بسم الله الرحمن الرحيم

الإهداء

أهدي هذا الجهد إل مولاي صاحب الزيارة الإمام الحسين (ع)

قتيل العبرات المذبوح ظلماً وعطشاً بجنب الفرات

واُقدّمها اليه بتذلّلٍ وخضوع لعلّه يقبلها من عبده.

نزار



المقدّمة

(١)

الحمدُ الله ربّ العالمين وصلاة والسلام عل محمّدٍ وآله الطاهرين واللعن الدءم عل أعداءهم إل يوم الدين.

أمّا بعد :

هذا شرح (زيارة عاشوراء المشهورة العظيمة المروية عن الإمام الباقرعليه السلام) للعالم الربّاني الکبير (حبيب الله الشريف الکاشان) ، لقد وقع بأيدينا بطبعتع القديمة التي نفدت من الأسواق من قبل سنين. وفي نفس الوقت أنّ مکتباتنا الإسلامية ف هذا اليوم تفتقر لشرح زيارة عاشوراة باللغة العربية ، ولعلّها توجد باللغة الفارسية. وأيضاً رايت الکثير من طلّاب العلم وغيرهم يبحثون ويسألون عن شرحٍ لهذه الزيارة العظيمة ، ونظراً للحاجة الماسّة توکّلتُ عل الله الذي أستمدّ منه العون والقوّة ، وتقرّباً لأهل البيت عليهم السلام الذين هم ذخيرت ف الدُّنيا والآخرة ، وعملي هذا خدمةً لآثارهم وإحياءً لفضاءلهم عليهم السلام.

وعملتُ ف تحقيق وتصحيح هذا الشرح القيم النادر ، وحاولت عل أن أحصل عل نسخةٍ خطية لهذا الشرح واستمرّ البحث عدّة شهور وأخيراً أعانني الأخ المحترم المحقّق (الشيخ ماجد بن أحمدالعطية) وجاءني بنسخةٍ خطية من (مرکز إحياة التراث الإسلامي) وعدد صفحاتها (٢٥) صفحة وکلّ صفح تضمّ (١٨) سطراً إلاّ الصفحة الأول ، ولکن للأسف کانت النسخة الخطية ناقصة ،


وقابلتُ النسخة المطبوعة قديماً والنسخة الخطية فوجدتُ بعض التفاوت وأشرت إل الاختلاف الذ بينهما. وف نفس الوقت علقت بعض التعليقات والتوضيحات واشرت بعض الاشارات ، وذکرنا ف المقدمة من آثار وبرکات هذا الزيارة.

واخير احمد الله تعال واستغفره عن کل هفوة وزلة صدرت منا. واساله ان بوفقنا لخدمة الدين واهله بحق محمد واله الطاهرين.


ترجمة الشارح

(٢)

١. اسمه :

هو العلامة امجتهد اية الله العظم الملا حبيب الله الشريف الکاشان (اعل الله مقامه).

٢. والده :

هو الفقيه المول عل مدد الساوج المتوف سنة ١٢٧٠هـ بساوة والمدفون بمدينة قم المقدسة بجوار ابن بابويه والملا مهدي الننراقي وکان من اجلاءعلماءعصره ومشاهير فضلاءزمانه ، وله مولفات قيمة.

٣. والدته :

العلوية الشريفة کريمة العلامة المحقق السيدالحسين الکاشان (طاب ثراه).

٤. مولده :

ولد ف مدينة کاشان وتاريخ ولادته عل ما ذکره بنفسه ف اخر کتابه (لباب الالقاب) قال : «واما تاريخ ولادت فلم اتحققه ف مکتوب من الوالد الماجد وانما ذکرت والدت المرحومة ان ولادتک کانت قبل وفاة السلطان الغاز محمد شاه القاجاري بسنتين ، وتاريخ وفاته عل ما حققناه سنة (١٢٦٤) من الهجرة النبوية.


٥. وفاته ومدفنه :

لقد اجاب داع الله وعرج بروحه المقدسه ال دار السلام وجوار اوليائه الکرام ، فلحق بالرفيق الاعل ف صبح يوم الثلاثاء ٢٣ جمادي الثانية عام (١٣٤٠) هجرية من عمرجاوز الثمانين. وشيعته بلدة کاشان برمتها والوفود الت حضرت کاشان من ضواحيها ونواحيها بتشييع حافل بالعلماءوالوجوه العلميةوساءرالطبقات ، وحمل جثمانه عل الرووس والاکتاف مارين به ف البلد حت جء به ال خارج البلد ف محل يسم «دشت افروز». هذا ، بلوعة. ودفن هناک ف مقبرته الخاصة واقيمت لروحه الفواتح ف کاشان وف نواحي اخر من البلاد کما رثته الشعراء والادباء بقصاءد مشجية ، واليوممرقده الشريف مزار للخاص والعام ف کاشان ، ولاسيما ف ليالي الجمعة.

٦. اخلاقه الحميدة :

کان خلاصة علماءنا الاخيار وبقية فقهاءنا الابرار ، جامعا لانواع الکمالات ، ومحاسن الصفات؛من الورع والتقو والتمسک بالعروة الوثقي ، وغاية ف التواضع والانصاف ف نهاية حسن الاخلاق والعفاف والکرام الذ لم يزل بيته مناخا للوالدين والاضياف ، محبوبا لدي العوام والخواص ، وکان بجانب عظيم من الزهد والتقشف ، کان جشب الماکل وخشن الملبس حيث سار بسيرة الاولياء الصالحين من السلف الصالح ، وکان صلب الايمان ، وافر العقل ، حسن الصحبة ، ذا اناة وتامل ، لم ياخذه الطيش والحدة اذا غضب ، ولم تاخذه ف الله لومة لاءم ، وکان مخالفا لهواه مطيعا لامر مولاه.

وکان داءم الذکر والتلاوة ، کثيرالتهجد والعبادة ، وکان متصفا بالاخلاق السنيه والشيم المرضية ؛ من لين العرکة ، وصفاء الحقيقة ، وخلوص المحبة ،


وشدة ولائه الاهل بيت العصمة والطهارة واحياء ذکرهم ببث اثارهم الشريفة. وکان کثير التحمل ـ مع کثرة عاءلته ـ للفقر والفاقة (١).

وايضا هناک ترجمة ضافية لشيخنا المترجم ذکرها بنفسه ف اخر کتاب لباب الالقاب منها ، قال : (وبالجملة لولا ان تزکية المرء لنفسه قبيحة عند ارباب العقول لفصلت الکلام فيما من الله عل من الخصاءص ف الاحوال بما يطول ، والقول المجمل ف ذلک ان لم اشتغل من بدو تمييز قبل بلوغ ال هذه السنة ١٣١٩هجري بما اشتغل به اللاهون والغافلون ولم اصرف عمر فيما صرف فيه البطالون ولم احب المخالطة مع الجهلة ولم ارکن ال الظلمة ، بل کنت محبا للاعتزال ، مجتبا عن المراء والجدال ، وعن قيل والقال ، والجواب والسوال الا ف مساءل الحلال والحرام ، معرضا عن الحسد والطمع وطول الامال ، صابرا عل الباساء والضراء وشداءد الاحوال ، وان يجعل عاقبت خيرا مما مضي.

وبالجملة قد وقفت عمر عل التدريس والتاليف والتصنيف ولم اکترث بما اصابن من اذ کل وضيع وشريف ، ولوشءت ان اذکرنبذاممااصابن من اهل هذا البلد وشطرا من ابتلاء بشر الحاسد اذا حسد لملات الطوامير وسطرت الاساطير ، ولکن اسدل دونها ثوبا واطو عن ذکرها کشحا فان الصبرعل هات احج وان کان ف العين قذ وف الحلق شج.

خليل جربت الزمان واهله فلا عهدهم عهد ولا ودهم ود بلاءٌ علينا کوننا بين معشر ولا فيهم خير ولا منهم بدُّ ال غير ذلک مما ذکره بنفسه.

__________________

١ ـ هذا الکلام ذکره سبطه ف آخر کتاب (احسن الترتيب).


٧. مشاخه ف العلم :

اخذ المترجم له علومه الابتداءية ف الصرف والنحو والمنطق والمعان

والبيان والبديع والتجويد من اساتذة الوقت ف ساوة وکاشان ، وفرغ منها ولم

يتجاوز الخامسة عشر من عمره ، ثم شرع ف الفقه واصوله لدي جماهة من

الاجلاء والفحول منهم :

١ ـ الفقيه السيد حسين الحسن الکاشان وهو جد اية الله العظم السيد اب القاسم الکاشان المتوف سنة ١٣٨١هـ.

٢ ـ العلامه المحقق الحاج محمد عل اللاجوردي الکاشان المتوف سنة ١٢٩٤هـ (مولف تکميل الاحکام ف شرح المختصر النافع) و (شرح نتاءج الافکار).

٣ ـ العلامة الحاج المول محمد حسين الارد کان الشهير بالفاضل الارد کان نزيل کربلاء المقدسة والمدفون بها.

٤ ـ العلامة الحاج الو قاسم الشهير بکلانتر وتلميذ الشيخ الانصار.

٥ ـ العلامة الجليل زين العابدين الگلبايگان.

٦ ـ الشيخ محمد الاصفهان ابن اخت صاحب الفصول.

٧ ـ العلامة الحکيم السيد عل شرف الدين الحسين المرعش الشهير

ب (سيد الاطباء) المتوف سنة ١٣١٦هـ مولف کتاب قانون العلاج وهو جد

المرجع الدين السيد شهاب الدين المرعش النجف.

٨ ـ المول المحقق عبد الهادي المدرس الطهران صاحب التعليقة عل القوانين.

هولاء العلماء الکبار الذين تلمذ عندهم المترجم له وغيرهم واجيز منهم او رو عنهم احاديث العترة الطاهرة عليهم السلام.


٨. تلاميذه :

هناک جم غفير وجمع کثير من العلماء الاعاظم الذين قد استفادوا من دروسه ، منهم :

١ ـ المرجع الدين السيد مصطف الحسين الکاشان.

٢ ـ اية الله العظم السيد محمد بن ابراهيم العلو البروجردي الکاشان المتوف ١٣٦٢هـ.

٣ ـ العلامة المتبحر ابو قاسم القم.

٤ ـ العلامة الميرزا المحلات نزيل اصفهان ومدرسها المشهور. وهو من اساتذة المرجع الکبير السيد حسين البروجردي.

٥ ـ العلامة النسابة السيد شمس الدين محمود الحسين المرعش النجف صاحب الکتاب (مشجرات العلويين الکرام) وهو والد اية الله العظم شهاب الدين المرعش النجف.

٦ ـ العلامة الجليل الشيخ المحمود التبريز النجف المتوف ١٣٨٥هـ.

٧ ـ العلامة الاديب الميرزا شهاب الدين النراقي.

٨ ـ الميرزا ابو القاسم بن الحاج الملا محمد بن الفقيه المول احمد النراقي.

٩ ـ وهناک عشرات من اصحاب السماحة والفضيلة الذين درسو عنده ورووا عنه مع الواسطة ولکن نعرض عن ذکرهم بغية الاختصار ومخافة الاطالة.

٩. أولاده :

اعقب شيخنا المترجم له من الأولاد الذکور خمسة ، وهم :

١ ـ الشيخ آقا حسين المتوف سنة ١٣٧٨هـ.

٢ ـ العلامة الفاضل الشيخ مهدي.


٣ ـ العالم الفاضل احمد الشريف.

٤ ـ الشيخ محمد الشريف ، وهذا الشيخ سع لاحياء آثار والده.

٥ ـ عل الشريف تزيل طهران المعروف باية الله زاده کاشان.

١٠. شعره :

کان ممن وهبت له قريحة الشعر والنظم ، وکانت قريحته ئقادة ف انشاد الشعر باللغتين العربية والفارسية ، وکان شعره يعتبر من المتوسط ، وله ديوان شعر مطبوع اسماه (تشويقات السالکين) اکثرها ف المعارف والحکم والامثال والمواعظ ومناقب ومراث العترة الطاهرة عليهم السلام.

ومن شعره ف الامام المهدي (عج) ف قصيدة طولية منها ، قال :

يا سليل المصطف يابن الحسن

يادليل الخلق يا خير البشر

انت باب الله يوت منه ف

عصرنا انت الامام المنتظر

انت نور العالمين ف الدج

انت شمس ف سحاب مکفهر

انتم ذخر وذخر حبکم

حبکم زادي ونعم المتجر

وبکم ارجو الفلاح والهدي

وشفيع انت فيما قد صدر

يا ول العصر يا قطب الور

خذ بايدينا بيوم لا مفر

قم بامر الله حت لا ير

غير حکم الله والاثن عشر

وقريضي لا يليق مدحهم

فليکن هذا مديحا مختصر

ومن شعره ف مدح طلب العلم وآدابه ف قصيدة طويلة اولها :

يا طالب العلم کم تسع بلا عمل

وغاية العلم ترک الحرص والامل

ان کنت طالب علم فاهجر الامل

لا يجمع العلم والآمال ف رحل

وطالب العلم مجز بنيته

فاصف قلبک ف النيات والعمل


لا تطلب العلم للدنيا فقد خسروا

طلاب علم لاجل المال والخول

وطالب العلم منهوم بلا شبع

فلا تراه عل الاحوال ف عطل

وفکر طالب علم عند معضلة

ف طول ليلة احل من العسل

وطالب المال يسع ف معيشه

وطالب العلم مرزوق بلا ملل

ال آخر القصيدة وه طويلة نکتف بهذا المقدار منها.

١١. مؤلفاته وآثاره العلمية :

ان شيخنا المترجم له من الافذاذ الذين وفقهم الله سبحانه بکثرة التاليف والتصنيف فاکثر واجاد فيها ، وکانت مؤلفاته ف مختلف العلوم وشت الفنون. وقال هو عند ترجمته لنفسه : (فنلرجع ال ذکر مؤلفات ومصنفات مما کان قبل بلوغ ال هذه السنة مع قلة الاسباب والابتلاء بالاقشاب واختلال البال وکثرة الديون والعيال وعروض الامراض والاعراض من حوادث الدهرالخوان من فقد الخلان وموت الولدان وغير ذلک مما يقصر عنه نطاق البيان ، فنقول ومن الله توفيق والتسديد ترتقي ه ال مائة وثلاثين بل تزيد (١).

١ ـ مصابيح الظلام.

٢ ـ مصابيح الدج.

٣ ـ التذکرة.

٤ ـ حديقة الجمل.

٥ ـ حقائق النحو.

٦ ـ المنظومة ف الاصول الفها قبل البلوغ ، تزيد عل الف ومائتين من الابيات.

٧ ـ منظومة ف افعال الصلاة موسومة بزبدة المقال ف نظام الافعال.

٨ ـ لباب الفکر ف علم المنطق.

٩ ـ لب النظر ف المنطق.

١٠ ـ هداية الضبط ف علم الخط.

__________________

١ ـ سوف نذکر العربية منها فقط.


١١ ـ نخبة التبيان ف علم البيان.

١٢ ـ بوارق الدهر ف تفسير سورة الدهر.

١٣ ـ کشف السحاب ف شرح الخطبة الشقشقية.

١٤ ـ مصاعد الصلاح ف شرح دعاء الصباح.

١٥ ـ جذبة الحقيقة ف شرح دعاء کميل.

١٦ ـ شرح عل مناجاة الخمسة عشر.

١٧ ـ رسالة ف الرد عل البابية وذکر کلماتهم الواهية.

١٨ ـ حکم المواعظ.

١٩ ـ الدر المکنون ف شرح ديوان المجنون.

٢٠ ـ صراط الرشاد ف الاخلاق.

٢١ ـ رسالة ف معن الصلاة عل محمد وال محمد واله صل الله عليه واله.

٢٢ ـ منتقد المنافع ف شرح المختصر النافع.

٢٣ ـ وسيلة المعاد ف فضائل محمد وال محمد واله صل الله عليه واله.

٢٤ ـ شرح دعاء صنم قريش.

٢٥ ـ شرح زيارة وارث.

٢٦ ـ شرح قصيدة الفرزدق.

٢٧ ـ شرح دعاء العديلة.

٢٨ ـ شرح زيارة عاشوراء وهو هذا الکتاب الذ بين يديک.

٢٩ ـ خواص الاسماء.

٣٠ ـ کتاب لباب الالقاب ف القاب الاطياب.


من اثار وبرکات زيارة عاشوراء

(٣)

١. زيارة عاشوراء ورضوان الله تعال :

کتب الولد الكبير لاية الله الاميني الدكتور محمد هادي الاميني : بعد أربعة سنين من وفاة والدي المرحوم العلامة الاميني رأيته في احدي ليلي الجمعة وقبل أذان الفجر سنة ١٣٩٤ هـ في عالم الرويا فرحا وعلى هيية حسنة فتقدمت نحوه ، وسلمت عليه ، أي الاعمال أوصلتك الى هذه السعادة؟ قال : ماذا تقول أنت؟ وعرضت عليه السوال مرة أخرى هكذا : سيدي في هذا المكان الذي تقيم فيه الان ، أي الأعمال أوصلتك اليه : كتاب (الغدير) أو بقية التأليفات. أو تأسيس مكتبة أمير المومنين؟ قال : وضح اكثر لا أعرف المقصود من سوالك هذا ، قلت : أنت بعيد الان عنا ، وذهبت الى العالم الاخر ، فبأي الاعمال العلمية والخدمات الدينية والمذهبية وصلت الى ما أرى؟ فمكث المرحوم الاميني قليلا ، ثم قال : فقط عن طريق زيارة أبي عبد الله الحسين عليه السلام ، ثمى سألته : أنت تعرف في الوقت الحاضر أن الروابط السياسية بين ايران والعراق غير عادية والذهاب الى كربلاء غير ممكن.

قال : قيمو واشترکوا ف مجالس عزاء الإمام الحسين عليه السلام فلها ثواب زيارة مرقد أب الأحرار الحسين عليه السلام ، ثم قال لي : ياولدي أوصيتک في السابق کثيرا بقراءة زيارة عاشوراء ، والآن اُکررعليک وأقول : استمر بقراءتها ولا تترکها لأي سبب کان ، اقرأها دائما وکأنها جزء من واجباتک اليومية ، فإن لهذه الزيارة فوائد


وبرکات کثيرة ، وهي طريق نجاتک ف الدنيا والآخرة ، أسألکم الدعاء (١).

٢. زيارة عاشوراء وقضاء الدين :

ذکر العالم الجليل اية الله القوچان النجفي ف مدکراته ضمن خاطراته ف المدة التي قضاها ف اصفهان ، والتي استمرت أربع سنوات من سنة ١٣١٤هـ إل ١٣١٨هـ. کتبت إل أبي ليرسل رسالة يشرح لي فيها حالته ، لأني قلق عليه ، فما أن أرسلت الرسالة ، وإذا براسلة من أبي وصلتن يقول فيها بان زوجته قد توفيت.

وکتبت ايضا : انه قبل عشر السنوات من هذه اقترض مبلغ اثن عش تومان لتسديد نفقات سفره لزيارة العتبات المقدسة ولکن بسبب (الربا) وصل القرض ال ثمانين تومان وکل ماکان يملک اب لم يصل ال هذا المقدار ، فصممت ان اقرا زيارة عاشوراء ولمدة اربعين يوما ، وعل سطح مسجدالسلطان الصفو ، وطلبت ثلاث حاجات :

الاول : اداء قرض والدي.

الثانية : طلب المغفرة.

الثالثة : الزيادة ف العلم والاجتهاد.

کنت ابدا بالقراءة قبل الظهر واتمها قبل ان يزول الظهر وتستغرق قرائتها مدة ساعتين ، فلما تمت الاربعين يوما ، وبعد الشهر تقريبا کتب ل الوالد : بان الامام موس بن جعفر عليهم السلام ادي قرضي ، فکتبت له : لا ، الامام الحسين عليهم السلام اداه ، وکلهم نور واحد (٢).

__________________

١ ـ زيارة عاشوراء وآثارها العجيبة ص ٤٥.

٢ ـ السياحة الشرقية ص ٢٠٤.


٣. زيارة عاشوراء ورفع مرض الوباء :

قال المرحموم اية الله الشيخ عبد الکريم الحائر : عند ما کنت مشغولا بدراسة العلوم الدينية ف سامراء اصيب اهل تلک المدينة بمرض الوباء وکان ف کل يوم يموت عدد کثير منهم. ذات يوم عندما کنت ف بيت استادي المرحوم السيد (محمد الفشارک) وکان هناک عدد ن اهل العلم جاء فجاة المرحوم الميرزا محمد تقي الشيراز وبدا بالکلام عن الوباء والطاعون ، وان کل الناس معرضون لخطر الموت.

فقال اية الله الفشارک : اذا اصدرت حکما هل ينفذ؟ ثم قال : هل تعتقدون بأن مجتهد جامع للشرائط؟

فقال الجاسون : نعم ، فقال : ان آمر شيعة سامراء ان يلتمزوا بقراءة زيارة عاشوراء لمدة عشرة ايام ويهدون ثوابها ال روح نرجس خاتون ، والدة الامام الحجة ابن الامام الحسن العسکر (عج) ويجعلونها شافعة لنا لدي ولدها لأن يشفع لامتة عند ربه وان اضمن لکل من يلتزم بقراءة هذه الزيارة ان لايصاب بالوباء.

قال : ما ان صدر هذا الحکم اجمع الشيعة المقيمون ف السامراء عل إطاعة الحکم وقراءة الزيارة ، وبعد القراءة الزيارة فعلا توقفت الإصابة ، بينما کان کل يوم يموت عدد کثير من أبناء العامة ومن شدة خجلهم يدفنون موتاهم باليل (١).

وقد سأل بعض العامة عن سبب توقف الوباء فيهم ، فقالوا لهم : قرأنا زيارة عاشوراء ، فاشتغلوا بقراءة هذه الزيارة المبارکة ورفع عنهم البلاء (٢).

__________________

١ ـ القصص العجيبة ، ص ٤٩٦ للسيد عبد الحسين دستغيب.

٢ ـ نفس المصدر.


٤. زيارة عاشوراء وزيادة الرزق :

قال الشيخ عبد الجواد الحائر المازندران : جاء شخص إل حضرة شيخ الطائفة : الشيخ زين العابدين المازندران يشکو اليه ضيق المعاش ، فقال له الشيخ : اذهب ال ضريح الامام الحسين عليه السلام واقرا زيارة عاشوراء فسياتيک رزقک ، واذا لم ياتک ارجع ال فساطيک ما تحتاج اليه ، وبعد فترة من الزمان التقيت به فسالته عن حاله ، فقال : عندما کنت مشغول بقراءة الزيارة ف حرم الامام اب الاحرار عليه السلام جائن رجل واعطان مبلغا من المال ففتحت امام ابواب الرزق (١).

٥. زيارة عاشوراء وتسهيل أمر الزواج :

قال احد الخطباء والوعاظ : جائن قبل عدة سنين صديق شاب ومؤمن ، وطرح ل حاجة مستعصية ، وقال : نويت الزواج منذ فترة ، ولکن ف کل مرة اتقدم فيها اواجه بعض المشاکل والمصاعب ، فقلت له : لعلک تقدمت ال افراد ليسوا من مقامک وشانک؟

قال : ليس کذالک ، واذا لم تصدقن ، تقدم ل انت ال عائلة ف طبقت وشان واخطب ل.

فذهبت ال احد اصدقائ الذ کنت مطمئنا منه بأنه يجيبن وطلبت منه ابنته لهذا الشاب المؤمن ف البداية وافق ، وبعد فترة قال : أستخير الله ، ومع الاسف أجاب الرد.

هذه القصة آلمتن کثيرا ، وقال ل صديقي : رايت الحق مع.

__________________

١ ـ تذکرة الزائرين.


قلت له : لا تؤذ نفسک ، ولقضاء مشکلتک اقرأ ـ بعد اداء فريضة صلاة الصبح وتعقيباتها ـ زيارة عاشوراء مع اللعن مائة مرة والسلام مائة مرة.

فبدا بقراءة الزيارة ، وفي يوم السابع والعشرين جائن فرحا ، وقالت : تقدمت ال احدي العوائل ، فوافقوا وانا وهم ف غاية الرضا ، واليوم بعد العصر تقام مراسيم الخطبة ، وارجو ان تکون من الشاهدين لها ، فقلت له حينئذ : لا تنسي الثلاثة عشر يوما الباقية ، وانت بدات حياتک الزوجية ببرکة زيارة عاشوراء ، وف ا وقت واجهت مشکلة ف حياتک توسل بها القضاءها ، فإنها تقض إن شاءالله (١).

تم الفراغ من کتابة هذه المقدمة يوم الجمعة ١٦ ذ الحجة ١٤٢٢هـ

قم المقدسة

نزار نعمة الحسن

__________________

١ ـ زيارة عاشوراء وآثارها العجيبة ص ٥٠.





بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله الملک المنان الذ جعل زيارة الحسين عليه السلام وسيلة ال المغفرة والرضوان ، والصلاة عل محمد وآله أمناء الرحمن وأرکان الايمان ، ولعنة الله عل أعداهم ما اخضرت الجنان ، وسعرت النيران.

اما بعد فيقول العبد الضعيف ابن عل مدد حبيب الله الشريف :

ان هذه العجالة شرح ف غاية الاختصار الوجازة ، علقته عل الزيارة المعروفة بزيارة عاشوراء (١) المروية ف جملة من الکتاب المعتبرة عند أصحابنا الامامية (٢) عن مولانا الباقر محمد بن عل عليه السلام.

فقد رو الشيخ الجليل جعفر بن محمد بن جعفر بن موس بن قولويه ف کتابه المسم بـ (کامل زياراة) (٣) عن حکيم بن داود بن حکيم وغيره ، عن محمد بن موس الهمدان ، عن محمد بن خالد الطيالسي عن سيف بن عميرة ، وصالح بن عقبة جميعا ، عن علقمة بن محمد الحضرمي (٤) ، ومحمد بن اسماعيل (٥) ، عن صالح بن عقبة عن

__________________

١ ـ الافضل ان تکون (العاشوراء) مجردة من الالف واللام کما وردت ف الروايات.

٢. منهم الشيخ الطوسي ف تذهيب الاحکم والمصباح ، وابن قولويه ف کتابه المعروف بـ (کامل الزيارات) والاقبال لابن طاووس ، والعلامة المجلسي ف کتابه (بحار الانوار) ، والقم ف کتابه (مفاتيح الجنان) ، وغيرهم.

٣ ـ أو (کامال الزيارات).

٤ ـ عده الطوسي ف رجاله من اصحاب الامام الباقر والصادق عليهم السلام.

٥ ـ هو محمد بن إسماعيل بل بزيع من صالحي هده الطائفة وثقاتهم ، کثير العمل. راجع ـ ـ»


مالک الجهن (١) ، عن أب جعفر الباقر عليه السلام قال :

(مَن زار الحسين بن علي عليه السلام (٢) يوم عاشوراء يوم العاشر مِن الشهر (٣) حت يظل عنده باکيا لقي الله يوم القيامة مع ثواب (٤) ألف حجة وألف ألف عمرة وألف ألف غزوة وثواب کل عمرة (٥) وغزوة کثواب من حج واعتمر مع رسول الله صل الله عليه واله ومع الائمة الراشدين (٦).

قال : قلت : جعلت فداک فما لمن کان ف بعد البلاد واقاصيها ولم يمکنه المسير ف ذلک اليوم؟ قال : اذا کان ذلک اليوم برز ال الصحراء ، او صعد سطحا ف داره واوما اليه بالسلام ، واجتهد عل قاتله بالدعاء ، وصل بعده رکعتين ، يفعل ذلک ف صدر النهار قبل الزوال ، ثم ليندب الحسين ويبکيه ويامر من ف داره بالبکاء عليه ، ويقيم ف داره المصيبة (٧) بإظهار الجزع عليه ويتلاقون بلبکاء بعضهم بعضا ف البيوت (٨) ، وليعز

__________________

«ـ ـ رجال النجاش ص ٣٣٠ رقم (٩٨٣).

١ ـ ذکره الطوسي ف رجاله من أصحاب الباقر والصادق عليهم السلام وقال : مات ف حياة الامام الصادق عليه السلام.

٢ ـ (ابن عل) ف کامل الزيارات غير موجودة.

٣ ـ ف کامل الزيارات (من المحرم) بدل (يوم العاشر من الشهر).

٤ ـ ف المصدر (بثواب) بدل (مع ثواب).

٥ ـ ف المصدر (وثواب کل حجة وعمرة) بدل (وثواب کل عمرة).

٦ ـ راجع کامل الزيارات ص ١٧٤ ، ط : النجف ، تقديم محمد عل الاوردبادي ، ومفاتيح الجنان ص ٥٢٢ ، ط بيروت.

٧ ـ ف النسخة الخطية (ف دار مصيبة).

٨ ـ هذا هو ديدن الائمة عليهم السلام بنصب العزاء عل سيد الشهداء عليه السلام ويامرون اصحابهم بالعزاء


بعضهم بعضا بمصاب الحسين عليه السلام فانا ضامن لهم اذا فعلوا ذلک عل الله جميع هذا الثواب.

فقلت : جعلت فداک انت الضامن لهم والزعيم؟

قال : انا الضامن لهم ذلک والزعيم لمن فعل ذلک.

قال : قلت : کيف يعز بعضهم بعضا؟

قال : يقولون : (عَظَّمَ اللهُ أُجورنا بمُصابِنا بالحسين عليه السلام وجعلنا وإياکم من الطالبين بثأرِهِ مَعَ وليه الإمام المهديّ عليه السلام مِن آلِ محمّد) (١).

فان استطعت ان لا تنتشر يومک ف حاجهة فافعل ، فانه يوم نحس لا يقضي فيه حاجة مؤمن ، وان قضيت لم يبارک له فيها ولم ير رشدا ، ولا تدخرن لمنزک شيئا ، ولا يبارک له ف أهله (٢) ، فمن فعل ذلک کتب له ثواب

__________________

والجزع عل الحسين عليه السلام وخصوصا ف يوم عاشوراء ، ويامرون الشعراء بانشاد الشعر عل الحسين عليه السلام ويضمنون الجنة لمن قال ف الحسين بيتا من الشعر.

١ ـ کامل الزيارات ص ١٧٥.

٢ ـ قال الشيخ عباس القم ف مفاتيح الجنان ص ٣٧٣ : ينبغ للشيعة الامساک عن الطعام والشراب ف يوم العاشر من عاشوراء دون نية الصيام ، وان يفطروا ف آخر النهار بعد العصر.

وقال العلامة المجلسي ف (زاد العماد) : «والاحسن ان لا يصام اليوم التاسع والعاشر فان بن امية کانت تصومها شماتة بالحسين عليه السلام وتبرکا بقتله عليه السلام ، وقد افتروا عل رسول الله صل الله عليه واله احاديث کثيرة وخصوصا ف فضل هذين اليومين وفضل صيامها. وقد رو من طريق اهل بيت عليهم السلام احاديث کثيرة ف ذم الصوم فيهما ، وکانت امية تدخر قوت سنتها ف يوم عاشوراء ، ولذلک رو عن الامام الرضا عليه السلام : (من ترک السع ف حوائجه يوم عاشوراء قضي الله له حوائج الدنيا والاخرة) ومن کان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحزنه


ألف ألف حجة ، والف عمرة والف غزوة مع رسول الله صل الله عليه واله ، وکان له ثواب مصيبة کل نب ورسول وصديق وشهيد مات او قتل منذ خلق الله الدنيا ال ان تقوم الساعة (١).

قال صالح بن عقبة الجهن ، وسيف بن عميرة قال علقمة بن محمد الحضرم : فقلت لاب جعفر عليه السلام (٢) : علمن دعاء ادعو به ف ذلک اليوم اذا زرته من قريب ، ودعاء ادعو به اذا لم ازره من قرب ، واومات اليه من بعد البلاد ومن داري بالسلام (٣).

قال : فقال (٤) : يا علقمة اذا انت صليت الرکعتين بعد ان توم اليه بالسلام وقلت عند الايماء اليه بعد الرکعتين (٥) هذا القول (٦) فانک اذا قلت ذلک فقد دعوت بما يدعو به من زاره (٧) من الملائکة ، وکتب الله لک بها الف الف حسنة (٨) ، «ومحي عنک الف الف سيئة ، ورفع لک مائة الف

__________________

وبکائه يجعل الله عزوچل يوم القيامة يوم فرحه وسروره وقرت بنا ف الجنان عينه ، ومن سم يوم عاشوراء يوم برکة وادخر لمنز شيئا لم يبارک له فيما ادخر وحشر يوم القيامة مع يزيد وعبيدالل بن زياد وعمربن سعد (لعنهم الله) ال اسفل درک من النار). (راجع علل الشرائع للصدوق ج ١ ، ص ٢٦٦).

١ ـ مفاتيح الجنان ص ٥٥٢.

٢ ـ ف بعض المصادر (قلت للباقر صلوات الله وسلامه عليه).

٣ ـ کامل الزيارات ص ١٧٦.

٤ ـ ف بعض المصادر : (فقال ل).

٥ ـ ف مفاتيح الجنان هکذا (فقل بعد الايماء اليه من بعد التکبير ...).

٦ ـ ا الزيارة الاتية.

٧ ـ ورد ف مفاتيح الجنان (زواره).

٨ ـ ف بعض المصادر (درجة).


درجة» (١) ، وکنت ممن استشهد مع الحسين بن عل عليهم السلام حت تشارکهم ف درجاتهم لاتعرف (٢) ال ف الشهداء (٣) الذين استشهدو معه ، وکتب لک ثواب (٤) کل نب ورسول وزيارة من زار الحسين عليه السلام منذ (٥) قتل عليه السلام (٦).

[السلام عليک يا الاعبد الله السلام عليک يابن رسول الله ال آخره]

وابن قولويه (٧) مولف الکتاب المذکور کان شيخا جليلا وثقة نبيلا تلمذ عنده شيخنا المفيد ، وقد قيل ف حقه : «ان کل ما يوصف الناس به من جميل وفقه الا وهو فوقه» (٨) ولکن حکيم بن داود مجهول لم اقف عل حاله ف الرجل (٩) ، الاان ف رواية مثل هذا الشيخ (١٠) عنه نوع دلالة عل حسن حاله ، ومحمد بن موس الهمدان ضعفه القميون بالغلو (١١) ، وربما يقال : انه کان يضع الحديث (١٢) ،

__________________

١ ـ ف بعض المصادر بين القوسين غير موجود.

٢ ـ ف بعض المصادر هکذا (وما عرفت ..).

٣ ـ ف بعض المصادر (زمرة الشهداء).

٤ ـ کلمة (زيارة) ساقطة.

٥ ـ ف بعض المصادر هکذا (منذ يوم قتل سلام الله عليه وعل اهل بيته).

٦ ـ کامل الزيارات ص ١٧٦.

٧ ـ هو جعفر بن محمد بن جعفر بن موس بن قولويه ، وکنيته ابو القاسم وهو استاذ الشيخ المفيد. وابن قولويه مدفون ف مقبرة شيخان بقم. (راجع رجال النجاش ص ١٢٣).

٨ ـ رجال النجاش ص ١٢٣ ، الرقم ٣١٨ ، والخلاصة للعلامة الحل ص ٨٨ ، الرقم ١٨٩.

٩ ـ مثل الطوسي ف رجاله والنجاش.

١٠ ـ اشارة ال اب القاسم بن قولويه صاحب کامل الزيارات.

١١ ـ راجع رجال النجاش ص ٣٣٨ ، الرقم (٩٠٤). وهوابو جعفر محمد بن موس بن عيسي الهمداني السمان. وله کتاب في الرد عل الغلاة.

ـ ١٢ هذه (القيل) منسوبةال ابن الوليد. والنجاشي ف رجاله ص ٣٣٨ اوکل الامر ال الله تعال ، لانه اعلم.


ومحمد بن خالد (١) لم اقف عل من وثقه ولکن قد يقال : ان رواية الاجلة عنه دليل الاعتماد ، وسيف بن عميرة ثقة ولکن ربما يقال : انه کان واقفيا (٢) ، وصالح بن عقبة (٣) قيل : کتابه معتمد الاصحاب وقيل : انه غال کذاب ، وعلقمة بن محمد لم ار من صرح بتو ثيقه. وبالجملة سند هذه الرواية ضعيف ، ولکن ضعفه بالشهرة منجبر (٤) ، مع ان شيخنا الطوسي رواه ايضا في مصباحه (٥) عل ان قاعدة التسامح ف ادلة السنن (٦) کفتنا مؤونة الاهتمام بتحقيق السند ، وکيف کان فالمراد بهذا القول في قوله : وقلت عند الايماء اليه بعد الرکعتين هذا القول (٧) :

__________________

١ـ هو محمد بن خالد بن عمر الطيالسي التميمي ، له کتاب نوادر ذکره الطوسي ف رجاله ص ٣٤٣ ، والنجاش ص ٣٤٠.

٢ ـ هو سيف بن عميرة النخعي الکوفي. ولم يتطرق النجاشي في رجاله عل انه واقفي بل اكتفي بانه (ثقة).

٣ ـ نفس المصدر ص ٢٠٠ رقم (٥٣٢).

٤ ـ عمل المشهور جابر لضعف السند اي ان کل خبر عمل به المشهور فهو حجة سواء کان الراوي ثقة او غير ثقة. (راجع رجال السبحان ص ٣٦).

٥ ـ مصابح المتهجد للشيخ الطوسي ص ٥٣٧ ، ط : الاعلمي.

٦ ـ ه القاعدة مستندة ال صحيحة هشام بن سالم عن ابي عبدالله عليه السلام قال : (من سمع شيئا من الثواب عل شء فصنعه کان له وان لم يکن عل مابلغه).

راجع کتاب الاصول مثل الرسائل للانصاري ، والحلقات للشهيد الصدر.

٧ ـ اي السلام.


«اَلسَّلام عَلَيک يا أَبَا عَبدِ اللهِ»

هذه الجملة (١) تحية بأشهر أفرادها وأکملها يقصد بها الدعاء ولحقيقته القدسية المتحدة مع الجواهر الاکمل والعقل الاول المعبر عنه بلسان الشرع بالحقيقة المحمدية صل الله عليه واله بالحفظ والسلامة والعصمة من کل ما يوجد البعد عن ساحة القربة ، وهذا ف الحقيقة تعليم للامة ليتوسلوا به ال الوصول ال هذه الدرجة عل حسب اختلاف مراتب استعدادهم للکمالات الامکانية ، والا قدرة حقيقة عليه السلام مکنونة ، وجوهرة لطيفته مصونة عن کل آفة ، وکذا جسمه اللطيف وجسده الشريف عل ما يرشد اليه قوله : «وعل اجسامکم وعل اجسادکم» (٢)

__________________

١ـ هو محمد بن خالد بن عمر الطيالسي التميمي ، له کتاب نوادر ذکره الطوسي ف رجاله ص ٣٤٣ ، والنجاش ص ٣٤٠.

٢ ـ هو سيف بن عميرة النخعي الکوفي. ولم يتطرق النجاشي في رجاله عل انه واقفي بل اكتفي بانه (ثقة).

٣ ـ نفس المصدر ص ٢٠٠ رقم (٥٣٢).

٤ ـ عمل المشهور جابر لضعف السند اي ان کل خبر عمل به المشهور فهو حجة سواء کان الراوي ثقة او غير ثقة. (راجع رجال السبحان ص ٣٦).

٥ ـ مصابح المتهجد للشيخ الطوسي ص ٥٣٧ ، ط : الاعلمي.

٦ ـ ه القاعدة مستندة ال صحيحة هشام بن سالم عن ابي عبدالله عليه السلام قال : (من سمع شيئا من الثواب عل شء فصنعه کان له وان لم يکن عل مابلغه).

راجع کتاب الاصول مثل الرسائل للانصاري ، والحلقات للشهيد الصدر.

٧ ـ اي السلام.


لانهما ليسا کسائر الاجسام والاجساد التي تفن وتبل کما ورد به روايات کثيرة (١) ، وعليه فالخطب لا ختص بالحقيقة ، وابو عبدالله من کناه المعروفة ، والغرض م التکنية إظهار العظمة فلا يلزم ان يکون ف ولده من يسم بهذا الاسم (٢) ، وباطنا لما ظهر منه عليه السلام من شفقته عل عباد الله بشهادته المستتبعة للشفاعة.

__________________

فسلامنا عل جسد الامام وروح الامام کما تقول في الزيارة : (صلوات الله عليکم وعل ارواحکم وعل اجسادکم) فلولا الالخصوصية الموجودة في ابدانهم ـ اجسادهم عليهم السلام ـ لما صار هناک معني محصل من السلام والصلوات عليها؟).

١ـ رو عن النب صل الله عليه واله : (ان الله عزوجل حرم لحومنا عل الارض ان تطعم منها شيئا). وروي عن الامام الصادق عليه السلام : (ان الله عزوجل حرم عظامنا عل الارض وحرم لحومنا عل الدواب ان تطعم منها شيئا).

وقال الاستاذ ابو منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي شيخ الشافعي : ان الانبياء لاتبل اجسادهم ولا تاکل الارض منهم شيئا.

(تفسير الثقلين ج ٤ ، ص ٤٩٤) وراجع کتاب عظمة الامام الحسين عليه السلام للفراتي ص ٨٩ ، ذکر تفصيلا لخصوصية ابدانهم عليه السلام.

٢ ـ هو عبدالله الرضيع الذ ذبحه حرملة بن کاهل الاسدِ (لعنه الله) بسهم وهو ف حجر ابيه الحسين عليه السلام. وهو الذ نعاه الامام المهدي في زيارة الناحية حيث يقول عليه السلام : (السلام عل عبدالله الرضيع المرمي الصرع ، المتشحط دما والمصعد بدمه ال السماء ...).


اَلسَّلام عَلَيک يابنَ رَسُول اللهِ

کونه ابنا للرسول مما تلقته الطائفة المحقة (١) بالقبول ؛ للآيات الکثيرة المستدل بها في اخبار کثيرة (٢) ، والاخبار الکثيرة. ففي رواية جابر عن النب صل الله عليه واله قال : ان کل بن ام ينتمون ال ابيهم الا اولادفاطمة فاني اناابوهم (٣).

واحتاج يحي بن يعمر العامري عل الحجاج (٤) بن يوسف الثقفي لعنه الله معروف (٥) کاحتجاج سعيک بن جبير عليه. ولا ينافي ذلک قوله تعال : (ولا

__________________

فسلامنا عل جسد الامام وروح الامام کما تقول في الزيارة : (صلوات الله عليکم وعل ارواحکم وعل اجسادکم) فلولا الالخصوصية الموجودة في ابدانهم ـ اجسادهم عليهم السلام ـ لما صار هناک معني محصل من السلام والصلوات عليها؟).

ـ رو عن النب صل الله عليه واله : (ان الله عزوجل حرم لحومنا عل الارض ان تطعم منها شيئا). وروي عن الامام الصادق عليه السلام : (ان الله عزوجل حرم عظامنا عل الارض وحرم لحومنا عل الدواب ان تطعم منها شيئا).

وقال الاستاذ ابو منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي شيخ الشافعي : ان الانبياء لاتبل اجسادهم ولا تاکل الارض منهم شيئا.

(تفسير الثقلين ج ٤ ، ص ٤٩٤) وراجع کتاب عظمة الامام الحسين عليه السلام للفراتي ص ٨٩ ، ذکر تفصيلا لخصوصية ابدانهم عليه السلام.

ـ هو عبدالله الرضيع الذ ذبحه حرملة بن کاهل الاسدِ (لعنه الله) بسهم وهو ف حجر ابيه

الحسين عليه السلام. وهو الذ نعاه الامام المهدي في زيارة الناحية حيث يقول عليه السلام : (السلام عل عبدالله الرضيع المرمي الصرع ، المتشحط دما والمصعد بدمه ال السماء ...).


ينافي ذلک قوله تعال : (ماکان محمد ابا احد من رجالکم) (١) ، لانه عليه السلام کان من رجاله صل الله عليه واله کابراهيم ولده مع انه عليه السلام حين نزول هذه الاية ما کان بالغا حد الرجل ، والنفي مخصوص بالماضي فلا يندرج فيه الاستقبال ، هذا مع اختصاص المورد بزيد بن حارثة الذي تبناه النبي صل الله عليه واله (٢) وحکايته معروفة.

فالحسين عليه السلام ابن رسول الله ظاهرا لما مضي وباطنا لوجوه لاتخف عل اولي النه.

ويمکن حمل قوله صل الله عليه واله : (هذان اي الحسن والحسين عليهم السلام ابناي

__________________

والحسين ولدا رسول الله صل الله عليه واله. يقول الشعبي : اطرقت ، واذا برجل کبير مقيد بالحديد والاغلال وضعوه بين يديه ، فقال الحجاج للشيخ ـ يحي بن يعمر العامري من علماء الشيعة ـ وفي رواية اخر انه سعيد بن جبير ـ : تقول : ان الحسن والحسين کانا ولدي رسول الله صل الله عليه واله لتاتيني بحجة من القران والا لاضربن عنقک.

يقول الشعبي : نظرت ال الشيخ واذا هو يحي بن يعمر فحزنت له وقلت : کيف يجد حجة عل ذلک من القران؟

فقال الشيخ : (ووهبنا له اسحاق ويعقوب کلا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وايوب ويوسوف وموس وهارون وکذلک نجز المحسنين * وزکريا ويحي وعيسي والياس کل من الصالحين) (سورة الانعام : ٨٤و٨٥) فقال الشيخ : کيف يليق هنا عيسي عليه السلام انه من ذرية ابراهيم ولم يکن له اب ، فقال : الشيخ : اذا کان عيسي بن ابراهيم عن طريق مريم فالحسن والحسين اول ان ينسبا ال رسول الله صل الله عليه واله لانهم اقرب من عيسي ال ابراهيم ، فطرق الحجاج ثم امر له بعشرة الاف دينار فدفعوها اليه.

١ـ سورة الاحزاب : ٤٠.

٢ـ راجع قصته ف کتاب الاصابة ف تمييز الصاحبة لابن حجر العسلقانيُ ج٢ ، ص٤٩٤ ، الرقم ٢٨٩٧ ، ط : الکتب العلمية بيروت.

وتفسير مجمع البيان للطبرسي ج٨ ، ص ٤٦٨ ، وتفسير شبر ص ٣٦٧.


امامان) (١) عل ما يشملهما فانه معن واحد کلي يندرج تحته المعنيان فيجوز استعمال اللفظ فيه ولو مجازا ف باب الحقيقة والمجاز المشترک ، وکذا في المجازين کما في المقام لو قلنا : بان استعمال الابن في ابن البنت بل مطلق غيرالولد للصلب تجوز ، فهذا من باب سبک المجاز من المجاز ، ولکن العارف الواقف عل صراط المعارف ير هدا الاستعمال من قبيل الحقيقة کما ذهب اليه السيد المرتضي من اصحابنا المحقة (٢). وف الکامل (٣) بعد هذه الفقرة : (السلام عليک يا خيرة الله وبن خيرة) (٤) اي من اختاره الله من خلقه (٥).

__________________

١ـ راجع بحار الانوار ج ٤٣ و٤٤ ، حياة السبطين عليه السلام ، وتفسير مجمع البيان للطبرسي ٨/٤٦٨.

٢ـ السيد المرتضي هو علي بن الحسين بن موس بن محمد بن موس بن ابراهيم بن الامام موس الکاظم ، المشهور بالمرتضي وبعلم الهدي.

قال السيد المرتضي : يستحق الخمس المنتسب ال هاشم ولو بالام ، استنادا ال راجع (الروضة البية ف شرح اللمعة الدمشقية ج١ ، ص٢٠٨ ، کتاب الخمس).

٣ـ اي في کامل الزيارات بعد فقرة (السلام عليک يابن رسول الله).

٤ـ هذه الفقرة في بعض المصادر غير موجودة مثل المصابح للطوسي.

٥ـ هم الذين اختارهم الله من العالمين واصطفاهم عل الملائکة المقربين. و (في الکافي) عن الامام الصادق عليه السلام ف خطبة له يذکر فيها حال الائمة قال فيها : فلم يزل الله تبارک وتعال ختارهم لخلقه ويرتضيهم کلما مضي منهم امام نصب لخلقة من عقبه اماما بينا وهاديا نيرا واماما قيما وحجة عالما ائمة من الله يهدون بالحق وبه يعدلون ، حجج الله ودعاته ورعاته عل خلقه يدين بهديهم العباد وتستهل بنور هم البلاد ...

راجع الکافي ج١ کتاب الحجة ، باب فضل الامام.


السلام عليک يابن امير المؤمنين ، وابن سيد الوصيين

کونه ابنا له عليه السلام حقيقة عل الوجهين مما لا شک فيه ، وقد افتخر به في رجزه المهروف عند قوله : خيرة الله من الخلق ابي ثم امي فانا ابن الخيرتين (١). وامير المؤمنين من القاب ابيه علي عليه السلام ، سماه الله به حين اخذ الميثاق له عل عباده ، کما نطقت به روايات کثيرة : منها ما رواه الکلين بسنده عن جابر عن الباقر عليه السلام قال (٢) : الله سماه ، وهکذا انزل الله ف کتابه : (واذ اخذ ربک من بن ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم عل انفسهم الست بربکم) (٣) وان محمدا رسول وان عليا اميرالمؤمنين (٤). ورو الصدوق في العلل (٥) عن الثمالي

__________________

١ـ مقتل ابي ص١٣٤ ، والبحار ج٤٨ ، ومطلعه : (خيرة الله من الخلق بعد جدي فانا ابن الخيرتين)

٢ ـ اصول الکافي ج٢ ، ص٤ ، ط : المکتبة الاسلامية.

٣ ـ سورة الاعراف اية ١٧٢ وذيل الاية : (قالوا بل شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا کنا عم هذا غافلين).

٤ـ رو ابن شيورويه الديلمي في کتابه فردوس الاخبار ج٢ في باب الام ، عن حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله صل الله عليه وآله : لو يعلم الناس مت سمي علي امير المؤمنين ما انکروا فضله ، سمي امير المومؤمنين وآدم بين الروح والجسد قال الله عز وجل : (وإذ أخذ ربک من بن آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم عل انفسهم الست بربکم) قالت الملائکة : بل فقال تبارک وتعال : (أنا ربکم ومحمد نبيکم وعلي أميرکم).

وللفائدة راجع التفسير البرهان للسيد هاشم البحراني ج٢ ، ص٥١ ، وخصائص الوحي المبين لابن البطريق الحلي ص ٢٥٩. ط : ايران.

٥ ـ علل الشرائع للشيخ الصدوق ج١ ، ص١٩١ ، ط : الأعلمي ، ومختصر البصائر الدرجات


عنه عليه السلام أنه بعد ءن سئل عن علة التسمية واختصاصها به قال : لانه ميرة العلم يمتار منه ولا يمتار منه ...

وفي کث من الاخبار انه لا يسمي (١) به غير بعده ولم يسم به أحد قبله ، وفي بعضها لا يتسم به أحد غيره إلا مفتر کذاب (٢) ، وفي بعضها الا کان منکوحاً (٣) وإن لم يکن به ابتلي به وهو قول الله في کتابه :

(إن يدعون من دونه إلا إناثاً وإن يدعون إلا شيطاناً مريداً ...) (٤).

ورو في معاني الأخبار (٥) عن الحسن البصري أنه قال : صعد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام منبر الکوفة فقال : أيها الناس انسبوني فمن عرفني فلينسبني وإلا فأنسب نفسي ، أنا زيد بن عبد مناف بن عامر بن عمرو بن

__________________

لحسن بن سليمان الحلي ص ٦٧.

(عن ءبي حمزة ثابت بن دينار الثمال قال : سألت أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام : يابن رسول الله لم سمي علي عليه السلام أمير المؤمنين وهو اسم ما سمي به أحد قبله ولا يحل لأحد بعده؟ قال : لأنه ميرة العلم يمتار منه ولا يمتار من أحد غيره).

١ـ أي لايجوز لأحد غير الإمام علي عليه السلام أن يلق عل نفسه لقب أمير المومنين ، لأنه من خصائصه عليه السلام.

٢ ـ راجع بحار الأنوار ج ٣٨ ، ص ٢٥٣.

٣ ـ رو العياشي في تفسيره ، وفي صحيفة الأبرار ج١ ، ص ٢٦٦ : (عن أبي عبدالله عليه السلام قال : دخل رجل عل أبي عبدالله عليه السلام فقال : السلام عليک يا أمير المؤمنين سماه به ولم يسم به أحد غيره إلا منکوحاً وإن لم يکن به ابتلي به وهو قول الله في کتابه (إن يدعون من دونه إلا إناثاً ...).

٤ ـ سورة النساء : ١١٧.

٥ ـ معاني الأخبار للشيخ الصدوق ص ١٢٠ ، ط : الأعلمي.


المغيرة بن زيد بن کلاب. فقام اليه ابن الکواء (١) فقال : يا هذا ما نعرف لک نسبا غير انک علي بنم ابي طالب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن کلاب. فقال عليه السلام له : يا لکع (٢) ان ابي سماني زيدا باسم جده قصي ، وان اسم ابي عبد مناف فغلبت الکنية عل الاسم ، وان اسم عبد المطلب عامر فغلب اللقب عل الاسم ، واسم هاشم عمرو فغلب اللقب عل الاسم ، واسم عبد مناف المغيرة فغلب اللقب عل الاسم ، (وان اسم قصي زيد فسمته العرب مجمعا لجمعه اياها من البلد الاقصي ال مکة فغلب اللقب عل الاسم) (٣). (٤) وانما کان عليه السلام سيد الوصيين کما کان محمد صل الله عليه واله سيد النبيين صل الله عليه واله ، لان الله فضلهما عل سائر الانبياء ، والاوصياء ف مقام الرسالة والولاية المطلقتين فما من نبي ولا ولي الا وهو تحت لوائهما ، فمحمد صل الله عليه واله سيد المرسلين وعلي عليه السلام سيد الوصيين وقد افتخر بتلک السيادة کما وردت الرواية (٥). والمراد بالسيد الاشرف ، وربما يراد

__________________

١ـ هو عبدالله بن الکواء وهو من الخوارج الملعونين.

٢ ـ لکم ـ بضم اللام وفتح الکاف ـ يعني العبد اللئيم ، کما ورد في معاني الاخبار ص ٣٢٥ ، ط الاعلمي ، ... عن جعفر بن محمد ، عن ابيه ، عن ابائه عليهم السلام قال : رسول الله صل الله عليه واله : ياتي عل الناس زمان يکون اسعد الناس بالدنيا لکع ابن لکع خير الناس يومئذ مؤمن بين کريمين).

٣ ـ داخل القوسين غير موجود في متن النسخة الخطية وانما کان ف هامشا. وهذا الهامش ليس من الشارح وانما من احد احفاده کما صرح في احدي تهميشاته.

٤ ـ تقدم مصدر الرواية.

٥ ـ مختصر بصائر الدرجات ص٣٣ ، ص٣٤ ، ط ايران ، والاحتجاج للطبرسي ج١ ، ص٧٧ ، ص ٨٢.


به المفترض الطاعة کما رواه الصدوق (١) عن عائشة قالت : کنت عند النبي صل الله عليه واله فاقبل علي بن ابي طالب عليه السلام فقال : هذا سيد العرب ، قلت : وما السيد؟ قال صل الله عليه واله : من افترضت طاعته کما افترضت طاعتي (٢).

ولا ينافي مفهوم هذا الحديث الدال عل انه ليس غير العرب. حديث الغدير المعروف (٣) لا ختصاص افتراض الطاعة ف حال حياة النبي صل الله عليه واله به اصالة ، وحديث الغدير نصب لعلي عليه السلام بعد الوفاة وهو عليه السلام کان منصوبا عن النبي صل صل الله عليه واله عل العرب خاصة (٤) في حال حياته فکان مفترض الطاعة لهم حينئذ بالنيابة فتدبر.

__________________

قال عليه السلام بعد خطبة طويلة : (انا قسيم النار وانا خازن الجنان وصاحب الاعراف وانا اميرالمؤمنين ويعسوب المتقين واية السابقين ولسان الناطقين وخاتم الوصيين ...).

١ـ هو محمد بن علي بن الحسين بن موس بن بابويه القمي المعروف بالصدوق. ولد (بقم) ف حدود سنة (٣٠٦هـ).

٢ـ اخرجها الشيخ الصدوق في کتاب معاني الاخبار ص١٠٣ ، ط : الاعلمي.

٣ـ ونص حديث الغدير : (من کنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه).

«تاريخ اليعقوبي ج٢ ، ص١١١ ، وموسوعة الغدير للعلامة الاميني».

٤ـ ان عليا عليه السلام نصب من قبل الرسول الله صل الله عل واله خليفة ويدل عليه حديث المنزلة وهو : (... اما ترضي ان تکون مني بمنزلة هارون من موس غير انه لانبي بعدي).

ويدل عليه حديث الدار لما نزلت اية (وانذر عشيرتک الاقربين) الشعراء : ١٤. وکثير من الادلة التي تدل عل انه عليه السلام منصوب من قبل رسول الله صل الله عليه واله وللزيادة راجع (ان المطالب للشافعي ص٥٤ واثبات الوصية للشوکاني ، ومطالب السؤول ..).


السلام عليک يابن فاطمة سيدة نساء العالمين

لو لوحظ ف الزهراء معني الوصفية فالجر عل الوصفية والا بان جعل لقبا کما يظهر من جملة من الاخبار فعل الاضافة لکونهما مفردين ، ولعل الاول اظهر (١) نظرا ال النظائر کالمصطف ، والمرتضي ، والمجتب ، والسجاد ، والباقر وغيرهما من القاب الائمة عليهم السلام.

نعم ، ف بعض الاخبار انه سئل الصادق عليه السلام عن فاطمة لم سميت زهراء؟ فقال : لانها کانت اذا قامت في محرابها زهرَ نورها لاهل السماء کما يزهر نور الکواکب لاهل الارض (٢).

__________________

١ـ هو لحاظ الوصفية في (الزهراء) فتکون مجرورة تبعا للموصوف (فاطمة).

٢ـ هذه الرواية اخراجها الصدوق ف علل الشرائع ج١ ، ص٢١٤ عن الامام الصادق عليه السلام.

وفي بعض الاخبار سميت فاطمة عليها السلام بالزهراء لانها کانت تزهر لاميرالمؤمنين عليه السلام في النهار ثلاث مرات بالنور ، کان يزهر نور وجهها فيعلمون ان الذي راوه من نور فاطمة.

فاذا نصف النهار وترتبت للصلاة زهر وجهها عليها السلام بالصفرة حجرات الناس فتصفر ثيابهم والوانهم فياتون النبي صل الله عليه واله فيسالونه عما راوا فيرسلهم ال فاطمة عليها السلام فيرونها قائمة في محرابها وقد زهر نور وجهها عليها السلام بالصفرة فيعلمون ان الذي راوا کان من نور وجهها.


ولکن يحتمل ان يرادبالتسمية مطلق الوصف کمافي حديث تسميتها بالمحدثة (١). وفاطمة من الفطم وهو القطع ، سميت بهذا الاسم ، لان الله فطم من احبها من النار کما في جملة من الروايات (٢) ، او لانه فطمها بالعلم ، وعن الطمث کما في بعضها (٣). او عن الشر کما في رواية يونس بن ظبيان ، وفيها لفاطمة تسعة اسماء عند الله : فاطمة ، والصديقة ، والمبارکة ، والطاهرة ، والزکية ،

__________________

فاذا کان آخر النهار وغربت الشمس احمر وجه فاطمة فاشرق وجهها بالحمرة فرحا وشکرا الله عزوجل فکان يدخل حمرة وجهها حجرات القوم وتحمر حيطانهم فيعجبون من ذلک وياتون النبي صل الله عليه واله ويسالونه عن ذلک فيرسلهم ال منزل فاطمة فيرونها جالسة تسبح لله وتمجده ونور وجهها يزهر بالحمرة فيعلمون ان الذي راوا کان من نور وجه فاطمة عليها السلام فلم يزل ذلک النور في وجهها حت ولد الحسين عليه السلام فهو يتقلب في وجوهنا ال يوم القيامة في الائمة منا اهل البيت امام بعد امام).

١ـ رو الصدوق ف علل الشرائع ج١ ، ص٢١٦ ، عن ابي عبدالله عليه السلام يقول : انما سميت فاطمة عليها السلام محدثة ، لان الملائکة کانت تهبط من السماء فتناديها کما تنادي مريم بنت عمران فتقول : يا فاطمة الله اصطفاک وطهرک واصطفاک عل نساء العالمين ، يا فاطمة اقنتي لربک واسجدي وارکعي مع الراکعين ، فتحدثهم ويحدثونها ، فقالت لهم ذات ليلة : اليست المفضلُة عل النساء العالمين مريم بنت عمران؟ فقالوا : ان مريم کانت سيدة نساء الاولين والاخرين.

٢ ـ رو الصدوق ف العلل ج١ ، ص ٢١١ ، عن ابي هريرة قال : (انما سميت فاطمة ، لان الله تعال فطم من احبها من النار).

وف بعض الروايات الله فطمها وذريتها من النار ، وفي بعض فطم الخلق عن معرفتها.

٣ ـ رو الصدوق عن ابي جعفر عليه السلام قال : اما ولدت فاطمة عليها السلام اوحي الله عزوجل ال ملک فانطق به لسان محمد فسماها فاطمة ، ثم قال : اني فطمتک بالعلم وفطمتک عن الطمث ، ثم قال ابو جعفر عليه السلام : والله لقد فطمها الله تبارک وتعال بالعلم وعن الطمث بالميثاق.


والرضية ، والمرضية ، والمحدثة والزهراء (١).

والمراد بکونها سيدة نساء العالمين کونها اشرف من جميع نساء العالمين من الاولين والاخرين لا نساء عالمها واهل زمانها کما کانت مريم (٢). وبه وقع التصريح في رواية المفضل بن عمر عن الصادق عليه السلام المروية في المعاني (٣). وفي هذه النسبة ايضا فخر ظاهر وشرف باهر للحسين عليه السلام؛ وقد افتخر بها في مواطن عديدة (٤). کيف لا وفاطمة بنت رسول الله صل الله عليه واله ولها من الفضل ما لا

__________________

١ـ رو الصدوق في نفس المصدر عن الحسن بن عبدالله بن يونس بن ظبيان ، قال : ابو عبدالله عليه السلام لفاطمة عليها السلام تسعة اسماء عند الله عزوجل : فاطمة والصديقة والمبارکة والطاهر والزکية والراضية والمرضية والمحدثة والزهراء ثم قال : لولا ان اميرالمؤمنين عليه السلام تزوجها ما کان لها کفؤ ال يوم القيامة عل وجه الارض ، آدم فمن دونه.

٢ ـ رو العلامة المتقي الهندي في کنز العمال عن رسول الله قال : (يا فاطمة اما ترضين ان تکون سيدة العالمين وسدة نساء المؤمنين وسيدة نساء هذه الامة) ج١٢ ح٣٤٢٣٢.

٣ ـ رو الشيخ الصدوق في معاني الاخبار ص ١٠٧ ، ط : الاعلمي : (عن المفضل بن عمر قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : اخبرني عن قول رسول الله صل الله عليه واله ف فاطمة انها سيدة نساء العالمين) اهي سيدة نساء عالمها؟ فقال : ذاک لمريم کانت سيدة نساء عالمها ، وفاطمة سيدة نساء العالمين من الاولين والاخرين).

وللمزيد راجع کتاب بحارالانوار ، ج٤٣ حياة الزهراء عليها السلام ، ط : دار احياء التراث العربي.

٤ ـ افتخر الامام الحسين بنسبه الطاهر في ارجوزته التي رواها ابو مخنف في مقتله ص ١٣٤ حيث قال عليه السلام :

«والدي شمس وام قمر

فانا الکوکب وابن الفرقدين

فضة قد صفيت من ذهب

فانا الفضة وابن الذهبين


ينکره المخالف ايضا (١).

وقدکتب زيادبن ابيه لعنه الله ال الحسن بن علي عليهم السلام : من زياد بن ابي سفيان ال الحسن بن فاطمة ؛ اما بعد فقد اتان کتابک تبدا فيه بنفسک قبل .. ال اخر ما کتبه ، فبعث عليه السلام بکتاب الملعون ال معاوية ، فکتب ال زياد : ام بعد فان الحسن بن علي بعث الي بکتابک اليه جوابا عن کتاب کتبه اليک ال قوله : وام کتابک ال الحسن باسمه واسم امه ولا تنسبه ال بيه فان الحسن ويحک من لا يرمي به الرجوان ، واي ام وکلته لا ام لک اما علمت انها فاطمة بنت رسو الله؟ فذاک افخر له لو کنت تعقله ... (٢) وقد يقال : ان فاطمة بعد رسول الله واميرالمؤمنين عليهم السلام افضل من سائر الائمة وهو کما تر (٣).

__________________ ـ

من له جد کجدي في الوار

او کشيخي فانا ابن العلمين

امي الزهراء حق وابي

وارث العلم مول الثقلين»

١ـ راجع ينابيع المودة للقندوزي ، والثغور الباسمة بفضائل فاطمة للسيوطي ، ونور الابصار للشبلنجي ، والدر المنثور للسيوطي ، وفرائد السمطين ... والبحار ج٤٣ حياة الزهراء عليها السلام.

٢ـ ذکرها البلاذري في انساب الاشرف ج٣ ، ص٥٢. وذکرها السيد سلطان الواعضين في کتابه الفرقة الناجية ص ٢٧٦ ، ترجمة الاخ فاض الفرات.

وختم معاوية رسالته بهذه الابيات :

«اما حسن فان الذي کان قبله

اذا ار سار الموت حيث يسير

وهل يلد الريبال الانظيره

وذا حسن شبه له ونظير

ولکنه لو يوزن العلم والحجا

بامر لقالو ا يذبل وثبير

٣ـ ومما يدل عل ان فاطمة عليها السلام افضل من سائر الائمة عليهم السلام :

اولا : رو المفيد في الارشاد حديثا ج٢ ، ص٩٣ ، والطبرسي في اعلام الور ص ٢٣٩ عن الامام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء قال لاخته زينب عليها السلام : (ابي حير مني ، وامي خير مني ،


السلام عليک يا ثار الله وابن ثار والوتر الموتور

الثار مهموز العين کالراس والکاس * قد خفف الهمز بقلبه الفا مثلهما کما هو المظبوط في کثيرمن کتب الزيارات طلب الدم ، کما في نهاية ابن الاثير (١). قال في حديث محمد بن مسلمة يوم خبير : «انا له يا رسول الله الموتور الثائر (٢) ا طالب الثار وهو طلب الدم ، يقال : ثارت القتيل وثارت به فانا ثائر ايقتلت قاتله (٣). ومنه الحديث ياثارات عثمان اي يا اهل ثاراته ، ويا ايها الطالبون بدمه

__________________

واخي خير مني).

ثانيا : رو الصادق في اماليه ص ٤٣٧ المجلس ٦٧. قال رسول الله صل الله عليه واله : (الحسن والحسين فاضلان في الدنيا والاخرة وابوهما افضل منهما).

ثالثا : روايات الکوفية وهي : رو الصدوق في اماليه ص ٥٩٢ المجلس ٨٦ ، وعلل الشرائع ص ١٧٨ عن الامام الصادق عليه السلام : (لولا ان اميرالمؤمنين تزوجها لما کان لها کفؤ عل وجه الارض ال يوم القيامة آدم فمن دونه).

وف الحديث القدسي عن جبرئيل قال : (يا محمد ان الله جل جلاله يقول : لو لم اخلق عليا لما کان لفاطمة ابنتک کفؤ عل وجه الارض ، ادم فمن دونه).

رابعا : الحديث المروي عن الامام الحسن العسکري عليه السلام قال : (نحن حجج الله عل خلقه وجدتنا فاطمة حجة علينا).

* ـ هنا واو ساقطة کما في النسخة الخطية.

١ـ نهاية ابن الاثير ج١ ، ص١٩٩. ط : دار الکتاب العلمية >

٢ ـ مسند احمد بن حنبل ج٣ ، ص ٣٨٥ ، والنهاية ج١ ، ص١٩٩.

٣ ـ نهاية ابن الاثير ، ج١ ، ص١٩٩.


فحذف المضاف واقام المضاف اليه مقامه (١). وقال الجواهري يقال : ياثارات فلان اي يا قتلة فلان (٢) ، فعل الاول يکون قد نادي طالبي الثار ليعينوه عل استيفائه واخذه ، وعل الثاني يکون قد نادي القتلة تعريفا لهم وتقريعا الخ (٣). اومشترک بينه وبين الدم وقاتل الحميم کما يظهر من (ق) قال الثار : الدم والطلب به وقاتل حميمک (٤) ، او حق القصاص واستيفاء عوض الدم کما يظهر من المطرزي قال ادرک فلان ثاره يعني قتل قاتل حميمه (٥) ، ولعله راجع ال ما تقدم ويحتمل ان يکون الثار ف المقام وامثاله بالالف مخففا من الثائر کما في رهار عل احد الوجهين ، او مصحفا منه کما في مجمع الطريحي قال والثائر الذي لايبقي عل شيء حت يدرک ثاره (٦). وفي مخاطبة الامام حين الزيارة (اشهد انک ثار الله وابن ثاره).

ولعله مصحف من يا ثائر الله وابن ثائره ، وکيف کان فهذه الفقرة (٧) تحتمل (٨) وجوها :

احدها : ان المراد انک طالب دم (٩) الشهداء لله ولاجله وفي سبيله في زمان

__________________ ـ ـ ـ

١ـ نفس المصدر ، ولسان العرب لابن منظور ج٢ ، ص ٧٧.

٢ ـ الصحاح ص ٨١. ط : دار الفکر ، ولسان العرب.

٣ ـ وتفظيعا للامر عليهم.

٤ ـ راجع قاموس المحيط للفيروز ابادي ، ولسان العرب ج٢ ، ص٧٧.

٥ ـ لسان العرب والمنجد في اللغة ص ٦٨.

٦ ـ راجع کتاب مجمع البحرين للطريحي.

٧ ـ اي فقرة الزيارة وهي (ياثارالله وابن ثاره).

٨ ـ في النسخة الخطية (يحتمل) بدل (تحتمل).

٩ ـ في النسخة الخطية (الدم) بدل (دم).


رجعتک ال الد نيا (١) ، ولا يجوز فيه لو جعلنا الثار مخففا من الثارئر الذ هو طالب الدم ووليه ، واما عل غيره فلا بد من حذف مضاف ا ول دم الشهداء لله ، او في الله کما قال الله : (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا) (٢) وقيل : ا انک اهل طلب دم الشهداء في الله ا في سبيله حين الرجعة فتامل.

وثانيا : ان المراد انک قتيل لاجل الله وفي سبيله فتجوز عنه بلفظ الثار الذي هو الدم لبعض العلائق المصححة.

وثالثا : ان المراد انک قتيل قتلته محبة الله (٣) ، کما قال : ومن عشقته (٤). قال الشاعر :

«باح مجنون عامر بهواه

وکتمت الهو فمت بوجودي (٥)

واذا کان في القيامة نودي

من قتيل الهو تقدمت وحدي»

__________________ ـ ـ ـ

١ ـ عندنا کثير من الروايات التي تؤکد الرجعة ، واول من يرجع هو الامام الحسين عليه السلام ويحکم في رجعته حت يشيب ويسقط حاجباه عل عينيه. وللزيادة راجع مختصر بصائر الدرجات ، والرجعة للاستر ابادي.

٢ ـ الاسراء : ٣٣.

٣ ـ في خصوص محبة الله سبحانه للعبد شواهد من الکتاب والسنة ناطقة بان الله سبحانه يحب العبد ، کقوله تعال في سورة المائده (٥٧) : (يحبهم ويحبونه) وقوله تعال في سورة الصف (٤) : (انالله يحب الذين يقاتلون ف سبيله).

وقال الرسول صل الله عليه واله حاکيا عن الله تعال : «لا يزال العبد يتقرب الي بالنوافل حت احبه ، فاذا احببته کنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ولسانه الذي ينطق به».

(راجع جامع السعادات ج٣ ، ص١٨٠ وص١٩٠).

٤ ـ لم نعثر عل هذا الحديث في المصادر المعتبرة عندنا.

٥ ـ ف النسخة الخطية (بوحدي) بدل (بوجدي).


ومما ينسب اليه (١) قوله عليه السلام :

«ترکت الناس طرا في هواکا

وايتمت العيال لکي اراکا

فلو قطعتني اربا فاربا

لما حن الفؤاد ال سواکا» (٢)

والتجوز عل حسب ما تقدم.

ورابعا : ان المراد ان الله سبحانه ولي دمک يطلب بدمک من اعدائک ففيه ايضا تجوز بالثار الذي هو طلب الدم عن المطلوبه بدمه.

قيل : وحينئذ يقدر مضاف للثار اي اهل ثار الله ويکون اضافة الثار ال الله بمعني من ، اي انک اهل طلب الدم من الله اي طلب الدم الذي يکون الطلب ناشئا منه وانت اهل لذلک الطلب الناشئ منه فتبدر.

وخامسها : ان المراد انک صاحب الدم الذي عظمه الله وشرفه عل سائر الدماء ، فالمضاف محذوف والاضافة تشريفية کما في روح الله وبيت الله ، ويحتمل ان يراد بالثار صاحبه عل التجوز في نفس الکلمة.

وسادسها : ان المراد يامن ثاره ثار الله اي بمنزلته ، کما في يد الله وعين الله. ونصب الوتر عطفا عل المنادي المضاف (٣) لکون المعطوف عليه (٤) کالمستقل وهو بالکسر عل المضبوط في الزيارات ، والمشهور في القراءات الفرد

__________________

١ـ اي ال الامام الحسين عليه السلام.

٢ ـ وف بعض المصادر هکذا :

«الهي ترکت الخلق طرافي هواکا

وايتمت العيال لکي اراکا

فلو قطعتني في الحب اربا

لما مال الفؤاد ال سواکا»

 (راجع اسرار الشهادة ص ٤٢٣ ، واخلاق الامام الحسين عليه السلام ص ٢٥٨).

٣ ـ وهو (ياثار) وحکمه النصب لانه مضاف ال لفظ الجلالة (الله).

٤ ـ المعطوف عليه هو (ثار).


فهو عليه السلام وتر لتفرده في الکمال في عصره ، او بقبوله للامانة اي الشهادة الکلية التي عرضها الله في الذر عل عباده فابوا من حملها واشفقوا منها فحملها فکان ظلوما اي مظلوما جهولا اي مجهول القدر (١) لعلو وارتفاع همته کما قال :

«سبقت العالمين ال المعالي

بحسن خليقة وعلو همة

فلاح بحکمتي نور الهدي في

ليال في الضلالة مدلهمة

يريد الجاحدون ليطفئوه

ويابي الله الا ان يتمه» (٢)

والموتور يحتمل ان يکون تاکيدا (٣) للوتر من قبيل قولهم برد بارد ، وليل اليل ، وشعر شاعر ، وفي التنزيل : (وحجرا محجورا) (٤) ، وان يکون من قبيل قوله عليه السلام : انا الموتور اي صاحب الوتر اي الطالب بالثار من الوتر والوتيرة والترة وهو طلب الثار ، وان يکون من قبيل قوله : (من فاتته صلاة العصر فکانما وتر اهله وماله) (٥) اي نقص. يقال وترته اذا نقصته فکانک جعلته وترا بعدان کان کثيرا ، ومنه قوله تعال : (ولن يترکم اعمالکم) (٦) اي ولن ينقصکم

__________________

١ـ اشارة ال الاية القرانة المبارکة في سورة الاحزاب اية (٧٢) قوله تعال : (انا عرضناالامانة عل السموات والارض والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه کان ظلوما جهولا).

٢ ـ المناقب ج٤ ، ص٧٤ ، والبحار ج٤٤ ، ص١٩٤ ، والعوالم ج١٧ ، ص٦٩ ، واخاق الامام الحسين ص ٦١.

هذه الابيات منسوبة ال الامام الحسين عليه السلام.

٣ ـ تاکيد لفظي.

٤ ـ سورة الفرقان : ٥٣.

٥ ـ راجع المصباح المنير للفيومي ص ٦٤٧.

٦ ـ سورة محمد صل الله عليه واله : ٣٥.


فهو عليه السلام موتور اي منقوص مکسور صولته بقتل اعوانه وانصاره من اخوانه واولاده وغيرهم ممن قتل بکربلاء فصار فردا لم ينصره احد کما قيل : في فتية ساعدوا وواسوا وجاهدوا اعظم الجهاد حت تفانوا (١) وظل فردا ونکسوه عن الجواد ، وان يکون من قولهم : فلان موتور اي قتل له قتيل فلم يدرک بدمه وهو عليه السلام وان قتل يوم کربلاء کثيرا من اعدائه اضعاف من قتل من اوليائه الا انه لوقتل جميعهم لم يعدل سهما خرق حلقوم طفله الرضيع.

__________________

١ـ وقد وصفهم مشاهدوا المعرکة من جند ابن سعد ـ کما ينقل المعتزلي في شرح النهج ج ١ ، ص ٣٠٧ ـ بقولهم :

(ثارت علينا عصابة ايديها في مقابض سيوفها کالاسود الضارية ، تحطم الفرسان يمينا وشمالا ، وتلقي انفسها عل الموت لا تقبل الامان ، ولا ترغب في المال ولا يحول حائل بينها وبين الورد عل حياض المنية ، لو کففنا عنهم رويدا لاتوا عل المجموع بحذافيرها).

وقال اسد حيدر في کتابه (مع الحسين في نهضة) ص ٢٣١ ، ط : بيروت : «کانوا يتسابقون للذئد عن السين والدفاع عن مبادئه ، وهم يتلقون سهام اعدائه وهي تهوي عليهم کشابيب المطر ، فکلما صرع واحد منهم حل مکانه اخر ، يدفع عنه بصدره ويجود من اجله برحه».

وقد وصفهم الامام الحسين عليه السلام بقوله : (لقد خبرتهم وبلوتهم ، فلم اجد فيهم الاالاشوش الاقعس ، يستانسون بالموت دوني استيناس الطفل بمحالب امه). (ابصار العين ص١٠).

وقد وصفهم الامام الصادق عليه السلام بقوله : «ان اصحاب جدي الحسين ، کانوا لا يحسون بالم الحديد».


السلام عليک وعل الارواح التي حلت بفنائک (١)

الحلول : النزول ف يقال : حل المکان وبه نزل (٢) ، وفناء الدار بالکسر ما اتسع من امامها ، والمراد بالاروح ارواح اصحابة واعوانه الذين استشهدوا بين يديه ونزلوا بفناء محبته والوفاء بعهود مودة عليه السلام واستقاموا عل طريق بيعته حت قال عليه السلام في حقهم : (لا اعلم اصحابا اوف ولاخير من اصحابي) (٣) ، ولنعم ماقيل :

(هم سادة قد عظمت اجورها

بدت لهم عند اللقاء حورها

في جنة عالية قصورها

قطوفها دانية لمن ير

فعاينوا الحورعليهم تشرف

وجنة الخلد لهم تزخرف

فعانقوا بيض الظبا وارتشفوا

من القنا کاس الفناء سکرا

حت ابيدوا کلهم عل ظما

بين طعين وجريح ظلما

فيالهم من ناصرين کرما

باعوا عل الله النفوس فاشتر)

ويمکن ان يراد بحلولها وساحته حشرها معه في حضرة القدس ، فان

__________________

١ـ شرح هذه الفقرة غير موجود في النسخة الخطية التي اعتمدنا عليها.

٢ ـ راجع المصباح المنير للفيومي ج ١ ، ص١٤٧وص١٤٨.

٣ ـ الکامل في التاريخ لابن الاثير ج٣ف٤١٦ ، ط : بيروت. والطبري في تاريخة ج٦ ، ص٢٣٨ ...... ال ان قال لهم الامام الحسين عليه السلام : «ولااهل بيت ابر ولا اوصل من اهل بيتي ، فجزاکم اللع عني جميعا خيرا ، الاواني اظن يومنا من هؤلاء الاعداء غدا ، واني قد اذنت لکم فانطلقوا جميعا في حل ليس عليکم مني ذمام ، وهذا الليل قد غشيکم فاتخذوه جملا ولياخذ کل رجل منکم بيد رجل من اهل بيتي فجزاکم الله جميعا خيرا وتفرقوا في سسوادکم ومدائنکم ، فان القوم انما يطلبونني ولو اصابوني لذهلوا عن طلب غيري».


المرء يحشر مع من احبه ، والاخبار متظافرة بذلک (١) ، وفي الحلول بالفناء اشارة ال انحطاط درجتها عن درجته کما هو کذلک في نفس الامر بالضرورة فانها ما نالت هذا المقام الا بمحبته والفناء في عشقه ومودته ، فياليتنا کنا معهم فنفوز فوزا عظيما (٢) ، ولکن الصحيفة الالهية قد انطوات عليهم لم يزد عل عدتهم احد ولم ينقص منهم احد.

(فيا طول الاسي من بعد قوم

ادير عليهم کاس الافول

__________________

١ـ راجع البحار ج٢٧ ، ص ١٠٠ ومنها :

قام ثوبان مول رسول الله صل الله عليه واله قال : بابي انت وامي يارسول الله مت قيام الساعة؟ فقال رسول الله صل الله عليه واله : ما اعددت لها اذ تسال عنها؟ قال : يارسول الله ما اددت لها کثير عمل الا اني احب الله ورسوله ، فقال رسول الله صل الله عليه واله : وال ماذا بلغ حبک لرسول الله صل الله عليه واله؟ قال : والذي بعثک بالحق نبيا ان في قلبي من محبتک ما لو قطعت بالسيوف ونشرت بالمناشير وقرضت بالمقاريض واحرقت بالنيران وطحنت بارحاء الحجارة کان احب الي واسهل علي من ان اجد لک في قلبي غشا او بغضا لاحد من اهل بيتک واصحابک واحب الخلق الي بعدک احبهم لک وابغضهم الي من لا يحبک ويبغضک او يبغض او يبغض احدا ممن تحبه فان قبل هذا مني فقد سعدت وان اريد مني عمل غيره فما اعلم لي عملا اعتمده واعتد به غير هذا احبکم جميعا انت واصحابک ان کنت لااطيقهم في اعمالهم ، فقال صل الله عليه واله : ابشر فان المرء يوم القيامة مع من احبه ، يا ثوبان لوکان عليک من الذنوب ملا ما بين الثر ال العرش لانحسرت وزالت عنک بهذه المولاة اسرع من انحدار الظل عن الصخرة الملساء المستوية اذا طلعت عليه الشمس ومن انحسار الشمس اذا غابت عنها الشمس.

٢ ـ هذه اشارة ال الاية القرانية في سورة النساء (٧٣) ، قوله تعال : (ياليتن کنت معهم فافوز فوزا عظيما).


تعاورهم اسنة ال حرب

واسياف قليلات القلول

بتربة کربلاء لهم ديار

يتام الاهل دراسة الطلول

تحيات ومغفرة وروح

عل تلک المحلة والعلول

ويحتمل ان يراد بالارواح اجسادهم الشريفة الطاهرة المدفونة في الروضة المقدسة الطيبة لطهارتها ، ونزاهتها عن الادناس البشرية والعلائق العنصرية فصارت بمنزلة الارواح اللطيفة المجردة.

وحکي انه قد تراس تلميذ لقلانوس الحکيم عل الهند فرغب الناس في تلطيف الابدان وتهذيب الانفس وکان يقول :

ا امرء هذب نفسه واسرع في (١) الخروج عن هذا العالم الدنس ، وطهر بدنه عن (٢) اوساخ هذا العالم ظهر له کل شيء وعاين کل غائب ، وقدر عل کل معتذر ، وکان مسرورا محبورا (٣) ماتذا عاشقا ، لا يمل ولا يکل ، ولا يمسه نصب ولا لغوب (٤).

قال الشهرستاني (٥) : ولما وصل الاسکندرال تلک الديار واراد محاربتهم صعب عليه افتتاح مدينة احد الفريقين وهم الذين کانوا يرون استعمال اللذات في هذا العالم بقدر القصد الذي لاخرج ال فساد البدن ، فجهد حت افتتحها وقتل منهم جماعة من اهل الحکمة فکانوا يرون جثث قتلاهم مطرحة (٦) کانها

__________________

١ـ في الاصل وهو الملل والنحل للشهرستاني [في] ساقطة.

٢ ـ في الملل والنحل بدل (عن) (من).

٣ ـ في الملل والنحل فقط (محبورا).

٤ ـ الملل والنحل للشهرستاني ج١ ، ص٤١٣ ، ط : دارالفکر (١٩٩٩م).

٥ ـ نفس المصدر.

٦ ـ في الملل والنحل (مطروحة).


جثث السمک الصافية النقية التي في الماء الصافي ، فلما راوا ذلک (١) ندموا عل فعلهم وامسکوا عن الباقين. فاذا کان هؤلاء اجسادهم بهذه المثابة من اللطافة فکيف ظنک بالفتية الذين رباهم الحسين بن علي عليهم السلام وصفتهم بالشهادة ، وبلغ بهم اعل مراتب السعادة. وقد تقرر في محله ان الجسد بالرياضية والتصفية وتذهيب الاخلاق يتلون بلون الروح ، کما ان الروح بمتابعة النفس الامارة تتلون بلون الجسد والله اعلم.

__________________

١ـ في الملل والنحل هکذا (وذلک بهم).


(١) عليکم مني جميعا سلام الله ابدا

مابقيت وبقي الليل والنهار

تقديم الخبر (٢) لافادة الحصر ، وجميعا حال من ضمير الجمع ، ويحتمل بعيدا من ضمير النفس اي بلساني وجناني ، وفي اضافة السلام ال الله اشارة ال ان اللائق بهم سلامه تعال ، کما قيل :

«سلام من الرحمن نحو جنابکم

فان سلامي لا يليق بباکم»

وابدا ظرف عامله الاستقرار المحذوف وجوبا وهو الخبر بحسب المعن ، ويحتمل کونه السلام ، وما بقيت اي مدة بقائ وبقاء الليل والنهار فهو تفسير بحسب المعن لابدا ، وما حرفية مصدرية والظرفة مستفادة من المضاف المحذوف ولاتنافي بين نسبة السلام ال الله وکونه من الزائر وناشئا منه کما يقتضية من الابتدائية ، فان المراد انه يطلب من الله ان يديم سلامه عليه ، ويجعله مستمرا دائما فيقول : سلام الله ابدا عليکم ، او انه يسلم عليکم بسلام الله ابدا في حال حياته وبعد وفاته ، فالمراد بسلام الله نحوه ونوعه کما في : سبحان الله اي سبحت نحو تسبيحه اللائق به الذ علمناه والهمناه فکما ان مطلق تسبيحنا لله لايناسب ببابه تعال کذلک مطلق تسليمنا لا يليق بجنابه عليه السلام.

__________________

١ـ يبدو من هذه الفقرة قد سبقها کلام کما في کامل الزيارات هکذا ورد قبل (عليکم مني ...) وبعد (حلت بفنائک) (اناخت برحلک).

٢ ـ وهو الجار والمجرور (عليکم) وهو الان خبر مقدم ، واخر المبتدا وهو (سلام ..) وهو الان مبتدا مؤخر.


يا اباعبدالله ، لقد عظمت الرزية وجلت وعظمت (١) المصيبة

بک علينا ، وعل جميع اهل الاسلام ، وجلت وعظمت مصبيتک

في السلماوات عل جميع اهل السماوت

جدد ندائه لتجديد الحزن وتوفير البکاء عليه فانه لا يذکر عند مؤمن الا وحزنة يتجدد وعبرته تجري (٢).

واللام في لقد لتوطئة القسم اي والله لقد عظمت الرزية ، وهي بفتح الراء المهملة وکسر المعجمة وتشديد الياء (٣) وربما يبقي الهمزة عل حالها فيقال : رزيئة من الرزء وهو المصيبة بفقد الاعزة والاحباب (٤). والمصيبة اعم فانها الامر المکروه الذي يحل بالانسان کالمصابة والمصوبة وکيف لا تعظم علينا وعل جميع اهل الاسلام رزيته ولاتجل مصيبة ، وقد خص بالشهادة الکلية المتضمنة لجميع انواع الرزايا والمصائب ولذا کانت مصيبة اعظم المصائب.

__________________

١ـ (عظمت في کامل الزيارات غير موجودة).

٢ ـ عن ابن خارجة عن ابي عبدالله عليه السلام قال : کنا عنده فذکرنا الحسين بن علي عليهم السلام وعل قاتله لعنة الله فبک ابو عبدالله عليه السلام وبيکنا ، قال : ثم رفع راسه فقال : قال الحسين بن علي عليهم السلام : انا قتيل العبرة لايذکرني مؤمن الابک. (کامل الزيارات ص ١٠٨ ، والبحار ج٤٤ ، ص٢٧٩). وفي حديث اخر عن الامام صادق عليه السلام عن ابائه عليهم السلام قال : قال ابو عبدالله الحسين بن علي عليهم السلام : (انا قتيل العبرة لايذکرني مؤمن الا استعبر). البحار ج٤٤ ، ص٢٨٤.

وفي حديث اخر في البحار ج٤٤ ، ص٢٧٩ ، عن ابي عبدالله عليه السلام قال : قال الحسين بن علي : انا قتيل العبرة قتلت مکروبا ، وحقيق عل الله ان لا ياتيني مکروب قط الا رده الله او اواقلبه ال اهله مسروا.

٣ ـ راجع المصباح المنير للفيو مي ص٢٢٦ ، ط : دارالهجرة.

٤ ـ نفس المصدر.


قال الصادق عليه السلام : (ان اباعبد الله عليه السلام لما مضي بکت عليه السماوات السبع وما فيهن والارضون السبع وما فيهن وما بينهن وما في الجنة والنار من خلق ربنا وما ير وما لاير) (١).

وقال الامام الباقر عليه السلام : (بکت الانس والجن والطير والوحش عل الحسين بن علي عليهم السلام حت ذرفت دموعها) (٢).

وعن جبلة المکية قالت : سمعت ميثم التمار يقول : والله لقتل هذه الامة ابن نبيها في المحرم لعشر يمضين منه وليتخذن اعدء الله ذلک اليوم برکة ، وان ذلک لکائن قد سبق في علم الله ، العلم ذلک بعهد (٣) عهده الي امير المؤمنين عليه السلام ، فلقد اخبرني انه يبکي عليه کل شء حت الوحوش ف الفلوات ، والحيتان في البحار ، والطير في (جو) (٤) السماء وتبکي عليه الشمس والقمر والنجوم والسمائ والارض ، ومؤمنو الانس والجن ، وجميع ملائکة السماوات والارضين ، ورضوان ومالک وحملة العرش ، وتمطر السماء دما ورمادا (٥). (٦)

__________________

١ـ البحار ج٤٤ ، ص٢٨٦ ، ط : المکتبة الاسلامية.

٢ ـ رو هذا الحديث ابن قولويه عن الامام الباقر عليه السلام في کامل الزيارات. عن ام سلمة قالت : ما سمعت نوح الجن الا في الليلة التي قتل فيها الحسين عليه السلام سمعت قائلا يقول :

«الا يا عين فاختلف بجهد

ومن يبکي عل الشهداء بعدي

عل رهط تقودهم المنايا

ال متجبر في ثوب عبد»

(راجع تذکرة الخواص ، ص ٢٤١ لابن الجوزي).

٣ ـ في النسخة الخطية (لعهد) بدل (بعهد).

٤ ـ بين القوسين في المصدر غير موجود.

٥ ـ في النسخة الخطية (رفادا) بدل (رمادا).

٦ ـ ـ تکملة الرواية في علل الشرائع للشيخ الصدوق ج١ ، ص ٢٦٧ ، ط : الاعملي. ثم قال :


والاخبار من هذا القبيل متواترة ، فالتخصيص بالمسلمين واهل السماوات لتاثير هذه المصيبة في قلوبهم اعظم التاثير عل الوضع المعروف ، ولکن تاثيرها ففففي سائر الموجودات عل وضع اخر کما لا يخف عل من تاملسات تدبر ، قال بعضهم :

مصائب سائت کل من کان مسلما

ولکن عيون الفاجرين اقرت

اذا ذکرت نفسي مصيبة کربلا

واشلاء (١) سادات بها قد تقرت

اضاقت فؤادي واستباحت تجارتي

وعظم کربي ثم عيشي امرت

اريقت دماء الفاطميين بالملا

فلو عقلت شمس النهار لخرت (٢)

__________________

(وجبت لعنة الله عل قتلة الحسين عليه السلام کما وجبت عل المشرکين الذين يجعلون مع الله الها اخر وکما وجبت عل اليهود والنصار والمجوس. قالت جيلة : فقلت له : يا ميثم فکيف يتخذ الناس ذالک اليوم الذي قتل فيه الحسين عليه السلام يوم برکه؟

فبک ميثم ثم قال : يزعمون لحديث يضعونه انه اليوم الذي قبل الله فيه توبة داود وانما قبل الله عز وجل توبته في ذي الحجة ، ويزعمون انه اليوم الذي اخرج الله فيه يونس من بطن الحوت وانما اخرج الله عز وجل يونس من بطن الحوت في ذالحجة. ويزعمون انه اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح عل الجودي وانما استوت عل الجودي يوم الثامن عشر من ذي الحجة ، ويزعمون انه اليوم الذي فلق الله تعال دفيه البحر لبني اسرائيل وانما کان ذلک في ربيع الاول ، ثم قال ميثم : يا جبلة اعلمي ان الحسين بن علي عليه السلام سيد الشهداء ويوم القيامة ولاصحابه عل سائر الشهداء درجة ، يا جبلة اذا نظرت السماء حمراء کانها دم عبيط فاعلمي ان سيد الشهداء الحسين قد قتل.

قالت جبلة فخرجت ذات يوم فرايت الشمس عل الحيطان کانها الملاحف المعصفرة فصحت حينئذ وبکيت وقلت : قد والله قتل سيدنا الحسين عليه السلام.

١ـ اشلاء : اي اعضاء ، جمع شلو ـ بالکسر وهو العضو.

٢ ـ هذه الابيات وجدتها ف بحار الانوار ج٤٥ (حياة الامام الحسين عليه السلام) ص ٢٨٠ ، ط : دار التراث العربي


فلعن الله امة اسست اساس الظلم والجور عليکم اهل البيت

هذا تفريح عل عظيم رزئه وجليل مصابه لاستحقاق من رزئه بهذه الرزية واصابه بهذه المصيبة (١) اللعن بحکم العقل (٢) ، والنقل کما في رواية جبلة المشمار اليها عن ميثم التمار حيث قال : وجبت لعنة الله عل قتلة الحسين ، کما وجبت عل اليهود والنصار والمجوس (٣).

فما ذکره بعض علماء العامة (٤) مما يستحي القلم عن تحريره من عدم جواز اللعن عل يزيد بن معاوية لعنه الله عناد بحت وتسويل شيطان ، لا يصغي اليه من شم رائحة الاسلام (٥) ، فکيف بالعلماء الاعلام. وابتدا بلعن من اسس اساس

__________________

١ـ وهي فاجعة الطف التي روعت قلب الحسين عليه السلام وابکت عيون محبيه وانصاره ، وايتمت عياله واطفاله ، وفرحت بها اعداءه وانداده.

٢ ـ ان العقل السليم يحکم ويدرک ـ بان کل من نصب العداء والحرب والقتل (لمحمد) صل الله عليه واله عليهم السلام يستحق اللعنة والعداء والبراءة منهم ، واذا العقل لم يحکم بهذا الحکم فهو مشکوک به.

٣ ـ راجع علل الشرئع للشيخ الصدوق ص ٢٦٧ ، ج١ ، ط : الاعلمي.

٤ ـ هو الغزالي في کتابه (احياء علوم الدين) ج٣ ، ص ١٢١ ـ ١٢٢.

٥ ـ وفي نفس الوقت لم يتوقف العلماء المنصوفون في کفر يزيد وزندقته ولعنه واجمعوا عل لعنه ، منهم :

ا ـ سعد الدين التفتازاني في شرح العقائد النسفية ص ١٨١ ، قال : (والحق ان رضا ـ يزيد ـ بقتل الحسين واهانته اهل بيت رسول الله مما تواتر معناه ، فنحن نتوقف في ايمانه فلعنة الله عليه وعل انصاره وعل اعوانه).


الظلم ، وزرع بذر الجور وهم صنما قريش وجبتاهما (١) واتباعهما ممن

__________________

صاحب کتاب (شفاء الصدور) قد رد عل الذين لم يجيزوا له=عن يزيد کاب حامد الغزالي صاحب کتاب (احياء علوم الدين) فانشا يقول :

(قل لمن لا يجيز لعن يزيد

انت ان فاتنا يزيد يزيد

زادک الله لعنة وعذابا

وله الله ضعف ذاک يزيد)

جـ ـ السمهودِ قال : اتفق العلماء عل جواز لعن من قتل الحسين او امر بقتله او اجازه ، او رضي به.

د ـ سئل ابن الجوزي عن ـ لعن يزيد ـ؟ فقال : (اجاز احمد ـ لعنه ـ ونحن نقول : لا نحبه ، لما فعل بابن بنت نبيا ، وحمله ال رسول الله صل الله عليه واله سابيا ال الشام عل اقتاب الجمال ، وتجريه عل ال رسول الله ، فان رضيتم بهذه المصالحة ، بقولنا : لا نحبه ، والا رجعنا الي اصل الدعو جواز لعنته).

(راجع مرآة الجنان ، ج٨ ، ص٤٩٦ ، ط : حيدر اباد).

١ـ رو الکلين في الکافي ج٨ ، ص ٣٤٢ ، ح١٠ ، عن الحسين بن ثوير وابي سلمة السراج قالا : (سمعنا اباعبدالله عليه السلام وهو يلعن في دبر کل صلاة مکتوبة اربعة من الرجال واربعا من النساء فلان وفلان وفلان ومعاوية ويسميهم ، وفلانة وفلانة وهند وام الحکم اخت معاوية).

ـ ورد في رجال الکشي ص ١٨٠ ، عن الامام الصادق عليه السلام قال : " (نحن معاشر بني هاشم نامر کبارنا وصغارنا بسبهما والبراءة منهما).

ومن اراد التفصل يرجع ال کتاب (نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت) للمحقق الکرکي المعروف بالمقق الثاني.


اعانو هما عل غصب الخلافة من اهلها (١) ، لکونه اول ظالم ظلم حق ال محمد صل الله عليه واله فهو (٢) العلة الاولية الموجبة لوقوع هذه المصيبة العظم ، وحدوث هذه الرزية الکبر (٣) فاستحقا اللعن اولا. وقد ورد في بعض الاخبار انه : (ما من محجمة دم اهريقت الا وفي اعناقهما يوم القيامة) (٤).

وماذا الا لمل قنننا من قوانين يترتب عليها تمام انواع الظلم ،. اسسا من قواعد البدعة في الدين يتفرع عليها جميع انواع المعاصي والجور.

والاساس : اصل البناء بل اصل کل شء کالاس مثلثة (٥) واسست اساس الظلم اي بنت بنيانه.

واهل البيت تصح اما عل النداء (٦) او عل الاختصاص (٧) کما في قوله تعال : (ليذهب عنکم الرجس اهل البيت) (٨).

__________________ ـ ـ ـ ـ

١ـ ومن المعلوم والواضح لکل ذي لب وعقل ، ان الخلافة من بعد الرسون صل الله عليه واله لعلي بن ابي طالب عليه السلام بالنصوص الصريحة من الرسول صل الله عليه واله عل خلافته وولايته. وانه عليه السلام اشار ال احقيته بالخلافة وقدرته واو لوليته ، واشار عليه السلام ال کيفية غصبها من قبل ابن ابي قحافة في خطبته المعروفة بـ (الشقشقية) في نهج البلاغة.

٢ ـ من المناسب ان تکون بصيغة المثن (فهما).

٣ ـ لولا ظلمهما ماوقعت فاجعة الطف الاليمة وماساتها الحزينة.

٤ ـ اخرجه العلامة المجلسي في البحار ج٣٠ ، ص٣٨٣ ، عن الامام الباقر عليه السلام.

٥ ـ راجع الذليل ال فقه اللغة وسر العربية للثعالبي ص ٣٥ ، ط : الاستانة في مشهد.

٦ ـ يعني ان اداة النداء محذوفة وهي (الياء) وبقي المنادي وهو (اهل البيت) ، فکانما تقدير العبارة يکون هکذا (يا اهل البيت).

٧ ـ ان الاختصاص هو کالنداء ولکن النداء يستعمل معه حرف النداء مثل (الياء ...) ، والاختصاص مجرد عن حرف النداء. وفي هذا الخصوص راجع الکتاب النحوية.

٨ ـ سورة الاحزاب : اية ٣٣.


ولعن الله امة دفعتکم عن مقامکم ، وازالتکم عن مراتبکم

التي رتبکم الله فيها

ان قيل : کيف يمکن دفعهم عن مقامهم الذي جعله الله لهم وازالتهم عن مرتبتهم التي قرر ها لهم وقد (بلغ الله بهم اشرف محل المکرمين واعل منازل المقربين وارفع درجات المرسلين حيث لا يلحقه لاحق ولا يفوقه فائق ولا يسبقه سابق ولا يطمع في ادراکه طامع) (١).

قيل عليه لم يعن بالمقام والمرتبة مقام قربهم ومرتبة ولايتهم واستحقاقهم للامامة والخلافة ، فان ذلک مما يمتنع سلبه عنهم بل المراد ما ينبغي لهم بحسب الصورة والظاهر من الخلافة الظاهرية والسلطنة الصورية ، ليطابق الظاهر الباطن ، ويوافق الصورة الباطن.

فقوله : (رتبکم الله فيها) اي بالامر والتکليف دون الجعل والتقدير يعني امر الله الناس بان يرتبوکم في هذه المرتبة ، ويجعلونکم ائمة يهتدون بکم ، ويقتدون باثاراکم ، ويطيعون اوامرکم کما قال : (اطيعوا الله واطيعوا الرسول واول الامر منکم) (٢) ، وقد وصير رسول الله امته بذلک (٣) کله فخالفوه فبدلوا

__________________

١ـ هذا مقطع من الزيارة الجامعة المروية عن الامام الهادي عليه السلام.

٢ـ سورة النساء : اية (٥٩).

٣ـ هذه اشارة ال حديث الثقلين المشهور بين الفريقين وهو : (اني تارک فيکم الثقلين کتاب الله وعترتي اهل بيتي ما ان تمسکتم بهما فلن تضلوا بعدي). وقد اجاد اخونا الاستاذ (فاضل الفراتي) حيث بين عدة فوائد من هذا الحديث في کتابه (عظمة اميرالمؤمنين عليه السلام).


دينه وغيروا سنته (١) فجعلوا هذا المقام لاعداء ذريته رغبة عن مرضاة الله وحرصا عل حطالم الدنيا ، فاستحقوا اللعن الدائم من الله (٢) ورسوله وعباده الصالحين وملائکة المقربين. والفرق بين الدفع والازالة هو الفرق بين الدفع والرفع (٣).

__________________ ـ ـ

١ـ من الواضح للعيان ولاصحاب الاذهان ان سنة رسول الله صل الله عليه واله غيروها وبدلوها وتجاوزوا عليها وعل هذا شواهد کثيرة منها :

أ ـ ما ذکره السيوطي في الدر المنثور ج ٢ ، ص ١٤١ وتاريخ الخلفاء ص ١٢٨ وصحيح مسلم ج١ ، ص ٣٣٥ ، ط مصر : (ان عمر بن الخطاب نه عن المتعتين ، متعة النساء ، ومتعة الحج).

ب ـ ان الرسول صل الله عليه واله کان يبک عل الاموات مثل حمزة .. وياتي عمر بن الخطاب ويکذب عل الرسول الله صل الله عليه واله ويقول : قال الرسول الله صل الله عليه واله : (ان الميت يعذب ببکاء الحي عليه) وهذه مخالفة صريحة لسنته الشريفة. وکذلک من المخالفات لسنته بعد وفاته صل الله عليه واله ان الرسول صل الله عليه واله يحث عل استعمال النورة في ازالة الشعر عن البدن وتنظيفه ، وکان صل الله عليه واله يستعملها ، وقد خالفه عمر بن الخطاب في سنته هذه ، فکان يحلق شعر بدنه بالموس بدلا من النورة. (اخرجه ابن سعد في طبقاته ج٣ ، ص ٢٠٩).

والمتتبع يجد الکثير من المخالفات لسيرة رسول الله صل الله عليه واله في حياته وبعد مماته ، ومن اراد المزيد عليه الرجوع ال کتب القوم منها : (الدر المنثور للسيوطي ، وتاريخ الخلفاء ، وتفسير ابن کثير ، وشرح النهج للمعتزلي ، وصحيح مسلم ، ومسند احمد ، ونور الابصار للشبلنجي ، وغيرها من الکتب).

٢ ـ رو الاربلي في کشف الغمة عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صل الله عليه واله : (احفظوني في عترتي وذريتي فمن حفظني فيهم حفظه الله ، الالعنة الله عل من آذاني فيهم ... ثلاثا).

٣ ـ في النسخة الخطية التي اعتمدنا عليها تعليق في الهامش وهو توضيح الفرق بين الدفع والرفع : ان الدفع علاج الشيء قبل الوقوع ، والرفع علاجه بعد الوقوع. وبعبارة اخر علاج الواقعة قبل الوقوع يسم بالدفع ، وعلاج الواقعة بعد الوقوع يسم بالرفع.


ولعن الله امة قتلتکم ف ولعن الله الممهدين لهم

بالتمکين من قتالکم

الظاهر من القاتل من باشر القتل ، ويمکن ان يندرج فيه مطلق من يسع فيه بل مطلق من يرضي به کما في بعض الاخبار.

والممهد عل بنائ الفاعل المهيئ للاسباب والمسهل للامور في کل باب واصله من المهد وهو موضوع يهيا للصبي ويوطا (١) ، والتمکين اعطاء المکنة والتمکين من الفعل وعدم المنع منه بل المساعدة عليه ، والمراد بهم هنا رؤساء الجور الذين نصبوا العداوة لاهل بيت وحرضوا اتباعهم عل قتالهم وهيئوا لهم اسباب قتلهم ببذل الاموال واعداد الرجال والحث عل القتال ، ويحتمل ان يراد بهم الاتباع والراعية فانه لولا اجتماعهم عل متابعة هؤلاء الطواغيت الفجرة الکفرة وملازمتهم لانقياد اوامرهم لمل حصلت لهم هذه المکنة والسلطنة والقدرة عل مقاتله ال الله المعصومين المخصوصين برسول الله ، وفي حديث الخيط وجابر عن الباقر عليه السلام قال : (يا جابر ما ظنک بقوم اماتوا سنتنا وضيعوا عهدنا ووالوا اعدئنا وانتهکوا حرمتنا وظلمونا حقنا وغصبونا ارثنا واعانوا الظالمين علينا واحيوا سنتهم وساروا بسيرة الفاسقين الکافرين في فساد الدين واطفاء نور الحق) (٢).

__________________

١ ـ راجع المصباح امنير للفيومي ص ٥٨٢.

٢ ـ هذا مقطع من حديث الخيط الذي رواه جابر بن عبدالله الانصاري واخرجه الطبري في نوادر المعجزات ص١٣٥ ، ح١٢ ، وفي مدينة المعاجز ج٤ ، ص٤٣٢ ، ح١٥٧ ، والمجلسي في البحار ج٢٦ ، ص ١٢ ، والبرسي في مشارق انوار اليقين ص ٨٩ ، واليک ملخصه :


برئت ال الله واليکم منهم ، واشياعهم واتباعهم واوليائهم

للايمان جناحان : موالاة اهل بيت النبوة ومعاداة اعدائهم وهي المعتبر عنها بالبراءة ، فکما لا يکون ايمان بدون الولاية کذلک لايکون بدون البراءة (١).

ويحتمل ان يراد بها مطلق الخلو عن محبة اعدائهم فان مع محبتهم لا يتم الولاية کما قال : (صديق عدوي داخل في عداوتي) (٢).

وفي التنزيل : (ومن يتولهم منکم فانه منهم) (٣) ، وفي حديث المختار : (والذي بعث محمدا بالحق لو ان جبرئيل وميکائيل کان في قلبهما شيء ـ اي من محبة الشيخين ـ لاکبهما الله في النار عل وجوههما) (٤) ، ومن في منهم

__________________ ـ

(ان بنب مروان لما کثر استقصاهم بشيعة علي بن الحسين عليهم السلام شکو اليه حالهم فدعا الباقرعليه السلام واخرج اليهم حقا فيه خيط اصفر وامره ان يحر تحريکا لطيفا فصعد السطح وحرکه ، واذا بالارض ترجف وبيوت المدينة تساقطت حت هو من المدينة ستمائه دار ، واقبل الناس هاربين اليه يقولون : اجرنا يابن رسول الله ، اجرنا يا ولي الله ، فقال : هذا دابنا ودابهم يستنقصون بنا ونحن نفنيهم ...).

١ ـ قال السيد عبدالله شبر في شرح الزيارة الجامعة ص ١٥٢ ، ط : مکتبة الامين : (... ان الايمان بهم عليهم السلام لا يتم الامع الکفر بعدوهم والبراءة منه ، وان حبهم لا يجتمع مع حب اعدائهم ، فان المحب من يحب اولياء المحبوب ويبغض اعدائه ، وقد اشار الله تعال ال ذلک بقوله : (فمن يکفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسک بالعروة الوثقي).

٢ ـ اشارة ال حديث الامام علي عليه السلام المروي في نهج البلاغة ، قال : (اعداؤک ثلاثة : عدوک ، وعدو صديقک ، وصديق عدوک).

٣ ـ سورة المائدة : اية (٥١).

٤ ـ راجع السرائر لابن ادريس ج٣ ، ص ٥٦٧ ، والبحار ج٤٥ ، ص ٣٣٩ ، ح٥ ، والعوالم ص ٦٥٣ ، ح١٢.


للمجاوزة کما في قوله تعال : (فويل للقاسية قلوبهم من ذکر الله) (١) اي البراء من محبتهم مجاوزا عنهم ال محبة الله ومحبتکم فتامل ، ومن في قوله تعال : (براءة من الله ورسوله) (٢) لابتداء الغاية اي هذه الايات براءة صدرت من الله تعال. والاشياع : جمع الشيعة (٣).

قال في (ق) (٤) : وشيعة الرجل بالکسر اتباعه وانصاره والفرقة عل حده وتقع عل الواحد والاثنين والجمع والمذکر والمؤنث ال ان قال : والجمع اشياع وشيع کعنب ، فاشياعهم واتباعهم مرادفان ، ويمکن تخصيص الاول بالخواص والمتابعين لهم حذو النعل بالنعل ، والقذة بالقذة ، کما ان اشياع اهل البيت واتباعهم واوليائهم اولياء الله الذين لا خوف عليهم ولاهم يحزنون (٥).

وکيف کان فالمؤمن هو المؤمن بمقام ال الرسول المحب لهم بالسر والعلانية ومن کان کذلک فهو لا محالة محب من خالفکم ، موال لکم ولاوليائکم ، مبغض لاعدائکم) (٦).

__________________

١ ـ سورة الزمر : اية (٢٢).

٢ ـ سورة برائة : اية (١).

٣ ـ لسان العرب لابن منظور ج٧ ، ص ٢٥٨ ، وکذلک مختار الصحاح ص ٣٥٣.

٤ ـ قاموس المحيط للفيروز ابادي.

٥ ـ هذه شارة ال الاية الکريمة في سورة يونس اية (٦٢) : (الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون).

رو علي بن ابراهيم القمي في تفسيره ج٢ ، ص ٥١ ، عن الامام الباقر عليه السلام قال : (رسول الله صل الله عليه واله علي عليه السلام وشيعته عل کثبان من المسک الاذفر عل منابر من نور ، يحزن الناس ولا يحزنون ، ويفزع الناس ولا يفزعون).

٦ ـ هذا مقطع من زيارة الجامعة المروية عن الامام الهادي عليه السلام.


يا اباعبد الله ، اني سلم لمن سالمکم ، وحرب لمن حاربکم

اليوم القيامة

خص النداء بالحسين عليه السلام وعمم الخطاب لسائر اهل البيت لکونه سيد الشهداء والمظلومين مع احتمال الاختصاص في الخطاب ايضا تعضيما وتفخيما لشانه کما في قوله تعال : (وانا له لحافظون) (١) وقوله تعال : (يا ايها الذين امنو کلوا من طيبات ما رزقناکم) (٢) فان عادة العرب خطاب الواحد بالجمع لذلک. والسلم بالکسر المسالم المصالح الراضي بالحکم (٣) ، کما ان الحرب هو المحارب الذي لا يرضي بالحکم ، وال هذا المعن يرجع يرجع سائر المعاني کالمحبة والولاية والانقياد.

وکيف کان فهذا ايضا من الشرائط الايمان کما قال : (يا ايها الذين امنوا ادخلوا ف السلم کافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لکم عدو مبين) (٤) رو ابو بصير عن الصادق عليه السلام انه قال له : اتدري ما السلم؟ قال : لا اعلم ، قال : ولاية علي والائمة الاوصياء من بعده ، قال : وخطوات الشيطان والله ولاية فلان وفلان (٥).

__________________

١ ـ سورة الحجر : اية (٩).

٢ ـ سورة البقرة : الاية (١٧٢). في الخطية والمطبوعةما ذکر الاية بدقة وانما قال : (يا ايها الرسل کلوا ...).

٣ ـ اشار ال هذا المعن احمد بن فارس بن زکريا في کتابه اللغوي ، معجم مقاييس اللغة.

٤ ـ سورة البقرة : اية (٢٠٨).

٥ ـ راجع تفسير علي بن ابراهيم القمي ج١ ، ص ٧٩ ، ط : الاعلمي.


وفي کثير من الاخبار ان النبي صل الله عليه واله قال للحسين وابيه واخيه : (اني سلم لمن سالمکم وحرب لمن حاربکم) (١).

قوله : ال يوم القيامة اي ابدا دائما ، فالغاية داخلة في حکم المغيا فالمسالمة مع المسالم ، والمحاربة مع المحارب مستمرتان ال اخر زمن [مع] (٢) الامکان ، هذا لو فسّرنا اللفظين بما يؤول ال المحبة والعدوة ، والا فلا سلم ولا حرب يوم القيامة.

__________________

١ ـ رو الحافظ رجب البرسي في مشارق انوار اليقين في اسرار اميرالمؤمنين ص ٣١ وص ٥٣ ، ط : الاعلمي عن النبي صل الله عليه واله : (ياعلي حربک حربي وحرب علي حرب الله).

ورو الترمذي في ج٥ ، ص ٣٦٠ ط : بيروت دار الفکر ، قال الرسول صل الله عليه واله لعلي وفاطمة والحسن والحسين : (انا حرب لمن حاربتم).

وايضا رواه الشيخ المفيد في الامالي ص ٢١٣.

٢ ـ بين المعقوفتين في النسخة الخطية غير موجود.


ولعن الله ال زياد وال مروان ، ولعن الله بني امية قاطبة ،

ولعن الله ابن مرجانة ، ولعن الله عمر بن سعدا ، ولعن الله شمرا

انما استحقوا اللعن فهو البعد عن رحمة الله الواسعة والطرد (١) عن ساحة القرب لظلمهم ال محمد الذين هم ابواب الرحمة (٢) ، وبعدهم عن مقام محبتهم عليهم السلام الموجبة للقرب وابتلائهم بعداوتهم الداعية ال صورته الجحيم والعذاب الدائم کما ان القرب صورته الجنة والثواب الدائم ، وبعبارة اخر محبة ال محمد حقيقتها النور وعداوتهم الظلمة المستلزمة للبعد عن مقام حقيقتهم التي هي صرف النور ونور النور ، کما ان حقيقة اعدائهم ظلمات بعضها فوق بعض لا يشوبها نور.

وفي اضافة الاول ال زياد ، ومروان اشارة ال کونهما المنشا لطغيانهم وظلمهم ، والمربين لهم في ذلک کما قيل :

__________________

١ ـ قال الرازي في الصحاح : الاعن : هو الطرد والبعاد من الخير.

٢ ـ بل هم عليهم السلام ابواب الايمان اي لا يعرف الايمان الا منهم ولا يحصل بدون ولايتهم ، بل هم امناء الرحمن ، بل هم اولياء النعم الظاهرة والباطنة والدنيوية والخروية فان بهم تنزل البرکات وتمطر السماوات ، ورو الاصبغ بن نباتة قال : قال امير المؤمنين عليه السلام : (ما بال اقوام غيروا سنة رسول الله صل الله عليه واله وعدلوا عن وصيته لا يتخوفون ان ينزل بهم العذاب ثم تلا هذه الاية (الم تر ال الذين بدلوا نعمة الله کفرا واحلوا قومهم دار البوار * جهنم) ثم قال : نحن النعمة التي انعم الله بها عل العباد وبنا يفوز من فاز). (راجع اصول الکافي ج ١ ، کتاب الحجة ح ١).

وعن ابي يوسف البزاز قال : هي اعظم نعم الله عل خلقه وهي ولايتنا) نفس المصدر ح٣.


اذا کان رب الدار بادف مولعا (١)

فعادة اهل البيت کلهم رقص)

فهما (٢) داخلان في حکم اللعن بهذا اللفظ ايضا ، کما ان فرعون داخل في حکم ال فرعون بلفظه ، قوله قاطبة اي جميعا والاضافة للعهد فلا يردان منکم من کان متشبثا بولاية ال محمد صل الله عليه واله ومستحقا للرحمة قططعا عل ان المراد ببني امية يحتمل ان يکون کل من عادي اهل البيت وان لم ينتموا اليهم بحسب النسب الظاهري.

(وابن مرجانة) هو ابد زياد (٣) اللعين وتخصيصه بالذکر مع دخوله في العموم المتقدم (٤) لاکثيرية ظلمه وطغيانه کما لا يخف عل من تتبع في وقائعه من معاداته لاهل بيت الرسول وحثه عل قتل الحسين واصحابه وبعثه عمر بن سعد (٥) ، وشمرا واشباههما ال کربلاء لذلک ، وهکته عترة الرسول في مجلسه بمکالمات فضيحة ومقالات قبيحة (٦) لعنه الله لعنا وبيلا ابدا دائما ، ويعرف

__________________

١ ـ في بعض المصادر (راقصا).

٢ ـ (زياد ومروان).

٣ ـ هو عبيد الله بن زياد ، ولده في البصرة سنة (٣١هـ). (راجع البيان والتبيان للجاحظ ج٢ ، ص١٣٠).

٤ ـ وهو (ال زياد).

٥ ـ ومن افعاله حاول ابن زياد اغراء عمر بن سعد لقيادة الجيش ضد الامام الحسين عليه السلام حيث وعده بملک الري ، وامر بتوزيع الرواتب عل الجيوش التي خرجت لحرب الامام الحسين عليه السلام ، وقتل ابن زياد مسلم بن عقيل وسب نساء الحسين وفعل ما فعل ...) وللتفصيل راجع (الارشاد ، واللهوف لابن طاووس ، والخصائص الحسينية للشوشتري ، ومقتل الحسين للمقرم).

٦ ـ ومن اقواله القبحية التي خاطب بها السيدة زينب عليها السلام :


بالدعي فان اباه زياد بن سمية کانت امه سمية مشهورة بالزناء (١) ، وولد عل فراش ابي عبيد عبد بني علاج من ثقيف (٢) ، فادع معاوية ان ابا سفيان زنا بام زياد فاولدها زيادا (٣) وانه اخوه فصار اسمه الدع ، وکانت تسمية زياد

__________________ ـ ـ ـ ـ

الحمى الله الذي فضحکم واکذب احدوثتکم!

فقالت زينب عليها السلام لابن زياد : انما يفتضح الفاسق ويکذب الفاجر وهوغيرنا.

وبعد الکلام قال لها ابن زياد : (لفد شفي الله قلبي من طاغيتک الحسين والعصاة المردة من اهل بيتک)!

(وللتفصيل راجع اللهوف ص ٢٠٠).

١ ـ ذکر ابن الاثير في الکامل ج٣ ، ص ٣٠٠ ، ط ١٩٧٨ بيروت : (ان سمية ام زياد کانت لدهقان زندورد بکسکر فمرض الدهقان فدعا الحارث بن کلدة الطبيب الثقفي فعالجه فبرئ فوهبه سمية فولدت عند الحارث ابابکرة واسمعه نفيع فلم يقر به ثم ولدت نافعا فلم يقر به ايضا ، فلما نزل ابو بکرة ال النبي صل الله عليه واله حين حضر الطائف قال الحارث لنافع : انت ولدي وکان قد زوج سمية من غلام له اسمه عبيد وهو رومي فولدت له زيادا).

وقال المسعودي في مروج الذهب ج٣ ، ص٦ : (وکانت سمية من ذوات الرايات بالطائف وکانت تنزله= في محلة يقال لها حارة البغايا).

٢ ـ (قيل : اسمه عبيد الرومي).

٣ ـ وايضا قال ابن الاثير في نفس المصدر السابق : (کان ابو سفيان بن حرب سار في الجاهلية ال الطاائف فنزل عل خمار يقال له ابو مريم السلولي فقال ابو سفيان لاي ميم : قد اشتهيت النساء فالتمس لي بغيا ، قال له : هل لک في سمية؟ فقال : هاتها عل طول ثديها وذفر بطنها. فاتاه بها فوقع عليها فعلقت بزياد ثم وضعته ، وهي کانت في ذمة زوجها الرومي ، واراد معاوية بن ابي سفيان استلحاق زياد بابي سفيان حيث اقام الشهود عل انه من ابي سفيان ، وشهد ابو مريم السلولي عل انه شهد ابا سفيان وهو يتغش سمية ايام الجاهلية).


ابن ابيه ، لانه ليس له اب معروف (١).

قال صاحب کتاب الزام النواصب (٢) قال : واما عمر بن سعد فقد نسبوا اباه سعدا ال غير ابيه ، وانه رجل من بني عذرة وکان خدنا لامه (٣) ، ويشهد بذلک قول معاوية حين قال سعد له : انا احق بهذا الامر منک ، فقال معاوية له : يابي عليک بنو عذرة وضرط له (٤).

__________________

(وللزيادة راجع مروج الذهب ج٣ ، ص ٧ ، وکتاب الفرقة الناجية لسلطان الواعظين ، ترجمة الاخ الفراتي).

١ ـ والبعض يسمونه ابن سمية ، والبعض ابن عبيد ، والبعض ابن ابيه.

٢ ـ الزام النواصب بامامة علي بن ابي طالب عليه السلام من المؤلفات المنسوبة ال الشيخ مفلح بن الحسين بن راشد بن صلاح البحراني من اعلام القرن التاسع الهجري. وهذا الکتاب من مصادر بحار الانوار.

٣ ـ صاحبا لامه. لاحظ معجم مقاييس اللغة.

٤ ـ الزام النواصب ص ١٧١ وص ١٧٢ ، ط ١٤٢٠ تحقيق الشيخ عبدالرضا النجفي.


ولعن الله امة اسرجت والجمت وتنقبت (١) وتهيات لقتالک

السرج (٢) واللجام (٣) معروفان واسرجت والجمت اي جعلوا السرج واللجام عل خيولهم ومراکبهم ، والنقاب (٤) ايضا معروف هو الذي يبدو منه محجر العين ، ومن عادة العرب التنقب اي اخذ النقاب عند المحاربات ، وتهيات أي استعدت باعداد اسلحة الحرب ف والظاهر ان المراد بهم الاتباع من الجيوش والعساکر فانهم مستحقون اللعن کالرؤساء المشار اليهم (٥) ، ويحتمل التعميم للمبالغة ، والتوفير في اللعن.

__________________

١ ـ في کامل الزيارات (تنقبت) غير موجودة.

٢ ـ قال الفيومي في المصباح ص ٢٧٢ : (سرج الدابة ف وتصغيره سريج ، وجمعه (سروج) مثل فلس وفلوس ، واسرجت والفرس بالالف شددت عليه سرجه او عملت له سرجا).

٣ ـ قال الفيومي في المصباح ص ٥٤٩ : (اللجام للفرس قيل عربي وقيل معرب والجمع (لجم) مثل کتاب وکتب ، وتلجمت المراة شدت اللجام في وسطها والجمت والفرس الجاما جعلت اللجام في فيه).

٤ ـ قال الثعالبي في فقه اللغة : (اذا دنت المراة نقابها ال عينيها ، فتلک : الوصوصة فاذا انزلته دون ذلک ال الحجر ، فهو النقاب).

٥ ـ في قوله : (لعن الله ال زياد وال مروان ... وابن مرجانة وعمر بن سعد ، وشمرا).


(١) بابي انت وامي لقد عظم مصابي بک

هذا الترکيب مشتمل عل خبر مقدم ومبتدا مؤخر (٢) ، والباء للتفدية والمتعلق مفدي المحذوف ، او المستفاد من الحرف عل ما قيل ، ولکن الظاهر ان الباء للتعدية کما يقال فديتک بنفسي حيث عدي ال المفعول الاخر بالباء ، فالفعل متعد ال احد المفعولين بالنفس وال النفس بالحرف ، ومن هنا ربما يقال : ان هذا الترکيب في الاصل جملة فعلية اي (افديتک) (٣) بابي وامي يعني اجعلهما فداء لک ووقاية لنفسک ، فجعلت اسمية قصدا ال الدوام والاستمرار کما في (الحمدالله) ، فانت نائب عن الضمير المنصوب فالمراد بالمفدي المفدي له لانفس الفداء ، ولا يلزم في الفداء ان يکون المفدي له افضل منه کما في قوله : (وفديناه بذبح عظيم) (٤) حيث فسر الذبح العظيم بالحسين عليه السلام (٥) اي جعلنا قتله عليه السلام عوضا عن قتل اسماعيل عليه السلام ، فلا يرد اشکال عل قوله عليه السلام في زيارة سائر الشهداء بابي انتم وامي ، عل ان هذا الترکيب کثير ما يستعمل في حق من يراد تعظيمه ، واحترامه مطلقا من باب الکناية من غير ملاحظة معناه الوضعي کما في کثير الرماد (٦) وطويل النجاد (٧).

__________________

١ ـ في زيارة عاشوراء المروية في کتاب کامل الزيارات لابن قولويه فيه قبل هذه الفقرة کلمة وهي (يا اباعبدالله).

٢ ـ المبتدا المؤخر هو (انت) ، والخبر المقدم هو (بابي) يعني هکذا تکون (انت بابي ...).

٣ ـ في النسخة الخطية (افديک) بدل افديتک.

٤ ـ سورة الصافات : اية (١٠٧).

٥ ـ راجع عيون اخبار الرضا عليه السلام باب ١٧ ، ص ٢٠٩ ، وراجع کتاب حول البکاء عل الامام الحسين عليه السلام للشيخ محمد علي دانيشار.

٦ ـ کثير الرماد : کناية عن کثرة الکرم والوجود.

٧ ـ طويل النجاد : کناية عن الشجاعة ، کما قالت الخنساء في رثاء اخيها صخر :


وقد روي ان النبي صل الله عليه واله تکلم بهذه المقالة لبعض اصحابه في بعض غزاوة ، هذا مع احتمال التعليم لشيعة في الزيارة ، او ارادة ان اولياء الحق يتحملون البلايا والزرايا لوقاية اشياعهم عن المکاره في الدنيا والاخرة. کما ورد في بعض الکلمات ان الحسين عليه السلام صار فداء للامة اي لتخليصهم عن النار بالشفاعة التي هي اجر الشهادة وتقديم الاب عل الام من باب تقديم الاعز الاشرف في مقام البذل کما في حديث علي عليه السلام في انفاقه الذهب قبل التبن (١). وفي الفصل بين المعطوف عليه (٢) بالفدي له اشارة ال کمال الاهتمام به ، وعدم الغفلة عنه ، هذا مع المحب وان لم تعظم في نفسها فکيف اذا عظمت في نفسها مثل مصيبة الحسين عليه السلام التي يصغر دونها جميع المصائب ، ولذا ورد ان مصيبة اعظم المصائب ، کيف وقد بکت فيها السماوات السبع وعامروها والارضون السبع وساکنوها وارتج لها العرش وضجت الحافون حوله (٣).

__________________ ـ

(طويل النجاد رفيع العماد

کثير الرماد اذا ما شتا)

١ ـ تاريخ دمشق ج٤٢ ، ص ٤١٤ ، جواهر المطالب ج ١ ، ص ٢٩٧. وهذه شهادة من خصمه معاوية بن ابي سفيان الذي قال : «لو ملک علي بيتا من تبر وبيتا من تبن لانفد تبره قبل تبنه» راجع صوت العدالة الانساية لجورج جرداق ج١ ص ٩٣.

٢ ـ فصل بين المعطوف عليه وهو (ابي) والمعطوف وهو (امي) بالضمير (انت).

٣ ـ راجع کامل الزيارات لابن قولويه القمي ص ٨٨ ، ط : النجف ١٣٥٦.

ورو ابن قولويه في نفس المصدر عن ابي عبدالله عليه السلام قال : (ان الحسين عليه السلام بکت لقتله السماء والارض واحمرتا ولم تبکيا عل احد قط الاعل يحي بن زکريا والحسين بن علي عليهم السلام).

وايضا رو معنعنا عن امير المؤمنين عليه السلام قال الراوي : (نحن کنا جلوس عند امير


فاسل الله الذي اکرم مقامک ، واکرمني بک ان يرزقتي طلب

ثارک مع امام منصور من اهل (١)

بيت محمد صل الله عليه وله

الاکرام : الاعظام والاعزاز (٢) ، اکرم مقامک اي بالشهادة الکلية واکرمني بک اي بمعرفتک ومحبتک وتصديقک ، ان يرزقني اي في زمان الرجعة التي هي من ضروريات مذهب الامامية المدلول عليها بالايات الکثيرة (٣) والاخبار

__________________

المؤمنين عليه السلام بالرحبة اذ طلع الحسين عليه السلام قال : فضحک علي عليه السلام حتي بدت نواجده ، ثم قال : ان الله ذکرا قوما فقال : فما بکت عليهم السماء والارض وماکانوا منظرين ، والذي فلق الحبة وبرا النسمة ليقتلن هذا ولتبکين عليه السماء والارض).

١ ـ في کامل الزيارات (ال) بدل (اهل).

٢ ـ راجع لسان العرب لابن منظور والمصباح.

٣ ـ ومن الايات التي تدل عل الرجعة :

أ ـ قوله تعال في سورة النمل اية (٨٣) : (ويوم نحشر من کل امة فوجا ممن يکذب باياتنا فهم يوزعون).

ب ـ وقوله تعال في سورة النور اية (٥٥) : (وعبدالله الذين امنوا منکم وعملوالصالحات ليستخلفنهم ف الارض کما استخلف الذين من قبلهم وليمکنن لهم دينهم الذي ارتضي لهم وليبدلهم من بعد خوفهم امنا يعبدونن لا يشرکون ب شيئا ومن کفر بعد ذلک فاولئک هم الفاسقون).

جـ ـ وقوله تعال في سورة القصص اية (٥ ـ ٦) : (ونريد ان نمن عل الذين استضعفوا ف الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين * ونمکن لهم ف الارض ونر فرعون وهامان وجنودهما منهم هم الفاسقون).

وکثير من الايات التي تدل عل الرجعة منها اية (٢٤٣) في سورة البقرة ، واية (٢٥٩) في سورة البقرة ، ومن اراد الزيادة عليه بمراجعة تفسير القمي ، وتفسير البرهان.


المتواترة (١) ففي بعضها أن الصادق عليه السلام سئل عن الرجعة أحق هي؟ قال : نعم ، فقيل له : من أول من خرج؟ قال : الحسين عليه السلام عل أثر القائم ، فقلت : ومعه الناس کلهم؟ قال : لا ، بل کما ذکره الله في کتابه : (يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا) (٢). (٣)

مع إمام منصور؛ أي بالايات والجنود من الملائکة والشيعة من الجن والإنس ، والمراد به القائم المنتظر الذي سيظهر بالضرورة من مذهبنا ، وهو محمد بن الحسن العسکري عليهما السلام کما ورد في الأخبار المتواترة (٤) ، فالتنکير للتعظيم والتفخيم کما في قوله تعال : (فقد کذبت رسل من قبلک) (٥) أي رسل عظام لا لعدم التعيين والنکارة ، فالقائل بالمهدوية النوعية منکر للضرورة من مذهب الاثني عشرية.

__________________

١ ـ ومن الاخبار التي تنص عل الرجعة : (عن الامام الصادق عليه السلام قال : اول من تنشق الارض عنه ويرجع ال الدنيا الحسين بن علي عليهما السلام ، وان الرجعة ليست بعامة وهي خاصة لا يرجع الا من محض الايمان محضا او محض الشرک محضا). (راجع البحار ج٣٥ ، باب الرجعة).

ـ وعن الصادق عليه السلام قال : (اول من يرجع ال الدنيا الحسين بن علي عليهم السلام فيملک حت يسقط حاجباه عل عينيه من الکبر). (نفس المصدر)

وللتفصيل راجع : مختصر بصائر الدرجات ، وکتاب الرجعة للاسترابادي ، والبحار ...

٢ ـ النبا : ١٨.

٣ ـ هذه الرواية اخرجها الشيخ حسن بن سليمان الحلي في مختصر بصائر الدرجات ص ٤٨ ، والميرزا الاسترابادي في کتابه الرجعة ص ٩٣.

٤ ـ في هذا الخصوص وردت روايات کثيرة ، ومن اراد فليراجع کتاب مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي ص ١٥٣ ج٢ ، تحقيق الاخ ماجد العطية.

٥ ـ سورةَ فاطر ، اية (٤).


اللهم اجعلني عندک وجيها (١) بالحسين عليه السلام

في الدنيا والآخرة

الوجيه رو الجاه والعز ، قال في النهاية (٢) : وفي حديث عائشة کان لعلي عليه السذم وجه من الناس حياة فاطمة أي جاه وعز فقدهما بعدها (٣). وجيها أي مقربا عندک بالحسين أي بمحبدته ومعرفته ، أو بشفاعته أو برجعتي في رجعته التي تبلغ مدة سلطنته فيها خمسين ألف سنة عل ما ورد في بعض الروايات (٤) ، فالمؤمن العارف بحقه عزيز في الدنيا لما يعط من الکرامة ، والدولة بسبب تقربه إل الحسين عليه السلام وفي الآخرة لما يناله من الدرجات الرفيعة في الجنة ببرکته والحشر في زمرته ، وقد ورد أن شيعتهم معهم ، وفي وداع الجامعة (٥) : (السلام عليکم حشرني الله في زمرتکم وأوردني حوضکم وجعلني في حزبکم وأرضاکم عني ومکنني في دولتکم وأحياني في رجعتکم وملکني في أيامکم ...) ، ومن کلام الصادق عليه السلام : (اللهم أحيي شيعتنا في دولتنا وأبقهم في

__________________

١ ـ وفي زيارة عاشوراء المروية في کامل الزيارات حيث قدم فيها وجيها عل عندک ، يعني هکذا تکون : (اللهم اجعلني وجيها عندک).

٢ ـ النهاية لابن الاثير ج٥ ، ص ١٣٩ ، ط : دار الکتب العلمية.

٣ ـ نفس المصدر ، وصحيح مسلم باب الجهاد.

٤ ـ راجع کتاب الرجعة ، وفي بعض الروايات عن الامام الباقر عليه السلام يقول : (والله ليملکن منا اهل البيت رجل بعد موته ثلاثمائة سنة ، ويزداد تسعا).

٥ ـ زيارة الجامعة ، وللفائدة رجع شرح الزيارة الجامعة لعبد الله شبر رحمه الله بتحقيق الاخ فاضل الفراتي ، ط : مکتبة الامين.


ملکنا ومملکتنا) (١) ، وفي قوله : (عندک) إشارة إل أنه لا اعتناء بالعزة والجاه عند الخلق بل العز الحقيقي هو العز عند الخالق.

__________________

١ ـ اخرجه البرسي في مشارق انوار اليقين ص ١٩٩ ، والمنتخب للطريحي ص ٢٦٨.

وايضا ورد عن الامام الحسين عليه السلام لما وصله خبر استشهاد احد اصحابه قال : (اللهم اجعل لنا ولشيعتنا منزلا کريما ، واجمع بيننا وبينهم في مستقر من رحمتک انک عل کل شيء قدير). (راجع ادب الحسين وحماسته ص ١١٥).


يا أبا عبد الله ، إني أتقرب إل الله ، وإل رسوله ،

وإل أمير المؤمنين ، وإل فاطمة ، وإل الحسن واليک

بموالاتک ، وبالبراءة ممن قاتلک ونصب لک الحرب ،

وبالبراءة ممن أسس أساس الظلم والجور عليکم ،

قد أشار بالترتيب الذکري إل الترتيب الواقعي النفس الأمري کما هو الصحيح فيما ذکروه من ترتيب مراتب المعصومين. نعم ، رتبة فاطمة عليها السلام دون رتبة الأئمة الإثني عشر عليهم السلام عل الأظهر (١) ، کما أن رتبة القائم عليه السلام بعد رتبة الحسين عليه السلام عل ما يظهر من کثير من الروايات (٢) ، واختصاص الحسين عليه السلام بجملة من الأمور للشهادة لا ينافي أفضلية الحسن عليه السلام في رتبة الإمامة والولاية. ويظهر من هذه الفقرة ما قدمنا اليه الإشارة من أن الإيمان لا يستکمل إلا بالولاية والبراءة (٣) ، ولا يتقرب إل الله إلا بالإيمان الکامل عل حسب مراتب الاستعدادات في المعرفة. وفي التکرار إشارة إل أن تجديد ما في الجنان (٤)

__________________

١ ـ تقدمت الادلة عل ان فاطمة الزهراء عليها السلام افضل من سائر الائمة علهم السلام في ص ٤١ وهذا عليه الاکثر ، ولکن هذا غريب من الشارح مع وجود روايات تصرح بافضيلة مولاتنا الزهراء عليها السلام. والشارح نفسه رحمه الله يصرح بهذا وتقدم قوله في ص ٤١ حيث قال : (وقد يقال ان فاطمة بعد رسول الله وامير المؤمنين عليه السلام افضل من سائر الائمة وهو کما تري).

٢ ـ في هذا الخصوص راجع شرح الزيارة الجامعة للشيخ احمد الاحسائي ج٣ ، ص ١٦ ، ط : بيروت ، دار المفيد.

٣ ـ راجع علل الشرائع للصدوق ج١ ، ص ١٦٩ ، باب ١١٩ ، ط : الاعلمي.

٤ ـ اي في القلب وفي الضمير.


وإظهاره باللسان مطلوب في مقام الإيمان ، ليکون الظاهر عنوان الباطن ، والتصدير بندائه عليه السلام (١) مع إظهار التقرب بالجميع لکون المقام مقام زيارته عليه السلام خاصة. ويستفاد من هذه الفقرة أيضا التقرب إل الله وإل رسوله وإل ابنته (٢) وابنها (٣) إلا بمولاة الحسين عليه السلام. ونصب الحرب (٤) : إقامتها وايقاد نارها والعکوف عليها (٥) والوقوف عل لوازمها من القتل والاسر ، قال عليه السلام :

قتل القوم عليا وابنه

حسن الخير کريم الأبوين

خنقا منهم وقالوا أجمعوا

واحشروا النسا عل قتل الحسين

وابن سعد قد رماني عنوة

بجنود کوکوف الهاطلين

__________________

١ ـ اي ابتداء الجملة بالنداء وهو (يا اباعبدالله).

٢ ـ الزهراء سيدة النساء عليها السلام.

٣ ـ الامام الحسن المجتب عليه السلام.

٤ ـ راجع المصباح المنير ص ٦٠٧.

٥ ـ العکوف اي الوقوف ـ الشارح ـ.


 وابرا ال الله وال رسوله ممن اسس اساس ذلک ، وبن عليه

بنيانه ، وجر في ظلمه وجوره عليکم ، وعل اشياعکم ، برئت ال

الله واليکم منهم ، واتقرب ال الله ثم اليکم بموالاتکم ، وموالاة

وليکم ، وبالبراءة من اعدائکم ، والناصبين لکم الحرب ، وبالبراءة من

اشياعهم واتباعهم ، اني سلم لمن سالمکم ، وحرب لمن حاربکم ،

وولي لمن والاکم ، وعدو لمن عاداکم

وجه التکرير والتجديد هو الوجه في تکرير العبادة لله ، فکما نحن محتاجون ال الله في کل ان نظرا ال ان الممکن (١) کما هو مفتقر في حدوثه ال الباري کذلک مفتقر في بقائه اليه ، لتحقق علة الافتقار وهو الامکان في تمام الاطوار فينبغي عدم انفکاکه عن العبادة ، کذلک نحن محتاجون ال اهل البيت عليهم السلام نظرا ال کونهم عليهم السلام ابواب رحمته ووسائل نعمه (٢) ، والادلاء عل مرضاته فلا يمکن عبادة الله عل الوجه المرضي له الا بارشادهم ودلالتهم (٣) ، ولا يکون ذلک الا بتصديقهم واتباعهم ولا يحصل ذلک الا بموالاتهم وموالاة

__________________

١ ـ الممکن : اي المحتاج والمفتقر ال غيره کالانسان بالنسبة ال الله تعال.

٢ ـ کما ورد في الزيارة الجامعة : (.. معدن الرحمة الرحمة ... واولياء النعم ...) وانهم عليهم السلام بهم ينزل الغيث وبهم نرزق وبهم نثاب وبهم نعاقب.

٣ ـ ورد عن الامام الصادق عليه السلام قال : (... وبعبادتنا عبد الله عزوجل ولولانا ما عبد الله). (راجع اصول الکافي ج١ ، کتاب الحجة).

وعن سليم بن قيس عن امير المرمنين عليه السلام قال : (ان الله تبارک وتعال طهرنا وعصمنا وجعلنا شهداء عل خلقه وحجته في ارضه وجعلنا مع القران معنا لا نفارقه ولا يفارقنا).


اوليائهم ومعاداة اعدائهم والبراءة من محاربيهم ومبغضيهم (١) ، فيجب ان يکون ذلک مستمرا في جميع الاحوال.

قال محمد بن مسلم فيما رواه عن احدهما عليهم السلام قلت : انا نر الرجل من المخالفين عليکم له عبادة واجتهاد وخشوع فهل ينفعه ذلک؟ فقال : يا محمد انما مثلنا اهل البيت مثل اهل بيت کانوا في بني اسرائيل فکان لا يجتهد احد منهم اربعين ليلة الا فاجيب وان رجلا منهم اجتهد اربعين ليلة ثم دعا فلم يستجب له فات عيس عليه السلام يشکو اليه ويساله الدعاء له فتطهر عيس عليه السلام وصل ثم دعا فاوحي الله اليه : يا عيس ان عبادي اتاني من غير الباب الذي اوتي منه ، دعاني وفي قلبه شک منک ، فلو دعاني حت ينقطع عنقه وتنتشر انامله ما استجيب له ، فالتفت عيس عليه السلام اليه وقال : تدعو وفي قلبک شک من

__________________

١ ـ هذا المعن ورد في الزيارة الجامعة الشريفة قال عليه السلام :

(اني مؤمن بکم وبما امنتم به ، کافر بعدوکم وبما کفرتم به ، مستبصر بشانکم وبضلالة من خالفکم ، موال لکم ولاوليائکم ، مبغض لاعدائکم ومعاد لهم ف سلم لمن سالمکم وحرب لمن حاربکم ...) ؛ لان موالاتهم عليهم السلام هي موالاة الله سبحانه ، وحبهم عليهم السلام حبه تعال ، وهذا ماصرحت به الزيارة الجامعة : (... من والاکم فقد وال الله ، ومن عاداکم فقد عادي الله ، ومن احبکم فقد احب الله ، ومن ابغضکم فقد ابغض الله ، ومن اعتصم بکم فقد اعتصم بالله).

ويؤکد هذا ما قاله الرسول صل الله عليه واله في الامام علي عليه السلام : (يا علي حربک حربي وحرب علي حرب الله).

وقوله صل الله عليه واله لفاطمة الزهراء عليها السلام : (فاطمة بضعة مني من اذاها فقد اذاني ومن اذاني فقد اذ الله).

(راجع ينابيع المودة للقندوزي ف والامالي للشيخ المفيد ص ٣١٣ ، المجلس الرابع والعشرون ، وتفسير الکبير للفخر الرازي ج٢٧ ، ص ١٦٦).


نبيه؟ قال : يا روح الله وکلمته قد کان والله ما قلته فاسأل الله أن يذهب به عني فدعا له عيس عليه السلام فتفضل الله عليه وصار فيط آهل بيته ، کذلک نحن آهل البيت لا يقبل الله عمل عبد وهو يشک في ولايتنا (١).

وجر في ظلمه أي استمر ، وفي الکامل (٢) وأجر ظلمه ، والمراد بالمؤسس هو يزيد بن معاوية (٣) خاصة أو من سبقه ممن ابتدأ بغصب الخلافة عن أهل بيت النبوة.

__________________

١ ـ راجع البحار ج ٢٧ ، ص ١٩١ ، ح ٤٨ ، وأمالي المفيد ص ٢ ، ح٢ ، ورو مثله الشيخ الصدوق في العلل ج٢ ، ص٣٣٢ ، باب النوادر.

وروي في کتاب صحيفة الأبرار ص ٧٠ قال صل الله عليه وآله : (انظر إل علِي بن أبي طالب عبادة وذکره عبادة ولا يقبل إيمان عبد إلا بولايته والبراءة من أعدائه).

ونقلا عن الخوارزمي قال : إن الرسول صل الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام : يا علي لو عاش عبد عمر نوح تعبد فيه ، وأنفق في سبيل الله ذهبا بقدر جبل آحد ، وحج بيت الله ألف مرة ، وقتل مظلوما بين الصفا والمروة ، ولم يقبل ولايتک فلن يشم رائحة الجنة).

وإل هذا المعن أشار العارف الکبير نصير الدين الطوسي في شعره المعروف :

لو ان عبدا بالصالحات غدا

وود کل نبي مرسل وولي

وصام ماصام صواما بلا ضجر

وقام ما قدم قواما بلا ملل

وحج ما حج من فرض ومن سنن

وطاف ما طاف حاف غير منتعل

وطار في الجو لا ياو ال احد

وغاص في البحر مامونا من البلل

يکسو اليتام من الديباج کلهم

ويطعم الجائعين البر بالعسل

وعاش في الناس الافا مؤلفة

عار من الذنب معصوما من الزلل

ما کان في الحشر عندالله منتفعا

الا بحب اميرالمؤمنين علي

٢ ـ کامل الزيارات لابن قولويه ص ١٧٧ ، ط : النجف.

٣ ـ هو يزيد بن معاوية ، وينسب معاوية ال اربعة رجال عمر بن مسافر ، وعمارة بن الوليد ، والعباس بن عبد المطلب ، ورجل اسود يدع الصباح ، وکانت هند جدة يزيد مغرمة بحب


فاسل الله الذي اکرمني بمعرفتکم ، ومعرفة اوليائکم ،

ورزقني البراءة من اعدائکم ، ان يجعلني معکم في الدنيا والاخرة ،

المراد بمعرفتهم ان يعرف بالدليل ، ويعتقد بالاعتقاد الجازم الذي لا يزول بالتشکيک (انهم اهل بيت النبوة وموضوع الرسالة ومختلف الملائکة ومهبط الوحي ومعدن الرحمة وخزان العلم ومنته العلم واصول الکرم واولياء النعم وعناصر الابرار ودعائم الاخيار ال اخر ما ذکر في الجامعة) (١).

وحاصله : انهم عليهم السلام افضل الخلق بعد محمد صل الله عليه واله الذي لا افضل منه في عالم الامکان ، وبمعرفة اوليائهم ان يعرف ويعتقد کذلک انهم هم الفرقة الناجية (٢) ، وانهم خاصة اهل الجنة ، وانهم هم المفلحون الفائزون يوم القيامة (٣) ،

__________________

السود ، وما نسب معاوية احد ممن يعرف حالها ال ابي سفيان ، لانها وضعته بعد زواجها منه بثلاثة اشهر.

وهند هذه هي التي اکلت کبد الحمزة عم الرسول صل الله عليه واله.

وام يزيد هي ميسون بنت عبد الرحمن بن بجدل الکلبي ، مکنت عبدا لابيها من نفسها ، وحملت بيزيد.

وجده ابو سفيان اعد اعداء الله ورسوله ، وهو الذي قاد الحرب ضد الاسلام والقران في بدر واحد والاحزاب. (راجع ربيع الابرار للزمخشري)

١ ـ هذا مقطع من الزيارة الجامعة ، وللفائدة راجع شروحها.

٢ ـ راجع کتاب الفرقة الناجية لسلطان الواعظين ، ترجمة وتحقيق فاضل الفراتي.

٣ ـ اشارة ال الاية القرانية في النبية (٧) قوله تعال : (ان الذين امنوا وعملوا الصالحات اولئک هم خير البرية) وبخصوص هذه الاية راجع تفسير الدر المنثور للسيوطي ج٦ ، ص ٣٧٩.


وان محبتهم محبة الله وعداوتهم عداوة الله (١). وفي حديث جابر عن الباقر عليه السلام قال : يا جابر عليک بالبيان والمعاني ، قال : فقلت : ومالبيان وما المعاني؟ قال : قال علي عليه السلام : اما البيان فهو ان تعرف أن الله ليس کمثله شء فتعبده ولا تشرک به شيئا ، وأما المعاني فنحن معانيه ونحن جنبه ويده ولسانه وأمره وحکمه وعلمه وحقه اذا شئنا شاء الله ، ويريد الله ما نريد ، ال أن قال : يا جابر أو تدري ما المعرفة؟ المعرفة إثبات التوحيد أولا ثم معرفة المعاني ثانيا ثم معرفة الأبواب ثالثا ثم معرفة الإمام رابعا ثم معرفة الأرکان خامسا ثم معرفة النقباء سادسا ثم معرفة النجباء سابعا (٢).

ويجعله معهم في الدنيا توفيقه لمتابعتهم حذو النعل بالنعل کما هو مقام الشيعة الکامل ، وفي الآخرة حشره معهم في درجتهم کما ورد في الروايات الکثيرة (٣).

__________________

١ ـ إشارة إل الحديث الشريف : (يا علي حربک حربي وحرب علي حرب الله).

٢ ـ البحار ج٢٦ ، ص١٣ ، والقطرة ج ، مناقب الإمام الباقر عليه السلام ص٣٢٨ ، وعيون المعجزات ص٧٨ ولهذه الرواية ذيل طويل.

٣ ـ راجع البحار ج٢٧ ، ص١٠٠ ، ط : طهران.


وأن يثبت لي عندکم قدم صدق في الدنيا والاخرة ،

واساله ان يبلغني المقام المحمود لکم عند الله ،

وان يرزقني طلب ثاري مع امام مهدي ظاهر ناطق منکم ،

الايمان النافع هو ما يموت عليه المرء ولذا لا ينجي المرتد ولا يفلح الا مع التوبظ مطلقا او فط الجملة ، فالثبات عل الايمان هو المطلوب لا مجرده. نعم ، قد يقال : ان الايمان اذا حصل بحقيقته فلا زوال له ، الارتداد کاشف عن عدم تحققه اولا وما ظهر ليس الا صورة من الايمان لا حقيقة لها ، ولکن الحق خلافه کما قرر في محله ، ولبعض الاصحاب في هذه المسالة رسالة مفردة فمن اراد التفصيل فليرجع اليها. والتثبيت : الادامة عل الحالة السابقة وعدم الازاغة ، وفي الدعاء : (اللهم ثبتنا عل دينک ودين نبيک ولاتزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا ...) (١) وفي الجامعة (٢) : (فثبتني الله ابدا ما حييث عل موالاتکم ومحبتکم ودينکم ، وقفني لطاعتکم ، ورزقني شفاعتکم ، وجعلني من خيار مواليکم). وقدم صدق بالاضافة کلسان صدق هوالاثرة الحسنة ، والقدم هو السابقة في الامر (٣) يقال : له قدم في الهجرة اي سابقة ، والاضافة محتملة لتقدير من او في. وامراد بها المحبة الخالصة ، والطاعة التي لا يشوبها عصيان ، کما ان المراد بلسان الصدق هو الذکر الحسن والثناء الجميل ، وتخصيص التثبيت بالدنيا لکونها محل التغير والتبدل ، والمراد بالمقام المحمود الشفاعة الخاصة بهم (٤) ، وفي اضافة الثار ال

__________________ ـ

١ ـ راجع دعاء يوم الجمعة من ادعية الاسبوع.

٢ ـ الزيارة الجامعة المروية عن الامام الهادي عليه السلام وهذا مقطع منها.

٣ ـ راجع المصباح المنير للفيومي ص ٤٩٣.

٤ ـ راجع تفسير القمي ج١ ، ص ٤١٥ ، ط : الاعلمي ، تفسير سورة الاسراء.


ضمير النفس اشارة ال ان کل مؤمن ولي هذا الدم فهو ثاره الذي يطلبه فلا ينافي ذلک اضافته ال ضمير الخطاب (١) لاختلاف الحيثية ، والظاهر : خلاف المستور ، ويحتمل ان يکون بمعن الغالب يقال ظهر عليه اذا غلب عليه.

__________________

١ ـ هذه اشارة ال اختلاف النسخ ، لان في بعض ماصادر الزيارة مثل کامل الزياراة مثل کامل الزيارت بدل (ثاري) (ثارکم).


واسال الله بحقکم ، وبالشان الذ لکم عنده ان يعطينطي

بمصابي بکم افضل ما يعطي مصابا بمصيبة (١) ، مصيبة ما اعظمها

واعظم رزيتها في الاسلام ، وفي جميع السماوات والارض.

حقهم أعظم الحقوق وشأنهم أعل الشؤون ، فالسؤال بهما اقرن بالاجابة ، ويستفاد من حديث سلمان وغيره انه لا يرد دعاء اذا سئل فيه بهم عليهم السلام (٢) ، والمصائب الاول مصدر ميمي بمعن المصيبة والثاني بمعن من اصابته المصيبة وقد تقرر في محله ان زنة المصدر الميمي من المزيد عل زنة اسم المفعول منه ، ومصيبة الثاني اما بدل (٣) او عطف بيان او توکيد لمصابي ، فالاعراب الکسر وکذالو جعلناه تابعا للاول ، ويحتمل النصب عل المفعولية لفعل محذوف (٤). وفي الکامل (٥) بعد قوله بمصيبته «اقول : انا الله وانا اليه راجعون مصيبة ما اعظمها» والاخبار الواردة في عظم اجر المصائب اکثر من ان تحصي.

__________________

١ ـ في بعض النسخ (بمصيبه) بدون هاء الضمير.

٢ ـ ذکر العلامة المجلسي في زالبحار ج١٠ ، ص ٩٢ ، ط : بيروت ، عن الامام علي عليه السلام قال : (صلوا عل محمد وال محمد فان الله عزوجل يقبل دعائکم عند ذکر محمد ...).

واخرج الديلمي عن مسند احمد ج٦ ، ص ٣٢٣ ، ان النبي صل الله عليه واله قال : (الدعاء محجوب حت يصل عل محمد واهل بيته).

٣ ـ بدل من المصيبة الاول ، والبدل يتبع المبدل منه بالاعراب.

٤ ـ ويحتمل ان يکون حکمها النصب عل انها مفعول به لفعل محذوف تقديره (اقول).

٥ ـ کامل الزيارات ص ١٧٧ ، ط : النجف.


قال الباقر عليه السلام : (ان الله اذا احب عبدا اغته بالبلاء غتا وشجه بالبلاء شجا فاذا دعاه قال : لبيک عبدي لئن عجلت لک ما سالت اني عل ذلک لقادر ، ولئن اخرت لک فما ادخرت لک خيرلک) (١).

وقال الصادق عليه السلام : (لو يعلم المؤمن ما له من الاجر في المصائب لتمن انه قرض بالمقاريض) (٢).

وفي روايظ النخعي عن الصادق عليه السلام قال : (من اصيب بمصيبة فليذکر مصابه بالنبي صل الله وعليه واله فانه من اعظم المصائب) (٣).

وفي رواية انه قال : لما اصيب اميرالمؤمنين عليه السلام نع الحسن ال الحسين وهو بالمدائن فلما قرا الکتاب قال : يالها من مصيبة ما اعظمها مع ان رسول الله صل الله وعليه واله قال : من اصيب منکم بمصيبة فليذکر مصابه بي فانه لن يصاب بمصيبة اعظم منها وصدق رسول الله صل الله وعليه واله (٤) فتدبر. فان مصيبة الحسين عليه السلام من جملة مصائب النبي صل الله وعليه واله ، وکذا مصائب غيره من الائمة عليهم السلام ، فمصيبة النبي صل الله عليه واله اعظم المصائب ، ولا ينافيه ان مصيبة الحسين عليه السلام اعظمها.

وقوله : ما اعضمها وصف لمصيبة عل تقدير مقول في حقها فان فعل التعجب انشاء ، والجملة الانشائية لا تقع صفة کما لا تقع خبرا عل المشهور بين النحاة (٥) نظرا ال ان الخبر ما يحتمل الصدق والکذب ، والانشاء لايکون ثابتا في نفسه

__________________ ـ

١ ـ راجع اصول الکافي ج ٢ ، ص ١٩٧ ، ح ٧.

٢ ـ نفس المصدر ص ١٩٨ ، ح ١٥.

٣ ـ راجع وسائل الشيعة للحر العاملي ج٦ ، ص ٣١٤.

٤ ـ اصول الکافي ج٣ ، ص ٢٢٠.

٥ ـ راجع قطر الندي ، وکتاب شرح ابن عقيل ، والنحو الوافي.


فلا يثبت لغيره.

وفي الوجهين نظر فان الحد المذکور حد للمقابل للانشاء لا لخبر المبتدا والغرض من الکلام الطلبي وهو ثابت في نفسه وغير الثابت هو المطلوب. نعم ، هذا الطلب قائم بالمتکلم وليس من احوال المبتدا وانما المقصود من ذکر الخبر بيان حال من احوال المبتدا ليکون جزء متما للفائدة.

قال بعض المحققين قدس سره : فاذا قلت : زيد اضربه فطلب الضرب صفة قائمة بالمتکلم وليس حالا من احوال زيد الا باعتبار تعلقه به او کونه مقولا في حقه او استحقاقه ان اضربه زيد مطلوب ضربه او تقول في حقه ذلک. وهو جيد متين کما لا يخف.


اللهم اجعلني في مقامي هذا ممن تناله منک صلوات ورحمة

ومغفرة. اللهم اجعل محياي محيا محمد وال محمد ،

ومماتي ممات محمد وال محمد.

مقامي اي لزيارة الحسين. تناله من النيل وهو الاصابة (١). يقال : نال خيرا اذا اصابه ، والامر منه نل بفتح النون کما في المجمع (٢) ، لا من النوال وهو الاجر والحظ ومنه النوال للعطاء (٣) والفعل منه نال ينول والامر نل بضم النون.

ممن تناله اي من الذين يستحقون ذلک بالمحبة والمعرفة بحقهم فان زائري الحسين العارفين بحقه تنالهم من الصلوات والرحمة والمغفرة ما لا يحصي ، کما لا يخف عل من تتبع الاخبار الواردة في باب زيارته (٤) ، ففي جملة منها : ان من زار الحسين عليه السلام کان کمن زار الله فوق عرشه (٥). وفي بعضها کتبه الله في عليين (٦). وفي بعضها : غفر الله له جميع ذنوبه ولو کانت مثل زبد

__________________ ـ

١ ـ راجع لسان العرب والصحاح.

٢ ـ مجمع البحرين للطريحي.

٣ ـ راجع المصباح المنير للفيومي ص ٦٣١.

٤ ـ راجع کامل الزيارات لابن قولويه ، وکتاب البحار وکتاب نور العين في المشي ال زيارة الحسين عليه السلام للاصطهباني.

٥ ـ راجع البحار ج ٠١ ونور العين في المشي ال زيارة الحسين عليه السلام : عن الحسين بن محمد القمي عن ابي الحسن الرضا عليه السلام قال : (من زار قبر ابي عبدالله عليه السلام بشط الفرات کان کمن زار الله فوق عرشه).

٦ ـ راجع کامل الزيارات ص ١٤٧ ، ط : النجف ، عن عيينة بياع القصب عن ابي عبدالله عليه السلام قال :

(من ات قبرالحسين عليه السلام عارفا بحقه کتبه الله في اعل عليين).


البحر ، فاستکثروا من زيارته غفرالله لکم ذنوبکم (١). وفي بعضها : اعقته الله من النار (٢) ، وامنه يوم الفزع الاکبر (٣) ، ولم يسال الله حاجة من حوائج الدنيا والاخرة الا اعطاه (٤) ، وفي بعضها : انه افضل ما يکون من الاعمال (٥) ، وفي بعضها : ان زوار الحسين يدخلون الجنة قبل الناس باربعين عاما وسائر الناس في الحساب (٦) ، وفي بعضها : ما من احد يوم القيامة الاوهو يتمن انه من زوار

__________________

١ ـ راجع کامل الزيارات ص ١٣٨ ، منها : عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحي عن ابن مسکان عن ابي عبدالله عليه السلام قال : (من ات قبرالحسين عليه السلام عارفا بحقه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تاخر).

٢ ـ راجع نور العين ، عن جابر ، عن ابي جعفر عليه السلام قال : قال اميرالمؤمنين صلوات الله عليه ـ في حديث ـ ان رسول الله صل الله وعليه بک بکاء شديدا فلم يساله احد منا احلالا واعظاماله ، فقال له الحسين : لم بکيت؟ فقال : يا ابة فما لمن زار قبورنا عل تشتتها؟ فقال : يا بن اولئک طوائف من امتي يزورونکم فيلتمسون بذلک البرکة وتلقاه الملائکة بالبشارة يقال له : لا تخف ولا تحزن هذا يومک الذي فيه فوزک.

٣ ـ راجع البحار ج١٠١ ، عن زرارة قال : قلت لابي جعفر عليه السلام : ما تقول فيمن زار اباک عل خوف؟ قال : يؤمنه الله يوم الفزع الاکبر وتلقاه الملائکة بالبشارة ويقال له : لا تخف ولا تحزن هذا يومک الذي فيه فوزک.

٤ ـ راجع نورالعين ص ١٤٩ ، عن علي بن الحسين عليهم السلام قال : غفر الله له ـ لزائر الحسين عليه السلام ـ ذنوبه ويقضي حوائجه ، ثم قال : تقضي له الف حاجة ؛ ستمائة حاجة للاخرة واربعنائة للدنيا.

٥ ـ راجع کامل الزيارات ص ١٤٦ ، ط : النجف ، عن ابي خديجة عن ابي عبدالله قال : سالته عن زيارة قبر الحسين عليه السلام ، قال : (افضل ما يکون من الاعمال).

٦ ـ راجع کامل الزيارات ص ١٣٧ ، عن زرارة قال : سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول : ان لزوار


الحسين بن علي عليهم السلام لما يري لما يصنع بزوار الحسين عليه السلام من کرامتهم عل الله (١).

والتنکير في الالفاظ الثلاثة (٢) للتعظيم ، او التکثير ، او النوعية ، والفرق بينها ان الصلوات تختص بمن لا ذنب له والمغفرة بمن له ذنب والرحمة تشملها (٣) فليتامل.

وفي بعض الاخبار : من ات قبر الحسين عليه السلام ماشيا کتب الله له بکل خطوة الف حسنة ومحا عنه الف سيئة ورفع له الف درجة (٤).

قوله (محياي محي ..) اي حياتي مثل مماتهم في استحقاق الصلاة والرحمة والفوز بالسعادات الدائمة.

قال الطريحي (٥) : قوله محياي ومماتي لله : قد يفسران بالخيرات التي تقع في حال الحياة منجزة والتي تصل ال الغير بعد الموت کالوصية للفقراء بشيء ، او معناه ان الذي اتيته في حياتي واموت عليه من الايمان والعمل الصالح لله خالصا.

__________________ ـ

الحسين بن علي عليهم السلام يوم القيامة فضلا عل الناس ، قلت : وما فضلهم؟ قال : يدخلون الجنة قبل الناس باربعين عاما وسائر الناس في الحساب والموقف.

١ ـ راجع کتاب نور العين وکامل الزيارات ، عن عبدالله الطحان ، عن ابي عبدالله عليه السلام قال : سمعته وهو يقول : مامن احد يوم القيامة الا وهو يتمن انه من زوار الحسين لمل ير مما يصنع بزوار الحسين عليه السلام من کرامتهم عل الله تعال.

٢ ـ وهي (صلوات ورحمة ومغفرة).

٣ ـ يعني ان الرحمة اعم من الصلاة والمغفرة لانها تشمل المذنب وغيره.

٤ ـ راجع ثواب الاعمال للصدوق ، وکامل الزيارات.

٥ ـ في کتابه مجمع البحرين.


وفي رواية عن النبي صل الله وعليه واله قال : (من سره ان يحي حياتي ويموت مماتي ويدخل جنة عدن قضب غرسه ربي بيده فليتول عليا والاوصياء من بعده وليسلم لفضلهم فانهم الهداة المرضيون) (١).

فهما (٢) مصدارن ميميان ويحتمل کونهما اسمي زمان اي اجعلني بحيث احي في زمان حياتهم وهو زمان الرجعة (٣) واموت في زکمان مماتهم اي عند رفعهم ال السماء بعد انقضاء الدنيا ، فليتامل.

__________________ ـ

١ ـ واخرج القندوزي بلفظ اخر ينابيع المودة ص ١٥١ ، الباب ٤٣ : (قال رسول الله صل الله وعليه واله : «من سره ان يحي حياتي ويموت مماتي ويسکن جنات عدن التي غرس فيها قضيبا ربي ، فليوال عليا وليوال وليه ، وليقتد بالئمة من ولده من بعده ، فانهم فانهم عترتي خلقوا من طينتي ، وزرقوا فهما وعلما ، وويل للمکذبين بفضلهم من امتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا انالهم الله شفاعتي».

٢ ـ محياي ومماتي.

٣ ـ لقد تقدمت الاشارة ال الايات والروايات التي عل الرجعة.


اللهم ان هلاا يوم تبركت به بنو امية وابن أكلة اكباد ،

اللعين ابن اللعين ، عل لسانک ولسان نبيک صل الله عليه واله

في کل موطن وموقف وقف فيه نبيک صل الله عليه واله.

ان هذا اي هذا اليوم المسمي بعاشوراء يوم تبرکوا به لمکان قتل الحسين عليه السلام ، وفي الکامل (١) : (اللهم ان هذا يوم تنزل فيه اللعنة عل ال زياد وال امية وابن آکلة الاکباد الخ).

فيا عجبا کيف تبرکوا بهذا اليوم وهو يوم مصيبة وحزن ، وقد قتلوا فيه سبط الرسول ، وسبوا نسائه ، وانتهبوا ثقله. وکانت اهل الجاهلية فيما مضي يحرمون فيه الظلم والقتال؟

قال الرضا عليه السلام : (من ترک السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضي الله له حوائج الدنيا والاخرة ، ومن کان يوم عاشوراء يوم مصيبة وحزنه بکائه جعل الله يوم القيامة يوم فرحه وسروره ف وقرت بنا في الجنان عينه ، ومن سم يوم عاشوراء يوم برکة وادخر فيه لمنزله شيئا لم يبارک له فيما ادخر ، وحشر يوم القيامة مع يزيد وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد لعنه الله (٢) ال اسفل درک من النار) (٣).

وفي رواية عبدالله بن الفضل قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : يابن رسول الله کيف صار يوم عاشوراء يوم مصيبة وغم وجزع وبکاء دون اليوم الذي قبض فيه

__________________

١ ـ کامل الزيارات ص ١٧٨ ، ط : النجف.

٢ ـ في الاصل (لعنهم الله).

٣ ـ نقل هذه الرواية صاحب مفاتيح الجنان في مفاتيحه ص ٣٧٤ عن کامل الزيارات.


رسول الله صل الله عليه واله ، واليوم الذي ماتت فيه فاطمة واليوم الذي قتل امير المؤمنين عليه السلام واليوم الذي قتل فيه الحسن بالسم؟ فقال : ان يوم قتل الحسين عليه السلام اعظم مصيبة من جميع سائر الايام (١) ، وذلک ان اصحاب الکساء الذين هم کانوا اکرم الخلق عل الله کانوا خمسة فلما مضي عنهم النبي صل الله عليه واله بقي اميرالمؤمنين وفاطمة والحسن والحسين فکان فيهم للناس عزاء وسلوة ، فلما مضي الحسن کان للناس في الحسين عزاء وسلوة ، فلما قتل الحسين عليه السلام لم يکن بقي من اصحاب الکساء احد للناس فيه بعده عزاء وسلوة فکان ذهابه کذهاب جميعهم کما کان بقائه کبقاء جميعهم ، فلذلک صار يومه اعظم الايام مصيبة. ال ان قال : قال عبدالله بن الفضل ، فقلت له : يابن رسول الله صل الله عليه واله فکيف سمت العامة يوم العاشوراء يوم برکة؟ فبک ثم قال : لما قتل الحسين عليه السلام تقرب الناس بالشام ال يزيد فوضعوا له الاخبار ، واخذوا عليها الجوائز من الاموال فکان مما وضعوا له امر هذا اليوم وانه يوم برکة ليعدل الناس فيه من الجزع والبکاء والمصيبة والحزن ال الفرح والسرور والتبرک (٢) ، حکم الله بيننا وبينهم) (٣).

وآکلة الاکباد هي هند ام معاوية ارادت ان تاکل کبد حمزة عم الرسول صل الله عليه وله

__________________

١ ـ ويدل عل هذا قول الامام الصادق عليه السلام : (لايوم کيومک يا با عبدالله).

وقول الامام رضا عليه السلام : (فعل مثل الحسين فليبک الباکون ان يوم الحسين اقرح جفوننا واذل عزيزنا بارض کرب وبلاء).

٢ ـ اشار ال هذا المعن احد اشعراء بقوله :

(کانت ماتم بالعراق تعدها

امية بالشام من اعيادها)

٣ ـ اخرج هذه الرواية الشيخ الاجل الصدوق في علله ج ١ ص ٢٦٤ ، ط : الاعملي.


وحکايتها المعروفة (١) ، والمراد بابنها في هذه الفقرة يزيد بن معاوية لا معاوية ، لانه لم يکن حيا في هذه الوقعة (٢) ، واللعين الاول وصف ليزيد ، والثاني لابيه معاوية او ابي سفيان وکانا ملعونين عل لسان النبي صل الله عليه واله (٣) ف کما کان يزيد لعينا لاهل السماوات والارض. ومن کلام الحسن عليه السلام في مجلس معاوية ، وانتم في رهط قريب من عدة اولئک لعنوا عل لسان رسول الله صل الله عليه واله ، فاشهد لکم واشهد عليکم انکم لعناء الله عل لسان نبيه صل الله عليه واله کلکم (٤). وانشدکم بالله هل تعلمون ان رسو الله بعث اليک لتکتب (له) (٥) لبني خزيمة؟

__________________

١ ـ راجع السيرة الحلبية ج٢ ، ص ٢٤٤ ، ... (لما جاءت هند بنت عتبة ال مصرع حمزة فمثلت به وحدعت انفه وقطعت اذنيه ومذاکيره ، ثم جعلت ذلک کالسوار في يديها وقلائد في عنقها ، وانها يقرت بطن حمزة واستخرجت کبده فلاکتها ، فلم تستطع ان تسيغها فقال النبي زصل الله عليه واله لما بلغه اخرجها کبد حمزة : هل اکلت منه شيئا؟ قالوا : لا ، قال صل الله عليه واله : ان الله قد حرم عل النار ان تذوق من لحم حمزة شيئا ابدا.

وقال الامام الصادق عيله السلام : ابي الله ان يدخل شيئا من بدن حمزة النار.

٢ ـ وهي معرکة الطف الخالدة التي وقعت في عام (٦١هـ) بين الحق المتجسد بالامام الحسين عليه السلام ، والباطل الکفر المتجسد بيزيد واعوانه الظلمة.

٣ ـ ذکر ابن ابي الحديد المعتزلي في شرح النهج ج٤ ، ص ٧٩ ، ط : دار احياء الکتاب العربي : (رو شيخنا ابو عبد الله البصري المتکلم عن نصره بن عاصم الليثي عن ابيه قال : اتيت مسجد رسول الله صل الله عليه واله والناس يقولون : نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله فقلت : ما هذا؟ قالوا : معاوية قام الساعة فاخذ بيد ابي سفيان فخرجنا من المسجد فقال رسول الله صل الله عليه واله : لعن الله التابع والمتبوع رب يوم لامتي من معاوية ذي الاستاه.

وقال : رو العلاء بن حريز القشيري ان رسول الله صل اله عليه واله قال لمعاوية : لتتخذن يا معاوية البدعة سنة والقبح حسنا اکلک کثير وظلمک عظيم

٤ ـ في المصدر : کلکم اهل البيت.

٥ ـ بين القوسين في المصدر غير موجود.


(١) ال ان قال : انشدکم الله هل تعلمون ان ما اقول حق (٢) انک يا معاوية کنت تسوق بابيک عل جمل احمر ، ويقوده اخوک هذا القاعد ، وهذا يوم الاحزاب ، فلعن رسول الله القائد والراکاب والسائق فکان ابوک الراکب وانت يا ازرق السائق واخوک هذا القاعد القائد. ثم (قال) (٣) : انشدکم بالله هل تعلمون ان رسول الله لعن ابا سفيان في سبعة مواطن؟

اولهن : حين خرج من مکة ال مدينة ، وابو سفيان جاء من الشام فوقع فيه ابو سفيان فسبه واو عده وهم ان يبطش به ، ثم صرفه الله (٤) عنه.

والثاني : يوم العير حيث طردها ابو سفيان ليحرزها من رسول الله.

والثالث : يوم احد ، يوم قال رسول الله : (الله مولانا ولا مول لکم) ، وقال ابو سفيان : (لنا العز ولا عز لکم) ، فلعنه الله وملائکته ورسوله والمؤمنون اجمعون.

والرابع : يوم حنين ، يوم جاء ابو سفيان يجمع قريش وهوازن ال اخر الحديث وهو طويل (٥).

__________________ ـ

١ ـ «بني خزيمة ، حين ااصابهم خالد بن الوليد ، فانصرف اليه الرسول فقال : هو ياکل ، فاعاد الرسول اليک ثلاث مرات ، کل ذلک يتصرف الرسول ويقول هو ياکل ، فقال رسول الله : «اللهم لاتشبع بطنه ، فهي والله في نهمتک واکلک ال يوم القيامة».

٢ ـ في المصدر : (انما اقول حقا ...).

٣ ـ بين القوسين في المصدر غير موجود.

٤ ـ في المصدر (الله عزوجل عنه).

٥ ـ (وجاء عيينة بغطفان واليهود فردهم الله عزوجل بغيظهم لم ينالوا خيرا هذا قول الله عزوجل له في سورتين في کلتيهما يسمي ابا سفيان واصحابه کفارا ، وانت يا معاوية يومئذ


اللهم العن ابا سفيان ، ومعاوية بن ابي سفيان (١) ، ويزيد بن

معاوية ، عليهم منک (٢) اللعنة ابد الآبدين

الاخبار في فضل اللعن عل اعداء ال الرسول سيما قتلة ذريته متواترة : ففي رواية الريان بن شبيب عن الرضا عليه السلام : (يابن شبيب ان سرک ان تسکن الغرف المبنية في الجنة فالعن قتلة الحسين) (٣).

__________________

مشرک عل راي ابيک بمکة ، وعلي يومئذ مع رسول الله وعل رايه ودينه.

والخامس : قول الله عزوجل : (والهدي معکوفا ان يبلغ محله) وصددت انت وابوک ومشرکوا قريش ، رسول الله صل الله عليه واله فلعنه الله لعنة شملته وذريته ال يوم القيامة.

والسادس : يوم جاء ابو سفيان بجمع قريش ، وجاء عيينة بن حصن ابن بدر بغطفان ، فلعن ورسول الله القادة والاتباع والساقة ال يوم القيامة فقيل : يارسول الله اما في الاتباع مؤمن؟ فقال : لا تصيب اللعنة مؤمنا من الاتباع ، واما القادة فليس فيهم مؤمن ولا مجيب ولاناج.

والسابع : يوم الثنية ، يوم شد عل رسول الله اثني عشر رجلا ، سبعة منهم من بني امية ، وخمسة من سائر قريش ، فلعن الله تبارک وتعال وروسله من حل الثنية غير النبي وسائقه وقائده. (راجع الاستيعاب بذيل الاصابة ج٤ ، ص ٨٧).

١ ـ في کامل الزيارات (وعل يزيد بن معاوية).

٢ ـ (عليهم منک) هذه غير موجودة في کامل الزيارت.

٣ ـ وهذا نص الرواية عن البحار ج ٤٤ ، ص ٢٨٥ :

عن الريان بن شبيب قال : دخلت عل الرضا عليه السلام في اول يوم من المحرم فقال لي : ياابن شبيب اصائم انت؟ فقلت : لا ، فقال : ان هذا اليوم الذي دعا فيه زکريا ربه عزوجل فقال : (رب هب ل من لدنک ذرية طيبة انک سميع الدعاء) فاستجب الله له وامر الملائکة فنادت زکريا وهو قائم يصلي في المحراب ان الله يبشرک بيحي فمن صام هذا اليوم ثم دعا


وفي رواية الفضل عنه عليه السلام : (من نظر ال الفقاع او ال الشطرنج فليذکر الحسين عليه السلام وليلعن يزيد وال يزيد ، يمحو الله بذلک ذنوبه ولو کانت کعدد النجوم) (١).

وفي الرواية عن النبي صل الله عليه واله قال : (الا ولعن الله قتلة الحسين عليه السلام ومحبيهم وناصريهم والساکتين عن لعنهم من غير تقية تستکهم) (٢).

__________________

الله عز وجل استجاب الله له کما استجاب لزکريا عليه السلام ، ثم قال : يا ابن شبيب ان المحرم هو الشهر الذي کان اهل الجاهلية فيما مضي يحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته فما عرفت هذه الامة حرمة شهرها ولا حرمة نبيها ، لقد قتلوافي هذا الشهر ذريته وسبوا نساءه وانتهبوا ثقله فلا غفرالله لهم ذللک ابدا ، ياابن شبيب ان کنت باکين لشيء فابک للحسين بن علي بن ابي طالب عليه السلام فانه ذبح کما يذبح الکبش وقتل معه من اهل بيته ثمانية عشر رجلا ما لهم في الارض شبيهون ولقد بکت السماوات سبع والارضون لقتله ولقد نزل ال الارض من الملائکة اربعة الاف لنصره فوجدوه قد قتل فهم عند قبره شعث غبر ال ان يقوم القائم فيکونون من انصاره وشعارهم يا لثارات الحسين ، ياابن شبيب لقد حدثني ابي عن ابيه عن جده انه لما قتل جدي الحسين امطرت السماء دما وترابا احمر ، يا ابن شبيب ان بکيت عل الحسين حت تصير دموعک عل خديک غفرالله لک کل ذنب عليک فزر الحسين عليه السلام ، ياابن شبيب ان سرک ان تسکن الغرف المبنية في الجنة مع النبي صل الله عليه واله فلعن قتلة الحسين ، ياابن شبيب ان سرک ان يکون لک من الثواب مثل مثل ما لمن استشهد مع الحسين فقل مت ما ذکرته : ياليتني کنت معهم فافوز فوزا عظيما ، ياابن شبيب ان سرک ان تکون معنا في الدرجات العل من الجنان فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا وعليک بولايتنا فلو ان رجلا تول حجرا لحشره الله معه يوم القيامة).

١ ـ راجع البحار ج ٤٤ ، ص ٢٩٩ الرواية ٢ ـ الباب ٣٦

٢ ـ البحار ج ٤٤ ، ص ٣٠٤ ، الرواية ١٧ ـ الباب ٣٦ ، واليک نص الرواية :


وهذا يوم فرحت به ال زياد وال مروان بقتلهم الحسين

صلوات الله عليه ،

ونسخة الکامل (١) خالية عن هذه الفرقة ولکنها موجودة في اثر الکتب ، وحکايات فرحهم بقتل الحسين عليه السلام سيما حين ورود اهل بيته الکوفة مشهورة مسطورة في کتب المقاتل (٢). لعنهم الله فقد حمدوا الله وشکروه عل قتله بقولهم لأهل البيت عليهم السلام : الحمد لله الذي قتلکم وأهلککم وأراح البلاد من رجالکم وأمکن أمير المؤمنين يزيد منکم : وقال ابن زياد لزينب عليها السلام : الحمد لله الذي فضحکم وأکذب أحدوثتکم ، وقال لما صعد المنبر : الحمد لله الذي أظهر الحق وأهله ونصر أمير المؤمنين وأشياعه وقتل الکذاب ابن الکذاب (٣).

__________________

قال رسول الله صل الله عليه واله : لما نزلت : (واذا اخذنا ميثاقکم لا تسفکون) الاية في اليهود اي الذين نقضوا عهد الله وکذبوا رسل الله وقتلوا اولياء الله ، افلا انبئکم بمن يضاهيهم من يهود هذه الامة؟ قالوا : بل يا رسول الله ، قال : قوم من امتي ينتحلون انهم من اهل ملتي يقتلون افاضل ذريتي واطائب ارومتي يبدلون شريعتي وسنتي ويقتلون ولدي الحسن والحسين کما قتل اسلاف اليهود زکريا ويحي ، الا وان الله يلعنهم وکما لعنهم ويبعث عل بقايا ذراريهم قبل يوم القيامة هاديا مهديا من ولد الحسين المظلوم يحرقهم بسيوف اوليائه ال نار جهنم ، الا لعن الله قتلة الحسين عليهم السلام ومحبيهم وناصريهم والساکتين عن لعنهم من غير تقية يسکتهم الا وصل الله عل الباکين عل الحسين رحمة وشفقة والاعنين لاعدائهم والممتلئين عليهم غيظا وحنقا ، الا وان الراضين بقتل الحسين شرکاء قتلته ، الا وان قتلته واعوانهم واشياعهم والمقتدين بهم براء من دين الله.

١ ـ راجع کامل الزيارات ص ١٧٨ ، ط : النجف.

٢ ـ راجع الدمعة الساکبة ومقتل المقرمص ٣١٠ ، واللهوف ص ٨١.

٣ ـ اللهوف لابن طاووس ص ٢٠١ ـ ٢٠٣ ، مقتل المقرم ص ٣٢٤ ـ ٣٢٧.


اللهم فضاعف عليهم اللعن منک والعذاب الاليم.

اللهم اني اتقرب اليک في هذا اليوم ، وفي موقفي هذا ،

وايام حياتي ، بالبراءة منهم ، واللعنة عليهم ، وبالموالاة

لنبيک وال نبيک عليه وعليهم السلام.

وفي الکامل (١) : (اللهم فضاعف عليهم اللعنة ابدا بقتلهم (٢) الحسين اني اتقرب اليک في هذا اليوم في موقفي هذا وايام حياتي بالبراءة منهم وباللعن عليهم وبالموالاة لنبيک واهل بيت نبيک صل الله عليه ...).

دعا عليهم بمضاعفة اللعن والعذاب ليکون عذابهم مثل عذاب جميع اهل النار ، لما روي عن النبي صل الله عليه واله انه قال : (ان قاتل الحسين بن علي عليه السلام في تابوت من نار عليه نصف عذاب اهل الدنيا ، وقد شد يداه ورجلاه بسلاسل من نار منکس في النار حت يقع في قعر جهنم وله ريح يتعوذ اهل النار ال ربهم من شدة نتنه ، وهو فيها خالد ذائق العذاب الاليم مع جميع من شايع عل قتله ، کلما نضجت جلودهم بدل الله عليهم الجلود حت يذوقوا العذاب الاليم ، لا يفتر عنهم ساعة ويسقون من حميم جهنم ، فالويل لهم لهم عذاب النار) (٣).

وفي رواية عنه صل الله عليه واله قال : (ان في النار منزلة لم يکن يستحقها احد من الناس الا بقتل الحسين بن علي ويحي بن زکريا) (٤).

__________________

١ ـ راجع کامل الزيارات ص ١٧٨.

٢ ـ في الاصل (لقتلهم).

٣ ـ راجع البحار ج ٤٥ ، ص ٣١٤ ، الرواية ١٤ ، الباب ٤٦.

٣ ـ اخرجها المجلسي في البحار ج ٤٤ ، ص ٣٠١ ، باب ٣٦ ، ط : طهران.


ثم تقرب ال الله بالبراءة والولاية لما تقدم من ان کمال الايمان بهما (١) ولا يتقرب ال الله الا بالايمان الکامل ، وقدم البراءة لکونها اهم کما يظهر من بعض الاخبار (٢).

ثم تقول مائة مرّة :

__________________

١ ـ بالبراءة والاولاية. وروري في البحار ج ٣٠ ، ص ٣٨٣ ، عن سلام بن سعيد الخزومي عن ابي جعفر عليه السلام قال : ثلاثة لا يصعد عملهم ال السماء ولا يقبل منهم عمل :

من مات ولنا اهل البيت في قلبه بغض ، ومن تول عدونا ومن تول ابابکر وعمر).

٢ ـ بل في بعض الاخبار الواردة عن اهل البيت عليهم السلام رجحان اللعن والبراءة عل الصلاة عل محمد وال محمد منها :

ـ (جاء رجل خياط بقميصين ال الامام الصادق عليه السلام وقال : عندما کنت اخيط احد القمصين تختاره؟

فاختار الامام الصادق عليه السلام القميص الذي کان الخياط عند خياطته يلعن اعدائهم ، فقال : اني احب هذا القميص اکثر).

ـ وفي رواية اخر نقل الشيخ ابو الحسن المرندي عن خط محمد بن الحسن الحر العاملي (صاحب الوسائل) : (ان اميرالمؤمنين عليه السلام کان يطوف بالکعبة فرا رجلا متعلقا باتار الکعبة وهو يصلي عل محمد واله فسلم عليه ومر به ثانيا ولم يسلم عليه.

ـ فقال : يا امير المؤمنين ، لم لم تسلم علي هذه المرة؟

فقال عليه السلام : (خفت ان اشغلک عن اللعن وهو افضل من السلام ورد السلام ومن الصلاة عل محمد واله محمد).

(راجع مجمع النورين وملتقي البحرين ص ٢٠٨).


اللهم العن اول ظالم ظلم حق محمد وال محمد ، واخر تابع له

عل ذلک ، اللهم العن العصابة التي جاهدت الحسين ،

وشايعت وبايعت وتابعت عل قتله ، اللهم العنهم جميعا.

وفي الکامل (١) : (اللهم العن اول ظالم ظلم حق محمد واخر تابع له عل ذلک ، اللهم العن العصابة التي حاربت الحسين وشايعت وبايعت اعدائه عل قتله وقتل انصاره اللهم العنهم جميعا).

المراد باول ظالم من تقدم عل وصيه وغصب حقه وتقمص الخلافة وهو يعلم ان محله منه محل القطب من الرحي (٢). وباخر تابع کل من لحقه من بني امية وبني العباس. والعصابة بکسر العين الجماعة من الناس والخليل والطير ، وقيل : هم من العشرة ال الاربعين (٣).

قوله : وتابعت في بعض النسخ بالتاء المثناة من فوق ثم الالف ثم الباء الموحدة ولکن في نسخة الکامل بالياء المثناة من تحت (٤) بدل الموحدة من المتابعة وهي التهافت في الشر واللجاج کما في قوله عليه السلام : (ونعوذ بک ان تتابع بنا اهوائنا) ، فلا يستعمل الا في الشر بخلاف المتابعة بالموحدة فانها اعم فالاول انسب بالمقام بل جعل الثاني تصحيفا بعض الاعلام (٥) ، قال في الرواشح :

__________________

١ ـ کامل الزيارات ص ١٧٨.

٢ ـ هذه اشارة ال الخطبة الثالثة في نهج البلغة المعروفة بالخطبة (الشقشقية).

٣ ـ راجع المصباح المنير للفيومي ص ٤١٣.

٤ ـ يعني في کامل الزيارات (بايعت) بدل (تابعت).

٥ ـ وهو المير داماد اي (محمد باقر بن محمد الحسيني المعروف بالميرالداماد ، وسمي


وجماهير القاصرين من اصحاب العصر يصحفونها ويقولون تابعت بالتاء المثناة فوق والباء الموحدة فتامل.

ثم تقول مائة مرّة :

__________________

الداماد لان والده کان صهرا للمحقق الثاني رحمه الله فيدع دامادا ثم انتقل هذا اللقب ال ولده. وله مؤلفات منها القبسات ، والرواشح السماوية ، والصراط المستقيم وشرح الصحيفة السجادية وغيرها.

وللتفصيل راجع ترجمة حياته في کتاب الکن والالقاب للشيخ عباس القمي ج٢ ، ص ٢٢٧.


السلام عليک يا ابا عبدالله ، وعل الارواح التي حلت بفنائک ،

عليک مني سلام الله ابدا ما بقيت وبقي الليل والنهار ،

ولا جعله الله اخر العهد مني لزيارتکم ، السلام عل الحسين ،

وعل علي بن الحسين ، وعل اولاد الحسين ، وعل اصحاب الحسين.

وفي نسخة الکامل (١) (عليکم مني) بدل (عليک) و (اخر العهد من زيارتکم) بدل (اخر العهد مني لزيارتکم) وزيادة ابن علي بعد الحسين عليه السلام (٢) ، ونقصان وعل اولاد الحسين.

وفي بعض النسخ (٣) زيادة (واناخت برحلک بعد بفنائک) ، يقال : انخت الجمل استناخ اي ابرکته فبرک ، ورحل البعير بالفتح (٤) کالسرج للفرس اي ابرکت اجمالهم لشد الرحال عليها في نصرتک ، والمسائرمعک في مجاهدة الاعداء ، ويحتمل ان يکون کناية عن فوزهم بالشهادة معه عليه السلام.

ثم تقول مائة مرّة :

__________________

١ ـ راجع الکامل الزيارات ص ١٧٨.

٢ ـ في نسخة کامل الزيارات ما وجدنا هذه الزيادة.

٣ ـ راجع کامل الزيارات ص ١٧٨.

٤ ـ راجع المصباح المنير ص ٦٢٩.


اللهم خص انت ، اول ظالم باللعن مني ، وابدا به اولا ،

ثم العن الثاني ، والثالث ، والرابع ، اللهم العن يزيد خامسا ،

والعن عبيد الله بن زياد ، وابن مرجانة ، وعمر بن سعد ، وشمرا ،

وال ابي سفيان ، وال زياد ، وال مروان ال يوم القيامة.

وفي الکامل (١) : (اللهم خص اول ظالم ظلم باللعن ثم العن اعداء ال محمد من الاولين والاخرين ، اللهم العن يزيد واباه والعن عبيدالله بن زياد وال مروان وبني امية قاطبة ال يوم القيامة).

والمراد بالاول والثاني والثالث والثلاثة الذين غصبوا حق وصي الرسول صل الله عليه واله وتقدموا عليه (٢). وبالرابع معاوية.

وحکي ان بعض المعاندين من المخالفين عرضوا عل الخليفة العباسي ان الشيخ الطوسي قدس ستره سب الصحابة في کتابه الموسوم بالمصباح (٣) في دعاء يوم عاشوراء. فامر الخليفة باحضاره مع الکتاب المذکور ، فلما حضر استفسر منه الامر فانکر الشيخ. ففتح بعض کتاب الخليفة الکتاب واراه العبارة : (اللهم خص انت اول ظالم ...) فقال الشيخ بديهة : يا اميرالمؤمنين ليس المراد ما عرض به المعاندون ، بل المراد باول ظالم قابيل قاتل هابيل ، وهو الذي بدا بالقتل في بني

__________________

١ ـ راجع الکامل الزيارات ص ١٧٩ ، ط : النجف.

٢ ـ وهم الخلفاء الثلاثة الذين انتحلوا مقام الامام علي عليه السلام ، واشار عليه السلام ال هذه الظلامة في الخطبة الشقشقية. راجع نهج البلاغة الخطبة الثالثة.

٣ ـ للشيخ الطوسي ـ المعروف بشيخ الطائفة رحمه الله ـ کتاب في الادعية والزيارات اسمه (مصباح المجتهد).


ادم (١) والمراد بالثاني عاقر ناقة صالح النبي صل الله عليه واله واسمه قيدار بن سالف (٢) ، وبالثالث قاتل يحي بن زکريا ، وبالرابع عبدالرحمن بن ملجم قاتل علي بن ابي طالب عليه السلام ، فلما سمع الخليفة بيانه رفع شانه واکرمه وزاد اعظامه وانتقم ممن سع فيه (٣).

ثم تسجد سجدة وتقول فيها :

__________________

١ ـ اشارة ال قوله تعال في سورة المائدة اية (٣٠) : (... فطوعت له نفسه قتل اخيه فقتله فاصبح من الخاسرين).

٢ ـ هذه اشارة ال قوله تعال في سورة الشمس ، الايات ١٣ ال ١٥ : (فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقيها * فکذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها * ولا خاف عقباها).

٣ ـ وذکر هذه القصة السيد سلطان الواعظين ـ مؤلف کتاب (ليالي پيشاور) ـ في کتابه (الفرقة الناجية) ج٢ ، الذي ترجمه الاخ فاضل الفراتي.


اللهم لک الحمد حمد الشاکرين لک عل مصابهم ،

الحمد لله عل عظيم رزيتي ، اللهم ارزقني شفاعة الحسين يوم

الورود ، وثبت لي قدم صدق عندک مع الحسين واصحاب الحسين ،

الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام

وفي الکامل (١) : (رزيتي فيهم). ويوم الورود : القيامة لورود الخلق عل حساب الله ، او لورود المؤمنين عل الحوض والکافرين عل الجحيم (٢).

والمهج : جمع المهجة وهي دم القلب خاصة (٣). دون الحسين اي بحضرته ، قال علقمة : قال (٤) : (اذا استطعت ان تزوره في کل يوم بهذه الزيارة من دهرک فافعل ، فلک ثواب ذلک ان شاء الله (٥) ، ولا يجب تبديل ان هذا يوم بان يوم قتل الحسين في غير عاشوراء لجواز الاشارة به ال يوم قتله والاحتياط بالجمع لا ينبغي ترکه ، والحمدالله اولا واخرا.

تم الفراغ من تحقيق هذه الزيارة في يوم الجمعه ٢ شعبان ليلة ولادة الامام الحسين عليه السلام ١٤٢٢ هـ.

قم المقدسة / نزار الحسن

__________________ ـ

١ ـ راجع کامل الزيارات ص ١٧٩ ، ط : النجف.

٢ ـ واشارات ال هذا المعن الاية القرانية في سورة هود (٩٨) : (يقدم قومه يوم القيامة فاوردهم النار وبئس الورد المورود).

٣ ـ راجع فقه اللغة للثعالبي ص ٢١٥.

٤ ـ اي الامام محمد الباقر عليه السلام.

٥ ـ راجع مصباح المجتهد للطوسي ص ٥٣٩ ، ط : الاعلمي ، ومفاتيح الجنان ص ٥٥٦.



زيارة عاشوراء

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَباعَبْدِاللَّهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرَةَ اللَّهِ وَابْنَ خِيَرَتِهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ اَميرِالْمُؤْمِنينَ وَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساَّءِ الْعالَمينَ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ اللَّهِ وَابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الاَْرْواحِ الَّتى حَلَّتْ بِفِناَّئِكَ عَلَيْكُمْ مِنّى جَميعاً سَلامُ اللَّهِ اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِىَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ يا اَباعَبْدِاللَّهِ لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ وَجَلَّتْ وَعَظُمَتِ الْمُصيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَميعِ اَهْل ِالاِْسْلامِ وَجَلَّتْ وَعَظُمَتْ مُصيبَتُكَ فِى السَّمواتِ عَلى جَميعِ اَهْلِ السَّمواتِ فَلَعَنَ اللَّهُ اُمَّةً اَسَّسَتْ اَساسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ عَلَيْكُمْ اَهْلَ الْبَيْتِوَ لَعَنَ اللَّهُ اُمَّةً دَفَعَتْكُمْ عَنْ مَقامِكُمْ وَاَزالَتْكُمْ عَنْ مَراتِبِكُمُ الَّتى رَتَّبَكُمُ اللَّهُ فيها وَلَعَنَ اللَّهُ اُمَّةً قَتَلَتْكُمْ وَلَعَنَ اللَّهُ الْمُمَهِّدينَ لَهُمْ بِالتَّمْكينِ مِنْ قِتالِكُمْ بَرِئْتُ اِلَى اللَّهِ وَاِلَيْكُمْ مِنْهُمْ وَمِنْ اَشْياعِهِمْ وَاَتْباعِهِمْ وَاَوْلِياَّئِهِميا اَباعَبْدِاللَّهِ اِنّى سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ اِلى يَوْمِ الْقِيامَةِوَ لَعَنَ اللَّهُ آلَ زِيادٍ وَآلَ مَرْوانَ وَلَعَنَ اللَّهُ بَنى اُمَيَّةَ قاطِبَةً وَلَعَنَ اللَّهُ ابْنَ مَرْجانَةَ وَلَعَنَ اللَّهُ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ وَلَعَنَ اللَّهُ شِمْراً وَلَعَنَ اللَّهُ اُمَّةً اَسْرَجَتْ وَاَلْجَمَتْ وَتَنَقَّبَتْ لِقِتالِكَ بِاَبى اَنْتَ وَاُمّى لَقَدْ عَظُمَ مُصابى بِكَ فَاَسْئَلُ اللَّهَ الَّذى اَکْرَمَ مَقامَكَ وَاَکْرَمَنى بِكَ اَنْ يَرْزُقَنى طَلَبَ ثارِكَ مَعَ اِمامٍ مَنْصُورٍ مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ اَللّهُمَّ اجْعَلْنى عِنْدَكَ وَجيهاً بِالْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ فِى الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ يا


اَباعَبْدِاللَّهِ اِنّى اَتَقَرَّبُ اِلى اللَّهِ وَاِلى رَسُولِهِ وَاِلى اميرِالْمُؤْمِنينَ وَاِلى فاطِمَةَ وَاِلَى الْحَسَنِ وَاِلَيْكَ بِمُوالاتِكَ وَبِالْبَراَّئَةِ (مِمَّنْ قاتَلَكَ وَنَصَبَ لَكَ الْحَرْبَ وَبِالْبَرائَةِ مِمَّنْ اَسَّسَ اَساسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِعَلَيْكُمْ وَاَبْرَءُ اِلَى اللّهِ وَاِلى رَسُولِهِ) مِمَّنْ اَسَسَّ اَساسَ ذلِكَ وَبَنى عَلَيْهِ بُنْيانَهُ وَجَرى فى ظُلْمِهِ وَجَوْرِهِ عَلَيْكُمْ وَعلى اَشْياعِكُمْ بَرِئْتُ اِلَى اللَّهِ وَاِلَيْكُمْ مِنْهُمْ وَاَتَقَرَّبُ اِلَى اللَّهِ ثُمَّ اِلَيْكُمْ بِمُوالاتِكُمْ وَمُوالاةِ وَلِيِّكُمْ وَبِالْبَرآئَةِ مِنْ اَعْداَّئِكُمْ وَالنّاصِبينَ لَكُمُ الْحَرْبَ وَبِالْبَرآئَةِ مِنْ اَشْياعِهِمْ وَاَتْباعِهِمْ اِنّى سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ وَوَلِىُّ لِمَنْ والاکُمْ وَعَدُوُّ لِمَنْ عاداکُم ْفَاَسْئَلُ اللَّهَ الَّذى اَکْرَمَنى بِمَعْرِفَتِكُمْ وَمَعْرِفَةِ اَوْلِياَّئِكُمْ وَرَزَقَنِى الْبَراَّئَةَ مِنْ اَعْداَّئِكُمْ اَنْ يَجْعَلَنى مَعَكُمْ فِى الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ وَاَنْ يُثَبِّتَ لى عِنْدَکُمْ قَدَمَ صِدْقٍ فِى الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ وَاَسْئَلُهُ اَنْ يُبَلِّغَنِى الْمَقامَ الْمَحْمُودَ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَاَنْ يَرْزُقَنى طَلَبَ ثارى مَعَ اِمامٍ هُدىً ظاهِرٍ ناطِقٍ (بِالْحَقِّ) مِنْكُمْ وَاَسْئَلُ اللَّهَ بِحَقِّكُمْ وَبِالشَّاْنِ الَّذى لَكُمْ عِنْدَهُ اَنْ يُعْطِيَنى بِمُصابى بِكُمْ اَفْضَلَ ما يُعْطى مُصاباً بِمُصيبَتِهِ مُصيبَةً ما اَعْظَمَهَ واَعْظَمَ رَزِيَّتَها فِى الاِْسْلامِ وَفى جَميعِ السَّمواتِ وَالاَْرْضِ اَللّهُمَّ اجْعَلْنى فى مَقامى هذا مِمَّنْ تَنالُهُ مِنْكَ صَلَواتٌ وَرَحْمَةٌ وَمَغْفِرَةٌ اَللّهُمَّ اجْعَلْ مَحْياىَ مَحْيا مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَمَماتى مَماتَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ اَللّهُمَّ اِنَّ هذا يَوْمٌ تَبرَّکَتْ بِهِ بَنُو اُمَيَّةَ وَابْنُ آکِلَةِ الَْآکبادِ اللَّعينُ ابْنُ اللَّعينِ عَلى لِسانِكَ وَلِسانِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فى کُلِّ مَوْطِنٍ وَمَوْقِفٍ وَقَفَ فيهِ نَبِيُّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ اَللّهُمَّ الْعَنْ اَباسُفْيانَ


وَمُعاوِيَةَ وَيَزيدَ بْنَ مُعاوِيَةَ عَلَيْهِمْ مِنْكَ اللَّعْنَةُ اَبَدَ الاْبِدينَ وَهذا يَوْمٌ فَرِحَتْ بِهِ آلُ زِيادٍ وَآلُ مَرْوانَ بِقَتْلِهِمُ الْحُسَيْنَ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِ اَللّهُمَّ فَضاعِفْ عَلَيْهِمُ اللَّعْنَ مِنْكَ وَالْعَذابَ (الاَْليمَ) اَللّهُمَّ اِنّى اَتَقَرَّبُ اِلَيْكَ فى هذَا الْيَوْمِ وَفى مَوْقِفى هذا وَاَيّامِ حَياتى بِالْبَراَّئَهِ مِنْهُمْ وَاللَّعْنَةِ عَلَيْهِمْ وَبِالْمُوالاتِ لِنَبِيِّكَ وَآلِ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ اَلسَّلامُ اَللّهُمَّ الْعَنْ اَوَّلَ ظالِمٍ ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَآخِرَ تابِعٍ لَهُ عَلى ذلِكَ اَللّهُمَّ الْعَنِ الْعِصابَةَ الَّتى جاهَدَتِ الْحُسَيْنَ وَشايَعَتْ وَبايَعَتْ وَتابَعَتْ عَلى قَتْلِهِ اَللّهُمَّ الْعَنْهُمْ جَميعاً اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَباعَبْدِاللَّهِ وَعَلَى الاَْرْواحِ الَّتى حَلَّتْ بِفِناَّئِكَ عَلَيْكَ مِنّى سَلامُ اللَّهِ (اَبَداً) ما بَقيتُ وَبَقِىَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَلاجَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّى لِزِيارَتِكُمْ اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِىِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَصْحابِ الْحُسَيْنِ اَللّهُمَّ خُصَّ اَنْتَ اَوَّلَ ظالِمٍ بِاللَّعْنِ مِنّى وَابْدَاءْ بِهِ اَوَّلاً ثُمَّ الثّانِىَ وَالثّالِثَ وَالرّابِعَاَللّهُمَّ الْعَنْ يَزيدَ خامِساً وَالْعَنْ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيادٍ وَابْنَ مَرْجانَةَ وَعُمَرَ بْنَ سَعْدٍ وَشِمْراً وَآلَ اَبى سُفْيانَ وَآلَ زِيادٍ وَآلَ مَرْوانَ اِلى يَوْمِ الْقِيمَةِ اَللّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْدَ الشّاکِرينَ لَكَ عَلى مُصابِهِمْ اَلْحَمْدُ لِلَّهِ عَلى عَظيمِ رَزِيَّتى اَللّهُمَّ الرْزُقْنى شَفاعَةَ الْحُسَيْنِ يَوْمَ الْوُرُودِ وَثَبِّتْ لى قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَكَ مَعَ الْحُسَيْنِ وَاَصْحابِ الْحُسَيْنِ الَّذينَ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ دُونَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ


فضل دعاء علقمة

قال سيف بن عميرة : سالت صفوانا فقلت له : ان علقمة بن محمد لم ياتنا بهذا عن الباقر عليه السلام انما اتانا بدعاء الزيارة ، فقال صفوان : وردت مع سيدي الصادق صلوات الله وسلامه عليه ال هذا المکان ففعل مثل الذي فعلناه في زيارتنا ودعا بهذا الدعاء عند الوداع بعد ان صل کما صلينا وودع کما ودعنا. ثم قال صفوان : قال الصادق عليه السلام : تعاهد هذه الزيارة وادع بهذا الدعاء وزر به فاني ضامن عل الله لکل من زار بهذه الزيارة ودعا بهذا الدعاء من قرب او بعد ان زيارته مقبولة وسعيه مشکور وسلامه واصل غير محجوب وحاجته مقضية من الله تعال بالغة ما بلغت ولا خيبه.

يا صفوان وجدت هذه الزيارة مضمونة بهذا الضمان عن ابي وابي عن ابيه علي بن الحسين عليهم السلام مضمونا ، والحسن عليه السلام عن ابية اميرالمؤمنين عليه السلام مضمونا بهذا الضمان ، واميرالمؤمنين عليه السلام عن رسول صل الله عليه واله مضمونا بهذا الضمان ، ورسول الله عن جبرائيل عليه السلام مضمونا بهذا الضمان ، وجبرائيل عن الله تعال مضمونا بهذا الضمان. وقد ال الله عل نفسه عزوجل ان کمن زار الحسين عليه السلام بهذه الزيارة من قرب او بعد ودعا بهذا الدعاء قبلت منه زيارته وشفعته في مسالته بالغة ما بلغت واعطيته سؤله ثم لا ينقلب عني خائبا واقلبه مسرورا قريرا عينه بقضاء حاجته والفوز بالجنة والعتق من النار وشفعته في کل من شفع خلا ناصب لنا اهل البيت ، ال الله تعال بذلک عل نفسه واشهدنا بما شهدت به ملائکة ملکوته ، ثم قال جبرائيل : يارسول الله ارسلني الله اليک سرورا وبشر لک ولعلي وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ولدک وشيعتکم مسرورين ال يوم البعث.

قال صفوان : قال لي الصادق عليه السلام : يا صفوان اذا حدث لک ال الله حاجة فزر بهذه الزيارة من حيث کنت وادع بهذا الدعاء وسل ربک حاجتک تاتک من الله. والله غير مخلف وعده ورسوله بجوده وبمنه والحمد لله.


دعاء علقمة

بيم الله الرحمن الرحيم

يا اَللّهُ يا اَللّهُ يا اَللّهُ يا مُجيب دَعْوَهِ الْمُضْطَرينَ وَيا کاشِفَ کَرْبِ الْمَکْرُوبين ويا غِياثَ الْمُسْتَغيثين وَيا صَريخَ الْمُسْتَصْرِخين وَيا مَنْ هُوَ اَقْرَبُ اِلََّ مِنْ حَبْلِ الْوَريدِ وَيا مَنْ يحولُ بين الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَيا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الاَْعْلى وَبِالاُْفُقِ الْمُبين وَيا مَنْ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحيمِ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى وَيا مَنْ يعلَمُ خائِنَهَ الاَْعْين وَما تُخْفِ الصُّدُورُ وَيا مَنْ لا َخْفى عليه خافيه وَيا مَنْ لا تَشْتَبِهُ عليه الاَْصْواتُ وَيا مَنْ لا تُغَلِّطُهُ الْحاجاتُ *وَيا مَنْ لا يبرِمُهُ اِلْحاحُ الْمُلِحينَ يا مُدْرِکَ کُلِّ فَوْت وِيا جامِعَ کُلِّ شَمْل وِيا بارِئَ النُّفُوسِ بَعْدَ الْمَوْتِ يا مَنْ هُوَ کُلُّ يوم ف شَأن يا قاضي الْحاجاتِ يا مُنَفِّسَ الْکُرُباتِ وَيا مُعْطَِ السُؤلاتِ يا وَلَِّ الرَّغَباتِ يا کافَِ المُهِمّاتِ يا مَنْ يکف مِنْ کُلِّ شَْء وَلا يکف مِنْهُ شَْءٌ فِ السَّماواتِ وَالاَْرْضِ أَسْألُکَ بِحَقِّ مُحَمَّد وَعَلٍّ وَبِحَقِّ فاطِمَهَ بِنْتِ نَبِيک وَبِحَقِّ الْحَسَنِ وَالْحُسينِ فَاِنّ بِهِمْ اَتَوَجَّهُ اليک ف مَقام هذا وَبِهِمْ اَتَوَسَّلُ وَبِهِمْ اَتَشَفَّعُ اليک وَبِحَقِّهِمْ أَسْألُکَ وَاُقْسِمُ وَاَعْزِمُ عَلَيک وَبِالشَّأنِ الَّذ لَهُمْ عِنْدَکَ وَبِالْقَدْرِ الَّذ لَهُمْ عِنْدَکَ وَبِالَّذ فَضَّلْتَهُمْ عَلَى الْعالمين وَبِاسْمِکَ الَّذ جَعَلْتَهُ عِنْدَهُمْ وَبِهِ خَصَصْتَهُمْ دُونَ الْعالمين وَبِهِ اَبَنْتَهُمْ


وَاَبَنْتَ فَضْلَهُمْ مِنْ فَضْلِ الْعالمين حَتّى فاقَ فَضْلُهُمْ فَضْلَ الْعالمين جَميعاً أَسْألُکَ اَنْ تُصَلَِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاَنْ تَکْشِفَ عَنّ هَمّ وَغَمّ وَکَرْب وَتکفين الْمُهِمَّ مِنْ اُمُوري وَتَقْضي عَنّ دين وَتَجْبُرَن مِنَ الْفَقْرِ وَتُجيرن مِنَ الْفاقَةِ وَتغنين عَنِ الْمَسْأَلَهِ اِلَى الْمَخْلُوقينَ وَتکفين هَمَّ مَنْ اَخافُ هَمَّهُ وَعُسْرَ مَنْ اَخُافُ عُسْرَهُ وَحُزُونَهَ مَنْ اَخافُ حُزُونَتَهُ وَشَرَّ مَنْ اَخافُ شَرَّهُ وَمَکْرَ مَنْ اَخافُ مَکْرَهُ وَبَغَْ مَنْ اَخافُ بَغْيه وَجَوْرَ مَنْ اَخافُ جَوْرَهُ وَسُلطانَ مَنْ اَخافُ سُلْطانَهُ وَکَيد مَنْ اَخافُ کَيدهُ وَمَقْدُرَهَ مَنْ اَخافُ بَلاءَ مَقْدُرَتِهِ عَلََّ وَتَرُدَّ عَنّ کَيد الْکَيدهِ وَمَکْرَ الْمَکَرَهِ اللّهُمَّ مَنْ اَرادَن بِسُوء فَأَرِدْهُ *وَمَنْ کادَن فَـکِدْهُ وَاصْرِفْ عَنّ کَيدهُ وَمَکْرَهُ وَبَأسَهُ وَاَمانِيه وَامْنَعْهُ عَنّ کيف شِئْتَ وَاَنّى شِئْتَ اللّهُمَّ اشْغَلْهُ عَنّ بِفَقْر لا تَجْبُرُهُ وبِبَلاء لا تَسْتُرُهُ وبِفاقَه لا تَسُدُّها وبِسُقْم لا تُعافيه وذُلٍّ لا تُعِزُّهُ وَبِمَسْکَنَه لا تَجْبُرُها اللّهُمَّ اضْرِبْ بِالذُلِّ نَصْبَ عَينيه وَاَدْخِلْ عليه الْفَقْرَ ف مَنْزِلِهِ *وَالْعِلَّهَ وَالسُّقْمَ ف بَدَنِهِ حَتّى تَشْغَلَهُ عَنّ بِشُغْل شاغِل لا فَراغَ لَهُ وَاَنْسِهِ ذِکْر کَما اَنْسيتَهُ ذِکْرَکَ وَخُذْ عَنّ بِسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَلِسانِهِ وَيدهِ وَرِجْلِهِ وَقَلْبِهِ وَجَميع جَوارِحِهِ وَاَدْخِلْ عليه ف جَميع ذلِکَ السُّقْمَ وَلا تَشْفِهِ حَتّى تَجْعَلَ ذلِکَ لَهُ شُغُلاً شاغِلاً عَنّ وَعَنْ ذِکْر وَاکْفِن يا کافَِ ما لا يکف سِواکَ فَاِنَّکَ الْکاف لا کافَِ سِواکَ وَمُفَرِّجٌ لا مُفَرِّجَ سِواکَ وَمغيثٌ لا مغيثَ سِواکَ وَجارٌ لا جارَ


 سِواکَ خابَ مَنْ کانَ رَجاؤُهُ سِواکَ وَمغيثُهُ سِواکَ وَمَفْزَعُهُ اِلى سِواکَ وَمَهْرَبُهُ وَمَلْجَؤُهُ اِلى غَيرکَ وَمَنْجاهُ مِنْ مَخْلُوق غَيرکَ فَاَنْتَ ثِقَت وَرَجائ وَمَفْزَع وَمَهْرَب وَمَلْجَئِ وَمَنْجاَ فَبِکَ اَسْتَفْتِحُ وَبِکَ اَسْتَنْجِحُ وَبِمُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد اَتَوَجَّهُ اليک وَاَتَوَسَّلُ وَاَتَشَفَّعُ فَاَسْألُکَ يا اَللّهُ يا اَللّهُ يا اَللّهُ فَلَکَ الْحَمْدُ وَلَکَ الشُّکْرُ وَاليک الْمُشْتَکى وَاَنْتَ المُسْتَعانُ فَاَسْألُکَ يا اَللّهُ يا اَللّهُ يا اَللّهُ بِحَقِّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد اَنْ تُصَلَِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاَنْ تَکْشِفَ عَنّ غَمّ وَهَمّ وَکَرْب ف مَقام هذا کَما کَشَفْتَ عَنْ نَبِيک هَمَّهُ وَغَمَّهُ وَکَرْبَهُ وَکَفَيتهُ هَوْلَ عَدُوِّهِ فاکْشِفْ عَنّ کَما کَشَفْتَ عَنْهُ وَفَرِّجْ عَنّ کَما فَرَّجْتَ عَنْهُ وَاکْفِن کَما کَفَيتهُ وَاصْرِفْ عَنّ هَوْلَ ما اَخافُ هَوْلَهُ وَمَؤُونَهَ ما اَخافُ مَؤُونَتَهُ وَهَمَّ ما اَخافُ هَمَّهُ بِلا مَؤُونَه عَلى نَفْسي مِنْ ذلِکَ وَاصْرِفْن بِقَضاءِ حَوائِج وَکِفايه ما اَهَمَّن هَمُّهُ مِنْ اَمْرِ آخِرَت وَدُنْياَ يا اَمير الْمُؤْمنين وَيا اَبا عَبْدِاللّهِ عَلَيکما مِنّ سَلامُ اللّهِ اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقي الليل وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ اللّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زيارَتِکُما ولا فَرَّقَ اللّهُ بين وَبينکُما اللّهُمَّ اَحين حياهَ مُحَمَّد وَذُريتِهِ وَاَمِتْن مَماتَهُمْ وَتَوَفَّن عَلى مِلَّتِهِمْ وَاحْشُرُن ف زُمْرَتِهِمْ وَلا تُفَرِّقُ بين وَبينهُمْ طَرْفَهَ عَين اَبَداً فِ الدُّنْيا وَالآخِرَهِ. يا اَمير الْمُؤمنين وَيا اَبا عَبْدِ اللّهِ اَتَيتکُما زائِراً وَمُتَوَسِّلاً اِلى اللّهِ رَبّ وَرَبِّکُما وَمُتَوَجِّهاً اليه بِکُما وَمُسْتَشْفِعاً بِکُما اِلَى اللّهِ تَعالى ف


 حاجَت هذِهِ فَاشْفَعا ل فَاِنَّ لَکُما عِنْدَ اللّهِ الْمَقامَ الْمَحْمُودَ وَالْجاهَ الْوَجيه وَالْمَنْزِلَ الرَّفيع وَالْوَسيلَهَ اِنّ اَنْقَلِبُ عَنْکُما مُنْتَظِراً لِتَنَجُّزِ الْحاجَهِ وَقَضائِها وَنَجاحِها مِنَ اللّهِ بِشَفاعَتِکُما ل اِلَى اللّهِ ف ذلِکَ فَلا اَخيب وَلا يکون مُنْقَلَب مُنْقَلَباً خائِباً خاسِراً بَلْ يکون مُنْقَلَب مُنْقَلَباً راجِحاً مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجاباً ل بِقَضاءِ جَميع حَوائِج وَتَشْفَعا ل اِلَى اللّهِ اَنْقَلِبُ عَلى ما شاءَ اللّهُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّهَ اِلاّ بِاللّهِ *مُفَوِّضاً اَمْر اِلَى اللّهِ مُلْجِئاً ظَهْر اِلَى اللّهِ وَمُتَوَکِّلاً عَلَى اللّهِ وَاَقُولُ حَسْبَِ اللّهُ وَکَفى سَمِعَ اللّهُ لِمَنْ دَعا لَيس ل وَراءَ اللّهِ وَوَراءَکُمْ يا سادَت مُنْتَهى ما شاءَ رَبّ کانَ وَما لَمْ يشأ لَمْ يکنْ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّهَ اِلاّ بِاللّهِ *اَسْتَوْدِعُکُمَا اللّهَ وَلا جَعَلَهُ اللّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّ اليکما *انْصَرَفْتُ يا سيدي يا اَمير الْمُؤْمنين وَمَوْلاَ وَاَنْتَ يا اَبا عَبْدِاللّهِ يا سيدي وَسَلام عَلَيکما مُتَّصِلٌ مَا اتَّصَلَ الليل وَالنَّهارُ واصِلٌ ذلِکَ اليکما غَير مَحْجُوب عَنْکُما سَلام اِنْ شاءَ اللّهُ وَاَسْألُهُ بِحَقِّکُما اَنْ يشاءَ ذلِکَ وَيفعَلَ فَاِنَّهُ حَميد مَجيد انْقَلَبْتُ يا سيدي عَنْکُما تائِباً حامِداً للّه شاکِراً راجِيا لِلاِْجابَهِ غَير آيس وَلا قانِط آئِباً عائِداً راجِعاً اِلى زيارَتِکُما غَير راغِب عَنْکُما وَلا مِنْ زيارَتِکُما بَلْ راجِعٌ عائِدٌ اِنْ شاءَ اللّهُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّهَ اِلاّ بِاللّهِ الْعَلِِّ العَظيم يا سادَت رَغِبْتُ اليکما وَاِلىزيارَتِکُما بعْدَ اَنْ زَهِدَ فيکما وَف زيارَتِکُما اَهْلُ الدُّنْيا فَلا خَيبنِ اللّهُ مِمّا رَجَوْتُ وَما اَمَّلْتُ ف زيارَتِکُما اِنَّهُ قَريبٌ مُجيب.


الفهرس

الاهداء......................................................................... ٣

المقدمة.......................................................................... ٥

ترجمة الشارح.................................................................... ٧

من آثار وبرکات زيارة عاشوراء.................................................... ١٥

نماذج من المخطوطة............................................................. ٢٠

مقدمة الشارح.................................................................. ٢٣

فضل زيارة عاشوراء............................................................. ٢٤

سند الزيارة..................................................................... ٢٧

«السلام عليک يا اباعبدالله».................................................... ٢٩

السلام عليک يابن رسول الله.................................................... ٣١

السلام عليک يابن اميرالمؤمنين ، وابن سيدالوصيين.................................. ٣٤

السلام عليک يابن فاطمة سيدة النساء العالمين..................................... ٣٨

السلام عليک يا ثارالله وبن ثاره ، والوترالموتور....................................... ٤٢

السلام عليک وعل الارواح التي حلت بفنائک..................................... ٤٨

عليکم مني جميعا سلام الله ابدا مابقيت وبقي الليل والنهار........................... ٥٢

يا اباعبدالله ، لقد عظمت الرزية وجلت وعظمت المصيبة............................ ٥٣

فلعن الله امة اسس اساس الظلم والجور عليکم اهل البيت............................ ٥٦

ولعن الله امة دفعتکم عن مقامکم وازالتکم عن مراتبکم.............................. ٥٩

ولعن الله امة قتلتکم ، ولعن الله الممهدين لهم....................................... ٦١

برئت ال الله واليکم منهم ، واشياعهم واتباعهم واوليائهم............................ ٦٢

يا اباعبدالله ، اني سلم لمن سالمکم ، وحرب لمن حاربکم.............................. ٦٤


ولعن الله ال زياد وال مروان ، ولعن الله بني امية قاطبة................................ ٦٦

ولعن الله امة اسرجت والجمت وتنقبت وتهيات لقتالک.............................. ٧٠

بابي انت وامي لقد عظم مصابي بک.............................................. ٧١

فاسال الله الذي اکرم مقامک ، واکرمني بک ان يرزقني طلب ثارک.................... ٧٣

اللهم اجعلني عندک وجيها بالحسين في الدنيا والاخرة................................ ٧٥

يا اباعبدالله ، اني اتقرب ال الله ، وال رسوله ، وال اميرالمؤمنين...................... ٧٧

وابرأ ال الله وال رسوله ممن اسس اساس ذلک..................................... ٧٩

فاسال الله الذي اکرمني بمعرفتکم ، ومعرفة اوليائکم................................. ٨٢

وان يثبت لي عندکم قدم صدق في الدنيا والاخرة................................... ٨٤

واسال الله بحقکم ، وباشان الذي لکم عنده....................................... ٨٦

اللهم اجعلني في مقامي هذا ممن تناله منک صلوات ورحمة ومغفرة...................... ٨٩

اللهم ان هذا يوم تبرکة به بنوامية وابن اکلة الاکباد.................................. ٩٣

اللهم العن ابا سفيان ، ومعاوية بن ابي سفيان ، ويزيد بن معاوية...................... ٩٧

وهذا يوم فرحت به ال زياد وال مروان بقتلهم الحسين صلوات الله عليه ،............... ٩٩

اللهم فضاعف عليهم اللعن منک والعذاب الاليم................................. ١٠٠

اللهم العن اول ظالم ظلم حق محمد وال محمد..................................... ١٠٢

السلام عليک يا اباعبد الله ، وعل الارواح التي حلت بفنائک...................... ١٠٤

اللهم خص انت ، اول ظالم باللعن مني ، وأبدأ به اولا ،........................... ١٠٥

اللهم لک الحمد حمد الشاکرين لک عل مصابهم ،............................... ١٠٧

ملحق

متن زيارة عاشوراء............................................................. ١٠٩

فضل دعاء علقمة............................................................ ١١٢

متن دعاء علقمة.............................................................. ١١٣

شرح زيارة عاشوراء

المؤلف:
الصفحات: 118
ISBN: 964-94216-2-9