

بسم
الله الرّحمن الرّحيم
المقدّمة
الحمد لله ،
والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله ، وعلى آله وصحبه.
أما بعد : فإنّ
من تيسير القواعد العربيّة ، وتذليل صعابها تسهيل مسالكها ، وحسن ترتيبها ، لا
العبث بأصولها ، وذلك بترتيبها على الطريقة المعجمية ، فلم يعد الوقت يتّسع ليخوض
المرء في كتب النحو والتصريف وشروحها وحواشيها ليله ونهاره ليظفر ببغيته ، وجواب
مسألته.
وقد سبق علماء
اللغة بوضع المعاجم لمفردات اللغة وفيها جميع ما يتعلق بها من معان ، وقد كانت قبل
ذلك مفرّقة في كتب كثيرة ، فمن اليسير جدا أن يجد امرؤ حاجته في معاجم اللغة من
غير عناء.
وكذلك بعض
علماء النحو وضع لحروف المعاني ، وبعض المبنيات من الأسماء ترتيبا على حروف المعجم
، مثل كتاب الأزهيّة ، ومغني اللبيب ، والجنى الداني ، وخيرهم المغني ، وكلهم أفاد
ويسّر.
وأول كتاب في
النحو أكبر من متوسط صنّف على الترتيب المعجمي كتاب «معجم النحو» الذي صنفته منذ
عشر سنوات.
وقد قلت في
مقدمته : إنه «معجم لمعظم قواعد النحو وكلماته وحروفه ، بله كلمات وتعابير صحيحة
شهرت ووردت في كلام العرب والمؤلفين ، وخفي إعرابها ، ويصعب التماسها في كتب النحو».
وطبع هذا
المعجم ثلاث مرات : مرتين في دمشق ، ومرة في إيران ، وقرأه المهتمون بالعربية ،
ورأوا فيه ما يفيدهم ، وما يريحهم من عنت المراجعة والخوض في الكتب.
ولوحظ على هذا
المعجم أن تكون مصادره كما جاء في مقدمته : إنه «لم يخرج عن كتب معروفة مألوفة
موثوقة» والذي ينبغي أن تكون مصادره كتب الأقدمين من النّحويين فهي أصح وأوثق ؛
فاسترحت لهذه الملاحظة واستيقنت فائدتها ، ولهذا صنّفت هذا الكتاب : «معجم القواعد
العربية» وجعلت أول مراجعه وأهمها الكتاب لسيبويه ، والمقتضب للمبرّد وغيرهما من
كتب الأوائل ، ثم كتبا أخرى كثيرة منها شرح المفصّل لابن يعيش ، وشرح الكافية لرضي
الدين ، ومنها كتب ابن هشام ، وشروح ألفية ابن مالك ، وهناك كتب كثيرة أخذت منها
جملا من القواعد والإعراب. وبهذا جاء النحو بهذا المعجم مستوفيا كافيا لا يحتاج
معه إلى غيره.
ولا يذهبنّ
الظنّ بامرئ إلى أن يتصور أنّ هذا الكتاب صعب الفهم ، بعيد الغور إذ كان أهمّ
مصادره الكتاب لسيبويه والمقتضب للمبرد ، فما بهذا الكتاب شيء صعب على من له بعض
الملكة في فهم كلام النحاة ، على أنني لم آل جهدا في تسهيل بعض ما يظنّ به الصعوبة
، وهذا أقلّ ما في هذا الكتاب.
ولتمام الفائدة
فقد ضممت إلى النحو فنّ التصريف ، ودمجته في الترتيب المعجمي ، وذلك لأنه لا بدّ
منهما في فهم العربية ، ولا بدّ للنحو من التصريف ، ولا بدّ للتصريف من النحو ،
فإذا كان النحو ينظر إلى أواخر الكلم فإنّ التصريف ينظر إلى أصول الكلمة وزوائدها
والتغيّرات فيها ، على أني لم أتبسّط في التصريف تبسّطي في النحو بل اكتفيت منه
بما يحتاجه غير المختص.
كما زدت إلى
النحو والتصريف : الإملاء ، وهو تصوير اللفظ وله علاقة كبيرة فيهما ، وقد صنّفته
على طريقة علماء العربية ، وما كتبته من الإملاء جزء صغير لا يحتاج إلى أكثر منه ،
وقد ذيّلت به هذا الكتاب.
وظاهر ما يراد
بالترتيب المعجمي ، ونزيده إيضاحا فنقول : ما من قاعدة ، أو
كلمة إعرابية ، أو حرف معنى أو قاعدة صرفيّة إلا وهو تابع لحروف المعجم ؛
فالمبتدأ بجميع ما يتعلق به تجده في الميم مع الباء ، وكذلك الخبر تجده في الخاء
مع الباء ، ومثله الفاعل في الفاء مع الألف ، وإنّ في الألف مع النون ، ومثلها
أخواتها تجد كل واحدة في حرفها الأول مع الثاني ، ومثلها : ولا سيما ، وكلما ،
وكذلك جميع أبواب التصريف خاضعة لهذا الترتيب.
فالإبدال مثلا
تجده في الألف مع الباء ، والإعلال تجده في الألف مع العين ، والنسب : تجده في
النون مع السين ، ومثله : القلب ، والفعل الثلاثي المجرد ، وهكذا ..
وها هو ذا «معجم
القواعد العربية» بين يدي المهتمين بالعربية : نحوها ، وصرفها ، وإملائها ، وعسى
أن يجدوا فيه غناء ، وعسى أن يجدوا فيه علما وفائدة ، ومرجعا ميسّرا نافعا.
وأنا أرجو من
علماء هذا الشأن أن ينبّهوني إلى ما يعرض لهم من رأي في كتابي هذا لعلي أستدركه في
طبعة أخرى.
أسأل الله أن
ينفع بهذا الكتاب ، وأن يكون في جهدي بتأليفه بعض الإسهام في رفع شأن اللغة
العربية لغة القرآن الكريم.
ملاحظة : هذه الإشارة ( ) معناها : انظر.
|
عبد الغني الرقر
٢٥ ذو القعدة ١٤٠٤ ه
٢١ آب ١٩٨٤ م
|
باب الهمزة
آ :
من حروف
النّداء ينادى به البعيد ، وتسري عليه أحكام النّداء وهو مسموع ، ولم يذكره سيبويه
(انظر النداء).
آض : تعمل
أحيانا عمل «كان وأخواتها» لإنّها قد تأتي بمعنى صار ، ولا مصدر لها تقول : «آض
البعيد قريبا».
ماه :كلمة
توجّع ، أي : وجعي عظيم.
وهي اسم فعل
مضارع بمعنى أتوجّع.
الأبد : الدّهر
مطلقا ، وقيل : الدهر الطويل الذي ليس بمحدود ، وجمعه آباد ، وأبود ، وقيل : آباد
مولّد.
وقال الراغب :
الأبد : عبارة عن مدّ الزمان الممتد الذي لا يتجزّأ كما يتجزأ الزّمان ، وذلك أنه
يقال : زمان كذا ، ولا يقال : أبد كذا.
ويقال : «أبد
الآبدين» ، وقد يضاف المفرد إلى جمعه.
ويقال : «أبد
الدّهر» و «أبيد الأبيد» وكلّ
هذه التعابير
لتأكيد دوام الأمر. وهو منصوب دائما ، ويستعمل منوّنا ومضافا ، ويستعمل مع النّفي
ومع الإثبات ، أمّا النفي فنحو قوله تعالى : (إِنَّا لَنْ
نَدْخُلَها أَبَداً ما دامُوا فِيها).
وأمّا الإثبات
فنحو قوله تعالى : (فَإِنَّ لَهُ نارَ
جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً) ولا يدخل على الماضي إلّا إذا كان الماضي ممتدّا إلى
المستقبل نحو قوله تعالى : (وَبَدا بَيْنَنا
وَبَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَالْبَغْضاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ).
أبتع : كلمة
يؤكّد بها ، يقال : «جاء القوم أجمعون أكتعون أبصعون أبتعون». ولا تأتي قبل «أجمعين».
(انظر في أحرفها).
الإبدال :
١ ـ تعريفه :
__________________
هو جعل مطلق
حرف مكان حرف من غير إدغام ولا قلب .
٢ ـ أقسام
الإبدال.
الإبدال قسمان
:
«الأول» : أن
يبدل إبدالا نادرا وهو سبعة أحرف مجموعة في أوائل قولك : «قد خاب ذو ظلم ضاع حلمه
غيّا». أي القاف ، والخاء ، والذال ، والظاء والضاد ، والحاء والغين ، وذلك كقولهم
«لحم خراذل» بالذال المعجمة : «في خرادل» بالمهملة ـ أي مقطّع وقرأ الأعمش «فشرّذ بهم» بالمعجمة
بدل المهملة ، وفي قولهم «وقنة» بدل «وكنة» وفي «عطر» بدل «خطر».
«الإبدال
الثاني» : وهو ما يبدل إبدالا شائعا وهو قسمان :
(١) غير ضروريّ
في التّصريف وهو اثنان وعشرون حرفا ، يجمعها قولك : «لجدّ صرف شكس آمن طيّ ثوب
عزّته» .
(٢) الإبدال
الشّائع الضّروري في التصريف وهو تسعة أحرف جمعها ابنمالك بقوله «هدأت موطيا» .
وأما غير هذه
الحروف فإبدالها من غيرها شاذّ ، وذلك كقولهم في «اضطجع» «الطجع» بإبدال اللّام من
الضّاد. وقولهم في «أصيلال» «أصيلان» كقول النابغة :
وقفت فيها
أصيلانا أسائلها
|
|
أعيت جوابا
وما في الرّبع من أحد
|
هذا وقد رتب
الإبدال هنا على حسب الحروف.
إبدال التّاء
من الواو والياء : إذا كانت الواو والياء فاء لوزن «الافتعال» أبدلتا تاء ، وأدغمت
في تاء «الافتعال» وما تصرّف منه ، مثاله في «الواو «اتّصال» و «اتّصل» و «يتّصل» و
«اتّصل» و «متّصل» و «متّصل به».
والأصل فيهن :
إوتصال ، أوتصل. يوتصل ، أوتصل ، موتصل ، موتصل به. قلبت الواو وهي فاء الافتعال ـ
تاء وأدغمت بالتاء.
ومثاله في
الياء «اتّسار» و «اتّسر» و «يتّسر» و «اتّسر» و «متّسر» «متّسر». والأصل فيهن : «إيتسار»
«إيتسر» «يتيسر» «إيتسر» «ميتسر» «ميتسر» لأنه من اليسر ، قلبت الياء ـ وهي فاء
الافتعال ـ تاء
__________________
وأدغمت بالتاء
، قال الأعشى يهدّد علقمة ابن علاثة :
فإن تتّعدني
أتّعدك بمثلها
|
|
وسوف أزيد
الباقيات القوارضا
|
ومثل اتّعد
ويتّعد اتّلج ويتّلج قال طرفة بن العبد :
فإنّ القوافي
يتّلجن موالجا
|
|
تضايق عنها
أن تولّجها الإبر
|
أصل يتّلجن :
يوتلجن من الولوج ، أبدلت الواو تاء ، وأدغمت في التاء.
وتقول في «افتعل»
من الإزار «إيتزر» فلا يجوز إبدال الياء تاء وإدغامها في التّاء ، لأنّ
هذه الياء بدل من همزة ، وليست أصلية وشذّ قولهم في افتعل من الأكل : «اتّكل».
إبدال الدّال
من تاء الافتعال :
إذا كانت فاء «الافتعال»
«دالا مهملة أو ذالا ، أو «زايا» أبدلت تاؤه دالا مهملة ، فتقول من «دان» على
افتعل «ادّان» بالإبدال والإدغام لوجود المثلين. ومن «زجر» على افتعل أيضا «ازدجر».
وأصلها «ازتجر» ومن «ذكر» «اذدكر» ولك فيه الأوجه الثّلاثة في «اظطلم» فتقول «اذدكر» و «ادّكر» و «اذّكر» وقرىء شاذا «فهل من
مذّكر» . بالذال المعجمة المشدّدة.
إبدال الطّاء
من تاء الافتعال :
تبدل وجوبا
الطّاء من تاء «الافتعال» إذا كانت فاؤه «صادا أو ضادا ، أو طاء أو ظاء» وتسمّى
أحرف الإطباق في جميع التّصاريف ، فتقول في «افتعل» من «صبر : اصطبر»
وأصلها : اصتبر على وزن افتعل. ومن «ضرب : اضطرب» وأصلها : اضترب.
ومن «ظلم :
اظطلم» وأصلها : «اظتلم» ومن «طهر : اطّهّر» وأصلها : «اطتهّر» ويجب في «اطّهّر»
الإدغام لاجتماع المثلين وسكون أوّلهما.
ولك في «اظطلم»
ثلاثة أوجه : «اظطلم» وهو الأصل ، وإبدال الظاء المعجمة طاء مهملة مع الإدغام ،
فتقول : «اطّلم» وإبدال الطاء المهملة ظاء مع الإدغام فتقول : «اظّلم» وقد روي
بالأوجه الثلاثة قول زهير يمدح هرم بن سنان :
__________________
هو الجواد
الذي يعطيك نائله
|
|
عفوا ويظلم
أحيانا فيظّلم
|
أو فيطّلم أو
فيظطلم.
إبدال المدّ من
الهمزة :
إذا اجتمع في
كلمة واحدة همزتان وجب التخفيف إن لم يكونا في موضع العين ، ثم إن تحرّكت أولاهما
، وسكنت ثانيتهما ، وجب إبدال الثانية مدّة تجانس حركة الأولى.
فإن كانت
حركتها فتحة أبدلت الثانية ألفا نحو «آمنت» وإن كانت حركة الأولى ضمّة أبدلت واوا
نحو : «أوثرت» وإن كانت كسرة أبدلت ياء نحو «إيمان».
وإن تحرّكت
ثانيتهما فإن كانت حركتها فتحة وحركة ما قبلها فتحة أو ضمّة قلبت واوا ، فالفتحة
نحو «أوادم» جمع «آدم» والضمة نحو «أويمر» تصغير «أمر».
وإن كانت حركة
ما قبلها كسرة قلبت ياء نحو «إيم» من «أمّ» أي صار إماما ، أو بمعنى قصد ، وأصله «إثمم»
فنقلت حركة الميم الأولى إلى الهمزة التي قبلها وأدغمت الميم في الميم فصار «إثمّ».
ثم انقلبت
الهمزة الثانية ياء فصار إيمّ.
إبدال الميم من
الواو والميم : تبدل الميم من الواو وجوبا في «فم» وأصله «فوه» بدليل تكسيره على
أفواه فحذفوا الهاء تخفيفا ثم أبدلوا الميم من الواو.
فإذا أضيف إلى
ظاهر أو مضمر يرجع به إلى الأصل فيقال : «فو عمّار». و «فوك» وربّما بقي الإبدال
مع الإضافة نحو قوله صلىاللهعليهوسلم : «لخلوق فم الصّائم أطيب عند الله من ريح المسك» ونحو قول رؤبة
:
كالحوت لا
يلهيه شيء يلقمه
|
|
يصبح ظمآنا
وفي البحر فمه
|
وتبدل الميم من
النون بشرطين : سكونها ، ووقوعها قبل الباء ، سواء أكانتا في كلمة نحو : (انْبَعَثَ أَشْقاها) أو كلمتين نحو : (مَنْ بَعَثَنا مِنْ
مَرْقَدِنا هذا).
ويسمّي مثل هذا
علماء التّجويد : إقلابا إبدال الهاء من التاء : تبدل الهاء من التاء اطّرادا في
الوقوف على نحو «نعمة» و «رحمة» وهي تاء التأنيث التي تلحق الأسماء وبعض الحروف.
وإبدالها من
غير التاء مسموع في الألف تقول : «هرقت الماء» والأصل : أرقت الماء. وفي «هيّاك»
وأصلها : إيّاك و «لهنّك» وأصلها : لأنّك. و «هردت
__________________
الخير» أصلها : أردت. و «هرحت الدّابّة» أصلها : أرحت.
إبدال الهمزة
من ثاني حرفين ليّنين بينهما مدّة :
تبدل الهمزة من
ثاني حرفين ليّنين بينهما مدّة «مفاعل» ك «نيّف» جمعته جمع تكسير على «نيائف»
وأصلها «نيايف» ألف بين ياءين ، فقلبت وجوبا الياء الثانية بعد الألف همزة ، ومثل «أوائل»
مفرده أوّل. أصله «أواول» فقلبت الواو الثانية بعد الألف همزة.
فلو توسّط
بينهما مدّة «مفاعيل» امتنع قلب الثاني منها همزة ، ك «طواويس» ولذلك قيّد بمدّ «مفاعل».
تتمّة لهاتين
المسألتين : إذا اعتلّت لام أحد هذين النوعين بياء أو واو فإنه يخفّف بإبدال كسر
الهمزة فتحة ، ثمّ إبدالها ياء فمثال الأول «قضيّة وقضايا» ، وأصله «قضائي» بإبدال
مدّة الواحد همزة كما في «صحيفة ، وصحائف».
فأبدلوا كسرة
الهمزة فتحة ، فتحركت الياء وانفتح ما قبلها فانقلبت ألفا فصارت «قضاءا» فأبدلت
الهمزة ياء فصارت : «قضايا».
ومثال الثاني :
«زاوية وزوايا» وأصله «زوائي» بإبدال الواو الواقعة بعد ألف الجمع همزة ك «نيّف
ونيائف» فقلبوا كسرة الهمزة فتحة فقلبت الياء ألفا لتّحركها وانفتاح ما قبلها فصار
«زواءا» ثم قلبوا الهمزة ياء ، فصار «زوايا».
وأمّا لفظة «هراوة
وهراوى» فأصل الجمع «هرائو» كصحائف فقلبت كسرة الهمزة فتحة ، وقلبت الواو ألفا
لتّحركها وانفتاح ما قبلها فصارت «هراءا» ثم قلبوا الهمزة واوا فصارت «هراوى».
إبدال الهمزة
من كلّ واو أو ياء :
تبدل الهمزة من
كل «واو» أو «ياء» إذا وقعت إحداهما طرفا بعد ألف زائدة نحو «دعاء» و «بناء»
والأصل «دعاو» و «بناي» من «دعوت» و «بنيت».
فلو كانت الألف
التي قبل الياء أو الواو غير زائدة لم تبدل نحو «آية» و «راية». وكذلك إذا لم
تتطرّف الياء أو الواو ك «تباين» و «تعاون» وكذلك لو تطرّفت لا بعد ألف ك «دلو» و
«ظبي».
وكلّ ما كان
على وزن «فاعل» وكانت عينه حرف علّة تبدل الهمزة من الواو والياء نحو «قائل» و «بائع»
وأصلهما :
«قاول» و «بايع»
من القول والبيع. فإن لم تعلّ العين في الفعل صحّت في اسم الفاعل نحو «عور فهو
عاور» و «عين فهو عاين» إبدال الهمزة ممّا ولي ألف الجمع :
__________________
تبدل الهمزة
أيضا مما يلي ألف الجمع الذي على مثال «مفاعل» إن كانت مدّة مزيدة في الواحد نحو :
«قلادة وقلائد» و «صحيفة وصحائف» و «عجوز وعجائز».
فلو كانت غير
مدّة لم تبدل نحو «قسورة» ، وكذلك إن كانت مدّة غير زائدة نحو «مفازة ومفاوز»
ومعيشة ومعايش» إلّا فيما سمع فلا يقاس عليه نحو «مصيبة ومصائب».
إبدال الهمزة
من الواو :
وذلك إذا اجتمع
واوان بأوّل كلمة ووجب إبدال الهمزة من الواو نحو قولك : «واصلة» وجمعها «أواصل»
وأصل الجمع «وواصل» بواوين الأولى فاء الكلمة والثانية بدل من ألف «فاعلة».
فإن كانت
الثانية بدلا من ألف «فاعل» لم يجب الإبدال نحو «ووفي» و «ووري» أصله : وافى ووارى
، فلما بني للمفعول احتيج إلى ضّمّ ما قبل الألف ، فأبدلت الألف واوا
.
أبصع : كلمة يؤكّد بها
، وهي تابعة لأجمع لا تقدّم عليها ، تقول : «أخذت حقّي أجمع أبصع» و «جاء القوم
أجمعون أبصعون» و «رأيت النسوة جمع بصع».
ويقول أبو
الهيثم الرّازي : «العرب تؤكّد الكلمة بأربعة تواكيد فتقول : «مررت بالقوم أجمعين
أكتعين أبصعين أبتعين».
(انظر في
أبوابها).
ابن
: أصله «بنو»
بفتحتين ، لأنه يجمع على «بنين» وهو جمع سلامة ، وجمع السّلامة لا تغيير فيه ،
وجمع القلة «أبناء» وقيل : أصله «بنو» بكسر الباء بدليل قولهم : «بنت». وهذا القول
يقل فيه التغيير ، وقلّة التّغيير تشهد بالأصالة ، وهو ابن بيّن النبوّة.
وأمّا ما لا
يعقل نحو «ابن مخاض» و «ابن لبون» فيجمع بألف وتاء ، تقول في «ابن عرس» : «بنات
عرس» وفي «ابن نعش» «بنات نعش» وكذا «ابن مخاض» و «ابن لبون». وقد يضاف «ابن» إلى
ما يخصّصه لملابسة بينهما نحو «ابن السبيل» أي المارّ في الطريق مسافرا ، وهو «ابن
الحرب» أي كافيها وقائم بحمايتها ، و «ابن الدّنيا» أي صاحب ثروة.
وإليك في «ابن»
قاعدتان :
١ ـ يجوز
بالعلم المنادى الموصوف ب «ابن» الضمّ والفتح والمختار الفتح نحو «يا خالد بن
الوليد».
٢ ـ همزة «ابن»
همزة وصل تحذف في الوصل وتبقى في الخط ، وقد تحذف
__________________
لفظا وخطّا ، وذلك : إذا جاء علم بعده «ابن» صفة له ومضاف لعلم هو أب له ،
نحو «محمد بن عبد الله بن عبد المطلب» إلّا إذا وقع في أول السطر فتثبت الهمزة
خطّا لا لفظا.
الابنم :
هي الابن ،
والميم زائدة للمبالغة ، يقول حسّان بن ثابت :
«فأكرم بنا خالا وأكرم بنا ابنما»
. وتتبع النّون
حركة الميم ، وعلى ذلك قال الكوفيون : هو معرب من مكانين ، وهمزته للوصل ، وقد
يثنّى نحو قول الكميت :
ومنّا لقيط
وابنماه وحاجب
|
|
مؤرّث نيران
المكارم لا المخبي
|
ابنة وبنت ـ مؤنّثة
الابن على لفظه وفي لغة «بنت» والجمع «بنات» وهو جمع مؤنّث سالم ، قال ابن
الأعرابي : وسألت الكسائي : كيف تقف على بنت؟ فقال : بالتاء اتباعا للكتاب ،
والأصل بالهاء ، لأنّ فيها معنى التّأنيث. وإذا اختلط ذكور الأناسيّ بإناثهم غلّب
التّذكير وقيل : «بنو فلان» حتى قالوا : «امرأة من بني تميم» ولم يقولوا من بنات
تميم.
وهمزة «ابنة»
كهمزة «ابن» همزة وصل.
أبنية الاسم = الاسم .
أبنية المصادر = المصدر وأبنيته وإعماله
٢ و ٣.
أبنية اسم
الفاعل = انظر اسم الفاعل ٢ و ٣ و ٤.
اتّخذ
: من الاتّخاذ ،
افتعال من الأخذ والأصل : إئتخذوا ، ثم ليّنوا الهمزة ، وأدغموا فقالوا : اتّخذوا
، فلما كثر استعماله توهّموا أصالة التاء فبنوا منه وقالوا : «تخذت زيدا صديقا» من
باب تعب ، والمصدر تخذا.
واتّخذ : بمعنى
جعل التي للتّحويل ينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر نحو «اتّخذت الله وكيلا».
(وَاتَّخَذَ اللهُ
إِبْراهِيمَ خَلِيلاً).
(انظر المتعدي
إلى مفعولين).
الاثنان
: من أسماء العدد
ـ اسم للتّثنية حذفت لامه ـ وهي ياء ـ وتقدير الواحد : ثنى ، وزان سبب ثم عوّض
همزة وصل فقيل : اثنان ، وللمؤنثة : اثنتان. وفي لغة تميم «ثنتان» بغير همزة وصل.
ولا واحد له من لفظه ، ومن غير لفظة «واحد» ويعرب إعراب الملحق بالمثني.
__________________
ويقال : هو
ثاني اثنين ، أي أحدهما ، ويكون مضافا لا غير.
الاثنتان = انظر
الاثنان.
الاثنين
: سمّي يوم
الاثنين بالاثنين المتقدّمة التي هي ضعف الواحد ، والاثنين بالمعنيتين لا يثنّى
ولا يجمع ، فإن أردت جمعه قدّرت أنّه مفرد ، وجمعته على «أثانين» قال أبو علي
الفارسي : وقالوا : في جمع الاثنين «أثناء» وكأنه جمع المفرد تقديرا ، مثل سبب
وأسباب والحقّ أنه لم يثبت الجمعان لأنه على صفة المثنّى. فإذا أردنا جمعه أو
تثنيته قلنا : «أيام الاثنين» و «يوما الإثنين». وإذا عاد عليه ضمير جاز فيه وجهان
أوضحهما وأصحّهما الإفراد على معنى اليوم ، يقال : «مضى يوم الاثنين بما فيه»
والثّاني اعتبار اللفظ فيقال : «مضى يوم الاثنين بما فيهما».
أجدّك
: بكسر الجيم
وفتحها ، والكسر أفصح ولذلك اقتصر عليه ، تقول : «أجدّك لا تفعل» معناه : أجدّا
منك وهو مصدر من فعل مضمر. وقال سيبويه : ومثل ذلك ـ أي المصادر المؤكّدة ـ في
الاستفهام : «أجدّك لا تفعل كذا وكذا» ؛ كأنه قال : أحقّا لا تفعل كذا وكذا ،
وأصله من الجد ، كأنه قال : أجدّا ، ولكنه لا يتصرف ، ولا يفارقه الإضافة ، ولا
يستعمل إلّا مع النفي أو النهي ، ومثله : «أجدّكما» وفي حديث قس :
أجدّكما لا تقضيان كراكما
. وقال الأصمعي
: أجدّك ، معناه : أبجدّ هذا منك ، ونصبها بطرح الباء وقال أبو حيان : وههنا نكتة
، وهي الاسم المضاف إليه «جد» حقّه أن يناسب فاعل الفعل الذي بعده في التّكلّم
والخطاب والغيبة.
تقول : «أجدّي
لأكرمنّك» و «أجدّك لا تفعل» و «أجدّه لا يزورنا» و «أجدّكما لا تقضيان» ـ كما مر
في شطر البيت ـ وعلّة ذلك أنّه مصدر يؤكّد الجملة التي بعده ، فلو أضفته لغير
فاعله اختلّ التوكيد.
أجل
: حرف جواب ، مثل
«نعم». فيكون تصديقا للمخبر ، وإعلاما للمستخبر ، ووعدا للطّالب ، فتقع بعد نحو «حضر
الغائب» ونحو «أزحف الجيش» ونحو «أكرم أخاك» وهي بعد الخبر أحسن من نعم ، و «نعم»
بعد الاستفهام أحسن منها ، وقيل : أجل تختصّ بالخبر.
أجمع
: هو واحد في
معنى جمع ، وليس له مفرد من لفظه ، يؤكّد به المذكّر ، وهو توكيد محض ، فلا يبتدأ
به ، ولا يخبر به ولا عنه ، ولا يكون فاعلا ، ولا مفعولا ،
ولا يضاف ، ولا يدخل عليه الجارّ ، وليس منه قولهم : «جاء القوم بأجمعهم».
بضم الميم بعد الجيم الساكنة ، فإنه جمع «جمع» ك «أعبد» جمع عبد ، بخلاف غيره من
ألفاظ التوكيد ك «كلّ والنفس والعين» فإنّها تأتي توكيدا وغيره من مبتدأ وفاعل
ومفعول ، ويجمع «أجمع» على «أجمعين» وبحالة الرّفع «أجمعون». وقد يثنّى فتقول : «رأيت
الفريقين أجمعين» ، ومؤنّث أجمع «جمعاء» وجمع «جمعاء» «جمع» وهو معرفة غير مصروف
بالصّفة ووزن «فعل» كعمر وأخر.
الأجوف من
الأفعال :
١ ـ تعريفه :
هو ما كانت
عينه حرف علّة ك «قام» و «باع».
٢ ـ حكمه :
تحذف عين
الأجوف إذا سكّن آخره للجزم أو لبناء الأمر نحو «لم يقم» و «لم يبع» و «لم يخف»
وأصلها : يقوم ، ويبيع ، ويخاف ، و «قم» و «بع» و «خف».
وكذلك تحذف إذا
سكّن لاتّصاله بضمير رفع متحرّك ك «قمت» و «خفنا» و «بعتم» و «يقمن» و «يبعن» و «خفن»
وتحرّك فاؤه بحركة تجانس العين نحو «قلت» و «بعت». إلّا في نحو «خاف» فتحرّك بالكسر من جنس حركة العين نحو «خفت» و «نمت» هذا
في المجرّد ، والمزيد مثله في حذف عينه إن سكنت لامه وأعلّت عينه بالقلب : ك «أطلت»
و «استقمت» و «اخترت» و «انقدت» ، وإن لم تعلّ العين لم تحذف ك «قاومت» و «قوّمت»
الأحد : بمعنى
الواحد وهو أوّل العدد تقول : أحد واثنان ، وأحد عشر.
وقولهم : «ما
في الدّار أحد» هو اسم لمن يعقل يستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث قال تعالى : (لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ).
والأحد اسم علم
على يوم من أيّام الأسبوع وجمعه للقلة «آحاد» و «أحدان» تقول ثلاثة آحاد وأصله :
وحد ، فاستثقلوا الواو ، فأبدلوا منها الهمزة ، وجمعه للكثرة «أحود». وقيل : ليس
له جمع
أحد : يقول
سيبويه : ولا يجوز ل «أحد» أن تضعه في موضع واجب ، لو قلت :
«كان أحد من آل
فلان لم يجز» أقول :
__________________
لأنّه لا يفيد شيئا ، إلّا إذا وضعته موضع واحد في العدد استعمل في موضع
الواجب والمنفي ، نحو قوله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ
أَحَدٌ) ونحو : «أحد وعشرون». وفي غير العدد لا يجوز أن يوضع
موضع الواجب ، ويمكن أن يوضع موضع النّفي نحو قوله تعالى : (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ). وكذلك إذا قلت : «ما أتاك أحد» صار نفيا عاما.
أحرف الجواب هي
: لا ، نعم ، بلى ، إي ، أجل ، جلل ، جير ، إنّ.
(وانظرها في
أحرفها).
أحقّا
: وذلك قولك :
أحقّا أنّك ذاهب ، والحقّ أنّك ذاهب؟ وكذلك إن أخبرت فقلت : حقّا أنّك ذاهب ،
والحقّ أنّك ذاهب ، وكذلك أأكبر ظنّك أنّك ذاهب ، وأجهد رأيك أنّك ذاهب.
وكلّها تنصب
على الظرفية ، والتقدير : أفي حقّ أنّك ذاهب ..
وقال سيبويه :
وسألت الخليل فقلت : ما منعهم أن يقولوا : أحقّا إنّك ذاهب على القلب ـ أي بكسر
همزة إن ـ كأنك قلت : إنّك ذاهب حقّا ، وإنّك ذاهب الحقّ ، وأ إنّك ذاهب حقّا؟
فقال : ليس هذا من مواضع إنّ لأن «إنّ» لا يبتدأ بها في كلّ موضع ، ولو جاز هذا
لجاز : يوم الجمعة إنّك ذاهب تريد إنّك ذاهب يوم الجمعة ، ولقلت أيضا : لا محالة
إنّك ذاهب ، تريد إنّك لا محالة ذاهب ، فلما لم يجز ذلك حملوه على : أفي حقّ أنّك
ذاهب ، وعلى : أفي أكبر ظنّك أنك ذاهب ، وصارت أنّ مبنية عليه والدليل على ذلك
إنشاد العرب هذا البيت كما أخبرتك.
زعم يونس أنه
سمع العرب يقولون في بيت الأسود بن يعفر :
أحقّا بني
أبناء سلمى بن جندل
|
|
تهدّدكم
إيّاي وسط المجالس
|
أخبر : تنصب
ثلاثة مفاعيل ، زاده الفراء نحو : «أخبرت المعلّم عمرا غائبا».
ونحو قول
الشاعر :
وما عليك إذا
أخبرتني دنفا
|
|
وغاب بعلك
يوما أن تعوديني
|
(انظر المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل).
(انظر أعلم
وأرى وأخواتهما ١ و ٢).
الاختصاص
:
١ ـ تعريفه :
هو اسم ظاهر
معمول للفظ «أخصّ» أو «أعني» واجب الحذف ، ويجري على ما جرى عليه النّداء ولم
يجروها على أحرف النّداء.
والباعث عليه :
إمّا فخر ك «عليّ ـ
أيها الكريم ـ يعتمد» أو تواضع نحو : «إني ـ أيّها الضعيف ـ فقير إلى عفو
ربي» أو بيان المقصود بالضمير ك «نحن ـ العرب ـ أقرى الناس للضّيف».
٢ ـ أنواع
المخصوص :
المخصوص : وهو
الاسم الظاهر الواقع بعد ضمير يخصّه أو يشاركه فيه ، على أربعة أنواع :
١ ـ «أيّها» أو
«أيّتها» ويضمّان لفظا كما في المنادى ، وينصبان محلّا ، ويوصفان باسم فيه «أل»
مرفوع نحو : اللهم اغفر لنا ـ أيّتها العصابة ـ» و «أنا أفعل كذا ـ أيّها الرجل».
٢ ـ المعرّف ب «أل»
نحو نحن ـ العرب ـ أشجع الناس». أي أخصّ وأعني.
٣ ـ المعرّف
بالإضافة كالحديث : «نحن ، معاشر الأنبياء ، لا نورث ما تركناه صدقة».
أي : أعني
معاشر وأخصّ.
ونحو قول عمرو
بن الأهتم :
إنّا بني
منقر قوم ذوو حسب
|
|
فينا سراة
بني سعد وناديها
|
٤ ـ العلم ، وهو قليل ، ومنه قول
رؤبة :
«بنا ـ تميما ـ يكسف الضّباب»
. والاختصاص
هنا للفخر.
ويقول الخليل ـ
كما في سيبويه ـ : إنّ قولهم :
«بك الله نرجو
الفضل» و «سبحانك الله العظيم» نصبه على الاختصاص ، وفيه معنى التعظيم.
ويقول سيبويه :
واعلم أنّه لا يجوز لك أن تبهم في هذا الباب ـ أي أن تستعمل اسم الإشارة ـ فتقول :
إني هذا أفعل كذا ، ولكن تقول : «إنّي زيدا أفعل» ولو جاز بالمبهم لجاز بالنكرة.
ثم يقول :
وأكثر الأسماء دخولا في هذا الباب : بنو فلان ، ومعشر ، مضافة. وأهل البيت ، وآل
فلان.
٣ ـ يفارق
الاختصاص المنادى لفظا في الأحكام :
١ ـ أنه ليس
معه حرف نداء ، لا لفظا ولا تقديرا ،.
٢ ـ أنّه لا
يقع في أوّل الكلام ، بل في أثنائه ، كالواقع بعد «نحن» كما في الحديث المتقدم «نحن
ـ معاشر الأنبياء ـ» ، أو بعد تمام الكلام كما في مثال : «اللهم اغفر لنا ـ أيّتّها
العصابة ـ».
٣ ـ أنّه يشترط
فيه أن يكون المقدّم عليه اسما بمعناه ، والغالب كونه ضمير تكلّم ، وقد يكون ضمير
خطاب كقول
بعضهم :
«بك الله نرجو
الفضل» كما تقدم.
٤ ـ أنه يقلّ
كونه علما ،.
٥ ـ أنّه ينتصب
مع كونه مفردا.
٦ ـ أن يكون ب «أل»
قياسا كقولهم :
«نحن العرب
أقرى الناس للضيف».
ويفارق
الاختصاص المنادى «معنى في أنّ الكلام مع الاختصاص «خبر» ، ومع النّداء «إنشاء» ،
وأنّ الغرض منه تخصيص مدلوله من بين أمثاله بما نسب إليه .
أخذ
: كلمة تدل على
معنى الشروع في خبرها ، وهي من النواسخ ، تعمل عمل «كان» ، إلّا أنّ خبرها يجب أن
يكون جملة فعلية من مضارع فاعله يعود على الاسم ومجرّد من «أن» المصدريّة ، ولا
تعمل إلّا في حالة المضيّ نحو «أخذ المعلّم يعدّ درسه». أي أنشأ وشرع ، وفي «يعدّ»
ضمير الفاعل وهو يعود على المعلم وهو اسم «أخذ».
اخلولق
: كلمة وضعت
للدّلالة على رجاء الخبر ، وهي من النّواسخ ، تعمل عمل «كان» إلّا أنّ خبرها يجب
أن يكون جملة فعلية ، مشتملة على مضارع ، مقترن ب «أن» المصدريّة وجوبا وفاعله
يعود على اسمها. نحو : «اخلولق الشّجر أن يثمر» ففي «يثمر» ضمير يعود إلى «الشّجر»
وهو اسم اخلولق وهي ملازمة للماضي.
وتختصّ «اخلولق
وعسى وأوشك» بجواز إسنادهن إلى «أن يفعل» ولا تحتاج إلى خبر منصوب ، وتكون تامّة
نحو «اخلولق أن تتعلّم». وينبني على هذا حكمان.
(انظر التفصيل
في : أفعال المقاربة).
أخول
أخول : يقال : «تساقطوا
أخول أخول». أي شيئا بعد شيء ، أو متفرّقين ، وهما اسمان مركّبان مبنيان على الفتح
في محلّ نصب على الحال. قال ضابىء البرجمي يصف الكلاب والثور :
يساقط عنه
روقه ضارياتها
|
|
سقاط حديد القين أخول
أخولا
|
وهذه المركبات
لا تأتي إلّا في
__________________
الحال أو الظرف ، وسيأتي في غضون الكتاب بعضها.
الإدغام
١ ـ تعريفه :
هو إدخال أول
المتجانسين في الآخر ، ويسمّى الأوّل مدغما والثّاني مدغما فيه.
٢ ـ أقسامه :
ثلاثة أقسام :
واجب ، وجائز ، وممتنع.
أ ـ الإدغام
الواجب يجب الإدغام إذا تحرّك المثلان معا وذلك بأحد عشر شرطا.
(الأول) : أن
يكونا في كلمة ك «مدّ» أصلها «مدد» بالفتح و «ملّ» أصلها : ملل بالكسر. و «حبّ»
أصلها : حبب بالضم.
(الثاني) :
ألّا يتصدّر أحدهما ، فإذا تصدّر لم يدغما ، نحو : «ددن» .
(الثالث) :
ألّا يتصّل أوّلهما بمدغم ك «جسّس» جمع جاسّ .
(الرابع) :
ألّا يكونا في وزن ملحق ، سواء أكان الملحق أحد المثلين ك «قردد» أو زائدا قبل المثلين ك «هيلل» فإن الياء مزيدة لإلحاق ب «دحرج» أو بزيادة أحد المثلين
وغيره نحو «اقعنسس» فإنّه ملحق ب «احرنجم» والإلحاق حصل فيه بالسين الثانية وبالهمزة والنون.
(الخامس
والسادس والسّابع والثّامن) ألّا يكونا ـ أي المثلان ـ في اسم على «فعل» ك «طلل» و
«مدد» أو «فعل» ك «ذلل» و «جدد» جمع ذلول وجديد أو «فعل» ك «لمم» أو «فعل» ك «درر» و «جدد» جمع جدّة ، وفي هذه السبعة الأخيرة يمتنع الإدغام.
(التاسع) :
ألّا تكون حركة ثانيهما عارضة نحو «اخصص ابى» الأصل : اخصص بالسكون فنقلت حركة الهمزة
إلى السّاكن قبلها ، فلم يعتدّ بعروضها وبقي وجوب الفكّ.
(العاشر) :
ألّا يكون المثلان ياءين لازم تحريك ثانيهما نحو «حيي» و «عيي».
ولا تاءين في «افتعل»
ك «استتر» و «اقتتل». وفي هذه الصّور الثلاث يجوز
__________________
الإدغام والفكّ ، قال تعالى : (وَيَحْيى مَنْ حَيَّ
عَنْ بَيِّنَةٍ) قرىء «حيّ» بالإدغام والفكّ ، وتقول في «استتر» ك «اقتتل»
بالفكّ ، وإذا أردت الإدغام قلت : «ستّر» و «قتّل» و «يستّر» و «يقتّل».
ب ـ الإدغام
الجائز : يجوز الإدغام في ثلاث مسائل : :
(الأولى) : إذا
كان الفعل الماضي قد افتتح بتاءين نحو «تتبّع» و «تتابع» جاز بهما أيضا الإدغام
وجلب همزة الوصل ، فيقال : «اتّبع» و «اتّابع».
(الثانية
والثالثة) أن تكون الكلمة فعلا مضارعا مجزوما بالسكون أو فعل أمر مبنيّا على
السّكون فإنّه يجوز فيه الفكّ والإدغام ، قال تعالى : (وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ
دِينِهِ) فيقرأ بالفك وهو لغة الحجاز والإدغام وهو لغة تميم ،
وقال تعالى : (وَاغْضُضْ مِنْ
صَوْتِكَ).
وقال جرير :
فغضّ الطّرف
إنّك من نمير
|
|
فلا كعبا
بلغت ولا كلابا
|
وإذا اتّصل
بالمدغم فيه «واو» جمع أو «ياء» مخاطبة أو «نون» التوكيد نحو «ردّوا» و «ردّي» و «ردّنّ»
أدغم الحجازيون وغيرهم من العرب.
ج ـ الإدغام
الممتنع :
يمتنع الإدغام
إذا تحرّك أول المثلين وسكن الثاني نحو «ظللت» أو كانا بالعكس.
أو كان الأول
هاء سكت لأنّ الوقف عليها منويّ الثبوت نحو : (مالِيَهْ ، هَلَكَ
عَنِّي سُلْطانِيَهْ). أو مدّة في الآخر نحو «يعطي ياسر» و «يدعو وائل» لئلا
يذهب المدّ المقصود بسبب الإدغام ، أو همزة منفصلة عن الفاء نحو «لم يقرأ أحد» فلو
كانت متصلة وجب الإدغام نحو «سال».
إذ
: تأتي ظرفية ،
وفجائية ، وتعليليّة.
١ ـ الظّرفيّة
: ولها أربعة أحوال :
١ ـ أن تكون
ظرفا للزّمن الماضي وهو أغلب أحوالها ويجب إضافتها إلى الجمل ، فعلية أو اسمية.
قال سيبويه : «ويحسن
ابتداء الاسم
__________________
بعدها فتقول : «جئت إذ عبد الله قائم» و «جئت إذ عبد الله يقوم» إلّا أنها
في «فعل» قبيحة نحو قولك «جئت إذ عبد الله قام» أي إنّ الماضي يقبح إن وقع خبرا في
جملة اسميّة مضافة ل «إذ» وكلّ ما كان من أسماء الزّمان في معنى «إذ» فهو مضاف إلى
ما يضاف إليه «إذ» من الجملة الاسمية والفعليّة.
٢ ـ أن تكون
مفعولا به نحو (وَاذْكُرُوا إِذْ
كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ) والغالب على «إذ» المذكورة في أوائل القصص في القرآن الكريم
ـ أن تكون مفعولا به بتقدير : واذكر.
٣ ـ أن تكون
بدلا من المفعول نحو : (وَاذْكُرْ فِي
الْكِتابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ).
ف «إذ» بدل
اشتمال من مريم.
٤ ـ أن يكون
مضافا إليها اسم زمان صالح للاستغناء عنه نحو «يومئذ وحينئذ» أو غير صالح
للاستغناء عنه نحو قوله تعالى : (بَعْدَ إِذْ
هَدَيْتَنا) ، وعند جمهور النحاة لا تقع «إذ» هذه إلّا ظرفا أو
مضافا إليها. ٢ ـ الفجائية : وهي التي تكون بعد «بينا» أو «بينما» كقول بعض بني
عذرة :
استقدر الله
خيرا وارضينّ به
|
|
فبينما العسر
إذ دارت مياسير
|
أو بعد غير «بينا
وبينما» ويحسن كما يقول سيبويه : ابتداء الاسم بعدها تقول : «جئت إذ عبد الله قائم»
و «جئت إذ عبد الله يقوم» إلّا أنها في فعل قبيحة نحو قولك «جئت إذ عبد الله قام» و
«إذ» الفجائية هذه إنما تقع في الكلام الواجب ، فاجتمع فيها هذا ، وأنّك تبتدئ
الاسم بعدها فحسن الرّفع.
٣ ـ التّعليلية
: وكأنّها بمعنى «لأنّ» نحو قوله تعالى : (قالَ قَدْ أَنْعَمَ
اللهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً). و (لَنْ يَنْفَعَكُمُ
الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ) وهل «إذ» هنا بمنزلة لام العلّة أو ظرف والتعليل مستفاد
من معنى الكلام؟ ، الجمهور لا يثبتون التّعليلية ولا يقولون إلّا بظرفيّتها.
إذا
ـ تكون :
تفسيريّة ، وظرفيّة ، وفجائيّة.
إذا
التّفسيريّة : تأتي في موضع «أي» التّفسيرية في الجمل ، وتختلف عنها في أنّ الفعل
بعد «إذا» للمخاطب تقول :
__________________
«استكتمته الحديث : إذا سألته كتمانه». إذا الظّرفيّة ـ هي ظرف للمستقبل
مضمّن معنى الشّرط ، فهي لذلك محتاجة إلى فعل شرط يضاف إليها وجواب للشّرط ،
وتختصّ بالدّخول على الجملة الفعليّة ، ويكون الفعل بعدها ماضيا كثيرا ، ومضارعا
دون ذلك وقد اجتمعا في قول أبي ذؤيب :
والنّفس
راغبة إذا رغّبتها
|
|
وإذا تردّ
إلى قليل تقنع
|
وإن دخلت «إذا»
الظّرفية في الظاهر على الاسم في نحو (إِذَا السَّماءُ
انْشَقَّتْ). فإنّما دخلت حقيقة على الفعل لأنّ السماء فاعل لفعل
محذوف يفسّره ما بعده. ولا تعمل «إذا» الجزم إلّا في الشّعر للضّرورة كقول عبد
القيس بن خفاف :
استغن ما
أغناك ربّك بالغنى
|
|
وإذا تصبك
خصاصة فتجمّل
|
وإنّما منعت من
الجزم لأنها مؤقّتة ، وحروف الجزم مبهمة ، وتفيد «إذا» تحقّق الوقوع فإذا قال
تعالى : (إِذَا السَّماءُ
انْشَقَّتْ) فانشقاقها واقع لا محالة بخلاف «إن» فإنّها تفيد الظّنّ
والتّوقّع.
إذا الفجائية
تختصّ بالجمل الاسميّة ولا تحتاج إلى جواب ، ولا تقع في ابتداء الكلام ، ومعناها
الحال ، والأرجح أنّها حرف ، نحو قوله تعالى : (فَأَلْقاها فَإِذا
هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى).
وتكون جوابا
للجزاء كالفاء قال الله عزوجل : (وَإِنْ تُصِبْهُمْ
سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ). وتسدّ مسدّ الخبر ، والاسم بعدها مبتدأ ، تقول : «جئتك
فإذا أخوك».
التقدير : «جئتك
ففاجأني أخوك».
وتقول أيضا : «دخلت
الدار فإذا بصديقي حاضر» بصديقي : مبتدأ والباء : حرف جرّ زائد ، وحاضر : خبر.
إذاً
: حرف جواب وجزاء
، والصحيح أنها بسيطة غير مركّبة من إذ وأن وهي بنفسها النّاصبة للمضارع بشروط :
١ ـ تصديرها.
٢ ـ واستقبال
المضارع.
٣ ـ واتّصالها
به ، أو انفصالها بالقسم أو بلا النافية ، يقال : آتيك ، فتقول :
«إذا أكرمك»
فلو قلت : «أنا إذا» لقلت «أكرمك» بالرفع لفوات التّصدير.
يقول المبرّد :
واعلم أنّها إذا وقعت
__________________
بعد واو أو فاء صلح الإعمال فيها والإلغاء. وذلك قولك : «إن تأتني آتك وإذا
أكرمك». إن شئت نصبت ، وإن شئت رفعت ، وإن شئت جزمت ، أمّا الجزم فعلى العطف على
آتك وإلغاء «إذا». والنصب على إعمال «إذا» والرّفع على قولك : أنا أكرمك ـ «أي
بإلغاء إذا. أمّا كتابتها والوقوف عليها فالجمهور يكتبونها بالألف ويقفون عليها
بالألف ، وهناك من يرى كتابتها بالنون والوقف عليها بالنّون.
ويرى البعض أنّها إن عملت كتبت بالألف وإلّا كتبت بالنون ، أقول :
وهذا تفريق جيّد.
وقد تقع «إذن»
لغوا وذلك إذا افتقر ما قبلها إلى ما وقع بعدها وذلك كقول الشاعر :
وما أنا
بالسّاعي إلى أمّ عاصم
|
|
لأضربها إنّي
إذن لجهول
|
إذما
: أداة شرط تجزم
فعلين ، وأصلها : «إذ» دخلت عليها «ما» فمنعتها من الإضافة فعملت في الجزاء ولا
تعمل بغير ما نحو «إذ ما تلقني تكرمني». قال العباس بن مرداس :
إذ ما أتيت
على الرّسول فقل له
|
|
حقّا عليك
إذا اطمأنّ المجلس
|
وهي حرف عند
أكثر النحاة وعند بعضهم : ظرف ، وعملها في الجزم قليل.
أرى
: أصلها رأى
المتعدّية إلى مفعولين فلمّا دخلت عليها همزة التّعدية عدّتها إلى ثلاثة مفاعيل
نحو قوله تعالى : (كَذلِكَ يُرِيهِمُ
اللهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ). وقوله تعالى : (إِذْ يُرِيكَهُمُ
اللهُ فِي مَنامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَراكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ).
وإذا كانت أرى
منقولة من «رأى البصرية» المتعدّية لواحد فإنّها تتعدّى لاثنين فقط بهمزة التعدية
نحو «أريت رفيقي الهلال». أي أبصرته إياه ، قال الله تعالى : (وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما أَراكُمْ
ما تُحِبُّونَ).
وحكم «أرى» البصرية
حكم مفعولي كسا ومنح في حذف مفعوليها أو أحدهما لدليل.
(انظر المتعدي
إلى ثلاثة مفاعيل).
__________________
أرى
: فعل ملازم
للبناء للمجهول ، ومعناه أظن ، وبذلك ينصب مفعولين ، أصلهما المبتدأ والخبر نحو «أراك
داهية».
الأربعاء
: اسم لليوم
الرابع من الأسبوع يؤنّث على اللفظ فيقال : «أربعة أربعاوات» ويذكّر على اليوم ،
فيقال «أربع أربعاوات» وتجمع أيضا على : «أربعاوى».
ارتدّ
«تعمل عمل كان»
نحو «ارتدّ الثوب جديدا».
(انظر كان
وأخواتها ٢ تعليق).
أرضون
= «ملحق بجمع
المذكّر السالم».
(انظر جمع
المذكر السالم (٨)).
الاستثناء = المستثنى.
استحال
ـ «تعمل عمل كان»
لأنّها بمعنى صار نحو : «استحالت الأرض المشجّرة بناء».
(انظر كان
وأخواتها ٢ تعليق).
الاستغاثة :
١ ـ تعريف
المستغاث :
هو ما طلب
إقباله ليخلّص من شدّة أو يعين على مشقّة.
٢ ـ ما يتعلق
به من أحكام : يتعلّق بالمستغاث أحكام هي :
أ ـ اختصاصه ب «يا»
من بين أدوات النّداء ، مذكورة وجوبا.
٢ ـ غلبة جرّه
ب «لام» مفتوحة في أوّله ، وإن اقترن ب «أل» ، وهي لام الجرّ ، فتحت للفرق بينها
وبين لام «المستغاث من أجله» في نحو «يالله لعليّ».
٣ ـ ذكر مستغاث
من أجله بعده جوازا إمّا مجرور باللام المكسورة ، سواء أكان منتصرا عليه ، نحو «يا
لعليّ لظالم لا يخاف الله» أم منتصرا له نحو «يا لعمر للمسكين».
وإما مجرور ب «من»
نحو :
يا للرّجال
ذوي الألباب من نفر
|
|
لا يبرح
السفه المردي لهم دينا
|
٤ ـ أنه إذا عطف على المستغاث ،
فإن أعيدت «يا» معه فتحت لامه نحو :
«يا لقومي ويا لأمثال قومي
|
|
لأناس غتوّهم
في ازدياد
|
وإن لم تعد «يا»
معه كسرت لامه نحو :
قول الشاعر :
يبكيك ناء
بعيد الدّار مغترب
|
|
يا للكهول
وللشبان للعجب
|
٥ ـ ويجوز أن لا يبتدأ المستغاث
باللام فالأكثر حينئذ أن يختم بالألف عوضا عن اللام ، ولا يجتمعان كقوله :
يا يزيدا
لآمل نيل عزّ
|
|
وغنى بعد
فاقة وهوان
|
وقد يخلو
المستغاث من اللام والألف فيعطى ما يستحقّه لو كان منادى غير مستغاث كقول الشاعر :
ألا يا قوم
للعجب العجيب
|
|
وللغفلات
تعرض للأريب
|
أمّا مع اللام
، فهو معرب مجرور باللام ، ومع الألف فهو مبني على الضم المقدر لمناسبة الألف في
محل نصب.
٣ ـ المتعّجب
منه :
هو المستغاث
بعينه أشرب معنى التّعجّب من ذاته أو صفته نحو : «يا «للحرّ» تعجبا من شدّته و «يا
للدّواهي» عند استعظامها.
٤ ـ هاء السّكت
:
وفي حال وصله
بالألف إذا وقف على كلّ منهما يجوز أن تلحقه «هاء السّكت» نحو «يا زيداه» و «يا
دواهياه».
٥ ـ حكم صفة
المستغاث :
إذا وصفت
المستغاث جررت صفته ، نحو «يا لإبراهيم الشّجاع للمظلوم». ٦ ـ قد يكون المستغاث
مستغاثا من أجله كأن تقول : «يا للقاسم للقاسم» ، أي أدعوك لتنصف من نفسك.
٧ ـ حذف
المستغاث :
قد يحذف
المستغاث فيلي «يا» المستغاث من أجله كقوله :
يا لأناس
أبوا إلّا مثابرة
|
|
على التّوغّل
في بغي وعدوان
|
أي يا لقومي
لأناس.
الاستفهام :
١ ـ تعريفه :
هو طلب الفهم
بالأدوات المخصوصة.
٢ ـ حرفا
الاستفهام :
للاستفهام
حرفان : «هل» و «الهمزة».
(انظر في
حرفيهما).
٣ ـ أسماء
الاستفهام :
تسعة وهي : «ما
، ومن ، وأيّ ، وكم وكيف ، وأين ، وأنّى ، ومتى ، وأيّان».
(انظر في
أحرفها).
٤ ـ أدوات
الاستفهام من حيث التّصور والتّصديق.
جميع أسماء
الاستفهام لطلب التّصوّر لا غير. إلّا «هل» فإنّها لطلب
__________________
التصديق لا غير ، والهمزة مشتركة بينهما.
٥ ـ يقبح في
حروف الاستفهام أن يصير بعدها الاسم وبعده فعل :
وصورة ذلك أن
يأتي بعد أسماء الاستفهام وحرفه : «هل» اسم وبعد الاسم فعل.
فلو قلت : «هل
زيد قام» و «أين زيد ضربته» لم يجز إلّا في الشعر ، فإذا جاء في الشعر نصبته فتقول
مثلا : «أين زيدا ضربته؟».
فإن جئت في
سائر أسماء الاستفهام وحرفه «هل» ـ باسم وبعد ذلك الاسم اسم من فعل ـ أي اسم مشتقّ
ـ نحو «ضارب» جاز في الكلام ، ولا يجوز فيه النّصب إلّا في الشّعر ، فلو قلت : «هل
زيد أنا ضاربه». لكان جيّدا في الكلام ، لأنّ ضاربا اسم في معنى الفعل ، ويجوز
النصب في الشعر.
أمّا همزة
الاستفهام فتختلف عن هذه الأحكام لأنها الأصل.
(انظر همزة
الاستفهام).
٦ ـ إعراب
أسماء الاستفهام :
إن دخل على هذه
الأسماء جارّ ، أو مضاف فمحلّها الجرّ نحو (عَمَّ يَتَساءَلُونَ؟) ونحو : «صبيحة أيّ يوم سفرك؟». و «غلام من جاءك؟» وإلّا
فإن وقعت على زمان نحو (أَيَّانَ يُبْعَثُونَ؟) أو مكان نحو (فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ؟). فهي منصوبة مفعولا فيه. أو حدث نحو (أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ). فهي منصوبة مفعولا مطلقا ، وإلّا فإن وقع بعدها اسم
نكرة نحو «من أب لك» فهي مبتدأة ، أو اسم معرفة نحو «من زيد» فهي خبر ، وعند
سيبويه مبتدأ وبعدها خبر ، وإلّا فإن وقع بعدها فعل قاصر فهي مبتدأة نحو «من قام»
وإن وقع بعدها فعل متعدّ فإن كان واقعا عليها فهي مفعول به ، نحو : (فَأَيَّ آياتِ اللهِ تُنْكِرُونَ) ونحو (أَيًّا ما تَدْعُوا) ونحو «من يؤنّب المعلّم؟». وإن كان واقعا على ضميرها
نحو «من رأيته» أو متعلّقها نحو «من رأيت أخاه؟» فهي مبتدأة أو منصوبة بمحذوف
مقدّر بعدها يفسّره المذكور.
الاسم
واشتقاقه :
في اشتقاق
الاسم قولان :
__________________
الأول : أنّه
مشتقّ من السّمو ـ وهو رأي البصريين ـ والثاني من السّمة ـ وهي العلامة ـ وهو رأي
الكوفيين ، والصحيح الأول ، وهو السّمو بدليل جمعه على «أسماء» وتصغيره على «سميّ».
ويقال : سما
يسمو سموّا إذا علا ، وكأنه قيل : اسم : أي ما علا وظهر فصار علما ، وكلّ ما يصح
أن يذكر فله اسم في الجملة.
والاسم : كلمة
تدلّ على المسمّى دلالة الإشارة دون الإفادة ، وذلك أنّك إذا قلت : زيد ، فكأنّك
قلت : ذاك ، والإفادة أن يكون الاسم في جملة مفيدة ، والفعل المتصرّف من الاسم
قولك : «أسميت» و «سمّيت» متعدّ لمفعولين نحو : «سمّيته زيدا» وبحرف الجرّ نحو : «سمّيته
بزيد».
والاسم قسمان :
اسم ذات ، واسم معنى ، فاسم الذات : ما وضع لمعنى قائم بنفسه كزيد ، وفرس ، وشجر ،
ونبت. والثاني : ما وضع لمعنى قائم بغيره كالسّواد والبياض والأخذ والعطاء وأمثال
ذلك.
أبنية
الأسماء : الأسماء التي لا زيادة فيها تكون على ثلاثة أجناس : تكون على ثلاثة أحرف ،
وعلى أربعة ، وعلى خمسة ، لا زيادة في شيء من ذلك ، ولا يكون اسم غير محذوف على
أقلّ من ذلك. فأول ذلك ما كان على «فعل» وهو يكون اسما أو نعتا ؛ فالاسم نحو : «بكر
، وكعب ، وصقر» والنّعت قولك : «ضخم ، وجزل ، وصعب».
ويكون ـ الاسم ـ
على «فعل» فيهما. فالاسم : «جذع ، وعجل». والنّعت : «نقض ، ونضو ، وحلف».
ويكون على «فعل»
فيهما ، فالاسم : «جمل ، وجبل». والنّعت : «بطل ، وحسن ، وعزب».
ويكون على «فعل»
فيهما ، فالاسم : «خرج ، وقفل ، وقرط» والنّعت : «مرّ ، وحلو».
ويكون على «فعل»
فيهما ؛ فالاسم : «فخذ ، وكتف ، وكبد». والنّعت : «فرح ، وحذر ، ووجع». ويكون على «فعل»
فيهما ، فالاسم : «رجل وعضد ، وسبع» والنّعت : ندس ، حذر ، وحدث».
ويكون على «فعل»
فيهما ؛ فالاسم نحو : «طنب ، وعنق ، وأذن» والنّعت : «جنب ، وشلل ، وبكر».
ويكون على «فعل»
فيهما ، فالاسم : «ضلع ، وعنب ، وعوض» والنّعت : «عدى ، وقيم». ويقول سيبويه : ولا
__________________
نعلمه جاء صفة إلّا في حرف معتلّ وهو قولهم : «قوم عدى».
ويكون على «فعل»
في الاسم ، ولم يثبت إلا في حرفين : وهما : إبل ، وإطل .
ويقول سيبويه :
ويكون «فعل» في الاسم نحو «إبل» وهو قليل لا نعلم في الأسماء والصفات غيره ، ويكون
على «فعل» اسما ، ونعتا فالاسم : «صرد ، ونغر» . والنّعت : «حطم ، ولبد ، وكنع ، وخضع» ـ وهو الذي يقهر
أقرانه ـ قال الحطم :
قد لفّها
الليل بسوّاق حطم
|
|
ليس براعي
إبل ولا غنم
|
وقال الله عزوجل : (أَهْلَكْتُ مالاً
لُبَداً).
ولا يكون في
الكلام شيء على «فعل» في اسم ، ولا فعل.
ولا يكون في
الأسماء شيء على «فعل».
اسم الآلة :
١ ـ تعريفه :
هو لفظ مشتق دالّ على أداة تعين الفاعل في تحصيل الفعل ، ولا تصاغ إلّا من الثلاثي
المبني للمعلوم المتعدّي.
٢ ـ أوزانه :
أوزانه ثلاثة :
١ ـ «مفعال» ك «مفتاح
، ومنشار».
٢ ـ «مفعل» ك «مبرد
، ومقود ، ومقصّ» أصله مقصص و «مشرط».
٣ ـ «مفعلة» ك «مكنسة
، مسطرة ، ومصفاة».
٣ ـ ما شذّ عن
الثلاثة : شذّ ألفاظ منها : «مسعط» و «منخل» و «مدهن» و «منصل» و «مكحلة» بضم
الأول والثالث في الجميع.
والتّحقيق أنها
ليست من هذا الباب ، بل هي أسماء أوعية مخصوصة ، وقد أتى جامدا على أوزان شتّى لا
ضابط لها : ك «الفأس» و «القدوم» و «السّكّين» و «السّاطور» وغير ذلك.
اسم الإشارة :
١ ـ تعريفه :
هو ما وضع
لمشار إليه. وهو من المعارف السّت.
٢ ـ أسماء
الإشارة :
هي : «ذا»
للمفرد المذكّر ، و «ذي ، تي ، ذه ، ته ، ذه ، ته ، ذه
__________________
ته ، ذات ، تا» وهذه العشرة للمفرد المؤنث. و «ذان»
للمثنّى المذكّر رفعا. و «تان» للمثنّى المؤنّث رفعا ، و «ذين وتين» لتثنية
المذكّر والمؤنث نصبا وجرّا و «أولاء» لجمع العاقل مذكّرا أو مؤنّثا ، ويقلّ مجيئه لغير
العاقل وذلك كقول جرير :
ذمّ المنازل
بعد منزلة اللّوى
|
|
والعيش بعد
أولئك الأيّام
|
وتلحق اسم
الإشارة «كاف الخطاب» و «لام البعد» (انظر كاف الخطاب ولام البعد كلّا في حرفه).
٣ ـ ما يشار به
إلى المكان القريب والبعيد :
يشار إلى
المكان القريب ب «هنا» من غير «ها» أو «ههنا» مقرونة ب «ها» نحو (إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ). ويشار للبعيد ب «هناك» من غير «ها» أو «ههناك» مقرونة
ب «ها». أو هنالك أو «هنّا» أو «هنّا» . أو «هنّت» . أو «ثمّ» نحو (وَأَزْلَفْنا ثَمَّ
الْآخَرِينَ). (انظر في احرفها).
اسم التّفضيل
وعمله :
تعريفه :
هو اسم مصوغ
للدّلالة على أنّ شيئين اشتركا في صفة ، وزاد أحدهما على الآخر فيها ، فإذا قلت : «خالد
أشجع من عمرو» فإنّما جعلت غاية تفضيله عمرا.
٢ ـ قياسه :
قياسه : «أفعل»
للمذكّر ، نحو : «أفضل» و «أكبر» وهو ممنوع من الصرف للوصفيّة ووزن الفعل ، و «فعلى»
للمؤنّث نحو : «فضلى» و «كبرى» يقال : «عليّ أكبر من أخيه». و «هند فضلى أخواتها».
وقد حذفت همزة «أفعل»
من ثلاثة ألفاظ هي : «خير وشرّ وحبّ» لكثرة الاستعمال نحو «هو خير منه» و «الظالم
شرّ الناس».
منعت شيئا
فأكثرت الولوع به
|
|
وحبّ شيء إلى
الإنسان ما منعا
|
وقد جاءت «خير
وشرّ» على الأصل ، فقيل : «أخير وأشر» قال رؤبة : «بلال خير الناس وابن الأخير».
وقرأ أبو قلابة : (سَيَعْلَمُونَ غَداً
مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ). وفي الحديث «أحبّ الأعمال إلى الله أدومها وإن قل».
__________________
٣ ـ صياغته :
لا يصاغ اسم
التّفضيل إلّا من فعل استوفى شروط فعلي التّعجّب . فلا يبنى من فعل غير الثّلاثي ، وشذّ قولهم : «هو أعطى
منك» ، ولا من المجهول ، وشذّ قولهم في المثل «العود أحمد» و «هذا الكتاب أخصر من
ذاك» مشتق من «يحمد» و «يختصر» مع كون الثاني غير ثلاثي ، ولا من الجامد نحو «عسى»
و «ليس» ولا مما لا يقبل التّفاوت مثل «مات» و «فني» و «طلعت الشّمس» أو «غربت
الشّمس» فلا يقال : «هذا أموت من ذاك» ولا «أفنى منه». ولا «الشمس اليوم أطلع أو
أغرب من أمس» ولا من النّاقص مثل «كان وأخواتها» ولا من المنفي ، ولو كان النفي
لازما نحو «ما ضرب» و «ما عجت بالدواء عيجا» أي لم أنتفع به ، ولا ممّا الوصف منه
على «أفعل» الذي مؤنّثه «فعلاء» وذلك فيما دلّ على «لون أو عيب أو حلية» لأنّ
الصّفة المشبهة تبنى من هذه الأفعال على وزن «أفعل» ، فلو بني التّفضيل منها
لالتبس بها ، وشذّ قولهم : «هو أسود من مقلة الظّبي» ويتوصّل إلى تفضيل ما فقد
الشروط ب «أشدّ» أو «أكثر» أو مثل ذلك ، كما هو الحال في فعلي التّعجّب ، غير أنّ
المصدر بعد التّفضيل بأشدّ ينصب على التّمييز نحو «خالد أشدّ استنباطا للفوائد» و
«هو أكثر حمرة من غيره».
٤ ـ لاسم
التّفضيل باعتبار معناه ثلاثة استعمالات :
(أحدها) ما
تقدّم في تعريفه وهو الأصل والأكثر نحو «خالد أحبّ إليّ من عمرو» (ثانيها) أن يراد
به أنّ شيئا زاد في صفة نفسه على شيء آخر في صفته قال في الكشاف : فمن وجيز كلامهم
: «الصّيف أحرّ من الشّتاء» و «العسل أحلى من الخل». أي إنّ الصّيف أبلغ في حرّه
من الشتاء في برده والعسل في حلاوته زائد على الخلّ في حموضته. وحينئذ لا يكون
بينهما وصف مشترك.
(ثالثها) أن
يراد به ثبوت الوصف لمحلّه من غير نظر إلى تفضيل كقولهم : «النّاقص والأشجّ أعدلا
بني مروان» أي عادلاهم ، وقوله : قبّحتم يا آل زيد نفرا ألام قوم
أصغرا وأكبرا أي صغيرا وكبيرا ، ومنه قولهم :
__________________
«نصيب أشعر الحبشة». أي شاعرهم. إذ لا شاعر غيره فيهم ، وفي هذه الحالة تجب
المطابقة ، ومن هذا النوع قول أبي نواس :
كأنّ صغرى
وكبرى من فقاقعها
|
|
حصباء درّ
على أرض من الذّهب
|
ومنه قوله :
تعالى : (وَهُوَ أَهْوَنُ
عَلَيْهِ). و (رَبُّكُمْ أَعْلَمُ
بِكُمْ).
٥ ـ لاسم
التّفضيل من جهة لفظه ثلاث حالات :
١ ـ أن يكون
مجرّدا من «أل» و «الإضافة».
٢ ـ أن يكون
فيه «أل».
٣ ـ أن يكون
مضافا.
فأمّا المجرّد
من «أل والإضافة».
يجب فيه أمران
:
(أحدهما) أن
يكون مفردا مذكّرا دائما نحو : (لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ
أَحَبُّ إِلى أَبِينا مِنَّا).
(ثانيهما) أن
يؤتى بعده ب «من» . جارّة للمفضول كالآية المارّة ، وقد تحذف «من» ، نحو (وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى).
وقد جاء إثبات «من»
وحذفها في قوله تعالى : (أَنَا أَكْثَرُ
مِنْكَ مالاً وَأَعَزُّ نَفَراً) أي منك.
وأكثر ما تحذف «من»
مع مجرورها إذا كان أفعل خبرا كآية (وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ) ، ويقل إذا كان حالا كقوله :
دنوت وقد
خلناك كالبدر أجملا
|
|
فظلّ فؤادي
في هواك مضلّلا
|
أي دنوت أجمل
من البدر ، أو صفة كقول أحيحة بن الجلاح :
تروّحي أجدر
أن تقيلي
|
|
غدا بجنبي
بارد ظليل
|
أي تروّحي وخذي
مكانا أجدر من غيره بأن تقيلي فيه.
ويجب تقديم «من»
ومجرورها عليه إن كان المجرور بمن استفهاما ، نحو : «أنت ممّن أفضل؟». أو مضافا
إلى الاستفهام نحو «أنت من غلام من أفضل؟».
وقد تتقدّم في
غير ذلك للضرورة كقول جرير :
__________________
إذا سايرت
أسماء يوما ظعينة
|
|
فأسماء من
تلك الظّعينة أملح
|
وأمّا ما فيه «أل»
من اسم التّفضيل فيجب فيه أمران :
(أحدهما) أن
يكون مطابقا لموصوفه نحو : «محمد الأفضل» و «هند الفضلى». و «المحمّدان الأفضلان» و
«المحمّدون الأفضلون» و «الهندات الفضليات أو الفضّل».
(ثانيهما) ألا
يؤتى معه ب «من».
وأما قول
الأعشى يخاطب علقمة :
ولست بالأكثر
منهم حصى
|
|
وإنّما العزة
للكاثر
|
فخرّج على
زيادة «أل».
وأمّا المضاف»
إلى نكرة من اسم التفضيل فيلزمه أمران : التذكير ، والإفراد ، كما يلزمان المجرد
من أل والإضافة لاستوائهما في التّنكير ، ولكونهما على معنى : من ، ويلزم في
المضاف إليه أن يطابق الموصوف نحو «محمد أفضل رجل» و «المحمّدان أفضل رجلين» و «المحمّدون
أفضل رجال» و «هند أفضل امرأة» و «الهندان» أفضل امرأتين و «الهندات أفضل نساء»
إذا قصدت ثبوت المزيّة للأوّل على جنس المضاف إليه ، فأما قوله تعالى : (وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ). فالتقدير على حذف الموصوف ، أي أوّل فريق كافر به.
وإن كانت
الإضافة إلى معرفة ، فإن أوّل بما لا تفضيل فيه ، أو قصد به زيادة مطلقة وجبت
المطابقة للموصوف ، كقولهم : «الناقص والأشجّ أعدلا بني مروان» أي عادلاهم. وإن
كان أفعل على أصله من إفادة المفاضلة على ما أضيف إليه جازت المطابقة كقوله تعالى
: (أَكابِرَ مُجْرِمِيها) ، (هُمْ أَراذِلُنا) وترك المطابقة هو الشّائع في الاستعمال ، قال تعالى : (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ
عَلى حَياةٍ).
وقد اجتمع
الاستعمالان في الحديث : «ألا أخبركم بأحبّكم إليّ وأقربكم مني منازل يوم القيامة
أحاسنكم أخلاقا الموطّؤون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون».
٦ ـ عمل اسم
التّفضيل :
__________________
يرفع اسم
التفضيل الضمير المستتر بكثرة نحو «أبو بكر أفضل» ويرفع الاسم الظّاهر ، أو
الضّمير المنفصل في لغة قليلة نحو «نزلت برجل أكرم منه أبوه» أو «أكرم منه أنت» ويطّرد أن يرفع «أفعل التفضيل» الاسم الظاهر إذا
جاز أن يقع موقعه الفعل الذي بني منه مفيدا فائدته ، وذلك إذا كان «أفعل» صفة لاسم
جنس ، وسبقه «نفي أو شبهه». وكان مرفوعه أجنبيا مفضّلا على نفسه باعتبارين نحو : «ما
رأيت رجلا أحسن في عينه الكحل منه في عين زيد» و «لم ألق إنسانا أسرع في يده القلم منه في يد عليّ».
و «لا يكن غيرك
أحبّ إليه الخير منه إليك». و «هل في الناس رجل أحقّ به الحمد منه بمحسن لا يمنّ».
وأما النّصب به
: فيمتنع منه مطلقا المفعول به والمفعول معه ، والمفعول المطلق ، ويمتنع التمييز ،
إذا لم يكن فاعلا في المعنى فلفظ «حيث» في قوله تعالى : (اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ
رِسالَتَهُ). في موضع نصب مفعولا به بفعل مقدّر يدل عليه أعلم ؛ أي
يعلم الموضع والشّخص الذي يصلح للرّسالة ، ومنه قوله :
«وأضرب منا بالسيوف القوانسا»
. وأجاز بعضهم
: أن يكون «أفعل» هو العامل لتجرّده عن معنى التفضيل.
أمّا عمله
الجرّ بالإضافة ، فيجوز إن كان المخفوض كلّا ، و «أفعل» بعضه ، وذلك إذا أضيف إلى
معرفة ، نحو «الشّافعي أعلم الفقهاء». وعكسه إذا أضيف لنكرة نحو «أفضل رجلين أبو
بكر وعمر». وأمّا عمله بالحرف فإن كان «أفعل» مصوغا من متعدّ بنفسه ودلّ على حب أو
بغض عدّي ب «إلى» إلى ما هو فاعل في المعنى ، وعدّي ب «اللام» إلى ما هو مفعول في
المعنى ، نحو «المؤمن أحبّ لله من نفسه ، وهو أحبّ إلى الله من غيره» أي يحبّ الله
أكثر من حبّه لنفسه ، ويحبّه الله أكثر من حبّه لغيره ، ونحو «الصّالح أبغض للشّرّ
من الفاسق ، وهو أبغض إليه من غيره». أي يبغض
__________________
الشر أكثر من بغضه للفاسق ، ويبغضه الفاسق أكثر من بغضه لغيره.
وإن كان من
متعدّ لنفسه دالّ على علم عدّي بالباء نحو «محمد أعرف بي ، وأنا أعلم به». وإن كان
غير ذلك عدّي باللّام نحو «هو أطلب للثّأر وأنفع للجار» وإن كان من متعدّ بحرف جرّ
عدّي به لا بغيره نحو «هو أزهد في الدنيا ، وأسرع إلى الخير» و «أبعد من الذنب» و
«أحرص على المدح» و «أجدر بالحلم» و «أحيد عن الخنى» ولفعل التّعجّب من هذا الاستعمال ، ما لأفعل التفضيل
نحو «ما أحبّ المؤمن لله وما أحبّه إلى الله» إلى آخر هذه الأمثلة.
اسم
الجمع : هو ما ليس له
واحد من لفظه ، وليس على وزن خاصّ بالجموع أو غالب فيها ك «قوم» و «رهط» و «نفر» و
«بشر» و «إبل» أو له واحد لكنه مخالف لأوزان الجموع ك «ركب» بالنسبة ل «راكب» و «صحب»
بالنسبة ل «صاحب» أو له واحد موافق لأوزان الجموع لكنّه مساو للواحد في التذكير ك «غزيّ»
اسم جمع «غاز» أو مساو للواحد في النّسب نحو «ركاب» اسم جمع «ركوبة»
وقالوا : «ركابيّ» في النسب.
واسم الجمع
مفرد اللّفظ مجموع المعنى ، بدليل جواز تصغيره على صيغته ، واسم الجمع لغير
الآدميين لم يكن إلّا مؤنّثا ك «إبل» و «غنم» تقول : «هذه إبلي» و «راحت غنمي».
ويختلف اسم
الجمع عن جمع التكسير من وجوه :
الإشارة إلى
اسم الجمع ب «هذا» إعادة ضمير المفرد إليه.
أن يكون خبرا
عن هو.
أن يصغّر بنفسه
، ولا يردّ إلى مفرد.
عدم استمرار
البنية في جمع التكسير.
اسم
الجنس : اسم وضع
للماهيّة بلا قيد أصلا من حضور وغيره ، وإن لزمه الحضور الذّهني فلتعذّر الوضع
للمجهول ولكنه لم يقصد فيه.
والفرق بين اسم
الجنس وعلم الجنس وعلم الشخص أنّ علم الجنس للماهيّة بقيد الحضور ، لا بقيد الصّدق
على كثيرين. تقول : أسامة أقوى
__________________
من ثعالة ، فأسامة : علم على الأسد والمعنى : ماهية الأسد أقوى من ماهية
الثعلب واسم الجنس بالعكس. هذا نوع الأسود ، وثعالة علم على نوعه من الثعالب واسم
الجنس بعكس ذلك.
وعلم الشخص :
للماهيّة المشخّصة ذهنا وخارجا ، فالتّشخّص الذّهني يجمع علم الجنس وعلم الشّخص ،
ويخرج اسم الجنس ، والتشخّص الخارجي ، يفرّق بين العلمين.
وكعلم الجنس :
المعرف بلام الحقيقة .
وكعلم الشخص
المعرّف بلام العهد ، إلّا أنّ العلم يدلّ على التعيّن بجوهره وذا اللام بقرينتها.
اسم
الجنس الإفرادي : هو ما يصدق على القليل أو الكثير نحو «لبن وماء وعسل».
اسم
الجنس الجمعي : هو الذي يفرّق بينه وبين واحده بالتّاء غالبا ، وذلك بأن يكون الواحد
بالتّاء ، واللفظ الدال على الجمع بغير تاء ، مثل «كلم ، كلمة ، وشجر ، شجرة» وقد
يفرّق بينه وبين واحده بالياء نحو «روم ـ رومي» و «زنج ـ زنجي» ويطلق على القليل
والكثير كالإفرادي ويستثنى «الكلم» (انظر الكلم).
ويجوز في صفة
هذا الجمع التّذكير والتّأنيث نحو (أَعْجازُ نَخْلٍ
خاوِيَةٍ) و («أَعْجازُ نَخْلٍ
مُنْقَعِرٍ) والأغلب على أهل الحجاز التّأنيث ، وعلى أهل نجد
التّذكير. وقيل التذكير باعتبار اللفظ والتأنيث باعتبار المعنى.
اسم
الفاعل : وأبنيته ـ وعمله
:
١ ـ تعريف اسم
الفاعل :
هو ما دلّ على
الحدث والحدوث وفاعله ك «ذاهب» و «مكرم» و «مسافر» واسم الفاعل حقيقة في الحال ،
مجاز في الاستقبال والماضي.
٢ ـ أبنية اسم
الفاعل :
أبنية اسم
الفاعل إمّا أن تأتي من الفعل الثلاثيّ المجرّد ، أو تأتي من غير الثلاثي.
أمّا بناء اسم
الفاعل من الثلاثيّ المجرّد : فإن كان الفعل ثلاثيا مجرّدا فاسم الفاعل منه على
وزن «فاعل» بكثرة في «فعل» مفتوح العين ، متعدّيا كان ك «ضربه» فهو «ضارب» و «نصره»
فهو «ناصر» أو لازما ك «ذهب» فهو
__________________
«ذاهب» و «غذا» بمعنى سال فهو «غاذ».
وفي «فعل» بالكسر
، متعديا ك «أمنه فهو آمن» و «شربه فهو شارب» ويقل في اللازم ك «سلم فهو سالم» وفي
«فعل» ك «فره فهو فاره».
واسم الفاعل من
نحو «قال» و «باع» ممّا كان معتلّ الوسط : «قائل» و «بائع» بقلب حرف المدّ همزة.
وما كان على
وزن «جاء» و «شاء» مما هو معتّل الوسط فهو مهموز الآخر ؛ فوزن الفاعل منه على «جاء»
و «شاء» وإن شئت قلت «جائي» و «شائي» وكلا القولين حسن جميل على تعبير سيبويه.
وما كان من
الثّلاثيّ معتلّ الآخر نحو «غزوت» و «رميت» و «خشيت». فاسم الفاعل منه «غاز» و «رام»
و «خاش».
وأمّا قولهم : «عاور»
و «حاول» و «صيد» من عور وحول وصيد. فإنما جاءوا بهنّ على الأصل.
«وبعير صيد»
لوى عنقه من علّة به.
ويقال للمتكبّر
: أصيد.
أمّا في «فعل»
اللازم فقياس اسم الفاعل فيه «فعل» في الأعراض ك «فرح» و «أشر».
و «أفعل» في
الألوان والخلق ك «أخضر وأسود وأكحل». و «أعمى وأعور» و «فعلان». فيما دلّ على
الامتلاء ، وحرارة الباطن ك «شبعان وريّان» و «عطشان».
وقياس الوصف من
«فعل» في الماضي والاستقبال ـ بالضم ـ «فعيل» ك «ظريف وشريف». ودونه «فعل» ك «شهم
وضخم» ودونهما «أفعل» ك «أخطب» إذا كان أحمر إلى الكدرة و «فعل» ك «بطل وحسن» و «فعال»
ك «جبان» و «فعال» ك «شجاع» و «فعل» ك «جنب» و «فعل» ك «عفر» أي شجاع ماكر ، وهذه
الصّفات كلّها إن قصد بها الحدوث فهي اسماء فاعل ، وإلا فهي كلّها صفات مشبّهة إن
قصد بها الثّبوت والدّوام ، إلا وزن «فاعل» . فإنه اسم فاعل إلّا إذا أضيف إلى مرفوعه ودلّ على
الثبوت ك «طاهر القلب» و «شاحط الدّار».
وأمّا بناء اسم
الفاعل من غير الثّلاثيّ : فتكون بلفظ مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة ،
وكسر ما قبل آخره ، سواء أكان مكسورا في المضارع ك «منطلق» و «مستخرج» أو مفتوحا ك
«متعلّم» و «متدحرج».
٣ ـ عمل اسم
الفاعل :
__________________
يعمل اسم
الفاعل عمل الفعل المضارع في التّعدّي واللّزوم.
وهو قسمان :
١ ـ ما فيه «أل»
الموصولة.
٢ ـ والمجرّد
من «أل».
وهاك التفصيل :
ما فيه أل من
اسم الفاعل :
أمّا ما كان
فيه «أل» الموصولة من أسماء الفاعل فيعمل مطلقا ، ماضيا كان أو غيره ، معتمدا أو غير معتمد ، لأنه حالّ محلّ الفعل ، والفعل يعمل في
جميع الأحوال نحو «حضر المكرم أخاك أمس أو الآن أو غدا» فصار معناه : حضر الذي
أكرم أخاك ، ومثله قوله تعالى : (وَالْمُقِيمِينَ
الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ). وقال تميم بن أبي مقبل :
يا عين بكّي
حنيفا رأس حيّهم
|
|
الكاسرين
القنا في عورة الدّبر
|
وقد يضاف اسم
الفاعل مع وجود أل الموصولة ، وقد قال قوم ترضى عربيّتهم : «هذا الضارب الرجل».
شبّهوه بالحسن الوجه ، وإن كان ليس مثله في المعنى. قال المرّار الأسدي :
أنا ابن
التّارك البكريّ بشر
|
|
عليه الطّير
ترقبه وقوعا
|
فالبكريّ :
مفعول للتّارك ، فأضيف إليه تخفيفا. ومن ذلك إنشاد بعض العرب قول الأعشى :
الواهب
المائة الهجان وعبدها
|
|
عوذا تزجّي
بينها أطفالها
|
اسم الفاعل
المجرّد من أل.
وأمّا المجرّد
من «أل» فيعمل بثلاثة شروط :
(أحدها) كونه
للحال أو الاستقبال لا للماضي .
(الثاني)
اعتماده على استفهام ، أو نفي أو مخبر عنه ، أو موصوف ، ومنه الحال.
فمثال
الاستفهام «أعارف أنت قدر الإنصاف» ومنه قول الشاعر :
أمنجز أنتم وعدا وثقت به»
ومثال النفي : «ما
طالب أخواك ضرّ غيرهما».
ومثال المخبر
عنه ما قاله امرؤ القيس :
__________________
إني بحبلك
واصل حبلي
|
|
وبريش نبلك
رائش نبلي
|
وقال الأخوص
الرياحي :
مشائيم ليسوا
مصلحين عشيرة
|
|
ولا ناعبا
إلا ببين غرابها
|
ومثال النعت : «اركن
إلى علم زائن أثره من تعلّمه». ومثال الحال : «أقبل أخوك مستبشرا وجهه».
والاعتماد على
المقدّر منها كالاعتماد على الملفوظ به نحو «معط خالد ضيفه أم مانعه» أي أمعط . ونحو قول الأعشى :
كناطح صخرة
يوما ليوهنها
|
|
فلم يضرها
وأوهى قرنه الوعل
|
أي كوعل ناطح.
ويجب أن يذكر
هنا أنّ شرط الاعتماد ، وعدم المضي ، إنما هو لعمل النّصب ، ولرفع الفاعل في
الظاهر ، أمّا رفع الضّمير المستتر فجائز بلا شرط.
(الثالث) من
شروط إعمال اسم الفاعل المجرّد من «أل» ألّا يكون مصغّرا ولا موصوفا لأنّهما
يختصان بالاسم فيبعدان الوصف عن الشبه بالفعلية.
وقيل : المصغّر
إن لم يحفظ له مكبّر جاز كما في قوله :
«ترقرق في الأيدي كميت عصيرها»
فقد رفع «عصيرها»
بكميت فاعلا له ، وقيل يجوز في الموصوف إعماله قبل الصفة ، نحو «هذا ضارب زيدا
متسلط».
فمتسلّط صفة
لضارب تأخر عن معمول اسم الفاعل وهو زيد.
(عمل مبالغة
اسم الفاعل ـ مبالغة اسم الفاعل) ٤ ـ عمل تثنية اسم الفاعل وجمعه : لتثنية اسم
الفاعل وجمعه ما لمفرده من العمل والشّروط ، قال الله تعالى :
(وَالذَّاكِرِينَ
اللهَ كَثِيراً) ... (هَلْ هُنَّ كاشِفاتُ
ضُرِّهِ). (خُشَّعاً
أَبْصارُهُمْ).
ومثال التثنية
قول عنترة العبسي :
الشّاتمي
عرضي ولم أشتمهما
|
|
والنّاذرين
إذا لم القهما دمي
|
وممّا يجري
مجرى فاعل في العمل : «فواعل» أجروه مجرى «فاعلة» حيث جمعوه وكسّروه على فواعل ،
من ذلك قولهم : «هم حواجّ بيت الله».
ومنه قول أبي
كبير الهذلي :
__________________
ممّن حملن به
وهنّ عواقد
|
|
حبك النّطاق
فشبّ غير مهبّل
|
وقد جعل بعضهم «فعّالا»
بمنزلة فواعل فقالوا : «قطّان مكّة» و «سكّان البلد الحرام».
٥ ـ حكم تابع
معمول اسم الفاعل :
يجوز في تابع
معمول اسم الفاعل المجرور بالإضافة : الجرّ مراعاة للّفظ ، والنصب مراعاة للمحلّ ،
أو بإضمار وصف منوّن ، أو فعل نحو «العاقل مبتغي دين ودنيا» أي ومبتغ دنيا ، أو
يبتغي دنيا ، ومنه قوله :
هل أنت باعث
دينار لحاجتنا
|
|
أو عبد ربّ
أخا عون بن مخراق
|
نصب عبد عطفا
على محل دينار ، ولو جر «عبد رب» لجاز ، بل هو الأرجح ، فإن كان الوصف غير عامل
تعيّن إضمار فعل للمنصوب نحو قوله تعالى : (جاعِلِ) الْمَلائِكَةِ رُسُلاً .
٦ ـ تقديم
معمول اسم الفاعل عليه : يجوز تقديم معمول اسم الفاعل عليه نحو «الكتاب أنا قارىء»
إلّا إذا كان اسم الفاعل مقترنا ب «أل» أو مجرورا بإضافة أو بحرف جرّ غير زائد فلا
يجوز فيه تقديم المعمول نحو «قدم المؤلف الكتاب» و «هذا كتاب معلّم الأدب» و «ذهب
أخي بمؤدّب ابني».
فإن كان حرف
الجرّ زائدا جاز التّقديم نحو «ليس محمد خليلا بمكرم» والأصل «ليس محمد بمكرم
خليلا».
٧ ـ إضافة
معمول اسم الفاعل : يقول سيبويه : واعلم أنّ العرب يستخفّون فيحذفون التّنوين ـ أي
من اسم الفاعل المفرد ، للإضافة ـ والنون ـ أي من المثنّى والجمع للإضافة ـ ولا
يتغيّر من المعنى شيء ، وينجرّ المفعول لكفّ التنوين من الاسم ، فصار عمله فيه الجر ـ أي يصير
المفعول مضافا إليه ومعناه المفعول ـ ودخل الاسم معاقبا للتنوين.
ويقول : وليس
يغيّر كفّ التّنوين ، إذا حذفته مستخفّا ، شيئا من المعنى ، ولا يجعله معرفة فمن
ذلك قوله عزوجل :
__________________
(كُلُّ نَفْسٍ
ذائِقَةُ الْمَوْتِ) و (إِنَّا مُرْسِلُوا
النَّاقَةِ). (وَلَوْ تَرى إِذِ
الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ) و (غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ) وأقول : ولو أتينا بالتّنوين وأعملناها ظاهرا لقلنا في
غير القرآن : ذائقة الموت ، ومرسلون النّاقة ، وناكسون رءوسهم ، ومحلّين الصّيد
والمعنى واحد ، ولكنّ حذف التّنوين والنّون أخفّ ، وأتى على الأصل قوله تعالى : (وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ).
ومما جاء في
الشعر غير منوّن قول النابغة :
احكم كحكم
فتاة الحيّ إذ نظرت
|
|
إلى حمام
شراع وارد الثّمد
|
وصف به النكرة ـ
وهي حمام ـ لأنّ هذه الإضافة لا تفيد تعريفا كما تقدّم.
وقال المرّار
الأسدي :
سلّ الهموم
بكلّ معطي رأسه
|
|
ناج مخالط
صهبة متعيّس
|
٨ ـ صيغة فاعل بمعنى مفعول :
وقد تأتي صيغة «فاعل
مرادا بها اسم المفعول بقلّة وجاء من ذلك قوله تعالى :
(فَهُوَ فِي عِيشَةٍ
راضِيَةٍ) أي مرضيّة.
ومنه قول
الحطيئة يهجو الزّبرقان :
دع المكارم
لا ترحل لبغيتها
|
|
واقعد فإنّك
أنت الطّاعم الكاسي
|
أي المطعوم
المكسي وقد يجيء «فاعل» مقصودا به النسب ك «لابن» أي صاحب لبن. و «تامر» صاحب تمر (انظر
النسب).
اسم الفعل :
١ ـ تعريفه :
هو ما ناب عن
الفعل في العمل ولم يتأثّر بالعوامل ك «شتّان» و «صة» و «أوّه» وهو نوعان :
مرتجل ومنقول ،
ومنها المتعدّي واللازم.
٢ ـ اسم الفعل
المرتجل :
هو ما وضع من
أوّل الأمر كذلك ك «هيهات» بمعنى بعد ، و «أوّه» بمعنى أتوجّع و «أفّ» بمعنى
أتضجّر. و «وي» بمعنى أعجب قال تعالى : (وَيْكَأَنَّهُ لا
__________________
يُفْلِحُ
الْكافِرُونَ). أي أعجب لعدم فلاح الكافرين ، ومثلها «واها» و «وا»
قال أبو النجم :
واها لسلمى
ثمّ واها واها
|
|
هي المنى لو
أنّنا نلناها
|
وقال الرّاجز
من بعض بني تميم :
وا بأبي أنت
وفوك الأشنب
|
|
كأنّما ذرّ
عليه الزّرنب
|
و «وا» هذه اسم
فعل ل «أعجب» ، و «صه» بمعنى اسكت ، و «مه» بمعنى انكفف ، و «هلمّ» بمعنى أقبل ، و
«هيت» و «هيّا» بمعنى أسرع ، و «إيه» بمعنى امض في حديثك «وانظرها جميعا في حروفها».
وورود اسم الفعل بمعنى الأمر كثير ، وبمعنى الماضي والمضارع قليل.
ولا تتصل باسم
الفعل المرتجل علامة للمضمر المرتفع بها فهي للمفرد المذكر وغيره بصيغة واحدة.
وفائدة وضع
أسماء الأفعال قصد المبالغة فكأنّ قائل «هيهات» أو «أفّ» أو «صه» يقول : بعد كثيرا
، وأتضجّر كثيرا ، واسكت اسكت.
٣ ـ اسم الفعل
المنقول :
هو ما نقل عن
غيره ، وهو : (أ) إمّا منقول عن : «ظرف» نحو «وراءك» بمعنى تأخّر ، و «أمامك»
بمعنى تقدّم ، و «دونك» بمعنى خذ ، «مكانك» بمعنى اثبت.
(ب) وإما منقول
عن «جارّ ومجرور» نحو «عليك» بمعنى الزم ، ومنه : (عَلَيْكُمْ
أَنْفُسَكُمْ) و «إليك» بمعنى تنحّ ، ولا يقاس على هذه الظروف غيرها. ولا تستعمل إلّا
متّصلة بضمير المخاطب ، لا الغائب ، ولا غير الضمير ، وموضع الضمير جرّ بالإضافة
مع الظروف ، وجرّ بالحرف مع المنقول من الحروف ، وإذا قلت : «عليكم كلّكم أنفسكم»
جاز رفع «كل» توكيدا للضمير المستكن ، وجرّه توكيدا للمجرور.
ج ـ وإمّا
منقول عن مصدر وهو على قسمين :
(الأول) مصدر
استعمل فعله ، نحو «رويد بكرا» أي أمهله ، فإنهم قالوا : «أروده إروادا» بمعنى
أمهله إمهالا ، ثم صغّروا المصدر بعد حذف زوائده ، وأقاموه مقام فعله ، واستعملوه
تارة مضافا إلى مفعوله ، فقالوا : «رويد محمد» وتارة منونا ناصبا للمفعول ، فقالوا
: «رويدا
__________________
عليا» . ثم نقلوه من المصدرية وسمّوا به فعله فقالوا : «رويد
عليّا» .
(الثاني) مصدر
أهمل فعله نحو «بله» فإنه في الأصل مصدر فعل مهمل مرادف ل «دع» و «اترك» يقال «بله
عليّ» بالإضافة للمفعول ، كما يقال : «ترك عليّ» ثم نقلوه ، وسمّوا به فعله فقالوا
: «بله عليّا» بنصب المفعول ، وبناء «بله» على الفتح على أنّه اسم فعل. وتستعمل «بله»
بمعنى «كيف» فتكون خبرا مقدّما ، وما بعدها مبتدأ مؤخّر. وقد روي بالأوجه الثلاثة قول كعب بن مالك في وقعة الأحزاب :
تذر الجماجم
ضاحيا هاماتها
|
|
بله الأكفّ
كأنّها لم تخلق
|
٤ ـ المنوّن وغير المنوّن من أسماء
الأفعال :
ما نوّن من
أسماء الأفعال كان «نكرة» وما لم ينوّن كان «معرفة» ، وقد التزم التنكير في «واها»
والتزم التعريف في «نزال» و «تراك» وبابهما.
٥ ـ القياس في
أسماء الأفعال لا ينقاس من أسماء الأفعال إلّا موازن «فعال» أمرا من الثلاثيّ
التام المتصرف ك «نزال» و «أكال» بمعنى انزل وكل ، وما عدا ذلك فالمعوّل فيه
السماع.
٦ ـ عمل اسم
الفعل :
يعمل اسم الفعل
عمل مسمّاه في التّعديّ واللزوم غالبا ، فإن كان مسمّاه لازما كان اسم فعله كذلك ،
تقول : «هيهات نجد» كما تقول : بعدت نجد قال جرير :
فهيهات هيهات
العقيق ومن به
|
|
وهيهات خلّ
بالعقيق نواصله
|
وكذا إن كان
متعدّيا تقول «تراك الفاسق» كما تقول «اترك الفاسق» و «حيهلا الثّريد» بمعنى إيته
، أو على الثّريد بمعنى أقبل عليه ، أو «بالثّريد» بمعنى عجّل به ، ومنه «إذا ذكر
الصالحون فحيهلا بعمر» أي أسرعوا بذكره ، ومن غير الغالب «آمين» بمعنى : استجب ،
فإنّه لازم ، وفعله متعدّ.
__________________
٧ ـ لا يتقدّم
معمول اسم الفعل عليه : فلا يقال عليّا رويد.
وأما قوله
تعالى : (كِتابَ اللهِ
عَلَيْكُمْ) وقول جارية من بني مازن :
يا أيّها
المائح دلوي دونكا
|
|
إني رأيت
الناس يحمدونكا
|
ف «كتاب» منصوب
ب «كتب» محذوفة ، و «دلوي» منصوب بدونك محذوفا ، وليس معمولا لما بعده ، هذا ما
عليه أكثر النّحاة .
اسم الفعل
المرتجل = اسم الفعل ٢.
اسم الفعل
المنقول = اسم الفعل ٣.
اسم المرّة :
هو اسم مصوغ من
فعل تامّ متصرّف غير قلبيّ ، ليس دالّا على صفة ملازمة كأفعال السّجايا وذلك
للدّلالة على حصول الفعل مرّة واحدة.
ولا يصاغ من
نحو «كاد» و «عسى» و «علم» و «ظرف» لأنّ الأول ناقص التّصرّف ، والثاني جامد ،
والثالث قلبي ، والرابع من أفعال السّجايا وهو من الثّلاثي على وزن «فعلة» بفتح
الفاء ك «جلس جلسة» و «أكل أكلة» إلّا إذا كان بناء المصدر على «فعلة» ك «رحمة» و
«دعوة» و «نشدة» فالمرّة من هذه بوصفها ب «الواحدة» وشبهها ك «دعوة واحدة». أمّا
من غير الثّلاثي فاسم المرّة منه بزيادة «تاء» على مصدره القياسيّ ك «انطلاقة» و «استخراجة»
ما لم يكن المصدر القياسي بالتاء أيضا ك «إقامة» فيدلّ عليه بالوصف أيضا ، فيقال «إقامة
واحدة» أو ما يدلّ على المرّة.
اسم المصدر :
١ ـ تعريفه :
«هو ما ساوى
المصدر في الدّلالة على معناه ، وخالفه بخلوّه ـ لفظا وتقديرا دون عوض ـ من بعض ما
في فعله» فخرج نحو «قتال» فإنّه خلا من ألف قاتل لفظا لا تقديرا ، ولذلك نطق بها
في بعض المواضع ، نحو «قاتل قيتالا» لكنّها انقلبت ياء «لانكسار ما قبلها ، وخرج
نحو «عدة» فإنّه خلا من واو «وعد» لفظا وتقديرا ولكن عوّض منها التاء ، فهذان
مصدران لا اسما مصدر.
أمّا مثل «الوضوء
، والكلام» من قولك : توضّأ وضوءا ، وتكلّم كلاما ، فإنّهما اسما مصدر ، لا مصدران
، لخلوّهما لفظا وتقديرا من بعض ما في فعليهما ، وحقّ المصدر أن يتضمّن حروف فعله
بمساواة نحو «توضّأ توضّأ» أو
__________________
بزيادة نحو «أعلم إعلاما».
٢ ـ ما يعمل من
أنواع اسم المصدر :
اسم المصدر على
ثلاثة أنواع :
١ ـ علم نحو «يسار»
علم لليسر مقابل العسر ، و «فجار» علم للفجور ، و «برّة» علم للبرّ ، وهذا لا يعمل
اتّفاقا.
(٢) وذي ميم
مزيدة لغير مفاعلة وهو المصدر الميمي كالمضرب والمحمدة وهو عند كثير من
النحاة مصدر.
(٣) ـ وغير
هذين من أسماء المصادر اختلف فيه فمنعه البصريون ، وأجازه الكوفيون والبغداديون ،
والشواهد كثيرة بإعماله ، ومن ذلك قول القطامي :
أكفرا بعد
ردّ الموت عني
|
|
وبعد عطائك
المائة الرّتاعا
|
وقول الشاعر :
بعشرتك
الكرام تعدّ منهم
|
|
فلا ترين
لغيرهم الوفاء
|
وقوله :
قالوا كلامك
هندا وهي مصغية
|
|
يشفيك قلت
صحيح ذاك لو كانا
|
ومن ذلك قول
عائشة (رض) «من قبلة الرجل زوجته الوضوء».
فالقبلة اسم
مصدر بمعنى التقبيل وعمل في نصب مفعوله وهو «زوجته».
ومهما يكن من
أمر فإعمال اسم المصدر قليل ، وإن كان قياسيا وقد مرّ بك التفصيل.
اسم المفعول : وأبنيته ـ وعمله :
١ ـ تعريف اسم
المفعول :
هو ما دلّ على
حدث ومفعوله ك «منصور» و «مكرم».
٢ ـ بناء اسم
المفعول :
اسم المفعول :
إمّا أن يأتي من الثّلاثي المجرّد ، وإمّا أن يأتي من غيره ، أمّا من الثلاثي :
فيأتي على زنة مفعول ك «مضروب» و «مقصود» و «ممرور به» فإن بنيت «مفعولا» من الياء
أو الواو ، قلت في ذوات الواو : «كلام مقول» و «خاتم مصوغ» وفي ذوات الياء : «ثوب
مبيع» و «طعام مكيل»
وكأنّ الأصل
__________________
مكيول ، ومقوول وإذا اضطّرّ شاعر جاز له أن يردّ مبيعا وجميع بابه ، إلى
الأصل ، فيقول : مبيوع كما قال علقمة بن عبدة :
حتى تذكّر
بيضات وهيّجه
|
|
يوم الرّذاذ
عليه الدّجن مغيوم
|
وأنشد أبو عمرو
بن العلاء :
«وكأنّها
تفّاحة مطيوبة» وعند المبرّد : تصحيح مثل هذا للضّرورة ، أمّا عند سيبويه : فلغة
عند بعض العرب ؛ يقول سيبويه : وبعض العرب يخرجه على الأصل فيقول : مخيوط ، ومبيوع
، ومن غير الثّلاثي : يأتي من مضارعه المبني للمجهول بإبدال حرف المضارعة
ميما مضمومة نحو «مستخرج» و «منطلق به» وقد ينوب «فعيل» عن «مفعول» ك «دهين» و «كحيل»
و «جريح» و «طريح». ومرجع ذلك إلى السماع ، وقيل : ينقاس فيما ليس له «فعيل» بمعنى
«فاعل» ك «قدر ورحم» لقولهم «قدير ورحيم».
٣ ـ عمل اسم
المفعول :
يعمل اسم
المفعول عمل فعله ، وشروطه كشروط اسم الفاعل ، وخلاصتها : أنّه إن كان ب «أل» عمل
مطلقا . وإن كان مجرّدا منها عمل بشرط كونه للحال أو الاستقبال وبشرط الاعتماد
كما مر في اسم الفاعل . تقول : «عامر معطى أبوه حقّه الآن أو غدا». كما تقول «عامر
يعطى أبوه حقّه».
وتقول : «المعطى
كفافا يكتفي». فـ «المعطى» مبتدأ ، ونائب فاعله عائد إلى «أل» ، و «كفافا» مفعول
ثان ، و «يكتفي» الجملة خبر.
أسماء الزّمان والمكان :
١ ـ تعريف اسمي
الزّمان والمكان :
هما اسمان
مصوغان لزمان وقوع الفعل أو مكانه.
٢ ـ صيغهما من
الثّلاثي :
هما من
الثّلاثي على وزن «مفعل» إذا كان المضارع مضموم العين أو مفتوحها ، أو معتلّ اللام
مطلقا ، نحو «مكتب» و «ملعب» و «مرمى» و «مسعى» و «مقام» من قام. وإن كان المضارع
مكسور العين
__________________
أو مثالا مطلقا ، غير معتل اللام : فعلى وزن «مفعل» نحو «مجلس» و
«مبيع» و «موعد» و «ميسر». ويستثنى من مضموم العين أحد عشر لفظا جاءت بالكسر ، وهي
:
«المنسك ،
والمطلع ، والمشرق ، والمغرب ، والمرفق ، والمفرق ، والمجزر ، والمنبت ، والمسقط ،
والمسكن والمسجد». لاسمي الزمان والمكان.
٣ ـ صيغهما من
غير الثلاثي :
تكون صيغة اسم
الزّمان والمكان من غير الثّلاثي على زنة اسم المفعول ك «مدخل» و «مخرج» و «منطلق»
و «مستودع».
وبهذا يعلم أنّ
صيغة الزّمان والمكان ، والمصدر الميميّ واحدة في غير الثلاثي. وفي بعض أوزان
الثّلاثي ، والتمييز حينئذ بينها يكون بالقرائن ، فإن لم تتضح فالصّيغة صالحة لكلّ
منها.
٤ ـ صيغتهما من
الاسم الجامد :
يصاغ بكثرة من
الاسم الجامد اسم مكان على وزن «مفعلة» بفتح فسكون ، ففتح ، للدّلالة على كثرة ذلك
الشيء في ذلك المكان ، ك «مأسدة» و «مسبعة» و «مقثأة» أي الموضع الذي تكثر فيه
الأسود والسباع والقثّاء وهو مع كثرة وروده ليس له قياس مطّرد فلا يقال : «مضبعة»
للموضع الكثير الضّباع ، ولا يقال :
«مقردة» لكثرة
القردة في موضع. وقد تلحق اسمي الزّمان والمكان التاء نحو : «مقبرة» و «مطبعة» و «مدرسة»
وذلك أيضا سماعيّ لا قياسيّ.
اسم الهيئة :
هو اسم مصوغ
بشروط اسم المرّة نفسها (انظر اسم المرّة). للدّلالة على الحالة التي يكون عليها
الفاعل عند الفعل. وزنته على «فعلة» بكسر الفاء ك «الجلسة» و «القتلة» ، إلّا إذا
كان المصدر بالتاء فيدلّ على «الهيئة» بالوصف أو الإضافة نحو «نشد الضّالة نشدة
عظيمة» أو «نشدة الملهوف».
أمّا بناؤه من
غير الثّلاثي فشاذّ ك «خمرة» من اختمرت المرأة .
و «نقبة» من «انتقبت»
و «قمصة» من
تقمّص أي غطّى جسمه بالقميص.
أسماء
الاستفهام = الاستفهام.
أسماء الأصوات :
١ ـ أسماء
الأصوات نوعان :
النوع الأول :
ما خوطب به ما لا
__________________
يعقل أو ما في حكمه من صغار الآدميّين.
مما يشبه اسم
الفعل ، وذلك : إمّا زجر نحو «هلا» لزجر الخيل عن البطء ، ومنه قول ليلى الأخيلية
للنابغة الجعدي.
تعيّرنا داء
بأمّك مثله
|
|
وأيّ جواد لا
يقال له «هلا»
|
و «عدس» لزجر
البغل عن الإبطاء ومنه قوله :
عدس ما
لعبّاد عليك إمارة
|
|
نجوت وهذا
تحملين طليق
|
و «كخ» لزجر
الطّفل ، وفي الحديث «كخ كخ فإنّها من الصّدقة» و «هيد» و «هاد» و «ده» و «جه» و «عاه»
و «عيه» للإبل و «عاج» و «هيج» و «إس» و «هس» للغنم و «هجا» و «هج» للكلب و «سع»
للضأن و «وح» للبقر و «عز» و «عيز» للعنز و «حرّ» للحمار.
وإمّا دعاء ـ أي
طلب ـ ك «أو» للفرس و «دوه» للفصيل و «عوه» للجحش ، و «بسّ» للغنم و «جوت» و «حي»
للإبل المورودة و «تؤ» و «تأ» للتيس المنزى و «نخ» للبعير المناخ و «هدع» لصغار
الإبل المراد تسكينها من نفارها ، و «سأ» و «تشوء» للحمار المورود ، و «دح»
للدّجاج و «قوس» للكلب.
النوع الثاني :
ما حكي به صوت ، نحو «غاق» لحكاية الغراب ، و «شيب» لشّرب الإبل ، و «طيخ» للضّحك
، و «طق» لوقع الحجر على الحجر و «قب» لوقع السيف.
٢ ـ أسماء
الأصوات لا ضمير فيها وهي مبنية :
أسماء الأصوات
مبنيّة لمشابهتها الحروف المهملة ، فهي أسماء لا ضمير فيها.
أسماء الجهات :
أسماء الجهات
هي : «خلف ، وأمام ، وقدّام ، ووراء ، وفوق ، وتحت». (انظر في حروفها).
ولها كلّها أحوال
«قبل وبعد» تقول : «وفد الناس وصديقك خلف أو أمام». تريد : خلفهم
أو أمامهم. قال رجل من تميم :
لعن الإله
تعلّة بن مسافر
|
|
لعنا يشنّ
عليه من قدّام
|
وقال معن بن
أوس المزني :
لعمرك ما
أدري وإني لأوجل
|
|
على أيّنا
تعدو المنية أوّل
|
وحكى أبو علي
الفارسي : «إبدأ بذا من أول» بالضم على نية معنى المضاف إليه ، وبالخفض على نية
لفظه
__________________
وبالفتح على نية تركها ، ومنعه من الصرف لوزن أفعل والوصف.
الأسماء الخمسة
= الأسماء الستة.
الأسماء الستة :
١ ـ هي «ذو»
بمعنى صاحب و «فوك» وهو الفم ، و «أبوك» و «أخوك» و «حموك» و «هنوك».
٢ ـ إعرابها :
ترفع بالواو ،
وتنصب بالألف ، وتجرّ بالياء بشروط ، هي أن تكون :
١ ـ مفردة لا
مثناة ولا مجموعة.
٢ ـ مكبّرة لا
مصغّرة.
٣ ـ مضافة لا
مقطوعة عن الإضافة.
٤ ـ إضافتّها
لغير ياء المتكلّم ، من اسم ظاهر ، أو ضمير ، فإن كانت مثناة أعربت كالمثنى نحو «أبوان»
رفعا أو «أبوين» نصبا وجرا ، وإن كانت مجموعة جمع تكسير أعربت بالحركات نحو «آباء
الحسن» و «أذواء اليمن» أو جمع مذكّر سالما أعربت بالحروف أي بالواو والنّون رفعا
وبالياء والنّون نصبا وجرّا نحو «أبوون ، أبوين» و «ذوو فضل وذوي فضل». وإن صغّرت
أعربت بالحركات نحو «أبيّك ، وأخيّك». وإن قطعت عن الإضافة أعربت بالحركات نحو (وَلَهُ أَخٌ) و (إِنَّ لَهُ أَباً) و (بَناتُ الْأَخِ) وإذا أضيفت إلى ياء المتكلّم أعربت بحركات مقدّرة على
ما قبل الياء نحو (وَأَخِي هارُونُ) أمّا «ذو» فلا حاجة لاشتراط الإضافة فيها لأنّها ملازمة
للإضافة ، ولكنّها لا تضاف إلى الضمير ، ومثلها «فو» فهي ملازمة للإضافة. أمّا «الفم»
فتعرب بالحركات.
٣ ـ الأفصح في
لفظ «الهن» : الأفصح في «الهن» إذا استعمل مضافا النّقص أي حذف الواو منه ، وبذلك يعرب
بالحركات الثلاث على النون ومن هذا الحديث : «من تعزّى بعزاء الجاهليّة فأعضّوه
بهن أبيه ولا تكنوا».
٤ ـ النقص في
الأب والأخ والحم :
يجوز النقص
بضعف في هذه الثلاثة وهو حذف حرف العلّة منها وإعرابها بالحركات ومن هذا قول رؤبة
يمدح عديّ بن حاتم :
بأبه اقتدى
عديّ في الكرم
|
|
ومن يشابه
أبه فما ظلم
|
وقد تكون
الضّرورة في الوزن اضطّرت الشاعر أن يحذف الياء في الأول والألف في الثاني.
٥ ـ خلاصة
إعراب الأسماء الستة :
الأسماء الستة
على ثلاثة أقسام :
(أولا) ما فيه
لغة واحدة ، وهي
__________________
الإعراب بالحروف ، وهما «ذو» بمعنى صاحب و «فو» بمعنى الفم.
(ثانيا) ما فيه
لغتان ، وهو «الهن» فإنّ فيه النقص وهو حذف حرف العلة ، وإعرابه بالحركات وهو
الأفصح ، والإتمام وهو إعزابه بالحروف. وهو الأقلّ.
(ثالثا) ما فيه
ثلاث لغات وهو : «الأب ، والأخ ، والحم» فإن فيهن «الإتمام» وهو الإعراب بالحروف ،
وهذا هو الأشهر والأفصح ، «والقصر» وهو أن تلزمها الألف في جميع أحوالها كالاسم
المقصور ، وهذا دون الأول «والنقص» وهو حذف حرف علّتها وإعرابها بالحركات ، وهذا
نادر.
أسماء الشّرط =
جوازم المضارع
أسماء الموصول
= الموصول الاسمي.
الإشارة = اسم
الإشارة.
الاشتغال :
١ ـ حقيقة
الاشتغال :
أن يتقدّم اسم
ويتأخّر عنه عامل مشتغل عن الاسم المتقدّم بعمله في ضميره ، أو في سبب ضميره ، بواسطة أو بغيرها ، ويكون العامل بحيث لو سلّط
على الاسم المتقدّم لنصبه لفظا أو محلا نحو «محمدا كلمته» و «هذا علّمته» أي كلمت
محمدا كلمته وعلّمت هذا علّمته ، وحينئذ فيضمر للإسم السّابق إذا نصب عامل مناسب
للعامل الظاهر ، ومناسبته له : إمّا بكونه مثله كما مرّ ، أو مرادفه نحو «هاشما
مررت به» تقديره جاورت هاشما ، أو لازمه نحو «عليّا ضربت عدوّه» فيقدر «أكرمت
عليّا أو سررت عليّا». لأنّه اللازم لضرب العدوّ.
٢ ـ شرط الاسم
المتقدم ، وشرط العامل :
شرط الاسم
المتقدّم أن يكون قابلا للإضمار ، فلا يقع الاشتغال عن حال ولا تمييز. وشرط العامل
المشغول أن يصلح للعمل فيما قبله ، فلا يكون صفة مشبّهة ، ولا مصدرا ، ولا اسم فعل
، ولا فعلا جامدا كفعلي التّعجّب ، وألّا يفصل بينه وبين الاسم السابق بأجنبي.
٣ ـ حكم الاسم
السابق :
الأصل أنّ ذلك
الاسم يجوز فيه وجهان :
(أحدهما) راجح
وهو الرفع بالابتداء لسلامته من التقدير.
__________________
(والثاني)
مرجوح وهو النّصب لاحتياجه إلى تقدير فعل موافق للمذكور ، أو مرادف له ، أو لازم
محذوف وجوبا ، فما بعده لا محل له لأنه مفسّر.
وقد يعرض له ما
يوجب نصبه ، أو رفعه ، أو يرجّح أحدهما ، أو يسوّي بينهما فله حينئذ خمس أحوال :
(أحدها) وجوب
النّصب :
يجب نصب الاسم
المتقدّم إذا وقع بعد «أداة تختصّ بالفعل كأدوات التحضيض» نحو «هلّا أخاك أكرمته».
و «أدوات
الاستفهام» غير الهمزة نحو «هل المدينة رأيتها» و «متى عمرا لقيته» و «أدوات
الشّرط» نحو «حيثما عليّا تلقه فأكرمه» إلّا أنّ الاشتغال لا يقع بعد أدوات الشّرط
والاستفهام إلّا في الشعر إلّا إذا كانت أداة الشرط «إذا» مطلقا أو «إن» والفعل
ماضيا فيقع في النثر والنظم نحو «إذا السائل لقيته أو تلقاه فتصدّق عليه» و «إن
المسكين وجدته فارفق بحاله».
(الثاني) وجوب
الرفع :
يجب رفع الاسم
المتقدّم في موضعين (أ) أن يقع الاسم بعد أداة تختص بالدخول على المبتدأ ك «إذا»
الفجائية» نحو «خرجت فإذا الجوّ ملأه الغبار» و «ليت» المقرونة ب «ما» نحو «ليتما
خالد زرته» لأنّ «إذا» المفاجأة و «ليت» المكفوفة لا يليهما فعل ، ولو نصبت ما
بعدهما كان على تقدير الفعل ، ولا يتأتّى ذلك. (ب) أن يقع بعد الاسم المشتغل عنه
أداة لا يعمل ما بعدها فيما قبلها نحو «خالد إن علّمته يكافئك» و «مدارس العلم
هلّا زرتها».
(الثاني) رجحان
النّصب :
يرجح نصب الاسم
المتقدم في خمسة مواضع :
(أ) أن يقع قبل
فعل طلبيّ وهو «الأمر والدعاء» ولو بصيغة الخبر ، والفعل المقرون بأداة الطلب ،
نحو «خليلا أرشده» و «محمدا رحمهالله» و «خالدا ليكرمه صديقه» و «محمودا لا تهمله».
وإنما وجب
الرفع في نحو «محمد أكرم به». لأن الضمير في «به» محلّه الرفع لأنه في حقيقته
فاعل.
(ب) أن يقع
الاسم بعد أداة يغلب دخولها على الأفعال ك «همزة الاستفهام» نحو (أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ).
فإن فصلت
الهمزة فالمختار الرفع نحو «أأنت محمد تكلّمه» إلا في الفصل بالظرف نحو «أكلّ يوم
ولدك تزجره» لأنّ
__________________
الفصل به لا يعتدّ به ومثل الهمزة النفي ب «ما» أو «لا» أو «إن» نحو «ما
عدوّك كلّمته» أو «لا أخاك رأيته» أو «إن زيدا رأيته». ومنها : «حيث» نحو «حيث
زيدا تلقاه فأكرمه» لأنّها تشبه أدوات الشرط فلا يليها في الغالب إلا فعل. فإن
اقترنت ب «ما» صارت أداة شرط واختصّت بالفعل.
(ج) أن يقع
الاسم بعد عاطف مسبوق بجملة فعلية ، وهو غير مفصول ب «أما» نحو «لقيت زيدا ومحمدا
كلمته». ليكون من عطف الفعل على مثله ، وهو أنسب ، بخلاف «أصلحت الأرض وأمّا الشجر
فسقيته» لأنّ «أمّا» تقطع ما بعدها عما قبلها فيختار الرّفع ، و «حتّى ولكن وبل»
كالعاطف نحو «حدّثت أهل المحفل حتّى الرئيس حدّثته» و «ما رأيت محمدا ولكن خالدا
رأيت أخاه».
(د) أن يجاب به
استفهام عن منصوب نحو «خالدا استشرته» جوابا لمن سألك «من استشرت؟».
(ه) أن يكون
النصب لا الرفع نصّا في المقصود نحو (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ
خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ) إذ لو رفع «كلّ» لأوهم أن جملة خلقناه صفة لشيء ، و «بقدر»
خبر عن كل . ومن ثمّ وجب الرفع في قوله تعالى : (وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ). وأن الفعل صفة.
(الرابع)
استواء الرّفع والنّصب :
يستوي الرفع
والنّصب في الاسم المتقدم إذا وقع الاسم بعد عاطف تقدّمته جملة ذات وجهين بشرط أن يكون في الجملة المفسّرة ضمير المبتدأ ، أو
تكون معطوفة بالفاء نحو «عليّ سافر وحسنا أكرمته في داره» أو «فحسنا أكرمته» أو «حسن» بالنصب والرفع فيهما لحصول
المشاكلة في كلا الوجهين.
(الخامس) رجحان
الرفع على النّصب :
يترجّح الرفع
على النّصب في غير المواضع المتقدّمة.
٤ ـ المشتغل
يكون فعلا أو اسما :
كل ما مرّ من
الاشتغال يتعلّق بالأفعال
__________________
المشتغلة فيما بعدها عما قبلها ، أما الاسم فقد يشتغل بشروط ثلاثة :
(١) أن يكون
وصفا.
(٢) عاملا.
(٣) صالحا
للعمل فيما قبله نحو «الكتاب أنا قارئه الآن أو غدا». فيخرج بالشرط الأول اسم
الفعل والمصدر نحو «محمد عليكه وأخوك إحتراما إياه». وبالشّرط الثاني : الوصف
للمضيّ لأنّه لا يعمل نحو «الباب أنا مصلحه أمس».
وبالثالث :
الصفة المشبّهة نحو «وجه الأب محمد حسنه» .
٥ ـ رابطة
الاشتغال :
لا بدّ في صحة
الاشتغال من رابطة بين العامل والاسم السّابق ، وتحصل «الرابطة» بضميره المتصل
بالعامل ، نحو «بكرا أكرمته».
أو بضميره
المنفصل من العامل بحرف جر نحو «عليّا مررت به».
أو باسم مضاف
للضمير نحو «محمدا كلمت أخاه». أو باسم أجنبيّ أتبع بتابع مشتمل على ضمير الاسم ،
بشرط أن يكون التابع نعتا له نحو «خالدا استشرت رجلا يحبّه». أو عطفا بالواو نحو «محمدا
علمته عمرا وأخاه». أو عطف بيان نحو «خالدا كلّمت عليا صديقه» لا بدلا ، لأنّه في
نية تكرار العامل ، فتخلوا الجملة الأولى من الرابط.
الاشتقاق :
١ ـ تعريفه :
هو أخذ كلمة من
أخرى بنوع تغيير مع التّناسب في المعنى ، والتّغيير : إمّا في الهيئة فقط ك «نصر»
من «النّصر» أو في الهيئة والحروف بالزيادة أو النقص كالأمر من النّصر «انصر»
والأمر من الوعد «عد» والاشتقاق من أصل خواصّ كلام العرب ، فإنّهم أطبقوا على أنّ
التّفرقة بين اللفظ العربيّ والعجميّ بصحّة الاشتقاق.
٢ ـ أركان
الاشتقاق :
أركانه أربعة :
(١) المشتقّ.
(٢) المشتق
منه.
(٣) المشاركة
بينهما في المعنى والحروف.
(٤) التّغيير.
__________________
فإن فقدنا
التّغيير لفظا حكمنا بالتّغيير تقديرا.
٣ ـ المشتقات :
المشتقات عشرة
: «الماضي ، والمضارع ، والأمر ، واسم الفاعل ، واسم المفعول ، والصفة المشبّهة ،
واسم التّفضيل ، واسم الزّمان ، واسم المكان ، واسم الآلة» (انظر بحروفها).
٤ ـ أقسام
الاشتقاق :
أقسامه ثلاثة :
(١) الاشتقاق
الصّغير وهو ما اتّحدت الكلمتان فيه حروفا وترتيبا ك : «علم» من «العلم» وهو كل ما
سبق ، وهو المقصود عند الصّرفيين.
(٢) الاشتقاق
الكبير وهو ما اتّحدت فيه الكلمتان حروفا لا ترتيبا ك «اضمحّل الشيء» و «امضحلّ» و
«طمس الطريق» و «طسم» انطمس ودرس.
(٣) الاشتقاق
الأكبر وهو ما اتّحدت الكلمتان فيه ، في أكثر الحروف مع تناسب في الباقي ك «الفلق
والفلج» وهما الشقّ. و «أله ودله» بمعنى تحيّر.
٥ ـ أصل المشتقّات
:
أصل جميع
المشتقات «المصدر ، لأنّ معناه بسيط ، ومعنى غيره مركّب وقال الكوفيون : أصل
المشتقّات : الفعل ، لأنّ المصدر تابع له في الإعلال ك «أقام إقامة». والبصريّون
أنفسهم يعبّرون في كلامهم عن رأي الكوفيين إذ يقولون : إذا كان الفعل كذا فمصدره
كذا يجعلون بالتّطبيق الأصالة للفعل.
٦ ـ لا يدخل
الاشتقاق في أشياء :
لا يدخل
الاشتقاق في خمسة أشياء :
(١) الأسماء
الأعجمّية ك «إسماعيل».
(٢) أسماء
الأصوات ك «غاق».
(٣) الأسماء
الواغلة في الإبهام ك «من» و «ما».
(٤) اللغات
المتضادّة ك «الجون» للأبيض والأسود.
(٥) الأسماء
الخماسيّة ك «سفرجل».
ويجوز أن يدخل
الاشتقاق في بعض الحروف وقد قالوا «أنعم له بكذا» أي قال له : نعم. و «سوّفت الرجل».
أي قلت له : سوف أفعل ، و «سألتك الحاجة فلو ليت» أي قلت لي : لو لا. و «لا ليت»
وهي كلمة واحدة : أي قلت لي : لا ، لا وأشباه ذلك.
أصبح :
(١) ـ تأتي
ناقصة من أخوات «كان» وهي تامة التصرّف وتستعمل ماضيا ، ومضارعا ، وأمرا ، ومصدرا
، نحو «أصبح محمّد كريم الخلق» ، ولها مع «كان» أحكام أخرى (انظر كان وأخواتها).
(٢) وتأتي
تامّة فتكتفي بمرفوعها ، ويكون فاعلا لها ، وذلك حين يكون معنى «أصبح» دخل في
الصباح نحو قوله تعالى : (فَسُبْحانَ اللهِ
حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ).
الإضافة :
١ ـ ضمّ كلمة
إلى أخرى بتنزيل الثانية منزلة التنوين من الأولى ، والقصد منها : تعريف السّابق
باللّاحق ، أو تخصيصه به ، أو تخفيفه نحو «كتاب الأستاذ» و «ضوء شمعة» و «هو مدرّس
الدّرس». أي الدرس المعهود ، وأصلها : هو مدرّس الدّرس.
٢ ـ ما يحذف
بالإضافة :
يحذف ـ بالإضافة
ـ من الاسم الأول : التنوين ، ونون مثنّى أو جمع مذكر سالم ، وما ألحق بهما ، نحو «دار
الخلافة» (تَبَّتْ يَدا أَبِي
لَهَبٍ) و «سافر قاصدو الحجّ» و («أُولُوا الْأَرْحامِ). ولا تحذف النّون التي تظهر عليها علامة الإعراب ـ وهي
النون الأصلية ـ نحو «بساتين عليّ» و «شياطين الإنس».
٣ ـ عامل
المضاف إليه :
يجرّ المضاف
إليه بالمضاف لا بالحرف المنوي.
٤ ـ الإضافة
بمعنى «اللام» أو «من» أو «في» :
الغالب في
الإضافة أن تكون بمعنى «اللّام» ودونها أن تكون بمعنى «من» ويقلّ أن تكون بمعنى «في»
. وضابط التي بمعنى «في» أن يكون المضاف إليه ظرفا للمضاف نحو (مَكْرُ اللَّيْلِ). و (يا صاحِبَيِ
السِّجْنِ).
وضابط التي
بمعنى «من» أن يكون المضاف بعض المضاف إليه ، مع صحة إطلاق اسمه عليه نحو «خاتم
ذهب» و «قميص صوف» فتقديره : خاتم من ذهب ، وقميص من صوف وظاهر : أن الخاتم بعض
الذّهب. والقميص بعض الصوف ، ويقال : «هذا الخاتم ذهب» و «هذا القميص صوف». فإذا
انتفى الشّرطان معا نحو «كتاب أحمد» و «مصباح المسجد» أو الأول فقط ك «يوم الجمعة»
أو الثاني فقط ك «يد الصّانع» فالإضافة بمعنى «لام الملك أو الاختصاص».
__________________
٥ ـ التّعريف
أو التخصيص في الإضافة :
الإضافة على
نوعين :
(١) نوع يفيد
تعرّف المضاف بالمضاف إليه إن كان معرفة ، نحو «رسل الله».
(٢) نوع يفيد
تخصيص المضاف ، دون تعريفه ، وهو قسمان : قسم يقبل التّعريف ، ولكن يجب تأويله
بنكرة ، وذلك إذا حلّ محل ما لا يكون معرفة نحو «ربّ رجل وأخيه» و «كم ناقة
وفصيلها» و «جاء وحده». لأن «ربّ وكم» لا يجرّان المعارف ، فهما في تأويل «ربّ رجل
وأخ له». و «كم ناقة وفصيل لها». وكذا «وحده» فهي في تأويل «منفردا» لأنّها حال ،
والحال واجبة التنكير ، وقسم لا يقبل التّعريف أصلا ، وضابطه أن يكون المضاف
متوغلا في الإبهام ك «غير» و «مثل» . إذا أريد بهما مطلق المغايرة والمماثلة نحو «أبصرت
إنسانا غيرك» أو «مثلك» لأنّ المغايرة أو المماثلة بين الشّيئين لا تخصّ وجها
بعينه.
٦ ـ الإضافة
معنويّة ولفظيّة :
الإضافة التي
تفيد تعريفا أو تخصيصا إضافة «معنويّة» ويسمونها محضة ، أي خالصة من تقدير
الانفصال وهي المقصودة ، وتقدّمت في النّوعين السّابقين. وهناك نوع من الإضافة لا
يفيد شيئا إلا الخفّة والتّزيين ، ويسمّونها : «الإضافة اللفظية» (وانظرها مفصلة
في : الإضافة اللّفظية).
٧ ـ الجمع بين «أل»
و «الإضافة» الأصل في الإضافة التّعريف ، فلا يجمع بينها وبين «أل» لما يلزم عليه
من وجود معرّفين ، هذا بالنّسبة للإضافة المعنويّة ، أما بالنّسبة للإضافة
اللّفظية فيمكن ذلك في خمس مسائل (انظر الإضافة اللفظية).
٨ ـ ما يكتسبه
المضاف من المضاف إليه :
يكتسب المضاف
من المضاف إليه أشياء :
(أحدها) :
التّعريف : نحو «كتاب عليّ».
(الثاني)
التّخصيص نحو «بيت رجل». والتخصيص أقل من التعريف.
(الثالث)
تأنيثه لتأنيث المضاف إليه ، وبالعكس ، وشرط ذلك في الصّورتين الآتيتين : صلاحيّة
المضاف للاستغناء عنه بالمضاف إليه ، فمن الأول «قطعت بعض أصابعه» وقراءة بعضهم
تلتقطه بعض السّيّارة وقول الأغلب العجلي :
__________________
طول اللّيالي
أسرعت في نقضي
|
|
نقضن كلّي
ونقضن بعضي
|
ولا يجوز «قامت
غلام هند» الإنتفاء الشرط المذكور ، وهو إمكان الاستغناء بالمضاف إليه عن المضاف.
ومن الثاني وهو
تذكيره لتذكير المضاف إليه قوله :
إنارة العقل
مكسوف بطوع هوى
|
|
وعقل عاصي
الهوى يزداد تنويرا
|
قال : مكسوف ،
ولم يقل مكسوفة ولا يجوز «قام امرأة خالد» لعدم صلاحيّة المضاف للاستغناء عنه
بالمضاف إليه.
(الرّابع)
التّخفيف كقوله تعالى : (هَدْياً بالِغَ
الْكَعْبَةِ). وقوله : (ثانِيَ عِطْفِهِ). (انظر التفصيل في اسم الفاعل وأبنيته وعمله ٧).
(الخامس)
الظّرفية نحو (تُؤْتِي أُكُلَها
كُلَّ حِينٍ) وقول الراجز :
«أنا أبو المنهال بعض الأحيان»
(السادس)
المصدرية نحو : (وَسَيَعْلَمُ
الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) فـ «أيّ» مفعول مطلق ناصبه ينقلبون.
(السّابع) وجوب
التّصدير ولهذا وجب تقديم المبتدأ في نحو : «غلام من عندك» وتقديم الخبر في نحو «صبيحة
أيّ يوم سفرك».
(الثامن)
البناء ، وذلك في ثلاثة أبواب :
(أ) أن يكون
المضاف مبهما ك «غير ومثل ودون» فمثل «غير» قول أبي قيس بن الأسلت :
لم يمنع
الشّرب فيها غير أن نطقت
|
|
حمامة في
غصون ذات أو قال
|
و «غير» فاعل ب
«لم يمنع» وقد بنيت على الفتح. ومثال «مثل» قوله تعالى : (إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ
تَنْطِقُونَ) الأكثر على فتح «مثل» وهي صفة ل «لحقّ» مبنية على الفتح
، ومثال «بين» قوله سبحانه : (لَقَدْ تَقَطَّعَ
بَيْنَكُمْ) فيمن فتح «بينا» ويؤيده قراءة الرفع.
(ب) أن يكون
المضاف زمانا مبهما ، والمضاف إليه «إذ» نحو (وَمِنْ خِزْيِ
يَوْمِئِذٍ) يقرآن بجرّ يوم وفتحه.
(ج) أن يكون
زمانا مبهما والمضاف إليه فعل مبنيّ بناء أصليّا أو بناء عارضا ،
__________________
أمّا الأصلي
كقول النابغة :
على حين
عاتبت المشيب على الصّبا
|
|
وقلت ألمّا
أصح والشّيب وازع
|
وأمّا العارض
فكقول الشاعر :
لأجتذبن
منهنّ قلبي تحلّما
|
|
على حين
يستصبيبن كلّ حليم
|
فإن كان المضاف
إليه فعلا معربا ، أو جملة إسمية وجب الإعراب عند البصريين ، ولكنّ قراءة نافع في
قوله تعالى : (هذا يَوْمُ يَنْفَعُ
الصَّادِقِينَ) بفتح «يوم» وقراءة (يَوْمَ لا تَمْلِكُ
نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً) بفتح «يوم» تجعلان جواز البناء صحيحا.
٩ ـ الإضافة
إلى المرادف ، وإلى الصّفة وإلى الموصوف :
لا يضاف اسم
إلى مرادفه ك «قمح برّ» ولا موصوف إلى صفته ك «رجل عالم» ولا صفة إلى موصوفها ك «عالم
رجل». فإن سمع ما يوهم شيئا من ذلك يؤوّل ، فمن الأول المرادف قولهم : «سعيد كرز» وتأويله : أن يراد بالأوّل المسمّى ، وبالثاني : الاسم.
أي : سعيد المسمّى كرزا.
ومن الثاني ـ وهو
إضافة الموصوف إلى صفته ـ قولهم : «حبّة الحمقاء» و «صلاة الأولى» و «مسجد الجامع».
وتأويله : أن يقدّر موصوف ، أي حبّة البقلة الحمقاء ، وصلاة السّاعة الأولى ،
ومسجد المكان الجامع ، ومن الثالث ـ وهو إضافة الصّفة إلى موصوفها ـ قولهم : «جرد
قطيفة» و «سحق عمامة» . وتأويله : أن يقدّر موصوف أيضا ، ويقدّر إضافة الصّفة
إلى جنسها ، أي : شييء جرد من جنس القطيفة. وشيء سحق من جنس العمامة.
١٠ ـ الأسماء
بالنّسبة للإضافة : الأسماء بالنسبة لصلاحيّتها للإضافة أو امتناعها أو وجوبها
ثلاثة أقسام :
(أ) أن تكون
صالحة للإضافة والإفراد وذلك هو الغالب ك «ورق وقلم ، وعمل وأرض وغير ذلك كثير».
(ب) أن تمتنع
إضافتها «كالمضمرات». و «أسماء الإشارة» و «الموصولات» ـ سوى «أيّ» ـ و «الأعلام» و
«أسماء الشّرط» و «أسماء الاستفهام» ـ عدا «أيّ» منهما ـ فالأربعة الأولى معارف
والبواقي شبيهة بالحرف.
(ج) أن تجب
إضافتها ، وذلك على نوعين :
__________________
(١) ما يجب
إضافته إلى المفرد .
(٢) ما يجب
إضافته إلى الجمل.
فالأول : قسمان
: قسم يجوز لفظا قطعه عن الإضافة وهو «أيّ» و «بعض» و «كل» بشرط ألّا يكون «كلّ» نعتا لا توكيدا نحو : (كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ). (تِلْكَ الرُّسُلُ
فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ).
والقسم الآخر
يلزم الإضافة لفظا وهو ثلاثة أنواع :
(١) ما يضاف
إلى الظاهر مرّة ، وإلى المضمر أخرى ، وهو «كلا وكلتا» و «عند ولدى» (انظر في
حروفها). و (قصارى الأمر وحماداه» . و «سوى» (انظر في أحرفها).
(٢) ما يختصّ
بالظّاهر ، وهو «أولو أولات ، وذو ، وذات» وفروعهما. قال تعالى : (نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ). (وَأُولاتُ
الْأَحْمالِ) ، (وَذَا النُّونِ) و (ذاتَ بَهْجَةٍ).
(٣) ما يختصّ
بالمضمر ، إمّا مطلقا وهو «وحده» نحو (إِذا دُعِيَ اللهُ
وَحْدَهُ).
وإمّا لخصوص
ضمير المخاطب ، وهو مصادر مثنّاة لفظا ، ومعناها : التكثير ، وهي : «لبيك» و «سعديك»
و «حنانيك» و «دواليك» و «هذا ذيك». (انظر جميعها في أحرفها).
وأمّا النّوع
الذي يجب إضافته إلى الجمل فهو قسمان :
(أ) ما يضاف
إلى الجمل مطلقا وهو «إذ» و «حيث» نحو (وَاذْكُرُوا إِذْ
أَنْتُمْ قَلِيلٌ) و (اذْكُرُوا إِذْ
كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ) ، «اجلس حيث جلس صاحبك» أو «حيث صديقك جالس» (انظر «إذ
وحيث» في حرفيهما).
(ب) ما يختصّ
بالجمل الفعليّة ، وهو «لمّا» الحينية عند من جعلها اسما نحو «لمّا جاءني عليّ
أكرمته» و «إذا» وتضاف إلى الجملة الماضويّة غالبا ، وقلّ أن تضاف إلى الجملة
المضارعيّة ، (انظر في حرفيهما).
وأمّا قول
الفرزدق :
__________________
إذا باهليّ
عنده حنظليّة
|
|
له ولد منها
فذاك المذرّع
|
فعلى تأويل
إضمار «كان» أي إذا كان «باهليّ».
١١ ـ إضافة
أسماء الزّمان المبهمة :
كلّ ما كان من
أسماء الزّمان بمنزلة «إذ» أو «إذا» في كونه اسم زمان مبهم لما مضى أو لما يأتي ،
فإنّه بمنزلتهما فيما يضافان إليه.
فلذلك تقول : «جئتك
زمن الثّمر ناضج» أو «زمن كان الثّمر ناضجا». لأنّه بمنزلة «إذ» وتقول : «أزورك
زمن يهطل المطر» ويمتنع «زمن هطول المطر» لأنه بمنزلة «إذا» ومثل «زمن» في الإبهام
«حين ، ووقت ، ويوم».
وأمّا قوله
تعالى : (يَوْمَ هُمْ عَلَى
النَّارِ يُفْتَنُونَ). وقول سواد بن قارب :
فكن لي شفيعا
يوم لاذو شفاعة
|
|
بمغن فتيلا عن سواد بن
قارب
|
فممّا نزّل
المستقبل فيه منزلة الماضي لتحقّق وقوعه.
ويجوز في هذا
النوع : الإعراب على الأصل ، والبناء حملا عليهما فإن كان ما وليه فعلا مبنيّا ،
فالبناء أرجح للتّناسب ، وقد تقدّم في الإضافة.
وإن كان فعلا
معربا ، أو جملة اسميّة ، فالإعراب أرجح ، فمن الإعراب (هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ
صِدْقُهُمْ) وقول بشر بن هذيل :
ألم تعلمي يا
عمرك الله أنني
|
|
كريم على حين
الكرام قليل
|
١٢ ـ حذف المضاف أو المضاف إليه :
يجوز حذف ما
علم من المضاف أو المضاف إليه ، فإن كان المحذوف «المضاف» فالغالب أن يخلفه في
إعرابه المضاف إليه نحو (وَجاءَ رَبُّكَ) أي أمر ربك ونحو (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ) أي أهل القرية.
وقد يبقى على
جرّه ، وشرط ذلك في الغالب أن يكون المحذوف معطوفا على مضاف بمعناه كقولهم : «ما
مثل عبد الله ولا أخيه يقولان ذلك». أي ولا مثل أخيه.
ومثله قول حارثة
بن الحجّاج :
__________________
أكلّ امرىء
تحسبين امرءا
|
|
ونار توقّد
بالليل نارا
|
أي : وكلّ نار.
ومن غير الغالب
قراءة ابن جمّاز : (تُرِيدُونَ عَرَضَ
الدُّنْيا وَاللهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ). أي عمل الآخرة.
وإن كان
المحذوف «المضاف إليه». فهو على ثلاثة أقسام :
(١) أن يزال من
المضاف ما يستحقّه من إعراب وتنوين ، ويبنى على الضمّ نحو : «أخذت عشرة ليس غير»
ومثلها «من قبل» و «من بعد» (انظر ليس غير ، قبل ، وبعد).
(٢) أن يبقى
إعرابه ، ويردّ إليه تنوينه وهو الغالب نحو (وَكُلًّا ضَرَبْنا
لَهُ الْأَمْثالَ) و (أَيًّا ما تَدْعُوا).
(٣) أن يبقى
إعرابه ، ولا ينوّن ، ولا ترّد إليه النون إن كان مثنّى أو مجموعا كما كان في
الإضافة ، وشرط ذلك في الغالب أن يعطف عليه اسم عامل في مثل المضاف إليه المحذوف ،
وهذا العامل ، إما مضاف كقولهم : «خذ ربع ونصف ما حصل» والأصل خذ ربع ما حصل ونصف
ما حصل ، فحذفوا «ما حصل» من الأول لدلالة الثاني عليه.
ومثله قول
الفرزدق :
يا من رأى عارضا
أسرّ به
|
|
بين ذراعي
وجبهة الأسد
|
أي بين ذراعي
الأسد ، وجبهة الأسد. ومثل هذا لا يجوز إلّا في الشعر.
وإمّا غير مضاف
وهو عامل في مثل المحذوف كقوله :
علّقت أمالي
فعمّت النعم
|
|
بمثل أو أنفع
من وبل الدّيم
|
فمثل مضاف إلى
محذوف دلّ عليه المذكور ، والأصل : بمثل وبل الدّيم أو أنفع من وبل الدّيم.
ومن غير الغالب
«ابدأ بذا من أول» بالخفض من غير تنوين.
١٣ ـ الفصل بين
المضاف والمضاف إليه :
عند أكثر
النحويين لا يفصل بين المتضايفين إلّا في الشعر ، وعند الكوفيين مسائل الفصل سبع :
ثلاث جائزة في السعة وهي :
(١) أن يكون
المضاف مصدرا ، والمضاف إليه فاعله ، والفاصل : إمّا مفعوله ، وإمّا ظرفه فالأول
كقراءة ابن
__________________
عامر : وكذلك زيّن لكثير من المشركين قتل أولادهم شركائهم . ٩ التقدير على هذه القراءة : قتل شركائهم أولادهم ،
فصل بين المضاف والمضاف إليه : بأولادهم ومثله قول الشّاعر :
عتوا إذ
أجبناهم إلى السّلم رأفة
|
|
فسقناهم سوق
البغاث الأجادل
|
التقدير : سوق
الأجادل البغاث.
والثاني : كقول
بعضهم : «ترك يوما نفسك وهواها ، سعي لها في رداها».
(٢) أن يكون
المضاف وصفا والمضاف إليه إما مفعوله الأول والفاصل مفعوله الثاني ، كقراءة بعضهم (فَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ
رُسُلَهُ).
وقول الشاعر :
ما زال يوقن
من يؤمّك بالغنى
|
|
وسواك مانع
فضله المحتاج
|
أو ظرفه كقوله عليهالسلام «هل أنتم تاركو لي صاحبي» وقول الشاعر :
فرشني بخير
لا أكونن ومدحتي
|
|
كناحت يوما
صخرة بعسيل
|
(٣) أن يكون الفاصل قسما نحو : «هذا غلام والله زيد» وحكى أبو عبيدة : «إنّ
الشاة لتجترّ صوت ـ والله ـ ربّها» .
زاد في الكافية
الفصل ب «إمّا» كقول تأبط شرا :
هما خطّتا
إمّا إسار ومنّة
|
|
وإمّا دم
والقتل بالحرّ أجدر
|
والمسائل
الأربعة الباقية تختص بالشعر :
(إحداها) الفصل
بالأجنبي ، ونعني به معمول غير المضاف ، فاعلا كان كقول الأعشى :
أنجب أيّام
والده به
|
|
إذ نجلاه
فنعم مانجلا
|
__________________
أي أنجب والداه
به أيّام إذ نجلاه ، أو مفعولا كقول جرير :
تسقي امتياحا
ندى المسواك ريقتها
|
|
كما تضمّن
ماء المزنة الرصف
|
أي تسقي ندى
ريقتها المسواك ، أو ظرفا كقول أبي حيّة النميري :
كما خطّ
الكتاب بكفّ يوما
|
|
يهوديّ يقارب
أو يزيل
|
(الثانية) الفصل بفاعل المضاف
كقوله :
ما إن وجدنا
للهوى من طبّ
|
|
ولا عدمنا
قهر وجد صبّ
|
(الثالثة) الفصل بنعت المضاف كقول
الشاعر :
نجوت وقد بلّ
المراديّ سيفه
|
|
من ابن أبي ـ
شيخ الأباطح ـ طالب
|
أي من ابن أبي
طالب شيخ الأباطح.
(الرابعة)
الفصل بالنداء كقوله :
كأنّ برذون ـ
أبا عصام ـ
|
|
زيد حمار دقّ
باللّجام
|
أي كأنّ برذون
زيد حمار يا أبا عصام ففصل بين المضاف والمضاف إليه بالنّداء.
كل هذا رأي
للكوفيين ، واستشهادهم ضعيف وعند البصريين لا يفصل بين المضاف والمضاف إليه إلّا
في الشعر.
الإضافة اللّفظيّة :
١ ـ ماهيتها :
هناك نوع من
الإضافة لا يفيد تعريفا ولا تخصيصا وهو «الإضافة اللّفظيّة» أو «غير المحضة»
وضابطها : أن يكون المضاف صفة تشبه المضارع في كونها مرادا بها الحال أو الاستقبال
وهذه الصّفة واحدة من ثلاث : اسم فاعل ، نحو «مكرمنا» واسم مفعول نحو «مزكوم الأنف»
والصفة المشبهة ، نحو «شديد البطش». والدّليل على أنّ هذه الإضافة لا تفيد المضاف
تعريفا : وصف النكرة به في قوله تعالى : (هَدْياً بالِغَ
الْكَعْبَةِ). ووقوعه حالا في نحو :
__________________
(ثانِيَ عِطْفِهِ). فإنها حال من فاعل يجادل في الآية قبله ومثله قول أبي
كبير الهذلي يمدح تأبّط شرّا :
فأتت به حوش
الفؤاد مبطّنا
|
|
سهدا إذا ما
نام ليل الهوجل
|
ف «حوش الفؤاد»
حال من الضمير في «به» والحال لا تكون إلّا نكرة ، أو مؤولة بالنكرة ، ودخول «ربّ»
عليه وربّ لا تدخل إلّا على النكرات ، من ذلك قول جرير :
يا ربّ
غابطنا لو كان يطلبكم
|
|
لاقى مباعدة
منكم وحرمانا
|
والدّليل على
أنها لا تفيد تخصيصا : أنّ أصل قولك : «هو مساعد أخيه». «هو مساعد أخاه» فالاختصاص
بالمعمول موجود قبل الإضافة.
ولا تفيد هذه
الإضافة إلّا التّخفيف بحذف التنوين في نحو «مساعد أحمد» أو حذف نون التثنية أو
الجمع في نحو «مكرما خالد» أو «مكرمو خالد» أو تفيد رفع القبح نحو : «أعززت الرّجل
الشّريف النسّب» فإنّ في رفع «النّسب» ، قبح خلوّ الصفة من ضمير يعود على الموصوف ، وفي نصبه : قبح إجراء وصف اللّازم مجرى وصف المتعدي ، وفي الجرّ
تخلّص منهما.
وتسمّى هذه
الإضافة في هذا التنوع «لفظية» لأنّها أفادت أمرا لفظيا وهو حذف التّنوين والنون ،
و «غير محضة» لأنّها في تقدير الانفصال.
٢ ـ دخول «أل»
على المضاف :
الأصل ألّا
تدخل «أل» على المضاف لما يلزم عليه من وجود معرّفين ولكن بالإضافة اللفظية جائز
ذلك في خمس مسائل :
(أ) أن يكون
المضاف إليه أيضا مقرونا ب «أل» كقول الفرزدق :
أبأنا بها
قتلى وما في دمائها
|
|
شفاء ، وهنّ
الشّافيات الحوائم
|
(ب) أن يكون المضاف إليه مضافا لما
فيه «أل» كقوله :
لقد ظفر
الزوّار أقفية العدا
|
|
بما جاوز
الآمال ملأسر والقتل
|
(ج) أن يكون المضاف إليه مضافا لضمير
ما فيه «أل» كقوله :
__________________
ألودّ أنت
المستحقّة صفوه
|
|
منّي وإن لم
أرج منك نوالا
|
(د) أن يكون الوصف المضاف مثنّى
كقوله :
إن يغنيا عني
المستوطنا عدن
|
|
فإنني لست
يوما عنهما بغني
|
(ه) أن يكون الوصف جمع مذكّر سالما
، كقوله :
ليس الأخلّاء
بالمصغي مسامعهم إلى الوشاة ولو كانوا ذوي رحم
أضحى :
(١) تأتي ناقصة
من أخوات «كان» وهي تامة التصرّف ، وتستعمل ماضيا ومضارعا ، وأمرا ، ومصدرا نحو
قول ابن زيدون :
«أضحى التّنائي
بديلا من تدانينا».
ولها مع «كان»
أحكام أخرى.
(انظر كان
وأخواتها).
(٢) وتأتي
تامّة ، فتكتفي بمرفوعها.
ويكون فاعلا
لها ، وذلك حين يكون معنى «أضحى» دخل في الضّحى نحو «أضحيت وأنا في بلدي».
الإعراب :
١ ـ تعريفه :
هو اختلاف آخر
الكلمة باختلاف العوامل ، لفظا وتقديرا. وهو أصل في الأسماء ، فرع في الأفعال ،
فاختلاف آخر الكلمة هو الحركة ، والحذف ، والسّكون ، والحرف ؛
فالحركة كحركة
لفظ «أرض» في قولك «هذه أرض خصبة» و «زرعت» أرضا جيّدة» والحذف كقولك «لم ير»
والسكون نحو «لم يرجع» والحرف : كالإعراب بواو الجماعة أو ألف الاثنين. هذا في
اللفظ ، أمّا التّقدير :
فهو ما لا يظهر
إعرابه ، كلفظ «الفتى» و «النّوى» في قولك : «جدّ الفتى». و «ما أصعب النّوى».
٢ ـ المعربات :
(١) حقّ
الأسماء أن تعرب جميعا وتصرف.
فما امتنع منها
من الصّرف فلمضارعته الأفعال لأن الصّرف إنما هو التنوين والأفعال لا تنوين فيها ،
ولا خفض ، وما أشبه الحرف فمبنيّ. والمبنيات من الأسماء مستقصاة في ـ البناء.
__________________
(٢) الفعل
المضارع الخالي عن مباشرة نون الإناث ونون التوكيد ثقيلة أو خفيفة ، وإنما أعرب
المضارع لمشابهته الاسم في إبهامه وتخصيصه فإنه يصلح للحال والاستقبال ويتخّلص
لأحدهما بحروف ، كذلك الاسم يكون مبهما بالتنكير ويتخصّص بالتعريف ،.
٣ ـ علامات
الإعراب الأصلية :
علامات الإعراب
الأصليّة : الضمة للرفع والفتحة للنصب ، والكسرة للجر ، وحذف الحركة للجزم.
ويشترك في الرفع
والنصب الاسم والفعل ، مثل قولك «العاقل يصون شرفه» و «إن العجول لن يتقن عملا».
ويختصّ الجرّ بالاسم مثل : «في ساحة العلم الخلود» ويختصّ الجزم بالفعل ، مثل «لم
ينل الخير ملول».
٤ ـ تقدير
الحركات الثلاث في المقصور والحركتين في المنقوص :
تقدّر الحركات
الثلاث في الاسم المعرب الذي آخره ألف لازمة لتعذر ظهورها ك «الهدى» و «المصطفى». ويسمى
معتلّا مقصورا. وتقدّر الضّمة والكسرة فقط في الاسم المعرب الذي آخره ياء لازمة
مكسور ما قبلها ، ك «الدّاعي والمنادي». ويسمى معتلّا منقوصا ، أمّا الفتحة فتظهر
في المنقوص لخفّتها.
٥ ـ علامات
الإعراب الفرعيّة :
قد ينوب عن
الضمة غير الرفع ، وعن الفتحة غير النّصب ، وعن الكسرة غير الجرّ ، وعن الجزم غير
السكون وذلك في سبعة أبواب : الأسماء السّتة ، المثنى ، جمع المذكّر السّالم ،
الجمع بألف وتاء ، الممنوع من الصّرف ، الأفعال الخمسة ، المضارع المعتل الآخر.
(انظر في
أبوابها).
إعراب أسماء
الاستفهام = الاستفهام .
إعراب أسماء
الشّرط = جوازم المضارع .
إعراب المضارع :
تقدّم إعراب
المضارع ، ونتحدث هنا عن أنواع إعرابه ، وهي :
«رفع ، ونصب ،
وجزم». (انظر رفع المضارع ، نصب المضارع ، جزم المضارع).
أعطى وأخواتها :
١ ـ هي «أعطى ،
سأل ، منح ، منع ، كسا ، ألبس».
٢ ـ حكمها :
تنصب مفعولين
ليس أصلهما المبتدأ والخبر ، وأحدهما فاعل في المعنى ، فإذا قلت «كسوت الفقير
قميصا» فـ «الفقير» مفعول أوّل وهو فاعل في المعنى لأنّ الكساء قام به و «قميصا»
مفعول ثان. وظاهر أن المفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر ، لأنّه لا يقال :
الفقير قميص».
٣ ـ أحوال
مفعوليها في التّقديم والتّأخير.
الأصل في هذه
المفاعيل تقديم ما كان فاعلا في المعنى ، تقول : «ألبست عليّا معطفا». كما تقول : «الكتاب
أعطيتكه». وقد يكون تقديمه واجبا أو ممتنعا. فالواجب في ثلاثة مواضع :
(أحدهما) عند
حصول اللّبس ، نحو «أعطيت محمّدا خالدا».
(الثاني) أن
يكون المفعول الثاني محصورا فيه نحو «ما أعطيت خالدا إلّا درهما».
(الثالث) أن
يكون الثاني اسما ظاهرا والأول ضميرا متصلا نحو (إِنَّا أَعْطَيْناكَ
الْكَوْثَرَ).
والممتنع في
ثلاثة مواضع :
(الأول) أن
يكون الفاعل في المعنى محصورا فيه نحو «ما أعطيت الدّرهم إلّا سعيدا».
(الثاني) أن
يكون الأول ظاهرا ، والثاني ضميرا متصلا نحو «الدّرهم أعطيته سعيدا».
(الثالث) أن
يكون مشتملا على ضمير يعود على الثاني نحو «أعطيت القوس باريها».
الإعلال :
هو تغيير حرف
العلّة للتّخفيف بالقلب ، أو التّسكين ، أو الحذف.
فالأوّل : كقلب
حرف العلّة همزة في الجمع ك «قلادة» وجمعها «قلائد» و «صحيفة» وجمعها «صحائف».
والثاني :
كتسكين العين في «يقوم» أصلها : يقوم ، نقلت حركة الواو إلى القاف فصارت يقوم ،
ومثلها : يبيع.
«ويبيع» واللام
في نحو «يدعو ويرمي».
والثالث : كحذف
فاء «المثال» في نحو «يزن» و «يعد».
أعلم :
أصلها علم التي
تنصب مفعولين ، فلّما أدخلت عليها الهمزة عدّتها إلى ثلاثة مفاعيل تقول : «أعلمت
عمرا خالدا شجاعا». و «أعلمته إياه فاضلا».
وإذا كانت أعلم
منقولة من علم بمعنى عرف المتعدّية لواحد فإنّها تتعدّى لاثنين فقط بهمزة التّعدية
نحو «أعلمت
__________________
خالدا خبرا يسرّه». وحكم «أعلم» بمعنى عرف حكم أعطى ومنح في حذف المفعولين
أو أحدهما. لدليل (انظر المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل).
أعني التّفسيرية :
الفرق بين «أعني»
التّفسيرية و «أي» أن «أي» يفسّر بها للإيضاح والبيان و «أعني» لدفع السّؤال ،
وإزالة الإبهام. وإعراب «أعني» إعراب المضارع المجرّد والياء مفعول به.
الإغراء :
١ ـ تعريفه :
هو تنبيه
المخاطب على أمر محمود ليفعله.
٢ ـ حكمه :
حكم الاسم فيه
حكم التّحذير الذي لم يذكر فيه «إيّا» فلا يلزم حذف عامله إلّا في
عطف أو تكرار كقولك : «العلم والخلق». بتقدير الزم ، وقول مسكين الدارمي :
أخاك أخاك
إنّ من لا أخا له
|
|
كساع إلى
الهيجا بغير سلاح
|
ويقال «الصلاة
جامعة» فتنصب الصلاة بتقدير «احضروا» أو أقيموا و «جامعة» على الحال ، ولو صرّح
بالعامل لجاز.
أفعال التّصيير
= ظنّ وأخواتها .
الأفعال
الصّحيحة = الصحيح من الأفعال.
أفعال القلوب =
ظنّ وأخواتها .
لأفعال
المعتلّة = المعتلّ من الأفعال.
أفّ :
الأفّ لغة :
الوسخ الذي حول لظّفر. وقيل : وسخ الأذن ، يقال ذلك عند استقذار الشّيء ، ثم
استعمل ذلك عند كلّ شيء يضجر منه ، ويتأذّى به ، والأفف : الضجر ؛ وهي اسم فعل
مضارع بمعنى أتضجّر ، وهي من النوع المرتجل.
وفيها عشر لغات
: أفّ له ، وأفّ ، وأفّ ، وأفّا ، وأفّ وأفّ ، وفي التنزيل : (فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍ) وأفّي ، وأفّى ، وأفّة ، وأف خفيفة ، وقد جمعها ابن
مالك في بيت واحد :
فأفّ ثلّث
ونوّن ، إن أردت وقل
|
|
أفّى وأفّي
وأف وأفّة تصب
|
وهي للمفرد
المذكّر وغيره بصيغة واحدة ، وفائدة ذلك وضعها قصد المبالغة ، فقائل «أفّ» كأنه
يقول :
__________________
أتضجر كثيرا ، والتنوين فيها للتنكير أي أتضجّر من كل شيء (انظر اسم الفعل).
الأفعال الخمسة :
١ ـ تعريفها :
هي كلّ فعل
مضارع اتصل به ألف اثنين مثل «يفعلان تفعلان» أو واو جمع مثل «يفعلون تفعلون» أو
ياء المخاطبة مثل : «تفعلين».
٢ ـ إعرابها :
ترفع الأفعال
الخمسة بثبوت النّون نحو «العلماء يترفّعون عن الدّنايا».
وتنصب وتجزم
بحذفها نحو قوله تعالى : (فَإِنْ لَمْ
تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا) فالأول جازم ومجزوم ، والثاني ناصب ومنصوب.
٣ ـ كلمة «يعفون»
:
كلمة «يعفون»
من قوله تعالى : (إِلَّا أَنْ
يَعْفُونَ) الواو فيها ليست ضمير الجماعة ، وإنّما هي لام الكلمة ،
والنون ضمير النّسوة ، والفعل المضارع مبني على السكون مثل «يتربّصن» بخلاف قولك «الرّجال
يعفون» فالواو ضمير المذكّرين ، والنّون علامة الرّفع. فتحذف للنّاصب والجازم نحو (وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوى).
أفعال المقاربة :
معنى قولهم
أفعال المقاربة إفادة مقاربة الفعل الكائن في أخبارها.
١ ـ أقسامها :
أفعال هذا
الباب ثلاثة أنواع :
(أحدها) ما وضع
للدّلالة على قرب الخبر وهي ثلاثة «كاد ، كرب ، أوشك».
(الثاني) ما
وضع للدّلالة على رجاء الخبر في الاستقبال وهي ثلاثة أيضا «عسى ، حرى ، اخلولق».
(الثالث) ما
وضع للدّلالة على الشروع فيه ، وهو كثير ، منه «أنشأ ، طفق ، جعل ، هبّ ، علق ،
هلهل ، أخذ ، بدأ» (انظر الثلاثة مفصلة في حروفها).
وجميع أفعال
هذا الباب تعمل عمل كان إلّا أنّ خبرهنّ يجب كونه جملة ، وشذّ مجيئه مفردا وخصوصا
بعد كاد وعسى. (انظر كاد وعسى واخلولق).
٢ ـ حكم خاصّ
بعسى واخلولق وأوشك تختصّ «عسى واخلولق وأوشك» بجواز إسنادهنّ إلى «أن يفعل» ولا
تحتاج إلى خبر منصوب ، فتكون تامّة ، نحو
__________________
(وَعَسى أَنْ
تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) وينبني على هذا فرعان :
(أحدهما) أنّه
إذا تقدّم على إحداهنّ اسم وهو الفاعل في المعنى ، وتأخر عنها «أن والفعل» نحو «عمرو
عسى أن ينتصر» جاز تقدير عسى خالية من ضمير ذلك الاسم المتقدم عليها ، فتكون رافعة
للمصدر المقدّر من أن والفعل مستغنى به عن الخبر وهي حينئذ تامّة ، وهي لغة
الحجاز. وجاز تقديرها رافعة للضمير العائد إلى الاسم المتقدّم ، فيكون الضّمير اسمها
، وتكون «أن والفعل» في موضع نصب على الخبر ، فتكون ناقصة ، وهي لغة بني تميم.
ويظهر أثر
التّقديرين في حال التّأنيث والتثنية والجمع ، المذكر والمؤنث ، فتقول على تقدير
الإضمار في عسى ـ وهو أنها ناقصة عاملة ـ «هند عست أن تفلح». «العمران عسيا أن
ينجحا».
و «الزّيدون»
عسوا أن يفلحوا» و «الفاطمات عسين أن يفلحن» وتقول على تقدير الخلو من الضمر ـ وهو
استغناؤها بالفاعل عن الخبر في الأمثلة ـ جميعها من غير أن تتصل بعسى أداة تأنيث
أو تثنية أو جمع وهو الأفصح ، نقول «هند عسى أن تفلح» و «الخالدان عسى أن يأتيا»
وهكذا في الباقي وبه جاء التنزيل قال تعالى : (لا يَسْخَرْ قَوْمٌ
مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ ، وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى
أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَ).
(الفرع الثاني)
أنه إذا ولي أحد هذه الأفعال الثّلاثة «أن والفعل» وتأخّر» عنها اسم هو الفاعل في
المعنى ، نحو «عسى أن يجاهد عليّ» جاز الوجهان السّابقان :
أن يكون الاسم
وهو «عليّ» في ذلك الفعل المقرون بأن خاليا من الضّمير العائد إلى الاسم المتأخر ،
فيكون الفعل مسندا إلى ذلك الاسم المتأخّر ، وهو يجاهد وتكون عسى مسندة إلى أن
والفعل مستغنى بهما عن الخبر فتكون تامّة.
والثاني : أنّه
يجوز أن يقدّر ذلك الفعل متحمّلا لضمير ذلك الاسم المتأخّر ، فيكون الاسم المتأخّر مرفوعا بعسى وتكون أن والفعل في
موضع نصب على الخبريّة لعسى مقدما على الاسم ، فتكون ناقصة.
ويظهر أثر
الاحتمالين أيضا في
__________________
التأنيث والتّثنية والجمع المذكّر والمؤنّث ، فنقول على الثاني ـ وهو أن
يكون الاسم المتأخّر اسما ل «عسى» ـ «عسى أن يقوما أخواك» و «عسى أن يقوموا إخوتك»
و «عسى أن تقمن نسوتك» و «عسى أن تطلع الشّمس» لا غير.
وعلى الوجه
الأوّل ـ وهو : أن يكون الاسم المتأخّر فاعلا للفعل المقترن بأن ـ لا نحتاج إلى
إلحاق ضمير ما في الفعل المقترن ب «أن» بل نوحّده في الجميع فنقول : «يقوم» ونؤنّث
«تطلع» أو نذكّره ومثل عسى في هذا اخلولق ، وأوشك.
أكتع
: كلمة يؤكّد بها
، وهي تابعة «لأجمع» ولا تقدّم عليها ، تقول : «جاء القوم أجمعون أكتعون أبصعون
أبتعون» (انظر في أبوابها).
أل
التعريفية : تأتي : جنسيّة ، وزائدة ، وعهديّة ، وهذه الثلاثة تصلح أن تكون علامة للاسم
ـ وموصولة وهاك بيانها :
أل الجنسية :
ثلاثة أنوع :
(أ) الّتي
لبيان الحقيقة والماهيّة وهي التي لا تخلفها «كل» نحو : (وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ
حَيٍ) ، ونحو : «الكلمة قول مفرد».
(ب) الّتي
لاستغراق الجنس حقيقة ، فهي لشمول أفراد الجنس نحو : (وَخُلِقَ الْإِنْسانُ
ضَعِيفاً) وعلامتها أن تخلفها «كل» فلو قيل : وخلق كلّ إنسان
ضعيفا لكان صحيحا.
(ج) التي
لاستغراق الجنس مجازا لشمول صفات الجنس مبالغة نحو «أنت الرجل علما وأدبا» أي أنت
جامع لخصائص جميع الرّجال وكمالاتهم.
أل
الزّائدة : نوعان : لازمة ، وغير لازمة ، فاللّازمة : ثلاثة أنواع :
(أ) التي في
علم قارنت وضعه في النّقل ك «اللّات والعزّى» أو في الارتجال ك «السّموأل».
(ب) كالتي في
اسم للزّمن الحاضر وهو «الآن».
(ج) كالتي في
الأسماء الموصولة مثل «الّذي والتي وفروعهما» من التثنية والجمع وكانت زائدة في
الثلاثة لأنّه لا يجتمع على الكلمة الواحدة تعريفان.
وغير اللازمة ـ
وهي العارضة ـ نوعان :
__________________
(١) واقعة في
الشعر للضّرورة ، وفي النّثر شذوذا ، فالأولى كقول الرّمّاح بن ميّادة :
رأيت الوليد
بن اليزيد مباركا
|
|
شديدا بأعباء
الخلافة كاهله
|
وقول اليشكري :
رأيتك لما أن
عرفت وجوهنا
|
|
صدرت وطبت
النفس يا قيس عن عمرو
|
أما شذوذها في
النثر فهي الواقعة في قولك : «ادخلوا الأوّل فالأوّل» وقولهم : «جاؤوا الجماء
الغفير» .
(٢) مجوّزة
للمح الأصل لأنّ العلم المنقول مما يقبل «أل» قد يلاحظ أصله فتدخل عليه «أل» وأكثر
وقوع ذلك في المنقول عن صفة ك «حارث ، وقاسم» . و «حسن وحسين» . وقد تقع في المنقول عن مصدر ك «فضل» أو عن اسم عين ك «نعمان»
فإنه في الأصل اسم للدم ، والعمدة في الباب على السّماع فلا يجوز في نحو «محمد
ومعروف».
ولم يسمع دخول «أل»
في نحو «يزيد ويشكر». علمين لأن أصلهما الفعل وهو لا يقبل «أل».
أل العهديّة :
ثلاثة أنواع :
(١) للعهد
الذّكري : وهي التي يتقدم لمصحوبها ذكر نحو (كَما أَرْسَلْنا إِلى
فِرْعَوْنَ رَسُولاً ، فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ).
(٢) للعهد
العلمي ، ويقال له : العهد الذّهني ، وهو أن يتقدّم ، لمصحوبها علم نحو : (إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً) و (إِذْ هُما فِي
الْغارِ) لأنّ ذلك معلوم عندهم.
(٣) للعهد
الحضوري : وهو أن يكون مصحوبها حاضرا نحو (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ
لَكُمْ دِينَكُمْ) أي اليوم الحاضر وهو يوم عرفة ونحو «افتح الباب للدّاخل».
ومنه صفة اسم
الإشارة نحو «إنّ هذا الرجل نبيل» وصفة «أيّ» في النّداء نحو «يا أيّها الإنسان».
__________________
أل الموصولة :
هي اسم في صورة
حرف ، وهي التي بمعنى الذي وفروعه ، وتدخل على أسماء الفاعلين والمفعولين ، ولا
تدخل على الصّفات المشبّهة ، لأنّ الصفة المشبّهة للثّبوت فلا تؤوّل بالفعل.
وصلة «أل»
الموصولة هي الوصف بعدها ، وشذّ دخولها على الفعل المضارع كقول الشاعر :
«ما أنت بالحكم
الترضى حكومته» وقد تقدّم بعلامات الاسم.
أل ونيابتها عن الإضافة :
قد تكون «أل»
بدلا من الإضافة لأنهما جميعا دليلان من دلائل الأسماء قال الله عزوجل : (وَنَهَى النَّفْسَ
عَنِ الْهَوى) معناه عن هواها ، فأقام الألف واللام مقام الإضافة وقال
: (يُصْهَرُ بِهِ ما فِي
بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ).
أراد :
وجلودهم. قال النابغة :
لهم شيم لم
يعطها الله غيرهم
|
|
من النّاس
والأحلام غير عوازب
|
ومعناه :
وأحلامهم.
أل التّعريف
وكتابتها إذا دخلت على ما أوله لام :
كلّ اسم كان
أوّله لاما ، وأدخلت عليه لام التعريف ، فإنّه يكتب بلامين نحو «اللّحم واللّبن» و
«اللّجين واللّجام» إلا «الذي والتي» لكثرة الاستعمال. وإذا ثنّيت «الذي» تكتبه
بلامين نحو «اللّذين» وإذا جمعته فبلام واحدة نحو «الذين».
وأما «التّان
والاي والّائي» فكلّه يكتب بلام واحدة.
ألا
الاستفتاحيّة = ألا التّنبيهيّة.
ألا : للتّوبيخ
والإنكار ، ويكون الفعل بعدها مرفوعا لا غير ، تقول : «ألا تندم على فعالك». و «ألا
تستحي من جيرانك» وقد يأتي بعدها اسم مبتدأ ومنه قول الشاعر :
ألا ارعواء
لمن ولّت شبيبته
|
|
وآذنت بمشيب
بعده هرم
|
ألا : ـ للاستفهام
عن النفي كقول الشاعر :
ألا اصطبار
لسلمى أم لها جلد؟
|
|
إذا ألاقي
الذي لاقاه أمثالي
|
ألا التّنبيهيّة :
ترد «ألا»
للتّنبيه وهي الاستفتاحيّة فتدخل على الجملتين الاسميّة والفعليّة ولا تعمل شيئا ،
فالاسمية نحو (أَلا إِنَّ
أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) والفعلية
__________________
نحو (أَلا يَوْمَ
يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ).
وتفيد التّحقيق
لتركّبها من الهمزة ، وهمزة الاستفهام إذا دخلت على النّفي أفادت التّحقيق.
ويتعيّن كسر «إنّ» بعد «ألا».
ألا للعرض والتّحضيض :
تأتي «ألا»
للعرض والتّحضيض فتختصّ بالجملة الفعليّة ، مثال العرض (أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ
لَكُمْ) ومثال التّحضيض (أَلا تُقاتِلُونَ
قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ).
ألّا : بالفتح
والتشديد.
حرف تحضيض
مختصّ بالجملة الفعلية الخبريّة.
ويجوز فيه
الفعل مضمرا ومظهرا ، مقدّما ومؤخّرا ، ولا يستقيم أن تبتدىء بعده الأسماء ، تقول «ألّا
زيدا ضربت» ولو قلت «ألّا زيدا» على إضمار الفعل ، ولا تذكره جاز.
إلّا الاستثنائيّة :
حرف دون غيرها
من أدوات الاستثناء (انظر المستثنى). ولها ثلاث أحوال :
(١) وجوب نصب
المستثنى بعدها.
(٢) إتباعه على
البدليّة.
(٣) إعراب ما
بعدها حسب العوامل وهو المفرّغ وهاك التفصيل :
(أ) وجوب نصب
ما بعدها : له أحوال ثلاث :
الأولى : أن
يكون المستثنى متّصلا . مؤخّرا ، والكلام تامّا موجبا . نحو (فَشَرِبُوا مِنْهُ
إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ).
فقليلا مستثنى
من واو الجماعة في «وشربوا» ، وخلا من النفيّ.
الثانية : أن
يكون المستثنى منقطعا والمنقطع ما لا يكون المستثنى من جنس المستثنى منه ـ سواء
أكان موجبا نحو «اشتغل عمّالك إلّا عمّال خالد». أو منفيّا نحو قوله تعالى : (ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا
اتِّباعَ الظَّنِ) فاتّباع الظنّ ليس من جنس العلم ، سواء أمكن تسلّط
العامل عليه كهذه الآية فإن الأصل : ما لكم إلّا اتّباع الظّن ، أم لم يمكن تسلّط
__________________
العامل عليه ، نحو «ما نفع الأحمق إلّا ما ضرّ» إذ لا يقال : نفع الضّرّ.
الثالثة : أن
يتقدّم المستثنى على المستثنى منه سواء أكان الكلام منفيّا كقول الكميت :
ومالي إلّا
آل أحمد شيعة
|
|
ومالي إلّا
مذهب الحقّ مذهب
|
أم موجبا نحو «ينقص
ـ إلّا العلم ـ كلّ شيء بالانفاق».
(ب) التّبعيّة
على البدليّة وذلك إذا كان الكلام تامّا منفيّا متّصلا ، مقدّما فيه المستثنى منه . على أنه بدل بعض نحو (ما فَعَلُوهُ إِلَّا
قَلِيلٌ مِنْهُمْ). و (وَلا يَلْتَفِتْ
مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ) و «ما جنيت الثّمر إلّا تفاحة».
ويجوز النّصب
في هذا على الاستثناء وسمع من العرب الموثوق بعربيّته يقول : «ما مررت بأحد إلّا
زيدا» وقرىء به الآيتين . وإذا تعذّر البدل على اللفظ لمانع أبدل على الموضع ،
نحو «لا إله إلّا الله» برفع لفظ الجلالة فلفظ الجلالة بدل من محلّ «لا» مع اسمها لا على اللفظ ، لأنّ «لا» الجنسيّة لا تعمل في معرفة
لأن البدل في نيّة تسلّط عامل المبدل منه عليه. ولا في موجبه ونحو «ما فيها من أحد
إلّا خالد» بالرفع ، فـ «خالد» بدل على المحل من أحد ، لأن «من» زائدة في سياق
النفي وهي لا تزاد في الإيجاب.
(ج) الاستثناء
المفرّغ : وهو الذي لا يذكر فيه المستثنى منه ، وحينئذ يكون المستثنى على حسب ما
يقتضيه العامل الذي قبله في التّركيب ، كما لو كانت «إلّا» غير موجودة ، نحو «لا
يقع في السّوء إلّا فاعله» «لا أتّبع إلّا الحقّ» و (لا يَحِيقُ الْمَكْرُ
السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ). وشرطه كون الكلام منفيّا كما مثّل ، أو واقعا بعد نهي
نحو : (وَلا تَقُولُوا عَلَى
اللهِ إِلَّا الْحَقَ) أو الاستفهام الإنكاري نحو : (فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ
الْفاسِقُونَ).
(د) تكرّر
الاستثناء المفرّغ : إذا تكرّر المستثنى المفرّغ ، وجب النّصب في الثّاني ، وذلك
قولك : «ما أتاني إلّا زيد إلا عمرا» فلا يجوز الرفع في عمرو ، وإن
__________________
شئت قلت : «ما أتاني إلّا زيدا إلّا عمرو» فتجعل الإتيان لعمرو ، ويكون زيد
منتصبا ، فأنت في ذا بالخيار إن شئت نصبت الأوّل ورفعت الآخر وإن شئت نصبت الآخر
ورفعت الأوّل.
(ه) حكم «إلّا»
إذا تكررت :
إذا تكرّرت «إلّا»
فهي على قسمين ، إمّا مؤكّدة وإمّا مؤسّسة . فالأولى حكمها الإلغاء عن العمل. وذلك إذا كان ما بعد «إلّا»
الثانية تابعا لما بعد «إلّا» قبلها وتعرب : بدلا ، أو عطف بيان ، أو نسق «جاء
الحجّاج إلّا محمّدا إلّا أبا عبد الله» فـ «أبا عبد الله» بدل كلّ من محمد و «إلّا»
الثانية زائدة ، لمجّرد التّأكيد لأنّ أبا عبد الله هو محمّد ونحو «حضر القوم إلّا
سعدا وإلّا سعيدا».
ف «سعيدا عطف
على سعد ، و «إلّا» الثانية لغو ، ومن هذا قول أبي ذؤيب الهذلي :
هل الدّهر
إلّا ليلة ونهارها
|
|
وإلّا طلوع
الشّمس ثمّ غيارها
|
ونحو «ما قرأ
إلّا محمّد إلّا أستاذك» و «ما أصلحت إلّا البيت إلّا سقفه» «ما أعجبني إلّا خالد
إلّا علمه» وقد اجتمع العطف والبدل في قول الراجز :
مالك من شيخك
إلّا عمله
|
|
إلّا رسيمه
وإلّا رمله
|
والثّانية وهي
المؤسّسة أي لقصد استثناء بعد استثناء ، وتكون في غير العطف والبدل ، فإن كان
العامل الذي قبل «إلّا» مفرّغا شغلت العامل بواحد من المستثنيات ونصبت ما عداه نحو
«ما سافر إلّا عليّ إلّا خالدا إلّا بكرا».
تقدّم المستثنى
على المستثنى منه :
كلّ ما تقدّم
من القواعد في المستثنى في حال تأخّره عن المستثنى منه ؛ أمّا إذا تقدّم المستثنى
فإنه لا يكون إلّا منصوبا ، ولو كان منفيا ، وذلك قولك : «ما فيها إلّا أباك أحد».
و «مالي إلا أباك صديق» وقال كعب بن مالك :
والناس ألب
علينا فيك ليس لنا
|
|
إلّا السيوف
وأطراف القنا وزر
|
فإذا قلت : «مالي
إلّا زيدا صديق وعمرا وعمرو» فأنت بالخيار بين النّصب والرّفع في المستثنى الثّاني
، ومثله «ومن لي إلّا أباك صديق وزيدا وزيد». أما النّصب فعلى الكلام الأول ، وأمّا
الرفع فكأنه قال : وعمرو لي.
إلّا بمنزلة
مثل وغير ولا تكون إلّا
__________________
وصفا ـ : وذلك قولك : «لو كان معنا رجل إلّا زيد لغلبنا» والدّليل على أنه
وصف أنّك لو قلت : «لو كان معنا إلّا زيد لهلكنا» وأنت تريد الاستثناء لكنت قد
أحلت ـ أي أتيت محالا ـ ونظير ذلك قوله عزوجل : (لَوْ كانَ فِيهِما
آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا).
ونظير ذلك في
الشعر قول ذي الرّمّة :
أنيخت فألقت
بلدة فوق بلدة
|
|
قليل بها
الأصوات إلّا بغامها
|
كأنه قال :
قليل بها الأصوات غير بغامها ، ـ على أن إلّا صفة بمعنى غير ـ ومثل ذلك قوله تعالى
: (لا يَسْتَوِي
الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ») فلو كان موضع غير : إلّا ، لما اختلف المعنى.
فلا يجوز في «إلّا»
في قوله تعالى : (لَوْ كانَ فِيهِما
آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا) أن تكون للاستثناء من جهة المعنى إذ التقدير حينئذ : لو
كان فيهما آلهة ليس فيهم الله لفسدتا ، وذلك يقتضي : أن لو كان فيهما آلهة فيهم
الله لم تفسدا ويستحيل أن يراد ذلك البتّة ، هذا من جهة المعنى. ولا يجوز من جهة
اللفظ ، لأنّ آلهة جمع منكر في الإثبات فلا عموم له ، ولا يصحّ الاستثناء منه فلو
قلت «قام رجال إلّا زيدا» لم يصحّ اتفاقا.
ومثال المعرّف
الشّبيه بالمنكّر قول ذي الرّمّة وقد تقدم قبل قليل :
أنيخت فألقت
بلدة فوق بلدة
|
|
قليل بها
الأصوات إلا بغامها
|
فإنّ تعريف
الأصوات تعريف الجنس ومثال شبه الجمع قول لبيد :
لو كان غيري ـ
سليمى ـ الدهر غيّره
|
|
وقع الحوادث
إلّا الصّارم الذّكر
|
ف «إلا الصّارم»
صفة لغيري.
ومثله قول
الشاعر وهو حضرمي بن عامر أو عمرو بن معد يكرب :
وكلّ أخ
مفارقه أخوه
|
|
لعمر أبيك
إلا الفرقدان
|
كأنه قال غير
الفرقدين.
إلّا أن :
متى دخلت على
ما يقبل التّوقيت تجعل غاية نحو (لا يَزالُ
بُنْيانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ
قُلُوبُهُمْ) أي حتّى ، دلّ عليه قراءة
__________________
«إلى أن تقطّع». ومتى دخلت على ما لا يقبل التّوقيت ـ وهو أن يكون فعلا لا
يمتدّ ـ نحو «لا أبرح إلّا أن يقدم خالد» تجعل شرطا بمنزلة «إن» لما بين الغاية
والشرط من المناسبة وهي أنّ حكم ما بعد كلّ منهما يخالف حكم ما قبله.
ألبس :
تنصب مفعولين
ليس أصلهما المبتدأ والخبر نحو «ألبست عليّا قميصا».
(انظر أعطى
وأخواتها).
التقاء السّاكنين :
إذا التقى
ساكنان فإمّا أن يكون أولهما مدّة أولا. فإن كان أوّلهما مدّة وجب حذفها لفظا
وخطّا سواء أكان الساكن الثاني والأول من كلمة أم كان الثاني كجزء من الكلمة ،
فالأول نحو «خف» من خاف يخاف و «قل» من قال يقول و «بع» من باع يبيع ، والثاني نحو
«تغزون» أصلها تغزوون بواو الكلمة وواو الجمع و «ترمنّ» أصلها : ترميينّ بياء
الكلمة وياء المخاطبة.
و «تغزنّ» يا
رجال و «ترمنّ» أصلهما :
تغزووننّ
وترموننّ ونحو «أنت ترمين وتغزين». أصلهما ترميين وتغزوين و «لتغزنّ» يا هند ، «ولترمنّ»
وأصلهما : لتغزووننّ ولترمييننّ.
وتحذف لفظا فقط
إذا كان الساكنان في كلمتين نحو «يخشى الله» و «يغزو الجيش» و «يرمي الحاجّ» ومنه (وَقالا الْحَمْدُ لِلَّهِ) ، (وَما قَدَرُوا اللهَ
حَقَّ قَدْرِهِ)(أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) ونحو (ركعتا الفجر خير من الدّنيا وما فيها).
والثاني ما ليس
أولهما مدّة :
إن لم يكن أول
السّاكنين مدّة وجب تحريكه إلّا في موضعين ـ وسنأتي على ذكر الموضعين بنهاية هذا
البحث ـ وتحريكه إمّا بالكسر على أصل التخلّص من التقاء الساكنين وإمّا بالضم وإما
بالفتح.
أما التّحريك
بالكسر فهو الأصل كما
__________________
قدمنا ، ويكون في كلّ ما عدا موضعي الضّمّ ومواضع الفتح.
أمّا التّحريك
بالضّم فيجب في موضعين :
(١) أمر
المضعّف المتّصل به هاء الغائب ومضارع المضعّف المجزوم نحو «ردّه» و «لم يردّه»
والكوفيون يجيزون الفتح والكسر.
(٢) الضّمير
المضموم نحو (لهم البشرى) (كُتِبَ عَلَيْكُمُ
الصِّيامُ) ويترجّح الضمّ على الكسر في واو الجماعة المفتوح ما
قبلها نحو «اخشوا الله» لأنّ الضمة على الواو أخفّ من الكسرة ، ويستوي الكسر
والضّم في ميم الجماعة المتّصلة بالضمير المكسور نحو «بهم اليوم».
وأما التحريك
بالفتح فيجب في ثلاثة مواضع :
(١) لفظ «من»
داخلة على ما فيه «أل» نحو «من الله» و «من الكتاب» فرارا من توالي كسرتين ،
بخلافها من ساكن غير «أل» فالكسر أكثر من الفتح ، نحو «أخذته من ابنك».
(٢ و ٣) أمر
المضاعف مضموم العين ، ومضارعه المجزوم مع ضمير الغائبة نحو «ردّها» و «لم يردّها».
ويستثنى ممّا تقدّم ممّا يجب تحريكه موضعان :
(أحدهما) نون
التّوكيد الخفيفة ، فإنّها تحذف إذا وليها ساكن نحو قول الأضبط بن قريع :
لا تهين
الفقير علّك أن
|
|
تركع يوما
والدهر قد رفعه
|
أصلها : لا
تهينن.
(ثانيهما)
تنوين العلم الموصوف ب «ابن» مضافا إلى علم نحو «عليّ بن عبد الله» بترك تنوين
عليّ.
٣ ـ يغتفر
التقاء السّاكنين في ثلاثة مواضع :
(الأول) إذا
كان أوّل الساكنين حرف لين ، وثانيهما مدغما في مثله ـ أي مشدّدا في كلمة واحدة ـ نحو
«ولا الضّالّين» و «خويصّة» و «تمودّ الحبل» .
(الثاني)
الكلمات التي قصد سردها ، كسرد الأعداد نحو «قاف ميم واو» ونحو : «واحد ، اثنان ،
ثلاث» وهكذا.
وإنّما ساغ ذلك
فيهما لأن كلّ كلمة منقطعة عمّا بعدها في المعنى وإن اتّصلت في اللفظ.
(الثالث)
الكلمات الموقوف عليها وقبلها ساكن نحو «بكر» و «قال» و «ثوب»
__________________
و «عمرو» إلّا أنّ التقاء الساكنين فيما قبل آخره حرف صحيح كبكر ، وعمرو
ظاهريّ فقط ، والحقيقة أنّ الصحيح الذي قبل الآخر محرّك بكسرة مختلسة خفيفة جدّا ـ
وأمّا ما قبله حرف لين ك «نور» و «نار» فالتقاء الساكنين فيه حقيقيّ.
وأخفّ اللين في
الوقف : «الألف» ك «قال» ثم الواو والياء مدّين ك «سور» و «بير» ثم الليّنان بلا
مدّ ك «ثوب» و «ضير».
الإلحاق :
هو أن يزاد في
كلمة حرف أو أكثر لتصير على مثال كلمة أخرى في عدد حروفها وسكناتها ، وحينئذ يعامل
في الوزن والتّصريف معاملة بناء آخر ، مشهور في الاستعمال ك «الواو» في «كوثر» فقد
زيدت للإلحاق «بجعفر» (انظر الملحقات في المزيد على الفعل). وهناك فرق آخر بين
الملحق والمزيد ، فالزيادة في الملحق لا تفيد شيئا في المعنى الأصلي ك «مهدد» في مهد فإنّه ملحق ب «جعفر» وهما بمعنى واحد ،
بل وقد تنقل الكلمة من معناها الأصلي إلى معنى آخر كما في «عثر» و «عثير» . وقد تأتي الزّيادة بمعنى والمجرّد بغير معنى ك «زينب» و
«كوكب» ولا معنى لهما بغير الياء في زينب والواو في كوكب.
وهذا بخلاف
الزّيادة في المزيد فإنّها تفيد زيادة في المعنى الأصلي هذا والإلحاق سماعي ، ولا
يجري على الملحق إدغام ولا إعلال وتزاد حروفه من أحرف «سألتمونيها».
(انظر حروف
الزيادة)
إلى
: حرف جر ، تجر
الظّاهر والمضمر ، نحو (إِلَى اللهِ
مَرْجِعُكُمْ) و (إِلَيْهِ
مَرْجِعُكُمْ) ولها معان كثيرة منها :
أنّها تأتي
لانتهاء الغاية مكانيّة نحو : (مِنَ الْمَسْجِدِ
الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى) أو زمانيّة نحو (ثُمَّ أَتِمُّوا
الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ) وإن دلّت قرينة على دخول ما بعدها فيما قبلها نحو «قرأت
القرآن من أوّله إلى آخره» ونحو قوله تعالى : (وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى
الْمَرافِقِ) ، وإلّا فلا يدخل ما بعدها
__________________
فيما قبلها في الصحيح نحو (ثُمَّ أَتِمُّوا
الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ) وتأتي للمعيّة ، من ذلك قولهم في المثل : «الذّود إلى
الذّود إبل» .
ومنه قوله
تعالى : (وَلا تَأْكُلُوا
أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ) ومنها : أن تأتي بمعنى اللام نحو : (وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ).
وتأتي للتّبيين
وهي المبيّنة لفاعليّة مجرورها بعد ما يفيد حبّا أو بغضا من فعل تعجّب أو اسم
تفضيل نحو (رَبِّ السِّجْنُ
أَحَبُّ إِلَيَ).
وتأتي لموافقه «في»
نحو قوله تعالى : (لَيَجْمَعَنَّكُمْ
إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) أي في يوم القيامة. وكقول النابغة :
فلا تتركنّي
بالوعيد كأنّني
|
|
إلى النّاس
مطليّ به القار أجرب
|
ألف التّأنيث المقصورة :
ألف التأنيث
هذه تختصّ بالأسماء وهي : ألف مفردة لازمة قبلها فتحة نحو : «ليلى» و «سعدى» ولها
أوزان نادرة لا نتعرّض لها ، وأوزان مشهورة وهي هذه :
(١) «فعلى»
بضمّ ففتح ك «أربى» للدّاهية ، و «رحبى ، وجنفى وشعبى» لمواضع ، و «جعبى» لكبار
النّمل.
(٢) «فعلى» بضم
فسكون ، اسما ك «بهمى» لنبت ، أو صفة ، ك «حبلى» و «فضلى» ، أو مصدرا ك «رجعى» و «بشرى».
(٣) «فعلى»
بفتحات ، اسما كان ك «بردى» لنهر دمشق ، أو مصدرا ك «مرطى وبشكى وجمزى» . أو صفة ك «حيدى» .
(٤) «فعلى»
بفتح فسكون بشرط أن يكون إمّا جمعا ك «قتلى وجرحى» أو مصدرا ك «دعوى ونجوى» أو صفة
ك «سكرى وكسلى وسيفى» مؤنّثات ، و «سكران وكسلان وسيفان» .
فإن كان اسما ك
«أرطى» و «علقى»
__________________
فهو صالح لأن تكون ألفه للتأنيث أو للإلحاق ، فمن نوّن اعتبرها للإلحاق ،
ومن لم ينوّن جعلها للتّأنيث.
(٥) «فعالى»
بضمّ أوّله ، سواء أكان اسما ك «حبارى ، وسمانى» لطائرين أم جمعا ك «سكارى» أو صفة
ك «علادى» للشّديد من الإبل.
(٦) «فعّلى»
بضم الفاء وتشديد العين مفتوحة ك «سمّهى» اسم للباطل.
(٧) «فعلّى» بكسر
أوّله وفتح ثانيه ، وتشديد ثالثه مفتوحا ك «سبطرى» و «دفقّى» وهي الناقة السريعة
الكريمة.
(٨) «فعلى»
بكسر فسكون إما مصدرا ك «ذكرى» أو جمعا ك «حجلى» جمع حجل وهو اسم لطائر ، و «ظربى»
جمعا لظربان اسم لدويّبة كالهرة رائحتها كريهة ، ولا ثالث لهما في الجموع ، وإذا
لم يكن جمعا ولا مصدرا فألفه إمّا أن تكون للتّأنيث ، وذلك إذا لم ينوّن نحو (قِسْمَةٌ ضِيزى) أي جائزة أو للإلحاق إذا نوّن نحو «عزهى» اسم لمن لا
يلهو.
(٩) «فعّيلى»
بكسر أوله وثانيه مشددا ولم يجىء إلّا مصدرا نحو «حثّيثى» و «خلّيفى» و «خصّيصى» و
«فخّيرى» وهي أسماء للحثّ والخلافة والاختصاص والفخر.
(١٠) «فعلّى»
بضمّ أوّله وثانيه وتشديد ثالثه نحو «كفرّى» لوعاء الطّلع و «حذرّى» من الحذر و «بذرّى»
من التبذير.
(١١) «فعّيلى»
بضمّ أوّله ، وفتح ثانيه مشدّدا ك «خلّيطى» للاختلاط ، و «لغّيزى» لللغز ، و «قبّيطى»
لنوع من الحلوى يسمّى بالنّاطف.
(١٢) «فعّالى»
بضمّ أوله وتشديد ثانيه نحو «شقّارى» وهي اسم لشقائق النّعمان ، و «خبّازى» لنبت
معروف ، و «خاّرى» لنبت أيضا.
ألف التّأنيث الممدودة :
مشهور أوزان
ألف التأنيث الممدودة سبعة عشر وزنا :
(١) «فعلاء»
بفتح فسكون اسما ك «صحراء» أو مصدرا ك «رغباء» أو صفة ك «حسناء» و «ديمة هطلاء».
(٢ و ٣ و ٤) «أفعلاء»
بفتح الهمزة وتثليث العين ك «يوم الأربعاء» سمع فيه الأوزان الثّلاثة.
(٥) «فعللاء»
بفتحتين بينهما سكون ك «عقرباء» لأنثى العقارب ولموضع.
(٦) «فعالاء»
بكسر الفاء ك «قصاصاء» للقصاص.
(٧) «فعللاء»
بضمّتين بينهما سكون ك «قرفصاء».
(٨) «فاعولاء»
كتاسوعاء وعاشوراء.
__________________
(٩) «فاعلاء» ك
«قاصعاء» و «نافقاء» لبابي جحر اليربوع.
(١٠) «فعلياء»
ك «كبرياء».
(١١) «مفعولاء»
ك «مشيوخاء» جمع شيخ.
(١٢ و ١٣ و ١٤)
«فعالاء» بفتح أوله وتثليث ثانيه ك «براساء» بمعنى النّاس يقال :
ما أدري أيّ «البراساء»
هو ، و «دبوقاء» وهو غراء يصاد به الطّير ، و «قريثاء» اسم لأطيب الثّمر.
(١٥ و ١٦ و ١٧)
«فعلاء» مثلث الفاء ومفتوح العين ك «جنفاء» لموضع و «سيراء» لثوب خزّ مخطّط ، و «خيلاء»
للتكبّر.
الألف :
اسم علم لكمال
العدد بكمال ثالث رتبة ، مذكّر ، ولا يجوز تأنيثه بدليل (يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ
آلافٍ). وقولهم : هذه ألف درهم لمعنى الدراهم.
ألفى :
مرادفة لوجد (انظر
وجد) تتعدى إلى اثنين ، ومن أفعال القلوب ، وتفيد في الخبر يقينا ، نحو (إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آباءَهُمْ ضالِّينَ).
ومثله قول
الشاعر :
قد جرّبوه
فألفوه المغيث إذا
|
|
ما الرّوع
عمّ فلا يلوى على أحد
|
واحترز من ألفى
التي بمعنى أصاب ، فإنها تتعدى لواحد نحو «ألفيت الشيء : وجدته». وتشترك مع
المتعدي لمفعولين بأحكام. (انظر المتعدي لمفعولين).
الألفات :
ويقال في كثير
منها الهمزات ، منها : «ألف الوصل وألف القطع».
(انظر همزة
الوصل وهمزة القطع).
و «ألف
الاستفهام» (انظر همزة الاستفهام).
وألف الأمر
كهمزة اكتب ، و «ألف الاستفهام» (انظر همزة الاستفهام).
و «ألف
التّعديّة» و «ألف الحينونة».
كما يقال : «أحصد
الزّرع» أي حان أن يحصد ، و «أركب المهر» أي حان أن يركب و «ألف» الوجدان كقوله «أجبنته»
أي وجدته جبانا ، و «أكذبته» أي وجدته كذّابا وفي القرآن الكريم : (فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ) أي لا يجدونك كذّابا وأصل الألف بعرف المتأخرين : هي
اللينة التي لا تقبل حركة مّا كألف «قال» وما عدا ذلك فهو همزة والأقدمون يعبّرون
عنها بالألف كما تقدم. وكذا عبّر عنها سيبويه.
إليك :
اسم فعل أمر
بمعنى «تباعد» وهذا
__________________
أشدّ تمكّنا من غيره ، وذلك أنّك تقول : للرجل ـ إذا أردت تباعده ـ : «إليك»
فيقول : «إليّ» كأنّك قلت : تباعد فقال : أتباعد. والعرب تقول : «إليك عنّي» أي
أمسك وكفّ. وتقول «إليك كذا» أي خذ .
ويقول الخليل
في معنى قولك : «أحمد الله إليك» قال معناه : أحمد معك وفي حديث عمر أنّه قال لابن
عبّاس رضياللهعنهما «إني قائل قولا وهو إليك». قال ابن الأثير : في الكلام إضمار : أي هو سرّ
أفضيت به إليك.
وإليك منقول عن
جار ومجرور ، ولا يستعمل إلّا متّصلا بضمير المخاطب لا الغائب ولا غير الضمير ،
وموضع الكاف في محل جرّ ب «إلى» ولا يوجد في كتاب سيبويه إلّا معنى تباعد. ولكن
يوجد في القاموس واللسان : معنى خذ.
(انظر اسم
الفاعل).
آمين وأمين :
كلمة تقال في
إثر الدّعاء ومعناها : اللهم استجب لي ، وفيها لغتان : آمين وأمين بالمدّ والقصر ،
والمدّ أكثر وأشهر ، قال عمر بن أبي ربيعة في لغة المدّ :
يا ربّ لا
تسلبنّي حبّها أبدا
|
|
ويرحم الله
عبدا قال آمينا
|
وأنشد ابن برّى
في القصر :
أمين وردّ
الله ركبا إليهم
|
|
بخير ووقّاهم
حمام المقادر
|
وإعرابها : اسم
فعل أمر أو دعاء بمعنى استجب ، وكان حقّها من الإعراب الوقف وهو السكون لأنها
بمنزلة الأصوات وإنما بنيت على الفتح هنا لالتقاء الساكنين.
أم المتصلة :
لا يكون الكلام
بها إلّا استفهاما ويقع الكلام بها في الاستفهام على معنى : «أيّها وأيّهم». وعلى
أن يكون الاستفهام الآخر منقطعا من الأول ، وذلك قولك : «أزيد عندك أم عمرو» و «أزيدا
لقيت أم عمرا» فأنت بهذا مدّع أنّ عنده أحدهما لأنّك إذا قلت : أيّهما عندك ،
وأيّهما لقيت فإنّ المسؤول قد لقي أحدهما ، أو أنّ عنده أحدهما ، إلّا أنّ علمك قد
استوى فيهما ، لا تدري أيّهما هو. وإذا أردت هذا المعنى فتقديم الاسم أحسن
كالأمثلة السابقة ، لأنك إنما تسأل عن أحد الاسمين ، ولا تسأل عما فعلا ، ولو قلت
: «ألقيت زيدا أم عمرا». كان جائزا
__________________
أو قلت : «اعندك زيد أم عمرو» كان جائزا كذلك. ومن هذا الباب قوله : «ما
أدري أخالدا لقيت أم بكرا» «وسواء عليّ أبشرا كلّمت أم عمرا» كما تقول : ما أبالي
أيّهما لقيت. ومثل ذلك : «ما أدري أزيد ثمّ أم عمرو» و «ليت شعري أزيد ثمّ أم عامر».
وتقول : «أضربت زيدا أم قتلته» فالبدء ههنا بالفعل أحسن لأنك إنما تسأل عن الضّرب
والقتل ومثله : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ
أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ).
أم المنقطعة :
هي بمعنى «بل»
ولم يريدوا بذلك أنّ ما بعد «أم» محقّق ، كما يكون ما بعد «بل» محقّقا ، وإنما
أرادوا أنّ أم المنقطعة استفهام مستأنف بعد كلام يتقدّمها ، تقول : «أحسن عندك أم
عندك حسين». وتقع أم المنقطعة بين جملتين مستقلتين يقول الرجل : «إنّها لإبل أم
شاء يا قوم» أي أم هي شاء ، وبمنزلة أم ههنا قوله تعالى : (الم تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ
فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ) أي بل يقولون افتراه. ومثل ذلك : (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ
الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ ، أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ
هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ). كأنّ فرعون يقول : أفلا تبصرون أم أنتم بصراء.
ومن ذلك أيضا :
«أعندك عبد الله أم لا». ومثل ذلك قول الأخطل :
كذبتك عينك
أم رأيت بواسط
|
|
غلس الظّلام
من الرّباب خيالا
|
ويجوز في الشعر
أن يريد بكذبتك الاستفهام ويحذف الألف والدليل على ذلك وجود أم.
أما الاستفتاحيّة :
بفتح ما ، وهي
التي تكثر قبل القسم ، وهي كلمة واحدة ، كقول أبي صخر الهذلي :
أما والذي
أبكى وأضحك والذي
|
|
أمات وأحيا
والذي أمره الأمر
|
أما بمعنى حقا :
هما كلمتان :
الهمزة للاستفهام ، و «ما» بمعنى شيء ، وذلك الشيء «حقّ» ، فمعنى «أما» : «أحقّا» و
«أما» هذه تفتح «أنّ» بعدها ، كما تفتح بعد حقّا وإعرابها : الهمزة للاستفهام ،
وموضع «ما»
__________________
النصب على
الظرفية كما انتصب «حقّا».
(انظر حقّا).
امرؤ :
فيه لغتان : «امرؤ»
و «مرؤ» وهمزة الأوّل للوصل ولا تدخل الألف واللام إلّا على الثاني وهو «المرء».
وأمّا «امرؤ
فتتبع الراء فيها الهمزة بحركاتها رفعا ونصبا وجرّا ، تقول : هذا امرء ، ورأيت
امرأ ، ومررت بامرىء.
امرأة :
فيها أيضا
لغتان : امرأة ومرأة. وفي الأولى همزة الوصل ، فإذا أدخلوا الألف واللّام أدخلوها
على الثانية خاصّة دون الأولى فقالوا : «المرأة».
أمّا :
١ ـ ماهيّتها :
هي حرف فيه
معنى الشّرط والتّوكيد دائما ، والتفصيل غالبا ، يدلّ على الأوّل : لزوم الفاء
بعدها نحو (فَأَمَّا الَّذِينَ
آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ. وَأَمَّا الَّذِينَ
كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ما ذا أَرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً) وهي نائبة عن أداة الشّرط وجملته ، ولهذا تؤوّل ب «مهما
يكن من شيء».
ويدل على
الثاني : أنّك إذا قصدت توكيد «زيد ذاهب». قلت : «أمّا زيد فذاهب» أي لا محالة
ذاهب. ويدلّ على التّفصيل استقراء مواقعها نحو : (أَمَّا السَّفِينَةُ
فَكانَتْ لِمَساكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ .... وَأَمَّا الْغُلامُ ...
وَأَمَّا الْجِدارُ) الآيات ونحو : (فَأَمَّا الْيَتِيمَ
فَلا تَقْهَرْ ، وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ).
وقد يترك
تكرارها استغناء بذكر أحد القسمين عن الآخر ، أو بكلام يذكر بعدها. فالأوّل :
كقوله تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ
آمَنُوا بِاللهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ
وَفَضْلٍ). والثاني : نحو : (فَأَمَّا الَّذِينَ
فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ) أي وأمّا غيرهم فيؤمنون به ويكلون معناه إلى ربّهم. وقد
يتخلّف التّفصيل كقولك : «أمّا عليّ فمنطلق». كما تقدّم.
٢ ـ وجوب وجود
الفاء بعدها وقد يجب حذفها.
لا بدّ من «فاء»
تالية لتالي «أمّا» لما فيها من معنى الشّرط ، ولا تحذف إلّا إذا دخلت على «قول»
قد طرح استغناء عنه بالمقول ، فيجب حذفها معه نحو : (فَأَمَّا
__________________
الَّذِينَ
اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ) أي فيقال لهم : أكفرتم. ولا تحذف في غير ذلك إلّا في
ضرورة كقول الشاعر يهجو بني أسد :
فأمّا القتال
لا قتال لديكم
|
|
ولكنّ سيرا
في عراض المواكب
|
٣ ـ دخول «أمّا» على أداة الشّرط :
إذا اجتمع
شرطان «أمّا وإن الشّرطية» كان الجواب للسّابق منهما فأغنى عن جواب الشّرط الثاني
، وذلك إذا كان فعل الشّرط ماضي اللّفظ نحو قوله تعالى : (وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ
الْيَمِينِ فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ). الفاء في جواب «أمّا» والفاء وما بعدها يسّدان مسدّ
جواب «إن».
٤ ـ ما يفصل
بين «الفاء» و «أمّا» :
يفصل بين «الفاء»
و «أمّا» بالمبتدأ نحو : «أمّا محمّد فمسافر» أو بالخبر نحو : «أمّا في الدّار
فإبراهيم» أو بجملة الشّرط نحو قوله تعالى : (فَأَمَّا إِنْ كانَ
مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ). أو باسم منصوب بالجواب نحو (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ). أو باسم معمول لمحذوف يفسّره ما بعد الفاء ، نحو : «أمّا
من قصدك فأغثه» أو بظرف معمول ل «أمّا» نحو «أمّا اليوم فإنّي ذاهب». ويقول سيبويه
: واعلم أن كلّ موضع تقع فيه «أنّ» تقع فيه «أنّما» فمن ذلك قوله تعالى : (قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ
يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ).
وقال ابن
الأطنابة :
أبلغ الحارث
بن ظالم المو
|
|
عد والنّاذر
النذور عليّا
|
إنما تقتل
النّيام ولا
|
|
تقتل يقظان
ذا سلاح كميّا
|
إمّا الشّرطية
:
هي غير «إمّا»
التي وضعت لأحد الشّيئين وإنما هي عبارة عن «إن» الشّرطيّة و «ما» الزّائدة ، نحو
قوله تعالى : (فَإِمَّا تَرَيِنَّ
مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي) ففعل الشّرط «ترينّ» وجوابه «فقولي» والفاء رابطة
للجواب.
إمّا :
إمّا في الخبر
بمنزلة «أو» وهي لأحد الشّيئين أو الأشياء ، ويرى الخليل وسيبويه : أنّ «إمّا» هذه
إنّما هي
__________________
«إن» ضمّت إليها «ما» ولا يجوز حذف «ما» إلّا أن يضطّر الشاعر فيقول :
لقد كذبتك
نفسك فاكذبنها
|
|
فإن جزعا وإن
اجمال صبر
|
المعنى : فإمّا
جزعا .. إلخ.
(انظر إن بمعنى
إمّا).
والفرق بين أو
وإمّا ـ كما يقول المبرد ـ أنّك إذا قلت : جاءني زيد أو عمرو وقع الخبر في زيد
يقينا حتى ذكرت ، أو فصار فيه وفي عمرو شكّ. وإمّا تبتدىء بها شاكّا ، وذلك قولك :
جاءني إمّا زيد وإمّا عمرو ، أي أحدهما.
ويتفرّع عن «إمّا»
خمسة معان :
(أحدها) الشكّ
نحو «سيقدم إمّا زيد وإمّا أحمد» وتبدأ بالشك.
(الثاني)
الإبهام نحو قوله تعالى : (وَآخَرُونَ
مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ).
(الثالث)
التّخيير نحو قوله تعالى : (إِمَّا أَنْ
تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً).
(الرابع)
الإباحة نحو «إقرأ إمّا شعرا وإمّا قصّة».
(الخامس)
التّفصيل نحو (إِمَّا شاكِراً
وَإِمَّا كَفُوراً).
و «إمّا» في
هذه المعاني ك «أو» إلّا أن «إمّا» يجب تكرارها و «أو» لا تتكرّر. وقد يستغنى عن «إمّا»
الثّانية بذكر ما يغني عنها نحو «إمّا أن تتكلّم بخير وإلّا فاسكت».
أمام :
من أسماء
الجهات وهي ظرف مكان ، ولها أحكام. (انظر قبل).
أمامك :
اسم فعل أمر
ومعناه : تقدّم.
(انظر اسم
الفعل ٥).
أمثلة مبالغة
اسم الفاعل
. (انظر مبالغة
اسم الفاعل ٢).
الأمر :
١ ـ تعريفه :
ما يطلب به
حصول شيء نحو «اقرأ» «تعلّم» «دحرج» «انطلق» «استغفر».
٢ ـ علامته :
أن يقبل نون
التّوكيد مع دلالته على الأمر .
__________________
٣ ـ حكمه :
الأمر مبنيّ
دائما والأصل في بنائه السّكون وغير السّكون عارض لسبب.
وقيل
(أ) يبنى على
السّكون إذا كان صحيح الآخر نحو «اكتب تعلّم» أو اتصل به نون النّسوة نحو «اكتبن».
(ب) وقد يبنى
على حذف حرف العلّة إن كان معتلّ الآخر نحو «اسع اسم ارتق».
(ج) وعلى حذف
النون إذا اتّصل به ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة نحو «اسمعا اسمعوا
اسمعي» (د) ويبنى على الفتح إذا اتّصل به نون التّوكيد نحو «اكتبنّ». وما قيل بأنّ
الأمر معرب مجزوم فهو قول الكوفيين وردّه البصريّون. والأصحّ أن يقال : يبنى على
ما يجزم به مضارعه.
٤ ـ أخذه من
المضارع :
يؤخذ الأمر من
المضارع بحذف حرف المضارعة فقط ك «تشارك» فإن كان أوّل الباقي بعد الحذف ساكنا جئت
بهمزة الوصل مكسورة ك «اضرب» و «اجلس» و «افهم» إلّا في الفعل الثلاثي المضموم
العين في المضارع فتكون مضمومة ك «انصر» و «اكتب» أمّا الأمر من «أكرم» فإنّه يكون
بفتح الهمزة وكسر ما قبل آخره : وذلك لأنّها همزة قطع لا وصل فتقول : «أكرم».
وتحذف فاء المثال من الأمر حملا على حذفها في المضارع ك «عد» و «زن».
٥ ـ الأمر من
حرف واحد :
قد يحذف حرف
العلّة من الأمر المعتلّ فلا يبقى منه إلّا حرف واحد نحو : «إ» أمر أي عد من «الوأي»
ك «الوعد» لفظا ومعنى. ونحو «ق» أمر من «وقى يقي» و «ل» أمر من ولي الأمر يليه ،
ونحو «ش» أمر من «وشى الثّوب يشيه» نقشه ، ومثله «د» أمر من «وداه يديه» دفع ديته
، و «ر» أمر من «رآى يرى» من الرأي ، و «ع» أمر من «وعى يعي» حفظ وتدبّر ، و «ن»
أمر من «ونى ينى» : فتر ، «ف» أمر من «وفى بالعهد يفي» فهذه الأفعال كلّها بالكسر
إلّا «ر» بفتح عين مضارعه ، وكلّها متعدّية إلّا «ن» فلازم لأنه بمعنى تأنّ.
والأولى في هذا
الأمر الحرفي أن تتبعه بهاء السّكت ، فتقول مثلا : قه ، وره ، وهكذا غيرها.
أمسى :
تأتي :
(١) ناقصة من
أخوات «كان» وهي
__________________
تامّة التصرف ،
وتستعمل ماضيا ، ومضارعا ، وأمرا ومصدرا نحو : «أمسى خالد راضيا مرضيا». و «يمسي الضّيف
مكرّما» ولها مع كان أحكام أخرى.
(انظر كان
وأخواتها).
٢ ـ تامّة
فتكتفي بمرفوعها ويكون فاعلا لها ، وذلك حين يكون معنى «أمسى» دخل في المساء نحو
قوله تعالى : (فَسُبْحانَ اللهِ
حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ).
أمس :
اسم علم على
اليوم الذي قبل يومك ، ويستعمل فيما قبله مجازا وهو مبنيّ على الكسر ، إلّا أن ينكّر بأن يراد به يوم مّا فينوّن ، أو يكسّر
، أو دخلته «أل» ، أو أضيف ، أعرب بإجماع.
أن :
بمعنى «لئلا»
كقولك «ربطت الفرس أن تنطلق» أي لئلا تنطلق.
قال الله تعالى
: (يُبَيِّنُ اللهُ
لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا). معناه لئلا تضلوا ، وقال تعالى : (وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ
تَمِيدَ بِكُمْ). أي : لئلا تميد بكم ، وقال : (إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ
وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا) معناه ألّا تزولا.
وقال عمرو بن
كلثوم :
نزلتم منزل
الأضياف منّا
|
|
فعجّلنا
القرى أن تشتمونا
|
والمعنى : لئلا
تشتمونا ، والأولى في مثل هذا أن يقدّر مضاف فالمعنى في قولك : «ربطت الفرس أن
تنطلق» خوف أن تنطلق ، كذلك المعنى في الآية الأولى : يبيّن الله لكم خشية أن
تضلوا ، وكذلك : وألقى في الأرض رواسي خشية أن تميد بكم ، وكذلك في البيت :
فعجّلنا القرى خشية أن تشتمونا.
والمضاف
المحذوف : مفعول لأجله.
إن بمعنى إما :
قد تكون «إن»
في بعض حالاتها بمعنى «إمّا» وعلى ذلك قول دريد بن الصّمّة :
لقد كذبتك
نفسك فاكذبنها
|
|
فإن جزعا وإن
إجمال صبر
|
قال سيبويه :
فهذا محمول على «إمّا» وليس على الجزاء ، يريد أنّ «إن»
__________________
في هذا البيت يراد بها أحد الشّيئين ، فاضّطر الشاعر فحذف «ما» فبقيت «إن»
والمعنى : فإمّا. ومثله قول النّمر بن تولب
سقته
الرّواعد من ضيّف
|
|
وإن من خريف
فلن يعدما
|
قال سيبويه :
يريد : وإمّا من خريف.
وقال الأصمعي :
«إن» ههنا بمعنى الجزاء ، أراد : وإن سقته من خريف فلن يعدم الرّيّ ، وبهذا القول
أخذ المبرّد وقال :
لأنّ «إمّا»
تكون مكرّرة ، وهي ههنا غير مكرّرة ، ويجب على قول الأصمعي : أنّه يعدم الرّيّ ،
لأنه قال : وإن سقته من خريف فلن يعدم الرّي. فكأنّه يعدم الرّي إن لم يسقه
الخريف.
كما قال الهروي
، وليس هذا مرادا.
أن الزّائدة :
هي التّالية ل «لمّا»
الحينية نحو : (فَلَمَّا أَنْ جاءَ
الْبَشِيرُ). ومثله قول ليلى الأخيلية :
ولمّا أن
رأيت الخيل قبلا
|
|
تباري
بالخدود شبا العوالي
|
والواقعة بين
الكاف ومجرورها كقول كعب بن أرقم اليشكري :
ويوما
توافينا بوجه مقسّم
|
|
كأن ظبية
تعطو إلى وارق السّلم
|
أو بين فعل
القسم ولو ، كقول المسيّب ابن علس :
فأقسم أن لو
التقينا وأنتم
|
|
لكان لكم يوم
من الشّرّ مظلم
|
أن المخفّفة من
الثّقيلة :
هي الواقعة بعد
علم نحو (عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ
مِنْكُمْ مَرْضى).
وأجرى سيبويه
والأخفش : «أن» هذه بعد الخوف مجراها بعد العلم ، لتيقّن المخوف نحو «خفت ألّا
تفعل» و «خشيت أن تقوم» ومثل ذلك أن تقع بعد نحو «أكثر قولي أن بكر ظريف» ومثله «أوّل
ما أقول أن بسم الله الرّحمن الرّحيم». ومثله : (وَآخِرُ دَعْواهُمْ
أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ).
أمّا الواقعة
بعد الظّنّ فالأرجح أن تكون ناصبة ، لذلك أجمع القراء عليه في قوله تعالى : (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا). ويجوز اعتبارها مخفّفة كقراءة : (وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ).
__________________
وإذا خفّقت «أن» المفتوحة يبقى العمل وجوبا ، ولكن يجب في اسمها كونه مضمرا
محذوفا.
وأمّا قول عمرة
بنت ابن العجلان :
بأنك ربيع
وغيث مريع
|
|
وأنك هناك
تكون الثّمالا
|
فضرورة ويجب في
خبرها أن يكون جملة ، فإن كانت اسميّة ، أو فعليّة فعلها جامد ، أو دعاء ، لم تحتج
إلى فاصل نحو : (وَآخِرُ دَعْواهُمْ
أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ). (وَأَنْ لَيْسَ
لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى). (وَالْخامِسَةَ أَنَّ
غَضَبَ اللهِ عَلَيْها). والقراءة المشهورة : (أَنَّ غَضَبَ اللهِ
عَلَيْها). بتشديد نون أنّ. ويجب الفصل في غيرهنّ ب «قد» نحو (وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنا). أو «تنفيس» نحو (عَلِمَ أَنْ
سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى). أو «نفي بلا أو لن أو لم» نحو (وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ) ، على قراءة الرفع في تكون (أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ
أَحَدٌ)(أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ). على جواز أن تأتي أن المخففة بعد الظن ، أو «لو» نحو (أَنْ لَوْ نَشاءُ أَصَبْناهُمْ). (وَأَنْ لَوِ
اسْتَقامُوا). ويندر ترك الفصل بواحد منها كقوله :
علموا أن
يؤمّلون فجادوا
|
|
قبل أن
يسألوا بأعظم سؤل
|
أن التّفسيرية
:
أن هذه بمنزلة
أي ، وذلك مثل قوله عزوجل (وَانْطَلَقَ
الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا) لأنّك إذا قلت : «انطلق بنو فلان أن أمشوا ، فأنت لا
تريد أن تخبر أنّهم انطلقوا بالمشي ومثل ذلك : (ما قُلْتُ لَهُمْ
إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللهَ) ومثل هذا في القرآن كثير.
وأمّا قوله : «كتبت
إليه أن افعل» و «أمرته أن قم» فيكون على وجهين : على أن تكون «أن» التي تنصب
الأفعال وصلتها بفعل الأمر. والوجه الآخر أن تكون بمنزلة «أي» كما كانت في الأول. وأما
قوله عزوجل : (وَآخِرُ دَعْواهُمْ
أَنِ
__________________
الْحَمْدُ
لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) فأن هنا مخفّفة من الثّقيلة.
والمتأخّرون
يقولون في تعريف «أن» المفسّرة هي التي يسبقها معنى القول دون حروفه ، ويكون بعدها
جملة.
أن المصدريّة :
هي أحد نواصب
المضارع ، وهي والفعل بمنزلة المصدر ، وعلى هذا يجوز تقديمها وتأخيرها ، وتقع في
كلّ موضع تقع فيه الأسماء ، إلّا أنّ المضارع بعدها لما لم يقع ـ أي للمستقبل ـ نحو
قولك :
«أن تأتيني خير
لك» وقوله تعالى : (وَأَنْ تَصُومُوا
خَيْرٌ لَكُمْ) و «يسرني أن تجلس» وقوله تعالى : (وَالَّذِي أَطْمَعُ
أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ).
وإن وقعت على
فعل ماض كانت مصدرا لما مضى ، تقول : «سرّني أن قمت» وقال الله عزوجل : (وَامْرَأَةً
مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِ) قراءة بفتح أن ، ونحو «ساءني أن كلّمك زيد وأنت غضبان»
أي لهذه العلّة. وتقول «عسى زيد أن يقرأ» أن مع الفعل بتأويل المصدر ، ولكن لا
يجوز أن تظهر المصدر مع عسى ، فتقول «عسى زيد القيام» لأنّ المصدر يكون للماضي والحاضر والمستقبل و «عسى»
إنما تعدّ لما يقع و «أن» النّاصبة لا تقع ثابتة ، وإنّما تقع مطلوبة أو متوقّعة
نحو «أرجو أن تذهب» «وأتوقّع أن تأتي» أما الثّابتة التي لا تقع إلّا بعد ثابت فهي
المخفّفة من الثقيلة ، وإذا وقعت بعدها الأفعال المستقبلة وكانت بينها وبينها «لا»
فإن عملها على حاله ، تقول : «أحبّ ألّا تذهب» و «أكره ألّا تكلّم زيدا» والمعنى :
أكره تركك كلام زيد ، ومنه قوله تعالى : (إِلَّا أَنْ يَخافا
أَلَّا يُقِيما حُدُودَ اللهِ).
وقد يشترك
بالعطف بالواو ، أو الفاء ، أو ثمّ أو فعل آخر في «أن» تقول : «أريد أن تقوم وتكرم
زيدا» و «أريد أن تأتيني فتؤنسني» و «أريد أن تجلس ثمّ نتحدّث».
فإن كان الفعل
الثاني خارجا عن معنى الأوّل كان مقطوعا مستأنفا أي لا يتبع النّصب بأن نحو : «أريد
أن تأتيني ، فتقعد عني»؟ و «أريد أن تكرم بكرا ، فتهينه؟» كما قال رؤبة أو الحطيئة
:
والشّعر لا
يضبطه من يظلمه
|
|
إذا ارتقى
فيه الذي لا يعلمه
|
زلّت
به إلى الحضيض قدمه
|
يريد أن يعربه
فيعجمه
__________________
والشاهد «يعجمه»
إذ رفعه وقطعه ولم يعطفه ، والعطف خطأ بالمعنى ، والمعنى : فإذا هو يعجمه ، و «أن»
أمكن الحروف في نصب الأفعال. لذلك تنصب ظاهرة ومضمرة ، فالظاهرة كما تقدّم.
وأمّا المضمرة
: فتضمر وجوبا في خمسة مواضع :
بعد «لام
الجحود» بعد «أو» بمعنى «إلى» أو «إلّا» بعد «حتّى» ، بعد «فاء السّبّبية» ، بعد «واو
المعيّة».
(انظر كلّا في
حرفه).
وتضمر جوازا
بعد خمسة أيضا :
(١) لام
التعليل ، إذا لم يسبقها ، كون منفيّ» ولم يقترن الفعل ب «لا» الزائدة أو النافية
، نحو (وَأُمِرْنا
لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ) و (وَأُمِرْتُ لِأَنْ
أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ) فإن سبقت بالكون وجب إضمار «أن» وتكون اللام لام الجحود
، وإن قرن الفعل ب «لا» النافية ، أو الزّائدة ، وجب إظهارها ، فالأوّل :
نحو (لِئَلَّا يَكُونَ
لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ) والثاني : (لِئَلَّا يَعْلَمَ
أَهْلُ الْكِتابِ) أي ليعلم. والأربعة الباقية «الواو ، الفاء ، أو ، ثمّ».
إذا كان العطف بها على اسم صريح.
فمثال «الواو»
قول ميسون زوج معاوية :
ولبس عباءة
وتقرّ عيني
|
|
أحبّ إليّ من
لبس الشّفوف
|
ومثال «الفاء»
قول الشاعر :
لو لا توقّع
معترّ فأرضيه
|
|
ما كنت أوثر
إترابا على ترب
|
ومثال «أو»
قوله تعالى : (وَما كانَ لِبَشَرٍ
أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ
رَسُولاً) ومثال «ثمّ» قول أنس بن مدركة الخثعمي :
إنّي وقتلي
سليكا ثمّ أعقله
|
|
كالثّور يضرب
لمّا عافت البقر
|
والنصب ب «أن»
مضمرة في غير ما مرّ شاذ كقولهم في المثل «تسمع بالمعيدي خير من أن تراه» . وقول
__________________
الآخر : «خذ اللّصّ قبل يأخذك».
ولا يجوز ـ عند
البصريين ـ النصب على إضمار «أن» في غير ما تقدّم وبعضهم يجيزه واستشهد بقول طرفة
:
ألا أيّهذا
الزّاجري أحضر الوعى
|
|
وأن أشهد
اللّذات هل أنت مخلدي
|
وينشده سيبويه
بضم الراء من أحضر مع اعترافه أنّ أصلها : أن أحضر. وبعضهم : يرويها : أحضر بالنصب
على تقدير أن ، وحسن ذلك عنده قول الشاعر بعدها : وان أشهد.
إن الزّائدة :
أكثر ما تزاد «إن»
بعد «ما» النّافية إذا دخلت على جملة فعليّة ، نحو قول النّابغة الذّبياني :
ما إن أتيت
بشيء أنت تكرهه
|
|
إذن فلا رفعت
سوطي إليّ يدي
|
فإن هنا زائدة
لتوكيد النفي.
أو جملة اسمية
كقول فروة بن مسيك :
فما إن طبّنا
جبن ولكن
|
|
منايانا
ودولة آخرينا
|
وفي حالة
دخولها على الجملة الاسميّة تكفّ عمل «ما» الحجازيّة وقد تزداد بعد «ما» الموصولة
الاسمية كقول جابر بن رألان :
يرجّي المرء
ما إن لا يراه
|
|
وتعرض دون
أدناه الخطوب
|
وبعد «ما»
بمعنى حين ، كقول جابر بن رألان :
ورجّ الفتى
للخير ما إن رأيته
|
|
على السّنّ
خيرا لا يزال يزيد
|
وبعد «ألا»
الاستفتاحيّة كقول المعلوط القريعي :
ألا إن سرى
ليلي فبتّ كئيبا
|
|
أحاذر أن
تنأى النّوى بغضوبا
|
إن الشرطيّة :
هي حرف وتقع
على كلّ ما وصلتها به زمانا كان أو مكانا أو آدميّا أو غير ذلك.
تقول : «إن
يأتني زيد آته» و «إن يقم في مكان كذا أقم فيه».
وهي أصل أدوات
الشّرط لأنّه يجازى بها في كلّ نوع نحو : (وَإِنْ تَعُودُوا
نَعُدْ). و (إِنْ يَنْتَهُوا
يُغْفَرْ لَهُمْ) وهي و «إذ ما» (انظر إذ ما). حرفان من أدوات الشّرط :
وما عداهما أسماء ، وتفيد «إن» الاستقبال. وقد تقترن ب «لا» النّافية نحو (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ
__________________
اللهِ) ، (إِلَّا تَنْفِرُوا
يُعَذِّبْكُمْ).
وإن لم تجزم
فالفصل بينها وبين ما عملت فيه في الظاهر جائز كقوله تعالى : (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ).
وجاز هذا
لأنّها أصل الجزاء ، أمّا غيرها من الأدوات فلا يصحّ فيها الفصل وكلمة «أحد» في
الآية فاعل لفعل محذوف يفسّره الفعل المذكور التّقدير : وإن استجارك أحد.
(انظر جوازم
المضارع).
إن المخفّفة من
الثّقيلة :
وتدخل على
الجملتين : الفعليّة والاسميّة فإن دخلت على الاسميّة جاز إعمالها نحو (وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا
لَيُوَفِّيَنَّهُمْ).
ولا تحتاج
العاملة إلى لام ، وإن وجدت فهي لام التّوكيد.
ويكثر إهمالها
، وتلزم في حالة إهمالها : «لام الابتداء» وتسمّى الفارقة ، لأنها فارقة بينها
وبين «إن» النافية ، نحو (وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ
لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا) ، (وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا
جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ) ، ومثل ذلك قول النابغة :
وإن مالك
للمرتجى إن تقعقعت
|
|
رحى الحرب أو
دارت عليّ خطوب
|
وقد يغني عن
اللّام قرينة لفظيّة ك «لا» نحو «إن الحقّ لا يخفى على ذي بصيرة» فالقرينة هنا :
لا النافية ، لأنّ لام الابتداء لا تدخل على النّفي.
وإن دخلت على
الفعل أهملت وجوبا. والأكثر كون الفعل ماضيا ناسخا نحو : (وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى
الَّذِينَ هَدَى اللهُ) ، (وَإِنْ كادُوا
لَيَفْتِنُونَكَ) ودونه أن يكون مضارعا ناسخا نحو : (وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا
لَيُزْلِقُونَكَ).
ويقاس على
النّوعين اتفاقا ، ودون هذا أن يكون ماضيا غير ناسخ نحو قول عاتكة بنت زيد ترثي
زوجها الزبير بن العوّام :
شلّت يمينك
إن قتلت لمسلما
|
|
حلّت عليه
عقوبة المتعمّد
|
ودون هذا أن
يكون مضارعا غير ناسخ. نحو قول بعضهم : «إن يزينك
__________________
لنفسك». ولا
يقاس عليه إجماعا.
إن النافية :
لك فيها ثلاثة
أوجه :
(أحدها) أن
تقول : «إن زيد قائم» و «إن أقوم معك» تريد : ما زيد قائم ، وما أقوم معك. قال
الله تعالى : (قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ
ما تُوعَدُونَ) أي : ما أدري. وقال تعالى : (إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بِهذا) ، أي : ما عندكم ، وقال تعالى : (وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ
مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ). أي : في الذي لم نمكّنكم فيه. وقال تعالى : (وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ
أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ) يريد : ما يمسكهما أحد.
(الوجه الثاني)
أن تدخل إلّا في الخبر فتقول : «إن خالد إلّا مسافر» وفي الفاعل «إن قدم إلّا عمرو»
و «إن يبقى إلّا محمّد» تريد : ما خالد إلّا مسافر ، وما قدم إلّا عمرو ، وما يبقى
إلّا محمّد.
قال الله تعالى
: (إِنِ الْكافِرُونَ
إِلَّا فِي غُرُورٍ) أي ما الكافرون. ومثله (إِنْ أُمَّهاتُهُمْ
إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ) ، (إِنْ هُوَ إِلَّا
نَذِيرٌ مُبِينٌ).
(الوجه الثالث)
أن تدخل «لمّا» بتشديد الميم ، موضع إلّا وتكون بمعناها كقولك : «إن عمرو لمّا
مقبل» تريد : ما عمرو إلّا مقبل. قال الله تعالى : (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ
لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ). (وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا
جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ) وكان سيبويه لا يرى فيها إلّا رفع الخبر لأنها حرف نفي
دخل على ابتداء وخبر كما تدخل ألف الاستفهام فلا تغيّره ، وأجاز الكسائي والمبرّد
والكوفيّون أن تعمل «إن» النافية عمل ليس إذا دخلت على الجملة الاسميّة ،
واستشهدوا على ذلك بقول أهل العالية : «إن أحد خيرا من أحد إلّا بالعافية» وقول
الشاعر :
إن هو
مستوليا على أحد
|
|
إلّا على
أضعف المجانين
|
وقرأ سعيد بن
جبير : إن الذين تدعون من دون الله عبادا أمثالكم بنون مخفّفة مكسورة ، ولا يشترط في معموليها أن يكونا
نكرتين كما في «ما» الحجازية.
__________________
إنّ وأخواتها :
هذه هي الأحرف
المشبّهة بالأفعال وشبّهت بها لأنّها تعمل فيما بعدها كعمل الفعل فيما بعده وهنّ
سبعة أحرف : «إنّ ، أنّ ، كأنّ ، ليت ، لعلّ ، لكنّ ولا النافية للجنس» (انظر كلّا
في حرفه).
١ ـ حكم هذه
الأحرف :
كلّ هذه الأحرف
تنصب المبتدأ ـ غير الملازم للتّصدير ـ ويسمّى اسمها وترفع خبره ـ غير الطلبي الإنشائي ـ ويسمّى خبرها.
٢ ـ تقدّم
خبرهنّ عليهنّ :
يمتنع مطلقا
تقدم خبرهنّ عليهنّ ولو كان ظرفا أو جارّا ومجرورا.
٣ ـ توسّط
خبرهنّ :
فيما عدا «لا»
النّافية للجنس ، يجوز توسّط الخبر بينها وبين أسمائها إن كان الاسم معرفة ،
والخبر ظرفا أو جارّا ومجرورا نحو (إِنَّ إِلَيْنا
إِيابَهُمْ). ويجب إن كان نكرة نحو (إِنَّ لَدَيْنا
أَنْكالاً)(إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً).
٤ ـ معمول
خبرهنّ : لا يلي هذه الأحرف معمول خبرها إلّا إن كان ظرفا أو مجرورا ، ويجوز
توسّطه بين الاسم والخبر مطلقا. نحو «إنّ خالدا أخاه مكرم» وتقول : «إنّ بك زيدا
مأخوذ» أي مأخوذ بك ، و «إنّ لك زيدا واقف» ومثل ذلك «إنّ فيك زيدا لراغب» قال
الشاعر :
فلا تلحني
فيها فإنّ بحبّها
|
|
أخاك مصاب
القلب جمّ بلابله
|
والتّقدير :
فإن أخاك مصاب القلب بحبّها.
٥ ـ أحوال همزة
«إنّ» : ل «إنّ» من حيث حركة همزتها ثلاثة أحوال : وجوب الفتح حيث يسدّ المصدر
مسدّها ومسدّ معموليها ، ووجوب الكسر حيث لا يجوز أن يسدّ المصدر مسدّها وجواز
الوجهين إن صحّ الاعتباران.
٦ ـ مواضع
الفتح في همزة «أنّ» يجب فتح همزة «أنّ» في ثمانية مواضع : (انظر أنّ).
٧ ـ مواضع كسر
همزة «إنّ» يجب كسر همزة «إنّ» في اثني عشر موضعا :
(١) أن تقع في
الابتداء حقيقة نحو : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ) أو حكما نحو : (أَلا إِنَّ
أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ
__________________
يَحْزَنُونَ)(كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى).
(٢) أن تقع
تالية ل «حيث» نحو : «جلست حيث إنّ عليّا جالس».
(٣) أن تتلو «إذ»
ك «زرتك إذ إنّ خالدا أمير».
(٤) أن تقع
تالية لموصول اسميّ أو حرفيّ نحو قوله تعالى : (وَآتَيْناهُ مِنَ
الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ). فـ «ما» : موصول اسميّ ، ووجب كسر همزة «إنّ» بعدها
لوقوعها في صدر الصّلة بخلاف الواقعة في حشو الصّلة نحو : «جاء الّذي عندي أنّه
فاضل» ومثله قولهم «لا أفعله ما أنّ حراء مكانه» فتفتح «أنّ» فيهما لوقوعها في حشو الصلة ، إذ التقدير :
لا أفعله ما ثبت أنّ حراء مكانه ، فليست «أنّ» في التّقدير تالية للموصول الحرفي ،
لأنّها فاعل بفعل محذوف ، والجملة صلة و «ما» الموصول الحرفي.
(٥) أن تقع بعد
«حتّى» تقول : «قد قاله القوم حتّى إنّ زيدا يقوله». و «انطلق القوم حتّى إنّ زيدا
لمنطلق» فحتّى ههنا لا تعمل شيئا في «إنّ» كما لا تعمل «إذا» كما يقول سيبويه :
ولو أردت أن تقول : حتّى أنّ ، في ذا الموضع ، أي حتى أن زيدا منطلق كنت محيلا ،
لأنّ أنّ وصلتها بمنزلة الانطلاق ولو قلت : انطلق القوم حتّى الانطلاق كان محالا.
(٦) أن تقع
جوابا لقسم نحو : (حم وَالْكِتابِ
الْمُبِينِ ، إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ).
(٧) أن تكون
محكيّة بالقول نحو (قالَ إِنِّي عَبْدُ
اللهِ).
(٨) أن تقع
حالا نحو (كَما أَخْرَجَكَ
رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
لَكارِهُونَ).
(٩) أن تقع صفة
نحو «نظرت إلى خالد إنّه كبير».
(١٠) أن تقع
بعد عامل علّق بلام الابتداء التي يسمّونها المزحلقة نحو : (وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ).
(١١) أن تقع
خبرا عن اسم ذات
__________________
نحو : «محمّد إنه رسول الله».
(١٢) في باب
الحصر بالنّفي وإلّا ، بمعنى الأمثلة الآتية تقول : «ما قدم علينا أمير إلّا إنّه
مكرم لنا». لأنّه ليس ههنا شيء يعمل في إنّ ولا يجوز أن تكون أنّ ، وإنّما تريد أن
تقول : ما قدم علينا أمير إلّا هو مكرم لنا. وقال سبحانه : (وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ
الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ) ومثل ذلك قول كثيرّ :
ما أعطياني
ولا سألتهما
|
|
إلّا وإني
لحاجزي كرمي
|
وبغير معنى ما
تقدّم من الحصر تقول : «ما غضبت عليك إلا أنّك فاسق» وهذا بفتح همزة أن.
٨ ـ مواضع جواز
كسر «إنّ» وفتحها : يجوز كسر همزة «إنّ» وفتحها في تسعة مواضع :
(١) أن تقع بعد
فاء الجزاء نحو :
(مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ
سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) قرىء بكسر «إنّ» وفتحها ، فالكسر على معنى : فهو غفور
رحيم ، والفتح على تقدير أنها ومعموليها مفرد خبره محذوف ، أي فالغفران والرّحمة
حاصلان.
(٢) أن تقع بعد
«إذا» الفجائيّة كقول الشاعر وأنشده سيبويه :
وكنت أرى
زيدا كما قيل سيّدا
|
|
إذا إنّه عبد
القفا واللهازم
|
(٣) أن تقع في موضع التّعليل ، نحو
: (إِنَّا كُنَّا مِنْ
قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ) هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ ومثله قوله تعالى :
(وَصَلِّ عَلَيْهِمْ
إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ) ومثله «لبّيك إنّ الحمد والنّعمة لك» بفتح «إن» وكسرها.
(٤) أن تقع بعد
فعل قسم ، ولا لام بعدها كقول رؤبة :
أو تحلفي
بربّك العليّ
|
|
إنّي أبو
ذيّالك الصّبيّ
|
يروى بكسر «إنّ»
وفتحها ، فالكسر على الجواب للقسم . والفتح بتقدير
__________________
«على أني» و «أنّ» مؤوّلة بمصدر عند الكسائي والبغداديين.
(٥) أن تقع
خبرا عن قول ، ومخبرا عنها بقول ، والقائل واحد ، نحو «قولي إني أحمد الله» بفتح إنّ
وكسرها فإذا فتحت فعلى مصدرية «قولي» أي قولي حمدا لله ، وإذا كسرت فعلى معنى
المقول ، أي «مقولي إني أحمد الله» فالخبر على الأول : مفرد ، وعلى الثاني : جملة
مستغنية عن العائد لأنها نفس المبتدأ في المعنى.
ولو انتفى
القول الأوّل وجب فتحها نحو «عملي أنّي أحمد الله» ولو انتفى القول الثاني وجب
كسرها نحو «قولي إني مؤمن». فالقول الثاني «إني مؤمن» والإيمان لا يقال لأنه عقيدة
في القلب.
ولو اختلف
القائل وجب كسرها نحو : «قولي إنّ هشاما يسبّح ربّه».
(٦) أن تقع بعد
«واو» مسبوقة بمفرد صالح للعطف عليه نحو : (إِنَّ لَكَ أَلَّا) تجوع فيها ولا تعرى وأنّك لا تظمؤ (فِيها وَلا تَضْحى).
(٧) الأكثر أن
تكسر «إنّ» بعد حتى ، وقد تفتح قليلا إذا كانت عاطفة ، تقول : «عرفت أمورك حتى
أنّك حسن الطّويّة» كأنّك قلت : عرفت أمورك حتّى حسن طويّتك ، ثمّ وضعت أنّ في هذا
الموضع.
(٨) أن تقع بعد
«أما» نحو «أما إنّك مؤدّب» فالكسر على أنّها حرف استفتاح بمنزلة «ألا» والفتح
على أنها بمعنى «أحقا» وهو قليل.
(٩) أن تقع بعد
«لا جرم» والغالب الفتح نحو (لا جَرَمَ أَنَّ
اللهَ يَعْلَمُ) فالفتح على أنّ جرم فعل ماض معناه وجب و «أنّ» وصلتها
فاعل ، أي وجب أنّ الله يعلم ، و «لا» زائدة ، وإمّا على أنّ «لا جرم» ومعناها «لا
بدّ» و «من» بعدهما مقدّرة ، والتّقدير : لا بدّ من أنّ الله يعلم.
والكسر على
أنّها منزّلة منزلة اليمين عند بعض العرب فيقول : «لا جرم إنك ذاهب». (انظر لا جرم).
__________________
٩ ـ المختار
أنّ اسم إنّ معرفة وخبرها نكرة. إذا اجتمع في اسم إنّ وأخواتها وخبرها فالذي يختار
أن يكون اسمها معرفة لأنّها دخلت على الابتداء والخبر ، ولا يكون الاسم نكرة إلّا
في الشّعر نحو قول الفرزدق :
وإنّ حراما
أن أسبّ مقاعسا
|
|
بآبائي
الشّمّ الكرام الخضارم
|
وقول الأعشى :
إنّ محلّا
وإنّ مرتحلا
|
|
وإنّ في
السّفر إذ مضى مهلا
|
١٠ ـ حذف خبر «إنّ»
قد يحذف خبر «إنّ»
مع المعرفة والنكرة للعلم به ، يقول الرّجل للرجل : «هل لكم أحد؟ إنّ النّاس إلب
عليكم» فيقول : «إنّ خالدا وإنّ بكرا» أي : لنا ، وإنّما يحذف الخبر إذا علم
المخاطب ما يعني بأن تقدّم ما يفهم الخبر ، أو يجري القول على لسانه.
١١ ـ «ما»
الزّائدة :
تتّصل «ما»
الزّائدة وهي الكافّة ب «إنّ وأخواتها» . فتكفّها عن العمل وتهيّئها للدخول على الجمل الفعليّة
نحو : (قُلْ إِنَّما يُوحى
إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ)(كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ).
١٢ ـ العطف على
اسم إن وأخواتها :
لك في هذا
العطف وجهان : النصب عطفا على اسم إنّ نحو قولك : «إنّ زيدا منطلق وعمرا مقيم»
وعلى هذا قرأ من قرأ والبحر بالفتح من قوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّ ما فِي
الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ ، وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ
أَبْحُرٍ) وقد رفع آخرون : والبحر :
والواو للحال.
وعلى هذا قول الرّاجز وهو رؤبة بن العجّاج :
إنّ الرّبيع
الجود والخريفا
|
|
يدا أبي
العبّاس والضّيوفا
|
والوجه الآخر :
عطفه على الابتداء الذي هو اسم إنّ قبل أن تدخل عليه إنّ تقول : «إنّ زيدا منطلق
وسعيد» والأصل : زيد منطلق وسعيد. وفي القرآن الكريم مثله : (أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ
الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ). وقال جرير :
إنّ الخلافة
والنّبوّة فيهم
|
|
والمكرمات
وسادة أطهار
|
وإذا قلت : «إن
زيدا منطلق لا
__________________
عمرو» فتفسيره كتفسيره مع الواو في وجهي النّصب والرّفع ، واعلم أنّ لعلّ
وكأنّ وليت يجوز فيهنّ جميع ما جاز في «إنّ» إلّا أنّه لا يرفع بعدهن شيء على
الابتداء.
ولكنّ بمنزلة «إنّ»
وتقول : «إنّ زيدا فيها لا بل عمرو».
وإن شئت نصبت :
أي : لا بل عمرا.
أنّ :
من أخوات «إنّ»
وتشترك معها بأحكام : (انظر إنّ وأخواتها).
وتختصّ بأنها
تؤوّل مع ما بعدها بمصدر ، وذلك حيث يسدّ المصدر مسدّها ومسدّ معموليها. ومواضع
فتح همزتها ثمانية وهي أن تكون :
(١) فاعلة نحو
: (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ
أَنَّا أَنْزَلْنا) أي إنزالنا.
(٢) نائبة عن
الفاعل نحو : (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ
أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِ).
(٣) مفعولة غير
محكيّة بالقول نحو : (وَلا تَخافُونَ
أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللهِ).
(٤) مبتدأ نحو
: (وَمِنْ آياتِهِ
أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً). ومنه : (فَلَوْ لا أَنَّهُ
كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ). والخبر محذوف وجوبا . أي ولو لا كونه من المسبّحين موجود أو واقع.
(٥) خبرا عن
اسم معنى ، غير قول ، ولا صادق عليه خبر «أنّ» نحو : «اعتقادي أنّ محمدا عالم» .
(٦) مجرورة
بالحرف نحو : (ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ
هُوَ الْحَقُ).
(٧) مجروة
بالإضافة نحو : (إِنَّهُ لَحَقٌّ
مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ). أي : مثل نطقكم و «ما» زائدة.
(٨) تابعة لشيء
ممّا تقدّم ، إمّا على العطف نحو : (اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ
الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ).
والمعنى :
اذكروا نعمتي وتفضّلي ، أو
__________________
على البدليّة نحو : (وَإِذْ يَعِدُكُمُ
اللهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ). فـ «أنّها لكم» بدل اشتمال من إحدى. والتقدير : إحدى
الطّائفتين كونها لكم.
(٩) بعد حقّا ،
وذلك قولك : «أحقّا أنّك ذاهب» و «الحقّ أنّك ذاهب» وكذلك في الخبر إذا قلت : «حقّا
أنّك ذاهب» و «الحقّ أنّك ذاهب» وكذلك : «أأكبر ظنّك أنّك ذاهب». ونظير أحقّا أنك
ذاهب قول العبدي :
أحقّا أنّ
جيرتنا استقلّوا
|
|
فنيّتنا
ونيّتهم فريق
|
وقال عمر بن
أبي ربيعة :
أألحقّ أن
دار الرّباب تباعدت
|
|
أو انبتّ أنّ
قلبك طائر
|
(١٠) بعد لا جرم نحو قوله تعالى : (لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ) ومعناها : لقد حقّ أنّ لهم النار ، وهناك كثير من
التّعابير بمعنى حقّا تفتح أنّ بعدها ، فتقول مثلا : «أمّا جهد رأيي فأنّك ذاهب»
ونحو «شدّ ما أنّك ذاهب» هذا بمنزلة : حقّا أنّك ذاهب ، وتقول : «أمّا أنّك ذاهب»
بمنزلة حقّا أنّك ذاهب ، ومثل ذلك قوله تعالى : (إِنَّهُ لَحَقٌّ
مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ). وتقبل همزة «إنّ» الفتح والكسر في مواضع (انظر إنّ
وأخواتها).
وقد تخفف «أنّ»
فتكون مخفّفة من الثقيلة (انظر إن المخففة من الثقيلة).
أنّ حذف حرف
الجر قبلها قياسا (انظر اللازم ٤).
أنّ باعتبارها
مصدرية (١ و ٢) (انظر الموصول الحرفي).
أنا ضمير منفصل
للمتكلّم وحده خاصّ بالرفع (انظر الضمير).
إنّه ـ من أحرف
الجواب ، فهو بمنزلة : أجل ، وإذا وصلت قلت : «إنّ يا هذا» قال عبد الله بن قيس
الرّقيّات :
بكر العواذل
في الصّبو
|
|
ح يلمنني
وألومهنّه
|
ويقلن شيب قد
علا
|
|
ك وقد كبرت
فقلت إنّه
|
(انظر أحرف الجواب)
أنّى
الاستفهاميّة :
تأتي بمعنى «من
أين» نحو : (أَنَّى لَكِ هذا) أي من أين لك هذا وتأتي بمعنى «كيف» نحو : (أَنَّى شِئْتُمْ).
والمعنى : كيف
شئتم ومتى شئتم وحيث شئتم فتكون «أنّى» على أربعة معان.
__________________
أنّى الشرطيّة
:
هي من أدوات
المجازاة ، وهي اسم شرط جازم يجزم بها فعلان ، وهي من ظروف المكان بمعنى «أين».
واستشهد عليها سيبويه بقول لبيد :
فأصبحت أنّى
تأتها تلتبس بها
|
|
كلا مركبيك
تحت رجليك شاجر
|
(انظر جوازم المضارع ٣).
أنبأ : من
الأفعال التي تتعدّى إلى ثلاثة مفاعيل تقول : «أنبأت زيدا أخاه قادما.
وقال الأعشى
ميمون بن قيس :
وأنبئت قيسا
ولم أبله
|
|
ـ كما زعموا ـ خير أهل
اليمن
|
(انظر المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل).
أنت :
وفروعها :
أنتما أنتم أنتنّ ضمائر رفع منفصلة. (انظر الضمير ٥).
أنشأ :
فعل ماض يدلّ
على الشروع ، وهي من النّواسخ ، يعمل عمل «كان» إلّا أنّ خبرها يجب أن يكون جملة
فعليّة مشتملة على فعل مضارع فاعله ضمير يعود على الاسم ، مجرّد من «أن» وهي ملازمة للماضي نحو «أنشأ خالد يبني بيته» فكلمة «يبني»
مضارع وفاعلها ضمير يعود على الاسم وهو خالد.
أنّما : كلّ
موضع تقع فيه : «أنّ» تقع فيه أنّما وما ابتدىء بعدها صلة لها ـ ولا تكون هي عاملة
فيما بعدها ، كما لا يكون الذي عاملا فيما بعده فمن ذلك قوله عزوجل : (قُلْ إِنَّما أَنَا
بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) وقال الشاعر ابن الإطنابة :
أبلغ الحارث
بن ظالم المو
|
|
عد والناذر
النّذور عليّا
|
أنّما تقتل
النّيام ولا تق
|
|
تل يقظان ذا
سلاح كمّيا
|
فإنّما وقعت «أنّما»
ههنا لأنّك لو قلت : «يوحى إليّ أنّ إلهكم إله واحد» و «أنّك تقتل النّيام كان
حسنا» وإن شئت قلت : إنما تقتل النّيام ، على الابتداء.
إنّما : أصلها «إنّ»
ودخلت عليها «ما» الزّائدة فكفّتها عن العمل ، واختلف معناها ، وهي لتحقيق الشيء
على وجه مع نفي غيره عنه ، وهذا معنى الحصر.
يقول سيبويه :
واعلم أنّ الموضع الذي لا يجوز فيه «أنّ» لا تكون فيه «إنما» ويقول : ولا تكون إلا
مبتدأة ، قال كثّير :
__________________
أراني ولا
كفران لله إنما
|
|
أواخي من
الأقوام كلّ بخيل
|
أها : حكاية
صوت الضّحك ، عن ابن الأعرابي وأنشد :
أها أها عند
زاد القوم ضحكتهم
|
|
وأنتم كشف
عند الوغى خور
|
أهلا وسهلا : كلمتا
ترحيب والأصل فيهما : أصبت أهلا لا غرباء ووطئت سهلا ، وهما في محلّ نصب مفعول
لفعل محذوف.
أو :
١ ـ حرف عطف ،
وهي لأحد الأمرين عند شكّ المتكلّم أو قصده أحدهما ، فالأوّل وهو الشّكّ نحو «جاءني
رجل أو امرأة».
والثاني وهو
قصد أحد الأمرين ويكون بعد الطّلب نحو «تزوّج هندا أو أختها» أي لا تجمع بينهما
ولكن اختر أيّهما شئت ، وكذلك اعطني دينارا أو اكسني ثوبا.
ويكون لها أيضا
موضع آخر وهو الإباحة ، وذلك قولك : «جالس الحسن أو ابن سيرين» أي قد أذنت لك في
مجالسة هذا النوع من الناس ، فإن نهيت عن هذا قلت : لا تجالس زيدا أو عمرا ، أي لا
تجالس هذا الضّرب من الناس ، وعلى هذا قول الله عزوجل : (وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ
آثِماً أَوْ كَفُوراً).
وتأتي «أو»
للشّكّ أو الإبهام على المخاطب ، نحو : (إِنَّا أَوْ
إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) ، أو للتّفضيل نحو : (وَقالُوا كُونُوا
هُوداً أَوْ نَصارى) أو «للتّقسيم» نحو «الكلمة :
اسم أو فعل أو
حرف» ، وتكون بمعنى «الواو» عند أمن اللّبس كقول حميد بن ثور الهلالي الصّحابي :
قوم إذا
سمعوا الصريخ رأيتهم
|
|
ما بين ملجم
مهره أو سافع
|
٢ ـ وقد تكون «أو» للإضراب ك «بل
وذلك بشرطين : تقدّم نفي أو نهي وإعادة العامل نحو «ما غاب علي أو غاب محمّد» ونحو
«لا يقم زيد أو لا يقم عمرو» وقال قوم : تأتي للإضراب مطلقا احتجاجا بقول جرير :
ماذا ترى في
عيال قد برمت بهم
|
|
لم أحص
عدّتهم إلّا بعدّاد
|
كانوا
ثمانين أو زادوا ثمانية
|
__________________
لو لا رجاؤك قد قتّلت أولادي
أو : ينتصب
المضارع بأن مضمرة وجوبا بعد «أو» تقول : «لألزمنّك أو تعطيني حقّي» كأنّه يقول :
ليكوننّ اللّزوم أو أن تعطيني. ومعنى ما انتصب بعد «أو» على «إلّا أن» وعلى هذا
قول امرىء القيس :
فقلت له لا
تبك عينك إنّما
|
|
نحاول ملكا
أو نموت فنعذرا
|
وقال زياد
الأعجم :
وكنت إذا
غمزت قناة قوم
|
|
كسرت كعوبها
أو تستقيما
|
والمعنى في
البيتين : إلّا أن نموت فنعذر ، وكسرت كعوبها إلّا أن تستقيما .
وقال سيبويه :
ولو رفعت لكان عربيّا جائزا على وجهين : على أن تشرك بين الأوّل والآخر ، وعلى أن
يكون مبتدأ مقطوعا من الأوّل ، وعلى هذا فيكون تأويل قول امرىء القيس : أو نحن
ممّن يموت فيعذر وقال عزوجل : (سَتُدْعَوْنَ إِلى
قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ). إن شئت على الإشراك ـ أي بأن تعطف ب «أو» يسلمون على
تقاتلونهم ـ وإن شئت على تقدير : أو هم يسلمون.
وكلمة «أو» إذا
كانت للشّك ، أو للتّقسيم ، أو التّفصيل ، أو الإبهام ، أو التسوية ، أو التّخيير
، أو بمعنى «بل» أو «إلى» أو «إلّا» أو «كيف» أو «الواو» كانت عاطفة ساكنة.
وإذا كانت
للتّقرير أو التّوضيح ، أو الرّدّ ، أو الإنكار ، أو الاستفهام ، كانت مفتوحة
كقوله تعالى : (أَوَلَوْ كانَ
آباؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ).
أوشك :
١ ـ كلمة تدلّ
على قرب الخبر ، وهي فعل ماض من النّواسخ تعمل عمل «كان» إلّا أنّ خبرها يجب أن
يكون جملة فعلية مشتملة على مضارع يغلب فيه الاقتران ب «أن» وفاعله ضمير يعود على
الاسم نحو قول الشاعر :
ولو سئل
النّاس التّراب لأوشكوا
|
|
إذا قيل
هاتوا أن يملّوا ويمنعوا
|
ويستعمل لأوشك
: الماضي والمضارع وهو أكثر استعمالا من ماضيها ، واستعمل لها اسم فاعل وهو نادر
وذلك كقول كثّير عزّة :
__________________
فإنّك موشك
ألّا تراها
|
|
وتعدو دون
غاضرة العوادي
|
٢ ـ وقد تأتي «أوشك وعسى واخلولق»
تامّات ، وذلك بجواز إسنادهنّ إلى «أن يفعل» ولا تحتاج إلى خبر منصوب نحو «أوشك أن
يحضر المعلم الدرس» وينبني على هذا حكمان (انظر أفعال المقاربة).
أوّل : أوّل
الشيء : جزؤه الأسبق وهو «أفعل» ومؤنّثه «أولى» وله استعمالان :
(أحدهما) أن
يكون اسما فينصرف ، ومنه قولهم «ماله أول ولا آخر» وهذا ـ كما قال أبو حيان ـ يؤنث
بالتاء فتقول : «أوّلة وآخرة» بالتنوين.
(الثاني) أن
يكون صفة على وزن «أفعل» تفضيل ، من دخول «من» عليه ، ومنع الصرف وعدمه.
أمّا إعرابه
فله جميع أحوال أسماء الجهات ، (انظر قبل).
الأولى : مقصورا
بدون مدّ الواو ـ اسم موصول لجمع المذكّر العاقل كثيرا ، ولغيره قليلا قال الشاعر
:
رأيت بني
عمّي الأولى يخذلونني
|
|
على حدثان
الدّهر إذ يتقلّب
|
ومن وقوعها
لغير العاقل قول الشّاعر :
تهيّجني
للوصل أيّامنا الأولى
|
|
مررن علينا
والزّمان وريق
|
أولات : بمعنى
صاحبات ملحق بجمع المؤنّث السّالم ويعرب إعرابه.
(انظر الجمع
بألف وتاء مزيدتين ٦ و ٧).
أولو : جمع
بمعنى ذوو أي أصحاب لا واحد له ، وقيل : اسم جمع واحده «ذو» بمعنى صاحب وهو من حيث
إعرابه بالحروف ملحق بجمع المذكّر السالم.
(انظر جمع
المذكّر السالم).
أولاء : اسم
إشارة لجمع المذكّر العاقل وقد يكون لغير العاقل وقد تسبقه «ها» للتّنبيه إن لم
تكن كاف الخطاب تقول :
هؤلاء ،
وأولئك. (انظر اسم الإشارة).
أوليّاء : تصغير
«أولاء» (انظر التصغير ١٤).
أوليّا : تصغير
«أولى» (انظر التصغير ١٤).
أوّه : اسم فعل
مضارع بمعنى أشكو وأتوجّع نحو «أوّه من تساهلك» (انظر اسم الفعل ٣).
إي : حرف جواب
بمعنى «نعم» ويقال بمعنى «بلى» فيكون جوابا لتصديق المخبر ولإعلام المستخبر ولوعد
الطّالب ولا تقع إلّا قبل القسم نحو «إي والله»
__________________
وإن شئت قلت «إي الله لأفعلنّ» أي والله ، ونصبت بنزع الخافض وهو واو القسم
، ولا يستعمل فعل القسم بعد «إي» فلا يقال : «إي أقسمت بربّي» ولا يكون المقسم به
بعدها إلّا «الرّب ، والله ولعمري» وفي ياء «إي» من «إي الله» ثلاثة أوجه : حذفها
للسّاكنين وفتحها تبيينا لحرف الإيجاب ، وإبقاؤها ساكنة مع الجمع بين ساكنين.
أي :حرف تفسير
المفردات ، تقول : «عندي عسجد أي ذهب» وما بعدها عطف بيان على ما قبلها ، أو بدل ،
لا عطف نسق ، وتقع تفسيرا للجمل أيضا كقوله :
وترمينني
بالطّرف أي أنت مذنب
|
|
وتقلينني
لكنّ إيّاك لا أقلي
|
وإذا وقعت بعد
كلمة «تقول» وقبل فعل مسند للضّمير حكي الضّمير نحو «تقول استكتمته الحديث أي
سألته كتمانه» بضم التاء من سألته ولو جئت ب «إذا» التّفسيريّة فتحت التاء فقلت : «إذا
سألته».
أي : حرف نداء
للقريب وقيل للبعيد . قال كثيرّ :
ألم تسمعي أي
عبد في رونق الضّحا
|
|
بكاء حمامات
لهنّ هدير
|
أيّ : أداة
تأتي على ستّة أوجه :
١ ـ الاستفهام
، ٢ ـ التّعجب.
٣ ـ الشّرط.
٤ ـ الكمال.
٥ ـ الموصول.
٦ ـ النّداء ،
وهاكها مرتّبة على هذا النّسق.
أيّ
الاستفهاميّة : يستفهم بها عن العاقل وغيره وتقع على شيء هي بعضه ، لا تكون إلّا
على ذلك في الاستفهام ، نحو «أيّ إخوتك زيد» فزيد أحدهم.
ويطلب بها
تعيين الشّيء ، وتضاف إلى النكرة والمعرفة نحو : (أَيُّكُمْ يَأْتِينِي
بِعَرْشِها). (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ
بَعْدَ اللهِ وَآياتِهِ يُؤْمِنُونَ). ولا بدّ في كلّ ما وقعت عليه «أيّ» الاستفهاميّة من أن
يكون تفسيره بهمزة الاستفهام و «أم» فتفسير «أيّ أخويك زيد» أهذا أم هذا أم
غيرهما. وقد تقطع عن الإضافة مع نيّة المضاف إليه ، وحينئذ تنّون نحو «أيّا من
__________________
النّاس تصادق؟» و «أيّ» الاستفهاميّة لا يعمل فيها ما قبلها ، وإنما يمكن
أن يعمل فيها ما بعدها قال الله عزوجل : (لِنَعْلَمَ أَيُّ
الْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً). فأيّ : رفع بالابتداء ، وأحصى هي الخبر ، وقال تعالى :
(وَسَيَعْلَمُ
الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) فـ «أيّ» هنا مفعول مطلق ل «ينقلبون» التّقدير ينقلبون
انقلابا أيّ انقلاب ، فعمل فيها ما بعدها.
أيّ التّعجّبيّة : هي التي يراد بها التّعجّب كقولك : «أيّ رجل خالد».
و» أيّ جارية زينب» ولا يجازى ب «أيّ» التّعجّبيّة.
أيّ الشّرطيّة : اسم مبهم فيه معنى المجازاة ويجزم فعلين ، ويضاف إلى
المعرفة والنّكرة نحو : (أَيَّمَا
الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَ). و «أيّ إنسان جاءك فاخدمه».
وقد تقطع عن
الإضافة لفظا مع نيّة المضاف إليه ، وإذ ذاك تنوّن نحو : (أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ
الْحُسْنى).
ويجوز أن تقترن
ب «ما» كما في الآية وتعرب بالحركات الثّلاث على حسب العوامل المؤثّرة فيها.
وقد يدخل عليها
حرف الجرّ فلا يغيّرها عن المجازاة نحو «على أيّ دابّة أحمل أركب» وقد تكون «أيّ»
الشّرطيّة بمنزلة «الذي» إذا قصدت بها ذلك فيرفع ما بعدها ، تقول : «أيّها تشاء
أعطيك».
أيّ الكماليّة : وهي الدّالة على معنى الكمال ، فتقع صفة للنّكرة نحو «عمر
رجل أيّ رجل» أي كامل في صفات الرّجال. وحالا للمعرفة ك «مررت بعبد الله أيّ رجل»
، ولا تضاف إلّا إلى النّكرة لزوما.
أيّ الموصولة : تأتي بمعنى «الّذي» وهي و «الذي» عامّتان تقعان على كلّ
شيء ، ولا بدّ لها كغيرها من أسماء الموصول من صلة وعائد وقد يقدّر العائد وهي
معربة تعتريها الحركات الثّلاث ، إلّا في صورة
__________________
واحدة تكون فيها مبنيّة على الضمّ ، وذلك إذا أضيفت وحذف صدر صلتها نحو : (ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ
أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا) والتّقدير : أيّهم هو أشدّ.
ولا تضاف
الموصولة إلى معرفة وقد تقطع عن الإضافة مع نية المضاف إليه ، وإذ ذاك تنوّن نحو «يعجبني
أيّ هو يعلّمني». ولا تستعمل الموصولة مبتدأ ، ولا يعمل فيها إلّا عامل مستقبل
متقدّم عليها كما في الآية
أيّ النّدائيّة : تكون «أيّ» وصلة إلى نداء ما فيه «أل» يقال «يا أيّها
الرّجل» و «يا أيّها الّذين آمنوا». ويجوز أن تؤنّث مع المؤنّث فتقول : «أيّتّها
المرأة».
وإنّما كانت «أيّ»
وصلة لأنّه لا يقال «يا الرجل» أو «يا الذي» أو «يا المرأة» و «أيّ هذه : اسم مبهم
مبني على الضّمّ لأنّه منادى مفرد ، و «ها» لازمة لأيّ للتّنبيه ، وهي عوض من
الإضافة في «أي» و «الرّجل» صفة لازمة ل «أيّ» ، ولا بدّ من أن تكون هذه الصّفة
فيها «أل».
أيا : من حروف النّداء ينادى بها القريب والبعيد والأكثر أنها
للبعيد أو للنّائم المستثقل لأنّها لمدّ الصّوت.
(انظر النداء).
أيّاك وأن تفعل : لا يقال إيّاك أن تفعل بلا واو ، قال ابن بري : الممتنع
عند النحويين «إيّاك الأسد» لا بدّ في مثله من الواو ، فأمّا «إيّاك أن تفعل»
فجائز على أن تجعله مفعولا من أجله ، أي مخافة أن تفعل ، وعند اللّغويّين لا بدّ
في مثل هذا من الواو ، والعلة في ذلك : أنّ لكلّ من إيّاك والاسم فعلا ينصبه
مقدّرا غير فعل صاحبه وهو معطوف عليه بالواو فإذا قلنا :
«إياك والشّرّ»
فالتّقدير : احفظ نفسك واتّق الشّرّ .
إيّاك ضمير نصب منفصل : تتّصل به ضمائر لتمييز صاحب الضمير نحو : «إيّاك إيّاك
إيّاكما إيّاكم إيّاكنّ إلخ ..» وهذه الضّمائر الملحقة حروف وهنالك من يرى أنّها
كلّها ضمير ، و «إيّاك» في «رأيتك إيّاك» بدل وفي «رأيتك أنت» تأكيد كما يقول
سيبويه. (انظر الضمير ٥).
إيّاك : تأتي بمعنى احذر ، وإيّاك : نحّ ،
__________________
وإيّاك : باعد ، وإيّاك : اتّق ، وما أشبه ذا ، وإيّاك هذا لا يجوز فيه
إظهار فعله.
أيّان :
من أدوات
المجازاة الجازمة لفعلين ، وهي ظرف زمان تضمّن معنى الشرط نحو : «أيّان تقرأ أقرأ»
ولم يذكر سيبويه ولا المبرد «أيّان» في أدوات المجازاة ، وقال ابن سيده :
أيّان بمعنى «متى»
فينبغي أن تكون شرطا ، قال : ولم يذكرها أصحابنا في الظّروف المشروط بها مثل متى
وأين (انظر جوازم المضارع ٧).
أيّان الاستفهاميّة : معناها أيّ حين وهو سؤال عن زمان مثل «متى» قال أبو البقاء
: «أيّان» يسأل به عن الزّمان المستقبل ، ولا يستعمل إلّا فيما يراد تضخيم أمره
وتعظيم شأنه ، نحو : (يَسْئَلُ أَيَّانَ
يَوْمُ الْقِيامَةِ).
إيّاي وإيّانا : ضميرا نصب منفصل (انظر الضمير ٥).
أيضا : مصدر «آض» بمعنى عاد ورجع ، ولا يستعمل إلّا مع شيئين
بينهما توافق ، ويمكن استغناء كلّ منهما عن الآخر نحو : «أكرمني خالد ومنحني محمد
أيضا». فلا يقال : «جاء زيد أيضا» ولا «جاء بكر ومات أيضا» ولا «اختصم زيد وعمرو
أيضا».
وإعرابه :
مفعول مطلق حذف عامله وجوبا سماعا.
ايم الله : أصلها : ايمن الله . ثم كثر في كلامهم وخفّ على ألسنتهم حتى حذفوا النّون
كما حذفوها من «لم يكن» فقالوا : «لم يك» وربّما حذفوا منه الياء ، فقالوا : «أم
الله» وربّما أبقوا الميم وحدها مضمومة فقالوا : «م الله ليفعلنّ كذا» وهو اسم وضع
للقسم ، وهمزته في الأصل للقطع ، ثم أصبحت بكثرة الاستعمال همزة وصل.
ايمن الله : اسم وضع للقسم ، وهو بضم الميم والنّون ، وألفه ألف وصل
، واشتقاقه من اليمن والبركة كما يقول سيبويه ، ولم يجىء في الأسماء ألف وصل
مفتوحة غيرها.
وقد تدخل عليه
اللام لتأكيد الابتداء تقول : «ليمن الله» فتذهب الألف في الوصل قال نصيب :
__________________
فقال فريق
القوم لمّا نشدتهم
|
|
نعم ، وفريق
: ليمن الله ما ندري
|
وهو مرفوع
بالابتداء ، وخبره محذوف ، والتّقدير : ليمن الله قسمي.
أين الاستفهاميّة : اسم استفهام عن مكان ، وهي مغنية عن الكلام الكثير ،
وذلك أنّك إذا قلت : «أين بيتك». أغناك عن ذكر الأماكن كلّها ، وهو سؤال عن المكان
الّذي حلّ فيه الشيء ، وإذا دخلته «من» كان سؤالا عن مكان بروز الشيء تقول : «من
أين قدمت» وهو مبنيّ على الفتح في الحالات كلّها.
أين الشّرطيّة : من أدوات المجازاة ولا تكون إلّا للمكان ، وتجزم فعلين
ملحقة ب «ما» أو مجرّدة منها ، نحو : «أين تقف أقف» و «أينما تذهب أذهب» ولا يقال
: «أين يكن أكن» بل يقول : «أين يكن زيد أكن» بإظهار الفاعل لأنّ الظروف التي لا
تكون فاعلة إذا ذكرتها لم يكن بدّ من ذكر الفاعل معها نحو قول همّام السّلولي :
أين تضرب بنا
الغداة تجدنا
|
|
نصرف العيس
نحوها للتّلاقي
|
(انظر جوازم الفعل ٣).
أينما الشّرطيّة :
هي أين بزيادة «ما»
الزائدة وتعمل عملها نحو قوله تعالى : (أَيْنَما تَكُونُوا
يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ).
إيه : اسم فعل أمر ، ومعناه : الاستزادة من حديث معهود ، وإذا
نوّنته كان للاستزادة من حديث مّا ، وفي الصحاح :
إذا قلت : إيه
يا رجل فإنما تأمره بأن يزيدك من الحديث المعهود بينكما ، كأنّك قلت : هات الحديث
وإن قلت إيه بالتنوين ، فكأنك قلت : هات حديثا مّا.
(انظر اسم
الفعل).
إيها : اسم فعل أمر بمعنى كفّ واسكت يقال : إيها عنّا أي كفّ
واسكت.
(انظر اسم
الفعل).
أيّها : (انظر أيّ الندائية).
__________________
باب الباء
الباء : من حروف الجرّ ، وتجرّ الظّاهر والمضمر نحو (آمَنُوا بِاللهِ)(آمَنَّا بِهِ) ولها أربعة عشر معنى وهي :
١ ـ الاستعانة
، وهي الدّاخلة على آلة الفعل نحو «كتبت بالقلم».
٢ ـ التّعدية ،
نحو (ذَهَبَ اللهُ
بِنُورِهِمْ) أي أذهبه.
٣ ـ التّعويض
أو المقابلة نحو «بعتك هذا الثّوب بهذه الدّنانير».
٤ ـ الإلصاق ،
حقيقة أو مجازا نحو «أمسكت بزيد» ونحو «مررت به» والمعنى : ألصقت مروري بمكان يقرب
منه ، وهذا المعنى مجازي.
٥ ـ التّبعيض ،
نحو (عَيْناً يَشْرَبُ
بِها عِبادُ اللهِ) ونحو (وَامْسَحُوا
بِرُؤُسِكُمْ).
٦ ـ المجاوزة ،
نحو (فَسْئَلْ بِهِ
خَبِيراً) أي عنه ، ومثله قول علقمة بن عبدة :
فإن تسألوني
بالنّساء فإنّني
|
|
بصير بأدواء
النّساء طبيب
|
٧ ـ المصاحبة ، نحو : (وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ) أي معه.
٨ ـ الظّرفيّة
، نحو : (وَما كُنْتَ بِجانِبِ
الْغَرْبِيِ) أي فيه ، ونحو : (نَجَّيْناهُمْ
بِسَحَرٍ) أي في سحر.
٩ ـ البدل ،
كقول رافع بن خديج : «ما يسرّني أنّي شهدت بدرا بالعقبة» أي بدلها.
١٠ ـ الاستعلاء
، نحو : (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ
مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ). أي على قنطار.
__________________
١١ ـ السّببيّة
، نحو : (فَبِما نَقْضِهِمْ
مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ).
١٢ ـ الزّائدة
، وهي للتّوكيد ، نحو : (كَفى بِاللهِ
شَهِيداً) ، (وَلا تُلْقُوا
بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ).
١٣ ـ الغاية ،
نحو : (وَقَدْ أَحْسَنَ بِي) أي إليّ ، ودخول «ما» الزّائدة عليها لا تكفّها عن
العمل ، نحو : (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ
اللهِ لِنْتَ لَهُمْ) (انظر الجار والمجرور).
١٤ ـ القسم ،
والباء هي أصل أحرف القسم الثلاثة «الباء ، والواو ، والتاء». ولذلك خصّت بجواز
ذكر الفعل معها نحو : «أقسم بالله لتفعلنّ» وجواز دخولها على الضمير نحو «بك
لأفعلنّ» وجواز استعمالها في القسم الاستعطافي نحو : «بالله هل تشفع لي» أي أسألك
بالله مستعطفا ، وهي من حروف الجر ، وتجرّ المقسم به.
الباء المحذوفة : قد تحذف الباء ، فينتصب المجرور بعدها على المفعول به ،
لأنه نزع الخافض ، ووصل الفعل بمفعوله نحو قوله تعالى : (أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ) أي بربهم. ومثله : «أمرتك الخير» والأصل : بالخير.
بات : ومعناها «سهر اللّيل كلّه في طاعة أو معصية» وقال الزّجّاج : كلّ من أدركه اللّيل
فقد بات نام أو لم ينم ، وهي من أخوات «كان» تامّة التصرّف :
١ ـ وتستعمل
ماضيا ومضارعا وأمرا ومصدرا نحو قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ
لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً). وتشترك مع كان في أحكام. (انظر كان وأخواتها).
٢ ـ وقد تأتي «بات»
تامّة فتكتفي بمرفوعها وهو فاعل لها ، وذلك إذا كانت بمعنى عرّس أي استراح ليلا
نحو قول عمر : «أمّا رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقد بات بمنى» أي عرّس بها ، وقول أمرىء القيس :
وبات وباتت
له ليلة
|
|
كليلة ذي
العائر الأرمد
|
وقالوا : «بات
بالقوم» أي نزل بهم ليلا.
بادىء بدء : ومثله : بادىء ذي بدء ، أي
__________________
أول شيء ، وفي اللسان : أي أوّل أوّل ، فـ «بادىء» منصوب على الظرفية ، و «بدء»
أو «ذي» مجرور بالإضافة. وقيل : يصحّ جعله حالا من الفاعل.
بئس : (انظر
نعم وبئس).
البتّة : تقول
لا أفعله البتّة كأنه قطع فعله ، والبتّ : القطع ومذهب سيبويه وأصحابه : لا يستعمل
إلّا بالألف واللّام لا غير ، وأجاز الفرّاء الكوفي وحده تنكيره فأجاز «لا أفعله
بتّة» وإعراب «البتّة» : مصدر مؤكّد.
بجل :
١ ـ بمعنى حسب
، وهي ساكنة أبدا ، يقولون : «بجلك» كما يقولون : «قطك» إلّا أنّهم لا يقولون : «بجلني»
كما يقولون : «قطني» ولكن يقولون : «بجلي» محرّكة الجيم ، و «بجلي» ساكنة الجيم أي
حسبي ، قال لبيد :
فمتى أهلك
فلا أحفله
|
|
بجلي الآن من
العيش بجل
|
ومنه قول
الشاعر في يوم الجمل :
نحن بني ضبّة
أصحاب الجمل
|
|
ردّوا علينا
شيخنا ثمّ بجل
|
أي ثم حسب ،
وهو اسم فعل مضارع بمعنى يكفي.
٢ ـ وقد تأتي «بجل»
حرف جواب بمعنى «نعم» هكذا قيل.
بخ : اسم فعل
مضارع يقال عند المدح والرّضا بالشّيء ، ويكرّر للمبالغة فإن وصلت كسرت ونوّنت
فتقول : «بخ بخ».
بدأ : فعل ماض
من أفعال الشّروع يعمل عمل كان نحو «بدأ الجيش يزحف».
ويجب أن يكون
خبرها جملة من مضارع ، وفاعله يعود على الاسم ، وقد تأتي تامة إذا كان المعنى
مجرّد البدء.
البدل :
١ ـ تعريفه :
هو تابع ، بلا
واسطة عاطف ، مقصود وحده بالحكم ، والمتبوع ذكر توطئة له ، ليكون كالتّفسير بعد
الإبهام ولا يتبيّن البدل بغيره ، لا تقول : «رأيت زيدا أباه» والأب غير زيد ،
ويصحّ أنّ يوافق البدل المبدل منه ويخالفه في التّعريف والتّنكير ، فيصحّ عند
البصريين إبدال المعرفة من النّكرة ، والنّكرة من المعرفة ، والمعرفة من المعرفة ،
أمّا الأول كقولك : مررت برجل زيد ، ومثله : (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي
إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ صِراطِ اللهِ) ، وأمّا الثّاني فنحو مررت
__________________
بزيد رجل صالح ، ومثله : (لَنَسْفَعاً
بِالنَّاصِيَةِ ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ) والثالث نحو (اهْدِنَا الصِّراطَ
الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ).
٢ ـ أقسامه :
البدل أربعة
أقسام :
أ ـ بدل كلّ من
كلّ ويسمّى المطابق.
ب ـ بدل بعض من
كل.
ج ـ بدل
الاشتمال.
د ـ البدل
المباين ، وهاك بيانها :
(أ) بدل كلّ من
كلّ أو المطابق ، هو بدل الشّيء ممّا يطابق معناه ، نحو : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ
صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) ، ونحو : «رأيت زيدا أخا عمرو» ، وأخا عمرو تصحّ بدلا
وصفة.
(ب) بدل بعض من
كل :
هو بدل الجزء
من كلّه قلّ أو كثر أو ساوى ، يقول سيبويه في بدل البعض : وهو أن يتكلم فيقول : «رأيت
قومك» ثم يبدو له أن يبيّن ما الّذي رأى منهم ، فيقول : ثلثيهم ناسا منهم. ولا بدّ
من اتّصاله بضمير يرجع على المبدل منه ، إمّا مذكور نحو «أكلت الرّغيف نصفه» أو
مقدّر نحو : (وَلِلَّهِ عَلَى
النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) أي من استطاع منهم.
(ج) بدل
الاشتمال :
هو بدل شيء من
شيء يشتمل عامله على معناه إجمالا لأنّه يقصد قصد الثّاني ولا بدّ فيه من ضمير
كسابقه ، إمّا مذكور نحو : «سلب زيد ثوبه» ، لأنّ معنى سلب : أخذ ثوبه ومثله : «سرّني
الحاكم إنصافه» أو مقدّر نحو قوله تعالى : (قُتِلَ أَصْحابُ
الْأُخْدُودِ النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ) أي النار فيه ، ومثل ذلك قول الله عزوجل : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ
الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ).
(د) البدل
المباين :
هو ثلاثة أقسام
، وتنشأ هذه الأقسام من كون المبدل منه قصد أولا ، لأنّ البدل لا بدّ أن يكون
مقصودا فالمبدل منه إن لم يكن مقصودا البتة ـ وإنما سبق اللسان إليه ـ فهو «بدل
غلط» أي بدل سببه الغلط ، لا أنه نفسه غلط.
وإن كان مقصودا
، فإن تبيّن بعد ذكره فساد قصده ، فـ «بدل نسيان» أي بدل شيء ذكر نسيانا ، وإن كان
قصد كلّ واحد من المبدل منه والبدل صحيحا
__________________
ف «بدل الإضراب» فإذا قلت : «اشتريت لحما خبزا» فهذا صالح للثّلاثة بالقصد
، والأحسن أن يؤتى لهذه الأنواع ب «بل».
٣ ـ توافق البدل
والمبدل منه وعدم توافقه.
لا يجب توافق
البدل والمبدل منه تعريفا وتنكيرا ، فتارة يكونان معرفتين ، نحو : «جاء أخوك عليّ»
وأخرى نكرتين نحو : (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ
مَفازاً حَدائِقَ) ، أو مختلفتين نحو : (إِنَّكَ لَتَهْدِي
إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ، صِراطِ اللهِ) ، (لَنَسْفَعاً
بِالنَّاصِيَةِ ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ) وقد تقدم.
وأمّا الإفراد
والتّذكير وأضدادهما فيجب التّوافق فيها إن كان بدل كلّ ، إلّا إن كان أحدهما
مصدرا ، أو قصد التّفصيل ، فلا يثنّى ولا يجمع نحو (مَفازاً حَدائِقَ) وقول كثّير عزّة :
وكنت كذي
رجلين رجل صحيحة
|
|
ورجل رمى
فيها الزّمان فشلّت
|
وإن كان غير «بدل
كل» لم يجب التّوافق نحو «سرّني العلماء كتابهم».
«أكلت التّفاحة
ثلثيها».
٤ ـ الإبدال من
الضّمير :
لا يبدل مضمر
من مضمر ، ولا يبدل مضمر من ظاهر هذا عند الأكثرين ، ويجوز العكس أي الظاهر من مضمر مطلقا إن كان الضمير
لغائب نحو : (وَأَسَرُّوا
النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) بشرط أن يكون بدل بعض نحو : (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ
أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ). وقول غويل بن فرج :
أوعدني
بالسّجن والأداهم
|
|
رجلي ، ورجلي
شثنة المناسم
|
أو بدل اشتمال
كقول النابغة الجعدي :
بلغنا
السّماء مجدنا وسناؤنا
|
|
وإنّا لنرجو
فوق ذلك مظهرا
|
__________________
أو بدل كلّ
مفيد للإحاطة والشّمول نحو : (تَكُونُ لَنا عِيداً
لِأَوَّلِنا وَآخِرِنا). ويمتنع إن لم يفد الإحاطة.
٥ ـ البدل من
مضمّن معنى الاستفهام أو الشّرط :
إذا أبدل من
اسم مضمّن معنى «همزة» الاستفهام أو «إن» الشّرطية أتي «بالهمزة» للاستفهام وب «إن»
للشّرطيّة ، فالاستفهام نحو : «من عندك أسعيد أم عليّ» ، و «كم مالك أعشرون أم
ثلاثون» ، و «ما صنعت أخيرا أم شرّا».
والشرط نحو : «من
يسافر إن خالد وإن بكر أسافر معه» و «ما تصنع إن خيرا وإن شرّا تجز به».
٦ ـ البدل من
الفعل :
كما يبدل الاسم
من الاسم يبدل الفعل من الفعل بدل كلّ من كلّ نحو قول عبد الله بن الحرّ :
متى تأتنا
تلمم بنا في ديارنا
|
|
تجد حطبا
جزلا ونارا تأجّجا
|
وبدل اشتمال
نحو : (وَمَنْ يَفْعَلْ
ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً ، يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ) وقوله :
إنّ عليّ
الله أن تبايعا
|
|
تؤخذ كرها أو
تجيء طائعا
|
ولا يبدل الفعل
بدل بعض ، ولا غلط ، وأجازهما جماعة ، ومثلوا للأوّل بقولهم : «إن تصلّ تسجد لله
يرحمك» وللثاني نحو «إن تطعم الفقير نكسه تثب على ذلك». والدّليل على أن البدل في
الأمثلة هو الفعل وحده ظهور إعراب الأول على الثاني.
٧ ـ بدل الجملة
من الجملة ، والجملة من المفرد :
تبدل الجملة من
الجملة إن كانت الثانية أبين من الأولى ، نحو : (أَمَدَّكُمْ بِما
تَعْلَمُونَ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ).
وتبدل الجملة
من المفرد كقول الفرزدق :
إلى الله
أشكو بالمدينة حاجة
|
|
وبالشّام
أخرى كيف يلتقيان
|
أبدل «كيف
يلتقيان» من «حاجة وأخرى» أي إلى الله أشكو هاتين الحاجتين تعذّر التقائهما.
٨ ـ قد تكون «أنّ»
بدلا مما قبلها :
وذلك قولك : «بلغتني
قصّتك أنّك فاعل» و «قد بلغني الحديث أنّهم منطلقون» فالمعنى : بلغني أنّك فاعل ،
وبلغني أنّهم منطلقون. ومن ذلك : (وَإِذْ يَعِدُكُمُ
اللهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ) فإنّها مبدلة من إحدى الطّائفتين
__________________
موضوعة في مكانها ، كأنّك قلت : وإذ يعدكم الله أنّ إحدى الطّائفتين لكم ،
فقد أبدلت الآخر من الأوّل ، ومن ذلك قوله عزوجل : (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ
أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ).
ومما جاء مبدلا
من هذا الباب قوله تعالى على لسان منكري البعث : (أَيَعِدُكُمْ
أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُراباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ) فكأنه قال : أيعدكم أنّكم مخرجون إذا متّم.
٩ ـ كلمات يصحّ
فيها البدل والتّوكيد والنّصب على أنها مفعول :
تقول : «ضرب
عبد الله ظهره وبطنه» و «ضرب زيد الظّهر والبطن» و «قلب عمرو ظهره وبطنه» و «مطرنا
سهلنا وجبلنا» و «مطرنا السّهل والجبل». فإن شئت جعلت ظهره في المثل الأوّل ،
والظهر في الثاني ، وعمرو في المثل الثّالث ، وسهلنا في الرابع ، والسّهل في
الخامس ـ بدلا ، وإن شئت جعلته توكيدا بمنزلة أجمعين ـ أي يصير البطن والظّهر
توكيدا لعبد الله ، إذ المعنى ضرب كلّه ، كما يصير أجمعون توكيدا للقوم ـ وإن شئت
نصبت ـ أي على المفعولية ـ تقول : «ضرب زيد الظّهر والبطن» و «مطرنا السّهل والجبل»
و «قلب زيد ظهره وبطنه» ـ كلّها بالنصب ـ والمعنى أنّهم مطروا في السّهل والجبل
وقلب على الظّهر والبطن ، ولكنهم أجازوا هذا كما أجازوا قولهم : «دخلت البيت».
وإنما معناه :
دخلت في البيت والعامل فيه الفعل. ولم يجيزوه ـ أي حذف حرف الجر ـ في غير السّهل
والبطن والجبل ، كما لم يجز : دخلت عبد الله فجاز هذا في ذا وحده ، كما لم يجز حذف
حرف الجرّ إلّا في الأماكن في مثل : «دخلت البيت واختصّت بهذا. وزعم الخليل رحمهالله أنهم يقولون : «مطرنا الزّرع والضّرع».
ومما لا يصح
فيه إلّا البدليّة قوله عزوجل : (وَلِلَّهِ عَلَى
النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) من استطاع أي منهم ومن : بدل بعض من الناس. ومن هذا
الباب قولك : «بعت متاعك أسفله قبل أعلاه» و «اشتريت متاعك أسفله أسرع من اشترائي
أعلاه». و «سقيت إبلك صغارها أحسن من سقيي كبارها» ، «ضربت النّاس بعضهم قائما
وبعضهم قاعدا» فهذا لا يكون فيه إلّا النّصب ـ أي على البدلية ـ يقول سيبويه :
__________________
لأنّ ما ذكرت بعده ليس مبنيّا عليه فيكون مبتدأ ، ومن ذلك قولك : «مررت
بمتاعك بعضه مرفوعا وبعضه مطروحا» فهذا لا يكون مرفوعا ـ أي على الابتداء ـ وجعلت
مرفوعا ومطروحا حالين من بعضه ، ولم تجعله مبنيّا على المبتدأ يقول سيبويه : وإن
لم تجعله حالا للمرور جاز الرفع.
١٠ ـ يجوز في
البدل القطع أحيانا ولا يصحّ أحيانا.
القطع : أن
تقطع البدل عن اتّباع المبدل منه في الحركات ويكون مبتدأ أو غيره ، مثال الجمع
قوله تعالى : (وَيَوْمَ الْقِيامَةِ
تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ) والأصل : وجوههم على النّصب بدلا من الذين ، ولكن أوثر
في الآية القطع لأنّ المعنى بالقطع هنا أوضح وأجود.
وتقول : «رأيت
متاعك بعضه فوق بعض» بعضه مبتدأ ، وفوق في موضع الخبر ويجوز أن تجعل بعضه منصوبا
على أنّها بدل بعض. وفوق في موضع الحال ، وتقول : «رأيت زيدا أبوه أفضل منه» أبوه
مبتدأ وأفضل خبر والجملة نعت لزيد ، يقول سيبويه : والرفع في هذا أعرف مع جواز
البدلية ، ومما جاء تابعا على البدلية ـ لا على القطع ـ قول من يوثق بعربيّته ـ على
ما قال سيبويه ـ «خلق الله الزّرافة يديها أطول من رجليها» فيديها بدل بعض من
الزّرافة ، ويجوز فيها القطع كما قدّمنا ، ومن ذلك قول عبدة بن الطبيب :
وما كان قيس
هلكه هلك واحد
|
|
ولكنّه بنيان
قوم تهدّما
|
هلكه بدل
اشتمال من قيس ، ويجوز على القطع فيكون هلكه مبتدأ وهلك خبر والجملة خبر كان ،
ولكن هكذا ينشد ، ومثله قول رجل من بجيلة أو خثعم وقيل عديّ بن زيد :
ذريني إنّ
أمرك لن يطاعا
|
|
وما ألفيتني
حلمي مضاعا
|
حلمي : بدل
اشتمال من ياء المتكلم من ألفيتني.
١١ ـ افتراق
عطف البيان عن البدل :
يفترق عطف
البيان عن البدل في أشياء منها :
(١) أنّ عطف
البيان لا يكون مضمرا ولا تابعا لمضمر.
(٢) أنّه يوافق
متبوعه تعريفا وتنكيرا.
(٣) أنّه لا
يكون فعلا تابعا لفعل.
(٤) أنّه ليس
في التّقدير من جملة أخرى.
(٥) لا ينوى
إحلاله محلّ الأوّل بخلاف البدل في جميع ذلك.
بدل الاشتمال (انظر
البدل ٢ ج).
__________________
بدل بعض من كل (انظر
البدل ٢ ب).
بدل كلّ من كل (انظر
البدل ٢ أ).
البدل المباين (انظر
البدل ٢ د).
بس بس : اسم
صوت دعاء للغنم والإبل.
البضع : ومثله «البضعة»
وهو ما بين الثّلاث إلى التّسع وحكمه تأنيثا وتذكيرا في الإفراد والتركيب : حكم «تسع
وتسعة» تقول : «بضع سنين» و «بضعة عشر رجلا» و «بضع عشرة امرأة» ولا يستعمل فيما
زاد على العشرين وأجازه بعضهم وروي في الحديث : (بضعا وثلاثين ملكا). وجعله النحاة
كالمصدر فلا يجمع ولا يثنّى.
بعد : ضدّ «قبل»
وهي ظرف مبهم لا يفهم معناه إلّا بالإضافة لغيره ، وهو زمان متراخ عن الزمان
السابق فإن قرب منه قيل : بعيد ، وقد يكون للمكان ، وله حالتان : الإضافة إلى اسم
عين فحينئذ يكون ظرف زمان ، أو إلى اسم معنى فظرف مكان.
وأحكامها
الإعرابية كأحكام قبل (انظر قبل).
وقد تجيء «بعد»
بمعنى «قبل» نحو : (وَلَقَدْ كَتَبْنا
فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ). وبمعنى «مع» يقال «فلان كريم وهو بعد هذا عاقل». وعليه
تأويل قوله تعالى : (عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ
زَنِيمٍ).
بعدك : اسم فعل
منقول ، ومعناه : تأخّر ، أو حذّرته شيئا خلفه ، والكاف للخطاب.
بعد اللّتيّا
والّتي :
اللّتيّا تصغير
الّتي على خلاف القياس والمعنى : بعد اللّحظة الصّغيرة والكبيرة التي من فظاعة
شأنها :
كيت وكيت.
حذفت الصّلة
إيهاما لقصور العبارة عن الإحاطة بوصف الأمر الّذي كنيّ بهما عنه ، وفي ذلك من
تفخيم الأمر ما لا يخفى ، وإعرابها : بعد ظرف زمان أو مكان «اللّتيّا». اسم موصول
تصغير الّتي مضاف إليه و «الّتي» معطوف وصلتهما محذوفة وجوبا لما مرّ.
بعض : هي لفظة
صيغت للدّلالة على الطّائفة ، لا على الكلّ ، وقال أبو العبّاس أحمد بن يحيى ثعلب
: «أجمع أهل النّحو على أنّ البعض شيء من أشياء أو شيء من شيء». وتقع على نصف الكل
، وعلى ثلاثة أرباعه ، وعلى معظمه وتقع على الشيء كلّه ما عدا أقلّ جزء منه.
وقد بعّضت
الشّيء فرّقت أجزاءه ، وتبعّض هو ، وقد تكون «بعض» بمعنى «كل» كقول الشاعر :
__________________
«أو يعتلق بعض النفوس حمامها»
وقال أبو حاتم
السّجستاني : ولا تقول العرب الكلّ ولا البعض ، وقد استعمله النّاس حتى سيبويه
والأخفش في كتبهما لقلّة علمهما بهذا النحو ، فاجتنب ذلك فإنّه ليس من كلام العرب . و «بعض» مذكّر في الوجوه كلّها ، ويعرب حسب موقعه من
الكلام ، وقد يضاف إلى مصدر من نوع الفعل فتقول : «اقرأ بعض القراءة» لا بعض الشيء
ويعرب على أنّه مفعول مطلق.
بعيدات بين : في
اللسان : لقيته بعيدات بين : إذا لقيته بعد حين ، وقيل : بعيدات بين : أي بعيد
فراق ، وذلك إذا كان الرّجل يمسك عن إتيان صاحبه الزّمان ثم يأتيه ثم يمسك عنه ثم
يأتيه ، وهو من ظروف الزّمان الّتي لا تتمكّن ولا تستعمل إلّا ظرفا ، ويقال : إنّك
لتضحك بعيدات بين ، أي بين المرّة ، ثمّ المرّة في الحين.
بغتة : منها
قوله تعالى : (حَتَّى إِذا
جاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً)(أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً). وإعرابها : مصدر في موضع الحال أي باغتة وقيل : هو
مصدر لفعل محذوف أي تبغتهم بغتة.
بكرة : تقول : «أتيته
بكرة» أي باكرا بالتّنوين وهو منصوب على الظّرفيّة الزّمانيّة ، فإن أردت بكرة يوم
بعينه قلت : «أتيته بكرة» وهو ممنوع من الصّرف من أجل التأنيث وأنه معرفة ، وهو من
الظّروف المتصرّفة تقول : «سير عليه بكرة» فبكرة هنا نائب فاعل ل «سير».
بل الابتدائية
: تأتي حرف ابتداء وهي التي تليها جملة ، ومعناها : الإضراب ، والإضراب : إمّا أن
يكون معناه الإبطال نحو : (وَقالُوا اتَّخَذَ
الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ) أي بل هم عباد.
وإمّا أن يكون
معناه الانتقال من غرض إلى آخر نحو : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ
تَزَكَّى ، وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ، بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ
الدُّنْيا).
بل العاطفة : ومعناها
: الإضراب عن الأول ، والإثبات للثّاني ، وتأتي حرف عطف وذلك بشرطين : إفراد
معطوفها وأن
__________________
تسبق «بإيجاب أو أمر أو نفي أو نهي» ومعناها بعد «الإيجاب والأمر» : سلب
الحكم عما قبلها وجعله لما بعدها ، نحو «قرأ بكر بل عمرو» و «ليكتب صالح بل محمّد».
ومعناها بعد النّفي أو النّهي» تقرير حكم ما قبلها من نفي أو نهي على حاله وجعل
ضدّه لما بعدها كما أنّ «لكن» كذلك ، كقولك : «ما كنت في منزل بل بيداء» لا تقاطع
الجامعة بل عمرا» ، ولا يعطف ب «بل» بعد الاستفهام فلا يقال : «أضربت أخاك بل زيدا».
ولا نحوه ، وقد
تزاد قبلها «لا» لتوكيد الإضراب وهي نافية للإيجاب قبلها كقول الشاعر :
وجهك البدر
لا بل الشّمس لو لم
|
|
يقض للشمس
كسفة أو أفول
|
ولتوكيد تقرير
ما قبلها بعد النّفي قوله :
وما هجرتك لا
بل زادني شغفا
|
|
هجر وبعد
تراخى لا إلى أجل
|
ومنع ابن
درستويه زيادتها بعد النّفي والصحيح خلافه.
بله : يأتي على
ثلاثة أوجه :
(أحدها) اسم
فعل بمعنى «دع» وفتحه للبناء ، وما بعده منصوب على أنه مفعول به.
(الثاني) مصدر
بمعنى «التّرك» وفتحه إعراب ، وما بعده مخفوض على الإضافة نحو «ليس في الكاذب خير
بله الخاسر» ومعناه اترك الخاسر.
(الثالث) اسم
مرادف ل «كيف» وفتحه للبناء وما بعده مرفوع (انظر اسم الفعل ٥).
بلى : حرف جواب
، وتختصّ بالنّفي وتفيد إبطاله ، سواء أكان مجرّدا نحو : (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ
يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَ). أم مقرونا بالاستفهام ـ حقيقيّا كان نحو «أليس عليّ
بآت» ـ أو توبيخا نحو قوله تعالى : (أَمْ يَحْسَبُونَ
أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى) ـ أو تقريريّا نحو قوله تعالى : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ
قالُوا : بَلى). والفرق بين «بلى» و «نعم» : أنّ «بلى» لا تأتي إلّا
بعد نفي وأن «نعم» تأتي بعد النّفي والإثبات.
فإذا قيل «ما
قام زيد» فتصديقه نعم ، وتكذيبه : بلى.
البناء :
١ ـ تعريفه :
هو لزوم آخر
الكلمة حالة واحدة.
٢ ـ المبنيّات
:
(أ) الحروف
كلّها مبنيّة.
__________________
(ب) الأفعال
كلها مبنية إلّا المضارع الذي لم تباشره إحدى نوني التوكيد أو اتّصلت به نون
الإناث.
(ج) والمبنيّ
من الأسماء هو كلّ اسم أشبه الحروف بشبه من الأشباه الثلاثة : الوضعي ، والمعنوي ،
والاستعمالي.
(انظر الشّبه
الوضعي ، والشبه المعنوي ، والشبه الاستعمالي).
والأسماء
المبنية هي : الضّمائر ، أسماء الإشارة ، أسماء الموصول ، أسماء الأصوات ، أسماء
الأفعال ، أسماء الشّرط ، أسماء الاستفهام ، وبعض الظّروف مثل «إذ ، إذا ، الآن ،
حيث ، أمس» ، وكلّ ذلك يبنى على ما سمع عليه.
ويطرّد البناء
على الفتح فيما ركّب من الأعداد والظّروف والأحوال نحو «أرى خمسة عشر رجلا
يتردّدون صباح مساء على جواري بيت بيت».
ويطّرد البناء
على الضّمّ فيما قطع عن الإضافة لفظا من المبهمات كقبل وبعد وحسب ، وأول ، وأسماء
الجهات ، نحو : (لِلَّهِ الْأَمْرُ
مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ). والكسر فيما ختم «بويه» كسيبويه ووزن فعال علما لأنثى
ك «حذام ورقاش» أو سبّا لها ك «يا خباث ويا كذاب». أو اسم فعل ك «نزال وقتال» .
(انظر جميعا في
حروفها).
٣ ـ أنواع
البناء :
أنواع البناء
أربعة :
(أحدها)
السّكون ، وهو الأصل لأنه عدم الحركة ، ولخفّته دخل في الكلم الثّلاث : الحرف
والفعل والاسم المبني ؛ ففي الحرف نحو «هل» وفي الفعل نحو «قم» وفي الاسم المبنيّ
نحو «كم».
(الثاني) الفتح
وهو أقرب الحركات إلى السّكون ، ولهذا دخل أيضا في الكلم الثّلاث : في الحرف نحو «سوف»
وفي الفعل نحو «قام» وفي الاسم المبني نحو «أين».
(الثالث) الكسر
، ويدخل في الاسم المبني والحرف ، نحو «أمس» و «لام الجر» في نحو «المال لزيد».
(الرابع)
الضّمّ ، ويدخل في الاسم والحرف أيضا نحو «منذ» فهي في لغة من جرّ بها حرف مبني على
الضّمّ ، وفي
__________________
لغة من رفع بها اسم مبني على الضم.
(انظر مذ ومنذ).
البنت
(انظر ابنة).
بنون : ملحق
بجمع المذكّر السّالم ويعرب إعرابه. (انظر جمع المذكّر السالم ٨).
بيت بيت : يقال
: «جاري بيت بيت» أي ملاصقا ، وهو مركّب مبنيّ الجزءين على الفتح في موضع النّصب
على الحال.
بيد : اسم
ملازم للإضافة إلى «أنّ» وصلتها» وله معنيان :
(أحدهما): ـ وهو
الأكثر ـ أن يأتي بمعنى «غير» إلّا أنّه لا يقع مرفوعا ولا مجرورا ، بل منصوبا ،
ولا يقع صفة ولا استثناء متّصلا ، وإنّما يستثنى به في الانقطاع خاصّة ، ومنه
الحديث (نحن الآخرون السّابقون يوم القيامة ، بيد أنّهم أوتوا الكتاب من قبلنا).
ومثلها : ميد ، قال ثعلب : بيد ، وميد ، وغير بمعنى ، وفسّره بعضهم من أجل أني.
(الثّاني) أن
يكون بمعنى «من أجل» ومنه الحديث (أنا أفصح من نطق بالضّاد بيد أنّي من قريش).
بين : ظرف
بمعنى وسط ، أو هي كلمة تنصيف أو تشريك ، يضاف إلى أكثر من واحد نحو «جلست بين
القوم» أي وسطهم ، وإذا أضيف إلى الواحد عطف عليه بالواو ونحو : «المنزل بين خالد
وبكر» وتكريرها مع المضمر واجب ، نحو «الكتب بيني وبينك» وتكريرها مع المظهر لا يقبح
خلافا لمن قال ذلك ، لورودها كثيرا في كلام العرب ، نحو : «المال بين خالد وبين
عليّ» ، وإذا أضيفت إلى ظرف زمان كانت ظرف زمان نحو «أزورك بين الظّهر والعصر».
أو إلى ظرف
مكان كانت ظرف مكان نحو «منزلي بين دارك ودار زيد» وإذا أخرجتها عن الظّرفيّة
أعربتها كسائر الأسماء نحو : (لَقَدْ تَقَطَّعَ
بَيْنَكُمْ) ، فـ «بينكم» في الآية فاعل «تقطّع» .
بين بين : تقول
: «هذا تمر بين بين» أي بين الجيّد والرّديء.
وهو مركّب
مزجيّ مبنيّ الجزأين على الفتح ك «خمسة عشر» في موضع الحال.
بينا وبينما : أصلهما
: بين مضافة إلى أوقات مضافة إلى جملة ، فحذفت الأوقات وعوّض عنها «الألف» أو «ما»
__________________
وهما منصوبتا المحلّ ، والعامل فيهما ما تضمّنته «إذ» من معنى المفاجأة ،
كقولك : «بينا أنا منطلق إذ جاءني الصّديق» أو «إذ الصّديق جاءني» والمعنى أنّه
جاءني بين أوقات انطلاقي ، وقد تأتي «بينا» بدون «إذ» بعدها ، وهو فصيح عند
الأصمعي ، وعليه الحديث في البخاري : (قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم بينا أنا نائم رأيت النّاس يعرضون عليّ ....) الحديث.
وما بعد «بينا وبينما» إذا كان اسما رفع بالابتداء وما بعده خبر ، وإذا كان بعد
بينا اسم ثم فعل ومثلها : بينما ، كان عاملهما محذوفا يفسّره الفعل المذكور نحو «بينما
بكر يعمل في حقله إذ رآى مالا».
وإعرابهما :
على الظّرفية الزّمانيّة لأنّهما ـ في الأصل ـ مضافتان إلى أوقات ، والألف أو «ما»
عوض عن المضاف إليه كما تقدّم. وهو مذكّر عند معظم أهل اللغة ، والمشهور أنّه يطلق
في الرّجل والمرأة
.
باب التّاء
تا : اسم إشارة
للمفردة المؤنّثة ، وبناؤه على السكون. (انظر اسم الإشارة).
تاء التّأنيث :
تكون في الفعل ساكنة ك «فهمت» ومتحرّكة ك «تفهم» ولا تكون في الاسم إلّا متحرّكة ك
«فاهمة» وكلّ مؤنّث بالتّاء حكمه أن لا تحذف التاء منه إذا ثنّي ك «فاهمتين» لئلا
يلتبس بالمذكر.
ولما كانت
التّاء في أصل وضعها في الاسم للفرق بين المذكّر والمؤنّث في الأوصاف المشتقّة
المشتركة بينهما ك «نبيه ونبيهة» و «أديب وأديبة» فلا تدخل على المختصّ بالنّساء ك
«طالق وحامل ، وطامث ، ومرضع وفارك وعانس» . كما لا تدخل على المختص بالرجال ك «أكمر ، وآدر» .
ولا تدخل على
أسماء الأجناس الجامدة وشذّ : «رجل ورجلة» و «فتى وفتاة» و «غلام وغلامة» و «طفل
وطفلة» و «ظبي وظبية» و «إنسان وإنسانة». ولا تدخل هذه التاء في خمسة أوزان ،
ويستوي فيها المذكّر والمؤنّث :
١ ـ «فعيل»
بمعنى مفعول إن تبع موصوفه ، نحو «كفّ خضيب» و «ملحفة غسيل» وشذّ «ملحفة جديدة».
فإن كان بمعنى
فاعل نحو «عتيقة» و «ظريفة» كان مؤنّثه بالهاء وإن كان بمعنى مفعول ولم يذكر
الموصوف نحو : «رأيت قبيلة بني فلان» كان مؤنّثه بالهاء منعا للالتباس بالمذكّر.
٢ ـ «فعول»
بمعنى فاعل نحو «امرأة
__________________
صبور وشكور وفخور» وقد جاء حرف شاذّ فقالوا : «هي عدوّة الله» فإذا كان في تأويل مفعول لحقته التّاء نحو «الحمولة» و
«الرّكوبة» و «الحلوبة» تقول : «هذا الجمل ركوبتهم وأكولتهم».
٣ ـ «مفعال»
نحو «امرأة مهذار» و «مكسال» و «مبسام».
٤ ـ «مفعيل»
نحو «امرأة معطير» و «مئشير» من الأشر : وهو الكبر ، و «فرس محضير» كثير الجري.
وشذ فقالوا : «امرأة مسكينة» شبّهوها بفقيرة.
٥ ـ «مفعل» نحو
«امرأة مغشم» و «رجل مدعس ومهذر» .
وقد تكون التاء
لغير التّأنيث ، فتكون للتعريب ، والتّمييز ، والعوض ، والمبالغة ، والنّسب ، (انظر
جميعها في تاء التعريب ، وتاء التمييز ..... وهكذا).
تاء الجمع
المكسّر الأعجميّ والعربي : تلحق هذه التاء ما كان من الأعجمية على أربعة أحرف وقد
أعرب ، وجمعته جمع تكسير وذلك نحو «موزج وموازجة وصولج وصوالجة ، وكربج وكرابجة ، وطيلسان ، وطيالسة ، وجورب وجواربة. «ـ وقالوا
: جوارب ـ وكيالجة ـ وقالوا : كيالج ـ». ونظيره في العربية : «صيقل وصياقلة ،
وصيرف وصيارفة وقشعم وقشاعمة».
وقد جاء ملك
وملائكة وقالوا : أناسية لجمع إنسان ، وكذلك إذا كسّرت الاسم وأنت تريد آل فلان أو
جماعة الحيّ نحو قولك : المسامعة ، والمناذرة ، والمهالبة والأحامرة والأزارقة
وقالوا : البرابرة والسّبابجة.
تاء التّمييز :
هي التّاء التي تميز الواحد من جنسه كثيرا في اسم الجنس الجمعي ك «تمر» و «تمرة» و
«نمل ونملة» وترد لعكس ذلك قليلا نحو «كمء وكمأة».
تاء العوض : هي
التاء التي تلحق اسما حذفت فاؤه فعوّضت التّاء عنها ك «زنة» أصلها «وزن» ، أو حذفت
عينه نحو «إقامة» أصلها : إقوام ، أو حذفت لامه ك «سنة» أصلها : سنو أو سنة ،
بدليل جمعها على سنوات أو سنهات.
تاء القسم : من
حروف الجرّ وهو مختّصّ ب «الله» (وَتَاللهِ
لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ).
__________________
والصحيح كما يقول سيبويه : أنّ العرب لا يدخلون تاء القسم في غير الله. فلا
يقال : تربّ الكعبة ، ولا تربّي لأفعلن.
تاء المبالغة :
هي التي تؤكّد أحيانا وزن الفاعل ك «راوية» و «نابغة» وقد تأتي لتوكيد المبالغة ك «علّامة»
و «نسّابة».
تاء المضارعة :
هي من حروف المضارعة «أتين» والمراد بهذا اللفظ حروفه ، وهي : الألف ، والتاء ،
والياء ، والنون ، التي لا بدّ للمضارع أن يبدأ بواحدة منها ، وتكون «التّاء» إمّا
علامة تأنيث ك «هند تكتب» أو حرف خطاب للمذكّر ك «أنت تعلم».
وحركة التّاء
كحركة أخواتها تضمّ إذا كان ماضي الفعل رباعيّا نحو «أكرم يكرم» و «بذّر يبذّر»
وإن كان ثلاثيّا أو خماسيّا أو سداسيّا تفتح الياء وأخواتها نحو «حفظ يحفظ» و «انطلق
ينطلق» و «استعجل يستعجل».
تاء النّسب : هي
الّتي تلحق صيغة منتهى الجموع للدّلالة على النّسب ك «أشاعرة» جمع أشعري و «قرامطة»
جمع قرمطي ، أو للعوض عن «ياء» محذوفة ك «زنادقة» جمع زنديق أو للإلحاق بمفرد ك «صيارفة»
. فإنها ملحقة بكراهية.
تان وتين : اسما
إشارة ، فالأول لحالة الرّفع ولكنّه مبنيّ على الألف ، والثاني لحالتي النّصب
والجرّ ولكنّه مبنيّ على الياء ، وقد تلحقهما «ها» للتنبيه ، فيقال «هاتان» و «هاتين»
وقد تلحقهما «كاف الخطاب» فتبعد «ها» التّنبهيّة فتقول «تانك» و «تينك» وأيضا «تانكما
وتانكم وتانكنّ» ومثلها «تينكما وتينكم وتينكنّ».
التّأسيس : هو
أن يكون اللفظ المكرّر لإفادة معنى آخر لم يكن حاصلا قبله ، ويسمّى التأسيس ،
ويقولون : التأكيد إعادة والتأسيس إفادة ، والإفادة أولى ، وإذا دار اللفظ بينهما
حسن الحمل على التّأسيس كقوله تعالى : (لا أَعْبُدُ ما
تَعْبُدُونَ وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ
وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ). فإن أريد بهذا التكرار زيادة التّقرير فهو توكيد وإن
أريد بقوله تعالى : (وَلا أَنا عابِدٌ ما
عَبَدْتُّمْ ..) إلخ. أي في المستقبل فهذا معنى زائد عن مجرّد التّكرار
وهذا هو التأسيس.
(انظر تأنيث
الفعل الفاعل).
التّأنيث
والتّذكير : الأشياء كلّها أصلها
__________________
التّذكير ، وهو أشد تمكّنا ، ثم يختصّ بعد.
١ ـ تقسيم
الاسم إلى مذكّر ومؤنّث :
ينقسم الاسم إل
مذكّر ومؤنّث ، فالمذكّر ك «رجل» والمؤنّث ك «فاطمة».
٢ ـ المؤنث
حقيقيّ ومجازي :
المؤنّث نوعان
: حقيقيّ ، وهو : ما يقابله ذكر من كل ذي روح ، ك «امرأة» و «فاضلة» و «ناقة».
ومجازي ، وهو : ما عاملته العرب معاملة المؤنّثات الحقيقيّة «كالشمس ، والحرب
والنّار» والمدار في هذا على النّقل ، ويستدلّ على ذلك بالضّمير
العائد عليه نحو : (النَّارُ وَعَدَهَا
اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) ، (حَتَّى تَضَعَ
الْحَرْبُ أَوْزارَها) وبالإشارة إليه نحو : (هذِهِ جَهَنَّمُ). وبثبوت التّاء في تصغيره ، نحو «عيينة وأذينة» مصغّري
عين ، وأذن.
أو في فعله ،
نحو : (وَلَمَّا فَصَلَتِ
الْعِيرُ) وبسقوطها من عدده كقول حميد الأرقط يصف قوسا عربيّة :
أرمي عليها
وهي فرع أجمع
|
|
وهي ثلاث أذرع
وإصبع
|
٣ ـ المؤنّث : ثلاثة أقسام :
ينقسم المؤنّث
إلى لفظي ، ومعنويّ ، ولفظيّ معنويّ.
فالمؤنث اللفظي
: ما كان علما لمذكّر وفيه علامة من علامات التّأنيث ك «طرفة» و «كنانة» و «زكريّاء».
وهذا المؤنّث اللّفظي يجب تذكير فعله وجمعه بألف وتا.
والمؤنّث
المعنويّ : ما خلا من العلامة ، وكان علما لمؤنث ك «زينب» و «أم كلثوم» والمؤنّث
اللّفظيّ المعنويّ : ما كان علما لمؤنّث ، وفيه علامة التّأنيث : ك «صفيّة» و «سعدى»
و «خنساء».
٤ ـ علامات
التأنيث :
علامات التأنيث
ـ على قول الفراء ـ خمس عشرة علامة ، ثمان في الأسماء : الهاء ، والألف الممدودة
والمقصورة ، وتاء الجمع ، في نحو «الهندات» ، والكسرة في «أنت» والنون في «أنتنّ» و
«هنّ»
__________________
والتاء في «أخت» و «بنت» والياء في «هذي».
وأربع في
الأفعال : التاء السّاكنة في مثل «قامت» والياء في «تفعلين» والكسرة في نحو «قمت»
والنون في «فعلن».
وثلاث في
الأدوات : «التاء في «ربّة» و «ثمّة» و «لات» ، والتّاء في «هيهات» والهاء والألف
في نحو «إنّها هند».
وأشهر علامات
التّأنيث في الأسماء : التّاء وألف التّأنيث ، ولكلّ بحث مستقل.
(انظر في
حرفهما).
٥ ـ أسماء
الأجناس :
كلّ أسماء
الأجناس يجوز فيها التذكير حملا على الجنس ، والتّأنيث حملا على الجماعة نحو (أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ) و (أَعْجازُ نَخْلٍ
مُنْقَعِرٍ).
٦ ـ اسم الجمع
:
كلّ اسم جمع
لآدميّ فإنه يذكّر ويؤنث ك «القوم» كما في قوله تعالى : (وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ) وقوله تعالى : (كَذَّبَتْ قَوْمُ
نُوحٍ).
وأمّا لغير
الآدميّ فلازم التّأنيث نحو «الإبل» و «الخيل» و «الغنم» وكذا اسم الجنس الجمعي.
(انظر في حرفه).
٧ ـ تأنيث
الجموع :
كلّ جمع مؤنّث
ويصحّ تذكيره ، إلّا ما كان بالواو والنّون فيمن يعقل فيجب تذكيره ، تقول : «جاء
الرجال والنساء» و «جاءت الرّجال والنساء» و «حضر المعلّمون».
٨ ـ تأنيث
الأعضاء وتذكيرها :
كل عضو بإزائه
عضو من أعضاء الإنسان فهو مؤنّث ، الخدّ والجنب ، والحاجب ، والعضد ، ـ وبنو تميم
يذكّرونه ، وأهل تهامة يؤنّثونه ـ وكلّ عضو فرد من الأعضاء فهو مذكّر ، إلّا الكبد
، والكرش ، والطّحال. وكلّ عضو في الإنسان أوّل اسمه كاف فهو مؤنّث نحو «كتف و «كعب».
٩ ـ تأنيث
الأسنان أو تذكيرها الأسنان كلّها مؤنّثة إلّا الأضراس والأنياب.
١٠ ـ تذكير
الظّروف وتأنيثها :
الظّروف كلّها
مذكّرة إلّا «قدّام» و «وراء» فإنّهما شاذّان.
١١ ـ حكم
اجتماع المذكّر والمؤنث :
إذا اجتمع
المذكّر والمؤنّث غلّب حكم المذكّر إلّا في موضعين :
__________________
(أحدهما) «ضبعان»
تثنية «ضبع» وهي مختصّة بالإناث ، فأجريت التّثنية على لفظ المؤنّث لا على لفظ
المذكّر.
(الثاني)
التّاريخ ، فإنّه باللّيالي دون الأيّام مراعاة للأسبق.
وتغليب المذكّر
على المؤنّث إنّما يكون : بالتّثنية ، والجمع ، وفي عود الضمير وفي الوصف ، وفي
العدد.
١٢ ـ تأنيث «فعيل»
وتذكيره :
إذا كان «فعيل»
بمعنى فاعل لحقته تاء التّأنيث ، مثل «قدير» و «قديرة» و «كريم» و «كريمة».
وإذا كان «فعيل»
بمعنى «مفعول» يجب تذكيره نحو «عين كحيل» و «كفّ خضيب» وإذا أفردت الصفة في هذا
الباب أدخلت تاء التّأنيث ، ليعلم أنّها صفة لمؤنّث نحو «رأينا جريحة».
١٣ ـ تسمية
المذكر بما فيه ألف التأنيث الممدودة والمقصورة :
فإن سمّيت رجلا
بشيء فيه ألف التّأنيث الممدودة فأردت جمعه بالواو والنون قلت في حمراء ـ اسم رجل ـ
إذا جمعته «حمراوون» و «صفراوون» وما كان مثل «حبلى وسكرى» «حبلون» و «سكرون».
١٤ ـ ما يستوي
فيه المذكر والمؤنث :
(انظر تاء
التأنيث).
١٥ ـ تبيين بعض
الأسماء في التذكير أو التأنيث :
حروف الهجاء
تذكّر وتؤنّث.
الإبل : مؤنثة.
أتان : مؤنثة.
إنسان : يقع
للمذكّر والمؤنّث.
بعير : يقع
للمذكر والمؤنث.
حرب : مؤنثة.
دار : مؤنّثة.
ذراع : مؤنثة.
رباب : مذكّر.
ربعة : يقع
للمذكّر والمؤنّث على لفظ واحد.
سحاب : مذكر.
الشاء : أصله
التأنيث وإن وقع على مذكّر.
الشّخص :
مذكّر.
شمال : مؤنّثة.
شمس : مؤنّثة.
صناع : مؤنثة.
عقاب : مؤنّثة.
عقرب : مؤنّثة.
عناق : مؤنّثة.
عنكبوت :
مؤنّثة.
العين :
مؤنّثة.
الغنم :
مؤنّثة.
الفرس : يقع
على المذكّر والمؤنّث.
قدر : مؤنّثة.
قفا : يذكّر
ويؤنث.
كراع : مؤنّثة.
اللّسان :
يذكّر ويؤنّث.
بعل : تذكر
وتؤنث النّفس : يذكّر ويؤنّث وتصغيرها نفيسة ، وهي في القرآن مؤنّثة.
الروح : الأكثر
تذكيره ، وقد يؤنث وعند ابن الأعرابي : مذكر فقط.
النار : مؤنّثة
، وتذكّر قليلا.
ناب : مؤنّثة.
تبّا له : من
تبّ يتبّ كضرب : خاب وخسر ، وهي منصوبة على المصدر ، بإضمار فعل واجب الحذف.
تجاه : تقول : «جلست
تجاه المسجد» أي مقابله وهي ظرف مكان منصوب.
تحت : ظرف مكان
مبهم نقيض فوق ، من أسماء الجهات ، وله أحكام.
(انظر قبل).
التحذير :
١ ـ تعريفه :
هو تنبيه
المخاطب على أمر مكروه ليجتنبه.
٢ ـ قسماه :
(١) ما يكون
بلفظ «إيّاك» وفروعه وهذا عامله محذوف وجوبا سواء أكان معطوفا عليه أم موصولا ب «من»
أو متكرّرا نحو «إيّاك والتّواني» . ونحو «إيّاك من التواني» .
وأمّا نحو قوله
:
فإيّاك إيّاك
المراء فإنّه
|
|
إلى الشّرّ
دعّاء وللشّرّ جالب
|
فعلى تقدير «من»
محذوفة للضّرورة. أي «من المراء» ويجوز في هذا أن تقول : «إيّاك أن تفعل كذا»
لصلاحيّته لتقدير «من» . ولا تكون «إيّا» في هذا الباب لمتكلّم ، وشذّ قول عمر (رض)
«لتذكّ لكم الأسل والرّماح والسّهام ، و «إيّاي» وأن يحذف أحدكم الأرنب».
ولا تكون لغائب
، وشذّ قول بعض العرب «إذا بلغ الرجل السّتّين فإيّاه وإيّا الشّواب».
(٢) أن يذكر «المحذّر»
بغير لفظ «إيّا» أو يقتصر على ذكر «المحذّر منه» وإنّما يجب الحذف إن كرّرت أو
عطفت ،
__________________
فالأول نحو «نفسك نفسك» و «الأسد الأسد» والثاني نحو : (ناقَةَ اللهِ وَسُقْياها). وفي غير ذلك يجوز إظهار العامل كقول جرير يهجو عمر بن
لجأ التميمي :
خلّ الطريق
لمن يبني المنار به
|
|
وأبرز ببرزة
حيث اضطّرك القدر
|
التّحضيض : الحثّ
على أمر بشدّة وأدواته : «هلّا ، وألّا ، ولو لا وألا» إن دخلت على مضارع ، وإن
دخلت على الماضي فهي للتّنديم (انظر في أحرفها وأن المصدريّة).
تحوّل : تعمل
عمل «كان» لأنها بمعنى صار ، تقول «تحوّل التراب لبنا».
(انظر كان
وأخواتها ٢ تعليق).
تخذ : من أفعال
التّحويل وتتعدّى إلى مفعولين ، نحو قول أبي جندب بن مرّة الهذلي :
تخذت غراز
إثرهم دليلا
|
|
وفرّوا في
الحجاز ليعجزوني
|
(انظر المتعدي إلى مفعولين).
التّرخيم : ثلاثة
أنواع :
١ ـ ترخيم
التّصغير.
٢ ـ ترخيم
الضّرورة.
٣ ـ ترخيم
النداء.
(انظر في
أحرفها).
(١) ترخيم
التّصغير :
١ ـ حقيقته :
تصغير الاسم
بتجريده من الزّوائد ، فإن كانت أصوله ثلاثة صغّر على «فعيل» وإن كان أربعة
ضغّر على «فعيعل» فتقول في معطف «عطيف» وفي أزهر «زهير» وفي حامد «حميد» وتقول في
قرطاس وعصفور «قريطس وعصيفر».
(٢) ـ المؤنّث
وتصغير الترخيم :
إذا كان
المصغّر تصغير التّرخيم ثلاثيّ الأصول ، ومسمّاه مؤنّث لحقته التّاء ، فتقول في
سوداء ، وحبلى وسعاد : «سويدة» و «حبيلة» و «سعيدة» وإذا صغّر تصغير ترخيم الأوصاف
الخاصّة بالمؤنّث نحو : حائض وطالق ، قلت : «حييض» و «طليق».
__________________
(٢) ترخيم
الضّرورة :
يجوز ترخيم غير
المنادى ـ وهو ترخيم الضّرورة ـ بثلاثة شروط :
١ ـ أن يكون
ذلك في الضّرورة.
٢ ـ أن يصلح
الاسم للنداء ، فلا يجوز في نحو «الغلام» لوجود «أل» لأنّ ما فيه أل لا يصلح
للنداء إلّا بواسطة «أيّها».
٣ ـ أن يكون
إما زائدا على الثلاثة ، أو مختوما بتاء التّأنيث فالأوّل كقول امرىء القيس :
لنعم الفتى
تعشو إلى ضوء ناره
|
|
طريف بن مال
ليلة الجوع والخصر
|
أراد ابن مالك
، والثاني كقول الأسود بن يعفر :
وهذا ردائي
عنده يستعيره
|
|
ليسلبني حقّي
أمال بن حنظل
|
ولا يمتنع
الترخيم في الضرورة على لغة من ينتظر بدليل قول جرير :
ألا أضحت
حبالكم رماما
|
|
وأضحت منك
شاسعة أماما
|
أراد : أمامة ،
وفهم من عدم اشتراط التّعريف في ترخيم الضّرورة أنه يجيء في النّكرات كقوله : «ليس
حيّ على المنون بخال» أي بخالد.
(٣) ترخيم
النّداء :
١ ـ تعريفه :
هو حذف آخر
الكلمة حقيقة أو تنزيلا في النّداء ، على وجه مخصوص.
٢ ـ شروطه :
شروط ترخيم
النّداء : أن يكون المنادى معرفة ، غير مستغاث ، ولا مندوب ، ولا ذي إضافة ، ولا
ذي إسناد ، ولا مختصّ بالنّداء ، فلا ترخّم النّكرة غير المقصودة ، كقول الأعمى «يا
رجلا خذ بيدي» ، ولا قولك «يا لخالد» ولا «وا خالداه» ولا «يا أمير البلاد» ولا «يا
جاد المولى» ولا «يافل».
٣ ـ الاسم
القابل للترخيم قسمان :
(أ) مختوم «بتاء
التّأنيث» التي تقلب عند الوقف هاء.
(ب) مجرّد منها
:
فالأوّل : وهو
المختوم ب «تاء التأنيث» فيرخّم بحذف التاء فقط ، سواء أكان علما أم لا ، ثلاثيّا
، أم زائدا على الثّلاثة ، نحو قول امرىء القيس :
أفاطم مهلا
بعض هذا التّدلّل
|
|
وإن كنت قد
أزمعت صرمي فأجملي
|
الأصل : أفاطمة
، وقول العجّاج يخاطب امرأته :
جاري لا
تستنكري عذيري
|
|
سعيي وإشفاقي
على بعيري
|
__________________
الأصل : يا
جارية.
والثاني : وهو
المجرّد من تاء التّأنيث ، فلا يرخّم إلّا أن يكون : علما زائدا على ثلاثة ك «جعفر»
و «سعاد» فلا يرخّم غير العلم ، وأمّا قول الشّاعر :
صاح شمّر ولا
تزل ذاكر المو
|
|
ت فنسيانه
ضلال مبين
|
فضرورة ، ولا
يرخّم ما لم يزد على ثلاثة سواء أكان ساكن الوسط ك «دعد» أم متحرّكة ك «سبأ».
٤ ـ ما يحذف
للترخيم :
المحذوف
للترخيم إمّا «حرف» أو «حرفان» أو «كلمة» أو «كلمة وحرف».
فأمّا الحرف
وهو الغالب ، فنحو «يا جعف» و «يا سعا» و «يا مال» في ترخيم : جعفر ، وسعاد ،
ومالك.
وأما الحرفان ،
فذلك إذا كان الذي قبل الآخر حرف علّة ، ساكنا ، زائدا ، مكمّلا أربعة فصاعدا ،
مسبوقا بحركة مجانسة ، ظاهرة ، أو مقدّرة تقول مثلا في أسماء «يا أسم» وفي مروان «يا
مرو» وفي منصور يا «منص» وفي «شملال» «يا شمل» وفي قنديل «يا قند» وفي مصطفون علما
«يا مصطف» ومن ذلك قول الفرزدق يخاطب مروان بن عبد الملك :
يا مرو إنّ
مطيّتي محبوسة
|
|
ترجو الحباء
وربّها لم ييأس
|
وقول لبيد :
يا أسم صبرا
على ما كان من حدث
|
|
إنّ الحوادث
ملقيّ ومنتظر
|
ويحذف من
المركّبات الكلمة الثّانية ، وذلك في مثل «حضرموت» و «معدي كرب» و «بختنصّر» ومثل
رجل اسمه «خمسة عشر» ومثل «عمرويه» وتقول في ترخيمها : يا حضر ، يا معدي ، يا بخت
، ويا خمسة اقبل ، وفي الوقف تبين الهاء ، ومثلها : في اثنا عشر ، تقول في ترخيمها
: يا اثن.
٥ ـ حركة آخر
المرخّم :
الأكثر أن ينوى
المحذوف ، فلا تغيّر حركة ما بقي ، لأنّ المحذوف في نيّة الملفوظ ، وتسمّى لغة «من
ينتظر» تقول في جعفر «يا جعف» بالفتح ، وفي حارث «يا حار» بالكسر ، وفي منصور «يا
منص» بالضم ، وفي هرقل «يا هرق» بالسكون ، وفي ثمود وعلاوة ، وكروان أعلاما «يا
ثمو» و «يا علا» و «يا كرو».
ومثله في
ملاحظة المحذوف قول القطامي :
قفي قبل
التّفرّق يا ضباعا
|
|
ولا يك موقف
منك الوداعا
|
أصل ضباعا :
ضباعة ، وقال هدبة أو زيادة بن زيد العذري :
عوجي علينا واربعي يا فاطما».
ويجوز ألّا
ينوى المحذوف ، فيجعل آخر الباقي بعد الحذف كأنّه آخر الاسم في أصل الوضع ، وتسمّى
لغة من لا ينتظر ، فتقول «يا جعف» و «يا حار» و «يا هرق» بالضم فيهنّ ، وكذلك تقول
«يا منص» بضمّة حادثة للبناء. وتقول «ياثمي» ترخيم «يا ثمود» بإبدال الضّمة «كسرة»
و «الواو» «ياء» إذ ليس في العربيّة اسم معرب آخره واو لازمة مضموم ما قبلها ،
وتقول «يا علاء» ترخيم علاوة ـ على لغة من لا ينتظر ـ بإبدال الواو همزة لتطرّفها
إثر ألف زائدة كما في كساء ، وتقول «يا كرا» ترخيم من لا ينتظر ل «كروان» بإبدال
الواو ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها كما في العصا.
وعلى هذا ـ أي
لغة من لا ينتظر ـ قول عنترة العبسي :
يدعون عنتر
والرماح كأنّها
|
|
أشطان بئر في
لبان الأدهم
|
ويجوز : عنتر
بفتح الراء كما تقدم.
٦ ـ اختصاص ما
فيه «التاء» بأحكام منها :
(١) أنّه لا
يشترط لترخيمه علميّة ولا زيادة على الثّلاثة كما مرّ.
(٢) أنه إذا
حذفت منه التّاء ، لم يستتبع حذفها حذف حرف قبلها فتقول في «عقنباة» وهي صفة
للعقاب ، وهو ذو المخالب الحداد : «يا عقبنا».
(٣) أنّه لا
يرخّم إلّا على نية المحذوف أي لغة من ينتظر خوف الالتباس بالمذكّر الذي لا ترخيم
فيه ، تقول في ترخيم «مسلمة» و «حارثة» و «حفصة» ـ «يا مسلم ويا حارث ويا حفص»
بالفتح ، فإن لم يخف لبس جازت اللّغة الأخرى لغة من لا ينتظر كما في «همزة» و «مسلمة»
علم رجل.
(٤) أنّ نداءه
مرخّما أكثر من ندائه تامّا كقول امرىء القيس : أفاطم مهلا .... البيت ، كما
يشاركه في الحكم الأخير «مالك وعامر وحارث» فترخيمهنّ أكثر من تركه لكثرة
استعمالهن.
ترك :
١ ـ من أفعال
التّصيير تتعدّى إلى مفعولين ، نحو قوله تعالى : (وَتَرَكْنا
بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ).
وعلى هذا قول
الشاعر وهو فرعان بن الأعرف :
وربّيته حتّى
إذا ما تركته
|
|
أخا القوم
واستغنى عن المسح شاربه
|
__________________
(٢) وقد تأتي
بمعنى فارق فتتعدّى لواحد نحو «تركت الكاذب» (انظر ظنّ وأخواتها).
التّركيب
المزجي : هو أن يجعل الاسمان اسما واحدا ، لا بإضافة ولا بإسناد ، بل ينزّل عجزه
من صدره منزلة تاء التأنيث ك «بعلبكّ» و «بختنصّر» وله أبحاث في (انظر الممنوع من
الصرف). و «النّسب» و «التصغير».
التشبيه
بالمفعول به : إذا قلت «دخلت البيت» و «سكنت الدار» و «ذهبت الشام» فكل واحد من
البيت ، والدار ، والشام منصوب على التشبيه بالمفعول به ، لإجراء القاصر فيها مجرى
المتعدي .
التّصريف :
١ ـ تعريفه :
علم بأصول يعرف
بها أحوال الكلمة العربية بمالها من صحّة وإعلال ، وقلب وإبدال ، وأصالة وزيادة ،
وحذف ، وإدغام ، وبما يعرض لآخرهما ممّا ليس بإعراب ولا بناء.
٢ ـ موضوعه :
الأفعال
المتصرّفة ، والأسماء المتمكنة.
فتصريف الأفعال
يكون باشتقاق بعضها من بعض ؛ وتصريف الأسماء يكون بتثنيتها وجمعها ونسبتها
وتصغيرها وغير ذلك.
وليس من
موضوعات فنّ الصرف :
الأفعال
الجامدة ، ولا الأسماء المبنية مثل «كيف ومتى ومن» ولا الحروف.
٣ ـ الميزان
الصّرفي :
هو لفظ «فعل»
يؤتى به لبيان أحوال أبنية الكلم في ثمانية أمور : وهي الحركات ، والسّكنات ،
والأصول ، والزوائد ، والتقديم ، والتأخير ، والحذف وعدمه ، ولما كان أكثر
المفردات العربية ثلاثيا اعتبر الصّرفيّون أنّ أصول الكلمات ثلاثة أحرف ، وقابلوها
عند الوزن بالفاء ، فالعين ، فاللام ، التي هي «فعل» فيقولون مثلا في وزن «نظر» «فعل»
وفي وزن «فرح» «فعل» وفي وزن «سمع» «فعل» وهكذا ، وسمّوا الحرف الأوّل : فاء
الكلمة ، والثاني : عين الكلمة ، والثالث : لام الكلمة ، وأمّا في الزّيادة على
ثلاثة حروف فله أحوال إليك تفصيلها :
(١) فإن كانت
الزّيادة في الكلمة على الثّلاث من أصل وضع الكلمة زدت في الميزان «لاما» أو لامين»
على أحرف «فعل» فتقول في الرّباعي ك «جعفر» : «فعلل» وكذلك «دحرج» وتقول في
الخماسي ك «سفرجل» : «فعلّل» بتشديد
__________________
اللّام الأولى ، فيكون في الميزان ثلاثة لامات اللّام الأصلية في الميزان ،
ومعها لام مشدّدة بلامين.
(٢) وإن كانت
ناشئة من تكرير حرف من أصول الكلمة كرّرت ما يقابله في الميزان ، فتقول في وزن «مجّد»
: «فعّل» وفي «جلبب» «فعلل» ، ولا تقل في وزن «مجّد» فعجل ، ولا في جلبب ، فعلب ،
وإنما الأمر كما قدّمنا.
(٣) وإن كانت
الزيادة على أصل الكلمة حرفا أو أكثر من حروف «سألتمونيها» أتيت بالمزيد نفسه في
الميزان ، فتقول في وزن «فاهم» : «فاعل» وفي وزن «غفّار» : «فعّال» وفي وزن «استغفار»
«استفعال» وهكذا الميزان والموزون في كل كلمة ، إلّا في باب لتّصغير فلا يتقيّدون
بمقابلة الأصول ، والزوائد بالزوائد (انظر التصغير).
وإذا كان
الزّائد مبدلا من تاء الافتعال يبقى الأصل ـ وهو التاء ـ في الميزان لا يتبع
التّبديل العارض ، فوزن «اصطبر» افتعل لا افطعل لأنّ أصل «اصطبر» «اصتبر» وأبدلت
التا طاء لمناسبة الصّاد.
وكذا المكرّر
للإلحاق (انظر الإلحاق). أو غيره فإنه ينطق به من نوع ما قبله نحو : «جلبب» على
وزن «فعلل» و «قطّع» على وزن «فعّل».
التّصغير :
١ ـ تعريفه :
تغيير مخصوص في
بنية الكلمة.
٢ ـ فوائدة ستّ
:
(١) تقليل ذات
الشّيء نحو «كليب».
(٢) تحقير شأنه
نحو «رجيل».
(٣) تقليل
كمّيّته نحو «دريهمات».
(٤) تقريب
زمانه نحو «قبيل العصر» و «بعيد الظّهر».
(٥) تقريب
مسافته نحو «فويق الميل» و «تحيت البريد».
(٦) تقريب
منزلته نحو «أخيّ» وزاد بعضهم على ذلك : التّعظيم نحو «دويهية» ، والتّحبّب نحو «بنيّة».
٣ ـ شروطه :
شروطه أربعة :
(أحدها) أن
يكون اسما فلا يصغّر الفعل ولا الحرف ، وشذّ تصغير فعل التّعجّب نحو «ما أحيسنه».
(الثّاني) ألّا
يكون متوغّلا في شبه الحرف ، فلا تصغّر المضمرات ولا «من وكيف» ونحوهما.
(الثّالث) أن
يكون خاليا من صيغ التّصغير وشبهها ، فلا يصغّر نحو «كميت» لأنّه على صيغة
التّصغير.
(الرّابع) أن
يكون قابلا لصيغة التّصغير ، فلا تصغّر الأسماء المعظّمة
ك «أسماء الله وأنبيائه وملائكته» ولا «جمع الكثرة» و «كلّ وبعض» ولا «أسماء
الشّهور» و «الأسبوع» و «المحكي» و «غير» و «سوى» و «البارحة» و «الغد» و «الأسماء
العاملة».
٤ ـ أبنيته :
أبنيته ثلاثة :
(١) «فعيل».
(٢) «فعيعل».
(٣) «فعيعيل» .
وذلك أنّه لا
بدّ في كلّ تصغير من ثلاثة أعمال : ضمّ الحرف الأوّل ، وفتح الثّاني واجتلاب ياء
ثالثة.
أمّا الأوّل
وهو فعيل ، إنّما هو في الكلام على أدنى التّصغير ، ولا يكون مصغّر على أقلّ من
فعيل ، وذلك نحو : «رجيل» تصغير رجل ، ونحو «قييس» تصغير قيس ، و «جميل» تصغير جمل
، و «جبيل» تصغير جبل ، وكذلك جميع ما كان على ثلاثة أحرف.
وأمّا الثّاني
وهو فعيعل فإنّه ممّا يكون على أربعة أحرف وذلك نحو «جعيفر» تصغير جعفر ، و «مطيرف»
تصغير طريف ، و «سبيطر» تصغير سبطر ، و «غليّم» تصغير غلام.
وأمّا الثّالث
وهو فعيعيل فإنّه ممّا يكون على خمسة أحرف وكان الرّابع منه واوا أو ألفا ، أو ياء
، وذلك في نحو «مصيبيح» تصغير مصباح ، و «قنيديل» تصغير قنديل ، وفي «كريديس»
تصغير كردوس وفي «قريبيس» تصغير : قربوس . والتّصغير ممّا كان على خمسة أحرف ممّا ليس فيه واو أو
ألف أو ياء. فنحو «سفيرج» تصغير سفرجل ، و «فريزد» تصغير فرزدق ، و «شميرد» تصغير
شمردل ، و «قبيعث» تصغير قبعثرى . يقول سيبويه : وإن شئت ألحقت في كلّ اسم منها ياء قبل
آخر حروفه حرفا عوضا نحو «سفيريج» بدل سفيرج وهكذا.
٥ ـ المستثنى
من كسر ما بعد الياء :
تقدّم أنّه يجب
كسر ما بعد ياء النسب ممّا تجاوز ثلاثة الأحرف ، ويستثنى من هذه القاعدة أربع
مسائل يفتح فيها ما بعد ياء النسب.
__________________
(إحداها) ما
قبل علامة التّأنيث سواء أكانت تاء أم ألفا ك «شجرة» وحبلى فتقول في تصغيرهما «شجيرة»
و «حبيلى».
(الثّانية) ما
قبل ألف التّأنيث الممدودة ك «حمراء» تقول في تصغيرها «حميراء».
(الثّالثة) ما
قبل أفعال ، ، ك «أجمال» و «أفراس» فتقول في التّصغير «أجيمال» و «أفيراس».
(الرّابعة) ما
قبل ألف فعلان ك «سكران» و «عثمان» فتقول : «سكيران» و «عثيمان».
٦ ـ تصغير
المضاعف :
وذلك قولك في
مدقّ : مديقّ ، وفي أصمّ : أصيّم ، ولا تغير الإدغام عن حاله كما أنّك إذ كسّرت
مدقّا للجمع قلت : مداقّ ، ولو كسّرت أصمّ لقلت أصام ، فإنّما أجريت التّصغير على ذلك.
٧ ـ تصغير ما
كان على ثلاثة أحرف ولحقته الزيادة للتأنيث :
أمّا تصغير ما
كان على ثلاثة أحرف ولحقته الزيادة للتّأنيث فصار أربعة وذلك نحو «حبلى» و «بشرى» و
«أخرى» تقول في تصغيرها : «حبيلى ، وبشيرى ، وأخيرى». وذلك أنّ هذه الألف لمّا
كانت ألف تأنيث لم يكسروا الحرف بعد ياء التّصغير ، وجعلوها هنا بمنزلة هاء
التّأنيث وذلك قولك في طلحة : طليحة.
وإن جاءت هذه
الألف لغير التّأنيث كسرت الحرف بعد ياء التّصغير وذلك في نحو «معزى» تقول في
تصغيرها : معيز ، وفي «أرطى» : أريط.
وإن كانت هذه
الألف خامسة فصاعدا فكانت للتّأنيث أو لغيره حذفت وذلك قولك في : «قرقرى : قريقر» و
«حبركى :
حبيرك».
٨ ـ تصغير ما
فيه «ألف ونون» زائدتان : القاعدة في تصغير ما فيه «ألف ونون» زائدتان : أن الألف
لا تقلب ياء فيما يأتي :
(١) في الصّفات
مطلقا سواء أكان مؤنّثها خاليّا من التّاء وهو الأصل أم بالتّاء فالأولى نحو «سكران»
و «جوعان». فإنّ مؤنثهما «سكرى ، وجوعى». والثّانية نحو «عريان» و «ندمان». وصميان
«للشّجاع» وقطوان «للبطيء». فإنّ مؤنّثها : عريانة ، وندمانة ، وصميانة ، وقطوانة.
تقول في
تصغيرها «سكيران» و «جويعان» و «عريّان» و «نديمان» و «صميّان» و «قطيّان».
__________________
(٢) في الأعلام
المرتجلة نحو «عثمان» و «عمران» و «سعدان» و «غطفان» و «سلمان» و «مروان» تقول في
تصغيرها «عثيمان» و «عميران» و «سعيدان» . و «غطيفان» و «سليمان» و «مريّان».
(٣) أن تكون
الألف رابعة في اسم جنس ، ليس على وزن من الأوزان الآتية : «فعلان ، فعلان ، فعلان».
ك «ظربان» و «سبعان» يقال في تصغيرهما : «ظربيان وسبيعان».
(٤) أن تكون
الألف خامسة في اسم جنس ، أو في حكم الخامسة ، نحو «زعفران» و «عقربان» . و «أفعوان» و «صلّيان» و «عبوثران» تقول في تصغيرها : «زعيفران» و «عقيربان» و «أفيعيان» و
«صليليان» و «عبيثران». فإن زادت على ذلك حذفت نحو «قرعبلانة» . تقول في تصغيرها «قريعبة». وتقلب ياء لكسر ما بعد ياء
التّصغير ألف إذا كانت رابعة في اسم جنس على وزن «فعلان أو فعلان أو فعلان» ك «حومان»
و «سلطان» و «سرحان» تقول في تصغيرها «حويمين» و «سليطين» و «سريحين» تشبيها لها «بزلزال
وقرطاس وسربال». إذ يقال في تصغيرها : زليزيل ، وقريطيس و «سريبيل».
وأمّا العلم
المنقول فحكمه حكم ما نقل عنه ، فإن نقل عن صفة فحكمه حكم الصّفة ، وإن نقل عن اسم
جنس فحكمه حكم اسم الجنس ، تقول في «سلطان» و «سكران» علمين «سليطين» و «سكيرين».
٩ ـ ما يستثنى
من الحذف :
يستثنى من
الحذف ليتوصّل إلى مثالي «فعيعل وفعيعيل» سبع مسائل :
(١) ألف
التّأنيث الممدودة ك «حمراء» و «قرفصاء» تقول في تصغيرهما : «حميراء» و «قريفصاء».
(٢) تاء
التّأنيث نحو «حنظلة» وتصغيرها : «حنيظلة».
(٣) ياء النّسب
نحو : «عبقريّ»
__________________
وتصغيرها : «عبيقريّ».
(٤) عجز المضاف
نحو «عبد شمس» وتصغيرها «عبيد شمس».
(٥) عجز المركب
تركيب مزج نحو : «بعلبكّ» وتصغيرها «بعيلبكّ».
(٦) علامة
التّثنية نحو «مسلمين» وتصغيرها «مسيلمين» وكذا «مسيلمان».
(٧) علامة جمع
التّصحيح نحو : «مسلمين» وتصغيرها «مسيلمين» وكذا «مسيلمون».
١٠ ـ حكم ثاني
المصغّر إذا كان ليّنا :
ثاني الاسم
المصغّر يردّ إلى أصله إذا كان ليّنا منقلبا عن غيره ، لأنّ التّصغير يردّ الأشياء
إلى أصولها ، ويشمل ذلك :
ما أصله واو
فانقلبت «ياء» نحو «قيمة» فتقول في تصغيرها «قويمة» أو انقلبت «ألفا» نحو : «باب»
فتقول فيه «بويب».
وما أصله ياء
فانقلبت واوا نحو «موقن» تقول في تصغيرها «مييقن» أو أصلها ياء فانقلبت ألفا نحو «ناب»
تقول في تصغيرها «نييب».
وما أصله همزة
فانقلبت ياء نحو «ذئب» فتقول في تصغيرها «ذؤيب».
وما أصله حرف
صحيح غير همزة نحو «دينار» و «قيراط» فإن أصلهما «دنّار» و «قرّاط» والياء فيهما
بدل من أول المثلين ، فتقول في تصغيرهما «دنينير» و «قريريط».
وإذا كان ثانيه
تاء أصليّة تثبت في التّصغير وذلك نحو «بيت وشيخ وسيّد» فأحسنه أن تقول : «شييخ»
وسييد ، وبييت» لأنّ التّصغير يضم أوائل الأسماء وهو لازم له كما أنّ الياء لازمة
له.
ومن العرب من
يقول : شييخ وبييت وسييد كراهة الياء بعد الضمة. فخرج ما ليس بليّن نحو «متعدّ»
تقول في تصغيرها «متيعد» بدون رد. وإذا كان حرف لين مبدلا من همزة تلي همزة ، كألف
«آدم» ففيه تقلب واوا تقول في تصغيرها «أويدم» كالألف الزّائدة في نحو «شارب» تقول
«شويرب» وشذّ في «عيد» «عييد» وقياسه : عويد لأنّه من عاد يعود ، فلم يردّوا الياء
لئلا يلتبس بتصغير «عود» واحد الأعواد.
١١ ـ تصغير
المقلوب :
إذا صغّر اسم
مقلوب صغّر على لفظه لا على أصله لعدم الحاجة نحو «جاه» من الوجاهة ، تقول في
تصغيره «جويه» لا وجيه.
__________________
١٢ ـ تصغير ما
حذف أحد أصوله :
إذا صغّر ما
حذف أحد أصوله فإن بقي على ثلاثة أحرف ك «شاك» و «هار» و «ميت» بالتّخفيف لم يردّ إليه شيء فتقول «شويك» و «هوير» و «مييت».
ووجب ردّ
المحذوف إن بقي على حرفين فالمحذوف الفاء نحو «كل وخذ وعد» والعين نحو «مذ وقل وبع»
واللام نحو «يد ودم» أو الفاء واللام نحو «قه» أو العين واللّام نحو «ره» بشرط أن
تكون كلّها أعلاما ، تقول : «أكيل وأخيذ ، ووعيد» بردّ الفاء و «منيذ وقويل وببيع»
برد العين ، و «يديّة ودميّ» برد اللام و «وقيّ ووشيّ» برد الفاء واللام و «روي»
برد العين واللام ليمكن بناء فعيل.
وإذا سمّي بما
وضع ثنائيا فإن كان ثانيه صحيحا نحو «هل وبل» لم يزد عليه شيء حتى يصغّر ، وعندئذ
يجب أن يضعّف أو يزاد عليه «ياء» فيقال : «هليل» أو «هلي» و «بليل» أو «بليّ».
وإن كان معتلّا
وجب التّضعيف قبل التّصغير فيقال : «لوّ وكيّ وماء». أعلاما ، وذلك لأنك زدت على
الألف ألفا فالتقى ألفان ، فأبدلت الثانية همزة ، فإذا صغّرت أعطيت حكم «دوّ وحيّ» فتقول : «لويّ وكييّ ومويّ» كما تقول «دويّ وحييّ
ومويّة» إلّا أن «مويّه» لامه هاء فردّ إليها.
١٣ ـ ما يحذف
في التّصغير من الزّيادات على الثلاثي :
تحذف الزّيادات
من بنات الثّلاثة في التّصغير كما تحذف من جمع التكسير ، وذلك قولك في مغتلم :
مغيلم ، وتقول في تكسيرها : مغالم فحذفت الألف وأبدلتها ياء فصارت مغيلما للتصغير
، وإن شئت قلت : مغيليم ، فألحقت الياء عوضا عن المحذوف في الجمع كما قال بعضهم : مغاليم
، ومثلها : جوالق ، تقول في تصغيرها : جويلق ، وإن شئت قلت : جويليق عوضا كما
قالوا : جواليق.
وتقول في تصغير
المقدّم والمؤخّر : مقيدم ومؤيخر ، وإن شئت عوّضت الياء كما قالوا في التكسير :
مقاديم ومآخير ، والمقادم والمآخر عربية جيّدة. وتقول في تصغير مذكّر : مذيكر ،
وفي مقترب : مقيرب ، وإذا صغّرت مستمعا قلت : مسيمع ومسيميع. وتقول في تصغير
__________________
محمارّ : محيمير ، ولا تقول محيمر ، وتقول في تصغير : حمارّة حميّرة كأنّك
صغرت : حمرّة لأنّك لو كسّرتها تقول : حمارّ ، ولا تقول : حمائر.
وتقول في تصغير
مغدودن : مغيدين إن حذفت الدال الآخرة ، كأنك صغّرت : مغدون ، وإن حذفت الدال
الأولى قلت في تصغيرها : مغيدن. وإذا صغّرت مقعنسس حذفت النون وإحدى السّينين فقلت : مقيعس ، وإن شئت قلت
: مقيعيس.
وأمّا معلوّط فليس فيه إلّا معيليط. وفي تصغير عفنجج : عفيجج ، وعفيجيج وإذا صغّرت عطوّد قلت : عطيّد ، وعطيّيد ، وإذا صغّرت استبرق قلت :
أبيرق.
١٤ ـ تصغير ما
كان على أربعة أحرف فلحقته ألف التأنيث الممدودة. وذلك نحو «خنفساء ، وعنصلاء ، وقرملاء» ، فإذا صغّرتها قلت : خنيفساء ، وعنيصلاء ، وقريملاء
ولا تحذف ألف التّأنيث لأنّ الألفين ـ الألف والهمزة ـ لمّا كانتا بمنزلة الهاء في
بنات الثلاث لم تحذفا هنا.
١٥ ـ تصغير ما
كان على ثلاثة أحرف ولحقه ألف التأنيث المدودة :
وذلك قولك في
تصغير حمراء : حميراء ، وفي صفراء : صفيراء ، وفي طرفاء : طريفاء.
وكلّ ما كان
على ثلاثة أحرف ولحقته زائدتان ـ الألف والهمزة ـ فكان ممدودا منصرفا فإن تصغيره
كتصغير الممدود الذي همزته بدل من ياء ، وذلك نحو : علباء وحرباء تقول في تصغيرهما
: عليبيّ ، وحريبيّ ، كما تقول في سقّاء سقيقيّ ، وفي مقلاء : مقيليّ.
ومن قال :
غوغاء وصرف قال : غويغي ، ومن لم يصرف وأنّث فإنها عنده بمنزلة عوراء ، يقول في
تصغيرها غويغاء ، وعويراء.
١٦ ـ من صيغ
التّصغير ما ليس منه وإنما لدنوّه.
وذلك قولك : «هو
دوين ذلك ، وهو فويق ذاك» ومن ذلك : هو أصيغر منك ـ وإنّما أردت أن تقلّل الذي
بينهما من السّن ـ ومثل ذلك قولهم : قبيل الظّهر ، وبعيد العصر ، فالمراد قبل الظهر
بقليل ، وبعد العصر بقليل ، وكذلك قولك : دوين ذلك : أي أقرب أو أقل.
__________________
وأمّا قول العرب : هو مثيل هذا ، وأميثال هذا ، فإنّما أرادوا أنّ المشبّه
حقير ، كما أنّ المشبّه به حقير كما يقول سيبويه ، وأما قولهم : ما أميلحة : فلا
يقاس عليه ، لأنه فعل والفعل لا يصغّر ،.
١٧ ـ تصغير ما
كان على خمسة أحرف :
وذلك نحو :
سفرجل ، وفرزدق ، وقبعثرى ، وشمردل ، وجحمرش ، وصهصلق ، فتصغير العرب هذه الأسماء : هكذا : سفيرج ، وفريزد ،
وشميرد ، وقبيعث ، وصهيصل ، وجحيمر. وإن شئت ألحقت في كلّ اسم منها ياء قبل آخر
حروفه عوضا ، فتقول مثلا : سفيريج وفريزيد .... وهكذا.
وإنما صغّرت
هكذا بحذف حرف منها لأنّ تكسيرها : سفارج وفرازد ، ويأتي تصغير أمثال هذه الكلمات
على حسب جمعها المكسّر ، مع إبدال ألفه ياء وضمّ أوّله.
١٨ ـ ما تحذف
منه الزّوائد من بنات الثّلاثة وأوّله الألفات الموصولات :
وذلك قولك : في
استضراب : تضيريب ، حذفت الألف الموصولة ، وحذفت السين كما تحذفها لو كسرته للجمع
حتى يصير على مثال مفاعيل ـ فتصير تضاريب ـ وإذا صغّرت الافتقار حذفت الألف ولا
تحذف التاء لأنّ الزائدة إذا كانت ثانية في بنات الثّلاثة ، وكان الاسم عدّة حروفه
خمسة رابعهنّ حرف لين لم يحذف منه شيء في تكسيره للجمع لأنّه يجيء على مثال مفاعيل.
فتقول في تصغير
الافتقار ؛ فتيقير فإذا صغّرت انطلاق قلت : نطيليق. وإذا صغّرت : اشهيباب تحذف
الألف ثم الياء كما تحذفها في التكسير فتصغيرها : شهيبيب.
١٩ ـ تكسير ما
كان من الثّلاثة فيه زائدتان :
وذلك نحو :
قلنسوة ، إن شئت قلت في تصغيرها : قليسيّة ، وإن شئت قلت : قلينسة كما قال بعضهم
في تكسيرها : قلانس ، وقال بعضهم قلاس.
وكذلك : حبنطى ، إن شئت حذفت النون فقلت : حبيط ، وإن شئت حذفت الألف
فقلت : حبينط.
ومن ذلك كوألل ـ وإن كان غير مشتق ـ إن شئت حذفت الواو وقلت : كؤيلل وكؤيليل ، وإن شئت
حذفت
__________________
إحدى اللّامين فقلت : كويئل ، وكويئيل.
ومنه : حبارى ، إن شئت قلت : حبيرى ، وإن شئت قلت : حبيّر.
وإذا صغّرت
علانية أو ثمانية أو عفارية ، فأحسنه أن تقول : علينية وثمينية وعفيرية.
٢٠ ـ تصغير ما
أوّله ألف الوصل وفيه زيادة من بنات الأربعة :
وذلك نحو
احرنجام ، تقول في تصغيره : حريجيم ، فتحذف ألف الوصل ، ولا بدّ من تحريك ما بعدها
، وتحذف النون حتى يصير ما بقي مثل فعيعيل ، وذلك قولك في التصغير : حريجيم ،
ومثله الاطمئنان تحذف ألف الوصل وإحدى النّونين فتكون طمأيين على مثال فعيعيل.
ومثله
الإسلنقاء تحذف الألف والنون حتى يصير على مثال فعيعيل أي سليقيّ.
٢١ ـ ما يحذف
في التصغير من زوائد بنات الأربعة.
وذلك قولك في
قمحدوّة :
قميحدة لأن
تكسيرها : قماحد وفي سلحفاة : سليحفة وتكسيرها : سلاحف ، وفي منجنيق : مجينيق ،
لأنّ تكسيرها : مجانيق ، وفي عنكبوت : عنيكب وعنيكيب ، لأنّ تكسيرها : عناكب ،
وعناكيب وفي تخربوت : تخيرب وتخيريب.
ويدلّك على
زيادة التاء في عنكبوت وتخربوت والنون في منجنيق بأن العرب قد كسّرت ذلك ، وإن كان العرب لا يكسّرون ما
كان على خمسة أحرف حتى يحذفوا.
٢٢ ـ تصغير ما
ثبتت زيادته من بنات الثّلاثة.
وذلك نحو «تجفاف»
، وإصليت ، ويربوع ، فتقول في تصغيرها : تجيفيف ، وأصيليت ،
ويريبيع. لأنّك لو كسّرتها للجمع ثبتت هذه الزّوائد.
ومثل ذلك عفريت
، وملكوت ، تقول في تصغيرهما : عفيريت ومليكيت ، لأنّك تقول في تكسيرهما : عفاريت
وملاكيت. وكذلك : رعشن تقول في تكسيرها : رعاشن ، وفي تصغيرها : رعيشن ؛ وكذلك
__________________
قرنوة ، تقول في تصغيرها : قرينية لأنّك لو كسّرتها لقلت :
قران ، ومثلها : ترقوة تكسيرها : تراق ، وتصغيرها : تريقية.
٢٣ ـ تصغير ما
ذهبت منه الفاء : وذلك نحو : عدة وزنة فإنّهما من وعدت ووزنت فإنّما ذهبت الواو
وهي فاء الكلمة فعل ، فإذا صغرت : أعدت ما حذفت ، تقول : وعيدة ووزينة. وكذلك شية
، تقول في تصغيرها : وشيّة ، وإن شئت قلت : أعيدة وأزينة وأشيّة ، لأنّ كلّ واو
تكون مضمومة يجوز لك همزها.
وممّا ذهبت
فاؤه وكان على حرفين : «كل وخذ» فإذا سميت رجلا بكل وخذ قلت في تصغيرهما : أكيل
وأخيذ ، لأنّهما من «أكلت وأخذت».
٢٤ ـ تصغير ما
ذهبت لأمه :
فمن ذلك : دم ،
تقول في تصغيرها : دميّ ، يدلّك على أنّه من بنات الياء قولهم في الجمع : دماء.
ومن ذلك : يدّ
، تقول : يديّة ، ومثله : شفة ، تقول في تصغيرها : شفيهة ، يدلّ على حذف لام
الكلمة. جمعها : شفاه.
ومن ذلك : سنة
، فمن قال أصلها : سانيت قال سنيّة ، ومن قال : أصلها : سانهت ، قال في التّصغير
سنيهة. ومن ذلك فم تقول في تصغيره : فويه. والدّليل أن الذي ذهب هو اللام قولهم في
جمعها : أفواه.
ومثله مويه
تصغير ماء ردّوا إليه الهاء كما ردّوها في الجمع : مياه وأمواه.
٢٥ ـ تصغير ما
ذهبت لامه وأوّله ألف الوصل :
من ذلك : اسم
وابن ، تقول في تصغيرهما : سميّ ، وبنيّ ، والدّليل على أنّ المحذوف في اسم وابن
اللام ، وأنّها الواو أو الياء ، قولهم في الجمع : أسماء ، وأبناء.
٢٦ ـ تصغير ما
أبدل فيه بعض حروفه :
فمن ذلك :
ميزان ، وميقات ، وميعاد وأصلهنّ : موزان من وزن ، وموقات من الوقت ، وموعاد من
الوعد.
سكّنت الواو
وكسر ما قبلها فقلبت ياء فصارت ميزان والباقي مثلها.
فإذا صغّرتا
حذفت البدل ، ورددتها إلى أصلها : تقول في تصغير ميزان : مويزين ، وفي ميقات :
موبقيت ، وفي ميعاد : مويعيد ، وكذلك فعلوا حين كسّروا للجمع فقالوا : موازين
ومواعيد ومواقيت. وإذا صغّرت : الطّيّ ، قلت : طويّ ، ومثل ذلك : ريّان وطيّان
تقول في تصغيرهما : رويّان وطويّان.
__________________
ومن ذلك : عطاء
وقضاء ، ووشاء ، تقول في تصغيرها : عطيّ وقضيّ ووشيّ. وكذلك جميع الممدود لا يكون
البدل الذي في آخره لازما أبدا.
فأمّا تصغير
عيد فعييد ، ولم يقولوا : عويّد ، لأنّ جمعها أعياد.
٢٧ ـ ما يصغّر
على جمعه المكسّر من الرباعي :
وذلك قولك في
خاتم : خويتم ، وأصل تكسيرها : خواتم ، فأبدلت الياء بالألف ومثله في طابق : طويبق
، ودانق :
دوينق : ودرهم
: دريهم.
ومن العرب من
يقول : خويتيم ، ودوينيق ، ودريهيم.
٢٨ ـ تصغير كلّ
اسم من شيئين ضم أحدهما للآخر :
ومثل هذا يكون
تصغيره في الصّدر ، وذلك قولك في حضرموت : حضيرموت ، وفي بعلبكّ : بعيلبكّ.
وفي خمسة عشر :
خميسة عشر ، وكذلك جميع ما أشبه ذلك وأمّا اثنا عشر فتقول في تصغيره : ثنيّا عشر.
٢٩ ـ تصغير
المؤنّث الثّلاثي :
إذا صغّر
المؤنّث الخالي من علامة التّأنيث الثّلاثيّ أصلا وحالا ك «دار ، وسنّ ، وأذن ،
وعين» أو أصلا ك «يد» أو مآلا بأن صار بالتّصغير مؤنثا. كلّ هذا تلحقه التاء إن
أمن اللّبس فتقول في تصغير دار : «دويرة» وفي تصغير سنّ : «سنينة» وفي أذن : «أذينة»
وفي عين : «عيينة» وفي يد : «يديّة». وفي حبلى ، وسوداء : «حبيلة وسويدة». وفي
سماء : «سميّة» .
فلا تلحق التاء
نحو «شجر وبقر» لئلا يلتبسا بالمفرد ، وإنّما تقول : «شجير ، وبقير».
ولا تلحق
التّاء نحو : «خمس وست» لئلا يلتبسا بالعدد المذكر.
ولا تلحق التاء
نحو «زينب وسعاد» لتجاوزها الثلاثة.
وشذّ ترك التاء
في تصغير «حريب وعريب ودريع ونعيل» ونحوهن مع عدم اللبس.
وشذّ وجود
التاء في تصغير «وراء وأمام وقدّام» مع زيادتهن على الثلاثة ، فقد سمع «وريّئة
وأميّمة وقديديمة».
٣٠ ـ تصغير
الإشارة والموصول :
التّصغير من
خواصّ الأسماء المتمكّنة وممّا شذّ عن هذا أربعة : اسم الإشارة
__________________
واسم الموصول ، وأفعل في التّعجب.
فأمّا اسم
الإشارة فقد سمع التّصغير منه في خمس كلمات ، وذلك قولهم في هذا : هذيّا ، وفي ذاك
: ذيّاك وفي تا : تيّاك ، وفي ذيّا : ذيّان ، وفي تيّا : تيّان للتثنية ، وفي ألاء
: أليّاء.
أو تحلفي
بربّك العليّ
|
|
أنّي أبو
ذيّالك الصّبي
|
وقالوا في
تصغير «أولى» بالقصر «أوليّا» ولم يصغّروا منها غير ذلك. وأمّا اسم
الموصول فقالوا في تصغير «الذي والتي». «اللّذيّا واللّتيّا» وفي تثنيتهما : «اللّذيّان
واللّتيّان». وفي الجمع «اللّذيّون» رفعا و «اللّذيّين» جرّا ونصبّا ، وفي جمع «اللّتيّا»
: «اللّتيّات».
٣١ ـ تصغير اسم
الجمع ، وجمع القلة :
يصغّر اسم
الجمع لشبهه بالواحد فيقال في ركب «ركيب» وكذلك جموع القلّة كقولك في «أجمال :
أجيمال».
٣٢ ـ جمع
الكثرة لا يصغّر.
جمع الكثرة لا
يصغّر لأن التّصغير للقلّة ، والجمع للكثرة ، فبينما منافاة ، فعند إرادة تصغير
جمع الكثرة يردّ الجمع إلى مفرده ويصغّر ثمّ يجمع بالواو والنون إن كان لمذكّر
عاقل ، تقول في : «غلمان» «غليّمون» وبالألف والتاء إن كان لمؤنّث أو لمذكّر لا
يعقل تقول في «جوار» و «دراهم» : «جويريات» و «دريهمات» إلّا ما له جمع قلّة ،
فيجوز ردّه إليه كقولك في فتيان «فتية».
٣٣ ـ ما يصغر
على غير بناء مكبّره : فمن ذلك قول العرب في مغرب الشمس :
مغيربان ، وفي
العشيّ : آتيك عشيّانا. ويقول سيبويه : وسمعنا من العرب من يقول في تصغير عشيّة :
عشيشية.
أمّا قولهم :
آتيك أصيلالا فإنما هو أصيلان أبدلوا اللام منها.
وأمّا قولهم :
آتيك عشيّانات ومغيربانات ، فإنما جعلوا ذلك الحين أجزاء.
وممّا يصغّر
على غير بناء مكبّره : إنسان ، تقول في تصغيره : أنيسيان ، وفي بنون : أبيّنون ،
ومثل ذلك ليلة ، تصغيرها : لييلة ، وقولهم في رجل : رويجل. ومن ذلك قولهم في صبية
: أصيبية. وفي غلمة : أغيلمة.
كأنّهم صغّروا
: أغلمة وأصبية.
٣٤ ـ ما جرى في
الكلام مصغّرا وترك تكبيره :
وذلك قولهم :
جميل وكعيت وهو
__________________
البلبل ، وقالوا : كعتان ، وجملان فجاءوا به على التّكبير ، ولو جاءوا
بجمعه على التّصغير لقالوا : جميلات وكعيّات. فليس شيء يراد به التّصغير إلّا وفيه
ياء التّصغير.
ومثله : كميت :
وهي حمرة مخالطها سواد ، فإنّما حقّروها لأنّها بين السّواد والحمرة.
وأمّا سكيت فهو
ترخيم سكّيت. وهو الذي يجيء آخر الخيل. (انظر ترخيم التصغير).
٣٥ ـ أسماء لا
تصغّر :
فمنها المضمرات
، وأسماء الاستفهام ، وأسماء الشّرط ، ولا تصّغر غير ، وكذلك : حسبك ، وأمس ، وغد
ولا تصغّر أسماء شهور السّنة ، ولا تصغّر عند ، ولا عن ، ولا مع ، ولا يصغّر الاسم
إذا كان بمنزلة الفعل ، ألا ترى أنّه قبيح : هو ضويرب زيدا ، وهو ضويرب زيد ، وإن
كان ضارب زيد لما مضى فتصغيره جيّد. وكذلك لا يصغّر : أوّل من أمس ، والثّلاثاء ،
والأربعاء ، والبارحة وأشباههنّ.
تصغير اسم
الإشارة = (التصغير ٣٠).
تصغير اسم
الجمع = (التصغير ٣١).
تصغير اسم
الإشارة ، واسم الموصول والتعجب = (التصغير ٣٠).
تصغير الترخيم
= (ترخيم التصغير).
تصغير جمع
القلة = (التصغير ٣١).
تصغير جمع
الكثرة = (التصغير ٣٢).
تصغير ما حذف
أحد أصوله = (التصغير ١٢).
تصغير ما فيه
ألف ونون = (التصغير ٨).
تصغير المقلوب
= (التصغير ١١).
تصغير المؤنث
الثلاثي = (التصغير ٢٩).
التّضمين : قد
يشربون لفظا معنى لفظ فيعطونه حكمه ويسمّى ذلك تضمينا وفائدته : أن تؤدّي كلمة
مؤدّى كلمتين ، قال تعالى : (وَلا تَأْكُلُوا
أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ) أي ولا تضمّوها إليها آكلين. والذي أفاد التّضمين :
إلى. ومثله : (الرَّفَثُ إِلى
نِسائِكُمْ). أصل الرّفث أن يتعدّى بالباء فلمّا ضمّن معنى الإفضاء
عدّي ب «إلى» مثل : (وَقَدْ أَفْضى
بَعْضُكُمْ إِلى بَعْضٍ).
تعال :
قال الأزهري :
تقول العرب في النداء للرجل : تعال بفتح اللام ، وللاثنين :
__________________
تعاليا ، وللرجال : تعالوا ، وللمرأة تعالي وللنساء تعالين كلها بفتح اللام
ولا يقال : تعاليت .. بهذا المبنى ولا ينهى عنه.
التّعجّب :
١ ـ تعريفه :
هو انفعال في
النّفس عند شعورها بما يخفى سببه فإذا ظهر السّبب بطل العجب.
٢ ـ صيغ
التّعجّب :
للتّعجّب صيغ
كثيرة ، منها قوله تعالى : (كَيْفَ تَكْفُرُونَ
بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ) وفي الحديث : (سبحان الله إنّ المؤمن لا ينجس).
ومن كلام العرب
«لله درّه فارسا» والمبوّب له في كتب العربيّة صيغتان لا غير ولا تتصرّفان : «ما
أفعله ، وأفعل به». لاطّرادهما فيه نحو «ما أجمل الصّدق» و «أكرم بصاحبه».
وبناؤه أبدا ـ كما
يقول سيبويه ـ من «فعل» و «فعل» و «فعل» و «أفعل».
٣ ـ الصّيغة
الأولى «ما أفعله» : هذه الصّيغة مركبة من «ما» و «أفعله» فأمّا «ما» فهي اسم
إجماعا ، لأنّ في «أفعل» ضميرا يعود عليها ، كما أجمعوا على أنها مبتدأ ، لأنها
مجرّدة للإسناد إليها.
ثم اختلفوا :
فعند سيبويه أنّ «ما» نكرة تامّة بمعنى شيء ، وجاز الابتداء بها لتضمّنها معنى
التّعجّب وما بعدها خبر ، فموضعه رفع.
وعند الأخفش :
هي معرفة ناقصة. بمعنى الذي ، وما بعدها صلة فلا موضع له ، أو نكرة ناقصة وما
بعدها صفة ، وعلى هذين فالخبر محذوف وجوبا تقديره : شيء عظيم.
وأمّا «أفعل»
فالصحيح : أنها فعل للزومه مع ياء المتكلّم نون الوقاية نحو «ما
أفقرني إلى رحمة الله». ففتحته فتحة بناء ، وما بعده مفعول به .
٤ ـ الصيغة
الثانية «أفعل به» : أجمعوا على فعليّة «أفعل» وأكثرهم على أن لفظه لفظ الأمر
ومعناه الخبر ، وهو في الأصل ماض على صيغة «أفعل» بمعنى صار ذا كذا ، ثمّ غيّرت
الصّيغة فقبح إسناد صيغة الأمر إلى الاسم الظاهر ، فزيدت الباء في الفاعل ليصير
على صورة المفعول به ولذلك التزمت .
__________________
٥ ـ شروط فعلي
التّعجّب :
لا يصاغ فعلا
التّعجّب إلّا ممّا استكمل ثمانية شروط :
(الأوّل) أن
يكون فعلا فلا يقال : ما أحمره : من الحمار ، لأنّه ليس بفعل.
(الثاني) أن
يكون ثلاثيا فلا يبنيان من دحرج وضارب واستخرج إلّا «أفعل» فيجوز مطلقا . وقيل يمتنع مطلقا ، وقيل يجوز إن كانت الهمزة لغير نقل
. نحو «ما أظلم هذا الليل» و «ما أقفر هذا المكان».
(الثّالث) أن
يكون متصرّفا ، فلا يبنيان من «نعم» وبئس» وغيرهما ممّا لا يتصرّف.
(الرابع) أن
يكون معناه قابلا للتّفاضل ، فلا يبنيان من فني ومات.
(الخامس) أن
يكون تامّا ، فلا يبنيان من ناقص من نحو «كان وظلّ وبات وصار». (السادس) أن يكون
مثبتا ، فلا يبنيان من منفيّ ، سواء أكان ملازما للنّفي ، نحو «ما عاج بالدّواء»
أي ما انتفع به ، أم غير ملازم ك «ما قام».
(السابع) أن لا
يكون اسم فاعله على «أفعل فعلاء» فلا يبنيان من : «عرج وشهل وخضر الزّرع». لأنّ
اسم الفاعل من عرج «أعرج» ومؤنثه «عرجاء» وهكذا باقي الأمثلة.
(الثامن) أن لا
يكون مبنيّا للمفعول فلا يبنيان من نحو «ضرب» وبعضهم يستثني ما كان ملازما لصيغة «فعل»
نحو «عنيت بحاجتك» و «زهي علينا» فيجيز «ما أعناه بحاجتك» و «ما أزهاه علينا».
فإن فقد فعل
أحد هذه الشّروط ، استعنّا على التّعجّب وجوبا ب «أشدّ أو أشدد» وشبههما ، فتقول
في التّعجّب من الزائد على ثلاثة «ما أشدّ دحرجته» أو «ما أكثر انطلاقه». أو «أشدد
أو أعظم بهما» وكذا المنفيّ والمبنيّ للمفعول ، إلّا أنّ مصدرها يكون مؤوّلا لا
صريحا نحو «ما أكثر أن لا يقوم» و «ما أعظم ما ضرب» وأشدد بهما.
وأمّا الجامد
والذي لا يتفاوت معناه فلا يتعجّب منهما ألبتة.
وهناك ألفاظ
جاءت عن العرب في صيغ التّعجّب لم تستكمل الشّروط ،
__________________
فهذه تحفظ ولا يقاس عليها لندرتها ، من ذلك قولهم : «ما أخصره» من اختصر ،
وهو خماسيّ مبنيّ للمفعول ، وقولهم «ما أهوجه وما أحمقه وما أرعنه». كأنّهم حملوها
على «ما أجهله» وقولهم : «أقمن به» بنوه من قولهم «هو قمن بكذا» أي حقيق به ،
وقالوا : «ما أجنّه وما أولعه» من جنّ وولع وهما مبنيّان للمفعول.
٦ ـ حذف
المتعجّب منه :
يجوز حذف
المتعجّب منه في مثل «ما أحسنه» إن دلّ عليه دليل كقول الشاعر :
جزى الله
عنّي والجزاء بفضله
|
|
ربيعة خيرا
ما أعفّ وأكرما
|
أي ما أعفّها
وأكرمها.
وفي مثل «أحسن
به» إن كان معطوفا على آخر مذكور معه مثل ذلك المحذوف نحو (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ) ، أي بهم ، أما قول عروة بن الورد :
فذلك إن يلق
المنيّة يلقها
|
|
حميدا وإن
يستغن يوما فأجدر
|
أي «فأجدر به»
فشاذ.
٧ ـ لا يتقدّم
معمول على فعلي التّعجّب ، ولا يفصل بينهما :
كلّ من فعلي
التّعجّب جامد لا يتصرّف نظير «تبارك وعسى» و «هب وتعلّم». ولهذا امتنع أن يتقدّم
عليهما معمولهما. وأن يفصل بينهما بغير ظرف ومجرور. فلا تقول : ما الصدق أجمل ،
ولا به أجمل ، ولا تقول : ما أجمل ـ يا محمّد ـ الصّدقّ ، ولا أحسن ـ لو لا بخله ـ
بزيد.
أمّا الفصل
بالظّرف والمجرور المتعلقين بالفعل ، فالصّحيح الجواز كقولهم : «ما أحسن بالرّجل
أن يصدق» و «ما أقبح به أن يكذب» ومثله قول أوس بن حجر :
أقيم بدار
الحزم ما دام حزمها
|
|
وأحر إذا
حالت بأن أتحوّلا
|
فلو تعلّق
الظّرف والمجرور بمعمول فعل التّعجّب لم يجز الفصل بهما اتفاقا فلا يجوز نحو «ما
أحسن بمعروف آمرا» و «ما أحسن عندك جالسا» ولا «أحسن في الدّار عندك بجالس».
٨ ـ شرط
المنصوب بعد «أفعل» والمجرور بعد «أفعل» :
شرط المنصوب
بعد «أفعل» والمجرور بعد «أفعل» أن يكون مختصا لتحصل به الفائدة ، فلا يجوز «ما
أحسن رجلا» ولا «أحسن برجل».
٩ ـ التّنازع
في التعجب :
__________________
يتنازع فعلا
التّعجّب تقول : «ما أحسن وما أكرم عليّا» على إعمال الثاني ، وحذف مفعول الأول ، و
«ما أحسن وما أكرمه عليّا» على إعمال الأول .
١٠ ـ معمول
التّعجب ب «كان» و «ما المصدرية» :
تقول «ما أحسن
ما كان زيد» فترفع زيد ب «كان» وتجعل «ما» مع الفعل في تأويل المصدر ، التّقدير :
ما أحسن كون زيد.
تعسا : مصدر
منصوب ، وفعله واجب الحذف ، تقول «تعسا للخائن» أي ألزمه الله هلاكا.
تعلّم : بمعنى
اعلم ، ليس لها ماض ولا مضارع ، ولا غيره ، وهي من أفعال القلوب ، وتفيد في الخبر
يقينا تتعدّى إلى مفعولين. نحو قول زياد بن سيّار :
تعلّم شفاء
النّفس قهر عدوّها
|
|
فبالغ بلطف
في التّحيّل والمكر
|
والأكثر وقوع «تعلّم»
على «أنّ» وصلتها فتسدّ مسدّ المفعولين كقول زهير بن أبي سلمى :
فقلت تعلّم
أنّ للصّيد غرّة
|
|
وإلّا
تضيّعها فإنّك قاتله
|
فإن كانت أمرا
من تعلّم يتعلّم تعلّم تعدّت إلى مفعول واحد.
(انظر المتعدي
إلى مفعولين).
التّفضيل : (= اسم التّفضيل).
تفعال : كلّ ما
جاء على زنة «تفعال». فهو بفتح «التّاء» إلّا ستّة عشر اسما فهي بكسر التّاء :
منها اثنان بمعنى المصدر وهما «تبيان» و «تلقاء» والباقي أسماء منها : «تنبال»
للقصير ، و «تمراد» لبيت الحمام ، و «تمساح» و «تلعاب» لكثير اللعب ، و «تكلام»
لكثير الكلام ، و «تهواء» من الليل قطعة منه.
تقول بمعنى تظنّ = ظن.
التّمييز :
١ ـ تعريفه :
ما يرفع
الإبهام المستقرّ عن ذات مذكورة ، نكرة بمعنى من وهو مفرد ، أو نسبة وهو الجملة ،
وهاك التّفصيل.
٢ ـ الاسم
المفرد المبهم :
هو أربعة أنواع
:
(١) العدد :
نحو «أحد عشر كوكبا» . وفي بحث «العدد» الكلام عليه مفصّلا. (انظر العدد).
(٢) المقدار :
وهو ما يعرف به كمّيّة
__________________
الأشياء ، وذلك : إمّا «مساحة» ك «ذراع أرضا» أو «كيل» ك «مد قمحا» و «صاع
تمرا» أو «وزن» ك «رطل سمنا» ونحو قولك : «ما في السّماء موضع كفّ سحابا» و «لي
مثله كتابا» و «على الأرض مثلها ماء». و «ما في النّاس مثله فارسا». ونحو : «ملء
الإناء عسلا» ومنه قوله تعالى : (مِثْقالَ ذَرَّةٍ
خَيْراً) ، وقوله تعالى : (وَلَوْ جِئْنا
بِمِثْلِهِ مَدَداً).
(٣) ما كان
فرعا للتّمييز. وضابطه : كلّ فرع حصل له بالتّفريع اسم خاصّ ، يليه أصله ، بحيث
يصحّ إطلاق الأصل عليه نحو «هذا باب حديدا» و «هو خاتم فضّة». وهذا النّوع يصحّ أن
يعرب حالا.
أمّا النّاصب
للتمييز في هذه الأنواع فهو ذلك الاسم المبهم ، وإن كان جامدا لأنّه شبيه باسم
الفاعل لطلبه له في المعنى.
٣ ـ النسبة
المبهمة :
نوعان :
(١) نسبة الفعل
للفاعل نحو قوله تعالى : (اشْتَعَلَ الرَّأْسُ
شَيْباً) أصله : اشتعل شيب الرأس.
(٢) نسبة الفعل
للمفعول نحو قوله تعالى : (وَفَجَّرْنَا
الْأَرْضَ عُيُوناً) أصله : وفجّرنا عيون الأرض. ومن مبيّن النّسبة :
التّمييز الواقع بعد ما يفيد «التّعجّب» نحو «أكرم بالشّافعي قدوة» و «ما أعلمه
رجلا» و «لله درّه إماما».
والواقع بعد «اسم
التفضيل» نحو «أنت أطيب من غيرك نفسا» «هو أشجع الناس رجلا» و «هما خير النّاس
اثنين» فرجلا واثنين انتصبا على التمييز. وشرط وجوب نصب التّفضيل للتميّيز كونه
فاعلا في المعنى ، وذلك بأن يصلح جعله فاعلا ، بعد تحويل اسم التّفضيل فعلا فتقول
: «أنت طابت نفسك».
أمّا إذا لم
يكن فاعلا في المعنى ، فيجب جرّ التّمييز به ، وضابطه : أن يكون اسم التّفضيل بعضا
من جنس التّميّيز ، بحيث يصحّ وضع لفظ «بعض» مكانه نحو «أبو حنيفة أفقه رجل» و «هند
أحصن امرأة» فيصحّ أن تقول : «أبو حنيفة بعض الرّجال» و «هند بعض النّساء».
وإنّما نصب
التّمييز في نحو «حاتم أكرم النّاس رجلا» لتعذّر إضافة أفعل التّفضيل مرّتين
والناصب له في هذه الأنواع : ما في الجملة من فعل مقدر كما تقدّم أو شبهه نحو «خالد
كريم عنصرا».
__________________
٤ ـ من التمييز
:
وذلك قولك : «ويحه
رجلا» وأنت تريد الثناء عليه. و «لله درّه رجلا» و «حسبك به فارسا» وما أشبه ذلك.
وإن شئت قلت : ويحه من رجل ، وحسبك به من فارس ، ومثل ذلك قول العباس بن مرداس :
ومرّة يحميهم
إذا ما تبدّدوا
|
|
ويطعنهم شزرا
فأبرحت فارسا
|
فكأنّه قال :
فكفى بك فارسا.
ومن ذلك قول
الأعشى :
تقول ابنتي
حين جدّ الرّحيل
|
|
فأبرحت ربّا
وأبرحت جارا
|
ومثله : «أكرم
به رجلا».
٥ ـ التّمييز
يجوز جرّه ب «من» : يجوز جرّ التّمييز ب «من» نحو «عندي قنطار من زيت» و «قنطار
زيتا» إلّا في ثلاث مسائل :
(١) تمييز
العدد ، نحو «له عندي عشرون درهما».
(٢) التمييز
المحوّل عن المفعول نحو : «زرعت الأرض قمحا» و «ما أحسن العلم ثمرة».
(٣) ما كان
فاعلا في المعنى ، سواء أكان محوّلا عن الفاعل في اللفظ ، نحو : «كرم عليّ نسبا»
أم عن المبتدأ نحو «صالح أكثر صدقا» فأصله : صدق صالح أكثر بخلاف «لله درّك فارسا»
فإنه وإن كان فاعلا في المعنى ، إذ المعنى : عظمت فارسا ، إلّا أنّه غير محوّل عن
الفاعل صناعة ، ولا عن المبتدأ فيجوز دخول «من» عليه فتقول : «لله درّك من فارس».
٦ ـ تمييز
الذّات والإضافة :
يجوز جرّ
تميّيز الذّات بالإضافة نحو «اشتريت قيراط أرض» إلّا إذا كان الاسم عددا من أحد
عشر إلى تسعة وتسعين ك «أربعة عشر قرشا» أو مضافا نحو قوله تعالى : (وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً) ، وقوله تعالى : (مِلْءُ الْأَرْضِ
ذَهَباً)
٧ ـ تقدّم
التمييز على عامله :
لا يتقدّم
التمييز على عامله في تمييز الذّات ، وكذا النّسبة إذا كان العامل فعلا جامدا نحو «ما
أحسن عليّا رجلا» وندر
__________________
تقدّمه على المتصرّف كقول رجل من طيء :
أنفسا تطيب
بنيل المنى
|
|
وداعي المنون
ينادي جهارا
|
٨ ـ اتفاق الحال والتمييز :
يتّفق الحال
والتّمييز في خمسة أمور ، وهي : أنهما اسمان ، نكرتان ، فضلتان منصوبتان ، رافعتان
للإبهام.
٩ ـ افتراق
الحال عن التّمييز :
تفترق الحال عن
التّمييز في سبعة أمور :
(١) أن الحال
يجيء جملة وظرفا ومجرورا والتمييز لا يكون إلّا اسما.
(٢) أنّ الحال
قد يتوقّف معنى الكلام عليه نحو قوله تعالى : (وَما خَلَقْنَا
السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ) وليس كذلك التمييز.
(٣) أنّ الحال
مبيّنة للهيئات ، والتمييز مبيّن للذوات أو النّسب.
(٤) أن الحال
تتعدّد بخلاف التّمييز :
(٥) أنّ الحال
تتقدّم على عاملها إذا كان فعلا متصرّفا أو وصفا يشبهه ، ولا يجوز ذلك في التّمييز
على الصحيح.
(٦) حقّ الحال
الاشتقاق ، وحقّ التّمييز الجمود ، وقد يتعاكسان ، فتأتي الحال جامدة ك «هذا مالك
ذهبا» ويأتي التّمييز مشتقّا نحو «لله درّه فارسا».
(٧) الحال تأتي
مؤكّدة لعاملها بخلاف التمييز.
(٨) وتقدّم أنّ
الحال بمعنى «في» والتّمييز بمعنى «من».
التّنازع :
١ ـ حقيقته :
التّنازع : أن
يتقدّم فعلان متصرّفان أو اسمان يشبهانهما في العمل ، أو فعل متصرّف واسم يشبهه في
التّصرف ويتأخّر عنهما معمول غير سببي مرفوع ، وهو مطلوب لكلّ منهما من حيث المعنى
والطلب ، إمّا على جهة التّوافق في الفاعليّة لهما أو المفعوليّة أو مع التّخالف
فيهما بأن يكون الأوّل على جهة الفاعليّة ، والثّاني على جهة المفعولية أو بالعكس
، والعاملان :
إمّا فعلان ،
أو اسمان أو مختلفان .
__________________
مثال الفعلين قوله تعالى : (آتُونِي أُفْرِغْ
عَلَيْهِ قِطْراً) ، ومثال الاسمين قوله :
عهدت مغيثا
مغنيا من أجرته
|
|
فلم أتّخذ
إلّا فناءك موئلا
|
ومثال
المختلفين قوله تعالى : (هاؤُمُ اقْرَؤُا
كِتابِيَهْ).
٢ ـ تعدد
المتنازع والمتنازع فيه :
كما يكون
المتنازع عاملين ، يكون أكثر ، والمتنازع فيه كما يكون واحدا يكون أكثر ، ففي
الحديث : (تسبّحون وتكبّرون وتحمدون ، دبر كلّ صلاة ثلاثا وثلاثين) فتنازع ثلاثة في اثنين : ظرف ومصدر .
٣ ـ يمتنع
التّنازع في أشياء :
علم أنّ
المتنازعين ، لا بدّ أن يكونا فعلين أو اسمين مشتقّين ، أو مختلفي الاسميّة
والفعليّة ، فلا يقع التّنازع بين حرفين ، ولا بين حرف وغيره ، ولا بين جامدين ،
ولا بين جامد وغيره ، ولا في معمول متقدّم نحو «أيّهم كلّمت واستشرت» ولا في
متوسّط نحو «استقبلت عليّا وأكرمت» ولا في سببي مرفوع نحو قول كثيّر عزة :
قضى كلّ ذي
دين فوفّى غريمه
|
|
وعزّة ممطول
معنّى غريمها
|
ولا في قول
جرير :
فهيهات هيهات
العقيق ومن به
|
|
وهيهات خلّ
بالعقيق نواصله
|
ومثله قول
الشاعر :
__________________
فأين إلى أين
النجاة ببغلتي
|
|
أتاك أتاك
اللاحقون احبس احبس
|
«فاللّاحقون» فاعل «أتاك» الأوّل ،
و «أتاك» الثاني لمجرّد التّقوية فلا فاعل له ، ولو كان من التنازع لقال : «أتاك
أتوك» على إعمال الأولى ، أو «أتوك أتاك» على إعمال الثاني.
٤ ـ يجوز إعمال
أحد العاملين :
إذا تنازع
العاملان جاز إعمال ما شئت منهما باتّفاق ، لكن اختار البصريّون الأخير لقربه ،
واختار الكوفيّون الأول لسبقه.
٥ ـ صور العمل
في التّنازع :
إذا أعملنا
الأول في الظاهر المتنازع فيه أعملنا الثاني في ضميره مرفوعا كان أو منصوبا أو
مجرورا نحو «قام وقعدا أخواك» و «جاء وأكرمته محمّد» و «قام ونظرت إليهما أخواك»
وأمّا قول عاتكة بنت عبد المطلّب :
بعكاظ يعشي
النّاظري
|
|
ن ـ إذا همو
لمحوا ـ شعاعه
|
فضرورة فقد
أعمل الأول وهو يعشي ، فرفع به شعاعه ، وعملت «لمحوا» في ضميره وحذفه ، والتّقدير
: «لمحوه» وإن أعملنا الثاني : فإن احتاج الأول لمرفوع أضمر ، وإن عاد الضمير على
متأخّر لفظا ورتبة ، لامتناع حذف العمدة وهو الفاعل ، ولأنّ الإضمار قد يعود على
لفظ متأخّر في غير هذا الباب نحو «ربّه رجلا ونعم فتى».
وجاء الإضمار
قبل الذكر في التنازع من كلام العرب نثر وشعر ، فالنّثر نحو قول بعض العرب «ضربوني
وضربت قومك» بنصب «قومك» والشعر وكقوله :
جفوني ، ولم
أجف الأخلاء إنني
|
|
لغير جميل من
خليليّ مهمل
|
وإن أعملنا
الثاني ، واحتاج الأوّل لمنصوب لفظا ، أو محلا . وجب حذف المنصوب لأنّه فضلة ، وليس من ضرورة فيها أن
يعود الضّمير على متأخّر لفظا ورتبة ، وأما قول الشاعر :
إذا كنت
ترضيه ويرضيك صاحب
|
|
جهارا فكن في
الغيب أحفظ للود
|
بإعمال الثاني
وهو «يرضيك» وإضمار المفعول في الأوّل وهو : ترضيه ، فهذا ضرورة عند الجمهور ،
ويستثنى من
__________________
إعمال الثاني وإضمار الفضلة في الأوّل صور ثلاث هي : إن أوقع حذف المنصوب
في لبس ، أو كان العامل من باب «كان» أو من «ظنّ» وجب إضمار المعمول مؤخّرا ، في
المسائل الثلاث : فالأول نحو : «استعنت واستعان عليّ محمّد به» فلو حذف لفظ «به» لوقع اللبس.
والثاني : نحو «كنت
وكان عليّ صديقا إيّاه» «فكنت» و «كان» تنازعا صديقا على الخبريّة لهما ، فأعملنا
الثاني فيه ، وأعملنا الأول في ضميره مؤخرا.
والثالث : نحو «ظنّني
وظننت خالدا قائما إياه» «فظنّني» يطلب «خالدا قائما». فاعلا ، ومفعولا ثانيا ، و
«ظننت» يطلب مفعولين ، فأعملنا الثاني ، ونصبنا «خالدا قائما» وبقي الأوّل يحتاج
إلى فاعل ، ومفعول ثان ، فأضمرنا الفاعل مقدما مستترا ، وأضمرنا المفعول الثاني
مؤخّرا ، وقلنا «إيّاه» ولم يحذف المنصوب في المسألة الثانية والثّالثة لأنه عمدة
في الأصل وأنّه خبر مبتدأ.
التّنوين :
١ ـ تعريفه :
هو نون تلحق
الآخر لفظا لا خطّا لغير توكيد.
٢ ـ أنواعه :
التنوين الذي
يصلح أن يكون علامة للاسم ، وينطبق عليه هذا التعريف أربعة أنواع :
(١) تنوين
التمكين : وهو اللّاحق للأسماء المعربة «كخالد ، ورجل ، وفتى ، وقاض». دلالة على
تمكّنها في باب الاسميّة ، فهي لا تشبه الحرف فتبنى ، ولا الفعل فتمنع من الصرف.
(٢) تنوين
التنكير : وهو اللّاحق لبعض الأسماء المبنية المختومة بويه ، واسم الفعل ، واسم
الصوت ، دلالة
__________________
على تنكيرها ، تقول : «إيه» بالتّنوين إذا استزدت مخاطبك من حديث غير معيّن
، وإذا قلت «إيه» بغير تنوين إذا استزدته من حديث معيّن.
(٣) تنوين
العوض : وهو على ثلاثة أقسام :
أ ـ عوض عن
جملة وهو الذي يلحق «إذ» عوضا عن جملة بعدها كقوله تعالى : (وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ). أي حين إذ بلغت الرّوح الحلقوم ، فأتي بالتّنوين عوضا
عن هذه الجملة.
ب ـ عوض عن اسم
وهو اللّاحق لكلّ وبعض ، عوضا عما تضافان إليه نحو «كلّ يموت» أي كلّ حيّ يموت.
ج ـ عوض عن حرف
، وهو اللّاحق «لجوار وغواش» ونحوهما رفعا وجرا فتحذف الياء ويؤتى بالتّنوين عوضا
عنها.
٤ ـ تنوين
المقابلة : وهو اللّاحق لما جمع بألف وتاء نحو «عالمات» جعلوه في مقابلة النّون في
جمع المذكّر السالم.
ته : (= اسم الإشارة ٣)
التّوابع :
١ ـ تعريف
التّابع :
هو المشارك لما
قبله في إعرابه الحاصل والمتجدّد.
٢ ـ أنواع
التّوابع :
التّوابع خمسة
: «نعت ، وتوكيد ، وعطف بيان ، وعطف نسق ، وبدل».
(= بحث كل منها
في حرفه).
٣ ـ التّوابع
وترتيبها إذا اجتمعت :
إذا اجتمعت
التّوابع قدّم منها النّعت ، ثم البيان ، ثم التّوكيد ، ثم البدل ، ثم النّسق نحو «أقبل
الرجل العالم محمّد نفسه أخوك وإبراهيم».
التّوكيد :
١ ـ تعريفه
وقسماه :
هو تابع يذكر
تقريرا لمتبوعه لرفع احتمال التّجوّز أو السّهو ، وهو قسمان : توكيد لفظيّ وتوكيد
معنوي.
٢ ـ التّوكيد
اللّفظي :
يكون التّوكيد
اللّفظيّ بإعادة اللفظ ، الأوّل ، فعلا كان أو اسما أو حرفا أو جملة ، فإن كان
فعلا كرّر بدون شرط ، نحو «حضر حضر القاضي». و «يظهر يظهر الحقّ».
__________________
وإن كان اسما
ظاهرا أو ضميرا منفصلا منصوبا كرّر بدون شرط فمثال التوكيد في الاسم قوله عليهالسلام : (أيّما امرأة نكحت نفسها بغير وليّ فنكاحها باطل باطل)
. ومثال الضمير قول الشاعر :
فإيّاك إيّاك
المراء فإنّه
|
|
إلى الشّرّ
دعّاء وللشّرّ جالب
|
وإن كان ضميرا
منفصلا مرفوعا جاز أن يؤكّد به كلّ متّصل نحو «قمت أنت» و «أكرمتك أنت» و «نظرت
إليك أنت». وإن كان ضميرا متصلا وصل بما وصل به المؤكّد نحو «عجبت منك». وإن كان
حرفا ، فإن كان جوابيا كرّر بدون شرط ، نحو «نعم نعم» ومنه قول جميل بثينة :
لا لا أبوح
بحبّ بثنة إنّها
|
|
أخذت عليّ
مواثقا وعهودا
|
وإن كان الحرف
غير جوابي وجب أمران : أن يفصل بينهما ، وأن يعاد مع التّوكيد ما اتّصل بالمؤكّد
إن كان مضمرا نحو : (أَيَعِدُكُمْ
أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُراباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ). فـ «أنكم» الثانية توكيد للأولى ، وقد أعيدت مع اسمها
وهو الكاف والميم. وأن يعاد هو أو ضميره إن كان المؤكّد ظاهرا نحو «إنّ محمّدا إنّ
محمّدا فاضل» و «إنّ عليّا إنّه أديب» وعود ضميره هو الأولى ، وشذّ اتّصال الحرفين
في قوله :
إنّ إنّ
الكريم يحلم ما لم
|
|
يرين من
أجاره قد ضيما
|
٣ ـ التّوكيد المعنوي :
للتّوكيد
المعنويّ سبعة ألفاظ :
(الأوّل
والثّاني) : «النّفس والعين» ويؤكّد بهما لرفع المجاز عن الذّات تقول : «جاء
الأمير» فيحتمل أن يكون الجائي متاعه أو حشمه ، فإذا أكّدت «بالنّفس أو العين» أو
بهما معا بشرط تقديم النّفس ارتفع ذلك الاحتمال ، ويجب اتّصالهما بضمير مطابق
للمؤكّد في الإفراد والتّذكير وفروعهما نحو : «جاء الأمير نفسه». أو «جاء الأمير
عينه» أو «جاء الأمير نفسه عينه» ويجوز جرّهما ب «باء» زائدة : فتقول : «جاء زيد
__________________
بنفسه». و «هند بعينها» ويجب جمع النّفس والعين» على «أفعل» إن أكّدا جمعا
تقول : «قام الزّيدون أنفسهم أو أعينهم» و «جاء الهندات أنفسهنّ أو أعينهنّ».
والأولى مع
المثنى أن يجمع على «أفعل» أيضا تقول «حضر المعلّمان أنفسهما» و «ذهبت المعلّمتان
أعينهما». وتقول : «إيّاك أنت نفسك أن تفعل» و «إيّاك نفسك أن تفعل» الأولى بضم
السين في نفسك ، والثانية بفتح السين فإن عيّنت الفاعل المضمر في النية : قلت : «إياك
أنت نفسك» كأنك قلت : «إيّاك نحّ أنت نفسك» وحملته على الاسم المضمر في نحّ ، فإن
قلت : «إياك نفسك» تريد الاسم المضمر الفاعل فهو قبيح ، وهو على قبحه رفع.
(والخمسة
الباقية) «كلا» للمثنّى المذكّر ، و «كلتا» للمثنى المؤنّث ، و «كلّ وجميع وعامّة»
للجمع مطلقا ، وللمفرد بشرط أن يكون له أجزاء ، تقول «جاء الزيدان كلاهما» و «الهندان
كلتاهما» و «الرّجال كلّهم أو جميعهم» و «الهندات كلّهنّ أو جميعهنّ» و «الجيش
كلّه أو جميعه» و «القبيلة كلّها أو جميعها» وكلّ هذا يجوز فيه تقدير «البعض» إذا
لم يؤكّد فتقول «جاء بعض الجيش» أو «القبيلة» أو «الرّجال أو الهندات» ويؤتى
بالتّوكيد لرفع هذا الاحتمال. ولا يجوز : «جاءني زيد كلّه ولا جميعه» وكذا لا يجوز
«اختصم الزيدان كلاهما» لامتناع تقدير «بعض» ولا بدّ من اتّصال ضمير المؤكّد بهذه
الألفاظ ليحصل الرّبط بين المؤكّد والمؤكّد.
ولا يجوز حذف
الضّمير استغناء بنية الإضافة ، ولا حجّة في قوله تعالى : (لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ
جَمِيعاً) على أنّ المعنى : جميعه ، بل «جميعا» حال ، ولا في
قراءة بعضهم : إنّا كلّا فيها لأنّ كلّا بدل من اسم «إنّ» وقد يستغنى عن الإضافة إلى
الضّمير بالإضافة إلى مثل الظّاهر المؤكّد ب «كل».
ومن ذلك قول
كثيّر :
كم قد ذكرتك
لو أجزى بذكركم
|
|
يا أشبه
النّاس كلّ الناس بالقمر
|
٤ ـ تتابع المؤكّدات :
إذا أريد تقوية
التّوكيد يجوز أن يتبع «كلّه» ب «أجمع» و «كلّها» ب «جمعاء» و «كلّهم» ب «أجمعين» و
«كلّهنّ» ب «جمع» قال تعالى : (فَسَجَدَ
الْمَلائِكَةُ
__________________
كُلُّهُمْ
أَجْمَعُونَ). وقد يؤكّد بهنّ وإذا أردت أن تؤكد أكثر قلت : جاء
القوم أجمعون أكتعون أبصعون أبتعون ، وبهذا الترتيب (انظر في حروفها) وقد يؤكد
بأجمعين وإن لم يتقدّم «كلّ» نحو :
(وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ
أَجْمَعِينَ) و (وَإِنَّ جَهَنَّمَ
لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ). ولا يجوز تثنية «أجمع وجمعاء» استغناء ب كلا وكلتا» (انظر
كلا وكلتا).
٥ ـ توكيد
النكرة :
لا يجوز
باتّفاق توكيد النّكرة إذا لم تفد ، وإن أفاد جاز ، وإنّما تحصل الفائدة بأن يكون
المؤكّد محدودا ، والتّوكيد من ألفاظ الإحاطة والشّمول كقوله :
لكنّه شاقه
أن قيل ذا رجب
|
|
يا ليت عدّة
حول كلّه رجب
|
ولا يجوز صمت
زمنا كلّه ، ولا شهرا نفسه.
٦ ـ توكيد
الضّمير :
إذا أريد توكيد
ضمير مرفوع ب «النّفس» أو «العين» وجب توكيده أوّلا بالضّمير المنفصل نحو «قوموا
أنتم أنفسكم».
أمّا الظّاهر
فيمتنع فيه الضّمير نحو : «سافر المحمّدون أنفسهم». وكذا الضّمير المنصوب والمجرور
نحو : «كلّمتهم أنفسهم» و «نظرت إليهم أعينهم».
وإن كان
التّوكيد بغير النّفس والعين فالضّمير جائز لا واجب نحو «قاموا كلّهم».
٧ ـ ملاحظات في
التّوكيد :
(١) الضّمير
المنصوب لا يؤكّد بالضّمير المنفصل المنصوب.
(٢) إذا جعلت
الضّمير تأكيدا فهو باق على اسميته فتحكم على موضعه بإعراب ما قبله ، وليس كذلك
إذا كان متّصلا.
(٣) إذا أكّدت
، أو فصلت ، فلا يكون إلّا بضمير المرفوع.
(٤) تأكيد ضمير
المجرور بضمير المرفوع على خلاف القياس.
(٥) تأكيد ضمير
الفاعل بضمير المرفوع جار على القياس.
(٦) إذا تكرّرت
ألفاظ التّوكيد فهي للمؤكّد وليس الثاني تأكيدا للتّأكيد.
(٧) لا يجوز في
ألفاظ التّوكيد القطع
__________________
إلى الرّفع ولا إلى النّصب.
(٨) لا يجوز
عطف بعضها على بعض ، فلا يقال : نهض محمّد نفسه وعينه.
(٩) ألفاظ
التوكيد معارف وإمّا بالإضافة الظّاهرة ، أو المقدّرة ، كما في أجمع وتوابعه.
(١٠) لا يحذف
المؤكّد ويقام المؤكّد مقامه.
(١١) «كلّ» إذا
كانت بمعنى كامل نحو : «زرت الصّديق كلّ الصّديق» تعرب نعتا لا توكيدا ولا يجوز
قطعها إلى الرفع أو النّصب . ويجب أن تضاف إلى مثل المتبوع لا إلى ضميره.
(١٢) يجب
ملاحظة المعنى من خبر «كلّ» مضافا إلى نكرة ، فيجب مطابقته للنّكرة المضاف إليها «كل»
نحو : (كُلُّ نَفْسٍ
ذائِقَةُ الْمَوْتِ) و (كُلُّ حِزْبٍ بِما
لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ).
ولا يلزم ذلك
في المضافة إلى معرفة فتقول : «كلّهم ذاهب» أو «ذاهبون».
(١٣) ألفاظ في
التوكيد :
قد يؤكّد
بألفاظ غير ما مرّ وهي :
«أكتع وأبصع
وأبتع» تقول «جاء القوم أجمعون أكتعون أبصعون أبتعون» زيادة في التوكيد.
(انظر في
أحرفها).
تي : اسم إشارة للمفردة المؤنّثة ، وقد تسبق بحرف التّنبيه «ها».
فيقال : هاتي ، وهي إشارة للقريب. وقد تلحقها «كاف الخطاب» فيقال : «تيك» وقد
يلحقها» لام البعد ، وكاف الخطاب ، فيقال «تلك» وهي إشارة للبعيد ك «تيك».
(انظر اسم
الإشارة).
تيّا : تصغير «تا»
للإشارة.
(انظر التّصغير
١٣).
تين : (= اسم
الإشارة ٢).
__________________
باب الثّاء
الثّلاثاء : كان
حقّه الثّالث ، ولكنّه صيغ له هذا البناء ليتفرّد به اسم اليوم ، يؤنّث على اللفظ
، ويذكّر على اليوم فيقال : «ثلاثة ثلاثاوات». و «ثلاث ثلاثاوات» ويجمع على
ثلاثاوات أو أثالث.
ثمّ : حرف عطف
، وهي للتّشريك في الحكم ، والتّرتيب ، والتّراخي ، نحو : (ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ، ثُمَّ
أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ ، ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ). وقد توضع موضع الفاء كقول أبي دؤاد جارية بن الحجّاج :
كهزّ
الرّدينيّ تحت العجاج
|
|
جرى في
الأنابيب ثم اضطرب
|
إذ الهزّ متى
جرى في أنابيب الرّمح يعقبه الاضطّراب.
وأمّا «ثمّت» (انظر
في حرفها بعد قليل).
ثمّ : اسم يشار
به إلى المكان البعيد نحو : (وَأَزْلَفْنا ثَمَّ
الْآخَرِينَ). وهو ظرف لا يتصرفّ ، مبني على الفتح في موضع نصب على
الظّرفيّة ولا يتقدّمه حرف تنبيه ولا تلحقه كاف الخطاب ، وقد يجرّ ب «من».
ثماني : إذا
ركّبت «ثماني» ففيه أربع لغات : فتح الياء ، وسكونها ، وحذفها مع كسر النّون وهذا
قليل ، وفتحها ، وفي الإفراد : بالياء الساكنة ، وقد تحذف ياؤها في الإفراد ،
ويجعل إعرابها على النون.
(انظر العدد ٣).
ثمّة : مثل «ثمّ»
اسم يشار به إلى المكان البعيد ، والتّاء فيها لتأنيث اللّفظ فقط.
ثمّت : هي «ثمّ»
العاطفة ، أدخلوا عليها التّاء لتأنيث لفظها فقط كما قال الشاعر :
ولقد مررت
على اللّئيم يسبّني
|
|
فمضيت ثمّت
قلت لا يعنيني
|
__________________
باب الجيم
الجارّ والمجرور :
١ ـ حروف الجرّ
:
حروف الجرّ
عشرون جمعها ابن مالك في خلاصته فقال :
هاك حروف الجرّ
وهي : من إلى حتّى خلا حاشا عدا في عن على
مذ منذ ربّ
اللام كي واو وتا
|
|
والكاف والبا
ولعلّ ومتى
|
٢ ـ أحكامها :
لحروف الجرّ
أحكام مختلفة تنحصر في سبع فئات :
الأولى : ثلاثة
«خلا ، عدا ، حاشا».
(انظر كلّا في
حرفه).
الثانية :
ثلاثة أيضا «كي ، لعلّ ، متى».
(انظر كلّا في
حرفه).
الثالثة : سبعة
هي «من ، إلى ، عن ، على ، في ، الباء ، اللّام».
(انظر كلّا في
حرفه). الرابعة : ثلاثة وهي «حتّى ، الكاف ، الواو».
(انظر كلّا في
حرفه).
الخامسة :
اثنان هما «مذ ، منذ».
(انظر مذ ومنذ).
السادسة : ربّ (انظر
ربّ).
السابعة :
التاء (انظر التاء).
٣ ـ نيابة حروف
الجر :
حروف الجرّ لا
ينوب بعضها عن بعض قياسا ، كما لا تنوب حروف الجزم والنّصب بعضها عن بعض . وما أوهم ذلك فمحمول على تضمين معنى فعل يتعدّى بذلك الحرف ، أو على شذوذ النيابة في
الحرف.
وجوّز الكوفيون
نيابة بعضها عن بعض قياسا ، واختاره بعض المتأخرين.
٤ ـ حذف حرف
الجر وبقاء عمله :
__________________
قد يحذف حرف
الجرّ ـ غير ربّ ـ ويبقى عمله ، وهو ضربان : سماعي غير مطّرد كقول رؤبة وقد قيل له
: كيف أصبحت؟ قال : خير عافاك الله ، التقدير : على خير ، كقوله :
وكريمة من آل
قيس ألفته
|
|
حتّى تبذّح
فارتقى الأعلام
|
أي إلى
الأعلام.
وقياسيّ مطّرد
في مواضع أشهرها :
(١) لفظ
الجلالة في القسم دون عوض نحو «الله لأفعلنّ كذا» أي والله.
(٢) بعد كم
الاستفهاميّة إذا دخل عليها حرف جرّ نحو «بكم درهم اشتريت» أي من درهم.
(٣) لام
التعليل إذا جرّت «كي» وصلتها نحو «جئت كي تكرمني» إذا قدّرت «كي» تعليلية أي لكي
تكرمني.
(٤) مع «أنّ» و
«أن» نحو «عجبت أنّك قادم» و «أن قدمت» أي من أنّك قادم ومن أن قدمت.
(٥) المعطوف
على خبر «ليس وما الحجازية» الصالح لدخول الجارّ كقول زهير :
بدا لي أنّي
لست مدرك ما مضى
|
|
ولا سابق
شيئا إذا كان جائيا
|
فخفض «سابق» على توهّم وجود الباء في مدرك.
ومثاله في «ما
الحجازيّة» «ما زيد عالما ولا متعلّم» . أي التقدير : ما زيد بعالم ولا متعلّم.
(٥) متعلّق
الجارّ والمجرور والظرف :
لا بدّ لكلّ من
الجارّ والمجرور والظّرف من متعلّق يتعلّق به ، لأنّ الجارّ يوصل معنى الفعل إلى
الاسم ، والظّرف لا بدّ له من شيء يقع فيه ، فالموصل معناه إلى الاسم ، والواقع في
الظرف هو المتعلّق العامل فيهما ، وهو : إمّا فعل أو ما يشبهه من مصدر ، أو اسم
فعل ، أو وصف ولو تأويلا نحو : (وَهُوَ اللهُ فِي
السَّماواتِ وَفِي الْأَرْضِ). فالجارّ متعلّق بلفظ الجلالة ، لتأويله بالمعبود ، أو
المسمّى بهذا الاسم ومثله قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي فِي
السَّماءِ إِلهٌ ، وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ). في السماء متعلق ب «إله» لأنّه بمعنى معبود.
وهل يتعلّقان
بالفعل النّاقص؟ : عند
__________________
المبرّد والفارسي وابن جني : لا يتعلّقان لأن الفعل الناقص عندهم لا يدلّ
على الحدث.
وعند آخرين من
المحقّقين : أنّ النواقص كلّها تدلّ على الحدث ولذلك يمكن أن يتعلّقا بها ،
واستدلّ المجوّزون : بقوله تعالى : (أَكانَ لِلنَّاسِ
عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا). فإنّ اللام ب «للناس» لا تتعلق ب «عجبا» لأنه مصدر
مؤخّر ، ولا ب «أوحينا» لفساد المعنى لذلك علّقوها ب «أكان» على أنّه يجوز أن
يتعلّق بمحذوف حال من «عجبا» لتقدّمه عليه على حدّ قوله : «لميّة موحشا طلل» أمّا
تعلّقهما بمحذوف ، فيجب فيه ثمانية أمور :
(١) أن يقع صفة
نحو : (أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ).
(٢) أن يقعا
حالا نحو : (فَخَرَجَ عَلى
قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ).
(٣) أن يقعا
صلة نحو : (وَلَهُ مَنْ فِي
السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ).
(٤) أن يقعا
خبرا نحو «خالد عندك» أو «عمرو في بيته».
(٥) أن يرفعا
الاسم الظاهر نحو (أَفِي اللهِ شَكٌ). ونحو «أعندك زيد».
(٦) أن يستعمل
المتعلّق محذوفا كقولك لمن ذكر أمرا تقادم عهده «حينئذ الآن» أصله : كان ذلك حينئذ
واسمع الآن ، وقولهم للمعرّس «بالرّفاء والبنين» أي أعرست بالرّفاء والبنين.
(٧) أن يكون
المتعلّق محذوفا على شريطة التّفسير نحو «أيوم الجمعة صمت فيه» أي أصمت يوم
الجمعة.
(٨) القسم بغير
الباء نحو قوله تعالى : (وَاللَّيْلِ إِذا
يَغْشى) ، وقوله : (تَاللهِ لَأَكِيدَنَّ
أَصْنامَكُمْ) ولو صرّح بالمتعلّق لوجبت الباء (انظر القسم).
ويستثنى من
التّعليق خمسة أحرف :
(١) حرف الجرّ
الزائد ، ك «الباء ومن» نحو : (كَفى بِاللهِ
شَهِيداً). (هَلْ مِنْ خالِقٍ
غَيْرُ اللهِ).
(٢) «لعلّ» في
لغة عقيل ، لأنها بمنزلة الزّائد.
(٣) «لولا»
فيمن قال : «لولاي ولولاك
__________________
ولولاه» وعند سيبويه ما بعد «لولا» مرفوع المحلّ ، وهو الأصحّ.
(٤) «ربّ» في
نحو «ربّ رجل صالح لقيت».
(٥) حروف
الاستثناء وهي «خلا وعدا وحاشا» إذا خفضن. (انظر في حروفهن).
الجازم لفعلين :
(انظر جوازم
المضارع ٣).
الجامد من الأسماء :
١ ـ تعريفه :
ما دلّ على ذات
أو معنى من غير ملاحظة صفة كأسماء الأجناس المحسوسة «كإنسان وأسد وشجر وبقر»
وأسماء الأجناس المعنويّة ك «فهم وشجاعة وعلم».
الجامد من الأفعال :
١ ـ تعريفه
ونوعاه :
هو ما لازم
صورة واحدة وهو نوعان : ملازم للمضي ، وملازم للأمريّة.
(أ) الجامد
الملازم للمضي :
خمسة أنواع :
(١) أفعال
المدح والذّمّ ك «نعم وبئس وساء وحبّذا ولا حبّذا».
(٢) فعلا
التّعجب «ما أفعله وأفعل به».
(٣) أفعال
الاستثناء ك «خلا وعدا وحاشا». (انظر في حروفهن). (٤) ما دام ، وليس من أخوات كان
جامد ، غيرها.
(٥) «كرب وعسى
وحرى واخلولق وأنشأ وأخذ» من أفعال المقاربة.
(ب) الجامد
الملازم للأمريّة :
اثنان فقط : هب
وتعلّم ، بمعنى اعلم.
جرم : (= لا
جرم).
جانب : تقول : «سرت
جانب النّهر».
فجانب : منصوب
على الظّرفية المكانيّة والنهر مضاف إليه.
جزم المضارع : أصل
جزم المضارع بالسّكون ، وقد يكون بحذف حرف العلّة ، نحو : «لم يعط» ويكون بحذف
النون في الأفعال الخمسة ، نحو «لم تكتبوا» وقد يكون الجزم محلّيا ، وذلك إذا كان
المضارع مبنيا نحو «لا تكسلنّ».
(انظر أدوات
الجزم في جوازم المضارع).
الجزم بجواب
الطلب : (= المضارع المجزوم بجواب الطلب).
جعل :
(١) فعل يفيد
الرّجحان فينصب
__________________
مفعولين بشرط ألّا يكون للإيجاد كما سيأتي ، ولا إيجاب نحو «جعلت للعامل
كذا» أي أوجبت له ، ولا ترتيب نحو «جعلت بعض متاعي على بعض». ولا مقاربة ، وهي من أخوات
كاد.
(أ) فالرجحان :
(وَجَعَلُوا
الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً) فالملائكة : مفعول أوّل وإناثا مفعول ثان.
(ب) أن تفيد
التّصيير ـ وهو الانتقال من حالة إلى أخرى ـ نحو : (فَجَعَلْناهُ هَباءً
مَنْثُوراً) فالهاء مفعول أوّل وهباء مفعول ثان.
(٢) من الأفعال
النواسخ التي تفيد الشروع وتعمل عمل «كان» إلّا أنّ خبرها يجب أن يكون جملة فعلية
من مضارع رافع لضمير الاسم ، وشذّ من شرط المضارع قول ابن عبّاس «فجعل الرّجل إذا
لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا» إذ جاء الخبر ماضيا.
كما شذّ مجيء
الجملة الاسميّة خبرا ل «جعل» في قول الحماسي :
وقد جعلت
قلوص بني سهيل
|
|
من الأكوار
مرتعها قريب
|
فجملة «مرتعها
قريب» خبر لجعلت وهي جملة اسمية وهو شاذّ. وتستعمل «جعل» في الماضي ، وهو الأصل ،
وقد تستعمل في المضارع ، حكى الكسائي : «إنّ البعير ليهرم حتّى يجعل إذا شرب الماء
مجّه» وفيه شذوذ وقوع الماضي خبرا.
أمّا قول أبي
حيّة النّميري :
وقد جعلت إذا
ما قمت يثقلني
|
|
ثوبي فأنهض
نهض الشّارب الثّمل
|
ف «ثوبي» بدل
اشتمال من اسم جعل ، تقديره : جعل ثوبي يثقلني ، ففاعل يثقلني ضمير مستتر فيه ،
هكذا خرّجوه وهو ظاهر التكلّف والبيت دليل على جواز كونه غير سببي ، وثوبي فاعل
يثقلني.
(٣) أمّا كونها
بمعنى أوجد فتتعدّى إلى مفعول واحد ، مثل (وَجَعَلَ الظُّلُماتِ
وَالنُّورَ). المعنى أوجد وخلق لأنّها في سياق قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ
السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ).
جلل : اسم
بمعنى عظيم أو بمعنى يسير وهو من الأضداد وقد يكون حرفا بمعنى «نعم».
الجمّاء الغفير
: من الألفاظ التي تدلّ على
__________________
معنى الإحاطة ، قولهم : «جاؤوا الجماء الغفير». وجاؤوا جمّا غفيرا أي
بجماعتهم ، قال سيبويه : «الجمّاء الغفير» من الأسماء التي وضعت موضع الحال ،
ودخلتها الألف واللّام كما دخلت في «العراك» من قولهم : «أرسلها العراك» أي معتركة
وهي حال و «أل» فيهما زائدة شاذّة و «الغفير» صفة لجمّاء وكأن المعنى :
لكثرة جمعهم
غطّو الأرض من كثرتهم ، قال الشاعر :
صغيرهم
وشيخهم سواء
|
|
هم الجمّاء
في اللّؤم الغفير
|
جمع الأسماء الخمسة :
يقال في المراد
به من يعقل من «ابن وأب وأخ وهن وذي» : «بنون وأبون وأخون وهنون وذوو». وكلّها
ملحقات بجمع المذكر السالم ، وفي «بنت وابنة وأخت وهنت وذات» بنات وأخوات وهنات
وهنوات وذوات.
وأمّهات في
الأمّ من الناس أكثر من أمّات ، وغيرها من غير الناس بالعكس.
الجمع بألف وتاء مزيدتين :
١ ـ هذا الجمع
هو الذي يسميه أكثر النّحاة «جمع المؤنّث السّالم» وسمّاه ابن هشام : «الجمع بألف
وتاء مزيدتين» ليشمل ما جمع هذا الجمع من مؤنّث ومذكّر وما سلم فيه المفرد ، وما
تغيّر.
٢ ـ المطّرد في
هذا الجمع :
(١) أعلام
الإناث من غير تاء ك «سعاد» و «مريم» و «هند» .
(٢) وما ختم
بالتّاء ك «صفيّة» و «جميلة».
(٣) وما ختم
بألف التّأنيث المقصورة أو الممدودة ك «سلمى» و «صحراء» .
(٤) ومصغّر غير
العاقل ك «جبيل» و «جزيء» تقول فيهما : جبيلات وجزيئات.
(٥) وصف غير
العاقل ك «شامخ» وصف جبل ، جمعه شامخات ومعدود وصف يوم مثل : (أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ).
(٣٦) كل خماسيّ
لم يسمع له جمع تكسير ك «سرادق» و «إصطبل» و «حمّام» تقول في جمعها : سرادقات ،
واصطبلات وحمّامات ، وما عدا ذلك فهو مقصور على السّماع ك «سموات» و «سجلّات»
__________________
و «أمهات» و «خودات» .
٣ ـ إعراب المطّرد
من هذا الجمع :
يعرب هذا الجمع
بالضمة رفعا و «بالكسرة» نصبا وجرّا نحو : «هذه السّموات» و «خلق الله السّموات» و
«نظرت إلى السّموات» هذا هو الأصل والغالب ، وهذا الإعراب فيما كانت الألف والتاء فيه زائدتين ،
كما هو أساس هذا الجمع.
فإن كانت
التّاء أصليّة والألف زائدة ك «أبيات» جمع «بيت» و «أموات» جمع ميت ، أو كانت
الألف أصلية والتّاء زائدة ك «قضاة» جمع قاض و «غزاة» جمع غاز ـ فالنّصب بالفتحة
على الأصل نحو «ولّيت قضاة» و «جهّزت غزاة».
٤ ـ كيف يجمع
الاسم بألف وتاء :
يسلم في هذا
الجمع ما سلم في التّثنية . فتقول : في جمع «هند» هندات» كما تقول : «هندان» إلّا
ما ختم «بتاء التأنيث» فإنّ تاءه تحذف في الجمع المؤنث لا في التّثنية سواء أكانت
زائدة ك «مسلمة» أم بدلا من أصل ك «أخت» و «بنت» و «عدة» تقول في جمعها «مسلمات» و
«أخوات» و «بنات» و «عدات» وجمع المقصور والممدود يتغيّر فيه هنا ما تغيّر في
التثنيّة تقول في جمع «سعدى» : «سعديات» بالياء وفي جمع «صحراء» : «صحراوات»
بالواو.
وإذا كان ما
قبل التاء حرف علّة أجريت عليه بعد حذف التّاء ما يستحقّه لو كان آخرا في أصل
الوضع فتقول في «ظبية» : «ظبيات» و «غزوة» : «غزوات» بسلامة الياء والواو في نحو «مصطفاة
وفتاة» : «مصطفيات وفتيات» بقلب الألف ياء ، وفي نحو «قناة» : «قنوات» وفي نحو «قراءة»
: «قراءات» بالهمز لا غير.
٥ ـ جمع «أفعل»
من الألوان :
إذا سمّيت
امرأة ب «أحمر» أو «أصفر» من الألوان ، تجمعها ب «ألف وتاء». فتقول «أحمرات» و «أصفرات»
لا «حمر وصفر» كما هو أصل جمعها.
٦ ـ حركة وسط
الجمع :
إذا كان الاسم
المراد جمعه بالألف والتاء ثلاثيّا ساكن العين غير معتلّها ولا مدغمها اختتم بتاء
أم لا ـ فإن كانت فاؤه مفتوحة لزم فتح عينه نحو «جفنة ودعد» تقول في جمعها «جفنات
ودعدات» قال تعالى : (كَذلِكَ يُرِيهِمُ
اللهُ أَعْمالَهُمْ
__________________
حَسَراتٍ
عَلَيْهِمْ) وقال العرجي :
بالله يا
ظبيات القاع قلن لنا
|
|
ليلاي منكنّ
أم ليلى من البشر
|
وإن كان مضموم
الفاء نحو «خطوة وجمل» أو مكسورها نحو «كسرة وهند» جاز لنا في عينه الفتح
والإسكان مطلقا ، والإتباع لحركة الفاء بشرط ألّا تكون فاء الكلمة مضمومة ولامها
ياء ك «دمية وزبية» فجمعها : «دميات» و «زبيات» ويمتنع ضمّ الميم والباء
إتباعا لضمّة الدّال والزّاي ولا مكسورة ولامها واو ويمتنع كسر الرّاء ، في «ذروات»
والشّين في «رشوات» إتباعا لفائهما.
ويمتنع
التّغيير في عين الجمع في خمسة أنواع :
(١) في الوصف
نحو «ضخمات وعبلات» وشذّ «كهلات» بالفتح ، و «ربعة» وجمعها «ربعات» بالفتح
أيضا.
(٢) في
الرّباعي نحو : «زينبات وسعادات».
(٣) في المحرّك
الوسط نحو «شجرات وسمرات ونمرات».
(٤) في المعتلّ
العين نحو «جوزات وبيضات» ، قال تعالى : (فِي رَوْضاتِ
الْجَنَّاتِ).
(٥) في المدغم
العين نحو «حجّات».
٧ ـ جمع ما كان
على «فعلة» :
في جمع «فعلة»
ثلاثة أوجه :
(أحدها) «فعلات»
تتبع الكسرة الكسرة.
(الثاني) «فعلات»
بكسر ففتح.
(الثالث) «فعلات»
بكسر فسكون.
وذلك نحو «سدرة»
وجمعها : «سدرات» و «سدرات» و «سدرات» ومثلها : «قربة» بالباء.
أمّا «رشوة»
بكسر أوّله فتجمع على : «رشوات» و «رشوات» ولا يأتي على نحو «سدرات» بكسر أوله
وثانية لأنّه يلزمه قلب الواو ياء. فتلتبس بنات الواو ببنات الياء ومثلها : «عدوة».
٨ ـ جمع ما كان
على «فعلة» :
في جمع «فعلة»
بضم الفاء وسكون العين ثلاثة أوجه :
(أحدها) «فعلات»
بضم الفاء والعين أتبعت الضمة الضّمّة كقبلات.
(الثاني) «فعلات»
بضم الفاء وفتح العين كقبلات.
__________________
(الثالث) «فعلات»
بضم الفاء وسكون العين كأصلها ، كقبلات ، قال عزوجل : (وَلا تَتَّبِعُوا
خُطُواتِ الشَّيْطانِ). وواحدها «خطوة».
وقال الشاعر :
ولما رأونا
باديا ركباتنا
|
|
على موطن لا
نخلط الجدّ بالهزل
|
ينشدونه
ركباتنا وركباتنا.
أمّا نحو «غدوة»
و «رشوة» فتقول فيهما «غدوات» و «رشوات» على نحو «ظلمات» ، وتقول : «غدوات» و «رشوات»
على نحو «ظلمات» ، وتقول : «غدوات» و «رشوات» على نحو «ظلمات».
أمّا نحو «مدية»
فلا تجمع على منهاج «ظلمات» ولكن على نحو «ظلمات» فتقول : «مديات» وأجاز المبرّد «مديات»
وليس في كلام سيبويه ما يدل عليه.
٩ ـ الملحق
بهذا الجمع :
حمل على هذا
الجمع شيئان :
(أحدهما) «أولات»
نحو : (وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ
حَمْلٍ).
(الثّاني) ما
سمّي به منه ك «عرفات» و «أذرعات».
أمّا إعراب
الملحق :
يعرب الأوّل
وهو «أولات» إعراب الأصل أي ينصب بالكسرة.
أمّا الثاني
وهو ما سمّي به مثل عرفات ففيه ثلاثة أعاريب : إعرابه كما كان قبل التّسمية على
اللّغة الفصحى مع تنوينه ، أو ترك تنوينه ، أو إعرابه إعراب ما لا ينصرف ، وقد روي
قول امرىء القيس في محبوبته بالأوجه الثّلاثة :
تنوّرتها من
أذرعات وأهلها
|
|
بيثرب أدنى
دارها نظر عالي
|
١٠ ـ جمع المسمّى بهذا الجمع :
لا يجمع من
سمّي بنحو هندات بألف وتاء ، لأنّ فيه ألفا وتاء ولا تجتمعان ، وإنّما يجمع ب «ذوات»
تقول : «جاءت ذوات هندات». وإن سمّي به مذكّر ك «هندات» اسم رجل يجوز أن تثنّيه
وأن تجمعه ، فتقول في تثنيته «هنداتان» و «هنداتين» وهؤلاء «هندات» بحذف الألف
والتاء من
__________________
المفرد الذي أصله جمع ، وتثبت مكانهما ألفا وتاء للجمع وهذا على سبيل
التّقدير والقصد.
جمع التّكسير :
١ ـ تعريفه :
هو الاسم
الدّالّ على أكثر من اثنين بتغيّر ظاهر ، أو مقدّر.
فالتّغيّر
الظّاهر ستّة أقسام فهو إمّا :
(١) بزيادة ك «صنو»
وجمعه «صنوان» .
(٢) أو بنقص ك «تخمة»
وجمعها : «تخم».
(٣) أو بتبديل
شكل ك «أسد» وجمعها : «أسد».
(٤) أو بزيادة
وتبديل شكل ك «رجل» وجمعها «رجال».
(٥) أو بنقص
وتبديل شكل : ك «قضيب» وجمعها «قضب».
(٦) أو بهنّ ك «غلام»
وجمعها «غلمان».
والتّغيير
المقدّر في نحو «فلك» و «دلاص» و «هجان» و «شمال» ، و «عفتّان» وجمعهنّ مثلهنّ وضعا وشكلا ، ووزن جمع فلك ك «بدن» وكذا القول في إخوانه ، وقيل
إنها اسم جمع.
٢ ـ نوعاه :
(١) جمع
التكسير للقلّة.
(٢) جمع
التكسير للكثرة.
(انظر كلّا في
بابه).
جمع التّكسير للقلّة :
١ ـ مدلوله :
مدلول القلّة :
من ثلاثة إلى عشرة بطريق الحقيقة ، ويشاركه في الدّلالة على القلّة جمعا التّصحيح
إلّا إذا اقترن كلّ منها ب «أل» الاستغراقيّة أو أضيف فحينئذ ينصرف إلى الكثرة نحو
: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ
وَالْمُسْلِماتِ) ونحو : «إنّ مسلمي افريقيّة صالحون».
وقد يستغنى ببعض
أبنية القلّة عن بناء الكثرة وضعا ك «أرجل» و «أعناق» و «أفئدة».
وقد يعكس ك «رجال»
و «قلوب» وهذا ما يسمّى ب «النّيابة وضعا». وكذلك
__________________
قد يغني أحدهما عن الآخر استعمالا ك «أقلام» قال تعالى : (مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ). فاستعمل جمع القلّة مع أنّ المقام للمبالغة والتكثير ،
أو بالعكس
نحو : (ثَلاثَةَ قُرُوءٍ).
فإنّ فعولا من
جموع الكثرة ، مع أنّ المراد القلّة ، ويسمّى هذا بالنّيابة استعمالا.
٢ ـ أبنية جموع
القلّة :
أبنية جموع
القلّة أربعة : «أفعل» «أفعال» «أفعلة» «فعلة» وهاك تفصيلها كلّا على حده :
٣ ـ الجمع على «أفعل»
:
جمع القلّة على
«أفعل» بضم العين يطرّد في نوعين :
(أحدهما) «فعل»
صحيح العين : سواء أصحّت لامه أم اعتلّت بالياء أم بالواو ، نحو «نجم» وجمعها «أنجم»
و «ظبي» وجمعها «أظب» و «جرو» وجمعها «أجر» . بشرط أن لا تكون فاؤه واوا ك «وعد» ولا لامه مماثلة
لعينه ك «رقّ».
بخلاف «ضخم» مع
أنّه على وزن فعل ، فإنّه صفة وإنما قالوا «أعبد» لغلبة الاسميّة ، وبخلاف «سوط» و
«بيت» لاعتلال العين وشذّ «أعين» قال تعالى : (تَرى أَعْيُنَهُمْ
تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ).
وشذّ قياسا
وسماعا «أثوب وأسيف» قال معروف بن عبد الرحمن :
لكلّ دهر قد
لبست أثوبا
|
|
حتى اكتسى
الرأس قناعا أشيبا
|
وقال آخر :
كأنّهم أسيف
بيض يمانية
|
|
عضب مضاربها
باق بها الأثر
|
وشذّ «أوجه»
جمع وجه ، لأن فاءه ، واو ، وشذّ «أكفّ» لأنّ لامه مماثلة لعينه .
(ثانيهما)
الرّباعي المؤنث بلا علامة التّأنيث وقبل آخره مدّة ك «عناق»
__________________
و «ذراع» و «عقاب» و «يمين» فتقول في جمعها : «أعنق» و «أذرع» و «أعقب» و «أيمن»
وشذّ «أفعل» في نحو «مكان» و «أمكن» و «شهاب» : «أشهب» و «غراب» للمذكر : «أغرب».
٤ ـ الجمع على «أفعال»
:
يقول سيبويه :
وإنّما منعهم أن يبنوه ـ أي جمع أفعال ـ على أفعل ـ وهو الجمع قبل هذا ـ كراهية
الضمة في الواو ، فلمّا ثقل ذلك بنوه على أفعال ، أو لأنّه على غير «فعل» نحو «حمل»
و «أحمال» و «نمر» و «أنمار» و «عضد» و «أعضاد» و «حمل» و «أحمال» و «عنب» و «أعناب»
و «إبل» و «آبال» و «قفل» : «أقفال» و «عنق» : «أعناق» ، والغالب في فعل أن يجيء
على «فعلان» ك «صرد» و «صردان» و «جرذ» و «جرذان».
وأتى على «أفعال»
شذوذا «أحمال» و «أفراح» و «أزناد» وقياسها : «أفعل» ، قال تعالى : (وَأُولاتُ الْأَحْمالِ) وقال الحطيئة :
ماذا تقول
لأفراخ بذي مرخ
|
|
زغب الحواصل
لا ماء ولا شجر
|
وقال الأعشى :
وجدت إذا
أصلحوا خيرهم
|
|
وزندك أثقب
أزنادها
|
٥ ـ الجمع على «أفعلة» :
جمع القلة على «أفعلة»
هو جمع لاسم مذكّر رباعي بمدّة قبل الآخر نحو : «طعام» و «حمار» و «غراب» و «رغيف»
و «عمود» ، فتقول : «أطعمة» و «أحمرة» و «أغربة» و «أرغفة» و «أعمدة» والتزم بناء
أفعلة» في «فعال» بالفتح و «فعال» بالكسر إذا كانا مضعّفي اللّام أو معتلّيها.
فالأول :
ك «بتات» و «زمام»
فتقول في جمعهما : «أبتّة» و «أزمّة» .
والثاني :
ك «قباء» و «إناء»
فتقول في جمعهما : «أقبية» و «آنيّة» .
٦ ـ الجمع على «فعلة»
:
جمع القلة على «فعلة»
بكسر أوّله
__________________
وسكون ثانية لا يطرّد في شيء ، بل سمع في ستّة أوزان «فعل» ك «ولد» و «فتى»
بفتح أوّلهما ، وثانيهما «فعل» ك «شيخ» و «ثور» بفتح أولهما وسكون ثانيهما و «فعل»
ك «ثنى» بكسر الثّاء المثلّثة وفتح النّون والقصر و «فعال» ك «غزال» بفتح أوّله و
«فعال» ك «غلام» بضم أوّله و «فعيل» ك «صبيّ» و «حضيّ» و «جليل» بفتح أوّله وكسر
ثانيه ، فتقول في جمعها على «فعلة» : «ولدة» و «فتية» و «شيخة» و «ثيرة» و «ثنية» و
«غزلة» و «غلمة» و «صبية» و «خصية» و «جلّة».
ولعدم اطّراده
قيل : إنّه اسم جمع لا جمع.
جمع التكسير للكثرة :
١ ـ أبنية جموع
التّكسير للكثرة :
أربعة وعشرون
بناء وهي :
«فعل» و «فعل» و
«فعل» و «فعل» و «فعلة» و «فعلة» و «فعلى» و «فعلة» و «فعّل» و «فعّال» و «فعال» و
«فعول» و «فعلان» و «فعلان» و «فعلاء» و «أفعلاء» و «فواعل» و «فعائل» و «فعالي» و
«فعالى» و «فعاليّ» و «فعالل» و «شبه فعالل» و «مفاعل» وهاك تفصيلها كلّا على حده
:
٢ ـ الجمع على «فعل»
:
«فعل» بضمّ
الفاء وسكون العين جمع لصيغتين :
(إحداهما) «أفعل»
الذي مؤنّثه «فعلاء» ك «أحمر» و «أبيض» وجمعها «حمر» و «بيض» أو لا مؤنّث له لمانع
خلقي ك «أكمر» و «آدر» وجمعها «كمر» و «أدر» .
(ثانيهما) «فعلاء»
التي مذكّرها «أفعل» ك «حمراء» و «بيضاء» ومذكّرهما : أحمر وأبيض ، أو لا مذكّر
لها ك «رتقاء» و «عفلاء» وجمعهما «رتق» و «عفل».
ويجب كسر فاء
هذا الجمع فيما عينه ياء نحو «بيض» ويكثر في الشعر ضمّ عينه بشرط أن تصحّ هي
واللّام مع عدم التّضعيف نحو قول أبي سعيد المخزومي :
طوى الجديدان
ما قد كنت أنشره
|
|
وأنكرتني
ذوات الأعين النّجل
|
٣ ـ الجمع على «فعل» :
«فعل» بضمّ
الفاء والعين مطّرد جمعه في شيئين :
__________________
(أحدهما) في
وصف على «فعول» بمعنى فاعل ك «صبور» وجمعها «صبر» و «غفور» وجمعها «غفر» فلا يجمع «حلوب»
و «ركوب» لأنّهما بمعنى مفعول. (الثاني) في اسم رباعيّ بمدّة قبل لام غير معتلّة
مطلقا ، أو غير مضاعفة إن كانت المدّة ألفا نحو «قذال» وجمعها «قذل» و «أتان»
وجمعها «أتن» و «حمار» وجمعها «حمر» و «ذراع» وجمعها «ذرع» ومثلها «قضيب» وجمعها «قضب»
و «كثيب» وجمعها «كثب» ومثلها «عمود» وجمعها «عمد» و «قلوص» وجمعها «قلص» ومثلها «سرير»
وجمعها «سرر» و «ذلول» وجمعها «ذلل».
فخرج نحو «كساء»
لاعتلال اللّام ، وخرج نحو «هلال» و «سنان» لتضعيفهما مع الألف ، وشذّ «عنان»
وجمعها «عنن» و «حجاج» وجمعها «حجج».
ويحفظ «فعل»
جمعا في «فعل» اسما ك «نمر» وجمعها نمر وصفة ك «خشن» وخشن وفي «فعيل» صفة ك «نذير»
ونذر» وفي «فعيلة» اسما نحو «صحيفة» وصحف وصفة نحو «نجيبة» ونجب وفي «فعل» نحو «سقف»
وسقف و «رهن» رهن وفي «فاعل» نحو «نازل» ونزل و «شارف» شرف وفي «فعل» بفتحتين نحو «نصف»
وجمعها نصف وفي «فعال» بكسر الفاء وفتحها صفة نحو «كنان» بكسر الكاف وكنن و «صناع»
بفتح الصّاد أي حاذق وصنع وفي «فعلة» بفتح أوّله وكسر ثانيه نحو «فرحة» وفرح وفي «فعلة»
بفتحتين نحو «خشبة» وخشب وفي «فعل» بكسر أوّله وسكون ثانيه نحو «ستر» وستر ويجوز
تسكين عينه نحو «قذل» و «حمر» ما لم تكن «واوا» فيجب التّسكين نحو «سوار» وجمعها «سور»
و «سواك» وجمعها «سوك» لكن إن سكّنت الياء وجب كسر ما قبلها نحو «سيل» و «سيل» جمع
«سيال» .
٤ ـ الجمع على «فعل»
:
«فعل» بضمّ
الفاء وفتح العين مطّرد جمعه في صيغتين :
(أحدهما) في
اسم على وزن «فعلة» ويستوي في ذلك صحيح اللام ومعتلّها ومضاعفها ، فالصحيح ك «قربة»
وجمعها : «قرب» و «غرفة» وجمعها «غرف» والمعتل ك «مدية» وجمعها : «مدى» و «زبية»
وجمعها «زبى» والمضاعف اللام نحو «حجّة» وجمعها «حجج» و «مدّة» وجمعها : «مدد».
(الثاني) في «الفعلى»
أنثى «الأفعل» ك «الكبرى» أنثى الأكبر و «الوسطى» أنثى
__________________
الأوسط و «الصّغرى» أنثى الأصغر ، فتقول في جمعها : الكبر والوسط والصّغر ،
بخلاف «حبلى» فإنّها ليست أنثى أفعل ، لأنّها صفة لا مذكّر لها فلا تجمع على حبل.
وشذّ في «فعلة»
نحو «بهمة» لأنّه وصف والجمع «بهم» و «فعلى» مصدرا ك «رؤيا» والجمع
«رؤى» بالتّنوين و «فعلة» نحو «نوبة» والجمع «نوب» ومثلها «قرية» وجمعها «قرى» و «فعلة»
صحيح اللّام نحو «بدرة» وجمعها «بدر» و «فعلة» معتلا ك «لحية» وجمعها «لحى» و «فعلة»
نحو «تخمة» وجمعها «تخم».
٥ ـ جمع الكثرة
على «فعل» :
بكسر أوّله
وفتح ثانيه ، وهو جمع لاسم تامّ على «فعلة» ك «حجّة» و «حجج» و «كسرة» وجمعها «كسر»
و «فرية» وجمعها «فرى».
فخرجت الصّفة
نحو «صفرة» و «كبرة» والناقص الفاء ك «عدة» و «زنة» ، ويحفظ في نحو «حاجة» «حوج»
وفي «ذكرى» «ذكر» وفي «قصعة» «قصع» وفي «ذربة» «ذرب» ومثلها «صمّة» و «صمم». ٦ ـ الجمع على «فعلة» : «فعلة» بضم الفاء وفتح العين مطّرد في وصف
لعاقل على «فاعل» معتل اللام ك «رام» و «غاز» و «قاض» ، تقول في جمعها «رماة» و «غزاة»
و «قضاة» .
فخرج بقوله : «وصف
نحو «واد» وبالتّذكير نحو «عادية» وبالعقل نحو «أسد ضار» وبوزن فاعل نحو «ظريف»
وبمعتلّ اللام نحو «ضارب» فلا يجمع شيء من ذلك على «فعلة» وشذ في صفة على غير فاعل
نحو «كمّيّ» وجمعها «كماة» وفي فاعل اسما نحو «باز» وجمعها «بزاة».
٧ ـ الجمع على «فعلة»
:
«فعلة» بفتحتين
مطّرد في وصف لمذكّر عاقل صحيح اللّام ، نحو «كامل» وجمعها «كملة» و «ساحر» وجمعها
«سحرة» و «سافر» وجمعها «سفرة» و «بارّ» وجمعها «بررة» وفي القرآن الكريم : (وَجاءَ السَّحَرَةُ)(بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ، كِرامٍ بَرَرَةٍ). فخرج بالوصف الاسم نحو «واد» و «باز» وبالتّذكير نحو «طالق»
و «حائض» وبالعقل نحو «سابق»
__________________
و «لاحق» صفتي فرسين وبصحة اللّام نحو «قاص» و «غاز» فلا يجمع شيء من ذلك
على «فعلة» باطّراد ، وشذّ في غير «فاعل» نحو «سيّد» وجمعها «سادة» فوزنها «فعلة».
٨ ـ الجمع على «فعلى»
:
«فعلى» بفتح
أوّله وسكون ثانية مطّرد في وصف على «فعيل» بمعنى مفعول دالّ على هلاك أو توجّع أو
تشتّت نحو «قتيل» و «قتلى» و «جريح» ، و «جرحى» و «أسير» و «أسرى».
ويحمل عليه ما
أشبهه في المعنى وهو خمسة أوزان : «فعل» ك «زمن» وجمعها «زمنى» و «فاعل» ك «هالك»
وجمعها : «هلكى» و «فيعل» ك «ميّت» وجمعها «موتى» و «أفعل» ك «أحمق» وجمعها «حمقى»
و «فعلان» ك «سكران» وجمعها «سكرى». ويحفظ في «كيّس» و «كيسى» و «جلد» و «جلدى».
٩ ـ الجمع على «فعلة»
:
«فعلة» كثير في
«فعل» نحو «قرط» والجمع «قرطة» و «درج» والجمع «درجة» ومثل هذا الأجوف نحو «كوز»
وجمعها «كوزة» ومثله المضعّف نحو «دبّ» وجمعها «دببة» وقليل في اسم على زنة «فعل»
بفتح الفاء نحو «غرد» والجمع «غردة» أو على زنة «فعل» بكسر الفاء نحو «قرد»
والجمع «قردة». وقلّ أيضا في نحو «ذكر» بفتحتين ضدّ الأنثى و «هادر» وليعلم أنّ
كلّ ما كان من هذا الجمع من بنات الياء والواو اللّتين هما عينان ، فإنّ الياء منه
تجري على أصلها ، والواو إن ظهرت في واحدة ظهرت في الجمع ، فأمّا ما ظهرت فيه ،
فكقولك : «عود وعودة» و «ثور وثورة». وأمّا ما قلبت فيه في الواحد فنحو : «قامة
وقيم» قلبوها حيث كانت بعد الكسرة ، وقد مثّل لها سيبويه ب «ثيرة» جمع «ثورة»
وثورة أيضا ، وقال : هذا ليس بمطّرد ـ يعني ثيرة ـ.
١٠ ـ الجمع على
«فعّل» :
«فعّل» بضمّ
أوّله وتشديد ثانيه هو جمع لوصف على زنة «فاعل» أو «فاعلة» صحيحي اللّام ، سواء
أصحّت عينهما أم اعتلّت ك «ضارب» و «صائم» ومؤنّثيهما ك «ضاربة» و «صائمة» فتقول
في جمعهما «ضرّب» و «صوّم». وشمل نحو «حائض» وجمعها «حيّض» وخرج بقيد الوصف الاسم
نحو «حاجب» العين فلا يجمع على «فعّل».
وندر نحو «غاز»
وجمعها «غزّى»
__________________
و «عاف» وهو السّائل وجمعها «عفّى» لاعتلال لامهما.
كما ندر في نحو
«خريدة» وهي المرأة ذات الحياء وجمعها «خرّد» وقالوا «خرائد» على القياس و «نفساء»
وجمعها «نفّس» ورجل «أعزل» وجمعها «عزّل».
١١ ـ الجمع على
«فعّال» :
«فعّال» بضمّ
أوّله وتشديد ثانيه ، هو جمع لوصف لمذكّر على فاعل ، صحيح اللّام ، سواء أكانت
لامه همزة أم لا ك «قائم» وجمعها «قوّام» و «قارىء» وجمعها «قرّاء» وندر في فاعلة
كقول القطامي :
أبصارهنّ إلى
الشبّان مائلة
|
|
وقد أراهنّ
عنّي غير «صدّاد»
|
وندر أيضا في «فاعل»
المعتل بالواو أو الياء ك «غاز» وجمعها «غزّاء» و «سار» وجمعها «سرّاء» .
١٢ ـ الجمع على
«فعال» :
«فعال» بكسر
أوّله يكون جمعا لثلاثة عشر وزنا مطّردا في ثمانية أوزان وشائعا في خمسة ، ولازما
في واحد فيطّرد في : (١ و ٢) «فعل وفعلة» اسمين نحو : «كعب وكعبة» وجمعهما «كعاب» و
«قصعة» وجمعها «قصاع» أو وصفين نحو «صعب» وجمعها «صعاب» و «خدلة» وجمعها «خدال».
وندر في «فعل
وفعلة» يائيّ الفاء نحو «يعر ويعرة» وجمعهما «يعار» أو يائيّ العين نحو «ضيف» وجمعها
«ضياف» و «ضيعة» وجمعها «ضياع».
(٣ ـ ٤) «فعل
وفعلة» اسمين غير معتلّي اللّام ، ولا مضعّفيها نحو : «جبل» و «جمل» وجمعهما : «جبال»
و «جمال» و «رقبة» و «ثمرة» وجمعهما «رقاب» و «ثمار».
فخرج «فتى وعصى»
لاعتلال اللّام و «طلل» للتّضعيف و «بطل» للوصفية.
(٥ ـ ٦) «فعل
وفعل» اسمين ليست عين ثانيهما واوا ولامه ياء نحو : «قدح» وجمعها «قداح» و «ذئب»
وجمعها «ذئاب» و «بئر» وجمعها «بئار» و «رمح» وجمعها «رماح» فخرج الوصف نحو «جلف» و
«حلو» وواويّ العين ك «حوت» ويائي اللام ك «مدى».
(٧ ـ ٨) «فعيل
وفعيلة» بمعنى فاعل ، وفاعله بشرط صحّة لامهما ، نحو «ظريف وظريفة» وجمعهما : «ظراف»
و «كريم وكريمة» وجمعهما «كرام». فلا يجمع «جريح وجريحة» لأنّهما بمعنى مفعول ، و
«قويّ وقويّة» لاعتلال اللّام. والتزموا في «فعيل» ومؤنّثه «فعيلة» إذا كانا
واويّي العينين ،
__________________
صحيحي اللّامين ألّا يجمعا إلّا على «فعال» ك «طويل وطويلة» وجمعهما «طوال»
ولم يأت من هذا الباب إلّا ثلاث كلمات «طويل وقويم وصويب» وشاع جمع «فعال» في كلّ وصف على «فعلان» ومؤنثيه «فعلى»
و «فعلانة» نحو «غضبان» و «غضبى» وجمعهما «غضاب» و «ندمان وندمانة» وجمعهما «ندام»
أو «فعلان» وأنثاه «فعلانة» نحو «خمصان وخمصانة» وجمعهما «خماص» وعليهما الحديث (تغدو
خماصا وتروح بطانا) ويحفظ في «فعول» ك «خروف» وجمعها : «خراف» و «فعلة» ك «لقحة»
وجمعها «لقاح» و «فعل» ك «نمر» وجمعها «نمار» و «فعلة» ك «نمرة» وجمعها «نمار» و «فعالة»
ك «عباءة» وجمعها «عباء» وفي وصف على «فاعل» ك «صائم» وجمعها «صيام» أو «فاعلة» ك «صائمة»
وجمعها أيضا «صيام» أو «فعلى» ك «أنثى» وجمعها «إناث» أو «فعال» ك «جواد» وجمعها «جياد»
أو «فعال» ك «هجان» للمفرد والجمع ، أو «أفعل» ك «أعجف» وجمعها «عجاف» وفي اسم على
«فعلة» ك «برمة» وجمعها «برام» أو «فعل» ك «ربع» وجمعها «رباع» أو «فعل» ك «رجل»
وجمعها «رجال».
١٣ ـ الجمع على
«فعول» :
«فعول» بضم
الفاء والعين يطّرد في أربعة أشياء :
(أحدها) اسم
على «فعل» ك «كبد» و «وعل» و «نمر» تقول في جمعها «كبود» و «وعول» و «نمور».
والثلاثة
الباقية «فعل وفعل وفعل» فالأوّل نحو «كعب» وجمعها «كعوب» والثاني نحو «حمل»
وجمعها «حمول» والثالث نحو «جند» وجمعها جنود». فخرج الوصف ك «صعب» و «جلف» و «حلو».
ويشترط ألّا
تكون عين المفتوح أو المضموم «واوا» ك «حوض» و «حوت» ولا لام المضموم «ياء» ، وشذّ
في «نؤي» جمعها على «نؤيّ» ولا مضاعفا ك «حفّ» و «مدّ» ويحفظ في «فعل» ك «أسد وشجن
وندب وذكر» فيقال في جموعها «أسود وشجون وندوب وذكور».
١٤ ـ الجمع على
«فعلان» :
«فعلان» بكسر
أوّله وسكون ثانيه يطّرد في
__________________
اسم على «فعال» ك «غلام» و «غراب» وجمعهما «غلمان» و «غربان».
أو على «فعل» ك
«صرد» وجمعها «صردان» و «جرذ» وجمعها «جرذان» أو على «فعل» واويّ العين ك «حوت»
وجمعها «حيتان» و «كوز» وجمعها «كيزان» أو على «فعل» ك «تاج» وجمعها «تيجان» و «ساج»
وجمعها «سيجان» و «خال» وجمعها «خيلان» و «جار» وجمعها «جيران» و «قاع» وجمعها «قيعان»
وقلّ في نحو «قنو» وجمعها «قنوان» و «غزال» وجمعها «غزلان» و «خروف» وجمعها «خرفان»
و «ظليم» وجمعها «ظلمان» و «حائط» وجمعها «حيطان» وو «نسوة» وجمعها «نسوان» و «عبد»
وجمعها «عبدان» و «ضيف» وجمعها «ضيفان» و «شجاع» : «شجعان» و «شيخ» : «شيخان» و «أخ» : «إخوان» ـ.
١٥ ـ الجمع على
«فعلان» :
«فعلان» ـ بضم
الفاء وسكون العين ـ مقيس في اسم على «فعل» ك بطن» وجمعها «بطنان» و «ظهر» :
وجمعها «ظهران» أو على «فعل» صحيح العين نحو «ذكر» وجمعها «ذكران» و «جمل» وجمعها
: «جملان» أو على «فعيل» ك «قضيب» وجمعها : «قضبان» و «رغيف» وجمعها : «رغفان».
ويحفظ في نحو «راكب» وجمعها : «ركبان» و «راجل» وجمعها : «رجلان» و «أسود» وجمعها «سودان»
و «أعمى» وجمعها : «عميان» : و «زقاق» وجمعها : «زقّان».
١٦ ـ الجمع على
«فعلاء» :
«فعلاء» ـ بضم
أوّله وفتح العين ـ يطّرد في وصف مذكّر عاقل دالّ على سجيّة مدح أو ذمّ على زنة «فعيل»
بمعنى فاعل غير مضاعف ولا معتلّ اللّام ك «ظريف» وجمعها «ظرفاء» و «كريم» وجمعها :
«كرماء» و «بخيل» وجمعها : «بخلاء».
أو بمعنى «مفعل»
كسميع بمعنى مسمع وجمعها : «سمعاء» و «أليم» بمعنى مؤلم وجمعها : «ألماء».
أو بمعنى «مفاعل»
ك «خليط» بمعنى مخالط ، وجمعها : «خلطاء».
و «جليس» بمعنى
مجالس ، وجمعها : «جلساء» وشذّ في «أسير» و «قتيل» وجمعهما «أسراء» و «قتلاء»
لأنّهما بمعنى مفعول. وكثر في «فاعل» دالّا على معنى كالغريزة ك «عاقل» وجمعها «عقلاء»
و «صالح» وجمعها : «صلحاء» و «شاعر» وجمعها : «شعراء» وشذّ في «جبان» وجمعها : «جبناء»
و «خليفة» وجمعها : «خلفاء» و «سمح» وجمعها : «سمحاء» و «ودود» وجمعها : «ودداء»
لأنّها ليست فعيل ولا فاعل.
١٧ ـ الجمع على
«أفعلاء» :
__________________
«أفعلاء» وهو
نائب عن «فعلاء» في فعيل المتقدم بشرط التّضعيف نحو «شديد» : «أشدّاء» و «عزيز» : «أعزّاء».
أو اعتلال
اللّام ك «وليّ» وجمعه : «أولياء» و «غنيّ» وجمعه : «أغنياء» ، وشذّ في غيرهما نحو
«نصيب» وجمعه : «أنصباء» و «صديق» وجمعه «أصدقاء» و «هيّن» وجمعه : «أهوناء».
١٨ ـ الجمع على
«فواعل» :
«فواعل» يطّرد
في سبعة :
(١) في «فاعلة»
اسما أو صفة : ك (ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ
خاطِئَةٍ) فجمعها : «نواص وكواذب وخواطىء».
(٢) في اسم على
«فوعل» ك «جوهر» وجمعه «جواهر» و «كوثر» وجمعه : «كواثر».
(٣) أو «فوعلة»
ك «صومعة» وجمعها : «صوامع» و «زوبعة» وجمعها : «زوابع».
(٤) أو «فاعل»
بالفتح ك خاتم» وجمعه : «خواتم» و «قالب» وجمعه : «قوالب» و «طابع» وجمعه : «طوابع».
(٥) أو «فاعلاء»
نحو «قاصعاء» وجمعها «قواصع» و «نافقاء» وجمعها : «نوافق».
(٦) أو «فاعل»
ك «جائز» وجمعه : «جوائز» و «كاهل» وجمعه : «كواهل».
(٧) أو في وصف
على فاعل لمؤنّث : ك «حائض» وجمعها : «حوائض» و «طالق» وجمعها : «طوالق» أو لمذكّر
غير عاقل ك «صاهل» وجمعه «صواهل» و «شاهق» وجمعه : «شواهق». وشذّ في وصف على «فاعل»
لمذكّر عاقل نحو : «فارس» وجمعها : «فوارس» و «ناكس» وجمعها : «نواكس».
١٩ ـ الجمع على
«فعائل» :
«فعائل» يطّرد
في كلّ رباعيّ مؤنّث ، ثالثه مدّة : ألفا كانت أو واوا أو ياء ، اسما أو صفة ،
وسواء أكان تأنيثه بالتّاء ك «سحابة» وجمعها «سحائب» و «صحيفة» وجمعها : «صحائف» و
«حلوبة» وجمعها : «حلائب» و «رسالة» وجمعها : «رسائل» و «ذؤابة» وجمعها : «ذوائب» و «ظريفة» وجمعها «ظرائف» ـ أم كان
تأنيثه بالمعنى ك «شمال» وجمعها : «شمائل» و «عجوز» وجمعها : «عجائز» أم تأنيثه
بالألف المقصورة ك «حبارى» وجمعها «حبائر» أم بالممدودة ك «جلولاء» وجمعها «جلائل».
__________________
وشذّ في «ضرّة»
وجمعها : «ضرائر» و «كنّة» وجمعها : «كنائن» و «حرّة» وجمعها : «حرائر» ، لأنّهن
ثلاثيّات.
٢٠ ـ الجمع على
«فعالي» :
«فعالي» ـ بفتح
أوّله وثانيه ـ يطّرد في سبعة : «فعلاة» ك «موماة» وجمعها : «موام» ، و «فعلاة» : ك «سعلاة» وجمعها : «سعال» و «فعلية» ك «هبرية» وجمعها : «هبار» و «حذرية» وجمعها : «حذار» و «فعلوة» ك «عرقوة» : وجمعها : «عراق» وفيما حذف أوّل زائديه من نحو «حبنطى»
وجمعها : «حباط» و «قلنسوة» وجمعها : «قلاس» و «عفرنى» وجمعها : «عفار» و «عدولى» وجمعها : «عدال».
٢١ ـ جمع
الكثرة على «فعالى» :
«فعالى» ـ بفتح
أوّله وثانيه ـ يطرد في وصف على «فعلان» نحو «سكران» وجمعها : «سكارى» و «غضبان»
وجمعها : «غضابى» أو «فعلى» نحو : «سكرى» وجمعها : «سكارى» ويحفظ في نحو «حبط» وجمعها : «حباطى» و «يتيم» وجمعها : «يتامى» و «أيّم» وجمعها : «أيامى» و «طاهر» وجمعها : «طهارى» و «شاة
رئيس» وجمعها : «رآسى».
ويترجّح «فعالى»
بالضم على «فعالى» بالفتح في «فعلان» و «فعلى» المارّ ذكرهما.
ويلزم «فعالى»
بالضّم في «قديم» وجمعها : «قدامى» و «أسير» وجمعها : «أسارى» ويمتنع في «حبط» وما
بعده.
ويشترك «فعالي
وفعالى» في أنواع :
الأول : «فعلاء»
اسما ك «صحراء» تقول في جمعها : «صحاري» و «صحارى».
الثاني : «فعلى»
اسما نحو «علقى» وجمعها : «علاق» و «علاقى».
والثالث : «فعلى»
نحو «ذفرى» وجمعها : «ذفار» و «ذفارى».
والرابع : «فعلى»
وصفا لا لأنثى أفعل نحو «حبلى» وجمعها : «حبال» و «حبالى».
__________________
الخامس : «فعلاء»
وصفا لأنثى غير أفعل نحو «عذراء» وجمعها : ««عذار» و «عذارى».
٢٢ ـ الجمع على
«فعاليّ» :
«فعاليّ»
بالفتح في الفاء والتّشديد في الياء يطرّد في كلّ ثلاثي ساكن العين ، آخره ياء
مشدّدة زائدة على الثّلاثة ، غير متجدّدة للنّسب ك «بختيّ» و «كرسيّ» و «قمريّ»
وجمعها : «بخاتيّ» و «كراسيّ» و «قماريّ» بخلاف نحو : «عربيّ» و «عجمي» لتحرّك
العين و «مصريّ» و «بصريّ» لتجدد النسب وشذّ «قبطيّ» وجمعها : «قباطي».
وأمّا «أناسي»
فجمع «إنسان» لا جمع «إنسي» لأنّ «إنسيا» آخره ياء النّسب ، و «أناسي» أصله : أناسين
، فأبدلوا النون ياء وأدغموا الياءين كما قالوا «ظربان» و «ظرابيّ» وأصلها أيضا «ظرابين».
٢٣ ـ الجمع على
«فعالل» :
«فعالل» يطّرد
في أربعة أنواع :
الرّباعي ،
والخماسي مجرّدين ، ومزيدا فيهما ، فالرّباعي ك «جعفر» و «برثن» و «زبرج» وجمعها : «جعافر» و «براثن» و «زبارج» وهذا لا يحذف منه
شيء ، والخماسيّ ك «سفرجل» و «جحمرش» ، ويجب حذف خامسه لأن الثّقل حصل به ، فتقول في جمعها :
«سفارج» و «جحامر» ولك حذف الحرف الرّابع أو الخامس ، إن كان الحرف الرّابع من
الخماسي مشبها للحروف التي تزاد إمّا بكونه بلفظ أحدها ك «خدرنق» ورابعه نون وهي من حروف الزيادة ، وإن كانت ليست زائدة
هنا ،
أو بكونه من
مخرجه ك «فرزدق» فإن الدال رابعة من مخرج التّاء فتقول في جمعهما : «خدارق» و «فرازق»
أو «خدارن» و «فرازد» وهو الأجود.
أمّا إذا كان
الحرف الخامس مشبها للزّائد في اللّفظ فيتعيّن حذفه ك «قذعمل» وجمعه «قذاعم» والمزيد على الرّباعي نحو «مدحرج» و «متدحرج»
و «كنهور» و «هبيّخ» ويجب فيه حذف الزّائد ، تقول في الجمع «دحارج»
__________________
و «كناهر» و «هبانج» والمزيد على الخماسي ك «قطربوس» و «خندريس» و «قبعثرى» . ويجب فيه أيضا حذف الزّائد مع الخامس تقول في جمعها : «قراطب»
و «خنادر» و «قباعث» إلّا إذا كان الزائد ليّنا رابعا قبل الآخر فيهما فيثبت ، ثم
إن كان ياء صحّح نحو «قنديل» و «قناديل» فإن كان واوا أو «ألفا» قلبا ياءين نحو : «عصفور»
و «عصافير» و «سرداح» و «سراديح» و «غرنيق» و «غرانيق» و «فردوس» و «فراديس».
٢٤ ـ الجمع على
شبه «فعالل» :
شبه فعالل : هو
ما ماثله عددا وهيئة ، وإن خالفه في الوزن ك «مفاعل وفياعل وفواعل» وهو يطّرد في
مزيد الثّلاثي غير ما تقدّم من نحو «أحمر وسكران وصائم ورام» و «باب كبرى وسكرى»
فإنّه تقدّم لها جموع تكسير ، ويحذف منه ما يخل بصيغة الجمع من الزّوائد فقط ، فلا
تحذف زيادته إن كانت واحدة ، سواء أكانت أوّلا أم وسطا أم آخرا لإلحاق أو غيره ك «أفضل
ومسجد وجوهر وصيرف وعلقى» وجمعها : «أفاضل ومساجد وجواهر وصيارف وعلاق» ويحذف ما
زاد عليها ، فتحذف زيادة واحدة من نحو «منطلق» واثنتان من نحو «مستخرج ومتذكّر».
ويتعيّن إبقاء
ما له مزيّة لفظية ومعنويّة ، أو لفظيّة فقط ، أو ما لا يغني حذفه عن حذف غيره ،
فالأوّل كالميم في «منطلق» فتقول في جمعها «مطالق» لا : نطالق ، لأن الميم تفضل
النون لدلالتها على الفاعل وتصديرها واختصاصها بالاسم. ومثله نقول في جمع «مستدع» «مداع»
بحذف السين والتّاء لأن بقاءهما يخل ببنية الجمع ، مع فضل الميم بما تقدّم.
والثاني :
كالتاء في «استخراج» علما ، تقول في جمعه «تخاريج» بحذف السين وإبقاء التّاء ،
لأنّ له نظيرا وهو «تماثيل» ولا تقل «سخاريج» إذ لا وجود ل «سفاعيل».
والثالث : ك «واو»
«حيزبون» تقول في جمعها «حزابين» بحذف الياء وقلب
__________________
الواو ياء ، ولا تقل : حيازين بحذف الواو لأنّ حذفها يعني حذف الياء ولا
يقع بعد ألف التّكسير ثلاثة أحرف أوسطهن ساكن إلّا وهو حرف معتلّ مثل «مصابيح» فإن
لم توجد مزيّة مّا فأنت بالخيار مثل نوني «سرندي» و «علندى» فتقول في جمعها : «سراند» و «علاند» أو «سراد» و «علاد»
وزن «جوار».
٢٥ ـ الجمع على
«مفاعل» :
يقول سيبويه :
واعلم أن كلّ شيء كان من بنات الثّلاثة ، فلحقته الزّيادة فبني بناء بنات الأربعة
، وألحق ببنائها ، فإنّه يكسّر على مثال «مفاعل» كما تكسّر بنات الأربعة ، وذلك
نحو «جدول» و «جداول» و «عثير» و «عثاير» و «كوكب» و «كواكب» و «تولب» و «توالب» و «سلّم» و «سلالم» ومثله «أسود» و «أساود» ومنها «مقاوم» قال
الأخطل :
وإني لقوّام
مقاوم لم يكن
|
|
جرير ولا
مولى جرير يقومها
|
٢٦ ـ فوائد تتعلق بجمع التكسير
منها :
(١) يجوز تعويض
ياء قبل الطرف ممّا حذف ، أصلا كان أو زائدا ، فتقول في جمع «سفرجل» و «منطلق» : «سفاريج»
و «مطاليق».
(٢) أجاز
الكوفيّون : زيادة الياء في مماثل «مفاعل» وحذفها في مماثل «مفاعيل» فيجيزون في «جعافر»
:
«جعافير» وفي :
«عصافر» : «عصافير» ومن الأوّل قوله تعالى : (وَلَوْ أَلْقى
مَعاذِيرَهُ) ومن الثاني : (وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ
الْغَيْبِ) ، أمّا «فواعل» فلا يقال «فواعيل» إلّا شذوذا كقوله :
«سوابيغ بيض لا يخرّقها النّبل»
. (٣) لا يجمع
جمع تكسير ما جرى على الفعل من اسمي الفاعل والمفعول وأوّله ميم نحو «مضروب» و «مكرم»
و «مختار» لمشابهته الفعل لفظا ومعنى ، بل قياسه جمع التّصحيح ، ويستثنى «مفعل»
وصفا للمؤنّث نحو «مرضع» وجمعها : «مراضع».
وجاء شذوذا في
نحو «ملعون» و «ميمون» و «مشئوم» جمعه على : «ملاعين» و «ميامين» و «مشائيم» قال
الأحوص اليربوعي :
مشائيم ليسوا
مصلحين عشيرة
|
|
ولا ناعب
إلّا بشؤم غرابها
|
__________________
كما شذّ في «مفعل»
ك «موسر» و «مفطر» جمعه على «مياسير» و «مفاطير» وفي مفعل ك «منكر» : «مناكير».
(٤) الجمع
المكسّر : عقلاؤه وغير عقلائه سواء في حكم التأنيث. والجمع المكسّر لغير العاقل
يجوز أن يوصف بما يوصف به المؤنّث نحو : (مَآرِبُ أُخْرى) ، وهو قليل.
(٥) جمع العاقل
لا يعود عليه الضمير غالبا إلا بصيغة الجمع سواء أكان للقلّة أم للكثرة.
وأمّا غير
العاقل فالغالب في الكثرة الإفراد وفي القلّة الجمع ، فالعرب تقول : «الجذوع
انكسرت» لأنه جمع كثرة و «الأجذاع انكسرن» لأنه جمع قلّة وعليه قول حسان بن ثابت :
«وأسيافنا يقطرن من نجدة دما»
جمع الجمع : الجمع
لأدنى العدد إذا كان على «أفعلة وأفعل» يجمع على «أفاعل» وذلك نحو «أيد» وجمعها «أياد»
و «أوطب» وجمعها «أواطب» قال الراجز : «تحلب منها ستّة الأواطب».
ومنها : «أسقية»
وجمعها «أساق» أمّا ما كان جمعه على «أفعال» فإنّه يجمع تكسيرا على «أفاعيل» وذلك
نحو : «أنعام» وجمعها «أناعيم» وأقوال وجمعها «أقاويل» وقد جمعوا : «أفعلة» على «أفاعل»
شبّهوها بأنملة وأنامل ، وأنملات وذلك قولهم : أعطيات ، وأسقيات جمع جمع أعطية ،
وأسقية. وقالوا : جمال وجمائل ، فكسّروها على «فعائل» : لأنّها بمنزلة شمال وشمائل
في الزّنة ، وقد قالوا في جمع جمال : جمالات كما قالوا في جمع رجال : رجالات ،
ومثل ذلك : بيوتات ، ويقولون : مصران جمع مصير ، وجمعها مصارين. كأبيات وأبابيت.
ومن ذا الباب
قولهم : أسورة وأساورة. وليس كلّ جمع يجمع كما أنّه ليس كلّ مصدر يجمع إلا ترى
أنّك لا تجمع الفكر والعلم والنّظر ، وتجمع منها : الأشغال والعقول والحلوم
والألباب ، كما أنّهم لا يجمعون كلّ جمع.
جمع العلم
الإسنادي والمركّب والمسمّى بالجمع.
إذا قصدنا جمع
علم منقول من جملة وهو الإسنادي نحو «جاد الحق» توصّلنا إلى ذلك ب «ذو» مجموعا ،
فتقول «أتى ذوو جاد الحقّ» كما نقول في التّثنية «هما ذوا جاد الحقّ» ومثله
المركّب فتقول : «هؤلاء ذوو سيبويه» والمثنى
__________________
«هذان ذوا سيبويه» والمسمّى بالمثنى والمجموع جمع المذكّر السّالم ، إذا
أردنا تثنيتهما أو جمعهما أتينا لذلك به «ذو» مثنّى أو مجموعا فتقول «هذان ذوا
حسنين» و «هؤلاء ذوو خالدين».
جمع ما صدره «ذو»
أو «ابن» : من أسماء ما لا يعقل ما صدّر ب «ذو» أو «ابن» وكلاهما يجمع «بألف وتاء»
فتقول في جمع «ذي القعدة» : «ذوات القعدة» وجمع «ابن عرس» : «بنات عرس».
جمع المذكّر السّالم :
١ ـ تعريفه :
هو ما سلم فيه
نظم الواحد وبناؤه ودلّ على أكثر من اثنين ، وأغنى عن المتعاطفين .
٢ ـ ما يجمع
هذا الجمع :
لا يجمع هذا
الجمع إلّا ما كان «اسما» أو «صفة».
فالاسم : ك «زيد»
وجمعها «زيدون» والثاني ك «عالم» وجمعها «عالمون».
٣ ـ شروط «الاسم»
:
يشترط في الاسم
أن يكون علما لمذكّر عاقل ، خاليا من تاء التّأنيث ومن التّركيب ، ليس ممّا يعرب
بحرفين ، فلا يجمع ما كان من الأسماء غير علم ك «إنسان» أو علما لمؤنّث ك «زينب»
أو علما لغير عاقل ك «لاحق» علم لفرس ، أو ما فيه تاء التّأنيث ك «طلحة» أو
المركّب المزجي ك «بختنصّر» أو الإسنادي ك «جاد المولى» وما كان معربا بحرفين
كالمسمّى به من المثنّى والجمع ك «حسنين» و «محمدين» علمين. وتقدّم في الصّفحة
السّابقة : جمع العلم الإسنادي والمركّب والمسمّى بالجمع.
٤ ـ شروط الصفة
:
يشترط في الصفة
: أن تكون صفة لمذكّر ، عاقل ، خالية من تاء التّأنيث ليست من باب أفعل ، فعلاء ،
ولا فعلان فعلى ، ولا ممّا يستوي في الوصف به المذكّر والمؤنّث ، فلا تجمع جمع
مذكّر سالما الصفات لمؤنث ك «طامث» ، أو لمذكّر غير عاقل ك «سابق» صفة لفرس أو
التي فيها تاء التّأنيث ك «نسّابة»
__________________
و «علّامة» ، أو ما كانت من باب «أفعل» الذي مؤنّثه «فعلاء» ك «أسود» و «سوداء»
، أو فعلان الذي مؤنّثه «فعلى» ك «غضبان» و «غضبى» ، ولا الصّفات التي يستوي فيها
المذكر والمؤنّث ك «عانس» لمن لم يتزوّج رجلا كان أو امرأة و «عروس» يقال للرجل
والمرأة ما داما في إعراسهما.
٥ ـ جمع «أفعل»
من الألوان لمذكّر :
إذا سمّيت
مذكّرا ب «أبيض» أو «أزرق» جمعته جمع تصحيح فتقول : «أبيضون» و «أزرقون» لا بيض
وزرق على أصل جمعه.
٦ ـ إعراب
الجمع المذكّر السالم :
يرفع الجمع
المذكّر السّالم بالواو المضموم ما قبلها لفظا نحو «أتى الخالدون» أو تقديرا نحو :
(وَأَنْتُمُ
الْأَعْلَوْنَ). وينصب ويجر بالياء المكسور ما قبلها لفظا نحو : «رأيت
الخالدين» و «نظرت إلى الخالدين» ، أو تقديرا نحو «رأيت المصطفين» و (إِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ
الْمُصْطَفَيْنَ).
وإذا أضيف إلى
ياء المتكلم في حالة الرّفع تقدر الواو نحو «جاء مسلميّ» .
٧ ـ كيف يجمع
المذكّر السّالم :
إذا كان المفرد
منقوصا حذفت في الجمع ياؤه وكسرتها ، ويضمّ ما قبل الواو ، ويكسر ما قبل الياء ،
فتقول : «جاء القاضون والدّاعون» و «رأيت القاضين والدّاعين». وإذا كان مقصورا
تحذف ألفه دون فتحتها فتقول في جمع «موسى» «موسون» وفي التنزيل : (وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ). و (إِنَّهُمْ عِنْدَنا
لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ).
وحكم الممدود
في الجمع كحكمه في التّثنية فتقول في «وضّاء» : «وضّاؤون» وفي «حمراء» علما «حمراوون»
ويجوز الوجهان في «علباء وكساء». علمين لمذكّر ، فتقول : «علباؤون» و «علباوون»
ومثلها : «كساء».
٨ ـ الملحق
بجمع المذكّر السّالم :
حمل النّحاة
على هذا الجمع أربعة أنواع :
(أحدها) أسماء
جموع وهو «أولو»
__________________
بمعنى أصحاب ، و «عالمون» و «عشرون» وبابه إلى «التّسعين».
(الثاني) جموع
تكسير وهي «بنون» و «حرّون» و «أرضون» و «سنون» وبابه ، وضابطه : «كلّ ثلاثي حذفت لامه ، وعوّض عنها
هاء التّأنيث ولم يكسّر» نحو «عضة» و «عضين» و «عزة وعزين» و «ثبة وثبين» قال الله تعالى : (قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ
فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ). وقال : (الَّذِينَ جَعَلُوا
الْقُرْآنَ عِضِينَ) وقال : (عَنِ الْيَمِينِ
وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ). وأصل سنة «سنو» أو «سنة» لقولهم في الجمع «سنوات
وسنهات» ، فحذفت لامه وهي الواو أو الهاء ، وعوّض عنها هاء التّأنيث وهي الهاء من «سنة»
ولم تكسّر أي ليس لها جمع تكسير فلا تجمع «شجرة وثمرة» لعدم الحذف ولا «زنة وعدة»
لأنّ المحذوف منهما الفاء ، وأصلهما «وزن ووعد» ولا «يد ودم» وأصلهما يدي ، ودمي ،
لعدم التّعويض من لامهما المحذوفة وخالف ذلك «أبون وأخون» لجمعهما مع عدم التّعويض
، ولا «اسم وأخت وبنت» لأنّ العوض غير الهاء ، وشذّ «بنون» لأنّ المعوّض عنه همزة
الوصل ولا «شاة وشفة» لأنّهما كسّرا على «شياه وشفاه».
(الثالث) جموع
تصحيح لم تستوف الشروط ك «أهلون» جمع أهل ، وهم العشيرة ، و «وابلون» جمع وابل وهو
المطر الغزير ، لأنّ «أهلا ووابلا» ليسا علمين ولا صفتين ولأنّ «وابلا» لغير
العاقل.
(الرّابع) ما
سمّي به من هذا الجمع : ك «عابدين» ، وما ألحق به ك : «عليّين» قال الله تعالى : (إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي
عِلِّيِّينَ ، وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ). فيعربان بالحروف إجراء لهما على ما كانا عليه قبل
التّسمية بهما ، ويجوز في هذا النّوع أن يجري مجرى «غسلين» في لزوم الياء ،
والإعراب بالحركات الثّلاثة ظاهرة منوّنة إن لم يكن أعجميّا ، فتقول : «هذا عابدين
وعلّيين» و «رأيت عابدينا وعليّينا» و «نظرت إلى عابدين وعليّين»
__________________
فإن كان أعجميّا امتنع التّنوين ، وأعرب إعراب ما لا ينصرف فنقول : «هذه
قنّسرين» و «سكنت قنّسرين» و «مررت بقنّسرين» .
٩ ـ حكم نون
الجمع المذكّر وما حمل عليه : نون الجمع المذكّر السالم وما حمل عليه مفتوحة بعد
الواو والياء ، هذا هو الأصل وكسرها جائز في الشّعر بعد الياء كقول جرير :
عرفنا جعفرا
وبني أبيه
|
|
وأنكرنا
زعانف آخرين
|
الجملة : ذهبت
طائفة إلى أنّ الجملة والكلام مترادفان ، والصواب : أن الجملة أعمّ ، لأن الكلام
يشترط فيه الإفادة والجملة لا يشترط فيها الإفادة.
الجمل التي لا محلّ لها من الإعراب :
الأصل في الجمل
أن تكون كلاما مستقلا غير مرتبط بغيره ، فلا يكون لها محلّ من الإعراب وهي سبع
جمل.
(١) الجمل
المستأنفة وهي ضربان :
(أحدهما)
الجملة التي افتتح بها النّطق نحو (المؤمن القويّ خير من المؤمن الضّعيف).
(ثانيهما)
الواقعة في أثناء النّطق ، وهي مقطوعة عمّا قبلها نحو قوله تعالى : (إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً) بعد قوله تعالى : (وَلا يَحْزُنْكَ
قَوْلُهُمْ).
(٢) الجملة
المعترضة لإفادة تقوية الكلام أو تحسينه ولها مواضع :
(أ) بين الفعل
ومرفوعه ، نحو :
وقد أدركتني ـ والحوادث
جمّة ـ أسنة قوم لا ضعاف ولا عزل (ب) ما بين المبتدأ ـ ولو بحسب الأصل ـ وخبره نحو
قول عوف بن محلّم الخزاعي :
إنّ الثّمانين ـ
وبلّغتها ـ قد أحوجب سمعي إلى ترجمان (ج) بين الشرط وجوابه نحو قوله سبحانه : (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا ـ وَلَنْ
تَفْعَلُوا ـ فَاتَّقُوا النَّارَ).
(د) بين القسم
وجوابه نحو قول النابغة الذبياني :
لعمري ـ وما
عمري عليّ بهيّن ـ
|
|
لقد نطقت
بطلا عليّ الأقارع
|
__________________
(ه) بين الصّفة
والموصوف نحو : (وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ ـ
لَوْ تَعْلَمُونَ ـ عَظِيمٌ).
(و) بين الصلة
والموصول نحو : «هذا الذي ـ والله ـ أكرمني».
(ز) بين
المتضايفين نحو «هذا كتاب ـ والله ـ أبيك».
(ح) بين الحرف
وتوكيده اللفظي نحو :
ليت ـ وهل
ينفع شيئا ليت ـ
|
|
ليت شبابا
بوع فاشتريت
|
(ط) بين سوف ومدخولها نحو قول زهير
:
وما أدري
وسوف ـ إخال ـ أدري
|
|
أقوم آل حصن
أم نساء
|
(٣) الجملة المفسرة وهي الموضّحة
لما قبلها ، سواء أكان مفردا أم جملة ، وسواء أكانت مقرونة «بأي» أو «بأن» أو
مجرّدة منهما.
وسواء أكانت
خبريّة أم إنشائيّة نحو : «وترمينني بالطّرف أي أنت مذنب» ونحو : (فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ
الْفُلْكَ).
(٤) الجملة
المجاب بها القسم نحو : (وَالْقُرْآنِ
الْحَكِيمِ ، إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ).
(٥) الجملة
المجاب بها شرط غير جازم ، أو جازم ولم تقترن هي بالفاء ولا بإذا الفجائيّة نحو «لو
أنفقت لربحت» ونحو : «إن تقم أقم».
(٦) الجملة
الواقعة صلة لموصول اسمي أو موصول حرفي نحو : «الذي يجتهد ينجح» ونحو «يسرّني أن
تفرح».
(٧) الجملة
التّابعة لواحدة من هذه الستة نحو «أقبل خالد ولم يسافر عليّ».
الجمل التي لها محلّ من الإعراب :
الجمل غير
المستقلة لها محل من الإعراب : وهي التي لو ذكر بدلها مفرد لكان معربا ، وهي تسع
جمل :
(١) الواقعة
حالا نحو : (لا تَقْرَبُوا
الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى) ومحلّها نصب.
(٢) الواقعة
مفعولا ومحلّها النصب ، إلّا إن نابت عن فاعلها ، فمحلّها الرّفع ، وتقع في ثلاثة
مواضع :
(أ) في باب
الحكاية بالقول ، أو ما يفيد معناه نحو : (قالَ إِنِّي عَبْدُ
اللهِ).
(ب) في باب ظنّ
وعلم.
(ج) في باب
التّعليق ، وهو جائز في كلّ فعل قلبي ، سواء أكان من باب ظنّ
__________________
أو غيره ، نحو : (لِنَعْلَمَ أَيُّ
الْحِزْبَيْنِ أَحْصى). فالجملة من المبتدأ والخبر سدّت مسدّ مفعولي «نعلم».
(٣) الجملة
المضاف إليها ، ومحلّها الجرّ ، ولا يضاف إلى الجملة إلّا ثمانية :
(أحدها) أسماء
الزّمان ظروفا كانت أم لا نحو : (وَالسَّلامُ عَلَيَّ
يَوْمَ وُلِدْتُ) ، ونحو : (هذا يَوْمُ لا
يَنْطِقُونَ).
(ثانيها) «حيث»
نحو : (اللهُ أَعْلَمُ
حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ).
(ثالثها) «آية»
بمعنى علامة ، وتضاف جوازا إلى الجملة الفعلية المتصرّف فعلها مثبتا أو منفيا ب «ما»
نحو قوله :
بآية يقدمون
الخيل شعثا
|
|
كأنّ على
سنابكها مداما
|
(رابعها) «ذو» في قولهم «اذهب بذي
تسلم» أي في وقت صاحب سلامة.
(خامسها) «لدن»
نحو :
لزمنا لدن
سألتمونا وفاقكم
|
|
فلايك منكم
للخلاف جنوح
|
(سادسها) «ريث» بمعنى قدر نحو :
خليليّ رفقا
ربث أقضي لبانة
|
|
من العرصات
المذكرات عهودا
|
(سابعها) لفظ «قول» نحو :
قول : يا
للرّجال ينهض منّا
|
|
مسرعين
الكهول والشّبّانا
|
(ثامنها) لفظ «قائل» نحو :
وأجبت قائل :
كيف أنت بصالح
|
|
حتّى مللت
وملّني عوّادي
|
(٤) الجملة الواقعة خبرا وموضعها
رفع ، في بابي «المبتدأ ، وإنّ» نحو : «خالد يكتب» و «إنّ عليّا يلعب» ونصب في
بابي «كان وكاد» نحو : «كان أخي يجدّ» و «كاد الجوع يقتل صاحبه».
(٥) الجملة
الواقعة بعد «الفاء وإذا» جوابا لشرط جازم نحو : (إِنْ يَنْصُرْكُمُ
اللهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ) ونحو : (وَإِنْ تُصِبْهُمْ
سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ).
(٦) الجملة
التّابعة لمفرد ، وهي مثله إعرابا ، وتقع في باب النعت نحو : (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا
بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ).
وفي باب عطف
النّسق نحو «محمّد
__________________
مجتهد وأخوه معتن بشأنه».
وفي باب البدل
نحو : (ما يُقالُ لَكَ
إِلَّا ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ
وَذُو عِقابٍ أَلِيمٍ).
(٧) الجملة
المستثناة نحو : (لَسْتَ عَلَيْهِمْ
بِمُصَيْطِرٍ إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ ، فَيُعَذِّبُهُ اللهُ) فمن مبتدأ ويعذّبه الله خبر ، والجملة في موضع نصب على
الاستثناء المنقطع.
(٨) الجملة
المسند إليها ، نحو : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ). إذا أعرب «سواء» خبرا عن أأنذرتهم.
والأصل في إعرابها
: «سواء» : مبتدأ ، و «أأنذرتهم أم لم تنذرهم» جملة في موضع الفاعل وسدّت مسدّ
الخبر ، والتّقدير : يستوي عندهم الإنذار وعدمه.
الجمل بعد النّكرات وبعد المعارف :
ظ ـ قسما الجمل
:
الجمل إمّا
خبريّة ، وإمّا إنشائيّة.
ا ـ الجمل
الخبريّة :
الجمل الخبريّة
أربعة أنواع :
(١) المرتبطة
بنكرة محضة ، وتكون صفة لها نحو : (حَتَّى تُنَزِّلَ
عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ) و (لِمَ تَعِظُونَ
قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ).
(٢) المرتبطة
بمعرفة محضة ، وتكون حالا نحو : (لا تَقْرَبُوا
الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى).
(٣) الواقعة
بعد نكرة غير محضة ، وتكون محتملة للوصفيّة والحاليّة ، نحو : (وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ).
(٤) المرتبطة
بمعرفة غير محضة وتكون محتملة أيضا للوصفيّة والحاليّة نحو : «ولقد أمرّ على
اللّئيم يسبّني»
٢ ـ الجمل
الإنشائيّة :
أمّا الجمل
الإنشائيّة الواقعة بعد جمل أخرى فلا تكونان نعتا ولا حالا كقولك «هذه دار بعتكها»
و «هذه داري بعتكها» فالجملتان هنا مستأنفتان.
الجملة : عبارة
عن الفعل وفاعله ك «أتى النّصر» ، والمبتدأ وخبره ك «الفرج قريب» وما كان بمنزلة
أحدهما نحو «ضرب اللّص» و «أقائم العمران» و «كان ربّك عليما» و «ظننتك خبيرا»
والجملة أعمّ من الكلام ، لأنّ الجملة قد تتمّ بها الفائدة ، وقد تكون غير مفيدة ،
كما
__________________
يقولون : جملة الشّرط ، وجملة الصّلة ، وكلاهما لا فائدة تامّة به ، إلّا
باستيفاء الجواب للشروط وإتمام الكلام في الموصول والصّلة وما قبلهما.
أمّا الكلام
فلا بدّ له من إفادة كاملة.
(انظر الكلام).
١ ـ انقسام
الجملة :
تنقسم الجملة
إلى :
(أ) اسميّة ،
نحو «الخير آت» و «هيهات العقيق».
(ب) الفعليّة ،
وهي التي صدرها فعل ك «نهض الأمراء» و «يسعى الرّجال» و «قم» و «نظر في النّجوم».
(ج) الظّرفية ،
وهي المصدرة بظرف أو مجرور نحو «أعندك المعلّم» و «أفي المسجد الدّرس» إذا قدّرت
المعلم ، والدّرس فاعلين بالظرف والجارّ والمجرور لا بالاستقرار المحذوف.
٢ ـ انقسامها
إلى الصّغرى والكبرى : الجملة الصّغرى :
هي المبنيّة
على المبتدأ والخبر أو الفعل والفاعل ، أو توابعهما.
والجملة الكبرى
:
هي الاسميّة
التي خبرها جملة نحو :
«خالد نهض
بالفتح».
جموع لا واحد
لها من بناء جمعها : منها النّساء ، الإبل ، الخيل ، المساوىء ، المحاسن ، الممادح
، المقاريج ، المعايب ، المقاليد ، الأبابيل ، والمسام وهي المنافذ في جسم الإنسان.
(انظر اسم
الجمع).
الجملة الواقعة
صفة ـ شروطها ـ :
(انظر النعت ٦
/ ٣).
جميع : من
ألفاظ التّوكيد المعنوي ، فإذا لم يرد بها التوكيد أعربت بحسب موقعها من الكلام
نحو : «جميع النّاس بخير» (انظر التوكيد).
جواب الشّرط :
(انظر جوازم
المضارع ٧).
جواب الشّرط والعطف عليه :
(انظر جوازم
المضارع ١١).
جواب الشّرط المقترن بالفاء :
(انظر جوازم
المضارع ١٠)
الجوازم لفعلين :
(انظر جوازم
المضارع ٣).
جوازم المضارع :
١ ـ جزم
المضارع :
يجزم المضارع
إذا سبقه جازم من الجوازم ، والجوازم نوعان :
جازم لفعل واحد
، وجازم لفعلين.
٢ ـ الجازم
لفعل واحد :
__________________
الجازم لفعل
واحد أربعة أحرف «لم ، ولمّا ، ولام الأمر ، ولا الناهية».
(انظر في
أحرفها).
٣ ـ الجازم
لفعلين :
الجازم لفعلين
: حرفان وهما :
«إن وإذما»
وأحد عشر اسما وهي :
«من ، وما ،
ومتى ، وأين ، وأينما ، وأيّان ، وأنّى ، وحيثما ، وكيفما ، ومهما ، وأيّ» (انظر
في حروفها).
وكلّ منها
يقتضي فعلين يسمّى أوّلهما شرطا ، والثّاني جوابا وجزاء ، ويكونان مضارعين نحو : (وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ) وماضيين نحو : (وَإِنْ عُدْتُمْ
عُدْنا) وماضيا فمضارعا ، نحو : (مَنْ كانَ يُرِيدُ
حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ) وعكسه وهو قليل كالحديث (من يقم ليلة القدر إيمانا
واحتسابا غفر له).
٤ ـ ولا يؤثّر
على أدوات الشّرط في العمل دخول حروف الجرّ عليها ، نحو «على أيّهم تنزل أنزل» و «بمن
تمرر أمرر به» كما لا يؤثّر دخول ألف الاستفهام نحو «أإن تأتني آتك».
يقول سيبويه :
واعلم أنّه لا يكون جواب الجزاء إلّا بفعل أو بالفاء فالجواب بالفعل فنحو قولك : «إن
تأتني آتك» و «إن تضرب أضرب».
وأمّا الجواب
بالفاء فقولك : «إن تأتني فأنا صاحبك». ولا يكون الجواب في هذا الموضع بالواو ولا
ثمّ ، وسيأتي بحثها برقم ١٠.
٥ ـ رفع الجواب
المسبق بفعل ماض ـ
رفع الجواب
المسبوق ب «ماض» أو ب «مضارع منفيّ بلم» قويّ ، وهو حينئذ على تقدير حذف الفاء
كقول زهير يمدح هرم بن سنان :
وإن أتاه
خليل يوم مسغبة
|
|
يقول لا غائب
مالي ولا حرم
|
ونحو «إن لم
تقم أقوم».
ورفع الجواب في
غير ذلك ضعيف كقول أبي ذؤيب :
فقلت تحمّل
فوق طوقك إنها
|
|
مطيّعة من
يأتها لا يضيرها
|
٦ ـ ما يرتفع بين الجزمين وما
ينجزم بينهما :
يقول سيبويه :
فأمّا ما يرتفع بينهما فقولك : «إن تأتني تسألني أعطك» و «إن
__________________
تأتني تمشي أمش معك». وذلك لأنّك أردت أن تقول : إن أتيتني سائلا يكن ذلك ،
وإن تأتني ماشيا فعلت. وقال زهير :
ومن لا يزل
يستحمل الناس نفسه
|
|
ولا يغنها
يوما من الدهر يسأم
|
إنما أراد : من
لا يزل مستحملا يكن من أمره ذاك ولو رفع يغنها جاز ، وكان حسنا ، كأنّه قال : من
لا يزل لا يغنى نفسه «يسأم».
وممّا جاء أيضا
مرتفعا قول الحطيئة :
متى تأته
تعشو إلى ضوء ناره
|
|
تجد خير نار
عندها خير موقد
|
وأمّا جزم
الفعل بين الفعلين فقد قال سيبويه : سألت الخليل عن قوله : «وهو «عبيد الله بن
الحر» :
متى تأتنا
تلمم بنا في ديارنا
|
|
تجد حطبا
جزلا ونارا تأجّجا
|
قال : تلمم :
بدل من الفعل الأوّل ، ونظيره في الأسماء : «مررت برجل عبد الله» فأراد أن يفسّر
الإتيان بالإلمام كما فسّر الاسم الأوّل بالاسم الآخر.
ومن ذلك أيضا
قوله ، أنشدنيها الأصمعي عن أبي عمرو لبعض بني أسد :
إن يبخلوا أو
يجبنوا
|
|
أو يغدروا لا
يحفلوا
|
يغدوا عليك
مرجّلي
|
|
ن كأنّهم لم
يفعلوا
|
فقولهم : يغدوا
: بدل من لا يحفلوا ، وغدّوهم مرجّلين يفسّر أنّهم لم يحفلوا.
٧ ـ الجزاء إذا
كان القسم في أوّله :
إذا تقدّم
القسم عن الجملة الجزائيّة فلا بدّ من ملاحظة المقسم عليه ، وذلك قولك : «والله إن
أتيتني لا أفعل» بضمّ اللّام في لا أفعل ، لأنّ الأصل ، والله لا أفعل إن أتيتني
يقول سيبويه : ألا ترى أنّك لو قلت : «والله إن تأتني آتك» لم يجز ، ولو قلت : «والله
من يأتني آته» كان محالا ، واليمين لا تكون لغوا ك «لا
__________________
وألف الاستفهام» لأن اليمين لآخر الكلام ، وما بينهما لا يمنع الآخر أن
يكون على اليمين.
وأمّا إذا كان
القسم غير مقصود أو كان لغوا. وتقدّم عليه ما هو المقصود في الكلام ، فيكون آخر
الكلام جزاء للشّرط.
يقول سيبويه :
وتقول «أنا والله إن تأتني لا آتك» ؛ لأنّ الكلام مبني على أنا ـ في أول الجملة ـ ألا
ترى أنّه حسن أن تقول : «أنا والله إن تأتني آتك» فالقسم ههنا لغو. فإن بدأت
بالقسم لم يجز إلّا أن يكون عليه. ألا ترى أنّك تقول : «لئن أتيتني لا أفعل ذاك»
لأنّها لام القسم ، ولا يحسن في الكلام : «لئن تأتني لا أفعل» لأنّ الآخر لا يكون
جزما بل رفعا لتقدّم لام القسم.
وقال سيبويه :
وتقول : «والله إن تأتني آتيك» وهو بمعنى : لا آتيك ، فإن أردت أنّ الإتيان يكون
فهو غير جائز ، وإن نفيت الإتيان ، وأردت معنى : «لا آتيك» فهو جائز.
يريد سيبويه :
أنّك إن أردت الإيجاب بقولك : «والله إن تأتني آتك» وأنّك تأتيه إن أتاك فلا بدّ
من توكيد الفعل بمناسبة القسم ، أي لا بدّ أن تقول : «والله إن تأتني لآتينّك».
٨ ـ إعراب
أسماء الشّرط :
خلاصة إعراب
أسماء الشّرط أنّ الأداة إن وقعت بعد حرف جرّ أو مضاف فهي في محلّ جرّ نحو : «عمّا
تسأل أسأل» و «خادم من تكلّم أكلّم» ـ وإن وقعت على زمان أو مكان ، فهي في محلّ
نصب على الظّرفيّة لفعل الشّرط إن كان تامّا ، وإن كان ناقصا فلخبره ـ وإن وقعت
على حدث فهي مفعول مطلق لفعل الشّرط نحو «أيّ عمل تعمل أعمل». أو على ذات ، فإن
كان فعل الشّرط لازما ، أو متعدّيا واستوفى معموله ، فهي مبتدأ خبره على الأصحّ
جملة الجواب نحو «من ينهض إلى العلم يسم» و «من يفعل الخير لا يعدم جوازيه».
وإن كان
متعدّيا غير مستوف لمفعوله فهي مفعول نحو (وَما تَفْعَلُوا مِنْ
خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ).
٩ ـ أدوات
الجزم مع «ما» :
أدوات الجزم مع
«ما» ثلاثة أصناف :
صنف لا يجزم
إلّا مقترنا ب «ما» وهو «حيث وإذ».
وصنف لا تلحقه «ما»
وهو «من وما ومهما وأنّى».
وصنف يجوز فيه
الأمران وهو «إن
__________________
وأيّ ومتى وأين وأيّان».
١٠ ـ اقتران
الجواب ب «الفاء» :
كلّ جواب يمتنع
جعله شرطا . فإنّ الفاء تجب فيه ، وذلك في مواضع ، نظمها بعضهم في
قوله :
اسميّة
طلبيّة وبجامد
|
|
وبما ولن
وبقد وبالتّنفيس
|
فالاسميّة ،
نحو : (وَإِنْ يَمْسَسْكَ
بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ، والطّلبيّة نحو : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ
تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ) والتي فعلها جامد ، نحو : (إِنْ تَرَنِ أَنَا
أَقَلَّ مِنْكَ مالاً وَوَلَداً فَعَسى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِنْ
جَنَّتِكَ) والمصدّرة ب «ما» نحو : (فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ
فَما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ). والمصدّرة ب «لن» نحو : (وَما يَفْعَلُوا مِنْ
خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ) وب «قد» نحو : (قالُوا إِنْ يَسْرِقْ
فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ) وبالتّنفيس ، نحو : (وَإِنْ خِفْتُمْ
عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ).
ويجوز أن تغني «إذا»
الفجائية عن الفاء ، إن كانت الأداة «إن» والجواب جملة إسميّة غير طلبيّة ، نحو : (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما
قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ).
١١ ـ العطف على
الجواب أو الشّرط :
إذا انقضت
جملتا الشرط ثمّ جئت بمضارع مقرون «بالفاء» أو «الواو» فلك «جزمه» بالعطف على لفظ
الجواب إن كان مضارعا ، وعلى محلّه إن كان ماضيا أو جملة أو «رفعه» على الاستئناف.
وقليل نصبه بأن
مضمرة وجوبا لشبه الشّرط بالاستفهام في عدم التحقّق وقد قرىء بهنّ في قوله تعالى :
(وَإِنْ تُبْدُوا ما
فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ
يَشاءُ) وكذلك : (مَنْ
__________________
يُضْلِلِ
اللهُ فَلا هادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ).
١٢ ـ وجوب
الجزم بالعطف بين الشّرط وجزائه وقد يجوز النصب :
أمّا وجوب جزم
الفعل بين فعل الشّرط وجزائه فذلك إذا عطفته على فعل الشّرط نحو «إن تأتني ثمّ
تسألني أعطك». و «إن تأتني فتسألني أعطك» و «إن تأتني وتسألني أعطك» ولا يجوز في
هذا الرفع ومثله قول الشاعر :
ومن يقترب
منّا ويخضع نؤوه
|
|
ولا يخش ظلما
ما أقام ولا هضما
|
ويجوز النّصب
في الفعل المتوسّط في نحو قول زهير :
ومن لا يقدّم
رجله مطمئنّة
|
|
فيثبتها في
مستوى الأرض يزلق
|
قال الخليل :
والنّصب في هذا جيّد ، ـ أي على أنّ الفاء في فيثبتها فاء السّببيّة لتقدّم النفي ـ
ولا يأتي النصب إلّا بالواو والفاء ، فلا يكون المضارع المتوسّط معها إلّا جزما.
وتقول : «إن
تأتني فهو خير لك وأكرمك» و «إن تأتني فأنا آتيك وأحسن إليك». فالمعطوف بالرفع في
كلا المثلين ، وقال الله عزوجل : (وَإِنْ تُخْفُوها
وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ
سَيِّئاتِكُمْ).
يقول سيبويه :
والرّفع هنا وجه الكلام ، وهو الجيّد ، لأنّ الكلام الذي بعد الفاء جرى مجراه في
غير الجزاء ، فجرى الفعل هنا كما كان يجري في غير الجزاء ، ويقول سيبويه : وقد
بلغنا أنّ بعض القرّاء قرأ : (مَنْ يُضْلِلِ اللهُ
فَلا هادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ) وتقول : «إن تأتني فلن أوذيك واستقبلك بالجميل» فالرفع
هنا الوجه ، إن لم يكن محمولا على لن ـ أي معطوفا ـ.
ومثل ذلك «إن
أتيتني لم آتك وأحسن إليك» فالرّفع الوجه ، إن لم تحمله على «لم» ـ أي تعطفه ـ.
وقراءة الرفع
قراءة ابن كثير وأبي عمرو ، وأبي بكر عن عاصم ، وقرأ نافع وحمزة والكسائي (نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ) بالجزم.
وقراءة ويذرهم
بالضم لنافع وابن كثير وابن عامر.
وقراءة أبي
عمرو وعاصم : ونذرهم ، بالضّم ،.
١٣ ـ حذف ما
علم من الشّرط والجواب :
__________________
يجوز حذف ما
علم من شرط إن كانت الأداة «إن» مقرونة ب «لا» كقول الأحوص يخاطب مطرا :
فطلّقها فلست
لها بكفء
|
|
وإلّا يعل
مفرقك الحسام
|
أي وإن لا
تطلقها. وكذا يغني عن جواب الشّرط شرط ماض قد علم نحو : (فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ
نَفَقاً فِي الْأَرْضِ) أي فافعل.
ويجب حذف
الجواب إن كان الدّالّ عليه ما تقدّم ممّا هو جواب في المعنى نحو : (وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ
مُؤْمِنِينَ).
١٤ ـ إذا اجتمع
شرط وقسم :
إذا اجتمع شرط
وقسم استغني بجواب المتقدّم منهما عن جواب المتأخر لشدّة الاعتناء بالمتقدّم.
فمثال تقدّم الشّرط «إن قدم عليّ والله أكرمه» و «إن لم يقدم والله فلن أهتمّ به»
ومثال تقدّم القسم «والله إن نجح ابني لأحتفلنّ» و «الله إن لم يأت خالد إنّ أحمد
ليغضب» ومثله : (لَئِنْ شَكَرْتُمْ
لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ).
(انظر رقم ٧).
ويستثنى من ذلك «الشرط الامتناعي» ك «لو» و «لولا» فيجب الاستغناء بجوابه عن جواب
القسم كقول عبد الله بن رواحة :
والله لو لا
الله ما اهتدينا
|
|
ولا تصدّقنا
ولا صلّينا
|
١٥ ـ توالي الشّرطين :
إذا توالى
شرطان دون عطف ، فالجواب لأوّلهما ، والثّاني مقيّد له كالتّقييد بالحال كقوله :
إن تستغيثوا
بنا إن تذعروا تجدوا
|
|
منّا معاقل
عزّ زانها كرم
|
وإن تواليا
بعطف ب «الواو» فالجواب لهما معا نحو «إن تكتب وإن تدرس تتقدّم» وإن تواليا بعطف ب
«الفاء» فالجواب للثاني.
والثاني وجوابه
جواب الأوّل نحو «إن آتك فإن أحسن إليك أنل الثّواب».
(١) جير بالكسر
ـ حرف جواب بمعنى نعم قال بعض الأغفال : قالت أراك هاربا للجور من هدّة السّلطان
قلت : جير. وقال سيبويه : حرّكوه لالتقاء الساكنين ، وإلّا فحكمه السكون لأنه
كالصوت.
(٢) وجير :
بمعنى اليمين ، يقال : جير لا أفعل كذا وقال ابن الأنباري : جير :
__________________
يوضع موضع اليمين ، وقال الجوهري : قولهم : جير لا آتيك بكسر الراء يمين
للعرب ومعناها : حقا قال الشاعر : وقلن على الفردوس أوّل مشرب أجل جير أن كانت
أبيحت دعاثره
__________________
باب الحاء
حاشى : حرف من
حروف الاستثناء تجرّ ما بعدها ، كما تجر حتّى. هذا ما يراه سيبويه والبصريون ،
وعند الآخرين : فعل ماض حكوا : «شتمتهم وما حاشيت منهم أحدا» وما تحشّيت وما حاشيت
: أي ما قلت حاشا لفلان ، والصحيح أنها حرف مثل عدا وخلا تجر المستثنى ولذلك خفضوا
بحاشى كما خفض بهما ، قال الشاعر :
حاشى أبي
مروان إنّ به
|
|
ضنّا عن
الملحاة والشتم
|
ومن قال : حاشى
لفلان خفضه باللّام الزّائدة ، ومن قال : حاشى فلانا أضمر في حاشا مرفوعا ، ونصب
فلانا بحاشى ، وإذا كانت حرف جر فلها تعلّق ، وسيأتي في خلا وتختلف «حاشا» عن «خلا
وعدا» بأمور منها : أن الجرّ ب «حاشا» هو الكثير الرّاجح مع جواز النّصب وعليه قول الشاعر :
حاشا قريشا
فإنّ الله فضّلهم
|
|
على البريّة
بالإسلام والدّين
|
وقوله : «اللهمّ
اغفر لي ولمن يسمع حاشا الشّيطان وأبا الأصبغ».
وقول المنقذ بن
الطّمّاح الأسدي :
حاشا أبا
ثوبان إنّ أبا
|
|
ثوبان ليس
ببكمة فدم
|
قال المرزوقي
في رواية الضّبيّ : «حاشا أبا ثوبان بالنصب ومنها : أنّ حاشا لا تصحب «ما».
فلا يجوز «قام
القوم ما حاشا زيدا».
وأمّا قول
الأخطل :
رأيت النّاس
ما حاشا قريشا
|
|
فإنّا نحن
أفضلهم فعالا
|
__________________
فشاذّ ، ولحاشى
أحكام في المستثنى والجار والمجرور (انظر المستثنى والجار والمجرور).
الحال :
١ ـ تعريفه :
هي ما تبيّن
هيئة الفاعل أو المفعول به لفظا أو معنى ، أو كليهما.
وعاملها :
الفعل ، أو شبهه ، أو معناه وشرطها : أن تكون نكرة وصاحبها معرفة نحو «أقبل محمّد
ضاحكا» و «اشرب الماء باردا» و «وكلّمت خالدا ماشيين» و «هذا زيد قائما».
وقولهم : «أرسلها
العراك» و «مررت به وحده» ممّا يخالف ظاهرا شرط التّنكير ـ فمؤول ، فأرسلها العراك
، تؤوّل معتركة ، ووحده تؤوّل منفردا وقال سيبويه : «إنّها معارف موضوعة موضع
النّكرات أي معتركة ، إلخ». وسيأتي بيانها وتفصيلها.
٢ ـ أوصاف
الحال.
للحال أربعة
أوصاف :
(أ) منتقلة ،
وهي الحال الّتي تتقيّد بوقت حصول مضمون الجملة ، وهي الأصل والغالب نحو «سافر
عليّ راكبا» والمراد أنه لا يدوم على الركوب. ولا بدّ سينزل. (ب) الحال الثّابتة :
هي التي تقع وصفا ثابتا في مسائل ثلاث :
(١) أن تكون
مؤكّدة لمضمون جملة قبلها ، نحو «عليّ أبوك رحيما» فإنّ الأبوّة من شأنها الرّحمة
، أو مؤكّدة لعاملها نحو : (وَيَوْمَ أُبْعَثُ
حَيًّا) والبعث من لازمه الحياة.
(٢) أن يدلّ
عاملها على تجدّد صاحبها ـ أي حدوثه بعد أن لم يكن ـ نحو : (وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً).
وقول الشاعر :
فجاءت به سبط
العظام كأنّما
|
|
عمامته بين
الرّجال لواء
|
(٣) أن يكون مرجعها السّماع ، ولا
ضابط لها ، نحو : (وَهُوَ الَّذِي
أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتابَ مُفَصَّلاً).
(ب) أن تكون
مشتقّة لا جامدة وذلك أيضا غالب ، وتقع جامدة في عشر مسائل :
(١) أن تدلّ
على تشبيه نحو «بدا خالد أسدا» ومنه قوله :
__________________
بدت قمرا
ومالت خوط بان
|
|
وفاحت عنبرا
ورنت غزالا
|
(٢) أن تدلّ على مفاعلة نحو «بعته
يدا بيد» و «كلّمته فاه إلى فيّ».
(٣) أن تفيد
ترتيبا نحو «ادخلوا رجلا رجلا» و «قرأت الكتاب بابا بابا».
ف «رجلا رجلا» و
«بابا بابا» مجموعهما هو الحال.
(٤) أن تدلّ
على التّسعير نحو «بعه البرّ مدّا بدرهمين». فـ «مدّا» حال جامدة.
وجمهور النّحاة
يرون أنّ الحال في هذه الصّور الأربع مؤوّلة بالمشتق فيؤوّل الأوّل : مشبّها بأسد
، والثاني : متقابضين ، والثالث : مرتّبين ، والرّابع : مسعّرا.
أمّا السّتّة
الآتية فهي جامدة لا تؤوّل بمشتق.
(٥) أن تكون
موصوفة نحو (إِنَّا أَنْزَلْناهُ
قُرْآناً عَرَبِيًّا).
(٦) أن تدلّ
على عدد نحو (فَتَمَّ مِيقاتُ
رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً).
(٧) أن يقصد
بها تفضيل شيء على نفسه أو غيره باعتبارين نحو : «عليّ خلقا أحسن منه علما». (٨)
أن تكون نوعا لصاحبها نحو :
«هذا مالك ذهبا».
(٩) أن تكون
فرعا لصاحبها نحو : (وَتَنْحِتُونَ
الْجِبالَ بُيُوتاً).
(١٠) أن تكون
أصلا له نحو «هذا خاتمك فضّة» ونحو قوله تعالى : (أَأَسْجُدُ لِمَنْ
خَلَقْتَ طِيناً).
أن تكون نكرة
لا معرفة ، وذلك لازم ، فإن وردت معرفة أوّلت بنكرة نحو «جاء وحده». أي منفردا ، و
«رجع عوده على بدئه». أي عائدا ، ومثله «مررت بالقوم خمستهم» و «مررت بهم ثلاثتهم»
أي تخميسا وتثليثا ، و «جاءوا قضّهم بقضيضهم» . أي جميعا ، ومنه أيضا قولهم «فعلته جهدي» و «أسرعت
طاقتي» ولا تستعمل إلّا مضافا وهو معرفة ، وفي موضع الحال ، وتأويله : مجتهدا
ومطيقا.
ومنه قول لبيد
:
__________________
فأرسلها
العراك ولم يذدها
|
|
ولم يشفق على
نغص الدّخال
|
ومثل فأرسلها
العراك ، قولك : «مررت بهم الجمّاء الغفير» أي على الحال على نية طرح الألف واللام
وهذا كقولك : «مررت بهم قاطبة» و «مررت بهم طرّا».
(انظرهما في
حرفيهما).
(د) أن تكون
نفس صاحبها في المعنى ، ولذا جاز «جاء عليّ ضاحكا» وامتنع : «جاء عليّ ضحكا» لأنّ
المصدر يباين الذات بخلاف الوصف ، وقد جاءت مصادر أحوالا في المعارف نحو :
«آمنت بالله
وحده». و «أرسلها العراك» كما تقدّم وبكثرة في النّكرات نحو : «طلع بغتة» و «سعى
ركضا» ومنه قوله تعالى : (ثُمَّ ادْعُهُنَّ
يَأْتِينَكَ سَعْياً) ومنه «قتله صبرا» وذلك كلهّ على التّأويل بالوصف : أي
مباغتا ، وراكضا ، وساعيا ، ومصبورا أي محبوسا ، والجمهور على أنّ القياس عليه غير
سائغ. وابن مالك قاسه في ثلاثة مواضع :
(الأوّل)
المصدر الواقع بعد اسم مقترن ب «أل» الدالة على الكمال ، نحو «أنت الرّجل علما»
فيجوز «أنت الرّجل أدبا ونبلا» والمعنى : الكامل في العلم والأدب والنّبل.
(الثاني) أن
يقع بعد خبر شبّه به مبتدؤه نحو «أنت ثعلب مراوغة».
(الثالث) كلّ
تركيب وقع فيه الحال بعد «أمّا» في مقام قصد فيه الرّدّ على من وصف شخصا بوصفين ،
وأنت تعتقد اتّصافه بأحدهما دون الآخر نحو «أمّا علما فعالم» والنّاصب لهذه الحال
هو فعل الشّرط المحذوف ، وصاحب الحال هو الفاعل ، والتّقدير : مهما يذكره إنسان في
حال علم فالمذكور عالم.
وهناك أسماء
تقع حالا ليست مشتقّات ، وليست مصادر ، بل توضع موضع المصادر نحو «كلّمته فاه إلى
فيّ» التّقدير : كلمته مشافهة ، ونحو : «بايعته يدا بيد» أي بايعته نقدا وقد تقدم
، ولو قلت : «كلمته فوه إلى فيّ» لجاز.
أمّا «بايعته
يد بيد» برفع «يد» فلا
__________________
يجوز ، ومن ذلك قولهم في المثل : «تفرّقوا أيدي سبا» و «أيدي» وأيادي ـ على
رواية ثانية ـ في موضع الحال ، والتّقدير : مثل تفرّق أيدي سبا.
٣ ـ صاحب الحال
:
الأصل في صاحب
الحال : التّعريف ومن التّعريف قولك : «مررت بكلّ قائما» و «مررت ببعض نائما». و «ببعض
جالسا» وهو معرفة لأن التّنوين فيه عوض عن كلمة محذوفة ، والمحذوف تقديره : بكلّ
الصّالحين ، أو بكلّ الأصدقاء ، وصار معرفة لأنه بالحقيقة مضاف إلى معرفة ومثله
قوله تعالى : (وَكُلٌّ أَتَوْهُ
داخِرِينَ).
وقد يقع نكرة
في مواضع وهي المسوّغات : منها أن يتقدّم عليه الحال نحو قول كثير عزّة :
لعزّة موحشا
طلل
|
|
يلوح كأنّه
خلل
|
ومنها : أن
يتخصّص إمّا بوصف ، نحو : ولمّا جاءهم كتاب من عند الله مصدّقا أو إضافة نحو : (فِي أَرْبَعَةِ
أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ) أو بمعمول نحو «عجبت من منتظر الفحص متكاسلا».
ومنها : أن
يسبقه نفي نحو : (وَما أَهْلَكْنا مِنْ
قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ) أو نهي كقول قطريّ بن الفجاءة :
لا يركنن أحد
إلى الإحجام
|
|
يوم الوغى
متخوّفا لحمام
|
أو استفهام
كقوله :
يا صاح هل
حمّ عيش باقيا فترى
|
|
لنفسك العذر
في إبعادها الأملا
|
وقد تغلب
المعرفة النكرة في جملة ويأتي منهما حال ، تقول : «هذان رجلان وعبد الله منطلقين»
وإن شئت قلت : «هذان رجلان وعبد الله منطلقان». وتقول : «هؤلاء ناس وعبد الله
منطلقين» إذا خلطتهم ، وتقول : «هذه ناقة وفصيلها راتعين» ويجوز راتعتان.
وقد يقع نكرة
بغير مسوّغ كقولهم :
__________________
«عليه مائة بيضا» وفي الحديث : «وصلّى وراءه رجال قياما).
٤ ـ الحال مع
صاحبها ـ في التّقدّم والتأخر لها ثلاث أحوال :
(أ) جواز
التأخّر عنه والتّقدّم عليه نحو «لا تأكل الطّعام حارّا» ويجوز «لا تأكل حارا
الطّعام».
(ب) أن تتأخّر
عنه وجوبا وذلك في موضعين :
(١) أن تكون
محصورة ، نحو : (وَما نُرْسِلُ
الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ).
(٢) أن يكون
صاحبها مجرورا إمّا بحرف جرّ غير زائد نحو «نظرت إلى السّماء لامعة نجومها» وأمّا
قول الشّاعر :
تسلّيت طرّا
عنكم بعد بينكم
|
|
بذكراكم حتى
كأنّكم عندي
|
بتقديم «طرّا»
وهي حال تقدّم على صاحبها المجرور بعن ، فضرورة.
وإمّا بإضافة ،
نحو «سرّني عملك مخلصا» : حال من الكاف في عملك وهي مضاف إليه.
(ج) أن تتقدّم
عليه وجوبا كما إذا كان صاحبها محصورا فيه نحو «ما حضر مسرعا إلّا أخوك».
٥ ـ شرط الحال
من المضاف إليه :
تأتي الحال من
المضاف إليه بشرط أن يكون المضاف عاملا فيه نحو : (إِلَيْهِ
مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً). أو يكون بعضا منه نحو : (أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ
أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً) أو كبعضه نحو : (فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ
إِبْراهِيمَ حَنِيفاً). فلو قيل في غير القرآن : اتّبع إبراهيم ، لصحّ.
٦ ـ العامل في
الحال :
لا بدّ للحال
من عامل ولا يعمل فيها إلا الفعل ، أو شيء يكون بدلا منه ، دالّا عليه ، والعامل
من غير الفعل المشتقّ نحو «أعائد بكر حاجّا» والظّرف نحو : «زيد خلفك ضاحكا» أي
استقرّ خلفك ، والجارّ والمجرور نحو : «زيد في الدار نائما» أي استقرّ ، والإشارة
نحو : «ذاك محمد راكبا» والمعنى : أشير المنتزعة من معنى اسم الإشارة ، و «ها»
للتنبيه نحو «هذا عمر مقبلا» والمعنى : انبّهك.
ويعمل من أخوات
«إن» ثلاث أدوات هنّ : «كأنّ لما فيها من معنى : أشبّه ، نحو «كأنّ هذا بشر منطلقا»
و «ليت» لما فيها من معنى ، تمنّى ، نحو : «ليت هذا زيد شجاعا» و «لعلّ» لما فيها
من معنى
__________________
أترجّى ، نحو «ولعلّ هذا عمرو منطلقا». ولا يجوز أن يعمل في الحال «إنّ
ولكنّ». وإذا لم يكن للحال عامل ممّا سبق فلا يجوز ، فلو قلت : «زيد أخوك قائما» و
«عبد الله أبوك ضاحكا» لم يجز ، وذلك لأنه ليس هاهنا فعل ، ولا معنى الفعل ، ولا
يستقيم أن يكون أباه في حال ، ولا يكون في حال أخرى ، ولو قصدت بالأخوّة ، أخوّة
الصّداقة لجاز.
٧ ـ الحال مع
عاملها ـ في التقديم والتّأخير ـ ثلاث حالات :
(أ) جواز
التّأخير والتّقديم وذلك إذا كان العامل فعلا متصرّفا ، نحو «دخلت البستان مسرورا»
أو صفة تشبه الفعل المتصرّف نحو : «خالد مقبل على العمل مسرعا» فيجوز في «مسرورا» و
«مسرعا» أن نقدّمهما على «دخلت ومقبل» ومنه قوله تعالى : (خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ) وقول يزيد بن مفرّغ يخاطب بغلته :
عدس ما
لعبّاد عليك إمارة
|
|
أمنت وهذا
تحملين طليق
|
فجملة تحملين
في موضع نصب على الحال ، وعاملها طليق ، وهو صفة مشبّهة.
(ب) أن تتقدّم
عليه وجوبا ، وذلك إذا كان لها صدر الكلام ، نحو «كيف تحفظ في النّهار» فـ «كيف»
في محل نصب على الحال.
(ج) أن تتأخّر
عنه وجوبا وذلك في ستّ مسائل :
(١) أن يكون
العامل فعلا جامدا نحو «ما أجمل الفتى فصيحا».
(٢) أو صفة
تشبه الفعل الجامد ، وهي أفعل التفضيل نحو «بكر أفصح النّاس خطيبا».
ويستثنى منه ما
كان عاملا في حالين لاسمين متّحدي المعنى ، أو مختلفين ، وأحدهما مفضّل في حالة
على الآخر في حالة أخرى ، فإنه يجب تقديم الحال الفاضلة على اسم التفضيل نحو : «عمرو
عبادة أحسن منه معاملة».
(٣) أو مصدرا
مقدرا بالفعل وحرف مصدري نحو «سرّني مجيئك سالما» أي أن جئت.
(٤) أو اسم فعل
نحو «نزال مسرعا».
(٥) أو لفظا
مضمنا معنى الفعل دون حروفه كبعض أخوات «إنّ» والظروف ،
__________________
والإشارة ، وحروف التنبيه والاستفهام التعظيمي ، نحو «ليت عليّا أخوك أميرا»
و «كأنّ محمدا أسد قادما» وقول امرىء القيس :
كأنّ قلوب
الطّير رطبا ويابسا
|
|
لدى وكرها
العنّاب والحشف البالي
|
ونحو قوله
تعالى : (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ
خاوِيَةً).
«ها أنت محمّد
مسافرا» ويستثنى من ذلك أن يكون العامل ظرفا أو مجرورا لا مخبرا بهما ، فيجوز
بقلّة توسّط الحال بين المبتدأ والخبر كقراءة بعضهم :
(وَقالُوا ما فِي
بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا) وقراءة الحسن : (وَالسَّماواتُ
مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ).
(٦) أن يكون
العامل فعلا مع لام الابتداء أو القسم نحو «إنّي لأستمع واعيا» ونحو «لأقدمنّ
ممتثلا». لأنّ التّالي للام الابتداء ولام القسم لا يتقدّم عليهما.
٨ ـ تعدّد
الحال :
يجوز أن يتعدّد
الحال وصاحبه واحد ، أو متعدّد ، فالأوّل كقوله :
عليّ إذا
لاقيت ليلى بخلوة
|
|
أن ازدار بيت
الله رجلان حافيا
|
والثاني : إن
اتّحد لفظه ومعناه ثنّي أو جمع نحو : (وَسَخَّرَ لَكُمُ
الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ). الأصل : دائبة ودائبا ونحو : (وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ
وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّراتٌ).
وإن اختلف فرّق
بغير عطف وجعل أوّل الحالين لثاني الاسمين وثانيهما للأوّل نحو «لقيت زيدا مصعدا
منحدرا فمصعدا حال من زيد ، ومنحدرا حال من التاء.
وقد تأتي على
الترتيب إن أمن اللّبس كقولك : «لقيت هندا مصعدا منحدرة» وكقول أمرىء القيس :
خرجت بها
أمشي تجرّ وراءنا
|
|
على أثرينا
ذيل مرط مرحّل
|
فأمشي حال من
التاء من خرجت و «تجرّ» حال من الهاء في بها.
٩ ـ الحال
مؤسّسة أو مؤكّدة :
__________________
الحال المؤسّسة
: هي التي لا يستفاد معناها بدونها نحو «أتى عليّ مبشّرا» والحال المؤكدة : هي
التي يستفاد معناها بدونها ، وهي على ثلاثة أنواع :
(١) أن تكون
إمّا مؤكّدة لعاملها معنى دون لفظ نحو (فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً) أو لفظا ومعنى نحو : (وَأَرْسَلْناكَ
لِلنَّاسِ رَسُولاً).
(٢) أن تكون
مؤكّدة لصاحبها ، نحو : (لَآمَنَ مَنْ فِي
الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً).
(٣) أن تؤكّد
مضمون جملة مركّبة من اسمين معرفتين جامدين ومضمون الجملة إمّا فخر كقول سالم
اليربوعي :
أنا ابن دارة
معروفا بها نسبي
|
|
وهل بدارة يا
للنّاس من عار
|
أو تعظيم لغيرك
نحو «أنت الرجل حزما» أو تصغير له نحو «هو المسكين محتاجا» أو غير ذلك نحو «هذا
أخوك شفيقا» و (هذِهِ ناقَةُ اللهِ
لَكُمْ آيَةً).
وهذه الحال
المؤكّدة واجبة التّأخير عن الجملة المذكورة ، ومعمولة لمحذوف وجوبا تقديره «أحقّه
أو أعرفه» أو «أحقني أو أعرفني» لتناسب المبتدأ في الغيبة والحضور.
١٠ ـ الحال
مقارنة أو مقدّرة :
الحال إمّا
مقارنة لعاملها كالأمثلة السّابقة ، وإمّا مقدّرة وهي المستقبلة وتسمّى حالا
منتظرة نحو : (فَادْخُلُوها
خالِدِينَ) أي مقدّرا خلودكم.
١١ ـ الحال
حقيقيّة أو سببيّة :
والحال إمّا
حقيقيّة كالأمثلة السّابقة ، وإمّا سببيّة ـ وهي التي تتعلّق فيما بعدها وفيها
ضمير يعود على صاحب الحال ـ نحو «دخلت على الأمير باسما وجهه».
١٢ ـ الحال
مفرد ، وشبه جملة أو جملة :
الأصل في الحال
: أن تكون اسما مفردا نحو : (وَآتَيْناهُ
الْحُكْمَ صَبِيًّا) ، وقد تجيء ظرفا نحو «رأيت الهلال بين السّحاب» فبين متعلّق بمحذوف حال
أي كائنا. وجارّا ومجرورا نحو «نظرت البدر في كبد السماء» فالجارّ والمجرور
متعلّقان أيضا بمحذوف حال أي كائنا في كبد السماء وقد تجيء جملة بثلاثة شروط :
__________________
الأوّل : أن
تكون خبريّة فليس من الحال قول الشاعر :
اطلب ولا
تضجر من مطلب
|
|
فآفة الطّالب
أن يضجرا
|
فهذه الواو
الدّاخلة على «لا» النّاهية ليست للحال ، وإنّما هي عاطفة مثل قوله تعالى : (وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ
شَيْئاً).
الثاني : أن
تكون غير مصدّرة بعلامة استقبال ، فليس من الحال : «سيهدين» من قوله تعالى : (وَقالَ إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي
سَيَهْدِينِ).
الثالث : أن
تشتمل على رابط ، وهو إمّا الواو فقط نحو : (قالُوا لَئِنْ
أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ). أو الضّمير فقط نحو (اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ
لِبَعْضٍ عَدُوٌّ). فالجملة من المبتدأ وهو «بعضكم» والخبر وهو «عدوّ» في
محل نصب حال ، والرابط الضمير وهو «كم» في «بعضكم» أو هما معا ـ الضّمير والواو ـ نحو
: (أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ).
وإذا وقع الفعل
الماضي حالا وجب عند البصريين أن يقترن ب «قد» ولا يشترط الكوفيّون والأخفش من
البصريين ذلك ، لكثرة وروده في لسان العرب نحو قوله تعالى : (أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ) وتأويل هذا عند البصريين كما قال المبرد : الدعاء كما
تقول : لعنوا قطّعت أيديهم.
١٣ ـ الواو
الرّابطة أو الضّمير بدلها : تجب الواو قبل مضارع مقرون بقد نحو : (لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ
أَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ).
وتمتنع الواو
ويتعيّن الضّمير في سبعة مواضع :
(١) أن تقع
الجملة بعد عاطف نحو : (فَجاءَها بَأْسُنا
بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ).
(٢) أن تكون
الحال مؤكّدة لمضمون الجملة نحو : (ذلِكَ الْكِتابُ لا
رَيْبَ فِيهِ).
(٣) الجملة
الماضويّة الواقعة بعد «إلّا» نحو : (وَما يَأْتِيهِمْ
مِنْ رَسُولٍ إِلَّا
__________________
كانُوا
بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ).
(٤) الجملة
الماضويّة المتلوّة ب «أو» نحو «لأصادقنّه غاب أو حضر».
(٥) الجملة
المضارعيّة المنفيّة ب «لا» نحو : (وَما لَنا لا نُؤْمِنُ
بِاللهِ) ومنه قوله :
ولو أنّ قوما
لارتفاع قبيلة
|
|
دخلوا
السّماء دخلتها لا أحجب
|
(٦) المضارعيّة المنفيّة ب «ما»
كقوله :
عهدتك ما
تصبو وفيك شبيبة
|
|
فما لك بعد
الشّيب صبّا متيّما
|
(٧) المضارعيّة المثبتة التي لم
تقترن ب «قد» نحو : (وَلا تَمْنُنْ
تَسْتَكْثِرُ). و «قدم الأمير تقاد الجنائب بين يديه» وأما قول عنترة
:
علّقتها عرضا
وأقتل قومها
|
|
زعما لعمر
أبيك ليس بمزعم
|
فالواو عاطفة ،
والمضارع مؤوّل بالماضي ، أي وقتلت قومها ، أو الواو للحال ، والمضارع خبر لمبتدأ
محذوف تقديره ، وأنا أقتل قومها.
١٤ ـ حذف عامل
الحال جوازا :
قد يحذف عامل
الحال جوازا لدليل حاليّ كقولك لقاصد السّفر «راشدا» أي تسافر. وللقادم من الحجّ «مأجورا»
أي رجعت ، أو دليل مقاليّ ، نحو : (فَإِنْ خِفْتُمْ
فَرِجالاً أَوْ رُكْباناً) أي صلّوا ،.
١٥ ـ حذف عامل
الحال وجوبا :
يحذف العامل
وجوبا في أربعة مواضع :
(١) أن تكون
الحال سادّة مسدّ الخبر نحو «إكرامي بكرا قادما».
(٢) أن تؤكّد
مضمون جملة نحو : «عليّ أخوك شفيقا» فـ «أخوك» تفيد الشّفقة.
(٣) أن تكون
مبيّنة لزيادة أو نقص تدريجيّين نحو «تصدّقت بدرهم فصاعدا» أي فذهب المتصدّق به
صاعدا.
(انظر فصاعدا).
(٤) أن تكون
مسوقة للتّوبيخ نحو : «أمتوانيا وقد جدّ غيرك». و «أعربيّا حينا وأجنبيّا آخر» أي
أتكون عربيّا حينا ، وتتحوّل أجنبيّا حينا آخر.
١٦ ـ حذف عامل
الحال سماعا :
ويحذف العامل ـ
في غير ما تقدّم ـ سماعا نحو : «هنيئا لك» أي ثبت لك الخير هنيئا ، وسيأتي أمثال
ذلك.
١٧ ـ ما ينتصب
من المصادر لأنّه حال :
__________________
وذلك قولك : «قتلته
صبرا» و «لقيته فجاءة ومفاجاة» و «كفاحا ومكافحة» و «لقيته عيانا» و «كلّمته
مشافهة» و «أتيته ركضا وعدوا ومشيا» و «أخذت عنه سمعا وسماعا» قال سيبويه : وليس
كلّ مصدر مثل ما مضى من هذا الباب يوضع هذا الموضع لأنّ المصدر هنا في موضع فاعل إذا كان حالا.
ألا ترى أنه لا
يحسن أتانا سرعة ولا أتانا رجلة ، ومثل ذلك قول الشاعر زهير بن أبي سلمى :
فلأيا بلأي
ما حملنا وليدنا
|
|
على ظهر
محبوك ظماء مفاصله
|
كأنّه يقول :
حملنا وليدنا لأيا بلأي ، أو كأنّه يقول : حملناه جهدا بعد جهد ، ومثله قول
الرّاجز وهو نقادة الأسدي :
«ومنهل وردته التقاطا
أي فجاءة. ١٨ ـ
المصادر تكون في موضع الحال :
يقول سيبويه
ممثلا عليه : وذلك قولك «أمّا سمنا فسمين» و «أمّا علما فعالم» انتصب «سمنا» و «علما»
على أنّ كلا منهما مصدر نصب على الحال وقال الخليل رحمهالله : أنّه بمنزلة قولك : «أنت الرجل علما ودينا» و «أنت
الرّجل فهما وأدبا» أي أنت الرجل في هذه الحال ، ولم يحسن في هذا الوجه الألف
واللّام ، ومن ذلك قولك : «أمّا علما فلا علم له» و «أمّا علما فلا علم عنده» و «أمّا
علما فلا علم» وتضمر «له» لأنّك إنما تعني رجلا.
١٩ ـ كلمات في
جملة لا تقع إلّا حالا :
وذلك قولك : «ما
شأنك قائما» و «ما شأن زيد مسرعا» و «ما لأخيك مسافرا» ومثله : «هذا عبد الله
قارئا» انتصب قائما ، ومسرعا ، ومسافرا على الحال ، وانتصب بقولك : ما شأنك كما
انتصب قائما في قولك : «هذا عبد الله قائما» بما قبله ، ومثله قوله سبحانه : (فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ
مُعْرِضِينَ) ، ومثل ذلك : «من ذا قائما بالباب» فقائما حال ، أي من
ذا
__________________
الذي هو قائم
بالباب.
حبّذا : فعل
لإنشاء المدح ، ولا حبّذا فعل لإنشاء الذّمّ ، وهما مثل «نعم وبئس» فيقال في المدح «حبّذا» وفي الذّمّ «لا حبّذا» قال
الشاعر :
ألا حبّذا
عاذري في الهوى
|
|
ولا حبّذا
الجاهل العاذل
|
ف «حبّ» فعل
ماض ، والفاعل «ذا» وهي اسم إشارة ولا يغيّر عن صورته مطلقا لجريانه مجرى الأمثال
، وجملة «حبّذا» من الفعل والفاعل خبر مقدّم ، ومخصوصه وهو «عاذري» مبتدأ مؤخرا أو
خبر لمبتدأ محذوف.
والحاء من حبّ
مع «ذا» مفتوحة وجوبا ، وبدونها تفتح أو تضم ، ومثل حبّذا إعراب «لا حبّذا الجاهل»
إلّا أنّ فيه زيادة «لا» وهي النافية ، وتفترق «حبّذا» عن نعم وبئس من وجوه :
(أ) أنّ مخصوص «حبّذا»
لا يتقدّم بخلاف مخصوص «نعم».
(ب) مخصوصها لا
تعمل فيه النّواسخ بخلاف مخصوص «نعم» نحو : «نعم رجلا كان عليّا».
(ج) أنّه قد
يتوسّط بين حبّذا ومخصوصها حال أو تمييز يطابقانه نحو «حبّذا قارئا خالد» و «حبّذا
مسافرين خالدان» و «حبّذا رجلا محمّد» بخلاف «نعم».
حتّى
الابتدائيّة : هي حرف تبتدىء بعده الجمل فيدخل على الجمل الاسميّة كقول جرير :
فما زالت
القتلى تمجّ دماءها
|
|
بدجلة حتّى
ماء دجلة أشكل
|
وتدخل على
الجملة الفعليّة كقول حسّان :
يغشون حتى ما
تهرّ كلابهم
|
|
لا يسألون عن
السّواد المقبل
|
حتى : التي
تضمر «أن» بعدها ـ لا ينتصب المضارع ب «أن» بعد «حتى» إلّا إذا كان مستقبلا ، فإذا
كان استقباله بالنظر إلى زمن التّكلّم فالنّصب واجب نحو (قالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ
عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى).
وإذا كان
استقباله بالنسبة إلى ما قبلها خاصّة فيجوز الرفع والنّصب نحو : (وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ).
فإن قولهم إنما
هو مستقبل بالنّظر إلى زمن
__________________
الزّلزال لا بالنّظر إلى زمن قصّ ذلك علينا ولها معنيان : الأول بمعنى «إلى
أن» نحو «أنا أسير حتى تطلع الشّمس». ونحو : (حَتَّى يَرْجِعَ
إِلَيْنا مُوسى).
والثاني :
بمعنى «كي» التّعليليّة نحو : (وَلا يَزالُونَ
يُقاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ) وقولك : «اتّق الله حتى تدخل الجنّة». فكلّ ما اعتوره
واحد من هذين المعنيين فالنّصب له لازم. وعلى كلّ فالمضارع بعدها منصوب بأن مضمرة
وجوبا وأن وما بعدها في تأويل المصدر في محلّ جرّ بحتّى.
حتى : التي
يرتفع المضارع بعدها : يرتفع المضارع بعد «حتّى» بثلاثة شروط :
الأوّل : أن
يكون حالا أو مؤوّلا بالحال نحو «مرض زيد حتّى لا يرجونه».
الثاني : أن
يكون مسببا عمّا قبلها فلا يجوز «سرت حتّى تطلع الشمس» بضمّ العين من تطلع والنصب
واجب.
الثالث : أن
يكون فضلة فلا يصحّ الرفع في نحو «سيري حتّى أدخلها» ويصحّ في نحو «سيري أمس حتّى
أدخلها» بضم اللام.
ويقول سيبويه :
واعلم أنّ «حتّى» تنصب على وجهين : أحدهما : أن تجعل الدّخول غاية لمسيرك ، وذلك
قولك : «سرت حتى أدخلها» كأنك قلت : «سرت إلى أن أدخلها» فالفعل إذا كان غاية نصب
، والاسم إذا كان غاية جرّ ، والمراد النّصب بأن المضمرة بعد حتى ، واعلم أنّ «حتّى»
يرفع الفعل بعدها على وجهين : تقول : «سرت حتّى أدخلها» تعني أنّه كان دخولك دخولا
متّصلا بالسير ، كاتّصاله بالفاء إذا قلت : «سرت فأدخلها» فالدخول متصل بالسّير
كاتّصاله بالفاء ، فكأنه يقول : سرت فإذا أنا في حال دخول ، والوجه الآخر : أن
يكون الدّخول وما أشبهه الآن ـ أي في الحال ـ تقول في ذلك «لقد سرت حتّى أدخلها ما
أمنع» أي حتّى أني الآن أدخلها كيفما شئت ، ومثل ذلك قولهم : «لقد مرض حتى لا
يرجونه» قال الفرزدق :
فيا عجبا
حتّى كليب تسبّني
|
|
كأنّ أباها
نهشل أو مجاشع
|
فحتى هنا كحرف
من حروف الابتداء ، ومثل ذلك : «شربت حتّى يجيء البعير يجرّ بطنه» شربت : يعني
الإبل ، ومثل ذلك قول حسّان بن ثابت :
يغشون حتّى
ما تهرّ كلابهم
|
|
لا يسألون عن
السّواد المقبل
|
ويكون العمل
بعد حتّى من اثنين ، وذلك قولك : «سرت حتّى يدخلها زيد» إذا كان دخول زيد لم يؤدّه
سيرك ، ولم
__________________
يكن سببه ، فيصير هذا كقولك : «سرت حتّى تطلع الشّمس» لأنّ سيرك لا يكون
سببا لطلوع الشّمس ولا يؤدّيه ولكنّك لو قلت : «سرت حتّى يدخلها ثقلي» و «سرت حتّى
يدخلها بدني» لرفعت.
حتّى «حرف جرّ»
: وهي بمنزلة «إلى» في انتهاء الغاية مكانيّة أو زمانيّة نحو : (سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) وتنفرد عن «إلى» «بأمور ثلاثة :
(أ) أنّ
مجرورها لا يكون إلّا ظاهرا فلا تجرّ المضمر.
(ب) أنّ
مجرورها آخر نحو «شربت الكأس حتّى الثّمالة» أو متّصلا بالآخر نحو : (سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ).
(ج) أنّ كلّا
منهما قد ينفرد بمحلّ لا يصلح للآخر ، فانفردت «إلى» بنحو «كتبت إلى زيد» و «أنا
إلى عمرو» أي هو غايتي و «سرت من البصرة إلى الكوفة».
وانفردت «حتّى»
بمباشرة المضارع منصوبا بعدها ب «أن» مضمرة وقد تقدّمت.
حتّى العاطفة :
لحتّى العاطفة ثلاثة شروط :
(١) أن يكون
المعطوف ب «حتى» ظاهرا لا مضمرا.
(٢) أن تكون
إمّا بعضا من جمع قبلها نحو «قدم النّاس حتى أمراؤهم» وإمّا جزءا من كلّ نحو «أكلت
السّمكة حتى رأسها» أو كجزء نحو «أعجبني الكتاب حتى جلده».
(٣) أن تكون
غاية لما قبلها ، إمّا في زيادة أو في نقص ، نحو : «مات النّاس حتّى الأنبياء» و «زارك
النّاس حتّى الحجّامون».
وقد اجتمعا في
قول الشّاعر :
قهرناكم حتى
الكماة فأنتم
|
|
تهابوننا حتى
بنينا الأصاغرا
|
ويقول سيبويه :
وممّا يختار فيه النّصب لنصب الأول قبله ، ويكون الحرف الذي بين الأوّل والآخر
بمنزلة الواو والفاء وثمّ ـ أي حرف عطف ـ قولك : «لقيت القوم كلّهم حتى عبد الله
لقيته» و «ضربت القوم حتّى زيدا ضربت أخاه» و «أتيت القوم أجمعين حتى زيدا مررت به»
، فحتى تجري مجرى الواو وثم ليست بمنزلة «أمّا».
وكلّ أنواع «حتّى»
المذكورة ـ إلّا الابتدائية ـ لانتهاء الغاية ، ومعنى «حتّى» أن يتّصل ما بعدها
بما قبلها إلّا إن وجدت قرينة تعيّن المقصود فمثل التي يتصل ما بعدها بما قبلها
قول الشاعر :
ألقى
الصّحيفة كي يخفّف رحله
|
|
والزّاد حتّى
نعله ألقاها
|
__________________
ومثل حتّى التي
تفيد عدم الاتصال في قرينة قول الشاعر :
سقى الحيا
الأرض حتّى أمكن عزيت
|
|
لهم فلا زال
عنها الخير مجدود
|
حتّام : هي «حتّى
الجارّة و «ما» الاستفهاميّة» وحذفت ألفها لدخول حرف الجرّ عليها وكتبت حتى بالألف
لذلك.
حجا :
(١) من
المتعدّي لمفعولين ، ومن أفعال القلوب ، وتفيد في الخبر الظّنّ أي الرجحان ، بشرط
أن لا تكون لغلبة ولا قصد ، ولا ردّ ولا سوق ، ولا كتم ، ولا حفظ ، فإن كانت بهذه
المعاني تعدّت إلى مفعول واحد ، نحو قول تميم بن مقبل :
قد كنت أحجو
أبا عمرو أخا ثقة
|
|
حتى ألمّت
بنا يوما ملمّات
|
(انظر المتعدي).
(٢) «حجا»
بمعنى قصد لا تتعدّى إلّا إلى مفعول واحد نحو «حجوت بيت الله» أي قصدت إليه.
(٣) «حجا»
بمعنى غلب في المحاجاة تقول : حاجيته فـ «حجوته» أي غلبته في المحاجاة ، من
الأحجيّة وهي لعبة وأغلوطة يتعاطاها النّاس وهذه أيضا لا تتعدّى إلّا إلى مفعول
واحد.
حجرا : أي
حراما محرّما ، وفي القرآن الكريم : (وَيَقُولُونَ حِجْراً
مَحْجُوراً) ، وإعرابه : مصدر محذوف فعله ومثل ذلك أن يقول الرجل
للرجل : أتفعل كذا وكذا : فيقول : حجرا ، أي براءة من هذا ، ولو كان في غير القرآن
لجاز ، «حجر» بالرفع ، التقدير : أمرك.
حدّث : تنصب
ثلاثة مفاعيل على رأي الكوفيين ، تقول : «حدّثته محمدا صالحا» قال الحارث بن حلّزة
اليشكري :
أو منعتم ما
تسألون ، فمن
|
|
حدّثتموه له
علينا الولاء
|
(انظر المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل).
حذاء : تقول : «داري
حذاء دار أبي» أي إزاءه وتجاهه ، وهي منصوبة على أنها ظرف مكان.
حذار : اسم فعل
أمر بمعنى احذر وفاعله أنت.
حذاريك : مثل
لبّيك وسعديك ، ومعناه : ليكن منك حذر بعد حذر ، وهو ملازم للتّثنية والإضافة لكاف
الخطاب ، ولا يتصرّف ، وهو منصوب على إضمار الفعل المتروك إظهاره.
الحذف : الحذف
قسمان :
__________________
حذف لعلّة
تصريفيّة ، وحذف لغير علّة.
١ ـ الحذف
لعلّة تصريفيّة :
وهو الحذف
القياسيّ وفيه ثلاث مسائل :
(إحداها) إذا
كان الفعل الماضي على وزن «أفعل» وبزيادة الهمزة في أوله ، فيجب حذف الهمزة من
مضارعه ، ووصفي الفاعل ، والمفعول ، نحو «أكرم ويكرم ونكرم وتكرم ومكرم ومكرم» وأصلها : «أؤكرم
ويؤكرم». وكذا الباقي. وشذّ قول أبي حيّان الفقعس : «فإنه أهل لأن يؤكرما».
وأمّا لو أبدلت
همزة «أفعل» هاء كقولهم في «أراق» : «هراق» أو أبدلت عينا كقولهم في «أنهل الإبل» : «عنهل الإبل». لم تحذف في المضارع ، ووصف الفاعل
والمفعول ، فتقول : «هراق يهريق» فهو «مهريق ومهراق» وكذا «عنهل يعنهل» فهو «معنهل»
وهي «معنهلة».
(الثانية) في
المثال وهو ما كانت فاؤه حرف علّة نحو «وعد يعد» حذفت فاؤه وهي الواو في المضارع. (انظر
المثال).
(الثالثة) إذا
كان الفعل ماضيا ثلاثيّا مكسور العين ، وعينه ولامه من جنس واحد. فإنه يستعمل في
حال إسناده إلى الضمير المتحرّك على ثلاثة أوجه : تامّ ، ومحذوف العين بعد نقل
حركتها إلى الفاء ، وغير منقولة نحو «ظل» تقول في التّام المسند إلى الضمير «ظللت»
وفي المحذوف بعد نقل الحركة «ظلت» وغير منقولة «ظلت» ومثلها : «ظللنا» و «ظلنا» و
«ظلنا» قال تعالى : (فَظَلْتُمْ
تَفَكَّهُونَ).
فإن زاد على
الثلاثة تعيّن الإتمام نحو : «أقررت» كما يتعيّن الإتمام إن كان مفتوح العين نحو «حللت»
ومنه : (قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ) وكذلك في قوله تعالى : (فَيَظْلَلْنَ
رَواكِدَ) لأنه مفتوح العين.
وإن كان
المضاعف مضارعا أو أمرا على زنة «ضرب» واتّصلا بنون النّسوة جاز الوجهان الأوّلان
فقط : التّمام وحذف العين بعد نقل حركتها إلى الفاء ، نحو «يقررن» بالإتمام ، و «يقرن»
بحذف عينه ونقل حركتها إلى الفاء ، والأمر نحو «أقررن» بالاتمام و «قرن» بكسر
القاف
__________________
في قراءة : (وَقَرْنَ فِي
بُيُوتِكُنَ) من الوقار. فإن فتح الأوّل كما في لغة «قرن» من القرار
قلّ النّقل كما في قراءة عاصم (وَقَرْنَ فِي
بُيُوتِكُنَ) لأنّ التخفيف إنّما يكون في مكسور العين. ولأنّ الأشهر «قررت
في المكان أقرّ» بوزن ضرب.
٢ ـ الحذف لغير
علّة «اعتباطا» :
فهو نحو حذف
الياء من «يد» و «دم» و «ريحان» أصلها. يدي ودمي وريّحان ، وأصله الأوّل : ريوحان
، وكحذف الواو من نحو «ابن» و «اسم» و «شفة» وأصلها : بنو ، وسمو ، وشفو ، والتاء
من «اسطاع».
الحرف : قسمان
: حرف معنى ، وحرف مبنى.
١ ـ تعريف حرف
المعنى :
هو ما يدلّ على
معنى غير مستقل بالفهم مثل «هل ، في ، لم».
٢ ـ علامته :
يعرف الحرف
بأنّه لا يحسن فيه شيء من علامات الأسماء والأفعال.
٣ ـ أنواعه :
(١) ما يدخل
على الأسماء والأفعال.
وهذا لا يعمل
شيئا ك «هل» مثاله : (فَهَلْ أَنْتُمْ
شاكِرُونَ) و (وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ
الْخَصْمِ). ففي المثال الأوّل دخولها على الاسم وفي الثّاني
دخولها على الفعل.
(٢) ما يختصّ
بالأسماء فيعمل فيها ك «في» مثل قوله تعالى : (وَفِي السَّماءِ
رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ).
(٣) ما يختصّ
بالأفعال فيعمل فيها ك «لم» مثل قوله تعالى : (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ
يُولَدْ).
أمّا حروف
المبنى ، فهي الحروف التي تتألّف منها كلمة ما ، ولكن كيف ننطق بحرف واحد؟.
قال سيبويه :
خرج الخليل يوما على أصحابه فقال : كيف تلفظون الباء من «اضرب» والدّال من «قد»
وما أشبه ذلك من السّواكن فقالوا : باء ، دال ، فقال : إنما سمّيتم باسم الحرف ،
ولم تلفظوا به ، فرجعوا في ذلك إليه فقال : أرى ـ إذا أردت اللّفظ به ـ : أن أزيد
ألف الوصل : فأقول : «إب» «إد» لأنّ العرب إذا أرادت الابتداء بساكن زادت ألف
الوصل ، فقالت : «اضرب» «اقتل» إذا لم يكن سبيل إلى أن تبتدىء بساكن. وقال :
__________________
كيف تلفظون بالباء من «ضرب» والضاد من «ضحى» فأجابوه كنحو جوابهم الأوّل
فقال : أرى إذا لفظ بالمتحرّك أن تزاد هاء لبيان الحركة فأقول : به ، ضه ، وكذلك
كلّ متحرّك.
حروف الاستفهام :
(انظر
الاستفهام).
حروف الجر :
(انظر الجار
والمجرور وكل حرف منها في حرفه).
حروف العطف :
(انظر عطف
النّسق).
حروف القسم :
وهي حروف جرّ
يقسم بها :
الواو وهي
أكثرها ، ثم الباء ، ويدخلان على كلّ محذوف ، ثم التاء.
(انظر في
حروفها وفي القسم).
حروف الزيادة :
الحروف التي تزاد على المجرّد الثّلاثي ، أو المجرّد الرباعي وغيرهما محصورة في
عشرة أحرف يجمعها قولك : «سألتمونيها» أو «اليوم تنساه» أو «تسليم وهناء» كما
جمعها الزمخشري.
والزّيادة تكون
لأحد سبعة أشياء :
(١) لمعنى ،
وهو أقوى الزّوائد ، كحرف المضارعة ، أو السّين والتاء في نحو «استغفر» فإنّهما
للطّلب.
(٢) الإمكان ،
كهمزة الوصل ، ليمكن النّطق بالسّاكن.
(٣) لبيان
الحركة كهاء السّكت.
(٤) للمدّ «ككتاب
، وعجوز ، وقضيب».
(٥) للعوض كتاء
التأنيث في مثل :
«زنادقة»
فإنّها عوض من ياء زنديق ولذا لا يجتمعان.
(٦) لتكثير
الكلمة كألف «قبعثرى» .
(٧) للإلحاق
كواو «كوثر» وياء «ضيغم» وضابط الذي للإلحاق ، ما جعل به ثلاثيّ أو رباعيّ
موازنا لما فوقه ، مساويا له في حكمه ك : «رعشن» نونه زائدة للإلحاق لأنّه من
الارتعاش ، فألحق ب «جعفر» ، و «فردوس» واوه زائدة للإلحاق ب «جردحل» . والمراد بالموازنة : الموافقة في الحركات والسكنات
وعدد الحروف لأنّه يوزن كوزنه ، والمراد بالمساواة في حكمه : ثبوت الأحكام
الثّابتة للملحق به
__________________
للملحق ، من صحّة واعتلال ، وتجرّد من حروف الزّيادة ، وتضمّن لها ، وزنة
المصدر الشّائع. وإليك مواضع زيادة الحروف العشرة فيما يلي : زيادة الألف : فأمّا
الألف فإنّها لا تكون أصلا في اسم ولا فعل ، إنما تكون زائدة ، أو بدلا ، ولا تكون
إلّا ساكنة ، ولا يكون ما قبلها إلّا مفتوحا ،.
والألف لا تزاد
أوّلا ، لأنّها لا تكون إلّا ساكنة ، ولا يبدأ بساكن ، ولكن تزاد ثانية فما فوق.
فأمّا زيادتها
ثانية فنحو قولك : «ضارب» و «ذاهب» لأنّهما من ضرب وذهب.
وتزاد ثالثة في
قولك : «ذهاب وجمال» وتزاد رابعة في قولك «حبلى» للتأنيث ، والإلحاق ، وغير ذلك في
مثل : «عطشان» و «سكران».
وتزاد خامسة في
مثل «حبنطى» و «زعفران» وتزاد سادسة في مثل : «قبعثرى» .
زيادة الياء :
فأمّا الياء
فتزاد أوّلا ، فتكون الكلمة على «يفعل» نحو «يرمع ويعملة» وفي نحو «يربوع» و «يعسوب».
وتزاد ثانية في
مثل قولك : «حيدر» و «بيطر».
وثالثة في «مثل
«سعيد» و «عثير».
ورابعة في مثل «قنديل»
و «دهليز».
وتزاد للنّسب
مضعّفة ، نحو قولك : «تميميّ» و «قيسيّ». وتزاد للإضافة إلى نفسك نحو «كتابي» و «صاحبي».
وتقع في النصب
، نحو «ضربني» و «الضّاربي».
وتقع دليلا على
النّصب ، والخفض في التّثنية ، والجمع نحو «مسلمين» و «مسلمين».
زيادة الواو :
وأمّا الواو
فلا تزاد أولا ، ولكن تزاد ثانية في مثل «حوقل» و «كوثر».
وتزاد ثالثة في
مثل : «ضروب» و «عجوز».
ورابعة في مثل «ترقوة».
وخامسة في مثل «قلنسوة».
وتزاد دليلا
على رفع الجمع في نحو : «هؤلاء مسلمون».
زيادة الهمزة :
__________________
وأمّا الهمزة
فتزاد في الأوّل ، نحو «أحمر» و «أحمد» و «إصليت» و «إسكاف» ، وكذلك في جمع التكسير ، نحو «أفعل» كأكلب ، وأفلس ، و «أفعال»
كأعدال. وأجمال.
وفي الفعل في
مثل «أفعلت» ك : «أكرمت» و «أحسنت» وفي مصدره في قولك : «إكراما» و «إحسانا». وقد
زيدت الهمزة ثانية نحو قولك : «شمأل» و «شأمل» يدلك على زيادتها قولك : «شملت
الرّيح فهي تشمل شمولا».
زيادة الميم :
وتزاد الميم ،
إلّا أنّها من زوائد الأسماء ، وليست من زوائد الأفعال فمن ذلك في الثّلاثيّ «مفعول»
نحو : «محمود» و «مودود». وما جاوز الثّلاثيّ نحو «مكرم ومكرم» و «منطلق» و «منطلق»
و «مستخرج» و «مستخرج منه» وتلحق في أوائل المصادر والمواضع ، كقولك :
«أدخلته مدخلا»
و «هذا مدخلنا» وكذلك : «معزى» و «ملهى».
وقد تزاد الميم
في الآخر أو قبل الآخر نحو قولهم : «زرقم» من الزّرقة ، و «فسحم» من انفساح
الصّدر. وكذلك «دلامص» الميم زائدة ، لأنّهم يقولون : «دليص» و «دلاص».
زيادة النون :
تلحق النّون في
أوائل الأفعال ، إذا خبّر المتكلّم عنه ، وعن غيره كقولك : «نحن نذهب» أو تلحق
ثانية مثل «منجنيق» وزنه فنعليل ، بدليل جمعه على مجانيق بدون النّون ، و «جندب» و
«عنظب» لأنّه لا يجيء على مثال فعلل شيء إلّا وحرف الزّيادة
لازم له ، وتلحق رابعة في : «رعشن» و «ضيفن» لأنّ رعشن من الارتعاش ، وضيفن : إنما
هو الجائي مع الضيف.
وتزاد النّون
مع الياءات والواو والألف في التّثنية والجمع ، في رجلين ومسلمين ومسلمون ، وكذلك
تزاد النون مع الألف في رجلان.
وتزاد النّون
علامة للصّرف ـ وهو التنوين ـ في نحو قولك : هذا زيد ، ورأيت زيدا ، فالتنوين لفظه
نون ، وإن لم يكتب.
وتزاد في الفعل
لتوكيده مفردة في قولك : «اضربن زيدا» ومضاعفة في «أكرمنّ زيدا».
__________________
زيادة التاء :
وأمّا التّاء
فتزاد علامة للتأنيث في نحو : «قائمة وقاعدة» وهذه التاء تبدل منها الهاء في الوقف
: وتزاد التاء مع الألف في جمع المؤنّث في نحو «مسلمات قانتات». وتزاد في «افتعل
ومفتعل» نحو : «اقتبس ومقتبس».
وتزاد مع الواو
في ملكوت وعنكبوت.
وتزاد مع الياء
في : «عفريت».
وتزاد في أوائل
الأفعال للمخاطب.
مذكّرا ، أو
مؤنّثا ، والأنثى الغائبة.
فالمخاطب نحو «أنت
تقوم ، وأنت تذهبين» والأنثى الغائبة نحو «أختك تذهب». وتقع التاء زائدة في «تفعّل»
نحو «تشجّع» و «تفاعل» نحو «تغافل وتعاقل».
زيادة السين :
أمّا السين فلا تلحق زائدة إلّا في موضع واحد. وهو «استفعل» وما تصرّف منه.
زيادة الهاء :
الهاء تزاد
لبيان الحركة ، ولخفاء الألف ، أمّا بيان الحركة فنحو قولك : «إرمه» وفي نحو قوله
تعالى : (وَما أَدْراكَ ما
هِيَهْ) و (فَبِهُداهُمُ
اقْتَدِهْ).
وأمّا لخفاء
الألف فقولك : «يا صاحباه ، ويا حسرتاه».
زيادة اللام :
فتزاد في نحو «ذلك»
وفي «عبدل» تريد العبد.
الحروف المصدرية :
(انظر الموصول
الحرفي).
الحروف التي لا يتقدّم فيها الاسم الفعل :
فمن تلك الحروف
، الحروف العوامل في الأفعال النّصب ؛ لا تقول : جئتك كي زيد يقول ، ولا خفت أن
زيد يقول ، فلا يجوز أن تفصل بين الفعل والعامل فيه بالاسم ، وكذلك لا تتقدّم فيه
الأسماء الفعل : الحروف الجوازم : لم ، لما ، لام الأمر ، لا الناهية ، لا يجوز أن
تقول : لم زيد يأتك.
أمّا حروف الجزاء فيقبح أن تتقدّم الأسماء فيها الأفعال إلّا في الشّعر
، لأنّ حروف الجزاء يدخلها الماضي والمضارع ، وممّا جاء في الشّعر مجزوما ـ في غير
إن ـ قول عديّ بن زيد :
فمتى واغل
ينبهم يحيّو ـ
|
|
ـ ه وتعطف عليه كأس
السّاقي
|
وقال كعب بن
جعيل وقيل : هو لحسام بن صداء الكلبي :
__________________
صعدة نابتة
في حائر
|
|
أينما الريح
تميّلها تمل
|
أمّا «إن»
الجزائية فيجوز أن يتقدّم فيها الاسم الفعل في النّثر والشعر إذا لم ينجزم لفظا
نحو قوله تعالى : (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ
الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ) ومثله قول شاعر من هراة :
عاود هراة
وإن معمورها خربا
|
|
وأسعد اليوم
مشغوفا إذا طربا
|
فإن جزمت ففي
الشّعر خاصّة.
الحروف التي لا يليها بعدها إلّا الفعل ولا تعمل فيه :
فمن تلك الحروف
: «قد» لا يفصل بينها وبين الفعل بغيره ، ومن تلك الحروف أيضا : سوف لأنّها بمنزلة
السّين. وإنّما تدخل هذه السّين على الأفعال ، وإنّما هي إثبات لقوله : لن يفعل ،
فأشبهتها في أن لا يفصل بينها وبين الفعل.
ومن تلك الحروف
: ربّما ، وقلّما ، وأشباههما كطالما.
جعلوا ربّ مع
ما بمنزلة كلمة واحدة ، وهيّأوها ليذكر بعدها الفعل ، لأنّهم لم يكن لهم سبيل إلى «ربّ
يقول» ولا إلى «قلّ وطال» فألحقوهما «ما» وأخلصوهما للفعل.
ومثل ما لا
يدخل إلّا إلى الفعل ولا يعمل فيه : هلّا ، ولو لا ، وألّا ، ألزموهنّ ، لا ،
وجعلوا كلّ واحدة مع «لا» بمنزلة حرف واحد ، وأخلصوهنّ للفعل ، حيث دخل فيهنّ معنى
التّحضيض ، وقد يجوز في الشعر تقديم الاسم ، قال وهو المرار الفقعسي :
صددت فأطولت
الصّدود وقلّما
|
|
وصال على طول
الصّدود يدوم
|
حرى : كلمة
وضعت للدّلالة على رجاء الخبر ، وهي من النّواسخ تعمل عمل كان ، إلّا أنّ خبرها
يجب أن يكون جملة فعليّة مشتملة على مضارع فاعله يعود على اسمها مقترن ب «أن»
المصدريّة وجوبا نحو «حرى عليّ أن يتعلّم» والمعنى : جدير أو حقيق. وهي ملازمة
للماضي.
حسب : من أفعال
القلوب :
وتفيد في الخبر
الرّجحان واليقين والغالب كونها للرّجحان ،. تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر ،
مثالها
__________________
في الرّجحان قول زفر بن الحارث الكلابي :
وكنّا حسبنا
كلّ بيضاء شحمة
|
|
ليالي لاقينا
جذام وحميرا
|
وفي اليقين قول
لبيد العامريّ :
حسبت التّقى
والجود خير تجارة
|
|
رباحا إذا ما
المرء أصبح ثاقلا
|
ومضارعها :
يحسب بفتح السين وكسرها. والمصدر : محسبة ومحسبة ، وحسبان لا للون تقول : حسب
الرّجل : إذا احمرّ لونه وابيضّ كالبرص ، وبهذا المعنى : حسب : فعل لازم.
(انظر المتعدي
إلى مفعولين).
حسب : معناها ،
وإضافتها ، وإفرادها «حسب» لها استعمالان.
(أحدهما)
إضافتها لفظا فتكون معربة بمعنى : كاف ، فلا تتعرّف بالإضافة ، فتارة تعطى حكم
المشتقّات ، نظرا لمعناها فتكون وصفا لنكرة ، نحو «مررت برجل حسبك من رجل» أو حالا
من معرفة نحو «هذا عبد الله حسبك من رجل» وتستعمل استعمال الأسماء الجامدة فتقع
مبتدأ وخبرا وحالا نحو (حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ) و (فَإِنَّ حَسْبَكَ
اللهُ). و «بحسبك درهم» .
ودخول العوامل
اللفظيّة عليها في هذين المثالين دليل على أنها ليست اسم فعل بمعنى يكفي لأنّ
العوامل اللفظيّة لا تدخل على أسماء الأفعال.
(الثاني) قطعها
عن الإضافة لفظا فتكون بمعنى «لا غير» وتبنى على الضم ، وتأتي للوصفيّة نحو «رأيت
رجلا حسب» أو حاليّة نحو «رأيت زيدا حسب» قال الجوهري : كأنك قلت حسبي أو حسبك ،
فأضمرت ذلك ولم تنوّن ، وتقول في الابتداء «قبضت عشرة فحسب» فالفاء زائدة والخبر
محذوف : التّقدير فحسبي ذلك.
حسنا : مفعول
به لفعل محذوف أو صفة لموصوف محذوف التقدير : فعلت فعلا حسنا أو قلت قولا حسنا.
الحصر :
١ ـ تعريفه :
هو إثبات الحكم
لشيء ونفيه عمّا عداه ، ويحصل بتصرّف بالتّركيب.
__________________
٢ ـ طرق الحصر
:
(١) الاستثناء
بأنواعه ب «إلّا» وغيرها.
(٢) إنّما بكسر
الهمزة.
(٣) العطف ب «لا»
و «بل».
(٤) تقديم
المعمول ، وضمير الفصل ، وتقديم المسند إليه.
(٥) تعريف
الجزأين كقوله تعالى : (اللهُ الصَّمَدُ).
حقّا : (=
المفعول المطلق ٧).
الحكاية :
١ ـ تعريفها :
«الحكاية» لغة
: المماثلة ،.
واصطلاحا :
إيراد اللّفظ المسموع على هيئته تقول : «من محمّدا؟». إذا قيل لك : «رأيت محمّدا»
أو إيراد صفته نحو «أيّا؟» لمن قال : «رأيت خالدا» وهي قسمان :
(أحدهما) حكاية
الجملة الملفوظة أو المكتوبة :
هذا النّوع
بقسميه مطرّد ، تقول في حكاية الجملة الملفوظة : (وَقالُوا : الْحَمْدُ
لِلَّهِ) ومثله قول ذي الرمّة :
سمعت النّاس
ينتجعون غيثا
|
|
فقلت لصيدح
انتجعي بلالا
|
وأمّا حكاية
الجملة المكتوبة فنحو قول من قرأ خاتم النّبيّ صلىاللهعليهوسلم : «قرأت على فصّه : «محمّد رسول الله» ويجوز في هذا
النوع : الحكاية بالمعنى فيقال في نحو «محمّد مسافر» قال قائل : «مسافر محمّد».
وتتعيّن الحكاية بالمعنى إن كانت الجملة ملحونة مع التّنبيه على اللّحن.
(والآخر) حكاية
المفرد ، وتكون بغير أداة ، وتكون بأداة.
أمّا كونها
بغير أداة فشاذّ كقول بعض العرب ـ وقد سمع : هاتان تمرتان ـ : «دعنا من تمرتان».
وأمّا كونها
بأداة الاستفهام فمخصوصة ب «أيّ» و «من» والمسؤول عنه إمّا نكرة أو معرفة. فإن كان
نكرة والسؤال بأحدهما حكي في لفظهما ما ثبت لتلك النّكرة من رفع ونصب وجرّ ،
وتذكير وتأنيث ، وإفراد وتثنية ، وجمع. تقول لمن قال : رأيت رجلا وامرأة وغلامين
__________________
وجارييتن وبنين وبنات : «أيّا ، وأيّة ، وأيّين ، وأيّين ، وأيّات» . وكذلك تقول : «منا ومنه ومنين ومنتين ومنين ومنات» .
٢ ـ الفرق بين
أيّ ومن في الحكاية :
الفرق بينهما
من أربعة أوجه :
(١) أن «أيّا»
عامّة في السؤال ، فيسأل بها عن العاقل كما مثّل ، وعن غيره كقول القائل : رأيت
حمارا أو حمارين ، فيقول السّائل : أيّا. و «من» خاصة بالعاقل.
(٢) أنّ
الحكاية في «أيّ» عامّة في الوقف والوصل ، يقال : «جاءني رجلان» فتقول : «أيّان» أو
«أيّان يا هذا» والحكاية في «من» خاصّة بالوقف تقول لمن قال : جاءني عالمان : «منان»
بالوقف والإسكان ، وإن وصلت ، قلت : «من يا هذا» وبطلت الحكاية ، فأمّا قول شمّر
بن الحارث الضبي :
أتوا ناري
فقلت منون أنتم
|
|
فقالوا الجنّ
قلت عموا ظلاما
|
فنادر في الشعر
ولا يقاس عليه.
(٣) أنّ «أيّا»
يحكى فيها حركات الإعراب غير مشبعة فتقول «أيّ» و «أيّا» و «أيّ» في أحوال
الإعراب.
ويجب في «من»
الإشباع ، تقول لمن قال جاءني رجل : «منوا» ، ولمن قال :
رأيت رجلا «منا»
، ولمن قال : مررت برجل «مني».
(٤) أنّ ما قبل
تاء التّأنيث أو الحكاية في «أيّ» واجب الفتح ، تقول «أيّة» و «أيّتان» ويجوز
الفتح والإسكان في «من» إذا اتّصل بها تاء الحكاية تقول «منه» و «منت» و «منتان» و «منتان» ، والأرجح الفتح في المفرد ، والإسكان في التّثنية ،
وإن كان المسؤول عنه علما لمن يعقل غير مقرون بتابع ، وأداة
__________________
السّؤال «من» غير مقرونة بعاطف ، يجوز حكاية إعرابه ، فيقال لمن قال : «كلمت
عليّا» : «من عليّا؟» بنصب «عليّا» ولمن قال : «نظرت إلى خالد» : «من خالد؟» بجر
خالد ، ولمن قال : «جاء إبراهيم» «إبراهيم؟» بضم إبراهيم للحكاية ، وتبطل الحكاية
في نحو «ومن عليّ؟» لأجل العاطف ، وفي نحو «من خادم محمّد؟» لانتقاء العلميّة ،
وفي نحو : «من صالح المؤدّب» لوجود التّابع ويستثنى من ذلك أن يكون التّابع «ابنا» مضافا إلى علم ك «رأيت محمّد بن
عمرو» أو علما معطوفا ك «رأيت محمّدا وعليّا» فتحوز فيهما الحكاية ، فتقول لمن قال
: «رأيت محمّد بن عمرو» : «من محمّد بن عمرو» بالنصب.
حنانيك : معناها : تحنّنا عليّ بعد تحنّن وبعبارة مفصّلة : كلّما
كنت في رحمة منك وخير فلا ينقطعنّ وليكن موصولا بآخر من رحمتك. قال طرفة :
أبا منذر
أفنيت فاستبق بعضنا
|
|
حنانيك بعض
الشّرّ أهون من بعض
|
ولا يستعمل
مثنى إلّا في حدّ الإضافة. وهو من المصادر المثنّاة التي لا يظهر فعلها ك «لبّيك
وسعديك» وكلّها ملازمة للإضافة ، ولا يتصرّف كما لم يتصرّف سبحان الله ، وأشباه
ذلك.
حواليك : مثنى «حوال» ، وحوال جمع «حول» ، وحول الشيء : جانبه
الذي يمكنه أن يحول إليه.
والعرب يريدون
ب «حواليك» الإحاطة من كلّ وجه ، ويقسمون الجهات التي تحيط إلى جهتين كما يقال :
أحاطوا به من جانبيه ، ومثله : «حوليك» إلّا أنّ هذا مثنّى لمفرد ، وذاك مثنّى
لجمع وهو أبلغ في الدّلالة على الجوانب كلّها.
وكلاهما : ظرف
مكان أعرب إعراب المثنى.
حيث : وقد تفتح
الثّاء كما في سيبويه ، وهو في المكان ك «حين» في الزّمان ، وقد يرد للزّمان ،
والغالب كونه في محلّ نصب ظرف مكان ، نحو : «اجلس حيث ينتهي بك المجلس» أو خفض ب «من»
نحو : (وَمِنْ حَيْثُ
خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ).
ويقبح ابتداء
الاسم بعد «حيث» إذا أوقعت الفعل على شيء من سببه ، ـ أي إذا كان في الفعل ضمير
يعود على الاسم ـ والنصب في الاسم هو القياس تقول : «حيث زيدا تجده فأكرم أهله».
__________________
ويقبح ـ كما يقول سيبويه ـ إن ابتدأت الاسم بعد حيث إذا كان بعده الفعل ،
لو قلت : «اجلس حيث زيد جلس» كان أقبح من قولك : اجلس حيث يجلس وحيث جلس.
والرفع بعد «حيث»
جائز لأنّك قد تبتدىء الأسماء بعده فتقول : اجلس حيث عبد الله جالس. وقد يخفض
بالإضافة ، كقول زهير بن أبي سلمى :
فشدّ ولم
يفزع بيوتا كثيرة
|
|
لدى حيث ألقت
رحلها أمّ قشعم
|
وقد يقع مفعولا
به نحو : (اللهُ أَعْلَمُ
حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ). وناصبها : «يعلم» محذوفا مدلولا عليه بأعلم ، لا بأعلم
المذكورة ، لأنّ أفعل التّفضيل لا ينصب المفعول به. ويلزم «حيث» الإضافة إلى جملة
اسميّة كانت أو فعليّة ، وإضافتها للفعليّة أكثر ، فالاسميّة نحو : «قف حيث أبوك
واقف» والفعليّة مثالها الآية المتقدّمة : (حَيْثُ يَجْعَلُ
رِسالَتَهُ).
وندرت إضافته
إلى المفرد كقول الشّاعر :
ونطعنهم تحت
الحيا بعد ضربهم
|
|
ببيض المواضي
حيث ليّ العمائم
|
ويمكن أن يخرّج
عليه قول الفقهاء «من حيث أنّ كذا» وإذا اتّصلت به «ما» الكافّة ضمّنت معنى الشّرط
وجزمت الفعلين (انظر حيثما).
حيثما : لا
يكون الجزاء في «حيث» بغير «ما» لأنّها ظرف يضاف إلى الأفعال والأسماء ، فإذا جئت
ب «ما» منعت الإضافة ، وجزمت فعلين مثالها قول الشاعر :
حيثما تستقم
يقدّر لك الله
|
|
نجاحا في
غابر الأزمان
|
وهي في محلّ
نصب على الظّرفيّة المكانيّة.
(انظر جوازم
المضارع ٦).
حيص بيص : يقال
«وقعوا في حيص بيص» أي في اختلاط وشدّة وحيرة لا محيص لهم عنه ، ومنه قول سعيد بن
جبير «أثقلتم ظهره ، وجعلتم الأرض عليه حيص بيص» أي ضيّقتم عليه حتى لا مضرب له في
الأرض ، وهو تركيب مزجيّ مبني على فتح جزأيه في محلّ جرّ بفي في المثل الأول ؛ وفي
قول سعيد بن جبير في محلّ نصب على الحال ، وفيها لغات أخرى ، انظرها في القاموس
المحيط.
حين : ظرف مبهم
يصلح لجميع الأزمان طالت أو قصرت المدّة : وجمعها :
__________________
أحيان ، وجمع الجمع : أحايين وهو ممّا يضاف إلى الجمل (انظر الإضافة ١١).
حيّ حيّهلا
حيّهل : كلّها أسماء أفعال للأمر بمعنى : هلمّ أو أقبل وعجّل كقول المؤذّن : «حيّ
على الصّلاة حيّ على الفلاح». والمعنى : هلمّوا إليها وتعالوا مسرعين وفي حديث ابن
مسعود : «إذا ذكر الصّالحون فحيّ هلا بعمر» أي ابدأ به وعجّل بذكره ، وهما كلمتان جعلتا كلمة
واحدة. ومثلها : «حيّهل» وأصلهما : حيّ بمعنى اعجل ، وهلا : حثّ واستعجال ، فصارا
كلمة واحدة وعليه قول الشاعر :
وهيّج الحيّ
من دار فظلّ لهم
|
|
يوم كثير
تناديه وحيّهله
|
__________________
باب الخاء
خال : يخال
خيلا : من أفعال القلوب. وتفيد في الخبر الرّجحان واليقين والغالب والأشهر كونها
للرّجحان تتعدّى إلى مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر ، مثالها في الرّجحان قول
الشّاعر :
إخالك ـ إن
لم تغضض الطرف ـ ذا هوى
|
|
يسومك ما لا
يستطاع من الوجد
|
ومثالها في
اليقين قول الشاعر :
ما خلتني زلت
بعدكم ضمنا
|
|
أشكو إليك
حموّة الألم
|
لا لعجب نحو : «خال
الرجل يخال» إذا تكبّر ، فإنّ فعلها لازم.
وتشترك مع
أخواتها بأحكام.
(= المتعدي إلى
مفعولين).
خبر المبتدأ :
١ ـ تعريفه :
هو الجزء الذي
حصلت به أو بمتعلّقه الفائدة مع مبتدأ غير الوصف ، ويسمّي سيبويه خبر المبتد :
المبنيّ عليه.
ويرفع الخبر
بالمبتدأ كما المبتدأ يرفع بالخبر.
٢ ـ أقسام
الخبر :
الخبر إمّا
مفرد ، وإمّا جملة ، ولكلّ منهما مباحث تخصّه.
٣ ـ الخبر المفرد
:
الخبر المفرد :
إمّا أن يكون جامدا أو مشتقّا ، فإن كان جامدا ـ وهو الخالي من معنى الفعل ـ فلا
يتحمّل ضمير المبتدأ نحو «هذا قمر» و «هذا أسد». وإن كان مشتقّا ـ وهو ما أشعر
بمعنى الفعل ـ فيتحمّل ضمير المبتدأ نحو : «عليّ بارع» و «زيد قائم» ومثله : «العمران
قادمان» ، و «التّلاميذ مجدّون» و «هند
__________________
قائمة» و «الهندان قائمتان» و «الهندات قائمات» إلّا إن رفع المشتقّ الاسم الظّاهر نحو «أحمد طيّب خلقه»
أو رفع الضمير البارز نحو : «عليّ محسن أنت إليه».
ويجب إبراز
الضّمير في الخبر المشتقّ في حالة واحدة ، وهي : إذا جرى الوصف الواقع خبرا على
غير من هو له ، سواء أحصل لبس أم لا ، مثال ذلك : «محمّد عليّ مكرمه هو» فـ «مكرمه»
خبر عن «عليّ» والجملة خبر عن «محمّد» والمقصود : أن محمّدا مكرم
عليّا ، وعلم ذلك بإبراز الضّمير ، ولو استتر الضّمير لاحتمل المعنى عكس ذلك.
هذا مثال ما
حصل فيه اللّبس ، ومثال ما أمن فيه اللّبس «بكر زينب مكرمها هو» فلولا الضّمير
المنفصل «هو» لوضح المعنى وأمن اللّبس ، ومع ذلك أوجبوا أن يبرز الضّمير لاطراد
القاعدة . ٤ ـ الخبر الجملة ورابطها :
إذا وقع الخبر
جملة فإمّا أن تكون الجملة نفس المبتدأ في المعنى فلا تحتاج لرابط نحو : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ). ومثله : «نطقي : الله حسبي».
وإمّا أن تكون
غيره فلا بدّ حينئذ من احتوائها على معنى المبتدأ التي هي مسوقة له ، وهذا هو
الرّابط وذلك بأن تشتمل على اسم بمعناه وهذا الاسم :
(١) إمّا ضميره
مذكور نحو «الحقّ علت رايته» أو مقدّرا نحو : «السّمن رطل بدينار» أي منه.
(٢) أو إشارة
إليه ، نحو : (وَلِباسُ التَّقْوى
ذلِكَ خَيْرٌ) إذا قدّر «ذلك» مبتدأ ثانيا ، لا بدلا أو عطف بيان ،
وإلّا كان الخبر مفردا.
(٣) أو تشتمل
الجملة على اسم بلفظه ومعناه نحو : (الْحَاقَّةُ مَا
الْحَاقَّةُ).
(٤) أو تشتمل
على اسم أعمّ منه نحو : «أبو بكر نعم الخليفة» فـ «أل» في
__________________
فاعل «نعم» استغراقيّة.
وقد يجوز في
الشعر عدم الرّبط ، وهو ضعيف في الكلام ، ومن عدم الرّابط في الشعر قول النّمر بن
تولب :
فيوم علينا
ويوم لنا
|
|
ويوم نساء
ويوم نسر
|
والأصل : نساء
فيه ، ونسر فيه ،.
وقول امرىء
القيس :
فأقبلت زحفا
على الرّكبتين
|
|
فثوب نسيت ،
وثوب أجرّ
|
والأصل : نسيته
، وأجرّه.
أما قول أبي
النجم العجلي :
قد أصبحت أمّ
الخيار تدّعي
|
|
عليّ ذنبا
كلّه لم أصنع
|
فهو ضعيف
كالنّثر ، لأنّ النّصب في «كلّه» لا يكسر البيت ، ولا يخل به.
٥ ـ الخبر ظرفا
أو مجرورا :
ويقع الخبر
ظرفا نحو : (وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ
مِنْكُمْ) ومجرورا نحو (الْحَمْدُ لِلَّهِ) وليس الظّرف أو المجرور هما الخبرين بل الخبر في
الحقيقة متعلّقهما المحذوف المقدّر بكائن أو مستقر.
٦ ـ خبر
المبتدأ وظرف المكان :
ظرف المكان يقع
خبرا عن أسماء الذّوات والمعاني نحو «زيد خلفك» و «الخير أمامك».
٧ ـ خبر
المبتدأ وظرف الزّمان :
ظرف الزّمان
يقع خبرا عن أسماء المعاني غير الدّائمة فقط منصوبا أو مجرورا بفي نحو «الصّوم اليوم» و «السّفر
في غد».
ولا يقع
الزّمان خبرا عن أسماء الذّوات فلا يقال : «زيد اللّيلة» إلّا إن حصلت فائدة جاز
عند الأكثرين ، وذلك في ثلاث حالات :
(أ) أن يكون
المبتدأ عامّا والزّمان خاصّا إمّا بالإضافة نحو «نحن في شهر ربيع» فنحن ذات وهو
عامّ لصلاحيّته لكلّ متكلّم وفي شهر كذا خاصّ ـ وإمّا بالوصف نحو «نحن في زمان
طيّب» مع جرّه ب «في» كما مثّل.
(ب) أن تكون
الذّات مشبهة للمعنى في تجدّدها وقتا فوقتا نحو : «الهلال اللّيلة».
(ج) أن يقدّر
مضاف نحو قول امرىء القيس «اليوم خمر» أي شرب الخمر و «الليلة الهلال» أي رؤية
الهلال.
__________________
٨ ـ اسم المكان
المخبر به عن الذّات :
اسم المكان
المخبر به عن الذّات إمّا متصرّف ، وإمّا غير متصرّف . فإن كان متصرّفا فإن كان نكرة فالغالب رفعه نحو «العلماء
جانب ، والجهّال جانب» ويصحّ «جانبا» فيهما.
وإن كان معرفة
فبالعكس نحو : «الباب يمينك» ويصحّ «يمينك» وإن كان غير متصرّف فيجب نصبه ، نحو «المسجد
أمامك».
٩ ـ اسم
الزّمان المخبر به :
اسم الزّمان إن
كان نكرة واستغرق المعنى جميعه أو أكثره غلب رفعه وقلّ نصبه أو جرّه بفي نحو : «الصّوم
يوم» و «السّير شهر» وإن كان معرفة ، أو نكرة لم تستغرق ، فبالعكس نحو «الصّوم
اليوم» و «الخروج يوما».
١٠ ـ اقتران
الخبر بالفاء :
قد يقترن الخبر
بالفاء ، وذلك إذا كان المبتدأ يشبه الشّرط في العموم والاستقبال ، وترتّب ما بعده
عليه ، وذلك لكونه موصولا بفعل صالح للشّرطيّة نحو : «الذي يأتيني فله درهم».
١١ ـ المصدر
النّائب عن الخبر :
قد يحذف خبر
المبتدأ إذا كان فعلا ، وينوب المصدر منابه تقول : «ما أنت إلّا سيرا» أي تسير
سيرا فـ «سيرا» في المثال مصدر سدّ مسدّ الخبر ، ومثله : «زيد أبدا قياما» ويجوز
أن يكون التقدير : ما أنت إلّا صاحب سير ، فيقام المضاف إليه مقام المضاف ومثله
قوله تعالى : (وَلكِنَّ الْبِرَّ
مَنْ آمَنَ بِاللهِ). وتأويلها : ولكن البرّ برّ من آمن بالله.
١٢ ـ تأخير
الخبر وتقديمه :
الأصل في الخبر
أن يتأخّر عن المبتدأ ، وقد يتقدّم ، وذلك في حالات ثلاث : وجوب تأخيره ، ووجوب
تقديمه ، واستواء الأمرين :
(أ) وجوب تأخير
الخبر :
يجب تأخير
الخبر في أربع مسائل : «إحداها» : أن يخشى التباسه بالمبتدأ ، وذلك إذا كانا
معرفتين ، أو نكرتين متساويتين في التّخصيص ، ولا قرينة تميّز أحدهما عن الآخر ،
فالمعرفتان نحو «أحمد أخوك» أو «صديقك صديقي» ، والنّكرتان نحو
__________________
«أفضل منك أفضل مني» ، أمّا إذا وجدت القرينة نحو «عمر بن عبد العزيز عمر
بن الخطّاب». جاز تقديم الخبر وهو «عمر بن الخطّاب» لأنّه معلوم أنّ المراد تشبيه
ابن عبد العزيز بابن الخطّاب تشبيها بليغا ومنه قوله :
بنونا بنو
أبنائنا ، وبناتنا
|
|
بنوهنّ أبناء
الرّجال الأباعد
|
ف «بنونا» خبر
مقدّم ، وبنو أبنائنا مبتدأ مؤخّر ، والمراد الحكم على بني أبنائهم بأنّهم كبنيهم.
«الثانية» أن
يأتي الخبر فعلا ، ويخشى التباس المبتدأ بالفاعل نحو «عليّ اجتهد» ونحو «كلّ إنسان
لا يبلغ حقيقة الشكر».
«الثالثة» : أن
يقترن الخبر ب «إلّا» معنى نحو : (إِنَّما أَنْتَ
نَذِيرٌ) أو لفظا نحو : (وَما مُحَمَّدٌ
إِلَّا رَسُولٌ) فلا يجوز تقديم الخبر لأنّه محصور فيه ب «إلّا» فأمّا
قول الكميت ابن زيد :
فيا ربّ هل
إلّا بك النّصر يرتجى
|
|
عليهم وهل
إلّا عليك المعوّل
|
فضرورة لأنه
قدّم الخبر المقرون ب «إلّا» لفظا ، والأصل : وهل النّصر إلّا بك ، وهل المعّول
إلّا عليك.
«الرابعة» : أن
يكون المبتدأ مستحقا للتّصدير ، والأسماء التي لها الصّدارة بنفسها هي : أسماء
الاستفهام ، والشّرط ، وما التّعجّبيّة ، وكم الخبريّة ، وضمير الشأن ، وما اقترن
بلام الابتداء ، نحو : «من أنت؟». و «من يقم أقم معه» و «ما أحسن الصدق» و «كم فرس
لي» و (هُوَ اللهُ أَحَدٌ) و «لزيد قائم».
وهناك اسم ليس
له الصّدارة ، ولكنّه يشبه أحيانا ما يستحقّ التّصدير ، وهو «اسم الموصول».
إذا اقترن خبره
بالفاء نحو «الذي يدرّس فله درهم» فالذي : اسم موصول مبتدأ و «يدرّس» صلته ، وجملة
«فله درهم» خبره ، وهو واجب التّأخير ، فإنّ المبتدأ هنا ، وهو «الذي» مشبّه باسم
الشّرط لعمومه وإبهامه واستقبال الفعل الذي بعده ، وكون الفعل سببا لما بعده ولهذا
دخلت الفاء في الخبر وقد تقدم.
وكلّ ما أضيف
من الأسماء إلى ماله الصّدارة ممّا مرّ فله نفس الحكم ، أي وجوب تأخير الخبر نحو :
«غلام من أنت» فـ «غلام» مبتدأ و «من» اسم استفهام مضاف إليه و «أنت» خبر المبتدأ
، ومثله : «قال كم رجل عندك» وهكذا ..
__________________
(ب) وجوب تقديم
الخبر :
يجب تقديم
الخبر في أربع مسائل :
«إحداها» : أن
يكون المبتدأ نكرة ليس لها مسوّغ إلّا تقدّم الخبر ، والخبر ظرف أو جارّ ومجرور أو
جملة ، نحو «عندي كتاب» و «في الدّار شجرة» فإن كان للنكرة مسوّغ جاز الأمران
نحو «رجل عالم عندي» و «عندي رجل عالم».
«الثانية» : أن
يشتمل المبتدأ على ضمير يعود على بعض الخبر ، نحو : (أَمْ عَلى قُلُوبٍ
أَقْفالُها). فلو أجزنا تقديم المبتدأ هنا لعاد الضمير على متأخّر
لفظا ورتبة ، ومنه قول الشاعر :
أهابك إجلالا
وما بك قدرة
|
|
عليّ ، ولكن
ملء عين حبيبها
|
«الثالثة» : أن يكون الخبر له صدر
الكلام نحو «أين كتابك» و (مَتى نَصْرُ اللهِ). «الرابعة» : أن يكون المبتدأ محصورا ب «إلّا» نحو «ما
لنا إلّا اتّباع أحمد» أو «إنما» نحو : «إنما المقدام من لا يخشى قولة الحق».
(ج) جواز تقديم
الخبر وتأخيره :
يجوز تقديم
الخبر وتأخيره ، وذلك فيما فقد فيه موجبهما أي فيما عدا ما مرّ من وجوب تقديم
الخبر. ووجوب تأخيره كقولك «بكر العالم». فيترجح تأخيره على الأصل ، ويجوز تقديمه
لعدم المانع.
١٣ ـ حذف الخبر
:
قد يحذف الخبر
إذا دلّ عليه دليل جوازا أو وجوبا.
فيجوز حذف ما
علم من خبر نحو : «خرجت فإذا صديقي» أي منتظر ، وقوله تعالى : (أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها) أي كذلك. ويجب حذف الخبر في أربعة مواضع :
(أ) أن يكون
المبتدأ صريحا في القسم نحو «لعمرك لأقومنّ» و «آيمن الله لأجاهدنّ» أي لعمرك
__________________
قسمي ، وايمن الله يميني ، وإنما وجب حذفه لسدّ جواب القسم مسدّه.
(ب) أن يكون
المبتدأ معطوفا عليه اسم بواو هي نصّ في المعيّة نحو «كلّ رجل وضيعته» ولو قلت «زيد وعمرو» وأردت الإخبار باقترانهما جاز حذف
الخبر اعتمادا على أنّ السامع يفهم من اقتصارك معنى الاقتران ، وجاز ذكر الخبر
لعدم التّنصيص على المعيّة قال الفرزدق :
تمنّوا لي
الموت الذي يشعب الفتى
|
|
وكلّ امرىء
والموت يلتقيان
|
فآثر ذكر الخبر
وهو يلتقيان.
(ج) : أن يكون
الخبر كونا مطلقا .
و «المبتدأ بعد
لو لا نحو «لو لا العلماء لهلك العوام» فالهلاك ممتنع لوجود العلماء ، فالعلماء
مبتدأ وخبره محذوف وجوبا ، التّقدير : لو لا العلماء موجودون لهلك العوام ، وإن
كان الخبر كونا مقيّدا وجب ذكره إن فقد دليله كقوله : «لو لا زيد سالمنا ما سلم» وفي الحديث : (لو لا قومك حديثو عهد بكفر لبنيت الكعبة
على قواعد إبراهيم) . وجاز الوجهان إن وجد الدّليل نحو : «لو لا أنصار زيد
حموه ما سلم» ويجوز «لو لا أنصار زيد ما سلم» فجملة «حموه» خبر المبتدأ ويجوز حذف
الخبر في المثال الثاني وهو : «لو لا أنصار زيد ما سلم».
فالمبتدأ دالّ
على الحماية إذ من شأن الناصر أن يحمي من ينصره ، ومنه قول أبي العلاء يصف سيفا :
يذيب الرّعب
منه كلّ عضب
|
|
فلو لا الغمد
يمسكه لسالا
|
وجمهور من
النحويين يوجب حذف
__________________
الخبر بعد «لو لا» مطلقا ، بناء على أنه لا يكون إلّا كونا مطلقا ، وأوجبوا
جعل الكون الخاصّ مبتدأ فيقال في : «لو لا زيد سالمنا ما سلم» لو لا مسالمة زيد
إيّانا أي موجودة ، ولحّنوا المعري ، وقالوا : الحديث مرويّ بالمعنى .
(د) أن يغني عن
الخبر حال لا تصحّ أن تكون خبرا نحو «مدحي العالم عاملا» (أقرب ما يكون العبد من ربّه وهو ساجد) «أحسن كلام الرّجل متأنيا» التقدير
: مدحي العالم إذ كان أو إذا كان عاملا وكذا الباقي ... ولا يغني الحال عن
الخبر إلّا إذا كان المبتدأ مصدرا مضافا لمعموله كالمثال الأوّل أو أفعل التفضيل
مضافا لمصدر مؤوّل كالمثال الثاني أو صريح كالمثال الثالث ، فلا يجوز : مدحي
العالم مفيدا بالنصب لصلاحية الحال للخبرية ، فالرفع هنا واجب وشذّ قولهم : «حكمك
مسمّطا» .
١٤ ـ تعدّد
الخبر :
الأصحّ جواز
تعدّد الخبر لفظا ومعنى لمبتدأ واحد نحو «عليّ حافظ شاعر كاتب راوية أديب» ومثله
قوله تعالى : (وَهُوَ الْغَفُورُ
الْوَدُودُ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ).
والذي يمنع
جواز تعدّد الخبر يقدّر «هو» للثاني والثالث من الأخبار ، وليس من تعدّد الأخبار.
قول طرفة :
يداك يد
خيرها يرتجى
|
|
وأخرى
لأعدائها غائظة
|
لأنّ «يداك» في
قوّة مبتدأين لكلّ منهما خبر ولا نحو قولهم : «الرّمّان حلو حامض» لأنّهما بمعنى
خبر واحد ، تقديره «مزّ» ولهذا يمتنع العطف ، وإن توسّط المبتدأ بينهما ، أي نحو
حلو الرّمّان حامض».
خبّر : من
الأفعال التي تتعدّى إلى ثلاثة مفاعيل على ما قاله الفرّاء تقول : «خبّرته الوعد
آتيا».
ومنه قول
الشاعر :
وخبّرت سوداء
الغميم مريضة
|
|
فأقبلت من
أهلي بمصر أعودها
|
__________________
(انظر المتعدي
إلى ثلاثة مفاعيل).
خلا : لها ثلاثة أوجه :
(١) أن يكون
فعلا غير متصرّف ، متعدّيا ، ناصبا للمستثنى على المفعوليّة وفاعله ضمير مستتر
عائد على مصدر الفعل المتقدّم عليها ، فإذا قلنا : «حضر القوم خلا عليّا» فالمعنى
خلا حضورهم عليّا.
(٢) وتصلح أيضا
أن تكون حرفا جارّا للمستثنى فلك أن تقول «حضر القوم خلا عليّ» بالجر ولا تعلّق
لها بما قبلها وهي مع معمولها في موضع نصب بتمام الكلام . وإذا استثني بها ضمير المتكلّم وقصد الجرّ ، لم يؤت
بنون الوقاية ، وإذا قصد النّصب أتي بها ، فيقال على الأوّل : خلاي ، وعلى الثاني
: خلاني.
(٣) أن تدخل «ما»
المصدريّة عليها ، فتتعيّن للفعليّة ، ويجب عند ذلك نصب ما بعدها ، وموضع «ما خلا»
نصب على الحال فيكون التّقدير : حضروا خالين عن عليّ ، وقيل على الظّرف والتقدير :
وقت خلوّهم عن عليّ وعلى ذلك قول الشّاعر :
ألا كلّ شيء
ما خلا الله باطل
|
|
وكلّ نعيم لا
محالة زائل
|
ولها حسب
أحوالها أحكام ب «المستثنى» و «الجارّ والمجرور» (فانظرها فيهما).
خلال : من قوله
تعالى : (فَجاسُوا خِلالَ
الدِّيارِ) هي ظرف مكان منصوب والمعنى : في خلال الديار.
خلف : من أسماء
الجهات ، ولها أحكام قبل ، وهي ظرف مكان منصوب ومعناها : ضدّ «أمام».
(انظر قبل).
الخميس : يجمع
في أدنى العدد على «أخمسة» ك «قفيز وأقفزة» وتجمع على «أخماس».
وجمع الكثرة «الخمس»
و «الخمسان» وعلى «أخمساء» كنصيب وأنصباء.
خير وشرّ : يأتي
هذا اللفظ اسم تفضيل على غير وزن «أفعل» لكثرة الاستعمال نحو «العلم خير من المال»
وهذا هو الأكثر وقد يستعمل قليلا على وزن «أفعل» أي «أخير» ومثله «أشرّ».
(انظر اسم
التفضيل وعمله ٢).
__________________
باب الدّال
درى :
(١) فعل ماض
تعدّى إلى مفعولين ومعناها : علم واعتقد وهي من أفعال القلوب وتفيد في الخبر يقينا
نحو قوله :
دريت الوفيّ
العهد يا عرو فاغتبط
|
|
فإنّ اغتباطا
بالوفاء حميد
|
وتشترك مع
أخواتها بأحكام.
(انظر المتعدي
إلى مفعولين).
(٢) والأكثر في
«درى» أن يتعدّى بالباء نحو «دريت بكذا» فإن دخلت عليه همزة النّقل تعدّى إلى واحد
بنفسه ، وإلى الآخر بالباء نحو (قُلْ لَوْ شاءَ اللهُ
ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْراكُمْ بِهِ).
(٣) وقد تأتي «درى»
بمعنى ختل أي خدع فتتعدّى لواحد نحو : «دريت الصيد» أي ختلته.
دواليك : أي
إدالة بعد إدالة قال عبد بني الحسحاس :
إذا شقّ برد
شقّ بالبرد مثله
|
|
دواليك حتى
ليس للبرد لابس
|
وهو مأخوذ من
تداولوا الأمر بينهم يأخذ هذا دولة وهذا دولة. ويقول ابن الأعرابي : دواليك
وأمثالها خلقت هكذا.
وهو منصوب على
المصدر المحذوف فعله ، وتجب إضافته.
(انظر الإضافة
١٠ / ٣).
دون : نقيض «فوق»
وهو تقصير عن الغاية ، وهو ظرف مكان منصوب يقال : «هذا دونك» في التّحقير
والتّقريب ويكون ظرفا فينصب ويكون اسما فيدخل حرف الجرّ عليه. وتكون «دون» بمعنى
أمام ، وبمعنى وراء ، وبمعنى فوق ، من الأضداد فمن معنى وراء قولهم : «هذا
__________________
أمير على ما
دون جيحون» ، أي على ما وراءه ، ومنه قول الشاعر :
تريك القذى
من دونها وهي دونه
|
|
إذا ذاقها من
ذاقها يتمطّق
|
وتكون بمعنى «غير»
نحو قوله تعالى : (إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ
اللهِ) أي غير الله تعالى ، وقوله تعالى : (وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ).
(انظر أسماء
الجهات).
دونك : اسم فعل
أمر بمعنى خذ يقال : «دونك الكتاب» أي خذه ، وفاعله أنت والكاف للخطاب والكتاب
مفعوله ، ولا يقال : دوني.
(انظر اسم
الفعل ٥)
__________________
باب الذّال
ذا الإشاريّة : (= اسم الإشارة ٢).
ذا الموصولة : يقول
سيبويه : هذا باب إجرائهم «ذا» وحده بمنزلة الذي وليس يكون كالذي إلّا مع «ما ومن»
في الاستفهام فيكون ذا بمنزلة الذي ويكون «ما» حرف استفهام ، وإجراؤهم إيّاه مع «ما»
بمنزلة اسم واحد .
أمّا إجراؤهم «ذا»
بمنزلة الذي فهو قولك : «ماذا رأيت؟» فيقول : متاع حسن أي على البدلية من ما :
المبتدأ» وذا : خبره ؛ قال لبيد بن ربيعة :
ألا تسألان
المرء ماذا يحاول
|
|
أنحب فيقضى
أم ضلال وباطل
|
وأمّا إجراؤهم
إيّاه ـ أي ذا ـ مع ما الاستفهامية ـ بمنزلة اسم واحد فهو قولك : «ماذا رأيت؟» . فتقول : خيرا ؛ كأنك قلت : ما رأيت؟ أي جعلت «ماذا»
كلها استفهاما ـ ومثل ذلك قولهم : ماذا ترى؟ فتقول : خيرا ، وقال جلّ ثناؤه : (ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا
خَيْراً). ولو كان «ذا» لغوا لما قالت العرب : عماذا تسأل؟
ولقالوا : عمّ ذا تسأل كأنهم قالوا : عمّ تسأل ، ولكنهم جعلوا «ما وذا» اسما واحدا
كما جعلوا ما وإن حرفا واحدا حين قالوا : إنّما.
ومثل ذلك :
كأنّما وحيثما في الجزاء.
ومثل «ماذا» من
ذا في جميع ما تقدّم. غير أنّ من ذا للعاقل ، وماذا لغير العاقل.
ذا : بمعنى
صاحب.
(انظر الأسماء
الخمسة).
__________________
ذات : (= اسم الإشارة ٢).
ذات مرّة : من
الظروف غير المتمكّنة التي لا تأتي إلّا ظرفا ، ومثله : «ذات يوم» و «ذات ليلة»
تقول : «سير عليه ذات مرّة» بنصب ذات ، لا يجوز إلّا هذا ، ألا ترى أنّك لا تقول :
«إنّ ذات مرّة كان موعدهم» ، ولا تقول : إنّما لك ذات مرّة.
ذان وذين : (=
اسم الإشارة ٢).
ذر : فعل أمر
بمعنى «دع» ترك ماضيه كما ترك ماضي «دع» ولم يستعمل منهما إلّا الأمر والمضارع ،
تقول : «يذر» و «يدع» واستعمل بدلا من ماضيهما كلمة «ترك» وبدلا من مصدرهما «الترك».
ذه : (= اسم
الإشارة ٢).
ذو الطّائيّة :
اسم موصول عند طيّء خاصّة ، وهي مفردة مذكّرة مبنيّة على سكون الواو في جميع
الحالات على المشهور ، وتستعمل للعاقل وغيره كقول سنان بن الفحل الطّائي :
فإنّ الماء
ماء أبي وجدّي
|
|
وبئري ذو
حفرت وذو طويت
|
وقد تؤنّث
وتثنّى وتجمع عند بعض بني طيء فتقول في المذكّر «ذو» وفي المؤنّث «ذات» وفي مثنّى
المذكّر «ذوا» وفي المثنى المؤنّث «ذواتا» وفي جمع المذكّر «ذوو» وفي جمع المؤنث «ذوات»
وقد تعرب بالحروف الثّلاثة إعراب «ذو» بمعنى صاحب كقول منظور بن سحيم الفقعسي :
فإمّا كرام
موسرون لقيتهم
|
|
فحسبي من ذي
عندهم ما كفانيا
|
فيمن رواه
بالياء ، أمّا الرّواية الأصليّة : «فحسبي من ذو» على الأصل في البناء على سكون
الواو في حالاتها كلّها.
ذيت وذيت : قيل
: إنّها مثلّثة الآخر ، والمشهور الفتح ، وحكي الكسر ، وهي من ألفاظ الكنايات وهي
بمعنى : «كيت وكيت» وقيل : إنها تختصّ بالأقوال.
(انظر كيت وكيت).
ذي : (= اسم
الإشارة ٢)
ذيّا : تصغير «ذا»
للإشارة.
(= التصغير ١٣).
ذيّان : تصغير «ذان»
للتّثنية.
(= التصغير ١٣).
ذين : (= اسم
الإشارة ٢).
باب الرّاء
رأى : فعل
يتعدّى إلى مفعولين ، وهو :
(١) من أفعال
القلوب ، وتفيد في الخبر الرّجحان أحيانا ، واليقين أحيانا أخرى ، والأكثر أنّها
لليقين ، نحو قوله تعالى : (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ
بَعِيداً وَنَراهُ) قَرِيباً . فيرونه الأولى للظنّ وهي قوله تعالى : (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً) والثانية وهي قوله تعالى : (وَنَراهُ قَرِيباً) لليقين ، ولها مع أخواتها أحكام.
(انظر المتعدي
إلى مفعولين).
(٢) «رأى» من
الرّأي وهو المذهب تقول : «رأيت رأي فلان» أي اعتقدته ، وتتعدى هذه إلى واحد.
(٣) «رأى»
بمعنى أبصر تقول : «رأيت العصفور على الشّجرة». أي أبصرته ، وتتعدّى هذه أيضا إلى
واحد.
(٤) «رأى»
الحلميّة وتتعدّى لاثنين ك «رأى» العلميّة كقوله تعالى : (إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً).
ربّ : حرف جر
لا يجرّ إلّا النّكرة ، ولا يكون إلّا في أول الكلام ، وهو في حكم الزّائد ، فلا
يتعلّق بشيء وقد يدخل على ضمير الغيبة ملازما للإفراد والتّذكير ، والتّفسير
بتمييز بعده مطابق للمعنى كقول الشّاعر :
ربّه فتية
دعوت إلى ما
|
|
يورث المجد
دائبا فأجابوا
|
وهذا قليل.
وقد تدخل «ما»
النكرة الموصوفة على «ربّ» وتوصف بالجملة التي بعدها ، نحو قول أمية بن أبي الصّلت
:
ربّما تكره
النّفوس من الأم
|
|
ر له فرجة
كحلّ العقال
|
__________________
والتّقدير :
ربّ شيء تكرهه النّفوس ، وضمير له يعود على ما. وقد تلحق ربّ ما الزّائدة فتكفّها
عن العمل فتدخل حينئذ على المعارف وعلى الأفعال فتقول : «ربّما عليّ قادم» و «ربّما
حضر أخوك».
وقد تعمل قليلا
كقول عديّ الغسّاني :
ربّما ضربة
بسيف صقيل
|
|
بين بصرى
وطعنة نجلاء
|
والغالب على «ربّ»
المكفوفة أن تدخل على فعل ماض كقول جذيمة : «ربما أوفيت في علم» وقد تدخل على
مضارع منزّل منزلة الماضي لتحقّق الوقوع نحو قوله تعالى : (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا) وندر دخولها على الجملة الاسميّة كقول أبي دؤاد الإيادي
:
ربّما الجامل
المؤبّل فيهم
|
|
ومعنى «ربّ»
التّكثير ، وتأتي للتّقليل
|
فالأوّل كقوله
عليه الصلاة والسلام : (يا ربّ كاسية في الدّنيا عارية يوم القيامة).
والثاني كقول
رجل من أزد السّراة :
ألا ربّ
مولود وليس له أب
|
|
وذي ولد لم
يلده أبوان
|
وقد تحذف «ربّ»
ويبقى عملها بعد الفاء كثيرا كقول امرىء القيس :
فمثلك حبلى
قد طرقت ومرضع
|
|
فألهيتها عن
ذي تمائم محول
|
وبعد الواو
أكثر كقول امرىء القيس :
وليل كموج
البحر أرخى سدوله
|
|
عليّ بأنواع
الهموم ليبتلي
|
وبعد «بل»
قليلا كقول رؤبة :
بل بلد ملء
الفجاج قتمه
|
|
لا يشترى
كتّانه وجهرمه
|
وبدونهن أقلّ
كقول جميل بن معمر :
رسم دار وقفت
في طلله
|
|
كدت أقضي
الحياة من جلله
|
ربّة : هي «ربّ»
لا تختلف عنها معنى وإعرابا مع زيادة التاء لتأنيث لفظها فقط.
ربّتما : هي «ربّة»
دخلت عليها «ما» الزّائدة فكفّتها عن العمل وصارت تدخل على المعارف والأفعال.
(انظر ربّ).
__________________
ربّما : هي «ربّ»
دخلت عليها «ما» فكفّتها عن العمل وقد تخفّف الباء نحو قوله تعالى : (رُبَما يَوَدُّ).
(انظر ربّ).
ردّ :
(١) من أفعال
التّصيير تتعدّى إلى مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر نحو قوله تعالى : (لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ
إِيمانِكُمْ كُفَّاراً). ونحو قول عبد الله بن الزّبير :
فردّ شعورهنّ
السّود بيضا
|
|
وردّ وجوههنّ
البيض سودا
|
وتشترك مع «أخواتها»
بأحكام.
(انظر المتعدي
إلى اثنين).
(٢) وقد تأتي «ردّ»
بمعنى رجع فتنصب مفعولا واحدا نحو : «ردّه الله» أي رجعه.
رفع المضارع : يرفع
المضارع إذا تجرّد من النّاصب والجازم نحو «يلبّي» «يقرأ» و «أنتما تكتبان» و «أنتم تنظرون».
وإذا دخلت على
المضارع السّين أو سوف فقد منعتها بها من كلّ عامل.
رويد : مصدر
أرود مصغّرا تصغير ترخيم ، تقول : «رويدا» ، إنما تريد : أرود زيدا أي أمهله ،
ومثله قول مالك بن خالد الهذلي :
رويد عليّا
جدّ ما ثدي أمّهم
|
|
إلينا ولكن
بغضهم متماين
|
وتقول : «رويدك
زيدا» أي أمهله ، فزيدا مفعول به لرويد ، والكاف لتبيّن المخاطب. ول «رويد» أربعة
أوجه من الإعراب.
اسم فعل أمر
نحو «رويد زيدا» أي أمهله ، ولا تقول : رويده.
وصفة : نحو «ساروا
سيرا رويدا».
وحال : نحو «سار
القوم رويدا».
ومصدر : نحو «رويد
أخيك» بالإضافة.
الرّيث : مصدر
راث : بمعنى أبطأ ، فإذا استعمل في معنى الزّمان جاز أيضا أن يضاف إلى الفعل فتقول
«أتيتك ريث قام زيد» وهو ـ على هذا ـ مبنيّ كسائر أسماء الزّمان المضافة إلى الفعل
المبني وعلى
__________________
هذا فالرّيث : المقدار من الزّمان يقال : «جلس عندنا ريثما أكل». وفي المثل
«ربّ عجلة أعقبت ريثا» أي إبطاء وأجروه ظرفا كما أجروا قولهم : «مقدم الحجيج» و «خفوق
النّجم» وهو من الظّروف المبهمة يرجّح بناؤه على الفتح إذا أضيف إلى جملة صدّرت
بمبني ويرجّح إعرابه إذا أضيف إلى جملة صدّرت بمعرب. تقول بترجيح البناء : «انتظرنا
ريث لبسنا» وبترجيح الإعراب : «لبث ريث نقرأ الرّسالة».
ريحانة : تقول
: سبحان الله وريحانة ، قال أهل اللغة : معناه : واسترزاقه ، وهو عند سيبويه من
الأسماء الموضوعة موضع المصادر.
وقال الجوهري :
سبحان الله وريحانة نصبوها على المصدر ، يريدون تنزيها له واسترزاقا.
ريثما : هي «ريث»
دخلت عليها «ما» الزائدة.
باب الزّاي
زعم :
(١) فعل ماض
ينصب مفعولين ، ومن أفعال القلوب ، وتفيد في الخبر رجحانا ، بشرط ألّا تكون لكفالة
كما سيأتي ، ولا لرئاسة فتتعدى لواحد ، ولا سمن ولا هزال ، يقال : زعمت الشاة :
سمنت أو هزلت ، فلا تتعدى. وبمعنى الظن قول أبي أميّة الحنفي :
زعمتني شيخا
ولست بشيخ
|
|
إنّما الشيخ
من يدب دبيبا
|
والأكثر في «زعم»
وقوعها على «أن» أو «أنّ» وصلتهما نحو : (زَعَمَ الَّذِينَ
كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا).
وقول كثيرّ :
وقد زعمت أني
تغيّرت بعدها
|
|
ومن ذا الّذي
يا عزّ لا يتغيّر
|
وتشترك مع «أخواتها»
بأحكام.
(انظر المتعدي
إلى مفعولين).
(٢) تأتي «زعم»
بمعنى كفل ، ومنه قوله تعالى : (وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ) أي كفيل به ، ولا تتعدّى هذه إلّا بحرف الجر ، تقول : «زعم
الأخ بأخيه» أي كفل به.
زمان : من
الظروف الزّمانيّة المبهمة وهو منصوب. (انظر الإضافة).
__________________
باب السّين
السّالم من الأفعال :
١ ـ تعريفه :
هو ما خلت
أصوله من الهمز والتّضعيف نحو «فهم» ٢ ـ حكمه :
إذا أسند
للضمائر أو الاسم الظّاهر لا يتغيّر السّالم إذا أسند للضمائر أو للاسم الظّاهر
فتقول في «فهم» عند إسنادها لضمير المتكلم «فهمت» «فهمنا» كما نقول «فهم عليّ».
سأ : اسم صوت
للحمار يورد به أو يزجر.
(انظر أسماء
الأصوات).
السّبت : هو
آخر أيّام الأسبوع ، وسمّي سبتا ـ والسّبت القطع ـ لانقطاع الأيّام عنده ، ويجمع
على «أسبت وسبوت».
سبحان : معنى «سبحان
الله» : براءة الله من السّوء ، وتنزيهه عن كلّ ما لا ينبغي أن يوصف به. وهو في
موضع المصدر ، وليس منه فعل ، والأصل فيه : أسبّح الله تسبيحا. وإنّما لم ينوّن
لأنّه ممنوع من الصّرف ، والمانع له : كونه اسما علما لمعنى البراءة والتّنزيه ،
وفيه زيادة الألف والنّون ، ويذهب المنع بالإضافة ومثله : سبحانك والكاف فيها مضاف
إليه ، ولا يجوز رفعه ، وكذلك كلّ ما لازمته الإضافة.
سحر : السّحر :
قبيل الصّبح ، فإذا قلت : «حفظت سحر» بغير تنوين فهو معرفة ، إذا أردت سحر ليلتك ،
ممنوعا من الصرف ، للعلميّة والعدل ، وعدله عن «السّحر» وإن ترد به سحر يوم مّا
صرفته كقول الله تعالى : (إِلَّا آلَ لُوطٍ
نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ) وتقول «سير على فرسك سحر» فلا ترفعه بالنيابة عن الفاعل
لأنه ظرف غير متصرف أي لا يكون إلّا ظرفا فإذا صغّرته صرفته أي نوّنته تقول : «سير
__________________
عليه سحيرا» إذا عنيت المعرفة ، أي إذا عنيت سحر ليلتك ، أو إذا دخلت عليه
الألف واللّام فيعرب بالحركات يقولون : «هذا السّحر» و «بأعلى السّحر» و «أن
السّحر خير لك من أوّل اللّيل».
سحقا : يقول
تعالى : (فَسُحْقاً لِأَصْحابِ
السَّعِيرِ) وإعرابه : منصوب على المصدر من سحق سحقا : أي باعدهم من
رحمته مباعدة.
سرّا : هي قولك
: «زيد يعمل سرّا».
ف «سرّا» مصدر
منصوب في موضع الحال.
سعديك : معناه
: أسعدك الله إسعادا بعد إسعاد ، وقال ابن الأثير : أي ساعدت طاعتك مساعدة بعد
مساعدة ، وإسعادا بعد إسعاد ، ولهذا ثنّي وهو من المصادر غير المتصرّفة المنصوبة
بفعل لا يظهر في الاستعمال وهي ملازمة للإضافة.
(انظر الإضافة
١٠ / ٣).
سقيا : مصدر
نائب عن فعله تقول : «سقيا لك» والأصل : سقاك الله سقيا.
سلاما : معناه
: المبارأة والمتاركة نحو قوله تعالى : (وَإِذا خاطَبَهُمُ
الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً) تأويله : المتاركة ، أي لا خير ولا شر بيننا وبينكم
وإعرابه : مصدر منصوب بفعل محذوف ، ويجوز رفعه على تقدير أمري سلام وكذلك كلّ ما
لا تلزمه الإضافة يصح فيه الوجهان ، النّصب والرفع.
سمعا وطاعة : مصدران
منصوبان بتقدير فعل أي سمعت سمعا وأطعت طاعة.
ويجوز «سمع
وطاعة» على حذف المبتدأ ، أو التّقدير : أمري سمع وطاعة ، أو على حذف الخبر ،
والتقدير : عندي سمع وطاعة.
سنون وبابه : ملحق
بجمع المذكر السالم.
(انظر جمع
المذكّر السالم ٨).
سواء :
(١) تكون بمعنى
مستو ، ويوصف بها المكان بمعنى أنّه نصف بين مكانين والأفصح فيه حينئذ أن يقصر مع
الكسر نحو : (مَكاناً سُوىً) وهو أحد الصفات التي جاءت على «فعل» كقولهم : «ماء روى»
و «قوم عدى» وقد
__________________
تمدّ مع الفتح نحو «مررت برجل سواء والعدم».
(٢) وبمعنى
الوسط فتمدّ نحو قوله تعالى : (فِي سَواءِ
الْجَحِيمِ).
(٣) وبمعنى
التّام فتمدّ أيضا كقولك «هذا درهم سواء».
(٤) وبمعنى
مكان أو غير على خلاف في ذلك ، فتمد مع الفتح وتقصر مع الضّم ويجوز الوجهان مع
الكسر. وتقع هذه صفة واستثناء كما تقع غير.
(انظر سوى).
هذا ، ويخبر ب «سواء»
بمعنى مستو عن الواحد ، فما فوقه نحو : (لَيْسُوا سَواءً).
(٥) سواء
للتّسوية : ويأتي بعدها همزة التّسوية ، ولا بد مع همزة التسوية من «أم» نحو : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ
أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ) ويؤوّل ما بعد هذه الهمزة بمصدر وتقديره هنا : إنذارك
وعدمه سواء عليهم ، على أنها مبتدأ وسواء خبر مقدّم.
سوى : من
الظّروف اللّازمة المكانيّة ولا تخرج عن الظّرفيّة إلّا في الشعر كقول الفند الزّمّاني :
ولم يبق سوى
العدوا
|
|
ن دنّاهم كما
دانوا
|
والشّائع : أنّ «سوى» ك «غير» معنى وإعرابا ، فتخرج عن النّصب
إلى الرّفع والجرّ.
وقيل : تستعمل ظرفا غالبا وك «غير» قليلا ـ وهذا القول أعدل .
الفرق بين «سوى»
و «غير» : تفارق «سوى» «غير» في ثلاثة أمور :
(أحدها)
إعرابهما على رأي جمهور البصريين.
(الثاني) أنّ
المستثنى ب «غير» قد يحذف إذا فهم المعنى نحو : «ليس غير» .
(الثالث) أن «سوى»
تقع صلة للموصول في فصيح الكلام بخلاف «غير» نحو «جاء الذي سواك» وهذا دليل
الجمهور على أنّها من الظروف اللّازمة.
سوف : هي حرف
استقبال مثل السين (انظر السين) ، وقيل : أوسع منها استقبالا وتنفرد عن السين
بدخول اللّام عليها
__________________
نحو : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ
رَبُّكَ فَتَرْضى) ويجب أن تلتصق بفعلها وقد تفصل بالفعل الملغى. كقوله :
وما أدري
وسوف إخال أدري
|
|
أقوم آل حصن
أم نساء
|
وقد يضطّر
الشاعر ، فيقدّم الاسم ، وقد أوقع الفعل على شيء من سببه ، لم يكن حدّ إعراب الاسم
، إلّا النصب ، وذلك نحو : «سوف زيدا أضربه» فالهاء هنا من سببه ، ولو قلت : «سوف
زيدا أضرب» لم يحسن ، لأنّ «سوف» إنما وضعت للأفعال.
سيّ : اسم
بمنزلة «مثل» وزنا ومعنى ، وتثنيته «سيّان» وتستغني بالتّثنية عن الإضافة بل
استغنوا بتثنيته عن تثنية سواء ، فلم يقولوا : سواءان إلّا شاذّا كقول الشاعر :
فيا ربّ إن
لم تقسم الحبّ بيننا
|
|
سواءين
فاجعلني على حبّها جلدا
|
و «سيّ» جزء من
«ولا سيّما».
سيّما : (انظر
ولا سيّما).
السين : حرف
يختصّ بالمضارع ، ويخلّصه للاستقبال ، وهي حرف «تنفيس» ومعناه :
التّوسيع وأوضح
من ذلك قول الزّمخشري بأنها : «حرف استقبال».
__________________
باب الشّين
الشبه
الاستعمالي : هو أن يلزم الاسم طريقة من طرائق الحروف ، فيبنى ، كأن ينوب عن الفعل
في معناه وعمله ، ولا يدخل عليه عامل ، فيؤثّر فيه ، أو يفتقر افتقارا متأصّلا إلى
جملة.
ف (الأوّل) :
أسماء الأفعال ك : «هيهات» و «صه» فإنّها نائبة عن «بعد» و «اسكت» ولا يصحّ أن
يدخل عليها شيء من العوامل فتتأثّر به فاشبهت «ليت» و «لعلّ» فهما نائبان عن «أتمنى»
و «أترجّى» ولا يدخل عليها عامل.
و (الثاني) ك «إذ»
و «إذا» و «حيث» من الظّروف في افتقارها إلى الإضافة ، و «الذي» و «التي» وأمثالها
من الموصولات في افتقارها إلى جملة تكون صلة.
الشّبه المعنوي
: هو أن يتضمّن الاسم معنى من معاني الحروف : ك «متى» الشّرطية نحو «متى تأتنا
تجدنا» فإنّها تشبه في المعنى «إن» الشّرطية نحو «إن تأتنا تجدنا» وكذلك «متى»
الاستفهاميّة فإنها تشبه في المعنى همزة الاستفهام.
الشّبه الوضعي
: هو أن يكون الاسم موضوعا على حرف واحد أو حرفين ك «التاء» و «نا» في «أكرمتنا»
فإنّ التّاء شبيهة من حيث الوضع ب «واو» العطف و «لام» الجرّ و «نا» شبيهة وضعا
بنحو «قد» و «بل».
شبهك : من
الألفاظ التي لا تفيد تعريفا إن أضيفت إلى معرفة.
(انظر الإضافة
٥ تعليق).
شتّان : اسم
فعل ماض مبني على الفتح ، وقد تكسر النّون ، وهو بمعنى بعد وافترق ، تقول : «شتّان
ما بينهما» ، «شتّان ما هما» ، «شتّان ما زيد وأخوه» ، «شتّان بينهما» بضم نون
بينهما على رفعه فاعلا ، وفتحها على نصبه ظرفا ، والاسم بعدها
مرفوع على أنّه فاعل بها ، ولا تدخل على فعل.
شذر مذر : تقول
: «تفرّقوا شذر مذر» أي ذهبوا في كلّ وجه ، وهما اسمان مركّبان مبنيّان على الفتح
في محلّ نصب على الحال.
الشّرط : (=
جوازم المضارع).
الشّرط والقسم
وجوابهما ـ
(جوازم المضارع
١١).
شرع : من أفعال
الشّروع وهي من النّواسخ ترفع الاسم وتنصب الخبر إن لم تكتف بمرفوعها نحو «شرع زيد
يسعى على الفقراء» وإن اكتفت بمرفوعها كان فاعلا نحو «شرع خالد» أي بدأ إذا كنت
منتظرا أن يبدأ.
(انظر أفعال
الشروع).
شرعك : بمعنى
حسبك من الألفاظ التي لا تفيد تعريفا بالإضافة إلى معرفة.
(انظر الإضافة
٥ تعليق).
شطر : بمعنى
نحو أو قصد ، ومنه : (فَوَلِّ وَجْهَكَ
شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ). أي تلقاءه ، وهو منصوب على الظّرفيّة المكانيّة.
شغر بغر : اسمان
مركّبان مبنيان على الفتح ليس في أحدهما معنى الإضافة إلى الآخر تقول : «تفرّق
القوم شغر بغر» أي في كلّ وجه ، وهما في موضع الحال مؤول ب «متفرقين».
شمال : من
أسماء الجهات ، وهو ظرف مكان مبهم وله أحكام.
(انظر قبل).
__________________
باب الصّاد
صار :
(١) تأتي ناقصة
بمعنى : رجع وتحوّل وهي : من أخوات «كان» نحو قول المتنبي :
ولمّا صار
ودّ النّاس خبّا
|
|
جزيت على
ابتسام بابتسام
|
وهي تامّة
التّصرف ، وتستعمل ماضيا ومضارعا وأمرا ومصدرا.
وتشترك مع «كان»
بأحكام.
(انظر كان
وأخواتها).
(٢) وقد تكون
تامّة فتحتاج إلى فاعل وذلك إذا كانت بمعنى انتقل نحو «صار الأمر إليك» أي انتقل ،
أو كانت بمعنى رجع نحو : (أَلا إِلَى اللهِ
تَصِيرُ الْأُمُورُ). أي ترجع.
صباح مساء : ظرف
زمان مبني على فتح الجزءين في محل نصب تقول : «جئته صباح مساء» أي لازمته. وهو من
الظّروف غير المتصرّفة ، فلا يأتي إلّا ظرفا.
الصحيح من الأفعال :
١ ـ تعريفه :
الصّحيح ما خلت
أصوله من أحرف العلّة التي هي «الواو والألف والياء».
٢ ـ أقسامه :
الصّحيح ثلاثة
أقسام :
(١) سالم.
(٢) مضعّف.
(٣) مهموز.
ولكلّ منها
تعريف وأحكام.
(= في حروفها).
الصّدارة : الأسماء
التي لها الصّدارة.
(= خبر المبتدأ
١١).
الصّفة : (انظر
النعت).
__________________
الصّفة المشبّهة وإعمالها :
١ ـ تعريفها :
هي الصّفة
المشبّهة باسم الفاعل فيما عملت فيه ، ولم تقو أن تعمل عمله. وذلك لأنّها ليست في
معنى الفعل المضارع ، فإنما شبّهت بالفاعل فيما عملت فيه ، وإنما تعمل فيما كان من
سببها معرّفا بالألف واللام. أو نكرة لا تجاوز هذا ، والإضافة فيها أحسن وأكثر ،
والتّنوين عربيّ جيّد ، فالمضاف قولك : «هذا حسن الوجه» فالظّاهر أنّ الحسن لهذا ،
ولكنّ الوجه فاعل بالمعنى ، ومن ذلك قولهم : «هو أحمر بين العينين». و «هو جيّد
وجه الدار» ومما جاء منوّنا قول زهير :
أهوى لها
أسفع الخدّين مطّرق
|
|
ريش القوادم
لم تنصب له الشّبك
|
٢ ـ مشاركة الصفة المشبّهة اسم
الفاعل :
تشارك الصّفة
المشبّهة اسم الفاعل في الدّلالة على الحدث وفاعله والتّذكير والتأنيث والتّثنية
والجمع ، وشرط الاعتماد إذا تجرّدت من «أل».
(انظر اسم
الفاعل).
٣ ـ اختصاص
الصّفة المشبّهة عن اسم الفاعل :
تختصّ الصّفة
المشبّهة بسبعة أمور :
(١) أنها تصاغ
من اللّازم دون المتعدّي ك «حسن» و «جميل» واسم الفاعل يصاغ منهما ك : «قائم» و «فاهم».
(٢) أنها
للزّمن الماضي المتّصل بالحاضر الدّائم ، دون الماضي المنقطع والمستقبل ، واسم
الفاعل لأحد الأزمنة الثلاثة.
(٣) أنّها تكون
مجارية للمضارع في حركاته وسكناته ك «طاهر القلب» و «مستقيم الرّأي» و «معتدل
القامة» وتكون غير مجارية له وهو الغالب في
__________________
المبنيّة من الثّلاثي ك «جميل» و «ضخم» و «ملآن» ولا يكون اسم الفاعل إلّا
مجاريا له.
(٤) أنّ
منصوبها لا يتقدّم عليها بخلاف منصوب اسم الفاعل.
(٥) أنّه يلزم
كون معمولها سببيّا أي اسما ظاهرا متّصلا بضمير موصوفها ، إمّا لفظا نحو «إبراهيم
كبير عقله» وإمّا معنى نحو «أحمد حسن العقل» أي منه وقيل : إنّ «أل» خلف من المضاف
إليه .
أمّا اسم
الفاعل فيكون سببيّا وأجنبيّا.
(٦) أنّها
تخالف فعلها فإنّها تنصب مع قصور فعلها تقول : «محمد حسن وجهه».
(٧) يمتنع عند
الجمهور أن يفصل في الصّفة المشبّهة المرفوع والمنصوب ، ويجوز في اسم الفاعل أن
تقول : «أحمد مكرم في داره أبوه ضيفه».
ولا تقول في
الصفة المشبهة «خالد حسن في الحرب وجهه».
٤ ـ معمول
الصّفة المشبّهة :
لمعمول الصّفة
المشبّهة ثلاث حالات :
(أ) الرّفع على
الفاعليّة للصفة ، أو على الإبدال من ضمير مستتر في الصّفة بدل بعض من كل على ما
قاله أبو علي الفارسي.
(ب) الخفض
بإضافة الصفة إليه.
(ج) النصب على
التشبيه بالمفعول به إن كان معرفة ، وعلى التمييز إن كان نكرة ، والصفة مع كل من
الثلاثة الرفع والنصب والخفض ، إمّا نكرة أو معرفة مقرونة ب «أل» وكل من هذه الستة
للمعمول معه ستّ حالات ، لأنه إمّا ب «أل» كالوجه ، أو مضاف لما فيه «أل» ك «وجه
الأب» أو مضاف للضمير ك «وجهه» أو مضاف لمضاف للضّمير ك «وجه أبيه» أو مجرّد من أل
والإضافة ك «وجه» أو مضاف إلى مجرّد ك : «وجه أب».
فالصّور ستّ
وثلاثون ، الممتنع منها أربعة ، وهي أن تكون الصفة ب «أل» والمعمول مجرّدا منها ،
ومن الإضافة إلى تاليها ، والمعمول مخفوض ، ك «الحسن وجهه» أو «الحسن وجه أبيه» أو
«الحسن وجه» أو «الحسن وجه أب». لأن الإضافة في هذه الصور الأربع لم تفد تعريفا
ولا تخصيصا ولا تخلصا من قبح حذف الرابط ، ودونك التفصيل.
٥ ـ الجائز في
عمل الصّفة المشبهة :
الصّور الجائزة
الاستعمال في الصّفة المشبّهة : منها ما هو قبيح ، وما هو ضعيف ، وما هو حسن :
(١) فالقبيح :
رفع الصفة مجرّدة
__________________
كانت ، أو مع «أل» : المعمول المجرّد منها ومن الضمير والمضاف إلى المجرّد
، لما فيه من خلوّ الصفة من ضمير يعود على الموصوف ، وذلك أربع صور : «خالد حسن
وجه». و «عليّ حسن وجه أب» و «بكر الحسن وجه» و «زيد الحسن وجه أب» .
(٢) والضعيف :
أن تنصب الصفة المجردة من أل : المعارف مطلقا ، وأن تجرّها بالإضافة ، سوى المعرّف
ب «أل» والمضاف إلى المعرّف بها ، وجرّ المقرونة ب «أل» المضاف إلى المقرون بها ،
وذلك في ست صور وهي : «محمد حسن الوجه» و «بكر حسن وجه الأب» و «زيد حسن وجهه» و «عامر
حسن وجه أبيه» بالنصب فيهن و «خالد حسن وجهه». و «زهير حسن وجه أبيه» بالجر فيهما
والجر عند سيبويه من الضرورات ، وأجازه الكوفيّون لأنّه من إجراء وصف القاصر مجرى
وصف المتعدي وجرّ الصّفة المضاف إلى ضمير الموصوف أو إلى مضاف إلى ضميره.
(٣) والحسن ما
عدا ذلك. وهو رفع الصّفة المجرّدة من أل : المعرّف بها ، والمضاف إلى المعرّف بها
، أو إلى ضمير الموصوف ، أو إلى المضاف إلى ضميره ونصب الصّفة المجرّدة من أل
والإضافة ، والمضافة إلى المجرّد منها ... وهكذا إلى نحو اثنتين وعشرين صورة :
منها : حسن الوجه وحسن وجه الأب ، وحسن وجهه ، وحسن وجه أبيه ، وحسن وجها ، وحسن
وجه أب ، وحسن الوجه وحسن وجه الأب ، وحسن وجه ، وحسن وجه أب ، والحسن الوجه ،
والحسن وجه الأب ، والحسن وجهه ، والحسن وجه أبيه ... وهكذا.
٦ ـ اسم الفاعل
أو المفعول اللّذان يعاملان معاملة الصّفة المشبّهة :
إذا كان اسم
الفاعل غير متعدّ ، وقصد ثبوت معناه ، عومل معاملة الصّفة المشبّهة ، وساغت إضافته
، إلى مرفوعه ، بعد تحويل الإسناد كما ذكر ذلك في : اسم الفاعل.
وكذا إذا كان
متعدّيا لواحد ، وأمن اللّبس ، فلو قلت : «زيد راحم الأبناء وظالم العبيد» بمعنى :
أبناؤه راحمون ، وعبيده ظالمون ، وكان في سياق مدح الأبناء وذم العبيد جازت
الإضافة للمرفوع
__________________
لدلالة الكلام على أنّ الإضافة للفاعل ، وإلّا لم يجز.
وإن كان
متعدّيا لأكثر من واحد لم يجز إلحاقه بالصّفة المشبّهة لبعد المشابهة حينئذ ، لأنّ
منصوبها لا يزيد على واحد.
ومثله اسم
المفعول القاصر ، وهو المصوغ من المتعدّي لواحد عند إرادة الثبوت نحو «الورع محمودة
مقاصده» فيحوّل إلى «الورع محمود المقاصد» بالنصب ، ثم إلى «محمود المقاصد» وإنما
يجوز إلحاق اسم الفاعل بالصّفة المشبّهة إذا بقي على صيغته الأصليّة ، ولم يحوّل
إلى فعيل ، فلا يقال : «مررت برجل كحيل عينه» ولا : «قتيل أبيه».
صلة الموصول : (=
الموصول الاسمي ٥ و ٨).
صه : اسم فعل
أمر بمعنى اسكت أو بالغ في السكوت وتستعمل للزّجر وهي بلفظ واحد للجميع في المذكر
والمؤنّث فإن لفظت بالتّنوين فمعناها : اسكت سكوتا ما في وقت ما ، وبغير تنوين
فمعناها :
اسكت سكوتك ،
وهي لازمة.
صياغة اسم التّفضيل :
(انظر اسم
التفضيل وعمله ٣).
صيّر : من
أفعال التّحويل ومثلها : أصار ، تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر ، نحو قول
رؤبة بن العجاج :
ولعبت طير
بهم أبابيل
|
|
فصيّروا مثل
كعصف مأكول
|
وتشترك مع
أخواتها بأحكام.
(انظر المتعدي
إلى مفعولين).
صيغ مبالغة اسم الفاعل :
(انظر مبالغة
اسم الفاعل ٢).
__________________
باب الضّاد
الضّحوة
والضّحى والضّحاء : فالضّحوة : ارتفاع أوّل النّهار ، والضّحى : بالضّم والقصر
فوقه ، والضّحاء : إذا امتدّ النّهار وقرب أن ينتصف وكلّها تعرب مفعولا فيه ظرف
زمان تقول : «لقيته ضحوة أو ضحى أو ضحاء».
ضمائر الأفعال
لذات واحدة : لا يجوز للفعل مطلقا أن يكون فاعله ومفعوله ضميرين لذات واحدة فلا
يقال : «أكرمتني أي أكرمت ذاتي بل يعبّر عن المفعول ب «أكرمت نفسي» أو «أكرمت ذاتي»
إلّا «أفعال القلوب» فإنّه يجوز فيها ذلك نحو «ظننتني» أي ظننت ذاتي.
الضّمير :
١ ـ تعريفه :
هو ما وضع
لمتكلم ، أو مخاطب ، أو غائب ، ك «أنا ، وأنت ، وهو». أو لمخاطب تارة ، ولغائب
أخرى وهو «الألف والواو والنّون».
٢ ـ أقسامه :
ينقسم الضّمير
إلى قسمين :
بارز ، ومستتر.
(١) الضّمير
البارز وقسماه :
الضمير البارز
: هو ما له صورة في اللّفظ كتاء «قمت» وينقسم إلى : منفصل ، ومتّصل.
«أ» فالضمير
المنفصل :
هو ما يبتدأ به
في النّطق ، ويقع بعد «إلّا» تقول «أنا مؤمن» وتقول : «ما نهض إلّا أنت». وينقسم
المنفصل بحسب مواقع الإعراب إلى قسمين :
(أحدهما) ما
يختصّ بالرّفع وهو «أنا» للمتكلم ، و «أنت» للمخاطب ، و «هو» للغائب وفروعهنّ ،
ففرع أنا «نحن» ، وفرع أنت «أنت ، أنتما ، أنتم ، أنتنّ» وفرع هو : «هي ، هما ، هم
، هنّ».
(الثاني) ما
يختصّ بمحلّ النّصب ،
وهي «إيّاي» للمتكلّم و «إيّاك». للمخاطب ، و «إيّاه» للغائب ، وفروعهنّ ،
ففرع إيّاي «إيّانا» وفرع إيّاك «إيّاك ، إيّاكما ، إيّاكم ، إيّاكنّ» وفرع إيّاه «إيّاها
، إيّاهما ، إيّاهم ، إيّاهنّ».
«ب» والضمير
المتّصل :
هو ما لا يبتدأ
به في النّطق ، ولا يقع بعد «إلّا» كياء «ابني» وكاف «أكرمك» وهاء «سلنيه» ويائه ،
أمّا قول الشّاعر :
وما نبالي
إذا ما كنت جارتنا
|
|
أن لا
يجاورنا إلّاك ديّار
|
فضرورة ،
والقياس إلّا إيّاك.
وينقسم المتّصل
بحسب مواقع الإعراب إلى ثلاثة أقسام :
(الأول) ما
يختصّ بمحل الرّفع فقط وهي خمسة :
(١") «التاء»
ك «قمت» بالحركات الثلاث ، أو متّصلة بما ك «قمتما» أو بالميم ك «قمتم» أو النون
المشدّدة ك «قمتنّ».
(٢") «الألف»
الدالّة على اثنين أو اثنتين ك «قاما» و «قامتا».
(٣") «الواو»
لجمع المذكّر ك «قاموا».
(٤") «النون
لجمع النسوة ك «قمن».
(٥") «ياء
المخاطبة» ك «قومي».
(الثاني) ما هو
مشترك بين محل النّصب والجرّ فقط وهو ثلاثة :
(١") «ياء
المتكلم» نحو «ربّي أكرمني» فياء ربي في محلّ جرّ بالإضافة ، وياء أكرمني في محلّ
نصب مفعول به.
(٢") «كاف
المخاطب» نحو (ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ) فالكاف في ودّعك في محلّ نصب مفعول به ، والكاف من ربّك
في محلّ جرّ بالإضافة.
(٣") «هاء
الغائب» نحو (قالَ لَهُ صاحِبُهُ
وَهُوَ يُحاوِرُهُ) فالهاء من له في محلّ جر باللام ، والهاء من «صاحبه» في
محلّ جرّ بالإضافة والهاء من «يحاوره» في محلّ نصب على المفعوليّة.
والخلاصة : فما
اتّصل منها بالاسم فمضاف إليه ، وما اتّصل منها بالفعل فمفعول به ، وما اتّصل ب «إنّ»
فاسمها ، وما اتّصل ب «كان» فخبرها.
(الثالث) ما هو
مشترك بين الرّفع والنّصب والجرّ وهو «نا» خاصة نحو (رَبَّنا إِنَّنا
سَمِعْنا) فنا في «ربّنا» في محلّ جرّ ، وفي «إنّنا» في محلّ نصب
، وفي «سمعنا» في محلّ رفع.
__________________
(٢) الضّمير
المستتر وقسماه :
الضّمير
المستتر : هو ما ليس له صورة في اللفظ ويختصّ بضمير الرّفع وينقسم إلى قسمين :
(الأوّل) «المستتر
وجوبا» وهو ما لا يخلفه ظاهر ، ولا ضمير منفصل ، ومواضعه :
(١") «مرفوع
أمر الواحد» ك «قم ، وافهم ، واستخرج» والضّمير المستتر هو الفاعل ، المقدّر بأنت.
(٢") «مرفوع
المضارع المبدوء بتاء خطاب الواحد» نحو «أنت تفهم وتستخرج» وفاعله ضمير تقدير أنت
، أو «المبدوء بهمزة المتكلم» ك «أذهب» وفاعله ضمير تقديره : أنا أو «المبدوء
بالنّون» ك «نسافر» وفاعله ضمير تقديره : نحن.
(٣") «مرفوع
فعل الاستثناء» ك «خلا ، ـ والأكثر أن خلا حرف جر ـ وعدا ، وليس ، ولا يكون» في
نحو قولك : «فاز القوم ما عدا خالدا أو ما خلاه». في ما عدا ضمير مستتر فاعل يعود
على الفائزين المفهومة من فاز. و «نجحوا ليس بكرا» و «لا يكون زيدا». واسم ليس ولا
يكون ضمير مستتر يعود على الواو من نجحوا.
(٤") «مرفوع
أفعل في التعجّب» كقولك : «ما أحسن الصّدق». فاعل أحسن ضمير مستتر يعود على ما.
(٥") «مرفوع
أفعل في التّفضيل» نحو (هُمْ أَحْسَنُ
أَثاثاً). فاعل أحسن ضمير مستتر يعود على هم.
(٦") «مرفوع
اسم الفعل غير الماضي» ك «أوّه» بمعنى أتوجّع و «نزال» بمعنى انزل.
(٧") «مرفوع
المصدر النائب عن فعله» نحو (فَضَرْبَ الرِّقابِ).
(الثاني) «المستتر
جوازا» وهو ما يخلفه الظاهر ، أو الضمير المنفصل ، ومواضعه :
(١")
مرفوع فعل الغائب ك «عليّ اجتهد» أو الغائبة ك «فاطمة فهمت».
(٢")
مرفوع الصّفات المحضة ك بكر فاهم» و «الكتاب مفهوم».
(٣")
مرفوع اسم الفعل الماضي ك «شتّان وهيهات».
ويرى بعضهم أنّ
التقسيم القويم في وجوب الاستتار أو جوازه أن يقال : العامل إمّا أن يرفع الضمير
المستتر فقط ك «أقوم» وهذا هو واجب الاستتار ، وإمّا أن يرفعه ويرفع الظّاهر ،
وهذا هو جائز الاستتار ، ك «قام وهيهات».
__________________
٣ ـ إذا تأتّى
أن يجيء المتّصل لا يعدل إلى المنفصل :
يقول المبرّد :
اعلم أنّ كلّ موضع تقدر فيه على الضّمير متّصلا ، فالمنفصل لا يقع فيه ، تقول : «قمت»
ولا يصلح «قام أنا» وكذلك «ضربتك» لا يصلح ضربت إيّاك ، وكذلك ظننتك قائما ،
ورأيتني ، وهكذا .. فأمّا قول زياد بن حمل التميمي :
وما أصاحب من
قوم فأذكرهم
|
|
إلّا يزيدهم
حبّا إليّ هم
|
وقول الفرزدق :
بالباعث
الوارث الأموات قد ضمنت
|
|
إيّاهم الأرض
في دهر الدهارير
|
فضرورة فيهما.
ويستثنى من هذه
القاعدة مسألتان ، يجوز فيهما الانفصال مع إمكان الاتّصال.
(إحداهما) أن
يكون عامل الضّمير عاملا في ضمير آخر أعرف منه مقدّما عليه ، وليس المقدّم مرفوعا ، فيجوز حينئذ
في الضّمير الثّاني الاتّصال والانفصال.
ثمّ إن كان
العامل في الضّميرين فعلا غير ناسخ كباب «أعطى» فالوصل أرجح كقولك «الكتاب أعطنيه
، أو سلنيه» فـ «أعطنيه» فعل غير ناسخ عامل في ضميرين «الياء والهاء» والياء أعرف
من الهاء ، فجاز في مثل هذا وصل الضّمير الثاني وفصله ، تقول : «سلنيه» و «سلني
إيّاه» فمن الوصل قوله تعالى : (فَسَيَكْفِيكَهُمُ
اللهُ) و (أَنُلْزِمُكُمُوها) ، ومن الفصل قول النبيّ (صلىاللهعليهوسلم) : (إنّ
الله ملّككم إيّاهم) ولو وصل لقال : «ملّككموهم» ولكنّه فرّ من الثّقل الحاصل من
اجتماع الواو مع ثلاث ضمّات.
وإن كان العامل
فعلا ناسخا من باب
__________________
ظنّ نحو «خلتنيه» فالأرجح الفصل ، كقول الشاعر :
أخي
حسبتك إيّاه
وقد ملئت
|
|
أرجاء صدرك
بالأضغان والإحن
|
وإن كان العامل
في الضميرين اسما ، وكان أوّل الضّميرين مجرورا فالفصل أرجح نحو «عجبت من حبّي
إيّاه» فحبّ مصدر مضاف إلى فاعله وهو ياء المتكلم ، وإيّاه مفعوله ، ومن الوصل قول
الحماسيّ :
لئن كان حبّك
لي كاذبا
|
|
لقد كان
حبّيك حقّا يقينا
|
فإن كان
الضّمير الأوّل غير أعرف ، وجب الفصل نحو «الكتاب أعطاه إيّاك أو إيّاي».
ومن ثمّ وجب
الفصل إذا اتّحدت رتبة الضّميرين نحو قول الأسير لمن أطلقه «ملّكتني إيّاي» وقول
السيد لعبده «ملّكتك إيّاك» وإذا أخبر «ملّكته إيّاه».
وقد يباح الوصل
إن كان الإتحاد في ضميري الغيبة ، واختلف لفظ الضميرين كقوله :
لوجهك في
الإحسان بسط وبهجة
|
|
أنا لهماه
قفو أكرم والد
|
وشرطنا في أوّل
هذه المسألة : ألّا يكون المقدّم مرفوعا ، فإن كان الضّمير المقدّم مرفوعا وجب
الوصل نحو أكرمتك.
(المسألة
الثانية) أن يكون الضّمير منصوبا بكان أو إحدى أخواتها ، سواء أكان قبله ضمير أم
لا . نحو «الصديق كنته أو كانه زيد». فيجوز في الهاء الاتّصال والانفصال . وكلاهما ورد ، فمن الوصل : الحديث : (إن يكنه فلن
تسلّط عليه).
ومن الفصل قول
عمر بن أبي ربيعة :
لئن كان
إيّاه لقد حال بعدنا
|
|
عن العهد
والإنسان لا يتغيّر
|
٤ ـ متى يجب انفصال الضّمير :
يجب انفصال
الضمير في مواضع كثيرة أشهرها :
«أ» عند إرادة
الحصر كما إذا تقدّم
__________________
الضّمير على عامله نحو (إِيَّاكَ نَعْبُدُ). أو تأخّر ووقع بعد إلّا نحو (أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا
إِيَّاهُ) أو وقع بعد إنّما ، ومنه قول الفرزدق :
أنا الذّائد
الحامي الذّمار وإنّما
|
|
يدافع عن
أحسابهم أنا أو مثلي
|
«ب» أن يكون عامله محذوفا كما في
التّحذير نحو «إيّاك والكذب».
«ج» أن يكون
عامله معنويّا نحو «أنا مؤمن».
«د» أن يكون
عامله حرف نفي نحو (ما هُنَّ
أُمَّهاتِهِمْ).
«ه» أن يفصل من
عامله بمتبوع له نحو (يُخْرِجُونَ
الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ).
«و» أن يضاف
المصدر إلى مفعوله ، ويرفع الضمير نحو قوله : «بنصركم نحن كنتم ظافرين». سواء كان
مفعوله المضاف إليه ضميرا كما مثّل أو اسما ظاهرا نحو : «عجبت من ضرب زيد أنت». «ز»
أن يضاف المصدر إلى فاعله ، وينصب الضمير نحو «سرّني إكرام الأمير إيّاك».
ضمير الشّأن
والقصّة : إذا وقع قبل الجملة ضمير غائب ، فإن كان مذكّرا يسمّى ضمير الشّأن ، نحو
«هو زيد منطلق» ونحو (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) ، وإن كان مؤنّثا يسمّى ضمير القصّة نحو (فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ) ، ويعود ضمير الشأن والقصة إلى ما في الذّهن من شأن أو
قصّة ، وهما مضمون الجملة التي بعد أحدهما.
وضمير الشأن لا
يحتاج إلى ظاهر يعود عليه ، بخلاف ضمير الغائب ، وضمير الشّأن لا يعطف عليه ، ولا
يؤكّد ، ولا يبدل منه لأنّ المقصود منه الإبهام ، ولا يفسّر إلا بجملة ، ولا يحذف
إلّا قليلا ، ولا يجوز حذف خبره ، ولا يتقدّم خبره عليه ولا يخبر عنه بالذي ، ولا
يجوز تثنيته ولا جمعه ، ويكون لمفسّره محلّ من الإعراب ، بخلاف سائر المفسرات ،
ولا يستعمل إلا في أمر يراد منه التّعظيم والتّفخيم ولا يجوز إظهار الشّأن
والقصّة. ويكون مستترا في باب «كاد» نحو (مِنْ
__________________
بَعْدِ
ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ) ، وبارزا متّصلا في باب «إنّ» نحو (إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ) وبارزا منفصلا إذا كان عامله معنويّا نحو (هُوَ اللهُ أَحَدٌ) ويجب حذفه مع «أن» المفتوحة المخفّفة نحو (وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ
لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ). أي أنه. وأمّا المتّصل بالفاعل المتقدّم المفسّر
بالمفعول المتأخّر فالصّحيح قصره على السّماع نحو :
كسا حلمه ذا
الحلم أثواب سؤدد
|
|
ورقّى نداه
ذا النّدى في ذرى المجد
|
ضمير الفصل الذي لا محلّ له من الإعراب :
١ ـ قد يقع
الضّمير المنفصل المرفوع في موقع لا يقصد به إلّا الفصل بين ما هو خبر وما هو تابع
، ولا محلّ له من الإعراب ويقع فصلا بين المبتدأ والخبر ، أو ما أصله مبتدأ وخبر
نحو قوله تعالى : (إِنْ كانَ هذا هُوَ
الْحَقَ) ، و (كُنْتَ أَنْتَ
الرَّقِيبَ) ، (وَكُنَّا نَحْنُ
الْوارِثِينَ) فـ «هو» و «أنت» و «نحن» ضمائر فصل لا محلّ لها من
الإعراب و «الحقّ» في المثل الأول خبر «كان» وفي الثاني «الرّقيب» خبر «كنت» وفي
الثالث «الوارثين» خبر «وكنّا» ومثله (تَجِدُوهُ عِنْدَ
اللهِ هُوَ خَيْراً) فهو ضمير فصل لا محلّ له من الإعراب ، و «خيرا» : مفعول
ثان لتجدوه ، ولضمير الفصل شروط وفوائد.
٢ ـ يشترط فيما
قبله أمران :
(١) كونه مبتدأ
في الحال أو في الأصل نحو (أُولئِكَ هُمُ
الْمُفْلِحُونَ) ، (كُنْتَ أَنْتَ
الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ) ، (تَجِدُوهُ عِنْدَ
اللهِ هُوَ خَيْراً) ، (إِنْ تَرَنِ أَنَا
أَقَلَّ مِنْكَ مالاً وَوَلَداً).
(٢) الثاني
كونه معرفة كما مثّل.
٣ ـ يشترط فيما
بعده أمران :
(١) كونه خبرا
لمبتدأ في الحال ، أو في الأصل.
(٢) كونه معرفة
، أو كالمعرفة في أنّه لا يقبل «أل» كما تقدّم في «خيرا» بآية
__________________
(تَجِدُوهُ .....) ، و «أقلّ» بآية (إِنْ تَرَنِ ....) وشرط الذي كالمعرفة أن يكون اسما كما مثل.
٤ ـ يشترط له
في نفسه أمران :
(١) أن يكون
بصيغة المرفوع فيمتنع : زيد إياه العالم ، وأنت إيّاك العالم.
(٢) أن يطابق
ما قبله فلا يجوز : كنت هو الفاضل وإنما «كنت أنا الفاضل» فأمّا قول جرير :
وكائن
بالأباطح من صديق
|
|
يراني لو
أصبت هو المصابا
|
وقياسه : يراني
أنا ، وأوّلوا هذا بأوجه منها : أنّه ليس فصلا ، وإنما هو توكيد للفاعل في «يراني»
أي الصديق.
٥ ـ فوائد ضمير
الفصل :
فوائده منها
اللّفظي ، ومنها المعنوي.
أمّا اللفظي :
فهو الإعلام من أوّل الأمر بأنّ ما بعده خبر لا تابع.
وأمّا المعنويّ
: فله فائدتان :
(الأولى) هي
التوكيد لذلك بني عليه أنّه لا يجامع التّوكيد ، فلا يقال : «زيد نفسه هو الفاضل».
(الثانية) هي
الاختصاص ، وهو أنّ ما ينسب إلى المسند إليه ثابت له دون غيره نحو (وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
٦ ـ محلّه من
الإعراب :
يقول البصريّون
: إنه لا محلّ له من الإعراب ، ثم قال أكثرهم : إنّه حرف ، وعند الخليل : اسم ،
غير معمول لشيء وقد يحتمل إعراب ضمير الفصل أوجها منها : الفصليّة التي لا محلّ
لها ، والتّوكيد في نحو قوله تعالى : (كُنْتَ أَنْتَ
الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ) ، ونحو (إِنْ كُنَّا نَحْنُ
الْغالِبِينَ) ، ولا وجه للابتداء لانتصاب ما بعده ، ومنها : الفصلية
والابتداء في نحو قوله تعالى : (وَإِنَّا لَنَحْنُ
الصَّافُّونَ) ولا وجه للتوكيد لدخول اللام.
ومنها : احتمال
الثّلاثة : الفصليّة والتّوكيد والابتداء في نحو قوله تعالى : (إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ).
٧ ـ ومن مسائل
سيبويه في الكتاب «قد جرّبتك فكنت أنت أنت». الضميران : مبتدأ وخبر ، والجملة خبر
__________________
كان ، ولو قدرنا الأول فصلا أو توكيدا لقلنا «أنت إيّاك».
الضّمير البارز :
(انظر الضّمير
٢ / ١).
الضّمير المتّصل :
(انظر الضمير ٢
ب).
الضّمير المستتر :
(انظر الضّمير
٢ / ٢).
الضّمير المنفصل :
(انظر الضمير ٢
أ).
الضّمير وعوده على متأخّر لفظا ورتبة :
الأصل ألّا
يعود الضّمير على متأخّر لفظا ورتبة ، وقد يعود ، وذلك إذا كان الضمير مبهما محتاجا إلى
تفسير وذلك في خمس مسائل :
(١) أن يكون
مبدلا منه الظاهر المفسّر له نحو «أكرمته أباك» ومما خرجوا على ذلك «اللهم صلّ
عليه الرؤوف الرحيم».
(٢) تمييزه ،
وذلك في باب «نعم رجلا» و «ربّه رجلا».
(٣) أن يكون
مخبرا عنه فيفسّره خبره ، نحو (إِنْ هِيَ إِلَّا
حَياتُنَا الدُّنْيا). ومنه «هي النّفس تحمل ما حمّلت».
(٤) أن يكون
خبره الجملة وهو ضمير الشّأن والقصّة ، ويجوز فيه التأنيث والتذكير ،.
(انظر ضمير
الشّأن والقصة).
(٥) أن يكون
متّصلا بفاعل مقدّم ، ومفسّره مفعول مؤخّر ك «نصح والده محمدا» وعليه قول حسان بن
ثابت :
ولو أنّ مجدا
أخلد الدهر واحدا
|
|
من الناس
أبقى مجده الدهر مطعما
|
ونحو قول
الشاعر :
كسا حلمه ذا
الحلم أثواب سؤدد
|
|
ورقّى نداه
ذا النّدى في ذرى المجد
|
__________________
باب الطّاء
طالما : مركّبة من «طال» الفعل الماضي ومعناه : امتدّ ، و «ما»
الكافّة فكفّتها عن طلب فاعل ظاهر أو مضمر ، و «ما» عوض عن الفاعل نحو : «طالما
بحثت عن صديق».
وحقّها أن تكتب
موصولة كما في «ربّما» وأخواتها ، و «قلّما» هذا إذا كانت كافة فإذا كانت مصدرية
فليس إلّا الفصل.
طرّا : من
ألفاظ الإحاطة ، تقول : «جاؤوا طرّا» أي جميعا وهو منصوب على المصدر أو الحال ،
وقال سيبويه : ولا تستعمل إلّا حالا ، وهي مما لا ينصرف ، أي لا تكون إلا حالا.
طفق : ك «علم
وضرب» من أفعال الشروع في خبرها خاصة بالإثبات ، وهي من النّواسخ ، تعمل عمل كان
إلّا أنّ خبرها يجب أن يكون جملة فعليّة من مضارع فاعله يعود على الاسم قبله ،
ومجرّد من «أن» المصدرية. ولا يكون خبرها مفردا ، وأمّا قوله تعالى : (فَطَفِقَ مَسْحاً) فالخبر محذوف لدلالة مصدره عليه «مسحا» : مفعول مطلق لا
خبر ، أي فطفق يمسح مسحا.
وتعمل ماضيا
ومضارعا ، فالماضي كما مثّل والمضارع نحو : «يطفق الحجيج يعود إلى بلاده».
واستعمل مصدرها
؛ حكى الأخفش : «طفق طفوقا» بفتح الفاء في الماضي ومن كسر الفاء في الماضي قال : «طفق
طفقا».
طق : اسم صوت
لحكاية سقوط الحجر.
(انظر أسماء
الأصوات).
__________________
باب الظّاء
ظبون : ملحق
بجمع المذكّر السّالم ، أي يرفع بالواو وينصب ويجرّ بالياء ومفرده :
ظبة ، وهو حدّ
السيف
. ظرف الزّمان :
(انظر المفعول
فيه).
ظرف المكان :
(انظر المفعول
فيه).
ظلّ : «ظلّ
يفعل كذا» إذا فعله بالنّهار وهو :
(١) من أخوات «كان»
نحو قول عمرو بن معد يكرب :
ظللت كأني للرّماح دريّة
ويقال مع ضمير
الرّفع المتحرك :
«ظللت ، وظلت ،
وظلت». وهي تامّة التّصرّف ، وتستعمل ماضيا ومضارعا وأمرا ومصدرا وتشترك مع «كان»
بأحكام.
(انظر كان
وأخواتها).
(٢) قد تستعمل «ظلّ»
تامّة فتحتاج إلى فاعل وذلك إذا كانت «ظلّ» بمعنى دام واستمرّ نحو : «ظلّ اليوم»
أي دام ظلّه.
ظنّ :
(١) من أفعال
القلوب ، وتفيد في الخبر الرّجحان واليقين والغالب كونها للرّجحان.
تتعدّى إلى
مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر ، مثالها في الرّجحان قول الشاعر :
ظننتك إن
شبّت لظى الحرب صاليا
|
|
فعرّدت فيمن
كان عنها معرّدا
|
ومثالها في
اليقين قوله تعالى : (الَّذِينَ يَظُنُّونَ
أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ).
(٢) «ظنّ»
بمعنى اتّهم وتنصب مفعولا واحدا تقول «ظننت فلانا» أي
__________________
اتّهمته ومنه قوله تعالى في قراءة وما هو على الغيب بظنين . أي بمتّهم ، والقراءة المشهورة : بضنين : أي ببخيل.
(انظر المتعدي
إلى مفعولين).
لفظ «تقول»
تعمل عمل ظنّ :
قد تأتي «تقول»
بمعنى تظن ، ولكن بشروط عند الجمهور :
الأول : أن
يكون مضارعا.
الثاني : أن
يكون مسندا إلى المخاطب.
الثالث : أن
يسبق باستفهام حرفا كان أو اسما ، سمع الكسائي : «أتقول للعميان عقلا» وقال عمرو
بن معد يكرب الزّبيدي :
علام تقول
الرمح يثقل عاتقي
|
|
إذا أنا لم
أطعن إذا الخيل كرّت
|
ومثله قول عمر
بن أبي ربيعة :
أمّا الرّحيل
فدون بعد غد
|
|
فمتى تقول
الدار تجمعنا
|
الرابع : ألّا
يفصل بين الاستفهام والفعل فاصل ، واغتفر الفصل بظرف أو مجرور ، أو معمول الفعل.
فالفصل بالظّرف
قول الشّاعر :
أبعد بعد
تقول الدار جامعة
|
|
شملي بهم أم
تقول البعد محتوما
|
والفصل
بالمجرور مثل : «أفي الدار تقول زيدا جالسا» والفصل بالمعمول كقول الكميت الأسدي :
أجهّالا تقول
بني لؤيّ
|
|
لعمر أبيك أم
متجاهلينا
|
هذا وتجوز
الحكاية مع استيفاء الشّروط نحو (أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ
إِبْراهِيمَ) الآية.
وكما روي في
بيت عمرو بن معد يكرب : تقول الرمح يثقل عاتقي.
والأصل : أن
الجملة الفعليّة ، وكذا الإسميّة تحكى بعد القول ويستثنى ما تقدم.
__________________
باب العين
عاد تعمل عمل كان : تقول : عاد الوقت ربيعا.
(انظر كان
وأخواتها ٢ تعليق).
العائد في الموصول :
(انظر الموصول
الإسمي ٥ و ٨).
عالمون : ملحق
بجمع المذكّر السّالم ويعرب إعرابه ؛ (انظر جمع المذكر السالم).
عامّة : قد
تأتي تأكيدا للجمع ، وذلك إذا لحقها ضمير المؤكّد وتكون تابعة في إعرابها له تقول
: «حضر الطلّاب عامّتهم».
وقد تأتي حالا
وذلك إذا نكّرت وأتت بعد جمع نحو : «جاء القوم عامّة».
وبغير هذين
الموضعين تكون حسب موقعها من الكلام تقول : «عامّة النّاس صائمون».
العتمة : هي
ثلث الليل الأوّل تقول : «آتيك عتمة اللّيل» أو عتمة ، وهي مفعول فيه ظرف زمان
منصوب.
عدا : لها
ثلاثة أوجه :
(١) أن تكون
فعلا ، غير متصرّف متعدّيا ناصبا للمستثنى على المفعوليّة ، وفاعلها : ضمير مستتر
وجوبا يعود على مصدر الفعل المتقدّم عليها ، فإذا قلنا : «سافر القوم عدا خالدا»
فالمراد : عدا سفرهم خالدا.
(٢) أن تدخل «ما»
المصدريّة عليها ويجب عند ذلك نصب ما بعدها ، لأنّ «ما» المصدريّة لا تدخل إلا على
فعل ، نحو قول الشّاعر
تملّ
النّدامى ما عداني فإنّني
|
|
بكلّ الذي
يهوى نديمي مولع
|
و «ما» مع ما
بعدها في تأويل المصدر : في محلّ نصب بالاتفاق ، قيل على الحال ، وقيل على الظّرف
، فإذا قلنا : «حضر القوم ما عدا عليّا». فالمعنى
على الأول : حضروا مجاوزين عليّا ، وعلى الثاني : حضروا وقت مجاوزتهم
عليّا.
(٣) أن تكون
حرفا جارّا للمستثنى وذلك إذا خلت من «ما» المصدرية فيجوز اعتبارها فعلا فتنصب ما
بعدها على أنّه مفعول به كما تقدم. أو حرفا فتجرّه ، ولا تعلّق لها بما قبلها ،
وهي مع معمولها ـ بحالة الجر ـ في موضع نصب بتمام الكلام وهو الصواب.
ولها أحكام «بالمستثنى
والجار والمجرور».
(انظر المستثنى
والجار والمجرور).
العدد :
١ ـ أصل أسمائه
:
أصل أسماء
العدد اثنتا عشرة كلمة وهي :
«واحد إلى عشرة»
و «مائة» و «ألف» وما عداها فروع إمّا بتثنية ك «مائتين» و «ألفين» أو بإلحاق
علامة جمع ك «عشرين» إلى «تسعين» أو بعطف ك «أحد ومائة» و «مائة وألف» و «أحد
وعشرين» إلى «تسعة وتسعين». و «أحد عشر» إلى «تسعة عشر». لأنّ أصلها العطف ، أو
بإضافة ك «ثلاثمائة وعشرة آلاف» وهاك تفصيلها.
٢ ـ الواحد
والاثنان : للواحد والاثنان حكمان يخالفان الثّلاثة والعشرة وما بينهما.
(أحدهما)
أنّهما يذكّران مع المذكّر ، فتقول : «أحد وواحد» و «اثنان» ويؤنّثان مع المؤنّث
فتقول : «إحدى واحدة واثنتان» على لغة الحجازيين و «ثنتان» على لغة بني تميم.
(الثاني) أنه
لا يجمع بينهما وبين المعدود ، فلا تقول : «واحد رجل». ولا «اثنا رجلين» لأنّ قولك
«رجل» يفيد الجنسيّة والوحدة وقولك «رجلان» يفيد الجنسيّة وشفع الواحد ، فلا حاجة إلى
الجمع بينهما.
٣ ـ من
الثّلاثة إلى العشرة وما بينهما إفرادا وتركيبا :
لها ثلاثة
أحوال :
(الأوّل) أن
يقصد بها العدد المطلق ، وحينئذ تقترن ب «التاء» في جميع أحوالها نحو «ثلاثة نصف
ستّة» ولا تنصرف لأنها أعلام مؤنّثة.
(الثاني) أن
يقصد بها معدود ولا يذكر فبعضهم يقرنها بالتاء للمذكّر وبحذفها للمؤنّث كما لو ذكر
المعدود ـ على أصل القاعدة كما سيأتي ـ فتقول : «صمت خمسة» تريد أيّاما و «سهرت
خمسا». تريد ليالي ، ويجوز أن تحذف التاء في المذكّر
كالحديث (ثم أتبعه بست من شوّال) وبقوله تعالى : (أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً) ، وقوله تعالى : (يَتَخافَتُونَ
بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْراً).
(الثالث) أن
يقصد بها معدود ويذكر ، وهذا هو الأصل ، فلا تستفاد العدّة والجنس إلّا من العدد
والمعدود جميعا ، وذلك لأنّ قولك «ثلاثة» يفيد العدّة دون الجنس ، وقولك «رجال»
يفيد الجنس دون العدّة ، فإذا قصدت الإفادتين جمعت بين الكلمتين.
فحكم الثّلاثة
حتّى العشرة في ذكر المعدود : وجوب اقترانها بالتاء في المذكّر ، وحذف التّاء في
المؤنّث تقول «ثلاثة رجال» بالتاء و «تسع نسوة» بتركها ، قال تعالى : (سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ
وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ). هذا في الإفراد. أمّا في حال التّركيب فإن كان من ثلاث
عشر إلى تسعة عشر ، فحكم الجزء الأوّل وهو من ثلاث إلى تسع مركبا حكم التّذكير
والتّأنيث قبل التركيب ـ أي المخالفة وهي تأنيثها للمذّكر ، وتذكيرها للمؤنّث ـ.
وما دون
الثلاثة ـ وهو الأحد والإثنان في التركيب ـ فعلى القياس ، إلّا أنّك تأتي ب «أحد» و
«إحدى» مكان : واحد وواحدة.
أمّا «العشرة»
في التركيب فتوافق في التّذكير والتّأنيث على مقتصى القياس. تسكّن شينها إذا كانت
بالتاء. وأمّا «ثماني» «ـ ثماني».
وتبنى الكلمتان
ـ في حالة التّركيب ـ على الفتح إلّا «اثنتا واثنا عشر واثنتي عشرة واثنتا»
فيعربان إعراب الملحق بالمثنّى ، فإذا جاوزت «التسعة عشر» في التذكير ، و «تسع
عشرة» في التأنيث استوى لفظ المذكّر والمؤنّث فتقول : «عشرون عالما ، وثلاثون
امرأة» «وتسعون تلميذا».
٤ ـ ألفاظ
العدد في التمييز أربعة أنواع :
(١) مفرد ، وهو
عشرة ألفاظ : «واحد واثنان وعشرون إلى تسعين وما بينهما» من العقود.
__________________
(٢) مركّب وهو
تسعة ألفاظ : «أحد عشر وتسعة عشر وما بينهما».
(٣) معطوف وهو
: «أحد وعشرون إلى تسعة وتسعين وما بينهما».
(٤) مضاف وهو أيضا
عشرة ألفاظ : «مائة ، وألف ، وثلاثة إلى عشرة وما بينهما».
٥ ـ تمييز
العقود ، والمركّب ، والمعطوف من العدد :
تمييز «العشرين
والتّسعين وما بينهما» ، من العقود ، و «الأحد عشر إلى التّسعة عشر وما بينهما من
المركّب ، والأحد والعشرين إلى التّسعة والتسعين وما بينهما» من المعطوف ، تمييزها
جميعا مفرد منصوب نحو (وَواعَدْنا مُوسى
ثَلاثِينَ لَيْلَةً) ، وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ
أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ، (إِنِّي رَأَيْتُ
أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً) ، (إِنَّ عِدَّةَ
الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً) ، (إِنَّ هذا أَخِي لَهُ
تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً).
٦ ـ تمييز
المضاف من العدد :
أمّا تمييز «المائة
والألف» فمفرد مجرور بالإضافة نحو «مائة رجل» و «ثلاثمائة امرأة» ، و «ألف امرأة» و
«عشرة آلاف رجل».
وأمّا مميّز «الثّلاثة
والعشرة وما بينهما» فإن كان اسم جنس ك : «شجر وتمر» أو اسم جمع ك : «قوم» و «رهط»
: خفض ب : «من» ، تقول : «ثلاثة من الشّجر غرستها» و «عشرة من القوم لقيتهم» ، قال
تعالى : (فَخُذْ أَرْبَعَةً
مِنَ الطَّيْرِ) ، وقد يخفض مميّزها بإضافة العدد إليه ، نحو : (وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ
رَهْطٍ) وقول الحطيئة :
ثلاثة أنفس
وثلاث ذود
|
|
لقد جار
الزّمان على عيالي
|
وإن كان جمعا
خفض بإضافة العدد إليه نحو «ثلاثة رجال» و «ثلاث نسوة».
٧ ـ اعتبار
التّذكير والتّأنيث مع الجمع والجنس ـ ومع الجمع :
يعتبر التّذكير
والتأنيث مع اسمي الجمع والجنس ، بحسب حالهما ، فيعطى العدد عكس ما يستحقّه
ضميرهما ،
__________________
فتقول : «ثلاثة من الغنم عندي» بالتاء لأنك تقول : غنم كثير بالتّذكير و «ثلاث
من البط» بترك التاء لأنّك تقول : بطّ كثيرة بالتّأنيث و «ثلاثة من البقر» أو «ثلاث»
لأنّ في البقر لغتين التّذكير والتّأنيث ، قال تعالى : (إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَهَ عَلَيْنا) وقرىء : تشابهت.
أمّا مع الجمع
فيعتبر التّذكير والتّأنيث بحال مفردة ، فينظر إلى ما يستحقه بالنّسبة إلى ضميره ،
فيعكس حكمه في العدد ، ولذلك تقول : «ثلاثة حمّامات» و «ثلاثة طلحات» و «ثلاثة
أشخص» لأنك تقول : «الحمّام دخلته» و «طلحة حضر» وتقول «اشتريت ثلاث دور» بترك
التاء لأنك تقول : «هذه الدّار واسعة».
وإذا كان
المعدود صفة فالمعتبر حال الموصوف المنوي لا حالها ، قال تعالى : (فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) أي عشر حسنات أمثالها ، ولو لا ذلك لقيل عشرة ، لأنّ
المثل مذكّر ، ومثله قول عمر بن أبي ربيعة :
فكان مجنّي
دون من كنت أتقي
|
|
ثلاث شخوص
كاعبان ومعصر
|
قال : ثلاث
شخوص ، والأصل : ثلاثة شخوص ، لأنّ واحده شخص ، ولما فسّر الشّخوص ب «كاعبان ومعصر»
جاز ذلك كالآية الكريمة ، وتقول : «عندي ثلاثة ربعات» . بالتّاء إن قدّرت رجالا ، وبتركها إن قدّرت نساء ،
ولهذا يقولون : «ثلاثة دوابّ» بالتاء إذا قصدوا ذكورا لأنّ الدّابّة صفة في الأصل
، فكأنّهم قالوا : ثلاثة أحمرة دوابّ ، وسمع ثلاث دوابّ ذكور بترك التاء لأنهم
أجروا الدّابّة مجرى الجامد ، فلا يجرونها على موصوف.
٨ ـ حكم العدد
المميّز بشيئين :
في حالة
التّركيب يعتبر حال المذكّر تقدّم أو تأخّر إن كان لعاقل ، نحو «عندي خمسة عشر
رجلا وامرأة» أو «امرأة ورجلا» وإن كان لغير عاقل فللسّابق بشرط الاتّصال نحو «عندي
خمسة عشر جملا وناقة» و «خمس عشرة ناقة وجملا» ومع الانفصال فالعبرة للمؤنّث نحو «عندي
ستّ عشرة ما بين ناقة وجمل» أو «ما بين جمل وناقة».
وفي حال
الإضافة فالعبرة لسابقهما مطلقا ، نحو «عندي ثمانية رجال ونساء»
__________________
و «ثمان نساء ورجال».
٩ ـ الأعداد
التي تضاف للمعدود :
تقدّم أنّ
الأعداد التي تضاف للمعدود عشرة : وهي نوعان :
«أ» الثلاثة
والعشرة وما بينهما.
«ب» المائة
والألف.
فحقّ الإضافة
في الثلاثة والعشرة وما بينهما : أن يكون جمعا مكسّرا من أبنية القلّة نحو «ثلاثة
أظرف» و «أربعة أعبد» و «سبعة أبحر».
وقد يتخلّف كلّ
واحد من هذه الأمور الثلاثة فتضاف للمفرد ، وذلك إذا كان مئة نحو «ثلاثمائة» و «تسعمائة»
وشذّ في الضّرورة قول الفرزدق :
ثلاث مئين
للملوك وفى بها
|
|
ردائي وجلّت
عن وجوه الأهاتم
|
ويضاف لجمع
التصحيح في مسألتين :
(١) أن يهمل
تكسير الكلمة نحو «سبع سموات» و «خمس صلوات» و (سَبْعَ بَقَراتٍ). (٢) أن يجاور ما أهمل تكسيره نحو (سَبْعَ سُنْبُلاتٍ) فإنه في التنزيل مجاور ل (سَبْعَ بَقَراتٍ). المهمل تكسيره .
وتضاف لبناء
الكثرة في مسألتين :
(إحداهما) أن
يهمل بناء القلّة ، نحو «ثلاث جوار» و «أربعة رجال» و «خمسة دراهم».
(الثانية) أن
يكون له بناء قلّة ، ولكنه شاذّ قياسا أو سماعا ، فينزّل لذلك منزلة المعدوم.
فالأوّل : نحو (ثَلاثَةَ قُرُوءٍ) فإنّ جمع «قرء» بالفتح على «أقراء» شاذّ.
والثاني : نحو «ثلاثة
شسوع» فإنّ «أشساعا» قليل الاستعمال.
١١ ـ حقّ
الإضافة في «المائة والألف» :
«المائة والألف»
حقّهما أن يضافا إلى «مفرد» نحو : (مِائَةَ جَلْدَةٍ). و (أَلْفَ سَنَةٍ) وقد تضاف المائة إلى
__________________
جمع كقراءة حمزة والكسائي (ثَلاثَ مِائَةٍ
سِنِينَ).
وقد تميّز
بمفرد منصوب كقول الربيع بن ضبيع الفزاري :
إذا عاش
الفتى مائتين عاما
|
|
فقد ذهب
المسرّة والفتاء
|
ومنه قراءة
عاصم : (ثَلاثَ مِائَةٍ
سِنِينَ).
١٢ ـ إضافة
العدد المركّب :
يجوز في العدد
المركّب ـ غير عشر واثنتي عشرة ـ أن يضاف إلى مستحقّ المعدود فيستغني عن التّمييز
نحو «هذه أحد عشر خالد» أي ممن سمّي بخالد ، ويجب عند الجمهور بقاء البناء في
الجزأين كما كان مع التمييز.
١٣ ـ وزن «فاعل»
من أعداد «اثنين وعشرة وما بينهما» :
يجوز أن تصوغ
من اثنين وعشرة وما بينهما على وزن فاعل ، فتقول : «ثان وثالث ورابع ...... إلى
عاشر» أمّا «الواحد» فقد وضع أصلا على وزن فاعل ، فقيل «واحد وواحدة» ولنا في
العدد على وزن الفاعل المذكور أن نستعمله في حدود سبعة أوجه :
(١) أن تستعمله
مفردا ليفيد الاتّصاف بمعناه مجرّدا فتقول : ثالث ورابع.
قال النّابغة
الذبياني :
توهّمت آيات
لها فعرفتها
|
|
لستّة أعوام
وذا العام سابع
|
(٢) أن تستعمله مع أصله الذي صيغ
منه ليفيد أنّ الموصوف به بعض تلك العدّة المعنيّة لا غير فتقول : «خامس خمسة» أي
بعض جماعة منحصرة في خمسة وحينئذ تجب إضافته إلى أصله ، كما يجب إضافة البعض إلى
كله ، قال تعالى : (إِذْ أَخْرَجَهُ
الَّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ) و (لَقَدْ كَفَرَ
الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ). وإذا اجتمع في المعدود مذكّر ومؤنّث جعل الكلام على
التذكير لأنه الأصل ، تقول : «هذا رابع أربعة» إذا كان هو وثلاث نسوة.
(٣) أن تستعمله
مع ما دون أصله ليفيد معنى التّصيير ، فتقول : «هذا رابع ثلاثة» أي جاعل الثلاثة
أربعة ، قال الله تعالى : (ما يَكُونُ مِنْ
نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ) ويجوز حينئذ إضافته ، وإعماله بالشّروط الواردة في
إعمال اسم
__________________
الفاعل ، كما يجوز الوجهان في «جاعل ومصيّر» ونحوهما.
ولا يستعمل
بهذا الاستعمال «ثان» فلا يقال «ثاني واحد» ولا «ثان واحدا» وإنما عمل عمل فاعل
لأنّ له فعلا كما أنّ جاعل كذلك ، يقال «كان القوم تسعة وعشرين فثلثنتهم» أي صيّرتهم ثلاثين ، وهكذا إلى تسعة وثمانين فتسعنتهم
أي صيّرتهم تسعين.
وإذا أضيف إلى
أزيد منه أو إلى مساويه يكون بمعنى الحال نحو : «ثاني اثنين» أو «ثاني ثلاثة» أي
أحد الإثنين ، أو أحد الثلاثة.
(٤) أن تستعمله
مع العشرة ليفيد الاتّصاف بمعناه مقيّدا بمصاحبة العشرة ، فتقول : «حادي عشر»
بتذكيرهما ، و «حادية عشرة» بتأنيثهما وكذا نصنع في البواقي : تذكّر اللّفظين مع
المذكّر ، وتؤنّثهما مع المؤنث وحين تستعمل «الواحد» أو «الواحدة» مع العشرة ، أو
ما فوقها كالعشرين فإنّك تقلب فاءهما إلى موطن لامهما ، وتصير الواو ياء ، فتقول :
«حاد وحادية».
(٥) أن تستعمله
مع العشرة ، ليفيد معنى «ثاني اثنين» وهو انحصار العدّة فيما ذكر ، ولك في هذه
الحالة ثلاثة أوجه :
(أحدها) وهو
الأصل أن تأتي بأربعة ألفاظ ، أوّلها : الوصف مركّبا مع العشرة ، وهذان لفظان ،
وما اشتق منه الوصف مركّبا مع العشرة أيضا ، وتضيف جملة التركيب الأوّل إلى جملة
التركيب الثاني ، فتقول : «هذا ثالث عشر ثلاثة عشر» و «هذه ثالثة عشرة ثلاث عشرة»
وهذه الألفاظ الأربعة مبنيّة على الفتح.
(الثاني) العرب
تستثقل إضافته على التّمام لطوله ، كما تقدّم ، ولذلك حذفوا «عشر» من التركيب
الأوّل استغناء به في الثاني ، وتعرب الأوّل لزوال التركيب ، وتضيفه إلى التركيب
الثاني ، فنقول : «هذا ثالث ثلاثة عشر» و «هذه ثالثة ثلاث عشرة» وهذا الوجه أكثر
استعمالا.
(الثالث) أن
تحذف العشرة من التركيب الأول ، والنّيّف من الثاني ، وحينئذ تعربهما لزوال مقتضى البناء فيهما ،
فتجري الأوّل على حسب العوامل ، وتجر الثاني بالإضافة ، فتقول : «جاءني ثالث عشر» و
«رأيت ثالث عشر»
__________________
و «نظرت إلى ثالث عشر».
(٦) أن تستعمله
مع العشرة لإفادة معنى «رابع ثلاثة» فتأتي أيضا بأربعة ألفاظ ولكن يكون الثالث
منها دون ما اشتقّ منه الوصف فتقول : «رابع عشر ثلاثة عشر» في المذكّر ، و «رابعة
عشرة ثلاث عشرة». في المؤنث ، ويجب أن يكون التركيب الثاني في موضع الجرّ ولك أن
تحذف العشرة من الأوّل دون أن تحذف النّيف من الثاني للإلباس . بأن تقول : «رابع ثلاثة عشر» أو «رابعة ثلاث عشرة».
(٧) أن تستعمله
مع العشرين وأخواتها فتقدّمه وتعطف عليه العقد بالواو خاصّة فتقول : «حاد وعشرون» و
«حادية وعشرون».
١٤ ـ تعريف
العدد والمركّب والمعطوف :
إذا أريد تعريف
العدد ب «أل» فإن كان مركّبا عرّف صدره ك : «الخمسة عشر» وإن كان مضافا عرّف عجزه
ك «خمسة الرّجال» و «ستة آلاف الدّرهم» هذا هو الصواب والفصيح.
قال ذو الرّمة
:
أمنزلتي ميّ
سلام عليكما
|
|
هل الأزمن
اللّائي مضين رواجع
|
وهل يرجع
التسليم أو يدفع البكا
|
|
ثلاث الأثافي
والرّسوم البلاقع
|
وقال الفرزدق :
ما زال مذ
عقدت يداه إزاره
|
|
ودنا فأدرك
خمسة الأشبار
|
وبعضهم يعرّف الجزأين ، فيقول : «الخمسة الرجال» و «الثلاثة الأشهر».
وإن كان معطوفا عرّف جزآه معا ك «الأربعة والأربعين» ونظم ذلك الأجمهوري فقال :
وعددا تريد
أن تعرّفا
|
|
فأل بجزأيه
صلن إن عطفا
|
وإن يكن
مركّبا فالأوّل
|
|
وفي مضاف عكس
هذا يفعل
|
وخالف
الكوفيّ في هذين
|
|
وفيهما قد
عرّف الجزأين
|
١٥ ـ ضبط العشرة :
يجوز في «عشرة»
تسكين الشين
__________________
وتحريكها إذا كانت مع تاء غير مركّبة وأمّا شين «أحد عشر» إلى «تسعة عشر»
فمفتوحة لا غير.
١٦ ـ العدد في
التّأريخ :
إذا أرادوا
التاريخ قالوا للعشر وما دونها خلون وبقين ، فقالوا : «لتسع ليال بقين» و «ثمان
ليال خلون» لأنّهم بينوه بجمع وقالوا لما فوق العشرة : «خلت» و «بقيت» لأنّهم
بيّنوه بمفرد فقالوا ل «إحدى عشرة ليلة خلت» و «ثلاث عشرة ليلة بقيت». ويقال في التاريخ أول الشهر «كتب لأوّل ليلة منه»
أو «لغرّته» أو «مهلّه» أو «مستهلّه». ويؤرّخ آخرا فيقال : «لآخر ليلة بقيت منه»
أو «سراره» أو «سرره» أو «سلخه» أو «انسلاخه».
١٧ ـ ما جاء
على وزن «العشير» من الأعداد :
قال أبو عبيد :
يقال : ثليث
وخميس وسديس وسبيع ـ والجمع أسباع ـ وثمين وتسيع ، وعشير ، والمراد منها : الثلث
والخمس والسّدس والسّبع والثمن والتّسع والعشر.
قال أبو زيد :
لم يعرفوا الخميس ولا الربيع ولا الثليث.
وأنشد أبو عبيد
:
وألقيت سهمي
وسطهم حين أوخشوا
|
|
فما صار لي
في القسم إلا ثمينها
|
أي ثمنها.
١٨ ـ أفعال
مشتقة من العدد :
تقول : كان
القوم وترا فشفعتهم شفعا ، وكانوا شفعا فوترتهم وترا ، تقول ثلثت القوم أثلثهم
ثلثا : إذا كنت لهم ثالثا ، وتقول : كانوا ثلاثا فربعتهم ، أي صرت رابعهم ، وكانوا
أربعة فخمستهم .... إلى العشرة ، وفي يفعل ، قلت : يثلث ويخمس ... إلى العشرة ،
وكذلك إذا أخذت الثّلث من أموالهم ، قلت : ثلثتهم ثلثا ، وفي الرّبع ربعتهم ، إلى
العشر مثله ، وفي الأموال : يثلث ويخمس إلى العشر إلّا ثلاث كلمات فإنها بالفتح في
الموضعين : يربع ، ويسبع ، ويتسع.
عدّ :
(١) فعل ماض
يتعدّى إلى مفعولين ومن أفعال القلوب ، وتفيد في الخبر رجحانا ، وهي تامّة
التّصرّف وتستعمل بكلّ تصريفها ، نحو قول النّعمان بن بشير :
__________________
فلا تعدد
المولى شريكك في الغنى
|
|
ولكنّما
المولى شريكك في العدم
|
وتشترك مع «أخواتها»
بأحكام.
(انظر المتعدي
إلى مفعولين).
(٢) «عدّ»
بمعنى حسب وأحصى نحو : «عددت المال» ولا تتعدّى هذه إلّا إلى واحد.
العرض : الطلب بلين ورفق ، وحرفاه : ألا وأما ، (انظر فاء
السببيّة).
عزون : مفرده عزة وهي العصبة من النّاس ، وعزون : جماعات يأتون
متفرّقين ، وهو ملحق بجمع المذكّر السّالم ويعرب إعرابه.
(انظر جمع
المذكّر السّالم ٨).
عسى : هي فعل غير متصرّف ، ومعناه : المقاربة على سبيل
التّرجّي ، وهي على ذلك ثلاثة أضرب :
(الأوّل) أن
تكون بمنزلة كان النّاقصة ، فتحتاج إلى اسم وخبر ، ولا يكون الخبر إلّا فعلا
مستقبلا مشفوعا بأن النّاصبة ، قال الله تعالى : (فَعَسَى اللهُ أَنْ
يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ) فلفظ الجلالة : اسم عسى ، و «أن يأتي» في تأويل المصدر
خبر عسى وفي أن يأتي ضمير يعود على الاسم ، نحو «عسى الفرج أن يأتي» ويجوز في عسى
خاصّة دون أخواتها أن ترفع السّببيّ ـ وهو الاسم الظّاهر المضاف إلى ضمير يعود على
اسمها ـ كقول الفرزدق حين هرب من الحجّاج لمّا توعّده بالقتل :
وماذا عسى
الحجّاج يبلغ جهده
|
|
إذا نحن
جاوزنا حفير زياد
|
وشذّ مجيء خبر «عسى»
مفردا كقولهم في المثل «عسى الغوير أبؤسا» والغالب اقتران الخبر ب «أن» بعد عسى.
(الثاني)
التّامة وتختصّ «عسى واخلولق وأوشك» بجواز إسنادهنّ إلى «أن يفعل» ولا تحتاج إلى
خبر منصوب فتكون تامّة نحو (وَعَسى أَنْ
تَكْرَهُوا شَيْئاً).
__________________
ويجوز في «عسى»
كسر سينها بشرط أن تسند إلى «التاء أو النون أو نا» نحو (قالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ
عَلَيْكُمُ الْقِتالُ) قرىء بالكسر والفتح والمختار الفتح.
(الثالث) يشتمل
عن الضربين الأول والثاني ، وذلك نحو قولك : «عبد الله عسى أن يفلح» إن شئت جعلتها
على الضّرب الأوّل وهو أن يكون اسم عسى يعود على عبد الله الّذي هو مبتدأ و «أن
يفلح» في تأويل المصدر خبر عسى.
وإن شئت جعلت «أن
يفلح» في تأويل المصدر فاعل عسى ، وجملة عسى مع فاعله خبر للمبتدأ وهو عبد الله.
العشرة وضبطها :
(انظر العدد ١٥).
عشرون ـ إلى
التسعين ـ ملحق بجمع المذكّر السالم.
(انظر جمع
المذكر السّالم ٨ والعدد).
عضون : مفردها «عضة»
وهي القطعة من الشيء ، ملحق بجمع المذكّر السّالم ، ويعرب إعرابه.
(انظر جمع
المذكّر السّالم ٨).
العطف : العطف
قسمان : عطف بيان ، وعطف نسق.
(انظر كلّا
منهما في حرفه).
عطف البيان :
١ ـ تعريفه :
هو التّابع
الجامد المشبه للصّفة في إيضاح متبوعه إن كان معرفة ، وتخصيصه إن كان نكرة بنفسه ،
لا بمعنى في متبوعه ، ولا في سببه ، وبهذا خرج النّعت ، ولا يجب فيه أن يكون أوضح
من متبوعه ، بل يجوز أن يكون مساويا أو أقلّ ، والتّوضيح حينئذ باجتماعهما ، نحو «قال
أبو بكر عتيق».
٢ ـ مواضعه :
(١) اللّقب بعد
الاسم نحو «عليّ زين العابدين».
(٢) الاسم بعد
الكنية نحو : «أقسم بالله أبو حفص عمر».
(٣) الظّاهر
المحلّى ب «أل» بعد اسم الإشارة نحو «هذا الكتاب جيّد».
(٤) الموصوف
بعد الصفة نحو : «الكليم موسى».
(٥) التّفسير
بعد المفسّر نحو : «العسجد أي الذّهب».
٣ ـ تبعيّته
لما قبله :
يتبع «عطف
البيان» متبوعة بواحد من
__________________
النّصب أو الرّفع أو الكسر ، وواحد من الإفراد أو التّثنية أو الجمع ،
وواحد من التذكير أو التأنيث ، وواحد من التّعريف أو التنكير ، فيكونان معرفتين
كما تقدّم ، ونكرتين : ك «لبست ثوبا معطفا» ومنه قوله تعالى : (أَوْ كَفَّارَةٌ طَعامُ مَساكِينَ) فيمن نون كفّارة.
٤ ـ عطف البيان
وبدل «كل» :
كلّ ما صلح أن
يكون «عطف بيان» صلح أن يكون «بدل كلّ» إلّا في مسألتين :
«أ» ما لا
يستغني التركيب عنه ، ومن صور ذلك ، قولك «هند قام زيد أخوها» فـ «أخوها» يتعيّن
أن يكون «عطف بيان» على زيد ، ولا يجوز أن يكون «بدلا» منه ، لأنه لا يصحّ
الاستغناء عنه : لاشتماله على ضمير رابط للجملة الواقعة خبرا ل «هند» ، فوجب أن
يعرب «أخوها» : «عطف بيان» لا «بدلا» لأنّ البدل على نيّة تكرار العامل ، فكأنّه
من جملة أخرى ، فتخلو الجملة المخبر بها عن رابط.
«ب» ما لا يصلح
حلوله محلّ الأوّل ، ومن صوره أن يكون «عطف البيان» مفردا معرفة معربا والمتبوع منادى
ومنه قول طالب بن أبي طالب :
أيا أخوينا
عبد شمس ونوفلا
|
|
أعيذكما
بالله أن تحدثا حربا
|
أو يكون «عطف
البيان» ب «أل» و «المتبوع» منادى خاليا منها نحو : «يا محمد المهدي» أو يكون «عطف
البيان» خاليا من أل و «المتبوع» ب «أل» قد أضيف إليه صفة ب «أل» نحو «أنا النّاصح
الرجل محمد» ومنه قول المرّار الأسدي :
أنا ابن
التّارك البكريّ بشر
|
|
عليه الطّير
ترقبه وقوعا
|
لأنّ الصفة
المقرونة بأل ك «النّاصح» والتّارك» لا تضاف إلّا لما فيه «أل» أو يضاف اسم
التّفضيل إلى عامّ أتبع بقسميه نحو «محمّد أفضل النّاس الرّجال والنّساء» فاسم
التّفضيل بعض ما
__________________
يضاف إليه ، فيلزم على البدل كون محمّد بعض النّساء ،
٥ ـ اختلاف عطف
البيان عن البدل :
يختلف بأمور
منها أن :
(١) عطف البيان
لا يكون إلّا بالمعارف.
(٢) عطف البيان
في تقدير جملة واحدة ، والبدل في تقدير جملتين على الأصح.
(٣) المعتمد في
عطف البيان الأول ، والثّاني موضّح ، والمعتمد في البدل الثّاني ، والأول توطئة
له.
(٤) عطف البيان
يشترط مطابقته لما قبله في التّعريف بخلاف البدل.
(٥) عطف البيان
لا يكون مضمرا ولا تابعا لمضمر ، لأنّه من الجوامد نظير النعت.
(٦) أنه لا
يكون جملة ، ولا تابعا لجملة ، بخلاف البدل.
(٧) لا يكون
فعلا تابعا لفعل بخلاف البدل.
(٨) لا يكون
عطف البيان بلفظ الأوّل ، ويجوز في البدل.
(٩) ليس في عطف
البيان نيّة إحلاله محلّ الأول ، بخلاف البدل.
عطف النّسق :
١ ـ تعريفه :
هو تابع يتوسّط
بينه وبين متبوعه أحد حروف العطف الآتي ذكرها.
٢ ـ أقسام
العطف ثلاثة :
(أحدها) العطف
على اللّفظ ـ وهو الأصل ـ نحو «ليس أحمد بالعالم ولا القانت» وشرطه : إمكان توجّه
العامل إلى المعطوف.
(الثاني) العطف
على المحلّ نحو «ليس عمر بجائع ولا تعبا» ولهذا ثلاثة شروط :
«أ» إمكان
ظهوره في الفصيح ، فيجوز بقولك «ليس عليّ بقائم» أن تقول : «ليس علي قائما» فتسقط «الباء»
، وكذلك «ما جاءني من أحد» أن تقول : «ما جاءني أحد» بإسقاط «من».
(ب) أن يكون
الموضع هو الأصل فلا يجوز «هذا آكل خبزا وزيتون» لأنّ الوصف المستوفي للشروط الأصل
إعماله لا إضافته.
«ج» وجود
المحرز أي الطّالب لذلك المحل.
ويبتني على
اشتراط هذا امتناع مسائل منها :
«١"» «إنّ
زيدا وعمرو قائمان» وذلك
__________________
لأنّ الطالب لرفع زيد هو الابتداء ، والابتداء هو التجرّد ، والتّجرّد قد
زال بدخول «إنّ».
«٢"» «إنّ
زيدا قائم وعمرو» بعطف «عمرو» على المحلّ لا المبتدأ.
«٣"» «هذا
مانح أخيه ومحمّدا الخير» بنصب محمدا على محل أخيه.
(الثالث) العطف
على التّوّهم ، نحو : «ليس بكر بائعا ولا مشتر» بخفض مشتر على توهّم دخول الباء ،
في الخبر ، وشرط جوازه صحّة دخول ذلك العامل المتوهّم ، وشرط حسنه كثرة دخوله هناك
ولهذا حسن قول زهير :
بدا لي أنّي
لست مدرك ما مضى
|
|
ولا سابق
شيئا إذا كان جائيا
|
وقول الآخر :
ما الحازم
الشّهم مقداما ولا بطل
|
|
إن لم يكن
للهوى بالحق غلّابا
|
ولم يحسن قول
الآخر :
وما كنت ذا
نيرب فيهم
|
|
ولا منمش
فيهم منمل
|
لقلّة دخول
الباء على خبر «كان» بخلاف خبري «ليس» و «ما». وكما وقع هذا العطف في المجرور ،
وقع في المجزوم ، وقال به الخليل وسيبويه ، في قوله تعالى : (لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ
قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ) قالا : فإن معنى لو لا أخّرتني فأصّدق : إن أخّرتني
أصّدّق وأكن .. وقرىء : وأكون على الأصل. وكذلك وقع في المرفوع ، قال سيبويه : واعلم
أنّ ناسا من العرب يغلطون فيقولون : «إنّهم أجمعون ذاهبون» وذلك على أنّ معناه
معنى الابتداء ، والتقدير : هم أجمعون.
٣ ـ حروف العطف
:
هي «الواو ،
الفاء ، ثمّ ، حتّى ، أم ، أو ، لكن ، بل ، لا ، لا يكون ، ليس».
(انظر كلّا في
حرفه).
والأصل بالعطف
أن يكون على الأوّل إلّا في حروف التّرتيب.
٤ ـ حروف العطف
نوعان :
«أ» ما يقتضي
التّشريك في اللفظ والمعنى مطلقا ، وهو أربعة : «الواو ، الفاء ، ثمّ ، حتّى» أو
مقيّدا بشرط ، وهو إثنان «أو ، أم» وشرطهما ألّا يقتضيا إضرابا.
«ب» ما يقتضي
التّشريك في اللّفظ
__________________
دون المعنى ، إمّا لكونه يثبت لما بعده ما انتفى عمّا قبله ، وهو «بل ،
ولكن» ، وإمّا لكونه بالعكس وهو «لا» و «ليس».
٥ ـ أحكام
تشترك فيها الواو والفاء :
تشترك الواو
والفاء بأحكام منها :
جواز حذفهما مع
معطوفهما لدليل مثاله في الواو قول النّابغة الذّبياني :
فما كان بين
الخير لو جاء سالما
|
|
أبو حجر إلّا
ليال قلائل
|
أي بين الخير
وبيني.
ومثاله في
الفاء (أَنِ اضْرِبْ
بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ) أي فضرب فانبجست.
وجواز حذف
المعطوف عليه بهما ، فمثال الواو قول بعضهم : «وبك وأهلا وسهلا» جوابا لمن قال له
: مرحبا بك ، والتّقدير : مرحبا بك وأهلا وسهلا ، ومثال الفاء نحو (أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ
صَفْحاً) ، أي أنهملكم فنضرب عنكم ، ونحو (أَفَلَمْ يَرَوْا إِلى ما بَيْنَ
أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ) أي أعموا فلم يروا.
٦ ـ العطف على
الضّمير :
يعطف على
الضّمير المنفصل مرفوعا أو منصوبا ، وعلى الضّمير المتّصل المنصوب بغير شرط ، نحو
: «أنت وزيد تسرعان» و «ما أدعو إلّا إيّاك وخالدا» ونحو قوله تعالى : (جَمَعْناكُمْ وَالْأَوَّلِينَ).
ولا يحسن العطف
على الضّمير المتّصل المرفوع بارزا كان أو مستترا إلّا بعد توكيده بضمير منفصل نحو
(لَقَدْ كُنْتُمْ
أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) ، (اسْكُنْ أَنْتَ
وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ). أو بوجود فاصل ما ، نحو (جَنَّاتُ عَدْنٍ
يَدْخُلُونَها وَمَنْ صَلَحَ).
فمن معطوفة على
الواو في يدخلونها أو وجود فصل ب «لا» نحو (ما أَشْرَكْنا وَلا
آباؤُنا).
ويضعف العطف
بدون ذلك ، نحو : «مررت برجل سواء والعدم». بالرّفع عطفا على الضّمير المستتر في
سواء لأنّه بتأويل مستو هو والعدم ، وهو في الشّعر كثير كقول جرير يهجو الأخطل :
ورجا الأخيطل
من سفاهة رأيه
|
|
ما لم يكن
وأب له لينالا
|
عطف «أب» على
الضّمير في
__________________
«يكن» من غير توكيد ولا فصل ، ويقلّ العطف على الضّمير المخفوض إلّا بإعادة
الخافض حرفا كان أو اسما نحو (فَقالَ لَها
وَلِلْأَرْضِ) ، (قالُوا نَعْبُدُ
إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ). وهناك قراءة ابن عبّاس : تسائلون به والأرحامِ بالخفض من غير إعادة الخافض ، وحكاية قطرب عن العرب «ما
فيها غيره وفرسه» بالخفض عطفا على الهاء من غيره.
٧ ـ عطف الفعل
:
يعطف الفعل على
الفعل بشرط اتّحاد زمنيهما ، سواء اتّحد نوعاهما نحو (لِنُحْيِيَ بِهِ
بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ) ، (وَإِنْ تُؤْمِنُوا
وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْئَلْكُمْ أَمْوالَكُمْ) ، أم اختلفا نحو (يَقْدُمُ قَوْمَهُ
يَوْمَ الْقِيامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ) ، (تَبارَكَ الَّذِي
إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الْأَنْهارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً).
ويعطف الفعل
على الاسم المشبه له في المعنى نحو (فَالْمُغِيراتِ
صُبْحاً فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً) و (صافَّاتٍ
وَيَقْبِضْنَ).
فالمغيرات في
تأويل : واللّاتي أغرن «صافّات» في معنى : يصففن.
ويجوز العكس
كقوله :
يا ربّ بيضاء
من العواهج
|
|
أمّ صبيّ قد
حبا أو دارج
|
ومنه (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ
وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِ).
٧ ـ جواز حذف العاطف وحده :
يجوز بقلّة حذف
العاطف وحده نحو :
كيف أصبحت
كيف أمسيت ممّا
|
|
يغرس الودّ
في فؤاد الكريم
|
أي : وكيف
أمسيت ، وفي الحديث : «تصدّق رجل من ديناره ، من درهمه) أي : ومن درهمه.
٨ ـ العطف على
معمول عامل :
أجمعوا على
جواز العطف على معمول عامل واحد نحو «إنّ أباك آت
__________________
وأخاك ذاهب» وعلى جواز معمولات عامل نحو .. أعلم المدير بكرا المدرس آتيا
والأستاذ خالدا أباه حاضرا».
وأجمعوا على
منع العطف على معمولي أكثر من عاملين نحو : «إنّ زيدا ضارب أبوه لعمرو وأخاك غلامه لبكر» ، أمّا معمولا عاملين ، فإن لم يكن أحدهما جارّا
فالأكثر امتناعه ، وإن كان أحدهما جارّا فإن كان مؤخّرا نحو «محمد في العمل والبيت
أخوه» فهو ـ عند الأكثر ـ أيضا ممتنع ، وإن كان الجارّ مقدّما نحو «في عمله محمد
والبيت أخوه» فمنع منه سيبويه والمبرد وابن السراج ، وأجازه الأخفش والكسائي
والفراء والزجاج. والأولى المنع منه.
علامات الاسم :
(انظر الاسم).
علامات الفعل :
(انظر الفعل).
على :
(١) من حروف
الجر ، وتجرّ الظّاهر والمضمر ، نحو (وَعَلَيْها وَعَلَى
الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ) ولها نحو تسعة معان أشهرها : الاستعلاء ، وهو الأصل
فيها نحو (وَعَلَيْها وَعَلَى
الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ).
الظّرفيّة ،
نحو : (وَدَخَلَ
الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ) أي في حين غفلة.
المجاوزة ، ك «عن»
كقول القحيف العقيلي :
إذا رضيت
عليّ بنو قشير
|
|
لعمر الله
أعجبني رضاها
|
أي رضيت عني.
المصاحبة ، نحو
(وَإِنَّ رَبَّكَ
لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ). أي مع ظلمهم.
موافقة «من» ،
نحو (إِذَا اكْتالُوا
عَلَى النَّاسِ).
الاستدراك
كقولك «فلان أطاع الشّيطان على أنّنا لا نيأس من إصلاحه».
(٢) يمكن أن
تكون «على» اسما إذا دخلت عليها «من» كقول مزاحم العقيلي يصف القطا :
__________________
غدت من عليه
بعدما تمّ ظمؤها
|
|
تصلّ وعن قيض
بزيزاء مجهل
|
عل : معناها
وإعرابها :
توافق «فوق» في
معناها ، وفي بنائها على الضّم إذا كانت معرفة كقول الفرزدق يهجو جريرا :
ولقد سددت
عليك كل ثنيّة
|
|
وأتيت نحو
بني كليب من عل
|
أي من فوقهم ،
وفي إعرابها مجرورة بمن إذا كانت نكرة قول امرىء القيس يصف فرسا :
مكرّ مفرّ
مقبل مدبر معا
|
|
كجلمود صخر
حطّه السّيل من عل
|
أي من مكان
عال.
وتخالف فوق في
أمرين :
(١) أنّها لا
تستعمل إلّا مجرورة ب «من».
(٢) أنّها لا
تضاف ، فلا يقال : أخذته من عل السّطح ، كما يقال من علوّه ومن فوقه.
علّ : لغة في «لعلّ»
بل يقال : إنّها أصلها ، قال الأضبط بن قريع :
لا تهين
الفقير علّك أن
|
|
تركع يوما
والدّهر قد رفعه
|
وهي هنا بمعنى
عسى ، وتعمل عمل «إنّ» ك «لعلّ».
والأصح والأفصح
: لعلّ (انظر لعلّ).
علق : فعل ماض
يدلّ على الشروع في خبرها وهي من النّواسخ ، تعمل عمل كان ، إلّا أنّ خبرها يجب أن
يكون جملة فعليّة من مضارع فاعله ضمير يعود على الاسم ، ومجرّد من «أن» المصدريّة
ولا تعمل إلّا في حالة المضيّ نحو «علق زيد يتعلّم» أي أنشأ وشرع ، (انظر أفعال
المقاربة).
علم :
(١) فعل يتعدّى
إلى مفعولين وهو من أفعال القلوب ويفيد اليقين ، وقد يفيد الرّجحان نحو قوله تعالى
: (فَإِنْ
عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ).
(انظر المتعدي
إلى مفعولين).
(٢) «علم»
بمعنى عرف وتتعدّى إلى
__________________
مفعول واحد ، نحو قوله تعالى : (وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ
مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً).
العلم :
١ ـ العلم
نوعان : علم جنسي ـ وسيأتي ـ وعلم شخصيّ.
٢ ـ العلم
الشّخصي :
هو الاسم
الخاصّ الذي لا أخصّ منه ، ويركّب على المسمّى لتخليصه من الجنس بالاسمية ، فيفرّق
بينه وبين مسمّيات كثيرة.
٣ ـ العلم
الشّخصي ، نوعان :
أحدهما : أولو
العلم من المذكّرين ك «جعفر» والمؤنثات ك «زينب» ، الثاني : ما يؤلّف كالقبائل ك «قريش»
والبلاد ك «دمشق» ، والخيل : ك «لاحق» والإبل ك «شدقم» والبقر ك «عرار» والغنم ك «هيلة»
، والكلاب ك «واشق».
٤ ـ العلم
الشّخصي أربعة أقسام :
مفرد ، ومركّب
، ومنقول ، ومرتجل.
«أ» العلم
المفرد هو الأصل :
لأنّ التّركيب
بعد الإفراد ، وذلك نحو «خالد وعمرو» والمراد بالإفراد أنّه يدل على حقيقة واحدة
قبل النّقل وبعده.
«ب» العلم المركّب
: وهو الذي يدل على حقيقة واحدة بعد النقل ، وهو على ثلاثة أنواع :
(١) جملة ، وهو
كلّ كلام عمل بعضه في بعض نحو «تأبط شرّا» و «ذرّى حبّا» ومثلها «شاب قرناها» و «برق
نحره» و «جاد المولى» ومثل ذلك «يزيد».
يقول الشّاعر :
كأنّه جبهة ذرّى حبّا
ويقول :
كذبتم وبيت
الله لا تنكحونها
|
|
بني شاب
قرناها تصرّ وتحلب
|
(٢) من المركّبات اسمان ركّب
أحدهما مع الآخر ، حتى صارا كالاسم الواحد نحو «حضرموت» و «بعلبك» و «معد يكرب»
ومثل هذا يمنع من الصّرف. ومن هذا «سيبويه» و «نفطويه» و «عمرويه» ، إلا أنّ هذا
مركّب من اسم وصوت أعجميّ ، وهو «ويه» ويبنى مثل هذا على الكسر.
(٣) من
المركّبات المضاف وهو نوعان :
(الأول) : اسم
غير كنية نحو «ذي النّون» و «عبد الله» و «امرىء القيس».
(الثاني) :
الكنية نحو «أبي زيد» و «أمّ عمرو».
«ج» العلم على
ضربين : منقول ومرتجل ، والغالب النّقل ، ومعنى النّقل :
__________________
أن يكون الاسم بإزاء حقيقة شاملة فتنقله إلى حقيقة أخرى خاصّة ، والعلم
المنقول على ثلاثة أضرب :
منقول عن اسم ،
ومنقول عن فعل ، ومنقول عن صوت.
فأمّا الأوّل
وهو المنقول عن الاسم فنوعان :
منقول عن عين ،
أو معنى ، أمّا العين فيكون اسما وصفة ، فالمنقول عن الاسم غير الصّفة كتسمية رجل «بأسد»
أو «ثور» أو «حجر». وهي في الأصل أسماء أجناس ، لأنّها بإزاء حقيقة شاملة.
والمنقول عن
الصّفة نحو «خالد» و «مالك» وفاطمة» فهذه الأسماء أوصاف في الأصل ، لأنّها أسماء
فاعلين ، تقول في الأصل : هذا رجل خالد بذكره ، من الخلود ، وتقول : مالك ، من
الملك ، وفاطمة من الفطام ، ومثله حاتم ، وعابد وناصر ، ونائلة.
وما نقل عن
الصّفة وفيها «أل» المعرّفة فإنها تبقى بعد النقل للاسم نحو «الحارث» و «العبّاس».
وما نقل مجرّدا
من «أل» لم يجز دخولهما عليه بعد النّقل نحو «سعيد» و «مكرم».
وقد تدخل «أل»
بعد النقل للمح الأصل ، كأنّهم لمحوا اتّصافه بمعنى الاسم ، ومثله قول الأعشى :
أتاني وعيد
الحوص من آل جعفر
|
|
فيا عبد عمرو
لو نهيت الأحاوصا
|
فجمع اسم «أحوص»
جمع الصّفة كما يجمع قبل النّقل فقال «الحوص» كأحمر وحمر.
أمّا ما نقل من
المعنى فنحو «فضل» و «إياس» و «زيد» و «عمرو» فهذه الأسماء نقلت من المصدر ،
والمصدر معنى ، ففضل : مصدر يفضل فضلا ، وإياس : مصدر آسه يؤوسه إياسا وأوسا إذا
أعطاه ، وزيد مصدر زاد زيدا وزيادة ، يقول الشاعر :
وأنتم معشر
زيد على مائة
|
|
فأجمعوا
أمركم طرّا فكيدوني
|
ف «زيد» مصدر
موصوف به كما تقول : «رجل عدل» و «ماء غور».
وأمّا الثاني
وهو المنقول عن الفعل فقد نقل من ثلاثة أفعال :
الماضي ،
والمضارع ، والأمر أمّا الماضي فنحو «شمّر» اسم رجل ، من شمّر عن ساقيه ، وشمّر في
الأمر : إذا خفّ ، وأمّا المضارع فنحو «يشكر ويزيد ، وتغلب» ، وأمّا الأمر فنحو «اصمت»
سميت به فلاة بعينها قال الراعي :
أشلى سلوقيّة
بانت وبان بها
|
|
بوحش اصمت في
إصلابها أود
|
ومثله لأبي
ذؤيب الهذلي :
على أطرقا
باليات الخيا
|
|
م إلا الثمام
وإلا العصي
|
وأصل الفعل «اصمت»
بضم الميم ، ولعلّه كسره حين نقله. وإذا نقل الفعل إلى الاسم لزمته أحكام الأسماء
، فقطعت الألف لذلك ، وربّما أنّثوا فقالوا «إصمتة» إيذانا بغلبة الاسمية بعد
التّسمية.
وأمّا الثّالث
وهو المنقول عن الصّوت فنحو تسمية عبد الله بن الحارث «ببّة» وهو صوت كانت ترقّصه
به أمّه وهو صبي وذلك قولها :
لأنكحنّ ببّة
|
|
جارية خدبة
|
مكرمة محبّة
|
|
تحبّ أهل
الكعبة
|
فغلب عليه فسمي
به. الخدبّة : الضخمة.
«د» العلم
المرتجل على ضربين :
قياسيّ ،
وشاذّ. والمراد بالمرتجل ما ارتجل للتّسمية به أي اخترع ، ولم ينقل إليه من غيره
من قولهم : ارتجل الخطبة : إذا أتى بها عن غير فكرة ، وسابقة رويّة.
أما القياسيّ
فالمراد به أن يكون القياس قابلا له غير دافعه ، وذلك نحو «حمدان» و «عمران» و «غطفان»
و «فقعس» فهذه الأسماء مرتجلة للعلميّة ، لأنّها بنيت صيغها من أوّل مرّة للعلمية
، والقياس قابل لها لأنّ لها نظيرا في كلامهم ، فـ «حمدان» كسعدان اسم نبت كثير
الشّوك ، وصفوان : للحجر الأملس ، و «فقعس» مثل سلهب وهو الطويل.
وأمّا الشّاذ
فالذي يدفعه القياس فمن ذلك «محبّب» الأصل فيه «محبّ» ومثله «حيوه» اسم رجل وليس
في الكلام حيوه ، وإنما هي حيّة ، ومن ذلك : «موهب» اسم رجل و «موظب» في اسم مكان
، وكلاهما شاذّ لأنّ الذي فاؤه واو لا يأتي منه مفعل بفتح العين إنما هو مفعل
بكسرها نحو موضع وموقع ومورد.
٥ ـ المركب
الإضافي :
والمركّب
الإضافي : هو كلّ اسمين نزّل ثانيهما منزلة التّنوين ممّا قبله ك «عبد
__________________
الله» و «أبي بكر» وهذا هو الغالب في الأعلام المركّبة.
وحكمه أن يعرب
الجزء الأوّل بحسب العوامل رفعا ونصبا وجرّا ، ويجرّ الثّاني بالإضافة دائما.
٦ ـ العلم اسم
وكنية ولقب ـ وترتيبها :
ينقسم العلم
أيضا إلى اسم وكنية ولقب ، فالكنية : كلّ مركّب إضافيّ صدّر ب «أب» أو «أمّ» ك «أبي
بكر» و «أمّ كلثوم».
واللّقب : كلّ
ما أشعر برفعة المسمّى أو ضعته ك «الرّشيد» و «الجاحظ» والاسم : ما عداهما وهو
الغالب ك «هشام» و «شام» وإذا اجتمع الاسم واللّقب ، يؤخّر اللّقب عن الاسم ك «عليّ
زين العابدين».
ولا ترتيب بين
الكنية وغيرها ، فيجوز تقديم الكنية على الاسم واللّقب وتأخيرهما عنها ، قال
أعرابي : «أقسم بالله أبو حفص عمر» فهنا قدّم الكنية ، وقال حسّان بن ثابت :
وما اهتزّ
عرش الله من أجل هالك
|
|
سمعنا به
إلّا لسعد أبي عمرو
|
وهنا قدّم
الاسم على الكنية.
٧ ـ إعراب
اللّقب والكنية :
اللّقب إمّا أن
يكون هو والاسم قبله مضافين ك «عبد الله زين العابدين» أو يكون الاسم مفردا
واللّقب بعده مضافا ك «عليّ زين العابدين». أو يكونا بالعكس ك «عبد العزيز المهدي»
، في هذه الأحوال الثلاثة أتبعت الثاني الأوّل في إعرابه بدلا أو عطف بيان ، وإن
شئت قطعته عن التّبعيّة إمّا برفعه خبرا لمبتدأ محذوف أو بنصبه مفعولا به لفعل
محذوف وإن كان اللّقب والاسم الذي قبله مفردين ك : «عمرو الجاحظ» و «سعيد كرز» .
فجمهور
البصريين يوجبون إضافة الأوّل إلى الثاني ، وبعضهم أجاز فيه البدليّة أو عطف
البيان. وحكم الكنية وما قبلها من الاسم واللّقب إتباعا وقطعا ، إلّا أنّ الكنية لا تكون إلّا مضافة.
٨ ـ حذف
التنوين من العلم :
وكلّ اسم غالب
وصف بابن ثم أضيف إلى اسم غالب أو كنية حذف منه التّنوين ، وذلك قولك : هذا زيد بن
عمرو ، وإنما حذفوا التّنوين من نحو هذا حيث كثر في كلامهم لأنّ
__________________
التّنوين حرف ساكن وقع بعده حرف ساكن ـ وهو الباء من ابن ـ ومن كلامهم أن
يحذفوا الأوّل ـ وهو التنوين ـ.
وتقول : هذا
أبو عمرو بن العلاء من غير تنوين عمرو ، لأنّ الكنية كالاسم الغالب ، وتقول : هذا
زيد بن أبي عمرو ، وقال الفرزدق في أبي عمرو بن العلاء :
ما زلت أغلق
أبوابا وأفتحها
|
|
حتّى أتيت
أبا عمرو بن عمّار
|
وإذا لم يكن
كما قدّمناه من شروط حذف التّنوين ، فإنّ التّنوين باق لا يحذف ، مثل قولك : هذا
زيد ابن أخيك ، وهذا زيد ابن أخي عمرو ، وهذا زيد الطّويل ففي مثل هذه الأمثلة لا
يحذف التّنوين بل يحرّك بالكسر للتّخلّص من التقاء الساكنين.
٩ ـ العلم
الجنسي :
هو اسم يعيّن
مسمّاه ، بغير قيد ، تعيين ذي الأداة الجنسيّة أو الحضوريّة ، فإذا قلت «أسامة
أجرأ من ثعالة» فهو بمنزلة قولك : «الأسد أجرأ من الثّعلب» وأل في الأسد والثعلب
للجنس ، وإذا قلت : «هذا أسامة مقبلا» فهو بمنزلة قولك «هذا الأسد مقبلا» وأل في «الأسد»
لتعريف الحضور. (الفرق بين اسم الجنس وعلم الجنس (انظر اسم الجنس)).
١٠ ـ أحكامه :
هذا العلم يشبه
علم الشّخص من جهة الأحكام اللّفظيّة ، فإنه يمتنع من «أل» فلا يقال : «الأسامة»
كما لا يقال «العمر» ويمتنع من «الإضافة» فلا يقال «أسامتكم» ، ويمتنع من الصّرف ،
إن كان ذا سبب آخر ، كالتأنيث في «أسامة وثعالة» ، وكوزن الفعل في «بنات أوبر» و «ابن آوى» . ويبتدأ به ، ويأتي الحال منه بلا مسوّغ فيهما ، ويمتنع
وصفه بالنكرة ، فلا يقال : أسامة مفترس ، بل المفترس.
أمّا من جهة
المعنى فإنه يشبه النكرة ، لأنّه شائع في أمّته ، لا يختصّ به واحد دون آخر.
١١ ـ مسمّى علم
الجنس :
مسمّى علم
الجنس ثلاثة أنواع :
«أ» أعيان لا
تؤلّف ، أي سماعية ، وهو الغالب ك «أسامة» للأسد ، و «أمّ عريط» للعقرب و «أبي
جعدة» للذّئب.
«ب» أعيان تؤلف
ك «هيّان بن بيّان» للمجهول العين والنّسب ومثله «طامر بن
__________________
طامر» وك «أبي المضاء» للفرس ، و «أبي الدّغفاء» للأحمق.
«ج» أمور
معنوية ك «سبحان» علما للتّسبيح و «كيسان» للغدر و «يسار» للميسرة ، و «فجار» للفجرة ، و «برّة» للمبرّة.
العلم الجنسي :
(انظر العلم ١٤
و ١٥ و ١٦).
العلم الشّخصي :
(انظر العلم ٢ و
٣).
العلم المرتجل :
(انظر العلم ٥).
العلم المنقول :
(انظر العلم ٦).
العلم المركّب الإسنادي :
(انظر تقسيم
العلم).
العلم المركّب المزجي :
(انظر تقسيم
العلم).
العلم المركّب الإضافي :
(انظر تقسيم
العلم).
عليك : اسم فعل
أمر ويفيد الإغراء والأمر ، وهو منقول من الجارّ والمجرور تقول : «عليك زيدا» أي
الزمه وخذه ، والكاف في «عليك» ومثلها «عليكم» والكاف والميم ضمير عند الجمهور في
محلّ جرّ ب على» ، ومثله «عليك بزيد» ومنه قوله تعالى : (عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ) و «عليك بالعروة الوثقى» أي استمسك بها ولا يقال : «عليه زيدا».
(انظر اسم
الفعل).
عم صباحا : كلمة
تحيّة ، كأنّه محذوف من نعم ينعم بالكسر ، كما تقول : كل من أكل يأكل ، فحذف من «عم»
الألف والنّون استخفافا ، و «صباحا» ظرف زمان مفعول فيه أي أنعم في صباحك.
عمرك : هذا
اللفظ يرد كثيرا في أقسام العرب أو تأكيداتها وأصله قسم بالعمر أو دعاء بطول العمر
، وهاك التفصيل من ناحيتي اللّغة والإعراب.
اللغة : العمر
والعمر والعمر : الحياة ، يقال : طال عمره وعمره لغتان فصيحتان ، وفي القسم :
الفتح لا غير : يقال :
__________________
لعمري ، لعمرك ، وقال الجوهري : معنى «لعمر الله» و «عمر الله» : أحلف
ببقاء الله ودوامه ، وإذا قلت : «عمرك الله» فكأنّك قلت : بتعميرك الله ، أي
بإقرارك له بالبقاء ، وقول عمر بن أبي ربيعة :
«عمرك الله كيف
يلتقيان ، يريد سألت الله أن يطيل عمرك ، لأنّه لم يرد القسم بذلك.
أمّا الناحية
الإعرابية فقولهم : «لعمري ولعمرك» يرفعونه بالابتداء ، ويضمرون الخبر ، كأنهم
يقولون : لعمرك قسمي أو يميني .
وقال الأزهري :
وتدخل اللام في «لعمرك» فإذا أدخلتها رفعت بها بالابتداء ، فإذا قلت : «لعمر أبيك
الخير» نصبت «الخير» أو خفصته ، فمن نصب أراد إنّ أباك عمر الخير يعمره عمرا
وعمارة ، فنصب الخير بوقوع العمر عليه ، ومن خفض «الخير» جعله نعتا لأبيك.
وقالوا : «عمرك
الله أفعل كذا» أو «عمرك الله إلّا فعلت كذا». أو «إلّا ما فعلت كذا» على زيادة «ما»
بنصب «عمرك» وهو من الأسماء الموضوعة موضع المصادر المنصوبة على إضمار الفعل
المتروك إظهاره ، وأصله من : عمّرتك الله تعميرا ، فحذفت زيادته ، وقال المبرّد :
في قوله : «عمرك الله». إن شئت جعلت نصبه بفعل أضمرته ، وإن شئت نصبته بواو حذفته . وإن شئت كان على قولك عمّرتك الله تعميرا ، ونشدتك
الله نشيدا ، ثمّ وضعت «عمرك» موضع التّعمير.
عمّ : مركّبة من «عن» حرف الجرّ ، و «ما» الاستفهاميّة
وحذفت ألفها لدخول الجار.
عمّا : مركّبة
من «عن» الجارّة ، و «ما» الزائدة ، ولا تكفّها عن العمل.
(انظر عن).
عمل اسم التّفضيل :
(انظر اسم
التّفضيل ٦).
عمل اسم الفاعل :
(انظر اسم
الفاعل وأبنيته وعمله ٥).
عمل اسم الفعل :
(انظر اسم
الفعل ٦).
عمل اسم المصدر :
(انظر اسم
المصدر ٢).
عمل اسم المفعول :
(انظر اسم
المفعول وأبنيته وعمله ٣).
__________________
عمل تثنية اسم الفاعل وجمعه :
(انظر اسم
الفاعل وأبنيته وعمله ٦).
عمل المصدر :
(انظر المصدر ٤).
عمل المصدر الميمي :
(انظر المصدر
الميمي ٢ / ٢).
عن :
(١) من حروف
الجر ، وتجرّ الظّاهر والمضمر ، نحو (لَتَرْكَبُنَّ
طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ). و (رَضِيَ اللهُ
عَنْهُمْ) ، وزيادة «ما» يعدها لا تكفّها عن العمل نحو «عمّا قليل»
ولها نحو من تسعة معان :
منها :
المجاوزة وهي الأصل ، نحو «سرت عن البلد» و «رغبت عن مجالسة
اللّئيم».
ومنها : الاستعلاء
كقوله تعالى : (وَمَنْ يَبْخَلْ
فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ) أي على نفسه.
ومنها :
التّعليل ، نحو (وَما نَحْنُ
بِتارِكِي آلِهَتِنا عَنْ قَوْلِكَ) أي لأجله.
(٢) قد تكون «عن»
اسما إذا دخلت عليها «من» وتكون «عن» بمعنى جانب كقول قطريّ بن الفجاءة :
فلقد أراني
للرّماح دريئة
|
|
من عن يميني
مرّة وأمامي
|
عند : مثلّثة
العين ، وفي المصباح : الكسر هي اللّغة الفصحى ، وهي ظرف في المكان والزّمان ،
فالمكان الحقيقي نحو (فَلَمَّا رَآهُ
مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ). والمجازي نحو (قالَ الَّذِي
عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ).
و «عند» غير
متصرّف.
فلا يقع إلّا
ظرفا أو مجرورا ب «من» كما مثّل ، وأمّا ظرف الزّمان ، فكقولك «جئتك عند مغيب
الشّمس» ، وتلزم الإضافة فلا تستعمل بغير إضافة إطلاقا ، وقول العامة : «ذهبت إلى
عنده» لحن ، والصّواب : ذهبت إليه.
عندك : اسم فعل
أمر بمعنى خذ ، وتأتي بمعنى احذر ، تقول : «عندك الطعام» أي خذه ، وتقول : «عندك»
تحذّره شيئا بين
__________________
يديه وهو اسم فعل لا يتعدى.
عندما : مركّبة
من «عند» الظّرفيّة الزمانيّة و «ما» المصدريّة ، نحو «عندما تطرق الباب يؤذن لك»
أي عند طرقك الباب.
عوض : هو
لاستغراق المستقبل مثل «أبدا» إلّا أنّه مختصّ بالنفي نحو «لا أفارقك عوض» قال
الجوهري : يضم ـ أي آخره ـ بناء ويفتح بغير تنوين ، والضم قول الكسائي ، والفتح
قول البصريين ، وهو أكثر وأفشى ، فإن أضيف أعرب نحو «لا أدعك عوض الدّهر».
باب الغين
غدا : «تعمل
عمل كان» تقول : «غدا الزمن صعبا».
(انظر كان
وأخواتها ٣ تعليق).
غدا : الغد :
اليوم الذي يأتي بعد يومك على أثر ، ثمّ توسّعوا فيه حتّى أطلق على البعيد
المترقّب ، وهو منصوب على الظّرفيّة الزّمانية.
غداة وغدوة : هما
ما بين طلوع الفجر وطلوع الشّمس يقال : «أتيته غداة وغدوة» غير مصروفة لأنّها
معرفة مثل «سحر».
فإذا نكّرت ـ بأن
تريد غداة ما أو غدوة مّا ـ صرفت فقلت : «جئتك غدوة طيّبة» بالتّنوين ، وهما من
الظّروف المتمكّنة ، تقول : «هذه غداة طيّبة» و «جئتك غداة طيّبة».
غديّة :تصغير
الغداة.
غير : كلمة
موغلة في الإبهام ، ولا تفيدها إضافتها تعريفا ، ولا يوصف بها إلّا نكرة نحو قوله
تعالى : (إِنَّهُ عَمَلٌ
غَيْرُ صالِحٍ) إلّا إذا وقعت بين متضادّين كقولك : «عجبت من حركة غير
سكون» ، فإنها تفيد تعريفا ، ومن ثمّ جاز وصف المعرفة بها نحو قوله تعالى : (صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ
غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ).
ول «غير» ثلاثة
أنواع :
الاستثناء ،
والوصف ، ومعنى لا.
(الأول) وهو
الاستثناء فتأتي في جملة فيها مستثنى ومستثنى منه ، فتكون «غير» بمعنى «إلّا»
الاستثنائية ، وعلى هذا فتعرب «غير» إعراب ما بعد «إلّا» على التّفصيل من تعيّن
النّصب ، وجوازه والاتّباع ، والإعراب على حسب العوامل
__________________
نحو «أقبل الأهل غير أحمد». و «ما ذهب الأصحاب غير عليّ» و «ما تعلّم غير
المجدّ» وغير ذلك من الأحكام التي تقدمت في «إلّا» .
أمّا حكم الاسم
بعدها ـ وهو المستثنى في المعنى ـ فيجر بالإضافة وناب «غير» عنه في أحكام
المستثنى. وأمّا حكم تابع المستثنى ب «غير» فيجوز فيه مراعاة اللّفظ ، ومراعاة
المعنى ، تقول : «قام القوم غير زيد وخالد وخالدا» فالجر على اللّفظ ، والنّصب على
المعنى ، لأنّ معنى «غير زيد» : «إلّا زيدا» وتقول : «ما قام أحد غير زيد وعمرو»
بالجرّ وبالرفع على معنى : إلّا زيد.
(الثاني) وهو
الوصف ب «غير» حيث لا يتصوّر الاستثناء ، نحو : «عندي درهم غير جيّد» فـ «غير» هنا
صفة ل «درهم» ولو قلت : «إلّا» جيّدا لم يجز ، وإذا وصفت ب «غير» أتبعتها إعراب ما
قبلها ، وشرط «غير» هذه أن يكون ما قبلها يصدق على ما بعدها تقول : «مررت برجل غير
عالم» ولا تقول : «مررت برجل غير أمة».
(الثالث) أن
تكون «غير» بمعنى «لا» النافية ، فتنصب على الحال ، كقوله تعالى : (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ) أي : فمن اضطر جائعا لا باغيا ، ومثله قوله تعالى : (إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ).
ول «غير» بحث
في بنائها ، إذا أضيفت لمبني (انظر في الإضافة ٨).
ملاحظة : هل
تدخل «ال» على «غير».
نقل النوويّ في
كتابه «تهذيب الأسماء واللّغات» عن الحسن بن أبي الحسن النحوي في كتابه : «المسائل
السّفريّة» : منع قوم دخول الألف واللّام على «غير وكل وبعض» وقالوا : هذه ـ أي
غير ـ كما لا تتعرّف بالإضافة ، لا تتعرّف بالألف واللام ، قال : وعندي أنّه تدخل «أل»
على «غير وكل وبعض» فيقال : «فعل الغير ذلك» هذا لأنّ الألف واللام هنا ليسا للتّعريف ،
ولكنّها : المعاقبة للإضافة ، وذلك كقوله تعالى : (فَإِنَّ الْجَنَّةَ
هِيَ الْمَأْوى) أي مأواه : على أنه ـ كما في التاج وتهذيب الأسماء ـ قد
__________________
يحمل الغير على الضّدّ ، والكلّ على الجملة ، والبعض على الجزء فيصح دخول
اللّام عليها بهذا المعنى أقول : هذا من النّاحية النّظرية ، فهل سمع من العرب
دخول «أل» على «غير»؟ ما أظنّه سمع.
غير بعد ليس :
(انظر ليس غير).
باب الفاء
الفاء بجواب الشّرط :
(انظر جوازم
المضارع ٧).
الفاء الزّائدة : وهي نوعان :
(أحدهما) الفاء
الدّاخلة على خبر المبتدأ إذا تضمّن معنى الشرط نحو «الذي يأتي فله درهم». وإنّما
كانت زائدة لأنّ الخبر مستغن عن رابط يربطه بالمبتدأ.
(الثاني) التي
دخولها في الكلام كخروجها قاله الأخفش واحتجّ بقول الشاعر :
وقائلة :
خولان فانكح فتاتهم
|
|
وأكرومة
الحيّين خلو كما هيا
|
الفاء السّببيّة : تختلف الفاء السببيّة عن العاطفة بأنّ العاطفة يدخل ما
بعدها فيما دخل فيه الأوّل ، تقول : «أنت تأتيني فتكرمني» و «أنا أزورك فأحسن إليك».
أمّا الفاء
السّببية فيخالف فيها ما بعدها ما قبلها ، وذلك قولك : «ما تأتيني فتكرمني». و «ما
أزورك فتحدّثني» المراد : ما أزورك فكيف تحدّثني؟ وما أزورك إلّا لم تحدّثني ، على
معنى : كلّما زرتك لم تحدّثني ـ كان النّصب ، وكانت الفاء للسّببية والفعل بعدها
منصوب بأن مضمرة وجوبا ، وإذا أراد : ما أزورك وما تحدّثني كان الرفع لا غير ،
لأنّ الثاني معطوف على الأوّل ، أمّا فاء «كن فيكون» فيصحّ فيه الرّفع والنّصب ،
فالرّفع على العطف والتّعقيب والنّصب على أنّ الفاء للسّببيّة ، فيكون لفظ «فيكون»
سببا عن كن وهما قراءتان سبعيّتان ، والنّصب بعد فاء السّببيّة لا يكون إلا بأن
يتقدّمها نفي أو طلب محضين وذلك بأحد الأمور التّسعة
__________________
وهي : «الأمر والدّعاء والنّهي والاستفهام والعرض والتّحضيض والتّمني
والتّرجّي والنّفي» فالأمر نحو قول أبي النّجم :
يا ناق سيري
عنقا فسيحا
|
|
إلى سليمان
فنستريحا
|
والدّعاء نحو
قول الشّاعر :
ربّ وفّقني
فلا أعدل عن
|
|
سنن السّاعين
في خير سنن
|
والنّهي نحو
قوله تعالى : (وَلا تَطْغَوْا فِيهِ
فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي).
والاستفهام نحو
قوله تعالى : (فَهَلْ لَنا مِنْ
شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا).
والعرض نحو قول
الشّاعر :
يا ابن
الكرام ألا تدنو فتبصر ما
|
|
قد حدّثوك
فما راء كمن سمعا
|
والتّحضيض نحو
قوله تعالى :
(لَوْ لا أَخَّرْتَنِي
إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ).
والتمني نحو
قوله تعالى : (يا لَيْتَنِي كُنْتُ
مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً).
والتّرجّي نحو
قوله تعالى : (لَعَلَّهُ يَزَّكَّى
أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى).
والنّفي نحو
قوله تعالى : (لا يُقْضى عَلَيْهِمْ
فَيَمُوتُوا). (لا تَفْتَرُوا عَلَى
اللهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ).
الفاء العاطفة
: وتفيد أمورا ثلاثة :
(أحدها)
التّرتيب ، وهو نوعان : معنويّ كما في «دخل محمّد فعليّ».
وذكريّ : وهو
عطف مفصّل على مجمل نحو قوله تعالى : (فَأَزَلَّهُمَا
الشَّيْطانُ عَنْها فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيهِ) ونحو (فَقَدْ سَأَلُوا
مُوسى أَكْبَرَ مِنْ ذلِكَ فَقالُوا أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً) ولا ينافي إفادتها التّرتيب قوله تعالى : (أَهْلَكْناها فَجاءَها بَأْسُنا) لأنّ التّقدير : أردنا إهلاكها فجاءها بأسنا.
(الثاني)
التّعقيب ، وهو في كلّ شيء بحسبه ، فإذا قلنا : «تزوّج خالد فولد له» فالتّعقيب
هنا بعدم فترة بين التزوج
__________________
والولادة سوى الحمل ،.
(الثالث)
السّببيّة ، وذلك غالب في العاطفة جملة أو صفة ، فالجملة نحو (فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ). والصفة نحو (لَآكِلُونَ مِنْ
شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ. فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ. فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ
الْحَمِيمِ).
وقد تأتي في
الجملة والصّفة لمجرّد التّرتيب نحو (فَراغَ إِلى أَهْلِهِ
فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ. فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ) ونحو (فَالزَّاجِراتِ
زَجْراً فَالتَّالِياتِ ذِكْراً).
الفاء الفصيحة : هي التي يحذف فيها المعطوف عليه مع كونه سببا للمعطوف من
غير تقدير حرف الشّرط.
وقيل : سمّيت
فصيحة لأنّها تفصح عن المحذوف ، وتفيد بيان سببيّته ، وقال بعضهم : هي داخلة على
جملة مسبّبة عن جملة غير مذكورة نحو قوله تعالى : (فَقُلْنَا اضْرِبْ
بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ) أي : ضرب فانفجرت ، ونحو قوله تعالى : (لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْراً مِنَ
الْأَوَّلِينَ لَكُنَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ فَكَفَرُوا بِهِ) التقدير : فجاءهم محمد صلىاللهعليهوسلم بالذكر فكفروا به ، ومثله قول الشاعر وهو أبو تمام :
قالوا خراسان
أقصى ما يراد بنا
|
|
ثمّ القفول
فقد جئنا خراسانا
|
الفاعل :
١ ـ تعريفه :
هو اسم ، أو ما في تأويله ، أسند إليه فعل تام ، أو ما في تأويله ، مقدّم عليه ، أصليّ المحلّ ، والصيغة .
فالاسم نحو (تَبارَكَ اللهُ) و «تباركت يا الله» ومثله «أقوم» و «قم» إلّا أن الاسم ضمير مستتر ،
والمؤوّل به نحو : (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ
أَنَّا أَنْزَلْنا). أي أو لم يكفهم إنزالنا ، (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ
تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ) أي ألم يأن خشوع قلوبهم ، والفعل كما مثّل ، ولا فرق
بين المتصرّف والجامد ك «أتى» زيد ونعم الفتى ، والمؤوّل بالفعل ، وهو ما يعمل
عمله
__________________
ويشمل اسم الفاعل ، نحو «مختلف ألوانه» ، والصّفة المشبهة نحو «زيد حسن
وجهه» وهكذا المصدر واسم الفعل والظرف وشبهه واسم التّفضيل ، وأمثلة المبالغة ،
واسم المصدر كلّ هؤلاء ، محتاج إلى فاعل (انظر في أبوابها).
ويقول المبرّد
في باب الفاعل : وهو رفع ، وإنّما كان الفاعل رفعا ، لأنّه هو والفعل بمنزلة
الابتداء والخبر ، إذ قلت : «قام زيد» فهو بمنزلة قولك «القائم زيد».
٢ ـ أحكامه :
للفاعل سبعة
أحكام :
(١) الرفع.
(٢) وقوعه بعد
فعله أو ما في تأويله.
(٣) أنّه عمدة
لا بدّ منه.
(٤) حذف فعله.
(٥) توحيد فعله
مع تثنية الفاعل أو جمعه.
(٦) تأنيث فعله
وجوبا ، وجوازا ، وامتناع تأنيثه.
(٧) اتّصاله
بفعله وانفصاله.
وهاك فيما يلي
تفصيلها :
(١) رفع الفاعل
:
الأصل في
الفاعل الرفع ، وقد يجرّ لفظا بإضافة المصدر نحو : (وَلَوْ لا دَفْعُ
اللهِ النَّاسَ) أو بإضافة اسم المصدر نحو قول عائشة (رض) «من قبلة
الرّجل ـ امرأته الوضوء» ، أو يجر ب «من» أو «الباء أو «اللام» الزوائد ، نحو : (أَنْ تَقُولُوا ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ) أي ما جاءنا بشير ، و (كَفى بِاللهِ
شَهِيداً) أي كفى الله ، (هَيْهاتَ هَيْهاتَ
لِما تُوعَدُونَ). أي هيهات ما توعدون.
(٢) وقوعه بعد
فعله أو ما في تأويله :
يجب أن يقع
الفاعل بعد فعله ، أو ما في تأويل فعله ، فإن وجد ما ظاهره أنّه فاعل تقدّم على المسند ، وجب
تقدير الفاعل ضميرا مستترا ، والمقدّم إمّا مبتدأ في نحو «الثّمر نضج» ، وإمّا فاعل لفعل محذوف في نحو : (وَإِنْ أَحَدٌ) مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ لأنّ أداة الشّرط مختصّة بالجمل الفعليّة ، وجاز
__________________
الابتداء والفاعليّة في نحو قوله تعالى : (أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا) وفي : (أَأَنْتُمْ
تَخْلُقُونَهُ) والأرجح الفاعليّة لفعل محذوف.
وعند الكوفيين
يجوز تقديم الفاعل تمسّكا بنحو قول الزّباء :
ما للجمال
مشيها وئيدا
|
|
أجندلا يحملن
أم حديدا
|
برفع «مشيها»
على أنّه فاعل ل : «وئيدا» وهو ـ عند البصريين ـ ضرورة ، أو «مشيها» مبتدأ حذف
خبره ، لسد الحال مسدّه ، أي : يظهر وئيدا.
(٣) الفاعل
عمدة :
لا يستغني فعل
عن فاعل ، فإن ظهر في اللفظ نحو «دخل المعلم» وإلّا فهو ضمير مستتر راجع إمّا إلى
مذكور نحو «إبراهيم نجح» أو راجع لما دلّ عليه الفعل كالحديث : «لا يزني الزّاني
حين يزني وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن» ففي «يشرب ضمير مستتر
مرفوع على الفاعليّة راجع إلى الشّارب الدّالّ عليه يشرب.
أو راجع لما
دلّ عليه الكلام نحو : (كَلَّا إِذا بَلَغَتِ
التَّراقِيَ) ففاعل «بلغت» ضمير راجع إلى الروح الدّال عليها سياق
الكلام.
(٤) حذف فعله :
يجوز حذف فعل
الفاعل ، إن أجيب به نفي كقولك «بلى عليّ» جوابا لمن قال «ما نجح أحد» ومنه قوله :
تجلّدت حتّى
قيل لم يعر قلبه
|
|
من الوجد شيء
قلت بل أعظم الوجد
|
أو أجيب به
استفهام محقّق ، نحو «نعم خالد» جوابا لمن قال : «هل جاءك أحد؟» ومنه (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ
لَيَقُولُنَّ اللهُ) ، أو مقدّر كقول ضرار بن نهشل يرثي أخاه يزيد :
ليبك يزيد
ضارع لخصومة
|
|
ومختبط مما
تطيح الطّوائح
|
__________________
ويجب حذف فعله
إذا فسّر بعد الحروف المختصّة بالفعل نحو (إِذَا السَّماءُ
انْشَقَّتْ).
(٥) توحيد فعله
مع تثنية الفاعل وجمعه :
يوحّد الفعل مع
تثنية الفاعل وجمعه كما يوحّد مع إفراده نحو «زحف الجيش» و «تصالح الأخوان» و «فاز
السّابقون» و «تعلّم بناتك» ومثله «أزاحف الجيش» و «أفائز السّابقون» و «أمتعلّم
بناتك». ولغة توحيد الفعل هي الفصحى وبها جاء التنزيل ، قال تعالى : (قالَ رَجُلانِ) و (قالَ الظَّالِمُونَ) و (قالَ نِسْوَةٌ) ولغة طيىء وأزد شنوءة : موافقة الفعل لمرفوعه بالإفراد والتّثنية والجمع نحو «ضربوني
قومك» و «ضربنني نسوتك» و «ضرباني أخواك» وقال أميّة :
يلومونني في
اشتراء النّخي
|
|
ل أهلي
فكلّهم ألوم
|
وقال أبو فراس
الحمداني :
نتج الرّبيع
محاسنا
|
|
ألقحنها غرّ
السّحائب
|
والصّحيح أنّ
الألف والواو والنون في ذلك أحرف دلّوا بها على التّثنية والجمع تذكيرا وتأنيثا ،
لا أنّها ضمائر الفاعلين ، وما بعدها مبتدأ على التّقديم والتأخير أو ما بعدها
تابع على الإبدال من الضّمير ، بدل كل من كلّ.
والصحيح أنّ
هذه اللغة لا تمنع مع المفردين ، أو المفردات المتعاطفة بغير «أو» نحو «جاءاني زيد
وخالد» .
(٦) تأنيث فعله
وجوبا ، وجوازا ، وامتناع تأنيثه :
إن كان الفاعل
مؤنّثا أنّث فعله بتاء ساكنة في آخر الماضي وبتاء المضارعة
__________________
في أوّل المضارع. ويجب هذا التّأنيث في ثلاث مسائل :
(إحداها) أن
يكون الفاعل ضميرا متّصلا لغائبة ، حقيقيّة التّأنيث أو مجازيّته ، فالحقيقية ك «فاطمة تعلّمت أو تتعلّم» ، والمجازيّة
نحو : «الشّجرة أثمرت أو تثمر» .
ويجوز ترك تاء
التّأنيث في الشّعر مع اتصال الضّمير إن كان التّأنيث مجازيّا كقول عامر الطائي :
فلا مزنة
ودقت ودقها
|
|
ولا أرض أبقل
إبقالها
|
ومثله قول
الأعشى :
فإمّا تريني
ولي لمّة
|
|
فإنّ الحوادث
أودى بها
|
(الثانية) أن يكون الفاعل ظاهرا
متّصلا ، حقيقيّ التّأنيث نحو : (إِذْ قالَتِ
امْرَأَتُ عِمْرانَ). وإنّما جاز في فصيح الكلام نحو : «نعم المرأة» و «بئس
المرأة» لأنّ المراد بالمرأة فيها الجنس ، وسيأتي أنّ الجنس يجوز فيه الوجهان.
(الثّالثة) أن
يكون ضمير جمع تكسير لمذكّر غير عاقل نحو «الأيّام بك ابتهجت ، أو ابتهجن». أو
ضمير جمع سلامة أو تكسير لمؤنّث نحو «الهندات أو الهنود فرحت أو فرحن».
ويجوز التّأنيث
في أربعة مواضع :
(أحدها) أن
يكون الفاعل اسما ظاهرا مجازيّ التّأنيث نحو «أثمر الشّجرة أو أثمرت الشّجرة» أو
حقيقيّ التأنيث ، وفصل من عامله بغير «إلّا» نحو سافر أو سافرت اليوم فاطمة» ومنه
قول الشاعر :
إنّ امرءا
غرّه منكنّ واحدة
|
|
بعدي وبعدك
في الدنيا لمغرور
|
ومنه قول العرب
«حضر القاضي اليوم امرأة» والتّأنيث أكثر.
(الثاني) أن
يكون جمع تكسير
__________________
لمؤنّث أو لمذكّر نحو «جاءت أو جاء الغلمان أو الجواري».
(الثالث) أن
يكون ضمير جمع مكسّر عاقل نحو «الكتائب حضرت أو حضروا».
(الرّابع) أن
يكون الفعل من باب «نعم» نحو «نعم أو نعمت الفتاة هند» والتّأنيث أجود ـ هذا فيما
علم مذكّره من مؤنّثه ، أمّا في غيره فيراعى اللّفظ لعدم معرفة حال المعنى ك «برغوث
ونملة» وكل ذلك في المؤنّث الحقيقي.
أما المجازيّ
فذو التاء مؤنّث جوازا ، والمجرّد مذكّر وجوبا إلّا إن سمع تأنيثه ك «شمس وأرض
وسماء».
ويمتنع
التّأنيث في ثلاث صور :
(إحداها) أن
يكون الفاعل مفصولا ب «إلّا» نحو «ما أقبل إلّا فاطمة» والتّأنيث خاصّ بالشعر
كقوله :
ما برئت من
ريبة وذمّ
|
|
في حربنا
إلّا بنات العمّ
|
(ثانيها) أن يكون مذكّرا معنى فقط
، أو معنى ولفظا ، ظاهرا أو ضميرا ، نحو «اجتهد طلحة وعليّ ساعده».
(ثالثها) أن
يكون جمع سلامة لمذكّر نحو (قَدْ أَفْلَحَ
الْمُؤْمِنُونَ).
(٧) اتّصاله
بفعله وانفصاله :
الأصل في
الفاعل أن يتصل بفعله ، لأنّه كالجزء منه ، ثم يجيء المفعول ، وقد يعكس فيتقدّم
المفعول ، وكلّ من ذلك جائز وواجب.
فأمّا جواز
الأصل فنحو (وَوَرِثَ سُلَيْمانُ
داوُدَ).
وأمّا وجوب
تقديم الفاعل ففي ثلاث مسائل :
«أ» أن يخشى
اللّبس بأن يكون إعرابهما تقديريّا ، ولا قرينة ، نحو «أكرم موسى عيسى» و «كلّم هذا ذاك»
فإن وجدت قرينة جاز نحو «أكل الكمّثرى موسى».
«ب» أن يكون
الفاعل ضميرا غير محصور ، والمفعول ظاهرا أو ضميرا ، نحو «كلّمت عليّا» و «فهّمته
المسألة».
«ج» أن يحصر
المفعول ب «إنما» نحو «إنما زرع زيد قمحا» أو ب «إلّا» نحو «ما علّم عليّ إلّا أخاه» وأجاز الأكثرون تقديمه على الفاعل عند الحصر ب «إلّا» مستندين في ذلك
إلى قول دعبل الخزاعي :
__________________
ولمّا أبى
إلّا جماحا فؤاده
|
|
ولم يسل عن
ليلى بمال ولا أهل
|
وإلى قول مجنون
بني عامر :
تزودت من
ليلى بتكليم ساعة
|
|
فما زاد إلّا
ضعف ما بي كلامها
|
وكذلك الحصر ب «إنما»
يجوز تقديم المفعول على الفاعل نحو «إنما قلّم الشجر زيد».
وأمّا جواز
توسّط المفعول بين الفعل والفاعل فنحو (وَلَقَدْ جاءَ آلَ
فِرْعَوْنَ النُّذُرُ).
وأمّا وجوب
التّوسّط ففي ثلاث مسائل :
«إحداها) أن
يتّصل بالفاعل ضمير المفعول نحو (وَإِذِ ابْتَلى
إِبْراهِيمَ رَبُّهُ) و (يَوْمَ لا يَنْفَعُ
الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ) ويجوز في الشّعر فقط تأخير المفعول نحو قول حسّان بن
ثابت يمدح مطعم بن عدي :
ولو أنّ مجدا
أخلد الدهر واحدا
|
|
من الناس
أبقى مجده الدّهر مطعما
|
(الثانية : أن يكون المفعول ضميرا
، والفاعل اسما ظاهرا نحو : «أنقذني صديقي».
(الثّالثة) أن
يكون الفاعل محصورا فيه ب «إنّما» نحو (إِنَّما يَخْشَى
اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ») ، أو ب «إلّا» نحو : «لا يزيد المحبّة إلّا المعروف».
أمّا تقديم
المفعول على الفعل جوازا فنحو (فَفَرِيقاً
كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ).
وأمّا تقديم
المفعول وجوبا ففي مسألتين :
(إحداهما) أن
يكون له الصّدارة كأن يكون اسم استفهام نحو : (فَأَيَّ آياتِ اللهِ
تُنْكِرُونَ).
(الثانية) أن
يقع عامله بعد الفاء ، وليس له منصوب غيره مقدّم نحو :
__________________
و (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) و (فَأَمَّا الْيَتِيمَ
فَلا تَقْهَرْ).
فرطك : أصلها من فرط : أي سبق وتقدّم ، وفرطك هنا : اسم فعل ،
تحذّر به المخاطب شيئا بين يديه ، أو تأمره أن يتقدّم ، مثل أمامك ، والكاف فيه
للمخاطبة.
فصاعدا : تقول «أخذت هذا بدرهم فصاعدا» التّقدير : أخذته بدرهم ،
ثمّ زدت صاعدا ، ودخلت الفاء لأنها للتّرتيب والتّعقيب ، وقيل : الفاء لتزيين
اللّفظ ، ولو أتيت ب «ثمّ» بدل الفاء لجاز ، ولكنّ الفاء أجود ، لأنّ معناه
الاتّصال ، وشرحه على الحقيقة : أخذته بدرهم فزاد الثّمن صاعدا ، فحذف العامل
وصاحب الحال تخفيفا.
ومثله : «أخذته
بدرهم فزائدا» ولا يجوز أخذته بدرهم فصاعد ولا وصاعد ، لأنّك لا تريد أن تخبر أنّ
الدرهم مع صاعد ثمن لشيء ، ولكنّك أخبرت بأدنى الثّمن فجعلته أوّلا ثمّ قصدت شيئا
بعد شيء لأثمان شتّى.
فضلا : من قولهم : «فلان لا يملك درهما فضلا عن دينار» ومعناه :
لا يملك درهما ولا دينارا ، وإنّ عدم ملكه للدينار أولى من عدم ملكه للدّرهم ،
وكأنه قال : لا يملك درهما فكيف يملك دينارا.
وإعرابها على
وجهين :
(أحدهما) أن
يكون مصدرا بفعل محذوف.
(الثاني) أن
يكون حالا من معمول الفعل المذكور وهو «درهما» وإنّما ساغ مجيء الحال منه مع كونه
نكرة للمسوّغ وهو وقوع النكرة في سياق النفي ، ومثله : «زيد لا يحفظ مسألة فضلا عن
القدرة على التدريس».
فعال : هذا الوزن المبنيّ على الكسر والمفتوح الفاء نوعان :
(الأوّل) : أن
يكون بمعنى الأمر وهو اسم فعل نحو «نزال» و «طلاع» أي انزل واطلع.
(الثاني) : أن
يكون صفة سبّ للمؤنّث ويلزمه النّداء ولا يجوز تأنيثه نحو «يا فساق» و «يا فجار»
أي يا فاسقة ويا فاجرة.
الفعل :
١ ـ تعريفه :
هو ما دلّ على
معنى في نفسه مقترن بأحد الأزمنة الثّلاثة.
__________________
ويؤخذ من لفظ
أحداث الأسماء أي المصادر.
٢ ـ علاماته :
ينجلي الفعل
بأربع علامات :
(إحداها) تاء
الفاعل ، متكلّما كان ك «فهمت» أو مخاطبا نحو : «تباركت».
(الثانية) :
تاء التّأنيث السّاكنة ك «قامت وقعدت» .
(الثالثة) :
ياء المخاطبة ك «قومي ، هاتي ، تعالي».
(الرابعة) :
نون التوكيد ثقيلة أو خفيفة نحو (لَيُسْجَنَنَّ
وَلَيَكُوناً).
٣ ـ أنواعه :
أنواع الفعل
ثلاثة :
الماضي ،
والمضارع ، والأمر ،
(انظر في
حروفها).
الفعل الثّلاثيّ المجرّد :
١ ـ تعريف
المجرد :
هو ما كانت
جميع حروفه أصليّة ، لا يسقط منها حرف في تصاريف الكلمة لغير علّة تصريفيّة. ٢ ـ أوزان
الثلاثي :
للمجرّد
الثّلاثيّ باعتبار الماضي ثلاثة أوزان :
فالفاء ـ أول
الكلمة ـ محرّكة بالفتح دائما.
أمّا العين ـ وسط
الكلمة ـ فتكون إمّا مفتوحة ، أو مضمومة ، أو مكسورة. نحو «كتب ، وظرف ، وعلم».
وأمّا الماضي
مع المضارع فله ستة أحوال جمعها بعضهم في قوله :
فتح ضمّ ،
فتح كسر ، فتحتان
|
|
كسر فتح ،
ضمّ ضمّ ، كسرتان
|
أي فتح في
الماضي وضم في المضارع وهكذا الباقي وإليك تفصيلها بابا بابا :
الباب الأول :
فتح ضمّ ك «نصر
ينصر» فتح في الماضي ، وضمّ في المضارع ، وضوابط هذا الباب التّقريبيّة : أن يكون
مضعّفا متعدّيا نحو : «مدّه يمدّه» ، أو أجوف
__________________
واويّا ك «قال يقول» ، أو ناقصا واويّا نحو : «سما يسمو» ، أو مرادا به الغلبة
والمفاخرة بشرط ألّا تكون فاؤه واوا ، أو عينه أو لامه ياء نحو : «خاصمني فخصمته
فأنا أخصمه» بضم عين المضارع فيهما ، فإن كانت الفاء واوا ، أو العين واللام ياء
فقياس مضارعه كسر عينه ك : «واثبته أثبه» و «بايعته أبيعه» و «راميته أرميه».
الباب الثاني :
فعل يفعل ك «ضرب
يضرب» وضابطه التّقريبي : أن يكون مثالا واويا نحو «وثب يثب» و «وعده يعده» ـ بشرط
أن لا تكون لامه حرف حلق ك «وقع يقع» و «وضع يضع» ـ أو أجوف يائيّا ك «جاء يجيء» و
«شاب يشيب» و «باعه يبيعه» أو ناقصا ـ بشرط ألّا تكون عينه حرف حلق ك «سعى يسعى» و
«نهاه ينهاه» خالف الباب لوجود حرف الحلق فيهما ـ.
وشذّ من الباب
: «أبى يأبى» و «بغى يبغي». و «نعى ينعي» .
أو مضاعفا
لازما ك «حنّ إليه يحنّ» و «دبّ يدبّ» و «فرّ يفرّ». وندر مجيء المضعّف اللّازم
على هذا الباب ، وهو نوعان : نوع شاذّ ، ونوع يصحّ فيه الوجهان : الشذوذ والقياس ـ
وهو الأصل ـ.
أمّا الشّاذ :
فورد منه خمسة وعشرون فعلا ، وهي «مرّ يمرّ» و «جلّ يجلّ» بمعنى ارتحل ، و «ذرّت
الشّمس تذر» فاض شعاعها ، و «أجّ الظليم يؤجّ» إذا سمع له دويّ عند عدوه ، و «كرّ الفارس يكرّ» و
«همّ به يهم» عزم عليه ، و «عمّ النّبت يعم» طال ، و «زمّ بأنفه يزمّ» تكبّر ، و «سحّ
المطر يسحّ» نزل بكثرة ، و «ملّ في سيره يملّ» أسرع ، و «شكّ في الأمر يشك» ارتاب
فيه ، و «شدّ الرّحل يشد» أسرع في السير ، و «شقّ عليه الأمر يشق» أضرّ به ، و «خسّ
في الأمر يخسّ» دخل ، و «غلّ فيه يغلّ» دخل أيضا. و «قشّ القوم يقشّون» حسنت حالهم
بعد بؤس ، و «جنّ عليه الليل يجن» أظلم ، و «رشّ السّحاب يرشّ» أمطر ، و «ثلّ
الحيوان يثل» راث ، و «طلّ دمه يطل» أهدر ، و «خبّ الحصان يخبّ» أسرع ، و «كمّ
النّخل يكم» طلع أكمامه ، و «عسّت الناقة تعسّ» و «قشّ تقشّ» رعت وحدها ، و «هبّت
الريح تهب» فكلّها بالضم في المضارع ، وقياسها
__________________
الكسر ولكن الضّم هو السماع.
أمّا الضّرب
الثّاني الذي يصحّ فيه الوجهان : الشّذوذ والأصل ، فقد ورد منه سبعة عشر فعلا وهي
: «صدّ عن الشّيء يصدّ يصدّ» أعرض عنه ، و «أثّ الشّجر والشعر يؤثّ ويئثّ» كثر
والتفّ ، و «خرّ الحجر يخرّ ويخرّ» سقط من علوّ و «حدّت المرأة تحدّ وتحدّ» تركت
الزّينة ، و «ثرّت العين تثر وتثرّ» غزر ماؤها. و «جدّ الرّجل في عمله يجدّ ويجدّ»
قصده بعزم ، و «ترّت النّواة تتر وتترّ» طارت من تحت الحجر ، و «درّت الشّاة تدرّ
وتدرّ» كثر لبنها ، و «جمّ الماء يجمّ ويجمّ» كثر ، و «شبّ الحصان يشب ويشبّ» لعب
، و «عنّ الشيء يعن ويعنّ» ظهر ، و «فحّت الأفعى تفحّ وتفحّ» نفخت بفمها وصوّتت ، و
«شذّ عن الجماعة يشذ ويشذّ» انفرد ، و «شحّ بالمال يشحّ ويشحّ» بخل ، و «شطّ
المزار يشطّ ويشطّ» بعد ، و «نسّ اللّحم ينس وينسّ» ذهبت رطوبته ، و «حرّ النّهار
يحرّ ويحرّ» حميت شمسه .
الباب الثالث :
فعل يفعل : ك «فتح
يفتح» و «ذهب يذهب» بفتح العين بالماضي والمضارع ، وضابطه : أن يكون العين أو
اللّام أحد حروف الحلق ، بشرط ألّا يكون مضعّفا ، وإلّا فهو على قياسه السّابق من
ضمّ عين مضارع المتعدّي ، وكسر عين لازمه ، وقد يرد عن العرب كسره مع وجود بعض
حروف الحلق ، نحو «رجع يرجع» و «نزع ينزع» فلا يجوز فتحه ، وقد يرد بضمة نحو «دخل
يدخل» و «صرخ يصرخ» و «نفخ ينفخ» و «قعد يقعد» و «أخذه يأخذه» و «طلعت الشمس تطلع»
و «بزغت تبزغ» و «بلغ المكان يبلغه» و «نخل الدّقيق ينخله» و «زعم كذا يزعمه».
أمّا ما ورد من
هذا الباب بدون أحد حروف الحلق فشاذ ك «أبى يأبى».
الباب الرابع :
فعل يفعل : ك «فرح
يفرح» و «علم يعلم» و «خاف يخاف» و «شاء يشاء» و «رضي يرضى» و «وجي البعير يوجى» أصيب في خفّه. و «سئم يسأم»
و «صحبه يصحبه» و «شربه يشربه» ولا ضابط له.
__________________
وإنّما تأتي منه الأفعال الدّالّة على الفرح وتوابعه ، والامتلاء ، والخلوّ
، والألوان والعيوب ، والخلق الظاهرة التي تذكر لتحلية الإنسان ك «فرح يفرح ، وطرب
يطرب وأشر يأشر ، وبطر يبطر ، وغضب يغضب ، وحزن يحزن ، وشبع يشبع ، وروي يروى ،
وسكر يسكر ، وعطش يعطش ، وظمىء يظمأ ، وصدي يصدى ، وهيم يهيم ، وحمر يحمر ، وسود
يسود ، وعور يعور ، وعمش يعمش ، وجهر يجهر ، وغيد يغيد ، وهيف يهيف ، ولمي يلمي» وشذّ منه تسعة أفعال يجوز فيها الوجهان : الفتح
على أصل الباب ، والكسر شذوذا عنه. وهي :
«حسب يحسب»
بمعنى ظنّ ، «وغر صدره يغر» إذا اغتاظ ، و «وحر يحر» إذا امتلأ حقدا ، و «نعم ينعم»
حسن حاله ، و «بئس يبأس ويبئس» ضدّ نعم ، و «يئس ييأس وييئس» بالمثنّاة التّحتيّة
، وهو من انقطع رجاؤه. و «وله يوله» فقد عقله لفقد من يحب ، و «يبس الشّجر ييبس» و
«وهل يوهل» فزع.
الباب الخامس :
فعل يفعل : ك «كرم
يكرم» و «عذب يعذب» و «حسن يحسن» و «شرف يشرف» ، وأفعال هذا الباب لا تكون إلّا
لازمة بخلاف باقي الأبواب ، فإنّها تأتي لازمة ، ومتعدّية.
ولم يأت من هذا
الباب يائيّ العين إلّا «هيؤ» الرجل ، حسنت هيئته ، ولا يائيّ اللّام إلّا «نهو»
أي صار ذا نهية وهي العقل ، وإنما قلبت الياء واوا لأجل الضمة ، ولا مضاعفا إلّا
قليلا ك «لبب» و «شرر» ويجوز في هذا المضعف الضم والكسر.
وأفعال هذا
الباب للأوصاف الخلقيّة الدّائمة ، وقد تحوّل الأفعال الثلاثيّة إلى هذا الباب ،
للدّلالة على أنّ معناها صار كالغريزة في صاحبه.
وربّما استعملت
أفعال هذا الباب للتّعجّب فتنسلخ عن الحدث نحو :«شجع» إذا كنت تتعجّب من شجاعته ،
ولا تريد الحديث عنها ،
الباب السادس :
فعل يفعل ،
بكسر العين فيهما نحو : «حسب يحسب» و «ورث يرث» وهو قليل في الصحيح ، كثير في
المعتل كما تقدم في الباب الرابع.
تنبيه (١) :
ليس معنى أن
يكون الثلاثيّ المجرد محصورا في ستّة أبواب ، أنّه قياسيّ بل
__________________
كلّه سماعي ، والضّوابط المذكورة ضوابط تقريبية.
تنبيه (٢) :
أكثر الأفعال
الثّلاثيّة المجرّدة استعمالا في لغة العرب :
الباب الأوّل
ثم الثاني ... وهكذا.
تنبيه (٣) :
يجب مراعاة
صورة الماضي والمضارع معا ، لمخالفة صورة المضارع عن الماضي في الثلاثيّ المجرّد.
وشذّ عن
الأبواب ستة : «دمت تدوم» و «متّ تموت» و «فضل يفضل» و «حضر يحضر» كما في لسان
العرب.
الفعل الثّلاثي المزيد :
١ ـ مزيد الفعل
الثّلاثي ثلاثة أقسام :
(١) ما زيد فيه
حرف واحد.
(٢) ما زيد فيه
حرفان.
(٣) ما زيد فيه
ثلاثة أحرف.
أمّا المزيد
بحرف واحد : فثلاثة أوزان :
«أ» «فعّل» ك «فرّح»
و «برّأ» و «ولّى» و «زكّى» بتضعيف العين.
«ب» «فاعل» ك «قاتل» و «آخذ» و «والى» بزيادة ألف المفاعلة.
«ج» «أفعل» ك «أكرم» وأحسن» و «آمن» و «آتى» و «أقرّ». بزيادة همزة
قبل الفاء.
وأمّا المزيد
بحرفين : فخمسة أوزان :
«أ» «تفعّل» ك «تقدّم» و «تزكّى» و «تقدّس» ومنه «اطّهر» و «ادّكر»
بزيادة التاء وتضعيف العين.
«ب» «تفاعل» ك «تقاتل» و «تباعد» و «تبارك» و «تشاجر» ومنه : «ادّارأ»
و «اثّاقل» بزيادة التاء وألف المفاعلة.
«ج» «انفعل» ك «انصرف»
و «انكسر» و «انشقّ» و «انبرى» و «انقاد» بزيادة الهمزة والنون.
«د» «افتعل» ك «اجتمع»
و «انتقى» و «اختار» و «اصطبر» و «اتّقل» و «اتّقى» بزيادة الهمزة والتّاء .
«ه» «افعلّ ك «احمرّ»
و «اصفرّ» و «ابيضّ» بزيادة الهمزة وتضعيف اللّام ، ومنه «ارعوى» وزن «افعلل» بفك
الإدغام.
__________________
وأما المزيد
بثلاثة أحرف : فأربعة أوزان :
«أ» «استفعل» ك
«استغفر» و «استعجل» و «استقام» بزيادة الهمزة والسّين والتاء.
«ب» «افعوعل» ك
«احدودب الظّهر» و «اغدودن الشعر» و «احلولى العنب» بزيادة الهمزة والواو ، وتكرير العين.
«ج» «افعوّل» ك
«اجلوّذ» و «اعلوّط» بزيادة الهمزة والواو مضعّفة.
«د» «افعالّ» ك «احمارّ» و «اشهابّ» و «اخضارّ» بزيادة الهمزة والألف
، وتكرير اللام.
الفعل الرباعيّ المجرّد :
لمجرّد الفعل
الرّباعي وزن واحد وهو «فعلل» ك «حصحص» و «دربخ» و «دمدم» و «سبسب» ويكون لازما كهذه الأمثلة ، ومتعدّيا ك «دحرجه». وقد
يصاغ هذا الوزن من مركّب لاختصار حكايته كقولهم : «فلفلت الطّعام» أي وضعت فيه
الفلفل ، و «نرجست الدّواء» أي وضعت فيه النّرجس. و «عصفرت الثّوب» أي صبغته
بالعصفر ، ومنه بعض النّحت ك «بسملت» و «حوقلت» و «حمدلت» اختصارا : لبسم الله ،
ولا حول ولا قوّة الا بالله والحمد لله.
ويلحق بالمجرّد الرّباعيّ سبعة أوزان :
(١) فعلل ، ك «شملل»
بزيادة اللّام وأصله : شمل.
(٢) فوعل ، ك «حوقل»
.
(٣) فعول ، ك «دهور»
.
(٤) فيعل ، ك «بيطر».
(٥) فعيل ، ك «عثير»
.
(٦) فعلى ، ك «سلقى»
.
(٧) فعنل ، ك «قلنس»
.
الفعل الرّباعيّ المزيد :
أبنيته ثلاثة :
(١) تفعلل ،
بزيادة حرف واحد وهو
__________________
التاء ك «تدحرج ، يتدحرج تدحرجا» ويلحق به «تجلبب» أي لبس الجلباب ، و «تجورب»
لبس الجورب ، و «تفيهق» أكثر في كلامه ، و «ترهوك» أي تبختر ، و «تمسكن» أظهر
الذّل والمسكنة ،.
(٢) افعنلل ،
بزيادة حرفين : الهمزة والنّون ك «احرنجم» أي ازدحم ، ويقال : حرجمت الإبل
فاحرنجمت : أي رددت بعضها إلى بعض فارتدّت ويلحق به نحو : «اقعنسس» أي تأخّر و «اسلنقى»
أي نام على ظهره ولا يجوز الإدغام والإعلال في الملحق.
(٣) افعللّ ،
بزيادة حرفين : الهمزة واللّام ، وهو بسكون الفاء وفتح العين وفتح اللام الأولى
نحو : «اقشعرّ يقشعرّ اقشعرارا» أي أخذته قشعريرة.
تنبيه :
لا تكون زيادة
في ثلاثيّ أو رباعي إلّا من حروف الزيادة .
ولا يلزم في
كلّ مجرّد أن يستعمل له مزيد مثل «ليس ، خلا» ونحوهما من الأفعال الجامدة.
ولا يلزم من
كلّ مزيد أن يكون له مجرّد ، مثل «اجلوّذ» و «اعرندى» ونحوهما من كلّ ما كان على «افعوّل» و «افعنلى» ولا
يلزم أيضا فيما استعمل فيه بعض المزيدات أن يستعمل فيه البعض الآخر ، بل العمدة في
ذلك على السّماع ـ إلّا الثلاثيّ اللازم ، فتطّرد الهمزة في أوّله للتّعدية ،
فيقال في «قعد وخرج» :
«أقعدته
وأخرجته».
فعل الشّرط وجوابه :
(انظر جوازم
المضارع ٣).
الفعل المبني للمجهول :
(انظر نائب
الفاعل).
فوق : ظرف مكان
من أسماء الجهات ، وهو نقيض تحت ، تقول : «زيد فوق السّطح» وقد يستعار للاستعلاء
الحكمي ، ومعناه الزّيادة ، أو الفضل تقول : «عليّ فوق أسامة» أي بالفضل أو العلم.
ولها أحكام قبل وبعد (انظر قبل).
في : من حروف
الجرّ ، تجرّ الظّاهر والمضمر ، نحو (وَفِي الْأَرْضِ
آياتٌ) و (وَفِيها ما
تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ).
ولها عشرة معان
أشهرها :
(١) الظّرفيّة
الحقيقيّة ، مكانيّة كانت ، أو زمانيّة نحو (غُلِبَتِ الرُّومُ
فِي أَدْنَى
__________________
الْأَرْضِ
وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ) والمجازيّة نحو (وَلَكُمْ فِي
الْقِصاصِ حَياةٌ).
(٢) السّببيّة
نحو (لَمَسَّكُمْ فِيما
أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذابٌ عَظِيمٌ) أي بسبب ما خضتم فيه.
(٣) المصاحبة
نحو (قالَ ادْخُلُوا فِي
أُمَمٍ).
(٤) الاستعلاء
نحو (وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ
فِي جُذُوعِ النَّخْلِ) على الاستعارة التبعيّة.
(٥) المقايسة ،
وهي الواقعة بين مفضول سابق ، وفاضل لاحق ، نحو (فَما مَتاعُ
الْحَياةِ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ) ، أي بالقياس للآخرة.
(٦) أن تكون
بمعنى الباء كقول زيد الخيل :
ويركب يوم
الرّوع منّا فوارس
|
|
بصيرون في
طعن الأباهر والكلى
|
الفينة : السّاعة
والحين ، تقول : «ألقاه الفينة بعد الفينة» و «فينة بعد فينة» وهي ـ كما ترى ـ ظرف
زمان.
__________________
باب القاف
قاطبة : من
ألفاظ الإحاطة ، تقول : «جاء القوم قاطبة» أي جميعا ، ولا تستعمل إلّا حالا.
قبل وإعرابها :
قبل : في الأصل من قبيل ألفاظ الجهات الستّ الموضوعة لأمكنة مبهمة ، ثم استعيرت
لزمان مبهم ، سابق على زمان ما أضيفت هي إليه ، وهي بحسب الإضافة تكون ، فإن أضيفت
إلى مكان كانت ظرف مكان كقولك «المدينة قبل مكّة» ، وقد تستعمل الظّرفيّة
المكانيّة في المنزلة والمكانة كقولهم : «عمر بالفضل قبل عثمان». وإن أضيفت إلى
الزّمان كانت ظرف زمان نحو «جئتك قبل وقت الظّهر».
ول «قبل وبعد»
حالتان : البناء على الضّم ، والإعراب ، أمّا البناء على الضم فله حالة واحدة ،
وهي حذف المضاف إليه ونيّة معناه ، سواء أجرّ ب «من» أم لا ، لا تزول معرفته ، نحو (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ
بَعْدُ) ونحو (وَمِنْ قَبْلُ ما
فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ) وبدون «من» قوله تعالى : (وَقَدْ عَصَيْتَ
قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ).
وأمّا الإعراب
نصبا على الظّرفية ، أو جرّا ب «من» فله ثلاث صور :
(١) أن يصرّح
بالمضاف إليه نحو : «زرتك قبل الغداء» و «بعد الفجر» و «جئتك من قبل الظّهر» و «من
بعده».
(٢) أن يحذف
المضاف إليه ، وينوى ثبوت لفظه فيبقى الإعراب وترك التّنوين كما لو ذكر المضاف
إليه كقوله :
__________________
ومن قبل نادى
كلّ مولى قرابة
|
|
فما عطفت
مولى عليه العواطف
|
أي : ومن قبل
ذلك ، وهما في هذين الوجهين معرفتان أيضا.
(٣) أن يحذف
المضاف إليه ، ولا ينوى شيء ، فيبقى الإعراب ، ويرجع التنوين لزوال ما يعارضه في
اللّفظ كقول عبد الله بن يعرب :
فساغ لي
الشّراب وكنت قبلا
|
|
أكاد أغصّ
بالماء الفرات
|
والمراد : قبلا
مّا.
وقوله :
ونحن قتلنا
الأسد أسد خفيّة
|
|
فما شربوا
بعدا على لذّة خمرا
|
وهما في هذه
الحالة نكرتان لعدم الإضافة لفظا وتقديرا ، ولذلك نوّنا.
قد اسم الفعل :
هي مرادفة ليكفي يقال :
«قد خالدا درهم»
و «قدني درهم» كما يقال : «يكفي خالدا درهم».
قد الاسميّة : هي
مرادفة ل «حسب» ، وهي على الأكثر مبنيّة على السّكون ، يقال : «قد زيد درهم» و «قدني
درهم» بنون الوقاية حرصا على بقاء السّكون ، وقليلا ما تكون معربة يقال : «قد زيد
درهم» بالرفع كما يقال : «حسبه درهم» بغير نون ، كما يقال : حسبي.
قد الحرفيّة : تختصّ
بالفعل المتصرّف الخبري ، المثبت ، المجرّد من ناصب ، وجازم وحرف تنفيس ، وهي معه
كالجزء ، فلا تفصل منه بشيء إلّا بالقسم كقول الشّاعر :
أخالد قد ـ والله
ـ أوطأت عشوة
|
|
وما العاشق
المسكين فينا بسارق
|
وسمع : «قد ـ والله
ـ أحسنت». وقد يضطّر الشاعر فيقدم الاسم ، وقد أوقع الفعل على شيء من سببه ، فليس
للاسم المتقدّم إلّا النصب وذلك نحو «قد زيدا أضربه» إذا اضطّر شاعر فقدّم لم يكن
إلّا النّصب في زيد ، لأنّه لا بدّ أن يضمر الفعل ، لأنّ «قد» مختصّة بالأفعال ،
ولو قلت : «قد زيدا أضرب» لم يحسن كما قال سيبويه.
ول «قد» خمسة
معان :
(١) التّوقّع ،
وهو مع المضارع كقولك : «قد يقدم الغائب اليوم» وأمّا مع الماضي فتدخل منه على ماض
متوقّع ، من ذلك قول المؤذّن «قد قامت الصّلاة» لأنّ الجماعة منتظرون ذلك ، وقد
اجتمع في «قد قامت الصّلاة» ثلاثة معان مجتمعة : التّحقيق ، والتّوقع ، والتّقريب.
(٢) تقريب
الماضي من الحال تقول
__________________
«أقبل العالم» فيحتمل الماضي القريب والبعيد ، فإذا قلت : «قد أقبل» اختصّ
بالقريب ويبنى على إفادتها ذلك : أنها لا تدخل على «ليس وعسى ونعم وبئس».
لأنهنّ للحال.
(٣) التّقليل ،
وتختصّ بالمضارع نحو «قد يصدق الكذوب» ، وقد يكون التّقليل لمتعلّقه نحو قوله
تعالى : (قَدْ يَعْلَمُ ما
أَنْتُمْ عَلَيْهِ) أي ما هم عليه هو أقل معلوماته سبحانه ، والأولى أن
تكون في الآية للتحقيق.
(٤) التّكثير
بمنزلة ربّما كقول الهذلي :
قد أترك
القرن مصفرا أنامله
|
|
كأنّ أثوابه
مجّت بفرصاد
|
ومن ذلك قوله
تعالى : (قَدْ نَرى تَقَلُّبَ
وَجْهِكَ فِي السَّماءِ).
(٥) التّحقيق ،
نحو قوله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ
زَكَّاها) ومنه (قَدْ يَعْلَمُ ما
أَنْتُمْ عَلَيْهِ) فتدخل على الماضي والمضارع.
قدّام : قدّام
خلاف وراء ، وهي من أسماء الجهات ، ولها أربعة أحكام (انظر قبل) ، وهي مؤنّثة اللّفظ
، وتصغّر بالهاء فيقال :
قديديمة ، ولا
يصغّر رباعيّ بالهاء إلا قدّام ووراء.
قرب : تقول : «سكنت
قرب المسجد» قرب : مفعول فيه ظرف مكان.
القسم : هو
توكيد لكلامك ، فإذا حلفت على فعل غير منفيّ لم يقع لزمته اللّام ، ولزمت اللّام
النّون الخفيفة أو الثّقيلة في آخر الكلمة ، وذلك قولك : «والله لأفعلنّ».
ومن الأفعال
أشياء فيها معنى اليمين ، يجري الفعل بعدها مجراه بعد قولك : «والله» وذلك قولك : «أقسم
لأفعلنّ» و «أشهد لأفعلنّ» و «أقسمت بالله عليك لتفعلنّ».
والقسم إمّا
على إضمار فعل أو إظهاره ، تقول : «أحلف بالله لأفعلنّ» أو بالله ، أو والله ، ولا
يظهر الفعل إلا بالباء لأنّها الأصل.
وإن كان الفعل
قد وقع وحلفت عليه لم تزد على اللّام ، وذلك قولك : «والله لفعلت» وسمع من العرب
من يقول : «والله لكذبت» فنون التّوكيد لا تدخل على فعل قد وقع ، وإذا حلفت على
فعل منفيّ لم تغيّر عن حاله التي كان
__________________
عليها قبل أن تحلف ، وذلك قولك : «والله لا أفعل».
وقد يجوز لك ـ وهو
من كلام العرب ـ أن تحذف «لا» وأنت تريد معناها ، وذلك قولك : «والله أفعل ذلك
أبدا ؛ تريد : والله لا أفعل ذلك أبدا ، وقال الشاعر :
فخالف فلا
والله تهبط تلعة
|
|
من الأرض
إلّا أنت للذّلّ عارف
|
يريد : لا تهبط
تلعة .
ويقول سيبويه :
سألت الخليل عن قولهم : «أقسمت عليك إلّا فعلت» لم جاز هذا في هذا الموضع؟ فقال :
وجه الكلام ، لتفعلنّ ، ها هنا ، ولكنهم إنّما أجازوا هذا لأنّهم شبّهوه : بنشدتك
الله ، إذ كان فيه معنى الطّلب.
وأجاب الخليل
عن قول : لتفعلنّ ، إذا جاءت مبتدأة ليس قبلها ما يحلف به ، قال : إنّما جاءت على
نيّة اليمين وإن لم يتكلّم بالمحلوف به.
حروف القسم : أحرف
القسم ثلاثة : الباء ، والواو ، والتاء (انظر في أحرفها) وإذا حذفت من المحلوف به
حرف القسم نصبته فتقول : «الله لأفعلنّ» أردت : أحلف الله لأفعلنّ ، وكذلك كلّ
خافض في موضع نصب إذا حذفته وصلت الفعل ، نحو قوله تعالى : (وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ) أي من قومه ، ومثله قول ذي الرمة :
ألا ربّ من
قلبي له الله ناصح
|
|
ومن قلبه لي
في الظّباء السّوانح
|
ومن العرب من
يقول : «الّله لأفعلنّ» وذلك أنّه قدّر وجود حرف القسم الجارّ وتقول في «إنّ» : «إنّ
زيدا لمنطلق» وإن شئت قلت : «والله إنّ زيدا منطلق» فتكتفي ب «إنّ».
وتقول في «لا
النّافية» : «والله لا أجاورك».
وفي «ما
النافية» : «والله ما أكرهك» القسم على فعل ماض : إذا أقسمت على فعل ماض أدخلت
عليه اللام ، تقول : «والله لرأيت أحمد يقرأ الدّرس» وإذا وصلت اللام ب «قد» فجيّد
بالغ ، تقول : «والله لقد رأيت عمرا». وقد تقدم قريبا معنى هذا.
قط :
(١) تأتي بمعنى
«حسب» تقول : «قط زيد درهم» و «قطي» و «قطك» كما يقال : «حسب زيد درهم» و «حسبي» و
«حسبك»
__________________
إلّا أنّها مبنيّة لأنّها موضوعة على حرفين ، وحسب معربة ، وقد تدخل عليه
الفاء تزيينا للفظ فيقال «فقط» كأنّه جواب شرط محذوف.
٢) وتأتي اسم
فعل بمعنى يكفي يقال «قطني» بزيادة نون الوقاية قبل ياء المتكلّم ، كما يقال :
يكفيني ،
قطّ : بفتح
القاف وتشديد الطّاء مضمومة وتأتي ظرف زمان لاستغراق الزّمن الماضي وتختصّ بالنّفي
، يقال : «ما رأيته قطّ». وربّما تستعمل من غير نفي كما في الحديث «توضّأ ثلاثا
قطّ» .
وما يجري على
الألسنة من قولهم :
«لا أفعله قطّ»
ـ لحن لأنها لا تستعمل في المستقبل.
قعد : تعمل عمل
كان نحو «قعد زيد يكرم أصحابه» وجملة يكرم خبر قعد.
(انظر كان
وأخواتها ٣ تعليق).
قعدك الله : بمنزلة
نشدتك الله ، ينتصب على المصدريّة بإضمار فعل متروك إظهاره ، وهو غير متصرّف.
ومعناه : إنّ الله معك. ومثلها : قعيدك ، قال متمّم بن نويرة :
قعيدك أن لا
تسمعيني ملامة
|
|
ولا تنكئي
قرح الفؤاد فييجعا
|
القلب المكاني :
١ ـ تعريفه :
هو تقديم بعض
حروف الكلمة على بعض.
وأكثر ما يتّفق
في المهموز والمعتلّ نحو «أيس» و «حادي» وقد جاء في غيرهما قليلا نحو «امضحلّ» في
اضمحلّ ، و «اكرهفّ» في اكفهرّ.
٢ ـ صوره :
قد يكون القلب
بتقديم العين على الفاء كما في «جاه» و «أيس» و «أينق» و «آراء» و «آبار» . أو بتقديم اللّام على الفاء كما في : «أشياء» وقد
تؤخّر الفاء عن اللّام كما في الحادي ، وأصله : الواحد.
٣ ـ بم يعرف
القلب :
يعرف بأمور
أوّلها وأهمّها : الرّجوع إلى الأصل وهو «المصدر» ك «ناء» من «النأي» فإنّ ورود
المصدر دليل على أنّه مقلوب «نأى» قدّمت اللام موضع العين ثم قلبت الياء ألفا
فوزنه «فلع» ومثله «راء» و «رأى» و «شاء» و «شآى».
__________________
ثانيها :
الكلمات المشتقّة ممّا اشتقّ منه المقلوب كما في «جاه» فإن ورود «الوجه» و «وجهه» و
«وجوه» و «وجاهة» دليل على أن «جاها» مقلوب «وجه» أخّرت الفاء موضع العين ثم قلبت «الفاء»
فوزنه «عفل» وكما في «حادي» مقلوب «واحد» أخّرت الفاء موضع اللّام ثمّ قلبت ياء
لتطرّفها إثر كسرة فوزنه «عالف» وكما في «قسيّ» فإنّ ورود «قوس» و «قوّس» دليل على
أنّ «قسيّ» مقلوب «قووس» قدّمت اللام موضع العين فصار «قسوو» على وزن «قلوع» قلبت
الواو الثّانية ياء لتطرّفها ، والواو الأولى كذلك لاجتماعها ساكنة مع الياء
وأدغمتا وكسرت السين للمناسبة والقاف لعسر الانتقال من ضمّ إلى كسر.
الثالث :
التّصحيح مع وجود موجب الإعلال كما في «أيس» مع «يئس» فموجب الإعلال في «يئس»
تحرّك الياء وانفتاح ما قبلها ، ومع ذلك بقي التصحيح ، وهذا دليل على أنّ الأولى
مقلوبة عن الثّانية فـ «أيس» على وزن «عفل».
الرابع : ندرة
الاستعمال كما في «آرام» مع «أرآم» الكثير الاستعمال قدّمت العين وهي الهمزة
الثانية موضع الفاء ، وقلبت ألفا لسكونها وفتح الهمزة التي قبلها فوزنه «أعفال».
والأولى : أن
يردّ الأمر الثّاني والثالث والرّابع ـ إلى الأوّل وهو الرّجوع إلى الأصل وهو
المصدر.
قلّما : مركّبة
من «قلّ» الفعل الماضي و «ما» الكافّة الزائدة فكّفتها عن طلب فاعل ظاهر أو مضمر
وأمكن دخولها على الفعل مباشرة ، و «ما» عوض عن الفاعل ، وقد تأتي «قلّ» و «قلّما»
بمعنى النّفي والعدم. ولذلك يصحّ أن تأتي بعدها فاء السّببيّة أو واو المعيّة
بشروطهما من ذلك قولهم : فلان قليل الحياء أي لا يستحي أبدا.
القول : هو
اللّفظ الدّالّ على معنى فهو أعمّ من الكلام والكلم والكلمة.
والقول مصدر
بمعنى المقول.
القول بمعنى الظّنّ :
(انظر ظنّ
وأخواتها ٦)
.
باب الكاف
كائنا ما كان
:كائنا اسم فاعل من كان التّامّة بمعنى حصل ، أو وجد ، وهذه الجملة للتّعميم و «كائنا»
: حال ، و «ما» مصدريّة و «كان» تامّة أيضا ، و «ما» وما بعدها في تأويل المصدر في
محلّ رفع فاعل بكائن.
وكائنا من كان
قريب منها ، إلّا أنّ «من» للعاقل وموصولة و «كائنا» هنا حال أيضا ، فإذا قلت «لأقتلنّه
كائنا من كان» على معنى : إن كان هذا أو كان غيره.
كاد : كلمة
تدلّ على قرب الخبر ، وهي مجرّدة تنبىء عن نفي الفعل ، ومقرونة بالجحد تنبىء عن
وقوع الفعل وهي من النّواسخ تعمل عمل «كان» إلّا أنّ خبرها يجب أن يكون جملة
فعليّة مشتملة على فعل مضارع فاعله يعود على الاسم ويغلب في كاد أن تجرّد من «أن»
نحو قوله تعالى : (وَما كادُوا
يَفْعَلُونَ) فأمّا قوله تعالى : (إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ
لَمْ يَكَدْ يَراها) فمعناه ـ والله أعلم ـ لم يرها ، ولم يكد ، أي لم يدن
من رؤيتها. وشذّ مجيء الخبر مفردا بعدها وذلك كقول تأبّط شرّا :
فأبت إلى فهم
وما كدت آئبا
|
|
وكم مثلها
فارقتها وهي تصفر
|
وقال سيبويه :
لم يستعملوا الاسم والمصدر في موضع يفعل ، أي لا يقولون : كاد فاعلا ، أو كاد فعلا
ويعمل فيها الماضي والمضارع واسم الفاعل ، وعليه قول كثّير عزّة :
__________________
أموت أسى يوم
الرّجام وإنّني
|
|
يقينا لرهن
بالذي أنا كائد
|
واستعمل مصدرها
أيضا ، وقالوا في مصادرها «كاد كودا ومكادا ومكادة وكيدا :
همّ وقارب ولم
يفعل».
كاف الجرّ :
(١) تختصّ
بالظّاهر المطلق ولها أربعة معان :
الأوّل :
التّشبيه ، وهو الأصل نحو : «يوسف كالبدر».
الثاني :
التّعليل ، ولم يثبته الأكثرون ، نحو : (وَاذْكُرُوهُ كَما
هَداكُمْ) وقيد بعضهم جواز التعليل بأن تكون الكاف مكفوفة بما ،
كحكاية سيبويه «كما أنّه لا يعلم فتجاوز الله عنه».
الثالث :
التّوكيد ، وهي الزّائدة نحو : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ
شَيْءٌ).
الرابع :
الاستعلاء وهو قليل ذكره الأخفش والكوفيون ، كقول رؤبة ، وقد سئل : كيف أصبحت؟
فقال : كخير ، أي على خير ، وقيل : هي للتشبيه على حذف مضاف ، أي كصاحب خير وهذا
قليل.
وقد تزاد «ما»
بعد الكاف فيبقى عملها قليلا ، وذلك كقول عمرو بن برّاقة الهمداني :
وننصر مولانا
ونعلم أنّه
|
|
كما النّاس
مجروم عليه وجارم
|
والأكثر أن
تكفّها «ما» عن العمل.
الخامس : الكاف
التّعجّبيّة كما يقال : ما «رأيت كاليوم». وفي الحديث «ما رأيت كاليوم ولا جلد
مخبّأة» .
(٢) وقد تستعمل
الكاف الجارّة اسما والصحيح أنّ اسميّتها مخصوصة بالضّرورة كما هو عند سيبويه
والمحقّقين كقول العجّاج :
بيض ثلاث
كنعاج جمّ
|
|
يضحكن عن
كالبرد المنهمّ
|
وأجازه كثيرون في الاختيار
. كاف الخطاب :
هي حرف معنى لا محلّ له ، ومعناه الخطاب.
__________________
وتلحق اسم
الإشارة للبعيد ، وتتصرّف تصرّف كاف الضّمير الاسميّة غالبا ، فتفتح للمخاطب وتكسر
للمخاطبة ، وتتّصل بها علامة التّثنية والجمع فتقول : ذاك ، وذاك ، وذاكما ، وذاكم
، وذاكنّ. وتلحق أيضا : الضمير المنفصل المنصوب في قولهم : «إيّاك ، إيّاك ،
إيّاكما ، إيّاكم ، إيّاكنّ» .
وتلحق أيضا :
بعض أسماء الأفعال نحو «حيهلك» و «رويدك» وتلحق : «أرأيت» بمعنى أخبرني نحو (أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ
عَلَيَ).
وتلحق الكاف
الحرفية كلمة :«أنصرك أخاك» وكذلك «النّجاءك» ومعناه : انج نجاءك ، ولو كانت ضميرا
لما التقت مع أل في كلمة واحدة.
كاف الضّمير : هي
من الضّمائر البارزة المتّصلة. وتأتي في محلّ نصب ، ومحلّ جرّ.
فالأوّل إذا
اتّصلت بالفعل أو بأحد أخوات «إنّ».
والثّاني إذا
اتّصلت باسم فتكون في محلّ جرّ بالإضافة. أو حرف جرّ ، نحو «بك ولك ومنك ومنك
ومنكما ومنكم».
كافّة : يقال «جاء
النّاس كافّة» أي كلّهم ولا يدخلها «أل» ولا تضاف ، ولا تكون إلّا منصوبة على
الحال نصبا لازما نحو قوله تعالى : (وَقاتِلُوا
الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً) ونحو (وَما أَرْسَلْناكَ
إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً).
ويقول النّووي : وأمّا ما يقع في كثير من كتب المصنّفين من استعمالها
مضافة ، وبالتعريف كقولهم : «هذا قول كافّة العلماء» ، «وذهب الكافّة» فهو خطأ
معدود في لحن العوامّ وتحريفهم.
كان الزّائدة :
(انظر كان
وأخواتها ١٢).
كان التّامة : يقول
سيبويه : وقد يكون ل «كان» موضع آخر ـ أي غير كان النّاقصة ـ يقتصر على الفاعل فيه
تقول : «قد كان عبد الله» أي قد خلق «ووجد» و «قد كان الأمر» أي وقع.
ويمكن أن تسأل
: «أكان زيد» فتجيب : نعم كان ـ أي وجد ـ أو حصل.
__________________
فممّا جاء على
معنى وقع قول الشاعر وهو مقّاس العائذيّ :
فدى لبني ذهل
بن شيبان ناقتي
|
|
إذا كان يوم
ذو كواكب أشهب
|
أي إذا وقع أو
وجد.
كان النّاقصة وأخواتها :
١ ـ تعريفها :
هي أفعال ناقصة
لا يتمّ بها مع مرفوعها كلام ، وليس ل «كان» الناقصة إلّا الإخبار عن الوقوع أو
عدمه فيما مضى.
٢ ـ حكمها :
ترفع المبتدأ
غير اللّازم للتّصدير تشبيها بالفاعل ويسمّى اسمها ، وتنصب خبره تشبيها بالمفعول ويسمّى خبرها.
ولا يصحّ في
اسم كان وأخواتها إلّا أن يكون معرفة ، إلّا في حالة النّفي فتخبر عن النكرة بنكرة
، حيث تريد أن تنفي أن يكون في مثل حاله شيء أو فوقه ، لأنّ المخاطب قد يحتاج إلى
أن تعلمه ، مثل هذا كما يقول سيبويه ، وذلك قولك : «ما كان أحد مثلك» و «ما كان
أحد خيرا منك». ٣ ـ أقسامها : ثلاثة :
(أحدها) : ما
يعمل هذا العمل مطلقا وهي ثمانية «كان ، أمسى ، أصبح ، أضحى ، ظلّ ، بات ، صار ، ليس ، (انظر كل كلمة في حرفها).
(الثاني) : ما
يعمل عمل كان بشرط أن يتقدّمه نفي ، أو نهي ، أو دعاء ، وهو
__________________
أربعة : «زال
وبرح وفتىء وانفكّ» (انظر أحرفها مع ما).
(الثالث) : ما
يعمل هذا العمل بشرط تقدّم «ما» المصدرية الظّرفيّة وهو «دام» خاصّة ، (انظر ما
دام).
٤ ـ تصرّفها
وعدمه :
هذه الأفعال
الناقصة في التصرّف وعدمه ثلاثة أقسام :
(الأوّل) ما لا
يتصرّف بحال وهو «ليس ودام» .
(الثاني) ما
يتصرّف تصرّفا ناقصا وهو «زال ، وفتىء ، وبرح ، وانفكّ» فإنّها لا يستعمل منها أمر
، ولا مصدر.
(الثالث) ما
يتصرّف تصرّفا تامّا وهو الباقي.
وللتّصاريف في
هذين القسمين المتصرّف تصرّفا تامّا ، وناقصا ما للماضي من العمل فالمضارع نحو : (وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا). والأمر نحو : (قُلْ كُونُوا
حِجارَةً). والمصدر كقوله :
ببذل وحلم
ساد في قومه الفتى
|
|
وكونك إيّاه
عليك يسير
|
واسم الفاعل
كقوله :
وما كلّ من
يبدي البشاشة كائنا
|
|
أخاك إذا لم
تلفه لك منجدا
|
٥ ـ توسّط أخبارهنّ :
وتوسّط أخبار ـ
كان وأخواتها ـ بينهنّ وبين أسمائهنّ جائز ، قال الله تعالى : (وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ
الْمُؤْمِنِينَ) ، (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ
تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ) وقال الشّاعر :
لا طيب للعيش
ما دامت منغّصة
|
|
لذّاته
بادّكار الموت والهرم
|
وقال الآخر :
ما دام حافظ
سرّي من وثقت به
|
|
فهو الذي لست
عنه راغبا أبدا
|
إلّا أن يمنع
من جواز التّوسّط مانع كحصر الخبر ، نحو (وَما كانَ صَلاتُهُمْ
عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً) وكخفاء إعرابهما نحو «كان موسى فتاك».
__________________
وقد يكون
التّوسّط واجبا نحو : «كان في الدّار ساكنها» ولو لم يتقدّم الخبر على الاسم هنا
لعاد الضمير على متأخّر لفظا ورتبة. فتحصّل أنّ للتّوسّط ثلاثة أقسام : قسم يجوز ،
وقسم يمتنع ، وقسم يجب.
٦ ـ تقديم
أخبارهنّ عليهنّ :
يجوز تقديم
أخبار ـ كان وأخواتها ـ عليهنّ ، إلّا ما وجب في عمله تقدّم نفي أو شبهه ك «زال ،
وبرح ، وفتىء ، وانفكّ» وإلّا «دام وليس» تقول : «برّا كان عليّ» و «صائما أصبح
خالد» ، ولا تقول : «صائما ما زال عليّ» ولا «قائما ليس محمّد».
٧ ـ جواز توسّط
الخبر بين «ما» والمنفي بها :
إذا نفي الفعل
ب «ما» النّافية جاز توسّط الخبر بين «ما» والمنفيّ بها مطلقا ، أي سواء كان
النّفي شرطا في العمل أم لا نحو «ما مقصّرا كان صديقك» ونحو «وما وفيّا زال خالد».
٨ ـ امتناع
تقديم أخبار كان وأخواتها على «ما».
يمتنع تقديم
أخبار كان وأخواتها على «ما» سواء أكانت لازمة كما في «دام وزال» وأخواتها ، أم
جائزة فلا تقول : «صائما ما أصبح عليّ» ولا «زائرا لك ما زلت» و «أزورك مخلصا ما
دمت» و «قائما ما كان عليّ».
٩ ـ امتناع أن
يلي هذه الأفعال معمول خبرها إلّا الظّرف والجارّ والمجرور :
لا يجوز أن يلي
الأفعال النّاقصة معمول خبرها إلّا إذا كان ظرفا أو جارّا ومجرورا سواء أتقدّم
الخبر على الاسم أم لا ، فلا تقول : «كان إيّاك علي
__________________
مكرما» ولا «كان إيّاك مكرما عليّ» وتقول باتفاق النحاة «كان عندك عليّ
جالسا» و «كان في البيت أخوك نائما».
١٠ ـ زيادة
الباء في الخبر :
تزاد الباء
بكثرة في خبر «ليس» نحو : (أَلَيْسَ اللهُ
بِكافٍ عَبْدَهُ). وقد تزاد بقلّة بخبر كلّ ناسخ منفيّ كقول الشّنفرى :
وإن مدّت
الأيدي إلى الزّاد لم أكن
|
|
بأعجلهم إذ
أجشع القوم أعجل
|
١١ ـ استعمال هذه الأفعال تامّة :
قد تستعمل هذه
الأفعال النّاقصة تامّة ، فتكتفي بمرفوعها عن منصوبها ، نحو (وَإِنْ كانَ ذُو
عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ) أي وإن وجد أو إن حصل ذو عسرة ومثلها أخواتها.
(انظر في
حروفها).
١٢ ـ كان قد
تفيد الاستمرار :
ذكر أبو حيّان
أنّ «كان» قد تفيد الاستمرار وذلك في آيات كثيرة منها قوله تعالى : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ
لِلنَّاسِ) ، (إِنَّ اللهَ كانَ
عَلَيْكُمْ رَقِيباً) ، (إِنَّ كَيْدَ
الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً) ، (وَكانُوا بِآياتِنا
يَجْحَدُونَ).
١٣ ـ زيادة «كان»
:
ل «كان» أمور
تختصّ بها ، منها جواز زيادتها بشرطين :
(أحدهما) كونها
بلفظ الماضي وشذّ قول أمّ عقيل بن أبي وهي ترقصه :
أنت تكون
ماجد نبيل
|
|
إذا تهبّ
شمأل بليل
|
(الثاني) كونها بين شيئين متلازمين
، ليسا جارّا ومجرورا ، نحو «ما كان أحسن زيدا» ، فزاد «كان» بين «ما»
التّعجّبيّة وفعلها ، لتأكيد التّعجّب وقول
__________________
بعضهم «لم يوجد كان مثلهم» فزاد «كان» بين الفعل ونائب الفاعل تأكيدا للمضي
، وشذّ زيادتها بين الجارّ والمجرور في قول الشاعر :
جياد بني أبي
بكر تسامى
|
|
على كان
المسوّمة العراب
|
وليس من
زيادتها قول الفرزدق يمدح هشام بن عبد الملك :
فكيف إذا
مررت بدار قوم
|
|
وجيران لنا
كانوا كرام
|
لرفعها الضمير
وهو الواو ، والزّائد لا يعمل شيئا ، خلافا لمن ذهب إلى زيادتها في البيت.
١٤ ـ إذا كان
الخبر ماضيا ب «كان وأخواتها من الأفعال» :
إذا كان خبر
كان وأخواتها ماضيا لا بدّ أن يقترن ب «قد» ، ولكنّ شواهد عدّة ـ كما يقول الرّضي ـ
أتت من غير «قد» منها قول زهير بن أبي سلمى :
وكان طوى
كشحا على مستكنّة
|
|
فلا هو
أبداها ولم تتقدّم
|
ويعود الضمير ب
«كان» و «طوى» على حصين بن ضمضم.
ومثله في «أضحى»
وقول النّابغة الذّبياني :
أضحت خلاء ،
وأضحى أهلها احتملوا
|
|
أخنى عليها
الذي أخنى على لبد
|
١٥ ـ حذف «كان» :
قد تحذف «كان»
وذلك في أربعة أوجه :
(أحدها) أن
تحذف مع اسمها ويبقى الخبر ، وكثر ذلك بعد «إن ولو» الشّرطيتين ، فمثال «إن» : «سر
مسرعا إن راكبا وإن ماشيا». التّقدير : إن كنت راكبا ، وإن كنت ماشيا ، وقول ليلى
الأخيلية :
لا تقربنّ
الدّهر آل مطرّف
|
|
إن ظالما
أبدا وإن مظلوما
|
أي إن كنت
ظالما ، وإن كنت مظلوما ، ومثله قولهم «النّاس مجزيّون بأعمالهم إن خيرا فخير ،
وإن شرّا فشر» .
__________________
أي إن كان
عملهم خيرا فجزاؤهم خير ، ومثال «لو» قوله صلىاللهعليهوسلم : «التمس ولو خاتما من حديد» أي التمس شيئا ، ولو كان
الملتمس خاتما من حديد ، وقول الشاعر :
لا يأمن
الدّهر ذو بغي ولو ملكا
|
|
جنوده ضاق
عنها السّهل والجبل
|
أي ولو كان
صاحب البغي ملكا ذا جنود كثيرة ، وتقول : «ألا طعام ولو تمرا» .
ويقلّ الحذف
المذكور بدون «إن ولو» أنشد سيبويه :
من لد شولا فإلى أتلائها
(الثاني) أن
تحذف «كان» مع خبرها ويبقى الاسم وهو ضعيف ، ولهذا ضعّف «ولو خاتم» و «إن خير فخير»
في المثالين المتقدمين.
(الثالث) أن تحذف
وحدها ، وكثر ذلك بعد «أن المصدريّة» الواقعة في موضع أريد به تعليل فعل بفعل في
مثل قولهم «أمّا أنت منطلقا انطلقت» أصله «انطلقت لأن كنت منطلقا» ثمّ قدّمت
اللّام التّعليليّة وما بعدها على «انطلقت» للاختصاص ، أو للاهتمام بالفعل فصار «لأن
كنت منطلقا انطلقت» ثمّ حذفت اللّام الجارّة اختصارا ، ثمّ حذفت «كان» لذلك فانفصل
الضّمير الذي هو اسم كان فصارا «أن أنت منطلقا» ثمّ زيدت «ما» للتعويض من «كان»
وأدغمت النون من «أن» في الميم من «ما» فصار «أمّا أنت» وعلى ذلك قول العبّاس بن
مرداس :
أبا خراشة
أمّا أنت ذا نفر
|
|
فإنّ قومي لم
تأكلهم الضّبع
|
__________________
أي : لأن كنت
ذا نفر فخرت ، وهو متعلّق الجار.
وقلّ حذف «كان»
وحدها بدون «أن» المصدريّة كقول الرّاعي :
أزمان قومي
والجماعة كالذي
|
|
لزم الرّحالة
أن تميل مميلا
|
قال سيبويه :
أراد أزمان كان مع الجماعة.
(الرابع) أن
تحذف مع معموليها ، وذلك بعد «إن» الشّرطية نحو : «ساعد أخاك إمّا لا» أي إن كنت
لا تساعد غيره ، فـ «ما» عوض عن «كان واسمها» وأدغمت نون «إن» فيها ، و «لا» هي
النافية للخبر.
١٦ ـ حذف نون «يكون»
:
يجوز حذف نون
المضارع من «يكون» بشرط كونه مجزوما بالسّكون ، غير متّصل بضمير نصب ، ولا بساكن
نحو : (وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً
يُضاعِفْها) فلا تحذف في نحو (مَنْ تَكُونُ لَهُ
عاقِبَةُ الدَّارِ) ، (وَتَكُونَ لَكُمَا
الْكِبْرِياءُ فِي الْأَرْضِ) لانتفاء الجزم ، لأنّ الأوّل مرفوع والثّاني منصوب ،
ولا في نحو (وَتَكُونُوا مِنْ
بَعْدِهِ قَوْماً صالِحِينَ) لأنّ جزمه بحذف النون ، ولا في نحو : «إن يكنه فلن
تسلّط عليه» ، لاتّصاله بالضّمير المنصوب ، ولا في نحو «لم يكن الله ليغفر لهم» لاتصاله
بالساكن ، وشذّ قول الخنجر بن صخر الأسدي :
فإن لم تك
المرآة أبدت وسامة
|
|
فقد أبدت
المرآة جبهة ضيغم
|
كائن : بمعنى «كم»
في الاستفهام والخبر ، مركّب من كاف التّشبيه و «أيّ» المنوّنة ولهذا جاز الوقف عليها بالنون ، وفيها
__________________
ثلاث لغات : «كأين» كعين ، والثانية «كاين» لا همز فيه ، والثالث ما ذكر
وتوافق كائن «كم» في خمسة أمور : الإبهام ، والافتقار إلى التّمييز ، والبناء ،
ولزوم التّصدير ، وإفادة التّكثير تارة ، والاستفهام أخرى ، وهو نادر ، قال أبيّ
بن كعب لزرّ بن حبيش : «كائن تقرأ» ونص الحديث : «كائن تعدّ سورة الأحزاب آية» أي
كم تعدّها ، «قال : ثلاثا وسبعين». وتخالف «كائن» «كم» في خمسة أمور :
(١) أنّها
مركّبة ، وكم بسيطة على الصحيح.
(٢) أنّ
مميّزها مجرور بمن غالبا ، حتى زعم ابن عصفور لزومه ، ومنه قول ذي الرّمّة :
وكائن ذعرنا
من مهاة ورامح
|
|
بلاد العدا
ليست له ببلاد
|
(٣) أنّها لا تقع استفهاميّة عند
الجمهور.
(٤) أنّها لا
تقع مجرورة خلافا لمن جوّز : «بكأيّن تبيع هذا».
(٥) أنّ خبرها
لا يقع مفردا. وقد تعمل «كائن» عمل «ربّ» في معنى القلة.
كأنّ :
من أخوات «إنّ»
وأحكامها كأحكامها (انظر إن وأخواتها). وقد تدخل عليها «ما» الزائدة الكافّة ،
فتكفّها عن العمل وتهيّئها للدّخول على الجملة الفعلية نحو (كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ).
ول «كأنّ»
اربعة معان :
(١) التّشبيه
المؤكّد ، وهو الغالب المتّفق عليه ، وشرط بعضهم بهذا المعنى أن يكون الخبر جامدا
نحو «كأن زيدا أسد».
(٢) الشّكّ
والظنّ ، إذا لم يكن الخبر جامدا نحو «كأنّ خالدا عالم بخبر جاره».
(٣) التّحقيق ، نحو قول الحارث بن خالد يرثي هشام بن المغيرة :
فأصبح بطن
مكّة مقشعرا
|
|
كأنّ الأرض
ليس بها هشام
|
(٤) التّقريب ، نحو «كأنّك بالغائب
حاضر» و «كأنّك بالفرج آت».
وإعراب هذا :
الكاف حرف خطاب ، والباء زائدة في اسم «كأنّ» ، وقال بعضهم : الكاف اسم «كأنّ».
وفي الأمثلة : حذف مضاف ، والتقدير : كأنّ زمانك مقبل بالغائب ، أو كأنّ زمانك
مقبل بالفرج ، والباء : بمعنى «في» ، ويجوز وقوع «كأنّ» مع اسمها وخبرها في موضع
وقوع الجمل إذا كان المعنى على التّشبيه ، فتقول في الصّفة : «مررت
__________________
برجل كأنّه جبل». وفي صلة الموصول : «أقبل الذي كأنّه أسد» وفي الخبر نحو «هاشم
كأنّه ثعلب» وفي الحال : «رأيت عمرا كأنّه قمر» ومن الحال قوله تعالى :(فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ
مُعْرِضِينَ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ).
كأن : مخفّفة
من «كأنّ» ولا يختلف عملها عن المشدّدة ويجوز إثبات اسمها ، وإفراد خبرها كقول
رؤبة :
كأن وريديه رشاء خلّب
وكقول باغث بن
صريم اليشكري :
ويوما
توافينا بوجه مقسّم
|
|
كأن ظبية
تعطوا إلى وراق السّلم
|
ويجوز حذف
اسمها ، وإذا حذف الاسم وكان الخبر جملة اسميّة لم يحتج إلى فاصل كقول الشّاعر :
ووجه مشرق
اللّون
|
|
كأن ثدياه
حقّان
|
وإن كان جملة
فعليّة فصلت ب «لم» أو «قد» نحو (فَجَعَلْناها
حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ) ونحو قول الشّاعر :
لا يهولنّك
اصطلاء لظى الحر
|
|
ب فمحذورها
كأن قد ألمّا
|
كأيّ : اسم
مركّب من كاف التّشبيه و «أيّ» المنونة وجاز الوقف عليها بالنّون ، ولهذا رسم في
المصحف بالنون وهي بمعنى «كم» وتوافقها في خمسة أمور : الإبهام ، والافتقار إلى
التّمييز ، والبناء ، ولزوم التّصدير ، وإفادة التّكثير وهو الغالب نحو (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ
رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ). وتخالفها في خمسة أمور :
أحدها : أنها
مركّبة ، وكم بسيطة.
الثاني : أنّ
مميّزها مجرور ب «من» غالبا كما مرّ في الآية. ومثلها (وَكَأَيِّنْ مِنْ
دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا).
الثالث : أنّها
لا تقع استفهاميّة عند الجمهور .
__________________
الرابع : أنّها
لا تقع مجرورة.
الخامس : أنّ
خبرها لا يقع مفردا بل جملة كما مرّ في الآيات.
كتع :جمع «كتعاء»
في توكيد المؤنّث ، يقال : «اشتريت هذه الدار جمعاء كتعاء» ، و «رأيت أخواتك جمع
كتع».
و «رأيت القوم
أجمعين أكتعين» ولا يقدّم «كتع» على جمع في التأكيد ، ولا يفرد ، وهو مأخوذ من
قولهم : «عام كتيع» أي مكتمل كما قيل.
كثيرا : من قوله تعالى
: (وَاذْكُرُوا اللهَ
كَثِيراً) : إمّا أنها صفة لموصوف محذوف ، أو نائبة عن المصدر
فتعرب إعرابه.
هكذا يقول كثير
من المعربين ، والصواب كما يقول ابن هشام : أنّه حال من ضمير مصدر الفعل ، وهو مذهب سيبويه ،
ويجوز أن يكون صفة للمصدر كما قدّمنا ومثله (كُلا مِنْها رَغَداً) أي فكلا الأكل حال كونه رغدا.
كخ كخ : تكسر الكاف
وتفتح ، وتسكّن الخاء وتكسر ، بتنوين وغير تنوين وهي اسم صوت لزجر الصّبيّ وردعه ،
ويقال عند التقذّر أيضا ، ففي الحديث «أكل الحسن أو الحسين تمرة من تمر الصّدقة
فقال له النّبيّ عليه الصلاة والسّلام : كخ كخ.
كذا وكذا :
١ ـ كنايتها عن
العدد :
يكنى ب «كذا»
عن العدد المبهم قليله وكثيره.
٢ ـ توافقها مع
«كأيّن» وتخالفها :
توافق «كذا» «كأيّن»
في التركيب ، فإنها مركّبة من كاف التّشبيه و «ذا» الإشارية ، والبناء ، والإبهام
، والافتقار إلى التّمييز بمفرد.
وتخالفها في
أنّه يجب في تمييزها النّصب ، وأنّها ليس لها الصّدر ، فلذلك تقول : «قبضت كذا
وكذا درهما». وأنّها لا تستعمل غالبا إلّا معطوفا عليها كقوله :
عد النّفس
نعمى بعد بؤساك ذاكرا
|
|
كذا وكذا
لطفا به نسي الجهد
|
كرب : كلمة تدلّ على
قرب الخير ، وتعمل عمل كان ، إلّا أنّ خبرها يجب أن يكون
__________________
جملة فعليّة مشتملة على فعل مضارع رافع لضمير الاسم ويغلب فيه أن يتجرّد من
«أن» كقول الشّاعر :
كرب القلب من
جواه يذوب
|
|
حين قال
الوشاة هند غضوب
|
ويعمل من «كرب»
الماضي واسم الفاعل ، كقول عبد قيس بن خفاف البرجمي :
أبنيّ إنّ
أباك كارب يومه
|
|
فإذا دعيت
إلى المكارم فاعجل
|
(انظر أفعال المقاربة).
كرين : مفردها «كرة»
وهي كل مستدير ، وكرين : ملحق بجمع المذكر السالم ، يعرب بالواو والنون ، أو الياء
والنون ، يقول عمرو بن كلثوم :
يدهدين
الرّؤوس كما يدهدي
|
|
حزاورة
بأيديها الكرينا
|
كسا : فعل ماض ينصب
مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر نحو : «كسوت اليتيم قميصا». (انظر أعطى
وأخواتها).
كفّة كفّة : اسمان مركّبان
مبنيان على الفتح في محلّ نصب على الحال في قولك «لقيته كفّة كفّة» أي مواجهة ،
وذلك إذا استقبلته مواجهة ، وفي حديث الزبير «فتلقّاه رسول الله صلىاللهعليهوسلم كفّة كفّة». أي مواجهة ، كأن كلّ واحد منهما قد كفّ
صاحبه عن مجاوزته إلى غيره ، أي منعه.
كلّ :
١ ـ تعريفها :
هي اسم
للدّلالة على الإحاطة والجمع ، أو أجزاء الأفراد ، وهي إمّا نكرة نحو : (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) وإمّا معرّفة نحو : (وَكُلُّهُمْ آتِيهِ
يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً) ، ومثال أجزاء الأفراد «كلّ خالد مبارك» و «زيد العالم
كلّ العالم» والمراد التناهي ، وأنه قد بلغ الغاية فيما يصفه به من الخصال.
٢ ـ أوجه
إعرابها :
لإعرابها ثلاثة
أوجه :
(أحدها) أن
تكون توكيدا لمعرفة وهو مذهب البصريّين ، وعندهم لا يجوز
__________________
توكيد النكرة سواء كانت محدودة كيوم وليلة وشهر وحول أم غير محدودة
كوقت ، وزمن ، وذلك لأنّ ألفاظ التوكيد كلّها معارف ، سواء المضاف لفظا وغيره ،
فيلزم تخالفهما تعريفا وتنكيرا ، ولا بدّ من إضافتها إلى مضمر راجع إلى المؤكّد ،
نحو : (فَسَجَدَ
الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ) ، وقد يخلف الضّمير الظّاهر كقول عمر بن أبي ربيعة :
كم قد ذكرتك
لو أجزى بذكركم
|
|
يا أشبه
النّاس كلّ الناس بالقمر
|
وأجاز
الكوفيّون توكيد النكرة ومن توكيدها ب «كلّ» على رأي الكوفيين قول العرجي :
نلبث حولا
كاملا كلّه
|
|
لا نلتقي
إلّا على منهج
|
(الثاني) أن يكون نعتا لمعرفة
فتدلّ على كماله ، وتجب إضافتها إلى اسم ظاهر يماثله لفظا ومعنى نحو قول الأشهب بن
زميلة :
وإنّ الّذي
حانت بفلج دماؤهم
|
|
هم القوم كلّ
القوم يا أمّ خالد
|
(الثالث) أن تكون تالية للعوامل
ولو كانت معنويّة فتكون مضافة إلى الظّاهر نحو (كُلُّ نَفْسٍ بِما
كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) وغير مضافة نحو : (وَكُلًّا ضَرَبْنا
لَهُ الْأَمْثالَ) وَكُلًّا تَبَّرْنا تَتْبِيراً ، ومن هذا : نيابتها عن المصدر ، فتكون منصوبة على
أنّها مفعول مطلق نحو : (فَلا تَمِيلُوا كُلَّ
الْمَيْلِ) ، ومنه :
إضافتها إلى
الظّرف فتنصب على أنّها مفعول فيه نحو «سرت كلّ اللّيل».
٣ ـ أوجه
الإضافة فيها :
هي ثلاثة أيضا
:
(الأوّل) أن
تضاف إلى الظّاهر وحكمها : أن يعمل فيها جميع العوامل نحو «أكرمت كلّ أهل البيت».
(الثاني) أن
تضاف إلى ضمير محذوف وحكمها كالتي قبلها ، وكلاهما يمتنع التّأكيد به كالآية قبلها
: (وَكُلًّا ضَرَبْنا
لَهُ الْأَمْثالَ). والتّقدير : وكلّ إنسان لأنّ التّنوين فيها عوض عن المضاف إليه.
__________________
(الثالث) أن
تضاف إلى ضمير ملفوظ به ، وحكمها أن تكون مؤكّدة ، فإن خرجت عن التّوكيد فالغالب
أن لا يعمل فيها إلّا الابتداء نحو : (وَكُلُّهُمْ آتِيهِ).
٤ ـ لفظ كل :
لفظ «كل» حكمه
الإفراد والتّذكير ، وحكى سيبويه في «كل» التأنيث ، فقال : «كلّتهن منطلقة» ومعنا «كل»
بحسب ما يضاف إليه ، فإن كان مضافا إلى منكّر وجب مراعاة معنى الجمع فيه .
فلذلك جاء
الضّمير مفردا مذكرا في نحو : (وَكُلُّ شَيْءٍ
فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ) وفي نحو قول كعب بن زهير :
كلّ ابن أنثى
وإن طالت سلامته
|
|
يوما على آلة
حدباء محمول
|
وجاء مفردا
مؤنّثا في قوله تعالى :
(كُلُّ نَفْسٍ بِما
كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) ، و (كُلُّ نَفْسٍ
ذائِقَةُ الْمَوْتِ) ، وجاء مثنّى في قول الفرزدق :
وكلّ رفيقي
كلّ رحل ـ وإن هما
|
|
تعاطى القنا
قوماهما ـ أخوان
|
وجاء مجموعا
مذكّرا في قوله تعالى :
(كُلُّ حِزْبٍ بِما
لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ).
وقول لبيد :
وكلّ أناس
سوف تدخل بينهم
|
|
دويهية تصفرّ
منها الأنامل
|
وإن كانت «كلّ»
مضافة إلى معرفة فالصّحيح أنّه يراعى لفظهما فلا يعود الضّمير إليها من خبرها إلّا
مفردا مذكّرا على لفظها نحو : (وَكُلُّهُمْ آتِيهِ
يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً) ، وفي الحديث القدسيّ وغيره : «يا عبادي كلّكم جائع
إلّا من أطعمته» ، و «كلّكم راع وكلّكم مسؤول عن رعيّته» و «كلّنا لك عبد». فإن
قطعت عن الإضافة لفظا
__________________
فالصّواب أن المقدّر يكون مفردا نكرة وعندها يجب الإفراد كما لو صرّح
بالمفرد ، ويكون جمعا معرّفا وعند ذلك يجب الجمع ، وإن كانت المعرفة لو ذكرت لوجب
الإفراد ، ولكن فعل ذلك تنبيها على الحال المحذوف فيهما.
فالأوّل نحو : (كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ) و (كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ) إذ التقدير : كلّ أحد.
والثّاني نحو :
(كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ) و (كُلٌّ فِي فَلَكٍ
يَسْبَحُونَ).
٥ ـ يجوز نعت «كلّ»
والعطف عليها : يجوز أن تنعت «كلّ» أو يضاف إليه ، تقول «كلّ رجل ظريف في الدّار»
يجوز الرّفع نعتا ل «كل» ويجوز الخفض نعتا ل «رجل» وكذلك العطف كقول : «كلّ معلّم
وتلميذ عندك» يجوز الرفع عطفا على «كل» والجر عطفا على «معلّم».
كلا وكلتا : اسمان
يعربان توكيدا للمثنّى ، وقد يعربان على حسب مواقع الكلام ، وليس «كل» أصلا لهما ،
ويلحقان بالمثنّى ويعربان إعرابه إن أضيفا إلى الضّمير ، وإن أضيفا إلى الظّاهر
أعربا إعراب المقصور ، وهما مفردان لفظا ، مثنّيان معنى مضافان أبدا لفظا ومعنى
إلى كلمة واحدة معرفة دالّة على اثنين ، والأكثر فيهما مراعاة اللّفظ ، وبه جاء
القرآن نصّا في قوله تعالى : (كِلْتَا
الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً) وقد اجتمع مراعاة اللّفظ والمعنى في قول الشّاعر يصف
فرسا :
كلاهما حين
جدّ الجري بينهما
|
|
قد أقلعا
وكلا أنفيهما رابي
|
فثنّى «أقلعا»
مراعاة لمعنى كلا ، وأفرد «رابي» مراعاة للّفظ وهو الأكثر.
(انظر الإضافة
، والتوكيد ، والمثنى).
كلّا : قال
سيبويه : «وأمّا كلّا فردع وزجر» لا معنى لها عندهم غير ذلك ، حتى إنهم يجيزون أبدا الوقوف عليها ،
والإبتداء بما بعدها ، وهناك من يرى أنّها قد تأتي لغير الرّدع والزّجر فتكون
بمعنى حقّا نحو : (كَلَّا إِنَّ كِتابَ
الْأَبْرارِ) ، وبعضهم يرى أنها قد تأتي
__________________
بمعنى «ألا» الاستفتاحية. وقال بعضهم : كلّا : تنفي شيئا وتوجب غيره. وأقرب
ما يقال في ذلك ـ كما يقول ابن فارس ـ أنّ كلّا تقع في تصريف الكلام على أربعة
أوجه : الرّدّ ، والرّدع ، وصلة اليمين ، وافتتاح الكلام بها كألا ، وأتى بأمثلة
من القرآن على هذه الأقوال .
الكلام : هو
القول المفيد بالقصد ، والمراد بالإفادة : ما يدلّ على معنى يحسن السّكوت عليه ،
وأقلّ ما يتألّف الكلام من اسمين نحو «العلم نور» أو من فعل واسم نحو : «ظهر الحقّ»
ومنه «استقم» فإنّه مركّب من فعل الأمر المنطوق به ، ومن الفاعل الضّمير المخاطب
المقدّر بأنت ، ويقول سيبويه في استقامة الكلام وإحالته : فمنه مستقيم حسن ، ومحال
، ومستقيم كذب ، ومستقيم قبيح ، وما هو محال كذب.
فأمّا المستقيم
الحسن فقولك : «أتيتك أمس ، وسآتيك غدا».
وأمّا المحال ،
فأن تنقض أوّل كلامك بآخره فتقول : «أتيتك غدا وسآتيك أمس».
وأمّا المستقيم
الكذب فقولك : «حملت الجبل» و «شربت ماء البحر» ونحوه.
وأمّا المستقيم
القبيح فأن تضع اللّفظ في غير موضعه نحو قولك : «قد زيدا رأيت» و «كي زيدا يأتيك»
وأشباه هذا.
وأمّا المحال
الكذب فأن تقول : «سوف أشرب ماء البحر أمس».
الكلمة :
١ ـ تعريفها :
لفظ وضع لمعنى
مفرد ، وأقلّ ما تكون عليه الكلمة حرف واحد ، فممّا جاء على حرف من الأسماء :
تاء الفاعل في مثل «قمت» والكاف في نحو «أكرمتك» والهاء في نحو «منحته» ومن
الأفعال تقول «ر» بمعنى انظر ، و «ق» من الوقاية.
الكلم : هو اسم
جنس جمعي ، واحده كلمة ، ولا يكون أقلّ من ثلاث كلمات ، أفاد أم لم يفد ، وهو اسم
، وفعل ، وحرف جاء لمعنى.
كلّما : هي «كل»
دخلت عليها «ما»
__________________
المصدريّة الظّرفيّة وقيل «ما» نكرة موصوفة بمعنى وقت فأفادت التكرار نحو :
(كُلَّما رُزِقُوا
مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا) ولا تدخل إلّا على الفعل الماضي ، وهي مبنيّة على الفتح
في محلّ نصب على الظّرفيّة والعامل فيها جوابها وهو فعل ماض أيضا.
كم : هي اسم
يقع على العدد ، وهي على قسمين :
(١) استفهاميّة
بمعنى : أيّ عدد.
(٢) خبريّة
بمعنى : عدد كثير ، أو هي بمعنى «ربّ».
١ ـ اشتراك «كم»
الاستفهاميّة مع الخبرية وذلك في سبعة أمور :
(١) كونهما
كنايتين عن عدد مجهول الجنس والمقدار.
(٢) كونهما
مبنيّين على السكون.
(٣) الافتقار
إلى التمييز.
(٤) جواز دخول «من»
على تمييزهما ، ففي الاستفهاميّة قوله تعالى : (سَلْ بَنِي
إِسْرائِيلَ كَمْ آتَيْناهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ) ، وفي الخبرية قوله تعالى : (وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ
وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ) وأنكر الرّضيّ دخول «من» على تمييز الاستفهاميّة والآية
صريحة بالجواز.
(٥) جواز حذف
التّمييز إذا دلّ عليه دليل.
(٦) لزوم
تصدّرهما ، فلا يعمل فيهما ما قبلهما إلّا المضاف وحرف الجر.
(٧) اتّحادهما
في وجوه الإعراب من جرّ ونصب ورفع.
٢ ـ افتراق كم
الاستفهاميّة عن الخبريّة ، وذلك في ثمانية أمور :
(١) أنّ تمييز «كم»
الاستفهاميّة مفرد منصوب نحو «كم بيتا حفظت؟» ويجوز جرّ تمييزها ب «من» مضمرة
جوازا إن جرّت «كم» بحرف ، نحو «بكم دينار اشتريت عباءتك؟» وتقول : «كم أولادك؟»
ليس إلّا الرفع لأنّه معرفة ، ولا يكون التّمييز معرفة.
أمّا «كم»
الخبريّة فتميّز بمجرور مفرد ، أو مجموع نحو «كم مصاعب اقتحمتها» و «كم فارس غلبت»
والإفراد أكثر وأبلغ.
(٢) أنّ
الخبرية تختصّ بالماضي ك «ربّ» فلا يجوز «كم دور لي سأبنيها» ويجوز «كم شجرة ستغرس؟»
على الاستفهام.
(٣) أنّ المتكلّم
بالخبريّة لا يستدعي جوابا من مخاطبه بخلاف الاستفهاميّة.
(٤) أنّ
المتكلّم بالخبريّة يتوجّه إليه
__________________
التّكذيب والتّصديق.
(٥) أنّ المبدل
من الخبريّة لا يقترن بهمزة الاستفهام ، تقول : «كم رجال في الدار عشرون بل ثلاثون».
ويقال في الاستفهام كم مالك أعشرون ألفا أم ثلاثون؟».
(٦) يجوز أن
تفصل بين «كم» الاستفهامية وبين ما عملت فيه بالظرف والجار فتقول «كم عندك كتابا» و
«كم لك مالا» أمّا الخبرية ، فإن فصل بينها وبين معمولها وهو تمييزها المجرّد
اختير نصبه وتنوينه ، لأنّ الخافض لا يعمل فيما فصل منه ، تقول في الظرف : «كم يوم
الجمعة رجلا قد أتاني» و «كم عندك رجلا لقيته» وكذلك الجارّ والمجرور في قول
الشاعر :
كم نالني
منهم فضلا على عدم
|
|
إذ لا أكاد
من الإقتار أحتمل
|
(٧) إنّ الاستثناء إذا وقع بعد
الاستفهاميّة يعرب بدلا من «كم» مرفوعة كانت أو منصوبة أو مجرورة ، وإذا وقع
الاستثناء بعد الخبريّة فينصب على الاستثناء فقط.
(٨) «كم»
الخبرية يعطف عليها ب «لا» فيقال «كم مالك لا مائة ولا مئتان» و «كم درهم عندي لا
درهم ولا درهمان» لأنّ المعنى : كثير من المال ، وكثير من الدّراهم ، لا هذا
المقدار ، بل أكثر منه ، ولا يجوز العطف ب «لا» في «كم» الاستفهاميّة ، لأنّ «لا»
لا يعطف بها إلّا بعد موجب ، لأنّها تنفي عن الثاني ما ثبت للأوّل.
كما : مركّبة
من كلمتين : «كاف» التّشبيه أو التّعليل و «ما» الاسميّة أو الحرفيّة ، فالاسمية :
إمّا موصولة أو نكرة موصوفة نحو «ما عندي كما عند أخي» أي : كالذي عند أخي ، أو
كشيء عند أخي ، فالمثال يحتمل الموصولة والموصوفة و «ما» الحرفيّة ثلاثة أقسام :
مصدريّة ، وكافّة ، وزائدة ملغاة ، فالمصدريّة نحو «كتبت كما كتبت» أي ككتابتك
والكافّة كقول زياد الأعجم :
وأعلم أنّني
وأبا حميد
|
|
كما النّشوان
والرّجل الحليم
|
أريد هجاءه
وأخاف ربّي
|
|
وأعرف أنّه
رجل لئيم
|
و «ما»
الزّائدة الملغاة كقول عمرو بن برّاقة الهمذاني :
وننصر مولانا
، ونعلم أنّه
|
|
كما النّاس
مجروم عليه وجارم
|
بجرّ «النّاس»
أي كالنّاس و «ما» زائدة.
الكنية : كلّ
ما صدّر بأب أو أمّ ك «أبي
القاسم» و «أمّ البنين» (انظر العلم ١٢ و ١٣).
كي التّعليليّة
: حرف جرّ يجرّ ثلاثة أشياء :
(١) أن
المصدريّة المضمرة وصلتها ، (٢) ما الاستفهاميّة ، (٣) ما المصدريّة ، فالأوّل ،
نحو «جئت كي أكرم أخي» إذا لم نقدّر اللّام بكي فـ «أكرم» منصوب بأن مضمرة بعد كي
لا بكي نفسها ، وأن المضمرة وصلتها في تأويل المصدر في محل جر بكي.
وتتعين أن تكون
«كي» للتّعليل إن تأخّرت عنها «اللّام» أو ظهرت «أن» «اللّام» كقول قيس الرّقيّات
:
كي لتقضيني
رقيّة ما
|
|
وعدتني غير
مختلس
|
و «أن» كقول جميل
:
فقالت أكلّ
الناس أصبحت مانحا
|
|
لسانك كيما
أن تغرّ وتخدعا
|
والثاني :
جرّها ل «ما» الاستفهاميّة فإنّه يستفهم بها عن علة الشيء نحو «كيمه» بمعنى : لمه.
والثالث ، جرها
«ما» المصدريّة مع صلتها كقول النّابغة :
إذا أنت لم
تنفع فضرّ فإنّما
|
|
يرجّى الفتى
كيما يضرّ وينفع
|
أي للضر
والنّفع ، وقيل «ما» كافّة.
كي المصدريّة
الناصبة : وهي التي ينصب بها المضارع ويؤوّل بالمصدر ، وهذه تكون لسببيّة ما قبلها
فيما بعدها نحو : «علّمتك كي ترقى» وشرطها لتكون مصدريّة أن يسبقها «لام التّعليل»
لفظا نحو : (لِكَيْلا تَأْسَوْا
عَلى ما فاتَكُمْ) أو تقديرا كالمثال السّابق فإنّ تقديره : «علّمتك لكي
ترقى» فـ «كي» وما بعدها في تأويل المصدر في محلّ جر باللّام الظاهرة في : (لِكَيْلا تَأْسَوْا) وفي محل جر باللّام المقدرة في «علمتك كي ترقى».
فإن لم نقدر
اللّام فهي تعليليّة.
(انظر كي التّعليليّة).
كيت وكيت : يقال
: كان من الأمر «كيت وكيت» وهي كناية عن القصّة ، أو الأحدوثة ، وفي الحديث : «بئس
ما لأحدكم أن يقول : نسيت آية كيت وكيت».
وقيل : إنّها
حكاية عن الأحوال والأفعال ، وتقول «كان من الأمر كيت وكيت» .
__________________
كيف الاستفهاميّة :
١ ـ هي اسم
مبهم غير متمكّن ، يستفهم به عن حالة الشّيء مبني على الفتح.
والاستفهام بها
إمّا حقيقيّ نحو «كيف زيد؟». أو غير حقيقيّ نحو : (كَيْفَ تَكْفُرُونَ
بِاللهِ).
فإنّه أخرج
مخرج التّعجّب.
٢ ـ إعرابها :
تقع «كيف» «خبرا»
مقدّما قبل ما لا يستغني ، إمّا عن مبتدأ نحو «كيف أنت» أو خبرا مقدّما ل «كان»
نحو «كيف كنت» أو مفعولا ثانيا مقدّما ل «ظنّ» وأخواتها نحو «كيف ظننت أخاك» أو
مفعولا ثالثا ل «أعلم» وأخواتها نحو «كيف أعلمت فرسك» لأنّ ثاني مفعول ظنّ وثالث
مفعولات أعلم خبر إنّ في الأصل ، وقد تدخل على «الباء» من حروف الجر فتكون حرف جرّ
زائد تقول : «كيف بخالد» فـ «كيف» في محلّ رفع خبر مقدّم و «بخالد» الباء زائدة و
«خالد» مبتدأ منع من ظهور الضّمّة فيه حرف الجرّ الزّائد ، وقد تكون في محلّ نصب
مفعولا مطلقا ، وذلك في قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ
فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ) وفعله «فعل ربّك» لا «ألم تر». وتقع «حالا» قبل ما
يستغني ويتمّ به الكلام نحو «كيف مضى أخوك» أي على أيّ حال مضى أخوك.
كيف الشّرطيّة
: تقتضي فعلين متّفقي اللّفظ والمعنى غير مجزومين نحو : «كيف تصنع أصنع» ولا يجوز «كيف
تجلس أذهب» باتّفاق ، ولا «كيف تجلس أجلس». بالجزم.
كيفما : لم
يذكرها سيبويه ولا المبرّد من أدوات المجازاة التي تجزم فعلين ، وقال ابن برّي :
لا يجازى ب «كيف» ولا ب «كيفما» عند البصريين ، ومن الكوفيين من يجازي ب «كيفما».
__________________
باب اللّام
لا الحجازيّة :
وهي التي تعمل عمل ليس قليلا عند الحجازيّين ، ولا تعمل عند التّميميّين ، وتحتمل
أن يراد بها نفي الوحدة أو نفي الجنس.
ويشترط في
إعمالها الشروط في «ما» الحجازية ، ما عدا زيادة «إن» فإنّها لا تزاد بعد «لا» أصلا.
والغالب في خبر «لا» أن يكون محذوفا نحو قول سعد بن مالك جدّ طرفة بن العبد :
من صدّ عن
نيرانها
|
|
فأنا ابن قيس
لا براح
|
ف «براح» اسم
لا ، وخبرها محذوف ، والتقدير : لا براح لي.
وقد يذكر الخبر
صريحا نحو قول الشاعر :
تعزّ فلا شيء
على الأرض باقيا
|
|
ولا وزر مما
قضى الله واقيا
|
ومن شروطها ـ عند
الأكثرين ـ أن يكون المعمولان نكرتين كهذا البيت : تعزّ ...
وخالف في هذا
ابن جني ودليله قول النابغة :
وحلّت سواد
القلب لا أنا باغيا
|
|
سواها ، ولا
عن حبّها متراخيّا
|
وعليه قول
المتنبي :
إذا الجود لم
يرزق خلاصا من الأذى
|
|
فلا الحمد
مكسوبا ولا المال باقيا
|
وقد لحّن
المتنبي من زعم أن لا الحجازية لا تعمل إلّا في نكرة ، وقد تزاد بقلّة الباء في
خبر «لا» كقول سوادة بن قارب :
وكن لي شفيعا
يوم لاذو شفاعة
|
|
بمغن فتيلا
عن سواد بن قارب
|
لا حرف جواب : أي
تنفي الجواب ، وهذه
__________________
تحذف الجمل بعدها كثيرا ، يقال : «أجاءك زيد» فتقول : «لا» والأصل : لا ،
لم يجىء.
لا الزائدة : قد
تأتي زائدة وتفيد التّوكيد نحو قوله تعالى : (لِئَلَّا يَعْلَمَ
أَهْلُ الْكِتابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ) أي ليعلم ، وقال الرّاجز وهو أبو النّجم :
وما ألوم
البيض ألّا تسخرا
|
|
لمّا رأين
الشّمط القفندرا
|
لا العاطفة : يعطف
ب «لا» لإخراج الثّاني ممّا دخل فيه الأوّل ، ولها ثلاثة شروط :
(أ) إفراد
معطوفها.
(ب) أن تسبق
بإيجاب ، أو أمر ، أو نداء.
(ج) ألّا يصدق
أحد معطوفيها على الآخر نحو «هذا بلد خصب لا جدب» «إلبس القميص الأبيض لا الأزرق» «يا
ابن أخي لا ابن عمّي» «اشتريت ضيعة لا دارا» ولا يجوز نحو «اشتريت ضيعة لا أرضا»
لأنّ الأرض تصدق على الضّيعة ، والضّيعة تصدق على الأرض.
لا عليك : «لا»
نافية للجنس ، واسمها محذوف ، التّقدير : لا بأس ، و «عليك» متعلق بمحذوف خبر ،
وحذف اسم «لا» الجنسية نادر.
(انظر لا
النافية للجنس ٨).
لا النّافية : إذا
وقعت على فعل نفته مستقبلا ، وحقّ نفيها بما وقع موجبا بالقسم ، كقولك : «ليقومنّ
زيد» فتقول : «لا يقوم» وقد تنفي الماضي ، فإن نفته وجب تكرارها ، نحو «لا أكلت
ولا شربت» وإذا نفت المستقبل جاز تكرارها ، نحو «زيد لا يقرأ ولا يكتب».
وقد تكون لنفي
الحال ، وقد تعترض بين الخافض والمخفوض نحو «حضر بلا كتاب» وهي بالمثال بمعنى غير
مجرورة بالباء ، وما بعدها مضاف إليه .
أو زائدة
ولكنها تفيد النفي .
لا النافية للجنس :
١ ـ شروط عملها
:
تعمل عمل «إنّ»
بستّة شروط :
(أ) أن تكون
نافية.
__________________
(ب) أن يكون
المنفيّ بها الجنس .
(ج) أن يكون
نفيه نصّا .
(د) ألّا يدخل
عليها جارّ .
(ه) أن يكون
اسمها نكرة متّصلا بها .
(و) أن يكون
خبرها أيضا نكرة.
٢ ـ عملها :
«لا» النّافية
للجنس تعمل عمل «إنّ» ولكن تارة يكون اسمها مبنيّا على الفتح في محلّ نصب ، وتارة يكون معربا منصوبا. فالمبني على
الفتح من اسم لا يكون «مفردا» نكرة أي غير مضاف ، ولا شبيه بالمضاف أو «جمع تكسير» نحو «لا طالب مقصّر» و «لا طلّاب في
المدرسة» فإذا كان «جمع مؤنث سالما» يبنى على الفتح ، أو على الكسر ، وقد روي بهما
قول سلامة بن جندل :
أودى الشّباب
الذي مجد عواقبه
|
|
فيه نلذّ ولا
لذّات للشيب
|
أمّا المثنّى
فيبنى على ياء المثنّى ، وأمّا المجموع جمع سلامة لمذكّر فيبنى على ياء الجمع ،
كقوله :
تعزّ فلا
إلفين بالعيش متّعا
|
|
ولكن لورّاد
المنون تتابع
|
وقوله :
__________________
يحشر النّاس
لا بنين ولا
|
|
آباء إلا وقد
عنتهم شؤون
|
ومثل ذلك في
التّثنية والجمع قولهم : «لا يدين بها لك» و «لا يدين اليوم لك» إذا جعلت لك خبرا
لهما ، ويصحّ في نحو «لي ولك» أن يكونا خبرا ولو كان قاصدا للإضافة.
وتوكيدها
بالّلام الزّائدة نحو قول الشّاعر وهو نهار بن توسعة اليشكري فيما جعله خبرا :
أبي الإسلام
لا أب لي سواه
|
|
إذا افتخروا
بقيس أو تميم
|
وعلّة البناء
تضمّن معنى «من» الاستغراقيّة ، بدليل ظهورها في قوله :
فقام يذود
النّاس عنها بسيفه
|
|
وقال ألا لا
من سبيل إلى هند
|
وليس من
المنصوب بلا النافية للجنس قولك : لا مرحبا ، ولا أهلا ولا كرامة ، ولا سقيا ، ولا
رعيا ، ولا هنيئا ولا مريئا ، .. فهذه كلّها منصوبة ولكن ليس بلا ، ولكن بفعل
محذوف.
ومثلها : لا
سلام عليك.
وأمّا القسم
الثّاني وهو المعرب المنصوب فهو أن يكون اسم «لا» مضافا أو شبيها بالمضاف ، فالمضاف نحو : «لا ناصر حق مخذول» والشّبيه بالمضاف
نحو «لا كريما أصله سفيه» «لا حافظا عهده منسيّ» «لا واثق بالله مخذول» فـ «لا» في
الجميع نافية للجنس ، وما بعدها اسمها وهو منصوب بها ، والمتأخّر خبرها.
ويقول سيبويه :
واعلم أنّ «لا» وما عملت فيه في موضع ابتداء كما أنّك إذا قلت : هل من رجل ،
فالكلام بمنزلة اسم مرفوع مبتدأ.
٣ ـ تكرار «لا»
:
إذا تكرّرت «لا»
بدون فصل نحو «لا حول ولا قوّة إلّا بالله» فلك في مثل هذا التركيب خمسة أوجه :
(أحدها) فتح ما
بعدهما ، وهو الأصل نحو : (لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا
خُلَّةٌ)
__________________
بفتحهما بقراءة ابن كثير وأبي عمرو.
(الثاني) رفع
ما بعدهما ، كالآية المتقدّمة في قراءة الباقين (لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ) وقول عبيد الراعي :
وما هجرتك
حتّى قلت معلنة
|
|
لا ناقة لي
في هذا ولا جمل
|
(الثالث) فتح الأوّل ورفع الثّاني كقول هنيّ بن أحمر الكناني :
هذا لعمركم
الصّغار بعينه
|
|
لا أمّ لي إن
كان ذاك ولا أب
|
وقول جرير يهجو
نمير بن عامر :
بأي بلاء يا
نمير بن عامر
|
|
وأنتم ذنابى
لا يدين ولا صدر
|
(الرابع) رفع الأوّل وفتح الثاني كقول أميّة بن أبي الصّلت :
فلا لغو ولا
تأثيم فيها
|
|
وما فاهوا به
أبدا مقيم
|
(الخامس) فتح الأوّل ونصب الثاني . كقول أنس بن العباس بن مرداس السلمي :
لا نسب اليوم
ولا خلّة
|
|
اتّسع الخرق
على الرّاقع
|
وهو أضعف تلك
الأوجه.
٤ ـ العطف على
اسم «لا» من غير تكرارها :
إذا لم تتكرّر «لا»
وعطفت على اسمها ، وجب فتح الأوّل وجاز في الثاني النّصب عطفا على اسم لا ،
والرّفع عطفا على محلّ «لا» مع اسمها ، وامتنع
__________________
الفتح لعدم ذكر «لا» كقول رجل من بني عبد مناة يمدح مروان وابنه عبد الملك
: فلا أب وابنا مثل مروان وابنه إذا هو بالمجد ارتدى وتأزّرا
٥ ـ وصف
النّكرة المبنية بمفرد :
إذا وصفت
النّكرة المبنيّة بمفرد متّصل جاز فتحه لأنّهم جعلوا الموصوف والوصف بمنزلة اسم
واحد ل «لا» شبيه ب «خمسة عشر» نحو : «لا تلميذ كسول لك».
وجاز نصبه مراعاة
لمحلّ النكرة وهو الأكثر نحو «لا تلميذ مقصّرا لك» ، وجاز رفعه مراعاة لمحلّها مع «لا»
نحو قول ذي الرّمّة :
بها العين
والأرآم لا عدّ عندها
|
|
ولا كرع إلّا
المغارات والرّبل
|
ومن ذلك أيضا
قول العرب : «لا مال له قليل ولا كثير» رفعوه على الموضع ، ومثل ذلك قول العرب : «لا
مثله أحد» وإن شئت حملت الكلام على «لا» فنصبت. فإن فقدت الصّفة الإفراد نحو «لا رجل قبيحا فعله محمود». أو فقدت الاتّصال نحو «لا
رجل في الدّار ظريف» امتنع الفتح ، وجاز النّصب والرّفع كما تقدّم في المعطوف بدون
تكرار «لا» وكما في البدل الصّالح لعمل «لا» فالعطف نحو «لا رجل وامرأة فيها» بنصب
امرأة ورفعها ، والبدل الصّالح لعمل «لا» نحو «لا أحد رجلا وامرأة فيها» بنصب رجل وامرأة ورفعهما
، فإن لم يصلح البدل لعمل «لا» وجب الرّفع نحو «لا أحد زيد وخالد فيها» وكذا في المعطوف الذي لا يصلح لعمل «لا» نحو «لا امرأة
فيها ولا زيد».
٦ ـ دخول همزة
الاستفهام على «لا» :
إذا دخلت همزة
الاستفهام على «لا» لم يتغيّر الحكم ، ثمّ تارة يكون الحرفان باقيين على معناهما
وهو قليل ، كقول قيس بن الملوّح :
__________________
ألا اصطبار
لسلمى أم لها جلد
|
|
إذا ألاقي
الذي لاقاه أمثالي
|
وتارة يراد
بهما التّوبيخ أو الإنكار وهو الغالب كقوله :
ألا ارعواء
لمن ولّت شبيبته
|
|
وآذنت بمشيب
بعده هرم
|
ومثله قول
حسّان بن ثابت :
حار بن عمرو
ألا أحلام تزجركم
|
|
عنّا وأنتم
من الجوف الجماخير
|
وجاء خبر «ألا»
جملة فعلية.
وتارة يراد بها
التمني وهو كثير كقوله :
ألا عمر ولّى
مستطاع رجوعه
|
|
فيرأب ما
أثأت يد الغفلات
|
فعند سيبويه
والخليل أن «ألا» هذه بمنزلة «أتمنّى». فلا خبر لها ، وبمنزلة «ليت» فلا يجوز
مراعاة محلّها مع اسمها ، ولا إلغاؤها إذا تكرّرت ، وخالفهما المازني والمبرّد
فجعلاها كالمجرّدة من همزة الاستفهام. وهذه الأقسام الثّلاثة مختصّة بالدّخول على
الجملة الاسميّة.
٧ ـ حذف خبر «لا»
:
يكثر حذف خبر «لا»
إن دلت عليه قرينة نحو : (قالُوا : لا ضَيْرَ) أي علينا ، ونحو «لا بأس» أي عليك ، وحذف الخبر المعلوم
يلتزمه التّميميّون والطّائيّون. ويجب ذكر الخبر إذا جهل نحو : «لا أحد أغير من
الله عزوجل».
٨ ـ حذف اسم «لا»
:
ندر من هذا
الباب حذف الاسم وإبقاء الخبر ، من ذلك قولهم : «لا عليك» يريدون : لا بأس عليك ، (انظر
لا عليك).
٩ ـ الخبر أو
النّعت أو الحال إذا اتصل ب «لا» :
__________________
إذا اتصل ب «لا»
خبر أو نعت أو حال وجب تكرارها فالخبر نحو : (لا فِيها غَوْلٌ وَلا
هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ) والنعت نحو : (يُوقَدُ مِنْ
شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ) والحال نحو «جاء محمّد لا خائفا ولا آسفا».
لا النّاهية : هي
«لا» الطّلبيّة نهيا كانت نحو قوله تعالى : (يا بُنَيَّ لا
تُشْرِكْ بِاللهِ) أو دعاء نحو : (رَبَّنا لا
تُؤاخِذْنا).
وجزمها المضارع
المبدوء بالهمزة أو النّون مبنيّين للفاعل نادر ، كقول النابغة :
لا أعرفن
ربربا حورا مدامعها
|
|
مردّفات على
أعقاب أكوار
|
وقول الوليد بن
عقبة :
إذا ما خرجنا
من دمشق فلا نعد
|
|
لها أبدا ما
دام فيها الجراضم
|
ويكثر جزمهما
مبنيين للمفعول نحو : «لا أخرج» و «لا نخرج» لأنّ المنهيّ غير المتكلم.
الآن : ظرف
مبنيّ على الفتح في محل نصب ، رغم أنّه لا يجيء إلّا بالألف واللّام ، وسبب بنائه
أنه وقع في أوّل أحواله بالألف واللّام ، وهو اسم للزّمان الحاضر ، وعند بعضهم :
هو الزّمان الذي هو آخر ما مضى وأوّل ما يأتي من الأزمنة.
ألائي : (= الّاتي والّائي)
لا أبالك : وإنما
ثبتت الألف مع أنّه غير مضاف في الظّاهر لأنّ أصلها ـ على قول أبي علي الفارسي ـ لا
أباك أي إنّها مضافة واللّام مقحمة. وربّما قالوا «لاب لك» بحذف همزة أب ، وقالوا «لا
أباك» بحذف اللام المقحمة ، وقالوا أيضا : «لا أب لك» وكل ذلك دعاء في المعنى لا
محالة ، وفي اللّفظ خبر أي أنت عندي ممّن يستحقّ أن يدعى عليه بفقد أبيه ، هذا في
الأصل ، ولكنّه خرّج بعد ذلك خروج المثل ، قال الخليل : معناه : لا كافل لك عن
نفسك.
وقال الفرّاء :
هي كلمة تفصل بها العرب كلامها.
وقد تذكر في
معرض الذّم ، وفي معرض التّعجّب ، وفي معنى جدّ في أمرك وشمرّ.
وإعرابها : لا
: نافية للجنس ، و «أب»
__________________
اسمها مبني على الفتح ، ومتعلّق «لك» خبر.
قال جرير :
يا تيم تيم
عديّ لا أبا لكم
|
|
لا يلفينّكم
في سوءة عمر
|
وقال أبو حية
النّميري :
أبالموت الذي
لا بدّ أنّي
|
|
ملاق لا أباك
تخوّفيني
|
سمع سليمان بن
عبد الملك أعرابيا في سنة مجدبة يقول.
«أنزل علينا
الغيث لا أبا لك».
فحمله سليمان
أحسن محمل ، وقال : أشهد أن لا أب له ، ولا صاحبة ، ولا ولدا.
لا بدّ : أصل
معنى لا بدّ : لا مفارقة ، لأنّ أصله في الإثبات : بدّ الأمر : فرّق وتبدّد ، فإذا
نفي التّفرق بين شيئين حصل تلازم بينهما فصار أحدهما واجبا للآخر ، ومن ثمّ فسّروه
بوجب.
وإعرابها : لا
نافية للجنس ، وبدّ : اسمها مبنيّ على الفتح ، والخبر محذوف ، التّقدير : لنا.
لا بل : أذا
ضممت «لا» إلى «بل» بعد الإيجاب والأمر فيكون معنى «لا» يرجع إلى ما قبلها من
الإيجاب والأمر ، لا إلى ما بعد «بل» ، تقول «تكلّم خالد لا بل عمر» نفيت ب «لا»
التّكلّم عن خالد ، وأثبته ل «عمر» ب «بل» ولو لم تأت ب «لا» لكان تكلّم خالد
كالسّكوت عنه ، يحتمل أن يثبت وألّا يثبت ، وكذلك في الأمر تقول : «امنح زيدا
عطاءك لا بل أخاك». أي لا تمنح زيدا بل امنح أخاك.
لات :
١ ـ أصلها
وعملها :
أصل «لات» لا
النّافية ، ثمّ زيدت عليها التّاء ، لتأنيث اللفظ أو للمبالغة ، وتعمل عمل ليس.
٢ ـ شرطان
لعملها :
عمل «لات» واجب
بشرطين :
(أ) كون
معموليها اسمي زمان.
(ب) حذف أحدهما
، والغالب كونه اسمها. نحو : (وَلاتَ حِينَ مَناصٍ) أي ليس الحين حين فرار ، فحذف الاسم المرفوع ، وذكر
الخبر ، ومثله قول المنذر بن حرملة :
طلبوا صلحنا
ولات أوان
|
|
فأجبنا أن
ليس حين بقاء
|
__________________
وأمّا قول
شمردل اللّيثي :
لهفي عليك
للهفة من خائف
|
|
يبغي جوارك
حين لات مجير.
|
فارتفاع «مجير»
على الابتداء أو الفاعلية ، أيّ لات يحصل مجير ، أو لات له مجير ، و «لات» مهملة
لعدم دخولها على الزّمان.
ومن القليل حذف
الخبر كقراءة بعضهم شذوذا (وَلاتَ حِينَ مَناصٍ) برفع «حين» على أنه اسمها ، والخبر محذوف ، والتّقدير :
ولات حين مناص كائنا لهم.
ألّاتي والّائي
: اسما موصول بإثبات الياء فيهما ، وقد تحذف ياؤهما ، وهما لجمع المؤنّث ، وقد
يتعارض الألى والّائي ، فيقع كلّ منهما ـ نزرا ـ موقع الآخر ، قال مجنون ليلى :
محا حبّها
حبّ الألى كنّ قبلها
|
|
وحلّت مكانا
لم يكن حلّ من قبل
|
فأوقع الألى
مكان الّائي أو الّاتي بدليل عود ضمير المؤنّث عليها ، وقال رجل من بني سليم :
فما آباؤنا
بأمنّ منه
|
|
علينا اللّاء
قد مهدوا الحجورا
|
أي الذين فأوقع
اللّائي مكان الألى بدليل عود ضمير جمع الذكور عليها.
لا جرم : أي لا
بدّ ولا محالة ، وقيل معناها حقّا ، قال سيبويه : فأمّا قوله تعالى : (لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ) فإنّ جرم عملت لأنها فعل ومعناها : لقد حقّ أنّ لهم
النار ، وقول المفسرين : معناها : حقّا أنّ لهم النار فـ «جرم» عملت بعد في «أنّ»
وإذا قالوا «لا جرم لآتينّك» فهي بمنزلة اليمين.
وأصلها من «جرمت»
أي كسبت الذّنب.
لا حبّذا : (انظر
نعم وبئس).
لا سيّما : (انظر
ولا سيّما).
اللّازم :
١ ـ تعريفه :
هو الذي لم
يتعدّه فعله إلى مفعول نحو «ذهب زيد» و «جلس عمرو».
٢ ـ علامات
الأفعال اللّازمة :
(الأول) ألّا
يتّصل بالفعل هاء ضمير غير المصدر ك «خرج» لا يقال : زيد خرجه عمرو.
(الثاني) ألّا
يبنى منه اسم مفعول تامّ ، فلا يقال «مخروج» من دون «به» وهذا هو نقصه.
__________________
(الثالث) أن
يدلّ على سجيّة (وهي كلّ وصف ملازم للذّات وليس حركة جسم) نحو «جبن وشجع».
(الرابع) أن
يدلّ على عرض ، (وهو كلّ وصف غير ثابت وليس حركة جسم) نحو «مرض وكسل».
(الخامس) أن
يدلّ على نظافة ك «نظف وطهر ووضوء».
(السادس) أن
يدلّ على دنس نحو «نجس وقذر».
(السابع) أن
يدلّ على مطاوعة فاعله ، لفاعل متعدّ لواحد ، نحو «كسرت الإناء فانكسر الإناء».
(الثامن) أن
يكون موازنا ل «افعللّ» بفتح اللّام الأولى وتشديد الثّانية ك «اقشعرّ واشمأزّ».
(التاسع) أن
يكون موازنا ل : «افوعلّ» ك «اكوهدّ الفرخ» إذا ارتعد.
(العاشر) أن
يكون موازنا ل : «افعنلل» ك «احرنجم» .
(الحادي عشر)
أن يكون موازنا ل «افعنلل» بزيادة أحد اللّامين ك «اقعنسس» الجمل : إذا أبى أن
ينقاد.
(الثّاني عشر)
أن يكون موازنا ل «افعنلى» بفتح العين وسكون النون ك «احرنبى» الدّيك ، إذا انتفش
للقتال.
و «اغرندى» و «اسرندى»
وكلاهما بمعنى يعلو ويغلب ، ولا ثالث لهما.
(الثّالث عشر)
كونه على «فعل» أو «فعل» بالكسر ووصفها على «فعيل» نحو «ذلّ» و «قوي» :
(الرابع عشر)
كونه على «أفعل» بمعنى صار ذا كذا نحو «أغدّ البعير» إذا صار ذا غدّة ، و «أحصد
الزّرع» إذا صار صالحا للحصاد.
(الخامس عشر)
أن يكون على وزن «استفعل» الدّالّ على التحول ك «استحجر الطين» وكقولهم في المثل :
«إنّ البغاث بأرضنا يستنسر».
(السادس عشر)
أن يكون على وزن «انفعل» نحو «انطلق».
(السابع عشر)
أن يكون رباعيّا مزيدا نحو «تدحرج» و «احرنجم». و «اقشعرّ» و «اطمأنّ».
(الثامن عشر)
أن يدلّ على لون ك «احمرّ» و «اخضرّ» و «أدم».
__________________
(التاسع عشر)
أن يدل على حلية ك «دعج» و «كحل» و «سمن» و «هزل».
٣ ـ حكمه :
حكم اللّازم أن
يتعدّى بالجارّ ، ويختلف الجارّ باختلاف المعنى ك : «عجبت منه» و «مررت به» و «غضبت
عليه» وقد يحذف الجارّ فيتعدّى الفعل بنفسه ، وينصب المجرور ، وهو ثلاثة أقسام :
(أحدها) سماعي
جائز في الكلام المنثور نحو «نصحته وشكرته وكلته ووزنته» ، والأكثر ذكر اللّام
الجارّ نحو : (وَنَصَحْتُ لَكُمْ) و (أَنِ اشْكُرْ لِي).
(الثّاني)
سماعي خاصّ بضرورة الشعر كقول ساعدة بن جؤيّة :
لدن بهزّ
الكفّ يعسل متنه
|
|
فيه كما عسل
الطّريق الثّعلب
|
قوله «كما عسل
الطريق» أي في الطريق. ومثله قول المتلمّس جرير بن عبد المسيح : آليت حبّ العراق
الدّهر أطعمه والحبّ يأكله في القرية السّوس أي آليت على حبّ العراق.
(الثالث) قياسي
وذلك في «أنّ وأن وكي» نحو : (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ
لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) أي بأنّه لا إله إلّا هو ، (أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ) أي من أن جاءكم ، (كَيْ لا يَكُونَ
دُولَةً) أي لكيلا إذا قدّرت «كي» مصدريّة.
لا غير : الجمهور
على أنّه لا يجوز الحذف بعد ألفاظ الجحد إلّا «ليس» ، فلا يقال : «أنفقت مائة لا
غير» ولكن السّماع خلافه ، ففي القاموس : قيل : وقولهم : «لا غير» لحن ، وهو غير
جيّد لأنه مسموع ، قال الشاعر :
جوابا به
تنجو اعتمد فوربّنا
|
|
لعن عمل
أسلفت لا غير تسأل
|
(انظر ليس غير).
لكن : هي
للاستدراك بعد النّفي ،
(١) وتكون حرف
عطف بثلاثة شروط
__________________
إفراد معطوفها ، وأن تسبق «بنفي» أو «نهي» وألّا تقترن ب «الواو» نحو «ما
أكلت لحما لكن ثريدا» ونحو «لا يقم خالد لكن أحمد». ولا يجوز أن تدخل بعد إيجاب
إلّا لترك قصّة إلى قصّة تامّة ، نحو قولك : «جاءني خالد لكن عبد الله لم يأت».
(٢) وقد تكون «لكن»
حرف ابتداء لمجرّد إفادة الاستدراك ، وذلك إن تلتها «جملة» كقول زهير بن أبي سلمى
:
إنّ ابن
ورقاء لا تخشى بوادره
|
|
لكن وقائعه
في الحرب تنتظر
|
ومن هذا قوله
تعالى : (لكِنَّا هُوَ اللهُ
رَبِّي) أصله : لكن أنا ، حذفت الألف فالتقت نونان فجاء
التّشديد.
أو تلت «واوا»
نحو : (ما كانَ مُحَمَّدٌ
أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ) أي ولكن كان رسول الله. أو سبقت «بإيجاب» نحو «قام عليّ
لكن محمّد لم يقم».
لكنّ : معناها
الاستدراك ، وإنما يستدرك بها بعد النفي نحو قولك : «ما جاء
الأمير ولكنّ نائبه أتى». وقد يجوز أن يستدرك بها بعد الإيجاب ، ما كان مستغنيا
نحو قولك : «حضر خالد» فتقول : لكنّ أخاه لم يحضر ، وهي من أخوات «إنّ» وأحكامها
كأحكامها وإذا خفّفت تهمل وجوبا وتهمل أيضا إذا اتّصلت بها «ما» الزائدة وهي
الكافّة نحو قول امرىء القيس :
ولكنّما أسعى
المجد مؤثّل
|
|
وقد يدرك
المجد المؤثّل أمثالي
|
(انظر إنّ وأخواتها).
اللّام : كثيرة
المعاني والأقسام ، وترجع إلى قسمين : عاملة ، وغير عاملة.
والعاملة قسمان
: جارّة ، وجازمة.
وغير العاملة
ثمانية : لام الابتداء ، ولام البعد ، ولام التّعجّب ، ولام الجواب ، واللام
الزائدة ، واللام الفارقة ، واللام المزحلقة ، ولام موطّئة للقسم ، وسيأتيك
تفصيلها على ترتيب حروفها.
لام الأمر : هي
اللّام الجازمة للمضارع وموضوعة للطلب وحركتها الكسر ، نحو : (لِيُنْفِقْ ذُو
سَعَةٍ) وإسكانها بعد الفاء والواو أكثر من تحريكها نحو :
__________________
(فَلْيَسْتَجِيبُوا
لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي) وقد تسكّن بعد «ثمّ» نحو : (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ) ونحو : (ثُمَّ لْيَقْطَعْ
فَلْيَنْظُرْ).
والفعل المبنيّ
للمجهول ، لا طريق للأمر فيه ، إلّا بالّلام ، سواء أكان للمتكلّم نحو «لأعن
بحاجتك» أم للمخاطب نحو «لتعن بحاجتي» أم للغائب نحو «ليعن زيد بالأمر» وجزمها
المضارع المبدوء بالهمزة أو المبدوء بالنون قليل كالحديث (قوموا فلأصلّ لكم) وقوله
تعالى : (وَلْنَحْمِلْ
خَطاياكُمْ) وأقلّ منه جزمها فعل الفاعل المخاطب نحو : فبذلك
فلتفرحوا في قراءة ، وفي الحديث (لتأخذوا مصافّكم) والأكثر الاستغناء
عن هذا بفعل الأمر ، نحو «افرحوا» و «خذوا» لأنّ أمر المخاطب أكثر فاختصار الصّيغة
فيه أولى. وقد يجوز حذف لام الأمر بالشّعر مع بقاء عملها ، كأنهم شبّهوها بأن إذا
أعملوها مضمرة ، وذلك كقول الشاعر :
محمد تفد
نفسك كلّ نفس
|
|
إذا ما خفت
من شيء تبالا
|
وإنّما أراد :
لتفد.
وقال متمّم بن
نويرة :
على مثل
أصحاب البعوضة فاخمشي
|
|
لك الويل حرّ
الوجه أويبك من بكى
|
أراد : ليبك.
لام الابتداء :
هي اللّام التي تفيد توكيد مضمون الجملة ، وتخليص المضارع للحال ، ولا تدخل إلّا
على الاسم نحو : (لَأَنْتُمْ أَشَدُّ
رَهْبَةً) والفعل المضارع نحو قولك «ليحبّ الله المحسنين» وتدخل على الفعل الذي لا يتصرّف نحو : (لَبِئْسَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ).
ومن لام
الابتداء اللّام المزحلقة.
(انظر اللّام
المزحلقة).
__________________
لام البعد : يزاد
قبل كاف الخطاب في اسم الإشارة «لام» هي لام البعد مبالغة في الدّلالة على البعد.
ولا تلحق من أسماء الإشارة : المثنّى ، ولا «أولئك» للجمع ، في لغة من مدّه ، ولا فيما سبقته «ها» التنبهية ، والأصل في اللّام
السّكون كما في «تلك» وكسرت في «ذلك» لالتقاء الساكنين.
لام التّعجّب :
هي لام التّعجّب غير الجارّة نحو : «لظرف نعيمان» و «لكرم حاتم» ، بمعنى ما أظرفه
، وما أكرمه ، ولعلّ هذه اللّام هي لام الابتداء دخلت على الماضي لشبهه بالاسم
لجموده.
لام التّعليل :
هي للإيجاب ولام الجحود للنفي ، وينصب المضارع «بأن» مضمرة جوازا بعد لام التّعليل
، ومعنى جوازا صحّة إظهار «أن» وإضمارها بعد هذه اللّام ، تقول : «جئت لأكرمك» و «جئت
لأن أكرمك» وأن وما بعدها في الإظهار والإضمار في تأويل المصدر في محل جر بلام التعليل.
اللّام الجارّة
: وتجرّ الظاهر والمضمر ، وهي مكسورة مع كلّ ظاهر ، إلّا مع المستغاث المباشر ل «يا»
نحو «يالله» وأمّا مع المضمر فتفتح أيضا إذا كان للمخاطب أو للغائب وإذا كان مع
ياء المتكلم فتكسر للمناسبة. ولهذه اللّام نحو من ثلاثين معنى وهاك بعضها :
(١) الملك ،
نحو : (لِلَّهِ ما فِي
السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ).
(٢) شبه الملك
، ويعبّر عنه بالاختصاص نحو : «السّرج للفرس» و «ما أحبّ محمّدا لبكر».
(٣) التعليل ،
نحو :
وإنّي
لتعروني لذكراك هزّة
|
|
كما انتفض
العصفور بلّله القطر
|
(٤) الزّائدة ، وهي لمجرّد التّوكيد
كقول ابن ميّادة :
وملكت ما بين
العراق ويثرب
|
|
ملكا أجار
لمسلم ومعاهد
|
__________________
(٥) تقوية
العامل الذي ضعف ، إمّا بكونه فرعا في العمل نحو : (مُصَدِّقاً لِما
مَعَكُمْ)(فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ).
وإمّا بتأخّير
العامل عن المعمول نحو : (إِنْ كُنْتُمْ
لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ).
(٦) لانتهاء
الغاية نحو : (كُلٌّ يَجْرِي
لِأَجَلٍ مُسَمًّى).
(٧) القسم ،
نحو «لله لا يؤخّر الأجل» أي تالله. وهذا قليل.
(٨) التّعجّب ،
نحو «لله درّك» و «لله أنت».
(٩) الصّيرورة
، وتسمّى لام العاقبة نحو :
لدوا للموت
وابنوا للخراب
|
|
فكلّكم يصير
إلى ذهاب
|
(١٠) البعديّة ، نحو : (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ) أي بعده.
(١١) بمعنى على
نحو : (يَخِرُّونَ
لِلْأَذْقانِ) أي عليها.
لام الجحود : ويسميها
سيبويه لام النّفي ، وسمّيت لام النّفي لاختصاصها به ، وهي الواقعة زائدة بعد : «كون
منفيّ» فيه معنى الماضي لفظا ، وهي نفي كقولك :
كان سيفعل
فتقول : ما كان ليفعل.
ومثله : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ
وَأَنْتَ فِيهِمْ) أو معنى نحو : (لَمْ يَكُنِ اللهُ
لِيَغْفِرَ لَهُمْ).
وأن المضمرة في
لام الجحود لا يجوز فيها الإظهار.
وهذه اللّام
حرف جرّ ، وأن المضمرة والفعل بعدها المنصوب بها في تأويل المصدر في محلّ جرّ ،
وهو متعلّق بمحذوف هو خبر كان فتقدير «ما كان زيد ليفعل» ما كان زيد مريدا للفعل.
لام الجواب : وهي
ثلاثة : جواب «لو» نحو : (لَوْ تَزَيَّلُوا
لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا) وجواب «لو لا» نحو : (وَلَوْ لا دَفْعُ
اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ).
__________________
وجواب القسم
نحو : (تَاللهِ لَقَدْ
آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنا).
اللّام
الزّائدة : وهي للتوكيد نحو قول رؤبة :
أمّ الحليس
لعجوز شهربه
|
|
ترضى من
اللّحم بعظم الرّقبة
|
وفي خبر «لكنّ»
كقول الشاعر :
يلومونني في
حبّ ليلى عواذلي
|
|
ولكنّني من
حبّها لعميد
|
والدّاخلة في
خبر «أنّ» المفتوحة كقراءة سعيد بن جبير : (إِلَّا إِنَّهُمْ
لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ).
اللّام الفارقة
: هي الّتي تلزم «إن» المخفّفة من الثّقيلة إذا أهملت وتقع بعدها ، وسمّيت فارقة
فرقا بينها وبين «إن» النّافية ، نحو : (وَإِنْ كانَتْ
لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ).
اللّام
المزحلقة : هي لام الابتداء بعد «إنّ» المكسورة ، وسمّيت مزحلقة لأنهم زحلقوها عن
صدر الجملة كراهية ابتداء الكلام بمؤكّدين ولها أربعة مواضع :
(١) خبر «إنّ»
بثلاثة شروط :
كونه مؤخّرا ،
مثبتا ، غير ماض ، نحو : (إِنَّ رَبِّي
لَسَمِيعُ الدُّعاءِ) ، (وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ
ما نُرِيدُ). (وَإِنَّكَ لَعَلى
خُلُقٍ عَظِيمٍ). فإن قرن الماضي ب «قد» جاز دخول اللّام عليه ، نحو «إنّ
الغائب لقد حضر».
وأجاز بعضهم دخولها على الماضي الجامد لشبهه بالاسم ، نحو «إنّ
إبراهيم لنعم الرّجل».
(٢) معمول
الخبر وذلك بثلاثة شروط أيضا : تقدّمه على الخبر ، وكونه غير حال ، وكون الخبر
صالحا للّلام نحو «إنّ زيدا لطعامك آكل».
(٣) اسم «إن»
إذا تأخّر : عن الخبر ، نحو : (إِنَّ فِي ذلِكَ
لَعِبْرَةً) أو عن معمول الخبر إذا كان ظرفا نحو «إنّ عندك لخالدا
مقيم» أو جارّا ومجرورا نحو : «إنّ في الدّار لزيدا جالس».
(٤) ضمير الفصل
بدون شرط نحو : (إِنَّ هذا لَهُوَ
الْقَصَصُ الْحَقُ).
__________________
ويحكم على هذه اللّام بالزّيادة في غير هذه المواضع.
اللّام الموطئة للقسم : وهي الدّاخلة على أداة الشّرط «إن» غالبا ، إيذانا بأنّ الجواب بعدها مبنيّ على قسم قبلها لا على
الشّرط نحو : (لَئِنْ أُخْرِجُوا لا
يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ).
ثمّ إن كان
القسم مذكورا لم تلزم اللّام مثل «والله إن أكرمتني لأكرمنّك».
وإن كان القسم
محذوفا لزمت غالبا ، وقد تحذف والقسم محذوف نحو : (وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا
عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَ) ، (وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ
لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ) وقيل هي منويّة في نحو ذلك.
لئلا : كلمة مركّبة من لام التّعليل و «أن» النّاصبة و «لا»
النّافية ، ولذلك تدخل على المضارع فتنصبه نحو قوله تعالى : (وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا
وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ).
لا يكون :قد تأتي من أدوات المستثنى ، إذا كان فيها معناه ،
والمستثنى بها واجب النّصب ، لأنّه خبرها ، واسمها مستتر يعود على اسم الفاعل
المفهوم من الفعل السابق ، فإذا قلت «أتوني لا يكون زيدا» ، استثنى زيدا ممّن أتوه
، و «وما أتاني أحد لا يكون زيدا» كأنّه حين قال : أتوني ، صار المخاطب عنده قد
وقع في خلده أنّ بعض الآتين زيد ، فاستثناه من الذين لم يأتوا.
وترك إظهار بعض
استغناء. ويلاحظ ب «لا يكون» في الاستثناء أنها لا تستعمل مع غير «لا» من أدوات
النّفي ، وجملة «لا يكون» في موضع نصب على الحال من المستثنى منه ، ويمكن أن تكون
الجملة مستأنفة لا محلّ لها.
وعند الخليل ـ كما
يقول سيبويه ـ قد يكون «لا يكون» وما بعدها صفة ، وذلك قولك : «ما أتاني رجل لا
يكون بشرا».
ويقول سيبويه :
ويدلّك على أنّه صفة أنّ بعضهم يقول : «ما أتتني امرأة لا تكون فلانة». فلو لم
يجعلوه صفة لم يؤنثوه.
__________________
لبّيك : من لبّ
بالمكان لبّا ، وألبّ : أقام به ولزمه ، فمعنى قولهم : «لبّيك» لزوما لطاعتك ، أو
أنا مقيم على طاعتك إقامة بعد إقامة ، وإنّما كان على هيئة المثنى ليفيد معنى
التّكرار ، ومعناه على هذا : إجابة لك بعد إجابة.
وإعرابه :
النّصب على المصدر كقولك : «حمدا لله وشكرا» وهو ملازم للإضافة للمخاطب في الأكثر
، وشذّ إضافته إلى ضمير الغائب في قول الرّاجز :
إنّك لو
دعوتني ودوني
|
|
زوراء ذات
منزع بيون
|
لقلت «لبيّه»
لمن يدعوني.
كما شدّ إضافته
إلى الظّاهر في قول أعرابيّ من بني أسد :
دعوت ـ لما
نابني ـ مسورا
|
|
فلبّى فلبّي
يدي مسور
|
الّتان : اسم
موصول لتثنية «التي» بالألف رفعا ، و «اللّتين» بالياء المفتوح ما قبلها جرّا
ونصبا.
وتميم وقيس
تشدّدان النّون فيه للتعويض من المحذوف ، أو للتأكيد فرقا بينه وبين المعرب في
التثنية ، ولا يختصّ ذلك بحالة الرفع فيقولون «اللّتانّ» و «اللّتينّ» وبلحارث بن
كعب وبعض ربيعة ، يحذفون نون اللّتان قال الأخطل :
هما اللّتا
لو ولدت تميم
|
|
لقيل فخر لهم
صميم
|
الّتي : اسم
موصول ، للمفردة المؤنّثة عاقلة كانت نحو : (قَدْ سَمِعَ اللهُ
قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها) أو غير عاقلة نحو : (ما وَلَّاهُمْ عَنْ
قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها) (انظر اسم الموصول).
اللّتيّا : تصغير
«الّتي» (انظر التصغير ١٣).
اللّتيّات : جمع
«الّتيّا» تصغير «الّتي».
(انظر التصغير
١٣).
اللّتيّان : مثنى
«اللّتيّا» مصغر «الّتي».
(انظر التصغير
١٣).
__________________
لدى : اسم جامد
لا حظّ له من الاشتقاق والتّفريق ، وتقلب ألفه ياء مع الضمير ، كما تقلب ألف «إلى»
و «على» يقال : «لديّ» و «لديه» كما يقال : «إليّ» و «إليه» و «عليّ» و «عليه» وهي
مثل «عند» مطلقا إلّا أنّ جرّها بحرف الجرّ ممتنع ، وأيضا «عند» أمكن منها من
وجهين :
(الأوّل) :
أنها تكون ظرفا للأعيان والمعاني ، تقول «هذا القول عندي صواب» و «عند فلان علم به»
ويمتنع ذلك في «لدى» .
(الثاني) :
أنّك تقول «عندي مال» وإن كان غائبا عنك ، ولا تقول : «لديّ مال» إلّا إذا كان
حاضرا .
وتختلف «لدى»
عن «لدن» بأمور.
(انظر لدن).
لدن :
١ ـ هي بجميع
لغاتها لأوّل غاية زمان أو مكان ، ومعناها وإضافتها ك «عند» إلّا أنّها أقرب مكانا
من عند وأخّصّ منها ، وتجرّ ما بعدها بالإضافة لفظا إن كان معربا ومحلا إن كان
مبنيّا أو جملة ، فالأوّل نحو : (مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ
خَبِيرٍ) ، والثاني نحو : (وَعَلَّمْناهُ مِنْ
لَدُنَّا عِلْماً).
والثالث كقول
القطامي :
صريع غوان
راقهنّ ورقنه
|
|
لدن شبّ حتّى
شاب سود الذّوائب
|
ف «لدن» ملازمة
للإضافة ، وما بعدها مجرور بها لفظا أو محلّا ، فإذا أضيفت إلى الجملة تمحّضت
للزّمان ، لأنّ ظروف المكان لا يضاف منها إلى الجملة إلّا «حيث».
وإذا اتّصل ب «لدن»
ياء المتكلّم اتّصلت بها «نون الوقاية» يقال «لدنّي» بتشديد النّون ، ويقلّ
تجريدها منها ، فيقال : «لدني» بتخفيف النّون.
٢ ـ «لدن»
تفارق «عند» بستة أمور :
(١) أنّها
ملازمة لمبدأ الغايات ، فمن ثمّ يتعاقبان ، ففي التّنزيل : (آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا
وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً) بخلاف : «جلست عنده» فلا يجوز : جلست لدنه ، لعدم معنى
الابتداء هنا.
(٢) أنّه قلّما
يفارقها لفظ «من» قبلها.
(٣) أنها
مبنيّة إلّا في لغة قيس ،
__________________
وبلغتهم قرىء (من لدنه) .
(٤) جواز
إضافتها إلى الجمل كما تقدّم.
(٥) جواز
إفرادها قبل «غدوة» وتنصب بها «غدوة» إمّا على «التّمييز ،
وإمّا على التّشبيه بالمفعول به ، أو خبرا «لكان» محذوفة مع اسمها ومنه قوله :
وما زال مهري
مزجر الكلب منهم
|
|
لدن غدوة
حتّى دنت لغروب
|
(٦) أنّها لا تقع إلّا فضلة تقول :
«السّفر من عند دمشق» ولا تقول : من لدن دمشق.
٣ ـ «لدن»
تفارق «لدى» بخمسة أمور :
(أ) أنّ «لدن»
تحلّ محلّ ابتداء غاية ، نحو «جئت من لدنه» وهذا لا يصحّ في «لدى».
(ب) أنّ «لدن»
لا يصحّ وقوعها عمدة في الكلام ، فلا تكون خبرا للمبتدأ وما شاكل ذلك ، بخلاف «لدى»
فإنّه يصحّ ذلك فيها نحو «لدينا كنز علم».
(ج) أنّ «لدن»
كثيرا ما تجرّ ب «من» كما مرّ بخلاف «لدى».
(د) أنّ «لدن»
تضاف إلى الجملة نحو «لدن سافرت» وهذا ممتنع في «لدى».
(ه) إن وقعت «لدن»
قبل «غدوة» جاز جرّ «غدوة» بالإضافة ، ونصبها على التّمييز ، ورفعها على تقدير : «لدن
كانت غدوة» و «لدى» ليس فيها إلّا الإضافة فقط.
٤ ـ تخفيف «لدن»
إلى «لد» :
وقد تخفّف «لدن»
إلى «لد» لكثرة الاستعمال ، نحو قول الشاعر :
«من لد شولا
فإلى أتلائها» وتقدّم هذا الشاهد وإعراب «شولا» في حذف كان .
الّذي : اسم موصول
للمفرد المذكّر ، عاقلا كان نحو : (وَقالُوا الْحَمْدُ
لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ) أو غير عاقل نحو : (هذا يَوْمُكُمُ
الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ).
الّذين : اسم
موصول وهو بالياء في الرّفع والنّصب والجرّ لجمع المذكّر العاقل أيضا ، وعند هذيل وعقيل
بالواو رفعا ، وبالياء نصبا وجرّا.
قال رجل من بني
عقيل :
__________________
نحن اللّذون
صبّحوا الصّباحا
|
|
يوم النخيل
غارة ملحاحا
|
وهل هو حينئذ
معرب ، أو مبني جيء به على صورة المعرب؟ قولان عند النّحاة ، الصحيح الثاني.
اللّذان : اسم موصول تثنية «الذي» بالألف رفعا و «اللّذين»
بالياء المفتوح ما قبلها جرّا ونصبا. وتميم وقيس تشدّدان النون فيه تعويضا من
المحذوف ، أو تأكيدا للفرق بينه وبين المعرب في التّثنية ، ولا يختص ذلك بحالة
الرّفع ، لأنه قد قرىء في السبع (رَبَّنا أَرِنَا
الَّذَيْنِ) كما قرىء في حالة الرفع (وَالَّذانِ
يَأْتِيانِها مِنْكُمْ).
وبلحرث بن كعب
وبعض ربيعة يحذفون نون اللّذانّ قال الأخطل :
أبني كليب
إنّ عمّيّ اللّذا
|
|
قتلا الملوك
وفكّكا الأغلالا
|
الّلذيّا : تصغير
«الّذي» (انظر التصغير ١٤).
اللّذيّان : تثنية
«اللّذيّا» مصغّر «الّذي».
(انظر التصغير
١٤).
اللّذيّون : للرّفع
جمع «الّلذيّا» مصغّر «الّذي».
(انظر التصغير ١٤).
الّلذيّين : للنّصب
والجر جمع «الّلذيّا» مصغّر «الذي».
(انظر التصغير
١٤).
لعلّ : حرف
يعمل عمل إنّ ، ومعناه : التّوقّع ، وهو ترجّي المحبوب ، والإشفاق من المكروه ،
نحو : (لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ) أو إشفاقا نحو : (لَعَلَّ السَّاعَةَ
قَرِيبٌ).
وتختصّ
بالممكن.
وقد تأتي
للتّعليل نحو «انته من عملك لعلّنا نتغدّى» ومنه : (لَعَلَّهُ
يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى).
__________________
التقدير :
لنتغدّى ، وليتذكّر والأولى حمله على الرجاء ، وكأن المعنى اذهبا على رجائكما كما
قد تأتي للاستفهام ، نحو : (وَما يُدْرِيكَ
لَعَلَّهُ يَزَّكَّى) تقديره : وما يدريك أيزّكّى. وهي من أخوات «إنّ»
وأحكامها كأحكامها.
وخبر «لعلّ»
يكون اسما نحو : «لعلّ محمّدا صديق» أو جارّا نحو : «لعلّ خالدا في رحمة الله
ومغفرته». أو جملة نحو : «لعلّ زيدا إن أتيته أعطاك» وإن كان الخبر مضارعا فهو
بغير «أن» أحسن ، قال تعالى : (لَعَلَّ اللهَ
يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً) وقال : (فَقُولا لَهُ قَوْلاً
لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى).
وقد يقترن
خبرها ب «أن» كثيرا حملا على عسى كقول الشاعر :
لعلّك يوما
أن تلمّ ملمّة
|
|
عليك من
اللائي يدعنك أجدعا
|
وقد تتّصل ب «لعلّ»
«ما» الكافّة ، فتكفّها عن العمل لزوال اختصاصها بالأسماء ، ومنه قول الفرزدق :
أعد نظرا يا
عبد قيس لعلّما
|
|
أضاءت لك
النّار الحمار المقيّدا
|
وقيل في «لعلّ»
لغات عشر ، أفصحها وأصحّها «لعلّ».
(انظر إنّ
وأخواتها).
لعلّ في لغة
عقيل : تأتي في لغة عقيل حرف جرّ ، شبيه بالزّائد ، ومنه قول شاعرهم :
لعلّ الله
فضّلكم علينا
|
|
بشيء أنّ
أمّكم شريم
|
فلفظ الجلالة
مبتدأ مجرور لفظا على نحو : «بحسبك درهم».
اللّفظ :
ـ تعريفه :
صوت مشتمل على
بعض الحروف تحقيقا ك «علم» أو تقديرا كالضّمير المستتر في قولك «استقم» الذي هو
فاعله. و «اللّفظ» مصدر استعمل بمعنى الملفوظ به ، وهو المراد به هنا ، و «اللّفظ»
خاصّ بما يخرج من الفم من القول ، فلا يقال : «لفظ الله» كما يقال «كلام الله».
__________________
اللّفيف من الأفعال :
ـ قسماه :
اللفيف مفروق
ومقرون.
(١) فالمفروق :
هو الذي فاؤه ولامه من حروف العلّة نحو : «وقى» و «وفى» وحكمه : باعتبار أوّله
كالمثال.
(انظر المثال
من الأفعال).
وباعتبار آخره
كالنّاقص ، (انظر الناقص من الأفعال).
تقول في
المضارع «يقي» من «وقى» و «يفي» من «وفى» وفي الأمر «قه» و «فه» بحذف فائه تبعا
لحذفها في المضارع ، مع حذف لامه لبنائه على الحذف تقول : «قه يا زيد» «قيا يا
زيدان» «قوا يا زيدون» «قي يا هند» «قين يا نسوة».
(٢) والمقرون :
هو ما عينه ولامه حرفا علّة نحو «طوى» و «نوى» وحكمه كالنّاقص في جميع تصرّفاته.
(انظر الناقص
من الأفعال).
اللّقب : (=
العلم ١٢ و ١٣).
لله درّه : من
كلمات المدح والتّعجّب ، والدّرّ : اللّبن ، وفيه خير كثير عند العرب. فأريد به
الخير مجازا ، ويقال في الذم : «لا درّ درّه» أي لا كثر خيره ، والعرب إذا عظّموا
شيئا نسبوه إلى الله تعالى قصدا إلى أنّ غيره لا يقدر ، وإيذانا أنّه متعجّب من
أمر نفسه ، لأنّه قد يخفى عليه شأن من شؤون نفسه ، وإمّا تعجيب لغيره منه ، ومثله
ويقال في عكس هذا وهو الذّم : «لا درّ درّه» ومثل لله درّه : «لله أبوك» إذا وجد
من الولد ما يحمد قيل له هذا ، حيث أتى بمثله ، والإعراب ظاهر ، فـ «لله» متعلق
بخبر مقدم وأبوك مبتدأ مؤخّر ، ومثلها في الإعراب : لله درّه.
لم : أداة لنفي
الفعل في الماضي ، وعملها الجزم ، ولا جزم إلّا في مضارع ، وذلك قولك «قد فعل»
فتقول «لم يفعل» نافيا أن يكون فعل. ويجوز دخول همزة الاستفهام عليها نحو : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ). ولا تدخل «لم» إلّا على فعل مضارع ، فإن اضطّر شاعر ،
فقدّم الاسم ، وقد أوقع الفعل على شيء من سببه ، لم يكن حدّ الإعراب إلّا النّصب
للمتقدّم نحو : «لم زيدا أضربه» لأنّه يضمر الفعل ، على حدّ قول سيبويه :
وتنفرد «لم» عن
«لمّا» الجازمة بمصاحبة «لم» لأداة الشّرط نحو : (وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ
فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ) وجواز انقطاع نفي منفيّها عن الحال ، ولذلك
__________________
جاز : (لَمْ يَكُنْ شَيْئاً
مَذْكُوراً) أي ثمّ كان ، وتنفرد «لمّا» عن «لم» بأمور.
(انظر لمّا).
لِمَ : بكسر
اللام وفتح الميم ، يستفهم به وأصله «ما» وصلت بلام الجرّ فوجب حذف الألف ولك أن
تدخل عليها هاء السّكت ، فتقول : «لمه».
لمّا : تأتي :
استثنائيّة ، وجازمة ، وظرفيّة بمعنى حين.
لمّا
الاستثنائيّة : قد تكون «لمّا» حرف استثناء بمعنى «إلّا» فتدخل على الجملة
الاسميّة نحو : (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ
لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ) أي إلّا عليها حافظ ، وعلى الماضي لفظا لا معنى نحو : «أنشدك
الله لمّا فعلت». أي ما أسألك إلّا فعلك.
لمّا الجازمة :
تختصّ بالمضارع فتجزمه وتشترك مع «لم» بالحرفيّة والنّفي والجزم والقلب للمضيّ ،
وجواز دخول همزة الاستفهام عليهما ، وتنفرد «لمّا» الجازمة بخمسة أمور :
(أ) جواز حذف
مجزومها والوقف عليها في الاختيار نحو «قرب خالد من المدينة ولمّا» أي ولمّا
يدخلها بعد.
(ب) جواز توقّع
ثبوت مجزومها نحو : (بَلْ لَمَّا
يَذُوقُوا عَذابِ) ، أي إلى الآن ما ذاقوه ، وسوف يذوقونه ، ومن ثمّ امتنع
أن يقال : «لمّا يجتمع الضّدّان» لأنهما لا يجتمعان أبدا.
(ج) وجوب
اتّصال نفي منفيّها إلى النطق كقول الممزّق العبدي :
فإن كنت
مأكولا فكن خير آكل
|
|
وإلّا
فأدركني ولمّا أمزّق
|
(د) أنّها لا تقترن بأداة الشّرط
لا يقال : «إن لمّا تقم» ويقال : «إن لم» وفي القرآن الكريم (وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ).
لمّا الحينيّة
: وهي الظّرفيّة ، وتختصّ بالماضي ، ويكون جوابها فعلا ماضيا ، نحو : (فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ
أَعْرَضْتُمْ). أو جملة اسميّة مقرونة ب «إذا» الفجائيّة نحو : (فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ
إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ) أو بالفاء
__________________
نحو : (فَلَمَّا نَجَّاهُمْ
إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ) أو فعلا مضارعا عند بعضهم نحو : (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ
الرَّوْعُ وَجاءَتْهُ الْبُشْرى يُجادِلُنا). وهو مؤوّل بجادلنا. وقد يحذف جوابها كما في قوله تعالى
: (فَلَمَّا ذَهَبُوا
بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِ) أي فعلوا به ما فعلوا من الأذى. قال سيبويه : أعجب
الكلمات كلمة «لمّا» إن دخلت على الماضي تكون ظرفا ، وإن دخلت على المضارع تكون
حرفا ، وإن دخلت لا على المضارع ولا على الماضي تكون بمعنى «إلّا» وأمثالها كلّها
تقدّمت.
لن : هي حرف
نفي ونصب واستقبال ، وإنّما تقع على الأفعال نافية لقولك : سيفعل ، ولا تقتضي
تأبيد النّفي ولا توكيده ، بدليل قوله تعالى : (فَلَنْ أُكَلِّمَ
الْيَوْمَ إِنْسِيًّا) فكلمة «اليوم» تنفي التّأبيد.
وقد تأتي
للدّعاء نحو قول الأعشى :
لن تزالوا
كذلكم ثمّ لا زل ت لكم خالدا خلود الجبال ويقول المبرّد وسيبويه : ولا تتّصل
بالقسم ، كما لم تتّصل به سيفعل ، ويقول ابن هشام في المغني : وتلقّي القسم بها
نادر جدّا كقول أبي طالب :
والله لن
يصلوا إليك بجمعهم
|
|
حتى أوسّد في
التراب دفينا
|
اللهمّ : أصلها
: يا الله حذف منها حرف النّداء ، وعوّض عنه الميم المشدّدة.
ولا يجوز عند
سيبوية أن يوصف ، وقوله تعالى : (قُلِ اللهُمَّ فاطِرَ
السَّماواتِ وَالْأَرْضِ عالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ) إنما هو نداء آخر ، وخالفه المبرّد ورأى أنّه يوصف
والآية دليله.
وقد يجمع بين
الميم المشدّدة وحرف النداء قليلا كقول أبي خراش الهذلي :
إنّي إذا ما
حدث ألمّا
|
|
دعوت يا
اللهمّ يا اللهمّا
|
والأقرب أنّه
للضّرورة. (انظر النداء).
اللهمّ إلّا أن
يكون كذا : الشّائع استعمال «اللهمّ» في الدّعاء ، والميم فيها عوض عن حرف النّداء
، تعظيما وتفخيما ، كما مرّ قريبا ، ولذلك لا يوصف ، ثمّ إنّهم قد يأتون ب «اللهم»
قبل الاستثناء ، إذا كان الاستثناء نادرا غريبا ، كأنّهم لندوره استظهروا بالله في
إثبات وجوده ، وهو
__________________
كثير في كلام الفصحاء. والغرض أنّ المستثنى مستعان بالله تعالى في تحقيقه
تنبيها على ندرته وأنّه لم يأت بالاستثناء إلّا بعد التّفويض لله تعالى.
لو : تأتي «لو» على خمسة أقسام :
(١) التّقليل.
(٢) التّمني.
(٣) الشّرطيّة.
(٤) العرض.
(٥) المصدريّة.
وإليكها بهذا
الترتيب.
لو للتّقليل : مثال
التّقليل في «لو» : «تصدّقوا ولو بظلف محرّق». وهي حينئذ حرف تقليل لا جواب له.
لو للتمنّي : مثالها
: «لو تحضر فنأنس بك» ومنه قوله تعالى : (فَلَوْ أَنَّ لَنا
كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ). ولهذا نصب (فَنَكُونَ) في جوابها ، لأنّها فاء السّببية ، وتقدّمها تمنّ. وهذه
لا تحتاج إلى جواب كجواب الشّرط ، ولكن قد يؤتى لها بجواب منصوب كجواب «ليت» .
لو الشّرطيّة :
١ ـ هي قسمان :
(الأوّل) أن
تكون للتّعليق في المستقبل فترادف «إن» الشّرطيّة كقول أبي صخر الهذلي :
ولو تلتقي
أصداؤنا بعد موتنا
|
|
ومن دون
رمسينا من الأرض سبسب
|
لظلّ صدى
صوتي وإن كنت رمّة
|
|
لصوت صدى
ليلى يهشّ ويطرب
|
وإذا وليها ماض
أوّل بالمستقبل نحو (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ
لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ
فَلْيَتَّقُوا اللهَ) ، أو مضارع تخلّص للاستقبال ، كما في «إن» الشّرطيّة
نحو :
لا يلفك الرّاجوك
إلّا مظهرا
|
|
خلق الكرام
ولو تكون عديما
|
(الثّاني) أن تكون للتّعليق في
الماضي وهو أكثر استعمالاتها ، وتقتضي لزوم امتناع شرطها لامتناع جوابها إن لم يكن
له سبب غير الشّرط ، نحو : (وَلَوْ شِئْنا*
__________________
لَرَفَعْناهُ
بِها) و «لو كانت الشّمس طالعة كان النّهار موجودا» ، وقاعدة «لو» هذه أنّها إذا
دخلت على ثبوتيّين كانا منفيّين ، تقول : «لو جاءني لأكرمته» والمراد : فما جاءني
ولا أكرمته ، وإذا دخلت على منفيّين كانا ثبوتيّين ، نحو : «لو لم يجدّ في العلم
لما نال منه شيئا» والمراد : أنّه جدّ ونال من العلم. وإذا دخلت على نفي وثبوت كان
النّفي ثبوتا ، والثّبوت نفيا ، تقول : «لو لم يهتمّ بأمر دنياه لعاش عالة على
الناس» ، والمعنى : أنه اهتمّ بأمر دنياه ولم يعش عالة. وإن كان لجواب «لو» سبب
غير الشّرط لم يلزم امتناعه ولا ثبوته ومنه الأثر المروي عن عمر : «نعم العبد صهيب
لو لم يخف الله لم يعصه» .
وإذا وليها
مضارع أوّل بالمضي ، نحو (لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي
كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ).
٢ ـ اختصاص «لو»
بالفعل : تختصّ «لو» مطلقا بالفعل ، ويجوز أن يليها قليلا : اسم معمول لفعل محذوف
وجوبا يفسّره ما بعده ، إمّا مرفوع كقول الغطمّش الضّبيّ :
أخلّاي لو
غير الحمام أصابكم
|
|
عتبت ولكن ما
على الدّهر معتب
|
وقولهم في
المثل : «لو غير ذات سوار لطمتني» .
أو منصوب نحو «لو
محمّدا رأيته أكرمته» ، أو خبر ل «كان» محذوفة مع اسمها نحو «التمس ولو خاتما من
حديد» أي ولو كان الملتمس خاتما ويليها كثيرا «أنّ» وصلتها ، نحو (وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا) والمصدر المؤوّل فاعل ب «ثبت» مقدر ، أي ولو ثبت صبرهم
، ومثله قول تميم بن أبيّ بن مقبل :
ما أنعم
العيش لو أنّ الفتى حجر
|
|
تنبو الحوادث
عنه وهو ملموم
|
أي لو ثبتت
حجريّته.
٣ ـ جواب «لو»
الشرطيّة : جواب «لو» إمّا ماض معنى ، نحو «لو لم يخف الله لم يعصه». أو وضعا ،
وهو : إمّا مثبت
__________________
فاقترانه باللّام أكثر نحو (لَوْ نَشاءُ
لَجَعَلْناهُ حُطاماً) ومن القليل : (لَوْ نَشاءُ
جَعَلْناهُ أُجاجاً). وإمّا نفي ب «ما» فالأمر بالعكس نحو (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلُوهُ) وقول الشاعر :
ولو نعطى
الخيار لما افترقنا
|
|
ولكن لا خيار
مع اللّيالي
|
وقد يلغى خبر «لو»
اكتفاء بما يدلّ عليه الكلام وثقة بفهم المخاطب ، وذلك من سنن العرب ، كقول امرىء
القيس :
وجدّك لو شيء
أتانا رسوله
|
|
سواك ، ولكن
لم نجد لك مدفعا
|
والمعنى : لو
أتانا رسول سواك لدفعناه. وفي القرآن الكريم : (لَوْ أَنَّ لِي
بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ) وفي ضمنه : لكنت أكفّ أذاكم عني ، ونحو (كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ
الْيَقِينِ) ، وفي كلام الله من هذا كثير.
لو للعرض : مثالها
«لو تنزل عندنا فتصيب خيرا» ولا جواب له والفاء بعدها فاء السّببيّة لأنّ العرض من
الطلب.
لو المصدريّة :
ترادف «أن» وأكثر وقوعها بعد «ودّ» نحو (وَدُّوا لَوْ
تُدْهِنُ) أو «يودّ» نحو (يَوَدُّ أَحَدُهُمْ
لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ) وتقديره : يودّ الإدهان ويودّ التعمير.
ومن القليل قول
قتيلة أخت النّضر بن الحارث الأسدية :
ما كان ضرّك
لو مننت وربّما
|
|
منّ الفتى
وهو المغيظ المحنق
|
وإذا وليها
الماضي بقي على مضيّه ، أو المضارع تخلّص للاستقبال ، كما أنّ «أن» المصدرية كذلك.
لو لا ولو ما :
لهذين الحرفين استعمالان :
أحدهما : أن
يدلّا على امتناع جوابهما لوجود تاليهما فيختصّان بالجمل الاسميّة ، نحو : (لَوْ لا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ) وقول الشاعر :
لو لا
الإصاخة للوشاة لكان لي
|
|
من بعد سخطك
في الرّضاء رجاء
|
والاسم المبتدأ
بعد «لو لا» الامتناعية يجب حذف خبره ، لأنه معلوم بمقتضى معنى «لو لا».
(انظر الخبر ).
والمدلول على
امتناعه هو الجواب ،
__________________
والمدلول على ثبوته هو المبتدأ ، وقد يحذف جواب «لو لا» للتّعظيم وذلك في
قوله تعالى : (وَلَوْ لا فَضْلُ
اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ).
الثّاني : أن
يدلّا على التّحضيض فيختصّان بالفعليّة نحو (لَوْ لا أُنْزِلَ
عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ) ، (لَوْ ما تَأْتِينا
بِالْمَلائِكَةِ).
ويساويهما في
التّحضيض والاختصاص بالأفعال «هلّا وألّا وألا».
وقد يلي حرف
التّحضيض اسم معمول لفعل : إمّا مضمر كالحديث : «فهلّا بكرا تلاعبها وتلاعبك». أي
فهلّا تزوّجت بكرا.
وإمّا مظهر
مؤخّر نحو (وَلَوْ لا إِذْ
سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ) أي هلّا قلتم إذ سمعتموه.
ولو قلت
بالتّحضيض «لو لا زيدا» على إضمار الفعل ، ولا تذكره ، جاز ، أي لو لا زيدا ضربته
، على قول سيبويه.
وما ذكرناه هو
أشهر استعمالات هذه الأدوات.
وقد تستعمل في
غير ذلك للتّوبيخ والتّنديم فتختصّ بالماضي أو ما في تأويله ظاهرا أو مضمرا نحو : (لَوْ لا جاؤُ عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ
شُهَداءَ) ونحو قوله :
أتيت بعبد
الله في القدّ موثقا
|
|
فهلّا سعيدا
ذا الخيانة والغدر
|
أي فهلّا أسرت
سعيدا. قد يقع بعد حرف التّحضيض مبتدأ وخبر ، فيقدّر المضمر «كان» الشّأنيّة كقوله
:
ونبّئت ليلى
أرسلت بشفاعة
|
|
إليّ فهلّا
نفس ليلى شفيعها
|
أي فهلا كان
نفس ليلى شفيعها.
لولاك ولولاي :
عند سيبويه : لو لا تخفض المضمر ، ويرتفع بعدها الظّاهر بالابتداء ، ـ إن كان ثمة
ظاهر ـ قال يزيد بن الحكم الثقفي :
وكم موطن
لولاي طحت كما هوى
|
|
بأجرامه من
قلّة النّيق منهوي
|
وعند الأخفش :
وافق ضمير الخفض ضمير الرّفع في «لولاي» ويردّ المبرّد على الرّأيين ويرى أنّ
الصّواب فيها : «لو لا أنت» و «لو لا أنا» كما قال تعالى : (لَوْ لا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ) وعند الجميع أن هذا أجود .
__________________
لو ما :
(انظر لو لا
ولو ما).
ليت : هي
للتّمني وهو طلب ما لا طمع فيه أو ما فيه عسر ، وهي من أخوات «إنّ» وأحكامها
كأحكامها.
وإذا دخلت «ما»
الزائدة ـ وهي الكافّة ـ عليها تبقى على اختصاصها بالجمل الاسميّة ، ويجوز إعمالها
وإهمالها وقد روي بهما قول النّابغة الذّبياني :
قالت ألا
ليتما هذا الحمام لنا
|
|
إلى حمامتنا
أو نصفه فقد
|
ليت شعري : معناه
: ليتني أشعر وأعلم ، فـ «أشعر» هو خبر ليت ، وناب شعري عن أشعر ، والياء المضاف
إليه في شعري نابت عن اسم «ليت» والعرب تستعملها وتريد بها القسم والتأكيد.
ليس : فعل جامد
معناه النّفي وتأتي في ثلاثة أغراض :
(١) تعمل عمل
كان ، وأحكامها كأحكامها إلّا في أشياء منها : أنّه لا يجوز أن يتقدّم خبرها عليها
ومنها : زيادة الباء في خبرها بكثرة نحو (أَلَيْسَ اللهُ
بِكافٍ عَبْدَهُ).
(انظر كان وأخواتها).
والمعطوف على
خبر ليس الملتبس بالباء الزائدة فيه وجهان :
النّصب على
الموضع نحو «ليس زيد بجبان ولا بخيلا» فبخيلا معطوف على موضع جبان ، وهو النّصب ،
لأنّه خبر «ليس» ونحو «ليس زيد بأخيك ولا صاحبك» بالعطف على الموضع ، والوجه ـ كما
يقول سيبويه ـ الجرّ ، لأنك تريد أن تشرك بين الخبرين ، وأن يكون آخره على أوّله
أولى ، ليكون حالهما في الباء سواء.
ومما جاء في
الشّعر في العطف على الموضع قول عقيبة الأسدي :
معاوي إنّنا
بشر فأسجح
|
|
فلسنا
بالجبال ولا الحديدا
|
ويجوز في ليس
أن يكون اسمها ضمير الشّأن ، (انظر ضمير الشأن). يقول سيبويه : فمن ذلك قول بعض
العرب :
__________________
«ليس خلق الله مثله» فلو لا أنّ فيه إضمارا ـ وهو ضمير الشّأن ـ لم يجز أن
تذكر الفعل ولم تعمله في الاسم ، ولكن فيه من الإضمار مثل ما في إنه نحو «إنه من
يأتنا نأته». قال الشاعر وهو حميد الأرقط :
فأصبحوا
والنّوى عالي معرّسهم
|
|
وليس كلّ
النّوى تلقي المساكين
|
أراد : وليس
تلقي المساكين كلّ النّوى ، فاسم ليس ضمير الشّأن لأنّ كلّ مفعول لتلقي. ومثله قول
هشام أخي ذي الرّمّة :
هي الشّفاء
لدائي لو ظفرت بها
|
|
وليس منها
شفاء الدّاء مبذول
|
(٢) تأتي أداة للاستثناء ،
والمستثنى بها واجب النّصب ، لأنّه خبرها ، واسمها ضمير مستتر وجوبا يعود على اسم
الفاعل المفهوم من فعله السّابق ، فإذا قلنا «قام القوم ليس بكرا» يكون التقدير
ليس القائم بكرا.
وعند الخليل ـ كما
يقول سيبويه ـ قد تكون «ليس» وما بعدها صفة وذلك قولك ما أتاني أحد ليس زيدا» يقول
سيبويه : ويدلّك على أنّه صفة أنّ بعضهم يقول : «ما أتتني امرأة ليست فلانة» فلو
لم يجعلوه صفة لم يؤنّثوه.
(٣) تأتي عاطفة
وتقتضي التّشريك باللّفظ دون المعنى لأنّ المعنى ينفي فيها ما بعدها ما
ثبت لما قبلها ، وعلى ذلك قول لبيد بن ربيعة العامري يحثّ على المكافأة :
وإذا أقرضت
قرضا فاجزه
|
|
إنّما يجزي
الفتى ليس الجمل
|
ليس غير وليس
إلّا : إذا وقع بعد «ليس» «غير» وعلم المضاف إليه جاز ذكره ، نحو «أخذت عشرة كتب
ليس غيرها» ، وجاز حذفه لفظا ، فيضم بغير تنوين فتقول : «دعوت
ثلاثة ليس غير» على أنّها ضمّة بناء لأنها ك «قبل» في الإبهام ، فهي اسم ليس أو
خبرها.
ومثلها : ليس
إلّا ـ كما يقول سيبويه ـ كأنّه يقول : ليس إلّا ذاك ، ولكنهم حذفوا ذاك تخفيفا
واكتفاء بعلم المخاطب ، وكلاهما محذوف الخبر ، التّقدير : ليس إلّا ذاك حاضرا.
__________________
باب الميم
ما : في جميع
معانيها تعبّر عن غير الآدميّين ، وعن صفات الآدميّين.
ما الاستفهاميّة :
١ ـ معناها :
معناها : أيّ
شيء نحو (ما هِيَ؟) ، (ما لَوْنُها؟) ، (وَما تِلْكَ
بِيَمِينِكَ) وهي سؤال عن غير الآدميّين وعن صفات الآدميين ، فإذا
قلت : «ما عندك؟» فتجيب عن كلّ شيء ما خلا من يعقل ، و «ما» في قولك «ما اسمك؟» ، و
«ما عندك؟» في موضع رفع بالابتداء.
٢ ـ حذف ألفها
:
يجب حذف ألف «ما»
الاستفهاميّة إذا جرّت وإبقاء الفتحة دليلا عليها نحو «فيم» و «إلام» و «علام» و «بم»
و «عمّ» نحو (فِيمَ أَنْتَ مِنْ
ذِكْراها) ، (فَناظِرَةٌ بِمَ
يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ) ، (لِمَ تَقُولُونَ ما
لا تَفْعَلُونَ).
٣ ـ تركيب ما
مع «ذا» :
(انظر ذا).
تأتي في ذلك
على أربعة أوجه :
أحدها : أن
تكون مع «ذا» للإشارة نحو «ماذا التّقصير».
الثاني : أن
تكون مع «ذا» الموصولة.
الثالث : أن
يكون «ماذا» كلّه استفهاما على التّركيب كقول جرير :
يا خزر تغلب
ماذا بال نسوتكم
|
|
لا يستفقن
إلى الدّيرين تحنانا
|
__________________
الرابع : أن
يكون «ماذا» كلّه اسم جنس بمعنى شيء أو موصولا بمعنى الذي على خلاف في تخريج قول
المثقّب العبدي :
دعي ماذا
علمت سأتّقيه
|
|
ولكن
بالمغيّب نبّئيني
|
فالجمهور على
أنّ «ماذا» كلّه مفعول «دعي» في البيت ، ثمّ اختلفوا فقال بعضهم : موصول بمعنى
الذي ، وقال آخرون : نكرة بمعنى شيء.
ما الإبهاميّة
: هي التي إذا اقترنت باسم نكرة أبهمته وزادته شياعا وعموما نحو «أعطني كتابا ما»
أمّا قولهم «أعطني أيّ كتاب» ، فخطأ : إذ لا تصلح أيّ هنا لا للاستفهام ، ولا
للموصول.
ما التّعجبيّة :
(انظر التعجّب
٣).
ما الحجازيّة :
١ ـ التّعريف
بها وتسميتها :
«ما» الحجازية
هي من المشبّهات ب «ليس» في النّفي وتعمل عملها وهو رأي البصريين وإنما سمّيت حجازيّة لأنّ الحجازيّين أعملوها ، في
النّكرة ، والمعرفة ، وبلغتهم جاء التّنزيل قال تعالى : (ما هذا بَشَراً) ، (ما هُنَّ
أُمَّهاتِهِمْ).
٢ ـ شروط
إعمالها :
تعمل «ما»
الحجازية بأربعة شروط :
(أحدها) ألّا
يقترن اسمها ب «إن» الزّائدة وإلّا بطل عملها كقوله :
بني غدانة ما
إن أنتم ذهب
|
|
ولا صريف
ولكن أنتم خزف
|
(الثاني) ألّا ينتقض نفي خبرها ب «إلّا»
ولذلك وجب الرفع في قوله تعالى :
(وَما أَمْرُنا إِلَّا
واحِدَةٌ) ، (وَما مُحَمَّدٌ
إِلَّا رَسُولٌ) ، (ما أَنْتُمْ إِلَّا
بَشَرٌ مِثْلُنا) فأمّا قوله :
وما الدّهر
إلا منجنونا بأهله
|
|
وما صاحب
الحاجات إلّا معذّبا
|
__________________
فمن باب
المفعول المطلق المحذوف عامله ، على حدّ قولك «ما محمّد إلّا سيرا» أي يسير سيرا
والتقدير في البيت : ما الدّهر إلّا يدور دوران منجنون بأهله ، وما صاحب الحاجات
إلا يعذّب تعذيبا ، وأجاز يونس النصب بعد الإيجاب مطلقا ، وهذا البيت يشهد له .
ولأجل هذا
الشّرط وجب الرّفع بعد «بل ولكن» في نحو : «ما هشام مسافرا بل مقيم» أو «لكن مقيم»
على أنه خبر لمبتدأ محذوف ولم يجز نصبه بالعطف لأنّه موجب.
(الثالث) ألّا
يتقدّم الخبر على الاسم وإن كان جارّا ومجرورا ، فإن تقدّم بطل كقولهم «ما مسيء من
أعتب» . وقول الشاعر :
وما خذّل
قومي فأخضع للعدى
|
|
ولكن إذا
أدعوهم فهم هم
|
قال سيبويه :
وزعموا أن بعضهم قال وهو الفرزدق :
فأصبحوا قد
أعاد الله نعمتهم
|
|
إذ هم قريش
وإذ ما مثلهم بشر
|
بنصب «مثلهم»
مع تقدمه ، فقال سيبويه : وهذا لا يكاد يعرف ، على أن الفرزدق تميمي يرفعه مؤخّرا
فكيف إذا تقدّم ،.
(الرابع) ألّا
يتقدّم معمول خبرها على اسمها ، فإن تقدّم بطل عملها كقول مزاحم العقيلي :
وقالوا
تعرّفها المنازل من منى
|
|
وما كلّ من
وافى منى أنا عارف
|
إلّا إن كان
المعمول ظرفا أو مجرورا فيجوز عملها كقول الشاعر :
بأهبة حزم لذ
وإن كنت آمنا
|
|
فما كلّ حين
من توالي مواليا
|
والأصل : فما
من توالي مواليا كلّ حين.
__________________
٣ ـ زيادة
الباء في خبرها :
تزاد الباء في
خبر «ما» بكثرة وذلك نحو قوله تعالى : (وَمَا اللهُ بِغافِلٍ
عَمَّا تَعْمَلُونَ.).
ما الشّرطيّة :
يعبّر بها عن غير العاقل ، وتجزم فعلين ، ولا بدّ لها من عائد ، تقول : «ما تركب
أركب» ولا بدّ من تقدير الهاء ، أي أركبه ، والأحسن «ما تركب أركبه» ومثله قوله
تعالى : (وَما تَفْعَلُوا مِنْ
خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ) فـ «ما» شرطيّة مفعول تركب وأضمرت الهاء في تركب ، فإذا
جعلتها بمنزلة الذي قلت : ما تقول أقول ، فيصير تقول صلة لما ، حتى تكمل اسما ،
فكأنّك قلت : الذي تقول أقول. كما يقول سيبويه.
(انظر جوازم المضارع
٣).
ما الكافّة : هي
التي تكفّ عاملا من كلمة أو حرف عن العمل فمنها : كافّة عن عمل الرّفع ، وهي
المتّصلة ب «قلّ» و «طال» و «كثر» تقول : قلّما ، وطالما ، وكثرما ، فما هنا كفّت
الفعل عن طلب الفاعل ، ومنها الكافّة عن عمل النّصب والرّفع ، وهي المتّصلة ب «إنّ»
وأخواتها نحو (إِنَّمَا اللهُ إِلهٌ
واحِدٌ) ومنها الكافّة عن عمل الجرّ ، وهي التي تتّصل بأحرف ،
وظروف ، فالأحرف «ربّ» و «الكاف» و «الباء» و «من» والظروف «بعد» و «بين».
ما المصدريّة والمصدريّة الظّرفيّة :
(انظر الموصول
الحرفي ٢ و ٣).
ما الموصولة : وتستعمل
فيما لا يعقل نحو : (ما عِنْدَكُمْ
يَنْفَدُ) ، وقد تكون له مع العاقل نحو (سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ
وَما فِي الْأَرْضِ) ومنه (إِنَّما صَنَعُوا
كَيْدُ ساحِرٍ) ومنه (إِنَّ ما تُوعَدُونَ
لَآتٍ) وفي كليهما : إنّ الذي صنعوا ، وإنّ الذي توعدون. وتكون
لأنواع من يعقل نحو : (فَانْكِحُوا ما طابَ
لَكُمْ مِنَ النِّساءِ) وتكون للمبهم أمره ، كقولك حين ترى شبحا من بعد «انظر
إلى ما ظهر».
وإن جعلت
الصّفة في موضع الموصوف على العموم جاز أيضا أن تقع على ما يعقل ، ومن كلام العرب
: «سبحان ما سبّح الرعد بحمده» ، وقال
__________________
تعالى : (وَالسَّماءِ وَما
بَناها).
ما النّافية : تنفي
الماضي والحاضر ، وهي لنفي المعارف كثيرا والنكرات قليلا. وإذا دخلت على المضارع
كانت لنفي الحال نحو : ما
يقولون إلّا حقّا وتقول : «ما يفعل» نفي لقوله «هو يفعل».
ما : النكرة
الموصوفة ، تأتي بمعنى شيء أو أمر ، وتوصف بما بعدها كما قال أميّة بن أبي الصّلت
:
ربّ ما تكره
النّفوس من الأ
|
|
مر له فرجة
كحلّ العقال
|
ما الواقعة بعد نعم :
(انظر نعم وبئس
٢ تعليق).
ما انفكّ : أصل
معنى «انفكّ» زال ، فلمّا دخلت «ما» صارت بمعنى ما زال.
(١) وهي من
أخوات كان ، وأحكامها كأحكامها ،.
(انظر كان
وأخواتها).
وهي ناقصة
التّصرّف ، فلا يستعمل منها أمر ولا مصدر وقد يعمل اسم الفاعل كما سيأتي ولا تعمل
إلّا بشرط أن يتقدّم عليها «نفي أو نهي أو دعاء» فمثالها بعد النّفي بالاسم
الموضوع للنفي قوله :
غير منفكّ
أسير هوى
|
|
كلّ وان ليس
يعتبر
|
ومثالها بعد
النّفي بالفعل الموضوع للنّفي قوله :
ليس ينفكّ ذا
غنى واعتزاز
|
|
كلّ ذي عفّة
مقلّ قنوع
|
ولا يجوز تقديم
خبرها عليها بخلاف «كان» ومعظم أخواتها.
(٢) قد تأتي ـ انفكّ
ـ تامّة بمعنى «انفصل» تقول : «انفكّ الخاتم» أي انفصل ، ومثلها «ما انفكّ الخاتم»
أي لم ينفصل.
ما برح :
(١) أصل معنى «برح»
من «برح المكان» زال عنه ، فلما جاءت «ما» النافية أفادت معنى : بقي.
وهي من أخوات «كان»
وأحكامها كأحكامها وهي ناقصة التّصرّف ، فلا يستعمل منها أمر ولا مصدر ، ولا تعمل
إلّا بشرط أن يتقدّم عليها : «نفي أو نهي أو دعاء». مثالها بعد النّفي بالحرف (لَنْ
__________________
نَبْرَحَ
عَلَيْهِ عاكِفِينَ) ومنه قول امرىء القيس :
فقلت يمين
الله أبرح قاعدا
|
|
ولو قطعوا
رأسي لديك وأوصالي
|
ومثالها بعد
النّفي بالفعل قوله :
قلّما يبرح
اللّبيب إلى ما
|
|
يورث الحمد
داعيا أو مجيبا
|
وتنفرد «ما برح»
عن كان : بأنها لا يجوز تقديم خبرها عليها.
(٢) وقد تأتي
تامّة بمعنى ذهب نحو (وَإِذْ قالَ مُوسى
لِفَتاهُ لا أَبْرَحُ) أي لا أذهب.
(انظر كان
وأخواتها).
ما دام :
(١) من أخوات «كان».
وأصلها :
«دام» بمعنى
استمرّ ، ودخلت عليها «ما» المصدريّة الظّرفيّة. وهي الوحيدة من أخوات كان التي
يجب أن يتقدّمها «ما» المصدريّة نحو (وَأَوْصانِي
بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا) أي مدّة دوامي حيّا.
و «ما» هذه
مصدريّة لأنّها تقدّر بالمصدر وهو الدّوام وهي «ظرفيّة» لنيابتها عن الظّرف وهو «المدّة»
ولا يجوز تقديم خبرها عليها بخلاف «كان» والكثير من أخواتها.
(٢) قد تستعمل «ما
دام» تامّة إذا كانت بمعنى «بقي» نحو (خالِدِينَ فِيها ما
دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ).
(انظر كان
وأخواتها).
ماذا :
(انظر «ما»
الاستفهاميّة ٣ ، وذا الموصولة ).
ما زال : زال
ماضي يزال ، وهي من أخوات «كان».
وهي ناقصة
التّصرّف ، فلا يستعمل منها أمر ولا مصدر ، ويمكن أن يعمل فيها اسم الفاعل نحو قول
الشّاعر :
قضى الله يا
أسماء أن لست زائلا
|
|
أحبّك حتّى
يغمض العين مغمض
|
__________________
ولا تعمل إلّا
بشرط أن يتقدّم عليها : «نفي ، أو نهي ، أو دعاء». مثال النّفي (وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ) ومثال النّهي قول الشاعر :
صاح شمّر ولا
تزل ذاكر المو
|
|
ت فنسيانه
ضلال مبين
|
ومثال الدّعاء
قول ذي الرّمّة :
ألا يا اسلمي
يا دار ميّ على البلى
|
|
ولا زال
منهلّا بجرعائك القطر
|
وتنفرد عن «كان»
بأنّها لا يجوز تقديم خبرها عليها ، فلا يجوز «صائما ما زال عليّ» ـ أمّا تقدّمه
على «زال» وبعد «ما» فجائز نحو : «ما صائما زال عليّ» وبأنها ألزمت النّقص فلا
يأتي منها فعل تامّ.
(انظر كان
وأخواتها).
الماضي :
١ ـ تعريفه :
ما دل على شيء
مضى ، قلّت حروفه أو كثرت ، إذا أحاط به معنى «فعل» نحو «ضرب» و «حمد» و «دحرج» و
«انطلق» و «اقتدر» و «استخرج» و «اغدودن».
٢ ـ علامته :
يتميّز الماضي
بقبول تاء الفاعل ك «تبارك وعسى وليس» ، أو تاء التّأنيث السّاكنة ك : «نعم
وبئس وعسى وليس».
٣ ـ حكمه :
الماضي مبنيّ
على الفتح دائما كما يقول المبرد وسيبويه ، وهو الأصل ، في بنائه ، أمّا ما يعرض
له من الضّم والسّكون فذلك لعارض الواو ، والضّمير. وقيل يبنى على الضّم والسكون
كما يبنى على الفتح ، وهذا ضعيف.
ما فتىء : أصل
معنى «فتىء» نسيه وانكفّ عنه فلمّا دخلت «ما» أفادت الاستمرار والبقاء.
وهي من أخوات «كان»
وأحكامها كأحكامها ، وهي ناقصة التّصرف فلا يستعمل منها أمر ولا مصدر ولا تعمل
إلّا بشرط أن يتقدّم عليها «نفي أو نهي أو
__________________
دعاء» نحو (تَاللهِ تَفْتَؤُا
تَذْكُرُ يُوسُفَ) ولا يجوز تقديم خبرها عليها بخلاف كان وكثير من أخواتها
ولا ترد إلّا ناقصة (انظر كان وأخواتها).
ما لك قائما : معناه
: لم قمت ، ونصبت «قائما» على الحال ، على تقدير : أيّ شيء يحصل لك في هذا الحال ،
ومثله قوله تعالى : (فَما لَكُمْ فِي
الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ) معناه : أيّ شيء لكم في الاختلاف في أمرهم ، وفئتين :
فرقتين ، وهو منصوب ـ عند البصريين ـ على الحال ، وعند الفرّاء : منصوب على أنّه
خبر «كان» محذوفة ، فقولك : «مالك قائما» تقديره : لم كنت قائما.
ما لك وزيدا : ومثله
: «وما شأنك وعمرا» فإنما حدّ الكلام ههنا : ما شأنك وشأن عمرو ، فإن حملت الكلام
على الكاف المضمرة ـ أي عطفت عليها ـ فهو قبيح ، وإن حملته على الشّأن ـ أي عطفته ـ
لم يجز ، فلمّا كان ذلك قبيحا حملوه على الفعل ـ أي المقدّر ـ فقالوا : «ما شأنك
وزيدا» أي ما شأنك وتناولك زيدا. وقال المسكين الدارمي :
فما لك
والتّلدّد حول نجد
|
|
وقد غصّت
تهامة بالرجال
|
وسيأتي هذا
البيت في المفعول معه على الرّأي الضّعيف ، وقال عبد مناف ابن ربع الهذلي :
وما لكم
والفرط لا تقربونه
|
|
وقد خلته
أدنى مردّ لعاقل
|
فإذا أظهر
الاسم فقال : «ما شأن عبد الله وأخيه يشتمه» فليس إلّا الجرّ ، لأنّه قد حسن أن
تحمل الكلام على عبد الله ، أي تعطفه.
مبالغة اسم الفاعل وصيغها العاملة :
١ ـ تعريفها
ومعناها :
أجروا اسم
الفاعل إذا أرادوا أن يبالغوا في الأمر مجراه إذا كان على بناء فاعل ، لأنه يريد
به ما أراد بفاعل من إيقاع الفعل ، إلّا أنّه يريد أن يحدّث عن المبالغة.
٢ ـ أمثلة
المبالغة وعملها :
يقول سيبويه :
فما هو الأصل الذي عليه أكثر هذا المعنى :
__________________
«فعول» و «فعّال»
و «مفعال» و «فعل» وقد جاء «فعيل» كرحيم ، وعليم ، وقدير ، وسميع ، وبصير ، و «فعل»
أقلّ من «فعيل» بكثير. مثل : «درّاك» و «سأر» من أدرك وأسأر ، و «معطاء» و «مهوان»
من أعطى ، وأهان ، و «سميع» و «نذير» من أسمع وأنذر ، فما أتى على هذه الصّيغ يعمل
عمل اسم الفاعل بشروطه المذكورة في بحثه ، كقول القلاخ بن حزن في فعّال :
أخا الحرب
لبّاسا إليها جلالها
|
|
وليس بولّاج
الخوالف أعقلا
|
ويقول سيبويه :
وسمعنا من يقول : «أمّا العسل فأنا شرّاب» ومنه قول رؤبة : «برأس دمّاغ رؤوس العزّ».
وحكى سيبويه في
مفعال : «إنّه لمنحار بوائكها» .
وكقول أبي طالب
في فعول :
ضروب بنصل
السّيف سوق سمانها
|
|
إذا عدموا
زادا فإنّك عاقر
|
ومثله قول ذي
الرّمة :
هجوم عليها
نفسه غير أنها
|
|
متى يرم في
عينيه بالشّبح ينهض
|
ومثله قول أبي
ذؤيب الهذلي ، ونسبه في اللسان إلى الراعي :
قلى دينه
واهتاج للشّوق إنّها
|
|
على الشّوق
إخوان العزاء هيوج
|
وكقول عبد الله
بن قيس الرّقيّات في «فعيل» :
فتاتان أمّا
منهما فشبيهة
|
|
هلالا
والاخرى منهما تشبه البدرا
|
ومنه «عليم
وقدير ورحيم» من صفات الله.
وكقول زيد
الخيل في «فعل» :
أتاني أنّهم
مزقون عرضي
|
|
جحاش
الكرملين لها فديد
|
وممّا جاء على «فعل»
قوله كما في سيبويه :
حذر أمورا لا
تخاف وآمن
|
|
ما ليس منجيه
من الأقدار
|
٣ ـ عمل تثنيتها وجمعها :
لا يختلف تثنية
مبالغة اسم الفاعل وجمعها في العمل عن المفرد إذا توفّرت
__________________
شروط العمل ، فمن عمل الجمع قول طرفة بن العبد :
ثمّ زادوا
أنّهم في قومهم
|
|
غفر ذنبهم
غير فخر
|
ف «غفر» جمع
غفور ، ومثله قول الكميت :
شمّ مهاوين
أبدان الجزور مخا
|
|
ميص العشيّات
لا خور ولا قزم
|
ف «مهاوين» :
جمع مهوان مبالغة في : «مهين» و «مخاميص» : جمع مخماص : وهو الشديد الجوع.
وقد سبق قريبا
الاستشهاد على الجمع في قول زيد الخيل : «مزقون عرضي».
٤ ـ صيغ
لمبالغة الفاعل قليلة الاستعمال ، وهي :
(١) فاعول ك «فاروق».
(٢) فعّيل ك «صدّيق».
(٣) فعّالة ك «علّامة»
و «فهّامة».
(٤) فعلة ك «ضحكة»
و «ضجعة».
(٥) مفعيل ك «معطير»
ولا تعمل هذه عمل تلك.
المبتدأ :
١ ـ تعريفه :
المبتدأ اسم
صريح ، أو بمنزلته ، مجرّد عن العوامل اللّفظيّة ، أو بمنزلته ، مخبر عنه ، أو وصف
رافع لمكتف به.
وتعريفه عند
سيبويه : المبتدأ كلّ اسم ابتدىء ليبنى عليه كلام ، فالابتداء لا يكون إلا بمبنيّ
عليه ـ وهو الخبر ـ فالمبتدأ الأوّل ، والمبني عليه ما بعده فهو مسند ، ـ أي الخبر
ـ ومسند إليه ـ وهو المبتدأ ـ.
فالاسم الصّريح
نحو «الله ربّنا». والذي بمنزلته نحو قوله تعالى : (وَأَنْ تَصُومُوا
خَيْرٌ لَكُمْ) فأن تصوموا في تأويل صومكم ، وخبره «خير لكم» .
والمجرّد عن
العوامل اللفظيّة كما مثلنا ، والذي بمنزلته قوله تعالى : (هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللهِ) ونحو «بحسبك درهم» «فخالق» في الآية و «بحسبك» مبتدآن ،
وإن كان ظاهرهما مجرورا ب «من» و «الباء» الزّائدتين ، لأنّ وجود الزّائد كلا وجود
ومنه عند سيبويه قوله
__________________
تعالى : (بِأَيِّكُمُ
الْمَفْتُونُ) «فأيّكم» مبتدأ والباء زائدة فيه ، و «المفتون» خبره ، والوصف الرافع لمكتف به نحو «أسار الرّجلان». ولا بدّ للوصف
المذكور من تقدّم نفي أو استفهام نحو قوله :
خليليّ ما
واف بعهدي أنتما
|
|
إذا لم تكونا
لي على من أقاطع
|
وقوله :
أقاطن قوم
سلمى أم نووا ظعنا
|
|
إن يظعنوا
فعجيب عيش من قطنا
|
والكوفيّ لا
يلتزم هذا الشّرط محتجا بقول بعض الطّائيين :
خبير بنو لهب
فلاتك ملغيا
|
|
مقالة لهبيّ
إذا الطّير مرّت
|
٢ ـ أحوال المبتدأ الوصف المعتمد
على نفي أو استفهام :
إذا رفع الوصف
ما بعده فله ثلاثة أحوال :
«أ» وجوب أن
يكون الوصف مبتدأ وذلك إذا لم يطابق ما بعده بالتثنية والجمع نحو «أجادّ أخواك أو
إخوتك» فـ «جادّ» مبتدأ ، و «أخواك» فاعله سدّ مسدّ خبره .
«ب» وجوب أن
يكون الوصف خبرا وذلك إذا طابق ما بعده تثنية وجمعا نحو «أناجحان أخواك؟» و «أمتعلّمون
أبناؤك؟» فـ «أناجحان» و «أمتعلّمون» خبران مقدّمان ، والمرفوع بعدهما مبتدأ مؤخّر
.
«ج» جواز
الأمرين ، وذلك إذا طابق الوصف ما بعده إفرادا فقط نحو «أحاذق أخوك» و «أفاضلة
أختك» فيجوز أن يجعل الوصف مبتدأ وما بعده فاعلا سدّ مسدّ الخبر ، ويجوز أن يجعل
الوصف خبرا
__________________
مقدّما ، والمرفوع بعده مبتدأ مؤخّرا.
٣ ـ الرافع
للمبتدأ :
يرتفع المبتدأ
بالابتداء ، وهو التّجرّد عن العوامل اللّفظيّة للإسناد ، والخبر يرتفع بالمبتدأ .
٤ ـ مسوّغات
الابتداء بالنّكرة :
الأصل في
المبتدأ أن يكون معرفة ، ولا يكون نكرة إلّا إذا حصلت بها فائدة ، وتحصل الفائدة
بأحد أمور يسمّونها المسوّغات ، وقد أنهاها بعض النّحاة إلى نيّف وثلاثين مسوّغا
وترجع كلّها إلى «العموم والخصوص» نذكر هنا معظمها :
(١) أن يتقدّم
الخبر على النّكرة ـ وهو ظرف أو جارّ ومجرور ـ نحو «في الدّار رجل» و «عندك كتاب».
(٢) أن يتقدّم
على النّكرة استفهام نحو «هل شجاع فيكم» ونحو : (أَإِلهٌ مَعَ اللهِ).
(٣) أن يتقدّم
عليها نفي نحو «ما خلّ لنا».
(٤) أن توصف
نحو «رجل عالم زارنا» ونحو : (وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ
خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ). وقد تحذف الصّفة وتقدّر نحو : (وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ
أَنْفُسُهُمْ) أي طائفة من غيركم بدليل : (يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ).
(٥) أن تكون
النكرة عاملة نحو : «رغبة في الخير خير».
(٦) أن تكون
مضافة نحو «عمل برّ يزين صاحبه».
(٧) أن تكون
شرطا نحو «من يسع في المعروف يحبّه النّاس».
(٨) أن تكون
جوابا نحو أن يقال : «من عندك؟» فتقول : «رجل» التّقدير : عندي رجل.
(٩) أن تكون
عامّة نحو «كلّ يموت».
(١٠) أن يقصد
بها التّنويع أو التّقسيم كقول امرىء القيس :
فأقبلت زحفا
على الرّكبتين
|
|
فثوب نسيت
وثوب أجرّ
|
فثوب مبتدأ ،
ونسيت خبره.
(١١) أن تكون دعاء
نحو : (سَلامٌ عَلى إِلْ
ياسِينَ) أو نحو : (وَيْلٌ
لِلْمُطَفِّفِينَ).
(١٢) أن يكون
فيها معنى التّعجّب
__________________
نحو «ما أحكم الشّرع» أو نحو : «عجب لزيد».
(١٣) أن تكون
خلفا عن موصوف نحو «متعلّم خير من جاهل». وأصلها : رجل متعلم.
(١٤) أن تكون
مصغّرة نحو «رجيل في دارك» لأنّ في التّصغير معنى الوصف فكأنّك قلت : رجل ضئيل أو
حقير في دارك.
(١٥) أن يقع
قبلها واو الحال كقول الشاعر :
سرينا ونجم
قد أضاء فمذ بدا
|
|
محيّاك أخفى
ضوؤه كلّ شارق
|
(١٦) أن تكون معطوفة على معرفة نحو
«عمر ورجل يتحاوران».
(١٧) أن يعطف
عليها موصوف نحو : «رجل وامرأة عجوز في الدّار».
(١٨) أن تكون
مبهمة أي قصد إلى إبهامها كقول امرىء القيس :
مرسّعة بين
أرساغه
|
|
به عسم يبتغي
أرنبا
|
(١٩) أن تقع بعد لو لا كقول
الشّاعر :
لو لا اصطبار
لأودى كلّ ذي مقة
|
|
لمّا استقلّت
مطاياهنّ للظّعن
|
وهناك مسوّغات
أخرى ترجع إلى ما ذكر.
٥ ـ حذف
المبتدأ :
قد يحذف
المبتدأ إذا دلّ عليه دليل جوازا أو وجوبا.
فيجوز حذف ما
علم من مبتدأ نحو : (مَنْ عَمِلَ صالِحاً
فَلِنَفْسِهِ) التقدير : فعمله لنفسه ، ويسأل سائل : كيف زيد؟
__________________
فتقول : معافى ، التّقدير : فهو معافى ، وإن شئت صرّحت بالمبتدأ. وأمّا حذف
المبتدأ وجوبا ففي أربعة مواضع :
(أ) أن يخبر عن
المبتدأ بمخصوص «نعم» أو «بئس» مؤخر عنهما نحو : «نعم العبد صهيب» و «بئس الصاحب عمرو»
إذا قدّرا خبرين لمبتدأين محذوفين وجوبا ، كأنّ سامعا سمع «نعم العبد» أو «بئس الصّاحب»
فسأل عن المخصوص بالمدح أو المخصوص بالذّمّ من هو؟ فقيل له : هو صهيب ، أو عمرو.
(ب) أن يخبر عن
المبتدأ بنعت مقطوع لمجرّد المدح نحو «الحمد لله الحميد». أو ذمّ نحو «أعوذ بالله
من إبليس عدوّ المؤمنين» أو ترحّم نحو «مررت بعبدك المسكين» . (ج) أن يخبر عن المبتدأ بمصدر نائب عن فعله نحو «سمع وطاعة» ، وقول الشاعر :
فقالت : حنان
ما أتى بك ههنا؟
أذو نسب أم أنت
بالحي عارف فـ «سمع» و «حنان» خبران لمبتدأين محذوفين وجوبا ،
والتّقدير : أمري سمع وطاعة ، وأمري حنان.
(د) أن يخبر عن
المبتدأ بما يشعر بالقسم نحو «في ذمّتي لأقاتلنّ» و «في عنقي لأذهبنّ» أي في ذمّتي
عهد ، وفي عنقي ميثاق.
٦ ـ وجوب تقديم
المبتدأ ، أو تأخيره :
(انظر الخبر ١٣
و ١٤).
المبني : (=
البناء ١ و ٢).
المبنيّات : (=
البناء ٢).
__________________
المبني للمجهول :
(انظر نائب
الفاعل).
المبني للمعلوم
: ينقسم الفعل إلى مبنيّ للمعلوم وهو ما ذكر معه فاعله ك «قرأ خالد الكتاب» و «يأتي
عليّ» ، ومبنيّ للمجهول.
(انظر نائب
الفاعل).
المبني من الأسماء :
(انظر البناء ٢
ج).
متى : لها أربعة أحوال :
(١) اسم
استفهام ، يستفهم بها عن الزّمان نحو : (مَتى نَصْرُ اللهِ).
(٢) من أدوات
المجازاة ، ولا تقع إلّا للزّمان.
(انظر جوازم
المضارع ٣). نحو قول سحيم بن وثيل :
أنا ابن جلا
وطلّاع الثّنايا
|
|
متى أضع
العمامة تعرفوني
|
(٣) حرف جرّ في لغة هذيل ، وهي
بمعنى «من» الابتدائية ، سمع من كلامهم «أخرجها متى كمّه» أي من كمّه ، وقال أبو
ذؤيب الهذلي يصف سحابا :
شربن بماء
البحر ثمّ ترفّعت
|
|
متى لجج خضر
لهنّ نئيج
|
والصّحيح أنّ «متى»
هذه بمعنى «وسط» فمعنى «وضعته متى كمي» أي في وسط كمي ، وعلى هذا نخرّج قول أبي
ذؤيب : متى لجج خضر.
وقال ابن سيده
: بمعنى «في» وقال غيره : بمعنى وسط.
المتصرّف :
١ ـ تعريفه :
هو ما لا يلازم
صورة واحدة.
٢ ـ نوعاه :
المتصرف نوعان
:
(١) تامّ
التصرف ، وهو الذي تأتي منه الأفعال الثّلاثة ، وهذا كثير لا يحصر نحو «حفظ وانطلق
ولحق».
(٢) ناقص
التّصرّف وهو ما ليس كذلك ، ومنه : أفعال الاستمرار ، وهي «ما زال وأخواتها» و «كاد
وأوشك» و «كلمتا يدع ويذر» لأنّ ماضيهما قد ترك وأميت.
__________________
المتعدّي :
١ ـ تعريفه :
هو الذي
يتعدّاه فعله إلى مفعول أو أكثر ، وذلك قولك : «ضرب عبد الله زيدا».
٢ ـ علامتاه :
للمتعدّي
علامتان :
(الأولى) أن
يتّصل به ضمير يعود على غير المصدر ك : «فهم» فتقول «الدّرس فهمته».
(الثانية) أن
ببنى منه اسم مفعول تامّ ، أي غير مقترن بظرف أو حرف جرّ ك «قتل» و «نصر» إذ يقال
: «مقتول» و «منصور».
٣ ـ حكم
المتعدّي :
حكمه أنّه ينصب
المفعول به واحدا أو أكثر.
٤ ـ الأمور
التي يتعدّى بها الفعل القاصر (اللازم). وهي سبعة :
(أحدها) همزة «أفعل»
نحو : (أَذْهَبْتُمْ
طَيِّباتِكُمْ)(وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ
نَباتاً).
فذهب ونبت
فعلان لازمان تعدّيا إلى مفعول واحد بالهمزة وقد ينقل المتعدّي إلى واحد بهمزة
التّعدية إلى اثنين نحو :
«ألبست محمدا
قميصا». وأصلها : لبس محمد قميصه ، فبالهمزة تعدّى لاثنين.
(الثاني) ألف
المفاعلة تقول : «جالست القاضي» و «ماشيته».
(الثالث) وزن «فعلت»
أفعل بالضم لإفادة الغلبة تقول : «كثرت أعدائي» أي غلبتهم بالكثرة ، و «كرمت عمرا»
غلبته بالكرم.
(الرابع) صوغه
على «استفعل» للطّلب ، أو النّسبة إلى الشيء نحو «استغفرت الله». و «استحسنت
المعروف» و «استقبحت الظّلم» وقد تنقل هذه الصيغة من المفعول الواحد إلى مفعولين
نحو «استكتبته الكتاب» أي طلبت منه كتابة الكتاب.
(الخامس) تضعيف
العين ، تقول في «فرح الطفل» : «فرّحت الطّفل» ومنه : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها) ، (هُوَ الَّذِي
يُسَيِّرُكُمْ).
(السادس)
التّضمين (انظر التّضمين). فلذلك عدّي «رحب» لتضمّنه معنى
__________________
وسع ، ومن التضمين قوله تعالى : (إِلَّا مَنْ سَفِهَ
نَفْسَهُ) لتضمّنها معنى أهلك وأمتهن ويختصّ التّضمين عن غيره من
المتعدّيات بأنّه قد ينقل الفعل إلى أكثر من درجة ، ولذلك عدّي «ألوت» بمعنى قصّرت
إلى مفعولين بعد أن كان قاصرا ، وذلك في قولهم «لا آلوك نصحا» ومنه قوله تعالى : (لا يَأْلُونَكُمْ خَبالاً).
(السابع) إسقاط
الجارّ توسّعا نحو : (وَلكِنْ لا
تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا) أي على سر ـ أي نكاح ـ ونحو : (أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ) أي عن أمره.
٥ ـ أقسامه :
المتعدّي أربعة
أقسام :
(١) المتعدّي
إلى مفعول واحد ، وهو كثير ، ك «كتب عامر الدرس» ، و «فهم المسألة خالد».
(٢) المتعدي
إلى مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر ، ولا يقتصر في هذا الباب على أحد المفعولين ؛
يقول سيبويه : وإنّما منعك أن تقتصر على أحد المفعولين ههنا أنّك أردت أن تبيّن ما
استقرّ عندك من حال المفعول الأول ، وفائدة هذه الأفعال ظنّ ، أو يقين ، أو كلاهما
، أو تحويل ، فهذه أربعة أنواع :
نوع مختصّ
بالظن ،
ونوع مختصّ
باليقين ،
ونوع صالح للظن
واليقين ،
ونوع للتّحويل.
فللأوّل وهو
الظن :
«حجا يحجو» و «عدّ»
لا للحسبان و «زعم» و «جعل» و «هب» بصيغة الأمر للمخاطب غير متصرّف.
وللثاني وهو
اليقين :
«علم» لا لعلمة
، وهي شقّ الشّفة العليا ، و «وجد» و «ألفى» و «درى» و «تعلّم» بمعنى أعلم.
وللثالث وهو
الظّن واليقين :
«ظنّ» و «حسب» و
«خال» و «رأى» وهذه الأنواع الثلاثة تسمّى قلبية لقيام معانيها بالقلب.
وللرّابع وهو
التّحويل :
«صيّر وأصار» و
«جعل» و «وهب» و «ردّ» و «ترك» و «تخذ» و «اتّخذ».
(انظر في
أبوابها).
وتنصب هذه
الأفعال هي وما يتصرّف منها (إلّا : هب وتعلّم فإنّهما لا يتصرّفان) تنصب مفعولين
أصلهما المبتدأ والخبر.
٦ ـ الإلغاء
والتّعليق :
يعتري هذه
الأفعال التي تتعدّى إلى
__________________
مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر أمران :
أوّلهما :
الإلغاء ، والثاني : التّعليق.
فالإلغاء إبطال
تعدّيهما إلى مفعولين لفظا ومحلّا ، إمّا بتقدّم العامل ، أو بتوسّطه ، أو
بتأخّره.
فالأوّل نحو : «ظننت
زيدا قائما» ويمتنع الرفع عند البصريين ، ويقبح ، ويجب عندهم نصب الجزأين : «زيد
وقائم وهو الصحيح ، ويجوز عند الكوفيين والأخفش ولكنّ الإعمال عندهم أحسن أمّا قول
بعض بني فزارة :
كذاك أدّبت
حتى صار من خلقي
|
|
إني وجدت
ملاك الشيمة الأدب
|
فالرّواية
الصّحيحة نصب ملاك والأدب كما في الحماسة.
والثاني :
ويجوز بلا قبح ولا ضعف في توسّط العامل نحو : «زيد ظننت قائم» ويجوز وهو الأصل «زيدا
ظننت قائما» والإعمال أقوى ، ومن توسّط العامل قول اللّعين المنقري أبو الأكيدر
يهجو العجّاج :
أبا الأراجيز
يا بن اللّؤم توعدني
|
|
وفي الأراجيز
خلت اللؤم والخور
|
والأصل : اللؤم
والخورا ، والمفعول الثاني متعلّق وفي الأراجيز ومثله في تأخير العامل تقول : «عمرو
آت ظننت «يجوز الإلغاء ، والإعمال ، ولكنّ الإلغاء هنا أقوى من إعماله ، لأنّه ـ كما
يقول سيبويه ـ إنما يجيء بالشّك ، بعد ما يمضي كلامه على اليقين ومن التأخير قول
أبي أسيدة الدّبيري :
هما سيّدانا
يزعمان وإنّما
|
|
يسوداننا إن
أيسرت غنماهما
|
أمّا الثاني
وهو التّعليق :
فإنّه إبطال
العمل لفظا لا محلّا لمجيء ماله صدر الكلام ، وذلك في عدّة أشياء :
(١) «لام
الابتداء» نحو : (وَلَقَدْ عَلِمُوا
لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ) فالجملة من لمن اشتراه سدّت مسدّ مفعولي علموا.
(٢) «لام القسم»
كقول لبيد :
ولقد علمت
لتأتينّ منيّتي
|
|
إنّ المنايا
لا تطيش سهامها
|
(٣) «ما» النّافية ، نحو : (لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ).
(٤ و ٥) لا
النّافية و «إن» النافية الواقعتان في جواب قسم ملفوظ به أو مقدّر ، نحو «علمت
والله لا عمرو في البلد ولا خالد» ومثال إن النافية «ولقد علمت إن عامر إلّا مثابر
ومجدّ».
__________________
(٦) الاستفهام
وله حالتان :
(إحداهما) أن
يعترض حرف الاستفهام بين العامل والجملة نحو : (وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ
أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ).
(الثانية) أن
يكون في الجملة اسم استفهام عمدة كأيّ نحو : (لِنَعْلَمَ أَيُّ
الْحِزْبَيْنِ أَحْصى) أو فضلة ، نحو : (سَيَعْلَمُ الَّذِينَ
ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) فأيّ هنا مفعول مطلق لينقلبون ، والجملة بعد المعلّق
سادّة مسدّ المفعولين ، إن كان يتعدّى إليهما ، ولم ينصب الأوّل ، فإن نصبه سدّت
الجملة مسدّ الثّاني نحو «علمت خالدا أبو من هو» ، وإن لم يتعدّ إليهما فإن كان
يتعدّى بحرف الجرّ فهي في موضع نصب بإسقاط الجارّ ، نحو : «فكّرت أهذا صحيح أم لا «وإن
كان يتعدّى إلى واحد سدّت مسدّه نحو «عرفت أيّهم محمد».
٧ ـ تصاريف هذه
الأفعال في الإعمال والإلغاء والتعليق :
لتصاريف هذه
الأفعال ما للأفعال نفسها من الإعمال والإلغاء والتّعليق تقول في الإعمال للمضارع
مثلا ولاسم الفاعل : «أظانّ أخوك أباه مسافرا» وتقول في الإلغاء للمضارع «جهدك
أظانّ مثمر» ، ومع اسم الفاعل في الإلغاء «خالد أنا ظانّ مسافر» وهكذا في الجميع ،
ويستثنى : هب وتعلّم فإنّهما لا يتصرفان ، وكذلك المصدر قد يلغى كما يلغى الفعل ،
وذلك قولك «متى زيد ظنّك ذاهب» و «زيد ظني أخوك» و «زيد ذاهب ظنّي» فإذا ابتدأت
فقلت : «ظني زيد ذاهب» كان قبيحا ، لا يجوز البتة كما تقدّم ، وضعّف : «أظنّ زيد
ذاهب».
٨ ـ حذف
المفعولين لدليل :
يجوز بالإجماع
حذف المفعولين لأفعال القلوب ، أو أحدهما اختصارا ولدليل يدلّ عليها فمن الأوّل
قوله تعالى : (أَيْنَ شُرَكائِيَ
الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) وقال الكميت يمدح أهل البيت :
بأيّ كتاب أم
بأيّة سنّة
|
|
ترى حبّهم
عارا عليّ وتحسب
|
فتقديره في
الآية : تزعمونهم شركاء ، وفي البيت : تحسبهم عارا عليّ.
ومن الثاني قول
عنترة :
ولقد نزلت
فلا تظنّي غيره
|
|
مني بمنزلة المحبّ
المكرم
|
التّقدير : فلا
تظنّي غيره واقعا مني ، أمّا حذفهما اختصارا لغير دليل فيجوز عند الأكثرين ، كقوله
تعالى : (وَاللهُ يَعْلَمُ
وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) وتقديره : يعلم الأشياء
__________________
كائنة ، وقوله تعالى : (أَعِنْدَهُ عِلْمُ
الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى) أي يعلم ، وتقديره : يرى ما نعتقده حقّا. وقوله تعالى :
(وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ
السَّوْءِ) وقولهم في المثل : «من يسمع يخل» أي من يسمع خيرا يظنّ
مسموعه صادقا.
ويمتنع حذف
أحدهما اقتصارا لغير دليل بالإجماع.
(٣) ما ينصب
مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر وهي : «أعطى» نحو «أعطى عبد الله زيدا درهما» و
«كسا» نحو «كسوت بشرا الثياب الجياد» و «منح» نحو «منحت خالدا كتابا» و «ألبست
أحمد قميصا» و «اخترت الرّجال محمّدا» و «سمّيته عمرا» وكنّيت «عمر أبا حفص» و «دعوته
زيدا» التي بمعنى سمّيته ، و «أمرتك الخير» و «أستغفر الله ذنبا». وهذا وأمثاله
يجوز فيه الاقتصار على المفعول الأول.
ويقول سيبويه
في هذا الباب : الذي يتعدّاه فعله إلى مفعولين ، فإن شئت اقتصرت على المفعول
الأوّل ، وإن شئت تعدّى إلى الثّاني ، كما تعدّى إلى الأول.
وذلك قولك : «أعطى
عبد الله زيدا درهما» و «كسوت بشرا الثّياب الجياد» ومن ذلك «اخترت الرّجال عبد
الله». ومثل ذلك قوله تعالى : (وَاخْتارَ مُوسى
قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً) وسمّيته زيدا ، وكنّيت زيدا أبا عبد الله ، ودعوته زيدا
إذا أردت دعوته التي تجري مجرى سمّيته ، وإن عنيت الدّعاء إلى أمر يجاوز مفعولا
واحدا ، ومنه قول الشّاعر :
أستغفر الله
ذنبا لست محصيه
|
|
ربّ العباد
إليه الوجه والعمل
|
وقال عمرو بن
معد يكرب الزّبيدي :
أمرتك الخير
فافعل ما أمرت به
|
|
فقد تركتك ذا
مال وذا نشب
|
وإنما فصل هذا
أنّها أفعال توصل بحروف الإضافة فتقول : اخترت فلانا من الرّجال وسمّيته بفلان ،
كما تقول :
عرّفته بهذه
العلامة ، وأوضحته بها ، وأستغفر الله من ذلك ، فلمّا حذفوا حرف الجرّ عمل الفعل ،
ومثل ذلك قول المتلمّس :
آليت حبّ
العراق الدهر أطعمه
|
|
والحبّ يأكله
في القرية السّوس
|
يريد : على حبّ
العراق ... إلخ.
(٤) المتعدّي
إلى ثلاثة مفاعيل : وهو «أعلم» و «أرى» وقد أجمع عليهما ، وزاد سيبويه : «نبّأ» و
«أنبأ» ، وزاد الفرّاء في معانيه «خبّر وأخبر» وزاد الكوفيون : حدّث (انظر في
حروفها).
__________________
وللمتعدّي إلى
ثلاثة مفاعيل حالتان :
الأولى : يجوز
حذف المفعول الأوّل نحو «أعلمت كتابك قيّما» أي أعلمته ، كما يجوز أن يقتصر عليه ،
ويمنع حذف المفعول لغير دليل.
الثّانية :
يجوز فيه الإلغاء والتّعليق كما يجوز للمتعدّي إلى مفعولين فالإلغاء : أن تلغي
مفاعيله ، كأن يقع بين مبتدأ وخبر ، وذلك كقول بعضهم «البركة ـ أعلمنا الله ـ مع
الأكابر» ، وقول الشاعر :
وأنت ـ أراني
الله ـ أمنع عاصم
|
|
وأرأف مستكف
وأسمح واهب
|
ألغى ثلاثة
مفاعيل ب «أعلمنا» و «أراني الله» في البيت.
والتّعليق : أن
تقدّر المفاعيل لعدم إمكان ظهورها نحو قوله تعالى : (يُنَبِّئُكُمْ إِذا
مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) وقول الشاعر :
حذار فقد
نبّئت إنّك للّذي
|
|
ستجزى بما
تسعى فتسعد أو تشقى
|
فجملة إنّكم
لفي خلق في الآية سدّت مسدّ مفعولي ينبئكم ، والمفعول الأوّل الكاف والميم من
ينبّئكم ، وكذلك في البيت : فنائب الفاعل في نبّىء مفعول أوّل ، وجملة إنّك للّذي
: سدّت مسدّ مفعولي نبّئت. ٩ ـ وهناك ألفاظ عكس ذلك وتكون بإدخال الهمزة لازمة ،
وبدونها متعدّية.
من ذلك قولهم :
«أقشع الغيم» و «قشعت الرّيح الغيم» و «أنزفت البئر» و «نزفها القوم» و «انسلّ ريش
الطائر» و «نسلته أنا» و «أكبّ فلان على وجهه» و «كببته أنا».
المثال من الأفعال :
١ ـ تعريفه :
هو ما كانت
فاوه حرف علّة نحو : «وعد ويسر».
٢ ـ حكمه :
المثال الواويّ
تحذف فاؤه في المضارع والأمر إذا كان مكسور العين في المضارع نحو : وعد «يعد» ووزن
«يزن». وإذا كان مضموم العين في المضارع أو مفتوحها فلا يحذف منه شيء ، مثال مضموم
العين في المضارع نحو «وجه يوجه» و «وضؤ يوضؤ» و «وبل يوبل» ومثال مفتوح العين «وجل يوجل» و «ولع يولع».
أمّا مصدر
الواوي فيجوز فيه الحذف وعدمه فنقول : «وعد يعد عدة ووعدا» و «وزن يزن زنة ووزنا».
والمثال اليائي
لا تحذف ياؤه ك «يفع
__________________
الغلام ييفع» و «ينع الثّمر يينع» و «يمن الرّجل ييمن» و «يقن الأمر ييقن». وشذّ «يدع
ويذر ، ويضع ، ويقع ، ويلغ ، ويهب».
مثل : من
الكلمات التي إذا أضيفت إلى معرفة لا تفيد تعريفا (انظر الإضافة ٥).
وإذا أضيفت إلى
مبني بنيت مثل غير.
المثنّى :
١ ـ تعريفه :
ما وضع لاثنين
، وأغنى عن المتعاطفين.
٢ ـ شروطه :
يشترط في كلّ
ما يثنّى ثمانية شروط :
(أحدها)
الإفراد ، فلا يثنّى المثنى ، ولا يثنّى جمع المذكّر السّالم أو جمع المؤنّث ،
واسم الجنس ، واسم الجمع.
(الثاني)
الإعراب ، فلا يثنّى ـ على الأصح ـ المبني ، وأمّا نحو «ذان» و «اللّذان» فصيغ
موضوعة للمثنّى ، وليست مثنّاة حقيقة . (الثالث) عدم التركيب فلا يثنى المركّب تركيب إسناد
اتّفاقا ، كقولهم «شاب قرناها» علم ، ويثنّى هذا بتقديم «ذوا» عليه ، فتقول : «جاء
ذوا شاب قرناها» ، ولا تركيب مزج على الأصحّ مثل «بعلبك» ويثنّى أيضا ب «ذوا» نحو «رأيت
ذوي بعلبك».
أمّا المركّب
الإضافي فيستغنى بتثنية المضاف عن تثنية المضاف إليه مثل «عبد الرّحمن» يقال في
تثنيتها «عبدا الرحمن».
(الرابع)
التّنكير فلا يثنّى العلم إلّا بعد قصد تنكيره بأن يراد به واحد مّا مسمّى به ،
ولذلك يعرّفان عند إرادة التّعريف فتقول : «جاء الزّيدان» و «رأيت الزّيدين» إلّا
إذا أضيف إلى معرفة.
(الخامس)
اتّفاق اللّفظ فلا يثنّى «كتاب وقلم» ولا «خالد وعمر» وأمّا نحو «الأبوان» للأب
والأمّ فمن باب التّغليب.
(السّادس)
اتّفاق المعنى فلا يثنّى المشترك ك «العين» إذا أريد بها الباصرة ، وعين الماء ،
ولا الحقيقة والمجاز ، وأمّا قولهم : «القلم أحد اللسانين» فشاذّ.
(السّابع) أن
لا يستغنى بتثنية غيره عن تثنيته فلا يثنّى «سواء» لأنّهم استغنوا بتثنية «سيّ»
بمعنى مثل ، عن تثنيته فقالوا «سيّان» ولم يقولوا سواءان.
وأن لا يستغنى
بملحق المثنى عن
__________________
تثنيته ، فلا يثنّى أجمع وجمعاء استغناء بكلا وكلتا.
(الثّامن) أن
يكون له ثان في الوجود ، فلا يثنّى «الشّمس ولا القمر» ، وأمّا قولهم «القمران»
للشّمس والقمر ، فمن باب التّغليب.
٣ ـ إعرابه :
ما استوفى
الشّروط الثّمانية فهو مثنى حقيقة ، ويعرب بالألف رفعا ، وبالياء ـ المفتوح ما قبلها
المكسور ما بعدها ـ جرّا ونصبا ، هذه هي اللّغة المشهورة الفصيحة تقول : «اصطلح
الخصمان» و «أصلحت الخصمين».
ومن العرب من
يلزم المثنّى الألف في الأحوال الثلاثة ، ويعربه بحركات مقدّرة على الألف.
٤ ـ كيف يثنى
المفرد المستوفي للشّروط :
الأسماء
القابلة للتّثنية على خمسة أنواع ، ثلاثة منها يجب ألّا تغيّر عن حالها عند
التّثنية وهي :
(١) الصحيح ، ك
«أسد» و «حمامة» تقول فيها : «أسدان» و «حمامتان».
(٢) المنزّل
منزلة الصّحيح ، ك «ظبي» و «دلو» تقول فيهما : «ظبيان» و «دلوان».
(٣) النّاقص ،
ك «القاضي» و «السّاعي» تقول فيهما «القاضيان» و «السّاعيان» وإذا كان المنقوص
محذوف الياء فتردّ إليه ك «داع» وتثنيتها : «داعيان».
أمّا الإثنان
الباقيان فلكل منها أحوال تخصّه :
أحدهما :
المقصور.
والثاني :
الممدود.
٥ ـ كيف يثنى
المقصور؟
المقصور نوعان
:
أحدهما : ما
يجب قلب ألفه ياء في التّثنية.
الثاني : ما
يجب قلب ألفه واوا.
أمّا الأوّل
ففي ثلاث مسائل :
(١) أن تتجاوز
ألفه ثلاثة أحرف ك «ملهى» و «مصطفى» و «مستشفى» تقول فيها «ملهيان» و «مصطفيان» و
«مستشفيان» وشذّ «قهقرى» و «خوزلى» فتثنيتهما : «قهقران» و «خوزلان».
(٢) أن تكون
ألفه ثالثة مبدلة من «ياء» ك «فتى» و «رحى» ، قال تعالى : (وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيانِ) و «هاتان رحيان» ، وشذّ في : «حمى» «حموان».
__________________
(٣) أن تكون
غير مبدلة ، وهي الأصليّة ، وتكون في حرف أو شبهه.
والمجهولة
الأصل ، وهي التي في اسم لا يعلم أصله ، فالأولى : ك «متى» و «بلى» إذا سمّيت بهما
فإنّك تقول في مثنّاهما : «متيان» و «بليان».
والثانية : نحو
«الدّدا» بوزن الفتى تقول في مثنّاها : «الدّديان» ، ومن ذلك : الأسماء
الأعجميّة ك «موسى» فإنّه لا يدرى أألفه زائدة كألف «حبلى» أم أصليّة أم منقلبة ،
فالمشهور في الاثنتين أن يعتبر حالهما بالإمالة فإن أميلا ثنّيا بالياء ، وإن لم يمالا ثنّيا بالواو .
النوع الثاني :
ما يجب قلب ألفه واوا وذلك في مسألتين :
(الأولى) : أن
تكون مبدلة من الواو نحو «عصا وقفا ومنا» فتقول فيها :
«عصوان وقفوان
ومنوان» قال الشاعر :
وقد أعددت
للعذّال عندي
|
|
عصا في رأسها
منوا حديد
|
وشذّ قولهم في «رضا»
«رضيان» مع أنّه من الرّضوان.
(الثانية) أن
تكون غير مبدلة ولم تمل نحو «لدى» و «ألا» الاستفتاحيّة و «إذا» ، تقول إذا سمّيت
بهنّ : «لدوان» و «ألوان» و «إذوان».
٦ ـ كيف يثنى
الممدود :
الممدود أربعة
أنواع :
(١) ما همزته
أصليّة فيجب سلامة همزته ك «خطّاء» و «وضّاء». تقول في تثنيهما : «خطّاءان» و «وضّاءان».
(٢) ما همزته
بدل من ألف التّأنيث فيجب قلب همزته «واوا» نحو «حمراء وصحراء وغرّاء» ، تقول : «حمراوان
وصحراوان وغرّاوان» ، وشذّ «حمرايان» ، بقلب الهمزة ياء ، و «قرفصان وخنفسان
وعاشوران وقاصعان» بحذف الألف والهمزة معا مثنّى قرفصاء وحنفساء وعاشوراء وقاصعاء .
(٣) ما همزته
بدل من أصل ، نحو «كساء وحياء» أصلهما : «كساو» و «حياي» وهذا يترجح فيه التصحيح ـ
وهو إقرار الهمزة على حالها ـ على الإعلال ـ أي كساءان وحياءان.
__________________
(٤) ما همزته
بدل من حرف الإلحاق ك «علباء» و «قوباء» أصلهما «علباي» و «قوباي» بياء زائدة فيهما ، وهذا
يترجّح فيه الإعلال على التصحيح ، فتقول : علبايان ، وقوبايان.
٧ ـ الملحق
بالمثنى :
ألحق بالمثنى
في الإعراب بالحروف أربعة ألفاظ «اثنان واثنتان» في لغة الحجازيّين ، و «ثنتان
وثنتين» في لغة التّميميّين ، مطلقا ، أفردا ، أو ركّبا مع العشرة ، أو أضيفا إلى
ظاهر أو مضمر.
ويمتنع
إضافتهما إلى ضمير تثنية فلا يقال : «جاء الرّجلان اثناهما» و «المرأتان اثنتاهما».
و «كلا وكلتا»
بشرط أن يضافا إلى مضمر تقول : «أعجبني التّلميذان كلاهما». و «التّلميذتان كلتاهما»
و «رأيت المعلّمين كليهما» و «المعلّمتين كلتيهما» و «نظرت في الكتابين كليهما» و
«ذهبت إلى المدرستين كلتيهما» فإن أضيفا إلى ظاهر أعربا بالحركات المقدّرة على
الألف إعراب المقصور ، تقول : «أتى كلا الأستاذين» و «كلتا المعلمتين» و «رأيت كلا
الأستاذين» و «كلتا المعلمتين» و «استمعت إلى كلا الأستاذين» و «إلى كلا المعلمتين».
كما يلحق
بالمثنّى أيضا ما سمّي به منه ك «زيدان» إذا كان هذا اللّفظ علما ، فيرفع بالألف
وينصب ويجرّ بالياء كالمثنّى ، ويجوز في هذا النوع أن يجري مجرى سلمان فيعرب إعراب
ما لا ينصرف للعلميّة وزيادة الألف والنّون ، وإذا دخل عليه «أل» جرّ بالكسرة.
٨ ـ إذا أردت
تثنية المسمّى بالمثنّى ، ك «حسنين» أو جمعه لا تأتي بحرفي الزّيادة : الألف
والنّون ، أو الياء والنّون ، فتقول : «حسنانان» وإنما تأتي ب «ذوا» للمثنّى نحو «أتى
ذوا حسنين» و «رأيت ذوي حسنين».
أمّا في الجمع
فـ «ذوو» تقول : «أتى ذوو حسنين» و «رأيت ذوي حسنين».
٩ ـ حكم حركة
نون المثنّى وما ألحق به :
نون المثنى ،
وما حمل عليه مكسورة بعد الألف والياء ، على أصل التقاء السّاكنين ، هذا هو الصحيح
، وضمّها بعد الألف ـ لا بعد الياء ـ لغة ، كقوله :
يا أبتا أرّقني
القذّان
|
|
فالنّوم لا
تألفه العينان
|
__________________
بضم النون ،
وفتحها بعد الياء لغة لبني أسد حكاها الفرّاء كقول حميد بن ثور يصف قطاة :
على أحوذيّين
استقلّت عشيّة
|
|
فما هي إلّا
لمحة وتغيب
|
المجاورة : قد
تعطى الكلمة حركة الكلمة المجاورة كقول بعضهم : «هذا جحر ضبّ خرب» بجرّ «خرب»
والأصل فيه الضمّ لأنّه صفة لجحر فبمجاورته ل «ضب» وهو مجرور بالإضافة ـ جرّ «خرب»
مثله ولم يخرج عن كونه صفة لجحر ولكن منع من ظهور الضمّة حركة المجاورة ، ومن ذلك
قوله تعالى : (وَحُورٌ عِينٌ) فيمن جرّهما والأصل أن «وحور» معطوف على «ولدان» لا على
(بِأَكْوابٍ
وَأَبارِيقَ).
ومثله قول
امرىء القيس :
كأنّ ثبيرا
في عرانين وبله
|
|
كبير أناس في
بجاد مزمّل
|
ف «مزمّل»
تأثّر بحركة الكلمة قبلها «بجاد» بحكم المجاورة ، وهو في الحقيقة والمعنى : صفة ل «كبير».
المجزوم بجواب الطلب :
(انظر المضارع
المجزوم بجواب الطلب).
مذ ومنذ : ١ ـ هما
حرفان من حروف الجرّ يختصّان بالزّمان ، قال سيبويه : مذ للزّمان مثل من للمكان ،
ويشترط في هذا الزّمان أن يكون معيّنا لا مبهما ، ماضيا أو حاضرا لا مستقبلا ،
تقول : «ما رأيته مذ يوم الجمعة» أو «مذ يومنا» ولا تقول : مذ يوم ، ولا أراه مذ
غد ومثلها : منذ أما حركة الذال في منذ ومذ فقد أجمعت العرب على ضمّ الذّال في منذ
إذا كان بعدها متحرّك أو ساكن كقولك : لم أره منذ يوم ، ومنذ اليوم ، وعلى إسكان
مذ ، إذا كان بعدها متحرك ، وتحريكها بالضّمّ أو الكسر إذا كان بعدها ألف وصل ،
ومثله الأزهري فقال : كقولك : لم أره مذ
__________________
يومان ، ولم أره مذ اليوم ، ومذ غد ، ومثل مذ منذ ، فأمّا قولهم «ما رأيته
منذ أنّ الله خلقه» ، فعلى تقدير : منذ زمن خلق الله إيّاه. ومعناهما : ابتداء
الغاية مثل «من» إن كان الزّمان ماضيا كقول زهير بن أبي سلمى :
لمن الدّيار
بقنّة الحجر
|
|
أقوين مذ حجج
ومذ دهر
|
أي من حجج ومن
دهر ، وكقول امرىء القيس في «منذ» :
قفا نبك من
ذكرى حبيب وعرفان
|
|
وربع عفت
آثاره منذ أزمان
|
وإن كان
الزّمان حاضرا فمعناهما «الظّرفيّة» نحو «ما رأيته منذ يومنا» وإن كان الزّمان
معدودا فمعناهما «ابتداء الغاية وانتهاؤها معا». أي بمعنى «من وإلى» نحو «ما رأيته
مذ يومين».
٢ ـ وقد يكونان
اسمين ، وذلك في موضعين :
(أحدهما) : أن
يدخلا على اسم مرفوع ، نحو «ما رأيته مذ يومان» أو «منذ يوم الجمعة» وهما حينئذ
مبتدآن ، وما بعدهما خبر ، والتّقدير : أمد انقطاع الرّؤية يومان ، وأوّل انقطاع
الرّؤية يوم الجمعة ، وقيل ظرفان ، وما بعدهما فاعل ب «كان» التّامّة محذوفة
تقديره : مذ كان ، أو مذ مضى يومان ،.
(الثاني) : أن
يدخلا على الجملة فعلية كانت وهو الغالب كقول الفرزدق يرثي يزيد بن المهلّب :
ما زال مذ
عقدت يداه إزاره
|
|
فسما فأدرك
خمسة الأشبار
|
أو اسمية كقول
الأعشى :
وما زلت أبغي
الخير مذ أنا يافع
|
|
وليدا وكهلا
حين شبت وأمردا
|
المذكّر
والمؤنّث :(= التأنيث والتذكير).
مرء وامرء :
(الأوّل) :
بغير همزة وصل ، والأكثر فيه : فتح الميم ، والإعراب على همزته فقط ، والراء ساكنة
، وهذا هو القياس ، وبهذا أنزل القرآن ، قال الله تعالى : (يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ) ، (يَوْمَ يَفِرُّ
الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ).
ومنهم من أعربه
من مكانين : أي إنّه
__________________
أتبع حركة الميم بحركة الهمزة فقال : «قام مرؤ» و «ضربت مرءا» و «مررت بمرء».
والأصح ألّا إتباع فيه.
(الثاني) وهو «امرء»
بهمزة وصل ، فالأكثر فيه أن تتبع حركة الراء حركة الهمزة في آخره ، وحركة الهمزة
وفق موقعها من الإعراب ، والمراد أنه يعرب من مكانين ، تقول : «هذا امرؤ» و «رأيت
امرءا» و «نظرت إلى امرىء» وعلى هذا نزل القرآن قال تعالى : (إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ).
ومن العرب من
يفتح الرّاء على كلّ حال فيقول : «هذا امرؤ» و «رأيت امرءا» و «نظرت إلى امرىء»
ومنهم من يضم الراء على كل حال. ولا يجمع امرؤ على لفظه ولا يكسّر ، فلا يقال :
أمراء ولا مرءون ولا أماري وقد ورد في حديث الحسن : أحسنوا ملأكم أيّها المرءون.
ومنه قول رؤبة
لطائفة رآهم : أين يريد المرءون. وقد أنّثوا فقالوا : مرأة ، وخفّفوا التّخفيف
القياسي فقالوا : مرة بترك الهمزة وفتح الرّاء ، وهذا مطّرد ، وقال سيبويه : وقد
قالوا : مراة ، وذلك قليل.
مرحبا وأهلا : مفعول
مطلق لفعل محذوف تقديره : رحبت بلادك رحبا ومرحبا ، وأهلت أهلا ، ومعناه الدّعاء ،
ولو قلت :مرحب وأهل بالرفع لصح والتقدير : أمرك مرحب.
مرّة : قال أبو
علي الفارسي : هي منصوبة على الظّرفيّة في نحو «سافرت مرّة».
مجرّد الثّلاثي :
(انظر الفعل
الثّلاثيّ المجرّد).
مجرّد الرّباعي :
(انظر الفعل
الرّباعي المجرّد).
مزيد الثلاثي :
(انظر الفعل
الثّلاثيّ المزيد).
مزيد الرّباعي :
(انظر الفعل
الرّباعي المزيد).
المستثنى :
١ ـ تعريفه :
هو اسم يذكر
بعد «إلّا» أو إحدى أخواتها مخالفا في الحكم لما قبلها نفيا وإثباتا.
٢ ـ أدوات
المستثنى :
مذهب سيبويه
وجمهور البصريين أنّ الأداة تخرج الاسم الثاني من الاسم الأوّل ، وحكمه من حكمه
والأدوات هي «إلّا ، غير ، سوى ، ليس ، لا
__________________
يكون ، خلا ، عدا ، حاشا».
٣ ـ أنواعها :
هذه الأدوات
أربعة أنواع :
(١) حرف فقط
وهو «إلّا» (انظر إلّا).
(٢) اسم فقط ،
وهو «غير وسوى» (انظر غير وسوى).
(٣) فعل فقط ،
وهو «ليس ولا يكون» (انظر ليس ولا يكون).
(٤) متردّد بين
الفعليّة والحرفية وهو «خلا ، عدا ، حاشا» ، (انظر بحث كلّ أداة في حرفها).
٤ ـ أقسام
المستثنى :
المستثنى قسمان
:
(١) متّصل :
وهو ما كان بعضا من المستثنى منه ، محكوما عليه بنقيض ما قبله نحو «كلّ التلاميذ
مجدّون إلّا بكرا».
(٢) ومنقطع :
وهو بخلافه ـ وهو ما كان المستثنى ليس من نوع المستثنى منه ـ إمّا لأنه ليس بعضا
نحو : جاء بنوك إلّا ابن خالد» أو لأنّه فقد المخالفة في الحكم لما قبله نحو (لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا
الْمَوْتَةَ الْأُولى) و (لا تَأْكُلُوا
أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً). والمقطوع في لغة الحجاز يختارون فيه النصب في النّفي
نحو قولك : «ما فيها أحد إلّا حمارا» جاءوا به على معنى ولكنّ حمارا ، وكرهوا أن
يبدلوا الآخر من الأوّل فيصير كأنّه من نوعه ، فحمل على معنى «لكنّ» وعمل فيه ما
قبله ، وأمّا بنو تميم فيقولون : «لا أحد فيها إلّا حمار» أرادوا ليس فيها إلّا
حمار ، ولكنه ذكر أحدا توكيدا لأن يعلم أن ليس فيها آدميّ ، ثمّ أبدل ، فكأنّه قال
: ليس فيها إلّا حمار ، ومثل ذلك قولهم : «ما لي عتاب إلّا السّيف» جعله عتابه ،
وعلى هذا أنشدت بنو تميم قول النّابغة الذّبياني :
يا دار ميّة
بالعلياء فالسند
|
|
أقوت وطال
عليها سالف الأبد
|
وقفت فيها
أصيلانا أسائلها
|
|
عيّت جوابا
وما بالرّبع من أحد
|
إلّا الأواريّ
لأيا ما أبيّنها
|
|
والنّؤي
كالحوض بالمظلومةالجلد
|
وأهل الحجاز
ينصبون : الأواريّ.
__________________
ومثل ذلك قول
جران العود :
وبلدة ليس
فيها أنيس
|
|
إلا اليعافير
وإلا العيس
|
وهو في كلا
المعنيين إذا لم تنصب على لغة الحجاز فهو بدل على لغة التّميميين ، ومثل ذلك قوله عزوجل : (ما لَهُمْ بِهِ مِنْ
عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِ) ومثله : (وَإِنْ نَشَأْ
نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ ، وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا).
وردت الآيات
على لغة الحجاز.
وكلّ من المتّصل
والمنقطع إمّا مقدّم على المستثنى منه أو مؤخّر عنه ، في نفي أو إثبات ، ويسمّى
تامّا ، أمّا إذا لم يذكر المستثنى منه فإنّه يسمّى مفرّغا أو ناقصا ، وكلّ أحكام
المستثنى مطبّقة ب «إلّا». (انظر إلّا الاستثنائية).
٥ ـ المستثنيات
المتكررة بالنظر إلى المعنى نوعان :
النوع الأوّل :
ما لا يمكن استثناء بعضه من بعض ك : «محمد» و «خالد» ، وحكمه : أنّه يثبت لباقي
المستثنيات حكم المستثنى الأوّل من الدّخول إذا كان مستثنى من غير موجب ، نحو «ما
جاء القوم إلّا زيد إلّا عمرو إلّا خالد». أو الخروج إذا كان مستثنى من موجب نحو «حضر
الناس إلّا عليّا وإلّا محمدا وإلّا زهيرا». النّوع الثاني : ما يمكن فيه
الاستثناء نحو «لخالد عليّ عشرة دراهم إلّا أربعة إلّا اثنين إلّا واحدا» فالصحيح
في هذا أنّ كلّ عدد تال ، مستثنى من متلوّه ، فيكون بهذا المثال مقرّا بسبعة ، إذا
أسقطت آخر الأعداد ممّا قبله.
٦ ـ استثناء
الحصر :
ومن الاستثناء
نوع سمّاه بعضهم «استثناء الحصر» وهو غير الاستثناء الذي يخرج القليل من الكثير
كقول الشاعر :
إليك وإلّا
ما تحث الرّكائب
|
|
وعنك وإلّا
فالمحدّث كاذب
|
والمعنى : لا
تحث الركائب إلّا إليك ، ولا يصدق المحدّث إلّا عنك.
مسوّغات الابتداء بالنّكرة :
(انظر المبتدأ
٤).
المشتقّ :
١ ـ تعريفه :
ما دلّ على ذات
مع ملاحظة صفة ك «ناطق ، ومنتظر» ولا يكون الاشتقاق إلّا من اسم المعنى وهو المصدر
وندر من أسماء الأجناس المحسوسة ك «نرجست الدّواء» و «فلفلت الطّعام».
المشتقّات : (=
الاشتقاق).
المصدر وأبنيته وعمله :
١ ـ تعريف
المصدر :
هو الاسم
الدّالّ على مجرّد الحدث.
٢ ـ أبنية
مصادر الثلاثي : للفعل الثّلاثيّ ثلاثة أوزان :
(١) «فعل» بفتح
العين ، ويكون متعدّيا ك «ضربه» وقاصرا ك «قعد».
(٢) «فعل» بكسر
العين ، ويكون قاصرا ك «سلم» ومتعدّيا ك «فهمه».
(٣) «فعل» بضم
العين ، ولا يكون إلّا قاصرا.
فأمّا «فعل
وفعل» المتعدّيان فقياس مصدرهما «الفعل» بفتح الفاء وسكون العين ،.
فالأوّل : ك «الأكل»
و «الضّرب» و «الرّد».
والثاني : ك «الفهم»
و «اللّثم» و «الأمن».
وأمّا «فعل»
القاصر ، فقياس مصدره «الفعل» ك «الفرح» و «الأشر» و «الجوى» و «الشّلل».
إلّا إن دلّ
على لون فإنّ مصدره يكون على «فعلة» ك «سمرة وحمرة وصفرة وخضرة وأدمة».
وأمّا «فعل»
القاصر ، فقياس مصدره «الفعول» ك «القعود والجلوس والخروج».
إلّا إن دلّ
على امتناع ، فقياس مصدره «الفعال» ك «الإباء والنّفار والجماح والإباق».
أو دلّ على
تقلّب واضطّراب وحركة فقياس مصدره «الفعلان» ك «الجولان والغليان».
أو على داء
فقياسه «الفعال» ك «صداع» و «دوار» و «سعال».
أو على سير
فقياسه «الفعيل» ك «الرّحيل» و «الذّميل».
أو على صوت
فقياسه «الفعال» أو «الفعيل» ك «الصّراخ» و «النّباح» و «الصّهيل والنّهيق
والزّئير» وقد يجتمعان ك «نعب الغراب نعابا ونعيبا».
ومن الممدود :
كلّ مصدر مضموم الأول في معنى الصّوت ، فمن ذلك «الدّعاء» و «الرّغاء» و «العواء»
كنظيره من غير المعتل. وقلّما تجد المصدر مضموم الأوّل مقصورا ، وفي المخصّص : بل لا أعرف غير «الهدى والسّرى والبكا».
أو على حرفة أو
ولاية فقياسه : «الفعالة» ك «تجر تجارة» و «خاط خياطة» و «سفر بينهم سفارة» إذا
أصلح.
وأمّا «فعل»
فقياس مصدره ، «الفعولة» ك «الصّعوبة والسّهولة والعذوبة والملوحة» و «الفعالة» ك «البلاغة
والفصاحة والصّراحة» وما جاء مخالفا لما ذكر فبابه
__________________
النّقل كقولهم في «فعل» المتعدّي «جحده جحودا» و «جحدا» على القياس و «شكره
شكورا وشكرانا». وكقولهم في «فعل» القاصر «مات موتا» و «فاز فوزا» و «حكم حكما» و
«شاخ شيخوخة» و «نمّ نميمة» و «ذهب ذهابا».
وكقولهم في «فعل»
القاصر ، «رغب رغوبة» و «رضي رضا» و «بخل بخلا» و «سخط سخطا» أمّا «البخل والسّخط»
بفتحتين فعلى القياس ك «الرّغب».
وكقولهم في «فعل»
«حسن حسنا» و «قبح قبحا».
٣ ـ مصادر غير
الثلاثي :
لا بدّ لكلّ
فعل غير ثلاثي من مصدر مقيس.
فقياس «فعّل»
بالتشديد إذا كان صحيح اللّام : «التّفعيل» ك «التّسليم» و «التّكليم» و «التّطهير».
ومعتلّها كذلك ، ولكن تحذف ياء التّفعيل ، وتعوّض منها «التاء» فيصير وزنه «تفعلة»
ك «التّوصية والتّسمية والتّزكية». وقياس «أفعل» إذا كان صحيح العين : «الإفعال» ك
«الإكرام والإحسان» ومعتلّها كذلك ، ولكن تنقل حركتها إلى الفاء ، فتقلب ألفا ،
ثمّ تحذف الألف الثّانية ، وتعوّض عنها التاء ، ك «أقام إقامة وأعان إعانة». وقد
تحذف التّاء نحو (وَإِقامَ الصَّلاةِ).
وقياس ما أوّله
همزة وصل : أن تكسر ثالثه ، وتزيد قبل آخره ألفا فينقلب مصدرا نحو «اقتدر اقتدارا»
و «اصطفى اصطفاء» و «انطلق انطلاقا» و «استخرج استخراجا». فإن كان استفعل معتلّ
العين عمل فيه ما عمل في مصدر أفعل المعتلّ العين فتقول : «استقام استقامة» و «استعاذ
استعاذة» .
وقياس مصدر «تفعلل»
وما كان على وزنه : أن يضمّ رابعه فيصير مصدرا ك «تدحرج تدحرجا» و «تجمّل تجمّلا» و
«تشيطن تشيطنا» و «تمسكن تمسكنا».
ويجب إبدال
الضّمة كسرة إن كانت اللّام ياء نحو «التّواني والتّداني» وقياس مصدر «فعلل» وما
ألحق به : «فعللة»
__________________
ك «دحرج دحرجة» و «زلزل زلزلة» و «بيطر بيطرة» و «حوقل حوقلة».
و «فعلالا» إن
كان مضاعفا ك «زلزال ووسواس».
وهو في غير
المضاعف سماعيّ ك : «سرهف سرهافا» ويجوز فتح أوّل المضاعف ، والأكثر أن يقصد بالمفتوح اسم
الفاعل نحو : (مِنْ شَرِّ
الْوَسْواسِ) أي الموسوس ، ومن مجيء المفتوح مصدرا قول الأعشى :
تسمع للحلي
وسواسا إذا انصرفت
|
|
كما استعان
بريح عشرق زجل
|
وقياس «فاعل» ك
«ضارب وخاصم وقاتل» «الفعال والمفاعلة». ويمتنع «الفعال» فيما فاؤه ياء نحو : «ياسر
ويامن» وإنما مصدرهما «مياسرة وميامنة» وشذّ «ياومه يواما».
وما خرج عمّا
ذكر فشاذ كقولهم : «كذّب كذّابا» والقياس تكذيبا ، وقوله :
وهي تنزّي
دلوها تنزيّا
|
|
كما تنزّي شهلة
صبيّا
|
والقياس :
تنزيه.
وقولهم : تحمّل
تحمّالا ، و «ترامى القوم رميّا» و «حوقل حيقالا» ، و «اقشعرّ قشعريرة» والقياس :
تحمّلا ، وتراميا ، وحوقلة ، واقشعرارا.
٤ ـ عمل المصدر
ـ وشروطه :
يعمل المصدر
نكرة أو معرفة ، عمل فعله المشتقّ منه ، تعدّيا ولزوما فإن كان فعله المشتقّ منه
لازما فهو لازم ، وإن كان متعدّيا فهو متعدّ إلى ما يتعدّى إليه بنفسه أو بحرف
الجر ، ولهذا الإعمال شروط :
(١) صحّة أن
يحلّ محلّه فعل مع «أن» المصدريّة ، والزّمان ماض أو مستقبل نحو «عجبت من كلامك
محمّدا أمس» فتقديره : عجبت من أن كلّمته أمس ، و «يسرّني صنعك الخير غدا» أي
يسرّني أن تصنع الخير غدا.
أو يصحّ أن
يحلّ محلّه فعل مع «ما» المصدريّة ، والزّمان حال ، نحو «يبهجني إطعامك اليتيم
الآن» أي ما تطعمه.
__________________
(٢) ألّا يكون
مصغّرا ، فلا يجوز «أعجبني كليمك عليّا الآن».
(٣) ألّا يكون
مضمرا ، فلا يصحّ «مروري بزيد حسن وهو بعمرو قبيح».
(٤) ألّا يكون
محدودا بتاء الوحدة ، فلا يجوز «ساءتني ضربتك أخاك».
(٥) ألّا يكون
موصوفا قبل العمل ، فلا يجوز «سرّني كلامك الجيّد ابنك».
(٦) ألّا يكون
مفصولا من معموله بأجنبي فلا يقال «أعجبني إكرامك مرّتين أخاك» .
(٧) وجوب تقدّم
المصدر على معموله فلا يجوز «أعجبني زيدا إكرام خالد» إلّا إذا كان المعمول ظرفا
أو جارّا ومجرورا نحو «أعجبني في الدّار إكرام خالد» أو «أعجبني ليلا إكرام خالد».
وهذه الشّروط
بالنّسبة للمصدر الذي يحلّ محلّه «أن» المصدريّة «والفعل» أمّا ما كان واقعا موقع
الأمر نحو «ضربا الفاجر» فيجوز فيه تقديم معموله عليه نحو «الفاجر ضربا».
٥ ـ أقسام
المصدر العامل :
المصدر العامل
أقسام ثلاثة :
(أ) مضاف.
(ب) مقرون بأل.
(ج) مجرّد
منهما.
(أ) المصدر
العامل المضاف : عمل المصدر المضاف أكثر وهو على خمسة أحوال :
(١) أن يضاف
إلى فاعله ثمّ يأتي مفعوله نحو (وَلَوْ لا دَفْعُ
اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ). فلفظ الجلالة فاعل دفع مضاف إليه ، والناس :
مفعوله.
(٢) أن يضاف
إلى مفعوله ثمّ يأتي فاعله ، وهو قليل ، ومنه قول الأقيشر الأسدي :
أفنى تلادي
وما جمّعت من نشب
|
|
قرع القواقيز
أفواه الأباريق
|
ولا يختصّ ذلك
بضرورة الشعر ، بدليل الحديث : (حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ
اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً). ومما جاء مضافا قول لبيد :
وعهدي بها
الحيّ الجميع وفيهم
|
|
قبل التّفرق
ميسر وندام
|
__________________
وتقول : «أعجبني
دقّ الثّوب القصّار» و «أكل الخبز زيد» و «معاقبة اللّصّ الأمير» لا يصلح إلّا أن
يكون الأخير هو الفاعل.
ويقول المبرد :
وتقول : «أعجبني ضرب زيد عمرا» ، وإن شئت قلت : «أعجبني ضرب زيد عمرو» ، إذا كان
عمرو ضرب زيدا ، وتضيف المصدر إلى المفعول كما أضفته إلى الفاعل ومنه يقول سيبويه
: سمع أذني زيدا يقول ذلك ، قال رؤبة :
رأي عينيّ
الفتى أخاكا
|
|
يعطي الجزيل
فعليك ذاكا
|
(٣) أن يضاف إلى الفاعل ، ثمّ لا
يذكر المفعول ، نحو (وَما كانَ
اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ) أي ربّه ،.
(٤) عكسه أي أن
يضاف إلى المفعول ، ولا يذكر الفاعل نحو (لا يَسْأَمُ
الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ) أي من دعائه الخير.
(٥) أن يضاف
إلى الظّرف فيرفع وينصب كالمنوّن نحو «سرّني انتظار يوم الجمعة النّاس علماءهم».
(ب) المصدر
العامل المقرون بأل : عمل المصدر المقرون ب «أل» قليل في السّماع ، ضعيف في القياس
، لبعده من مشابهة الفعل بدخول «أل» عليه نحو قول الشاعر :
ضعيف
النّكاية أعداءه
|
|
يخال الفرار
يراخي الأجل
|
وقال مالك بن
زغبة الباهلي :
لقد علمت
أولى المغيرة أنّني
|
|
لحقت فلم
أنكل عن الضّرب مسمعا
|
(ج) المصدر العامل المجرّد وهو المنون :
عمل المصدر
المجرّد من «أل» و «الإضافة» أقيس من عمله مضافا ، لأنه يشبه الفعل بالتّنكير نحو (أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي
مَسْغَبَةٍ يَتِيماً). ومن هذا قول المرّار الأسدي :
أعلاقة أمّ
الوليّد بعدما
|
|
أفنان رأسك
كالثّغام المخلس
|
أمّ الوليّد :
منصوب بعلاقة على أنّه مفعوله ، ومثله :
على حين ألهى
الناس جلّ أمورهم
|
|
فندلا زريق
المال ندل الثّعالب
|
وأنشد سيبويه
للمرار بن منقذ :
بضرب
بالسّيوف رءوس قوم
|
|
أزلنا هامهنّ
عن المقيل
|
__________________
٦ ـ تابع معمول
المصدر :
المضاف إلى
المصدر العامل ، إن كان فاعلا فمحلّه الرّفع وإن كان مفعولا فمحلّه النّصب ، لذلك
يجوز في التابع «الجرّ» مراعاة للّفظ المتبوع ، و «الرّفع» إن كان المضاف إليه
فاعلا ، ونصبه إن كان مفعولا إتباعا لمحلّه نحو «عجبت من ضرب زيد الظّريف» بجرّ
الظريف ورفعه ، ومن الرّفع قول لبيد العامري :
حتى تهجّر في
الرّواح وهاجها
|
|
طلب المعقّب
حقّه المظلوم
|
فرفع «المظلوم»
على الإتباع لمحلّ المعقّب.
وتقول : «سررت
من أكل الخبز واللحم» فالجرّ على اللّفظ والنصب على المحلّ ، ومثله قول زياد
العنبري :
قد كنت داينت
بها حسّانا
|
|
مخافة
الإفلاس واللّيانا
|
نصب «الليان»
عطفا على موضع الإفلاس لأنّه مفعول في المعنى.
المصدر الصناعي
: يصاغ من اللفظ مصدر يسمّى «المصدر الصّناعي» ويكون بزيادة ياء مشدّدة بعدها تاء
ك : «الحرّيّة» و «الإنسانيّة» و «الحجريّة» و «الوطنيّة» و «الهمجيّة» و «المدنيّة»
و «المسؤوليّة».
المصدر الميمي :
١ ـ تعريفه :
هو ما دلّ على
الحدث وبدىء بميم زائدة.
٢ ـ صياغته من
الثلاثي :
يصاغ من
الثلاثي مطلقا على زنة : «مفعل» بفتح العين نحو «منظر» و «مضرب» و «مفتح» و «موقى».
وشذّ منه «المرجع»
و «المصير» و «المعرفة» و «المغفرة» و «المبيت» وقد ورد فيها الفتح على القياس.
وقد جاء بالفتح
والكسر «محمدة» و «مذمّة» و «معجزة» و «مظلمة» و «معتبة» و «محسبة» و «مظنّة».
وجاء بالضّم
والكسر «المعذرة». وجاء بالتثليث «مهلكة» و «مقدرة» و «مأدبة».
فإذا أتى مثالا
صحيح اللام ، وتحذف فاؤه في المضارع كان على «مفعل» ك «موعد» و «موضع» فإذا لم
تحذف فاؤه
__________________
في المضارع نحو «وجل يوجل» يكون مصدره «موجل» بالفتح مراعاة ل «يوجل» و «موجل»
بالكسر مراعاة ل : «ياجل».
٣ ـ صياغته من
غير الثلاثي :
يكون من غير
الثّلاثي على زنة اسم المفعول واسم الزّمان والمكان ك «مكرم» و «متقدّم» و «متأخّر».
عمل المصدر
الميمي :
يعمل المصدر
الميميّ اتّفاقا عمل المصدر لغير مفاعلة ك : «المضرب والمحمدة» ومنه قول الحارث بن خالد
المخزومي :
أظلوم إنّ
مصابكم رجلا
|
|
أهدى السلام
تحيّة ظلم
|
مصدر المرة : (=
اسم المرّة).
مصدر الهيئة : (=
اسم الهيأة).
المضارع :
١ ـ تعريفه :
إنّما سمّي
مضارعا لمضارعته الأسماء ، ولو لا ذلك لم يجب أن يعرب ، ويصلح المضارع لوقتين ،
لما أنت فيه ، ولما لم يقع ، كما يقول المبرد ـ أي للحال والاستقبال ـ.
٢ ـ الزوائد
الأربعة :
ولا بدّ من أن
يدخل على المضارع وحده زوائد أربعة :
الهمزة ، وهي
علامة المتكلّم ، والياء وهي علامة الغائب ، والتاء وهي علامة المخاطب ، وعلامة
الأنثى الغائبة والنّون ، وهي للمتكلّم إذا كان معه غيره يجمعها كلمة : «أنيت» أو «أتين».
ويعيّنه للحال
لام التّوكيد وما النّافية نحو (إِنِّي لَيَحْزُنُنِي
أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ) ، (وَما تَدْرِي نَفْسٌ
ما ذا تَكْسِبُ غَداً).
ويعيّنه
للاستقبال السين وسوف ولن وأن وإن نحو (سَيَصْلى ناراً) ، (سَوْفَ يُرى) ، (لَنْ تَرانِي) ، (وَأَنْ تَصُومُوا
خَيْرٌ لَكُمْ) ، (وَإِنْ يَتَفَرَّقا
يُغْنِ اللهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ).
٣ ـ علامته :
__________________
أن يصلح لأن
يلي «لم» نحو : «لم يقم» .
٤ ـ بناء
المضارع :
المضارع معرب
كما تقدّم ، وقد يبنى إذا باشره إحدى نوني التّوكيد ، أو نون الإناث ، وهو مبني
على السّكون نحو : (وَالْمُطَلَّقاتُ
يَتَرَبَّصْنَ) ومبنيّ على الفتح مع نوني التوكيد المباشرة نحو (لَيُنْبَذَنَ).
٥ ـ أخذه من
الماضي وحركة حرف المضارعة :
يؤخذ المضارع
من الماضي بزيادة حرف من حروف الزّيادة : «أنيت» مضموما في الرّباعي سواء أكان
أصليّا ك «يدحرج» أم زائدا ، نحو «يكرم».
مفتوحا في غير
الرّباعي من ثلاثي ، أو خماسيّ أو سداسي ك «يكتب وينطلق ويستغفر».
إلّا الثّلاثي
المكسور عين الماضي ، المفتوح عين المضارع فيكسر فيه حرف المضارعة عند أهل الحجاز
وحدهم فهم يقولون : «أنت تعلم وأنا إعلم» وكذلك كلّ شيء فيه فعل من بنات الياء
والواو في لام الفعل أو عينه وذلك قولك «شقيت فأنت تشقى وخشيت فأنا إخشى وخلنا
فنحن نخال».
أمّا في غير
هذا الباب فيفتحون نحو : «تضرب وتنصر».
٦ ـ التّغيّرات
الطّارئة على الماضي ليصير مضارعا :
إن كان الماضي
ثلاثيا تسكّن فاؤه ، وتحرّك عينه بما ينصّ عليه في اللّغة من فتح ك «يذهب» أو ضم ك
«ينصر» أو كسر ك «يجلس» وتحذف فاؤه في المضارع المكسور العين إن كان مثالا واويّ
الفاء ك «يعد» من وعد و «يرث» من ورث.
وإن كان غير
ثلاثيّ أبقي على حاله إن كان مبدوءا بتاء زائدة ك «يتشارك ويتعلّم».
وإن لم يبدأ
بتاء زائدة كسر ما قبل آخره.
وتحذف همزة
الوصل من المضارع إن كانت في الماضي ك «يستغفر» والماضي : استغفر للاستغناء عنها. و
«أكرم» لثقل اجتماع همزتين في المبدوء بهمزة المتكلّم ، وحمل عليه غيره.
__________________
المضارع المجزوم بجواب الطّلب :
ينجزم المضارع
بجواب الطلب إذا كان جوابا لأمر ، أو نهي ، أو استفهام ، أو تمنّ ، أو عرض.
فأمّا ما انجزم
بالأمر فقولك : «ائتني آتك» ونحو قوله تعالى : (قُلْ تَعالَوْا
أَتْلُ).
وأمّا ما انجزم
بالنّهي فقولك : «لا تفعل يكن خيرا لك».
وأمّا ما انجزم
بالاستفهام فقولك : «أين تكون أزرك».
وأمّا ما انجزم
بالتّمني فقولك : «ليتك عندنا تحدّثنا».
وأمّا ما انجزم
بالعرض فقولك : «ألا تنزل عندنا تصب خيرا».
وإنّما انجزم
المضارع بجواب الطّلب كما انجزم جواب «إن تأتني أكرمك» أي لا يكون الجزم بجواب
الطّلب إلّا أن يكون بمعنى الشّرط ، فإذا قال : «ائتني آتك» فإنّ معنى كلامه : إن
تأتني آتك ، أو إن يكن منك إتيان آتك.
وإذا قال : «أين
بيتك أزرك» فكأنّه قال إن أعلم مكان بيتك أزرك ، وممّا جاء من هذا الباب في القرآن
قوله عزوجل : (فَقُلْ تَعالَوْا
نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ ....)
الآية ... وقوله تعالى : (هَلْ أَدُلُّكُمْ
عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ) إلى قوله تعالى ... (يَغْفِرْ لَكُمْ) ومما جاء منجزما بالاستفهام قول جابر بن جنيّ :
إلا تنتهي
عنّا ملوك وتتّقي
|
|
محارمنا لا
يبؤ الدّم بالدّم
|
وهناك كلمات
تنزّل منزلة الأمر والنّهي لأنّ فيها معنى الأمر والنّهي ـ يجزم المضارع بعدها
بجواب الطّلب.
فمن تلك
الكلمات : حسبك ، وكفيك ، وشرعك ، وأشباهها تقول : حسبك ينم الناس ، وشرعك يرتح
النّاس ، ومثل ذلك : «اتّقى الله امروء وفعل خيرا يثب عليه» لأنّ فيه معنى ليتّق
الله امرؤ وليفعل خيرا ، وكذلك ما أشبه هذا.
يقول سيبويه :
وسألت الخليل عن قوله عزوجل : (فَأَصَّدَّقَ
وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ) فقال : لمّا كان الفعل
__________________
الذي قبله قد يكون جزما ولا فاء فيه تكلّموا بالثاني ، وكأنّهم جزموا ما
قبله ، فعلى هذا توهّموا هذا.
وإذا لم يأت
جواب الطّلب بمعنى الشّرط فيرفع نحو قولك : «لا تدن من الأسد يأكلك» فلا يصح فيها
الجزم لأنّ معناها حينئذ إن لا تدن من الأسد يأكلك ، ففي حالة الجزم يجعل تباعده
من الأسد سببا لأكله ، وهذا غير صحيح ، وكلّ موضع تصلح فيه الفاء السّببيّة يصلح
فيه الجزم إلّا النّفي بشرط أن يقبل إن الشرطية كما تقدّم.
المضارع المعتلّ الآخر :
١ ـ تعريفه :
هو ما آخره حرف
علّة «ألف» ك «يخشى» أو «واو» ك «يدعو» أو «ياء» ك «يرمي».
٢ ـ إعرابه :
يرفع المضارع
بضمّة مقدّرة على الواو والياء للثقل ، وعلى الألف للتّعذّر ، نحو «العالم يسمو
ويرتقي» ونحو «المجدّ يسعى للفوز» ، وينصب بفتحة ظاهرة على «الواو والياء» لخفّتها
، نحو : «لن يسمو الكسول ولن يرتقي»
أمّا إعراب
المعتلّ الآخر بالألف فينصب ويرفع.
أمّا على الألف
فالنّصب بفتحة وضمّة مقدّرتان للتّعذّر ، نحو «يسرّني أن يسعى المتخلّف» ، ونحو «يخشى
العاقل أن يزل» ويجزم بحذف حرف العلّة من آخره نحو «لم يخش» «لم يدع» «لم يرم».
فأمّا قول قيس
بن زهير :
ألم يأتيك
والأنباء تنمى
|
|
بما لاقت
لبون بني زياد
|
فضرورة.
٣ ـ حذف العلّة
إذا كان مبدلا من همزة :
يحذف في الأصل
حرف العلّة للجازم إذا كان أصليّا ، أمّا إذا كان حرف العلّة بدلا من همزة ك «يقرأ»
مضارع قرأ ، و «يقرىء» مضارع أقرأ» و «يوضؤ» مضارع وضؤ بمعنى حسن ـ فإن كان إبدال
الهمزة بعد دخول الجازم على المضارع ـ وإبدال الهمز السّاكن من جنس حركة ما قبله
قياسي وحينئذ يمتنع حذف حرف العلّة لاستيفاء الجازم مقتضاه وإن كان الإبدال قبل
دخول الجازم فهو إبدال شاذّ ، لأنّ الهمزة المتحرّكة تمتنع عن الإبدال ، وإبدال
الهمزة المتحرّكة من جنس حركة ما قبلها شاذ ، ويجوز حينئذ مع الجازم الإثبات للحرف
المبدل ، والحذف.
المضارع
المرفوع : (= رفع المضارع).
المضارع
المنصوب : (= نواصب المضارع).
المضاف : (=
الإضافة).
المضاف إليه : (=
الإضافة).
المضاف إلى الجمل :
(انظر الجمل
التي لا محلّ لها من الإعراب).
المضاف إلى
معرفة : من المعارف المضاف إلى أحد المعارف الخمس : الضّمير ، العلم اسم الموصول ،
اسم الإشارة ما فيه أل ، إلّا إذا كان مشتقّا مضافا إلى معموله فيبقى نكرة وإضافته
لفظية .
ودرجة المضاف
إلى المعارف كدرجة ما أضيف إليه ، إلّا المضاف إلى الضّمير فإنّه بدرجة العلم ،
وأعرف المعارف : الضّمير ، ثمّ العلم ، ثم الموصول ، ثمّ الإشارة ، ثم المحلّى ب «أل».
المضاف إلى ياء المتكلّم :
١ ـ حكمه ،
وحكم ياء المتكلّم :
يجب كسر آخر «المضاف
لياء المتكلّم» لمناسبة الياء ، أمّا الياء فيجوز إسكانها وفتحها نحو : «هذا كتابي»
أو «كتابي». ويكون هذا في أربعة أشياء :
المفرد الصّحيح
، كما مثّلنا.
والمعتلّ
الجاري مجراه ك «ظبيي» و «دلوي».
وجمع التكسير
نحو «أولادي».
والجمع بالألف
والتاء ك : «مسلماتي».
٢ ـ ما يستثنى
من هذين الحكمين :
يستثنى من هذين
الحكمين خمس مسائل يجب فيها سكون آخر المضاف وفتح الياء ، وهي :
(١) ما كان
آخره ألفا ، وهو المقصور ك «هدى» و «عصا» تقول فيهما «هداي» و «عصاي». وقال جعفر
بن علبة :
هواي مع
الركب اليمانين مصعد
|
|
جنيب وجثماني
بمكة موثق
|
والمشهور في
هذا بقاء ألفه والنّطق بها كما مثّلنا ، وعند هذيل انقلابها ياء حسن نحو «عصيّ»
ومنه قول أبي ذؤيب :
سبقوا هويّ
وأعنقوا لهواهم
|
|
فتخرّموا
ولكلّ جنب مصرع
|
(٢) أو كانت ألفه للتّثنية نحو : «يداي»
أو للمحمول على التثنية نحو «ثنتاي» وهذه الألف لا تنقلب «ياء» بالاتّفاق.
(٣) الاسم المنقوص
ك «رام» و «قاض» وتدغم «ياء» المنقوص في «ياء» الإضافة ، وتفتح ياء الإضافة فتقول
،
__________________
«جاء راميّ» و «رأيت قاضيّ».
(٤) المثنّى في
حالتي النّصب والجر ، وتدغم أيضا «ياء» المثنى في «ياء» المتكلّم ، تقول : «قرأت
كتابيّ» و «نظرت إلى ابنيّ».
(٥) المجموع
المذكّر السّالم ، فإن كان في حالة الرّفع وقبل الواو ضمّ ، قلبت الضمّة كسرة نحو
قوله عليه الصلاة والسلام (أو مخرجيّ هم) وقول الشاعر :
أودى بنيّ
وأعقبوني حسرة
|
|
عند الرّقاد
وعبرة لا تقلع
|
وإن كان قبل
الواو فتح ك : «مصطفون» بقي الفتح فتقول : «جاء مصطفيّ».
٣ ـ ألف «على
ولدى» في حالتي الجرّ والإضافة :
المتّفق عليه
عند الجميع على قلب الألف ياء في «على ولدى» ولا يختص ذلك بياء المتكلم ، بل هو
عامّ في كل ضمير نحو «لديه وعليه» و «لدينا وعلينا» و «لديّ ، وعليّ».
٤ ـ إعراب
المضاف إلى ياء المتكلم :
يعرب المضاف
إلى ياء المتكلم بحركات مقدّرة على ما قبل الياء في الأحوال الثّلاثة عند الجمهور
، وقيل في الجرّ خاصّة : بكسرة ظاهرة.
المضعّف من الأفعال :
١ ـ تعريفه :
هو ـ من
الثلاثي ـ : ما كانت عينه ولامه من جنس واحد نحو «مدّ وجرّ» ومثله المزيد على
الثلاثي ك «امتدّ» و «استمدّ».
ومن الرّباعي :
ما كانت فاؤه ولامه الأولى من جنس ، وعينه ولامه الثّانية من جنس آخر نحو «زلزل»
ومثله المزيد على الرّباعي نحو «تزلزل».
٢ ـ حكمه :
أما الثّلاثي
والمزيد عليه ، فإن كان ماضيا وجب فيه الإدغام ـ وهو إدخال أحد الحرفين المتماثلين
في الآخر ـ ك «مدّ» و «استمدّ» و «مدّوا» و «استمدّوا» إلّا إذا اتّصل به ضمير رفع
متحرّك وجب الفكّ لسكون آخر الفعل عندئذ نحو «مددت» و «النّسوة مددن» و «استمددت» و
«النسوة استمددن» ، أمّا المضارع فيجب فيه الإدغام أيضا إذا كان مرفوعا أو منصوبا
ك «يردّ» و «يستردّ» و «لن يردّ» و «لن يستردّ». أو كان منصوبا أو مجزوما بحذف
النون نحو «لم يردّا» و «لن يردّا» و «لم يستردّوا» و «لن يستردّوا» وهكذا ...
أمّا إذا جزم
بالسّكون فيجوز الإدغام والفكّ نحو «لم يردّ» و «لم يردد» و «لم
يستردّ» و «لم يستردد».
ولا يجب في
المضارع الفكّ إلّا إذا اتّصل به «نون النّسوة» لسكون ما قبلها نحو «النّسوة يرددن»
و «يسترددن» والمضارع في هذا مبنيّ على السكون والأمر كالمضارع المجزوم في جميع ما
تقدّم نحو «ردّ» ، و «اردد» ، و «ردّا ، واستردّا ، وردّوا ، واستردّوا ، وردّي
واستردّي ، واستردّ ، واستردد ، واسترددن يا نسوة».
مع : اسم لمكان
الاجتماع ، معرب ، إلّا في لغة ربيعة فيبنى على السّكون كقول جرير :
فريشي منكم
وهواي معكم
|
|
وإن كانت
زيارتكم لماما
|
فإن لقي مع
السّاكنة ساكن جاز كسرها وفتحها نحو : «مع القوم».
ولا يجوز تكرار
«مع» إلّا مع حرف العطف ، فلا يجوز : جاء زيد مع عمرو مع خالد ، وإنما «جاء زيد مع
عمرو ومع خالد».
معا : هي مع
التي قبلها ، ولكنها أفردت عن الإضافة ، تقول «خرجنا معا» أي في زمان واحد ، و «كنّا
معا» أي في مكان واحد ، فهو على هذا منصوب على الظّرفيّة الزّمانيّة أو المكانيّة
، وقيل :
تنصب على الحال
، أي مجتمعين وتستعمل للاثنين كقول متمّم بن نويرة يرثي أخاه مالكا :
فلمّا
تفرّقنا كأنّي ومالكا
|
|
لطول اجتماع
لم نبت ليلة معا
|
كما تستعمل
للجمع كقول الخنساء :
وأفنى رجالي
فبادوا معا
|
|
فأصبح قلبي
بهم مستفزّا
|
والفرق بين «قرأنا
معا» و «قرأنا جميعا» أنّ «معا» يفيد الاجتماع حالة الفعل ، و «جميعا» يجوز فيها
الاجتماع والافتراق.
معاذ الله : المعنى
: أعوذ بالله معاذا ، والمعاذ : مصدر ميميّ ، وهو مفعول مطلق عامله محذوف ك «سبحان
الله» ولا يكون إلّا مضافا.
المعتلّ من الأفعال :
١ ـ تعريفه :
هو ما في حروفه
الأصليّة أحد حروف العلة التي هي «الواو والألف والياء».
٢ ـ أقسامه :
المعتلّ أربعة
أقسام :
__________________
(١) المثال.
(٢) الأجوف.
(٣) النّاقص.
(٤) اللّفيف.
ولكلّ منها
تعريف وأحكام (انظر في أحرفها).
المعرب : (= الإعراب ١ و ٢).
المعرفة :
١ ـ تعريفها :
هي ما يفهم منه
معيّن.
٢ ـ أقسامها
سبعة :
(١) الضّمير.
(٢) العلم.
(٣) اسم
الإشارة.
(٤) اسم
الموصول.
(٥) المحلّى
بأل.
(٦) المضاف
لواحد ممّا ذكر.
وأعرفها الضمير
ثم العلم ... وهكذا بهذا الترتيب إلّا المضاف إلى الضمير فإنّه ينزل إلى رتبة
العلم كما يقولون.
(٧) المنادى
النكرة المقصودة.
(انظر تفصيلها
في أحرفها).
٣ ـ لا يدخل
تعريف على تعريف :
ومن ثمّ لا
تقول : «يا الرجل».
وأمّا قولهم «يا
الله» فإنما دخل النّداء مع وجود «أل» لأنّها كأحد حروفه ، ألا ترى أنّها لا تفصل
عن لفظ الجلالة.
المفعول به :
١ ـ تعريفه :
هو اسم دلّ على
ما وقع عليه فعل الفاعل ، ولم يتغيّر لأجله صورة الفعل ، نحو «يحبّ الله المتقن
عمله» ويكون ظاهرا كما مثّل ، وضميرا متّصلا نحو : «أرشدني الأستاذ» ومنفصلا نحو :
(إِيَّاكَ نَعْبُدُ).
٢ ـ ذكر عامل
المفعول به وحذفه :
الأصل في عامل
المفعول به أن يذكر ، وقد يحذف إمّا جوازا ، وذلك إذا دلّت عليه قرينة نحو «صديقك»
في جواب «من أكرمت؟».
وهذا كثير ،
نحو قولك «هلّا خيرا من ذلك» أي هلّا تفعل خيرا من ذلك.
ومن ذلك «ادفع
الشّرّ ولو إصبعا» أي ولو دفعته إصبعا ومثله تقول لمن قدم : «خير مقدم» ويجوز فيه
الرّفع ، ومثله تقول «مبرورا مأجورا». قد يحذف الفعل ويبقى مفعوله لكثرته في
كلامهم حتى صار بمنزلة المثل من ذلك قول ذي الرّمة :
ديار مية إذ
ميّ مساعفة
|
|
ولا يرى
مثلها عجم ولا عرب
|
كأنه قال :
اذكر ديار ميّة ، ومن ذلك
__________________
قول العرب «كليهما وتمرا» يريد أعطني كليهما وتمرا.
ومن ذلك قولهم
: «كلّ شيء ولا شتيمة حرّ» أي ائت كلّ شيء ، ولا ترتكب شتيمة حرّ ، فحذف الفعل
لكثرة استعمالهم إياه ، ومن العرب من يقول : «كلاهما وتمرا» كأنّه قال : كلاهما لي
ثابتان وزدني تمرا ، وكلّ شيء قد يقبل ولا ترتكب شتيمة حرّ.
ومما ينتصب في
هذا الباب على إضمار الفعل المتروك إظهاره ، قوله تعالى : (انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ) «وراءك أوسع لك» والتقدير : انتهوا وأتوا خيرا لكم ، لأنّك حين قلت : انته
فأنت تريد أن تخرجه من أمر وتدخله في آخر ، ويجوز في مثل هذا إظهار الفعل ، ومعنى «وراءك
أوسع لك» تأخّر تجد مكانا أوسع لك ، ومثله قول ابن الرّقيّات :
لن تراها ولو
تأمّلت إلّا
|
|
ولها في
مفارق الرّأس طيبا
|
والمعنى : إلّا
ورأيت لها طيبا.
ومثله قول ابن
قميئة :
تذكرّت أرضا
بها أهلها
|
|
أخوالها فيها
وأعمامها
|
والمعنى :
وتذكّرت أخوالها وأعمامها.
وإمّا وجوبا
وذلك في سبعة أنواع :
(١) الأمثال
ونحوها ممّا اشتهر بحذف العامل نحو قولك للقادم عليك «أهلا وسهلا» أي جئت أهلا ،
ونزلت مكانا سهلا ، وفي المثل : «أمر مبكياتك لا أمر مضحكاتك» تقديره : اقبلي أمر مبكياتك ، وفي المثل : «الكلاب على
البقر» أي أرسل.
(٢) النّعوت
المقطوعة إلى النّصب للتّعظيم ، نحو «الحمد لله الحميد» (انظر النعت).
(٣) الاسم
المشتغل عنه نحو : «محمّدا سامحه» (انظر الاشتغال).
(٤) الاختصاص
نحو «نحن العرب أسخى من بذل» (انظر الاختصاص).
(٥) التّحذير
بشرط العطف أو التكرار بغير «إيّا» نحو «رأسك والسّيف» و «الكسل الكسل» ونحو «إيّاك
والكذب». (انظر التحذير).
(٦) الإغراء
بشرط العطف أو التكرار أيضا نحو «المروءة والنّجدة» (انظر الإغراء).
__________________
(٧) المنادى
نحو «يا سيّد القوم» أي أدعو سيّد القوم. (انظر النداء).
٣ ـ حذف
المفعول به :
الأصل في
المفعول به أن يذكر ، وقد يحذف جوازا لغرض لفظي : كتناسب الفواصل ، نحو : (ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى). أي وما قلاك ، أو الإيجاز نحو : (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ
تَفْعَلُوا). أو غرض معنوي : كاحتقاره نحو : (كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَ) أي الكافرين ، أو استهجانه كقول عائشة «ما رأى منّي ،
ولا رأيت منه» أي العورة.
ويحذف وجوبا في
باب التّنازع (انظر التنازع) إن أعمل الثاني ، نحو «قصدت وعلّمني أستاذي». ويمتنع
حذفه في مواضع أشهرها : المفعول المسؤول عنه نحو «عليّا» في جواب «من أكرمت؟»
والمحصور فيه نحو «ما أدّبت إلّا إبراهيم».
المفعول فيه (الظرف):
١ ـ تعريفه :
هو اسم زمان أو
مكان ، أو اسم عرضت دلالته على أحدهما ، أو جرى مجرى الزّمان ، وضمّن معنى «في» باطّراد
، فاسم الزّمان والمكان نحو «سافر ليلا» و «مشى ميلا».
والذي عرضت
دلالته على أحدهما أربعة أشياء :
(١) أسماء
العدد المميّزة بالزمان أو المكان نحو «سرت عشرين يوما تسعين ميلا».
(٢) ما أفيد به
كلّيّة الزّمان أو المكان ، أو جزئيتهما نحو «سرت جميع النّهار كلّ الفرسخ» أو «بعض
اليوم نصف ميل».
(٣) ما كان صفة
لأحدهما نحو : جلست طويلا من اليوم عندك» والمعنى : جلست زمنا طويلا.
(٤) ما كان
مخفوضا بإضافة أحدهما ، ثمّ أنيب عنه بعد حذفه ، والغالب في النّائب أن يكون مصدرا
، وفي المنوب عنه أن يكون زمانا معيّنا لوقت أو لمقدار نحو : «جئتك صلاة العصر» و
«انتظرتك جلسة خطيب» ونحو «موعدك مقدم الحجّاج» و «آتيك خفوق النجم».
وقد يكون
النّائب اسم عين نحو «لا أكلّمه القارظين» أي مدّة ، غيبة
__________________
القارظين ، وقد
يكون المنوب عنه مكانا ، نحو «جلست قرب محمّد» أي مكان قربه.
وأمّا الاسم
الجاري مجرى الزّمان : فهو ألفاظ مسموعة ، توسّعوا فيها فنصبوها على تضمين معنى «في»
نحو «أحقّا أنّك ذاهب» والأصل : أفي حقّ. (انظر في حرفها).
وقد نطقوا
بالجرّ «بفي» قال قائد ابن المنذر :
أفي الحقّ
أني مغرم بك هائم
|
|
وأنّك لا خلّ
هواك ولا خمر
|
ومثله «غير شك»
أو «جهد رأيي» أو «ظنّا مني أنّك عالم».
٢ ـ ما لا
ينطبق عليه التعريف :
تبين من
تفصيلات التّعريف أنّه ليس من المفعول فيه نحو : (وَتَرْغَبُونَ أَنْ
تَنْكِحُوهُنَ) إذا قدّر «بفي» فإنّ النكاح ليس بواحد ممّا ذكر ، ولا
نحو : (يَخافُونَ يَوْماً). لأنّه ليس على معنى «في» فهو مفعول به ، ونحو «دخلت
الدّار» و «سكنت البيت» لأنّه لا يطرّد تعدّي الأفعال ، إلى الدّار والبيت على
معنى «في» فلا تقول : «صليت الدار» ، ولا : «نمت البيت» ، لأنّه مكان مختصّ ،
والمكان لا ينصب إلّا مبهما فنصبهما إنما هو على التّوسّع بإسقاط الخافض.
٣ ـ حكم
المفعول فيه :
حكم المفعول
فيه النّصب ، وناصبه اللّفظ الدّالّ على المعنى الواقع فيه ، ولهذا اللّفظ ثلاث
حالات :
(إحداها) أن
يذكر نحو «سرت بين الصّفين ساعة» وهو الأصل. فناصب «بين وساعة» الفعل المذكور :
سرت.
(الثانية) أن
يحذف جوازا كقولك «ميلا» أو «ليلا» جوابا لمن قال : كم سرت؟ ومتى سافرت؟.
(الثالثة) أن
يحذف وجوبا وذلك في ستّ مسائل : أن يقع :
(١) صفة نحو «رأيت
طائرا فوق غصن».
(٢) صلة ، نحو «جاءني
الذي عندك».
(٣) خبرا نحو «الكتاب
أمامك».
(٤) حالا نحو «التمع
البرق بين السّحب».
(٥) مشتغلا عنه
نحو «يوم الخميس سافرت فيه».
__________________
(٦) أن يسمع
بالحذف لا غير ، كقولهم في المثل لمن ذكر أمرا تقادم عهده «حينئذ الآن» أي كان ذلك حينئذ ، واسمع الآن.
٤ ـ ما ينصب
وما لا ينصب من أسماء الزّمان والمكان :
أسماء الزّمان
كلّها صالحة للنّصب على الظّرفيّة ، سواء في ذلك مبهمها ك «حين» و «مدّة» أو
مختصّها ك «يوم الخميس» و «شهر رمضان» أم معدودها ك «يومين» و «أسبوعين» ، أمّا
أسماء المكان فلا ينصب منها إلّا نوعان.
(أحدهما) :
المبهم : وهو ما افتقر إلى غيره في بيان معناه كأسماء الجهات السّت ، وهي «فوق ،
تحت ، يمين ، شمال ، أمام ، وراء» وشبهها في الشّيوع ك : «ناحية ، وجانب ، ومكان ،
وبدل» ، وأسماء المقادير نحو : «ميل ، وفرسخ ، وبريد».
(الثاني) : ما
اتّحدت مادّته ، ومادّة عامله ، نحو «رميت مرمى سليمان» و «جلست مجلس القاضي» ومنه
قوله تعالى : (وَأَنَّا كُنَّا
نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ). وعلى هذا فلا ينصب المختصّ من اسم المكان ، وهو ما له
حدود معيّنة كالدّار ، والمدرسة ، بل يجرّ بفي.
٥ ـ حذف «في»
واعتبار ما بعدها ظرف مكان :
يكثر حذف «في»
من كل اسم مكان يدلّ على معنى القرب أو البعد حتّى يكاد يلحق بالقياس نحو : «هو
منّي منزلة الولد» و «هو مني مناط الثّريّا فالأوّل : في قرب المنزلة ، والثاني :
في ارتفاع المنزلة ، ومن الثاني قول الشاعر :
وإنّ بني حرب
كما قد علمتم
|
|
مناط
الثّريّا قد تعلّت نجومها
|
٦ ـ الظّرف نوعان :
متصرّف ، وغير
متصرّف :
فالمتصرّف : ما
يفارق الظّرفيّة إلى حالة لا تشبهها ، كأن يقع مبتدأ أو خبرا ، أو فاعلا ، أو
مفعولا ، أو مضافا إليه ، ك : «اليوم ، والميل ، والفرسخ» تقول : «اليوم يوم مبارك»
و «أحببت يوم قدومك» و «الميل ثلث الفرسخ».
وغير المتصرّف
: وهو نوعان ما لا يفارق الظّرفيّة أصلا ك : «قط»
__________________
و «عوض» و «بينا أو بينما» .
تقول : «ما
هجرته قطّ» و «لا أفارقه عوض» و «بينا أو بينما أنا ذاهب حضر الغائب» ، ومن هذا :
الظّروف المركّبة ك : «صباح مساء» و «بين بين». ومن غير المتصرّف «سحر» المعرفة (انظر
سحر) و «ذات مرّة» (انظر ذات مرة) ومنه «بكرا» و «ذو صباح» و «صباح مساء» وممّا
يقبح أن يكون غير ظرف صفة الأحيان ، تقول «سير عليه طويلا» أي سيرا طويلا و «سير
عليه حديثا» أي سيرا حديثا. وما لا يخرج عنها إلّا حالة تشبهها ، وهي دخول الجارّ
نحو : «قبل ، وبعد ، ولدن وعند» فتدخل عليهنّ «من».
٧ ـ الظّروف
التي لا يدخل عليها من حروف الجرّ إلّا «من» : هي ستّة : «عند ، ولدى ، ولدن ،
وقبل ، وبعد ، وأسماء الجهات».
٨ ـ متعلّق
المفعول فيه :
يجب أن يكون
للمفعول فيه متعلّق سواء أكان زمانيا أم مكانيّا وشروط تعلّقه كشروط تعلّق الجار
والمجرور» ، (انظر الجار والمجرور رقم ٢٨).
المفعول لأجله :
١ ـ تعريفه :
هو اسم يذكر
لبيان سبب الفعل ، نحو : (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ
خَشْيَةَ إِمْلاقٍ).
فانتصب لأنّه
موقوع له ، ولأنّه تفسير لما قبله لم كان؟ على حدّ قول سيبويه.
٢ ـ شروطه :
يشترط لجواز
نصبه خمسة شروط :
(١) كونه مصدرا
،.
(٢) قلبيّا .
(٣) مفيدا
للتّعليل.
(٤) متّحدا مع
المعلّل به في الوقت.
(٥) متّحدا معه
في الفاعل.
فإن فقد شرط من
هذه الشروط : وجب جرّه بحرف الجرّ نحو : (وَالْأَرْضَ وَضَعَها
لِلْأَنامِ) لفقد المصدرية ، ونحو : (وَلا تَقْتُلُوا
أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ) لفقد القلبية ، ونحو «أحسنت إليك لإحسانك» لأنّ الشيء
لا يعلّل بنفسه ونحو «جئتك اليوم للإكرام غدا»
__________________
لعدم اتّحاد
الوقت ، ومنه قول امرىء القيس :
فجئت وقد
نضّت لنوم ثيابها
|
|
لدى السّتر
إلّا لبسة المتفضّل
|
ومن فقد
الاتّحاد في الفاعل قول أبي صخر الهذلي :
وإنّي
لتعروني لذكراك هزّة
|
|
كما انتفض
العصفور بلّله القطر
|
وقد انتفى
الاتّحاد في الزّمن والفاعل في قوله تعالى : (أَقِمِ الصَّلاةَ
لِدُلُوكِ الشَّمْسِ) لأنّ زمن الإقامة متأخّر عن زمن الدّلوك ، وفاعل
الإقامة المخاطب ، وفاعل الدّلوك الشمس.
٣ ـ أنواع
المفعول لأجله المستوفي الشّروط ، فهو :
(١) إمّا أن
يكون مجرّدا من «أل والإضافة».
(٢) أو مقرونا ب
«أل».
(٣) أو «مضافا».
فإن كان الأوّل : فالمطّرد نصبه ، نحو «زيّنت المدينة إكراما للقادم» ، ومثله قول
الشّاعر وهو حاتم الطائي :
وأغفر عوراء
الكريم ادّخاره
|
|
وأعرض عن شتم
اللّئيم تكرّما
|
وقال النّابغة
الذّبياني :
وحلّت بيوتي
في يفاع ممنّع
|
|
يخال به راعي
الحمولة طائرا
|
حذارا على أن
لا تنال مقادتي
|
|
ولا نسوتي
حتى يمتن حرائرا
|
وقال الحارث بن
هشام :
فصفحت عنهم
والأحبّة فيهم
|
|
طعما لهم
بعقاب يوم مفسد
|
ويجرّ على قلّة
كقول الراجز :
من أمّكم
لرغبة فيكم جبر
|
|
ومن تكونوا
ناصريه ينتصر
|
وإن كان الثاني
ـ وهو المقترن بأل ـ فالأكثر جرّه بالحرف ، نحو «أصفح عنه للشفقة عليه» ، ينصب على
قلّة ، كقول الرّاجز :
__________________
لا أقعد
الجبن عن الهيجاء
|
|
ولو توالت
زمر الأعداء
|
ومثله قول
الشاعر :
فليت لي بهم
قوما إذا ركبوا
|
|
شنّوا
الإغارة فرسانا وركبانا
|
نصب الإغارة
مفعولا لأجله ، والأولى أن تجرّ باللام.
وإن كان الثالث
ـ أي أن يكون مضافا ـ جاز فيه الأمران على السّواء نحو قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ
ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ)(وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ
اللهِ) جاء ابتغاء مفعولا لأجله مع الإضافة وفي الآية الثانية
جرّ بمن : من خشية الله.
المفعول المطلق :
١ ـ تعريفه :
هو اسم يؤكّد
عامله ، أو يبيّن نوعه أو عدده ، وليس خبرا ولا حالا ، نحو «اسع للمعروف سعيا» و «سر سير الفضلاء» و «افعل
الخير كلّ يوم مرّة أو مرّتين».
٢ ـ كونه مصدرا
، وغير مصدر :
أكثر ما يكون
المفعول المطلق مصدرا ، وليس قولك : «اغتسل غسلا» و «أعطى عطاء» مصدرين فإنهما من
أسماء المصادر ، لأنها لم تجر على أفعالها لنقص حروفها عنها ، وقد يكون غير مصدر ،
وسيأتي تفصيل ذلك.
٣ ـ عامله :
عامل المفعول
المطلق إمّا مصدر مثله لفظا ومعنى نحو : (فَإِنَّ جَهَنَّمَ
جَزاؤُكُمْ جَزاءً مَوْفُوراً).
أو ما اشتقّ
منه من فعل نحو : (وَكَلَّمَ اللهُ
مُوسى تَكْلِيماً) أو وصف ، نحو (وَالصَّافَّاتِ
صَفًّا) ونحو «اللحم مأكول أكلا» لاسم المفعول ، ونحو : «زيد
ضرّاب ضربا» لمبالغة اسم الفاعل.
٤ ـ ما ينوب عن
المصدر :
قد ينوب عن
المصدر في الانتصاب
__________________
على المفعول المطلق ، ما دلّ على المصدر ، وذلك أربعة عشر شيئا : أحد عشر
للنّوع ، وثلاثة للمؤكّد.
أمّا الأحد عشر
للنّوع فهي :
(١) كلّيّته ،
نحو : (فَلا تَمِيلُوا كُلَّ
الْمَيْلِ).
(٢) بعضيّته ،
نحو «أكرمته بعض الإكرام».
(٣) نوعه ، نحو
«رجع القهقرى» و «قعد القرفصاء».
(٤) صفته نحو «سرت
أحسن السّير».
(٥) هيئته ،
نحو «يموت الجاحد ميتة سوء».
(٦) المشار
إليه ، نحو «علّمني هذا العلم أستاذي».
(٧) وقته ،
كقول الأعشى :
ألم تغتمض
عيناك ليلة أرمدا
|
|
وعاد كما عاد
السّليم مسهّدا
|
أي اغتماض ليلة
أرمد.
(٨) «ما»
الاستفهاميّة ، نحو «ما تضرب الفاجر؟» .
(٩) «ما»
الشّرطية ، نحو «ما شئت فاجلس» .
(١٠) آلته ،
نحو «ضربته سوطا» وهو يطرّد في آلة الفعل دون غيرها ، فلا يجوز ضربته خشبة.
(١١) العدد ،
نحو : (فَاجْلِدُوهُمْ
ثَمانِينَ جَلْدَةً).
أمّا الثّلاثة
للمؤكّد فهي :
(١) مرادفه ،
نحو «فرحت جذلا» و «ومقته حبّا».
(٢) ملاقيه في
الاشتقاق ، نحو : (وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ
مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً)(وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً). والأصل : «إنباتا» و «تبتّلا».
(٣) اسم المصدر
، نحو : «توضّأ وضوءا» و «أعطى عطاءا».
__________________
٥ ـ حكم المصدر
من حيث إفراده أو جمعه :
المصدر المؤكّد
لا يثنّى ولا يجمع ، فلا يقال «أكلت أكلين ، ولا أكولا مرادا التّأكيد لأنّ
المقصود به الجنس من حيث هو.
وأمّا المصدر
العددي فيثنّى ويجمع باتفاق ، نحو «ضربته ضربة ، وضربتين ، وضربات».
وأمّا المصدر
النّوعي فالمشهور جواز تثنيته وجمعه ، ودليل ذلك قوله تعالى : (وَتَظُنُّونَ بِاللهِ
الظُّنُونَا).
٦ ـ ذكر العامل
، وحذفه :
الأصل في عامل
المصدر أن يذكر ، وقد يحذف جوازا لقرينة لفظيّة أو معنويّة ، فاللفظيّة : كأن يقال
: ما جلست ، فتقول : «بلى ، جلوسا طويلا» أو بلى «جلستين» ، والمعنوية : نحو «حجّا
مبرورا ، وسعيا مشكورا». أي حججت ، وسعيت وقد يجب حذف العامل عند إقامة المصدر
مقام فعله ، وهو نوعان : «أ» ما لا فعل له من لفظه نحو : «ويل أبي لهب» و «ويح عبد
المطلب» و «بله الأكفّ» فيقدّر : أهلكه الله ، لكلمة «ويل» ورحمهالله ل «ويح» ، واترك ذكر الأكف ، ل «بله الأكفّ».
ومثلها : ما
أضيف إلى كاف الخطاب ، وذلك : ويلك ، وويحك ، وويسك ، وويبك ، وإنّما أضيف ليكون المضاف فيها بمنزلته في اللام إذا
قلت : سقيا لك ، لتبيّن من تعني ، وهذه الكلمات لا يتكلّم بها مفردة إلّا أن يكون
على ويلك ، ويقال : ويلك وعولك ؛ ولا يجوز عولك وحدها ، بل لا بدّ من أن تتبع ويلك.
«ب» ما له فعل
من لفظه ، ويحذف عامله في ستّة مواضع.
(١) ما ينصب من
المصادر على إضمار الفعل غير المستعمل إظهاره :
وذلك قولك : «سقيا
ورعيا» ونحو قولك «خيبة ، ودفرا ، وجدعا ، وعقرا ، وبؤسا ، وأفّة ، وتفّة ، وبعدا
، وسحقا» ومن ذلك قولك «تعسا ، وتبّا ، وجوعا وجوسا» ونحو قول ابن ميّادة :
__________________
تفاقد قومي
إذ يبيعون مهجتي
|
|
بجارية بهرا
لهم بعدها بهرا
|
أي تبّا.
وقال عمر بن
أبي ربيعة :
ثم قالوا
تحبّها قلت بهرا
|
|
عدد النّجم
والحصى والتراب
|
كأنه قال :
جهدا ، أي جهدي ذلك.
وإنما ينتصب
هذا وما أشبهه إذا ذكر مذكور فدعوت له أو عليه على إضمار الفعل كأنّك قلت : سقاك
الله سقيا ، ورعاك الله رعيا ، وخيّبك الله خيبة ، فكلّ هذا وأشباهه على هذا
ينتصب. وقد رفع بعض الشّعراء بعض هذا فجعلوه مبتدأ ، وجعلوا ما بعده خبرا ، من ذلك
قول الشّاعر :
عذيرك من
مولى إذا نمت لم ينم
|
|
يقول الخنا
أو تعتريك زنابره
|
فلم يجعل
الكلام على اعذرني ، ولكنّه قال : إنما عذرك إيّاي من مولى هذا أمره.
(٢) ما ينتصب
على إضمار الفعل المتروك إظهاره من المصادر غير الدّعاء : ومن ذلك قولك : حمدا ،
وشكرا لا كفرا وعجبا ، وافعل ذلك وكرامة ، ومسرّة ، ونعمة عين ، وحبّا ، ونعام
عين.
ولا أفعل ذلك
لا كيدا ولا همّا ، ولأفعلنّ ذلك ورغما وهوانا ، فإنّما ينتصب هذا على إضمار الفعل
، كأنّك قلت : أحمد الله حمدا ، وأشكر الله ، وكأنك قلت : أعجب عجبا ، وأكرمك
كرامة ، وأسرّك مسرّة ، ولا أكاد كيدا ، ولا أهم همّا ، وأرغمك رغما.
وإنّما اختزل
الفعل ههنا لأنّهم جعلوا هذا بدلا من اللفظ بالفعل ، كما فعلوا ذلك في باب الدّعاء
، كأنّ قولك : حمدا في موضع أحمد الله ، وقد جاء بعض هذا رفعا يبتدأ به ثمّ يبنى
عليه ـ أي الخبر ـ يقول سيبويه : وسمعنا بعض العرب الموثوق به يقال له : كيف أصبحت؟
فيقول : حمد الله وثناء عليه ، كان يقول : أمري وشأني حمد الله وثناء عليه ،.
وهذا مثل بيت
سمعناه من بعض العرب الموثوق به يرويه ـ وهو للمنذر ابن درهم الكلبي ـ :
فقالت حنان
ما أتى به ههنا
|
|
أذو نسب أم
أنت بالحيّ عارف
|
قالت : أمرنا
حنان ، ومثله قوله عزوجل : (قالُوا مَعْذِرَةً
إِلى رَبِّكُمْ)
__________________
كأنهم قالوا : موعظتنا معذرة إلى ربّكم.
(٣) المصدر
المنتصب في الاستفهام :
فذلك نحو قولك
: «أقياما يا فلان والنّاس قعود» ونحو «أجلوسا والناس يعدون» لا يريد أن يخبر أنّه
يجلس ولا أنّه قد جلس وانقضى جلوسه ولكنّه في تلك الحال ـ أي حال قعود الناس
وعدوهم ـ في قيام وفي جلوس ، ومن ذلك قول الرّاجز ـ وهو العجاج ـ :
أطربا وأنت
قنّسريّ وإنما أراد : أتطرب وأنت شيخ كبير السن.
ومن ذلك قول
بعض العرب ـ وهو عامر بن الطفيل ـ «أغدّة كغدّة البعير ، وموتا في بيت سلوليّة» كأنّه إنما أراد :
أأغدّ غدّة
كغدّة البعير ، وقال جرير :
أعبدا حلّ في
شعبي غريبا
|
|
ألؤما لا أبا
لك واغترابا
|
يقول : أتلؤم
لؤما ، وأتغترب اغترابا ، وحذف الفعلين لأنّ المصدر بدل الفعل.
وأمّا عبدا فإن
شئت نصبته على النّداء ، وإن شئت على قوله : أتفتخر عبدا ، ثم حذف الفعل ، وقد
يأتي هذا الباب بغير استفهام نحو «قاعدا علم الله وقد سار الركب» حذف الاستفهام
بما يرى من الحال.
(٤) مصادر لا
تتصرّف تنصب بإضمار الفعل المتروك إظهاره :
وذلك قولك :
سبحان الله ، ومعاذ الله ، وريحانه ، وعمرك الله ، وقعدك الله إلّا فعلت (انظر في
حروفها).
(٥) المصدر
المنصوب الواقع فعله خبرا إمّا لمبتدأ أو لغيره :
وذلك قولك «ما
أنت إلّا سيرا» أي تسير سيرا ، و «ما أنت إلّا سيرا سيرا» و «ما أنت إلّا الضّرب
الضّرب» و «ما أنت إلّا قتلا قتلا» و «ما أنت إلّا سير البريد سير البريد» فكأنّه
قال في هذا كلّه : ما أنت إلّا تفعل فعلا ، وما أنت إلّا تفعل الفعل ، ولكنهم
حذفوا الفعل في الإخبار والاستفهام ، وأنابوا المصدر ، ويشترط فيه التّكرار أو
الحصر.
وتقول : «زيد
سيرا سيرا» و «إنّ زيدا سيرا سيرا» و «ليت زيدا سيرا سيرا» ومثلها لعلّ ولكنّ
وكأنّ وكذلك إن قلت «أنت الدّهر سيرا سيرا» و «كان عبد الله الدّهر سيرا سيرا» و «أنت
مذ اليوم سيرا سيرا».
وإنّما تكرر
السّير في هذا الباب ليفيد
__________________
أنّ السير متّصل بعضه ببعض في أيّ الأحوال كان ومن ذلك قولك : «ما أنت إلّا
شرب الإبل» و «ما أنت إلّا ضرب النّاس» وأما شرب الإبل فلا ينوّن ـ لأنّه لم يشبّه
بشرب الإبل ـ.
ونظير ما انتصب
قول الله عزوجل : (فَإِمَّا مَنًّا
بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً) أي فإمّا تمنّون منّا ، وإمّا تفادون فداء. ومثله قول
جرير :
ألم تعلمي
مسرّحي القوافي
|
|
فلا عيّا
بهنّ ولا اجتلابا
|
ينفي أنه أعيا
بهنّ عيّا أو اجتلبهنّ اجتلابا.
قال سيبويه :
وإن شئت رفعت هذا كلّه فجعلت الآخر هو الأوّل فجاز على سعة من الكلام ومن ذلك قول
الخنساء :
ترتع ما رتعت
حتّى إذا ادّكرت
|
|
فإنّما هي
إقبال وإدبار
|
فجعلها ـ أي الناقة
ـ الإقبال والإدبار ، وهذا نحو نهارك صائم وليلك قائم.
(٦) نصب المصدر
المشبّه به على إضمار الفعل المتروك إظهاره :
وذلك قولك : «مررت
به فإذا له صوت صوت حمار» ـ أي كصوت ـ و «مررت به فإذا له صراخ صراخ الثّكلى».
وقال النابغة
الذبياني :
مقذوفة بدخيس
النّحض بازلها
|
|
له صريف صريف
القعو بالمسد
|
وقال النّابغة
الجعدي :
لها بعد
إسناد الكليم وهدئه
|
|
ورنّة من
يبكي إذا كان باكيا
|
هدير هدير
الثّور ينفض رأسه
|
|
يذبّ بروقيه
الكلاب الضّواريا
|
فإنّما انتصب
هذا لأنّك مررت به في حال تصويت ، ولم ترد أن تجعل الآخر ـ أي الصوت المنصوب ـ صفة
للأوّل ولا بدلا منه ـ أي فترفعه ـ ولكنّك لما قلت : له صوت علم أنّه قد كان ثمّ
عمل فصار قولك : له صوت بمنزلة قولك : فإذا هو يصوّت ـ صوت حمار ـ. ومثل ذلك «مررت
به فإذا له دفع دفعك الضّعيف» ومثل ذلك أيضا «مررت به فإذا له دقّ
__________________
دقّك بالمنحاز حبّ الفلفل» ومثل ذلك قول أبي كبير الهذلي :
ما إن يمسّ
الأرض إلّا منكب
|
|
منه وحرف
السّاق طيّ المحمل
|
٧ ـ أسماء لم تؤخذ من الفعل تجري
مجرى مصادر أخذت من الفعل :
وذلك قولك : «أتميميّا
مرّة وقيسيّا أخرى» كأنك قلت : «أتتحوّل تميميا مرّة وقيسيّا أخرى» فأنت في هذا
الحال تعمل في تثبيت هذا له ، وهو عندك في تلك الحال في تلوّن وتنقّل ، وليس يسأله
مسترشدا عن أمر هو جاهل به ولكنه على الاستفهام الإنكاري أو التوبيخي.
يقول سيبويه :
وحدثنا بعض العرب أن رجلا من بني أسد قال يوم جبله ـ واستقبله بعير أعور فتطير منه
ـ فقال : يا بني أسد «أعور وذا ناب؟» كأنه قال :
أتستقبلون أعور
وذا ناب ، ومثل ذلك قول هند بن عتبة :
أفي السّلم
أعيارا جفاء وغلظة
|
|
وفي الحرب
أشباه الإماء العوارك
|
أي تنقّلون
وتلوّنون مرّة كذا ، ومرّة كذا ، وقال الشاعر :
أفي الولائم
أولادا لواحدة
|
|
وفي العيادة
أولادا لعلّات
|
نصب أولادا
بإضمار فعل ، كأنّه قال : أتثبتون مؤتلفين في الولائم ، ونصب أولادا الثانية
بإضمار فعل ، كأنه قال : أتمضون متفرقين.
٨ ـ ما وقع من
المصادر توكيدا للجملة :
وذلك مثل قولك
: «هذا زيد حقا» لأنك لما قلت : هذا زيد إنّما خبّرت بما هو عندك حقّ ، فأكّدت هذا
المعنى بقولك : «حقّا» وحقّا مصدر منصوب مؤكّد للجملة.
ويقول سيبويه
في كتابه :
«هذا باب ما
ينتصب من المصادر توكيدا لما قبله» وذلك قولك : «هذا عبد الله حقّا» و «هذا زيد
الحقّ لا الباطل» و «هذا زيد غير ما تقول».
ويقول سيبويه :
وزعم الخليل رحمهالله ـ أي قال ـ إن قوله : «هذا القول لا قولك» إنّما نصبه كنصب «غير ما تقول»
لأنّ «لا قولك» في ذلك المعنى ألا ترى أنّك تقول : «هذا القول لا ما تقول» فهذا في
موضع نصب.
__________________
ومن ذلك في
الاستفهام «أجدّك لا تفعل كذا وكذا؟» كأنه قال : «أحقا لا تفعل كذا وكذا؟» ، وأصله
من الجدّ ، كأنّه قال : أجدّا ، ولكنه لا يتصرّف ، ولا يفارقه الإضافة كما كان ذلك
في «لبّيك» و «معاذ الله» (انظر أجدّكما).
٩ ـ مصادر من
النّكرة يبتدأ بها كما يبتدأ بما فيه الألف واللام :
وذلك قولك :
سلام عليك ، وخير بين يديك ، وويل لك ، وويح لك ، وويس لك ، وويلة لك ، وعولة لك ،
وخير لك ، وشرّ له ، (أَلا لَعْنَةُ اللهِ
عَلَى الظَّالِمِينَ) فهذه المصادر كلّها مبتدأة مبنيّ عليها ما بعدها ، والمعنى فيهن أنّك
ابتدأت شيئا قد ثبت عندك ، وفيها ذلك المعنى ـ أي معنى الدعاء ـ كما أنّ «رحمة
الله عليه» فيه معنى «رحمهالله» ـ وهو الدّعاء ـ.
كما أنّهم لم
يجعلوا «سقيا ورعيا» بمنزلة هذه المصادر المرفوعة ، ومثل الرّفع (طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ).
وأمّا قوله
تعالى جدّه : (فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ
لِلْمُكَذِّبِينَ) و (وَيْلٌ
لِلْمُطَفِّفِينَ). فإنّه لا ينبغي أن تقول إنّه دعاء ههنا ، لأنّ الكلام
بذلك قبيح فكأنه ـ والله أعلم ـ قيل لهم : ويل للمطففين ، وويل يومئذ للمكذبين ،
أي هؤلاء ممّن وجب هذا القول لهم ، لأنّ هذا الكلام إنّما يقال لصاحب الشّر
والهلكة ، فقيل : هؤلاء ممّن دخل في الشّرّ والهلكة ووجب لهم هذا. ومن هذا الباب «فداء
لك أبي وأمي».
وبعض العرب
يقول : «ويلا له» و «عولة لك» ويجريها مجرى خيبة ، والرّفع أكثر في كلامهم.
١٠ ـ المصادر
المحلّاة بأل والتي يختار فيها الابتداء :
وذلك قولك :
الحمد لله ، والعجب لك ، والويل لك ، والتّراب لك ، والخيبة لك.
وإنّما
استحبّوا الرفع فيه لأنّه صار معرفة فقوي في الابتداء. وأحسنه إذا اجتمع نكرة
ومعرفة أن يبتدىء بالأعرف.
وليس كلّ مصدر
يصلح للابتداء ، كما أنّه ليس كلّ مصدر يدخل فيه الألف واللّام من هذا الباب ، لو
قلت : السّقي لك والرّعي لك ، لم يجز ـ أي إلّا سقيا ورعيا ـ ومن العرب من ينصب
بالألف واللام من ذلك قولك : الحمد لله فينصبها عامّة بني تميم وناس من العرب
كثير.
يقول سيبويه :
وسمعنا العرب الموثوق
__________________
بهم يقولون : «التّراب لك» و «العجب لك» وتفسير كتفسيره حيث كان نكرة.
المفعول معه :
١ ـ تعريفه :
هو : اسم فضلة
مسبوق بواو بمعنى «مع» تالية لجملة ذات فعل ، أو اسم فيه معنى الفعل وحروفه ،
مذكور لبيان ما فعل الفعل بمقارنته نحو «دع الظّالم والأيّام» و «أنا سائر وساحل
البحر».
وتقول : «امرأ
ونفسه» والمعنى : دع امرأ ونفسه : مفعول معه ، ونحو «لو تركت النّاقة وفصيلها
لرضعها». وإنّما أردت : ولو تركت النّاقة مع فصيلها ، فالفصيل مفعول معه.
وواو المعيّة ـ
عند سيبويه ـ تعمل في الاسم ولا تعطف على الضمير قبلها ومثل ذلك : «ما زلت وزيدا
حتى فعل» وقال كعب بن جعيل :
وكان وإيّاها
كحرّان لم يفق
|
|
عن الماء إذ
لاقاه حتى تقدّدا
|
ولا يجوز
تقدّمه على عامله ، فلا تقول «وضفّة النّهر سرت».
٢ ـ الرفع بعد
أنت وكيف وما الاستفهامية :
تقول : «أنت
وشأنك» و «كيف أنت وزيد» و «ما أنت وخالد» يعملن فيما كان معناه مع ـ بالرفع ،
ويحمل على المبتدأ ، ألا ترى أنّك تقول : «ما أنت وما زيد» فيحسن ، ولو قلت : «ما
صنعت وما زيدا» لم يحس ولم يستقم ، وزعموا أنّ ناسا يقولون : «كيف أنت وزيدا» و «ما
أنت وزيدا» وهو قليل في كلام العرب ، ولم يحملوا الكلام على ما ولا كيف ، ولكنّهم
حملوه على الفعل. وعلى النّصب أنشد بعضهم ـ وهو أسامة بن الحارث الهذلي :
فما أنا
والسّير في متلف
|
|
يبرّح
بالذّكر الضّابط
|
على تأويل : ما
كنت ، لم يحملوا الكلام على ما ولا كيف ، ولكنهم حملوه على الفعل ، ومثله قولك : «كيف
أنت وقصعة من ثريد» التقدير عند من نصب : كيف تكون وقصعة من ثريد. «وكيف أنت وزيدا»
قدّروه : ما كنت وزيدا.
وزعموا أنّ
الرّاعي كان ينشد هذا البيت نصبا :
أزمان قومي
والجماعة كالذي
|
|
منع الرّحالة
أن تميل مميلا
|
وقدّروه :
أزمان كان قومي والجماعة ،
__________________
وزعم أبو الخطّاب أنّه سمع بعض العرب الموثوق بهم ينشد هذا البيت نصبا :
أتوعدني
بقومك يا ابن حجل
|
|
أشابات
يخالون العبادا
|
بما جمعت من
حضن وعمرو
|
|
وما حضن
وعمرو والجيادا
|
والتّقدير
عندهم : وملابستها الجيادا.
ومنه قول مسكين
الدّارمي :
فما لك
والتلدّد حول نجد
|
|
وقد غصّت
تهامة بالرجال
|
٣ ـ حالات الاسم الواقع بعد «الواو»
:
للاسم الواقع
بعد الواو خمس حالات :
رجحان العطف ،
ورجحان المفعول معه ، وامتناع العطف ، وامتناع النّصب على المعيّة ، وامتناع
الاثنين ، وهاك تفصيلها : (الأولى) أن يكون العطف ممكنا بدون ضعف لا من جهة المعنى
، ولا من جهة اللفظ وحينئذ فالعطف أرجح من النّصب لأصالته نحو «أقبل الأستاذ
والتّلميذ» و «جئت أنا وأخي» ومنه قوله تعالى : (اسْكُنْ أَنْتَ
وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ).
(الثانية) أن
يكون في العطف ضعف إمّا من جهة المعنى نحو قوله :
فكونوا أنتم
وبني أبيكم
|
|
مكان
الكليتين من الطّحال
|
أو من جهة
اللفظ نحو «اذهب وصديقك إليه» لضعف العطف على ضمير الرفع بلا فصل فالنّصب راجح
فيهما.
(الثالثة) أن
يمتنع العطف ، ويتعيّن النّصب ، إمّا لمانع لفظي نحو : «ما شأنك وعليّا» لعدم صحّة
العطف على الضّمير المجرور. بدون إعادة الجار.
وإمّا لمانع
معنويّ نحو «حضر أحمد وطلوع الشّمس» لعدم مشاركة الطّلوع لأحمد في الحضور.
(الرّابعة) أن
يمتنع النّصب على المعيّة ويتعيّن العطف ، وذلك في نحو «أنت وشأنك» و «كلّ امرىء
وضيعته» ممّا لم يسبق الواو فيه جملة ، ونحو «تخاصم عليّ وإبراهيم» ممّا لم يقع
إلّا من
__________________
متعدّد ، ونحو «جاء محمّد وإبراهيم قبله» ممّا اشتمل على ما ينافي المعيّة.
(الخامسة) أن يمتنع
العطف والنّصب على المعيّة نحو قول :
إذا ما
الغانيات برزن يوما
|
|
وزجّجن
الحواجب والعيونا
|
وقوله :
علفتها تبنا
وماء باردا
|
|
حتى شتت
همّالة عيناها
|
فامتناع العطف
هنا لانتفاء مشاركة العيون للحواجب في التّزجيج ، لأنّ التّزجيج للحواجب فقط ،
وانتفاء مشاركة الماء للتّبن في العلف ، وأمّا امتناع النصب على المعيّة ،
فلانتفاء فائدة الإخبار بمصاحبتها في الأوّل ، وانتفاء المعيّة في الثاني ، وحينئذ
فإمّا أن يضمّن العامل فيهما معنى فعل آخر ، فيضمّن «زجّجن» معنى : زيّنّ ، و «علّفتها»
معنى : أنلتها ، وإمّا أن يقدّر فعل يناسبهما نحو : كحلن ، وسقيتها.
المقصور
وإعرابه : (= الإعراب ٤).
مكانك : اسم
فعل أمر بمعنى اثبت ، وهي كلمة وضعت على الوعيد كقوله تعالى : (مَكانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكاؤُكُمْ).
(انظر اسم
الفعل ٣).
الملحق
بالمثنّى : (= المثنى ٧).
الملحق بجمع المؤنث السّالم :
(انظر الجمع
بألف وتاء ٦ و ٧).
الملحق بجمع المذكّر السّالم :
(انظر جمع
المذكّر السالم ٨).
ممّا : تكون
مركّبة من «من» الجارّة ، و «ما» الزّائدة نحو : (مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ
أُغْرِقُوا) وقد تكون «ما» المتّصلة ب «من» مصدرية نحو «سررت ممّا
كتبت» أي من كتابتك ، أو من الذي كتبته فتكون «ما» موصولة وقد تأتي «ممّا» كلمة
واحدة ومعناها «ربّما» ومنه قول أبي حيّة النّميري :
وإنّا لممّا
نضرب الكبش ضربة
|
|
على رأسه
تلقي اللسان من الفم
|
وهذا ما قاله
سيبويه والمبرّد.
الممنوع من الصرف :
١ ـ تعريفه :
«الصّرف» : هو
التّنوين الدّالّ على أمكنيّة الاسم في باب الاسميّة. و «الممنوع من الصّرف» هو
الاسم المعرب الفاقد لهذا التنوين لمشابهته الفعل.
٢ ـ الممنوع من
الصّرف نوعان :
__________________
ما يمنع من الصّرف
لعلة واحدة ، وما يمنع من الصرف لعلّتين.
(أ) الممنوع من
الصرف لعلة واحدة : أنواع ثلاثة : ألف التأنيث المقصورة ، وألف التأنيث الممدودة ،
وصيغة منتهى الجموع وإليك التفصيل :
ألف التّأنيث
المقصورة ـ :
منها ما يمنع
من الصّرف في المعرفة والنكرة.
ومنها : ما لا
ينصرف إلّا بالمعرفة.
أمّا الأوّل
فنحو : حبلى وحبارى ، وجمزى ودفلى ، وشروى وغضبى ، وبهمى ، وجميع هذه الأمثلة ألفها للتأنيث ،
وكلها نكرة ، ومثل «رضوى» معرفة وذلك أنّهم أرادوا أن يفرّقوا بين الألف التي هي
للتّأنيث ، كما قدّمنا من الأمثلة ، وبين الألف التي هي للإلحاق ، وهي التي تلحق
ما كان من بنات الثّلاثة ببنات الأربعة.
فنحو ذفرى اختلف فيها العرب ، فأكثرهم صرفها لأنّهم جعلوا ألفها
للإلحاق ، فيقولون : هذي ذفرى أسيلة فيصرفها وبعضهم يقول : هذه ذفرى أسيلة فيمنعها
من الصرف.
وأمّا مثل معزى
فألفها للإلحاق ، فليس فيها إلّا لغة واحدة ، تنوّن في النّكرة ، وتمنع في
المعرفة.
ألف التأنيث
الممدودة :
تمنع من الصرف
في النّكرة والمعرفة ، وذلك نحو : حمراء ، وصفراء ، وخضراء ، وصحراء ، وطرفاء ، ونفساء وعشراء ، وقوباء وفقهاء ، وسابياء ، وحاوياء ، وكبرياء ومثله أيضا : عاشوراء. ومنه أيضا : أصدقاء
وأصفياء ، ومنه : زمكّاء ، وبروكاء ، وبراكاء ، ودبوقاء ، وخنفساء وعنظباء
وعقرباء ، وزكرياء.
قد جاءت في هذه
الأبنية كلّها للتأنيث أمّا نحو علباء وحرباء فإنّما جاءت فيهما الزائدتان الألف
والهمزة لتلحقا علباء وحرباء بسرداج وسربال ، ولذلك صرفا ، ومن العرب من يقول :
هذا قوباء ، وذلك لأنّهم ألحقوه ببناء فسطاط.
الجمع الموازن
ل «مفاعل ، أو فواعل أو مفاعيل» مما يمنع من الصرف لعلة واحدة هذه الأوزان :
__________________
فالأوّل ك «دراهم»
و «مساجد» و «شوامخ» بكسر ما بعد الألف لفظا و «دوابّ» و «مداري» بكسر ما بعد
الألف تقديرا إذ أصلهما «دوابب ومداري».
والثاني ك «مصابيح
ودنانير وتواريخ» ، فيما ثالثه ألف ، بعدها ثلاثة أحرف أوسطها ساكن.
وإذا كان «مفاعل»
منقوصا فقد تبدل كسرته فتحة فتنقلب ياؤه ألفا ، فلا ينوّن بحال اتّفاقا ، ويقدّر
إعرابه في الألف ك «عذارى» جمع عذراء ، و «مدارى» جمع مدرى .
والغالب أن
تبقى كسرته ، فإذا خلا من «أل والإضافة» أجري في حالتي الرفع والجرّ مجرى : «قاض
وسار» من المنقوص المنصرف في حذف يائه ، وثبوت تنوينه ، مثل «جوار وغواش» قال
تعالى : (وَمِنْ فَوْقِهِمْ
غَواشٍ) وقال : (وَالْفَجْرِ وَلَيالٍ).
أمّا في النصب
فيجري مجرى : «دراهم» في ظهور الفتحة على الياء في آخره من غير تنوين نحو : «رأيت
جواري» قال الله تعالى : (سِيرُوا فِيها
لَيالِيَ).
وما كان على
وزن «مفاعل أو مفاعيل» مفردا ك : «سراويل» و «شراحيل» ومثله : «كشاجم» فممنوع من الصرف أيضا.
(ب) الممنوع من
الصرف لعلّتين :
الممنوع من
الصرف لعلّتين نوعان :
(أحدهما) ما
يمتنع صرفه نكرة ومعرفة وهو ما وضع «صفة».
(الثاني) ما
يمنع من الصرف معرفة ، ويصرف نكرة وهو ما وضع «علما».
فالأول :
الصّفة وما يصحبها من علل :
تصحب الصّفة
إحدى ثلاث علل : «زيادة ألف ونون في آخره» و «موازن لأفعل» أو «معدول» وهاك
تفصيلها :
(١) الصفة
وزيادة الألف والنون : يشترط في هذه الصّفة المزيدة بألف ونون : ألّا يقبل مؤنّثها
التاء الدّالّة على التأنيث إمّا لأنّ مؤنّثه على وزن «فعلى» ك : «سكران وغضبان
وعطشان وعجلان» وأشباهها. فإنّ مؤنّثاتها «سكرى وغضبى وعطشى» أو لكونه لا مؤنّث له
أصلا ك «لحيان» لكبير اللّحية ، أمّا ما أتى على «فعلان» الذي مؤنّثه «فعلانة» ك :
«ندمان» ومؤنثه «ندمانة» فلا يمنع من الصّرف.
__________________
(٢) وصف أفعل
إذا كان نكرة أو معرفة لم ينصرف في معرفة ولا نكرة ، وذلك لأنّها أشبهت الأفعال :
مثل : أذهب وأعلم.
وإنما لم ينصرف
إذا كان صفة وهو نكرة فذلك لأنّ الصّفات أقرب إلى الأفعال ، فاستثقلوا التّنوين
فيه كما استثقلوه في الأفعال ، وذلك نحو :
أخضر ، وأحمر ،
وأسود وأبيض ، وآدر.
فإذا صغّرته
قلت : أخيضر وأحيمر ، وأسيود ، فهو على حاله قبل أن تصغّره من قبل أن الزيادة التي
أشبه بها الفعل ثابتة مع بناء الكلمة ، وأشبه هذا مع الفعل : ما أميلح زيدا.
(٣) أفعل إذا
كان اسما
فما كان من
الأسماء أفعل ، فنحو : أفكل وأزمل وأيدع ، وأربع ، لا تنصرف في المعرفة ، لأن المعارف أثقل ،
وانصرفت في النّكرة لبعدها من الأفعال ، وتركوا صرفها في المعرفة حيث أشبهت الفعل
، لثقل المعرفة عندهم. وأمّا أوّل فهو على أفعل ، يدلّك على أنّه غير مصروف قولهم
: هو أوّل منه ، ومررت بأوّل منك ويشترط في الصّفة على وزن «أفعل» ألّا يقبل التاء
، إمّا لأن مؤنّثه فعلاء ك أحمر وحمراء. أو «فعلى» ك «أفضل وفضلى» أو لكونه لا
مؤنّث له مثل «آدر» للمنتفخ الخصية.
أما إن كان وزن
أفعل مما يقبل التاء فلا يمنع من الصرف كرجل أرمل وامرأة أرملة.
وألفاظ «أبطح
وأجرع وأبرق وأدهم وأسود وأرقم» لا تصرف في معرفة ولا نكرة لم تختلف في ذلك العرب كما
يقول سيبويه لأنّها في الأصل وضعت صفات ، والاسميّة طارئة عليها.
أمّا ألفاظ «أجدل»
اسم للصّقر و «أخيل» لطائر ذي خيلان . و «أفعى» فهي مصروفة في لغة الأكثر ، لأنها أسماء في
الأصل والحال.
__________________
(٣) الصّفة
والعدل :
الوصف ذو العدل
نوعان :
(أحدهما) موازن
«فعال» و «مفعل» من الواحد إلى العشرة ، وهي معدولة عن ألفاظ العدد والأصول مكررة
، فأصل «جاء القوم أحاد» أي جاؤوا واحدا واحدا ، فعدل عن «واحد واحد» إلى «أحاد»
اختصارا وتخفيفا ، وكذا الباقي.
ولا تستعمل هذه
الألفاظ إلّا نعوتا نحو : (أُولِي أَجْنِحَةٍ
مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ).
أو أحوالا نحو
: (فَانْكِحُوا ما طابَ
لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ).
أو أخبارا نحو «صلاة
اللّيل مثنى مثنى» والتّكرار هنا لقصد التّوكيد ، لا لإفادة التّكرير ، إذ لو
اقتصر على واحد وفّى بالمقصود.
(النوع الثاني)
لفظ «أخر» في نحو «مررت بنسوة أخر» فهي جمع «أخرى» أنثى آخر ، بمعنى مغاير ، وقياس
«آخر» من باب اسم التّفضيل أن يكون مفردا مذكّرا مطلقا ، في حال تجرّده من أل
والإضافة ، فكان القياس أن يقال : «مررت بامرأة آخر» و «برجلين
آخر» و «برجال آخر» و «بنساء آخر». ولكنّهم قالوا : «أخرى» و «أخر» و «آخرون» و «آخران»
ففي التّنزيل : (فَتُذَكِّرَ
إِحْداهُمَا الْأُخْرى)(فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) ، (وَآخَرُونَ
اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ)(فَآخَرانِ يَقُومانِ مَقامَهُما) فكلّ من هذه الأمثلة صفة ومعدولة عن آخر.
وإنما خصّ
النّحاة «أخر» بالذكر ، لأنّ «آخرون» و «آخران» يعربان بالحروف وأمّا «آخر» فلا
عدل فيه وامتنع من الصرف للوصف والوزن وأمّا «أخرى» ففيها ألف التّأنيث فبها منعت
من الصّرف.
فإن كانت «أخرى»
بمعنى آخرة ، وهي المقابلة للأولى نحو : (قالَتْ أُولاهُمْ
لِأُخْراهُمْ) جمعت على «أخر» مصروفا ، لأنّه غير معدول ، ولأنّ
مذكّرها «آخر» بكسر الخاء مقابل أوّل بدليل قوله تعالى : (وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى) أي الآخرة بدليل (ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ
النَّشْأَةَ
__________________
الْآخِرَةَ) فليست «أخرى» بمعنى آخرة من باب اسم التّفضيل.
٤ ـ ما سمّي به
من الوصف :
وإذا سمّي بشيء
من هذه الأنواع الثلاثة : الوصف المزيد بألف ونون ، والوصف الموازن للفعل ، والوصف
المعدول ، بقي على منع الصرف ، لأنّ الصفة لما ذهبت بالتّسمية خلفتها العلميّة.
٥ ـ العلم وما
يصحبه من علل :
النوع الثاني
لا ينصرف معرفة وينصرف نكرة وهو سبعة :
(١) العلم
المركّب تركيب المزج.
(٢) العلم ذو
الزيادتين ، الألف والنون.
(٣) العلم
المؤنّث.
(٤) العلم
الأعجمي.
(٥) العلم
الموازن للفعل.
(٦) العلم
المختوم بألف الإلحاق.
(٧) المعرفة
المعدولة. ودونك تفصيلها :
(١) العلم
المركّب تركيب مزج ك : «أزدشير» و «قاضيخان» و «بعلبكّ» و «حضرموت» ونحو «عيضموز»
، و «عنتريس» ، و «رام هرمز» ، و «مار سرجس». الأصل فيه أن يعرب إعراب ما لا
ينصرف.
يقول جرير :
لقيتم بالجزيرة خيل قيس
|
|
فقلتم مار
سرجس لا قتالا
|
وقد يضاف أوّل
جزأيه إلى ثانيهما تشبيها ب «عبد الله» فيعرب الأوّل بحسب العوامل ، ويجرّ الثاني
بالإضافة وقد يبنى الجزآن على الفتح تشبيها ب : «خمسة عشر».
وإن كان آخر
الجزء الأوّل معتلّا ك «معدي كرب» و «قالي قلا» وجب سكونه مطلقا ، وتقدّر فيه
الحركات الثلاث ، ولا تظهر فيه الفتحة.
(٢) العلم ذو
الزيادتين : العلم ذو الزّيادتين : هو العلم المختوم «بألف ونون» مزيدتين نحو «حسّان»
و «غطفان» و «أصبهان» و «عريان» ، و «سرحان» ، و «إنسان» ، و «ضيعان» ، و «رمضان»
فهذه الألفاظ وأشباهها ممنوعة من الصرف اتّفاقا لأنّ الألف والنون فيها زيدتا معا .
فإن كانتا
أصليّتين صرف العلم كما إذا سمّيت «طحّان» أو «سمّان» من
__________________
الطّحن والسّمن وما احتملت النون فيه الزيادة والأصالة ففيه وجهان الصّرف
وعدمه ك «حسّان» فإن أخذته من «الحسّ» كانت النون زائدة ، فمنع من الصرف ، وإن
أخذته من «الحسن» كانت النون أصلية فصرف.
و «أبان» علما
الأكثر أنه ممنوع من الصرف.
ونحو «أصيلال»
مسمى به ، ممنوع من الصرف ، وأصله «أصيلان» تصغير أصيل على غير قياس.
(٣) العلم
المؤنث :
يتحتّم ـ في
العلم المؤنّث ـ منعه من الصرف :
(١) إذا كان
بالتّاء مطلقا : ك «فاطمة» و «طلحة».
(٢) أو زائدا
على الثلاث بغير تاء التأنيث ك «زينب».
(٣) أو ثلاثيّا
محرّك الوسط ك : «سقر» و «لظى».
(٤) أو ثلاثيا
أعجميّا ساكن الوسط : ك «حمص» و «مصر» إذا قصد به بلد بعينه . و «ماه وجور» علم بلدتين.
(٥) أو ثلاثيّا
منقولا من المذكّر إلى المؤنّث ك «بكر» اسم امرأة.
(٦) أو مذكّرا
سميته بمؤنّث على أربعة أحرف فصاعدا لم ينصرف فمن ذلك عناق وعقاب وعقرب إذا سميت
به مذكّرا.
(٧) ويجوز في
نحو «هند ودعد» من الثّلاثي السّاكن الوسط إذا لم يكن : أعجميّا ، ولا مذكّر الأصل
: الصّرف ومنعه ، وهو أولى لتحقّق السببين العلميّة والتأنيث ، وقد جاء بالصرف وعدمه
قول الشاعر :
لم تتلفّع
بفضل مئزرها
|
|
دعد ولم تغذ
دعد في العلب
|
(٨) أسماء القبائل والأحياء وما
يضاف إلى الأب أو الأم.
أمّا ما يضاف
إلى الآباء والأمّهات فنحو قولك : هذه بنو تميم ، وهذه بنو سلول ، ونحو ذلك فإذا
قلت : هذه تميم ، وهذه أسد ، وهذه سلول. فإنما تريد ذلك المعنى ، كل هذا على الصرف
، فإن جعلت تميما وأسدا اسم قبيلة في الموضعين جميعا لم تصرفه ، والدّليل على ذلك
قول الشاعر :
نبا الخزّ عن
روح وأنكر جلده
|
|
وعجّت عجيجا
من جذام المطارف
|
__________________
وقال الأخطل :
فإن تبخل
سدوس بدرهميها
|
|
فإنّ الريح
طيّبة قبول
|
فإذا قلت : هذه
سدوس بعدم الصرف فأكثرهم يجعله اسما للقبيلة ، وإذا قلت : هذه تميم بالصرف فأكثرهم
يجعله اسما للأب.
(٤) العلم
الأعجمي :
يمنع «العلم
الأعجمي» من الصرف إن كانت علميته في اللغة الأعجميّة ، وزاد على
ثلاثة ك «إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ، ويعقوب ، وهرمز ، وفيروز وقارون ، وفرعون ،
وبطليموس» وما أشبهها من كلّ اسم غير عربيّ ، حتى إذا صغّرت اسما من هذه الأسماء
فهو على عجمته ، فإن كان ثلاثيا صرف ، نحو «نوح ولوط» بخلاف الأعجمي المؤنّث كما مرّ ، وإذا سمّي بنحو «لجام
، وفرند» صرف وإن كان أعجميّ الأصل لحدوث علميّته.
(٥) العلم
الموازن للفعل :
المعتبر في
العلم الموازن للفعل أنواع :
(أحدها) الوزن
الذي يخصّ الفعل ك : «أفكل ، وأزمل ، وأيدع» ومثل ذلك : «خضم» علم لمكان و «شمّر» علم لفرس و «دئل» اسم لقبيلة ، وك «انطلق واستخرج وتقاتل» إذا سمّيت بها.
__________________
(الثاني) الوزن
الذي الفعل به أولى لكونه غالبا فيه ك «إثمد» بكسر الهمزة والميم ، حجر الكحل ، و
«إصبع» واحدة الأصابع و «أبلم» خوص المقل ، إذا كانت أعلاما فـ «إثمد» على وزن «اجلس» فعل الأمر
من جلس و «إصبع» على وزن «اذهب» و «أبلم» على وزن «اكتب» فهذه الموازن في الفعل
أكثر.
(الثالث) الوزن
الذي به الفعل أولى لكونه مبدوءا بزيادة تدلّ على معنى في الفعل ، ولا تدلّ على
معنى في الاسم نحو «أفكل» وهي الرّعدة ، و «أكلب» جمع كلب ، فالهمزة فيهما لا تدلّ
على معنى ، وهي في موازنهما من الفعل دالّة على المتكلّم في نحو «أذهب» و «أكتب»
فالمفتتح بالهمزة من الأفعال أصل للمفتتح بها من الأسماء.
ثمّ لا بدّ من
كون الوزن «لازما باقيا ، غير مخالف لطريقة الفعل» . ولا يؤثّر وزن هو بالاسم أولى ك : «فاعل» نحو «كاهل»
علما فإنه وإن وجد في الفعل ك «ضارب» أمرا من الضرب ، إلّا أنّه في الاسم أولى
لكونه فيه أكثر ، ولا يؤثر وزن هو فيهما على السواء ، نحو «فعل» مثل : «شجر» و «ضرب»
و «فعلل» مثل «جعفر ودحرج».
قال سيبويه ما
ملخصه :
وما يشبه الفعل
المضارع فمثل اليرمع واليعمل ، ومثل أكلب ، وذلك أنّ يرمعا مثل يذهب ، وأكلب
مثل أدخل ، ألا ترى أنّ العرب لم تصرف : أعصر ولغة لبعض العرب : يعصر ، لا يصرفونه
أيضا. وكلّ هذا يمنع من الصّرف إذا كان علما ، ويصرف إذا كان نكرة.
__________________
ومما لا ينصرف
لأنّه يشبه الفعل : تنضب ، فإن التاء زائدة ، لأنه ليس في الكلام شيء على أربعة
أحرف ليس أوّله زائدا من هذا البناء.
وكذلك : التدرأ
، إنما هو من درأت ، وكذلك التّتفل.
وكذلك رجل يسمى
: تألب لأنّه وزن تفعل.
وإذا سميت رجلا
بإثمد لم تصرفه ، لأنه يشبه إضرب ، وإذا سميت رجلا بإصبع لم تصرفه ، لأنّه يشبه
إصنع ، وإن سمّيته بأبلم لم تصرفه لأنه يشبه اقتل.
وإنّما صارت
هذه الأسماء ممنوعة من الصّرف لأن العرب كأنّهم ليس أصل الأسماء عندهم على أن تكون
في أولها : الزوائد وتكون على هذا البناء. ألا ترى أنّ تفعل ويفعل في الأسماء قليل
، وكان هذا البناء إنما هو في الأصل للفعل.
٦ ـ العلم
المختوم بألف الإلحاق :
كل ما كان ك «علقى»
و «أرطى» علمين يمنع من الصّرف ، والمانع لهما من الصرف العلمية
وشبه ألف الإلحاق بألف التأنيث ، وأنهما ملحقان ب «جعفر».
٧ ـ المعرفة
المعدولة :
المعرفة
المعدولة خمسة أنواع :
(أحدها) «فعل»
في التوكيد وهي «جمع وكتع وبصع وبتع» .
فإنها على
الصحيح معارف بنيّة الإضافة إلى ضمير المؤكّد ، فشابهت بذلك العلم ، وهي ـ أي :
فعل ـ معدولة عن فعلاوات ، فإن مفرداتها «جمعاء وكتعاء وبصعاء وتبعاء» وقياس «فعلاء»
إذا كان اسما أن يجمع على «فعلاوات» كصحراء وصحراوات.
(الثاني) «سحر»
إذا أريد به سحر يوم بعينه ، واستعمل ظرفا مجرّدا من أل والإضافة ك «جئت يوم
الجمعة سحر» فإنّه معرفة معدولة عن السّحر. ومثله : غدوة وبكرة إذا جعلت كلّ واحدة
منهما اسما للحين.
(الثالث) «فعل»
علما لمذكر إذا سمع ممنوعا للصرف ، وليس فيه علّة ظاهرة غير العلمية ك : «زفر وعمر»
فإنهم قدّروه معدولا عن فاعل غالبا ، لأنّ
__________________
العلميّة لا تستقلّ بمنع الصّرف ، مع أنّ صيغة فعل كثر فيها العدل ك «غدر» و
«فسق» معدولان عن غادر وفاسق ، وك «جمع وكتع» معدولان عن جمعاوات وكتعاوات.
أمّا ما ورد
غير علم من «فعل» جمعا ك «غرف» و «قرب» أو اسم جنس ك «صرد» أو صفة ك : «حطم» أو
مصدرا ك «هدى» فهي مصروفة اتّفاقا.
(الرابع) «فعال»
علما لمؤنّث ك «حذام» و «قطام» في لغة تميم للعلميّة والعدل عن «فاعلة» فإن ختم
بالراء ك «سقار» اسما لماء ، و «وبار» اسما لقبيلة ، بنوه على الكسر.
وأهل الحجاز
يبنون الباب كلّه على الكسر تشبيها له ب «نزال» في التّعريف والعدل والتّأنيث
والوزن كقول لجيم بن صعب في امرأته حذام :
إذا قالت
حذام فصدّقوها
|
|
فإنّ القول
ما قالت حذام
|
(الخامس) أمس مرادا به اليوم الذي
قبل يومك ، ولم يضف ، ولم يقترن بالألف واللّام ، ولم يقع ظرفا ، فإنّ بعض بني
تميم يمنع صرفه في أحوال الإعراب الثّلاثة ، لأنّه معدول عن «الأمس» ، فيقولون «مضى
أمس» بالرفع من غير تنوين ، و «شاهدت أمس» و «ما رأيت خالدا مذ أمس» بالفتح فيهما
ومنه قول الشاعر :
لقد رأيت
عجبا مذ أمسا
|
|
عجائزا مثل
السّعالي خمسا
|
وجمهور بني
تميم يخصّ حالة الرفع بالمنع من الصرف ، كقول الشاعر :
اعتصم
بالرّجاء إن عنّ يأس
|
|
وتناس الذي
تضمّن أمس
|
ويبنيه على
الكسر في حالتي النصب والجر.
والحجازيّون
يبنونه على الكسر مطلقا في الرّفع والنصب والجر ، متضمّنا معنى اللّام المعرّفة ،
قال أسقفّ نجران :
اليوم أعلم
ما يجيء به
|
|
ومضى بفصل
قضائه أمس
|
«فأمس» فاعل مضى ، وهو مكسور ، وإن
أردت ب «أمس» يوما من الأيام الماضية مبهما ، أو عرّفته بالإضافة أو بأل ، فهو
معرب إجماعا ، وإن استعملت «أمس» المجرّد ـ المراد به معيّن ـ ظرفا ، فهو مبنيّ
إجماعا.
٨ ـ صرف
الممنوع من الصرف :
قد يعرض الصرف
للممنوع من الصرف لأحد أربعة أسباب :
(١) أن يكون
أحد سببيه العلميّة ثم ينكّر فتزول منه العلميّة ، تقول «ربّ» فاطمة ، وعمران ،
وعمر ، ويزيد ،
وإبراهيم ، ومعدي كرب ، وأرطى ، لقيتهم» بالجر والتنوين.
(٢) التّصغير
المزيل لأحد السّببين ك «حميد وعمير» في تصغيري «أحمد وعمر» فإنّ الوزن والعدل
زالا بالتّصغير ، فيصرفان لزوال أحد السببين ، وعكس ذلك نحو «تحلىء» علما ، وهو
القشر الذي على وجه الأديم ممّا يلي منبت الشّعر ، فإنّه ينصرف مكبّرا ، ويمنع من
الصّرف مصغّرا لاستكمال العلتين بالتصغير ، وهما العلمية والوزن ، فإنّه يقال في
تصغيره «تحيلىء» فهو على زنة «تدحرج».
(٣) إرادة
التناسب كقراءة نافع والكسائي سلاسلا لمناسبة (أَغْلالاً) وقواريرا لمناسبة رؤوس الآي ، وقراءة الأعمش ولا يغوثا
ويعوقا لتناسب (وَدًّا وَلا سُواعاً).
(٤) الضّرورة
إمّا بالكسرة كقول النّابغة :
إذا ما غزا
بالجيش حلّق فوقهم
|
|
عصائب طير
تهتدي بعصائب
|
والأصل :
بعصائب بفتح الباء نيابة عن الكسرة لأنّه من منتهى الجموع ، وكسر للضرورة أو
بالتنوين كقول امرىء القيس :
ويوم دخلت
الخدر خدر «عنيزة»
|
|
فقالت لك
الويلات إنّك مرجلي
|
الأصل : عنيزة
، وللضّرورة كسر ونوّن.
٩ ـ المنقوص
الذي نظيره من الصحيح ممنوع من الصرف :
كلّ منقوص كان
نظيره من الصّحيح الآخر ممنوعا من الصرف ، سواء أكانت إحدى علّتيه العلميّة أم
الوصفيّة ، يعامل معاملة «جوار» في أنّه ينوّن في الرّفع والجرّ تنوين العوض وينصب
بفتحة من غير تنوين ، فالأول نحو «قاض» علم امرأة ، فإنّ نظيره من الصحيح «كامل»
علم امرأة ، وهو ممنوع للعلمية والتّأنيث ، فقاض كذلك ،.
والثاني : نحو «أعيم»
وصفا تصغير أعمى ، فإنّه غير منصرف للوصف والوزن ، إذ هو على وزن : «أدحرج» فتقول
: «هذا أعيم» و «رأيت أعيمى» والتّنوين فيه عوض عن الياء المحذوفة.
١٠ ـ إعراب
الممنوع من الصرف :
كلّ ما مرّ من
أنواع الممنوع من الصّرف يرفع بالضّمة من غير تنوين وينصب بالفتحة من غير تنوين ،
ويجرّ
__________________
بالفتحة أيضا نيابة عن الكسرة من غير تنوين ، إلّا إن أضيف نحو : (فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) أو دخلته «أل» معرفة كانت نحو : (وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ). أو موصولة كأل في «وهنّ الشّافيات الحوائم» أو زائدة
كقول ابن ميّادة يمدح الوليد بن يزيد :
رأيت الوليد
بن «اليزيد» مباركا
|
|
شديدا بأعباء
الخلافة كاهله
|
بخفض اليزيد
لدخول «ال» الزّائدة عليه ـ فإنه يعرب بالضمّة رفعا وبالفتحة نصبا وبالكسرة جرّا.
من
الاستفهاميّة : نحو : (مَنْ بَعَثَنا مِنْ
مَرْقَدِنا). وإذا قيل : «من يفعل هذا إلّا زيد» فهي «من»
الاستفهاميّة أشربت معنى النّفي ، ومنه : (وَمَنْ يَغْفِرُ
الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ). وإذا دخل عليها حرف الجر لم يغيّرها ، تقول «بمن تمرّ؟».
وإذا قيل :
رأيت زيدا ، فتقول مستفهما : من زيدا؟ وإذا قيل مررت بزيد ، تقول : من زيد؟ وإذا
قيل : هذا عبد الله تقول : من عبد الله؟ وهذا قول أهل الحجاز حملوه على الحكاية ،
يقول سيبويه : وسمعت عربيّا مرّة يقول لرجل سأله : أليس قرشيّا فقال : ليس بقرشيّا
، وأمّا بنو تميم فيرفعونه على كلّ حال ، يقول سيبويه : وهو أقيس القولين.
من وتثنيتها وجمعها إذا كنت مستفهما عن نكرة :
تثنّى «من»
الاستفهامية ، وذلك إذا كنت مستفهما عن نكرة ، تقول : «رأيت رجلين» فتقول : منين؟
كما تقول : أيّين؟ وأتاني رجلان ، فتقول : منان؟ ، وأتاني رجال فتقول : منون؟ وإذا
قلت : رأيت رجالا ، فتقول : منين؟ كما تقول : أيّين. وإذا قال : رأيت امرأة ، قلت :
منه؟ كما تقول : أيّة. وإن قال : رأيت امرأتين ، قلت : منين؟ كما قلت : أيّتين ،
فإن قال : رأيت نساء ، قلت : منات؟ كما قلت : أيّات. إلّا أنّ الواحد يخالف أيّا
في موضع الجرّ والرّفع ، وذلك قولك «أتاني رجل» فتقول : منو؟ وتقول : مررت برجل ،
فتقول : مني؟.
من
: من أدوات الجزاء ، ولا تكون إلا للعاقل نحو قوله تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ
يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً) فإن أردت بها غير
__________________
العاقل لم يصح وقد يدخل عليها حرف الجرّ فلا يغيرها عن الجزاء نحو : «بمن
تؤخذ أوخذ به.
وقد تكون «من» الجزائية بمعنى الذي إذا قصدت بها ذلك ، حينئذ يرتفع ما
بعدها نحو «من يأتيني آتيه» كما يقول سيبويه وعلى ذلك قول الفرزدق :
ومن يميل
أمال السيف ذروته
|
|
حيث التقى من
حفافي رأسه الشعر
|
من الموصولة :
وهي في الأصل للعاقل نحو : (وَمَنْ عِنْدَهُ
عِلْمُ الْكِتابِ).
وقد تكون لغير
العاقل في ثلاث مسائل :
(إحداها) أن
ينزّل غير العاقل منزلة العاقل نحو قوله تعالى : (وَمَنْ أَضَلُّ
مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ
الْقِيامَةِ) وقول امرىء القيس :
ألاعم صباحا
أيّها الطّلل البالي
|
|
وهل يعمن من
كان في العصر الخالي
|
فأوقع «من» على
الطّلل وهو غير عاقل ، فدعاء الأصنام في الآية ، ونداء الطّلل سوّغ استعمال «من»
إذ لا يدعى ولا ينادى إلّا العاقل.
(الثانية) أن
يجتمع مع العاقل فيما وقعت عليه «من» نحو قوله تعالى : (أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ) لشموله الآدميّين والملائكة والأصنام ، ونحو قوله تعالى
: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ
اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ).
(الثالثة) أن
يقترن بالعاقل في عموم فصل ب «من» الموصولة ، نحو : (وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ
دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ
يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ) فأوقع «من» على غير العاقل لمّا اختلط بالعاقل. وقد
يراد ب «من» الموصولة المفرد والمثنّى والجمع المذكّر والمؤنّث ، فمن ذلك في الجمع
قوله عزوجل : (وَمِنْهُمْ مَنْ
يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ) وقال الفرزدق في الاثنين :
تعش فإن
عاهدتني لا تخونني
|
|
نكن مثل من
يا ذئب يصطحبان
|
وفي المؤنث قرأ
بعضهم : ومن
__________________
تقنت منكن لله ورسوله .
أما المفرد
المذكر فكثير.
من النّكرة
الموصوفة : وتدخل عليها «ربّ» دليلا على أنّها نكرة وذلك في قول الشّاعر :
ربّ من أنضجت
غيظا قلبه
|
|
قد تمنى لي
موتا لم يطع
|
واستشهد سيبويه
على ذلك بقول عمرو بن قميئة :
يا ربّ من
يبغض أذوادنا
|
|
رحن على
بغضائه واغتدين
|
وظاهر في
البيتين أنها واقعة على الآدميّين ـ أي للعاقل ...
كما أنها وصفت
بالنّكرة في نحو قولهم «مررت بمن معجب لك». ومثالها قول الفرزدق :
إني وإيّاك
إذ حلّت بأرحلنا
|
|
كمن بواديه
بعد المحل ممطور
|
أي كشخص ممطور
بواديه.
من الجارّة : وهي
من حروف الجرّ ، وتجرّ الظّاهر والمضمر نحو : (وَمِنْكَ وَمِنْ
نُوحٍ) ، وزيادة «ما» بعدها لا تكفّها عن العمل ، نحو : (مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا) ولها خمسة عشر معنى نجتزىء منها بسبع :
(١) بيان الجنس
نحو : (يُحَلَّوْنَ فِيها
مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ).
(٢) التبعيض
نحو : (حَتَّى تُنْفِقُوا
مِمَّا تُحِبُّونَ).
(٣) ابتداء
الغاية «المكانيّة» نحو : (سُبْحانَ الَّذِي
أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) و «الزّمانيّة» نحو : (مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ
أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ) وقول النّابغة يصف السّيوف :
تخيّرن من
أزمان يوم حليمة
|
|
إلى اليوم قد
جرّبن كلّ التّجارب
|
(٤) الزّائدة ، وفائدتها : التوكيد
، أو التنصيص على العموم ، أو تأكيد التّنصيص عليه ، ولا تكون زائدة إلّا بشروط
ثلاثة :
(١) أن يسبقها
نفي ، أو نهي ، أو استفهام ب «هل».
__________________
(٢) أن يكون
مجرورها نكرة.
(٣) أن يكون
إمّا فاعلا نحو : (ما يَأْتِيهِمْ مِنْ
ذِكْرٍ) أو مفعولا نحو : (هَلْ تُحِسُّ
مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ) ، أو مبتدأ نحو : (هَلْ مِنْ خالِقٍ
غَيْرُ اللهِ).
(٤) البدل ،
نحو : (أَرَضِيتُمْ
بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ).
(٥) الظّرفيّة
، نحو : (ما ذا خَلَقُوا مِنَ
الْأَرْضِ) ونحو : (إِذا نُودِيَ
لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ).
(٦) التّعليل
نحو : (مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ
أُغْرِقُوا).
وإذا دخلت على «من»
الجارّة ياء المتكلم لزمها نون الوقاية لأنّ النّون من «من» لا تتحوّل عن سكونها
إلّا لضرورة التقاء السّاكنين فنون الوقاية تقي نون «من» من التحرّك وتدغم بنون
الوقاية فتقول : منّي.
من ثمّ : «ثمّ»
في الأصل موضوعة ظرفا للمكان البعيد ، أمّا هذا التعبير فمعناه : من أجل ذلك ،
والظّرفيّة المكانيّة هنا مراد بها المكان المجازيّ ولا تغيّر في إعرابها فـ «ثمّ»
ظرف مكان مبنيّ على الفتح في محلّ جر ب «من».
من ذا : (= ذا
٢).
المنادى : (=
النداء).
منح : من أخوات
أعطى وهي تنصب مفعولين ليس أصلها المبتدأ والخبر نحو «منحت» محمّدا دارا» ، (انظر
أعطى وأخواتها).
المنصوب على
التّعظيم والمدح : فالأوّل نحو قولك : «الحمد لله أهل الحمد» و «الملك لله أهل
الملك» و «الحمد لله الحميد هو» وأمّا على المدح فنحو قوله تعالى : (لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ
مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ
قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ) فلو كان كلّه رفعا كان جائزا.
ويصحّ فيما
ينتصب على التّعظيم أيضا النّعت لما قبله ، والقطع على الابتداء ،.
ونظير هذا
النّصب على المدح قول الخرنق بن هفّان :
__________________
لا يبعدن
قومي الذين هم
|
|
سّمّ العّداة
وآفة الجزر
|
النّازلين
بكلّ معترك
|
|
والطيّبون
معاقد الأزر
|
ورفع الطّيبين
لرفع سمّ العداة في البيت قبله ، وقال سيبويه : وزعم يونس أنّ من العرب من يقول :
النّازلون بكلّ معترك ، والطّيبين ـ أي أنه جعل الطيبين ـ هي المنصوبة على المدح.
ومثله قوله تعالى : (وَلكِنَّ الْبِرَّ
مَنْ آمَنَ بِاللهِ ...) إلى قوله سبحانه : (وَالْمُوفُونَ
بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ).
المنصوب على
الذّم والشّتم وما أشبههما : تقول : «أتاني زيد الفاسق الخبيث» لم يرد إلّا شتمه
بذلك ، وقرأ عاصم قوله تعالى : (وَامْرَأَتُهُ
حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) بنصب حمّالة على الذم ، والقراءات الأخرى برفع حمّالة
على الخبر لامرأته ، وقال عروة الصّعاليك العبسي :
سقوني الخمر
ثمّ تكنّفوني
|
|
عداة الله من
كذب وزور
|
وقال النابغة :
لعمري وما
عمري عليّ بهيّن
|
|
لقد نطقت
بطلا عليّ الأقارع
|
أقارع عوف لا
أحاول غيرها
|
|
وجوه قرود
تبتغي من تجادع
|
وقال الفرزدق :
كم عمّة لك
يا جرير وخالة
|
|
فدعاء قد
حلبت عليّ عشاري
|
شغّارة تقذ
الفصيل برجلها
|
|
فطّارة
لقوادم الأبكار
|
المنقوص
وإعرابه : (= الإعراب ٤).
مه : اسم فعل
أمر مبنيّ على السّكون ومعناه اكفف عمّا أنت فيه ، وإذا نوّنته فمعناه انكفف
انكفافا ما في وقت مّا.
وهي لازمة غير
متعدّية.
مهما الجازمة
لفعلين : هي اسم على أشهر الأقوال ، لأنّ الضمير عاد عليها في قوله تعالى : (مَهْما تَأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ
لِتَسْحَرَنا بِها) وهي ها من بها ، وهي بسيطة لا مركبة من مه وما
الشرطيّة.
(انظر جوازم
المضارع ٦).
__________________
المهموز من الأفعال :
١ ـ تعريفه :
هو ما كان أحد
حروفه الأصليّة همزة نحو «أخذ» و «سأل» و «قرأ».
٢ ـ حكمه :
المهموز
كالسّالم (انظر السالم من الأفعال) إلّا أنّ الأمر ممّا همزته في الأول بحذفها ،
فالأمر من «أخذ» و «أكل» : «خذ» و «كل» فتحذف همزته مطلقا وكذلك تحذف الهمزة في
الأمر إذا كانت وسطا فالأمر من «سأل» سل ، نحو قوله تعالى : (سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ).
ويجوز الحذف
وعدمه إذا سبقا بشيء نحو : «قلت له : مر أو أمر».
و «قلت له : سل
أو اسأل».
وأمّا المضارع
والأمر من : «رأى» فتحذف العين منهما تقول في المضارع «يرى» وفي الأمر «ره» بإلحاق
هاء السّكت لبقائه على حرف واحد.
وإذا توالى في
أوّله همزتان وسكّنت ثانيتهما تقلب الثّانية مدّا من جنس حركة الأولى نحو «آمنت
أومن» ونحو (إيلاف)
مهيم : كلمة
يستفهم بها ، أي ما حالك وما شأنك ، أو ما وراءك؟ أو أحدث لك شيء؟ ومنه الحديث :
أنّه رأى ـ أي رسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ على عبد الرحمن بن عوف وضرا من صفرة فقال : (مهيم) قال : تزوجت امرأة من
الأنصار على نواة من ذهب ، فقال : (أولم ولو بشاة) ، وهي كلمة يمانيّة ، وإعرابها
: اسم فعل أمر مبنيّ على السكون ؛ بمعنى أخبروني ، وليس في العربية على وزن مهيم
إلّا مريم.
الموصول : ضربان
:
(١) موصول
اسمي.
(٢) موصول
حرفي.
(انظر في
حرفهما).
الموصول الاسمي :
١ ـ تعريفه :
كلّ اسم افتقر
إلى الوصل بجملة خبريّة أو ظرف أو جارّ ومجرور تامّين ، أو وصف صريح ، وإلى عائد
أو خلفه.
٢ ـ الموصول
الاسميّ ضربان :
(١) نصّ في
معناه.
(٢) مشترك.
(١) الموصول
النص في معناه ثمانية وهي : «الّذي ، الّتي ، اللّذان ، اللّتان ، الألى ، الّذين
، اللّاتي ، اللّائي». ولكل منها كلام يخصه.
(انظر في
أحرفها).
(٢) الموصول
الاسمي المشترك ستّة
__________________
وهي «من ، ما ، أيّ ، أل ، ذو ، ذا» ولكل منها كلام يخصه. (انظر في أحرفها).
٣ ـ صلة
الموصول والعائد :
كلّ الموصولات
تفتقر إلى صلة متأخرّة عنها ، مشتملة على ضمير مطابق لها إفرادا وتثنية وجمعا وتذكيرا وتأنيثا ، والأكثر
مراعاة الخبر في الغيبة والحضور فتقول : «أنا الّذي فعل» لا فعلت. ولا يجوز الفصل
بين الصّلة والموصول إلّا ب «النداء» كقول الشاعر :
تعشّ ، فإن
عاهدتني لا تخونني
|
|
نكن مثل من
يا ذئب يصطحبان
|
٤ ـ صلة الموصول :
تكون صلة
الموصول :
(١) إمّا جملة
، (٢) وإمّا شبه جملة.
(أ) أمّا
الجملة فشرطها أن تكون «خبريّة» فلا تكون أمرا ولا نهيا ، و «غير تعجّبيّة» فلا
يصحّ جاء الذي ما أفهمه ، و «غير مفتقرة إلى كلام قبلها» فلا يصحّ : جاء الّذي
لكنّه قائم ، و «معهودة للمخاطب» إلّا في مقام التهويل والتّفخيم فيحسن إبهامها
نحو قوله تعالى : (فَأَوْحى إِلى
عَبْدِهِ ما أَوْحى) وقوله تعالى : (فَغَشَّاها ما غَشَّى).
(ب) وأمّا شبه
الجملة فهو ثلاثة :
(١) الظّرف
المكانيّ نحو «جاء الّذي عندك» ويتعلّق باستقرّ محذوفة.
(٢) الجارّ
والمجرور نحو «جاء الّذي في المدرسة» ويتعلّق أيضا باستقرّ محذوفة.
(٣) الصفة
الصّريحة أي الخالصة للوصفيّة ، وتختصّ بالألف واللّام نحو «جاء المسافر» و «هذا
المغلوب على أمره» بخلاف ما غلبت عليه الاسميّة ك «الأجرع» .
__________________
و «الأبطح» و «الصاحب» .
وقد توصل «أل»
بمضارع للضّرورة كقول الفرزدق يهجو رجلا من بني عذرة :
ما أنت
بالحكم الترضى حكومته
|
|
ولا الأصيل
ولا ذي الرأي والجدل
|
٥ ـ حذف الصلة :
يجوز حذف
الصّلة إذا دلّ عليها دليل ، أو قصد الإبهام ولم تكن صلة «أل» كقول عبيد بن الأبرص
يخاطب امرأ القيس :
نحن الألى
فاجمع جمو
|
|
عك ثمّ
وجّههم إلينا
|
أي نحن الألى
عرفوا بالشّجاعة والثاني كقولهم «بعد اللّتيّا والّتي» أي بعد الخطّة التي من
فظاعة شأنها كيت وكيت ، وإنّما حذفوا ليوهموا أنها بلغت من الشّدّة مبلغا تقاصرت
العبارة عن كنهه.
٦ ـ حذف العائد
:
يحذف العائد
بشرط عام ، وشروط خاصة ، فالشّرط العامّ : ألّا يصحّ الباقي بعد الحذف لأن يكون
صلة ، وإلّا امتنع حذف العائد ، سواء أكان ضمير رفع أم نصب أم جرّ مثل قوله تعالى
: (وَهُوَ الَّذِي فِي
السَّماءِ إِلهٌ) الآتي قريبا والشّروط الخاصّة : إمّا أن تكون خاصة
بضمير الرّفع ، أو خاصّة بضمير النّصب ، أو خاصّة بضمير الجر.
(١) فالخاصة
بضمير الرفع أن يكون مبتدأ خبره مفرد نحو : (وَهُوَ الَّذِي فِي
السَّماءِ إِلهٌ) أي هو إله في السّماء أي معبود ، فلا يحذف في نحو «جاء
اللّذان سافرا أمس» لأنّه غير مبتدأ ، ولا في نحو «يسرّني الذي هو يصدق في قوله»
أو «الّذي هو في الدّار» لأنّ الخبر فيهما غير مفرد ، فإذا حذف الضّمير لم يدل
دليل على حذفه ، إذ الباقي بعد الحذف صالح لأن يكون صلة. ولا يكثر الحذف للضّمير
المرفوع في صلة غير «أيّ» إلّا إن طالت الصّلة مثل الآية : (وَهُوَ الَّذِي فِي
السَّماءِ إِلهٌ) وشذّ قول الشّاعر :
__________________
من يعن
بالحمد لم ينطق بما سفه
|
|
ولا يحد عن
سبيل الحلم والكرم
|
وتقديره «بالّذي
هو سفه» ، وشذّت أيضا قراءة يحيى بن يعمر (تَماماً عَلَى
الَّذِي أَحْسَنَ). بضم النون في أحسن أي على الذي هو أحسن.
(٢) والخاصّ
بضمير النّصب أن يكون ضميرا متّصلا منصوبا بفعل تامّ ، أو وصف غير صلة «ال» ،
فالأوّل نحو قوله تعالى : (يَعْلَمُ ما
يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ) أي ما يسرّونه وما يعلنونه ، والثاني نحو قول الشّاعر :
ما الله
موليك فضل فاحمدنه به
|
|
فما لدى غيره
نفع ولا ضرر
|
التقدير : الذي
الله موليكه فضل ، فالموصول مبتدأ ، وفضل خبر ، والصلة : الله موليك ، فلا يحذف
العائد في نحو قولك «جاء الذي إيّاه أكرمت» لأنّ ضمير النّصب منفصل ولا في نحو «جاء
الّذي إنّه فاضل» أو «كأنّه أسد» لعدم الفعليّة في الصّلة فيهما ، ولا في نحو «رأيت
الّذي أنا الضّاربة» لكونه صلة أل ، وشذّ قول الشّاعر :
ما المستفزّ
الهوى محمود عاقبة
|
|
ولو أتيح له
صفو بلا كدر
|
لأنّه حذف
عائده مع أنّه وصف صلة ل «أل» والتّقدير : المستفزّه.
(٣) والخاصّ
بالمجرور ، إن كان جرّه بالإضافة اشترط أن يكون الجارّ اسم فاعل متعدّيا بمعنى
الحال أو الاستقبال ، أو اسم مفعول متعدّيا لاثنين نحو :
(فَاقْضِ ما أَنْتَ
قاضٍ). أي قاضيه ، ونحو «خذ الذي أنت معطى» أي معطاه. بخلاف «حضر
الّذي سافر أخوه» و «أنا أمس مودّعه» لأنّ الأوّل في كلمة «أخوه» ليس اسم فاعل ولا
مفعول ، والثاني «مودّعه» ليس للحال أو المستقبل.
وإن كان جرّه
بالحرف اشترط جرّ الموصول ، أو الموصوف بالموصول بحرف مثل ذلك الحرف لفظا ومعنى ،
أو معنى فقط ، واتّفاقهما متعلّقا نحو ، قوله تعالى : (وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ). أي منه ، حذف العائد مع
__________________
حرف جرّه وهو «من» وقول كعب بن زهير :
لا تركننّ
إلى الأمر الذي ركنت
|
|
أبناء يعصر
حين اضطرّها القدر
|
أي الّذي ركنت
إليه. وظاهر استيفاء الشروط. بالمثالين فقد حذف العائد مع حرفه الّذي هو مثل الحرف
الدّاخل على الموصول والفعلان متّفقان لفظا ومعنى : يشرب وتشربون ، وتركننّ وركنت
في البيت ، ومتعلّق الجارّين واحد.
الموصول الحرفي :
١ ـ تعريفه :
هو كلّ حرف
أوّل مع صلته بمصدر ، ولم يحتج إلى عائد.
٢ ـ حروفه ستة
:
(١) «أن» وتوصل
بالفعل المتصرف ماضيا كان أو مضارعا أو أمرا نحو : (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ
لَكُمْ). (انظر أن).
(٢) «أنّ»
وتؤوّل بمصدر خبرها مضافا لاسمها إن كان مشتقّا وتؤوّل ب «الكون» إن كان جامدا أو
ظرفا نحو «أيسرّك أني أتيتك» التقدير : أيسرك إتياني إليك وتقول : «بلغني أنّ هذا
عليّ» التقدير : بلغني كونه عليّا (انظر أنّ).
(٣) «ما» سواء أكانت
مصدريّة ظرفيّة أم غير ظرفيّة ، وتوصل بالماضي والمضارع المتصرّفين ، وبالجملة
الاسميّة ، ويقلّ وصلها بالجامد ، ويمتنع بالأمر نحو : (بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ) أي بنسيانهم.
والمصدريّة
الظّرفية نحو «أنا مقيم ما أقمت». أي أنا مقيم مدّة إقامتك.
(٤) «كي» وتوصل
بالمضارع فقط بشرط أن تدخل عليها اللّام لفظا أو تقديرا نحو : لكيلا يكون على
المؤمنين حرج التقدير : لعدم كون حرج على المؤمنين (انظر كي).
(٥) «لو» ولا
تقع غالبا إلّا بعد ما يفيد التّمني نحو ودّ وحبّ ، وتوصل بالماضي والمضارع
المتصرّفين نحو : (يَوَدُّ أَحَدُهُمْ
لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ) التّقدير : يودّ تعمير ألف سنة. (انظر لو).
(٦) «الذي» وهي
أكثر ما تكون موصولا اسميّا ، وقد تكون موصولا حرفيا نحو قوله تعالى : (وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خاضُوا) ، التقدير : وخضتم
__________________
كخوضهم. (انظر الّذي).
وقد يسمّى
الموصول الحرفي : التّأويل بالمصدر ، وحروفه : الحروف المصدريّة.
مهما : من
أدوات الجزاء تجزم فعلين ، ويقول سيبويه : سألت الخليل عن «مهما» فقال : هي «ما» أدخلت
معها «ما» لغوا ، بمنزلتها مع «متى» إذا قلت : «متى ما تأتني آتك» ، وبمنزلتها مع «إن»
إذا قلت : «إمّا تأتني آتك» ولكنّهم استقبحوا أن يكرّروا لفظا واحدا فيقولوا «ماما»
فابدلوا الهاء من الألف التي في الأولى.
ميد : (= بيد).
المؤنّث
والمذكّر : (= التأنيث والتذكير).
باب النّون
نا : ضمير
متّصل ، وهو للمتكلّم مع غيره ، مبنيّ على السّكون ، يصلح لمحلّ الرّفع والنّصب
والجرّ ، فإن اتصل بالفعل الماضي فإن كان ما قبله ساكنا فهو في محلّ رفع فاعل ، أو
نائب للفاعل ، أو اسم كان ، أو كاد وأخواتهما ، ك «قمنا» و «أكرمنا» و «كنّا» و «كدنا»
وإن كان ما قبل الماضي متحرّكا ، كان في محلّ نصب مفعول به ولا يكون في المضارع
إلّا في محلّ نصب مفعول به ، ويكون في محل نصب أيضا إن اتّصل ب «إنّ» أو أحد
أخواتها نحو «إنّا ، إنّنا ، لعلّنا ... إلخ» ويكون في محلّ جرّ إذا اتصل إمّا
بحرف جر نحو «بنا ، وعنّا» أو أضيف إلى اسم قبله نحو «هذا كتابنا» ويجمع أحوالها
قوله تعالى : (رَبَّنا إِنَّنا
سَمِعْنا).
نائب الفاعل :
١ ـ تعريفه :
هو اسم تقدّمه
فعل مبنيّ للمجهول أو شبهه ، وحلّ محلّ الفاعل بعد حذفه نحو «أكرم الرجل المحمود
فعله».
٢ ـ أغراض حذف
الفاعل :
يحذف الفاعل ،
وينوب عنه نائبه إمّا لغرض لفظي كالإيجاز نحو : (وَإِنْ عاقَبْتُمْ
فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ) وكإصلاح السّجع نحو «من طابت سريرته حمدت سيرته» أو
تصحيح نظم كقول الأعشى :
علّقتها عرضا
وعلّقت رجلا
|
|
غيري ، وعلّق
أخرى غيرها الرّجل
|
__________________
وإمّا لغرض
معنوي كأن لا يتعلّق بذكر الفاعل غرض نحو : (فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ
فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ) ، (إِذا قِيلَ لَكُمْ
تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ) فـ «أحصرتم» و «قيل» لا غرض من ذكر فاعلهما.
٣ ـ أحكامه :
أحكام نائب
الفاعل هي أحكام الفاعل في رفعه ، ووجوب التأخير عن فعله ، وتأنيث الفعل لتأنيثه ،
وغير ذلك من الأحكام (انظر الفاعل ٢).
٤ ـ ما ينوب عن
الفاعل :
ينوب عنه واحد
من أربعة :
(١) المفعول به
، نحو : (وَغِيضَ الْماءُ
وَقُضِيَ الْأَمْرُ).
(٢) المجرور
سواء أكان الفعل لازما للبناء للمفعول نحو : (وَلَمَّا سُقِطَ فِي
أَيْدِيهِمْ) أولا ، نحو «نظر في الأمر».
(٣) المصدر
المتصرّف المختص نحو : (فَإِذا نُفِخَ فِي
الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ) ومثله نحو : «سير عليه سير شديد» و «ضرب به ضرب ضعيف»
وكذلك إن أردت هذا المعنى ولم تذكر الصّفة ، تقول : «سير عليه سير» و «ضرب به ضرب»
كأنك قلت : سير عليه ضرب من السّير.
وكذلك جميع
المصادر ترتفع على أفعالها إذا لم تشغل الفعل بغيرها نحو «سير عليه سيرا شديدا»
فقد شغلت الفعل بغيره عنه ، وبهذا يكون «عليه» هو نائب الفاعل وسيرا منصوب على
المصدر.
ويمتنع مثل «يسار
سير» لعدم الفائدة.
(٤) الظرف
المتصرّف المختصّ نحو «صيم رمضان» و «سهرت اللّيلة».
و «جلس أمام
الأمير» فإن لم يتصرّف نحو «عندك» و «معك» أو لم يكن مختصّا نحو «مكانا وزمانا»
امتنعت نيابته.
وقد لا يظهر
نائب الفاعل ، أو أنّ نائب الفاعل فيه ضمير مصدر مبهم نحو قول امرىء القيس :
وقال متى
يبخل عليك ويعتلل
|
|
يسؤك وإن
يكشف غرامك تدرب
|
وقول الفرزدق :
يغضي حياء
ويغضى من مهابته
|
|
فما يكلّم
إلّا حين يبتسم
|
__________________
فيخرّج على أنّ
نائب الفاعل ضمير مصدر مختص بلام العهد والمعنى في بيت امرىء القيس : ويعتلل
الاعتلال المعهود ، وفي بيت الفرزدق : ويغضى الإغضاء المعروف بمثل هذه الحال ، أو
يخرّج على أنّ الفاعل ضمير مصدر مختصّ بصفة محذوفة كأن تقول في الأوّل : ويعتلل
اعتلال عليك.
وفي الثاني :
ويغضى إغضاء من مهابته فـ «عليك» و «من مهابته» كلّ منهما صفة محذوفة مقدّرة
تخصّصه.
٥ ـ لا يكون
إلّا نائب واحد :
كما لا يكون
الفاعل إلّا واحدا ، فكذلك نائب الفاعل ، فلو كان للفعل المجهول معمولان فأكثر
أقمت واحدا منها نائبا للفاعل ونصبت الباقي أو جررته إن كان فيه حرف جرّ نحو «منح
الخادم دينارا أمامك». (فَإِذا نُفِخَ فِي
الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ).
٦ ـ نائب فاعل
لباب «أعطى» و «ظنّ» و «أرى».
«أعطى» وبابه :
هو كلّ فعل نصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر فإقامة أوّل المفعولين «نائب
فاعل».
جائز باتّفاق ،
أمّا إقامة المفعول الثاني نائب فاعل ، فإن أمن اللّبس جاز نحو : «كسي خالدا قميص»
وإن لم يؤمن اللّبس امتنع ، تقول : «أعطي محمّد عليّا» ولا تقول : «أعطي محمدا
عليّ» لالتباس الآخذ بالمأخوذ.
أمّا إن كان من
باب «ظنّ» وهو كل فعل نصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر أو من باب «أرى» وهو كلّ
فعل نصب ثلاثة مفاعيل الثّاني والثّالث أصلهما المبتدأ والخبر ، فيمتنع إقامة غير
الأول نائبا عن الفاعل تقول : «ظنّ أخوك جائعا» و «أعلم بكر أباه مسافرا».
٧ ـ الفعل
المبني للمجهول :
نائب الفاعل لا
بدّ أن يسبقه فعل مبني للمجهول ، فكيف يبنى الفعل للمجهول؟ يجب أن تغيّر صورة
الفعل عند البناء للمجهول ، فإن كان ماضيا كسر ما قبل آخره وضمّ أوّله نحو «قبل
التّلميذ» و «تعلّم النّحو» و «استحسن العمل». وإن كان مضارعا ضمّ أوّله ، وفتح ما
قبل آخره نحو «يقطف الثّمر» و «يتعلّم الحساب» و «يستحسن الجدّ». وإن كان قبل آخره
مدّ ك : «يقول» و «يبيع» قلب ألفا ك «يقال» و «يباع».
وإذا اعتلّت
عين الماضي وهو ثلاثيّ ك «قال وباع» أو غير الثلاثيّ ك «اختار وانقاد» فلك كسر ما
قبلها نحو «قيل
__________________
الصّدق» و «بيع المتاع» و «اختير المدرّس» و «انقيد للمدير» ولك أيضا
الضّمّ فتقلب «واوا» كما في قول رؤبة :
ليت وهل ينفع
شيئا ليت
|
|
ليت شبابا
بوع فاشتريت
|
٨ ـ أفعال يلتبس معلومها بمجهولها
:
هناك أفعال
معتّلات العين لا يدرى معلومها من مجهولها إلّا بقرينة ، فمنها ما ألبس من كسر ك «خفت»
من خاف يخاف و «بعت» من باع يبيع ، وما ألبس من ضم ك «سمت» من سام يسوم و «عقت» من
عاقه عن الأمر يعوقه ، ورأي سيبويه في مثل ذلك أن يبقى على حاله ، ولم يلتفت
للإلباس لحصوله في مثل «مختار» لأنّ لفظ اسم الفاعل والمفعول فيه واحد و «تضارّ»
لأنّ معلومها ومجهولها واحد أيضا.
ويرى ابن مالك
أنّ مثل «خفت» و «بعت» مما أوّله مكسور في المعلوم أن يضم أوله في المجهول فيقال :
«بعت وخفت» ومثل «سمت» و «عقت» ممّا أوّله مضموم في المعلوم أن يكسر أوّله في
المجهول فيقال : «سمت» و «عقت».
وأقول : وهو
رأي جيّد إن أيّده النّقل.
٩ ـ بناء الفعل
الثلاثي المضعّف على المجهول :
أوجب جمهور
العلماء ضمّ فاء الثّلاثي المضعّف نحو «عدّ وردّ» ويرى الكوفيّون جواز الكسر ومنه
قراءة علقمة : (هذِهِ بِضاعَتُنا
رُدَّتْ إِلَيْنا)(وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا
عَنْهُ) بالكسر فيهما.
١٠ ـ الفعل
اللّازم :
لا يبنى
للمجهول الفعل اللّازم إلّا إذا كان نائب الفاعل مصدرا متصرّفا مختصّا ، أو ظرفا
مختصّا كذلك ، أو مجرورا نحو : «احتفل احتفال حسن» و «ذهب أمام الأمير» و «فرح
بقدومه».
١١ ـ أفعال
مبنيّة للمجهول وضعا :
هناك بعض
الأفعال جاءت مبنيّة للمجهول ، ولا معلوم لها مثل «حمّ» و «أغمي عليه الخبر» خفي و
«انتقع لونه» تغيّر و «جنّ» ذهب عقله و «عني بالأمر» صرف له عنايته ، وهناك ألفاظ
كثيرة غيرها ، جمعها بعض العلماء في رسالة.
ويعرب صاحبها :
فاعلا لا نائب فاعل على الصحيح. وهناك من يعربها إعرابها الأصلي أي فعل مبنيّ للمجهول
، والاسم بعده نائب فاعله.
__________________
النّاقص من الأفعال :
١ ـ تعريفه
وسبب تسميته :
هو ما كانت
لامه حرف علّة ، نحو «دعا» و «سعى» وهو من الأفعال المعتلّة ، وسمّي «ناقصا»
لنقصانه بحذف آخره أحيانا ك «غزوا».
٢ ـ حكمه :
إذا كان
النّاقص ماضيا ، فإمّا أن يكون آخره ـ وهو لامه ـ «ألفا» أو «واوا» أو «ياء» فإن
كان «ألفا» وأسند ل «واو الجماعة» ، أو لحقته «تاء التأنيث» ، حذفت الألف وبقي فتح
ما قبلها للدّلالة عليه نحو «غزوا» أو «غزت» وإذا أسند لغير واو الجماعة من
الضّمائر البارزة ك «تاء الفاعل» و «نا» و «ألف الاثنين» و «نون النسوة» لم تحذف
ألفه وإنّما تقلب «واوا» أو «ياء» تبعا لأصلها إن كانت ثالثة ، تقول : «غزوت» و «غزونا»
و «غزوا» و «غزون» و «رميت» و «رمينا» و «رميا» و «رمين» ، فإن كانت الألف رابعة
فأكثر قلبت ياء مطلقا تقول : «استغزيت». وإن كان آخره «واوا أو ياء» وأسند لواو
الجماعة ، حذفتا وضمّ ما قبلهما لمناسبة الواو ، نحو : «سروا» و «رضوا» ومفردهما سرو ، ورضي.
وإذا أسند لغير
«الواو» أو لحقته «تاء التأنيث» لم يحذف منه شيء ، بل يبقى على أصله نحو «سروت» «سرونا»
و «سروا» و «سرون» و «سروت» و «رضت» و «رضيا» و «رضيتا» و «رضيتنّ» و «رضيت» وإن
كان مضارعا فإمّا أن يكون لامه «ألفا» أو «واوا» أو «ياء». فإن كانت لامه «ألفا»
وأسند لواو الجماعة أو ياء المخاطبة حذفت وبقي فتح ما قبلها كالماضي نحو : «العلماء
يخشون» و «أنت يا هند تخشين».
وإذا أسند لألف
الاثنين أو نون الإناث أو لحقته نون التّوكيد قلبت ألفه ياء نحو : «الرّجلان
يخشيان» و «النّساء يخشين» و «لتخشيّن يا عليّ».
وإن كانت لامه «واوا»
أو «ياء» وأسند لواو الجماعة أو ياء المخاطبة حذفتا وضمّ ما قبل واو الجماعة وكسر
ما قبل ياء المخاطبة نحو «الرجال يغزون ويرمون» و «أنت يا فاطمة تغزين وترمين»
وإذا أسند لألف الاثنين أو نون الإناث لم يحذف منه شيء فتقول «النّساء يغزون
__________________
ويرمين» ، و «الزّيدان يغزوان ويرميان». والأمر نظير المضارع في كلّ ما مرّ
فتقول «اسع يا محمّد» و «اسعي يا دعد» و «اسعيا يا خالدان» أو «يا هندان» و «اسعوا
يا محمّدون» و «اسعين يا نسوة» وتقول «ارّمي يا هند» و «ادعي» و «ارميا يا محمّدان
أو يا هندان» و «ادعو وارمو يا قوم» و «ارمين يا نسوة وادعون».
ناهيك : يقال «ناهيك
بكذا» أي حسبك وكافيك بكذا وتقول : «ناهيك بقول الله دليلا» وهو اسم فاعل من النهي
، كأنه ينهاك عن أن تطلب دليلا سواه يقال «زيد ناهيك من رجل» أي هو ينهاك عن غيره
بجدّه وغنائه ،.
فالباء في قولك
: «ناهيك بقول الله دليلا» زائدة في الفاعل و «دليلا» نصب على التمييز.
نبّأ : من
النّبأ وهو الخبر ، ونبّأته أخبرته ، ونبّأ على قول سيبويه : تنصب ثلاثة مفاعيل
تقول : «نبّأته عبد الله قادما» ومن ذلك قول النابغة يهجو زرعة :
نبّئت زرعة ـ
والسّفاهة كاسمها ـ
|
|
يهدي إليّ
غرائب الأشعار
|
فنائب الفاعل
هو التاء من نبّئت مفعول أوّل ، وزرعة مفعول ثان ، وجملة يهدي إليّ مفعول ثالث. (انظر
المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل).
النحت : هو أن
يختصر من كلمتين فأكثر كلمة واحدة ، ولا يشترط فيه حفظ الكلمة الأولى بتمامها
بالاستقراء ، ولا الأخذ من كل الكلمات ولا موافقة الحركات والسكنات
، ولكن يعتبر ترتيب الحروف ، والنحت مع كثرته عن العرب غير قياسي ، ونقل عن فقه
اللغة لابن فارس قياسيّته ومن المسموع : «سمعل» إذا قال : السلام عليكم ، و «حوقل»
بتقديم القاف إذا قال : لا حول ولا قوة إلّا بالله و «هلّل» تهليلا ،
إذا قال : لا إله إلّا الله ، ومنه ما في القرآن الكريم : (وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ) قال الزّمخشري : هو منحوت من : بعث وأثير ، ومن المولّد
: الفذلكة ، والبلفكة أخذها الزّمخشري من قول أهل السنة بلا كيف. إذ قال :
قد شبّهوه
بخلقه فتخوّنوا
|
|
شنع الورى
فتستّروا بالبلفكة
|
وقالوا «بسمل»
أي قال : بسم الله الرّحمن الرحيم ، وقد أثبتها كثير من أهل
__________________
اللّغة كابن السكّيت والمطرّزي قال عمر بن أبي ربيعة :
لقد بسملت
ليلى غداة لقيتها
|
|
فيا حبّذا
ذاك الحديث المبسمل
|
وإذا قلنا
بقياسيّته فهو يتصرّف تصرّف الرّباعيّ أو الخماسيّ ، تقول بسمل يبسمل بسملة فهو
مبسمل وكثير البسملة.
نحن : ضمير رفع
منفصل (انظر الضمير ٢ / ١ / أ).
النّداء :
١ ـ تعريفه :
هو طلب الإقبال
من المخاطب بحرف من أدواته ، منصوب على إضمار الفعل المتروك إظهاره.
٢ ـ أدواته :
أدواته سبع : «يا
، وأيا ، وهيا ، وأي ، وآ» وكلّها للبعد حقيقة أو تنزيلا ، و «الهمزة» وهي للقريب ، و «وا» للنّدبة ، وهو
المتفجّع عليه ، أو المتوجّع منه.
(انظر في
حروفها).
٣ ـ ما يحذف من
أدوات النّداء :
يجوز حذف أدوات
النّداء ، وتحذف «يا» بكثرة ، نحو : (يُوسُفُ أَعْرِضْ
عَنْ هذا)(سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ) ، يقول سيبويه : وإن شئت حذفتهنّ كلّهنّ كقولك : حار بن
كعب ـ أي يا حارث بن كعب ـ. إلّا في سبع مسائل :
(١) المندوب
نحو «يا عمرا» في قول جرير يندب عمر بن عبد العزيز :
حمّلت أمرا
عظيما فاصطبرت له
|
|
وقمت فيه
بأمر الله يا عمرا
|
(٢) المستغاث نحو «يا لله للفقير».
(٣) المنادى
البعيد لأنّ المراد إطالة الصوت والحذف ينافيه.
(٤) اسم الجنس
غير المعيّن ، نحو : «يا عجولا تبصّر في العواقب».
(٥) اسم الله
تعالى إذا لم يعوّض في آخره الميم المشدّدة ، وأجازه بعضهم ، وعليه قول أميّة بن
أبي الصّلت :
رضيت بك
اللهمّ ربّا فلن أرى
|
|
أدين إلها
غيرك «الله» راضيا
|
أي «يا الله».
(٦) اسم
الإشارة نحو «يا هذا» وأمّا قول ذي الرّمّة :
إذا هملت
عيني لها قال صاحبي
|
|
بمثلك «هذا»
لوعة وغرام
|
__________________
بتقدير «يا هذا»
فضرورة.
(٧) اسم الجنس
لمعيّن نحو «يا رجل».
وأمّا قولهم في
الأمثال «أطرق كرا إن النّعام في القرى» و «افتد مخنوق» و «أصبح ليل» بتقدير : يا كروان ، ويا مخنوق ، ويا ليل فشاذّ.
٤ ـ أقسام
المنادى :
المنادى على
أربعة أقسام :
(١) ما يجب فيه
البناء على الضم.
(٢) ما يجب فيه
النّصب.
٣ ـ ما يجوز
ضمّه على الأصل وفتحه على الإتباع.
(٤) ما يجوز
ضمّه ونصبه ، وهاك التفصيل :
(أ) ما يجب فيه
البناء على الضم من المنادى :
يجب البناء في
اثنين :
(الأوّل) العلم
المفرد ، ونعني به ما ليس مضافا ولا شبيها به وإن كان مثنّى أو مجموعا. (الثاني)
النكرة المقصودة المفردة ، وهي التي أريد بها معيّن ولم تكن أيضا مضافة أو شبيهة
بالمضاف.
ويبنى هاذان ،
على ما يرفعان به لو كانا معربين ، فيدخل في هذا :
المركّب
المزجيّ ، والمثنّى ، والمجموع مطلقا ، نحو «يا خالد» و «يا بختنصّر» و «يا سيّدان»
و «يا منصفون» و «يا رجال» و «يا مسلمات».
وما كان مبنيّا
قبل النداء ك : «سيبويه» و «هؤلاء» و «حذام». أو محكيّا ك «جاد المولى» قدّرت فيه
الضّمّة ، ويظهر أثر ذلك في تابعه تقول : يا سيبويه «الفاضل» برفع الفاضل مراعاة
للضم المقدّر ، ونصبه مراعاة للمحلّ ، و «يا جاد المولى اللّوذعيّ» بالرفع أو
النّصب ، كما تفعل في تابع ما تجدّد بناؤه نحو «يا خالد المقدام».
(ب) ما يجب
نصبه من المنادى : ثلاثة أنواع :
(١) النكرة غير
المقصودة كقول الأعمى لغير معيّن «يا رجلا خذ بيدي».
(٢) المضاف
سواء أكانت الإضافة محضة ، نحو : (رَبَّنَا اغْفِرْ
لَنا) ، أم غير محضة نحو «يا مالك يوم الدين».
__________________
وتمتنع الإضافة في النداء إلى «كاف الخطاب» كقولك «يا غلامك» لأنّه لا يجوز
الجمع بين خطابين ، ويجوز في النّدبة ، أمّا الغائب والمتكلّم فيجوز نحو «يا غلامه»
لمعهود ، أو «يا غلامي» أو «يا غلامنا» . فإذا أضيف المنادى إلى ضمير المتكلم فأجّود الوجوه حذف
الياء نحو قوله تعالى : (يا قَوْمِ لا
أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً) وسيأتي تفصيل ذلك في رقم ٨ من هذا البحث.
(٣) الشّبيه
بالمضاف ، وهو ما اتّصل به شيء من تمام معناه ، معمولا له ، نحو «يا ضاحكا وجهه» و
«يا سامعا دعاء المظلوم».
(ج) ما يجوز
ضمّه وفتحه :
ما يجوز ضمّه
على الأصل ، وفتحه على الإتباع ، نوعان :
(١) أن يكون
علما مفردا موصوفا بابن متّصل به ، مضاف إلى علم نحو «يا خالد بن الوليد» والمختار
الفتح لخفّته ، ومنه قول رؤبة :
يا حكم بن
المنذر بن الجارود
|
|
سرادق المجد
عليك ممدود
|
فإن انتفى شرط
ممّا ذكر تعيّن الضّمّ كما إذا قلت «يا رجل ابن عليّ» و «يا أحمد ابن عمّي»
لانتفاء علمية المنادى في الأولى ، وعلمية المضاف إليه في الثانية ، وفي نحو «يا
خالد الشجاع ابن الوليد» ، لوجود الفصل ، ونحو «يا عليّ الفاضل» لأنّ الصفة غير
ابن. والوصف ب «ابنة» كالوصف بابن نحو «يا عائشة ابنة صالح» بخلاف «بنت» لقلّة
استعمالها في نحو ذلك.
(٢) أن يكون
مكرّرا مضافا نحو قوله :
فيا سعد سعد
الأوس كن أنت ناصرا
|
|
ويا سعد سعد
الخزرجيّين الغطارف
|
وقول جرير :
يا تيم تيم
عديّ لا أبا لكم
|
|
لا يلفينّكم
في سوءة عمر
|
فالثّاني :
واجب النّصب ، والوجهان في الأول ، فإن ضممته وهو الأكثر فالثّاني عطف بيان أو بدل
بإضمار «يا» أو «أعني» وإن فتحته فهو مضاف لما بعد الثاني ، والثّاني زائد بينهما.
٥ ـ يجوز تنوين
المنادى المبني للضّرورة :
يجوز تنوين
المنادى المبنيّ في الضرورة بالإجماع ، ثم اختلفوا : هل الأولى بقاء ضمّه مع
التّنوين ، أو نصبه مع التنوين ،
__________________
فالأوّل قال به
الخليل وسيبويه والمازني علما كان أو نكرة مقصودة كقول الشاعر ـ وهو الأحوص ـ :
سلام الله يا
مطر علينا
|
|
وليس عليك يا
مطر السلام
|
وعلى نصبه مع
التّنوين قول عيسى بن عمرو الجرميّ والمبرّد ، ردّا على أصله ، كما ردّ الممنوع من
الصّرف إلى الكسر في الضّرورة ، كقول الشّاعر ـ وهو المهلهل ـ :
ضربت صدرها
إليّ وقالت
|
|
يا عديّا لقد
وقتك الأواقي
|
وقوله : «يا
سيّدا ما أنت من سيّد». وإعراب الضم المنوّن للضّرورة في «يا مطر» مطر منادى منوّن
للضّرورة مبني على الضم وإعراب المنوّن بالنّصب للضّرورة في قوله «يا عديّا» عديّا
منادى منصوب للضّرورة وهو مبنيّ على الضم. ٦ ـ الجمع بين «يا» و «أل» : لا يدخل في
السّعة حرف النّداء على ما فيه أل إلّا في أربع صور :
(أ) اسم
الجلالة تقول «يا ألله» بإثبات الألفين و «يلّله» بحذفهما و «يالله» بحذف الثانية
فقط. والأكثر أن يحذف حرف النّداء ، وتعوّض عنه الميم المشدّدة ، فتقول : «اللهمّ»
وقد يجمع بينهما في الضرورة النّادرة كقول أبي خراش الهذلي :
إنّي إذا ما
حدث ألمّا
|
|
دعوت يا
اللهمّ يا اللهمّا
|
(ب) الجمل المحكيّة ، وما سمّي به
من موصول ب «أل» نحو «يا المنطلق محمّد» فيمن سمّي بذلك ، و «يا الّذي جاء» و «يا
الّتي قامت».
(ج) اسم الجنس
المشبّه به كقوله : «يا الأسد شجاعة» و «يا الثّعلب مكرا» إذ التقدير : يا مثل
الأسد ، ويا مثل الثّعلب.
(د) ضرورة
الشّعر كقوله :
عبّاس يا
الملك المتوّج والذي
|
|
عرفت له بيت
العلا عدنان
|
٧ ـ أقسام تابع المنادى المبني :
أربعة :
(١) ما يجب
نصبه مراعاة لمحلّ المنادى.
(٢) ما يجب
رفعه مراعاة للفظ المنادى.
__________________
(٣) ما يجوز
رفعه ونصبه.
(٤) ما يعطى ما
يستحقّه إذا كان منادى. وإليك التّفصيل.
(١) ما يجب
نصبه مراعاة لمحلّ المنادى المبني :
وهو «المضاف
المجرّد من أل» نعتا كان ، أو بيانا ، أو توكيدا معنويّا ، نحو «يا أحمد ذا الكرم»
و «يا عليّ أبا عبد الله» و «يا عرب كلّكم» بفتح اللام ، بالخطاب لأنهم مخاطبون
بالنّداء ، ويجوز كلّهم بالغيبة لكون المنادى اسما ظاهرا.
(٢) ما يجب
رفعه مراعاة للفظ المنادى المبني :
وهو نعت «أيّ
وأيّة» ونعت «اسم الإشارة» إذا كان اسم الإشارة وصلة لندائه ، نحو : (يا أَيُّهَا النَّاسُ
يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ) «يا هذا الرّجل» ولا يوصف «أيّ وأيّة» إلّا بما فيه «أل» سواء أكان معرّفا
بها نحو «يا أيّها الرّجل» و «يا أيّتها المرأة» أم موصولا نحو : (يا أَيُّهَا الَّذِي
نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ) أو باسم الإشارة نحو : «يا أيّهذا الرّجل» وكقوله :
ألا أيّهذا
الباخع الوجد نفسه
|
|
لشيء نحته عن
يديه المقادر
|
(٣) ما يجوز رفعه ونصبه في تابع
المنادى المبني :
وذلك في النّعت
المضاف المقرون ب «أل» نحو «يا عليّ المحكم الرّأي» ، والمفرد من نعت نحو «يا محمّد الظّريف أو الظّريف».
والمفرد من عطف
بيان نحو «يا غلام بشر أو «بشرا».
والمفرد من
توكيد نحو «يا قريش أجمعون» أو «أجمعين». والمعطوف المقرون ب «أل» نحو «يا أحمد
القاسم والقاسم» قال تعالى : (يا جِبالُ أَوِّبِي
مَعَهُ وَالطَّيْرَ) أو والطيرَ قرىء بهما ، وكذا المنادى المبني قبل
النّداء ، فيتبع فيه حركة النّداء المقدّرة ، أو المحلّ ولا يجوز إتباع لفظه نحو :
«يا
__________________
سيبويه العالم» رفعا ونصبا لا جرّا.
(٤) التّابع
للمنادى يعطى ما يستحقّه لو كان منادى : وهو : البدل ، وعطف النّسق المجرّد من «أل»
وذلك لأنّ البدل في نيّة تكرار العامل ، والعاطف كالنّائب عن العامل تقول : «يا
محمّد بشر» بالضّم للبناء و «يا محمّد وخليل» وتقول «يا خالد أبا الوليد» و «يا
محمد أبا القاسم» وكذلك حكمها مع المنادى المنصوب ، نحو «يا أبا عبد الله خليل» و
«يا أبا عبد الله وخليل».
(٥) المنادى ب «أيّ»
و «اسم الإشارة» لا يكون الوصف فيهما إلّا مرفوعا ، لأنّهما بمنزلة اسم واحد كما
يقول سيبويه : تقول : «يا أيّها الرّجل» و «يا أيّها الرّجلان» و «يا أيّتها
المرأتان».
وتقول : «يا
هذا الرّجل» و «يا هذان الرّجلان» وهذه الصّفات التي تكون والمبهمة بمنزلة اسم
واحد إذا وصفت بمضاف أو عطف بيان على شيء منها كان رفعا كذلك ، فمن ذلك قول رؤبة :
يا أيّها الجاهل ذو التّنزّي
وتقول : «يا
أيّها الرّجل زيد أقبل» فزيد عطف بيان من الرجل» ، وقد توصف «أيّ» باسم الإشارة في
قول ذي الرّمّة :
ألا أيّهاذا
المنزل الدّارس الذي
|
|
كأنّك لم
يعهد بك الحيّ عاهد
|
٨ ـ المنادى المضاف لياء المتكلم :
هو أربعة أقسام :
(١) ما فيه لغة
واحدة.
(٢) ما فيه
لغتان.
(٣) ما فيه ستّ
لغات.
(٤) ما فيه عشر
لغات.
وهاك التفصيل :
(١) ما فيه لغة
واحدة من المنادى المضاف لياء المتكلّم : وهو المعتلّ ، فإنّ ياءه وفتحها واجبا
الثّبوت نحو : «يا فتاي» و «يا قاضيّ».
(٢) ما فيه
لغتان :
وهو الوصف
المشبه للفعل ، فإنّ ياءه ثابتة لا غير ، وهي إمّا مفتوحة أو ساكنة نحو : «يا
مكرميّ» و «يا حاسديّ».
(٣) ما فيه ستّ
لغات :
هو ما عدا ما
مرّ ، وليس «أبا ولا أمّا» نحو «يا غلامي» وهذه هي اللّغات السّت :
حذف الياء
والاكتفاء بالكسرة ، وهو
__________________
الأجود ، والأكثر ورودا في القرآن الكريم نحو : (يا عِبادِ فَاتَّقُونِ). وثبوتها ساكنة نحو : يا عبادي لا خوف عليكم .
وثبوتها مفتوحة
نحو : (قُلْ يا عِبادِيَ
الَّذِينَ أَسْرَفُوا). ثمّ قلب الكسرة فتحة والياء ألفا نحو : (يا حَسْرَتى).
ثمّ حذف الألف
، والاجتزاء بالفتحة كقوله :
ولست براجع
ما فات مني
|
|
بلهف ولا
بليت ولا لو أنّي
|
صله بقولي : «يا
لهف».
أو ضمّ الآخر
بنية الإضافة كما تضم المفردات : وإنّما يكثر ذلك فيما يغلب فيه ألّا ينادى إلّا
مضافا ك «الأب والابن والأمّ والرّبّ» ، حكى يونس «يا أمّ لا تفعلي» وقرأ بعضهم (رَبِّ السِّجْنُ
أَحَبُّ إِلَيَ) بالرفع.
(٤) ما فيه عشر
لغات :
وهو «الأب
والأمّ» ففيهما مع اللّغات السّت المتقدّمة ، اربع أخر ، وهي : أن ، تعوّض «تاء
التّأنيث» من ياء المتكلّم وتكسر ـ وهو الأكثر ـ أو تفتح أو تضم وهو شاذّ ، وقد
قرىء بهنّ في نحو : (يا أَبَتِ إِنِّي
رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً).
العاشرة :
الجمع بين التّاء والألف المبدلة من الياء على قلة ، فقيل «يا أبتا» و «يا أمّتا»
وهو جمع بين العوض والمعوّض ، وسبيل ذلك في الشعر.
٩ ـ تعويض «تاء
التأنيث» عن «ياء المتكلم» :
لا تعوّض «تاء
التأنيث» عن ياء المتكلم إلّا في النّداء ، وهذه التّاء عوض عن الياء والدّليل على
أنّ «التاء» فيهما عوض من «الياء» أنّهما لا يكادان يجتمعان.
والدّليل على
أنّها «للتّأنيث» أنّه يجوز إبدالها في الوقف هاء.
١٠ ـ المنادى
المضاف إلى مضاف إلى الياء :
إذا كان المنادى
مضافا إلى مضاف إلى ياء المتكلم نحو «يا ابن أخي» فالياء ثابتة لا غير ، إلّا إذا
كان «ابن أمّ» أو «ابن عمّ» فالأكثر الاجتزاء بالكسرة عن الياء أو أن يفتحا
للتّركيب المزجي ، وقد
__________________
قرىء : (قالَ ابْنَ أُمَ) بالوجهين ، ولا يكادون يثبتون «الياء ولا الألف» إلّا
في الضّرورة كقول أبي زبيد الطّائي في مرثية أخيه :
يا ابن أمّي
ويا شقيّق نفسي
|
|
أنت خلّفتني
لدهر شديد
|
وقول أبي
النّجم العجلي :
يا ابنة عمّا
لا تلومي واهجعي
|
|
لا يخرق
اللّوم حجاب مسمعي
|
١١ ـ أسماء لازمت النّداء :
منها «يا فل
أقبل» و «يا فلة اقبلي بمعنى : رجل ، وامرأة ، لا بمعنى «محمد وسعدى» ونحوهما ،
لأنّ كناية الأعلام هي «فلان وفلانة». وليس هذا مرخّما بل وضعه العرب بحرفين.
ومنها «يا
لؤمان» بضم اللام بمعنى كثير اللّؤم ، ويا «نومان» بفتح النون بمعنى كثير النّوم.
ومنها «فعل»
معدول عن «فاعل» ك «يا غدر» و «يا فسق» سبّا للمذكّر بمعنى : يا غادر ويا فاسق ،
وهو سماعيّ ، ومنه قولهم : «يا هناه» أقبل ، ومعناه : يا رجل سوء ، ومنه «يا
ملكعان» و «يا مرتعان» و «يا محمقان». ومنها «فعال» معدول عن فاعلة أو فعيلة ك «يا
فساق» و «يا خباث» و «يا لكاع» سبّا للمؤنّث بمعنى يا فاسقة ويا خبيثة. أمّا قول
أبي الغريب النّصري يهجو امرأته : وقيل الحطيئة :
أطوّف ما
أطوّف ثمّ آوي
|
|
إلى بيت
قعيدته لكاع
|
باستعمال «لكاع»
خبرا لقعيدته وهذا من الضّرورة ، وينقاس «فعال» هنا و «فعال» بمعنى الأمر ك «نزال»
من كلّ فعل ثلاثيّ تامّ متصرّف نحو «كسل ولعب» بخلاف نحو «دحرج» وكان ونعم وبئس.
١٢ ـ نداء
المجهول الاسم ، أو مجهولته :
يقال في نداء
المجهول الاسم ، أو المجهولته «يا هن» و «يا هنت» وفي التّثنيّة «يا هنان ويا
هنتان» وفي الجمع «يا هنون» و «يا هنات».
النّدبة : النّدبة
: تفجّع ونوح من حزن وغمّ يلحق النّادب على المندوب عند فقده.
١ ـ المندوب :
هو المتفجّع
عليه لفقده حقيقة كقول جرير يندب عمر بن عبد العزيز :
«وقمت فيه بأمر
الله يا عمرا» أو تنزيلا كقول عمر بن الخطّاب ، وقد أخبر بجدب أصاب بعض العرب : واعمراه»
.
__________________
أو المتوجّع له
كقول قيس العامري :
فوا كبدا من
حبّ من لا يحبّني
|
|
ومن عبرات ما
لهنّ فناء
|
أو المتوجّع
منه نحو «وا مصيبتاه».
٢ ـ أدواتها :
أدوات النّدبة
حرفان : «يا» و «وا» ويكونان قبل الاسم.
٣ ـ أحكام
المندوب :
للمندوب أحكام
:
(أحدها) أنّه
كالمنادى غير المندوب فيبنى على الضّم في نحو : «وا محمّداه» وينصب في نحو : «وا
خليفة رسول الله» وإذا اضطرّ إلى تنوينه في الشّعر جاز ضمّه ونصبه ، نحو :
«وا فقعسا وأين منّي فقعس»
(الثاني) أنّه
يختصّ من بين الأدوات ب «وا» مطلقا» وب «يا» إن أمن اللّبس كما في قول جرير
المتقدّم «يا عمرا».
(الثالث) أنّه
لا يندب إلّا العلم المشهور ونحوه ، كالمضاف إضافة توضّح المندوب توضيح العلم ،
والموصول الذي اشتهر بصلة تعيّنه نحو «وا حسيناه» و «وادين محمّداه» و «وامن هاجر
إلى مديناه» فلا يندب العلم غير المشهور ، ولا النّكرة ك «رجل» ولا المبهم ك «أي ،
واسم الإشارة ، والموصول غير المشتهر بالصّلة».
والغالب أن
يختم بالألف الزّائدة وهاء السّكت ، ويحذف لها ما قبلها من ألف في آخر الاسم نحو «وا
موساه» أو من تنوين في صلة نحو «وا من فتح قلباه» أو تنوين في مضاف إليه ، نحو «وا
غلام محمّداه» أو ضمّة نحو «وا محمّداه» أو كسرة نحو «وا حاجب الملكاه» فإن أوقع
حذف الضّمّة ، أو الكسرة في لبس أبقيتا ، وجعلت الألف واوا بعد الضّمة ، نحو «وا
غلامهمو» أو «وا غلامكمو» وياء بعد الكسرة نحو «وا غلامكي» .
٤ ـ المندوب
المضاف للياء :
إذا ندب المضاف
للياء الجائز فيه اللغات الست ، فعلى لغة من قال «يا غلام» بالكسر ، أو «يا غلام
بالضم ، أو «يا غلاما» بالألف ، أو يا «غلامي» بالإسكان يقال : «وا غلاما» وعلى
لغة من
__________________
قال : «يا غلامي» بالفتح ، أو «يا غلامي» بالإسكان بإبقاء الفتح على الأوّل
: وباجتلابه على الثاني .
وإذا قيل «يا
غلام غلامي» لم يجز في النّدبة حذف الياء ، لأنّ المضاف إلى الياء غير منادى ،
ولمّا لم يحذف في النّداء لم يحذف في النّدبة.
٥ ـ ألف
النّدبة تابعة لما قبلها :
وإنّما جعلوها
تابعة ليفرّقوا بين المذكّر والمؤنّث ، وبين الاثنين والجمع ، وذلك قولك : «وا
ظهرهوه» إذا أضفت الظهر إلى مذكّر ، وإنّما جعلتها واوا لتفرّق بين المذكّر والمؤنّث
إذا قلت : وا ظهرهاه للمؤنّث.
وتقول : «وا
ظهرهموه» وإنما جعلت الألف واوا لتفرّق بين الاثنين والجميع إذا قلت : «وا ظهرهماه»
للاثنين. وتقول : «وا غلامكيه» إذا أضفت الغلام إلى مؤنّث ، وإنّما فعلوا ذلك
ليفرّقوا بينها وبين المذكر إذا قلت : «وا غلامكاه».
وتقول : «وا
انقطاع ظهرهوه» في قول من قال : «مررت بظهرهو قبل» ، وتقول : «وانقطاع ظهرهيه» في
قول من قال : «مررت بظهرهي قبل».
٦ ـ ما يلحق
المندوب من الصفات :
وذلك قولك «وا
زيد الظّريف والظريف» والخليل ـ كما يقول سيبويه ـ منع من أن يقول : وا زيد
الظريفاه ، لأنّ الظريف ليس بمنادى. وليس هذا كقولك «وا أمير المؤمنيناه» ولا مثل «وا
عبد قيساه» من قبل أنّ المضاف والمضاف إليه بمنزلة اسم واحد منفرد ، والمضاف إليه
هو تمام الاسم ومقتضاه ، ألا ترى أنّك لو قلت : عبدا أو أميرا وأنت تريد الإضافة
لم يجز لك ، ولو قلت : هذا زيد ، كنت في الصفة بالخيار إن شئت وصفت وإن شئت لم
تصف. ولست في المضاف إليه بالخيار لأنّه من تمام الاسم ، ويدلّك على ذلك أنّ ألف
الندبة إنّما تقع على المضاف إليه كما تقع على آخر الاسم المفرد ، ولا تقع على
المضاف ، والموصوف إنما تقع ألف الندبة عليه لا على الوصف.
النّسب :
١ ـ تعريفه :
هو إلحاق ياء
مشدّدة في آخر الاسم لتدلّ على نسبته.
٢ ـ تغيراته :
يحدث بالنّسب
ثلاث تغييرات :
الأول : لفظيّ
، وهو ثلاثة أشياء :
__________________
إلحاق ياء مشدّدة آخر المنسوب ، وكسر ما قبلها ، ونقل إعرابه إليها. هذا
إذا كان على القياس ، وقد يجيء على غير قياس ، وستراه بعد.
الثاني :
معنويّ ، وهو صيرورته اسما للمنسوب بعد أن كان اسما للمنسوب إليه.
الثالث : حكمي
، وهو معاملته معاملة الصفة المشبّهة في رفعه المضمر والظّاهر باطّراد.
٣ ـ ما يحذف
لياء النّسب :
يحذف لياء
النّسب سبعة أشياء :
(١) الياء
المشدّدة بعد ثلاثة أحرف فصاعدا سواء أكانت ياءين زائدتين نحو «كرسيّ وشافعيّ»
فتقول : «كرسيّ وشافعيّ» باتّحاد لفظ المنسوب والمنسوب إليه ولكن يختلف التّقدير .
أم كانت
إحداهما زائدة والأخرى أصليّة نحو «مرميّ» أصله : «مرموي» فإذا نسبت إليه قلت : «مرميّ».
وبعض العرب
يقول : مرمويّ يحذف الأولى لزيادتها ، ويبقي الثّانية لأصالتها ويقلبها ألفا ، ثمّ
يقلب الألف واوا ، فإذا وقعت الياء المشدّدة بعد حرفين حذفت الأولى فقط ، وقلبت
الثّانية ألفا ، ثمّ الألف واوا فتقول في أميّة «أموي» وفي عديّ وقصيّ «عدويّ» و «قصوي»
وإذا وقعت الياء المشدّدة بعد حرف لم تحذف واحدة منهما ، بل تفتح الأولى ، وتردّ
إلى الواو إن كان أصلها واوا ، وتقلب الثانية واوا فتقول في طيّ وحيّ «طوويّ
وحيويّ».
(٢) تاء
التّأنيث تقول في مكّة «مكيّ» والقاهرة «قاهري» وفاطمة «فاطميّ».
(٣) كلّ اسم
كان آخره ألفا وكان على خمسة أحرف أو ستّة أحرف ، ك «حبارى» وفي قرقرى وفي جمادى ،
فإنّ الألف تسقط إذا نسبت إليه ، وفي ألف الإلحاق كذلك ك «حبركي» فإنّه ملحق ب «سفرجل» وفي الألف المنقلبة
__________________
عن أصل ك «مصطفى» تقول في نسبها : «حباريّ وحبركيّ» وقرقريّ ومصطفيّ
وجماديّ».
والثّاني : لا
يقع إلّا في ألف التّأنيث ك «جمزى» تقول في نسبها «جمزيّ».
(٤) أمّا الألف
الرّابعة في اسم ساكن ثانيه ، فيجوز فيها القلب والحذف ، والأرجح الحذف ، في التي
للتّأنيث ك «حبلى».
تقول في نسبها «حبليّ
أو حبلويّ» ، والأرجح القلب في التي للإلحاق ك «علقى» والمنقلبة عن أصل ك «ملهى»
تقول في نسب «علقى» : «علقويّ» و «علقيّ» وفي «ملهى» : «ملهيّ» و «ملهويّ» ويجوز
زيادة ألف بين اللّام والواو نحو «حبلاويّ».
(٥) ياء المنقوص
المتجاوزة أربعة :
خامسة ك «معتد»
أو سادسة ك «مستعل».
فأمّا الرّابعة
فكألف المقصور الرّابعة يجوز حذفها وقلبها واوا تقول «ملهيّ» و «ملهويّ» كما تقول «قاضيّ
أو قاضويّ» والحذف أرجح.
(٦) ألف
المقصور إذا كانت ثالثة ك «هدى» و «حصى» و «رحى» و «فتى» و «عصى» وياء المنقوص ك «عم
وشج» فليس إلّا القلب واوا فقط ، وحيث قلبنا الياء واوا فلا بدّ من فتح ما قبلها
فتقول : «هدويّ ، وحصويّ ، ورحويّ» و «فتويّ وعصويّ» و «عمويّ وشجويّ».
(٦ و ٧) علامتا
التّثنية وجمع المذكّر فتقول في «حسنين» و «عابدين» علمين معربين بالحروف : «حسنيّ»
و «عابديّ».
ومن أجرى
المثنّى علما مجرى «سلمان» في المنع من الصّرف للعلميّة وزيادة الألف والنّون قال
: «حسنانيّ».
ومن أجرى الجمع
مجرى «غسلين» في لزوم الياء والإعراب على النون منونة قال «عابديني». ومن جعله ك «هارون»
في المنع من الصّرف للعلميّة وشبه العجمة مع لزوم الواو. أو ك «عربون» في لزومها
منوّنة ، يقول في الجمع المسمّى «عابدونيّ». أمّا جمع المؤنّث علما فمن حكى إعرابه
نسب إليه على لفظه مفتوحا بعد حذف الألف والتّاء معا نحو : «مسلمات» تقول في نسبها
: «مسلميّ» ومن منع صرفه نزّل تاءه منزلة تاء «مكّة» وألفه منزلة ألف جمزى فحذفهما
فيقول فيمن اسمه «تمرات» «تمريّ» بالفتح.
وأمّا نحو «ضخمات
وهندات» من كلّ
__________________
ما كان ساكن الثّاني وألفه رابعة ، فألفه كألف «حبلى» ففيها القلب والحذف
تقول : «ضخمي» أو «ضخمويّ» و «هنديّ» أو «هندويّ».
ويجب الحذف في
ألف هذا الجمع خامسة فصاعدا سواء أكان من الجموع القياسيّة ك «مسلمات» أو الشّاذة
: ك «سرادقات» تقول فيهما : «مسلمي» و «سرادقي».
٤ ـ ما يحذف
لياء النّسب ممّا يتّصل بالآخر :
يحذف لياء
النّسب ممّا يتّصل بالآخر ستّة أيضا :
(١) الياء
المكسورة المدغمة فيها ياء أخرى ك «طيّب وهيّن» تقول في نسبها «طيّبيّ» و «هيّنيّ»
بحذف الياء الثّانية.
وكان القياس أن
يقال في النّسب إلى «طيّىء» «طيئيّ» ولكنّهم بعد الحذف قلبوا الياء الأولى ألفا
على غير قياس ، فقالوا «طائي».
ومثله إذا نسب
إلى اسم قبل آخره ياءان مدغمة إحداهما في الأخرى ، وذلك نحو «أسيّد وحميّر ولبيّد»
إذا نسبت إلى شيء من ذلك تركت الياء السّاكنة ـ وهي الأولى من المدغمة ـ وحذفت
المتحركة لتقارب الياءات مع الكسرة التي في الياء فتقول في أسيّد : أسيدي ، وتقول
في حميّر : حميري ، وتقول في لبيّد : لبيدي ، وكذلك تقول العرب ، وكذلك : سيّد
وميّت ، فإذا أضفت إلى مهيّم قلت مهيّميّ.
(٢) ياء فعيلة
بشرط صحّة العين ، وانتفاء التّضعيف ، تقول في «حنيفة» حنفيّ ، وتقول في «مدينة» :
مدنيّ ، وفي «صحيفة» : صحفيّ ، وفي «طبيعة» : طبعيّ ، وفي «بديهة» : بدهيّ.
وشذّ قولهم في «سليقة»
«سليقي» كما قال :
ولست بنحويّ
يلوك لسانه
|
|
ولكن سليقيّ أقول فأعرب
|
كما شذّ في
عميرة كلب وسليمة الأزد ، «عميريّ وسليميّ» ، قال سيبويه : وهذا شاذ قليل ،
وقال يونس : هذا قليل خبيث ، فلا حذف في «طويلة» لاعتلال العين. ولا في «حليلة»
ومثله «شديدة» للتّضعيف لئلّا يلتقي المثلان فيحصل ثقل. أما نحو «طويلة» فلا حذف
أيضا لكراهيتهم تحريك الواو.
(٣) ياء «فعيلة»
ـ بضم الفاء ـ غير
__________________
مضعّف العين ك «جهينة» و «قريظة» تقول في نسبها «جهني» و «قرظي» بحذف التاء
ثمّ الياء ، كما تقول في «عيينة» «عيينيّ» وشذّ «ردينيّ» في «ردينة» ولا حذف في «قليلة»
للتّضعيف.
(٤) واو «فعولة»
ك «شنوءة» صحيحة العين غير مضعّفتها تقول في نسبها «شنئي» بحذف
التّاء ثمّ الواو ، ثمّ قلب الضّمّة فتحة ، ولا يجوز ذلك في «قؤولة» لاعتلال العين
، ولا في ملولة للتّضعيف.
(٥) ياء «فعيل»
المعتلّ اللّام بياء كانت أو واو ، نحو «غنيّ وعليّ وعديّ» تقول في نسبها «غنويّ» و
«علويّ» و «عدويّ» بحذف الياء الأولى ثمّ قلب الكسرة فتحة ثم قلب الياء الثّانية
ألفا ، وقلب الألف واوا .
(٦) ياء «فعيل»
المعتلّ اللّام ك «قصي» تقول في نسبها «قصويّ» و «أميّة» «أمويّ» بحذف الياء
الأولى ، وقلب الثّانية ألفا ، وقلب الألف واوا .
فإن صحّت لام «فعيل»
و «فعيل» لم يحذف منهما شيء نحو «عقيل» و «عقيل» تقول في الأولى «عقيليّ» وفي
الثانية «عقيليّ» وشذّ قولهم في «ثقيف وقريش» «ثقفيّ وقرشيّ».
(٧) النّسب إلى
كل شيء لامه ياء أو واو وقبلها ألف ساكنة :
وذلك نحو «سقاية
وصلاية ونفاية ، وشقاوة ، وغباوة» ، تقول في النسب إليها : سقائيّ ، وصلائيّ ،
ونفائي ، كأنّك نسبت إلى سقاء وإلى صلاء لأنّك حذفت الهاء ؛ وإن نسبت إلى شقاوة ،
وغباوة ، وعلاوة ، قلت : شقاويّ وغباويّ وعلاويّ ، لأنّهم قد يبدلون مكان الهمزة
الواو لثقلها ، وقالوا في غداء : غداوي ، وفي رداء : رداوي.
قال سيبويه : «أما
نحو راية ، وطاية ، وثاية وآية فالنّسب إليها : رائيّ ، وطائيّ ، وثائيّ ، وآئيّ.
وإنّما همزوا لاجتماع الياءات مع الألف ، والألف تشبّه بالياء ، فصارت قريبا ممّا
تجتمع فيه أربع ياءات فهمزوها استثقالا ، وأبدلوا مكانها همزة».
وقال السّيرافي
في شرحه لكتاب سيبويه ما ملّخصّه :
«في النسبة إلى
راية ونحوه ثلاثة أوجه : إن شئت همزت ـ أي كما تقدم ـ وإن شئت قلبت الهمزة واوا ،
وإن شئت
__________________
تركت الياء بحالها ولم تغيّرها».
فأمّا من همز فلأنّ
الياء وقعت بعد ألف ، والقياس فيها أن تهمز ، وأمّا من قال : راويّ بدل رائيّ ،
فإنه استثقل الهمزة بين الياء والألف ، فجعل مكانها حرفا يقاربها في المدّ
واللّين. وأمّا من قال : رايييّ فأثبت الياء فلأنّ هذه الياء صحيحة تجري بوجوه
الإعراب قبل النّسبة ، كياء ظبي من غير تغيير.
٥ ـ حكم همزة
الممدود في النّسب :
حكمها إن كانت
للتّأنيث قلبت واوا ك «صحراء» تقول فيها : «صحراوي» و «سوداء» تقول فيها «سوداوي»
وفي غداء : غداويّ وإن كانت أصلا سلمت ك «قرّاء» تقول فيها : قرّائيّ وإن كانت
بدلا من أصل نحو «كساء» أو للإلحاق نحو : «علباء» فالوجهان : تقول :
«كسائيّ» و «كساويّ»
و «علبائيّ» و «علباويّ».
٦ ـ النّسب إلى
المركّب :
إن كان
التّركيب إسناديّا : ك «جاد المولى» و «برق نحره» أو مزجيّا ك «بختنصّر» و «حضرموت»
ينسب فيهما إلى الصّدر ، تقول في الإسنادي «جاديّ» و «برقيّ» وتقول في المزجي «بختيّ»
و «حضريّ» وإن كان إضافيّا نسبنا أيضا إلى الصّدر ، تقول في «امرىء القيس» «امرئي»
أو «مرئي» كما قال ذو الرمة :
إذا المرئيّ
شبّ له بنات
|
|
عقدن برأسه
إبة وعارا
|
إلّا إن كان
كنية ك «أبي بكر» و «أمّ كلثوم» أو كان علما بالغلبة ك «ابن عمر» و «ابن الزّبير»
، فإنّك تنسب إلى عجزه فتقول : «بكريّ» و «كلتوميّ» و «عمريّ» و «زبّيريّ» ومثل
ذلك : ما خيف فيه اللّبس ك «عبد مناف» و «عبد الدّار» فتقول : «منافيّ» و «داريّ» وشذّ
__________________
المنتحت من المركّب الإضافيّ فصار على بناء «فعلل» مثل : «عبدري» نسبة إلى «عبد
الدّار» و «عبشميّ» نسبة إلى «عبد شمس».
٧ ـ النّسب إلى
كلّ اسم كان آخره ياء أو واوا وكان قبلهما ساكن :
وذلك نحو «ظبي
ورمي ، وغزو ونحو» تقول في نسبها : ظبييّ ، ورمييّ ، وغزويّ ، ونحويّ ، ولا تغيّر
الياء ولا الواو في هذا الباب لأنّه حرف جرى مجرى غير المعتلّ ، تقول : غزو فلا
تغيّر الواو ، كما تغيّر في غد ، فإذا كانت هاء التّأنيث بعد هذه الياءات فالقياس
أن تكون كالذي قبلها ، فتقول في رمية : رمييّ ، وفي ظبية : ظبييّ ، وفي دمية ،
دمييّ ، وفي فتية : فتييّ ، وكان أبو عمرو بن العلاء يقول في ظبية : ظبييّ ، وأمّا
يونس فكان يقول في ظبية : ظبوي وفي دمية : دمويّ ، وفي فتية : فتويّ.
٨ ـ النّسب إلى
محذوف اللّام :
إذا نسب إلى ما
حذفت لامه ردّت وجوبا في مسألتين :
(إحداهما) أن
تكون العين معتلّة ك «شاة» أصلها «شوهة» بدليل قولهم : «شياه» فتقول في نسبها : «شاهي»
.
(الثانية) أن
تكون اللّام المحذوفة قد ردّت في تثنية ك «أب» و «أبوان» أو في جمع تصحيح ك «سنة»
وجمعها «سنوات» أو «سنهات» فتقول : «أبويّ» و «سنويّ» أو «سنهيّ» كما تقول في أخ :
«أخويّ» ، وفي حم : «حمويّ». وتقول في «ذو» و «ذات» «ذووي» لاعتلال العين وردّ
اللّام في تثنية «ذات» نحو : (ذَواتا أَفْنانٍ) وتقول في النّسب إلى «أخت» «أخويّ» وفي «بنت» «بنويّ»
لأنّهم ردّوها في الجمع فقالوا «أخوات» و «بنات» بعد حذف التاء.
ويجوز ردّ
اللّام وتركها فيما عدا ذلك نحو «يد ودم وشفة». تقول : «يدويّ أو
__________________
يديّ» «دمويّ أو دميّ» «شفيّ أو شفهيّ» وفي «ابن» و «اسم» «ابنيّ واسميّ»
فإن رددنا اللّام أسقطنا الهمزة فقلنا «بنويّ وسمويّ» بإسقاط الهمزة. ومن ذلك
قولهم في ثبة :
ثبيّ وثبويّ ،
وشفة : شفيّ وشفهيّ.
٩ ـ النّسب إلى
ما حذفت فاؤه أو عينه.
إذا نسب إلى ما
حذفت فاؤه أو عينه ردّت وجوبا إذا كانت اللّام معتلّة ك «شية» أصلها «وشية» و «يرى»
علما أصله «يرأى» فتقول في «شية» «وشويّ» لأنّنا لمّا رددنا الواو صارت الواو
والشّين مكسورتين فقلبت الثّانية فتحة كما نفعل في «إبل» و «إبليّ» وقلبنا الياء
ألفا ثمّ الألف واوا.
وتقول في «يرى»
علما «يرئيّ» بفتحتين فكسرة ، بناء على إبقاء الحركة بعد الرّاء لأنّه يصير «يرأى»
بوزن جمزى ، فيجب حينئذ حذف الألف.
وعن أبي الحسن «يرئيّ»
أو «يرأويّ» كما تقول : «ملهيّ» أو «ملهويّ» ويمتنع الرّد في غير ذلك فتقول في «سه
أصلها «سته» فما حذفت عينه «سهيّ» لا «ستهيّ». وتقول في «عدة» أصلها «وعدة» «عديّ»
لا وعديّ» لأنّ لامهما صحيحة. ١٠ ـ النّسب إلى ثنائي الوضع معتل الثاني :
إذا سمّي
بثنائي الوضع معتلّ الثّاني ضعّف قبل النّسب فتقول في «لو» و «كي» علمين «لوّ وكيّ»
بالتّشديد فيهما ، وتقول في «لا» علما «لاء» بالمدّ ، فإذا نسبت إليهنّ ، قلت «لوّيّ»
و «كيويّ» و «لائيّ» أو «لاويّ» كما تقول في النّسب إلى «الدوّ» و «الحيّ» و «الكساء»
«دوّيّ» و «حيويّ» و «كسائيّ» أو «كساويّ».
١١ ـ النّسبة
إلى ما سمّي بالجمع المذكّر والمؤنّث والتّثنية :
إذا كان شيء من
ذلك اسم رجل أو امرأة حذفت الزّائدتين الواو والنّون ، في الجمع المذكر ، والإلف
والنّون ، والياء والنّون في التثنية ، فتقول في مسلمين : مسلميّ ، وفي رجلان :
رجليّ ، وفي حسنين : حسنيّ. ومن قال من العرب : هذه قنّسرون ، ورأيت قنّسرين وهذه
، يبرون ، ورأيت يبرين ، قال في النّسب : قنّسريّ ويبريّ ، ومن العرب من قال : هذه
يبرين ـ أي لم يتغيّر آخره ـ قال في النسب : يبرينيّ ، أمّا ما سمّي بجمع المؤنّث
ممّا لحقته ألف وتاء ، وذلك نحو : مسلمات ، وتمرات إذا سمّيت به فإنّك تحذف منه
الألف والتّاء ، تقول في مسلمات : مسلميّ ، وفي تمرات : تمريّ.
ومثل ذلك قول
العرب في أذرعات : أذرعيّ ، لا يقول أحد إلّا ذاك وتقول في عانات : عانيّ.
١٢ ـ النّسب
إلى الجمع والمثنّى وجمع سمّي به واحد أو جماعة ، واسم الجمع :
النّسب إلى
الجمع سواء كان جمع تصحيح أو تكسير ، والنّسب إلى المثّنى بردّها جميعا إلى المفرد
، تقول في النسب إلى جمع المذكّر السّالم في نحو «القاسطين» ـ أي ظالمين «قاسطيّ»
وفي نحو «جاهليين» «جاهليّ» وتقول في النّسب إلى جمع المؤنّث في نحو : «تمرات» «تمريّ»
وفي نحو «عبلات» حيّ من قريش «عبليّ».
أمّا جموع
التكسير فتقول في نحو : «فرائض والصّحف والمساجد» «فرضىّ وصحفيّ ومسجديّ» وتقول في
نحو «المسامعة والمهالبة» «مسمعيّ ومهلّبيّ» وأمّا المثنّى فتقول في «حسنان» «حسنيّ»
وفي نحو : «زينبان» «زينبيّ».
أمّا الجمع
المسمّى به واحد أو جمع فإنّك تنسب إليه على لفظه من غير تغيير فتقول في «أنمار» «أنماريّ»
لأنّه اسم لواحد. وقالوا في «كلاب» «كلابيّ» وقالوا في «الضّباب» «ضبابيّ» لأنه
اسم قبيلة ، وقالوا «أنصاري» لأنّ الأنصار اسم وقع لجماعتهم ، ومن ذلك «مدائني» و
«أنباري» والمدائن والأنبار علمان على بلدين معروفين. وتقول في النّسب إلى «نفر» «نفريّ»
وإلى «رهط» «رهطيّ» لأنّه اسم للجمع لا واحد له من لفظه ، وتقول في النّسبة إلى «نسوة»
«نسويّ» فلو جمعت شيئا من أسماء الجمع نحو : «أراهط» و «أنفار» و «نساء» ، لقلت في
النّسب إليه «رهطي ونفري ونسويّ».
وتقول في
النّسب إلى «محاسن» محاسنيّ» لأنّه لا واحد له من لفظه ، وتقول في «الأعراب» «أعرابيّ»
لأنه لا واحد له من لفظه.
١٣ ـ النّسب
إلى فعل وفعل وفعل :
يجب قلب الكسرة
فتحة عند النّسب في «فعل» ك «ملك» تقول في نسبها «ملكيّ» وفي «فعل» ك «دئل» «دؤليّ»
وفي «فعل» ك «إبل» «إبلي».
١٤ ـ المنسوب
على وزن «فعّال» أو «فاعل» أو «فعل» أو «مفعال» :
قد يستغنى عن
ياء النّسب بصوغ اسم من المنسوب إليه على وزن «فعّال» ك «نجّار» و «خبّاز» وهذا
غالب في الحرف وشذّ قول امرىء القيس :
وليس بذي رمح
فيطعنني به
|
|
وليس بذي سيف
وليس بنبّال
|
ونبّال : أي ذو
نبل وهو ليس بحرفة.
وتأتي على وزن
فاعل ك «تامر» و «لابن» و «كاس» والمقصود : صاحب تمر ولبن وكسوة ، أو على «فعل» ك «طعم»
و «لبن» أي ذي طعام ولبن.
وندر صوغها على
«مفعال» ك «معطار» أي ذي عطر ، و «مفعيل» ك «فرس محضير» أي ذي حضر .
١٥ ـ الشّواذ
من النّسب :
قال الخليل :
كلّ شيء من ذلك ـ أي من النّسب ـ عدلته العرب تركته على ما عدلته عليه ـ أي على ما
جاءت به على غير قياس ـ وما جاء تامّا لم تحدث العرب فيه شيئا على القياس.
فمن المعدول
الذي هو غير قياس قولهم في هذيل : هذلي ، وفي فقيم كنانة : فقمي ، وفي مليح خزاعة
: ملحي ، وفي ثقيف : ثقفي ، وفي زبينة : زباني ، وفي طيّء : طائي ، وفي العالية : علوي
، والبادية : بدوي ، وفي البصرة :بصري ، وفي السّهل : سهلي ، وفي الدّهر : دهري ،
وفي حيّ من بني عديّ يقال لهم : بنو عبيدة : عبدي فضمّوا العين وفتحوا الباء ، كما
قالوا في بني جذيمة : جذمي ، وقالوا في بني الحبلى من الأنصار : حبلي ، وفي صنعاء
: صنعاني ، وفي شتاء : شتوي ، وفي بهراء قبيلة من قضاعة : بهرانيّ ، وفي دستواء : دستواني
، مثل بحرانيّ ، وهم بنو البحر ، والقياس : بحريّ ، وقالوا في الأفق : أفقيّ ، ومن
العرب من يقول ، أفقي على القياس ، وقالوا في حروراء ـ وهو موضع ـ حروري ، وفي
جلولاء : جلوليّ ، كما قالوا في خراسان : خرسيّ ، وخراسانيّ أكثر ، وخراسيّ لغة.
وقال بعضهم :
خرفيّ ، نسبة إلى الخريف وحذف الياء ، والخرفيّ في كلامهم أكثر من الخريفيّ.
ويقول سيبويه :
وسمعنا من العرب من يقول : أمويّ.
وممّا جاء
محدودا ـ أي شاذّا عن القاعدة ـ عن بنائه ، محذوفة ـ منه إحدى الياءين ياء الإضافة
، ومن الشذوذ قولك : في الشام : شآم ، وفي تهامة : تهام ، ومن كسر التاء قال :
تهاميّ ، وفي اليمن : يمان. ومن الشّواذ قولهم في النّسب إلى الرّيّ : رازيّ ، وفي
مرو : مروزي ، وفي دار البطيخ : دربخيّ.
ومن الشّاذّ
إلحاق ياء النّسب أسماء أبعاض الجسد مبنيّة على فعال للدّلالة على عظمها ، كقولهم
: فلان أنافيّ : لعظيم الأنف ، و «رؤاسيّ» لعظيم الرّأس ،
__________________
وعضاديّ ، للعظيم العضد ، وفخاذيّ : لعظيم الفخذ ، وفي عظيم الرّقبة
والجمّة والشعر واللّحية : رقبانيّ ، وجمّانيّ ، وشعرانيّ ، ولحيانيّ ، وهناك
الكثير غير ذلك من الشّواد.
النّعت :
١ ـ تعريفه :
هو التّابع
المقصود بالاشتقاق وضعا أو تأويلا ، والذي يكمّل متبوعه بدلالته على معنى فيه ، أو
فيما له تعلّق به. ويخرج بالمقصود مثل الصّدّيق فإنّه كان مشتقا ثمّ غلب حتّى صار
التّعيين به أتمّ من العلم وقوله «وضعا» نحو «مررت برجل كريم» أو «تأويلا» نحو : «رأيت
غلاما ذا مال» أي صاحب مال ، والمراد بدلالة على معنى فيه ظاهر في هذه الأمثلة ،
والمراد بقوله فيما له تعلّق به نحو قولك : «حضر الصّانع الماهر أبوه».
٢ ـ أغراضه :
يساق النّعت
لتخصيص نحو : (وَالصَّلاةِ
الْوُسْطى) ونحو : (مِنْهُ آياتٌ
مُحْكَماتٌ). أو «تعميم» نحو «إنّ الله يرزق عباده الصّالحين
والطّالحين». أو «تفصيل» نحو «نظرت إلى رجلين : عربّي وعجميّ». أو «مدح» نحو : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ). أو «ذمّ» نحو : (فَاسْتَعِذْ بِاللهِ
مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ). أو «ترحّم» نحو : «لطف الله بعباده الضّعفاء». أو «إبهام»
نحو : «تصدّق بصدقة قليلة أو كثيرة». أو «توكيد» نحو : «أمس الدابر لن يعود» و (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ
واحِدَةٌ) فالنّفخة تدل على الوحدة لأنّ بناءها للمرّة ، وواحدة :
نعت يفيد التّوكيد.
٣ ـ موافقة
النّعت المنعوت في التنكير والتعريف :
لا بدّ من
موافقة النّعت المنعوت في التّنكير والتّعريف ، وقد بسط سيبويه في كتابه موافقة
النّعت منعوته ، نلخّصها بما يلي ، ونبدأ بما بدأ به ، وهو نعت النكرة :
يقول سيبويه :
ومن النّعت «مررت برجل أيّما رجل» فأيّما نعت للرجل في كماله ، وبذّه غيره ، كأنّه
قال : مررت برجل كامل.
ومنه «مررت
برجل حسبك من رجل» فهذا نعت للرجل بكماله ،
__________________
واجتماع كلّ معاني الرّجولة فيه. وكذلك : كافيك من رجل ، وهمّك من رجل ، وناهيك من رجل. و «مررت برجل ما شئت من رجل» و
«مررت برجل شرعك من رجل» و «مررت برجل هدّك من رجل» و «بامرأة هدّك من
امرأة» ، فهذا كلّه على معنى واحد ، وما كان يجري فيه الإعراب فصار نعتا لأوّله
جرى على أوّله .
وسمعنا بعض
العرب الموثوق بهم يقول «مررت برجل هدّك من رجل» و «مررت بامرأة هدّتك من امرأة» فجعله فعلا
مفتوحا ، كأنّه قال : فعل وفعلت بمنزلة كفاك وكفتك.
ومن النّعت أيضا : مررت برجل مثلك ، فمثلك نعت على أنّك قلت : هو
رجل كما أنّك رجل. ويكون نعتا أيضا على أنّه لم يزد عليك ، ولم ينقص عنك في شيء من
الأمور ، ومثله : مررت برجل ، مثلك أي صورته شبيهة بصورتك» وكذلك : مررت برجل ضربك
وشبهك وكذلك نحوك ، يجرين في الإعراب مجرى واحدا ، وهنّ مضافات إلى معرفة صفات
لنكرة ، ثم يقول : ومنه «مررت برجل شرّ منك» فهو نعت على أنّه نقص أن يكون مثله.
ومنه : «مررت
برجل خير منك» فهو نعت بأنّه قد زاد على أنّه يكون مثله.
ومنه «مررت
برجل غيرك» فغيرك نعت يفصل به بين من نعتّه بغير وبين من أضفتها إليه حتى لا يكون
مثله ، أو يكون مرّ باثنين. ومنه : «مررت برجل آخر» فآخر نعت على نحو غير.
ومنه «مررت
برجل حسن الوجه».
نعت الرّجل
بحسن وجهه ، ولم تجعل فيه الهاء التي هي إضمار الرجل أي حسن وجهه.
وقال : وممّا
يكون نعتا للنكرة وهو مضاف إلى معرفة قول الشاعر امرىء القيس :
__________________
بمنجرد قيد
الأوابد لاحه
|
|
طراد الهوادي
كلّ شأو مغرّب
|
وممّا يكون
مضافا إلى المعرفة ويكون نعتا للنكرة الأسماء التي أخذت من الفعل ، فأريد بها معنى
التنوين .
ومن ذلك «مررت
برجل ضاربك» فهو نعت على أنه سيضربه ، كأنّك قلت : مررت برجل ضارب زيدا ولكن حذف
التّنوين ـ من ضاربك ـ استخفافا ، وإن أظهرت الاسم وأردت التّخفيف ، والمعنى معنى
التّنوين ، جرى مجراه حين كان الاسم مضمرا ، ويدلّك على ذلك قول جرير :
ظللنا بمستنّ
الحرور كأننا
|
|
لدى فرس
مستقبل الريح صائم
|
كأنه قال : لدى
مستقبل صائم ، وقال ومنه أيضا قول ذي الرّمّة :
سرت تخبط
الظلماء من جانبي قسا
|
|
وحبّ بها من
خابط الليل زائر
|
حبّ بها أي
احبب بها. ومن النّعت أيضا : «مررت برجل إمّا قائم وإمّا قاعد» أي ليس بمضطجع ،
ولكنه شكّ في القيام والقعود ، وأعلمهم أنّه على أحدهما.
ومنه أيضا «مررت
برجل لا قائم ولا قاعد».
ومنه «مررت
برجل راكب وذاهب «أو «مررت برجل راكب فذاهب» ومنه «مررت برجل راكب ثمّ ذاهب».
ومنه «مررت
برجل راكع أو ساجد ، فإنّما هي بمنزلة : إمّا وإمّا.
ومنه «مررت
برجل راكع لا ساجد» لا : إخراج للشك ، ومنه «مررت برجل راكع بل ساجد» إمّا غلط
فاستدرك أو نسي فذكر.
ومنه «مررت
برجل حسن الوجه جميله».
ومنه «مررت
برجل ذي مال» ، ومنه «مررت برجل رجل صدق» منسوب إلى الصلاح ، ومنه «مررت برجلين
مثلك» أي كلّ واحد منهما مثلك ، وكل ذلك جرّ.
ومنه «مررت
برجلين غيرك» أي غيره في الخصال ، أو رجلين آخرين ، ومنه : «مررت برجلين سواء».
ومن النّعت
أيضا : «مررت برجل مثل رجلين» وذلك في الغناء ، وهذا مثل
__________________
قولك : «مررت ببرّ ملء قدحين» وكذلك «مررت برجلين مثل رجل». في الغناء ،
كقولك : «مررت ببرّين ملء قدح» وتقول : «مررت برجل مثل رجل» ومنه «مررت برجل صالح
بل طالح» و «ما مررت برجل كريم بل لئيم» أبدلت ـ أي ببل ـ الصفة الآخرة من الأولى
، وأشركت بينهما ـ أي بالعطف ـ بل في الإجراء على المنعوت ولكنّه يجيء على النّسيان أو الغلط ـ أي ببل ـ فيتدارك
كلامه ، ومثله : «ما مررت برجل صالح ولكن طالح» أبدلت الآخر ـ أي النّعت الآخر ـ من
الأول ـ أي من النعت الأول ـ فجرى مجراه في بل. ولا يتدارك ب «لكن» إلّا بعد النفي
، وإن شئت رفعت على ـ تقدير ـ هو في «لكن» و «بل» فقلت «ما مررت برجل صالح ولكن
طالح» ـ أي هو طالح ـ و «ما مررت برجل صالح بل طالح» أي هو طالح ، من ذلك قوله عزوجل : (وَقالُوا اتَّخَذَ
الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ) ويقول سيبويه : واعلم أنّ «بل ولا بل ، ولكن» يشركن بين
النّعتين فيجريان على المنعوت كما أشركت بينهما «الواو ، والفاء ، وثمّ ، وأو ،
ولا ، وإمّا».
أمّا الاستفهام
، فله الصّدارة فلا يعمل فيه ما قبله ، تقول : «ما مررت برجل مسلم فكيف راغب في
الصدقة» بمنزلة : فأين راغب في الصدقة ، على حدّ قول سيبويه.
٤ ـ موافقة
النعت لمنعوته في التّعريف :
يقول سيبويه «هذا
باب مجرى نعت المعرفة عليها». ثم يقول : واعلم أنّ المعرفة لا توصف إلّا بمعرفة : كما أنّ النّكرة لا توصف إلّا
بنكرة ، واعلم أنّ العلم الخاصّ من الأسماء يوصف بثلاثة أشياء : بالمضاف إلى مثله
وبالألف واللّام ، والأسماء المبهمة وهي ـ أسماء الإشارة ـ فأما المضاف فنحو : «مررت
بزيد أخيك» والألف واللام نحو «مررت بزيد الطّويل» وما أشبه هذا من الإضافة
__________________
والألف واللّام ، وأما المبهمة ـ أي أسماء الإشارة ـ فنحو «مررت بزيد هذا
وبعمرو ذاك».
والمضاف إلى
المعرفة يوصف بثلاثة أشياء : بما أضيف كإضافته وبالألف واللّام ، والأسماء المبهمة
، وذلك «مررت بصاحبك أخي زيد» و «مررت بصاحبك الطّويل». و «مررت بصاحبك هذا» فأمّا
الألف واللام فتوصف بالألف واللّام ، وبما أضيف إلى الألف واللّام ، لأنّ ما أضيف
إلى الألف واللّام بمنزلة الألف واللام فصار نعتا كما صار المضاف إلى غير الألف
واللام صفة لما ليس فيه الألف واللام ـ وقد تقدم مثله ـ وذلك قولك : «مررت بالجميل
النبيل» و «مررت بالرجل ذي المال».
وأمّا المبهمات
وهي أسماء الإشارة ـ فهي ممّا ينعت به ـ وينعت ، فالأول نحو قوله تعالى : (بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا) وأما الثاني فنحو قوله تعالى : (أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَ).
ثم يقول سيبويه
: واعلم أن صفات المعرفة تجري من المعرفة مجرى صفات النكرة من النكرة ، وذلك قولك
: «مررت بأخويك الطّويلين» فليس في هذا إلّا الجرّ ، كما ليس في قولك : «مررت برجل
طويل» إلّا الجرّ. ويقول ، وإذا قلت «مررت بزيد الرّاكع ثم السّاجد» أو الرّاكع
فالساجد ، أو الراكع لا السّاجد ، أو الرّاكع أو السّاجد ، أو إمّا الراكع وإمّا
السّاجد ، وما أشبه هذا لم يكن وجه كلامه إلّا الجرّ ، كما كان ذلك في النكرة ـ وقد
تقدّمت ـ فإن أدخلت «بل ولكن» جاز فيهما ما جاز في النكرة ـ أي العطف على النعت أو
القطع على أن يكون خبرا لمبتدأ هو ـ وقد مضى الكلام في النكرة فأغنى عن إعادته في
المعرفة.
٥ ـ ما يتبع به
النّعت الحقيقيّ منعوته في غير التّنكير والتعريف :
قدّمنا متابعة
النعت منعوته في التنكير والتعريف ، ونذكر هنا ما يتبعه بغيرهما ، من ذلك : متابعة
النّعت منعوته بواحد من الإفراد والتثنية والجمع ، وبواحد من الرّفع والنصب والجرّ
، وبواحد من التّأنيث والتّذكير ، فمثال الموافقة من الإفراد والتثنية والجمع قولك
: «الرّجال الشّجعان ذخيرة الوطن» أتبع النعت منعوته بالجمع ، وكذلك التثنية
والإفراد ، ويتابع النّعت منعوته بواحد من الرّفع والنّصب والجرّ ، نحو «هذا رجل
صالح» و «رأيت
__________________
عمرا العالم» و «نظرت إلى هند المباركة» ، وأمّا إتباعه في التّذكير
والتأنيث فالنعت يكون مذكّرا إذا كان المنعوت مذكّرا ، وإذا كان المنعوت مؤنّثا
كان النعت مؤنّثا ، وبهذا نفهم قول بعض المتأخّرين بأنّه يجب أن يوافق النّعت
الحقيقي منعوته في أربعة من عشرة. واحد : من الرفع والنصب والجرّ ، وواحد من
الإفراد والتثنية والجمع ، وواحد من التّذكير والتأنيث ، وواحد من التعريف
والتنكير.
٦ ـ ما لا
يوافق فيه النعت منعوته في التأنيث والتثنية والجمع :
هو ما يستوي
فيه المذكّر والمؤنّث ، ك «المصدر» غير الميمي ، وصيغتي «فعول» و «فعيل» و «أفعل»
التّفضيل ، فهذه لا تطابق منعوتها في التأنيث والتثنية والجمع ، بل تلزم الإفراد ،
والتّذكير ، تقول : «جاءني رجل أو امرأة أو امرأتان أو رجلان أو نساء أو رجال عدل
، أو صبور ، أو جريح ، أو أفضل من غيره».
وكذلك نعت جمع
ما لا يعقل ، فإنّها تعامل معاملة المؤنّثة المفردة أو جمع المؤنّث نحو : (إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً) و (فِي أَيَّامٍ
مَعْدُوداتٍ).
٧ ـ ما يتبع به
النّعت السّببيّ منعوته :
قدّمنا في
تعريف النّعت : أنّه الذي يكمل متبوعه بدلالته على معنى فيه ، أو فيما له تعلّق به
، والذي يدلّ على معنى فيه هو الحقيقي ، وقد قدّمناه ، والذي له تعلّق به هو
السّببي ، وهنا الكلام عليه ، وشرط النّعت السّببي أن يتبع منعوته في اثنين واحد
من الرّفع والجرّ والنّصب وواحد من التّعريف والتّنكير ، ويكون مفردا دائما ، ولو
كان منعوته مثنّى أو جمعا ، إلّا جمع التكسير ، فيجوز معه جمع النّعت تكسيرا ، تقول
: «زرت أبا نشطاء أبناؤه» أو نشيطا أبناؤه.
ويراعى في
تذكير النّعت السّببيّ وتأنيثه ما بعده ، فهي كالفعل مع الاسم الظّاهر وإن كان
منعوتها خلاف ذلك تقول : «أثارت عجبي عائشة النّيّر عقلها» و «رأيت خالدا الثّابتة
خطواته» و «سرّني القوم الكريم أبناؤهم» وهكذا ....
٨ ـ الأنواع
التي ينعت بها :
الأنواع التي
ينعت بها أربعة :
(١) المشتق ،
وهو ما دلّ على حدث وصاحبه ك «رام ، ومنصور ، وحسن ، وأفضل».
__________________
(٢) الجامد
المؤوّل بالمشتق كاسم الإشارة المؤول بالمشار إليه ، أو الحاضر ـ وقدّمنا جواز أن
ينعت اسم الإشارة وينعت به ـ و «ذو» بمعنى صاحب ، وأسماء النّسب ، لأنّها مؤوّلة
بمنسوب إلى كذا ، تقول في اسم الإشارة : «سرّني كتابك هذا» وفي «ذي» بمعنى صاحب «صادقت
رجلا ذا مروءة».
وفي النّسب «حضر
رجل دمشقيّ» لأنّ معناه الحاضر أو المشار إليه ، وصاحب المروءة ، ومنسوب إلى دمشق.
وهذه الأنواع المذكورة رمز إليها بالتعريف في أول الكلام على النعت هو التابع
المقصود بالاشتقاق وضعا أو تأويلا.
٩ ـ النّعت
بالجملة :
ينعت بالجملة
بشروط : شرط بالمنعوت ، وشرطين في الجملة.
ويشترط
بالمنعوت أن يكون نكرة إمّا لفظا ومعنى نحو : (وَاتَّقُوا يَوْماً
تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ) أو معنى فقط وهو المعرّف ظاهرا بأل الجنسية كقول رجل من
بني سلول :
ولقد أمرّ
على اللّئيم يسبّني
|
|
فأعفّ ثم
أقول لا يعنيني
|
ويشترط في
الجملة التي ينعت بها :
(١) أن تكون
مشتملة على ضمير يربطها بالمنعوت إمّا ملفوظ به كما في الآية السابقة (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ
إِلَى اللهِ) والهاء في «فيه» تعود على المنعوت وهو «يوما».
أو مقدّر نحو
قوله تعالى : (وَاتَّقُوا يَوْماً
لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً) أي لا تجزي فيه ، وقد ينوب «أل» عن الضمير كقول
الشّنفرى :
كأنّ حفيف
النّبل من فوق عجسها
|
|
عوازب نحل
أخطأ الغار مطنف
|
الأصل : أخطأ
غارها ، فكانت «أل» بدلا من الضّمير.
(٢) أن تكون
خبريّة ، فلا يجوز قولك : «رأيت رجلا كلّمه» بالأمر ، ولا قولك «اشتريت فرسا بعتكه»
بقصد إنشاء البيع ، وقد جاء ما ظاهره الإنشاء ولكنّ المعنى خبر ، كقول العجّاج :
حتى إذا جنّ
الظّلام واختلط
|
|
جاؤوا بمذق
هل رأيت الذّئب قطّ
|
__________________
ولكنّ المعنى :
جاؤوا بلبن لونه كلون الذّئب.
١٠ ـ النّعت
بالمصدر :
يجوز النعت
بالمصدر بشرط أن يكون مصدرا ثلاثيا ، وأن يكون المصدر الثّلاثيّ غير ميميّ ، سمع
من العرب «هذا رجل عدل» و «رضا» و «زور» و «فطر» وذلك على التأويل بالمشتق ، أي
عادل ، ومرضيّ وزائر ، ومفطر ، أو على تقدير مضاف ، أي ذو عدل ، وذو رضا ...
١١ ـ تعدّد
النّعوت :
النّعوت :
(١) إمّا أن
تكون لمنعوت واحد.
(٢) وإمّا أن
تكون لمنعوتين متعدّدين.
(١) فإن كانت
النّعوت لمنعوت واحد وتعيّن المنعوت بدونها جاز إتباعها وهو الأصل ، وذلك كقول
خرنق ، أخت طرفة :
لا يبعدن
قومي الذين هم
|
|
سمّ العداة
وآفة الجزر
|
النّازلون
بكلّ معترك
|
|
والطّيّبون
معاقد الأزر
|
ويجوز فيه
القطع نحو : «رأيت أحمد العالم الأديب الشاعر» والقطع : أن تقدّر هو أو هم فتقول :
الأديب أي هو الأديب ، وهو الشاعر ، ويجوز القطع بالنّصب بإضمار «أمدح أو أذكر»
كما يجوز اتباع بعض النّعوت وقطع بعضها.
فإن لم يتعيّن
أو لم يعرف المنعوت إلّا لجميع نعوته ، وجب إتباعها كلّها ، وذلك كقولك : «سمعت
أخبار إبراهيم الكاتب الشاعر الخطيب» إذا كان المنعوت إبراهيم يشاركه في اسمه
ثلاثة أحدهم كاتب شاعر ، وثانيهم كاتب خطيب ، وثالثهم شاعر خطيب ، فإن تعيّن
ببعضها جاز فيها الأوجه الثّلاثة عدا البعض. فإن كان المنعوت نكرة تعيّن في الأوّل
الإتباع على النعت ، وجاز في الباقي القطع ، وذلك كقول أبي أميّة الهذلي يصف صائدا
:
ويأوي إلى
نسوة عطّل
|
|
وشعثا مراضيع
مثل السّعالي
|
أي : وأذكر
شعثا.
فإن كان النعت
المقطوع لمجرد «المدح أو الذّمّ أو التّرحّم» وجب حذف المبتدأ والفعل ، فحذف
المبتدأ في قولهم «الحمد لله الحميد» بإضمار هو ، وفي حذف الفعل نحو قوله تعالى : (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) بنصب حمّالة بإضمار «أذمّ» والقراءة الثّانية بالضّم
على أنّها نعت لامرأته ، أي حمّالة.
(٢) وإذا تعدّد
النعت لمنعوتين فهو على نوعين :
(أ) أن يكون
المنعوت مثنّى أو مجموعا من غير تفريق فإن اتّحد معنى النّعت ولفظه استغني بتثنية
النّعت أو جمعه عن تفريقه بالعطف نحو «جاءني الرّجلان الفاضلان» و «جاءني
المجاهدون الشّجعان».
وإن اختلف معنى
النّعت ولفظه كعاقل وكريم ، أو اختلف لفظه دون معناه كالذّاهب والمنطلق ، وجب
التّفريق فيها بالعطف ب «الواو» كقول الشّاعر ابن ميّادة :
بكيت وما بكى
رجل حزين
|
|
على ربعين
مسلوب وبالي
|
(ب) أن يكون المنعوت مفرّقا
وتتعدّد النّعوت مع اتّحاد لفظها ، فإنّ اتّحد معنى العامل ، ومعناه جاز الإتّباع
مطلقا نحو «جاء عليّ وأتى عمر الحكيمان» و «هذا أحمد وذاك محمود الأديبان». وإن
اختلف العامل وعمله في المعنى والعمل أو اختلفا في المعنى فقط ، أو اختلفا في
العمل فقط ، وجب القطع ـ وهو تقدير مبتدأ أو فعل ـ فمثال الأوّل : «سافر محمد
وانتظرت حامدا الفارسان» ومثال الثاني : «جاء زيد ومضى عمرو الفاضلان» أي هما
الفاضلان ، ومثال الثالث : «هذا يؤلم أخاك ويوجع أباك العاقلان» أي هما العاقلان ،
ويجوز في هذه الأمثلة النّصب بتقدير فعل : أمدح ـ أي أمدح الفارسين والفاضلين
والعاقلين ـ ، وتقدّم في هذا الباب من كلام سيبويه بعض هذا.
١٢ ـ حذف ما
علم من نعت ومنعوت :
يحذف النّعت
بقلّة ، ويحذف المنعوت بكثرة جوازا إذا دلّت قرينة على المحذوف ، فحذف النّعت نحو
قوله تعالى : (يَأْخُذُ كُلَّ
سَفِينَةٍ غَصْباً) أي كل سفينة صالحة.
وأمّا حذف
المنعوت فمشروط بأن يكون النّعت صالحا لمباشرة العامل نحو : (أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ) أي دروعا سابغات ، أو بأن يكون النّعت بعض اسم مقدّم
مخفوض ب «من» أو «في» كقولهم «منا ظعن ومنّا أقام» أي منّا فريق ظعن ، ومنا فريق
أقام.
١٣ ـ ما ينعت وما
ينعت به من الأسماء وما ليس كذلك :
من الأسماء ما
ينعت وينعت به كاسم الإشارة ـ وتقدّمت الإشارة إليه ـ ولا ينعت إلّا بمصحوب أل
خاصّة ، فإن كان جامدا محضا نحو : «مررت بهذا الرّجل» فهو عطف بيان على الأصحّ أي
الرجل وإلّا فهو نعت.
__________________
ومنها : ما لا
ينعت ولا ينعت به كالضمير مطلقا.
ومنها : ما
ينعت ولا ينعت به كالعلم.
ومنها : ما
ينعت به ولا ينعت ك «أيّ» نحو «مررت بفارس أيّ فارس» (وانظر النعت بالنكرة) (٣).
١٤ ـ النّعت
بعد المركّب الإضافي :
إذا أردنا أن
ننعت مركّبا إضافيا فالنعت للمضاف لا للمضاف إليه لأنّه المقصود بالحكم ، تقول «جاء
عبد الله النشيط» و «رحم الله ابن عباس بحر العلم» و «أبو خالد الشّجاع فارس».
ولا يكون
النّعت للمضاف إليه إلّا بدليل ، لأنّه يؤتى به لغرض التّخصيص كما لا يكون النّعت
إلّا للمضاف إليه بلفظ «كلّ» إنما أتي بكل لغرض التّعميم تقول : «رأيت كلّ إنسان
عاقل يأبى الجهل».
١٥ ـ فوائد
تتعلّق بالنّعت :
(١) إذا تقدّم
النّعت على المنعوت ، كان المنعوت بدلا من النّعت نحو قوله سبحانه : (إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ
اللهِ) فلفظ الجلالة بدل من العزيز الحميد. وبهذا يخرج من باب
النعت.
(٢) إذا جاء
النّعت مفردا وظرفا وجملة فالغالب تأخير الجملة نحو : (وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ
فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ) ويقلّ تقديم الجملة نحو : (فَسَوْفَ يَأْتِي
اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ
أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ).
(٣) قد يلي
النّعت «لا» أو «إمّا» فيجب عندئذ تكرّرهما مقرونة بواو العطف نحو «اشتريت صوفا لا
جيّدا ولا رديئا» ونحو «أعطني قطنا إمّا مصريّا وإمّا سوريّا».
(٤) يجوز عطف
بعض النّعوت المختلفة المعاني على بعض نحو : «لبست ثوبا جميلا ومتين الصّنع».
نعم وبئس وما في معناهما :
١ ـ تعريفهما :
هي أفعال
لإنشاء المدح والذّمّ على سبيل المبالغة.
٢ ـ فاعلهما :
فاعلهما نوعان
:
(أحدهما) اسم
ظاهر معرّف ب «أل» الجنسيّة نحو : (نِعْمَ الْعَبْدُ)
__________________
و (بِئْسَ الشَّرابُ) أو معرّف بالإضافة إلى ما قارنها نحو : (وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ)(فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ) أو بالإضافة إلى المضاف لما قارنها كقول أبي طالب :
فنعم ابن أخت
القوم غير مكذّب
|
|
زهير حسام
مفرد من حمائل
|
(الثاني) ضمير مستتر وجوبا مميّز
إمّا بلفظ «ما» بمعنى شيء ، أو «من» بمعنى شخص ، نحو : (فَنِعِمَّا هِيَ) أي نعم شيئا هي ، وقوله «ونعم من هو في سرّ وإعلان» أي
شخصا. وإمّا مميّز بنكرة عامّة واجبة الذّكر والتّأخير عن الفعل ، والتّقدّم على
المخصوص ، قابلة ل «أل» مطابقة للمخصوص نحو «نعم رجلا عليّ» «نعم امرأتين الهندان»
ومنه قول زهير :
نعم امرأ هرم
لم تعر نائبة
|
|
إلّا وكان
لمرتاع بها وزرا
|
وقول الشاعر :
نعم امرأين
حاتم وكعب
|
|
كلاهما غيث
وسيف غضب
|
وإذا كان فاعل
هذا الباب اسما ظاهرا فلا يؤتى بالتّمييز غالبا لأنّه لرفع الإبهام ، ولا إبهام مع
الظاهر ، وقد يؤتى به لمجرّد التّوكيد كقوله :
نعم الفتاة
فتاة هند لو بذلت
|
|
ردّ التّحيّة
نطقا أو بإيماء
|
فقد جاء
التّمييز حيث لا إبهام لمجرّد التّوكيد كما جاء في غير هذا الباب كقول أبي طالب :
ولقد علمت
بأنّ دين محمّد
|
|
من خير أديان
البريّة دينا
|
٣ ـ المخصوص بالذّمّ أو المدح :
يذكر المخصوص
المقصود بالمدح أو الذّمّ بعد فاعل «نعم وبئس» فيقال «نعم الخليفة عثمان» و «بئس
الرّجل أبو جهل» وهذا المخصوص مبتدأ ، والجملة قبله خبر ، ويجوز أن يكون خبرا
لمبتدأ واجب الحذف ، أي : الممدوح :
__________________
عثمان ، والمذموم : أبو جهل.
وقد يتقدّم
المخصوص على الفعل فيتعيّن كونه مبتدأ ، وما بعده خبر نحو «العلم نعم الذّخر».
وقد يحذف إذا
دلّ عليه دليل ممّا تقدّمه نحو : (إِنَّا وَجَدْناهُ
صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ) أي أيّوب. وجواز حذف المخصوص أو تقديمه إنما هو في
مخصوص الفاعل الظّاهر ، دون مخصوص الضّمير.
٤ ـ يستعمل وزن
«فعل» استعمال «نعم وبئس» :
كلّ فعل ثلاثيّ
صالح للتّعجّب منه يجوز استعماله على «فعل» بضم العين ، إمّا بالأصالة : ك
«ظرف وشرف» أو بالتّحويل ك «فهم» و «ضرب» لإفادة المدح أو الذّمّ ، فيجري حينئذ
مجرى «نعم وبئس» في حكم الفاعل والمخصوص ، تقول في المدح «فهم الرجل عليّ» وفي
الذّمّ «خبث الرجل عمرو» فإن كان الفعل معتلّ العين بقيت على قلبها ألفا مع تقدير
تحويله إلى «فعل» بالضم نحو «نال الرّجل عليّ» ، (ساءَتْ مُرْتَفَقاً) أي ما أقوله وما أسوأها أي النّار. وإن كان معتلّ اللّام ردّت الواو إلى
أصلها إن كان واويّا ، وقلبت الياء واوا إن كان يائيّا فتقول في غزا ورمى : غزوا
ورموا.
وهذه الأفعال
المحوّلة تخالف نعم وبئس في ستّة أشياء : اثنان في معناها : وهما إفادتها التّعجّب
، وكونها للمدح الخاصّ واثنان في فاعلها المضمر ، وهما جواز عوده ، ومطابقته لما
قبله ، بخلاف «نعم» فإنّه يتعيّن في فاعلها المضمر عوده على التّمييز بعده ،
ولزومه حالة واحدة ، فنحو «محمّد كرم رجلا» يجوز فيه عود ضمير «كرم» إلى محمّد ،
وإلى رجل ، فعلى الأوّل تقول : «المحمّدون كرموا رجالا» ، وعلى الثّاني «المحمّدون
كرم رجالا» واثنان في فاعلها الظّاهر ، وهما جواز خلوّه من «أل» نحو : (وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) وكثرة جرّه بالباء الزّائدة ، تشبيها ب «أسمع بهم» نحو
:
حبّ بالزّور
الذي لا يرى
|
|
منه إلّا
صفحة أو لمام
|
__________________
نعم : حرف جواب للتّصديق ، والوعد ، والإعلام.
فالأول : بعد
الخبر ك «قدم خالد» أو «لم يأت عليّ».
والثاني : بعد «افعل»
و «لا تفعل» وما في معناهما نحو «هلّا تفعل» و «هلا لم تفعل».
والثالث : بعد
الاستفهام في نحو : (فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما
وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قالُوا : نَعَمْ).
نعمّا هي : (= نعم وبئس وما في معناهما ٣).
نفي الفعل : إذا قال : فعل. فإن نفيه لم يفعل ، وإذا قال : قد فعل
فإنّ نفيه لمّا يفعل. وإذا قال : لقد فعل فإن نفيه ما فعل. لأنّه كأنه قال : والله
لقد فعل فقال : والله ما فعل.
وإذا قال : هو
يفعل ، أي هو في حال فعل ، فإنّ نفيه ما يفعل. وإذا قال : هو يفعل ولم يكن الفعل
واقعا فنفيه : لا يفعل. وإذا قال : ليفعلنّ فنفيه لا يفعل ، كأنه قال : والله
ليفعلنّ ، فقلت : والله لا يفعل. وإذا قال : سوف يفعل فإن نفيه لن يفعل.
النّقل :
١ ـ تعريفه
وشروطه :
هو نقل حركة
الحرف المتحرّك المعتلّ إلى السّاكن الصحيح قبله ، ويبقى الحرف المعتل إن جانس
الحركة المنقولة نحو «يقول» و «يبيع».
أصلهما : «يقول»
مثل يقتل ، و «يبيع» ك «يضرب» وإن لم يجانس الحرف المعتلّ الحركة يقلب الحرف بما
يناسب الحركة قبله نحو «يخاف» أصلهما «يخوف» كيذهب ، نقلت حركة الواو إلى الخاء ثم
قلبت الواو ألفا لتناسب الفتحة فصارت : «يخاف» وكذلك «يخيف» أصلها «يخوف» كيكرم.
ويمتنع النقل إن كان السّاكن معتلّا ك : «بايع» و «عوّق» و «بيّن» أو كان فعل
تعجّب نحو «ما أبينه» و «أبين به» أو كان مضعّفا نحو «ابيضّ» و «اسودّ» أو معتلّ
اللّام نحو «أحوى» و «أهوى» لئلا يتوالى إعلالان.
٢ ـ مسائله :
ينحصر النّقل
في أربع مسائل :
(الأولى) الفعل
المعتلّ عينا : ك «يقوم» و «يبيع».
(الثانية)
الاسم المشبه للمضارع في وزنه دون زيادته ، بشرط أن تكون فيه علامة تدل على أنّه
من الأسماء ك «مقام» و «معاش» أصلهما «مقوم» و «معيش» على زنة مذهب ، فنقلوا في «مقوم»
حركة الواو إلى القاف السّاكنة
__________________
وقلبت الواو ألفا لتناسب الفتحة قبلها فصارت «مقام» وهكذا «معيش» نقلوا
فيها حركة الياء وهي الفتحة إلى العين وقلبت الياء ألفا لتناسب الفتحة ، فصارت
معاشا أو في زيادته دون وزنه كأن تبنى من كلمتي «البيع» أو «القول» على مثال «يعلىء»
فإنك تقول بعد الإعلال «تبيع» وأصله «تبيع» نقلت كسرة الياء إلى الباء
الموحّدة ؛ فإن أشبهه في الوزن والزيادة معا ، أو باينه فيهما معا وجب التّصحيح
ليمتاز عن الفعل ، فالأول نحو «أبيض وأسود» فإنّهما أشبها فعل «أكرم» في الوزن
وزيادة الهمزة. وأمّا نحو «يزيد» علما فمنقول إلى العلميّة بعد أن أعلّ حين كان
فعلا. والثاني : وهو المباين في الوزن والزّيادة معا : نحو : «مخيط» بكسر الميم ،
فإنه مباين للفعل في كسر أوّله وزيادة الميم ، ومثله «مفعال» ك «مسواك» و «مكيال» و
«مقوال» و «مخياط».
(الثالثة)
المصدر الموازن : ل «إفعال» نحو «إقوام» و «استفعال» نحو «استقوام» فإنّه يحمل على
فعله في الإعلال فتنقل حركة عينه إلى فائه ثمّ تقلب ألفا لتجانس الفتحة فيلتقي
ألفان ، ويجب بعد القلب حذف إحدى الألفين لالتقاء السّاكنين ، والصحيح أنّ المحذوف
الألف الثّانية ، لزيادتها وقربها من الطّرف ، ثمّ يؤتى بالتاء عوضا من الألف
المحذوفة فيقال «إقامة» و «استقامة» وقد تحذف التاء فيقتصر فيه على ما سمع كقول
بعضهم «أجابه إجابا» و «أراه إراء» ويكثر ذلك مع الإضافة نحو : (وَأَقامَ الصَّلاةَ).
وجاء تصحيح «إفعال»
و «استفعال» وفروعها في الألف نحو : «أعول إعوالا» و «أغيمت السماء إغياما» و «استحوذ
استحواذا» و «استغيل الصبيّ استغيالا» وهذا كلّه شاذ.
(الرابعة) صيغة
مفعول ، ويجب بعد النّقل في ذوات الواو حذف إحدى الواوين ، والصحيح حذف الثّانية ،
وفي ذوات الياء حذف الواو وقلب الضمة كسرة لئلا تنقلب الياء واوا فتلتبس ذوات
الواو بذات الياء ، فمثال الواوي «مقول» و «مصوغ» والأصل «مقوول» و «مصووغ» بواوين
، الأولى عين الكلمة ، والثّانية واو مفعول نقلت حركة العين ـ وهي الواو ـ إلى ما
قبلها فالتقى ساكنان وهما الواوان ، حذفت «واو» مفعول وهي الثانية فصار «مقول» و «مصوغ»
ومثال اليائي «مبيع» و «مدين» أصلهما : مبيوع ، ومديون نقلت حركة العين ـ وهي
الياء ـ إلى ما قبلها
__________________
فالتقى ساكنان فحذفت «واو» مفعول ثم كسر ما قبل الياء لئلا ينقلب واوا.
وبنو تميم
تصحّح اليائيّ فيقولون «مبيوع» و «مخيوط» و «مصيود» و «مكيول» وذلك مطّرد عندهم ،
قال العبّاس بن مرداس :
قد كان قومك
يحسبونك سيّدا
|
|
وإخال أنّك
سيّد معيون
|
وكان القياس أن
يقول «معين».
النّكرة والمعرفة :
١ ـ الاسم
ضربان :
نكرة ، ـ وهي
الأصل ـ ومعرفة (انظر المعرفة).
٢ ـ تعريف
النّكرة :
النّكرة : هي
ما لا يفهم منه معيّن ك «إنسان وقلم».
٣ ـ اشتراك
المعرفة والنكرة :
كأن تقول «هذا
رجل وعبد الله منطلق» إذا جعلت «منطلق» صفة لرجل ، فإن جعلته لعبد الله ، قلت : «هذا
رجل وعبد الله منطلقا» كأنك قلت «هذا رجل وهذا عبد الله منطلقا» فإن جعلت الشّيء
لهما جميعا قلت «هذا رجل وعبد الله منطلقين» تجعل الحال للاثنين تغليبا للمعرفة
على النّكرة.
٤ ـ النّكرة
نوعان :
(١) ما يقبل «أل»
المفيدة للتّعريف ك «رجل وفرس وكتاب».
(٢) ما يقع
موقع ما يقبل «أل» المؤثّرة للتّعريف نحو «ذي» بمعنى صاحب ، و «من» بمعنى إنسان ، و
«ما» بمعنى شيء ، في قولك «اشكر لذي مال عطاءه» «لا يسرّني من معجب بنفسه» و «نظرت
إلى ما معجب لك» «فذو ومن وما» نكرات ، وهي لا تقبل «أل» ولكنّها واقعة موقع ما
يقبلها ، «فذو» واقعة موقع «صاحب» وهو يقبل أل و «من» نكرة موصوفة واقعة موقع «إنسان»
وإنسان يقبل أل و «ما» نكرة موصوفة أيضا ، واقعة موقع «شيء» وشيء يقبل أل ، وكذا
اسم الفعل نحو «صه» منونا ، فإنّه يحل محلّ قولك «سكوتا» وسكوتا تدخل عليه أل.
٣ ـ النكرة
بعضها أعرف من بعض :
فأعمّها :
الشيء ، وأخصّ منه الجسم ، وأخصّ من الجسم الحيوان ، والإنسان أخصّ من الحيوان ،
والرّجل أخصّ من الإنسان ، ورجل ظريف أخصّ من رجل.
نواسخ المبتدأ والخبر :
١ ـ أقسامها :
النواسخ ثلاثة
أقسام :
(أ) أفعال ترفع
المبتدأ وتنصب الخبر ، وهي «كان وأخواتها ، وأفعال المقاربة».
(ب) أفعال تنصب
الجزأين على أنّهما مفعولان لها وهي : «ظنّ وأخواتها».
(ج) حروف تنصب
أوّلهما وترفع ثانيهما وهي «إنّ وأخواتها».
(انظر كلّا في
بابه).
نواصب المضارع : ينصب المضارع إذا تقدّمه أحد النّواصب الأربعة وهي «أن ،
لن ، كي ، إذن».
(انظر في
أحرفها).
نومان : يقال يا نومان : لكثير النّوم ، ولا تقل : رجل نومان ،
لأنّه يختصّ بالنّداء.
نونا التّوكيد :
١ ـ نونا
التّوكيد :
هما «نون
التّوكيد» الثّقيلة ، و «نون التوكيد» الخفيفة وقد اجتمعا في قوله تعالى : (لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً).
٢ ـ ما يؤكّدان
من الأفعال وما لا يؤكّدان :
يؤكّدان الأمر
مطلقا نحو : «أكرمنّ جارك» ومثله الدّعاء كقوله : «فأنزلن سكينة علينا» ، ولا
يؤكّدان الماضي مطلقا ، أمّا المضارع فله ـ بالنسبة لتوكيديهما ستّ حالات : (الأولى)
أن يكون توكيده بهما واجبا ، وذلك : إذا كان مثبتا مستقبلا ، جوابا لقسم غير مفصول
من لامه بفاصل ، نحو «والله لأجاهدنّ غدا».
(الثانية) أن
يكون توكيده بهما قريبا من الواجب ، وذلك إذا كان شرطا ل «إن» المؤكّدة ب «ما»
الزّائدة ، نحو : (وَإِمَّا تَخافَنَّ
مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً) ، (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ
بِكَ) ، (فَإِمَّا تَرَيِنَّ
مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً). وترك التّوكيد ـ في هذه الحالة ـ قليل في النّثر ،
وورد في الشعر كقوله :
يا صاح إمّا
تجدني غير ذي جدة
|
|
فما التّخلّي
عن الخلّان من شيمي
|
(الثالثة) أن يكون توكيده بهما
كثيرا ، وذلك إذا وقع بعد أداة طلب : نهي ، أو دعاء ، أو عرض أو تمنّ ، أو استفهام
، فالأوّل : كقوله تعالى : (وَلا تَحْسَبَنَّ
اللهَ غافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ) ، والثاني : كقول الخرنق بنت هفّان :
لا يبعدن
قومي الّذين هم
|
|
سمّ العداة
وآفة الجزر
|
__________________
والثالث : كقول
الشّاعر يخاطب امرأة :
هلّا تمنّن بوعد غير
مخلفة
|
|
كما عهدتك في
أيّام ذي سلم
|
والرّابع :
كقول آخر يخاطب امرأة :
فليتك يوم
الملتقى ترينّني
|
|
لكي تعلمي
أنّي امرؤ بك هائم
|
والخامس : نحو
قوله :
«أفبعد كندة
تمدحنّ قبيلا» (الرابعة) أن يكون توكيده بهما قليلا ، وذلك بعد «لا» النّافية» أو «ما»
الزّائدة التي لم تسبق ب «إن» الشّرطية ، فالأول كقوله تعالى : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ
الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) فأكّد الفعل بعد «لا» النّافية تشبيها لها بالنّاهية
صورة ، والثّاني كقوله :
إذا مات منهم
سيّد سرق ابنه
|
|
ومن عضة ما
ينبتنّ شكيرها
|
وقول حاتم
الطّائي :
قليلا به ما
يحمدنّك وارث
|
|
إذا نال ممّا
كنت تجمع مغنما
|
(الخامسة) أن يكون التّوكيد بهما
أقلّ ، وذلك بعد «لم» وبعد «أداة جزاء» غير «إمّا» فالأوّل كقول أبي حيّان الفقعسي
يصف وطب لبن :
يحسبه الجاهل
ما لم يعلما
|
|
شيخا على
كرسيّه معمّما
|
أراد الذي لم «يعلمن»
بنون التوكيد الخفيفة المقلوبة في الوقف ألفا ، والثاني كقوله :
من تثقفن
منهم فليس بآئب
|
|
أبدا وقتل
بني قتيبة شافي
|
وتوكيد الشّرط
بهما كثير ، أمّا الجواب فقد توكّد بهما على قلّة كقول الكميت بن ثعلبة الفقعسي :
فمهما تشأمنه
فزارة تعطكم
|
|
ومهما تشأمنه
منه فزارة تمنعا
|
أي : تمنعن ،
ولا يؤكّد بإحدى النّونين في غير ذلك إلّا ضرورة كقول الشاعر وهو خذيمة الأبرش :
ربّما أوفيت
في علم
|
|
ترفعن ثوبي
شمالات
|
(السادسة) امتناع توكيده بهما ،
إذا
__________________
كان منفيّا لفظا أو تقديرا نحو «والله لا أقوم» (تَاللهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ) إذ التقدير : لا تفتأ ، أو كان المضارع للحال كقراءة
ابن كثير (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ
الْقِيامَةِ) وقول الشّاعر :
يمينا لأبغض
كلّ امرىء
|
|
يزخرف قولا
ولا يفعل
|
أو كان مفصولا
من اللّام بمعموله نحو : (وَلَئِنْ مُتُّمْ
أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللهِ تُحْشَرُونَ).
أو بحرف تنفيس
نحو : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ
رَبُّكَ فَتَرْضى).
٣ ـ حكم آخر
الفعل المؤكّد بهما :
إذا أكّد الفعل
بأحد النّونين ، فإن كان مسندا إلى اسم ظاهر أو إلى ضمير الواحد المذكّر ، فتح
آخره لمباشرة النون له ، ولم يحذف منه شيء سواء أكان صحيحا أم معتلا نحو : (وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ) و «ليخشينّ وليدعونّ وليرمينّ» بردّ لام الفعل إلى أصلها المعتلّ ، وكذلك
الحكم في المسند إلى ألف الاثنين ، غير أنّ نون الرّفع تحذف للجازم أو للنّاصب
وإذا كان مرفوعا تحذف لتوالي الأمثال ، وتكسر نون التّوكيد تشبيها بنون الرّفع ،
نحو «لتنصرانّ ولتدعوانّ ولتسعيانّ ولترميانّ»
وإذا أسند
الفعل المؤكّد لنون الإناث زيد «ألف» بينهما وبين نون التّوكيد نحو «لتنصرنانّ يا
نسوة» و «لترمينانّ ولتسعينانّ» بكسر «نون التّوكيد» فيها لوقوعها بعد الألف.
وإذا أسند
الفعل المؤكّد إلى «واو الجماعة» أو «ياء المخاطبة» فإمّا أن يكون صحيحا أو معتلا.
فإن كان صحيحا حذفت نون الرّفع للنّاصب أو الجازم وإذا كان مرفوعا حذفت لتوالي
الأمثال ، وحذفت «واو الجماعة» أو «ياء المخاطبة» لالتقاء السّاكنين ، نحو «لتنصرنّ
يا قوم» و «لتجلسنّ يا هند».
وإن كان ناقصا
، وكانت عين المضارع مضمومة أو مكسورة حذفت لام الفعل زيادة على ما تقدّم ، وحرّك
ما قبل النّون بحركة تدلّ على المحذوف نحو «لترمنّ يا قوم» و «لتدعنّ» و «لترمنّ
يا دعد» و «لتدعنّ».
أمّا إذا كانت عينه
مفتوحة فتحذف لام الفعل فقط ، ويبقى ما قبلها مفتوحا ، وتحرّك «واو الجماعة»
بالضّمّة ، و «ياء
__________________
المخاطبة» بالكسرة نحو «لتبلونّ» و «لتسعونّ» و «لتبلينّ» و «لتسعينّ».
والأمر
كالمضارع في جميع ما تقدّم ، نحو «انصرنّ يا محمّد» و «ادعونّ» و «اسعينّ» ونحو «انصرانّ
يا محمّدان» و «ارميانّ» و «ادعوانّ» و «اسعيانّ» ونحو «انصرنّ يا قوم» و «ارمنّ» و
«ادعنّ» ونحو «اخشونّ» و «اسعونّ».
وهذه الأحكام
عامّة في الخفيفة والثّقيلة.
٤ ـ تنفرد
الخفيفة عن الثقيلة بأحكام أربعة :
(أحدها) أنّها
لا تقع بعد «الألف الفارقة» بينها وبين نون الإناث لالتقاء السّاكنين على غير حدّه
، فلا تقول «اسعينان».
أمّا الثقيلة
فتقع بعد الألف اتّفاقا.
(الثاني) أنها
لا تقع بعد «ألف الاثنين» لالتقاء السّاكنين أيضا.
(الثالث) أنها
تحذف إذا وليها ساكن كقول الأضبط بن قريع :
لا تهين الفقير علّك
أن
|
|
تركع يوما
والدّهر قد رفعه
|
(الرابع) أنّها تعطى في الوقف حكم
التّنوين ، فإن وقعت بعد فتحة قلبت ألفا نحو : (لَنَسْفَعاً) و (لَيَكُوناً) وقول الأعشى :
وإيّاك
والميتات لا تقربنّها
|
|
ولا تعبد
الشيطان والله فاعبدا
|
والأصل فيهن :
لنسفعن. وليكونن ، فاعبدن.
وإن وقعت بعد
ضمّة أو كسرة حذفت وردّ ما حذف في الوصل من واو أو ياء لأجلها. تقول في الوصل : «انصرن
يا قوم» و «انصرن يا دعد» والأصل «انصرون» و «انصرين» بسكون النون فيهما ، فإذا
وقفت عليها حذفت النون لشبهها بالتّنوين ، فترجع الواو والياء لزوال التقاء
السّاكنين فتقول : «انصروا» و «انصري».
نون جمع المذكّر :
(انظر جمع المذكّر
السّالم ٩).
نون المثنّى : (= المثنى ٧).
نون الوقاية :
(١) نون
الوقاية لا تصحب من الضّمائر إلّا ياء المتكلم ، وياء المتكلّم من الضّمائر
المشتركة بين محلّي النّصب والجرّ ، فتنصب بواحد من ثلاثة :
__________________
فعل ، واسم فعل
، وحرف. وتخفض بواحد من اثنين : حرف ، واسم.
وهذه العوامل
على قسمين :
(١) ما تمتنع
معه نون الوقاية.
(٢) وما تلحقه.
فالذي تلحقه
نون الوقاية على أربعة أحوال :
وجوب ، وجواز
بتساو ، ورجحان الثبوت ، ورجحان التّرك.
(٢) وجوب نون
الوقاية :
تجب نون
الوقاية قبل ياء المتكلّم إذا نصبها «فعل ، أو اسم فعل ، أو ليت» فأمّا الفعل فنحو
«دعاني» في الماضي ، و «يكرمني» في المضارع و «اهدني» في الأمر ، وتقول : «ذهب
القوم ما خلاني ، أو ما عداني ، أو ما حاشاني» بنون الوقاية ، إن قدّرتهنّ أفعالا
، فإن قدّرتهنّ أحرف جرّ ، و «ما» زائدة أسقطت النون ، وتقدير الفعلية هو الرّاجح
إلّا في حاشا فتثبت النّون ، قال الشاعر :
تملّ
النّدامى ما عداني فإنّني
|
|
بكلّ الذي
يهوى نديمي مولع
|
وتقول : «ما
أفقرني إلى عفو الله» «وما أحسنني إن اتّقيت الله». وهذان المثالان لفعل التّعجّب
، والأصحّ أنه فعل ، وتقول «عليه رجلا ليسني» أي ليلزم رجلا غيري والأصحّ في ليس أنها فعل ، وأمّا
قول رؤبة :
عددت قومي
كعديد الطّيس
|
|
إذ ذهب القوم
الكرام ليسي
|
فضرورة.
وأمّا نحو : (تَأْمُرُونِّي) ، و (أَتُحاجُّونِّي) بتخفيف النون في قراءة نافع ، فالمحذوف نون الرّفع وقيل
نون الوقاية .
وأمّا اسم
الفعل فنحو «دراكني» بمعنى أدركني و «تراكني» بمعنى اتركني ، و «عليكني» بمعنى
الزمني ، وأمّا «ليت» فقد وجبت فيها نون الوقاية أيضا لقوّة شبهها بالفعل ، نحو : (يَقُولُ يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ
لِحَياتِي) وشذّ قول ورقة بن نوفل :
فيا ليتي إذا
ما كان ذاكم
|
|
ولجت وكنت
أوّلهم ولوجا
|
__________________
بإسقاط النون
من «ليتي» وهو ضرورة عند سيبويه ، وأجاز الفرّاء اختيارا «ليتني وليتي». وممّا تجب
به نون الوقاية حرفا الجر «من وعن» إذا جرّا ياء المتكلم إلّا في الضّرورة كقول
الشّاعر :
أيّها
السّائل عنهم وعني
|
|
لست من قيس
ولا قيس مني
|
وإن كان غير
هذين الحرفين امتنعت النّون نحو «لي» و «فيّ» ، و «خلاي وعداي» و «حاشاي» . قال الأقيشر الأسدي :
في فتية
جعلوا الصّليب إلههم
|
|
حاشاي إني
مسلم معذور
|
(٣) جواز نون الوقاية بتساو :
يجوز إثبات نون
الوقاية وحذفها فيما عدا «ليت ولعلّ» من أخوات إنّ وهي : «إنّ ، وأنّ ، ولكنّ ،
وكأنّ» وذلك لما فيها من النّون المشدّدة فإن وضعنا نون الوقاية فهي الأصل ، وإن
لم نضعها فللتّخفيف من كثرة النونات. كقول قيس بن الملوّح :
وإنّي على
ليلى لزار وإنّني
|
|
على ذاك فيما
بيننا مستديمها
|
(٤) رجحان ثبوت نون الوقاية :
الغالب إثبات
نون الوقاية إذا كانت ياء المتكلّم مضافة إلى «لدن أو قط أو قد» ، ويجوز حذف النّون فيه قليلا ، ولا يختصّ بالضّرورة
خلافا لسيبويه ، مثال الحذف والإثبات قوله تعالى : (قَدْ بَلَغْتَ مِنْ
لَدُنِّي عُذْراً) قرأ أكثر السّبعة بتشديد النّون من «لدنّي» وقرأ نافع
وأبو بكر بتخفيف النّون ، وحديث البخاري في صفة النّار (قطني قطني) و «قطي قطي»
بنون الوقاية وحذفها ، والنون أشهر.
وقال حميد بن
مالك الأرقط :
قدني من نصر
الخبيبين قدي
|
|
ليس الإمام
بالشّحيح الملحد
|
بإثبات نون
الوقاية في الأوّل ، وحذفها في الثاني ، وإن كان المضاف غير ما ذكر امتنعت النّون
نحو «أبي وأخي».
(٥) رجحان ترك
نون الوقاية : في «لعلّ» إذا نصبت ياء المتكلّم ، فحذف نون الوقاية أكثر نحو : (لَعَلِّي أَبْلُغُ
__________________
الْأَسْبابَ) وشاهد إثباتها قول عديّ بن حاتم يخاطب امرأته وقد عذلته
على إنفاق ماله :
أريني جوادا
مات هزلا لعلّني
|
|
أرى ما ترين
أو بخيلا مخلّدا
|
النّيّف : من الواحد إلى الثلاثة ، فإذا جاوز ذلك إلى التسع فهو
البضع ،.
ولا يقال :
نيّف إلّا بعد عقد يقال : «عشرة ونيّف ، ومائة ونيّف ، وألف ونيّف».
__________________
باب الهاء
ها : اسم فعل
أمر بمعنى خذ نحو «ها كتابا» أي خذه ، ويجوز مدّ ألفها ، وتستعمل ممدودة ومقصورة
بكاف الخطاب وبدونها ، فتقول : ها وهاكم ، ويجوز في الممدودة أن تستغني عن الكاف
بتصريف همزتها تصاريف الكاف ، فيقال : «هاء» للمذكّر ، و «هاء» للمؤنّث ، و «هاؤما»
و «هاؤم» و «هاؤنّ» ومنه قوله تعالى : (هاؤُمُ اقْرَؤُا
كِتابِيَهْ).
ها : حرف تنبيه وتدخل على ثلاثة :
(أحدها)
الإشارة لغير البعيد نحو «هذا».
(الثاني) ضمير
الرّفع المخبر عنه باسم الإشارة نحو : (ها أَنْتُمْ أُولاءِ).
(الثالث) «أيّ»
في النداء نحو «يا أيّها الرّجل» وهي في هذا واجبة للتنبيه على أنّه المقصود
بالنّداء.
ها للقسم : هي «ها» للتّنبيه ، ولكنّها قد تنوب في القسم عن الواو ،
تقول : «لا ها الله ذا» ، وتمدّ ألف «ها» وإن كان بعدها شدّة لفظ الجلالة ، كما
تلفظ «هامّة» وإن شئت قلت «لا هلله ذا» فتحذف الألف ، وتكون في موضع الواو إذا قلت
: «لا والله».
وأمّا ذا فهو
الشيء الذي تقسم به ، فالتقدير : «لا والله هذا ما أقسم به» فحذفت الخبر لعلم
السّامع به أو «ذا» خبر لمبتدأ محذوف ، التّقدير : «الأمر ذا.
ولفظ الجلالة
يجر ب «ها» كما يجرّ بواو القسم.
ها أنا ذا وفروعه : كثر استعمال «ها» للتنبيه مع ضمير رفع منفصل بشرط أن
يكون
__________________
مرفوعا بالابتداء ، وأن يكون خبره اسم إشارة نحو : (ها أَنْتُمْ أُولاءِ) فلا يجوز دخولها على الضّمير من قولك «ما قام إلّا أنا»
ولا من قولك «أنت قائم».
تقول «ها أنا
ذا» و «ها نحن ذان» و «ها نحن أولاء» و «ها أنت ذي» و «ها أنتما تان» و «ها أنتنّ
أولاء» وهكذا ..
هاء السّكت : من خصائص الوقف اجتلاب هاء السّكت ، ولها ثلاثة مواضع :
(أحدها) :
الفعل المعلّ بحذف آخره ، سواء أكان الحذف للجزم نحو «لم يغزه» و «لم يرمه» و «لم
يخشه» ومنه (لَمْ يَتَسَنَّهْ) ، أو لأجل البناء نحو «اغزه» و «اخشه» و «ارمه» ومنه : (فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ) ، والهاء في هذا كلّه جائزة ، وقد تجب إذا بقي الفعل
على حرف واحد كالأمر من وعى يعي ، فإنّك تقول : «عه».
(ثانيها) : «ما»
الاستفهاميّة المجرّدة ، فإنّه يجب حذف ألفها إذا جرّت في نحو «عمّ ، وفيم»
مجرورتين بالحرف «ومجيء م جئت» مجرورة بالمضاف ، فرقا بينها وبين «ما» الموصوليّة
الشرطيّة.
فإذا وقفت
عليها ألحقت بها الهاء حفظا للفتحة الدّالّة على الألف المحذوفة ، وتجب الهاء إن
كان الخافض ل «ما» الاستفهاميّة اسما كالمثال المتقدم : «مجيء» وتترجّح إن كان
الخافض بها حرفا نحو : عمّه يتساءلون .
(ثالثها) : كلّ
مبنيّ على حركة بناء دائما ، ولم يشبه المعرب كياء المتكلم ك «هي» و «هو» وفي
القرآن الكريم : (مالِيَهْ) و (سُلْطانِيَهْ) و (ما هِيَهْ) وقال حسّان :
إذا ما ترعرع
فينا الغلام
|
|
فما إن يقال
له من هوه
|
هب : بصيغة الأمر ، وهي من أفعال القلوب وتفيد في الخبر
رجحانا ، وهي تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر نحو قول عبد الله بن همّام
السّلولي :
__________________
فقلت أجرني
أبا خالد
|
|
وإلّا فهبني
امرءا هالكا
|
ويقال «هبني
فعلت ذلك» أي احسبني واعددني ، ولا يقال : «هب أني فعلت».
(انظر ظنّ
وأخواتها).
هبّ : كلمة تدلّ على الشّروع في خبرها ، وهي من النواسخ
تعمل عمل كان ، إلّا أنّ خبرها يجب أن يكون جملة فعليّة من مضارع فاعله ضمير يعود
على الاسم ومجرّد من «أن» المصدريّة ، ولا تعمل إلّا في حالة المضي.
هذا ذيك بمعنى
كفّ : هو مصدر مثنّى لفّظا ويراد به التّكثير ، وتجب إضافته ، ومعناه : إسراعا لك
بعد إسراع ، أو قطعا بعد قطع ، ويعرب مفعولا مطلقا لفعل محذوف تقديره أسرع ،
وإنّما لم يقدّر فعل من جنسه لأنّه ليس له فعل من جنسه مثل : لبّيك ، قال العجّاج
يمدح الحجّاج :
ضربا هذا ذيك
وطعنا وخضا
|
|
يمضي إلى
عاصي العروق النّحضا
|
هل :
١ ـ ماهيّتها :
حرف استفهام
موضوع لطلب التّصديق الإيجابي ، دون التصوّر ودون التّصديق السّلبي ، فيمتنع
نحو «هل زيد قائم أو عمرو» إذا أريد ب «أم» المتّصلة ، لأنّه تصوّر ، ويمتنع نحو «هل لم يقم زيد» لأنّه
تصديق سلبيّ.
وحروف
الاستفهام لا يليها في الأصل إلّا الفعل ، إلّا أنّهم قد توسّعوا فيها ، فابتدءوا
بعدها الأسماء ، ألا ترى أنّهم يقولون : «هل زيد منطلق» و «هل زيد في الدّار» فإن
قلت «هل زيدا رأيت» و «هل زيد ذهب» قبح ، ولم يجز إلّا في الشعر ، فإن اضطر شاعر
فقدّم الاسم نصب تقول : «هل عمرا ضربته».
٢ ـ تفترق «هل»
من الهمزة من عشرة أوجه :
__________________
(أحدها)
اختصاصها بالتّصديق.
(الثاني)
اختصاصها بالإيجاب ، تقول «هل زيد قائم» ويمتنع «هل لم يقم».
(الثالث)
تخصيصها المضارع بالاستقبال.
(الرابع) أنّها
لا تدخل على الشّرط بخلاف الهمزة نحو : (أَفَإِنْ مِتَّ
فَهُمُ الْخالِدُونَ).
(الخامس) أنّها
لا تدخل على «إنّ» بخلاف الهمزة نحو : (أَإِنَّكَ لَأَنْتَ
يُوسُفُ).
(السادس) أنها
لا تدخل على اسم بعده فعل في الاختيار ، بخلاف الهمزة نحو «أزيدا أكرمت».
(السابع) أنّها
تقع بعد عاطف نحو : (فَهَلْ يُهْلَكُ
إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ).
(الثامن) أنّها
تأتي بعد «أم» نحو : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي
الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ).
(التاسع) أنّها
قد يراد بالاستفهام بها النّفي ، ولذلك دخلت على الخبر بعدها «إلّا» في نحو : (هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا
الْإِحْسانُ). و «الباء» في قوله :
ألا هل أخو عيش
لذيذ بدائم وصحّ العطف في قوله :
وإنّ شفائي
عبرة مهراقة
|
|
فهل عند رسم
دارس من معوّل
|
إذ لا يعطف
الإنشاء على الخبر.
(العاشر) أنّها
تأتي بمعنى «قد» نحو : (هَلْ أَتى عَلَى
الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ).
وقد يسوغ
للشّاعر أن يدخل همزة الاستفهام على «هل» نحو قول زيد الخيل :
سائل فوارس
يربوع بشدّتنا
|
|
أهل رأونا
بسفح القفّ ذي الأكم
|
ومثلها قولك :
أم هل فعلت ، يقول سيبويه : هي بمنزلة قد.
هلّا : من
أدوات التّحضيض ، وهي كأخواتها لا تتّصل إلّا بالفعل. ويجوز فيها ـ كما يقول
سيبويه ـ وفي أخواتها (انظر لو لا ، لو ما ، ألّا ، ألا) أن يكون الفعل مضمرا ،
ومظهرا ، مقدّما ، ومؤخرا ، ولا
__________________
يستقيم أن يبتدأ بعدها الأسماء ولو قلت «هلّا زيدا ضربت» جاز ، ولو قلت «هلّا
زيدا» على إضمار الفعل ، ولا تذكره جاز ، والمعنى : هلّا زيدا ضربت.
هلمّ : بمعنى
أقبل ، وهذه الكلمة تركيبيّة من ها للتّنبيه ، ومن لمّ ، ولكنها قد استعملت
استعمال الكلمة الواحدة المفردة البسيطة ، قال الزّجاج : زعم سيبويه : أن هلمّ ،
ها ، ضمّت إليها : لمّ ، وكذا قال الخليل ، وفسّرها بقوله : أصله ، لمّ ، من قولهم
: لمّ الله شعثه أي جمعه كأنه أراد : لمّ نفسك إلينا : أي اقرب ، وها للتّنبيه ،
وإنّما حذفت ألفها لكثرة الاستعمال ، وجعلا اسما واحدا.
وأكثر اللغات :
هلمّ : للواحد والاثنين والجماعة وبذلك نزل القرآن : (هَلُمَّ شُهَداءَكُمُ).
قال سيبويه :
وهلمّ في لغة الحجاز ، يكون للواحد والاثنين والجماعة.
ولا تدخل عليها
النون الخفيفة ولا الثّقيلة ، لأنّها ليست فعلا ، إنّما هي اسم فعل.
وأمّا في لغة
بني تميم فتدخلها النّون الخفيفة والثّقيلة لأنّهم قد أجروها مجرى الفعل ، فقالوا
: هلمّنّ يا رجل وهلمّنّ يا امرأة ، وفي التثنية : هلمّانّ للمؤنث والمذكر وهلمّنّ
يا رجال بضم الميم ، وهلممنانّ يا نسوة.
وعند أهل نجد
فعل أمر ويلحقون بها الضّمائر ، فيقولون في المثنى «هلمّا» وفي المؤنث «هلمّي» وفي
جمع المذكّر «هلمّوا» وللنّساء «هلممن» والأوّل أفصح وبه جاء التنزيل : (قُلْ هَلُمَّ شُهَداءَكُمُ) (انظر اسم الفعل ٢).
هلمّ جرّا :معناها استدامة الأمر واتّصاله يقال : «كان ذلك عام كذا
وهلمّ جرّا إلى اليوم» وأصله من الجرّ : السّحب ، وانتصب «جرّا» على المصدر أو
الحال.
هلهل : كلمة تدلّ على معنى الشّروع في خبرها ، وهي من النّواسخ
تعمل عمل كان ، إلّا أنّ خبرها يجب أن يكون جملة فعليّة من مضارع فاعله يعود على
الاسم ، ومجرّد من «أن» المصدريّة ، ولا تعمل إلّا في حالة الماضي نحو «هلهل
الشّتاء يقبل» أي شرع وأنشأ.
همزة الاستفهام :
١ ـ هي أصل
أدوات الاستفهام ، بل
__________________
هي ـ كما يقول سيبويه ـ حرف الاستفهام الذي لا يزول عنه لغيره ، وليس
للاستفهام في الأصل غيره ، وإنّما تركوا الألف ـ أي همزة الاستفهام ـ في : «من ،
ومتى ، وهل» ، ونحوهن ، حيث أمنوا الالتباس ، ولهذا خصّت بأحكام :
(أحدها) جواز
حذفها سواء تقدّمت على «أم» كقول ابن أبي ربيعة :
فو الله ما
أدري وإن كنت داريا
|
|
بسبع رمين
الجمر أم بثمان؟
|
أراد : أبسبع.
أم لم تتقدّمها
كقول الكميت :
طربت وما شوقا
إلى البيض أطرب ولا لعبا مني ، وذو الشيب يلعب؟
(الثاني) أنّها
ترد لطلب التصوّر نحو «أخالد مقبل أم عبيدة». ولطلب التّصديق نحو «أمحمّد قادم»
وبقيّة أدوات الاستفهام مختصّة بطلب التصوّر إلّا «هل» فهي مختصّة بطلب التصديق.
(الثالث) أنّها
تدخل على الإثبات كما تقدّم ، وعلى النّفي نحو : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ
صَدْرَكَ).
(الرابع) تمام
التّصدير ، وذلك أنّها أوّلا : لا تذكر بعد «أم» التي للإضراب كما يذكر غيرها ، لا
تقول : «أقرأ خالد أم أكتب» وتقول : «أم هل كتب» وثانيا : أنّها إذا كانت في جملة
معطوفة ب «الواو» أو ب «الفاء» أو «ثمّ» قدّمت على العاطف تنبيها على أصالتها في
التّصدير : نحو : (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا)(أَفَلَمْ يَسِيرُوا)(أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ) وأخواتها تتأخّر عن حروف العطف نحو : (وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ)(فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ)(فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ)(فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ
الْفاسِقُونَ)(فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ)(فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ
فِئَتَيْنِ).
(الخامس) تختلف
همزة الاستفهام عن غيرها اختلافا في أمور كثيرة ، وما يجوز فيها لا يجوز بغيرها.
فيجوز أن يأتي
بعدها اسم منصوب
__________________
فتقول : «أعبد الله ضربته» و «أزيدا مررت به» و «أعمرا قتلت أخاه» أو «أعمرا
اشتريت له ثوبا» ففي كل هذا قد أضمرت بين همزة الاستفهام والاسم بعدها ـ فعلا ،
والفعل المذكور تفسيره ، قال جرير :
أثعلبة
الفوارس أم رياحا
|
|
عدلت بهم
طهيّة والخشابا
|
ومثل ذلك : «ما
أدري أزيدا مررت به أم عمرا» أو «ما أبالي أعبد الله لقيت أم عمرا» وتقول في الرّفع
بعد همزة الاستفهام «أعبد الله ضرب أخوه زيدا» ، لا يكون إلّا الرفع ، لأنّ الذي
من سبب عبد الله ـ وهو أخوه ـ مرفوع لأنّه فاعل ، فيرتفع إذا ارتفع الذي من سببه ،
كما ينتصب إذا انتصب ، ويكون الفعل المضمر ما يرفع ، كما أضمرت في الأول ما ينصب.
فإن جعلت زيدا
الفاعل قلت : «أعبد الله ضرب أخاه زيد» ....
٢ ـ دخول همزة
الاستفهام على همزة الوصل :
همزة الاستفهام
إذا دخلت على همزة الوصل ، ثبتت همزة الاستفهام وسقطت همزة الوصل ، وذلك لأنّ همزة
الوصل إنما أتي بها ليتوصّل بها إلى النطق بالساكن الذي بعدها ، فلمّا دخلت عليها
همزة الاستفهام استغني عنها بهمزة الاستفهام ، فأسقطت ، نحو قولك في الاستفهام «أبن
زيد أنت؟» و «أمرأة عمرو أنت؟» «أستضعفت زيدا؟» «أشتريت كتابا؟» ومنه قوله تعالى :
(أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ
اللهِ عَهْداً)؟ (أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ
كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ)؟
(أَصْطَفَى الْبَناتِ
عَلَى الْبَنِينَ)؟ (أَطَّلَعَ الْغَيْبَ
افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) إلى كثير من الأمثال. وقال ابن قيس الرّقيّات :
فقالت : أبن
قيس ذا؟
وبعض الشّيب
يعجبها وقال ذو الرّمّة :
أستحدث الرّكب
عن أشياعهم خبرا؟
أم راجع القلب
من أطرابه طرب؟
٣ ـ همزة
الاستفهام والقسم :
تقول : «آلله»
مستفهما مع التّأكيد بالقسم ، وكذلك «آيم الله؟» و «آيمن الله؟» ، فهمزة الاستفهام
نابت عن «واو» القسم وجرّ بها المقسم به ، ولا تحذف هنا همزة الوصل من لفظ الجلالة
أو «أيم» أو «ايمن» وإنما تجعل مدّة كما لو دخلت على غير القسم فتقول : «آلرّجل
فعل ذلك؟». فهمزة
__________________
الاستفهام هنا حملت معنيين : الاستفهام ونيابة الواو في القسم فإذا قلت : «آلله
لتفعلنّ؟» فكأنّك قلت : «أتقسم بالله لتفعلنّ».
٤ ـ دخول همزة
الاستفهام على «أل» التّعريفيّة :
إذا دخلت همزة
الاستفهام على «أل» همزت الأولى ومددت الثّانية لا غير وأشممت الفتحة بلا نبرة
كقولك «الرّجل قال ذاك؟» آلسّاعة جئت؟» ومنه قوله تعالى : (آللهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ)؟ (آلذَّكَرَيْنِ
حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ) ، (آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ
قَبْلُ).
وقال معن بن
أوس :
فو الله ما
أدري أالحبّ شفّه
|
|
فسلّ عليه
جسمه أم تعبّدا
|
٥ ـ خروج الهمزة عن الاستفهام
الحقيقي :
قد تخرج «الهمزة»
عن الاستفهام الحقيقي فترد لثمانية معان :
(١) التّسوية :
وهي التي تقع بعد كلمة «سواء» أو «ما أبالي» أو «ما أدري» و «ليت شعري» ونحوهن.
والضّابط :
أنّها الهمزة الدّاخلة على جملة يصحّ حلول المصدر محلّها نحو : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ
لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ) أي سواء عليهم استغفارك وعدمه وهو فاعل «سواء».
(٢) الإنكار
الإبطالي : وهذه تقتضي أنّ ما بعدها ـ إذا أزيل الاستفهام ـ غير واقع ، وأنّ
مدّعيه كاذب نحو : (أَفَأَصْفاكُمْ
رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً) ، (أَشَهِدُوا
خَلْقَهُمْ)(أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ) ومنه : (أَلَيْسَ اللهُ
بِكافٍ عَبْدَهُ)(أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) ومنه قول جرير في عبد الملك :
ألستم خير من
ركب المطايا
|
|
وأندى
العالمين بطون راح؟
|
(٣) الإنكار التّوبيخي : وهذه
تقتضي أنّ ما بعدها واقع وأنّ فاعله ملوم نحو : (أَتَعْبُدُونَ ما
تَنْحِتُونَ)(أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ).
(٤) التقرير :
ومعناه حملك
__________________
المخاطب على الإقرار والاعتراف بأمر قد استقرّ عنده ثبوته أونفيه ، ويجب أن
يليها الشّيء الذي تقرّره به ، تقول في التقرير بالفعل «أنصرت بكرا» وبالفاعل «أأنت
نصرت بكرا» وبالمفعول «أبكرا نصرت».
(٥) التّهكّم :
نحو : (قالُوا يا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ
تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا).
(٦) الأمر :
نحو : (أَأَسْلَمْتُمْ) أي أسلموا.
(٧) التّعجّب :
نحو : (أَلَمْ تَرَ إِلى
رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَ).
(٨) الاستبطاء
: نحو : (أَلَمْ يَأْنِ
لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ).
همزة القطع : كلّ همزة ثبتت في الوصل فهي همزة قطع نحو «أحسن» «إحسانا»
و «أمر».
همزة النداء : ينادى بها القريب ، وهو حرف بإجماعهم ، ومنه قول امرىء
القيس : أفاطم مهلا بعض هذا التّدلّل (انظر النداء).
همزة الوصل :
١ ـ تعريفها :
هي : همزة
سابقة موجودة في الابتداء مفقودة في الدّرج.
٢ ـ مواضعها :
قد تأتي في بعض
الأسماء ، وبعض الأفعال ، وبعض الحروف.
٣ ـ مجيؤها في
بعض الأسماء :
تجيء من
الأسماء في مصادر «الخماسي» و «السداسي» ك «انطلاق» «استنفار» وفي اثني عشر اسما
وهي :
«اسم ، واست ، وابن ، وابنم ، وابنة ، وامرؤ وامرأة ، واثنان ،
واثنتان ، وايمن المخصوص بالقسم ، وايم لغة فيه وأل الموصولة» (انظر في حروفها).
٤ ـ مجيؤها في
بعض الأفعال :
تأتي همزة
الوصل من الأفعال في الفعل «الخماسي» ك «انطلق» و «اقتدر» والفعل «السداسي» ك «استخرج»
وأمر الثلاثي نحو «اكتب».
٥ ـ مجيؤها في
بعض الحروف :
لا تأتي همزة
الوصل من الحروف إلّا بحرف واحد هو «أل».
٦ ـ حركتها :
لهمزة الوصل
بالنّسبة إلى حركتها سبع حالات :
__________________
(١) وجوب الفتح
في المبدوء بها مثل «أل».
(٢) وجوب
الضّمّ في مثل «انطلق» و «استخرج» مبنيّين للمجهول ، وفي أمر الثلاثي المضوم العين
أصالة نحو «انصر» و «اقتل».
(٣) رجحان
الضّمّ على الكسر ، وذلك : إذا زالت الضّمّة اللّازمة قبل الآخر لاتّصال محلها ب :
«الياء المؤنّثة» نحو «اغزي» والضّم هو الراجح.
(٤) رجحان
الفتح على الكسر في «ايمن» و «ايم».
(٥) رجحان
الكسر على الضّم في كلمة «اسم».
(٦) جواز الكسر
والضّم والإشمام في نحو «اختار» و «انقاد» مبنيّين للمجهول ، فالضّم في «اختور
وانقود» والكسر والإشمام في «اختير وانقيد».
(٧) وجوب الكسر
فيما بقي من الأسماء العشرة ، وفي المصادر والأفعال.
٧ ـ حذف همزة
الوصل أو عدم حذفها : تحذف همزة الوصل المكسورة أو المضمومة إذا وقعت بعد همزة
استفهام فالأولى نحو : (أَتَّخَذْناهُمْ
سِخْرِيًّا) ، (أَسْتَغْفَرْتَ
لَهُمْ) «أبنك هذا؟» والثانية نحو : «أضطرّ الرّجل» . وإن كانت همزة الوصل مفتوحة لا تحذف لئلا يلتبس
الاستفهام بالخبر لكن يترجّح أن تبدل ألفا تقول «الحسن عندك؟» و «آيمن الله؟» وقد
تسهّل همزة الاستفهام بين الألف والهمزة مع القصر وهذا مرجوح ، ومن التسهيل قول
عمر بن أبي ربيعة :
ألحقّ أن دار
الرّباب تباعدت
|
|
أو انبتّ حبل
أنّ قلبك طائر
|
٨ ـ همزة الوصل لا تثبت في الدّرج
إلّا في الضرورة :
لا تثبت همزة
الوصل في الدّرج إلّا في الضرورة كقول قيس بن الخطيم الأنصاري :
إذا جاوز
الإثنين سرّ فإنّه
|
|
بنثّ وتكثير
الوشاة قمين
|
__________________
٩ ـ لا تحذف
همزة الوصل خطأ إلّا في مواضع : تحذف همزة الوصل لفظا ، لا خطا إن سبقت بكلام نحو «جاء
الحقّ» و «قل الصدق». وقد تحذف لفظا وخطّا في «ابن» مسبوق بعلم وهو صفة له بعده
علم هو أب له ، ما لم يقع في أوّل السطر نحو «محمد بن عبد الله» وكذا في «بسم الله
الرّحمن الرّحيم». بشرط أن تذكر كلّها ، وألّا يذكر معها متعلّق ، فلو كتبت : باسم
الله فقط لم تحذف ألف الوصل ، ، وكذلك :
باسم الله
الرحمن الرحيم كتابتي وكذا همزة «أل» إن جررت اسمها باللّام كقولك «للرّجل».
هنا : ظرف مكان لا يتصرّف إلّا بالجرّ ب «من» و «إلى» فإذا
قلنا : «ها هنا» فها للتّنبيه ، وتقول : «من هنا» و «إلى هنا» ،.
هنّا : بالفتح والتّشديد للمكان الحقيقي الحسّيّ ، لا يستعمل في
غيره إلّا مجازا.
هنيئا لك : (= الحال ١٦).
هنيئا لك العيد : فـ «هنيئا» حال ، والتّقدير : وجب ذلك لك هنيئا ، و «العيد»
فاعل هنيئا ، ومن هذا قول أبي الطيب :
هنيئا لك
العيد الذي أنت عيده
|
|
وعيد لمن
سمّى وضحّى وعيّدا
|
هناه : (= يا هناه).
هو : ضمير رفع منفصل (انظر الضمير ٢ / أ/ ١).
هيا : لغة في «أيا» وهي أداة لنداء البعيد نحو قول الحطيئة :
فقال : هيا
ربّاه ضيف ولا قرى
|
|
بحقّك لا
تحرمه تا اللّيلة اللّحما
|
هيّا : اسم فعل أمر ، ومعناه أسرع (انظر اسم الفعل).
هيهات : مثلّثة الآخر : اسم فعل ماض معناه بعد ومثلها «أيهات
وهيهان ، وأيهان ، وهايهات ، وأيهات ، وأيهات» ، كلها مثلثات و «هيهاه» ساكنة
الآخر ، في نحو خمسين لغة ، نحو : (هَيْهاتَ هَيْهاتَ
لِما تُوعَدُونَ) وهيهات أكثرها استعمالا.
هيت لك : مثلثة الآخر ، وقد يكسر أوّله ، أي هلمّ وتعال ، يستوي
فيه الواحد والجمع والمؤنّث ، إلّا أنّ ما بعد اللّام يتصرّف بالضّمائر تقول : هيت
لك ولكما ولكم ولكنّ ، وهي اسم فعل أمر.
__________________
باب الواو
وا : تأتي على وجهين :
(الأوّل) أن
تكون اسم فعل لأعجب أو تأتي للزّجر كقول الشاعر :
وا بأبي أنت
وفوك الأشنب
|
|
كأنّما ذرّ
عليه الزّرنب
|
(انظر اسم الفعل).
(الثاني) أن
تأتي حرف نداء مختصّا بالنّدبة نحو «وا زيداه ، وا قلباه» ، (انظر الندبة).
واه وواها : كلمتان وضعتا للتّلهّف أو الاستطابة قال أبو النجم :
واها لريّا
ثمّ واها واها
|
|
يا ليت
عيناها لنا وفاها
|
بثمن نرضي به
أباها
|
|
فاضت دموع
العين من جرّاها
|
هي
المنى لو أننا نلناها
|
قال ابن جني :
إذا نوّنت فكأنّك قلت : استطابة ، وإذا لم تنوّن فكأنك قلت : الاستطابة ، فصار
التنوين علم التنكير ، وتركه علم التعريف ، أقول : وهذا سار في أكثر أسماء الأفعال
وخصوصا ما ختم منها بهاء ك «صه» و «مه» و «إيه».
وقد تأتيان
للتّعجّب تقول «واها لهذا ما أحسنه» ويقال في التّفجيع : ««واها وواه» ، وهي بجميع
معانيها : اسم فعل مضارع.
واو الاستئناف : وهي نحو (لِنُبَيِّنَ لَكُمْ
وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ) ، ولو كانت واو العطف لانتصب «نقرّ» وصريح في ذلك قول
أبي اللحام التّغلبي :
على الحكم
المأتيّ يوما إذا قضى
|
|
قضيّته أن لا
يجوز ويقصد
|
__________________
وهذا متعيّن
للاستئناف ، لأنّ العطف يجعله شريكا في النّفي فيلزم التناقض.
واو الحال : وتدخل
على الجملة الإسميّة نحو «أقبل خالد وهو غضبان» وعلى الجملة الفعليّة نحو قول
الفرزدق :
بأيدي رجال
لم يشيموا سيوفهم
|
|
ولم تكثر
القتلى بها حين سلّت
|
ولو قدّرت
العطف بالواو في : «ولم تكثر» لانقلب المدح ذمّا ، والمعنى : لم يغمدوا سيوفهم حال
عدم كثرة القتلى منهم بها.
واو العطف :
١ ـ هي أصل
حروف العطف ، ومعناها : إشراك الثاني فيما دخل فيه الأوّل ، وليس فيها دليل على
أيّهما كان أوّلا ، فتعطف متأخّرا في الحكم ، ومتقدّما ، ومصاحبا ،
فالأوّل نحو قوله تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا
نُوحاً وَإِبْراهِيمَ) والثاني نحو : (كَذلِكَ يُوحِي
إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ) والثالث نحو : (فَأَنْجَيْناهُ
وَأَصْحابَ السَّفِينَةِ). ونحو (وَاسْجُدِي
وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ) ، والسجود بعد الركوع.
٢ ـ الواو
بمعنى الفاء :
قد تأتي الواو
العاطفة بمعنى الفاء ، وذلك في الخبر ، كقولك : «أنت تأتيني وتكرمني» و «أنا أزورك
وأعطيك» و «لم آتك وأكرمك» وفي الاستفهام إذا استفهمت عن أمرين جميعا نحو «هل يأتي
خالد ويخبرني خبره؟» وكذلك «أين يذهب عمرو وينطلق عبد الله».
٣ ـ اختصاص
الواو العاطفة :
تختصّ الواو من
سائر حروف العطف بواحد وعشرين حكما :
(١) أنها تعطف
اسما لا يستغنى عنه ك «اختصم عمرو وخالد» و «اصطفّ بكر وعليّ» و «اشترك محمّد
وأخوه» و «جلست بين أخي وصديقي» لأنّ الاختصام والاصطفاف والشّركة والبيّنيّة من
المعاني
__________________
التي لا تقوم إلّا باثنين فصاعدا.
(٢) عطف سببيّ
على أجنبيّ في الاشتغال ونحوه ، نحو «زيدا أكرمت خالدا وأخاه» .
(٣) عطف ما
تضمّنه الأوّل إذا كان المعطوف ذا مزيّة نحو : (حافِظُوا عَلَى
الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى).
(٤) عطف الشيء
على مرادفه نحو (شِرْعَةً وَمِنْهاجاً).
(٥) عطف عامل
قد حذف وبقي معموله نحو (وَالَّذِينَ
تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ).
(٦) جواز فصلها
من معطوفها بظرف أو عديله ، نحو (وَجَعَلْنا مِنْ
بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا).
(٧) جواز
تقديمها وتقديم معطوفها في الضّرورة نحو قوله :
جمعت وفحشا
غيبة ونميمة
|
|
خصالا ثلاثا
لست عنها بمرعوي
|
(٨) جواز العطف على الجوار في
الجرّ خاصة نحو (وَامْسَحُوا
بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ) في قراءة أبي عمرو وأبي بكر وابن كثير وحمزة.
(٩) جواز حذفها
إن أمن اللّبس كقوله : «كيف أصبحت كيف أمسيت».
(١٠) إيلاؤها «لا»
إذا عطفت مفردا بعد نهي نحو (لا تُحِلُّوا
شَعائِرَ اللهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلائِدَ) ، أو نفي نحو (فَلا رَفَثَ وَلا
فُسُوقَ وَلا جِدالَ).
(١١) إيلاؤها «إمّا»
مسبوقة بمثلها غالبا إذا عطفت مفردا نحو : (إِمَّا الْعَذابَ
وَإِمَّا السَّاعَةَ).
(١٢) عطف العقد
على النّيّف نحو «أحد وعشرين».
__________________
(١٣) عطف
النّعوت المفرّقة مع اجتماع منعوتها كقوله :
على ربعين
مسلوب وبالي (١٤) عطف ما حقّه التّثنية والجمع كقول الفرزدق :
إنّ الرّزيّة
لا رزيّة مثلها
|
|
فقدان مثل
محمّد ومحمّد
|
(١٥) عطف العام على الخاصّ نحو (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ
وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ).
(١٦) اقترانها
ب «لكن» نحو : (وَلكِنْ رَسُولَ
اللهِ).
(١٧) امتناع
الحكاية معها ، فلا يقال : «ومن زيدا؟» حكاية لمن قال : رأيت زيدا ،
وإنما يقال : من زيدا.
(١٨) العطف
التّلقيني نحو قوله تعالى : (مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ
بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قالَ وَمَنْ كَفَرَ).
(١٩) العطف في
التّحذير والإغراء نحو (ناقَةَ اللهِ
وَسُقْياها) ونحو «المروءة والنّجدة».
(٢٠) عطف
السّابق على اللّاحق نحو (كَذلِكَ يُوحِي
إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللهُ).
(٢١) عطف «أيّ»
على مثلها نحو : «أيّي وأيّك فارس الأحزاب».
(٢٢) دخول همزة
الاستفهام على الواو والفاء :
همزة الاستفهام
تدخل قبل الواو والفاء العاطفتين ، يقول القائل : رأيت أحمد عند عمرو ، فتقول : «أو
هو ممّن يجالسه؟» ومثله قوله تعالى : (أَوَأَمِنَ أَهْلُ
الْقُرى) ، وهذه الهمزة الاستفهامية وحدها تتقدم على الواو
والفاء لتمكنها ، ومثال الفاء (أَفَأَمِنَ أَهْلُ
الْقُرى) وليس «ذا» لسائر حروف الاستفهام فإنّ «الواو» والفاء
تدخل على حروف الاستفهام نحو «وهل هو عندك؟» و «كيف صنعت» و «متى تخرج».
واو القسم : من
حروف الجرّ ، وهي من أكثر أدوات القسم استعمالا ، وتدخل على كلّ محلوف به. ولا
تجرّ إلّا الظّاهر ، ولا تتعلّق إلّا بمحذوف نحو (وَالْعادِياتِ
ضَبْحاً) فإن تلتها واو أخرى نحو : (وَالتِّينِ
وَالزَّيْتُونِ)
__________________
فالتالية واو
عطف ، وإلّا لاحتاج كلّ من الاسمين إلى جواب.
الواو المسبوقة
باسم صريح : وهي الدّاخلة على المضارع المنصوب بأن مضمرة جوازا لعطفه على اسم صريح
، وذلك كقول ميسون بنت بحدل زوج معاوية :
ولبس عباءة
وتقرّ عيني
|
|
أحبّ إليّ من
لبس الشّفوف
|
واو المعيّة : جعل ما بعد واو المعيّة جوابا لما قبله ، ليس له في
الكلام إلا معنى واحد ، وهو الجمع بين الشيئين ، وهو معنى المعيّة ، فإذا قلنا : «لا
تأكل السّمك وتشرب اللبن» فالمراد : لا يكن منك جمع بين السمك واللّبن. فإن أدخلنا
السّمك واللّبن في النّهي قلنا «لا تأكل السمك وتشرب اللبن» فقد نهاه عن كليهما ،
وهذا على العطف ، لأنّك أدخلت ما بعد واو العطف فيما دخل فيه المعطوف عليها. ولا
تكون واو المعيّة في الخبر مطلقا ، بل لا بدّ أن يتقدّمها نفي أو طلب كالفاء
السببية وقد تقدم ، (انظر فاء السببية). وعلى هذا تقول مثلا : «لا يسعني شيء ويعجز
عنك» فليس هنا يخبر أنّ الأشياء كلّها لا تسعه ، وأن الأشياء كلّها لا تعجز عنه ،
فيكون الرفع والعطف ، وإنّما المراد : لا يسعني شيء إلّا لم يعجز عنك ، ولو قلنا «لا
يسعني شيء فيعجز عنك» كان جيّدا. قال سيبويه : ومن النّصب في هذا الباب قوله تعالى
: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ
تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ
وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) والشاهد : ويعلم وهناك قراءة شاذّة بالجزم عطف على «ولمّا
يعلم».
ومثال الأمر
قول الأعشى :
فقلت ادعي
وأدعو إنّ أندى
|
|
لصوت أن
ينادي داعيان
|
أي اجمعي بين
دعائي ودعائك.
والنّهي نحو
قول أبي الأسود :
لا تنه عن
خلق وتأتي مثله
|
|
عار عليك إذا
فعلت عظيم
|
أي لا تجتمع أن
تنهى وتأتي مثله وهكذا ... والنّفي نحو «لم يأمر بالصّدق ويكذب» ، والتّمني نحو «ليت
خالدا يقول ويعمل فيما يقول» ، والاستفهام نحو قول الشاعر :
أتبيت ريّان
الجفون من الكرى
|
|
وأبيت منك
بليلة الملسوع
|
والحقّ أن هذه
الواو واو العطف.
واو المفعول معه :
(انظر المفعول
معه).
وجد :
١ ـ من أخوات «ظنّ»
وهي من أفعال
القلوب وتفيد في الخبر يقينا وحكمها كحكم «ظنّ» تنصب مفعولين أصلهما
المبتدأ والخبر نحو (تَجِدُوهُ عِنْدَ
اللهِ هُوَ خَيْراً) ، (انظر ظنّ وأخواتها).
٢ ـ «وجد»
بمعنى أصاب نحو : «وجدت ضالّتي» أي أصبتها ، فتتعدّى هذه لمفعول واحد.
٣ ـ «وجد»
بمعنى حزن أو حقد فلا تتعدّى بل هي لازمة.
وراء : من أسماء الجهات ، تكون بمعنى خلف ، وقد تكون بمعنى
قدّام ، فهي على هذا من الأضداد ، وتبنى على الضمّ إذا قدّرت الإضافة ، وإذا أضيفت
نصبت على الظّرفية ، وأنشد لعتيّ بن مالك العقيلي :
إذا أنا لم
أو من عليك ولم يكن
|
|
لقاؤك إلّا
من وراء وراء
|
وقولهم : «وراءك
أوسع لك» نصب بالفعل المقدر ، أي تأخر (انظر قبل).
وسط : إذا سكّنت السين نصبته على الظرفية المكانية ، نحو «وسط
رأسك طيب» تريد : إنه استقرّ في ذلك المكان.
أمّا «وسط»
بفتح السين ، فهو اسم غير ظرف تقول : «مسحت وسط رأسي» فوسط مفعول به لمسحت ونحو «خرب
وسط الدار».
وحده : مصدر لا يثنى ولا يجمع ، ولا يغيّر عن النصب على الحال ،
وهو نكرة ، إلّا في قولهم «نسيج وحده» و «قريع وحده» و «جحيش وحده» و «عيير وحده»
فإنه يجر بالإضافة ، والأولى مدح : أي واحد في معناه ، والثاني مدح أيضا للمصيب في
رأيه ، والثالث والرابع : ذم يراد بهما رجل نفسه لا ينتفع به غيره.
وقت : ظرف مبهم (انظر الإضافة).
الوقف :
١ ـ تعريفه :
هو قطع النّطق
عند آخر الكلمة ، والمراد به هنا الوقف الاختياري .
٢ ـ تغييرات
الوقف :
للوقف تغييرات
تنحصر في أحد عشر نوعا ، ونجتزىء منها بسبعة جمعها بعضهم بقوله :
نقل وحذف
وإسكان ويتبعها
|
|
التّضعيف
والرّوم والإشمام والبدل
|
٣ ـ الوقف على منوّن :
__________________
أرجح اللّغات
وأكثرها ، أن يحذف تنوينه بعد الضّمة والكسرة كقولك : «هذا عليّ»
و «نظرت إلى عليّ» ، أمّا بعد الفتحة ـ إعرابيّة كانت أو بنائيّة ـ فيبدل التّنوين
ألفا مثال الإعرابيّة (عُرُباً أَتْراباً) ، ومثال البنائيّة «إيها» اسم فعل بمعنى انكفف و «ويها»
اسم فعل مضارع بمعنى أعجب. و «إذا» شبّهوها بالمنوّن المنصوب ، فأبدلوا تنوينها في
الوقف ألفا .
٤ ـ الوقف على
هاء الضّمير :
إذا وقفنا على
هاء الضّمير ، فإن كانت مفتوحة ثبتت ألفها ك «رأيتها» و «مررت بها» وإن كانت
مضمومة أو مكسورة حذفت صلتها ، وهي الواو للضّمّة والياء للكسرة ك «رأيته» و «مررت
به» إلا في ضرورة الشّعر فيجوز إثباتها كقول رؤبة :
ومهمه مغبرّة
أرجاؤه
|
|
كأنّ لون
أرضه سماؤه
|
٥ ـ الوقف على المنقوص :
المنقوص
المختوم بياء فإذا وقفنا عليه وجب إثبات يائه في ثلاث مسائل :
(١) أن يكون
محذوف الفاء أي أوّل الكلمة كما إذا سمّيت بمضارع «وفى» وهو «يفي» لأنّ أصلها «يوفى»
حذفت فاؤه فلو حذفت لامه لكان إجحافا.
(٢) أن يكون
محذوف العين أي وسط الكلمة نحو «مر» اسم فاعل من «أرى» أصله «مرئي» نقلت حركة عينه
وهي الهمزة إلى الرّاء ، ثمّ حذفت للتّخفيف ، وأعلّ قاض فلا يجوز حذف الياء في الوقف.
(٣) أن يكون
منصوبا منوّنا نحو (رَبَّنا إِنَّنا
سَمِعْنا مُنادِياً) ، أو غير منوّن نحو (كَلَّا إِذا بَلَغَتِ
التَّراقِيَ) ، فإن كان مرفوعا أو مجرورا جاز إثبات يائه وحذفها ،
ولكنّ الأرجح في المنوّن الحذف نحو «هذا ناد» و «نظرت إلى ناد» ويجوز الإثبات وبذلك قرىء ولكلّ قوم هادى ، وما لهم من دونه من
__________________
والى والأرجح في غير المنوّن الإثبات نحو «هذا الدّاعي» و «مررت
بالرّاعي» و «قرأ الجمهور (الْكَبِيرُ
الْمُتَعالِ) بالحذف».
٦ ـ الوقف على
المحرّك :
لك في الوقف
على المحرّك الذي ليس ياء التأنيث خمسة أوجه :
(١) السّكون
وهو الأصل ، ويتعين ذلك في الوقف على تاء التأنيث ك «ربّت وثمّت».
(٢) أن تقف
بالرّوم ، وهو إخفاء الصّوت بالحركة ويجوز في الحركات كلّها.
(٣) أن تقف
بالإشمام ويختصّ بالمضموم ، وحقيقته الإشارة بالشّفتين إلى الحركة بعد الإسكان من
غير تصويت.
(٤) أن تقف
بتضعيف الحرف الموقوف عليه نحو «هذا خالد» وشرطه : ألّا يكون الموقوف عليه همزة ك «خطأ»
و «رشأ» ولا ياء كالقاضي ولا واوا كيدعو ولا ألفا ك «يخشى» ولا تاليا لسكون ك «عمر
وبكر».
(٥) أن تقف
بنقل حركة الحرف الأخير إلى ما قبله كقراءة بعضهم (وَتَواصَوْا
بِالصَّبْرِ) وشرطه أن يكون ما قبل الآخر ساكنا لا يتعذّر تحريكه ولا
يستثقل ، وألّا تكون الحركة فتحة وألّا يؤدّي النّقل إلى عدم النّظير .
٧ ـ الوقف على
تاء التّأنيث :
يوقف عليها
بالتاء إن كانت متصلة بحرف ك «ثمّت» و «ربّت» أو فعل ك «قامت» أو باسم وقبلها ساكن
صحيح ك «أخت» و «بنت» وجاز إبقاؤها وإبدالها هاء إن كان قبلها حركة نحو «ثمرة» و «شجرة» أو ساكن معتلّ نحو «صلاة» و «زكاة»
و «مسلمات» و «أولات» لكنّ الأرجح في جمع التصحيح ك «مسلمات» وفيما أشبهه وهو اسم
الجمع ك : «أولات» وما سمّي به من الجمع تحقيقا ك «عرفات» و «أذرعات» أو تقديرا ك «هيهات»
الوقف بالتّاء.
__________________
والأرجح في غيرهما الوقف بإبدال التّاء هاء.
ولا سيّما :
١ ـ تركيبها
ومعناها :
تتركّب «ولا
سيّما» من الواو الاعتراضيّة و «لا» النّافية للجنس و «سيّ» بمعنى مثل و «ما»
الزّائدة ، أو الموصولة ، أو النّكرة الموصوفة بالجملة ، فتشديد يائها ودخول «لا»
عليها ، ودخول الواو على «لا» واجب ، قال ثعلب : «من استعمله على خلاف ما جاء في
قوله ـ أي امرىء القيس ـ «ولا سيّما يوم» فهو مخطىء ، وذكر غيره : أنها قد تخفّف ،
وقد تحذف الواو. وتقدير معنى «ولا سيما يوم» ولا مثل يوم موجود ، أو : ولا مثل
الذي هو يوم ، أو : لا مثل شيء هو يوم.
٢ ـ إعراب «ولا
سيّما يوم» : لإعرابها ثلاثة أوجه :
(الأوّل) أن
تكون الواو : اعتراضيّة و «لا» نافية للجنس و «سيّما» سيّ : اسمها منصوب بها لأنّه
مضاف ، و «ما» زائدة و «يوم» مضاف إليه ، وهو الأرجح ، وخبرها محذوف أي موجود.
(الثاني) أن
تكون «ما» موصولة ، أو نكرة موصوفة ، مضاف إليه ، و «يوم» خبر لمبتدأ محذوف
التّقدير : هو يوم. (الثالث) أن تكون «ما» كافة عن الإضافة و «يوما» تمييز ، كما
يقع التمييز بعد مثل ، وعندئذ ففتحة سيّ على البناء.
هذا إذا كان ما
بعد «سيّما» نكرة ، أمّا إذا كان معرفة فمنع الجمهور نصبه نحو «ولا سيّما زيد».
وقد ترد «ولا سيّما» بمعنى : خصوصا فتكون في محلّ نصب مفعولا مطلقا لأخص محذوفا
وحينئذ يؤتى بعده بالحال نحو : «أحبّ زيدا ولا سيّما راكبا» أو : وهو راكب فهي حال
من مفعول أخصّ المحذوف ، أي أخصّه بزيادة المحبّة خصوصا في حال ركوبه. وكذا
بالجملة الشّرطيّة نحو «ولا سيّما إن ركب» أي أخصّه بذلك.
وهب : من أفعال التصيير ، وهو غير متصرّف ، ملازم للماضي ، حكى
ابن الأعرابيّ عن العرب «وهبني الله فداءك» أي : جعلني فداك ، ويقال «وهبت فداك»
أي جعلت فداك (انظر المتعدي إلى مفعولين).
وي : كلمة تعجّب ، وقيل : زجر ، تقول : «وي لبكر» أي أعجب به
، وتقول : «ويك استمع» كأنّه زجر أو بمعنى ويل.
وتدخل على «كأن»
المخففة أو «كأنّ» المشدّدة يقول تعالى : (وَيْكَأَنَّ اللهَ
يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ) ، (وَيْكَأَنَّهُ
لا
يُفْلِحُ الْكافِرُونَ) وقد يليها كاف الخطاب كقول عنترة :
ولقد شفى
نفسي وأبرأ سقمها
|
|
قول الفوارس
ويك عنتر أقدم
|
وهي اسم فعل
أمر بمعنى أعجب.
ويبك : كويلك ، ولا تختلف في أحكامها عنها (انظر ويل).
ويس : كويح ، كلمة ترحّم ، ولا تختلف في أحكامها عن ويح. (انظر
ويح).
ويح : كلمة ترحّم ، فإذا أضيفت بغير اللّام تنصب على المصدريّة
، ويكون العامل فيها فعلا مضمرا من غير لفظه لأنّه ليس له فعل ، التقدير : رحمهالله. هذا عند بعض النّحاة ، وفي التاج : منصوب بإضمار فعل ،
كأنك قلت : ألزمه الله ويحا ، قال وكذا في الصحاح ، وإذا دخلت اللّام كأن تقول : «ويح
للعاثر» فويح مبتدأ والمسوّغ له ما فيه من معنى الدّعاء وللعاثر متعلّق بمحذوف
خبر.
ويل : كلمة عذاب ، يقال «ويل له» و «ويله وويلك وويلي» وفي
النّدبة «ويلاه» وإذا أضيفت بغير اللّام ، فإنه يجري مجرى المصادر المنفردة ، وإذا
أضيفت اللّام قيل : (وَيْلٌ
لِلْمُطَفِّفِينَ) وحكمه أن يرفع بالابتداء ، والجارّ والمجرور في محلّ رفع خبر ،
التّقدير : الويل ثابت للمطفّفين وابتدىء بها وهي نكرة لأنّ فيها معنى الدّعاء ،
قال الأعشى :
قالت هريرة
لمّا جئت زائرها
|
|
ويلي عليك
وويلي منك يا رجل
|
ويلمّه : يقال : رجل ويلمّه وويلمّه يريدون ويل أمّه كما يقولون «لا
أب لك» فركّبوه وجعلوه كالشّيء الواحد ، وأرادوا به التّعجّب ، قال ابن جنّي هذا
خارج عن الحكاية أي يقال للرّجل من دهائه «ويلمّه» وفي الحديث في قوله عليهالسلام لأبي بصير : (ويلمّه مسعر حرب).
ويه : كلمة أغراء ، ومنهم من ينوّن فيقول :
ويها ، الواحد
والاثنان والجمع والمذكّر والمؤنّث في ذلك سواء. وإذا أغريته بالشيء قلت : «ويها
يا فلان» وهو تحريض كما يقال : «دونك يا فلان» قال الكميت :
وجاءت حوادث
في مثلها
|
|
يقال لمثلي :
ويها فل
|
ومثله قول حاتم
:
ويها فدى لكم
أمّي وما ولدت
|
|
حاموا على
مجدكم واكفوا من اتّكلا
|
__________________
باب الياء
يا : وهي أمّ
حروف النّداء ، ومن ثمّ قال أبو حيّان : إنها أعمّ الحروف ، وإنّها تستعمل للقريب
والبعيد مطلقا ، وإنّه الذي يظهر من استقراء كلام العرب ، وقال ابن هشام : «يا»
حرف لنداء البعيد حقيقة وحكما ، وقد ينادى بها القريب توكيدا ، ولا يصح حذف أداة
في النداء إلّا «يا».
يا أيّها : (=
النداء ٥).
يا فل : (=
النداء ١٠).
يا لؤمان : (=
النداء ١٠).
يا نومان : يقال
لكثير النّوم ، ولا تقل : رجل نومان لأنّه يختصّ بالنداء.
يا له من رجل : ومثله : يا له رجلا ، وكلا التعبيرين : يراد به التّعجّب
، كأنّك تقول في المعنى : ما أعظمه رجلا أو من رجل. إعرابه : «يا» حرف نداء
والمنادى محذوف ، والتّقدير : يا عجبا له ، أو إنها : حرف تنبيه ، و «له» اللّام
للتّعجب ، وهي حرف جر ، والهاء من «له» تعود على كلام سابق كأن تقول : «جاءني رجل
ويا له من رجل» وهو متعلّق بمحذوف تقديره عجبا «من رجل» جار ومجرور ومعناه التمييز
متعلّق أيضا بمحذوف تقديره عجبا ، أمّا إعراب «يا له رجلا» فمثلها إلّا أنّ «رجلا»
تمييز.
يا هذا : «يا» حرف نداء ، و «هذا» منادى وأصله معرفة ثمّ تنكّر ،
ثمّ أصبح نكرة مقصودة ، واجتمع عليه بناءان ، البناء الأصلي في اسم الإشارة وبناء
المنادى في النكرة المقصودة ، ويعربه المعربون هكذا : هذا : منادى نكرة مقصودة
مبني على الضمّ المقدر على آخره منع من ظهوره سكون البناء الأصلي في محل نصب على
النداء. ومثله يا هؤلاء.
وإذا قلنا «يا
هذا الرجل» فيجب رفع
الرّجل إن جعل «هذا» وصلة لندائه ، كما يجب رفع صفة «أيّ» في قولك : «أيّها الرجل» فإن
لم يجعل اسم الإشارة وصلة لنداء ما بعده لم يجب رفع صفته بل يجوز الرّفع والنّصب.
يا هناه : هذه اللفظة من ألفاظ لا تستعمل إلّا في النداء ، فلا
يقال هذا هناه ، ولا مررت بهناه ، وإنما يكنّون بهذه الكلمة عن اسم نكرة ، كما
يكنّون بفلان عن الاسم العلم : وهي مع ذلك كلمة ذم قال امرؤ القيس :
وقد رابني
قولها يا هناه
|
|
ويحك ألحقت
شرّا بشر
|
فمعنى قوله :
يا هناه يا رجل سوء.
يمين : تعرب إعراب أسماء الجهات إن قصد بها الظرفية (انظر قبل).
يوم : ظرف مبهم (= الإضافة ١١).
وقد يجري عليه
الإعراب ككلّ الأسماء ويتجرّد عن أن يكون ظرفا نحو قولك : «يوم الجمعة ألقاك فيه» و
«أقلّ يوم لا ألقاك فيه» وتقول : «يوم الجمعة مبارك».
__________________
الإملاء
الإملاء :
هو تصوير
اللّفظ بحروف هجائية بأن يطابق المكتوب المنطوق به ، ولا يوجد في اللغة العربيّة
حرف لا ينطق به ، إلا حرفان ، أو ثلاثة مثل زيادة الواو في «عمرو» فرقا بينه وبين «عمر»
والألف بعد واو الجماعة في الفعل المنصوب أو المجزوم ، فرقا بينه وبين الواو لغير
الجماعة.
١ ـ كتابة
أسماء الحروف :
تكتب أسماء
الحروف بأوّل حرف فيها فلا تكتب مثلا «قاف» هكذا ، بل تكتبها هكذا : «ق» وأيضا ، ص
، ع ، خ ، د ، إلى آخره ، وقد كتبت حروف أوائل السّور كذلك مثل : «ألم» لا : ألف
لام ميم ، وكذلك «حمعسق» و «كهيعص» وإن كان القياس فيها أن تكتب كما ينطق بها ،
وإنّما كتبوا الحرف بأوّل ما ينطق به ليظهروا أشكالا لهذه الحروف تتميّز بها فهي
أسماء مدلولاتها أشكال خطّية.
٢ ـ ما يكتب
بالتاء أو الهاء المتصلة وما يصحّ فيه الوجهان :
يكتب بالهاء ما
يجب إلحاق هاء السّكت به عند الوقف ، نحو «ره» أي انظر و «قه» أمر من الوقاية و «عه»
أمر من وعى ، وكذلك : «لم يره ولم يقه ولم يعه». ويكتب بالهاء ما يوقف عليه من
التّاآت بالهاء ك «رحمة» و «نعمة». ويكتب بالتّاء ما يوقف عليه بالتّاء ، نحو «بنت»
و «أخت» و «قامت» و «قعدت» و «ذات» و «ذوات».
وهناك ما فيه
الوجهان عند الوقف : الكتابة بالتّاء أو الهاء ك : «هيهات» و «لات» و «ثمّت» و «ربّت».
٣ ـ ما يكتب
بالألف :
يكتب بالألف ما
يوقف عليه بالألف ، وإن سقطت في الدّرج ك «أنا» ضمير المتكلّم ،
فإن ألفه اللّيّنة تسقط بالدّرج ، وينطق بها في الوقف والمنوّن المنصوب أو
المفتوح . نحو «رأيت خالدا» و «آها» و «ويها» بخلاف المرفوع أو
المجرور ك «قام بكر» و «ونظرت إلى محمّد» للوقوف عليهما بالحذف ، وبخلاف «إيه وصه
ومه» .
ويكتب بالألف
أيضا : الفعل المؤكّد بالنّون الخفيفة إذا كان ما قبلها مفتوحا نحو «لنسفعا» و «ليكونا»
ما لم يخف لبس فإن خيف كتب بالنّون نحو «أكرمن جارا» و «لا تمنعن برّا» ولا يعتبر
فيه حالة الوقف ، لأنّه لو كتب بالألف لا التبس بأمر الاثنين ، أو نهيهما في
الخطّ.
أمّا إذا كان
ما قبلها مضموما أو مكسورا فتكتب بالنون نحو «انصرن يا قوم» و «انصرن يا هند» فإذا وقفت عليهما حذفت النون لشبهها بالتنوين
فترجع الواو والياء لزوال التقاء السّاكنين ، فتقول : «انصروا وانصري».
٤ ـ كتابة «إذن»
:
ذهب الأكثرون
إلى أنّها تكتب بالنون عملت أم لم تعمل ، فرقا بينها وبين «إذا» ولأنّ الوقف
عليها بالنّون ، وكان المبرّد يقول : أشتهي أن أكوي يد من يكتب «إذن» بالألف لأنها
مثل «أن ولن» وفصّل الفراء فقال : إن ألغيت كتبت بالألف لضعفها ، وإن أعملت كتبت
بالنون لقوّتها.
ومذهب المازني
: بأنّها تكتب بالألف مراعاة للوقوف عليها ، وجزم به ابن مالك في التّسهيل ،
والجمهور على الأول كما قدمنا.
٥ ـ كتابة «كائن»
بمعنى «كم» :
لا تكتب «كائن»
إلّا بالنون ، وهو شاذّ ، لأنها في الأصل مركّبة من كاف التّشبيه وأيّ المنونة ،
فكان القياس يقتضي ألّا تكتب صورة التّنوين ، بل تحذف خطّا ، ولمّا أخرجوها عن أصل
موضوعها أخرجوها في الخطّ عن قياس إخوتها.
__________________
الهمزة :
١ ـ صورة الهمزة
:
للهمزة ثلاث
صور :
(١) أن تكون في
أوّل الكلمة.
(٢) أن تكون في
وسطها.
(٣) أن تكون في
آخرها.
٢ ـ صورة
الهمزة في أول الكلمة :
الهمزة في أول
الكلمة تكتب بألف مطلقا ـ أي سواء فتحت أم كسرت أم ضمّت ـ نحو «أحمد» و «إثمد» و «أكرم»
وكذلك تكتب بألف إن تقدّمها لفظ مّا نحو «فأنت» «فأكرم» ونحو «أأصفي» وشذّ من ذا «لئلّا»
و «لئن» و «يومئذ» فقد دخل يوم على «إذ» ونحو ذلك من كل زمان اتّصل به «إذ» نحو «ليلتئذ»
و «زمانئذ» و «حينئذ» و «ساعتئذ» فإن هذه الألفاظ الشاذة كتبت فيها همزة أول
الكلام ياء.
٣ ـ صورة
الهمزة في وسط الكلمة :
الهمزة في وسط
الكلمة إمّا أن تكون ساكنة أو متحرّكة ، والمتحرّكة إما أن يكون ما قبلها ساكنا أو
متحركا ؛ والمتطرّفة إما أن يكون ما قبلها ساكنا أو متحركا وإليك التفصيل :
(١) الهمزة
الساكنة إن كان ما قبلها متحركا : تكتب الهمزة السّاكنة وقبلها متحرّك على حرف من
جنس الحركة التي قبلها ، فإن كان ما قبلها مفتوحا كتبت على «ألف» نحو «رأس» و «بأس»
و «كأس» وإن كان ما قبلها مكسورا كتبت على «ياء» نحو : «ذئب» و «بئر» و «شئت» و «جئت» وإن كان ما قبلها
مضموما كتبت على «واو» نحو «مؤمن» و «يؤمن» و «بؤس».
(٢) الهمزة المتحرّكة
في وسط الكلمة وقبلها ساكن تكتب على حرف من جنس حركتها سواء أكان السّاكن
صحيحا أو حرف
علّة ، لأنها تسهّل على نحوه ، فتكتب ألفا في نحو «مرأة» و «كمأة» و «هيآت» و «سوآت» و «ساأل» وكثيرا ما تحذف ألف الهمزة في حالة
__________________
الفتح بعد الألف ، لتصير : سأءل ، كراهة اجتماع ألفين في الخط ، فتصير «ساءل»
وهذا أكثر تداولا. وتكتب على واو إذا تحرّكت الهمزة بالضم ، وسبقها سكون نحو «التّساؤل»
و «أبؤس» و «يلؤم».
ومنهم من يجعل
صورتها على حسب حركتها كما تقدم ، إلّا إن كان بعدها حرف علّة زائد للمدّ فلا يجعل
للهمزة صورة نحو : «مسؤل» و «مسؤم» فالواو هي للمدّ وليس للهمزة صورة ، ومنهم من
يجعل لها صورة نحو «مسؤول» و «مسؤوم» وذلك للفرق بين المهموز وغيره مثل «مقول» و «مصوغ».
وقال أبو حيان
: وإذا كان مثل رؤس جمعا يكتب بواو واحدة ، قال : وقد كتبت «الموءودة» بواو واحدة في المصحف ، وهو قياس ، فإنّ الهمزة لا صورة لها
ومن عادتهم عند اجتماع صورتين في كلمة واحدة حذف إحداهما.
(٣) الهمزة
المتحرّكة في الوسط وقبلها متحرّك : تكتب هذه الهمزة على ألف إن كانت مفتوحة بعد
فتح نحو «سأل» و «دأب». فإن كان بعد الهمزة ألف تحذف ولا صورة لها نحو «مآل» و «مآب».
وإن كانت الهمزة مفتوحة بعد كسر كتبت على ياء نحو «مئر».
وإن كانت
الهمزة مفتوحة بعد ضمّ كتبت على واو نحو «مؤن» و «جؤن».
وإن كانت
الهمزة مكسورة بعد كسر أو فتح كتبت على ياء نحو «سئم» و «مئين».
وإن كان بعدها
ياء في حالي الفتح والكسر قبلها ك «لئيم» و «مئين» تبقى ياء الهمزة وياء الكلمة.
وإن كانت
مكسورة بعد ضمّ نحو : «دئل» و «سئل» تكتب على ياء كما ترى على رأي سيبويه وهو الصحيح.
وإن كانت
الهمزة مضمومة بعد فتح أو ضمّ كتبت على واو نحو «لؤم» و «لؤم» جمع لئيم ك «صبر»
وإن كانت على هذه الصورة وبعدها واو ك : «رؤوس» قيل تكتب على واو ، وقيل تحذف واو
الهمزة فتكتب «رءوس» وهذا أصح ، لأنهم لا يكادون يجمعون بين واوين وإن كانت مضمومة
بعد كسر كتبت على ياء ، وهذا رأي الأخفش نحو «مئون». وهو جمع مائة.
__________________
٤ ـ الهمزة
المتطرّفة :
(١) الهمزة
المتطرّفة المتحرّكة وقبلها ساكن فإن كان صحيحا تكتب مفردة آخر الكلمة في حالتي
الرفع والجرّ ولا تصوّر على حرف مّا نحو «خبء» و «دفء» و «جزء» . وإن كانت الهمزة منصوبة منوّنة وقبلها ساكن فيكتب بألف
واحدة نحو : «أحسست دفأ».
وإن كان
السّاكن قبل الهمزة معتلّا فإن كان زائدا للمدّ ، فلا صورة للهمزة نحو «نبيء» و «وضوء»
و «سماء». فإن كان مثل «سماء» منصوبا منونا فكتبه جمهور البصريين بألفين نحو «رأيت
سماأ» الألف الأولى حرف علّة ، والثانية بدل التنوين.
وعند بعض
البصريين والكوفيّين : بألف واحدة ، وهي حرف العلة قبل الهمزة. ولا يجعلون للألف
المبدلة من التّنوين صورة كالمثل السّابق «رأيت سماء» وهذا أكثر استعمالا.
فإن اتّصل ما
فيه ألف بضمير مخاطب أو غائب فصورة الهمزة أن تكتب على واو رفعا ، نحو «هذه سماؤك»
وعلى ياء جرّا نحو «من سمائك». وفي حالة النّصب تكتب الهمزة مفردة بعد الألف
الممدودة ، نحو «رأيت سماءك».
وإن كان المدّ
بالياء والواو منوّنا منصوبا فبألف التّنوين وحدها نحو «رأيت نبيئا» و «توضّأت
وضوأ».
(٢) الهمزة
المتطرّفة بعد متحرّك : تكتب الهمزة المتطرّفة بعد متحرّك على حسب الحركة قبلها
نحو «يقرأ» و «يقرىء» و «يوضؤ» و «هذا امرؤ» و «رأيت امرأ» و «مررت بامرىء» فإن
كان منونا منصوبا كتب بألف واحدة نحو «قرأت نبأ».
وقيل : إن كان
ما قبلها مفتوحا فبالألف نحو «لن يقرأ» إلا أن تكون الهمزة مضمومة فعلى الواو نحو «يكلؤ»
أو مكسورة فعلى الياء نحو «من المكلىء».
وإن كان ما
قبلها مضموما فعلى الواو نحو «هذه الأكمؤ» و «رأيت الأكمؤ» إلّا أن تكون الهمزة
مكسورة فعلى الياء نحو «من الأكمىء».
ويشير هذا
القول : إلى أن الكسرة في الكتابة ـ على كلّ حال ـ أقوى من الضمة ، والضمة أقوى من
الفتحة.
اجتماع الألفين :
العرب لم تجمع
بين ألفين ، وكذلك كتبوا في المثنّى «أخطآ» و «قرآ» بألف واحدة ،
__________________
واكتفوا لتعيين المثنّى بسياق الكلام قبله ، أو بعده بعود ضمير المثنّى
عليه.
همزة الوصل :
تحذف همزة
الوصل خطّا في مواضع :
(أحدها) إذا
وقعت بين الواو أو الفاء وبين همزة هي فاء الكلمة نحو «فأت» و «وأت» وعليه كتبوا :
(وَأْمُرْ) أَهْلَكَ ، واختلفوا في نحو «إئذن لي» «أؤتمن» وكذا لو
تقدّمها «ثمّ» نحو (ثم ائتوا).
والأقرب بمثل
هذا إثبات ألفين ، وهو رأي البصريين.
(الثاني) إذا
وقعت بعد همزة الاستفهام سواء أكانت همزة الوصل مكسورة أو مضمومة نحو «أسمك خالد
أو عمّار؟» ونحو (أَصْطَفَى الْبَناتِ
عَلَى الْبَنِينَ). ونحو (الذَّاكِرِينَ اللهَ) اكتفوا بصورة عن صورة ، لأن صورة ألف الاستفهام كصورة
الألف بعدها.
أمّا ألف القطع
إذا وقعت بعد همزة الاستفهام فإنها لا تحذف بل تصوّر بمجانس حركتها ، فتكتب ألفا
في نحو «أأسجد» وتكتب ياء في نحو «أئنّك» وتكتب واوا في نحو «أؤنزل» وقد تسهّل
جميعا ، ويرى ابن مالك جواز كتابة المكسورة والمضمومة بألف نحو «أإنّك» «أأنزل»
وهذا رأي يوافق القاعدة الأصلية وهي أن الهمزة أوّل الكلام تكتب على ألف كيفما
تكن.
(الثالث) تحذف
من لام التعريف إذا وقعت بعد لام الابتداء نحو : (وَلَلدَّارُ
الْآخِرَةُ) أو لام الجرّ نحو : (وَلَلدَّارُ
الْآخِرَةُ) ، (لِلَّذِينَ
أَحْسَنُوا). وسبب حذفها خوف التباسها ب «لا» النّافية.
ولو وقع بعد
اللّام ألف وصل بعدها لام من نفس الكلمة كتبت الألف على الأصل نحو «جئت لالتقاء
خالد» وإذا أدخلت لام الجرّ حذفت همزة الوصل فكتبت «للالتقاء».
(الرابع) تحذف
من أوّل «بسم الله الرحمن الرحيم» حذفوها لكثرة الاستعمال ولا تحذف إلا بهذه
الصورة ، فإذا كتبت «باسم الله» بدون لفظي الرّحمن والرحيم ، وكذلك «باسم ربّك»
فلا بدّ من الألف.
(الخامس) حذف
الألف من «ابن» الواقع بين علمين صفة للأوّل سواء أكانا اسمين أم لقبين ، أم
كنيتين ، أم مختلفين ، بأن كانا اسما ولقبا ، أو كنية واسما ، أو كنية ولقبا ، نحو
__________________
«هذا خالد بن الوليد» و «هذا أبو بكر بن عبد الله» و «هذا كرز بن قفّة».
فصل الكلام ووصله :
الأصل فصل
الكلمة من الكلمة ، لأنّ كلّ كلمة تدلّ على معنى غير معنى الكلمة الأخرى ، كذلك
هما في اللّفظ والكتابة متميزين ، ويخرج عن ذلك ما كان اللّفظان كشيء واحد ، فلا
تفصل الكلمة من الكلمة ، وذلك أربعة أشياء :
(الأول) :
المركّب تركيب مزج ك «بعلبكّ» بخلاف غيره من المركّبات ، مثل المركّب الإضافي
والعددي و «صباح مساء» و «بين بين» و «حيص بيص» .
(الثاني) : أن
تكون إحدى الكلمتين لا يبتدأ بها ، كالضّمائر المتّصلة البارزة ، ونون التوكيد ،
وعلامات التأنيث وعلامتا التّثنية والجمع ، وكلّ ما لا يبدأ به.
(الثالث) : أن
تكون إحدى الكلمتين لا يوقف عليها ، وذلك نحو «باء الجرّ» و «لامه» و «كافه» و «فاء
العطف والجزاء» و «لام التوكيد» وخرج عن ذلك «واو العطف» فإنّها لا توصل لأنّها
غير قابلة للوصل.
(الرابع) :
ألفاظ توصل فيها «ما» الملغاة ـ وهي الزّائدة ـ نحو (مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ
أَيْنَما تَكُونُوا) ، (فَإِمَّا تَرَيِنَ) وإنما وحيثما وكيفما و «إمّا أنت منطلقا انطلقت» وإذا كانت كافّة نحو «كما» و «ربّما» و «إنّما» و «كأنّما»
و «ليتما» و «لعلّما» واستثنى ابن درستويه والزّنجاني ما في «قلّما» فقالا : إنها
تفصل وتوصل «قلّ ما» و «قلّما» أمّا «كلّما» فتوصل بها «ما» وهي الظّرفية ، إن لم يعمل فيها ما
قبلها نحو «كلّما أتيت سررت بك». و (كُلَّما رُزِقُوا
مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا). بخلاف التي يعمل فيها ما قبلها نحو : (وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ) فـ «ما» هنا اسم موصول مضاف إليه فلذلك فصلت «ما» عن «كل».
ما الاستفهامية
مع «عن» و «من» و «في» : وتوصل «ما» الاستفهاميّة ب «عن» و «من» و «في» لأنّها
تحذف ألفها مع الثلاثة ، وتصير «ما» الاستفهاميّة على حرف واحد ، فحسن وصلها بها ،
نحو (عَمَّ يَتَساءَلُونَ) «ممّ هذا الثوب» (فِيمَ أَنْتَ مِنْ
ذِكْراها) ولا توصل «ما» الشّرطيّة بواحد من الثلاثة.
__________________
أمّا «ما»
الموصولة فمذهب ابن قتيبة أن تكتب متصلة معها لأجل الإدغام في «عن» و «من» نحو «رغبت
عما رغبت عنه» و «عجبت ممّا عجبت منه». و «فكّرت فيما فكّرت فيه» ، ورجّح بعضهم
الفصل على ما هو من كلمتين. وعند ابن مالك : يجوز الوجهان.
«ما» مع «نعم» وبئس :
يجوز الوصل في «ما»
مع «نعم وبئس» لأجل الإدغام في «نعم» وحملت عليها «ليس» ويجوز الفصل على الأصل ،
وقد رسما في المصحف بالوصل.
وصل «من» ب «من» :
توصل «من» ب «من»
مطلقا ، سواء أكانت «من» موصولة ، أو موصوفة أم استفهاميّة ، أم شرطيّة نحو : «أخذت
ممّا أخذت منه» و «ممّن أنت؟» و «ممّن تأخذ آخذ» وذلك بسبب الإدغام.
«من» استفهامية أو موصولة أو شرطية مع «عن» :
تكتب «عمّن»
متّصلة على كلّ حال لأجل الإدغام نحو «عمّن تسأل أسأل» و «رويت عمّن رويت عنه» و «عمّن
ترض أرض عنه».
وصل «إن» الشّرطيّة ب «لا» :
توصل «إن»
الشّرطية ب «لا» نحو : (إِلَّا تَفْعَلُوهُ) ، (إِلَّا تَنْصُرُوهُ).
وصل «أن» الناصبة ب «لا» :
يرجّح الفصل
بين «أن» الناصبة و «لا» لأنّه الأصل نحو «أطلب منك أن لا تفعل».
ويفصل أيضا بين
«أن» المخفّفة من الثّقيلة و «لا» نحو «علمت أن لا يسافر عمرو».
وصل «كي» مع «لا» :
الأصل أن تكتب
منفصلة نحو «كي لا تفعل» كما تكتب «حتى لا تفعل» وقيل : تكتب متّصلة.
ما لا يوصل من الحروف :
لا يوصل من
الحروف لشيء «لن» و «لم» و «أم» وما ورد شيء من ذلك في المصحف فلا يقاس عليه كسائر
ما رسم فيه مخالفا لما تقدّم ، ولما يأتي.
حروف الزيادة
حروف الزّيادة
هي التي تكتب ولا ينطق بها ، وهي أولا الألف وهي قسمان :
(القسم الأوّل)
: بعد واو الجماعة المتطرّفة ، المتّصلة بفعل ماض وأمر نحو «ذهبوا» و «اذهبوا»
ومضارع منصوب أو مجزوم نحو : (فَإِنْ لَمْ
تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا). فإذا كانت الواو غير واو الجمع لا تلحقها الألف نحو «يغزو»
و «يدعو» فإذا قلنا : «الرّجال لن يغزوا ولن يدعوا» أثبتنا الألف لأنّ الواو صارت
واو جمع.
وإذا كانت واو
الجمع غير متطرّفة لا تزاد معها الألف نحو «علّموك» وكذلك لا تزاد الألف بعد واو
الجمع المتّصلة باسم ، وإن كانت متطرّفة نحو «هؤلاء ضربوا زيدا» بدون ألف بعد
الواو.
(القسم الثاني)
: زيادتها في نحو : «مائة» فرقا بينها وبين «منه» وبعضهم كتبها «مأة» على أساس رأي بعضهم أن الهمزة في
الوسط تكتب ألفا في كلّ حال ، وهذا خلاف المشهور. ومن العلماء من يحذف الألف من «مئة» في الخطّ وهو أقرب إلى الصواب
واتّفقوا على أنّ الألف لا تزاد في الجمع نحو «مئات» و «مئون».
وأمّا زيادة
الألف في «مئتين» فبعضهم يزيد الألف وهو ابن مالك ، وبعضهم لا يزيد وهو ما يوافق
النّطق.
زيادة الواو :
(١) زيادة
الواو في «أولئك» فقد تظاهرت النّصوص على أنّهم زادوا الواو فرقا بينها وبين «إليك»
وكانت الواو أولى من الألف لمناسبة الضّمّة ، وأولى من الألف أيضا لاجتماع
المثلين.
(٢) وزادوا
الواو أيضا في «أولو» و «أولات» من غير ما علّة.
(٣) وزاد بعضهم
الواو في نحو «أوخيّ» فرقا بينها وبين «أخي» المكبّر ، وهذا خلاف المشهور ،
والأكثرون لا يزيدونها لأنّ الأصل عدم زيادتها.
__________________
(٤) وزيدت
الواو أيضا في «عمرو» للفرق بينه وبين «عمر» واختصّت الواو بحالتي الرّفع والجرّ ،
أمّا في حالة النّصب فيكتب بألف نحو : «رأيت عمرا» لأنّ «عمر» ممنوع من الصرف.
الحذف
أحكام الحذف في الكتابة :
(١) تحذف لام
التعريف من «الّذي» وجمعه وهو «الذين» وتحذف من «التي» وفروعه ـ وهي التّثنية
والجمع نحو «الّتان» و «الّتين» و «الّاتي» و «الّائي» كراهة اجتماع مثلين في
الخطّ.
وتثبت في مثنّى
«الذي» خاصّة ، وهو «اللّذان» و «اللّذين» فرقا بينه وبين الجمع.
وكتبوا «اللّيل»
و «اللّيلة» على القياس بلامين ، وبعضهم يحذف اللام اتّباعا للمصحف.
وكتبوا «اللهو»
و «اللّعب» و «اللّحم» وأمثالها بلامين ، وجوّز بعضهم أن تكتب بلام واحدة ، ولكنّ
اللّامين هو الأصل والأقيس.
(٢) وتحذف لام
التّعريف أيضا ممّا اجتمع فيه ثلاث لامات كراهة اجتماع الأمثال نحو «لله» و «للّسان»
و «للّغو».
(٣) وتحذف
الألف من «إله» وأصلها «إلاه» ومن «الرحمن» لكثرة الاستعمال وشرط «الرّحمن» ألّا
تجرّد من اللّام ، فإن جرّد منها كتب ما بعده بالألف واللام نحو رحمان الدّنيا
والآخرة وحذفت الألف
من «آلحرث» علما لكثرة الاستعمال بشرط ألّا يجرّد من الألف واللّام فإن جرّد منها
كتب بالألف «حارث» والمراد بهذا الذي يحرث الأرض.
(٤) وممّا يحذف
منه الواو «داود» حذف منه أحد واويه وكذلك «طاوس».
(٥) وحذفت
الألف أيضا من «ذلك» و «أولئك» و «هذا» بخلاف المتّصل بالكاف فإنّه يجب فيه إثبات
الألف ك «ها ذاك» و «ذاك» وكذلك تحذف الألف ب «هؤلاء».
وتحذف الألف
أيضا من «لكن» و «لكنّ».
وكانوا يحذفون الألف
من «ها أنتم» فتصير «هأنتم».
وكانوا أيضا
يحذفون في النداء نحو «يابراهيم» و «ياسحق» ؛ وتكتب اليوم على أصلها «يا إبراهيم» و
«يا إسحق» وكذلك نحو «ها أنتم».
وتحذف الألف من
«ابن» لفظا وكتابة في نحو «يابن آدم».
(٦) وحذفوا واو
«يستون» و «يلون» و «يأوا إلى الكهف» و «جاؤا» و «باؤا» و «شاؤا» كما حذفوا من «داود»
و «طاوس» كراهة اجتماع المثلين ، واستثنوا نحو «قؤول» و «صؤول» خشية التباسه ب «قول»
و «صول».
وجوّز آخرون
إثبات الواوين على الأصل وهذا أسلم.
(٧) وإذا اجتمع
ثلاث متماثلات في كلمة أو كلمتين حذفوا أيضا واحدا نحو «يا آدم» و «مساآت» و «براآت»
و «النّبيّين» و «نجيّين» و «ليسوؤا» و «مسوؤن».
كتابة الألف آخر الكلمة :
١ ـ الألف
الرابعة فما فوق ـ كلّ ألف رابعة أو خامسة أو سادسة في اسم أو فعل ، تكتب ياء
نيابة عن الألف ، سواء أكان أصلها الياء أم الواو ، أم كانت زائدة للإلحاق أو التّأنيث أو لغير ذلك ، نحو : «حبلى» و «ملهى» و «مغزى»
و «أعطى» و «يخشى» و «الخوزلى» و «اقتضى» و «اعتزى» و «يختشى» و «مستقصى» و «استقصى»
و «يستقصى» و «قبعثرى» إلّا إن كانت الألف بعد ياء فتكتب ألفا ، نحو «دنيا» و «محيا»
و «أحيا» و «خطايا» و «استحيا» و «يحيا» إذا كان فعلا ، فإذا كان اسما كتب بالياء «يحيى»
فرقا بين الفعل والاسم ، وكلّ فعل من هذا النوع نقل إلى العلميّة كتب بالياء إذا
اتّصلت الكلمة بالضمير نحو «استقصاه» و «اقتضاه» كتبت بالألف على ظاهر لفظها.
٢ ـ الألف
الثالثة ـ كلّ ألف كانت ثالثة في الكلمة اسما كانت أم فعلا ، إن كانت مبدلة من «ياء»
كتبت «ياء» نحو «رحى» من رحيت الرحا : أدرتها ، ومثنّاها : «رحيان» و «رمى»
من رميت.
وإن كانت
مجهولة الأصل ، أو كانت مبدلة من واو كتبت بالألف ك : «عصا» و «غزا».
ومذهب البصريين
في «كلّا» أن يكتب بالألف ، وقياسها أن تكتب ياء لأنّها رابعة ، وإنما كتبت «كلا
وكلتا» بالألف حملا على «كلّا».
٣ ـ معرفة كون
ألف الاسم أو الفعل مبدلة من ياء أو واو ـ ويعرف كون الألف مبدلة من الياء : في
التثنية نحو «رحى ورحيان» أو في الجمع
__________________
بألف وتاء نحو «حصى وحصيات» أو في بناء المرة نحو «رمى رمية» وفي الإسناد
إلى الضّمير نحو «رميت» أو في المضارع نحو «يرمي» ويكون الفعل معتلّ العين أو
الفاء ب «الواو» فلا يكتب حينئذ بالياء نحو : «هوى» و «روى» و «وفى» و «وعى».
كتابة الاسم المبني :
٤ ـ لا يكتب
اسم مبنيّ بالياء إلّا «متى» لإمالتها ـ ولا يكتب شيء من الحروف بالياء إلّا «بلى»
لإمالتها ، و «على» و «حتّى» و «إلى» وكتبت إلى «وعلى» و «حتّى» بالياء لأنها إذا
اتّصلت بضمير تحوّلت إلى ياء نحو «إليه» و «عليه» أمّا «حتى» فكتبت بالياء فرقا
بينها وبين حتّى التي يلحقها ضمير حين قالوا : «حتّاي» و «حتّاك» و «حتّاه» وانصرف
إلى الياء مع الظاهر حين قالوا : «حتّى زيد».
فإن وصلت
الثّلاثة : «على ، وحتّى ، وإلى» ب «ما» الاستفهامية كتبت بالألف ، لأنه الأصل
تقول : «علام؟» و «حتّام؟» و «إلام؟».
الألف الليّنة في آخر الكلمة :
إنّ كانت
الكلمة «حرفا» كتبت ألفها ألفا نحو «ما» و «لا» و «هلّا» و «كلّا» وكذا إذا كانت
الكلمة اسما مبنيّا نحو : «مهما» و «ما» إلا «أتى» و «متى».
وإن كانت
الكلمة اسما معربا زائدا على الثلاثة تكتب ألفها ياء لا غير إلّا إذا كان قبل
الألف ياء نحو : «العليا» و «الدّنيا» كراهة الجمع بين ياءين ، إلّا في نحو : «يحيى»
للفرق بين الفعل والاسم.
وإن كانت
الكلمة اسما معربا ثلاثيا فينظر إلى أصله الذي انقلبت منه الألف ، فإن كان الأصل
ياء فيكتب بالياء نحو «الغنى» من أغنيته ، وإن كان الأصل واوا يكتب بالألف نحو «عصا»
والفعل الثلاثيّ ينظر إلى أصله أيضا ، فيكتب بالياء إن كان أصله ياء ، ويكتب
بالألف إن كان أصله واوا ، وإن زاد على الثلاثة فبالياء لا غير ، وإن كانت الكلمة
المختومة بالألف منونة فالمختار أنها تكتب بالياء كما تقدّم.
فهرس الآيات القرآنيّة
العمود
|
الصحيفة
|
الآية
|
|
ع
|
ص
|
الآية
|
سورة الفاتحة
|
|
١
|
٩٥
|
١٥٠
|
١
|
١١٨
|
٥
|
|
٢
|
٩٧
|
١٤٣
|
١
|
١١٨
|
٦
|
|
٢
|
١٠٤
|
٤٠
|
١
|
٢٧٨
|
٤
|
|
٢
|
١٠٥
|
٢٢٣
|
٢
|
٣١٥
|
٧
|
|
٢
|
١٠٧
|
١٣٥
|
سورة البقرة
|
|
١
|
١١٥
|
١٧
|
١
|
٢٢
|
٢١٧
|
|
١
|
١١٦
|
١٩٥
|
٢
|
٢٥
|
١٦٧
|
|
٢
|
١١٨
|
٢١٧
|
٢
|
٣٤
|
٤١
|
|
٢
|
١٥٣
|
١٨٧
|
٢
|
٣٤
|
٩٦
|
|
١
|
١٥٤
|
٢٨
|
١
|
٦٠
|
٢٥٣
|
|
١
|
١٧٣
|
١٩
|
١
|
٧٠
|
٢٤
|
|
٢
|
١٧٦
|
١٨٤
|
١
|
٧٠
|
٢٣٧
|
|
١
|
١٧٨
|
١٦٧
|
٢
|
٧٠
|
٢٢٧
|
|
١
|
١٧٩
|
١٦٨
|
٢
|
٧٥
|
٢٤٩
|
|
١
|
١٨١
|
٢٢٨
|
٢
|
٨١
|
١٨٧
|
|
٢
|
١٩٦
|
٢٤
|
١
|
٨٦
|
٦
|
|
٢
|
٢٠١
|
٢٥٤
|
١
|
٨٧
|
٢٦
|
|
١
|
٢٠٢
|
٦
|
١
|
٩٤
|
١٨٤
|
|
٢
|
٢٠٦
|
٢١٥
|
٢
|
٩٤
|
٢٢٩
|
|
٢
|
٢٠٧
|
٢٨٤
|
|
|
|
|
١
|
٢٠٨
|
٢٧١
|
|
|
|
|
١
|
٢١٤
|
٢٦٠
|
ع
|
ص
|
الآية
|
|
ع
|
ص
|
الآية
|
١
|
٢٢٠
|
٣٦
|
|
١
|
٣٥٩
|
٢٨٥
|
٢
|
٢٢٠
|
٢٤٣
|
|
١
|
٣٥٩
|
١١٦
|
٢
|
٢٢١
|
٢٣٩
|
|
١
|
٣٦١
|
٢٥
|
٢
|
٢٢٣
|
٢١٤
|
|
١
|
٣٦٤
|
٢٨
|
١
|
٢٢٤
|
٢١٧
|
|
٢
|
٣٦٨
|
٢٥٤
|
٢
|
٢٣٦
|
١٤٩
|
|
١
|
٣٧٢
|
٢٨٦
|
٢
|
٢٤٤
|
١٧٧
|
|
١
|
٣٧٨
|
١٨٦
|
١
|
٢٦٣
|
٦
|
|
٢
|
٣٧٩
|
٢٨٤
|
٢
|
٢٦٦
|
١٥٠
|
|
١
|
٣٨٠
|
٤١
|
٢
|
٢٧٦
|
١٣٧
|
|
٢
|
٣٨٠
|
٢٥١
|
٢
|
٢٨٠
|
٥
|
|
٢
|
٣٨٢
|
١٥٠
|
٢
|
٢٩٠
|
٢٦٠
|
|
٢
|
٣٨٣
|
١٤٢
|
١
|
٢٩١
|
٧٠
|
|
٢
|
٣٨٦
|
١٨٩
|
٢
|
٢٩٢
|
٢٢٨ و ٩٦
|
|
١
|
٣٩٠
|
١٦٧
|
٢
|
٢٩٧
|
٢١٦
|
|
٢
|
٣٩٣
|
٩٦
|
١
|
٢٩٨
|
٢٤٦
|
|
١
|
٣٩٧
|
٦٨ ـ ٦٩
|
٢
|
٣٠٢
|
٣٥
|
|
١
|
٤٠٠
|
١٩٧
|
١
|
٣٠٣
|
١٣٣
|
|
٢
|
٤٠٦
|
١٨٤
|
٢
|
٣١٦
|
١٧٣
|
|
١
|
٤٠٨
|
٢٢١
|
٢
|
٣٢٠
|
٣٦
|
|
١
|
٤١١
|
٢١٤
|
١
|
٣٢١
|
٦٠
|
|
١
|
٤١٣
|
١٣٠
|
١
|
٣٢٢
|
٢٥١
|
|
١
|
٤١٣
|
٢٣٥
|
١
|
٣٢٧
|
١٢٤
|
|
٢
|
٤١٤
|
١٠٢
|
|
|
|
|
٢
|
٤٣٠
|
٢٥١
|
|
|
|
|
٢
|
٤٣٣
|
١٨٤
|
ع
|
ص
|
الآية
|
|
ع
|
ص
|
الآية
|
١
|
٤٦٩
|
١٨٧
|
|
٢
|
١٥٩
|
٩١
|
١
|
٤٧٤
|
٢١١
|
|
٢
|
١٩٧
|
١٣٩
|
١
|
٤٧٧
|
٧٧
|
|
٢
|
٢٠١
|
١٦٠
|
١
|
٤٧٨
|
١٨٤
|
|
١
|
٢٠٧
|
٣١
|
٢
|
٤٧٨
|
٧٠
|
|
٢
|
٢٠٧
|
١١٥
|
١
|
٤٨٢
|
١٩٦
|
|
١
|
٢٠٩
|
١٣٩
|
١
|
٥٠٦
|
٢٣٨
|
|
٢
|
٢١٦
|
٩٥
|
١
|
٥١١
|
٨٠
|
|
١
|
٢٤٥
|
١٤٤
|
٢
|
٥١١
|
٢٠٣
|
|
١
|
٢٦٣
|
١١٣
|
١
|
٥١٢
|
٢٨١
|
|
٢
|
٣٢٥
|
٣٥
|
٢
|
٥١٢
|
٤٨
|
|
٢
|
٣٤٩
|
١١٠
|
١
|
٥١٦
|
٢٧١
|
|
٢
|
٣٥٤
|
١٤٦
|
١
|
٥٣٠
|
٢٥٩
|
|
٢
|
٣٥٦
|
١٨٥
|
١
|
٥٤٣
|
٢٣٨
|
|
٢
|
٣٥٨
|
١٨٥
|
٢
|
٥٤٣
|
١٩٧
|
|
٢
|
٣٧٦
|
١٨
|
١
|
٥٤٤
|
١٢٦
|
|
٢
|
٣٨١
|
١٣
|
سورة آل عمران
|
|
|
|
|
١
|
٢٣
|
٨
|
|
٢
|
٣٩٨
|
١٤٤
|
٢
|
٢٥
|
١٥٢
|
|
١
|
٤٠٠
|
٩٩
|
١
|
٤٢
|
١٨٥
|
|
٢
|
٤٠٨
|
١٥٤
|
١
|
٨٤
|
١٢٥
|
|
١
|
٤١٣
|
١١٨
|
٢
|
٨٧
|
٧
|
|
٢
|
٤٣٥
|
٦١
|
١
|
٨٨
|
١٠٦
|
|
١
|
٤٦٩
|
١٣٥
|
١
|
٩٩
|
١٣
|
|
٢
|
٤٧١
|
٩٢
|
٢
|
١٠٥
|
٣٧
|
|
٢
|
٤٨٨
|
١٤٧
|
١
|
١١٥
|
٧
|
|
١
|
٥٠٦
|
٧
|
٢
|
١١٥
|
٧٥
|
|
١
|
٥٢٣
|
١٥٨
|
١
|
١١٦
|
١٥٩
|
|
١
|
٥٢٩
|
١١٩
|
٢
|
١١٨
|
٩٧
|
|
١
|
٥٣٠
|
١١٩
|
٢
|
١٢١
|
٩٧
|
|
٢
|
٥٣٤
|
١٠١
|
|
|
|
|
١
|
٥٣٧
|
٢
|
ع
|
ص
|
الآية
|
|
ع
|
ص
|
الآية
|
٢
|
٥٤٢
|
٤٣
|
|
٢
|
٣٢١
|
٧٩
|
٢
|
٥٤٧
|
١٩٣
|
|
٢
|
٣٤٩
|
١
|
سورة النساء
|
|
٢
|
٣٤٩
|
٧٦
|
٢
|
١٥
|
١٢٥
|
|
١
|
٣٥٢
|
٤٠
|
٢
|
٢٣
|
٣٩
|
|
٢
|
٣٥٧
|
١٢٩
|
١
|
٣٩
|
١٦٢
|
|
٢
|
٣٨٠
|
١٣٧
|
٢
|
٧٢
|
٢٧
|
|
١
|
٣٨٦
|
١٦
|
٢
|
٧٥
|
١٥٦
|
|
٢
|
٣٩١
|
٩
|
١
|
٧٦
|
٦٦
|
|
٢
|
٤٠٠
|
١٧١
|
٢
|
٧٦
|
١٧١
|
|
٢
|
٤٠٠
|
٣
|
١
|
٧٨
|
٩٥
|
|
١
|
٤٢٤
|
١٧٦
|
١
|
٨٢
|
٢
|
|
١
|
٤٢٥
|
٢٩
|
١
|
٨٢
|
٨٧
|
|
٢
|
٤٣٣
|
١٣٠
|
٢
|
٨٧
|
١٧٥
|
|
١
|
٤٤١
|
١٧١
|
١
|
٩١
|
١٧٦
|
|
١
|
٤٤٣
|
١٢٧
|
٢
|
١١٤
|
٨٨
|
|
٢
|
٤٤٧
|
١٦٤
|
١
|
١١٦
|
١٥٥
|
|
١
|
٤٤٨
|
١٢٨
|
١
|
١١٦
|
٧٩
|
|
١
|
٤٦١
|
٣
|
٢
|
١٥٣
|
٢
|
|
٢
|
٤٧٢
|
١٦٢
|
٢
|
١٥٣
|
٢١
|
|
٢
|
٥١٧
|
٦٩
|
٢
|
١٧٣
|
٧٨
|
|
٢
|
٥٣٤
|
٨٨
|
٢
|
٢٠٠
|
٤٢
|
|
سورة
المائدة
|
٢
|
٢٠٢
|
٤٢
|
|
٢
|
٩
|
٢٤
|
٢
|
٢١٢
|
٢٨
|
|
١
|
٣١
|
٢٤
|
١
|
٢١٩
|
٧٩
|
|
١
|
٤٢
|
١
|
١ و ٢
|
٢٢٠
|
٣٦ و ٩٠
|
|
١
|
٤٢
|
٢
|
١
|
٢٥٢
|
٤٨
|
|
٢
|
٤٣
|
١٠٥
|
١
|
٣٠٣
|
١
|
|
١
|
٥٨
|
٩٥
|
٢
|
٣٢٠
|
٧٢
|
|
٢
|
٥٩
|
١١٩
|
٢
|
٣٢٠
|
١٥٣
|
|
٢
|
٦١
|
١١٩
|
ع
|
ص
|
الآية
|
|
ع
|
ص
|
الآية
|
٢
|
٦٤
|
٩٨
|
|
١
|
٦٣
|
١٣٧
|
٢
|
٧٣
|
٤
|
|
٢
|
٧٩
|
٩١
|
٢
|
٨١
|
٦
|
|
١
|
٩٥
|
٧١
|
٢
|
٩٢
|
٧١
|
|
١
|
١٠١
|
٥٤
|
١
|
٩٣
|
١١٣
|
|
١
|
١٢٤
|
٣١/٤٤
|
١
|
٩٣
|
٧١
|
|
٢
|
١٢٦
|
٩٤
|
٢
|
٩٣
|
١١٧
|
|
١
|
١٣٣
|
٦٦
|
٢
|
١٠٨
|
١٠٤
|
|
٢
|
١٧٢
|
٣
|
١
|
١١٥
|
٧
|
|
٢
|
١٧٥
|
١
|
٢
|
١١٥
|
٦١
|
|
٢
|
١٩٤
|
٥٩
|
١
|
١٢٠
|
١١٤
|
|
١
|
٢٠١
|
١٢٤
|
٢
|
١٨١
|
٨٣
|
|
١
|
٢٠٧
|
١٧
|
١
|
٢٢١
|
٨٤
|
|
١
|
٢٠٩
|
٣٥
|
١ و ٢
|
٢٧٩
|
١١٧
|
|
٢
|
٢١٢
|
١١٤
|
٢
|
٢٨٠
|
١٠٩
|
|
١
|
٢١٦
|
٤٨
|
٢
|
٢٩٣
|
٧٣
|
|
١
|
٢١٨
|
١٣٩
|
١
|
٢٩٩
|
٩٥
|
|
١
|
١٣٨
|
١٢٤
|
٢
|
٣١١
|
١٠٨
|
|
٢
|
٢٨١
|
٢٩
|
٢
|
٣٢٢
|
١٩
|
|
١
|
٢٩١
|
١٦٠
|
١
|
٢٢٤
|
٢٣
|
|
٢
|
٣٠٢
|
١٤٨
|
٢
|
٣٧٨
|
٦٢
|
|
٢
|
٣٠٣
|
٩٥
|
١
|
٣٨٢
|
٧٣
|
|
٢
|
٣٥٢
|
١٣٥
|
١
|
٣٨٨ / ٣٨٩
|
٦٧
|
|
١
|
٣٩٣
|
١١٢
|
٢
|
٤٦١
|
١٠٢
|
|
١
|
٤٣٥ / ٤٤٥
|
١٥١
|
١
|
٥٤٣
|
٤٨
|
|
١
|
٤٧٧
|
١٥٤
|
٢
|
٥٤٣
|
٦
|
|
٢
|
٤٨٤
|
٢٨
|
سورة الأنعام
|
|
٢
|
٥٢٥
|
٨٠
|
٢
|
٣٤
|
١٢٣
|
|
١
|
٥٣٠
|
٩٠
|
٢
|
٣٥
|
١٢٤
|
|
٢
|
٥٣٣
|
١٥٠
|
٢
|
٥٨
|
٩٤
|
|
٢
|
٥٣٤
|
٩٥ ـ ٨١
|
|
|
|
|
١
|
٥٣٦
|
١٤٣ و ٤٠
|
ع
|
ص
|
الآية
|
|
ع
|
ص
|
الآية
|
سورة الأعراف
|
|
٢
|
٥٣٤
|
١٨٥
|
١
|
٢٣
|
٨٦
|
|
٢
|
٥٤٤
|
٩٨ ـ ٩٧
|
٢
|
٦٠
|
٨٦
|
|
سورة الأنفال
|
٢
|
٩٣
|
١٠٠
|
|
١
|
٢٢
|
٤٢
|
٢
|
٩٨
|
١٨٤ / ١٩٣
|
|
٢
|
٢٥
|
٤٣
|
٢
|
١٢٥
|
١٧٢
|
|
١
|
٥٦
|
٧٥
|
٢
|
١٨٥
|
١١٢
|
|
٢
|
٦٠
|
٦
|
٢
|
٢٠٢
|
١٦٤
|
|
١
|
٦٢
|
٦٧
|
١ و ٢
|
٢٠٨
|
١٨٦
|
|
٢
|
٩٦
|
١٩
|
١
|
٢١٣
|
١٤٢
|
|
٢
|
٩٦
|
٣٨
|
٢
|
٢١٣
|
٧٤
|
|
٢
|
١٠٠
|
٥
|
١
|
٢١٩
|
٧٢
|
|
٢
|
١٠٣
|
٦
|
٢
|
٢٢٠
|
٤
|
|
١
|
١٠٤
|
٧
|
٢
|
٢٤٢
|
٢٦
|
|
٢
|
١٦٦
|
٦٣
|
٢
|
٢٧٩
|
١٥٧
|
|
١
|
٢٠٤
|
١٩
|
٢
|
٢٨٠
|
١١٣
|
|
٢
|
٢٣٤
|
٦٢
|
١
|
٢٩٠
|
١٤٢
|
|
١
|
٢٤٣
|
٤٢
|
١
|
٣٠٢
|
١٦٠
|
|
١
|
٢٧٩
|
٣٢
|
١
|
٣٢٠
|
٥٢
|
|
٢
|
٣٤٧
|
٣٥
|
٢
|
٣٢٠
|
٤
|
|
٢
|
٣٥٣
|
٦
|
١
|
٣٣٦
|
٣٨
|
|
٢
|
٣٨٠
|
٣٣
|
١
|
٣٧٦
|
٧٩
|
|
٢
|
٤٣٣
|
٢٤
|
١
|
٣٨٢
|
٢٣
|
|
٢
|
٥٢١
|
٥٨
|
١
|
٣٩٢
|
١٧٦
|
|
سورة التوبة
|
١
|
٤١٣
|
١٥٠
|
|
٢
|
٧٣
|
٤١
|
٢
|
٤١٦
|
١٥٥
|
|
١
|
٧٥
|
١٣
|
٢
|
٤٣٣
|
١٤٣
|
|
٢
|
٧٨
|
١١٠
|
٢
|
٤٥٠
|
١٦٤
|
|
١
|
٨٩
|
١٠٦
|
١
|
٤٥٩
|
٤١
|
|
١
|
٩٧
|
٤١
|
٢
|
٤٦١
|
٣٨
|
|
|
|
|
١
|
٤٨٢
|
١٤٨
|
|
|
|
|
ع
|
ص
|
الآية
|
|
ع
|
ص
|
الآية
|
١
|
٩٧
|
٤٠
|
|
٢
|
٣٥٢
|
٩
|
١
|
٩٧
|
٦
|
|
٢
|
٣٥٤
|
٢٤
|
٢
|
١٠١
|
١٠٣
|
|
١
|
٣٧٨
|
٥٨
|
٢
|
١٠٣
|
٣
|
|
٢
|
٤١٢
|
٢٢
|
٢
|
٢٠٧
|
٢٩
|
|
١
|
٤٥٧
|
٢٨
|
١
|
٢٣٣
|
٦
|
|
٢
|
٥٣٤
|
٥١
|
١
|
٢٧٩
|
١١٧
|
|
١
|
٥٣٦
|
٩١
|
١
|
٢٩٠
|
٣٦
|
|
سورة هود
|
٢
|
٢٩٣
|
٤٠
|
|
٢
|
٣٤
|
٢٧
|
٢
|
٣٢٢
|
٦
|
|
٢
|
٥٨
|
٦٦
|
٢
|
٣٣٦
|
٣٨
|
|
١
|
٧٥
|
٨
|
٢
|
٣٤٥
|
٢٧
|
|
١
|
٧٦
|
١١
|
١
|
٤٣١
|
١١٤
|
|
٢
|
٨١
|
٤
|
٢
|
٤٦١
|
١٠٢
|
|
١
|
٩٧
|
١١١
|
٢
|
٤٧١
|
١٠٨
|
|
١
|
١١٦
|
٦٨
|
٢
|
٤٧٨
|
٧٠
|
|
١
|
٢٤٥
|
١٢
|
سورة يونس
|
|
٢
|
٢٧٦
|
٢٨
|
٢
|
٧٤
|
٦٢
|
|
١
|
٣٠٣
|
٩٨
|
٢
|
٨١
|
٤
|
|
٢
|
٣١٣
|
٥٣
|
٢
|
٩٢
|
١٠
|
|
٢
|
٣١٥
|
٤٦
|
١
|
٩٣
|
١٠
|
|
٢
|
٣٨١
|
٧٩
|
١
|
٩٤
|
١٠
|
|
٢
|
٣٨٤
|
١
|
١
|
٩٨
|
٦٨
|
|
١
|
٣٩٠
|
٧٤
|
١
|
١٠٠
|
٦٢
|
|
١
|
٣٩٣
|
٨٠
|
١
|
١٧٣
|
٢
|
|
٢
|
٤٠٢
|
١٠٨
|
٢
|
١٩٩
|
٦٥
|
|
١
|
٤٠٣
|
١١٨
|
٢
|
٢١٦
|
٤
|
|
١
|
٤٥٤
|
١٨
|
١
|
٢١٩
|
٩٩
|
|
١
|
٤٨٢
|
٤٤
|
١
|
٢٧٩
|
١٠
|
|
١
|
٤٨٩
|
٥١
|
٢
|
٣٣٧
|
٢٩١
|
|
١
|
٥٣٧
|
٨٧
|
ع
|
ص
|
الآية
|
|
ع
|
ص
|
الآية
|
سورة يوسف
|
|
٢
|
٤٨٤
|
٦٥
|
١
|
٣٣
|
٨
|
|
٢
|
٤٨٧
|
٢٩
|
٢
|
٥٦
|
٤١
|
|
١
|
٤٩٣
|
٣٣
|
٢
|
٥٧
|
١٠
|
|
٢
|
٤٩٣
|
٤
|
٢
|
٦١
|
١٢
|
|
١
|
٥٢١
|
٣٢
|
١
|
٨٢
|
٣٣
|
|
١
|
٥٢٣
|
٨٥
|
١
|
٩٢
|
٩٦
|
|
٢
|
٥٢٤
|
٣٢
|
٢
|
٩٨
|
٣٢
|
|
١
|
٥٣٢
|
٩٠
|
١
|
١١٦
|
١٠٠
|
|
٢
|
٥٣٤
|
١٠٩
|
١
|
١٢١
|
٣١
|
|
سورة الرعد
|
٢
|
١٣٢
|
٩٤
|
|
٢
|
٢٤٦
|
٣٥
|
٢
|
١٥٧
|
٤
|
|
٢
|
٣٠٢
|
٢٣
|
٢
|
٢٠٧
|
٧٧
|
|
٢
|
٣٠٤
|
٦
|
١
|
٢١٣
|
٢
|
|
١
|
٣٨٠
|
٢
|
١
|
٢٢٠
|
١٤
|
|
١
|
٤٥٤
|
٢٩
|
٢
|
٢٥٥
|
٣٦
|
|
١
|
٤٧٠
|
٤٣
|
١
|
٢٧٨
|
٤٠
|
|
١
|
٥٣٢
|
١٦
|
١
|
٢٧٩
|
٩٠
|
|
٢
|
٥٤٧
|
٧
|
١
|
٢٩٠
|
٤
|
|
سورة إبراهيم
|
١ و ٢
|
٢٩٢
|
٤٣
|
|
١
|
٥٨
|
٢٤
|
١
|
٣٢٤
|
٣٠
|
|
١
|
٦٣
|
٤٧
|
١
|
٣٢٩
|
٣٢
|
|
٢
|
١٧٣
|
١٠
|
٢
|
٣٣٦
|
٨٠
|
|
١
|
٢٠٩
|
٧
|
٢
|
٣٥٢
|
٩
|
|
٢
|
٢١٨
|
٣٣
|
١
|
٣٨٠
|
٤٣
|
|
٢
|
٣٨٠
|
٣٩
|
١
|
٣٨١
|
٩١
|
|
١
|
٥١٥
|
١ ـ ٢
|
١
|
٣٩٠
|
١٥
|
|
٢
|
٥٢١
|
٤٢
|
٢
|
٣٩٨
|
٣١
|
|
سورة الحجر
|
١
|
٤٠٤
|
٨٥
|
|
١
|
١٦٧
|
٣٠
|
٢
|
٤١٩
|
٣٦
|
|
|
|
|
٢
|
٤٣٣
|
١٣
|
|
|
|
|
ع
|
ص
|
الآية
|
|
ع
|
ص
|
الآية
|
١
|
١٦٧
|
٣٩
|
|
٢
|
٢٠٢
|
٩٣
|
١
|
١٦٧
|
٤٣
|
|
١
|
٢٠٤
|
٨
|
١
|
١٩٥
|
٩١
|
|
٢
|
٢١٣
|
٦
|
٢
|
٢١٥
|
٤
|
|
٢
|
٢٤٩
|
٥
|
١
|
٢٢١
|
١١
|
|
١
|
٣٤٥
|
٦٢
|
١
|
٣٥٧
|
٣٠
|
|
١
|
٣٤٧
|
٥٠
|
١
|
٣٩٤
|
٧
|
|
١
|
٣٥٩
|
٨٤
|
٢
|
٤٩١
|
٦
|
|
١
|
٣٨٠
|
٧٨
|
سورة النحل
|
|
١
|
٣٨٠
|
١٠٧
|
٢
|
٢٨
|
٢١
|
|
٢
|
٣٨٩
|
٦٧
|
٢
|
٩١
|
١٥
|
|
٢
|
٤٤٥
|
٣١
|
٢
|
١٠٢
|
٢٣
|
|
١
|
٤٤٦
|
٧٨
|
٢
|
١٠٥
|
٦٢
|
|
٢
|
٤٤٧
|
٦٣
|
٢
|
٢١٨
|
١٢
|
|
٢
|
٤٧١
|
١
|
٢
|
٢٥٣
|
٣٠
|
|
١
|
٥١٠
|
٦٢
|
١
|
٣٠٦
|
٧٨
|
|
٢
|
٥٣٦
|
٤٠
|
٢
|
٣٧٤
|
٦٢
|
|
سورة الكهف
|
٢
|
٤٠٠
|
٩٦
|
|
٢
|
٣٣
|
٣٥
|
٢
|
٤٧٠
|
١٧
|
|
٢
|
٨٧
|
٧٨ ـ ٧٩ ـ ٨١
|
٢
|
٥٠٦
|
٩٨
|
|
٢
|
٨٨
|
١١٠
|
١
|
٥١٦
|
٣٠
|
|
١
|
٨٩
|
٨٦
|
١
|
٥١٦
|
٢٩
|
|
٢
|
١٠٦
|
١١٠
|
سورة الإسراء
|
|
١
|
١١١
|
١٢
|
٢
|
٢٨
|
١١٠
|
|
٢
|
١٣٩
|
٩٩
|
١
|
٣٣
|
١٧
|
|
١ و ٢
|
١٥٨/١٥٩
|
١٠٩
|
١
|
٦٢
|
١١٠
|
|
١
|
٢٠١
|
١٢
|
٢
|
٦٩
|
٢٣
|
|
٢
|
٢٧٤
|
٣٧
|
٢
|
٨١
|
١
|
|
٢
|
٢٧٩
|
٣٩
|
٢
|
٩٧
|
٧٣
|
|
١
|
٢٩٣
|
٢٥
|
|
|
|
|
٢
|
٣٥٩
|
٣٣
|
ع
|
ص
|
الآية
|
|
ع
|
ص
|
الآية
|
٢
|
٣٧٧
|
٣٨
|
|
٢
|
٧٣
|
١٢
|
٢
|
٣٨٤
|
٦٥
|
|
٢
|
١٠٢
|
١١٩
|
١
|
٤٠٢
|
٦١
|
|
١
|
١٩٥
|
١٨
|
١
|
٤١٥
|
١٢
|
|
٢
|
٢٢٣
|
٩١
|
٢
|
٤٧١
|
٣١
|
|
٢
|
٢٢٤
|
٩١
|
٢
|
٥١٤
|
٧٩
|
|
٢
|
٢٦٢
|
٥٨
|
١
|
٥١٦
|
٢٩
|
|
١
|
٣٢٠
|
٨١
|
١
|
٥١٧
|
٢٩
|
|
٢
|
٣٢٠
|
٦١
|
٢
|
٥٢٦
|
٧٦
|
|
١
|
٣٣٦
|
٧١
|
سورة مريم
|
|
٢
|
٣٨٦
|
٤٤
|
١
|
٢٣
|
١٦
|
|
١
|
٣٨٧
|
٤٤
|
٢
|
١٠٠
|
٣٠
|
|
١
|
٣٩٧
|
١٧
|
١
|
١١٢
|
٦٩
|
|
١
|
٤٠٢
|
٩١
|
١
|
١٥٦
|
٣٨
|
|
٢
|
٤٧٧
|
٧٢
|
١
|
١٥٨
|
٣
|
|
سورة الأنبياء
|
٢
|
٢٠٠
|
٣٠
|
|
١
|
٦٠
|
٤
|
١
|
٢٠١
|
٢١٢
|
|
١
|
٦٣
|
٣٣
|
|
٣٣ ٢
|
٢١٩
|
|
١
|
٦٣
|
٨٧
|
٢
|
٢٧٥
|
٧٤
|
|
٢
|
٧٢
|
٣٠
|
١
|
٣٤٧
|
٢٠
|
|
٢
|
١٠٣
|
١٠٨
|
٢
|
٣٥٦
|
٩٥
|
|
٢
|
١١٩
|
٣
|
٢
|
٣٥٨
|
٩٥
|
|
١
|
١٢٣
|
١٠٥
|
١
|
٣٩٠
|
٢٦
|
|
٢
|
١٢٤
|
٢٦
|
٢
|
٤٠٢
|
٣١
|
|
٢
|
١٣٠
|
٥٧
|
١
|
٤٧٢
|
٩٨
|
|
١
|
١٦٠
|
١٦
|
٢
|
٥٢١
|
٢٦
|
|
١
|
١٦١
|
٩٦
|
٢
|
٥٤٣
|
٧٥
|
|
١ و ٢
|
١٧٣
|
٢١ و ٥٧
|
سورة طه
|
|
٢
|
٢٠٢
|
٤٣
|
٢
|
٢٤
|
٢٠
|
|
١
|
٢٢٨
|
٨٠
|
|
|
|
|
٢
|
٣٠٢
|
٥٤
|
ع
|
ص
|
الآية
|
|
ع
|
ص
|
الآية
|
١
|
٣٥٩
|
٣٣
|
|
٢
|
٤٧٧
|
٣٣
|
٢
|
٣٨٥
|
١٠٣
|
|
٢
|
٥٣٩
|
٣٦
|
٢
|
٤١٤
|
٦٥
|
|
سورة النور
|
١
|
٤١٥
|
١٠٩
|
|
١
|
٧٥
|
٢٢
|
٢
|
٤٢٨
|
٧٣
|
|
١
|
١١٥
|
٦٢
|
١
|
٤٧٢
|
٢
|
|
٢
|
٢٩٢
|
٢
|
١
|
٥٠٩
|
٢٦
|
|
١
|
٣٣٦
|
١٤
|
١
|
٥١٠
|
٦٣
|
|
١
|
٣٣٩
|
٦٤
|
١
|
٥٣٢
|
٣٤
|
|
٢
|
٣٤٣
|
٤٠
|
سورة الحج
|
|
١
|
٣٧٢
|
٣٥
|
١
|
٥٨
|
٩ ـ ١٠
|
|
١
|
٣٩٤
|
١٠
|
١
|
٦٥
|
٩
|
|
١
|
٣٩٤
|
١٦
|
١
|
٧٤
|
٢٠
|
|
٢
|
٣٩٤
|
١٣
|
٢
|
١٠٤
|
٦
|
|
١
|
٤٤٣
|
٣٧
|
١
|
١٣٢
|
٧٢
|
|
٢
|
٤٤٨
|
٤
|
٢
|
٢٧٨
|
٤٦
|
|
٢
|
٤٧٠
|
٤٥
|
١
|
٣٧٨
|
٢٩
|
|
سورة الفرقان
|
٢
|
٤٧٠
|
١٨
|
|
١
|
٦٢
|
٦٧
|
١
|
٥٢٣
|
٤٠
|
|
١
|
١٠١
|
٢٠
|
٢
|
٥٤١
|
٥
|
|
٢
|
١١٥
|
٥٩
|
سورة المؤمنين
|
|
٢
|
١١٦
|
٦٤
|
١
|
١٢١
|
٣٥
|
|
١
|
١٢٠
|
٦٨ ـ ٦٩
|
٢
|
١٦٥
|
٣٥
|
|
١
|
١٧٥
|
٢٣
|
١
|
١٩٥
|
١١٣
|
|
٢
|
٢٢٦
|
٢٢
|
١
|
٢٠٠
|
٢٧
|
|
٢
|
٢٦٢
|
٦٣
|
٢
|
٣٠٤
|
٢٢
|
|
١
|
٣٠٣
|
٤٩ و ١٠
|
٢
|
٣٢٢
|
٣٦
|
|
١
|
٣٢٤
|
٨
|
١
|
٣٢٦
|
١
|
|
٢
|
٣٥٧
|
٣٩
|
٢
|
٣٥٨
|
٥٤
|
|
١
|
٣٨٠
|
٢٠
|
ع
|
ص
|
الآية
|
|
ع
|
ص
|
الآية
|
١
|
٣٩٤
|
٢١
|
|
١
|
١٠٠
|
٧٦
|
١
|
٥٣٧
|
٤٥
|
|
٢
|
١١١
|
٢٨
|
سورة الشعراء
|
|
٢
|
١١٥
|
٤٤
|
٢
|
٢٨
|
٢٢٧
|
|
١
|
١٧٣
|
٧٩
|
٢
|
٣١
|
٦٤
|
|
٢
|
٣٠٤
|
١٥
|
١
|
٥٨ / ١١١
|
٢٢٧
|
|
١
|
٣٢١
|
١٥
|
٢
|
١٢٠
|
١٣٢ ـ ١٣٣
|
|
٢
|
٥٤٩
|
٨٢
|
١
|
١٣٣
|
١٠٥
|
|
سورة العنكبوت
|
٢
|
١٦٩
|
٦٤
|
|
٢
|
٩٢
|
٢
|
٢
|
٣٧١
|
٥٠
|
|
١
|
١٠٤
|
٥١
|
سورة النمل
|
|
٢
|
٣٢١
|
٥١
|
١
|
٦٠
|
٣٣
|
|
٢
|
٣٥٤
|
٦٠
|
١
|
٦٠
|
٦٠
|
|
١
|
٣٧٨
|
١٢
|
٢
|
٧٥
|
١٥
|
|
٢
|
٣٨٩
|
٦
|
١
|
٨٢
|
٣٢
|
|
٥ ١
|
٤٦٢
|
٢٠
|
٢
|
١١٠
|
٣٥
|
|
٢
|
٥٤٢
|
١٥
|
١
|
٢١٥
|
٨٧
|
|
سورة الروم
|
١
|
٢١٨
|
٥٢
|
|
٢
|
٢٤
|
٣٦
|
١
|
٢١٩
|
١٩
|
|
١
|
٣٣
|
٣٠
|
٢
|
٢٩٠
|
٤٨
|
|
١
|
٥٦
|
١٧
|
٢
|
٣١٣
|
٤٠
|
|
١
|
٩١
|
١٧
|
٢
|
٣٢٦
|
١٦
|
|
١
|
١٢٦
|
٤
|
٢
|
٣٩٧
|
٣٥
|
|
٢
|
٢٠١
|
٣٦
|
١
|
٤٠٨
|
٦٠ ـ ٦٤
|
|
٢
|
٢٠٧
|
٣٦
|
١
|
٥٣٦
|
٥٩
|
|
١
|
٣٣٦
|
٢ ، ٣ ، ٤
|
سورة القصص
|
|
٢
|
٣٣٧
|
٤
|
١
|
٤٣
|
٨٢
|
|
٢
|
٣٤٧
|
٤٧
|
ع
|
ص
|
الآية
|
|
ع
|
ص
|
الآية
|
سورة لقمان
|
|
٢
|
١٠٧
|
٢٤
|
١
|
٢٢
|
٩٩
|
|
٢
|
٢٢٧
|
٥٠
|
٢
|
١٠٣
|
٢٧
|
|
١
|
٣٠٢
|
٩
|
١
|
١٨١
|
٢٧
|
|
٢
|
٣٤٥
|
٢٨
|
١
|
٣٧٢
|
١٣
|
|
٢
|
٣٩٣
|
٣١
|
١
|
٣٧٦
|
١٤
|
|
١
|
٤٥٩
|
١٨
|
١
|
٣٩٠
|
٣٢
|
|
٢
|
٤٩١
|
١٠
|
٢
|
٤٣٣
|
٣٤
|
|
٢
|
٥١٤
|
١١
|
سورة السجدة
|
|
سورة فاطر
|
١
|
٤٢
|
١٢
|
|
٢
|
٤١
|
١
|
١
|
٨٦
|
١ و ٢
|
|
٢
|
٧٦
|
٤٣
|
سورة الأحزاب
|
|
٢
|
٩١
|
٤١
|
٢
|
١٧
|
٣٢
|
|
١
|
٩٨
|
٤١
|
٢
|
٤٠ / ١٨٠
|
٣٥
|
|
٢
|
١٧٣
|
٣
|
١
|
٩٤
|
٥٠
|
|
١
|
٢٣٥
|
٣٤
|
٢
|
١١١
|
١١٠
|
|
٢
|
٣٢٠
|
٣٦
|
٢
|
١١٩
|
٢١
|
|
٢
|
٣٢٧
|
٢٨
|
١
|
٢٢٨
|
٣٣
|
|
٢
|
٤٠٦
|
٣
|
٢
|
٣١٦
|
٥٣
|
|
١
|
٤٦١
|
١
|
١
|
٣٧٧
|
٤٠
|
|
١
|
٤٧٢
|
٣ ـ ٤٠
|
١
|
٤٤٩
|
١٠
|
|
سورة يس
|
١
|
٤٧١
|
٣١
|
|
٢
|
١٢
|
٥٢
|
١
|
٤٧١
|
٧
|
|
٢
|
٩٧
|
٣٢
|
٢
|
٤٧٨
|
٣٧
|
|
١
|
٢٠٠
|
٢
|
١
|
٥٤٤
|
٤٠
|
|
٢
|
٣٩٨
|
١٥
|
سورة سبأ
|
|
١
|
٤٦٩
|
٥٢
|
٢
|
٥٦
|
٣٣
|
|
١
|
٥٤٣
|
٩
|
|
|
|
|
سورة الصافات
|
|
|
|
|
١
|
٨٤
|
٦٩
|
ع
|
ص
|
الآية
|
|
ع
|
ص
|
الآية
|
٢
|
١٠٤
|
١٤٣ ـ ١٤٤
|
|
٢
|
٣٩٥
|
٣٦
|
١
|
٢٢٠
|
٩٩
|
|
١
|
٤٩٣
|
١٦
|
١
|
٢٦٣
|
٥٥
|
|
|
|
|
٢
|
٢٨٠
|
١٦٥
|
|
|
|
|
١
|
٣٢١
|
٢ ـ ٣
|
|
٢
|
٥٢٥
|
٦٤
|
١
|
٣٧٢
|
٤٧
|
|
٢
|
٥٣٦
|
٣٦
|
٢
|
٤٠٨
|
١٣٠
|
|
سورة غافر
|
٢
|
٥٣٦
|
٩٥
|
|
٢
|
٢٨
|
٨١
|
سورة ص
|
|
٢
|
٦٠
|
١٢
|
٢
|
٩٣
|
٦
|
|
٢
|
١٦٦
|
٤٨
|
١
|
١٩٧
|
٤٧
|
|
١
|
٣٢٧
|
٥٢
|
٢
|
٢٢٨
|
٢١
|
|
٢
|
٣٢٧
|
٨١
|
٢
|
٢٨٣
|
٣٣
|
|
١
|
٥٢٧
|
٣٦
|
١
|
٢٩٠
|
٢٣
|
|
سورة فصلت
|
٢
|
٣٧٣
|
٣
|
|
٢
|
١٠٤
|
٣٩
|
٢
|
٣٨٩
|
٨
|
|
١
|
٢٠٢
|
٤٣
|
٢
|
٤٧٨
|
٢٦
|
|
٢
|
٢١٥
|
١٠
|
٢
|
٥١٥
|
٤٤
|
|
١
|
٣٠٣
|
١١
|
١
|
٥١٧
|
٤٤
|
|
٢
|
٣٤٩
|
١٥
|
٢
|
٥٣٨
|
٦٣
|
|
١
|
٣٨٦
|
٢٩
|
سورة الزمر
|
|
١
|
٤٣١
|
٤٩
|
٢
|
٤٠
|
٣٨
|
|
سورة الشورى
|
١
|
٩٥
|
١٢
|
|
٢
|
٩٥
|
٥١
|
١
|
١٢٢
|
٣٩
|
|
٢
|
١١٧ / ١١٩
|
٥٢ ـ ٥٣
|
١
|
٢١٨
|
٦٧
|
|
٢
|
١٧٨
|
٢٢
|
٢
|
٢١٩
|
٧٣
|
|
١
|
٢٠٤
|
٢٠
|
٢
|
٣٤٩
|
٣٦
|
|
١
|
٢٦٧
|
٥٣
|
٢
|
٣٨٥
|
٧٤
|
|
ع
|
ص
|
الآية
|
ع
|
ص
|
الآية
|
|
ع
|
ص
|
الآية
|
١
|
٣٠٢
|
٥
|
|
١
|
٤١٢
|
٢٠
|
١
|
٣٤٤
|
١١
|
|
١
|
٤٧٠
|
٥
|
٢
|
٣٨٦
|
١٧
|
|
١
|
٥٣٢
|
٥٣٤
|
٢
|
٥٤٢
|
٢
|
|
|
٣٥
|
|
٢
|
٥٤٤
|
٣
|
|
سورة محمد صلىاللهعليهوسلم
|
سورة الزخرف
|
|
١
|
١٣٢
|
٤
|
٢
|
٢٣
|
٣٩
|
|
٢
|
٢٧٥
|
٤
|
٢
|
٨٦
|
٥١ ـ ٥٢
|
|
١
|
٣٠٣
|
٣٦
|
١
|
٩٧
|
٣٥
|
|
١
|
٣١٣
|
٣٨
|
٢
|
١٢٥
|
٨٠
|
|
١
|
٤٥٢
|
٤
|
٢
|
١٧٢
|
٨٤
|
|
سورة الفتح
|
١
|
١٧٥
|
١٩
|
|
١
|
١٠٨
|
١٦
|
٢
|
٣٢٣
|
٨٧
|
|
٢
|
٣٨٠
|
٢٥
|
٢
|
٣٣٥
|
٧١
|
|
١
|
٤١٦
|
١٢
|
٢
|
٤٧٦
|
٨٤
|
|
سورة الحجرات
|
١
|
٤٩٣
|
٦٨
|
|
٢
|
٧١
|
١١
|
٢
|
٥٢١
|
٤١
|
|
٢
|
٢١٦
|
١٢
|
٢
|
٥٣٦
|
١٩
|
|
١
|
٣٩٢
|
٧
|
سورة الدخان
|
|
٢
|
٣٩٢
|
٥
|
٢
|
١٠
|
٢ ـ ٣
|
|
سورة ق
|
١
|
٤٢٥
|
٥٦
|
|
٢
|
٥٣٦
|
١٥
|
سورة الجاثية
|
|
سورة الذاريات
|
٢
|
١١٠
|
٦
|
|
٢
|
٥٨
|
٢٣
|
سورة الأحقاف
|
|
٢
|
١٠٤ و ١٠٥
|
٢٣
|
٢
|
٧٦
|
٣٥
|
|
٢
|
٢٢٨
|
٢٢
|
١
|
٩٨
|
٢٦
|
|
١
|
٣٢١
|
٣٦ ـ ٢٧
|
ع
|
ص
|
الآية
|
|
ع
|
ص
|
الآية
|
٢
|
٣٣٥
|
٢٠
|
|
سورة الرحمن
|
سورة الطور
|
|
٢
|
٤٤٥
|
١٠
|
٢
|
١٠١
|
٢٨
|
|
٢
|
٤٨٧
|
٣١
|
سورة النجم
|
|
٢
|
٥٠٢
|
٤٨
|
١
|
٨٣
|
٢٢
|
|
٢
|
٥٣٢
|
٦٠
|
١
|
٩٣
|
٣٩
|
|
سورة الواقعة
|
١
|
٤١٦
|
٣٥
|
|
١
|
٩٨
|
٩٠ ـ ٩١
|
٢
|
٤٣٣
|
٤٠
|
|
١
|
٩٨
|
٨٨ ـ ٨٩
|
٢
|
٤٦١
|
٤٧
|
|
١
|
١٦٤
|
٨٤
|
٢
|
٤٧٥
|
١٠
|
|
١
|
٢٠٠
|
٧٦
|
٢
|
٤٧٥
|
٥٤
|
|
١
|
٢٢١
|
٥٢ ـ ٥٣ ـ ٥٤
|
سورة القمر
|
|
٢
|
٢٢٧
|
٦٥
|
٢
|
١١
|
٥١
|
|
١
|
٣٢٣
|
٥٩
|
٢
|
٣١
|
٢٦
|
|
١
|
٣٩٣
|
٦٥
|
٢
|
٣٧
|
٤٠
|
|
١
|
٣٩٣
|
٧٠
|
٢
|
٤٠
|
٧
|
|
١
|
٤٢٢
|
١٧ ـ ٢٣
|
٢
|
٥٢
|
٢٤
|
|
١
|
٥٤٧
|
٣٧
|
١
|
٥٣
|
٤٩
|
|
سورة الحديد
|
٢
|
٥٣
|
٥٢
|
|
١
|
٩٥
|
٢٩
|
٢
|
١١٥
|
٣٤
|
|
٢
|
٣٢١
|
١٦
|
١
|
١٣٣
|
٢٠
|
|
٢
|
٣٦٣
|
٢٣
|
٢
|
١٥٨
|
١٢
|
|
١
|
٥٣٧
|
١٦
|
١
|
٢١٧
|
٧
|
|
٢
|
٥٤٢
|
٢٦
|
٢
|
٢٦١
|
٣٤
|
|
سورة المجادلة
|
١
|
٣٢٧
|
٤١
|
|
٢
|
٩٨
|
٢
|
١
|
٣٥٨
|
٥
|
|
٢
|
٢٣٤
|
٨
|
|
|
|
|
١
|
٢٧٨
|
٢
|
ع
|
ص
|
الآية
|
|
ع
|
ص
|
الآية
|
٢
|
٢٩٣
|
٧
|
|
١
|
٣٢٠
|
١٠
|
٢
|
٣٠٣
|
١
|
|
٢
|
٤٣٥
|
١٠
|
٢
|
٣٩٨
|
٣
|
|
٢
|
٥٣٦
|
٦
|
٢
|
٤٤٢
|
٢١
|
|
٢
|
٥٣٨
|
٦
|
١
|
٤٨٢
|
١١
|
|
سورة التغابن
|
سورة الحشر
|
|
٢
|
١٢٥
|
٧
|
٢
|
٣٧٨
|
١٣
|
|
١
|
٢٥٩
|
٧
|
١
|
٣٨٢
|
١٢
|
|
١
|
٣٢٣
|
٦
|
١
|
٥٤٣
|
٩
|
|
سورة الطلاق
|
سورة الممتحنة
|
|
١
|
٦٠
|
٤
|
٢
|
٩
|
٤
|
|
١
|
١٧٩
|
٦
|
١
|
٢٧٨
|
١
|
|
١
|
١٨٢
|
٤
|
٢
|
٣٠٥
|
١٠
|
|
٢
|
٣٧٧
|
٧
|
سورة الصف
|
|
١
|
٣٨٧
|
١
|
٢
|
٢٢٠
|
٥
|
|
سورة الملك
|
٢
|
٣٩٧
|
٢
|
|
١
|
٩٨
|
٢٠
|
٢
|
٤٠٠
|
١
|
|
١
|
٢٦٢
|
١١
|
٢
|
٤٣٥
|
١٠ ـ ١٢
|
|
٢
|
٣٠٣
|
١٩
|
سورة الجمعة
|
|
سورة القلم
|
١
|
٣٥٥
|
١٠
|
|
٢
|
٩٧
|
٥١
|
١
|
٤٧٢
|
٩
|
|
٢
|
١٢٣
|
١٣
|
سورة المنافقين
|
|
٢
|
٣٨١
|
٤
|
٢
|
١٠٠
|
١
|
|
٢
|
٣٩٣
|
٩
|
٢
|
٣٠١
|
١٠
|
|
١
|
٤٠٧
|
٦
|
ع
|
ص
|
الآية
|
|
ع
|
ص
|
الآية
|
سورة الحاقّة
|
|
سورة المزمل
|
٢
|
٢٢
|
٢٨ ـ ٢٩
|
|
٢
|
٧٣
|
١٦
|
٢
|
٣٧
|
٧
|
|
٢
|
٩٢
|
٢٠
|
٢
|
٤٢
|
٢١
|
|
١
|
٩٣
|
٢٠
|
١
|
١٣٣
|
٧
|
|
١
|
٩٩
|
١٢
|
١
|
١٦١
|
١٩
|
|
٢
|
٢٧٩
|
٢٠
|
٢
|
٢٤٢
|
١
|
|
٢
|
٤٤٨
|
٨
|
١
|
٢٨٩
|
٧
|
|
١
|
٥٤٦
|
٢٠
|
٢
|
٤٨٢
|
١٣
|
|
سورة المدثر
|
٢
|
٥٠٦
|
١٣
|
|
١
|
٢٢١
|
٦
|
١
|
٥٢٩
|
١٩
|
|
٢
|
٢٢٣
|
٤٩
|
٢
|
٥٣٠
|
٢٨ و ٢٩
|
|
١
|
٣٢٨
|
٣
|
سورة المعارج
|
|
١
|
٣٥٤
|
٤٩ ـ ٥٠
|
١
|
١٩٨
|
٣٧
|
|
٢
|
٣٥٧
|
٣٨
|
١
|
٢٥٥
|
٦ و ٧
|
|
٢
|
٣٥٨
|
٣٨
|
سورة نوح
|
|
سورة القيامة
|
١
|
٤١٢ / ٤٤٨
|
١٧
|
|
١
|
١١٣
|
٦
|
٢
|
٤٥٧
|
٢٥
|
|
٢
|
١٩٤
|
١٥
|
١
|
٤٦٨
|
٢٣
|
|
٢
|
٣٢٣
|
٢٦
|
و ٢٤ ٢
|
٤٧١
|
٤٧٢
|
|
١
|
٥٢٣
|
١
|
|
٢٥ ١
|
٥٤٤
|
|
٢
|
٥٤٧
|
٢٦
|
سورة الجن
|
|
سورة الدهر أو الإنسان
|
٢
|
٩
|
٢٣
|
|
٢
|
٨٩
|
٣
|
٢
|
٩٣
|
١٦
|
|
٢
|
١٠٧
|
٢٤
|
١
|
٩٨
|
٢٥
|
|
١
|
١١٥
|
٦
|
١
|
١٠٤
|
١
|
|
١
|
٣٨٩
|
١
|
|
|
|
|
١
|
٤٦٨
|
٤
|
ع
|
ص
|
الآية
|
|
ع
|
ص
|
الآية
|
٢
|
٥٣٢
|
١
|
|
سورة المطففين
|
سورة المرسلات
|
|
١
|
١٩٥
|
١٩ ـ ٢٠
|
١
|
١٠١
|
٣٥
|
|
٢
|
٣٠٤
|
٢
|
٢
|
٣٠٢
|
٣٨
|
|
٢
|
٣٥٩
|
١٨
|
سورة النبأ
|
|
٢
|
٤٠٨
|
١
|
٢
|
٢٨
|
١
|
|
سورة الانشقاق
|
١
|
١١٩
|
٣١ ـ ٣٢
|
|
١
|
٢٤
|
١
|
٢
|
٥٣٠
|
١
|
|
١
|
٣١٣
|
٨
|
سورة النازعات
|
|
١
|
٣٢٤
|
١
|
١
|
٧٤
|
٤٠
|
|
سورة البروج
|
٢
|
٣١٦
|
٤١
|
|
١
|
١١٨
|
٤ ـ ٥
|
٢
|
٣٩٧
|
٤٣
|
|
٢
|
٢٤٨
|
١٤ ـ ١٥
|
سورة عبس
|
|
١
|
٣٨٠
|
١٦
|
١
|
١٦٩
|
٢٠ و ٢١ و ٢٢
|
|
سورة الطارق
|
٢
|
١٨٥
|
١٥ و ١٦
|
|
٢
|
٩٨ / ٣٨٩
|
٤
|
٢
|
٣٢٠
|
٣ و ٤
|
|
سورة الأعلى
|
١
|
٣٨٧
|
٣
|
|
٢
|
٣٣
|
١٧
|
٢
|
٤٢٣
|
٣٤
|
|
٢
|
١٢٤
|
١٤ ، ١٥ ، ١٦
|
سورة التكوير
|
|
سورة الغاشية
|
٢
|
٢٨
|
٢٦
|
|
١
|
٩٩
|
٢٥
|
١
|
٢٨٦
|
٢٤
|
|
١
|
٢٠٢
|
٢٢ و ٢٣ و ٢٤
|
٢
|
٥٣٤
|
٢٦
|
|
سورة الفجر
|
سورة الانفطار
|
|
٢
|
٦١
|
٢٢
|
١
|
٥٩
|
١٩
|
|
|
|
|
ع
|
ص
|
الآية
|
|
ع
|
ص
|
الآية
|
١
|
٤٥٩
|
١ و ٢
|
|
سورة العلق
|
١
|
٤٩١
|
٢٧
|
|
١
|
١٠٠
|
٦
|
٢
|
٥٢٥
|
٢٤
|
|
١
|
١١٨ / ١١٩
|
١٥ ـ ١٦
|
سورة البلد
|
|
١
|
١٩٠
|
١٦
|
١
|
٣٠
|
٦
|
|
٢
|
٥٢٤
|
٥
|
١
|
٩٣
|
٥
|
|
سورة القدر
|
٢
|
٩٣
|
٧
|
|
٢
|
٩٩
|
١
|
٢
|
٤٣١
|
١٤ ـ ١٥
|
|
١
|
٢٢٤
|
٥
|
سورة الشمس
|
|
سورة البيّنة
|
٢
|
١٢
|
١٢
|
|
١
|
٣١٣
|
٨
|
١
|
٣٣٩
|
٩
|
|
سورة الزلزلة
|
١
|
٤٠١
|
٥
|
|
١
|
١٥٨
|
٧
|
٢
|
٤١٢
|
٩
|
|
سورة العاديات
|
١
|
٥٤٤
|
١٣
|
|
٢
|
٣٠٣
|
٣ و ٤
|
سورة الليل
|
|
٢
|
٥٤٤
|
١
|
٢
|
١٧٣
|
١
|
|
سورة القارعة
|
سورة الضحى
|
|
٢
|
٥٣٠
|
١٠
|
٢
|
٨٧
|
٩ ـ ١٠
|
|
سورة الكوثر
|
٢
|
٨٨
|
٩
|
|
١
|
٦٨
|
١
|
١
|
٢٦٤
|
٥
|
|
سورة المسد
|
٢
|
٢٧٤
|
٣
|
|
١
|
٥٦
|
١
|
١
|
٣٢٨
|
٩
|
|
٢
|
٤٣٣
|
٣
|
١
|
٤٤٢
|
٣
|
|
|
|
|
١
|
٥٢٣
|
٥
|
|
|
سورة التين
|
|
|
|
|
١
|
٤٦٩
|
٢٤
|
|
|
|
|
فهرس الشّعر
ع ص
ـ أ ـ
١ / ٤٦بعشرتك الكرام تعدّ منهم
|
|
فلا ترين لغيرهم الوفاء
|
١ / ٢٠٠ وما أدري وسوف إخال أدري
|
|
أقوم آل حصن أم نساء
|
٢ / ٢١٢ فجاءت به سبط العظام كأنما
|
|
عمامته بين الرجال لواء
|
٢ / ٢٢٦أو منعتم ما تسألون فمن
|
|
حدّثتموه له علينا الولاء
|
١/ ٢٥٦ربّما ضربة بسيف صقيل
|
|
بين بصرى وطعنة نجلاء
|
١ / ٢٦٤ وما أدري وسوف إخال أدري
|
|
أقوم آل حصن أم نساء
|
١ / ٢٩٣إذا عاش الفتى مائتين عاما
|
|
فقد ذهب المسرة والفتاء
|
٢ / ٣٧٣طلبوا صلحنا ولات أوان
|
|
فأجبنا أن ليس حين بقاء
|
٢/ ٣٩٣لو لا الإصاخة للوشاة لكان لي
|
|
من بعد سخطك في الرضاء رجاء
|
١ / ٤٤٧لا أقعد الجبن عن الهيجاء
|
|
ولو توالت زمر الأعداء
|
١ / ٤٩٥ فوا كبدا من حبّ من لا يحبني
|
|
ومن عبرات ما لهنّ فناء
|
٢ / ٥١٦نعم الفتاة فتاة هند لو بذلت
|
|
ردّ التحية نطقا أو بإيماء
|
١ / ٥٤٦إذا أنا لم أومن عليك ولم يكن
|
|
لقاؤك إلا من وراء وراء
|
١ / ٥٤٧ ومهمه مغبرة أرجاؤه
|
|
كأن لون أرضه سماؤه
|
ـ ب ـ
١ / ١٥ ومنا لقيط وابنماه وحاجب
|
|
مؤرّث نيران المكارم لا المخبي
|
١ / ٢٢ فغضّ الطرف إنك من نمير
|
|
فلا كعبا بلغت ولا كلابا
|
٢ / ٢٦يبكيك ناء بعيد الدار مغترب
|
|
يا للكهول وللشبان للعجب
|
١ / ٢٧ألا يا قوم للعجب العجيب
|
|
وللغفلات تعرض للأريب
|
١ / ٣٣كأن صغرى وكبرى من فقاقعها
|
|
حصباء درّ على أرض من الذهب
|
١ / ٤٠مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة
|
|
ولا ناعيا إلا ببين غرابها
|
١ / ٤٣ وا يأبى أنت وفوك الأشنب
|
|
كأنما ذرّ عليه الزّرنب
|
١ / ٦١ فكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة
|
|
بمغن فتيلا عن سواد بن قارب
|
١ / ٦٤ما إن وجدنا للهوى من طب
|
|
ولا عدمنا قهر وجد صبّ
|
١ / ٦٤نجوت وقد بلّ المرادي سيفه
|
|
من ابن أبى ـ شيخ الأباطح ـ طالب
|
١ / ٧٤لهم شيم لم يعطها الله غيرهم
|
|
من الناس والأحلام غير عوارب
|
١ / ٧٦ وما لي إلا آل أحمد شيعة
|
|
وما لي إلا مذهب الحقّ مذهب
|
١ / ٨٢ فلا تتركنّي بالوعيد كأنني
|
|
إلى الناس مطليّ به القار أجرب
|
١ / ٨٨ فأمّا القتال لا قتال لديكم
|
|
ولكن سيرا في عراض المواكب
|
٢ / ٩٥لو لا توقع معتر فأرضيه
|
|
ما كنت أوثر إترابا على ترب
|
٢ / ٩٦يرجّي المرء ما إن لا يراه
|
|
وتعرض ذون أدناه الخطوب
|
٢ / ٩٦ألا إن سرى ليلي فبت كئيبا
|
|
أحاذر أن تنأى النوى بغضوبا
|
٢ / ٩٧ وإن مالك للمرتجى إن تقعقعت
|
|
رحى الحرب أو دارت عليّ خطوب
|
٢ / ١٠١أو تحلفي بربك العليّ
|
|
إني أبو ذيّالك الصبيّ
|
١ / ١٠٩رأيت بني عمي الأولى يخذلونني
|
|
على حدثان
الدهر إذ يتقلب
|
٢ / ١١٥ فإن تسألوني بالنساء فإنني
|
|
بصير بأدواء النساء طبيب
|
٢ / ١٣٩ وربيته حتى إذا ما تركته
|
|
أخا القوم واستغنى عن المسح شاربه
|
١ / ١٥٢أو تحلفي بربّك العليّ
|
|
أني أبو ذيالك الصبيّ
|
٢ / ١٣٥ و ١ / ١٦٥ فإياك إياك المراء فإنه
|
|
إلى الشرّ دعّاء وللشرّ جالب
|
١ / ١٦٧لكنه شاقه إن قيل ذا رجب
|
|
يا ليت عدة حول كلّه رجب
|
١ / ١٦٩كهز الرديني تحت العجا
|
|
ج جرى في الأنابيب ثم اضطرب
|
١ / ١٧٥ وقد جعلت قلوص بني سهيل
|
|
من الأكوار مرتعها قريب
|
٢ / ١٨١لكل دهر قد لبست أثوبا
|
|
حتى اكتسى الرأس قناعا أشيبا
|
٢ / ١٩٤مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة
|
|
ولا ناعب إلا بشؤم عرابها
|
١ / ٢٢١ ولو أن قوما لارتفاع قبيلة
|
|
دخلوا السّماء دخلتها لا أحجب
|
١ / ٢٣٣عاود هراة وإن معمورها خربا
|
|
واسعد اليوم مشغوفا إذا طربا
|
١ / ٢٤٦أهابك إجلالا وما بك قدرة
|
|
عليّ ولكن ملء عين حبيبها
|
١ / ٢٥٥ربّه فتية دعوت إلى ما
|
|
يورث المجد دائبا فأجابوا
|
١ / ٢٥٩زعمتني شيخا ولست بشيخ
|
|
إنما الشيخ من يدب دبيبا
|
١ / ٢٨٠ وكائن بالأباطح من صديق
|
|
يراني لو أصبت هو المصابا
|
٢ / ٢٩٩أيا أخوينا عبد شمس ونوفلا
|
|
أعيذكما بالله أن تحدثا حربا
|
١ / ٣٠١ما الحازم الشهم مقداما ولا بطل
|
|
إن لم يكن للهوى بالحق غلّابا
|
٢ / ٣٠٦كذبتم وبيت الله لا تنكحونها
|
|
بني شاب قرناها تصر وتحلب
|
١ / ٣٠٨لا تنكحنّ ببّة
|
|
جارية خدبّة
|
١
/ ٣٠٨ مكرمة محبّة
|
|
تحب أهل الكعبة
|
٢ / ٣٢٤نتج الربيع محاسنا
|
|
ألقحنها غرّ السحائب
|
١ / ٣٢٥ فإن تريني ولي لمة
|
|
فإن الحوادث أودى بها
|
١ / ٣٤٦ فدى لبني ذهل بن شيبان ناقتي
|
|
إذا كان يوم ذو كواكب أشهب
|
١/ ٣٥٠جياد بني أبي بكر تسامى
|
|
على كان المسوّمة العراب
|
١ / ٣٥٦كرب القلب من جواه يذوب
|
|
حين قال الوشاة هند غضوب
|
٢ / ٣٥٩كلاهما حين جد الجري بينهما
|
|
قد أقلعا وكلا أنفيهما رابي
|
٢ / ٣٦٥ وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة
|
|
بمغن فتيلا عن سواد بن قارب
|
٢ / ٣٦٧أودى الشباب الذي مجد عواقبه
|
|
فيه تلذ ولا
لذات للشيب
|
١ / ٣٦٩هذا لعمركم الصغار بعينه
|
|
لا أم لي إن كان ذاك ولا أب
|
١ / ٣٧٦لدن بهز الكف يعسل متنه
|
|
فيه كما عسل الطريق الثعلب
|
١ / ٣٨٠لدوا للموت وابنوا للخراب
|
|
فكلكم يصير إلى ذهاب
|
١ / ٣٨١أم الحليس لعجوز شهربة
|
|
ترضى من اللحم بعظم الرقبة
|
٢ / ٣٨٤صريع غوان راقهنّ ورقنه
|
|
لدن شبّ حتى
شاب سود الذوائب
|
١ / ٣٨٥ وما زال مهري مزجر الكلب منهم
|
|
لدن غدوة حتى دنت لغروب
|
٢ / ٣٩١ ولو تلتقى أصداؤنا بعد موتنا
|
|
ومن دون رمسينا من الأرض سبسب
|
٢ / ٣٩١لظل صدى صوتي وإن كنت رمة
|
|
لصوت صدى ليلى يهش ويطرب
|
٢ / ٣٩٢أخلاي لو غير الحمام أصابكم
|
|
عتبت ولكن ما على الدهر معتب
|
٢ / ٣٩٨ وما الدهر إلا منجنونا بأهله
|
|
وما صاحب الحاجات إلا معذبا
|
١ / ٤٠٢قلمّا يبرح اللبيب إلى ما
|
|
يورث الحمد داعيا أو مجيبا
|
٢ / ٤٠٩مرسعة بين أرساغه
|
|
به عسم يبتغي أرنبا
|
١ / ٤١٤كذاك أدّيت حتى صار من خلقي
|
|
أني وجدت ملاك الشيمة الأدب
|
٢ / ٤١٥بأي كتاب أم بأيّة سنة
|
|
ترى حبّهم عارا عليّ وتحسب
|
٢ / ٤١٦أمرتك الخير فافعل ما أمرت به
|
|
فقد تركتك ذا مال وذا نشب
|
١ / ٤١٧ وأنت أراني الله امنع عاصم
|
|
وأرأف مستكف واسمح واهب
|
١ / ٤٢٢على أحوذيّين استقلت عشية
|
|
فما هي لمحة وتغيب
|
١ / ٤٢٦إليك وإلا ما تحثّ الركائب
|
|
وعنك وإلا فالمحدّث كاذب
|
٢ / ٤٣١على حين ألهى الناس جل أمورهم
|
|
فندلا زريق المال ندل الثعالب
|
٢ / ٤٤٠ديار مية إذا ميّ مساعفة
|
|
ولا يرى مثلها عجم ولا عرب
|
١ / ٤٤١لن تراها ولو تأمّلت إلا
|
|
ولها في مفارق الرأس طيبا
|
١ / ٤٥٠ثم قالوا تحبها قلت بهرا
|
|
عدد النجم والحصى والتراب
|
١ / ٤٥١أعبدا حلّ في شعبى غريبا
|
|
ألؤما لا أبا لك واغترابا
|
١ / ٤٥٢ألم تعلمي مسرّحي القوافي
|
|
فلا عيا بهن ولا اجتلابا
|
٢ / ٤٦٣لم تتلفع بفضل مئزرها
|
|
دعد ، ولم تغذ دعد في العلب
|
١ / ٤٦٨إذا ما غزا بالجيش حلّق فوقهم
|
|
عصائب طير تهتدي بعصائب
|
٢ / ٤٧١تخيرن من أزمان يوم حليمة
|
|
إلى اليوم قد جرّبن كل التجارب
|
٢ / ٤٨٢ وقال متى يبخل عليك ويعتلل
|
|
يسؤك وإن يكشف غرامك تدرب
|
٢ / ٤٩٩ ولست بنحوي يلوك لسانه
|
|
ولكن سليقي أقول فأعرب
|
١ / ٥٠٨بمنجرد قيد الأوابد لاحه
|
|
طراد الهوادي كلّ شأو مغرّب
|
٢ / ٥١٦نعم امرأين حاتم وكعب
|
|
كلاهما غيث وسيف عضب
|
١ / ٥٣٤طربت وما شوقا إلى البيض أطرب
|
|
ولا لعبا مني وذو الشيب يلعب؟
|
١ / ٥٣٥أ ثعلبة الفوارس أم رباحا
|
|
عدلت بهم طهيّة والخشابا
|
٢ / ٥٣٥ فقالت ابن قيس ذا
|
|
وبعض الشيب يعجبها
|
٢
/ ٥٣٥ استحدث الركب عن أشياعهم خبرا
|
|
أم راجع القلب من أطرابه طرب
|
١ / ٥٤١ وا بأبي أنت وفوك الأشنب
|
|
كأنما ذرّ عليه الزرنب
|
ـ ت ـ
١ / ١١٩ وكنت كذي رجلين رجل
صحيحة
|
|
ورجل رمى فيها الزمان فشلّت
|
١ / ٢٠٠ليت وهل ينفع شيئا ليت
|
|
ليت شبابا بوع فاشتريت
|
١ / ٢٢٦قد كنت أحجو أبا عمرو أخا ثقة
|
|
حتى ألمت بنا يوما ملمات
|
١ / ٢٥٤ فإن الماء ماء أبي وجدي
|
|
وبئري ذو حفرت وذو طويت
|
١ / ٢٨٦علام تقول الرمح يثقل عاتقي
|
|
إذا أنا لم أطعن إذا الخيل كرّت
|
١/ ٣٣٨ فساغ لي الشراب وكنت قبلا
|
|
أكاد أغص بالماء الفرات
|
١ / ٣٧١ألا عمر ولّى مستطاع رجوعه
|
|
فيرأب ما أثأت يد الغفلات
|
١ / ٤٠٧خبير بنو لهب فلاتك ملغيا
|
|
مقالة لهبيّ إذا الطير مرت
|
٢ / ٤٥٣أ في الولائم أولادا
لواحدة
|
|
وفي العيادة أولادا لعلات
|
١ / ٤٨٤ليت وهل ينفع شيئا ليت
|
|
ليت شبابا بوع فاشتريت
|
٢ / ٥٢٢ربّما أوفيت في علم
|
|
ترفّعن ثوبي شمالات
|
١ / ٥٤٢بأيدي رجال لم يشيموا سيوفهم
|
|
ولم تكثر القتلى بها حين سلّت
|
ـ ج ـ
١ / ٦٣ما زال يوقن من يؤمك بالغنى
|
|
وسواك مانع فضله المحتاج
|
١ / ١٢٠متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا
|
|
تجد حطبا جزلا ونارا تأججا
|
١ / ٢٠٥متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا
|
|
تجد حطبا جزلا ونارا تأجّجا
|
٢ / ٣٠٣يا ربّ بيضاء من العواهج
|
|
أم صبيّ قد حبا أو دارج
|
١ / ٣٥٧نلبث حولا كاملا كله
|
|
لا نلتقي إلا على منهج
|
٢ / ٤٠٥قلى دينه واهتاج للشوق إنّها
|
|
على الشوق إخوان العزاء هيوج
|
١ / ٤١١شربن بماء البحر ثم ترفّعت
|
|
متى لجج خضر لهن نئيج
|
٢ / ٥٢٥ فيا ليتني إذا ما كان ذاكم
|
|
ولجت وكنت أوّلهم ولوجا
|
ـ ح ـ
١ / ٣٤إذا سايرت أسماء يوما
ظعينة
|
|
فأسماء من تلك الظعينة أملح
|
١ / ٦٩أخاك أخاك إنّ من لا أخاله
|
|
كساع إلى الهيجا بغير سلاح
|
١ / ٢٠١لزمنا لدن سألتمونا وفاقكم
|
|
فلا يك منكم للخلاف جنوح
|
١ / ٣٢٠يا ناق سيرى عنقا فسيحا
|
|
إلى سليمان فنستريحا
|
٢ / ٣٢٣ليبك يزيد ضارع لخصومة
|
|
ومختبط مما تطيح الطوائح
|
٢ / ٣٤٠ألا ربّ من قلبي له الله ناصح
|
|
ومن قلبه لي في الظباء السوانح
|
١ / ٣٦٥من صدّ عن نيرانها
|
|
فأنا ابن قيس لا براح
|
١ / ٣٨٦نحن اللذون صبحوا الصباحا
|
|
يوم النخيل غارة ملحاحا
|
٢ / ٥٣٦أ لستم خير من ركب المطايا
|
|
وأندى العالمين بطوح راح
|
ـ د ـ
٢ / ١٠ وقفت فيها أصيلانا
أسائلها
|
|
أعيت جوابا وما بالربع من أحد
|
٢ / ٢٦يا لقومي ويا لأمثال قومي
|
|
لأناس عتوهم
في ازدياد
|
١ / ٤٢ واحكم كحكم فتاة الحي إذ
نظرت
|
|
إلى حمام شراع وارد الثمد
|
٢ / ٦٢يا من رأى عارضا أسرّ به
|
|
بين ذراعي وجبهة الأسد
|
١ / ٨٤قد جربوه فألفوه المغيث إذا
|
|
ما الرّدع عمّ فلا يلوى على أحد
|
١ / ٩٦إلا أيهذا الزاجري أحضر الوغى
|
|
وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي
|
١ / ٩٦ما إن أتيت بشيء أنت تكرهه
|
|
إذن فلا رفعت سوطي إليّ يدي
|
٢ / ٩٦ ورج الفتى للخير ما إن رأيته
|
|
على السن خيرا لا يزال يزيد
|
٢ / ٩٧شلّت يمينك إن قتلت لمسلما
|
|
حلّت عليه
عقوبة المتعمّد
|
٢ / ١٠٧ماذا ترى في عيال قد برمت بهم
|
|
لم أحص عدّتهم إلا بعدّاد
|
كانوا ثمانين أو زادوا ثمانية
|
|
لو لا رجاؤك قد قتّلت أولادي
|
ح
٢ / ١١٦ وبات
وباتت له ليلة
|
|
كليلة ذي العائر الأرمد
|
٢ / ١٦٢إذا كنت ترضيه ويرضيك صاحب
|
|
جهارا فكن في الغيب أحفظ للود
|
١ / ١٦٥لا لا أبوح بحب بثنة إنها
|
|
أخذت عليّ مواثقا وعهودا
|
٢ / ١٨٢ وجدت إذا أصلحوا خيرهم
|
|
وزندك أثقب أزنادها
|
١ / ١٨٧أبصارهن إلى الشبان مائلة
|
|
وقد أراهن عني غير صدّاد
|
٢ / ٢٠١خليليّ رفقا ريث أفضي لبانة
|
|
من العرصات المذكرات عهودا
|
٢ / ٢٠١ وأجبت قائل كيف أنت بصالح
|
|
حتى مللت وملني عوادي
|
١ / ٢٠٥متى تأته تعشوا إلى ضوء ناره
|
|
تجد خير نار عندها خير موقد
|
١ / ٢١٦تسلّيت طرّا عنكم بعد بينكم
|
|
بذكراكم حتى كأنكم عندي
|
١ / ٢٢٦سقى الحيا الأرض حتى أمكن عزيت
|
|
لهم فلا زال عنها الخير مجدود
|
١ / ٢٤١إخالك إن لم تغضض الطرف ذا هوى
|
|
يسومك ما لا يستطاع من الوجد
|
١ / ٢٤٥بنونا بنو أبنائنا وبناتنا
|
|
بنوهن أبناء الرجال الأباعد
|
٢ / ٢٤٨ وخبرت سوداء الغميم مريضة
|
|
فأقبلت من أهلي بمصر أعودها
|
١ / ٢٥١دريت الوفيّ العهد يا عرو فاغتبط
|
|
فإن اغتباطا بالوفاء حميد
|
١ / ٢٥٧ فردّ شعورهن السود بيضا
|
|
وردّ وجوههن البيض سودا
|
٢ / ٢٦٤ فيا رب إن لم تقسم الحب بيننا
|
|
سواءين فاجعلني على حبها جلدا
|
٢ / ٢٧٧لوجهك في الإحسان بسط وبهجة
|
|
إنا لهماه قفو أكرم والد
|
١ / ٢٧٩ / ٢٨١كسا حلمه ذا الحلم أثواب سؤدد
|
|
ورقى نداه ذا الندى في ذر المجد
|
٢ / ٢٨٥ظننتك إن شبت لظى الحرب صاليا
|
|
فعرّدت فيمن كان عنها معرّدا
|
٢ / ٢٩٧ وماذا عسى الحجاج يبلغ جهده
|
|
إذا نحن جاوزنا حفير زياد
|
١ / ٣٠٨أشلى سلوقية بانت وبان بها
|
|
بوحش إصمت في أصلابها أود
|
١ / ٣١١إذا ما دعوا كيسان كانت
كهولهم
|
|
إلى الغدر أسعى من شبابهم المرد
|
١ / ٣٢٣ما للجمال مشيها وئيدا
|
|
أجندلا يحملن
أم حديدا
|
٢ / ٣٢٣تجلدت حتى قيل لم يعر قبله
|
|
من الوجد شيء قلت : بل أعظم الوجد
|
١ / ٣٣٩قد أترك القرن مصفرّا أنامله
|
|
كأن أثوابه مجّت بفرصاد
|
١ / ٣٤٤أموت أسى يوم الرّجام وإنني
|
|
يقينا لرهن بالذي أنا كائد
|
٢ / ٣٤٧ وما كل من يبدي البشاشة كائنا
|
|
أخاك إذا لم تلفه لك منجدا
|
٢ / ٣٤٧ما دام حافظ سري من وثقت به
|
|
فهو الذي لست عنه راغبا أبدا
|
١ / ٣٤٨قنافذ هدّاجون حول بيوتهم
|
|
بما كان
إياهم عطية عوّدا
|
٢ / ٣٥٠أضحت خلاء وأضحى أهلها احتملوا
|
|
أخنى عليها الذي أخنى على لبد
|
١ / ٣٥٣ وكائن ذعرنا من مهاة ورامج
|
|
بلاد العدا ليست له ببلاد
|
٢ / ٣٥٥عد النفس نعمى بعد بؤساك ذاكرا
|
|
كذا وكذا لطفا به نسي الجهد
|
١ / ٣٥٧ وإن الذي حانت بفلج دماؤهم
|
|
هم القوم كل القوم يا أم خالد
|
١ / ٣٦٨ فقام يذود الناس عنها بسيفه
|
|
وقال إلا لا من سبيل إلى هند
|
٢ / ٣٧٩ وملكت ما بين العراق ويثرب
|
|
ملكا أجار
لمسلم ومعاهد
|
١ / ٣٨١يلومونني في حب ليلى عواذلي
|
|
ولكنني من حبها لعميد
|
٢ / ٣٨٧أعد نظرا يا عبد قيس لعلما
|
|
أضاءت لك النار الحمار المقيدا
|
١ / ٣٩٥قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا
|
|
إلى حمامتنا أو نصفه فقد
|
٢ / ٣٩٥معاوي إننا بشر فاسجح
|
|
فلسنا بالجبال ولا الحديدا
|
٢ / ٤٠٥أتاني أنهم مزقون عرضي
|
|
جحاش الكرملين لها فديد
|
١ / ٤٢٠ وقد أعددت للعذال عندي
|
|
عصا في رأسها منوا حديد
|
٢ / ٤٢٣ وما زلت أبغي الخير مذ أنا يافع
|
|
وليدا وكهلا حين شبت وأمرد
|
٢ / ٤٢٥يا دارمية بالعلياء فالسند
|
|
أقوت وطال عليها سالف الأبد
|
وقفت فيها أصيلانا أسائلها
|
|
عيّت جوابا وما بالربع من أحد
|
إلّا الأواريّ لأيا ما أبيّنها
|
|
والنؤي كالحوض بالمظلومة الجلد
|
٢ / ٤٣٦ألم يأتيك والأنباء تنمى
|
|
بما لاقت لبون بني زياد
|
٢ / ٤٤٦ فصفحت عنهم والأحبة فيهم
|
|
طمعا لهم بعقاب يوم مفسد
|
١ / ٤٤٨ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا
|
|
وعاد كما عاد السليم مسهّدا
|
٢ / ٤٥٢مقدوفة بدخيس النحض بازلها
|
|
له صريف صريف القعو بالمسد
|
١ / ٤٥٥ وكان وإياها كحرّان لم يفق
|
|
عن الماء إذ لاقاه حتى تقدّدا
|
١ / ٤٥٦أتوعدني بقومك يا ابن حجل
|
|
أشابات يخالون العبادا
|
بما جمعت من حضن وعمرو
|
|
وما حضن وعمرو والجيادا
|
١ / ٤٨٩يا حكم بن المنذر بن
الجارود
|
|
سرادق المجد عليك ممدود
|
٢ / ٤٩٢ألا أيهذا المنزل الدارس الذي
|
|
كأنك لم يعهد بك الحي عاهد
|
١ / ٤٩٤يا ابن أمي ويا شقيّق نفسي
|
|
أنت خلفتني لدهر شديد
|
٢ / ٥٢٤ وإياك والميتات لا تقربنّها
|
|
ولا تعبد الشيطان والله فاعبدا
|
٢ / ٥٢٦قدني من نصر الخبيبين قدي
|
|
ليس الإمام بالشحيح الملحد
|
١ / ٥٢٧أريني جوادا مات هزلا لعلني
|
|
أرى ما ترين أو بخيلا مخلدا
|
١ / ٥٣٦ فو الله ما أدري الحبّ شفه
|
|
فسلّ عليه جسمه أم تعبّدا
|
١ / ٥٣٩هنيئا لك العيد الذي أنت عيده
|
|
وعيد لمن سمّى وضحّى وعيّدا
|
٢ / ٥٤١على الحكم المأتيّ يوما إذا قضى
|
|
قضيته ألّا يجوز ويقصد
|
١ / ٥٤٤أن الرزية لا رزية مثلها
|
|
فقدان مثل محمد ومحمد
|
ـ ر ـ
١ / ١١ فإن القوافي يتّلجن
موالجا
|
|
تضايق عنها أن تولّجها الإبر
|
٢ / ٢٣استقدر الله خيرا وارضينّ به
|
|
فبينما العسر إذ دارت مياسير
|
٢ / ٣٢قبّحتم يا آل زيد نفرا
|
|
ألأم قوم أصغرا وأكبرا
|
١ / ٣٤ ولست بالأكثر منهم حصى
|
|
وإنما العزة للكاثر
|
١ / ٣٩يا عين بكّي حنيفا رأس حيّهم
|
|
الكاسرين القنا في عورة الدبر
|
١ / ٥٨إنارة العقل مكسوف بطوع هوى
|
|
وعقل عاصى الهوى يزداد تنويرا
|
١ / ٦٢أكل امرىء تحسبين امرءا
|
|
ونار توقّد بالليل نارا
|
٢ / ٦٣هما خطّتا إما إسار ومنة
|
|
وإما دم والقتل بالحر أجدر
|
١ / ٧٣رأيتك لما أن عرفت وجوهنا
|
|
صدرت وطبت النفس يا قيس عن عمرو
|
١ / ٧٧هل الدهر إلا ليلة ونهارها
|
|
وإلا طلوع الشمس ثم غيارها
|
٢ / ٧٧الناس إلّب علينا فيك ليس لنا
|
|
إلا السيوف وأطراف القنا وزر
|
٢ / ٧٨لو كان غيري سليمى الدهر غبّره
|
|
وقع الحوادث إلّا الصارم الذكر
|
٢ / ٨٥أمين وردّ الله ركبا إليهم
|
|
بخير ووقاهم حمام المقادر
|
٢ / ٨٦أما والذي أبكي وأضحك والذي
|
|
أمات وأحيا والذي أمره أمر
|
١ / ٨٩ / ٩١لقد كذبتك نفسك فاكذبنها
|
|
فإن جزعا وإن
إجمال صبر
|
٢ / ٩٥إني وقتلي سليكا ثم أعقله
|
|
كالثور يضرب لما عافت البقر
|
٢ / ١٠٣إن الخلافة والنبوة فيهم
|
|
والمكرمات وسادة أطهار
|
١ / ١٠٥ألحقّ أن دار الرباب تباعدت
|
|
أو انبت أن قلبك طائر
|
١ / ١٠٦ فأصبحت أنّى تأتها تلتبس
بها
|
|
كلا مركبيك تحت رجليك شاجر
|
١ / ١٠٧أها أها عند زاد القوم ضحكتهم
|
|
وأنتم كشف عند الوغى خور
|
١ / ١٠٨ فقلت له لا تبك عينك إنما
|
|
نحاول ملكا
أو نموت فنعذرا
|
٢ / ١١٠ألم تسمعي أي عبد في رونق الضحى
|
|
بكاء حمامات لهن هدير
|
١ / ١١٤ فقال فريق القوم لما نشدتهم
|
|
نعم وفريق ليمن الله ما ندري
|
٢ / ١١٩بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا
|
|
وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
|
١ / ١٣٦خل الطريق لمن يبني المنار به
|
|
وابرز ببرزة حيث اضطرك القدر
|
١ / ١٣٧لنعم الفتى تعشو إلى ضوء ناره
|
|
طريف بن مال ليلة الجوع والخصر
|
٢ / ١٣٧جاري لا تستنكري عذيري
|
|
سعيي وإشفاقي على بعيري
|
٢ / ١٣٨يا أسم صبرا على ما كان من حدث
|
|
إن الحوادث ملقيّ ومنتظر
|
١ / ١٥٦ فذلك إن يلق المنية يلقها
|
|
حميدا ، وإن يستغن يوما فأجدر
|
١ / ١٥٧تعلّم شفاء النفس قهر عدوها
|
|
فبالغ بلطف في التحيل والمكر
|
١ / ١٥٩تقول ابنتي حين جد الرحيل
|
|
فأبرحت ربّا وأبرحت جارا
|
١ / ١٦٠أنفسا تطيب بنيل المنى
|
|
وداعي المنون ينادي جهارا
|
٢ / ١٦٦كم قد ذكرتك لو أجزى بذكركم
|
|
يا أشبه الناس كل الناس بالقمر
|
١ / ١٧٦صغيرهم وشيخهم سواء
|
|
هم الجماء في اللؤم الغفير
|
١ / ١٧٨بالله يا ظبيات القاع قلن لنا
|
|
ليلاي منكنّ أم ليلى من البشر
|
٢ / ١٨١كأنهم أسيف بيض يمانية
|
|
عضب فضاربها باق بها الأثر
|
١ / ١٨٢ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ
|
|
زغب الحواصل لا ماء ولا شجر
|
١ / ١٨٤ فقلت تحمل فوق طوقك إنها
|
|
مطيّعة من يأتها لا يضيرها
|
٢ / ٢١٠ وقلن على الفردوس أول مشرب
|
|
أجل جير إن كانت أبيحت دعاثره
|
١ / ٢١٩أنا ابن دارة معروفا بها نسبي
|
|
وهل بدارة يا لناس من عار
|
١ / ٢٢٠اطلب ولا تضجر من مطلب
|
|
فآفة الطالب أن يضجرا
|
٢ / ٢٢٥قهرناكم حتى الكماة فأنتم
|
|
تهابوننا حتى بنينا الأصاغرا
|
٢ / ٢٣٤ وكنا حسبنا كل بيضاء شحمة
|
|
ليالي لاقينا جذام وحميرا
|
٢ / ٢٤٣ فيوم علينا ويوم لنا
|
|
ويوم نساء ويوم نسر
|
٢ / ٢٤٣ فأقبلت زحفا على الركبتين
|
|
فثوب نسيبت وثوب أجر
|
٢ / ٢٥٥ربما تكره النفوس من الأم
|
|
ر له فرجة كحلّ العقال
|
٢ / ٢٥٩ وقد زعمت أني تغيرت بعدها
|
|
ومن ذا الذي يا عز لا يتغير
|
١ / ٢٧٤ وما نيالي إذا ما كنت جارتنا
|
|
ألا يجاورنا إلّاك ديار
|
١ / ٢٧٦بالباعث الوارث الأموات
قد ضمنت
|
|
ح إياهم الأرض
في دهر الدهارير
|
٢ / ٢٧٧لئن كان إياه لقد حال بعدنا
|
|
عن العهد والإنسان لا يتغير
|
١ / ٢٩١ فكان مجني دون من كنت أتقى
|
|
ثلاث شخوص كاعبان ومعصر
|
١ / ٣٠٩ وما اهتز عرش الله من أجل هالك
|
|
سمعنا به إلا لسعد أبي عمرو
|
١ / ٣١٠ما زلت أغلق أبوابا وأفتحها
|
|
حتى أتيت أبا عمرو بن عمار
|
١ / ٣١١إنا اقتسمنا خطيتنا بيننا
|
|
فحملت برّة واحتملت فجار
|
٢ / ٣٢٥إن امرءا غره منكن واحدة
|
|
بعدي وبعدك في الدنيا لمغرور
|
١ / ٥٣٨ ونحن قتلنا الأسد أسد خفية
|
|
فما شربوا بعدا على لذة خمرا
|
٢ / ٣٤٣ فأبت إلى فهم وما كدت آئبا
|
|
وكم مثلها فارقتها وهي تصغر
|
٢ / ٣٤٦ وكان مضلّي من هديت يرشده
|
|
فلله مغو عاد
بالرشد آمرا
|
٢ / ٣٤٦ثم أضحوا كأنهم ورق جف
|
|
ف فألوت به الصبا والدّبور
|
١ / ٣٤٧ببذل وحلم ساد في قومه الفتى
|
|
وكونك إياه عليك يسير
|
١ / ٣٥٤ ويوما توافينا بوجه مقسّم
|
|
كأن ظبية تعطو إلى وارق المسلم
|
٢ / ٣٥٤اطرد اليأس بالرجاء فكائن
|
|
آلما حمّ يسره بعد عسر
|
١ / ٣٥٧كم قد ذكرتك لو أجزى بذكركم
|
|
يا أشيه الناس كلّ الناس بالقمر
|
١ / ٣٦٦ وما ألوم البيض ألا تسخرا
|
|
لما رأين
الشمط القفندرا
|
١ / ٣٦٩بأي بلاء يا نمير بن عامر
|
|
وأنتم ذنابي لا يدين ولا صدر
|
١ / ٣٧٠ فلا أب وابنا مثل مروان وابنه
|
|
إذا هو بالمجد ارتدى وتأزرا
|
١ / ٣٧١حار بن عمرو ألا أحلام تزجركم
|
|
عنا وأنتم من الجوف الجماخير
|
١ / ٣٧٢لا أعرفن ربربا حورا مدامعها
|
|
مردّفات على أعقاب أكوار
|
١ / ٣٧٣يا تيم تيم عديّ لا أبالكم
|
|
لا يلفينّكم في سوءة عمر
|
١ / ٣٧٤لهفي عليك للهفة من خائف
|
|
يبغي جوارك حين لات مجير
|
١ / ٣٧٤ فما آباؤنا يأمنّ منه
|
|
علينا اللاء قد مهدوا الحجورا
|
١ / ٣٧٧إن ابن ورقاء لا تخشى بوادره
|
|
لكن وقائعه في الحرب تنتظر
|
٢ / ٣٧٩ وإني لتعروني لذكراك هزة
|
|
كما انتفض
العصفور بلّله القطر
|
١ / ٣٨٣دعوت لما نابني مسورا
|
|
فلبّى فلبي يدي مسور
|
٢ / ٣٩٤أتيت بعبد الله في القدّ موثقا
|
|
فهلّا سعيدا ذا الخيانة والغدر
|
٢ / ٣٩٩ فأصبحوا قد أعاد الله نعمتهم
|
|
إذ هم قريش وإذ ما مثلهم بشر
|
٢ / ٤٠١غير منفك أسير هوى
|
|
كلّ وان ليس
يعتبر
|
١ / ٤٠٣ألا يا اسلمي يا دارمي على البلى
|
|
ولا زال منهلا بجرعائك القطر
|
١ / ٤٠٥ضروب بنصل السيف سوق سمانها
|
|
إذا عدموا زادا فإنك عاقر
|
٢ / ٤٠٥ فتاتان أمّا منهما
فشبيهة
|
|
هلالا والاخرى منهما تشبه البدرا
|
٢ / ٤٠٥حذر أمورا لا تخاف وآمن
|
|
ما ليس منجيه من الأقدار
|
١ / ٤٠٦ثم زادوا أنّهم في قومهم
|
|
غفر ذنبهم
غير فخر
|
٢ / ٤٠٨ فأقبلت زحفا على الركبتين
|
|
فثوب نسيت وثوب أجر
|
١ / ٤١٤أبا الأراجيز يا ابن اللؤم توعدني
|
|
وفي الأراجيز خلت اللؤم والخور
|
١ / ٤٢٣لمن الديار بقنة الحجر
|
|
أقوين مذ حجج ومذ دهر
|
٢ / ٤٢٣ما زال مذ عقدت يداه إزاره
|
|
فسما فادرك خمسة الأشبار
|
١ / ٤٤٣أ في الحق أني مغرم بك هائم
|
|
وأنك لا خلّ هواك ولا خمر
|
١ / ٤٤٦ وإني لتعروني لذكراك هزة
|
|
كما انتفض العصفور بلله القطر
|
٢ / ٤٤٦ وحلّت بيوتي في يفاع ممنّع
|
|
يخال به راعي الحمولة طائرا
|
حذارا على أن لا تنال مقادتي
|
|
ولا نسوني حتى يمتن حرائرا
|
٢ / ٤٤٦من أمكم لرغبة فيكم جبر
|
|
ومن تكونوا ناصريه ينتصر
|
١ / ٤٥٠تفاقد قومي إذ يبيعون مهجتي
|
|
بجارية ، بهرا لهم بعدها بهرا
|
١ / ٤٥٠عذيرك من مولى إذا نمت لم ينم
|
|
يقول الخنا أو تعتريك زنابره
|
١ / ٤٥٢ترتع ما رتعت حتى إذا ادّكرت
|
|
فإنما هي إقبال وإدبار
|
١ / ٤٧٠ ومن يميل أمال السيف ذروته
|
|
حيث التقى من حفافي رأسه الشعر
|
١ / ٤٧٠ألا عم صباحا أيها الطلل البالي
|
|
وهل يعمن من
كان في العصر الخالي
|
١ / ٤٧١إني وإياك إذ حلّت بأرحلنا
|
|
كمن بواديه بعد المحل ممطور
|
١ / ٤٧٣لا يبعدن قومي الذين هم
|
|
سمّ العداة
وآفة الجزر
|
النازلين بكل معترك
|
|
والطيبون معاقد الأزر
|
١ / ٤٧٣سقوني الخمر ثم تكنّفوني
|
|
عداة الله من كذب وزور
|
٢ / ٤٧٣كم عمة لك يا جرير وخالة
|
|
فدعاء قد
حليت عليّ عشاري
|
شغارة تقذ الفصيل برجلها
|
|
فطّارة لقوادم الأبكار
|
١ / ٤٧٧ما الله موليك فضل فاحمدنه به
|
|
فما لدى غيره نفع ولا ضرر
|
٢ / ٤٧٧ما المستفزّ الهوى محمود عاقبة
|
|
ولو أتيح له
صفو بلا كدر
|
١ / ٤٧٨لا تركننّ إلى الأمر الذي ركنت
|
|
أبناء يعصر حتى اضطرها القدر
|
١ / ٤٨٦نبئت زرعة والسفاهة كاسمها
|
|
يهدي إليّ غرائب الأشعار
|
٢ / ٤٨٧حملت أمرا عظيما فاصطبرت له
|
|
وقمت فيه بأمر الله يا عمرا
|
٢ / ٤٨٩يا تيم تيم عديّ لا أبا لكم
|
|
لا يلفينّكم في سوءة عمر
|
٢ / ٤٩١ألا أيهذا الباخع الوجد نفسه
|
|
لشيء نحته عن يديه المقادر
|
٢ / ٥٠١إذا المرئيّ شبّ له بنات
|
|
عقدن برأسه إبة وعارا
|
١ / ٥٠٨سرت تخبط الظلماء من
جانبي قسا
|
|
وحب بها من خابط زائر
|
١ / ٥١٣لا يبعدن قومي الذين هم
|
|
سمّ العداة وآفة الجزر
|
النازلون بكل معترك
|
|
والطيبون معاقد الأزر
|
٢ / ٥١٦نعم امرءا هرم لم تعر نائبة
|
|
إلا وكان لمرتاع بها وزرا
|
٢ / ٥٢١لا يبعدن قومي الذين هم
|
|
سمّ العداة وآفة الجزر
|
١ / ٥٢٢إذا مات منهم سيد سرق ابنه
|
|
ومن عضة ما ينبتنّ شكيرها
|
١ / ٥٢٦ في فتيه جعلوا الصليب إلههم
|
|
حاشاي إني مسلم معذور
|
٢ / ٥٣٨الحقّ أن دار الرباب تباعدت
|
|
أو أنبت حبل أن قلبك طائر
|
٢ / ٥٥٢ وقد رابني قولها يا هناه
|
|
ويحك ألحقت شرا بشرّ
|
ـ ز ـ
٢ / ٤٣٩ وأفنى رجالي فبادوا معا
|
|
فأصبح قلبي بهم مستفزّا
|
ـ س ـ
٢ / ١٨أ حقّا بني أبناء سلمى بن
جندل
|
|
تهدّدكم إياي وسط المجالس
|
٢ / ٢٥إذ ما أتيت على الرسول فقل له
|
|
حقا عليك إذا اطمأن المجلس
|
١ / ٤٢سل الهموم بكل معطي رأسه
|
|
ناج مخالط صهبة متعيّس
|
٢ / ٤٢دع المكارم لا ترحل لبغيتها
|
|
واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
|
١ / ١٣٨يا مرو إنّ مطيّتي محبوسة
|
|
ترجو الحباء وربّها لم ييأس
|
١ / ١٥٩ ومرّة يحميهم إذا ما تبدّدوا
|
|
ويطعنهم شزرا فأبرحت فارسا
|
١ / ١٦٢ فأين إلى أين النجاة ببغلتي
|
|
أتاك أتاك اللاحقون احبس احبس
|
٢ / ٢٥١إذا شقّ برد شق بالبرد مثله
|
|
دواليك حتى ليس للبرد لابس
|
٢ / ٣٤٦ وبدّلت قرحا داميا بعد صحة
|
|
فيا لك من نعمي تحولن أبؤسا
|
١ / ٣٦٣كي لتقضيني رقبة ما
|
|
وعدتني غير مختلس
|
٢ / ٤١٦آليت حبّ العراق الدهر أطعمه
|
|
والحب يأكله في القرية السوس
|
١ / ٤٢٦ وبلدة ليس بها أنيس
|
|
إلا اليعافير وإلّا العيس
|
٢ / ٤٣١أ علاقة أم الوليّد بعدما
|
|
أفنان رأسك كالثغام المخلس
|
ح
٢ / ٤٦٧لقد
رأيت عجبا مذ أمسا
|
|
عجائزا مثل السعالي خمسا
|
اعتصم بالرجاء إن عنّ يأس
|
|
وتناسى الذي تضمّن أمس
|
اليوم أعلم ما يجيء به
|
|
ومضى يفصل قضائه أمس
|
ح
٢ / ٥٢٥عددت
قومي كعديد الطيس
|
|
إذ ذهب القوم الكرام ليسي
|
ـ ص ـ
٢ / ٣٠٧أماني وعيد الحوص من آل
جعفر
|
|
فيا عبد عمرو لو نهيت الأحاوصا
|
١ / ٣٠٨على أطرقا باليات الخيا
|
|
م إلا الثّمام وإلا العصي
|
ـ ض ـ
١ / ١١ فإن تتّعدني أتّعدك بمثلها
|
|
وسوف أزيد الباقيات القوارضا
|
١ / ٥٨طول الليالس أسرعت في نقضي
|
|
نقضن كلي ونقضن بعضي
|
١ / ٢٣٧أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا
|
|
حنانيك بعض الشر أهون من بعض
|
٢ / ٤٠٢قضى الله يا أسماء أن لست زائلا
|
|
أحبّك حتى يغمض العين مغمض
|
١ / ٤٠٥هجوم عليها نفسه غير أنها
|
|
متى يرم في عينيه بالشبح ينهض
|
١ / ٥٣١ضربا هذا ذيك وطعنا وحضا
|
|
يمضي إلى عاصي العروق النّحضا
|
ـ ط ـ
٢ / ٤٥٥ فما أنا والسير في متلف
|
|
يبرح بالذكر الضابط
|
٢ / ٥١٢حتى إذا جن الظلام واختلط
|
|
جاءوا بمذق
هل رأيت الذئب قطّ
|
ـ ظ ـ
٢ / ٤٢٨يداك يد خيرها يرتجى
|
|
وأخرى لأعدائها غائظه
|
ـ ع ـ
١ / ٢٤ والنفس راغبة إذا رغبتها
|
|
وإذا ترد إلى قليل تقنع
|
٢ / ٣١منعت شيئا فأكثرت الولوع به
|
|
وحب شيء إلى الإنسان ما منعا
|
١ / ٣٩أنا ابن التارك البكريّ بشر
|
|
عليه الطير ترقبه وقوعا
|
١ / ٤٦أ كفرا بعد ردّ الموت عني
|
|
وبعد عطائك المائة الرّتاعا
|
١ / ٥٩على حين عاتبت المشيب على الصّبا
|
|
وقلت ألمّا أصح والشيب وازع
|
١ / ٦١إذا باهليّ عنده حنظلية
|
|
له ولد منها فداك المذرّع
|
٢ / ٨٠لا تهين الفقير علّك أن
|
|
تركع يوما والدهر قد رفعه
|
٢ / ١٠٧قوم إذا سمعوا الصريخ
رأيتهم
|
|
ما بين ملجم مهره أو سافع
|
٢ / ١٠٨ ولو سئل الناس التراب لأوشكوا
|
|
إذا قيل هاتوا أن يملوا ويمنعوا
|
١ / ١٢٠إنّ عليّ الله أن تبايعا
|
|
تؤخذ كرها أو تجيء طائعا
|
٢ / ١٢٢ذريني إن أمرك لن يطاعا
|
|
وما ألفيتني حلمي مضاعا
|
٢ / ١٣٢أرمي عليها وهي فرع أجمع
|
|
وهي ثلاث أذرع وإصبع
|
٢ / ١٣٨قفي قبل التفرق يا ضباعا
|
|
ولا يك موقف منك الوداعا
|
١ / ١٦٢بعكاظ يعشى الناظري
|
|
ن إذا هموا لمحو شعاعه
|
٢ / ١٩٩لعمري ـ وما عمري عليّ بهين
|
|
لقد نطقت بطلا علىّ الأقارع
|
٢ / ٢٢٤ فيا عجبا حتى كليب نسيني
|
|
كأن أباها نهشل أو مجاشع
|
١ / ٢٤٣قد أصبحت أمّ الخيار تدّعي
|
|
عليّ ذنبا كلّه لم أصنع
|
٢ / ٢٨٧تملّ الندامى ما عداني فإنني
|
|
بكل الذي يهوي نديمي مولع
|
٢ / ٢٩٣توهمت آيات لها فعرفتها
|
|
لستة أعوام وذا العام سابع
|
٢ / ٢٩٥أ منزلتي ميّ سلام عليكما
|
|
هل الأزمن اللائي مضين رواجع
|
وهل يرجع التسليم أو يدفع البكا
|
|
ثلاث الأثافي والرسوم البلاقع
|
٢ / ٢٩٩أنا ابن التارك البكري يشر
|
|
عليه الطير ترقيه وقوعا
|
٢ / ٣٠٥لا تهين الفقير علّك أن
|
|
تركع يوما والدهر قد رفعه
|
١ / ٣٢٠يا ابن الكرام ألا تدنو فتبصر ما
|
|
قد حدثوك فما راء كمن سمعا
|
١ / ٣٤١قعيدك ألّا تسمعيني ملامة
|
|
ولا تنكئي قرح الفؤاد فييجعا
|
٢ / ٣٥١أبا خراشة أمّا أنت ذا نفر
|
|
فإن قومي لم تأكلهم الضبع
|
١ / ٣٦٣إذا أنت لم تنفع فضر فإنما
|
|
يرجى الفتى كيما يضر وينفع
|
٢ / ٣٦٧تعزّ فلا إلفين بالعيش متعا
|
|
ولكن لورّاد المنون تتابع
|
٢ / ٣٦٩لا نسب اليوم ولا خلة
|
|
اتسع الخرق على الراقع
|
١ / ٣٨٥لعلك يوما أن تلم ملمة
|
|
عليك من اللائي يدعنك أجدعا
|
١ / ٣٩٣ وجدّك لو شيء أتانا رسوله
|
|
سواك ، ولكن لم نجد لك مدفعا
|
٢ / ٣٩٤ ونبئت ليلى أرسلت بشفاعة
|
|
إليّ فهلا نفس ليلى شفيعها
|
٢ / ٤٠١ليس ينفك ذا غنى واعتزاز
|
|
كل ذي عفة مقل قنوع
|
١ / ٤٠٧خليلي ما واف بعهدي أنتما
|
|
إذا لم تكونا لي على من أقاطع
|
٢ / ٤٣١لقد علمت أولى المغيرة أنني
|
|
لحقت فلم أنكل عن الضرب مسمعا
|
٢ / ٤٣٧سبقوا هويّ واعنقوا لهواهم
|
|
فتخرّموا ولكلّ جنب مصرع
|
١ / ٤٣٨أودى بنيّ وأعقبوني حسرة
|
|
عند الرقاد
وعبرة لا تقلع
|
٢ / ٤٣٩ فلما تفرقنا كأني ومالكا
|
|
لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
|
١ / ٤٧١رب من أنضجت غيظا قلبه
|
|
قد تمنى لي موتا لم يطع
|
٢ / ٤٧٣لعمري وما عمري عليّ بهين
|
|
لقد نطقت بطلا عليّ الأقارع
|
أقارع عوف لا أحاول غيرها
|
|
وجوه قرود تبتغي من تجادع
|
١ / ٤٩٤يا ابنة عما لا تلومي واهجعي
|
|
لا يخرق اللوم حجاب مسمعي
|
٢ / ٤٩٤أطوّف
ما أطوف ثم آوي
|
|
إلى بيت قعيدته لكاع
|
٢ / ٥٢٢ فمهما تشأ منه فزارة تعطكم
|
|
ومهما تشأ
منه فزارة تمنعا
|
١ / ٥٢٤لا تهين الفقير عللّك أن
|
|
تركع يوما والدهر قد رفعه
|
١ / ٥٢٥تمل النّدامى ما عداني فإنني
|
|
بكل الذي يهوي نديمي مولع
|
٢ / ٥٤٥أتبيت ريان الجفون من الكرى
|
|
وأبيت منك
بليلة الملسوع
|
ـ فـ ـ
١ / ٦٤تسقي امتياحا ندى المسواك
ريقتها
|
|
كما تضمّن ماء المزنة الرصف
|
٢ / ٩٥ ولبس عباءة وتقرّ عيني
|
|
أحبّ إليّ من لبس الشفوف
|
٢ / ١٠٣إن الربيع الجود والخريفا
|
|
يدا أبي
العباس والضيوفا
|
١ / ٣٣٨ ومن قبل نادى كل مولى قرابة
|
|
فما عطفت مولى عليه العواطف
|
١ / ٣٤٠ فحالف فلا والله تهبط تلعة
|
|
من الأرض إلا أنت للذل عارف
|
٢ / ٣٩٨بنى غدانة ما إن أنتم ذهب
|
|
ولا صريف ولكن أنتم خزف
|
٢ / ٣٩٩ وقالوا تعرفها المنازل من متى
|
|
وما كلّ من وافى مني أنا عارف
|
٤١٠ / ٤٥٠ فقالت حنان ما أتى بك ههنا
|
|
أذو نسب أم أنت بالحي عارف
|
٢ / ٤٦٣نبا الخزّ عن روح وأنكر جلده
|
|
وعجّت عجيجا من جذام المطارف
|
٢ / ٤٨٩ فيا سعد سعد الأوس كن أنت ناصرا
|
|
ويا سعد سعد الخزرجين الغطارف
|
٢ / ٥١٢كأن حفيف النبل من فوق عجسها
|
|
عوازب نحل أخطأ الغار مطنف
|
٢ / ٥٢٢من تثقفن منهم فليس بآئب
|
|
أبدا وقتل
بني قتيبة شافي
|
١ / ٥٤٥ ولبس عباءة وتقرّ عيني
|
|
أحب إليّ من لبس الشفوف
|
ـ ق ـ
١ / ٤١هل أنت باعث دينار لحاجتنا
|
|
أو عبد رب أخا عون بن مخراق
|
١ / ٤٤تذر الجماجم ضاحيا هاماتها
|
|
بله الأكفّ كأنها لم تخلق
|
١ / ١٠٥أحقا أن جيرتنا استقلوا
|
|
فنيتنا
ونيتهم فريق
|
٢ / ١٠٩تهيجني للوصل أيامنا
الأولى
|
|
مررن علينا والزمان وريق
|
١ / ٢٠٨ ومن لا يقدم رجله مطمئنة
|
|
فيثبتها في مستوى الأرض يزلق
|
١ / ٤٩ / ٢١٧عدس ما لعباد عليك إمارة
|
|
أمنت وهذا تحملين طليق
|
٢ / ٢٣٢ فمتى واغل بينهم يحيّو
|
|
ه وتعطف عليه كأس الساقي
|
١ / ٢٥٢تريك القذى من دونها وهي دونه
|
|
إذا ذاقها من ذاقها يتمطّق
|
٢ / ٣٣٨أ خالد قد والله أوطأت عشوة
|
|
وما العاشق المسكين فينا بسارق
|
٢ / ٣٨٩ فإن كنت مأكولا فكن خيرا كل
|
|
وإلا فأدركني ولما أمزّق
|
٢ / ٣٩٣ما كان ضرك لو مننت وربما
|
|
من الفتى وهو المغيظ المحنق
|
١ / ٤٠٩سرينا ونجم قد أضاء فمذ بدا
|
|
محيّاك أخفى ضوؤه كلّ شارق
|
١ / ٤١٧حذار فقد نبئت إنك للذي
|
|
ستجزى بما تسعى فتسعد أو تشقى
|
٢ / ٤٣٠أفنى تلادي وما جمعت من نشب
|
|
قرع القواقيز أفواه الأباريق
|
٢ / ٤٣٧هواي مع الركب اليمانين مصعد
|
|
جنيب وجثماني بمكة موثق
|
١ / ٤٩٠ضربت صدرها إليّ وقالت
|
|
يا عديا لقد
وقتك الأواقي
|
ـ ك ـ
١ / ٤٥يا أيها المائح دلوي دونكا
|
|
إني رأيت الناس يحمدونكا
|
٢ / ٢٦٨أهوى لها أسفع الخدين مطّرق
|
|
ريش القوادم لم تنصب له الشبك
|
٢ / ٣٧٨على مثل أصحاب البعوضة فاخمشي
|
|
لك الويل حرّ الوجه أو يبك من بكى
|
١ / ٣٧٩أولئك قومي لم يكونوا أشابة
|
|
وهل يعظ الضليل إلّا أولالك
|
١ / ٤٣١رأي عينيّ الفتى أخاكا
|
|
يعطي الجزيل فعليك ذاكا
|
١ / ٤٥٣أ في السلم أعيارا جفاء وغلظة
|
|
وفي الحرب أشباه الإماء العوارك
|
٢ / ٤٨٦قد شبهوه بخلقه فتخونوا
|
|
شنع الورى فتستروا بالبلفكة
|
١ / ٥٣١ فقلت أجرني أبا خالد
|
|
ولا فهيني امرءا هالكا
|
ـ ل ـ
٢ / ٢٠يساقط عنه روقه ضارياتها
|
|
سقاط حديد القين أخول أخولا
|
١ / ٢٤استغن ما أغناك ربك بالغنى
|
|
وإذا تصبك خصاصة فتجمل
|
١ / ٢٥ وما أنا بالساعي إلى أم عاصم
|
|
لأضربها إني إذن لجهول
|
٢ / ٣٣دنوت وقد خلناك كالبدر
أجملا
|
|
فظل فؤادي في هواك مضلّلا
|
٢ / ٣٣تروّحي أجدر أن تقيلي
|
|
غدا بجنبي بارد ظليل
|
٢ / ٣٩الواهب المائة الهجان وعبدها
|
|
عوذا تزجى بينها أطفالها
|
١ / ٤٠إني بحبلك واصل حبلي
|
|
وبريش نبلك رائش نبلي
|
١ / ٤٠كناطح صخرة يوما ليوهنها
|
|
فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
|
١ / ٤١ممّن حملن به وهنّ عواقد
|
|
حبك النطاق فشب غير مهيل
|
٢ / ٤٤ فهيهات هيهات العقيق ومن به
|
|
وهيهات خل بالعقيق نواصله
|
١ / ٤٩تعيرنا داء بأمّك مثله
|
|
وأي جواد لا يقال له هلا
|
٢ / ٤٩لعمرك ما أدري وإن لأوجل
|
|
على أينا تغدو المنية أول
|
٢ / ٥٨لم يمنع الشرب فيها غير أن نطقت
|
|
حمامة في غصون ذات أو قال
|
٢ / ٦١ألم تعلمي يا عمرك الله إنني
|
|
كريم على حين الكرام قليل
|
١ / ٦٢عتوا إذ أجبناهم إلى السلم رأفة
|
|
فسقناهم سوق البغاث الأجادل
|
٢ / ٦٣ فرشني بخير لا أكونن ومدحتي
|
|
كناحت يوما صخرة بغسيل
|
٢ / ٦٣أنجب أيام والده به
|
|
إذ نجلاه فنعم ما نجلا
|
١ / ٦٤كما خط الكتاب بكفّ يوما
|
|
يهودي يقارب أو يزيل
|
١ / ٦٥ فأتت به حوش الفؤاد مبطّنا
|
|
سهدا إذا ما نام ليل الهوجل
|
٢ / ٦٥لقد ظفر الزوار أقفية العدا
|
|
بما جاوز الآمال ملأسر والقتل
|
١ / ٦٦الود أنت المستحقة صفوه
|
|
مني وإن لم أرج منك نوالا
|
١ / ٧٣رأيت الوليد بن اليزيد مباركا
|
|
شديدا بأعباء الخلافة كاهله
|
٢ / ٧٤ألا اصطبار لسلمى أم لها جلد
|
|
إذا ألاقي الذي لاقاه أمثالي
|
٢ / ٧٧مالك من شيخك إلا عمله
|
|
إلا رسيمه وإلا رمله
|
٢ / ٨٦كذبتك عينك أم رأيت بواسط
|
|
غلس الظلام من الرّباب خيالا
|
١ / ٩٢ ولما أن رأيت الخيل قبلا
|
|
تباري بالخدود شبا العوالي
|
١ / ٩٣بأنك ربيع وغيث مريع
|
|
وأنك هناك تكون الثمالا
|
٢ / ٩٣علموا أن يؤملون فجادوا
|
|
قبل أن يسألوا بأعظم سؤل
|
٢ / ٩٩ فلا تلمني فيه فإن بحبها
|
|
أخاك مصاب القلب جمّ بلا بله
|
١ / ١٠٣إن محلا وإن مرتحلا
|
|
وإن في السّفر إذ مضى مهلا
|
١ / ١٠٧أراني ولا كفران لله إنما
|
|
أواخي من
الأقوام كل بخيل
|
ح
١ / ١١٠ وترمينني
بالطّرف أي أنت مذنب
|
|
وتقلينني لكنّ إياك لا أقلي
|
١ / ١١٧ فمتى أهلك فلا أحفله
|
|
بجلي الآن من العيش بجل
|
١ / ١١٧ نحن بني ضبة أصحاب الجمل
|
|
ردوا علينا شيخنا ثم يجل
|
١ / ١٢٥ وجهك البدر لا بل الشمس
لو لم
|
|
يقض للشمس كسفة أو أفول
|
١ / ١٢٥ وما هجرتك لا بل زادني شغفا
|
|
هجر وبعد تراخي لا إلى أجل
|
١ / ١٣٧ وهذا ردائي عنده يستعيره
|
|
ليسلبني حقي أمال بن حنظل
|
٢ / ١٣٧ أفاطم مهلا بعض هذا التدلل
|
|
وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
|
٢ / ١٣٧ جاري لا تستنكري عذيري
|
|
سعيي وإشفاقي على بعيري
|
١ / ١٥٧ فقلت تعلّم أن للصيد غرّة
|
|
وإلا تضيعها فإنك قاتله
|
١ / ١٦١ عهدت مغيثا مغنيا من أجرته
|
|
فلم اتخذ إلا فناءك موئلا
|
٢ / ١٦١ فهيهات هيهات العقيق ومن به
|
|
وهيهات خل بالعقيق نواصله
|
٢ / ١٦٢ جفوني ولم أجف الأخلاء إنني
|
|
لغير جميل من خليلي مهمل
|
٢ / ١٥٦ أقيم بدار الحزم ما دام حزمها
|
|
وأحر إذا حالت بأن أتحولا
|
٢ / ١٧٥ وقد جعلت إذا ما قمت يثفلني
|
|
ثوبي فأنهض نهض الشارب الثمل
|
١ / ١٧٩ ولما رأونا باديا ركباتنا
|
|
على موطن لا نخلط الجد بالهزل
|
٢ / ١٧٩تنورتها من أذرعات وأهلها
|
|
بيثرب أدنى دارها نظر عالي
|
٢ / ١٨٣طوى الجديدان ما قد كنت أنشره
|
|
وأنكرتني ذوات الأعين النجل
|
٢ / ١٩٩ وقد أدركتني ـ والحوادث جمة
|
|
أسنة قوم لا ضعاف ولا عزل
|
٢ / ٢٠٥ أن يبخلوا أو يجبنوا
|
|
أو يغدروا لا يحفلوا
|
يغدوا عليك مرجّلي
|
|
ن كأنهم لم يفعلوا
|
٢ / ٢١١ رأيت الناس ما حاشا قريشا
|
|
فإنا نحن أفضلهم فعالا
|
١ / ٢١٣بدت قمرا ومالت خوط بان
|
|
وفاحت عنبرا ورنت غزالا
|
١ / ٢١٤ فأرسلها العراك ولم يذدها
|
|
ولم يشفق على نغص الدخال
|
١ / ٢١٥لعزة
موحشا طلل
|
|
يلوح كأنه خلل
|
٢ / ٢١٥يا صاح هل حمّ عيش باقيا فترى
|
|
لنفسك العذر في أبعادها الأملا
|
١ / ٢١٨كأن قلوب الطير رطبا ويابسا
|
|
لدى وكرها العناب والحشف البالي
|
٢ / ٢١٨خرجت بها أمشي تجر وراءنا
|
|
على أثرينا ذيل مرط مرحّل
|
١ / ٢٢٢ فلأيا بلأي ما حملنا وليدنا
|
|
على ظهر محبوك ظماء مفاصله
|
١ / ٢٢٣ألا حبذا عاذري في الهوى
|
|
ولا حبذا الجاهل العاذل
|
٢ / ٢٢٣ فما زالت القتلى تمج دماءها
|
|
بدجلة حتى ماء دجلة أشكل
|
٢ / ٢٢٤يغشون حتى ما تهر كلابهم
|
|
لا يسألون عن السواد المقبل
|
١ / ٢٣٣صعدة نابتة في حائر
|
|
أينما الريح تحيّلها تمل
|
١ / ٢٣٤حسبت التقى والجود خير تجارة
|
|
رباحا إذا ما المرء أصبح ثاقلا
|
٢ / ٢٣٥سمعت الناس ينتجعون غيثا
|
|
فقلت لصيدح انتجعي بلالا
|
٢ / ٢٣٩ وهيج الحي من دار فظل لهم
|
|
يوم كثير تناديه وحيّهله
|
١ / ٢٤٥ فيا رب هل الإبك النصر يرتجى
|
|
عليهم ، وهل إلا عليك المعوّل
|
٢ / ٢٤٧يذيب الرعب منه كل عضب
|
|
فلو لا الغمد يمسكه لسالا
|
٢ / ٢٤٩ألا كل شيء ما خلا الله باطل
|
|
وكل نعيم لا محالة زائل
|
١ / ٢٥٣ألا تسألان المرء ما ذا يحاول
|
|
أنحب فيقضى أم ضلال وباطل
|
٢ / ٢٥٥ربّما تكره النفوس من الأ
|
|
ر له فرجة كحلّ العقال
|
٢ / ٢٥٦ فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع
|
|
فألهيتها عن ذي تمائم محول
|
٢ / ٢٥٦ وليل كموج البحر أرخى سدوله
|
|
عليّ بأنواع الهموم ليبتلي
|
٢ / ٢٥٦رسم دار وقفت في طلله
|
|
كدت أقضي الحياة من جلله
|
٢ / ٢٧١ ولعبت طير بهم أبابيل
|
|
فصيروا مثل كعصف مأكول
|
١ / ٢٧٨أنا الذائد الحامي الذّمار وإنما
|
|
يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي
|
١ / ٢٩٠على أنني بعدما قد مضى
|
|
ثلاثون للهجر حولا كميلا
|
٢ / ٢٩٠ثلاثة أنفس وثلاث ذود
|
|
لقد جار الزمان على عيالي
|
١ / ٣٠١ وما كنت ذا نيرب فيهم
|
|
ولا منمش فيهم منمل
|
١ / ٣٠٢ فما كان بين الخير لو جاء سالما
|
|
أبو حجر إلا ليال قلائل
|
٢ / ٣٠٢ ورجا الأخيطل من سفاهة رأيه
|
|
ما لم يكن واب له لينالا
|
١ / ٣٠٥غدت من عليه بعدما تم ظمؤها
|
|
تصل وعن قيض بزيزاء مجهل
|
١ / ٣٠٥ ولقد سددت عليك كل ثنية
|
|
وأتيت نحو بني كليب من عل
|
١ / ٣٠٥مكرّ مفر مقبل مدبر معا
|
|
كجلمود صخر
حطه السيل من عل
|
١ / ٣١١ وقلت امكثي حتى يسار لعلنا
|
|
نحج معا ، قالت أعاما وقابله
|
١ / ٣٢٥ فلا مزنة ودقت ودقها
|
|
ولا أرض أبقل إبقالها
|
١ / ٣٢٧ ولما أبى إلا جماحا فؤاده
|
|
ولم يسل عن ليلى بمال ولا أهل
|
١ / ٣٤٩ وإن مدّت الأيدي إلى الزاد لم أكن
|
|
بأعجلهم إذ أجشع القوم أعجل
|
٢ / ٣٤٩أنت تكون ماجد نبيل
|
|
إذا تهب شمأل بليل
|
١ / ٣٥١لا يأمننّ الدّهر ذو بغي ولو ملكا
|
|
جنوده ضاق عنها السّهل والجبل
|
١ / ٣٥٢أ زمان قومي والجماعة كالذي
|
|
لزم الرحالة أن تميل مميلا
|
١ / ٣٥٦أبني إن أباك كارب يومه
|
|
فإذا دعيت إلى المكارم فاعجل
|
٢ / ٣٥٨كل ابن أنثى وإن طالت سلامته
|
|
يوما على آلة حدباء محمول
|
٢ / ٣٥٨ وكل أناس سوف تدخل بينهم
|
|
دويهية تصفرّ منها الأنامل
|
١ / ٣٦٢كم نالني منهم فضلا على عدم
|
|
إذ لا أكاد من الأقتار أحتمل
|
١ / ٣٦٩ وما هجرتك حتى قلت معلنة
|
|
لا ناقة لي في هذا أو لا جمل
|
١ / ٣٧٠بها العين والأرآم لا عدّ عندها
|
|
ولا كرع إلا المغارات والربل
|
١ / ٣٧١ألا اصطبار لسلمى أم لهاجلد
|
|
إذا ألاقي الذي لاقاه أمثالي
|
١ / ٣٧٤محا حبّها حبّ الأولى كن قبلها
|
|
وحلّت مكانا لم يكن حلّ من قبل
|
٢ / ٣٧٦جوابا به تنجو اعتمد فوربنا
|
|
لعن عمل اسفلت لا غير تسأل
|
٢ / ٣٧٧ ولكنما أسعى لمجد مؤثل
|
|
وقد يدرك المجد المؤثّل أمثالي
|
٢ / ٣٧٨محمد تفد نفسك كل نفس
|
|
إذا ما خفت من شيء تبالا
|
١ / ٣٨٢لمتى صلحت ليقضين لك صالح
|
|
ولتجزين إذا جزيت جميلا
|
٢ / ٣٨٦ا بني كليب إن عمي اللذا
|
|
قتلا الملوك وفككا الأغلالا
|
١ / ٣٩٠لن تزالوا كذلكم ثم لا زل
|
|
ت لكم خالدا خلود الجبال
|
١ / ٣٩٣ ولو نعطي الخيار لما افترقنا
|
|
ولكن لا خيار مع الليالي
|
١ / ٣٩٦هي الشفاء لدائي لو ظفرت به
|
|
وليس منها شفاء الداء مبذول
|
٢ / ٣٩٦ وإذا أقرضت قرضا فاجزه
|
|
إنما يجزي الفتى ليس الجمل
|
١ / ٤٠١رب ما تكره النفوس من الأم
|
|
ر له فرجة كحل العقال
|
١ / ٤٠٢ فقلت يمين الله أبرح قاعدا
|
|
ولو قطعوا
رأسي لديك وأوصالي
|
٢ / ٤٠٤ فما لك والتلدّد حول نجد
|
|
وقد غصّت تهامة بالرجال
|
٢ / ٤٠٤ وما لكم والفرط لا تقربونه
|
|
وقد خلته أدنى مردّ لعاقل
|
١ / ٤٠٥أخا الحرب لبّاسا إليها جلالها
|
|
وليس بولاج الخوالف أعقلا
|
٢ / ٤١٦استغفر الله ذنبا لست محصيه
|
|
رب العباد إليه الوجه والعمل
|
٢ / ٤٢٢كأن ثبيرا في عرانين وبله
|
|
كبير أناس في بجاد مزمّل
|
١ / ٤٢٩تسمع للحلي وسواسا إذا انصرفت
|
|
كما استعان بريح عشرق زجل
|
٢ / ٤٣١ضعيف النكاية أعداءه
|
|
يخال الفرار يراخي الأجل
|
٢ / ٤٣١بضرب بالسيوف رءوس قوم
|
|
أزلنا هامهن عن المقيل
|
١ / ٤٤٦ فجئت وقد نضّت لنوم ثيابها
|
|
لدى الستر إلا لبسة المتفضل
|
١ / ٤٥٣ما إن يمس الأرض إلا منكب
|
|
منه وحرف الساق طيّ المحمل
|
٢ / ٤٥٥أ زمان قومي والجماعة كالذي
|
|
منع الرّحالة أن تميل مميلا
|
١ / ٤٥٦ فما لك والتلدّد حول نجد
|
|
وقد غصت تهامة بالرجال
|
٢ / ٤٥٦ فكونوا أنتم وبني أبيكم
|
|
مكان الكليتين من الطحال
|
٢ / ٤٦٢لقيتم بالجزيرة خيل قيس
|
|
فقلتم مار سرجس لا قتالا
|
١ / ٤٦٤ فإن تبخل سدوس بدرهميها
|
|
فإن الريح طيبة قبول
|
٢ / ٤٦٨ ويوم دخلت الخدر خدر
عنيزة
|
|
فقالت لك الويلات إنك مرجلي
|
١ / ٤٦٩رأيت الوليد بن اليزيد مباركا
|
|
شديدا بأعباء الخلافة كاهله
|
١ / ٤٧٦ما أنت بالحكم الترضي حكومته
|
|
ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل
|
٢ / ٤٨١علقتها عرضا وعلّقت رجلا
|
|
غيري وعلّق أخرى غيرها الرجل
|
١ / ٤٨٧لقد بسملت ليلى غداة لقيتها
|
|
فيا حبذا ذاك الحديث المبسمل
|
٢ / ٥٠٤ وليس بذي رمح فيطعنني به
|
|
وليس بذي سيف وليس بنبّال
|
٢ / ٥١٣ ويأوي إلى نسوة عطل
|
|
وشعثا مراضيع مثل السعالي
|
١ / ٥١٤بكيت وما بكا رجل حزين
|
|
على ربعين مسلوب وبالي
|
١ / ٥١٦ فنعم ابن أخت القوم غير مكذّب
|
|
زهير حسام مفرد من حمائل
|
١ / ٥٢٣يمينا لأبغض كل امرىء
|
|
يزخرف قولا ولا يفعل
|
٢ / ٥٣٢ وإن شفائي عبرة مهراقة
|
|
فهل عند رسم دارس من معول
|
٢ / ٥٥٠قالت هريرة لما جئت زائرها
|
|
ويلي عليك وويلي منك يا رجل
|
٢ / ٥٥٠ وجاءت حوادث في مثلها
|
|
يقال لمثلي ، ويها فل
|
٢ / ٥٥٠ ويها فدى لكم أمي وما ولدت
|
|
حاموا على مجدكم ، واكفوا من اتكلا
|
ـ م ـ
١ / ١٢هو الجواد الذي يعطيك
نائله
|
|
عفوا ويظلم أحيانا فيظّلم
|
٢ / ١٢كالحوت لا يلهيه شيء يلقمه
|
|
يصبح ظمآنا ، وفي البحر فمه
|
١ / ٣٠قد لفها الليل بسوّاق حطم
|
|
ليس براعي إبل ولا غنم
|
١ / ٣١ذم المنازل بعد منزلة اللّوى
|
|
والعيش بعد أولئك الأيام
|
٢ / ٤٠الشاتمي عرضي ولم أشتمهما
|
|
والناذرين إذا لم آلقهما دمي
|
١ / ٤٧حتى تذكر بيضات وهيّجه
|
|
يوم الرذاذ عليه الدّجن مغيوم
|
٢ / ٤٩لعن الإله ثعلة بن سافر
|
|
لعنا يشنّ عليه من قدام
|
٢ / ٥٠بأبه اقتدى عديّ في الكرم
|
|
ومن يشابه أبه فما ظلم
|
١ / ٥٩لاجتذبن منهنّ قلبي تحلّما
|
|
على حين يستصبين كل حليم
|
٢ / ٦٢علقت آمالي فعمت النعم
|
|
بمثل أو أنفع
من وبل الدّيم
|
٢ / ٦٤كأنّ برذون أبا عصام
|
|
زيد حمار دقّ باللجام
|
٢ / ٦٥أبأنا بها قتلى وما في دمائها
|
|
شفاء وهن الشافيات الحوائم
|
١ / ٦٦ليس الأخلاء بالمصغي مسامعهم
|
|
إلى الوشاة ولو كانوا ذوي رحم
|
٢ / ٧٤ألا ارعواء لمن ولّت شبيبته
|
|
وآذنت بمشيب بعده هرم
|
١ / ٧٨أنيخت فألقت بلدة فوق بلدة
|
|
قليل بها الأصوات إلا بغامها
|
١ / ٩٢سقته الرواعد من صيّف
|
|
وإن من خريف فلن يعدما
|
٢ / ٩٢ ويوما توافينا بوجه مقسّم
|
|
كأن ظبية تعطو إلى وارق السلم
|
٢ / ٩٢ فأقسم أن لو التقينا وأنتم
|
|
لكان لكم يوم
من الشر مظلم
|
٢ / ٩٤ والشعر لا يضبطه من يظلمه
|
|
إذا ارتقى فيه الذي لا يعلمه
|
زلّت به إلى الحضيض قدمه
|
|
يريد أن يعربه فيعجمه
|
١ / ١٠١ما أعطياني ولا سألتهما
|
|
إلا وإني لحاجزي كرمي
|
٢ / ١٠١ وكنت أرى زيدا كما قيل سيدا
|
|
إذا إنه عبد القنا واللهازم
|
١ / ١٠٣ وإن حراما أن أسبّ مقاعسا
|
|
بآبائي الشّم الكرام الخضارم
|
١ / ١٠٨ وكنت إذا غمزت قناة قوم
|
|
كسرت كعوبها أو تستقيما
|
٢ / ١١٩أوعدني بالسجن والأداهم
|
|
رجلي ، ورجلي شثنة المناسم
|
٢ / ١٢٢ وما كان قيس هلكه هلك واحد
|
|
ولكنه بنيان قوم تهدّما
|
١ / ١٣٧ألا أضحت حبالكم رماما
|
|
وأضحت منك شاسعة أماما
|
١ / ١٣٩يدعون عنتر والرماح كأنها
|
|
أشطان بئر في لبان الأدهم
|
١ / ١٥٦جزى الله عني والجزاء بفضله
|
|
ربيعة خيرا
ما أعفّ وأكرما
|
٢ / ١٦١قضى كل ذي دين فوفى غريمه
|
|
وعزّة ممطول معنى غريمها
|
٢ / ١٦٥إنّ إنّ الكريم يحلم ما لم
|
|
يرين من أجاره قد ضيما
|
١ / ١٧٢ وكريمة من آل قيس ألفته
|
|
حتى تبذح فارتقى الأعلام
|
٢ / ١٨٣طوى الجديدان ما قد كنت أنشره
|
|
وأنكرتني
ذوات الأعين النجل
|
١ / ١٩٤ وإني لقوام مقاوم لم يكن
|
|
جرير ولا مولى جرير يقومها
|
١ / ٢٠١بآية يقدمون الخيل شعثا
|
|
كأن على سنابكها مداما
|
٢ / ٢٠٤ وإن أتاه خليل يوم مسغبة
|
|
يقول : لا غائب ما لي ولا حرم
|
١ / ٢٠٥ ومن لا يزل يستحمل الناس نفسه
|
|
ولا يغنها يوما من الدهر يسأم
|
١ / ٢٠٨ ومن يقترب منا ويخضع نؤوه
|
|
ولا يخش ظلما ما أقام ولا هضما
|
١ / ٢٠٩ فطلقها فلست لها بكفء
|
|
وإلا يعل مفرقك الحسام
|
٢ / ٢٠٩إن تستغيثوا بنا إن تذعروا تجدوا
|
|
منا معاقل
عزّ زانها كرم
|
١ / ٢١١حاشا أبي مروان إن به
|
|
ضنا عن الملحاة والشتم
|
٢ / ٢١١حاشا أبا ثوبان إن أبا
|
|
ثوبان ليس ببكمة فدم
|
٢ / ٢١٥لا يركنن أحد إلى الإحجام
|
|
يوم الوغى متخوفا لحمام
|
١ / ٢٢١عهدتك ما تصبو وفيك شبيبة
|
|
فما لك بعد الشيب صبا متيما
|
١ / ٢٢١علقتها عرضا واقتل قومها
|
|
زعما لعمر أبيك ليس بمزعم
|
٢ / ٢٣٣ صددت فأطولت الصدود
وقلما
|
|
وصال على طول الصدود يدوم
|
٢ / ٢٣٦ أتوا ناري فقلت منون أنتم
|
|
فقالوا الجن قلت عموا ظلاما
|
١ / ٢٣٨ فشدّ ولم يفزع بيوتا كثيرة
|
|
لدى حيث ألقت رحلها أمّ قشعم
|
١ / ٢٣٨ وتطعنهم تحت الحيا بعد ضربهم
|
|
ببيض المواضي
حيث ليّ العمائم
|
١ / ٢٤١ ما خلتني زلت بعدكم ضمنا
|
|
أشكو إليك
حموّة الألم
|
٢ / ٢٥٦ بل بلد ملء الفجاج قتمه
|
|
لا يشتري كتانة وجهرمة
|
١ / ٢٦٧ ولما صار ود الناس خبا
|
|
جزيت على ابتسام بابتسام
|
١ / ٢٧٦ وما أصاحب من قوم فأذكرهم
|
|
إلا يزيدهم حبا إليّ هم
|
٢ / ٢٨١ ولو أن مجلدا أخلد الدهر واحدا
|
|
من الناس أبقى مجده الدهر مطعما
|
٢ / ٢٨٦ أبعد بعد تقول الدار جامعة
|
|
شملي بهم أم تقول البعد محتوما
|
١ / ٢٩٢ ثلاث مئين للملوك وفى بها
|
|
ردائي وجلّت عن وجوه الأهاتم
|
١ / ٢٩٧ فلا تعدد المولى شريكك في الغنى
|
|
ولكنما المولى شريكك في العدم
|
٢ / ٣٠٣ كيف أصبحت كيف أمسيت مما
|
|
يغرس الود في فؤاد الكريم
|
٢ / ٣١٣ فلقد أراني للرماح دريّة
|
|
من عن يميني
مرة وأمامي
|
٢ / ٣٢٤يلومونني في اشتراء النجي
|
|
ل أهلي فكلهم ألوم
|
٢ / ٣٢٤تولى قتال المارقين بنفسه
|
|
وقد أسلماه مبعد وحميم
|
١ / ٣٢٦ما برئت من ريبة وذم
|
|
في حربنا إلا ينات العمّ
|
١ / ٣٢٧ ولما أبى إلا جماحا فؤاده
|
|
ولم يسل عن ليلى بمال ولا أهل
|
١ / ٣٢٧تزودت من ليلى بتكليم ساعة
|
|
فما زاد إلا ضعف ما بي كلامها
|
٢ / ٣٢٧ ولو أن مجدا أخلد الدهر واحدا
|
|
من الناس أبقى مجده الدهر مطعما
|
٢ / ٣٤٤ وننصر مولانا ونعلم أنه
|
|
كما الناس مجروم عليه وجارم
|
بيض ثلاث كنعاج جمّ
|
|
يضحكن عن كالبرد المنهمّ
|
٢ / ٣٤٧لا طيب للعيش ما دامت منغصة
|
|
لذاته بادّكار الشيب والهرم
|
١ / ٣٥٠ فكيف إذا مررت بدار قوم
|
|
وجيران لنا كانوا كرام
|
١ / ٣٥٠ وكان طوى كشحا على مستكنة
|
|
فلا هو أبداها ولم تتقدّم
|
٢ / ٣٥٠لا تقربنّ الدهر آل مطرّف
|
|
إن ظالما أبدا وإن مظلوما
|
٢ / ٣٥٢ فإن لم تك المرآة أبدت وسامة
|
|
فقد أبدت المرآة جبهة ضيغم
|
٢ / ٣٥٣ فأصبح بطن مكة مقشعرا
|
|
كأن الأرض ليس بها هشام
|
١ / ٣٥٤ ويوما توافينا بوجه مقسّم
|
|
كأن ظبية تعطو إلى وارق السّلم
|
٢ / ٣٥٤لا يهولنّك اصطلاء لظى الحر
|
|
ب فمحذورها كأن قد ألمّا
|
٢ / ٣٦٢ واعلم أنني وأبا حميد
|
|
كما النشوان والرجل الحليم
|
٢ / ٣٦٢ أريد هجاءه وأخاف ربي
|
|
وأعرف أنه رجل لئيم
|
٢ / ٣٦٢ وننصر مولانا ونعلم أنه
|
|
كما الناس مجروم عليه وجارم
|
١/ ٣٦٨أبي الإسلام لا أب لي سواه
|
|
إذا افتخروا بقيس أو تميم
|
٢ / ٣٦٩ فلا لغو ولا تأثيم فيها
|
|
وما فاهوا به أبدا مقيم
|
١ / ٣٧١ألا ارعواء لمن ولت شبيبته
|
|
وآذنت بمشيب بعده هرم
|
١ / ٣٧٢إذا ما خرجنا من دمشق فلا نعد
|
|
لها أبدا ما دام فيها الجراضم
|
٢ / ٣٨٣هما اللّتا لو ولدت تميم
|
|
لقيل فخر لهم صميم
|
٢ / ٣٨٧لعلّ الله فضّلكم علينا
|
|
بشيء أنّ أمّكم شريم
|
٢ / ٣٩٠إني إذا ما حدث ألمّا
|
|
دعوت اللهم اللهم
|
٢ / ٣٩١لا يلفك الراجون إلّا مظهرا
|
|
خلق الكرام ولو تكون عديما
|
٢ / ٣٩٢ما أنعم العيش لو أن الفتى حجر
|
|
تنبو الحوادث عنه وهو ملموم
|
١ / ٣٩٩ وما خذّل قومي فأخضع للعدى
|
|
ولكن إذا أدعوهم فهم هم
|
١ / ٤٠٦شمّ مهاوين أبدان الجزور مخا
|
|
ميص العشيات لا خور ولا قزم
|
٢ / ٤١٤هما سيدانا يزعمان وإنما
|
|
يسوداننا إن أيسرت غنما هما
|
٢ / ٤١٤ ولقد علمت لتأتينّ منيّتي
|
|
إن المنايا لا تطيش سهامها
|
٢ / ٤١٥ ولقد نزلت فلا تظني غيره
|
|
مني بمنزلة المحب المكرم
|
٢ / ٤٣٠ وعهدي بها الحي الجميع وفيهم
|
|
قبل التفرق ميسر وندام
|
١ / ٤٣٢ حتى تهجر في الرواح وهاجها
|
|
طلب المعضب حقه المظلوم
|
١ / ٤٣٣ أظلوم إن مصابكم رجلا
|
|
أهدى السلام تحية ظلم
|
٢ / ٤٣٥ ألا تنتهي عنا ملوك وتتقي
|
|
محارمنا لا يبؤ الدم بالدم
|
١ / ٤٣٩ فريشي منكم وهواي معكم
|
|
وإن كانت زيارتكم لماما
|
١ / ٤٤١ تذكرت أرضا بها أهلها
|
|
أخوالها فيها وأعمامها
|
٢ / ٤٤٤ وإن بني حرب كما قد علمتم
|
|
مناط الثريا قد تعلت نجومها
|
٢ / ٤٤٦ وأغفر عوراء الكريم ادّخاره
|
|
وأعرض عن شتم اللئيم تكرما
|
٢ / ٤٥٧ وإنا لمما نضرب الكبش ضربة
|
|
على رأسه تلقي اللسان من الفم
|
٢ / ٤٦٣نبا الخز عن روح وأنكر جلده
|
|
وعجت عجيجا من جذام المطارق
|
١ / ٤٦٧ إذا قالت حذام فصدقوها
|
|
فإن القول ما قالت حذام
|
٢ / ٤٧٧ من يعن بالحمد لم ينطق بما سقه
|
|
ولا يحد عن
سبيل الحلم والكرم
|
٢ / ٤٨٢ يغضي حياء ويغضى من مهابته
|
|
فما يكلّم إلّا حين يبتسم
|
٢ / ٤٨٧ إذا هملت عيني لها قال صاحبي
|
|
بمثلك هذا لوعة وغرام
|
١ / ٤٩٠ سلام الله يا مطر علينا
|
|
وليس عليك يا مطر السلام
|
٢ / ٤٩٠إني إذا ما حدث ألمّا
|
|
دعوت يا للهم يا للهم
|
١ / ٥٠٨ظللنا بمستن الحرور كأننا
|
|
لدى فرس مستقبل الريح صائم
|
٢ / ٥١٧حبّ بالزّور الذي لا يرى
|
|
حواست
جمع ك منه إلا
صفحة أو لمام ن
|
٢ / ٥٢١يا صاح أما تجدني غير ذي جدة
|
|
فما التخلي عن الخلان من شيمي
|
١ / ٥٢٢هلا تمنّن بوعد غير مخلفة
|
|
كما عهدتك في أيام ذي سلم
|
١ / ٥٢٢ فليتك يوم الملتقى ترينّني
|
|
لكي تعلمي أني امرؤ بك هائم
|
٢ / ٥٢٢قليلا به ما يحمدنك وارث
|
|
إذا نال مما كنت تجمع مغنما
|
يحسبه الجاهل مما يعلما
|
|
شيخا على كرسيه معمما
|
١ / ٥٢٦ وإني على ليلى لزار وإنني
|
|
على ذاك فيما بيننا مستديمها
|
٢ / ٥٣٢سائل فوارس يربوع بشدتنا
|
|
أهل رأونا بسفح القفّ ذي الأكم
|
٢ / ٥٤٥لا تنه عن خلق وتأتي مثله
|
|
عار عليك إذا فعلت عظيم
|
١ / ٥٥٠ ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها
|
|
قول الفوارس ويك عنتر أقدم
|
ـ ن ـ
٢ / ٢٦يا لرجال ذوي الألباب من
نفر
|
|
لا يبرح السّفه المردي لهم دينا
|
١ / ٢٧يا يزيدا لآمل نيل عزّ
|
|
وغنى بعد فاقة وهوان
|
٢ / ٢٧يا لأناس أبو إلا مثابرة
|
|
على التوغّل في بغي وعدوان
|
٢ / ٤٦قالوا كلامك هندا وهي مصغية
|
|
يكفيك قلت صحيح ذاك لو كانا
|
١ / ٦٥يا رب غابطنا لو كان يطلبكم
|
|
لاقى مباعدة منكم وجرمانا
|
١ / ٦٦إن يغنيا عني المستوطنا عدن
|
|
فإنني لست يوما عنهما بغني
|
٢ / ٧٨ وكل أخ مفارقه أخوه
|
|
لعمر أبيك إلا الفرقدان
|
٢ / ٨٥يا ربّ لا تسلبنّي حبها أبدا
|
|
ويرحم الله
عبدا قال آمينا
|
٢ / ٩١نزلتم منزل الأضياف منا
|
|
فعجلنا القرى أن تشتمونا
|
١ / ٩٦ فما إن طبنا جبن ولكن
|
|
منا يانا وذولة آخرينا
|
٢ / ٩٨إن هو مستوليا على أحد
|
|
إلا على أضعف المجانين
|
٢ / ١٠٥بكر العواذل في الصّبو
|
|
ح يلممنني وألومهنّه
|
ويقلن شيب قد علا
|
|
ك وقد كبرت فقلت إنه
|
١ / ١٠٦ وأنبئت قيسا ولم أبله
|
|
ـ كما زعموا ـ خير أهل اليمن
|
٢ / ١٢٠إلى الله أشكو بالمدينة حاجة
|
|
وبالشام أخرى كيف يلتقيان
|
١ / ١٣٦تخذت غراز إثرهم دليلا
|
|
وفروا في الحجاز ليعجزوني
|
١ / ١٣٨صاح شمّر ولا تزال ذاكر
المو
|
|
ت فنسيانه ضلال مبين
|
٢ / ١٦٩ ولقد مررت على اللئيم يسبني
|
|
فمضيت ثمة قلت لا يعنيني
|
١ / ١٩٩عرفنا جعفرا وبنى أبيه
|
|
وأنكرنا زعانف آخرين
|
٢ / ١٩٩إن الثمانين وبلغتها
|
|
قد أحوجت سمعي إلى ترحمان
|
٢ / ٢٠١قول يا للرجال ينهض منا
|
|
مسرعين الكهول والشبانا
|
٢ / ٢٠٩ والله لو لا الله ما اهتدينا
|
|
ولا تصدقنا ولا صلينا
|
٢ / ٢١١حاشا قريشا فإن الله فضلهم
|
|
على البرية بالإسلام والدين
|
٢ / ٢٣٨حيثما تستقم يقدّر لك الل
|
|
ه نجاحا في غابر الأزمان
|
١ / ٢٤٧تمنّوا لي الموت الذي يشعب الفتى
|
|
وكل امرىء والموت يلتقيان
|
١ / ٢٥٦ألا ربّ مولود وليس له أب
|
|
وذي ولد لم يلده أبوان
|
٢ / ٢٥٧رويد عليا جدّ ما ثدي أمّهم
|
|
إلينا ولكن بغضهم متماين
|
٢ / ٣٥٨ وكلّ رفيقي كلّ رحل ـ وإن هما
|
|
تعاطى القنا قوماهما أخوان
|
٢ / ٢٦٣ ولم يبق سوى العدوا
|
|
ن دنّاهم كما دانوا
|
١ / ٢٧٧أخي حسبتك إياه وقد ملئت
|
|
أرجاء صدرك بالأضغان والإحن
|
١ / ٢٧٧لئن كان حبّك لي كاذبا
|
|
لقد كان حبيك حقا يقينا
|
١ / ٣٨٦أما الرحيل فدون بعد غد
|
|
فمتى تقول الدار تجمعنا
|
٢ / ٢٨٦أ جهّالا تقول بني لؤي
|
|
لعمر أبيك أم متجاهلينا
|
٢ / ٢٩٦ وألقيت سهمي وسطهم حين أوخشوا
|
|
فما صار لي في القسم إلا ثمينها
|
٢ / ٣٠٧ وأنتم معشر زيد على مائة
|
|
فأجمعوا أمركم طرا فكيدوني
|
١ / ٣٢٠رب وفقني فلا أعدل عن
|
|
سنن الساعين في خير سنن
|
٢ / ٣٢١قالوا خراسان أقصى ما يراد بنا
|
|
ثم القفول فقد جئنا خراسانا
|
١ / ٣٥٤ ووجه مشرق اللون
|
|
كأن ثدياه حقان
|
١ / ٣٥٦يد هدين الرؤوس كما يد هدى
|
|
حزاورة بأيديها الكرينا
|
٢ / ٣٥٨ وكل رفيقي كل رحل وإن هما
|
|
تعاطى القنا قوماهما أخوان
|
١ / ٣٦٨يحشر الناس لا بنين ولا آ
|
|
باء إلا وقد عنتهم شؤون
|
١ / ٣٧٣أبا الموت الذي لا بد أني
|
|
ملاق لا أباك تخوفيني
|
١ / ٣٨٣إنك لو دعوتني ودوني
|
|
زوراء ذات منزع بيون
|
لقلت لبيه لمن يدعوني
٢ / ٣٩٠ والله لن يصلوا إليك
بجمعهم
|
|
حتى أوسّد في التراب دفينا
|
٢ / ٣٩١لا يلفك الراجوك إلا مظهرا
|
|
خلق الكرام ولو تكون عديما
|
١ / ٣٩٦ فأصبحوا والنوى عالي
معرّسهم
|
|
وليس كل النوى تلقى المساكين
|
٢ / ٣٩٧يا خزر تغلب ماذا بال نسوتكم
|
|
لا يستفقن إلى الديرين تحنانا
|
١ / ٣٩٨دعي ما ذا علمت سأتقيه
|
|
ولكن بالمغيب نبئيني
|
١ / ٤٠٣صاح شمر ولا تزل ذاكر المو
|
|
ت فنسيانه ضلال مبين
|
١ / ٤٠٧أقاطن قوم سلمى أم نووا ظعنا
|
|
إن يظعنوا فعجيب عيش من قطنا
|
٢ / ٤٠٩لو لا اصطبار لأودى كل ذي مقة
|
|
لما استقلت مطاياهنّ للظعن
|
١ / ٤١١أنا ابن جلا وطلاع الثنايا
|
|
متى أضع العمامة تعرفوني
|
٢ / ٤٢١يا أبتا أرّقني القذّان
|
|
فالنوم لا تألفه العينان
|
١ / ٤٢٣قفا نبك من ذكرى حبيب وعرفان
|
|
وربع عفت آثاره منذ أزمان
|
١ / ٤٣٢قد كنت داينت بها حسانا
|
|
مخافة الإفلاس والليانا
|
١ / ٤٤٧ليت لي بهم قوما إذا ركبوا
|
|
شنوا الإغارة فرسانا وركبانا
|
١ / ٤٥٧إذا ما الغانيات برزن يوما
|
|
وزجّجن الحواجب والعيونا
|
١ / ٤٧٠تعش فإن عاهدتني لا تخونني
|
|
نكن مثل من يا ذئب يصطحبان
|
و ١ / ٤٧٥ ١ / ٤٧١يا رب من يبغض أذوادنا
|
|
رحن على بغضائه واغتدين
|
١ / ٤٧٦نحن الألى فاجمع جمو
|
|
عك ثم وجّههم إلينا
|
٢ / ٤٩٠عباس يا الملك المتوج والذي
|
|
عرفت له بيت العلا عدتان
|
١ / ٤٩٣ ولست براجع ما فات مني
|
|
بلهف ولا بليت ولا لواني
|
١ / ٥١٢ ولقد أمر على اللئيم يسبني
|
|
فأعفّ ثم أقول لا يعنيني
|
٢ / ٥١٦ ولقد علمت بأنّ دين محمّد
|
|
من خير أديان البريّة دينا
|
١ / ٥٢٠قد كان قومك يحسبونك سيدا
|
|
وإخال أنك سيد معيون
|
١ / ٥٢٦أيها السائل عنهم وعني
|
|
لست من قيس ولا قيس مني
|
١ / ٥٣٤ فو الله ما أدري وإن كنت داريا
|
|
بسبع رمين الجمر أم بثمان
|
٢ / ٥٣٨إذا جاوز الإثنين سرّ فإنه
|
|
بنثّ وتكثير الوشاة قمين
|
٢ / ٥٤٥ فقلت ادعى وادعوا إن أندى
|
|
لصوت أن ينادي داعيان
|
ـ ه ـ
١ / ٤٣ واها لسلمى ثم واها واها
|
|
هي المنى لو أننا نلناها
|
٢ / ٢٢٥ألقى الصحيفة كي يخفف رحله
|
|
والزاد حتى نعله ألقاها
|
٢ / ٣٠٤إذا رضيت عليّ بنو قشير
|
|
لعمر الله أعجبني رضاها
|
١ / ٤٥٧علفتها تبنا وماء باردا
|
|
حتى شتت همّالة عيناها
|
١ / ٥٤١ واها لريّا ثم واها واها
|
|
يا ليت عيناها لنا وفاها
|
بثمن نرضي به أباها
|
|
فاضت دموع العين من جراها
|
هي المنى لو أننا نلناها
ـ و ـ
٢ / ٣٩٤ وكم موطن لولاي طحت كما
هوى
|
|
بأجرامه من قلة النّيق منهوى
|
٢ / ٥٣٠إذا ما ترعرع فيها الغلا
|
|
م فما أن يقال له من هوه
|
٢ / ٥٤٣جمعت وفحشا غيبة ونميمة
|
|
خصالا ثلاثا لست عنها بمرعوي
|
ـ ي ـ
١ / ١٩إنا بني منقر قوم ذوو حسب
|
|
فينا سراة بني سعد وناديها
|
٢ / ٨٨ وأبلغ الحارث بن ظالم المو
|
|
عد والناذر النذور عليّا
|
٢ / ١٠٦إنما تقتل النيام ولا
|
|
تقتل يقظان ذا سلاح كميّا
|
٢ / ١٠١أو تحلفي بربك العليّ
|
|
أني أبو ذيالك الصبيّ
|
و ١ / ١٥٢ ٢ / ٢١٨عليّ إذا لاقيت ليلى بخلوة
|
|
أن ازدار ببيت الله رجلان حافيا
|
٢ / ٢٥٤ فأما كرام موسرون لقيتهم
|
|
فحسبي من ذي عندهم ما كفانيا
|
٢ / ١٧٢بدا لي أني لست مدرك ما مضى
|
|
ولا سابق شيئا إذا كان جائيا
|
و ١ / ٣٠١ ١ / ٢١٩ وقائلة خولان فانكح فتاتهم
|
|
واكرومة الحيّين خلو كما هيا
|
٢ / ٣٦٥تعز فلا شيء على الأرض باقيا
|
|
ولا وزر مما قضى الله واقيا
|
٢ / ٣٦٥ وحلّت سواد القلب لا أنا باغيا
|
|
سواها ولا عن حبّها متراخيا
|
٢ / ٣٦٥إذا الجود لم يرزق خلاصا من الأذى
|
|
فلا الحمد مكسوبا ولا المال باقيا
|
٢ / ٣٩٩بأهبة حزم لذ وإن كنت آمنا
|
|
فما كلّ حين من توالي مواليا
|
١ / ٤٢٩ وهي تنزّي دلوها تنزيّا
|
|
كما تنزي شهلة صبيّا
|
٢ / ٤٥٢لها بعد إسناد الكليم وهدئه
|
|
ورنة من يبكي إذا كان باكيا
|
هدير هدير الثور ينفض رأسه
|
|
يذب بروقية الكلاب الضواريا
|
٢ / ٤٨٧رضيت بك اللهم ربا فلن أرى
|
|
أدين إلها غيرك الله راضيا
|
فهرس أنصاف الأبيات
١ / ١٥ ...........................
|
|
فأكرم بنا خالا وأكرم بنا ابنما
|
٢ / ١٦أجدّكما لا تقضيان كراكما
|
|
..........................
|
١ / ١٩بننا تميما يكسف الضباب
|
|
..........................
|
٢/٣٥
........................
|
|
وأضرب منا بالسيوف القوانسا
|
٢ / ٣٩أ منجز أنتم وعدا وثقت به
|
|
.........................
|
٢/٤٠
.........................
|
|
ترقرق بالأيدي كميت عصيرها
|
١ / ٥٨أنا أبو المنهال بعض الأحيان
|
|
.....................
|
١ / ١٣٩عوجي علينا واربعي يا فاطما
|
|
....................
|
١/١٩٤
........................
|
|
سوابغ بيض لا يخرقها النبل
|
١/١٩٥
.......................
|
|
وأسيافنا يقطرن من نجدة دما
|
١ / ٢٢٢ ومنهل وردته التقاطا
|
|
...........................
|
١ / ٢٨٥ظللت كأني للرماح دريّة
|
|
..........................
|
٢/٣٠٦
................
|
|
كأنه جبهة ذرّى حبّا
|
١ / ٣٥١من لد شولا فإلى أتلائها
|
|
..........................
|
١/٣٥٤
...................
|
|
كأن وريديه رشاء خلب
|
٢ / ٤٥٢أ طربا وأنت قنّسريّ
|
|
...................
|
١ / ٤٩٢يا أيها الجاهل ذو التنزي
|
|
.......................
|
٢ / ٤٩٥ وافقعسا وأين مني فقعس
|
|
........................
|
فهرس
المقدّمة.......................................................................... ٥
باب الهمزة...................................................................... ٩
باب الباء.................................................................... ١١٥
باب التّاء.................................................................... ١٢٩
باب الثّاء.................................................................... ١٦٩
باب الجيم................................................................... ١٧١
باب الحاء.................................................................... ٢١١
باب الخاء.................................................................... ٢٤١
باب الدّال................................................................... ٢٥١
باب الذّال................................................................... ٢٥٣
باب الرّاء.................................................................... ٢٥٥
باب الزّاي................................................................... ٢٥٩
باب السّين.................................................................. ٢٦١
باب الشّين.................................................................. ٢٦٥
باب الصّاد.................................................................. ٢٦٧
باب الضّاد.................................................................. ٢٧٣
باب الطّاء................................................................... ٢٨٣
باب الظّاء................................................................... ٢٨٥
باب العين................................................................... ٢٨٧
باب الغين................................................................... ٣١٥
باب الفاء.................................................................... ٣١٩
باب القاف.................................................................. ٣٣٧
باب الكاف................................................................. ٣٤٣
باب اللّام.................................................................... ٣٦٥
باب الميم.................................................................... ٣٩٧
باب النّون................................................................... ٤٨١
باب الهاء.................................................................... ٥٢٩
باب الواو.................................................................... ٥٤١
باب الياء.................................................................... ٥٥١
الإملاء...................................................................... ٥٥٣
حروف الزيادة................................................................ ٥٦١
الحذف...................................................................... ٥٦٢
فهرس الآيات القرآنيّة.......................................................... ٥٦٥
فهرس الأبيات................................................................ ٥٨٥
فهرس أنصاف الأبيات........................................................ ٦١٣
الفهرس...................................................................... ٦١٥
|