تنويه

تتقدم المحققتان بالشكر للسيىدة / إيزيس سامح زكى

لقيامها بنسخ المخطوطة والمشاركة في مقابلتها.



دراسة وتقديم

تتناول هذه المخطوطة أهم معلم جغرافى بأرض مصر ، ألا وهو نهر النيل ، شريان حياتنا.

وقد عنى المفكرون فى جميع العصور منذ بدء التاريخ بنهر النيل ، وصفه وتتبع منابعه ، وحوضه ، ومصبه. وكثرت المحاولات لتفسير أحواله وظواهره المختلفة ، وهذه الأمور جميعها هى ما يطلق عليها «جغرافية النيل».

وكان الاهتمام بالنيل راجعا إلى أن جميع من سكن مصر أو خالط أهلها أو زارها أو جاورها ، يعلم تمام العلم أن النيل هو السبب فى ثراء مصر ورخائها ، وأنه الركيزة الأولى التى قامت عليها حضارتها المبكرة ، تلك الحضارة العظيمة الراقية منذ آلاف السنين ، والتى كان لها الفضل على العالم كله ، حيث نهل أبناؤه من وادى النيل مبادئ هذه الحضارة والعمران ، يوم لم يكن حضارة ولا عمران إلا ما نشأ ونما فى هذا الوادى الخصيب (١).

لذلك كان من الطبيعى أن يصبح نهر النيل محط اهتمام المصريين وغيرهم منذ أقدم العصور حتى يومنا هذا. فلا يوجد نهر فى العالم كله له من الفضل على إقليم وساكنيه ، ما لنهر النيل من الفضل على مصر وساكنى مصر. ولذا بدأت محاولات استكشاف النهر منذ بدأ المصرى القديم يتحول إلى الزراعة. وعلى الرغم من قلة المعلومات المتاحة للمصريين القدماء عن أعالى النيل ، إلا أنهم سرعان ما اتصلوا بغيرهم من الشعوب والبلاد التى تسكن وادى النيل فى جنوب مصر ، وهم بذلك كانوا مجدين فى الاستكشاف والاتصال بالبلاد الأخرى (٢).

واستمرت محاولات المصريين القدماء لكشف النهر ، ثم جاء اليونان واستمروا فى البحث والاستقصاء عن النهر ومنابعه ، وكان أشهرهم بطلميوس الجغرافى ؛ وهو مصرى يونانى ، كتب أكثر مؤلفاته فى أواسط القرن الثانى الميلادى ، وقد تناولت مؤلفاته الجغرافية جميع مناطق العالم ، وقد رسم العديد من الخرائط للعالم ولنهر النيل. وظلت

__________________

(١) محمد عوض محمد : نهر النيل ، ص ٧ ، ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة ٢٠٠١ م.

(٢) محمد عوض محمد : نهر النيل ، ص ١٣.


كتبه وخرائطه هى المرجع الأكبر لدراسة الجغرافيا عامة ، ونهر النيل خاصة ، إلى أواسط القرن السادس عشر ، أى إلى عصر النهضة الحديثة (١).

ومن أهم ما توصل إليه بطلميوس أنه استطاع وصف مجرى النيل وصفا دقيقا حتى نقطة اتصال نهر العطبرة بالنيل. كما وصف نهر العطبرة والنيل الأزرق والنيل الأبيض. كما أنه ذكر أن هناك بحيرتين عظيمتين يخرج من كل منهما نهر ، ثم يتحد النهران عند خط عرض ٢ شمالا. وذكر د. محمد عوض محمد أن بطلميوس كان غاية فى المهارة والدقة لتوصله إلى ذلك ، لأن مخرج النيل من بحيرة ألبرت واقع على خط عرض ١٥ ، ٢ ولكن بطلميوس بالغ فى بعد البحيرتين جنوبا فجعلهما تمتدان إلى خط عرض ٧ جنوبا بدلا من ٣٠ ، ٣ جنوبا.

كذلك بيّن بطلميوس بوضوح الفرق بين البحريات الاستوائية التى ينبع منها النيل الأبيض ، وبحيرة تانا (طانا) التى ينبع منها النيل الأزرق.

كما أشار بطلميوس إلى أن هنالك جبالا شامخة فى جنوب منابع النيل تغطيها الثلوج اسمها جبال القمر. وعلى الرغم من الخلاف الذى جرى حول حقيقة هذه الجبال التى ذكرها الجغرافيون القدماء ، إلا أنه استقر الرأى على أن المقصود بجبال القمر تلك الجبال البركانية الشاهقة ، أمثال : جبال كينيا ، وكليمنجارو ، والجون الواقعة جنوب وشرق بحيرة فكتوريا (٢).

كما أنه إلى بطلميوس يرجع الفضل فى جمع المعلومات عن البحيرات الاستوائية ، تلك المعلومات التى نظمها ورتبها وجعل منها صورة جغرافية منسقة ، مما جعل كتابه «المرجع الأكبر إن لم يكن الوحيد للجغرافيين من القرن الثانى إلى القرن السادس عشر» (٣).

واستمرت محاولات العرب فى القرون الأولى للهجرة ، ثم محاولاتهم فى العصور الوسطى. والحقيقة أن العرب نقلوا كتاب بطلميوس إلى لغتهم ، وكان مرجعهم الأكبر فى

__________________

(١) محمد عوض محمد : نهر النيل ، ص ١٦.

(٢) محمد عوض محمد : نهر النيل ، ص ١٦ ـ ١٧.

(٣) المرجع السابق ، ص ١٧.


كتابتهم الجغرافية ، ولكنهم زادوا على ما كتبه بطلميوس أشياء كثيرة إلا فيما يختص بأعالى النيل ؛ فكانت كتاباتهم فى ذلك قليلة.

ومن الملاحظ أيضا أن الزيادات التى أضافها العرب على ما ذكره بطلميوس عن النيل لم تكن صحيحة ، بل كانت تشوبها الخرافات والأساطير فى أحيان كثيرة. وقد اتضحت هذه الصورة فى كتابات الجغرافيين والمؤرخين فى العصر المملوكى (٦٤٨ ـ ٩٢٣ ه‍ / ١٢٥٠ ـ ١٥١٧ م) ، الذين نقلوا ما أورده القدماء من العرب وغيرهم عن نهر النيل ، ولم تزد معلوماتهم كثيرا عما أخذوه من القدماء.

وخير مثال لذلك اتفاقهم جميعا على أن نهر النيل ينبع من جبال القمر خلف خط الاستواء من عشرة عيون فى الأرض ـ والبعض ذكر أنها اثنتى عشرة عينا ـ تجتمع فى عشرة روافد ، تجتمع كل خمسة منها لتصب فى بحيرة ، ثم تجتمع هذه المياه مرة أخرى فى بحيرة واحدة حيث يخرج نهر النيل (١).

كما زعم بعضهم أن نهر السند من نيل مصر ، ودليله على ذلك الزعم وجود التماسيح فيه (٢). ويبدو أن ذلك هو السبب فى نسبة نهر النيل إلى أنهار الجنة ، حيث كانت النظرية السائدة فى ذلك الوقت تقول : «أن سائر مياه الأرض وأنهارها تخرج من تحت الصخرة بالأرض المقدسة» (٣). وفى قول آخر «إن أنهار الجنة مكانها فى أقصى الشرق وعلى الناحية الأخرى من بحر الظلمات» (٤).

كذلك من الأساطير العربية التى نسجت عن نهر النيل أنه كان يتبدد على وجه الأرض ، فلما قدم نقراوش الجبار بن مصرايم الأول بن مركابيل بن دوابيل بن عرباب بن آدم عليه السلام إلى أرض مصر ومعه عدة من بنى عرباب واستوطنوها ، وبنوا بها مدينة

__________________

(١) المسعودى : مروج الذهب ومعادن الجوهر ، ج ١ ، ص ٩٨ ، ط. ٤ ، القاهرة ١٩٦٤ م ؛ الخوارزمى : كتاب صورة الأرض ، ص ١٠٦ ـ ١٠٩ ، ط. فينا ١٩٢٦ م ؛ القلقشندى : صبح الأعشى ، ج ٣ ، ص ٢٩٠ ـ ٢٩١ ط. دار الكتب المصرية ، القاهرة ١٩١٨ م ؛ السيوطى : كوكب الروضة ، ص ٥٤ ـ ٥٧ ، مخطوط بدار الكتب المصرية رقم ٥٥٤ تاريخ تيمور ؛ المنوفى : الفيض المديد فى أخبار النيل السعيد ، ص ٤ ـ ٥ ، مخطوط بدار الكتب المصرية رقم ٦٦ جغرافيا.

(٢) راجع المسعودى : مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٩٩ حيث ذكر ذلك عن الجاحظ ؛ ابن حقول : صورة الأرض ، ق ١ ، ص ١٥٠ ، ليدن ١٩٣٨ م ؛ السيوطى : الكلام على النيل ، ص ٢٦ ، مخطوط بدار الكتب المصرية ، رقم ٣٨١ جغرافيا.

(٣) انظر ابن العماد : أخبار نيل مصر ، لوحة ٦ ص ٣٩.

(٤) راجع : Ency.of Islam ,Art (Al ـ Nil) وبحر الظلمات هو بحر الأقيانوس ، وهو المحيط الأطلنطى


أمسوس وغيرها من المدائن ، حفروا النيل حتى أجروا ماءه إليهم ، ولم يكن قبل ذلك معتدل الجرى ، بل كان ينبطح ويتفرق فى الأرض ، فوجّه الملك نقراوش المهندسين إلى النوبة فهندسوه وساقوا منه أنهارا إلى مواضع كثيرة من مدنهم التى بنوها. ثم لما خربت مصر بالطوفان ، وكانت أيام البودشير بن قفط بن مصر بن بيصر بن حام بن نوح عليه السلام عدل جانبى النيل تعديلا ثانيا بعد ما أتلفه الطوفان (١).

كما أن نهر النيل أخذ قسطا موفورا واهتماما ملحوظا من القصص الدينى ، من جانب المؤرخين والجغرافيين ، خاصة فى العصر المملوكى وذلك سواء أكان ذلك القصص مما ورد فى القرآن الكريم ، أو فى الأحاديث النبوية الشريفة ، أو مما أثر عن الصحابة والسلف الصالح ، أو من أقوال المفسرين للقرآن الكريم ، وعلماء اللغة. بل إن الكثير من مؤلفات ذلك العصر احتوت على الكثير من الأحاديث المنسوبة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، والتى ترجع النيل إلى أنهار الجنة ؛ وتصبغه بصبغة القدسية ، وتضفى عليه صفة الإيمان (٢) ؛ فهو سيد الأنهار ، سخر الله له كل الأنهار والعيون لتمده بمائها وقت زيادته ، فإذا وفّى زيادته وزرعت الأراضى ، أمر الله النيل أن يعود كما كان (٣). ويبدو أن هذا الاعتقاد الذى سيطر على أفكار الجغرافيين والمؤرخين المسلمين نتج من حقيقة أن الزيادة تحدث فى مياه نهر النيل صيفا ، فى حين أن مياه معظم الأنهار المعروفة تنقص فى ذلك الفصل من السنة.

وكان بلوغ الزيادة فى نهر النيل عند تمام الستة عشر ذراعا ، يعتبر علامة الوفاء ـ أى وفاء النيل ، وعندئذ يستحق تحصيل الخراج الذى للسلطان كاملا (٤). وتسمى زيادة الستة عشر ذراعا هذه «بماء السلطان». ويذكر المسعودى : أن أتم الزيادات نفعا للبلاد هى زيادة السبعة عشر ذراعا ، وذلك لأنها تروى جميع البلاد ، أما إذا زادت عن ذلك ووصلت إلى ثمانية عشر ذراعا فإن المياه تغطى ربع أراضى البلاد حتى يفوت أوان الزرع ، وهو ما

__________________

(١) المقريزى : الخطط ، ج ١ ، ص ٥٢ ، ط. بولاق.

(٢) المقريزى : الخطط ، ج ١ ، ص ٤٩ ؛ السيوطى : حسن المحاضرة ، ج ٢ ، ص ٣٠٢ ـ ٣٠٤ ، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ، ط. دار الفكر العربى ، القاهرة ١٩٩٨ م ؛ السيوطى : الكلام على النيل ، ص ١٣ ـ ١٩ ؛ كوكب الروضة ، ص ٤٩ ـ ٥١ ؛ الحجازى : نيل الرائد فى النيل الزائد ، ص ٨ ـ ٩ ، مخطوط بدار الكتب المصرية رقم ٣٨٠ جغرافيا.

(٣) ابن ظهيرة : الفضائل الباهرة فى محاسن مصر والقاهرة ، ص ١٦٩ ، تحقيق مصطفى السقا ، ط. دارالكتب ، القاهرة ١٩٦٩ م ؛ المقريزى : الخطط ، ج ١ ، ص ٤٩ ـ ٥٠ ، ص ٦٠.

(٤) المسعودى : مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٤٣.


اصطلح على تسميته استبحار الأراضى ، وفى هذه الحالة يعقب انصراف تلك الزيادة حدوث الأوبئة والأمراض بمصر (١).

أما إذا نقصت مياه النهر عن حد الوفاء ، فإن ذلك يعتبر نذيرا بحدوث المجاعة لنقص الزروع والأقوات ، ثم يعقب ذلك حدوث الوباء ، وتفشى حالات الموت الجماعى ، واضطراب أحوال البلاد وانتشار الفوضى والقلاقل.

ومن الملاحظ أيضا على بعض كتابات علماء المسلمين عن نهر النيل ، أنهم حاولوا إرجاع زيادة أو نقص مياه النيل إلى حركة الشمس والقمر فى البروج السماوية ، «بسبب النور والظلمة ، والبدر والمحاق» (٢) ، فأرجعوا زيادة ماء النيل إلى المد الذى يكون فى البحر ؛ فإذا فاض ماء البحر تراجع النيل وفاض على الأراضى ، وفسروا ذلك بأن حركة البحر التى أطلق عليها «المد والجزر» تحدث فى كل يوم وليلة مرتين ، وفى كل شهر قمرى مرتين ، وفى كل سنة مرتين (٣).

بل إن بعض الجغرافيين ذكر فى مؤلفه أنه لمعرفة زيادة النيل أو نقصانه فى كل سنة قبل حدوثها ، فإن ذلك يستطلع ويستنتج من حركة القمر والشمس فى البروج ، وقسم البروج إلى نارية ، وترابية ، ومائية ، وهوائية. وذكر أن القمر إذا كان فى البروج النارية فهذا يدل على قلة الماء ونقصانه ، وإن كان القمر فى البروج الترابية تكون مياه النيل متوسطة ، وإن كان القمر فى البروج المائية فهذا يدل على كثرة مياه النيل وتوقع حدوث استبحار الأراضى ، أما إذا كان القمر فى البروج الهوائية فإن مياه النيل تكون كثيرة المنافع قليلة الضرر (٤).

ومن الجدير بالذكر أن زيادة النيل كان يستدل بها عن حالة الثروة القومية للبلاد فى كل سنة. لذلك كان من الطبيعى أن يهتم المصريون منذ أقدم العصور بمقاييس النيل التى بنوها على النهر من أسوان حتى القاهرة. وهذه المقاييس بنيت لقياس مستوى المياه

__________________

(١) المسعودى : مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٤٢.

(٢) المسعودى : مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٩٨.

(٣) لمزيد من التفاصيل عن المد والجزر اليومى والشهرى والسنوى راجع ما ذكره المقريزى فى الخطط ، ج ١ ، ص ٥٤ ـ ٥٥.

(٤) المنوفى : الفيض المديد فى أخبار النيل السعيد ، ص ١٧ ـ ١٨ ؛ راجع أيضا الخطط ، ج ١ ، ص ٦٧ ـ ٦٨.


فى هذا النهر ، وذلك لاتخاذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة الزيادة أو النقص فى المياه ، لتجنب الأخطار الناتجة عن كل منهما.

ومن الأمور التى يجب مراعاتها فى كل مقياس أن يكون مثبتا تثبيتا متينا إلى جانب النهر ، بحيث لا يكون عرضة لأن يزحزحه عن موضعه أى طارئ من الطوارئ. ويوجد على كل مقياس بيان بالارتفاعات المختلفة ، وهذه الارتفاعات تقاس بالنسبة إلى نقطة الصفر المصطلح عليها. ونقطة الصفر فى المقاييس المقامة على النيل من أسوان حتى القاهرة ، هى مستوى سطح البحر المتوسط (١).

وبالنسبة لمقاييس النيل الموجودة بمصر ، فيمكن تقسيمها إلي قسمين :

أ ـ مقاييس بنيت قبل الإسلام مثل : مقياس منف الذى ينسب إلى يوسف الصديق عليه السلام ، ويذكر المؤرخون أنه أول مقياس بنى فى مصر. ومقياس أنصنا وأخميم بصعيد مصر ، وقد ذكر المؤرخون أن الملكة دلوكة ـ من ملوك مصر بعد الطوفان ـ قامت ببنائهما (٢).

ب ـ مقاييس بنيت بعد الفتح العربى لمصر مثل : مقياس أسوان الذى بناه عمرو ابن العاص بعد فتح مصر ، ومقياس دندرة ببلاد الصعيد والذى ينسب أيضا لعمرو بن العاص (٣). ومقياس أنصنا الذى بنى فى خلافة معاوية بن أبى سفيان ، وتذكر المصادر أن هذا المقياس ظل مستخدما حتى بنى الوالى الأموى عبد العزيز بن مروان (٦٥ ـ ٨٦ ه‍) مقياسا غيره بحلوان سنة ٨٠ ه‍ (٤).

وهناك المقياس الذى بناه أسامة بن زيد التنوخى بجزيرة الروضة سنة ٩٧ ه‍ ، وهو أكبر هذه المقاييس جميعا ، وقد هدمته مياه النيل (٥). وقد قام الخليفة المأمون

__________________

(١) لمزيد من التفاصيل عن مقاييس النيل انظر : محمد عوض محمد : نهر النيل ، ص ٣٥٣ ـ ٣٥٦.

(٢) ابن عبد الحكم ، فتوح مصر ، ص ٤٧ ، ٤٩ ، مكتبة الثقافة الدينية ، القاهرة ١٩٩٥ م ؛ المقريزى : الخطط ، ج ١ ، ص ١٩٩ ؛ القلقشندى : صبح الأعشى ، ج ٣ ، ص ١٩٨ ؛ السيوطى : كوكب الروضة ، ص ٧٤ ؛ المنوفى : الفيض المديد ، ص ٤٠.

(٣) المقريزى : الخطط ، ج ١ ، ص ٥٦ ـ ٥٧.

(٤) المقريزى : الخطط ، ج ١ ، ص ٥٧ ؛ السيوطى : كوكب الروضة ، ص ٧٤ ؛ ابن مماتى : قوانين الدواوين ، ص ٧٥ ـ ٧٦ ، تحقيق عزيز سوريال عطية ، القاهرة ١٩٤٣ ؛ راجع أيضا : حسن إبراهيم حسن : تاريخ الاسلام السياسى ، ج ١ ، ص ٢٤٠ ، ط ١٣ ، دار النهضة المصرية ، القاهرة ١٩٩١ م.

(٥) المسعودى : مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٤٤ ؛ المقريزى : الخطط ، ج ١ ، ص ٥٦ ؛ السيوطى : حسن المحاضرة ، ج ٢ ، ص ٣٧٤ ؛ ابن مماتى : قوانين الدواوين ، ص ٧٢.


(١٩٨ ـ ٢١٨ ه‍) ببناء مقياس بجزيرة الروضة فى سنة ١٩٩ ه‍ مكان المقياس الذى تهدم ، ولكنه لم يتم ذلك. وفى سنة ٢٤٧ ه‍ بنى الخليفة المتوكل (٢٣٢ ـ ٢٤٧ ه‍) مقياسا فى الموضع نفسه ، وقد ظل مقياس الروضة مستخدما حتى عصر أسرة محمد على باشا ، وما زال موجودا كأثر حتى عصرنا الحالى (١).

ومن الملاحظ أيضا أن العلماء المسلمين الذين كتبوا عن نهر النيل فى العصور الوسطى لاحظوا أن ماء النيل يخضر مع بداية الزيادة. وقد ذكر المقريزى أن عامة أهل مصر كانوا يقولون عن هذا الاخضرار «قد توخّم النيل» (٢) ، ويرون أن الشرب منه حينئذ مضر.

أما عن سبب هذا الاخضرار فى ماء النيل فيرجعونه إلى لجوء الحيوانات ـ خاصة الفيلة ـ إلى البحيرات التى فى أعالى النيل ، فترقد فيها بأعدادها الهائلة لمقاومة شدة الحر هناك ، ولذلك يتغير لون ماء تلك البحيرات ، وعند ما تهطل الأمطار فى الجنوب وتتكاثر السيول فى تلك البحيرات ، تدفع هذه المياه الخضراء أمامها فتصل إلى مصر بهذا اللون مع الزيادة. ثم يعقب ذلك احمرار المياه وتكدرها لاختلاطها بالطين والصخور المتفتتة التى تجرفها الأمطار من منطقة الجبال بالحبشة (٣).

ويضيف ابن العماد فى كتابه «أخبار نيل مصر» نقلا عن مروج الذهب تفسيرا آخر لاخضرار ماء النيل عند بدء الزيادة ، فيذكر أن بعض البحيرات فى أعالى النيل تنقطع عن النيل فى فترة نقص المياه ، فتمكث هذه المياه فى البحيرات فترة طويلة فيخضر لونها ، فلما تأتى الزيادة فى المياه نتيجة للأمطار ، تصب هذه البحيرات مياهها فى النيل فيخضر ماؤه مع الزيادة (٤).

__________________

(١) لمزيد من التفاصيل عن مقياس الروضة راجع : المقريزى : الخطط ، ج ١ ، ص ٥٨ ؛ المنوفى : الفيض المديد ، ص ٤١ ـ ٤٢ ؛ الخيارى المدنى : تحفة الأدباء وسلوة الغرباء ، ج ٣ ، ص ١١٢ ، تحقيق رجاء محمود السامرائى ، بغداد ١٩٨٠ م ؛ الخطط التوفيقية ، ج ١٨ ، ص ٤٣ وما بعدها ، ط. دار الكتب ، القاهرة ٢٠٠٥ م.

(٢) المقريزى : الخطط ، ج ١ ، ص ٥٦.

(٣) المقريزى : الخطط ، ج ١ ، ص ٥٦ ، ٦٤ ؛ النويرى : نهاية الأرب ، ج ١ ، ص ٢٦٤ ، ط. دار الكتب المصرية ، القاهرة ١٩٢٩ م.

(٤) انظر : مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٥٢ ؛ ابن العماد : أخبار نيل مصر ، لوحة ٣٧ ـ ٣٨ ص ٦٥.


وقد ذكر الدكتور محمد عوض محمد أنه توجد بعض البحيرات فى منطقة منابع النيل الاستوائية أشبه بالمستنقعات ، لكثرة الأعشاب والنباتات المائية بها ، ولقلة عمقها وانخفاض مستواها عن مستوى بحيرة فكتوريا ، لذلك يتغير لون المياه بها إلى اللون الأخضر. وهذا الرأى يتفق إلى حد كبير مع ما ذكره المسعودى سابقا (١).

وهكذا يتضح لنا أن ما كتبه الجغرافيون والمؤرخون المسلمون عامة ، والمصريون خاصة عن نهر النيل ، إنما يعكس مدى أهمية هذا النهر الخالد ومكانته فى نفوسهم ، وشعورهم القوى بفضله عليهم. وقد أدرك هيرودوت هذه الحقيقة حين زار مصر وشاهد هذا النهر العظيم ، فأطلق عبارته التى سجلها التاريخ على مر العصور وهى «مصر هبة النيل».

__________________

(١) محمد عوض محمد : نهر النيل ، ص ٤٩ ـ ٦٣.


مقدمة التحقيق

مؤلف مخطوطة أخبار نيل مصر هو شهاب الدين أحمد بن عماد بن يوسف بن عبد النبى ، أبو العباس الأقفهسى ثم القاهرى الشافعى ، المعروف بابن العماد (١) الأقفهسى ، المتوفى سنة ٨٠٨ ه‍ / ١٤٠٦ م (٢).

ومن شيوخه : الجمال الإسنوى ، السراج البلقينى ، خليل بن طرنطاى ، ابن الشهيد ، الشمس الوفاء ، ابن الصائغ ، الجمال الباجى ، الزين على بن محمد بن على الأيوبى الأصبهانى.

أما عن مؤلفاته فهى عديدة ، منها : التعقبات على المهمات ، شروح المنهاج ، أحكام المساجد ، أحكام النكاح ، آداب الطعام ، والإبريز فيما يقدم على موت التجهيز ، القول التام فى أحكام المأموم والإمام ، موقف المأموم والإمام ، شرح العمدة ، الأربعين النووية ، البردة ، التبيان فيما يحل ويحرم من الحيوان ، التبيان فى آداب حملة القرآن ، الاقتصاد فى كفاية العقاد ، كشف الأسرار ، الدرة الفاخرة ، الآخرة ، قصيدة نظم الدرر فى هجرة خير البشر ، آداب دخول الحمام ، نظم التذكرة لابن الملقن فى علوم الحديث وشرحها ، أخبار نيل مصر ، البيان التقريرى فى تخطئة الكمال الدميرى ، المواطن التى تباح فيها الغيبة ، الدماء المجبورة ، الأماكن التى تؤخر فيها الصلاة عن أول الوقت ، الدر النفيس فى النجاسات المعفو عنها (٣).

مكانة ابن العماد الأقفهسى بين علماء عصره :

اعتبره معاصروه أحد أئمة الفقهاء الشافعية فى عصرهم ـ أى العصر المماليكى.

فقال عنه ابن حجر : أحد أئمة الفقهاء الشافعية فى هذا العصر ، سمعت من نظمه من لفظه (٤). وقال عنه أيضا : سمعت من لفظه قصيدة مدح بها شيخنا سراج الدين البلقينى (٥).

__________________

(١) ذكر ابن حجر أنه يعرف بابن عماد. انظر : المجمع المؤسس للمعجم المفهرس ، ص ٤٥٢ ، ط. مؤسسة الرسالة ، بيروت ١٩٩٦ م.

(٢) انظر ترجمته فى : الضوء اللامع ، ج ٢ ، ص ٤٧ ـ ٤٩ ، مكتبة القدسى ، القاهرة ١٣٥٤ ه‍ ؛ إنباء الغمر ، ج ٢ ، ص ٣٣٢ ، ط. المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، القاهرة ١٩٩٤ م ؛ المجمع المؤسس للمعجم المفهرس ، ص ٤٥٢ ؛ ابن العماد الحنبلى : شذرات الذهب ، ج ٧ ، ص ٧٣ ، بيروت د. ت. ؛ الزركلى : الأعلام ، ج ١ ، ص ١٧٨.

(٣) السخاوى : الضوء اللامع ، ج ٢ ، ص ٤٨ ـ ٤٩ ؛ المجمع المؤسس ، ص ٤٥٢.

(٤) ابن حجر : إنباء الغمر ، ج ٢ ، ص ٣٣٢ ـ ٣٣٣.

(٥) ابن حجر : المجمع المؤسس ، ص ٤٥٢ ؛ الضوء اللامع ، ج ٢ ، ص ٤٨ ـ ٤٩.


وقال عنه المقريزى : أحد فضلاء الشافعية (١).

وقال البرهان الحلبى عنه : من نبهاء الشافعية ، كثير الاطلاع والتصنيف ، ونعم الشيخ كان ـ رحمه الله. وكتب عنه أيضا :

إمام محب ناشىء متصدق

مصل وباك خائف سطوة الباس

يظلهم الرحمن فى ظل عرشه

إذا كان يوم الحشر لا ظل للناس

وقال عنه : وهو كثير الفوائد ، دمث الأخلاق ، وفى لسانه بعض حبسة (٢).

أما مخطوطة أخبار نيل مصر ، فترجع أهميتها إلى أن المعلومات التى وردت بها توضح بجلاء أن العلماء المسلمين لم يقفوا مكتوفى الأيدى فى ميدان الاستكشاف والتفسير ، سواء ما كان متعلقا بنهر النيل ، أو ببعض الظواهر الطبيعية ، أو بالآثار القديمة ، بل إنهم بذلوا كل ما لديهم من جهد ، واجتهدوا فى ضوء ما لديهم من معلومات وإمكانات ، ولم يكتفوا بالنقل ممن سبقوهم ، بل حاولوا تفسير كل شىء على قدر استطاعتهم ، وهذا يوضح المنهج العلمى للعلماء المسلمين.

كما ترجع أهمية هذه المخطوطة إلى أن مؤلفها قام بجمع معظم النصوص التى كتبها الجغرافيون والمؤرخون والفقهاء السابقون عن نهر النيل من المصادر المختلفة ، وقام بترتيبها ومقارنتها ببعضها البعض ، ثم كتبها فى هذه المخطوطة مجتمعة. وقد ذكر ابن العماد ذلك صراحة فى عنوان المخطوطة وقال : «جمعه الشيخ شهاب الدين بن العماد الأقفهسى». وكان أمينا فى إسناده كل نص إلى صاحبه ، وفى كثير من الأحيان كان يذكر اسم الكتاب الذى أخذ النص عنه. وبذلك يكون له الفضل فى جمع مادة متنوعة عن نهر النيل فى كتيب واحد ، بعد أن كانت هذه المادة موزعة بين فصول الكتب الكبيرة التى جمع منها تلك المادة (٣).

__________________

(١) المقريزى : السلوك لمعرفة دول الملوك ، ج ٤ ق ١ ، ص ٢٥ ، ط. دار الكتب المصرية ، القاهرة ١٩٧٢ م.

(٢) انظر : الضوء اللامع ، ج ٢ ، ص ٤٩.

(٣) قمنا بتوثيق معظم هذه النصوص فى الهوامش ، مع ذكر أسماء المصادر التى وردت بها وأرقام الأجزاء والصفحات لتسهيل عملية الرجوع إليها.


النسخ الخطية : توجد نسختان هما :

١ ـ نسخة رقم ٤٧١ الزكية ، بدار الكتب المصرية.

عدد أوراقها سبعون ورقة.

عدد الأسطر فى كل ورقة : ثلاثة عشر سطرا.

متوسط عدد الكلمات فى السطر : تسع كلمات.

تاريخ نسخها : سنة ٨٩٩ ه‍. ولم يرد بها ذكر للناسخ.

وقد كتبت المخطوطة بخط النسخ الواضح.

وقد ذكر فى صفحة العنوان : «كتاب يذكر فيه نيل مصر ، من أين يخرج من الأرض ، وفى أى مكان يذهب ، وسبب تكدره وخضرته فى وقت الزيادة ، ومن أين تمده الزيادة ، وفى أى مكان تذهب زيادته إذا نقص. جمعه الشيخ شهاب الدين ابن العماد الأقفهسى».

٢ ـ نسخة رقم ٩ جغرافيا حليم ، بدار الكتب المصرية.

عدد أوراقها خمس وثلاثون ورقة.

عدد الأسطر فى كل ورقة : أحد عشر سطرا.

متوسط عدد الكلمات فى السطر : عشر كلمات.

تاريخ نسخها : سنة ١٠٧٧ ه‍.

قام بنسخها : مصطفى بن عبد الله.

وقد كتب المخطوطة بخط النسخ.

وقد اعتمدنا النسخة الأولى أصلا للتحقيق لوضوح خطها ولكونها الأقدم والأقرب إلى عصر المؤلف ، ولخلوها من الأخطاء. أما النسخة الثانية فاتخذناها نسخة مساعدة.


مصادر المخطوطة :

تعددت مصادرها وتنوعت ، تبعا لتعدد وتنوع قراءات مؤلفها. فكان منها ما هو ذو طابع دينى ، كالقرآن الكريم ، وكتب التفسير المتنوعة مثل : تفسير مقاتل ، تفسير الواحدى ، تفسير الكواشى ، تفسير الزمخشرى ، وتفسير البغوى.

وكتب الأحاديث الشريفة مثل : صحيح مسلم بشرح النووى ، النووى فى شرح المهذب ، النهاية فى غريب الحديث والأثر لابن الأثير ، وشرح ملتقطات من الحنفية.

ومنها كتب التاريخ العام والخطط والفضائل مثل : التنبيه والإشراف ، ومروج الذهب ومعادن الجوهر للمسعودى ، تاريخ مصر وفضائلها لابن زولاق ، فتوح مصر لابن عبد الحكم ، الولاة للكندى ، ويبدو أنه رجع إلى كتب أخرى للكندى غير موجودة بين أيدينا الآن. ورجع أيضا إلى كتب الجاحظ.

كما رجع إلى المعاجم اللغوية مثل : الخصائص لابن جنى ، الصحاح للجوهرى ، «شرح مشكلات الوسيط والوجيز للغزالى» لأبى الفتوح العجلى.

منهج المؤلف :

ويمكن إجمال منهج ابن العماد الأقفهسى فى النقاط التالية :

أولا : تنوعت طرقه فى النقل عن مصادره ، بين النقل الحرفى أو التلخيص لعبارة الأصل ، أو بعبارته هو ، والتداخل بين المصادر المختلفة المعنية بالمبحث الذى يتناوله فى موضع واحد فيما يعرف بالجمع التأليفى.

ثانيا : فى بعض المواضع كان يسلّم بالخرافات والأساطير المتوارثة ، دون محاولة مناقشتها أو التوغل فى أعماقها للوصول إلى الحقائق العلمية الصحيحة. ومع ذلك فربما كان عذره أن هذه الأمور كانت منتهى ما وصل إليه إدراكه وإدراك معاصريه ومن سبقوهم فى ذلك الموضع فى تلك الفترة التاريخية.

ثالثا : امتاز ابن العماد بالأمانة فى النقل من مصادره ، وكان ينسب كل قول إلى صاحبه ، وإذا كان هناك رأى معارض لذلك القول فإنه كان يحرص على إثباته مع ذكر اسم صاحبه ، وذلك حتى يضع كل الآراء أمام القارئ لتمام الفائدة.


منهج التحقيق :

عمدنا إلى نسخة الزكية «ز» كما أشرنا ، واتخذناها أصلا ، ثم قابلنا عليها نسخة حليم «ح» ، وأثبتنا الفوارق فى هوامش الصفحات. اللهم إلا ما تحقق لنا من خطأ النسخة «ز» فيه ، أو سقطه منها ، فإننا قمنا بتصويب الخطأ ، وأثبتنا الساقط فى المتن ، سواء بإضافته من النسخة «ح» أو من المصادر التى نقل عنها ابن العماد. وقد أشرنا إلى ذلك فى الهوامش ، ووضعنا التصويب والإثبات بين حاصرتين فى المتن.

كما أننا قد صوبنا بعض الأخطاء النحوية ، وأشرنا إلى ذلك فى الهوامش.

بالإضافة إلى أننا راجعنا النص على معظم المصادر التى نقل عنها المؤلف ، والتى ذكرها صريحة فى مواضعها ، وأثبتنا الفوارق فى الهوامش لتكتمل الجوانب من زواياها المختلفة لدى القارئ.

كذلك قمنا بعمل ترجمات للأعلام التى أوردها المؤلف فى المتن ، كما عرّفنا بالأماكن والبلدان والمواقع من المعاجم الجغرافية المختلفة ، كما عرّفنا بالمصطلحات الواردة من معاجم اللغة ومن المعاجم المتخصصة بالمصطلحات.

كما قمنا بتخريج الآيات القرآنية الكريمة ، والأحاديث النبوية الشريفة التى وردت فى المتن ، إلا القليل الذى لم نعثر عليه فى كتب الأحاديث الصحيحة أو الموضوعة ، وقد أثبتنا ذلك جميعه فى الهوامش.

ولكى تعم الفائدة المرجوة من الكتاب زودناه ببعض الخرائط أثبتنا عليها المعالم الجغرافية والأماكن التى أوردها المؤلف فى الكتاب ، وذلك للتسهيل على القارئ فى معرفة هذه المواقع على الخريطة ، للإلمام بالصورة كاملة وللاستمتاع بعرض المؤلف لأخبار هذا النهر الخالد.

كما قمنا بعمل فهارس تحليلية للكتاب.

هذا وبالله التوفيق ، ومنه العون والسداد.

القاهرة فى ١ / ٦ / ٢٠٠٣ م

د. لبيبه إبراهيم مصطفى محمد



صور من المخطوطات













كتاب يذكر فيه نيل مصر

من أين يخرج من الأرض ، وفى أى مكان يذهب ، وسبب تكدره وخضرته فى وقت الزيادة ، ومن أين تمده الزيادة ، وفى أى مكان تذهب زيادة إذا نقص.

جمعه

الشيخ شهاب الدين بن العماد الأقفهسى

جمعنا الله وإياه فى الجنة ، بمنه وكرمه ، «والمسلمين أجمعين» (١).

آمين ، آمين ، آمين

__________________

(١) ما بين الأقواس ساقط من نسخة ح.



بسم الله الرحمن الرحيم

«وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم» (١)

الحمد لله حمدا يوافى نعمه ، ويكافىء مزيده ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، شهادة توجب العاقبة الحميدة ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أرسله إلى الأمة الشهيدة ، وإلى سائر الفرق القريبة والبعيدة ، فبلّغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، ودعا إلى الله عبيده ، ونسأل الله من فضله أن يجعلنا من الأمة السعيدة ، ولا يجعلنا من الفرق العنيدة.

وبعد ، فقد روى عن سيدنا «رسول الله» (٢) صلى الله عليه وسلم أنه قال : «أربعة لا تشبع من أربعة ، عين من نظر ، وأنثى من ذكر ، وأرض من مطر ، وعالم من خبر» (٣).

ولما كان إقليم مصر مشتملا على فوائد وأمور عجيبة ، استخرت الله تعالى فى أن أجمع فيه من نفيس الغرائب ما لا ينبغى لذوى العلم / إهمالها ، ولا لساكن مصر [٣] إغفالها. وكيف وكلهم أو أكثرهم لو سئل عن نهر النيل من أين يخرج من الأرض؟ وفى أى مكان يذهب؟ ، ولو سئل عن طوله ، وعن سبب تكدّره وخضرته فى وقت الزيادة ، ومن أين تمدّه الزيادة؟ وفى أى مكان يذهب ومادته إذا نقص؟ ، لما أجاب (٤) عن ذلك.

وأنا إن شاء الله مبين لجميع ذلك ، قاصدا فيه الاختصار (٥). وقبل الشروع فى ذلك أتعرض لما يدلّ على فضيلة هذا النهر على غيره من أنهار الدنيا ، وبيان ذلك فى فصلين.

__________________

(١) ما بين الأقواس ساقط من نسخة ح.

(٢) «محمد» فى نسخة ح.

(٣) نص الحديث : «أربع لا يشبعن ـ وفى لفظ لا تشبع ـ من أربع : أرض من مطر ، وأنثى من ذكر ، وعين من نظر ، وعالم من علم» رواه الحاكم فى تاريخ نيسابور ، وأبو نعيم عن أبى هريرة مرفوعا. وزاد فى الدرر كالزركشى وابن عدى عن عائشة وقال : منكر. انتهى. وأورده العقيلى فى الضعفاء ، وابن الجوزى فى الموضوعات لأنه روى من طرق فيها كذاب ومتروك الحديث ومنكر ، وقال المنوفى الأشبه ما فى المشهور أنه من كلام الحكماء.

انظر : إسماعيل بن محمد العجلونى الجراحى : كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس ، ج ١ ، ص ١٠٧ ، ط. القدسى ، القاهرة ١٣٥١ ه‍.

(٤) «لجأت» فى نسخة ح ، وهو خطأ فى النسخ.

(٥) «الاختار» فى نسخة ح ، وهو خطأ فى النسخ.



الفصل الأول

فى بيان فضله

وقد وردت فيه آيات وأحاديث.

أما الآيات : فمنها قوله تعالى : (وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى)(١).

وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «سيحان (٢) ، وجيحان (٣) ، والفرات ، والنيل ، «كلّ» (٤) من أنهار الجنة» (٥).

قال البغوى فى تفسير هذه الأنهار الأربعة : تخرج من نهر الكوثر. قال : قال كعب الأحبار : نهر دجلة نهر ماء أهل الجنة ، ونهر الفرات نهر لبنهم ، ونهر مصر نهر خمرهم ، ونهر سيحان نهر عسلهم (٦).

ونقل ابن زولاق (٧) فى «تاريخ مصر» عن كعب الأحبار ؛ أن نهر مصر نهر العسل فى الجنة ، والفرات نهر الخمر ، وسيحان نهر الماء ، وجيحان نهر اللبن.

__________________

(١) سورة محمد ، جزء من الآية (١٥).

(٢) سيحان ، وكان يقال له سارس. هو نهر بالثغر من نواحى المصيصة ، وهو نهر أذنة بين أنطاكية والروم. ياقوت : معجم البلدان ، ج ٣ ، ص ٢٠٩ ـ ٢١٠ ، ط. طهران ١٩٦٥ م ؛ لسترانج : بلدان الخلافة الشرقية ، ص ١٦٣ ، ترجمة بشير فرنسيس وآخرين ، ط. بغداد ١٩٥٤ م.

(٣) جيحان ، وكان يقال له بيرامس. هو نهر بالمصيصة بالثغر الشامى ، ومخرجه من بلاد الروم. معجم البلدان ، ج ٢ ، ص ١٧٠ ؛ بلدان الخلافة الشرقية ، ص ١٦٣.

(٤) ما بين الأقواس ساقط من نسخة ح.

(٥) الحديث : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «فجّرت أربعة أنهار من الجنة الفرات والنيل وسيحان وجيحان».

مسند أحمد بن حنبل ، ج ١٢ ، ص ٥٠٦ ، حاشية (٢) ط. مؤسسة الرسالة ، بيروت ١٩٩٧. وقال المحققون حديث صحيح وإسناده حسن. وانظر أيضا : شرح النووى على صحيح مسلم ، ج ٨ ، ص ١٤٩ ، ط. صبيح ، القاهرة د. ت.

(٦) جزء من حديث طويل عن ابن عباس ، رواه مسلم.

(٧) ابن زولاق : فضائل مصر وأخبارها وخواصها ، ص ٧٥ ، تحقيق على عمر ، ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة ١٩٩٩ م.


وفى حديث الإسراء أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : «لما انتهيت إلى سدرة المنتهى فرأيت أربعة أنهار [يخرج](١) من أصلها نهران ظاهران ونهران باطنان (٢) ، «فقلت : يا جبريل ما هذه الأنهار؟» (٣). قال : أما النهران الباطنان فنهران فى الجنة. وأما الظاهران فالنيل والفرات» (٤).

قال النووى فى شرح مسلم : قال مقابل الباطنان هما / السلسبيل (٥) والكوثر (٦). قال : قال القاضى عياض ـ رحمه الله ـ : هذا الحديث يدل على أن أصل سدرة المنتهى فى الأرض ، لخروج الفرات والنيل من أصلها. قال : وهذا الذى قاله غير لازم ، بل معناه أن الأنهار تخرج من أصلها ، ثم تسير حيث أراد الله تعالى حتى تخرج من الأرض وتسير فيها ، وهذا لا يسعه عقل ولا شرع ، وهو ظاهر الحديث ، فوجب المصير إليه ، والله تعالى أعلم. وما ذكره النووى هو الصواب.

__________________

(١) «يخرجن» فى نسختى المخطوطة. والتصويب من نص الحديث الذى ورد طويلا فى صحيح مسلم ، ج ١ ، ص ١٤٩ ـ ١٥١ ، كتاب الإيمان ، باب الإسراء ، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقى ، ط. البابى الحلبى ، القاهرة ١٩٥٥ م ؛ وأوله : «عن مالك بن صعصعة قال : قال نبى الله صلى الله عليه وسلم : «بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان ...».

كما ورد بصحيح البخارى ، ج ٥ ، ص ٦٦ ـ ٦٩ ، كتاب مناقب الأنصار ، باب المعراج. ط. صبيح ؛ مسند أحمد ابن حنبل ، ج ٢٠ ، ص ١٠٧ ـ ١٠٨ ، وقال المحققون إنه إسناد صحيح على شرط الشيخين.

(٢) تقديم وتأخير فى نسخة ح.

(٣) ما بين الأقواس ساقط من نسخة ح ، وهو كما فى نص حديث مسلم.

(٤) ورد نص هذا الحديث فى : المنوفى : الفيض المديد فى أخبار النيل السعيد ، ص ٩ ؛ المقريزى : الخطط ، ج ١ ، ص ٥٠ ؛ النويرى : نهاية الأرب ، ج ١ ، ص ٢٦٣.

(٥) السلسبيل : جمعها سلاسب ، وسلاسيب. وهو الشراب السهل المرور فى الحلق لعذوبته ، والخمر ، واسم عين فى الجنة. انظر : المعجم الوسيط ، ج ١ ، ص ٤٤٥.

(٦) الكوثر : عن أنس فى قوله عز وجل (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : هو نهر فى الجنة.

قال النبى صلى الله عليه وسلم «رأيت نهرا فى الجنة حافتاه قباب اللؤلؤ ، فقلت : ما هذا يا جبريل؟ قال : هذا الكوثر الذى أعطاكه الله». قال محققوا الموسوعة إسناده صحيح على شرط الشيخين. انظر : مسند أحمد بن حنبل ، ج ٢٠ ، ص ١٠٩ ـ ١١٠.


فقد ذكر البغوى فى سورة (وَالنَّجْمِ)(١) أن سدرة المنتهى هى شجرة طوبى (٢). وذكر فى سورة الرعد فى قوله تعالى (طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ)(٣) أن [شجرة](٤) طوبى شجرة أصلها فى بيت النبى صلى الله عليه وسلم ، وأنه ما من بيت فى الجنة إلا وفيه غصن منها (٥).

وقال ابن زولاق فى تاريخ مصر : إن النيل يجرى من تحت سدرة المنتهى (٦) ، وإنه لو تقفّى آثاره لوجد فى أول جريانه أوراق / الجنة. قال : ولذلك ندب (٧) إلى أكل البلطى من [٦] السمك ، لأنه يتتبع أوراق الجنة فيرعاها. ويشهد لصحة «ما ذكره» (٨) ما روى أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : «عليكم بالحيزوم (٩) فإنه يرعى من حشيش الجنة».

وذكر بعضهم أن سائر مياه الأرض وأنهارها تخرج أصلها من تحت الصخرة بالأرض المقدسة ، والعلم عند الله تعالى.

فائدة : طوبى وزنها فعلى ، مشتقة من الطيب ، وأصلها طيبى ، «ووقعت» (١٠) الباء بعد ضمة ، فقلبت واوا.

قال ابن جنى (١١) : حكى أبو حاتم سهل بن محمد السجستانى فى كتابه الكبير فى «القراءات» (١٢) قال : قرأ علىّ أعرابى بالحرم : طيبى لهم وحسن مآب» ، فقلت له :

__________________

(١) سورة النجم ، جزء من الآية (١).

(٢) شجرة طوبى : قال قتادة : هى كلمة عربية ، يقول الرجل طوبى لك : أى أصبت خيرا. وعن شهر بن حوشب قال : طوبى شجرة فى الجنة ، كل شجر الجنة منها ، أغصانها من وراء سور الجنة.

وذكر البعض أن الرحمن تبارك وتعالى غرسها بيده من حبة لؤلؤة ، وأمرها أن تمتد ، فامتدت إلى حيث يشاء الله تبارك وتعالى ، وخرجت من أصلها ينابيع أنهار الجنة من عسل وخمر وماء ولبن.

ولمزيد من التفصيل انظر : ابن كثير : تفسير القرآن العظيم ، ج ٢ ، ص ٥١٢ ، ط. دار إحياء الكتب العربية. د. ت.

(٣) سورة الرعد ، الآية (٢٩).

(٤) ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل ، ومثبت من نسخة ح.

(٥) انظر : تفسير القرآن العظيم ، ج ٢ ، ص ٥١٢.

(٦) انظر : تاريخ مصر وفضائلها ، ص ١٦ ، تحقيق على عمر ، ط. الثقافة الدينية ، القاهرة ٢٠٠٢ م.

(٧) ندب : دعا. المعجم الوسيط ، ج ٢ ، ص ٩١٧ ، مادة «ندب».

(٨) «ما ذكر» فى نسخة ح.

(٩) الحيزوم : اسم فرس من خيل الملائكة. انظر : الجوهرى : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨٩٩ ، تحقيق أحمد عبد الغفور عطار ، دار الكتاب العربى ، مصر د. ت ؛ النهاية فى غريب الحديث والأثر ، ج ١ ، ص ٢٧٤ مادة (حيزم).

(١٠) ما بين الأقواس ساقط من نسخة ح.

(١١) انظر : ابن جنى : الخصائص ، ج ١ ، ص ٧٦ ـ ٧٧ ، تحقيق محمد على النجار ، ط. الثالثة ، هيئة الكتاب ، القاهرة ١٩٨٦ م.

(١٢) «القرآن» فى نسخة ح.


طوبى ، فقال : طيبى ، «فأعدت عليه فقلت : طوبى ، فقال : طيبى ، فأعدت عليه فقلت : طوبى ، فقال : طيبا. فقلت : طوبا. فقال : طيبا» (١). فلما طال علىّ فقلت : طوطو.

قال / : طى طى.

وعن ابن عباس رضى الله «عنه» (٢) فى قوله تعالى : (طسم) (٣) ، إن الطاء شجرة طوبى ، وإن السين سدرة المنتهى ، وإن الميم محمد صلى الله عليه وسلم (٤). وهو يدل على أن شجرة طوبى غير سدرة المنتهى ، والله أعلم.

قال سعيد بن جبير (٥) : طوبى اسم الجنة بالحبشية. وسميت سدرة «المنتهى» (٦) لأن علم «الملائكة» (٧) ينتهى إليها. وما يعلم ما فوقها إلا الله عز وجل (٨).

وعن أسماء (٩) بنت أبى بكر الصديق رضى الله [عنهما](١٠) قالت : سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يذكر سدرة المنتهى ، فقال : «يسير الراكب فى ظلها مائة (١١) عام ، ويستظل فى ظل «الفنن» (١٢) منها [مائة](١٣) راكب ، فيها فراش (١٤) من ذهب ،

__________________

(١) ما بين الأقواس زيادة عن نص ابن جنى فى الخصائص.

(٢) ما بين الأقواس ساقط من نسخة ح.

(٣) سورة الشعراء ، آية (١).

(٤) انظر : القرطبى : الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٣ ، ص ٨٩ ، ط. دار الكتب المصرية ، القاهرة ١٩٤٤ م.

(٥) انظر تفسير ابن كثير ، ج ٢ ، ص ٥١٢.

(٦) ما بين الأقواس ساقط من نسخة ح.

(٧) «الملأ» فى نسخة ح.

(٨) ورد هذا النص فى الجامع الصحيح ، ج ٥ ، ص ٣٦٦ ـ ٣٦٧ ، كتاب تفسير القرآن ، باب ٥٣ ، حديث ٣٢٧٦ ، تحقيق كمال يوسف الحوت ، ط. دار الكتب العلمية ، بيروت ١٩٧٣ م.

(٩) ورد حديث بسنده ونصه فى سنن الترمذى ، ج ١٠ ، ص ١٢ ، كتاب أبواب صفة الجنة ، باب ما جاء فى صفة أهل الجنة ؛ وقد ورد جزء من الحديث عن أنس بن مالك فى صحيح البخارى ، ج ٤ ، ص ١٤٤ ، كتاب بدء الخلق ، باب ما جاء فى صفة الجنة ، وأنها مخلوقة ؛ كما ورد ضمن حديث طويل فى مسند أحمد بن حنبل ، ج ١٩ ، ص ٤٨٥ ـ ٤٨٨ ، ج ٢٠ ، ص ١١١ ـ ١١٢ ، وقال المحققون إن إسناده صحيح على شرط الشيخين.

(١٠) «عنها» فى الأصل. والمثبت بين الحاصرتين من نسخة ح.

(١١) «مائة ألف» فى نسخة ح. والمثبت من زيتفق مع نص الحديث.

(١٢) «العنن» فى نسخة ح.

(١٣) «مائة ألف» فى نسختى المخطوطة. والمثبت من نص الحديث.

(١٤) «فراس» فى نسخة ح.


كأن ثمرها (١) القلال. والفنن بنونين : الغصن (٢). وفى القرآن العظيم (ذَواتا أَفْنانٍ)(٣) أى أغصان.

قال مقاتل : شجرة طوبى تحمل الحلى والحلل (٤) والثمار من جميع / الألوان ، لو أن [٨] ورقة منها وضعت لأهل الأرض لأضاءت لأهل الأرض. (٥)

وفى جامع الصحاح عن الليث قال : سدرة المنتهى فى السماء [السادسة](٦) لا يتجاوزها نبى ولا ملك ، قد أظلت السماء والجنة. منها قوله تعالى : (وَما يَسْتَوِي الْبَحْرانِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ سائِغٌ شَرابُهُ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ)(٧). وقوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً)(٨).

وأصل المرج الخلط ، يقال للرجل إذا أخلا الشىء حتى اختلط بغيره : قد مرجه. ومرج البحرين : خلا سبيلهما حتى «اختلطا» (٩). وأمر مريج : مختلط. والعذب : الحلو. والفرات : أعذب العذوبة. والملح : المالح. والأجاج : أملح الملوحة ، ويقال : ملح وهو الأشهر ، وبه جاء القرآن (١٠). ومالح لغة قليلة (١١).

قال الشاعر (١٢) :

بصريّة تزوجت بصريّا

يطعمها المالح والطّريّا

__________________

(١) «سمرها» فى نسخة ح.

(٢) انظر محيط المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٣٦ مادة «فنن».

(٣) سورة الرحمن ، آية (٤٨).

(٤) «ووالحلل» فى نسخة ح.

(٥) «لو أن ورقة منها وضعت فى الأرض لأضاءت الأرض» انظر : تفسير مقاتل بن سليمان ، ج ٢ ، ص ٣٧٧ ، تحقيق عبد الله محمود شحاتة ، ط. هيئة الكتاب ، القاهرة ١٩٨٣.

(٦) «السابعة» فى نسختى المخطوطة. والمثبت بين الحاصرتين من صحيح مسلم ، ج ١ ، ص ١٠٩ ، باب فى ذكر سدرة المنتهى ؛ الجامع الصحيح (سنن الترمذى) ، ج ٥ ، ص ٣٦٧ ، كتاب تفسير القرآن ، باب ٥٣.

(٧) سورة فاطر ، آية (١٢).

(٨) سورة الفرقان ، آية (٥٣).

(٩) «اختلط» فى نسخة ح.

(١٠) لمزيد من التفصيل انظر : تفسير القرطبى ، ج ١٣ ، ص ٥٨ ـ ٥٩ ، تفسير سورة الفرقان.

(١١) «قليل فى نسخة ح.

(١٢) هو الشاعر أبو العذافر ورد بن سعد التيمى. انظر : وفيات الأعيان ، ج ٤ ، ص ٣٦ ، حاشية (١) ؛ الصحاح ، ج ١ ، ص ٤٠٦ حيث أورد البيت وذكر أنه من قول عذافر.


وقال آخر :

ولو تفلت فى البحر والبحر مالح

لأصبح ماء البحر من ريقها عذبا

وسمع من العرب : أما أنا فلا أعبج بمالح ، أى لا أنتفع به ولا أصح.

وأصل البرزخ الحاجز بين «الشيئين» (١) ليمنع من وصول أحدهما إلى الآخر. ومنها قوله تعالى : (وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ)(٢) أى حاجز يمنعهم من الرجوع إلى الدنيا. والحاجز بين البحرين حاجز قدّره (٣) ، لأن البحر العذب ينصب فى الملح ، ولا يختلط أحدهما بالآخر (٤) ، بل يشاهد كل منهما مميزا عن الآخر مسافة طويلة ، ثم بعد ذلك يغوص بحر النيل فى الملح ولا يختلط به ، بل يجرى تحته متميزا عنه كالزيت مع الماء ، ولهذا يظهر لركاب البحر فى بعض النواحى ، فيستقون منه للشرب ، وذلك فى أماكن معروفة.

[١٠] وقوله تعالى : (وَحِجْراً مَحْجُوراً) أى حراما محرما (٥) ، أى يختلط هذا / بهذا أو هذا بهذا. وأصل الحجر المنع ، ومنه سمى العقل حجرا ، لأنه يمنع صاحبه من تعاطى القبائح ، وما لا يليق به. قال تعالى : (هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ)(٦) أى عقل.

ومنه قوله تعالى : (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ. بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ)(٧). قوله مرج أى أرسل [وخلّى](٨). وقوله تعالى لا يبغيان أى لا يغلب الملح على العذب فيفسد حلاوته ، ولا يبغى (٩) العذب على الملح منه فيفسد مرارته.

وقد أحسن الشاعر فى قوله :

وبأمره البحران يلتقيان

لا ينبغى عذب مرور أجاج

__________________

(١) «السنين» فى نسخة ح.

(٢) سورة المؤمنون ، آية (١٠٠).

(٣) أى قدّره الله تعالى. انظر : تفسير القرطبى ، ج ١٧ ، ص ١٦٢ ، ١٦٣.

(٤) «إلى الآخر» فى نسخة ح.

(٥) انظر : تفسير القرطبى ، ج ١٣ ، ص ٢٠ ـ ٢١.

(٦) سورة الفجر ، آية (٥).

(٧) سورة الرحمن ، آية (١٩).

(٨) «خلّا» فى نسختى المخطوطة. والمثبت من تفسير القرطبى ، ج ١٧ ، ص ١٦٢. وهو الصحيح.

(٩) «ينبغى» فى نسخة ح.


وقوله تعالى : (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ)(١) ، فاللؤلؤ ما عظم من الجواهر ، والمرجان ما صغر. قاله الواحدى (٢). فإن قيل كيف؟ قال : يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ، لا يخرج إلا من أحدهما وهو بحر الملح. فالجواب من ثلاثة أوجه ؛ أحدها : قال الثعلبى (٣) : إن الأصل يخرج / من أحدهما ، ثم حذف المضاف وانفصل الضمير [١١] واتصل بمن ، فصار منهما.

وقال غيره : إن البحرين لما صارا واحدا باتصالهما صح عود الضمير عليهما ، وصح أن يقال : يخرج منهما.

وقال بعضهم : بل الصّدفة (٤) تعلو على وجه الماء منتفخة فى وقت المطر ، فإذا وقع فيها قطر الماء انطبقت وغاصت فى البحر ، فما وقع فيه قطرة واحدة تربّت جوهرة كبيرة ، وتسمى عندهم الدرة اليتيمة. فإن عطبت صارت صدفة.

وما وقع فيه أكثر من قطرة تربى فيه بعدد القطر من الجواهر ، وذلك اللآلىء الصغار. فعلى هذا يكون الإسناد إليهما حقيقة لأن قطر المطر يكون كاللقاح للصّدفة «وتربيته» (٥) فى البحر (٦).

ومنها قوله تعالى حكاية عن فرعون ـ لعنه الله ـ (قالَ يا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي)(٧).

__________________

(١) سورة الرحمن ، آية (٢٢).

(٢) انظر : الواحدى : الوسيط فى تفسير القرآن المجيد ، ج ٤ ، ص ٢٢٠ ، تحقيق عادل أحمد عبد الموجود وآخرين ، ط. أولى ، دار الكتب العلمية ، بيروت ١٩٩٤ م.

(٣) راجع : الوسيط فى تفسير القرآن المجيد ، ج ٤ ، ص ٢٢٠.

(٤) الحيوان الذى يتولد فى اللؤلؤ هو بعض الأصداف ، وهو دقيق القوائم ، لزج ، ينفتح بإرادة منه ، وينضم كذلك ، ويمشى أسرابا ، ويزدحم على المرعى. انظر : ابن الأكفانى : نخب الذخائر فى أحوال الجواهر ، ص ٢٦ ـ ٢٧ ، القاهرة ١٩٨٩ م.

(٥) «وتربيه» فى نسخة ح.

(٦) راجع تفسير القرطبى ، ج ١٧ ، ١٦٣ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٤ ، ص ٢٧١ ـ ٢٧٢.

(٧) سورة الزخرف ، آية (٥١).


قال / صاحب الفتوح (١) : المراد بالأنهار النيل. قال : وكان النيل على أيام فرعون مقسوما على أنهر وجداول ، وكانت أرض مصر كلها تروى من ستة عشر ذراعا ، وكانت أرض مصر وبناؤها مركّب على جداول وأنهر تجرى تحتها من البحر ، وهو معنى قوله تعالى : (وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي).

وقال تعالى : (فَأَخْرَجْناهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ)(٢) [الآية](٣). وفى قوله «تعالى» (٤) : (قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا)(٥) أى أمامك وبين يديك. وقد قيل أيضا مثله هنا. والسرى : النهر الصغير (٦).

وأما الأحاديث فمنها ما سبق ، ومنها ما روى أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : «يقول الله عز وجل نيل مصر خير أنهارى أسكن عليه [خيرتى](٧) من عبادى ، فمن أرادهم بسوء كنت لهم من ورائهم». أورده ابن زولاق.

[١٣] قال الكندى : وروى عن عقبة (٨) بن مسلم برفعه أن الله تبارك وتعالى يقول / يوم القيامة لساكنى مصر : ألم أسكنكم مصر وكنتم تشبعون من مائها؟ قال : وسأل معاوية

__________________

(١) انظر : ابن عبد الحكم : فتوح مصر والمغرب ، ص ١٧٧ ، تحقيق على عمر ، ط. الثقافة الدينية ، القاهرة ١٩٩٥ م ؛ ابن ظهيرة : الفضائل الباهرة ، ص ١٥٧.

(٢) سورة الشعراء ، آية (٥٧).

(٣) ما بين الحاصرتين إضافة من نسخة ح.

(٤) ما بين الأقواس ساقط من نسخة ح.

(٥) سورة مريم ، آية (٢٤).

(٦) انظر : تفسير ابن كثير ، سورة مريم ، ج ٣ ، ص ١١٧ ؛ المعجم الوسيط ، ج ٢ ، ص ٤٤٥.

(٧) «بخيرتى» فى نسختى المخطوطة. والمثبت بين الحاصرتين من فضائل مصر وأخبارها ، ص ٧٤ ؛ ابن ظهيرة : الفضائل الباهرة ، ص ١٥٨. وقد ورد فى نهاية الحديث فى المصدرين «فمن أرادهم بسوء كبه الله عليه». ولم نقف على هذا الحديث فى الأحاديث الصحيحة ، أو الثابتة عن النبى صلى الله عليه وسلم. وقد أورد ابن الكندى عن شفىّ بن عبيد الأصبحى ، أنه قال : «مصر بلدة معفاة من الفتن لا يريدهم أحد بسوء إلا صرعه الله ، ولا يريد أحد هلكهم إلا أهلكه الله». «وذكر أهل العلم أنه مكتوب فى التوراة : بلد مصر خزانة الله ، فمن أرادها بسوء قصمه الله». انظر : ابن الكندى : فضائل مصر المحروسة ، تحقيق على محمد عمر ، ص ٢٩ ، ط. الخانجى ، القاهرة ١٩٩٧ م.

(٨) هو عقبة بن مسلم التجيبى ، أبو محمد المصرى ، المتوفى سنة ١٢٠ ه‍ تقريبا. استخلفه والى مصر حنظلة بن ـ صفوان بن تويل بن بشر الكلبى على الفسطاط سنة ١٠٣ ه‍. روى عن عبد الله بن عمر ، وعقبة بن عمر ، وروى عن حيوة بن شريح ، وحرملة بن عمران. انظر : الكندى : ولاة مصر ، ص ٩٣ ، تحقيق حسين نصار ، ط. الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة ، سلسلة الذخائر ، العدد (٦٦) ؛ الفضائل الباهرة ، ص ١٥٨ ، حاشية ٦.


ابن أبى سفيان كعبا فقال : أسألك بالله العظيم هل تجد (١) لنيل مصر ذكرا فى كتاب الله عز وجل التوراة (٢)؟ قال : أى والذى فلق البحر لموسى إنى لأجده فى كتاب الله ، أن الله يوحى إليه عند ابتدائه : إن الله يأمرك أن تجرى على كذا ، فاجر على اسم الله. ثم يوحى إليه عند انتهائه : إن الله يأمرك أن ترجع فارجع راشدا. يعنى يوحى إليه عند انتهاء النقص والزيادة (٣).

قال المسعودى (٤) : وليس فى الدنيا نهر يسمى بحرا ويما غير النيل ، [لكبره](٥) واستبحاره. وأشار إلى قوله تعالى : (فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِ)(٦). قال ابن عباس : يريد النيل ، وذلك أنها جعلته فى تابوت وألقته فى النيل ، فحمله الموج إلى دار فرعون ، فأخذه ورباه صغيرا لأمر يراد.

قال : وليس فى الدنيا نهر يزيد بترتيب ، وينقص / بترتيب ، غير النيل (٧).

وذكر أبو قبيل (٨) : أن نيل مصر فى زيادته يفور كله من أوله إلى آخره ، وهذا هو السبب فى تكدره ، لأن العيون إذا نبعت من الأرض اختلطت بالطين فى حال نبعها فتكدرت. قال : وأجمع أهل العلم على أنه ليس فى الدنيا نهر أطول مدا من النيل ، يسير مسيرة شهر فى الإسلام ، وشهرين فى النوبة ، وأربعة أشهر فى الخراب حيث [لا عمارة

__________________

(١) «تجدا» فى نسخة ح.

(٢) «فى التوراة» فى نسخة ح.

(٣) نقل ابن العماد هذا النص بتصرف من الفضائل الباهرة نقلا عن الكندى. انظر : ص ١٥٨ ـ ١٥٩.

(٤) راجع قول المسعودى فى مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٤١.

(٥) «لكثرة استبحاره» فى نسختى المخطوطة. والمثبت من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٤١.

(٦) سورة طه ، جزء من آية (٣٩). وانظر تفسير ابن كثير ، ج ٣ ، ص ١٤٧.

(٧) عن هذا القول انظر : تاريخ الطبرى ، ج ١ ، ص ٢٠٠ ، ٢٠١ ، ٢٠٣ ، ط. دار القلم ؛ ابن كثير : قصص الأنبياء ، ص ٢٦٦ ـ ٢٦٨ ، ط. دار إحياء الكتب العربية ، د. ت ؛ الفضائل الباهرة ، ص ١٥٩ ـ ١٦٠.

(٨) أبو قبيل هو : حى بن هانىء بن ناضر المعافرى ، يمانى قدم واستوطن مصر ، وروى عن عقبة بن عامر ، وعبد الله ابن عمرو ، وشفىّ بن ماتع ، توفى سنة ١٢٧ أو ١٢٨ ه‍ / ٧٤٦ م عن عمر يناهز المائة. انظر : ابن سعد : الطبقات الكبرى ، ج ٧ ، ص ٥١٢ ، ط. دار صادر ، بيروت ١٩٦٨ ؛ الذهبى : سير أعلام النبلاء ، ج ٥ ، ص ٢١٤ ـ ٢١٥ ، ط. ١١ ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ١٩٩٦.


فيها](١) إلى أن يخرج من جبل القمر (٢) خلف خط الاستواء. وليس فى الدنيا نهر يصب فى بحر الروم والصين غير نيل مصر. وليس فى الدنيا نهر يزيد ويمتد فى أشد ما يكون [١٥] من الحر حين تنقص أنهار الدنيا وعيونها غير النيل. وكلما / زاد الحر كان أوفر لزيادته (٣).

وليس فى الدنيا نهر يزرع عليه ما يزرع على النيل ، ولا يجبى (٤) من خراج نهر من أنهار الدنيا ما يجبى (٤) من خراج النيل (٥). وليس فى الدنيا نهر ينبت عليه القمح اليوسفى (٦) غير النيل.

قال الكندى : وولى ابن «الحبحاب» (٧) خراج مصر لأمير المؤمنين هشام ، فخرج بنفسه فمسح أرض مصر التى «تروى» (٨) بالنيل عامرها وغامرها ، فوجد فيها ثلاثين ألف ألف فدان.

__________________

(١) «العمارة» فى نسختى المخطوطة. والمثبت بين الحاصرتين من معجم البلدان ، ج ٤ ، ٨٦٢.

(٢) ورد فى الفضائل الباهرة أن جبل القمر «يستوى فيه الليل والنهار ، وأضيف إلى القمر لأنه يظهر تأثيره فيه عند زيادته ونقصانه بسبب النور والظلمة والبدوّ والمحاق. وقيل سمى جبل القمر لأن القمر لا يطلع عليه. انظر : الفضائل الباهرة ، ص ١٦٢ ؛ راجع أيضا : الخطط ، ج ١ ، ص ٥٢.

أما كلاودوس بطلميوس ـ أعظم الجغرافيين القدماء فى القرن الثانى الميلادى ـ فقد أشار إلى أن هناك جبالا شامخة فى جنوب منابع النيل تغطيها الثلوج اسمها «جبال القمر». بينما أكثر الكتاب يرون أن القدماء إنما أرادوا بجبال القمر تلك الجبال البركانية الشاهقة أمثال كينيا وكليمنجارو والجون الواقعة جنوب وشرق بحيرة فكتوريا.

انظر : محمد عوض محمد : نهر النيل ، ص ١٧.

(٣) ورد هذا النص فى الفضائل الباهرة ، ص ١٥٩ ؛ فضائل مصر وأخبارها ، ص ٧٦ ـ ٧٧.

(٤) «يجبا» فى نسختى المخطوطة. والصحيح ما أثبتناه.

(٤) «يجبا» فى نسختى المخطوطة. والصحيح ما أثبتناه.

(٥) ورد هذا النص فى معجم البلدان ، ج ٤ ، ص ٨٦٢ ـ ٨٦٣ ؛ الفضائل الباهرة ، ص ١٥٩ ؛ فضائل مصر وأخبارها ، ص ٧٧.

(٦) ذكر المسعودى أن القمح اليوسفى هو أعظم القمح حبا ، وأطوله شكلا ، وأثقله وزنا. انظر : التنبيه والإشراف ، ص ٢٠ ، تصحيح عبد الله إسماعيل الصاوى ، القاهرة ١٩٣٨ م.

(٧) «ابن الجناب» فى نسخة ح. وهو عبيد الله بن الحبحاب السلولى ، كان صاحب خراج مصر من قبل الخليفة الأموى هشام بن عبد الملك. انظر : الكندى : ولاة مصر ، ص ٩٥ ـ ٩٨ ؛ راجع هذا النص فى فضائل مصر وأخبارها وخواصها ، ص ٨٩ ـ ٩٠ ؛ الفضائل الباهرة ، ص ١٢٣ ؛ الذهبى : تاريخ الإسلام ، حوادث سنة ٤٧٨ ه‍ ، ص ٤٧٨ ، تحقيق عمر عبد السلام تدمرى ، ط. الثالثة ، دار الكتاب العربى ، بيروت ١٩٩٧ م.

(٨) «يروى» فى نسخة ح. وقد ورد النص فى الفضائل الباهرة ، ص ١٦٢.


قال ابن لهيعة : كان لنيل مصر قطيعة على كورة مصر ؛ عشرون ومائة ألف رجل ، معهم المساحى (١) والآلة ، سبعون ألفا للصعيد ، وخمسون ألفا لأسفل الأرض ، لحفر الخليج ، وإقامة الجسور والقناطر ، وسد النرع ، وقلع القضبان (٢) والحلفا ، وكل نبت يضر بالأرض (٣).

وقال / محفوظ بن سليمان (٤) : إذا تم الماء ستة عشر ذراعا فقد وفا خراج مصر ، [١٦] [فإذا زاد بعد ذلك ذراعا واحدة زاد فى الخراج مائة ألف دينار ، لما يروى من العمار](٥). فإن زاد الماء بعد ذلك ذراعا واحدا نقص مائة ألف [دينار](٦) لما يستبحر (٧) من البطون (٨).

وقال المسعودى : [يبتدئ](٩) نيل مصر بالتنفس والزيادة بقية بؤونة وأبيب ومسرى ، وإذا كان الماء زائدا زاد شهر توت كله. فإذا انتهت الزيادة إلى [ستة عشر ذراعا](١٠) ، ففيه تمام الخراج الذى للسلطان ، وخصب [الأرض ، وريع للبلد عام ، وهو ضار للبهائم](١١) لعدم المرعى والكلأ. وأتمّ الزيادة كلها العامة النافعة للبلد كله [سبعة عشر](١٢) ذراعا ، وفى ذلك [كفايتها](١٣) ورى جميع [أراضيها](١٤). وإذا زادت على السبع عشرة الذراع ، وبلغت ثمانى عشرة وأفاضتها ، استبحر من [أرض](١٥) مصر الربع ، وفى ذلك ضرر لبعض

__________________

(١) المساحى : جمع مسحاة ، وهى أداة تجرف بها الأرض.

(٢) القضب : هو كل شجرة طالت وبسطت أغصانها.

(٣) ورد هذا النص فى فضائل مصر وأخبارها ، ص ٧٥ ـ ٧٦.

(٤) محفوظ بن سليمان ، عامل خراج مصر فى عهد هارون الرشيد ، ولاه سنة ١٨٧ ه‍ ثم عزله ، وأعيد فى عهد الخليفة الواثق ، واستمر فى ولايته حتى مات سنة ٢٥٤ ه‍. انظر : ولاة مصر ، ص ١٦٦ ـ ١٦٧.

(٥) ما بين الحاصرتين مثبت من الفضائل الباهرة ، ص ١٦٠ ـ ١٦١ ؛ فضائل مصر وأخبارها ، ص ٧٦.

(٦) ما بين الحاصرتين مثبت من الفضائل الباهرة ، ص ١٦١ ؛ فضائل مصر وأخبارها ، ص ٧٦.

(٧) المستبحر : كل أرض وطيئة نفذ إليها الماء ولم يجد مصرفا ، حتى فات أوان الزرع والماء باق على الأرض. انظر : الخطط ، ج ١ ، ص ١٠١.

(٨) ورد هذا النص فى : الفضائل الباهرة ، ص ١٦٠ ـ ١٦١ ؛ فضائل مصر وأخبارها ، ص ٧٦.

(٩) «يبتدأ» فى نسختى المخطوطة.

(١٠) «ذراع ستة عشر» فى نسختى المخطوطة. والمثبت بين الحاصرتين من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٤٢ ، حيث ينقل ابن العماد عنه.

(١١) «وخصب الناس فيه ظمأ ريع البهائم» فى نسختى المخطوطة. والمثبت بين الحاصرتين من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٤٢ ، حيث ينقل ابن العماد عنه.

(١٢) «سبع عشرة» فى نسخة ز ، «سبع عشر» فى نسخة ح. والصحيح ما أثبتناه ..

(١٣) «كفافها» فى نسختى المخطوطة. والمثبت بين الحاصرتين من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٤٢.

(١٤) «أرضها» فى نسختى المخطوطة. والمثبت بين الحاصرتين من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٤٢.

(١٥) ما بين الحاصرتين إضافة للتوضيح من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٤٢.


الضياع ، لما ذكرناه من وجوه الاستبحار [(١) وغير ذلك. وإذا كانت الزيادة ثمان عشرة ذراعا كانت العاقبة فى انصرافه حدوث وباء بمصر.

قال : ومساحة الذراع إلى أن تبلغ اثنى عشر ذراعا ثمانية وعشرون إصبعا ، ومن اثنى عشر ذراعا إلى ما فوق يصير الذراع أربعا وعشرين إصبعا. وأقل ما يبقى فى قاع المقياس من الماء ثلاثة أذرع ، وفى مثل تلك السنة يكون الماء قليلا ، والأذرع التى يستسقى عليها بمصر ذراعان ؛ تسمى منكر ونكير ، وهى ذراع ثلاثة عشر ذراعا ، وذراع أربعة عشرة ذراعا. فإذا انصرف الماء عن هذين الذراعين وزاد نصف ذراع من الخمسة عشر ، استسقى الناس بمصر ، وكان الضرر شاملا لكل البلدان ، إلى أن يأذن الله تعالى فى زيادة الماء. وإذا دخل الماء فى ستة عشر كان فيه صلاح لبعض الناس ، ولا يستسقى فيه ، وكان [ذلك](٢) نقصا من خراج السلطان (٣).

قال : «٤ ـ ٤» وكانت مصر كلها تروى من ستة عشر ذراعا «٤ ـ ٤» ، وكانت فيما يذكر أكثر البلاد جنانا ، وذلك أن جنانها كانت متصلة بحافتى النيل من أوله إلى آخره ، من حد أسوان إلى رشيد (٥). وكان الماء إذا بلغ فى زيادته تسعة أذرع دخل خليج المنهى (٦) ، وخليج الفيوم (٧) ، وخليج سردوس (٨).

__________________

(١) بداية سقط صفحة كاملة من نسخة ز. والمثبت من نسخة ح ، الصفحات (٩ ظ ـ ١٠ ظ). وسوف نشير عند نهاية هذا السقط.

(٢) ما بين الحاصرتين إضافة للتوضيح من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٤٣.

(٣) ورد هذا النص فى مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٤٢ ـ ٣٤٣.

(٤ ـ ٤) وردت هذه العبارة فى الفضائل الباهرة ، ص ١٦١.

(٥) من البلاد القديمة ، قاعدة مركز رشيد ، من الموانىء النيلية ، كان لها طابع وصفة حربية ، لذلك حرّمت السلطات المماليكية دخولها من البحر المتوسط ، ونقلت نشاطها التجارى إلى ميناء بلدة فوة جنوب رشيد. انظر : القاموس الجغرافى ، ق ٢ ج ٢ ، ص ٣٠٠ ، ط. دار الكتب ، القاهرة ١٩٥٤ ـ ١٩٥٥ ؛

HEYD : Hist. Du Commerce, T. II, PP. ٧٣٤ ـ ٩٣٤, Leipzig ٥٢٩١

(٦) خليج المنهى : متشعب من خليج الفيوم ، فعند ما قابل خليج الفيوم النيل ناحية دروة سربام التى تعرف بدروة الشريف ، تشعبت منه فى غربيه شعبة تسمى المنهى ، وهذا الخليج يستقبل بحر يوسف الذى يصل إلى الفيوم.

الخطط ، ج ١ ، ص ٧١ ، ٢٤٧ ؛ ابن عبد الحكم : فتوح مصر ، ص ٢٦.

(٧) خليج الفيوم : حفره النبى يوسف الصديق ـ عليه السلام ـ عندما عمّر الفيوم ، وهو مشتق من النيل ، لا ينقطع جريه أبدا. الخطط ، ج ١ ، ص ٧١ ، ٢٤٧ ؛ فتوح مصر ، ص ٢٦.

(٨) خليج سردوس : ذكرت المصادر أن الوزير هامان حفره بأمر فرعون ، فلما ابتدأ حفره أتاه أهل كل قرية يسألونه أن يجرى الخليج تحت قريتهم ويعطونه مالا. وقد استجاب لهم ، وكان كلما ذهب به إلى قرية كان أهلها يحملون إليه مالا ، حتى اجتمع له من ذلك مائة ألف دينار ، فأتى بذلك إلى فرعون ، فأمره فرعون برد ذلك المال إلى أصحابه.

انظر : فتوح مصر ، ص ٢٦ ؛ النويرى : نهاية الأرب ، ج ١٥ ، ص ١٣٦ ؛ الخطط ، ج ١ ، ص ٧٠ ـ ٧١ ؛ ابن تغرى بردى : النجوم الزاهرة ، ج ١ ، ص ٥٦ ، ط. دار الكتب المصرية.


وكان الذى ولى حفر خليج سردوس لفرعون [عدو الله](١) هامان (٢). وأما خليج الفيوم وخليج المنهى فإن الذى حفرهما يوسف بن يعقوب ، صلوات الله عليهما.

قال الكندى : ولما أهدى المقوقس ـ صاحب مصر ـ إلى النبى صلى الله عليه وسلم ثيابا ، وكراعا (٣) ، وأختين من القبط ؛ مارية وأختها (٤) ، وأهدى إليه عسلا ، فقبل هديته ، وتسرى](٥) مارية فأولدها إبراهيم. وأهدى أختها لحسان (٦) بن ثابت الأنصارى ، [١٧] فأولدها حسان ابنه عبد الرحمن (٧) بن حسان. وسأل صلى الله عليه وسلم عن العسل الذى أهدى له (٨) فقال : من أين هذا العسل؟ فقال : من قرية يقال لها بنها (٩). فقال : «اللهم بارك فى بنها وفى عسلها» (١٠).

واتفقوا على أن عسل مصر أطيب ، وماؤها أطيب ، ولحمها أطيب ، وحبّها أطيب. ولهذا فضّلت مصر على الشام ؛ لأن هذه الثلاثة هى عماد الحياة ، فحبّها أفضل من حب الشام ، ولحمها ، وماؤها.

وعن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما أنه قال : دعا نوح عليه السلام لمصر بن بيصر بن حام بن نوح ، وبه سميت مصر ، وهو أبو القبط ، فقال : اللهم بارك فيه وفى

__________________

(١) «عبد الله بن» فى نسختى المخطوطة. والمثبت بين الحاصرتين من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٤٥.

(٢) راجع السيوطى : حسن المحاضرة ، ج ١ ، ص ٣٩ ـ ٤٠ ، ص ٤٤ ؛ فضائل مصر وأخبارها ، ص ٥٤ ـ ٥٦.

(٣) الكراع : ذخيرة الحرب من الأطعمة والمؤونة. انظر : المقريزى : السلوك لمعرفة دول الملوك ، ج ٢ ، ص ٦٢٠ ، حاشية ٢ ، تحقيق محمد مصطفى زيادة ، ط. لجنة التأليف والترجمة والنشر ، القاهرة ١٩٥٨ م.

(٤) هى : سيرين القبطية. انظر : ابن الأثير : أسد الغابة فى معرفة الصحابة ، ج ٢ ، ص ٧ ، تحقيق محمد إبراهيم البنا وآخرين ، ط. دار الشعب بالقاهرة.

(٥) نهاية السقط الموجود فى نسخة ز والمثبت من نسخة ح والذى نوهنا عنه فى ص ٤٨ حاشية ١.

(٦) هو : حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدى بن عمرو بن مالك بن النجار ، ويقال له شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم. توفى قبل الأربعين فى خلافة على ، وقيل بل مات سنة ٥٠ ه‍ ، وقيل سنة ٥٤ ه‍. انظر : أسد الغابة ، ج ٢ ، ص ٥ ـ ٧.

(٧) هو : أنصارى خزرجى ، شاعر ، أدرك النبى صلى الله عليه وسلم. وقيل إنه من الطبقة الثانية من تابعى أهل المدينة ، توفى سنة ١٠٤ ه‍. انظر : أسد الغابة ، ج ٣ ، ص ٤٣٤ ـ ٤٣٦.

(٨) «إليه» فى نسخة ح.

(٩) مدينة بالوجه البحرى ، وهى عاصمة محافظة القليوبية ، وتقع على نيل مصر ، وهى من المدن القديمة. اسمها المصرى Perneha ، واسمها القبطى Banaho ومنه اشتق اسمها العربى بنها. انظر : القاموس الجغرافى ، ق ٢ ج ١ ، ص ٢٠ ـ ٢١.

(١٠) ورد هذا النص بتصرف فى الفضائل الباهرة ، ص ٩٣ ـ ٩٤ ؛ تاريخ مصر وفضائلها ، ص ٤٢ ـ ٤٣ ؛ حسن المحاضرة ، ج ١ ، ص ٩٠.


[١٨] ذريته ، وأسكنه الأرض المباركة التى هى / أم البلاد ، وعون العباد ، التى نهرها أفضل أنهار الدنيا (١).

وفى بعض التفاسير فى قوله تعالى : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ)(٢) ، أن المراد بالمكان المبارك فيه حول المسجد الأقصى ؛ مصر. ولكن الآية أعم من ذلك ، لأن الله تعالى بارك لأهله فيما حوله فى معايشهم وأسبابهم ، وبارك فيه بدفن الأنبياء والصالحين وغير ذلك.

وذكر الثعلبىّ فى قصص الأنبياء أن جميع مياه الأرض أصلها من تحت الصخرة. وقال فى قوله تعالى : (إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ)(٣) ، والبدو أرض الشام (٤).

وقال ابن زولاق (٥) : كان بمصر من الأنبياء عليهم السلام : إبراهيم الخليل ، وإسماعيل ، ويعقوب ، ويوسف بن يعقوب ، واثنى / عشر سبطا من أولاد يعقوب عليه السلام.

وولد بها جماعة من الأنبياء : موسى ، وهارون ، ويوشع بن نون ، ودانيال ، وأرميا ، ولقمان ، وعيسى بن مريم ، وولدته أمه ـ والله أعلم ـ بإهناس (٦) ، المدينة المعروفة ، «وبها» (٧) النخلة التى قال الله تعالى فيها : (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا)(٨).

وكان بمصر من الصديقين : مؤمن (٩) آل فرعون ، والخضر (١٠) ، ويقال والله أعلم إنه ابن فرعون لصلبه ، آمن بموسى عليه السلام ، ولحق به ، وجعله الله تعالى نبيا وآية.

__________________

(١) ورد هذا النص بتصرف فى حسن المحاضرة ، ج ١ ، ص ٣٦.

(٢) سورة الإسراء ، آية (١).

(٣) سورة يوسف ، آية (١٠٠).

(٤) انظر : الوسيط فى تفسير القرآن المجيد ، ج ٢ ، ص ٦٣٥ ـ ٦٣٦.

(٥) انظر : فضائل مصر وأخبارها وخواصها ، ص ١٣ ـ ١٤ ؛ الفضائل الباهرة ، ص ٨٣.

(٦) إهناس : مدينة قديمة فى الوجه القبلى بمصر ، تابعة لمركز بنى سويف. انظر : القاموس الجغرافى ، ق ٢ ج ٣ ، ص ١٥٣.

(٧) ما بين الأقواس ساقط من نسخة ح.

(٨) سورة مريم ، آية (٢٥).

(٩) هو حزقيل ، من أصحاب فرعون ، كان نجارا ، وهو الذى صنع لأم موسى التابوت الذى وضعت فيه موسى وألقته فى البحر. وقيل إنه كان خازنا لفرعون. كان حزقيل مؤمنا مخلصا يكتم إيمانه إلى أن ظهر موسى على السحرة ، فأظهر حزقيل أمره ، فأخذ يومئذ وقتل مع السحرة صلبا. انظر : الثعلبى : قصص الأنبياء ، ص ١٦٦. وعن الأقوال التى ذكرت حول هذه الشخصية انظر : ابن كثير : قصص الأنبياء ، ص ٢٩٥ ـ ٢٩٧.

(١٠) عن الخضر انظر : ابن كثير : قصص الأنبياء ، ص ٣٤٧ ـ ٣٥٣.


وبمصر مواضع شريفة منها : الوادى المقدس. وبها الطور. وبها ألقى موسى عصاه. وبها انفلق البحر لموسى عليه السلام. وبها النخلة التى أمرت مريم عليها / السلام بأن [تضع](١) تحتها عيسى عليه السلام. فلم يثمر غيرها ، وهى بالجيزة. وبها الجميزة التى صلى موسى عليه السلام تحتها بطرا (٢).

وقيل فى قوله تعالى : (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ)(٣) إن المراد بالربوة : البهنسا (٤).

قال (٥) أبو الحكم بن مفضل البهنسى فى كتابه «فضائل مصر» : قال شيخى : الصحيح أن الربوة التى آوى إليها المسيح وأمه بمدينة البهنسا فى موضع يعرف الآن بمسجد الديوان ، آوى به هو وأمه سبع سنين. قال : وأما الربوة التى بدمشق فموضع مبارك نزه مليح النظر ، فى لحف جبل ، وليست الربوة التى ذكر (٦) الله عز وجل فى كتابه. لأن عيسى عليه السلام ما دخل دمشق ، ولا وطىء أرض الشام ، بل الربوة التى هى بمصر. وقيل هى الرملة (٧).

قال : و [اللبخة](٨) التى كانت تنضح له الزيت بمدينة أشمون (٩) مشهورة ، والنخلة [٢١] التى آوت إليها أمه بسدمنت (١٠) مذكورة. وإقامة [الحواريين](١١) معه بمدينة البهنسا غير

__________________

(١) «توضع» فى نسخة ز. والمثبت بين الحاصرتين من نسخة ح ، وهو كما فى الفضائل الباهرة ، ص ١٠٧.

(٢) طرا : ذكر رمزى أنها من القرى القديمة ، وهى واقعة على الشاطىء الشرقى للنيل ، وهى شهيرة بمحاجرها ، وتقع بالقرب من الفسطاط (مصر القديمة). انظر : القاموس الجغرافى ، ق ٢ ج ٣ ، ص ١٥ ـ ١٦.

(٣) سورة المؤمنون ، آية (٥٠). وعن اختلاف التفاسير بشأن موقع هذه الربوة انظر : تفسير ابن كثير ، ج ٣ ، ص ٣٤٦ ؛ تفسير القرطبى ، ج ١٢ ، ص ١٢٦.

(٤) البهنسا : مدينة فى صعيد مصر ، تقع على الضفة الغربية من بحر يوسف ، غربى النيل ، من مركز بنى مزار. انظر : القاموس الجغرافى ، ق ٢ ج ٣ ، ص ٢١٢.

(٥) ورد هذا النص بتصرف فى الفضائل الباهرة ، ص ١٠٧ ـ ١٠٨. وذكر الاسم «أبو حكيم».

(٦) «ذكره» فى نسخة ح.

(٧) الرملة : مدينة بفلسطين بينها وبين البيت المقدس ثمانية عشر ميلا. انظر : معجم البلدان ، ج ٣ ، ص ٨١٨.

(٨) «النخلة» فى الفضائل الباهرة ، ص ١٠٧. وعن اللبخ انظر : حديقة الأزهار ، ص ١٦٥ ـ ١٦٦.

(٩) أشمون : وردت فى كتاب أوراق البردى العربية بأسماء : مدينة الأشمونين ، ومدينة أشمون ، ومدينة أشمون دروا ، وهى الأشمونين من مركز ملوى بصعيد مصر. انظر : القاموس الجغرافى ، ق ٢ ج ٤ ، ص ٥٩ ـ ٦٠ ؛ وراجع أيضا : معجم البلدان ، ج ١ ، ص ٢٨٣.

(١٠) سدمنت : من القرى القديمة ، وضعت أحيانا فى الفيوم ، وأحيانا حول بحيرة مريوط ، وأحيانا من أعمال البهنساوية ، وسميت فى العهد العثمانى بسدمنت الجبل لمجاورتها للجبل الغربى. انظر : القاموس الجغرافى ، ق ٢ ج ٣ ، ص ١٦١.

(١١) «الحواريون» فى نسختى المخطوطة. والمثبت بين الحاصرتين من الفضائل الباهرة ، ص ١٠٨.


منكورة. وبركة عيسى ظاهرة ببئر البلسم (١) التى بأرض المطرية. ودعوته لأهل البهنسا مشهورة (٢).

قال : وفى مصر الأنبياء والمرسلون وأولو العزم المكلّمون ، وأبناء الأسباط من بنى إسرائيل ، وذو القرنين ، والإسكندر ، والحكماء اليونانيون والفلاسفة ، «(٣) والطلاسم والحركات والرصد والنجامات ، والمساحات والجبر والمقابلات ، كهرمس (٤) ، وبقراط (٥) ، وجالينوس (٦) ، وفيثاغورس (٧) ، ووالينوس ، وغير ذلك.

قال الكندى : قال كعب الأحبار : من أراد أن ينظر إلى شبه الجنة فلينظر إلى مصر [٢٢] إذا أخرجت / ، وإذا أزهرت ، وإذا أطردت أنهارها وتهذبت ثمارها ، وفاض خيرها ، وغنت طيورها.

قال : وقال عبد الله بن عمرو : من أراد أن ينظر إلى شبه الفردوس فلينظر إلى أرض مصر حين يخضر زرعها ، ويزهو ربيعها ، وتكسى بالنوار أشجارها (٨).

وقال المسعودى فى «مروج الذهب» (٩) : وصف بعض الحكماء مصر فقال : ثلاثة أشهر لؤلؤة بيضاء ، وثلاثة أشهر مسكة سوداء ، وثلاثة أشهر زمردة خضراء ، وثلاثة أشهر سبيكة ذهب حمراء.

__________________

(١) بئر البلسم : المقصود بالبلسم «البلسان» ، وهو شجر يستخرج منه الدهن. ويذكر ياقوت أن ليس فى الدنيا موضع ينبت فيه البلسان ويستحكم دهنه إلا بمصر فقط.

أما البئر : فيقال أن المسيح اغتسل فيها. انظر : معجم البلدان ، ج ٤ ، ص ٥٦٤ ؛ الإصطخرى : المسالك والممالك ، ص ٤٢ ، تحقيق محمد جابر عبد العال الحينى ، ط. تراثنا ، القاهرة ١٩٦١ م.

والبئر وشجرة البلسان موجودتان إلى عصرنا الحالى فى منطقة المطرية بالقاهرة.

(٢) ورد هذا النص فى الفضائل الباهرة ، ص ١٠٧ ـ ١٠٨.

(٣) من بداية الأقواس إلى نهايتها ساقط من نسخة ح ، وسوف نشير إلى ذلك عند نهاية السقط.

(٤) هرمس : هو هرمس الثالث ، ويسمى المثلث بالحكمة ، لأنه جاء ثالث الهرامسة الحكماء. انظر : الفضائل الباهرة ، ص ٨٥ ، حاشية (٣) ؛ القفطى : أخبار الحكماء ، ص ٣٤٧ ـ ٣٤٩.

(٥) هو : بقراط بن إيراقلس ، كان مشهورا بعنايته ببعض علوم الفلسفة ، وهو سيد الطبيعيين فى عصره. انظر : أخبار الحكماء ، ص ٩٠ ـ ٩٥.

(٦) جالينوس هو صاحب الطب ، كان بعد المسيح بسبع وخمسين سنة فى قول ، وبمئتى سنة فى قول آخر ، وفى القرن الثالث الميلادى فى قول ثالث. وقد دخل مصر وسلكها إلى آخرها حتى النوبة. انظر : أخبار الحكماء ، ص ١٢٢ ـ ١٣١ ؛ الفضائل الباهرة ، ص ٨٨ ، حاشية (٢).

(٧) هو الفليسوف والحكيم اليونانى المشهور ، ذكر القفطى أنه أخذ الحكمة عن أصحاب سليمان بن داود النبى بمصر حين دخلوا إليها من بلاد الشام. وأنه أخذ الهندسة قبلهم عن المصريين ، ثم رجع إلى بلاد اليونان فأدخل إليهم علم الهندسة وعلم الطبيعة ولم يكونوا يعلمونهما قبل ذلك. انظر : أخبار الحكماء ، ص ٢٥٨ ـ ٢٥٩.

(٨) ورد هذا النص فى : فضائل مصر وأخبارها ، ص ١١ ؛ الفضائل الباهرة ، ص ١١٠.

(٩) انظر : مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٣٩ ـ ٣٤٠ ؛ الفضائل الباهرة ، ص ١١٠ ـ ١١١.


أما اللؤلؤة البيضاء : فإن مصر فى شهر أبيب ـ وهو تموز ـ ومسرى ـ [وهو آب](١) ـ وتوت ـ [وهو أيلول](٢) ، يركبها الماء ، وترى الدنيا بيضاء.

وأما المسكة السوداء : فإن فى شهر بابة تنكشف الأرض بمصر أرضا سوداء ، وتقع فيها الزراعات ، وللأرض روائح طيبة تشبه رائحة المسك.

وأما / الزمردة الخضراء : فإن فى شهر طوبة وأمشير وبرمهات تلمع الأرض ويكثر [٢٣] عشبها ونباتها ، فتصير الدنيا خضراء كالزمردة.

وأما السبيكة الحمراء : فإن فى شهر برمودة وبشنس وبؤونة يبيض الزرع ، ويتورد العشب ، فيشبه الذهب فى المنظر.

قال : ووصف آخر مصر فقال : نيلها عجب ، وأرضها ذهب ، وهى لمن غلب. ملكها سلب (٣) ، ومالها رغب ، وخيرها جلب ، وفى أهلها صخب ، وطاعتهم رهب» (٤) ، وسلمهم شغب ، وحربهم حرب. ونهرها النيل من سادات الأنهار ، وأشرف البحار ، لأنه يخرج من الجنة على حسب ما ورد به خبر الشريعة (٥).

قال : وفى مصر أعاجيب كثيرة من أنواع الحيوان منها : التمساح (٦) ، وهو / المسمار ، [٢٤] فلا يوجد إلا بنيل مصر ، وهو يأكل وبطنه كالجراب ، وليس له مخرج ، بل يتغوط من فيه (٧). وكذا ذكره ابن الجوزى قال (٨) : فإذا أكل وبقى الطعام بين أسنانه تربى فى فمه

__________________

(١) ما بين الحاصرتين مثبت من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٣٩ لاستقامة النص.

(٢) ما بين الحاصرتين مثبت من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٣٩ لاستقامة النص.

(٣) «وملكها لمن سلب» فى مروج الذهب ، ج ١ ص ٣٤٠.

(٤) نهاية السقط من نسخة ح. والذى نوهنا عنه فى صفحة ٥٢ ، حاشية ٣.

(٥) نقل ابن العماد هذا النص عن مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٤٠.

(٦) التمساح : حيوان من أعجب حيوان الماء ، على صورة الضب ، له فم واسع وستون نابا فى فكه الأعلى ، وأربعون نابا فى فكه الأسفل ، وبين كل نابين سن صغير مربع يدخل بعضه فى بعض عند الانطباق ، ولسان طويل.

وظهره كظهر السلحفاة ، ولا يعمل الحديد فيه ، وله أربعة أرجل ، وذنب طويل ، رأسه ذراعان ، وغاية طوله ثمانية أذرع ، يحرك فكه الأعلى عند المضغ بخلاف سائر الحيوانات ، وهو يبيض كالطيور.

لمزيد من التفاصيل انظر : القزوينى : عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات ، ص ٨٧ ـ ٨٨ ، ط. الثالثة ، القاهرة ١٩٥٦ م.

(٧) انظر : مروج الذهب ، ج ١ ، ص ١٠٩ ؛ الفضائل الباهرة ، ص ١٦٨.

(٨) ورد هذا النص فى نهاية الأرب ، ج ١٠ ، ٣١٤ ، ط. أولى ، دار الكتب المصرية ، القاهرة ١٩٣٣ م ؛ مروج الذهب ، ج ١ ، ص ١٠٩.


دود ، فيأتى إلى البر فينام ويفتح فاه ، فيأتى طائر فيدخل فاه ، ويلتقط ذلك الدود ، فإذا أحس التمساح بأن ذلك الدود قد فرغ ، طبق [فمه](١) على الطائر ليأكله. وجعل الله تعالى لذلك الطائر إبرتين من العظم فى طرفى (٢) جناحيه ، فإذا طبق فمه عليه ضرب بهما فى سقف حلقه ، فيفتح فاه ، فيخرج الطائر.

قال المسعودى (٣) : وخلق الله تعالى دويبة بنيل مصر تعادى التمساح ، تستخفى له فى الرمل ، فى موضع يرقد فيه ويفتح فاه لذلك الطائر ، فإذا فتح فاه وثبت «ودخلت [٢٥] فمه» (٤) ، ثم [تدخل](٥) إلى جوفه ، فإذا دخلت / جوفه اضطرب ونزل (٦) البحر ، فتأكل تلك الدويبة [أحشاءه](٧) وتخرق بطنه ، وفى ذلك هلاكه. وفى كتاب (٨) القزوينى : أن الذى يفعل ذلك بالتمساح هو كلب البحر (٩).

وذكر المسعودى : أن التمساح هو الورل (١٠). وكذا قال الحموى فى كتابه «التمويه فيما يرد على التنبيه» ، قال : إن التمساح يبيض فى البر ، ويدفن بيضه فى الرمل ، فإذا خرج فرخه ، فما نزل البحر صار تمساحا ، وما طلع إلى البر صار ورلا (١١).

وإذا صح أن الورل فرخ التمساح ، أطرد فيه الوجهان فى جواز أكل التمساح ، وهذه الحكاية ذكر نظيرها عن أم طبق البحرية ، وهى اللجاة (١٢) المسماة عند العامة بالترسة.

__________________

(١) «فيه» فى نسخة ز. والمثبت من نسخة ح.

(٢) «طرف» فى نسخة ح.

(٣) ورد هذا النص بتصرف فى مروج الذهب ، ج ١ ، ص ١٠٩ ؛ وورد حرفيا فى الفضائل الباهرة ، ص ١٦٨.

(٤) «دخلت فاه» فى نسخة ح.

(٥) «دخلت» فى نسخة ز. والمثبت بين الحاصرتين من نسخة ح.

(٦) «ترك» فى نسخة ح.

(٧) «أحشاؤه» فى نسخة ز. والصحيح لغة ما أثبتناه من نسخة ح.

(٨) انظر : عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات ، ص ٩٣ ؛ الفضائل الباهرة ، ص ١٦٨.

(٩) كلب الماء حيوان يداه قصيرتان ورجلاه أطول منها ، ويقال إنه يلطخ بدنه بالطين ليحسبه التمساح طينا ، ثم يدخل جوفه ويقطع أحشاءه ويأكلها ثم يخرج منه. انظر : عجائب المخلوقات ، ص ٩٣ ـ ٩٤.

(١٠) انظر : مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٩٩. والورل : حيوان عظيم من أشكال الوزغ ، سام أبرص ، طويل الذنب ، صغير الرأس ، وهو سريع السير خفيف الحركة ، عدو للضب. عجائب المخلوقات ، ص ٢٧٧.

(١١) ورد هذا النص فى نهاية الأرب ، ج ١٠ ، ص ٣١٤.

(١٢) عن اللجاة انظر : عجائب المخلوقات ، ص ٩٠ ؛ نهاية الأرب ، ج ١٠ ، ص ٣١٦.


قال الملاحون إنها تبيض فى البر ، وتغطى بيضها بالرمل ، وتنزل إلى البحر فتقعد / [٢٦] له أياما ، وكذلك يعدّها التمساح لبيضه ، ثم يحفر عن البيض ، فيخرج الفرخ ، فما تبعها ونزل فى البحر صار لجاة ، وما بقى فى البر صار سلحفاة.

والسلحفاة أكلها حرام ، وكذلك الترسة. ونقل النووى تحريمها عن الأصحاب فى «شرح المهذب» فى كتاب الحج ، ولم يتعرض له الرافعى ، ولا صاحب الروضة. وكثير من الناس يأكلونها وهى حرام. نعم يجوز أكل بيضها ، كما يجوز أكل بيض التمساح ، وبيض الغراب والحدأة ، على الصحيح فى جميع ذلك ، لأنه طاهر لا ضرر فى أكله ، وليس بمستقزر. كذا جزم به القمولى فى «الجواهر» ، والنووى فى «شرح المهذب» ، فى «باب» (١) البيع بأنه علل جواز بيعه بأنه طاهر منتفع [به](٢).

ومنها السمكة المعروفة بالرعادة (٣) ، وهى / نحو الذراع ، إذا وقعت فى شبكة الصياد [٢٧] ارتعدت يداه وعضداه ، فيعلم بوقوعها فيبادر إلى تخليصها. ولو أمسكها بخشبة أو قصبة فعلت كذلك.

قال المسعودى : وقد ذكرها جالينوس ، وأنها إذا جعلت على رأس من «به» (٤) صداع شديد أو شقيقة (٥) ـ وهى فى [حياة](٦) ـ [هدأ](٧) من ساعته.

__________________

(١) ما بين الأقواس ساقط من نسخة ح.

(٢) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة ز. ومثبت من نسخة ح.

(٣) لمزيد من التفاصيل عن سمكة الرعادة انظر : ابن قتيبة : عيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٩٧ ، ط. دار الكتب المصرية ، القاهرة ١٩٩٦ ؛ عجائب المخلوقات ، ص ٨٨ ـ ٨٩ ؛ ابن حوقل : صورة الأرض ، ص ١٤٨ ، ط. دار صادر ، بيروت عن طبعة ليدن ١٩٣٨ م.

(٤) ما بين الأقواس ساقط من نسخة ح.

(٥) الشقيقة : وجع فى نصف الرأس. انظر : المنجد ، مادة شق.

(٦) «حمأة» فى نسختى المخطوطة. والمثبت من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٥٦ حيث ينقل ابن العماد عنه.

(٧) «هدى» فى الأصل.



الفصل الثانى

فى بيان المكان الذى يخرج أصل النيل منه

وفى المكان الذى يذهب فيه. وبيان سبب خضرته

وفى المقاييس المجعولة عليه وغير ذلك

وقد (١) تقدم (٢) أنه يخرج من جبل القمر ، على ما ذكره الكندى ، وذكره أيضا المسعودى ، وصاحب الأقاليم السبعة ، قال : وإنه يخرج أصله من جبل القمر من عشرة عيون ، خمسة تجتمع فى بطيحة ، وخمسة فى بطيحة ، يعنى مكان مسطح من الأرض ، ثم يجتمع بعد ذلك / الماءان. وذكر صورة جبل القمر وأنه مقوس ، وعلى رأسه شراريف [٢٨] هكذا (٣).

وذكر المسعودى فى مروج الذهب (٤) : أن الفلاسفة قالوا : إنه يجرى على وجه الأرض تسعمائة فرسخ (٥) ، وقيل ألف فرسخ فى عامرها وغامرها ، من عمران وخراب ، حتى يأتى إلى بلاد أسوان من صعيد مصر ، وإلى هذا الموضع تصعد المراكب من فسطاط مصر. وعلى أميال من أسوان جبال وأحجار ، يجرى النيل فى وسطها ، فلا سبيل إلى جريان السفن فيه. وهذا الموضع فارق بين مواضع سفن الحبشة فى النيل ، وبين سفن المسلمين ، ويعرف هذا الموضع فى النيل بالجنادل (٦) والصخور. ثم يأتى [النيل](٧)

__________________

(١) «قد» فى نسخة ح.

(٢) انظر ما سبق ص ٤٦.

(٣) لمزيد من التفاصيل عن أصل النيل انظر : الخوارزمى : كتاب صورة الأرض ، ص ١٠٦ ـ ١٠٩ ، نشر هانس فون مزيك ، فينا ١٩٢٦ م. وراجع الخريطة رقم (٨) بالمصدر نفسه ؛ الخطط ، ج ١ ، ٥١ ـ ٥٥.

(٤) مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٩٨ ؛ الخطط ، ج ١ ، ص ٥٣ ـ ٥٤.

(٥) الفرسخ : المسافة المعلومة من الأرض ، وهو فارسى معرب. وقد اتفق الفقهاء على أن الفرسخ ثلاثة أميال ، ومقداره عند الحنفية والمالكية يقدر ب ٥٥٦٥ مترا ، وعند الشافعية والحنابلة يقدر ب ١١١٣٠ مترا ، انظر : معجم البلدان ، ج ١ ، ص ٣٨ ؛ على جمعة محمد : المكاييل والموازين الشرعية ، ص ٣٦ ، ط. دار الرسالة ، القاهرة ٢٠٠٢ م.

(٦) الجنادل : مفردها جندل ؛ وهو مكان فى مجرى النيل فيه صخور تعترض هذا المجرى وتشكل عقبه فى طريق النهر ، فيشتد عندها جريان النهر. انظر : محمد عوض محمد : نهر النيل ، ص ١٠٩.

(٧) ما بين الحاصرتين إضافة لازمة للإيضاح من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ١٠٠.


الفسطاط ، فينقسم خلجانات إلى بلاد : تنيس (١) ، ودمياط (٢) ، ورشيد (٣) ، وإلى إسكندرية ، كل يصب إلى البحر [الرومى](٤).

[٢٩] قال : وأصل النيل ومنبعه من تحت جبل القمر ، ومبدأ ظهوره من اثنتى / عشرة عينا. وجبل القمر خلف خط الاستواء ؛ يعنى الذى يستوى فيه الليل والنهار (٥). وأضيف إلى القمر لأنه يظهر تأثيره فيه عند زيادته ونقصانه ، بسبب النور والظلمة ، والبدر والمحاق (٦).

قال المسعودى : فتنصب تلك المياه الخارجة من الاثنتى عشرة عينا إلى بحرتين هناك ـ وهو معنى كلام صاحب الأقاليم ـ فى بطيحة. قال : ثم يجتمع الماء منهما جاريا ، فيمر برمال هناك وجبال ، ثم يخترق أرض السودان مما يلى بلاد الزنج ، فينبع منه خليج [يجرى إلى](٧) بحر الزنج ، وهو بحر جزيرة قينلوا (٨) : وهى جزيرة عامرة فيها قوم من المسلمين ، إلا أن لغتهم زنجية ، غلبوا على هذه الجزيرة ، وسبوا من كان فيها من الزنج ، كغلبة المسلمين على جزيرة إقريطش (٩) من البحر الرومى ، وذلك فى مبدأ [الدولة العباسية ، وتقضّى](١٠) الدولة الأموية. ومنها إلى عمان فى البحر نحو من خمسمائة [٣٠] فرسخ «على ما» (١١) يقولونه البحريون /.

__________________

(١) تنيس : من البلاد المندرسة فى بحيرة المنزلة ، وهى تبعد عن البحر المتوسط بمقدار سبعين ميلا. القاموس الجغرافى،ق ١ ، ص ١٩٧؛معجم البلدان ، ج ١ ، ص ٨٨٢ ـ ٨٨٧ ؛ الخطط ، ج ١ ، ص ١٧٦ ـ ١٨٢.

(٢) دمياط : من البلاد القديمة ، وهو ميناء نهرى بحرى ، ومخرج تجارة مصر لمدن وموانىء الساحل الشرقى للبحر المتوسط وكريت وتركيا وقبرص. وكانت السفن لا تدخل ميناء دمياط مباشرة بسبب شدة التيار من النيل ، وكذلك لردم جزء من فم البحر عندها ، وإنما يخرج من دمياط قناة إلى بحيرة المنزلة حيث تدخل السفن الكبيرة من البحر المتوسط حتى تنيس. راجع القاموس الجغرافى ، ق ٢ ج ١ ، ص ٨ ؛ ولمزيد من التفاصيل عن مدينة دمياط وتاريخها انظر : الخطط ، ج ١ ، ص ٢١٣ ـ ٢٢٦ ؛

Heyd : Hist, Du Commerce, T. II, PP. ٧٣٤ ـ ٩٣٤, Leipzig. ٥٢٩١.

(٣) رشيد : انظر ما سبق ص ٤٨ ، حاشية (٥).

(٤) ما بين الحاصرتين إضافة لازمة للإيضاح من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ١٠٠

(٥) انظر : مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٩٨ ؛ الخطط ، ج ١ ، ص ٥٣ ـ ٥٤.

(٦) المحاق : ما يرى فى القمر من نقص فى جرمه وضوئه بعد انتهاء ليالى اكتماله. المعجم الوسيط ، ج ٢ ، ص ٨٩٠.

(٧) «بحر إلى» فى نسختى المخطوطة. والمثبت بين الحاصرتين من الفضائل الباهرة ، ص ١٦٣. وبحر الزنج هو المياه الملاصقة للساحل الشرقى لإفريقية بين الزنج والحبشة. راجع ابن حوقل : صورة الأرض ، ص ٨.

(٨) «جزيرة قنبلو» فى التنبيه والإشراف ، ص ٥١ ؛ «قلبتو» فى الخطط ، ج ١ ، ص ٥٧.

(٩) هى جزيرة كريت الحالية ، وقد فتحها المسلمون فى زمن الخليفة المأمون العباسى سنة ٢١٠ ه‍ انظر : معجم البلدان ، ج ١ ، ص ٢٣٦. ط. دار صادر ، بيروت.

(١٠) ما بين الحاصرتين ساقط من نسختى المخطوطة. والمثبت من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٩٨ لاستقامة المعنى.

(١١) ما بين الأقواس ساقط من نسخة ح.


وذكر جماعة أنهم يشاهدون فى هذا البحر ـ فى (١) الوقت الذى [تكثر](٢) فيه زيادة النيل بمصر ، أو قبل ذلك بقليل ـ [ماء](٣) [يخرق](٤) هذا البحر ويشق قطعة منه من شدة جريانه ، ويخرج من جبال الزنج ، عرضه أكثر من ميل ، [عذبا حلوا](٥) ، يتكدر فى أول الزيادة بمصر وصعيدها.

قال : وذكر الجاحظ : أن نهر مهران [الذى هو نهر](٦) السند من نيل مصر ، واستدل على ذلك بوجود التماسيح فيه (٧).

قال المسعودى : وكان أحمد بن طولون (٨) فى سنة نيف وستين ومائتين (٩) بلغه أن رجلا بأعلى مصر من الصعيد ، له ثلاثون ومائة سنة ، من [الأقباط](١٠) ممن يشار إليهم بالعلم ، وأنه علّامة بمصر وأرضها ، من برها وبحرها ، و [أخبارها وأخبار](١١) ملوكها. وأنه ممن سافر الأرض وتوسط الممالك ، وشاهد الأمم من أنواع البيضان والسودان ، وأنه ذو معرفة بأنواع هيئات الأفلاك [والنجوم](١٢) وأحكامها. فبعث إليه أحمد / وأخلى له نفسه [٣١] فى [ليال وأيام](١٣) كثيرة ، يسمع كلامه [وإيراداته](١٤) وجواباته.

__________________

(١) «فى هذا» فى نسختى المخطوطة. والمثبت بين الحاصرتين من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٩٩ حيث ينقل ابن العماد عنه.

(٢) «يذكر» فى نسختى المخطوطة. والمثبت بين الحاصرتين من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٩٩.

(٣) «مما» فى نسختى المخطوطة. والمثبت من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٩٩ حيث ينقل ابن العماد عنه.

(٤) «يخترق» فى نسختى المخطوطة. والمثبت من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٩٩.

(٥) ما بين الحاصرتين من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٩٩.

(٦) ما بين الحاصرتين إضافة لازمة من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٩٩. ولمزيد من التفاصيل عن نهر مهران راجع ابن حوقل : صورة الأرض ، ص ٣١٧ ـ ٣١٨ ، ص ٣٢٨ ، ط. دار صادر بيروت ، عن طبعة ليدن ١٩٣٨ م.

(٧) راجع هذا النص فى مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٩٩ ؛ التنبيه والإشراف ، ص ٤٩.

(٨) هو مؤسس الدولة الطولونية فى مصر ، توفى سنة ٢٧٠ ه‍. انظر ترجمته فى ولاة مصر ، ص ٢٣٩ ـ ٢٥٨.

(٩) «ومائتين سنة» فى نسختى المخطوطة. والمثبت من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٤٧.

(١٠) «الأنباط» فى نسختى المخطوطة. والمثبت من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٤٧.

(١١) «وأجنادها وأجناد» فى نسختى المخطوطة. والمثبت من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٤٧.

(١٢) ما بين الحاصرتين ساقط من نسختى المخطوطة. والمثبت من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٤٧.

(١٣) «ليالى وأياما» فى نسختى المخطوطة. والمثبت من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٤٨ وهو الصحيح لغة.

(١٤) «وانزادية» فى نسخة ز ، وساقط من نسخة ح. والمثبت من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٤٨.


فكان فيما سأله عن [ملوك](١) الأحابش على النيل وممالكهم ، قال : لقيت من ملوكهم ستين ملكا فى ممالك مختلفة ، كل منهم ينازع من يليه من الملوك ، وبلادهم (٢) حارّة يابسة.

قال : فما منتهى النيل فى أعاليه؟ ، قال : البحيرة التى لا يدرك طولها وعرضها ، وهى نحو الأرض التى الليل والنهار فيها متساويان طول (٣) الدهر. وهى تحت الموضع [الذى يسميه](٤) المنجمون الفلك المستقيم ، «(٥) وما ذكرت فمعروف غير منكر. انتهى كلامه.

وقال ابن زولاق فى تاريخه (٦) : ذكر عن بعض خلفاء مصر أنه أمر قوما بالمسير إلى حيث يجرى النيل (٧) ، فساروا حتى انتهوا إلى جبل عال والماء ينزل من أعلاه ، له دوى [٣٢] مسموع ، لا يكاد يسمع أحدهم صاحبه ، ثم أن أحدهم تمكن / فى الصعود إلى أعلى الجبل ، رقص وصفق وضحك ، ثم مضى فى الجبل ولم يعد ، ولم يعلم أصحابه ما شأنه. ثم أن رجلا منهم صعد لينظر ، ففعل مثل الأول. فطلع ثالث وقال : اربطوا فى وسطى حبلا ، فإذا وصلت إلى ما وصلا إليه ثم فعلت كذلك ، فاجذبونى حتى لا أبرح من موضعى. ففعلوا ذلك. فلما صار فى أعلى الجبل ، فعل كفعلهم ، فجذبوه إليهم ، فقيل إنه خرس فلم يرد جوابا ، ومات من ساعته (٨). فرجع القوم ولم يعلموا غير ذلك.

__________________

(١) «طول» فى نسختى المخطوطة. والمثبت بين الحاصرتين من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٤٩.

(٢) «بلادتهم» فى نسخة ح.

(٣) «بطول» فى نسخة ح.

(٤) «التى تسميه» فى نسختى المخطوطة. والمثبت بين الحاصرتين من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٤٩.

(٥) بداية سقط من نسخة ح بمقدار ورقتان. وسوف ننوه عند انتهاء هذا السقط.

(٦) ورد هذا النص فى الفضائل الباهرة ، ص ١٦٤.

(٧) يبدو أن هذه كانت إحدى المحاولات المصرية لكشف منابع النيل.

(٨) عن هذه المحاولة انظر : المحلى : مبدأ النيل على التحرير ، ص ٢ ـ ٣ ، مخطوط بدار الكتب المصرية رقم ٣٨١ جغرافيا.


فصل

فى كورة أسيوط (١) وجبل أبى فائدة (٢) الذى على النيل

قال الكندى : وعلى النيل كورة أسيوط ، ذكر أنه صوّر للرشيد صورة الدنيا كلها ، فما أعجبه منها غير كورة أسيوط. مساحة ثلاثين ألف فدان فى دست (٣) واحد ، لو قطرت / [٣٣] قطرة فاضت على جميع جوانبه. يزرع فيه الكتان ، والقمح ، والقرط (٤) ، وسائر أصناف الغلات ، فلا يكون على وجه الأرض بساط أعجب منه. وبسائره من جوانبه ؛ الغربى جبل أبيض على صورة الطيلسان كأنه قرون ، ويحف به من جانبه الشرقى النيل ، كأنه جدول فضة ، لا يسمع فيه الكلام من شدة أصوات الطير.

__________________

(١) أسيوط ويقال لها سيوط ، وإثبات الألف فيها هو الجارى على ألسنة العامة : وهى من المدن القديمة بصعيد مصر ، وهى عاصمة محافظة أسيوط ، ومعناها مدينة الذئب ، لأن أهلها كان يعبدون ابن آوى الذى يشبهه الروم بالذئب.

وتقع على الضفة الغربية للنيل. القاموس الجغرافى ، ق ٢ ج ٤ ، ص ٢٥ ـ ٢٦.

(٢) هو جبل أبى فيدة ، ويقع على النيل مقابل مدينة منفلوط. انظر : صبح الأعشى ، ج ٣ ، ص ٣٠٩.

(٣) الدست : الإناء. المعجم الوجيز ، مادة (دست).

(٤) القرط : نبات كالرطبة إلا أنه أجل منها ، انظر : محيط المحيط ، ج ٢ ، مادة (قرط).


فصل

فى الأهرام

قال ابن زولاق (١) : إن هرميس (٢) الأكبر وابنه بنوا الهرمين ، وأنه جعل عرض [٣٤] حائطهما ثلاث مائة ذراع بذراعهم. قال : وكانت الصابئة (٣) تحج الأهرام» (٤). ولما أتى الطوفان لم يهدمهم ، ولكن ردم ثلث البناء ، فقيل إن هذا الذى بقى منهم هو بعض ما دفن. وكانت الصابئة تطوف به ويقولون : يا أبا الهول إليك قد حججنا.

قال : وسعة الهرمين أربعمائة ذراع ، فى ارتفاع مثلها. أحدهما قبر هرمس ، والآخر قبر تلميذه [أغاثيمون (٥)]. وكانا فى سالف الدهر مستورين بالديباج (٦).

قال المسعودى (٧) : وسأل أحمد بن طولون ذلك الشيخ عن بناء الأهرام ، فقال : إنها قبور الملوك (٨). كان الملك منهم إذا مات وضع فى حوض حجارة ، وأطبق عليه ، ثم يبنى له من الهرم على قدر ما يرون من ارتفاع الأساس ، ثم يحمل فيوضع وسط الهرم ، ثم يقنطر عليه البنيان والأقباء ، ثم يرفعون البناء على هذا المقدار الذى ترونه. ويجعل باب

__________________

(١) انظر : فضائل مصر وأخبارها ، ص ٧٠.

(٢) هكذا ورد رسم الاسم فى المخطوطة ، بينما رسم فى المصادر الأخرى التى بين أيدينا «هرمس». وقد ذكر القفطى أن هذا الاسم باليونانية أرميس وطرميس وأطلق عليه العرب هرمس وكتبه ابن العماد هرميس وهرمس أى استخدم الرسمين. راجع ترجمته فى القفطى : تاريخ الحكماء ، ص ١ ـ ٦ ، ٣٤٨ ـ ٣٤٩.

(٣) الصابئة : من الفرس الذين عبدوا قوى الطبيعة. وهم القائلون بالأصنام الأرضية للأرباب السماوية ، أى الكواكب متوسطون إلى رب الأرباب ، وينكرون الرسالة فى الصور البشرية عن الله تعالى ، ولا ينكرونها عن الكواكب.

انظر : المقريزى : الخطط ، ج ١ ، ص ٢٦١ ـ ٢٦٢ ؛ كرد على : خطط الشام ، ج ٦ ، ص ٢١٣ ، ط. دمشق ١٩٢٨ م.

(٤) نهاية السقط من نسخة ح والذى سبق أن نوهنا عند بدايته ص ٦٠ ، حاشية ٥.

(٥) «أعاديتمون» فى نسختى المخطوطة. والمثبت بين الحاصرتين من فضائل مصر وأخبارها ، ص ٧٠ ؛ الفضائل الباهرة ، ص ١٥٤.

وأغاثيمون : هو معلم إدريس قبل النبوة. ومعنى هذا الاسم «السعيد الجد». انظر : القفطى : تاريخ الحكماء ، ص ٢ ـ ٣ وقد رسم الاسم فيه «الغوثاذيمون ، وقيل أغثاذيمون».

(٦) الديباج : ضرب من الثياب سداه ولحمته حرير. المعجم الوجيز.

(٧) انظر : مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٥٠.

(٨) «لملوك» فى نسخة ح.


الهرم تحت الهرم ، [ثم](١) يحفر له طريق فى الأرض ، ويعقد (٢) أزج (٣) ، ويكون طول الأزج تحت الأرض مائة ذراع وأكثر. ولكل هرم من هذه الأهرام باب / يدخل منه على [٣٥] ما وصفت.

قيل له : فكيف بنيت هذه الأهرام المملسة؟ وعلى أى شىء كانوا يصعدون ويبنون؟ وعلى أى شىء كانوا يحملون هذه الأحجار العظيمة ، الذى لا يقدر أهل زماننا هذا على أن يحركوا الحجر الواحد إلا بجهد ، إن قدروا؟.

فقال : كان القوم يبنون الهرم مدرجا ذا مراقى كالدرج ، فإذا فرغوا منه نحتوه من فوق إلى أسفل ، هذه كانت حيلتهم. وكانوا مع هذا لهم قوة وصبر وطاعة لملوكهم [ديانة](٤).

فقيل له : ما بال هذه الكتابة التى على الأهرام والبرابى (٥) لا تقرأ؟. فقال : دثر الحكماء وأهل العصر الذين كان هذا قلمهم ، وتداول أرض مصر الأمم ، فغلب على أهلها القلم الرومى ، وذهب عنهم كتابة آبائهم. وإن من تلك الكتابة : إنا بنيناها ، فمن يدعى موازاتنا فى الملك ، / أو بلوغنا فى القدرة ، وانتهاءنا من السلطان ، فليهدمها وليزل [٣٦] رسمها ، فإن الهدم أيسر (٦) من البناء ، والتفريق أيسر من التأليف (٧).

وقد ذكر أن بعض ملوك الإسلام شرع فى هدم بعضها ، فإذا خراج (٨) مصر وغيرها من الأرض لا يفى بقلعها ، وهى من الحجر والرخام.

__________________

(١) «الذى ثم» فى نسخة ز. «الذى» فى نسخة ح. والمثبت هو الأنسب للسياق ، وهو كما فى مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٥٠.

(٢) «بعقد» فى مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٥٠.

(٣) الأزج : بناء مستطيل مقوس السقف. وجمعها : آزاج. المعجم الوجيز ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١٨٤.

(٤) «وتابته» فى نسختى المخطوطة. والمثبت بين الحاصرتين من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٥٠.

(٥) البرابى : بيوت الحكمة ، وهى الدور التى كان المصريون القدامى يتعلمون فيها العلوم وخاصة اللاهوتية. انظر : مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٦٠ ـ ٣٦١ ؛ فضائل مصر وأخبارها ، ص ٦٥ ، حاشية (٩) ؛ معجم البلدان ، ج ١ ، ص ٥٣٢.

(٦) «أسير» فى نسخة ح.

(٧) راجع هذا القول لابن حوقل فى صورة الأرض ، ص ١٣٦.

(٨) «خرج» فى نسخة ح.


قال المسعودى (١) : وسأله عن مدينة العقاب (٢) ، فقال : هى غربى أهرام [أبى](٣) صير الجيزة ، وهى على خمسة أيام بلياليها للراكب المجد ، وقد عور طريقها وعمى (٤). وذكر ما فيها من عجائب البنيان والجواهر والأموال.

وسأله عن النوبة وأرضها ، فقال : هم أصحاب إبل وبخت (٥) وبقر وغنم ، والأغلب من ركوب عوامهم البرازين (٦). ورميهم بالنّبل (٧) عن قسى (٨) عربية (٩) ، وعنهم أخذ الرمى أهل الحجاز واليمن وغيرهم من العرب. وهم الذين تسميهم العرب رماة الحدق. ولهم [٣٧] النخل ، / والكرم ، والذرة ، والموز ، والحنطة. وأرضهم كأنها جزء من أرض اليمن. وللنوبة أترج كأكبر ما يكون بأرض الإسلام.

وملوكهم تزعم إنها من حمير (١٠) ، وملكهم مستولى على [مقرّى](١١) ونوبة [وعلوة](١٢). ووراء علوة أمة عظيمة من السودان ، تدعى بكنة ، وهم عراة كالزنج ،

__________________

(١) انظر : مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٥٠.

(٢) لمزيد من التفاصيل عن هذه المدينة انظر : الخطط ، ج ١ ، ص ٢٤٠ ـ ٢٤١.

(٣) «أبو» فى نسختى المخطوطة. والمثبت هو الصحيح.

وأبو صير : من القرى القديمة فى محافظة الجيزة ، ويقال لها بوصير السدر ، لأنها كانت تشتهر بوجود الكثير من شجر السدر ـ أى شجر النبق ـ وفى تاريخ سنة ١٢٢٨ ه‍ عرفت باسمها الحالى المختصر «أبو صير». انظر : القاموس الجغرافى ، ق ٢ ج ٣ ، ص ٣.

(٤) «وقدوعرت طريقهاوعميت المسالك إليها ، والسمت الذى يؤدى نحوها»فى مروج الذهب،ج ١،ص ٣٥١.

(٥) البخت : من الإبل ، وهو معرّب. انظر : الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٤٣.

(٦) البرازين : مفردها البرزون : وهو الدابة. انظر : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٧٨.

(٧) النّبل : السهام. المعجم الوجيز.

(٨) القسى ، مفردها القوس : والقسى على ضربين ، أحدهما : العربية ، وهى التى تركب من خشب فقط. والثانية : الفارسية ، وهى التى تركب من أجزاء من الخشب ، والقرن ، والعقب ، والغراء. والقسى على جنسين : قوس يد ، وقوس رجل. انظر : نبيل محمد عبد العزيز : خزائن السلاح ومحتوياتها على عصر الأيوبيين والمماليك ، ص ١٢٦ ، بحث بمجلة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية ، المجلد ٢٣ ؛ القاهرة ١٩٧٦ م.

(٩) «غريبة» فى نسخة ح.

(١٠) حمير : إحدى الممالك العربية فى اليمن قبل الاسلام. وتقع بين سبأ والبحر الأحمر. وكانت عاصمتها ريدان التى عرفت فيما بعد باسم ظفار ، وهى مقر ملكهم. وحمير من العرب القحطانيين. حسن إبراهيم حسن : تاريخ الاسلام السياسى ، ج ١ ، ص ٢٨ ، ط. دار الجيل ، بيروت ١٩٩١ م.

(١١) «معدى» فى نسختى المخطوطة. و «مقرا» فى مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٥٢. والمثبت بين الحاصرتين من معجم البلدان ، ج ٤ ، ص ١٧٤ ، ط. دار صادر ـ بيروت. ومقرّى أو مقرة : بلد بأرض النوبة ، افتتحه عبد الله بن سعد بن أبى سرح سنة ٣٠ ه‍. راجع : ابن حوقل : صورة الأرض ، ج ١ ، ص ٥٧ ـ ٥٨ ؛ الخطط ، ج ١ ، ص ١٩٠ ـ ١٩٢.

(١٢) ما بين الحاصرتين ساقط من نسختى المخطوطة. والمثبت بين الحاصرتين من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٥٢ حيث ينقل ابن العماد عنه. وعلوة : إحدى فرقتى النوبة ، بنوا مدينة عظيمة سموها سرقته. أما فرقة النوبة فقد بنوا دار مملكة وهى مدينة دنقلة. انظر : التنبيه والإشراف ، ص ٥١ ؛ الخطط ، ج ١ ، ص ١٩١ ـ ١٩٤ ، ص ١٩٨.


وأرضهم تنبت الذهب. وفى مملكة هذه الأمة يفترق النيل فيتشعب منه خليج عظيم ، ثم يخضر الخليج من بعد انفصاله عن النيل ، وينحدر الأكثر إلى إلى بلاد النوبة. فإذا كان فى بعض الأزمنة (١) انفصل الأكثر [من](٢) الماء [فى](٣) ذلك الخليج ، وابيض الأكثر ، واخضر الأقل ، [فيشق](٤) ذلك الخليج فى أودية وخلجان وأعمال مأنوسة ، حتى يخرج إلى حلابس (٥) والجنوب ، وذلك [على](٦) ساحل الزنج ، ومصبّه فى بحرهم. انتهى كلام المسعودى.

ومنه يؤخذ أن خضرة النيل / عند الزيادة [تكون](٧) من خضرة ذلك الخليج ، لأنه [٣٨] متصل «به» (٨). وسمعت بعضهم يذكر أن فى أعلى النيل برك تنقطع على النيل فى أوان النقص فتخضر لطول مكثها ، فإذا كان أوان (٩) الزيادة وزاد الماء ، صب ماؤها فى البحر فيخضر والله أعلم.

__________________

(١) «الأزمة» فى نسخة ح.

(٢) «فى» فى نسختى المخطوطة. والمثبت بين الحاصرتين من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٥٢.

(٣) «إلى» فى نسختى المخطوطة. والمثبت بين الحاصرتين من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٥٢.

(٤) «فينشق» فى نسختى المخطوطة. والمثبت بين الحاصرتين من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٥٢.

(٥) «جلاسق» فى مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٥٢.

(٦) ما بين الحاصرتين مثبت من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٥٢.

(٧) «يكون» فى نسخة ز. والمثبت بين الحاصرتين من نسخة ح.

(٨) ما بين الأقواس ساقط من نسخة ح.

(٩) «أول» فى نسخة ح.


فصل

وأما الحائط الممتدة (١) بالجانب الشرقى عن النيل ، فذكر المسعودى : أنه لما أغرق الله فرعون ومن معه من الجنوب ، خشى ما بقى بأرض مصر من الذرارى والنساء والعبيد ، أن يغزوهم ملوك الشام والغرب ، فملّكوا عليهم امرأة ذات رأى وحزم ، يقال لها دلوكة (٢) ، فبنت على بلاد مصر حائطا يحيط بجميع البلدان ، وجعلت عليهم (٣) المحارس (٤) والأجراس (٥) ، والرجال متصلة أصواتهم بقرب بعضهم من بعض. وأثر هذا [٣٩] الحائط موجود إلى هذا الوقت ، وهو سنة ثمانين وسبعمائة ، ويعرف / بحائط العجوز.

قال المسعودى : وقيل إنما بنته خوفا على ولد لها كان كثير القنص ، فخافت عليه من سباع البر والبحر ، واغتيال من جاوز (٦) أرضهم من الملوك وأهل البوادى ، فحوّطت الحائط من التماسيح وغيرها. وقيل غير ذلك.

فملكتهم ثلاثين سنة ، واتخذت بمصر البرابى والصور ، وأحكمت آلات السحر وغير ذلك.

__________________

(١) «الممتد» فى نسخة ح.

(٢) هى الملكة دلوكة بنت زبّاء ، كانت ذات عقل ومعرفة وتجارب ، ولها شرف عال بين نساء مصر الذين بقوا بمصر بعد غرق فرعون وأصحابه ، وقد ملكت مصر عشرين سنة ، وكانت تبلغ من العمر ١٦٠ سنة. لمزيد من التفاصيل عنها راجع : فتوح مصر ، ص ٤٧ ، ٤٩ ؛ الخطط ، ج ١ ، ص ١٩٩ ؛ حسن المحاضرة ، ج ٢ ، ص ٣٣٤.

(٣) «عليها» فى نسخة ح.

(٤) «محارس» فى نسخة ح.

(٥) «الأحراس» فى نسخة ح وفى مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٥٨. والمثبت يتفق مع ما ورد فى فتوح مصر لابن عبد الحكم ، ص ٤٧ حيث قال : «وأمرتهم أن يحرسوا بالأجراس ، فإذا أتاهم أحد يخافونه ، ضرب بعضهم إلى بعض بالأجراس».

(٦) «جاور» فى مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٥٩.


فصل

فى المقاييس (١) الموضوعة بمصر

لمعرفة زيادة النيل ونقصانه منه

قال المسعودى ـ رحمة الله عليه ـ : سمعت جماعة من أهل الخبرة (٢) يخبرون أن يوسف النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين [بنى](٣) الأهرام ، اتخذ مقياسا لمعرفة زيادة النيل ونقصانه ، وأن ذلك [كان](٤) بمنف. وأن دلوكة / العجوز وضعت مقياسا [٤٠] [بأنصنا](٥) صغير الذراع ، ووضعت أيضا مقياسا آخر بالصعيد ـ أيضا ـ ببلاد أخميم (٦). فهذه المقاييس الموضوعة قبل مجىء الإسلام.

__________________

(١) المقاييس : الغرض منها قياس مستوى النهر فى كل مكان هام ، بغية العلم بمقدار ما يجرى فى النهر من ماء فى كل جزء من أجزائه ، وهو ما اصطلح على تسميته تصرف أو تصريف النهر. لذلك كان وجود مقياس ثابت يسجل مستوى النهر فى كل وقت أمرا لازما لقياس تصرف النهر بانتظام. ولا بد أن يكون المقياس مثبتا إلى جانب النهر تثبيتا متينا بحيث لا يتزحزح لأى ظروف طارئة. أيضا على كل مقياس بيان بالارتفاعات المختلفة ، وهذه الارتفاعات تقاس بالنسبة إلى نقطة الصفر المصطلح عليها. ونقطة الصفر فى المقاييس الواقعة فى مصر من أسوان إلى الدلتا هى مستوى سطح البحر المتوسط. لمزيد من التفاصيل انظر : محمد عوض محمد : نهر النيل ، ص ٢٥٣ ـ ٢٥٦.

(٢) «الجيزة» فى نسخة ح.

(٣) «بنا» فى نسختى المخطوطة. والمثبت بين الحاصرتين من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٤٤.

(٤) ما بين الحاصرتين ساقط من نسختى المخطوطة. والمثبت من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٤٤. وعن مقياس منف راجع : حسن المحاضرة ، ج ٢ ، ص ٣٣٤ ؛ وانظر الخريطة رقم (٤) ، (٥).

(٥) «بأطسى» فى نسختى المخطوطة. والمثبت بين الحاصرتين من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٤٤ ؛ فتوح مصر ، ص ٣٦ ؛ حسن المحاضرة ، ج ٢ ، ص ٣٣٤.

وأنصنا : مدينة من مدن مصر القديمة ، بها قرية حفن التى منها مارية القبطية. وتقع شرقى النيل بمركز ملوى بمحافظة المنيا. الخطط ، ج ١ ، ص ٢٠٤ ؛ القاموس الجغرافى ، ق ١ ، ص ١٣٢ ـ ١٣٣ ؛ وذكرها ياقوت الحموى فى معجم البلدان ، ج ١ ، ص ٣٨١.

(٦) أخميم : من أقدم المدن المصرية ، وتقع فى شرقى النيل. القاموس الجغرافى ، ق ٢ ج ٤ ، ص ٨٩ ـ ٩٠. ولمزيد من التفاصيل عن مقياس أخميم انظر : صبح الأعشى ، ج ٣ ، ص ١٩٨ ؛ السيوطى : كوكب الروضة ، ص ٧٤ ، مخطوط بدار الكتب المصرية ، رقم ٥٥٤ تاريخ تيمور ؛ المنوفى : الفيض المديد ، ص ٤٠ ، مخطوط بدار الكتب المصرية ، رقم ٦٦ جغرافيا.


ثم ورد الإسلام ، فكانوا يعرفون زيادة النيل ونقصانه بما ذكرنا. إلى أن ولى عبد العزيز بن مروان (١) ، فاتخذ مقياسا بحلوان (٢) ، وهو صغير الذراع.

ثم اتخذ أسامة بن زيد التنوخى مقياسا (٣) بالجزيرة (٤) [وهى](٥) التى بين الفسطاط والجيزة ، وهذا المقياس الذى اتخذه أسامة أكبرها ذراعا (٦). واتخذ ذلك فى أيام سليمان (٧) بن عبد الملك ، وهو المقياس الذى [يعمل](٨) عليه فى وقتنا (٩). ومساحة ذراعه إلى أن يبلغ اثنى عشر دراعا ، [ثمان وعشرون إصبعا. ومن اثنى عشر ذراعا](١٠) إلى [٤١] ما فوق «يصير» (١١) الذراع أربعا وعشرين [إصبعا](١٢).

وفى هذه الجزيرة مقياس آخر لأحمد بن طولون ، والعمل عليه عند كثرة الماء ، وترادف الرياح ، واختلاف مهابها ، وكثرة الموج.

__________________

(١) هو عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبى العاص بن أمية ، ولى مصر سنة ٦٥ ه‍ وكانت ولايته عليها عشرين سنة وعشرة أشهر وثلاثة عشر يوما ، فقد توفى بها سنة ٨٦ ه‍. وقد اتخذ من حلوان مقرا له وسكنا. انظر :

الكندى : ولاة مصر ، ص ٧٠ ـ ٧٩ ، تحقيق حسين نصار ، ط. الذخائر العدد (٦٦).

(٢) حلوان : ذكر محمد رمزى فى القاموس الجغرافى أن بمصر بلدتان متجاورتان تسمى كل منهما حلوان ، إحداهما ـ وهى أقدمها ـ حلوان التى أنشأها عبد العزيز بن مروان والى مصر سنة ٧٠ ه‍. وهى تتبع محافظة الجيزة. أما الأخرى فهى حلوان الحمامات التى أنشأها الخديو إسماعيل باشا سنة ١٨٧٤ م وتتبع محافظة القاهرة. انظر : القاموس الجغرافى ، ق ٢ ، ص ١٢.

(٣) لمزيد من التفاصيل عن قصة بناء أسامة بن زيد التنوخى للمقياس فى سنة ٧٦ ه‍. انظر : وفيات الأعيان ، ج ٣ ، ص ١١٢ ـ ١١٥.

(٤) هى جزيرة الروضة. انظر : حسن المحاضرة ، ج ٢ ، ص ٣٣٤.

(٥) «وهو التى» فى نسخة ز ، «وهو الذى» فى نسخة ح. والمثبت بين الحاصرتين من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٤٤.

(٦) «أكثرها استعمالا» فى مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٤٤. بينما اتفق ما ذكره ابن العماد مع ما ورد فى : فتوح مصر ، ص ٣٦ ؛ حسن المحاضرة ، ج ٢ ، ص ٣٣٤.

(٧) هو الخليفة الأموى سليمان بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبى العاص بن أمية. ولى الخلافة فى جمادى الآخرة سنة ٩٦ ه‍ وتوفى فى صفر سنة ٩٩ ه‍. انظر : ولاة مصر ، ص ٨٧ ، ٨٨ ؛ ابن دقماق : الجوهر الثمين فى سير الملوك والسلاطين ، ج ١ ، ص ٩١ ـ ٩٢ ، تحقيق محمد كمال الدين عز الدين على ، ط. عالم الكتب ، بيروت ١٩٨٥ م.

(٨) «العمل» فى نسختى المخطوطة. والمثبت بين الحاصرتين من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٤٤.

(٩) الضمير عائد على المؤلف «ابن العماد الأقفهسى».

(١٠) ما بين الحاصرتين ساقط من نسختى المخطوطة. والمثبت من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٤٢ وذلك لاستقامة المعنى.

(١١) ما بين الأقواس ساقط من نسخة ح.

(١٢) ما بين الحاصرتين إضافة للتوضيح من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٤٢.


فصل

فى زيادة النيل

قال المسعودى : قالت العرب فى النيل : إنه إذا زاد غاضت له البحار (١) ، أى نقصت. قال الله تعالى : (وَغِيضَ الْماءُ)(٢) أى نقص وذهب. قال تعالى : (وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ)(٣). وغاضت له العيون والآبار. وإذا غاض هو زادت هى. فزيادتها من غيضه ، وغيضه من زيادتها.

قال : وقالت الهند : زيادته ونقصه بالسّيول. ونحن نقول ذلك بتوالى الأنواء ، وكثرة الأمطار ، وركود السحاب.

وقالت الروم : لم يزد / قط ولم ينقص ، وإنما زيادته بريح الشمال إذا كثرت واتصلت [٤٢] [به](٤).

[وقالت](٥) القبط : زيادته (٦) [ونقصانه](٧) من عيون فى شاطئه ، يراها من سافر ولحق بأعاليه. وقد تقدم عن أبى قبيل أن نيل مصر فى زيادته يفور كله ، من أوله إلى آخره (٨).

وحكى لى من أقام بالحبشة : أن الغمام والمطر مستمر عندهم فى أيام زيادة النيل ليلا ونهارا فى أعلى النيل. وأن فى بعض السنين يكثر المطر جدا ، وفى بعضها يقل ، فيعرفون كثرة النيل بمصر وقلته بسبب ذلك.

__________________

(١) «الأنهار» فى مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٤٠.

(٢) سورة هود ، آية (٤٤).

(٣) سورة الرعد ، آية (٨).

(٤) ما بين الحاصرتين ساقط من نسختى المخطوطة. والمثبت من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٤١ ؛ انظر أيضا : الخطط ، ج ١ ، ص ٥٤ ، ٥٦.

(٥) «قال» فى نسخة ز. والمثبت من نسخة ح ، وهو كما فى مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٤١.

(٦) «زيادة» فى نسخة ح.

(٧) ما بين الحاصرتين ساقط من نسختى المخطوطة. والمثبت من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٤١.

(٨) انظر ما سبق ص ٤٥.


فصل

فى المكان الذى يذهب فيه ماء النيل

قالت الحكماء (١) : إن النيل إذا صب فى بحر الملح انتهى فيه إلى مواضع ، ثم يرتفع بخارا ويجتمع فى الجو ، فتحمله الغمام والريح إلى الأماكن التى يريد / الله تعالى بالمطر فيها من سائر البلاد. ولهذا تجد الأماكن القريبة من البحر أكثر مطرا من غيرها ، ويشاهد الغمام قريبا من بحر الملح ، عند دمياط وغيرها مما [جاور](٢) البحر.

قالوا : وإذا وقع المطر فى البلاد اتصل بالبحر من عيون وغيرها ، حتى ينتهى إلى البحر أيضا ، ثم يصير مطرا كما سبق. وهذا قد أشار إليه الزمخشرى فى قوله تعالى : (وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ)(٣) والمراد بالسماء : الغمام ، والرجع : المطر.

قال : سمى رجعا على عادة العرب فى معتقدهم ، أن الغمام يحمل ماء المطر من البحر ، ثم يرجع إليها ، فهو رجع إلى الأرض بعد ما أخذ منها مرة بعد مرة.

وذكر الواحدى (٤) : أنها إنما سميت رجعا لأنها ترجع إلى الأرض مرة بعد أخرى. وما ذكره الحكماء وجّهوه بأن [كل ما](٥) على الأرض من خشب ، وحجر ، ونحاس ، [٤٤] ورصاص ، وحيوان ، / يصير ترابا ثم يعود خلقا جديدا ، وهكذا إلى يوم [القيامة](٦). قالوا : والفلك دوّار.

وذكر المفسرون : فى قوله سبحانه وتعالى : (وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ فَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَسْقَيْناكُمُوهُ)(٧) : أن الله تعالى يرسل الرياح فتلقح (٨) السحاب بالماء ، كما تلقح البقرة باللبن

__________________

(١) ورد هذا النص فى الفضائل الباهرة ، ص ١٦٥.

(٢) «جاوز» فى نسختى المخطوطة. والمثبت بين الحاصرتين من الفضائل الباهرة ، ص ١٦٥.

(٣) سورة الطارق ، آية (١١).

(٤) انظر : الواحدى : الوسيط فى تفسير القرآن المجيد ، ج ٤ ، ص ٤٦٦ ، ٤٦٧ ؛ راجع أيضا : الزجاج : معانى القرآن وإعرابه ، ج ٥ ، ص ٣٠٢ ، تحقيق عبد الجليل شلبى ، ط. عالم الكتب ، بيروت ١٩٨٨ م.

(٥) «كلما» فى نسختى المخطوطة.

(٦) «القيمة» فى نسختى المخطوطة.

(٧) سورة الحجر ، آية (٢٢). وانظر تفسير ابن كثير ، ج ٢ ، ص ٥٤٩.

(٨) «فتلقى» فى نسخة ح.


قال اللغويون : واللواقح من الرياح : التى تحمل [الندى](١) ثم تمحه فى السحاب ، فإذا اجتمع صار مطرا. وقيل : إنما هى ملاقح. وأما قولهم : لواقح ؛ فعلى حذف الزائد.

قال ابن الجنى : قياس (وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ)(٢) ملاقح ، لأن الريح تلقح السحاب ، وقد يجوز على معنى لقحت هى ، فإذا لقحت فزكت ، ألقحت السحاب ، فيكون هذا مما اكتفى فيه بالسبب على المسبب.

قال أهل اللغة : والريح العقيم التى لا ماء فيها سميت عقيما ؛ لأنها لا تلقح ، ولا تنتح. كالرجل العقيم ، والمرأة العقيم. ويجوز أن [تكون / الريح تحمل البخار الذى [٤٥] يجتمع](٣) فى الجو من البحر الملح إلى الغمام ، فيلقحها به. ويدل لذلك أنك تجد ماء المطر ـ فى الغالب ـ فيه ملوحة. وإنما ملّح لمجاورته للبحر على ما سبق.

وقد يشاهد البخار فى زمن البرد [يعلو](٤) من البحر إلى الجو ويتراكم ، حتى يصير فى مرأى العين كالسحاب ، فيجرى بالريح. فيجوز أن يكون بعض ما نشاهد من السحاب [مطرا](٥) كله ، وأن الله تعالى يسوقه إلى حيث يشاء. ويجوز أن يكون المطر ينزل من السماء كما ينزل منها البرد. قال الله تعالى : (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ)(٦).

قال ابن عباس رضى الله عنهما : فى السماء جبال من برد ، كما فى الأرض جبال من حجر.

قال أبو الفرج بن الجوزى : والبرد يقع قطعا كبارا ، وقطعا صغارا. قال : ووقعت فى بعض السنين بردة عظيمة ، فاهتز لها إقليم مصر.

__________________

(١) «الندا» فى نسختى المخطوطة.

(٢) سورة الحجر ، آية (٢٢).

(٣) «يكون الريح تحمل البخار التى تجتمع» فى نسخة ز ، «يكون الريح يحمل البخار التى يجتمع» فى نسخة ح.

والمثبت هو الصحيح.

(٤) «يعلوا» فى نسختى المخطوطة.

(٥) «مطر» فى نسختى المخطوطة.

(٦) سورة النور ، آية (٤٣).


فائدة :

قال : قال الكواشى فى تفسيره (١) : من الأولى فى قوله تعالى : (مِنَ السَّماءِ)(٢) : [٤٦] لابتداء الغاية ، والثانية : للتبعيض ، / والثالثة : لبيان الجنس. انتهى.

ويجوز أن يكون المطر ينزل من البحر الذى مرتفع بين السماء والأرض ، ويقال إنه دائما يجرى. قيل : ولو لا هو لا حترقت الأرض بحمى حر الشمس.

وذكر بعض الشيوخ فيه حكاية عجيبة فقال : إن بعض الملوك أرسل بازا (٣) أشهب خلف طائر ، فصعد إلى الجو ، وجاء بعد ساعة وفى رجله سمكة. فجمع الملك علماء مملكته واستفتاهم عن هذه السمكة ، وأنه هل يجوز أكلها؟ فأفتوه كلهم بجواز أكلها.

وكان هناك شاب مشتغل بالعلم ، وكان أبوه تاجرا ينفق عليه ، فضجر منه فتركه بلا نفقة ، فهاجر الشاب فى طلب العلم ، فقعد سنينا ، ثم قدم فوجد الملك والعلماء مجتمعين ، وهو يستفتيهم فى السمكة ، فلما أفتوه جميعا بجواز أكلها ، يعنى السمكة ، قام الشاب من بينهم وقال : يا ملك ، هذه السمكة حرام لا يجوز أكلها. فقال : ولم [٤٧] قلت؟. قال : لا أقول حتى تجعل لى / جعلا ، فجعل له عشرة آلاف دينار. فقال : اعطونى الآن منها ألفى دينار. فأعطوه ألفين ، فبعث بها إلى أبيه ، وقال : قولوا له إن ابنك سافر وجاء ببضاعة ، فباع منها بألفى دينار ، وهى إلى الآن ما فتحت. ثم قال للملك : إن بين السماء والأرض لبحر ، لا يناله إلا البازات الشهب ، وروى «فيه» (٤) حديثا ، [وأنها](٥) سمكة سم ، وأنت لما أرسلت الباز وفاته الطائر ، خطف هذه السمكة من البحر ، فأت بشخص يكون قد استوجب القتل ، فأطعمها له. فأتوا بشخص عليه قتل ، فأطعموه منها ، فمات من ساعته. فأكملوا له العشرة آلاف دينار.

__________________

(١) هو كتاب «التبصرة فى التفسير» لأحمد بن يوسف الكواشى الموصلى الشيبانى الشافعى ، المتوفى سنة ٦٨٠ ه‍.

وهو كتاب كبير فى التفسير. انظر : حاجى خليفة : كشف الظنون ، ج ١ ، ص ٣٣٩ ، ص ٤٥٧ ؛ ابن تغرى بردى : النجوم الزاهرة ، ج ٧ ، ص ٣٤٨.

(٢) سورة النور ، جزء من آية (٤٣).

(٣) البازى هو أشد الجوارح تكبرا وأضيقها خلقا ، يوجد بأرض الترك. والباز الغالب عليه بياض اللون وهو أحسن البزاة وأملأها جسما وأجرأها قلبا وأسهلها رياضة. والأشهب لا يوجد إلا بأرض أرمينية وأرض الجزر. انظر : عجائب المخلوقات ، ص ٢٤٣ ـ ٢٤٤.

(٤) ما بين الأقواس ساقط من نسخة ح.

(٥) «وأن» فى نسختى المخطوطة. ولعل الصواب ما أثبتناه بين الحاصرتين.


ومما يذكر كثيرا وهو مشهور : أن المطر ربما أمطرت الضفادع فى بعض السنين ، فيحتمل أن تكون هذه الضفادع من ذلك البحر. ويحتمل صحة ما ذكره بعضهم : أن الغمام يغترف الماء من / البحر ، وإذا اغترف ، اغترفت معه الضفادع ، والعلم عند الله. [٤٨]

ومما يذكر وهو صحيح : أن الماء فى أعلى الصعيد يكون أحلى منه فى آخر النيل ، سيما الذى يقرب من البحر المالح.

ولما ولى القاضى فخر (١) الدين بن مسكين قضاء قوص (٢) من الصعيد ، وكان قبل قاضيا بأبيار (٣) ، أنشد أبياتا منها [يقول](٤) :

والله لو لا العار

ما اخترت غير ابيار

ولكن الصعيد أعلا

[وماؤه](٥) لى أحلى

والآدمى فشار

ومن المشاهد أيضا أن ماء بعض الأمطار أحلى من بعض.

__________________

(١) هو محمد بن محمد بن الحارث بن مسكين الزهرى ، نائب الحكم بالقاهرة ، وكان محدثا. توفى سنة ٧٦١ ه‍.

انظر : حسن المحاضرة ، ج ١ ، ص ٣٤٢.

(٢) قوص : من المدن القديمة بالصعيد الأعلى بمصر ، وتتبع محافظة قنا. وهى مدينة كبيرة على البر الشرقى للنيل.

انظر : القاموس الجغرافى ، ق ٢ ج ٤ ، ص ١٨٧ ـ ١٨٩.

(٣) أبيار : من البلاد القديمة بمركز كفر الزيات بين القاهرة والإسكندرية. القاموس الجغرافى ، ق ٢ ج ٢ ، ص ١١٩ ـ ١٢٠.

(٤) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة ز ، ومثبت من نسخة ح.

(٥) «ماؤها» فى نسختى المخطوطة. والمثبت بين الحاصرتين من الفضائل الباهرة ، ص ١٧٠.


فصل

تقدم فى الحديث ذكر الأنهار الأربعة ، وتقدم الكلام على نيل مصر.

وأما الأنهار الثلاثة :

فذكر المسعودى (١) : أنها جيحون ، وسيحون ، والفرات. قال : فأما جيحون ، وهو نهر [٤٩] بلخ (٢) ، فإنه يخرج من أعين فيجرى / حتى يأتى بلاد خوارزم ، وقد اجتاز قبل ذلك ببلاد الترمذ (٣) ، [وإسفرايين](٤) ، وغيرها من بلاد خراسان ، فإذا ورد إلى خوارزم ، تفرق فى مواضع هناك ، ويمضى باقيه فيصب فى البحيرة التى عليها [القرية](٥) المعروفة بالجرجانية (٦) ، أسفل خوارزم ، ليس فى ذلك [الصّقع](٧) أكبر (٨) من هذه البحيرة.

ويقال أنه ليس فى العمران أكبر منها ؛ لأن (٩) طولها مسيرة شهر فى نحو ذلك من العرض ، [تجرى فيها السفن ، وإليها يصب نهر فرغانة (١٠) والشاش (١١) ، ويمر ببلاد الفاراب (١٢) فى مدينة جديس](١٣) ، تجرى فيه السفن إلى هذه البحيرة ، وعليها مدينة الترك ، يقال لها المدينة الجديدة ، فيها مسلمون ، والأغلب من الترك.

__________________

(١) انظر : مروج الذهب ، ج ١ ، ص ١٠١ ـ ١٠٣.

(٢) بلخ : مدينة مشهورة بخراسان. انظر : معجم البلدان ، ج ١ ، ص ٧١٣.

(٣) الترمذ : مدينة مشهورة من أمهات المدن ، تقع على الجانب الشرقى لنهر جيحون. معجم البلدان ، ج ١ ، ص ٨٤٣ ـ ٨٤٤.

(٤) «إسفراين» فى نسختى المخطوطة. والمثبت بين الحاصرتين من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ١٠١.

وإسفرايين : بليدة حصينة من نواحى نيسابور على منتصف الطريق من جرجان. انظر : معجم البلدان ، ج ١ ، ص ٢٤٦.

(٥) «الغرقة» فى نسختى المخطوطة. والمثبت بين الحاصرتين من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ١٠١.

(٦) الجرجانية : هى أكبر مدينة بخوارزم بعد قصبتها ، وتقع فى الجانب الجنوبى على شاطىء جيحون. وأهل خوارزم يسمونها بلسانهم «كركانج» ، فعربت إلى الجرجانية. معجم البلدان ، ج ٢ ، ص ٥٤ ، ط. طهران ١٩٦٥ م.

(٧) «السقع»فى نسختى المخطوطة. والمثبت بين الحاصرتين من مروج الذهب، ج ١ ، ص ١٠١. والصّقع : الناحية.

(٨) «أكثر» فى نسخة ح.

(٩) «الآن» فى نسخة ح.

(١٠) فرغانة : مدينة وكورة واسعة بما وراء النهر متاخمة لبلاد تركستان. انظر : الإصطخرى : المسالك والممالك ، ص ١٦٦ ؛ معجم البلدان ، ج ٤ ، ص ٢٥٣.

(١١) الشاش : مدينة وكورة واسعة بما وراء النهر ، ولها نهر باسمها. المسالك والممالك ، ص ١٦٦ ؛ معجم البلدان ، ج ٣ ، ص ٣٠٨ ـ ٣٠٩.

(١٢) الفاراب : تقع على الضفة الشرقية لنهر سيحون ، وقد عرفت قديما بباراب أو فاراب ، وفى الأزمنة الحديثة باسم أترار أو أطرار ، وهى تأخذ مياها من نهر الشاش. انظر : الإصطخرى : المسالك والممالك ، ص ١٦٦ ؛ معجم البلدان ، ج ٤ ، ص ٢٢٥ ؛ لسترانج : بلدان الخلافة الشرقية ، ص ٥٢٨ ، ط. بغداد ١٩٥٤ م.

(١٣) ما بين الحاصرتين ساقط من نسختى المخطوطة. والمثبت من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ١٠١.


قال : وأما سيحون (١) نهر الهند ، فمبدؤه من جبال (٢) من أقاصى الهند ، مما يلى بلاد الصين من نحو بلاد [التغزغز](٣) من الترك. ومقدار جريانه إلى أن يصب فى البحر الحبشى (٤) ، مما يلى ساحل الهند ، أربعمائة فرسخ.

قال : وأما الفرات ، / فمبدؤه من بلاد قاليقلا (٥) من ثغور أرمينية (٦) ، من جبال هناك [٥٠] تدعى أبو دخن (٧) ، على نحو «يوم» (٨) من قاليقلا. ومقدار جريانه من أرض الروم إلى أن يأتى بلاد ملطية (٩) [مائة فرسخ](١٠) ، ويكون مقدار جريانه على وجه الأرض نحو خمسمائة فرسخ ، وقيل أكثر من ذلك.

__________________

(١) «جنجس» فى مروج الذهب ، ج ١ ، ص ١٠٢. وبالبحث فى المصادر الجغرافية القديمة وجدنا أن التعريفات المذكورة بها عن نهر جنجس تطابق ما ورد فى مروج الذهب.

انظر : الخوارزمى : كتاب صورة الأرض ، ص ١٣٣ ـ ١٣٥ ؛ الإدريسى : نزهة المشتاق فى اختراق الآفاق ، ج ١ ، ص ١٩٤ ، ج ٢ ، ص ٦٥٠ ، ط. دار الثقافة الدينية ، القاهرة ١٩٩٤ م.

(٢) «جبل» فى مروج الذهب ، ج ١ ، ص ١٠٢.

(٣) «التّغر» فى نسختى المخطوطة ، «الطغرغر» فى مروج الذهب ، ج ١ ، ص ١٠٢. والمثبت بين الحاصرتين من بار تولد : تاريخ الترك فى آسيا الوسطى ، ص ٤٤ ـ ٤٥ ، ص ٦٧ ـ ٦٨ ، سلسلة الألف كتاب الثانى ، العدد (٢٣٥) ، ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة ١٩٩٦ م. والتغزغز أو طوقوز : قوم من الترك يسكنون الأراضى من شرق فرغانة وتمتد حتى الصين. راجع أيضا ابن حوقل : صورة الأرض ؛ ص ١٥ حيث ذكر أنهم قبيل عظيم لهم دار واسعة ما بين التبت وأرض الخرلخية وخرخيز ومملكة الصين. انظر موقعهم على الخريطة المرفقة.

(٤) البحر الحبشى : هو بحر الصين والسند والهند والزنج والبصرة والأبلة وفارس وكرمان وعمان والشحر واليمن وأيلة والقلزم من بلاد مصر والحبشة. انظر : المسعودى : التنبيه والإشراف ، ص ٤٦ وما بعدها. والمقصود أنه المحيط الهندى.

(٥) «قالى قلا» فى نسختى المخطوطة. وقد أثبتنا رسمها كما وردت فى مروج الذهب ، ج ١ ، ص ١٠٣ ؛ معجم البلدان ، ج ٤ ، ص ١٩ ـ ٢٠. وقد ذكر ياقوت قصة هذا الاسم ، وهى أن امرأة ملكت أرمينية كانت تدعى «قالى» فبنت مدينة وسمتها «قالى قاله» ومعناها : إحسان قالى ، فعربت العرب قالى قله فقالوا «قاليقلا». وهى ثغر غرب أرمينية يلى بلاد الروم. راجع أيضا : الإصطخرى : المسالك والممالك ، ص ١١١.

(٦) إرمينية أو أرمينية : بكسر الهمزة أو فتحها ، هى اسم لصقع عظيم واسع فى جهة الشمال ، يحيط بها علي سبيل الإجمال ، من الغرب : حدود بلاد الروم وشىء من حدود الجزيرة. ومن جهة الجنوب : بعض حدود الجزيرة وحدود العراق. ومن جهة الشرق : بلاد الجيل والديلم ، إلى بحر الخزر (قزوين). ومن جهة الشمال : بلاد القيتق. انظر : معجم البلدان ، ج ١ ، ص ١٥٩ ـ ١٦١ ؛ الإصطخرى : المسالك والممالك ، ص ١٠٨ وما بعدها ؛ ابن حوقل : صورة الأرض ، ص ٣٣١ ـ ٣٥٥ ؛ صبح الأعشى ، ج ٤ ، ص ٣٥٣ ـ ٣٥٦ ؛ لسترانج : بلدان الخلافة الشرقية ، ص ٢١٦ ـ ٢١٩.

(٧) «إفراد خمش» فى التنبيه والإشراف ، ص ٤٧ ؛ «إفرد حس» فى مروج الذهب ، ج ١ ، ص ١٠٣. ولم نعثر على تعريف لهذه الجبال فى المصادر التى بين أيدينا.

(٨) ما بين الأقواس ساقط من نسخة ح. ووردت العبارة فى نسخة ز «على نحو من يوم من».

(٩) ملطية : ثغر من ثغور الجزيرة مما يلى الروم ، وهى مدينة كبيرة من أكبر الثغور. انظر : الإصطخرى : المسالك والممالك ، ص ٤٣ ـ ٤٨.

(١٠) ما بين الحاصرتين ساقط من نسختى المخطوطة. والمثبت من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ١٠٣.


وكان الفرات [الأكثر](١) من مائة ينتهى إلى بلاد الحيرة (٢) ، ونهرهن إلى هذا الوقت ، وهو يعرف بالعتيق ـ وعليه كانت وقعة المسلمين مع رستم ، وهى وقعة القادسية (٣) ـ فيصب فى البحر الحبشى. وكان البحر يومئذ فى الموضع المعروف بالنجف (٤) فى هذا الوقت ، و [كانت](٥) تقدم هناك سفن الصين والهند ، ترد إلى ملوك الحيرة.

وقد ذكر جماعة أن خالد بن الوليد المخزومى لما أقبل يريد الحيرة (٦) فى سلطان [٥١] أبى بكر ، من بعد فتح اليمامة (٧) ، وقتل / كذاب بنى حنيفة ، ورآه أهل الحيرة ، تحصنوا منه فى القصر الأبيض ، وقصر القادسية ، وقصر ابن بقيلة ، وهذه أسماء قصور كانت بالحيرة ، وهى الآن خراب لا أنيس بها ، وبينها وبين الكوفة ثلاثة أميال. فلما نظر خالد ابن الوليد إلى أهل الحيرة وقد تحصنوا منه ، أمر بالعسكر فنزل نحو النجف ، وأقبل خالد على فرسه ومعه ضرار (٨) بن الأزور الأسدى ، وكان من فرسان العرب ، فوقفا حيال قصر بنى ثعلبة ، فجعل العباديون يرمونهما بالخزف ، فجعل فرسه ينفر ، فقال له ضرار : أصلحك الله ، ليست لهم مكيدة أعظم مما ترى.

__________________

(١) «الأكبر» فى نسختى المخطوطة. والمثبت بين الحاصرتين من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ١٠٣.

(٢) الحيرة : مدينة بالقرب من الكوفة ، على موضع يقال له النجف. انظر : معجم البلدان ، ج ٢ ، ص ٣٧٥ ـ ٣٨٠.

(٣) القادسية : من مدن العراق ، تقع على حافة البادية وحافة سواد العراق ، بينها وبين الكوفة خمسة عشر فرسخا فى طريق الحاج ، وعليها كانت الوقعة المعروفة بوقعة القادسية سنة ١٦ ه‍. انظر : معجم البلدان ، ج ٤ ، ص ٧ ـ ٩ ؛ صبح الأعشى ، ج ٤ ، ص ٣٣٧.

(٤) النجف : من مدن العراق ، فيها مشهد على بن أبى طالب الذى يكرمه الشيعة ويقدسونه ، وهى على نحو أربعة أميال من غرب خرائب الكوفة. انظر : الإصطخرى : المسالك والممالك ، ص ٨٢ ؛ لسترانج : بلدان الخلافة الشرقية ، ص ١٠٣ ـ ١٠٥. ويذكر ياقوت أنها عين بظهر الكوفة تمنع مسيل الماء أن يعلو الكوفة ومقابرها. انظر : معجم البلدان ، ج ٤ ، ص ٧٦٠.

(٥) «كان» فى نسختى المخطوطة. والمثبت بين الحاصرتين من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ١٠٣.

(٦) راجع تاريخ الطبرى ، ج ٤ ، ص ٢ ـ ٧ ، ص ١٥ ـ ١٦ ، ط. دار القلم ، بيروت.

(٧) اليمامة : تعد من نجد ، وقاعدتها حجر. وكان فتح اليمامة سنة ١١ ه‍ فى خلافة أبى بكر الصديق. انظر : تاريخ الطبرى ، ج ٢ ، ص ٢٤٣ وما بعدها ؛ معجم البلدان ، ج ٤ ، ص ١٠٢٧.

(٨) هو ضرار بن الأزور بن مرداس بن حبيب بن عمرو بن كثير .... الأسدى ، قاتل يوم اليمامة أشد القتال حتى قطعت ساقاه جميعا ، فجعل يحبو على ركبتيه ويقاتل وتطؤه الخيل حتى غلبه الموت ، وذلك فى سنة ١٣ ه‍.

انظر : طبقات ابن سعد ، ج ٦ ، ص ٣٩ ، ط. دار صادر ، بيروت ؛ ابن عبد البر : الاستيعاب فى معرفة الأصحاب ، ج ٢ ، ص ٧٤٦ ـ ٧٤٩ ، تحقيق على محمد البجاوى ، ط. أولى ، دار الجيل ، بيروت ١٩٩٢ ؛ الذهبى : تاريخ الإسلام ، ص ٩٣ ـ ٩٤ ، حوادث ووفيات من ١١ ـ ٤٠ ه‍ ، تحقيق عمر عبد السلام تدمرى ، ط.

دار الكتاب العربى ، بيروت ٢٠٠٣ م.


فمضى خالد فنزل معسكره ، وبعث إليهم أن يبعثوا له رجلا من عقلائهم وذوى أنسابهم ، يسأله عن أمرهم (١). فبعثوا إليه «عبد المسيح بن عمرو بن قيس بن [حيان بن بقيلة](٢) الغسانى ، وهو / الذى [بنى](٣) القصر الأبيض (٤). فأتى خالد ، وله يومئذ [٥٢] ثلاث مائة وخمسون سنة ، فأقبل يمشى ، فنظر إليه خالد مقبلا فقال : من أين أقصى أثرك أيها الشيخ (٥). قال : كمن صلب أبى. قال : فمن (٦) أين جئت؟ قال : من بطن أمى. قال : فعلام (٧) أنت؟ ويحك. قال : على الأرض. قال : فيم أنت؟ لا كنت. قال : فى ثيابى. قال أتعقل؟ لا عقلت. قال : أى والله ، وأقيدها. ابن كم أنت؟ قال : ابن رجل واحد. قال : اللهم أخرهم عن أهل بلده ، فما يزيدوننا إلى عمى. أسأله عن الشىء فيجيب عن غيره. قال : لا والله لا أجيبك إلا بما سألتنى. قال : أعرب أنت أم نبط؟ قال : عرب استنبطنا ، ونبط استعربنا. قال : أحرب أنت أم سلم؟ قال : بل سلم. قال : فما بال هذه الحصون؟ قال : بنيناها للسفيه تحبسه حتى يأتى الحكيم فينهاه. قال : كم أنت / لك؟ قال : خمسون [وثلاث](٨) مائة سنة. [٥٣]

قال : فما أدركت؟ قال : أدركت سفن البحر ترقى إلينا فى هذه النجف بمتاع السند والهند ، وأمواج البحر تضرب بها تحت قدميك ، وانظر كم بينها (٩) اليوم وبين البحر. ورأيت المرأة تأخذ مكتلها (١٠) فتضعه على رأسها لا نزود إلا رغيفا واحدا ، فلا تزال فى قرى عامرة متواترة ، وعمائر متصلة ، وأشجار مثمرة ، وأنهار جارية ، وغدران غدقة ، حتى ترد الشام. وتراها اليوم قد أصبحت خرابا يبابا ، وذلك دأب الله فى البلاد والعباد.

فوجم خالد ومن حضره لما سمعوا منه وعرفوه. وكان مشتهرا فى العرب بطول العمر ، وكبر السن ، وصحة العقل. قال : ومعه سمّ ساعة ، يقلبه فى يده ، فقال له خالد :

__________________

(١) «أمره» فى نسخة ح.

(٢) «حيانة بن فضيلة» فى نسختى المخطوطة. والمثبت من فتوح البلدان ، ص ٣٣٩ ، تحقيق عبد الله أنيس الطباع ، عمر أنيس الطباع ، بيروت ١٩٨٧.

(٣) «بنا» فى نسختى المخطوطة.

(٤) القصر الأبيض من قصور الحيرة ، ذكر فى الفتوح أنه كان بالرّقة. ويذكر ياقوت أنه يظن أن القصر من أبنية الرشيد.

معجم البلدان ، ج ٤ ، ص ١٠٦.

(٥) «الرجل» فى نسخة ح.

(٦) «من» فى نسخة ح.

(٧) ورد هذا النص فى فتوح البلدان بتصرف. ص ٣٤٠.

(٨) «ثلاثون» فى نسخة ز وهو خطأ حيث وردت قبل ذلك «ثلاث». والمثبت بين الحاصرتين من نسخة ح.

(٩) «بينهما» فى نسخة ح.

(١٠) المكتل : زنبيل يعمل من الخوص ، وجمعها مكاتل. انظر : المنجد ، مادة المكتل.


[٥٤] ما هذا الذى معك؟ قال : سم ساعة. قال : / ما تصنع به؟ قال : أتيتك فإن (١) يكن عندك ما يسرنى ويوافق أهل بلدى قبلته ، وحمدت الله عليه. وإن تكن الأخرى ، لم أكن (٢) أول من ساق إلى أهل بلده حزنا وبلاء ، فآكل هذا السم وأستريح من الدنيا ، فما بقى من عمرى إلا يسير. قال له خالد : هاته ، فأخذه فوضعه فى راحته ، ثم قال : بسم الله وبالله ، بسم الله رب الأرض والسماء ، بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شىء فى الأرض ولا فى السماء ، ثم اقتحمه فتحللته غشيّة ، وضرب بذقنه فى صدره ساعة ، ثم سرى عنه وأفاق كأنما نشط من عقال ، فانصرف العبّادى إلى قومه. وكان عبادى المذهب ، وهم [النّسطورية](٣) من النصارى. فقال : يا قوم قد جئتكم من عند شيطان [٥٥] أكل سم ساعة فلم يضره ، فعالجوه وأخرجوه عنكم. فصالحوه على / مائة ألف درهم ، وساج ، وهو الطيلسان (٤) ، فرحل عنهم.

قال المسعودى : وإنما ذكرنا هذه الحكاية لتكون شاهدة لما قلنا من تنقل البحار ، وتغلغل البحور والأنهار ، على ممر الدهور والأعصار.

قال (٥) : وأما الدّجلة : فإنها تخرج من بلاد آمد (٦) من ديار بكر (٧) ، وهى أعين ببلاد [خلاط](٨) من أرمينية ، ويصب إليها أنهار [سربط](٩) و [ساتيدما](١٠) ، وما يخرج من

__________________

(١) «فإن لم» فى نسخة ح. (٢) «تكن» فى نسخة ح.

(٣) «السنطورية» فى نسختى المخطوطة. والمثبت من التنبيه والإشراف.

والنسطورية : فرقة من فرق النصارى الشرقيين. وهم يقرون بنبوة المسيح عليه السلام. ومتفقون على أن معبودهم ثلاثة أقانيم ، وهذه الأقانيم الثلاثة شىء واحد وهو جوهر قديم ، ومعناه أب وابن وروح القدس إله واحد. لمزيد من التفاصيل عن هذه الفرقة راجع : التنبيه والإشراف ، ص ١٢٧ ـ ١٢٨ ؛ المقريزى : الخطط ، ج ٢ ، ص ٥٠٠.

(٤) الطيلسان : ضرب من الأوشحة يلبس على الكتف ، أو يحيط بالبدن ، خال من التفصيل والخياطة ، أو هو ما يعرف فى العامية المصرية بالشال. والجمع : طيالس وطيالسة. المعجم الوجيز.

(٥) انظر : مروج الذهب ، ج ١ ، ص ١٠٥.

(٦) آمد : أعظم مدن ديار بكر وأجلّها قدرا وأشهرها ذكرا. وهى بلد قديم حصين مبنى بالحجارة السود على نشز دجلة محيطة بأكثره مستديرة به كالهلال ، فى وسطه عيون وآبار ، وفيها بساتين ونهر. وقد فتحت آمد فى سنة عشرين من الهجرة. انظر : معجم البلدان ، ج ١ ، ص ٥٦ ـ ٥٧.

(٧) ديار بكر : بلاد كبيرة واسعة تنسب إلى بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أقصى ، وحدها ما غرب من دجلة إلى بلاد الجبل المطل على نصيبين إلى دجلة ، ومنه حصن كيفا وآمد وميافارقين. انظر : معجم البلدان ، ج ٢ ، ص ٤٩٤.

(٨) «خالد» فى نسختى المخطوطة. والمثبت بين الحاصرتين من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ١٠٥.

(٩) «سريط» فى نسختى المخطوطة ومروج الذهب ، ج ١ ، ص ١٠٥. والمثبت من معجم البلدان ، ج ٣ ، ص ٦٨ ؛ بلدان الخلافة الشرقية ، ص ١٤٤. وقد ذكر ياقوت أن سربط موضع فى بلد أرمينية له نهر يعرف به ويصب فى دجلة.

(١٠) «ساتيد» فى نسختى المخطوطة. والمثبت من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ١٠٥ ؛ معجم البلدان ، ج ٣ ، ص ٧ ـ ٨ ؛ بلدان الخلافة الشرقية ، ص ١٤٣. ونهر ساتيدما يقال له أيضا «ساتيدماد» وهو فرع من نهر ينحدر من شمال ميافارقين ليصب فى نهر الدجلة.


بلاد أرزن (١) وميافارقين (٢) وغيرها من الأنهار. فإذا خرجت الدجلة من [مدينة](٣) واسط ، تفرقت فى أنهار هناك آخذة (٤) إلى بطيحة البصرة. ومقدار جريان (٥) دجلة على وجه الأرض ثلاث مائة فرسخ ، وقيل أربعمائة.

هذا كلام المسعودى ، وقد التبس عليه الأمر ، ففسر نهر سيحون (٦) بسيحان ، وجيحون (٧) بجيحان. وقد أوضح ذلك النووى فى شرح مسلم / فقال : فى قوله صلى الله [٥٦] عليه وسلم «سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة» : اعلم أن سيحان وجيحان غير سيحون وجيحون ، وأما سيحان وجيحان المذكوران فى هذا الحديث (٨) ـ اللذان هما من أنهار الجنة ـ فهما من بلاد الأرمن. فجيحان نهر المصيصة (٩) ، وسيحان نهر أذنة (١٠). وهما نهران عظيمان جدا ، أكبرهما جيحان ، فهذا هو الصواب فى موضعهما (١١).

__________________

(١) «أزدن» فى نسخة ز ، «أردون» فى نسخة ح. والمثبت من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ١٠٥.

وأرزن : مدينة مشهورة قرب خلاط لها قلعة حصينة ، وكانت من أعمر نواحى أرمينية ، فتحها المسلمون سنة ٢٠ ه‍ صلحا. انظر : معجم البلدان ، ج ١ ، ص ٢٠٥ ـ ٢٠٦.

(٢) ميافارقين : أشهر مدينة بديار بكر. ولمزيد من التفاصيل عنها انظر : معجم البلدان ، ج ٤ ، ص ٧٠٣ ـ ٧٠٨ ؛ بلدان الخلافة الشرقية ، ص ١٤٣ ـ ١٤٥.

(٣) «نهر» فى نسختى المخطوطة. والمثبت بين الحاصرتين من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ١٠٥.

ومدينة واسط : سميت بذلك لتوسطها بين الكوفة والبصرة والأهواز. وتقع واسط على جانبى نهر دجلة. انظر : معجم البلدان ، ج ٤ ، ص ٨٨١ ـ ٨٨٢ ؛ بلدان الخلافة الشرقية ، ص ٥٩ ـ ٦١.

(٤) «أخر» فى مروج الذهب ، ج ١ ، ص ١٠٥.

(٥) «جريانه» فى نسخة ح.

(٦) سيحون : نهر مشهور بما وراء النهر قرب خجندة بعد سمرقند ، وهو فى حدود بلاد الترك ، ويقال له الآن «نهر سيرداريا» ، ويصب فى بحيرة خوارزم ، المعروفة الآن ببحر آرال. انظر : معجم البلدان ج ٣ ، ص ٢١٠ ـ ٢١١ ؛ بلدان الخلافة الشرقية ، ص ٤٧٦ ـ ٤٧٨.

(٧) جيحون : نهر يخرج من بلاد الترك ، ويصب فى بحيرة خوارزم (بحر آرال) ، ويقال له الآن «نهر أموداريا». انظر : معجم البلدان ، ج ٢ ، ص ١٧١ ـ ١٧٢ ؛ بلدان الخلافة الشرقية ، ص ٤٧٦ ـ ٤٧٨.

(٨) انظر ما سبق ص ٣٧.

(٩) المصيصة : مدينة على شاطىء جيحان ، من ثغور الشام بين أنطاكية وبلاد الروم ، تقارب طرسوس. انظر : معجم البلدان ، ج ٤ ، ص ٥٥٧ ـ ٥٥٨ ؛ بلدان الخلافة الشرقية ، ص ١٦٢ ـ ١٦٣.

(١٠) أذنة : بلد من الثغور قرب المصيصة مشهور ، ولأذنة نهر يقال له سيحان ، وعليه قنطرة من حجارة عجيبة بين المدينة وبين حصن مما يلى المصيصة ، ولأذنة ثمانية أبواب وسور وخندق. انظر : معجم البلدان ، ج ١ ، ص ١٣٢ ـ ١٣٣.

(١١) «موضعها» فى نسخة ح. وراجع أيضا ما سبق ص ٣٧.


وأما قول الجوهرى (١) فى صحاحه : نهر سيحان نهر بالشام ، فغلط. وأنه أراد المجاز من حيث أنه ببلاد الأرمن ، وهى مجاورة الشام.

قال الحازمى : سيحان نهر عند المصيصة. قال : وهو غير سيحون.

وقال صاحب (٢) «نهاية الغريب» : سيحان وجيحان نهران بالعواصم (٣) عند المصيصة وطرسوس (٤). واتفقوا كلهم على أن جيحون بالوار ، نهر وراء خراسان عند بلخ (٥) ، واتفقوا [٥٧] على أنه غير / جيحان. وكذلك سيحون غير سيحان.

وأما قول القاضى عياض بأن النيل بمصر ، والفرات بالعراق ، وسيحان وجيحان ، ويقال سيحون وجيحون ، ببلاد خراسان. ففى كلامه إنكار من أوجه : أحدهما : قوله الفرات بالعراق وليست بالعراق ، بل هى فاصلة بين الشام والجزيرة.

والثانى : قوله سيحان وجيحان ويقال سيحون وجيحون ، فجعل الأسماء مترادفة وليس كذلك. بل سيحان غير سيحون ، وجيحان غير جيحون ، باتفاق الناس.

الثالث : قوله إنه ببلاد خراسان ، وإنما سيحان وجيحان ببلاد الأرمن بقرب الشام ، والله أعلم.

__________________

(١) انظر : الجوهرى : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٨٥.

(٢) انظر : ابن الأثير : النهاية فى غريب الحديث والأثر ، ج ١ ، ص ١٩٢ ، ط. المطبعة العثمانية ، مصر ١٣١١ ه‍.

(٣) العواصم : حصون موانع وولاية تحيط بها بين حلب وأنطاكية ، وقصبتها أنطاكية ، وهى من أعمال قنسرين. انظر : معجم البلدان ، ج ٣ ، ص ٧٤١ ـ ٧٤٢.

(٤) طرسوس : مدينة بثغور الشام بين أنطاكية وحلب وبلاد الروم. انظر : معجم البلدان ، ج ٣ ، ص ٥٢٦ ـ ٥٢٨.

(٥) بلخ : مدينة مشهورة بخراسان. ويقال لجيحون : نهر بلخ. انظر : معجم البلدان ، ج ١ ، ص ٤٧٩ ـ ٤٨٠.


فصل

فى الفرق بين النهر والبحر

قال الأزهرى (١) فى «التهذيب» : سمى البحر بحرا لاستبحاره ، وهو انبساطه وسعته.

وقيل لأنه يشق فى الأرض / شقا ، وجعل ذلك الشق لمائه قرارا. [٥٨]

قال فى الصحاح (٢) : سمى [البحر](٣) بحرا لعمقه واتساعه. ويقال استبحر فى العلم ، وتبحر فى المال : إذا كثر ماله. والبحر : الشق فى كلام «العرب» (٤) ، ومنه قيل للناقة التى كانوا يشقون أذنها بحيرة.

قال الزّجّاج : كل نهر ذى ماء فهو بحر. قال بعضهم : بشرط أن يكون جاريا كدجلة ، والفرات ، والنيل ، وشبهها من الأنهار. وأما البحر الكبير الذى هو مغيض للمياه ، فلا يكون ماؤه إلا ملحا زجاجا. ولا يكون ماؤه إلا [كدرا](٥). وأما الأنهار فماؤها جار. ويقال للبحر الصغير (٦) : بحيرة. وأما بحيرة طبرية : فإنها عظيمة ؛ نحو عشرة أميال فى ستة (٧). ويقع البحر على الرمل الكثير المعروف. وفرس بحر : جواد كثير العدو ، على التشبيه بالبحر. والبحر : الريف ، وبه فسر أبو على ظهر الفساد فى البر والبحر. لأن / الذى هو [٥٩] الماء لا يظهر فيه فساد ولا صلاح.

وأما البحر المسجور (٨) ، قيل معناه المملوء. يقال : سجرت الإناء إذا ملأته.

قال على رضى الله عنه : هو بحر تحت العرش ، فيه ماء غليظ ، يقال له بحر الحيوان ، تمطر العباد بعد النفخة الأولى أربعين صباحا ، فينبتون فى قبورهم ويحيون.

وقيل : البحر المسجور : الموقد ، لأنه يروى أن الله تبارك وتعالى يجعل البحار كلهار نارا ، فترد فى جهنم. قال الله تعالى : (وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ)(٩).

__________________

(١) انظر قول الأزهرى فى لسان العرب ، ج ١ ، ص ١٦٦ ـ ١٦٧ مادة بحر ، ط. دار صادر ، بيروت.

(٢) الجوهرى : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٨٥ ، مادة (بحر).

(٣) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة ز. والمثبت من نسخة ح.

(٤) ما بين الأقواس ساقط من نسخة ح.

(٥) «راكدا» فى نسختى المخطوطة. والتصحيح من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ١٢٨.

(٦) «الصغيرة» فى نسخة ح.

(٧) راجع : معجم البلدان ، ج ١ ، ص ٥١٥.

(٨) انظر : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٧٧.

(٩) سورة التكوير ، آية (٦).


وأما نهر الحيوان فهو فى السماء الرابعة. وروى أبو هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال (١) : البيت المعمور فى السماء الدنيا ، وفى السماء الرابعة نهر يقال له الحيوان ، يدخله جبريل كل يوم طلعت عليه الشمس ، فإذا خرج انتفض انتفاضة [٦٠] خرّت عنه سبعون ألف قطرة ، يخلق الله تعالى / من كل قطرة ملكا ، يؤمرون أن يأتوا البيت المعمور فيصلّون فيه ، فيفعلون ، ثم لا يعودون إليه أبدا. ذكره الواحدى فى تفسيره.

فائدة : المياه التى تنزل من السماء ثلاثة : ماء الثلج ، وماء المطر ، وماء البرد. والثلج غير الجمد فاعلمه ، فإنه يلتبس على كثير من الناس ، ولا يفرقون بين الثلج والجمد ، والفرق بينهما : أن الجمد : يكون ماء مستقر بالأرض ثم يجمد من شدة البرد.

وأما الثلج : فإنه نداوة تنزل من السماء ، وتتجمد على ما يقع عليه من الأرض. وقد ذكر القاضى مسألة يفارق الثلج فيها حكم الجمد فقال : إذا أخذ قطعة جمد فوجد فيها بعرة (٢) من داخلها ، نظر إن كان الماء الذى جمد وفيه (٣) هذه البعرة قلتين (٤) أو أكثر ، وقلنا لا يجب التباعد عن النجاسة بقدر قلتين ، فإن البعرة تفور وتلقى ما حولها ، والباقى

__________________

(١) ورد هذا الحديث فى تفسير القرآن العظيم لابن كثير ، ج ٧ ، ص ٤٠٧ ، تحقيق محمد إبراهيم وآخرين ، ط.

الشعب ، القاهرة د. ت. ونصه :

«... عن أبى هريرة ، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : «فى السماء السابعة بيت يقال له «المعمور» بحيال الكعبة ، وفى السماء الرابعة نهر يقال له «الحيوان» يدخله جبريل كل يوم ، فينغمس فيه انغماسة ، ثم يخرج فينتفض انتفاضة يخرّ عنه سبعون ألف قطرة ، يخلق الله من كل قطرة ملكا يؤمرون أن يأتوا البيت المعمور فيصلّون فيه ، فيفعلون ، ثم يخرجون فلا يعودون أبدا ، ويولّى عليهم أحدهم ، يؤمر أن يقف بهم فى السماء موقفا يسبّحون الله فيه إلى أن تقوم الساعة».

وقد أنكر هذا الحديث جماعة من الحفاظ ، وقال بعضهم لا أصل له من حديث أبى هريرة ، ولا سعيد بن المسيّب ، ولا الزهرى.

انظر أيضا : الذهبى : ميزان الاعتدال فى نقد الرجال ، ج ٢ ، ص ٥٧ ، تحقيق على محمد البجاوى ، ط. دار الفكر ، بيروت د. ت ؛ الجرجانى : الكامل فى ضعفاء الرجال ، ترجمة رقم ٦٦٦ ، تحقيق يحيى مختار غزاوى ، ط.

الثالثة ، دار الفكر ، بيروت ١٩٨٨ م ؛ العقيلى : ضعفاء العقيلى ، ترجمة رقم ٤٩٧ ، تحقيق عبد المعطى قلعجى ، ط. دار الكتب العلمية ، بيروت ١٩٨٤ م.

(٢) البعر : رجيع ذوات الخفّ وذوات الظّلف. ومفردها : بعرة. المعجم الوجيز.

(٣) «فيه» فى نسخة ح.

(٤) القلّة : الجرة الضخمة. وهى من المكاييل الشرعية. وتقدر القلة ب (٢٥٠) رطلا عراقيا. ومقدارها عند الحنفية : (٥٦٢ ، ١٠١) كيلو جرام. أما عند جمهور الفهاء : فمقدارها (٦٢٥ ، ٩٥) كيلو جرام.

انظر : على جمعة محمد : المكاييل والموازين الشرعية ، ص ٣١.


طاهر طهور. وإن كان / الماء الذى جمد وفيه (١) البعرة دون القلتين ، فجميع الجمد [٦١] نجس.

قال : وإن وجد البعرة بقطعة ثلج ، ألقيت وما حولها ، والباقى طاهر. ووجه ما قاله فى الثلج : إن الثلج إذا نزل على البعرة جمد عليها ، وجموده (٢) يمنع سريان نجاستها إلى غير المجاور لها. كالفأرة تموت فى السمن الجامد.

فرع يخرج على هذا الأصل : الماء الذى ينعقد جوهره ملحا ، والماء الذى ينعقد نطرونا. الصحيح أنه طهور تجوز الطهارة به قبل انعقاده ، وبعد انعقاده إذا أذيب بماء طهور. فعلى هذا لو جمد هذا الماء ، ورأينا فى الملح الذى انعقد منه بعرة ، ففيه التفصيل السابق فى الجمد. وإن قلنا إنه طاهر لا طهور ، فجميعه نجس ، لأن له حكم المائع ، والمائع لو امتد قلالا ووقعت فيه نجاسة ، ينجس كله (٣).

__________________

(١) «فيه» فى نسخة ح.

(٢) «وجمود» فى نسخة ح.

(٣) «كل» فى نسخة ح.


فصل

وأما الماء الذى نبع من الأرض : فهو شبيه ماء الآبار.

[٦٢] وأما الأنهار ، / وماء العيون ، وماء البحر ، والماء الذى ينعقد ملحا ، والماء الذى ينعقد نطرونا ، والماء المتقاطر من بخار الماء ، وماء الآبار : منها ما هو حديدى ، ومنها ما هو نحاسى ، تكلم عليه الأطباء.

فحصّل أن المياه النازلة من السماء ، والنابعة من الأرض عشرة ، وكلها تجوز بها الطهارة بلا خلاف. إلا الماء الذى سينعقد ملحا أو نطرونا ، فإن فيه [خلاف](١) ، والمذهب جواز الطهارة به. وإلا بالماء المتقاطر من بخار الماء ، فإن فيه وجهان ، الأصح جواز الطهارة به. وإذا انضم إلى هذا الماء النابع من أصابعه ، صلى الله عليه وسلم ، صارت أحد عشر.

واختلفوا فى المياه التى فى الأرض ، هل أصلها من السماء ، أم خلقها الله تعالى فى الأرض ، على قولين :

أحدهما : أن الجميع من السماء. لقوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الْأَرْضِ)(٢).

[٦٣] والثانى : أن الله تعالى خلقه فى الأرض كما خلق ماء السماء فيها. لقوله / تعالى : (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها (٣٠) أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها)(٣) وبعد ههنا بمعنى : قبل.

والتفسير : والأرض قبل ذلك دحاها. وقيل : بعد هنا بمعنى : مع ، أى مع ذلك دحاها ، إذا كانت الأرض مخلوقة قبل السماء. وقد أخبر الله تعالى أنه أخرج منها ماءها ومرعاها ، تعين أن يكون الماء مخلوقا فيها.

ومما يدل على أن الأرض مخلوقة قبل السماء قوله تعالى : (قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً ذلِكَ رَبُّ الْعالَمِينَ (٩) وَجَعَلَ

__________________

(١) «خلافا» فى نسخة ز. والمثبت بين الحاصرتين من نسخة ح.

(٢) سورة الزمر ، آية (٢١).

(٣) سورة النازعات ، الآيات (٣٠ ـ ٣١).


فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها وَبارَكَ فِيها وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ [سَواءً لِلسَّائِلِينَ] (١) (١٠) ثُمَ (٢) اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ (١١) فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ)(٣). وثم : للترتيب.

وقال بعضهم : خلق الله الأرض أولا ثم خلق السماء ، ثم دحا الأرض بعد أن خلق السماء.

وقيل : خلق الله تعالى زمردة خضراء كغلظ السماوات والأرض ، ثم / نظر إليها نظرة [٦٤] العظمة (٤) فانماعت ، فصارت ماء. فمن ثم ترى الماء دائما يتحرك من تلك الهيبة.

ثم أن الله تعالى رفع من البحر بخارا ، وهو الدخان الذى ذكره فى قوله تعالى : (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ)(٥). فخلق السماء من الدخان ، وخلق الأرض من الماء ، والجبال من موج الماء.

__________________

(١) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة ز ومثبت فى نسخة ح ، وهو كما فى السورة الكريمة.

(٢) «ثم قال تعالى ثم استوى» فى نسخة ح.

(٣) سورة فصلت ، الآيات (٩ ـ ١٢).

(٤) «العظيمة» فى نسخة ح.

(٥) سورة فصلت ، جزء من آية (١١).


فصل

لا كراهة فى استعمال شىء من المياه عند (١) تنافى الطهارة وغيرها ، إلا فى ستة : أحدها : الماء المشمس.

ثانيها وثالثها : الماء الشديد الحرارة والبرودة.

رابعها : ماء ديار ثمود لكثرة استعمالها ، إلا بئر الناقة ، لأن النبى صلى الله عليه وسلم نهى عنه ، وأمر بأن تكفأ القدور ، ويطرح العجين الذى عجن منه. وديارهم فى طريق الشام من مكة. قال تعالى : (وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (١٣٧) وَبِاللَّيْلِ [أَفَلا تَعْقِلُونَ])(٢)(٣).

خامسها : ماء قوم لوط. روى أن (٤) جبريل عليه السلام أدخل جناحه تحت مدائنهم [٦٥] فاقتلعها من الأرض ، ورفعها بجناحه إلى السماء ، ثم قلبها بهم ، فأتبعوا بالحجارة.

قال الله تعالى : (فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا [عَلَيْها])(٥) (حِجارَةً)(٦) قيل : كان مكتوب على حجر اسم صاحبه ، وكان شخص منهم بالحرم ، فوقف حجر بين السماء والأرض حتى خرج من الحرم ، فوقع به فمات. ولما خسف (٧) بقراهم بقى موضعها بركة عظيمة ، ماؤها منتن ، وهى باقية إلى اليوم فى بعض طرق الشام. قال تعالى : (وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ)(٨) ، يعنى طريق.

سادسها : بئر برهوت. روى أنه صلى الله عليه وسلم قال : «خير بئر فى الأرض بئر زمزم ، وشر بئر فى الأرض بئر برهوت ، فيها أرواح الكفار» (٩). وإذا كانت هذه شر بئر فى

__________________

(١) «عندنا» فى نسخة ح.

(٢) ما بين الحاصرتين ساقط من نسختى المخطوطة. والمثبت من السورة الكريمة.

(٣) سورة الصافات ، الآيات (١٣٧ ـ ١٣٨).

(٤) «عن» فى نسخة ح.

(٥) «عليهم» فى نسختى المخطوطة. والتصحيح من السورة الكريمة.

(٦) سورة هود ، آية (٨٢).

(٧) «أخسف» فى نسخة ح.

(٨) سورة الحجر ، آية (٧٦).

(٩) نص الحديث : «عن أنس : «أرواح المؤمنين إلى الجابية ، وأرواح الكافرين إلى واد بحضرموت يقال لها برهوت ، ترد عليها هام الكفار فى كل ليلة». انظر : الديلمى : فردوس الأخبار ، ج ١ ، ص ٢٣٩ ، الحديث رقم (١٦٩٩) ؛ الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٢٧.


الأرض ، كره استعمال مائها ، بالقياس على ديار ثمود ولوط ؛ لأن أرواح الكفرة (١) تعذّب حيث كانت ، وإنما تعذب للغضب عليهم. فالتحق بمكان تعذيب / أرواحهم مكان [٦٦] تعذيب أجسادهم.

وبرهوت : بفتح الباء الموحدة والراء المهملة وبالتاء المثناة فوق فى آخره ، بئر بحضرموت. وقد ذكرها فى الصحاح (٢) ، وذكر الحديث ، إلا أنه لم يعين مكانها.

واختلفوا فى استعمال ماء زمزم ؛ فمذهبنا أنه لا يكره استعماله فى شىء من الطهارات كسائر المياه ، [لأن النبى](٣) صلى الله عليه وسلم توضأ منه. ولكن قال [أبو الفتوح](٤) العجلى فى [شرح مشكلات الوسيط والوجيز للغزالى](٥) : الأولى أن لا يتطهر به لحرمته وكراهته. وقد روى عن العباس رضى الله عنه أنه قال : لا أحله ، ولا لمغتسل. وهو لشارب حل وبل. والبل بكسر الباء الموحدة وباللام : الشفا. أى هو حلال وشفاء للشارب (٦). يقال : بل من مرضه إذا شفى.

وكان ابن عباس إذا شرب ماء زمزم قال : «اللهم إنى أسألك علما نافعا ، ورزقا واسعا ، وشفاء من كل داء».

وقال [النبى](٧) صلى الله عليه وسلم : «ماء زمزم / طعام طعم ، وشفاء سقم» (٨). [٦٧]

وأما استعماله فى إزالة النجاسة والاستنجاء ؛ فنقل فى الكفاية عن الماوردى : أنه لا يجوز استعماله ، ولا استعمال حجارة الحرم فى الاستنجاء. والصحيح خلاف ذلك.

__________________

(١) «الكفار» فى نسخة ح.

(٢) انظر : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٢٧ مادة (برهوت) ؛ معجم البلدان ، ج ١ ، ص ٥٩٨ ـ ٥٩٩.

(٣) «لأنه» فى نسخة ز. والمثبت بين الحاصرتين من نسخة ح وهو الأفضل للسياق.

(٤) «أبو الفتح» فى نسختى المخطوطة. والمثبت هو الصحيح. فهو : أبو الفتوح أسعد بن أبى الفضائل محمود بن خلف بن محمد العجلى الأصبهانى ، الملقب منتجب الدين ، الفقيه الشافعى الواعظ ، المتوفى سنة ٦٠٠ ه‍ / ١٢٠٣ م. انظر ترجمته فى : السبكى : طبقات الشافعية ، ج ٥ ، ص ٥٠ ، ط. أولى ، المطبعة الحسينية ؛ وفيات الأعيان ، ج ١ ، ص ٢٠٨ ـ ٢٠٩ ؛ ابن العماد الحنبلى : شذرات الذهب ، ج ٤ ، ص ٣٤٤ ـ ٣٤٦.

(٥) «نكث الوسيط والوجيز» فى نسختى المخطوطة. والمثبت بين الحاصرتين من طبقات الشافعية ، ج ٥ ، ص ٥٠.

وورد اسم الكتاب فى وفيات الأعيان ، ج ١ ، ص ٢٠٩ «شرح مشكلات الوجيز والوسيط للغزالى».

(٦) «للنارب» فى نسخة ح. وهو خطأ فى النسخ.

(٧) ما بين الحاصرتين إضافة من نسخة ح.

(٨) انظر : إسماعيل بن محمد العجلونى : كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس ، ج ٢ ، ص ١٧٦ ، ط. القدسى ، القاهرة ١٣٥١ ه‍.


وذهب أبو حنيفة إلى أنه لا يجوز استعماله فى الطهارة مطلقا ، ولدينا عموم الأدلة. وأن النبى صلى الله عليه وسلم توضأ منه. ولأنه يؤدى إلى جواز التيمم مع وجود الماء ، ولأن حرمة ماء زمزم وإن كانت لأجل أنه ينبع من الحرم ، فينبغى أنه لا يجوز استعمال مياه آبار الحرم. وإن كانت حرمته كونه مطعوما وشفاء ، فالماء الذى نبع من أصابع النبى صلى الله عليه وسلم أفضل من ماء زمزم ، وفيه من الشفاء ما ليس فى ماء زمزم. ومع ذلك فقد توضأت به الصحابة رضى الله [تعالى](١) عنهم أجمعين ، ولا حجة فى قول العباس رضى الله عنه : لا أحله ، لأنه محمول على حالة احتياج الناس إلى الشرب [٦٨] بقوله : لا أحله / لمغتسل ، أى فى حالة احتياج الناس إلى الشرب ، لأن الغالب التزاحم (٢) عليه للشرب.

واختلفوا فى الماء الذى يوجد وقت السحر على الزرع ؛ فقيل لا تجوز به الطهارة ، لأنه ليس من جنس المياه ، بل هو نفس دابة فى البحر ، تتنفس وقت السحر ، فهو ليس من جنس المياه ، بل هو ملحق بالعرق. حكاه صاحب كتاب «الملتقطات من الحنفية».

ويشهد لهذا القول أن المجربين ذكروا أن هذا الماء إذا جمع فى وقت السحر ، وملئت منه بيضة قد فرغ ما فيها ، وصممت بشمعة أو غيرها ، ووضعت فى الحمام ، فإنها إذا أحست بالحرارة صعدت إلى السماء بنفسها. وهذا السمو والارتفاع ليس من طبع المياه. وإنما طبعها الانخفاض.

ويشهد له أيضا أن هذا ليس بماء ثلج ، ولا برد ، ولا مطر ، والله أعلم. قال صاحب «الملتقطات» : ومنهم من جوّز الطهارة به ، لأنه ماء ، ولأنه لم يتحقق مجيئه من نفس تلك الدابة.

وأما بحر الملح ، فيجوز منه الطهارة / بلا كراهة. لقول النبى صلى الله عليه وسلم : «هو الطهور ماؤه ، الحل ميتته (٣)» (٤). هذا مذهبنا.

__________________

(١) ما بين الحاصرتين إضافة من نسخة ح.

(٢) «التراحم» فى نسخة ح.

(٣) «ميتته» فى نسخة ح.

(٤) انظر : سنن الدارمى ، ج ١ ، ص ١٨٥ ـ ١٨٦ ، باب الوضوء من ماء البحر ، ط. الاعتدال ، دمشق ١٣٤٩ ه‍.


ونقل البغوى فى سورة التكوير عن عبد الله بن عمرو ، وعبد الله بن عمر ، أنهما قالا : لا تجوز الطهارة بماء البحر ؛ لأنه غطاء جهنم ، ونقل «ذلك» (١) أيضا الدارمى فى «الاستذكار» عنهما. وعن سعيد بن المسيب أنه لا يجوز الوضوء بماء البحر.

قال : وعن قوم أنهم قدّموا التيمم عليه ، وخيّروا بينهما. وعن قوم أنه يتوضأ به عند عدم غيره.

ومما يدل على أن البحر غطاء جهنم قوله تعالى : (أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً)(٢) ، لأن الفاء تدل على الفور ، فاقتضى ذلك أن دخول النار استعقب الغرق. وقوله (٣) صلى الله عليه وسلم : «إن تحت البحر لنار ، وإن تحت النار لبحر». الحديث (٤).

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ، وسلم تسليما كثيرا ، أبدا دائما إلى يوم الدين ، ورضى الله تعالى عن ساداتنا أصحاب رسول الله أجمعين ، والحمد لله رب العالمين.

وكان الفراغ منه يوم الأحد ... (٥) خامس شهر ذى الحجة ... (٦) من سنة تسع وتسعين وثمانى مائة. عفا الله وغفر لكاتبه ولقارئه وللناظر فيه ، ولجميع المسلمين أجمعين ، آمين آمين ، فنحمد رب العالمين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم (٧).

__________________

(١) ما بين الأقواس ساقط من نسخة ح.

(٢) سورة نوح ، آية (٢٥).

(٣) «وقول النبى» فى نسخة ح.

(٤) الحديث الشريف : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا يركب البحر إلا حاج أو معتمر أو غاز فى سبيل الله ، فإن تحت البحر نارا ، وتحت النار بحرا».

انظر : سنن أبى داود ، ج ٢ ، ص ٦ ، كتاب الجهاد «باب فى ركوب البحر فى الغزو» ، ط. أولى ١٩٥٢ م.

(٥) كلمة غير مقروءة.

(٦) كلمتان غير مقروءتين.

(٧) وردت أربعة أبيات من الشعر بعد ذلك ، بها كلمات كثيرة غير مقروءة ، ثم تلتها أربعة أسطر مشطوبة من قبل الناسخ. وسوف نعرض صورة هذه الورقة.

وأبيات الشعر :

بذل الفتا بوجهه يذله

وصونه لفقره يجله

القنع خير ما يكون فهله

العز فيه فرعه وأصله

الخبز للجيعان ......

ما كان منه يابس يبله

وقطعة من حائط ....

 ... يأتى بعد هذا كله



الملاحق

















الكشافات

١ ـ كشاف الأعلام.

٢ ـ كشاف الأمم والشعوب والقبائل والفرق والجماعات.

٣ ـ كشاف الأماكن والبلدان.

٤ ـ كشاف الألفاظ الاصطلاحية.

٥ ـ كشاف بأسماء الكتب الواردة فى النص.

٦ ـ كشاف الآيات القرآنية.

٧ ـ كشاف الأحاديث الشريفة.

٨ ـ مصادر ومراجع التحقيق

٩ ـ فهرست الموضوعات.



كشاف الأعلام

 ـ أ ـ

* إبراهيم الخليل (عليه السلام) : ٥٠.

* إبراهيم بن محمد بن عبد الله (ابن مارية القبطية) : ٤٩.

* ابن جنى (ابن الجنى) : ٣٩ ، ٧١.

* ابن الحبحاب ، انظر :

عبيد الله بن الحبحاب السلولى.

* ابن زولاق : ٣٧ ، ٣٩ ، ٤٤ ، ٥٠ ، ٦٠ ، ٦٢.

* ابن عباس ، انظر :

عبيد الله بن عباس.

* ابن فرعون ، انظر :

الخضر.

* ابن لهيعة ، ٤٧.

* ابن هرميس الأكبر : ٦٢.

* أبو بكر الصديق رضى الله عنه : ٧٦.

* أبو الحكم بن مفضل البهنسى : ٥١.

* أبو حنيفة النعمان : ٨٨.

* أبو على : ٨١.

* أبو الفتوح العجلى : ٨٧.

* أبو الفرج بن الجوزى : ٥٣ ، ٧١.

* أبو القبط ، انظر :

مصر بن بيصر بن حام بن نوح.

* أبو حاتم السجستانى ، انظر :

سهل بن محمد السجستانى.

* أبو قبيل ، انظر :

حى بن هانئ بن ناضر المعافرى.

* ابن هريرة ، رضى الله عنه : ٣٧ ، ٨٢.

* أحمد بن طولون : ٥٩ ، ٦٢ ، ٦٨.

* أرميا : ٥٠.

* الأزهرى : ٨١.

* أسامة بن زيد التنوخى : ٦٨.

* الإسكندر : ٥٢.

* أسماء بنت أبى بكر الصدق ، رضى الله عنها : ٤٠.

* إسماعيل ، عليه السلام : ٥٠.

* أغاثيمون : ٦٢.

ـ ب ـ

* بقراط : ٥٢.

ـ ث ـ

* الثعلبى : ٤٣ ، ٥٠.

ـ ج ـ

* الجاحظ : ٥٩.

* جالينوس : ٥٢ ، ٥٥.

* جبريل ، عليه السلام : ٣٨ ، ٨٢ ، ٨٦.

* الجوهرى : ٨٠.

ـ ح ـ

* الحازمى : ٨٠.

* حزقيل ، مؤمن آل فرعون : ٥٠.

* حسان بن ثابت الأنصارى : ٤٩.

* الحموى : ٥٤.

* حى بن هانىء بن ناضر المعافرى ، أبو قبيل : ٤٥ ، ٦٩.


 ـ خ ـ

* خالد بن الوليد المخزومى : ٧٦ ، ٧٧ ، ٧٨.

* الخضر : ٥٠.

ـ د ـ

* الدارمى : ٨٩.

* دانيال : ٥٠.

* دلوكة بنت زبّاء ، ملكة مصر بعد الطوفان :

٦٦ ، ٦٧.

ـ ذ ـ

* ذو القرنين : ٥٢.

ـ ر ـ

* الرافعى : ٥٥.

* رستم : ٧٦.

* الرشيد ، الخليفة العباسى : ٦١.

ـ ز ـ

* الزّجّاج : ٨١.

* الزمخشرى : ٧٠.

ـ س ـ

* سعيد بن جبير : ٤٠.

* سعيد بن المسيب : ٨٩.

* سليمان بن عبد الملك بن مروان بن الحكم ابن أبى العاص بن أمية : ٦٨.

* سهل بن محمد السجستانى ، أبو حاتم :

٣٩.

* سيرين القبطية : ٤٩.

 ـ ص ـ

* صاحب الأقاليم السبعة : ٥٧ ، ٥٨.

* صاحب الروضة : ٥٥.

ـ ض ـ

* ضرار بن الأزور الأسدى : ٧٦.

ـ ع ـ

* العبّادى ، انظر :

عبد المسيح بن عمرو بن قيس بن حيان بن بقيلة الغسانى.

* العباس ، رضى الله عنه : ٨٧ ، ٨٨.

* عبد الله بن عباس ، رضى الله عنه : ٤٠ ، ٤٥ ، ٤٩ ، ٧١ ، ٨٧.

* عبد الله بن عمر بن الخطاب : ٨٩.

* عبد الله بن عمرو بن العاص ، رضى الله عنهما : ٥٢ ، ٨٩.

* عبد الرحمن بن حسان بن ثابت الأنصارى :

٤٩.

* عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبى العاص بن أمية : ٦٨.

* عبد المسيح بن عمرو بن قيس بن حيان بن بقيلة الغسانى ، العبّادى : ٧٦ ، ٧٧ ، ٧٨.

* عبيد الله بن الحبحاب السلولى ، ابن الحبحاب : ٤٦.

* عقبة بن مسلم : ٤٤.

* على بن أبى طالب ، رضى الله عنه : ٨١.

* عياض (القاضى) : ٣٨ ، ٨٠.

* عيسى بن مريم ، عليهما السلام : ٥٠ ، ٥١ ، ٥٢.


 ـ غ ـ

* الغزالى : ٨٧.

ـ ف ـ

* فخر الدين بن مسكين : ٧٣.

* فرعون : ٤٣ ، ٤٤ ، ٤٥ ، ٤٩ ، ٦٦.

* فيثاغورس : ٥٢.

ـ ق ـ

* القزوينى : ٥٤.

* القمولى : ٥٥.

ـ ك ـ

* كذاب بنى حنيفة : ٧٦.

* كعب الأحبار : ٣٧ ، ٤٥ ، ٥٢.

* الكندى : ٤٤ ، ٤٦ ، ٤٩ ، ٥٢ ، ٥٧ ، ٦١.

* الكواشى : ٧٢.

ـ ل ـ

* لقمان : ٥٠.

* الليث : ٤١.

ـ م ـ

* مارية القبطية : ٤٩.

* الماوردى : ٨٧.

* محفوظ بن سليمان : ٤٧.

* محمد ، رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : ٣٥ ، ٣٧ ، ٣٨ ، ٣٩ ، ٤٠ ، ٤٤ ، ٤٩ ، ٨٩.

* مريم ، عليهما السلام : ٥١.

* المسعودى : ٤٥ ، ٤٧ ، ٥٢ ، ٥٤ ، ٥٥ ، ٥٧ ، ٥٨ ، ٥٩ ، ٦٢ ، ٦٤ ، ٦٥ ، ٦٦ ، ٦٧ ، ٦٩ ، ٧٤ ، ٧٨.

* المسيح ، انظر :

عيسى بن مريم.

* مصر بن بيصر بن حام بن نوح ، أبو القبط :

٤٩.

* معاوية بن أبى سفيان : ٤٤ ، ٤٥.

* مقاتل : ٤١.

* المقوقس : ٤٩.

* موسى ، عليه السلام : ٤٥ ، ٥٠ ، ٥١.

* مؤمن آل فرعون ، انظر :

حزقيل.

ـ ن ـ

* النبى ، صلّى الله عليه وسلّم : ٨٢ ، ٨٦ ، ٨٧ ، ٨٨.

* نوح ، عليه السلام : ٤٩.

* النووى : ٣٨ ، ٥٥ ، ٧٩.

ـ هـ ـ

* هارون : ٥٠.

* هامان : ٤٩.

* هرمس الثالث ، المثلث بالحكمة : ٥٢.

* هرميس الأكبر : ٦٢.

* هشام بن عبد الملك ، الخليفة الأموى :

٤٦.

ـ و ـ

* الواحدى : ٤٣ ، ٧٠ ، ٨٢.

* والينوس : ٥٢.


 ـ ى ـ

* يعقوب ، عليه السلام : ٥٠.

* يوسف بن يعقوب (يوسف الصديق) ، عليه السلام :

٤٩ ، ٥٠ ، ٦٧.

* يوشع بن نون : ٥٠.


كشاف الأمم والشعوب والقبائل والفرق والجماعات

 ـ أ ـ

* آل فرعون : ٥١.

* أبناء الأسباط : ٥٢.

* الأطباء : ٨٤.

* الأسباط : ٥٢.

الأنبياء : ٥٠ ، ٥٢ ، ٦٧.

* أهل الأرض : ٤١.

* أهل البهنسا : ٦٦.

* أهل البوادى : ٦٦.

* أهل الجنة : ٣٧.

* أهل الحجاز : ٦٤.

* أهل الحيرة : ٧٦.

* أهل الخبرة : ٦٧.

* أهل العلم (العلماء) : ٤٥ ، ٧٢.

* أهل مصر : ٥٣.

* أهل اليمن : ٦٤.

* أولو العزم المكلّمون : ٥٢.

ـ ب ـ

* البحريون : ٥٨.

* بنو إسرائيل : ٥٢.

* البيضان : ٥٩.

ـ ت ـ

* الترك : ٧٤ ، ٧٥.

* التغزغز (جنس من الترك) : ٧٥.

ـ ح ـ

* الحكماء : ٥٢ ، ٦٣ ، ٧٠.

* الحواريون : ٥١.

 ـ خ ـ

* خلفاء مصر : ٦٠.

ـ ر ـ

* الروم : ٦٩.

* رماة الحدق : ٦٤.

ـ ز ـ

* الزنج : ٥٨ ، ٦٤.

ـ س ـ

* ساكنو مصر : ٣٥ ، ٤٤.

* السودان : ٥٨ ، ٥٩ ، ٦٤.

ـ ص ـ

* الصابئة : ٦٢.

* الصالحون : ٥٠.

* الصحابة ، رضى الله عنهم : ٨٨ ، ٨٩.

* الصديقون : ٥٠.

ـ ع ـ

* العامة : ٥٤.

* العبّاديون : ٧٦.

* العبيد : ٦٦.

* العرب : ٨ ، ٩ ، ٤٢ ، ٦٤ ، ٦٩ ، ٧٠ ، ٧٦ ، ٧٧ ، ٨١.

* علماء اللغة (اللغويون ، أهل اللغة) : ٧١.

* علوة (فرقة) : ٧١.

* عوام النوبة : ٦٤.


 ـ ف ـ

* فرسان العرب : ٧٦.

* الفلاسفة : ٥٢ ، ٥٧.

ـ ق ـ

* القبط (الأقباط) : ٤٩ ، ٥٩ ، ٦٩.

* قوم لوط : ٨٦.

ـ ك ـ

* الكفار (الكفرة) : ٨٦ ، ٨٧.

* كنة (أمة من السودان) : ٦٤.

ـ م ـ

* المرسلون : ٥٢.

* المسلمون : ٥٧ ، ٥٨ ، ٧٤ ، ٧٦ ، ٨٩.

* المفسرون : ٧٠.

* الملائكة : ٤٠ ، ٨٢.

* الملاحون : ٥٥.

* ملوك الأحابش : ٦٠.

* ملوك الإسلام : ٦٣.

* ملوك الحيرة : ٧٦.

* ملوك الشام : ٦٦.

* ملوك الغرب (المغرب) : ٦٦.

* ملوك مصر : ٥٩.

* ملوك النوبة : ٦٤.

* المنجمون : ٦٠.

 ـ ن ـ

* النبط : ٧٧.

* النساء : ٦٦.

* النسطورية : ٧٨.

* النصارى : ٧٨.

* النوبة (فرقة) : ٦٤.

ـ ى ـ

* اليونان (اليونانيون) : ٥٢.


كشاف الأماكن والبلدان

 ـ أ ـ

* آبار الحرم : ٨٨.

* أبيار : ٧٣.

* أبو الهول : ٦٢.

* أرض الإسلام : ٦٤.

* أرض الروم : ٧٥.

* أرض السودان : ٥٨.

* أرض الشام : ٥٠ ، ٥١.

* أرض مصر ـ إقليم مصر : ٣٥ ، ٤٤ ، ٤٦ ، ٤٧ ، ٥٢ ، ٦٣ ، ٦٦ ، ٧١.

* أرض المطرية : ٥٢.

* أرض اليمن : ٦٤ ،.

* أرمينية : ٧٨.

* إسفرايين : ٧٤.

* أسفل الأرض (الوجه البحرى) : ٤٧.

* الإسكندرية : ٥٨.

* أسوان ـ بلاد أسوان : ٤٨ ، ٥٧.

* أسيوط : ٦١.

* أشمون : ٥١.

* أعلى الصعيد ـ أعلى مصر : ٥٩ ، ٧٣.

* أعلى النيل : ٦٥ ، ٦٩.

* أقاصى الهند : ٧٥.

* الأهرام : ٦٢ ، ٦٣ ، ٦٧.

* أهرام أبى صير : ٦٤.

* إهناس : ٥٠.

ـ ب ـ

* باب الهرم : ٦٢ ـ ٦٣.

* بحر الحيوان : ٨١.

* البحر الرومى : انظر بحر الملح.

* البحر الحبشى : ٧٥ ، ٧٦.

* بحر الزنج : ٥٨.

* بحر الملح البحر المتوسط : ٤٣ ، ٤٦ ، ٥٨ ، ٧٠ ، ٧١ ، ٧٣ ، ٨٨.

* بحيرة طبرية : ٨١.

* بركة عيسى : ٥٢.

* بطيحة البصرة : ٧٩.

* بلاد آمد : ٧٨.

* بلاد أرزن : ٧٩.

* بلاد الأرمن : ٧٩ ، ٨٠.

* بلاد الترمذ : ٧٤.

* بلاد التغزغز : ٧٥.

* بلاد الحيرة : ٧٦.

* بلاد خراسان : ٧٤.

* بلاد خلاط : ٧٨.

* بلاد خوارزم ـ خوارزم : ٧٤.

* بلاد الزنج : ٥٨.

* بلاد السند : ٧٧.

* بلاد الصين : ٤٦ ، ٧٥ ، ٧٦.

* بلاد الفاراب : ٧٤.

* بلاد قاليقلا : ٧٥.

* بلاد ملطية : ٧٥.

* بلخ : ٨٠.

* بنها : ٤٩.

* البهنسا : ٥١ ، ٥٢.

* البيت المعمور : ٨٢.

* بيت النبى صلّى الله عليه وسلّم : ٣٩.

* بئر برهوت : ٨٦ ، ٨٧.

* بئر البلسم : ٥٢.


* بئر زمزم ـ ماء زمزم : ٨٦ ، ٨٧ ، ٨٨.

* بئر الناقة : ٨٦.

ـ ت ـ

* تنيس : ٥٨.

ـ ث ـ

* ثغور أرمينية : ٧٥.

ـ ج ـ

* جبال الزنج : ٥٩.

* جبل أبى فائدة جبل أبى فيدة : ٦١.

* جبل القمر : ٤٦ ، ٥٧ ، ٥٨.

* جديس : ٧٤.

* الجرجانية : ٧٤.

* الجزيرة الجزيرة الفراتية : ٨٠.

* جزيرة إقريطش : ٥٨.

* جزيرة قينلوا : ٥٨.

* جيحان ، انظر : نهر جيحان.

* جيحون ، انظر : نهر جيحون.

* الجيزة : ٥١ ، ٦٤ ، ٦٨.

* حائط العجوز : ٦٦.

* الحبشة : ٥٧ ، ٦٩.

* الحرم : ٣٩ ، ٨٦ ، ٨٧ ، ٨٨.

* حضرموت : ٨٧.

* حلابس : ٦٥.

ـ خ ـ

* خراسان : ٨٠.

* خط الاستواء : ٤٦ ، ٥٨.

* خليج سردوس : ٤٨ ، ٤٩.

* خليج الفيوم : ٤٨ ، ٤٩.

* خليج المنهى : ٤٨ ، ٤٩.

ـ د ـ

* دار فرعون : ٤٥.

* دمشق : ٥١.

* دمياط : ٥٨ ، ٧٠.

* ديار بكر : ٧٨.

* ديار ثمود : ٨٦ ، ٨٧.

* ديار لوط : ٨٧.

ـ ر ـ

* رشيد : ٤٨ ، ٥٨.

* الرملة : ٥١.

ـ س ـ

* ساحل الزنج : ٦٥.

* ساحل الهند : ٧٥.

* سدمنت : ٥١.

* السلسبيل (اسم عين فى الجنة) : ٣٨.

* سيحان ، انظر : نهر سيحان.

* سيحون ، انظر : نهر سيحون.

ـ ش ـ

* الشاش : ٧٤.

* الشام : ٤٩ ، ٦٦ ، ٧٧ ، ٨٠.

ـ ص ـ

* الصخرة : ٣٩ ، ٥٠.

* الصعيد ـ صعيد مصر : ٤٧ ، ٥٧ ، ٥٩ ، ٦٧.


 ـ ط ـ

* طرا : ٥١.

* طرسوس : ٨٠.

* طريق الشام : ٨٦.

* الطور : ٥١.

ـ ع ـ

* العراق : ٨٠.

* عمان : ٥٨.

* العواصم (ولاية من أعمال قنسرين) : ٨٠.

ـ ف ـ

* الفرات ، انظر : نهر الفرات.

* الفردوس (الجنة) : ٥٢.

* الفسطاط ـ فسطاط مصر : ٥٧ ، ٥٨ ، ٦٨.

ـ ق ـ

* القادسية : ٧٦.

* قبر أغاثيمون : ٦٢.

* قبر هرمس : ٦٢.

* قبور الملوك : ٦٢.

* القصر الأبيض : ٧٦ ، ٧٧.

* قصر ابن بقيلة : ٧٦.

* قصر بنى ثعلبة : ٧٦.

* قصر القادسية : ٧٦.

* قوص : ٧٣.

ـ ك ـ

* الكوفة : ٧٦.

 ـ م ـ

* مدينة الترك المدينة الجديدة : ٧٤.

* مدينة العقاب : ٦٤.

* المسجد الحرام : ٥٠.

* المسجد الأقصى : ٥٠.

* مسجد الإيوان : ٥١.

* مصر : ٣٥ ، ٣٧ ، ٤٤ ، ٤٦ ، ٤٧ ، ٤٨ ، ٤٩ ، ٥٠ ، ٥١ ، ٥٢ ، ٥٣ ، ٥٩ ، ٦٣ ، ٦٧ ، ٨٠.

* المصيصية : ٨٠.

* مقرّى ـ مقرة : ٦٤.

* مكة : ٨٦.

* مقياس أحمد بن طولون بالروضة : ٦٨.

* مقياس أخميم : ٦٧.

* مقياس أنصنا : ٦٧.

* مقياس جزيرة الروضة : ٦٨.

* مقياس حلوان : ٦٨.

* منف : ٦٧.

* ميافارقين : ٧٩.

ـ ن ـ

* النجف : ٧٦.

* نهر أذنة : ٧٩.

* نهر بلخ : ٧٤.

* نهر جيحان : ٣٧ ، ٧٩ ، ٨٠.

* نهر جيحون : ٧٤ ، ٧٩ ، ٨٠.

* نهر الحيوان : ٨٢.

* نهر دجلة : ٣٧ ، ٨٧ ، ٧٩ ، ٨١.

* نهر ساتيدما : ٧٨.

* نهر سربط : ٧٨.

* نهر السند : ٥٩.

* نهر سيحان : ٣٧ ، ٣٩ ، ٨٠.

* نهر سيحون : ٧٤ ، ٧٥ ، ٧٩ ، ٨٠.

* النهر العتيق : ٧٦.


* نهر الفرات : ٣٧ ، ٣٨ ، ٤١ ، ٧٤ ، ٧٥ ، ٨٠ ، ٨١.

* نهر فرغانة : ٧٤.

* نهر الكوثر : ٣٧ ، ٣٨.

* نهر المصيصة : ٧٩.

* نهر مهران نهر السند : ٥٩.

* نهر النيل ـ نهر مصر ـ النيل ـ بحر النيل :

٣٥ ، ٣٧ ، ٣٨ ، ٣٩ ، ٤٢ ، ٤٤ ، ٤٥ ، ٤٦ ، ٤٧ ، ٤٨ ، ٥٣ ، ٥٤ ، ٥٧ ، ٥٩ ، ٦٠ ، ٦١ ، ٦٥ ، ٦٦ ، ٦٧ ، ٦٨ ، ٧٠ ، ٧٣ ، ٧٤ ، ٧٩ ، ٨٠ ، ٨١.

* نهر الهند : ٧٥.

* النوبة ـ بلاد النوبة : ٤٥ ، ٦٤ ، ٦٥.

ـ هـ ـ

* الهند : ٧٥ ، ٧٦ ، ٧٧.

ـ و ـ

* الوادى المقدس : ٥١.

* واسط : ٧٩.

ـ ى ـ

* اليمامة : ٧٦.


كشاف الألفاظ الاصطلاحية

 ـ أ ـ

* الآبار : ٦٩ ، ٦٤.

* آلات السحر : ٦٦.

* الإبل : ٦٤.

* الأترج : ٦٤.

* الأجاج : ٤١.

* الأجراس : ٦٦.

* الأزج (بناء) : ٦٣.

* الاستبحار ـ يستبحر ـ مستبحر : ٤٥ ، ٤٧ ، ٤٨ ، ٨١.

* الإسلام : ٤٥ ، ٦٧ ، ٦٨.

* إصبع (مقياس) : ٤٨ ، ٦٨.

* أم طبق ، انظر : الترسة.

* أمطار ـ مطر : ٦١ ، ٧٠ ، ٧١ ، ٧٢ ، ٧٣ ، ٨٢ ، ٨٨.

* أميال ـ ميل : ٥٧ ، ٧٦ ، ٨١.

* الأنواء : ٦٩.

* الأودية : ٦٥.

ـ ب ـ

* البازى : ٧٢.

* البحر المسجور : ٨١.

* البحيرة : ٦٠ ، ٧٤ ، ٨١.

* البخار : ٧٠ ، ٧١ ، ٧٥.

* البخت : ٦٤.

* البرّ : ٥٤ ، ٥٥ ، ٥٩.

* البرابى : (بيوت الحكمة) : ٦٣ ، ٦٦.

* البرازين ـ البرزون (الدابة) : ٦٤.

* البرد : ٧١ ، ٨٢ ، ٨٨.

* البرزخ : ٤٢.

* بركة ـ برك : ٦٥.

* البطيحة : ٥٧ ، ٥٨.

* البعرة : ٨٢ ، ٨٣.

* البقرة : ٦٤ ، ٧٠.

* البلطى (نوع من السمك) : ٣٩.

* البهائم : ٤٧.

* البوادى : ٦٦.

ـ ت ـ

* التابوت : ٤٥.

* التاجر : ٧٢.

* الترسة : ٥٤ ، ٥٥.

* التسرى : ٤٩.

* التمساح ـ المسمار : ٥٣ ، ٥٤ ، ٥٥ ، ٥٩ ، ٦٦.

التيمم : ٨٨ ، ٨٩.

ـ ث ـ

* الثياب : ٤٧ ، ٤٩.

* الثلج : ٨٢ ، ٨٣ ، ٨٨.

* الثمار ـ ثمرة : ٤١.

ـ ج ـ

* الجبر : ٥٢.

* جبل : ٥١ ، ٥٧ ، ٥٨ ، ٦٠ ، ٧١ ، ٧٥.

* الجراب : ٥٣.

* جسر ـ جسور : ٤٧.


* الجميزة (شجرة) : ٥١.

* جنادل : ٧٥.

ـ ح ـ

* الحبشية (لغة أهل الحبشة) : ٤٠.

* الحدأة : ٥٥.

* الحديد : ٨٤.

* الحركات : (علم) : ٥٢.

* حصن ـ حصون : ٧٧.

* الحلفا : (نبات) : ٤٧.

* الحلى : ٤١.

* الحنطة : ٦٤.

* حوض حجارة (تابوت حجر) : ٦٢.

ـ خ ـ

* الخراج : ٤٦ ، ٤٧ ، ٦٣.

* خراج السلطان : ٤٧ ، ٤٨.

* خراج مصر : ٤٦ ، ٤٧.

* الخزف : ٧٦.

* الخشب : ٧٠.

* خليج ـ خلجان : ٤٧ ، ٥٨ ، ٦٥.

* الخمر : ٣٧.

ـ د ـ

* دحا : ٨٤ ، ٨٥.

* الدرة اليتيمة : ٤٣.

* درهم : ٧٨.

* الدست : ٦١.

* الدولة الأموية : ٥٨.

* الدولة العباسية : ٥٨.

* دويبة : ٥٤.

* الديباج : ٦٢.

* دينار : ٤٧ ، ٧٢.

ـ ذ ـ

* الذراع : ٤٤ ، ٤٧ ، ٤٨ ، ٥٥ ، ٦٢ ، ٦٣ ، ٦٧ ، ٦٨.

* الذرة : ٦٤.

* الذهب : ٤٠ ، ٥٣ ، ٦٥.

الذهب الأحمر : ٥٢ ، ٥٣.

ـ ر ـ

* ربوة : ٥١.

* الرجع : ٧٠.

* الرّخام : ٥١.

* الرصاص : ٧٠.

* الرصد : ٥٢.

* الرعادة (نوع من السمك) : ٥٥.

* رماة الحدق : ٦٤.

* الرياح ـ الريح : ٧٠.

* الرياح الشمالية : ٦٩.

* الريح العقيم : ٧١.

ـ ز ـ

* الزرع : ٥٣ ، ٨٨.

* زمردة : ٥٢ ، ٥٣ ، ٨٥.

* الزنجية (لغة) : ٥٨.

* الزيت : ٤٢ ، ٥١.


 ـ س ـ

* سباع البحر : ٦٦.

* سباع البر : ٦٦.

* سبيكة : ٥٢ ، ٥٣.

* السحاب : ٦٩ ، ٧٠ ، ٧١.

* السحر : ٨٨.

* سدرة المنتهى : ٣٨ ، ٣٩ ، ٤٠ ، ٤١.

* السرى (النهر الصغير) : ٤٤.

* السفن : ٥٧ ، ٧٤ ، ٧٧.

* سلحفاة : ٥٥.

* السم : ٧٢ ، ٧٧ ، ٧٨.

* السمك ـ سمكة : ٣٩ ، ٥٥ ، ٧٢.

* السيول : ٦٩.

ـ ش ـ

* شجرة ـ أشجار : ٥٢.

* شجرة طوبى : ٣٩ ، ٤٠ ، ٤١.

* الشقيقة (مرض) : ٥٥.

* شمعة : ٨٨.

* شيخ : ٧٧.

ـ ص ـ

* صاحب مصر : ٤٩.

* الصداع (مرض) : ٥٥.

* الصّدفة : ٤٣.

* الصقع : ٧٤.

ـ ض ـ

* الضفادع : ٧٣.

* الضياع : ٤٨.

 ـ ط ـ

* الطلاسم (علم) : ٥٢.

* الطوفان : ٦٢.

* طيلسان : ٦١ ، ٧٨.

* الطيور ـ طائر : ٥٢ ، ٥٤ ، ٦١ ، ٧٢.

ـ ع ـ

* العجين : ٨٦.

* العرش : ٨١.

* العسل : ٣٧ ، ٤٩.

* العلم : ٧٢ ، ٨١.

* عين ـ عيون : ٤٥ ، ٥٧ ، ٥٨ ، ٦٩ ، ٧٠ ، ٧٤ ، ٨٤.

ـ غ ـ

* غراب : ٥٥.

* الغلة : ٦١.

* الغمام : ٦٩ ، ٧٠ ، ٧١ ، ٧٣.

* الغنم : ٦٤.

ـ ف ـ

* فأر : ٨٣.

* فدان : ٤٦ ، ٦١.

* فرس : ٧٦.

* فرس البحر : ٨١.

* فرسخ : ٥٧ ، ٥٨ ، ٧٥ ، ٧٩.

* الفضة : ٦٨.

* الفلك (الأفلاك) : ٥٩ ، ٧٠.

* الفلك المستقيم : ٦٠.

* الفتن : ٤٠ ، ٤١.


 ـ ق ـ

* قاضى ـ قضاء : ٧٣.

* قبة ـ أقباء : ٦٢.

* قدر ـ قدور : ٨٦.

* القسى العربية : ٦٤.

* القضبان (نوع من الشجر) : ٤٧.

* قطيعة : ٤٧.

* القلم الرومى : ٦٣.

* القلّة (مكيال) : ٨٢ ، ٨٣.

* القمح : ٦١.

* القمح اليوسفى : ٤٦.

* القناطر : ٤٧.

* القياس : ٧١ ، ٨٧.

ـ ك ـ

* الكتان : ٦١.

* الكراع : ٤٩.

* الكرم : ٦٤.

* الكلأ : ٤٧.

* كلب البحر : ٥٤.

ـ ل ـ

* اللبخ ـ اللبخة (شجرة) : ٥١.

* اللبن : ٣٧ ، ٧٠.

* اللجاة : ٥٤.

* اللواقح ـ ملاقح : ٧١.

* اللؤلؤ : ٤٣ ، ٥٢ ، ٥٣.

ـ م ـ

* المتاع : ٧٧.

* المحارس : ٦٦.

* المحاق : ٥٨.

* المراكب : ٥٧.

* المرج : ٤١ ، ٤٢ ..

* المرجان : ٤٣.

* المرعى : ٤٧.

* المساحات (علم) : ٥٢.

* المساحى ج مسحاة : ٤٧.

* المسك : ٥٢ ، ٥٣.

* المقابلات (علم) : ٥٢.

* المقياس ـ المقاييس : ٤٨ ، ٥٧ ، ٦٧ ، ٦٨.

* المكتل : ٧٧.

* الملاح : ٥٥.

* ملح : ٨١ ، ٨٣ ، ٨٤.

* الملوك ـ ملك : ٦٦ ، ٧٢.

* ملوك الحيرة : ٨٦.

* منكر (اسم ذراع لقياس النيل) : ٤٨.

* الموز : ٦٤.

ـ ن ـ

* الناقة : ٨١.

* النّبل : ٦٤.

* النجامات (علم) : ٥٢.

* النجوم : ٥٢ ، ٥٩.

* النحاس : ٧٠ ، ٨٤.

* النخلة ـ النخل : ٥٠ ، ٥١ ، ٦٤.

* نكير (اسم ذراع لقياس النيل) : ٤٨.

* النسطورية : ٧٨.

* النطرون : ٨٢ ، ٨٣ ، ٨٤.

* النوار (نبات) : ٥٢.


 ـ هـ ـ *

الهيئة (علم) : ٥٢ ، ٥٩.

ـ و ـ

* وباء : ٤٨.

* ورل : ٥٤.

* وقعة ـ وقعات : ٧٦.



كشاف بأسماء الكتب الواردة فى المتن

الصفحة

الأقاليم السبعة........................................................... ٥٧ ، ٥٨

تفسير الواحدى................................................................ ٨٢

التمويه فيما يرد على التنبيه للحموى.............................................. ٥٤

التهذيب للأزهرى.............................................................. ٨١

الجواهر للقمولى................................................................ ٥٥

الروضة........................................................................ ٥٥

شرح مسلم للنووى............................................................. ٥٥

شرح مشكلات الوسيط والوجيز للغزالى ـ لأبى الفتوح العجلى......................... ٨٧

شرح المهذب للنووى............................................................ ٥٥

الصحاح للجوهرى................................................. ٨٠ ، ٨١ ، ٨٧

عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات للقزوينى..................................... ٥٤

الكفاية للماوردى............................................................... ٨٧

مروج الذهب ومعادن الجوهر للمسعودى.................................... ٥٢ ، ٥٧

الملتقطات من الحنفية............................................................ ٨٨

النهاية فى غريب الحديث والأثر لابن الأثير........................................ ٨٠



كشاف الآيات القرآنية

الآية

 السورة

 رقم الآية

 الصفحة

 ـ (إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ)

 يوسف

 ١٠٠

 ٥٠

 ـ (أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً)

نوح

 ٢٥

 ٨٩

 ـ (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً)

 الزمر

 ٢١

 ٨٤

 ـ (ذَواتا أَفْنانٍ) الرحمن

 ٤٨

 ٤١

 ـ (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى)

 الإسراء

 ١

 ٥٠

 ـ (طسم)

 الشعراء

 ١

 ٤٠

 ـ (طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ)

 الرعد

 ٢٩

 ٣٩

 ـ (فَأَخْرَجْناهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ)

 الشعراء

 ٥٧

 ٤٤

 ـ (فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِ)

طه

 ٣٩

 ٤٥

 ـ (فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها)

 هود

 ٨٢

 ٨٦

 ـ (قالَ يا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ)

 الزخرف

 ٥١

 ٤٣

 ـ (قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا)

 مريم

 ٢٤

 ٤٤

 ـ (قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ)

 فصلت

 ٩ ـ ١٢

 ٨٤ ـ ٨٥

 ـ (وَما يَسْتَوِي الْبَحْرانِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ سائِغٌ شَرابُهُ)

 فاطر

 ١٢

 ٤١

 ـ (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ)

 الرحمن

 ١٩

 ٤٢

 ـ (هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ)

الفجر

 ٥

 ٤٢

 ـ (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ)

 الفرقان

 ٥٣

 ٤١

 ـ (وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ)

التكوير

 ٦

 ٨١

 ـ (وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ فَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً)

 الحجر

 ٢٢

 ٧٠ ، ٧١

 ـ (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها)

النازعات

 ٣٠ ـ ٣١

 ٨٤

 ـ (وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ)

 الطارق

 ١١

 ٧٠


الآية

 السورة

 رقم الآية

 الصفحة

 ـ (وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ)

 الصافات

 ١٣٧ ـ ١٣٨

 ٨٦.

 ـ (وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ)

 الحجر

 ٧٦

 ٨٦

 ـ (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً)

 المؤمنون

 ٥٠

 ٥١

 ـ (وَحِجْراً مَحْجُوراً)

 الفرقان

 ٥٣

 ٤٢

 ـ (وَغِيضَ الْماءُ)

 هود

 ٤٤

 ٦٩

 ـ (وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ)

 الرعد

 ٨

 ٦٩

 ـ (وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ)

 المؤمنون

 ١٠٠

 ٤٢

 ـ (وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي)

 الزخرف

 ٥١

 ٤٤

 ـ (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ)

 مريم

 ٢٥

 ٥٠

 ـ (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ)

 النور

 ٤٣

 ٧١

 ـ (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ)

الرحمن

 ٢٢

 ٤٣


كشاف الأحاديث الشريفة

الصفحة

ـ أربعة لا تشبع من أربعة......................................................... ٣٥

ـ اللهم بارك فى بنها وفى عسلها................................................... ٤٩

ـ اللهم بارك فيه وفى ذريته................................................... ٤٩ ـ ٥٠

ـ إن الله تبارك وتعالى يقول يوم القيامة لساكنى مصر : ألم أسكنكم مصر.............. ٤٤

ـ إن تحت البحر لنار............................................................ ٨٩

ـ البيت المعمور فى السماء الدنيا.................................................. ٨٢

ـ خير بئر فى الأرض بئر زمزم..................................................... ٨٦

ـ دعا نوح عليه السلام لمصر بين بيصر بن حام..................................... ٤٩

ـ سدرة المنتهى فى السماء السادسة................................................ ٤١

ـ سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة........................... ٣٧ ، ٧٩

ـ عليكم بالحيزوم................................................................ ٣٩

ـ لما انتهيت إلى سدرة المنتهى فرأيت أربعة أنهار..................................... ٣٨

ـ ماء زمزم طعام طعم............................................................ ٨٧

ـ هو الطهور ماؤه............................................................... ٨٨

ـ يسير الراكب فى ظلها مائة عام.................................................. ٤٠

ـ يقول الله عز وجل نيل مصر خير أنهارى.......................................... ٤٤



مصادر التحقيق

المخطوطات

١ ـ الحجازى (أحمد بن محمد بن على بن حسن بن إبراهيم الأنصارى) ت : ٨٧٥ ه‍ / ١٤٧٠ م.

ـ نيل الرائد في النيل الزائد.

مخطوط بدار الكتب المصرية ، رقم ٣٨٠ جغرافيا.

٢ ـ السيوطى (جلال الدين عبد الرحمن بن أبى بكر) ت : ٩١١ ه‍ / ١٥٠٥ م.

ـ الكلام على النيل.

مخطوط بدار الكتب المصرية ، رقم ٣٨٢ جغرافيا.

ـ كوكب الروضة.

مخطوط بدار الكتب المصرية ، رقم ٥٥٤ تاريخ تيمور.

٣ ـ المحلى (محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن هاشم) ت : ٨٦٤ ه‍ / ١٤٦٠ م.

ـ مبدأ النيل على التحرير.

مخطوط بدار الكتب المصرية ، رقم ٣٨١ جغرافيا (ميكروفيلم ٤٥٨٤٧).

٤ ـ المنوفى (أحمد بن محمد بن محمد بن عبد السلام بن موسى) ت ٩٣١ ه‍ / ١٥٢٥ م.

ـ الفيض المديد فى أخبار النيل السعيد.

مخطوط بدار الكتب المصرية ، رقم ٦٦ جغرافيا.


المصادر العربية المطبوعة

١ ـ القرآن الكريم.

٢ ـ ابن الأثير (عز الدين على بن محمد بن عبد الكريم) ت ٦٣٠ ه‍ / ١٢٣٣ م.

ـ أسد الغابة فى معرفة الصحابة.

تحقيق : محمد إبراهيم البنا وآخرين.

ط. دار الشعب بالقاهرة.

٣ ـ ابن الأثير (مجد الدين أبى السعادات المبارك بن محمد الجزرى) ت ٦٠٦ ه‍ / ١٢٠٩ م.

ـ النهاية فى غريب الحديث والأثر.

ط. المطبعة العثمانية ، مصر ١٣١١ ه‍.

٤ ـ ابن الأكفانى (محمد بن ساعد بن إبراهيم الأنصارى) ت ٧٤٩ ه‍ / ١٣٤٨ م.

ـ نخب الذخائر فى أحوال الجواهر.

القاهرة ١٩٨٩ م.

٥ ـ ابن تغرى بردى (أبو المحاسن يوسف) ت ٨٧٤ ه‍ / ١٤٦٩ م.

ـ النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة.

ط. دار الكتب المصرية ، القاهرة ١٩٢٩ ـ ١٩٧٣ م.

٦ ـ ابن جنى (أبو الفتح عثمان بن جنى) ت ٣٩٢ ه‍ / ١٠٠٢ م.

ـ الخصائص.

تحقيق محمد على النجار.

ط. الثالثة ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة ١٩٨٦ م.

٧ ـ ابن حجر (أحمد بن على بن محمد) ت ٨٥٢ ه‍ / ١٤٤٨ م.

ـ إنباء الغمر بأنباء العمر.

تحقيق حسن حبشى.

ط. المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، القاهرة ١٩٩٤ م.

٨ ـ ابن حوقل (أبو القاسم محمد بن حوقل النصيبى) ت ٣٧٠ ه‍ / ٩٩٠ م.

ـ صورة الأرض.

ط. دار صادر ، بيروت عن طبعة ليدن ١٩٣٨ م.


٩ ـ ابن خلكان (شمس الدين أحمد) ت ٦٨١ ه‍ / ١٢٨١ م.

ـ وفيات الأعيان.

تحقيق إحسان عباس.

ط. دار صادر ، بيروت ١٩٧٨ م.

١٠ ـ ابن دقماق (إبراهيم بن محمد بن أيدمر) ت ٨٠٩ ه‍ / ١٤٠٦ م.

ـ الجوهر الثمين فى سير الملوك والسلاطين.

تحقيق محمد كمال الدين عز الدين على.

ط. عالم الكتب ، بيروت ١٩٨٥ م.

١١ ـ ابن زولاق (المنسوب خطأ لابن زولاق) ت ٣٨٧ ه‍ / ٩٩٧ م.

أ ـ تاريخ مصر وفضائلها.

تحقيق على عمر.

ط. الثقافة الدينية ، القاهرة ٢٠٠٢ م.

ب ـ فضائل مصر وأخبارها وخواصها.

تحقيق على عمر.

ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة ١٩٩٩ م.

١٢ ـ ابن سعد (أبو عبد الله محمد بن سعد الواقدى) ت ٢٣٠ ه‍ / ٨٤٤ م.

ـ الطبقات الكبرى.

ط. دار صادر ، بيروت ١٩٦٨ م.

١٣ ـ ابن ظهيرة

ـ الفضائل الباهرة فى محاسن مصر والقاهرة.

تحقيق مصطفى السقا ، كامل المهندس.

ط. دار الكتب المصرية ، القاهرة ١٩٦٩ م.

١٤ ـ ابن عبد البر (أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر) ت ٤٦٣ ه‍ / ١٠٧١ م.

ـ الاستيعاب فى معرفة الأصحاب.

تحقيق على محمد البجاوى.

ط. أولى ، دار الجيل ، بيروت ١٩٩٢ م.

١٥ ـ ابن عبد الحكم (عبد الرحمن بن عبد الله) ت ٢٥٧ ه‍ / ٨٧١ م.

ـ فتوح مصر والمغرب.

تحقيق على عمر.

ط. الثقافة الدينية ، القاهرة ١٩٩٥ م.


١٦ ـ ابن العماد الحنبلى (عبد الحى بن أحمد بن محمد) ت ١٠٨٩ ه‍ / ١٦٧٨ م.

ـ شذرات الذهب فى أخبار من ذهب.

ط. بيروت د. ت.

١٧ ـ ابن قتيبة (أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة) ت ٢٧٠ ه‍ / ٨٨٣ م.

ـ عيون الأخبار.

ط. دار الكتب المصرية ، القاهرة ١٩٩٦ م.

١٨ ـ ابن كثير (عماد الدين إسماعيل بن كثير الدمشقى) ت ٧٧٤ ه‍ / ١٣٧٢ م.

أ ـ تفسير القرآن العظيم.

ط. دار إحياء الكتب العربية. القاهرة. د. ت.

ط. الشعب. تحقيق محمد إبراهيم وآخرين ، القاهرة. د. ت.

ب ـ قصص الأنبياء.

ط. إحياء الكتب العربية ، القاهرة د. ت.

١٩ ـ ابن الكندى : (عمر بن محمد بن يوسف) من علماء النصف الثانى من القرن ٤ ه‍.

ـ فضائل مصر المحروسة.

تحقيق على عمر.

ط. الخانجى ، القاهرة ١٩٩٧ م.

٢٠ ـ ابن مماتى (أسعد بن الخطير أبى سعد بن أبى قدامة) ت ٦٠٦ ه‍ / ١٢٠٩ م.

ـ قوانين الدواوين.

تحقيق عزيز سوريال عطية.

ط. القاهرة ١٩٤٣.

٢١ ـ ابن منظور (أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور الإفريقى المصرى) ت ٧١١ ه‍ / ١٣١١ م.

ـ لسان العرب.

ط. دار صادر ، بيروت ١٩٩٧ م.

٢٢ ـ أبو داود (سليمان بن الأشعث بن إسحاق الأزدى السجستانى) ت ٢٧٥ ه‍ / ٨٨٨ م.

ـ سنن أبى داود.

تعليقات الشيخ أحمد سعد على.

ط. أولى ، القاهرة ١٩٥٢ م.


٢٣ ـ أحمد بن حنبل ت ٢٤١ ه‍ / ٨٥٥ م.

ـ مسند أحمد بن حنبل.

ط. مؤسسة الرسالة ، بيروت ١٩٩٧ م.

٢٤ ـ الإدريسى (الشريف محمد بن عبد العزيز) ت ٦٤٩ ه‍ / ١٢٥١ م.

ـ نزهة المشتاق فى اختراق الآفاق.

ط. دار الثقافة الدينية ، القاهرة ١٩٩٤ م.

٢٥ ـ الإصطخرى (إبراهيم بن محمد الفارسى الإصطخرى ، المعروف بالكرخى) ت ٣٤٦ ه‍ / ٩٥٧ م.

ـ المسالك والممالك.

تحقيق محمد جابر عبد العال الحينى.

ط. تراثنا ، القاهرة ١٩٦١ م.

٢٦ ـ البخارى (أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخارى) ت ٢٥٦ ه‍ / ٨٧٠ م.

ـ صحيح البخارى.

ط. صبيح ، القاهرة د. ت.

٢٧ ـ البلاذرى (أحمد بن يحيى بن جابر) ت ٢٧٩ ه‍ / ٨٩٢ م.

ـ فتوح البلدان.

تحقيق عبد الله أنيس الطباع ، عمر أنيس الطباع.

ط. بيروت ١٩٨٧.

٢٨ ـ الترمذى (أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة) ت ٢٧٩ ه‍ / ٨٩٢ م.

ـ سنن الترمذى (الجامع الصحيح).

تحقيق أحمد محمد شاكر.

ط. مصطفى البابى الحلبى ، القاهرة ١٩٣٧ م.

٢٩ ـ الثعلبى : (أحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابورى) ت ٤٢٧ ه‍ / ١٠٣٦ م.

ـ قصص الأنبياء ، المسمى : عرائس المجالس.

ط. دار إحياء الكتب العربية : عيسى البابى الحلبى ، القاهرة د. ت.

٣٠ ـ الجرجانى (محمد بن على بن محمد بن على بن الشريف) ت ٨٣٨ ه‍ / ١٤٣٤ م.

ـ الكامل فى ضعفاء الرجال.

تحقيق يحيى مختار غزاوى.

ط. الثالثة ، دار الفكر ، بيروت ١٩٨٨ م.


٣١ ـ الجوهرى (إسماعيل بن حماد الجوهرى) ت ٣٩٣ ه‍ / ١٠٠٣ م.

ـ الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية.

تحقيق أحمد عبد الغفور عطار.

ط. دار الكتاب العربى ، مصر د. ت.

٣٢ ـ الخوارزمى (أبو عبد الله محمد بن موسى) ت ٢٣٢ ه‍ / ٨٤٧ م.

ـ كتاب صورة الأرض.

نشر : هانس فون مزيك.

ط. فينا ١٩٢٦ م.

٣٣ ـ الخيار المدنى.

ـ تحفة الأدباء وسلوة الغرباء.

تحقيق رجاء محمود السامرائى.

بغداد ١٩٨٠ م.

٣٤ ـ الدّارمى (عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام بن عبد الصمد التميمى السمرقندى الدارمى) ت ٢٥٥ ه‍ / ٨٦٩ م.

ـ سنن الدارمى.

ط. المطبعة الحديثة ، دمشق ١٣٤٩ ه‍.

٣٥ ـ الدّيلمى (شيروية بن شهر دار بن شيرويه الديلمى) ت ٥٠٩ ه‍ / ١١١٥ م.

ـ فردوس الأخبار.

ط. دار الفكر ، بيروت ١٩٩٧ م.

٣٦ ـ الذهبى (شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبى) ت ٧٤٨ ه‍ / ١٣٧٤ م.

أ ـ تاريخ الإسلام.

تحقيق عمر عبد السلام تدمرى.

ط. الثالثة ، دار الكتاب العربى ، بيروت ١٩٩٧ م ، ط. ٢٠٠٣ م.

ب ـ سير أعلام النبلاء.

ط. مؤسسة الرسالة ، بيروت ١٩٩٦ م.

ج ـ ميزان الاعتدال فى نقد الرجال.

تحقيق على محمد البجاوى.

ط. دار الفكر ، بيروت د. ت.


٣٧ ـ الزجاج (إبراهيم بن السرى بن سهل ، أبو إسحاق) ت ٣١١ ه‍ / ٩٢٣ م.

ـ معانى القرآن وإعرابه.

تحقيق عبد الجليل شلبى.

ط. عالم الكتب ، بيروت ١٩٨٨ م.

٣٨ ـ السبكى (عبد الوهاب بن على) ت ٧٧١ ه‍ / ١٣٧٠ م.

ـ طبقات الشافعية الكبرى.

ط. المطبعة الحسينية.

٣٩ ـ السخاوى (محمد بن عبد الرحمن) ت ٩٠٢ ه‍ / ١٤٩٦ م.

ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع.

ط. مكتبة القدسى ، القاهرة ١٣٥٤ ه‍.

٤٠ ـ السيوطى (جلال الدين عبد الرحمن بن أبى بكر) ت ٩١١ ه‍ / ١٥٠٥ م.

أ ـ الجامع الصحيح.

تحقيق كمال يوسف الحوت.

ط. دار الكتب العلمية ، بيروت ١٩٧٣ م.

ب ـ حسن المحاضرة فى تاريخ مصر والقاهرة.

تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم.

ط. دار الفكر العربى ، القاهرة ١٩٩٨ م.

٤١ ـ الطبرى (أبو جعفر محمد بن جرير الطبرى) ت ٣١٠ ه‍ / ٩٢٢ م.

ـ تاريخ الطبرى (تاريخ الأمم والملوك).

ط. دار العلم ، بيروت د. ت ، ط. دار القلم.

٤٢ ـ العجلونى (إسماعيل بن محمد العجلونى الجراحى) ت ١١٦٢ ه‍ / ١٧٤٩ م.

ـ كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس.

ط. القدسى ، القاهرة ١٣٥١ ه‍.

٤٣ ـ العقيلى (أبو جعفر محمد بن عمرو العقيلى) ت ٣٢٢ ه‍ / ٩٣٤ م.

ـ ضعفاء العقيلى.

تحقيق عبد المعطى قلعجى.

ط. دار الكتب العلمية ، بيروت ١٩٨٤ م.


٤٤ ـ الغسانى (أبو القاسم بن محمد بن إبراهيم ، الشهير بالوزير) من علماء القرن الحادى عشر الهجرى / السابع عشر الميلادى.

ـ حديقة الأزهار فى ماهية العشب والعقّار.

تحقيق : محمد العربى الخطّابى.

ط. دار الغرب الإسلامى ، بيروت ١٩٩٠ م.

٤٥ ـ الفيروز آبادى (مجد الدين محمد بن يعقوب الشيرازى) ت ٨٠٣ ه‍ / ١٤٠٠ م.

ـ القاموس المحيط.

ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة ١٩٧٧ م.

٤٦ ـ القرطبى (أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصارى القرطبى) ت ٦٦٨ ه‍ / ١٢٦٩ م.

ـ الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبى).

ط. دار الكتب المصرية ، القاهرة ١٩٤٤ م.

٤٧ ـ القزوينى (زكريا بن محمد بن محمود القزوينى) ت ٦٨٢ ه‍ / ١٢٨٣ م.

ـ عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات.

ط. الثالثة ، القاهرة ١٩٥٦ م.

٤٨ ـ القفطي (جمال الدين أبى الحسن على بن يوسف القفطى) ت ٦٤٦ ه‍ / ١٢٤٨ م.

ـ تاريخ الحكماء.

ط. الخانجى ، مصر (مصور عن ط ، ليبزج ١٩٠٣).

٤٩ ـ القلقشندى (أحمد بن على) ت ٨٢١ ه‍ / ١٤١٨ م.

ـ صبح الأعشى فى صناعة الإنشا.

ط. دار الكتب المصرية ، القاهرة ١٩١١ ـ ١٩٢٢ م.

٥٠ ـ الكندى (محمد بن يوسف بن يعقوب الكندى) ت ٣٥٠ ه‍ / ٩٦١ م.

ـ ولاة مصر.

تحقيق حسين نصار

ط. الهيئة العامة لقصور الثقافة ، سلسلة الذخائر ، العدد ٦٦ ، القاهرة ٢٠٠١ م.


٥١ ـ المسعودى (أبو الحسن على بن الحسين بن على المسعودى) ت ٣٤٦ ه‍ / ٩٥٦ م.

أ ـ التنبيه والإشراف.

تصحيح عبد الله إسماعيل الصاوى.

ط. القاهرة ١٩٣٨ م.

ب ـ مروج الذهب ومعادن الجوهر.

تحقيق محمد محيى الدين عبد الحميد.

ط. القاهرة ١٩٦٤ م.

٥٢ ـ مسلم (أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيرى النيسابورى) ت ٢٦١ ه‍ / ٨٧٥ م.

ـ صحيح مسلم.

تحقيق محمد فؤاد عبد الباقى.

ط. البابى الحلبى ، القاهرة ١٩٥٥ م.

٥٣ ـ مقاتل بن سليمان ت ١٥٠ ه‍ / ٧٦٧ م.

ـ تفسير مقاتل.

تحقيق عبد الله محمود شحاتة.

ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة ١٩٨٣ م.

٥٤ ـ المقريزى (تقى الدين أحمد بن على) ت ٨٤٥ ه‍ / ١٤٤٢ م

أ ـ السلوك لمعرفة دول الملوك.

* تحقيق محمد مصطفى زيادة.

الأجزاء ١ ، ٢. ط. لجنة التأليف والترجمة والنشر ، القاهرة ١٩٣٤ ـ ١٩٥٨ م.

* تحقيق سعيد عبد الفتاح عاشور.

الأجزاء ٣ ، ٤. ط. دار الكتب المصرية ، القاهرة ١٩٧٠ ـ ١٩٧٢ م.

ب ـ المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار. المعروف بالخطط.

ط. بولاق ١٢٧٠ ه‍.

٥٥ ـ النووى (أبو زكريا بن شرف) ت ٦٧٦ ه‍ / ١٢٧٧ م

ـ شرح النووى على صحيح مسلم.

ط. صبيح ، القاهرة د. ت.

٥٦ ـ النويرى (شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب) ت ٧٣٢ ه‍ / ١٣٣٢ م

ـ نهاية الأرب فى فنون الأدب.

ط. دار الكتب المصرية ، الجزء الأول ، القاهرة ١٩٢٩ م ؛ الجزء الثانى ، القاهرة ١٩٣٣ م.


٥٧ ـ الواحدى : (أبو الحسن على بن أحمد الواحدى النيسابورى) ت ٤٦٨ ه‍ / ١٠٧٥ م

ـ الوسيط فى تفسير القرآن المجيد.

تحقيق عادل أحمد عبد الموجود وآخرين.

ط. أولى ، دار الكتب العلمية ، بيروت ١٩٩٤ م.

٥٣ ـ ياقوت الحموى (ياقوت بن عبد الله الحموى الرومى) ت ٦٢٦ ه‍ / ١٢٢٩ م

ـ معجم البلدان.

ط. طهران ١٩٦٥ م ؛ ط. دار صادر ، بيروت ١٩٨٦ م.


المراجع العربية

١ ـ بار تولد :

ـ تاريخ الترك فى آسيا الوسطى.

سلسلة الألف كتاب الثانى ، العدد (٢٣٥).

ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة ١٩٩٦ م.

٢ ـ بطرس البستانى :

ـ محيط المحيط.

ط. بيروت ١٨٧٠ م.

٣ ـ حاجى خليفة : ت ١٠٦٧ ه‍ / ١٦٥٧ م

ـ كشف الظنون عن أسامى الكتب والفنون.

ط. المعارف ، إستانبول ١٣٦٠ ه‍.

٤ ـ حسن إبراهيم حسن :

ـ تاريخ الإسلام السياسى والدينى والثقافى والاجتماعى.

ط. النهضة المصرية ، القاهرة ١٩٩١ م.

٥ ـ الزركلى ، خير الدين :

ـ الأعلام (قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين).

ط. بيروت ١٩٧٩ م.

٦ ـ على جمعة محمد :

ـ المكاييل والموازين الشرعية.

ط. دار الرسالة ، القاهرة ٢٠٠٢ م.

٧ ـ على مبارك :

ـ الخطط التوفيقية الجديدة لمصر والقاهرة.

ط. دار الكتب المصرية ، القاهرة ٢٠٠٥ م.

٨ ـ لسترانج ـ جى :

ـ بلدان الخلافة الشرقية.

ترجمة : بشير فرنسيس ، كوركيس عواد.

ط. بغداد ١٩٥٤ م.


٩ ـ محمد رمزى :

ـ القاموس الجغرافى للبلاد المصرية.

ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة ١٩٩٤ م.

١٠ ـ محمد عوض محمد :

ـ نهر النيل.

ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب. القاهرة ٢٠٠١ م.

١١ ـ محمد كرد على :

ـ خطط الشام.

ط. دمشق ١٩٢٨ م.

١٢ ـ نبيل محمد عبد العزيز :

ـ خزائن السلاح ومحتوياتها على عصر الأيوبيين والمماليك.

بحث بمجلة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية ، المجلد (٢٣) ، القاهرة ١٩٧٦ م.

١٣ ـ المعجم الوجيز :

ط. مجمع اللغة العربية.

القاهرة ١٩٩٢ م.


فهرس الموضوعات

الصفحة

١ ـ دراسة وتقديم................................................................ ٧

٢ ـ مقدمة التحقيق............................................................. ١٥

٣ ـ مقدمة المؤلف.............................................................. ٣٥

٤ ـ الفصل الأول : فى بيان فضله................................................ ٣٧

٥ ـ الفصل الثانى : فى بيان المكان الذى يخرج أصل النيل منه......................... ٥٧

٦ ـ فصل فى كورة أسيوط وجبل أبى فائدة الذى على النيل........................... ٦١

٧ ـ فصل فى الأهرام............................................................ ٦٢

٨ ـ فصل فى حائط العجوز على النيل............................................. ٦٦

٩ ـ فصل فى المقاييس الموضوعة بمصر لمعرفة زيادة النيل ونقصانه منه................... ٦٧

١٠ ـ فصل فى زيادة النيل........................................................ ٦٩

١١ ـ فصل فى المكان الذى يذهب فيه ماء النيل.................................... ٧٠

١٢ ـ فصل فى الكلام على الأنهار الثلاثة : جيحون ، سيحون ، الفرات............... ٧٤

١٣ ـ فصل فى الفرق بين النهر والبحر............................................. ٨١

١٤ ـ فصل فى الماء الذى نبع فى الأرض........................................... ٨٤

١٥ ـ الملاحق

١٦ ـ خريطة (١) منابع النيل.................................................... ٩٣

١٧ ـ خريطة (٢) نهر النيل من بلاد النوبة حتى المصب.............................. ٩٥

١٨ ـ خريطة (٣) حوض نهر النيل................................................ ٩٧

١٩ ـ خريطة (٤) مقاييس النيل فى مصر.......................................... ٩٩

٢٠ ـ خريطة (٥) مقياس الروضة................................................ ١٠١

٢١ ـ خريطة (٦) خريطة توضح الأنهار الواردة فى المتن............................. ١٠٣

٢٢ ـ خريطة (٧) صورة الأرض................................................. ١٠٥

٢٣ ـ الكشافات

٢٤ ـ كشاف الأعلام......................................................... ١٠٩

٢٥ ـ كشاف الأمم والشعوب والقبائل والفرق والجماعات.......................... ١١٣

٢٦ ـ كشاف الأماكن والبلدان................................................. ١١٥

٢٧ ـ كشاف الألفاظ الاصطلاحية............................................. ١١٩


٢٨ ـ كشاف بأسماء الكتب الواردة فى المتن....................................... ١٢٥

٢٩ ـ كشاف بأسماء الآيات القرآنية............................................. ١٢٧

٣٠ ـ كشاف الأحاديث الشريفة................................................ ١٢٩

٣١ ـ مصادر التحقيق......................................................... ١٣١

أخبار نيل مصر

المؤلف:
الصفحات: 144