لي.

قالت : رأيت رجلا ظاهر الوضاءة ، أبلج الوجه ، حسن الخلق ، لم تعبه ثجلة ، ولم تزر به صعلة ، وسيما قسيما ، في عينيه دعج ، وفي أشفاره وطف ، وفي صوته صحل ، وفي عنقه سطع ، وفي لحيته كثاثة ، أزخ أقرن. إن صمت فعليه الوقار ، وإن تكلم سما وعلاه البهاء. أجل الناس وأبهاه من بعيد ، وأحلاه وأحسنه من قريب. حلو المنطق ، فصل لا نزر ولا هذر ، كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن.

ربعة لا يائس من طول ، ولا تقتحمه عين من قصر ، غصن بين غصنين ، فهو أنضر الثلاثة منظرا ، وأحسنهم قدرا.

له رفقاء يحفونه ، إن قال أنصتوا لقوله ، وإن أمر تبادروا إلى أمره. محفود محشود ، لا عابس ولا معتد.

قال أبو معبد : هو والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة ، لقد هممت أن أصحبه ، ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا.

الفائق ١ : ٩٤ فما بعد.

الخصائص الكبرى ١ : ١٨٨.

وحديث الشاة فيهما أيضا.

(٣٩) ربيع الأبرار ١ : ٢٨٥.

(٤٠) الخصائص الكبرى ١ : ١٨٦ والسابحة : هي فرس سراقة بن مالك لما لحق النبي صلى الله عليه وآله في الهجرة.


نعم ، وذراع الشاة باح بسره

وأظهر ما يخفون من صنع عبدة (٤١)

وعن فضله ذئب الفلاة محدث

تكلم للراعي بأفصح لهجة (٤٢)

وأشبع من زاد قليل جماعة

كثيرين في أيامه غير مرة (٤٣)

وقد خفيت في الرمل آثار مشيه

على أنها في الصخر غير خفية (٤٤)

ولما أن استسقى السحائب أمطرت

وأشفت على تخريب دور المدينة

فقال : حوالينا ، فدارت ولم تصب

من الهاطل المنهل دارا بقطرة (٤٥)

وإيوان كسرى ارتج يوم ولادة

وقد نكست أعلامه بعد عزة (٤٦)

وكرسيه أضحى الغداة منكسا

فدل على تغيير ملك وذلة

__________________

(٤١) الخصائص الكبرى ١ : ٢٥٦ فما بعد.

(٤٢) الخصائص الكبرى ١ : ٦١ فما بعد.

(٤٣) الخصائص الكبرى ٢ : ٤٥ ـ ٥٣ فما بعد ، باب معجزاته (صلى الله عليه وآله وسلم) في تكثير الطعام.

(٤٤) مناقب آل أبي طالب ١ : ١٢٦.

(٤٥) الخصائص الكبرى ٢ : ١٦٢.

(٤٦) الخصائص الكبرى ١ : ٥١.


وقد خمدت إذ ذاك نيران فارس

وساوة سيئت والبحيرة جفت (٤٧)

وبشرت الكهان من قبل بعثه

به (٤٨) وعن السمع الشياطين صدت (٤٩)

وقد ظللته حيث سار غمامة

تقيه فما أذاه حر الهجيرة

رآه (بحيرا) سائرا تحت ظلها

وشاهد أعلام الهدى والنبوة

فحدث ذاك الركب جهرا وعمه

أبا طالب عنه بكل عجيبة (٥٠)

وفجر بئرا كان قد غاض ماؤها

وأذهب عنه ما به من ملوحة (٥١)

وأخبر بالغيب الخفي فكم لقد

أبان جهارا من مصون سريره (٥٢)

__________________

(٤٧) الخصائص الكبرى ١ : ٥١.

(٤٨) الخصائص الكبرى ١ : ٣٣ باب أخبار الكهان.

(٤٩) تفاسير القرآن الكريم ، سورة الجن ، آية : ٩.

(٥٠) الخصائص الكبرى ١ : ٨٣ فما بعد.

(٥١) الخصائص الكبرى ٢ : ٤٥.

(٥٢) إخباره (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) بالمغيبات مما شاع واشتهر ، وقد جمع السيوطي في الخصائص جملة كبيرة من أخبار هذا الموضوع ، في عدة أبواب ، أنظرها في ج ٢ : ٩٩ فما بعد.


وإسلام عباس بذلك شاهد

وكم مثلها قد شاع بين البرية (٥٣)

وأما مزاياه الحسان وخلقه العظيم

فأمر جل عن كل مدحة

ومن لي بإحصائي مناقب مجده

والسنة الأقلام عن ذاك كلت

شفاعته يوم القيامة جنة

من النار للعاصي وأية جنة

له الحوض يوم الحشر يروى بكأسه

العطاش فلا يخشون من حر حرقة

له كل مجد في البرايا وسؤدد

وقد جاز فيما حازه كل رتبة

وفضله رب العباد على الورى

من الرسل والأملاك أي فضيلة

وأسرى به فوق السماوات كلها

إلى العرش ليلا من جوانب مكة

وكان إماما في السماء وخلفه

ملائكة الرحمن والرسل صلت

وقال له جبريل : قد جزت موضعا

إلى وطئه أقدامنا ما تخطت

__________________

(٥٣) الخصائص الكبرى ١ : ٢٠٧.


وجاوز حجب النور فردا ولم يكن

ليسعى سواه بين تلك الأشعة

وعاد إلى مثواه من بطن مكة

وكان سراه والرجوع بليلة

وقد كان نورا لاح في وجه آدم

أبر على شمس الضحى إذ تبدت

فخرت له الأملاك في الحال سجدا

لسر بدا إذ ذاك منه وهيبة (٥٤)

عليه من الرحمن أزكى صلاته

وأكمل تسليم وأسنى تحية

وعترته الغر الكرام وآله ال

أولى جمعوا في الفضل أعلى المزية

لقد شاركوه في الكمال وفاتهم

على ما حوى من فضله بالنبوة

مودتهم فرض بنص أتى به

صريحا خلا عن كل شك وشبهة (٥٥)

__________________

(٥٤) ينابيع المودة : ٤٨٥.

(٥٥) أنظر تفاسير القرآن الكريم في تفسير قوله تعالى (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربي).

وانظر : البخاري ٦ : ١٦٢.


وأذهب عنهم كل رجس مدنس

وطهرهم من كل عيب ووصمة (٥٦)

وقد أودعوا علم النبي محمد

ففاقوا البرايا بالعلوم الخفية (٥٧)

فهم خيرة الرحمن من سائر الورى

وحجته في كل إنس وجنة

وهم إن عرا جدب بحور سماحة ،

وهم إن دجا خطب بدور دجنة (٥٨)

بهم نصر الإسلام حتى تمهدت

مسالكه من بعد ضعف وذلة

فكم أحجم الأبطال خوفا من الردى

فأقدم ليث الحرب يسطو بنجدة

أخو المصطفى (٥٩) مولى الأنام بنصه (٦٠)

علي ، علي ، القدر بين البرية

__________________

(٥٦) إشارة إلى قوله تعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).

(٥٧) ينابيع المودة.

(٥٨) منافب علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، للخوارزمي : ٣٤.

(٥٩) تاريخ دمشق ١ : ١١١ ج ١٥٠ ، وذخائر العقبى : ٧٥ ، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٩ : ١٦٩ من طريق أحمد في المسند والمناقب ، وغيرهم كثيرون.

(٦٠) هذا هو حديث الغدير المعروف ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ...» وهو أشهر من أن يخرج فقد كنت فيه ابن جرير الطبري مجلدين في رواته ، وكتب الشيخ الأميني المجلد الأول من كتابه «الغدير» لطرقه ورواته ، وخصص له صاحب العبقات مجلدين ضخمين وقد تجاوز رواته حد التواتر.


وسل يوم بدر ثم أحد وخيبر

ويوم حنين والكتائب فرت

وسل وقعة الأحزاب من صال فيهم

بعزم لشمل المشركين مشتت

فكم جندل الأبطال في نصر أحمد

وخاض بحار الحرب حتى تجلت

فسائر أصناف الخلائق بالهدى

أقرت لخوف البأس منه ورهبة

إمامتهم أقوى دليلا وحجة

بفرط وضوح واعتماد وكثرة

أليس كتاب واحد عندنا أتى

بألفي دليل للإمامة مثبت

وأصحابه الغر الميامين من لهم

به شرف باد لعين البصيرة

نجوم أطافت حول بدر جماله

لأعينهم قد كان أجمل نزهة

وكم نزهوا أسماعهم وقلوبهم

بأقواله في روضة أي روضة

فطوبى لهم فازوا بمجد مؤثل

وسعد به حازوا لأرفع رتبة

إليك رسول الله مني مدحة

بدر معاليك العوالي تحلت


وإني وإن بالغت جهدي لعاجز

عن البعض من أدنى المزايا السنية

ومدحيهم كم حار منتخب له

متى ينف بيتا منه يندم ويبلت (٦١)

وأنت رجائي يوم حشري ومبعثي

ومن كل ما يخشى غدا أنت جنتي

فكن منقذي من حر نار تأججت

لمثلي من أهل الذنوب أعدت

فإن رجائي للشفاعة منك لي

وحب بنيك الأكرمين وسيلتي

تقاصر عن حبي لكم وهواكم

وإخلاص قلبي في هوى ومحبة

هوى قيس لبنى مع جميل بثينة

ومجنون ليلى مع كثير عزة

فصلى عليك الله أزكى صلاته

بكل مساء والأصيل وغدوة

* * *

__________________

(٦١) يبلت : ينقطع حياء.


الإعلام

بحقيقة إسلام أمير المؤمنين

عليه‌السلام

للعلامة الكراجكي

علي موسي الكعبي

مقدمة :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ... والصلاة والسلام على سيد الأنام ومصباح الظلام أبي القاسم محمد وعلى آله الهداة الميامين وصحبه المتقين.

وبعد :

طالعنا في العدد (١٩) من هذه المجلة الغراء ـ تراثنا ـ الرسالة الموسومة بـ «القول المبين عن وجوب مسح الرجلين» والمقتطعة من كتاب «كنز الفوائد» للعلامة أبي الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي رضوان الله تعالى عليه.

وقد أبنا القول هناك في ترجمته وبيان مشايخه وتلامذته وكتبه ، كما أشرنا إلى منهجنا في تحقيق الرسالة سالفة الذكر (١) ، ونحن هنا بصدد رسالة أخرى ـ أو كتاب آخر ـ من «كنز الفوائد» ارتأينا تحقيقها ، وهي : الإعلام بحقيقة إسلام أمير المؤمنين عليه‌السلام ، معتمدين في ذلك على نسختين :

١ ـ النسخة الخطية المحفوظة في المكتبة الرضوية بمشهد المقدسة ، برقم ٢٢٦ مسطرتها

__________________

(١) تراثنا ، العدد ١٩ ، السنة الخامسة ، ص ١٨٥.


١٩ سطرا ، سنة النسخ ٦٧٧ ه ـ ق ، وهي المعبر عنها بنسخة الأصل.

٢ ـ الكتاب المطبوع على الحجر ـ من منشورات مكتبة المصطفوي ـ قم المشرفة ، ولم نعتمد على هذا الكتاب إلا في موارد نادرة.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

علي موسى الكعبي

* * *




ومما عملته لبعض الإخوان كتاب

(الإعلام بحقيقة إسلام أمير المؤمنين عليه‌السلام)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ذي الجود والاكرام ، الهادي إلى شريعة الإسلام ، وصلاته على خيرته من جميع الأنام ، سيدنا محمد رسوله وأهل بيته الطهرة من الآثام ، وسلام الله على أول السابقين إسلاما وإيمانا ، وأخلص المصدقين إقرارا وإذعانا ، وأنصح الناصرين سرا وإعلانا ، وأوضح العالمين حجة وبرهانا ، الذي كان سبقه إلى الدخول في الإسلام وكونه بعد الرسول الحجة على الأنام مشابها لخلق آدم صلى الله عليه في وجود الخليفة قبل المستخلف عليه ، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، ذي الفضائل والمناقب ، ولعنة الله على باغضيه ، ومنكري فضله وحاسديه.

هذا مختصر جمعت لإخواني فيه من الكلام في إسلام أمير المؤمنين صلى الله عليه ما يجب الانتهاء إليه ، والاعتماد في المسألة عليه.

فصل

يجب أن يقدم في تصحيح القول بأن أمير المؤمنين صلوات الله عليه أسلم.

اعلموا ـ أيدكم الله ـ أن المخالفين لشدة عداوتهم لأمير المؤمنين ، ألقوا شبهة موهوا بها على المستضعفين ، وجعلوها طريقا يسلكها من يروم نفي الإسلام عن أمير المؤمنين صلى الله عليه.

وذلك أنهم قالوا : إنما يصح الإسلام ممن كان كافرا ، فأقا من لم يك قط ذا كفر ولا ضلال فلا يجوز أن يقال : إنه أسلم.

وإذا كان علي بن أبي طالب عليه‌السلام لم يكفر قط فلا يصح القول بأنه


أسلم.

وهذه لعنة (١) من النصاب ، لا تخفى على أولي الألباب ، يتسببون (٢) بها إلى القدح في أمير المؤمنين عليه‌السلام ، والراحة من أن يسمعوا القول بأنه أسلم قبل سائر الناس.

وقد تعدتهم هذه الشبهة فصارت في مستضعفي الشيعة ، ومن لا خبرة له بالنظر والأدلة ، حتى أني رأيت جماعة منهم يقولون هذا المقال ، ويستعظمون القول بأن أمير المؤمنين عليه‌السلام أسلم أتم استعظام!!

وقد نبهتهم على أن هذه الشبهة مدسوسة عليهم ، وأن أعداءهم ألقوها بينهم ، فمنهم من قبل ما أقول ، ومنهم من أصر على ما يقول.

وقد كنت اجتمعت بأحد الناصرين لهذه الشبهة من الشيعة ، فقلت له : أتقول : إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام مسلم؟

فقال : لا يسعني غير ذلك.

فقلت له : أفتقول : إنه يكون مسلما من لم يسلم؟!!

فقال : إن قلت بأنه أسلم لزمني الاقرار بأنه قبل إسلامه لم يكن مسلما ، ولكني أقول : إنه ولد مسلما مؤمنا.

فقلت : هذا كقولك : إنه ولد حيا وقادرا وهو يؤديك إلى أن الله تعالى خلق فيه الإسلام والإيمان كما خلق فيه القدرة والحياة ، ويدخل بك في مذهب أهل الجبر ، ويبطل عليك القول بفضيلة أمير المؤمنين عليه‌السلام في الإسلام ، وما يستحق عليه من الأجر ، فاختر لنفسك :

إما القول : بأن إسلامه وإيهانه فعل لله سبحانه ، وأنه ولد مسلما مؤمنا ، وإن ساقك إلى ما ذكرناه.

__________________

(١) كذا ، وفي الحجرية ، (ملعنة) ، ولعلها تصحيف : لعبة

(٢) في الحجرية : يتشبثون.


وإما القول : بأن الله تعالى أوجده حيا قادرا ، ثم آتاه عقلا وكلفه بعد هذا ، فأطاع وفعل ما أمر به مما يستحق جزيل الأجر على فعله ، فإسلامه وإيمانه من أفعاله الواقعة بحسب قصده وإيثاره ، وإن أداك في وجوده قبل فعله إلى ما وصفنا.

فحيره هذا الكلام ، ولم يجد فيه حيلة من جواب!

ومما يجب أن يكلم به في هذه المسألة أهل الخلاف أن يقال لهم : لم زعمتم أنه لم يسلم إلا من كان كافرا؟!

فإن قالوا : لأن من صح منه وقوع الإسلام فهو قبله عار منه ، وإذا عري منه كان على ضده ، وضده الكفر.

قيل لهم : لم زعمتم أنه إذا عري منه كان على ضده؟! وما أنكرتم من أن يخلو منهما فلا يكون على أحدهما؟

فإن قالوا : إن ترك الدخول في الإسلام هو ضده ، لأنه لا يصح اجتماع الترك والدخول ، فمتى كان تاركا كان كافرا لأن معه الضد.

قيل لهم : إنما يلزم ما ذكرتم متى وجدت شريعة الإسلام ، ولزم العمل بها ، وعلم العبد وجوبها عليه بعد وجودها ، فأما إذا لم يكن نزل بها الوحي ، ولا لزم المكلف منها أمر ولا نهي ، فإلزامكم التكفير جهل وغي.

فإن قالوا : قد سمعناكم تقولون : إن الوحي لما نزل على النبي صلى الله عليه وآله بتبليغ الإسلام دعا إليه أمير المؤمنين عليه‌السلام فلم يجبه عند الدعاء ، وقال له : «أجلني الليلة» (٣) وتعدون هذا له فضيلة ، وفيه أنه قد ترك الدخول في الإسلام بعد وجوده!!

قلنا : هو كذلك ، لكنه قبل علمه بوجوبه ، وهذه المدة التي سأل فيها الأنظار هي زمان مهلة النظر التي أباحها الله تعالى للمستدل ، ولو مات فيها العبد قبل أن يعتقد الحق لم يكن على غلط ، وهكذا رأيناكم تفسرون قول إبراهيم عليه‌السلام لما

__________________

(٣) الفصول المختارة : ٢٢٧.


رأى كوكبا ، قال : هذا ربي ، فلما أفل قال : لا أحب الآفلين (٤) ، إلى تمام قصته عليه السلام ، وقوله : إني برئ مما تشركون إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين (٥).

وتقولون : إن هذا منه كان استدلالا ، وهو في زمان مهلة النظر التي وقع منه عقيبها العلم بالحق (٦).

فإن قالوا : فما تقولون في أمير المؤمنين عليه‌السلام قبل الإسلام ، وهل كان على شئ من الاعتقادات؟

قيل لهم : الذي نقوله فيه : إنه كان في صغره عاقلا مميزا ، وكان في الاعتقاد على مثل ما كان عليه رسولي الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قبل الإسلام ، من استعمال عقله والمعرفة بالله تعالى وحده ، وإن ذلك حصل من تنبيه الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله له عليه ، وتحريك خاطره إليه ، وحصل للرسول من ألطاف الله تعالى التي حركت خواطره إلى الإسلام والاعتبار ، ولم يكن منهما من سجد لوثن ولا دان بشرع متقدم.

فأما الأمور الشرعية فلم تكن حاصلة لهما ، فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وآله لزم أمير المؤمنين عليه‌السلام الاقرار به والتصديق له وأخذ المشروع منه.

وإنما قال له : «أجلني الليلة» ليعتبر فيقع له العلم واليقين مع اعتقاد التصديق لرسول رب العالمين ، فلما ثبت له ذلك أقر بالشهادتين مجددا للاقرار بالله سبحانه ، وشاهدا ببعثة رسول الله صلى عليه وآله.

فإن قالوا : فأنتم إذن تقولون : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أسلم ، وهذا أعظم من الأول.

قيل لهم : إنما العظيم في العقول هو الانصراف عن هذا القول ، فإن لم تفهموا

__________________

(٤) تضمين من سورة الأنعام ٦ : ٧٦.

(٥) تضمين من سورة الأنعام ٦ : ٧٨ ، ٧٩.

(٦) أنظر ، الجامع لأحكام القرآن ٧ : ٢٥ و ٢٦ ، التفسير الكبير ـ للفخر الرازي ـ ١٣ : ٥٢.


فيه حجة العقل فما تصنعون في دليل السمع ، وقد قال الله عزوجل لنبيه عليه‌السلام : (قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم ولا تكونن من المشركين) (٧).

وقوله سبحانه : (قل إن هدى الله هو الهدى وأمرنا لنسلم لرب العالمين) (٨).

وقوله سبحانه : (فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد) (٩).

ونظير ذلك كثير في القرآن ، فكيف يصح هذا الإسلام من الرسول ولم يكن قط كافرا ، وهل بعد هذا البيان شك يعترض عاقلا؟!

ثم يقال لهم : إذا كان لا يسلم إلا من كان كافرا ، فما تقولون في إسلام إبراهيم الخليل صلى الله عليه ولم يكن قط كافرا ولا عبد وثنا حيث قال له ربه : أسلم ، قال : أسلمت لرب العالمين ، ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون (١٠).

فقد تبين لكم ـ إيها الأخوان ، ثبتكم الله على الإيمان ـ ما تضمنه هذا الفصل من البيان عن صحة إسلام أمير المؤمنين عليه‌السلام.

وأنا أتكلم بعد هذا على النصاب الذين قالوا : إنه صلى الله عليه قد أسلم ، ولكنه لم يكن السابق الأول ، وزعمهم أن المتقدم على جميع الناس أبو بكر.

* * *

__________________

(٧) الأنعام ٦ : ١٤.

(٨) الأنعام ٦ : ٧١.

(٩) آل عمران ٣ : ٢٠.

(١٠) تضمين من سورة البقرة ٢ : ١٣١ و ١٣٢.


فصل من البيان

عن أن أمير المؤمنين عليه‌السلام أول بشر سبق إلى الإسلام بعد خديجة عليها‌السلام.

اعلموا أن أهل النصب والخلاف قد حملتهم العصبية والعناد على أن ادعوا تقدم إسلام أبي بكر على سائر الناس.

وإذا هم عرجوا عن طريق المكابرة ، واطلعوا في السير الطاهرة ، والأخبار المتواترة ، والآثار المتضافرة (١١) ، والأشعار السائرة ، وأقوال أمير المؤمنين عليه‌السلام الظاهرة.

وجدوا جميع ذلك ناطقا بخلاف ما يزعمون ، شاهدا بكذبهم فيما يدعون ، قاضيا بأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام أول ذكر آمن برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسبق إلى الإسلام وأنه لم يتقدمه بشر من الأمة بأسرها غير خديجة بنت خويلد رضي‌الله‌عنها (١٢).

وقد روي أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعث يوم الاثنين وفيه أسلمت خديجة ، وأن أمير المؤمنين عليه‌السلام أسلم يوم الثلاثاء (١٣).

وروى أصحاب الحديث عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال : كان علي يألف النبي عليه‌السلام ، فأتاه فوجده وخديجة يصليان ، قال ابن عباس : وعلي يومئذ ابن عشر حجج ، فقال لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ما هذا؟».

قال : «يا علي ، هذا دين الله الذي ارتضاه لنفسه ، وبعث به رسله ، أدعو إلى الله وحده لا شريك له».

فقال علي عليه‌السلام : «هذا شئ لم أسمع به».

قال : «صدقت يا علي».

__________________

(١١) في الأصل : المتناظرة ، وفي الحجرية : المتناصرة ، وما أثبتناه من هامشها.

(١٢) السيرة النبوية ـ لابن هشام ـ ١ : ٢٦٢.

(١٣) سنن الترمذي ٥ : ٦٤٠ / ٣٧٢٨ ، تأريخ الطبري ٢ : ٣١٠ / ٠ ١١٦ ، الكامل في التأريخ ٢ : ٥٧.


فمكث علي تلك الليلة مفكرا ، فلما أصبح أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال له : «لم أزل البارحة مفكرا فيما قلت لي ، فعرفت الحق والصدق في قولك ، وأنا أشهد أن لا إلة إلا الله وحده لا شريك له ، وأنك رسول الله» (١٤).

وأخبرني شيخنا المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان رضي‌الله‌عنه إجازة ، قال : أخبرني أبو الجيش المظفر بن محمد البلخي ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد ابن أحمد بن أبي الثلج ، قال : حدثني أبو الحسن أحمد بن القاسم البرتي (١٥) ، قال : حدثني عبد الرحمن بن صالح الأزدي ، قال : حدثنا سعيد بن خثيم ، قال : حدثنا (١٦) أسد ابن عبده (١٧) ، عن يحيى بن عفيف ، عن أبيه ، قال : كنت جالسا مع العباس بن عبد المطلب رضي‌الله‌عنه بمكة قبل أن يظهر أمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فجاء شاب فنظر إلى السماء حين تحلقت (١٨) الشمس ثم استقبل الكعبة فقام يصلي ، ثم جاء غلام فقام عن يمينه ، ثم جاءت امرأة فقامت خلفهما ، فركع الشاب فركع الغلام والمرأة ، ثم رفع الشاب فرفعا ، ثم سجد الشاب فسجدا ، فقلت. يا عباس ، أمر عظيم!

فقال العباس : أمر عظيم ، أتدري من هذا الشاب؟ هذا محمد بن عبد الله بن

__________________

(١٤) مناقب الخوارزمي : ١٧ ، أسد الغابة ٤ : ١٦.

(١٥) في الأصل : البرقي ، وهو تصحيف : البرتي ، كذا ورد في نسخة الإرشاد المخطوطة في مكتبة آية الله العظمى المرعشي برقم ١١٤٤ ، حيث ورد في هامشها : برت : قرية بالعراق علي القاطول خربة انتهى ، وقد ذكرها السمعاني وياقوت ونسب إليها الأخير جماعة منهم أحمد بن القاسم البرتي.

أنظر : الأنساب ٢ : ١٢٧ ، معجم البلدان ١ : ٣٧٢ ، تأريخ بغداد ٤ : ٣٥٠ / ٢١٩١.

(١٦) أثبتناه من إرشاد المفيد ، إذ أن البرتي لا يروي عن أسد بن عبد ه ، بل إن سعيد بن خثيم يروي عن أسد بن عبد ه ، أو عبد الله.

أنظر : تهذيب التهذيب ١ : ٢٢٨ / ٤٩٣ ، تهذيب الكمال ٢ : ٥٠٤ / ٣٩٩ ، الثقات ٦ : ٨٦ ، ميزان الاعتدال ١ : ٢٠٦ / ٨١٢.

(١٧) كذا في الأصل ، وكذلك في ثقات ابن حبان ، وفي الحجرية : عبيده وفي تهذيب التهذيب والتأريخ الكبير : أسد ابن عبد الله.

أنظر : تهذيب التهذيب ١ : ٢٢٨ / ٤٩٣ ، التأريخ الكبير ٢ : ٥٠ / ١٦٤٨ الثقات ٦ : ٨٦.

(١٨) تحلقت : ارتفعت «تاج العروس ـ حلق ـ ٦ : ٣٢٢».


عبد المطلب ابن أخي ، أتدري من هذا الغلام؟ هذا علي بن أبي طالب ابن أخي ، أتدري من هذه المرأة؟ هذه خديجة بنت خويلد.

إن ابن أخي هذا حدثني أن ربه رب السماوات والأرض أمره بهذا الدين الذي هو عليه ، ولا ـ والله ـ ما على ظهر الأرض على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة (١٩).

وحدثنا الشيخ الفقيه أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن شاذان القمي رضي الله عنه بمكة في المسجد الحرام ، قال : حدثني أحمد بن محمد بن عمران ، قال : حدثنا الحسن بن محمد العلوي (٢٠) ، قال : حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا معمر عن (٢١) يحيى بن أبي كثير ، عن أبيه ، قال : أخبرني أبو هارون (٢٢) العبدي ، قال : حدثني جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : «علي بن أبي طالب أقدم أمتي سلما ، وأكثرهم علما ، وأصحهم دينا ، وأكثرهم يقينا ، وأكملهم حلما ، وأسمحهم كفا ، وأشجعهم قلبا ، وهو الإمام والخليفة بعدي» (٢٣).

وجاء في الحديث عن أبي ذر رحمة الله عليه أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : «علي أول من آمن بي وصدقني» (٢٤).

وعن أنس بن مالك أنه قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إن أول هذه الأمة ورودا علي أولها إسلاما ، وإن علي بن أبي طالب أولها إسلاما».

__________________

(١٩) إرشاد المفيد : ٢٠ ، مسند أحمد ١ : ٢٠٩ نحوه ، المستدرك علي الصحيحين ٣ : ١٨٣ مصباح الأنوار : ٧٥ ، الإستيعاب ٣ : ٣٢ ، مناقب الخوارزمي : ٢٠ ، كفاية الطالب : ١٢٨ ، تأريخ الطبري ٢ : ٣١١ / ١١٦١ ، الكامل في التأريخ ٢ : ٥٧.

(٢٠) في مناقب ابن شاذان : العسكري.

(٢١) في الأصل : بن ، وهو تصحيف : عن ، لأن معمر بن راشد الأزدي يروي عن يحيى بن أبي كثير وروى عنه عبد الرزاق.

أنظر : تهذيب التهذيب ١٠ : ٢١٨ / ٤٤١ ، ١١ : ٢٣٥ / ٤٤٠.

(٢٢) في الأصل : أبو هريره وما أثبتناه من مناقب ابن شاذان ، وأبو هارون هو عمار بن جوين العبدي.

أنظر : سير أعلام النبلاء ١٥ : ٢٥٣ ، ١٤ : ٥٥٧ ، تقريب التهذيب ٢ : ٤٩ / ٤١٠.

(٢٣) مائة منقبة : ٧٦ ، أمالي الصدوق ١٦ / ٦ ، إثبات الهداة ٢ : ٤٩ / ٢١٣ ، مسند أحمد ٥ : ٢٦ نحوه.

(٢٤) فضائل الخمسة ١ : ٢٢٨ ، الرياض النضرة ٣ : ١١٠.


فقال له سلمان رضي‌الله‌عنه : قبل أبي بكر وعمر؟

فقال : «قبل أبي بكر وعمر» (٢٥).

وعن أنس بن مالك أيضا أنه قال : «بعث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم الاثنين ، وأسلمت خديجة في آخر ذلك اليوم ، وأسلم علي عليه‌السلام يوم الثلاثاء» (٢٦).

وعن أبي ذر وسلمان جميعا ، قالا : أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيد علي عليه‌السلام ، فقال : «ألا إن هذا أول من آمن بي ، وهذا أول من يصافحني يوم القيامة ، وهذا الصديق الأكبر ، وهذا فاروق هذه الأمة ، يفرق بين الحق والباطل ، وهذا يعسوب (٢٧) الدين ، والمال يعسوب الظالمين» (٢٨).

وعن سليمان بن بريدة ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لفاطمة عليها‌السلام : «أما ترضين ـ يا فاطمة ـ أني زوجتك أقدمهم سلما ، وأكثرهم علما ، وأفضلهم حلما» (٢٩).

وفي رواية أخرى : «زوجتك أقدم المسلمين سلما ، وأكثرهم علما ، وأفضلهم حلما» (٣٠).

وعن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : كان لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام أربع مناقب لم يسبقه إليها عربي : كان أول من صلى مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكان صاحب رايته في كل زحف ، وانهزم الناس يوم المهراس (٣١) وثبت ، وغسله وأدخله قبره (٣٢).

__________________

(٢٥) الجوهرة : ٨ ، تاريخ دمشق ١ : ٨٣ / ١١٦ ، مجمع الزوائد ٩ : ١٠٢ ، المستدرك علي الصحيحين ٣ : ١٣٦.

(٢٦) تأريخ دمشق ١ : ٥٠ / ٧٢ : أسد الغابة ٤ : ١٧ ، سنن الترمذي ٥ : ٦٤٠ / ٣٧٢٨.

(٢٧) اليعسوب : ملك النحل ، ومنه قيل للسيد : يعسوب قومه. «الصحاح ـ عسب ـ ١ : ١٨١».

(٢٨) تأريخ دمشق ١ : ٨٧ / ١١٩ ، مجمع الزوائد ٩ : ١٠٢.

(٢٩) مجمع الزوائد ٩ : ١٠١ ، إرشاد المفيد : ٢٣ ، الخصال : ٤١٢ / ١٦ ، أمالي الطوسي ١ : ١٥٤ ، مصباح الأنوار : ١٩٨.

(٣٠) مجمع الزوائد ٩ : ١٠٢ ، وفيه : أقدم أمتي سلما ، إحقاق الحق ٤ : ٣٥٤.

(٣١) المهراس : ماء بجبل أحد ، ويوم المهراس كناية عن معركة أحد «معجم البلدان ٥ : ٢٣٢».

(٣٢) الخصال : ٢١ / ٣٣ ، مناقب الخوارزمي ، ٢١.


والأخبار الواردة في هذا المعنى كثيرة.

فأما المحفوظ من كلام أمير المؤمنين صلى الله عليه في ذلك واحتجاجه به في جملة ما له من المناقب :

فمنه ما حدثني به القاضي أبو الحسن أسد بن إبراهيم السلمي الحراني رحمه الله ، قال : حدثني الخطيب العتكي أبو حفص عمر بن علي ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد ابن إبراهيم البغدادي ـ ويعرف ب (ابن ذوران) (٣٣) ـ قال : حدثنا الحضرمي (٣٤) ـ

ويعرف بمطين ـ قال : حدثنا سعد بن وهب بن شيبان ، وعبد الرحمن بن جبلة ، قالا : حدثنا نوح بن قيس الطلاهي ، عن سليمان بن عبد الله (٣٥) ، عن معاذة بنت عبد الله (٣٦) العدوية ، قالت : سمعت عليا عليه‌السلام على منبر البصرة ، وهو يقول : «أنا الصديق الأكبر ، وأنا الفاروق بين الحق والباطل ، أسلمت قبل أن يسلم أبو بكر ، وآمنت قبل أن يؤمن» (٣٧).

وجاء عنه عليه‌السلام أنه قال : «اللهم لا أعرف أن أحدا من هذه الأمة عبدك قبلي غير نبيها» (٣٨).

__________________

(٣٣) كذا ، ولعله ابن حمدان.

أنظر : سير أعلام النبلاء ١٦ : ٣٩٧ ، تاريخ بغداد ١ : ٤١٥.

(٣٤) في الأصل : الحضرمي ، تصحيف : الحضرمي ، وهو أبو جعفر محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي.

أنظر : سير أعلام النبلاء ١٤ : ٤١.

(٣٥) في الأصل : بن غالب ، تصحيف : بن عبد الله ، وهو سليمان بن عبد الله ، أبو فاطمة ، روى عن معاذة بنت عبد الله العدوية ، وروى عنه نوح بن قيس.

أنظر : تهذيب التهذيب ٤ : ١٧٩ / ٣٤٧.

(٣٦) في الأصل : معاذة بنت عبد الرحمن ، تصحيف : معاذة بنت عبد الله ، وهي التي روت عن علي عليه‌السلام ، وروى عنها سليمان بن عبد الله البصري.

أنظر : أعلام النساء ٥ : ٦٠ ، تهذيب التهذيب ١٢ : ٤٧٩ / ٢٨٩٥ ، سير أعلام النبلاء ٤ : ٥٠٨ / ٢٠٠.

(٣٧) إرشاد المفيد : ٢١ ، ذخائر العقبى : ٥٨ ، شرح نهج البلاغة ٤ : ١٢٢ ، أنساب الأشراف ٢ : ١٤٦ ، الفصول المختارة : ٢١٠ و ٢٢٥ ، إحقاق الحق ٤ : ٣٦٧ ، ١٥ : ٢٩١.

(٣٨) فرائد السمطين ١ : ٢٤٦ / ١٩١ ، مجمع الزوائد : ١٠٢ ، خصائص النسائي : ٢٧ / ٨ ، الفصول المختارة : ٢١٠.


وجرى بينه وبين عثمان كلام ، فقال له عثمان : وعمر خير منك.

فقال له : «كذبت ، بل أنا خير منك ومنهما ، عبدت الله قبلهما وبعدهما» (٣٩).

وقد تضمن ذكر تقدم إيمانه كثيرا من أشعاره الواردة في أخباره :

حدثني القاضي السلمي ، قال : أخبرني الخطيب العتكي ، قال : حدثني أبو العباس أحمد بن يحيى الفتات ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن يعقوب الدينوري ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله البلوي الأنصاري ، قال : حدثنا عمارة بن زيد ، قال : حدثنا بكير بن حارثة ، عن الزهري ، عن عبد الرحمن بن كعب بن (٤٠) مالك ، عن جابر بن عبد الله ، قال : سمعت عليا عليه‌السلام ينشد ، ورسول الله صلى الله علية وآله يسمع :

«أنا أخو المصطفى لا شك في نسبي

معه ربيت ، وسبطاه هما ولدي

جدي وجد رسول الله منفرد

وفاطم زوجتي لا قول ذي فند

صدقته وجميع الناس في بهم

من الضلالة والاشراك والنكد (٤١)

فالحمد لله حمدا لا شريك له

البر بالعبد والباقي بلا أمد»

قال : وتبسم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقال : «صدقت يا علي» (٤٢).

ومنه احتجاجه صلى الله عليه على معاوية في جواب كتاب كتبه من الشام إليه ، وقد رام معاوية الافتخار فيه ، فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : «أعلي يفتخر ابن آكلة الأكباد؟!».

ثم قال لعبيد الله بن أبي رافع : «اكتب :

محمد النبي أخي وصنوي

وحمزة سيد الشهداء عمي

وجعفر الذي يضحي ويمسي

يطير مع الملائكة ابن أمي

__________________

(٣٩) الفصول المختارة : ٣٢٥.

(٤٠) في الأصل : عن ، تصحيف : بن ، إذ أن عبد الرحمن بن كعب بن مالك يروي عن جابر ، ويروي عنه الزهري.

أنظر : تهذيب التهذيب ٦ : ٢٣٣ / ٥١٥ ، ٢ : ٣٧ / ٦٧.

(٤١) في الأصل : ذوي النكد ، ولا تصح وزنا ، والصحيح : والنكد ، كما في أغلب المصادر.

(٤٢) تأريخ دمشق ١ : ٢٢٦ / ١٧٦ ، مناقب الخوارزمي : ٩٥ ، كنز العمال ١٣ : ١٣٧ / ٣٦٤٣٤.


وبنت محمد سكني وعرسي

مساط (٤٣) لحمها بدمي ولحمي

وسبطا أحمد ابناي منها

فأيكم له سهم كسهمي

سبقتكم إلى الإسلام طرا

غلاما ما بلغت أوان حلمي

وأوجب لي الولاء معا عليكم

خليلي يوم دوح غدير خم (٤٤)

فكان صلى الله عليه يحتج بتقدم إسلامه علي الكافة ، ويفتخر به في جملة مناقبه على الأمة ، ويذكره بحضرة رسول الله صلى الله عليه وعلي آله دفعة بعد دفعة ، وبعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين الصحابة ، فما أنكر ذلك قط عليه الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكيف ينكره عليه وهو الشاهد له بذلك! ولا قال له أحد من الناس : لا تحتج بهذا الكلام ، فإن أبا بكر هو الذي أسلم قبل جميع الأنام ، بل يذعن لقوله عليه‌السلام الناس ، ويعلمون صدقه من غير اختلاف ، ويقولون فيه كما قد قال عليه‌السلام.

فمن ذلك قول أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب :

ما كنت أحسب هذا الأمر منتقلا

عن هاشم ثم منها عن أبي حسن

أليس أول من صلى لقبلتهم

وأعرف الناس بالآثار والسنن

من فيه ما فيهم من كل صالحة

وليس في القوم ما فيه من الحسن (٤٥)

وجرير بن عبد الله البجلي (٤٦) يقول فيه مثل ذلك أيضا ، وقيس بن سعد بن

__________________

(٤٣) السوط : خلط الشئ بعضه ببعض «الصحاح ـ سوط ـ ٣ : ١١٣٥» وفي أغلب المصادر : مناط.

(٤٤) تذكرة الخواص : ١٠٢ ، الفصول المهمة : ٣٢ ، الاحتجاج : ١٨٠ ، روضة الواعظين : ٨٧.

(٤٥) تأريخ اليعقوبي ٢ : ١٢٤ ، سليم بن قيس : ٧٨.

(٤٦) جرير بن عبد الله بن جابر بن مالك ، أبو عمر ـ وقيل : أبو عبد الله ـ البجلي القسري الأمير النبيل الجميل ، من أعيان الصحابة ، سكن الكوفة وقرقيسياء ، وقدم رسولا من علي عليه‌السلام إلى معاوية ، وقد اعتزلهما جميعا بالجزيرة ونواحيها ، حتى توفي بالشراة في ولاية الضحاك علي الكوفة في سنة ٥١ ه ، وقيل : ٥٤ ه.

أنظر : سير أعلام النبلاء ٢ : ٥٣٠ / ١٠٨ ، تهذيب التهذيب ٢ : ٦٣ / ١١٥ ، شذرات الذهب ١ : ٥٧ ، ٥٨ ، مسند أحمد ٤ : ٣٥٧ ، المستدرك للحاكم ٣ : ٤٦٤.


عبادة (٤٧) له فيه أقوال كثيرة ، وغيرهم ممن شهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وسمع منه الأخبار بتقدم إسلامه ، والحال أشهر عند أهل العلم من أن تستتر ، وأظهر بين أهل النقل من أن تنكتم ، غير أن الناصبة قد غلبها الهوى على التقوى ، فآثرت الضلال على الهدى وقد احتج النصاب في تقدم إسلام أبي بكر بقول حسان :

إذا تذكرت شجوا (٤٨) من أخي ثقة

فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا

خير البرية ، أتقاها وأعدلها

بعد النبي وأوفاها بما حملا

الصاحب الثاني المحمود مشهده

وأول الناس منهم صدق الرسلا (٤٩)

واحتجاجهم بقول حسان يدل على عمى القلوب وصدأ الألباب ، أو على تعمد التلبيس على ضعفاء الناس ، وإلا فلو اعتمدوا الإنصاف علموا أن حسان بن ثابت هو الذي تضمن شعره الإقرار لأمير المؤمنين عليه‌السلام بالإمامة والرئاسة على الأنام ، لما مدحه بذلك يوم الغدير بحضرة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على رؤوس الأشهاد ، بعد أن استأذن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله فأذن له ، فقال :

يناديهم يوم الغدير نبيهم

بخم وأسمع بالرسول مناديا

يقول : فمن مولاكم ونبيكم؟

فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا :

إلهك مولانا وأنت نبينا

ولن تجدن منا لك اليوم عاصيا

فقال له : قم يا علي فإنني

رضيتك من بعدي إماما وهاديا

فمن كنت مولاه فهذا وليه

فكونوا له أنصار صدق مواليا

هناك دعا اللهم وال وليه

وكن للذي عادى عليا معاديا

__________________

(٤٧) قيس بن سعد بن عبادة بن دليم الأنصاري الخزرجي المدني ، وال ، صحابي ، حمل راية الأنصار مع النبي صلى الله عليه وآله ، صحب عليا عليه‌السلام في خلافته واستعمله علي مصر سنة ٣٦ ـ ٣٧ ه ، وكان علي مقدمته يوم صفين ، ثم كان مع الحسن عليه‌السلام حتى رجع إلى المدينة ، وتوفي بها في سنة ٦٠ ه.

أنظر : تهذيب التهذيب ٨ : ٣٥٧ / ٧١٣ ، صفوة الصفوة ١ : ٧١٥ / ١٠٦ ، الإصابة ٣ : ٢٤٩ / ٧١٧٧.

(٤٨) الشجو : الهم والحزن. (الصحاح ـ شجا ـ ٦ : ٢٣٨٩).

(٤٩) ديوان حسان بن ثابت ١ : ١٢٥ / ٣٢. الرياض النضرة ١ : ٨٥.


فصوبه النبي عليه وعلى آله السلام في هذا المقال ، وقال له : «لا تزال ـ يا حسان ـ مؤيدا ما نصرتنا بلسانك» (٥٠).

فيكف سمعت الناصبة تلك الأبيات التي رويت لها من قول حسان ولم تسمع عنه هذه الأبيات التي قد سارت بها الركبان؟!

بل كيف تثبت لها بما ذكرته من شعره أن أبا بكر سبق الناس إلى الإسلام ، ولم يثبت بما ذكرناه من شعره أيضا أن أمير المؤمنين لجميع الناس إمام؟! وكيف احتجت ببعض قوله وصدقته فيه ولم تر الاحتجاج بالبعض الآخر وكذبته فيه؟!

أوليس إذا قالت : إنه كذب فيما قاله في علي عليه‌السلام في هذه الأبيات.

أمكن أن يقال لها : بل كذب فيما حكيتموه عنه من تلك الأبيات؟!

وإن قالت : إن حسان شاعر النبي عليه‌السلام ولسنا نكذبه ، لكن نقول : إنه كذب عليه في الشعر الذي رويتموه.

قيل لها : فإن قال لكم قائل مثل هذا الكلام ، وإنه كذب عليه في الشعر الذي ذكرتموه ، ما يكون الانفصال؟!

واعلم أنا لم نقل لهم ذلك إلا لنعلمهم أنه لا حجة في أيديهم ، وأنه لا فرق بين قولهم وقول من قلبه عليهم ، ولسنا ننفي عن حسان الكذب ، ولا رأينا فيه بحسن ، وذلك أنه فارق الإيمان وانحاز إلى جملة أعداء أمير المؤمنين عليه‌السلام وحصل من عصبة عثمان ، فهو عندنا من أهل الضلال.

فإن قال لنا قائل : كيف تجيزون ذلك عليه بعد ما مدحه به الرسول صلى الله عليه وآله في يوم غدير خم وأثنى عليه؟

قلنا : إن مدحه له وثناءه عليه كان مشترطا ولم يكن مطلقا ، وذلك أنه قال : «لا تزال مؤيدا ما نصرتنا بلسانك» وهذا يدل على أنه متى أنصرف عن النصرة زال عنه

__________________

(٥٠) كفاية الطالب : ٦٤ ، فرائد السمطين ١ : ٧٢ / ٣٩ ، مناقب الخوارزمي : ٨٠ ، أمالي الصدوق : ٤٦٠ / ٢ ، الفصول المختارة : ٢٣٥ ، إعلام الورى : ١٦٥.


التأييد واستحقاق المدحة ، وقد انصرف عنها بطعونه على أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وانصبابه في شعب عدوه ، وقعوده في جملة من قعد عن نصرته في حرب البصرة.

ويشبه ما قاله فيه النبي عليه وآله السلام قول الله تعالى في ذكر أزواج نبيه ونسائه : (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن) (٥١) فعلق ذلك بشرط وجود التقوى ، فإذا عدمت كن كمن سواهن ، بل يكن أسوأ حالا من غيرهن.

وأعلم ـ أيدك الله تعالى ـ أنه قد روى المخالفون عن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت : لما أسلم أبي جاء إلى منزله ، فما قام حتى أسلمنا ، وأسلمت عائشة وهي صغيرة (٥٢).

وروايتهم هذه دليل على تأخر إسلامه ، وذلك أن مولد عائشة معروف ، وزمانها معلوم ، ولدت بعد البعثة بخمس سنين ، وكان لها وقت الهجرة ثماني سنين ، وتزوجها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد الهجرة بسنة ولها يومئذ تسع سنين ، وأقامت معه تسعا ، وكان لها يوم قبض عليه‌السلام ثماني عشرة سنة.

فإذا كانت يوم إسلام أبيها صغيرة فأقل ما يكون عمرها في ذلك الوقت سنتين ، وهذا يدل على أن أباها أسلم بعد البعثة بسبع سنين ، فهو مقدار الزمان الذي أتت الأخبار بأن أمير المؤمنين عليه‌السلام كان يصلي فيه مع رسول الله صلى الله عليه وآله والناس في بهم الضلال ، وسنذكر طرفا مما ورد في ذلك من الأخبار.

فإذا كان الناس سوى أمير المؤمنين عليه‌السلام إنما أجابوا إلى الإسلام بعد سبع سنين من مبعث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فليس يستحيل أن يكون أبو بكر أحد المستجيبين في هذه السنة ، وليس ذلك بموجب أن يكون أولهم ، لأنه قد تناصرت الأخبار بتقدم إسلام جعفر بن أبي طالب عليه‌السلام عليه ، بل على غيره من الناس سوى أمير المؤمنين عليه‌السلام.

__________________

(٥١) الأحزاب ٣٣ : ٣٢.

(٥٢) شرح نهج البلاغة ١٣ : ٢٧٠ نحوه.


حدثني القاضي أبو الحسن محمد بن علي بن محمد بن صخر الأزدي ، قال : حدثنا عمر بن محمد بن سيف بالبصرة سنة سبع وستين وثلاثمائة ، قال : حدثنا محمد ابن أحمد بن سليمان ، قال : حدثنا محمد بن ضوء بن صلصال بن الدلهمس بن جهل ابن جندلي ، قال : حدثني أبي ضوء بن صلصال ، عن صلصال بن الدلهمس ، قال : كنت أنصر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع أبي طالب قبل إسلامي ، فإني يوما لجالس بالقرب من منزل أبي طالب في شدة القيظ إذ خرج أبو طالب إلي شبيها بالملهوف ، فقال لي : يا أبا الغضنفر ، هل رأيت هذين؟ الغلامين؟ يعني النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وعليا عليه‌السلام.

فقلت : ما رأيتهما مذ جلست.

فقال : قم بنا في الطلب ، فلست آمن قريشا أن تكون اغتالتهما.

قال : فمضينا حتى خرجنا من أبيات مكة ، ثم صرنا إلى جبل من جبالها فاسترقيناه إلى قلته ، فإذا النبي صلى الله عليه وعلى آله ، وعلي عليه‌السلام عن يمينه ، وهما قائمان بإزاء عين الشمس يركعان ويسجدان.

قال : فقال أبو طالب لجعفر ابنه : صل جناح ابن عمك.

فقام إلى جنب علي فأحس بهما النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فتقدمهما ، وأقبلوا على أمرهم حتى فرغوا مما كانوا فيه ، ثم أقبلوا نحونا فرأيت السرور يتردد في وجه أبي طالب ، ثم انبعث يقول :

إن عليا وجعفرا ثقتي

عند مهم الأمور والكرب

لا تخذلا وانصرا ابن عمكما

أخي لأمي من بينهم وأبي

والله لا أخذل النبي ولا

يخذله من بني ذو حسب (٥٣)

وقد أتت الأخبار بأن زيد بن حارثة تقدم أبا بكر في الإسلام (٥٤) ، بل قد روي

__________________

(٥٣) الأوائل ـ للعسكري ـ : ٧٥ ، روضة الواعظين : ٨٦ ، تفسير روح الجنان ـ لأبي الفتوح الرازي ـ ٤ : ٢١١.

(٥٤) الكامل في التأريخ ٢ : ٥٩ ، تأريخ الطبري ٢ : ٣١٧ ، سيرة ابن هشام ١ : ٢٦٤.


أن أبا بكر لم يسلم حتى أسلم قبله جماعة من الناس (٥٥).

وروى سالم بن أبي الجعد ، عن محمد بن سعد بن أبي وقاص ، أنه قال لأبيه سعد : كان أبو بكر أولكم إسلاما؟

قال : لا ، قد أسلم قبله أكثر من خمسين رجلا (٥٦).

وأما الأخبار الواردة بأن أمير المؤمنين عليه‌السلام صلى مع رسول الله صلى الله عليه وآله سبع سنين والناس كلهم كانوا ضالين :

فمنها ما أخبرني به شيخنا المفيد أبو عبد الله رضي‌الله‌عنه ، قال : أخبرني أبو حفص عمر بن محمد الصيرفي ، قال : حدثنا محمد بن أبي الثلج ، عن أحمد بن القاسم البرقي (٥٧) ، عن أبي صالح سهل بن صالح ـ وكان قد جاز مائة سنة ـ قال : سمعت أبا المعمر عباد بن عبد الصمد ، قال : سمعت أنس بن مالك يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين ، وذلك أنه لم ترفع إلى السماء شهادة أن لا إلة إلا الله وأن محمدا رسول الله إلا مني ومن علي» (٥٨).

ومنه ما روي عن أبي أيوب أنه قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «لقد صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين ، لأنا كنا نصلي ليس معنا أحد غيرنا» (٥٩).

وما رواه أبو هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إن الملائكة صلت علي وعلى علي سبع سنين قبل أن يسلم بشر» (٦٠).

وما رواه عباد بن يزيد ، قال : سمعت عليا يقول : «لقد صليت مع رسول الله

__________________

(٥٥) منهم : علي عليه‌السلام وخديجة وجعفر وزيد وأبو ذر وعمرو بن عنبسة السلمي وخالد بن سعيد وسمية وعبيدة ابن الحارث وحمزة وخباب وسلمان والمقداد وعمار وعبد الله بن مسعود.

أنظر : مناقب ابن شهرآشوب : ٤.

(٥٦) تأريخ الطبري ٢ : ٣١٦ ، السيرة النبوية ـ لابن كثير ـ : ١ : ٤٣٦.

(٥٧) أنظر التعليقة في الهامش (١٥).

(٥٨) إرشاد المفيد : ٢١ ، الفصول المختارة : ٢١٥ ، مناقب الخوارزمي : ١٩ ، مناقب ابن المغازلي : ١٤ / ١٩.

(٥٩) مناقب ابن المغازلي : ١٣ / ١٧ ، أسد الغابة ٤ : ١٨.

(٦٠) مناقب ابن شهرآشوب : ٧ ، إحقاق الحق ٧ : ٣٦٥.


صلى‌الله‌عليه‌وآله سبع حجج ، ما يصلي معه غيري إلا خديجة بنت خويلد ، ولقد رأيتني أدخل معه الوادي فلا نمر بحجر ولا شجر إلا قال : السلام عليك يا رسول الله ، وأنا أسمعه».

وما روي عنه عليه‌السلام من قوله : «أنا عبد الله ، وأنا أخو رسول الله ، وأنا الصديق الأكبر ، لا يقولها بعدي إلا كذاب مفتر ، صليت قبلهم سبع سنين» (٦١).

وما رواه أبو رافع ، قال : صلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أول يوم الاثنين ، وصلت خديجة آخر يوم الاثنين ، وصلى علي عليه‌السلام يوم الثلاثاء من الغد مستخفيا قبل أن يصلي مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أحد سبع سنين (٦٢).

__________________

(٦١) المستدرك ـ للحاكم ـ ٣ : ١١١ ، تأريخ الطبري ٢ : ٣١٠ ، السيرة النبوية ـ لابن كثير ـ ١ : ٤٣١ ، إحقاق الحق ٤ : ٢٠٩.

(٦٢) مناقب الخوارزمي : ٢١ ، إحقاق الحق ٧ : ٥٣٣.


فصل في أن إسلامه عليه‌السلام كان عن بصيرة واستدلال.

إعلم أنه لما توجهت الحجة على المخالفين بتقدم إسلام أمير المؤمنين عليه السلام على سائر المكلفين ، قالوا : وما الفضيلة في إسلام طفل لم يلحق بدرجة العقلاء البالغين؟

وأي تكليف يتعين عليه يستحق بفعله الأجر من رب العالمين؟

وهل كان إلقاء الإسلام إليه إلا على سبيل التوقيف والتلقين الذي يفعله أحدنا مع ولده لينشأ عليه ويصير له من الألفين؟

وخطأ هؤلاء القوم لائح للمتأملين ، وضلالهم عن الحق واضح للمنصفين ، وذلك أن الحال التي كان عليها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في ابتداء أمره من كتمان ما هو عليه وستره ، وصلاته مختفيا في شعاب مكة للمخالفة التي كان فيها والتقية ، منتظرا لإذن الله تعالى له في الاعلان والإظهار ، فيبدي حينئذ أمره على تدريج يأمن معه أسباب المضار ، يقضي ألا يلقي ذلك إلى الأطفال والصبيان الذين لا عقول لهم يصح معها الكتمان ، والذين من عادتهم الإخبار بما علموه والإعلان.

فإذا علمنا وهذه صورة الحال ، أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد خص في ابتدائها بالوقوف على سره أحد الأطفال ، تحققنا أن ذلك الطفل مميز بصحة العقل والكمال ، وليس يستحيل حصول العقل والتمييز لابن عشر سنين ، ولا تجويز ذلك في (٦٣) الأمور المستبعدة عند العارفين ، والمنكر لذلك إنما يعول على الغالب في المشاهدات ، والعقل لا يمنع من وجود ما ذكرناه في نادر الأوقات ، بل لا يمنع من أن يجعل الله تعالى ذلك آية يخرق بها العادات.

وقد أخبر سبحانه عن نبيين من أنبيائه عليهم‌السلام بما هو أعجب من هذا ، وما عيسى ويحيى.

__________________

(٦٣) كذا ، ولعلها : من.


فقال حاكيا كلام عيسى عليه‌السلام للناس في المهد : (إني عبد الله أتاني الكتاب وجعلني نبيا) (٦٤).

وقال في يحيى عليه‌السلام : (يا يحيى خذ الكتاب بقوة وأتيناه الحكم صبيا) (٦٥).

فإن قال الخصوم : إن هذين نبيان يصح أن تكون لهما الآيات والمعجزات.

قلنا : فما المانع من أن يكمل الله تعالى عقل طفل في زمن نبينا عليه‌السلام ، ويمنحه صحة التمييز والاستدلال ، ويخصه بالتكليف دون جميع الأطفال ، ويكون ذلك آية لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكرامة له في أخص الناس به ، ولوجه آخر من الصلاح يختص بعلمه ، وليكون مع هذا كله إبانة لوليه الذي هو حجته ووصي نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله.

فما المحيل لما ذكرناه ، والمانع من كونه؟! أوليس قد روي أن الشاهد الذي شهد من أهلها في قميص يوسف عليه‌السلام كان طفلا في المهد له سنتان وليس بنبي؟!

وبعد :

فقد أوجدكم الله تعالى عيانا من أحد أئمتنا عليهم‌السلام ما هو أكثر مما أنكرتموه من هذه الحال ، وهو أبو جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم‌السلام ، وشهادة المأمون له ـ لما عوتب على تقريبه ومصاهرته وهو ابن تسع سنين ـ بالعقل والعلم والكمال ، واتفاقهم معه على أن يعقدوا له مجلسا للامتحان ، وسؤالهم يحيى بن أكثم القاضي في أن يتولي لهم ذلك ، وبذلهم له الأموال ، وما جرى له من عجيب الكلام في السؤال والجواب حتى عجز يحيى ووقف في يديه وأذعن بالاستفادة منه ، والرجوع فيما لا يعلمه إليه ، وهذا أمر قد شاركتمونا في نقله ، واتفق أصحاب الحديث على حمله (٦٦).

ولسنا نشك في أن هذا العلم والفضل والفهم لم يحصل لأبي جعفر عليه

__________________

(٦٤) مريم ١٩ : ٣٠.

(٦٥) مريم ١٩ : ١٢.

(٦٦) الإرشاد : ٣٢٢ ، الاحتجاج : ٤٤٣ ، نور الأبصار : ١٧٧.


السلام إلا من أحد وجهين :

إما الإلهام ، فهو إذن معجز بان به من الأنام.

وإما عن تلقين وتعليم ، فكم كان عمره وقت تلقينه ذلك ، وهو في وقت المناظرة ابن تسع سنين ، وقيل : ثماني سنين؟!

أوليس هذه أعجوبة قد نقلتموها وأقررتم بها وسلمتموها (٦٧) ، فأخبرونا كيف أقررتم لولد أمير المؤمنين صلى الله عليه في زمن المأمون بكمال العقل والعلم وحسن المعرفة والفهم وهو ابن تسع سنين ، وأنكرتم أن يصح لأمير المؤمنين صلى الله عليه في زمن رسول الله صلى عليه وآله كمال العقل والتكليف وله عشر سنين؟!

فإن قالوا : نحن لا نعترف لأبي جعفر عليه‌السلام بهذا ، كانت السير قاضية بيننا وبينهم ، وشاهدة للمحق منا.

ثم يقال لهم : إن لم يكن الأمر كما ذكرناه من كمال عقل أمير المؤمنين عليه السلام وقت دعاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله له إلى الإسلام وهو في حال ستر لأمره وكتمان ، وخوف من الشرك والضلال ، أليس يكون قد غرر بنفسه فيما ألقاه إليه ، وفعل ما يشهد العقل بقبحه ، وخطأ المقدم عليه؟! ... حاشا الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله مما ينسبونه إليه.

والذي ذكرناه في أمير المؤمنين عليه‌السلام أوضح من أن يشتبه الأمر فيه ، أليس هو القائل لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله : «إنني لم أزل البارحة مفكرا فيما قلت لي ، فعرفت الحق والصدق في قولك ، وأنا أشهد أن لا إلة إلا الله وحده لا شريك له ، وأنك رسول الله».

فوقع منه الإقرار بالشهادة بعد فكر ليلة كاملة ، فكيف يصح من طفل ـ كما زعمتم ـ غير عاقل أن يفكر في صحة النبوة ليلة كاملة حتى حصل له العلم بصدق المخبر بها بعد طول الروية ، وهل بعد هذا لبس يعترض عاقلا هجر العصبية؟!

__________________

(٦٧) في الأصل : سلمتوها ، والأنسب ما أثبتناه.


وقد روي أعجب منه عن ابن عباس رحمة الله عليه أنه قال : إن النبي صلى الله عليه وآله عرض على علي عليه‌السلام الإسلام ، فقال له علي : «أنظرني الليلة»

فقال له النبي عليه‌السلام : «هي أمانة في عنقك ، لا تخبر بها أحدا» (٦٨).

فلينظر الغافلون إلى هذا الكلام الواقع منهما عليهما‌السلام ، وسؤال أمير المؤمنين عليه‌السلام له في التأجيل والإنظار.

هذا ، وهو الذي كفله ورباه ولم يزل طائعا له في جميع ما يؤثره ويراه ، فلما أتاه الأمر الذي رأى أن الإقدام على الإقرار به من غير علم ويقين قبيح سأله التأجيل.

ثم قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله له : «إنها أمانة في عنقك لا تخبر بها أحدا» مما تشهد العقول بأسرها أنه لا يقال إلا لمميز يكون عقله كاملا.

ويزيد هذه الحال أيضا بيانا أنه لما أسلم عليه‌السلام ، كان يخرج مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى شعاب مكة فمرة يصلي معه ، ومرة أخرى يرصد له ، حتى روي أن كل واحد منهما كان إذا صلى صاحبه حرسه ووقف يرصد له (٦٩) ، فهل يصح أن يخص بهذا الأمر من لا عقل له؟! إلا ، ولكن قد تخفى صحته عمن لا عقل له.

والعجب أن مخالفينا يدفعون أن يكون إسلام أمير المؤمنين عليه‌السلام وهو ابن عشر سنين له فضيلة ، ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يدفع ذلك ، بل كان يعده له من أول الفضائل ، ويخبر به إذا مدحه وأثنى عليه في المحافل!!

والعجب أنهم ينكرون علينا الاحتجاج بتقدم إسلامه ، وهو صلى الله عليه كان يحتج بذلك بين الصحابة ، فلا ينكره أحد عليه ولا يقول له : وما في هذا لك من الفضل ، وإنما أسلمت وأنت طفل ليس لك عقل.

* * *

__________________

(٦٨) الفصول المختارة : ٢٢٧.

(٦٩) الكامل في التأريخ ٢ : ٥٧.


فصل في البلوغ

فأما ظن الخصوم من أن البلوغ إلى درجة التكليف هو الاحتلام ، وقولهم أن أمير المؤمنين عليه‌السلام لم يكن بلغ وقت إسلامه مبلغ المحتلمين فيكون من المكلفين ، فظن غير صحيح ، ولو كان الأمر كما زعموه لكان كل من بلغ الحلم مكلف ، ونحن نعلم فساد ذلك ، لوجود بالغين من البله والمجانين غير مكلفين.

والواجب الذي ليس عنه محيد أن يقال : إن وجود العقل في الإنسان وصحة التمييز منه والإدراك شرط في وجوب تكليف العقليات من النظر والاستدلال ، ومعرفة ما لا يسع جهله من الأمور الواجبات ، واعتقاد الحق بأسره وإدراك الصواب ، وشرط أيضا في صحة تعلق العبادات السمعيات ، وإن كان أكثرها يسقط عمن لم يبلغ الاحتلام ولا (٧٠) يعلم سقوطه إلا من جهة السمع الوارد دون ما سواه ، ولم يكن المشروع كله حاصلا في ابتداء البعثة ، ولا أتى الوحي وقت إسلام أمير المؤمنين عليه السلام بجميع العبادات السمعية ، فيعلم ما هو لازم لمن لم يبلغ الحلم مما هو غير لازم له.

فأما التكليف الواجب في العقول فلا يجوز أن يسقط عمن له عقل وتحصيل ، فحصول العقل إذن هو بلوغ حد التكليف ، وقد بينا أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان كامل العقل وهو ابن عشر سنين ، فلزمته المعرفة بالله تعالى والرسول ، وبجميع ما توجب معرفته (٧١) العقول ، ولزمه من التعبد المسموع ما قارن وجها من المصلحة له في المعلوم ، وهذا كاف لذوي التحصيل.

وقد أوردت في هذا الكتاب من القول في إسلام أمير المؤمنين عليه‌السلام ما فيه منفعة للمؤمنين ، وحجة على المخالفين ، والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا

__________________

(٧٠) في الأصل : وإن ، والأنسب ما أثبتناه.

(٧١) في الأصل : يوجب معرفة ، والأنسب ما أثبتناه.


محمد خاتم النبيين وآله الطاهرين.

* * *


مصادر التحقيق

١ ـ إثبات الهداة ـ للحر العاملي ـ المطبعة العلمية ـ قم.

٢ ـ الاحتجاج للطبرسي ـ مطبعة سعيد ـ قم.

٣ ـ إحقاق الحق ـ للتستري ـ منشورات مكتبة آية الله المرعشي ـ قم.

٤ ـ الإرشاد ـ للشيخ المفيد ـ مكتبة بصيرتي ـ قم.

٥ ـ الإستيعاب ـ للقرطبي ـ مطبوع في هامش الإصابة ـ دار صادر ـ بيروت.

٦ ـ أسد الغابة ـ للجزري ـ المكتبة الإسلامية ـ طهران.

٧ ـ الإصابة ـ لابن حجر ـ دار صادر ـ بيروت ـ عن مطبعة السعادة ـ مصر ـ ١٣٢٨ ه.

٨ ـ أعلام النساء ـ عمر رضا كحالة ـ مؤسسة الرسالة ـ بيروت ١٤٠٤ ه.

٩ ـ إعلام الورى بأعلام الهدى ـ للطبرسي ـ مكتبة الحياة ـ بيروت ـ ١٩٨٥ م.

١٠ ـ أمالي الشيخ الصدوق ـ مؤسسة الأعلمي ـ بيروت ١٤٠٠ ه.

١١ ـ أمالي الشيخ الطوسي ـ منشورات مكتبة الداوري ـ قم.

١٢ ـ الأنساب ـ للسمعاني ـ تحقيق عبد الرحمن بن يحيى ـ الطبعة الثانية ـ بيروت ١٤٠٠ ه.

١٣ ـ أنساب الأشراف ـ للبلاذري ـ تحقيق الشيخ محمد باقر المحمودي ـ مؤسسة الأعلمي ـ بيروت ـ الطبعة الأولى ـ ١٣٩٤.

١٤ ـ الأوائل ـ لأبي هلال العسكري ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت ١٤٠٧ ه.

١٥ ـ تاج العروس ـ للزبيدي ـ مكتبة الحياة ـ بيروت.

١٦ ـ تاريخ الأمم والملوك ـ للطبري ـ دار سويدان ـ بيروت.

١٧ ـ تاريخ بغداد ـ للخطيب البغدادي ـ المكتبة السلفية ـ المدينة المنورة.

١٨ ـ تاريخ دمشق ـ لابن عساكر ـ ترجمة الإمام علي عليه‌السلام ـ تحقيق الشيخ محمد باقر المحمودي ـ مؤسسة المحمودي ـ بيروت ١٣٩٥ ه.

١٩ ـ التأريخ الكبير ـ للبخاري ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت.

٢٠ ـ تأريخ اليعقوبي ـ دار صادر ـ بيروت.

٢١ ـ تذكرة الخواص ـ لابن الجوزي ـ مؤسسة أهل البيت عليهم‌السلام ـ بيروت.

٢٢ ـ تفسير روح الجنان وروح الجنان ـ لأبي الفتوح الرازي ـ منشورات مكتبة آية الله المرعشي


ـ قم ١٤٠٤ ه.

٢٣ ـ التفسير الكبير ـ للفخر الرازي ـ الطبعة الثانية.

٢٤ ـ تقريب التهذيب ـ لابن حجر ـ دار المعرفة ـ بيروت.

٢٥ ـ تهذيب التهذيب ـ لابن حجر ـ دار الفكر ـ بيروت ـ الطبعة الأولى ٤٠١٤ ه.

٢٦ ـ تهذيب الكمال ـ لجمال الدين أبي الحجاج يوسف المزي ـ تحقيق الدكتور بشار عواد ـ مؤسسة الرسالة ـ بيروت.

٢٧ ـ الثقات ـ لابن حبان ـ الهند ـ الطبعة الأولى ـ ١٣٩٨ ه.

٢٨ ـ الجامع لأحكام القرآن ـ للقرطبي ـ دار إحياء التراث العرب ـ بيروت ١٩٦٥ م.

٢٩ ـ الجرح والتعديل ـ للرازي ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ١٣٧١ ه.

٣٠ ـ الجوهرة في نسب الإمام علي وآله عليهم‌السلام ـ تحقيق الدكتور محمد التونجي ـ مكتبة النوري ـ دمشق ١٤٠٢ ه.

٣١ ـ خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ـ للنسائي ـ تحقيق أحمد ميرين البلوشي ـ مكتبة المعلا ـ الكويت ١٤٠٦ ه.

٣٢ ـ الخصال ـ للشيخ الصدوق ـ تحقيق علي أكبر غفاري ـ مؤسسة النشر الإسلامي ـ قم.

٣٣ ـ ديوان حسان بن ثابت ـ دار صادر ـ بيروت.

٣٤ ـ ذخائر العقبى ـ للطبري ـ مؤسسة الوفاء ـ بيروت ١٤٠١ ه.

٣٥ ـ رجال العلامة الحلي (الخلاصة) المطبعة الحيدرية ـ النجف الأشرف.

٣٦ ـ رجال النجاشي ـ مؤسسة النشر الإسلامي ـ قم.

٣٧ ـ روضة الواعظين ـ للفتال النيسابوري ـ منشورات الرضي ـ قم.

٣٨ ـ الرياض النضرة في مناقب العشرة ـ للمحب الطبري ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت.

٣٩ ـ سنن الترمذي ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.

٤٠ ـ سير أعلام النبلاء ـ للذهبي ـ مؤسسة الرسالة ـ بيروت ـ الطبعة الثالثة ـ ١٤٠٥ ه.

٤١ ـ السيرة النبوية ـ لابن كثير ـ تحقيق مصطفى عبد الواحد ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.

٤٢ ـ السيرة النبوية ـ لابن هشام ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.

٤٣ ـ شذرات الذهب ـ لابن العماد الحنبلي ـ دار الآفاق.


٤٤ ـ شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ـ أوفسيت مؤسسة إسماعيليان للمطبوعات ـ قم.

٤٥ ـ الصحاح ـ للجوهري ـ تحقيق أحمد عبد الغفور عطار ـ دار العلم للملايين ـ بيروت ١٣٧٦ ه.

٤٦ ـ صفوة الصفوة ـ لابن الجوزي ـ تحقيق محمود فاخوري ـ دار المعرفة ـ بيروت ١٤٠٦ ه.

٤٧ ـ فرائد السمطين ـ للجويني ـ تحقيق محمد باقر المحمودي ـ مؤسسة المحمودي ـ بيروت ـ

الطبعة الأولى ـ ١٣٩٨.

٤٨ ـ الفصول المختارة في العيون والمحاسن ـ للشيخ المفيد ـ مكتبة الداوري ـ قم ـ الطبعة الرابعة ـ

٤٩ ـ الفصول المهمة ـ لابن الصباغ ـ مطبعة العدل ـ النجف الأشرف.

٥٠ ـ فضائل الخمسة ـ لمرتضى الحسيني ـ مؤسسة الأعلمي ـ بيروت ١٤٠٢ ه.

٥١ ـ الفهرست ـ للطوسي ـ المكتبة المرتضوية ـ النجف الأشرف.

٥٢ ـ الكاشف ـ للذهبي ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت ١٤٠٣ ه.

٥٣ ـ الكامل في التأريخ ـ لابن الأثير ـ دار صادر ـ بيروت ١٤٠٢ ه.

٥٤ ـ كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب عليه‌السلام ـ للكنجي ـ دار إحياء التراث ـ طهران.

٥٥ ـ كنز العمال ـ للهندي ـ مؤسسة الرسالة ـ الطبعة الخامسة ـ ١٤٠٥ ه.

٥٠١ ـ مائة منقبة من مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام لابن شاذان ـ تحقيق الشيخ نبيل رضا علوان ـ الدار الإسلامية ـ بيروت.

٥٧ ـ مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ـ للهيثمي ـ دار الكتاب العربي ـ بيروت ـ الطبعة الثانية ـ ١٤٠٢ ه.

٥٨ ـ المستدرك على الصحيحين ـ للحاكم النيسابوري ـ دار الفكر ـ بيروت ١٣٩٨ ه.

٥٩ ـ مسند أحمد ـ دار الفكر ـ بيروت.

٦٠ ـ مصباح الأنوار ـ مخطوط ـ محفوظ في مكتبة آية الله المرعشي تحت رقم ٣٦٩١.

٦١ ـ معجم البلدان ـ لياقوت الحموي ـ دار صادر ـ بيروت ١٣٨٨ ه.

٦٢ ـ المناقب ـ لابن شهرآشوب ـ المطبعة العلمية ـ قم.

٦٣ ـ المناقب ـ للخوارزمي ـ مكتبة نينوى الحديثة ـ طهران.


٦٤ ـ مناقب الإمام علي بن أبي طالب عليه‌السلام ـ لابن المغازلي ـ تحقيق محمد باقر بهبودي ـ دار الأضواء ـ بيروت ١٤٠٣ ه.

٦٥ ـ ميزان الاعتدال ـ للذهبي ـ تحقيق علي محمد البجاوي ـ دار المعرفة ـ بيروت.

٦٦ ـ نور الأبصار ـ للشبلنجي ـ دار الفكر ـ بيروت.

* * *


دليل النص بخبر الغدير

على إمامة أمير المؤمنين

صلوات الله عليه

للعلامة الكراجكي

أسامة آل جعفر

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة لا بد منها :

الحمد لله حمدا لا يبلغ مداه الحامدون ، ولا يدرك عده الحاسبون ، أحمده تعالى على كل نعمة أدركها أولا أدركها ، أعلمها أولا أعلمها ، تبارك وتعالي الله رب العالمين.

والصلاة والسلام على خيرة خلق الله من الأولين والآخرين ، حبيبه ومصطفاه ، ورسوله الأمين الذي أخرجنا وأخرج آباءنا من الظلمات إلى النور بإذنه ، وعلى أهل

بيته الطيبين المعصومين حجج الله علي العالمين إلى قيام يوم الدين.

وبعد : فالباحث المنصف ـ كائن من كان مع اختلاف المشارب وتعدد الألوان ـ لا بد أن ينتابه الذهول ويعتريه الاستغراب وهو يتفحص بإمعان وتأن ما حفلت به كتب السير ومصادر الأحاديث ـ التي يشار إليها بالبنان وتحاط بهالات من التبجيل

والتقديس ـ من روايات وأحاديث وأحداث ، كيف أن أصابع التحريف والتشويه تركت فيها آثارا لا تخفى وشواهد لا توارى ، أخذت من هذا الدين الحنيف مأخذا كبيرا ، وفتحت لذوي المآرب المنحرفة فتحا كبيرا.

بل ومن العجب العجاب أن تجد في طيات كل مبحث وكتاب ـ من تلك الكتب ـ


جملة كبيرة من التناقضات الصريحة التي لا تخفى على القارئ البسيط ، ناهيك عن الباحث المتخصص ، تعلن بصراحة عن تزيف وتحريف تناول ـ بجرأة عجيبة ـ الكثير من أحاديث الرسول الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأقوال الصحابة الناصحين ، فأخذ يعمل فيها هدما وتشويها.

ولعل حادثة الغدير ـ بما لها من قدسية عظيمة ـ كانت ، مرتعا خصبا لذوي النفوس العقيمة ، خضعت ـ وهذا لا يخفى ـ لأكبر عملية تزوير ـ قديما وحديثا ـ أرادت وبأي شكل كان أن تفزع هذا الأمر السماوي من مصداقيته ومن محتواه الحقيقي ، وتحمله ـ مدا وجزرا ـ بين التكذيب الفاضح ، والتأويل المستهجن ، فكانت تلك السنوات العجاف بعد وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ وإلي يومنا هذا ـ حافلة بهذه التناقضات ، ومليئة بتلك المفارقات ، ولعل أم المصائب أن يأتي بعد أولئك القدماء جيل من الكتاب المعاصرين يأخذ ما وجده ـ رغم تناقضاته ومخالفته للعقل والمنطق ـ ويرسله إرسال المسلمات دون تمعن وبحث ، وكأن هذا الأمر ما كان أمرا سماويا وحتما إلهيا ، بل حالهم كأنه حال من حكى الله تعالى عنهم في كتابه العزيز حيث قال : (قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون) (١).

فالجناية الكبرى التي كانت تستهدف الإمام علي عليه‌السلام ما كانت وليدة اليوم ولا الأمس القريب ، بقدر ما كان لها من الامتداد العميق الضارب في جذور التأريخ ، والذي كان متزامنا مع انبثاق نور الرسالة السماوية ، حيث توافقت ضمائر المفسدين ـ وإن اختلفت ـ لجر الديانة الإسلامية السمحاء إلى حيث ما آلت إليه الأديان السماوية السابقة من انحراف خطير وتشويه رهيب.

لأن من السذاجة بمكان أن تؤخذ كل جناية من هذه الجنايات على حدة ، وتناقش بمعزل عن غيرها ، وعن الصراع الدائم بين الخير والشر ، وبين النور والظلام ،

__________________

(١) الزخرف ٤٣ : ٢٢.


وإلا فكيف يمكن للمرء أن يتصور أن الحبل يلقى علي غاربة للمصلحين والمخلصين دون أن تشهر في وجوههم الحراب وتنصب في طرقهم الشباك ، بل وإني يمكن أن يتصور أن تترك للاسلام الحنيف السبل شارعة والمسالك نافذة ، يقيم دعائم الحق ويرسي جذور العدل ، بلي لا يمكن تصور ذلك ، وتلك حقائق لا يمكن الإغضاء عنها.

ومن كان علي عليه‌السلام؟ هل كان إلا كنفس رسول الله صلى الله عليه وآله (٢) رزق علمه وفهمه ، وأخذ منه ما لم يأخذه الآخرون ، بل كان امتدادا حقيقيا له دون الآخرين ، وهل كانت كفه عليه‌السلام إلا ككف رسول الله صلى الله عليه وآله في العدل سواء (٣) ، وهل كان عليه‌السلام إلا مع الحق والحق معه حيثما دار (٤).

وهل كان عليه‌السلام لو ولي أمور المسلمين ـ كما أراد الله ورسوله ـ إلا حاملا المسلمين على الحق ، وسالكا بهم الطريق القويم وجادة الحق (٥).

بلى كان يعد من السذاجة بمكان أن يمكن عليا عليه‌السلام من تسنم ذروة الخلافة وامتطاء ناصيتها ، لأن هذا لا يغير من الأمر شيئا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ، ويظهر لهم وكأنه صلى‌الله‌عليه‌وآله ما زال بين ظهرانيهم ، يقيم دعائم التوحيد ، ويقف سدا حائلا أمام أحلامهم المنحرفة التي لا تنتهي عند حد معين ولا

__________________

(٢) روي عن أبي ذر رحمه‌الله ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : «لينتهين بنو وليعة أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي ينفذ فيهم أمري ...».

أنظر : خصائص الإمام علي عليه‌السلام ـ للنسائي ـ : ٨٩ / ٧٢ ، المناقب ـ للمغازلي ـ : ٤٢٨ / ٤.

(٣) أنظر : ترجمة الإمام علي عليه‌السلام من تأريخ دمشق ٢ / ٤٣٨ / ٩٤٥ ، المناقب ـ للمغازلي ـ : ١٢٩ / ١٧٠.

(٤) أنظر : تأريخ بغداد ١٤ : ٣٢١ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٢٤ ، ترجمة الإمام علي عليه‌السلام من تأريخ دمشق ٣ : ١١٧ / ١١٥٩.

(٥) نقل مثل هذا القول عن عمر بن الخطاب ـ لما طعن ـ مشيرا إلى ما يفعله علي عليه‌السلام لو ولي أمر المسلمين.

أنظر : أنساب الأشراف ١ : ٢١٤ ، ترجمة الإمام علي عليه‌السلام من تأريخ دمشق ٣ : ٨١ / ١١٢٧ ، ورب سائل يسأل : إذا كان ذلك قول عمر فلم جعلها بين ستة أينها دارت تصب في جعبة عثمان؟! وكذا سأله ولده. عبد الله فأجاب (كما في تأريخ دمشق المذكور) قال : أكره أن أتحملها حيا وميتا!!!.

حقيقة لا تحتمل التأويل ، وإن حملها الآخرون ، إلا أنه هذر وتجن على الحقيقة.


مدى معروف.

ولعل الاستقراء البسيط لمجريات بعض الأمور يوضح جانبا بينا من تلك المؤامرة الخطيرة ، التي وإن اختلفت نوايا أصحابها إلا أنها تلتقي عند هدف واحد ، وهو إفراغ الرسالة السماوية من محتواها الحقيقي ، ودفع بالمسلمين إلى هاوية التردي والانحطاط ـ كما ذكرنا ـ والالتحاق بركب اليهودية والمسيحية التي أمست ثوبا مهلهلا خرقا يتجلبب به الأحبار والرهبان عندما يتعاطون ملذاتهم المحرمة وشهواتهم الحيوانية.

فمن الاجتهاد الباطل قبالة النص السماوي (٦) ، ومرورا بالحط من مكانة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله (٧) وانتهاءا بسلب الخلافة من أصحابها الشرعيين ، سلسلة متصلة الحلقات ، إحداها تكمل الأخرى ، إلا أن الأخيرة كانت الترجمة الصادقة لتلك التوجهات الخطيرة.

فحقا أن القربة لا تحمل البحر ، ولا النملة تبتلع البيدر وشواهد الحق ماثلة للعيان إلا أن المخطط ـ مع اختلاف النوايا ، كما ذكرنا ونذكر ـ أخذ أبعادا واسعة ، ثمارها ما نراه الآن من فرقة مرة وتطاحن مؤلم ، خلف أنهارا من الدموع والدماء ، ولست أدري كيف يتأتي لمن وهبه الله أدنى نور يستضئ به أن يتجاوز تلك الحقائق الواضحة التي تشهد بالنص بالخلافة لعلي عليه‌السلام لا لكونه أحق من غيره بها فحسب ، ويحيرني من لا يرتضي للملوك والزعماء أن لا يعهدوا بالولاية والخلافة ـ وهم ملوك الدنيا ـ ويرتضون لله ورسوله ذلك وهو سبيل الدنيا والآخرة! عدا أنهم نقلوا

__________________

(٦) للاطلاع علي مزيد من الايضاح يراجع كتاب «النص والاجتهاد» للإمام عبد الحسين شرف الدين قدس الله سره الشريف.

(٧) يجد الباحث عند استقراء بعض جوانب حياة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله محاولات واضحة للتعرض لشخصيته بالتجريح بصورة مباشرة أو غير مباشرة مركزها الأول محاولة نفي العصمة عنه ـ والتي هدفها الحقيقي نفي العصمة عن الأئمة عليهم‌السلام ورفع شأن بعض الصحابة علي حساب شخصيته العظمية ، وإلصاق بعض الأفعال التي يتنزه عن فعلها بسطاء المؤمنين ، ناهيك عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله! للاطلاع بوضوح تراجع أبواب فضائل الصحابة في كتب الحديث المختلفة.


أن أبا بكر وعمر لم يموتا حتى أوصيا بذلك ، بل والأغرب من ذلك ـ وحديثي لمن ليس في قلبه مرض ـ أن تجد تلك التأويلات الممجوجة للنصوص الواضحة ، وذلك الحمل الغريب للظواهر البينة (٨).

وبالرغم من أن الجميع يدركون ـ بلا أدني ريب ـ أن الرسول صلى الله عليه وآله لا يتحدث بالأحاجي والألغاز ، ولا يقول بذلك منصف مدرك ، إذن فماذا يريد صلى‌الله‌عليه‌وآله بحديث الثقلين المشهور (٩)؟ وما يريد بقوله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : «أما ترضي أن تكون مني بمنزله هارون من موسى ..» (١٠).

بل وما يريد بقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله أيضا : «علي ولي (١١) كل مؤمن بعدي» (١٢)؟ بل وما ... وما ... إلى آخره.

__________________

(٨) ـ أنظر إلى متن الرسالة المحققة وكيف تحمل ظواهر الكلمات والأحاديث علي وجوه تهدف إلى دفع الأمر عن حقيقته.

(٩) نقلت المصادر عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله قوله : «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما».

أنظر : سنن الترمذي ، : ٥ / ٦٦٢ / ٣٧٨٦ و ٦٦٣ / ٣٧٨٨ ، مسند أحمد ٣ : ١٧ و ٥ : ١٨١ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٠٩ و ١٤٨ ، أسد الغابة ٢ : ١٢.

(١٠) أنظر : صحيح مسلم ٤ : ١٨٧ : ٢٤٠٤ ، سنن الترمذي ٥ : ٦٣٨ / ٣٧٢٤ و ٦٤٠ / ٣٧٣١ ، أسد الغابة ٥ : ٨ ، الرياض النضرة ٣ : ١١٧ ، تأريخ بغداد ٤ : ٢٠٤ ، ترجمة الإمام علي عليه‌السلام من تأريخ دمشق ١ : ١٢٤ / ١٥٠ ، حلية الأولياء ٧ : ١٩٤ ، ولعل الغريب في الأمر أن يحملها البعض علي أن ذلك يكون في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله متناسين أن ذلك يطعن فيما ذهبوا إليه ، حيث أن من لا ينسي أن يولي من ينوب عنه في حياته لا يمكن قطعا أن يغفل عن ذلك بعد وفاته ، بالإضافة إلى أن ذي الأمر يوضح وبجلاء لا يقبل الشك أن عليا كان أحق من غيره بخلافة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهذا يعني ـ وبلا ريب ـ إعلان من رسول الله صلى الله عليه وآله للمسلمين بعده أن أحقهم وأولاهم بالخلافة علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، فإن أعرضوا عن النص وكذبوه كان أولى بهم أن لا يولوها إلا من كان أولى بها منهم.

(١١) أنظر متن الرسالة وفيها تعليق ـ ولو كان مختصرا ـ لوجوه كلمة «ولي».

(١٢) سنن الترمذي ٥ : ٦٣٢ / ٣٧١٢ ، مسند أبي داود الطيالسي : ١١١ / ٨٢٩ ، مصنف ابن أبي شيبة ٢ : ٧٩ ، سنن النسائي : ١٠٩ / ٨٩ ، مسند أحمد ٤ : ٤٣٧ ، الرياض النضرة ٣ : ١٢٩ ، أسد الغابة ٥ : ٩٤ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١١٠ تأريخ بغداد ٤ : ٣٣٩.


ثم أين الجميع من قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «من ناصب عليا الخلافة بعدي فهو كافر» (١٣) وإذا كان هناك من ينفر من كلمة الحق وتعمى عليه الحقائق ، فما باله بالشواهد وقد شهد حادثة الغدير عشرات الألوف من المسلمين ، كما تشهد بذلك الروايات الصحيحة في بطون الكتب (١٤) ، بل وأخرى تنقل تهنئة الصحابة لعلي عليه السلام بأسانيد صحاح لا تعارض (١٥).

وحقا إن هذا الأمر لا يخفى ، بالرغم من أنهم لم يألوا جهدا في طمس تلك الحقائق الناصعة المشرقة ـ حتى وإن تباينت الأزمنة وتباعدت المسافات ـ ولعل من المفارقات التي تستوقف ذي العقل الفطن وقائع مشهورة نقلها العام والخاص تعرضت للمسخ والتحريف في العديد من المصادر التاريخية والحديثية تختص بحديث الغدير وقضية الولاية ، فعدا ما ذهبوا إليه من تفسيرهم لآية الولاية والتبليغ وغيرها كما يشتهون ـ وجدت إن بعض المصادر التاريخية عند سردها لوقائع معينة أسقطت ما لا يوافق هواها وأثبتت ما يوافقه ، مثل مناشدته عليه‌السلام لجماعة الشورى بعد إصابة عمر بن الخطاب حيث أسقطت عبارة «فأنشدكم با لله هل فيكم أحد قال له رسول الله : من كنت مولاه فعلي مولاه ... ليبلغ الشاهد الغائب ، غيري؟» (١٦).

__________________

(١٣) المناقب ـ للمغازلي ـ : ٤٥ / ٦٨.

(١٤) أنظر متن الرسالة المحققة وهوامشها.

(١٥) نقلت المصادر بعد سردها لحادثة الغدير قول أبي بكر وعمر بن الخطاب لعلي عليه‌السلام : بخ بخ لك علي ، لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.

أنظر : أنساب الأشراف ١ : ٣١٥ ، ترجمة الإمام علي عليه‌السلام من تأريخ دمشق ٣ : ٨١ / ١١٢٧ ، تفسير الرازي ١٢ : ٥٠ ، وغيرها كما هو مذكور في هوامش الرسالة المحققة ، ولعل السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان عند ذلك هل كانت هذه التهنئة ـ ومن قبل هذه الجموع الحاشدة ـ لأمر بسيط كما يصوره البعض ويريد أن يقنع الآخرين به؟! لست معتقدا أن يقوله من يتأمله بإمعان.

(١٦) أثبت وجود هذا النص في المناشدة جملة من المؤرخين منهم : الخوارزمي في المناقب : ٢٢٢ ، المغازلي في مناقب الإمام علي عليه‌السلام : ١١٢ / ١٥٥ ، ابن أبي الحديد المعتزلي في شرحه لنهج البلاغة ٦ : ١٦٧ ، وبالرغم من أنهم حملوا كلمة «ولي» علي غير وجهها المراد حيث أشرنا إليها سابقا ، إلا أن لهذه العبارة في هذا المجلس دلالة خاصة لا تخفي.


وأضاف ابن كثير في نهايته عند سرده لوصيه أمير المؤمنين عليه‌السلام عندما أصيب وطلب منه أن يوصي لمن بعده ، حيث ذكر إنه عليه‌السلام قال : لا ، ولكن أدعكم كما ترككم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ يعني بغير استخلاف (١٧) ـ!!

بل ومن المفارقات العجيبة ما قرأته في تاريخ بغداد (١٨) ٧ : ٣٨١ عند ترجمته لأبي سعيد العدوي (٣٩١٠) فبعد أن استعرض جانبا من شيوخه الذين حدث عنهم والذين حدثوا عنه ، سرد حكاية له حول مروره بالبصرة على باب عثمان بن أبي العاص ، حيث نقل رويته لجماعة من الناس مجتمعة حول أحد الشيوخ الطاعنين في السن ، وكان خراش بن عبد الله خادم أنس بن مالك ، وهو يحدثهم ما سمعه من الأحاديث ، وبين يديه من يكتب ، قال أبو سعيد : فأخذت قلما من يد رجل وكتبت هذه الثلاثة عشر حديثا «أسفل نعلي» انتهى. هكذا عبارة مبتورة مشوهة.

غير أن الصحيح ما نقله ابن حجر في لسان الميزان ٢ : ٢٢٩ عند ترجمته للمذكور نفسه ، حيث نقل عين العبارة المتقدمة ـ وعن الخطيب البغدادي نفسه ـ ولكن بشكل مغاير مختلف ، حيث روى : وقال الخطيب : أخبرنا محمود بن محمد العكبري ... قال أبو سعيد : فأخذت قلما من يد رجل وكتبت هذه الثلاثة عشر حديثا في «فضل علي»!! وأورد قبلها جملة من هذه الروايات (١٩).

__________________

(١٧) أنظر : البداية والنهاية ٨ : ١٤ ، والغريب في الأمر هذا السؤال نقلته المصادر عن عبد الله بن جندب " وكان في حقيقته بهذا الشكل : قلت له (أي عبد الله) لعلي عليه‌السلام : يا أمير المؤمنين ، إن فقدناك فلا نفقدك ، فنبايع الحسن؟ قال : نعم.

أنظر : المناقب ـ للخوارزمي ـ : ٢٧٨ ، وما يدل عليه : الأغاني ١٢ : ٣٢٨ ، فجاءت النقل وجعلت محل «نعم» إما «لا» أو «لا آمركم ولا أنهاكم».

(١٨) الكتاب طبعته ونشرته المكتبة السلفية في المدينة المنورة.

(١٩) أقول : ما ذكرته لا يعدو غيضا من فيض ، فيمكن للباحث أن يحقق في كتب الفضائل التي نقلت قبل مئات السنين جملة وافرة من فقائل أهل البيت عليهم‌السلام ومن مصادر معروفة مشهورة غير أنه بعد أن أعيد طبع هذه المصادر ـ بحجة التحقيق أو النشر ـ أسقطت الكثير من هذه الأحاديث بصلافة غريبة وتجرأ عجيب ، والشواهد على ذلك كثيرة ومتعددة ، ومثال علي ذلك ما وجدته عند تتبع بعض ما نقله ابن الصباغ في فصوله المهمة من روايات في فقائل أهل البيت عليهم‌السلام ومن كتب معروفة أمثال : مسند أبي داود الطيالسي وغيره ، تبين لي عند مراجعتي لها أنها غير موجودة!!


وأخيرا وتجنبا لما لم يترك فيه علماؤنا الأبرار جانبا أو زاوية أو بابا إلا وطرقوه وأقاموا عليه الحجج البالغة والبراهين الثابتة ، أعرض عن الاسترسال في هذا المبحث المهم الذي حاولت أن أدور حوله ، إدراكا لجهدي المتواضع وعجزي عن الإحاطة بما لا تستغرقه المجلدات الضخمة ، ناهيك عن ذي الوريقات المحدودة.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

إشارة

أعرضنا في مقدمتنا عن ترجمة صاحب الرسالة أبي الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي ، واكتفينا بما سبق أن أورده زميلنا الفاضل الأخ علي موسى الكعبي على صفحات هذه المجلة العزاء في عددها التاسع عشر عند تحقيقه لرسالة «القول المبين عن وجوب مسح الرجلين» للمؤلف نفسه من ترجمة وافية مغنية.

كما أنا اعتمدنا في عملنا علي عين النسخ التي ذكرها في مقدمة رسالته المحققة لذا اقتضى التنبيه.

أسامة آل جعفر




دليل النص بخبر الغدير على إمامة أمير المؤمنين صلوات الله عليه إعلم أنه مما يدل على أنه المنصوص بالإمامة عليه ما نقله الخاص والعام من أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما رجع من حجة الوداع نزل بغدير خم (١) ـ ولم يكن منزلا ـ ثم أمر مناديه فنادى في الناس بالاجتماع ، فلما اجتمعوا خطبهم ثم قررهم على ما جعله الله تعالى له عليهم من فرض طاعته ، وتصرفهم بين أمره ونهيه بقوله : «ألست أولى بكم منكم بأنفسكم»؟

فلما أجابوه بالاعتراف ، وأعلنوا بالاقرار رفع بيد أمير المؤمنين عليه‌السلام وقال ـ عاطفا على التقرير الذي تقدم به الكلام ـ : «فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وآل من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله» (٢).

__________________

(١) خم في اللغة : قفص الدجاج ، فإن كان منقولا من الفعل فيجوز أن يكون مما لم يسم فاعله من قولهم : خم الشئ إذا ترك في الخم ، وهو حبس الدجاج ، وخم إذا نطف ، كله عن الزهري.

قال السهلي عن ابن إسحاق : وخم بئر كلاب بن مرة ، من خممت البيت إذا كنسته ، ويقال : فلان مفهوم القلب أي نقيه ، فكأنها سميت بذلك لنقائها.

قال الزمخشري : خم اسم رجل صباغ أضيف إليه الغدير الذي هو بين مكة والمدينة بالجحفة ، وقيل : هو على ثلاثة أميال من الجحفة ، وذكر صاحب المشارق أن خمأ اسم غيضة هناك وبها غدير نسب إليها ، قال : وخم موضع تصب فيه عين بين الغدير والعين ، وبينهما مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

وقال عرام : ودون الجحفة على ميل غدير خم وواديه يصب في البحر ، لا نبت فيه غير المرخ والثمام والأراك والعشر ، وغدير خم هذا من نحو مطلع الشمس لا يفارقه ماء المطر أبدا ، وبه أناس من خزاعة وكنانة غير كثير.

وقال الحازمي : خم واد بين مكة والمدينة عند الجحفة به غدير ، عنده خطب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

وقال محمد بن إسحاق الفاكهي في كتاب «مكة» : بئر خم قريبة من الميثب حفرها مرة بن كعب بن لوي. أنظر : معجم البلدان ـ خم ـ ٢ : ٣٨٩.

(٢) الحديث مروي في معظم كتب الحديث وبطرق لا يمكننا حصرها هنا ، ولكن أنظر : أمالي الصدوق : ٤٦٠ ، إرشاد المفيد : ٩٤ ، خصائص الرضي : ٤٢ ، الشافي في الإمامة ٢ : ٢٥٨ ، الفصول المختارة : ٢٣٥ ، إعلام الورى : ٢٠٠ من طرق الخاصة ، ومن طرق العامة : سنن ابن ماجة ١ : ٤٣ / ١١٦ و ٤٥ / ١٢١ ، سنن الترمذي ٥. ٦٣٣ / ٣٧٦٣ ، خصائص الإمام علي عليه تم السلام للنسائي : ٩٦ / ٧٩ و ٩٩ / ٨٣ ، مسند أحمد ١ : ٨٤ و ٨٨ ، ٤ : ٣٦٨ و ٣٧٢ ، ٥ : ٣٦٦ و ٤١٩ ، تأريخ بغداد ٧ : ٣٧٧ و ٨ : ٢٩٠ و ١٢ : ٣٤٣ ، أسد الغابة ٢ : ٢٣٣ و ٣ : ٩٣ ، الإصابة ١ : ٣٠٤


فجعل لأمير المؤمنين عليه‌السلام من الولاء في أعناق الأمة مثل ما جعله الله له عليهم مما أخذ به إقرارهم ، لأن لفظة «مولى» تفيد ما تقدم من التقرير من ذكر الأولى ، فوجب أن يريد بكلامه الثاني ما قررهم عليه في الأول ، وأن يكون المعنى فيهما واحدا حسبما يقتضيه استعمال أهل اللغة وعرفهم في خطابهم.

وهذا يوجب أن يكون أمير المؤمنين عليه‌السلام أولى بهم من أنفسهم ، ولا يكون أولى بهم إلا وطاعته فرض عليهم وأمره ونهيه نافذ فيهم ، وهذه رتبة الإمام في الأنام قد وجبت بالنص لأمير المؤمنين عليه‌السلام.

واعلم ـ أيدك الله ـ أنك تسأل في هذا الدليل عن أربعة مواضع :

أولها : أن يقال لك : ما حجتك على صحة الخبر في نفسه ، فإنا نرى من يبطله؟

وثانيها : أن يقال لك : ما الحجة على أن لفظة (مولى) تحتمل (أولى) وأنها أحد أقسامها؟

وثالثها : إذا ثبت أنها أحد محتملاتها ، فما الحجة على أن المراد بها في الخبر «الأولى» دون ما سوى ذلك من أقسامها؟

ورابعها : ما الحجة على أن «الأولى» هو الإمام ، ومن أين يستفاد ذلك في الكلام؟

الجواب عن السؤال الأول :

أما الحجة على صحة خبر الغدير ، فما يطالب بها إلا متعنت ، لظهوره وانتشاره ، وحصول العلم لكل من سمع الأخبار به ، ولا فرق بين من قال : ما الحجة على صحة خبر الغدير؟ ، وهذه حاله ، وبين من قال : من قال : ما الحجة على أن النبي صلى الله عليه وآله حج حجة الوداع؟ لأن ظهور الجميع وعموم العلم به بمنزلة واحدة.

__________________

مستدرك الحاكم ٣ : ١٠٩ و ٣ : ١١٠ و ١١٦ ، كفاية الطالب : ٦٤ ، ترجمة الإمام علي عليه‌السلام من تأريخ دمشق ٢ : ٥ / ٥٠١ ـ ٥٣١ ، الرياض النضرة ٢ : ١٧٥ ، مناقب الإمام علي عليه‌السلام للمغازلي : ١٦ ـ ٢٦ ، مصنف ابن أبي شيبة ١٢ : ٥٩ / ١٢١٢١ وغيرها كثير.


وبعد :

فقد اختص هذا الخبر بما لم يشركه فيه سائر الأخبار ، فمن ذلك أن الشيعة نقلته وتواترت به ، وقد نقله أيضا أصحاب السير نقل المتواترين به يحمله خلف منهم عن سلف ، وضمنه جميعهم الكتب بغير إسناد معين ، كما فعلوا في إيراد الوقائع الظاهرة والحوادث الكائنة ، التي لا يحتاج في العلم بها إلى سماع الأسانيد المتصلة.

ألا ترى إلى وقعة بدر وحنين وحرب الجمل وصفين ، كيف لا يفتقر في العلم بصحة شئ من ذلك إلى سماع إسناد ولا اعتبار أسماء الرجال ، لظهوره المغني ، وانتشاره الكافي ، ونقل الناس له قرنا بعد قرون بغير إسناد معين ، حتى عمت المعرفة به ، واشترك الكل في ذكره.

وقد جرى خبر يوم الغدير هذا المجرى ، واختلط في الذكر والنقل بما وصفنا ، فلا حجة في صحته أوضح من هذا.

ومن ذلك إنه قد ورد أيضا بالأسانيد المتصلة ، ورواه أصحاب الحديثين من الخاصة والعامة من طرق في الروايات كثيرة ، فقد اجتمع فيه الحالان ، وحصل له السببان (٣).

ومن ذلك أن كافة العلماء قد نقلوه بالقبول ، وتناولوه بالتسليم ، فمن شيعي يحتج به في صحة النص بالإمامة ، ومن ناصبي يتأوله (٤) ويجعله دليلا على فضيلة ومنزلة جليلة ، ولم ير للمخالفين قولا مجردا في إبطاله ، ولا وجدناهم قبل تأويله قد قدموا كلاما في دفعه وإنكاره ، فيكون جاريا مجرى تأويل أخباره المشبهة ورواياتها بعد الإبانة عن بطلانها وفسادها ، بل ابتدأوا بتأويله ابتداء من لا يجد حيلة في دفعه ، وتوفره على تخريج الوجوه له توفر من قد لزمه الإقرار به ، وقد كان إنكاره أروح لهم لو قدروا عليه ، وجحده أسهل عليهم لو وجدوا سبيلا إليه.

__________________

(٣) في نسخة ف : البيان.

(٤) في نسخة ه : يتناوله.


فأما ما يحكى عن (ابن) (٥) أبي داود السجستاني (٦) من إنكاره له ، وعن الجاحظ (٧) من طعنه في كتاب العثمانية (٨) فيه ، فليس بقادح في الإجماع الحاصل على صحته ، لأن القول الشاذ لو أثر في الإجماع ، وكذلك الرأي المستحدث لو أبطل مقدم الاتفاق ، لم يصح الاحتجاج بإجماع ولا ثبت التعويل على اتفاق ، على أن السجستاني

__________________

(٥) لم ترد في نسخنا ، ولعله اشتباه وقع فيه النساخ.

(٦) عبد الله بن سليمان الأشعث السجستاني ، ويكني بأبي بكر ، ولد بسجستان في سنة ثلاثين ومائتين ، أبوه صاحب السنن المعروف ، أخذ عن أبيه ، وطاف معه كثير من البلدان ، وحضر دروس العديد من شيوخ أبيه حتى اعتبروه من كبار الحفاظ ، إلا أنة يؤخذ عليه تجرئه علي الحديث حيث نقل عن الذهبي (ت ٧٤٨ ه) في سير أعلام النبلاء ١٣ : ٢٢٢ / ١١٨ : «قال عبد الرحمن السلمي : سألت الدارقطني عن ابن أبي داود فقال : ثقة «كثير الخطأ في الكلام على الحديث» وكذا نقل مثله في تذكرة الحفاظ ٢ : ٧٧١.

بل طعن فيه ابن عدي (٢٧٧ ـ ٣٦٥ ه) في الكامل في ضعفاء الرجال ٤ : ١٥٧٧ حيث قال : «سمعت علي ابن عبد الله الداهري يقول : سمعت أحمد بن محمد بن عمرو بن عيسى كركر يقول : (سمعت علي بن الحسين بن الجنيد يقول : سمعت أبا داود السجستاني يقول : ابني عبد الله هذا كذاب).

وكان ابن صاعد يقول : «كفانا ما قال أبوه فيه.

سمعت عبد الله بن محمد البغوي يقول له ـ وقد كتب إليه ابن أبي داود رقعة يسأله عن لفظ حديث لجده لما قرأ رقعته ـ : أنت والله عندي منسلخ من العلم.

سمعت عبدان يقول : سمعت أبا داود السجستاني يقول : ومن البلاء أن عبد الله يطلب القضاء إنتهى.

(٧) أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب البصري المعتزلي ، له تصانيف كثيره ، أخذ عن النظام ، روى عن أبي يوسف القاضي ، وثمامة بن أشرس ، وروى عنه أبو العيناء ، ويموت بن المزرع.

خبيث مطعون فيه ، لا يؤخذ بأقواله ولا يعتد بآرائه ، قال عنه الذهبي في ميزان الاعتدال ٣ : ٢٤٧ / ٦٣٣٣ ، وفي سير أعلام النبلاء ١١ : ٥٢٦ / ٥٢٦ : ١٤٩ : «قال ثعلب : ليس بثقة ولا مأمون.

قلت : وكان من أئمة البدع.

وعن الجاحظ : نسيت كنيتي ثلاثة أيام ، حتى عرفني أهلي!!

قلت : كان ماجنا قليل الدين ... يظهر من شمائله أنه يختلف) إنتهى.

وقال الحافظ ابن كثير (ت ٧٧٤ ه) في البداية والنهاية ١١ : ١٩ : «وفي سنة خمس وخمسين ومائتين توفي الجاحظ المتكلم المعتزلي ، وإليه تنسب الفرقة الجاحظية لجحوظ عينيه ، كان شنيع المنظر سيئ المخبر ، ردئ الاعتقاد ، ينسب إلى البدع والضلالات ، وربما جاز به بعضهم إلى الانحلال «حتى قيل في المثل : يا ويح من كفره الجاحظ» انتهي.

(٨) رسالة من رسائل الجاحظ طرح فيها جملة من الآراء والمعتقدات الشاذة ، نقضها أبو جعفر محمد بن عبد الله الإسكافي (ت ٢٤٠ ه) وهو من أكابر علماء المعتزلة ومتكلميهم حيث يندر أن تخلو كتبهم من آرائه ، ويقال : إنه


قد تنصل من نفي الخبر (٩).

فأما الجاحظ ، فطريقته المشتهرة في تصنيفاته المختلفة ، وأقواله المتضادة المتناقضة ، وتأليفاته القبيحة في اللعب والخلاعة ، وأنواع السخف والمجانة ، الذي لا يرتضيه لنفسه ذو عقل وديانة ، يمنع من الالتفات إلى ما يحكيه ، ويوجب التهمة له فيما ينفرد به ويأتيه.

وأما الخوارج الذين هم أعظم الناس عداوة لأمير المؤمنين عليه‌السلام فليس يحكي عنهم صادق دفعا للخبر (١٠) ، والظاهر من حالهم حملهم له على وجه من التفضيل ، ولم يزل القوم يقرون لأمير المؤمنين عليه‌السلام بالفضائل ، ويسلمون له المناقب ، وقد كانوا أنصاره وبعض أعوانه ، وإنما دخلت الشبهة عليهم بعد الحكمين ، فزعموا أنه خرج عن جميع ما كان يستحقه من الفضائل بالتحكيم ، وقد قال شاعرهم :

كان علي قبل تحكيمه

جلدة بين العين والحاجب

ولو لم يكن الخبر كالشمس وضوحا لم يحتج به أمير المؤمنين عليه‌السلام يوم الشورى ، حيث قال للقوم في ذلك المقام : «أنشدكم الله هل فيكم أحد أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بيده فقال : من كنت مولاه فهذا مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، غيري؟».

__________________

صنف سبعين كتابا في الكلام منها : «المقامات في مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام» و (نقض العثمانية).

وقد نقل ابن أبي الحديد المعتزلي جوانب متعددة من هذه الرسالة ونقضها.

أنظر : شرح نهج البلاغة ٧ : ٣٦ ، ١٣ : ٢١٥ ـ ٢٩٤ ، ١٦ : ٢٦٤.

(٩) قيل : إن ابن أبي داود لم ينكر الخبر ، وإنما أنكر كون المسجد الذي بغدير خم متقدما ، وقد حكى عنه تنصله من ذلك والتبري مما قذفه به وحمد بن جرير الطبري.

أنظر : الشافي في الإمامة ٢ : ٢٦٤.

(١٠) قال السيد المرتضى ـ رفع الله في الخلد مقامه ـ : «أما الخوارج فما يقدر أحد علي أن يحكي عنهم دفعا لهذا الخبر ، أو امتناعا من قبوله ، وهذه كتبهم ومقالاتهم موجودة معروفة ، وهي خالية مما ادعى ، والظاهر من أمرهم حملهم الخبر على التفضيل وما جرئ مجراه من ضروب تأويل مخالفي الشيعة ، وإنما أنس بعض الجهلة بهذه الدعوى على الخوارج ما ظهر منهم فيما بعد من القول الخبيث في أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فظن أن رجوعهم عن ولايته


قالوا : اللهم لا ، فأقر القوم به ولم ينكروه ، واعترفوا بصحته ولم يجحدوه (١١).

فإن قال قائل : فما باله لم يذكر في حال احتجاجه به تقرير رسول الله صلى الله عليه وآله للناس على أنه أولى بهم منهم بأنفسهم؟ ولم اقتصر على ما ذكر ، وهو لا ينفع في الاستدلال عندكم ما لم يثبت التقرير المتقدم؟؟

وما جوابكم لمن قال : إن المقدمة لم تصح ، وليس لها أصل ، وتد سمعنا هذا الخبر ورد في بعض الروايات وهو عار منها ، فما قولكم فيها؟؟

قيل له : إن خلو إنشاد أمير المؤمنين عليه‌السلام من ذكر المقدمة لا يدل على نفيها أو الشك في صحتها ، لأنه قررهم من بعض الخبر على ما يقتضي الإقرار ، بجميعه ، اختصارا في كلامه ، وغنى بمعرفتهم بالحال عن إيراده على كماله ، وهذه عادة الناس فيما يقررون به.

وقد قررهم عليه‌السلام في ذلك المقام بخبر الطائر (١٢) فقال : «أفيكم رجل قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهم أبعث إلي بأحب خلقك إليك يأكل معي ، غيري؟» ولم يذكر هذا الطائر.

وكذلك لما قررهم بقول النبي عليه‌السلام فيه يوم ندبه لفتح خيبر وذكر لهم بعض الكلام دون جميعه اتكالا منه على ظهوره بينهم واشتهاره (١٣).

__________________

يقتضي أن يكونوا جاحدين لفضائله ومناقبه).

أنظر : الشاني في الإمامة ٢ : ٢٦٤.

(١١) أنظر المناقب ـ للخوارزمي ـ : ٢٢٢ ، وشرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد المعتزلي ـ ٦ : ١٦٧ ، ومناقب الإمام علي عليه‌السلام ـ للمغازلي ـ : ١١٢ / ١٥٥.

(١٢) حديث الطائر وقصته من الشهرة والتصديق بشكل لا يخفى ، وقد نقلته كثير من مصادر الحديث بأسانيد وطرق مختلفة ، وفي كلها إقرار بأفضلية أمير المؤمنين عليه‌السلام دون غيره من الصحابة.

أنظر : سنن الترمذي ٥ : ٦٣٦ / ٣٧٢١ ، تأريخ بغداد ٣ : ١٧١ و ٩ : ٣٦٩ ، حلية الأولياء ٦ : ٣٣٩ ، الرياض النضرة ٣ : ١١٤ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٣٠ ، المناقب ـ للمغازلي ـ : ١٥٦ ـ ١٧٤ ، ترجمة الإمام علي عليه‌السلام من تأريخ دمشق ٢ : ١٠٥ ـ ١٥١ ، تذكرة الخواص : ٤٤.

(١٣) هذه المناشدتان بحديث الطير ويوم ندبه عليه‌السلام لفتح خيبر وردت في سلسلة من مناشداته لأصحاب الشورى بعد إصابة عمر بن الخطاب وطرحه جملة من الأصحاب قبالة أمير المؤمنين عليه‌السلام بما يسمى بأصحاب الشورى.

أنظر : مناقب الإمام علي ـ للمغازلي ـ : ١١٢ / ١٥٥ المناقب ـ للخوارزمي ـ : ٢٢٢ ، شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد المعتزلي ـ ٦ : ١٦٧.


فأما المتواترون بالخبر فلم يوردوه إلا على كماله ، ولا سطروه في كتبهم إلا بالتقرير الذي في أوله ، وكذلك رواه معظم أصحاب الحديث الذاكرين الأسانيد ، وإن كان منهم آحاد قد أغفلوا ذكر المقدمة ، فيحتمل أن يكون ذلك تعويلا منهم على العلم بالخبر ، فذكروا بعضه لأنه عندهم مشتهر ، فإن أصحاب (١٤) الحديث كثيرا ما يقولون : فلان يروي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خبر كذا ، ويذكرون بعض لفظ الخبر اختصار.

وفي الجملة : فالآحاد المتفردون بنقل بعضه لا يعارض بهم المتواترين الناقلين لجميعه على كماله.

الجواب عن السؤال الثاني :

وأما الحجة على أن لفظة «مولى» تحتمل «أولى» وأنها أحد أقسامها ، فليس يطالب بها أيضا منصف كان له أدنى الاطلاع في اللغة ، وبعض الاختلاط بأهلها ، لأن ذلك مستفيض بينهم ، غير مختلف فيه عندهم ، وجميعهم يطلقون القول فيمن كان أولى بشئ أنه مولاه.

وأنا أوضح لك أقسام «مولى» في اللسان لتعلمها على بيان.

إعلم أن لفظة «مولى» في اللغة تحتمل عشرة أقسام :

أولها : «الأولى» ، وهو الأصل الذي ترجع إليه جميع الأقسام ، قال الله تعالى : (فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير) (١٥).

__________________

(١٤) في نسخة «ف» الأصحاب.

(١٥) الحديد ٥٧ : ١٥.


يريد سبحانه هي أولى بكم على ما جاء في التفسير (١٦) وذكره أهل اللغة (١٧).

وقد فسره على هذا الوجه أبو عبيدة معمر بن المثنى (١٨) في كتابه المعروف بالمجاز في الله القرآن (١٩) ، منزلته في العلم بالعربية معروفة ، وقد استشهد على صحة تأويله ببيت لبيد (٢٠).

فغدت كلا الفرجين تحسب أنه مولى المخافة خلفها وإمامها (٢١)

يريد أولى المخافة ، ولم ينكر على أبي عبيدة أحد من أهل اللغة.

وثانيها : مالك الرق ، قال الله سبحانه : (ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر

__________________

(١٦) تفسير الطبري ٢٧ : ١٣١ ، الكشاف ٤ : ٦٤ ، زاد المسير ٨ : ١٦٧ ، التفسير الكبير للرازي ـ ٢٩ : ٢٢٧.

(١٧) معاني القرآن ـ للفراء ـ ٣ : ١٣٤ ، معاني القرآن ـ للزجاج ـ ٥ : ، ١٢٥ ، الصحاح ـ ولي ـ ٦ : ٢٥٢٨.

(١٨) معمر بن المثنى التيمي " تيم قريش ، أو تيم بني مرة على خلاف بينهم ، وهو علي القولين معا مولى لتيم ، وقد اختلفوا في مولده ، ولعل الأقرب إلى الصحة أنه ولد سنة ١١٠ ه ، ولم تذكر المراجع أين ولد ، إلا أنها تصفه في عداد علماء البصرة ، ارتحل إلى بغداد سنة ثمانية وثمانين ومائة حيث جالس الفضل بن الربيع وجعفر ابن يحيى وسمعا منه ، وتكاد تتفق كلمات أصحاب المراجع على أنه كان من الخوارج ، وأنه كان يكتم ذلك ولا يعلنه ، ولكن يبدو أنهم اختلفوا في الفرقة التي ينتمي إليها ، فمنهم من يقول : إنه كان صفريا ، في حين يذهب الآخرون إلى أنه كان من الأباظية.

عاصر من علماء اللغة : الأصمعي وأبا زيد ، وله معهم مناظرات متعددة ، كان يرجحه الباحثون في كثير منها عليهما.

توفي نحو سنة ٢١٠ ه ، وقيل : لم يحضر جنازته أحد لأنه كان شديد النقد لمعاصريه.

أنظر : فهرست النديم : ٥٩ ، تأريخ بغداد ١٣ : ٢٥٤.

(١٩) مجاز القرآن ٢ : ٢٥٤.

(٢٠) لبيد بن ربيعة العامري ، من شعراء المعلقات ، أدرك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأسلم وحسن إسلامه ، يصفه المؤرخون بأنه ذو مروة وكرم مشهود ، عاش بعد وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى زمن عثمان بن عفان ، يقال : إن عمر بن الخطاب كتب إلى واليه في الكوفة المغيرة أن يستنشد من بالكوفة من الشعراء بعض ما قالوه في الإسلام ، فلما سأل لبيدا قال له. إن شئت من أشعار الجاهلية ، فتال : لا ، فذهب فكتب سوره البقرة في صحيفة وقال : أبدلني الله هذه في الإسلام مكان الشعر.

أنظر : ديوان لبيد بن ربيعة العامري.

(٢١) من معلقته التي يقال إنه أنشدها النابغة فقال له : اذهب فأنت أشعر العرب ، ومطلعها :

عفت الديار محلها فمقامها

بمنى تأبد غولها فرجامها

أنظر : ديوان لبيد بن ربيعة العامري : ٥١.


علي شئ) (إلى قوله تعالى) (وهو كل علي مولاه) (٢٢).

يريد مالكه ، واشتهار هذا القسم يغني عن الإطالة فيه.

وثالثها : المعتق (٢٣).

ورابعها : المعتق (٢٤) ، وذلك أيضا مشهور معلوم.

وخامسها : ابن العم (٢٥) قال الشاعر (٢٦) : مهلا بني عمنا مهلا موالينا (لا تنشرا بيننا) (٢٧) ما كان مدفونا (٢٨)

وسادسها : الناصر ، قال الله عزوجل (ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم) (٢٩) يريد لا ناصر لهم (٢٠).

وسابعها : المتولي لضمان الجريرة ومن يحوز الميراث (٣١).

قال الله عزوجل : (ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم إن الله كان علي كل شئ شهيدا) (٣٢).

__________________

(٢٢) النحل ١٦ : ٧٥ ـ ٧٦.

(٢٣) أحكام القرآن ـ للقرطبي ـ ٥ : ١٦٦ الصحاح ـ ولي ـ ٦ : ٢٥٢٩ ، وفي الحديث : نهي عن بيع الولاء وعن هبته.

(٢٤) أحكام القرآن ـ للقرطبي ـ ٥ : ١٦٦ ، الصحاح ـ ولي ـ ٦ : ٢٥٢٩.

(٢٥) مجاز القرآن ١ : ١٢٥ ، أحكام القرآن ـ للجصاص ـ ٢ : ١٨٤ ، تفسير الطبري ٥ : ٣٢.

(٢٦) هو الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب ، واسمه عبد العزى بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، وكان أحد شعراء بني هاشم المذكورين وفصحائهم ، وكان شديد الآدمة ، ولذلك قال : وأنا الأخضر من يعرفني ، كان معاصرا للخليفة الأموي عبد الملك بن مروان ، وله أشعار متناثرة في بطون الكتب.

أنظر : الأغاني ـ لأبي الفرج ـ ١٦ : ١٧٥.

(٢٧) في نسخة «ف» : لا تنشروا ببننا ، وفي المصادر : لا تظهرن لنا.

(٢٨) أنظر : مجاز القرآن ١ : ١٢٥ ، أحكام القرآن ـ للجصاص ـ ٢ : ١٨٤ ، تفسير الطبري ، ٥ : ٣٢.

(٢٩) محمد (ص) ٤٧ : ١١.

(٣٠) تفسير الطبري ٢٥ : ٣٠ ، زاد المسير ٧ : ٤٠٠ ، التفسير الكبير ـ للرازي ـ ٢٨ : ٥٠ ، أحكام القرآن ـ للقرطبي ـ ٥ : ١٦٦.

(٣١) في نسخة «ه» : الميزان.

(٣٢) النساء ٤ : ٣٣.


وقد أجمع المفسرون على أن المراد بالموالي ها هنا من كان أملك بالميراث ، وأولى

بحيازته (٣٣).

قال الأخطل :

فأصبحت مولاها من الناس بعده

وأحرى قريش أن تهاب وتحمدا (٣٤)

وثامنها : الحليف (٣٥).

وتاسعها : الجار (٣٦).

وهذان القسمان أيضا معروفان.

__________________

(٣٣) معاني القرآن ـ للزجاج ـ ٢ : ٤٦ ، تفسير الطبري ٥ : ٣٢ ، مجاز القرآن ١ : ١٢٤ ، تفسير الرازي ١٠ : ٨٤ ، أحكام القرآن ـ للقرطبي ـ ٥ : ١٦٧ ، تفسير ابن جزي : ١١٨ ، زاد المسير ٢ : ٧١.

(٣٤) من قصيدة له في مدح عبد الملك بن مروان الأموي ، يقول فيها :

فما وجدت فيها قريش لأمرها

أعف وأولى من أبيك وأمجدا!!

وأورى بزندية ولو كان غيره

غداة اختلاف الناس ألوى وأصلدا!!

والأخطل هو : غياث بن غوث بن الصلت بن الطارقة ، ويقال :. ابن سيحان بن عمرو بن الفدوكس بن عمرو بن تغلب ، ويكني أبا مالك ، والأخطل لقب غلب عليه ، ذكر أن السبب فيه أنه هجا رجلا من قومه ، فقال له : يا غلام إنك لأخطل ، وقيل : إن عتبة بن الزغل حمل حمالة فأتى قومه يسأل فيها ، فجعل الأخطل يتكلم وهو يومئذ غلام ، فقال عتبة : من هذا الغلام الأخطل ، فلقب به ، وقيل غير ذلك.

كان نصرانيا من أهل الجزيرة برع في الشعر حتى عدوه هو وجرير والفرزدق طبقة واحدة ، وهو كما يعدونه من شعراء بني أمية.

أنظر : الأغاني ٨ : ٢٨٠.

(٣٥) قال النابغة الجعدي :

موالي حلف لا موالي قرابة

ولكن قطينا يسألون الأتاويا

يقول : هم حلفاء لا أبناء عم.

وقول الفرزدق :

فلو كان عبد الله مولى هجوته

ولكن عبد الله مولي مواليا

لأن عبد الله بن أبي إسحاق مولى الحضرميين ، وهم حلفاء بني عبد شمسي بن عبد مناف ، والحليف عند العرب مولى.

أنظر : الصحاح ـ ولي ـ ٦ : ٢٥٢٩.

(٣٦) الصحاح ٦ : ٢٥٢٩.


وعاشرها : الإمام السيد المطاع (٣٧) ، وسيأتي الدليل عليه في الجواب عن السؤال الرابع إن شاء الله تعالى.

فقد اتضح لك بهذا البيان ما تحتمله لفظة «مولى» من الأقسام ، وأن «أولى» أحد محتملاتها في معاني الكلام ، بل هي الأصل وإليها يرجع معنى كل قسم ، لأن مالك الرق لما كان أولى بتدبير عبده من غيره كان لذلك مولاه.

والمعتق لما كان أولى بميراث المعتق من غيره كان مولاه ،

والمعتق لما كان أولى بمعتقه في تحمله لجريرته ، وألصق به من غيره كان مولاه.

وابن العم لما كان أولى بالميراث ممن هو أبعد منه في نسبه ، وأولى أيضا من الأجنبي بنصرة ابن عمه ، كان مولى.

والناصر لما اختص بالنصرة وصار بها أولى ، كان لذلك مولى.

وإذا تأملت بقية الأقسام وجدتها جارية هذا المجرى ، وعائدة بمعناها إلى «الأولى» ، وهذا يشهد بفساد قول من زعم أنه متى أريد بمولى «أولى» كان ذلك مجازا ، وكيف يكون مجازا وكل قسم من أقسام «مولى» عائد إلى معنى الأولى ، وقد قال الفراء (٣٨) في كتاب «معاني القرآن» أن الولي والمولي في كلام العرب واحد (٣٩).

* * *

__________________

(٣٧) الصحاح ٦ : ٢٥٣٠.

(٣٨) يحيى بن زياد بن عبد الله الأسلمي الديلمي الكوفي ، مولي بني أسد ، المعروف بالفراء ، أبو زكريا ، أخذ عن أبي الحسن الكسائي ، وكان فقيها عالما بالخلاف وبأيام العرب وأخبارها وأشعارها ، عارفا بالطب والنجوم ، متكلما يميل إلى الاعتزال ، وكان يتفلسف في تصانيفه ويستعمل فيها ألفاظ الفلاسفة ، وقيل : إنه لقب بالفراء لأنه كان يفري الكلام ، توفي في طريق مكة سنة سبع ومائتين ، وقد بلغ ثلاثا وستين سنة ، وقيل : مات ببغداد. من تصانيفه. كتاب اختلاف أهل الكوفة والبصرة والشام في المصاحف ، معاني القرآن ، المصادر في القرآن ، اللغات ، الوقف والابتداء ، وغيرها.

أنظر : معجم الأدباء ٢٠ : ٩ / ٢ ، الأنساب ٩ : ٢٤٧ ، شذرات الذهب ٢ : ١٩.

(٣٩) معاني القرآن ٣ : ٥٩.


الجواب عن السؤال الثالث :

فأما الحجة على أن المراد بلفظة «مولى» في خبر الغدير «الأولى» فهي أن من عادة أهل اللسان في خطابهم إذا أوردوا جملة مصرحة وعطفوا عليها بكلام محتمل لما تقدم به التصريح ولغيره ، فإنهم لا يريدون بالمحتمل إلا ما صرحوا به من الخطاب المتقدم.

مثال ذلك أن رجلا لو أقبل على جماعة فقال : ألستم تعرفون عبدي فلانا الحبشي؟ ثم وصف لهم أحد عبيده وميزه عنهم بنعت يخصه صرح به ، فإذا قالوا : بلى ، قال لهم عاطفا على ما تقدم : فاشهدوا أن عبدي حرا لوجه الله عزوجل ، فإنه لا يجوز أن يريد بذلك إلا العبد الذي سماه وصرح بوصفه دون ما سواه ، ويجري هذا مجرى قوله : فاشهدوا أن عبدي فلانا حر ، ولو أراد غيره من عبيده لكان ملغزا غير مبين في كلامه.

وإذا كان الأمر كما وصفناه ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يزل مجتهدا في البيان ، غير مقصر فيه عن الإمكان ، وكان قد أتى في أول كلامه يوم الغدير بأمر صرح به ، وقرر أمته عليه ، وهو أنه أولى بهم منهم بأنفسهم ، على المعنى الذي قال الله تعالى في كتابه : (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) (٤٠) ثم عطف على ذلك بعد ما ظهر من اعترافهم بقوله : «فمن كنت مولاه فعلي مولاه» وكانت «مولى» (٤١) تحتمل ما صرح به في مقدمة كلامه وتحتمل غيره ، لم يجز أن يريد إلا ما صرح به في كلامه الذي قدمه وأخذ إقرار أمته به دون سائر أقسام «مولى» ، وكان هذا قائما مقام قوله «فمن كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه» ، وحاش لله أن لا يكون الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله أراد هذا بعينه.

__________________

(٤٠) الأحزاب ٣٣ : ٦.

(٤١) في نسخة «ف» : مولاه.


ووجه آخر :

وهو أن قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : «فمن كنت مولاه فعلي مولاه» لا يخلو من حالين : إما أن يكون أراد «بمولى» ما تقدم به التقرير من «الأولى» ، أو يكون أراد قسما غير ذلك من أحد محتملات «مولى».

فإن كان أراد الأول ، فهو ما ذهبنا إليه واعتمدنا عليه ، وإن كان أراد وجها غير ما قدمه من أحد محتملات «مولى» فقد خاطب الناس بخطاب يحتمل خلاف مراده ، ولم يكشف لهم فيه عن قصده ، ولا في العقل دليل عليه يغني عن التصريح بمعنى ما نحا إليه ، وهذا لا يجيزه على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلا جاهل لا عقل له.

الجواب عن السؤال الرابع.

وأما الحجة على أن لفظة «أولى» تفيد معنى الإمامة والرئاسة على الأمة ، فهو أنا نجد أهل اللغة لا يصفون بهذه اللفظة إلا من كان يملك تدبير ما وصف بأنه أولى به ، وتصريفه وينفذ فيه أمره ونهيه. ألا تراهم يقولون : إن السلطان أولى بإقامة الحدود من الرعية ، والمولى أولى بعبده ، والزوج أولى بامرأته ، وولد الميت أولى بميراثه من جميع أقاربه ، وقصدهم بذلك ما ذكرناه دون غيره.

وقد أجمع المفسرون على أن المراد بقوله سبحانه : (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) (٤٢) أنه أولى بتدبيرهم والقيام بأمورهم ، من حيث وجبت طاعته عليهم (٤٣).

وليس يشك أحد من العقلاء في أن من كان أولى بتدبير الخلق وأمرهم ونهيهم من كل أحد منهم ، فهو إمامهم المفترض الطاعة عليهم.

__________________

(٤٢) الأحزاب ٣٣ : ٦.

(٤٣) تفسير الطبري ٢١ : ٧٧ ، الجامع لأحكام القرآن ـ للقرطبي ـ ١٤ : ١٢٢ ، التفسير الكبير ـ للفخر الرازي ـ ٢٥ : ١٩٥ ، زاد المسير ـ للجوزي ـ ٦ : ٣٥٢.


ووجه آخر :

ومما يوضح أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أراد أن يوجب لأمير المؤمنين عليه‌السلام بذلك منزلة الرئاسة والإمامة والتقدم على الكافة فيما يقتضيه فرض الطاعة ، أنه قررهم بلفظة «أولى» على أمر يستحقه عليهم من معناها ، ويستوجبه من مقتضاها ، وقد ثبت أله يستحق في كونه أولى بالخلق من أنفسهم أنه الرئيس عليهم ، والنافذ الأمر فيهم ، والذي طاعته مفترضة على جميعهم ، فوجب أن يستحق أمير المؤمنين عليه‌السلام مثل ذلك بعينه ، لأنه جعل له منه مثل ما هو واجب له ، فكأنه قد قال : من كنت (أولى) به من نفسه في كذا وكذا فعلي أولى به من نفسه فيه.

ووجه آخر :

وهو أنا إذا اعتبرنا ما تحتمله لفظة (مولى) من الأقسام ، لم نر فيها ما يصح أن يكون مراد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلا ما اقتضاه الإمامة والرئاسة على الأنام ، وذلك أن أمير المؤمنين عليه‌السلام لم يكن مالكا لرق كل من ملك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رقه ، ولا معتقا لكل من أعتقه ، فيصح أن يكون أحد هذين القسمين المراد ، ولا يصح أن يريد المعتق لاستحالة هذا القسم فيها علي كل حال.

ولا يجوز أن يريد ابن العم والناصر ، فيكون قد جمع الناس في ذلك المقام ويقول لهم : من كنت ابن عمه فعلي ابن عمه!! أو : من كنت ناصره فعلي ناصره!! لعلمهم ضرورة بذلك قبل هذا المقام ، ومن ذا الذي يشك في أن كل من كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ابن عمه فإن عليا عليه‌السلام كذلك ابن عمه ، ومن ذا الذي لم يعلم أن المسلمين كلهم أنصار من نصره النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله!! فلا معنى لتخصيص أمير المؤمنين عليه‌السلام بذلك دون غيره.

ولا يجوز أن يريد ضمان الجرائر واستحقاق الميراث ، للاتفاق على أن ذلك لم يكن واجبا في شئ من الأزمان.


وكذلك لا يجوز أن يريد الحليف ، لأن عليا عليه‌السلام لم يكن حليفا لجميع حلفان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

ولا يصح أيضا أن يريد : من كنت جاره فعلي جاره ، لأن ذلك لا فائدة فيه ، وليس هو أيضا صحيحا في كل حال.

فإذا بطل أن يكون مراده عليه‌السلام شيئا من هذه الأقسام ، لم يبق إلا أن يكون قصد ما كان حاصلا له من تدبير الأنام ، وفرض الطاعة على الخاص والعام ، وهذه هي رتبة الإمام ، وفيما ذكرناه كفاية لذوي الأفهام.

* * *


فصل وزيادة

فأما الذين ادعوا أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إنما قصد بما قاله في أمير المؤمنين عليه‌السلام يوم الغدير أن يؤكد ولاءه في الدين ، ويوجب نصرته على المسلمين ، وأن ذلك على معنى قوله سبحانه : (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) (٤٤) وإن الذي أوردناه من البيان على أن بلفظة (مولى) يجب أن تطابق معنى ما تقدم به التقرير في الكلام ، وأنه لا يسوغ حملها على غير ما يقتضي الإمامة من الأقسام ، يدل على بطلان ما ادعوه في هذا الباب ، ولم يكن أمير المؤمنين عليه‌السلام بخامل الذكر فيحتاج إلى أن يقف به في ذلك المقام ويؤكد ولاءه على الناس ، بل قد كان مشهورا ، وفضائله ومناقبه وظهور علو مرتبته وجلالته قاطعا للعذر في العلم بحاله عند الخاص والعام (٤٥).

على أن من ذهب في تأويل الخبر إلى معنى الولاء في الدين والنصرة ، فقوله داخل في قول من حمله على الإمامة والرئاسة ، لأن إمام العالمين يجب موالاته في الدين ، وتتعين نصرته على كافة المسلمين ، وليس من حمله على الموالاة في الدين والنصرة يدخل في قوله ما ذهبنا إليه من وجوب الإمامة ، فكان المصير إلى قولنا أولى.

__________________

(٤٤) التوبة ٩ : ٧١.

(٤٥) ذكر ابن حجر في إصابته ٢ : ٥٠٧ ـ بعد سرده لجانب من فضائله ومناقبه عليه‌السلام ـ : «ومناقبه كثيرة ، حتى قال الإمام أحمد : لم ينقل لأحد من الصحابة ما نقل لعلي).

وليت شعري أنى يذهب البغض بذوي الرؤوس الخاوية ليهجوا هذا النهج من المطل والمماراة والالتفاف حول كلمة الحق ، ألا رجعوا إلى أنفسهم فسألوها وماذا أراد رسول الله الله عليه وآله وسلم بذلك وقد جمع له المسلمون من أقصى الأرض إلى أدناها بهذا الجو اللاهب والشوق العارم للعودة إلى الأهل والخلان بعد أداء فرض الله تعالى وبعد وعثاء السفر ، ألا لا مناص من الإجابة بأن الأمر أعظم وأشد مما ذهبوا إليه ، بل وهل هي إلا الوصية والخلافة التي يعرفونها كما يعرفون أبناءهم ولكنهم ينكرونها حتى تكون حجة عليهم يوم القيامة حين يحق الحق ويبطل الباطل ، وعندئذ يخسر المبطلون.


وأما الذين غلطوا فقالوا : إن السبب في ما قاله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم الغدير إنما هو كلام جرى بين أمير المؤمنين وبين زيد بن حارثة ، فقال علي عليه‌السلام لزيد : أتقول هذا وأنا مولاك؟! فقال له زيد : لست مولاي ، إنما مولاي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فوقف يوم الغدير فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، إنكارا على زيد ، وإعلاما له أن عليا مولاه (٤٦)!

فإنهم قد فضحهم العلم بأن زيدا قتل مع جعفر بن أبي طالب عليه‌السلام في أرض مؤتة (٤٧) من بلاد الشام قبل يوم غدير خم بمدة طويلة من الزمان (٤٨) ، وغدير خم إنما كان قبل وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بنحو الثمانين يوما وما حملهم على هذا الدعوى إلا عدم معرفتهم بالسير والأخبار (٤٩).

ولما رأت الناصبة غلطها في هذه الدعوى رجعت عنها ، وزعمت أن الكلام كان

__________________

(٤٦) أنظر : العقد الفريد ٥ : ٣٥٧.

(٤٧) مؤتة ـ بالضم ثم واو مهموزة ساكنة ، وتاء مثناة من فوقها ، وبعضهم لا بهمزة ـ قرية من قرئ البلقاء في حدود الشام ، وقيل : مؤتة من مشارف الشام ، وبها كانت تطبع السيوف وإليها تنسب المشرفية في السيوف.

أنظر : معجم البلدان ٥ : ٢١٩.

(٤٨) نقلت كافة كتب التاريخ والسير والحديث بلا أي خلاف بأن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعث بعثة إلى موتة في جمادي الأولى من سنة ثمان للهجرة ، واستعمل عليهم زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله ابن رواحة ، واستشهدوا هناك في تلك السنة واحد بعد الآخر.

أنظر : تأريخ الأمم والملوك ـ للطبري ـ ٣ : ٣٦ ، الكامل في التأريخ ـ لابن الأثير ـ مروج الذهب ـ للمسعودي ـ ٣ : ٣٠ / ١٤٩٣ ، المغازي للواقدي ٢ : ٧٥٥ ، السيرة النبوية ـ لابن هشام ـ ٤ : ١٥ ، السيرة النبوية ـ لابن كثير ـ ٣ : ٤٥٥ ، معجم البلدان ـ للحموي ـ ٥ : ٢١٩.

(٤٩) إنه لأمر غريب فعلا أن يحدث هذا الخلط الفاضح ، الذي يبدو مستهجنا ممن يملك أدني معرفة بشئ من التأريخ ، ناهيك بمن يتجرأ ليكتب التأريخ ويضع فيه ما يراه مناسبا.

ولا أجد لذلك تفسيرا إلا أن الله تعالى شاء أن يفضح أولئك الذين أعماهم الحقد عن روية شمس الحق.

وتالله إن الأمر ليبلو أوضح من أن يلتبس به أحد ، فكتب الحديث والسنن التي نقلت هذه الواقعة تشير نصا إلى أنها كانت في حجة الوداع.

أنظر : الهامش رقم (١)؟

وكل كتب التأريخ تذكر أن هذه الحجة كانت في السنة العاشرة من الهجرة النبوية ، وهي لا تختلف أيضا في أن وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كانت في السنة الحادية عشر ، فأين هذه من تلك؟!


بين أمير المؤمنين عليه‌السلام وبين أسامة بن زيد (٥٠) ، والذي قدمناه من الحجج يبطل ما زعموه ويكذبهم فيما ادعوه ، ويبطله أيضا ما نقله الفريقان من أن عمر بن الخطاب قام في يوم الغدير فقال : بخ بخ لك يا أبا الحسن ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة (٥١) ، ثم مدح حسان بن ثابت في الحال بالشعر المتضمن رئاسته وإمامته على الأنام ، وتصويب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله له في ذلك (٥٢).

ثم احتجاج أمير المؤمنين عليه‌السلام به في يوم الشورى ، فلو كان ما ادعاه المنتحلون حقا ، لم يكن لاحتجاجه عليهم به معنى ، وكان لهم أن يقولوا : أي فضل لك بهذا علينا؟! وإنما سببه كذا وكذا.

وقد احتج به أمير المؤمنين عليه‌السلام دفعات ، واعتده في مناقبه الشراف ، وكتب يفتخر به في جملة افتخاره إلى معاوية بن أبي سفيان في قوله :

وأوجب لي الولا معا عليكم خليلي يوم دوح غدير خم (٥٣).

__________________

(٥٠) النهاية ـ لابن الأثير ـ ٥ : ٢٢٨ ، السيرة الحلبية ٣ : ٢٧٧.

(٥١) أنظر : مسند أحمد ٤ : ٢٨١ ، الفضائل ـ لأحمد بن حنبل ـ : ١١١ / ١٦٤ ، مصنف ابن أبي شيبة ١٢ : ٧٨ / ١٢١٦٧ ، تأريخ بغداد ٨ : ٢٩٠ ، البداية والنهاية ٥ : ٢١٠ ، المناقب ـ للخوارزمي ـ : ٩٤ ، كفاية الطالب : ٦٢ ، فرائد السمطين ١ : ٧١ / ٣٨.

(٥٢) أنشد حسان بعد قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللهم وال من والاه ... :

يناديهم يوم الغدير نبيهم

بخم فأسمع بالرسول مناديا

فقال : فمن مولاكم ووليكم؟

فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا

إلهك مولانا وأنت نبينا

ولم تلق منا في الولاية عاصيا

فقال له : قم يا علي فإنني

رضيتك من بعدي إماما وهاديا

فمن كنت مولا ه فهذا وليه

فكونوا له أنصار صدق مواليا

هناك دعا : اللهم وال وليه

وكن للذي عادى عليا معاديا

فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا حسان ، لا تزال مؤيدا بروح القدس ما نافحت عنا بلسانك.

أنظر : كفاية الطالب : ٦٤ ، المناقب ـ للخوارزمي ـ : ٨٠ و ٩٤ ، فرائد السمطين ١ : ٧٢ / ٣٩.

(٥٣) ذكر العلامة سبط ابن الجوزي (ت ٦٥٤ ه) في تذكرة الخواص : ١٠٢ ـ بعد ذكره كتاب معاوية إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام مفاخرا عليه ببعض العبارات ـ قال عليه‌السلام : أعلي يفخر ابن آكلة الأكباد؟! ثم أمر عبيد الله بن أبي رافع أن يكتب جوابه من إملائه فكتب


وهذا الأمر لا لبس فيه.

وأما الذين اعتمدوا على أن خبر الغدير لو كان موجبا للإمامة لأوجبها لأمير المؤمنين عليه‌السلام في كل حال ، إذ لم يخصصها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بحال دون حال ، وقولهم : إنه كان يجب أن يكون مستحقا لذلك في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله ، فإنهم جهلوا معنى الاستخلاف والعادة المعهودة في هذا الباب.

وجوابنا أن نقول لهم : قد أوضحنا الحجة علي أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله استخلف عليا عليه‌السلام في ذلك المقام ، والعادة جارية فيمن يستخلف أن يخصص له الاستحقاق في الحال ، والتصرف بعد الحال ، ألا ترون أن الإمام إذا نص على حال له يقوم بالأمر بعده ، أن الأمر يجري في استحقاقه وتصرفه على ما ذكرناه؟! ولو قلنا : إن أمير المؤمنين عليه‌السلام يستحق بهذا النص التصرف والأمر والنهي في جميع الأوقات علي العموم والاستيعاب إلا ما استثناه الدليل ، وقد استثنت الأدلة في زمان حياة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الذي لا يجوز أن يكون فيه متصرف في الأمة (غيره) (٥٤) ولا آمر ناه لهم سواه ، لكان هذا أيضا من صحيح الجواب.

فإن قال الخصم : إذا جاز أن تخصصوا بذلك زمانا دون زمان ، فما أنكرتم أن يكون إنما يستحقها بعد عثمان؟

__________________

محمد النبي أخي وصهري

وحمزة سيد الشهداء عمي

وجعفر الذي يمسي ويضحي

يطير مع الملائكة ابن أمي

وبنت محمد سكني وعرسي

مسوط لحمها بدمي ولحمي

وسبطا أحمد ولداي منها

فمن منكم له سهم كسهمي

سبقتكم إلى الإسلام طرا

صغيرا ما بلغت أوان حلمي

فأوصاني النبي لدى اختيار

رضى منه لأمته بحكمي

وأوجب في الولاء معا عليكم

خليلي يوم دوح غدير خم

فويل ثم ويل ثم ويل

لمن يرد القيامة وهو خصمي

فلما وقف معاوية علي الكتاب قال : اخفوه لئلا يسمع أهل الشام.

(٥٤) في نسخة «ف» : أمره ، وفي نسخة (ه) غير مقروه ، والظاهر أن ما أثبتناه هو الصواب.


قلنا له : أنكرنا ذلك من قبل أن القائلين بأنه استحقها بعد عثمان مجمعون على أنها لم تحصل له في ذلك الوقت بيوم الغدير ولا بغيره من وجوه النص عليه ، وإنما حصلت له بالاختيار ، وكل من أوجب له الإمامة بالنص أوجبها بعد رسول الله صلى الله عليه وآله من غير تراخ في الزمان ، والحمد لله.

حدثني القاضي أبو الحسن أسد بن إبراهيم السلمي الحراني رحمه‌الله قال : أخبرني أبو حفص عمر بن علي العتكي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن هارون ، الحنبلي ، قال : حدثنا حسين بن الحكم ، قال : حدثنا حسن بن حسين ، قال : حدثنا أبو داود الطهوي ، عن عبد الأعلى الثعلبي ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلي ، قال : قام علي عليه‌السلام خطيبا في الرحبة وهو يقول : «أنشد الله امرأ شهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم آخذا يدي ورفعهما إلى السماء وهو يقول : يا معشر المسلمين ألست أولى بكم من أنفسكم؟ فلما قالوا : بلى ، قال : فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وأنصر من نصره وأخذل من خذله ، إلا قام فشهد بها».

فقام بضعة عشر بدريا فشهدوا بها (٥٥) ، وكتم أقوام فدعا عليهم ، فمنهم من برص ، ومنهم من عمي ، ومنهم من نزلت به بلية في الدنيا ، فعرفوا بذلك حتى فارقوا الدنيا (٥٦).

__________________

(٥٥) حديث المناشدة تناقلته كتب الحديث والتأريخ وأرسلته إرسال المسلمات ، ولست أدري ماذا يحاول أن يكتم البعض عندما يريد أن يصرف أذهان الناس عن يوم الغدير ويشير بكل صراحة إلى أن هذا اليوم هو من نتاج عقول الشيعة وتخرصاتهم! ، وليث شعري ماذا يفعلون أمام هذا السيل العارم من الأحاديث الصحاح التي تحفل بها العديد من المراجع؟!

أنظر : مسند أحمد ١ : ٨٤ و ٨٨ و ١١٩ ، ٥ : ٣٣٦ ، أسد الغابة ٢ : ٢٣٣ و ٣ : ٩٣ و ٣٠٧ و ٥ : ٢٧٦ حليه الأولياء ٥ : ٢٦ ، أنساب الأشراف ١ : ١٥٦ / ١٦٩ ، البداية والنهاية ٥ : ٢١٠ ـ ٢١١ ، كفاية الطالب : ٦٣ ، فرائد السمطين ١ : ٦٨ / ٣٤ ، المناقب ـ للخوارزمي ـ : ٩٥ ، شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ١٩ : ٢١٧.

(٥٦) المشهور ـ كما تنقله المصادر ـ أن ستة من الصحابة أصابتهم دعوة أمير المؤمنين عليه‌السلام عند إعراضهم وامتناعهم عن الشهادة له بما شهدوه وسمعوه يوم الغدير .. وهم : (١) أنس بن مالك (٢) البراء بن عازب ،

(٣) جرير بن عبد الله البجلي ، (٤) زيد بن أرقم ، (٥) الرحمن بن مدلج ، (٦) يزيد بن وديعة.

أنظر : أنساب الأشراف ١ : ١٥٦ / ١٦٩ ، شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد المعتزلي ـ ١٩ : ٢١٧ ، السيرة الحلبية ٣ : ٢٧٤.


ومما حفظ عن قيس بن سعد بن عبادة أنه كان يقول وهو بين يدي أمير المؤمنين صلوات الله عليه بصفين ومعه الراية ، في قطعة له أولها :

قلت لما بغي العدو وعلينا

حسبنا ربنا ونعم الوكيل

حسبنا ربنا الذي فتح البصرة

بالأمس والحديث يطول

وعلي إمامنا وإمام

لسوانا أتى به التنزيل

يوم قال النبي : من كنت مولاه

فهذا مولاه خطب جليل

إنما قاله النبي على الأمة

حتم ما فيه قال وقيل (٥٧)

* * *

__________________

(٥٧) الفصول المختارة : ٢٣٦.


مصادر التحقيق

أمالي الصدوق

أبي جعفر بن

بابويه القمي

مؤسسة الأعلمي / بيروت.

إرشاد المفيد

محمد بن محمد

ابن النعمان

أوفسيت مكتبة بصيرتي / قم.

الفصول المختارة

محمد بن محمد

ابن النعمان

أوفسيت مكتبة الداوري / قم.

خصائص الإمام علي عليه‌السلام

الشريف الرضي

مجمع البحوث الإسلامية / مشهد.

الشافي في الإمامة

الشريف المرتضى

مؤسسة الصادق / طهران.

إعلام الورى

الفضل بن الحسن

الطبرسي

دار مكتبة الحياة / بيروت.

شرح نهج البلاغة

ابن أبي الحديد

المعتزلي

دار إحياء الكتب العربية / مصر.

فرائد السمطين

ابن المؤيد الجويني

مؤسسة المحمودي / بيروت.

ترجمة الإمام علي عليه‌السلام

ابن عساكر

مؤسسة المحمودي / بيروت.

من تاريخ دمشق

البداية والنهاية

ابن كثير

دار الفكر / بيروت.

المستدرك على الصحيحين

الحاكم النيسابوري

دار الفكر / بيروت

مصنف ابن أبي شيبة

أبي بكر بن

أبي شيبة

الدار السلفية / بومباي ـ الهند.

الصحاح

إسماعيل الجوهري

دار العلم للملايين / بيروت.

ديوان لبيد بن ربيعة العامري

دار صادر / بيروت.

العقد الفريد

ابن عبد ربه

دار الكتب العلمية / بيروت.

مناقب الإمام علي عليه‌السلام

المغازلي

دار الأضواء / بيروت.


كفاية الطالب

محمد بن يوسف

الكنجي

دار إحياء تراث أهل البيت عليهم‌السلام / طهران

المناقب

للخوارزمي

مكتبة نينوى الحديثة / طهران.

النهاية

ابن الأثير

أوفسيت مطبوعات اسماعيليان / قم.

تذكرة الخواص

ابن الجوزي

مؤسسة أهل البيت عليهم السلام / بيروت

أسد الغابة

ابن الأثير

أوفسيت المكتبة الإسلامية ـ طهران.

التفسير الكبير

الرازي

المطبعة البهية المصرية / القاهرة.

معاني القرآن

الزجاج

عالم الكتب / بيروت.

معاني القرآن

الفراء

الهيئة المصرية العلمية للكتاب / القاهرة.

مجاز القرآن

أبي عبيدة التيمي

مؤسسة الرسالة / بيروت.

أحكام القرآن

القرطبي

إحياء التراث / بيروت.

معجم الأدباء

ياقوت الحموي

دار الفكر / بيروت.

الأنساب

السمعاني

محمد بن دمج / بيروت.

الإصابة

ابن حجر العسقلاني

دار صادر / بيروت.

حلية الأولياء

ابن نعيم الإصبهاني

دار الكتاب العربي / بيروت.

تفسير الطبري

أبي جعفر بن

جرير الطبري

دار المعرفة / بيروت.

الكاشف

الزمخشري

دار المعرفة / بيروت.

زاد المسير

ابن الجوزي

المكتب الإسلامي / بيروت.

معجم البلدان

ياقوت الحموي

دار إحياء التراث العربي / بيروت.

السيرة الحلبية

علي برهان الدين

الحلبي

المكتبة الإسلامية / بيروت.

تاريخ الأمم والملوك

الطبري

دار سويدان / بيروت.


أنساب الأشراف

البلاذري

مؤسسة الأعلمي / بيروت.

الكامل في التاريخ

ابن الأثير

دار صادر / بيروت.

السيرة النبوية

ابن هشام

إحياء التراث / بيروت.

السيرة النبوية

ابن كثير

إحياء التراث / بيروت.

مروج الذهب

المسعودي

الجامعة اللبنانية / بيروت.

سير أعلام النبلاء

الذهبي

مؤسسة الرسالة / بيروت.

تاريخ بغداد

الخطيب البغدادي

المكتبة السلفية / المدينة المنورة.

تذكرة الحفاظ

الذهبي

إحياء التراث / بيروت.

شذرات الذهب

ابن العماد الحنبلي

دار الآفاق الجديدة / بيروت.

الكامل في ضعفاء الرجال

ابن عدي

دار الفكر / بيروت.

ميزان الاعتدال

الذهبي

دار المعرفة / بيروت.

الرياض النضرة

الطبري

دار الكتب العلمية / بيروت.

خصائص الإمام علي عليه‌السلام

النسائي

مكتبة المعلا / الكويت.

الفصول المهمة

ابن الصباغ

مكتبة دار الكتب التجارية / النجفالأشرف.

سنن الترمذي

محمد بن عيسى

ابن سورة

إحياء التراث العربي / بيروت.

سنن ابن ماجة

أبي عبد الله

محمد القزويني

دار الفكر / بيروت.

مسند أحمد

أحمد بن حنبل

دار الفكر / بيروت.

تراثنا - ٢١

المؤلف:
الصفحات: 454