
الفهرس
أهل
البيت ـ عليهم السلام ـ في المكتبة العربية (٦)
..................................................... السيد
عبدالعزيز الطباطبائي ٧
تفسير
ابن فارس (٤)
.................................................. الدكتور
هادي حسن حمّودي ٢٠
التحقيق
في نفي التحريف (٥)
.......................................................... السيد
علي الميلاني ٧٤
من التراث الأدبي المنسي في الاحساء
الشيخ علي الصحّاف
....................................................... الشيخ
جعفر الهلالي ١٠٧
من ذخائر التراث
ترجمة الامام الحسن ـ عليه السلام ـ من كتاب الطبقات الكبير
لابن سعد
................................................. السيد
عبدالعزيز الطباطبائي ١١٧
الإثناعشرية الصوميّة ـ للشيخ البهائي
........................................................ الشيخ
علي المرواريد ١٩١
من انباء التراث............................................................. ٢٢٧

أهل البيت عليهمالسلام
في المكتبة العربية
(٦)
|
|
السيد عبد العزيز الطباطبائي
حرف الشين
٢٤٩ ـ الشاهد
المقبول بفضل أبناء الرسول
هو اسم ثان لكتاب «رشفة
الصادي» لأبي بكر بن شهاب العلوي ، مطبوع وقد تقدم.
٢٥٠ ـ شد الأثواب
في سد الأبواب
للحافظ السيوطي ،
المتوفى سنة ٩١١ ه.
كشف الظنون ١٠٢٨ ،
حسن المحاضرة ١ / ٣٤٢ ، هدية العارفين ١ / ٥٤٠.
مطبوع بمصر ضمن
كتابه الحاوي للفتاوي ٢ / ١٢٠.
وحديث سد الأبواب
هو ما رواه زيد بن أرقم ، قال : كان للنفر من أصحاب رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أبواب شارعة في المسجد فقال يوما : سدوا هذه الأبواب إلا
باب علي.
قال : فتكلم في ذلك
أناس! قال : فقام رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :
أما بعد ، فإني
أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي بن أبي طالب ، فقال
فيه قائلكم! وإني
والله ما سددت شيئا ولا فتحته ، ولكني أمرت بشئ فاتبعته.
أخرجه أحمد في
المسند ٤ / ٣٦٩ ، وفي فضائل الصحابة رقم ٩٨٥ ، وفي
مناقب علي رقم ١٠٩.
والنسائي في خصاص
علي : ١٣ ، وفي السنن الكبرى كما في القول المسدد : ٢١.
وأخرجه سعيد بن
منصور في سننه كما في جمع الجوامع ١ / ٥٤٦ ، وكنز العمال ١١ / ٥٩٨ و ٦١٨.
وأخرجه العقيلي في
الضعفاء ٤ / ١٨٥ في ترجمة ميمون ثم قال : وقد روى هذا من طريق أصلح من هذا.
وأخرجه الحاكم في
المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٢٥ ، والذهبي في تلخيصه وحكما بصحة إسناده.
وأخرجه الحافظ
ضياء الدين المقدسي في الأحاديث المختارة مما ليس في
الصحيحين كما في القول المسدد : ٢١.
وأخرجه الديلمي في
الفردوس في حرف السين بلفظ : «سدوا الأبواب
كلها إلا باب علي» ورمز له خ ات حل ، وقال ابنه في مسند الفردوس : رواه أحمد
ابن حنبل ... ، وأخرجه الحافظ ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين عليهالسلام من
تاريخه رقم ٣٢٤.
ورواه ابن كثير في
البداية والنهاية ٧ / ٣٤١ و ٣٤٢ ، والعيني في عمدة
القاري ٧ / ٥٩٢ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١١٤ وقال : ورواه أحمد ورجاله
رجال الصحيح.
وأورده الحافظ
العسقلاني في فتح الباري ٨ / ١٥ ، والقول المسدد : ٢٠ ،
والسمهودي في وفاء الوفاء ٢ / ٤٧٤ و ٤٧٥ وقالا : أخرجه أحمد والنسائي والحاكم
ورجاله ثقات.
وأخرجه الخوارزمي
في مناقب أمير المؤمنين عليهالسلام : ٢٣٤ وسبط ابن الجوزي في تذكرة خواص الأمة : ٤٦ ، والمحب
الطبري في الرياض النضرة ٢ / ١٩٣ ،
وفي ذخائر العقبى
: ٧٦ ، والسيوطي في جمع الجوامع ١ / ٥٤٦ ، وفي شد الأثواب ، وابن حجر في الصواعق
المحرقة : ٧٦ ، والمتقي في كنز العمال ١١ / ٦١٨ ، والقاري في المرقاة ٥ / ٥٧٥.
ثم في الباب رواية
جمع من الصحابة ، فقد ورد من رواية بضعة عشر رجلا ، منهم : أمير المؤمنين عليهالسلام ، وابن عباس ، وابن عمر ، وسعد بن أبي وقاص ، والبراء بن
عازب ، وجابر بن سمرة ، وجابر بن عبد الله ، وحذيفة بن أسيد ، وعمر بن الخطاب ،
وبريدة الأسلمي ، وأبي سعيد الخدري ، وأبي الحمراء ، وأنس بن مالك ، وعائشة.
ونحن نذكر ما تيسر
لنا منه بأوجز ما يمكن فلا يسع المجال لذكر ألفاظ
الأحاديث وطرقها المتعددة وإنما نقتصر على ذكر بعض المصادر :
فأما حديث أمير المؤمنين عليهالسلام :
فقد أخرجه البزار
في مسنده بثلاث طرق كما في كشف الأستار بزوائد
البزار رقم ٢٥٥١ و ٢٥٥٢ و ٢٥٥٣ ، وعنه الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١١٥ ،
والسيوطي في جمع الجوامع في مسند علي [عليهالسلام] ، وشد الأثواب ، والمتقي
في كنز العمال ١٣ / ١٧٥ رقم ٣٦٥٢١ و ٣٦٥٢٢.
وهو مما احتج به عليهالسلام على أصحاب الشورى في مناشدته يوم
الشورى عند عد مناقبه التي تفرد بها فقال عليهالسلام : أنشدكم بالله أفيكم مطهر
غيري ، إذ سد رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم أبوابكم وفتح بابي وكنت
معه في مساكنه ومسجده ...؟ قالوا : اللهم لا.
أخرجه المحاملي في
أماليه والعقيلي في الضعفاء ١ / ٢١٢ ، والحافظ الدارقطني
فيما أخرجه عنه الحافظ ابن عساكر رقم ١١٣١ ، وأخرجه أيضا برقم ١١٣٢.
وأخرجه الحافظ ابن
مردويه ، ومن طريقه أخرجه أخطب خوارزم في
كتاب مناقب أمير المؤمنين عليهالسلام ص ٢٢٢ ، وأخرجه صدر الدين الحموئي في
فرائد السمطين في الباب ٥٢ بإسناده عن الخوارزمي.
وأما حديث ابن عباس
فقد أخرجه الترمذي
في السنن ٥ / ٦٤١ ، وفي طبعة ١٣ / ١٧٦ ، وأحمد في
المسند ١ / ٣٣٠ و ٣٣١ ، وفي طبعة أحمد شاكر ٦ / ٢٥ رقم ٣٠٦٢ وصحح إسناده ،
ورقم ٣٠٦٣ ، وفي فضائل الصحابة رقم ١١٦٨ ، وفي مناقب علي رقم ٢٩١ ،
والنسائي في خصائص علي ص ٨ ، وفي السنن الكبرى ، والكلاباذي في معاني
الأخبار كما في القول المسدد ص ٢١ و ٢٢.
وأخرجه الحافظ
الطبراني في معجميه الكبير والأوسط كما في القول المسدد ، ومجمع الزوائد ٩ / ١٢٠.
وأخرجه الحافظ
الطحاوي في مشكل الآثار كما في القول المسدد ص ٢٥ ،
والمعتصر من المختصر من مشكل الآثار ٢ / ٣٣٢.
وأخرجه العقيلي في
الضعفاء ٤ / ٢٢٢.
وأخرجه ابن الزيات
عمر بن محمد بن علي الصيرفي في جزء من حديثه
(موجود في المجموع رقم ٥٦ من مجاميع المكتبة الظاهرية).
ورواه البلاذري في
أنساب الأشراف رقم ٤٣ ، والحاكم في المستدرك
على الصحيحين ٣ / ١٣٢ ، والذهبي في تلخيصه وحكما بحصة إسناده.
وأخرجه الحافظان
أبو يعلى والمحاملي ، ومن طريقهما الحافظ ابن عساكر
برقم ٢٤٩ و ٢٥٠.
وأخرجه الحافظ أبو
نعيم في حلية الأولياء ٤ / ١٥٣ ، وابن المغازلي (ابن
الجلابي) في كتاب مناقب أمير المؤمنين عليهالسلام رقم ٣٠٧ و ٣٠٨.
وأخرجه الحافظ ابن
عساكر في تاريخ دمشق في ترجمته عليهالسلام برقم
٢٤٩ و ٢٥٠ و ٢٥١ و ٣٢٣ و ٣٢٦ ، وفي أماليه في الجزء ٢٢٢ (الموجود في المجموع
١٦ في الظاهرية) ، وفي الأربعين الطوال ، وعنه الكنجي في كفاية الطالب : ٢٤١.
ويوجد أيضا في
وفاء الوفاء ٢ / ٤٧٧ وفي ٤٧٨.
وأخرجه الحافظ ابن
النجار في الدرة الثمينة في تاريخ المدينة المطبوع بآخر
كتاب شفاء الغرام
٢ / ٢٦٤ ، وجامع الأصول رقم ٦٤٩٤ ، والفردوس ومسنده في مشكاة المصابيح ٣ / ٢٤٦ رقم
٦٠٩٦ ، وفرائد السمطين ١ / ٢٠٧ ، والرياض
النضرة ٢ / ١٩٢ ، وتذكرة خواص الأمة : ٤٦ ، وفتح الباري ٨ / ١٥ وقال : أخرجهما
أحمد والنسائي ورجالهما ثقات ، وفي الإصابة في ترجمته عليهالسلام ٢ / ٥٠٢ ، وفي
طبعة طه الزيني ٧ / ٥٩ ، وكنوز الحقائق : ٨٤ ، وإرشاد الساري ٦ / ٨١ ، وشد
الأثواب ٢ / ٥٧ وفي ٥٨ من طبعة محيي الدين عبد الحميد ، وكنز العمال
١١ / ٦٠٠ ، والمرقاة ٥ / ٥٧٢ و ٥٧٥.
وأما حديث ابن عمر
فقد أخرجه ابن أبي
شيبة في المصنف كما في كنز العمال ١٣ / ١١٠ ،
وأحمد في المسند ٢ / ٢٦ ـ وفي طبعة أحمد شاكر ٧ / ١٦ رقم ٤٧٩٧ وقال : إسناده
صحيح ـ ، وفي فضائل الصحابة رقم ٩٥٥ و ١٠١٢ بإسناد صحيح ، وفي مناقب
علي رقم ٧٨ و ١٣٤.
وأخرجه النسائي
والطبراني ـ في الأوسط ـ وأبو نعيم ، وعنهم الحافظ المزي في تهذيب الكمال في ترجمة
العلاء بن عرار ، وأشار ابن حجر إلى حديثه هذا في تهذيب التهذيب ٨ / ١٨٩.
وأخرجه الحافظ أبو
يعلى ، وعنه الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٢٠ وقال :
رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح ، وفي القول المسدد : ٢٣ ، وروى
النسائي أيضا حديث ابن عمر بسند آخر صحيح.
وأخرجه الكلاباذي
في معاني الأخبار كما في القول المسدد : ٢٣ ، وشد
الأثواب ، وأخرجه الحافظ أبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان ١ / ٢٧٦ و ٢ / ٢١٠.
وأخرجه ابن
المغازلي في كتاب مناقب أمير المؤمنين عليهالسلام رقم ٣٠٩.
وأخرجه ابن
الحمامي في الجزء الأربعين من الفوائد الصحاح ، تخريج ابن
أبي الفوارس (الموجود في المجموع ٧٣ من مجاميع المكتبة الظاهرية).
وأخرجه الحافظ ابن
عساكر بالأرقام ٢٨٣ ـ ٢٨٨ و ٣٢٨.
وأخرجه ابن الأثير
في أسد الغابة في ترجمته عليهالسلام ٣ / ٢١٤.
وأخرجه صدر الدين
الحموئي في فرائد السمطين ١ / ٢٠٧ ، وابن كثير في
البداية والنهاية ٧ / ٣٤١ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١١٥.
وأخرجه الحافظ ابن
حجر في فتح الباري ٨ / ١٥ ، والسمهودي في وفاء
الوفاء ٢ / ٤٧٥ عن أحمد وقالا : إسناده حسن.
وأخرجه الحافظ في
الفتح عن النسائي أيضا وقال : ورجاله رجال الصحيح إلا العلاء ، وقد وثقه يحيى بن
معين وغيره.
وراجع المرقاة ٥ /
٥٧٥ ، وشد الأثواب في سد الأبواب ٥٧ ، وتاريخ
الخلفاء للسيوطي في ترجمة أمير المؤمنين عليهالسلام ، والصواعق المحرقة ٧٦.
وأما حديث سعد بن أبي وقاص
فقد أخرجه أحمد في
المسند ١ / ١٧٥ ، وفي طبعة أحمد شاكر ٣ / ٥٨ رقم
١٥١١ ، والنسائي في خصائص علي : ١٣.
وأخرجه الحفاظ :
أبو يعلى في مسنده ٢ / ٦١ رقم ٧٠٣ ، والبزار في مسنده ،
والطبراني في المعجم الأوسط ، وعنهم الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١١٤.
وقال ابن حجر في
فتح الباري ٨ / ١٥ : أخرجه أحمد والنسائي ـ وإسناده قوي ـ وفي رواية للطبراني في
الأوسط ... ورجالها ثقات.
وأخرجه ابن عدي في
الكامل.
وأخرجه ابن
المغازلي (ابن الجلابي) المالكي في كتاب مناقب أمير المؤمنين عليهالسلام رقم ٣٠٤ و ٣٠٦.
وأخرجه الحافظ ابن
عساكر رقم ٣٢٧ و ٣٩٥ ، وابن كثير في البداية
والنهاية ٧ / ٣٤٢ ، والعيني في عمدة القاري ٧ / ٥٩٢ ، والقسطلاني في إرشاد
الساري ٦ / ٨١ وقال : وقع عند أحمد والنسائي إسناد قوي ، وفي رواية الطبراني
برجال ثقات ،
والمحب الطبري في الرياض النضرة ٢ / ١٩٢ ، وابن عراق في تنزيه
الشريعة ١ / ٣٨٣ ، والحافظ العسقلاني في فتح الباري ٨ / ١٥ ، وفي القول المسدد
ص ٢٢ ، والسمهودي في وفاء الوفاء ٢ / ٤٧٤ و ٤٧٩ ، والسيوطي في شد الأثواب ،
والقاري في المرقاة ٥ / ٥٧٥.
وأخرجه الحافظ أبو
الفتح ابن أبي الفوارس في الجزء الأربعين من فوائده
في الورقة ٦٥ / أكما في تعليقات فضائل الصحابة ٢ / ٥٦٧ فقد حكاه عنه وعن
الحاكم في المستدرك ٣ / ١١٦.
وأما حديث البراء بن عازب
فقد أخرجه أبو بكر
الروياني في مسنده في الجزء ٢٢ ، الورقة ٥٩ / أمن مخطوطة المكتبة الظاهرية.
وأبو جعفر محمد بن
عمرو البحيري في أماليه ، الموجود في المجموع رقم ٧٣ من مجاميع المكتبة الظاهرية.
وأخرجه ابن عدي في
كتاب الكامل في ترجمة زافر.
وأخرجه ابن
المغازلي (ابن الجلابي) في كتاب مناقب أمير المؤمنين
عليهالسلام رقم ٣٠٥.
وأخرجه الحافظ ابن
عساكر في تاريخه في ترجمة أمير المؤمنين عليهالسلام
برقم ٣٢٥ وفي ترجمة مسكين بن بكير.
وابن كثير في
البداية والنهاية ٧ / ٣٤٢ ، والحلبي في السيرة ٣ / ٣٤٦.
وأما حديث جابر بن سمرة
فقد أخرجه الحافظ
الطبراني في المعجم الكبير ٢ / ٢٧٤ رقم ٢٠٣١ ، والهيثمي
في مجمع الزوائد ٩ / ١١٥ ، وابن حجر في فتح الباري ٨ / ١٥ ، والقسطلاني
في إرشاد الساري ٦ / ٨١ ، والسمهودي في وفاء الوفاء ٢ / ٤٧٥ و ٤٧٩ ،
والسيوطي في شد الأثواب ، وفي تاريخ لخلفاء في ترجمة أمير المؤمنين عليهالسلام.
وأما حديث جابر بن عبد الله
فقد أخرجه الخطيب
في تاريخ بغداد ٧٨ / ٢٠٥ ، والحافظ ابن عساكر رقم ٣٢٥ و ٣٢٦ ، وفي ترجمة زيد بن
علي من تاريخه ، والرافعي في التدوين ٣ / ١٠ ، والسيوطي في جمع الجوامع ١ / ٥٤٦ ،
والمتقي في كنز العمال ١٣ / ١٣٧ ، والكنجي في كفاية الطالب : ٨٧.
وأما حديث حذيفة بن أسيد
فقد أخرجه ابن
المغازلي المالكي في مناقب أمير المؤمنين عليهالسلام رقم ٣٠٣.
وأما حديث عمر
فقد أخرجه ابن أبي
شيبة في المصنف ١٢ / ٧٠ ، والحافظ أبو يعلى في مسنده ، والحاكم في المستدرك ٣ / ١٢٥
، والذهبي في تلخيصه ، وابن السمان في الموافقة ، والزمخشري في مختصر الموافقة ، والخوارزمي
في المناقب : ٢٦١ ، وابن عساكر : ٢٨٢ ، وابن كثير في تاريخه ٧ / ٣٤١ ، والهيثمي في
مجمع الزوائد ٩ / ١٢٠ ، والسيوطي في جمع الجوامع في مسند عمر من قسم الأفعال ، وفي
تاريخ الخلفاء والخصائص الكبرى ٢ / ٢٤٣ ، والمتقي في كنز العمال ١٣ / ١١٠ و ١١٦ ،
وابن حجر في الصواعق المحرقة ٧٦ ، والطبري في الرياض النضرة ٢ / ١٩٢ ، والحموئي في
فرائد السمطين ١ / ٣٠٠ ، والجزري في أسنى المطالب : ١٢.
وأما حديث بريدة الأسلمي
فقد أخرجه الحافظ
أبو نعيم في معرفة الصحابة وعنه السيوطي في اللآلئ
المصنوعة ، والحموئي في فرائد السمطين ١ / ٢٠٥.
وأما حديث أبي سعيد الخدري
فقد أخرجه القاضي
وكيع في أخبار القضاة ٣ / ١٤٩ بسندين ، وأحمد بن
حنبل ، والحاكم في
المستدرك ٣ / ١١٧ ، والنووي في المجموع ـ شرح المهذب ـ ٣ / ١٧٥ ، والخطيب التبريزي
في المشكاة ٣ / ٢٤٦ ، والمتقي في كنز العمال ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١١٤
وقال : إسناد أحمد حسن.
وأما حديث أبي الحمراء
فقد أخرجه الحافظ
ابن مردويه الأصبهاني بإسناده عن أبي الحمراء وحبة
العرني ، وعنه السيوطي في الدر المنثور في سورة النجم في تفسير قوله تعالى : وما
ينطق عن الهوى ٦ / ١٢٢.
وأما حديث عائشة
فقد أخرجه البخاري في التاريخ الكبير ١ / ٤٠٨ عن
جسرة عن عائشة عن النبي صلىاللهعليهوسلم : سدوا هذه الأبواب إلا باب علي.
وأما حديث أنس بن مالك
فقد أخرجه العقيلي
في الضعفاء ٤ / ٣٤٦ في ترجمة هلال بن سويد ،
والإدريسي في النظم المتناثر في الحديث المتواتر حيث عد هذا الحديث من
الأحاديث المتواترة وعد جماعة من الصحابة ممن رواه ، قال في ص ١٢٢ :
رواه سعد ، وزيد
بن أرقم ، وابن عباس ، وجابر بن سمرة ، وابن عمر ،
وعلي ، وجابر بن عبد الله ، وأنس بن مالك ، وبريدة.
أقول : وممن صرح
بتواتره الحافظ السيوطي في كتاب شد الأثواب في سد
الأبواب ص ٥٤ : وللأمر بسد الأبواب في المسجد النبوي طرق كثيرة
تبلغ درجة التواتر.
وقال في ص ٥٨ ـ بعد
إيراد شئ من أحاديث الباب ـ : فهذه أكثر من
عشرين حديثا في الأمر بسد الأبواب وبقيت أحاديث أخر تركتها كراهة الإطالة.
__________________
وقال في ص ٥٩ :
فصل : قد ثبن بهذه الأحاديث الصحيحة بل المتواترة
أنه صلىاللهعليهوسلم منع من فتح باب شارع إلى [ال] مسجد ولم يأذن
لأحد ... إلا لعلي .. ثم إن النبي عليه الصلاة والسلام أسند ذلك إلى أمر الله به
وإنه لم يسد ما سد ولم يفتح ما فتح إلا بأمره تعالى.
وقال الحافظ ابن
حجر في فتح الباري ٨ / ١٥ ـ بعد إيراد أحاديث الباب ـ : وهذه الأحاديث يقوي بعضها
بعضا ، وكل طريق منها صالح للاحتجاج فضلا عن مجموعها.
وقال في القول
المسدد ص ٢٠ ـ بعد الكلام على حديث ابن عمر ـ : وهذا الحديث من هذا الباب هو حديث
مشهور ، وله طرق متعددة ، كل طريق منها على انفرادها لا تقصر عن رتبة الحسن ،
ومجموعها مما يقطع بصحته على طريقة كثير من أهل الحديث ...
ثم حكى عن البزار
أنه قال في مسنده : إن حديث سدوا كل باب في المسجد إلا باب علي جاء من رواية أهل
الكوفة ... على أن روايات أهل الكوفة جاءت من وجوه بأسانيد حسان.
وقال الحافظ
العسقلاني في القول المسدد أيضا ص ٢٣ : فهذه الطرق المتظاهرة من روايات الثقات تدل
على أن الحديث صحيح دلالة قوية وهذه غاية نظر المحدث.
أقول : قد عرفت
فيما تقدم تصريح جمع من الحفاظ وأئمة هذا الشأن بصحة
غير واحد من أحاديث الباب وتصحيح جملة من أسانيدها وطرقها وتوثيق رجالها.
منها : ما تقدم من
رواية زيد بن أرقم وتصحيح الحاكم والذهبي والضياء
المقدسي والهيثمي والعسقلاني والسمهودي له.
ومنها : ما تقدم
من حديث ابن عباس ، وقد أخرجه الترمذي في سننه ، والنسائي في السنن الكبرى ، وأحمد
في المسند ، وتصحيح الأستاذ أحمد شاكر إسناده ، وكذا الحاكم رواه بسند صحيح صححه
هو والذهبي ، وصحح ابن حجر في الفتح إسناد أحمد والنسائي فراجع.
ومنها : ما تقدم
عن ابن عمر مما رواه أحمد بن حنبل في المسند والفضائل وتصريح محققيهما بصحة إسناده.
وكذا الهيثمي حكم
بصحة إسناد أحمد وأبي يعلى كليهما.
وكذا الحافظ
العسقلاني حكم ـ في القول المسدد : ٢٣ ـ بصحة ما رواه النسائي بطريقيه.
ومنها : ما تقدم
عن سعد ، فقد حكم ابن حجر في فتح الباري بقوة إسناد
أحمد والنسائي وصحة إسناد الطبراني ، وقد تقدم ذلك كله فراجعه.
على أن الحديث إذا
بلغ حد التواتر لا يسأل عن إسناده ولا يتوقف قبوله
على صحة السند ووثاقة رجاله.
مخطوطات الكتاب
نسخة من القرن ١١ ،
ضمن مجموعة من رسائل السيوطي ، في مكتبة خدابخش ، في پتنه بالهند ، رقم ٢٥٧١ / ٨.
نسخة في المكتبة
المحمودية ، بالمدينة المنورة ، رقم ٩٧ مجاميع.
نسخة في المكتبة
الوطنية ، في برلين ، رقم ٢١ / ٩٧٥٦.
ونسخة مصورة في
جامعة الرياض ، رقم ٩٥.
٢٥١ ـ الشذرات
الذهبية في تراجم الأئمة الاثني عشرية
لشمس الدين محمد
بن طولون الدمشقي ، المتوفى سنة ٩٥٣ ه.
طبعه الدكتور صلاح
الدين المنجد باسم «الأئمة الاثنا عشر» سنة ١٩٥٨ م ،
وقد تقدم في العدد الثاني ، السنة الأولى ، ص ٤٨ ، وأعيد طبعه بالأفست في إيران.
نسخة في المكتبة
الأحمدية ، بجامع الزيتونة ، رقم ٥٠٣١ ، فهرسها ص ٤٣٥ ،
وفيه : الشذورات.
وعنها مصورة في
معهد المخطوطات بالقاهرة.
نسخة في المكتبة
القادرية ، في بغداد ، رقم ١١٦.
٢٥٢ ـ شرح أبيات
سيدنا علي
لأبي حامد الغزالي
محمد بن محمد الطوسي الصوفي الشافعي ، المتوفى سنة ٥٠٥ ه.
أوله : «الحمد لله
منزل الكتاب ذكرا مفصلا ، وجاعل الملائكة رسلا ... وبعد ، فهذه مقدمة قدمتها
لمنظومة من كلام أمير المؤمنين ...».
راجع : «مؤلفات
الغزالي» لعبد الرحمن البدوي ص ٣٧٧ ـ ٣٨١ وذكر أن منه نسخة في دار الكتب المصرية ،
برقم ٢٧٩٩ تصوف ، وشكك في صحة نسبة الكتاب كما هو شأنهم في كل ما يمت إلى آل البيت
عليهمالسلام بصلة.
نسخة في دار الكتب
الظاهرية ، رقم ٧٦٢١ ، في مجموعة من الورقة ٩٨ ـ ١١١ ، ذكرها الأستاذ محمد رياض
المالح في فهرس الظاهرية ، فهرس التصوف ٢ / ٨٧ ـ ٨٨ ، وقال : «عندي شرح أبيات
سيدنا علي للغزالي اسمه : جنة الأسماء ، ويختلف عنه في المضمون».
٢٥٣ ـ شرح إحياء
الميت بفضائل أهل البيت
المتن للحافظ
السيوطي وقد تقدم في العدد الأول ، السنة الأولى ، ص ١٥.
والشرح للشريف
إدريس بن محمد بن حمدون الفاسي ، المتوفى سنة ٤ / ١١٨٣ ه.
ذكر كحالة كتابه
هذا ـ في ترجمته ـ في معجم المؤلفين ٢ / ٢١٩.
٢٥٤ ـ شرح إحياء
الميت
لأبي عبد الله
محمد الطالب بن حمدون السلمي المرداسي الفاسي ، المتوفى سنة ١٢٧٤ ه.
فهرس الفهارس
والأثبات ١ / ٣٥٠ ، معجم المؤلفين ١٠ / ٩٥ ، بروكلمن
٢ / ٨٨٢ من الأصل
الألماني.
٢٥٥ ـ شرح درر
السمط
«درر السمط في خبر
السبط» لابن الأبار ، تقدم في العدد الرابع ، سنة
الأولى ، ص ٨٥ ، برقم ١٨٠ ، وشرحه هذا يأتي في حرف النون ، باسمه «نظم الفرائد
الغرر في سلك فصول الدرر».
٢٥٦ ـ شرح ديوان
علي
لعبد الله بن عبد
العزيز البالي كسري الرومي ـ الشهير بالصلاحي ـ الحنفي ، الأديب الصوفي الخلوتي (١١١٧
ـ ١١٩٧).
وله «حلية الحسنين
الأحسنين» باللغة التركية.
هدية العارفين ١ /
٤٨٥.
للبحث صلة ...
الدكتور هادي حسن حمودي
سورة فاطر
* ولا ينبئك مثل خبير (٣٥ / ١٤).
الله ـ تعالى ـ الخبير
: أي : العالم بكل شئ .
* وما مسنا من لغوب (٣٥ / ٣٥ ـ وأيضا
ق ٣٨).
اللغوب : التعب
والمشقة ، يقال : أتانا ساغبا لاغبا ، أي : جائعا تعبا .
* ولا يحيق المكر السئ
إلا بأهله (٣٥ / ٤٣).
حاق الشئ بالشئ :
نزل ، يقال : حاق به السوء ، يحيق .
سورة يس
* يس. والقرآن لحكيم
إنك لمن المرسلين (٣٦ / ١ ـ ٢).
هذا الذي يسميه
أهل القرآن : جوابا. وهو رد على قولهم (لست مرسلا) . وبيان له .
__________________
* إني آمنت بربكم
فاسمعون (٣٩ / ٢٥).
أي : فلما قتل قيل
: أدخل الجنة ، وهو من الحذف والاختصار .
* يا حسرة على العباد (٣٦ / ٣٠).
يا : للتلهف
والتأسف .
* والشمس تجري لمستقر
لها (٣٦ / ٣٨).
وقرئت (لا
مستقر لها) وسميت الشمس بذلك
لأنها غير مستقرة ، هي أبدا
متحركة .
* حتى عاد كالعرجون
القديم (٣٦ / ٣٩).
قال : عاد ، ولم
يكن عرجونا قبل .
* يا ويلنا من بعثنا من
مرقدنا (٣٦ / ٥٢).
تم الكلام ، فقالت
الملائكة :
* هذا ما وعد الرحمن (٣٦ / ٥٢).
وهذا من نظوم
القرآن وهو أن تجئ الكلمة كأنها في الظاهر معها ، وهي في
الحقيقة غير متصلة بها .
* ألم أعهد إليكم (٣٦ / ٦٠).
معناه ، والله أعلم
: ألم أقدم إليكم من الأمر الذي أوجبت عليكم الاحتفاظ
به .
* قال من يحيي العظام
وهي رميم (٣٦ / ٧٨).
الرميم : العظام
البالية (مق ٢ / ٣٧٩).
سورة الصافات
* وحفظا من كل شيطان (٣٧ / ٧).
__________________
أي : وحفظا فعلنا
ذلك والواو مقحمة .
* إلا من خطف الخطفة (٣٧ / ١٠).
الشيطان يخطف
السمع ، إذا استرق .
* إنا لمبعوثون أو
آباؤنا (٣٧ / ١٧).
أو : ليس ب (أو)
وإنما هي واو عطف دخل عليها ألف الاستفهام ، كأنه لما
قيل لهم : إنكم مبعوثون وآباؤكم ، استفهموا عنهم .
* ما لكم لا تناصرون (٣٧ / ٢٥).
بيان لقوله تعالى
: أم يقولون نحن جميع منتصر؟ ورد على قولهم .
* فاطلع فرآه في سواء
الجحيم (٣٧ / ٥٥).
في وسط الجحيم.
والسواء : وسط الدار وغيرها ، وسمي بذلك لاستوائه .
* ولولا نعمة ربي لكنت
من المحضرين (٣٧ / ٥٧).
مأخوذ من قوله ـ جل
ثناؤه ـ : (فأولئك في العذاب
محضرون) . وقوله :
(ثم لنحضرنهم حول جهنم) .
* طلعها كأنه رؤوس
الشياطين (٣٧ / ٥).
سمي الشيطان بذلك
، والنون فيه أصلية ، لبعده عن الحق وتمرده ، وذلك أن
كل عات متمرد من الجن والإنس والدواب : شيطان. وقيل : إنه أراد الحيات ، وذلك
أن الحية تسمى شيطانا قال :
تلاعب مثنى
حضرمي كأنه
|
|
تعمج شيطان بذي
خروع قفر
|
__________________
* وتركنا عليه في
الآخرين (٣٧ / ٧٨).
أراد : الثناء
الحسن ، وهو من الحذف والاختصار .
* فأقبلوا إليه يزفون (٣٧ / ٩٤).
زف القوم في سيرهم
: أسرعوا ، فيزفون : يسرعون وقرئت (يزفون)
مخففة ، بمعنى يسرعون ، أيضا .
* وتله للجبين (٣٧ / ١٠٣).
تله : أي : صرعه .
* فساهم فكان من
المدحضين (٣٧ / ١٤١).
السهمة : النصيب :
ويقال : أسهم الرجلان : إذا اقترعا ، وذلك من السهمة
والنصيب ، أن يفوز كل منهما بما يصيبه .
* فلولا أنه كان من
المسبحين ، للبث في بطنه (٣٧ / ١٤٤).
لولا ـ هاهنا ـ تدل
على امتناع الشئ لوجود غيره .
* إلى مائة ألف أو
يزيدون (٣٧ / ١٤٧).
قال قوم : أو ـ هاهنا
ـ بمعنى : الواو ، ويزيدون ، وقال آخرون : بمعنى بل ، وقال
قوم : هي بمعنى الإباحة ، كأنه قال : إذا قال قائل : هم مائة ألف فقد صدق ، وإن
قال
غيره : بل يزيدون على مائة ألف ، فقد صدق .
* وما منا إلا له مقام (٣٧ / ١٦٤).
أي : من له مقام ،
وهذا من إضمار الأسماء .
__________________
سورة ص
* ص والقرآن ذي الذكر ،
بل الذين كفروا (٣٨ / ١ ـ ٢).
بل ، بمعنى : إن
* ولات حين مناص (٣٨ / ٣).
المناص : المصدر ،
والملجأ أيضا .
* وانطلق الملأ منهم أن
امشوا (٣٨ / ٦).
بمعنى أي امشوا .
* واصبروا على آلهتكم (٣٨ / ٦).
فقيل لهم في
الجواب : فإن يصبروا فالنار مثوى لهم .
* بل لما يذوقوا عذاب (٣٨ / ٨).
لما بمعنى لم ،
ولا تدخل إلا على مستقبل .
* ما لها من فواق (٣٨ / ١٥).
قال قتادة : ما
لها من رجوع ، ولا مثنوية ، ولا ارتداد ، وقال غيره : ما لها من
نظرة .
* وقالوا ربنا عجل لنا
قطنا قبل يوم الحساب (٣٨ / ١٦).
القط : يقال : إنه
الصك بالجائزة ، فكأنهم أرادوا كتبهم التي يعطونها من
الأجر في الآخرة .
* ولا تشطط (٣٨ / ٢٢).
يقال : أشط فلان
في السوم : إذا أبعد وأتى الشطط ، وهو : مجاوزة القدر ، ويجوز
__________________
أن يكون بمعنى :
ولا تمل ، من الميل والجور في الحكم .
* فاستغفر ربه وخر
راكعا وأناب (٣٨ / ٢٥).
قيل للمصلي : راكع
، وللساجد شاكرا : راكع (مج ٢ / ٤٣٥).
* وإن له عندنا لزلفى (٣٨ / ٢٥).
الزلفى : القربى .
* إذ عرض عليه بالعشي
الصافنات الجياد (٣٨ / ٣١).
الجواد : الفرس
الذريع والسريع ، والجمع : جياد ، والمصدر : الجودة .
* فطفق مسحا بالسوق
والأعناق (٣٨ / ٣٣).
طفق يفعل كذا ،
كما يقال : ظل يفعل .
* فاضرب به ولا تحنث (٣٨ / ٣٤).
الواو مقحمة. أراد
ـ والله أعلم ـ فاضرب به لا تحنت ، جزما على جواب الأمر ،
وقد تكون نهيا ، والأول أجود .
* قل لا أسألكم عليه من
أجر وما أنا من المتكلفين (٣٨ / ٣٦).
المتكلف : العريض
لما لا يعنيه (مق ٥ / ١٣٦).
* هذا وإن للطاغين لشر
مآب (٣٨ / ٥٥).
بمعنى : هذا كما
قلنا ، وإن للطاغين لشر مآب ، قال بعض أهل العلم : ويدل
على هذا المعنى دخول الواو بعد قوله : ذلك وهذا ، لأن ما بعد الواو يكون منسوقا
على ما
قبله بها ، وإن كان مضمرا .
سورة الزمر
* يكور الليل على
النهار ويكور النهار على الليل (٣٩ / ٥).
__________________
أي : ينقص من هذا
ويزيد في هذا ، وينقص من هذا ويزيد في ذاك .
* وأنزل لكم من الأنعام
ثمانية أزواج (٣٩ / ٦).
يعني : خلق ،
وإنما جاز أن يقول : أنزل ، لأن الأنعام لا تقوم إلا بالنبات
والنبات لا يقوم إلا بالماء ، والله ـ جل ثناؤه ـ ينزل الماء من السماء .
* أفأنت تنقذ من في
النار (٣٩ / ١٩).
أي : لست منقذهم ،
استخبار معناه النفي .
* فبما رحمة من الله (٣٩ / ٢٣).
ما : صلة ، يقال :
إن العرب تصل بما .
* قضى عليها الموت (٣٩ / ٤٢).
قضى ـ هاهنا ـ بمعنى
: حتم .
* له مقاليد السماوات
والأرض (٣٩ / ٦٣).
المقاليد ، يقال :
هي الخزائن ولعلها سميت بذلك لأنها تحصن الأشياء أي :
تحفظها وتحوزها .
* ولكن حقت كلمة العذاب
على الكافرين (٣٩ / ٧١).
الحاقة : القيامة
لأنها تحق بكل شئ ، أي : وجبت .
* حتى إذا جاؤوها وفتحت
أبوابها (٣٩ / ٧٣).
هذا محتاج إلى
بيان لأن (حتى إذا) لا بد لها من تمام ، فالبيان ـ هاهنا ـ
مضمر ، قالوا : تأويله : حتى إذا جاؤوها ، جاؤوها وفتحت أبوابها .
* وترى الملائكة حافين
من حول العرش (٣٩ / ٧٥).
__________________
حافين : أي :
مطيفين ، وحفوا به : أي : أطافوا به .
سورة غافر
* وقابل التوب (٤٠ / ٣).
التوب : التوبة .
* إن الذين كفروا
ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى
الإيمان فتكفرون (٤٠ / ١٠).
تأويله : لمقت الله
إياكم في الدنيا حين دعيتم إلى الإيمان فكفرتم ، ومقته
إياكم اليوم أكبر من مقتكم أنفسكم اليوم ، إذ دعيتم إلى الحساب ، وعند ندمكم على
ما
كان منكم .
* وإن يك صادقا يصبكم
بعض الذي يعدكم (٤٠ / ٢٨).
يقال : إن العرب
تصل ب (بعض) .
* إني أخاف عليكم يوم
التناد (٤٠ / ٣٢).
قرئت مخففة ومشددة
، فمن شدد فهو من ند : إذا نفر ، وهو مقتص من قوله : (يوم يفر المرء من
أخيه) إلى آخر القصة. ومن خفف فهو تفاعل من النداء ، مقتص من قوله
جل ثناؤه : (ونادى أصحاب الجنة
أصحاب النار) (ونادى أصحاب النار
أصحاب الجنة) (ونادى أصحاب الأعراف) وما أشبه هذا من الآي التي
فيها ذكر النداء .
__________________
* ويوم يقوم الأشهاد (٤٠ / ٥١).
يقال : إنها مقتصة
من أربع آيات ، لأن الأشهاد أربعة : الملائكة في قوله ـ جل ثناؤه ـ : (وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد) ، والأنبياء (فكيف إذا جئنا من كل
أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) وأمة محمد صلىاللهعليهوآله لقوله ـ جل ثناؤه
ـ : (وكذلك جعلناكم أمة
وسطا لتكونوا شهداء على الناس) ، والأعضاء لقوله ـ جل ثناؤه ـ : (يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم
بما كانوا يعملون) .
* وما كنتم تمرحون (٤٠ / ٧٥).
المرح : المسرة لا
يكاد صاحبها يستقر معها طربا .
سورة فصلت
* وقالوا لجلودهم لم
شهدتم علينا (٤١ / ٢١).
إن الجلود ، في
هذا الموضع ، كناية عن آراب الأنساب .
* فإن يصبروا فالنار
مثوى لهم (٤١ / ٢٤).
جواب (وانطلق
الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم) .
* تتنزل عليهم الملائكة
ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة (٤١ / ٣٠).
بيان للبشرى في
قوله تعالى : (لهم البشرى في الحياة
الدنيا) .
* اعملوا ما شئتم (٤١ / ٤٠).
أمر ، والمعنى
وعيد .
__________________
* إن الذين كفروا
بالذكر لما جاءهم (٤١ / ٤١).
ولم يجر للذكر خبر
، ثم قال :
* وإنه لكتاب عزيز لا
يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد (٤١ / ٤٢).
وجواب (إن الذين كفروا) قوله ـ جل ثناؤه ـ : (أولئك ينادون من مكان
بعيد) (٤١ / ٤٤). وقيل :
إن هذا من الاستطراد .
سورة الشورى
* ويستغفرون لمن في
الأرض (٤٢ / ٥).
أراد به : (وتستغفرون للذين آمنوا) فهذا من العام الذي يراد به الخاص .
* يذرؤكم فيه (٤٢ / ١١).
الذروء : كالشئ
يبذر ويزرع. يقال : ذرأ الله الخلق يذرؤهم ، وهذا من
الأفعال التي لم يوصف بها ، فلم يسمع في صفاته ـ جل ثناؤه ـ : الذارئ .
* ليس كمثله شئ (٤٢ / ١١).
الكاف ـ هاهنا ـ زائدة
.
* حجتهم داحضة عند ربهم (٤٢ / ١٦).
دحضت حجة فلان :
إذا لم تثبت .
* وجزاء سيئة سيئة
مثلها (٤٢ / ٤٠).
هذا من باب الجزاء
عن الفعل بمثل لفظه ، وهو من المحاذاة .
__________________
سورة الزخرف
* سبحان الذي سخر لنا
هذا وما كنا له مقرنين (٤٣ / ١٣).
أي : مطيقين ، من
قولهم : فلان مقرن لكذا ، أي : مطيق له .
* وجعلوا الملائكة
الذين هم عباد الرحمن إناثا (٤٣ / ١٩).
ناس يقولون : جعل
، بمعنى سمى .
* إنا وجدنا آباءنا على
أمة (٤٣ / ٢٢).
قال الخليل :
الأمة : الدين .
* إنني براء مما تعبدون (٤٣ / ٤٦).
براء ، في لغة أهل
الحجاز ، وفي غير موضع من القرآن : (إني برئ) . فمن
قال : أنا براء لم يثن ولم يؤنث. ويقولون : نحن البراء والخلاء ، من هذا ، ومن قال
:
برئ ، قال : بريئان وبريئون ، وبرءآء على وزن برعاء ، وبراء بلا همزتان ، نحو براع
، وبراء
مثل : براع .
* أفلا تبصرون (٤٣ / ٥١).
أراد : أم تبصرون
، وهذا من الكف ، وهو أن يكف عن ذكر الخبر اكتفاء بما
يدل عليه الكلام وكان سيبويه يقول : أفلا تبصرون أم أنتم بصراء .
* أم أنا خير من هذا
الذي هو مهين (٤٣ / ٥٢).
معناه : أنا خير .
* إذا قومك منه يصدون (٤٣ / ٥٧).
__________________
أي : يضجون ، صد
يصد : إذا ضج .
* وإنه لعلم للساعة (٤٣ / ٦١).
قرأ بعض القراء (لعلم
ـ بفتح العين واللام) قالوا : يراد به نزول عيسى عليهالسلام ، وإن بذلك يعلم قرب الساعة .
* لا يفتر عنهم (٤٣ / ٧٥).
أي : لا يضعف .
* قل : إن كان للرحمن
ولد فأنا أول العابدين (٤٣ / ٨١).
أي أول من غضب عن
هذا وأنف من قوله ، وهذا هو العبد ، مثل الأنف
والحمية. يقال : هو يعبد لهذا الأمر. وذكر عن علي عليهالسلام أنه قال : (عبدت
فصمت) أي أنفت فسكت .
سورة الدخان
* ربنا اكشف عنا العذاب
إنا مؤمنون (٤٤ / ١٢).
فقيل لهم : (ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا
في طغيانهم يعمهون) فهذا جواب ذاك .
* إنا كاشفوا العذاب
قليلا إنكم عائدون (٤٤ / ١٥).
فظاهره خبر ،
والمعنى : إنا إن نكشف عنكم العذاب تعودوا .
* ذق إنك أنت العزيز
الكريم (٤٤ / ١٩).
اللفظ خبر ،
وحقيقته تبكيت .
__________________
سورة الجاثية
* ثم جعلناك على شريعة
من الأمر (٤٥ / ١٨).
الشرعة في الدين ،
والشريعة ، اشتق من الشريعة التي هي مورد الشاربة الماء .
* أم حسب الذين اجترحوا
السيئات (٤٥ / ٢١).
من قولهم : إجترح
: إذا عمل وكسب ، وإنما سمي ذلك اجتراحا لأنه عمل
بالجوارح ، وهي : الأعضاء الكواسب .
سورة الأحقاف
* أو أثارة من علم (٤٦ / ٤).
يقال : إنه الخط
الذي يخطه الزاجر ، والإثارة البقية من الشئ والجمع :
أثارات والعلم ، هاهنا : الخط .
* إذ تفيضون فيه (٤٦ / ٨).
تندفعون فيه ، من
: أفاض القوم في الحديث : إذا اندفعوا فيه .
* ما كنت بدعا من الرسل (٤٦ / ٩).
أي : ما كنت أول .
* وشهد شاهد من بني
إسرائيل على مثله (٤٦ / ١٠).
أي : عليه .
__________________
* قل أرأيتم إن كان من
عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على
مثله فآمن واستكبرتم (٤٦ / ١٠).
إذا رد كل شئ إلى
ما يصلح أن يتصل به كان التأويل : قل أرأيتم إن كان
من عند الله ، وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله ، فآمن وكفرتم به واستكبرتم .
* أذهبتم طيباتكم (٤٦ / ٢٠).
إستخبار والمعنى
توبيخ .
* قالوا أجئتنا لتأفكنا
عن آلهتنا (٤٦ / ٢٢).
أفكت الرجل عن
الشئ : إذا صرفته عنه .
* قالوا هذا عارض
ممطرنا (٤٦ / ٢٤).
العارض : السحاب .
* ولم يعي بخلقهن بقادر (٤٦ / ٣٣).
قال قوم : الباء
في موضعها (بقادر) وإن العرب تعرف ذلك وتفعله .
سورة محمد (صلىاللهعليهوآله)
* فضرب الرقاب (٤٧ / ٤).
أقام المصدر مقام
الأمر ، فصار في معنى الأمر .
* ذلك ولو يشاء الله
لانتصر منهم (٤٧ / ٤).
على معنى : ذلك
كما قلنا وكما فعلنا .
* ويدخلهم الجنة عرفها
لهم (٤٧ / ٦).
أي : طيبها ،
والعرف : الرائحة الطيبة .
__________________
* والذين كفروا فتعسا
لهم (٤٧ / ٨).
دخلت الفاء لأنه
جعل الكفر شريطة ، وكأنه قال : ومن كفر فتعسا له .
* دمر الله عليهم
وللكافرين أمثالها (٤٧ / ١٠).
الدمار : الهلاك .
* من ماء غير آسن (٤٧ / ١٥).
يقال : أسن الماء
: إذا تغير ، يأسن ، ويأسن ، هذا هو المشهور وقد يقال :
أسن .
* قالوا ماذا قال انفا (٤٧ / ١٦).
كأنه : ابتداؤه ،
من قولهم : فعل كذا آنفا ، ومؤتنف الأمر : ما يبتدأ به .
* فإذا عزم الأمر فلو
صدقوا الله (٤٧ / ٢١).
معناه : فإذا عزم
الأمر كذبوه .
* فهل عسيتم (٤٧ / ٢٢).
جمع (عسى) هاهنا ،
لأنه على الاستفهام ، قال أبو عبيدة : معناه : هل عدوتم
ذاك؟ هل جزتموه؟ .
* ولتعرفنهم في لحن
القول (٤٧ / ٣٠).
اللحن : فحوى
الكلام ومعناه .
سورة الفتح
* إنا فتحنا لك فتحا
مبينا ليغفر لك الله (٤٨ / ١).
__________________
قال قائل : لم جاز
أن تكون المغفرة جزاء لما امتن به عليه ، وهو قوله : (إنا
فتحنا لك فتحا)؟ فالجواب من وجهين :
أحدهما : أن الفتح
، وإن كان من الله ـ جل ثناؤه ـ فكل فعل يفعله العبد من خير فالله الموفق له
والميسر ، ثم يجازي عليه فتكون الحسنة منة من الله ـ عزوجل ـ عليه ، وكذلك
جزاؤه له عنها منة.
والوجه الآخر أن
يكون قوله : (إذا جاء نصر الله
والفتح ، ورأيت الناس
يدخلون في دين الله أفواجا ، فسبح بحمد ربك واستغفره) . فأمره بالاستغفار إذا
جاء الفتح ، فكأنه أعلمه أنه إذا جاء الفتح واستغفر غفر له ما تقدم من ذنبه وما
تأخر ،
فكأن المعنى ، على هذا الوجه : إنا فتحنا لك فتحا مبينا ، فإذا جاء الفتح فاستغفر
ربك ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر.
وقال قوم : فتحنا
لك في الدين فتحا مبينا لتهتدي به أنت والمسلمون فيكون
ذلك سببا للغفران .
* لتؤمنوا بالله ورسوله
وتعزروه (٤٨ / ٩).
التعزير في هذه
الآية : النصرة والتعظيم والمشايعة على الأمر والتوقير .
* يقولون بألسنتهم (٤٨ / ١١).
إعلم أن ذلك
باللسان دون النفس .
* وكنتم قوما بورا (٤٨ / ١٢).
يقال للواحد
والجميع والنساء والذكور : بور. البور : الضالون الهلكى .
* سيماهم في وجوههم من
أثر السجود (٤٨ / ٢٩).
السومة : العلامة
تجعل في الشئ ، والسيما ، مقصور ، من ذلك فإذا مدوه قالوا :
__________________
السيماء .
* كزرع أخرج شطأه (٤٨ / ٢٩).
الشطء : شطء
النبات : وهو ما خرج من حول الأصل ، والجمع : أشطاء .
سورة الحجرات
* إن الذين ينادونك من
وراء الحجرات (٤٩ / ٤).
كأن رجلا نادى :
يا محمد ، إن مدحي زين ، وإن شتمي شين ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ويلك ذاك الله ، جل ثناؤه .
* ولكن الله حبب إليكم
الإيمان ... أولئك هم الراشدون (٤٩ / ٧).
حول الخطاب من
الشاهد إلى الغائب .
* حتى تفئ إلى أمر الله (٤٩ / ٩).
كل رجوع فئ .
* لا يسخر قوم من قوم (٤٩ / ١١).
القوم : جماعة
الرجال دون النساء والقوم : جمع امرئ .
* عسى أن يكونوا خيرا
منهم (٤٩ / ١١).
كل ما في القرآن
من (عسى) على وجه الخبر فهو موحد .
* ولا نساء من نساء (٤٩ / ١١).
دل على أن (القوم)
خاص بالرجال .
__________________
* ولا تنابزوا بالألقاب (٤٩ / ١١).
اللقب : النبز ،
واحد ، ولقبته تلقيبا . وقال قتادة : هو أن تقول للرجل : يا فاسق ، يا منافق.
وروى الشعبي عن أبي جبيرة بن الضحاك ـ وأبو جبيرة رجل من الأنصار ، من
بني سلمة ـ قال : فينا أنزلت هذه الآية ، وذلك أن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، قدم علينا ، وليس منا رجل إلا له لقبان أو ثلاثة ، فجعل
بعضنا يدعو بعضنا بلقبه ، فسمع ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فجعل هو أحيانا يدعو الرجل ببعض تلك الألقاب ، فقيل له :
يا رسول الله إنه يغضب من هذا ، فأنزل الله جل ثناؤه الآية .
* وجعلناكم شعوبا
وقبائل (٤٩ / ١٣).
الشعب : ما تشعب
من قبائل العرب والعجم .
* قالت الأعراب آمنا (٤٩ / ١٤).
إنما قاله فريق
منهم .
* لا يلتكم من أعمالكم
شيئا (٤٩ / ١٤).
يقال : لاته يليته
: نقصه ، وقرئت (يألتكم) من ألته يألته إذا نقصه .
سورة ق
* من كل زوج بهيج (٥٠ / ٧).
__________________
يقال : أراد ب (زوج)
اللون ، كأنه قال : من كل لون بهيج .
* والنخل باسقات (٥٠ / ١٠).
قال الخليل (١٤٢)
: يقال : بسقت النخلة بسوقا : إذا طالت وكملت .
* فأحيينا به بلدة ميتا (٥٠ / ١١).
قال : (ميتا) لا (ميتة)
، لأنه حمله على المكان. .
* ألقيا في جهنم (٥٠ / ٢٤).
هو خطاب لخزنة
النار ، والزبانية ، وهذا من أمر الواحد والجماعة بلفظ أمر
الاثنين .
* وما مسنا من لغوب (٥٠ / ٣٨).
اللغوب : التعب
والإعياء والمشقة ، وأتى ساغبا لاغبا ، أي : جائعا تعبا .
سورة الذاريات
* والسماء ذات الحبك (٥١ / ٧).
الحبك : الطرائق وحبك السماء ذات الخلق الحسن المحكم .
* يؤفك عنه (٥١ / ٩).
أي : يؤفك عن
الدين أو عن النبي صلىاللهعليهوآله ، قال أهل العلم : وإنما جاز هذا لأنه قد جرى الذكر في
القرآن ، وهذا من باب الكناية عن الشئ لم يجر له ذكر (في السياق) .
__________________
* قتل الخراصون (٥١ / ١٠).
كان عبد الله بن
مسلم بن قتيبة يقول في هذا الباب : من ذلك الدعاء
على جهة الذم لا يراد به الوقوع.
قال أحمد بن فارس
: لا يجوز لأحد أن يطلق فيما ذكره الله ـ جل ثناؤه ـ أنه دعاء
لا يراد به الوقوع ، بل : هو دعاء عليهم أراد الله وقوعه بهم فكان كما أراد ،
لأنهم قتلوا
وأهلكوا وقوتلوا ولعنوا وما كان الله ـ جل ثناؤه ـ ليدعو على أحد فتحيد الدعوة عنه
قال الله ـ جل ثناؤه : (تبت يدا أبي لهب) فدعا عليه ثم قال : (وتب) أي : وقد
تب ، وحاق به التباب.
وابن قتيبة يطلق
إطلاقات منكرة ، ويروي أشياء شنيعة ، كالذي رواه عن
الشعبي أن عليا عليهالسلام توفي ولم يجمع القرآن.
قال : وروى شريك عن إسماعيل بن أبي خالد . قال : سمعت
الشعبي يقول ، ويحلف بالله : (لقد دخل علي حفرته وما حفظ القرآن) ، وهذا كلام
شنيع جدا فيمن يقول : (سلوني قبل أن تفقدوني ، سلوني فما من آية إلا أعلم أبليل
نزلت أم بنهار ، أم في سهل أم في جبل!).
وروى السدي عن عبد خير ، عن
علي عليهالسلام ، أنه رأى من الناس
طيرة عند وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأقسم ألا يضع على ظهره رداء
حتى يجمع القرآن ، قال : فجلس في بيته حتى جمع القرآن ، فهو أول مصحف جمع فيه
القرآن ، جمعه من قلبه ، وكان عند آل جعفر. فانظر إلى قول القائل : جمعه من
__________________
قلبه ... .
* أيان يوم الدين (٥١ / ١٢).
أي : متى؟ .
* والسماء بنيناها بأيد (٥١ / ٤٧).
يقال : أيده الله
، أي : قواه الله .
سورة الطور
* يوم يدعون إلى نار
جهنم دعا (٥٢ / ١٣).
الدع : الدفع ،
يقال : دععته أدعه دعا .
* وما ألتناهم (٥٣ / ٢١).
الألت : النقصان .
* أم يقولون شاعر (٥٢ / ٣٠).
أم ، هاهنا ، في
قول بعضهم ، بمعنى : بل .
* أم يقولون شاعر نتربص
به ريب المنون؟ قل تربصوا (٥٢ / ٣٠ ـ ٣١).
هذا ، وما أشبهه ،
هو الابتداء الذي تمامه متصل به ، في باب الأمر المحتاج إلى بيان ، وبيانه متصل به
.
* أم يقولون تقوله (٥٢ / ٣٣).
رد عليهم قولهم
هذا ب (ولو تقول علينا بعض الأقاويل ، لأخذنا منه باليمين) .
__________________
* فهم من مغرم مثقلون (٥٢ / ٤٠) (وأيضا
: القلم ٤٦).
المغرم : المثقل
دينا .
* أم عندهم الغيب فهم
يكتبون (٥٢ / ٤١) (وأيضا : القلم ٤٧).
قال ابن الأعرابي : الكاتب عند العرب : العالم .
* أم يريدون كيدا (٥٢ / ٤٢).
يسمون المكر :
كيدا .
* وإن يروا كسفا ساقطا (٥٢ / ٤٤).
الكسفة : القطعة
من الغيم .
سورة النجم
* فكان قاب قوسين أو
أدنى (٥٣ / ٩).
قاب عندنا فيها
معنيان : إبدال ، وقلب ، فأما الإبدال فالباء مبدلة من
دال ، والألف منقلبة من ياء ، والأصل : القيد ، ويقال : ألقاب : ما بين المقبض والسية
، ولكل قوس قابان وقاب قوسين : قال أهل التفسير : أراد : قيد ذراعين .
* الذين يجتبون كبائر
الإثم والفواحش إلا اللمم (٥٣ / ٣٢).
اللمم : ليس
بمواقعة الذنب ، وإنما هو مقاربته ثم ينحجز عنه كذا قال
بعض المفسرين ، وهو مختصر ، معناه : إلا أن يصيب الرجل اللمم ، واللمم
أصغر
الذنوب ، والله ـ جل ثناؤه ـ لا يأذن في قليل الذنب ولا كثيره ، وكان الفراء يقول
:
__________________
استثنى الشئ من
الشئ ليس منه على الاختصار .
* وأعطى قليلا وأكدى (٥٣ / ٣٤).
يقال للرجل إذا
أعطى يسيرا ثم قطع : أكدى ، شبه بالحافر يحفر فيكدي
فيمسك عن الحفر .
* أزفت الآزفة (٥٣ / ٥٧).
اقتربت ودنت .
* وأنتم سامدون (٥٣ / ٦١).
أي : لاهون .
سورة القمر
* أني مغلوب فانتصر (٥٤ / ١٠).
بيانه في موضع آخر
(ونصرناه من القوم
الذين كذبوا بآياتنا) .
* فتعاطى فعقر (٥٤ / ٢٩).
التعاطي : التناول
: تناول ما ليس له بحق ، يقال : فلان يتعاطى ظلم فلان .
* فكانوا كهشيم المحتظر (٥٤ / ٣١).
أي : الذين يعمل
الحظيرة للغنم ، ثم ييبس ذلك فيتهشم .
* أم يقولون نحن جميع
منتصر (٥٤ / ٤٤).
فقيل لهم : (ما
لكم لا تناصرون؟) .
__________________
سورة الرحمن
* الرحمن. علم القرآن (٥٥ / ١ ـ ٢).
رد على قولهم : (...
وما الرحمن) (١٨١) وبيان له .
* خلق الإنسان ، علمه
البيان (٥٥ / ٣ ـ ٤).
فوصفه بأبلغ ما
يوصف به الكلام ، وهو البيان .
* علمه البيان (٥٥ / ٤).
وهل يكون أول
البيان إلا علم الحروف التي يقع بها البيان؟
* الشمس والقمر بحسبان (٥٥ / ٥).
الحسب : مصدر حسبت
الشئ ، أحسبه حسبانا ، وحسبانا وحسبة وحسبا .
* والنجم والشجر يسجدان (٥٥ / ٦).
الشجر : كل نبات
له ساق .
* والنخل ذات الأكمام (٥٥ / ١١).
الكم : وعاء الطلع
، والجمع : الأكمام .
* فبأي آلاء ربكما
تكذبان (٥٥ / ١٣ ـ ١٦ ...).
التكرير والإعادة
من سنن العرب إرادة إلا بلاغ بحسب العناية بالأمر .
* مرج البحرين يلتقيان (٥٥ / ١٩).
__________________
كأنه ، جل ثناؤه ،
أرسلهما فمرجا ، والمرج : الاختلاط .
* ويبقى وجه ربك (٥٥ / ٢٧).
قال بعض أهل العلم
: إن العرب تزيد في كلامها أسماء وأفعالا كالوجه وغيره .
* سنفرغ لكم أيها
الثقلان (٥٥ / ٣١).
مجاز ، والله ـ تعالى
ـ لا يشغله شأن عن شأن ، قال أهل التفسير : سنفرغ ، أي :
نعمد ، يقال : فرغت إلى أمر كذا ، أي : عمدت له .
* فانفذوا لا تنفذون
إلا بسلطان (٥٥ / ٣٣).
لفظة أمر ، ومعناه
: تعجيز .
* شواظ من نار (٥٥ / ٣٥).
الشواظ : شواظ
اللهب من النار لا دخان معه .
* فكانت وردة كالدهان (٥٥ / ٣٧).
الدهان : ما يدهن
به ، ويقال : إنه دردي الزيت .
* حميم آن (٥٥ / ٤٤).
قد انتهى حره .
* ولمن خاف مقام ربه (٥٥ / ٤٦).
أي : ولمن خاف ربه
.
* مدهامتان (٥٥ / ٤٤).
أي : سوداوان في
صفة الجنتين ، وذلك للري والخضرة .
__________________
* على رفرف (٥٥ / ٧٦).
قال ابن دريد : هي الرياض.
ويقال : هي البسط. وقال بعضهم : الرفرف ثياب خضر .
سورة الواقعة
* ليس لوقعتها كاذبة (٥٦ / ٢).
أي : تكذيب .
* وبست الجبال بسا (٥٦ / ٥).
يقال : سيقت سوقا .
* ما أصحاب الميمنة (٥٦ / ٨).
إستخبار في اللفظ
، والمعنى تعجب ، وقد يسمى هذا تفخيما .
* وحور عين كأمثال
اللؤلؤ المكنون (٥٦ / ٢٢).
سئل الأصمعي عن (القوافي العين) فقال : لا أعرفها ، وهذا من الورع الذي
كان يستعمله في تركه تفسير القرآن ، فكأنه لم يفسر العين كما لم يفسر الحور لأنهما
لفظتان في القرآن وإنما قيل للنساء : حور العين لأنهن شبهن بالظباء والبقر .
* وفرش مرفوعة (٥٦ / ٣٤).
__________________
أي : مقربة لهم .
* ثلة من الأولين وثلة
من الآخرين (٥٦ / ٣٩ ـ ٤٠).
الثلة : الجماعة
من الناس .
* فظلتم تفكهون (٥٦ / ٦٥).
التفكه : التندم.
ويقال : بل هو التعجب ، وفي التفكه إبدال ، والأصل :
تفكنون .
* لا يمسه إلا المطهرون (٥٦ / ٧٩).
اللفظ خبر ،
والمعنى نهي .
* وتجعلون رزقكم (٥٦ / ٨٢).
الرزق ، بلغة أزد
شنؤة : الشكر (مق ٢ / ٣٨٨).
سورة الحديد
* ألم يأن للذين آمنوا (٥٧ / ١٦).
ما أنى لك ، ولم
يأن لك : أي : لم يحن . وهو من الحث الذي هو كالأمر .
* يعجب الكفار نباته (٥٧ / ٢٠). يقال
للزارع : كافر ، لأنه يغطي الحب بتراب الأرض (مق ٥ / ١٩١).
سورة المجادلة
* أحصاه الله ونسوه (٥٨ / ٦).
أحصيته : إذا
أطقته .
__________________
* يوم يبعثهم الله
فيحلفون له (٥٨ / ١٨).
ذكر هذا الحلف في
قوله جل ثناؤه : (قالوا والله ربنا ما
كنا مشركين) .
سورة الحشر
* فاعتبروا يا أولي
الأبصار (٥٩ / ٢).
كأنه قال : انظروا
إلى من فعل ما فعل فعوقب بما عوقب به ، فتجنبوا مثل
صنيعهم لئلا ينزل بكم مثل ما نزل بأولئك .
* ما قطعتم من لينة (٥٩ / ٥).
اللينة : النخلة ،
وأصل الياء فيها واو .
* ما أفاء الله على
رسوله من أهل القرى (٥٩ / ٧).
الفئ : غنائم تؤخذ
من المشركين ، أفاءها الله عليهم .
* ومن يوق شح نفسه
فأولئك هم المفلحون (٥٩ / ٩).
الشح : البخل مع الحرص
.
* لأنتم أشد رهبة (٥٩ / ١٣).
اللام : لام
التأكيد ، وربما قيل : لام الابتداء .
سورة الممتحنة
* عسى الله أن يجعل
بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة (٦٠ / ٧).
عسى : تدل على قرب
وإمكان. وأهل العلم يقولون : (عسى) من الله تعالى
واجب في مثل هذه الآية .
__________________
سورة الصف
* فلما زاغوا أزاغ الله
قلوبهم (٦١ / ٥).
أي : مالوا. ومنه
: زاغت الشمس وذلك إذا مالت وفاء الفئ .
* فأصبحوا ظاهرين (٦١ / ١٤).
الظهور : الغلبة .
سورة الجمعة
* فانتشروا في الأرض (٦٢ / ١٠).
اللفظ أمر ، وهو
ندب ، .
* وإذا رأوا تجارة أو
لهوا انفضوا إليها (٦٢ / ١١).
وإنما : انفضوا
إليهما ، وهذا من نسبة الفعل إلى أحد اثنين وهو لهما .
سورة التغابن
* وزعم الذين كفروا أن
لن يبعثوا (٦٤ / ٧) ..
الزعم : القول في
غير صحة .
سورة الطلاق
* فإذا بلغن أجلهن
فأمسكوهن بمعروف (٦٥ / ٢).
بلغت المكان : إذا
أشرفت عليه وإن لم تدخله وتسمى المشارفة بلوغا
__________________
بحق المقربة .
* وكأين من قرية عتت عن
أمر ربها (٦٥ / ٨).
كأين ، هاهنا ،
بمعنى : كم .
سورة التحريم
* يا أيها النبي لم
تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك (٦٦ / ١).
أي : مبتغيا ، حيث
أقيم الفعل مقام الحال .
* فقد صغت قلوبكما (٦٦ / ٤).
وهما قلبان. ومن
سنن العرب الاتيان بلفظ الجميع ، والمراد : واحد أو اثنان .
* والملائكة بعد ذلك
ظهير (٦٦ / ٤).
ويوصف الجمع بصفة
الواحد ، كما يقولون عدل ، ورضى .
سورة الملك
* تكاد تميز من الغيظ (٦٧ / ٨).
يتميز : ينقطع (مج
٤ / ٣٥٤).
* فسحقا لأصحاب السعير (٦٧ / ١١).
السحق : البعد .
* أولم يروا إلى الطير
فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكهن (٦٧ / ١٩).
قالوا : يسرعن في
الطيران. والقبض : الاسراع ، وهذه اللفظة من قولهم : راع
قبضة : إذا كان لا يتفسح في مرعى غنمه .
__________________
* إن الكافرون إلا في
غرور (٦٧ / ٢٠).
إن ، هاهنا : نفي .
* قل أرأيتم إن أصبح
ماؤكم غورا (٦٧ / ٣٠).
الغور : دال على
خفوض في الشئ وانحطاط وتطامن ، يقال : غار الماء غورا .
سورة القلم
* ن. والقلم وما يسطرون (٦٨ / ١).
هذا دال على أن
الخط توقيف ، وإذا كان ظاهر الآية ذلك ، فليس ببعيد أن
يوقف آدم عليهالسلام ، أو غيره من الأنبياء عليهمالسلام على الكتاب ، فأما أن يكون
مخترع اخترعه من تلقاء نفسه فشئ لا تعلم صحته إلا من خبر صحيح .
* بأيكم المفتون (٦٨ / ٦).
أي : الفتنة ،
فأقام المفعول مقام المصدر .
* ودوا لو تدهن فيدهنون (٦٨ / ٩).
أدهنت إدهانا :
غششت .
* سنسمه على الخرطوم (٦٨ / ١٦).
هذا استعارة .
* فأصبحت كالصريم (٦٨ / ٢٠).
الصريم : الليل ، يقول : احترقت فاسودت كالليل ، ويقال : أن
الصريم : الصبح ، أيضا ، وكيف كان فهو القياس ، لأن كل واحد منهما يصرم صاحبه
__________________
وينصرم عنه .
* وغدوا على حرد قادرين (٦٨ / ٢٥).
الحرد : القصد .
* خاشعة أبصارهم (٦٨ / ٤٣).
يقال : خشع : إذا
تطامن ، وطأطأ رأسه ، يخشع خشوعا ، وهو قريب المعنى من
الخضوع إلا أن الخضوع في البدن ، والإقرار بالاستخذاء والخشوع في الصوت والبصر .
* وإن يكاد الذين كفروا
ليزلقونك بأبصارهم (٦٨ / ٥١).
حقيقة معناه : أنه
من حدة نظرهما حسدا يكادون ينحونك عن مكانك .
سورة الحاقة
* الحاقة. ما الحاقة (٦٩ / ١ ـ ٢).
ما : للتفخيم .
* وثمانية أيام حسوما (٦٩ / ٧).
الحسوم :
المتتابعة .
* إنا لما طغى الماء (٦٩ / ١١).
يريد ـ والله أعلم
ـ : خروجه عن المقدار ويقال : طغى السيل : إذا جاء بماء كثير .
* والملك على أرجائها (٦٩ / ١٧).
__________________
الرجا ، مقصور :
ناحية البئر ، وكل ناحية : رجا. والجميع : أرجاء .
* هاؤم اقرؤوا كتابيه (٦٩ / ١٩).
ها : معناها : خذ
، تناول ، ويؤمر بها ، ولا ينهى بها .
* عيشة راضية (٦٩ / ٢١).
أي : مرضي بها ،
فهو مفعول جاء بلفظ الفاعل .
* ولو تقول علينا بعض
الأقاويل. لأخذنا منه باليمين (٦٩ / ٤٤ ـ ٤٥).
رد على قولهم ،
كما حكاه جل ثناؤه (أم يقولون تقوله) .
* لحق اليقين (٦٩ / ٥١).
من إضافة الشئ إلى
نعته .
سورة المعارج
* سأل سائل بعذاب واقع (٧٠ / ١).
الباء واقعة ،
هاهنا ، موقع (عن) .
* تعرج الملائكة والروح
إليه (٧٠ / ٤).
العروج : الارتقاء
، يقال : عرج ، يعرج عروجا ومعرجا ، والمعرج : المصعد .
سورة نوح
* ما لك لا ترجون لله
وقارا (٧١ / ١٣).
__________________
عبر عن الخوف
بالرجاء ، أي : لا تخافون له عظمة وناس من أهل اللغة يقولون : تقول العرب : ما أرجوك : أي :
ما أبالي وفسر الآية على هذا التأويل ، وذكر قول القائل :
إذا لسعته النحل
لم يرج لسعها .
أي : لم يكترث له .
* ومكروا مكرا كبارا (٧١ / ٢٢).
يقال : هو كبير ،
وكبار وكبار : خلاف الصغر .
* مما خطيئاتهم (٧١ / ٢٥).
العرب تصل ب (ما)
كما تصل ببعض .
سورة الجن
* وأنه تعالى جد ربنا (٧٢ / ٣).
الجد : عظمة الله .
* لن نعجز الله في
الأرض ولن نعجزه هربا (٧٢ / ١٢).
يقال : أعجزني
فلان : إذا عجزت عن طلبه وإدراكه ، ولن يعجز الله تعالى
شئ ، أي : لا يعجز الله ـ تعالى ـ عنه متى شاء .
* فلا يخاف بخسا ولا
رهقا (٧٢ / ١٣).
الرهق : العجلة
والظلم .
__________________
سورة المزمل
* يا أيها المزمل ، قم
الليل إلا قليلا (٧٣ / ١ ـ ٢).
ثم قال : (نصفه).
قال قوم : لا
يستثنى من الشئ إلا ما كان دون نصفه ، لا يجوز أن يقال : عشرة
إلا خمسة ، وقال قوم : يستثنى القليل من الكثير ، ويستثنى الكثير مما هو أكثر منه
،
وهذه العبارة هي الصحيحة .
* إن ناشئة الليل (٧٣ / ٦).
يريد القيام
والانتصاب للصلاة .
* إن لك في النهار سبحا
طويلا (٧٣ / ٧).
روي عن بعضهم أنه
قرأ (سبخا) قال : والسبخ : الفراغ ، لأن الفارغ خفيف الأمر .
* وتبتل إليه تبتيلا (٧٣ / ٨).
التبتل : إخلاص
النية لله تعالى ، والانقطاع إليه ، أي : انقطع إليه انقطاعا .
* وكانت الجبال كثيبا
مهيلا (٧٣ / ١٤).
من قولهم : هلت
الطعام أهيله هيلا : أرسلته .
* السماء منفطر به (٧٣ / ١٨).
حمل على السقف
فذكر .
* علم أن لن تحصوه (٧٣ / ٢٠).
__________________
أحصيت الشئ : إذا
عددته وأطقته .
سورة المدثر
* والرجز فاهجر (٧٤ / ٥).
الرجز ، هاهنا :
صنم (٢٧٠) وهو من الإبدال لأن أصله السين .
* ذرني ومن خلقت وحيدا (٧٤ / ١١).
هذا مشترك : محتمل
أن يكون لله ، جل ثناؤه ، لأنه انفرد بخلقه ، ومحتمل أن
يكون : خلقته وحيدا فريدا من ماله وولده .
* سأرهقه صعودا (٧٤ / ١٧).
الصعود : العقبة
الكؤود والمشقة من الأمر .
* فقتل كيف قدر (٧٤ / ١٩).
قالوا : معناها
على أي حال قدر؟ ف (كيف) بمعنى التعجب والتعجيب .
* ثم عبس وبسر (٧٤ / ٢٢).
بسر الرجل وجهه :
قبضه ، بسرا .
* كلا والقمر (٧٤ / ٣٢).
كلا ، هاهنا : صلة
ليمين ، وهي ـ وإن كانت صلة ليمين ـ راجعة إلى الرد والردع
والنفي لدعوى مدع .
* والليل إذ أدبر (٧٤ / ٣٣).
قرئت : والليل إذا
دبر. وفيهما : تبع النهار .
__________________
* كأنهم حمر مستنفرة (٧٤ / ٥٠).
هذا من الاستعارة
، يقولون للرجل المذموم : إنما هو حمار .
سورة القيامة
* لا أقسم بيوم القيامة (٧٥ / ١).
كان قطرب يقول :
إن العرب تدخل (لا) توكيدا في الكلام ، والمعنى
ـ هاهنا ـ : أقسم. وقد يجوز فيه أن يكون نفى بها كلاما تقدم منهم ، كأنه قال : ليس
الأمر كذا ، ثم قال : أقسم .
* فإذا برق البصر (٧٥ / ٧).
برق بصره برقا ،
فهو برق : فزع مبهوت فأما من قرأ : (برق البصر) فإنه يقول :
تراه يلمع من شدة شخوصه تراه لا يطيق .
* ولو ألقى معاذيره (٧٥ / ١٥).
أي : أرخى ستوره ،
والمعذار : الستر في لغة قوم من اليمن .
قال أبو عبيد :
وحدثنا الفزاري عن نعيم بن بسطام ، عن أبيه ، عن الضحاك
ابن مزاحم : إن المعاذير : الستور في لغة أهل اليمن .
* ثم إن علينا بيانه (٧٥ / ١٩).
ثم ، في هذا
الموضع ، بمعنى الواو .
* وجوه يومئذ ناضرة (٧٥ / ٣٣).
يقال هذا في كل
مشرق حسن .
* والتفت الساق بالساق (٧٥ / ٢٩).
__________________
استعارة .
* فلا صدق ولا صلى (٧٥ / ٣١).
أي : لم يصدق ،
ولم يصل ، وتكون (لا) بمعنى (لم) إذا دخلت على ماض .
* ثم ذهب إلى أهله
يتمطى (٧٥ / ٣٣).
أصله : يتمطط ،
فجعلت الطاء الثالثة ياء للتخفيف وهو المشي بتبختر لأنه إذا فعل مط أطرافه .
سورة (الدهر) ـ الإنسان
* هل أتى على الإنسان
حين من الدهر (٧٦ / ١).
قالوا : معناه :
قد أتى ، وهو بلفظ الاستخبار ، والمعنى : إخبار وتحقيق .
* عينا يشرب بها عباد
الله (٧٦ / ٦).
أراد : منها.
والباء واقعة موقع (من) .
* يخافون يوما كان شره
مستطيرا (٧٦ / ٧).
أي : منتشرا ، وكل
مستطير منتشر .
* إنما نطعمكم لوجه
الله (٧٦ / ٩).
لام الإضافة ، في
هذا الموضع سبب للإطعام وعلة له .
* يطوف عليهم ولدان
مخلدون (٧٦ / ١٩).
أي : مقرطون.
ويقال : مخلدون ، من الخلد ، وهو البقاء .
__________________
أي : لا يموتون .
* وإذا رأيت ثم ... (٧٦ / ٢٠).
أراد : ما ثم ، ف (ما)
مضمرة .
* وإذا رأيت ثم رأيت (٧٦ / ٢٠).
ثم : في هذا
الموضع ، بمعنى : هنالك .
* ولا تطع منهم آثما أو
كفورا (٧٦ / ٢٤).
أو ، هاهنا :
للإباحة. وقال قوم : هذا يعارض ويقابل بضده فيصح المعنى ،
ويتبين المراد ، وذلك أنا نقول : أطع زيدا أو عمرا ، فإنما نريد أطع واحدا منهما ،
فكذلك إذا نهينا ، وقلنا : لا تطع زيدا أو عمرا ، فقد لا تطع واحدا منهما .
* وشددنا أسرهم (٧٦ / ٢٨).
الأسر : الخلق ، ويقال : بل أراد مجرى ما يخرج من السبيلين .
سورة المرسلات
* لأي يوم أجلت (٧٧ / ١٢).
اللفظ استخبار ،
والمعنى : تعجب.
* ألم نجعل الأرض كفاتا
، أحياء وأمواتا (٧٧ / ٢٥).
يقول ـ جل من قائل
، وعز من متكلم ـ : ما داموا أحياء فإنهم يمشون على
ظهرها ، فإذا ماتوا ضمتهم إليها في جوفها .
* إنها ترمي بشرر
كالقصر (٧٧ / ٣٢).
الشرر ما تطاير من
النار .
__________________
* لا ينطقون ولا يؤذن
لهم فيعتذرون (٧٧ / ٣٥ ـ ٣٦).
وهم قد نطقوا
بقولهم : (يا ليتنا نرد) لكنهم نطقوا بما لم ينفع فكأنهم لم
ينطقوا وهذا مما نفي جملة من أجل عدمه كمال صفته .
سورة النبأ
* عم يتساءلون (٧٨ / ١).
اللفظ استخبار ،
والمعنى تعجب .
* وأنزلنا من المعصرات
ماء ثجاجا (٧٨ / ١٤).
ماء ثجاج ، أي :
صباب ، يقال : ثج الماء : إذا صبه .
أما المعصرات
فسحائب تجئ بمطر .
* وجنات ألفافا (٧٨ / ١٦).
الألفاف : الشجر
يلتف بعضه ببعض .
* لا يذوقون فيها بردا
ولا شرابا (٧٨ / ٢٤).
البرد ، في هذا
الموضع : النوم .
* وكأسا دهاقا (٧٨ / ٣٤).
يقال : أدهقت
الكأس : ملأتها .
سورة النازعات
* أإنا لمردودون في
الحافرة (٧٩ / ١٠).
__________________
الحافرة ، هاهنا :
أول الأمر ، أي : قالوا : نحيا بعد ما نموت .
* فإنما هي زجرة واحدة
فإذا هم بالساهرة (٣٧ / ١٩).
الساهرة : الأرض .
* والأرض بعد ذلك دحاها (٧٩ / ٣٠).
يتأولونه على أن (بعد)
تكون بمعنى (مع) ، أي : مع ذلك والدحو :
البسط ، فدحاها : أي : بسطها مثل : طحاها .
سورة عبس
* قتل الإنسان ما أكفره (٨٠ / ١٧).
ما : تعجب ، .
* ثم أماته فأقبره (٨٠ / ٢١).
القبر : قبر الميت.
يقال : قبرته أقبره ، فإن جعلت له مكانا يقبر فيه ، قلت أقبرته.
وقال ناس من أهل
التفسير في قوله تعالى : (ثم أماته فأقبره) : ألهم كيف يدفن .
* ثم إذا شاء أنشره (٨٠ / ٢٢).
نشر الله الموتى
فنشروا ، وأنشر الله الموتى ، أيضا. والنشر دال على الفتح والتشعب .
* وفاكهة وأبا (٨٠ / ٣١).
__________________
الأب : المرعى .
سورة التكوير
* إذا الشمس كورت (٨١ / ١).
كأنها جمعت جمعا (مق
٥ / ١٤٦).
* وإذا العشار عطلت (٨١ / ٤).
العشار : النوق
التي نتج بعضها وبعضها قد أقرب ينتظر نتاجها ومتى
تركت الإبل بلا راع فقد عطلت .
سورة الانفطار
* يا أيها الإنسان ما
غرك بربك الكريم (٨٢ / ٦).
هذا من باب مخاطبة
الواحد يراد به الجمع .
سورة المطففين
* ويل للمطففين. الذين
إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون (٨٣ / ١ ـ ٢ ـ ٣).
الكيل : كيل
الطعام. يقال : كلت فلانا : أعطيته ، واكتلت عليه : أخذت منه .
* إن كتاب الأبرار لفي
عليين (٨٣ / ٨).
قال الفراء :
قالوا : إنما هو ارتفاع بعد ارتفاع إلى ما لا حد له. وإنما جمع بالواو
والنون لأن العرب إذا جمعت جمعا لا يذهبون فيه إلى أن له بناء من واحد واثنين ،
قالوه
__________________
في المذكر والمؤنث
، نحو عليين ، فإنما يراد به شئ ، لا يقصد به واحد ولا اثنان .
* بل ران على قلوبهم (٨٣ / ١٤).
ران : أي : غلب.
وهو من الاستعارة .
* ختامه مسك (٨٣ / ٢٦).
ختمت الشئ ، أختمه
: إذا بلغت آخره ، أي إن آخر ما يجدونه منه رائحة
المسك .
سورة الانشقاق
* إذا السماء انشقت (٨٤ / ١).
قالوا : تأويله
انشقت السماء ، وإن (إذا) لغو وفضل. كما قال : (اقتربت
الساعة) و (أتى أمر الله) قالوا : وفي شعر العرب قوله :
حتى إذا أسلكوهم
في قتائدة
|
|
شلا ، كما تطرد
الجمالة الشردا
|
المعنى : حتى
أسلكوهم ، وأنكر ناس هذا ، وقالوا : (إذا السماء انشقت) لها
جواب مضمر ، وقول القائل : (حتى إذا أسلكوهم) فجوابه قوله : (شلا) ، يقول :
أسلكوهم شلوهم شلا ، واحتج أصحاب القول الأول بقول شاعر :
فإذا وذلك
لامهاه لذكره
|
|
والدهر يعقب
صالحا بفساد
|
قالوا : المعنى :
وذلك ، وقال أصحاب القول الثاني : الواو مقحمة ، المعنى فإذا ذلك .
* يا أيها الإنسان إنك
كادح (٨٤ / ٦).
__________________
الخطاب للواحد
يراد به الجمع .
* إنه ظن أن لن يحور (٨٤ / ١٤).
حار ، يحور : إذا
رجع ، .
* فلا أقسم بالشفق (٨٤ / ١٦).
روى ابن نجيح ، عن مجاهد قال : هو النهار. وروى العوام بن
حوشب ، عن مجاهد ، قال : هي الحمرة ، وفي تفسير مجاهد ، قال : الشفق : الحمرة.
قال الزجاج :
الشفق : هي الحمرة التي ترى في المغرب بعد سقوط الشمس. وأخبرنا علي ابن إبراهيم ،
عن محمد بن فرج ، قال : حدثنا سلمة ، عن الفراء ، قال : الشفق : الحمرة ...
.
* والليل وما وسق (٨٤ / ١٧).
وسقت العين الماء
: حملته. يقولون في النفي : لا أفعله ما وسقت عيني الماء .
* والله أعلم بما يوعون
، فبشرهم بعذاب أليم. إلا الذين آمنوا (٨٤ / ٢٣ ـ ٢٥).
معناه : والذين
آمنوا لهم أجر غير ممنون (٨٤ / ٢٣).
سورة البروج
* ذو العرش المجيد (٨٥ / ١٥).
__________________
ذو ، هاهنا : يدل
على الملك .
سورة الطارق
* النجم الثاقب (٨٦ / ٣).
الثاقب : قالوا :
هو نجم ينفذ السماوات كلها نوره .
* والسماء ذات الرجع (٨٦ / ١١).
الرجع : الغيث ،
وهو المطر ، وذلك أن السماء تغيث وتصب ثم ترجع فتغيث .
* أمهلهم رويدا (٨٦ / ١٧).
قال بعضهم : أي :
قليلا .
سورة الأعلى
* فذكر إن نفعت الذكرى (٨٧ / ٩).
الشرط هنا كالمجاز
غير المعزوم ، لأن الأمر بالتذكير واقع في كل وقت والتذكير
واجب نفع أو لم ينفع ، وقد يكون بعض الشرط مجازا .
* لا يموت فيها ولا
يحيى (٨٧ / ١٢).
نفى عنه الموت
لأنه ليس بموت مريح ، ونفى عنه الحياة لأنها ليست بحياة
طيبة ولا نافعة ، وهذا في كلام العرب كثير .
سورة الغاشية
* هل أتاك حديث الغاشية (٨٨ / ١).
__________________
يعني : القيامة.
ثم قال :
* وجوه يومئذ خاشعة (٨٨ / ٢).
وذلك يوم القيامة (أيضا).
ثم قال :
* عاملة ناصبة (٨٨ / ٣).
والنصب والعمل
يكونان في الدنيا. فكأنه ـ إذا ـ على التقديم والتأخير معناه : عاملة ناصبة في
الدنيا ، يومئذ ـ أي : يوم القيامة ـ خاشعة والدليل على هذا قوله جل اسمه : (وجوه يومئذ ناعمة) (٨٨ / ٨) .
* ليس لهم طعام إلا من
ضريع (٨٨ / ٦).
وهو : الشبرق ،
نبات .
* وأكواب موضوعة (٨٨ / ١١٤).
الكوب : القدح لا
عروة له ، والجمع : أكواب .
* وزرابي مبثوثة (٨٨ / ١٧).
أي : كثيرة متفرقة
، وإذا بسط المتاع بنواحي البيت والدار فهو مبثوث .
* لست عليهم بمسيطر إلا
من تولى (٨٨ / ٢٢ ـ ٢٣).
معناه : لكن من
تولى وكفر ، و (إلا) في هذا الموضع بمعنى (لكن) وهي من
الاستثناء المنقطع .
* إن إلينا إيابهم (٨٨ / ٢٥).
قال أبو حاتم : وكان الأصمعي يفسر الشعر الذي فيه ذكر (الإياب) أنه
مع الليل ويحتج بقوله :
تأويني داء مع
الليل منصب .
__________________
وكذلك يفسر جميع
ما في الأشعار. فقلت له : إنما الإياب : الرجوع أي وقت
رجع ، تقول : قد آب المسافر ، فكأنه أراد أن أوضح له ، فقلت : قول عبيد :
وكل ذي غيبة يؤوب
|
|
وغائب الموت لا
يؤوب
|
أهذا بالعشي؟ فذهب
يكلمني فيه ، فقلت : فقول الله تعالى : (إن إلينا إيابهم)
أهذا بالعشي؟ فسكت.
قال أبو حاتم.
ولكن أكثر ما يجئ على ما قال ، رحمنا الله وإياه .
سورة الفجر
* والشفع والوتر (٨٩ / ٢).
قال أهل التفسير :
الوتر : الله تعالى ، والشفع الخلق .
* هل في ذلك قسم لذي
حجر (٨٩ / ٥).
الحجر : العقل وسمي العقل حجرا لأنه يمنع من إتيان ما لا ينبغي ، كما
سمي عقلا تشبيها بالعقال .
* إرم ذات العماد (٨٩ / ٧).
العماد : الطول :
أي : ذات الطول .
* فصب عليهم ربك سوط
عذاب (٨٩ / ١٣).
السوط من العذاب :
النصيب من قولهم : سطته بالسوط ضربته .
* فقدر عليه رزقه (٨٩ / ١٦).
__________________
فمعناه : قتر ،
وقياسه أنه أعطي ذلك بقدر .
* وتحبون المال حبا جما (٨٩ / ٢٠).
الجم : الكثير.
وقرئت : ويحبون .
سورة البلد
* لقد خلقنا الإنسان في
كبد.
أي : ضيق وخدة (صا
٢٠٤).
يقال : لقي فلان
من هذا الأمر كبدا ، أي : مشقة (مق ٥ / ١٥٣).
سورة الشمس
* والسماء وما بناها (٩١ / ٥).
أي : ومن بناها .
* والأرض وما طحاها (٩١ / ٦).
الطحو ، كالدحو ،
وهو : البسط .
* ونفس وما سواها (٩١ / ٧).
الأصل في (ما)
أنها تكون لغير الناس. قال أبو عبيدة : وأهل مكة يقولون إذا
سمعوا صوت الرعد : سبحان ما سبحت له .
* فألهمها فجورها
وتقواها (٩١ / ٨).
الإلهام : كأنه شئ
ألقي في الروع فالتهمه .
* قد أفلح من زكاها وقد
خاب من دساها (٩ ـ ١٠).
__________________
دسسها : أي :
أخفاها أو أغمضها هذا هو المعول عليه ، غير أن بعض أهل العلم
قال :
دساها ، أي :
أغواها وأغراها بالقبيح ، قال :
وأنت الذي دسيت
عمرا فأصبحت
|
|
حلائله منه
أرامل ضيعا
|
وقيل : دسها
بالمعاصي ، أي : أذلها. وقيل : دسها في المكان الغامض خوفا
من أن يسأل أو يضاف ، فيكون الياء عوضا من إحدى السينين .
* فدمدم عليهم ربهم
بذنبهم فسواها (٩١ / ١٤).
الدمدمة : الاهلاك
، وذلك لما غشيهم به من العذاب والإهلاك .
سورة الليل
* وما خلق الذكر
والأنثى (٩٢ / ٣).
قال أبو عبيدة :
معناها : ومن خلق الذكر والأنثى . وكان بعضهم يقرأ :
(وما خلق الذكر والأنثى) أي : وخلقة الذكر والأنثى .
سورة الضحى
* فأما اليتيم فلا تقهر (٩٣ / ٩).
قرئت : (فلا تكهر)
، أي : فلا تقهر .
سورة التين
* فلهم أجر غير ممنون (٩٥ / ٦).
__________________
أي : غير مقطوع.
يقال : مننت الحبل : قطعته .
سورة العلق
* إقرأ باسم ربك الذي
خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم
الذي علم بالقلم. علم الإنسان ما لم يعلم (٩٦ / ١ ـ ٥).
من الدليل على أن
الخط توقيف ... .
* أرأيت إن كذب وتولى ،
ألم يعلم بأن الله يرى؟ (٩٦ / ١٣ ـ ١٤).
أرأيت ، في هذا
الموضع ، للتنبيه ولا يقتضي مفعولا .
* لنسفعا بالناصية (٩٦ / ١٥).
هذا من الاستعارة ، وسفعت الفرس :
إذا أخذت بمقدم رأسها ، وهي
ناصيته .
سورة القدر
* هي حتى مطلع الفجر (٩٧ / ٥).
حتى ، في هذا
الموضع ، بمعنى : إلى (صا ١٥١).
والمطلع : موضع
الطلوع (مق ٣ / ٤١٩).
سورة البينة
* يتلو صحفا مطهرة فيها
كتب قيمة (٩٨ / ٢ ـ ٣).
أي : أحكام
مستقيمة .
__________________
سورة الزلزلة
* وأخرجت الأرض أثقالها (٩٩ / ٢).
أثقال الأرض :
كنوزها ، ويقال : هي أجساد بني آدم .
سورة العاديات
* والعاديات ضبحا (١٠٠ / ١).
يقال : هو صوت
أنفاسها ، ويقال : بل هو عدو فوق التقريب ، ويقال : هو
الضبع ، وذلك أن يمد ضبعيه حتى لا يجد مزيدا .
* وإنه لحب الخير لشديد (١٠٠ / ٨).
الشديد : دال على
القوة .
سورة القارعة
* فأمه هاوية (١٠١ / ٩).
هوت أمه : شتم ،
أي : سقطت وهلكت ، كما يقال : ثاكلة .
سورة العصر
* إن الإنسان لفي خسر ،
إلا الذين آمنوا (١٠٣ / ٢ ـ ٣).
استثناء من الشئ
الموحد لفظا وهو في المعنى جمع .
__________________
سورة الهمزة
* في عمد ممددة (١٠٤ / ٩).
أي : في شبه أخبية
من نار ممدودة ، وقال بعضهم : (في عمد).
وقرئت : (في عمد)
وهو جمع عماد .
سورة الفيل
* طيرا أبابيل (١٠٥ / ٣).
قال الخليل : أي :
يتبع بعضها بعضا .
* فجعلهم كعصف مأكول (١٠٥ / ٥).
قال بعض المفسرين
: العصف : كل زرع أكل حبه وبقي تبنه. وكان ابن
الأعرابي يقول : العصف : ورق كل نابت .
سورة الكوثر
* إنا أعطيناك الكوثر (١٠٨ / ١).
الكوثر : نهر في
الجنة. قالوا هذا. وقالوا : أراد الخير الكثير .
سورة الكافرون
كان يقال لهذه
السورة ، وسورة (قل هو الله أحد) المقشقشات لأنهما
تخرجان قارئهما مؤمنا بهما من الكفر .
__________________
سورة النصر
* إذا جاء نصر الله
والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا ، فسبح
بحمد ربك واستغفره (١١٠ / ١ ـ ٢ ـ ٣).
أمره بالاستغفار
إذا جاء الفتح ، فكأنه أعلمه أنه إذا جاء الفتح واستغفر غفر
له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .
سورة المسد
* تبت يدا أبي لهب ،
وتب (١١١ / ١).
أي : وقد تب وحاق
به التباب ... .
* وامرأته حمالة الحطب (١١١ / ٤).
قالوا : هي كناية
عن النميمة يقولون : حطب فلان بفلان : سعى به .
سورة الإخلاص
هذه السورة من
المقشقشتين .
* ولم يكن له كفوا أحد (١١٢ / ٤).
الكفء : المثل .
__________________
سورة الفلق
* ومن شر النفاثات في
العقد (١١٣ / ٤).
من السواحر
اللواتي يعقدن في الخيوط .
__________________
التحقيق في نفي التحريف
(٥)
|
|
السيد علي الميلاني
أحاديث كيفية جمع القرآن والشبهات
الناشئة عنها حوله
ثم إن مما يدل على
النقصان أو يثير شبهات في الأذهان ، الأحاديث التي
يروونها في كيفية جمع القرآن ، وهي أيضا كثيرة في العدد ومعتبرة في السند ، وإليك
شطرا منها :
١ ـ السيوطي عن
زيد بن ثابت : «قبض رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ ولم يكن القرآن
جمع في شئ» .
٢ ـ البخاري بسنده
عن زيد بن ثابت ، قال : « أرسل إلي أبو بكر بعد
مقتل أهل اليمامة ، فإذا عمر بن الخطاب عنده ، قال أبو بكر : إن عمر أتاني فقال :
إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن ، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن ، قلت
لعمر :
كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله؟ قال عمر : هذا والله خير ، فلم يزل عمر
يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ، ورأيت في ذلك رأي عمر ، قال زيد : قال
أبو بكر : إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك ، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله
ـ صلىاللهعليهوآله ـ ، فتتبع القرآن فاجمعه ، فوالله لو كلفوني نقل جبل من
الجبال
__________________
ما كان أثقل علي
مما أمرني به من جمع القرآن. قلت : كيف تفعلون شيئا لم يفعله
رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ؟ قال : هو والله خير ، فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى
شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر ، فتتبعت القرآن أجمعه من
العسب واللخاف وصدور الرجال ، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم
أجدها مع أحد غيره : (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم ...) حتى خاتمة
براءة ، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ، ثم عند عمر في حياته ، ثم عند
حفصة بنت عمر » .
٣ ـ وروى البخاري
بسنده عن أنس ، قال : «إن حذيفة بن اليمان قدم
على عثمان ، وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وآذربيجان مع أهل العراق ،
فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة ، فقال حذيفة لعثمان : يا أمير المؤمنين أدرك
هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى ، فأرسل عثمان
إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ، ثم نردها عليك ،
فأرسلت بها حفصة إلى عثمان ، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن
العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، فنسخوها في المصاحف ، وقال عثمان
للرهط القرشيين الثلاثة : إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شئ من القرآن
فاكتبوه بلسان قريش ، فإنما نزل بلسانهم ففعلوا ، حتى إذا نسخوا المصحف في
المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة ، فأرسل إلى كل أفق بمصحف مما
نسخوا ، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق» .
٤ ـ أخرج ابن أبي
داود : «أن أبا بكر قال لعمر وزيد : إقعدا على باب
المسجد ، فمن جاءكما بشاهدين على شئ من كتاب الله فاكتباه» .
٥ ـ أخرج ابن أبي
داود : «أن عمر سأل عن آية من كتاب الله : فقيل :
كانت مع فلان ، قتل يوم اليمامة ، فقال : إنا لله ... وأمر بجمع القرآن ، فكان أول
__________________
من جمعه في المصحف»
.
٦ ـ أخرج ابن أبي
داود بإسناده عن علي عليهالسلام قال : «أعظم الناس
في المصاحف أجرا أبو بكر ، إن أبا بكر أول من جمع كتاب الله» .
هذه طائفة من
الأحاديث في كيفية جمع القرآن ، ومن أراد المزيد فليراجع
أبواب جمع القرآن وغيرها من المظان في الصحاح وغيرها ككنز العمال والإتقان.
وفي هذه الأحاديث
شبهات حول القرآن :
الشبهة الأولى
جمع القرآن بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآله
لقد دلت هذه
الأحاديث على أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قد قبض
ولما يجمع القرآن ، ففي واحد منها يقول زيد بن ثابت لأبي بكر بعد أن أمره بجمع
القرآن : «كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله» وفي آخر يقول : «قبض رسول الله
ـ صلىاللهعليهوآله ـ ولم يكن القرآن جمع في شئ» وقد تقدم عن عائشة أنها
قالت بالنسبة إلى بعض الآيات : «كان في صحيفة تحت سريري ، فلما مات
رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ وتشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها».
وإذا كان القرآن
كما تفيد هذه الأحاديث غير مجموع على عهده صلى الله
عليه وآله على ما هو عليه الآن ، وأن الصحابة هم الذين تصدوا لجمعه من بعده ،
فإن من المحتمل قريبا ضياع بعضه هنا وهناك بل صريح بعضها ذلك ، وحينئذ
يقع الشك في أن يكون هذه القرآن الموجود جامعا لجميع ما أنزله الله عزوجل على
النبي صلىاللهعليهوآله.
__________________
الشبهة الثانية
جمع القرآن بعد مقتل القراء
وتفيد طائفة أخرى
من أحاديثهم في باب جمع القرآن : أن الجمع كان
بعد أن قتل عدد كبير من القراء في حرب اليمامة ، فعمدوا إلى جمعه وتدوينه
مخافة أن يفقد القرآن بفقد حفاظه وقرائه كما ذهبت آية منه مع أحدهم كما في الخبر.
وهذا بطبيعة الحال
يورث الشك والشبهة في هذا القرآن.
الشبهة الثالثة
جمع القرآن من العسب ونحوها ومن صدور الرجال
وصريح بعض تلك
الأحاديث : أنهم تصدوا لجمع القرآن من العسب والرقاع واللخاف ومن صدور الرجال الباقين بعد حرب اليمامة ، لكن بشرط أن
يشهد شاهدان على أن ما يذكره قرآن ، ففي الحديث عن زيد : «فتتبعت القرآن أجمعه من
العسب واللخاف وصدور الرجال» وفيه : «وكان لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد شاهدان».
ومن المتسالم عليه
بين المسلمين عدم عصمة الأصحاب ، والعادة
تقضي بعدم التمكن من الإحاطة بجميع ما هم بصدده في هذه الحالة ، بل لا أقل من
احتمال عدم إمكان إقامة الشاهدين على بعض ما يدعى سماعه من النبي صلى
الله عليه وآله ، بل قد وقع ذلك بالنسبة إلى بعضهم كعمر في آية الرجم ، حيث
ذكروا : «أن عمر أتى بآية الرجم فلم يكتبها لأنه كان وحده».
__________________
لكن العجيب من زيد
رد عمر لكونه وحده وقبول ما جاء به أبو خزيمة
الأنصاري وحده ، فلماذا رد عمر وقبل أبا خزيمة؟ وهل كان لأبي خزيمة شأن فوق
شأن عمر؟ وهو من الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرة بالجنة عندهم؟!
الشبهة الرابعة
إحراق عثمان المصاحف
وإعدام عثمان
المصاحف مما تواترت به الأخبار بل من ضروريات
التأريخ الإسلامي وهذه القضية ـ بغض النظر عن جزئياتها ـ تقضي إلى الشك في
هذا القرآن ، إذا الاختلاف بينه وبينها قطعي ، فما الدليل على صحته دونها؟ ومن أين
الوثوق بحصول التواتر لجميع سوره وآياته؟ لا سيما وأن أصحاب المصاحف تلك كانوا
أفضل وأعلم من زيد بن ثابت في علم القرآن ، لا سيما عبد الله بن مسعود الذي أخرج
البخاري عنه أنه قال : «والله لقد أخذت من في رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ بضعا وسبعين سورة ، والله لقد علم أصحاب النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ أني أعلمهم بكتاب الله» وروى أبو نعيم بترجمته أنه قال :
«أخذت من في رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ سبعين سورة وإن زيد بن ثابت لصبي من الصبيان ، وأنا أدع
ما أخذت من في رسول الله؟!» .
كلمات الصحابة والتابعين
في وقوع الحذف والتغيير والخطأ في القرآن المبين
يظهر من خلال
الأخبار والآثار كثرة تكلم الصحابة والتابعين في جمع
عثمان المصاحف ، فمنهم من طعن في زيد بن ثابت الذي باشر الأمر بأمر عثمان ،
ومنهم من طعن في كيفية الجمع ، ومنهم من كان يفضل مصحف غيره من
الصحابة تفضيلا لأصحابها على عثمان في علم القرآن.
__________________
لقد كثر التكلم
والقول فيه حتى انبرى أمير المؤمنين عليهالسلام ـ فيما
يروون ـ ليدافع عن عثمان ومصحفه. قال الحافظ ابن حجر العسقلاني : «وقد
جاء عن عثمان أنه إنما فعل ذلك بعد أن استشار الصحابة ، فأخرج ابن أبي داود
بإسناد صحيح من طريق سويد بن غفلة قال : قال علي : لا تقولوا في عثمان إلا
خيرا ، فوالله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا عم ملأ منا ، قال : ما تقولون في
هذه
القراءة فقد بلغني أن بعضهم يقول : إن قراءتي خير من قراءتك وهذا يكاد يكون
كفرا ، قلنا : فما ترى؟ قال : أرى أن يجمع الناس على مصحف واحد ، فلا يكون
فرقة ولا اختلاف ، قلنا : فنعم ما رأيت» .
وكذلك العلماء
والمحدثون في كتبهم ، حتى ألف بعضهم كتاب «الرد على من خالف مصحف عثمان» .
فعن ابن عمر أنه
قال : « ... ما يدريه ما كله؟ قد ذهب منه قرآن كثير» .
وعن عبد الله بن
مسعود : «أنه كره لزيد بن ثابت نسخ المصاحف» .
وعنه : «لو ملكت
كما ملكوا لصنعت بمصحفهم مثل الذي صنعوا بمصحفي» .
وعن ابن عباس في
قوله تعالى : «حتى
تستأنسوا وتسلموا» : «إنما هي
خطأ من الكاتب ، حتى تستأذنوا وتسلموا» .
وعنه في قوله
تعالى : «أفلم
ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله ...» : «أظن الكاتب كتبها وهو ناعس» .
__________________
وعنه في قوله
تعالى : «وقضى
ربك ...» : «إلتزقت الواو بالصاد
وأنتم تقرأونها : وقضى ربك ...» .
وعنه في قوله
تعالى : «ولقد
آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء ...» : «خذوا هذه الواو واجعلوها هاهنا : والذين قال لهم الناس
إن الناس قد جمعوا لكم ...» .
وعن عائشة بعد ذكر
آية : «قبل أن يغير عثمان المصاحف» .
وعنها في قوله
تعالى : «إن هذان لساحران» وقوله : «إن الذين آمنوا ... والصابئون ...» قالت : «يا
ابن أخي هذا عمل الكتاب أخطأوا في الكتاب»
قال السيوطي : «هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين» .
وعنها في قوله
تعالى : «والذين
يؤتون ما آتوا ...» : «كذلك أنزلت
ولكن الهجاء حرف» .
وعنها وعن أبان بن
عثمان في قوله تعالى : «والمقيمين
الصلاة» :
«هو غلط من الكاتب» .
وعن مجاهد والربيع
في قوله تعالى : «وإذ
أخذ الله ميثاق
النبيين ...» : «هي خطأ من
الكاتب» قال الحافظ السيوطي : «أخرج عبد
ابن حميد والفريابي وابن جرير وابن المنذر ، عن مجاهد ، في قوله تعالى :» وإذ أخذ
__________________
الله ميثاق
النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة «قال : هي خطأ من الكاتب
وهي قراءة ابن مسعود : ميثاق الذين أوتوا الكتاب ، وأخرج ابن جرير عن الربيع أنه
قرأ : وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب. قال : وكذلك كان يقرأها أبي ابن كعب»
.
وعن سعيد بن جبير
في قوله تعالى : «والمقيمين الصلاة» : «هو لحن من الكاتب» .
وقال الفخر الرازي
في قوله تعالى : «إن
هذان لساحران» : «القراءة
المشهورة (إن هذان لساحران). ومنهم من ترك هذه القراءة وذكروا وجوها ،
أحدها : قرأ أبو عمرو وعيسى بن عمر : إن هذين لساحران. قالوا : وهي قراءة
عثمان وعائشة وابن الزبير وسعيد بن جبير والحسن ، وروي عن عثمان أنه نظر في
المصحف ، فقال : أرى فيه لحنا وستقيمه العرب بألسنتها» .
فالعجيب جدا طعن
عثمان نفسه في هذا المصحف.
وفي رواية البغوي
قال عثمان : «إن في المصحف لحنا وستقيمه العرب
بألسنتها ، فقيل له : ألا تغيره! فقال : دعوه فإنه لا يحل حراما ولا يحرم حلالا» .
وفي الإتقان قال :
«لو كان الكاتب من ثقيف والمملي من هذيل لم توجد فيه هذه الحروف» .
__________________
الفصل الثاني
الرواة لأحاديث التحريف من أهل السنة
لقد روى أحاديث
التحريف من أهل السنة أكثر علمائهم من محدثين
ومفسرين وفقهاء وأصوليين ومتكلمين ... ونحن نكتفي بذكر من أوردنا
الأحاديث السابقة عنه مباشرة أو بواسطة مع موجز تراجمهم :
١ ـ مالك بن أنس ،
أحد الأئمة الأربعة ، روى عنه الشافعي وخلائق جمعهم الخطيب في مجلد ، وهو شيخ
الأئمة وإمام دار الهجرة عندهم. (١٧٩).
٢ ـ عبد الرزاق بن
همام الصنعاني ، أحد الأعلام ، روى عنه أحمد وجماعة. (٢١١).
٣ ـ الفريابي ،
محمد بن يوسف بن واقد ، أحد الأئمة ، روى عنه أحمد والبخاري. (٢١٢).
٤ ـ النسائي ،
أحمد بن شعيب ، الإمام الحافظ ، شيخ الإسلام ، أحد الأئمة
المبرزين والحفاظ المتقنين والأعلام المشهورين ، قال الحاكم : «كان النسائي أفقه
مشايخ مصر في عصره». وقال الذهبي : «هو أحفظ من مسلم بن الحجاج». (٢١٥).
٥ ـ أبو عبيد ،
القاسم بن سلام ، أحد الأعلام ، وثقه أبو داود وابن معين
وأحمد وغير واحد. (٢٢٤).
٦ ـ الطيالسي ،
أبو الوليد هشام بن عبد الملك الباهلي ، أحد الأعلام ، روى
عنه أحمد والبخاري وأبو داود ، قال أحمد : «هو شيخ الإسلام اليوم ، ما أقدم عليه
أحدا من المحدثين». (٢٢٧).
٧ ـ سعيد بن منصور
، الحافظ ، أحد الأعلام ، روى عنه أحمد ومسلم
وأبو داود ، قال أحمد : «من أهل الفضل والصدق» ، وقال أبو حاتم : «من المتقنين
__________________
الأثبات ، ممن جمع
وصنف». (٢٢٧).
٨ ـ ابن أبي شيبة
، أبو بكر عبد الله بن محمد ، روى عنه البخاري ومسلم وغيرهما. (٢٣٥).
٩ ـ أحمد بن حنبل
، صاحب «المسند» ، أحد الأئمة الأربعة ، روى عنه البخاري ومسلم وأبو داود وغيرهم. (٢٣٨).
١٠ ـ ابن راهويه ،
إسحاق بن إبراهيم ، أحد أئمة المسلمين وعلماء الدين ،
اجتمع له الحديث والفقه والحفظ والصدق والورع والزهد ، روى عنه الجماعة
سوى ابن ماجة. (٢٣٨).
١١ ـ ابن منيع ،
أحمد بن منيع البغوي ، روى عنه مسلم والجماعة. (٢٤٤).
١٢ ـ ابن الضريس ،
الحافظ أبو عبد الله محمد بن أيوب ، وثقه ابن أبي حاتم
والخليلي. (٢٤٩).
١٣ ـ البخاري ،
محمد بن إسماعيل ، صاحب الصحيح ، روى عنه مسلم
والترمذي. (٢٥٦).
١٤ ـ مسلم بن
الحجاج النيسابوري ، صاحب الصحيح ، روي عنه أنه
قال : «صنفت هذا المسند الصحيح من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة». (٢٦١).
١٥ ـ الترمذي ،
محمد بن عيسى ، صاحب «الجامع الصحيح» ، كان أحد
الأئمة الذين يقتدى بهم ـ عندهم ـ في علم الحديث. (٢٧٩).
١٦ ـ ابن ماجة
القزويني ، أبو عبد الله محمد بن يزيد ، صاحب السنن ، قال
الخليلي : «ثقة كبير ، متفق عليه ، محتج به». (٢٨٣).
١٧ ـ عبد الله بن
أحمد بن حنبل ، الحافظ ابن الحافظ ، قال الخطيب :
«كان ثقة ثبتا فهما». (٢٩٠).
١٨ ـ البزار ، أبو
بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البصري ، الحافظ العلامة
الشهير. (٢٩٢).
١٩ ـ أبو يعلى ،
أحمد بن علي الموصلي ، الحافظ الثقة محدث الجزيرة ، قال
الحاكم : «كنت أرى أبا علي الحافظ معجبا بأبي يعلى وإتقانه وحفظه لحديثه». (٣٠٧).
٢٠ ـ الطبري ، أبو
جعفر محمد بن جرير ، قال الخطيب : «كان أحد الأئمة ،
يحكم بقوله ويرجع إليه». (٣١٠).
٢١ ـ ابن المنذر ،
أبو بكر محمد بن إبراهيم ، الحافظ العلامة الثقة الأوحد ،
كان غاية في معرفة الاختلاف والدليل ، مجتهدا لا يقلد أحدا. (٣١٨).
٢٢ ـ ابن أبي حاتم
، عبد الرحمن بن محمد بن إدريس الرازي ، الإمام
الحافظ الناقد شيخ الإسلام ، قال الخليلي : «أخذ علم أبيه وأبي زرعة ، وكان بحرا
في العلوم ومعرفة الرجال ، ثقة حافظا زاهدا ، يعد من الأبدال». (٣٢٧).
٢٣ ـ ابن الأنباري
، أبو بكر محمد بن القاسم المقرئ النحوي اللغوي ،
وكان صدوقا فاضلا دينا خيرا من أهل السنة ، وكان يحفظ مائة وعشرين تفسيرا بأسانيدها.
(٢٢٨).
٢٤ ـ ابن أشته ،
محمد بن عبد الله اللوذري أبو بكر الأصبهاني ، أستاذ كبير
وإمام شهير ونحوي محقق ، ثقة ، قال الداني : «ضابط مشهور مأمون ثقة ، عالم
بالعربية ، بصير بالمعاني ، حسن التصنيف». (٣٦٠).
٢٥ ـ الطبراني ،
سليمان بن أحمد ، الإمام العلامة الحجة ، بقية الحفاظ ،
مسند الدنيا ، وأحد فرسان هذا الشأن. (٣٦٠).
٢٦ ـ أبو الشيخ ،
عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان ، الإمام الحافظ ،
مسند زمانه ، وكان مع سعة علمه وغزارة حفظه صالحا خيرا ، قانتا لله صدوقا ،
قال ابن مردويه : «ثقة مأمون» ، وقال الخطيب : «كان حافظا ثبتا متقنا» ،
وقال أبو نعيم : «أحد الأعلام». (٣٦٩).
٢٧ ـ الدارقطني ،
أبو الحسن علي بن عمر ، الإمام شيخ الإسلام ، حافظ
الزمان ، حدث عنه الحاكم وقال : «أوحد عصره في الفهم والحفظ والورع ، إمام
في القراء والمحدثين ، لم يخلف على أديم الأرض مثله» ، وقال القاضي أبو الطيب :
«الدارقطني أمير
المؤمنين في الحديث». (٣٨٥).
٢٨ ـ الراغب
الأصفهاني ، أبو القاسم المفضل بن محمد ، صاحب المصنفات ، ذكر الفخر الرازي أنه من
أئمة السنة وقرنه بالغزالي ، وكان في أوائل المائة الخامسة.
٢٩ ـ الحاكم
النيسابوري ، أبو عبد الله محمد بن عبد الله ، الحافظ الكبير ، إمام المحدثين في
عصره في الحديث والعارف به حق معرفته ، وكان صالحا ثقة يميل إلى التشيع. (٤٠٥).
٣٠ ـ ابن مردويه ،
أبو بكر أحمد بن موسى الأصبهاني ، الحافظ الكبير
العلامة ، كان فهما بهذا الشأن ، بصيرا بالرجال ، طويل الباع ، مليح التصانيف.(٤١٠).
٣١ ـ البيهقي ،
أبو بكر أحمد بن الحسين ، الإمام الحافظ العلامة ، شيخ
خراسان ، انفرد بالإتقان والضبط والحفظ ، وعمل كتبا لم يسبق إليها وبورك له
في علمه. (٤٥٨).
٣٢ ـ ابن عساكر ،
أبو القاسم علي بن الحسن ، الإمام الكبير حافظ الشام بل حافظ الدنيا ، الثقة الثبت
الحجة ، سمع منه الكبار ، وكان من كبار الحفاظ المتقنين. (٥٧١).
٣٣ ـ ابن الأثير ،
المبارك محمد بن محمد ، من مشاهير العلماء وأكابر
النبلاء وأوحد الفضلاء (٦٠٦).
٣٤ ـ الضياء
المقدسي ، أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد ، الإمام العالم الحافظ
الحجة ، محدث الشام شيخ السنة ، رحل وصنف ، وصحح ولين ، وجرح وعدل ،
وكان المرجوع إليه في هذا الشأن ، جبلا ثقة دينا زاهدا ورعا. (٦٤٣).
٣٥ ـ القرطبي ،
محمد بن أحمد الأنصاري ، مصنف التفسير المشهور الذي
سارت به الركبان ، كان من عباد الله الصالحين والعلماء العارفين الورعين الزاهدين
في الدنيا ، قال الذهبي : «إمام متقن متبحر في العلم ، له تصانيف مفيدة تدل على
إمامته وكثرة اطلاعه ووفور فضله». (٦٧١).
٣٦ ـ ابن كثير ،
عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر ، الإمام المحدث
الحافظ ، وصفه الذهبي بالإمام المفتي المحدث البارع ، ثقة متفنن محدث متقن. (٧٧٤).
٣٧ ـ ابن حجر
العسقلاني ، أحمد بن علي المصري ، شيخ الإسلام ، وإمام
الحفاظ في زمانه ، وحافظ الديار المصرية ، بل حافظ الدنيا مطلقا ، قاضي القضاة ،
صنف التصانيف التي عم النفع بها. (٨٥٢).
٣٨ ـ السيوطي ،
جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر ، الحافظ الشهير
صاحب المؤلفات الكثيرة في العلوم المختلفة ، أثنى عليه مترجموه كالشوكاني في «البدر
الطالع» والسخاوي في «الضوء اللامع» وابن العماد في «شذرات الذهب» وغيرهم. (٩١١).
٣٩ ـ المتقي ، نور
الدين علي بن حسام الهندي ، كان فقيها محدثا صاحب
مؤلفات ، أشهرها ، كنز العمال ، أثنى عليه ابن العماد في «شذرات الذهب» والعيدروسي
في «النور السافر في أعيان القرن العاشر». (٩٧٥).
٤٠ ـ الآلوسي ،
شهاب الدين محمود بن عبد الله البغدادي ، المفسر المحدث
الفقيه اللغوي النحوي ، صاحب «روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني» ،
وغيره من المؤلفات (١٢٧٠).
هؤلاء جملة ممن
روى أحاديث نقصان التحريف ...
فهل تجوز نسبة
القول بالتحريف إليهم جميعا؟
لقد علم مما سبق
في غضون الكتاب : أن مجرد رواية الحديث ونقله لا
يكون دليلا على التزام الناقل والراوي بمضمونه ، وعلى هذا الأساس لا يمكننا أن
ننسب إليهم هذا القول الباطل ...
نعم فيهم جماعة
التزموا بنقل الصحاح ، فلم يخرجوا في كتبهم إلا ما قطعوا
بصدوره من النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ وصحابته ، حسب شروطهم التي
اشترطوها في الراوي والرواية ، فهم ـ وكل من تبعهم في الاعتقاد بصحة جميع أخبار
كتبهم ـ ملزمون بظواهر ما أخرجوا فيها من أحاديث التحريف ، ما لم يذكروا لها
محملا وجيها أو
تأويلا مقبولا ...
وممن التزم بنقل
الصحاح من هؤلاء :
١ ـ مالك بن أنس
لقد اشترط مالك في
كتابه «الموطأ» الصحة ، ولذلك استشكل بعض
الأئمة إطلاق أصحية كتاب البخاري مع اشتراك البخاري ومالك في اشتراط
الصحة والمبالغة في التحري والتثبت .
وقال الشافعي : «ما
أعلم في الأرض كتابا في العلم أكثر صوابا من
كتاب مالك» .
وقال الحافظ
مغلطاي : «أول من صنف الصحيح مالك» .
وقال الحافظ ابن
حجر : «كتاب مالك صحيح عنده وعند من يقلده
على ما اقتضاه نظره من الاحتجاج بالمرسل والمنقطع وغيرهما» .
٢ ـ أحمد بن حنبل
قال أحمد في وصف
مسنده :
«إن هذا كتاب قد
جمعته من أكثر من سبعمائة وخمسين ألف ، فما
اختلف فيه المسلمون من حديث رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم فارجعوا إليه ،
فإن كان فيه وإلا ليس بحجة» .
وعنه : إنه شرط
مسنده الصحيح .
وقال السبكي : «ألف
مسنده وهو أصل من أصول هذه الأمة» .
__________________
وقال الحافظ
المديني : «هذا الكتاب أصل كبير ومرجع وثيق لأصحاب
الحديث ، انتقي من حديث كثير ومسموعات وافرة ، فجعل إماما ومعتمدا وعند
التنازع ملجأ ومستندا» .
هذا ... وقد ألف الحافظ
ابن حجر كتابا في شأن «المسند» سماه
«القول المسدد في الذب عن المسند» رد به على قول من قال بوجود أحاديث
ضعيفة في مسند أحمد.
وقد أتمه الحافظ
السيوطي بذيل سماه «الذيل الممهد» .
٣ ـ محمد بن إسماعيل البخاري
وقد شرط البخاري
في كتابه : أن يخرج الحديث المتفق على ثقة نقلته إلى
الصحابي المشهور من غير اختلاف بين الثقات الأثبات ، ويكون إسناده متصلا غير
مقطوع ، وإن كان للصحابي راويان فصاعدا فحسن ، وإن لم يكن إلا راو واحد
وصح الطريق إليه كفى .
وعن البخاري أنه
قال : «ما وضعت في كتاب الصحيح حديثا إلا
اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين» .
وعنه أيضا : «صنفت
كتابي الجامع الصحيح في المسجد الحرام وما
أدخلت فيه حديثا حتى استخرت الله تعالى وصليت ركعتين وتيقنت صحته» .
وعنه : «صنفت
الجامع من ستمائة ألف حديث في ست عشرة سنة
وجعلته حجة فيما بيني وبين الله» .
__________________
وعنه أيضا : «رأيت
النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم وكأنني واقف
بين يديه وبيدي مروحة أذب بها عنه ، فسألت بعض المعبرين فقال لي : أنت تذب
عنه الكذب.
فهذا الذي حملني
على إخراج الجامع الصحيح » .
وعنه أنه قال : «لم
أخرج في هذا الكتاب إلا صحيحا وما تركت من
الصحيح أكثر .. .
وقال الحافظ ابن
حجر :
«تقرر أنه التزم
فيه الصحة ، وأنه لا يورد فيه إلا حديثا صحيحا ، هذا
أصل موضوعه ، وهو مستفاد من تسميته إياه الجامع الصحيح المسند من حديث
رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم وأيامه ، ومما نقلناه عنه من رواية الأئمة
عنه صريحا ...» .
وقال ابن الصلاح :
«أو من صنف في الصحيح : البخاري أبو عبد الله
محمد بن إسماعيل ، وتلاه أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري ، ومسلم مع أنه
أخذ من البخاري واستفاد منه فإنه يشارك البخاري في كثير من شيوخه ،
وكتاباهما أصح الكتب بعد كتاب الله العزيز ... ثم إن كتاب البخاري أصح
الكتابين صحيحا وأكثرهما فوائد ...» .
وقد نقل هذا
الحافظ ابن حجر وأثبت أصحية كتاب البخاري من
كتاب مسلم ، وذكر أن هذا مما اتفق عليه العلماء ، واستشهد بكلمات الأئمة
على ذلك .
وكذا الحافظ
النووي في التقريب ، ووافقه الحافظ السيوطي في شرحه
__________________
وقال : «وعليه
الجمهور ، لأنه أشد اتصالا وأتقن رجالا ...» .
٤ ـ مسلم بن الحجاج النيسابوري
وقال مسلم : «ليس
كل شئ عندي صحيح وضعته هاهنا ، إنما وضعت
ما أجمعوا عليه» .
وقال : «لو أن أهل
الحديث يكتبون مائتي سنة الحديث فمدارهم على هذا
المسند ـ يعني صحيحه ـ» .
وقال أيضا : «عرضت
كتابي هذا على أبي زرعة الرازي فكل ما أشار أن
له علة تركته ، وكل ما قال أنه صحيح وليس له علة أخرجته» .
وقال : «صنفت هذا
المسند الصحيح من ثلاثمائة ألف حديث
مسموعة» .
هذا ، وقد قالوا :
إن أصح الكتب بعد القرآن الكريم الصحيحان ، ثم
اختلفوا في أن أيهما أفضل وأصح ، فذهب جمهورهم إلى أن البخاري أصح ، وقال
الحافظ أبو علي النيسابوري : ما تحت أديم السماء كتاب أصح من كتاب مسلم ،
وتبعه بعض شيوخ المغرب .
٥ ـ أبو عيسى الترمذي
قال الترمذي : «صنفت
هذا الكتاب فعرضته على علماء الحجاز فرضوا به ،
وعرضته على علماء العراق فرضوا به ، وعرضته على علماء خراسان فرضوا به.
ومن كل في بيته
هذا الكتاب فكأنما في بيته نبي يتكلم » .
__________________
وقال في كتاب
العلل الذي في آخر جامعه :
«جميع ما في هذا
الكتاب ـ يعني جامعه ـ من الحديث هو معمول به ، وبه
أخذ بعض أهل العلم ما خلا حديثين : حديث عن ابن عباس رضي الله تعالى
عنه : إن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم جمع بين الظهر والعصر بالمدينة ،
والمغرب والعشاء من غير خوف ولا مطر ولا سفر ، وحديث النبي صلى الله عليه
[وآله] وسلم أنه قال : من شرب الخمر فاجلدوه ، فإن عاد في الرابعة فاقتلوه.
قال : وقد بينا
علة الحديثين جميعا في الكتاب».
قال المباركفوري :
«قلت : قد تعقب الملا معين في كتابه (دراسات
اللبيب) على كلام الترمذي هذا ، وقد أثبت أن هذين الحديثين كليهما معمول به ،
والحق مع الملا معين عندي والله تعالى أعلم» .
هذا ، وقد جاء في
مقدمة تحفة الأحوذي فصل «في بيان أنه ليس في
جامع الترمذي حديث موضوع» .
وجامع الترمذي من
الكتب الستة الصحاح عند أهل السنة بلا خوف بينهم ، غير أنهم اختلفوا في رتبته هل
هو بعد الصحيحين أو بعد سنن أبي داود أو بعد سنن النسائي؟ .
٦ ـ أحمد بن شعيب النسائي
وكتاب النسائي أحد
الصحاح الستة بلا خوف.
قالوا : وقد صنف
النسائي في أول أمره كتابا يقال له : «السنن الكبير»
ثم اختصره وسماه «المجتنى» وسبب اختصاره : أن أحدا من أمراء زمانه سأله أن
جميع أحاديث كتابك صحيح؟
قال : لا.
__________________
فأمره الأمير
بتجريد الصحاح وكتابه صحيح مجرد.
فانتخب منه «المجتنى»
وأسقط منه كل حديث تكلم في إسناده .
فإذا أطلق
المحدثون بقولهم : رواه النسائي ، فمرادهم هذا المختصر المسمى
بالمجتنى لا السنن الكبير .
وعن الحاكم وأبي
علي الحافظ والخطيب : للنسائي شرط في الرجال أشد
من شرط مسلم .
٧ ـ ابن ماجة القزويني
قال ابن ماجة : «عرضت
هذه السنن على أبي زرعة فنظر فيه وقال : أظن
إن وقع هذا في أيدي الناس تعطلت هذه الجوامع أو أكثرها ...» .
وقال المباركفوري
: «وأما سنن ابن ماجة فهو سادس الصحاح الستة ...» .
وفي كشف الظنون : «إنه
سادس الصحاح الستة عند بعض الأئمة» .
قلت : وممن قال
بذلك الحافظان ابن طاهر ، وعبد الغني ، المقدسيان.
٨ ـ الحاكم النيسابوري
وألف أبو عبد الله
الحاكم النيسابوري كتاب «المستدرك على الصحيحين» ، ذكر فيه ما فات البخاري ومسلما
مما على شرطهما أو شرط
__________________
أحدهما أو هو صحيح
... .
فالمستدرك من
الكتب التي التزم فيها بالصحة ، ولذا يعبر عنه بالصحيح المستدرك .
ولقد أثنى على
الحاكم كل من جاء بعده من الحفاظ ، ونسبه بعضهم إلى
التشيع وقالوا : إنه قد تساهل في ما استدركه على شرط الصحيح.
قلت : لا يبعد أن
يكون من أسباب رميه بالتشيع والتساهل إخراجه
أحاديث في فضل أمير المؤمنين عليهالسلام ، بل قد صرح بذلك الخطيب ... .
٩ ـ الضياء المقدسي
وقد التزم الحافظ
الضياء المقدسي الصحة في كتابه «المختارة».
قال الحافظ
العراقي : «وممن صحح أيضا من المتأخرين الحافظ ضياء الدين محمد بن عبد الواحد
المقدسي ، فجمع كتابا سماه (المختارة) التزم فيه الصحة ...» .
وقال الحافظ
السيوطي : «ومنهم الحافظ ضياء الدين محمد بن عبد الواحد
المقدسي ، فجمع كتابا سماه (المختارة) التزم فيه الصحة وذكر فيه أحاديث لم
يسبق إلى تصحيحها» .
وفي «كشف الظنون»
بعد أن صرح بما تقدم : «قال ابن كثير : وهذا
الكتاب لم يتم ، وكان بعض الحفاظ من مشايخنا يرجحه على مستدرك
الحاكم» .
هذا ، وقد أثنى
عليه كل من ترجم له ، قال الحافظ الذهبي ما ملخصه :
__________________
«الإمام العالم
الحافظ الحجة ، محدث الشام ، شيخ السنة ، صاحب التصانيف النافعة ، نسخ وصنف ، وصحح
ولين ، وجرح وعدل ، وكان المرجع إليه في هذا الشأن ،
قال تلميذه عمر بن الحاجب : شيخنا أبو عبد الله شيخ وقته ونسيج وحده علما
وحفظا وثقة ودينا ، من العلماء الربانيين ، وهو أكبر من أن يدل عليه مثلي.
رأيت جماعة من
المحدثين ذكروه فأطنبوه في حقه ومدحوه بالحفظ والزهد.
سألت الزكي
البرزالي عنه فقال : ثقة ، جبل ، حافظ ، دين.
قال ابن النجار :
حافظ متقن حجة ، عالم بالرجال ، ورع تقي.
وقال الشرف ابن
النابلسي : ما رأيت مثل شيخنا الضياء» .
__________________
الفصل الثالث
الأقوال والآراء
لقد تقدم ذكر
الأحاديث الدالة على التحريف ... وعرفت من خلال
ذلك أن القول بنقصان القرآن مضاف إلى جماعة كبيرة من صحابة رسول الله
ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ وعلى رأسهم :
عمر بن الخطاب ،
عثمان بن عفان ، عبد الله بن العباس ، عبد الله بن
عمر ، عبد الرحمن بن عوف ، أبي بن كعب ، عبد الله بن مسعود ، زيد بن ثابت ، أبو
موسى الأشعري ، حذيفة بن اليمان ، جابر بن عبد الله ، زيد بن أرقم ، عائشة بنت
أبي بكر ، حفصة بنت عمر ...
ومن مشاهير
التابعين ... وعلى رأسهم :
سعيد بن جبير ،
عكرمة ، الضحاك ، سعيد بن المسيب ، عروة بن الزبير ،
محمد بن مسلم الزهري ، زر بن حبيش ، مجاهد ، الحسن البصري ...
وعرفت أن تلك
الأحاديث مخرجة في أهم كتب أهل السنة وأسفارهم ،
ومن أشهرها :
الموطأ ، صحيح
البخاري ، صحيح مسلم ، صحيح الترمذي ، صحيح
النسائي ، صحيح ابن ماجة ، المصنف لابن أبي شيبة ، المسند لأحمد ، المستدرك
للحاكم ، الجوامع الثلاثة للطبراني ، المسند لأبي يعلى ، السنن للبيهقي ، جامع
الأصول ، فتح الباري ، إرشاد الساري ، المصاحف لابن الأنباري ، الدر المنثور ، كنز
العمال ، تاريخ دمشق ، تفسير الطبري ، تفسير الرازي تفسير القرطبي ، تفسير
البغوي ، تفسير الخازن ، الكشاف ، البحر المحيط ، تفسير ابن كثير ، مشكل الآثار ،
التسهيل لعلوم التنزيل ، البرهان في علوم القرآن ، مناهل العرفان في علوم القرآن ،
الإتقان في علوم القرآن ، وغيرها من الكتب في الحديث والفقه والتفسير ...
موقف علماء الشيعة
من هذه الأخبار والآثار :
أما علماء الشيعة
فإن موقفهم من هذه الأحاديث والآثار المنقولة عن
الصحابة نفس الموقف الذي اتخذوه تجاه الأحاديث المروية في كتبهم أنفسهم ... فإنهم
بعد ما قالوا بعدم تحريف القرآن ـ للأدلة القائمة عليه كتابا وسنة وإجماعا ـ حملوا
ما أمكن حمله من أحاديثهم المعتبرة سندا على بعض الوجوه ، وطرحوا كل خبر غير معتبر
سندا أو غير قابل للتأويل ... كما عرفت بالتفصيل في «الباب الأول».
وهذا هو الأسلوب
الذي ينبغي اتباعه بالنسبة إلى أحاديث التحريف في
كتب أهل السنة ... وبه يتم الجمع بين الاعتقاد بعدم التحريف والاعتقاد
بصحة أخبار الصحيحين وغيرهما ... على أصول أهل السنة ...
إن التأويل إما
الحمل على التفسير ، وإما الحمل على اختلاف القراءة ،
وإما الحمل على نسخ التلاوة. لكن التأويل على الوجهين الأولين لا يتم إلا
بالنسبة إلى قليل جدا من الأحاديث ، والحمل على نسخ التلاوة غير تام صغرويا
وكبرويا ، كما ستعرف في «الفصل الرابع».
فلا مناص من الرد
والتكذيب ... ولا مانع ، إلا ما اشتهر بينهم من
عدالة جميع الصحابة وصحة أخبار الصحيحين وأمثالهما ... لكن هذين المشهورين
لا أصل لهما ... كما ستعرف في «الفصل الخامس».
هذه خلاصة الطريقة
الصحيحة لعلاج هذه الأحاديث ، وعليها المحققون
من أهل السنة ، كما سيظهر في هذا الفصل والفصلين اللاحقين.
موقف أهل السنة من
هذه الأحاديث والآثار :
وأما أهل السنة فالرواة
لهذه الأحاديث منهم من يلتزم بصحتها كأصحاب
الصحاح الستة وأمثالهم من أرباب الكتب المشهورة والمسانيد ، ومنهم من لا
ندري رأيه فيها ... كما لا ندري أن القائلين بالصحة يحملون تلك الآيات المحكية
في هذه الأحاديث
على النسخ ، أو يقولون بالتحريف تبعا لمن قال به من الصحابة والتابعين ...
وفي المقابل
طائفتان من المحدثين والعلماء ، طائفة تقول بالتحريف صراحة ، أخذا بالأحاديث
الظاهرة فيه ، واقتداءا بالصحابة المصرحين به ، وطائفة تقول ببطلان الأحاديث
وتردها الرد القاطع ...
فأهل السنة
بالنسبة إلى أحاديث التحريف على ثلاث طوائف :
(الطائفة الأولى)
وهم المحدثون
والعلماء الذين يروون أحاديث التحريف وينقلونها في
كتبهم الحديثية وغيرها ، ولا سبيل لنا إلى الوقوف على آرائهم في تلك الأحاديث ، فهل
يقولون بصحتها أولا؟ وعلى الأول هل يحملونها على النسخ؟ أو يقولون بالتحريف حقيقة؟
وهؤلاء كثيرون ،
بل هم أكثر رجال الحديث والمحدثين والعلماء الرواة
والناقلين لهذه الأحاديث ...
(الطائفة الثانية)
وهم الذين أوردوا
الأحاديث والآثار الظاهرة أو الصريحة في نقصان
القرآن من غير جواب أو تأويل ، وهؤلاء عدة من العلماء وليس عددهم بقليل ...
فمثلا :
يقول ابن جزي الكلبي
في تفسيره : «والصابئون. قراءة السبعة بالواو ،
وهي مشكلة ، حتى قالت عائشة : هي من لحن كتاب المصحف» .
ـ «والمقيمين»
منصوب على المدح بإضمار فعل ، وهو جائز كثيرا في
__________________
الكلام ، وقالت
عائشة : هو من لحن كتاب المصحف ، وفي مصحف ابن مسعود :
(والمقيمون) على الأصل» .
ـ «إن هذان لساحران» قرئ : إن هذين ، بالياء ، ولا إشكال في ذلك ... وقالت
عائشة رضياللهعنها : هذا مما لحن فيه كتاب المصحف» .
ويقول الخطيب
الشربيني في تفسيره : «وحكي عن عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ وأبان بن عثمان : أن
ذلك غلط من الكاتب ، ينبغي أن يكتب «والمقيمون الصلاة». وكذلك قوله في سورة
المائدة : «إن
الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى » ، وقوله تعالى : «إن هذان لساحران» قالا : ذلك خطأ من الكاتب ، وقال عثمان : إن في المصحف
لحنا وستقيمه العرب بألسنتها ، فقيل له : ألا تغيره؟! فقال : دعوه فإنه لا يحل
حراما ولا يحرم حلالا. وعامة الصحابة وأهل العلم على أنه صحيح» .
وإذا ما قارنت بين
هذا الموقف وموقف الطائفة الثالثة من هذه الأحاديث وأساليبهم في ردها أمكنك نسبة القول
بالتحريف إلى هذين العالمين الجليلين وأمثالهما من أهل السنة ...
وفي علماء أهل السنة
من يعتقد بتحريف القرآن الكريم وينادي به بأعلى
صوته ... إما اعتمادا على ما روي في كيفية جمع القرآن ، وإما اعتقادا بصحة كل
ما أخرج في كتابي البخاري ومسلم ، وإما إنكارا لنسخ التلاوة ... وعلى كل
حال ... فقد ذهب جماعة منهم إلى القول بسقوط شئ من القرآن ، قال الرافعي
ما نصه : « ... فذهب جماعة من أهل الكلام ـ ممن لا صناعة لهم إلا الظن والتأويل
واستخراج الأساليب الجدلية من كل حكم وكل قول ـ إلى جواز أن
__________________
يكون قد سقط عنهم
من القرآن شئ ، حملا على ما وصفوا من كيفية جمعه» .
وقال القرطبي : «قال
أبو عبيد : وقد حدثت عن يزيد بن زريع ، عن
عمران بن جرير ، عن أبي مجلز ، قال : طعن قوم على عثمان رحمهالله ـ بحمقهم ـ جمع
القرآن ، ثم قرأوا بما نسخ» .
وقال : «قال أبو
عبيد : لم يزل صنيع عثمان ـ رضياللهعنه ـ في جمعه القرآن يعد له بأنه من مناقبه العظام ، وقد طعن
عليه فيه بعض أهل الزيغ ، فانكشف عواره ووضحت فضائحه» .
وقال أيضا : «قال
الإمام أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار بن محمد
الأنباري : ولم يزل أهل الفضل والعقل يعرفون من شرف القرآن وعلو منزلته ما
يوجبه الحق والإنصاف والديانة ، وينفون عنه قول المبطلين وتمويه الملحدين
وتحريف الزائغين ، حتى نبغ في زماننا هذا زائغ زاغ عن الملة وهجم على الأمة
بما يحاول به إبطال الشريعة التي لا يزال الله يؤيدها ويثبت أسها وينمي فرعها
ويحرسها من معايب أولي الجنف والجور ومكائد أهل العداوة والكفر.
فزعم أن المصحف
الذي جمعه عثمان رضياللهعنه ـ باتفاق أصحاب رسول الله [صلىاللهعليهوآلهوسلم] على تصويبه فيما فعل ـ لا يشتمل على جميع القرآن ، إذ كان
قد سقط منه خمسمائة حرف ، قد قرأت ببعضها وسأقرأ ببقيتها ، فمنها [والعصر ـ ونوائب
الدهر ـ] فقد سقط من القرآن على جماعة المسلمين «ونوائب الدهر» ومنها [حتى إذا أخذت
الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها
حصيدا كأن لم تغن بالأمس ـ وما كان الله ليهلكها إلا بذنوب أهلها ـ] فادعى هذا
الإنسان أنه سقط عن أهل الإسلام من القرآن «وما كان الله ليهلكها إلا بذنوب أهلها»
وذكر مما يدعي حروفا كثيرة ...» .
__________________
ولقد نسب هذا
القول إلى الحشوية من أهل السنة والجماعة ـ وهم
أصحاب أبي الحسن البصري ـ فإنهم ذهبوا إلى وقوع التحريف في القرآن تغييرا ونقصانا .
وفي كلام النحاس :
إن العلماء تنازعوا حديث عائشة في الرضاع ، فرده جماعة وصححه آخرون ، قال :
«وأما قول من قال
: إن هذا كان يقرأ بعد وفاة رسول الله ـ صلى الله عليه [وآله] وسلم ـ فعظيم ...»
وستأتي عبارته كاملة.
ومن الواضح : أنه
إذا كان يقرأ بعد وفاته ـ صلىاللهعليهوآله ـ في أصل القرآن وأنه لا نسخ بعده ـ صلىاللهعليهوآله ـ بالإجماع ... فهو إذا ساقط من القرآن ، فالقرآن محرف ...
ومن ثم استعظم النحاس هذا القول.
وأما توجيه
البيهقي لهذا الحديث : فإقرار منه بأن هذا كان من القرآن حتى
بعد وفاة النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ ، وكان المسلمون يتلونه في أصل القرآن.
وزعمه : أن الآية
كانت منسوخة على عهده ـ صلىاللهعليهوآله ـ وأن الذين كانوا يتلونها لم يبلغهم النسخ ، عار عن الصحة
ولا دليل يدل عليه ، على أنا نقطع بأنه كما كان النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ ينشر سور القرآن وآياته ويأمر بقراءتها بمجرد نزولها ،
فإنه كان عليه ـ على فرض وجود النسخ بصورة عامة ـ أن يذيع ذلك بين الأمة ويبلغهم
جميعا ليطلع الكل على ذلك ، كما كان يفعل بالنسبة إلى نشر الآيات والسور النازلة.
على أن كلامه
يستلزم أن تكون الآية من القرآن وأن لا تكون منه في وقت
واحد ، وهو باطل ... وسيأتي مزيد بحث حوله ، في «الفصل الرابع».
وقال الشعراني : «ولولا ما يسبق
للقلوب الضعيفة ووضع الحكمة في
__________________
غير أهلها لبينت
جميع ما سقط من مصحف عثمان» .
وقال الزرقاني ـ في
بيان الأقوال في معنى حديث نزول القرآن على سبعة
أحرف ـ ما نصه : «وهو : أن المراد بالأحرف : السبعة أوجه من الألفاظ المختلفة في
كلمة واحدة ومعنى واحد ، وإن شئت فقل : سبع لغات من لغات العرب المشهورة
في كلمة واحدة ومعنى واحد ، نحو : هلم وأقبل وتعال وعجل وأسرع وقصدي
ونحوي ، فهذه ألفاظ سبعة معناها واحد هو : طلب الإقبال.
وهذا القول منسوب
لجمهور أهل الفقه والحديث ، منهم : سفيان ، وابنه
وهب ، وابن جرير الطبري ، والطحاوي».
قال : «إن أصحاب
هذا القول ـ على جلالة قدرهم ونباهة شأنهم ـ قد
وضعوا أنفسهم في مأزق ضيق ، لأن ترويجهم لمذهبهم اضطرهم إلى أن يتورطوا في
أمور خطرها عظيم ، إذ قالوا : إن الباقي الآن حرف واحد من السبعة التي نزل عليها
القرآن ، أما الستة الأخرى فقد ذهبت ولم يعد لها وجود البتة ، ونسوا أو تناسوا
تلك الوجوه المتنوعة القائمة في القرآن على جبهة الدهر إلى اليوم.
ثم حاولوا أن
يؤيدوا ذلك فلم يستطيعوا أن يثبتوا للأحرف الستة التي
يقولون بضياعها نسخا ولا رفعا ، وأسلمهم هذا العجز إلى ورطة أخرى هي : دعوى
إجماع الأمة على أن تثبت على حرف واحد وأن ترفض القراءة بجميع ما عداه من
الأحرف الستة ، وأنى يكون لهم هذا الاجماع ولا دليل عليه؟!
هنالك احتالوا على
إثباته بورطة ثالثة وهي : القول بأن استنساخ
المصاحف في زمن عثمان ـ رضياللهعنه ـ كان إجماعا من الأمة على ترك الحروف الستة والاقتصار على
حرف واحد هو الذي نسخ عثمان المصاحف عليه.
إلا إن هذه ثغرة
لا يمكن سدها ، وثلمة يصعب جبرها ، وإلا فكيف
يوافق أصحاب رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ على ضياع ستة حروف نزل عليها
القرآن دون أن يبقوا عليها مع أنها لم تنسخ ولم ترفع؟! وقصارى القول : إننا نربأ
بأصحاب رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ أن
__________________
يكونوا قد وافقوا
أو فكروا فضلا عن أن يتآمروا على ضياع أحرف القرآن الستة دون نسخ لها ، وحاشا
عثمان ـ رضياللهعنه ـ أن يكون قد أقدم على ذلك وتزعمه ...» .
قلت : ومثل هذا
كثير ، يجده المتتبع لكلماتهم وآرائهم في كتب الفقه والحديث والتفسير والقراءات ،
وعن الثوري أنه قال : «بلغنا أن ناسا من أصحاب النبي [صلىاللهعليهوسلم] كانوا يقرأون القرآن أصيبوا يوم مسيلمة فذهبت حروف من
القرآن» .
وقال ابن الخطيب
في كتابه «الفرقان» تحت عنوان «لحن الكتاب
في المصحف» : «وقد سئلت عائشة عن اللحن الوارد في قوله تعالى : إن هذان لساحران ،
وقوله عز من قائل : والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة ، وقوله عزوجل : إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون. فقالت : هذا من
عمل الكتاب ، أخطأوا في الكتاب.
وقد ورد هذا
الحديث بمعناه بإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرج الإمام أحمد
في مسنده عن أبي خلف ـ مولى بني جمح ـ أنه دخل على عائشة فقال : جئت أسألك عن آية
في كتاب الله تعالى كيف يقرؤها رسول الله؟ قالت : أية آية؟ قال : الذين يأتون ما
أتوا. أو : الذين يؤتون ما آتوا! قالت : أيهما أحب إليك؟ قال : والذي نفسي بيده ،
لإحداهما أحب إلي من الدنيا
__________________
جميعا. قالت :
أيتهما؟ قال : الذين يأتون ما أتوا. فقالت : أشهد أن رسول الله [صلىاللهعليهوآله] كذاك كان يقرأها وكذلك أنزلت ، ولكن الهجاء حرف.
وعن سعيد بن جبير
، قال : في القرآن أربعة أحرف لحن : والصابئون. والمقيمين. فأصدق وأكن من الصالحين.
إن هذان لساحران.
وقد سئل أبان بن
عثمان كيف صادرت : لكن الراسخون في العلم فهم
والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون
الزكاة ، ما بين يديها وما خلفها رفع وهي نصب؟ قال : من قبل الكاتب ، كتب
ما قبلها ثم سأل المملي : ما أكتب؟ قال : أكتب المقيمين الصلاة ، فكتب ما قيل
له لا ما يجب عربية ويتعين قراءة.
وعن ابن عباس في
قوله تعالى : حتى تستأنسوا وتسلموا. قال : إنما هي
خطأ من الكاتب ، حتى تستأذنوا وتسلموا.
وقرأ أيضا : أفلم
يتبين الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا. فقيل له : إنها في المصحف :
أفلم ييأس؟ فقال : أظن أن الكاتب قد كتبها وهو ناعس.
وقرأ أيضا : ووصى
ربك ألا تعبدوا إلا إياه ، وكان يقول : إن الواو قد
التزقت بالصاد.
وعن الضحاك : إنما
هي : ووصى ربك ، وكذلك كانت تقرأ
وتكتب ، فاستمد كاتبكم فاحتمل القلم مدادا كثيرا فالتزقت الواو بالصاد ، ثم
قرأ : ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله. ووصينا
الإنسان بوالديه. وقال : لو كانت «قضى» من الرب لم يستطع أحد رد قضاء
الرب تعالى. ولكنها وصية أوصى بها عباده.
وقرأ ابن عباس
أيضا : ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان ضياء. ويقال :
خذوا الواو من هنا واجعلوها هاهنا عند قوله تعالى : الذين قال لهم الذين إن
الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. يريد
بذلك أن تقرأ :
والذين قال لهم الناس.
وقرأ أيضا : مثل
نور المؤمن كمشكاة ، وكان يقول : هي خطأ من
الكاتب ، هو تعالى أعظم من أن يكون نوره مثل نور المشكاة.
وذكر ابن أشتة بأن
جميع ما كتب خطأ يجب أن يقرأ على صحته لغة لا
على رسمه ، وذلك كما في «لا أوضعوا ، لا أذبحنه» بزيادة ألف في وسط الكلمة. فلو
قرئ ذلك بظاهر الخط لكان لحنا شنيعا يقلب معنى الكلام ويخل بنظامه ،
يقول الله تعالى : إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون.
ومعنى حفظ القرآن
: إبقاء شريعته وأحكامه إلى يوم القيامة وإعجازه أبد
الدهر ، بحيث يظل المثل الأعلى للبلاغة والرصانة والعذوبة ، سهل النطق على
اللسان ، جميل الوقع في الأذان ، يملك قلب القارئ ولب السامع.
وليس ما قدمنا من
لحن الكتاب في المصحف بضائره أو بمشكك في
حفظ الله تعالى له ، بل إن ما قاله ابن عباس وعائشة وغيرهما من فضلاء
الصحابة وأجلاء التابعين أدعى لحفظه وعدم تغييره وتبديله. ومما لا شك فيه
أن كتاب المصحف من البشر ، يجوز عليهم ما يجوز على سائرهم من السهو والغفلة
والنسيان. والعصمة لله وحده ، ومثل لحن الكتاب كلحن المطابع ، فلو أن إحدى
المطابع طبعت مصحفا به بعض الخطأ ـ وكثيرا ما يقع هذا ـ وسار على ذلك بعض
قراء هذا المصحف ، لم يكن ذلك متعارضا مع حفظ الله تعالى له وإعلائه لشأنه» .
قال : «وإنما الذي
يستسيغه العقل ويؤيده الدليل والبرهان أنه إذا تعلم
فرد الكتابة في أمة أمية ، فإن تعلمه لها يكون محدودا ويكون عرضة للخطأ في وضع
الرسم والكلمات ، ولا يصح والحال كما قدمنا أن يؤخذ رسمه هذا أنموذجا تسير
عليه الأمم التي ابتعدت عن الأمية بمراحل ، وأن نوجب عليها أخذه على علاته
وفهمه على ما فيه من تناقض ظاهر وتنافر بين ، وذلك بدرجة أن العلماء الذين
تخصصوا في رسم المصحف لم يستطيعوا أن يعللوا هذا التباين إلا بالتجائهم إلى
__________________
تعليلات شاذة
عقيمة» .
هذا ... ومن
المناسب أن ننقل في المقام ما ذكره الحجة شرف الدين بهذا
الصدد ، فقد قال ما نصه :
«وما أدري والله
ما يقولون فيما نقله عنهم في هذا الباب غير واحد من
سلفهم الأعلام كالإمام أبي محمد بن حزم ، إذ نسب إلى الإمام أبي الحسن
الأشعري في ص ٢٥٧ من الجزء الرابع من (الفصل) أنه كان يقول :
إن القرآن المعجز إنما هو الذي لم يفارق الله عزوجل قط ، ولم يزل غير
مخلوق ولا سمعناه قط ولا سمعه جبرائيل ولا محمد عليهماالسلام قط ، وإن الذي
نقرأ في المصاحف ونسمعه ليس معجزا بل مقدور على مثله» إلى آخر ما نقله من
الإمام الأشعري وأصحابه ـ وهم جميع أهل السنة ـ حتى قال في ص ٢١١ ما هذا لفظه :
«وقالوا كلهم : إن
القرآن لم ينزل به قط جبرائيل على قلب محمد عليه
الصلاة والسلام ، وإنما نزل عليه شئ آخر هو العبارة عن كلام الله ، وإن القرآن
ليس عندنا البتة إلا على هذا المجاز ، وإن الذي نرى في المصاحف ونسمع من
القرآن ونقرأ في الصلاة ونحفظ في الصدور ليس هو القرآن البتة ، ولا شئ منه كلام
الله البتة بل شئ آخر ، وإن كلام الله تعالى لا يفارق ذات الله عزوجل».
ثم استرسل في
كلامه عن الأشاعرة حتى قال في ص ٢١٠ : «ولقد
أخبرني علي بن حمزة المرادي الصقلي : أنه رأى بعض الأشعرية يبطح المصحف
برجله ، قال : فأكبرت ذلك وقلت له : ويحك! هكذا تصنع بالمصحف وفيه
كلام الله تعالى؟! فقال لي : ويلك! والله ما فيه إلا السخام والسواد ، وأما كلام
الله فلا».
قال ابن حزم : «وكتب
إلي أبو المرحي بن رزوار المصري : أن بعض
ثقات أهل مصر من طلاب السنن أخبره : أن رجلا من الأشعرية قال له مشافهة :
__________________
على من يقول : إن
الله قال : قل هو الله أحد الله الصمد ، ألف لعنة «إلى آخر ما نقله عنهم ، فراجعه
من ص ٢٠٤ إلى ص ٢٢٦ من الجزء الرابع من (الفصل) ...» .
للبحث صلة ...
__________________
من التراث الأدبي
المنسي في الأحساء
الشيخ علي الصحاف
الشيخ جعفر الهلالي
نعود مع القارئ في
هذه الحلقة الرابعة لنتحدث فيها عن شعراء وأدباء
الأحساء المنسيين ، وها نحن نقدم إلى القراء شاعرا آخر وهو : الشيخ علي بن
الشيخ محمد بن الشيخ حسين الصحاف ، وأسرة آل الصحاف من الأسر العلمية
والأدبية في مدينة الأحساء توطن بعض أفرادها في العراق في كل من البصرة
وسوق الشيوخ. كما توطن قسم منها الكويت ، ولا يزال هذا القسم من هذه
الأسرة هناك ، وتقطن غالبية هذه الأسرة في الأحساء وطنهم الأصلي.
ولادته :
ولد المترجم له في
مدينة الهفوف عاصمة الأحساء آنذاك ، ولم نقف على
تاريخ ولادته.
نشأته :
نشأ شاعرنا في
مدينة الهفوف مسقط رأسه ، وبها أخذ دراسته العلمية على
يد رجال من أسرته ، منهم والده الشيخ محمد الصحاف ، كما أخذ عن غيره عن
علماء بلده ، ولم ندر هل سافر إلى النجف للدراسة العلمية أم لا ، وإن كان الغالب
من علماء بلده قد درسوا في النجف الأشرف لما لها من مركز علمي وأدبي.
كان الشيخ علي
المترجم له من العلماء الفضلاء والأعلام الأدباء في
الأحساء ، ويمتاز شعره بالمتانة والقوة ، وله أخ اسمه الشيخ حسن الصحاف وكان
شاعرا أيضا إلا أن مترجمنا يمتاز على أخيه بمواهبه الأدبية ...
ديوانه وشعره :
للشاعر المترجم له
ديوان شعر حافل في مختلف الأغراض والمناسبات وهو
يشتمل على القصائد والتخاميس ، وهو الآن عند بعض أحفاده في مدينة الأحساء
أو الكويت ، وقد ذكر ولد المترجم الشيخ كاظم الصحاف في ترجمته لوالده
ديوانه هذا ، ولكننا لم يتسن لنا الاطلاع عليه ، وما ننقله من شعره هنا فقد نقلناه
عن بعض المجاميع الخطية في الأحساء ، وقد ذكر بعض أشعار المترجم له السيد
هاشم الشخص في مؤلفه عن علماء وأدباء الأحساء.
والسيد هاشم الشخص
هو أحد فضلاء الشباب المحصلين في الأحساء ،
والحريصين على حفظ هذا التراث ، ومؤلفه هذا لا يزال قيد التأليف وسيسد
فراغا كبيرا ، فنرجو له التوفيق في إنجاز عمله المشكور هذا.
وفاته :
توفي المترجم له
في إيران في مدينة قم المقدسة سنة ١٣٢١ ه.
ويظهر أن الظروف
القاسية التي مرت بها بلاد الشاعر دعته إلى مغادرة
وطنه والهجرة إلى إيران ، وهناك الكثير من علماء هذه المنطقة وما يجاورها قد
تركوا أوطانهم وهاجروا بعد أن تعرضوا إلى الامتهان والخوف من كيد الأعداء
المتربصين ، يجد ذلك كل من تتبع تراجم مجموعة من علماء الأحساء والقطيف
والبحرين الذين عاشوا هذه الظروف القاسية ، وهذا موضوع مؤلم حقا لعلنا
__________________
نتحدث عنه في
مناسبات أخرى.
هذا ، وقد خلف
شاعرنا الصحاف أربعة من الأولاد ، وهم : الشيخ أحمد ،
والشيخ حسين والشيخ كاظم ، والملا ناصر ، وقد امتهن هذا الأخير الأعمال
الحرة ، ثم تفرغ أخيرا للخطابة عن طريق المنبر الحسيني.
وها نحن نقدم أمام
القارئ بعض النماذج الشعرية لشاعرنا المذكور ، فهذه
قصيدة يستنهض بها الإمام الحجة المنتظر ـ عجل الله تعالى فرجه ـ ويخاطب بها أيضا
أمير المؤمنين ـ عليهالسلام ـ ويرثي الحسين ـ عليهالسلام ـ ، قال :
ما بال ثارك عن
مثارك نازح
|
|
ولكم شجاه من
الصبابة صادح
|
وإلى م لم تنهض
به متطلبا
|
|
والسيف في كف
انتصارك لائح
|
وشباه يقدف بالشواظ إذا انجلى كالصبح إلا أنه هو ذابح
يا من له الشرف
الذي لا يرتقى
|
|
من دونه انحط
السماك الرامح
|
هلا دريت بأن
أوج قبابكم
|
|
هدمت وقوض من
علاها الصالح
|
وشرائع الإيمان
غير حكمها
|
|
مع محكم القرآن
جل الفادح
|
فلئن تطل في
الغيب غيبتك التي
|
|
كبرت وأنت بها
خفي واضح
|
فالحق ما في
الدار غيرك مطلبا
|
|
للطالبين له يد
ومنائح
|
أنت الرجا
والمرتجى والغوث إذ
|
|
عزا النصير وقل
فيه الناصح
|
حتى م حتى م
النوى ابن العسكري
|
|
فمتى يلوح لك
اللواء اللائح
|
ضاق الخناق أبا
الفتوح فلم نجد
|
|
إلاك فاتحها
فأنت الفاتح
|
أولم تهجك من
الحوادث أسهم
|
|
لم يخط عن
أوتارها لك سانح
|
__________________
حتى فرت من جسم
جدك مهجة
|
|
بصفاحها ، الله
كيف تصافح
|
وتقاسمت أعضاءه
شفر الضبا
|
|
فتضعضت من
جانبيه جوانح
|
حتى هناك حلبن من رؤسائكم
|
|
دما به هاماتهم تتطايح
|
يا صاحب الأمر
القديم إغارة
|
|
فيها الذوابل والصقال لوامح
|
أصقالكم أكدت سواعد غربها
|
|
أو عربكم ضئلت وهن ضوابح
|
أم غلبكم وهنت وأنت مشيمها
|
|
أم ضاع وترك وهو
عندك واضح
|
أتغض طرفك عن
طلابك طرفة
|
|
كلا ومنهم سادة
وجحاجح
|
والسبط جدك في الطفوف ضريبة
|
|
وبه هنا لك
فاجأتك جوائح
|
وبعين ربات
الحجال محاميا
|
|
دون الحجال
وللصفاح يصافح
|
فكأنه والسيف في
لجج الوغى
|
|
رعد وبرق في
السحائب قادح
|
لولا القضا ما
اعتاق في شرك الردى
|
|
يوما ولا صاحت
عليه صوائح
|
وحمولة الأرزاء
عمتك التي
|
|
لا غاب عنها في
الحياة الفادح
|
هي في النوى مقرونة بفوادح
|
|
تدعو وقاني
الدمع هام سانح
|
__________________
وتقول عاتبة
وترداد الأسى
|
|
بين الجوارح
والجوانح جائح
|
يا راكبا يطوي
السباسب مرقلا
|
|
في كورهيما للرياح تراوح
|
عج بالغري على
مليك عنده
|
|
علم المنايا
والبلايا طافح
|
هو من حوى علم
الكتاب وحكمه
|
|
نعم الخبير ومن
حوته ضرائح
|
ومتى تجئه مفردا
ويلوح من
|
|
آيات مثواه
المعظم لائح
|
فعليه سلم بل
وقل : حلال
|
|
كل المشكلات ومن
لهن الفاتح
|
يا أيها النبأ
العظيم ومن به
|
|
الرحمن في السبع
المثاني مادح
|
لولاك ما خلق
الكيان ولابدا
|
|
من أكرة الإمكان
عبد صالح
|
يا ليت عينك
والحسين بنينوى
|
|
وعليه ضاق من
الفسيح الفاسح
|
يحمي الحريم
ومهره في لجة
|
|
الهيجا على مجرى
المهند سابح
|
ما زال في مهج
العريكة موقدا
|
|
لهب الوطيس وفي الكفاح يكافح
|
والروس تحت شباه
تهوي سجدا
|
|
وعليهم أجسادهن
طوائح
|
في معرك حاذى به
فلك السما
|
|
حيث استقامت
بالجسوم صحا صح
|
[وبنات أحمد بعد فقد عزيزها
|
|
أضحى يعنفها
العدو الكاشح]
|
وضلوعهن من
الأسى محنية
|
|
كالقوس أنحلها
المسير النازح
|
يقتادها في
السير أسر مثقل
|
|
لكنه هو للجوارح
جارح
|
وبكل حي شهرت
ومدينة
|
|
فبذاك تمسي ثم
ذاك تصابح
|
حتى أتين الشام
يا لك ساعة
|
|
فيها لهن صوائح
ونوائح
|
__________________
والكوكب الدري
من عم الورى
|
|
من راحتيه مواهب
ومصالح
|
بسلاسل الأقياد مطوي الحشا
|
|
ومن الضنى أوهى قواه الفادح
|
وهو الذي لولا
بقاه لما بقي
|
|
للساجدين مساجد
ومصابح
|
علام أسرار النبوة
من له
|
|
عقد الولاية
زينته وشائح
|
عمت فوادحكم جلت
محامدكم
|
|
عزت مدائحكم وكل
المادح
|
أنتم لعمري آل
بيت محمد
|
|
حجي ونسكي
والوجود الراجح
|
وبجاهكم في الله آمل أنه
|
|
عن سيئاتي
والخطايا صافح
|
وتقبلوا مني
وشيحا زانه
|
|
وشي الثناء وعن (علي) سامحوا
|
بل فاشفعوا
للوالدين بيوم إذ
|
|
تنشق عنهم
للمعاد ضرائح
|
وملاصق في الود
لا سيما أخي
|
|
حسن المتيم في
المودة ناصح
|
والولد والقرباء
ثم حسين من
|
|
هو للسعادة
بالإجابة ناجح
|
هذي (صحافية) بصحفي أثبتت
|
|
وبها المتاجر في
الولاية رابح
|
صلى الإله عليكم
ما هب من
|
|
نفحات قدسكم
نسيم فائح
|
وله قصيدة يرثي
بها الإمام الحسين ـ عليهالسلام ـ منها قوله :
أفهل أضانجم
بثاقب
|
|
فجلى ضياه دجى
الغياهب
|
أم نور قبة
كربلاء
|
|
القدس قد فاقت
بجانب
|
وسما بها بسما
العلى
|
|
سام كبت عنه
الكواكب
|
وعلت بها فوق
الجنان
|
|
مراتبا أعلى
المراتب
|
وجاء فيها :
__________________
فاخضع لرفع
مقامها
|
|
واسجد وقبل كل
جانب
|
واقرأ سلاما
للشهيد
|
|
بكربلا مثوى
الكواكب
|
الحجة الكبرى
على
|
|
كل الأعاجم
والأعارب
|
ويقول في آخرها :
لهفي عليه
بكربلا
|
|
لما قضى عطشان
ساغب
|
وبكت له الأفلاك
والأملاك ضجت في المحارب
وبكت عليه
الكائنات
|
|
بأدمع منها
سواكب
|
وله قصيدة ثالثة
يستنهض بها الحجة المنتظر ـ عجل الله فرجه ـ ويرثي
الحسين ـ عليهالسلام ـ ، منها قوله :
ألم يأن للبتار
لا يألف الغمدا
|
|
يروي شباه من
دمامهج الأعدا
|
ومنها :
سراة بني عدنان
من لوليهم
|
|
حسين بأرض الطف
صاروا له جندا
|
وباعوا على الله
العلي نفوسهم
|
|
لكي يحفظوه
فاشتراها له نقدا
|
رجال لعمري لا
يضام نزيلها
|
|
وإن نزلوا يوم
الحروب تخل سدا
|
هم الصادقون
الراشدون لأنهم
|
|
قضوا ما عليهم
في سجل القضا رشدا
|
وحيث اجتباهم ذو
الجلال وخصهم بمن كان خير المرسلين له جدا
قد اتخذوا السمر
الرماح معارجا
|
|
إلى الله حتى
أنهم قارنوا السعدا
|
وزانوا جنان
الخلد حين حوتهم
|
|
ونالوا بها
الرضوان والفوز والخلدا
|
فصار حسين
يستغيث ولا يرى
|
|
مغيثا سوى رن الحسام
على الأعدا
|
يديرهم في
دائرات من الردى
|
|
دواهي لا تنتجن
إلا لهم ورد ،
|
أحاط بكل الجيش
ظهرا وباطنا
|
|
وكيف وكل الجيش
قد عده عدا
|
إلى أن تجلى بين
مشكاة صدره
|
|
خماسي أركان هوى
ملكا فردا
|
ومنها :
تروح عليه
العاديات وتغتدي
|
|
ترضض منه الظهر
والصدر والزندا
|
بأهلي وبي من
جسمه عطر الثرى
|
|
ففاق شذاها المسك والند والوردا
|
ومن عجب الأشياء أن كريمه
|
|
على رأس رمح
يكثر الشكر والحمدا
|
وزينب ما بين
النساء من الأسى
|
|
تكابد ما أوهى حشاها وما أودى
|
فلله من خطب دهى
قلب زينب
|
|
تكاد تخر الشم
من عظمه هدا
|
ألا أيها الساري
على كور ضامر
|
|
يجوب جيوب الحزن في طيه البيدا
|
تكفل رعاك الله
مني رسالة
|
|
تبلغها الكرار
من بالهدى أهدى
|
وقف بالغري واقرا السلام على الولي
|
|
أبا الأوليا من
بالحرايب قد عدا
|
وناديه يا غوث
الصريخ ألا ترى
|
|
بعينك أشبالا لك
افترشت وهدا
|
ومنها :
أبا حسن العلام
عالم دعوتي
|
|
وسامع ما أخفى
الضمير وما أبدى
|
ألم تريا مولاي
ما نال آلكم
|
|
بفقد حسين حين
أن أسكن الخلدا
|
بأن بني سفيان
قد سلبت لكم
|
|
فراقد لما تعرف
السلب والفقدا
|
تجرت عليهن الأعادي جرأة
|
|
وقد سلبوها
المرط والقرط والعقدا
|
وإن تلوعن عين
المسلب المت
|
|
بضرب سياط اللين
في جنبها جلدا
|
وشبوا بيوت الآل
من بعد نهبها
|
|
وكانت تغيث
الخائفين كذا الوفدا
|
وإن اللواتي
قارن الصون حجبها
|
|
سبتها العدى من
بعد ما انتهبوا الرفدا
|
على هزل يطوي
بها السير لا ترى
|
|
لهن وطا من
قتبهن ولا قتدا
|
__________________
من ذخائر التراث
ترجمة الإمام الحسن
عليهالسلام
من القسم غير المطبوع
من كتاب
الطبقات الكبير
لابن سعد
تهذيب وتحقيق
السيد عبد العزيز الطباطبائي


بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
الحسن بن علي عليهماالسلام
ابن أبي طالب بن
عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي.
وأمه فاطمة بنت
رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأمها خديجة بنت
خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي .
فولد الحسن بن علي
:
محمدا الأصغر
وجعفرا وحمزة وفاطمة ، درجوا ، وأمهم أم كلثوم بنت
الفضل بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم.
ومحمدا الأكبر ـ وبه
كان يكنى ـ.
والحسن وامرأتين
هلكتا ولم تبرزا ، وأمهم خولة بنت منظور بن زبان
ابن سيار بن عمرو بن [جابر] بن عقيل بن هلال بن سمي بن مازن بن فزارة بن
ذبيان بن بغيض بن مرة بن غطفان.
وزيدا وأم الحسن
وأم الخير ، وأمهم أم بشير بنت أبي مسعود ، وهو عقبة
ابن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة بن عطية بن جدارة بن عوف بن الحارث
ابن الخزرج ، من الأنصار.
وإسماعيل ويعقوب
وجاريتين هلكتا ، وأمهم جعدة بنت الأشعث بن
قيس بن معدي كرب الكندي.
__________________
والقاسم وأبا بكر
وعبد الله ، قتلوا مع الحسين بن علي بن أبي طالب
ولا بقية لهم ، وأمهم أم ولد تدعى بقيلة.
وحسين الأثرم وعبد
الرحمن وأم سلمة وأمهم أم ولد تدعى ظمياء.
وعمرا ، لا بقية
له ، وأمه أم ولد.
وأم عبد الله وهي أم أبي جعفر محمد بن علي بن حسين ، وأمهما أم ولد
تدعى صافية.
وطلحة ، لا بقية
له ، وأمه أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله بن عثمان
التيمي.
وعبد الله الأصغر
، وأمه زينب بنت سبيع بن عبد الله أخي جرير بن
عبد الله البجلي.
قال محمد بن عمر : ولد الحسن بن علي بن أبي طالب في النصف من
شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة.
ذكر الأذان في أذن الحسن
قال : أخبرنا عمر
بن سعد أبو داود الحفري وقبيصة بن عقبة وأبو المنذر
إسماعيل بن عمر ، قالوا : حدثنا سفيان الثوري ، عن عاصم بن عبيد الله ، عن
__________________
عبيد الله بن أبي
رافع ، عن أبيه : إن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أذن في أذن
الحسن بن علي حين ولدته فاطمة.
قال قبيصة وأبو
المنذر في حديثهما : بالصلاة.
أخبرنا الفضل بن
دكين ، قال : حدثنا ابن عيينة ، عن عاصم بن
عبيد الله ، عن عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبي رافع : إن رسول الله
ـ صلى الله عليه
وسلم ـ أذن في أذن الحسن بن علي بالصلاة حين ولدته فاطمة.
ذكر العقيقة
قال
: أخبرنا إسماعيل
بن إبراهيم الأسدي ، عن أيوب ، عن عكرمة : إن
النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عق عن الحسن بكبش ، وعن الحسين بكبش.
قال
: أخبرنا يعلى بن
عبيد ، قال : حدثنا سفيان ، عن أيوب ، عن عكرمة ،
قال : ذبح رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عن الحسن والحسين كبشا كبشا .
قال
: أخبرنا عبيد الله
بن موسى ، قال : حدثنا إسرائيل ، عن جابر ، عن
عكرمة : إن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عق عن حسن وحسين كبشا كبشا.
قال
: أخبرنا محمد بن
حميد العبدي ، عن معمر ، عن أيوب ، عن عكرمة :
إن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عق عن الحسن والحسين كبشين.
__________________
ذكر حلق رأس الحسن والحسين
قال
: أخبرنا أنس بن
عياض أبو ضمرة الليثي ، عن جعفر بن محمد ، عن
أبيه : إن فاطمة حلقت حسنا وحسينا يوم سابعهما ، فوزنت شعرهما فتصدقت بوزنه فضة.
قال
: أخبرنا معن بن
عيسى ، قال : حدثنا مالك بن أنس ، عن جعفر بن
محمد ، عن أبيه ، قال : وزنت بنت رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ شعر حسن
وحسين وزينب وأم كلثوم فتصدقت بزنته فضة.
قال
: أخبرنا معن بن
عيسى ، قال : حدثنا مالك بن أنس ، عن ربيعة بن
أبي عبد الرحمن ، عن محمد بن علي بن حسين ، قال : وزنت فاطمة بنت رسول الله
ـ صلىاللهعليهوسلم ـ شعر حسن وحسين فتصدقت بزنته فضة.
قال
: أخبرنا خالد بن
مخلد البجلي ، قال : حدثني سليمان بن بلال ، قال :
حدثني ربيعة بن [أبي] عبد الرحمن ، عن محمد بن علي بن حسين ، قال : حلق
رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ حسنا وحسينا ثم تصدق بزنة أشعارهما فضة.
قال
: أخبرنا خالد بن
مخلد ، قال : حدثني سليمان بن بلال ، قال : حدثني
جعفر بن محمد ، عن أبيه ، قال : ذبحت فاطمة بن حسن وحسين حين ولدا شاة
شاة ، وحلقت رؤوسهما وتصدقت بزنة شعورهما.
قال
: أخبرنا هشام أبو
الوليد الطيالسي ، قال : حدثنا شريك ، عن
عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن علي بن حسين ، قال : لما ولدت فاطمة حسنا
قالت : يا رسول الله ، أعق عن ابني بدم؟ قال : لا ، ولكن احلقي رأسه وتصدقي
بوزن شعره من الورق على المساكين ، أو على كذا ـ يعني أهل الصفة ـ ، فلما ولدت
__________________
حسينا فعلت مثل
ذلك.
قال
: أخبرنا محمد بن
عمر ، قال : حدثنا الثوري ، عن عبد الله بن [محمد
ابن] عقيل ، عن علي بن حسين ، قال : عق رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عن
الحسن بكبش ، وحلق رأسه وأمر أن يتصدق بزنته فضة على الأوفاض .
قال
: وأخبرنا أيضا به
محمد بن عمر ، قال : أخبرنا الثوري ، عن عبد الله ابن محمد بن عقيل ، عن علي بن
حسين ، عن أبي رافع : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ أمر أن يتصدق بزنة شعر
حسن وحسين على الأوفاض ـ يعني المساكين الذين في الصفة ـ .
قال
: أخبرنا محمد بن
عمر ، قال : أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ،
عن جعفر ، عن أبيه ، قال : أمر النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أن يتصدق بزنة شعر
حسن وحسين ، فوزن شعر أحدهما فوجد ثلثي درهم.
قال
: أخبرنا محمد بن
عمر ، عن إبراهيم بن يزيد الخوزي ، عن عمرو بن
دينار ، عن الحسن بن محمد بن علي : إن فاطمة ـ عليهاالسلام ـ عقت عن حسن
بجزور ، وحلقت رأسه فتصدقت بزنته ذهبا وفضة على المساكين .
قال
: أخبرنا محمد بن
عمر ، عن مخرمة بن بكير ، عن أبيه ، عن عمرة ، عن
عائشة ، قالت : عق النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عن الحسن والحسين يوم السابع.
قال
: أخبرنا محمد بن
عمر ، قال : حدثنا مالك بن أنس ، عن جعفر بن
__________________
محمد ، عن أبيه.
وعن سفيان بن
عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن أبي جعفر : إن فاطمة
وزنت شعر الحسن والحسين فتصدقت بوزن ذلك فضة.
قال : أخبرنا محمد
بن عمر ، عن سعيد بن محمد ، عن جعفر بن محمد ، عن
أبيه ، قال : ما بلغ زنة شعورهما درهما.
ذكر تسمية
رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ الحسن والحسين رحمهماالله ورضي عنهما
قال
: أخبرنا أنس بن
عياض أبو ضمرة الليثي ، عن جعفر بن محمد ، عن
أبيه : إن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ سمى حسنا وحسينا يوم سابعهما ، واشتق اسم حسين بن حسن .
قال
: أخبرنا عبد الله
بن مسلمة بن قعنب وخالد بن مخلد البجلي ، قالا :
حدثنا سليمان بن بلال ، قال : حدثني جعفر بن محمد ، عن أبيه.
قال
: وأخبرنا محمد بن
عمر ، قال : حدثني مالك بن أبي الرجال ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه : إن رسول الله
ـ صلىاللهعليهوسلم ـ سمى حسنا وحسينا يوم سابعهما.
قال
: أخبرنا يحيى بن
عيسى الرملي ، عن الأعمش ، عن سالم بن أبي
الجعد ، قال : قال علي : كنت رجلا أحب الحرب ، فلما ولد الحسن هممت أن
أسميه حربا فسماه رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ الحسن.
قال
: فلما ولد الحسين
هممت أن أسميه حربا لأني كنت أحب الحرب
فسماه رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ الحسين ، وقال إني سميت ابني هذين باسمي ابني هارون شبرا
وشبيرا .
__________________
قال
: أخبرنا عبيد الله
بن موسى ، قال : حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ،
عن هانئ بن هانئ ، عن علي ، قال : لما ولد الحسن سميته حربا ، فجاء رسول الله
ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقال : أروني ابني ، ما سميتموه؟ قلنا : حربا ، قال : بل
هو
حسن.
فلما ولد الحسين
سميته حربا ، فجاء رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقال : أروني
ابني ، ما سميتموه؟ قلنا : حربا ، قال : بل هو حسين.
فلما ولد الثالث!
سميته حربا! فجاء رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقال : أروني
ابني ما سميتموه؟ قلنا : حربا ، قال : بل هو محسن.
ثم قال : سميتهم
بأسماء ولد هارون شبرا وشبيرا ومشبرا .
قال
: أخبرنا الحسن بن
موسى ، قال : حدثنا زهير بن معاوية ، عن أبي
__________________
إسحاق ، قال : لما
ولد الحسن سماه علي حربا ، قال : وكان يعجبه أن يكنى أبا حرب ، فقال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : ما سميتم ابني؟ قالوا : حربا ، فقال : ما شأن حرب؟! هو
حسن.
فلما ولد حسين
سماه علي حربا ، فقال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : ما سميتم ابني؟ قالوا : حربا ، فقال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : ما شأن حرب؟! هو حسين.
فلما ولد الثالث
سماه حربا ، فقال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : ما
سميتم ابني؟ قالوا : حربا ، فقال : ما شأن حرب؟! هو محسن أو محسن.
قال
: أخبرنا مالك بن
إسماعيل ، قال : أخبرنا عمرو بن حريث ، قال :
حدثنا برذعة بن عبد الرحمن ـ يعني ابن مطعم البناني ـ ، عن أبي الخليل ، عن
سلمان ، عن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أنه قال : سميتهما باسمي ابني هارون ـ يعني الحسن
والحسين ـ شبرا وشبيرا .
قال
: أخبرنا مالك بن
إسماعيل ، قال : حدثنا عمرو بن حريث ، عن
عمران بن سليمان ، قال : الحسن والحسين إسمان من أسماء أهل الجنة لم يكونا
في الجاهلية .
قال
: أخبرنا عبد الله
بن جعفر الرقي ، قال : حدثنا عبيد الله بن عمرو ، عن
عبد الله بن محمد بن عقيل : إن عليا لما ولد ابنه الأكبر سماه بعمه حمزة ، ثم ولد
ابنه الآخر فسماه بعمه جعفر ، قال : فدعاني النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقال :
إني قد أمرت أن أغير أسماء ابني هذين ، قال : قلت : الله ورسوله أعلم ، قال :
__________________
فسماهما حسنا
وحسينا .
قال
: أخبرنا سفيان بن
عيينة ، عن عمرو ، عن عكرمة ، قال : لما ولدت فاطمة حسنا أتت به النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فسماه حسنا ، فلما ولدت حسينا أتت به النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقال : هذا أحسن من هذا ، فشق له من اسمه ، فقال : هذا
حسين.
ذكر شبه الحسن بن علي
بالنبي صلىاللهعليهوسلم
قال
: أخبرنا عبد الله
بن نمير ، ويزيد بن هارون ، ومحمد بن كناسة
الأسدي ، قالوا : حدثنا إسماعيل بن أبي خالد ، قال : قلت لأبي جحيفة : رأيت
النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ؟ قال : نعم ، كان أشبه الناس به الحسن بن علي .
قال
: أخبرنا عمر بن
سعد أبو داود الحفري ، عن سفيان ، عن ابن عمر
__________________
سعيد ، عن ابن أبي
مليكة ، عن عقبة بن الحارث ، قال : إني لمع أبي بكر إذ مر
على الحسن بن علي فوضعه على عنقه ، ثم قال :
بأبي شبه النبي
|
|
لا شبيها بعلي
|
قال : وعلي معه
فجعل علي يضحك.
قال
: أخبرنا الضحاك بن
مخلد أبو عاصم النبيل الشيباني محمد بن
عبد الله الأسدي ، قالا : حدثنا عمر بن سعيد ، عن ابن أبي مليكة ، عن عقبة بن
الحارث ، قال : خرجت مع أبي بكر من صلاة العصر بعد وفاة النبي ـ صلى الله
عليه وسلم ـ بليال وعلي يمشي إلى جنبه ، فمر بحسن بن علي وهو يلعب مع غلمان
فاحتمله على رقبته وهو يقول :
وا بأبي شبه
النبي
|
|
ليس بشبه بعلي
|
وعلي يضحك! .
قال
: وأخبرنا عبيد
الله بن موسى ، ومحمد بن عبد الله الأسدي ومالك
ابن إسماعيل أبو غسان النهدي ، قالوا : حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن
هانئ بن هانئ ، عن علي ، قال : الحسن أشبه رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، بين
الصدر إلى الرأس ، والحسين أشبه النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ما كان أسفل من
ذلك .
__________________
قال
: أخبرنا عفان بن
مسلم ، قال : حدثنا عبد الواحد بن زياد ، قال :
حدثنا عاصم بن كليب ، قال : حدثني أبي أنه سمع أبا هريرة يقول : قال رسول الله
ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : من رآني في النوم فقد رآني ، فإن الشيطان لا ينتحلني.
قال أبي : فحدثته
ابن عباس وأخبرته قد رأيته ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ،
قال : رأيته؟ قلت : إي والله ، لقد رأيته ، قال : فذكرت الحسن بن علي؟ قال :
إي والله ، لقد ذكرته وتفييئه في مشيته ، قال ابن عباس : إنه كان يشبهه .
قال
: أخبرنا عبد الله
بن مسلمة بن قعنب الحارثي ، قال : أخبرنا علي بن عابس الكوفي ، عن يزيد بن أبي
زياد ، عن البهي مولى الزبير ، قال : تذاكرنا من أشبه النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ من أهله؟ فدخل علينا عبد الله بن الزبير ، فقال : أنا
أحدثكم بأشبه أهله وأحبهم إليه ، الحسن بن علي ، رأيته يجئ وهو ساجد فيركب رقبته ـ
أو قال ظهره ـ فما ينزله حتى يكون هو الذي ينزل ، ولقد رأيته يجئ وهو راكع فيفرج
له بين رجليه حتى يخرج من الجانب الآخر .
__________________
ذكر ما قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ
في الحسن وما كان يصنع به ـ صلىاللهعليهوسلم ـ
قال
: أخبرنا يزيد بن
هارون ، ومحمد بن بشر العبدي ، قالا : حدثنا محمد
ابن عمرو ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، قال : كان رسول الله ـ صلى الله عليه
وسلم ـ يدلع لسانه للحسن بن علي ، فإذا رأى الصبي حمرة اللسان يهش إليه ، فقال
عيينة : ألا أراك تصنع هذا! إنه ليكون الرجل من ولدي قد خرج وجهه
وأخذ بلحيته ما أقبله! فقال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : أملك أن ينزع الله
منك الرحمة؟!
وقال محمد بشر ـ في
حديثه ـ : إنه من لا يرحم لا يرحم.
قال
: أخبرنا إسماعيل
بن إبراهيم الأسدي ، عن ابن عون ، عن عمير بن
إسحاق ، قال : رأيت أبا هريرة لقي الحسن بن علي فقال له : إكشف لي بطنك حتى
أقبل حيث رأيت رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يقبل منه ، قال : فكشف عن
بطنه فقبله .
__________________
قال
: أخبرنا عبد الملك
بن عمرو أبو عامر العقدي ، عن زمعة بن صالح ،
عن سلمة بن وهرام ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان
حاملا الحسن بن علي على عاتقه ، فقال رجل : نعم المركب ركبت يا غلام ، فقال النبي
ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : ونعم الراكب هو .
قال
: أخبرنا محمد بن
إسماعيل بن أبي فديك المدني ، عن هشام بن
سعد ، عن نعيم المجمر ، عن أبي هريرة ، قال : ما رأيت حسنا قط إلا فاضت عيناي
دموعا ، وذلك أن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ خرج يوما فوجدني في المسجد ،
فأخذ بيدي فانطلقت معه فلم يكلمني حتى جئنا سوق بني قينقاع ، فطاف بها ونظر
ثم انصرف وأنا معه ، حتى جئنا المسجد فجلس واحتبى ثم قال لي : لكاع ، ادع لي لكعا.
قال : فجاء الحسن
يشتد فوقع في حجره ثم أدخل يده في لحيته ، ثم جعل
رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يكفح فمه فيدخل فاه في فيه ، ثم يقول : اللهم
__________________
إني أحبه فأحببه ،
وأحبب من يحبه .
قال
: أخبرنا الفضل بن
دكين ، عن ابن عيينة ، عن عبيد الله بن أبي يزيد ، عن نافع بن جبير ، عن أبي هريرة الدوسي ، قال : خرجت مع
__________________
رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لا يكلمني ولا أكلمه حتى أتينا سوق بني قينقاع
__________________
ثم رجع ، قالت
عائشة فجلس فقال : أثم لكع؟ فظننت أن أمه حبسته تغسله
وتلبسه سخابا ، فخرج يشتد حتى اعتنق كل واحد منهما صاحبه ، ثم قال : اللهم
إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه ، للحسن.
قال
: أخبرنا الفضل بن
دكين ، وسعيد بن منصور ، عن ابن عيينة ، عن
أبي موسى ، قال : سمعت الحسن ، قال : حدثنا أبو بكرة ، قال : لقد رأيت رسول الله
ـ صلىاللهعليهوسلم ـ على المنبر وهو يقبل على الناس مرة وعلى الحسن مرة
ويقول : إن ابني هذا سيد ، وعسى الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين.
وزاد سعيد :
إسرائيل بن موسى ، وزاد : على يده بين فئتين من المسلمين .
قال
: أخبرنا الفضل بن
دكين ، قال : حدثنا سفيان ، عن داود بن أبي
هند ، عن الحسن ، قال : قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ للحسن : إن ابني
هذا سيد ، يصلح الله به بين فئتين من المسلمين.
قال
: أخبرنا عفان بن
مسلم ، قال : حدثنا مبارك بن فضالة ، عن
الحسن ، قال : أخبرني أبو بكرة : إن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ كان يصلي
فإذا سجد وثب الحسن على ظهره ـ أو قال : على عنقه ـ فيرفع رأسه رفعا رفيقا لأن
لا يصرع ، فعل ذلك غير مرة ، فلما قضى صلاته قالوا : يا رسول الله ،
رأيناك صنعت بالحسن شيئا ما رأيناك صنعته بأحد؟ فقال : إنه ريحانتي من
__________________
الدنيا ، وإن ابني
هذا سيد ، وعسى الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين .
قال
: أخبرنا عفان بن مسلم
، قال : أخبرنا حماد بن سلمة ، قال : أخبرنا
حميد ، عن الحسن : إن الحسن بن علي جاء ذات يوم فصعد المنبر ورسول الله ـ صلى
الله عليه وسلم ـ يخطب ، فأخذه فوضعه في حجره فجعل يمسح رأسه وقال : إن ابني
هذا سيد ، وإن الله سيصلح به فئتين من المسلمين .
قال
: أخبرنا مسلم بن
إبراهيم وعارم بن الفضل ، قالا : أخبرنا حماد بن
زيد ، قال : حدثنا علي بن زيد ، عن الحسن ، عن أبي بكرة : إن النبي ـ صلى الله
عليه وسلم ـ كان يخطب يوما فصعد إليه الحسن فضمه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إليه
، وقال : إن ابني هذا سيد ، ولعل الله أن يصلح على يديه فئتين من المسلمين عظيمتين
.
__________________
قال
: أخبرنا بكر بن
عبد الرحمن القاضي ، قال : حدثنا عيسى بن المختار ،
عن محمد ـ يعني ابن أبي ليلى ـ عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : جاء الحسن
إلى رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وهو ساجد فركب على ظهره ، فأخذه رسول
الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بيده وهو على ظهره ثم ركع ثم أرسله فذهب.
قال
: أخبرنا وهب بن
جرير بن حازم وسليمان أبو داود الطيالسي
وهشام أبو الوليد ، قالوا : أخبرنا شعبة ، قال : أخبرني عمرو بن مرة ، عن
عبد الله بن الحارث ، عن زهير بن الأقمر ، قال : خطبنا الحسن بن علي على المنبر
بعد
قتل علي فقام رجل من أزد شنوءة فقال : رأيت رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ
واضعا الحسن في حبوته وهو يقول : من أحبني فليحبه ، وليبلغ الشاهد منكم الغائب ،
ولولا عزمة رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ما حدثت أحدا شيئا ، ثم قعد .
قال
: أخبرنا سفيان بن
عيينة ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي
هريرة : أبصر الأقرع النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يقبل حسنا ، فقال : لي عشرة من
الولد ما قبلت واحدا منهم قط! فقال : إنه من لا يرحم لا يرحم.
قال سفيان : وقال
بعض الناس : ما أصنع بك إن كان الله نزع
منك الرحمة؟! .
__________________
قال
: أخبرنا هشام أبو
الوليد الطيالسي ، وشبابة بن سوار ، ويحيى بن
عباد ، قالوا : حدثنا شعبة ، قال : أخبرني عدي بن ثابت ، قال : سمعت البراء بن
عازب يقول : رأيت النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ حاملا الحسن على عاتقه وهو
يقول : اللهم إني أحبه فأحبه .
قال
: أخبرنا الفضل بن
دكين ، قال : حدثنا فضيل بن مرزوق ، قال :
حدثني عدي بن ثابت ، عن البراء بن عازب ، قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه
وسلم ـ للحسن : اللهم إني قد أحببته فأحبه وأحب من يحبه .
قال
: أخبرنا الفضل بن
دكين ، قال : حدثنا إسرائيل ، قال : سمعت سالم
ابن أبي حفصة ، قال : سمعت أبا حازم ، قال : سمعت أبا هريرة ، قال : سمعت
رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يقول : من أحب الحسن والحسين فقد أحبني ،
__________________
ومن أبغضهما فقد
أبغضني .
قال
: أخبرنا محمد بن
عبد الله الأسدي ، قال : حدثنا شريك ، عن جابر ،
عن عبد الرحمن بن سابط ، عن جابر ، قال : قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ :
من سره أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة فلينظر إلى الحسن بن علي .
قال
: أخبرنا الفضل بن
دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي ، قالا : حدثنا
سفيان ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن ابن أبي نعم ، عن أبي سعيد الخدري ، قال :
قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : حسن وحسين سيدا شباب أهل الجنة .
__________________
قال
: أخبرنا عبيد الله
بن موسى والفضل بن دكين ، قالا : حدثنا يزيد
ابن مردانبه ، عن عبد الرحمن بن أبي نعم ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي ـ صلى
الله عليه وسلم ـ ، قال : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة .
قال
: أخبرنا الفضل بن
دكين ، قال : حدثنا الحكم بن عبد الرحمن بن
أبي نعم ، عن أبيه ، عن أبي سعيد ، عن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، قال : الحسن
__________________
والحسين سيدا شباب
أهل الجنة ، إلا ابني الخالة عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا .
قال
: أخبرنا الفضل بن
دكين ، قال : حدثنا شريك ، عن عبد الرحمن بن زياد ، عن مسلم بن يسار ، قال : أقبل
الحسن والحسين فقال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : هذان سيدا شباب أهل الجنة ، وأبوهما خير منهما .
__________________
قال
: أخبرنا الفضل بن
دكين ، قال : حدثنا إسرائيل ، عن ابن أبي
السفر ، عن الشعبي ، عن حذيفة ، عن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قال : أتاني
جبريل فبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة .
قال
: أخبرنا عبد الله
بن نمير ، عن حجاج بن دينار ، عن جعفر بن أياس ،
عن عبد الرحمن بن مسعود ، عن أبي هريرة ، قال : خرج علينا رسول الله ـ صلى الله
عليه وسلم ـ ومعه حسن وحسين ، هذا على عاتقه ، وهذا على عاتقه ، وهو يلثم هذا
مرة ، وهذا مرة ، حتى انتهى إلينا فقال له رجل : إنك لتحبهما! فقال : من أحبهما
فقد أحبني ، ومن أبغضهما فقد أبغضني .
__________________
قال
: أخبرنا عفان بن
مسلم ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن
زيد ، إن فتية من قريش خطبوا ابنة سهيل بن عمرو ، وخطبها الحسن ، فشاورت
أبا هريرة ـ وكان لها صديقا! ـ فقال : إني رأيت النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ
يقبل فاه ، فإن استطعت أن تقبلي حيث قبل فقبلي! .
قال
: أخبرنا خلاد بن
يحيى ، قال : حدثنا معرف بن واصل ، قال : حدثتني امرأة من الحي يقال لها : حفصة
ابنة طلق ، قالت : حدثنا أبو عميرة رشيد ابن مالك ، قال : كنا عند رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ جلوسا فأتاه رجل بطبق عليه تمر ، فقال : ما هذا ، أهدية
أم صدقة؟ فقال الرجل : صدقة ، قال : فقدمها إلى القوم ، قال : وحسن بين يديه يتعفر
، قال : فأخذ الصبي تمرة فجعلها في فيه ، قال : ففطن له رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فأدخل إصبعه في في الصبي فانتزع التمرة ثم قذف بها ،
وقال : إنا آل محمد لا نأكل الصدقة .
قال
: أخبرنا وكيع بن
الجراح ، قال : حدثنا شعبة ، عن محمد بن زياد ،
__________________
عن أبي هريرة ،
قال : أخذ الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه ،
فقال له رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : كخ كخ ، ثم أخذها من فيه فألقاها ،
وقال : إنا أهل بيت لا نأكل الصدقة .
قال
: أخبرنا عفان بن
مسلم ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، قال : أخبرنا
محمد بن زياد ، قال : سمعت أبا هريرة يقول : إن رسول الله ـ صلى الله عليه
وسلم ـ أتي بتمر من تمر الصدقة ، فأمر فيه بأمره ، فجعل الحسن أو الحسين على
عاتقه وجعل لعابه يسيل عليه ففطن إليه فإذا هو يلوك تمرة ، فحرك خده وقال :
ألقها يا بني ، ألقها أما سمعت أن آل محمد لا يأكلون الصدقة.
ذكر ما علم النبي صلىاللهعليهوسلم
الحسن رحمهالله من الدعاء
قال
: أخبرنا يزيد بن
هارون ، قال : أخبرنا شريك بن عبد الله ، عن أبي
إسحاق ، عن بريد بن أبي مريم ، عن أبي الحوراء ، عن الحسن بن علي ، قال : علمني
جدي ـ أو علمني النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ كلمات أقولهن في الوتر :
اللهم اهدني فيمن
هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ،
وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي ولا يقضى عليك ،
فإنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت .
قال
: أخبرنا يزيد بن
هارون ، قال : حدثنا الحسن بن عمارة ، قال : حدثنا
بريد بن أبي مريم ، عن أبي الحوراء ، قال : قلت للحسن بن علي ، مثل من كنت
__________________
على عهد رسول الله
ـ صلىاللهعليهوسلم ـ؟
قال : سمعته يقول
لرجل : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ، فإن الشر
ريبة ، وإن الخير طمأنينة.
وعقلت منه أني
بينما أنا أمشي معه إلى جنب جرين الصدقة ، تناولت
تمرة فألقيتها في في فأدخل إصبعه في في فاستخرجها بلعابها وبزاقها فألقاها فيه ،
وقال : إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة.
وعقلت عنه الصلوات
الخمس فعلمني كلمات أقولهن عند انقضائهن :
اللهم اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولنا فيمن توليت ، وبارك لنا
فيما أعطيت ، وقنا شر ما قضيت ، إنك تقضي ولا يقضى عليك ، إنه لا يذل من
واليت ، تباركت ربنا وتعاليت.
قال أبو الحوراء :
فذكرت ذلك لمحمد بن علي ـ يعني ابن الحنفية ـ ونحن في
الشعب ، فقال : إنهن لكلمات علمناهن وأمرنا أن نقولهن في الوتر.
قال
: أخبرنا عبيد الله
بن موسى ، قال : أخبرنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ،
عن بريد بن أبي مريم ، عن أبي الحوراء ، عن الحسن بن علي ، قال : علمني رسول
الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ كلمات أقولهن في القنوت : اللهم اهدني فيمن هديت ،
وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ،
إنك تقضي ولا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تبارك ربنا وتعاليت .
قال
: أخبرنا الحسن بن
موسى ، قال : حدثنا زهير ، عن أبي إسحاق ، عن
بريد بن أبي مريم ، عن أبي الحوراء ، عن الحسن بن علي ، قال : علمني رسول الله
ـ صلىاللهعليهوسلم ـ :
اللهم اهدني فيمن
هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ،
وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي ولا يقضى عليك ،
__________________
فإنه لا يذل من
واليت ، تباركت وتعاليت ، هذا يقوله في القنوت في الوتر.
قال
: أخبرنا عمرو بن
الهيثم ، قال : حدثنا شعبة ، عن بريد بن أبي مريم ،
عن أبي الحوراء ، قال : قلت للحسن : ما تحفظ أو تذكر من رسول الله ـ صلى الله
عليه وسلم ـ؟ قال : أخذت تمرة من تمر الصدقة ، أظنه قال : فألقيتها في في ،
فأخذها فألقاها بلعابها.
قال : وكان يقول :
دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ، فإن الصدق طمأنينة
وإن الكذب ريبة .
قال
: أخبرنا الفضل بن
دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي ، قالا : حدثنا
يونس بن أبي إسحاق ، قال : سمعت بريد بن أبي مريم ، قال : حدثني أبو الحوراء ،
قال : علم رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ الحسن كلمات ، قال : إذا قمت في
القنوت في الوتر فقل :
اللهم اهدني فيمن
هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ،
وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، إنه تقضي ولا يقضى عليك ، إنه لا
يذل من واليت ، تبارك ربنا وتعاليت.
قال
: أخبرنا الضحاك بن
مخلد أبو عاصم النبيل ، عن ثابت بن عمارة ،
قال : حدثنا ربيعة بن شيبان ، قال : قلت للحسن بن علي : ما تحفظ من رسول الله
ـ صلىاللهعليهوسلم ـ؟ قال : أدخلني غرفة الصدقة فأخذت تمرة فألقيتها في في ،
__________________
فقال : ألقها
فإنها لا تحل لمحمد ولا لأهل بيته.
قال
: أخبرنا محمد بن
عمر ، قال : حدثني ابن أبي سبرة ، عن داود بن
الحصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : خرجنا مع علي إلى الجمل ـ ستمائة
رجل ـ فسلكنا على الربذة فنزلناها ، فقام إليه ابنه الحسن بن علي فبكى بين يديه
وقال : إئذن لي فأتكلم ، فقال علي : تكلم ودع عنك أن تخن خنين الجارية!
فقال الحسن : إني كنت أشرت عليك بالمقام وأنا أشير به عليك الآن!
إن للعرب جولة ، ، ولو قد رجعت إليها عوازب أحلامها قد ضربوا إليك آباط
الإبل حتى يستخرجوك ولو كنت في مثل جحر الضب. فقال علي : أتراني ـ لا أبا
لك! ـ كنت منتظرا كما تنتظر الضبع اللدم .
__________________
قال
: أخبرنا محمد بن
عمر ، قال : حدثني معمر بن راشد ، عن سالم بن أبي
الجعد ، قال : لما نزل علي بذي قار بعث عمار بن ياسر والحسن بن علي إلى الكوفة
فاستنفراهم إلى البصرة .
قال
: أخبرنا محمد بن
عمر ، قال : أخبرنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، قال :
بعث علي عمارا والحسن بن علي إلى الكوفة ونزل على بذي قار ، قال : فاستنفراهم
فخرج منهم ثمانية ألف على كل صعب وذلول .
قال
: أخبرنا الفضل بن
دكين ، قال : حدثنا معمر بن يحيى بن سام ،
قال : سمعت جعفرا ، قال : سمعت أبا جعفر ، قال : قال علي : قم فاخطب الناس يا
حسن ، قال : إني أهابك أن أخطب وأنا أراك ، فتغيب عنه حيث يسمع كلامه
ولا يراه.
فقام الحسن فحمد
الله وأثنى عليه وتكلم ثم نزل ، فقال علي : «ذرية
بعضها من بعض والله سميع عليم» .
قال
: أخبرنا محمد بن
عبد الله الأسدي ، قال : حدثنا إسرائيل ، عن أبي
__________________
إسحاق ، عن هبيرة
بن يريم ، قال : قيل لعلي : هذا الحسن بن علي في المسجد يحدث الناس ، فقال : طحن
إبل لم تعلم طحنا ، قال : وما طحن إبل يومئذ .
قال
: أخبرنا وهب بن
جرير بن حازم ، قال : أخبرنا شعبة ، عن أبي
إسحاق ، [عن] معدي كرب : إن عليا مر على قوم قد اجتمعوا على رجل ،
فقال : من هذا؟ قالوا : الحسن ، قال : طحن إبل لم تعود طحنا! إن لكل قوم صدادا
وإن صدادنا الحسن.
قال
: أخبرنا عبيد الله
بن موسى ، قال : حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ،
عن حارثة ، عن علي ، أنه خطب الناس ثم قال : إن ابن أخيكم الحسن بن علي قد
جمع مالا وهو يريد أن يقسمه بينكم ، فحضر الناس فقام الحسن ، فقال : إنما جمعته
للفقراء ، فقام نصف الناس ، ثم كان أول من أخذ منه الأشعث بن قيس! .
قال
: أخبرنا الفضل بن
دكين ، قال : حدثنا شريك ، عن عاصم ، عن
أبي رزين ، قال : خطبنا الحسن بن علي يوم جمعة فقرأ [سورة] إبراهيم على المنبر
حتى ختمها .
__________________
قال
: أخبرنا سفيان بن
عيينة ، عن عمرو ، عن أبي جعفر محمد بن علي ،
قال : كان الحسن والحسين لا يريان أمهات المؤمنين ، فقال ابن عباس : إن
رؤيتهن لهما الحلال.
قال
: أخبرنا إسماعيل
بن إبراهيم الأسدي ، عن ابن عون ، عن عمير بن
إسحاق ، قال : ما تكلم عندي أحد كان أحب إلي إذا تكلم أن لا يسكت من
الحسن بن علي ، وما سمعت منه كلمة فحش قط إلا مرة ، فإنه بين حسين بن علي
وعمرو بن عثمان بن عفان خصومة في أرض فعرض حسين أمرا لم يرضه عمرو ،
فقال الحسن : فليس له عندنا إلا ما رغم أنفه.
قال : فهذا أشد
كلمة فحش سمعتها منه قط .
قال
: أخبرنا إسماعيل
بن إبراهيم ، عن ابن عون ، عن ابن سيرين ، قال :
قال الحسن : الطعام أدق من أن يقسم عليه.
قال
: أخبرنا مسلم بن
إبراهيم ، قال : حدثنا قرة ، قال أكلت في بيت
محمد طعاما فلما شبعت أخذت المنديل ورفعت يدي ، فقال لي محمد : كان الحسن
ابن علي يقول : إن الطعام أهون من أن يقسم عليه .
قال
: أخبرنا إسماعيل
بن إبراهيم ، عن أشعث بن سوار ، عن رجل ، قال :
جلس رجل إلى الحسن بن علي ، فقال : إنك جلست إلينا على حين قيام منا ،
أفتأذن؟ .
قال
: أخبرنا أبو بكر
بن عبد الله بن أبي أويس المدني ، عن سليمان بن
__________________
بلال ، عن جعفر بن
محمد ، عن أبيه : إن الحسن والحسين كانا يقبلان جوائز
معاوية .
قال
: أخبرنا شبابة بن
سوار ، قال : أخبرني إسرائيل بن يونس ، عن ثوير
ابن أبي فاختة ، عن أبيه ، قال : وفدت مع الحسن والحسين إلى معاوية فأجازهما
فقبلا .
قال
: أخبرنا عبيد الله
بن موسى ، قال : أخبرنا شداد الجعفي ، عن جدته
أرجوانة ، قالت : أقبل الحسن بن علي وبنو هاشم خلفه ، وجليس لبني أمية من أهل
الشام ، فقال : من هؤلاء المقبلون؟ ما أحسن هيئتهم! فاستقبل الحسن ، فقال : أنت
الحسن بن علي؟ قال : نعم ، قال : أتحب أن يدخلك الله مدخل أبيك؟ فقال :
ويحك ومن أين وقد كانت له من السوابق ما قد سبق؟ ، قال الرجل : أدخلك
الله مدخله فإنه كافر وأنت!!
فتناوله محمد بن
علي من خلف الحسن فلطمه لطمة لزم بالأرض فنشر الحسن عليه رداءه ، وقال : عزمة مني
عليكم يا بني هاشم لتدخلن المسجد
ولتصلن ، وأخذ بيد الرجل فانطلق إلى منزله فكساه حلة وخلى عنه .
__________________
قال
: أخبرنا عبيد الله
بن موسى ، قال : أخبرنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ،
عن مسلم بن أبي مسلم ، قال : سمعت الحسن بن علي يزيد في التلبية : لبيك يا ذا
النعماء والفضل الحسن .
قال
: أخبرنا الفضل بن
دكين ، قال : أخبرنا مسافر الجصاص ، عن رزيق
ابن سوار ، قال : كان بين الحسن بن علي وبين مروان كلام ، فأقبل عليه مروان
فجعل يغلظ له وحسن ساكت ، فامتخط مروان بيمينه ، فقال له الحسن : ويحك ،
أما علمت أن اليمين للوجه والشمال للفرج؟! أف لك ، فسكت مروان .
قال
: أخبرنا محمد بن
عمر ، قال : حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم بن
الحارث التيمي ، عن أبيه : إن عمر بن الخطاب لما دون الديوان وفرض العطاء
ألحق الحسن والحسين بفريضة أبيهما مع أهل بدر لقرابتهما من رسول الله ـ صلى الله
عليه وسلم ـ ففرض لكل واحد منهما خمسة آلاف درهم .
__________________
قال
: أخبرنا علي بن
محمد ، عن حماد بن سلمة ، عن عمار بن أبي عمار ،
عن ابن عباس ، قال : اتخذ الحسن والحسين عند رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ
فجعل يقول : هي يا حسن ، خذ يا حسن ، فقالت عائشة ـ رضياللهعنها ـ : تعين
الكبير على الصغير! فقال : إن جبريل يقول : خذ يا حسين .
قال
: أخبرنا موسى بن
إسماعيل ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن المغيرة ، عن
ثابت بن هريمز ، قال : لما أتى الحسن بن علي قصر المدائن قال المختار لعمه : هل
لك في أمر تسود به العرب؟ قال : وما هو؟ قال : تدعني أضرب عنق هذا
وأذهب برأسه إلى معاوية! قال : ما ذاك بلاهم عندنا أهل البيت.
قال
: أخبرنا عبيد الله
بن موسى ، قال : أخبرنا شيبان ، عن أبي إسحاق ،
عن خالد بن مضرب ، قال : سمعت الحسن بن علي يقول : والله لا أبايعكم
__________________
إلا على ما أقول
لكم ، قالوا : وما هو؟ قال : تسالمون من سالمت ، وتحاربون من
حاربت.
قال
: أخبرنا الفضل بن
دكين ، قال : حدثنا المغيرة بن زيد الجعفي ، قال :
حدثتني جدتي : إن الحسن بن علي دخل على جدتي عائشة بنت خليفة في يوم
حار ، فقالت لجاريتها : خوضي له لبنا ، فأخذه فشربه ، فقالت : تجرعه ، فقال : إنما
يتجرع أهل النار .
قال
: أخبرنا الفضل بن
دكين ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن محمد
ابن جحادة ، عن قتادة ، عن أبي السوار الضبعي ، عن الحسن بن علي ، قال : رفع
الكتاب وجف القلم ، وأمور تقتضى في كتاب قد خلا .
قال
: أخبرنا مسلم بن
إبراهيم ، عن القاسم بن الفضل ، قال : حدثنا أبو
هارون ، قال : انطلقنا حجاجا فدخلنا المدينة ، فقلنا : لو دخلنا على ابن رسول الله
ـ صلىاللهعليهوسلم ـ الحسن فسلمنا عليه ، فدخلنا عليه فحدثناه بمسيرنا وحالنا
،
فلما خرجنا من عنده بعث إلى كل رجل منا بأربعمائة أربعمائة ، فقلنا : إنا أغنياء
وليس بنا حاجة ، فقال : لا تردوا عليه معروفة ، فرجعنا إليه فأخبرناه بيسارنا
وحالنا ، فقال : لا تردوا علي معروفي فلو كنت على غير هذه الحال كان هذا لكم
يسيرا ، أما إني مزودكم أن الله تبارك وتعالى يباهي ملائكته بعباده يوم عرفة
يقول : عبادي جاؤوني شعثا ، يتعرضون لرحمتي فأشهدكم أني قد غفرت لمحسنهم ،
وشفعت محسنهم في مسيئهم ، وإذا كان يوم الجمعة فمثل ذلك .
قال
: أخبرنا عفان بن
مسلم ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، قال : أخبرنا
__________________
هشام بن عروة ، عن
عروة : إن الحسن بن علي بن أبي طالب كان يقول إذا طلعت
الشمس : سمع سامع بحمد الله الأعظم ، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ
قدير ، سمع سامع بحمد الله الأمجد لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل
شئ قدير.
قال
: أخبرنا عبد الله
بن جعفر الرقي ، قال : حدثنا عبيد الله بن عمرو ،
عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن شعيب بن يسار : إن الحسن بن علي أتى ابنا لطلحة
ابن عبيد الله ، فقال : قد أتيتك بحاجة وليس لي مرد ، قال : وما هي؟ قال :
تزوجني أختك ، قال : إن معاوية كتب إلي يخطبها على يزيد ، قال ، ما لي مرد إذ
أتيتك ، فزوجها إياه ، ثم قال : ادخل بأهلك فبعث إليها بحلة ثم دخل بها ، فبلغ
ذلك معاوية فكتب إلى مروان أن خيرها ، فخيرها فاختارت حسنا فأقرها ، ثم
خلف عليها بعده حسين.
قال
: أخبرنا مالك بن
إسماعيل أبو غسان النهدي ، قال : حدثنا مسعود
ابن سعد ، قال : حدثنا يونس بن عبد الله بن أبي فروة ، عن شرحبيل أبي سعيد ،
قال : دعا الحسن بن علي بنيه وبني أخيه ، فقال : يا بني وبني أخي ، إنكم صغار
قوم يوشك أن تكونوا كبار آخرين ، فتعلموا العلم ، فمن لم يستطع منكم أن يرويه
أو يحفظه فليكتبه وليضعه في بيته.
__________________
قال
: أخبرنا الفضل بن
دكين ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن عبد ربه ،
قال : حدثني شرحبيل أبو سعد ، قال : رأيت الحسن والحسين يصليان المكتوبة
خلف مروان .
قال
: أخبرنا الفضل بن
دكين ، قال : حدثنا عبيد أبو الوسيم الجمال ، عن
سلمان أبي شداد ، قال : كنت ألاعب الحسن والحسين بالمداحي ، فكنت إذا
أصبت مدحاته فكان يقول لي : يحل لك أن تركب بضعة من رسول الله ـ صلى الله
عليه وسلم ـ؟! وإذا أصاب مدحاتي قال : أما تحمد ربك أن يركبك بضعة من رسول الله.
قال
: أخبرنا أبو
معاوية وعبد الله بن نمير ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن
حكيم بن جابر ، قال : حدثتني مولاة لنا : إن أبي أرسلها إلى الحسن بن علي فكانت
لها رقعة تمسح بها وجهه إذا توضأ ، قالت : فكأني مقته على ذلك فرأيت في المنام
كأني أقئ كبدي ، فقلت : ما هذا إلا مما جعلت في نفسي للحسن بن علي .
قال
: أخبرنا علي بن
محمد ، عن أبي معشر ، عن محمد الضمري ، عن زيد
ابن أرقم ، قال : خرج الحسن بن علي وعليه بردة ورسول الله ـ صلى الله عليه
وسلم ـ يخطب ، فعثر الحسن فسقط ، فنزل رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ من
المنبر وابتدره الناس فحملوه ، وتلقاه رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فحمله
ووضعه في حجره ، وقال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : إن للولد لفتنة ، ولقد
__________________
نزلت إليه وما
أدري أين هو؟! .
قال
: أخبرنا علي بن
محمد ، عن أبي عبد الرحمن العجلاني ، عن سعيد
ابن عبد الرحمن ، عن أبيه ، قال : قال : تفاخر قوم من قريش فذكر كل رجل ما
فيهم ، فقال معاوية للحسن : يا بامحمد ما يمنعك من القول ، فما أنت بكليل اللسان ،
قال : يا أمير المؤمنين! ما ذكروا مكرمة ولا فضيلة إلا ولي محضها ولبابها ، ثم قال
:
فيم الكلام وقد
سبقت مبرزا
|
|
سبق الجياد من
المد المتنفس
|
قال
: أخبرنا علي بن
محمد ، عن محمد بن عمر العبدي ، من أبي سعيد :
إن معاوية قال لرجل من أهل المدينة من قريش : أخبرني عن الحسن بن علي ،
قال : يا أمير المؤمنين ، إذا صلى الغداة جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس ، ثم
يساند ظهره فلا يبقى في مسجد رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ رجل له شرف
وإلا أتاه فيتحدثون ، حتى إذا ارتفع النهار صلى ركعتين ثم نهض فيأتي أمهات
المؤمنين فيسلم عليهن فربما أتحفنه ، ثم ينصرف إلى منزله ثم يروح فيصنع مثل
ذلك ، فقال : ما نحن معه في شئ .
__________________
قال
: أخبرنا يحيى بن
حماد ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن سليمان ، عن
حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي إدريس ، عن المسيب بن نجبة ، قال : سمعت [عليا]
يقول : ألا أحدثكم عني وعن أهل بيتي؟ أما عبد الله بن جعفر فصاحب لهو ، وأما
الحسن بن علي فصاحب جفنة وخوان ، فتى من فتيان قريش لو قد التقت حلقتا
البطان لم يغن في الحرب عنكم شيئا! وأما أنا وحسين فنحن منكم وأنتم منا .
قال
: أخبرنا علي بن
محمد ، عن سليمان بن أيوب ، عن الأسود بن قيس
العبدي ، قال : لقي الحسن بن علي يوما حبيب بن مسلمة فقال له : يا حبيب ، رب
مسير لك في غير طاعة الله ، فقال : أما مسيري إلى أبيك فليس من ذلك قال :
بلى ، ولكنك أطعت معاوية على دنيا قليلة زائلة ، فلئن كان قام بك في دنياك
لقد قعد بك في دينك ، ولو كنت إذ فعلت شرا قلت خيرا كان ذاك كما قال
الله تبارك وتعالى «خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا» ولكنك كما قال جل
ثناؤه : «كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون» .
قال
: أخبرنا علي بن
محمد ، عن خلاد بن عبيدة ، عن علي بن زيد بن
جدعان ، قال : حج الحسن بن علي خمس عشرة حجة ماشيا وأن النجائب لتقاد
معه ، وخرج من ماله لله مرتين ، وقاسم الله ماله ثلاث مرات ، حتى إن كان
__________________
ليعطي نعلا ويمسك
نعلا ويعطي خفا ويمسك خفا .
قال
: أخبرنا علي بن
محمد ، عن حماد بن سلمة ، عن هشام بن عروة ،
عن عروة : إن أبا بكر ـ رضياللهعنه ـ خطب يوما فجاء الحسن فصعد إليه المنبر ،
فقال : انزل عن منبر أبي ، فقال علي : إن هذا لشئ عن غير ملأ منا .
قال
: أخبرنا محمد بن
عمر ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموالي ، قال :
سمعت عبد الله بن حسن يقول : كان حسن بن علي قلما تفارقه أربع حرائر فكان
صاحب ضرائر ، فكانت عنده ابنة منظور بن سيار الفزاري ، وعنده امرأة من بني
أسد من آل خزيم ، فطلقهما وبعث إلى كل واحدة بعشرة آلاف درهم وزقاق من
عسل متعة ، وقال لرسوله يسار بن سعيد بن يسار ـ وهو مولاه ـ : احفظ ما تقولان
لك ، فقالت الفزارية : بارك الله فيه وجزاه خيرا ، وقالت الأسدية : متاع قليل
من حبيب مفارق ، فرجع فأخبره ، فراجع الأسدية وترك الفزارية .
قال
: أخبرنا محمد بن
عمر ، قال : حدثنا حاتم بن إسماعيل ، عن جعفر
ابن محمد ، عن أبيه ، قال : قال علي : ما زال الحسن بن علي يتزوج ويطلق حتى
خشيت أن يكون يورثنا عداوة في القبائل .
__________________
قال
: أخبرنا محمد بن
عمر ، قال : حدثني حاتم بن إسماعيل ، عن جعفر
ابن محمد ، عن أبيه ، قال : قال علي : يا أهل الكوفة ، لا تزوجوا الحسن بن علي
فإنه
رجل مطلاق فقال رجل من همدان : والله لنزوجنه ، فما رضي أمسك وما كره
طلق .
قال
: أخبرنا محمد بن
عمر ، قال : حدثني علي بن عمر ، عن أبيه ، عن علي
ابن حسين ، قال : كان الحسن بن علي مطلاقا للنساء ، وكان لا يفارق امرأة إلا
وهي تحبه .
__________________
قال
: أخبرنا علي بن
محمد ، عن عبد الله بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن
أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزام ، قال : خطب الحسن بن علي امرأة من بني
همام بن شيبان ، فقيل له : إنها ترى رأي الخوارج! فقال : إني أكره أن أضم إلى
صدري جمرة من جهنم .
قال
: أخبرنا علي بن
محمد ، عن الهذلي ، عن ابن سيرين ، قال : كانت
هند بنت سهيل بن عمرو عند عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد وكان أبا عذرتها
فطلقها ، فتزوجها عبد الله بن عامر بن كريز ثم طلقها ، فكتب معاوية إلى أبي
هريرة أن يخطبها على يزيد بن معاوية ، فلقيه الحسن بن علي فقال : أين تريد؟
قال : أخطب هند بنت سهيل بن عمرو علي يزيد بن معاوية ، قال : اذكرني لها ،
فأتاها أبو هريرة فأخبرها الخبر ، فقالت : خر لي ، قال : أختار لك الحسن ، فتزوجها
،
فقدم عبد الله بن عامر المدينة فقال للحسن : إن لي عندها وديعة ، فدخل إليها
والحسن معه وجلست بين [يديه] فرق ابن عامر ، فقال الحسن : ألا أنزل لك
عنها؟ فلا أراك تجد محللا خيرا لكما مني ، فقال : وديعتي ، فأخرجت
سفطين فيهما جوهر ففتحهما فأخذ من واحد قبضة وترك الباقي ، فكانت تقول :
__________________
سيدهم جميعا الحسن
، وأسخاهم ابن عامر ، وأحبهم إلي عبد الرحمن بن عتاب .
قال
: أخبرنا علي بن
محمد ، عن ابن جعدبة ، عن ابن أبي مليكة ، قال :
تزوج الحسن بن علي خولة بنت منظور ، فبات ليلة على سطح أجم ، فشدت خمارها
برجله والطرف الآخر بخلخالها ، فقام من الليل فقال : ما هذا؟ قالت : خفت أن
تقوم من الليل بوسنك فتسقط فأكون أشأم سخلة على العرب ، فأحبها فأقام عندها
سبعة أيام.
فقال ابن عمر : لم
نر أبا محمد منذ أيام ، فانطلقوا بنا إليه ، فأتوه ، فقالت له
خولة : إحتبسهم حتى نهئ لهم غذاء ، قال : نعم ، قال ابن عمر ، فابتدأ الحسن
حديثا ألهانا بالاستماع إعجابا به حتى جاءنا الطعام.
قال علي بن محمد :
وقال قوم : التي شدت خمارها برجله هند بنت سهيل
ابن عمرو ، وكان الحسن أحصن تسعين امرأة! .
قال
: أخبرنا الفضل بن
دكين وهشام أبو الوليد ، قالا : حدثنا شريك ،
عن عاصم ، عن أبي رزين ، قال : خطبنا الحسن بن علي وعليه ثياب سود وعمامة
سوداء .
قال
: أخبرنا الفضل بن
دكين ، قال : حدثنا أبو الأحوص ، عن أبي
__________________
إسحاق ، عن أبي
العلاء ، قال : رأيت الحسن بن علي يصلي وهو مقنع رأسه.
قال
: أخبرنا حجاج بن
محمد ، قال : أخبرنا ابن جريج ، قال : أخبرني
عمران بن موسى ، قال : أخبرني سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أبيه : أنه رأى أبا
رافع مولى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ مر بحسن بن علي وحسن يصلي قائما قد
غرز ضفريه في قفاه ، فحلها أبو رافع فالتفت حسن إليه مغضبا ، فقال أبو رافع : أقبل
على صلاتك ولا تغضب ، فإني سمعت رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يقول :
ذلك كفل الشيطان ـ يعني : مقعد الشيطان ، يعني : مغرز ضفريه ـ .
قال
: أخبرنا مالك بن
إسماعيل ، قال : حدثنا زهير بن معاوية ، قال :
حدثنا مخول ، عن أبي سعيد : إن أبا رافع أتى الحسن بن علي وهو يصلي عاقصا رأسه
فحله فأرسله ، فقال له الحسن : ما حملك على هذا يا با رافع؟ قال : سمعت
رسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ أو قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم ،
شك زهير ـ : لا يصلي الرجل عاقصا رأسه .
قال
: أخبرنا محمد بن
ربيعة الكلابي ، عن مستقيم بن عبد الملك ، قال :
رأيت الحسن والحسين شابا ولم يختضبا ، ورأيتهما يركبان البراذين ، ورأيتهما يركبان
بالسروج المنمرة .
__________________
ذكر خاتم الحسن والحسين والخضاب
قال
: أخبرنا الفضل بن
دكين ، قال : حدثنا حاتم بن إسماعيل ، عن جعفر
ابن محمد ، عن أبيه : إن الحسن والحسين كانا يتختمان في يسارهما! قال : أخبرنا معن
بن عيسى ، قال : حدثنا سليمان بن بلال ، عن جعفر ، عن أبيه : إن الحسن بن علي تختم
في اليسار! .
قال
: أخبرنا الفضل بن
دكين ، قال : حدثنا حاتم بن إسماعيل ، عن
جعفر بن محمد ، عن أبيه ، قال : كان في خاتم الحسن والحسين ذكر الله.
قال
: أخبرنا الفضل بن
دكين ، قال : حدثنا سفيان ، عن عبد العزيز بن
رفيع ، عن قيس ـ مولى خباب ـ قال : رأيت الحسن يخضب بالسواد .
قال
: أخبرنا حجاج بن
نصير ، قال : حدثنا اليمان بن المغيرة ، قال : حدثني
مسلم بن أبي مريم ، قال : رأيت الحسن بن علي يخضب بالسواد.
قال
: أخبرنا عبد
الوهاب بن عطاء ، قال : أخبرنا شعبة ، عن أبي إسحاق ،
عن العيزار : إن الحسن كان يخضب بالسواد.
قال
: أخبرنا عبد
الوهاب بن عطاء ، قال : أخبرنا أبو الربيع السمان ، عن
عبد الله بن أبي يزيد ، قال : رأيت الحسن بن علي قد خضب بالسواد وعنفقته غراء بيضاء
.
قال
: أخبرنا الحسن بن
موسى وأحمد بن عبد الله بن يونس ، قالا : حدثنا
__________________
زهير بن معاوية ،
قال : حدثنا أبو إسحاق ، عن عمرو الأصم ، قال : قلت للحسن
ابن علي : إن هذه الشيعة تزعم أن عليا مبعوث قبل يوم القيامة؟ قال : كذبوا والله
ما هؤلاء بالشيعة ، لو علمنا أنه مبعوث ما زوجنا نساءه ولا اقتسمنا ماله .
قال
: أخبرنا كثير بن
هشام ، قال : حدثنا جعفر بن برقان ، قال : سمعت
ميمون بن مهران قال : إن الحسن بن علي بن أبي طالب بايع أهل العراق بعد علي
على بيعتين ، بايعهم على الإمرة ، وبايعهم على أن يدخلوا فيما دخل فيه ويرضوا بما
رضي به.
قال
: أخبرنا محمد بن
عبيد ، قال : حدثني صدقة بن المثنى ، عن جده
رياح بن الحارث ، قال : إن الحسن بن علي قام بعد وفاة علي ـ رضياللهعنهما ـ
فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إن كل ما هو آت قريب ، وإن أمر الله واقع وإن
كره الناس ، وإني والله ما أحببت أن ألي من أمركم ـ أمة محمد ـ ما يزن مثقال حبة
من خردل يهراق فيه محجمة من دم ، قد علمت ما يضرني مما ينفعني فالحقوا
__________________
بطيتكم .
قال
: أخبرنا يزيد بن
هارون ، قال : أخبرنا العوام بن حوشب ، عن هلال
ابن يساف ، قال : سمعت الحسن بن علي وهو يخطب وهو يقول : يا أهل الكوفة ،
اتقوا الله فينا ، فإنا أمراؤكم وإنا أضيافكم ، ونحن أهل البيت الذين قال الله :
«إنما
يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا» [الأحزاب : ٣٣].
قال : فما رأيت
يوما قط أكثر باكيا من يومئذ .
قال
: أخبرنا سليمان
أبو داود الطيالسي ، قال : أخبرنا شعبة ، عن يزيد
ابن خمير ، قال : سمعت عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي يحدث عن أبيه ، قال :
قلت للحسن بن علي : إن الناس يزعمون أنك تريد الخلافة؟! فقال : كانت
جماجم العرب بيدي ، يسالمون من سالمت ويحاربون من حاربت فتركتها ابتغاء
وجه الله ، ثم أثيرها بأتياس أهل الحجاز؟! .
__________________
قال
: أخبرنا أبو عبيد
، عن مجالد ، عن الشعبي ، وعن يونس بن أبي
إسحاق ، عن أبيه ، وعن أبي السفر وغيرهم ، قالوا :
بايع أهل العراق
بعد علي بن أبي طالب الحسن بن علي ، ثم قالوا له : سر إلى هؤلاء القوم الذين عصوا
الله ورسوله وارتكبوا العظيم وابتزوا الناس أمورهم فإنا نرجو أن يمكن الله منهم.
فسار الحسن إلى
أهل الشام وجعل على مقدمته قيس بن سعد بن عبادة
في اثني عشر ألفا وكانوا يسمون شرطة الخميس.
وقال غيره : وجه
إلى الشام عبيد الله بن العباس ومعه قيس بن سعد ،
فسار فيهم قيس حتى نزل مسكن والأنبار وناحيتها ، وسار الحسن حتى نزل
المدائن ، وأقبل معاوية في أهل الشام يريد الحسن حتى نزل جسر منبج.
فبينا الحسن
بالمدائن إذ نادى مناديه في عسكره : ألا إن قيس بن سعد قد
قتل!
قال : فشد الناس
على حجرة الحسن فانتهبوها حتى انتهبت بسطه وجواريه
وأخذوا رداءه من ظهره!!
وطعنه رجل من بني
أسد ـ يقال له : ابن أقيصر ـ بخنجر مسموم في أليته ، فتحول من مكانه الذي انتهب
فيه متاعه ونزل الأبيض ـ قصر كسرى ـ.
وقال : عليكم لعنة
الله من أهل قرية ، قد علمت أن لا خير فيكم ، قتلتم
أبي بالأمس واليوم تفعلون بي هذا.
ثم دعا عمر بن
سلمة الأرحبي فأرسله وكتب معه إلى معاوية بن أبي
سفيان يسأله الصلح ويسلم له الأمر على أن يسلم له ثلاث خصال : يسلم له بيت
المال فيقضي منه دينه ومواعيده التي عليه ويتحمل منه هو ومن معه من عيال أبيه
وولده وأهل بيته ، ولا يسب علي وهو يسمع ، وأن يحمل إليه خراج فسا وداراب
__________________
جرد من أرض فارس
كل عام إلى المدينة ما بقي ، فأجابه معاوية إلى ذلك وأعطاه
ما سأل.
ويقال : بل أرسل
الحسن بن علي عبد الله بن الحارث بن نوفل إلى معاوية
حتى أخذ لو ما سأل.
وأرسل معاوية عبد
الله بن عامر بن كريز وعبد الرحمن بن سمرة بن حبيب
ابن عبد شمس فقد ما المدائن إلى الحسن فأعطياه ما أراد ، ووثقا له ، فكتب إليه
الحسن أن أقبل فأقبل من جسر منبج إلى مسكن في خمسة أيام وقد دخل [في ال]
يوم السادس فسلم إليه الحسن الأمر وبايعه ، ثم سارا جميعا حتى قدما الكوفة فنزل
الحسن القصر ونزل معاوية النخيلة ، فأتاه الحسن في عسكره غيره مرة ووفي معاوية
للحسن ببيت المال وكان فيه يومئذ ستة آلاف ألف درهم واحتملها الحسن وتجهز
بها هو وأهل بيته إلى المدينة ، وكف معاوية عن سب علي والحسن يسمع.
ودس معاوية إلى
أهل البصرة فطردوا وكيل الحسن وقال : لا يحمل فيئنا
إلى غيرنا ـ يعنون خراج فسا وداراب جرد ـ!
فأجرى معاوية على
الحسن كل سنة ألف ألف درهم وعاش الحسن بعد
ذلك عشر سنين .
قال
: أخبرنا هشام أبو
الوليد الطيالسي ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن
حصين ، عن أبي جميلة : إن الحسن بن علي لما استخلف حين قتل علي فبينما هو
يصلي إذ وثب عليه رجل فطعنه بخنجر.
وزعم حصين أنه بلغه
أن الذي طعنه رجل من بني أسد وحسن ساجد ،
قال حصين : وعمي أدرك ذاك.
قال : فيزعمون أن
الطعنة وقعت في وركه فمرض منها أشهرا ، ثم برأ ، فقعد
على المنبر فقال :
يا أهل العراق ،
اتقوا الله فينا ، فإنا أمراؤكم وضيفانكم ، أهل البيت
__________________
الذين قال الله : «إنما يريد الله ليذهب
عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيرا» [الأحزاب : ٣٣].
قال : فما زال
يقول ذاك حتى ما رئي أحد من أهل المسجد إلا وهو يخن بكاء .
قال
: أخبرنا موسى بن
إسماعيل ، قال : حدثنا عون بن موسى ، قال :
سمعت هلال بن خباب يقول : جمع الحسن بن علي رؤوس أصحابه في قصر
المدائن فقال : يا أهل العراق ، لو لم تذهل نفسي عنكم إلا لثلاث خصال
لذهلت ، مقتلكم أبي ، ومطعنكم بغلتي ، وانتهابكم ثقلي ـ أو قال : ردائي عن
عاتقي ـ ، وإنكم قد بايعتموني أن تسالموا من سالمت وتحاربوا من حاربت ، وإني قد
بايعت معاوية فاسمعوا له وأطيعوا.
قال : ثم نزل فدخل
القصر .
قال
: أخبرنا يزيد بن
هارون ، قال : أخبرنا حريز بن عثمان ، قال :
حدثنا عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي ، قال : لما بايع الحسن بن علي معاوية قال
له عمرو بن العاص وأبو الأعور السلمي عمرو بن سفيان : لو أمرت الحسن فصعد
__________________
المنبر فتكلم عيي
عن المنطق! فيزهد فيه الناس.
فقال معاوية : لا
تفعلوا ، فوالله لقد رأيت رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ
يمص لسانه وشفته ، ولن يعي لسان مصه النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أو شفتين.
فأبوا على معاوية
فصعد معاوية المنبر ثم أمر الحسن فصعد وأمره أن يخبر
الناس أني قد بايعت معاوية.
فصعد الحسن المنبر
فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس ، إن الله هداكم بأولنا ، وحقن دماءكم
بآخرنا ، وإني قد أخذت لكم على معاوية أن يعدل فيكم ، وأن يوفر عليكم غنائمكم ،
وأن يقسم فيكم فيئكم.
ثم أقبل على
معاوية فقال : كذلك؟ قال : نعم ، ثم هبط من المنبر وهو يقول ـ ويشير بإصبعه إلى
معاوية ـ : «وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين» فاشتد ذلك على معاوية.
فقالا : لو دعوته
فاستنطقته ، قال : مهلا ، فأتوا فدعوه ، فأجابهم فأقبل عليه
عمرو بن العاص ، فقال له الحسن : أما أنت فقد اختلف فيك رجلان رجل من
قريش وجزار أهل المدينة فادعياك فلا أدري أيهما أبوك!
وأقبل عليه أبو
الأعور السلمي ، فقال له الحسن : ألم يلعن رسول الله ـ صلى
الله عليه وسلم ـ رعلا وذكوان وعمرو بن سفيان؟!
ثم أقبل معاوية
يعين القوم ، فقال له الحسن : أما علمت أن رسول الله
ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لعن قائد الأحزاب وسائقهم ، وكان أحدهما أبو سفيان والآخر
أبو الأعور السلمي؟! .
__________________
قال
: أخبرنا هوذة بن
خليفة ، قال : حدثنا عوف ، عن محمد ، قال : لما
كان زمن ورد معاوية الكوفة واجتمع الناس عليه وبايعه الحسن بن علي ، قال :
قال أصحاب معاوية لمعاوية ـ عمرو بن العاص والوليد بن عقبة وأمثالهما من
أصحابه ـ : إن الحسن بن علي مرتفع في أنفس الناس لقرابته من رسول الله ـ صلى
الله عليه وسلم ـ وإنه حديث السن عيي! فمره فليخطب ، فإنه سيعيي في الخطبة فيسقط
من أنفس الناس! فأبى عليهم فلم يزالوا به حتى أمره ، فقام الحسن بن علي
[على] المنبر دون معاوية فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : والله لو ابتغيتم بين
جابلق
وجابلص رجلا جده نبي غير [ي] وغير أخي لم تجدوه ، وإنا قد أعطينا بيعتنا
معاوية ورأينا أن ما حقن دماء المسلمين خير مما أهراقها ، والله ما أدري «لعله
فتنة لكم ومتاع إلى حين» وأشار بيده إلى معاوية.
قال : فغضب معاوية
خطب بعده خطبة عيية فاحشة ثم نزل ، وقال له :
ما أردت بقولك : «فتنة لكم ومتاع إلى حين»؟! قال : أردت بها ما أراد الله
__________________
بها .
قال هوذة : قال
عوف : وحدثني غير محمد أنه بعد ما شهد شهادة الحق
قال :
أما بعد ، فإن
عليا لم يسبقه أحد من هذه الأمة من أولها بعد نبيها ، ولن
يلحق به أحد من الآخرين منهم ، ثم وصله بقوله الأول .
قال
: أخبرنا سعيد بن
منصور ، قال : حدثنا هشيم ، قال : أخبرنا مجالد ،
عن الشعبي ، قال : لما سلم الحسن بن علي الأمر لمعاوية قال له : اخطب الناس ،
قال : فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إن أكيس الكيس التقي ، وإن أحمق الحمق الفجور
، وإن هذا الأمر الذي اختلفت فيه أنا ومعاوية إما حق كان أحق به مني ، وإما حق كان
لي فتركته التماس الصلاح لهذه الأمة «وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين»
[الأنبياء : ١١١] .
قال
: أخبرنا محمد بن
سليم العبدي ، قال : حدثنا هشيم ، عن أبي إسحاق
الكوفي ، عن هزان ، قال : قيل للحسن بن علي : تركت إمارتك وسلمتها إلى رجل
من الطلقاء وقدمت المدينة؟! فقال : إني اخترت العار على النار .
قال
: أخبرنا علي بن
محمد ، عن إبراهيم بن محمد ، عن زيد بن أسلم ،
قال : دخل رجل على الحسن بالمدينة وفي يده صحيفة فقال : ما هذه؟ قال : من
معاوية يعد فيها ويتوعد ، قال : قد كنت على النصف منه ، قال : أجل ، ولكني
خشيت أن يأتي يوم القيامة سبعون ألفا أو ثمانون ألفا أو أكثر من ذلك أو أقل
__________________
كلهم تنضح أوداجهم
دما ، كلهم يستعدي الله فيم أهريق دمه؟ .
قال
: أخبرنا علي بن
محمد ، عن قيس بن الربيع ، عن بدر بن الخليل ،
عن مولى الحسن ، قال : قال لي الحسن بن علي : أتعرف معاوية بن حديج؟ قال :
قلت : نعم ، قال : فإذا رأيته فأعلمني ، فرآها خارجا من دار عمرو بن حريق فقال :
هو هذا ، قال : ادعه ، فدعاه فقال له الحسن : أنت الشاتم عليا عند ابن آكلة
الأكباد؟! أما والله لئن وردت الحوض ـ ولن ترده ـ لترنه مشمرا عن ساقه حاسرا عن
ذراعيه يذود عنه المنافقين .
قال
: أخبرنا موسى بن
إسماعيل ، قال : حدثنا سلام بن مسكين ، عن
عمران بن عبد الله بن طلحة ، قال : رأى الحسن بن علي كأن بين عينيه مكتوب
«قل هو الله أحد» فاستبشر به وأهل بيته ، فقصوها على سعيد بن المسيب فقال :
إن صدقت رؤياه فقل ما بقي من أجله ، فما بقي إلا أياما حتى مات .
قال
: أخبرنا محمد بن
عمر ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر ، عن عبد الله
ابن حسن ، قال : كان الحسن بن علي كثير نكاح النساء ، وكن قلما
يحظين
__________________
عنده ، وكان قل
امرأة تزوجها إلا أحبته وصبت به.
فيقال : إنه سقي
ثم أفلت ، ثم سقي فأفلت ، ثم كانت الآخرة توفي فيها.
فلما حضرته الوفاة
قال الطبيب ـ وهو يختلف إليه ـ : هذا رجل قد قطع
السم أمعاءه ، فقال الحسين : يا با محمد ، خبرني من سقاك؟ قال : ولم يا أخي؟
قال : أقتله والله قبل أن أدفنك أو لا أقدر عليه ، أو يكون بأرض أتكلف
الشخوص إليه ، فقال : يا أخي إنما هذه الدنيا ليال فانية ، دعه حتى ألتقي أنا وهو
عند الله ، فأبى أن يسميه.
وقد سمعت بعض من
يقول : كان معاوية قد تلطف لبعض خدمه أن
يسقيه سما!
قال
: أخبرنا إسماعيل
بن إبراهيم ، عن أبي عون ، عن عمير بن إسحاق ،
قال : دخلت أنا وصاحب لي على الحسن بن علي نعوده ، فقال لصاحبي : يا فلان
سلني ، قال : ما أنا بسائلك شيئا.
ثم قام من عندنا
فدخل كنيفا له ثم خرج فقال : أي فلان سلني قبل أن
لا تسلني ، فإني والله لقد لفظت طائفة من كبدي قبل ، قلبتها بعود كان معي ،
وإني قد سقيت السم مرارا فلم أسق مثل هذا قط ، فسلني ، فقال : ما أنا بسائلك
شيئا يعافيك الله إن شاء الله ، ثم خرجنا.
فلما كان من الغد
أتيته وهو يسوق ، فجاء الحسين فقعد عنه رأسه فقال :
أي أخي أنبئني من سقاك؟ قال : لم؟ أتقتله؟ قال : نعم ، قال : ما أنا بمحدثك
شيئا إن يك صاحبي الذي أظن ، فالله أشد نقمة وإلا فوالله لا يقتل بي برئ.
قال
: أخبرنا مسلم بن
إبراهيم ، قال : حدثنا ديلم بن غزوان ، قال : حدثنا
__________________
وهب بن أبي دني
الهنائي ، عن أبي حرب ـ أو : أبي الطفيل ـ ، قال : قال الحسن بن
علي ـ رضوان الله عليهما ـ : ما بين جابلق وجابرص رجل جده نبي غيري ، ولقد سقيت السم
مرتين .
قال
: أخبرنا موسى بن
إسماعيل ، قال : حدثنا أبو هلال ، عن قتادة ،
قال : قال : قال الحسن للحسين : إني قد سقيت السم غير مرة ، وإني لم أسق مثل هذه ،
إني لأضع كبدي ، قال : فقال : من فعل ذلك بك؟ قال : لم؟ لتقتله : ما كنت لأخبرك .
قال
: أخبرنا يحيى بن حماد
، قال : أخبرنا أبو عوانة ، عن المغيرة ،
عن أم موسى : إن جعدة بنت الأشعث بن قيس سقت الحسن السم فاشتكى منه
شكاة.
قال : فكان يوضع
تحته طست وترفع أخرى ، نحوا من أربعين يوما.
قال
: أخبرنا محمد بن
عمر ، قال : حدثني عبد الله بن جعفر ، عن أم بكر
بنت المسور ، قالت : كان الحسن بن علي سقي مرارا ، كل ذلك يفلت منه ، حتى
كان المرة الآخرة التي مات فيها فإنه كان يختلف كبده ، فلما مات أقام نساء بني
__________________
هاشم عليه النوح
شهرا .
قال
: أخبرنا يحيى بن
حماد ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن حصين ، عن أبي حازم ، قال : لما حضر الحسن قال
للحسين : ادفنوني عند أبي ـ يعني النبي صلى الله عليه وسلم ـ إلا أن تخافوا الدماء
، وإن خفتم الدماء فلا تهريقوا في دما ، ادفنوني عند مقابر المسلمين.
قال : فلما قبض
تسلح الحسين وجمع مواليه ، فقال له أبو هريرة : أنشدك الله ووصية أخيك ، فإن القوم
لن يدعوك حتى يكون بينكم دما! قال : فلم يزل به حتى رجع ، قال : ثم دفنوه في بقيع
الغرقد.
فقال أبو هريرة :
أرأيتم لو جئ بابن موسى ليدفن مع أبيه فمنه! أكانوا قد
ظلموه؟ قال : فقالوا : نعم ، قال : فهذا ابن نبي الله قد جئ به ليدفن مع أبيه .
قال
: أخبرنا محمد بن
عمر ، قال : حدثنا عبيد الله بن مرداس ، عن أبيه ، عن الحسن بن محمد بن الحنفية ،
قال : لما مرض حسن بن علي مرض أربعين ليلة ، فلما استعز به وقد حضرت بنو هاشم
فكانوا لا يفارقونه يبيتون عنده بالليل ، وعلى المدينة سعيد بن العاص ، فكان سعيد
يعوده فمرة يؤذن له ومرة يحجب عنه ، فلما استعز به بعث مروان بن الحكم رسولا إلى معاوية
يخبره بثقل الحسن بن علي ، وكان حسن رجلا قد سقي وكان مبطونا إنما كان يختلف
أمعاءه.
فلما حضر وكان
عنده إخوته عهد أن يدفن مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إن أستطيع ذلك ، فإن
حيل بينه وبينه وخيف أن يهراق فيه محجم من دم دفن مع أمه بالبقيع.
وجعل الحسن يوعز
إلى الحسين : يا أخي إياك أن تسفك الدماء في فإن الناس سراع إلى الفتنة.
__________________
فلما توفي الحسن
ارتجت المدينة صياحا فلا يلقى أحد إلا باكيا ، وأبرد
مروان يومئذ إلى معاوية يخبره بموت حسن بن علي ، وأنهم يريدون دفنه مع النبي
ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، وأنهم لا يصلون إلى ذلك أبدا وأنا حي!
فانتهى حسين بن
علي إلى قبر النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقال : احفروا
هاهنا ، فنكب عنه سعيد بن العاص وهو الأمير فاعتزل ولم يحل بينه وبينه ،
وصاح مروان في بني أمية ولفها وتلبسوا السلاح ، وقال مروان : لا كان هذا أبدا ،
فقال له حسين : [يا بن الزرقاء] ما لك ولهذا ، أوال أنت؟! قال : لا كان هذا
ولا خلص إليه وأنا حي ، فصاح حسين يحلف بحلف الفضول ، فاجتمعت هاشم
وتيم وزهرة وأسد وبنو جعونة بن شعوب من بني ليث قد تلبسوا السلاح ، وعقد
مروان لواء ، وعقد حسين بن علي لواء ، فقال الهاشميون : يدفن مع النبي ـ صلى
الله عليه وسلم ـ ، حتى كانت بينهم المراماة بالنبل ، وابن جعونة بن شعوب يومئذ شاهر
سيفه ، فقام في ذلك رجال من قريش ، عبد الله بن جعفر بن أبي طالب والمسور بن مخرمة
بن نوفل ، وجعل عبد الله بن جعفر يلح على حسين وهو يقول :
يا بن عم ألا تسمع إلى عهد أخيك ، إن خفت أن يهراق في محجم من دم فادفني
بالبقيع مع أمي ، أذكرك الله أن تسفك الدماء ، وحسين يأبى دفنه إلا مع النبي
ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وهو يقول : ويعرض مروان لي؟! ما له ولهذا؟! قال : فقال
المسور بن مخرمة : يا با عبد الله اسمع مني ، قد دعوتنا بحلف
الفضول فأجبناك ، تعلم أني سمعت أخاك يقول قبل أن يموت بيوم : يا بن مخرمة ، إني
قد عهدت إلى أخي أن يدفنني مع رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إن وجد إلى ذلك سبيلا ، فإن خاف أن يهراق في لك محجم من
دم فليدفني مع أمي بالبقيع ، وتعلم أني أذكرك الله في هذه الدماء ، ألا ترى ما
هاهنا من السلاح والرجال والناس سراع إلى الفتنة.
قال
: وجعل الحسين يأبى
، وجعلت بنو هاشم والحلفاء يلغطون ويقولون :
لا يدفن أبدا إلا مع رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ.
قال الحسن بن محمد
: سمعت أبي يقول : لقد رأيتني يومئذ وإني لأريد أن
أضرب عنق مروان ،
ما حال بيني وبين ذلك أن لا أكون أراه مستوجبا لذلك
إلا أني سمعت أخي يقول : إن خفتم أن يهراق في محجم من دم فادفنوني بالبقيع ، فقلت
لأخي : يا با عبد الله ـ وكنت أرفقهم به ـ ، إنا لا ندع قتال هؤلاء القوم جبنا عنهم
، ولكنا إنما نتبع وصية أبي محمد ، إنه والله لو قال : ادفنوني مع النبي ـ صلى الله
عليه وسلم ـ لمتنا من آخرنا أو ندفنه مع النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، ولكنه خاف ما قد ترى ، فقال : إن خفتم أن يهراق في
محجم من دم فادفنوني مع أمي ، فإنما نتبع عهده وننفذ أمره ، قال : فأطاع الحسين
بعد أن ظننت أنه لا يطيع فاحتملنا [٥] حتى وضعناه بالبقيع.
وحضر سعيد بن
العاص ليصلي عليه فقالت بنو هاشم : لا يصلي عليه
أبدا إلا حسين ، قال : فاعتزل سعيد بن العاص ، فوالله ما نازعنا في الصلاة عليه
وقال : أنتم أحق بميتكم ، فإن قدمتموني تقدمت ، فقال الحسين بن علي : تقدم ،
فلولا أن الأئمة تقدم ما قدمناك! .
قال
: أخبرنا محمد بن
عمر ، قال : حدثنا هاشم بن عاصم ، عن المنذر بن
جهم ، قال : لما اختلفوا في دفن حسن بن علي [نزل] سعد بن أبي وقاص
وأبو هريرة من أرضهما ، فجعل سعد يكلم حسينا يقول : الله ، الله ، فلم يزل بحسين
حتى ترك ما كان يريد .
قال
: أخبرنا محمد بن عمر
، قال : حدثنا عبد الله بن أبي عبيدة ، عن
عبد الله بن حسن ، قال : لما دعا الحسين حلف الفضول جاءه عبد الله بن الزبير
فقال : هذه أسد بأسرها قد حضرت.
فقال معاوية ـ بعد
ذلك ـ لابن الزبير : وحضرت مع حسين بن علي ذلك
اليوم؟ فقال : حضرت للحلف الذي تعلم ، دعيت به فأجبت ، فسكت
__________________
معاوية .
قال
: أخبرنا محمد عمر
، قال : حدثني عبد الله بن جعفر ، عن ابن
الهاد ، عن محمد بن إبراهيم التيمي ، قال : قال ابن الزبير ـ وذكر حلف الفضول ـ :
لقد دعاني الحسين بن علي به فأجبته ، ثم قال لحسين : تعلم ذلك؟ فقال حسين : نعم.
قال
: أخبرنا محمد بن
عمر ، قال : حدثنا موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عن أبيه ، قال :
حضرت تيم بنو يومئذ حين دعا الحسين بن علي بحلف الفضول.
قال
: أخبرنا محمد بن
عمر ، قال : حدثنا إبراهيم بن الفضل ، عن أبي
عتيق ، قال : سمعت جابر بن عبد الله يقول : شهدنا حسن بن علي يوم مات ،
فكادت الفتنة تقع بين حسين بن علي ومروان بن الحكم ، وكان الحسن قد عهد
إلى أخيه أن يدفن مع رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فإن خاف أن يكون في
ذلك قتال فليدفن بالبقيع ، فأبى مروان أن يدعه ، ومروان يومئذ معزول يريد أن
يرضي معاوية بذلك ، فلم يزل مروان عدوا لبني هاشم حتى مات.
قال جابر : فكلمت
يومئذ الحسين بن علي فقلت : يا با عبد الله ، إتق الله!
فإن أخاك كان لا يحب ما ترى ، فادفنه في البقيع مع أمه ، [ففعل] .
قال
: أخبرنا ابن عمر ،
قال : حدثني عبد الله بن نافع ، عن أبيه ، عن ابن
__________________
عمر ، قال : حضرت
موت حسن بن علي فقلت للحسين بن علي : إتق الله! ولا تثير
فتنة ولا تسفك الدماء وادفن أخاك إلى جنب أمه ، فإن أخاك قد عهد ذلك
إليك ، فأخذ بذلك حسين .
قال
: أخبرنا محمد بن
عبد الله الأسدي ، قال : حدثنا سفيان الثوري ، عن
أبي الجحاف ، عن إسماعيل بن رجاء ، قال : أخبرني من رأى حسين بن علي قدم
على الحسن بن علي سعيد بن العاص وقال : لولا أنها سنة ما قدمتك! .
قال
: أخبرنا سعيد بن
منصور ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن سالم
ابن أبي حفصة ، عن أبي حازم الأشجعي ، قال : قال حسين بن علي لسعيد بن
العاص تقدم ، فلولا أنها سنة ما قدمتك ـ يعني على الحسن بن علي ـ.
قال
: أخبرنا محمد بن
عمر ، قال : حدثنا إسرائيل ، عن جابر ، عن أبي
الأشعث ، عن حسين بن علي : أنه قال لسعيد بن العاص ـ وهو يطعن بإصبعه في
منكبه ـ : تقدم ، فلولا أنها السنة ما قدمناك.
قال
: أخبرنا محمد بن
عمر ، قال : حدثنا الحسن بن عمارة ، عن راشد عن
حسين بن علي : أنه قال يومئذ : قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : الإمام أحق
بالصلاة!
قال
: أخبرنا محمد بن
عمر ، قال : حدثنا هاشم بن عاصم ، عن جهم بن
أبي جهم ، قال : لما مات الحسن بن علي بعثت بنو هاشم إلى العوالي صائحا يصيح
في كل قرية من قرى الأنصار بموت حسن ، فنزل أهل العوالي ولم يتخلف أحد
عنه .
قال
: أخبرنا محمد بن
عمر ، قال : حدثنا داود بن سنان ، قال : سمعت
__________________
ثعلبة بن أبي مالك
قال : شهدنا حسن بن علي يوم مات ودفناه بالبقيع ، فلقد
رأيت البقيع ولو طرحت إبرة ما وقعت إلا على إنسان .
قال
: أخبرنا محمد بن
عمر ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن عبيد بن
عمير ، عن ابن أبي نجيح ، عن أبيه ، قال : بكى على حسن بن علي بمكة
والمدينة سبعا النساء والرجال والصبيان.
قال
: أخبرنا محمد بن
عمر ، قال : حدثنا حفص بن عمر ، عن أبي جعفر ،
قال : مكث الناس يبكون على حسن بن علي سبعا ما تقوم الأسواق .
قال
: أخبرنا محمد بن
عمر ، قال : حدثني عبد الله بن جعفر ، عن أم بكر
بنت المسور ، قالت : كان الحسن بن علي سقي مرارا ، كل ذلك يفلت حتى كانت
المرة الآخرة التي مات فيها ، فإنه كان يختلف كبده ، فلما مات أقام نساء بني هاشم
عليه النوح شهرا .
__________________
قال
: أخبرنا محمد بن
عمر ، قال : حدثتنا عبيدة بنت نابل ، عن عائشة
بنت سعد ، قالت : حد نساء بني هاشم على حسن بن علي سنة .
قال
: أخبرنا علي بن
محمد ، عن يونس بن أبي إسحاق ، عن أبيه ، عن
عمرو بن بعجة ، قال : أول ذل دخل على العرب موت الحسن بن علي .
قال
: أخبرنا علي بن
محمد ، عن جويرية بن أسماء ، قال : لما مات الحسن
ابن علي ـ رضياللهعنه ـ أخرجوا جنازته فحمل مروان سريره! فقال له الحسين :
تحمل سريره ، أما والله لقد كنت تجرعه الغيض؟! فقال مروان : إني كنت أفعل
ذلك بمن يوازن حلمه الجبال .
قال
: أخبرنا علي بن محمد ، عن مسلمة بن محارب ، عن حرب بن خالد ،
قال : مات الحسن بن علي لخمس ليال خلون من شهر ربيع الأول سنة خمسين.
قال
: أخبرنا محمد بن
عمر ، قال : حدثنا عبد الله بن نافع ، عن أبيه ، قال :
سمعت أبان بن عثمان يقول : إن هذا لهو العجب يدفن ابن قاتل عثمان مع
رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وأبي بكر وعمر!! ويدفن أمير المؤمنين المظلوم
الشهيد ببقيع الغرقد .
قال
: أخبرنا محمد بن
عمر ، قال : حدثنا علي بن محمد العمري ، عن
__________________
عيسى بن معمر ، عن
عباد بن عبد الله بن الزبير ، قال : سمعت عائشة تقول يومئذ : هذا الأمر لا يكون
أبدا! يدفن ببقيع الغرقد ، ولا يكون لهم رابعا ، والله إنه لبيتي
أعطانيه رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، في حياته ، وما دفن فيه عمر وهو
خليفة إلا بأمري ، وما أثر علي ـ رحمهالله ـ عندنا بحسن! .
قال
: أخبرنا محمد بن
عمر ، قال : حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة ، عن مروان بن أبي سعيد ، عن نملة بن أبي نملة ، قال : أعظم الناس يومئذ أن
يدفن معهم أحد! وقالوا لمروان : أصبت يا با عبد الملك! لا يكون معهم رابع
أبدا .
قال
: أخبرنا محمد بن
عمر ، قال : حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن
إبراهيم بن يحيى بن زيد ، قال : سمعت خارجة بن زيد يقول : صوب الناس يومئذ
مروان ورأوا أنه عمل بحق! لا يكون معهما ـ يعني أبا بكر وعمر ـ ثالث أبدا .
قال
: أخبرنا محمد بن
عمر ، قال : حدثني محرز بن جعفر ، عن أبيه ، قال :
سمعت أبا هريرة يقول يوم دفن الحسن بن علي : قاتل الله مروان ، قال : والله ما
كنت لأدع ابن أبي تراب يدفن مع رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وقد دفن
عثمان بالبقيع!
فقلت : يا مروان
إتق الله ولا تقل لعلي إلا خيرا ، فأشهد لسمعت رسول الله
ـ صلىاللهعليهوسلم ـ [يقول] يوم خيبر : لأعطين الراية رجلا يحبه الله ورسوله
__________________
ليس بفرار ، وأشهد
لسمعت رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يقول في حسن :
اللهم إني أحبه فأحبه ، وأحب من يحبه.
فقال مروان :
والله إنك قد أكثرت على رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ
الحديث فلا نسمع منك ما تقول ، فهلم غيرك يعلم ما تقول.
قال : قلت : هذا
أبو سعيد الخدري ، فقال مروان : لقد ضاع حديث
رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ حين لا يرويه إلا أنت وأبو سعيد الخدري ، والله
ما أبو سعيد الخدري يوم مات رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إلا غلام ، ولقد
جئت أنت من جبال دوس قبل وفاة رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بيسير ، فاتق
الله يا با هريرة ، قال : قلت : نعم ما أوصيت به ، وسكت عنه.
قال
: أخبرنا محمد بن
عمر ، قال : حدثني كثير بن زيد ، عن الوليد بن
رباح ، قال : سمعت أبا هريرة يومئذ يقول لمروان : والله ما أنت وال ، وإن الوالي
لغيرك فدعه ، ولكنك تدخل في ما لا يعنيك ، إنما تريد بهذا إرضاء من هو غائب
عنك.
قال : فأقبل عليه
مروان مغضبا فقال له : يا با هريرة ، إن الناس قد قالوا :
أكثر عن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ الحديث ، وإنما قدم قبل وفاة رسول الله
ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بيسير!
فقال أبو هريرة :
قدمت على رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بخيبر سنة
سبع وأنا يومئذ قد زدت على الثلاثين سنة سنوات ، فأقمت معه حتى توفي ـ صلى
الله عليه وسلم ـ أدور معه في بيوت نسائه وأخدمه ، وأنا والله يومئذ مقل وأصلي
خلفه وأغزو وأحج معه ، فكنت والله أعلم الناس بحديثه ، قد والله سبقني قوم
لصحبته والهجرة من قريش والأنصار فكانوا يعرفون لزومي له فيسألوني عن حديثه ، منهم
عمر بن الخطاب ـ وهدي عمر هدي عمر ـ ، ومنهم عثمان وعلي! والزبير وطلحة.
ولا والله لا يخفى
علي كل حدث كان بالمدينة ، وكل من أحب الله ورسوله ، وكل من كانت له عند رسول الله
ـ صلىاللهعليهوسلم ـ منزلة ، وكل
صاحب لرسول الله ـ
صلىاللهعليهوسلم ـ ، فكان أبو بكر ـ رضياللهعنه ـ صاحبه في الغار ، وغيره قد أخرجه رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ من المدينة أن يساكنه.
فليسألني أبو عبد
الملك عن هذا وأشباهه ، فإنه يجد عندي منه علما كثيرا جما.
قال : فوالله إن
زال مروان يقصر عنه عن هذا الوجه بعد ذلك ويتقيه
ويخاف جوابه ، ويحب على ذلك أن ينال من أبي هريرة ولا يكون هو منه بسبب ،
يفرق أن يبلغ أبا هريرة أن مروان كان من هذا بسبب فيعود له بمثل هذا فكف
عنه .
قال
: أخبرنا علي بن
محمد ، عن سحيم بن حفص وعبد الله بن فائد ، عن
بشير بن عبد الله ، قال : أول من نعى الحسن بن علي بالبصرة عبد الله بن سلمة بن
المحبق أخو سنان ، نعاه لزياد ، فخرج الحكم بن أبي العاص الثقفي فنعاه وبكى
الناس ، وأبو بكرة مريض فسمع الضجة فقال : ما هذا؟ فقالت امرأته عبسة بنت
سحام ـ من بني ربيع ـ : مات الحسن بن علي فالحمد الله الذي أراح الناس منه!
فقال أبو بكرة : اسكتي ـ ويحك ـ فقد أراحه الله من شر كثير وفقد الناس خيرا كثيرا.
قال محمد بن عمر : قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد ، عن عمرو
بن
ميمون ، عن أبيه ، قال : لما جاء معاوية نعي الحسن بن علي استأذن ابن عباس
على معاوية ، وكان ابن عباس قد ذهب بصره فكان يقول لقائده : إذا دخلت بي
على معاوية فلا تقدني فإن معاوية يشمت بي ، فلما جلس ابن عباس قال معاوية :
لأخبرنه بما هو أشد عليه من أن أشمت به ، فلما دخل قال : يا أبا العباس ، هلك
الحسن بن علي ، فقال ابن عباس : إنا لله وإنا إليه راجعون ، وعرف ابن عباس أنه
شامت به فقال : أما والله يا معاوية لا يسد حفرتك ولا تخلد بعده ، ولقد أصبنا
__________________
بأعظم منه فجبرنا
الله بعده ، ثم قال ، فقال معاوية : لا والله ما كلمت أحدا قط أعد جوابا ولا أعقل
من ابن عباس .
قال
: أخبرنا عفان بن
مسلم ، قال : حدثنا سلام أبو المنذر ، قال : قال
معاوية لابن عباس : مات الحسن بن علي ـ ليبكته بذلك ـ ، قال : فقال : لئن كان
قد مات فإنه لا يسد بجسده حفرتك ، ولا يزيد موته في عمرك ، ولقد أصبنا بمن
هو أشد علينا فقدا منه فجبر الله مصيبته.
قال
: أخبرنا علي بن
محمد ، عن مسلمة بن محارب ، عن حرب بن خالد ،
قال : قال معاوية لابن عباس : يا عجبا من وفاة الحسن! شرب عسلة بماء رومة
فقضى نحبه! لا يحزنك الله ولا يسوؤك في الحسن ، فقال : لا يسوؤني ما أبقاك
الله! فأمر له بمائة ألف وكسوة.
قال : ويقال : إن
معاوية قال لابن عباس يوما : أصبحت سيد قومك ،
قال : ما بقي أبو عبد الله فلا.
قال
: أخبرنا موسى بن
إسماعيل ، قال : حدثنا أبو هلال ، عن قتادة ،
قال : قال معاوية : واعجبا للحسن! شرب شربة من عسل يمانية بماء رومة فقضى
نحبه!! ثم قال لابن عباس : لا يسوؤك الله ولا يحزنك في الحسن ، فقال : أما ما
أبقى الله لي أمير المؤمنين فلن يسوءني الله ولن يحزنني!
قال : فأعطاه ألف
ألف من بين عرض وعين ، فقال : اقسم هذه في أهلك.
قال
: أخبرنا محمد بن
عمر ، قال : حدثنا موسى بن محمد بن إبراهيم بن
الحارث التيمي ، عن أبيه ، قال : لما مات الحسن بن علي بعث مروان بن الحكم
بريدا إلى معاوية يخبره أنه قد مات.
قال : وبعث سعيد
بن العاص رسولا آخر يخبره بذلك ، وكتب مروان
يخبره بما أوصى به حسن بن علي من دفنه مع رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ
وأن ذلك لا يكون وأنا حي ، ولم يذكر ذلك سعيد.
__________________
فلما دفن حسن بن
علي بالبقيع أرسل مروان بريدا آخر يخبره بما كان من
ذلك وقيامه ببني أمية ومواليهم ، وإني يا أمير المؤمنين عقدت لواء وتلبسنا
السلاح ، وأحضرت معي ممن اتبعني ألفي رجل ، فلم يزل الله بمنه وفضله يدرأ
ذلك أن يكون مع أبي بكر وعمر ثالثا أبدا ، حيث لم يكن أمير المؤمنين عثمان
المظلوم رحمهالله ، وكانوا هم الذين فعلوا بعثمان ما فعلوا.
فكتب معاوية إلى
مروان يشكر له ما صنع واستعمله على المدينة ونزع سعيد بن العاص.
وكتب إلى مروان :
إذا جاءك كتابي هذا فلا تدع لسعيد بن العاص قليلا ولا كثيرا إلا قبضته!.
فلما جاء الكتاب
إلى مروان بعث به مع ابنه عبد الملك إلى سعيد يخبره
بكتاب أمير المؤمنين ، فلما قرأه سعيد بن العاص صاح بجارية له : هات كتابي
أمير المؤمنين ، فطلعت عليه بكتابي أمير المؤمنين فقال لعبد الملك : اقرأهما ،
فإذا فيهما
كتاب من معاوية إلى سعيد بن العاص يأمره حين عزل مروان بقبض أموال
مروان التي بذي المروة والتي بالسويداء والتي بذي خشب ولا يدع له عذقا
واحدا ، فقال : أخبر أباك فجزاه عبد الملك خيرا ، فقال سعيد : والله لولا أنك
جئتني بهذا الكتاب ما ذكرت مما ترى حرفا واحدا.
قال : فجاء عبد
الملك بالخبر إلى أبيه فقال : هو كان أوصل منا إليه.
قال
: أخبرنا محمد بن
عمر ، قال : حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة ، عن صالح بن كيسان ، قال : كان سعيد بن العاص رجلا حليما وقورا ،
ولقد كانت المأمومة التي أصابت رأسه يوم الدار قد كاد أن يخف منها بعض الخفة
وهو على ذلك من أوقر الرجال وأحلمه.
وكان مروان رجلا
حديدا ، حديد اللسان سريع الجواب ذلق اللسان قل
ما صبر أن يكون في صدره شئ من حب أحد أو بغضه إلا ذكره.
وكان في سعيد خلاف
ذلك ، كان من أحب صبر عن ذكر ذلك له ،
ومن أبغض فمثل ذلك ، ويقول : إن الأمور تغير والقلوب تغير ، فلا ينبغي للمرء
أن يكون مادحا
اليوم عائبا غدا.
قال
: أخبرنا محمد بن
عمر ، قال : حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن
أبيه ، قال : حج معاوية سنة خمسين ، وسعيد بن العاص على المدينة وقد وليها قبل
ذلك في آخر سنة تسع وأربعين ، وهي السنة التي مات فيها الحسن بن علي ، فلم
يزل معاوية يهم بعزله ويكتب إليه مروان يعلمه ما أبلى في شأن حسن بن علي
وأن سعيد بن العاص قد لاقى بني هاشم ومالأهم على أن يدفن الحسن مع
رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وأبي بكر وعمر! فوعده معاوية أن يعزله عن
المدينة ويوليه ، فأقام عليها سعيد ومعاوية يستحي من سرعة عزله إياه ، وسعيد يعلم
بكتب مروان إلى معاوية ، فكان سعيد يلقى مروان ممازحا له يقول : ما جاءك فيما
قبلنا بعد شئ؟! فيقول مروان : ولم تقول لي هذا؟ أتظن أني أطلب عملك؟!
فلما أكثر مروان من هذا سكت سعيد بن العاص واستحى.
وبلغ مروان أنه
كتب إلى سعيد من الشام يعلم بكتبك إلى أمير المؤمنين
تمحل بسعيد وتزعم أن سعيدا في ناحية بني هاشم ، ثم جاءه بعد العمل وقد حج
سعيد سنة ثلاث وخمسين ودخل في الرابعة فجاءه ولاية مروان بن الحكم ، فكان
سعيد إذا لقيه بعد يقول له ممازحا له : قد كان وعدك حيث توفي الحسن بن علي
أن يوليك ويعزلني فأقمت كما ترى سنتين والله يعلم لولا كراهة أن يعد ذلك
مني خفة لاعتزلت ولحقت بأمير المؤمنين ، فيقول مروان : أقصر فإنا رأينا منك يوم
مات الحسن بن علي أمورا ظننا أن صغوك مع القوم ، فقال سعيد : فوالله للقوم أشد
لي تهمة وأسوأ في رأيا منهم فيك.
فأما الذي صنعت من
كفي عن حسين بن علي فوالله ما كنت لأعرض
دون ذلك بحرف واحد وقد كفيت أنت ذلك.
قال محمد بن عمر : قال عبد الرحمن بن أبي الزناد : قال أبي :
فلم يزالا
متكاشرين فيما بينهما فيما يغيب أحدهما عن صاحبه ليس بحسن ، وهم بعد يتلاقيان
ويقضي أحدهما الحق لصاحبه إذا لزمه ، وإذا التقيا سلم أحدهما على صاحبه
سلاما لا يعرف أن
فيه شيئا مما يكره ، وكان هذا من أمورهما .
قال
: أخبرنا محمد بن
عمر : إن الحسن بن علي مات سنة تسع وأربعين
وصلى عليه سعيد بن العاص ، وكان قد سقي مرارا ، وكان مرضه أربعين يوما .
قال ابن سعد : وولد الحسن بن علي في النصف من شهر رمضان سنة ثلاث
من الهجرة.
__________________
الاثنا عشرية
الصومية
للشيخ البهائي
الشيخ علي المرواريد
بسم الله الرحمن
الرحيم
تقديم
المؤلف :
الشيخ بهاء الدين
محمد بن الحسين بن عبد الصمد الحارثي الهمداني العاملي
الجبعي. ينتهي نسبه إلى الحارث بن عبد الله الأعور الهمداني ، الذي كان من
أصحاب أمير المؤمنين عليهالسلام.
كان فقيها أصوليا
محققا محدثا مفسرا عارفا رياضيا أديبا شاعرا.
مولده ووفاته :
ولد ببعلبك يوم
الأربعاء ٢٧ ذي الحجة سنة ٩٥٣ ، كما وجده صاحب
«رياض العلماء» من المنقول عن خط والده : الشيخ حسين. وقيل : مولده سنة ٩٥١.
وتوفي بأصفهان ١٢
شوال سنة ١٠٣٠ ، كما ذكره المجلسي الأول الذي
حضر وفاته وتشرف بالصلاة عليه. ثم نقل جسده إلى مشهد الرضا عليهالسلام عملا
بوصيته ، ودفن بها في داره قريبا من الحضرة المشرفة.
أقوال العلماء في
حقه :
قال المجلسي الأول
ـ رحمهالله ـ : كان شيخ الطائفة في زمانه ، جليل القدر ،
عظيم الشأن ، كثير الحفظ ، ما رأيت بكثرة علومه ووفور فضله وعلو مرتبته أحدا.
وقال الشيخ الحر
العاملي ـ رحمهالله ـ : حاله في الفقه والعلم والفضل
والتحقيق والتدقيق وجلالة القدر وعظم الشأن وحسن التصنيف ورشاقة العبارة
وجمع المحاسن أظهر من أن يذكر ، وفضائله أكثر من أن تحصر ...
أساتذته :
تلمذ الشيخ
البهائي عند كثير من أساتذة العلم والفن ، والمذكور منهم في المعاجم :
١ ـ والده الشيخ
حسين بن عبد الصمد ، المتوفى سنة ٩٨٤ ، وهو أحد أعلام الطائفة وتلمذ عند الشهيد
الثاني ـ قدسسره ـ وجاء مع ابنه محمد ـ وهو صغير ـ إلى بلاد العجم.
٢ ـ المولى عبد
الله اليزدي ، المتوفى سنة ٩٨١ ، وهو صاحب الحاشية في المنطق تلميذ جلال الدين
محمد الدواني. قال في رياض العلماء : صرح البهائي في بعض المواضع بأنه قرأ كليات
القانون وغيره على المولى عبد الله اليزدي.
٣ ـ المولى علي المذهب
، تلمذ عنده في العلوم الرياضية.
وقد ذكروا في كتب
التراجم أنه صار شيخ الإسلام بأصفهان في زمان الشاه عباس الأول ، ثم ترك ذلك
المنصب ، وأخذ في السياحة ، فساح مدة طويلة ، واجتمع في تلك الأسفار بكثير من
أرباب الفضل. ثم عاد إلى إيران وأخذ في التأليف والتصنيف والتدريس.
تلامذته :
تلمذ عنده ، ويروي
عنه بالإجازة كثير من العلماء والفضلاء ، منهم : العلامة
المجلسي الأول ـ المتوفى
١٠٧٠ ـ والفيض الكاشاني ـ المتوفى ١٠٩١ ـ وسلطان العلماء ـ المتوفى ١٠٦٤ ـ والفاضل
الجواد.
مؤلفاته :
له مؤلفات كثيرة
في شتى العلوم ، من التفسير والحديث والدراية والدعاء والفقه وأصوله والأدب
والرياضيات والهيئة ، تصل إلى سبعين كتابا ورسالة ، منها : العروة الوثقى ، والحبل
المتين ، والجامع العباسي ، والاثنا عشريات الخمس ، وزبدة الأصول ، وخلاصة الحساب
، ومفتاح الفلاح ، ومشرق الشمسين ، وتشريح الأفلاك ، ودراية الحديث ، والفوائد
الصمدية.
وله شعر كثير
بالعربية والفارسية ، ومنه قوله في مدح مولانا صاحب الزمان عجل الله فرجه :
صاحب العصر
الإمام المنتظر
|
|
من بما يأباه لا
يجري القدر
|
حجة الله على كل
البشر
|
|
خير أهل الأرض
في كل الخصال
|
من إليه الكون
قد ألقى القياد
|
|
مجريا أحكامه
فيما أراد
|
إن تزل عن طوعه
السبع الشداد
|
|
خر منها كل سامي
السمك عال
|
يا أمين الله يا
شمس الهدى
|
|
يا إمام الخلق
يا بحر الندى
|
عجلن عجل فقد
طال المدى
|
|
واضمحل الدين
واستولى الضلال
|
هاكها مولاي يا
نعم المجير
|
|
من مواليك «البهائي»
الفقير
|
مدحة يعنو
لمعناها «جرير»
|
|
نظمها يزري على
عقد اللآل
|
هذه الرسالة :
ذكروا من جملة
مؤلفاته الفقهية خمس رسائل في الطهارة والصلاة
والزكاة والصوم
والحج ، كلها مبوبة على اثني عشر ، وتسمى بالاثني عشرية.
ورسالتنا هذه :
الاثنا عشرية الصومية ، إحدى تلك الرسائل. وقد وصفها
الشيخ الحر العاملي في أمل الآمل بأنها عجيبة ، ولعله من جهة كيفية تدوين المسائل
المهمة في الصوم تحت فصول منقسمة باثني عشر ، واشتمالها على أقوال الفقهاء وإقامة
الأدلة على نحو الايجاز.
وقد ألفها الشيخ
في خاتمة شهر شعبان المعظم سنة ١٠١٩.
النسخ المعتمدة :
اعتمدنا في تحقيق
هذه الرسالة على نسختين مخطوطتين في المكتبة الرضوية
على صاحبها السلام. وتمتاز النسختان بجودة الخط والاشتمال على الحواشي من
المؤلف ، وقد أشير إليها ب «منها دام ظله العالي».
والنسخة الأولى
تحت رقم ٧٤١٤ ، في ضمن الاثني عشريات الخمس ، ممتازة بأنها مقروءة لدى المصنف ،
ويوجد خطه ـ رحمهالله ـ في آخر رسالة الحج ، تاريخ كتابتها : ١٠٢٨.
والنسخة الثانية
تحت رقم ٢٦٨٤ ، وهي أيضا نسخة دقيقة لا تختلف في
متنها عن النسخة الأولى ، ويوجد في حواشيها بعض التوضيحات مثل تعيين مرجع
الضمائر وغيره.
عملنا في التحقيق
:
١ ـ مقابلة متن
النسختين ، ولم نجد بينهما اختلافا معتدا به.
٢ ـ تخريج
الأحاديث من الكتب الأربعة ووسائل الشيعة.
٣ ـ تخريج الأقوال
من الكتب الفقهية التي كانت في متناولنا.
٤ ـ توضيح اللغات
المشكلة من كتب اللغة.
٥ ـ مقابلة حواشي
النسختين التي كانت من المؤلف ، وإثباتها في الهامش مشيرا إليها ب (منه قدسسره).
٦ ـ تقويم نص
المتن والحواشي من حيث الاملاء ووضع الفوارز والنقط وغيرها.
الفهرست :
١ ـ حقيقة الصوم
شرعا.
٢ ـ ما لا يتحقق
الصوم إلا بالإمساك عنه اثنا عشر.
٣ ـ الصوم الواجب
اثنا عشر.
٤ ـ الصوم المستحب
مؤكده اثنا عشر.
٥ ـ الصوم المحرم
اثنا عشر.
٦ ـ الأمور
المعتبرة في نية الصوم اثنا عشر.
٧ ـ لا يصح الصوم
من اثني عشر.
٨ ـ ما يستحب فعله
ليلا في شهر رمضان اثنا عشر.
٩ ـ يكره للصائم
أمور اثنا عشر.
١٠ ـ يختص شهر
رمضان من بين الشهور باثنتي عشرة مزية.
مصادر الترجمة :
روضة المتقين في
شرح الفقيه ج ١٤ للمجلسي الأول ، وأمل الآمل للحر
العاملي ، وسلافة العصر للسيد علي خان المدني ، ورياض العلماء ج ٥ للميرزا عبد
الله
أفندي ، والغدير ج ١١ ، وأعيان الشيعة ج ٩ ، والذريعة ج ١.
والحمد لله رب
العالمين
|
علي المرواريد
مؤسسة آل البيت / مشهد
|


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي
جعل الصوم جنة من النار ، والصلاة على أشرف الخلائق محمد وآله الأطهار.
يقول أقل العباد
محمد المشتهر ببهاء الدين العاملي ـ وفقه الله للعمل في يومه لغده ، قبل أن يخرج
الأمر من يده ـ :
لما فرغت من تأليف
المقالة الاثني عشرية في الصلاة اليومية ، وأختها
الاثني عشرية الحجية ، التمس مني بعض الأخلاء الأجلاء ـ وفقه الله لارتقاء معارج الكمال
ـ تأليف اثني عشرية صومية على ذلك المنوال ، فأسعفته بذلك مع ضيق المجال وتوزع
البال ، والله أسأل أن ينفع بها الطالبين ، وأن يجعلها من أحسن الذخائر ليوم الدين.
فأقول :
الأمور التي لا بد
للصائم من اجتنابها نوعان :
الأول : أمور يفسد
الصوم بارتكابها ، ويتوقف حصول حقيقته على اجتنابها ،
كالأكل والجماع عمدا.
الثاني : ما ليست
كذلك ، ولكن ورد الشرع بنهي الصائم عنه ، كالحقنة
على الأقرب ، والارتماس عند بعض.
والأمور الأولى لا
بد في نية الصوم من قصد المكلف الامساك عنها ولو إجمالا ، بخلاف الثانية ، وقد كثر
الخلاف بين علمائنا ـ قدس الله أرواحهم ـ في تعيينها ، ومن ثم اختلفوا في بيان
حقيقة الصوم شرعا على حسب اختلاف مذاهبهم فيها. فبعضهم عرفه بتوطين النفس على ترك
أمور ثمانية ، وبعضهم بالإمساك عن أمور عشرة ، وبعضهم زاد وبعضهم نقص.
وقد رام بعضهم
تعريفه بما ينطبق على جميع المذاهب ، فعرفه تارة بالإمساك
عن المفطرات مع النية ، وأخرى بتوطين النفس على الامساك على المفطرات ، وهما
دوريان إلا بتكلف ، مع انتقاض طرد الثاني بالنية.
وبعضهم عرفه
بالإمساك عن أشياء مخصوصة في زمان مخصوص ، على وجه
مخصوص. وهو كما ترى .
وعرفه بعضهم بكف
المكلف كل النهار ـ أو حكمه ـ عن المنهيات الاثني عشر
ـ الآتي ذكرها ـ مع النية ، وهو جيد. وقيل : المراد بحكم الكل النصف الأخير من
النهار مع زيادة أو جزء من آخره ، لئلا يخرج نحو صوم المسافر والمريض إذا قدم أو
برئ قبل الزوال والتناول ، وصوم الندب المنوي قبيل الغروب .
فصل
ما لا يتحقق الصوم
إلا بالإمساك عنه اثنا عشر :
الأول
والثاني : الأكل والشرب ولو
بغير المعتاد ، وخلاف ابن الجنيد نادر ،
والمرتضى رجع عن موافقته .
ويلحق بهما السعوط
البالغ الحلق ، وفاقا للشيخ والعلامة . لا الدماغ ،
__________________
خلافا للمفيد
وسلار . ولا الطعنة بما يبلغ الجوف باختياره ، وفاقا للتذكرة
والمنتهى ، وخلافا للمبسوط والمختلف .
وفي ابتلاع
النخامة الصدرية والدماغية في فضاء الفم نظر ، والأظهر عدم
الافساد ، خلافا للشهيدين ، ووفاقا للمعتبر والمنتهى ، لإطلاق موثقة
غياث ، بل صحيحته السالمة عن المعارض.
وللمحقق قول
بإفساد الدماغية فقط ، وتبعه شيخنا العلائي .
وعلى القول
بالإفساد ففي لزوم كفارة الجمع إشكال ، والأظهر العدم إلا
إذا انفصلت ، لعدم ثبوت التحريم على المفطر ، بل الأقرب الجواز كما تفيده رواية
عبد الله بن سنان من ترجيح ابتلاعها في المسجد .
وفي الريق المتغير
طعما بطاهر ـ كالعلك ـ إشكال ، ومتغير الثلاثة
أقوى إشكالا ، وعدم الافساد مطلقا قوي. والمنع من مضغه في حسنة الحلبي
لا يستلزمه ، مع معارضتها بصحيحة محمد بن مسلم المتضمنة مضغ الباقر عليهالسلام له
__________________
صائما .
والمتغير بالنجس
كالطاهر ـ على الظاهر ـ وإن حرم ، ولم أجد لأحد فيه كلاما.
أما ريق الغير فلا
ريب في إفساده ، وما في حسنة علي بن جعفر من
تجويز مص الصائم لسان المرأة لا يستلزم ابتلاعه.
ثم متعمد الافطار
في رمضان وأخواته الثلاثة عالما مختارا يقضي ويكفر ،
وكذا مكذب العدلين في الاصباح.
ولا شئ على الساهي
، ولا على خائف التلف لعطش أو جوع ونحوه ، وفاقا
للعلامة وخلافا للشهيد . وليقتصر على سد الرمق وإلا قضى وكفر. وهل
عليه تقليل المدة بتعظيم الجرح واللقم؟ الأظهر : نعم.
ولا على ظان
الغروب فيظهر خلافه ، خلافا للمعتبر ، ووفاقا للشيخ
والصدوق ، لصحيحتي زرارة .
ولا على المعول
فيه أو في عدم الاصباح على عدلين وإن أمكنه العلم .
ومكذب الواحد فيه
ولو فاسقا ـ كما يقضيه إطلاق صحيحة العيص ـ
يقضي فقط. وكذا فاعل المفسد استصحابا لليل متمكنا من المراعاة فيخطئ.
__________________
وجاهل الحكم كالناسي عند بعض ، وكالعالم عند آخرين. والأقوى
القضاء لا غير.
والمكره بالوجرة كالناسي إجماعا ، وكذا بالتوعد وفاقا للأكثر ، والشيخ
يوجب القضاء .
وفي سقوط الكفارة
عن الحي بتبرع الغير مطلقا ، أو سوى الصوم ، أو العدم
مطلقا أقوال.
وكذا في سقوطها
بمسقطه مطلقا ، أو الضروري ، أو عدمه مطلقا ، أو إن قصد
الفرار.
وكذا في تكررها
بتكرر موجبها في الواحد مطلقا حتى الازدراد والنزع ، أو
مع اختلاف الجنس ، أو تخللها ، أو العدم مطلقا.
وسبيل الاحتياط في
الكل واضح.
الثالث
: إنزال المني ولو
بفعل ما يظن معه كتخيل الجماع ، عن قصد ،
فيقضي ويكفر.
ولو احتلم نهارا
فصومه صحيح ، ولا غسل عليه له إجماعا.
وفي تحريم نومه
لظانه نظر ولم أظفر فيه لأصحابنا بكلام. فإن احتلم ففي
وجوب القضاء إشكال ، أما الكفارة فلا ، على الأظهر.
الرابع
: ولوج الحشفة قبلا
أو دبرا ، فاعلا ومفعولا ، طفلا أو بالغا ، حيا أو
ميتا ، ذكرا أو أنثى. فيقضي ويكفر.
وفي الخنثى المشكل
قبلا إشكال فاعلا ومفعولا ، أما دبرا فمفسد لهما إن كان
من واضح.
وقرب في البيان عدم الغسل بتوالج المشكلين ، فلا يفسد صومهما.
__________________
والمكره من
الزوجين يتحمل كفارة المكره وتعزيره لا قضاءه. فعليه نصف
حد الزاني. وفي الأجنبي نظر ، والأولوية ممنوعة لأشدية الانتقام.
ولا تحمل عن
النائم ، خلافا للشيخ ، وفي تحمل المسافر ونحوه
توقف. والمعتبر حال المتحمل على الأظهر. فلو أكره العاجز عن الخصال وهو قادر لم
ينتقل إلى ما دونها مع احتماله.
الخامس
: تعمد البقاء على
الجنابة بلا عذر حتى يصبح ، وإفساده مشهور ،
وصحاح الأخبار به متضافرة ، وخلاف الصدوق ضعيف ، وصحيحتا
العيص وحبيب محمولتان على التقية ، فيقضي ويكفر ، وضعف روايات
التكفير منجبر بالشهرة ، والمرتضى وابن أبي عقيل : يقضي لا غير.
وهل يلحق به متعمد
الجنابة ليلا مع علمه بتعذر الغسل؟ إشكال.
وإلحاق ذات الدم
أقوى إشكالا ، ومع اللحوق ففي وجوب ضم الوضوء
إلى الغسل لصومها نظر .
__________________
السادس
: إصباح الجنب
بنومته الأولى غير قاصد للغسل ذاهلا عنه ،
فيقضي فقط مع احتمال سقوطه ، لا قاصدا تكره ولا متردد في إيقاعه فيكفر فيهما. ولا
قاصدا له فلا شئ عليه .
السابع
: إصباحه بنومته
الثانية قاصدا للغسل ظانا للانتباه له فيقضي ،
وهي محرمة وإن حصلا ، وبدون أحدهما يكفر أيضا.
الثامن
: إصباحه بنومته
الثالثة ولو قاصدا للغسل ظانا للانتباه ، فيقضي
ويكفر على المشهور ، وعليه الشيخان ، وفي المعتبر والمنتهى : يقضي فقط إن نام
قاصدا له .
التاسع
: إيصال الغبار إلى
الحلق ، ومبدؤه مخرج الخاء المعجمة. وقيد
بعضهم بالغليظ وهو الحق ، فيقضي فقط ، وفاقا للمرتضى. والحق به الدخان والبخار
الغليظان. وموثقة عمرو بن سعيد بنفي البأس عن الدخنة والغبار محمولة على الرقيق.
العاشر
: الارتماس ، وفاقا
للمفيد والشهيد وجماعة ، وادعى المرتضى
__________________
في الإنتصار
الاجماع على إفساده ، وفي صحيحة محمد بن مسلم إشعار به . والمحقق : لا يفسد وإن حرم . والشيخ في النهاية كالمرتضى ، وفي الإستبصار
كالمحقق . وابن إدريس على الكراهة . والعلامة في القواعد متوقف في
الافساد . وقول المرتضى هو المرتضى.
ويجب به القضاء ،
والثلاثة على الكفارة أيضا .
ويرتفع به حدث
الناسي لا العامد إلا إذا نوى حال إخراج الرأس ، وفيه تأمل.
الحادي
عشر : القئ ، ويجب به
القضاء ، وفاقا للأكثر ، وصحيحة الحلبي ناطقة به .
وقيل : مع الكفارة.
وقيل : لا ولا ، وعليه المرتضى وابن إدريس . أما تحريمه فإجماعي كعدم إفساده لو ذرع .
__________________
الثاني
عشر : الكذب على الله
تعالى ، أو رسوله صلىاللهعليهوآله ، أو أحد
الأئمة عليهمالسلام. وهو مفسد على الأظهر ، وفاقا للشيخين والأكثر. وضعف
الروايتين منجبر بالشهرة ، ونقض الوضوء مؤول ، وأوجبا به القضاء
والكفارة.
وقيل : مغلظ
التحريم لا مفسد ، وعليه المحقق وبعض المتأخرين . المرتضى في الإنتصار كالشيخين محتجا بالإجماع ، وفي الجمل
كالمحقق ، ولا منافاة ، لجواز الاطلاع عليه بعدها.
وإنما يفسد إذا
اعتقد قائله أنه كذب ، ولو ظهر الصدق فوجهان.
وهل قول الإمامي :
إنه تعالى يرى ، أو : كلامه قديم ـ مثلا ـ كذب على الله
فيفسد؟ أو كذب فقط فلا إفساد؟ كل محتمل ولم أجد لأحد فيه كلاما.
فصل
الصوم الواجب اثنا
عشر :
الأول
: شهر رمضان ،
ويثبت هلاله بالرؤية ، أو تواترها ، أو مضي ثلاثين
__________________
من شعبان ، أو
الشياع ولو نساءا أو فساقا ، أو شهادة عدلين متحدة أو ملفقة
على الأظهر ، صحوا أو غيما ، من داخل أو خارج ، لا بشهادتهن ولو منضمات ،
ولا بالواحد خلافا لسلار ، ولا بالجدول ، ولا العدد بمعنييه .
وحكم متفقات
المغارب واحد لا مختلفاتها.
واحتمل في الدروس
ثبوته في الغربي برؤيته في الشرقي للأولوية ، وهو مبني
على كروية الأرض ، والبرهان الإني تقتضيها إذا لم يتم اللمي . وقد أثبتها
جماعة من أصحابنا في كتبهم الفقهية.
الثاني
: قضاء المكلف ما
فاته من شهر رمضان أو من واجب معين. والثاني
يجوز إفساده مطلقا على الأصح ، إلا مع تضيقه بظن الموت.
والأول يحرم بعد
الزوال إجماعا لا قبله عند الأكثر ، إلا مع تضيقه به أو
برمضان آخر.
والنهي في صحيحة
ابن الحجاج تنزيهي ، وبه يجمع بينها وبين غيرها
من الصحاح وغيرها.
__________________
ولا يجب فوريته ،
خلافا لأبي الصلاح . نعم يجب تقديمه على رمضان الآتي.
ومؤخره إليه مع
العزم عليه فيفطر عند الضيق لمرض أو دم مانع أو سفر
ضروري يقضي فقط. وبدونه مع الفدية عن كل يوم بمد عند الأكثر ، والشيخ
بمدين ، ومستمر المرض يفدي فقط.
الثالث
: ما يتحمله المكلف
عن غيره ، إما بأجرة ، فيجب تلبسه بما يعد به
متشاغلا على الأظهر. أو بدونها ، وهو ما فات الأب لعذر ـ على قول ـ ومطلقا ـ على
آخر ـ وتمكن من قضائه ، فيجب على أكبر ذكور أولاده القيام به.
ومع تساويهم
فالشيخ : يوزع ، وابن البراج : يقرع ، وابن إدريس : يسقط . والأول أقرب. والمعية سائغة بخلاف الصلاة. ويوم الكسر
كفائي كالواحد. فلو أفطراه بعد الزوال ـ وهو عن رمضان ـ ففي وجوب الكفارة ، ثم في تعددها
أو وحدتها عليهما بالسوية ، أو كفائيتها نظر. ويحتمل الفرق بين الدفعي والتعاقبي ،
ففي الأول كالثاني وفي الثاني على الثاني.
ولو اجتمع الأسن
طفلا والبالغ ، فالشهيد الثاني على الثاني ، وفيه
نظر ، لورود صحيحة الصفار بلفظ الأكبر ، واسم التفضيل إنما يشتق مما يقبل
التفاضل وهو هنا في السن لا غير.
ولا قضاء على غير
الابن لو فقد ، بل يتصدق من التركة عن كل يوم بمد.
والمفيد : يقضي حينئذ أكبر ذكور أهله ، ومع فقدهم فالنساء ، وهو
مختار الدروس ونقله عن ظاهر القدماء .
__________________
ولا يجزئ
الاستئجار مع القدرة ، على الأظهر. وفي وجوبه مع العجز نظر.
وهل المرأة كالرجل
في القضاء عنها؟ قيل : نعم ، كالدروس. وقيل : لا ،
كالسرائر . والأول أقرب.
ويتفرع عليها
الخنثى. فلو كان له ولدان ظهري وبطني ، سقط عنهما على
الثاني ، واحتمل على الأول تخصيص الأول ، وتشريكه مع الثاني.
الرابع
: ما وجب بنذر أو
عهد أو يمين ، وينعقد فيما وجب بأحدها وأصالة ،
خلافا للشيخ والمرتضى .
ولا يجب تتابعه
إلا باشتراطه لفظا أو معنى ، خلافا لابن البراج .
ويتعين بتعين
الزمان. فلو صادف مرضا ، أو سفرا ، أو دما مانعا ، أو عيدا ،
أو تشريقا ، أفطر وعليه القضاء على الأظهر.
أما المكان فللشيخ
في تعينه بالنذر قولان . واشترط العلامة المزية وهو
ظاهر أبي الصلاح .
وناذر صوم داود إن
والى فلا كفارة ، وفاقا للعلامة ، وخلافا للسرائر .
وناذر الشهر مخير
بين العددي والهلالي إن بدأ بأوله ، وإلا فالعددي.
وناذر يوم لقضاء
رمضان لا يفطر مطلقا ، فقبل الزوال كفارة وبعده كفارتان.
الخامس
: صوم بدل الهدى
لفاقده وإن وجد ثمنه ، وهو ثلاثة أيام
متتابعات في الحج وسبعة ـ ولو متفرقة على الأصح ـ إذا رجع إلى أهله.
__________________
وشرط الخمسة فقد
ثمنه ، وإلا أبقاه عند من يذبح عنه في ذي الحجة.
السادس
: صوم شهرين
متتابعين ، جامعا بينه وبين العتق وإطعام الستين ،
في كفارة قتل العمد ، والإفطار في نهار رمضان ـ لا غيره ـ على محرم أصالة كالزنا ،
أو
العارض كالحيض.
ومخيرا بينه وبين
كل منهما في الافطار على محلل ، وخلف النذر والعهد ،
وإفساد واجب الاعتكاف ، وجز المرأة شعرها في المصاب.
وبينه وبين البدنة
والإطعام ، في صيد المحرم نعامة.
ومرتبا على العتق
، فإن عجز فالإطعام ، في الظهار وقتل الخطأ.
السابع
: صوم شهر عددي أو
هلالي في ظهار العبد وقتله الخطأ ، وعددي في
صيد المحرم بقرة الوحش أو حماره ، إذا عجز عن البقرة ثم عن إطعام الثلاثين.
الثامن
: صوم ثمانية عشر
يوما لكل من وجب عليه شهران فعجز عنهما ،
وللمفيض من عرفات قبل الغروب عامدا إذا عجز عن البدنة.
التاسع
: صوم عشرة أيام في
صيد المحرم ظبيا ، مرتبا على الشاة ثم على إطعام العشرة.
العاشر
: صوم تسعة أيام في
صيد البقرة أو الحمار ، إذا عجز من الخصال الثلاث.
الحادي
عشر : صوم ثلاثة أيام
مرتبا على إطعام العشرة في كفارة إفطار
قضاء رمضان بعد الزوال.
وعلى التخيير بين
إطعامهم أو كسوتهم أو العتق في كفارة اليمين ، ونتف المرأة
شعرها في المصاب ، وخدش وجهها ، وشق الرجل ثوبه على الولد والزوجة.
وفي الحلف
بالبراءة إن عجز عن كفارة الظهار.
ومخيرا بينها وبين
شاة أو إطعام العشرة في حلق المحرم رأسه لأذى أو غيره.
وبينهما مرتبا عل
البدنة أو البقرة في جماع المحل أمته المحرمة بإذنه.
__________________
الثاني
عشر : صوم يوم واحد
للمعتكف يومين ندبا ، وكذا معتكف الخمسة
والثمانية ، وهكذا كل ثالث.
ولمن نام عن
العشاء إلى الانتصاف فيصوم ذلك اليوم ، قاله الشيخ ،
ووافقه ابن إدريس . ولو أفسده احتمل الكفارة وعدمها. وإن سافر
قضاه. ولو وافق مرضا ، أو دما مانعا ، أو عيدا ، أو صوما معينا احتمل السقوط
والقضاء ومقرب الدروس التداخل في الأخير .
فصل
الصوم المستحب غير
محصور ، ولنذكر من مؤكده اثني عشر :
الأول
: صوم يوم مولد
النبي صلىاللهعليهوآله ، وهو سابع عشر
ربيع الأول ، وفي الكافي أنه قاني عشره وهو موافق لبعض العامة . والأول هو المشهور.
الثاني
: صوم يوم مبعثه صلىاللهعليهوآله ، وهو السابع والعشرون من
__________________
رجب. روى الحسن بن
راشد أنه يعدل صوم ستين شهرا .
الثالث
: صوم يوم الغدير ،
روى الحسن بن راشد عن الصادق عليهالسلام :
«قال ، قلت له : جعلت فداك ، للمسلمين عيد غير العيدين؟ قال : نعم أعظمهما
وأشرفهما. قلت : فأي يوم هو؟ قال : هو يوم نصب أمير المؤمنين عليهالسلام فيه علما
للناس. قلت : جعلت فداك ، فما ينبغي لنا أن نصنع فيه؟ قال : تصومه يا حسن!
وتكثر الصلاة على محمد وآله ، وتبرأ إلى الله ممن ظلمه. وإن الأنبياء كانت تأمر
الأوصياء باليوم الذي يقام فيه الوصي أن يتخذ عيدا. قلت : فما لمن صامه؟ قال :
صيام ستين شهرا» .
الرابع
: صوم أيام ثلاثة
في كل شهر : أول أخمسته وآخرها ، وأول أربعاء
عشره الثاني. روي أن ذلك يعدل صوم الدهر ويذهب وحر الصدر ـ بالمهملتين ـ أي
وسوسته . والعاجز عن صيامها يتصدق عن كل يوم بمد أو درهم.
الخامس
: صوم أيام البيض ،
وهي : الثالث عشر والرابع عشر والخامس
عشر من كل شهر. روي أن من صامها في كل شهر فكأنما صام الدهر ،
ولتسميتها بأيام البيض وجهان مشهوران .
السادس
: صوم يوم عرفة ،
بشرط تحقق هلال ذي الحجة وعدم إضعافه عن
الدعاء. روي أن صومه كفارة تسعين سنة .
السابع
: صوم يوم المباهلة
، وهو الرابع والعشرون من ذي الحجة. وفي مثله
__________________
تصدق أمير المؤمنين
عليهالسلام بخاتمه وهو راكع ، فنزل قوله تعالى : «إنما وليكم الله
ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون» .
الثامن
: صوم أول ذي الحجة
إلى تاسعه. روي أن من صامه كتب له صوم
ثمانين شهرا ، فإن صام التسع كتب له صوم الدهر .
التاسع
: صوم رجب. روي أن
من صامه كله كتب الله له رضاه ، ومن
كتب له رضاه لم يعذبه .
العاشر
: صوم شعبان. روي
أن صوم شعبان وشهر رمضان متتابعين توبة
من الله تعالى .
الحادي
عشر : صوم يوم دحو
الأرض أي بسطها من تحت الكعبة ، وهو
الخامس والعشرون من ذي القعدة . روي أنه يعدل ستين شهرا .
__________________
الثاني
عشر : صوم يوم عاشوراء
حزنا. روي أنه كفارة سنة .
وليكن
الافطار بعد العصر على شربة من ماء ، كما روي عن الصادق عليهالسلام .
فصل
الصوم المحرم اثنا
عشر :
الأول
: صوم يومي العيدين
، وتحريمه مما أجمع عليه أهل الإسلام. واستثنى
الشيخ صوم العيد في كفارة القتل في شهر حرام . والرواية ضعيفة .
الثاني
: صوم أيام التشريق
، وتحريمه مما أجمع عليه علماؤنا. وخصه الأكثر
بمن كان بمنى ، وألحق الشيخ مكة ، واستثنى كما سبق ، وزاد العلامة
التخصيص بالناسك ، ولم نظفر له بمستند.
الثالث
: صوم يوم الشك
بنية رمضان ، أما بنية قضائه أو النذر فلا. فلو
أفطره القاضي بعد الزوال أو الناذر فظهر منه ، احتمل سقوط الكفارة ووجوبها عن
القضاء أو النذر ، أما عن رمضان فلا.
الرابع
: صوم المعصية شكرا
لا زجرا.
الخامس
: صوم الصمت بأن
ينويه صامتا إلى الليل ، وتحريمه إجماعي
والنص به ناطق ، ففساده مما لا ريب فيه. واحتمل بعضهم صحته ، لتوجه
النهي إلى أمر خارج . وهو كما ترى.
__________________
السادس
: صوم الوصال ،
وتحريمه إجماعي ، وفسر الأكثر بأن يجعل عشاؤه
سحوره. والظاهر تقييده بأن ينوي صوم النهار مع ذلك الجزء الليلي ابتداء ، فلو ضمه
بعد الغروب لم يفسد النهار ، وفي أثنائه إشكال.
وقد يفسر بصوم
يومين متواليين من غير إفطار بينهما. وبالأول صحيحتا الحلبي وابن البختري ، وبالثاني رواية ضعيفة عمل بها في المعتبر ووافقه في السرائر .
السابع
: صوم المرأة ندبا
بغير إذن زوجها ، وتحريمه إجماعي ، ولا فرق بين الدائم والمتعة.
الثامن
: صوم المملوك ندبا
بدون إذن مولاه ، وهو إجماعي أيضا. ولا فرق
بين إضعافه وعدمه. ولو هايأه صح في يومه إذا لم يسر الضعف إلى يوم مولاه.
التاسع
: صوم ذات الدم
المانع منه.
العاشر
: الصوم ندبا لمن
عليه صوم واجب ، وفاقا للشيخين والأكثر. وحسنة الحلبي ورواية الكناني مقيدتان بقضاء رمضان
، وكلامهم مطلق.
الحادي
عشر : صوم المريض الظان
التضرر به بوجدانه ، أو بقول عارف
ولو كافرا. ولو تكلفه بطل وإن انكشف عدم التضرر. ويمكن الفرق بين الانكشاف
بعد الزوال وقبله ، فيبطل في الأول ، ويجدد في الثاني مع احتمال الاكتفاء بالأولى.
__________________
وظان الضرر التام
بترك المجامعة نهارا يجامع على الأظهر ، وتردد فيه في
المنتهى . وهل لزوجته الصائمة الامتناع فيتحمل عنها الكفارة؟ نظر. ويتعين لو كانت معها
حائض. وقيل : يتخير بينهما ، لتعارض المفسدتين. ولو كانت معهما مجنونة أو مسافرة
ونحوهما تعينت.
الثاني
عشر : صوم الواجب سفرا
، إلا النذر المقيد به ، وثلاثة الهدي ،
وثمانية عشر البدنة. والمرتضى أضاف المعين إن صادفه ، والمفيد ما سوى
رمضان من الواجب ، والصدوقان صوم الصيد . والعمل على المشهور.
والضابط قصر
الصلاة ، ولا تخيير في الأربعة على الأظهر.
وجاهل الحكم معذور
فيجزئه ، ويفطر أثناء النهار متى علم ويقضيه.
والمفطر قبل حد
الترخص أو بعده بعد الزوال يقضي. أما التكفير لو
استمر على سفره فمبني على عدم السقوط بطروء المسقط.
والقادم مفطرا
يمسك استحبابا ويقضي ، وممسكا قبل الزوال يتم ويجزئه ،
وبعده كالمفطر ، وكذا المعافى .
__________________
فصل
الأمور المعتبرة
في نية الصوم اثنا عشر :
الأول
: تعيين سبب الصوم
من نذر ، أو كفارة ، أو تحمل ، ونحوها. ولا
يشترط في رمضان. وألحق به المرتضى النذر المعين وهو قريب ، وفي إلحاق
طارئ التعين ، كالمطلق لظن الموت ، والقضاء لقرب رمضان احتمال.
ولو نوى في رمضان
غيره عالما صح عنه ، عنه الشيخ والمرتضى
والمحقق ، وفي السرائر والمختلف : لا يصح ، وهو الأصح.
الثاني
: قصد الوجوب أو
الندب ، ولا يجزئ الترديد مع إمكان الجزم ،
ويجزئ مع عدمه ، وفاقا لشيخنا الشهيد في متونه الأربعة .
الثالث
: قصد الأداء أو
القضاء في غير رمضان ، وفيه لا يلزم قصد الأداء ،
ويجوز لمتوخيه الترديد بينهما على الأقرب.
الرابع
: قصد القربة ، ولا
يضر ضم طمع الثواب ودفع العقاب إذا كانت
هي المقصد الأصلي. أما العكس فالأكثر على إفساده النية في الصوم وغيره. وفي
التساوي نظر ، والأظهر عدم الافساد فيهما. وكذا لو أمره الطبيب بالحمية فضمها
إليها. وقد يفرق بين الصوم المعين وغيره .
الخامس
: تنجيزها أو حكمه
كالتعليق بمشيئة الله أو بقاء الجبل حجرا ،
__________________
لا بقدوم زيد مثلا.
وناذر صوم يوم قدومه ينوي ليلا إن جزم به أن ظن ـ على الأظهر ـ
فله التعليق به ، وإن شك فقدم قبل الزوال والتناول نوى وصح.
السادس
: الاستدامة
الحكمية إلى الليل ، فلو قصد الافطار أثم قطعا ،
وهل يفسد صومه؟ أبو الصلاح : نعم ، وأوجب القضاء والكفارة ، ووافقه في
المختلف على القضاء . والمرتضى والشيخ : لا ، ووافقهما في المعتبر بشرط تجديد
النية . وللبحث من الطرفين مجال ، ولا نص في هذا المقام.
السابع
: إيقاعها فيما بين
أول الليل والفجر في الصوم المعين وإن تخلل
مفسد ، ويصح مقارنتها للفجر ، خلافا للمفيد وابن أبي عقيل.
ولا تجزئ في شعبان
عن ناسيها في رمضان ، خلافا للخلاف .
الثامن
: إيقاعها قبل
الزوال لناسيها ليلا ، والجاهل بوجوب ذلك اليوم
فيعلم ، ومن تجدد عزمه على صوم واجب غير معين كالقضاء والنذر المطلق.
التاسع
: إيقاعها ولو في
آخر النهار لمن تجدد عزمه على صوم مندوب.
العاشر
: تجديدها لو نوى
الندب فظهر الوجوب وبالعكس.
الحادي
عشر : تجديدها لو نوى
عن سبب فظهر الوجوب أو الاستحباب
بغيره.
الثاني
عشر : تعددها بتعدد
الأيام في غير رمضان إجماعا ، واكتفى فيه
الشيخان بالواحدة في أوله ، ونقل المرتضى عليه الاجماع .
وما يقال من أن
مبنى الخلاف على أن صومه عبادة واحدة ، فلا يفرق النية
__________________
على أجزائها ، أو
عبادات متعددة ، ليس بشئ .
فصل
لا يصح الصوم من
اثني عشر :
الأول
: الطفل وإن بلغ
أثناء نهار رمضان ولم يتناول ، خلافا
للخلاف .
ولو ظن الشاك في
البلوغ الإمناء بالجماع لم يجب الامتحان ، لتوقف
الوجوب عليه ، ولو قطع احتمله ، والحق عدمه ، لجريان الدليل.
الثاني
: المجنون ، وإن
كان بفعله هربا منه. ولا يمنع من المفطرات ولا
يمرن ، ولا دخل لسبق النية ، خلافا للخلاف .
الثالث
: ذات الدم المانع
منه ، وهل لها جلبه بعلاج ، كتقديم عادتها أو
تأخيرها لتصادف رمضان أو النذر المعين؟ إشكال. ولم أظفر للقوم فيه بكلام.
الرابع
: المغمى عليه ولو
لحظة ، ولا قضاء عليه. وصحح المفيد والمرتضى
صومه إن سبقت نيته ، وأوجبا القضاء إن لم ينو .
أما صوم النائم
فصحيح إجماعا مع سبق النية. ولو استغرق النهار لشرب
مرقد عامدا عالما ففي صحته نظر .
الخامس
: السكران ، وهو
كالمغمي عليه إلا في عدم القضاء.
السادس
: الكافر ، ولا يصح
منه إلا ما أدرك فجره مسلما لا ما أدرك
زواله ، خلافا للمبسوط .
__________________
والردة مطلقا في
أثناء النهار مبطلة مطلقا ، والشيخ والمحقق : إن بقيت إلى
آخره (١٤٢). وعلى المرتد القضاء ولو فطريا ، دون المخالف إذا استبصر ، تخفيفا عليه
لا لصحة عبادته ، للروايات الصحيحة بعدم صحتها .
السابع
: المريض المتضرر
به كما مر. وفي إلحاق الصحيح الخائف المرض به
إشكال ، وما إليه بعض الأصحاب ، وهو غير بعيد ، وتردد في المنتهى .
الثامن
: المسافر ، ولا
يصح منه الواجب سوى ما مر. أما المندوب فالصدوق في الفقيه : لا يصح مطلقا . وفي المقنع : إلا ثلاثة الحاجة في مسجد النبي صلى الله
عليه وآله ، والاعتكاف في الأربعة . ووافقه المفيد في الثلاثة وأضاف مشاهد الأئمة سلام الله
عليهم . وبعض المتأخرين على الكراهة ، بمعنى قلة الثواب إلا في ثلاثة الحاجة.
والمسألة محل توقف
، والأحوط كف المسافر عن مطلق المندوب سواها ،
لصحة روايات المنع وضعف روايات الصحة إلا روايتها .
ولا يحرم سفر ناذر
الدهر عدم وقت القضاء ، وإلا حل ، ويفدي عن
__________________
كل يوم بمد
كالعاجز عن صوم النذر على الأظهر.
التاسع
: الشيخ والشيخة مع
العجز أو شدة المشقة ، ويفديان كل يوم بمد ، فإن أطاقا قضيا وإلا سقط. وخص المفيد والمرتضى
والعلامة ـ في المختلف ـ الفدية بالمشقة ، وأسقطوها مع العجز .
العاشر
: ذو العطاش
المأيوس برؤه ، وهو كالشيخين. والمرجو كالمريض عند
بعض ، وكالمأيوس عند آخرين.
الحادي
عشر : المرضعة القليلة
اللبن ، مستأجرة أو متبرعة ، إذا ظنت ضرر
الولد وأن لا يدفعه إلا لبنها ، فتفدي بالمد وتقضي ، نسبيا كان أو رضاعيا.
الثاني
عشر : الحاملة الظانة
ضرر الولد ، وهي كالمرضعة ، وكذا لو ظنت
ضررها وفاقا للمعتبر .
فصل
ما يستحب فعله
ليلا في شهر رمضان اثنا عشر :
الأول
: الدعاء عند رؤية
الهلال بالمأثور أول ليلة ، وإلا فإلى ثلاث ، رافعا
يديه مستقبلا إلى القبلة لا إليه ، غير مشير نحوه ، وأوجب ابن أبي عقيل دعاءا
خاصا .
__________________
الثاني
: الغسل في أول ليلة
منه ، وفي فراداه سيما نصفه ، وسبع عشرة ،
وتسع عشرة ، وإحدى وعشرين ، وثلاث وعشرين.
الثالث
: إتيان النساء في
أول ليلة منه.
الرابع
: تعجيل الافطار
إلا لمن لا تنازعه نفسه ، فيؤخره عن الصلاة إلا
أن ينتظر إفطاره.
الخامس
: الدعاء بالمأثور
عند الافطار .
السادس
: الافطار على شئ
حلو ، أو الماء الفاتر ، فإنه يغسل درن القلب.
السابع
: تفطير الصائمين
المؤمنين ، فعن الكاظم عليهالسلام : «فطرك أخاك
الصائم أفضل من صيامك» .
الثامن
: قراءة الأدعية
المأثورة لكل ليلة وكل يوم ، ولدخوله ، ولوداعه ،
وأدعية سحره ، لا سيما الدعاء الطويل الذي رواه أبو حمزة الثمالي عن سيد العابدين
عليهالسلام.
التاسع
: قيام لياليه كلها
وسيما فراداه.
العاشر
: الإتيان بالنوافل
المختصة به مع دعواتها المأثورة.
الحادي
عشر : قراءة سورتي
العنكبوت والروم ليلة ثالث وعشرين ، وروي
سورة القدر ألف مرة .
الثاني
عشر : السحور ، ويتأكد
في الواجب المعين ، وفي رمضان آكد ، وأقله
الماء وأفضله السويق والتمر ، وكلما قرب من الفجر كان أفضل.
__________________
فصل
يكره للصائم أمور
اثنا عشر :
الأول
: لمس النساء
وتقبيلهن وملاعبتهن مع ظن عدم الإمناء ، ومعه يحرم. أما مع الامذاء ففي صحيحة
رفاعة المروية في الفقيه : «يستغفر ويقضي إن كان
حراما» ويمكن حملها على الاستحباب .
الثاني
: فعل ما يوجب
الضعف من دخول الحمام وإخراج الدم ، والحق به قلع الضرس.
وفي صحيحة ابن
سنان : «إنا إذا أردنا الحجامة في رمضان احتجمنا
ليلا» .
الثالث
: إنشاد الشعر وإن
كان حقا ، كالدعاء المنظوم وذم الدنيا. والظاهر عدم اختصاص الكراهة
بالصائم. وفي صحيحة حماد أن الصادق عليهالسلام قال : «لا ينشد الشعر بليل ، ولا ينشد في شهر رمضان بليل
ولا نهار. فقال له إسماعيل : يا أبتاه فإنه فينا ، قال : وإن كان فينا » .
الرابع
: الحقنة بالجامد ،
أما بالمائع فمحرمة لا مفسدة ، وفاقا للمنتهى وخلافا
للدروس ، وساوى في المعتبر بينهما في التحريم وعدم الافساد ، وفي المختلف فيهما
__________________
وأوجب القضاء .
الخامس
: إدخال الدواء
الأذن أو الأنف ، قطورا أو سعوطا ، غير متعد إلى
الحلق.
السادس
: بل الثوب على
الجسد.
السابع
: إستنقاع المرأة
في الماء ، والحق بها الخنثى والخصي الممسوح . أما الرجل فلا يكره له وإن كره بل الثوب ، والفارق
الرواية ، وتخيل الأولوية
بعدها باطل.
الثامن
: مص النواة.
التاسع
: مضغ العلك.
العاشر
: شم الرياحين سيما
النرجس.
الحادي
عشر : الاكتحال بما فيه
مسك أو صبر .
الثاني
عشر : نقض الصوم
المستحب بعد الزوال.
__________________
فصل
يستفاد من القرآن
المجيد وأحاديث أئمتنا عليهمالسلام اختصاص شهر
رمضان من بين الشهور باثنتي عشرة مزية :
الأولى
: أنه أنزل فيه
القرآن ، وروى الشيخ في التهذيب عن الصادق
عليهالسلام أن التوراة والإنجيل والزبور أيضا أنزلت فيه .
الثانية
: أنه يشتمل على
ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
الثالثة
: أن الله سبحانه
فرض الصيام فيه.
الرابعة
: أن رمضان اسم من
أسماء الله تعالى ، فمعنى شهر رمضان شهر الله ،
ولا يقال : هذا رمضان ، ولا : جاء رمضان ، ولا : ذهب رمضان. روي ذلك من
النبي صلىاللهعليهوآله وعن أمير المؤمنين سلام الله عليه ، وروي مثله في
الكافي عن الباقر عليهالسلام بطريق صحيح .
وفي الدروس : إن
هذا النهي للتنزيه ، إذ الأخبار عنهم عليهمالسلام مملوءة
بلفظ رمضان .
الخامسة
: أنه أول السنة
الشرعية ، كما قال الشيخ في المصباح : إن المشهور
من روايات أصحابنا أن شهر رمضان أول السنة وإنما جعل المحرم أول السنة
اصطلاحا . وروى مثله في التهذيب بسند صحيح عن الصادق عليهالسلام .
السادسة
: أن قيام ليلة منه
كقيام سبعين ليلة في غيره.
__________________
السابعة
: أن تأدية فريضة
فيه كتأدية سبعين فريضة في غيره.
الثامنة
: تفطير المؤمن فيه
كعتق رقبة ويغفر الله ما مضى من ذنوبه.
التاسعة
: أن الأنفاس فيه
تسبيح.
العاشرة
: أن من خفف عن
مملوكه فيه خفف الله سبحانه حسابه.
الحادي
عشر : أن تحسين الخلق
فيه جواز على الصراط يوم تزل فيه الأقدام.
الثانية
عشر : أو تلاوة آية
واحدة فيه كثواب ختم القرآن في غيره.
ختمت الاثني عشرية
الصومية بتوفيق الله سبحانه في خاتمة شهر شعبان
المعظم سنة ألف وتسع عشرة من هجرة خاتم المرسلين صلوات الله عليه وآله
الطاهرين ، ونقلت من السواد إلى البياض في أوائل شهر جمادى الثاني سنة ألف
وعشرين.
من أنباء التراث
كتب ترى النور
لأول مرة
* فضائل فاطمة
الزهراء عليهاالسلام
تأليف : الحافظ
أبي حفص عمر بن
أحمد البغدادي ، المعروف بابن شاهين
(٢٩٧ ـ ٣٨٥ ه).
تحقيق : محمد
سعيد الطريحي
نشر : مؤسسة
الوفاء ـ بيروت.
* الأربعون حديثا عن
أربعين شيخا من
أربعين صحابيا.
في فضائل الإمام
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام.
تأليف : الشيخ
منتجب الدين علي بن عبيد الله بن بابويه الرازي ، من أعلام
القرن السادس الهجري.
تحقيق ونشر :
مدرسة الإمام المهدي
ـ عجل الله تعالى فرجه الشريف ـ ، في قم.
|
|
* هداية المحدثين إلى
طريقة المحمدين المعروف بمشتركات الكاظمي.
تأليف : محمد
أمين بن محمد علي
الكاظمي ، من أعلام القرن الحادي عشر
الهجري.
تحقيق : السيد
مهدي الرجائي.
نشر : مكتبة آية
الله المرعشي العامة ـ
قم.
* بهجة الآمال في شرح
زبدة المقال ، ج ٥.
تأليف : الشيخ
ملا علي العلياري
التبريزي (١٢٣٦ ـ ١٣٢٧ ه).
تصحيح : السيد
هداية الله المسترحمي.
نشر : مؤسسة
الثقافة الإسلامية (كوشان پور) ـ طهران.
|
كتاب كبير في
خمسة مجلدات ، ثلاثة
مجلدات منها شرح لمنظومة «زبدة المقال في
الرجال» نظم السيد حسين بن السيد رضا
البروجردي ـ المتوفى سنة ١٢٧٦ ه ـ ،
ومجلدان منها شرح لمنظومة الشارح في تتميم
«زبدة المقال» التي سماها «منتهى
المقال».
كان قد طبع منه
أربعة أجزاء وصدر
مؤخرا الجزء الخامس منه.
* تجارب الأمم ، ج ١
تأليف : أبي علي
مسكويه الرازي
(٣٢٠ ـ ٤٢١ ه).
تحقيق : الدكتور
أبو القاسم إمامي.
نشر : دار سروش
للطباعة والنشر ـ
طهران.
* مرآة الكتب ، ج ١ و
٢
تأليف : ثقة
الإسلام الشيخ ميرزا علي التبريزي (١٣٣٠ ه).
موسوعة
ببلوغرافية ثمينة ، جمعت
تصانيف علماء
الشيعة مع شرح أحوالهم ، رتبها المؤلف على مقدمة وفصلين ، ولم يتمكن من تبييض
مسودة الكتاب إذ
صلبته الروس عندما هجموا على إيران ،
وقضى شهيدا في يوم العاشر من محرم سنة
١٣٣٠ ه ، صدر من كتابه الجزءان الأول
والثاني تصويرا على نسخة الأصل بخط
|
|
المؤلف ، وسوف
تصدر بقية أجزائه تباعا.
كتب صدرت محققة
* مستدرك الوسائل
ومستنبط المسائل ،
ج ١ ـ ١٠
تأليف : خاتمة
المحدثين الشيخ الميرزا
حسين النوري الطبرسي (١٣٢٠ ه).
تحقيق ونشر :
مؤسسة آل البيت
ـ عليهمالسلام ـ لإحياء التراث ، في قم.
موسوعة حديثية
جامعة ، يأتي تلوا
للوسائل ومكملا لما جمعه الشيخ الحر
العاملي (١١٠٤ ه) ، فكان ما جمعه النوري
يساوي في الحجم ما جمعه الحر ، وبلغت
أحاديث المستدرك الثلاثين ألف حديث.
وقد قامت مؤسسة
آل البيت ـ عليهمالسلام ـ لإحياء التراث ، في قم ،
بتحقيق هذا الأثر القيم على نسخة مكتوبة
بخط المؤلف ، صدر منه إلى الآن عشرة
أجزاء ، وسوف يصدر تباعا ، وربما يقع
الكتاب في أكثر من ٢٥ جزءا.
* الفهرست
تأليف : الشيخ
منتجب الدين أبي
الحسن علي بن بابويه ، من أعلام القرن
السادس.
تحقيق : الدكتور
السيد جلال الدين
المحدث الأرموي ، المتوفى سنة ١٣٩٨ ه.
|
أشرف على طبعه
وتنظيم فهارسه :
الشيخ محمد السمامي الحائري.
نشر : مكتبة آية
الله المرعشي العامة ـ قم.
كتاب رجالي مهم
، جمع المصنف فيه أسماء علماء الشيعة الذين تأخروا عن عصر الشيخ الطوسي إلى
زمانه ، وكان الكتاب قد طبع قبل مدة بتحقيق السد عبد العزيز الطباطبائي في قم ،
وأعادت طبعه بالأفست دار الأضواء في بيروت على طبعة قم الأولى.
* فضائل أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام
تأليف : أبي
الحسن محمد بن أحمد
القمي ، المعروف بابن شاذان ، من أعلام
القرنين الرابع والخامس.
تحقيق : عبد
الرحمن خويلد ، وقد اعتمد في عمله على مصورة لنسخة مرسلة.
نشر : دار
البلاغة ، بيروت ١٤٠٧ ه.
كان الكتاب قد
طبع مسندا بتحقيق
مدرسة الإمام المهدي ـ عليهالسلام ـ في قم ، وصدر بعنوان «مائة منقبة».
كما أنهى تحقيقه
مسندا أيضا الشيخ
نبيل رضا علوان وهو الآن تحت الطبع في
بيروت.
|
|
* الأنوار اللامعة في
شرح الزيارة
الجامعة
تأليف : السيد
عبد الله شبر الحسيني ،
المتوفى سنة ١٢٤٢ ه.
تصحيح : الشيخ
جعفر المحمودي.
نشر : مؤسسة
البعثة (بنياد بعثت) ـ فرع
مشهد.
وكان الكتاب قد
طبع لأول مرة في
مطبعة الغري في النجف الأشرف عام
١٣٣٤ ه ، وأعادت طبعه مؤسسة الوفاء في
بيروت عام ١٤٠٣ ه ، ثم أعادت مكتبة
الرضي في قم طبعه بالأفست على طبعة
بيروت هذه.
* صحيفة الإمام رضا عليهالسلام
تحقيق ونشر :
مدرسة الإمام المهدي
ـ عليهالسلام ـ ، في قم.
وكان الكتاب قد
طبع مرتين بتحقيق
الشيخ محمد مهدي نجف وصدر عن المؤتمر
العالمي للإمام الرضا عليهالسلام ـ مشهد.
* مسكن الفؤاد عند
فقد الأحبة
والأولاد
تأليف : الشيخ
زين الدين بن علي بن
أحمد العاملي ، الشهير بالشهيد الثاني
(٩٦٥ ه).
|
تحقيق ونشر :
مؤسسة آل البيت
ـ عليهمالسلام ـ لإحياء التراث ، قم.
أثر جليل ، كتبه
المؤلف بعد موت ولده في شهر رجب الحرام سنة ٩٥٤ ه مرتبا على مقدمة وأبواب وخاتمة.
قامت لجنة تحقيق
مصادر «بحار الأنوار» في مؤسسة آل البيت ـ عليهمالسلام ـ لإحياء التراث بضبط نصه على نسخ مخطوطة قيمة ،
وتخريج أحاديثه ، وترتيب فهارسه ، وصدر
في ١٦٠ صفحة من القطع الوزيري ضمن
سلسة مصادر «بحار الأنور».
* شرح الصحيفة
الكاملة السجادية
تأليف : المعلم
الثالث ، السيد محمد
باقر ، المشتهر بالداماد (١٠٤١ ه).
تحقيق : السيد
مهدي الرجائي.
نشر : مهدية
الميرداماد ـ أصفهان.
* مطلوب كل طالب من
كلام الإمام
علي بن أبي طالب ـ عليهالسلام ـ
تأليف : رشيد
الدين محمد بن محمد بن عبد الجليل ، المعروف بالوطواط (٥٧٨ ه).
تحقيق : محمود
عابدي.
نشر : مؤسسة نهج
البلاغة ـ طهران.
شرح للمائة كلمة
التي اختارها الجاحظ من كلامه عليهالسلام ، ألفه
للسلطان محمود بن خوارزم شاه في سنة
٥٥٣ ه ، ولزيادة المعلومات حول الكتاب
|
|
راجع ص ٣٤ من
العدد الخامس ، السنة
الأولى ، من نشرة «تراثنا».
* المهذب البارع في
شرخ المختصر
النافع ، ج ١
تأليف : العلامة
جمال الدين أبي العباس
أحمد بن محمد بن فهد الحلي (٧٥٧ ـ ٨٤١ ه).
تحقيق : الشيخ
مجتبى العراقي.
نشر : مؤسسة
النشر الإسلامي التابعة
لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم.
* استشهاد الحسين
تأليف : محمد بن
جرير الطبري
ـ صاحب «التاريخ» ـ ، المتوفى سنة ٣١٠ ه.
نشر : دار
الكتاب العربي ـ بيروت.
طبع معه أيضا
كتاب «رأس الحسين»
لابن تيمية.
* تجريد الاعتقاد
تأليف : الخواجة
نصير الدين محمد بن
محمد بن الحسن الطوسي (٦٧٢ ه).
تحقيق : محمد
جواد الحسيني الجلالي.
نشر : مؤسسة
النشر الإسلامي التابعة
لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم.
كتاب قيم في
تحرير عقائد الإمامية ،
كتبت عليه حواش كثيرة ، وشروح عديدة ،
ذكر جملة منها الشيخ الطهراني ـ رحمهالله ـ في
الذريعة.
|
* كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد
تأليف : العلامة
الحلي جمال الدين أبي منصور الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي ، المتوفى سنة ٧٢٦ ه.
تحقيق:الشيخ حسن
حسن زاده الآملي.
نشر : مؤسسة
النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم.
شرح فيه العلامة
ـ قدسسره ـ كتاب
أستاذه ـ المحقق نصير الدين الطوسي
(٦٧٢ ه) ـ «تجريد الاعتقاد» ، وهو من
الكتب الدراسية في الحوزات العلمية ،
وكان قد طبع سابقا عدة مرات في بيروت
وصيدا وإيران ، وهناك نسخ مخطوطة
كثيرة للكتاب ، منها :
١ ـ نسخة الأصل
بخط المؤلف، تاريخها سنة ٦٩٠ ه ، في مكتبة چستربيتي في دبلن بإيرلندة ، رقم ٤٢٧٩،
وعنها مصورة في مكتبة آية الله المرعشي العامة في قم.
٢ ـ نسخة كتبها
محمد بن محمود بن
محمد الآملي ، تلميذ المصنف ، كتبها في عهده وعلى نسخة الأصل بخطه ـ قدسسره ـ ، ثم قابلها عليه ، وعليها بلاغات ، في مكتبة كلية
الآداب في جامعة طهران ، رقم ٦٠ ج ، ذكرت في فهرسها ص ٣٩٤.
٣ ـ نسخة كتبها
شمس الدين الآملي ، تلميذ المصنف المذكور آنفا ، وهو محمد بن محمود بن محمد ،
المتوفى سنة ٧٥٣ ه
|
|
بشيراز ، كتبها
في المدرسة السيارة لأستاذه
المصنف ، وفرغ منها في كرمانشاه يوم
الجمعة ٢٠ محرم سنة ٧١٣ ه ، ذكرها
صاحب «الذريعة» رحمهالله في أعلام
القرن الثامن من طبقات أعلام الشيعة
ص ٢٠٤ وقال : رأيت النسخة عند عباس
إقبال آشتياني مدير مجلة «يادگار» بطهران.
٤ ـ نسخة كتبت
في ٢٥ ربيع الآخر سنة
٧٣١ ه ، مقابلة مصححة وعليها بلاغات ،
في مكتبة آية الله المرعشي العامة في قم ،
رقم ٧٢٧ ، ذكرت في فهرسها ٢ / ٣٢٤.
٥ ـ نسخة كتبها
محمد بن محمد
الاسفندياري الآملي ، وفرغ منها في منتصف
صفر سنة ٧٤٥ ه ، ثم قرأها على
فخر المحققين ـ ابن المصنف ـ فكتب له
الانهاء في آخرها ، وهي في مكتبة الإمام
الرضا عليهالسلام ، في مشهد ، رقم ٢٢١.
* الصحيفة السجادية
مجموعة من دعوات
الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، وقد طبعت عشرات المرات ولأعلام الطائفة عليها شروح وتعليقات
كثيرة ، راجع الذريعة ٦ : ١٤٥ و ١٣ : ٣٤٥ كما أن مخطوطاتها كثيرة شائعة ، منها
مخطوطة كتبت سنة ٤١٦ ه ، وهي في مكتبة الإمام الرضا ـ عليهالسلام ـ في
|
مشهد ، ضمن
المجموعة رقم ١٢٤٠٥.
تحقيق : علي
أنصاريان.
طبعتها مؤخرا
المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية في إيران ـ دمشق ،
وطبعت بذيله كتابين ، هما :
١ ـ الدليل إلى
موضوعات الصحيفة
السجادية ، للشيخ محمد حسين المظفر.
٢ ـ المعجم
المفهرس لألفاظ الصحيفة
السجادية ، للسيد علي أكبر القرشي.
* التذكرة
تأليف : ابن
حمدون ، وهو كافي الكفاة بهاء الدين أبو المعالي محمد بن الحسن بن محمد بن علي
بن حمدون ، الكاتب البغدادي (٤٩٥ ـ ٥٦٢ ه) المتوفى في سجن المستنجد ، والمدفون
في مقابر قريش ـ مشهد الإمام موسى بن جعفر عليهماالسلام بالكاظمية ـ [الذريعة ٤ / ٢٦].
ترجم له ابن
خلكان ٤ / ٣٨٠ وقال : «وصنف كتاب التذكرة وهو من أحسن
المجاميع ... لم يجمع أحد من المتأخرين
مثله ...».
ومنه مجلد في
مكتبة الإمام الرضا
ـ عليهالسلام ـ في مشهد ، رقم ٤٤٧٦ ، كتبفي القرن السابع يحوي ثلاثة
أبواب منه ، في ١٦٩ ورقة :
الباب ٣٣ في
الحجة البالغة والأجوبة
الدامغة ...
|
|
والباب ٣٤ في
كبوات الجياد وهفوات
الأمجاد ...
والباب ٣٥ في
أخبار العرب في
الجاهلية وأوابدهم ...
وصفت في فهرسها ٧
/ ٢٤٣.
ومن الكتاب
أقسام مصورة في المكتبة
المركزية لجامعة طهران ، منها :
مصورة المجلد
الخامس ، عن مخطوطة
مكتبة خراجچي اوغلي ، في بورسا بتركيا ،
تاريخها سنة ٦٤٩ ه ، رقمها ٩٣٥.
ومصورة المجلدين
الأول والثاني ، عن
مخطوطة مكتبة المتحف البريطاني ، تاريخها
سنة ١٠٠٤ ه ، رقمها OR ٣١٧٩.
وهناك مخطوطة
كاملة من «التذكرة»
في مكتبة طوپ قپو سراي ، في إسلامبول
بتركيا ، وهي من مخطوطات القرن الثامن ،
رقمها A ٢٩٤٨.
وراجع عن بقية
مخطوطات الكتاب :
بروكلمن ـ الترجمة العربية ـ ٥ / ١٦٧.
والكتاب تحت
الطبع في بيروت من
مطبوعات مؤسسة الرسالة بتحقيق الدكتور إحسان عباس وقد صدر منه مجلدان.
طبعات جديدة لمطبوعات سابقة
* الدرر النجفية من
الملتقطات اليوسفية
تأليف : الشيخ
يوسف البحراني
|
ـ صاحب «الحدائق
الناضرة في أحكام العترة الطاهرة» ـ ، المتوفى سنة ١١٨٦ ه.
يحوي الكتاب من
درر المسائل ما
مجموعه اثنتان وستون درة ، أكثرها في
الفقه ، وفيها مسائل مفصلة ورسائل ذات
دقائق لطيفة ، فرغ من تأليفه سنة
١١٧٧ ه ، وطبع على الحجر في إيران سنة
١٣٠٧ ه ، ثم أعادت طبعه بالأفست
مؤسسة آل البيت ـ عليهمالسلام لإحياء
التراث ، في قم.
* مقتل الحسين ـ عليهالسلام ـ
تأليف : السيد
عبد الرزاق الموسوي
المقرم ، المتوفى سنة ١٣٩١ ه.
تقديم : محمد
حسين المقرم.
طبع الكتاب في
بيروت فيما سبق ، ثم
أعادت مؤسسة البعثة في طهران ـ قسم
الدراسات الإسلامية طبعه بالأفست مؤخرا.
* الحجة على الذاهب
إلى تكفير أبي
طالب
تأليف : الإمام
شمس الدين أبي علي
فخار بن معد الموسوي (ت ٦٣٠ ه) تقديم : الأستاذ عبد الفتاح عبدالمقصود.
تحقيق : الدكتور
السيد محمد بحر العلوم.
كان الكتاب قد
طبع في النجف
|
|
الأشرف سنة ١٣٥١
ه في ١١٨ صفحة ، ثم طبع محققا في سنة ١٣٨٤ ه ، ثم أعادت دار الزهراء في بيروت
طبعه ثالثة
مع مقدمة قيمة للأستاذ عبد المقصود أثبت
فيها إيمان أبي طالب رضوان الله عليه.
* غاية المسؤول
ونهاية المأمول في علم
الأصول
تأليف : السيد
محمد حسين الشهرستاني
(١٣١٥ ه).
وهو تقرير بحث
أستاذه المولى محمد
حسين الأردكاني الحائري ، شرع فيه سنة
١٢٧٢ ه ، وفرغ منه في سنة ١٢٨١ ه ،
وكان أستاذه يستحسنه وينظر إليه في
الدورة الثانية من مباحثاته ، وكان الكتاب
قد طبع على الحجر في إيران سنة
١٣٠٨ ه ، فأعادت طبعه بالأفست مؤخرا
مؤسسة آل البيت ـ عليهمالسلام ـ لإحياء
التراث ، في قم.
* مقتل الحسين أو (واقعة
الطف)
تأليف : السيد محمد
تقي آل بحر العلوم
(١٣١٨ ـ ١٣٩٣ ه).
تقديم وتعليق :
السيد الحسين بن التقي
آل بحر العلوم.
كان الكتاب قد
طبعته مكتبة العلمين
في النجف الأشرف سنة ١٣٩٨ ه ، ثم
أعادت دار الزهراء للطباعة والنشر في
|
بيروت طبعه
مؤخرا.
* الغدير في الكتاب
والسنة والأد
تأليف : الشيخ
عبد الحسين أحمد
الأميني النجفي ، المتوفى سنة ١٣٩٠ ه.
كتاب ديني ،
علمي ، فني ، تاريخي ،
أدبي ، أخلاقي ، مبتكر في موضوعه ، فريد في
بابه يبحث فيه عن حديث الغدير ، كتابا
وسنة وأدبا ، ويتضمن تراجم أمة كبيرة
من رجالات العلم والدين والأدب من
الذين نظموا هذه الإثارة من العلم ،
وغيرهم.
طبع الكتاب فيما
سبق عدة مرات
في النجف الأشرف وطهران وبيروت ، ثم
أعادت دار الكتب الإسلامية في طهران
طبعه بالأفست مؤخرا بمناسبة انعقاد معرض
طهران الدولي الأول للكتاب في الفترة من
١٢ إلى ٢٠ ربيع الأول ١٤٠٨ ه.
* الحسين ثائرا ، الحسين
شهيدا
تأليف : عبد
الرحمان الشرقاوي (١٤٠٨ ه).
كتابان في مجلد
واحد ، أعادت مطبعة
العصر الحديث في بيروت طبعه ثانية.
* هذي هي الوهابية
تأليف : الشيخ
محمد جواد مغنية ،
المتوفى سنة ١٤٠٠ ه.
|
|
نشر : معاونية
العلاقات الدولية في
منظمة الإعلام السلامي ـ طهران ، الطبعة
الثالثة ١٤٠٨ ه.
يعرض الكتاب
عقيدة الوهابية من مصادرها ويكشف عن أسرارها ، ويذكر
المؤلف اجتماعه مع علماء الوهابية وما دار
بينه وبينهم من المحاورات في مكة والمدينة ،
ويتكلم عن محمد بن عبد الوهاب مؤسس
المذهب ويحلل أهدافه ومراميه ، ويترجم
بإيجاز لجميع الأمراء السعوديين الوهابيين
والبلاد التي
حكمها كل منهم.
* الأربعون حديثا في
حقوق الإخوان
تأليف : السيد
محيي الدين محمد بن
عبد الله الحسيني ، ابن زهرة الحلبي
(٥٦٥ ـ ٦٣٩ ه).
تحقيق : الشيخ
نبيل رضا علوان.
كانت الطبعة
الأولى من الكتاب قد
صدرت في إيران ، ثم أعادت دار الأضواء
في بيروت طبعه ثانية ، مع تعديلات
وتصحيحات للمحقق.
* الإمام الصادق
ملهم الكيمياء
تأليف : الدكتور
محمد يحيى الهاشمي.
طبع الكتاب
سابقا في سلسلة حديث
الشهر في بغداد ، ثم أعادت دار الكتب
العلمية في بيروت طبعه ثانية مع إضافات
وتعديلات للمؤلف.
|
* الخليل بن أحمد ،
أعماله ومنهجه
تأليف : الدكتور
محمد مهدي المخزومي.
أعادت دار
الرائد العربي في بيروت
طبعه ثانية.
* تاريخ الإمامية
وأسلافهم من الشيعة
منذ نشأة التشيع
حتى مطلع القرن
الرابع الهجري.
تأليف : الدكتور
عبد الله فياض.
طبع الكتاب في
النجف الأشرف وبيروت سابقا ، ثم أعادت مؤسسة
الأعلمي في بيروت طبعه بالأفست مؤخرا.
* مصابيح الأنوار في
حل مشكلات
الأخبار
تأليف : السيد
عبد الله شبر الحسيني ،
المتوفى سنة ١٢٤٢ ه.
أعادت مؤسسة
النور للمطبوعات في بيروت طبعه بالأفست على طبعة النجف
الأشرف مؤخرا.
* البداء في ضوء
الكتاب والسنة
تأليف : الشيخ
جعفر السبحاني.
إعداد : مؤسسة
الإمام الصادق ـ عليهالسلام ـ ، قم.
نشر : مؤسسة
النشر الإسلامي التابعة
|
|
لجماعة المدرسين
في الحوزة العلمية ـ قم.
وكان قد طبعته
منظمة الإعلام الإسلامي في طهران لأول مرة سنة ١٤٠٦ ه.
صدر حديثا
* منهج تحقيق المخطوطات
إعداد : مؤسسة
آل البيت ـ عليهمالسلام ـ لإحياء التراث ، في قم.
كراس يتناول فن
التحقيق ، أصوله
ومراحله ، وكل ما يتعلق به ، ويطرح
منهجية التحقيق الجماعي المتبعة في مؤسسة
آل البيت ـ عليهمالسلام ـ بصورة موجزة ،
صدر بمناسبة إقامة معرض الكتاب الدولي
الأول في طهران.
* الوهابية في
الميزان
تأليف : الشيخ
جعفر السبحاني.
نشر : مؤسسة
النشر الإسلامي التابعة
لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم.
كشف فيه المؤلف
عن زيف عقائد الوهابية ، وأفكارها المضلة الهدامة التي ما فتئت تكيد
للإسلام ، وتحاول إبرازه في صورة الدين
الجاف الجامد الذي لا يقبل التطبيق في
العصور المختلفة ، ويقع الكتاب في
٤٣٠ صفحة.
|
* أعلام المكاسب في الأشخاص والكتب
تأليف : منصور
اللقائي.
نشر : مركز
النشر ـ مكتب الإعلام
الإسلامي ـ قم.
وهو مجموعة
تراجم للأعلام وشرح حال الكتب الواردة في كتاب «المكاسب»
للشيخ الأنصاري ـ رحمهالله ـ ، رتبها المؤلف
بترتيب حروف الهجاء.
* جامع أحاديث الشيعة
ـ كتاب جهاد
النفس ، ج ١٤
ألف تحت إشراف
آية الله العظمى
السيد حسين الطباطبائي البروجردي ـ قدسسره ـ (ت ١٣٨٠ ه) ، والكتاب جامع روائي شامل موزع على تبويب
فقهي خاص ، ذكرت منهجيته في مقدمة الجزء
الأول.
* التبرك
تأليف : علي
الأحمدي.
نشر : الدار
الإسلامية للطباعة والنشر ـ بيروت.
بحث يشتمل على
الأخبار والأحاديث التي وردت حول مسألة تبرك الصحابة
والتابعين بآثار الرسول ـ صلى الله عليه
|
|
وآله وسلم ـ في
حياته وبعد موته ،
والاستشفاء والاستشفاع به وبآثاره ـ صلى
الله عليه وآله وسلم ـ ، بل بآله وذويه
عليهمالسلام وسائر الصلحاء والعلماء من
المسلمين ، وكذلك أوامر النبي ـ صلى الله
عليه وآله وسلم ـ وتقريراته وحثه وترغيبه في ذلك.
كتب تحت الطبع
* تقريرات الميرزا
الشيرازي في الأصول
بقلم : المحقق
الدوزدري ، من أعلام
القرن الرابع عشر.
تحقيق : مؤسسة
آل البيت ـ عليهمالسلام ـ لإحياء التراث ، في قم.
كتاب نادر ، إذ
لم يعهد للميرزا
الشيرازي الكبير أثر بعد وفاته وإلى الآن ،
حتى عثرت مؤسسة آل البيت ـ عليهمالسلام ـ
لإحياء التراث على نسخة ثمينة من
تقريراته رضوان الله عليه بقلم تلميذه المحقق
الدوزدري ، فقامت بتحقيقه وتصحيحه
ودفعه إلى
المطبعة ، وسوف يصدر قريبا
إن شاء الله.
* حقيقة الإيمان
والإسلام
تأليف : الشهيد
الثاني ، الشيخ
زين الدين بن علي بن أحمد الجبعي العاملي (٩١١ ـ ٩٦٥ ه) تحقيق : السيد مهدي
الرجائي.
|
وسيصدر ضمن
منشورات وزارة الإرشاد الإسلامي ـ طهران.
* الأمثال والحكم
المستخرجة من كلمات الإمام الرضا عليهالسلام
تأليف : الشيخ
محمد الغروي.
كتاب يحتوي على
١٨٠ مثل وحكمة
للإمام علي بن موسى الرضا ـ عليهماالسلام ـ جمعها المؤلف من مصادر متفرقة ، وسوف
يصدر عن المؤتمر العالمي للإمام الرضا
ـ عليهالسلام ـ في مشهد.
* فهرس مكتبة آية
الله المرعشي العامة ، ج ١٤
إعداد : السيد
أحمد الحسيني.
صدر من الفهرس
إلى الآن ثلاثة عشر
جزءا ، وسوف تصدر بقيته تباعا.
كتب قيد التحقيق
* كشف الأستار عن وجه
الكتب
والأسفار
تأليف : السيد أحمد
بن محمد رضا
الحسيني الخوانساري الصفائي (ت ... ه.).
موسوعة
ببلوغرافية قيمة ، على غرار
كتاب «الذريعة» للشيخ الطهراني
ـ رحمهالله ـ.
|
|
بدأت مؤسسة آل
البيت ـ عليهمالسلام ـ لإحياء التراث ، في قم ، قبل مدة بتحقيق
الكتاب بالاعتماد على نسخة ثمينة بخط
المؤلف محفوظة في مكتبة نجل المؤلف في
قم ، والعمل مستمر في استخراج نصوص
الكتاب ومنقولاته وتقويم نصه وكتابة هوامشه بحسب منهجية التحقيق الجماعي.
* شرائع الإسلام في
مسائل الحلال
والحرام
تأليف : المحقق
الحلي ، أبي القاسم
نجم الدين جعفر بن الحسن (٦٧٦ ه).
يقوم بتحقيقه
السيد عبد الزهراء الحسيني الخطيب مع شرح موجز توضيحي
ممزوج مع المتن ، وسوف يصدر في أربعة
مجلدات.
وكان الكتاب قد
صدر في بيروت
عام ١٤٠٣ ه ، في مجلد واحد ، عن مؤسسة
الوفاء بتعليق السيد صادق الشيرازي ، ثم
أعادت دار الهدى في قم طبعه بالأفست
على هذه الطبعة.
كما أن الكتاب
طبع قبل سنين في
النجف الأشرف ، في أربعة مجلدات ،
بتحقيق عبد الحسين محمد علي بقال ، وأعيد
طبعه بالأفست على هذه الطبعة عدة مرات
في بيروت وإيران ، ثم أعاد محققه تصحيحه
وتنقيحه وطبعه ، وقد خرج منه الجزءان
الأول والثاني ، والجزءان الآخران قيد
|
الطبع.
* الغيبة
تأليف : الشيخ
ابن أبي زينب ، محمد
ابن إبراهيم النعماني ، من أعلام القرن
الرابع.
يقوم بتحقيقه
الشيخ علي أكبر مهدي پور ، علما أن الكتاب كان قد طبع
سابقا بتحقيق علي أكبر الغفاري وصدر في
طهران من منشورات مكتبة الصدوق.
* كشف اليقين في
فضائل أمير المؤمنين
عليهالسلام
تأليف الشيخ
جمال الدين أبي منصور
الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي ، الشهير
بالعلامة (٧٢٦ ه).
يقوم بتحقيقه
الشيخ ميرزا علي آل كوثر بالاعتماد على نسختين للكتاب :
الأولى :
المخطوطة المحفوظة في مكتبة
|
|
جامعة طهران ،
برقم ١٦٢٧.
والثانية :
النسخة المطبوعة على الحجر
في تبريز.
* ترجمة الإمام أمير
المؤمنين علي بن أبي
طالب ـ عليهالسلام ـ من
تاريخ دمشق.
تأليف : أبي
القاسم علي بن الحسن بن
هبة الله الشافعي الدمشقي ، المعروف بابن
عساكر (٤٩٩ ـ ٥٧١ ه).
يقوم بتحقيقه
الدكتور رياض مراد ـ عضو مجمع اللغة العربية بدمشق ـ.
وكان الكتاب قد
طبع مرتين بتحقيق
الشيخ محمد باقر المحمودي في ثلاثة أجزاء
على نقص فيه ، وهو من خيرة الكتب التي
ألفت في موضوعه إن لم يكن أحسنها ، لما
جمع فيه من فضائله وشمائله وسيرته
عليهالسلام ، طرقها المؤلف بأسانيد جمة ،
كثير منها يتجاوز حد التواتر.
|
|