الفهرس

كلمة التحرير

كرامة الاسلام والمسلمين....................................................... ٧

من أدب الدعاء في الاسلام

.................................................... السيد محمدرضا الحسيني ١٠

أهل البيت ـ عليهم السلام ـ في المكتبة العربية (٧)

.................................................... السيد عبدالعزيز الطباطبائي ٣٥

معجم ما كتب عن الزهراء عليها السلام

............................................................ عبدالجبّار الرفاعي ٥٧

التحقيق في نفي التحريف (٨)

........................................................ السيد علي الميلاني ١٠٥


من التراث الادبي المنسي في الاحساء

تخميس قصيدة «لاُمّ عمرو» ـ للشيخ محمد الصحّاف

....................................................... الشيخ جعفر الهلالي ١٥٠

النكت الخفيّة في النادرة الشريفية

.................................................. السيد محمدرضا الحسيني ١٦٣

من ذخائر التراث

كتاب الليل والنهار لابن فارس

..................................................... تحقيق : حامد الخفّاف ١٧٣

وصيّة نافعة ـ للشهيد الثاني

...................................................... تحقيق : رضا المختاري ٢٠٠

من أنباء التراث............................................................. ٢٢٥





كلمة التحرير

نظرا لتأخر صدور هذا العدد لأسباب فنية ، ولمناسبة صدوره مع حركة المرتد سلمان رشدي كانت كلمة التحرير حول :

كرامة الإسلام والمسلمين

الإسلام ... دين الله الحنيف الذي ختم به رسالاته ، وارتضاه لجميع عباده ، دينا قيما يسلك بالبشرية سبل الهدى ، ويهديها إلى سعادتها في الدنيا والآخرة.

والقرآن .. كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .. كتاب أعجز الأولين والآخرين أن يأتوا بسورة من مثله ... وما كان من صناديد العرب وذؤبانها ، وهم أمراء البيان وأصحاب اللسان ، فإنهم لم يستطيعوا مقارعة حجته ولا الإتيان بما يرد واضح أدلته ، فاجتالتهم الشياطين وحاربوه بحد السيف إلى أن أتى أمر الله وهم كارهون ، وعم الإسلام ربوع الجزيرة وانساح منها في أقطار الأرض ، وانداحت دائرته إلى أن استغرق من العالم جزءه الأكرم ، فأذعنت بلاد الحضارات لناصع بيانه وساطع برهانه ودخل أهلها تحت رايته أفواجا.

والمسلمون .. الأمة التي كرمها الله بدينه ، وصارت خير أمة أخرجت للناس ... ما دامت تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر .. فإن خالفت خولف بها.

واستمر الإسلام وكتابه مشعل هدى ، وري صدى ، وبلسم جراح ... يهدي الضالين ، ويبرد غلة الباحثين عن الحق ، ويشفي جراح الإنسان.


وعاش الناس الذين عبدوا أنفسهم لله ـ قرونا متطاولة ـ يتفيؤن ظلال رحمة القرآن الكريم ، وهم إخوة ، لا فضل لعربي على عجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى ... (إن أكرمكم عند الله أتقاكم).

ولكن .. الشيطان الذي حذر الله آدم وذريته من كيده ومكره ، وواتر لهم الحجج ، رسولا على أثر رسول .. وإماما .. الشيطان الرجيم لم يرق له أن يعيش الناس سعداء تظلهم رحمة الله ، ويعيشوا إخوانا في دين الله ... فكان ينبغ رأسه بين الفينة والفينة مطلعا قرنه من لسان أحد أعداء الله والإنسان ، ممن كفر ظاهرا وباطنا ، وممن استسلم ولم يسلم ، فلا يلبث أن تجتث شجرته ، ويقطع فرعه وأصله ، وتورده سيوف الله موارد البوار ، فيصير لعنة الأجيال.

لكن .. وما عشت أراك الدهر عجبا ... تعال وانظر إلى عصر الحضارة .. عصر حقوق الإنسان .. عصر التمدن .. العصر الذي أصبح قياد الناس فيه في أيدي شياطين طلعوا علينا من مغرب شمس الفضيلة ، لا أصل شريف ولا فرع عفيف ..

تعال معي إلى سلمان رشدي المرتد المهدور الدم الذي لا يختلف في ارتداده اثنان من المسلمين بل من المليين .. وإلى آياته الشيطانية التي أوحى له بها أسياده من شياطين الإنس .. وخدعوه عن عقله ، وسرقوا منه كرامته لو كانت له كرامة أو أثارة من عقل.

فهل يتصدى عباد الله ممن أسلموا وجوههم لله تعالى .. هل يتصدى واحد ـ أو جماعة ـ منهم لمحو هذا العار ، وأداء واجب القضاء على هذه البذرة الخبيثة التي استخفت بكرامة مليار مسلم ، ولم تحسب لهذه الأمة الطويلة العريضة حسابا.

أما الإسلام ورسوله وكتابه فمحفوظون بحفظ الله ، فالإسلام محفوظ بقوله تعالى (ليظهره على الدين كله) والرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله محفوظ بقوله تعالى (والله يعصمك من الناس) والقرآن محفوظ بتولي الله لحفظه (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).


ولكنها كرامتنا وبياض وجوهنا أمام الله ودينه ورسوله وكتابه.

ولينصرن الله من ينصره ..


من أدب الدعاء في الإسلام

ضبطه عند التحمل والأداء

وتنزيهه عن اللحن والتحريف

ودعوة إلى إحيائه وتحقيق كتبه

السيد محمد رضا الحسيني

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وصلى الله على سادتنا محمد وآله الأطهار.

١ ـ حقيقة الدعاء والأدعية المأثورة :

إن الدعاء ـ في حقيقة ـ يمثل المعاني القيمة ، التي تتبلور في نفس الداعي ، ويستتبع التوجه العميق إلى الذات الإلهية ، فالفناء في وجوده الواجب ، ثم الرجوع إلى عالم المادة ، لأداء مهمة الروح العليا ، روح العدالة والحق والصدق وبالتالي : الخلاص من كل العبوديات.

وفي هذا السفر السريع البطئ ، والطويل القصير ، لا حاجة إلى أي شئ ، سوى التركيز على نقطة المبدأ ، ومركز الانتهاء.

فلا يمكن أن نقيد الدعاء ـ بعد أن كان عملا روحيا ـ بأي قيد ، من زمان أو مكان أو لفظ ، ولا بأية لغة أو صيغة أو نص.

وقد رسم الإمام الصادق ، أبو عبد الله جعفر بن محمد عليه‌السلام ، لهذه

__________________

فصل من كتاب (الدعاء في الإسلام : ما هو؟ وكيف؟ ولماذا؟) للسيد محمد رضا الحسيني.


الفكرة خطة واضحة ، في الحديث التالي :

عن زرارة ، قال ، قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : علمني دعاء؟ فقال : إن أفضل الدعاء ما جرى على لسانك (١).

فإذا كان الداعي لم يطق أن يستوعب أكثر مما يجري على لسانه ، فإن ذلك يكفيه ، والمهم أن يكون ملتفتا إلى أساس الدعاء ولبه وهو التركيز على نقطة المبدأ ومركز الانتهاء ، في سيره الروحي.

وقد أفصح الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن هذه الحقيقة لما سأل رجلا : كيف تقول في الصلاة؟

فأجاب الرجل : أما إني أقول : (اللهم إني أسألك الجنة ، وأعوذ بك من النار).

وأضاف الرجل : أما إني ـ والله ـ لا أحسن دندنتك ، ولا دندنة معاذ.

فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : حولها ندندن (٢).

لكن الإسلام قد حدد للدعاء المختار حدودا ، وقرر له شروطا ، راعى في ذلك بلوغه إلى الكمال المطلوب ، ومن ذلك ما يرتبط بألفاظه ولغته.

ففي الوقت الذي أكد على جوانب معناه وأهدافه ، لم يهمل جانب أدائه وصيغته.

والحق ، أنا إذا أردنا نركز التفاتنا كاملا ، فإن كل الحواس ـ وهي ترتبط بواسطة الأعصاب بعضها بالأخرى ـ لا بد أن تتجه وتلتفت سواء الحواس الخارجية وجوارحها ، أم الحواس الباطنية وقابلياتها ، وحاسة النطق ـ وهي المعبرة عن الجميع ـ وآلتها اللسان ، لا بد أن تتحرك أعصابه ، فتكون كلمة الداعي

__________________

(١) وسائل الشيعة ٤ / ١١٧١.

(٢) الأسماء المبهمة ـ للخطب البغدادي ـ : ١١٦ رقم ٦٣ وانظر : كنز العمال ٢ / ٨٨.


حاسمة ، وتكون ألفاظ الدعاء مركزة موجهة.

أليست الألفاظ تعبيرا عن مكامن الضمير ، وسرائر الوجدان؟ أليست الكلمات النابعة عن طلبات الروح ، أصدق دليل على التركيز في التوجه والالتفات؟

ومن يدري؟!

فلعل العبد الداعي يكون أقرب إلى مولاه الجليل ، عند بعض الحالات ، وأداء بعض النغمات ، وتلاوة بعض الكلمات ، وفي بعض المقامات والأوقات؟ دون غيرها؟!

إن النية الواحدة ، قد تصاغ بأشكال مختلفة ، وتؤدى بأساليب متنوعة ، وقد تصحبها أنغام متفاوتة.

فأيا منها نختار؟ لنتوسل به إلى هذا السر الروحي ، ونتزود منه على هذا الطريق الصعبة ، ونتوصل بسببه إلى النتيجة المنشودة.

ما أروع للداعي ، لو عرف ، أو تنبه إلى أجمل لفظة في أبدع أسلوب ، وإلى أليق تعبير في أرق نغمة ، وكان دعاؤه نابعا من أعماق الضمير ، ليكون أرغب إلى مقام الأنس ، وأقرب إلى حظيرة القدس ، وآكد في تحقيق رغبات النفس.

أليس هذا هو الأحسن ، والأضمن لحصول الإجابة؟

لكن ليس الافراط في المحافظة على اللفظ ، والتوغل في مراعاة أداء الحروف وضبط الحركات ، هدفا للمتكلم الواعي ، ولا غاية للإنسان الهادف ، فضلا عن المسلم الذي يقوم بمهمة عظيمة مثل الدعاء.

فإن الدعاء ـ قبل أن يبلور في الجمل والكلمات ـ إنما هو نور مضي ينقدح فيفيض عفى اللسان ، ولو كان القلب كدرا لم ينقدح فيه ذلك النور ، فأين له أن يظهر على لسان صاحبه ، الدعاء؟!

قال الإمام الصادق عليه‌السلام : تجد الرجل لا يخطي بلام ولا واو ،


خطيبا مصقعا ولقلبه أشد ظلمة من الليل المظلم (٣).

وهكذا الانهماك في تطبيق القواعد اللفظية ، بما يصرف توجهه عن المعاني ويقطع التفاته عن الهدف.

وهو ما ذكره الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيما روي عنه ، من قوله : من انهمك في طلب النحو سلب الخشوع (٤).

نعم ، أن أغفال جانب اللفظ وحسن التعبير ، وصحح النص وسلامة العبارة عيب ، بلا ريب ، في الدعاء يحطه عن مرتبة الكمال اللازم في كل جوانب الدعاء من لفظه ومعناه ، ولابد للداعي العارف ، المتمكن من ذلك أن يتصف به ، فيكون دعاؤه بمستوى ما يطلب من المقام الرفيع المنشود.

ومن هنا ورد التأكيد البليغ على اتصاف الدعاء بالأدب ، ويراد به (الأدب العربي) في مراعاة القواعد اللغوية والنحوية والبلاغية ، إذا بلغ الداعي مرتبة عالية من العلم والمعرفة ، وبلغ من الدين والعقيدة مبلغا يحسن مثل هذا الطلب منه.

قال الإمام أبو جعفر محمد بن علي الجواد عليه‌السلام : ما استوى رجلان في حسب ودين ـ قط ـ إلا كان أفضلهما عند الله آدبهما.

قال الراوي : جعلت فداك ، قد علمت فضله عند الناس ، في المنادي والمجالس ، فما فضله عند الله عزوجل؟!

قال عليه‌السلام : بقراءة القرآن كما أنزل ، ودعائه الله عزوجل من حيث لا يلحن ، وذلك أن الدعاء الملحون لا يصعد إلى الله عزوجل (٥).

إن الكمال اللازم يجب أن يعم أدب الداعي ومعارفه ، فيكون كاملا في لغته التي يتقدم بالدعاء بها ، بعيدا عن اللحن المزري ، فإن الله يحب أن يرى

__________________

(١) الكافي ـ الأصول ـ ٢ / ٤٢٢.

(٢) بحار الأنوار ١ / ٧ ـ ٢١٨.

(٣) عدة الداعي : ١٨ ، وسائل الشيعة ٤ / ١١٠٧ ، وانظر : كنز العمال ٢ / ٢٩٣.


عباده يناجونه أليس عباده يناجونه بأحسن ما يناجي به أحد أحدا.

أليس القرآن ـ وهو كلام الله ـ نزل بأبلغ ما يكون الكلام وأعذبه ، فليكن ما يخاطب به العبد مولاه ـ كذلك ـ في أوج ما يقدر عليه من الكلام الطيب والذكر البديع ، المنزه عن عيب اللحن ، والوهن.

إن الإسلام ـ في الوقت الذي ينص على الاكتفاء بما يجري على اللسان من الدعاء ، إذا لم يعرف الداعي نصا مأثورا ، لأن ذلك أدنى ما يأتي منه ـ فإنه لا يكتفي ممن يمكنه الوصول إلى المأثور ، أن يقنع بادعاء الذي يخترعه من عند نفسه.

عن عبد الرحيم القصير ، قال : دخلت على إلي عبد الله عليه‌السلام ، فقلت : جعلت فداك ، إني اخترعت دعاء!

قال عليه‌السلام : دعني من اختراعك.

إذا نزل بك أمر فافزع إلى رسول الله عليه وآله وصل ركعتين تهديهما إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ... (٦).

وعلمه دعاء يتلوه.

إن الدعاء المأثور ، هو ـ بلا ريب ـ أقوى ، وأصدق ، وأضبط ، فهو أوصل إلى المطلوب ، مما يخترعه ذهن الإنسان العادي ، ويلوكه لسانه.

٢ ـ المحافظة ، على نص المأثور :

فإذا كان الدعاء المأثور بهذه الدرجة ممن الضرورة ، فلا بد أن تكون المحافظة عليه شديدة جدا ، ولا بد أن يواظب الداعي على نصه ، كي لا يتجاوزه في حرف أو حركة ، وإلا لم يبلغ المنشود المترقب من ذلك الدعاء ، وقد عرفنا (أن الدعاء الملحون لا يرفع).

__________________

(١) الكافي ، كتاب الصلاة ، باب صلاة الحوائج ٣ / ٤٧٦ ح ١.


وقد جاء النهي الصريح عن تجاوز نص الدعاء المأثور ، أو تخطيه ، ولو بالزيادة فضلا عن النقيصة ، أو بتغيير لفظ إلى ما يرادفه ، أو بوضع جملة مكان أخرى ، وإن كانا يهدفان غرضا واحدا.

وذلك كله تقيدا بالمأثور ، وأداء لما ورد كما ورد.

فعن البراء بن عازب : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : يا براء ، كيف تقول إذا أخذت مضجعك؟

قال : قلت : الله ورسوله أعلم.

قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا آويت إلى فراشك طاهرا ، فتوسد يمينك هم قل :

(اللهم أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك ، آمنت بكتابك الذي أنزلت ، وبنبيك الذي أرسلت).

من قالها في ليلته ثم مات ، مات على الفطرة.

قال البراء : فقلت ـ استذكرهن ـ : (.. ورسولك الذي أرسلت ...).

فقال بيده في صدري : (لا ، ونبيك الذي أرسلت) (٧).

وعن إسماعيل بن الفضل ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها) (طه ٢٠ : ٣٠).

فقال فريضة على كل مسلم أن يقول قبل الشمس عشر مرات ،

__________________

(٧) أورده البخاري في صحيحه في مواضع : كتاب الوضوء ١ / ٣٠٨ ، وكتاب الدعوات ١١ / ٩٣ و ٩٧ و ٩٨ ، وكتاب التوحيد ١٣ / ٣٨٨ ، ومسلم في صحيحه ، كتاب الذكر والدعاء ٤ / ٢٠٨١ ، وأبو داود في السنن ، أبواب الدعوات ٢ / ٢٤٥ ، وأحمد في المسند ٤ / ٢٨٥ و ٢٩٠ و ٢٩٢ و ٢٩٦ و ٣٠٠ و ٣٠١ و ٣٠٢ من طبعة الحلبي.

والطبراني في المعجم الصغير : ٣ ، والخطيب في الكفاية : ٢٧٠ طبعة مصر.


وقبل غروبها عشر مرات : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت ، وهو حي لا يموت بيده الخير ، وهو على كل شئ قدير).

قال : فقلت : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت ويميت ويحيى ...

فقال : يا هذه ، لا شك في أن الله يحيي ويميت ويميت ويحيي ، ولكن قل كما أقول (٨).

وعن العلاء بن كامل : قال (سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول (واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول) (الأعراف ٧ : ٢٠٥) عند الماء : لا الله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت ويميت ويحيي ، وهو على كل شئ قدير.

قال : قلت : ... بيده الخير.

قال : إن بيده الخير ، ولكن قال كما أقول ... (٩).

وعن عبد الله بن سنان ، قال : قال الصادق عليه‌السلام : ستصيبكم شبهة ، فتبقون بلا علم يرى ولا إمام هدى ، لا ينجو منها إلا من دعاء بدعاء الغريق.

قلت : كيف دعاء الغريق؟ قال : تقول : (يا الله ، يا رحمن ، يا رحيم ، يا مقلب القلوب ، ثبت قبلي على دينك).

فقل : يا مقلب القلوب والأنصار ثبت قلبي على دينك.

فقال : إن الله عزوجل مقلب القلوب والأنصار ، ولكن قل كما أقول كما أقول : (يا

__________________

(٨) الخصال ـ للصدوق ـ : ٤٥٢ ح ٥٨ من أبواب العشرة ، والوسائل ، الصلاة أبواب الذكر باب ٤٩ ، ٧ / ٢٢٦.

(٩) الكافي ـ الأصول ـ ٢ / ٣٨٣ ح ١٧ ، الوسائل ٧ / ٢٢٧ ح ٦.


مقلب القلوب ، ثبت قلبي على دينك) (١٠).

تدل هذه الأحاديث على أن الأدعية المأثور توقيفية ، وقع التعبد بخصوص ألفاظها الواردة ، وأن أدنى تغيير أو تبديل في كلماتها ، أو أي لحن أو تحريف في حركاتها وحروفها ، وإن لم يغير المعنى ، يوجب أن لا يكون أداؤه صحيحا ، فلا يتوقع منه ما يترقب منه فيما لو كان أداؤه تاما من الآثار الروحية.

وينبئك بمدى تأثير الألفاظ المختلفة للنتائج المتغايرة ، وإن كان الأثر الشرعي المترتب على جميعا واحدا ، ما ورد في باب (اليمين) وهو ما رواه الكليني بسنده عن صفوان الجمال ، قال :

حملت أبا عبد الله عليه‌السلام الحملة الثانية إلى الكوفة وأبو جعفر المنصور بها ، فلما أشرف على الهاشمية ـ مدينة أبي جعفر ـ أخرج رجله من غرر الرحل ثم نزل ، ودعا ببغلة شهباء ، ولبس ثياب بيض وكمه بيضاء ، فلما دخل قال أبو جعفر : لقد تشبهت بالأنبياء.

فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : وأني تبعدني عن أبناء الأنبياء؟

فقال : لقد هممت أن أبعث إلى المدينة من يعقر تخلها ويسبي ذريتها.

فقال : ولم ذلك ، يا أمير المؤمنين؟

فقال : رفع إلي أن مولاك المعلى بن خنيس ، يدعو إليك ويجمع لك الأموال.

فقال : والله ما كان.

فقال : لست أرضى منك إلا بالطلاق والعتاق والهدي والمشي.

فقال : أبالأنداد من دون الله تأمرني أن أحلف؟! إنه من لم يرض بالله فليس من الله في شئ.

__________________

(١٠) إكمال الدين ـ للصدوق ـ (المطبوع باسم «كمال الدين» خطأ) ١ / ٣٥٢ باب ٣٣ ، ح ٤٩ وعنه بحار الأنوار ٥٢ / ١٤٩ ح ٧٣.


فقال : أتتفقه علي!

فقال : وأنى تبعدني من الفقه ، وأنا ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟!

فقال : فإني أجمع وبين من سعى بك.

قال : فافعل.

فجاء الرجل الذي سعى به ، فقال له أبو عبد الله : يا هذا!

فقال : نعم ، والله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم ، لقد فعلت.

فقال له أبو عبد الله عليه‌السلام : ويلك ، تمجد الله ، فيستحيي من تعذيبك ولكن قل : «برئت من حول الله وقوته ، ولجأت إلى حولي وقوتي».

فحلف بها الرجل ، فلم يستتمها حتى وقع ميتا.

فقال أبو جعفر : لا أصدق بعدها عليك أبدا ، وأحسن جائزته ورده (١١).

وقريب منه في قصة يحيى العلوي مع عبد الله بن مصعب الزبيري لما وشى به عند هارون الرشيد العباسي ، فحلفه يحيى (١٢).

٣ ـ مشكلة تجويزهم نقل الحديث بالمعنى؟

قد ثبت لدى علماء الحديث تجويز نقل الحديث بالمعنى :

قال الشيخ العاملي : قد ذهب جمهور السلف والخلف ، والطوائف كلها ، إلى جواز الرواية بالمعنى ، إذا قطع بأداء المعنى بعينه ... لما رويناه بطرقنا عن محمد بن يعقوب ... عن محمد بن مسلم ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : أسمع الحديث منك ، فأزيد وأنقص؟

قال عليه‌السلام : إن كنت تريد معانيه ، فلا بأس (١٣).

__________________

(١١) الكافي ، كتاب الزي والتجمل ، باب لباس البيض ٦ / ٥ ـ ٤٦٦ ح ٣.

(١٢) الحدائق الوردية ـ للمحلي ـ ١ / ١٩٢.

(١٣) وصول الأخيار إلى الأخيار : ١٥٢ عن الكافي ١ / ١٥.


وروينا بالسند عن داود بن فرقد ، قال :

قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : إني أسمع الكلام منك ، فأريد أن أرويه كما سمعت منك ، فلا يجئ.

قال : فتتعمد ذلك؟ قلت : لا.

قال : تريد المعاني؟ قلت : نعم.

قال : فلا بأس (١٤).

وقد روى العامة الترخيص في رواية الحديث بالمعنى ، عن الأكثر ، ونقلوه عن جماعة من الصحابة منهم الإمام أمير المؤمنين علي عليه‌السلام ، وابن عباس ، وأنس بن مالك ، وواثلة بن الأسقع (١٥) ونسبه بعضهم إلى الجمهور (١٦).

وقد استدل الصحابي واثلة ، على ذلك ، باستدلال ظريف ، لما قيل له : حدثنا بحديث سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليس فيه وهم ، ولا تزيد ولا نسيان!

قال : هل قرأ أحد منكم من القرآن شيئا؟!

قال الراوي : فقلنا : نعم ، وما نحن له بحافظين جدا ، إنا لنزيد الواو والألف ، وننقص!

قال : فهذا القرآن مكتوب بين أظهركم ، لا تألون حفظا ، وأنتم تزعمون أنكم تزيدون وتنقصون ، فكيف بأحاديث سمعناها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عسى أن لا نكون سمعناها منه إلا مرة واحدة ، حسبكم إذا حدثناكم بالحديث على المعنى (١٧).

فالحديث وهو يحتوي على الأحكام الشرعية وهو ثاني مصادر التشريع في

__________________

(١٤) المصدر ، نفس الموضع.

(١٥) قواعد التحديث ـ للقاسمي ـ : ٢٠٧.

(١٦) توجيه النظر ـ لطاهر الجزائري : ٧٦.

(١٧) تدريب الراوي ـ للسيوطي ـ : ٣١٢.


الإسلام ، مع ما لذلك من الخطورة ، التي تحتم مزيد المراقبة والاحتياط فيها إذا أن أدنى تغيير فيه يؤدي إلى تحريف الأحكام وتبديل شريعة الإسلام.

هذا الحديث إذا جاز نقله بالمعنى ، فالدعاء ، وهو ليس بتلك الأهمية قطعا لا بد أن يجوز فيه ذلك؟!

وإذا لم يجز ذلك في الدعاء ، والتزم بنقل نصه المأثور ، فليكن ذلك في الحديث ، وخاصة أحاديث الأحكام ، كذلك ، بطريق أولى.

والحاصل : أن روايات الدعاء هي من الحديث الشريف ، فإذا جوزنا رواية الحديث ونقله بالمعنى ، شمل روايات الدعاء أيضا.

والجواب عن هذه المشكلة ، من وجوه :

الأول : أن أحاديث المحافظة على الدعاء تخصص ما دل على جواز نقل الحديث بالمعنى ، فكل حديث يجوز نقله بالمعنى إلا أحاديث الدعاء.

وهذا بناء على دخول الدعاء في الحديث ، بمعناه العام واضح لا غبار عليه ، وإلا فهو خارج تخصصا.

الثاني : أن تجويزهم لنقل الحديث بالمعنى ، إنما هو فيما لم يتعبد بلفظه من نصوص الحديث ، مما أريد به لفظه الخاص من متون الأحاديث ، حيث لا يجوز نقله بالمعنى ، بل يروى بعين لفظه ، كالخطب التي تلقى بمناسبات خاصة ، والتي يستعمل فيها أساليب إنشائية بلاغية ، وكذلك الكلمات القصار المحتوية على جوامع الحكم ، والنصائح والمواعظ المذكورة في جمل قصيرة ، مما فيه سجع معين يدل على العناية بخصوص الكلمات والألفاظ الواردة فيها ، وكذلك نصوص الأدعية المأثورة الواردة في ظرف معين من زمان أو مكان أو مناسبة خاصة ، وقد أمر الشارع بتلاوتها بعينها ، فلا يجوز تخطيها الذي يريد العلم بما أمر الشارع ، وبذلك يمتاز الدعاء عن مطلق الحديث.

الثالث : أن الحديث يتفاوت عن الدعاء بأمر جذري ، فإن الحديث إنما يرويه الراوي وينقله ناسبا معناه إلى المروي عنه ، وناقلا له عنه ، لكن الدعاء إنما


يتلوه الداعي بقصد إنشاء ما يتلو من المعنى ، وقاصدا للمعاني التي في الكلام الخاص ، في إطار هذه الألفاظ المعينة ، بعنوان أنه يناجي بها ربه ، لا أنه يرويها وينقلها عن منشئيها ، وإن كان إنما أخذ نص الدعاء عنه نقلا.

مع أن جواز رواية الحديث بالمعنى ليس على إطلاقه ، بل :

١ ـ إن رواية الحديث بلفظه أحسن ـ مهما أمكن ـ من روايته بالمعنى ..

قال المحدث العاملي : نعم ، لا مرية أن روايته بلفظه أولى على كل حال ، ولهذا قدم الفقهاء المروي بلفظه على المروي بمعناه (١٨).

وقد أكد الأئمة عليهم‌السلام على ذلك ، فعن أبي بصير ، قال :

قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : قول الله جل ثناؤه : «الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه» (١٩)؟

قال عليه‌السلام : هو الرجل يسمع الحديث فيحدث به كما سمعه ، لا يزيد فيه ولا ينقص منه (٢٠).

٢ ـ إن على الراوي بالمعنى أن يشعر بذلك.

فقد صرح علماء الحديث بأنه ينبغي للراوي بالمعنى أن ينبه على ذلك ، فيقول بعد نقل الحديث : «أو كما قال» و «أو نحو ذلك» ليحترز من الكذب في نسبة نفس اللفظ المنقول إلى المنقول عنه (٢١).

وقد عمل بذلك جمع من الصحابة والمتقدمين (٢٢).

ومن الواضح أن مثل هذا غير مناسب للدعاء.

٣ ـ إن رواية الحديث بالمعنى مشروط بشرط أساسي ومهم وهو : أن يكون

__________________

(١٨) وصول الأخيار : ١٥٢.

(١٩) سورة الزمر ٣٩ / ١٨.

(٢٠) وصول الأخيار : ١٥٣ : عن الكافي ١ / ٥١.

(٢١) لاحظ : وصول الأخيار : ١٥٥.

(٢٢) السنة قبل التدوين ـ لمحمد عجاج الخطيب : ١٣٠.


الراوي بالمعنى عارفا لمعنى الحديث واقفا على أسراره وجميع خصوصياته.

قال العاملي : إنما جوزناه لمن يفهم الألفاظ ويعرف خواصها ومقاصدها ويعلم عدم اختلال المراد منها فيما أداه ...

وإذا لم يكن المحدث عالما بحقائق الألفاظ ومجازاتها ومنطوقها ومفهومها ومقاصدها ، خبيرا بما يحيل إليه معانيها ، لم تجز له الرواية بالمعنى بغير خلاف ، بل يتعين اللفظ الذي سمعه إذا تحققه ، وإلا لم تجز له الرواية (٢٣).

وهذا يعني أن رواية الحديث بالمعنى لا تجوز إلا لمن كان واعيا متحققا مما يسمع ، فطنا متنبها لما يتحمل ويؤدي ، فيتعين عليه أداء اللفظ إن لم يصب المعنى ، وإن أصاب المعنى وكان أهلا لذلك لمعرفته بأسرار اللغة ، وخواصها ، ومرادفاتها ، ومشتركها في مفرداتها ، وخصائص تراكيبها ، جاز له الرواية بالمعنى.

وأجمع العلماء كلهم على أنه لا يجوز للجاهل بمعنى ما ينقل أن يروي الحديث على المعنى (٢٤).

ومع هذا الشرط فلا يرد على تجويز الرواية بالمعنى ما توهمه بعض المغرضين من أن ذلك يؤدي إلى تجويزه لجميع الرواة في كل الطبقات ، وذلك يقتضي ـ بعد تغيير الألفاظ في جميع الطبقات ـ إلى سقوط الكلام الأول ، لأن ذلك لا ينفك عن تفاوت ـ وإن قل ـ وإذا توالت التفاوتات ، كان التفاوت الأخير فاحشا (٢٥).

فإن التجويز خاص بالمقتدرين على درك المعاني وأداء جميع خصوصياتها بالدقة المذكورة ، ومن المعلوم أن ذلك كان خاصا بالطبقة الأولى ، حيث كانت اللغة سليمة ، وكانت السلائق على طبيعتها غير مشوبة ، فلم يصب الحديث من نقلهم بالمعنى وبألفاظ أخرى خلل أصلا ، ولم نحتمل في ما نقلوه

__________________

(٢٣) وصول الأخيار : ١٥١ ـ ١٥٢.

(١٤) السنة قبل التدوين : ١٣٤.

(٢٥) أضواء على السنة ـ لمحمود أبي رية ـ : ١٧٩ ، ولاحظ تعقيبنا عليه في كتابنا «تدوين الحديث».


تفويتا لمعنى مراد أبدا.

وقد ظهر من خلال ما ذكرنا أن استدلالهم لمنع الرواية بالمعنى ، بما روي عن الرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من قوله :

«نضر الله عبدا سمع مقالتي وحفظها ووعاها ، وأداها كما سمعها ، فرب حامل فقه غير فقيه ، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه» (٢٦).

لا يتم ، وذلك ، لأن رواية المعنى مع مراعاة الشرط المذكور ، أداء لما قاله النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بلا تفاوت ، فإن الرسول في أكثر حديثه كان بصدد تعليم الأحكام الشرعية ، والسنن والآداب الإسلامية ، ولا ريب أن مهمة أصحابه كانت فهم مقاصده ، ودرك معاني كلامه وإرشاداته ، وإبلاغها إلى من وراءهم ، سعيا في نشرها ، وفي مثل هذه الأحاديث لم يكن للألفاظ دور إلا مهمة أداء المعاني وإيصالها ، ولم ينظر إلى ألفاظ الحديث كعبارات خاصة لها ميزة تعبيرية من بلاغة وفصاحة ، ولا تحتوي على جهات بديعية ، خاصة في أجواء التشريع ، حيث كان المجتمع بحاجة إلى إصلاحات سريعة وعميقة.

وبذلك أيضا يرد على من جوز نقل الحديث بالمعنى إلا في حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بدعوى :

«أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أفصح من نطق بالضاد ، وفي تراكيبه أسرار ودقائق ، لا يوقف عليها إلا بها كما هي ، لأن لكل تركيب معنى ... لو لم يراع ذلك لذهبت مقاصدها» (٢٧).

أقول : أما أحاديث الأحكام والسنن ، فقد عرفت أن الغرض المهم فيها هو إيصال المعاني وإبلاغ المقصود ، من دون نظر خاص إلى الألفاظ.

مع أن حديثا ما لو كان محتويا على مثل ذلك كان على الناقل له بالمعنى مراعاته مهما أمكن ونقله ، وإلا لم يكن ناقلا له.

__________________

(٢٦) وصول الأخيار : ١٥١ ، والسنة قبل التدوين : ١٣٤.

(٢٧) وصول الأخيار : ١٥٦.


وأما في غير أحاديث الأحكام والسنن ، من الأحاديث التي أخذ فيها بنظر الاعتبار احتواؤها على كلمات خاصة أو روعي فيها مقتضى الحال ، وناسب تأليفا معينا من الكلمات وتركيبا خاصا من الجمل ، أو حالا لفظية بعينها ، من تقديم أو تأخير ، وفصل أو وصل ، بحيث لو تجاوزه الرواي كان مخالفا لغرض المتكلم ولم يؤد المعنى المراد له.

أما في هذه ، فاشتراط المحافظة على المعنى يقتضي الاحتفاظ بالتراكيب الخاصة ، ولا يجوز نقلها بالمعنى ، لأداء ذلك إلى تغيير الألفاظ المفوت لما ذكرنا.

ولذلك نجد أن الرواة كانوا يحافظون على ذلك أشد المحافظة من دون شك ، فنقلوا الخطب والكتب والرسائل وجوامع الحكم والأدعية المأثورة ، كما وردت عن المعصومين عليهم‌السلام مليئة بالمحسنات البديعية ، مفعمة بأسرار البلاغة ، ومزدانة بقوة الفصاحة ، بما يمكن استشمام روح المعصومين عليهم‌السلام فيها. ويمكن استشفاف أثرهم عليها.

وفي النهاية هذه الفقرة نقول : إن الدعاء لا يجوز نقله بالمعنى ، بل يلزم المحافظة على نصه ، ولعل الحكمة في ذلك ، مع أن الدعاء عملية روحية أكثر منها لفظية ، أنه يراد من نصوصه أن يتفاعل الداعي منع مولاه ، وأولياء الله ، تفاعلا تاما ، لا روحيا فقط ، بل يلتزم بالاتباع اللفظي لهم ، ويتقيد بالأوامر فيطبقها حرفيا بفكره وبلسانه.

إن الالتزام بنص ورد من الشرع في الدعاء ، لا يعني فقط التوجه إلى الله من أقرب الطرق وأليقها ، بل يعني ـ أيضا ـ السلوك في أبين المسالك ، وأزهرها حجة ، وأنقاها وآمنها محجة.

إن المقصود الأساسي من الدعاء ، وهو الارتفاع إلى مقام القرب بشكل أكثر اطمئنانا ووثوقا ، كما يرفع مستوى الإنسان معنويا بالاقتراب من أقرب البشر إليه ، كذلك يوحد صوته مع أصواتهم القدسية المستلهمة من مقامه الكريم ، وهم محمد وآله الكرام عليهم الصلاة والسلام.


إن ذلك يحقق جزء من الهدف الأساسي من الدعاء ، فلا نشك أن ما ورد من الأدعية المأثورة فيها آثار من مقام قربهم ، ونفحات من قدس أنفاسهم ، وجذبات من صفاء نفوسهم ، يفقدها الداعي لو ابتعد عنها ويبتعد عن مقصوده لو تركها.

٤ ـ دعوة إلى ضبط الأدعية وتحقيق كتبها :

ومن مجموع ما ذكرنا تتبين صحة ما ذكره المحدث الفقيه صاحب العالم من أن الاختلاف الذي يقع ويكثر في متون الأخبار الواردة بمجرد الأحكام ربما كان العذر فيه تسويغ الرواية بالمعنى ، وعدم انتهاء الاختلاف إلى الحد الذي يحصل به الاضطراب فيه.

وأما ما يتضمن نقل الدعوات والأذكار المأثورة ، فأي عذر للتسامح فيه ، والتقصير في ضبطه (٢٨).

نعم ، إن الأمانة الروحية تدعونا أي المحافظة على الدعاء المأثور وضبطه وحفظه عن التحريف واللحن ، فإن الدعاء من أفضل نعم الله التي ألهمها الإنسان.

وكذلك الأمانة العلمية تلزمنا المحافظة على النصوص الواردة وضبطها ، فالأخبار التي ذكرناها تدل بوضوح على عدم جواز اللحن في الدعاء ، كما تدل على لزوم الاحتفاظ بنصه كما ورد.

وأعتقد : أن ذلك يؤكد ضرورة التحقيق في كتب الدعاء لتقديم نصوص مضبوطة موثوقة للأدعية ، كي تبلغ الأمة بتلاوتها ما ينشد منها من الآثار الروحية والمعنوية ، وتبلغ المقام المحمود الذي وعده الله للداعين.

مضافا إلى ما فيها من متعة تراثية حيث أن عشرات الكتب قد ألفت في

__________________

(٢٨) منتقى الجمان ٣ / ٢٥٨.


الدعاء ، منذ عصور الأئمة عليهم‌السلام وكذلك ما فيها من متع علمية ، لأن الأدعية تحتوي على مضامين عالية في مجالات العقيدة والسلوك والوجدان.

ومما يجز في القلب ما آلت إليه كتب الأدعية من إهمال وتشويه ، على أثر تصدي الجهلة لنقلها وتداولها ، وعلى أثر جشع الطابعين ـ بل الطامعين ـ في إصدار ما هب ودب مما يدر الأرباح عليهم ، غافلين ـ أو متغافلين ـ عن أن عملهم هذا اعتداء صارخ على أمر مقدس لدى الأمة ، وعلى أهم وسيلة من وسائل رقيها في مجالات العقائد والأخلاق وفي مقامات السلوك والعرفان.

وهذا أيضا مما يثقل المسؤولية على كاهل المحققين الأفاضل ، والمؤسسات الثقافية ، كي تقوم بعبء هذا الأمر الهام ، وينقذوا الدعاء وكتبه من براثن هؤلاء ، ويرفعوه إلى مقامه العلمي والروحي اللائق.

فلا عذر في التقصير فيه!

٥ ـ مصادر الدعاء المأثور :

إن مصادر الدعاء عند المسلمين هم النبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم ، الذي هو أفصح من نطق بالضاد ، وأليق من اكتسى الأمجاد ، من خصه الله بوحيه فبه فاه ، وبالبلاغة حلاه ، وبمكارم الأخلاق حباه ، باعتباره الصادع بالشريعة الغراء ، والواسطة بين الأرض والسماء ، والمطلع على أسرار الخليفة ، والواقف على المجاز والحقيقة ، أعلم الناس وأعرفهم ، وأشجع الناس وأورعهم ، من لا يقاس به سواه ، ولا يعرف حقيقة مقامه إلا الله ، الذي نباه ، عليه أفضل الصلاة وأزكى التحية.

وكذلك ابن عمه وربيبه ، ووصيه وحبيبه ، خليفته من يعده على أمته ، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام " مشرع الفصاحة وموردها ، ومنشأ البلاغة ومولدها ، ومنه ظهر مكنونها ، وعنه أخذت قواعدها ، وعلى أمثلته حذا


كل قائل وخطيب ، وبكلامه استعان كل واعظ بليغ ، لأن كلامه عليه مسحة من العلم الإلهي ، وفيه عبقة من الكلام النبوي " (٢٩).

وكذلك الأئمة الأخيار من أهل البيت الأطهار عليهم‌السلام ، العلماء الأوتاد ، والزهاد الأمجاد ، والأئمة الأجواد ، الذين تحلوا من الفضائل بأحسنها ، ومن الشمائل بأجملها وامتلأوا بالعظمة فأقرها لهم العدو قبل الصديق ، فكانوا أنوارا كاشفة لسواء الطريق ، الأئمة المنتجبون بنص القرآن ، وكلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، للقيادة والإمامة ، وما روي عنهم يدل على تحقق ما قال فيهم أبوهم أمير المؤمنين عليه‌السلام حيث قال : «وإنا لأمراء الكلام ، وفينا تنشبت عروقه ، وعلينا تهدلت غصونه» (٣٠).

هؤلاء هم مصادر الدعاء المأثور عندنا ، وإن ما ورد عنهم من الدعاء لأصدق شاهد ، وأقوى دليل على صدق ما قيل.

«فقد أنشأوا» كما يقول واحد من كبار العرفاء «من الدعوات الجليلة والمضامين اللطيفة ما فيه فوق طاقة البشر ، من فنون العلم بأسماء الله وصفاته ، وما يقتضيه جماله وجلالة ، وحق أدب العبودية مع كل ، فيما يناسبه مقامه وأوصافه وأحواله ، وكيفية الاستعطاف والاسترحام ، ولطيف الاستدلالات في استيجاب عفوه وكرمه وفضله ، وعرض مذلة الاعتراف عند مقدس أبواب رأفته ورحمته.

ولعمري لو كان للإنسان فكرة أو فطنة لكفاه ما صدر في الدعاء من أئمة الحق ، عن كل معجز في إثبات الرسالة والإمامة " (٣١).

وقد حفظت من أدعية المعصومين عليهم‌السلام نماذج كثيرة ، رويت بأسانيد صحيحة ، سجلت في كتب باسم «الصحيفة» لكل واحد منهم عليهم‌السلام صحيفة أو أكثر.

__________________

(٢٩) نهج البلاغة ، مقدمة الشريف الرضي : ٣٤.

(٣٠) نهج البلاغة ، الخطبة (٢٣٣) : ٣٥٤.

(٣١) المراقبات ، للملكي : ١٠٥.


ومنها ما روي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام بعنوان : الصحيفة العلوية الأولى والثانية ، الجامعة لأدعية سيدنا أمير المؤمنين عليه‌السلام.

وأما الإمام السجاد ، زين العابدين ، علي بن الحسين عليه‌السلام ، فقد اشتهرت أدعيته الكثيرة لأنه عليه‌السلام اتخذ الدعاء في ظروف سياسية قاسية وسيلة لتوعية الأمة وتثقيفها ، وبث العقائد الحقة حفاظا من أن تمسها الدول الظالمة المستهترة بسوء.

فقد أملى جملة وافرة من أدعيته ، فجمعت في كتاب باسم «الصحيفة الكاملة» وهي متداولة ، كثيرة الطبعات.

ثم جمع عدة من العلماء سائر أدعيته في صحف أخرى بأسماء «الصحيفة السجادية الثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة» وكلها مطبوعة متداولة (٣٢).

وأما سائر مصادر الدعاء المأثور :

فقد بذل علماء الإسلام جهودا وفيرة في جمع ما يتعلق بالدعاء من آيات الكتاب ، وأحاديث العترة الأطياب ، وما ورد عنهم من الدعاء المأثور في كتب قيمة ، منذ عصور الأئمة عليهم‌السلام وحتى يومنا هذا ، تحت عنوان «كتاب الدعاء» أو بأسماء خاصة.

كما ضمن مؤلفو الجوامع الكبيرة ، أبوابا وكتبا خاصة بالدعاء وجمعوا فيها ما يرتبط بالدعاء من الأحاديث والنصوص.

فهذا كتاب «الكافي» لأبي جعفر ، محمد بن يعقوب ، الكليني ، الرازي (ت ٣٢٩) وهو من أصول الحديث عند الشيعة الإمامية ـ جعل السادس من كتبه باسم «كتاب الدعاء» وأورد فيه ٥٥ بابا ، تحتوي على ٤٠٨ أحاديث (٣٣).

__________________

(٣٢) أنظر : دائرة المعارف الإسلامية الشيعية ، للسيد حسن الأمين ١٢ / ٥٠ بعنوان «الدعاء» ، وص ٨٠ بعنوان «الصحيفة السجادية».

(٣٣) أنظر : الكافي ٢ / ٤٦٦ ـ ٥٧٧ طبعة دار الكتب.


وأما الكتب الخاصة بالأدعية فكثيرة جدا ، وقد ذكرها شيخنا الطهراني في موسوعته «الذريعة» (٣٤) بعنوان الدعاء ، والدعوات ، عدا الكتب المعنونة بأسماء خاصة على حروف المعجم.

وقد تخصص بعض العلماء في موضوع الدعاء ، فأولوه عناية فائقة ، وبذلوا أوسع جهودهم في مجاله.

منهم السيد العالم الزاهد علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحلي (ت ٦٦٤) حيث جمع الأدعية ونظمها في كتبه مستفيدا من خزانة كتبه الزاخرة بعيون التراث المجيد ، وخاصة ما ألف في الدعاء ، وقد بلغت كتب الأدعية التي كانت عنده في أواخر حياته أكثر من (سبعين) مجلدا من كتب الدعاء (٣٥).

ومن أهم كتب ابن طاووس المطبوعة : الإقبال ، ومهج الدعوات ، وفلاح السائل ، وجمال الأسبوع.

ومنهم العالم الفاضل الأديب البارع ، العلامة تقي الدين ، إبراهيم بن علي ، العاملي ، الكفعمي الذي تدل مؤلفاته على تضلعه في العلوم الأدبية عامة ، والبلاغية خاصة ، وقد أبدع فيما ألفه من كتب خاصة بالدعاء من حيث النظم والتحقيق والتثبت ، والاعتماد على مصادر موثوقة.

ومن مؤلفاته : البلد الأمين ، والمصباح.

وأخيرا : لو أتيح لمصادر الدعاء من يجمع أسماءها وينظم لها فهرسا ، وكشافا جامعا ، لبلغت المئات ، ولدلت على اهتمام بليغ من قبل العلماء ، وخاصة القدماء ، بأمر الدعاء والتأليف فيه.

* * *

__________________

(٣٤) الذريعة ٨ / ١٨٢ ـ ١٩٦ و ١٩٩ ـ ٢٠٦ ، بعنوان الدعاء والدعوات ، وانظر : دائرة المعارف الإسلامية الشيعية ج ١٢ مجلد ٣ ص ٥٠.

(٣٥) كشف المحجة لثمرة المهجة : المقدمة ، بقلم الشيخ الطهراني ، وانظر صفحة ١٣١ من أصل الكتاب.


٦ ـ الدعاء والأدب العربي :

يقول الدكتور حسين علي محفوظ : «الدعاء» جانب مهم من الآداب العربية ، نسيه تاريخ الأدب ، وتجاهله الأدباء ، وأغفله النقاد وكادوا يطمسون الإشارة إلى بلاغته ، على الرغم من أنه : نثر فني رائع ، وأسلوب ناصع من أجناس المنثور ، ونمط بديع من أفانين التعبير ، وطريقة بارعة من أنواع البيان ، ومسلك معجب من فنون الكلام.

والحق أن ذلك النهج العبقري المعجز ، من بدائع بلاغات النبي صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم‌السلام التي لم يرق إليها غير طيرهم ، ولم تسم إليها سوى أقلامهم.

فالدعاء أدب جميل ، وحديث مبارك ، ولغة غنية ودين قيم ، وبلاغة عبقرية المجاز ، إلهية المسحة ، نبوية العبقة ، تفتر عن إيمان جم الفضائل ، وزهد دثر المحاسن ، وتواضع أبيض المحجة ، وعمل أغر الطريقة ، وتقاة عظيمة القدر (٣٦).

حقا إن الدعاء يمثل واحدا من أرفع أساليب الأداء العربي في بلاغته الناصعة ، وتعبيره العذب ، وهو من أوقع الكلام في الكشف عن مكامن الضمير ، ومرادات النفس ومتطلبات الروح ، مع تطوره وإبداعه في استخدام أساليب الاستدعاء والرجاء والعتاب والاعتذار ، وفي أطوار المرونة والعنف ، والعجلة والصبر ، واليسر والعسر ، والاضطرار والرخاء.

وأيضا : الكلمة الناطقة عن التنازلات والتعهدات والالتزامات في صيغ متكاملة الأطراف ، جامعة الأسس ، رصينة البنود ، فصيحة المفردات ، بليغة التراكيب.

وهذا أمر يتكفل الإفصاح عنه والبرهنة عليه ، نصوص الدعاء المأثور

__________________

(٣٦) الصحيفة السجادية ، مقال نشر في مجلة «البلاغ» الكاظمية ، السنة الأولى ، العدد ٦.


بشهادة المنقطعين إلى الأدب ونقده وتحليله اللفظي والمعنوي.

ومن المؤسف أن أدب الدعاء طواه إغفال الأدباء ، بل تعدى إغفالهم لجانب بديعه وغريبه ونحوه وأسلوبه أيضا ، بالرغم من صرف جهود واسعة في الأضعف منه والأخس من مجون الشعراء ، ولغط الأعراب في زوايا البوادي أو النوادي.

إلا أن بعض فطاحل النحو وفحول اللغة ، قد تنبهوا إلى هذا الأمر الخطير ، كابن مالك النحوي ، والمحقق الشيخ نجم الأئمة الرضي شارح «الكافية»! وابن منظور الأنصاري صاحب «لسان العرب» وابن فارس صاحب «المقاييس» فقد احتجوا في مؤلفاتهم بحديث النبي وأهل البيت عليهم‌السلام.

قال البغدادي : الصواب جواز الاحتجاج بالحديث النبوي في ضبط ألفاظه ، ويلحق به ما روي عن الصحابة وأهل البيت عليهم‌السلام ، كما صنع الشارح المحقق الرضي (٣٧).

هذا في مطلق الحديث ، وأما خصوص ما احتوى على الدعاء منه ، فاهتمام الشارع والمتشرعة بأمر ضبطها والمحافظة عليها ، يدفع كل الشبه المثارة حولها فلا نزاع في الاحتجاج بها في المباحث اللغوية كافة ،.

والحق أن «الدعاء» الشريف ، خزينة غنية بالمعارف العقلية ، والأخلاف الفاضلة ، وكنز لغوي حافل بالمفردات الفصيحة ، والتراكيب البليغة ، خالية عن أدنى شوب أو لكنة.

فأين أولياء اللغة من هذه الحقيقة السافرة؟

وأين هم من هذا الكنز العظيم؟

وأين هم من هذا المورد العذب؟

والله ولي التوفيق ، وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين.

__________________

(٣٧) خزانة الأدب ، للبغدادي

١ / ٤ ـ ٧ ، الطبعة الأولى.


مراجع البحث

١ ـ الأسماء المبهمة من الأنباء المحكمة ، للخطيب البغدادي أحمد بن علي (ت ٤٦٣) ، أخرجه دكتور عز الدين علي السيد ، مكتبة الخانجي ، الطبعة الأولى ، سنة ١٤٠٥ ، القاهرة.

٢ ـ أضواء على السنة المحمدية ، لمحمود أبي رية ، الطبعة الخامسة ، دار المعارف ، القاهرة.

٣ ـ إكمال الدين وإتمام النعمة ، للصدوق الشيخ محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (ت ٣٨١) ، تحقيق علي أكبر الغفاري ، طهران ١٣٩٥ ، الطبعة الثانية ، دار الكتب الإسلامية.

٤ ـ بحار الأنوار ، للمجلسي محمد باقر بن محمد تقي الأصفهاني (ت ١١١٠) ، الطبعة الحديثة ، إيران ولبنان.

٥ ـ تدريب الراوي ، للسيوطي جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر (ت ٩١١) ، تحقيق عبد اللطيف عبد الوهاب ، القاهرة ، الطبعة الأولى ، ١٣٧٩ ه.

٦ ـ الحدائق الوردية ، للمحلي ، طبع دار أسامة ، دمشق.

٧ ـ خزانة الأدب ، للبغدادي عبد القادر بن عمر ، الطبعة الأولى ، المطبعة المنيرية ، القاهرة.

٨ ـ دائرة المعارف الإسلامية الشيعية ، للسيد حسن الأمين ، دار التعارف ، بيروت ، ١٣٩٥ ه.

٩ ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، للشيخ آغا بزرك الطهراني محمد محسن بن محمد رضا (ت ١٣٨٩) ، طبع النجف وطهران.

١٠ ـ السنة قبل التدوين ، لمحمد عجاج الخطيب ، دار الفكر ، الطبعة الثانية ، القاهرة ، ١٣٩١ ه.

١١ ـ سنن الترمذي.

١٢ ـ سنن ابن ماجة القزويني.

١٣ ـ سنن أبي داود.

١٤ ـ صحيح البخاري.


١٥ ـ صحيح مسلم.

١٦ ـ الصحيفة السجادية ، مقال مستل من مجلة «البلاغ» ، العدد ٦ ، السنة الأولى الكاظمية.

١٧ ـ عدة الداعي ، لابن فهد الحلي أحمد بن محمد الأسدي (ت ٨٤١) ، مطبعة حكمت ، مكتبة الوجداني ، قم ١٣٨٢ ه.

١٨ ـ قواعد التحديث، للقاسمي جمال الدين الشامي، طبع دمشق ، سنة ١٣٥٢ ه.

١٩ ـ الكافي ـ الأصول ـ ، للشيخ الثقة أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني الرازي (ت ٣٢٩) ، دار الكتب الإسلامية ، صححه علي أكبر الغفاري ، مطبعة حيدري ، طهران.

٢٠ ـ كشف المحجة لثمرة المهجة ، للسيد ابن طاووس ، علي بن موسى بن جعفر الحلي (ت ٦٦٤) ، المطبعة الحيدرية ، النجف ، ١٣٧٠ ، قدم له الشيخ آغا بزرك الطهراني.

٢١ ـ الكفاية إلى علوم الرواية ، للخطيب البغدادي علي بن أحمد بن ثابت (ت ٤٦٣) ، طبع مصر ، البعة الأولى ، مطبعة السعادة ، القاهرة ، ١٩٧٢ م.

٢٢ ـ كنز العمال ، للمتقي الهندي.

٢٣ ـ المراقبات ، للحاج الميرزا جواد الملكي التبريزي (ت ١٣٤٣) ، نشر مكتبة الشفيعي ، أصفهان ، مطبعة حيدري ١٣٨١.

٢٤ ـ مسند أحمد بن حنبل ، طبع مصر ، في ستة مجلدات.

٢٥ ـ المعجم الصغير ، للطبراني.

٢٦ ـ منتقى الجمان في الأحاديث الصحاح والحسان ، للشيخ حسن صاحب العالم (ت ١٠١١) ، طبع جامعة المدرسين ، قم ١٤٠٢ ، تحقيق علي أكبر الغفاري.

٢٧ ـ نهج البلاغة ، من كلام الإمام أمير المؤمنين علي عليه‌السلام ، جمع السيد الشريف الرضي محمد بن الحسين الموسوي (ت ٤٠٦) ، تحقيق صبحي الصالح ، الطبعة الأولى ، بيروت ١٣٨٧.

٢٨ ـ وسائل الشيعة ، للشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي (ت ١١٠٤) ، تحقيق الشيخ عبد الرحيم الرباني الشيرازي ، المطبعة الإسلامية ، طهران ١٣٩٨.

٢٩ ـ وصول الأخيار إلى أصول الأخبار ، للشيخ المحقق المحدث الشيخ حسين بن


عبد الصمد الحارثي (ت ٩٨٤) ، تحقيق السيد عبد اللطيف الكوهكمري ، مطبعة الخيام ، قم ١٤٠١ ه.

وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين.


أهل البيت (ع)

في المكتبة العربية

(٧)

السيد عبد العزيز الطباطبائي

٢٥٧ ـ شرح ديوان علي بن أبي طالب

لمستقيم زاده سليمان بن سعد الدين بن أمن الله عبد الرحمن بن محمد مستقيم الرومي ، الأديب الحنفي الصوفي النقشبندي (١١٣١ ـ ١٢٠٢ ه).

له نحو السبعين كتابا ، منها : شرح حديث «من عرف نفسه فقد عرف ربه» ، وأغلبية مؤلفاته موجودة في مكتبة ييلديز ، وقد طبع هذا الشرح في إسلامبول.

نسخة الأصل من شرح الديون هذا في مكتبة أسعد أفندي في إسلامبول.

هدية العارفين ١ / ٤٠٦ ، عثمانلي مؤلفلري ١ / ١٥٧.

٢٥٨ ـ شرح شافية أبي فراس.

في مدح آل رسول الله وذم بني العباس.

للقاضي أبي المكارم ابن العديم ، محمد بن عبد الملك بن أحمد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى بن زهير بن أبي جرادة العقيلي الحنفي الحلبي ، المتوفى سنة ٥٦٥ ه.

من بيت عريق بالعلم والقضاء والحشمة والوجاهة ، يعرف ببيت ابن العديم وبيت ابن أبي جراده ، وجدهم الأعلى محمد بن أبي جراده صاحب


أمير المؤمنين صلوات الله عليه كما ذكره ياقوت في معجم الأدباء ٦ / ١٨ ، وترجم لأبي المكارم هذا في ص ٣٢ وقال : «سمع بحلب ، ورحل إلى بغداد وسمع بها محمد بن ناصر السلامي» ، وترجم له الصفدي في الوافي بالوفيات ٤ / ٣٨.

ونشر هذا الشرح في مجلة «العرفان» الصادرة في صيدا ، كما ذكره شيخنا رحمه‌الله في الذريعة إلى تصانيف الشيعة ١٣ / ٣١٤.

أما الشافية :

قصيدة ميمية مشهورة ، من غرر قصائد أبي فراس الحمداني ، الأمير الشاعر الفارس ، أبي فراس الحارث بن سعيد بن حمدان بن حمدون التغلبي (٣٢٠ ـ ٣٥٧ ه).

رد فيها على محمد بن عبد الله بن سكرة العباسي لما بلغه أنه نظم شعرا غض فيه من آل علي عليهم‌السلام! فإنشاء قصيدته هذه الميمية وسماها الشافية.

وقد ترجم له الثعالبي في اليتيمة ١ / ٥٧ وأطراه بقوله : «كان فرد دهره ، وشمس عصره ... وشعره مشهور سائر ، بين الحسن والجودة ، والسهولة والجزالة ، والعذوبة والفخامة ، والحلاوة والمتانة ، ومعه رواء الطبع ، وسمة الظرف ، وعزة الملك ... وكان الصاحب يقول : بدئ الشعر بملك وختم بملك ، يعني امرئ القيس وأبا فراس ، وكان المتنبي يشهد له بالتقدم والتبريز ...».

أقول : وقضى الحمدانيون أيامهم في حروب متواصلة مع جيرانهم الروم ، وكانت لأبي فراس اليد الطولى في قيادة الجيوش الحمدانية وكسر جيوش العدو وتشريدهم ، وأسر فيها مرتين سنة ٣٤٨ وسنة ٣٥١ ه.

وراجع عن مصادر ترجمته وشعره في المذهب : كتاب الغدير ٣ / ٣٩٩ ـ ٤١٦ ، وأوسع ترجمة له ما كتبه سيدنا الحجة السيد الأمين رحمه‌الله في أعيان الشيعة ١٨ / ٢٩ ـ ٢٩٨ من الطبعة الأولى ، وفي الطبعة الحديثة ٤ / ٣٠٧ ـ ٣٦٥.

كما أن لسيدنا الأمين كتابا مفردا عن أبي فراس طبع في دمشق سنة ١٣٦٠ = ١٩٤١ باسم «أبو فراس الحمداني» وللباجقني كتاب سماه «فخر أبي


فراس وأبي الطيب» طبع في دمشق سنة ١٩٣٢ م ، ولأحمد بدوي كتاب «أبو فراس الحمداني شاعر بني حمدان» طبع بالقاهرة سنة ١٩٥٢ م ، ولعمر فروخ كتاب «أبو فراس» طبع في بيروت سنة ١٩٥٤ ، ولجرج غريب كتاب «أبو فراس الحمداني» طبع في بيروت ، ولماهر الكنعاني كتاب «شاعرية أبي فراس» طبع في بغداد.

ولعبد اللطيف بن بهاء الدين الشامي البهائي ـ المتوفى سنة ١٠٨٢ ه ـ شرح على ديوان أبي فراس ، منه مخطوطة في مكتبة نور عثمانية في إسلامبول ، رقم ١ / ٣٩٦١ ، كتبت في حياته سنة ١٠٧٦ ه.

ونسخة الأصل بخط الشارح في دار الكتب الوطنية في طهران ، رقم ٢٩٠ ع ، كتبت سنة ١٠٧٥ ه ، ذكر شيخنا رحمه‌الله في الذريعة ١٣ / ١٦٤ أنه فرغ من تبييضه ١٨ ربيع الثاني سنة ١٠٧٧ ، وذكر رحمه‌الله أن للسيد الأمين العاملي أيضا شرحا على ديوان أبي فراس طبع سنة ١٣٦٠.

وجمع ديوانه صديقه وراويته ابن خالويه مع شروح له موجزة على موارد منه.

وطبع ديوانه في بيروت سنة ١٨٧٣ و ١٩٠٠ و ١٩١٠ و ١٩٦١ من منشورات دار صادر ، وبدون تاريخ عن دار إحياء التراث العربي.

وحققه سامي الدهان كاملا في ثلاثة مجلدات على مخطوطة أحمد الثالث المكتوبة سنة ٦٨٨ ، رقم A ٢٤٢٣ ، ونشره في بيروت سنة ١٩٤٤ مع مقدمة ضافية ، والقصيدة الشافية في الجزء الثاني منه ص ٣٤٨ ـ ٣٥٦.

وحقق الدكتور محمد التونجي الحلبي ـ أستاذ جامعة حلب ـ ديوان أبي فراس وصدر عام ١٤٠٨ = ١٩٨٧ من منشورات المستشارية الثقافية الإيرانية في دمشق.

وهناك شروح أخر على شافية أبي فراس :

منها :

١ ـ شرح مختصر لبعض الأصحاب ، ذكره شيخنا رحمه‌الله في الذريعة


١٣ / ٣١٤.

٢ ـ شرح للسيد علي بن الحسين الهاشمي النجفي ، المولود سنة ١٣٢٦ والمتوفى سنة ... ، طبع في النجف الأشرف سنة ١٣٥٧ ه.

٣ ـ ولمحمد طلعت تشطير قصيدة أبي فراس مع تذييله بشرح ، طبع بالقاهرة سنة ٣١٥ ه.

ذكره سزگين ٢ / ١٧ من الترجمة العربية لمجلد الشعر ، ولم يذكر أي قصيدة هي؟ الشافية أم غيرها؟.

كما ذكر سزگين هناك أن بعض قصائد أبي فراس ترجمت إلى اللغات الأخرى ، ولم يعينها هل الشافية منها أم لا؟!.

٤ ـ شرح الشافية ، لابن أمير الحاج ، وهو السيد أبو جعفر محمد بن الحسين بن محمد بن محسن بن عبد الجبار بن إسماعيل بن عبد المطلب بن علي بن الفاخر بن أسعد بن أحمد بن علي بن أحمد بن علي بن أحمد ـ الذي كان أمير الحاج نيفا وعشرين سنة ـ ابن محمد أمير الحاج ابن أبي الحسين النقيب محمد الأشتر ـ أمير الحاج بالكوفة ثمان سنين ـ ابن عبيد الله بن علي الرضا ابن عبيد الله الأعرج ابن الحسين الأصغر ابن الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه‌السلام.

كان من أعلام الشيعة وأدبائها وشعرائها في القرن الثاني عشر ، وكان يسكن في النجف الأشرف وكربلاء ، وقرأ على أعلام المشهدين وتخرج على أساتذتها ، وتوفي حدود سنة ١١٨٠ ه ، وكان من أبرز تلامذة السيد نصر الله المدرس الحائري ، الشهيد في حدود سنة ١١٦٨ ه ، ونظم باسمه «الآيات الباهرات في معجزات النبي والأئمة الهداة» وهي منظومة في معجزاتهم صلوات الله عليهم ، ذكر لكل منهم تسع معجزات وآيات باهرات بعدد آيات موسى الكليم عليه‌السلام ، ونظم في أولها نسبه إلى آدم عليه‌السلام ، نظمها وهو ابن خمسين سنة [الذريعة ١ / ٤٤].

* * *


ومن تأليفاته :

٢ ـ أرجوزة في سلسلة نسب القاضي فخري زاده كاتب الديوان ، وهو السيد عبد الله بن فخر الدين بن يحيى بن فخر الدين ، نظم سلسلة نسبه إلى آدم عليه السلام [الذريعة ٢٦ / ٣٩].

٣ ـ تاريخ نور الباري ، وهو ديوان شعره ، وأكثره في أهل البيت ونظم تواريخهم عليهم‌السلام ، فرغ من نظمه سنة ١١٧٧ ه ، واحتمل شيخنا رحمه‌الله في الذريعة أن يكون من أحفاد أمير الحاج الجنابذي الخراساني ، من شعراء القرن التاسع [الذريعة ٣ / ٢٩٢ ، ٩ / ١٧ و ٩٩].

٤ ـ مآثر آباء خاتم الأنبياء ، ذكره شيخنا رحمه‌الله في الذريعة ١٩ / ٤ ، ومنه مخطوطة في المكتبة المركزية لجامعة طهران ، برقم ٦٢٢٥ ، في ١٣٣ ورقة ، ذكرت في فهرسها ١٦ / ٢٢١.

٥ و ٦ ـ مجالس المناقب ومجالس المصائب ، ذكرا في الذريعة ١٩ / ٣٦٨.

٧ ـ منظومة في تواريخ الأئمة عليهم‌السلام ، نظمها عام ١١٢٧ ه ، ذكرت في الذريعة ١ / ٤٦٦ و ٢٣ / ٩٨.

٨ ـ نفثات الصدور.

٩ ـ شرح شافية أبي فراس ، ألفه باسم كاتب الديوان فخري زاده سنة ١١٧٣ ، قال في تاريخ تأليفه :

هذا الكتاب يسرني تاريخه

عند النبي جزاء شرحي الشافية

وهو ينطبق على ١١٧٣ ، راجع الذريعة ١٣ / ٣١٥ ، وفيه من نظمه باللغة الفارسية ، ويظهر منه أنه كان يجيد اللغة التركية وقد أورد شيئا منها في شرحه هذا ، ينقل في شرحه هذا عن مجمع البحرين للطريحي ، المتوفى سنة ١٠٨٥ ، وينقل كثيرا عن كتاب بحار الأنوار للعلامة المجلسي ، المتوفى سنة ١١١٠.

وقد طبع شرح الشافية هذا في طهران سنة ١٢٩٨ وسنة ١٣١٥ ، وفي تبريز


سنة ١٣١٥.

ومن مخطوطاته :

١ ـ مخطوطة في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام العامة ، في النجف الأشرف ، رقم ١٠٠.

٢ ـ مخطوطة كتبت سنة ١٢٢٦ ه ، في ٢٤٣ ورقة ، في هيد لبرج ، رقم A ٣٠٧.

٣ ـ مخطوطة في دار الكتب بالقاهرة ، رقم ٤٧٨٦ / أدب (فهرسها ٨ / ١٦٧).

٤ ـ مخطوطة في مكتبة السيد المرعشي العامة في قم ، رقم ٣٣٧٩ ، كتبت سنة ١٢٨٣ ، ذكرت في فهرسها ٩ / ١٥٦ ، كتب عليها أن للمؤلف شرحا على نهج البلاغة ، وعلى الصحيفة السجادية ، وعلى ميمية الفرزدق ، وعلى هاشميات الكميت.

٥ ـ مخطوطة كتبت سنة ١٢٧٧ ، في مكتبة الإمام الرضا عليه‌السلام في مشهد ، رقم ٤٨٤٤.

٦ ـ مخطوطة كتبت سنة ١٢٨٥ ، في ٢٢٤ ورقة ، في المكتبة المركزية لجامعة طهران ، رقم ٣٤١٣ ، ذكرت في فهرسها ١١ / ٢٤١٧.

٧ ـ مخطوطة في برلين ، رقم ٦٤٧٧ ، وفي برلين نسخة من الشافية نفسها ضمن المجموعة رقم ٧٥٨٣.

وأما بروكلمن ، فقد أخطأ في اسم مؤلفنا ابن أمير الحاج ، فقد سماه في الجزء الثاني من الترجمة العربية بأسماء مختلفة ، فسماه في ص ٩٤ : محمد بن محمد أمير الحاج.

وفي ص ٩٥ تارة : محمد أمير الحاج الشيعي ، وأن شرعه على الشافية طبع سنة ١٢٩٤.


وتارة بعنوان : شرح الشافية في بيان المشاعر والدلائل! لمحمود بن جعفر!! وأنه طبع في طهران سنة ١٣١٥.

وثالثة سماه : محمد بن الحجاج! وأن شرحه طبع في طهران سنة ١٢٩٤ ، وأنه طبع أيضا سنة ١٣١٩.

وقد نسب سزگين في ٢ / ١٧ من الترجمة العربية لقسم الشعر شرح الشافية هذا إلى أبي جعفر محمد بن محمد ابن أمير الحاج الحلبي ، المتوفى سنة ٨٧٩!.

وقد عرفت أن ابن أمير الحاج ـ شارح الشافية ـ هو محمد بن الحسين ، وأنه علوي شيعي فارسي ، من أعلام القرن الثاني عشر ، فلا صلة لهذه المؤلفات بمن كان في القرن التاسع.

٢٥٩ ـ شرح القصيدة التترية

لمحمد العرضي الحلبي ، وهو مردد بين أخوين أشهرهما أبو الوفاء العرضي محمد بن عمر بن عبد الوهاب بن إبراهيم العرضي (١) الحلبي الشافعي ، مفتي الشافعية بحلب وابن مفتيها ، المتوفى سنة ١٠٧١.

له عدة مؤلفات أشهرها «معادن الذهب في الأعيان المشرفة بهم حلب» (٢) اشتهر بكنيته وكذلك كان توقيعه ، ولذلك ترجم له المحبي في خلاصة الأثر ١ / ١٤٨ في حرف الألف ، وترجم له الشهاب الخفاجي في ريحانة الألباء ١ / ٢٦٩ ، والطباخ في إعلام النبلاء ٦ / ٢٠٨ ، وترجم له الزركلي باسمه في حرف الميم ٦ / ٣١٧ ، وكحالة بكنيته في حرف الواو ١٣ / ١٦٥.

وله أخ أصغر منه يسمى محمدا أيضا ، ترجم له المحبي في خلاصة الأثر ٤ / ٨٩ ، والخفاجي في الريحانة بعد ترجمة أخيه ١ / ٢٧٤ ، والطباخ في إعلام النبلاء ٦ / ٣١٨ ، وقالوا : عاش نحو ستين سنة ومات بعد أخيه بنحو شهر.

__________________

(١) عرض ـ بصم العين ـ من نواحي حلب.

(٢) طبع بتحقيق صديقنا الدكتور محمد التونجي الحلبي في حلب.


والشرح أظنه لهذا الأخ.

نسخة في مكتبة حسن پاشا في المكتبة السليمانية في إسلامبول ، رقم ٨٩٢ ، في ١٧ ورقة ، سجل في فهرسها باسم : تاريخ حرب الجمل وصفين! ويبدو أن الشرح كان أكبر من هذا وهذا مختصر منه.

نسخة في مكتبة راغب باشا في إسلامبول ، كانت في المجموعة رقم ١٤٧١ كما في فهرسها ، ولكني طلبت المجموعة وفحصتها فلم أجدها فيها!

والقصيدة التترية لابن منير الطرابلسي.

وهو عين الزمان مهذب الدين أبو الحسين أحمد بن منير بن أحمد بن مفلح الرفاء الطرابلسي ـ طرابلس الشام ـ (٤٧٣ ـ ٥٤٨ ه).

كان ـ رحمه‌الله ـ شاعرا بارعا ، عالما باللغة وفنون الأدب ، حافظا للقرآن ، وكان هو وابن القيسراني محمد بن نصر شاعري الشام في زمانهما.

قال أبو شامة : «ولم يبق بعد موت القيسراني وابن منير فحل من الشعراء ..».

وترجم له معاصروه ابن عساكر والسمعاني والعماد الأصفهاني فمن بعدهم ، قال ابن عساكر : «رأيته غير مرة ولم أسمع منه» وقال السمعاني : «شاعر مفلق ، فاضل ، مليح الشعر ، حسن الطبع ، أدركته حيا بالشام».

وأما مصادر ترجمته فكثيرة ، ومن جملتها :

تاريخ ابن عساكر ج ٨ ، أنساب السمعاني ١ / ٣٢٠ (الأطرابلسي) ، خريدة القصر ـ قسم الشام ـ ١ / ٧٦ ، وفيات الأعيان ١ / ١٥٦ ، مرآة الزمان ٨ / ١٣٢ ، بغية الطلب في تاريخ حلب ـ الروضتين ـ ١ / ٩١ عيون التواريخ ١٢ / ٤٦٧ ، إنسان العيون في مشاهير سادس القرون ـ ذيل تاريخ دمشق ـ : ٣٢٢ ، سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٧٢٣ ، تذكرة الحفاظ ٤ / ١٣١٣ ، العبر ٤ / ١٣٠ ، الوافي بالوفيات ٨ / ١٩٣ ، مرآة الجنان ٣ / ٢٨٧ ، الأعلاق الخطيرة : ٣٤٣ ، الفلاكة والمفلوكون : ١١٢ ، النجوم الزاهرة ٥ / ٢٩٩ ، البداية والنهاية ١٢ / ١٣١ ، بغية الوعاة ٢ / ٩٧ ، شذرات الذهب


٤ / ١٤٦ ، أمل الآمل ١ / ٣٥ ، أنوار الربيع ... ، خزانة الأدب ـ للحموي ـ ... ، روضات الجنات ١ / ٢٦١ ، الكنى والألقاب ـ للقمي ـ ١ / ٤٢٩ ، إعلام النبلاء ـ للطباخ ـ ٤ / ٢٣١ ، أعيان الشيعة ٣ / ١٧٩ وفيه التترية بتمامها ، الذريعة ٩ / ٧٨٠ ، الغدير ٤ / ٣٣٧ ، معجم رجال الحديث ٢ / ٣٤١ ، تراجم علماء طرابلس وأدبائها : ١٣ ، وعنه دراسة مستوفاة في «الأدب في بلاد الشام» ص ١٨٦ ، شعر الجهاد في الحروب الصليبية في بلاد الشام : ٢٥٥ ـ ٢٨٨ ، حلب والتشيع : ١١٧.

أقول : كان له ديوان مشهور ولكنه أخنى عليه الذي أخنى على لبد ، فتلف وضاع ، شأن أكثرية تراثنا العلمي والأدبي.

ثم ـ في عصرنا هذا ـ جمع شعره الدكتور سعود محمود عبد الجابر من جامعة قطر ، وحققه وقدم له مقدمة ضافية ، نشرته دار القلم الكويتية سنة ١٤٠٢ ه باسم «شعر ابن منير الطرابلسي» فأسدى بذلك خدمة مشكورة للشعر والأدب.

وقال محقق ديوانه في نهاية كلامه : «ولذا لا غرابة أن تتفق آراء الأدباء والمؤرخين على تقديمه على شعراء عصره ، فابن القلانسي يقول : وكان أديبا شاعرا عارفا بفنون اللغة وأوزان العروض».

أما جمال الدين أبو المحاسن فيقول : «وكان ابن منير بارعا في اللغة والعربية والأدب».

ويقول محقق الديوان ص ١٢ : «إن ابن منير شارع بارع ، وشعره وثيقة تاريخية لأحداث عصره ، إذ أنه شهد مرحلة تاريخية حافلة بأحداث الشام ، فلقد عاصر الحروب الصليبية منذ بدايتها ... فلذلك غلب على شعره الاتجاه الحربي وكثرت في قصائده صور المعارك وويلاتها ... ـ إلى أن قال في ص ١٨ ـ : ويمكن القول إن شعره الحربي صورة حية ناطقة بصور الكفاح والجهاد في تاريخنا ...

وشعر ابن منير الحربي يذكرنا بأبي الطيب المتنبي إذ أن الشاعر يبدأ معظم قصائده الحربية ببدايات قوية تتسم بالتهويل والضجيج ..».

وأما القصيدة التترية فهي نحو المائة بيت ، فهي في رواية ابن حجة


الحموي في ثمرات الأوراق مائة وستة أبيات ، وفي ديوان ابن منير ص ١١٠ ـ ١١٩ (١٠٢) بيتا ، وفي أعيان الشيعة (٩٩) بيتا.

وموجز قصته أن ابن منير جهز بهدايا سنية ـ مع مملوك له يسمى «تتر» وكان يهواه كثيرا ـ إلى الشريف أبي الرضا ابن أبي مضر الموسوي (١) ، فتوهم الشريف أن تتر من ضمن الهدايا فأمسكه ، فلم ير ابن منير حيلة في استرداد مملوكة إلا أن يهدد الشريف بالنزوع عن التشيع وأنه سيصبح سنيا! فنجحت الحيلة ، ولما وقف الشريف على القصيدة تبسم وقال : أبطأنا عليه ، فجهز المملوك تتر مع هدايا نفيسة.

ومطلع القصيدة هو :

عذبت طرفي بالسهر

وأذبت قلبي بالفكر

* * *

وعلى التترية شرح آخر لرؤوف جمال الدين ، باسم : بحث في الخلافة أو شرح الملحمة التترية ، طبع في بيروت من منشورات مؤسسة الأعلمي.

وللتترية تخميس للشيخ إبراهيم بن يحيى العاملي ـ المتوفى سنة ١٢١٤ ه موجود في ديوانه كما ذكره شيخنا رحمه‌الله في الذريعة ٤ / ٩ ـ ١٠.

وألف عمر عبد السلام تدمري كتابا في ترجمة ناظم القصيدة بعنوان «ابن منير الطرابلسي» وصدر عن دار الجيل ـ بيروت ، سنة ١٩٨٦ م.

٢٦٠ ـ شرح قصيدة الحسين عليه‌السلام

هو شرح على القصيدة المنسوبة إلى الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما‌السلام مما ارتجز به يوم عاشوراء والتي أولها :

خيرة الله من الخلق أبي

بعد جدي وأنا ابن الخيرتين

__________________

(١) وإلى الآن لم نهتد إلى معروفة هذا الشريف من هو!


والشارح لم يعرف.

أوله : «الحمد لوليه ، والصلاة على نبيه ، .. أما بعد ، لقد التمس مني من لا يسعني رده ...».

آخره : «لكن الواجب على أهل الإسلام ...».

نسخة بخط الحسين بن محمد الحدادي ، من ١٧ / أإلى ١٩ / أ ، ضمن مجموعة كتبها خواجة زاده محمد وجيه الأزميري في القرن الثاني عشر ، في مكتبة كوپرلي في إسلامبول ، رقم ٧ ، ذكرت في فهرسها ١ / ١٢.

٢٦١ ـ شرح المائة كلمة

التي جمعها الجاحظ من حكم أمير المؤمنين عليه‌السلام (١).

لخواجكي زاده مصطفى بن محمد القسطنطيني الرومي القاضي الحنفي ، المتوفى سنة ٩٩٨ ه.

كان قاضي القضاة بالمدينة المنورة ، له عدة مؤلفات بالتركية والعربية.

هدية العارفين ٢ / ٤٣٧ ، معجم المؤلفين ١٢ / ٢٨٣ ، كشف الظنون : ١٧١٤ ، عثمانلي مؤلفلري ١ / ٣٩٢.

٢٦٢ ـ شرح المائة كلمة

لعبد الوهاب بن خواجة أمير أدنه ، وهو إبراهيم بن پيريشا.

طبعه المحدث الأرموي سنة ١٣٨٢ ه مع شرح ابن ميثم البحراني وشرح الرشيد الوطواط.

٢٦٣ ـ شرح المائة كلمة

لمحمد العمري.

__________________

(١) تقدم الكلام عنها في العدد الخامس من «تراثنا» ص ٣٢


منه مخطوطة في المكتبة الوطنية في باريس ، ذكرها آلورث في فهرسها ١ / ٣٩٥٤ ، وذكرها بروكلمن ١ / ٤٤ من الأصل الألماني و ١ / ١٧٩ من الترجمة العربية.

٢٦٤ ـ شرح المائة كلمة

نسخة مخطوطة في مكتبة آيا صوفيا في إسلامبول ، رقم ٥٥٧٧.

شرح المائة كلمة

لجمالي خلوتي إسماعيل بن عبد الله الرومي الصوفي ، المتوفى سنة ٨٩٩ ه.

سماه «زبدة الأسرار في شرح كلمات حيدر الكرار» فاتنا ذكره في حرف الزاي ، يأتي في المستدرك إن شاء الله تعالى.

شرح المائة كلمة

للفضل بن أحمد بن أبي طاهر.

منه مخطوطة كتبت سنة ٦٨٦ ، في المكتبة السليمانية في إسلامبول ، من كتب آيا صوفيا ، ضمن المجموعة رقم ٩ / ٢٠٥٢.

وعنها مصورة في المكتبة المركزية لجامعة طهران ، رقم الفيلم ٢٧٠ كما في فهرس مصوراتها ١ / ٤٤٧ ، يأتي في حرف الكاف باسمه «كنز الحكمة».

٢٦٥ ـ شرح ميمية الفرزدق

وهي التي أنشأها الفرزدق في مدح الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام بمحضر هشام بن عبد الملك في المسجد الحرام ، أولها :

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته

والبيت يعرفه والحل والحرم

والشرح لبعض أفاضل العامة من أعلام القرن العاشر أو قبل ذلك ، ألفه


في بلية اعترته فأراد أن يكشف الله عنه.

أوله : «الحمد لله رب العالمين ، أما بعد فقد سنح لي بعد الفراغ من تفسير القرآن أن أتوسل بحبيب الرحمن وأهل بيته (عليهم‌السلام) ، سيما بالذي هو دوحة شجرة الولاية ، وثمرة أغصان النبوة ، ألا وهو علي بن الحسين ...».

مخطوطة منه ضمن مجموعة من مخطوطات القرن العاشر ، في مكتبة البرلمان الإيراني السابق ، رقم ٦٨٨٢ ، وصفت في فهرسها ، القسم الثالث من الجزء العاشر ص : ١٥٣٤.

راجع الذريعة ١٤ / ١٣ ـ ١٤.

وعلى الميمية هذه شروح كثيرة أحسنها شرح شيخنا العلامة السماوي النجفي ـ المتوفى سنة ١٣٧٠ ه سماه : «الكواكب السماوية» طبع في حياته في النجف الأشرف ، ويطبع الآن ثانية في بيروت من قبل دار الأضواء.

٢٦٦ ـ شرح نهج البلاغة

للإمام الوبري ، أحمد بن محمد الخوارزمي ، من أعلام القرن السادس.

وهو أول من شرح هذا الكتاب كما تنبه له ونبه عليه العلامة الشيخ ضياء الدين بن يوسف الشيرازي ـ المتوفى سنة ١٤٠٨ ه في فهرس مكتبة سپهسالار في طهران ٢ / ١٢٣.

٢٦٧ ـ شرح نهج البلاغة

للفخر الرازي ، محمد بن عمر بن حسين التيمي البكري الشافعي الأشعري ، الطبرستاني الأصل ، الرازي المولد ، نزيل هراة والمتوفى بها ، المشتهر بالفخر الرازي وبابن خطيب الري (٣ / ٥٤٤ ـ ٦٠٦ ه).

* * *


٢٦٨ ـ شرح نهج البلاغة

للسيد صدر الدين علي بن ناصر الحسيني السرخسي ، من أعلام القرن السابع الهجري.

سماه : «أعلام نهج البلاغة» ، يأتي الكلام عنه وعن سائر شروح «نهج البلاغة» القديمة في مقال خاص في أحد الأعداد الآتية إن شاء الله.

٢٦٩ ـ شرح نهج البلاغة

لابن الساعي ، وهو تاج الدين أبو طالب علي بن أنجب بن عثمان بن عبد الله الخازن البغدادي الشافعي ، المؤرخ الأديب ، خازن الكتب بالمدرسة المستنصرية (٥٩٣ ـ ٦٧٤ ه).

٢٧٠ ـ شرح نهج البلاغة

لابن أبي الحديد ، عز الدين أبي حامد عبد الحميد بن هبة الله المعتزلي الشافعي المدائني البغدادي ، الأديب الأصولي المتكلم ، المولود سنة ٥٨٦ ه والمتوفى سنة ٦٥٦ ه.

مطبوع في كل من مصر وإيران ولبنان مكررا بحيث يعسر إحصاء طبعاته (١)

٢٧١ ـ شرح نهج البلاغة

لقوام الدين يوسف بن الحسن الحسيني الشيرازي الرومي الحنفي ، المتوفى سنة ٩٢٢ ، المعروف بقاضي بغداد ، انتقل منها إلى ماردين ثم إلى بورسه ، وكان مدرس المدرسة السلطانية بها ، وله عدة مؤلفات منها شرحه على نهج البلاغة ، صدره

__________________

(١) سيأتي الكلام عنه في أحد الأعداد القادمة بصورة موسعة وشاملة.


باسم السلطان بايزيد ولم يتمه ، انتهى فيه إلى شرح الخطبة الشقشقية وهي ثالث خطب نهج البلاغة ، ويدل كتابه هذا على شدة تعصبه وانحرافه عن أهل البيت صلوات الله عليهم.

مصادر ترجمته :

الشقائق النعمانية : ١٩٠ ، الكواكب السائرة ١ / ٣١٩ ، شذرات الذهب ٨ / ٨٥ ، كشف الظنون : ١٩٩١ ، هدية العارفين : ٢ / ٥٦٤ ، الذريعة ١٤ / ١٥٤ ، مصادر نهج البلاغة ١ / ٢٣٠.

رأيت منه نسختين في مكتبة السلطان أحمد الثالث ، في طوپقپو سراي في إسلامبول ، رقم A ٢٣١٤ على إحداهما خطه.

نسخة في المكتبة الأحمدية ، في جامع الزيتونة بتونس ، رقم ٤٦٦٩ ، كتبت سنة ٩٩٦ ه.

٢٧٢ ـ شرح هاشميات الكميت

لأبي رياش أحمد بن إبراهيم القيسي أو الشيباني ، المتوفى سنة ٣٣٩ ه ، يمامي سكن البصرة ، ترجم له التنوخي في نشوار المحاضرة ، والثعالبي في يتيمة الدهر ٢ / ٤١٢ ، وقال : كان أبو رياش باقعة في حفظ أيام العرب وأنسابها وأشعارها غاية بل آية في هذ دواوينها وسرد أخبارها ، مع فصاحة وبيان وإعراب وإتقان ...».

وله ترجمة في معجم الأدباء ١ / ٧٤ ، إنباه الرواة ١ / ٢٥ و ٤ / ١١٨ وقال : «كان أبو رياش نابغة في حفظ أيام العرب وأنسابها وأشعارها ...».

وله ترجمة في الوافي بالوفيات ٦ / ٢٠٥ ، بغية الوعاة ١ / ٤٠٩ ، والبلغة : ١٤ رقم ٢٤ ، وطبقات الزبيدي : ١٦٥.

والهاشميات هي سبع قصائد للكميت ، وهي من غرر قصائده ، بل من


روائع الشعر العربي ومجموعها خمسمائة وبضعة وسبعون بيتا كما قاله في الحدائق الوردية ١ / ١٣٣ ، ضمنها مدائح أهل البيت ومناقبهم عليهم‌السلام ومثالب أعدائهم وعرفت بالهاشميات ، وطبعت ضمن مجموعة بالقاهرة سنة ١٣٢٩ ه.

ولملا عباس الزيوري البغدادي الحلي ـ المتوفى سنة ٦ / ١٣١٥ ه «تخميس الهاشميات».

والكميت هو أبو المسهل الكميت بن زيد بن خنيس بن مجالد المضري الأسدي الكوفي ، ولد سنة ٦٠ ه ، واستشهد في العهد الأموي سنة ١٢٦ ه.

ولما عرض الهاشميات على الفرزدق قال له : «يا بن أخي أذع ثم أذع ، فأنت والله أشعر من مضى وأشعر من بقي».

وأخباره في الأغاني ١٥ / ١١٣ طبعة بولاق ، ومعجم الشعراء ـ للمرزباني ـ : ٣٤٧ ، والموشح : ١٩١ ، وفهرست النديم : ١٧٩ ، الشعر والشعراء ـ لابن قتيبة : ٣٦٨ ، وأوسع ما كتب عن الكميت وأجمعه فوائد هو ما كتبه شيخنا العلامة الأميني ـ رحمه‌الله ـ في موسوعته القيمة «الغدير» ٢ / ١٨٠ ـ ٢١٢ ، ولعبد المتعال الصعيدي : كتاب : «الكميت بن زيد شاعر العصر المرواني» طبع بالقاهرة ، ولصلاح الدين نجا : «الكميت بن زيد الأسدي شاعر الشيعة السياسي» طبع في بيروت.

وراجع سزگين ، الترجمة العربية ، المجلد الثاني ، الجزء الثالث : ٥١ ـ ٥٦.

مخطوطته :

يوجد من شرح الهاشميات هذا نسخة في دار الكتب المصرية.

طبعاته :

طبع في ليدن سنة ١٩٠٤ م مع مقدمة وتصحيحات بالألمانية ليوسف هوروفتس.

وطبع بالقاهرة في مطبعة شركة التمدن الصناعية سنة ١٩١٢ م مع مقدمة


لمحمد محمود الرافعي في ترجمة الكميت ومختارات من شعره.

وطبع في بيروت بتحقيق الدكتور داود سلوم والدكتور نوري القيسي ، من منشورات عالم الكتب.

٢٧٣ ـ شرح الهاشميات.

لمحمد شاكر الخياط النابلسي ، المعاصر.

طبع في مصر سنة ١٣٢١ ه ، وثانية سنة ١٣٣١ ه.

٢٧٤ ـ شرح الهاشميات

لمحمد محمود الرافعي المصري.

طبع بالقاهرة سنة ١٩٢٨ م.

٢٧٥ ـ شرف الأسباط.

لجمال الدين القاسمي ، وهو محمد جمال الدين بن محمد سعيد القاسمي الدمشقي (١٢٨٣ ـ ١٣٣٢ م).

ترجم له الزركلي في الأعلام ٢ / ١٣٥ وأطراه بقوله : «إمام الشام في عصره» وقال : «اطلعت له على ٧٢ مصنفا منها» فعد بعضها ومنها «شرف الأسباط».

وأشهر كتبه تفسيره المسمى «محاسن التأويل» المشتهر بتفسير القاسمي ، وأفرد ابنه ظافر كتابا عن حياته سماه «جمال الدين القاسمي وعصره» مطبوع.

ومن مؤلفاته : ميزان الجرح والتعديل ، وكتب عليه الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء ـ رحمه‌الله ـ مؤاخذات ونقودا سماه : «عين الميزان» طبع بصيدا سنة ١٣٣٠. وكتب الشيخ محمد بهجة البيطار تلميذ القاسمي ردا عليه ودفاعا عن


القاسمي سماه : «نقد عين الميزان» ، وكتب الشيخ منير عسيران العاملي رسالة في المحاكمة بينهم سماها «تعديل الميزان» طبع بصيدا سنة ١٣٣٢.

راجع الذريعة ٤ / ٢١١ و ١٥ / ٣٧٣.

و «شرف الأسباط» طبع بدمشق سنة ١٣٣١ ه.

٢٧٦ ـ الشرف المؤبد لآل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله

للنبهاني ، يوسف بن إسماعيل بن يوسف من بني نبهان (١٢٦٥ ـ ١٣٥٠ ه) ، ولد في قرية «إجزم» التابعة لحيفا بفلسطين ، وتعلم بالأزهر ، وتولى رئاسة محكمة الحقوق في بيروت ، وقد طبع له في مصر وبيروت ما يناهز الخمسين كتابا.

ترجم لنفسه في كتابه هذا «الشرف المؤبد» ص ١٤٠ ـ ١٤٣ ، وترجم له الزركلي ترجمة حسنة في الأعلام ٨ / ٢١٨ ، كما أن له ترجمة في الأعلام الشرقية ٣ / ١٣٣ ، وأعلام الأدب ٢ / ٣٤٣ ، وكتاب «علماؤنا» ـ لكامل محيي الدين الداعوق ـ : ١٣٠ ، ومعجم المؤلفين ١٣ / ٢٧٥.

والكتاب طبع في بيروت.

ترجمه المولوي محمد عبد الحكيم شرف القادري إلى اللغة الأردية وسماه «بركات آل الرسول» وطبع في لاهور سنة ١٩٨٠ كما في مرآة التصانيف ص ٢٣٤.

٢٧٧ ـ الشهاب الثاقب في مناقب علي بن أبي طالب

للرصاص ، أحمد بن الحسن بن محمد بن الحسن اليمني ، المتوفى سنة ٦٢١ ه ، مصادر الفكر اليمني : ١٠٤.

ترجم له الزركلي في الأعلام ١ / ٢١٩ وذكر له هذا الكتاب وأن منه نسخة في الأمبروزيانا في ميلانو.

ونسخة في مكتبة الجامع الكبير في صنعاء باليمن ، كتبت سنة ١٠٥٩ ه ،


ضمن مجموعة رقم ١٦ مجاميع ، من الورقة ١٣٩ ـ ١٤٦ ، ذكرت في فهرس المكتبة ٤ / ١٧٨٧.

نسختان في المكتبة الغربية في جامع صنعاء ، وصفتا في فهرسها : ١٢٠ و ١٨٥.

٢٧٨ ـ الشهيد الخالد الحسين بن علي (عليهما‌السلام)

للأستاذ حسن أحمد لطفي المصري.

مطبوع بمصر سنة ١٣٦٧ ه.

٢٧٩ ـ شهيد كربلاء

لپير غلام دستگير نامي الباكستاني.

طبع في مطبعة الهلال في لاهور سنة ١٣٧٦ ه.

٢٨٠ ـ شهيد كربلاء

للمولوي محمد حنيف اختر خانيوال الباكستاني.

طبع في المطبعة العلوية الرضوية في فيصل آباد في الباكستان سنة ١٩٧٢.

ذكر في مرآة التصانيف : ٢١٩.

٢٨١ ـ شهيد كربلاء أبو عبد الله الحسين بن علي (عليهما‌السلام)

لإسماعيل اليوسف.

طبع في بيروت سنة ١٣٨٣ ه.

* * *


٢٨٢ ـ شواهد التنزيل لقواعد التفضيل

للحاكم الحسكاني ، وهو أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حسكان القرشي العامري النيسابوري الحنفي ، يعرف بالحاكم والحسكاني والحذاء وبابن الحذاء والكريزي ، من أعلام القرن الخامس ، توفي بعد سنة ٤٧٠ ه.

حدث عن الحاكم النيشابوري وأبي طاهر ابن محمش وابن فنجويه الدينوري وابن منجويه أحمد بن علي الحافظ وخلق كثير.

ترجم له تلميذه الملازم له عبد الغافر الفارسي في السياق «تاريخ نيشابور» (١) وترجم له الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٢٦٨ ووصفه بالإمام المحدث البارع ... وصنف وجمع وعني بهذا الشأن ...

وله ترجمة في الجواهر المضيئة ١ / ٣٣٨ ، وفي تذكرة الحفاظ ٣ / ١٢٠٠ وفيه : «الحافظ ، شيخ متقن ، ذو عناية بعلم الحديث ...» ، تاج التراجم : ٤ ، معالم العلماء ، لابن شهرآشوب : ٧٨ ، رياض العلماء ٣ / ٢٥٦ و ٢٩٦.

والكتاب في الآيات النازلة في أمير المؤمنين وسائر أهل البيت عليهم‌السلام ، وهو من أحسن ما كتب بهذا الصدد وأوسعها وأتقنها ، أورد فيه ٢١٠ آية مما نزل فيهم عليهم‌السلام مستدلا بأحاديث مسندة رواها عن شيوخه بأسانيدهم وتبلغ نحو الألف ومائتي حديث ، على أنه ألفه بسرعة واستعجال ، قال في آخره : «قد علقت على ما وصلت اليد إليه من هذا الباب على العجلة حتى أتيت على كل ما نزل فيهم أو فسر فيهم أو حمل عليه ...».

وهناك «مختصر شواهد التنزيل» منه مخطوطة في المتحف البريطاني.

وفي مكتبة جامع مسجد في بومبي كتاب مخطوط لأحد علماء الزيدية باسم : «جزء في فضائل علي» منتخب من شواهد التنزيل.

__________________

(١) وهو في منتخبه المطبوع باسم «تاريخ نيسابور» ص ٤٦٣ رقم ٩٨٢.


وهذا مما أفادنيه صديقي الأستاذ محمد سعيد الطريحي حفظه الله ، ولعل هذا المنتخب غير المختصر الذي في المتحف البريطاني.

مخطوطات الكتاب

١ ـ مخطوطة كتبت في القرن الحادي عشر ، في كلية الآداب بجامعة طهران ، رقم ٧٢ ، من كتب مكتبة إمام الجمعة في كرمان المهداة إليها ، ولها فرس خاص ذكرت فيه ص ٩٥.

٢ ـ مخطوطة في صنعاء ، بخط أحمد بن ناصر الملصي ، كتبها سنة ١٣٠٠ ، وفي ٢٣٦ ورقة كما في مجلة «المورد» البغدادية ، المجلد الثالث ، العدد الثاني ص ٢٨١ ، ولا بد وأن كانت هناك نسخة أقدم منها فنسخت هذه عليها.

٣ ـ نسخة في مكتبة آية الله المرعشي النجفي العامة في قم ، كتبت سنة ١٣٨٠ ، بأول المجموعة رقم ٢٩٩٧ ، ذكرت في فهرسها ٨ / ١٦٩.

٤ ـ نسخة كتبت سنة ١٣٦١ في ١٤٨ ورقة ، في المكتبة الغربية بالجامع الكبير في صنعاء ، رقم ١٠٨ علم الكلام ، ذكرت في فهرسها ص ١٨٥.

٥ ـ نسخة في مكتبة جامع مسجد في بومبي ، رقم ٣٥٢ ، عن مذكرات الأستاذ الطريحي حفظه الله.

٦ ـ نسخة في مكتبة الأوقاف المركزية في مدينة السليمانية في شمال العراق ، كتبها أحمد بن يوسف بن حسين سنة ١١٩٧ ، بخط نسخ جميل والعناوين بخط بارز أحمر ، وعليها ختم الوقفية من قبل الوزير أحمد باشا الباباني ، وتقريظان منظومان ، وبأولها تعريف بالمؤلف ، راجع فهرسها ١ / ٤٣.

طبعات الكتاب

والكتاب قام بتحقيقه زميلنا العلامة المحقق الشيخ محمد باقر المحمودي حفظه الله ورعاه على المخطوطة رقم ١ المذكورة آنفا ولم يجد يومئذ غيرها ، وطبعه في بيروت عام ١٣٩٣ ، جزءان في مجلد.


ثم أعاد النظر فيه وقابله مع المخطوطة رقم ٣ وأصلح كثيرا من خلله وأزال عيوبه وصفه من جديد ، وهو الآن تحت الطبع وسوف يصدر من منشورات وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي في طهران في أربعة أجزاء.

للبحث صلة ...


معجم ما كتب عن الرسول (ص) وأهل بيته (ع)

معجم ما كتب عن فاطمة الزهراء (ع)

عبد الجبار الرفاعي

لم يتعرض أحد من أصحاب المبادئ في تاريخ الإنسانية لظلم وأذى كالظلم الذي تعرض له آل بيت الرسول عليهم‌السلام ، فقد عاشوا حياتهم بين الحبس والملاحقة وحملوا إلى مضاجعهم ضحايا للعقيدة ، إذا لم يمت واحد منهم حتف أنفه ، فمن لم يقتل بالسيف قتلوه بالسم.

وخال أعداء الإنسان أن في ذلك قتلا لفكر أهل البيت عليهم‌السلام وإماتة لمفاهيمهم وتعطيلا لمدرستهم وأدا لمبادئهم ، فأبى الله إلا أن يتم نوره ، حيث شع نورهم على كل الدنيا فملأ الآفاق ، وأضحى تراثهم الرصيد الأعظم للحضارة الإسلامية.

كما أن ذلك الظلم الذي طالهم في حياتهم لاحقهم بعد الوفاة ، فتجلى في إهمال تراثهم الثر إهمالا متعمدا ، وأعرض الكثيرون عن كنوزه النادرة ، وتعرض أنصارهم للاضطهاد والتشريد والقتل ، فأصبح الانتماء لمدرسة أهل البيت عليهم‌السلام جريمة تؤدي بصاحبها إلى السجن والتعذيب والإعدام!! وفي عالمنا المعاصر ازدهر البحث العلمي وتنوعت التخصصات فيه ، فعم البحث كل حقوق المعرفة حتى بعض الفروع الثانوية النادرة وغير المهمة ، فيما بقي تاريخ أهل البيت عليهم‌السلام وتراثهم أرضا بكرا لم تهتم بدراسته الجامعات


ومراكز البحث العلمي في العالم ، ففي الوقت الذي نرى تدفقا واسعا في البحث العلمي حول موضوعات أخرى ـ حيث كتبت عشرات الرسائل والبحوث الجامعية حول الحلاج أو الشاعر الجاهلي فلان ... ـ لا نجد باحثا تقدم بدراسة حول الإمام المهدي عليه‌السلام منقذ البشرية ، أو الإمام الحسين عليه‌السلام محرر الإنسانية ، أو ...!!

بل لم يتصد باحث أو مركز بحث علمي لتوثيق مصادر الدراسة حول أهل البيت عليهم‌السلام ، بينما تعددت القوائم الفهرستية حول معظم الموضوعات.

ولأجل ذلك أعددنا عدة قوائم فهرستية حول الرسول وأهل بيته عليهم أفضل الصلاة والسلام استوعبت أهم ما كتب عنهم لنضعها بين أيدي الباحثين في مراكز البحث العلمي والجامعات ، آملين أن تكون دليلا لهم في البحث والدراسة حول الرسول وأهل بيته عليهم أفضل الصلاة والسلام ، والتي ستقدم ذخائر ثمينة للإنسان غيبت عنه مئات السنين فحرمت الحياة من الخير الكثير.

يتضمن هذا العمل ما وقع تحت أيدينا من كتب وبحوث كتبت حول الرسول وأهل بيته عليهم أفضل الصلاة والسلام مما ورد ذكره في المراجع الفهرستية القديمة ـ كفهرست النديم ، وكشف الظنون ، وإيضاح المكنون ، وهدية العارفين ، والذريعة ، ومرآة الكتب ، و... ـ أو ما صدر بعد ذلك.

وتم ترتيب المداخل هجائيا تبعا لاسم الكتاب ، كما وردت الإشارة إلى لغة الكتاب ـ إن كان بغير العربية ـ ثم ذكرنا الاسم الكامل للمؤلف وتاريخ ولادته ووفاته ، أو وفاته فقط ، أو عصره ، مع الإشارة إلى بعض طبعات الكتاب ، وأثبتنا بعد ذلك المراجع التي ذكرت الكتاب ، ولذا لم نتوفر على ذكر معلومات تفصيلية حول كل كتاب ـ كمحتوياته ومخطوطاته .. وغير ذلك ـ لأن المراجع تلك تكفلت غالبا هذه المهمة.

وفيما يلي القسم الخاص بسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء سلام الله عليها الذي يشتمل على الكتب المؤلفة عنها وبعض الفصول من كتب أخرى عامة لا


تدخل في الأقسام الأخرى من معجمنا ، ومن الله نستمد العون والتوفيق.

عبد الجبار الرفاعي


١ ـ إتحاف السائل بما لفاطمة من الفضائل

لمحمد بن محمد بن عبد الله الأكراوي القلقشندي الشافعي ، الشهير بالحجازي وبالواعظ (٩٥٧ ـ ١٠٣٥ ه).

نسخة في المكتبة الأحمدية في جامع الزيتونة بتونس ، ضمن مجموعة رقها ٥٦٨٨ ، من الورقة ٤٥ إلى ١٦٤.

أنظر : أهل البيت عليهم‌السلام في المكتبة العربية ، في : «تراثنا» العدد الأول ، السنة الأولى ، ١٤٠٥ ه ، صفحة ١٣ ، إيضاح المكنون ١ / ١٩ ، هدية العارفين ٢ / ٢٧٤.

٢ ـ أحاديث فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

في مسند الإمام أحمد بن حنبل ، مجلد ٦ ، صفحة ٢٨٢ ـ ٢٨٣.

بيروت ، دار الفكر.

٣ ـ احتجاج فاطمة الزهراء عليها‌السلام

فارسي ، بعنوان : احتجاج فاطمة زهرا عليها‌السلام.

للشيخ حجة الله النجفي الرضوي.

طهران ، سنة ١٣٣٥ ه. ش ، ٢٢٤

صفحة ، رقعي.

٤ ـ أخبار الزهراء عليها‌السلام

للشيخ الصدوق ، أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ، المتوفى ٣٨١ ه.

أنظر : الذريعة ١ / ٣٣١ و ٣٤٤.

٥ ـ أخبار فاطمة عليها‌السلام

لأبي عبد الله المرزباني ، المتوفى ٣٧٨ ه.

أنظر : الذريعة ١ / ٣٤٤.

٦ ـ كتاب أخبار فاطمة عليها‌السلام

للشيخ أبي طالب الأنباري ، عبيد الله بن أبي زيد أحمد بن يعقوب بن نصر الأنباري ، المتوفى ٣٥٦ ه.

أنظر : الذريعة ١ / ٣٤٣ ، إيضاح المكنون ١ / ٤٤ ، رجال النجاشي : ٢٣٣.

٧ ـ كتاب أخبار فاطمة عليها‌السلام

لأبي علي الصولي ، أحمد بن محمد بن جعفر البصري (القرن الرابع الهجري).

أنظر : معالم العلماء : ١٩ ، الذريعة ١ / ٣٤٣ ، رجال النجاشي : ٨٤.




٨ ـ أخبار فاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام

لابن أبي الثلج أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن إسماعيل الكاتب البغدادي ، المتوفى حدود سنة ٣٢٥ ه.

أنظر : أهل البيت عليهم‌السلام في المكتبة العربية ، في : «تراثنا» العدد الأول ، السنة الأولى ، ١٤٠٥ ه ، صفحة ١٧ ، هدية العارفين ٢ / ٣٤ ، إيضاح المكنون ١ / ٤٤ ، معجم المؤلفين ٩ / ٩ ، الذريعة ١ / ٣٤٣ ، رجال النجاشي : ٣٨٢.

٩ ـ أخبار فاطمة عليها‌السلام ومنشؤها ومولدها

لأبي عبد الله الغلابي محمد بن زكريا بن دينار ، مولى بني غلاب ، المتوفى ٢٩٨ ه.

أنظر : الذريعة ١ / ٣٤٣ ـ ٣٤٤ ، رجال النجاشي : ٣٤٧.

١٠ ـ أخبار الفاطميات

لأبي الحسن علي بن عبد الله بن جعفر المدني البغدادي الحافظ ، المعروف بابن المديني (١٦١ ـ ٢٣٤ ه).

وهو غير أبي الحسن علي بن محمد بن عبد الله المدائني ، صاحب كتاب :

«الفاطميات» الذي سيأتي.

أنظر : إيضاح المكنون ١ / ٤٤ ، الذريعة ١١ / ٣٩.

أنظر ترجمته في : أعلام الزركلي ٤ / ٣٠٣ ، الكنى والألقاب ١ / ٤٠٥ ، تذكرة الحفاظ ٢ / ١٥ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٣٤٩ ، ميزان الاعتدال ٢ / ٢٢٩ ، تاريخ بغداد ١١ / ٤٥٨.

١١ ـ الأربعون حديثا في مناقب سيدة النساء فاطمة الزهراء عليها‌السلام

للشيخ رشيد الدين محمد بن علي بن شهرآشوب السروي المازندراني ، المتوفى ٥٨٨ ه.

أنظر : الذريعة ١ / ٤٢٦.

١٢ ـ الأربعون حديثا في مناقب فاطمة الزهراء عليها‌السلام

لميرزا نجم الدين جعفر بن ميرزا محمد الطهراني العسكري ، المولود حدود سنة ١٣١٣ ه.

أنظر : الذريعة ١ / ٤٣٠.

١٣ ـ كتاب الأربعين في فضائل الزهراء عليها‌السلام

لأبي صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن.




أنظر : معالم العلماء : ٢٥.

١٤ ـ أرجوزة في مناقب سيدة النساء فاطمة الزهراء عليها‌السلام

وفي فضلها وعصمتها وسائر أحوالها التاريخية إلى وفاتها.

للشيخ هادي بن عباس آل كاشف الغطاء.

أنظر : الذريعة ١ / ٤٩٧ ـ ٤٩٨.

١٥ ـ إزالة الرين في مناقب فاطمة والحسنين

إسلامبول ، طبعة حجرية.

١٦ ـ الأسرار السياسية في التاريخ الإسلامي.

والبحث في حياة الزهراء البتول وأبنائها عليهم‌السلام.

فارسي ، بعنوان : أسرار سياسي تاريخ إسلام وبررسي زندگي زهراي بتول وفرزندانش.

لنعمت الله قاضي (شكيب).

طهران ، پيروز ، سنة ١٣٤٩ ه. ش. ٦٢٤ صفحة ، القطع الكبير.

١٧ ـ إشراق الإصباح في مناقب الخمسة الأشباح

«محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وذريتهم عليهم الصلاة والسلام».

لإبراهيم بن محمد بن نزار الصنعاني (القرن الثامن الهجري).

نسخة بقلم المؤلف سنة ٧٥٣ ه ، في ١٦٥ ورقة ، في إحدى المكتبات الخاصة بصنعاء ، ومصورة عنها في معهد المخطوطات العربية.

أنظر : مصادر الفكر العربي الإسلامي في اليمن : ٤١٤.

١٨ ـ أضواء الدرر الغوالي في إيضاح أحوال فدك والعوالي

قال العلامة المجلسي في أول البحار عند ذكر مآخذه في الفصل الأول [١ / ٢١] أنه لبعض الأعلام.

أنظر : الذريعة ٢ / ٢١٦.

١٩ ـ أم الأئمة

في فضائل سيدة النساء فاطمة الزهراء عليها‌السلام ومناقبها ومصائبها ، والجواب عن «أمهات الأئمة» الذي ألفه نذير أحمد الدهلوي.


للقاضي السيد محمد محسن الهندي.

الهند ، ١٣٢٩ ه.

أنظر : الذريعة ٢ / ٣٠٢.

٢٠ ـ أم الشهداء فاطمة بنت محمد

لمهدي عبد الحسين.

بحث مقدم للمسابقة في الكتابة عن الزهراء عليها‌السلام التي أجرتها مكتبة العلمين في النجف الأشرف عام ١٣٨٧ هجرية.

٢١ ـ أنوار الزهراء عليها‌السلام

فارسي ، بعنوان : أنوار زهرا عليها‌السلام.

للسيد حسن الأبطحي.

مشهد ، سنة ١٣٦٦ ه. ش / ١٩٨٧ م ، الطبعة الثانية ، ٣٢٠ صفحة ، القطع الكبير.

٢٢ ـ الأنوار اللامعة في تواريخ سيدتنا الصديقة الطاهرة فاطمة عليها‌السلام

للشيخ محمد رضا الطبسي.

أنظر : الذريعة ٢ / ٤٣٩.

٢٣ ـ أنوار الهداية في مبحث فدك والقرطاس ودفع بعض شبهات الناس

للمولوي محمد أنور بن نور الدين محمد الأكبر آبادي ، فرغ منه سنة ١١٩٢ ه.

أنظر : الذريعة ٢ / ٤٤٧.

٢٤ ـ البتول العذراء

لمحمد حسين شمس الدين.

بيروت ، ٩٦ صفحة ، القطع الصغير.

٢٥ ـ البتول فاطمة الزهراء

لعبد الفتاح عبد المقصود المصري.

الكويت ، مكتبة المنهل ، ١٩٨٢ م.

٢٦ ـ البتول فاطمة الزهراء

للدكتور عبد الفتاح محمد الحلو.

طبعة الكويت ، مكتبة المنهل.

٢٧ ـ بحر الرحمة : علي مظهر العدالة ، وفاطمة مظهرة التقوى

فارسي بعنوان : دو درياي رحمت : علي مظهر عدل وفاطمة مظهر تقوا.

مجموعة شعرية.

لمحمد علي مرداني.

طهران ، مؤسسة أمير كبير ، سنة ١٣٦٦


ه. ش / ١٩٨٧ م ، ٣٨٤ صفحة ، القطع المتوسط.

٢٨ ـ بعض مناقب فاطمة الزهراء عليها‌السلام

في : سفينة البحار ومدينة الحكم والآثار ، المجلد ٢ ، صفحة ٣٧٤ ـ ٣٧٥.

للشيخ عباس القمي.

بيروت ، دار المرتضى ، أوفسيت.

٢٩ ـ البلاغة الفاطمية

في خطبها عليها‌السلام مع تعليقات عليها في بيان معانيها.

لعبد الرضا بن محمد علي المطبعي.

النجف الأشرف ، مطبعة الغري الحديثة.

٣٠ ـ البلاغة الفاطمية

مجموعة خطب فاطمة الزهراء عليها‌السلام.

النجف الأشرف ، ١٩٢٥ م ، الطبعة الثالثة.

٣١ ـ بنات النبي يتحدثن

شرح حياة وخطب فاطمة الزهراء عليها‌السلام ، زينب الكبري عليها‌السلام ،

أم كلثوم ، سكينة.

فارسي ، بعنوان : دختران پيغمبر سخن مي گويند.

لجواد فاضل.

طهران ، سنة ١٣٢٧ ه. ش ، ١٠٤ صفحة ، القطع المتوسط.

طهران ، سنة ١٣٤٠ ه. ش. ٩٥ صفحة ، القطع المتوسط.

٣٢ ـ بيت الأحزان

في مصائب سادات الزمان الخمسة الطاهرين من ولد عدنان عليهم‌السلام.

فارسي.

لملا عبد الخالق بن عبد الرحيم اليزدي المشهدي ، المتوفى ١٢٦٨ ه.

تبريز ، ١٢٧٥ ه ، حجرية.

إيران ، ١٢٣٥ ه ، حجرية.

٣٣ ـ بيت الأحزان في مصائب سيدة النسوان

الشيخ عباس القمي ، المتوفى ١٣٥٩ هجرية.

طهران ، سنة ١٣٦٣ ه. ش ، ٨٤ صفحة ، وزيري.

قم ، مكتبة بصيرتي ، ٨٢ صفحة ، وزيري.




وترجمة السيد محمود الزرندي ، المعروف بمحرمي ، إلى اللغة الفارسية وصدر بعنوان «زندگانى حضرت فاطمة عليها‌السلام» أي : حياة السيدة فاطمة عليها‌السلام.

طبعت الترجمة في إيران ، ١٣٢٥ ه. ش ، طبعة حجرية.

وفي طهران ، ١٣٧٣ ه ، ٢٩٦ صفحة ، القطع المتوسط.

٣٤ ـ تاريخ سيدة نساء العالمين وبضعة سيد المرسلين

في : بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ، المجلد ٤٣.

طهران ، دار الكتب الإسلامية ، الطبعة الأولى.

بيروت ، مؤسسة الوفاء ، الطبعة الثانية ، ١٤٠٣ ه / ١٩٨٣ م ، ٣٧٣ صفحة ، أوفسيت على طبعة طهران.

٣٥ ـ تحرير النقول في مناقب امنا حواء وفاطمة البتول

لابن الصباغ المالكي ، نور الدين علي بن محمد بن أحمد المكي (٧٨٤ ـ ٨٥٥).

نسخة في دار الكتب الوطنية في باريس ، برقم ١٩٢٧.

٣٦ ـ التحفة الفاطمية

في أحوال سيدة النساء فاطمة الزهراء عليها‌السلام ومناقبها ومصائبها.

فارسي.

لميرزا عبد الحسين بن محمد علي الأصفهاني ، الشهير بخوش نويس.

تقريظ : المولى محمد حسين بن جعفر الفشاركي.

أصفهان ، ١٣٢٨ ه ، حجرية.

أنظر : الذريعة ٣ / ٤٦٠.

٣٧ ـ تحفة المؤمنات في أحوال فاطمة الزهراء سلام الله عليها

باللغة الكجراتية.

للمولوي غلام علي البهاونگري.

مطبوع في ٤٠٠ صفحة.

انظر : الذريعة ٣ / ٤٧٣.

٣٨ ـ التحفة النورانية

في مناقب الشيخ عبد الله بن أبي بكر العيدروس ، المتوفى سنة ٨٦٥ ه ، ضمنه استطرادات في مناقب السيدة فاطمة والإمام علي عليهما‌السلام.

لعبد الله بن عبد الرحمن باوزير (القرن التاسع الهجري).


نسخة في مكتبة الحسيني ، بتريم بحضرموت.

أنظر : مصادر الفكر العربي الإسلامي في اليمن : ٤٢٦.

٣٩ ـ ترجمة أحوال الصديقة عليها‌السلام من كتاب «العوالم»

للحاج مولى حسن بن إبراهيم بن عبد الغفور اليزدي.

أنظر : الذريعة ٢٦ / ١٨٩.

٤٠ ـ ترجمة حديث لوح فاطمة عليها‌السلام

فارسي.

ترجمة : أحمد البروجردي الجواهري.

كرمانشاه ، سنة ١٣٢١ ه. ش ، ١٦ صفحة ، القطع الصغير.

٤١ ـ كتاب تزويج فاطمة عليها‌السلام

لعبد العزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى الجلودي الأزدي البصري ، أبي أحمد شيخ البصرة ، من أصحاب أبي جعفر عليه‌السلام.

أنظر : رجال النجاشي : ٢٤١ ، الذريعة ٤ / ١٧٢.

٤٢ ـ تزويج فاطمة رضي‌الله‌عنها

لابن أبي الدنيا ، أبي بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس القرشي الأموي مولاهم البغدادي (٢٠٨ ـ ٢٨١).

أنظر : أهل البيت ـ عليهم‌السلام ـ في المكتبة العربية ، في «تراثنا» العدد الثاني ، السنة الأولى ، ١٤٠٦ ه ، صفحة ٦٢ ، معجم المؤلفين ٦ / ١٣١ ، معجم رجال الحديث ١٠ / ٣٠٤.

٤٣ ـ تزويج فاطمة بنت الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله

منسوب للإمام الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام.

بعناية : صلاح الدين المنجد.

بيروت ، دار الكتاب الجديد ، ١٩٦٣ م.

٤٤ ـ تسبيح فاطمة عليها‌السلام

فارسي.

للآقا مهدي اللكهنوي.

طبعة كراچي ، ١٣٧٧ ه ، ٢١ صفحة ، القطع المتوسط.

٤٥ ـ تعزية فاطمة الزهراء

للشاعر عبد الجواد الخراساني ، المتخلص


بجودي ، المتوفى ١٣٠٢ ه.

فارسي ، بعنوان ، تعزيهء فاطمهء زهراء.

مجموعة شعرية.

مطبوع في إيران في ٣٢ صفحة.

أنظر : الذريعة ١ / ٢٠٩.

٤٦ ـ كتاب تفسير خطبة فاطمة عليها‌السلام

لابن عبدون ، أبي عبد الله أحمد بن عبد الواحد بن أحمد البزاز ، المتوفى ٤٢٣ ه.

أنظر : رجال النجاشي : ٨٧ ، الذريعة ٤ / ٣٤٨ ، الكنى والألقاب ١ / ٣٥٣. مرآة الكتب ٢ / ٢٠٦.

٤٧ ـ تفنيد أكذوبة خطبة الإمام علي على الزهراء عليهما‌السلام

للشيخ لطف الله الصافي الگلبايگاني.

طهران ، مؤسسة البعثة ، ضمن كتاب المؤلف «لمحات في الكتاب والحديث والمهذب» الجزء ١ ، صفحة ٢٥٧ ـ ٢٧٠.

٤٨ ـ الثغور الباسمة في مناقب السيدة فاطمة

للحافظ السيوطي ، جلال الدين أبي الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد (ت ٩١١ ه).

بيروت ، مؤسسة الوفاء ، ١٤٠٥ ه ، ١٣٠ صفحة ، ١٤؟ ٢٠ سم.

أنظر : مخطوطات الكتاب في : تراثنا ، العدد ٣ ، ١٤٠٦ ه صفحة ٤٤.

٤٩ ـ ثمرة النبوة

أو : الزهراء عليها‌السلام.

فارسي.

للسيد نياز حسين العابدي الهندي.

حيدر آباد الدكن.

أنظر : فهرست خانبارمشار : ١٤٧٦ ، الذريعة ٥ / ١٦.

٥٠ ـ جزء فيه تزويج فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعلي بن أبي طالب عليهما‌السلام.

للحافظ أبي بكر محمد بن هارون الروياني ، المتوفى ٣٠٧ ه.

نسخة في المكتبة الظاهرية برقم ١٢٩ تصوف ، من الورقة ١٤٢ ـ ١٤٤ عليها سماع سنة ٧١٧ ه.

بيروت ، نشرة الدكتور صلاح الدين المنجد.

٥١ ـ الحاشية على عاشر بحار الأنوار

في أحوال سيدة النساء فاطمة وولديها الحسن والحسين عليهم‌السلام.


لمحمد مهدي الحجار ، المتوفى سنة ١١٩٥ هجرية.

أنظر : الذريعة ٦ / ٢٧.

٥٢ ـ الحماسة الكبرى

يتضمن خطبة الزهراء عليها‌السلام التاريخية وعظمة شخصيتها بعد وفاة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله.

فارسي ، بعنوان : حماسهء بزرك.

للشيخ ناصر مكارم الشيرازي.

مشهد ، سنة ١٣٦٤ ه. ش ، ١٠٤ صفحة ، القطع المتوسط.

٥٣ ـ حياة السيدة خديجة والسيدة فاطمة والسيدة زينب والسيدة سكينة

فارسي ، بعنوان : زندگي حضرت خديجة وحضرت فاطمة وحضرت زينب وسكينة.

لحسين عماد زاده.

طهران ، شركت سهامى طبع كتاب ، ١٣٧٧ ه ، ٧١٨ صفحة ، القطع الكبير.

٥٤ ـ حياة السيدة فاطمة عليها‌السلام

فارسي ، بعنوان : زندگاني حضرت فاطمة عليها‌السلام.

لحسين حماسيان (صابر كرماني).

طهران ، سنة ١٣٤٤ ه. ش ، ٤٨ صفحة.

٥٥ ـ حياة السيدة فاطمة الزهراء عليها‌السلام

فارسي ، بعنوان : زندگاني حضرت فاطمة زهراء عليها‌السلام.

لعبد الحسين المؤمني.

طهران ، منشورات جاويدان ، سنة ١٣٥٠ ه. ش ، ٣٠٤ صفحة ، القطع المتوسط.

٥٦ ـ حياة السيدة فاطمة والسيدة خديجة مع الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله

فارسي ، بعنوان : زندگي حضرت فاطمه وحضرت خديجة باحضرت محمد عليهم‌السلام. لبدر الدين نصيري.

طهران ، سنة ١٣٥١ ه. ش ، الطبعة الثانية ، ١٣٨ صفحة ، القطع المتوسط.

٥٧ ـ حياة الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها‌السلام

فارسي ، بعنوان : زندگاني صديقه كبرى فاطمه زهرا عليها‌السلام. للسيد الشهيد عبد الحسين دستغيب.

شيراز ، مكتبة المسجد الجامع القديم ، ١٣٤٣ ه. ش ، ١٤٣ صفحة ، القطع


الصغير.

قم ، منشورات باقر العلوم ، الطبعة الثالثة ، سنة ١٣٦٤ ه. ش ، ٢٤٠ صفحة ، القطع المتوسط.

٥٨ ـ حياة فاطمة عليها‌السلام لمحمود شلبي.

بيروت ، دار الجيل ، ١٤٠٣ ه.

٥٩ ـ حياة فاطمة الزهراء عليها‌السلام

للشيخ الميرزا نجم الدين جعفر بن محمد الطهراني العسكري ، المولود في حدود سنة ١٣١٣ ه.

أنظر : الذريعة

٧ / ١٢١.

٦٠ ـ حياة فاطمة الزهراء عليها‌السلام

فارسي ، بعنوان : زندگاني فاطمه الزهراء عليها‌السلام.

للشيخ ناصر مكارم الشيرازي.

مشهد ، سنة ١٣٦٦ ه. ش ، ٢٣٢ صفحة ، القطع الكبير.

٦١ ـ حياة فاطمة الزهراء عليها‌السلام

فارسي ، بعنوان : زندگاني فاطمه زهراء عليها‌السلام.

للسيد جعفر الشهيدي.

طهران ، عدة طبعات ، الطبعة السابعة ، سنة ١٣٦٥ ه. ش / ١٩٨٦ م ، ٢٩٢ صفحة ، القطع الكبير.

٦٢ ـ حياة فاطمة الزهراء عليها‌السلام

فارسي ، بعنوان : زهره زهرا زندگي فاطمة زهرا سلام الله عليها.

للسيد مهدي الرضوي.

طهران ، سنة ١٣٥٠ ه. ش ، ١١٢ صفحة ، القطع المتوسط.

طهران ، سنة ١٣٦٤ ه. ش / ١٩٨٥ م ، الطبعة الثانية ، ١١٦ صفحة ، القطع المتوسط.

٦٣ ـ خبر فاطمة وعلي عليهما‌السلام وقد شكوا إلى النبي عليه‌السلام ...

لعلي بن عبد العزيز بن محمد الدولابي ، من أصحاب الطبري (٢٢٤ ـ ٣١٠ ه).

أنظر : الفهرست ـ للنديم ـ : ٢٩٢.

٦٤ ـ خصائص الزهراء عليها‌السلام

في شرح أربعين حديثا ، في كل حديث بيان تأويل آية من آيات القرآن المؤولة بالصديقة فاطمة عليها‌السلام ، وتفسير تلك الآية.

للشيخ محمد علي بن حسن علي


الهمداني ، المولود بكربلاء في سنة ١٢٩٣ هجرية.

أنظر : الذريعة ٧ / ١٦٦.

٦٥ ـ الخصائص الفاطمية

فارسي.

يحتوي على مائة وخمس وثلاثين خصيصة.

للشيخ باقر بن إسماعيل بن عبد العظيم بن محمد باقر الكجوري (١٢٥٥ ـ ١٣١٣ ه).

طهران ، ١٣١٨ ه ، ٤٧٣ صفحة ، طبعة حجرية.

أنظر : الذريعة ٧ / ١٧٣ ـ ١٧٤ ، معارف الرجال ١ / ١٤٠ ، فهرست خانبار مشار : ١٨٨٩.

٦٦ ـ خطب فاطمة الزهراء عليها‌السلام

شرح : الشيخ مسلم الجابري.

يأتي بعنوان : شرح الخطبة الكبيرة للزهراء البتول عليها‌السلام.

٦٧ ـ خطبة الزهراء سلام الله عليها

إيران ، سمنان ، مؤسسة فاطمية ، سنة ١٣٦٥ ه. ش ، ٤٠ صفحة ، رقعي.

٦٨ ـ خطبة الزهراء عليها‌السلام

لأبي مخنف ، لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سالم الأزدي الغامدي.

أنظر : معالم العلماء : ٩٣ ـ ٩٤.

٦٩ ـ خطبة السيدة فاطمة أمام الصحابة

فارسي ، بعنوان : سخنراني حضرت فاطمه جلوه گاه ايدال اسلام.

لتوران أنصاري.

طهران ، سنة ١٣٤٥ ه. ش ، ٨٤ صفحة ، القطع الصغير.

٧٠ ـ خطبة اللمة

وهي خطبة الصديقة الزهراء عليها‌السلام ، تسمى خطبة اللمة لأنها خرجت إلى المسجد في لمة من نسائها.

رواها أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري في كتابه «السقيفة» بأسانيد كثيرة ، ونقلها عنه ابن أبي الحديد في «شرح نهج البلاغة» عند شرح كتاب الإمام علي عليه‌السلام إلى عثمان بن حنيف ، وهي مروية في : الشافي ، والاحتجاج ، وكشف الغمة ، والطرائف ، وبلاغات النساء.


أنظر : الذريعة ٧ / ٢٠٤ ـ ٢٠٥.

٧١ ـ الداهية الحاطمة على من أخرج من أهل البيت فاطمة

للشيخ حيدر علي الهندي الفيض آبادي.

رد فيه على من أنكر شمول آية التطهير لفاطمة عليها‌السلام وأخرجها من البيت وأهله في آية التطهير.

أنظر : الثقافة الإسلامية في الهند : ٢١٩ ، أهل البيت ـ عليهم‌السلام ـ في المكتبة العربية ، القسم المخطوط.

٧٢ ـ درر اللآلي في حجة دعوى البتول لفدك والعوالي

للحسين بن يحيى بن إبراهيم بن علي الديلمي (١١٤٩ ـ ١٢٤٩ ه).

نسخة في جامع الغربية ، رقم ٩٦ مجاميع.

أنظر : مصادر الفكر العربي الإسلامي في اليمن : ٢٤١.

٧٣ ـ الدرة البيضاء في أحوال فاطمة الزهراء عليها‌السلام

للسيد جمال الدين محمد بن الحسين اليزدي الحائري.

أنظر : الذريعة ٨ / ٩٣.

٧٤ ـ الدرة البيضاء في تاريخ سيدة النساء فاطمة الزهراء عليها‌السلام

للشيخ الميرزا نجم الدين جعفر بن الميرزا محمد الطهراني العسكري.

أنظر : الذريعة ٨ / ٩٣.

٧٥ ـ الدرة البيضاء في شرح خطبة الزهراء

لمحمد تقي السيد إسحاق الرضوي القمي.

إيران ، سنة ١٣٥٤ ه ، ١٩٠ صفحة ، القطع الكبير.

٧٦ ـ الدرة الحيدرية

باللغة الأوردية.

في البحث عن مسألة فدك وما يتعلق بها.

للسيد محمد حسين بن حسين بخش ، الزيدي نسبا ، النوكانوي الهندي بلدا ، المولود في ١٢٩٠ ه.

طبع في الهند.

أنظر : الذريعة ٨ / ٩٧.


٧٧ ـ الدرة الغراء في وفاة الزهراء عليها‌السلام

للشيخ حسين بن محمد آل عصفور البحراني ، المتوفى ١٢١٦ ه.

نسخة في تستر عند الشيخ مهدي آل شرف الدين ، ضمن مجموعة ، وهي نسخة عصر المؤلف.

طبع في النجف الأشرف ، ١٣٧٢ ه ، ٩٦ صفحة ، القطع المتوسط.

أنظر : الذريعة ٨ / ١٠٤ و ٢٥ / ١١٩.

٧٨ ـ الدرة اليتيمة في بعض فضائل السيدة العظيمة

في مناقب البضعة البتول فاطمة الزهراء عليها‌السلام.

لأبي السيادة عبد الله بن إبراهيم بن حسن ميرغني الحنفي المكي ، المتوفى ١١٩٣ هجرية.

تحقيق : محمد سعيد الطريحي.

طبع في بيروت ، مؤسسة الوفاء ، ١٤٠٥ هجرية.

٧٩ ـ ذكر بنات رسول الله صلى الله عليه وآله

فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه

وآله.

في : الطبقات الكبرى ، المجلد ٨ ، صفحة ١٩ ـ ٣٠.

لابن سعد.

بيروت ، دار صادر.

٨٠ ـ كتاب ذكر فاطمة عليها‌السلام وأبي بكر

لأبي أحمد عبد العزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى الجلودي الأزدي البصري ، من أصحاب أبي جعفر عليه‌السلام.

أنظر : رجال النجاشي : ٢٤١ ، الذريعة ١٠ / ٣٥.

٨١ ـ ذكر فاطمة ابنته ـ صلى الله عليه وآله ـ ووصيتها ووفاتها ومن غسلها وولدها

في : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس ، الجزء ١ ، صفحة ٢٧٧ ـ ٢٨٠.

للشيخ حسين بن محمد بن الحسن الديار بكري.

بيروت ، مؤسسة شعبان.

٨٢ ـ ذكر مناقب فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

في : المستدرك على الصحيحين في




الحديث ، الجزء ٣ ، صفحة ١٥١ ـ ١٧٦ ، للحاكم النيسابوري ، محمد بن عبد الله الحافظ ، المتوفى ١٤٥ ه.

بيروت ، دار الفكر ، ١٣٩٨ ه / ١٩٧٨ ميلادية.

٨٣ ـ رائدة فخر النساء عليها‌السلام

لحيدر علي السعدي.

بحث مقدم في مسابقة الكتابة عن الزهراء عليها‌السلام ، التي أقامتها مكتبة العلمين في النجف الأشرف عام ١٣٨٧ هجرية.

٨٤ ـ الرسالة الباهرة في تفضيل السيدة فاطمة الزهراء الطاهرة عليها‌السلام

للسيد أبي محمد الحسن بن طاهر القائني الهاشمي.

أنظر : الذريعة ٢ / ١٥.

٨٥ ـ الرسالة الفاطمية

لمحمد أمين بن محمد تقي الخراساني.

أنظر : الذريعة ١٦ / ٩٧.

٨٦ ـ رسالة في تحقيق الخبر المنسوب إلى النبي : نحن معاشر الأنبياء لا نورث.

للشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد

ابن النعمان (ت ٤١٣ ه).

النجف الأشرف ، دار الكتب التجارية ، مع المسائل الجارودية وغيرها.

قم ، مكتبة المفيد ، بضمن «عدة رسائل للشيخ المفيد».

٨٧ ـ رسالة في فدك

للسيد علي بن دلدار علي الرضوي النصيرآبادي (ت ١٢٩٥ ه).

أنظر : الذريعة ١٦ / ١٢٩.

٨٨ ـ رسالة في قصة الفدك

فيها حكاية فدك وخطبة الزهراء

عليها‌السلام.

لجعفر بن بكير بن جعفر الخياط.

أنظر : الذريعة

١٦ / ١٢٩.

٨٩ ـ رسالة في وفاة الزهراء عليها‌السلام

للسيد محمد علي الشاه عبد العظيمي.

يأتي بعنوان : وفاة الزهراء صلوات الله عليها.

٩٠ ـ روضة الزهراء عليها‌السلام في المديح والمراثي.

فارسي.

لمحمد باقر البروجردي.




نسخة في مكتبة السيد عبد الحسين الحجة بكر بلاء.

أنظر : الذريعة ١٨ / ٢٢٧ ـ ٢٢٨.

٩١ ـ الروضة الزهراء في مناقب فاطمة الزهراء عليها‌السلام

للشيخ المفيد أبي سعيد محمد بن أحمد بن الحسين الخزاعي النيسابوري.

أنظر : الذريعة ١١ / ٢٩٤ ، إيضاح المكنون ١ / ٥٩٤ ، مرآة الكتب ٢ / ٢٠٦ وقال : إنه في شرح خطبة الزهراء عليها‌السلام.

٩٢ ـ زبدة نظامية

في أحوال السيدة فاطمة عليها‌السلام فارسي.

للشيخ نظام الدين اليزدي.

يزد ، ١٣٢٨ ه. ش ، ١٩٦ صفحة ، رقعي.

٩٣ ـ كتاب زهد فاطمة عليها‌السلام

للشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ، المعروف بالشيخ الصدوق ، المتوفى ٣٨١ هجرية.

أنظر : رجال النجاشي : ٣٩١.

٩٤ ـ الزهراء عليها‌السلام

للسيد محمد جمال الهاشمي.

بغداد ، ١٣٤ صفحة ، حديث الشهر ـ ٩.

٩٥ ـ الزهراء عليها‌السلام

بحث مشبع.

للشيخ محمد حسين بن يونس المظفر (١٢٩٣ ـ ١٣٧١ ه).

أنظر : شعراء الغري ٨ / ٩٠.

٩٦ ـ الزهراء عليها‌السلام

مجموعة مقالات.

فارسي.

للشيخ عباس القمي وآخرين.

طهران ، سنة ١٣٦٤ ه. ش. / ١٩٨٥ م ، ٤٢٢ صفحة ، القطع المتوسط.

٩٧ ـ الزهراء عليها‌السلام

في سوانح فاطمة الزهراء عليها‌السلام وأحوالها.

بالأوردية.

للسيد أولاد حيدر البلگرامي الهندي.

مطبوع.

أنظر : الذريعة ١٢ / ٦٧.


٩٨ ـ الزهراء سيدة الكساء ونساء اليوم

لكريم أحمد الصائغ.

بحث مقدم في مسابقة الكتابة عن الزهراء عليها‌السلام التي أجرتها مكتبة العلمين في النجف عام ١٣٨٧ ه.

٩٩ ـ الزهراء فاطمة بنت محمد صلوات الله عليهما.

لعبد الزهراء عثمان محمد.

بحث مقدم في مسابقة الكتابة عن الزهراء عليها‌السلام التي أجرتها مكتبة العلمين في النجف الأشرف سنة ١٣٨٧ هجرية.

النجف الأشرف ، ١٩٦٩ م ، ٢٢٤ صفحة.

بيروت ، الطبعة الثانية.

١٠٠ ـ الزهراء في السنة والتاريخ والأدب

للسيد محمد كاظم الكفائي.

النجف الأشرف ، الجزء ١ ، ١٣٦٩ هجرية ، ٢٢٥ صفحة ، الجزء ٢ ، سنة ١٣٧١ ه ، ٤٠٨ صفحة.

١٠١ ـ الزهراء في محراب الألم الخالد

لعبد الكريم توفيق الطائي.

بحث مقدم إلى مسابقة الكتابة عن الزهراء عليها‌السلام التي أجرتها مكتبة العلمين في النجف عام ١٣٨٧ ه.

١٠٢ ـ الزهراء عليها‌السلام وقضية فدك المؤلمة

فارسي ، بعنوان : حضرت زهرا سلام الله عليها وماجراى غم انگيز فدك. للشيخ ناصر مكارم الشيرازي.

مشهد ، سنة ١٣٦٥ ه. ش / ١٩٨٦ م ، ٦٨ صفحة ، القطع المتوسط.

١٠٣ ـ السبول في مناقب فاطمة الزهراء البتول

لعماد الدين إدريس بن علي بن عبد الله بن حمزة (ت ٧١٤ ه).

أنظر : مصادر الفكر العربي الإسلامي في اليمن : ٤١٢.

١٠٤ ـ كتاب السقيفة وفدك

لأبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري ، المتوفى سنة ٣٢٣ ه.

رواية عز الدين عبد الحميد بن


أبي الحديد المعتزلي ، المتوفى سنة ٦٥٦ ه.

تقديم وجمع وتحقيق : الدكتور الشيخ محمد هادي الأميني.

طهران ، مكتبة نينوى الحديثة ، د. ت ١٥٢ صفحة ، القطع الكبير.

أنظر : الذريعة ١٢ / ٢٠٦.

١٠٥ ـ سلسلة كلمات أئمة الدين عن فاطمة عليها‌السلام

فارسي ، بعنوان : سلسلة سخنان كوتاه از پيشوايان دين از فاطمه عليها‌السلام. للشيخ هادي الفقيهي.

طهران ، سنة ١٣٤٨ ه. ش ، ٣٩ صفحة ، القطع الصغير.

١٠٦ ـ السيدة

في سيرة سيدتنا فاطمة سلام الله عليها.

للشيخ حسن بن سليمان القادري البهلواروي.

أنظر : الثقافة الإسلامية في الهند : ٩٣.

١٠٧ ـ السيدة فاطمة عليها‌السلام

فارسي ، بعنوان : حضرت فاطمة عليها‌السلام.

لجلال الدين فارسي.

طهران ، سنة ١٣٤٩ ه. ش ، ٢٤ صفحة.

١٠٨ ـ سيدة النساء فاطمة الزهراء عليها‌السلام

فارسي ، بعنوان : بانوي بانوان حضرت فاطمهء زهراء عليها‌السلام.

لجنة التأليف في مؤسسة «في طريق الحق».

قم ، مؤسسة في طريق الحق ، سنة ١٣٦٣ ه. ش ، ٤٨ صفحة ، القطع المتوسط.

١٠٩ ـ سيرة الصديقة الكبرى

عليها‌السلام

باللغة الأوردية.

للمولوي سلطان ميرزا الدهلوي.

كراتشي ، ٣٨٤ صفحة ، القطع الكبير.

أنظر : الذريعة ١٢ / ٢٨٠.

١١٠ ـ سيرة فاطمة الصديقة عليها‌السلام

بالأوردية.

للسيد ذاكر حسين أختر.

طبع في الهند.

أنظر : الذريعة ١٢ / ٢٨٠.


١١١ ـ شرح حديث : فاطمة بضعة

مني للمولى محمد رضا ابن صدر المتألهين الشيرازي.

أنظر : الذريعة ١٣ / ٢٠٤.

١١٢ ـ شرح حديث : لو كان فاطمة لقطعتها

للمولى محمد رضا ابن صدر المتألهين محمد بن إبراهيم الشيرازي.

أنظر : الذريعة ١٣ / ٢٠٥.

١١٣ ـ شرح حديثين في فضائل فاطمة عليها‌السلام

فارسي ، ضمن كتاب : رد شبهات نسبت بشيخيه در باب معاد.

لمحمد بن محمد كريم خان الكرماني.

يومبي ، مطبعة ناصري ، ١٣١٣ ه ، ١٥٣ صفحة ، القطع المتوسط.

١١٤ ـ شرح خطبة الزهراء عليها‌السلام

للميرزا محمد علي بن أحمد القره داغي ، المتوفى ١٣١٠ ه.

أنظر : مرآة الكتب ٢ / ٢٠٦.

١١٥ ـ شرح خطبة الزهراء عليها‌السلام

فارسي.

طبع في النجف الأشرف.

أنظر : فهرست خانبار مشار : ٣٢٢٨.

١١٦ ـ شرح خطبة السيدة الزهراء عليها‌السلام.

فارسي ، بعنوان : شرح خطبه حضرت زهرا عليها‌السلام.

للسيد عز الدين الحسيني الزنجاني.

قم ، مكتب الإعلام الإسلامي ، ١٣٦٤ ه. ش / ١٩٨٥ م ، ٥١٢ صفحة ، القطع المتوسط.

١١٧ ـ شرح خطبة فاطمة عليها‌السلام

فارسي.

لأحمد بن عبد الرحيم.

إيران ، ٤٣٩ صفحة ، القطع الكبير.

١١٨ ـ شرح خطبة فاطمة الزهراء عليها‌السلام

للشيخ نزيه قميحة.

بيروت ، مؤسسة الوفاء ، ١٤٠٥ ه ، ١٩٢ صفحة ، ١٤؟ ٢٠ سم.


١١٩ ـ شرح الخطبة الكبيرة للزهراء البتول عليها‌السلام

للشيخ مسلم بن محمد بن جاسم الجابري (١٩١٣ ـ ١٩٦٣ م).

طبع في النجف الأشرف ، د. ت.

١٢٠ ـ شرح خطبة اللمة

للسيد عبد الله شبر.

يأتي بعنوان : كشف المحجة في شرح خطبة اللمة لفاطمة الزهراء عليها‌السلام.

١٢١ ـ شرح خطبة اللمة

للمولى محمد نجف الكرماني المشهدي.

أنظر : الذريعة ١٣ / ٢٢٤.

١٢٢ ـ شرح خطبة اللمة

للسيد علي محمد تاج العلماء ابن السيد محمد سلطان العلماء ابن السيد دلدار علي النقوي ، المتوفى ١٣١٢ ه.

أنظر : الذريعة ١٣ / ٢٢٤.

١٢٣ ـ شرح خطبة اللمة

للشيخ هادي النبابي.

أنظر : الذريعة ١٣ / ٢٢٥.

١٢٤ ـ شرح خطبة اللمة

للشيخ فضل علي بن ولي الله القزويني (١٢٩٠ ـ ١٣٦٧ ه).

أنظر : الذريعة ١٣ / ٢٢٤.

١٢٥ ـ شرح خطبة اللمة

للميرزا خليل الكمره اى.

يأتي بعنوان : ملكه إسلام.

١٢٦ ـ شرح خطبة اللمة

لمحمد علي الأنصاري.

يأتي بعنوان : اللمعة البيضاء في شرح خطبة الزهراء عليها‌السلام.

١٢٧ ـ شرح خطبة اللمة

سميت باللمة لأن الزهراء عليها‌السلام خطبتها في لمة من النساء في المسجد.

لابن عبدون.

تقدم بعنوان : كتاب تفسير خطبة فاطمة عليها‌السلام.

١٢٨ ـ الشواهد الفدكية

فارسي.

في نقض الكلام في فدك المذكور في كتاب «تبصرة المسلمين» الذي ألفه


سلامت علي خان البنارسي الهندي.

للسيد أكرم علي ، فرغ منه سنة ١٢٣٧ هجرية.

مطبوع.

أنظر : الذريعة

١٤ / ٢٤٤.

١٢٩ ـ الصديقة فاطمة الزهراء عليها‌السلام

لمحمد رضا الحساني.

بحث مقدم إلى مسابقة الكتابة عن الزهراء عليها‌السلام التي أقامتها مكتبة العلمين في النجف عام ١٣٨٧ ه.

١٣٠ ـ الصديقة فاطمة الزهراء عليها‌السلام

لجنة التأليف.

طهران ، مؤسسة البلاغ ، الطبعة الثانية ، ١٤٠٥ ه / ١٩٨٤ م ، ٩٢ صفحة ، القطع الصغير.

١٣١ ـ الصديقة فاطمة الزهراء

عليها‌السلام بنت الرسالة المحمدية

لعبد المجيد سماوي الجلوب.

بحث مقدم إلى مسابقة الكتابة عن الزهراء عليها‌السلام التي أجرتها مكتبة العلمين في النجف عام ١٣٨٧ ه.

١٣٢ ـ الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها‌السلام

فارسي ، بعنوان : صديقه كبرى فاطمه زهراء.

للسيد الشهيد عبد الحسين دستغيب.

مر بعنوان : حياة الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها‌السلام.

١٣٣ ـ الصوارم الحاسمة في مصائب الزهراء فاطمة صلوات الله عليها

للسيد محمد رضا بن أبي القاسم بن فتح الله بن نجم الدين ، الملقب بآقا ميرزا الحسيني الكمالي الأسترآبادي الحلي ، المتوفى ١٣٤٦ ه.

نسخة في المكتبة التسترية.

أنظر : الذريعة ١٥ / ٩٢.

١٣٤ ـ ضوء اللآلي في غصب فدك والعوالي

أنظر : الذريعة ١٥ / ١٢١.

١٣٥ ـ طعن الرماح

فارسي.

رد فيه على صاحب التحفة الاثني عشرية في مبحثي فدك والقرطاس وحرق


الباب.

للسيد محمد بن دلدار علي النصيرآبادي (١١٩٩ ـ ١٢٨٤ ه).

الهند ، ١٣٠٨ ه.

أنظر : الذريعة ١٥ / ١٧٢.

١٣٦ ـ الظلامة الفاطمية

للشريف أبي محمد الأطروش ، الحسن بن علي بن الحسن بن عمر بن علي السجاد بن الحسين الشهيد عليهما‌السلام ، استشهد في سنة ٣٠٢ أو ٣٠٤ ه.

أنظر : الذريعة ١٥ / ٢٠١ ـ ٢٠٢ ، معالم العلماء : ١٢٦ ـ ١٢٧.

١٣٧ ـ كتاب الظلامة لفاطمة عليها‌السلام

للشيخ ابن الجنيد الإسكافي ، أبي علي محمد بن أحمد بن الجنيد الكاتب.

أنظر : رجال النجاشي : ٣٨٨ ، الذريعة ١٥ / ٢٠٢.

١٣٨ ـ عدة قصائد في رثاء الزهراء

في ديوان الشيخ كاظم بن حسن بن علي السهلاني ، الشهير بسبتي (١٢٥٨ ـ ١٣٤٢ ه).

أنظر : شعراء الغري ٧ / ١٥٤.

١٣٩ ـ عذراء يثرب

يشبه الرواية ، أدرج فيه جميع ما في الجزء الثاني من كتاب «الزهراء» للسيد محمد كاظم الكفائي.

أنظر : الذريعة ١٥ / ٢٤١.

١٤٠ ـ العرى العاصمة في تفضيل الزهراء فاطمة عليها‌السلام

للشيخ محمد رضا بن قاسم الغراوي النجفي ، ألفه سنة ١٣٢٩ ه.

أنظر : الذريعة ١٥ / ٢٦٠ ـ ٢٦١ ، شعراء الغري ٨ / ٤٠١.

١٤١ ـ عوالم العلوم والمعارف والأحوال من الآيات والأخبار والأقوال

أحوال الزهراء عليها‌السلام.

للشيخ عبد الله بن نور الله البحراني.

تحقيق : مدرسة الإمام المهدي عليه‌السلام في قم.

قم ، مدرسة الإمام المهدي عليه‌السلام ، ١٤٠٥ ه.

١٤٢ ـ عين اليقين في بحث فدك وغصبها

طبع في الهند.


أنظر : الذريعة ١٥ / ٣٧٤.

١٤٣ ـ فاطمة عليها‌السلام

فارسي.

لمحمد رضا نصيري.

مطبوع.

أنظر : الذريعة ١٦ / ٩٦.

١٤٤ ـ فاطمة

في : المعارف ، ص ٨٤ ، ١٤١ ، ١٤٢ ، ١٥٨ ، ٢٠٠.

لابن قتيبة الدينوري ، عبد الله بن مسلم بن قتيبة (ت ٢٧٦ ه).

طبع في بيروت.

١٤٥ ـ فاطمة

فارسي.

لرئيس العلماء جلال الدين رياستي

شيراز ، مطبعة مصطفوي ، سنة ١٣٥١ ه. ش ، ٩٩ صفحة.

١٤٦ ـ فاطمة عليها‌السلام

فارسي.

لنصير الدين مير صادقي طهراني.

طهران ، سنة ١٣٤٧ ه. ش ، ٤١٠ صفحة.

١٤٧ ـ فاطمة رضي‌الله‌عنها

في : تلخيص المستدرك ، صفحة ١٥١ ـ ١٧٦ ، للإمام الذهبي ، شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد الذهبي.

بيروت ، دار الفكر ، ١٣٩٨ ه / ١٩٧٨ م ، بهامش كتاب «المستدرك على الصحيحين» للحاكم النيسابوري ، المجلد ٣.

١٤٨ ـ فاطمة رضي‌الله‌عنها

في : كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال ، الجزء ١٣ ، صفحة ٦٧٤ ـ ٦٨٧.

للمتقي الهندي ، علاء الدين علي المتقي بن حسام الدين الهندي البرهان فوري ، المتوفى ٩٧٥ ه.

ضبطه وفسر غريبه : الشيخ بكري حياني.

صححه ووضع فهارسه : الشيخ صفوة السقا.

بيروت ، مؤسسة الرسالة ، الطبعة الخامسة ، ١٤٠٥ ه / ١٩٨٥ م.

١٤٩ ـ فاطمة ابنة النبي صلى الله عليه وآله

في : الدر المنشور في طبقات ربات


الخدور ، صفحة ٣٥٩ ـ ٣٦١.

لزينب بنت علي بن حسين بن عبد الله بن حسن بن إبراهيم بن يوسف فواز العاملي ، السورية مولدا والمصرية موطنا.

القاهرة ، بولاق ، ١٣١٢ ه.

بيروت ، دار المعرفة ، الطبعة الثانية ، أوفسيت.

١٥٠ ـ فاطمة ابنة النبي صلى الله عليه وآله

في : الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة ، الجزء ٣ ، صفحة ٤٣١ ـ ٤٣٢.

للإمام الذهبي ، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت ٧٤٨ ه).

بيروت ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، ١٤٠٣ / ١٩٨٣ م.

١٥١ ـ فاطمة أره

فارسي.

طهران ، ٤٠ صفحة ، طبعة حجرية.

أنظر : الذريعة ١٦ / ٩٦.

١٥٢ ـ فاطمة البتول

لمعروف بن محمد الأرناؤوط.

دمشق ، مطبعة فتى العرب ، ١٩٤٢ م ،

٣٧٦ صفحة ، القطع الكبير.

١٥٣ ـ فاطمة بضعة المصطفى

لحيدر الشديدي.

بحث مقدم في مسابقة الكتابة عن الزهراء عليها‌السلام التي أجرتها مكتبة العلمين في النجف عام ١٣٨٧ ه.

١٥٤ ـ فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وآله

في : قاموس الرجال ، المجلد ١١ ، صفحة ٩ ـ ٢٨.

للشيخ محمد تقي التستري.

طهران ، مركز نشر الكتاب ، ١٣٩١ هجرية.

١٥٥ ـ فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله

في : تهذيب التهذيب ، صفحة ٤٤٠ ـ ٤٤٢.

لابن حجر العسقلاني ، أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر ، المتوفى ٨٥٢ ه.

حيدر آباد الدكن ، ١٣٢٧ ه ، الطبعة الأولى.


١٥٦ ـ فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله

في : حليه الأولياء وطبقات الأصفياء ، المجلد ٢ ، صفحة ٣٩ ـ ٤٣.

للحافظ أبي نعيم الأصبهاني ، أحمد بن عبد الله ، المتوفى ٤٣٠ ه.

بيروت ، دار الكتاب العربي ، الطبعة الرابعة ، ١٤٠٥ / ١٩٨٥ م.

١٥٧ ـ فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله

في : أسد الغابة في معرفة الصحابة ، الجزء ٥ ، صفحة ٥١٩ ـ ٥٢٥.

لابن الأثير ، عز الدين أبي الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري ، المتوفى ٦٣٠ هجرية.

طهران ، المكتبة الإسلامية ، أوفسيت.

١٥٨ ـ فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله

في : سير أعلام النبلاء ، الجزء ٢ ، صفحة ١١٨ ـ ١٣٥.

لشمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ، المتوفى ٧٤٨ ه / ١٣٧٤ م.

بيروت ، مؤسسة الرسالة ، الطبعة

الثالثة ، ١٤٠٥ ه / ١٩٨٥ م.

حقق نصوصه وخرج أحاديثه وعلق عليه : شعيب الأرناؤوط.

١٥٩ ـ فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله

في : تراجم أعلام النساء ، الجزء ٢ ، صفحة ٣٠١ ـ ٣٣٨.

للشيخ محمد حسين الأعلمي الحائري.

بيروت ، مؤسسة الأعلمي ، الطبعة الأولى ، ١٤٠٧ ه / ١٩٨٧ م.

١٦٠ ـ فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله

في : مروج الذهب ومعادن الجواهر ، الفقرات : ١٤٧٥ ، ١٤٨٦ ـ ١٤٨٧ ، ١٤٨٩ ، ١٤٩٦ ـ ١٤٩٧ ، ١٥١٧ ـ ١٥١٩ ، ١٥٢٣ ، ١٦١٢ ، ١٧٥١ ، ١٧٥٨ ، ١٧٦٤ ، ١٨٤٤ ، ١٩٠٨ ، ١٩٥٠ ، ٢٠٨٩ ، ٢٢٢١ ، ٢٢٨٠ ، ٢٣٧٧ ، ٢٤٠١ ، ٢٤١٠ ، ٢٨٩٦.

للمسعودي ، أبي الحسن علي بن الحسين بن علي ، المتوفى ٣٤٦ ه.

طبعه بربيه دي ميناروبافيه دي كرتاي.

عني بتنقيحها وتصحيحها وصنع فهارسها : شارل پلا.


بيروت ، الجامعة اللبنانية ، ١٩٧٩ م.

١٦١ ـ فاطمة بنت محمد رضي‌الله‌عنها

في : جامع الأصول ، من أحاديث الرسول ، الجزء ٩ ، صفحة ١٢٥ ـ ١٣٢.

لابن الأثير ، مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري (٥٤٤ ـ ٦٠٦ ه).

حقق نصوصه وخرج أحاديثه وعلق عليه : عبد القادر الأرناؤوط.

بيروت ، دار الفكر ، الطبعة الثانية ، ١٤٠٣ ه.

١٦٢ ـ فاطمة بنت محمد أم الشهداء وسيدة النساء

لعمر أبي النصر.

القاهرة ، ١٩٤٧ م ، ٧١ صفحة ، القطع الصغير.

ترجمه إلى الفارسية السيد محمود الأبطحي الشيرازي ، بعنوان «زندگاني فاطمه» أي : حياة فاطمة.

طبعت الترجمة في طهران سنتي ١٣٢٠ و ١٣٢٣ ه. ش ، ١٦٠ صفحة.

١٦٣ ـ فاطمة بنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب صلى‌الله‌عليه‌وآله

في : أعلام النساء في عالمي العرب

والإسلام ، الجزء ٤ ، صفحة ١٠٨ ـ ١٣٢ ، لعمر رضا كحالة.

بيروت ، مؤسسة الرسالة ، الطبعة الخامسة ، ١٤٠٤ ه / ١٩٨٤ م.

١٦٤ ـ فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وآله

في : تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام ، السيرة النبوية ، صفحة ٦٦ ، ٧٥ ، ٨٨ ، ١٤٤ ، ٢١٦ ، ٢١٧ ، ٥٩١.

للحافظ الذهبي ، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ، المتوفى ٧٤٨ ه.

تحقيق : الدكتور عمر عبد السلام تدمري.

بيروت ، دار الكتاب العربي ، الطبعة الأولى ١٤٠٧ ه / ١٩٨٧ م.

١٦٥ ـ فاطمة الحوراء الإنسية

لجاسم هاشم العبادي.

بحث مقدم إلى مسابقة الكتابة عن الزهراء عليها‌السلام التي أجرتها مكتبة العلمين في النجف عام ١٣٨٧ ه.

١٦٦ ـ فاطمة الزهراء عليها‌السلام

في : أنساب الأشراف ، صفحة ٥ ، ٥٣ ، ٩٧ ، ١٨٦ ، ١٨٨ ، ١٩١.


للبلاذري ، أحمد بن يحيى بن جابر البلادري (القرن الثالث الهجري).

بيروت ، دار التعارف ، الطبعة الأولى ، ١٣٩٧ ه / ١٩٧٧ م.

حققه وعلق عليه : الشيخ محمد باقر المحمودي.

١٦٧ ـ فاطمة الزهراء عليها‌السلام

في : الأعلام ، الجزء ٥ ، صفحة ١٣٢.

لخير الدين الزركلي ، المتوفى ١٩٧٦ م.

بيروت ، دار العلم للملايين ، الطبعة السادسة ، ١٩٨٤ م.

١٦٨ ـ فاطمة الزهراء

لتوفيق أبو علم.

القاهرة ، دار المعارف ، ١٩٧٢ م ، ٣٠٤ صفحة ، سلسلة «أهل البيت».

ترجمه إلى الفارسية بنفس العنوان : علي أكبر صادقي.

طبعت الترجمة في طهران ، منشورات أمير كبير ، سنة ١٣٦٤ ه. ش ، ٢٦٤ صفحة ، القطع الكبير.

١٦٩ ـ فاطمة الزهراء عليها‌السلام

في : دائرة المعارف الإسلامية الشيعية ، الجزء ٢ ، صفحة ٥ ـ ١٤.

لحسن الأمين.

بيروت ، دار التعارف ، ١٣٩٥ ه / ١٩٧٥ م.

١٧٠ ـ فاطمة الزهراء عليها‌السلام

فارسي.

في : لغت نامه ، حرف (ف) ، صفحة ٢٨ ـ ٢٩.

لعلي أكبر دهخدا (١٢٥٨ ـ ١٣٣٤ ه. ش).

طهران ، سنة ١٣٤١ ه. ش.

١٧١ ـ فاطمة الزهراء عليها‌السلام

وقصائد أخرى.

ليوسف محمد عمر.

بيروت ، ١٣٩٧ ه ، ١٠٧ صفحة ، القطع الصغير.

١٧٢ ـ فاطمة الزهراء

لمحمد كامل حسن المحامي.

بيروت ، المكتب العالمي للطباعة والنشر ، سنة ١٩٨٥ م ، ١٢٥ صفحة ، القطع المتوسط ، سلسلة : عظماء الإسلام.

١٧٣ ـ فاطمة الزهراء

لعبد الفتاح عبد المقصود.


٣ مجلدات ، ربما هو نفس كتابه «البتول فاطمة الزهراء».

١٧٤ ـ فاطمة الزهراء عليها‌السلام

فارسي.

لحسين عماد زاده الأصفهاني.

طهران ، سنة ١٣٣٦ ه. ش ، ٧٠٣ صفحة ، القطع الكبير.

١٧٥ ـ فاطمة الزهراء عليها‌السلام

لعلي محمد علي دخيل.

بيروت ، مؤسسة أهل البيت ، ١٤٠٠ ه / ١٩٨٠ م ، ١٧٦ صفحة ، القطع المتوسط ، أعلام النساء ـ ٣.

١٧٦ ـ فاطمة الزهراء سلام الله عليها

فارسي.

للشيخ ناصر مكارم الشيرازي.

مشهد ، سنة ١٣٦٣ ه. ش / ١٩٨٤ م ، ٦٠ صفحة ، القطع المتوسط.

١٧٧ ـ فاطمة الزهراء

لحسين بن محمد بن أحمد بن عصفور الدرازي ، المتوفى ١٢١٦ ه.

نسخة في المكتبة المركزية لجامعة البصرة ، برقم ٢٢٧ ، تاريخ النسخ ١٣١٩

ه ، ٣٨ ورقة ، ٢٠؟ ١٢ سم.

١٧٨ ـ فاطمة الزهراء أم أبيها

في : بنات النبي ، صفحة ١٥٩ ـ ٢١٩.

للدكتورة بنت الشاطئ عائشة

عبد الرحمن.

بيروت ، دار الكتاب العربي ، ١٣٩٩ ه / ١٩٧٩ م.

١٧٩ ـ فاطمة الزهراء أم أبيها

فارسي.

لعبد الحسين الأميني.

تقرير وصياغة : حبيب چايچيان.

طهران ، منشورات أمير كبير ، سنة ١٣٦٦ ه. ش / ١٩٨٧ م ، الطبعة الثالثة ، ١٢٠ صفحة ، القطع الكبير.

١٨٠ ـ فاطمة الزهراء أم أبيها

لشاكر الأنصاري.

بيروت ، مؤسسة الوفاء ، ١٤٠٤ ه ، ١٢٤ صفحة ، ١٤؟ ٢٠ سم.

١٨١ ـ فاطمة الزهراء أم أبيها

لفاضل الحسيني الميلاني.

بحث مقدم في مسابقة الكتابة حول الزهراء عليها‌السلام التي أجرتها مكتبة




العلمين في النجف الأشرف عام ١٣٨٧ هجرية.

النجف الأشرف ، ١٩٦٨ م ، ١٧٥ صفحة.

قم.

١٨٢ ـ فاطمة الزهراء أم الإمامة وسيدة النساء

للشيخ محمد حسن النائيني.

بيروت ، مؤسسة الوفاء ، ١٤٠٤ ه ، ٣٣٤ صفحة ، ١٧؟ ٢٤ سم.

١٨٣ ـ فاطمة الزهراء بنت إمام المتقين

في : الإصابة في تمييز الصحابة ، الجزء ٤ ، صفحة ٣٧٧ ـ ٣٨٠.

للحافظ أبي الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي الكناني العسقلاني الشافعي ، المعروف بابن حجر (٧٧٣ ـ ٨٥٢ هجرية.

القاهرة ، مطبعة السعادة ، الطبعة الأولى ، ١٣٢٨ ه.

١٨٤ ـ فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

في : تهذيب الأسماء واللغات ، الجزء الثاني من القسم الأول ، صفحة

٣٥٢ ـ ٣٥٣.

للحافظ أبي زكريا محيي الدين بن شرف النووي ، المتوفى ٦٧٦ ه.

بيروت ، دار الكتب العلمية.

١٨٥ ـ فاطمة الزهراء بنت رسول الله سيدة نساء العالمين

في : أعيان الشيعة ، المجلد ١ ، صفحة ٣٠٦ ـ ٣٢٣.

للسيد محسن الأمين.

تحقيق وإخراج : السيد حسن الأمين.

بيروت ، دار التعارف ، ١٤٠٣ ه / ١٩٨٣ م.

١٨٦ ـ فاطمة الزهراء شهاب النبوة الثاقب

لحسن عيسى الحكيم.

بحث مقدم إلى مسابقة الكتابة عن الزهراء عليها‌السلام التي أجرتها مكتبة العلمين في النجف الأشرف عام ١٣٨٧ هجرية.

١٨٧ ـ فاطمة الزهراء في نظر روايات أهل السنة

فارسي ، بعنوان : فاطمة زهرا از نظر روايات أهل سنت.




للشيخ محمد واصف.

قم ، دار النشر ، سنة ١٣٥١ ، ه. ش ، ٩٦ صفحة ، القطع الصغير.

١٨٨ ـ فاطمة الزهراء قدوة المرأة المسلمة

كاظم السباعي.

طهران ، ١٩٨٥ م ، الطبعة الثانية ، ٤٤ صفحة ، القطع الصغير.

١٨٩ ـ فاطمة الزهراء القلعة التي لا تهزم أبدا

فارسي ، بعنوان : فاطمه زهرا دژ شكست ناپذير وحي در طول زمان.

لحسن سعيد.

طهران ، مدرسة چهل ستون ، سنة ١٣٦٤ ه. ش ، ٤٣٨ صفحة ، القطع الصغير.

١٩٠ ـ فاطمة الزهراء المرأة النموذجية في الإسلام

فارسي ، بعنوان :

للشيخ إبراهيم أميني.

قم ، منشورات شفق ، الطبعة الخامسة عشر ، ٢٤٧ صفحة ، القطع المتوسط.

عربه السيد علي جمال غفار الحسيني.

تحت الطبع في قم ، سيصدر عن منشورات شفق.

١٩١ ـ فاطمة الزهراء نداء الملايين

للسيد محمد تقي الخراساني.

بحث مقدم إلى مسابقة الكتابة عن الزهراء عليها‌السلام التي أجرتها مكتبة العلمين في النجف الأشرف عام ١٣٨٧ هجرية.

١٩٢ ـ فاطمة الزهراء والفاطميون

لعباس محمود العقاد.

القاهرة ، دار الهلال ، ١٥٨ صفحة.

بيروت ، ١٩٦٧ م ، الطبعة الثانية ، ٢٢٦ صفحة ، القطع الكبير.

ترجمه إلى الفارسية السيد جواد شرافت ، بعنوان : فاطمة الزهراء عليها‌السلام.

طبعت الترجمة في طهران ، مكتبة الصدر ، سنة ١٣٥٠ ه. ش ، ١٣٥ صفحة ، القطع المتوسط.

١٩٣ ـ فاطمة الزهراء وتر في غمد

لسليمان كتاني.

بحث مقدم إلى مسابقة الكتابة عن الزهراء عليها‌السلام التي أجرتها مكتبة


العلمين في النجف الأشرف عام ١٣٨٧ هجرية.

النجف الأشرف ، ١٧٦ صفحة ، الطبعة الأولى.

بيروت ، مؤسسة الوفاء ، ١٤٠٤ ه ، ١٩٢ صفحة ، ١٧؟ ٢٤ سم.

ترجمه إلى الفارسية السيد جعفر الطباطبائي ، بعنوان : فاطمة الزهراء زهي در نيام.

طبعت الترجمة في مشهد ، منشورات طوس ، سنة ١٣٤٩ ه. ش ، ٢٩٣ صفحة ، القطع المتوسط.

١٩٤ ـ فاطمة عليها‌السلام زواجها وولادتها للحسن والحسين عليهما‌السلام ووفاتها

في : شذرات الذهب في أخبار من ذهب ، الجزء ١ ، صفحة ٩ و ١٠ و ١٥.

لأبي الفلاح عبد الحي ابن العماد الحنبلي ، المتوفى ١٠٨٩ ه.

بيروت ، دار الآفاق الجديدة.

١٩٥ ـ فاطمة سيدة النساء

لمحمد محمود زيتون المصري ، مؤلف كتاب «الحافظ السلفي» المطبوع بالإسكندرية ، قال فيه (صفحة ٣١٤) أن

كتابه «فاطمة سيدة النساء» تحت الطبع.

أنظر : أهل البيت ـ عليهم‌السلام ـ في المكتبة العربية ، القسم المخطوط.

١٩٦ ـ فاطمة الصديقة الكبرى عليها‌السلام

فارسي.

من : ناسخ التواريخ ، المجلد ٤ من الكتاب الثاني.

لمحمد تقي سپهر.

طهران ، منشورات أمير كبير ، سنة ١٣٣٨ ه. ش ، ٣٥٢ صفحة.

أنظر : طبعات الكتاب في : فهرست خانبار مشار : ٥١١٧ ـ ٥١١٨.

١٩٧ ـ فاطمة عند الجمهور

للميرزا نجم الدين جعفر بن محمد الطهراني العسكري ، المولود سنة ١٣١٣ هجرية.

أنظر : الذريعة ١٦ / ٩٦.

١٩٩ ـ فاطمة من المهد إلى اللحد

للسيد محمد كاظم القزويني.

بيروت ، مؤسسة الوفاء ، ١٤٠٤ ه ، ٦٩٦ صفحة ، ١٧؟ ٢٤ سم.

ترجمه إلى الفارسية بنفس العنوان :




حسين فريدوني.

طبعت الترجمة في طهران ، سنة ١٣٦٥ ه. ش / الترجمة في ١٩٨٦ م ، الطبعة الثالثة ، ٧٠٠ صفحة ، القطع الكبير.

٢٠٠ ـ فاطمة هي فاطمة

فارسي ، بعنوان : فاطمه فاطمه است.

للدكتور علي شريعتي.

طهران ، حسينية الإرشاد ، سنة ١٣٥٠ ه. ش.

٢٠١ ـ كتاب الفاطميات

لأبي الحسن المدائني ، علي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف المدائني ، مولى سمرة بن جندب (١٣٥ ـ ٢٢٥ ه).

أنظر : الفهرست ـ للنديم ـ : ١١٤ ، الكنى والألقاب ٣ / ١٦٨ ، الذريعة ١٦ / ٩٧.

٢٠٢ ـ الفاطميات

أو : الأقوال في عظمة سيدة نساء العالمين عليها‌السلام.

فارسي ، بعنوان : الفاطميات يا سخنان موزون در بزرگواري سيده زنان عالميان حضرت زهرا عليها‌السلام.

للسيد حسين الواعظي السبزواري.

مشهد ، سنة ١٣٥١ ه. ش ، ١٩٢ صفحة ، القطع الصغير.

٢٠٣ ـ فاطمي دعوة اسلام

في بيان من دعا إلى دين الإسلام وشيد أركانه من بني فاطمة عليها‌السلام.

بالأوردية ، مجلدان.

للخواجة حسن نظامي الدهلوي الحيدرآبادي.

أنظر : الذريعة ١٦ / ٩٦ ـ ٩٧.

٢٠٤ ـ الفتح والبشرى في مناقب الزهراء

للسيد محمد الجعفري (١١٤٩ ـ ١١٨٦ هجرية.

تحقيق : محمد سعيد الطريحي ، بيروت ، مؤسسة الوفاء.

٢٠٥ ـ فخر النساء فاطمة

لخليل رشيد.

بحث مقدم إلى مسابقة الكتابة عن الزهراء عليها‌السلام التي أجرتها مكتبة العلمين في النجف الأشرف عام ١٣٨٧ هجرية.


٢٠٦ ـ كتاب فدك

لعبد الرحمن بن كثير الهاشمي ، مولى عباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس.

أنظر : رجال النجاشي : ٢٣٥.

٢٠٧ ـ كتاب فدك

لأبي طالب الأنباري ، عبيد الله بن أبي زيد أحمد بن يعقوب بن نصر الأنباري.

أنظر : رجال النجاشي : ٢٣٣.

٢٠٨ ـ كتاب فدك

لأبي الحسين يحيى بن زكريا النرماشيري.

أنظر : رجال النجاشي : ٤٤٣ ، الذريعة ١٦ / ١٢٩.

٢٠٩ ـ فدك

في : معجم البلدان ، ٢ / ٢٣٨ ـ ٢٤٠.

لياقوت الحموي ، شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي.

بيروت ، دار صادر ودار بيروت ، ١٣٩٩ ه / ١٩٧٩ م.

٢١٠ ـ فدك

في : دائرة المعارف ، الجزء ٢٣ ، صفحة ١٧٩ ـ ١٨٢.

للشيخ محمد حسين سليمان الأعلمي.

قم ، مؤسسة الأعلمي ، ١٣٩٠ ه / ١٩٧٠ م.

٢١١ ـ كتاب فدك

لأبي الجيش مظفر بن محمد بن أحمد البلخي الخراساني ، المتوفى ٣٦٧ ه.

أنظر : رجال النجاشي : ٤٢٢ ، الذريعة ١٦ / ١٢٩.

٢١٢ ـ الفدك

لجعفر بن بكير الخياط.

مر بعنوان : رسالة في قصة الفدك.

٢١٣ ـ كتاب فدك

لأبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال بن عاصم بن سعد بن مسعود الثقفي ، أصله كوفي (ت ٢٨٣ ه).

أنظر : رجال النجاشي : ١٧ ، الذريعة ١٦ / ١٢٩.


٢١٤ ـ كتاب فدك

لعبد الرحمن بن كثير الهاشمي ، مولى عباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس.

أنظر : النجاشي ٢٣٥ ، الذريعة ١٦ / ١٢٩.

٢١٥ ـ كتاب فدك

لأبي طالب عبيد الله بن أبي زيد أحمد بن يعقوب بن نصر الأنباري ، المتوفى ٣٥٦ ه.

أنظر : الذريعة ١٦ / ١٢٩.

٢١٦ ـ فدك في التاريخ

للسيد الشهيد محمد باقر الصدر (١٩٣١ ـ ١٩٨٠ م).

النجف الأشرف ، المطبعة الحيدرية ، ١٣٧٤ ه / ١٩٥٥ م ، ١٦٨ صفحة ، الطبعة الأولى.

بيروت ، دار التعارف ، ١٩٨٠ م ، طهران ، مؤسسة البعثة ، ١٩٨٥ م ، ١٤٨ صفحة.

٢١٧ ـ كتاب فدك والخمس

لأبي محمد الأطروش ، الحسن بن علي بن الحسن بن عمر بن علي بن

الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، المتوفى سنة ٣٠٢ أو ٣٠٤ ه.

أنظر : رجال النجاشي : ٥٧ ، الذريعة ١٦ / ١٢٩ ـ ١٣٠.

٢١٨ ـ كتاب فدك والكلام فيه

للشيخ طاهر ، غلام أبي الجيش.

أنظر : الذريعة

١٦ / ١٢٩ ، رجال

النجاشي : ٢٠٨ قال في ذكر كتبه : كان الشيخ ـ رضي‌الله‌عنه ـ يذكر منها كتابا له كلام في فدك.

٢١٩ ـ فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين

مجلدان.

لأبي عبد الله الحموي ، إبراهيم بن سعد الدين محمد بن أبي بكر بن محمد بن حمويه بن محمد الجويني ، فرغ منه سنة ٧١٦ هجرية.

تحقيق : الشيخ محمد باقر المحمودي.

بيروت ، مؤسسة المحمودي ، الطبعة الأولى ١٣٩٨ ه / ١٩٧٨ م.

٢٢٠ ـ فضائل الخمسة من الصحاح الستة

٣ مجلدات.




للسيد مرتضى الحسيني الفيروزآبادي.

النجف ، مطبعة النجف ، ١٣٨٣ ـ ١٣٨٤ ه.

بيروت ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، الطبعة الرابعة ، ١٤٠٢ ه / ١٩٨٢ م.

٢٢١ ـ فضائل الزهراء

لابن البيع ، محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري.

يأتي بعنوان : فضائل فاطمة الزهراء.

٢٢٢ ـ فضائل الزهراء عليها‌السلام

للشيخ أبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي ـ صاحب «الإحتجاج» ـ.

أنظر : الذريعة ١٦ / ٢٥٨ ، إيضاح المكنون ٢ / ١٩٦ ، معالم العلماء : ٢٥ ، الكنى والألقاب ٢ / ٤٤٥.

٢٢٣ ـ فضائل فاطمة رضي‌الله‌عنها

أو : فضائل سيدة النساء بعد مريم ، فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم ورضي عنه.

لابن شاهين ، أبي حفص عمر بن أحمد بن عثمان البغدادي الواعظ ، المتوفى سنة ٣٨٥ ه.

نسخة مخطوطة في المدرسة العمرية ، ضمن مجموع برقم ٣٧٥٤ عام (مجاميع ١٧) ، في ٨ أوراق ، من الورقة ١٠٤ ـ ١١١ ، تاريخ كتابتها نحو سنة ٦٦٣ ه.

أنظر : فهرس مجاميع المدرسة العمرية في دار الكتب الظاهرية بدمشق ، ص ٧٨.

٢٢٤ ـ فضائل فاطمة

للحافظ أبي القاسم البغوي ، عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ابن بنت أحمد بن منيع ، المتوفى ٣١٧ ه.

أنظر : أهل البيت ـ عليهم‌السلام ـ في المكتبة العربية ، القسم المخطوط.

٢٢٥ ـ فضائل فاطمة بنت محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله

في : الجامع الصحيح ، وهو سنن الترمذي ، الجزء ٥ ، صفحة ٦٩٨ ـ ٧٠٢.

لأبي عيسى محمد بن سورة الترمذي (٢٠٩ ـ ٢٩٧ ه).

تحقيق وتعليق : إبراهيم عطوة عوض.

بيروت ، دار إحياء التراث العربي.

٢٢٦ ـ فضائل فاطمة الزهراء عليها‌السلام

للحافظ أبي حفص عمر بن أحمد


البغدادي ، المعروف بابن شاهين (٢٩٧ ـ ٣٨٥ ه).

تحقيق : محمد سعيد الطريحي.

بيروت ، مؤسسة الوفاء ، ١٤٠٥ ه / ١٩٨٥ م.

٢٢٧ ـ فضائل فاطمة الزهراء في نظر الآخرين

فارسي ، بعنوان : فضائل فاطمه زهراء از ديدگاه ديگران.

للشيخ ناصر مكارم الشيرازي.

مشهد ، سنة ١٣٦٦ ه. ش / ١٩٨٧ ميلادية.

٢٢٨ ـ فضائل فاطمة الزهراء

لأبي عبد الله الحاكم النيشابوري ، الحافظ محمد بن عبد الله الضبي ، المعروف بابن البيع (٣٢١ ـ ٤٠٥ ه).

أنظر : الذريعة ١٦ / ٢٥٨ و ٢٦١ ، كشف الظنون ٣ / ١٢٧٧ ، هدية العارفين ٢ / ٥٩ ، الكنى والألقاب ٢ / ١٧٠ ، تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام : ٢٩٤ ـ ٢٩٥.

٢٢٩ ـ فضل فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وتزويجها

في : موارد الظمآن إلى زوائد

ابن حبان ، صفحة : ٥٤٩ ـ ٥٥١.

للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي.

حققه ونشره : محمد عبد الرزاق حمزة.

بيروت ، دار الكتب العلمية.

٢٣٠ ـ فهرس مصادر الدراسة عن الزهراء عليها‌السلام

لعلي محمد علي دخيل.

يأتي بعنوان : مصادر الدراسة عن الزهراء عليها‌السلام.

٢٣١ ـ في بيت فاطمة

لعبد الصمد تركي.

الكويت ، ٢٠٢ صفحة ، القطع المتوسط.

٢٣٢ ـ قران السعدين في أحوال البتول وأبي الحسنين عليهما‌السلام

بالأوردية.

طبعة الهند.

أنظر : الذريعة ١٧ / ٦٦.

٢٣٣ ـ القصيدة الفاطمية

مرت باسم : «البتول العذراء».




٢٣٤ ـ قرة الأبصار ودرة الأبرار

اسم للمجلد الأول من كتاب «سحاب الدموع» وهو في أحوال النبي والأمير والبتول والإمام المجتبى عليهم‌السلام.

للشيخ مولى محمد بن مشهدي بابا النخجواني.

مطبوع في سنة ١٣١٦ ه.

أنظر : الذريعة ١٧ / ٧١.

٢٣٥ ـ قواعد العمل في حل المعمى عن اسم فاطمة عليها‌السلام

فارسي.

وهو من معميات الشيخ شرف الدين علي اليزدي المعمائي (ت ٨٣٠ ه).

وهذا الشرح والحل لمعاصره السيد محمد بن علي الحسيني.

نسخة في المكتبة الرضوية ، ناقصة الآخر.

أنظر : الذريعة

١٧ / ١٨٦.

٢٣٦ ـ كحل الناظرين في تفضيل الزهراء على الأنبياء والمرسلين.

للسيد محمد مرتضى الحسيني الجونفوري ، المتوفى في حدود ١٣٣٣ ه.

مطبوع في سنة ١٣٠٢ ه.

أنظر : الذريعة ١٧ / ٢٨٥.

٢٣٧ ـ كشف الظلمات في مبحث فدك والرد على «آيات البينات».

بالأوردية.

أنظر : الذريعة ١٨ / ٤١.

٢٣٨ ـ كشف المحجة في شرح خطبة اللمة لفاطمة الزهراء عليها‌السلام

للسيد عبد الله بن محمد رضا الشبر الحسيني الحلي النجفي ، الكاظمي المسكن والمدفن (١١٨٨ ـ ١٢٤٢ ه).

نسخة في المكتبة المركزية لجامعة البصرة ، ضمن مجموع برقم ١٥٩.

وأخرى في التسترية في النجف.

وأخرى عند حفيد المؤلف السيد محمد بن علي بن الحسين بن عبد الله شبر ، تاريخها ١٢٢٥ ه.

أنظر : الذريعة ١٨ / ٥٨ و ١٣ / ٢٢٤ ، معارف الرجال ٢ / ١٠.

٢٣٩ ـ كلام فاطمة عليها‌السلام

لأبي الفرج الأصفهاني.

يأتي بعنوان : كتاب كلام فاطمة عليها‌السلام في فدك.


٢٤٠ ـ كتاب كلام فاطمة عليها‌السلام في فدك

لأبي الفرج علي بن الحسين الأصفهاني ـ صاحب «الأغاني» ـ.

أنظر : الذريعة ١٨ / ١٠٩.

٢٤١ ـ كلام في فدك

للشيخ طاهر غلام أبي الجيش.

مر بعنوان : كتاب فدك.

٢٤٢ ـ الكلمة الغراء في تفضيل الزهراء عليها‌السلام

للسيد عبد الحسين شرف الدين (١٨٧٣ ـ ١٩٥٨ م).

صيدا ، ١٣٤٧ ه ، طبع مع «الفصول المهمة» للمؤلف.

النجف الأشرف ، ١٩٦٧ م ، الطبعة الثانية.

ترجمه إلى الفارسية ، محسن بيدارفر.

طبعت الترجمة في قم ، سنة ١٣٦٣ ه. ش / ١٤٠٤ ه. ق ، ١٢٧ ورقة ، القطع الكبير.

٢٤٣ ـ الكوثر في مناقب ومصائب الزهراء عليها‌السلام.

فارسي ، بعنوان : كوثر ، مناقب ومصائب حضرت فاطمة زهرا سلام الله عليها.

فرهنك نخعي.

مشهد ، سنة ١٣٦٤ ه. ش ، ١٢٠ صفحة ، القطع المتوسط.

٢٤٤ ـ الكوكب الدري في أحوال النبي والبتول والوحي

لمحمد مهدي الحائري.

النجف الأشرف ، المطبعة العلمية ، ١٩٥١ م.

النجف ، المطبعة الحيدرية ، ١٩٥٥ م ، جزءان ، ٥٩٣ صفحة.

٢٤٥ ـ اللمعة البيضاء في شرح خطبة الزهراء عليها‌السلام

المسماة ب «خطبة اللمة» مع ذكر مناقبها وفضائلها وأحوالها وما يتعلق بها من ذكر أدعيتها وأحرازها وعدد أولادها.

لمحمد علي بن أحمد القراچه داغي الأنصاري ، كان حيا سنة ١٣٠٦ ه.

إيران ، ١٢٩٧ ه ، ٤٧٠ صفحة ،


القطع الكبير.

أنظر : الذريعة ١٨ / ٣٥٠ و ١٣ / ٢٢٤.

٢٤٦ ـ مباحثة الأموي والعلوي في تفضيل فاطمة الزهراء على مريم بنت عمران

للشيخ نجم الدين جعفر بن محمد الطهراني العسكري.

أنظر : الذريعة ١٩ / ٤٠.

٢٤٧ ـ مباحثة الجعفري والأشعري في تفضيل فاطمة الزهراء على مريم بنت عمران

للشيخ نجم الدين جعفر بن محمد الطهراني العسكري.

أنظر : الذريعة ١٩ / ٤٠.

٢٤٨ ـ مثنوي فرحنامهء فاطمي في أحوالات فاطمة عليها‌السلام

في قسمين : الأول ما نظمه محب علي خان حكمت ، والقسم الثاني ما نظمه الحكيم كاظم حاذق الملك.

أنظر : الذريعة ١٩ / ٢٥٦.

٢٤٩ ـ مجالس الأبرار

ترجمة عاشر البحار ، الجزء الأول منه

في أحوال فاطمة عليها‌السلام.

للسيد حامد حسين بن حسين الفيض آبادي الجنفوري ، وعليه تفريط للسيد أبي الحسن محمد بن علي بن صفدر الرضوي الكشميري ، المعروف بالسيد أبي صاحب.

مطبوع سنة ١٣١١ ه.

أنظر : الذريعة ١٩ / ٣٥٧.

٢٥٠ ـ مجلس في مناقب فاطمة عليها‌السلام

للحافظ السيوطي ، جلال الدين أبي الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد ، المتوفى ٩١١ ه.

نسخة في المكتبة السليمانية في إسلامبول ، برقم ١٣ / ١٠٣٠.

أنظر : معجم ما ألف عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ٢٢٥.

٢٥١ ـ مجمع النورين وملتقى البحرين فيما وقع من الجور على والدة السبطين

لأبي الحسن المرندي النجفي ، المتوفى ١٣٤٩ ه.

مطبوع سنة ١٣٢٨ ه ، ٢٨٢ صفحة ، القطع الكبير.

أنظر : الذريعة ٢٠ / ٤٦.




٢٥٢ ـ مختصر الكلام في وفيات النبي والزهراء والأئمة عليهم‌السلام

لمحمد علي الحسيني الشاه عبد العظيمي.

النجف الأشرف ، مطبعة حبل المتين ، ١٣٣٠ ه / ١٩١١ م ، ١٤٨ صفحة.

٢٥٣ ـ مصادر الدراسة عن الزهراء عليها‌السلام

لعل محمد علي دخيل.

النجف الأشرف ، ١٩٦٧ م ، ٥٨ صفحة ، القطع الصغير.

٢٥٤ ـ مصباح الأئمة في تاريخ أم الأئمة

لميرزا أحمد ، المتخلص ب «منظور».

أنظر : الذريعة ٢١ / ١٠٠.

٢٥٥ ـ المعصوم الثالث : فاطمة الزهراء

فارسي.

لجواد فاضل.

طهران ، سنة ١٣٣٦ ه. ش ، ٢٢١ صفحة ، القطع المتوسط.

طهران ، سنة ١٣٤٦ ه. ش ، الطبعة الثانية ، ١٩٩ صفحة ، القطع الكبير.

٢٥٦ ـ المقلة العبراء في تظلم الزهراء عليها‌السلام

للشيخ عبد علي بن الحسين الجزائري.

أنظر : الذريعة ٢٢ / ١٢٠ ، إيضاح المكنون ٢ / ٥٤٧.

٢٥٧ ـ ملتقى الأصفياء في مناقب الإمام علي والسبطين والزهراء

للشيخ عبد الفتاح بن حسين راوه المكي ، من طلبة العلم بالمسجد الحرام. طبعة مطبعة المدني ، ١٣٨٧ ه.

أنظر : أهل البيت عليهم‌السلام في المكتبة العربية ، القسم المخطوط.

٢٥٨ ـ ملحمة في الزهراء البتول

وضعها على طريقة الموشح الذي يتكون من ثلاث قواف ورابعة.

للشيخ محسن بن إبراهيم المظفر ، المولود في النجف الأشرف ، سنة ١٣١٩ ه.

أنظر : شعراء الغري ٧ / ٢٥٧ ، شعراء

النجف ـ المخطوط ـ : ٣٤١.

٢٥٩ ـ ملكة الإسلام

في احتجاج الصديقة عليها‌السلام في أول مجلس بينها وبين الخليفة.


فارسي ، بعنوان : ملكه إسلام.

للميرزا خليل الكمره اي.

طهران ، سنة ١٣٢٧ ه. ش.

طهران ، سنة ١٣٤٨ ه. ش ، ٣١٢ صفحة ، الطبعة الثانية ، القطع الكبير.

٢٦٠ ـ ملكة الإسلام فاطمة الزهراء في المسجد النبوي

فارسي.

لحسين حق شنوا.

طهران ، سنة ١٣٤٨ ه. ش.

٢٦١ ـ ملكة الإسلام فاطمة الزهراء فارسي.

للشيخ محمد جواد النجفي.

طبع في طهران.

أنظر : فهرست خانبار مشار : ٣٣٢٨.

٢٦٢ ـ ملكة الإسلام فاطمة الزهراء

القسم الأول : أول محكمة قضائية بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

القسم الثاني : منبع ماء الحياة.

طهران ، المكتبة الإسلامية ، سنة ١٣٤٨ ه. ش.

٢٦٣ ـ مناقب علي والحسنين وأمهما فاطمة الزهراء عليهم‌السلام

لعبد المعطي أمين قلعجي.

حلب ، ١٩٧٩ م.

٢٦٤ ـ مناقب فاطمة

لعبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي المناوي ، المتوفى سنة ١٠٣١ ه.

أنظر : أهل البيت عليهم‌السلام في المكتبة العربية ، القسم المخطوط.

٢٦٥ ـ مناقب فاطمة

لأبي صالح المؤذن ، أحمد بن عبد الملك بن علي النيسابوري الحافظ ، المتوفى سنة ٤٧٠ هجرية.

أنظر : أهل البيت عليهم‌السلام في المكتبة العربية ، القسم المخطوط.

٢٦٦ ـ مناقب فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وفضلها وتزويجها بعلي

في : مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ، الجزء ٩ ، صفحة ٢٠١ ـ ٢١٢.

للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي ، المتوفى ٨٠٧ ه ، بتحرير


الحافظين : العراقي وابن حجر.

بيروت ، دار الكتاب العربي ، الطبعة الثالثة ، ١٤٠٢ ه ـ ١٩٨٢ م.

٢٦٧ ـ مناقب فاطمة الزهراء عليها‌السلام

للسيوطي.

تقدم بعنوان ـ الثغور الباسمة في مناقب السيدة فاطمة.

٢٦٨ ـ مناقب فاطمة الزهراء عليها‌السلام

للحاكم النيسابوري أبي عبد الله محمد بن عبد الله ، المتوفى ٤٠٥ ه.

أنظر : الذريعة ٢٢ / ٣٣١.

٢٦٩ ـ مناقب فاطمة الزهراء وحالاتها

نسخة منه عند الميرزا هادي الروضة خوان الخراساني في النجف الأشرف.

أنظر : الذريعة ٢٢ / ٣٣١.

٢٧٠ ـ مناقب فاطمة الزهراء وولدها عليهم‌السلام

لأبي جعفر محمد بن جرير بن رستم بن جرير الآملي الطبري ـ صاحب «دلائل الإمامة» ـ المعاصر للشيخ الطوسي.

أنظر : الذريعة

٢٢ / ٣٣٢.

٢٧١ ـ مناقب الفاطمية

للشيخ إبراهيم بن محسن الكاشاني.

دمشق ، ٤٧ صفحة ، القطع المتوسط.

أنظر : الذريعة ٢٢ / ٣٣٢.

٢٧٢ ـ كتاب من روى عن فاطمة من أولادها

لأبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد ، المعروف بابن عقدة الزيدي الجارودي ، المتوفى ٣٣٣ ه.

أنظر : الذريعة ٢٢ / ٢٢٨ ، معالم

العلماء : ١٧.

٢٧٣ ـ المودة في القربى في فضائل فاطمة الزهراء

للسيد خلف بن عبد المطلب بن حيدر بن محمد بن فلاح الموسوي الحويزي ، كان معاصرا للشيخ البهائي.

أنظر : إيضاح المكنون ٢ / ٦٠٤.

٢٧٤ ـ كتاب مولد فاطمة عليها‌السلام

للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ، المتوفى ٣٨١ ه.


أنظر : الذريعة ٢٣ / ٢٧٥ ، رجال النجاشي : ٣٩٢.

٢٧٥ ـ كتاب مولد فاطمة الزهراء عليها‌السلام

للشيخ أبي عزيز الخطي ، محمد بن عبد الله بن محمد.

أنظر : الذريعة ٢٣ / ٢٧٥.

٢٧٦ ـ النار الحاطمة لقاصد إحراق بيت فاطمة عليها‌السلام

للسيد مقرب علي النقوي الحسيني.

الهند ، ١٢٨١ ه ، ٩١ صفحة ، القطع الكبير.

٢٧٧ ـ نخبة البيان في تفضيل سيدة النسوان

في حياة الزهراء عليها‌السلام وفضائلها.

للسيد عبد الرسول الشريعتمداري الجهرمي.

قم ، مكتب الهادي ، سنة ١٣٦٦ ه. ش ، ٢٨٠ صفحة ، القطع المتوسط.

٢٧٨ ـ نداء الشيعة

بحث عن شخصية الزهراء عليها‌السلام

فارسي ، بعنوان : نداي شيعه.

لمير سيد أحمد الروضاتي.

طهران ، سنة ١٣٥١ ه. ش ، ١٢ صفحة.

٢٧٩ ـ نظم رواية ورقة في مصائب الزهراء عليها‌السلام

للحسن بن الحسين بن عبد النبي.

نسخة في مكتبة الطهراني بسامراء ، ضمن مجموعة كتابتها في حدود ١٠٠٠ ه.

أنظر : الذريعة ٢٤ / ٢١٢.

٢٨٠ ـ النفحات القدسية في الأنوار الفاطمية

لعبد الرزاق كمونة الحسيني.

بيروت ، ١٩٧٠ م ، ١٤٢ صفحة ، القطع الكبير.

٢٨١ ـ النفحات القدسية في حالات فاطمة المرضية عليها‌السلام

فارسي.

لعبد الأمير بن محمد البادكوبي ، ألفه سنة ١٣٥٧ ه.

أنظر : الذريعة ٢٤ / ٢٥٠.




٢٨٢ ـ الهدى

في إثبات الإرث للأنبياء ، ورد الخبر الموضوع المشهور «نحن معاشر الأنبياء لا نورث»

بالأوردية.

للسيد علي بن أبي القاسم الرضوي القمي اللاهوري.

طبعة الهند.

أنظر : الذريعة ٢٥ / ٢٠٢.

٢٨٣ ـ هدي الملة إلى أن فدك من النحلة

لحسن بن أبي المعالي محمد باقر الحائري القزويني (١٢٩٦ ـ ١٣٨٠ ه / ١٨٧٩ ـ ١٩٦٠ م).

النجف الأشرف ، ١٣٥٢ ه ، ٧٦ صفحة ، الطبعة الأولى.

القاهرة ، الطبعة الأولى المحققة ، ١٣٩٦ ه / ١٩٧٦ م ، مطبوعات النجاح ـ ١٦ ، ٢٣٢ صفحة.

قم ، أوفسيت.

٢٨٤ ـ وفاة الزهراء عليها‌السلام

ليحيى بن الحسين بن عنبرة بن ناصر البحراني ، تلميذ المحقق الكركي.

أنظر : الذريعة ٢٥ / ١١٩.

٢٨٥ ـ وفاة الزهراء

للشيخ حسين آل عصفور.

تقدم بعنوان : الدرة الغراء في وفاة الزهراء.

٢٨٦ ـ وفاة الزهراء (رسالة في ...)

للسيد محمد علي بن ميرزا محمد بن هداية الله الحسيني الرازي الشاه عبد العظيمي النجفي (١٢٥٨ ـ ١٣٣٤ ه).

أنظر : معارف الرجال ٢ / ٣١٨.

٢٨٧ ـ وفاة الزهراء

لأبي الحسن البكري المصري ، المتوفى ٩٥٣ ه ، أستاذ الشهيد الثاني.

أنظر : الذريعة ٢٥ / ١١٩.

٢٨٨ ـ وفاة الزهراء عليها‌السلام

للسيد هاشم بن سليمان بن إسماعيل الكتكاني البحراني ، المتوفى ١١٠٧ ه.

أنظر : الذريعة ٢٥ / ١٩.

٢٨٩ ـ وفاة الصديقة عليها‌السلام

للشيخ حسين ابن مؤلف «أنوار البدرين».


أنظر : الذريعة ٢ / ٤٢٠.

٢٩٠ ـ وفاة الصديقة الزهراء عليها‌السلام

السيد عبد الرزاق الموسوي المقرم ، المتوفى سنة (١٨٩٨ ـ ١٣٩١ ه).

النجف الأشرف ، المطبعة الحيدرية ، ١٣٧٠ ه / ١٩٥١ م ، صفحة ١٥٢.

بيروت ، مؤسسة الوفاء ، ١٤٠٤ ه ، ١٤٨ صفحة ، ١٧؟ ٢٤ سم.

٢٩١ ـ وفاة فاطمة عليها‌السلام

للشيخ أبي الحسن البكري.

أنظر : الذريعة ٢١ / ١٠٢ ـ ١٠٣.

٢٩٢ ـ وفاة فاطمة

في : العبر في خبر من غبر ، الجزء ١ صفحة ١١.

للحافظ الذهبي ، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت ٧٤٨ ه).

تحقيق : محمد السعيد بن بسيوني زغلول.

بيروت : دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، ١٤٠٥ ه / ١٩٨٥ م.

٢٩٣ ـ وفاة فاطمة الزهراء عليها‌السلام

لعلي الشيخ حسين البلادي.

النجف الأشرف ، ٧٢ صفحة ، القطع المتوسط.

٢٩٤ ـ وفاة فاطمة وفضائلها رضي الله عنها

في : مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان ، الجزء ١ ، صفحة ٦١ ـ ٦٢.

حيدر آباد الدكن ، ١٣٣٧ ه ، الطبعة الأولى.

بيروت ، مؤسسة الأعلمي ، ١٣٩٠ ه ، الطبعة الثانية ، أوفسيت.

٢٩٥ ـ اليد البيضاء في مناقب الزهراء عليها‌السلام

نكت من الأخبار الواردة فيها ، الجزء الثاني من «أنوار المواهب».

لعلي أكبر بن الحسين النهاوندي.

طبع سنة ١٣٦٠ ه.

أنظر : الذريعة ٢ / ٤٤٥ و ٢٥ / ٢٧٧.


٢٩٦ ـ يوميات فاطمة الزهراء عليها‌السلام

حياتها الشخصية ودورها الاجتماعي

والسياسي.

لأحمد الكاتب.

طهران ، سنة ١٣٦٦ ه. ش / ١٩٨٧ م ، ١٥٦ صفحة ، القطع المتوسط.


التحقيق في نفي التحريف

(٨)

السيد علي الميلاني

الفصل الخامس

مشهوران لا أصل لهما

لقائل أن يقول : لقد أوضحت ما كان غامضا من أمر التحريف والقائلين به .. ولكن بحثك يشتمل على التجهيل والتفسيق لبعض الصحابة ، والطعن في الصحيحين ، وهذا خلاف مذهب جمهور أبناء السنة في المسألتين!! وأقول : نعم .. إن المشهور بين أهل السنة هو القول بصحة أخبار كتب اشتهرت بالصحاح .. فقالوا بصحة كتب : البخاري ومسلم والنسائي والترمذي وابن ماجة وأبي داود .. وهذه هي الكتب المعروفة عندهم بالصحاح .. ومنهم من زاد عليها الموطأ ، أو نقض منها سنن ابن ماجة .. لكن لا كلام بينهم في كتابي البخاري ومسلم ، بل ادعي الإجماع على صحة ما في هذين الكتابين وأنهما أصح الكتب بعد القرآن المبين ـ وإن اختلفوا في ترجيح أحدهما على الآخر ـ بل ادعى جماعة منهم القطع بأحاديثهما ، وعلى هذا الأساس قالوا بأن من روى له الشيخان فقد جاز القنطرة (١).

__________________

(١) المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج.


قال ابن حجر المكي : «روى الشيخان البخاري ومسلم في صحيحيهما اللذين هما أصح الكتب بعد القرآن بإجماع من يعتد به» (٢).

وقال أبو الصلاح : «أول من صنف في الصحيح : البخاري أبو عبد الله محمد بن إسماعيل. وتلاه أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري ، ومسلم مع أنه أخذ عن البخاري واستفاد منه فإنه يشارك البخاري في كثير من شيوخه ، وكتاباهما أصح الكتب بعد كتاب الله العزيز» (٣).

وقال الجلال السيوطي : «وذكر الشيخ ـ يعني ابن الصلاح ـ أن ما روياه أو أحدهما فهو مقطوع بصحته ، والعلم القطعي حاصل فيه. قال : خلافا لمن نفى ذلك ، محتجا بأنه لا يفيد إلا الظن ، وإنما تلقته الأمة بالقبول لأنه يجب عليهم العمل بالظن والظن قد يخطئ ، قال : وكنت أميل إلى هذا وأحسبه قويا ، ثم بان لي أن الذي اخترناه أولا هو الصحيح ، لأن ظن من هو معصوم عن الخطأ لا يخطئ ، والأمة في إجماعها معصومة من الخطأ ، ولهذا كان الإجماع المبني على الاجتهاد حجة مقطوعا بها ، وقد قال إمام الحرمين : لو حلف إنسان بطلاق امرأته أن ما في الصحيحين ـ مما حكما بصحته ـ من قول النبي [صلى‌الله‌عليه‌وآله] ألزمته الطلاق ، لإجماع علماء المسلمين على صحته.

قال المصنف : وخالفه المحققون والأكثرون فقالوا : يفيد الظن ما لم يتواتر. قال في شرح مسلم : لأن ذلك شأن الآحاد ، ولا فرق في ذلك بين الشيخين وغيرهما ، وتلقي الأمة بالقبول إنما أفاد وجوب العمل بما فيهما من غير توقف على النظر فيه ، بخلاف غيرهما فلا يعمل به حتى ينظر فيه ويوجد فيه شروط الصحيح ، ولا يلزم من إجماع الأمة على العمل بما فيهما إجماعهم على القطع بأنه كلام النبي [صلى‌الله‌عليه‌وآله]. قال : وقد اشتد إنكار ابن برهان على من قال بما قاله

__________________

(٢) الصواعق المحرقة : ٥.

(٣) علوم الحديث لأبي الصحاح. وعنه في مقدمة فتح الباري : ٨.


الشيخ ، وبالغ في تغليطه.

وكذا عاب ابن عبد السلام على ابن الصلاح هذا القول وقال : إن بعض المعتزلة يرون أن الأمة إذا علمت بحديث اقتضى ذلك القطع بصحته ، قال : وهو مذهب ردئ.

قال البلقيني : ما قاله النووي وابن عبد السلام ومن تبعهما ممنوع ، فقد نقل بعض الحفاظ المتأخرين مثل قول ابن الصلاح عن جماعة من الشافعية ، كأبي إسحاق وأبي حامد الأسفرانيين ، والقاضي أبي الطيب ، والشيخ أبي إسحاق الشيرازي ، وعن السرخسي من الحنفية ، والقاضي عبد الوهاب من المالكية ، وأبي يعلى وابن الزاغوني من الحنابلة ، وابن فرك وأكثر أهل الكلام من الأشعرية ، وأهل الحديث قاطبة ، ومذهب السلف عامة. بل بالغ ابن طاهر المقدسي في (صفوة التصوف) فألحق به ما كان على شرطهما وإن لم يخرجاه. وقال شيخ الإسلام : ما ذكره النووي مسلم من جهة الأكثرين ، أما المحققون فلا. وقد وافق ابن الصلاح أيضا محققون ... وقال ابن كثير : وأنا مع ابن الصلاح فيما عول عليه وأرشد إليه.

قلت : وهو الذي أختاره ولا أعتقد سواه» (٤).

وقال أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي : «وأما الصحيحان فقد اتفق المحدثون على أن جميع ما فيهما من المتصل المرفوع صحيح بالقطع ، وأنهما متواتران إلى مصنفيهما وأنه كان من يهون أمرهما فهو مبتدع متبع غير سبيل المؤمنين» (٥).

أقول : إن البحث عن «الصحيح» و «الصحاح» و «الصحيحين» طويل عريض لا نتطرق هنا إليه ، عسى أن نوفق لتأليف كتاب فيه .. لكنا نقول بأن الحق مع من خالف ابن الصلاح ، وأن ما ذكره الدهلوي مجازفة ، وأن الإجماع على

__________________

(٤) تدريب الراوي ـ شرح تقريب النواوي : ١ / ١٣١ ـ ١٣٤.

(٥) حجة الله البالغة.


أحاديث الصحيحين (٦) غير قائم .. نعم .. ذاك هو المشهور .. لكنه لا أصل له .. وسنبين هذا بإيجاز :

الكلام حول الصحيحين

والحقيقة .. أنا لم نفهم حتى الآن السبب في تخصيص هذا الشأن بالكتابين ، وذكر تلك الفضائل لهما (٧) دون غيرهما من كتب المصنفين!!

ألم يصنف مشايخ الرجلين وأئمة الحديث من قبلهما في الحديث؟!

ألم يكن في المتأخرين عنهما من هو أعرف بالحديث الصحيح منهما؟!

أليس قد فضل بعضهم كتاب أبي داود على البخاري ، وقال الخطابي : «لم يصنف في علم الحديث مثل سنن أبي داود» ، وهو أحسن وضعا وأكثر فقها من الصحيحين (٨)؟!

أليس قد قال ابن الأثير : «في سنن الترمذي ما ليس في غيرها من ذكر المذاهب ووجوه الاستدلال وتبيين أنواع الحديث من الصحيح والحسن

__________________

(٦) وتخص الصحيحين بالبحث ، لأنه إذا سقط ما قيل في حقهما سقط ما قيل في حق غيرهما بالأولوية ، ونعبر عنهما بالصحيحين لأنهما موسومان بهذا الاسم.

(٧) ذكروا للبخاري خاصة ما لا يصدق ، ففي مقدمة فتح الباري ـ ص ١١ ـ : ذكر الإمام القدوة أبو محمد بن أبي جمرة في اختصاره للبخاري ، قال : قال لي من لقيته من العارفين ممن لقي من السادة المقر لهم بالفضل : إن صحيح البخاري ما قرئ في شدة إلا فرجت ، ولا ركب به في مركب فغرق ، قال : وكان مجاب الدعوة وقد دعا لقارئه» وفيها ـ ص ٤٩٠ ـ : قال شيخ الإسلام أبو إسماعيل الهروي ـ فيما قرأنا على فاطمة وعائشة بنتي محمد بن الهادي ـ : إن أحمد بن أبي طالب أخبرهم ، عن عبد الله بن عمر بن علي ، أن أبا الوقت أخبرهم عنه سماعا ، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل الهروي ، سمعت خالد بن عبد الله المروزي ، يقول : سمعت أبا سهل محمد بن أحمد المروزي ، يقول : سمعت أبا زيد المروزي ، يقول : كنت نائما بين الركن والمقام فرأيت النبي [صلى‌الله‌عليه‌وآله] في المنام فقال لي : يا أبا زيد ، إلى متى تدرس كتاب الشافعي ولا تدرس كتابي؟! فقلت : يا رسول الله [صلى الله عليه وآله] وما كتابك؟! قال : جامع محمد بن إسماعيل.

(٨) ذكره الأدفوي في عبارته الآتية.


والغريب»؟!

أليس قد قيل في النسائي : إن له شرطا في الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم؟! (٩).

أليس قد وصف غير الكتابين من كتب الحديث بما يقتضي الترجيح عليهما؟!

إنه لم يكن للرجلين هذا الشأن في عصرهما وبين أقرانهما .. فلماذا هذا التضخيم لهما فيما بعد؟!

لا ندري .. هل للسياسة دور في هذه القضية كما كان في قضية حصر المذاهب؟ أو أن شدة تعصبهما ضد أهل البيت عليهم‌السلام هو الباعث لترجيح أبنا السنة كتابيهما على سائر الكتب؟!

لكني أرى أن السبب كلا الأمرين .. لأن السلطات ـ في الوقت الذي كانت تضيق على أئمة أهل البيت عليهم‌السلام وتلاحق تلامذتهم ورواه حديثهم وعلماء مدرستهم ـ كانت تدعو إلى عقائد المخالفين لهم وتروج كتبهم وتساعد على نشرها .. ومن الطبيعي أن تقدم كل من كان أكثر عداوة وأشد تعصبا في هذا الميدان ..

قال السيد شرف الدين : «.. وأنكى من هذا كله عدم احتجاج البخاري في صحيحه بأئمة أهل البيت النبوي ، إذ لم يرو شيئا عن الصادق والكاظم والرضا والجواد والهادي والزكي العسكري وكان معاصرا له ، ولا روى عن الحسن بن الحسن ، ولا عن زيد بن علي بن الحسين ، ولا عن يحيى بن زيد ، ولا عن النفس الزكية محمد بن عبد الله الكامل بن الحسن الرضا بن الحسن السبط ، ولا عن أخيه إبراهيم بن عبد الله ، ولا عن الحسين الفخي بن علي بن الحسن بن الحسن ،

__________________

(٩) البداية والنهاية ١١ / ١٢٣ ، تهذيب الكمال ١ / ١٧٢ ، طبقات الشافعية للسبكي ٣ / ١٦ ، الوافي بالوفيات ٦ / ٤١٧.


ولا عن يحيى بن عبد الله بن الحسن ، ولا عن أخيه إدريس بن عبد الله ، ولا عن محمد بن جعفر الصادق ، ولا عن محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن المعروف بابن طباطبا ، ولا عن أخيه القاسم الشرسي ، ولا عن محمد بن زيد بن علي ، ولا عن محمد بن القاسم بن علي بن عمر الأشرف بن زين العابدين صاحب الطالقان المعاصر للبخاري ، ولا عن غيرهم من أعلام العترة الطاهرة وأغصان الشجرة الزاهرة ، كعبد الله بن الحسن وعلي بن جعفر العريضي وغيرهما ، ولم يرو شيئا عن حديث سبطه الأكبر وريحانته من الدنيا أبي محمد الحسن المجتبى سيد شباب أهل الجنة .. مع احتجاجه بداعية الخوارج وأشدهم عداوة لأهل البيت عمران بن حطان ، القائل في ابن ملجم وضربته لأمير المؤمنين عليه‌السلام :

يا ضربة من تقي ما أراد بها

إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا

إني لأذكره يوما فأحسبه

أوفى البرية عند الله ميزانا " (١٠)

نعم .. هكذا فعلت السلطات .. والعلماء والمحدثون .. المتربعون على موائدهم ، والسائرون في ركابهم ، الآخذون منهم مناصبهم رواتبهم ، يتسابقون في تأييد خططهم وتوجيهها ، تزلفا إليهم وتقربا منهم .. حتى بلغ الأمر بهم إلى وضع الفضائل للكتابين ومؤلفيهما .. ثم دعوى الإجماع على قطعية أحاديثهما ، وعلى تلقي الأمة إياها بالقبول .. ثم القول بأن كل من يهون أمرهما فهو مبتدع متبع غير سبيل المؤمنين.

تماما كالذي فعلوا ـ بوحي من السلطات ـ في قضية حصر المذاهب ، حيث أفتوا بحرمة الخروج عن تقليد الأربعة مستدلين بالإجماع ، فعودي من تمذهب بغيرها ، وأنكر عليه ، ولم يول قاض ولا قبلت شهادة أحد ما لم يكن مقلدا لأحد هذه المذاهب.

__________________

(١٠) الفصول المهمة في تأليف الأمة : ١٦٨.


لقد كان التعصب ضد أهل البيت الأطهار عليهم‌السلام ، خير وسيلة للتقرب إلى الحكام وللحصول على الجاه والمقام .. في بعض الأدوار .. فكلما كان التعصب أشد وأكثر كان صاحبه أفضل وأشهر .. ولذا تراهم يقدمون كتاب البخاري ـ بالرغم من أن لكتاب مسلم مزايا لأجلها قال جماعة بأفضليته ـ لأنه لم يخرج ما أخرجه مسلم من مناقب أهل البيت كحديث الثقلين .. وتراهم يقدحون في الحاكم وفي مستدركه على الصحيحين .. لأنه أخرج فيه منها ما لم يخرجاه .. وإن كان واجدا لكل ما اشترطاه ..

ويشهد بذلك تضعيفهم الحديث الوارد فيهما إذا كان فيه دلالة أو تأييد لمذهب الشيعة .. كما طعن ابن الجوزي وابن تيمية في حديث الثقلين .. وطعن الآمدي ومن تبعه في حديث : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» .. المخرج في الصحيحين ..

فهذا هو الأصل في كل ما ادعوا في حق الكتابين .. أنه ليس إلا التعصب .. وإلا فإنهما يشتملان على الصحيح وغيره كسائر الكتب ، وصاحبا هما محدثان كسائر الرجال .. فها هنا مقامات ثلاثة :

آراء العلماء في الشيخين :

١ ـ لقد امتنع أبو زرعة عبد الكريم بن عبد الكريم الرازي من الرواية عن البخاري ، أما مسلم فقد ذكر صحيحه فقال : «هؤلاء قوم أرادوا التقدم قبل أوانه فعملوا شيئا يتسوقون به».

هذا رأي أبي زرعة في الرجلين ، ذكر ذلك جماعة من الأعلام ، قال الذهبي : «قال سعيد البرذعي : شهدت أبا زرعة ذكر صحيح مسلم فقال : هؤلاء قوم أرادوا التقدم قبل أوانه فعملوا شيئا يتسوقون به ، وأتاه رجل ـ وأنا شاهد ـ بكتاب مسلم ، فجعل ينظر فيه فإذا حديث عن أسباط بن نصر فقال : ما أبعد هذا عن الصحيح! .. ثم رأى قطن بن نسير فقال لي : وهذا أطم من الأول ، قطن بن نسير يصل أحاديث


عن ثابت جعلها عن أنس .. ثم نظر فقال : يروي عن أحمد بن عيسى في الصحيح! ما رأيت أهل مصر يشكون في أنه ـ وأشار إلى لسانه ـ» (١١).

وقال : «قال أبو قريش الحافظ : كنت عند أبي زرعة فجاء مسلم بن الحجاج فسلم عليه وجلس ساعة وتذاكرا ، فلما أن قام قلت له : هذا جمع أربعة آلاف حديث في الصحيح. قال : فلمن ترك الباقي؟! ثم قال : هذا ليس له عقل ، لو دارى محمد بن يحيى لصار رجلا» (١٢).

وقال في ترجمة علي المديني شيخ البخاري : «علي بن عبد الله بن جعفر بن الحسن الحافظ ، أحد الأعلام الأثبات ، وحافظ العصر ، ذكره العقيلي في كتاب الضعفاء فبئس ما صنع ، فقال : جنح إلى ابن داود والجهمية ، وحديثه مستقيم إن شاء الله. قال لي عبد الله بن أحمد : كان أبي حدثنا عنه ، ثم أمسك عن اسمه وكان يقول : حدثنا رجل ، ثم ترك حديثه بعد ذلك. قلت : بل حديثه عن في مسنده. وقد تركه إبراهيم الحربي وذلك لميله إلى أحمد بن أبي داود ، فقد كان محسنا إليه.

وكذا امتنع مسلم عن الرواية عنه في صحيحه لهذا المعنى ، كما امتنع أبو زرعة وأبو حاتم من الرواية عن تلميذه محمد (١٣) لأجل مسألة اللفظ. وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : كان أبو زرعة ترك الرواية عنه من أجل ما كان منه في المحنة» (١٤).

وقال المناوي في ترجمة البخاري : «زين الأمة ، افتخار الأئمة ، صاحب أصح الكتب بعد القرآن .. وقال الذهبي : كان من أفراد العالم مع الدين والورع والمتانة. هذه عبارته في الكاشف. ومع ذلك غلب عليه الغض من أهل السنة ،

__________________

(١١) تذهيب التهذيب ـ ترجمة أحمد بن عيسى المصري ، ميزان الاعتدال ١ / ١٢٥.

(١٢) سير أعلام النبلاء ـ ترجمة محمد بن يحيى الذهلي ـ ١٢ / ٢٨٠.

(١٣) هو محمد بن إسماعيل البخاري.

(١٤) ميزان الاعتدال ٣ / ١٣٨.


فقال في كتاب الضعفاء والمتروكين : ما سلم من الكلام لأجل مسألة اللفظ ، تركه لأجلها الرازيان (١٥). هذه عبارته واستغفر الله تعالى ، نسأل الله السلامة ونعوذ به من الخذلان» (١٦).

وقد ترجم الذهبي وابن حجر وغيرهما أبا زرعة ترجمة حافلة وأوردوا كلمات القوم في إمامته وثقته وحفظه وورعه بما يطول ذكره ، والجدير بالذكر قول الذهبي في آخر ترجمته : «قلت : يعجبني كثيرا كلام أبي زرعة في الجرح والتعديل يبين عليه الورع والخبرة» (١٧).

وقول أبي حاتم في حقه : إذا رأيت الرازي ينتقص أبا زرعة فاعلم أنه مبتدع» (١٨).

وقول ابن حبان : «كان أحد أئمة الدنيا في الحديث مع الدين والورع والمواظبة على الحفظ والمذاكرة وترك الدنيا وما فيه الناس» (١٩).

وقول ابن راهويه : «كل حديث لا يعرفه أبو زرعة فليس له أصل» (٢٠).

٢ ـ وامتنع أبو حاتم الرازي من الرواية عن البخاري .. كما عرفت.

٣ ـ وتكلم محمد بن يحيى الذهلي في البخاري وإخراجه مسلم من مجلس بحثه مذكور في جميع كتب التراجم ..

قال الذهبي عن الحاكم : «وسمعت محمد بن يعقوب الحافظ يقول : لما استوطن البخاري نيسابور أكثر مسلم بن الحجاج الاختلاف إليه ، فلما وقع بين الذهلي وبين البخاري ما وقع في مسألة اللفظ ونادى عليه ومنع الناس عنه

__________________

(١٥) هما : أبو زرعة الرازي وأبو حاتم الرازي.

(١٦) فيض القدير ١ / ٢٤.

(١٧) سير أعلام النبلاء ١٣ / ٨١.

(١٨) تهذيب التهذيب ٧ / ٣٠.

(١٩) تهذيب التهذيب ٧ / ٣٠.

(٢٠) سير أعلام النبلاء ١٣ / ٧١ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٢٩ ، الكاشف ٢ / ٢٠١.


انقطع عنه أكثر الناس غير مسلم ، فقال الذهلي يوما : ألا من قال باللفظ فلا يحل له أن يحضر مجلسنا ، فأخذ مسلم رداءه فوق عمامته وقام على رؤوس الناس ، وبعث إلى الذهلي ما كتب عنه على ظهر حمال ، وكان مسلم يظهر القول باللفظ ولا يكتمه.

قال : وسمعت محمد بن يوسف المؤذن : سمعت أبا حامد بن الشرقي يقول : حضرت مجلس محمد بن يحيى ، فقال : ألا من قال : لفظي بالقرآن مخلوق فلا يحصر مجلسنا ، فقام مسلم بن الحجاج عن المجلس ، رواها أحمد بن منصور الشيرازي عن محمد بن يعقوب ، فزاد : وتبعه أحمد بن سلمة.

قال أحمد بن منصور الشيرازي : سمعت محمد بن يعقوب الأخرم ، سمعت أصحابنا يقولون : لما قام مسلم وأحمد بن سملة من مجالس الذهلي قال : لا يساكنني هذا الرجل في البلد. فخشي البخاري وسافر» (٢١).

وترجم له الخطيب فقال : «كان أحد الأئمة والعارفين والحفاظ المتقنين والثقات المأمونين ، صنف حديث الزهري وجوده ، وقدم بغداد وجالس شيوخها وحدث بها ، وكان الإمام أحمد بن حنبل يثني عليه وينشر فضله ، وقد حدث عنه جماعة من الكبراء» فذكر كلمات الثناء عليه حتى نقل عن بعضهم قوله : «كان أمير المؤمنين في الحديث» (٢٢).

والجدير بالذكر رواية البخاري عنه بالرغم مما كان منه في حقه ، لكن مع تدليس في اسمه ، قال الذهبي : «روى عنه خلائق منهم ... محمد بن إسماعيل البخاري ، ويدلسه كثيرا ، لا يقول : محمد بن يحيى ، بل يقول : محمد فقط ، أو محمد بن خالد ، أو محمد بن عبد الله ينسبه إلى الجد ويعمي اسمه لمكان الواقع بينهما» (٢٣).

__________________

(٢١) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٦٠ ، هدى الساري في مقدمة فتح الباري ٢ / ٢٦٤.

(٢٢) تاريخ بغداد ٣ / ٤١٥.

(٢٣) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٢٧٤.


٤ ـ وأورد ابن أبي حاتم البخاري في كتاب «الجرح والتعديل» وقال ما نصه : «قدم محمد بن إسماعيل الري سنة ٢٥٠ وسمع منه أبي وأبو زرعة وتركا حديثه عندما كتب إليهما محمد بن يحيى أنه أظهر عندهم بنيسابور أن لفظه بالقرآن مخلوق» (٢٤).

وقد وصفوا ابن أبي حاتم بالإمامة والحفظ والثقة والزهد ، بل قالوا : «كان يعد من الأبدال» (٢٥). وقال الذهبي : «له كتاب نفيس في الجرح والتعديل» (٢٦). وعن ابن مندة : «له الجرح والتعديل في عدة مجلدات تدل على سعة حفظه وإمامته» (٢٧).

٥ ـ وقال أبو بكر ابن الأعين : «مشايخ خراسان ثلاثة : قتيبة ، وعلي بن حجر ، ومحمد بن مهران الرازي ، ورجالها أربعة : عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي ، ومحمد بن إسماعيل البخاري ـ قبل أن يظهر ـ ، ومحمد بن يحيى ، وأبو زرعة» (٢٨).

وقوله : «قبل أن يظهر» طعن كما هو ظاهر.

وابن الأعين من أكابر الحفاظ الأعلام.

٦ ـ وأورد الذهبي البخاري في كتاب «ميزان الاعتدال في نقد الرجال» وكتاب «المغني في الضعفاء» (٢٩) وهو ما استنكره المناوي في عبارته آنفة الذكر.

آراء العلماء في الصحيحين :

قد تضمنت الكلمات السالفة الذكر ـ عن جمع من أعلام الجرح والتعديل

__________________

(٢٤) الجرح والتعديل ٧ / ١٩١.

(٢٥) سير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٦٤ ، مرآة الجنان ٢ / ٢٨٩ ، فوات الوفيات ٢ / ٢٨٨.

(٢٦) سير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٦٤.

(٢٧) فوات الوفيات ٢ / ٢٨٨.

(٢٨) سير أعلام النبلاء ـ ترجمة علي بن حجر ١١ / ٥٠٩.

(٢٩) ميزان الاعتدال ٣ / ٤٨٥ ، المغني ٢ / ٥٥٧.


الذين يكفي قدح الواحد منهم للسقوط عن درجة الاعتبار ـ الطعن في الصحيحين أو أحدهما .. وفي ذلك كفاية في وهن دعوى الإجماع على تلقي الأمة (٣٠) أحاديثهما بالقبول .. وهنا نتعرض إلى آراء عدة من الأكابر السابقين واللاحقين في حكم أحاديث الصحيحين .. وقبل الورود في ذلك نذكر معلومات نقلا عن شراح الكتابين والعلماء المحققين في الحديث :

١ ـ قد انتقد حفاظ الحديث البخاري في «١١٠» أحاديث ، منها «٣٢» حديثا وافقه مسلم فيها ، و «٧٨» انفرد هو بها (٣١).

٢ ـ الذين انفرد البخاري بالإخراج لهم دون مسلم (أربعمائة وبضعة وثلاثون) رجلا. المتكلم فيه بالضعف منهم «٨٠» رجلا. والذين انفرد مسلم بالإخراج لهم دون البخاري «٦٢٠» رجلا ، المتكلم فيه بالضعف منهم «١٦٠» رجلا (٣٢).

٣ ـ الأحاديث المنتقدة المخرجة عندهما معا بلغت «٢١٠» حديثا ، اختص البخاري منها بأقل من «٨٠» حديثا ، والباقي يختص بمسلم (٣٣).

٤ ـ هناك رواة يروي عنهم البخاري ، ومسلم لا يرتضيهم ولا يروي عنهم ، ومن أشهرهم : عكرمة مولى ابن عباس.

٥ ـ قد اتفق الشيخان على الرواية عن أقوام انتقدهم أصحاب الصحاح الأخرى وأئمة المذاهب .. ومن أشهرهم : محمد بن بشار .. حتى نسب إلى الكذب (٣٤).

__________________

(٣٠) مضافا إلى أن الشيعة الاثني عشرية ، والزيدية ، والحنفية ، والظاهرية ، لا يقولون بذلك وهم من هذه الأمة.

(٣١) مقدمة فتح الباري : ٩.

(٣٢) مقدمة فتح الباري : ٩.

(٣٣) مقدمة فتح الباري : ٩.

(٣٤) ميزان الاعتدال ٣ / ٤٩٠.


٦ ـ إنه قد اختلف عدد أحاديث البخاري في روايات أصحابه لكتابه ، وقال ابن حجر : عدة ما في البخاري من المتون الموصولة بلا تكرار «٢٦٠٢» ، ومن المتون المعلقة المرفوعة «١٥٩» ، فالمجموع «٢٧٦١» ، وقال في شرح البخاري : إن عدته على التحرير «٢٥١٣» حديث (٣٥).

٧ ـ إن البخاري مات قبل أن يبيض كتابه ، ولذا اختلفت نسخه ورواياته (٣٦).

٨ ـ إن البخاري لم يكن يكتب الحديث في مجلس سماعه ، بل بلده ، فعن البخاري أنه قال : رب حديث سمعته بالبصرة كتبته بالشام ، ورب حديث سمعته بالشام كتبته بمصر ، فقيل له : يا أبا عبد الله بكماله؟! فسكت» (٣٧).

أما مسلم فقد «صنف كتابه في بلده بحضور أصوله في حياة كثير من مشايخه ، فكان يتحرز في الألفاظ ويتحرى في السياق ...» (٣٨).

وبعد ، فإن دعوى تلقي الأمة أحاديث الصحيحين بالقبول وقيام الإجماع على صحتها .. لا أساس لها من الصحة .. لما تقدم .. ويأتي :

١ ـ النووي : «ليس كل حديث صحيح يجوز العمل به فضلا عن أن يكون العمل به واجبا» (٣٩) وقال : «وما يقوله الناس : إن من روى له الشيخان فقد جاوز القنطرة ، هذا من النجوه ولا يقوى» (٤٠).

٢ ـ كمال الدين ابن الهمام : «وقول من قال : أصح الأحاديث ما في الصحيحين ، ثم ما انفرد به البخاري ، ثم ما انفرد به مسلم ، ثم ما اشتمل على

__________________

(٣٥) أضواء على السنة المحمدية : ٣٠٧.

(٣٦) أنظر : مقدمة فتح الباري : ٦ ، أضواء على السنة المحمدية : ٣٠١.

(٣٧) تاريخ بغداد ٢ / ١١.

(٣٨) مقدمة فتح الباري : ١٠.

(٣٩) التقريب في علم الحديث ، عنه في منتهى الكلام في الرد على الشيعة : ٢٧.

(٤٠) المنهاج في شرح صحيح مسلم ، وعنه أضواء على السنة المحمدية : ٣١٣ ، «والتجوه» طلب الجاه بتكلف.


شرطهما ، ثم ما اشتمل على شرط أحدهما ، تحكم لا يجوز التقليد فيه ، إذ الأصحية ليست إلا لاشتمال رواتهما على الشروط التي اعتبراها ، فإن فرض وجود تلك الشروط في رواة حديث في غير الكتابين أفلا يكون الحكم بأصحية ما في الكتابين عين التحكم؟!» (٤١).

٣ ـ أبو الوفاء القرشي (٤٢) : «فائدة : حديث أبي حميد الساعدي في صفة صلاة رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله] في مسلم وغيره ـ يشتمل على أنواع منها التورك في الجلسة الثانية ـ ضعفه الطحاوي ... ولا يحنق علينا لمجيئه في مسلم وقد وقع في مسلم أشياء لا تقوى عند الاصطلاح ، فقد وضع الحافظ الرشيد العطار على الأحاديث المقطوعة المخرجة في مسلم كتابا سماه ب (غرر الفوائد المجموعة في بيان ما وقع في مسلم من الأحاديث المقطوعة) وبينها الشيخ محيي الدين في أول شرح مسلم.

وما يقوله الناس : إن من روى له الشيخان فقد جاز القنطرة ، هذا أيضا من التحنق ولا يقوى ، فقد روى مسلم في كتابه عن ليث بن أبي مسلم وغيره من الضعفاء ، فيقولون : إنما روى في كتابه للاعتبار والشواهد والمتابعات والاعتبارات وهذا لا يقوى ، لأن الحفاظ قالوا : الاعتبار والشواهد والمتابعات والاعتبارات أمور يتعرفون بها حال الحديث ، وكتاب مسلم التزم فيه الصحة ، فكيف يتعرف حال الحديث الذي فيه بطرق ضعيفة.

واعلم أن (عن) مقتضية للانقطاع عند أهل الحديث ، ووقع في مسلم والبخاري من هذا النوع شئ كثير ، فيقولون على سبيل التحنق : ما كان من هذا النوع في غير الصحيحين فمنقطع ، وما كان في الصحيحين فمحمول على الاتصال.

وروى مسلم في كتابه عن أبي الزبير عن جابر أحاديث كثيرة بالعنعنة ،

__________________

(٤١) شرح الهداية في الفقه ، وعنه في أضواء على السنة المحمدية : ٣١٢.

(٤٢) ترجمته في : حسن المحاضرة ١ / ٤٧١ ، الدرر الكامنة ٢ / ٣٩٢ ، شذرات الذهب ٦ / ٢٣٨.


وقال الحافظ : أبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس المكي يدلس في حديث جابر ، فما كان يصفه بالعنعنة لا يقبل ، وقد ذكر ابن حزم وعبد الحق عن الليث بن سعد أنه قال لأبي الزبير : علم لي أحاديث سمعتها من جابر حتى أسمعها منك ، فعلم لي أحاديث أظن أنها سبعة عشر حديثا فسمعتها منه ، قال الحافظ ، فما كان من طريق الليث عن أبي الزبير عن جابر صحيح.

وقد روى مسلم في كتابه أيضا عن جابر وابن عمر في حجة الوداع : إن النبي [صلى‌الله‌عليه‌وآله] توجه إلى مكة يوم النحر ، وطاف طواف الإفاضة ، ثم رجع فصلى الظهر بمنى ، فينحنقون ويقولون : أعادها لبيان الجواز ، وغير ذلك من التأويلات ، ولهذا قال ابن حزم في هاتين الروايتين : إحداهما كذب بلا شك.

وروى مسلم أيضا حديث الإسراء وفيه : (وذلك قبل أن يوحى إليه) وقد تكلم الحفاظ في هذه اللفظة وبينوا ضعفها.

وروى مسلم أيضا : (خلق الله التربة يوم السبت) ، واتفق الناس على أن يوم السبت لم يقع فيه خلق.

وروى مسلم عن أبي سفيان أنه قال للنبي [صلى‌الله‌عليه‌وآله] لما أسلم : يا رسول الله أعطني ثلاثا : تزوج ابنتي أم حبيبة ، وابني معاوية اجعله كاتبا ، وأمرني أن أقاتل الكفار كما قاتلت المسلمين ، فأعطاه النبي [صلى‌الله‌عليه‌وآله] ، والحديث معروف مشهور. وفي هذا من الوهم ما لا يخفى ، فأم حبيبة تزوجها رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله] وهي بالحبشة وأصدقها النجاشي عن النبي [صلى‌الله‌عليه‌وآله] أربعمائة دينار ، وحضر وخطب وأطعم ، والقصة مشهورة. وأبو سفيان إنما أسلم عام الفتح وبين الهجرة إلى الحبشة والفتح عدة سنين ، ومعاوية كان كاتبا للنبي [صلى‌الله‌عليه‌وآله] من قبل ، وأما إمارة أبي سفيان فقد قال الحافظ : إنهم لا يعرفونها.

فيجيبون على سبيل التحنق بأجوبة غير طائلة ، فيقولون في نكاح ابنته : اعتقد أن نكاحها بغير إذنه لا يجوز وهو حديث عهد بكفر ، فأراد من النبي


[صلى‌الله‌عليه‌وآله] تجديد النكاح. ويذكرون عن الزبير بن بكار بأسانيد ضعيفة أن النبي [صلى‌الله‌عليه‌وآله] أمره في بعض الغزوات ، وهذا لا يعرف.

وما حلمهم على هذا كله إلا بعض التعصب ، وقد قال الحافظ : إن مسلما لما وضع كتابه الصحيح عرضه على أبي زرعة الرازي فأنكر عليه وقال : سميته الصحيح فجعلت سلما لأهل البدع وغيرهم ، فإذا روى لهم المخالف حديثا يقولون : هذا ليس في صحيح مسلم ، فرحم الله تعالى أبا زرعة فقد نطق بالصواب ، فقد وقع هذا.

وما ذكرت ذلك كله إلا أنه وقع بيني وبين بعض المخافين بحث في مسألة التورك ، فذكر لي حديث أبي حميد المذكور أولا ، فأجبته بتضعيف الطحاوي فما تلفظ وقال : مسلم يصحح والطحاوي يضعف ، والله تعالى يغفر لنا وله آمين» (٤٣).

٤ ـ أبو الفضل الأدفوي (٤٤) : «ثم أقول : إن الأمة تلقت كل حديث صحيح وحسن بالقبول ، وعملت به عند عدم المعارض ، وحينئذ لا يختص بالصحيحين ، وقد تلقت الأمة الكتب الخمسة أو الستة بالقبول وأطلق عليها جماعة اسم (الصحيح) ، ورجح بعضهم بعضها على كتاب مسلم وغيره.

قال أبو سليمان أحمد الخطابي : كتاب السنن لأبي داود كتاب شريف لم يصنف في حكم الدين كتاب مثله ، وقد رزق من الناس القبول كافة ، فصار حكما بين فرق العلماء وطبقات الفقهاء على اختلاف مذاهبهم ، وكتاب السنن أحسن وضعا وأكثر فقها من كتب البخاري ومسلم.

وقال الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي : سمعت الإمام أبا الفضل

__________________

(٤٣) الجواهر المضية في طبقات الحنفية ٢ / ٤٢٨ ـ ٤٣٠.

(٤٤) ترجمته في : الدرر الكامنة ٢ / ٧٢ ، النجوم الزاهرة ١٠ / ٢٣٧ ، البدر الطالع ١ / ١٨٢ ، حسن المخاضرة ١ / ٣٢٠ ، شذرات الذهب ٦ / ١٥٣.


عبد الله بن محمد الأنصاري بهراة يقول ـ وقد جرى بين يديه ذكر أبي عيسى الترمذي وكتابه فقال ـ : كتابه عندي أنفع من كتاب البخاري ومسلم.

وقال الإمام أبو القاسم سعيد بن علي الزنجاني : إن لأبي عبد الرحمن النسائي شرطا في الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم.

وقال أبو زرعة الرازي لما عرض عليه ابن ماجة السنن كتابه : أظن إن وقع هذا في أيدي الناس تعطلت هذه الجوامع كلها ، أو قال : أكثرها.

ووراء هذا بحث آخر وهو : أن قول الشيخ أبي عمرو ابن الصلاح : إن الأمة تلقت الكتابين بالقبول ، إن أراد كل الأمة فلا يخفى فساد ذلك ، إذ الكتابان إنما صنفا في المائة الثالثة بعد عصر الصحابة والتابعين وتابعي التابعين ، وأئمة المذاهب الأربعة ، ورؤوس حفاظ الأخبار ونقاد الآثار المتكلمين في الطرق والرجال ، المميزين بين الصحيح والسقيم.

وإن أراد بالأمة الذين وجدوا بعد الكتابين فهم بعض الأمة ، فلا يستقيم له دليله الذي قرره من تلقي الأمة وثبوت العصمة لهم ، والظاهرية إنما يعتنون بإجماع الصحابة خاصة ، والشيعة لا تعتد بالكتابين وطعنت فيهما ، وقد اختلف في اعتبار قولهم في الإجماع والانعقاد.

ثم إن أراد كل حديث فيهما تلقي بالقبول من الناس كافة فغير مستقيم ، فقد تكلم جماعة من الحفاظ في أحاديث فيهما ، فتكلم الدارقطني في أحاديث وعللها ، وتكلم ابن حزم في أحاديث كحديث شريك في الإسراء ، قال : إنه خلط ، ووقع في الصحيحين أحاديث متعارضة لا يمكن الجمع بينها ، والقطع لا يقع التعارض فيه.

وقد اتفق البخاري ومسلم على إخراج حديث (محمد بن بشار بندار) وأكثرا من الاحتجاج بحديثه ، وتكلم فيه غير واحد من الحفاظ ، أئمة الجرح والتعديل ، ونسب إلى الكذب ، وحلف عمرو بن علي الفلاس شيخ البخاري أن بندار يكذب في حديثه عن يحيى ، وتكلم فيه أبو موسى ، وقال علي بن المديني في


الحديث الذي رواه في السجود : هذا كذب ، وكان يحيى لا يعبأ به ويستضعفه ، وكان القواريري لا يرضاه.

وأكثرا من حديث (عبد الرزاق) والاحتجاج به ، وتكلم فيه ونسب إلى الكذب.

وأخرج مسلم عن (أسباط بن نصر) ، وتكلم فيه أبو زرعة وغيره.

وأخرج أيضا عن (سماك بن حرب) وأكثر عنه ، وتكلم فيه غير واحد ، وقال الإمام أحمد بن حنبل : هو مضطرب الحديث ، وضعفه أمير المؤمنين في الحديث شعبة ، وسفيان الثوري ، وقال يعقوب بن شعبة : لم يكن من المتثبتين ، وقال النسائي : في حديثه ضعف ، قال شعبة : كان سماك يقول : في التفسير عكرمة ، ولو شئت لقلت له : ابن عباس ، لقاله ، وقال ابن المبارك : سماك ضعيف في الحديث ، وضعفه ابن حزم قال : وكان يلقن فيتلقن.

وكان أبو زرعة يذم وضع كتاب مسلم ويقول : كيف تسميه الصحيح وفيه فلان وفلان ... وذكر جماعة.

وأمثال ذلك يستغرق أوراقا ، فتلك الأحاديث عندهما ولم يتلقوهما بالقبول.

وإن أراد غالب ما فيهما سالم من ذلك لم يبق له حجة " (٤٥).

٥ ـ الشيخ علي القاري حول صحيح مسلم : «وقد وقع منه أشياء لا تقوى عند المعارضة ، وقد وضع الرشيد العطار كتابا على الأحاديث المقطوعة فيه ، وبينها الشيخ محيي الدين في أول شرح مسلم.

وما يقوله الناس : إن من روى له الشيخان فقد جاز القنطرة ، هذا أيضا من التجاهل والتساهل ... فقد روى مسلم في كتابه عن الليث ... " إلى آخر ما

__________________

(٤٥) الإمتاع في أحكام السماع ، عنه في خلاصة عبقات الأنوار ـ تأليف : علي الحسيني الميلاني ـ ٦ / ١٦٩.


ذكره من الأمثلة لما قاله ، بعبارات تشبه عبارات الأدفوي ... (٤٦).

٦ ـ الشيخ محب الله بن عبد الشكور صاحب «مسلم الثبوت».

٧ ـ الشيخ عبد العلي الأنصاري الهندي ـ شارح مسلم الثبوت ـ ، وهذا كلامه مازجا بالمتن : «(فرع : ابن الصلاح وطائفة) من الملقبين بأهل الحديث (زعموا أن رواية الشيخين) محمد بن إسماعيل (البخاري ومسلم) بن الحجاج صاحبي الصحيحين (تفيد العلم النظري ، للإجماع أن للصحيحين مزية) على غيرهما ، وتلقت الأمة بقبولهما ، والإجماع قطعي.

وهذا بهت ، فإن من رجع إلى وجدانه يعلم بالضرورة أن مجرد روايتهما لا يوجب اليقين البتة ، وقد روي فيهما أخبار متناقضة ، فلو أفادت روايتهما علما لزم تحقق النقيضين في الواقع (وهذا) أي ما ذهب إليه ابن الصلاح وأتباعه (بخلاف ما قاله الجمهور) من الفقهاء والمحدثين ، لأن انعقاد الإجماع على المزية على غيرهما من مرويات ثقات آخرين ممنوع ، والإجماع على مزيتهما في أنفسهما لا يفيد و (لأن جلالة شأنهما وتلقي الأمة لكتابيهما والإجماع على المزية لو سلم لا يستلزم ذلك) القطع والعلم ، فإن القدر المسلم المتلقى بين الأمة ليس إلا أن رجال مروياتهما جامعة للشروط التي اشترطها الجمهور لقبول روايتهم ، وهذا لا يفيد إلا الظن ، وأما أن مروياتهما ثابتة عن رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله] فلا إجماع عليه أصلا. كيف ولا إجماع على صحة جميع ما في كتابيهما ، لأن رواتهما منهم قدريون وغيرهم من أهل البدع ، وقبول رواية أهل البدع مختلف فيه ، فأين الإجماع على صحة مرويات القدرية؟!» (٤٧).

٨ ـ ابن أمير الحاج (٤٨) : «ثم مما ينبغي التنبه له أن أصحيتهما على ما سواهما تنزلا إنما تكون بالنظر إلى من بعدهما ، لا المجتهدين المتقدمين عليهما ، فإن هذا

__________________

(٤٦) أنظر : خلاصة عبقات الأنوار ٦ / ١٦٧.

(٤٧) فواتح الرحموت بشرح مسلم الثبوت ٢ / ١٢٣.

(٤٨) ترجمته في : شذرات الذهب ٦ / ٣٢٨ ، الضوء اللامع ٩ / ٢١٠ ، البدر الطالع ٢ / ٢٥٤.


مع ظهوره قد يخفى على بعضهم أو يغالط به» (٤٩).

٩ ـ المقبلي (٥٠) في كتابه «العلم الشامخ» : «في رجال الصحيحين من صرح كثير من الأئمة بجرحهم ، وتكلم فيهم من تكلم بالكلام الشديد ، وإن كان لا يلزمهما إلا العمل باجتهادهما» (٥١).

١٠ ـ السيد محمد رشيد رضا ، بعد أن عرض للأحاديث المنتقدة على البخاري : «وإذا قرأت ما قاله الحافظ (٥٢) فيها رأيتها كلها في صناعة الفن ... ولكنك إذا قرأت الشرح نفسه (فتح الباري) رأيت له في أحاديث كثيرة إشكالات (٥٣) في معانيها أو تعارضها مع غيرها ، مع محاولة الجمع بين المختلفات وحل المشكلات بما يرضيك بعضه دون بعض " (٥٤).

وقال : «مما لا شك فيه أيضا أنه يوجد في غيرهما من دواوين السنة أحاديث أصح من بعض ما فيهما ... ولا يخلو [البخاري] من أحاديث قليلة في متونها نظر قد يصدق عليه بعض ما عدوه من علامة الوضع ، كحديث سحر بعضهم للنبي [صلى‌الله‌عليه‌وآله] الذي أنكره بعض العلماء كالإمام الجصاص من المفسرين المتقدمين والأستاذ الإمام محمد عبده من المتأخرين ، لأنه معارض بقوله تعالى : (إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا. أنظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا) [الإسراء ١٧ : ٤٧ و ٤٨].

هذا ، وإن في البخاري أحاديث في أمور العادات والغرائز ليست من أصول الدين ولا فروعه ، فإذا تأملتم هذا وذاك علمتم أنه ليس من أصول الدين

__________________

(٤٩) التقرير والتحبير في شرح التحرير في أصول الفقه ، وعنه في أضواء على السنة المحمدية : ٣١٤.

(٥٠) صالح بن مهدي ترجمته في : الأعلام ٣ / ١٩٧.

(٥١) العلم الشامخ ، وعنه في أضواء على السنة المحمدية : ٣١٠.

(٥٢) هو الحافظ ابن حجر العسقلاني.

(٥٣) قلت : سنشير على مواضع منها فيما سيأتي.

(٥٤) المنار ٢٩ / ٤١.


ولا من أركان الإسلام أن يؤمن المسلم بكل حديث رواه البخاري مهما يكن موضوعه ، بل لم يشترط أحد في صحة الإسلام ولا في معرفته التفصيلية الاطلاع على صحيح البخاري والإقرار بكل ما فيه.

وعلمتم أيضا لأن المسلم لا يمكن أن ينكر حديثا من هذه الأحاديث بعد العلم به إلا بدليل يقوم عنده على عدم صحته متنا أو سندا ، فالعلماء الذين أنكروا صحة بعض هذه الأحاديث لم ينكروها إلا بأدلة قامت عندهم ، قد يكون بعضها صوابا وبعضها خطأ ، ولا يعد أحدهم طاعنا في دين الإسلام " (٥٥).

١١ ـ الشيخ محمود أبو رية ... فإنه انتقد الصحيحين انتقادا علميا واستشهد في بحثه بكلمات العلماء من المتقدمين والمتأخرين ... (٥٦).

١٢ ـ الدكتور أحمد أمين ـ حول البخاري ـ : «إن بعض الرجال الذين روى لهم غير ثقات ، وقد ضعف الحفاظ من رجال البخاري نحو الثمانين ، وفي الواقع هذه مشكلة المشاكل ...» (٥٧).

١٣ ـ الأمير شكيب أرسلان : «إن كثيرين من المسلمين ومن ذوي الحمية الإسلامية وممن لا ينقصهم شئ من الإيمان والإيقان .. لا يرون من الواجب الديني الإيمان بكل ما جاء في الصحيحين وغيرهما من الأحاديث ، لاحتمال أن يكون تطرق إليها التبديل والتغيير أو دخلها الزيادة والنقصان ...» (٥٨).

١٤ ـ الشيخ أحمد محمد شاكر : «قد وقع في الصحيحين أحاديث كثيرة من رواية بعض المدلسين» (٥٩).

* * *

__________________

(٥٥) المنار ٢٩ / ١٠٤ ـ ١٠٥.

(٥٦) أضواء على السنة المحمدية : ٢٩٩ ـ ٣١٦.

(٥٧) ضحى الإسلام ٢ / ١١٧ ـ ١١٨.

(٥٨) حاضر العالم الإسلامي ١ / ٤٤ ـ ٥١ ، وعنه في أضواء على السنة المحمدية : ٣٢٦.

(٥٩) شرح ألفيه السيوطي ، عنه في أضواء على السنة المحمدية : ٣١١.


الصحيحان في الميزان

هذا .. وقد ألف بعض أعاظم القوم «علل الحديث» المخرج في الصحيحين كالدار قطني ، وآخر «غريب الصحيحين» كالضياء المقدسي ، وثالث «نقد الصحيح» كالفيروزآبادي ، ورابع «التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح» كالزركشي ، وخامس «غرر الفوائد المجموعة في بيان ما وقع في مسلم من الأحاديث المقطوعة» كالعطار ...

ودافع ابن حجر العسقلاني عن البخاري وحاول رفع مشكلات حديثه في مقدمة شرحه ، لكنه أخفق في مواضع واعترف بالإشكال وستعلم بعض ذلك ...

وقبل الشروع في ذكر نماذج من الأحاديث المحكوم عليها بالوضع أو الضعف أو الخطأ .. المخرجة في الصحيحين .. نذكر بمطلبين :

١ ـ إنا عندما نلاحظ كتب الحديث وعلومه عند القوم ، ونستعرض أحوال محدثيهم ورواتهم ، نجد أنهم يهتمون برواية الحديث ونقله بسنده ومتنه ، ولا يعتنون بالنظر في معناه ومدلوله ، وأن الأوصاف والألقاب والمناصب والمراتب تعطى لمن كان أوسع جمعا وأكثر رواية ، لا لمن كان أدق نظرا وأوفر دراية ... ومن هنا كثرت منهم الأغلاط الفاحشة ، حتى في الآيات القرآنية والأحكام الشرعية.

قال ابن الجوزي : «إن اشتغالهم بشواذ الحديث شغلهم عن القرآن ... إن عبد الله بن عمر بن أبان مشكدانة قرأ عليهم في التفسير : (ويعوق وبشرا) فقيل له : (ونسرا) فقال : هي منقوطة من فوق ، فقيل له : النقط غلط. قال : فارجع إلى الأصل.

قال الدارقطني : سمعت أحمد بن عبيد الله المنادي يقول : كنا في دهليز عثمان بن أبي شيبة فخرج إلينا فقال : (ن والقلم) في أي سورة هو؟.

قال : وأما بيان إعراضهم عن الفقه شغلا بشواذ الأحاديث فقد رويت عنهم عجائب ... وقفت امرأة على مجلس فيه يحيى بن معين وأبو خيثمة وخلف بن


وبالجملة .. فإن هذا حال أهل الحديث .. إلا القليل منهم .. الذين نظروا في الأحاديث وبحثوا عن أحوالها على أساس النظر في المفاد والمدلول .. فجاء عنهم الطعن والقدح في أحاديث كثيرة حتى من الصحيحين .. لأن الحديث إذا عارض الكتاب أو خالف الضرورة من الدين أو العقل أو التاريخ يكذب وإن صح سنده .. وقد أشرنا إلى هذه القاعدة المقررة من قبل ..

٢ ـ إنه قد اختلف القوم في أسباب الجرح والتعديل اختلافا فاحشا فرب راو هو موثوق به عند البخاري ومجروح عند مسلم كعكرمة مولى ابن عباس أو موثوق عندهما ومجروح عند غيرهما ... كما ذكرنا ..

ويتلخص : أن في أحاديث الصحيحين ما هو مطعون فيه من جهة السند ، وما هو مطعون فيه من جهة دلالته على معنى تخالفه الضرورة من النقل أو العقل ، وما هو مطعون فيه من الجهتين .. وإليك نماذج من هذه الأنواع :

١ ـ أخرج البخاري في كتاب الطب بسنده عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس عن رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله] أنه قال في كسب المعلمين : «إن أحق ما أخذ عليه الأجر كتاب الله» (٦٤).

وأورده ابن الجوزي في الموضوعات ، حيث رواه بسنده عن ابن أبي مليكة عن عائشة وطعن في سنده ثم قال : «والحديث منكر» (٦٥).

٢ ـ أخرج البخاري في كتاب التفسير عن ابن عباس قال : «قرأ رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله] بمكة : والنجم .. فلما بلغ : أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ، ألقى الشيطان في أمنيته ...» (٦٦).

قال الرازي : «أما أهل التحقيق فقد قالوا : هذه الرواية باطلة موضوعة

__________________

(٦٤) صحيح البخاري ٧ / ١٧٠.

(٦٥) الموضوعات ١ / ٢٢٩.

(٦٦) لاحظ : إرشاد الساري ٩ / ١٥٣.


سالم في جماعة يتذاكرون الحديث ، فسمعتهم يقولون : قال رسول الله [صلى الله عليه وآله] ، ورواه فلان ، وما حديث به غير فلان ، فسألتهم المرأة عن الحائض تغسل الموتى ـ وكانت غاسلة ـ؟ فلم يجبها أحد منهم ، وجعل بعضهم ينظر إلى بعض ، فأقبل أبو ثور فقالوا لها : عليك بالمقبل ، فالتفتت إليه فسألته فقال : نعم تغسل الميت بحديث عائشة : إن النبي [صلى‌الله‌عليه‌وآله] قال لها : حيضتك ليست في يدك ، ولقولها : كنت أفرق رأس رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله] بالماء وأنا حائض ، قال أبو ثور : فإذا فرقت رأس الحي فالميت أولى به ، فقالوا : نعم ، رواه فلان وحدثنا فلان ، وخاضوا في الطرق ، فقالت المرأة : فأين كنتم إلى الآن؟! " (٦٠).

قال : «وقد كان فيهم مع كثرة سماعه وجمعه للحديث من يرويه ولا يدري ما معناه ، وفيهم من يصحفه ويغيره ... أخبرنا الدارقطني : أنا أبا موسى محمد ابن المثنى العنزي قال لهم يوما : نحن قوم لنا شرف ، نحن من عنزة قد صلى رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله] إلينا ، لما روي أن النبي [صلى‌الله‌عليه‌وآله] صلى إلى عنزة ، توهم أنه صلى إلى قبلتهم ، وإنما العنزة التي صلى إليها رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله] هي حربة» (٦١).

قال : «وقد كان أكثر المحدثين يعرفون صحيح الحديث من سقيمه وثقات النقلة من مجروحيهم ثم يعابون لقلة الفقه ، فكان الفقهاء يقولون للمحدثين : نحن الأطباء وأنتم الصيادلة ...» (٦٢).

قال : «والآن فالغالب على المحدثين السماع فحسب ، لا يعرفون صحابيا من تابعي ، ولا حديثا مقطوعا من موصول ، ولا صحة إسناد من بطلانه ، وفرض مثل هؤلاء القبول ممن يعلم ما جهلوه ...» (٦٣).

__________________

(٦٠) آفة أصحاب الحديث ـ بتحقيق وتقديم وتعليق علي الحسيني الميلاني ـ : ٤٤.

(٦١) المصدر نفسه : ٤٦.

(٦٢) المصدر نفسه : ٤٩.

(٦٣) المصدر نفسه : ٤٩.


وبين بطلانها ، وحكي عن محمد بن إسحاق بن خزيمة أنه سل عن هذه القصة فقال : إنها من وضع الزنادقة. وقال الإمام أبو بكر البيهقي : هذه القصة غير ثابتة من جهة النقل» (٦٧).

وقال القاضي عياض المالكي : «قد قامت الحجة وأجمعت الأمة على عصمته [صلى‌الله‌عليه‌وآله] ونزاهته عن مثل هذه الرذيلة النقيصة ...» (٦٨).

٣ ـ قال ابن حزم : «ومن طريق البخاري ، قال : هشام بن عمار ، نا صدقة بن خالد ، نا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، نا عطية بن قيس الكابلي ، نا عبد الرحمن بن غنم الأشعري ، حدثني أبو عامر وأبو مالك الأشعري ـ والله ما كذبني ـ أنه سمع رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله] يقول : ليكونن من أمتي قوم يستحلون الخز والخنزير والخمر والمعازف.

وهذا منقطع لم يتصل ما بين البخاري وصدقة بن خالد ، ولا يصح في هذا الباب شئ أبدا ، وكل ما فيه موضوع» (٦٩).

٤ ـ أخرج البخاري بسنده عن عروة : «إن النبي [صلى‌الله‌عليه‌وآله] خطب عائشة بنت أبي بكر فقال له أبو بكر : إنما أنا أخوك ، فقال : أنت أخي في دين الله وكتابه ، وهي لي حلال» (٧٠).

قال ابن حجر : «قال مغلطاي : في صحة هذا الحديث نظر ، لأن الخلة لأبي بكر إنما كانت بالمدينة ، وخطبة عائشة كانت بمكة ، فكيف يلتئم قول : إنما أنا أخوك؟! وأيضا .. فالنبي [صلى‌الله‌عليه‌وآله] ما باشر الخطبة بنفسه ...» (٧١).

٥ ـ أخرج البخاري في كتاب التفسير بسنده عن أبي هريرة عن النبي

__________________

(٦٧) تفسير الرازي ٦ / ١٦٨.

(٦٨) الشفاء ٢ / ١١٨.

(٦٩) المحلي.

(٧٠) صحيح البخاري ٧ / ٦.

(٧١) فتح الباري ١١ / ٢٦.


[صلى‌الله‌عليه‌وآله] قال : «يلقى إبراهيم أباه فيقول : يا رب إنك وعدتني ألا تخزني يوم يبعثون : فيقول الله : إني حرمت الجنة على الكافرين» (٧٢).

قال ابن حجر : «وقد استشكل الإسماعيلي هذا الحديث من أصله وطعن في صحته ، فقال بعد أن أخرجه : هذا خبر في صحته نظر من جهة أن إبراهيم عالم أن الله لا يخلف الميعاد ، فكيف يجعل ما صار لأبيه خزيا له مع علمه بذلك؟! وقال غيره : هذا الحديث مخالف لظاهر قوله تعالى : وما كان استغفار ...» (٧٣).

٦ ـ أخرج البخاري في كتاب الصلح بسنده عن أنس ، قال : «قيل للنبي [صلى‌الله‌عليه‌وآله] لو أتيت عبد الله بن أبي ، فانطلق إليه النبي [صلى الله عليه وآله] وركب حمارا ، فانطلق المسلمون يمشون وهي أرض سبخة ، فلما أتاه النبي [صلى‌الله‌عليه‌وآله] قال : إليك عني ، والله لقد آذاني نتن حمارك ، فقال رجل من الأنصار منهم : والله لحمار رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله] أطيب ريحا منك ، فغضب لعبد الله رجل من قومه فشتمه ، فغضب لكل واحد منهما أصحابه ، فكان بينهما ضرب بالجريد والأيدي والنعال ، فبلغنا أنها نزلت : وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما. قال أبو عبد الله : هذا مما انتخبت من مسدد قبل أن يجلس ويحدث» (٧٤).

قال الزركشي : «فبلغنا أنها نزلت : وإن طائفتان. قال ابن بطال : يستحيل نزولها في قصة عبد الله بن أبي والصحابة ، لأن أصحاب عبد الله ليسوا بمؤمنين وقد تعصبوا بعد الإسلام في قصة فدك ، وقد رواه البخاري فدل على أن الآية لم تنزل فيه ، وإنما نزلت في قوم من الأوس والخزرج اختلفوا في حق فاقتتلوا بالعصي والنعال» (٧٥).

__________________

(٧٢) صحيح البخاري ٦ / ١٣٩.

(٧٣) فتح الباري ٨ / ٤٠٦.

(٧٤) صحيح البخاري ٣ / ٢٣٩.

(٧٥) التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح ، عنه في خلاصة عبقات الأنوار ٦ / ٢٠٨.


٧ ـ أخرج البخاري في كتاب التفسير بسنده عن ابن عمر قال : «لما توفي عبد الله بن أبي ، جاء ابنه عبد الله بن عبد الله إلى رسول الله [صلى الله عليه وآله] فسأله أن يعطيه قميصه يكفن فيه أباه فأعطاه ، ثم سأله أن يصلي عليه ، فقام رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله] ليصلي عليه فقام عمر فأخذ بثوب رسول الله فقال : يا رسول الله ، تصلي عليه وقد نهاك ربك أن تصلي عليه؟! فقال رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله] : إنما أخبرني الله فقال : استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة ، وسأزيده على السبعين. قال : إنه منافق! قال : فصلى عليه رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله] فأنزل الله : ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره» (٧٦).

طعن فيه : أبو بكر الباقلاني ، إمام الحرمين الجويني ، الغزالي ، الداودي. قال ابن حجر «استشكل فهم التخيير من الآية ، حتى أقدم جماعة من الأكابر على الطعن في صحة الحديث ، مع كثرة طرقه واتفاق الشيخين وسائر الذين خرجوا الصحيح على تصحيحه ...» ثم ذكر كلمات القوم ثم قال : «والسبب في إنكارهم صحته ما تقرر عندهم مما قدمناه ، وهو الذي فهمه عمر من حمل (أو) على التسوية لما يقتضيه سياق القصة وحمل السبعين على المبالغة ...» (٧٧).

٨ ـ أخرج البخاري بسنده عن مسروق ، قال : «أتيت ابن مسعود فقال : إن قريشا أبطأوا عن الإسلام فدعا عليهم النبي [صلى‌الله‌عليه‌وآله] فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها وأكلوا الميتة والعظام ، فجاءه أبو سفيان فقال : يا محمد جئت تأمر بصلة الرحم ، إن قومك هلكوا ...

زاد أسباط عن منصور : فدعا رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله] فسقوا الغيث ...» (٧٨).

__________________

(٧٦) صحيح البخاري ٦ / ٨٥ و ٢ / ١٢١.

(٧٧) فتح الباري ٨ / ٢٧١.

(٧٨) صحيح البخاري ٢ / ٣٧.


وطعن فيه : ابن حجر العسقلاني ، العيني ، الداودي ، أبو عبد الملك ، الدمياطي ، الكرماني ...

قال العيني : «واعترض على البخاري زيادة أسباط هذا فقال الداودي : أدخل قصة المدينة في قصة قريش وهو غلط. وقال أبو عبد الملك : الذي زاده أسباط وهم واختلاط ... وكذا قال الحافظ شرف الدين الدمياطي.

والعجب من البخاري كيف أورد هذا وكان مخالفا لما رواه الثقات ، وقد ساعد بعضهم البخاري بقوله : لا مانع أن يقع ذلك مرتين. وفيه نظر لا يخفى.

وقال الكرماني : قلت : قصة قريش والتماس أبي سفيان كانت في مكة لا في المدينة. قلت : القصة مكية إلا القدر الذي زاد أسباط فإنه وقع في المدينة» (٧٩).

وقال ابن حجر بترجمة أسباط : «علق له البخاري حديثا في الاستسقاء ، وقد وصله الإمام أحمد والبيهقي في السنن الكبير ، وهو حديث منكر أوضحته في التعليق ...» (٨٠).

وهذا من المواضع التي اعترف فيها ابن حجر بنكارة الحديث ولم يتمكن من الدفاع عنه ...

٩ ـ أخرج البخاري عن النبي [صلى‌الله‌عليه‌وآله] أنه قال : «تكثر لكم الأحاديث من بعدي فإذا روي لكم حديث فاعرضوه على كتاب الله تعالى ...» (٨١).

قال يحيى بن معين : «إنه حديث وضعته الزنادقة».

وقال التفتازاني : «طعن فيه المحدثون».

قال : «وقد طعن فيه المحدثون بأن في رواته يزيد بن ربيعة وهو مجهول ،

__________________

(٧٩) عمدة القاري ٧ / ٤٦.

(٨٠) تهذيب التهذيب ١ / ٢١٢.

(٨١) صحيح البخاري.


وترك في إسناده واسطة بين الأشعث وثوبان فيكون منقطعا. وذكر يحيى بن معين أنه حديث وضعته الزنادقة. وإيراد البخاري إياه في صحيحه له ينافي الانقطاع أو كون أحد رواته غير معروف بالرواية» (٨٢).

١٠ ـ أخرج البخاري بسنده عن ابن عمر : «كنا في زمن النبي [صلى الله عليه وآله] لا نعدل بأبي بكر أحدا ثم عمر ثم عثمان ، ثم نترك أصحاب النبي [صلى‌الله‌عليه‌وآله] لا نفاضل بينهم» (٨٣).

قال ابن عبد البر : «هو الذي أنكر ابن معين وتكلم فيه بكلام غليظ ، لأن القائل بذلك قد قال بخلاف ما أجمع عليه أهل السنة من السلف والخلف من أهل الفقه والأثر : أن عليا أفضل الناس بعد عثمان ، وهذا مما لم يختلفوا فيه ، وإنما اختلفوا في تفضيل علي وعثمان. واختلف السلف أيضا في تفضيل علي وأبي بكر.

وفي إجماع الجميع الذي وصفنا دليل على أن حديث ابن عمر وهم وغلط وأنه لا يصح معناه وإن كان إسناده صحيحا ...» (٨٤).

١١ ـ أخرج الشيخان عن شريك بن عبد الله عن أنس بن مالك قصة إسراء النبي [صلى‌الله‌عليه‌وآله] ، قال : «سمعت أنس بن مالك يقول : ليلة أسري برسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله] من مسجد الكعبة أنه جاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه وهو نائم ...» (٨٥).

طعن فيه النووي فقال : «وذلك قبل أن يوحى إليه ، وهو غلط لم يوافق عليه ، فإن الإسراء أقل ما قيل فيه : أنه كان بعد مبعثه بخمسة عشر

__________________

(٨٢) التلويح في أصول الفقه ٢ / ٣٩٧.

(٨٣) صحيح البخاري ٥ / ١٨.

(٨٤) الإستيعاب ٣ / ١١١٥.

(٨٥) صحيح البخاري ٩ / ١٨٢ ، صحيح مسلم ١ / ١٠٢.


شهرا ...» (٨٦).

والكرماني فقال : «قال النووي : جاء في رواية شريك أوهام أنكرها العلماء ، من جملتها أنه قال : ذلك قبل أن يوحى إليه. وهو غلط لم يوافق عليه ، وأيضا : العلماء أجمعوا على أن فرض الصلاة كان ليلة الإسراء فكيف يكون قبل الوحي؟!

أقول : وقول جبرئيل في جواب بواب السماء إذ قال : أبعث؟ نعم ، صريح في أنه كان بعده» (٨٧).

وابن القيم وعبارته : «قد غلط الحفاظ شريكا في ألفاظ من حديث الإسراء ، ومسلم أورد المسند منه ثم قال : فقدم وأخر وزاد ونقص ، ولم يسرد الحديث وأجاد» (٨٨).

١٢ ـ أخرج البخاري بسنده : «عن عمرو بن ميمون ، قال : رأيت في الجاهلية قردة اجتمع عليها قردة قد زنت فرجموها فرجمتها معهم» (٨٩).

طعن فيه : الحميدي وابن عبد البر ، قال ابن حجر : «استنكر ابن عبد البر قصة عمرو بن ميمون هذه وقال : فيها إضافة الزنا إلى غير مكلف ، وإقامة الحد على البهائم ، وهذا منكر عند أهل العلم .. وأغرب الحميدي في الجمع بين الصحيحين فزعم أن هذا الحديث وقع في بعض نسخ البخاري ، وأن أبا مسعود وحده ذكره في الأطراف ، قال : وليس في نسخ البخاري أصلا ، فلعله من الأحاديث المقحمة في كتاب البخاري ...» (٩٠).

١٣ و ١٤ و ١٥ ـ أخرج البخاري ثلاثة أحاديث عن عطاء عن

__________________

(٨٦) المنهاج في شرح مسلم ٢ / ٦٥.

(٨٧) الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري ٢٥ / ٢٠٤.

(٨٨) زاد المعاد في هدي خير العباد ٢ / ٤٩.

(٨٩) صحيح البخاري ٥ / ٥٦.

(٩٠) فتح الباري ٧ / ١٢٧.


ابن عباس ، اثنان منها في كتاب الطلاق ، والآخر في كتاب التفسير (٩١).

وقد طعن الأئمة في هذه الأحاديث. وأذن ابن حجر بخطأ البخاري في إخراجها ، وهذا نص كلامه : «تعقبه أبو مسعود الدمشقي فقال : ثبت هذا الحديث والذي قبله ـ يعني بهذا الإسناد سوى الحديث المتقدم في التفسير ـ في تفسير ابن جريح عن عطاء الخراساني عن ابن عباس ، وابن جريح لم يسمع التفسير من عطاء الخراساني ، وإنما أخذ الكتاب من ابنه عثمان ونظر فيه. قال أبو علي : وهذا تنبيه بليغ من أبي مسعود ...».

قال ابن حجر : «وهذا عندي من المواضع العقيمة عن الجواب السديد ، ولا بد للجواد من كبوة ، والله المستعان. وما ذكره أبو مسعود من التعقب قد سبقه إليه الإسماعيلي ، ذكر ذلك الحميدي في الجمع عن البرقاني عنه ، قال : وحكاه عن علي بن المديني ، يشير إلى القصة التي ساقها الغساني ، والله الموفق» (٩٢).

١٦ ـ أخرج البخاري في كتاب المغازي بسنده عن مسروق بن الأجدع قال : «حدثتني أم رومان ـ وهي أم عائشة ـ ...» (٩٣).

وقد غلط كبار الأئمة هذا الحديث من جهة أن مسروقا لم يدرك أم رومان .. ومنهم : الخطيب البغدادي (٩٤) ، ابن عبد البر (٩٥) ، القاضي عياض في مشارق الأنوار (٩٦) ، وإبراهيم بن يوسف ـ صاحب مطالع الأنوار ـ (٩٧) ، السهيلي شارح

__________________

(٩١) صحيح البخاري ٧ / ٦٢ ـ ٦٣ و ٦ / ١٩٩.

(٩٢) هدى الساري / مقدمة فتح الباري ٢ / ١٣٥.

(٩٣) صحيح البخاري ٥ / ١٥٤.

(٩٤) أنظر : فتح الباري ٧ / ٣٥٣.

(٩٥) الإستيعاب ٤ / ١٩٣٧.

(٩٦) أنظر : فتح الباري ٧ / ٣٥٣.

(٩٧) أنظر : فتح الباري ٧ / ٣٥٣.


السيرة (٩٨) ، ابن سيد الناس (٩٩) ، المزي (١٠٠) ، الذهبي (١٠١) ، العلائي (١٠٢) ...

١٧ ـ أخرج البخاري في كتاب المغازي بسنده عن علي : إن رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله] نهى عن متعة النساء يوم خيبر وعن أكل لحوم الحمر الإنسية» (١٠٣).

وأخرجه مسلم بأسانيد متعددة (١٠٤).

وقد غلط هذا الحديث جماعة منهم : البيهقي ، ابن عبد البر ، السهيلي ، ابن قيم الجوزية ، العيني ، القسطلاني ...

قال السهيلي : «هذا شئ لا يعرفه أحد من أهل السير ورواة الأثر أن المتعة حرمت يوم خيبر ...» (١٠٥).

وقال ابن القيم : «لم تحرم المتعة يوم خيبر وإنما كان تحريمها عام الفتح هذا هو الصواب. وقد ظن طائفة من أهل العلم أنه حرمها يوم خيبر ، واحتجوا بما في الصحيحين من حديث علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه ...» (١٠٦).

وقال العيني : «قال ابن عبد البر : وذكر النهي عن المتعة يوم خيبر غلط. وقال السهيلي ...» (١٠٧).

وقال القسطلاني : «قال ابن عبد البر : إن ذكر النبي يوم خيبر غلط ، وقال

__________________

(٩٨) الروض الآنف ٦ / ٤٤٠.

(٩٩) عيون الأثر ٢ / ١٠٢.

(١٠٠) تهذيب الكمال ـ مخطوط ـ.

(١٠١) أنظر : فتح الباري ٧ / ٣٥٣.

(١٠٢) أنظر : فتح الباري ٧ / ٣٥٣.

(١٠٣) صحيح البخاري ٥ / ١٧٢ ، وانظر : ٧ / ١٢٣ و ٩ / ٣١.

(١٠٤) صحيح مسلم ٤ / ١٣٤ ـ ١٣٥.

(١٠٥) الروض الآنف ٦ / ٥٥٧.

(١٠٦) زاد المعاد ٢ / ١٤٢ و ٢ / ١٨٣ و ٤ / ٦.

(١٠٧) عمدة القاري ١٧ / ٢٤٦ ـ ٢٤٧.


البيهقي : لا يعرفه أحد من أهل السير» (١٠٨).

١٨ ـ أخرج البخاري : «.. عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله : لم يكذب إبراهيم إلا ثلاثا ...

عن أبي هريرة : لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات ، ثنتين منهن في ذات الله عزوجل : إني سقيم. وقوله : بل فعله كبيرهم هذا.

وقال : بينا هو ذات يوم وسارة إذ أتى على جبار من الجبابرة فقيل له : إن هاهنا رجلا معه امرأة من أحسن الناس ، فأرسل إليه فاسأله عنها ، فقال : من هذه؟ قال : أختي ...» (١٠٩).

وأخرجه مسلم (١١٠).

وهذا الحديث كذبه الفخر الرازي في تفسيره وقال : بأن نسبة الكذب إلى الراوي أولى من نسبته إلى الخليل عليه‌السلام (١١١).

١٩ ـ أخرج مسلم عن عكرمة بن عمار ، عن أبي زميل ، عن ابن عباس ، قال : «كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه ، فقال : يا نبي الله ثلاث أعطنيهن ، قال : نعم ، قال : أحسن العرب وأجملهم أم حبيبة أزوجكها ، قال : نعم ، قال : ومعاوية تجعله كاتبا بين يديك ، قال : نعم ، قال : وتؤمرني أن أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين ، قال : نعم ...» (١١٢).

وقد طعن فيه جماعة سندا ومتنا ، منهم الذهبي في ترجمة عكرمة بن عمار (١١٣) وابن حزم والنووي وابن القيم وابن الجوزي.

__________________

(١٠٨) إرشاد الساري ٦ / ٥٣٦ و ٨ / ٤١.

(١٠٩) صحيح البخاري ٤ / ١٧١.

(١١٠) صحيح مسلم ٧ / ٩٨.

(١١١) تفسير الرازي ٢٢ / ١٨٥ و ٢٦ / ١٤٨.

(١١٢) صحيح مسلم ٧ / ١٧١.

(١١٣) ميزان الاعتدال ٣ / ٩٠.


قال ابن القيم : «إن حديث عكرمة في الثلاث التي طلبها أبو سفيان من النبي [صلى‌الله‌عليه‌وآله] غلط ظاهر لا خفاء به. قال أبو محمد بن حزم : هو موضوع بلا شك كذبه عكرمة بن عمار. قال ابن الجوزي : هذا الحديث وهم من بعض الرواة لا شك فيه ولا تردد.

وقد اتهموا به عكرمة بن عمار ، لأن أهل التواريخ أجمعوا على أن أم حبيبة كانت تحت عبيد الله بن جحش ، ولدت له وهاجر بها إلى أرض الحبشة ، ثم تنصر وثبتت أم حبيبة على إسلامها ، فبعث رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله] إلى النجاشي يخطبها فزوجه إياها وأصدقها عن رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله] صداقا ، وذلك في سنة سبع من الهجرة. وجاء أبو سفيان في زمن الهدنة ودخل عليها فثنت فراش رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله] حتى لا يجلس عليه. ولا خلاف في أن أبا سفيان ومعاوية أسلما في فتح مكة سنة ثمان.

وأيضا : في الحديث أنه قال : وتؤمرني حتى أقاتل الكفار كما كانت أقاتل المسلمين فقال : نعم ، ولا يعرف أنه [صلى‌الله‌عليه‌وآله] أمر أبا سفيان البتة» (١١٤).

وقال النووي : «إعلم أن هذا الحديث من الأحاديث المشهورةبالإشكال ...» (١١٥).

٢٠ ـ أخرج مسلم حديث أبي حميد الساعدي في صفة صلاة رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله] وقد ضعفه الطحاوي وغيره .. كما قد تقدم في عبارة عبد القادر القرشي.

هذا بعض الكلام حول الصحيحين وأخبارهما على ضوء كلمات الأعلام .. وقد رأيت في الكتابين رجالا كاذبين وأحاديث موضوعة وباطلة ...

__________________

(١١٤) زاد المعاد.

(١١٥) شرح صحيح مسلم ـ هامش إرشاد الساري ـ ١١ / ٣٦٠.


وأحاديث نقصان القرآن .. من هذا القبيل ... فلا يهولنك الطعن فيها بعد ثبوت مخالفتها للإجماع والضرورة ومحكم التنزيل .. والله هو الهادي إلى سواء السبيل ..

* * *

الكلام حول الصحابة

إن المشهور بين أهل السنة «عدالة الصحابة» أجمعين .. قال أبو إبراهيم المزني في معنى حديث أصحابي كالنجوم : «إن صح هذا الخبر فمعناه فيما نقلوا عنه وشهدوا به عليه ، فكلهم ثقة مؤتمن على ما جاء به ، لا يجوز عندي غير هذا» (١١٦).

وقال ابن حزم : «الصحابة كلهم من أهل الجنة قطعا» (١١٧) وقال الخطيب : «عدالة الصحابة ثابتة معلومة» (١١٨) وقال النووي : «الصحابة كلهم عدول من لابس الفتنة وغيرهم» (١١٩).

بل ادعى بعضهم الإجماع على هذا المعنى صريحا كابن حجر العسقلاني (١٢٠) وابن عبد البر القرطبي (١٢١).

١ ـ الصحابة عدالة :

لكن دعوى الإجماع باطلة .. والمشهور لا أصل له ..

أما دعوى الإجماع فيكذبها نسبة هذا القول إلى الأكثر في كلام جماعة من

__________________

(١١٦) أنظر : جامع بيان العلم ٢ / ٨٩ ـ ٩٠.

(١١٧) أنظر : الإصابة ١ / ١٩.

(١١٨) أنظر : الإصابة ١ / ١٧ ـ ١٨.

(١١٩) التقريب.

(١٢٠) الإصابة ١ / ١٧ ـ ١٨.

(١٢١) الإستيعاب ١ / ٨.


الأئمة .. قال ابن الحاجب : «الأكثر على عدالة الصحابة ، وقيل : كغيرهم ، وقيل : إلى حين الفتن فلا يقبل الداخلون ، لأن الفاسق غير معين ، وقالت المعتزلة : عدول إلا من قاتل عليا ...» (١٢٢).

وقال الغزالي : «الذي عليه سلف الأمة وجماهير الخلف أن عدالتهم معلومة بتعديل الله عزوجل إياهم وثنائه عليهم في كتابه ، فهو معتقدنا فيهم إلا أن يثبت بطريق قاطع ارتكاب واحد لفسق مع علمه به ، وذلك مما لا يثبت ، فلا حاجة لهم إلى التعديل .. وقد زعم قوم أن حالهم كحال غيرهم في لزوم البحث ، وقال قوم : حالهم العدالة في بداية الأمر إلى ظهور الحرب والخصومات ، ثم تغير الحال وسفكت الدماء فلا بد من البحث ، وقال جماهير المعتزلة : عائشة وطلحة والزبير وجميع أهل العراق والشام فساق بقتال الإمام الحق ...» (١٢٣).

وكذا في «جمع الجوامع» وشرحه حيث قال : «والأكثر على عدالة الصحابة لا يبحث عنها في رواية ولا شهادة ...» ثم نقل الأقوال الأخرى (١٢٤).

وفي «مسلم الثبوت» وشرحه : «الأكثر قالوا : الأصل في الصحابة العدالة ، وقيل ...» (١٢٥).

بل صرح جماعة من أكابر القوم من المتقدمين والمتأخرين كالسعد التفتازاني (١٢٦) ، والمازري ـ شارح البرهان ـ (١٢٧) ، وابن العماد الحنبلي (١٢٨) ،

__________________

(١٢٢) المختصر في الأصول ٢ / ٦٧.

(١٢٣) المستصفى ١ / ١٦٤.

(١٢٤) أنظر : النصائح الكافية : ١٦٠.

(١٢٥) فواتح الرحموت بشرح مسلم الثبوت ٢ / ١٥٥.

(١٢٦) إحقاق الحق ـ للتستري ـ ٢ / ٣٩١ ـ ٣٩٢ عن شرح المقاصد.

(١٢٧) الإصابة ١ / ١٩ ، النصائح الكافية : ١٦١.

(١٢٨) النصائح الكافية : ١٦٢ عن الآلوسي.


والشوكاني (١٢٩) ، وأبي رية (١٣٠) ، ومحمد عبدة (١٣١) ، ومحمد بن عقيل (١٣٢) ، ومحمد رشيد رضا (١٣٣) ، والمقبلي (١٣٤) ، والرافعي (١٣٥) ، وطه حسين ، وأحمد أمين ...

وغيرهم بأن في الصحابة عدولا وغير عدول ، وهذا هو رأي الشيعة الاثني عشرية (١٣٦).

وأما أنه مشهور لا أصل له .. فلأن هذا القول يناقض القرآن الكريم .. الذي تنص آيات كثيرة منه على أن كثيرا من الأصحاب حول النبي في حياته صلى‌الله‌عليه‌وآله منافقون فسقة (١٣٧) حتى جاءت سورة منه بعنوان «المنافقين».

ونصت الآية الكريمة : «... أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ...» (١٣٨) على ارتداد كثيرين منهم من بعده ...

وجاءت الأحاديث الصحيحة شارحة هذه الآية المباركة ومن أشهرها وأصحها حديث الحوض الوارد في الصحيحين وغيرهما بألفاظ وطرق مختلفة (١٣٩).

فالقول المذكور يناقض الكتاب والسنة .. ويناقض السير والتواريخ وأحوال الصحابة .. وبالجملة .. فإن الصحابة ما كانوا يرون في أنفسهم لأنفسهم وفيما بينهم ما قيل في حقهم ووضع في شأنهم .. فلقد تباغضوا وتسابوا

__________________

(١٢٩) إرشاد الفحول.

(١٣٠) شيخ المضيرة أبو هريرة : ١٠١.

(١٣١) أضواء على السنة المحمدية.

(١٣٢) النصائح الكافية.

(١٣٣) شيخ المضيرة أبو هريرة.

(١٣٤) المصدر نفسه.

(١٣٥) إعجاز القرآن.

(١٣٦) أنظر كتاب : «أصحابي كالنجوم» العدد الأول من سلسلة الأحاديث الموضوعة ، تأليف : علي الحسيني الميلاني.

(١٣٧) أنظر الآيات في سورة آل عمران ، سورة التوبة ...

(١٣٨) آل عمران : ٣ / ١٤٤.

(١٣٩) صحيح البخاري ، باب في الحوض ٤ / ٨٧ ـ ٨٨.


وتضاربوا وتقاتلوا ..

وإن الآثار المنقولة عنهم الحاكية لارتكابهم الكبائر وافترافهم السيئات من الزنا ، وشرب الخمر ، والربا .. وغير ذلك .. كثيرة لا تحصى (١٤٠).

فهذا هو القول بعدالة الصحابة أجمعين .. فهو مشهور .. لكن لا أصل له ..

نعم .. يستدلون له بأدلة .. عمدتها ما رووا بأسانيدهم أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم» لكنه حديث يعارض الكتاب والسنة والتاريخ الصحيح .. فلا اعتبار به .. مضافا إلى أن جمعا كبيرا من أعيان القوم ينصون على أنه حديث باطل موضوع ، ومنهم :

أحمد بن حنبل (١٤١) ، أبو إبراهيم المزني (١٤٢) ، أبو بكر البزار (١٤٣) ، ابن القطان (١٤٤) ، الدارقطني (١٤٥) ، ابن حزم (١٤٦) ، البيهقي (١٤٧) ، ابن عبد البر (١٤٨) ، ابن عساكر (١٤٩) ، ابن الجوزي (١٥٠) ، ابن دحية (١٥١) ، أبو حيان الأندلسي (١٥٢) ،

__________________

(١٤٠) أنظر : أصحابي كالنجوم : ٧٣ ـ ٨١.

(١٤١) نقل ذلك عنه في : التقرير والتحبير ـ لابن أمير الحاج ـ ، المنتخب ـ لابن قدامة ـ التيسير في شرح التحرير ٣ / ٢٤٣ ، سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة ١ / ٧٩.

(١٤٢) جامع بيان العلم ـ لابن عبد البر ـ ٢ / ٨٩ ـ ٩٠.

(١٤٣) جامع بين العلم ٢ / ٩٠ ، أعلام الموقعين ٢ / ٢٢٣ ، البحر المحيط ٥ / ٥٢٨.

(١٤٤) الكامل / ترجمة جعفر بن عبد الواحد الهاشمي القاضي وحمزة النصيبي.

(١٤٥) غرائب مالك ، تخريج أحاديث الكشاف ٢ / ٦٢٨.

(١٤٦) البحر المحيط ٥ / ٥٢٨ ، سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة ١ / ٧٨.

(١٤٧) المدخل ، وعنه في الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف ـ المطبوع على هامش الكشاف ـ ٢ / ٦٢٨.

(١٤٨) جامع بيان العلم ٢ / ٩٠ ـ ٩١.

(١٤٩) التاريخ ، وعنه في فيض القدير في شرح الجامع الصغير ٤ / ٧٦.

(١٥٠) العلل المتناهية في الأحاديث الواهية ، وانظر : فيض القدير ٤ / ٧٦.

(١٥١) تعليق تخريج أحاديث منهاج البيضاوي.

(١٥٢) البحر المحيط ٥ / ٥٢٧ ـ ٥٢٨.


الذهبي (١٥٣) ، ابن القيم (١٥٤) ، ابن حجر العسقلاني (١٥٥) ، السخاوي (١٥٦) ، السيوطي (١٥٧) ، الشوكاني (١٥٨).

٢ ـ الصحابة علما :

وأما جهل الأصحاب بالقرآن الكريم والأحكام الشرعية .. فالشواهد عليه كثيرة جدا ، بل يمتنع أن تحصي له عددا وتبلغ به حدا .. ونحن نكتفي هنا بكلام لابن حزم .. وللتفصيل فيه مجال آخر :

قال الحافظ ابن حزم : «ووجدنا الصاحب من الصحابة ـ رضي‌الله‌عنهم ـ يبلغه الحديث فيتأول فيه تأويلا يخرجه به عن ظاهره ، ووجدناهم ـ رضي‌الله‌عنهم ـ يقرون ويعترفون بأنهم لم يبلغهم كثير من السنن ، وهكذا الحديث المشهور عن أبي هريرة : إن إخواني من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق ، وإن إخواني من الأنصار كان يشغلهم القيام على أموالهم ، وهكذا قال البراء ... قال : ما كل ما نحدثكموه سمعناه من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [و] لكن حدثنا أصحابنا ، وكانت تشغلنا رعية الإبل.

وهكذا [وهذا] أبو بكر ـ رضي‌الله‌عنه ـ لم يعرف فرض ميراث الجدة وعرفه محمد بن مسلمة والمغيرة بن شعبة ، وقد سأل أبو بكر ـ رضي‌الله‌عنه ـ عائشة في كم كفن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟

__________________

(١٥٣) ميزان الاعتدال ١ / ٤١٣ و ٢ / ١٠٢.

(١٥٤) أعلام الموقعين ٢ / ٢٢٣.

(١٥٥) الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف.

(١٥٦) المقاصد الحسنة ٢٦ / ٢٧.

(١٥٧) الجامع الصغير ـ بشرح المناوي ـ ٤ / ٧٦.

(١٥٨) إرشاد الفحول : ٨٣.

وراجع أصحابي كالنجوم : ٢١ ـ ٦٠ للاطلاع على كلمات العلماء الذين سبق ذكرهم وعلى كلمات علماء آخرين غيرهم بهذا الخصوص.


وهذا عمر ـ رضي‌الله‌عنه ـ يقول في حديث الاستئذان : أخفي علي هذا من أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. ألهاني الصفق في الأسواق! وقد جهل أيضا أمر إملاص المرأة وعرفه غيره ، وغضب على عيينة بن حصن حتى ذكره الحر بن قيس بن حصن بقوله تعالى : (وأعرض عن الجاهلين).

وخفي عليه أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بإجلاء اليهود والنصارى من جزيرة العرب إلى آخر خلافته ، وخفي على أبي بكر ـ رضي‌الله‌عنه ـ قبله أيضا طول مدة خلافته ، فلما بلغ عمر أمر بإجلائهم فلا يترك بها منهم أحدا.

وخفي على عمر أيضا أمره عليه‌السلام بترك الإقدام على الوباء ، وعرف ذلك عبد الرحمن بن عوف.

وسأل عمر أبا واقد الليثي عما كان يقرأ به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في صلاتي الفطر والأضحى ، هذا وقد صلاهما رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم] أعواما كثيرة.

ولم يدر ما يصنع بالمجوس حتى ذكره عبد الرحمن بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم.

ونسي قبوله عليه‌السلام الجزية من مجوس البحرين وهو أمر مشهور ، ولعله ـ رضي‌الله‌عنه ـ قد أخذ من ذلك المال حظا كما أخذ غيره منه.

ونسي أمره عليه‌السلام بأن يتيمم الجنب فقال : لا يتيمم أبدا ولا يصلي ما لم يجد الماء ، وذكره بذلك عمار.

وأراد قسمة مال الكعبة حتى احتج عليه أبي بن كعب بأن النبي عليه‌السلام لم يفعل ذلك فأمسك.

وكان يرد النساء اللواتي حضن ونفرن قبل أن يودعن البيت ، حتى أخبر بأن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أذن في ذلك. فأمسك عن ردهن.

وكان يفاضل بين ديات الأصابع حتى بلغه عن النبي [صلى الله عليه وآله] أمره بالمساواة بينها ، فترك قوله وأخذ المساواة.


وكان يرى الدية للعصبة فقط حتى أخبره الضحاك بن سفيان بأن النبي [صلى‌الله‌عليه‌وآله] ورث المرأة من الدية فانصرف عمر إلى ذلك.

ونهى عن المغالاة في مهور النساء استدلالا بمهور النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى ذكرته امرأة بقول الله عزوجل : (وآتيتم إحداهن قنطارا) فرجع عن نهيه.

وأراد رجم مجنونة حتى أعلم بقول رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله] : رفع القلم عن ثلاثة ، فأمر أن لا ترجم.

وأمر برجم مولاة حاطب حتى ذكره عثمان بأن الجاهل لا حد عليه فأمسك عن رجمها.

وأنكر على حسان الإنشاد في المسجد فأخبر هو وأبو هريرة أنه قد أنشد فيه بحضرة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فسكت عمر.

وقد نهى عمر أن يسمى بأسماء الأنبياء وهو يرى محمد بن مسلمة يغدو عليه ويروح وهو أحد الصحابة الجلة منهم ، ويرى أبا أيوب الأنصاري وأبا موسى الأشعري وهما لا يعرفان إلا بكناهما من الصحابة ، ويرى محمد بن أبي بكر الصديق وقد ولد بحضرة رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله] في حجة الوداع واستفتته أمه إذ ولدته ماذا تصنع في إحرامها وهي نفساء ، وقد علم يقينا أن النبي صلى الله عليه وسلم علم بأسماء من ذكرنا وبكناهم بلا شك وأقرهم عليها ودعاهم بها ولم يغير شيئا من ذلك ، فلما أخبره طلحة وصهيب عن النبي [صلى‌الله‌عليه‌وآله] بإباحة ذلك أمسك عن النهي عنه.

وهم بترك الرمي في الحج ثم ذكر أن النبي [صلى‌الله‌عليه‌وآله] فعله فقال : لا يجب لنا أن نتركه.

وهذا عثمان ـ رضي‌الله‌عنه ـ ، فقد رووا عنه أنه بعث إلى الفريعة أخت أبي سعيد الخدري يسألها عما أفتاها به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في أمر عدتها وأنه أخذ بذلك.

وأمر برجم امرأة قد ولدت لستة أشهر فذكره علي بالقرآن وأن الحمل قد


يكون ستة أشهر ، فرجع عن الأمر برجمها.

وهذه عائشة وأبو هريرة ـ رضي‌الله‌عنهما ـ خفي عليهما المسح على الخفين وعلى ابن عمر معهما ، وعلمه جرير ولم يسلم إلا قبل موت النبي [صلى الله عليه وآله] بأشهر ، وأقرت عائشة أنها لا علم لها به وأمرت بسؤال من يرجى عنده علم ذلك وهو علي رضي‌الله‌عنه.

وهذه حفصة أم المؤمنين سئلت عن الوطء ، يجنب فيه الوطئ أفيه غسل أم لا؟ فقالت : لا علم لي!!

وهذا ابن عمر توقع أن يكون حدث نهي عن النبي [صلى‌الله‌عليه‌وآله] عن كراء الأرض بعد أزيد من أربعين سنة من موت النبي [صلى‌الله‌عليه‌وآله] فأمسك عنها وأقر أنهم كانوا يكرونها على بعد أبي بكر وعمر وعثمان ، ولم يقل : إنه لا يمكن أن يخفى على هؤلاء ما يعرف رافع وجابر وأبو هريرة ، وهؤلاء إخواننا يقولون فيما اشتهوا : لو كان هذا حقا ما خفي على عمر!

وقد خفي على زيد بن ثابت وابن عمر وجمهور أهل المدينة إباحة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم للحائض أن تنفر حتى أعلمهم بذلك ابن عباس وأم سليم ، فرجعوا عن قولهم.

وخفي على ابن عمر الإقامة حتى يدفن الميت حتى أخبره بذلك أبو هريرة وعائشة فقال : لقد فرطنا في فراريط كثيرة.

وقيل لا بن عمر في اختياره متعة الحج على الإفراد : إنك تخالف أباك فقال : أكتاب الله أحق أن يتبع أم عمر؟! روينا ذلك عنه من طريق عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سالم ، عن ابن عمر.

وخفي على عبد الله بن عمر الوضوء من مس الذكر حتى أمرته بذلك عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بسرة بنت صفوان ، فأخذ بذلك.

وقد نجد الرجل يحفظ الحديث ولا يحضره ذكره حتى يفتي بخلافه وقد يعرض هذا في آي القرآن ، وقد أمر عمر على المنبر بأن لا يزاد في مهور النساء على


عدد ذكره ، فذكرته امرأة بقول الله تعالى : (وآتيتم إحداهن قنطارا) فترك قوله وقال : كل أحد أفقه منك يا عمر ، وقال : امرأة أصابت وأمير المؤمنين أخطأ!

وأمر برجم امرأة ولدت لستة أشهر ، فذكره علي بقول الله تعالى : (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) مع قوله تعالى : (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين) فرجع عن الأمر برجمها.

وهم أن يسطو بعيينة بن حصن إذ قال له : يا عمر ما تعطينا الجزل ولا تحكم فينا بالعدل ، فذكره الحر بن قيس بن حصن بن حذيفة بقول الله تعالى : (وأعرض عن الجاهلين) وقال له : يا أمير المؤمنين هذا من الجاهلين ، فأمسك عمر.

وقال يوم مات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : والله ما مات رسول الله ولا يموت حتى يكون آخرنا ، أو كلاما هذا معناه ، حتى قرئت عليه : (إنك ميت وإنهم ميتون) ، فسقط السيف من يده وخر إلى الأرض وقال : كأني والله لم أكن قرأتها قط!

قال الحافظ ابن حزم : فإذا أمكن هذا في القرآن فهو في الحديث أمكن ، وقد ينساه البتة ، وقد لا ينساه بل يذكره ولكن يتأول فيه تأويلا ، فيظن فيه خصوصا أو نسخا أو معنى ما ، وكل هذا لا يجوز اتباعه إلا بنص أو إجماع لأنه رأي من رأى ذلك ولا يحل تقليد أحد ولا قبول رأيه ...» (١٥٩).

هذا ، ولقد ذكر هذه القضايا وغيرها ابن القيم في «أعلام الموقعين» وقال : «وهذا باب واسع لو تتبعناه لجاء سفرا كبيرا» (١٦٠).

* * *

__________________

(١٥٩) الإحكام في أصول الأحكام ٢ / ١٢.

(١٦٠) أعلام الموقعين.


خاتمة الباب الثاني

لقد استعرضنا في الباب الثاني كل ما يتعلق ب (أهل السنة والتحريف) حيث ذكرنا أن المشهور بينهم هو تنزيه القرآن عن الخطأ والنقصان ، وتعرضنا للأحاديث الموهمة لذلك عن أهم أسفارهم .. فما أمكن حمله على بعض الوجوه المقبولة حملناه ، وما لم يمكن نظرنا في سنده فما ضعف رددناه وما صح على أصولهم كذبناه ، لتكذيب الكتاب والسنة والإجماع إياه ...

لكن هذا الرد والتكذيب .. أثار سؤالا عما إذا كان الحديث صحيحا وصريحا في اعتقاد بعض الأصحاب لتحريف الكتاب .. فكيف يكذب وتكذيبه طعن في الصحيحين وعدالة الأصحاب؟! وهذا ما دعانا إلى الدخول في بحث موجز حول كتابي البخاري ومسلم ، وعدالة أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم ...

وتلخص أن مذهب أهل السنة نفي تحريف القرآن .. إلا القائلين منهم بصحة جميع ما أخرج في الكتابين ، وبعدالة الصحابة أجمعين .. وهؤلاء هم «الحشوية» الذين نسب إليهم هذا القول الطبرسي (١٦١) وغيره وأنه لا قيمة لإنكار ذلك من الآلوسي (١٦٢) وغيره.

خاتمة البحث

فيما أهل الإسلام!! الله الله في القرآن .. في حفظه والعمل به والسعي في تطبيقه في المجتمعات الإسلامية ... لا يسبقنكم بالعمل به غيركم ..

ولا ينسبن أحد منكم القول بتحريفه والتلاعب به إلى أخيه ... فإنه لم

__________________

(١٦١) مجمع البيان ١ / ١٥.

(١٦٢) روح المعاني ١ / ٢١.


يثبت القول بذلك من أحد من الشيعة إلا من شذ ، ولم ينقل به من السنة إلا الحشوية .. لأحاديث لا يستبعد محققو الفريقين دسها بين المسلمين من قبل الملاحدة والزنادقة .. دسوها ليتسنى لهم الطعن في القرآن المجيد هذا الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلقه تنزيل من حكيم حميد .. فعوا وكونوا على حذر ...

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

قم / علي الحسيني الميلاني

* * *


من التراث الأدبي المنسي في الأحساء

تخميس قصيدة (لأم عمرو)

للشيخ محمد الصحاف

الشيخ جعفر الهلالي

ناظم القصيدة الأصل :

هو : أبو هاشم أو أبو عامر إسماعيل بن محمد بن يزيد وداع الحميري ، الملقب بالسيد.

وجاء في كتاب «الأغاني» أن أبوي السيد كانا أباظيين وكان منزلهما بالبصرة في غرفة بني ضبة ، وكان السيد يقول : طالما سب أمير المؤمنين ـ عليه‌السلام ـ في هذه الغرفة ، وإذا سئل عن التشيع من أين وقع له ، قال : غاصت علي الرحمة غوصا.

وكان في أول عهده بالتشيع كيسانيا يقول برجعة محمد بن الحنفية ، وما زال على هذه المقالة حتى لقي الإمام الصادق ـ عليه‌السلام ـ بمكة أيام الحج فناظره وألزمه الحجة فرجع عن ذلك إلى مذهب الإمامية.

ولادته ووفاته :

ولد السيد بعمان سنة ١٠٥ ه ، ونشأ في البصرة ، ثم تحول إلى الكوفة ، وأما وفاته فقد كانت في الرميلة ببغداد في أيام الرشيد سنة ١٧٣ ه ، وقيل سنة ١٧٨ ه ، وقيل سنة ١٧٩ ه.


قصيدة «لأم عمرو» : كان السيد من شعراء أهل البيت ـ عليهم‌السلام ـ المجاهرين ، وكان مكثرا مجيدا ، وكان أكثر شعره في مدح الإمام أمير المؤمنين ـ عليه‌السلام ـ وتعداد مناقبه ، ومن شعره فيه قصيدته المشهورة «لأم عمرو» ، وقد لاقت استحسانا كبيرا عند أهل البيت عليهم‌السلام ، وقد شرح هذه القصيدة مجموعة من العلماء عد منهم الشيخ الأميني ١٥ شارحا ، كما خمس هذه القصيدة وشطرها جماعة من الشعراء ، وقد ذكر الأميني خمسة منهم ، وهم : الشيخ الحر العاملي ـ صاحب «الوسائل» ـ ، وحفيده الشيخ عبد الغني ـ نزيل البصرة والمتوفى بها ـ ، والشيخ حسن بن مجلي الخطي ، والسيد علي النقي التقوي الهندي (١).

قلت : وقد وقفت على مجموعة أخرى من الأدباء والشعراء ممن خمس هذه القصيدة ، فمنهم :

الشيخ حسين بن علي بن محمد ، الذي ينتهي نسبه إلى الشيخ محمد بهاء الدين العاملي ، يقول في أول التخميس :

لا تنكروني جيرتي وارفعوا

هجرا وحبل الوصل لا تقطعوا

كم دهم خاوية تجزع

(لأم عمرو باللوى مربع

طامسة أعلامها بلقع)

كانت لأهل الميل إنسية

تزهو بحسن اللون وردية

فأصبحت بالروض منسية

(تروح عنها الطير وحشية

والأسد من خيفتها تجزع) (٢)

ومنهم الشيخ عبد الله الوائل المعروف بالصائع والذي مرت ترجمته وبعض

__________________

(١) أنظر : الغدير ٢ / ٢١٣ ، نشر دار الكتاب العربي ـ بيروت ـ.

(٢) أنظر : كتاب «مفاتيح الدرر في أحوال الأنوار الأربعة عشر» للشاعر ، طبع تبريز / ١٣٧٠ ه.


شعره (٣) ، قال في أول ذلك التخميس :

لله قلب بالأسى مولع

ومقلة أقرحها المدمع

لمدنف ادنفه مجمع

(لأم عمرو باللوى مربع

طامسة أعلامها بلقع)

كانت بأهل المجد مغنية

وعن صروف الدهر محمية

فأصبحت كالوشم معفية

(تروح عنها الطير وحشية

والأسد من خيفتها تجزع) (٤)

وكذلك فقد شطر الشيخ عبد الله الصايع قصيدة الحميري «لأم عمرو» قال في ذلك التشطير :

(لأم عمرو باللوى مربع

عاث به الدهر فلا يقلع

فهي برغم المجد من بعدها

(طامسة أعلامها بلقع)

(تروح عنها الطير وحشية)

فلا بها يلقى لها موضع

والوحش لم تأو لها خشية

(والأسد من خيفتها تجزع)

(برسم دار ما بها مؤنس)

خاوية أطلالها خشع

لم يلف في أكنافها ساكن

(إلا صلال في الثرى وقع) (٥)

ومنهم الشيخ محمد الصحاف ، وهو موضوع هذه الحلقة من حديثنا عن شعراء الأحساء المنسيين.

الشاعر المخمس :

هو الشيخ محمد بن الشيخ حسين بن الشيخ ناصر بن الشيخ موسى ابن الشيخ حسين بن الشيخ محمد الصحاف.

__________________

(٣) أنظر : «تراثنا» العدد الرابع ، السنة الأولى ، صفحة ١٨٧.

(٤) ديوان الشاعر ـ مخطوط ـ وسننشرها في كتابنا «معجم شعراء الحسين عليه‌السلام» عند ذكرنا للشاعر إن شاء الله.

(٥) الديوان المخطوط للشاعر أيضا.


ولادته :

ولد المترجم له في الأحساء ، ولم نقف على تاريخ ولادته.

نشأته ودراسته :

نشأ شاعرنا في مدينة الهفوف عاصمة الأحساء وبها أخذ تحصيله العلمي على يد علمائها آنذاك ومنهم حجة الإسلام الشيخ محمد حسين أبو خمسين ـ وكان من مراجع التقليد هناك ـ رجع إليه جماعة في الأحساء والبصرة والكويت والمحمرة.

عرف المترجم له بفضيلته العلمية وبتقواه ، وعند ما طلب أهل الكويت من الشيخ أبي خمسين المذكور أن يرسل إليهم نائبا ووكيلا عنه من أهل العلم ، أرسل إليهم الشيخ محمد الصحاف فسار من الأحساء بعائلته إلى الكويت وأقام هناك فيها موقرا معظما ، وكان من أعماله في الكويت تأسيسه أول مسجد للشيعة في الكويت الذي عرف ب «مسجد الصحاف» والمعروف بهذا الاسم إلى اليوم ، وقد أوقف بعض المؤمنين في الكويت على المسجد المذكور بعض الدكاكين ، وقد عرف المترجم بتضلعه في علوم الهيئة وبذلك عين قبلة المسجد المذكور.

وفاته :

عاش المترجم له بقية حياته كلها في الكويت حتى أدركته الوفاة سنة ١٣١٣ ه وقد تجاوز عمره المائة سنة ، ونقل جثمانه إلى النجف الأشرف.

آثاره الأدبية :

له ديوان شعر في مدح النبي وأهل بيته ورثائهم ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ وهو موجود في مكتبة آل الصحاف في الكويت ، ولم يتسن لي الوقوف عليه


إلا أني وقفت له على هذا التخميس لقصيدة السيد الحميري ، وأنا أضعه الآن بين يدي القارئ الكريم ولعلنا نوفق إلى الاطلاع على ديوانه في المستقبل إن شاء الله.


التخميس

من نكبات الدهر لا أجزع

وإنني في العيش لا أطمع

وقائل لي : صاح ما تسمع

(لأم عمرو باللوى مربع

طامسة أعلامها بلقع) ١

دار حوت غيداء حلية

كانت بحسن الرصف معنية

فصيرتها الريح معفية

(تروح عنها الطير وحشية

والأسد من خيفتها تفزع) (٦) ٢

قد كنت في الليل لها أغلس

وفي حشا قلبي لها مجلس

مربعها تشجى له الأنفس

(برسم دار ما بها مؤنس

إلا صلال في الثرى وقع) ٣

محمرة الأعين من لبثها

في الأرض والآلام من حرثها

تتلف للأرواح من بثها

(رقش يخاف الموت من نفثها

والسم في أنيابها منقع) ٤

تشوق القلب لمحبوبه

لأنه غاية مطلوبه

لله دهر كنت أخلو به

(ذكرت من قد كنت ألهو به

فبت والقلب شج موجع) (٧) ٥

__________________

(٦) هذا البيت المخمس ورد في الأصل كما في الديوان المطبوع بضمير المذكر هكذا :

تروح عنه الطير وحشية

والأسد من خيفته تفزع

وهذا هو الصحيح ، حيث أن الضمير في «عنه» و «خيفته» يعود على المربع ، وإن ورد البيت في بعض النسخ بضمير المؤنث ولكن الصواب ما ذكرناه.

(٧) قبل هذا البيت بيت لم يخمسه الشاعر وهو :

لما وقفن العيس في رسمه

والعين من عرفانه تدمع

ولا أدري هل سقط هذا التخميس من قبل النساخ أم أن الشاعر نسي تخميسه؟.


من هجره مس الأذى مضني

وصرت مفتونا بما خصني

لم أستطع صبرا لما مسني

(كان بالنار لما شفني

من حب أروى كبدي تلذع) ٦

فما أرى في وصلها مسعدا

ولا خدينا لا ولا منجدا

رفعت صوتي صارخا مجهدا

(عجبت من قوم أتوا أحمدا

بخطة ليس لها موضع) ٧

قالوا له : جئت رسولا لنا

من ظلمات الشرك أنقذتنا

إلى سبيل الله أهديتنا

(قالوا له : لو شئت أخبرتنا

إلى من الغاية والمفزع) ٨

أنت رؤوف ورحيم بنا

فمن توليه على أمرنا

بعدك نخشى ضيعة في الدنا

(إذا توفيت وفارقتنا

وفيهم للملك من يطمع) ٩

أرسلك الباري لطيفا بنا

فرائض الإسلام علمتنا

فانصب لنا مولى يزيل العنا

(فقال : لو أخبرتكم معلنا

فما عسيتم فيه أن تصنعوا) (٨) ١٠

وقال : إن أخبرتكم تتقوا

ولا تكونوا من أناس شقوا

أخاف إن أخبرتكم تلحقوا

(صنيع أهل العجل إذ فارقوا

هارون فالترك له أوسع) ١١

أزلت عنكم معضلات الفتن

بينت ما كان وما لم يكن

فالحمد لله جزيل المنن

(وفي الذي قال بيان لمن

كان له أذن بها يسمع) ١٢

__________________

(٨) البيت المخمس ورد في الأصل كما في الديوان هكذا :

فقال : لو أعلمتكم مفزعا

فما عسيتم فيه أن تصنعوا


رسول صدق وله شرعة

لم تستقم في دينه بدعة

عليه من رب العلى رحمة

(ثم أتته بعد ذا عزمة

من ربه ليس لها مدفع) ١٣

انصب عليا فهو ليث الوغا

خليفة قاتل من قد طغى

لأنه حتف على من بغى

(بلغ وإلا لم تكن مبلغا

والله منهم عاصم يمنع) ١٤

ذاك الذي بالعدل حقا غذي

وصاحب الحوض اللذيذ الغذي

وليس يرضى بالكلام البذي

(فعندها قام النبي الذي

كان بما يأمره يصدع) ١٥

يتلو كتاب الله في صحفه

ودمعه يجري على أنفه

قد خصه الرحمن من لطفه

(يخطب مأمورا وفي كفه

كف علي نورها ترفع) ١٦

يقول : هذا والد العترة

خليفتي بعدي على أمتي

فاتبعوه إنه خيرتي

(رافعه أكرم بكف التي

يرفع والكف التي ترفع) (٩) ١٧

فاتبعوه الحق في قوله

شرفه الجبار من طوله

يوم الجزا تنجون من هوله

(يقول والأملاك من حوله

والله فيهم شاهد يسمع) ١٨

هذا علي في الورى ما له

من مشبه حالي حكى حاله

قولوا : رضينا وأطعنا له

(من كنت مولاه فهذا له

مولى فلم يرضوا ولم يقنعوا) ١٩

__________________

(٩) جاء هذا البيت المخمس مخالفا لما في الأصل ، ففي الديوان ورد البيت هكذا :

رافعها أكرم بكف الذي

يرفع والكف التي ترفع


تالله ما فيهم فتى مسلم

ما أسلم القوم بل استسلموا

من كل قوم فهم أظلم

(فاتهموه وانحنت منهم

على خلاف الصادق الأضلع) ٢٠

من بعد أن بان لهم فعله

بنصبه من للورى مثله

ألوى لدى البعض به أصله

(وضل قوم غاضهم فعله

كأنما آنافهم تجدع) ٢١

قد أكد المختار في عهده

هذا علي الطهر مع ولده

من لم يطعهم ضل عن رشده

(حتى إذا واروه في لحده (١٠)

وانصرفوا من دفنه ضيعوا) ٢٢

كلامه المنصوص عن ربه

وثارت الفتنة في صحبه

وأنكروا قولا عناهم به

(ما قال بالأمس وأوصى به

واشتروا الضر بما ينفع) ٢٣

والكل منهم كامن حقده

في خلفه بل باذل جهده

ثم أحلوا حسدا عقده

(وقطعوا أرحامه بعده

فسوف يجزون بما قطعوا) ٢٤

وفرقوا من جهلهم دينهم

وضيعوا الفرض ومسنونهم

وطاوعوا في الكفر فرعونهم

(وقتلوا أولادهم بعدهم

بعض لبعض في العمى يتبع) (١١) ٢٥

أشقاهم الله وأعماهم

عن سبل الحق وأخزاهم

فالنار يوم الحشر مأواهم

(وأزمعوا غدرا بمولاهم

تبا لما كانوا به أزمعوا) (١٢) ٢٦

__________________

(١٠) في الديوان : قبره.

(١١) هذا البيت المخمس ساقط من نسخة الديوان المطبوع.

(١٢) أزمعوا ، من الزماع : وهو المضاء في الأمر والعزم عليه.


واتخذوا دينهم بغضه

وأغضبوا وأظهروا غمضه

وما رعوا للطهر تحريضه

(لا هم عليه يردوا حوضه

غدا ولا هو فيهم يشفع) ٢٧

مورد عذب للصدا قد جلا

ماء لذيدا باردا سلسلا

كونه الله لأهل الولا

(حوض له ما بين صنعا إلى

أيلة (١٣) أرض الشام أو أوسع) ٢٨

جل الذي صوره موردا

ماء لذيذا كاشفا للصدا

والنور من آلاته قد بدا

(ينصب فيه علم للهدى

والحوض من ماء له مترع) ٢٩

كأنه من ذوقه سكر

لعقل من يشتاره يبهر

يفوح منه المسك والعنبر

(يفيض من رحمته كوثر

أبيض كالفضة أو أنصع) ٣٠

حوض شريف وله نبعة

من جنة الفردوس منشقة

عن شربه الأعداء ممنوعة

(يفيض منه شعب خمسة

والخلق من حافاته تشرع) (١٤) ٣١

تشرب منه شيعة المرتضى

لأنهم أهل الولا والرضى

والنور من مرجانه قد أضا

(حصباه ياقوت كجمر الغضا

ولؤلؤ لم تجنه الإصبع) (١٥) ٣٢

طوبى لمن صارت مقاماته

فيه لقد شرف آلاته

__________________

(١٣) أيلة ـ بالفتح ـ : مدينة صغيرة واقعة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام.

(١٤) هذا البيت المخمس ساقط من نسخة الديوان المطبوع.

(١٥) في هذا البيت اختلاف عما جاء في نسخة الديوان المطبوع ، فقد ورد البيت في الديوان هكذا :

حصباه ياقوت ومرجانه

ولؤلؤ لم تجنه إصبع


يا حبذا حوض وساحاته

(بطحاؤه مسك وحافاته

يهتز منها مونق مونع) ٣٣

دهانه في أرضه باهر

من كل لون يشتهي الخاطر

يسر من رؤيته الناظر

(أخضر ما دون الجنى ناضر

وفاقع أصفر ما يطلع) ٣٤

فالناصب الملعون أفزاعه

تزيد بل تكثر أوجاعه

لأن رب العرش صناعه

(والعطر والريحان أنواعه

تسطع إن هبت به زعزع) (١٦) ٣٥

لقد بنى بالتبر حيطانه

تحير الأفكار ألوانه

ويخطف الأبصار لمعانه

(فيه أباريق وقد حانه

يذب عنها البطل الأنزع) ٣٦

خير الورى ليث بني غالب

فصل القضايا عمدة الطالب

حسن السجايا ملجأ الهارب

(يذب عنه ابن أبي طالب

ذبك جربي إبل تشرع) (١٧) ٣٧

تذاد عنه معشر نصب

في أسفل للنار قد كبكبوا

والنار في أجوافهم تلهب (إذا دنوا منه لكي يشربوا قيل لهم : تبا لكم فارجعوا) ٣٨

__________________

(١٦) بعد هذا البيت بيتان لم يخمسهما الشاعر وهما :

ريح من الجنة مأمورة

دائمة ليس لها منزع

إذا مرته فاح من ريحه

أزكى من المسك إذا يسطع

(١٧) جاء في هامش الديوان المطبوع : «في ذخائر العقبى ص ٩١ : عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ : يا علي ، معك يوم القيامة عصا من عصي الجنة تذود بها المنافقين عن الحوض.

وفي المناقب ٢ / ١٦٢ : روى أحمد في الفضائل ، قال : قال أمير المؤمنين ـ عليه‌السلام ـ : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لأقمعن بيدي هاتين عن الحوض أعداءنا إذا وردته أحياؤنا».


لا خير فيكم لا ولا مسهلا

خصكم رب الملا بالبلا

لأنكم قدمتمو الأنزلا

(دونكمو فالتمسوا منهلا

يرويكم أو مطعما يشبع) ٣٩

والناس في حيرتهم سرمدا

ناظرة أبصارهم موردا

فبينما هم وإذا بالندا

(هذا لمن والى بني أحمدا

ولم يكن غيرهم يتبع) (١٨) ٤٠

فالفوز للشارب من حوضه

والويل والذل لمن يمنع (١٩) ٤١

والخلق في الموعد حالاتهم

قوم أذلتهم عقيداتهم (٢٠)

ومعشر زادت كراماتهم

(فالناس يوم الحشر راياتهم

خمس فمنهم هالك أربع) ٤٢

فأمة خابت بمضمونها

وأمة فازت بمأمونها

وأمة ضلت بملعونها

(كراية العجل وفرعونها

وسامري الأمة المفضع) (٢١) ٤٣

ومارق من دينه مخدج (٢٢)

أسود عبد لكع أوكع (٢٣)

وراية قائدها وجهه

كأنه الشمس إذا تطلع (٢٤)

خليفة المختار في أمته

وسيفه المسلول في دولته

__________________

(١٨) ورد هذا البيت في الديوان بكسر الدال في «أحمد» ، ولكن الشاعر خمسه على المنع من الصرف.

(١٩) هذا البيت غير واضح التخميس في النسخة التي كتبنا عنها فتركناه.

(٢٠) عقيداتهم : يريد بها جمع عقيدة ، والمعروف أن عقيدة تجمع على عقائد لا عقيدات ، فلاحظ.

(٢١) في هذا البيت أيضا خلاف عما جاء في الديوان ، فالمثبت هناك هكذا :

قائدها العجل وفرعونها

وسامري الأمة المفضع

(٢٢) المخدج : يقال : أخدجت الدابة إذا جاءت بولد ناقص الخلق وإن كان لوقته ، فهي (مخدج) بكسر الدال ، والولد (مخدج) بفتح الدال. والخداج كل نقصان في شئ.

(٢٣) وهذا البيت لم يخمسه الشاعر أيضا وهو مثبت في الديوان.

(٢٤) وهذا البيت لم يخمسه الشاعر أيضا وهو مثبت في نسخة الديوان المطبوع.


وعلمه المكنون في غيبته

(نفس رسول الله زوج ابنته

صديقها فاروقها الأشجع) (٢٥) ٤٤

غدا يلاقي المصطفى حيدر

وراية الحمد له ترفع (٢٦)

سطوته في الحرب مشهورة

وداره بالعلم معمورة

وكفه بالبدل مشكورة

(مولى له الجنة مأمورة

والنار من إجلاله تفزع) ٤٥

إمام صدق وله شيعة

يروا من الحوض ولم يمنعوا (٢٧)

فكل عبد صار من حزبنا

يصبر للبلوى لنيل المنى

هذا هو المعلوم من ديننا

(بذاك جاء الوحي من ربنا

يا شيعة الحق فلا تفزعوا) ٤٦

وهنا يذيل الشاعر قصيدة الحميري ببيتين من الشعر ويخمسهما :

يا سادتي إني بكم واثق

والذكر في مدحكم ناطق

وإنني لشاعر حاذق

(والحميري في قوله صادق

وحبكم في قلبنا منقع) ٤٧

فناظم التخميس قد نالها

كرامة من ربه يا لها

من نعمة يشكر إجزالها

(اغفر إلهي للذي قالها

ومن قراها والذي يسمع) ٤٨

إلى هنا ينتهي هذا التخميس وقد نقلناه من كتاب «نفائس الأثر» للسيد هاشم الشخص ، والكتاب هذا لا يزال قيد التأليف.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

__________________

(٢٥) هذا البيت المخمس غير موجود في نسخة الديوان.

(٢٦) هذا البيت لم يخمسه الشاعر أيضا وهو مثبت في الديوان.

(٢٧) هذا البيت لم يخمسه الشاعر أيضا وهو مثبت في نسخة الديوان.


النحت الخفية

في النادرة الشريفية

السيد محمد رضا الحسيني

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ، وعلى الأئمة من آله الهداة إلى سبيل الله ، والتحية والرضوان لأتباعهم الصالحين أولياء الله ، واللعن والهوان على أعدائهم أعداء الله.

وبعد :

فقد ورد في المقال المنشور في العدد (١٠) الأول من السنة الثالثة (١٤٠٨) من نشرة «تراثنا» العامرة ، بحث شيق حول نادرة الشريف الرضي رضوان الله عليه ، التي بدرت منه وهو طفل ، فدلت على عبقريته الفذة منذ تلك السن المبكرة.

وأورد الباحث حديث النادرة عن كتاب «وفيات الأعيان» لابن خلكان في ترجمة الشريف الرضي ... قائلا عنها : أصبحت ... من أشهر النوادر العلمية التي تذكر للتدليل على حدة الذكاء وسرعة الخاطر ... في فترة من العمر يكون تملك مثل هذا ... فيها يبعث إعجابا أكثر وأكبر [المقال ص ١٠].

ونحن ننقل النادرة عن «وفيات الأعيان» من النسخة الموجودة عندنا


[وهي طبعة مصر سنة (١٣١٠) بالمطبعة الميمنية وطبع بهامشها كتاب «الشقائق النعمانية»] فقد جاء في (ج ٢ ص ٣) ما نصه :

ذكر أبو الفتح ابن جني .. في بعض مجاميعه : إن الشريف الرضي ... أحضر إلى ابن السيرافي النحوي ، وهو طفل جدا ـ لم يبلغ عمره عشر سنين ـ فلقنه النحو ، وقعد معه يوما في حلقته ، فذاكره بشئ من الإعراب ـ على عادة التعليم ـ فقال له : إذا قلنا : «رأيت عمرو» [كذا في المطبوعة] ، فما علامة النصب في عمرو؟

فقال له الرضي : بغض علي.

فعجب السيرافي ، والحاضرون من حدة خاطره.

انتهى عن الوفيات.

وقد لاحظ الكاتب اختلاف طبعات «وفيات الأعيان» في إيراد جملة السؤال من هذه النادرة ، ونقل عن طبعة بولاق مثل ما نقلنا.

وفي طبعة بيروت الحديثة ـ بتحقيق إحسان عباس ـ وطبعة حجرية بإيران ـ نقل الكاتب أنها أصح الطبعات ـ جاءت هكذا : «إذا قلنا : (رأيت عمر) فما علامة نصب عمر؟».

ثم نقل الكاتب عن مصادر أخرى هذا الاختلاف في نقل جملة السؤال ، وأكثر المصادر أثبتت لفظ «عمر» في الموردين ، وبعضها أثبت لفظ «عمرو».

ولاحظ الكاتب أن محقق «ديوان الشريف الرضي» الدكتور عبد الفتاح محمد الحلو رجح أن يكون الصحيح في العبارة لفظة «عمرو» ، وأن المراد به «عمرو بن العاص» ليتم جواب الرضي بقوله : «بغض علي» ، لأن ابن العاص هو الذي كان يبغض عليا عليه‌السلام ويحاربه جهارا ، وخطأ ـ بنظره ـ النسخة التي جاء فيها لفظ «عمر» لوجهين :

١ ـ لأن عمر ـ [ولا بد أن يكون المراد به عند الاطلاق هو عمر بن الخطاب] ـ «لم يذكر أحد أن قامت بينه وبين علي [عليه‌السلام] مثل هذه


البغضاء».

٢ ـ وعلله ثانيا بقوله : «ربما كان [أي الإتيان بلفظ» عمر «] وهما سبق إلى الأذهان للنكتة اللغوية في منع صرف الكلمة» [المقال ص ١١].

وقد رد الكاتب على كلامه ـ الذي اختصرناه ـ بوجوه عديدة مفصلا.

وفند في «الوجه الخامس» التعليل الأول مما ذكره الدكتور بشكل حاسم وصريح وواضح [المقال ص ١٥].

وبالنسبة إلى التعليل الثاني الذي ذكره الدكتور الحلو (فهو مرتكز تعقيبنا هذا) نقول :

إن كاتب المقال ـ وهو يرجح أن تكون العبارة «عمر» بلا واو ـ يبدو موافقا لما احتمله الدكتور ـ وجعله وهما ـ في هذه العبارة من النكتة الإعرابية ، حيث ذكر الكاتب في الوجه الثالث ـ مما علقه ـ : إن التمثيل في هذه النادرة إنما وقع من جهة الإعراب وعلاماته التي تظهر في النطق ، كما هو المدلول الواضح لكلمة «قلنا» ... لا من جهة إملاء الكلمة وكيفية كتابتها.

ولفظة «عمرو» لا تختلف نطقا عن سائر الألفاظ المعربة المنصرفة في أنها تظهر عليها حركات الأعراب رفعا ونصبا وجرا ، فليس في اختيار التمثيل بها [= لفظة عمرو] أية جهة يستدعيها امتحان الطالب واختبار ذكائه وتفهمه للقواعد النحوية ، سوى معرفة أوليات النحو وأبسط مبادئه ، وهي كيفية الرفع والنصب والجر ، والشريف كان قد تجاوز هذه المرحلة ...

والاختبار إنما يكون بعد أن يكون الطالب قد تجاوز مرحلة يصح معها اختباره وامتحانه [المقال ص ١٤].

أما ما ذكره الكاتب من أن السؤال لا بد أن يكون عن إعراب «عمر» لا إعراب «عمرو» ، لما ذكره من وضوح أمر الإعراب في «عمرو» ، فلا يسأل عنه مثل الرضي!

فنرد عليه الكلام : بأن منع «عمر» من الصرف أيضا من أوليات النحو ،


وأبسط مبادئه ، وهي كيفية إعرابه كما ذكر ، «ولفظة (عمر) لا تختلف نطقا عن سائر الألفاظ المعربة غير المنصرفة في إعرابها»! وإذا كان الشريف «قد تجاوز هذه المرحلة» كما يقول الكاتب و «تجاوز مرحلة يصح معها اختباره وامتحانه» بمثل هذه الأعاريب ، فلا بد أن لا يطرح عليه مثل هذا السؤال البسيط عن إعراب ما لا ينصرف ، الذي يعرفه الأصغر منه ، والأقل منه ذكاء.

وأما ما نراه نكتة صالحة لرفع مستوى النادرة إلى ما بلغته من الشهرة ، وإلى حد الإعجاب والإكبار ، وتناسب ذكاء السيد الشريف ونبوغه ، فهو : إن الصواب في العبارة هو :

«إذا قلنا : (رأيت عمر) فما علامة النصب في عمر؟

فقال له الرضي : بغض علي»

فالوجه في توجيه السؤال ، أن لفظ «عمرو» يحتوي على نكتة إعرابية في النطق ، ونكتة إملائية في الكتابة ، وما المانع من جمعهما في السؤال؟! فإن لفظ «عمرو» في حالة النصب ، ينصب بالتنوين ، ويخالف ـ نطقا ـ لفظة «عمر» في ذلك ، حيث لا يلحقه التنوين لعدم انصرافه.

وكثيرا ما يشتبه الأدباء بينهما ، وهو وجه لطيف لتوجيه السؤال إلى المبتدئين في النحو.

وهو [أي لفظ «عمرو»] أيضا يتغير في الكتابة عند النصب ، فإن واوه تحذف ، وتلحقه الألف ، ويخالف في ذلك أيضا لفظة «عمر».

ويشتبه الأدباء أيضا في ذلك ، كما وقع الدكتور الحلو فيه أيضا وهو ما ذكره الكاتب في «الوجه الرابع».

فلفظ «عمرو» في حالة النصب محل لمثل هذه الاشتباهات من الكبار ، فيكون توجيه السؤال عنه إلى مثل الشريف وهو في عمر الصغار ولم يبلغ العاشرة ، متجها بوضوح.


فيلاحظ بوضوح ارتباط إملاء الكلمة بحالة إعرابها في «عمرو» ارتباطا وثيقا ، ومثل هذا الارتباط والتشابك هو الذي يجعل طرح السؤال عنه موجها ، وخاصة للمبتدئين.

فلا وجه لما ذكره الكاتب من أن التمثيل في هذه النادرة إنما وقع من جهة الإعراب وعلاماته التي تظهر في النطق ... لا من جهة إملاء الكلمة وكيفية كتابتها .. فلاحظ.

ويلاحظ أن كلمة «عمر» الأولى في السؤال جاءت ـ حسبما نراه ـ بلا واو ، وبلا ألف النصب.

أما حذف الواو : فلأن المفروض أن كلمة «عمرو» تحذف واوها في حالة النصب ، وهي في جملة السؤال منصوبة ب «رأيت».

وأما حذف ألف النصب : فلأن المفروض في السؤال أن لا ينطق السائل بالإعراب الذي يسأل عنه ، وإلا كان الجواب واضحا ، وانتفت فائدة السؤال ، فالمفروض أن يقف السائل على آخر الكلمة بالسكون ، ويأتي بالكلمة مهملة عن الإعراب.

فكلمة «عمرو» إذا وقعت مفعولا به تصير «عمرا» وإذا وقفنا عليها وأهملناها من الإعراب تكون بصورة «عمر» ، وقد أطبقت المصادر على حذف الألف سوى اثنين ، كما ذكر الكاتب فلا بد من الالتزام بالتحريف فيها كما ذكرنا.

ويظهر أن الناقلين للنادرة لم يميزوا بين «عمر» الواردة في السؤال ، وبين «عمر» ، فتصوروا أن الكلمة إذا كانت الأولى فلا بد من وجود الواو ، أو وجود ألف النصب ، ومع عدمها فهي الكلمة الثانية قطعا.

غفلة عن أن كلمة «عمرو» في حالة النصب تتخلى عن الواو ، وبما أنها وقعت في جملة السؤال تخلت عن الألف أيضا ، فصارت «عمر» ، وليست «عمر».


والمصادر التي أثبتت صورة «عمر» ـ وهي الأكثر ـ أصابت الحق ، إلا أنها لم تعين كون الكلمة «عمر» أو «عمر» ، لخلوها عن الضبط بالحركات ، خاصة المطبوعات المهملة.

وعلى ما ذكرنا فإن الكلمة هي «عمر» حذف واوها للنصب ، وحذف ألفها للسؤال ، وأما «عمرو» الثانية في السؤال ، فهي مع الواو لعدم كونها منصوبة بل مجرورة ب «في».

وبهذا نعرف نكت كل من توجيه السؤال ، وربط جواب الشريف به ، وتندره فيه ، وذلك :

أما السؤال :

فهو ليس عن إعراب «عمرو» ولا إعراب «عمر» حتى يقال ـ في كل منهما ـ إن أمر إعرابه واضح ، فلا يوجه إلى مثل الشريف في نبوغه! لكن السائل لما وجه السؤال إلى الشريف بذلك الشكل ، أي بقوله : «رأيت عمر» ـ بلا ألف ولا واو ـ ، أراد أن يختبر ذكاء الشريف ، فيجده : هل يميز بين نصب «عمرو» فيقوله بالتنوين ، وبين نصب «عمر» فيقوله بالفتح ، فإن مثل ذلك من مواضع الاشتباه كما أوضحنا.

وأما النكتة الخفية في جواب الشريف ، بقوله : «بغض علي» ، فهي أن الشريف أشار بذلك إلى الجواب الإعرابي ، والإملائي ، والعقائدي ، مع استعماله أسلوبا بلاغيا رائعا ، وذلك :

أن كلمة «عمر» الواردة في السؤال بلا واو ، ولا ألف ـ كما شرحنا وجهه ـ تشبه رسما وإملاءا كلمة «عمر» لحذف واوها نصبا فكلمة «عمرو» في حالة النصب وعدم تحريكها تكون «عمر» فأجاب الشريف بلازم ما تؤول إليه كلمة «عمرو» في حالة النصب وهو «بغض علي» لأن الشريف أول كلمة «النصب» الواردة في السؤال من ظاهرها في إرادة الحالة الإعرابية ، إلى معناها العقائدي الذي هو العداء للإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام.


وهذا التأويل مبتن على أساس ما يسمى في علم البلاغة ب «القول بالموجب» (١) وهو أن يحمل المجيب ، اللفظ الوارد في السؤال ، على معنى لم يقصده السائل.

فالسائل أراد من النصب ، الإعراب.

والشريف أجابه على أنه أراد النصب العقائدي.

ولا ريب أن جواب الشريف هذا ، واستعماله هذا الأسلوب البلاغي البديع ، يحتاج إلى مزيد الدقة ، وجدة الذكاء ، وسرعة انتقال الخاطر ، والتوجه إلى المعاني المختلفة وإصابة المنحر في المسألة العقائدية ، بما كان صدوره من السيد الشريف في ذلك العمر موجبا للإعجاب الأكبر.

وهو الذي أثار حفيظة كثير من المتأدبين ، فحرفوا النادرة إلى ما يهوون!

إن الإباء المعهود في الشريف الرضي ، ذي النسب العلي ، والأنف الحمي ، دفعه إلى اعتبار الامتحان في الحلقة امتهانا ، وإثارة للطائفية المقموتة ، فكأنه فهم ـ وهو الملاحظ ـ أنهم أرادوا أن يجبروه على أن يتصور صورة كلمة «عمر» التي سيؤول إليها لفظ «عمرو» في حالة النصب ، فأبي أن ينصاع لهم ، وإنما ذكر لازمها وهو «بغض علي» ، فجابههم بهذا الجواب اللاذع.

وفي إجابة واحدة جمع الشريف الرضي بين شتات كل هذه المطالب وهذا منه ـ وهو طفل لم يبلغ العاشرة ، في حلقة علماء الفن ـ يدل ـ بلا ريب ـ على ذكاء مفرط ونبوغ مبكر.

وقد جمعنا بإبرازنا لهذه النكت الطريقة بين ما يناسب شخصية الشريف المرموقة ، وبين شهرة النادرة الواسعة ، ورفعنا الخلل الواقع في النسخ المختلفة من المصادر الناقلة لها.

__________________

(١) كذا يسميه قدماء البلاغيين ، وسماه في كتاب «الأسلوب الصحيح في البلاغة» ـ ص ٧٨ ـ ب «التعريف».


وأثبتنا ما كان الكاتب الفاضل بصدده من إبداء الحق إلى جانب عقيدة الشريف الرضي عليه رضوان الله الملك العلي.

والحمد لله أولا وآخرا.

* * *


من ذخائر التراث



كتاب الليل والنهار

لابن فارس

حامد الخفاف

تقديم

بسم الله الرحمن الرحيم

المفاخرات : لون جميل من ألوان الأدب العربي ، له ضوابطه المعينة كأسلوب خصوصياته التي ميزته عن الأساليب المعروفة في النثر الأدبي ، يتخذ شكل مناظرة تتم بين طرفين مجازيين أو أكثر يقوم بتحريرها المؤلف ، وتكون المفاخرة ـ عادة ـ مليئة بجد القول وهزله ، ورقيق اللفظ وجزله ، وغرر البيان ودرره ، وملح الأدب ونوادره ، ومرصعة باللطائف الأدبية والأحاجي النحوية ، والأبيات الشعرية ، والفتاوى اللغوية.

منها على سبيل المثال : مفاخرة السيف والرمح لعلاء الدين علي بن محمد السعدي (٧١٧ ه) ، ومفاخرة السيف والقلم لأبي حفص أحمد بن محمد بن أحمد الكاتب الأندلسي (كان حيا بعد سنة ٤٤٠ ه) ، ومفاخرة البكرية والعمرية لأبي يحيى الجرجاني (من أجل أصحاب الحديث) ، والمفاخرة بين الراحة والتعب ، والمفاخرة بين العلم والمال ، والمفاخرة بين الفقر والغنى ، وكلها للسيد محسن الأمين العاملي.


وكتاب ابن فارس هو مفاخرة بين الليل والنهار ، ألفه ـ كما يقول ـ لفتى من أهل الجبل سأله أن يثبت له «وريقات في ذكر الليل والنهار وما يصلح أن يفضل به أحدهما على الآخر ويسوى» فارتجل كتابه المذكور مسعفا له به.

فيبدأ أول ما يبدأ بذكر قول صاحب الليل الذي سرد مجموعة من الآيات الكريمة التي قدمت الليل على النهار ، فأجابه صاحب النهار بأن لا فضيلة للتقديم مستدلا بالقرآن الكريم أيضا ، وأرى أن تقديم المؤلف للقرآن الكريم لم يأت عن غير قصد ، وإنما كانت لفتة جميلة حفظ بها قداسة الذكر الحكيم ، ثم انتقل الطرفان في المناظرة إلى الأدب العربي شعرا ونشرا ، يتخلل ذلك أحاديث نبوية شريفة ، وأمثال سائرة ، وطرف تاريخية.

والكتاب على صغره أثر نفيس لواحد من كبار أعلام الأدب العربي في القرن الرابع الهجري ، وهو بعد لوحة أدبية زاهية الألوان ، أضف إلى ذلك أن قيمته التاريخية لا تقل عن قيمته الأدبية ، بما يسلط من أضواء جديدة على شخصية ابن فارس.

* * *


ترجمة المؤلف

الإمام العلامة ، اللغوي المحدث ، أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا بن محمد بن حبيب القزويني،المعروف بالرازي ، نزيل همدان ، صاحب كتاب «المجمل».

نشأته :

ولد المترجم له على الأرجح في العقد الأول من القرن الرابع الهجري ، وكان مسقط رأسه في قرية (كرسف وجياناباذ) ، التي ذكرها ابن فارس لمن سأله عن وطنه ، وتمثل قائلا :

بلاد بها شدت علي تمائمي

وأول أرض مس جلدي ترابها

ويظهر أنها كانت بالقرب من مدينة قزوين ، ولذا نسب إليها.

وإذا أردنا أن نتطرق إلى نشأة ابن فارس فيمكن القطع أنها لم تكن بعيدة عن الأجواء العلمية ، فقد كان والده فارس بن زكريا من رجال العلم والمعرفة وكان فقيها ولغويا ، فأخذ عنه ما تيسر من العلوم والمعارف ، إلا أن طموح

__________________

* توجد ترجمته في : يتيمة الدهر ٣ : ٣٩٧ ، فهرست الشيخ الطوسي : ٣٦ / ٩٩ ، معالم العلماء : ٢١ / ٩٩ ، معجم الأدباء : ٤ / ٨٠ ، التدوين في أخبار قزوين : ٢ / ٢١٥ ، الكامل في التاريخ ٨ : ٧١١ ، إنباه الرواة ١ : ١٢٧ ، وفيات الأعيان ١ : ١١٨ / ٤٩ ، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد : ٦٥ / ٤٣ ، رجال ابن داود : ٤٢ / ١١٠ ، البداية والنهاية ١١ : ٣٣٥ ، مرآة الجنان ٢ : ٤٤٢ ، بغية الوعاة ١ : ٣٥٢ / ٦٨٠ ، طبقات المفسرين ١ : ٦ / ٥٤ ، شذرات الذهب ٣ : ١٣٢ ، أعيان الشيعة ٣ : ٦٠ ، روضات الجنات ١ : ٢٣٢ / ٦٧ ، وعن سير أعلام النبلاء ١٧ : ١٠٣ / ٦٥ ، دمية القصر ٣ / ١٤٧٩ ، ترتيب المدارك ٤ / ٦١٠ ، نزهة الألباء : ٣٢٠ ، وفيات سنة ٣٦٩ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٤٢ ، تأريخ الإسلام ٤ / ٩٧ ، تلخيص ابن مكتوم ـ ورقة : ١٥ و ١٦ ، عيون التواريخ ١٢ / ١٤٢ ، الوافي بالوفيات : ٧ / ١٧٨ ، الديباج المذهب : ١ / ١٦٣ ، الفلاكة والمفلوكون : ١٠٨ ـ ١١٠ ، طبقات ابن قاضي شهبة ١ / ٢٣٠ ، النجوم الزاهرة : ٤ / ٢١٢ ، مفتاح السعادة ١ / ٩٦ ، سلم الوصول : ١١٢.


ابن فارس لم يكن يقف عند حد ، وهمته العالية أكبر من أن تقنع بالقليل وترضى باليسير فرحل إلى أصبهان وزنجان وميانج طلبا للعلم ، فتتلمذ على كبار علمائها أمثال أبي القاسم سليمان الطبراني ، وأبي بكر أحمد بن الحسن الخطيب راوية ثعلب ، وأحمد بن طاهرين بن النجم ، ولم يكتف بذلك حتى رحل إلى بغداد للاستفادة من عالما الكبير في ذلك الوقت محمد بن عبد الله الدوري.

من هنا كان ابن فارس جم المعارف ، غزير العلم ، صقلت الأسفار الطويلة شخصيته العلمية حتى غدا إماما في اللغة ، مبرزا في علوم القرآن والحديث ، فذاع صيته في كل مكان ، عالما تشد إليه الرحال ، طلبا لمعارفه ، وتعطشا للاستزادة منه.

مكانته العلمية :

ليس من السهل في هذه العجالة أن نتحدث عن مكانة ابن فارس العلمية ، تلك الشخصية البارزة التي قدمت للتراث الإسلامي نتاجا متميزا في المكتبة العربية ، فمن خلال مصنفاته وآثاره ترى اللغوي الأديب الذي تطرب النفوس لكلامه ، وترقص القلوب لبيانه ، فهو كما قيل : «إذا ذكرت اللغة فهو صاحب مجملها ، لا بل صاحبها المجمل [لها]» (١).

وترى المفسر والمحدث الذي تبحر في علوم القرآن والحديث ، فأجاد وأفاد.

وتشاهد المتكلم الفقيه الذي " إذا وجد فقيها أو متكلما أو نحويا كان يأمر أصحابه بسؤالهم إياه ، ويناظره في مسائل من جنس العلم الذي يتعاطاه ، فإن وجده بارعا جدلا جره في المجادلة إلى اللغة ، فيغلبه بها " (٢) فهو بذلك كان " من أعيان العلم وأفراد الدهر ، وهو بالجبل كابن بالعراق ، يجمع إتقان العلماء

__________________

(١) إنباه الرواة ١ : ١٢٨ عن أبي الحسن الباخرزي.

(٢) إنباه الرواة ١ : ١٢٩.


وظرف الكتاب والشعراء» (٣) وكان «في وقته محتجا به في جميع الجهات غير منازع ، منجبا في التعليم» (٤).

وهكذا أثنى عليه العلماء ، وأطروه بعبارات الثناء والتبجيل ، تمجيدا لمقامه السامي ، وتقديرا لجهوده العظيمة في شتى فنون المعرفة.

وفاته :

اختلفت المصادر في تحديد سنة وفاته اختلافا كبيرا ، إلا أن الراجح منها أنه توفي في سنة ٣٩٥ ه بالري ، ودفن مقابل مشهد القاضي عبد العزيز الجرجاني.

كتاب الليل والنهار :

عندما طلب مني إخواني الأعزاء في هيئة تحرير نشرة «تراثنا» الموقرة تحقيق بعض الرسائل والكتب الصغيرة ، ذات الأهمية التراثية ، لم تكن بحوزتي عناوين محددة لمخطوطات يمكن التحرك عليها ، فاستعنت بسماحة العلامة المحقق السيد عبد العزيز الطباطبائي ، الذي شملني برعايته الأبوية ، كما هو شأنه دائما ، وعرض علي ما يزيد على العشرين كتابا ورسالة (مصورات ، ومستنسخات) كي أنتفي فأشار علي بحسن الاختيار ودقة الانتفاء.

تصفحته وقرأته فإذا أنا بلوحة أدبية رائعة ، تنشرح لها النفوس ، وتطرب لها الأفئدة ، جمعت قداسة الآية الكريمة والحديث الشريف ، وظرافة الشعر العربي ، وعبرة المثل السائر ، وجمال لغة القرآن.

__________________

(٣) نفس المصدر ١ : ١٢٧.

(٤) نفس المصدر ١ : ١٢٩.


كتاب الليل والنهار : ذكره أغلب من ترجم لابن فارس ضمن مصنفاته ، ولم يعثر الباحثون على أية نسخة منه ، سوى ما نقله زهير عبد المحسن سلطان ـ في مقدمته لكتاب «مجمل اللغة» ـ عن بروكلمان في «تأريخ الأدب العربي» أنه ذكر وجود نسخة مخطوطة من الكتاب في ليبزج ٧٨٠ رقم ٤ ، بعنوان «قصص النهار وسمر الليل» أم لا؟ وإذا كان كذلك فما هو السبب في تغيير اسم الكتاب المثبت في أغلب المصادر القديمة؟!.

النسخة المعتمدة :

هي النسخة الموجودة بحوزة السيد الطباطبائي ، حيث قام باستنساخها على النسخة المحفوظة في مكتبة ملك في طهران ، الكتاب الرابع من المجموعة المرقمة (٨٥٢) ، وتقع في ١٢٦ ورقة ، يحتل كتابنا الأوراق من ١٢١ إلى ١٣٢٦ ، فرغ من كتابته بخط النسخ علي بن علي بن إبراهيم الطوخي المالكي في يوم الأحد المصادف ١٢ ذي الحجة سنة ٩٩٦ ه.

والكتب الأخرى في المجموعة حسب الترتيب الآتي :

١ ـ المكافاة على الحسن والقبح : تأليف أبي جعفر أحمد بن يوسف ابن إبراهيم بن دايه المصري الكاتب (٣٤٠ ه) ، من الورقة ٢ إلى الورقة ٤٧.

٢ ـ بلوغ الآداب في لطائف العتاب : تأليف محمد بن أحمد المقري ، من الورقة ٤٩ إلى الورقة ١١٤.

٣ ـ حكمة الإسراء ومفاخرة الأرض والسماء : لم يذكر مؤلفه ، من الورقة ١١٥ إلى الورقة ١١٨.

* * *

__________________

(٥) مجمل اللغة ١ : ٢٧.


منهج التحقيق :

اعتمدت في تحقيقي للكتاب على النسخة الوحيدة التي وقعت في يدي والتي مر وصفها ، فحاولت ما استطعت تقويم نص الكتاب وضبط عباراته وفق ما توفر لدي من مصادر ، فقمت بتخريج الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة ، وعلقت على الأمثال السائرة بما يناسب المقام ، وشرحت الألفاظ الصعبة والغلقة ، بما ييسر فهم العبارة ، مستندا في ذلك إلى كتب اللغة والأدب ، وذكرت لجملة من الأعلام ترجمة مختصرة ، انتزعتها من كتب التراجم والرجال ، ذيلت كل ذلك في هامش الكتاب.

وختاما أرجو أن أكون قد وفقت لإخراج هذا الكتاب بصورة مناسبة ، وأكون بذلك قد قدمت للقارئ الكريم أثرا نفيسا من ذخائر تراثنا الغني بكل ما هو طيبت وجميل ، بما ينال رضاه ، ولله الحمد أولا وآخرا.

حامد الخفاف

٣ صفر ١٤٠٩ ه




كتاب «الليل والنهار» لابن فارس

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين وصلى الله على نبيه محمد وآله وصحبه أجمعين.

سألني فتى من أهل الجبل ـ جبل الماهين ـ أن أثبت له ورقات في ذكر الليل والنهار ، وما يصلح أن يفضل به أحدهما على الآخر ويسوى ، فارتجلت كتيبي هذا مسعفا له به.

فأول ذلك قول صاحب الليل :

إن الله جل وعز قال : (وجعلنا الليل والنهار آيتين) (١) وقال في مفتتح سورة [الليل] : (والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى) (٢) فبدأ بذكر الليل ثم أعقبه بالنهار ، وفي التقديم على أي حال كان ما فيه ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قدموا قريشا ولا تقدموها» (٣). فبين فضيلة التقديم ، وقال جل ثناؤه : (جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا) (٤) ، وقال تبارك اسمه : (وهو الذي جعل الليل والنهار آيتين) (٥) ، وقال جل ثناؤه : (قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا) (٦).

وذلك كثير في أي من القرآن كثيرة.

__________________

(١) الإسراء ١٧ : ١٢.

(٢) الليل ٩٢ : ١ و ٢.

(٣) أخرجه المتقي الهندي في كنز العمال ١٢ : ٢٢ ، من ثلاث طرق.

(٤) يونس ١٠ : ٦٧.

(٥) كذا.

(٦) القصص ٢٨ : ٧١.


قال صاحب النهار :

ليس تقديم الشئ بالذكر على غيره موجبا فضيلة ، ولا ناتجا منقبة ، ألا ترى أنه قال جل ثناؤه : (خلق الموت والحياة) (٧) ومعلوم أن الحياة أفضل ، وقال جل وعز : (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) (٨) والإنس لا شك أفضل.

مع أن في القرآن تقديم النهار على الليل في قوله جل وعز : (والنهار إذا جلاها والليل إذا يغشاها) (٩) فقدم النهار. وقال جل ثناؤه : (مثل الفريقين كالأعمى والأصم وابصر والسميع) (١٠). تأويل ذلك عن أهل اللغة : مثل الفريقين كالأعمى والبصير والأصم والسميع ، فهل يكون المقدم ها هنا أفضل من المؤخر ، ذا لا يكون أبدا.

قال صاحب الليل :

فضيلة الليل تقدمه على النهار وسبقه إليه ، قال الله تعالى : (أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما) (١١) فلا مرية في أن المرتتقين مظلمان ، فإذا فتق أحدث معنى آخر ، فالظلمة إذا قبل النور في الإنشاء والخلقة ، وإذا كان كذا فالليل قبل النهار.

قال صاحب النهار منشدا متمثلا :

إذا سلكت حوران من رمل عالج

فقولا لها : ليس الطريق كذلك

__________________

(٧) الملك ٦٧ : ٢.

(٨) الذريات ٥١ : ٥٦.

(٩) الشمس ٩١ : ٣ و ٤.

(١٠) هود ١١ : ٢٤.

(١١) الأنبياء ٢١ : ٣٠.


ولعمري ما الأمر على ما ظننته بل النور قبل الظلمة ، قال الله تعالى ذكره : (الله نور السماوات والأرض) (١٢).

تأويل ذلك أنه جل ثناؤه هو الذي أضاء هما بنور استنارا به ، فأغفلت أنت هذا ، واعتبرت العالم الذي نحن سكنوه ، وقد قال جل وعز : (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا) (١٣).

فبالنيرين أضاء ما كان مرتتقا ، ثم فتق بالضياء قبل الظلام ، والنهار مضئ ، فاعلم ذلك.

قال صاحب الليل :

معلوم أن الزمان حركات الفلك في دورانه ، وهو أعوام وشهور وأسابيع ، ومتى ولد الشهر فإنما يذكر من أول ليلة لأول يوم منه ، فلو كان النهار أفضل كان افتتاح الشهر به لا بل مفتتحه الليلة الأولى منه.

قال صاحب النهار :

هذا عليك لا لك ، وذلك أن خلقا يكثر عددهم يجعلون مفتتح الشهر أول يوم منه ، وإنما العرب عدت الشهر من أول ليلة ، لأن الهلال فيها يهل ، والله عزوجل يقول : (يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج) (١٤) فجعل جل ثناؤه مواقيت الحج ومواقيت سائر مال بالناس إليه حاجة من اقتضاء الديون وانقضاء عددا المعتدات وغير ذلك من أنواع العبادات في إهلال الهلال.

هذا والشهر عند العرب إنما هو الهلال ، ثم سمى به كل ثلاثين يوما شهرا ، وذا شئ اتفقت فيه العرب والعجم ، لأن «الماه» عند العجم هو القمر ، ثم

__________________

(١٢) النور ٢٤ : ٣٥.

(١٣) يونس ١٠ : ٥.

(١٤) البقرة ٢ : ١٨٩.


سموا ثلاثين يوما «ماه» ، والحجة لما قلناه قول ذي الرمة (١٥).

فأصبح أجلى الطرف ما يستزيده

يرى الشهر قبل الناس وهو بخيل

وقال كثير (١٦) :

تراءوا على ماوية الفجر غدوة

وقد محقق الشهر المبين ما حق

والهلال إذن هو المقدم والهلال نور ، وذلك دليل على أن النور قبل الظلمة.

وبعد فإنا رأينا ذوي الإحساس وأكثر الناس ، يجزعان من الليل ، لا بل يلومونه ويذمونه ويكرهونه ويتشكون طوله ، قال امرؤ القيس (١٧) :

__________________

(١٥) غيلان بن عقبة بن نهيس من مسعود العدوي ، من مضر ، أبو الحارث : شاعر ، من فحول الطبقة الثانية في عصره ، ولد في سنة ٧٧ ه ، وكان شديد القصر ، دميما ، يضرب لونه إلى السواد ، أكثر شعره تشبيب وبكاء وأطلال ، يذهب في ذلك مذهب الجاهلين وكان مقيما بالبادية ، يحضر إلى اليمامة والبصرة كثيرا ، قال أبو عمرين بن العلاء : فتح الشعر بامرئ القيس وختم بذي الرمة ، له ديوان شعر مطبوع في مجلد ضخم ، توفي بأصبهان وقيل : بالبادية سنة ١١٧ ه. «وفيات الأعيان ٤ : ١١ / ٥٢٣ ، الأغاني ١٨ : ٣ ، خزانة الأدب ١ : ٥٠ ، الأعلام ٥ : ١٢٤».

(١٦) كثير بن عبد الرحمن الأسود بن عامر الخزاعي ، أبو صخر ، شاعر متيم مشهور ، من أهل المدينة ، يقال له : «ابن أبي جمعة» و «كثير عزة» و «الملحي» نسبة إلى بني مليح وهم قبيلته ، وكان مفرط القصر دميما ، ويذهب المؤرخون إلى أنه كان شيعيا ، وروي أنه دخل على عبد الملك بن مروان فسأله عن شي فأخبره به ، قال : لا أسألك إلا بحق أبي تراب ، فحلف له به فرضي.

قال المرزباني : كان شاعر أهل الحجاز في الإسلام لا يقدمون عليه أحدا.

وأخباره مع عزة بن جميل الضمرية كثيرة ، وكان عفيفا في حيه لها.

توفي بالمدينة سنة ١٠٥ ه ، وقيل ١٠٧ ه.

«الأغاني ٩ : ٣ ، وفيات الأعيان ٤ : ١٠٦ / ٥٤٦ ، سير أعلام النبلاء ٥ : ١٥٢ / ٥٤ ، عيون الأخبار ٢ : ١٤٤ ، العبر في خبر من غير ١ : ١٠١ ، العقد الفريد ٢ : ٢٤٦ ، شذرات الذهب ١ : ١٣١ ، الأعلام ٥ : ٢١٩».

(١٧) امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي ، من بني آكل المرار ، أشهر شعراء العرب على الإطلاق ، يماني الأصل ، مولده بنجد ، أو بمخالف السكاسك باليمن ، اشتهر بلقبه ، واختلف المؤرخون في اسمه ، فقيل : حندج ، وقيل : مليكة ، وقيل : عدي ، وهو من أصحاب المعلقات السبع ، والأبيات المذكورة في المتن قطعة من معلقته التي مطلعها :

قفا بنك من ذكرى حبيب ومنزل

بسقط اللوى بين الدخول فحومل

ويعرف امرؤ القيس بالملك الضليل ، لاضطراب أمر طول حياته ، وذي القروح ، لما أصابه من قروح ظهرت في جسده ، وهو في أنقرة حيث أودت بحياته هناك حوالي سنة ٨٠ قيل الهجرة.

«الأغاني ٩ : ٧٧ ، خزانة الأدب ١ : ١٦٠ ، الأعلام ٢ : ١١».


وليل كموج البحر أرخى سدوله

علي بأنواع الهموم ليبتلي

فقلت له لما تمطى بصلبه

وأردف أعجازا وناء بكلكل

ألا أيها الليل الطويل ألا انجل

بصبح وما الإصباح منك بأمثل

وقال :

على أن للعينين في الصبح راحة

بطرحهما طرفيهما كل مطرح

فانظر الآن في تكرهه الليل وتروحه بالصبح ، فأين المشتكي من المترجي! ولولا اشتهار ما قاله الشعراء كتبناه.

قال صاحب الليل :

إنما هذه الأشعار على اختلاف أحوال القائلين ، فكم متمن ليلا كتمني غيره نهارا ، وكم ذي كربة من غريم يباكره ، أو عدو يماكره ، أو ضد لا بد له من أن يراه مع الذي في رؤية الضد من الكرب والكآبة ، وأهل بغداد يقولون : الكتاف بالقد (١٨) ولا الجلوس مع الضد.

وكم من جيشين يتقابلان ويتقاتلان سحابة يوم حتى إذا جاء الليل ، وأقبلت مقاصير (١٩) الظلام تكافا وتحاجزا ، أما في ذلك راحة للفريقين؟ قل : بلى.

وقال خداش بن زهير (٢٠) :

__________________

(١٨) القد : سيور تقد من جلد فطير غير مدبوغ فتشد بها الأقتاب والمحامل «لسان العرب ـ قدد ـ ٣ : ٣٤٤».

(١٩) قصر الظلام : اختلاطه ، وكذلك المقصرة ، والجمع : المقاصر ، عن أبي عبيد. وقد قصر العشي يقصر قصورا ، إذا أمسيت ، ويقال : أتيته قصرا ، أي عشيا «الصحاح ـ قصر ـ ٧٩٢».

(٢٠) خداش بن زهير العامري ، من بني عامر بن صعصعة ، شاعر جاهلي ، من أشراف بني عامر وشجعانهم ،


يا شدة ما شددنا غير كاذبة

على سخينة (٢١) لولا الليل والحرم (٢٢)

ويروي : جد صادقه.

فاعلم أن الليل حجز بينهم.

وقال بعض أهل هذا العصر فيما يعانيه من غرمائه :

عجبت لناس لا غريم ببابهم

يقولون أصبح ليل والليل أروح

فهل يتمنى الصبح ذو عسرة يرى

غريما يوافي بابه حين يصبح

فالليل متمنى قوم ، والنهار متمنى آخرين.

وأنشدني أحمد بن الحسين (٢٣) ، قال : أنشدني الخبزري (٢٤) :

__________________

كان يلقب «فارس الضحياء» يغلب على شعره الفخر والحماسة. يقال : إن قريشا قتلت أباه في حرب الفجار ، فكان خداش يكثر من هجوها ، وقيل : أدرك حنينا وشهدها مع المشركين ، ونقل عن بعض المؤرخين أنه أسلم بعد ذلك.

«الإصابة في تميز الصحابة ١ : ٤٦١ / ٢٣٢٧ ، الأعلام ٢ : ٣٠٢».

(٢١) السخينة : هي طعام يتخذ من دقيق وسمن ، وقيل : دقيق وتمر ، أغلظ من الحساء وأرق من العصيدة ، وكانت قريش تكثير من أكلها فغيرت بها حتى سموا سخينة.

ومنه قول كعب بن مالك :

زعمت سخينة أن ستغلب ربها

وليغلبن مغالب الغلاب

«لسان العرب ـ سخن ـ ١٣ : ٢٠٦».

(٢٢) قال ابن حجر العسقلاني في ترجمة خداش : شهد حنينا مع المشركين وله في ذلك شعر يقوله فيه :

يا شدة ما شددنا غير كاذبة

على سخينة لولا الليل والحرم

ثم قال : وذكر المرزباني ... أن البيت الذي قاله في قريش كان في حرب الفجار ، وهذا أصوب. «الإصابة ١ : ٤٦٢».

(٢٣) الظاهر هو أبو بكر أحمد بن الحسن الخطيب راوية ثعلب ، وقد تلمذ عليه ابن فارس في زنجان ، أنظر : «معجم الأدباء ٤ : ٨٢ ، إنباه الرواة ١ : ١٣٠».

(٢٤) كذا في الأصل ، والظاهر أنه تصحيف «الخبزرزي» وهو نصر بن أحمد بن نصر بن مأمون البصري ، أبو القاسم الخبزارزي الشاعر المشهور ، ويعرف ب «الخبزرزي» أيضا ، كان أميا لا يتهجى ولا يكتب ، وكان بخبز خبز الأرز بمريد البصرة في دكان ، وينشد أشعاره في الغزل ، والناس يزدحمون عليه ويتعجبون من حاله ، وكان ابن لنكك الشاعر البصري المشهور ينتاب دكانه ليسمع شعره ، واعتنى به وجمع له ديوانا ، وانتقل نصر إلى بغداد فسكنا مدة وقرئ على ديوانه ، واختلف المصادر في تحديد سند وفاته فقيل سنة ٣١٧ ه ، وقيل ٣٢٧ ه ، وقيل : ٣٣٠ ه.


يا ليل دم [لي] لا أريد صباحا

حسبي بوجه معانقي مصباحا

حسبي به قمرا وحسبي ريقه

خمرا وحسبي خده تفاحا

وأنشدني غيره :

أقول وثوب الدجى ملبد

ولليل في كل فج يد

ونحن ضجيعان في مجسد

فلله ما ضمن المسجد

أيا غد إن كنت بي مشمتا

فلا تدن من ليلتي يا غد

ويا ليلة الوصل لا تنفذي

كما ليلة البحر لا تنفد

ولهم في هذا شعر كثير ، وقد تقابلت الألحان فكل يمدح الأوفق له.

بلى ، من فضل الليل على النهار عناية العرب بتسمية كل ثلاث منه في الشهر باسم كالغر (٢٥) والنفل (٢٦) والتسع (٢٧) والعشر (٢٨) والبيض (٢٩) والدرع (٣٠) والظلم (٣١)

__________________

أنظر «يتيمة الدهر ٢ : ٣٦٥ ، تاريخ بغداد ١٣ : ٢٩٦ / ٧٢٧١ ، معجم الأدباء ١٩ : ٢١٨ / ٧٨ ، الأنساب ٥ : ٤٠ ، وفيات الأعيان ٥ : ٣٧٦ / ٧٦٠ ، مرآة الجنان ٢ : ٢٧٥ ، شذرات الذهب ٢ : ٢٧٦ ، الأعلام ٨ : ٢١».

(٢٥) الغرر : ثلاث ليال من أول كل شهر ، وذلك لبياضها وطلوع القمر في أولها «لسان العرب ـ غرر ـ ٥ : ١٥».

(٢٦) يقال لثلاث ليال بعد الغرر : نفل ، لأن الغرر كانت الأصل وصارت زيادة النفل زيادة على الأصل. «لسان العرب ـ نفل ـ ١١ : ٦٧٣».

(٢٧) التسع : ثلاث ليال من الشهر ، وهي بع النفل ، لأن آخر ليلة منها هي التاسعة. «الصحاح ـ تسع ـ ٣ : ١١٩١».

(٢٨) التسع : ثلاث ليال من الشهر ، عشر ، وهي بعد التسع «الصحاح ـ عشر ـ ٢ : ٧٤٧».

(٢٩) البيض : ليالي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر ، سميت بذلك لأن القمر يطلع فيها من أولها إلى آخرها. «النهاية ـ بيض ـ ١ : ١٧٣».

(٣٠) الأدرع من الخليل والشاء : ما أسود وأبيض سائره ، والأنثى درعاء. ومنه قيل لثلاث ليال من ليال الشهر اللاتي يلين البيض درع ، مثال صرد ، لاسوداد. أوائلها وابيضاض سائرها ، على غير قياس ، لأن قياسه درع بالتسكين ، لأن واحدتها درعاء. «الصحاح ـ درع ـ ٣ : ١٢٠٧».

(٣١) يقال لثلاث ليال من ليالي الشهر اللائي يلين الدرع ظلم لإظلامها ، على غير قياس ، لأن قياسه


والحنادس (٣٢) والدآدئ (٣٣) والمحاق (٣٤) فلم يعنوا بالأيام عنايتهم بالليالي.

فأما الليالي التي جاءت الشريعة بتفصيلها الجمعة ، وليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ، وهي التي قال الله جل وعز : (إنا أنزلناه في ليلة القدر) (٣٥) وقال الله تعالى ذكره : (في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فهايفرق كل أمر حكيم) (٣٦) ثم قال : (سلام هي حتى مطلع الفجر) (٣٧).

فقال أهل التفسير : لا يعمل فيها سحر ، ولا يحدث فيها شئ من شر ، بل هي رحمة من أولها إلى آخرها (٣٨).

ومن الليالي ليلة النصف من شعبان ، وجاء في الحديث : إن الباري جل ثناؤه يقول فيها : هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من مسترزق فأرزقه؟ هل من مبتلى فأعافيه؟ حتى يطلع الفجر (٣٩).

__________________

ظلم ، بالتسكين ، لأن واحدتها ظلماء ، «لسان العرب ـ ظلم ـ ٣٧٨».

(٣٢) الحندس : الليل الشديد الظلمة ، والحنادس : ثلاث ليال من الشهر سميت بذلك لظلمتهن. «لسان العرب ـ حندس ـ ٦ : ٥٨».

(٣٣) الدآدئ : ثلاث ليال من آخر الشهر قبل ليالي المحاق ، وقال أبو عمرو : والدأداء من الشهر آخره. «الصحاح ـ دأدأ ـ ١ : ٤٨».

(٣٤) يقال الثلاث ليال من الشهر ثلاث محاق ، وقال الأزهري : اختلف أهل العربية في الليالي المحاق ، فمنهم من جعلها الثلاث التي هي آخر الشهر وفيها السرار ، وإلى هذا ذهب أبو عبيد وابن الأعرابي ، ومنهم من جعلها ليلة خمس وست وسبع وعشرين لأن القمر يطلع ، وهذا قول الأصمعي وابن شميل ، وإليه ذهب أبو الهيثم والمبرد والرياشي ، قال الأزهري : وهو أصح القولين عندي «لسان العرب ـ محقق ـ ١٠ : ٣٣٩».

(٣٥) القدر ٩٧ : ١.

(٣٦) الدخان ٤٤ : ٣ و ٤.

(٣٧) القدر ٩٧ : ٥.

(٣٨) أنظر : «جامع البيان في تفسير القرآن ٣٠ : ١٢٨ ، التبيان ١٠ : ٣٨٦ ، مجمع البيان ٥ : ٥٢١ ، تفسير القرطبي ٢٠ : ١٣٤».

(٣٩) رواه ابن ماجة باختلاف يسير في سننه ١ : ٤٤ باب ١٩١ ح ١٣٨٨ بسنده قال : حدثنا الحسن بن علي الخلال ، ثنا عبد الرزاق ى ، أنبأنا ابن أبي سبرة ، عن إبراهيم بن محمد ، عن معاوية بن عبد الله بن جعفر ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ...


فهذا في الليل ولم يجئ في النهار مثله.

وروى عمرو بن عبسة (٤٠) قال : قلت : يا رسول الله ، هل من ساعة هي أقرب إلى الله عزوجل من أخرى؟ قال : نعم ، جوف الليل الأوسط (٤١).

ولم يقل مثل ذلك في النهار.

قال صاحب النهار :

الأسبوع تسمى أيامه الجمعة والسبت إلى الخميس ، وليست الليالي كذلك ، بل الليالي منسوبة إليها ، فيقال : ليلة الأحد ، وليلة كذا ، وليس المضاف كالمضاف إليه.

وبعد فالأيام النبيهة أكثر من الليالي التي عددت ، كيوم الجمعة وهو يوم العروبة (٤٢) ، ويوم المزيد.

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : اللهم بارك لأمتي في بكورها يوم سبها ويوم خميسها (٤٣). ولم يقل ذلك في شئ من الليالي.

__________________

(٤٠) في الأصل : عمرو بن أبي عنسبة ، تصحيف ، صوابه ما أثبتناه ، وهو عمرو بن عبسة بن خالد بن عامر بن غاضرة بن خفاف امرئ القيس بن بهثة بن السلمي ، من أوائل المسلمين بمكة ، ثم رجع إلى بلاده فأقام بها إلى أن هاجر بعد خيبر وقبل الفتح فشهدها ، ويقال : إنه كان أخا أبي ذر لأمه ، وكان يدعي أنه رابع الإسلام ، وسكن الشام في أواخر حياته ، ويقال : إنه مات بحمص ، ويظن أن وفاته كانت في أواخر خلافة عثمان.

«أسد الغابة ٤ : ١٢٠ ، الإصابة ٣ : ٣٠٩٥ ، تهذيب الأسماء واللغات ٢ : ١٣ / ٩١ ، تهذيب التهذيب ٨ : ٦١ / ١٠٧ ، تقريب التهذيب ٧٤ / ٦٢٩».

(٤١) رواه الترمذي في سننه ٥ : ٥٦٩ / ٣٥٧٩ ، باختلاف يسير ، وقال : هذا حديث حسن صحيح ، وأخرجه الحاكم في المستدرك ١ : ٣٠٩ ، وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.

(٤٢) قال ابن الأثير : وفي حديث الجمعة «كانت تسمى عروبة» هو اسم قديم لها ، وكأنه ليس بعربي. يقال : يوم عربة ، ويوم العروبة ، ويوم العربية ، والأفصح أن لا يدخلها الألف واللام. «النهاية ـ عرب ـ ٣ : ٢٠٣».

(٤٣) رواه ابن ماجة في سننه ٢ : ٧٥٢ / ٢٢٣٧ باختلاف يسير.


وكيوم عاشوراء وما جاء في فضله (٤٤) ، ثم في الأيام المعلومات والمعدودات وكيوم عرفة ، وكالساعة التي يرجى فيها إجابة الدعاء من يوم الجمعة ، وذلك للنهار دون الليل.

وبعد ، فالليل أكثر آفات ومحاذر ، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «آنيتكم ، وأوكوا (٤٦) أسقيتكم ، وأجيفوا (٤٧) الأبواب ، واكتفوا (٤٨) صبيانكم ، فإن للشيطان انتشارا وخطفة» (٤٩). يعني بالليل.

ونهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن جداد الليل وصرام الليل (٥٠). وذلك لما يخشى على الجاد والصارم من نهس أو نهش (٥١) (٥٢).

وتقول العرب : المكثار حاطب ليل (٥٣). لما يخشى عليه ، كذلك المكثار ربما تكلم بكلمة فيها عطبه ، والنهار على كل حال أسلم وأقل آفات.

قال صاحب الليل :

قد نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [عن الصلاة] في أوقات من

__________________

(٤٤) أنظر : المصنف ٤ : ٢٨٥ ـ ٢٩١.

(٤٥) التخمير : التغطية «النهاية ـ خمر ـ ١ : ٧٧».

(٤٦) الوكاء : الخيط الذي تشد به الصرة والكيس وغيرهما ، وأوكوا أسقيتكم : شدوا رؤوسها بالوكاء ، لئلا يدخلها حيوان أو يسقط فيها شئ. أنظر «النهاية ـ جوف ـ كفت ـ ١ : ٣١٧».

(٤٨) اكفتوا صبيانكم : أي ضموهم إليكم. «النهاية ـ كفت ـ ٤ : ١٨٤».

(٤٩) رواه البخاري في صحيحه ٤ : ١٥٧ ، وأحمد في مسنده ٣ : ٨٨٣ ، والترمذي في سننه ٥ : ١٤٣ / ٢٨٥٧ ، باختلاف يسير.

(٥٠) الحداد ـ بالفتح والكسر ـ : حرام النخل ، وهو قطع ثمرتها ، يقال : حد الثمرة يجدها جدا. «النهاية ـ حدد ـ ١ : ٢٤٤».

(٥١) يقال : نهسته الحية أو نهشته : إذا لسعته «الصحاح ـ نهش ـ ٣ : ٩٨٧ ، ١٠٢٣».

(٥٢) إلا أن ابن الأثير علل ذلك بقوله : وإنما نهى عن ذلك لأجل المساكين حتى يحضروا في النهار فيتصدق عليهم منه «النهاية ـ جدد ـ ١ : ٢٤٤».

(٥٣) مثل سائر ، وهو من كلام أكثم ين صيفي ، قال أبو عبيد : وإنما شبههه بحاطب الليل لأنه ربما نهشته


النهار ، والصلاة من أشرف العبادات ، ولم ينه عن الصلاة في شئ من ساعات الليل ، فهذي فضيلة لليل وليست النهار.

وبعد ، فإن النعمة على الإخوان المتقاربي المنازل ، متعتهم بمجالسة الليل على امتداده ، وأنه ربما نفد الليل ولم يشعروا بنفاده ، ولم يقضوا وطرهم من سرور الاجتماع فيه.

قالوا : ومن فضائل الليل التهجد التي أقر (٥٤) الله جل وعز نبيه صلى الله عليه وسلم فقال : (ومن الليل فتهجد به) (٥٥).

ثم مدح صالحي عباده فقال : (والمستغفرين بالأسحار) (٥٩). وقال في طبقة أرفع من هؤلاء : (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون) (٥٧).

ووصف جل ثناؤه ضروب التهجد فقال : (أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه) (٥٨).

وأنشدني أبي (٥٩) رحمه‌الله :

__________________

الحية ولد غته في احتطابه ليلا ، فكذلك المكثار ربما يتكلم بما فيه هلاكه ، يضرب للذي يتكلم بكل ما يهجس في خاطره.

قال الشاعر :

إحفظ لسانك أيها الإنسان

لا يقتلنك ، إنه ثعبان

كم في المقابر من قتيل لسانه

كانت تخاف لقاءه الأقران

«مجمع الأمثال ٢ : ٣٠٤».

(٥٤) كذا في الأصل ، ولعل الصواب : أمر.

(٥٥) الإسراء : ١٧ : ٧٩.

(٥٦) آل عمران : ٣ : ١٧.

(٥٧) الذاريات ٥١ : ١٧.

(٥٨) الزمر ٣٩ : ٩.

(٥٩) فارس بن زكريا ، والد المؤلف ، كان فقيها شافعيا وعالما بفنون العلوم ، روى عنه الأئمة ومات ببغداد سنة ٣٦٩ ه. وقد روى عنه ولده أحمد كتاب «إصلاح المنطق» لابن السكيت ، وروى عنه كثيرا في مختلف كتبه ، وسمع عنه بقزوين.

«مقدمة مجمل اللغة ١ : ١٦ وفي ذيله : طبقات ابن الصلاح : ٧٣ أ ، طبقات الاستوي ٢ / ٢٦٤ ـ ٢٦٥ ،


إن الشتاء غنيمة

موفورة للعابدينا

قصر النهار لمن يصوم

وطول ليل القائمينا

قال أهل العلم : في الليل تنقطع الأشغال ، وتجمر الأذهان ، ويصح النظر ، وتؤلف الحاكم ، وتدر الخواطر ، ويتسع مجال القلب.

والليل أضوأ في سبل الفكر ، وأخفى لعمل الشر ، وأصح لتلاوة الذكر.

قال الله جل ثناؤه : (إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأقوم قيلا) (٦٠).

قالوا : ومدبرو الملك مختارونه على النهار لما في ذلك من صحة التدبير ، وتصحيح المعاني ، وتقويم المباني ، وإظهار الحجج ، وإيضاح النهج ، وجمع المبسوط ، وبسط المجموع.

ثم مؤلفوا الكتب يختارونه على النهار لأن القلب بالنهار طائر ، وفي الليل ساكن ، وبذلك يصيبون نظم الكلام وتقريبه من الأفهام ، وبتدبير الليل يعرف الخاصة للملك الحازم وتنقاد العامة له ، وقديما كان يقال : الليل نهار الأديب.

وكان من حديث ذلك فيما حدثني به أبي أن بعض البرامكة ولى ابنه ولاية ، فبلغه عنه إهماله للرعية ، وإقباله على اللهو ، فكتب إليه :

انصب نهارا في طلاب العلى

واصبر على ترك لقاء الحبيب

حتى إذا الليل دنا مقبلا

واستترت فيه وجوه العيوب

فبادر الليل بما تشتهي

فإنما الليل بأمر الأديب

كم من فتى تحسبه ناسكا

فبات في خفض وعيش خصيب

ولذة الأحمق مكشوفة

يسعى بها كل عدو رقيب

قالوا : ومما وصف به الليل قول القائل :

ولم أر مثل الليل جنة فاتك

إذا هم أمضى أو غنيمة ناسك

__________________

النجوم الزاهرة ٤ / ١٣٥».

(٦٠) المزمل ٧٣ : ٦.


وأنشدني علي بن إبراهيم (٦١) قال : أملى علينا ثعلب (٦٢) أبيات بعض اللصوص ، وفيما يقول :

فلليل إن واراني الليل حكمه

وللشمس إن غابت علي تدور

وقال آخر :

ولم أر مثل الليل أمضى لهمة

ولا مثل حد السيف للمرء ناهيا

ولم أر مثل الليل لم يعطه الرضى

ذر الحاج حتى يصبح الليل ماضيا

وقال الله جل ثناؤه لنبيه موسى عليه‌السلام : (فاسر بأهلك بقطع من الليل) (٦٣). وقال لنبينا صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله) (٦٤).

قالوا : وفي الليل ينجو الهارب ، ويدرك الطالب ، وفيه تظهر شجاعة الشجاع ، وجبن الجبان.

وينشد لبعض الفتاك :

أنا ابن الخيل والليل

فحلال ورحال

__________________

(٦١) علي بن إبراهيم بن سلمة بن بحر القطان القزويني ، أبو الحسن ، أديب فاضل ومحدث حافظ ، عالم بجميع العلوم والتفسير والنحو واللغة والفقه القديم ، لقي وثعلبا وابن أبي الدنيا ، وسمع منه جمع كثير من القدماء ، ولد سنة ٢٥٤ ه ، وتوفي سنة ٣٤٥ ه.

«معجم الأدباء ١٢ : ٢٢٠ ، تذكرة الحفاظ ٣ : ٨٥٦ ، العبر ٢ : ٧٠ ، طبقات المفسرين للداودي ١ : ٣٨٨ / ٣٣٣».

(٦٢) أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار ، الشيباني بالولاء ، أبو العباس ، المعروف بثعلب ، إمام الكوفيين في النحو واللغة ، كان رواية للشعر ، محدثا مشهورا بالحفظ وصدق اللهجة ، ولد سنة ٢٠٠ ه ، له كتب عديدة ، أصيب في أواخر أيامه بصمم فصدمته فرس فسقط في هوة فتوفي على الأثر في بغداد سنة ٢٩١ هجرية.

«تاريخ بغداد ٥ : ٢٠٤ / ٢٦٨١ ، إنباه الرواة ١ : ١٧٣ / ٨٦ ، العبر ١ : ٠٢٤ ، شذرات الذهب ٢ : ٢٠٧ ، وفيات الأعيان ١ : ١٠٢ ، الأعلام! : ٢٦٧».

(٦٣) هود ١١ : ٨١. (٦٤) الإسرار ١٧ : ١.


قال صاحب النهار :

بالليل تدب الهوام ، وتثور السباع ، وتنتشر الخراب ، وتكبس الأحياء ، وتشن الغارات ، ولذلك قيل : الليل أخفى للويل (٦٥).

ولذلك استعاذوا بالله عزوجل من الأيهمين ، وهما السيل والليل ، ويقال : الأعميان.

ومما يذم به الليل تشبيه الله عزوجل وجوه أعدائه به فقال : (كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما) (٦٦).

وكان الحسن (٦٧) يقول : ما خلق الله خلقا أشد سوادا من الليل. وقال الله عزوجل : (ومن شر غاسق إذا وقب) (٦٨) وهو الليل إذا أظلم. قال : فهذا هذا.

ثم من الحجة في فضل النهار على الليل افتخار العرب بالأيام دون الليالي فقالوا في مغاراتهم وحروبهم : يوم خزازى ، ويوم ذي قار ، ويوم حف (٦٩) ، ويوم كذا ويوم كذا ، ولم يذكروا مثل ذلك في الليالي.

قال عمرو بن كلثوم (٧٠) :

__________________

(٦٥) مثل سائر ، بمعنى إفعل ما تريد ليلا فإنه أستر لسترك ، أول من قاله سارية بن عويمر بن عدي العقيلي ، وسرد الميداني قصة المثل كاملة. أنظر : «مجمع الأمثال ٢ : ١٩٣ / ٣٣٤١».

(٦٦) يونس ١٠ / ٢٧.

(٦٧) هو الحسن بن يسار البصري ، تابعي ، كان إمام أهل البصرة ، وأحد العلماء الفقهاء الفصحاء ، ولد بالمدينة سنة ٢١ ه ، وتوفي بالبصرة سنة ١١٠ ه ، أخباره كثيرة ، وله كلمات سائرة.

«الطبقات الكبرى ٧ : ١٥٦ ، حلية الأولياء ٢ : ١٣١ / ١٧٠ ، وفيات الأعيان ٢ : ٦٩ / ١٥٦ ، تهذيب التهذيب ٢ : ٢٣١ / ٤٨٨ ، ميزان الاعتدال ١ : ٥٢٧ / ١٩٦٨ ، العبر ١ : ١٠٣ ، شذرات الذهب ١ : ١٣٦ ، الأعلام ٢ : ٢٢٦».

(٦٨) الفلق ١١٣ / ٣.

(٦٩) كذا.

(٧٠) عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتاب ، من بني تغلب ، أبو الأسود ، شاعر جاهلي من الطبقة الأولى ، ولد


وأيام لنا غر طوال

عصينا الملك فيها أن ندينا

ولم يقل في الليالي ذلك ، بل يذكرون الليل عند خلوهم إلى الشهوات ولذات النفوس بالأشعار اللينة.

ومن استثقالهم الليل وبغضهم له قوله :

أليلتنا بذي حسم أنيري

إذا أنت انقضيت فلا تحوري

قال صاحب الليل :

قد تقدم في الليل ، وأن ذوي الرأي يبيتون فيه ما يرومونه.

وبعد فإن أحمد بن علي النقاد (٧١) ، حدثني عن أبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي (٧٢) قال : كان شعراء الجاهلية وغير شعرائهم إذا جاءهم الأمر بغتة نسبوا ذلك إلى الليل ، فكان من حديث الصحيفة التي كتبتها قريش على

__________________

في شمالي جزيرة العرب في بلاد ربيعة ، كان من الفتاك الشجعان وهو الذي قتل الملك عمرو بن هند ، وهو من أصحاب المعلقات ، والبيت المذكور أعلاه من معلقته التي مطلعها : ساد قومه وهو فتى ، وعمر طويلا ، مات في الجزيرة الفراتية.

«الأغاني ١١ : ٥٢ ، خزانة الأدب ١ : ٥١٩ ، الأعلام ٥ : ٨٤».

(٧١) من مشايخ ابن فارس ، روى عنه في كتابه «الصاحبي» قال : «وسمعت أبا بكر بن علي بن إسماعيل الناقد» وكذلك في «مجمل اللغة» مادة (بكر) ، قال : وأخبرني أحمد بن علي ، قال : حدثنا أبو إسحاق الحربي ، قال : حدثنا ابن عائشة ، عن أبيه ، عن جده ، قال : كانت ضربات علي بن أبي طالب عليه‌السلام أبكارا ، كان إذا اعتلى قد ، وإذا اعترض قط».

أنظر : «مجمل اللغة ١ : ٧١ ، ١٣٣».

(٧٢) إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن بشرين عبد الله بن ديسم ، أبو إسحاق الحربي : عالم فاضل لغوي محدث ، كان إماما في العلم ورأسا في الزهد ، عارفا بالفقه بصيرا بالأحكام حافظا للحديث قيما بالأدب جماعا للغة ، صنف كتبا كثيرة منها «غريب الحديث» ولد سنة ١٩٨ وتوفي في بغداد سنة ٢٨٥ ه.

«تاريخ بغداد ٦ : ٢٧ ، الأنساب ٤ : ٠٠١ ، معجم الأدباء ١ : ١١٢ ، معجم البلدان ٢ : ٢٣٧ ، فوات الوفيات ١ : ١٤ / ٢ ، تذكرة الحفاظ ٢ : ٥٨٤ ، بغية الوعاة ١ : ٤٠٨ / ٨١٥ ، شذرات الذهب ٢ ٦ ١٩٠ ، مرآة الجنان ٢ : ٢٠٩ ، الكنى والألقاب ٢ : ١٥٧».


بني هاشم في هجرانهم إياهم وتباعدهم عنهم ، كل ذلك خلافا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فمضى ناس من ساداتهم إلى ناس آخرين وأظهروا ندمات على ما كان منهم في شأن الصحيفة ، وكان منهم أبو البختري العاص بن هشام والمطعم بن عدي وزهير بن أبي أمية وزمعة بن الأسود وغيرهم ، فنقضوا الصحيفة وقالوا : نحن براء مما في هذه الصحيفة. فبلغ ذلك أبو الجهل فقال : هذا أمر خفي بليل. وأما ما قال الشعراء في مثل فقول الأعشى (٧٣) :

رحلت سمية غدوة أجمالها

غصبى عليك فما تقول بدالها

هذا النهار بدا لها من همها

ما بلها بالليل زال زوالها

يقول : إن ارتحالها كان من همهما بالليل ثم ارتحلت نهارا.

وقال الشماخ (٧٤) :

سترجع ندمى خسة الحظ عندنا (٧٥)

كما قطعت منا بليل وصالها

وقال رجل من كلب :

ظعنوا بليل واستقرت غيرهم

والليل كان إلى النهار رسولا

ما للنهار إلي ذنب فاعلموا

والليل هيج لي البكاء طويلا

__________________

(٧٣) ميمون بن قيس بن جندل ، من بني قيس بن ثعلبة والوائلي ، أبو بصير المعروف بأعشى قيس ، ويقال له أعشى بكر بن وائل ، والأعشى الكبير ، من شعراء الطبقة الأولى في الجاهلية ، وأحد أصحاب المعلقات ، عاش عمرا طويلا ، وأدرك الإسلام ولم يسلم ، ولقب بالأعشى لضعف بصره ، وعمي في أواخر حياته ، مولده ووفاته في قربة «منفدحة» باليمامة قرب مدينة الرياض ، وفيها داره وبها قبره.

«الأغاني ٩ : ١٠٨ ، خزانة الأب ١ : ٨٤ ، الأعلام ٧ : ٣٤١!.

(٧٤) الشماخ بن ضرار بن حرملة بن سنان المازني الذبياني الغطفاني ، شاعر مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام ، وهو من طبقة لبيد والنابغة ، وكان أرجز الناس على البديهة ، توفي في غزوة موقان ، وأخباره كثيرة. قال البغدادي وآخرون : اسمه معقل بن ضرار ، والشماخ لقبه.

«الإصابة ٢ : ١٥٤ / ٣٩١٨ ، الأغاني ٩ : ١٥٨ ، خزانة الأدب ١ : ٥٢٦ ، الأعلام ٣ : ١٧٥».

(٧٥) في الأغاني ٩ : ١٦٤ : «سترجع غصبى رثة الحال عندنا» ، وفي الخزانة : «سترجع نزرة الحظ عندنا».


فلأهجرن الدهر ليلي كله

ولأجعلن لي النهار خليلا

وقال عنترة (٧٦) :

إن كنت أزمعت الفراق فإنما

زمت ركابكم بليل مظلم

يريد أنكم دبرتم ذلك ليلا.

فأما العرب فإنهم سووا بين الليل والنهار في التسمية فسموها وقالوا : الجديدان والأجدان (٧٧) ، قال : أنشدني أبو بكر بن دريد في القصيدة التي يقول ، فيها :

إن الجديدين إذا ما استوليا

على جديد أدنياه للبلى

ولبعض أهل العصر :

قالوا هويت فقلت قولة صادق

أودى بغض شبابي البرمان

ذهب الفتاء وبان مني أكثري

لما تعاور جسمي الفتيان

ما إن تمليت الشباب وطيبه

حتى أشاب ذوائبي الملوان

قال الشيخ أبو الحسين أحمد بن فارس : هذا ما سنح وبرح في الوقت ، وكنت أمليت كتابا سميته كتاب «السنة» وفيه من علم الشريعة ، وبابات من اللغة ، فلذلك لم أعدها ها هنا ، والله الموفق بمنه وكرمه آمين.

__________________

(٧٦) عنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية بن قراد العبسي ، أشهر فرسان العرب في الجاهلية ، ومن شعراء الطبقة الأولى ، ومن أصحاب المعلقات ، من أهل نجد ، أمه حبشية اسمها زبية ، سرى إليه السواد منها ، عاش طويلا وقتله الأسد الرهيص أو جبارين عمرو الطائي.

«الأغاني ٨ : ٢٣٧ ، خزانة الأدب ١ : ٢٦ ، الأعلام ٥ : ٩٢».

(٧٧) قال ابن منظور في اللسان ٣ : ١١١ : «الأجدان والجديدان : الليل والنهار ، وذلك لأنهما لا يبليان أبدا».

(٧٨) الظاهر هو أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم الدينوري ، مولى جعفر بن أبي طالب الهاشمي ، راوي سنن النسائي ، توفي سنة ٣٦٤ ه ، وقد روى عنه ابن فارس في مقاييس اللغة وسماه أبا بكر السني.

«تارخ بغداد ٨ : ٤١٠ ، تذكرة الحفاظ : ٩٣٩ ، مقدمة مجمل اللغة : ١٦».


وكان الفراغ من نسخ هذه الكتاب في الليلة التي يسفر صباحها عن يوم الأحد المبارك ثاني شهر ذي الحجة الحرام سنة ستة وتسعين وتسعمائة على يد الفقير علي بن الطرخي المالكي عفا الله عنه.

* * *

ووقع الفراغ من نسخه يوم الثلاثاء خامس صفر سنة ١٤٠٨ وقد نسخته في جلستين في مكتبة ملك العامة في طهران على نسخة فيها بآخر المجموعة رقم ٨٥٢ ، وأنا العبد عبد العزيز الطباطبائي غفر الله له ولو الدية.

* * *


وصية نافعة

للشهيد الثاني

رضا المختاري

بسم الله الرحمن الرحيم

مؤلف هذه الوصية القيمة هو الفقيه الأصولي ، الأديب الزاهد المتقي الشيخ زين الدين العاملي ، الشهير في الآفاق بالشهيد الثاني (٩١١ ـ ٩٦٥ ه) وهو غني عن التعريف والوصف والتبجيل ، رضي‌الله‌عنه وأرضاه (١).

وكاتب هذه الوصية هو العالم الجليل النبيل السيد بهاء الدين علي بن يونس الحسيني التفرشي ، أحد تلامذة الشيخ البهائي ـ المتوفى سنة ١٠٣٠ ه ـ والمجاز

__________________

(١) للاطلاع على ترجمته أنظر : الدر المنثور ـ بغية المريد في الكشف عن أحوال الشهيد ـ أمل الآمل ١ / ٨٥ ، رياض العلماء ٢ / ٣٦٥ ، لؤلؤة البحرين : ٨٢ ، نقد الرجال : ١٤٥ ، منتهى المقال : ١٤١ ، بهجة الآمال ٤ / ٢٥٤ ، روضات الجنات ٣ / ٣٥٢ ، تنقيح المقال ١ / ٧٤٢ ت ٤٥١٧ ، سفينة البحار ١ / ٧٢٣ ، الكنى والألقاب ٢ / ٣٤٤ ، هدية الأحباب : ١٦٧ ، الفوائد الرضوية : ١٨٦ ، أعيان الشيعة ٧ / ١٤٣ ، تكملة أمل الآمل : ٢١٢ ، مستدرك الوسائل ٣ / ٥٢٤ و ٤٢٨ ، شهداء الفضيلة : ١٣٢ ، قصص العلماء : ٢٤٨ ، ريحانة الأدب ٣ / ٢٨٠ ، الذريعة : في مختلف أجزائها ، جامع الرواة ١ / ٣٤٦ ، مقدمة «الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية» ١ / ١٤٩ ، طرائق الحقائق ١ / ٢٨٨ ، تحفة العالم في شرح خطبة المعالم ١ / ١٣٩ ، مصفى المقال : ١٨٣ ، إحياء الداثر من القرن العاشر (من طبقات أعلام الشيعة) : ٩٠ ، كشف الحجب والأستار عن أسماء الكتب والأسفار : في مختلف صفحاته ، الأعلام ٣ / ٦٤ ، معجم رجال الحديث ٧ / ٣٧٢ ، معجم المؤلفين ٤ / ١٩٣ ، ٧ / ١٢.


منه في سابع شهر رمضان سنة ١٠١٣ ه ، كما في «الغدير» (٢) للعلامة الأميني نقلا عن «مستدرك الإجازات» أحد أجزاء «مستدرك البحار» للشيخ الحجة الميرزا محمد الرازي.

دون التفرشي ـ رحمه‌الله ـ كشكولا ومجموعة قيمة جمع فيها عدة رسائل مستقلة وقطع اقتطعها من كتب عديدة ، فيها تذكارات بعض العلماء الماضين بخطهم كالذي كتبه الشيخ محمد ـ ابن صاحب «معالم الأصول» ـ للتفرشي ترجمة لنفسه وإجازة له في سنة ١٠٢٤ ه ، ومن جملة تلك الرسائل هذه الوصية النافعة القيمة ، كتبها التفرشي في شهر شعبان من سنة ١٠٣٦ ه.

وقد اعتمدت في تحقيقي لهذه الرسالة على نسختين مخطوطتين ، إحداهما ضمن المجموعة المذكورة آنفا الموجودة في مكتبة مجلس الشورى الإسلامي ـ رقم ٢ ، في طهران (مجلس الشيوخ السابق «سنا») برقم ١٤٣٠٧ ، وثانيهما الموجودة في مكتبة مجلس الشورى الإسلامي ـ رقم ١ (المجلس النيابي الوطني السابق) ، ضمن مجموعة برقم ١٤٠٥ ، والنسخة هذه غير مذكورة في فهرس المكتبة! وقد وقفت عليها بعد مراجعتي لنفس المكتبة.

وأقدم شكري الجزيل إلى الأستاذ الفاضل عبد الحسين الحائري مدير المكتبة حيث أمكنني من الاستفادة منها وعلى تقديمه مصورتي النسختين لتسهيل عملي.

قال العلامة آغا بزرك الطهراني في الذريعة (٣) بشأن هذا الكشكول ما نصه : «نسخة منه في مكتبة السيد جلال الدين المحدث الأرموي بطهران ، مجلد كبير غرق وأكلت الأرضة كثيرا منه ، وفيه : كتاب التشريف بتعريف وقت التكليف ... وكتاب الأربعين حديثا ، و...» والظاهر أنه سقط من تلك النسخة بعض

__________________

(٢) الغدير ١١ / ٢٥٦.

(٣) الذريعة ١١ / ٧٦.


المجموعة ومما سقط منها أيضا هذه الوصية ، إذا لم يذكرها الشيخ الطهراني في الذريعة ضمن نسخ المجموعة ، وعلى أي تقدير نسأل الله تعالى أن يوفقنا للاطلاع على تلك المجموعة وتفحصها كيما نعلم منها شيئا أكثر مما ذكر في الذريعة ، ونسأله جل شأنه أن يوفقنا للعمل بما في هذه الوصية ويرزقنا التوفيق لخدمة المسلمين ، إنه على كل شئ قدير.

والحمد لله أولا وآخرا.

رضا المختاري

١١ صفر المظفر ١٤٠٩ ه

قم المشرفة






بسم الله الرحمن الرحيم

وصية نافعة للشهيد الثاني (قدس‌سره)

وفقنا الله تعالى وإياك يا أخي لطاعاته ، وسلك بنا سبيل مرضاته ، وأوقفنا على خلال (١) الخير لنستعملها ، وعلى خصال السوء لنجتنبها ، وأعاننا على ذلك بحسن توفيقه ، فإنه ولي ذلك.

أقول : أول ما أوصيك به تقوى الله تعالى فيما تأتي وتذر ، فإنها وصية رب العالمين إلى الأولين والآخرين ، قال جل جلاله في محكم كتابه : «ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله» (٢) وهذه الوصية أجمع كلام للخير وأوجزه ، ومن ثم خصها بالذكر وعمها بالنظر إلى الموصى من خلقه من الأولين والآخرين. فلو كان من خصال الخير خصلة أصلح للعبد وأجمع للخير لكانت عناية الله تعالى ورأفته بخلقه تقتضي ذكرها دونها أو معها. وقد مدح الله تعالى في كتابه التقوى ، ووصفها بصفات ورتب عليها فوائد كثيرة :

منها غفران الذنب وإصلاح العمل ، قال الله عزوجل : «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم» (٣).

ومنها النجاة من النار ، «ثم ننجي الذين اتقوا» (٤).

ومنها الخلود في الجنة ، «أعدت للمتقين» (٥).

ومنها التأييد ، «أن الله مع المتقين» (٦).

__________________

(١) الخلال جمع الخلة ، والخلة مثل الخصلة وزنات ومعنى. (المصباح المنير : ٢١٦ ، مادة «خلل»).

(٢) النساء ٤ : ١٣١.

(٣) الأحزاب ٣٣ : ٧٠ ـ ٧١.

(٤) مريم ١٩ : ٧٢.

(٥) آل عمران ٣ : ١٣٣.

(٦) البقرة ٢ : ١٩٤ ، التوبة ٩ : ٣٦.


ومنها الحفظ والتحصين من الأعداء ، «وأن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا» (٧).

ومنها ـ وهي أجلها خصلة وأرفعها قدرا وأعظمها خطرا وجلالة ـ محبة الله تعالى إياه ، «إن الله يحب المتقين» (٨).

ومنها الأكرمية عنده تعالى على من سواه ، «إن أكرمكم عند الله أتقيكم» (٩).

ومنها النجاة من الشدائد وكفاية المهم في دار الدنيا ـ وهي من أعظم أسباب التفرغ لعبادته ـ ، «ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره» (١٠).

إلى غير ذلك من فوائدها.

والمراد بالتقوى امتثال أو أمر الله تعالى واجتناب نواهيه ، ومن ثم كانت هذه الخصلة جامعة لجميع خلال الخير. وسئل الصادق عليه‌السلام عن تفسيرها فقال : «أن لا يفقدك حيث أمرك ولا يراك حيث نهاك» (١١).

فعليك يا أخي ـ وفقك الله تعالى ـ بمراعاة هذه الوصية الجامعة والتحلي بحليتها ، واغتنام عمرك القصير الذي هو متجر الدار الآخرة ، وسبب السعادة الأدبية والكرامة السرمدية ، وما أعظم هذا الربح وأقل رأس المال وأعظم الحسرة والندامة على تقدير التقصير في المعاملة والاكتساب في وقته إذا عاين المقصر درجات السابقين ومنازل الواصلين وثمرة أعمال المجتهدين وقد فات الوقت ولم يمكن الاستدراك.

__________________

(٧) آل عمران ٣ ٦ ١٢٠.

(٨) التوبة ٩ : ٤ ، ٧.

(٩) الحجرات ٤٩ : ١٣.

(١٠) الطلاق ٦٥ : ٢ ـ ٣.

(١١) عدة الداعي ٢٨٤ ـ ٢٨٥.


واعلم أنك إذا تأملت قدر السعادة المؤبدة التي لا نهاية لها التي تحصل ثمرتها من حين الشروع في تزكية النفس وتخلص من حين فراقها البدن في البرزخ إلى أبد الآبدين وأن سبب حصولها وكسبها في هذا العمر الذي غاية الطمع في زيادته والتمني لطوله لا يبلغ مائة سنة ، لا يصفو منها للعمل ـ وإن اجتهدت ـ إلا قليل للاضطرار إلى صرف شطره في النوم والراحة وجانب كثير من الشطر الآخر في ضرورات البقاء الإنساني ، والفاضل من ذلك ـ على تقدير ضبطه التام وسلامته عن الآفات وخلوصه عن شوائب النقص ومعارضة المعاصي ـ هو ثمن هذه السعادة الأبدية التي لا نهاية لها باتفاق أهل الملل ، ومرجعها إلى بقاء بلا فناء ولذة بلا عناء وسرور بلا كدر وغنى بلا فقر وكمال بلا نقصان وعز بلا ذل ، وبالجملة كلن ما يتصور أن يكون مطلوب طالب ومرغوب راغب على وجه لا يتصرم بتصرم الأحقاب (١٢) ولا يفنى بفناء الآباد.

بل لو قدرنا أن الدنيا من عنان السماء إلى تخوم الأرض مملوءة بالذر وقدرنا طائرا يأكل منها في كل مائة ألف سنة وأضعاف ذلك حبة لفنيت الذر ولم ينقص من أبد الآباد شئ ، فجدير (١٣) أن تغتنم تحصيل ذلك وتشمر عن ساق الحد فيه في أيام هذه المهلة اليسيرة التي لا يمكن حصوله في غيرها ، و [في] كل نفس من الأنفاس يمكن تحصيل كنز من كنوزه. فما أجدر هذا حثا على طلبه وأقبح الفتور عنه بعد اعتقاد وجوده الذي لا يسع مكلف الغفلة عن اعتماده ، ولا يتم الإيمان بالله تعالى بدون اعتقاده ، لأنه مما قد تضافرت به الآيات واتفقت عليه الأنبياء والرسل وأجمعت عليه الأمم على اختلاف أديانها وتباين مذاهبها ، وقد رأيت ورأينا من جد أهل الدنيا وتعبهم وتحملهم للمكاره وتركهم للملاذ في الحال

__________________

(١٢) قال في «المصباح المنير» ـ ص ١٧٣ ، مادة «حقب» ـ : «الحقب : الدهر ، والجمع أحقاب ، مثل قفل وأقفال ... ويقال : الحقب : ثمانون عاما».

(١٣) الظاهر أن كلمة " فجدير ... " جواب لقوله : «إذا مر قبل عدة أسطر.


رجاء لحصول فائدة في المستقبل تزيد (١٤) على ما يفوتهم في الحال زيادة قليلة محدودة مشوبة بالكدورات في زمان حصولها ، منتهية إلى أمد قليل بغير طمع طامع في بقائها ولا رجاء جاهل ولا عاقل في دوامها ، هذا على تقدير سلامتها عن سوء العاقبة ومغبة العاقل وغاية الخسران وهو أعز من الكبريت الأحمر ، فكيف لا يسمع العاقل بترك لذة في الحال للتوصل إلى هذه السعادة ، والفتور عن تهيئة أسبابها إلا لضعف الإيمان باليوم الآخر (١٥) ، وإلا فالعقل الناقص قاض بالتشمير لسلوك سبيل السعادة فضلا عن الكامل.

واعلم أن ضبط العمر في تحصيل السعادة لا يتم إلا بمراعاة النفس كل يوم ومحاسبتها ثم مراقبتها ثم معاقبتها على تقدير التقصير أو الفتور كما هو اللازم مع معاملي الدنيا ، القليل خطرها ، التي لا يضر زوال ما زال منها ولا فوات ما فات منها ، فكما أن التاجر يستعين بشريكه فيسلم إليه المال حتى يتجر ثم يحاسبه ويراقبه ويعاقبه إن قصر ويعاتبه إن غبن ، فكذلك العقل هو التاجر في طريق الآخرة ، ومطلبه وربحه تزكية النفس بتخليها عن الخصال الذميمة وتحليها بالخلال الحميدة فبذلك فلاحها ، فلاحها ، قال الله تعالى : «قد أفلح من زكيها وقد خاب من دسيها» (١٦) والعقل يستعين بالنفس في هذه التجارة ويستعملها فيما يزكيها ، كما يستعين التاجر بشريكه وغلامه الذي يتجر في ماله ، وكما أن الشريك يصير خصما منازعا يجاذبه (١٧) في الربح فيحتاج إلى أن يشارطه أولا ويراقبه ثانيا ويحاسبه ثالثا ويعاتبه أو يعاقبه رابعا ، فكذلك العقل يحتاج إلى مشارطة النفس أولا فيوظف عليها الوظائف ، ويشرط عليها الشروط ويرشدها إلى طريق الفلاح ثم

__________________

(١٤) صفة لقوله : «فائدة».

(١٥) ظاهرا : الآخر.

(١٦) الشمس ١٩ : ٩ ـ ١٠.

(١٧) جاذبته الشئ : نازعته إياه (لسان العرب ١ / ٢٥٨ ، مادة «جذب»).


لا يغفل عن مراقبتها ، فإنه من غفل عن مراقبتها لم ير إلا الخيانة وتضييع رأس المال كالعبد ، الخائن إذا انفرد بالمال.

ثم بعد الفراغ سدرة ينبغي أن يحاسبها ويطالبها بالوفاء بما شرط عليها ، فإن هذه تجارة ربحها الفردوس الأعلى وبلوغ سدرة المنتهى مع الأنبياء والشهداء ، وخسارتها ـ والعياذ بالله ـ عذاب جهنم مع الفراعنة والأشقياء ، إذا ليس في تلك الدار إلا الجنة والنار ، والجنة أعدت للمتقين كما أن النار أعدت للمقصرين ، فتدقيق الحساب في هذا مع النفس أهم كثيرا من تدقيقه في أرباح الدنيا لأنها محتقرة بالإضافة إلى نعيم العقبى ، ثم كيف ما كانت فمصيرها إلى التصرم والانقضاء ، ولا خير في خير لا يدوم ، بل شر لا يدوم خير من خير لا يدوم ، لأن الشر الذي لا يدوم إذا انقطع بقي الفرح بانقطاعه دائما وقد انقضى ، والخير الذي لا يدوم يبقى الأسف على انقطاعه دائما وقد انقضى الخير. ولذلك قيل :

«أشد الغم عندي في سرور

تيقن عنه صاحبه انتقالا» (١٨)

فحتم على كل ذي حزم آمن بالله واليوم الآخر أن لا يغفل عن محاسبة نفسه والتضييق عليه في حركاتها وسكناتها وخطراتها ، فإن كل نفس من أنفاس العمر جوهرة نفيسة لا عوض لها ، يمكن أن يشترى بها كنز من الكنوز لا يتناهى نعيمه أبد الآباد ، فانقضاء هذه الأنفاس ضائعة أو مصروفة إلى ما يجلب الهلاك خسران عظيم هائل لا تسمح به نفس عاقل.

فإذا أصبح العبد وفرغ من فريضة الصبح ينبغي أن يفرغ قبله ساعة لمشارطة النفس ـ كما أن التاجر عند تسليم البضاعة إلى الشريك العامل يفرغ المجلس لمشارطته ـ فيقول : يا نفس ، ما لي بضاعة إلا العمر ، ومهما فنى فقد فنى رأس المال ووقع اليأس عن التجارة وطلب الربح ، وهذا اليوم الجديد قد أمهلني

__________________

(١٨) إحياء علوم الدين ٤ / ٣٩٤ ، ونسب الغزالي هذا البيت في إحياء علوم الدين ٣ / ٢٨٩ إلى المتنبي ، إلا أنني لم أجده في ديوانه.


الله فيه وأنسأ في أجلي (١٩) وأنعم به علي ، ولو توفاني لكنت أتمنى أن يرجعني إلى الدنيا يوما واحدا حتى أعمل فيه صالحا ، واحسبي أنك توفيت ثم رددت ، فإياك ثم إياك! أن تضيعي هذا اليوم ، فإن كل نفس من الأنفاس هو جوهرة لا قيمة لها.

واعلمي يا نفس! أن اليوم والليلة أربع وعشرون ساعة ، وقد ورد في الخبر أنه «ينشر للعبد بكل يوم أربع وعشرون خزانة مصفوفة فيفتح له [منها] خزانة فيراها مملوءة نورا من حسناته التي عملها في تلك الساعة فيناله من الفرح والسرور والاستبشار بمشاهدة تلك الأنوار التي هي وسيلة عند الملك الجبار ما لو وزع على أهل النار لأدهشهم ذلك الفرح عن الاحساس بألم النار ، وتفتح له خزانة أخرى سوداء مظلمة يفوح نتنها ويغشى ظلامها وهي الساعة التي عصى الله فيها ، فيناله من الهول والفزع ما لو قسم على أهل الجنة لنغص عليهم نعيمها ، وتفتح له خزانة أخرى فارغة ليس فيها ما يسره ولا ما يسوؤه» وهي الساعة التي نام فيها أو غفل أو اشتغل بشئ من مباحات الدنيا فيتحسر على خلوها ويناله من غبن ذلك ما ينال القادر على الربح الكثير إذا أهمله وتساهل فيه حتى فاته وناهيك به حسرة وغبنا ، وهكذا تعرض عليه خزائن أوقاته طول عمره (٢٠).

فيقول لنفسه : اجتهدي اليوم في أن تعمري خزائنك ولا تدعيها فارغة عن كنوزك التي هي أسباب ملك ، ولا تميلي إلى الكسل والدعة والاستراحة فيفوتك من درجات عليين ما يدركه غيرك وتبقى عندك حسرة لا تفارقك وإن دخلت الجنة فألم الغبن وحسرته لا يطاق وإن كان دون ألم النار. وقد قال بعض الكاملين : «هب أن المسئ عفي عنه أليس قد فاته ثواب المحسنين؟!» (٢١).

أشار بذلك إلى الغبن والحسرة. وقال جل جلاله : «يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك

__________________

(١٩) في النسخة الثانية : «وأنسأني أجلي». نسأ الشئ ينسؤه نسأ وأنسأه : أخره ، فعل وأفعل بمعنى ، ونسأ الله في أجله ، وأنسأ أجله : أخره. (لسان العرب ١ / ١٦٦ ، مادة «نسأ»).

(٢٠) إحياء علوم الدين ٤ / ٣٩٥.

(٢١) إحياء علوم الدين ٤ / ٣٩٥ ، تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ١ / ٢٣٣.


يوم التغابن» (٢٢) فهذا وما جرى مجراه أول مقام المرابطة مع النفس وهي المحاسبة قبل العمل.

وأما محاسبتها بعده ، فليكن في آخر النهار ساعة يطالب فيها النفس ويحاسبها على جميع حركاتها وسكناتها كما يفعل التاجر في الدنيا مع الشريك في آخر كل يوم أو شهر أو سنة خوفا [من] أن يفوته منها ما لو فاته لكانت الخيرة في فواته ، ولو حصل بخير لا يبقى إلا أياما قليلة. وكيف لا يحاسب العاقل نفسه فيما يتعلق به خطر الشقاوة أو السعادة أبد الآباد؟! قال الله تعالى : «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد» (٢٣) وهي إشارة إلى المحاسبة على ما مضى من الأعمال. وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا» (٢٤) وجاءه صلى‌الله‌عليه‌وآله رجل فقال : يا رسول الله أوصني. فقال صلى الله عليه وآله «أمستوص أنت؟» قال : نعم. قال صلى‌الله‌عليه‌وآله «إذا هممت بأمر فتدبر عاقبته ، فإن كان رشدا فامضه ، وإن كان غيا فانته عنه» (٢٥). وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ينبغي للعاقل أن يكون له أربع ساعات : ساعة يحاسب فيها نفسه ...» الحديث (٢٦).

ولما كانت محاسبة الشريك عبارة عن النظر في رأس المال أو في الربح أو الخسران ليتبين له الزيادة من النقصان ، فكذلك رأس مال العبد في دينه الفرائض وربحه النوافل والفضائل ، وخسرانه المعاصي ، وموسم هذه التجارة جملة النهار ، ومعامله نفسه الأمارة بالسوء ، فليحاسبها على الفرائض أولا : فإن

__________________

(٢٢) التغابن ٦٤ : ٩.

(٢٣) الحشر ٥٩ : ١٨.

(٢٤) محاسبة النفس : ١٣ ، إحياء علوم الدين ٤ / ٤٠٤ ، ولكنه نقله عن «بعضهم» لا عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، المنهج القوي ٤ / ٣١٣ كما في أحاديث مثنوي : ١١٦.

(٢٥) إحياء علوم الدين ٤ / ٤٠٤.

(٢٦) إحياء علوم الدين ٤ / ٤٠٤.


أدتها على وجهها شكر الله تعالى على ذلك ورغبها في مثلها ، وإن فوتتها طالبها بالقضاء ، وإن أدتها ناقصة كلفها الجبران بالنوافل ، وإن ارتكبت معصية عاقبها وعذبها ليستوفي منها ما يتدارك به كما يصنع التاجر بشريكه ، وكما أنه يفتش في حساب الدنيا عن الدرهم والقيراط حتى لا يغبن في شئ منها ، فأولى أن يتقي غبن النفس ومكرها ، فإنها خداعة مكارة فليطالبها أولا بتصحيح الجواب عن جميع ما يتكلم به طول نهاره ، وليكلف نفسه في الخلوة ما يتولاه غيره بها في صعيد القيامة على رؤوس الأشهاد ويفضحه (٢٧) بينهم ، وكما يكره أن يظهر عيبه لأصحابه وجيرانه فيترك النقص لأجلهم فأولى أن يفعل ما يظهر عليه في مشهد تجتمع فيه الأنبياء والرسل والأشقياء والأتباع (٢٨) من الأولين والآخرين فضلا عن الجيران والمعارف من أهل البلد وغيرهم ، وهكذا يفعل في تفقد حركاته وسكناته بل جميع العمر في جميع الأعضاء الظاهرة والباطنة.

وقد نقل (٢٩) عن بعض الأكابر ـ وكان محاسبا لنفسه ـ فحسب يوما وإذا هو ابن ستين سنة ، فحسب أيامها فإذا هي إحدى وعشرون ألف يوم وخمسمائة يوم ، فصرخ وقال : يا ويلتي! ألقى الملك بإحدى وعشرين ألف ذنب ، كيف وفي كل يوم ذنوب ، ثم خر مغشيا عليه فإذا هو ميت ، فسمعوا قائلا يقول : يا لها ركضة إلى الفردوس. فهكذا ينبغي المحاسبة على الأنفاس وعلى عمل القلب والجوارح في كل ساعة ، ومن تساهل في حفظ المعاصي فالملكان يحفظان عليه : «أحصاه الله ونسوه» (٣٠).

واعلم أنك قد عرفت أن التقوى شطران : اكتساب واجتناب ، فالأول

__________________

(٢٧) ظاهرا : يفضحها.

(٢٨) كذا.

(٢٩) نقله الغزالي في إحياء علوم الدين ٤ / ٤٠٦ عن توبة بن الصمة.

والحكاية منقولة في «سفينة البحار» ١ / ٤٨٨ ـ ٤٨٩ مادة «ذنب» حكاية عن شيخنا البهائي قدس‌سره.

(٣٠) المجادلة ٥٨ : ٦.


فعل الطاعات والثاني ترك المعاصي ، وهذا الشطر هو الأشد ورعايته أولى ، لأن الطاعة يقدر عليها كل أحد ، وترك المعاصي لا يقدر عليه إلا الصديقون.

ولذلك قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «المهاجر من هاجر السوء ، والمجاهد من جاهد هواه» (٣١).

وكان صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا رجع من الجهاد يقول : «رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر» (٣٢) يعني جهاد النفس.

وأيضا فإن شطر الاجتناب يزكو مع حصول ما يحصل معه من شطر الاكتساب وإن قل ، ولا يزكو ما يحصل من شطر الاكتساب مع ما يفوت من شطر الاجتناب وإن كثر.

ولذلك قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يكفي من الدعاء مع البر ما يكفي الطعام من الملح» (٣٣).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ في جواب من قال : إن شجرنا في الجنة لكثير ـ : «نعم ، ولكن إياكم أن ترسلوا عليها نيرانا فتحرقوها» (٣٤).

وقال (صلى‌الله‌عليه‌وآله) : «الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب» (٣٥).

إلى غير ذلك من الآثار الواردة بذلك.

فإن ظفرت بالشطرين جميعا فقد حصلت على التقوى حقا ، وإن اقتصرت على الأول كنت مغرورا ، ومثلك في ذلك كمثل من زرع زرعا فنبت ونبت معه حشيش يفسده فأمر بتنقيته من أصله فأخذ يجز رأسه ويترك أصله ، فلا يزال

__________________

(٣١) المجازات النبوية : ٢١٠ ، إحياء علوم الدين ٣ / ٦٦ ، تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ١ / ٩٦ ، الجامع الصغير ٢ / ١٨٤ حرف الميم ، وليس فيها الفقرة الأولى.

(٣٢) الكافي ٥ / ١٢ كتاب الجهاد ، إحياء علوم الدين ٣ / ٦٦ ، تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ١ / ٩٧.

(٣٣) عدة الداعي : ٢٨٤.

(٣٤) عدة الداعي : ٢٩٣ ، ٢٤٨.

(٣٥) الترغيب والترهيب ٣ / ٥٤٧ ، الجامع الصغير ١ / ١٥١ حرف الحاء ، روضة الواعظين ٢ / ٤٢٤.


ينبت ويقوى أصله حتى يفسده ، أو كمريض ظهر به الجرب وقد أمر بالطلاء وشرب الدواء ، فالطلاء ليزيل ما على ظاهره والدواء ليقلع مادته من باطنه ، فقنع بالطلاء وترك الدواء وبقي يتناول ما يزيد المادة ، فلا يزال يطلي الظاهر والجرب دائم به يتفجر من المادة في الباطن ، أو كمن بنى دارا وأحكمها ولكن في داخلها حشرات ساكنة من الحيات والعقارب والجراد وغيرها ، فأخذ في فرشها وسترها بالفرش الحسنة والستور الفاخرة ، ولا تزال الحشرات تظهر من باطنها فتقطع الفرش وتخرق الستور وتصل إلى بدنه باللسع ، ولو عقل لكان همه أولا دفع هذه المؤذيات قبل الاشتغال بفرشها ليحفظ ما يضعه فيها ويسلم هو من أذاها ولسعها ، بل أي نسبة بين لسع الحيات في دار الدنيا الذي ينقضي ألمه في مدة يسيرة ولو بالموت الذي هو أقرب من لمح البصر وبين لسع حيات المعاصي التي يبقى ألمها في نار جهنم ، نعوذ بالله تعالى منه ونسأله العفو والرحمة.

ثم القول في قسم الاكتساب موكول إلى كتب العبادات وإن افتقرنا في ذلك إلى وظائف قلبية ودقائق علمية وعملية لم يدونها كثير من الفقهاء وإنما يفتح بها على من أخذ التوفيق بزمام قلبه إلى الهداية إلى الصراط المستقيم.

وأما شطر الاجتناب فمنه ما يتعلق بالجوارح ومنه ما يتعلق بالقلب :

فأما الجوارح التي تتعلق بها المعصية ـ وهي السبعة التي هي بمقدار أبواب جهنم ـ فمن حفظها حرس من تلك الأبواب إن شاء الله تعالى ، وهي العين والأذن واللسان والبطن والفرج واليد والرجل.

فأما العين فإنها خلقت لك لتهتدي بها في الظلمات ، وتستعين بها على قضاء الحاجات ، وتنظر بها إلى ملكوت الأرض والسماوات ، وتعتبر بما فيها من الآيات ، والنظر في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله ومطالعة كتب الحكمة للاستيقاظ ، فاحفظها أن تنظر بها إلى غير محرم وإلى مسلم بعين الاحتقار أو تطلع بها إلى عيب مسلم بل كل فضول مستغن عنه ، فإن الله جل جلاله يسأل عن فضول النظر كما يسأل عن فضل الكلام.


وأما الأذن فاحفظها أن تصغي بها إلى بدعة أو فحش أو غيبة أو خوض في الباطل أو ذكر مساوئ الناس ، فإنها إنما خلقت لك لتسمع كلام الله تعالى وسنة رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأوليائه وتتوصل باستفادة العلم بها إلى الملك المقيم والنعيم الدائم.

وأما اللسان فإنه خلق لذكر الله وتلاوة كتابه العزيز وإرشاد خلق الله إليه وإظهار ما في الضمير من الحاجات للدين والدنيا ، فإذا استعمل في غير ما خلق له فقد كفر به نعمة الله تعالى ، وهو أغلب الأعضاء على سائر الخلق لأنه منطلق بالطبع ولا مؤونة عليه في الحركة ، ومع ذلك فجنايته عظيمة بالغيبة والكذب وتزكية النفس ومذمة الخلق والمماراة وغير ذلك من آفاته ، ولا يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم (٣٦) فاستظهر عليه بغاية قوتك حتى لا يكبك في جهنم ، ففي الحديث : «إن الرجل ليتكلم بالكلمة فيهوي بها في جهنم سبعين خريفا» (٣٧) وروي أن رجلا قتل شهيدا في المعركة فقاتل قائل : هنيئا (٣٨) له الجنة ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ما يدريك لعله كان يتكلم فيما لا يعنيه ويبخل بما لا يغنيه» (٣٩).

وأما البطن فكلفه ترك الشرة واحرص على أن تقتصر من الحلال على ما دون الشبع ، فإن الشبع يقسي القلب ويفسد الذهن ويبطل الحفظ ويثقل الأعضاء عن (٤٠) العبادة ويقوي الشبهات (٤١) وينصر جنود الشيطان ، والشبع من الحلال مبدأ كل شر ، وهكذا تتفقد باقي جوارحك فطاعاتها ومعاصيها لا تخفى.

وأما ما يتعلق بالقلب فهو كثير وطرق تطهيره من رذائلها طويلة ، سبيل

__________________

(٣٦) هذه الجملة حديث نبوي مروي في : إحياء علوم الدين ٣ / ١٠٩.

(٣٧) الجامع الصغير ، ج ١ حرف الهمزة ، وشرحه : فيض القدير ٢ / ٣٣٦ الحديث ١٩٨٣.

(٣٨) في نسخة : هيئ.

(٣٩) إحياء علوم الدين ٣ / ١١٢.

(٤٠) في نسخة : على.

(٤١) ظاهرا : الشهوات.


الفلاح فيها غامض ، وقد اندرس علمه وعمله وانمحى أثره ، والورع المتقي في زماننا من راعى السلامة من المحرمات الظاهرة المدونة في كتب الفقه ، وأهملوا تفقد قلوبهم ليمحوا عنها الصفات المذمومة عند الله تعالى من الحسد والكبر والبغضاء والرياء وطلب الرئاسة والعلى وسوء الخلق مع القرناء وإرادة السوء للأقران والخلطاء ، حتى أن كثيرا لا يعدون ذلك من المعاصي مع أنها رأسها كما أشار إليه صلى‌الله‌عليه‌وآله بقوله : «أدنى الرياء الشرك» (٤٢) وقوله صلى الله عليه وآله : «لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر» (٤٣) وقوله صلى الله عليه وآله : «الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب» (٤٤) وقوله صلى الله عليه وآله : «حب المال والشرف ينبتان النفاق كما ينبت الماء البقل» (٤٥) ... إلى غير ذلك من الأخبار الواردة في هذه الباب. وقد قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم» (٤٦).

فهذه جماع أمر التقوى التي أوصانا الله تعالى بها ، على وجه الإجمال وتفاصيلها تحتاج إلى مجال (٤٧). ولنشفع وصية الله تعالى لعباده بوصية النبي لأمير المؤمنين عليه‌السلام : «يا علي ، أوصيك في نفسك بخصال فاحفظها ـ ثم قال : اللهم أعنه ـ :

أما الأولى : فالصدق ، لا يخرجن من فيك كذبة أبدا ،

والثانية : الورع ، لا تجترئ على جناية أبدا ،

__________________

(٤٢) المستدرك على الصحيحين ٣ / ٢٧٠

(٤٣) صحيح مسلم ١ / ٩٤ كتاب الإيمان ، الباب ٤٠.

(٤٤) الترغيب والترهيب ٣ / ٥٤٧ ، المجازات النبوية : ٢٢١ ، الجامع الصغير ١ / ١٥١ ، حرف الحاء ، روضة الواعظين ٢ / ٤٢٤ ، عدة الداعي : ٤٩٤ ، الكافي ٢ / ٣٠٤ ، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما‌السلام ، وفيه : «الإيمان» بدل «الحسنات».

(٤٥) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ١ / ١٥٥ و ٢٥٦.

(٤٦) الجامع الصغير ، ج ١ حرف الهمزة ، وشرحه : «فيض القدير» ٢ / ٢٧٧ الحديث ١٨٣٢.

(٤٧) في النسخة الثانية : «مجلدات».


والثالثة : الخوف من الله تعالى كأنك تراه ،

الرابعة : كثرة البكاء لله تعالى ، يبني لك بكل دمعة ألف بيت في الجنة ،

والخامسة : بذل مالك ودمك دون دينك ،

والسادسة : الأخذ بسنتي في صلاتي وصيامي وصدقتي : أما الصلاة فالخمسون ركعة ، وأما الصوم فثلاثة في كل شهر : خميس في أوله وأربعاء في وسطه وخميس في آخره ، وأما الصدقة فجهدك حتى يقال : «إنك قد أسرفت» ولم تسرف. وعليك بصلاة الليل وعليك بصلاة الليل وعليك بصلاة الليل ، وعليك بصلاة الزوال وعليك بصلاة الزوال ، وعليك بتلاوة القرآن على كل حال ، وعليك برفع يديك في صلاتك وتقليبهما ، وعليك بالسواك عند كل وضوء ، وعليك بمحاسن الأخلاق فارتكبها ومساوئ الأخلاق فاجتنبها ، فإن لم تفعل فلا تلومن إلا نفسك» (٤٨).

ولأمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه وصية جليلة لولده الحسن عليه‌السلام مذكورة في «نهج البلاغة» (٤٩) وغيره (٥٠) ، فينبغي مراجعتها فإنها تشتمل على حكم ومواعظ كثيرة.

وقال عنوان البصري للصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام : أوصني ، فقال عليه‌السلام : «أوصيك بتسعة أشياء ، فإنها وصيتي لمن يريد الطريق إلى الله تعالى ، والله أسأل أن يوفقك لاستعماله وهي : ثلاثة منها في رياضة النفس ، وثلاثة منها في الحلم ، وثلاثة في العلم فاحفظها ، وإياك والتهاون بها " قال عنوان : ففرغت قلبي له. قال صلوات الله عليه : «فأما اللواتي في الرياضة فإياك أن تأكل ما [لا] تشتهيه فإنه يورث الحماقة والبله ، ولا تأكل إلا عند الجوع ، وإذا أكلت

__________________

(٤٨) وسائل الشيعة ١١ / ١٣٩ ـ ١٤٠ ، نقلا عن «الفقيه» و «روضة الكافي» ، تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ٢ / ٩١ ـ ٩٢.

(٤٩) راجع : نهج البلاغة : ٣٩١ ـ ٤٠٦ ، قسم ، المختار من كتب مولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام ، الكتاب ٣١.

(٥٠) منها : تحف العقول : ٦٨ ، «رسائل الكليني» كما في «سفينة البحار» ٢ / ٦٦١ مادة «وصى».


فكل حلالا وسم الله واذكر حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : (ما ملأ آدمي وعاءا شر [ا] من بطنه) ، فإن كان ولا بد فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه. وأما اللواتي في الحلم ، فمن قال لك : إن قلت واحدة سمعت عشرا ، قل له : إن قلت عشرا لم تسمع واحدة. ومن شتمك فقل له : إن كنت صادقا فيما تقول فأسأل الله أن يغفرها لي ، وإن كنت كاذبا فأسأل الله أن يغفرها لك. ومن وعدك بالخنى (٥١) فعده بالنصيحة والدعاء.

وأما اللواتي في العلم فاسأل العلماء ما جهلت وإياك أن تسألهم تعنتا وتجربة ، وإياك أن تعمل برأيك شيئا ، وخذ بالاحتياط في جميع أمورك ما تجد إليه سبيلا ، واهرب من الفتيا هربك من الأسد ، ولا تجعل رقبتك جسرا للناس.

ثم قال عليه‌السلام : قم عني يا أبا عبد الله فقد نصحت لك ولا تفسد علي وردي فإني امرؤ ضنين بنفسي. والسلام " (٥٢).

وقال عليه‌السلام في وصيته لآخر : «أفضل الوصايا وأكرمها أن لا تنسى ربك ، وأن تذكره دائما ولا تعصيه ، وتعبده قائما وقاعدا ، ولا تغتر بنعمته وتخرج من أستار عظمته وجلاله فتضل وتقع في الهلاك وإن مسك البلاء والضر وأحرقتك نيران المحن. واعلم أن بلاياه مخبوءة (٥٣) بكراماته الأبدية ومحنه مورثة رضاه وقربته ولو بعد حين فيالها من مغنم لمن علم ووفق لذلك» (٥٤).

وقال : روي أن رجلا استوصى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال صلى الله عليه وآله : لا تغضب قط. قال : زدني. فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : صل صلاة مودع ، فإن فيها الوصل والقربى. فقال : زدني. قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : استح

__________________

(٥١) الخنا : من قبيح الكلام. خنا في منطقه : يخنو خنا ، مقصور. والخنا : الفحش ، وخنا في كلامه وأخنى : أفحش. الخنى : الفحش في القول. (لسان العرب ١٤ / ٢٤٤ ، مادة «خنا»).

(٥٢) مشكاة الأنوار : ٣٢٧ ـ ٣٢٨ ، بحار الأنوار ١ / ٢٢٥ ـ ٢٢٦.

(٥٣) في المصدر : محشوة.

(٥٤) مصباح الشريعة : ٣١٨ الباب الثالث والسبعون ـ ، بحار الأنوار ٧٨ / ٢٠٠ ـ نقلا عن مصباح الشريعة.


من الله استحياك من صالح (٥٥) جيرانك ، فإن فيها زيادة اليقين.

وقد جمع الله ما يتواصى به المتواصون من الأولين والآخرين في خصلة واحدة وهي التقوى ، يقول الله عزوجل : «ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله» (٥٦) وفيه جماع كل عبادة صالحة ، وبه وصل [من وصل] إلى الدرجات العلى والرتب القصوى ، وبه عاش من عاش مع الله بالحياة الطيبة والأنس الدائم ، قال الله عزوجل : «إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر» (٥٧).

هذا آخر ما اتفق ذكره في هذه الوصية في وقت ضيق وخاطر مقسم لم يتفق لذلك زيادة عليه ولعل فيه إن شاء الله كفاية إذا روعي بحسن التدبير ، والله تعالى يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه من القول والعمل ، ويجعل ما بقي من أيام هذه المهلة على طاعته موقوفا ، وعما يبعد عن جنابه مصروفا ، إنه ولي ذلك ، وعليه الاعتماد في جميع الأحوال وهو حسبنا ونعم الوكيل.

* * *

__________________

(٥٥) في المصدر : صالحي.

(٥٦) النساء ٤ : ١٣١.

(٥٧) مصباح الشريعة : ٣٢٢ ، بحار الأنوار ٧٨ / ٢٠٠ نقلا عن مصباح الشريعة والآيتان في سورة القمر ٥٤ : ٥٤ ـ ٥٥.


مصادر التحقيق

١ ـ القرآن الكريم.

٢ ـ أحاديث مثنوي ، لبديع الزمان فروزانفر ، الطبعة الرابعة ، طهران ، أمير كبير ، ١٣٦٦ ه. ش.

٣ ـ إحياء علوم الدين ، لأبي حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي (٤٥٠ ـ ٥٠٥ ه) ، ٤ مجلدات ، بيروت ، دار الندوة الجديدة.

٤ ـ بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ، للعلامة محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (١٠٣٧ ـ ١١١٠ ه) ، الطبعة الثالثة ، ١١٠ مجلدات (إلا سبعة مجلدات ، من المجلد ٢٨ ـ ٣٤) ، بيروت ، دار إحياء التراث العربي ، ١٤٠٣ ه / ١٩٨٣ م.

٥ ـ تحف العقول عن آل الرسول ، لأبي محمد الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحراني (القرن الرابع) ، تحقيق : علي أكبر الغفاري ، قم ، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ، ١٤٠٤ ه.

٦ ـ الترغيب والترهيب من الحديث الشريف ، لزكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي المنذري (٥٨١ ـ ٦٥٦ ه) ، تحقيق : مصطفى محمد عمارة ، الطبعة الثانية ، ٤ مجلدات ، دار الفكر.

٧ ـ تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ، لأبي الحسين بن ورام بن أبي فراس المالكي الأشتري (المتوفى ٦٠٥ ه) ، جزءان في مجلد ، قم ، مكتبة الفقيه [بالأوفسيت عن طبع بيروت ، دار صعب ودار التعارف].

٨ ـ الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير ، لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (٨٤٩ ـ ٩١١ ه) ، الطبعة الرابعة ، جزءان في مجلد ، بيروت ، دار الكتب العلمية.

٩ ـ روضة الواعظين ، لمحمد بن الحسن بن علي الفتال النيسابوري (القرن السادس) ، الطبعة الثانية ، جزءان في مجلد ، قم ، منشورات الرضي ، [بالأوفسيت عن طبع النجف ، المكتبة الحيدرية ، ١٣٨٥ ه / ١٩٦٥ م].

١٠ ـ سفينة البحار ومدينة الحكم والآثار ، للشيخ عباس القمي (١٢٩٤ ـ ١٣٥٩ ه) ، مجلدان ، بيروت ، دار التعارف للمطبوعات.


١١ ـ الصحيح ، لمسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري (٢٠٦ ـ ٢٦١) ، تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي ، الطبعة الثانية ، ٥ مجلدات ، بيروت ، دار الفكر ، ١٣٩٨ ه.

١٢ ـ عدة الداعي ونجاح الساعي ، لأبي العباس أحمد بن محمد بن فهد الحلي الأسدي (٧٥٧ ـ ٨٤١ ه) ، تحقيق : أحمد الموحدي القمي ، قم ، مكتبة الوجداني.

١٣ ـ فيض القدير شرح الجامع الصغير ، لمحمد عبد الرؤوف المناوي ، (٩٥٢ ـ ١٠٣١ / ١٠٢٩ ه) ، الطبعة الثانية ، ٦ مجلدات ، دار الفكر ، ١٣٩١ ه / ١٩٧٢ م.

١٤ ـ الكافي ، لثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني الرازي (المتوفى ٣٢٩ ه) ، تحقيق : علي أكبر الغفاري ، الطبعة الثانية ، ٧ مجلدات ، طهران ، دار الكتب الإسلامية ، ١٣٦٢ ه. ش.

١٥ ـ لسان العرب ، لمحمد بن مكرم بن منظور الإفريقي المصري (٦٣٠ ـ ٧١١ ه) ، [الطبعة الثانية ظ] ، ١٥ مجلدا ، قم ، نشر أدب الحوزة! ، ١٤٠٥ ه.

١٦ ـ المجازات النبوية ، للشريف الرضي أبي الحسن محمد بن الحسين بن موسى (٣٥٩ ـ ٤٠٦ ه) ، تحقيق : طه محمد الزيني ، قم ، مكتبة بصيرتي [بالأوفسيت عن طبع مصر].

١٧ ـ محاسبة النفس ، لرضي الدين علي بن طاووس (٥٨٩ ـ ٦٦٤ ه) ، طهران ، المكتبة المرتضوية ، ١٣٩٠ ه.

١٨ ـ المستدرك على الصحيحين ، لمحمد بن عبد الله المعروف بالحاكم النيسابوري (٣٢١ ـ ٤٠٣ / ٤٠٥ ه) ، ٤ مجلدات ، بيروت ، دار الفكر ، ١٣٨٩ ه / ١٩٧٨ م.

١٩ ـ مشكاة الأنوار في غرر الأخبار ، لأبي الفضل علي الطبرسي (المتوفى في حدود القرن السابع) ، الطبعة الأولى ، النجف الأشرف ، المكتبة الحيدرية ، ١٣٨٥ ه / ١٩٦٥ م.

٢٠ ـ مصباح الشريعة ومفتاح الحقيقة ، المنسوب إلى الإمام الصادق عليه‌السلام ، طهران ، المجمع الإسلامي للفلسفة الإيرانية ، ١٤٠١ ه (المطبوع مع ترجمته الفارسية).

٢١ ـ المصباح المنير في غريب الشرح الكبير ، لأحمد بن محمد بن علي المقرئ الفيومي (المتوفى بعد ٧٧٠ ه) ، بيروت ، دار الكتب العلمية ، ١٣٩٨ ه / ١٩٧٨ م.

٢٢ ـ نهج البلاغة ، جمع : الشريف الرضي أبي الحسن محمد بن الحسين بن موسى (٣٥٩ ـ ٤٠٦ ه) ، تحقيق : صبحي الصالح ، قم ، منشورات دار الهجرة ، ١٣٩٥ ه


[بالأوفسيت عن طبع بيروت ، ١٣٨٧ ه].

٢٣ ـ وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ، للشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي (١٠٣٣ ـ ١١٠٤ ه) ، تحقيق : الشيخ عبد الرحيم الرباني الشيرازي ، ٢٠ مجلدا ، بيروت ، دار إحياء التراث العربي.

* * *


من أنباء التراث

كتب ترى النور لأول مرة

* فتح الأبواب بين ذوي الألباب وبين رب الأرباب

تأليف : السيد رضي الدين علي بن موسى بن طاووس الحسني (٥٨٩ ـ ٦٦٤ ه).

يبحث الكتاب موضوع الاستخارة .. أنواعها ، كيفيتها ، في أربعة وعشرين بابا ، وقد اعتمده جمع من أصحاب الموسوعات الروائية في كتبهم تلك كشيخ الإسلام المجلسي والمحدث الحر العاملي وخاتمة المحدثين الشيخ النووي قدس الله أسرارهم.

تحقيق : حامد الخفاف.

نشر : مؤسسة آل البيت ـ عليهم‌السلام ـ لإحياء التراث ، فرع بيروت / سنة ١٤٠٩ ه ، وقد صدر ضمن سلسلة مصادر

«بحار الأنوار».

* قصص الأنبياء

تأليف : قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي ، المتوفى سنة ٥٧٣ ه.

والكتاب من مصادر «بحار الأنوار» وقد تم تحقيقه على خمس نسخ مخطوطة ، وهو مرتب على عشرين بابا في سيرة الأنبياء عليهم‌السلام والآيات النازلة في قصصهم بسياق جميل يحوي المواعظ والحكم.

تحقيق : الشيخ غلام رضا عرفانيان اليزدي.

نشر : مجمع البحوث الإسلامية التابع للروضة الرضوية المقدسة ـ مشهد ١٤٠٩ ه.




* ديوان ابن معصوم

هو السيد صدر الدين علي بن أحمد بن معصوم الحسيني الشيرازي المدني ، الشهير بالسيد علي خان المدني ، المتوفى سنة ١١٢٠ ه.

ولصاحب الديوان كتب قيمة مثل «سلافة العصر» و «أنوار الربيع في أنواع البديع» وغيرها.

تحقيق : شاكر هادي شكر.

نشر : دار عالم الكتب ـ بيروت / سنة ١٤٠٨ ه.

* ثلاث أراجيز

تأليف : الشيخ الحسن بن علي بن داود الحلي ـ صاحب كتاب «الرجال» ـ ، من أعلام القرن الثامن الهجري.

كتاب يتضمن ثلاث أراجيز من أراجيز ابن داود الكثيرة التي نظمها في مختلف العلوم ، والأراجيز هي :

١ ـ أرجوزة في علم الكلام.

٢ ـ أرجوزة في الإمامة.

٣ ـ أرجوزة في الفقه ، أسماها «عقد الجواهر في الأشباه والنظائر».

والأراجيز الثلاث هذه باللغة العربية إلا أن غلاف الكتاب حمل عنوان «سه ارجوزه» باللغة الفارسية!

تحقيق : حسين الدرگاهي.

نشر : وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي ـ طهران.

* سر السعادة

تأليف : السيد أحمد بن محمد صادق الروحاني الحسيني (ت ١٣٠٠ ه).

رسالة مختصرة في معنى الصلاة على النبي وآله عليهم أفضل الصلاة والسلام وآثارها وأحكامها.

نشر : قسم الدراسات الإسلامية في مؤسسة البعثة ـ طهران.

* مسند أهل البيت (جزء فيه)

تأليف : أحمد بن حنبل (١٦٤ ـ ٢٤١ ه).

والجزء هذا برواية ابنه عبد الله ـ المولود سنة ٢١٣ والمتوفى سنة ٢٩٠ ه ـ روى فيه ٤٦ حديثا مسندا إلى أهل البيت عليهم السلام في مناقبهم وفضائلهم.

تحقيق : عبد الله الليثي الأنصاري.

نشر : مؤسسة الكتب الثقافية ـ بيروت ١٤٠٨ ه.

* الإجازة الكبيرة

تأليف : السيد عبد الله الموسوي الجزائري التستري (١١١٢ ـ ١١٧٣ ه).


هي إجازة منه لأربعة من العلماء ، رتبها في ١٧ فصلا تشتمل على معنى الإجازة وتجويز الرواية بالإجازة وطرقها وغير ذلك ، كما تشتمل على تراجم مشايخ المؤلف ومقاربي عصره ، وقد صدر الكتاب مع ترجمة للمؤلف بقلم سماحة آية الله العظمى السيد المرعشي النجفي ـ مد ظله ـ.

وكانت نشرة «تراثنا» قد عرفت الكتاب في العدد الثاني ، السنة الأولى ١٤٠٦ ه بقلم محققه.

تحقيق : الشيخ محمد السمامي الحائري.

نشر : مكتبة آية الله المرعشي العامة ـ قم ١٤٠٩ ه.

* كتاب المزار

تأليف : الشيخ المفيد ، أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان التلعكبري البغدادي ، المتوفى سنة ٤١٣ ه.

ويقع الكتاب في قسمين ، الأول في آداب زيارة الإمامين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والحسين بن علي عليهما‌السلام ، والثاني في آداب زيارة الرسول والصديقة فاطمة الزهراء وسائر الأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام وكذلك زيارة قبور المؤمنين ، والمزار هذا هو المعروف بالمزار الصغير أو المختصر.

تصحيح وتعليق : مدرسة الإمام المهدي عليه‌السلام ـ قم / سنة ١٤٠٨ ه.

* تلخيص الخلاف وخلاصة الاختلاف

تأليف : الشيخ مفلح بن حسن رشيد الصيمري ، من أعلام القرن التاسع الهجري.

وكتاب «الخلاف» لشيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي ـ المتوفى سنة ٤٦٠ ه ـ فلخصه الشيخ مفلح الصيمري وصدر في ثلاثة أجزاء.

تحقيق : السيد مهدي الرجائي.

نشر : مكتبة آية الله المرعشي العامة ـ قم / سنة ١٤٠٨ ه.

كتب صدرت محققة

* جامع المقاصد في شرح القواعد ، ج ١ ـ ٤.

تأليف : المحقق الثاني ، الشيخ علي بن الحسين بن عبد العالي الكركي ، المتوفى سنة ٩٤٠ ه.

وهو من أهم الشروع على كتاب «قواعد الأحكام» للعلامة الحلي ـ المتوفى سنة ٧٢٦ ه ، ويعتبر من أهم الكتب


الفقهية ومن أهم المراجع التي يعول عليها في استنباط الأحكام الشرعية ، وكان هو الكتاب السائد عند الشيعة في القرن العاشر الهجري ، حيث بحث أمورا جديدة لم يهتم بها السابقون كصلاة الجمعة والخراج والمقاسمة.

ويعتبر بحق موسوعة فقهية قيمة لا يمكن الاستغناء عنها ، ومما يدل على متانة استدلالاته وقوة مبانيه العلمية قول صاحب «جواهر الكلام» رحمه‌الله ، حيث نقل عن أنه قال : «من كان عنده جامع المقاصد والوسائل والجواهر فلا يحتاج إلى كتاب للخروج عن عهده الفحص الواجب على الفقيه في آحاد المسائل الفرعية» ، ونقل عن صاحب «العروة الوثقى» قوله : «إنه يكفي للمجتهد في استنباطه للأحكام أن يكون عنده كتاب جامع المقاصد والوسائل ومستند النراقي».

خرج من «جامع المقاصد» ستة أجزاء ابتداءا من كتاب الطهارة وحتى بحث تفويض البضع من كتاب النكاح ، أتمه مؤلفه رحمه‌الله سنة ٩٣٥ ه.

طبع على الحجر في مجلد واحد كبير ، ثم طبع على الحجر أيضا في مجلدين ، الأول من كتاب الطهارة وحتى آخر كتاب الوصايا ، والثاني من أول كتاب النكاح وحتى بحث تفويض البضع ، وقد طبع كتاب «قواعد

الأحكام» في مقدمة الجزء الثاني.

وأخيرا قامت مؤسسة آل البيت ـ عليهم‌السلام ـ لإحياء التراث ، في قم ، بتحقيق هذا السفر القيم معتمدة على اثنتي عشرة نسخة مخطوطة قيمة ، ووفقا للمنهجية التي تعتمدها المؤسسة في التحقيق الجماعي ، وقد عمل في الكتاب ما يقارب العشرين محققا موزعين على عدة لجان متخصصة ، وقد صدر منه أربعة أجزاء ومن المؤمل أن يكون في أربعة عشر جزاء.

* خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

تأليف : الحافظ أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي الخراساني النسائي ـ صاحب «السنن» ـ (٢١٥ ـ ٣٠٣ ه).

تحقيق : أحمد ميرين البلوشي.

يشتمل الكتاب على ١٩٤ حديثا في فضائل الإمام علي عليه‌السلام ، وقد طبع عدة مرات فيما سبق إحداها بتحقيق الشيخ محمد باقر المحمودي ، وراجع عن سبب تأليف الكتاب وما يتعلق به : «تراثنا» / أهل البيت عليهم‌السلام في المكتبة العربية / العدد الرابع / السنة الأولى / صفحة ٧٤ / ت ١٦٩.

نشر : مكتبة المعلا ـ الكويت / سنة ١٤٠٦ ه.




* كتاب سليم بن قيس الهلالي

لتابعي جليل ، وهو من أقدم كتب الشيعة إن لم يكن أقدمها إذا استثنينا أصل ابن أبي رافع ، وقد طبع عدة مرات سابقا بدون تحقيق في العراق وإيران ولبنان ، وقد اندثر اسم الكتاب الأصلي «السقيفة» واشتهر بهذا الاسم نسبة إلى مؤلفه.

تحقيق : السيد علاء الدين الموسوي.

نشر : مؤسسة البعثة ـ بيروت / سنة ١٤٠٨ ه.

ثم أعادت مؤسسة البعثة في طهران طبعه بالأوفسيت بعد إضافة مجموعة من الفهارس الفنية المهمة.

* فهرس أسماء مصنفي الشيعة

تأليف : الشيخ الجليل أبي العباس أحمد بن علي بن أحمد بن العباس النجاشي الأسدي (٣٧٢ ـ ٤٥٠ ه).

تحقيق : الشيخ محمد جواد الغروي النائيني.

والكتاب أحد الأصول الرجالية

الخمسة عند الإمامية ، وقد صدر في جزءين باسم «رجال النجاشي» وهو الاسم الذي اشتهر به دون اسمه الأصيل.

نشر : دار الأضواء ـ بيروت / سنة ١٤٠٨ ه.

* نهاية الدراية في شرح الكفاية ، ج ٥ و ٦.

تأليف : الفقيه المحقق الشيخ محمد حسين الغروي الإصفهاني ، المتوفى في النجف الأشرف سنة ١٣٦١ ه ، من أشهر أعلام المحققين وقد خلف ثروة ضخمة قيمة في الفقه وأصوله هي قمة في التحقيق وعمق الفكر ، ومن أشهرها كتابه هذا الذي هو شرح لكتاب أستاذه المحقق الآخوند الخراساني «كفاية الأصول».

تحقيق ونشر : مؤسسة آل البيت ـ عليهم‌السلام ـ لإحياء التراث ، في قم.

وقد صدر منه الجزءان الخامس والسادس المتضمنان لأبحاث الاستصحاب ، التعادل والترجيح ، والاجتهاد والتقليد ، في مجلد واحد ، وكان الكتاب فيما سبق مطبوعا على الحجر.

* إحياء الميت بفضائل أهل البيت

تأليف : الحافظ جلال الدين

عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي الشافعي (٨٤٩ ـ ٩١١ ه).

تحقيق : جلال جمال فخري.

نشر : منشورات التوحيد ـ طهران / سنة ١٤٠٨ ه.

والكتاب عبارة عن ستين حديثا في


فضائل أهل البيت عليهم‌السلام ووجوب محبتهم وموالاتهم.

وكان قد طبع سابقا عدة مرات في الهند ومصر ولبنان وتم تحقيقه هذه المرة وفق نسختين مخطوطتين.

كما صدر الكتاب عن مركز الدراسات والبحوث العلمية في بيروت بتحقيق محمد سعيد الطريحي.

وصدر أيضا عن منظمة الإعلام الإسلامي في طهران بتحقيق كاظم قتلي.

طبعات جديدة لمطبوعات سابقة

* تنزيه الأنبياء والأئمة

تأليف : الشريف المرتضى ، علم الهدى ، نقيب الطالبيين ، علي بن الحسين بن موسى (٣٥٥ ـ ٤٣٦ ه).

وفيه بحوث قيمة في عصمة الأنبياء والأئمة عليهم‌السلام ، والرد على الشبهات المفتراة والمثارة حول بعض الأنبياء عليهم السلام من خلال التفسير الخاطئ لبعض آي القرآن الكريم ، كما يرد على ما حيكت حول عصمة أئمة أهل البيت عليهم‌السلام من شكوك وشبهات.

أعادت طبعه مؤسسة الأعلمي في بيروت سنة ١٤٠٨ ه ، بالأوفسيت على طبعة النجف الأشرف ، كما أعادت مكتبة

الشريف الرضي في قم طبعه بالأوفسيت على نفس الطبعة المذكورة آنفا.

* مشارق الشموس في شرح الدروس

تأليف : السيد حسين بن جمال الدين الخوانساري ، المتوفى سنة ١٠٩٨ ه.

من كتب الفقه المهمة التي حظيت بالإطراء والثناء لمكانته العلمية المتميزة ، وهو شرح لكتاب «الدروس الشرعية في فقه الإمامية» للشهيد الأول الشيخ شمس الدين أبي عبد الله محمد بن مكي الجزيني العاملي ، المستشهد سنة ٧٨٦ ه.

أعادت مؤسسة آل البيت عليهم السلام ، في قم ، طبعه بالأوفسيت على طبعته الحجرية في حدود ٥٠٠ صفحة بالقطع الرحلي.

* كشف الريبة في أحكام الغيبة

تأليف : الشهيد الثاني ، زين الدين بن علي العاملي ، المستشهد سنة ٩٦٥ ه.

تحقيق : السيد علي الخراساني الكاظمي.

يبحث الكتاب في أشد الأمراض الاجتماعية فتكا واضعا أحكامها وأسس معالجتها والقضاء عليها.

كان الكتاب قد طبع في قم سنة ١٤٠٣ ه ، ثم أعادت دار الأضواء في




بيروت طبعه بصف جديد سنة ١٤٠٨ ه.

* المهدي الموعود في القرآن الكريم

تأليف : السيد محمد حسين الرضوي.

يبحث الكتاب في الآيات القرآنية المؤولة في الإمام المهدي ـ عليه‌السلام ـ وفق الروايات الواردة عن أهل البيت ـ عليهم الصلاة والسلام ـ ، كما يبحث في مقدمته بفصول ثلاثة حول العقيدة بالمهدي عليه السلام وما يدور حولها من مسائل.

أعادت طبعه مكتبة المسجد الجامع في طهران سنة ١٤٠٨ ، وكان الكتاب قد طبع لأول مرة عام ١٤٠٢ وصدر عن مكتبة النجاح في طهران.

* تاريخ القرآن

تأليف : الشيخ أبو عبد الله بن شيخ الإسلام الزنجاني (١٣٠٩ ـ ١٣٦٠ ه).

كتاب وجيز يبحث في سيرة النبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأدوار القرآن الكريم التي مر بها من نزوله وخطه وجمعه وترتيب سوره وقرائه وإعرابه وإعجامه وترجمته إلى سائر اللغات ، وكان قد طبع لأول مرة في مصر سنة ١٣٥٤ ه بتقديم أحمد أمين ـ صاحب «فجر الإسلام» وغيره ـ.

أعادت طبعه مجددا منظمة الإعلام

الإسلامي في طهران.

* نصوص الدراسة في الحوزة العلمية

مجلد يحتوي على إحدى وعشرين رسالة وجيزة في مختلف العلوم الإسلامية التي تدرس في الحوزة العلمية للدراسة الحرة انتخبت حسب شهرة المؤلف والمؤلف ، احتوت على مواضيع الأخلاق والآداب والعقائد والتواريخ الشرعية وعلوم القرآن وعلوم الحديث واللغة العربية وقواعدها والمنطق والكلام والفقه والأصول ، كما الحق في آخرها «أصول التحقيق» من أمالي الدكتور مصطفى جواد ، و «الحكم النافعة» لآية الله العظمى السيد محمد كاظم اليزدي الطباطبائي قدس‌سره.

جمع وتقديم : السيد محمد حسين الحسيني الجلالي.

نشر : مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ـ بيروت / سنة ١٤٠٨ ه.

* مصابيح الأنوار في حل مشكلات الأخبار

تأليف : السيد عبد الله بن محمد رضا شبر الحسيني الكاظمي ، المتوفى سنة ١٢٤٢ ه.

أعادت طبعه بالأوفسيت مؤسسة الأعلمي في بيروت على طبعة النجف


الأشرف.

* نهضة الحسين عليه‌السلام

تأليف : السيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني (١٣٠١ ـ ١٣٨٦ ه).

كتاب جمع النظريات النفسية مع النظريات التاريخية إلى المرويات الموثقة حول فاجعة الإمام الحسين عليه‌السلام بطرز أخلاقي جديد ، ويحلل ويعلل الوقائع بأسلوب فلسفي.

كان قد طبع لأول مرة في العراق سنة ١٣٤٥ ه ، وأعيد طبعه مؤخرا في قم بإيران.

* الأنوار البهية في تواريخ الحجج الإلهية

تأليف : الشيخ المحدث عباس بن محمد رضا القمي ، المتوفى سنة ١٣٥٩ ه.

كتاب مرتب على أربعة عشر نورا بعدد المعصومين عليهم‌السلام.

كان الكتاب قد طبع لأول مرة سنة ١٣٤٤ ه ، ثم أعادت دار الأضواء في بيروت طبعه مجددا.

* شيخ الأبطح

تأليف : السيد محمد علي بن السيد عبد الحسين شرف الدين العاملي.

كتاب قيم في إثبات إيمان أبي طالب عليه‌السلام وبعض شعره والرد على من نصب له العداوة وقال بموته مشركا ، ويعتبر بحق ـ إضافة إلى ما ألف في هذا المجال من الكتب المهمة التي تحت هذا المنحى في رد هذه الفرية.

كان الكتاب قد طبع لأول مرة في النجف الأشرف سنة ١٣٤٩ ه ، ثم أعادت طبعه مجددا مؤسسة الأعلمي في بيروت.

صدر حديثا

* ملحقات الإحقاق ، ج ٢٠

تأليف : آية الله العظمى السيد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي.

وكتاب «إحقاق الحق وإزهاق الباطل» من تأليف الشهيد الثالث القاضي السيد نور الله المرعشي التستري ، المستشهد في الهند سنة ١٠١٩ ه ، ألفه ردا على القاضي روزبهان وانتصارا للعلامة الحلي في كتابه «نهج الحق وكشف الصدق» ، علما بأن متن كتاب «إحقاق الحق» لم يأت إلا في الأجزاء الأربعة الأولى ، ومن الجزء الخامس فما بعد كلها ملحقات جمعت موادها من كتب الحديث


والتاريخ والفضائل وغيرها من مؤلفات الجمهور التي تناولت فضائل أهل البيت عليهم‌السلام.

نشر : مكتبة آية الله المرعشي العامة ـ قم.

* صفحة عن آل سعود الوهابيين

تأليف السيد مرتضى الرضوي.

يبحث في عقيدة محمد بن عبد الوهاب وترجمته ، كما يورد آراء جماعة كبيرة من علماء أهل السنة في الرد على الوهابية من المعاصرين لابن عبد الوهاب والمتأخرين عنه إلى وقتنا هذا.

صدر في إيران مؤخرا.

* ثم اهتديت

تأليف : الدكتور محمد التيجاني السماوي.

كتاب قيم يعرض قصة رحلة واكتشاف جديد في عالم المعتقدات ، في خضم المدارس المذهبية والفلسفات الدينية.

نشر : مؤسسة الفجر ـ بيروت / لندن.

* تأملات في الصحيحين

تأليف : الشيخ محمد صادق نجمي.

دراسة وتحليل تتناول ترجمتي البخاري

ومسلم وموقع صحيحيهما عند أهل السنة ، كما يتناول بالبحث والدراسة رجالهما وأحاديثهما ، إضافة إلى مواضيع «التوحيد» و «النبوة» و «الخلافة» فيهما.

تعريب وتعليق : السيد حسن مرتضى القزويني.

نشر : دار العلوم ـ بيروت / سنة ١٤٠٨ ه.

* محمود بن الحسين البغدادي

في آثاره وآثار الدارسين.

وهو المعروف بأبي الفتح كشاجم ، المتوفى سنة ٣٦٠ ه ، شاعر متفنن ، أديب ، من كتاب الإنشاء ، ولفظ «كشاجم» مركب فيما يقال من علوم كان يتقنها : الكاف للكتابة ، والشين للشعر ، والألف للإنشاء ، والجيم للجدل ، والميم للمنطق.

تأليف : ثريا عبد الفتاح ملحس.

نشر : دار الكتاب اللبناني ـ بيروت.

* أبحاث في الملل والنحل

تأليف : الشيخ جعفر السبحاني.

كتاب يعرض آراء وعقائد أصحاب الحديث والحنابلة والسلفية والأشاعرة اعتمادا على مصادر وكتب هذه المذاهب مع تحليلها ودراستها ، وبين جذور الاختلاف بين تلك المذاهب وموقفها من


كتابة الحديث وقضايا أخرى شجرت بينها وكثر الجدل فيها ، كما يبين الموقف الأحق بالأخذ والاتباع ، وقد صدر الكتاب في جزءين.

نشر : مديرية الحوزة العلمية ـ قم / سنة ١٤٠٨ ه.

* السوق في ظل الدولة الإسلامية تأليف : السيد جعفر مرتضى العاملي.

بحث أولي حول ضبط السوق

الإسلامية والهيمنة الحكومية على التجارة

والتجار في نطاق عملهم.

نشر : الدر الإسلامية ـ بيروت / سنة ١٤٠٨ ه.

* الملحمة العلوية

نظم : الشيخ جعفر الهلالي.

تحقيق : محمد سعيد الطريحي.

ملحمة شعرية تضم ١١٧٤ بيتا نظمها في مدح سيد الأوصياء أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، وألحق في آخر الكتاب «القصيدة الكوثرية» التي نظمها السيد رضا الموسوي الهندي (١٢٩٠ ـ ١٣٦٢ ه) في مدح أمير المؤمنين عليه السلام والتي تضم ٥٤ بيتا.

نشر : مؤسسة الوفاء ـ بيروت / سنة ١٤٠٩ ه.

* علي بن موسى الرضا ـ عليهما‌السلام ـ والقرآن الحكيم ، ج ١.

تأليف : الشيخ عبد الله الجوادي الآملي.

كتاب لبيان شرائط معرفة القرآن

الكريم والموانع عنها ، وكذا بيان المعارف المستفادة من القرآن الكريم وما يتصل به ، مقتصرا في ذلك كله على ما ورد عن الإمام علي الرضا عليه‌السلام.

نشر : المؤتمر العالمي للإمام الرضا عليه السلام ـ مشهد / سنة ١٤٠٨ ه.

* الشريف الرضي

محمد بن الحسين بن موسى الموسوي (٣٥٩ ـ ٤٠٦ ه).

تأليف : الدكتور الشيخ محمد هادي الأميني.

دراسة عن جوانب حياة الشريف

الرضي المختلفة من حيث نفسيته وشيوخه وشعراء عصره وتلاميذه والرواة عنه وتآليفه ومكانة «نهج البلاغة» عند رجال الفكر والأدب ، كما أورد فيه ثبتا ب ١٢٩ شرحا لكتاب «نهج البلاغة» وفهرسا لديوان الشريف الرضي.

نشر : مؤسسة نهج البلاغة ـ طهران / سنة ١٤٠٨ ه.


كتب تحت الطبع

* كفاية الأصول

تأليف : الفقيه الشيخ محمد كاظم الخراساني ، المشتهر بالآخوند الخراساني ، المتوفى سنة ١٣٢٩ ه.

تحقيق : مؤسسة آل البيت ـ عليهم السلام ـ لإحياء التراث ، في قم.

نال هذا الكتاب من المكانة والحظوة ما لم ينله غيره في الحوزات العلمية لأهميته في تدريس علم أصول الفقه ، وعليه حواش وتعليقات كثيرة ، وقد طبع عدة طبعات على الحجر ، تارة مستقلا وتارة أخرى مع حواشيه وتعليقاته.

لذلك قامت مؤسسة آل البيت ـ عليهم السلام ـ لإحياء التراث بتحقيق هذا السفر القيم اعتمادا على نسختين ، إحداهما بخط المؤلف ـ قدس‌سره ـ والنسخة الثانية هي المطبوعة على الحجر في حياته ـ رحمه‌الله ـ حيث قام بتصحيحها بنفسه وطبعت بإشراف نجله ، وهي النسخة التي اعتمدها في إلقاء دروسه ، وفيها إضافات واستدراكات أشار إليها في الهامش.

كما تم استخراج معظم الأقوال التي أسندها الآخوند الخراساني إلى قائليها تصريحا أو تلميحا كقوله : «قيل» أو «توهم» ، إضافة إلى ذلك فقد تم وضع

فهارس فنية لمطالب الكتاب وما ورد فيه ، وسيصدر قريبا إن شاء الله تعالى من منشورات المؤسسة.

* مختصر التبيان

تأليف : الشيخ الفقيه أبي جعفر محمد بن منصور بن أحمد بن إدريس الحلي ـ صاحب «السرائر» ـ المتوفى سنة ٥٩٨ ه.

و «التبيان في تفسير القرآن» من تأليف شيخ الطائفة الطوسي قدس‌سره ، المتوفى سنة ٤٦٠ ه ، المطبوع عدة مرات في عشرة أجزاء.

تحقيق : السيد مهدي الرجائي.

سيصدر ضمن منشورات مكتبة آية الله المرعشي العامة ـ قم.

* توضيحات وتعليقات على اللمعة الدمشقية وشرحها للشهيدين

تأليف : الشيخ حبيب الله الرفيعان.

وكتاب «اللمعة الدمشقية» من الكتب الفقهية الدراسة المهمة في الحوزات العلمية ، للشهيد الأول الشيخ محمد بن جمال الدين مكي العاملي (٧٣٤ ـ ٧٨٦ ه) ، وشرحها «الروضة البهية» للشهيد الثاني الشيخ زين الدين بن علي الجبعي العاملي (٩١١ ـ ٩٦٥).




وسيصدر الجزء الأول منه من منشورات مدرسة ولي العصر ـ عليه‌السلام ـ في خوانسار.

* المجدي في أنساب الطالبيين

تأليف : الشريف النسابة السيد نجم الدين أبي الحسن بن أبي الغنائم محمد بن علي العلوي ، المعروف بابن الصوفي ، من أعلام القرن الخامس الهجري.

تحقيق : الدكتور أحمد مهدوي الدامغاني.

سيصدر ضمن منشورات مكتبة آية الله المرعشي العامة ـ قم.

* كشف الأستار عن وجه الكتب والأسفار

تأليف : السيد أحمد بن محمد رضا الحسيني الصفائي الخوانساري ، المتوفى سنة ١٢٩١ ه.

تحقيق : مؤسسة آل البيت ـ عليهم السلام ـ لإحياء التراث ، في قم.

يبحث الكتاب في المؤلفات الشيعية ـ على غرار «الذريعة إلى تصانيف الشيعة» ـ تعريفا وتوثيقا ويسهب في تراجم رواتها وإيراد الأقوال فيهم والانتهاء بجرحهم أو تعديلهم لمن كان منهم من المحدثين ، فهو كتاب جامع بين فهرسة الكتب وبين نقد

الرجال ، وقد تم تحقيق الكتاب على نسخة مكتوبة بخط المؤلف ـ رحمه‌الله ـ المحفوظة في خزانة كتب نجله ، وسيصدر ضمن منشورات المؤسسة قريبا إن شاء الله ، وربما سيكون في ١٠ أجزاء.

كتب قيد التحقيق

* منتهى المطلب في تحقيق المذهب

تأليف : العلامة الحلي ، جمال الدين أبي منصور الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي ، المتوفى سنة ٧٢٦ ه.

من تحقيقات : مؤسسة آل البيت ـ عليهم‌السلام ـ لإحياء التراث ، في قم.

هو أول كتاب ألفه العلامة الحلي ـ قدس‌سره ـ كما هو مشهور ، وكان عمره آنذاك اثنين وثلاثين عاما ، وهو من المؤلفات المهمة في أحكام الشريعة ، ذكر فيه جميع مذاهب المسلمين في الأحكام وحججهم عليها ، والرد على من خالفه وإبطال حججه ، وفي أول الكتاب مقدمات في الغرض من علم الفقه ووجه الحاجة إليه ومبادئه ومسائله وغيرها ، خرج منه سبعة مجلدات إلى المعاملات.

تقوم مؤسسة آل البيت ـ عليهم‌السلام ـ لإحياء التراث بتحقيقه وفق أسلوب التحقيق الجماعي على عدة نسخ مخطوطة ،




منها ما يحتمل كونها بخط المؤلف ـ رحمه‌الله ـ ونسختين أخريين يعود تاريخيهما إلى سنتي ٩٧٢ و ١٧٤ ه.

* النخبة الوجيزة في الحكمة العملية والأحكام الشرعية

تأليف : المحدث المولى محمد حسن بن المرتضى ، الملقب بالفيض الكاشاني ، المتوفى سنة ١٠٩١ ه.

كتاب في الحكمة العملية وهي عبارة عن علمي الأخلاق والمسائل الفقهية استنادا إلى ما ورد في الكتاب الكريم والسنة النبوية وآثار أئمة أهل البيت عليهم السلام ، وهو مقسم إلى اثني عشر كتابا.

يقوم بتحقيقه الشيخ مهدي الأنصاري القمي اعتمادا على نسختين ثمينتين إحداهما مصححة على النسخة التي كتبها المؤلف والثانية كتبت قبل وفاته رحمه‌الله.

* المناقب والمثالب

تأليف : القاضي أبي حنيفة النعمان بن أبي عبد الله ، المتوفى سنة ٣٦٣ ه.

كتاب في مناقب بني هاشم ومثالب بني أمية وذكر مساوئ عبد شمس ـ جدهم الأعلى ـ في الجاهلية والإسلام ، وكذا ذكر قدم معاداة بني أمية لبني هاشم.

يقوم بتحقيقه : السيد علي العدناني الغريفي.

* ترجمة الإمام زين العابدين علي بن الحسين ، وابنه الإمام الباقر ـ عليهما‌السلام ـ من تاريخ دمشق.

تأليف : أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي الدمشقي ، المعروف بابن عساكر (٤٩٩ ـ ٥٧١ ه).

يقوم بتحقيقه الشيخ محمد باقر المحمودي.

* ديوان ابن الحجاج

وهو أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد النيلي البغدادي ، الكاتب الشاعر ، المعروف بابن الحجاج ، المتوفى سنة ٣٩١ ه.

وديوانه على ما ذكره المؤرخون ـ كابن خلكان والحاج خليفة ـ يقع في عشرة مجلدات ، وبلغ من اهتمام الفضلاء به أن ثلاثة منهم اختاروا من ديوانه مختارات ، أولهم الشريف الرضي وسمى ما اختاره " الحسن من شعر الحسين» ، وثانيهم البديع الأصطرلابي وسمى ما اختاره " درة التاج من شعر ابن الحجاج» ، وثالثهم ابن نباتة وسمى ما اختاره " تلطيف المزاج من شعر


ابن الحجاج».

ومما يبعث على الدهشة أن هذا الشاعر الذي أجمع الناقدون ـ من امتدحه ومن ذمه ـ على أنه من أعاظم الشعراء لا تجد دواوينه على كثرتها ، وهناك أجزاء متفرقة منه في مكتبات العالم المختلفة!! يقوم بتحقيقه : عبود الشالجي.

* جوامع الجامع ، ج ٤

تأليف : الشيخ أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي ، المتوفى سنة ٥٤٨ ه ، تفسير ألفه مصنفه مختصرا به تفسيره الواسع «مجمع البيان» وفرغ منه في محرم عام ٥٤٣ ه.

يقوم بتحقيقه الدكتور أبو القاسم گرجي ، كان قد صدر منه سابقا ثلاثة مجلدا محققة من القطع الكبير ضمن منشورات جامعة طهران ، وبهذا المجلد ينتهي الكتاب.

* الهداية القرآنية إلى الولاية الإمامية

تأليف : المحدث السيد هاشم البحراني ، المتوفى سنة ٩ ـ ١١٠٧ ه.

تفسير للآيات القرآنية بالمأثور عن أهل

البيت عليهم‌السلام في ولاية أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب والأئمة من ولده سلام الله عليهم أجمعين.

يقوم بتحقيقه قسم الدراسات الإسلامية في مؤسسة البعثة ـ فرع قم.

* هداية الأمة إلى أحكام الأئمة

تأليف : الشيخ المحدث محمد بن الحسن الحر العاملي (١٠٣٣ ـ ١١٠٤ ه).

والكتاب منتخب من كتابه «تفصيل وسائل الشيعة إلى أحكام الشريعة».

بحذف الأسانيد والمكررات ، وقد رتب فيه كل مطلب أصلي من الأصول الخمسة وسائر أبواب الفقه على اثني عشر كتابا أو فصلا ، وذكر في أوله اثني عشر مقدمة في الأصول ثم كتب الفقه بأقسامه الأربعة من العبادات والعقود والإيقاعات والأحكام ، كل نوع في ١٢ كتابا وكل كتاب ١٢ فصلا وكل فصل ١٢ حكما أو عنوانا آخر ، وله خاتمة في ١٢ فائدة ، ولذلك قد يعرف كتابه هذا ب «الاثني عشرية».

يقوم بتحقيقه : مجمع البحوث الإسلامية التابع للروضة الرضوية المقدسة في مشهد.

تراثنا - ١٤

المؤلف:
الصفحات: 238