
بسم الله الرحمن الرحيم
الإهداء
أهدي هذا الجهد
إل مولاي صاحب الزيارة الإمام الحسين (ع)
قتيل العبرات
المذبوح ظلماً وعطشاً بجنب الفرات
واُقدّمها اليه
بتذلّلٍ وخضوع لعلّه يقبلها من عبده.
المقدّمة
(١)
الحمدُ الله
ربّ العالمين وصلاة والسلام عل محمّدٍ وآله الطاهرين واللعن الدءم عل
أعداءهم إل يوم الدين.
أمّا بعد :
هذا شرح (زيارة
عاشوراء المشهورة العظيمة المروية عن الإمام الباقرعليه السلام) للعالم الربّاني
الکبير (حبيب الله الشريف الکاشان) ، لقد وقع بأيدينا بطبعتع القديمة التي
نفدت من الأسواق من قبل سنين. وفي نفس الوقت أنّ مکتباتنا الإسلامية ف هذا
اليوم تفتقر لشرح زيارة عاشوراة باللغة العربية ، ولعلّها توجد باللغة الفارسية.
وأيضاً رايت الکثير من طلّاب العلم وغيرهم يبحثون ويسألون عن شرحٍ لهذه الزيارة
العظيمة ، ونظراً للحاجة الماسّة توکّلتُ عل الله الذي أستمدّ منه العون
والقوّة ، وتقرّباً لأهل البيت عليهم السلام الذين هم ذخيرت ف
الدُّنيا والآخرة ، وعملي هذا خدمةً لآثارهم وإحياءً لفضاءلهم عليهم السلام.
وعملتُ ف
تحقيق وتصحيح هذا الشرح القيم النادر ، وحاولت عل أن أحصل عل نسخةٍ
خطية لهذا الشرح واستمرّ البحث عدّة شهور وأخيراً أعانني الأخ المحترم المحقّق (الشيخ
ماجد بن أحمدالعطية) وجاءني بنسخةٍ خطية من (مرکز إحياة التراث الإسلامي) وعدد
صفحاتها (٢٥) صفحة وکلّ صفح تضمّ (١٨) سطراً إلاّ الصفحة الأول ، ولکن
للأسف کانت النسخة الخطية ناقصة ،
وقابلتُ النسخة المطبوعة قديماً والنسخة الخطية فوجدتُ بعض التفاوت وأشرت
إل الاختلاف الذ بينهما. وف نفس الوقت علقت بعض التعليقات والتوضيحات
واشرت بعض الاشارات ، وذکرنا ف المقدمة من آثار وبرکات هذا الزيارة.
واخير احمد
الله تعال واستغفره عن کل هفوة وزلة صدرت منا. واساله ان بوفقنا لخدمة
الدين واهله بحق محمد واله الطاهرين.
ترجمة الشارح
(٢)
١. اسمه :
هو العلامة
امجتهد اية الله العظم الملا حبيب الله الشريف الکاشان (اعل
الله مقامه).
٢. والده :
هو الفقيه
المول عل مدد الساوج المتوف سنة ١٢٧٠هـ بساوة
والمدفون بمدينة قم المقدسة بجوار ابن بابويه والملا مهدي الننراقي وکان من
اجلاءعلماءعصره ومشاهير فضلاءزمانه ، وله مولفات قيمة.
٣. والدته :
العلوية
الشريفة کريمة العلامة المحقق السيدالحسين الکاشان (طاب ثراه).
٤. مولده :
ولد ف
مدينة کاشان وتاريخ ولادته عل ما ذکره بنفسه ف اخر کتابه (لباب
الالقاب) قال : «واما تاريخ ولادت فلم اتحققه ف مکتوب من الوالد
الماجد وانما ذکرت والدت المرحومة ان ولادتک کانت قبل وفاة السلطان الغاز
محمد شاه القاجاري بسنتين ، وتاريخ وفاته عل ما حققناه سنة (١٢٦٤) من
الهجرة النبوية.
٥. وفاته ومدفنه :
لقد اجاب داع الله وعرج بروحه
المقدسه ال دار السلام وجوار اوليائه الکرام ، فلحق بالرفيق الاعل ف
صبح يوم الثلاثاء ٢٣ جمادي الثانية عام (١٣٤٠) هجرية من عمرجاوز الثمانين. وشيعته
بلدة کاشان برمتها والوفود الت حضرت کاشان من ضواحيها ونواحيها بتشييع حافل
بالعلماءوالوجوه العلميةوساءرالطبقات ، وحمل جثمانه عل الرووس والاکتاف
مارين به ف البلد حت جء به ال خارج البلد ف
محل يسم «دشت افروز». هذا ، بلوعة. ودفن هناک ف مقبرته الخاصة
واقيمت لروحه الفواتح ف کاشان وف نواحي اخر من البلاد کما
رثته الشعراء والادباء بقصاءد مشجية ، واليوممرقده الشريف مزار للخاص والعام ف
کاشان ، ولاسيما ف ليالي الجمعة.
٦. اخلاقه الحميدة :
کان خلاصة
علماءنا الاخيار وبقية فقهاءنا الابرار ، جامعا لانواع الکمالات ، ومحاسن
الصفات؛من الورع والتقو والتمسک بالعروة الوثقي ، وغاية ف التواضع
والانصاف ف نهاية حسن الاخلاق والعفاف والکرام الذ لم يزل بيته
مناخا للوالدين والاضياف ، محبوبا لدي العوام والخواص ، وکان بجانب عظيم من الزهد
والتقشف ، کان جشب الماکل وخشن الملبس حيث سار بسيرة الاولياء الصالحين من السلف
الصالح ، وکان صلب الايمان ، وافر العقل ، حسن الصحبة ، ذا اناة وتامل ، لم ياخذه
الطيش والحدة اذا غضب ، ولم تاخذه ف الله لومة لاءم ، وکان مخالفا لهواه
مطيعا لامر مولاه.
وکان داءم
الذکر والتلاوة ، کثيرالتهجد والعبادة ، وکان متصفا بالاخلاق السنيه والشيم
المرضية ؛ من لين العرکة ، وصفاء الحقيقة ، وخلوص المحبة ،
وشدة ولائه الاهل بيت العصمة والطهارة واحياء ذکرهم ببث اثارهم الشريفة. وکان
کثير التحمل ـ مع کثرة عاءلته ـ للفقر والفاقة .
وايضا هناک
ترجمة ضافية لشيخنا المترجم ذکرها بنفسه ف اخر کتاب لباب الالقاب منها ، قال
: (وبالجملة لولا ان تزکية المرء لنفسه قبيحة عند ارباب العقول لفصلت الکلام فيما
من الله عل من الخصاءص ف الاحوال بما يطول ، والقول المجمل ف
ذلک ان لم اشتغل من بدو تمييز قبل بلوغ ال هذه السنة
١٣١٩هجري بما اشتغل به اللاهون والغافلون ولم اصرف عمر فيما صرف فيه
البطالون ولم احب المخالطة مع الجهلة ولم ارکن ال الظلمة ، بل کنت محبا
للاعتزال ، مجتبا عن المراء والجدال ، وعن قيل والقال ، والجواب والسوال الا ف
مساءل الحلال والحرام ، معرضا عن الحسد والطمع وطول الامال ، صابرا عل
الباساء والضراء وشداءد الاحوال ، وان يجعل عاقبت خيرا مما مضي.
وبالجملة قد
وقفت عمر عل التدريس والتاليف والتصنيف ولم اکترث بما اصابن
من اذ کل وضيع وشريف ، ولوشءت ان اذکرنبذاممااصابن من اهل هذا البلد
وشطرا من ابتلاء بشر الحاسد اذا حسد لملات الطوامير وسطرت الاساطير ، ولکن
اسدل دونها ثوبا واطو عن ذکرها کشحا فان الصبرعل هات احج
وان کان ف العين قذ وف الحلق شج.
خليل
جربت الزمان واهله فلا عهدهم عهد ولا ودهم ود بلاءٌ علينا کوننا بين معشر ولا فيهم
خير ولا منهم بدُّ ال غير ذلک مما ذکره بنفسه.
__________________
٧. مشاخه ف العلم :
اخذ المترجم له
علومه الابتداءية ف الصرف والنحو والمنطق والمعان
والبيان
والبديع والتجويد من اساتذة الوقت ف ساوة وکاشان ، وفرغ منها ولم
يتجاوز الخامسة
عشر من عمره ، ثم شرع ف الفقه واصوله لدي جماهة من
الاجلاء
والفحول منهم :
١ ـ الفقيه
السيد حسين الحسن الکاشان وهو جد اية الله العظم السيد اب
القاسم الکاشان المتوف سنة ١٣٨١هـ.
٢ ـ العلامه
المحقق الحاج محمد عل اللاجوردي الکاشان المتوف سنة ١٢٩٤هـ (مولف
تکميل الاحکام ف شرح المختصر النافع) و (شرح نتاءج الافکار).
٣ ـ العلامة
الحاج المول محمد حسين الارد کان الشهير بالفاضل الارد کان
نزيل کربلاء المقدسة والمدفون بها.
٤ ـ العلامة
الحاج الو قاسم الشهير بکلانتر وتلميذ الشيخ الانصار.
٥ ـ العلامة
الجليل زين العابدين الگلبايگان.
٦ ـ الشيخ محمد
الاصفهان ابن اخت صاحب الفصول.
٧ ـ العلامة الحکيم
السيد عل شرف الدين الحسين المرعش الشهير
ب (سيد الاطباء)
المتوف سنة ١٣١٦هـ مولف کتاب قانون العلاج وهو جد
المرجع الدين
السيد شهاب الدين المرعش النجف.
٨ ـ المول
المحقق عبد الهادي المدرس الطهران صاحب التعليقة عل القوانين.
هولاء العلماء
الکبار الذين تلمذ عندهم المترجم له وغيرهم واجيز منهم او رو عنهم احاديث
العترة الطاهرة عليهم السلام.
٨. تلاميذه :
هناک جم غفير وجمع
کثير من العلماء الاعاظم الذين قد استفادوا من دروسه ، منهم :
١ ـ المرجع
الدين السيد مصطف الحسين الکاشان.
٢ ـ اية الله
العظم السيد محمد بن ابراهيم العلو البروجردي الکاشان المتوف
١٣٦٢هـ.
٣ ـ العلامة
المتبحر ابو قاسم القم.
٤ ـ العلامة
الميرزا المحلات نزيل اصفهان ومدرسها المشهور. وهو من اساتذة المرجع الکبير
السيد حسين البروجردي.
٥ ـ العلامة
النسابة السيد شمس الدين محمود الحسين المرعش النجف صاحب
الکتاب (مشجرات العلويين الکرام) وهو والد اية الله العظم شهاب الدين
المرعش النجف.
٦ ـ العلامة
الجليل الشيخ المحمود التبريز النجف المتوف ١٣٨٥هـ.
٧ ـ العلامة
الاديب الميرزا شهاب الدين النراقي.
٨ ـ الميرزا
ابو القاسم بن الحاج الملا محمد بن الفقيه المول احمد النراقي.
٩ ـ وهناک
عشرات من اصحاب السماحة والفضيلة الذين درسو عنده ورووا عنه مع الواسطة ولکن نعرض
عن ذکرهم بغية الاختصار ومخافة الاطالة.
٩. أولاده :
اعقب شيخنا
المترجم له من الأولاد الذکور خمسة ، وهم :
١ ـ الشيخ آقا
حسين المتوف سنة ١٣٧٨هـ.
٢ ـ العلامة
الفاضل الشيخ مهدي.
٣ ـ العالم
الفاضل احمد الشريف.
٤ ـ الشيخ محمد
الشريف ، وهذا الشيخ سع لاحياء آثار والده.
٥ ـ عل
الشريف تزيل طهران المعروف باية الله زاده کاشان.
١٠. شعره :
کان ممن وهبت
له قريحة الشعر والنظم ، وکانت قريحته ئقادة ف انشاد الشعر باللغتين
العربية والفارسية ، وکان شعره يعتبر من المتوسط ، وله ديوان شعر مطبوع اسماه (تشويقات
السالکين) اکثرها ف المعارف والحکم والامثال والمواعظ ومناقب ومراث
العترة الطاهرة عليهم السلام.
ومن شعره ف
الامام المهدي (عج) ف قصيدة طولية منها ، قال :
يا سليل المصطف يابن الحسن
|
|
يادليل الخلق يا خير البشر
|
انت باب الله يوت منه ف
|
|
عصرنا انت الامام المنتظر
|
انت نور العالمين ف الدج
|
|
انت شمس ف سحاب مکفهر
|
انتم ذخر وذخر حبکم
|
|
حبکم زادي ونعم المتجر
|
وبکم ارجو الفلاح والهدي
|
|
وشفيع انت فيما قد صدر
|
يا ول العصر يا قطب الور
|
|
خذ بايدينا بيوم لا مفر
|
قم بامر الله حت لا ير
|
|
غير حکم الله والاثن عشر
|
وقريضي لا يليق مدحهم
|
|
فليکن هذا مديحا مختصر
|
ومن شعره ف
مدح طلب العلم وآدابه ف قصيدة طويلة اولها :
يا طالب العلم کم تسع بلا عمل
|
|
وغاية العلم ترک الحرص والامل
|
ان کنت طالب علم فاهجر الامل
|
|
لا يجمع العلم والآمال ف رحل
|
وطالب العلم مجز بنيته
|
|
فاصف قلبک ف النيات والعمل
|
لا تطلب العلم للدنيا فقد خسروا
|
|
طلاب علم لاجل المال والخول
|
وطالب العلم منهوم بلا شبع
|
|
فلا تراه عل الاحوال ف عطل
|
وفکر طالب علم عند معضلة
|
|
ف طول ليلة احل من العسل
|
وطالب المال يسع ف معيشه
|
|
وطالب العلم مرزوق بلا ملل
|
ال آخر
القصيدة وه طويلة نکتف بهذا المقدار منها.
١١. مؤلفاته وآثاره العلمية :
ان شيخنا
المترجم له من الافذاذ الذين وفقهم الله سبحانه بکثرة التاليف والتصنيف فاکثر
واجاد فيها ، وکانت مؤلفاته ف مختلف العلوم وشت الفنون. وقال هو عند
ترجمته لنفسه : (فنلرجع ال ذکر مؤلفات ومصنفات مما کان قبل
بلوغ ال هذه السنة مع قلة الاسباب والابتلاء بالاقشاب واختلال البال
وکثرة الديون والعيال وعروض الامراض والاعراض من حوادث الدهرالخوان من فقد الخلان
وموت الولدان وغير ذلک مما يقصر عنه نطاق البيان ، فنقول ومن الله توفيق والتسديد
ترتقي ه ال مائة وثلاثين بل تزيد .
١ ـ مصابيح
الظلام.
٢ ـ مصابيح
الدج.
٣ ـ التذکرة.
٤ ـ حديقة الجمل.
٥ ـ حقائق
النحو.
٦ ـ المنظومة ف
الاصول الفها قبل البلوغ ، تزيد عل الف ومائتين من الابيات.
٧ ـ منظومة ف
افعال الصلاة موسومة بزبدة المقال ف نظام الافعال.
٨ ـ لباب الفکر
ف علم المنطق.
٩ ـ لب النظر ف
المنطق.
١٠ ـ هداية
الضبط ف علم الخط.
__________________
١١ ـ نخبة التبيان ف علم البيان.
١٢ ـ بوارق الدهر ف تفسير سورة
الدهر.
١٣ ـ کشف السحاب ف شرح الخطبة
الشقشقية.
١٤ ـ مصاعد الصلاح ف شرح دعاء
الصباح.
١٥ ـ جذبة الحقيقة ف شرح دعاء
کميل.
١٦ ـ شرح عل مناجاة الخمسة عشر.
١٧ ـ رسالة ف الرد عل
البابية وذکر کلماتهم الواهية.
١٨ ـ حکم المواعظ.
١٩ ـ الدر المکنون ف شرح ديوان
المجنون.
٢٠ ـ صراط الرشاد ف الاخلاق.
٢١ ـ رسالة ف معن الصلاة
عل محمد وال محمد واله صل الله عليه واله.
٢٢ ـ منتقد المنافع ف شرح
المختصر النافع.
٢٣ ـ وسيلة المعاد ف فضائل محمد
وال محمد واله صل الله عليه واله.
٢٤ ـ شرح دعاء صنم قريش.
٢٥ ـ شرح زيارة وارث.
٢٦ ـ شرح قصيدة الفرزدق.
٢٧ ـ شرح دعاء العديلة.
٢٨ ـ شرح زيارة عاشوراء وهو هذا الکتاب
الذ بين يديک.
٢٩ ـ خواص الاسماء.
٣٠ ـ کتاب لباب الالقاب ف القاب
الاطياب.
من اثار وبرکات زيارة
عاشوراء
(٣)
١. زيارة عاشوراء ورضوان الله تعال :
کتب الولد
الكبير لاية الله الاميني الدكتور محمد هادي الاميني : بعد أربعة سنين من وفاة
والدي المرحوم العلامة الاميني رأيته في احدي ليلي الجمعة وقبل أذان الفجر سنة
١٣٩٤ هـ في عالم الرويا فرحا وعلى هيية حسنة فتقدمت نحوه ، وسلمت عليه ، أي
الاعمال أوصلتك الى هذه السعادة؟ قال : ماذا تقول أنت؟ وعرضت عليه السوال مرة أخرى
هكذا : سيدي في هذا المكان الذي تقيم فيه الان ، أي الأعمال أوصلتك اليه : كتاب (الغدير)
أو بقية التأليفات. أو تأسيس مكتبة أمير المومنين؟ قال : وضح اكثر لا أعرف المقصود
من سوالك هذا ، قلت : أنت بعيد الان عنا ، وذهبت الى العالم الاخر ، فبأي الاعمال
العلمية والخدمات الدينية والمذهبية وصلت الى ما أرى؟ فمكث المرحوم الاميني قليلا
، ثم قال : فقط عن طريق زيارة أبي عبد الله الحسين عليه السلام ، ثمى سألته : أنت
تعرف في الوقت الحاضر أن الروابط السياسية بين ايران والعراق غير عادية والذهاب
الى كربلاء غير ممكن.
قال : قيمو
واشترکوا ف مجالس عزاء الإمام الحسين عليه السلام فلها ثواب زيارة مرقد أب
الأحرار الحسين عليه السلام ، ثم قال لي : ياولدي أوصيتک في السابق کثيرا بقراءة
زيارة عاشوراء ، والآن اُکررعليک وأقول : استمر بقراءتها ولا تترکها لأي سبب کان ،
اقرأها دائما وکأنها جزء من واجباتک اليومية ، فإن لهذه الزيارة فوائد
وبرکات کثيرة ، وهي طريق نجاتک ف الدنيا والآخرة ، أسألکم الدعاء .
٢. زيارة عاشوراء وقضاء الدين :
ذکر العالم
الجليل اية الله القوچان النجفي ف مدکراته ضمن خاطراته ف
المدة التي قضاها ف اصفهان ، والتي استمرت أربع سنوات من سنة ١٣١٤هـ إل
١٣١٨هـ. کتبت إل أبي ليرسل رسالة يشرح لي فيها حالته ، لأني قلق عليه ، فما
أن أرسلت الرسالة ، وإذا براسلة من أبي وصلتن يقول فيها بان زوجته قد توفيت.
وکتبت ايضا : انه
قبل عشر السنوات من هذه اقترض مبلغ اثن عش تومان لتسديد نفقات سفره لزيارة
العتبات المقدسة ولکن بسبب (الربا) وصل القرض ال ثمانين تومان وکل ماکان
يملک اب لم يصل ال هذا المقدار ، فصممت ان اقرا زيارة عاشوراء ولمدة
اربعين يوما ، وعل سطح مسجدالسلطان الصفو ، وطلبت ثلاث حاجات :
الاول :
اداء قرض والدي.
الثانية : طلب
المغفرة.
الثالثة : الزيادة
ف العلم والاجتهاد.
کنت ابدا
بالقراءة قبل الظهر واتمها قبل ان يزول الظهر وتستغرق قرائتها مدة ساعتين ، فلما
تمت الاربعين يوما ، وبعد الشهر تقريبا کتب ل الوالد : بان الامام موس
بن جعفر عليهم السلام ادي قرضي ، فکتبت له : لا ، الامام الحسين عليهم السلام اداه
، وکلهم نور واحد .
__________________
٣. زيارة عاشوراء ورفع مرض الوباء :
قال المرحموم
اية الله الشيخ عبد الکريم الحائر : عند ما کنت مشغولا بدراسة العلوم
الدينية ف سامراء اصيب اهل تلک المدينة بمرض الوباء وکان ف کل يوم
يموت عدد کثير منهم. ذات يوم عندما کنت ف بيت استادي المرحوم السيد (محمد
الفشارک) وکان هناک عدد ن اهل العلم جاء فجاة المرحوم الميرزا محمد تقي
الشيراز وبدا بالکلام عن الوباء والطاعون ، وان کل الناس معرضون لخطر الموت.
فقال اية الله
الفشارک : اذا اصدرت حکما هل ينفذ؟ ثم قال : هل تعتقدون بأن مجتهد
جامع للشرائط؟
فقال الجاسون :
نعم ، فقال : ان آمر شيعة سامراء ان يلتمزوا بقراءة زيارة عاشوراء لمدة
عشرة ايام ويهدون ثوابها ال روح نرجس خاتون ، والدة الامام الحجة ابن
الامام الحسن العسکر (عج) ويجعلونها شافعة لنا لدي ولدها لأن يشفع لامتة
عند ربه وان اضمن لکل من يلتزم بقراءة هذه الزيارة ان لايصاب بالوباء.
قال : ما ان
صدر هذا الحکم اجمع الشيعة المقيمون ف السامراء عل إطاعة الحکم
وقراءة الزيارة ، وبعد القراءة الزيارة فعلا توقفت الإصابة ، بينما کان کل يوم
يموت عدد کثير من أبناء العامة ومن شدة خجلهم يدفنون موتاهم باليل .
وقد سأل بعض
العامة عن سبب توقف الوباء فيهم ، فقالوا لهم : قرأنا زيارة عاشوراء ، فاشتغلوا
بقراءة هذه الزيارة المبارکة ورفع عنهم البلاء .
__________________
٤. زيارة عاشوراء
وزيادة الرزق :
قال الشيخ عبد
الجواد الحائر المازندران : جاء شخص إل حضرة شيخ الطائفة : الشيخ
زين العابدين المازندران يشکو اليه ضيق المعاش ، فقال له الشيخ : اذهب ال
ضريح الامام الحسين عليه السلام واقرا زيارة عاشوراء فسياتيک رزقک ، واذا لم ياتک
ارجع ال فساطيک ما تحتاج اليه ، وبعد فترة من الزمان التقيت به فسالته عن
حاله ، فقال : عندما کنت مشغول بقراءة الزيارة ف حرم الامام اب
الاحرار عليه السلام جائن رجل واعطان مبلغا من المال ففتحت امام
ابواب الرزق .
٥. زيارة عاشوراء وتسهيل أمر الزواج :
قال احد
الخطباء والوعاظ : جائن قبل عدة سنين صديق شاب ومؤمن ، وطرح ل حاجة
مستعصية ، وقال : نويت الزواج منذ فترة ، ولکن ف کل مرة اتقدم فيها
اواجه بعض المشاکل والمصاعب ، فقلت له : لعلک تقدمت ال افراد ليسوا من
مقامک وشانک؟
قال : ليس
کذالک ، واذا لم تصدقن ، تقدم ل انت ال عائلة ف طبقت
وشان واخطب ل.
فذهبت ال
احد اصدقائ الذ کنت مطمئنا منه بأنه يجيبن وطلبت منه ابنته
لهذا الشاب المؤمن ف البداية وافق ، وبعد فترة قال : أستخير الله ، ومع
الاسف أجاب الرد.
هذه القصة
آلمتن کثيرا ، وقال ل صديقي : رايت الحق مع.
__________________
قلت له : لا
تؤذ نفسک ، ولقضاء مشکلتک اقرأ ـ بعد اداء فريضة صلاة الصبح وتعقيباتها ـ زيارة
عاشوراء مع اللعن مائة مرة والسلام مائة مرة.
فبدا بقراءة
الزيارة ، وفي يوم السابع والعشرين جائن فرحا ، وقالت : تقدمت ال
احدي العوائل ، فوافقوا وانا وهم ف غاية الرضا ، واليوم بعد العصر تقام
مراسيم الخطبة ، وارجو ان تکون من الشاهدين لها ، فقلت له حينئذ : لا تنسي الثلاثة
عشر يوما الباقية ، وانت بدات حياتک الزوجية ببرکة زيارة عاشوراء ، وف ا
وقت واجهت مشکلة ف حياتک توسل بها القضاءها ، فإنها تقض إن شاءالله .
تم الفراغ من
کتابة هذه المقدمة يوم الجمعة ١٦ ذ الحجة ١٤٢٢هـ
|
قم المقدسة
نزار نعمة الحسن
|
__________________


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله
الملک المنان الذ جعل زيارة الحسين عليه السلام وسيلة ال المغفرة
والرضوان ، والصلاة عل محمد وآله أمناء الرحمن وأرکان الايمان ، ولعنة الله
عل أعداهم ما اخضرت الجنان ، وسعرت النيران.
اما بعد فيقول
العبد الضعيف ابن عل مدد حبيب الله الشريف :
ان هذه العجالة
شرح ف غاية الاختصار الوجازة ، علقته عل الزيارة المعروفة بزيارة
عاشوراء المروية ف جملة من الکتاب المعتبرة عند أصحابنا الامامية عن مولانا الباقر محمد بن عل عليه السلام.
فقد رو
الشيخ الجليل جعفر بن محمد بن جعفر بن موس بن قولويه ف کتابه المسم
بـ (کامل زياراة) عن حکيم بن داود بن حکيم وغيره ، عن محمد بن موس الهمدان ، عن
محمد بن خالد الطيالسي عن سيف بن عميرة ، وصالح بن عقبة جميعا ، عن علقمة بن محمد
الحضرمي ، ومحمد بن اسماعيل ، عن صالح بن عقبة عن
__________________
مالک الجهن ، عن أب جعفر الباقر عليه السلام قال :
(مَن زار
الحسين بن علي عليه السلام يوم عاشوراء يوم العاشر مِن الشهر حت يظل عنده باکيا لقي الله يوم القيامة مع ثواب ألف حجة وألف ألف عمرة وألف ألف غزوة وثواب کل عمرة وغزوة کثواب من حج واعتمر مع رسول الله صل الله عليه واله ومع
الائمة الراشدين .
قال : قلت : جعلت
فداک فما لمن کان ف بعد البلاد واقاصيها ولم يمکنه المسير ف ذلک
اليوم؟ قال : اذا کان ذلک اليوم برز ال الصحراء ، او صعد سطحا ف
داره واوما اليه بالسلام ، واجتهد عل قاتله بالدعاء ، وصل بعده
رکعتين ، يفعل ذلک ف صدر النهار قبل الزوال ، ثم ليندب الحسين ويبکيه ويامر
من ف داره بالبکاء عليه ، ويقيم ف داره المصيبة بإظهار الجزع عليه ويتلاقون بلبکاء بعضهم بعضا ف البيوت ، وليعز
__________________
بعضهم بعضا بمصاب الحسين عليه السلام فانا ضامن لهم اذا فعلوا ذلک عل
الله جميع هذا الثواب.
فقلت : جعلت
فداک انت الضامن لهم والزعيم؟
قال : انا
الضامن لهم ذلک والزعيم لمن فعل ذلک.
قال : قلت : کيف
يعز بعضهم بعضا؟
قال : يقولون :
(عَظَّمَ اللهُ أُجورنا بمُصابِنا بالحسين عليه السلام وجعلنا وإياکم من الطالبين
بثأرِهِ مَعَ وليه الإمام المهديّ عليه السلام مِن آلِ محمّد) .
فان استطعت ان
لا تنتشر يومک ف حاجهة فافعل ، فانه يوم نحس لا يقضي فيه حاجة مؤمن ، وان
قضيت لم يبارک له فيها ولم ير رشدا ، ولا تدخرن لمنزک شيئا ، ولا يبارک له ف
أهله ، فمن فعل ذلک کتب له ثواب
__________________
ألف ألف حجة ، والف عمرة والف غزوة مع رسول الله صل الله عليه واله
، وکان له ثواب مصيبة کل نب ورسول وصديق وشهيد مات او قتل منذ خلق الله
الدنيا ال ان تقوم الساعة .
قال صالح بن
عقبة الجهن ، وسيف بن عميرة قال علقمة بن محمد الحضرم : فقلت لاب
جعفر عليه السلام : علمن دعاء ادعو به ف ذلک اليوم اذا
زرته من قريب ، ودعاء ادعو به اذا لم ازره من قرب ، واومات اليه من بعد البلاد ومن
داري بالسلام .
قال : فقال : يا علقمة اذا انت صليت الرکعتين بعد ان توم
اليه بالسلام وقلت عند الايماء اليه بعد الرکعتين هذا القول فانک اذا قلت ذلک فقد دعوت بما يدعو به من زاره من الملائکة ، وکتب الله لک بها الف الف حسنة ، «ومحي عنک الف الف سيئة ، ورفع لک مائة الف
__________________
درجة» ، وکنت ممن استشهد مع الحسين بن عل عليهم السلام
حت تشارکهم ف درجاتهم لاتعرف ال ف الشهداء الذين استشهدو معه ، وکتب لک ثواب کل نب ورسول وزيارة من زار الحسين عليه السلام منذ قتل عليه السلام .
[السلام عليک
يا الاعبد الله السلام عليک يابن رسول الله ال آخره]
وابن قولويه مولف الکتاب المذکور کان شيخا جليلا وثقة نبيلا تلمذ عنده شيخنا المفيد ، وقد
قيل ف حقه : «ان کل ما يوصف الناس به من جميل وفقه الا وهو فوقه» ولکن حکيم بن داود مجهول لم اقف عل حاله ف الرجل ، الاان ف رواية مثل هذا الشيخ عنه نوع دلالة عل حسن حاله ، ومحمد بن موس الهمدان
ضعفه القميون بالغلو ، وربما يقال : انه کان يضع الحديث ،
__________________
ومحمد بن خالد لم اقف عل من وثقه ولکن قد يقال : ان رواية الاجلة عنه دليل
الاعتماد ، وسيف بن عميرة ثقة ولکن ربما يقال : انه کان واقفيا ، وصالح بن عقبة قيل : کتابه معتمد الاصحاب وقيل : انه غال کذاب ، وعلقمة بن محمد لم ار من
صرح بتو ثيقه. وبالجملة سند هذه الرواية ضعيف ، ولکن ضعفه بالشهرة منجبر ، مع ان شيخنا الطوسي رواه ايضا في مصباحه عل ان قاعدة التسامح ف ادلة السنن کفتنا مؤونة الاهتمام بتحقيق السند ، وکيف کان فالمراد بهذا القول في قوله
: وقلت عند الايماء اليه بعد الرکعتين هذا القول :
__________________
«اَلسَّلام عَلَيک يا أَبَا عَبدِ اللهِ»
هذه الجملة تحية بأشهر أفرادها وأکملها يقصد بها الدعاء ولحقيقته القدسية المتحدة مع
الجواهر الاکمل والعقل الاول المعبر عنه بلسان الشرع بالحقيقة المحمدية صل
الله عليه واله بالحفظ والسلامة والعصمة من کل ما يوجد البعد عن ساحة القربة ، وهذا
ف الحقيقة تعليم للامة ليتوسلوا به ال الوصول ال هذه الدرجة
عل حسب اختلاف مراتب استعدادهم للکمالات الامکانية ، والا قدرة حقيقة عليه
السلام مکنونة ، وجوهرة لطيفته مصونة عن کل آفة ، وکذا جسمه اللطيف وجسده الشريف
عل ما يرشد اليه قوله : «وعل اجسامکم وعل اجسادکم»
__________________
لانهما ليسا کسائر الاجسام والاجساد التي تفن وتبل کما ورد
به روايات کثيرة ، وعليه فالخطب لا ختص بالحقيقة ، وابو عبدالله
من کناه المعروفة ، والغرض م التکنية إظهار العظمة فلا يلزم ان يکون ف ولده
من يسم بهذا الاسم ، وباطنا لما ظهر منه عليه السلام من شفقته عل
عباد الله بشهادته المستتبعة للشفاعة.
__________________
اَلسَّلام عَلَيک يابنَ رَسُول اللهِ
کونه ابنا
للرسول مما تلقته الطائفة المحقة بالقبول ؛ للآيات الکثيرة المستدل بها في اخبار کثيرة ، والاخبار الکثيرة. ففي رواية جابر عن النب صل
الله عليه واله قال : ان کل بن ام ينتمون ال ابيهم الا اولادفاطمة
فاني اناابوهم .
واحتاج يحي
بن يعمر العامري عل الحجاج بن يوسف الثقفي لعنه الله معروف کاحتجاج سعيک بن جبير عليه. ولا ينافي ذلک قوله تعال : (ولا
__________________
ينافي ذلک قوله تعال : (ماکان محمد ابا احد من رجالکم) ، لانه عليه السلام کان من رجاله صل الله عليه
واله کابراهيم ولده مع انه عليه السلام حين نزول هذه الاية ما کان بالغا حد الرجل
، والنفي مخصوص بالماضي فلا يندرج فيه الاستقبال ، هذا مع اختصاص المورد بزيد بن
حارثة الذي تبناه النبي صل الله عليه واله وحکايته معروفة.
فالحسين عليه
السلام ابن رسول الله ظاهرا لما مضي وباطنا لوجوه لاتخف عل اولي
النه.
ويمکن حمل قوله
صل الله عليه واله : (هذان اي الحسن والحسين عليهم السلام ابناي
__________________
امامان) عل ما يشملهما فانه معن واحد کلي يندرج تحته المعنيان فيجوز
استعمال اللفظ فيه ولو مجازا ف باب الحقيقة والمجاز المشترک ، وکذا في
المجازين کما في المقام لو قلنا : بان استعمال الابن في ابن البنت بل مطلق
غيرالولد للصلب تجوز ، فهذا من باب سبک المجاز من المجاز ، ولکن العارف الواقف عل
صراط المعارف ير هدا الاستعمال من قبيل الحقيقة کما ذهب اليه السيد المرتضي
من اصحابنا المحقة . وف الکامل بعد هذه الفقرة : (السلام عليک يا خيرة الله وبن خيرة) اي من اختاره الله من خلقه .
__________________
السلام عليک يابن امير المؤمنين ، وابن سيد الوصيين
کونه ابنا له
عليه السلام حقيقة عل الوجهين مما لا شک فيه ، وقد افتخر به في رجزه
المهروف عند قوله : خيرة الله من الخلق ابي ثم امي فانا ابن الخيرتين . وامير المؤمنين من القاب ابيه علي عليه السلام ، سماه
الله به حين اخذ الميثاق له عل عباده ، کما نطقت به روايات کثيرة : منها ما
رواه الکلين بسنده عن جابر عن الباقر عليه السلام قال : الله سماه ، وهکذا انزل الله ف کتابه : (واذ
اخذ ربک من بن ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم عل انفسهم الست بربکم) وان محمدا رسول وان عليا اميرالمؤمنين . ورو الصدوق في العلل عن الثمالي
__________________
عنه عليه السلام أنه بعد ءن سئل عن علة التسمية واختصاصها به قال : لانه
ميرة العلم يمتار منه ولا يمتار منه ...
وفي کث
من الاخبار انه لا يسمي به غير بعده ولم يسم به أحد قبله ، وفي بعضها لا يتسم به أحد غيره
إلا مفتر کذاب ، وفي بعضها الا کان منکوحاً وإن لم يکن به
ابتلي به وهو قول الله في کتابه :
(إن يدعون من
دونه إلا إناثاً وإن يدعون إلا شيطاناً مريداً ...) .
ورو في
معاني الأخبار عن الحسن البصري أنه قال : صعد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
منبر الکوفة فقال : أيها الناس انسبوني فمن عرفني فلينسبني وإلا فأنسب نفسي ، أنا
زيد بن عبد مناف بن عامر بن عمرو بن
__________________
المغيرة بن زيد بن کلاب. فقام اليه ابن الکواء فقال : يا هذا ما نعرف لک نسبا غير انک علي بنم ابي طالب بن هاشم بن عبد
مناف بن قصي بن کلاب. فقال عليه السلام له : يا لکع ان ابي سماني زيدا باسم جده قصي ، وان اسم ابي عبد مناف فغلبت الکنية عل
الاسم ، وان اسم عبد المطلب عامر فغلب اللقب عل الاسم ، واسم هاشم عمرو
فغلب اللقب عل الاسم ، واسم عبد مناف المغيرة فغلب اللقب عل الاسم ،
(وان اسم قصي زيد فسمته العرب مجمعا لجمعه اياها من البلد الاقصي ال مکة
فغلب اللقب عل الاسم) . وانما کان عليه السلام سيد الوصيين کما کان محمد صل الله عليه واله
سيد النبيين صل الله عليه واله ، لان الله فضلهما عل سائر الانبياء
، والاوصياء ف مقام الرسالة والولاية المطلقتين فما من نبي ولا ولي الا وهو
تحت لوائهما ، فمحمد صل الله عليه واله سيد المرسلين وعلي عليه السلام سيد
الوصيين وقد افتخر بتلک السيادة کما وردت الرواية . والمراد بالسيد الاشرف ، وربما يراد
__________________
به المفترض الطاعة کما رواه الصدوق عن عائشة قالت : کنت عند النبي صل الله عليه واله فاقبل علي بن ابي
طالب عليه السلام فقال : هذا سيد العرب ، قلت : وما السيد؟ قال صل الله
عليه واله : من افترضت طاعته کما افترضت طاعتي .
ولا ينافي
مفهوم هذا الحديث الدال عل انه ليس غير العرب. حديث الغدير المعروف لا ختصاص افتراض الطاعة ف حال حياة النبي صل الله عليه واله
به اصالة ، وحديث الغدير نصب لعلي عليه السلام بعد الوفاة وهو عليه السلام کان
منصوبا عن النبي صل صل الله عليه واله عل العرب خاصة في حال حياته
فکان مفترض الطاعة لهم حينئذ بالنيابة فتدبر.
__________________
السلام عليک يابن فاطمة سيدة نساء العالمين
لو لوحظ ف
الزهراء معني الوصفية فالجر عل الوصفية والا بان جعل لقبا کما يظهر من جملة
من الاخبار فعل الاضافة لکونهما مفردين ، ولعل الاول اظهر نظرا ال النظائر کالمصطف ، والمرتضي ، والمجتب ، والسجاد
، والباقر وغيرهما من القاب الائمة عليهم السلام.
نعم ، ف
بعض الاخبار انه سئل الصادق عليه السلام عن فاطمة لم سميت زهراء؟ فقال : لانها
کانت اذا قامت في محرابها زهرَ نورها لاهل السماء کما يزهر نور الکواکب لاهل الارض
.
__________________
ولکن يحتمل ان
يرادبالتسمية مطلق الوصف کمافي حديث تسميتها بالمحدثة . وفاطمة من الفطم وهو القطع ، سميت بهذا الاسم ، لان
الله فطم من احبها من النار کما في جملة من الروايات ، او لانه فطمها بالعلم ، وعن الطمث کما في بعضها . او عن الشر کما في رواية يونس بن ظبيان ، وفيها لفاطمة
تسعة اسماء عند الله : فاطمة ، والصديقة ، والمبارکة ، والطاهرة ، والزکية ،
__________________
والرضية ، والمرضية ، والمحدثة والزهراء .
والمراد بکونها
سيدة نساء العالمين کونها اشرف من جميع نساء العالمين من الاولين والاخرين لا نساء
عالمها واهل زمانها کما کانت مريم . وبه وقع التصريح في رواية المفضل بن عمر عن الصادق
عليه السلام المروية في المعاني . وفي هذه النسبة ايضا فخر ظاهر وشرف باهر للحسين عليه
السلام؛ وقد افتخر بها في مواطن عديدة . کيف لا وفاطمة بنت رسول الله صل الله عليه واله
ولها من الفضل ما لا
__________________
ينکره المخالف ايضا .
وقدکتب زيادبن
ابيه لعنه الله ال الحسن بن علي عليهم السلام : من زياد بن ابي سفيان ال
الحسن بن فاطمة ؛ اما بعد فقد اتان کتابک تبدا فيه بنفسک قبل .. ال
اخر ما کتبه ، فبعث عليه السلام بکتاب الملعون ال معاوية ، فکتب ال
زياد : ام بعد فان الحسن بن علي بعث الي بکتابک اليه جوابا عن کتاب کتبه اليک ال
قوله : وام کتابک ال الحسن باسمه واسم امه ولا تنسبه ال بيه فان
الحسن ويحک من لا يرمي به الرجوان ، واي ام وکلته لا ام لک اما علمت انها فاطمة
بنت رسو الله؟ فذاک افخر له لو کنت تعقله ... وقد يقال : ان فاطمة بعد رسول الله واميرالمؤمنين عليهم السلام افضل من
سائر الائمة وهو کما تر .
__________________
ـ
السلام عليک يا ثار الله وابن ثار والوتر الموتور
الثار مهموز
العين کالراس والکاس * قد خفف الهمز بقلبه الفا مثلهما کما هو المظبوط في
کثيرمن کتب الزيارات طلب الدم ، کما في نهاية ابن الاثير . قال في حديث محمد بن مسلمة يوم خبير : «انا له يا رسول
الله الموتور الثائر ا طالب الثار وهو طلب الدم ، يقال : ثارت القتيل وثارت به فانا ثائر
ايقتلت قاتله . ومنه الحديث ياثارات عثمان اي يا اهل ثاراته ، ويا
ايها الطالبون بدمه
__________________
فحذف المضاف واقام المضاف اليه مقامه . وقال الجواهري يقال : ياثارات فلان اي يا قتلة فلان ، فعل الاول يکون قد نادي طالبي الثار ليعينوه
عل استيفائه واخذه ، وعل الثاني يکون قد نادي القتلة تعريفا لهم وتقريعا
الخ . اومشترک بينه وبين الدم وقاتل الحميم کما يظهر من (ق) قال الثار : الدم
والطلب به وقاتل حميمک ، او حق القصاص واستيفاء عوض الدم کما يظهر من المطرزي
قال ادرک فلان ثاره يعني قتل قاتل حميمه ، ولعله راجع ال ما تقدم ويحتمل ان يکون الثار ف
المقام وامثاله بالالف مخففا من الثائر کما في رهار عل احد الوجهين ، او
مصحفا منه کما في مجمع الطريحي قال والثائر الذي لايبقي عل شيء حت
يدرک ثاره . وفي مخاطبة الامام حين الزيارة (اشهد انک ثار الله
وابن ثاره).
ولعله مصحف من
يا ثائر الله وابن ثائره ، وکيف کان فهذه الفقرة تحتمل وجوها :
احدها : ان
المراد انک طالب دم الشهداء لله ولاجله وفي سبيله في زمان
__________________
ـ ـ ـ
رجعتک ال الد نيا ، ولا يجوز
فيه لو جعلنا الثار مخففا من الثارئر الذ هو طالب الدم ووليه ، واما عل
غيره فلا بد من حذف مضاف ا ول دم الشهداء لله ، او في الله کما قال
الله : (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا) وقيل : ا انک اهل طلب دم الشهداء في الله ا
في سبيله حين الرجعة فتامل.
وثانيا : ان
المراد انک قتيل لاجل الله وفي سبيله فتجوز عنه بلفظ الثار الذي هو الدم لبعض
العلائق المصححة.
وثالثا : ان
المراد انک قتيل قتلته محبة الله ، کما قال : ومن
عشقته . قال الشاعر :
«باح مجنون
عامر بهواه
|
|
وکتمت الهو
فمت بوجودي
|
واذا کان في
القيامة نودي
|
|
من قتيل الهو
تقدمت وحدي»
|
__________________
ـ ـ ـ
ومما ينسب اليه
قوله عليه
السلام :
«ترکت الناس
طرا في هواکا
|
|
وايتمت
العيال لکي اراکا
|
فلو قطعتني
اربا فاربا
|
|
لما حن
الفؤاد ال سواکا»
|
والتجوز عل
حسب ما تقدم.
ورابعا : ان
المراد ان الله سبحانه ولي دمک يطلب بدمک من اعدائک ففيه ايضا تجوز بالثار الذي هو
طلب الدم عن المطلوبه بدمه.
قيل : وحينئذ
يقدر مضاف للثار اي اهل ثار الله ويکون اضافة الثار ال الله بمعني من ، اي
انک اهل طلب الدم من الله اي طلب الدم الذي يکون الطلب ناشئا منه وانت اهل لذلک
الطلب الناشئ منه فتبدر.
وخامسها : ان
المراد انک صاحب الدم الذي عظمه الله وشرفه عل سائر الدماء ، فالمضاف محذوف
والاضافة تشريفية کما في روح الله وبيت الله ، ويحتمل ان يراد بالثار صاحبه عل
التجوز في نفس الکلمة.
وسادسها : ان
المراد يامن ثاره ثار الله اي بمنزلته ، کما في يد الله وعين الله. ونصب الوتر
عطفا عل المنادي المضاف لکون المعطوف عليه کالمستقل وهو بالکسر عل المضبوط في الزيارات ، والمشهور في القراءات
الفرد
__________________
فهو عليه السلام وتر لتفرده في الکمال في عصره ، او بقبوله للامانة اي
الشهادة الکلية التي عرضها الله في الذر عل عباده فابوا من حملها واشفقوا
منها فحملها فکان ظلوما اي مظلوما جهولا اي مجهول القدر لعلو وارتفاع همته کما قال :
«سبقت
العالمين ال المعالي
|
|
بحسن خليقة
وعلو همة
|
فلاح بحکمتي
نور الهدي في
|
|
ليال في
الضلالة مدلهمة
|
يريد
الجاحدون ليطفئوه
|
|
ويابي الله
الا ان يتمه»
|
والموتور يحتمل
ان يکون تاکيدا للوتر من قبيل قولهم برد بارد ، وليل اليل ، وشعر شاعر ، وفي التنزيل : (وحجرا
محجورا) ، وان يکون من قبيل قوله عليه السلام : انا الموتور اي
صاحب الوتر اي الطالب بالثار من الوتر والوتيرة والترة وهو طلب الثار ، وان يکون
من قبيل قوله : (من فاتته صلاة العصر فکانما وتر اهله وماله) اي نقص. يقال وترته اذا نقصته فکانک جعلته وترا بعدان کان کثيرا ، ومنه
قوله تعال : (ولن يترکم اعمالکم) اي ولن ينقصکم
__________________
فهو عليه السلام موتور اي منقوص مکسور صولته بقتل اعوانه وانصاره من اخوانه
واولاده وغيرهم ممن قتل بکربلاء فصار فردا لم ينصره احد کما قيل : في فتية ساعدوا وواسوا
وجاهدوا اعظم الجهاد حت تفانوا وظل فردا ونکسوه عن الجواد ، وان يکون من قولهم : فلان موتور اي قتل له
قتيل فلم يدرک بدمه وهو عليه السلام وان قتل يوم کربلاء کثيرا من اعدائه اضعاف من
قتل من اوليائه الا انه لوقتل جميعهم لم يعدل سهما خرق حلقوم طفله الرضيع.
__________________
السلام عليک وعل الارواح التي حلت بفنائک
الحلول : النزول
ف يقال : حل المکان وبه نزل ، وفناء الدار بالکسر ما اتسع من امامها ، والمراد
بالاروح ارواح اصحابة واعوانه الذين استشهدوا بين يديه ونزلوا بفناء محبته والوفاء
بعهود مودة عليه السلام واستقاموا عل طريق بيعته حت قال عليه السلام
في حقهم : (لا اعلم اصحابا اوف ولاخير من اصحابي) ، ولنعم ماقيل :
(هم سادة قد
عظمت اجورها
|
|
بدت لهم عند
اللقاء حورها
|
في جنة عالية
قصورها
|
|
قطوفها دانية
لمن ير
|
فعاينوا
الحورعليهم تشرف
|
|
وجنة الخلد
لهم تزخرف
|
فعانقوا بيض
الظبا وارتشفوا
|
|
من القنا کاس
الفناء سکرا
|
حت
ابيدوا کلهم عل ظما
|
|
بين طعين
وجريح ظلما
|
فيالهم من
ناصرين کرما
|
|
باعوا عل
الله النفوس فاشتر)
|
ويمکن ان يراد
بحلولها وساحته حشرها معه في حضرة القدس ، فان
__________________
المرء يحشر مع من احبه ، والاخبار متظافرة بذلک ، وفي الحلول بالفناء اشارة ال انحطاط درجتها عن
درجته کما هو کذلک في نفس الامر بالضرورة فانها ما نالت هذا المقام الا بمحبته
والفناء في عشقه ومودته ، فياليتنا کنا معهم فنفوز فوزا عظيما ، ولکن الصحيفة الالهية قد انطوات عليهم لم يزد عل
عدتهم احد ولم ينقص منهم احد.
(فيا طول الاسي من بعد قوم
|
|
ادير عليهم کاس الافول
|
__________________
تعاورهم اسنة
ال حرب
|
|
واسياف
قليلات القلول
|
بتربة کربلاء
لهم ديار
|
|
يتام
الاهل دراسة الطلول
|
تحيات ومغفرة
وروح
|
|
عل
تلک المحلة والعلول
|
ويحتمل ان يراد
بالارواح اجسادهم الشريفة الطاهرة المدفونة في الروضة المقدسة الطيبة لطهارتها ، ونزاهتها
عن الادناس البشرية والعلائق العنصرية فصارت بمنزلة الارواح اللطيفة المجردة.
وحکي انه قد
تراس تلميذ لقلانوس الحکيم عل الهند فرغب الناس في تلطيف الابدان وتهذيب
الانفس وکان يقول :
ا امرء
هذب نفسه واسرع في الخروج عن هذا العالم الدنس ، وطهر بدنه عن اوساخ هذا العالم ظهر له کل شيء وعاين کل غائب ، وقدر عل کل معتذر ،
وکان مسرورا محبورا ماتذا عاشقا ، لا يمل ولا يکل ، ولا يمسه نصب ولا لغوب .
قال الشهرستاني
: ولما وصل الاسکندرال تلک الديار واراد محاربتهم صعب عليه افتتاح
مدينة احد الفريقين وهم الذين کانوا يرون استعمال اللذات في هذا العالم بقدر القصد
الذي لاخرج ال فساد البدن ، فجهد حت افتتحها وقتل منهم جماعة
من اهل الحکمة فکانوا يرون جثث قتلاهم مطرحة کانها
__________________
جثث السمک الصافية النقية التي في الماء الصافي ، فلما راوا ذلک ندموا عل فعلهم وامسکوا عن الباقين. فاذا کان هؤلاء اجسادهم بهذه
المثابة من اللطافة فکيف ظنک بالفتية الذين رباهم الحسين بن علي عليهم السلام
وصفتهم بالشهادة ، وبلغ بهم اعل مراتب السعادة. وقد تقرر في محله ان الجسد
بالرياضية والتصفية وتذهيب الاخلاق يتلون بلون الروح ، کما ان الروح بمتابعة النفس
الامارة تتلون بلون الجسد والله اعلم.
__________________
عليکم مني جميعا سلام الله ابدا
مابقيت وبقي الليل والنهار
تقديم الخبر لافادة الحصر ، وجميعا حال من ضمير الجمع ، ويحتمل بعيدا من ضمير النفس اي
بلساني وجناني ، وفي اضافة السلام ال الله اشارة ال ان اللائق بهم
سلامه تعال ، کما قيل :
«سلام من الرحمن نحو جنابکم
|
|
فان سلامي لا يليق بباکم»
|
وابدا ظرف عامله
الاستقرار المحذوف وجوبا وهو الخبر بحسب المعن ، ويحتمل کونه السلام ، وما
بقيت اي مدة بقائ وبقاء الليل والنهار فهو تفسير بحسب المعن لابدا ،
وما حرفية مصدرية والظرفة مستفادة من المضاف المحذوف ولاتنافي بين نسبة السلام ال
الله وکونه من الزائر وناشئا منه کما يقتضية من الابتدائية ، فان المراد انه يطلب
من الله ان يديم سلامه عليه ، ويجعله مستمرا دائما فيقول : سلام الله ابدا عليکم ،
او انه يسلم عليکم بسلام الله ابدا في حال حياته وبعد وفاته ، فالمراد بسلام الله
نحوه ونوعه کما في : سبحان الله اي سبحت نحو تسبيحه اللائق به الذ علمناه
والهمناه فکما ان مطلق تسبيحنا لله لايناسب ببابه تعال کذلک مطلق تسليمنا
لا يليق بجنابه عليه السلام.
__________________
يا اباعبدالله ، لقد عظمت الرزية وجلت وعظمت المصيبة
بک علينا ، وعل جميع اهل الاسلام ، وجلت وعظمت مصبيتک
في السلماوات عل جميع اهل السماوت
جدد ندائه
لتجديد الحزن وتوفير البکاء عليه فانه لا يذکر عند مؤمن الا وحزنة يتجدد وعبرته
تجري .
واللام في لقد
لتوطئة القسم اي والله لقد عظمت الرزية ، وهي بفتح الراء المهملة وکسر المعجمة
وتشديد الياء وربما يبقي الهمزة عل حالها فيقال : رزيئة من الرزء وهو المصيبة
بفقد الاعزة والاحباب . والمصيبة اعم فانها الامر المکروه الذي يحل بالانسان
کالمصابة والمصوبة وکيف لا تعظم علينا وعل جميع اهل الاسلام رزيته ولاتجل
مصيبة ، وقد خص بالشهادة الکلية المتضمنة لجميع انواع الرزايا والمصائب ولذا کانت
مصيبة اعظم المصائب.
__________________
قال الصادق
عليه السلام : (ان اباعبد الله عليه السلام لما مضي بکت عليه السماوات السبع وما
فيهن والارضون السبع وما فيهن وما بينهن وما في الجنة والنار من خلق ربنا وما ير
وما لاير) .
وقال الامام
الباقر عليه السلام : (بکت الانس والجن والطير والوحش عل الحسين بن علي
عليهم السلام حت ذرفت دموعها) .
وعن جبلة
المکية قالت : سمعت ميثم التمار يقول : والله لقتل هذه الامة ابن نبيها في المحرم
لعشر يمضين منه وليتخذن اعدء الله ذلک اليوم برکة ، وان ذلک لکائن قد سبق في علم
الله ، العلم ذلک بعهد عهده الي امير المؤمنين عليه السلام ، فلقد اخبرني انه يبکي عليه کل شء
حت الوحوش ف الفلوات ، والحيتان في البحار ، والطير في (جو) السماء وتبکي عليه الشمس والقمر والنجوم والسمائ والارض ، ومؤمنو الانس
والجن ، وجميع ملائکة السماوات والارضين ، ورضوان ومالک وحملة العرش ، وتمطر
السماء دما ورمادا .
__________________
والاخبار من
هذا القبيل متواترة ، فالتخصيص بالمسلمين واهل السماوات لتاثير هذه المصيبة في
قلوبهم اعظم التاثير عل الوضع المعروف ، ولکن تاثيرها ففففي سائر الموجودات
عل وضع اخر کما لا يخف عل من تاملسات تدبر ، قال بعضهم :
مصائب سائت
کل من کان مسلما
|
|
ولکن عيون
الفاجرين اقرت
|
اذا ذکرت
نفسي مصيبة کربلا
|
|
واشلاء سادات بها قد تقرت
|
اضاقت فؤادي
واستباحت تجارتي
|
|
وعظم کربي ثم
عيشي امرت
|
اريقت دماء
الفاطميين بالملا
|
|
فلو عقلت شمس
النهار لخرت
|
__________________
فلعن الله امة اسست اساس الظلم والجور عليکم اهل البيت
هذا تفريح عل
عظيم رزئه وجليل مصابه لاستحقاق من رزئه بهذه الرزية واصابه بهذه المصيبة اللعن بحکم العقل ، والنقل کما في رواية جبلة المشمار اليها عن ميثم
التمار حيث قال : وجبت لعنة الله عل قتلة الحسين ، کما وجبت عل
اليهود والنصار والمجوس .
فما ذکره بعض
علماء العامة مما يستحي القلم عن تحريره من عدم جواز اللعن عل يزيد بن معاوية
لعنه الله عناد بحت وتسويل شيطان ، لا يصغي اليه من شم رائحة الاسلام ، فکيف بالعلماء الاعلام. وابتدا بلعن من اسس اساس
__________________
الظلم ، وزرع بذر الجور وهم صنما قريش وجبتاهما واتباعهما ممن
__________________
اعانو هما عل غصب الخلافة من اهلها ، لکونه اول ظالم ظلم حق ال محمد صل الله عليه واله
فهو العلة الاولية
الموجبة لوقوع هذه المصيبة العظم ، وحدوث هذه الرزية الکبر فاستحقا اللعن اولا. وقد ورد في بعض الاخبار انه : (ما من محجمة دم اهريقت
الا وفي اعناقهما يوم القيامة) .
وماذا الا لمل
قنننا من قوانين يترتب عليها تمام انواع الظلم ،. اسسا من قواعد البدعة في الدين
يتفرع عليها جميع انواع المعاصي والجور.
والاساس : اصل
البناء بل اصل کل شء کالاس مثلثة واسست اساس الظلم اي بنت بنيانه.
واهل البيت تصح
اما عل النداء او عل الاختصاص کما في قوله تعال : (ليذهب عنکم الرجس اهل البيت) .
__________________
ـ ـ ـ ـ
ولعن الله امة دفعتکم عن مقامکم ، وازالتکم عن مراتبکم
التي رتبکم الله فيها
ان قيل : کيف
يمکن دفعهم عن مقامهم الذي جعله الله لهم وازالتهم عن مرتبتهم التي قرر ها لهم وقد
(بلغ الله بهم اشرف محل المکرمين واعل منازل المقربين وارفع درجات المرسلين
حيث لا يلحقه لاحق ولا يفوقه فائق ولا يسبقه سابق ولا يطمع في ادراکه طامع) .
قيل عليه لم
يعن بالمقام والمرتبة مقام قربهم ومرتبة ولايتهم واستحقاقهم للامامة والخلافة ، فان
ذلک مما يمتنع سلبه عنهم بل المراد ما ينبغي لهم بحسب الصورة والظاهر من الخلافة
الظاهرية والسلطنة الصورية ، ليطابق الظاهر الباطن ، ويوافق الصورة الباطن.
فقوله : (رتبکم
الله فيها) اي بالامر والتکليف دون الجعل والتقدير يعني امر الله الناس بان
يرتبوکم في هذه المرتبة ، ويجعلونکم ائمة يهتدون بکم ، ويقتدون باثاراکم ، ويطيعون
اوامرکم کما قال : (اطيعوا الله واطيعوا الرسول واول الامر منکم) ، وقد وصير رسول الله امته بذلک کله فخالفوه فبدلوا
__________________
دينه وغيروا سنته فجعلوا هذا المقام لاعداء ذريته رغبة عن مرضاة الله وحرصا عل حطالم
الدنيا ، فاستحقوا اللعن الدائم من الله ورسوله وعباده الصالحين وملائکة المقربين. والفرق بين الدفع والازالة هو
الفرق بين الدفع والرفع .
__________________
ـ ـ
ولعن الله امة قتلتکم ف ولعن الله الممهدين لهم
بالتمکين من قتالکم
الظاهر من
القاتل من باشر القتل ، ويمکن ان يندرج فيه مطلق من يسع فيه بل مطلق من
يرضي به کما في بعض الاخبار.
والممهد عل
بنائ الفاعل المهيئ للاسباب والمسهل للامور في کل باب واصله من المهد وهو موضوع
يهيا للصبي ويوطا ، والتمکين اعطاء المکنة والتمکين من الفعل وعدم المنع
منه بل المساعدة عليه ، والمراد بهم هنا رؤساء الجور الذين نصبوا العداوة لاهل بيت
وحرضوا اتباعهم عل قتالهم وهيئوا لهم اسباب قتلهم ببذل الاموال واعداد
الرجال والحث عل القتال ، ويحتمل ان يراد بهم الاتباع والراعية فانه لولا
اجتماعهم عل متابعة هؤلاء الطواغيت الفجرة الکفرة وملازمتهم لانقياد
اوامرهم لمل حصلت لهم هذه المکنة والسلطنة والقدرة عل مقاتله ال الله
المعصومين المخصوصين برسول الله ، وفي حديث الخيط وجابر عن الباقر عليه السلام قال
: (يا جابر ما ظنک بقوم اماتوا سنتنا وضيعوا عهدنا ووالوا اعدئنا وانتهکوا حرمتنا
وظلمونا حقنا وغصبونا ارثنا واعانوا الظالمين علينا واحيوا سنتهم وساروا بسيرة
الفاسقين الکافرين في فساد الدين واطفاء نور الحق) .
__________________
برئت ال الله واليکم منهم ، واشياعهم واتباعهم واوليائهم
للايمان جناحان
: موالاة اهل بيت النبوة ومعاداة اعدائهم وهي المعتبر عنها بالبراءة ، فکما لا
يکون ايمان بدون الولاية کذلک لايکون بدون البراءة .
ويحتمل ان يراد
بها مطلق الخلو عن محبة اعدائهم فان مع محبتهم لا يتم الولاية کما قال : (صديق
عدوي داخل في عداوتي) .
وفي التنزيل :
(ومن يتولهم منکم فانه منهم) ، وفي حديث المختار : (والذي بعث محمدا بالحق لو ان
جبرئيل وميکائيل کان في قلبهما شيء ـ اي من محبة الشيخين ـ لاکبهما الله في النار
عل وجوههما) ، ومن في منهم
__________________
ـ
للمجاوزة کما في قوله تعال : (فويل للقاسية قلوبهم من ذکر الله) اي البراء من محبتهم مجاوزا عنهم ال محبة الله ومحبتکم فتامل ، ومن
في قوله تعال : (براءة من الله ورسوله) لابتداء الغاية اي هذه الايات براءة صدرت من الله تعال. والاشياع : جمع
الشيعة .
قال في (ق) : وشيعة الرجل بالکسر اتباعه وانصاره والفرقة عل
حده وتقع عل الواحد والاثنين والجمع والمذکر والمؤنث ال ان قال : والجمع
اشياع وشيع کعنب ، فاشياعهم واتباعهم مرادفان ، ويمکن تخصيص الاول بالخواص
والمتابعين لهم حذو النعل بالنعل ، والقذة بالقذة ، کما ان اشياع اهل البيت
واتباعهم واوليائهم اولياء الله الذين لا خوف عليهم ولاهم يحزنون .
وکيف کان
فالمؤمن هو المؤمن بمقام ال الرسول المحب لهم بالسر والعلانية ومن کان کذلک فهو لا
محالة محب من خالفکم ، موال لکم ولاوليائکم ، مبغض لاعدائکم) .
__________________
يا اباعبد الله ، اني سلم لمن سالمکم ، وحرب لمن حاربکم
اليوم القيامة
خص النداء
بالحسين عليه السلام وعمم الخطاب لسائر اهل البيت لکونه سيد الشهداء والمظلومين مع
احتمال الاختصاص في الخطاب ايضا تعضيما وتفخيما لشانه کما في قوله تعال : (وانا
له لحافظون) وقوله تعال : (يا ايها الذين امنو کلوا من طيبات ما رزقناکم) فان عادة العرب خطاب الواحد بالجمع لذلک. والسلم بالکسر المسالم المصالح
الراضي بالحکم ، کما ان الحرب هو المحارب الذي لا يرضي بالحکم ، وال
هذا المعن يرجع يرجع سائر المعاني کالمحبة والولاية والانقياد.
وکيف کان فهذا
ايضا من الشرائط الايمان کما قال : (يا ايها الذين امنوا ادخلوا ف السلم
کافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لکم عدو مبين) رو ابو بصير عن الصادق عليه السلام انه قال له : اتدري ما السلم؟
قال : لا اعلم ، قال : ولاية علي والائمة الاوصياء من بعده ، قال : وخطوات الشيطان
والله ولاية فلان وفلان .
__________________
وفي کثير من
الاخبار ان النبي صل الله عليه واله قال للحسين وابيه واخيه : (اني سلم لمن
سالمکم وحرب لمن حاربکم) .
قوله : ال
يوم القيامة اي ابدا دائما ، فالغاية داخلة في حکم المغيا فالمسالمة مع المسالم ، والمحاربة
مع المحارب مستمرتان ال اخر زمن [مع] الامکان ، هذا لو فسّرنا اللفظين بما يؤول ال المحبة والعدوة ، والا
فلا سلم ولا حرب يوم القيامة.
__________________
ولعن الله ال زياد وال مروان ، ولعن الله بني امية قاطبة ،
ولعن الله ابن مرجانة ، ولعن الله عمر بن سعدا ، ولعن الله شمرا
انما استحقوا
اللعن فهو البعد عن رحمة الله الواسعة والطرد عن ساحة القرب لظلمهم ال محمد الذين هم ابواب الرحمة ، وبعدهم عن مقام محبتهم عليهم السلام الموجبة للقرب
وابتلائهم بعداوتهم الداعية ال صورته الجحيم والعذاب الدائم کما ان القرب
صورته الجنة والثواب الدائم ، وبعبارة اخر محبة ال محمد حقيقتها النور
وعداوتهم الظلمة المستلزمة للبعد عن مقام حقيقتهم التي هي صرف النور ونور النور ، کما
ان حقيقة اعدائهم ظلمات بعضها فوق بعض لا يشوبها نور.
وفي اضافة
الاول ال زياد ، ومروان اشارة ال کونهما المنشا لطغيانهم وظلمهم ، والمربين
لهم في ذلک کما قيل :
__________________
اذا کان رب
الدار بادف مولعا
|
|
فعادة اهل
البيت کلهم رقص)
|
فهما داخلان في حکم اللعن بهذا اللفظ ايضا ، کما ان فرعون داخل في حکم ال فرعون
بلفظه ، قوله قاطبة اي جميعا والاضافة للعهد فلا يردان منکم من کان متشبثا بولاية
ال محمد صل الله عليه واله ومستحقا للرحمة قططعا عل ان المراد ببني
امية يحتمل ان يکون کل من عادي اهل البيت وان لم ينتموا اليهم بحسب النسب الظاهري.
(وابن مرجانة) هو
ابد زياد اللعين وتخصيصه بالذکر مع دخوله في العموم المتقدم لاکثيرية ظلمه وطغيانه کما لا يخف عل من تتبع في وقائعه من
معاداته لاهل بيت الرسول وحثه عل قتل الحسين واصحابه وبعثه عمر بن سعد ، وشمرا واشباههما ال کربلاء لذلک ، وهکته عترة
الرسول في مجلسه بمکالمات فضيحة ومقالات قبيحة لعنه الله لعنا وبيلا ابدا دائما ، ويعرف
__________________
بالدعي فان اباه زياد بن سمية کانت امه سمية مشهورة بالزناء ، وولد عل فراش ابي عبيد عبد بني علاج من ثقيف ، فادع معاوية ان ابا سفيان زنا بام زياد
فاولدها زيادا وانه اخوه فصار اسمه الدع ، وکانت تسمية زياد
__________________
ـ ـ ـ ـ
ابن ابيه ، لانه ليس له اب معروف .
قال صاحب کتاب
الزام النواصب قال : واما عمر بن سعد فقد نسبوا اباه سعدا ال غير ابيه ، وانه رجل
من بني عذرة وکان خدنا لامه ، ويشهد بذلک قول معاوية حين قال سعد له : انا احق بهذا
الامر منک ، فقال معاوية له : يابي عليک بنو عذرة وضرط له .
__________________
ولعن الله امة اسرجت والجمت وتنقبت وتهيات لقتالک
السرج واللجام معروفان واسرجت والجمت اي جعلوا السرج واللجام عل خيولهم ومراکبهم ،
والنقاب ايضا معروف هو الذي يبدو منه محجر العين ، ومن عادة العرب التنقب اي اخذ
النقاب عند المحاربات ، وتهيات أي استعدت باعداد اسلحة الحرب ف والظاهر ان المراد
بهم الاتباع من الجيوش والعساکر فانهم مستحقون اللعن کالرؤساء المشار اليهم ، ويحتمل التعميم للمبالغة ، والتوفير في اللعن.
__________________
بابي انت وامي لقد عظم مصابي بک
هذا الترکيب
مشتمل عل خبر مقدم ومبتدا مؤخر ، والباء للتفدية والمتعلق مفدي المحذوف ، او المستفاد
من الحرف عل ما قيل ، ولکن الظاهر ان الباء للتعدية کما يقال فديتک بنفسي
حيث عدي ال المفعول الاخر بالباء ، فالفعل متعد ال احد المفعولين
بالنفس وال النفس بالحرف ، ومن هنا ربما يقال : ان هذا الترکيب في الاصل
جملة فعلية اي (افديتک) بابي وامي يعني اجعلهما فداء لک ووقاية لنفسک ، فجعلت اسمية قصدا ال
الدوام والاستمرار کما في (الحمدالله) ، فانت نائب عن الضمير المنصوب فالمراد
بالمفدي المفدي له لانفس الفداء ، ولا يلزم في الفداء ان يکون المفدي له افضل منه
کما في قوله : (وفديناه بذبح عظيم) حيث فسر الذبح العظيم بالحسين عليه السلام اي جعلنا قتله عليه السلام عوضا عن قتل اسماعيل عليه السلام ، فلا يرد
اشکال عل قوله عليه السلام في زيارة سائر الشهداء بابي انتم وامي ، عل
ان هذا الترکيب کثير ما يستعمل في حق من يراد تعظيمه ، واحترامه مطلقا من باب
الکناية من غير ملاحظة معناه الوضعي کما في کثير الرماد وطويل النجاد .
__________________
وقد روي ان
النبي صل الله عليه واله تکلم بهذه المقالة لبعض اصحابه في بعض غزاوة ، هذا
مع احتمال التعليم لشيعة في الزيارة ، او ارادة ان اولياء الحق يتحملون البلايا
والزرايا لوقاية اشياعهم عن المکاره في الدنيا والاخرة. کما ورد في بعض الکلمات ان
الحسين عليه السلام صار فداء للامة اي لتخليصهم عن النار بالشفاعة التي هي اجر
الشهادة وتقديم الاب عل الام من باب تقديم الاعز الاشرف في مقام البذل کما
في حديث علي عليه السلام في انفاقه الذهب قبل التبن . وفي الفصل بين المعطوف عليه بالفدي له اشارة ال کمال الاهتمام به ، وعدم الغفلة عنه ، هذا مع
المحب وان لم تعظم في نفسها فکيف اذا عظمت في نفسها مثل مصيبة الحسين عليه السلام
التي يصغر دونها جميع المصائب ، ولذا ورد ان مصيبة اعظم المصائب ، کيف وقد بکت فيها
السماوات السبع وعامروها والارضون السبع وساکنوها وارتج لها العرش وضجت الحافون
حوله .
__________________
ـ
فاسل الله الذي اکرم مقامک ، واکرمني بک ان يرزقتي طلب
ثارک مع امام منصور من اهل
|
|
بيت محمد صل الله عليه وله
|
الاکرام : الاعظام
والاعزاز ، اکرم مقامک اي بالشهادة الکلية واکرمني بک اي بمعرفتک
ومحبتک وتصديقک ، ان يرزقني اي في زمان الرجعة التي هي من ضروريات مذهب الامامية
المدلول عليها بالايات الکثيرة والاخبار
__________________
المتواترة ففي بعضها أن الصادق عليه السلام سئل عن الرجعة أحق هي؟ قال : نعم ، فقيل
له : من أول من خرج؟ قال : الحسين عليه السلام عل أثر القائم ، فقلت
: ومعه الناس کلهم؟ قال : لا ، بل کما ذکره الله في کتابه : (يوم ينفخ في الصور
فتأتون أفواجا) .
مع إمام منصور؛
أي بالايات والجنود من الملائکة والشيعة من الجن والإنس ، والمراد به القائم
المنتظر الذي سيظهر بالضرورة من مذهبنا ، وهو محمد بن الحسن العسکري عليهما السلام
کما ورد في الأخبار المتواترة ، فالتنکير للتعظيم والتفخيم کما في قوله تعال :
(فقد کذبت رسل من قبلک) أي رسل عظام لا لعدم التعيين والنکارة ، فالقائل بالمهدوية النوعية منکر
للضرورة من مذهب الاثني عشرية.
__________________
اللهم اجعلني عندک وجيها بالحسين عليه
السلام
في الدنيا والآخرة
الوجيه رو
الجاه والعز ، قال في النهاية : وفي حديث عائشة کان لعلي عليه السذم وجه من الناس
حياة فاطمة أي جاه وعز فقدهما بعدها . وجيها أي مقربا عندک بالحسين أي بمحبدته ومعرفته ، أو
بشفاعته أو برجعتي في رجعته التي تبلغ مدة سلطنته فيها خمسين ألف سنة عل ما
ورد في بعض الروايات ، فالمؤمن العارف بحقه عزيز في الدنيا لما يعط
من الکرامة ، والدولة بسبب تقربه إل الحسين عليه السلام وفي الآخرة لما
يناله من الدرجات الرفيعة في الجنة ببرکته والحشر في زمرته ، وقد ورد أن شيعتهم
معهم ، وفي وداع الجامعة : (السلام عليکم حشرني الله في زمرتکم وأوردني حوضکم
وجعلني في حزبکم وأرضاکم عني ومکنني في دولتکم وأحياني في رجعتکم وملکني في أيامکم
...) ، ومن کلام الصادق عليه السلام : (اللهم أحيي شيعتنا في دولتنا وأبقهم في
__________________
ملکنا ومملکتنا) ، وفي قوله : (عندک) إشارة إل أنه لا اعتناء
بالعزة والجاه عند الخلق بل العز الحقيقي هو العز عند الخالق.
__________________
يا أبا عبد الله ، إني أتقرب إل الله ، وإل رسوله ،
وإل أمير المؤمنين ، وإل فاطمة ، وإل الحسن واليک
بموالاتک ، وبالبراءة ممن قاتلک ونصب لک الحرب ،
وبالبراءة ممن أسس أساس الظلم والجور عليکم ،
قد أشار
بالترتيب الذکري إل الترتيب الواقعي النفس الأمري کما هو الصحيح فيما ذکروه
من ترتيب مراتب المعصومين. نعم ، رتبة فاطمة عليها السلام دون رتبة الأئمة الإثني
عشر عليهم السلام عل الأظهر ، کما أن رتبة القائم عليه السلام بعد رتبة الحسين عليه
السلام عل ما يظهر من کثير من الروايات ، واختصاص الحسين عليه السلام بجملة من الأمور للشهادة
لا ينافي أفضلية الحسن عليه السلام في رتبة الإمامة والولاية. ويظهر من هذه الفقرة
ما قدمنا اليه الإشارة من أن الإيمان لا يستکمل إلا بالولاية والبراءة ، ولا يتقرب إل الله إلا بالإيمان الکامل عل
حسب مراتب الاستعدادات في المعرفة. وفي التکرار إشارة إل أن تجديد ما في
الجنان
__________________
وإظهاره باللسان مطلوب في مقام الإيمان ، ليکون الظاهر عنوان الباطن ، والتصدير
بندائه عليه السلام مع إظهار التقرب بالجميع لکون المقام مقام زيارته عليه السلام خاصة.
ويستفاد من هذه الفقرة أيضا التقرب إل الله وإل رسوله وإل
ابنته وابنها إلا بمولاة الحسين عليه السلام. ونصب الحرب : إقامتها وايقاد نارها والعکوف عليها والوقوف عل لوازمها من القتل والاسر ، قال عليه السلام :
قتل القوم
عليا وابنه
|
|
حسن الخير
کريم الأبوين
|
خنقا منهم
وقالوا أجمعوا
|
|
واحشروا
النسا عل قتل الحسين
|
وابن سعد قد
رماني عنوة
|
|
بجنود کوکوف
الهاطلين
|
__________________
وابرا ال الله وال
رسوله ممن اسس اساس ذلک ، وبن عليه
بنيانه ، وجر في ظلمه وجوره عليکم ، وعل اشياعکم ، برئت ال
الله واليکم منهم ، واتقرب ال الله ثم اليکم بموالاتکم ، وموالاة
وليکم ، وبالبراءة من اعدائکم ، والناصبين لکم الحرب ، وبالبراءة من
اشياعهم واتباعهم ، اني سلم لمن سالمکم ، وحرب لمن حاربکم ،
وولي لمن والاکم ، وعدو لمن عاداکم
وجه التکرير
والتجديد هو الوجه في تکرير العبادة لله ، فکما نحن محتاجون ال الله في کل
ان نظرا ال ان الممکن کما هو مفتقر في حدوثه ال الباري کذلک مفتقر في بقائه اليه ، لتحقق
علة الافتقار وهو الامکان في تمام الاطوار فينبغي عدم انفکاکه عن العبادة ، کذلک نحن
محتاجون ال اهل البيت عليهم السلام نظرا ال کونهم عليهم السلام
ابواب رحمته ووسائل نعمه ، والادلاء عل مرضاته فلا يمکن عبادة الله عل
الوجه المرضي له الا بارشادهم ودلالتهم ، ولا يکون ذلک الا بتصديقهم واتباعهم ولا يحصل ذلک الا
بموالاتهم وموالاة
__________________
اوليائهم ومعاداة اعدائهم والبراءة من محاربيهم ومبغضيهم ، فيجب ان يکون ذلک مستمرا في جميع الاحوال.
قال محمد بن
مسلم فيما رواه عن احدهما عليهم السلام قلت : انا نر الرجل من المخالفين
عليکم له عبادة واجتهاد وخشوع فهل ينفعه ذلک؟ فقال : يا محمد انما مثلنا اهل البيت
مثل اهل بيت کانوا في بني اسرائيل فکان لا يجتهد احد منهم اربعين ليلة الا فاجيب
وان رجلا منهم اجتهد اربعين ليلة ثم دعا فلم يستجب له فات عيس عليه
السلام يشکو اليه ويساله الدعاء له فتطهر عيس عليه السلام وصل ثم
دعا فاوحي الله اليه : يا عيس ان عبادي اتاني من غير الباب الذي اوتي منه ،
دعاني وفي قلبه شک منک ، فلو دعاني حت ينقطع عنقه وتنتشر انامله ما استجيب
له ، فالتفت عيس عليه السلام اليه وقال : تدعو وفي قلبک شک من
__________________
نبيه؟ قال : يا روح الله وکلمته قد کان والله ما قلته فاسأل الله أن يذهب
به عني فدعا له عيس عليه السلام فتفضل الله عليه وصار فيط آهل بيته ، کذلک
نحن آهل البيت لا يقبل الله عمل عبد وهو يشک في ولايتنا .
وجر في
ظلمه أي استمر ، وفي الکامل وأجر ظلمه ، والمراد بالمؤسس هو يزيد بن معاوية خاصة أو من سبقه ممن ابتدأ بغصب الخلافة عن أهل بيت النبوة.
__________________
فاسل الله الذي اکرمني بمعرفتکم ، ومعرفة اوليائکم ،
ورزقني البراءة من اعدائکم ، ان يجعلني معکم في الدنيا والاخرة ،
المراد
بمعرفتهم ان يعرف بالدليل ، ويعتقد بالاعتقاد الجازم الذي لا يزول بالتشکيک (انهم
اهل بيت النبوة وموضوع الرسالة ومختلف الملائکة ومهبط الوحي ومعدن الرحمة وخزان
العلم ومنته العلم واصول الکرم واولياء النعم وعناصر الابرار ودعائم
الاخيار ال اخر ما ذکر في الجامعة) .
وحاصله : انهم
عليهم السلام افضل الخلق بعد محمد صل الله عليه واله الذي لا افضل منه في
عالم الامکان ، وبمعرفة اوليائهم ان يعرف ويعتقد کذلک انهم هم الفرقة الناجية ، وانهم خاصة اهل الجنة ، وانهم هم المفلحون الفائزون
يوم القيامة ،
__________________
وان محبتهم محبة الله وعداوتهم عداوة الله . وفي حديث جابر عن الباقر عليه السلام قال : يا جابر
عليک بالبيان والمعاني ، قال : فقلت : ومالبيان وما المعاني؟ قال : قال علي عليه
السلام : اما البيان فهو ان تعرف أن الله ليس کمثله شء فتعبده ولا تشرک به
شيئا ، وأما المعاني فنحن معانيه ونحن جنبه ويده ولسانه وأمره وحکمه وعلمه وحقه
اذا شئنا شاء الله ، ويريد الله ما نريد ، ال أن قال : يا جابر أو تدري ما
المعرفة؟ المعرفة إثبات التوحيد أولا ثم معرفة المعاني ثانيا ثم معرفة الأبواب
ثالثا ثم معرفة الإمام رابعا ثم معرفة الأرکان خامسا ثم معرفة النقباء سادسا ثم
معرفة النجباء سابعا .
ويجعله معهم في
الدنيا توفيقه لمتابعتهم حذو النعل بالنعل کما هو مقام الشيعة الکامل ، وفي الآخرة
حشره معهم في درجتهم کما ورد في الروايات الکثيرة .
__________________
وأن يثبت لي عندکم قدم صدق في الدنيا والاخرة ،
واساله ان يبلغني المقام المحمود لکم عند الله ،
وان يرزقني طلب ثاري مع امام مهدي ظاهر ناطق منکم ،
الايمان النافع
هو ما يموت عليه المرء ولذا لا ينجي المرتد ولا يفلح الا مع التوبظ مطلقا او فط
الجملة ، فالثبات عل الايمان هو المطلوب لا مجرده. نعم ، قد يقال : ان
الايمان اذا حصل بحقيقته فلا زوال له ، الارتداد کاشف عن عدم تحققه اولا وما ظهر
ليس الا صورة من الايمان لا حقيقة لها ، ولکن الحق خلافه کما قرر في محله ، ولبعض
الاصحاب في هذه المسالة رسالة مفردة فمن اراد التفصيل فليرجع اليها. والتثبيت : الادامة
عل الحالة السابقة وعدم الازاغة ، وفي الدعاء : (اللهم ثبتنا عل
دينک ودين نبيک ولاتزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا ...) وفي الجامعة : (فثبتني الله ابدا ما حييث عل موالاتکم
ومحبتکم ودينکم ، وقفني لطاعتکم ، ورزقني شفاعتکم ، وجعلني من خيار مواليکم). وقدم
صدق بالاضافة کلسان صدق هوالاثرة الحسنة ، والقدم هو السابقة في الامر يقال : له قدم في الهجرة اي سابقة ، والاضافة محتملة لتقدير من او في.
وامراد بها المحبة الخالصة ، والطاعة التي لا يشوبها عصيان ، کما ان المراد بلسان
الصدق هو الذکر الحسن والثناء الجميل ، وتخصيص التثبيت بالدنيا لکونها محل التغير
والتبدل ، والمراد بالمقام المحمود الشفاعة الخاصة بهم ، وفي اضافة الثار ال
__________________
ـ
ضمير النفس اشارة ال ان کل مؤمن ولي هذا الدم فهو ثاره الذي يطلبه
فلا ينافي ذلک اضافته ال ضمير الخطاب لاختلاف الحيثية ، والظاهر : خلاف المستور ، ويحتمل ان يکون بمعن
الغالب يقال ظهر عليه اذا غلب عليه.
__________________
واسال الله بحقکم ، وبالشان الذ لکم عنده ان يعطينطي
بمصابي بکم افضل ما يعطي مصابا بمصيبة ، مصيبة ما اعظمها
واعظم رزيتها في الاسلام ، وفي جميع السماوات والارض.
حقهم أعظم
الحقوق وشأنهم أعل الشؤون ، فالسؤال بهما اقرن بالاجابة ، ويستفاد من حديث
سلمان وغيره انه لا يرد دعاء اذا سئل فيه بهم عليهم السلام ، والمصائب الاول مصدر ميمي بمعن المصيبة
والثاني بمعن من اصابته المصيبة وقد تقرر في محله ان زنة المصدر الميمي من
المزيد عل زنة اسم المفعول منه ، ومصيبة الثاني اما بدل او عطف بيان او توکيد لمصابي ، فالاعراب الکسر وکذالو جعلناه تابعا للاول ،
ويحتمل النصب عل المفعولية لفعل محذوف . وفي الکامل بعد قوله بمصيبته «اقول : انا الله وانا اليه راجعون مصيبة ما اعظمها» والاخبار
الواردة في عظم اجر المصائب اکثر من ان تحصي.
__________________
قال الباقر
عليه السلام : (ان الله اذا احب عبدا اغته بالبلاء غتا وشجه بالبلاء شجا فاذا دعاه
قال : لبيک عبدي لئن عجلت لک ما سالت اني عل ذلک لقادر ، ولئن اخرت لک فما
ادخرت لک خيرلک) .
وقال الصادق
عليه السلام : (لو يعلم المؤمن ما له من الاجر في المصائب لتمن انه قرض
بالمقاريض) .
وفي روايظ
النخعي عن الصادق عليه السلام قال : (من اصيب بمصيبة فليذکر مصابه بالنبي صل
الله وعليه واله فانه من اعظم المصائب) .
وفي رواية انه
قال : لما اصيب اميرالمؤمنين عليه السلام نع الحسن ال الحسين وهو
بالمدائن فلما قرا الکتاب قال : يالها من مصيبة ما اعظمها مع ان رسول الله صل
الله وعليه واله قال : من اصيب منکم بمصيبة فليذکر مصابه بي فانه لن يصاب بمصيبة
اعظم منها وصدق رسول الله صل الله وعليه واله فتدبر. فان مصيبة الحسين عليه السلام من جملة مصائب النبي صل الله
وعليه واله ، وکذا مصائب غيره من الائمة عليهم السلام ، فمصيبة النبي صل
الله عليه واله اعظم المصائب ، ولا ينافيه ان مصيبة الحسين عليه السلام اعظمها.
وقوله : ما اعضمها
وصف لمصيبة عل تقدير مقول في حقها فان فعل التعجب انشاء ، والجملة
الانشائية لا تقع صفة کما لا تقع خبرا عل المشهور بين النحاة نظرا ال ان الخبر ما يحتمل الصدق والکذب ، والانشاء لايکون ثابتا في
نفسه
__________________
ـ
فلا يثبت لغيره.
وفي الوجهين
نظر فان الحد المذکور حد للمقابل للانشاء لا لخبر المبتدا والغرض من الکلام الطلبي
وهو ثابت في نفسه وغير الثابت هو المطلوب. نعم ، هذا الطلب قائم بالمتکلم وليس من
احوال المبتدا وانما المقصود من ذکر الخبر بيان حال من احوال المبتدا ليکون جزء
متما للفائدة.
قال بعض
المحققين قدس سره : فاذا قلت : زيد اضربه فطلب الضرب صفة قائمة بالمتکلم وليس حالا
من احوال زيد الا باعتبار تعلقه به او کونه مقولا في حقه او استحقاقه ان اضربه زيد
مطلوب ضربه او تقول في حقه ذلک. وهو جيد متين کما لا يخف.
اللهم اجعلني في مقامي هذا ممن تناله منک صلوات ورحمة
ومغفرة. اللهم اجعل محياي محيا محمد وال محمد ،
ومماتي ممات محمد وال محمد.
مقامي اي
لزيارة الحسين. تناله من النيل وهو الاصابة . يقال : نال خيرا اذا اصابه ، والامر منه نل بفتح النون
کما في المجمع ، لا من النوال وهو الاجر والحظ ومنه النوال للعطاء والفعل منه نال ينول والامر نل بضم النون.
ممن تناله اي
من الذين يستحقون ذلک بالمحبة والمعرفة بحقهم فان زائري الحسين العارفين بحقه
تنالهم من الصلوات والرحمة والمغفرة ما لا يحصي ، کما لا يخف عل من
تتبع الاخبار الواردة في باب زيارته ، ففي جملة منها : ان من زار الحسين عليه السلام کان
کمن زار الله فوق عرشه . وفي بعضها کتبه الله في عليين . وفي بعضها : غفر الله له جميع ذنوبه ولو کانت مثل زبد
__________________
ـ
البحر ، فاستکثروا من زيارته غفرالله لکم ذنوبکم . وفي بعضها : اعقته الله من النار ، وامنه يوم الفزع الاکبر ، ولم يسال الله حاجة من حوائج الدنيا والاخرة الا
اعطاه ، وفي بعضها : انه افضل ما يکون من الاعمال ، وفي بعضها : ان زوار الحسين يدخلون الجنة قبل الناس
باربعين عاما وسائر الناس في الحساب ، وفي بعضها : ما من احد يوم القيامة الاوهو يتمن
انه من زوار
__________________
الحسين بن علي عليهم السلام لما يري لما يصنع بزوار الحسين عليه السلام من
کرامتهم عل الله .
والتنکير في
الالفاظ الثلاثة للتعظيم ، او التکثير ، او النوعية ، والفرق بينها ان الصلوات تختص بمن لا
ذنب له والمغفرة بمن له ذنب والرحمة تشملها فليتامل.
وفي بعض
الاخبار : من ات قبر الحسين عليه السلام ماشيا کتب الله له بکل خطوة الف
حسنة ومحا عنه الف سيئة ورفع له الف درجة .
قوله (محياي
محي ..) اي حياتي مثل مماتهم في استحقاق الصلاة والرحمة والفوز بالسعادات
الدائمة.
قال الطريحي : قوله محياي ومماتي لله : قد يفسران بالخيرات التي تقع
في حال الحياة منجزة والتي تصل ال الغير بعد الموت کالوصية للفقراء بشيء ، او
معناه ان الذي اتيته في حياتي واموت عليه من الايمان والعمل الصالح لله خالصا.
__________________
ـ
وفي رواية عن
النبي صل الله وعليه واله قال : (من سره ان يحي حياتي ويموت مماتي
ويدخل جنة عدن قضب غرسه ربي بيده فليتول عليا والاوصياء من بعده وليسلم لفضلهم
فانهم الهداة المرضيون) .
فهما مصدارن ميميان ويحتمل کونهما اسمي زمان اي اجعلني بحيث احي في زمان
حياتهم وهو زمان الرجعة واموت في زکمان مماتهم اي عند رفعهم ال السماء بعد انقضاء الدنيا ، فليتامل.
__________________
ـ
اللهم ان هلاا يوم تبركت به بنو امية وابن أكلة اكباد ،
اللعين ابن اللعين ، عل لسانک ولسان نبيک صل الله عليه واله
في کل موطن وموقف وقف فيه نبيک صل الله عليه واله.
ان هذا اي هذا
اليوم المسمي بعاشوراء يوم تبرکوا به لمکان قتل الحسين عليه السلام ، وفي الکامل : (اللهم ان هذا يوم تنزل فيه اللعنة عل ال زياد
وال امية وابن آکلة الاکباد الخ).
فيا عجبا کيف
تبرکوا بهذا اليوم وهو يوم مصيبة وحزن ، وقد قتلوا فيه سبط الرسول ، وسبوا نسائه ،
وانتهبوا ثقله. وکانت اهل الجاهلية فيما مضي يحرمون فيه الظلم والقتال؟
قال الرضا عليه
السلام : (من ترک السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضي الله له حوائج الدنيا والاخرة ،
ومن کان يوم عاشوراء يوم مصيبة وحزنه بکائه جعل الله يوم القيامة يوم فرحه وسروره
ف وقرت بنا في الجنان عينه ، ومن سم يوم عاشوراء يوم برکة وادخر فيه لمنزله
شيئا لم يبارک له فيما ادخر ، وحشر يوم القيامة مع يزيد وعبيد الله بن زياد وعمر
بن سعد لعنه الله ال اسفل درک من النار) .
وفي رواية
عبدالله بن الفضل قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : يابن رسول الله کيف صار
يوم عاشوراء يوم مصيبة وغم وجزع وبکاء دون اليوم الذي قبض فيه
__________________
رسول الله صل الله عليه واله ، واليوم الذي ماتت فيه فاطمة واليوم
الذي قتل امير المؤمنين عليه السلام واليوم الذي قتل فيه الحسن بالسم؟ فقال : ان
يوم قتل الحسين عليه السلام اعظم مصيبة من جميع سائر الايام ، وذلک ان اصحاب الکساء الذين هم کانوا اکرم الخلق عل
الله کانوا خمسة فلما مضي عنهم النبي صل الله عليه واله بقي اميرالمؤمنين
وفاطمة والحسن والحسين فکان فيهم للناس عزاء وسلوة ، فلما مضي الحسن کان للناس في
الحسين عزاء وسلوة ، فلما قتل الحسين عليه السلام لم يکن بقي من اصحاب الکساء احد
للناس فيه بعده عزاء وسلوة فکان ذهابه کذهاب جميعهم کما کان بقائه کبقاء جميعهم ، فلذلک
صار يومه اعظم الايام مصيبة. ال ان قال : قال عبدالله بن الفضل ، فقلت له :
يابن رسول الله صل الله عليه واله فکيف سمت العامة يوم العاشوراء يوم برکة؟
فبک ثم قال : لما قتل الحسين عليه السلام تقرب الناس بالشام ال يزيد
فوضعوا له الاخبار ، واخذوا عليها الجوائز من الاموال فکان مما وضعوا له امر هذا
اليوم وانه يوم برکة ليعدل الناس فيه من الجزع والبکاء والمصيبة والحزن ال
الفرح والسرور والتبرک ، حکم الله بيننا وبينهم) .
وآکلة الاکباد
هي هند ام معاوية ارادت ان تاکل کبد حمزة عم الرسول صل الله عليه وله
__________________
وحکايتها المعروفة ، والمراد بابنها في هذه الفقرة يزيد بن معاوية لا
معاوية ، لانه لم يکن حيا في هذه الوقعة ، واللعين الاول وصف ليزيد ، والثاني لابيه معاوية او
ابي سفيان وکانا ملعونين عل لسان النبي صل الله عليه واله ف کما کان يزيد لعينا لاهل السماوات والارض. ومن کلام الحسن عليه السلام في
مجلس معاوية ، وانتم في رهط قريب من عدة اولئک لعنوا عل لسان رسول الله صل
الله عليه واله ، فاشهد لکم واشهد عليکم انکم لعناء الله عل لسان نبيه صل
الله عليه واله کلکم . وانشدکم بالله هل تعلمون ان رسو الله بعث اليک لتکتب (له)
لبني خزيمة؟
__________________
ال ان قال : انشدکم الله هل تعلمون ان ما اقول حق انک يا معاوية کنت تسوق بابيک عل جمل احمر ، ويقوده اخوک هذا القاعد
، وهذا يوم الاحزاب ، فلعن رسول الله القائد والراکاب والسائق فکان ابوک الراکب
وانت يا ازرق السائق واخوک هذا القاعد القائد. ثم (قال) : انشدکم بالله هل تعلمون ان رسول الله لعن ابا سفيان
في سبعة مواطن؟
اولهن : حين
خرج من مکة ال مدينة ، وابو سفيان جاء من الشام فوقع فيه ابو سفيان فسبه
واو عده وهم ان يبطش به ، ثم صرفه الله عنه.
والثاني : يوم
العير حيث طردها ابو سفيان ليحرزها من رسول الله.
والثالث : يوم
احد ، يوم قال رسول الله : (الله مولانا ولا مول لکم) ، وقال ابو سفيان : (لنا
العز ولا عز لکم) ، فلعنه الله وملائکته ورسوله والمؤمنون اجمعون.
والرابع : يوم
حنين ، يوم جاء ابو سفيان يجمع قريش وهوازن ال اخر الحديث وهو طويل .
__________________
ـ
اللهم العن ابا سفيان ، ومعاوية بن ابي سفيان ، ويزيد بن
معاوية ، عليهم منک اللعنة ابد
الآبدين
الاخبار في فضل
اللعن عل اعداء ال الرسول سيما قتلة ذريته متواترة : ففي رواية الريان بن
شبيب عن الرضا عليه السلام : (يابن شبيب ان سرک ان تسکن الغرف المبنية في الجنة
فالعن قتلة الحسين) .
__________________
وفي رواية
الفضل عنه عليه السلام : (من نظر ال الفقاع او ال الشطرنج فليذکر
الحسين عليه السلام وليلعن يزيد وال يزيد ، يمحو الله بذلک ذنوبه ولو کانت کعدد
النجوم) .
وفي الرواية عن
النبي صل الله عليه واله قال : (الا ولعن الله قتلة الحسين عليه السلام
ومحبيهم وناصريهم والساکتين عن لعنهم من غير تقية تستکهم) .
__________________
وهذا يوم فرحت به ال زياد وال مروان بقتلهم الحسين
صلوات الله عليه ،
ونسخة الکامل خالية عن هذه الفرقة ولکنها موجودة في اثر الکتب ، وحکايات فرحهم بقتل
الحسين عليه السلام سيما حين ورود اهل بيته الکوفة مشهورة مسطورة في کتب المقاتل . لعنهم الله فقد حمدوا الله وشکروه عل قتله بقولهم
لأهل البيت عليهم السلام : الحمد لله الذي قتلکم وأهلککم وأراح البلاد من رجالکم
وأمکن أمير المؤمنين يزيد منکم : وقال ابن زياد لزينب عليها السلام : الحمد لله
الذي فضحکم وأکذب أحدوثتکم ، وقال لما صعد المنبر : الحمد لله الذي أظهر الحق
وأهله ونصر أمير المؤمنين وأشياعه وقتل الکذاب ابن الکذاب .
__________________
اللهم فضاعف عليهم اللعن منک والعذاب الاليم.
اللهم اني اتقرب اليک في هذا اليوم ، وفي موقفي هذا ،
وايام حياتي ، بالبراءة منهم ، واللعنة عليهم ، وبالموالاة
لنبيک وال نبيک عليه وعليهم السلام.
وفي الکامل : (اللهم فضاعف
عليهم اللعنة ابدا بقتلهم الحسين اني اتقرب اليک في هذا اليوم في موقفي هذا وايام حياتي بالبراءة
منهم وباللعن عليهم وبالموالاة لنبيک واهل بيت نبيک صل الله عليه ...).
دعا عليهم
بمضاعفة اللعن والعذاب ليکون عذابهم مثل عذاب جميع اهل النار ، لما روي عن النبي
صل الله عليه واله انه قال : (ان قاتل الحسين بن علي عليه السلام في تابوت
من نار عليه نصف عذاب اهل الدنيا ، وقد شد يداه ورجلاه بسلاسل من نار منکس في
النار حت يقع في قعر جهنم وله ريح يتعوذ اهل النار ال ربهم من شدة
نتنه ، وهو فيها خالد ذائق العذاب الاليم مع جميع من شايع عل قتله ، کلما
نضجت جلودهم بدل الله عليهم الجلود حت يذوقوا العذاب الاليم ، لا يفتر عنهم
ساعة ويسقون من حميم جهنم ، فالويل لهم لهم عذاب النار) .
وفي رواية عنه
صل الله عليه واله قال : (ان في النار منزلة لم يکن يستحقها احد من الناس
الا بقتل الحسين بن علي ويحي بن زکريا) .
__________________
ثم تقرب ال
الله بالبراءة والولاية لما تقدم من ان کمال الايمان بهما ولا يتقرب ال الله الا بالايمان الکامل ، وقدم البراءة لکونها اهم
کما يظهر من بعض الاخبار .
ثم
تقول مائة مرّة :
__________________
اللهم العن اول ظالم ظلم حق محمد وال محمد ، واخر تابع له
عل ذلک ، اللهم العن العصابة التي جاهدت الحسين ،
وشايعت وبايعت وتابعت عل قتله ، اللهم العنهم جميعا.
وفي الکامل : (اللهم العن اول ظالم ظلم حق محمد واخر تابع له عل
ذلک ، اللهم العن العصابة التي حاربت الحسين وشايعت وبايعت اعدائه عل قتله
وقتل انصاره اللهم العنهم جميعا).
المراد باول
ظالم من تقدم عل وصيه وغصب حقه وتقمص الخلافة وهو يعلم ان محله منه محل
القطب من الرحي . وباخر تابع کل من لحقه من بني امية وبني العباس.
والعصابة بکسر العين الجماعة من الناس والخليل والطير ، وقيل : هم من العشرة ال
الاربعين .
قوله : وتابعت
في بعض النسخ بالتاء المثناة من فوق ثم الالف ثم الباء الموحدة ولکن في نسخة
الکامل بالياء المثناة من تحت بدل الموحدة من المتابعة وهي التهافت في الشر واللجاج کما في قوله عليه
السلام : (ونعوذ بک ان تتابع بنا اهوائنا) ، فلا يستعمل الا في الشر بخلاف
المتابعة بالموحدة فانها اعم فالاول انسب بالمقام بل جعل الثاني تصحيفا بعض
الاعلام ، قال في الرواشح :
__________________
وجماهير القاصرين من اصحاب العصر يصحفونها ويقولون تابعت بالتاء المثناة
فوق والباء الموحدة فتامل.
ثم
تقول مائة مرّة :
__________________
السلام عليک يا ابا عبدالله ، وعل الارواح التي حلت بفنائک ،
عليک مني سلام الله ابدا ما بقيت وبقي الليل والنهار ،
ولا جعله الله اخر العهد مني لزيارتکم ، السلام عل الحسين ،
وعل علي بن الحسين ، وعل اولاد الحسين ، وعل اصحاب
الحسين.
وفي نسخة
الکامل (عليکم مني) بدل (عليک) و (اخر العهد من زيارتکم) بدل (اخر
العهد مني لزيارتکم) وزيادة ابن علي بعد الحسين عليه السلام ، ونقصان وعل اولاد الحسين.
وفي بعض النسخ زيادة (واناخت برحلک بعد بفنائک) ، يقال : انخت الجمل استناخ اي ابرکته
فبرک ، ورحل البعير بالفتح کالسرج للفرس اي ابرکت اجمالهم لشد الرحال عليها في نصرتک ، والمسائرمعک في
مجاهدة الاعداء ، ويحتمل ان يکون کناية عن فوزهم بالشهادة معه عليه السلام.
ثم
تقول مائة مرّة :
__________________
اللهم خص انت ، اول ظالم باللعن مني ، وابدا به اولا ،
ثم العن الثاني ، والثالث ، والرابع ، اللهم العن يزيد خامسا ،
والعن عبيد الله بن زياد ، وابن مرجانة ، وعمر بن سعد ، وشمرا ،
وال ابي سفيان ، وال زياد ، وال مروان ال يوم القيامة.
وفي الکامل : (اللهم خص اول ظالم ظلم باللعن ثم العن اعداء ال محمد
من الاولين والاخرين ، اللهم العن يزيد واباه والعن عبيدالله بن زياد وال مروان
وبني امية قاطبة ال يوم القيامة).
والمراد بالاول
والثاني والثالث والثلاثة الذين غصبوا حق وصي الرسول صل الله عليه واله
وتقدموا عليه . وبالرابع معاوية.
وحکي ان بعض
المعاندين من المخالفين عرضوا عل الخليفة العباسي ان الشيخ الطوسي قدس ستره
سب الصحابة في کتابه الموسوم بالمصباح في دعاء يوم عاشوراء. فامر الخليفة باحضاره مع الکتاب المذکور ، فلما حضر
استفسر منه الامر فانکر الشيخ. ففتح بعض کتاب الخليفة الکتاب واراه العبارة : (اللهم
خص انت اول ظالم ...) فقال الشيخ بديهة : يا اميرالمؤمنين ليس المراد ما عرض به
المعاندون ، بل المراد باول ظالم قابيل قاتل هابيل ، وهو الذي بدا بالقتل في بني
__________________
ادم والمراد بالثاني عاقر ناقة صالح النبي صل الله عليه واله واسمه
قيدار بن سالف ، وبالثالث قاتل يحي بن زکريا ، وبالرابع
عبدالرحمن بن ملجم قاتل علي بن ابي طالب عليه السلام ، فلما سمع الخليفة بيانه رفع
شانه واکرمه وزاد اعظامه وانتقم ممن سع فيه .
ثم
تسجد سجدة وتقول فيها :
__________________
اللهم لک الحمد حمد الشاکرين لک عل مصابهم ،
الحمد لله عل عظيم رزيتي ، اللهم ارزقني شفاعة الحسين يوم
الورود ، وثبت لي قدم صدق عندک مع الحسين واصحاب الحسين ،
الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام
وفي الکامل : (رزيتي فيهم). ويوم الورود : القيامة لورود الخلق عل
حساب الله ، او لورود المؤمنين عل الحوض والکافرين عل الجحيم .
والمهج : جمع
المهجة وهي دم القلب خاصة . دون الحسين اي بحضرته ، قال علقمة : قال : (اذا استطعت ان تزوره في کل يوم بهذه الزيارة من دهرک
فافعل ، فلک ثواب ذلک ان شاء الله ، ولا يجب تبديل ان هذا يوم بان يوم قتل الحسين في غير
عاشوراء لجواز الاشارة به ال يوم قتله والاحتياط بالجمع لا ينبغي ترکه ، والحمدالله
اولا واخرا.
تم الفراغ من
تحقيق هذه الزيارة في يوم الجمعه ٢ شعبان ليلة ولادة الامام الحسين عليه السلام
١٤٢٢ هـ.
قم المقدسة /
نزار الحسن
__________________
ـ
زيارة عاشوراء
اَلسَّلامُ
عَلَيْكَ يا اَباعَبْدِاللَّهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرَةَ اللَّهِ وَابْنَ خِيَرَتِهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ
يَابْنَ اَميرِالْمُؤْمِنينَ وَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ
يَابْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساَّءِ الْعالَمينَ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ
اللَّهِ وَابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى
الاَْرْواحِ الَّتى حَلَّتْ بِفِناَّئِكَ عَلَيْكُمْ مِنّى جَميعاً سَلامُ اللَّهِ
اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِىَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ يا اَباعَبْدِاللَّهِ لَقَدْ
عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ وَجَلَّتْ وَعَظُمَتِ الْمُصيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى
جَميعِ اَهْل ِالاِْسْلامِ وَجَلَّتْ وَعَظُمَتْ مُصيبَتُكَ فِى السَّمواتِ عَلى
جَميعِ اَهْلِ السَّمواتِ فَلَعَنَ اللَّهُ اُمَّةً اَسَّسَتْ اَساسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ
عَلَيْكُمْ اَهْلَ الْبَيْتِوَ لَعَنَ اللَّهُ اُمَّةً دَفَعَتْكُمْ عَنْ
مَقامِكُمْ وَاَزالَتْكُمْ عَنْ مَراتِبِكُمُ الَّتى رَتَّبَكُمُ اللَّهُ فيها وَلَعَنَ
اللَّهُ اُمَّةً قَتَلَتْكُمْ وَلَعَنَ اللَّهُ الْمُمَهِّدينَ لَهُمْ
بِالتَّمْكينِ مِنْ قِتالِكُمْ بَرِئْتُ اِلَى اللَّهِ وَاِلَيْكُمْ مِنْهُمْ وَمِنْ
اَشْياعِهِمْ وَاَتْباعِهِمْ وَاَوْلِياَّئِهِميا اَباعَبْدِاللَّهِ اِنّى سِلْمٌ
لِمَنْ سالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ اِلى يَوْمِ الْقِيامَةِوَ لَعَنَ
اللَّهُ آلَ زِيادٍ وَآلَ مَرْوانَ وَلَعَنَ اللَّهُ بَنى اُمَيَّةَ قاطِبَةً وَلَعَنَ
اللَّهُ ابْنَ مَرْجانَةَ وَلَعَنَ اللَّهُ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ وَلَعَنَ اللَّهُ
شِمْراً وَلَعَنَ اللَّهُ اُمَّةً اَسْرَجَتْ وَاَلْجَمَتْ وَتَنَقَّبَتْ
لِقِتالِكَ بِاَبى اَنْتَ وَاُمّى لَقَدْ عَظُمَ مُصابى بِكَ فَاَسْئَلُ اللَّهَ
الَّذى اَکْرَمَ مَقامَكَ وَاَکْرَمَنى بِكَ اَنْ يَرْزُقَنى طَلَبَ ثارِكَ مَعَ
اِمامٍ مَنْصُورٍ مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ اَللّهُمَّ
اجْعَلْنى عِنْدَكَ وَجيهاً بِالْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ فِى الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ
يا
اَباعَبْدِاللَّهِ اِنّى اَتَقَرَّبُ اِلى اللَّهِ وَاِلى رَسُولِهِ وَاِلى
اميرِالْمُؤْمِنينَ وَاِلى فاطِمَةَ وَاِلَى الْحَسَنِ وَاِلَيْكَ بِمُوالاتِكَ وَبِالْبَراَّئَةِ
(مِمَّنْ قاتَلَكَ وَنَصَبَ لَكَ الْحَرْبَ وَبِالْبَرائَةِ مِمَّنْ اَسَّسَ
اَساسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِعَلَيْكُمْ وَاَبْرَءُ اِلَى اللّهِ وَاِلى رَسُولِهِ)
مِمَّنْ اَسَسَّ اَساسَ ذلِكَ وَبَنى عَلَيْهِ بُنْيانَهُ وَجَرى فى ظُلْمِهِ وَجَوْرِهِ
عَلَيْكُمْ وَعلى اَشْياعِكُمْ بَرِئْتُ اِلَى اللَّهِ وَاِلَيْكُمْ مِنْهُمْ وَاَتَقَرَّبُ
اِلَى اللَّهِ ثُمَّ اِلَيْكُمْ بِمُوالاتِكُمْ وَمُوالاةِ وَلِيِّكُمْ وَبِالْبَرآئَةِ
مِنْ اَعْداَّئِكُمْ وَالنّاصِبينَ لَكُمُ الْحَرْبَ وَبِالْبَرآئَةِ مِنْ
اَشْياعِهِمْ وَاَتْباعِهِمْ اِنّى سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ
حارَبَكُمْ وَوَلِىُّ لِمَنْ والاکُمْ وَعَدُوُّ لِمَنْ عاداکُم ْفَاَسْئَلُ
اللَّهَ الَّذى اَکْرَمَنى بِمَعْرِفَتِكُمْ وَمَعْرِفَةِ اَوْلِياَّئِكُمْ وَرَزَقَنِى
الْبَراَّئَةَ مِنْ اَعْداَّئِكُمْ اَنْ يَجْعَلَنى مَعَكُمْ فِى الدُّنْيا
وَالاْخِرَةِ وَاَنْ يُثَبِّتَ لى عِنْدَکُمْ قَدَمَ صِدْقٍ فِى الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ
وَاَسْئَلُهُ اَنْ يُبَلِّغَنِى الْمَقامَ الْمَحْمُودَ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَاَنْ
يَرْزُقَنى طَلَبَ ثارى مَعَ اِمامٍ هُدىً ظاهِرٍ ناطِقٍ (بِالْحَقِّ) مِنْكُمْ وَاَسْئَلُ
اللَّهَ بِحَقِّكُمْ وَبِالشَّاْنِ الَّذى لَكُمْ عِنْدَهُ اَنْ يُعْطِيَنى
بِمُصابى بِكُمْ اَفْضَلَ ما يُعْطى مُصاباً بِمُصيبَتِهِ مُصيبَةً ما اَعْظَمَهَ واَعْظَمَ
رَزِيَّتَها فِى الاِْسْلامِ وَفى جَميعِ السَّمواتِ وَالاَْرْضِ اَللّهُمَّ
اجْعَلْنى فى مَقامى هذا مِمَّنْ تَنالُهُ مِنْكَ صَلَواتٌ وَرَحْمَةٌ وَمَغْفِرَةٌ
اَللّهُمَّ اجْعَلْ مَحْياىَ مَحْيا مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَمَماتى مَماتَ
مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ اَللّهُمَّ اِنَّ هذا يَوْمٌ تَبرَّکَتْ بِهِ بَنُو
اُمَيَّةَ وَابْنُ آکِلَةِ الَْآکبادِ اللَّعينُ ابْنُ اللَّعينِ عَلى لِسانِكَ وَلِسانِ
نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فى کُلِّ مَوْطِنٍ وَمَوْقِفٍ وَقَفَ
فيهِ نَبِيُّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ اَللّهُمَّ الْعَنْ اَباسُفْيانَ
وَمُعاوِيَةَ وَيَزيدَ بْنَ مُعاوِيَةَ عَلَيْهِمْ مِنْكَ اللَّعْنَةُ
اَبَدَ الاْبِدينَ وَهذا يَوْمٌ فَرِحَتْ بِهِ آلُ زِيادٍ وَآلُ مَرْوانَ
بِقَتْلِهِمُ الْحُسَيْنَ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِ اَللّهُمَّ فَضاعِفْ
عَلَيْهِمُ اللَّعْنَ مِنْكَ وَالْعَذابَ (الاَْليمَ) اَللّهُمَّ اِنّى
اَتَقَرَّبُ اِلَيْكَ فى هذَا الْيَوْمِ وَفى مَوْقِفى هذا وَاَيّامِ حَياتى
بِالْبَراَّئَهِ مِنْهُمْ وَاللَّعْنَةِ عَلَيْهِمْ وَبِالْمُوالاتِ لِنَبِيِّكَ وَآلِ
نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ اَلسَّلامُ اَللّهُمَّ الْعَنْ اَوَّلَ ظالِمٍ
ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَآخِرَ تابِعٍ لَهُ عَلى ذلِكَ
اَللّهُمَّ الْعَنِ الْعِصابَةَ الَّتى جاهَدَتِ الْحُسَيْنَ وَشايَعَتْ وَبايَعَتْ
وَتابَعَتْ عَلى قَتْلِهِ اَللّهُمَّ الْعَنْهُمْ جَميعاً اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا
اَباعَبْدِاللَّهِ وَعَلَى الاَْرْواحِ الَّتى حَلَّتْ بِفِناَّئِكَ عَلَيْكَ
مِنّى سَلامُ اللَّهِ (اَبَداً) ما بَقيتُ وَبَقِىَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَلاجَعَلَهُ
اللَّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّى لِزِيارَتِكُمْ اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى
عَلِىِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَصْحابِ
الْحُسَيْنِ اَللّهُمَّ خُصَّ اَنْتَ اَوَّلَ ظالِمٍ بِاللَّعْنِ مِنّى وَابْدَاءْ
بِهِ اَوَّلاً ثُمَّ الثّانِىَ وَالثّالِثَ وَالرّابِعَاَللّهُمَّ الْعَنْ يَزيدَ
خامِساً وَالْعَنْ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيادٍ وَابْنَ مَرْجانَةَ وَعُمَرَ بْنَ
سَعْدٍ وَشِمْراً وَآلَ اَبى سُفْيانَ وَآلَ زِيادٍ وَآلَ مَرْوانَ اِلى يَوْمِ
الْقِيمَةِ اَللّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْدَ الشّاکِرينَ لَكَ عَلى مُصابِهِمْ
اَلْحَمْدُ لِلَّهِ عَلى عَظيمِ رَزِيَّتى اَللّهُمَّ الرْزُقْنى شَفاعَةَ
الْحُسَيْنِ يَوْمَ الْوُرُودِ وَثَبِّتْ لى قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَكَ مَعَ
الْحُسَيْنِ وَاَصْحابِ الْحُسَيْنِ الَّذينَ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ دُونَ
الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ
فضل دعاء علقمة
قال سيف بن
عميرة : سالت صفوانا فقلت له : ان علقمة بن محمد لم ياتنا بهذا عن الباقر عليه
السلام انما اتانا بدعاء الزيارة ، فقال صفوان : وردت مع سيدي الصادق صلوات الله
وسلامه عليه ال هذا المکان ففعل مثل الذي فعلناه في زيارتنا ودعا بهذا
الدعاء عند الوداع بعد ان صل کما صلينا وودع کما ودعنا. ثم قال صفوان : قال
الصادق عليه السلام : تعاهد هذه الزيارة وادع بهذا الدعاء وزر به فاني ضامن عل
الله لکل من زار بهذه الزيارة ودعا بهذا الدعاء من قرب او بعد ان زيارته مقبولة
وسعيه مشکور وسلامه واصل غير محجوب وحاجته مقضية من الله تعال بالغة ما
بلغت ولا خيبه.
يا صفوان وجدت
هذه الزيارة مضمونة بهذا الضمان عن ابي وابي عن ابيه علي بن الحسين عليهم السلام
مضمونا ، والحسن عليه السلام عن ابية اميرالمؤمنين عليه السلام مضمونا بهذا الضمان
، واميرالمؤمنين عليه السلام عن رسول صل الله عليه واله مضمونا بهذا الضمان
، ورسول الله عن جبرائيل عليه السلام مضمونا بهذا الضمان ، وجبرائيل عن الله تعال
مضمونا بهذا الضمان. وقد ال الله عل نفسه عزوجل ان کمن زار الحسين
عليه السلام بهذه الزيارة من قرب او بعد ودعا بهذا الدعاء قبلت منه زيارته وشفعته
في مسالته بالغة ما بلغت واعطيته سؤله ثم لا ينقلب عني خائبا واقلبه مسرورا قريرا
عينه بقضاء حاجته والفوز بالجنة والعتق من النار وشفعته في کل من شفع خلا ناصب لنا
اهل البيت ، ال الله تعال بذلک عل نفسه واشهدنا بما شهدت به
ملائکة ملکوته ، ثم قال جبرائيل : يارسول الله ارسلني الله اليک سرورا وبشر
لک ولعلي وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ولدک وشيعتکم مسرورين ال يوم
البعث.
قال صفوان : قال
لي الصادق عليه السلام : يا صفوان اذا حدث لک ال الله حاجة فزر بهذه
الزيارة من حيث کنت وادع بهذا الدعاء وسل ربک حاجتک تاتک من الله. والله غير مخلف
وعده ورسوله بجوده وبمنه والحمد لله.
دعاء علقمة
بيم الله الرحمن الرحيم
يا اَللّهُ يا
اَللّهُ يا اَللّهُ يا مُجيب دَعْوَهِ الْمُضْطَرينَ وَيا کاشِفَ کَرْبِ
الْمَکْرُوبين ويا غِياثَ الْمُسْتَغيثين وَيا صَريخَ الْمُسْتَصْرِخين وَيا مَنْ
هُوَ اَقْرَبُ اِلََّ مِنْ حَبْلِ الْوَريدِ وَيا مَنْ يحولُ بين الْمَرْءِ
وَقَلْبِهِ وَيا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الاَْعْلى وَبِالاُْفُقِ الْمُبين وَيا
مَنْ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحيمِ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى وَيا مَنْ يعلَمُ خائِنَهَ
الاَْعْين وَما تُخْفِ الصُّدُورُ وَيا مَنْ لا َخْفى عليه خافيه
وَيا مَنْ لا تَشْتَبِهُ عليه الاَْصْواتُ وَيا مَنْ لا تُغَلِّطُهُ الْحاجاتُ
*وَيا مَنْ لا يبرِمُهُ اِلْحاحُ الْمُلِحينَ يا مُدْرِکَ کُلِّ فَوْت وِيا جامِعَ
کُلِّ شَمْل وِيا بارِئَ النُّفُوسِ بَعْدَ الْمَوْتِ يا مَنْ هُوَ کُلُّ يوم ف
شَأن يا قاضي الْحاجاتِ يا مُنَفِّسَ الْکُرُباتِ وَيا مُعْطَِ السُؤلاتِ
يا وَلَِّ الرَّغَباتِ يا کافَِ المُهِمّاتِ يا مَنْ يکف
مِنْ کُلِّ شَْء وَلا يکف مِنْهُ شَْءٌ فِ
السَّماواتِ وَالاَْرْضِ أَسْألُکَ بِحَقِّ مُحَمَّد وَعَلٍّ وَبِحَقِّ
فاطِمَهَ بِنْتِ نَبِيک وَبِحَقِّ الْحَسَنِ وَالْحُسينِ فَاِنّ بِهِمْ
اَتَوَجَّهُ اليک ف مَقام هذا وَبِهِمْ اَتَوَسَّلُ وَبِهِمْ اَتَشَفَّعُ
اليک وَبِحَقِّهِمْ أَسْألُکَ وَاُقْسِمُ وَاَعْزِمُ عَلَيک وَبِالشَّأنِ الَّذ
لَهُمْ عِنْدَکَ وَبِالْقَدْرِ الَّذ لَهُمْ عِنْدَکَ وَبِالَّذ
فَضَّلْتَهُمْ عَلَى الْعالمين وَبِاسْمِکَ الَّذ جَعَلْتَهُ عِنْدَهُمْ
وَبِهِ خَصَصْتَهُمْ دُونَ الْعالمين وَبِهِ اَبَنْتَهُمْ
وَاَبَنْتَ فَضْلَهُمْ مِنْ فَضْلِ الْعالمين حَتّى فاقَ فَضْلُهُمْ فَضْلَ
الْعالمين جَميعاً أَسْألُکَ اَنْ تُصَلَِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد
وَاَنْ تَکْشِفَ عَنّ هَمّ وَغَمّ وَکَرْب وَتکفين
الْمُهِمَّ مِنْ اُمُوري وَتَقْضي عَنّ دين وَتَجْبُرَن مِنَ
الْفَقْرِ وَتُجيرن مِنَ الْفاقَةِ وَتغنين عَنِ الْمَسْأَلَهِ
اِلَى الْمَخْلُوقينَ وَتکفين هَمَّ مَنْ اَخافُ هَمَّهُ وَعُسْرَ مَنْ
اَخُافُ عُسْرَهُ وَحُزُونَهَ مَنْ اَخافُ حُزُونَتَهُ وَشَرَّ مَنْ اَخافُ
شَرَّهُ وَمَکْرَ مَنْ اَخافُ مَکْرَهُ وَبَغَْ مَنْ اَخافُ بَغْيه
وَجَوْرَ مَنْ اَخافُ جَوْرَهُ وَسُلطانَ مَنْ اَخافُ سُلْطانَهُ وَکَيد مَنْ
اَخافُ کَيدهُ وَمَقْدُرَهَ مَنْ اَخافُ بَلاءَ مَقْدُرَتِهِ عَلََّ
وَتَرُدَّ عَنّ کَيد الْکَيدهِ وَمَکْرَ الْمَکَرَهِ اللّهُمَّ مَنْ
اَرادَن بِسُوء فَأَرِدْهُ *وَمَنْ کادَن فَـکِدْهُ وَاصْرِفْ عَنّ
کَيدهُ وَمَکْرَهُ وَبَأسَهُ وَاَمانِيه وَامْنَعْهُ عَنّ کيف شِئْتَ
وَاَنّى شِئْتَ اللّهُمَّ اشْغَلْهُ عَنّ بِفَقْر لا تَجْبُرُهُ وبِبَلاء
لا تَسْتُرُهُ وبِفاقَه لا تَسُدُّها وبِسُقْم لا تُعافيه وذُلٍّ لا تُعِزُّهُ
وَبِمَسْکَنَه لا تَجْبُرُها اللّهُمَّ اضْرِبْ بِالذُلِّ نَصْبَ عَينيه
وَاَدْخِلْ عليه الْفَقْرَ ف مَنْزِلِهِ *وَالْعِلَّهَ وَالسُّقْمَ ف
بَدَنِهِ حَتّى تَشْغَلَهُ عَنّ بِشُغْل شاغِل لا فَراغَ لَهُ وَاَنْسِهِ
ذِکْر کَما اَنْسيتَهُ ذِکْرَکَ وَخُذْ عَنّ بِسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَلِسانِهِ
وَيدهِ وَرِجْلِهِ وَقَلْبِهِ وَجَميع جَوارِحِهِ وَاَدْخِلْ عليه ف جَميع
ذلِکَ السُّقْمَ وَلا تَشْفِهِ حَتّى تَجْعَلَ ذلِکَ لَهُ شُغُلاً شاغِلاً عَنّ
وَعَنْ ذِکْر وَاکْفِن يا کافَِ ما لا يکف سِواکَ
فَاِنَّکَ الْکاف لا کافَِ سِواکَ وَمُفَرِّجٌ لا مُفَرِّجَ سِواکَ
وَمغيثٌ لا مغيثَ سِواکَ وَجارٌ لا جارَ
سِواکَ خابَ مَنْ کانَ رَجاؤُهُ
سِواکَ وَمغيثُهُ سِواکَ وَمَفْزَعُهُ اِلى سِواکَ وَمَهْرَبُهُ وَمَلْجَؤُهُ اِلى
غَيرکَ وَمَنْجاهُ مِنْ مَخْلُوق غَيرکَ فَاَنْتَ ثِقَت وَرَجائ
وَمَفْزَع وَمَهْرَب وَمَلْجَئِ وَمَنْجاَ فَبِکَ
اَسْتَفْتِحُ وَبِکَ اَسْتَنْجِحُ وَبِمُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد اَتَوَجَّهُ اليک
وَاَتَوَسَّلُ وَاَتَشَفَّعُ فَاَسْألُکَ يا اَللّهُ يا اَللّهُ يا اَللّهُ فَلَکَ
الْحَمْدُ وَلَکَ الشُّکْرُ وَاليک الْمُشْتَکى وَاَنْتَ المُسْتَعانُ فَاَسْألُکَ
يا اَللّهُ يا اَللّهُ يا اَللّهُ بِحَقِّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد اَنْ تُصَلَِّ
عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاَنْ تَکْشِفَ عَنّ غَمّ وَهَمّ
وَکَرْب ف مَقام هذا کَما کَشَفْتَ عَنْ نَبِيک هَمَّهُ
وَغَمَّهُ وَکَرْبَهُ وَکَفَيتهُ هَوْلَ عَدُوِّهِ فاکْشِفْ عَنّ کَما
کَشَفْتَ عَنْهُ وَفَرِّجْ عَنّ کَما فَرَّجْتَ عَنْهُ وَاکْفِن
کَما کَفَيتهُ وَاصْرِفْ عَنّ هَوْلَ ما اَخافُ هَوْلَهُ وَمَؤُونَهَ ما
اَخافُ مَؤُونَتَهُ وَهَمَّ ما اَخافُ هَمَّهُ بِلا مَؤُونَه عَلى نَفْسي مِنْ
ذلِکَ وَاصْرِفْن بِقَضاءِ حَوائِج وَکِفايه ما اَهَمَّن
هَمُّهُ مِنْ اَمْرِ آخِرَت وَدُنْياَ يا اَمير الْمُؤْمنين وَيا
اَبا عَبْدِاللّهِ عَلَيکما مِنّ سَلامُ اللّهِ اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقي
الليل وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ اللّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زيارَتِکُما ولا
فَرَّقَ اللّهُ بين وَبينکُما اللّهُمَّ اَحين حياهَ مُحَمَّد
وَذُريتِهِ وَاَمِتْن مَماتَهُمْ وَتَوَفَّن عَلى مِلَّتِهِمْ
وَاحْشُرُن ف زُمْرَتِهِمْ وَلا تُفَرِّقُ بين وَبينهُمْ طَرْفَهَ
عَين اَبَداً فِ الدُّنْيا وَالآخِرَهِ. يا اَمير الْمُؤمنين وَيا اَبا
عَبْدِ اللّهِ اَتَيتکُما زائِراً وَمُتَوَسِّلاً اِلى اللّهِ رَبّ
وَرَبِّکُما وَمُتَوَجِّهاً اليه بِکُما وَمُسْتَشْفِعاً بِکُما اِلَى اللّهِ
تَعالى ف
حاجَت هذِهِ فَاشْفَعا ل
فَاِنَّ لَکُما عِنْدَ اللّهِ الْمَقامَ الْمَحْمُودَ وَالْجاهَ الْوَجيه
وَالْمَنْزِلَ الرَّفيع وَالْوَسيلَهَ اِنّ اَنْقَلِبُ عَنْکُما
مُنْتَظِراً لِتَنَجُّزِ الْحاجَهِ وَقَضائِها وَنَجاحِها مِنَ اللّهِ
بِشَفاعَتِکُما ل اِلَى اللّهِ ف ذلِکَ فَلا اَخيب وَلا يکون
مُنْقَلَب مُنْقَلَباً خائِباً خاسِراً بَلْ يکون مُنْقَلَب
مُنْقَلَباً راجِحاً مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجاباً ل بِقَضاءِ جَميع
حَوائِج وَتَشْفَعا ل اِلَى اللّهِ اَنْقَلِبُ عَلى ما شاءَ اللّهُ
وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّهَ اِلاّ بِاللّهِ *مُفَوِّضاً اَمْر اِلَى اللّهِ
مُلْجِئاً ظَهْر اِلَى اللّهِ وَمُتَوَکِّلاً عَلَى اللّهِ وَاَقُولُ
حَسْبَِ اللّهُ وَکَفى سَمِعَ اللّهُ لِمَنْ دَعا لَيس ل وَراءَ
اللّهِ وَوَراءَکُمْ يا سادَت مُنْتَهى ما شاءَ رَبّ کانَ وَما لَمْ
يشأ لَمْ يکنْ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّهَ اِلاّ بِاللّهِ *اَسْتَوْدِعُکُمَا اللّهَ
وَلا جَعَلَهُ اللّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّ اليکما *انْصَرَفْتُ يا سيدي يا
اَمير الْمُؤْمنين وَمَوْلاَ وَاَنْتَ يا اَبا عَبْدِاللّهِ يا سيدي
وَسَلام عَلَيکما مُتَّصِلٌ مَا اتَّصَلَ الليل وَالنَّهارُ واصِلٌ ذلِکَ
اليکما غَير مَحْجُوب عَنْکُما سَلام اِنْ شاءَ اللّهُ وَاَسْألُهُ بِحَقِّکُما
اَنْ يشاءَ ذلِکَ وَيفعَلَ فَاِنَّهُ حَميد مَجيد انْقَلَبْتُ يا سيدي عَنْکُما تائِباً
حامِداً للّه شاکِراً راجِيا لِلاِْجابَهِ غَير آيس وَلا قانِط آئِباً عائِداً
راجِعاً اِلى زيارَتِکُما غَير راغِب عَنْکُما وَلا مِنْ زيارَتِکُما بَلْ راجِعٌ
عائِدٌ اِنْ شاءَ اللّهُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّهَ اِلاّ بِاللّهِ الْعَلِِّ
العَظيم يا سادَت رَغِبْتُ اليکما وَاِلىزيارَتِکُما بعْدَ اَنْ زَهِدَ
فيکما وَف زيارَتِکُما اَهْلُ الدُّنْيا فَلا خَيبنِ اللّهُ مِمّا
رَجَوْتُ وَما اَمَّلْتُ ف زيارَتِکُما اِنَّهُ قَريبٌ مُجيب.
الفهرس
الاهداء......................................................................... ٣
المقدمة.......................................................................... ٥
ترجمة الشارح.................................................................... ٧
من آثار وبرکات زيارة عاشوراء.................................................... ١٥
نماذج من المخطوطة............................................................. ٢٠
مقدمة الشارح.................................................................. ٢٣
فضل زيارة عاشوراء............................................................. ٢٤
سند الزيارة..................................................................... ٢٧
«السلام عليک يا اباعبدالله».................................................... ٢٩
السلام عليک يابن رسول الله.................................................... ٣١
السلام عليک يابن اميرالمؤمنين ، وابن سيدالوصيين.................................. ٣٤
السلام عليک يابن فاطمة سيدة النساء العالمين..................................... ٣٨
السلام عليک يا ثارالله وبن ثاره ، والوترالموتور....................................... ٤٢
السلام عليک وعل الارواح التي حلت بفنائک..................................... ٤٨
عليکم مني جميعا سلام الله ابدا مابقيت وبقي الليل والنهار........................... ٥٢
يا اباعبدالله ، لقد عظمت الرزية وجلت وعظمت المصيبة............................ ٥٣
فلعن الله امة اسس اساس الظلم والجور عليکم اهل البيت............................ ٥٦
ولعن الله امة دفعتکم عن مقامکم وازالتکم عن مراتبکم.............................. ٥٩
ولعن الله امة قتلتکم ، ولعن الله الممهدين لهم....................................... ٦١
برئت ال الله واليکم منهم ، واشياعهم واتباعهم واوليائهم............................ ٦٢
يا اباعبدالله ، اني سلم لمن سالمکم ، وحرب لمن حاربکم.............................. ٦٤
ولعن الله ال زياد وال مروان ، ولعن الله بني امية قاطبة................................ ٦٦
ولعن الله امة اسرجت والجمت وتنقبت وتهيات لقتالک.............................. ٧٠
بابي انت وامي لقد عظم مصابي بک.............................................. ٧١
فاسال الله الذي اکرم مقامک ، واکرمني بک ان يرزقني طلب ثارک.................... ٧٣
اللهم اجعلني عندک وجيها بالحسين في الدنيا والاخرة................................ ٧٥
يا اباعبدالله ، اني اتقرب ال الله ، وال رسوله ، وال
اميرالمؤمنين...................... ٧٧
وابرأ ال الله وال رسوله ممن اسس اساس ذلک..................................... ٧٩
فاسال الله الذي اکرمني بمعرفتکم ، ومعرفة اوليائکم................................. ٨٢
وان يثبت لي عندکم قدم صدق في الدنيا والاخرة................................... ٨٤
واسال الله بحقکم ، وباشان الذي لکم عنده....................................... ٨٦
اللهم اجعلني في مقامي هذا ممن تناله منک صلوات ورحمة ومغفرة...................... ٨٩
اللهم ان هذا يوم تبرکة به بنوامية وابن اکلة الاکباد.................................. ٩٣
اللهم العن ابا سفيان ، ومعاوية بن ابي سفيان ، ويزيد بن معاوية...................... ٩٧
وهذا يوم فرحت به ال زياد وال مروان بقتلهم الحسين صلوات الله عليه ،............... ٩٩
اللهم فضاعف عليهم اللعن منک والعذاب الاليم................................. ١٠٠
اللهم العن اول ظالم ظلم حق محمد وال محمد..................................... ١٠٢
السلام عليک يا اباعبد الله ، وعل الارواح التي حلت بفنائک...................... ١٠٤
اللهم خص انت ، اول ظالم باللعن مني ، وأبدأ به اولا ،........................... ١٠٥
اللهم لک الحمد حمد الشاکرين لک عل مصابهم ،............................... ١٠٧
ملحق
متن زيارة عاشوراء............................................................. ١٠٩
فضل دعاء علقمة............................................................ ١١٢
متن دعاء علقمة.............................................................. ١١٣
|