
بسم الله الرّحمن الرّحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
قال الشيخ الامام
الأوحد أبو عبد الله محمد ابن الامام الفاضل الشيخ ناصر الدين محمد ابن جلال الدين
عبد الله ابن أبى حفص سراج الدين عمر الانصارى العباسى السعودى المعروف بابن
الزيات تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنته بمنه وكرمه آمين
الحمد لله الذى
خلق الوجود ودبر* وجعل مصر جنة ونهرها من سدرة المنتهى يتحدر* وذكرها فى كتابه
العزيز فى آيات شريفة تذكر* فقصدت الصحابة اليها من كل محجر* ودفن بعضهم بها فصارت
به تشكر* فسبحان من جعل سفح المقطم سكن أوليائه وجعلهم غروسا وأودع فيه نفوسا الى
حين تنشر* وبين فيه فضائل وأظهر* فكأنّ سفحه سماء لمن تبصر* وقبورهم نجوم ليس
تدثر* فهو بقراءة القرآن ينمو فضله ولا ينكر* فقبور الصالحين كأنها أصداف فيها
جواهر غلت أن تقوّم أو تسعر* فظاهرها شعث وباطنها روض أزهر* وفى الجنان أرواحهم
تنعم كما ورد فى الأثر* ترى كل قبر منها كزجاجة فيها مصباح ينور* يراه العاصى
فيبكى على ظلمة قبره ويتحسر* فسبحان من جعلهم أحياء فى كل طور من الأطوار كطور
الذر والصلب والأحشاء والارض والبرزخ والمحشر* وأقامهم شفعاء عنده باذنه فياسعد من
زارهم ويا شقاوة من قصر* فمن أحبهم فهو منهم وحشر معهم الى أشرف محضر* قم أيها
المذنب الى قبورهم بعزم قبل أن تقبر* وتوسل بهم الى ربك فالمتوسل بهم يحمد ويشكر*
وشنف سمعك بمناقبهم فهى تروى فى الكتب وتسطر* فعند سماع مناقبهم يخشع القلب وتدمع
العين وتحمر* وتنزل الرحمة عند ذكرهم كما أعلمنا به المصطفى صلىاللهعليهوسلم وأخبر* فمن معجزاته الزاهرة كراماتهم الظاهرة محقق ذلك لا
ينكر*
ومن شرفه العالى
كلّ ساد وافتخر* وقد كان النبى صلىاللهعليهوسلم يخرج ليلا ونهارا من طيبة الى زيارة البقيع كما ورد فى
صحيح الخبر* هذا وهو سيد البشر صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأهل بيته المطهر*
ونسأل الله أن يجمعنا معهم فى الجنة على كثب المسك الاذفر*
(وبعد) فقد سألنى
بعض اخوانى أن أجمع له كتابا فى ترتيب زيارة القرافة وتصحيح من دفن بها من الصحابة
والتابعين وتابعيهم والشهداء والسادة العلماء والمحدثين ومن ولى القضاء من زمن
الصحابة الى عصرنا والقرّاء ومشايخ الرسالة والمتصدرين والوعاظ والخطباء والمؤذنين
وأهل التصوّف وأرباب الأسباب وأن أصحح له من صح دفنه منهم ممن فيه خلاف والأماكن
المخصوصة بالاجابة كما ورد فى الآثار المأثورة والأخبار المشهورة فاجتهدت فى تحصيل
ذلك على وجه الفتح لالتماس البركة لا للمباهاة والمناظرة ولم أقصد بذلك إلا وجه
الله الكريم والاقتداء بالسلف العظيم لأقتفى آثارهم وأنقل أخبارهم وأذكر بعض
مارووه فى كتبهم السالفة المنسوبة الى زيارة الصالحين فلقد نظرت الى ما جمعوه
وألفوه فرأيت كل واحد منهم ألف تأليفا وأدّى اجتهاده فنسأل الله أن يجعلنا وإياهم
من أهل السعادة
فممن ألف فى ذلك
الشيخ أبو عمرو الكندى وأبو عبد الله القضاعى وابن يونس والهتناتى والقرشى صاحب
المزارات والضراب وابن أخى عطايا والمسبحى وابن خلكان وابن عبد البر وابن غانم
والحموى وابن عبد الكريم والحسن بن زولاق والحافظ السلفى وابن الربيع والأسعد
النسابة وحرملة وابن سعد وابن بللوه النسابة والمكى وابن فضيلة وابن عنتر وابن الحمامية وصاحب المزارات
المصرية وصاحب كتاب هادى الراغبين والشيخ موفق الدين ابن عثمان والشيخ محب الدين
الناسخ وبعدهم الشيخ أبو عبد الله القرشى المعروف بابن الجباس وبعدهم الشيخ سراج
الدين الملقن وهو آخر مؤلف رضى الله عنهم أجمعين
ولقد أحسن كل منهم
ما ألف وجمع. فمنهم من ذكر خططا وقبائل. ومنهم من ذكر مدافن ومساجد وقبورا مختصرة.
ومنهم من ذكر بعض الصحابة. ومنهم من ذكر بعض القرابة. ومنهم من ذكر فتح مصر وبعض
الشهداء. ومنهم من ذكر بعض التابعين. ومنهم من ذكر بعض القضاة. ومنهم من ذكر فضل
المقطم. ومنهم من ذكر للزيارة آدابا وشروطا. ومنهم
__________________
من ذكر بعض فضائل
مصر وأهلها ونيلها. ومنهم من ذكر الأولياء طبقات عشر فجعل أول طبقة الصحابة ثم أهل
البيت ثم التابعين الى أرباب الأسباب ولم نقف إلا على أربع طبقات. ومنهم من جعل
القرافة جهتين فى جزءين جهة كبرى وجهة صغرى ولم نقف إلا على جزء واحد. وقد استخرت
الله تعالى أن أجعلها ثلاث جهات فى ثلاثة أجزاء وكل جهة أصل يشتمل على عشرة فروع
بحدود محدودة وكلما ذكرنا جهة منها نذكر ما فيها من الخطط القديمة الخطية
والتابعية والسالفة ونذكر ما بقى من خططها القديمة القضاعية ونبين مادثر منها وما
بقى ليتضح ذلك للزائر وينتفع به الطالب وقد بينت فيه مواضع الغلط وزرتهم على
التوالى قبرا بعد قبر وقد جعلت صدر هذا الكتاب خمسة فصول
الفصل الأول فى
فضل مصر ونيلها وجندها وما ورد فيها من الآيات الشريفة والأحاديث النفيسة
الفصل الثانى في
عجائبها
الفصل الثالث فى
مقطمها وما عليه من المساجد والمعابد والأماكن المخصوصة بالعبادة وما ورد فيه من
المدح الشريف بنقل السلف
الفصل الرابع فى
شروط الزيارة وآدابها وترتيبها. وختمت هذا الكتاب بفصل سميته اللمعة فى زيارة
السبعة
الفصل الخامس فيمن
دخلها من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ومن دفن بها منهم رضى الله عنهم أجمعين
الفصل الاول
(فى فضل مصر ونيلها وجندها)
قال الله تعالى (وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ
تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً) وقال تعالى (وَلَقَدْ بَوَّأْنا
بَنِي إِسْرائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ) وقال تعالى (وَكَذلِكَ مَكَّنَّا
لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ). وقد روى فى تاريخ مصر لأبى سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن
عبد الأعلى من حديث بن لهيعة عن الحسن بن يونان عن عبد الرحمن بن معاوية بن خديج
عن أبى بصرة الغفارى رضى الله عنه أنه قال مصر خزائن الله كلها الا ترى الى قول
يوسف
عليهالسلام (قالَ اجْعَلْنِي عَلى
خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) فكان ليوسف بسلطان مصر جميع سلطان الارض مضافا الى ما تحت
يده. وقد روى أيضا من حديث ابن لهيعة ويحيى بن أيوب عن يزيد بن أبى حبيب بالسند
الصحيح فى قول الله تعالى (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ
مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي) قال لم يكن فى الارض يومئذ ملك أعظم من ملك مصر وأما
الانهار فكانت جسورا وقناطر بتقدير وتدبير حتى ان الماء يجرى من تحت منازلها
وأفنيتها فيجرونه كيف شاؤا وفى قوله تعالى (كَمْ تَرَكُوا مِنْ
جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ) قال كانت الجنان بحافتى هذا النيل من أوّله الى آخره وهو
من اسوان الى رشيد قال الواقدى كان بمصر ستة خلجان. الاوّل خليج الاسكندرية.
الثانى خليج سخا. الثالث خليج دمياط. الرابع خليج سردوس. الخامس خليج منف. السادس
خليج الفيوم وكانت متصلة لا ينقطع منها شئ عن شئ وبين كل خليجين زرع هكذا كان
ترتيب مصر من أوّلها الى آخرها مما بلغه الماء قال الواقدى وكانت مصر تروى جميعها
من ستة عشر ذراعا لما دبروا لها من الجسور والقناطر قال والمقام الكريم المنابر
وكان بها ألف منبر قال القضاعى وقد روى من حديث سعيد بن كثير قال كنا بقبة الهواء
عند المأمون فقال ما أدرى ما الذى أعجب فرعون حيث قال أليس لى ملك مصر قال أقول يا
أمير المؤمنين قال قل يا سعيد فقلت ان الذى ترى بقية ما دمر الله ألا ترى الى قول
الله تعالى (وَدَمَّرْنا ما كانَ
يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَما كانُوا يَعْرِشُونَ) فقال صدقت ثم أمسك. وقد روى من حديث عمرو بن العاص رضى
الله عنه أنه قال فى خطبته واعلموا أنكم فى رباط الى يوم القيامة لكثرة الأعداء
حولكم لا سيما وقلوبكم اليكم فى الزرع والمسال والخير الواسع والبركة. وقد روى من
حديث كعب رضى الله عنه أنه قال من أراد أن ينظر الى جنة عدن فلينظر الى مصر اذا
أزهرت. وقد روى من حديث أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال سيحان وجيحان والفرات
والنيل كل من أنهار الجنة وهو أعدلها لطوله وبعد جريانه. وقد روى من حديث عمرو بن
العاص مرفوعا اذا فتح الله على يديكم بعدى مصر فانخذوا بها جندا كثيفا فذلك الجند
خير أجناد الارض فقال أبو بكر رضى الله عنه ولم ذلك يا رسول الله قال لأنهم فى
رباط الى يوم القيامة. وقد روى من حديث عمرو بن العاص مرفوعا ان الله سيفتح عليكم
بعدى مصر فاستوصوا بقبطها خيرا فان لكم منهم نسبا وصهرا. وقد روى عن أبىّ ابن كعب
عن أبيه قال قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم اذا دخلتم مصر فاستوصوا بالاقباط خيرا فان لهم ذمّة ورحما
قال القضاعى وكان فتحها سنة عشرين من الهجرة
النبوية والخليفة
يومئذ عمر بن الخطاب رضى الله عنه والأمير عليها عمرو بن العاص بن وائل السهمى
وكان دخوله إليها من الشام بعد فتحه قيسارية وكان عدّة جيشه ثمانية عشر ألفا من
العرب وأكثرهم من اليمن قال القضاعى قرأت بخط الكندى فى تاريخ مصر أن عمرو بن
العاص سار من الشام الى مصر فى سنة تسع عشرة وكانت عدّة جيشه ثلاثة آلاف فارس
وخمسمائة وحكى عن الكندى أن سبب تسميتها مصر أن أول من سكن أرضها مصر بن بيصر بن
حام بن نوح وهو أبو القبط بعد أن أغرق الله قومه وأول مدينة عمرت بمصر منف فسكنها
ثلاثون نفرا من ولد نوح وكان أكبرهم مصر ومنف بالقبطية ماف وتفسيرها ثلاثون وكانت
إقامتهم قبل ذلك بسفح المقطم ونقروا هنالك بيوتا كثيرة وكان نوح عليهالسلام قد دعا لمصر أن يسكنه الله الارض الطيبة المباركة التى هى
أم البلاد وغوث العباد ونهرها أفضل الأنهار ويجعل الله فيها أفضل البركات ويسخر
الله لها جميع أهل الارض فسأله ولده مصر عنها فأخبره بها ووصفها له وكان مصر بن
بيصر بن حام ابن نوح قد كبر سنه وضعف أمره فحمله ولده وجميع اخوته الى مصر فسكنوها
فبذلك سميت على أسماء أبناء نوح
فصل
وقد تقدّم الكلام
على فتح مصر وقد ذكر يزيد بن أبى حبيب أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه لما قدم من
الجابية وذلك سنة ثمان عشرة خلا به عمرو بن العاص رضى لله عنه فقال يا أمير
المؤمنين ائذن لى فى المسير الى مصر فانك ان فتحتها كانت غوثا للمسلمين وعونا لهم
فتخوّف عمر بن الخطاب رضى الله عنه من ذلك على المسلمين فلم يزل به عمرو ابن العاص
يرغبه فى ذلك ويهوّنه عليه حتى ركن لذلك وعقد له على أربعة آلاف فارس وقد روينا عن الكندى أن عمرو بن العاص رضى الله عنه سار
ومعه ثلاثة آلاف وخمسمائة فارس فلما أرسله عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال له سر
فانى مستخير الله في تسييرك وسيأتيك كتابى سريعا وسار ممتثلا لأمير المؤمنين عمر
بن الخطاب ومعه سليمان بن خالد وعبد الله بن المقداد بن الاسود الكندى وسار بجيش
الاسلام والمسلمون معه حتى قرب الى مصر فشاور أشراف الصحابة رضى الله عنهم عن
دخوله مصر قبل أن يدخلها أوشيأ من أرضها فانصرف الصحابة على الرأى تلك الليلة
فقالوا له ان دخلتها قبل أن
__________________
يأتيك كتاب أمير
المؤمنين فالرأى لك وأظهر التأنى هو وجيشه وقال له رؤساء الصحابة استقبل مصر بوجهك
واستعن بالله واستنصره فسار عمرو بن العاص واستشار عبد الله بن عمر بن الخطاب
فأمره بحصار مصر وأرسل كتابا الى عمر اننا وصلنا الى مصر ومنتظرون ما أمرتنا به فى
مقوقسها وفى فتحها وأرسل به عمرو بن مساعد فسار به وأوصل الكتاب الى عمر بن الخطاب
قال الكندى كتب عمر الى عمرو أمره أن ينصرف فوصل اليه الكتاب وهو متوعك فلم يستطع
أخذ الكتاب من الرسول فدفعه الى ولده عبد الله فقرأه على المسلمين فقال لمن معه
أنتم تعلمون أن أمير المؤمنين عهد الىّ عهدا اننا نقاتل عن دين الاسلام ولا نولى ونعز
دين الله تبارك وتعالى ونحامى عنه كما كنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثم قال لهم الرأى أنا نعلم المقوقس ثم أرسل اليه يهدّده
فهاداه بهدية مع خواص بطارقته فقال عمرو بن العاص لمن معه تعلمون هذه الهدية من
ملك مصر قالوا نعم قال ان أمير المؤمنين عهد الىّ قبل أن أخرج من عنده ان يلحقنى
كتابه قبل أن أدخل الى أرض تنسب الى مصر أن أقف عند ذلك وأرجع والآن قد دخلت
فسيروا أنتم وامضوا على بركة الله تعالى فساروا والتقوا بجيش القبط بالفرما
وقاتلوهم فى ذلك المكان وكان أول موضع قاتل فيه المسلمون قال الواقدى انهم مكثوا فى
ذلك الموضع نحوا من شهر ثم لحقهم رسول عمرو بن العاص فقدم عمرو وهو لا يدفع الا
بالأمر الخفيف حتى أتى بلبيس فقاتلوه بها نحوا من شهر حتى فتحها الله على يديه
وسار الى مصر فى نحو شهر حتى فتح الله على يديه مصر وكان بها ما كان وقاتلوا
المسلمين واستشهد منهم نحو سبعين رجلا وكان فى الجمع عمرو ونافع وقيس وخالد وولده
سليمان وجمع من أمراء الاسلام وخاصة الرؤساء منهم مسلمة بن مخلد وعقيل والأحنف ومن
يجرى مجراهم وساروا يتبع بعضهم بعضا فكسروا جماعة المقوقس وقتلوا أربعة آلاف من
عامتهم خلاف من قتل من العوام وجاء محمد بن الاسود وعبادة وعتبة ومسلمة بن مخلد فى
اليوم الرابع وخاف عاقبته فأخذ معه خالدا وحذافة ثم ساروا الى الحصن وأحاط بهم
خمسون فارسا وجماعة وأخذوا الحصن وأمير الحصن يومئذ المندمور الذى يقال له ميزح من
قبل المقوقس قال القضاعى وكان المقوقس قد تولى أمر القوم والمسلمون تتلاقى عشراتهم
وقد أيد الله المسلمين وخذل الله القبط وملك عمرو بن العاص فى سنة تسع عشرة من
الهجرة النبوية وقاضى الصحابة كان فى ذلك العصر قيس وكان نزوله فى غربى الخندق
وأقام مع بنى وردان ونزل بساحتهم وكان مع أولاد أخيه ولم تذكر له شقة غير داره
التى بناها عام الفتح كما ذكره ابن الجباس
وابن بللوه وكان
من أمر الصحابة ما كان وداره التى ذكرناها موجودة كما ذكر غالب المؤلفين قال
القضاعى وأثر بنائها موجود باق وهى التى بسوق وردان الى أن وقع حريق فى الدار
فأحرقت تلك الشقة وكان ذلك فى ولاية عبد العزيز بن محمد بن النعمان القاضى وذلك
بعد سنة تسعين وثلثمائة وقد ذكر عنه أرباب التاريخ أنه غطس فى سفينة هو وأهل
الفتوّة وكانت السفينة ملتصقة بباب الحصن والحصن بجانب الجزيرة وقطعوا شجر السرو
وتحصنوا هناك والنيل حينئذ فى مده وقيل انه خرج معهم وقيل أقام فى الحصن وسأل
المقوقس فى الصلح قال فبعث اليه عمرو عبادة بن الصامت وكان رجلا طويلا طوله عشرة
أشبار وصالحه المقوقس عن القبط والروم على أن للروم الخيار فى الصلح الى أن يأتى
كتاب ملكهم فان رضى لهم تم ذلك على حاله وان سخط عليهم انتقض الصلح بينه وبين
الروم وأما القبط فبغير خيار وكان الذى انعقد عليه الصلح أن فرض على جميع من حضر
بمصر أعلاها وأسفلها من القبط دينارين على كل شخص فى كل سنة من البالغين شريفهم
ووضيعهم دون الشيوخ والأطفال والقساقسة والرهبان والمنقطعين فى الديورة والكنائس
والبيع وغيرهم ممن لا يتعاطى الدنيا وأنهم لا يعترضون ولا يعترضهم أحد من أهل
الاسلام ولا يدخل عليهم بما يضرهم وكان عدد الذين عاقدهم ستة آلاف نفس برضاهم قال
ابن زولاق انهم اثنان وعشرون ألفا غير أهل البلاد وقال الواقدى انهم فتحوا مصر
صلحا وتعلق بهذا الخبر من نقل عنه وقال غيره ان بها ستة أماكن مستجاب فيها الدعاء
فتح الله مصر على يد ابن العاص وعبادة بن الصامت والمقداد وشرحبيل بن حسنة وقيس بن
سعد وغيرهم من الصحابة وذهب الذين قالوا انها فتحت صلحا بغير عنوة وكذا حكم جميع
الارض التى بمصر وكورة اخميم الى مالا نهاية له. وممن قال انها فتحت عنوة عبد الله
بن المغيرة الشيبانى وعبد الله بن وهب ومالك بن أنس وغيرهم وبعضهم قال ان بعضها
فتحت صلحا وبعضها عنوة منهم ابن شهاب وابن لهيعة. وكان فتحها يوم الجمعة مستهل
المحرم سنة عشرين من الهجرة هذا ما نقله ابن بللوه واليه أشار ابن الجباس وشمس
الدين بن أبى المجد والقضاعى فى تاريخه وذكر أن له عقبا بمصر وشمس الدين ومحمد
انهما عقباه وولد له رجل من مصر وأقام بها ومدفنه فى مجرى الحصا وهو محل مبارك
يستجاب فيه الدعاء والنقعة الكبرى التى قاتلت بها الصحابة لقضاء الحاجات ومحل
الذروة وذروة عين الصيرة تسمى النقعة الصغرى نذكره ان شاء الله لاجابة الدعاء
وقتال الصحابة
__________________
فى القرافة الكبرى
عدوا ذلك الى الجامع العمرى ووقوف الصحابة عند انتظارهم كتاب ابن الخطاب ومحل
القتال مجاب فيه الدعاء وقتال الصحابة عند التل والوادى وناحية بلبيس مبارك فى الاسلام
وسوف نذكر الاماكن المذكورة عند انتهائنا اليها
فصل
نذكر فيه ان شاء
الله تعالى من ملك مصر من بعد الطوفان والمرأة التى أخذت ولدها على كتفها وأغرقها
الله تبارك وتعالى مع قوم نوح ذكر القضاعى أن لها ولدا وأخا كانا فى السفينة لم
ينج من قوم نوح غيرهما ذكرهما النسابة وذكر أنهما من ولد رجل من مصر لم ينج من
الطوفان غيره وكان سبب نجاته انه أتى نوحا عليهالسلام فآمن به ولم يأته من أهل مصر غيره فحمله معه فى السفينة
فلما انتهى الطوفان أتى الى مصر ومعه نفر من ولد نوح فأقام بها حتى هلك فورث ولده
علم كتاب أهل مصر وهو العلم الأول ورثناه عنه وكان نص الكتاب المنسوخ إنا وجدنا
فيما يدل عليه علم النجوم أنّ آفة عظيمة نازلة من السماء وخارجة من الارض فنظرنا
ما هى فوجدناها ماء مفسدا للارض وحيوانها ونباتها فلما تم اليقين قلنا للملك سوريد
بن سهلوق وكان ملكا عظيما ابن بيتا قبرا لك وقبرا لأهل بيتك فبنى له الهرم الشرقى
وبنى لأخيه الهرم الغربى وبنى الهرم المؤزر لوالده فكتبنا فى حيطانها علما عائدا
للامور كالنجوم وعللها والصنعة والهندسة والطب وغير ذلك مما ينتفع به ويضر مفسرا
لمن يفهم بأن هذه الآفة نازلة بأقطار العالم وذلك عند نزول قلب الأسد فى أول دقيقة
من السرطان فلما مات الملك سوريد دفن فى الهرم الشرقى ودفن هر جيب فى الهرم الغربى
ودفن كركورس فى الهرم المؤزر وكل هرم من هذه الاهرام أسفله من الصوّان وأعلاه من
الكدان ولهذه الاهرام أبواب تحت الأرض طول كل باب مائة وخمسون ذراعا أمّا باب الهرم
الشرقى فمن الجهة البحرية وأمّا باب الهرم الغربى فمن الجهة الغربية وأما باب
الهرم المؤزر فمن الجهة القبلية وأما ما فى الاهرام من الذهب والمعادن فما لا يوصف
(٢) أن يترجم هذا الكتاب من القبطى الى العربى وهو أجمل التاريخيات فمن أول يوم من
توت عند طلوع شمسه سنة خمس وعشرين ومائتين من سنى العرب بلغت أربعة آلاف وثلثمائة
واحدى وعشرين سنة ثم نظركم مضى للطوفان الى يومه هذا فوجده ثلاثة آلاف واحدى
وأربعين سنة وتسعة وخمسين يوما وثلاث عشرة ساعة
الفصل الثانى
(فى عجائبها)
ومن عجائبها صنم
الهرمين ويقال انه طلسم الرمل ألا يغلب على الجيزة. ومن ذلك بربا سمنود حكى الكندى
عنها حكاية وأشياء قد اختصرتها فان أكثر هذه العجائب قد دثرت وليس لها أثر. ومن
ذلك بربا اخميم وهى عجب من العجائب لما فيها من الصور وغيرها وكان ذو النون يقرأ
ما عليها من الخط اليونانى وما فيه من الحكمة البالغة. ومن ذلك بربا دير بروه وهو
شئ عجيب حكى أن فيها ثمانين كوة تدخل الشمس كل يوم من كوّة لا تدخل منها الى
ثمانين يوما. ومن ذلك حائط العجوز محيطة بأرض مصر من اسوان الى العريش شرقا وغربا.
ومن ذلك الاسكندرية التى فيها المنار والسوارى والملعب الذى كانوا يجتمعون فيه فى يوم
الاكرة. ومن ذلك المسلتان وعمود الاعيان وبها عمودان ملتقيان وراء كل عمود جبل من
الحصا كحصا الجمرات. ومن عجائبها القبة الخضراء وهى أعجب ما فيها. ومن ذلك منية
عقبة وقصر فارس وهى مدينة على مدينة ويقال انها إرم ذات العماد
وأمّا ما بصعيد
مصر من جبال وعجائب وأخشاب فلا يحتمل الوصف. ومن عجائبها منف وما بها من آثار
الانبياء والحكماء والملوك وبها البربا التى كانت بها التصاوير وهى التى وضعتها
دلوكا حين فتحت مصر كانت أحضرت امرأة ساحرة يقال لها بدورة وأمرتها أن تجعل لها
سحرا تعرف به من يأتى اليها من الاعداء أو يعترضها فبنت لها بيتا من حجارة فى وسط
منف وجعلت له أربعة أبواب كل باب الى جهة وصوّرت فيه صور الابل والخيل والحمير
والسفن والآدميين وقالت كل من يأتيك فى البر أو البحر راكبا أو ماشبيا من أى جهة
كانت من هذه الأربع جهات فان أشخاص تلك الجهة تتحرك فافعلوا ما شئتم فمهما فعلتم
بهم فانه يصيب العدوّ مثل ما فعلتم بهم وبلغ الملوك شأنها فكان كل من يأتى اليها
تتحرك تلك الاشخاص فمهما فعلوا بالاشخاص أصاب الاعداء وكان كلما انهدم منها شئ لا
يقدر على اصلاحه إلا العجوز أو ولدها أو ولد ولدها حتى انقضوا. ومن عجائبها عين
شمس وهى هيكل الشمس وبها العمودان اللذان لم ير أعجب منهما وطولهما فى السماء فوق
الخمسين ذراعا وهما محمولان على وجه الأرض وفيها عجائب كثيرة. ومن عجائبها الفرما
وهى أكثر عجائبها وأكثر آثارا يذكر أهل مصر انه كان بها طريق الى جزيرة قبرص فغلب
عليها البحر وكان بها مقطع الرخام الأبلق والأبيض فغلب عليها البحر ونخلها الذى لا
يوجد
مثله فانه يطرح
البسر والرطب حين انقطاعه من جميع الدنيا. ومن عجائبها الفيوم وهى مدينة دبرها
السيد يوسف عليهالسلام بالوحى. ومن عجائبها نيلها الذى جعله الله حياة أهلها فبه
يزرعون وبه تقوم مصالحها. ومن عجائبها حجر الخل الذى قيل انه يسبح فى الخل كما
يسبح السمك فى الماء وكان بها حجارة كثيرة منها شئ يكسر فيتوقد كالمصابيح وكان بها
خرزة اذا حملتها المرأة على فخذها لا تعود تحمل بحمل أبدا. ومن عجائبها حوض كان
بدلالات يركب فيه الواحد والاربعة ويحرك الماء الذى فيه بشئ فينطلقون من جانب الى
جانب فأخذه كافور الاخشيدى وأخرج الماء منه فوجدوا فى أسفله كتابة لا يعرفون ماهى.
ومن عجائبها أشجار بصعيد مصر منها سنطة اذا هدّدت بالقطع تذبل وتنجمع حتى يقال لها
قد عفونا عنك فترجع كما كانت وبها أيضا سنطة يوقد من أحطابها ما شاء الله فلا يوجد
له رماد قط. قال القضاعى ومما رأيت محمولا الى مصر سنطة من شأنها اذا وضعت اليد
عليها تذبل واذا رفعت عنها تراجعت. قال القضاعى وكان على باب قصر الشمع صنم على
خلقة الجمل وعليه رجل راكب متنكبا قوسا وعلى رأسه عمامة وفى رجليه نعلان كانت
القبط والروم اذا تظالموا يأتون بين يديه ويقول المظلوم للظالم أنصفنى قبل أن يخرج
هذا الراكب وينصفنى منك. قال صاحب التاريخ فكانوا يعنون بالراكب النبى صلىاللهعليهوسلم قال القضاعى ولما قدم عمرو بن العاص الى مصر غيرت الروم
ذلك الجمل لئلا يكون شاهدا عليهم وقال ابن لهيعة بلغنى أن تلك الصورة فى ذلك
الموضع أتى عليها ألف سنة وأكثر ولا يعرف من عملها قال القضاعى فهذه عجائب مصر
وليس ثم بلد فيه شئ غريب إلا فى مصر مثله أو شبهه
الفصل الثالث
(فى فضل الجبل المقطم ومساجده)
ذكر الهتناتى
وغيره انه كان أكثر الجبال أنهارا وأشجارا ونباتا فلما كانت الليلة التى كلم الله
فيها موسى عليهالسلام أوحى الى الجبال انى مكلم نبيا من أنبيائى على جبل منكم
فتطاول كل جبل وتشامخ إلا جبل طور سينا فانه تواضع وتصاغر فأوحى الله سبحانه
وتعالى اليه لم فعلت ذلك وهو به أعلم قال اجلالا لك يا رب فأوحى الله تعالى الى
الجبال أن يجود له كل جبل بشئ مما عليه فجاد له كل جبل بشئ مما عليه إلا المقطم
فانه جاد له بجميع ما كان عليه من الشجر والنبات والمياه فصار كما ترونه أقرع قال
فلما علم الله تعالى ذلك منه أوحى
اليه لأعوضنك عما
كان على ظهرك لأجعلن فى سفحك غراس الجنة. وحكى الامام الليث بن سعد أن المقوقس سأل
عمرو بن العاص رضى الله عنه أن يبيعه سفحه بسبعين ألف دينار فكتب بذلك الى أمير
المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه فكتب اليه عمر سله لم أعطاك ما أعطاك فيه وهو
لا يزرع ولا يستنبط منه ماء فسأله عمرو بن العاص رضى الله عنه عن ذلك فقال له انا
نجد سفحه فى الكتب القديمة انه يدفن فيه غراس الجنة فكتب بذلك عمرو بن العاص الى
أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فكتب اليه عمر بن الخطاب يقول انا لا نعرف غراس الجنة
إلا للمؤمنين فاجعلها مقبرة لمن مات قبلك من المسلمين. وقال سفيان بن وهب الخولانى
بينا نحن نسير مع عمرو بن العاص فى سفح الجبل المقطم وكان معنا المقوقس إذ قال له
عمرو بن العاص ما بال جبلكم أقرع لا نبات به على نحو جبال الشام قال لا أدرى ولكن
الله تعالى أغنى أهله بهذا النيل وانا لنجد فى الكتب ما هو خير من ذلك قال وما هو
قال ليدفنن تحته قوم يبعثهم الله يوم القيامة لا حساب عليهم فقال عمرو بن العاص
اللهم اجعلنى منهم. وقد روى عن كعب الاحبار رضى الله عنه انه سأل رجلا يريد مصر
فقال أهدلى ترابا من سفح مقطمها فأتاه الرجل بجراب فلما حضرت كعبا الوفاة أمر أن
يفرش تحت جنبه فى قبره. وقال القضاعى ان عيسى بن مريم عليهالسلام مرّ هو وأمه على هذا الجبل فقالت له أمه يا بنىّ مررنا
بجبال كثيرة ما رأينا أكثر أنوارا من هذا الجبل قال يا أماه يدفن هنا أمة من أمة
أحمد أخى وفى رواية من أمة أخى محمد صلىاللهعليهوسلم فهذا الجبل غراس الجنة ورياضها. قال صاحب التاريخ وقطع
عمرو للمقوقس الحد الذى بين المقبرة وبينهم قال ابن لهيعة المقطم ما بين القصير
الى مقطع الحجارة وما بين ذلك فاليحموم.
وأما ما بنى به من
المساجد. فالمسجد المعروف بالتنور وهو موضع تنور فرعون الذى كان توقد له فيه النار
فاذا رأى أهل مصر النار عرف أهل مصر بركوبه فاجتمعوا له واتخذوا له ما يريد وقيل
كان يوقد بالطرفا واللبان والصندروس ليرتفع الوبا عن أهل مصر وقال القضاعى وجدت فى
كتاب قديم أن يهودا بن يعقوب عليهماالسلام لما دخل مع اخوته على أخيهم يوسف عليهالسلام فى قصة الصواع دخل الى مكان بذروة الجبل فأقام به وكان
مقابل التنور ثم خلا ذلك المكان الى أيام الدولة الطولونية فأخبر ابن طولون بفضل
هذا المكان فأمر بعمارة المسجد والمنار وجعل فيه صهريحا يخزن فيه الماء وأوقف له
وللبيمارستان بمصر والعين التى بالمعافر ويقال ان تنور فرعون لم يزل بحاله الى أن
خرج قائد من قوّاد
احمد بن طولون يقال
له وصيد فهدمه واتصل منه بمال وزال رسم التنور. المسجد المعروف بمقام المؤمن قيل
انه أقام فيه مؤمن آل فرعون ولم يوجد ذلك فى كتاب معتمد. المسجد المعروف بالمحرم
قيل ان قوما كانوا يحرمون منه فتطوى لهم الارض فيحجون ويعودون اليه
وأما ما به من
الأودية فوادى المستضعفين ووادى الملك ووادى اللبلابة ووادى هس ووادى الشياطين
ووادى الدجلة القرقوبى على قرن الجبل المقطم المطل على كهف السودان بناه أبو الحسن
القرقوبى الشاهد بمصر سنة خمس عشرة وأربعمائة وكان فى موضعه محراب حجارة يعرف
بمحراب ابن الفقاعى الرجل الصالح وهو زاوية المسجد على يسار المحراب فيه انحصر كهف
السودان يقال ان قوما من السودان نقروه وتعبدوا فيه ويقال له كهف السادة ثم بناه
الاندلسى البزاز وزاد فى سفله مواضع نقرها وبنى علوها يقال انه أنفق أكثر من ألف
دينار ووضع المجاز الذى يسلك اليه منه وعمل الدرج النقر التى يصعد عليها الى
الوادى وكان ابتداؤه بالبناء مستهل المحرم سنة احدى وعشرين وأربعمائة وفرغ منه فى
شعبان من السنة. مسجد موسى بناه الوزير جعفر بن الفرات. مسجد الصخرة كثيرا يرى
عليه النور فى الليالى المظلمة. مسجد الديلمى. مسجد الشريف أبى العباس أحمد بن
الحسين وهو أحد المسجدين المتقابلين فى أصل العقبة المعروفة بصخرة موسى عليهالسلام العارض قال القضاعى يقال لها مغارة ابن العارض وهو أبو بكر
جد مسلم القارى. مسجد اللؤلؤة كان مسجدا خرابا مشهورا باجابة الدعاء فلما أخبر
الحاكم بفضله بناه فى سنة ست وأربعمائة وسماه اللؤلؤة وهو بالقرب من مقام اليسع
شقيق شيبان الراعى وسوف يأتى فضل شيبان عند قبره. المسجد المعروف بالمدعى قال
القضاعى هو ما بين اللؤلؤة ومسجد محمود وهو مسجد قديم الدعاء فيه مستجاب. مسجد
اليسع وسيأتى الكلام عليه عند تعيين من به من الأنبياء سلام الله عليهم. مسجد
محمود المجاور لليسع وسيأتى ذكره عند قبره
الفصل الرابع
(نذكر فيه شروط الزيارة وآدابها)
فنبدأ فيه بما روى
عن بريدة عن أبيه أنه قال قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ونهيتكم عن لحوم
الاضاحى فوق ثلاث فامسكوا
ما بدا لكم
ونهيتكم عن النبيذ إلا فى سقاء فاشربوا من الأسقية كلها ولا تشربوا مسكرا. وروى من
طريق أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال زار النبى صلىاللهعليهوسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله وقال صلىاللهعليهوسلم استأذنت ربى أن أستغفر لها فلم يأذن لى واستأذنته أن
أزورها فأذن لى فزوروا القبور فانها تذكر الموت وفى رواية تذكركم الآخرة. وروى عن
فاطمة ابنة النبى صلىاللهعليهوسلم انها كانت تزور قبر عمها حمزة فى الأيام وتبكى عنده. وقيل
عن عائشة رضى الله عنها أنها زارت قبر أخيها عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق رضى
الله عنهما وقالت شعرا
وكنا كندمانى
جذيمة حقبة
|
|
من الدهر حتى
قيل ان يتصدعا
|
وعشنا بخير فى
الحياة وقبلنا
|
|
أصاب المنايا
رهط كسرى وتبعا
|
فأول شروط الزيارة
اخلاص النية لما قاله النبى صلىاللهعليهوسلم وهو بالسند الصحيح عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه قال
سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول انما الاعمال بالنية وفى رواية بالنيات فيقصد بزيارته
وجه الله سبحانه وتعالى واصلاح فساد قلبه بما يتلوه من القرآن بين القبور والدعاء
فى أوقات الاجابة ولا يجعل ذلك لزينة ولا لتجمل ولا ليقال ولا ليدعو على من ظلمه
لينال حظ نفسه وشفاء غيظه بل يعتمد على الزيارة فانه قد روى عن مالك عن العلاء عن
أبيه عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم خرج الى المقبرة فقال السلام عليكم دار قوم مؤمنين وانا
بكم ان شاء الله لاحقون. وعن سليمان عن بريدة عن أبيه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان اذا خرج الى المقابر يأمرهم أن يقولوا السلام عليكم
أهل الديار من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات أنتم لنا فرط وانا ان شاء
الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية. وعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه
قال كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم اذا دخل الجبانة يقول السلام عليكم أيتها الارواح الفانية
والاجسام البالية والعظام النخرة التى خرجت من الدنيا وهى بالله مؤمنة اللهم أدخل
عليها روحا منك وسلاما منا. فينبغى لمن قصد زيارة الصالحين أن يجتنب الجلوس عليها
والمشى أيضا لما روى عن أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه حتى تخلص الى جلده
خير له من أن يجلس على قبر
ويستحب لمن زار
القبور أن يأتي من تلقاء وجه الميت فيقف مستدبر القبلة مستقبلا وجه الميت فانه فى
زيارته ومخاطبته ميتا كمخاطبته حيا وأن يسلم على الميت كما يسلم على
من يزوره. وعن عبد
الله بن عمر رضى الله عنهما أنه كان لا يمرّ بقبر إلا وقف وسلم عليه. وقال نافع
كان ابن عمر رضى الله عنه اذا أتى القبور يقول السلام على رسول الله السلام على
أبى بكر السلام على أبى قال رأيته يفعل ذلك مرارا. وقال سليمان بن سحيم رأيت النبى
صلىاللهعليهوسلم فى النوم فقلت له يا رسول الله هؤلاء الذين يأتونك ويسلمون
عليك تسمعهم قال نعم وأردّ عليهم. وقال أبو هريرة رضى الله عنه اذا مرّ الرجل بقبر
الرجل يعرفه فسلم عليه ردّ عليهالسلام. ولا ينبغى التبرك بتراب القبر ولا تقبيله فان ذلك من عادة
النصارى ولا ينقل ذلك عن علماء المسلمين. وقال أبو أمامة الباهلى رضى الله عنه
رأيت أنس بن مالك رضى الله عنه أتى الى قبر النبى صلىاللهعليهوسلم فوقف ورفع يديه حتى ظننت أنه افتتح الصلاة فسلم على النبى صلىاللهعليهوسلم ثم انصرف. وبلغنا أن رجلا ألقى نفسه على قبر النبى صلىاللهعليهوسلم فناداه شاب يا هذا أرأيت لو كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم حيا ثم أتيت تزوره ما كنت تصنع قال كنت أقف بين يديه وأسلم
عليه قال كذلك فافعل فانك فى مخاطبته ميتا كمخاطبتك له حيا. وقال المروزى سمعت
الامام أحمد بن حنبل يقول اذا دخلتم المقابر فاقرؤا فاتحة الكتاب والمعوّذتين وقل
هو الله أحد واهدوها لهم فانها تصل اليهم. وقد سمعت الحافظ أبا العز عبد المغيث
يقول لما قتل القاضى أبو الحسن محمد بن محمد شهيدا رحمهالله ختم على قبره فى يوم واحد ما يزيد عن مائة ختمة. وروى عن
عاصم عن زيد بن عبد الله قال ان الله تعالى نظر الى قلوب عباده فوجد قلب محمد صلىاللهعليهوسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه ثم نظر الى قلوب العباد بعد
قلب نبيه محمد صلىاللهعليهوسلم فوجد قلوب أصحابه رضى الله عنهم أجمعين خير قلوب العباد
فجعلهم وزراء نبيه صلىاللهعليهوسلم يقاتلون على دينه فما رأت المؤمنون حسنا فهو عند الله حسن
وما رأت المؤمنون سيئا فهو عند الله سيئ. وقد روى عن معقل بن يسار رضى الله عنه
أنه قال قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم اقرؤا يس على موتاكم أخرجه أبو داود فى السنن. وقد روى
الامام أحمد بن حنبل فى مسنده عن معقل بن يسار أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال البقرة سنام القرآن وذروته نزل مع كل آية منها ثمانون
ملكا واستخرجت الله لا اله الا هو الحىّ القيوم من تحت العرش فوصلت بها أى بسورة
البقرة ويس قلب القرآن اقرؤها على موتاكم. وقال صلىاللهعليهوسلم اذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية وعلم
ينتفع به وولد صالح يدعو له رواه مسلم والنسائى ورواه أبو داود والترمذى. وأما
قوله تعالى (وَأَنْ لَيْسَ
لِلْإِنْسانِ
إِلَّا
ما سَعى) قال ابن عباس رضى الله عنهما نسخه قوله تعالى (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ
ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ). وقال عكرمة كان ذلك القول لابراهيم وموسى ألا ترى الى
قوله تعالى فى أول الآية ((أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ
بِما فِي صُحُفِ مُوسى وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ
وِزْرَ أُخْرى وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى) فاما هذه الأمة فلهم ما سعوا أو سعى عنهم لخبر سعد بن عبادة
أنه سأل رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال يا رسول الله هل لأمى أجر أن أتطوع عنها قال نعم وفى
حديث آخر أنه حفر بئرا وقال يا رب هذه لأم سعد. ولا بأس بالمحافظة على الدعاء
والتماس أوقات الاجابة لأن الدعاء تحفة الميت وسلاح الأحياء. وقد روى عن النبى صلىاللهعليهوسلم أنه قال ما الميت فى قبره إلا كالغريق المتغوث ينتظر دعوة
من ابنه أو أخيه أو صديق له فاذا لحقته كانت أحب اليه من الدنيا وما فيها. قال
العلماء رضى الله عنهم هدايا الأحياء للاموات الدعاء والاستغفار فان النبى صلىاللهعليهوسلم صلى على النجاشى وهو غائب والبحر معترض بينهم وكذلك خبيب
بن عدى لما صلب بمكة صلى عليه النبى صلىاللهعليهوسلم بالمدينة. وروى أنه من زار قبر أخيه استأنس به وردّ عليه
قبل أن يقوم ويكره الضحك بين المقابر فانه من وضع الأشياء فى غير محلها ووضع الشئ
فى غير محله نهاية فى النقصان وكذلك الصلاة فى المقابر لما روى عن النبى صلىاللهعليهوسلم أنه قال سبع مواطن لا تجوز الصلاة فيها منها المجزرة
والمزبلة والمقبرة. وروى أبو سعيد الخدرى رضى الله عنه ان النبى صلىاللهعليهوسلم قال الارض كلها مسجد الا المقبرة والحمام. قال الامام
الشافعى رضى الله عنه وأكره أن يعظم مخلوق حتى يجعل قبره مسجدا مخافة الفتنة عليه
وعلى من تعوّده فينبغى لمن عزم على زيارة الصالحين أن يحضر قلبه ويخلص نيته ويكثر
من الصلاة على نبيه محمد صلىاللهعليهوسلم لا سيما فى ليلة الجمعة ويوم الجمعة ويحافظ على التزام
الدعاء يلتمس ساعات الاجابة فمن دعائه أن يقول اللهم صل على محمد وعلى آل محمد
وأعنى على خير عزمت عليه وكل عبد من عبادك المؤمنين عمل عملا صالحا ولم يشرك
بعبادتك أحدا اللهم طهر قلبى مما سواك واملأه بحبك واشغلنى بما يرضيك عنى وجنبنى
ما يغضبك علىّ اللهم أنجح هذا المقصد وعرفنى بركته وشفع فىّ عبادك الصالحين
واجعلنى محسنا فانك مع المحسنين وصلى الله على سيدنا محمد سيد الانبياء وشافع
الأتقياء وعلى آله وأصحابه أجمعين. قال بشر ابن منصور لما كان زمان الطاعون كان
رجل يختلف الى الجبانة فيشهد الصلاة على الجنائز فاذا أمسى وقف على القبور وقال
آنس الله وحشتكم ورحم غربتكم تقبل الله حسناتكم
وتجاوز عن سيئاتكم
قال الرجل فأمسيت ذات ليلة ولم آت الى المقبرة ولم أدع بما كنت أدعو فبينا أنا
نائم واذا بخلق كثير قد جاؤنى وسلموا علىّ فقلت من أنتم فقالوا اتك عوّدتنا عند
انصرافك بهدية تهديها الينا فقلت وما هى قالوا الدعوات اللاتى كنت تدعو بهنّ عند
انصرافك الى أهلك قال فما زلت عليهنّ مادمت حيا
الفصل الخامس
(فيمن دخلها من الصحابة ومن دفن بها منهم)
مما رواه ابن عبد
الحكم فى فتوح مصر والمغرب وأبو عمر الواقدى وابن شماسة وابن سعد وغيرهم من أرباب
علم التاريخ رضى الله عنهم أجمعين وذلك أن الله تبارك وتعالى قد منّ علينا ويسّر
لنا ايضاح جمعهم مما قد نقل من تواريخ السادة العلماء. وقد أجمعوا على أن أوّل من
دخلها عمرو بن العاص رضى الله عنه وأن الله سبحانه وتعالى قد جعل
فتحها على يديه حكى ابن سعد فى كتاب الطبقات أن عمرو بن العاص بن وائل السهمى أسلم
هو وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة وحضر فتوح الشام ثم بعثه عمر بن الخطاب رضى
الله عنه الى مصر ففتحها الله على يديه فى قصة تقدّم ذكرها هو وكعب بن يسار بن ضبة
بن ربيعة العبسى شهد فتح مصر وخطته بها معروفة. وروى عنه عثمان بن سعد التجيبى
ولما دخل البربر الى مصر نزلوا عليه فسمى سوق البربر وذكر القضاعى وغيره أن أهل
مصر كانوا يجتمعون حوله فيصف لهم صفة النبى صلىاللهعليهوسلم ولم يختلفوا فى أنه مات بمصر. وممن دخلها أبو بصره الغفارى
سكن مصر واختط بها واسمه حميل وقيل جميل قال أبو عمر أصحه الضم وحكى ابن يونس فى تاريخه انه دفن بسفح الجبل المقطم وحكى
القضاعى فى تاريخه عن حرملة رضى الله عنه انه مع عقبة بن عامر الجهنى فى قبره وقيل
انهم ثلاثة فى قبر واحد عقبة وعمرو بن العاص وأبو بصرة الغفارى ولأهل مصر عنه
عشرون حديثا. وممن دخلها معاوية بن خديج بن جفنة السكونى وقيل الخولانى وقيل
الجهنى والأصح السكونى روى عنه سويد بن قيس وعرفطة بن عمرو مات قبل عبد الله ابن
عمرو بن العاص قال ابن وهب غزا افريقية ثلاث مرات وغزا الحبشة فأصيبت عيناه قال
ابن شهاب دخلت علينا عائشة رضى الله عنها فسألتنا كيف كان أميركم حين غزا افريقية
فقلنا رأيناه بخير فقالت أستغفر الله ان كنت لأبغضه من أنه قتل أخى
__________________
ثم قالت سمعت رسول
الله صلىاللهعليهوسلم يقول اللهم من رفق بأمتى فارفق به ومن شق عليهم فاشقق عليه
وحكاه ابن عبد البر فى الاستيعاب ولأهل مصر أحاديث عنه. وممن دخلها مسلمة بن مخلد
الانصارى الخزرجى رضى الله عنه أدرك من حياة رسول الله صلىاللهعليهوسلم عشر سنين ولد عند مقدم النبى صلىاللهعليهوسلم المدينة ومات
النبى صلىاللهعليهوسلم وهو ابن عشر سنين وقيل لما قدم النبى صلىاللهعليهوسلم المدينة كان ابن أربع سنين قال الامام أحمد بن حنبل رضى
الله عنه شهد مسلمة بن مخلد فتح مصر وسكنها وولاه معاوية مصر سنة وقال الواقدى قدم
مسلمة بن مخلد واليا على مصر وافريقية وهو أول من رفع المنار للمساجد فى سنة
ثلاثين وكانت ولايته على مصر وافريقية ست عشرة سنة وكان يبعث معاوية بن خديج فى
الغزو الى المغرب وقال عمر بن عنبسة عن ابراهيم بن ميسرة عن مجاهد قال كنت أرانى
احفظ الناس للقرآن حتى صليت خلف مسلمة الصبح فقرأ سورة البقرة فما أخطأ فيها وحكى
الواقدى أن مسلمة كان اذا قرأ فى المحراب يسمع سقوط دموعه على الارض قال الكندى ثم
جدّد بناء الجامع ولم تدع الصحابة مما بناه عمرو بن العاص الا المحراب الذى وقف
عليه الصحابة قال أبو عمر مات مسلمة بن مخلد بمصر وقيل بالمدينة وقال ابن زولاق
مات بمصر فى آخر ولاية معاوية وهو الأصح وقبره بمصر بخط مذبح الجمل. وممن دخلها
محمد بن أبى بكر الصديق رضى الله عنهما يكنى بأبى القاسم وأمه أسماء بنت عميس
الخثعمية تزوج بها جعفر بن أبى طالب ثم مات عنها فتزوّجها أبو بكر الصديق رضى الله
عنه فمات عنها فتزوّجها على بن أبى طالب رضى الله عنهم أجمعين ولد محمد بن أبى بكر
الصديق فى حجة الوداع ذكره صاحب الموطأ وكان محمد بن أبى بكر عند على بن أبى طالب
مكرما معظما ثم ولاه مصر بعد قصة طويلة اتفقت له فى خلافة عثمان بن عفان رضى الله
عنهم لا ينبغى شرحها اعراضا عما شجر بين الصحابة رضى الله عنهم أجمعين ودخل محمد
بن أبى بكر مصر فى النصف من شهر رمضان سنة سبع وثلاثين فلم يزل بها الى صفر سنة
ثمان وثلاثين وكان قد أحبه أهل مصر لما رأوا من سياسته ورياضة أخلاقه. وممن دخلها
عمار بن ياسر رضى الله عنه ولاهل مصر عنه حديث واحد قال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم تقتلك الفئة الباغية يا عمار وهو من المهاجرين وأمه سمية
أول شهيدة استشهدت فى الاسلام لم تزل تعذب حتى ماتت رضى الله عنها وأنزل الله
تعالى فى عمار وأبى جهل قوله تعالى (أَوَمَنْ كانَ
مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ
مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها) وكان عمار فارسا
من فرسان الاسلام
ولما بلغ عثمان اضطراب الامر على ابن أبى سرخ بعث بعمار الى مصر فوصل الى سقيل وخرج من مصر ولم يمت بها. وممن دخلها معاوية بن أبى سفيان
يكنى بأبى عبد الرحمن وهو أول وال من بنى أمية دعا له رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال اللهم علمه الكتاب والحساب وقه العذاب وهو من كتاب
وحى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وصل الى عين شمس فرأى فيها من العجائب ما أذهله عن الدخول
اليها فرأى بها هيكل الشمس ورأى بها العمودين القائمين على وجه الارض وليس لهما
أساس ورأى بها صورة انسان على دابة فلما رأى ما رأى رجع وقال ليس لى فى الدخول
اليها حاجة ولاهل مصر عنه حديثان وكان معاوية رجلا حليما يضرب بحلمه المثل. وممن
دخلها حاطب بن أبى بلتعة اللخمى حليف بنى أسد بن عبد العزى دخل الى مصر رضى الله
عنه قبل فتحها برسالة رسول الله صلىاللهعليهوسلم الى المقوقس فأكرمه اكراما عظيما وعظم كتاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم تعظيما بالغا ثم بعث معه هدية الى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقال بلغنى انه يقبل الهدية فكانت هديته بغلة وقباطى
وسيرين ومارية وغلام خصى اسمه مابور فقدم حاطب بهدية المقوقس الى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقبلها وتسرى بمارية القبطية ومنها ولده ابراهيم عليهالسلام. وممن دخلها خارجة بن حذافة العدوى رضى الله عنه شهد فتح
مصر مع المسلمين وكان من أعيان الصحابة الذين أسسوا المحراب ولأهل مصر عنه حديث
واحد وكان أول من غزا فى البحر من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم. وممن دخلها أبو الدرداء واسمه عويمر بن عامر وقيل ابن
يزيد قال القضاعى انه شهد فتح مصر ولا يعرف له بها خطة ولقد قيل له نرى كل الانصار
تكلموا بالشعر وأنت ما تقول شعرا فأنشد عند ذلك يقول
يريد المرء أن
يعطى مناه
|
|
ويأبى الله إلا
ما أرادا
|
يقول المرء
فائدتى ورزقى
|
|
وتقوى الله أفضل
ما استفادا
|
ولاهل مصر عنه
خمسة أحاديث وهو من أعيان الصحابة. وممن دخلها قيس بن سعد ابن عبادة صحابى ابن
صحابى افتخر الجن بقتل أبيه وهو سيد الخزرج أثنى عليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم شهد أبوه المشاهد كلها مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم وجادل عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم. وممن دخلها شفيع بن ثابت الانصارى شهد فتحها واختط بها
ولأهلها عنه نحو من عشرة أحاديث. وممن دخلها فضالة بن عبيد الانصارى
__________________
شهد فتحها ولأهلها
عنه نحو عشرين حديثا. وممن دخلها رجا بن عبيد الله الانصارى رضى الله عنه دخلها
بعد الفتح وقدم على عقبة بن عامر الجهنى ويقال انه قدم على مسلمة ابن مخلد
الانصارى رضى الله عنهم. وممن دخلها سهل بن سعد الساعدى وكنيته أبو العباس قال
صاحب كتاب المشرق لما قدم سهل بن سعد الى مصر اغترف من نيلها بيديه وقال هذا يخرج
من تحت سدرة المنتهى وقيل كان عقبة بن عامر ومسلمة بن مخلد يجلسان بين يديه
ويقولان له كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يحبك ويجلسك مات رضى الله عنه بالمدينة وهو آخر من مات بها
من الصحابة رضى الله عنهم ولأهل مصر عنه حكايات ومناقب لأنه كان كثير الحياء
ملازما لقراءة القرآن ولم يذكر له بمصر خطة. وممن دخلها السائب بن خلاد شهد فتحها
ثم خرج منها ثم قدم على عقبة رضى الله عنه ولأهل مصر عنه حديث واحد. وممن دخلها
أبو ذر الغفارى رضى الله عنه الصحيح أن اسمه جندب بن جنادة دخل مصر واختط بها
وخطته معروفة ولقد مدحه رسول الله صلىاللهعليهوسلم اذ قال له ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من
أبى ذر أسلم بمكة وأقام بها أياما ليس له قوت الا ماء زمزم ثم عاد الى أهله ورجع
الى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالمدينة فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنت أبو نملة قال انما أنا أبو ذر خرج من مصر حين رأى
رجلين يختصمان على موضع لبنة وقال سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يخبر بذلك. وممن دخلها مسلمة بن الحارث الغفارى شهد فتحها
ولأهلها عنه حديث واحد. وممن دخلها السائب الغفارى قيل شهد فتحها ولم يذكر فيمن
حضرها عند الفتح ولأهلها عنه حديث واحد. وممن دخلها هبيب بن معقل الغفارى شهد
فتحها واختط بها ولأهلها عنه حديث واحد وهو من أعيان الصحابة. وممن دخلها بشر بن
ارطاة العامرى شهد فتح مصر وله بها خطط معروفة قال القضاعى وكان كثير الصدقة وخطته
مما يلى أصحاب الراية. وممن دخلها المستورد بن شدّاد الفهرى وهو من أعيان الصحابة
رضى الله عنه شهد فتح مصر وله بها خطة ولأهل مصر عنه أحاديث وذكر الحفاظ من
العلماء أنه لم يرو عن المستورد الا أهل مصر وأهل الكوفة. وممن دخلها أبو موسى
الغافقى واسمه مالك بن عبادة رضى الله عنه وقيل عبد الله بن مالك وهو من حلفاء بنى
عبد الدار شهد فتح مصر واختط بها وكان رجلا جميلا كثير البكاء عند ذكر النبى صلىاللهعليهوسلم ويقول فاز من رآه وعمل بعمله ولأهل مصر عنه ثلاثة أحاديث
وقيل انه مات بمصر وقبره بمقبرة بنى غافق كذا قال ابن النحوى. وممن دخلها أبو
الأعور
السلمى واسمه عمرو
بن سفيان حليف بنى أمية بن عبد شمس دخل مصر ولم يشهد فتحها قال القضاعى لما دخلها
مع مروان قال حين رأى سفح المقطم هذا واد فيه عين أهل الجنة. وممن دخلها يزيد بن
أنيس الفهرى يكنى أبا عبد الرحمن قال الكندى انه دخل مصر وشهد فتحها وله بها خطة
وهى التى فى دار السلسلة بالخشابين روى عن النبى صلىاللهعليهوسلم حديثا واحدا وكان عمرو بن العاص يحبه وأراد أن يوليه على
الخراج فأبى قال الربيع بن سليمان هو فيمن مات من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالشام. وممن دخلها عبادة بن الصامت أحد الفتيان شهد بدرا
مع النبى صلىاللهعليهوسلم وقاتل قتالا شديدا وشهد أيضا فتوح الشام وفتوح مصر وهو من
أعيان الصحابة وأكابرهم وكان صاحب مشورة عمرو بن العاص لما كثرت القبط عليهم فقال
والله لو كانوا عدد الرمل ونحن دون الألف نصرنا عليهم لأن أحياءنا سعداء وأمواتنا
شهداء ولأهل مصر عنه نحو عشرة أحاديث خرج من مصر وليس له بها خطة. وممن دخلها أبو
أيوب خالد بن زيد الانصارى شهد بدرا مع النبى صلىاللهعليهوسلم ونزل صلىاللهعليهوسلم حين هاجر فى منزله حين ازدحم الناس وصار كل أحد يسأل النبى
صلىاللهعليهوسلم على أن ينزل فى منزله فجاءه جبريل عليهالسلام وقال يا محمد ان الله يأمرك أن ترسل مطيتك فأيما باب وقفت
عليه فانزل فيه فوقفت على باب أبى أيوب الانصارى رضى الله عنه وكان أبو ايوب جليلا
فى أصحابه حكى ابن اسحاق وغيره أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم لما نزل فى دار أبى أيوب نزل فى سفل الدار وكان أبو أيوب
وأهله فى علو الدار فاندفق السقاء فى الليل وكانت ليلة شاتية فقام أبو أيوب وزوجته
وجعلا ينشفان الماء بأثوابهما فلما أصبح أبو أيوب أتى الى النبى صلىاللهعليهوسلم ليرى هل سقط عليه شئ من الماء فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم ان الله شكر صنيعكما البارحة يا أبا أيوب مات أبو أيوب
ببلاد الروم وخبره مشهور ولأهل مصر عنه نحو عشرين حديثا ولم يخرج من مصر حتى غزا
فى البحر ويقال انه أول من غزا فى البحر من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم. وممن دخلها الزبير بن العوام وهو ابن عمة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولقد قال عليهالسلام لكل نبىّ حوارى وحوارى الزبير بن العوام وهو من العشرة
المقطوع لهم بالجنة حضر فتح مصر واختط بها ثم خرج منها فقتل فى وقعة الجمل فقال على
كرم الله وجهه للذى قتله سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول بشر قاتل ابن صفية بالنار وكان قد شهد فتح الشام هو
وزوجته أسماء بنت أبى بكر الصديق ودخل مصر ولده عبد الله
ابن الزبير بن
العوام وهو الذى صلبه الحجاج على البيت فى قصة طويلة وعبد الله هذا أحد العبادلة
الذين يدور عليهم العلم دخل الى مصر فى خلافة عثمان بن عفان وشهد فتح افريقية وليس
هو فى القبر الذى بالنقعة الذى يقول العوام انه قبر ابن الزبير بن العوام فانه قتل
بمكة ودفن بها وسيأتى الكلام على القبر الذى بالنقعة فى تعيين الشقق كما تقدّم
الكلام عليه وبالله المستعان. وممن دخلها سعد بن أبى وقاص دخلها بعد الفتح رسولا
من قبل عثمان بن عفان وأعطى بعض أهل مصر ثوبا وقال هذا الثوب الذى غزوت به مع
النبى صلىاللهعليهوسلم وكان سعد راميا جمع له رسول الله صلىاللهعليهوسلم بين أبويه وقال ارم فداك أبى وأمى وهو الذى قام على باب
رسول الله صلىاللهعليهوسلم حين بنى بصفية فخرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال ما أوقفك هاهنا فقال يا رسول الله خفت أن تكون قد
دبرت حيلة مع أهلها فقلت ان كان كذلك دنوت منها فقتلتها فجاءه جبريل عليهالسلام وقال له يا محمد ان الله يقول لك سلم على سعد وقل له ان
الله شكر صنعك البارحة قال صاحب التاريخ خرج سعد بن أبى وقاص من مصر بعد أن وقف
على المحراب. وممن دخلها أبو رافع مولى رسول الله صلىاللهعليهوسلم واختلف فى اسمه فقيل أسلم وقيل ابراهيم شهد فتحها واختط
بها ولأهلها عنه حديث واحد رضى الله عنه. وممن دخلها ثوبان مولى رسول الله صلىاللهعليهوسلم واختط بها ولأهلها عنه حديث واحد. وممن دخلها عبد الله بن
عباس بن عبد المطلب فى خلافة عثمان بن عفان رضى الله عنه وشهد فتح المغرب وكان
يقول أودّ لو رأيت مصر لأنها خزائن الارض وهو أحد العبادلة الذين يدور عليهم العلم
حنكه رسول الله صلىاللهعليهوسلم بريقه ورأى جبريل عليهالسلام. وممن دخلها أبو فاطمة الأوسى الازدى حكى أبو عقيل انه ممن
دخلها ولم يختلفوا أن له بها خطة ولهم عنه حديث واحد. وممن دخلها أبو ريحانة
الازدى رضى الله عنه واسمه ياقوت شهدها ولاهلها عنه حديث واحد ولا يعرف له بها
خطة. وممن دخلها جنادة بن أمية الازدى شهد فتحها ولأهل مصر عنه حديث واحد وكان
رجلا مشهورا بالكرم وله حكايات حسنة. وممن دخلها عمرو بن الحمق الخزاعى قدم اليها
فى أيام عثمان ابن عفان ولأهلها عنه حديث واحد. وممن دخلها أبو هريرة رضى الله عنه
اختلف فى اسمه فقيل عبد شمس وقيل عبد العزى والصحيح عبد الرحمن بن صخر الدوسى كان
رسول الله صلىاللهعليهوسلم يحبه ولا يحجبه عنه وكان يقول يا أبا هر فيقول انما أنا
أبو هريرة فيقول الذكر خير من الانثى ودعا له رسول الله صلىاللهعليهوسلم ودعا لأمه وجعل له
فى صاعه حبات من
بر فأوسق منها أوسق وحدثه رسول الله صلىاللهعليهوسلم فجعل يلقى بيديه فى ردائه فحدث حديثا كثيرا وأثنى عليه أبو
بكر وعمر وعثمان وكانت عائشة تجله وقال صحبت رسول الله صلىاللهعليهوسلم على ملء بطنى وهو أحد فقراء الصفة ولم يحضر الحرب بين
معاوية وعلىّ وكان يأكل على سماط معاوية ويصلى خلف علىّ فاذا كان وقت الحرب صعد
على ذروة فقيل له فى ذلك فقال طعام معاوية أدسم والصلاة خلف علىّ أحكم والقعود على
هذه الذروة أسلم وهو من أعيان الصحابة وشهرته تغنى عن ذكر مناقبه ولاهل مصر عنه
ثلاثة وثلاثون حديثا. وممن دخلها مالك بن عتاهية التجيبى شهد فتحها ولأهلها عنه
حديث واحد. وممن دخلها عدىّ بن عميرة الكندى شهد فتحها ولأهل مصر عنه حديثان من
غير رواية ذكرهما ابن عبد الحكم وغيره وكان يقول أحب الجهاد وأشتاق اليه كما يشتاق
الظمآن الى الماء. وممن دخلها مسعود بن الاسود البلوى شهد فتحها ولأهلها عنه حديث
واحد. وممن دخلها علقمة بن أمية البلوى ذكر الربيع ابن سليمان انه ممن شهد فتح مصر
وليس له بها خطة ولأهلها عنه حديث واحد. وممن دخلها أبو مالك الأشعرى واسمه تميم
وعدّه ابن عبد الحكم من اللخميين وكان يقول منذ أسلمت ما داخلتنى ذرة من النفاق
ولو عصيت الله معصية واحدة ما أقمت بين الخلق مخافة من الله أن يفضحنى ويأخذنى بها
ولأهل مصر عنه حديث واحد. وممن دخلها أبو هند وأظنه الدارى عدّه الضراب ولأهل مصر
عنه حديث واحد. وممن دخلها سلامة بن نصر الحضرمى عدّه الربيع بن سليمان فيمن دخلها
من الصحابة وذكر انه شهد فتحها ولأهلها عنه حديث واحد. وممن دخلها أبو ثور الفهمى
وهو أحد الفرسان قتل ابن عمه فى واقعة الجمعة قال الربيع بن سليمان شهد فتحها
ولأهلها عنه حديث واحد. وممن دخلها عقبة بن المنذر السلمى شهد فتحها ولأهلها عنه
حديث واحد. وممن دخلها سفيان بن وهب الخولانى شهد فتحها وليس له بها خطة وكان يقول
لابنه يا بنى أنا أول من دخل بيعة مصر حين فتحناها وكانت تعرف عندهم بالبيعة
المعظمة قال رضى الله عنه دخلتها وأنا أقرأ قوله تعالى (وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ
الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً) فرأيت الصور تساقط ولقد نظرت الى سبعة صلبان أخرجت يزيد كل
صليب منها على أربعين رطلا من ذهب ولقد دخلتها وهى بيعة فما خرجت منها الا وهى
مسجد ولأهلها عنه حديث واحد. وممن دخلها صلة بن الحارث المعافرى رضى الله عنه
معدود من المعافريين ولاهلها عنه حديث واحد. وممن دخلها زياد بن الحارث الصدائى
ولاهلها عنه حديث طويل ذكره ابن عبد الحكم
وقال كان معه حيان
الصدائى وذكر أن لهم عنه حديثا واحدا. وممن دخلها عدىّ بن كعب التنوخى من أهل
الحيرة معدود من العباد كان يصلى أمام الجيش وقت المضاف والسهام ترمى فتقع بين
يديه ولم يصبه منها شئ قال بعضهم رأيت بين يديه أربعين سهما وهو يصلى فلم يلتفت
الى سهم منها شهد الفتح ولأهلها عنه حديث واحد. وممن دخلها جاحل الصدفى ذكره ابن
عبد البر وهو معروف فيمن سكنها ولا يعرف له حضور يوم الفتح وحكى القرشى أن قبره فى
مقبرة بنى الصدف وفى مقبرة الصدفيين رخامة مكتوب فيها عبد الله ابن الحسن بن عبد
الله بن جاحل الصدفى ولأهلها عنه حديث واحد ولهم عنه حكاية طويلة وقيل انه هو
القارئ كتاب عمر بن الخطاب على النيل حين توقف فجرى باذن الله تعالى. وممن دخلها
عوف بن مالك الاشجعى صحابى مشهور قدمها مع معاوية بن أبى سفيان ولأهلها عنه حديث
واحد. وممن دخلها معاذ بن مالك من أكابر الصحابة شهد فتحها ثم أقام بها مدة طويلة
وكان رجلا عفيفا حسن القراءة ثم رحل ولأهلها عنه أربعون حديثا. وممن دخلها أبو عبد
الرحمن الجهنى دخلها بعد الفتح ولأهل مصر عنه حديثان وممن دخلها عمر بن مرة الجهنى
شهد فتحها وليس له بها خطة وهو من أعيانهم وكان يقول انى أصبح وأمسى والنار ممثلة
بين يدى. وممن دخلها المنذر وسكن افريقية عده صاحب التاريخ فيمن سكن افريقية من
أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم وكانت له دعوة مجابة. وممن دخلها عبد الرحمن بن غنم
الاشعرى رضى الله عنه دخلها مع مروان بن الحكم ولأهلها عنه حديث يرويه عن عمر بن
الخطاب رضى الله عنه واختلف العلماء فى صحبته فقال الامام الليث بن سعد رضى الله
عنه وابن لهيعة له صحبة برسول الله صلىاللهعليهوسلم. وممن دخلها أبو مليكة البلوى رضى الله عنه وقيل الحميرى
وليس له بها خطة ولأهلها عنه حديث واحد. وممن دخلها حيى الليثى رضى الله عنه
ولأهلها عنه حديث واحد. وممن دخلها حذيفة بن الحارث ولأهلها عنه حديث واحد. وممن
دخلها أبو عميرة المزنى رضى الله عنه وهو سعيد بن مالك ولأهلها عنه حديث واحد.
وممن دخلها مالك ابن زاهر رضى الله عنه ولأهلها عنه حديث واحد. وممن دخلها رجل
يقال له كثير روى أهل مصر عنه حديثا واحدا وقيل فى اسناده ضعف
وقال الضراب وممن
دخل مصر من أصحاب رسول الله ممن لا رواية لهم عنه جماعة منهم محمد بن مسلمة
الانصارى وهو من أهل بدر من أكابر الصحابة وأعيانهم ذكره ابن عبد البر فى الاستيعاب.
ودخل مصر أيضا محمد بن حبيب المصرى هو وركب المصرى وسرّق كل
واحد منهم له صحبة
بالنبى صلىاللهعليهوسلم. ودخل مصر أيضا أبو محمد مسعود بن أوس بن زيد البدرى رضى
الله عنه من أعيان الصحابة دخلها ثم خرج منها ذكره الضراب مع من شهد بدرا مع رسول
الله صلىاللهعليهوسلم. ودخل مصر أيضا أبو جبر البدرى ودعا لأهلها بدعوات. ودخل
مصر أيضا زيد بن أنيس الفهرى وكنيته أبو عبد الرحمن وهو جدّ أبى الحارث له خطة
بمصر معروفة وله عن النبى صلىاللهعليهوسلم حديث واحد من غير رواية مصر. ودخل مصر أيضا معيقيب بن أبى
فاطمة الدوسى ذكره الكندى والواقدى فيمن شهد الفتح. وممن دخل مصر أيضا بلال بن
الحارث المزنى معدود من الصحابة معروف فيمن شهد الفتح. وممن دخلها أبو ضبيس البلوى
ولم يعلم انه شهد الفتح. ودخل أيضا أبو سروعة واسمه عقبة بن الحارث بن عامر بن
نوفل وقضيته فى شرب الخمر مشهورة شهد الفتح وهو الذى حضر هو وأبو شحمة بن عمر فدخل
عليهما عمرو بن العاص فى دار بمصر فوجدهما يشربان الخمر فحدّهما بكمه فبلغ ذلك عمر
بن الخطاب رضى الله عنه فغضب وكتب يلومه فى ذلك ثم قال له ابعث الىّ بابنى فبعث به
اليه فحدّه بيده ثمانين وزاد سياطا فقال أوّاه يا أبت قتلتنى فقال اذا لقيت ربك
فأخبره أن أباك يقيم الحدود ثم مات بعد ذلك شهيدا أبو شحمة. ودخلها أيضا عائذ بن
ثعلبة البلوى وهو من الذين بايعوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم تحت الشجرة وخطته تحت البناء بمصر عند المناخ ذكرها
القضاعى واستشهد عائذ مع أبى رقية اللخمى بالأندلس وورد انه مولى عمر بن الخطاب رضى الله عنه. ودخلها أيضا
نبيه بن صواب المهرى وهو ممن أسس بناء الجامع وكان يضع اللبن بيديه. ودخلها أيضا
نعيم بن الحباب العامرى وقيل التجيبى قدم على رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى وقد بحيب وبايعه ثم قدم الى مصر وذكر قوم أن قبره
بمقبرة بنى بحيب وسيأتى الكلام على هذه المقبرة فى تعيين الشقق ان شاء الله تعالى.
ودخلها أيضا محمد بن ياسر الانصارى كان يدعى فقيه الانصار ذكره الضراب فيمن دخلها
ولا يعرف له بها خطة. ودخلها ايضا حمزة بن عمرو الاسلمى قال الضراب دخلها وقال
الربيع بن سليمان دخلها ومات بها هو وجرهد الاسلمى وسيأتى الكلام على مقبرة بنى
المعافر وبالله المستعان. ودخلها أيضا صخار بن صخر شهد فتحها هو والأبيض بن حماد
وقيل شهد الأبيض ولم يشهد صخار. ودخلها أيضا مطعم بن عبيد البلوى. ودخلها دحية بن
خليفة الكلبى قال الربيع بن سليمان شهد فتحها وكان جميلا أدوبا وكان جبريل عليهالسلام
__________________
ينزل على النبى صلىاللهعليهوسلم فى صورته فلما هاجر النبى صلىاللهعليهوسلم الى المدينة نزل عليه جبريل عليهالسلام فى صورة دحية الكلبى فدخل عليه ابن عباس رضى الله عنه يوما
وهو مع جبريل فلم يسلم ثم انصرف فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم لم لا سلمت فقال يا رسول الله رأيتك تتحدث مع دحية فخفت أن
أقطع حديثك فقال انما ذاك جبريل وانه سيعاب بصرك يا ابن عباس فلم يمت ابن عباس حتى
عمى بصره وفى عقب دحية خلاف قيل انه شهد فتحها وولد له بها ولد ولا صحة لذلك.
ودخلها أيضا حنظلة وأبو الهيثم وبشر الحنفى دخلوا مصر. ودخل أيضا جماعة المغرب
بصحبتهم فالأعيان منهم سلمة بن الاكوع والمسور بن مخرمة والمطلب بن أبى وداعة
وسلطان بن مالك وربيعة بن عباد
ودخلها ممن اختلف
فيه جماعة. فمنهم عبد الله بن عديس أخو عبد الرحمن بن عديس مختلف فيه هل شهد الفتح
أم لا. وكذلك الاحب بن مالك وهو ممن بايع النبى صلىاللهعليهوسلم تحت الشجرة. وكذلك العيص بن ثعلبة بن هلال قيل انه دخلها
هو وابنه خالد صخرة بن الحصين بن ثعلبة وحزام بن عون وعيينة بن عديس ويقال عنبسة
بن عدى وهو صاحب القبر المعروف بعنبسة وسيأتى الكلام عليه فى ذكر الشقق وكل هؤلاء
ممن بايعهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم تحت الشجرة. وكذلك جنادة بن زرارة سماه رسول الله صلىاللهعليهوسلم جنادة وذلك أنه قدم على النبى صلىاللهعليهوسلم فقال له ما اسمك قال جناد فسماه جنادة وقيل ان هؤلاء شهدوا
فتح مصر وفى ذلك خلاف. وكذلك عبد العزى بن سنجر بن أمية بن سعد بن عبد الله بن مالك بن جذام قدم على رسول
الله صلىاللهعليهوسلم فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما اسمك فقال عبد العزى فسماه رسول الله صلىاللهعليهوسلم عبد العزيز. وممن دخلها شرحبيل بن حسنة كاتب وحى النبى صلىاللهعليهوسلم له مناقب مشهورة منها دعاؤه يوم فتح الاسكندرية دعا الله
سبحانه وتعالى فوقع السور قال القضاعى وخطته بمصر مشهورة. وممن دخلها ثوبان مولى
رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو الذى كلمه
السبع. وممن دخلها أبو رهم ديلم الحسامى شهد فتحها ولأهلها عنه حديث واحد
وأما من دخلها قبل
الاسلام فعمر بن الخطاب رضى الله عنه ورأى بها الخيم تنصب ودخلها عثمان بن عفان
رضى الله عنه تاجرا ثم ذهب الى الاسكندرية فوجد بها عمرو
__________________
ابن العاص وكان
بها عيد يلعبون فيه الأكرة فمن سقطت فى حجره يكون ملكا بمصر فلما حضرها عمرو بن
العاص سقطت فى حجره فقالوا له من أين أنت قال من الحجاز فقالوا لا بد أن تملك مصر
فلما فتح الله تعالى على يديه أرض مصر ومن جملتها الاسكندرية تذكر ذلك وعجب من صنع
الله تعالى. قال بعض العلماء دخل الى مصر ممن بايع رسول الله صلىاللهعليهوسلم تحت الشجرة مائة رجل صحبهم عمر بن الخطاب وقال الضراب دخلها سبعون رجلا وقال
الربيع بن سليمان دخلها ذو قربات وأبو سعاد والمسيب بن جزء وأبو سعيد ومالك بن
فضالة وهو من أهل مصر نسبه ابن كلثوم وقف على بعض بناء الجامع واختط مع قومه تجيب
وكان خادما لرسول الله صلىاللهعليهوسلم. وكذلك مابور الخصى أهدى لرسول الله صلىاللهعليهوسلم من مصر وكان خادما له وكان يدخل على مارية القبطية وفى
حديث أن رجلا جاء الى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال له يا رسول الله ان عند مارية رجلا فقال لعلىّ اذهب
فاقتله فقال يا رسول الله أكون عليه كاللبنة المحماة أم الشاهد يرى ما لا يراه
الغائب فجاءه فوجده يغتسل من مركن واذا هو مجبوب. وكذلك مارية
القبطية فانها من مصر ثم حملت الى النبى صلىاللهعليهوسلم فى هدية المقوقس كما تقدّم الكلام وهى أم ولده سيدى
ابراهيم عليهالسلام
وممن دخلها عقبة
بن نافع بن قيس بن لقيط بن عامر بن أمية بن صرد بن الحارث ابن فهر بن مالك وعقبة
هذا أخو عمرو بن العاص لأمه ولاه افريقية ذكره ابن عبد البر وهو من أعيان الصحابة
رضى الله عنهم دخل مصر واختط بها ثم خرج منها غازيا فقتله البربر سنة ثلاث وستين
من الهجرة ومما روى فى الصحيح أن النبى صلىاللهعليهوسلم رأى كأنه فى دار عقبة فجىء اليه برطب يسمى طاب وهو نوع
معروف بالمدينة قال فأولتها الرفعة وان ديننا قد طاب لنا وحكى صاحب كتاب تاريخ
افريقية أن عقبة بن نافع لما دخل الى افريقية وهو مقدّم على الجيش قيل له ان
الوادى مملوء بالسباع والحيات فصلى ثم دعا فرأينا الحيات تخرج من تحت الاشجار
والسباع تحمل أشبالها وكان عقبة بن نافع مجاب الدعوة وحكى انه كان ينزل الى الوادى
وما فيه ماء فيدعو الله سبحانه وتعالى فيسقيهم الله ببركة دعاء عقبة وفى بعض
الاخبار أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم دعا له فقال اللهم أجب دعوته فكان لا يدعو الله تعالى إلا
استجاب له وكان الناس يسألونه الدعاء لما يرونه من بركة دعائه ولأهل مصر عنه
أحاديث كثيرة. وممن دخلها عبد الله
__________________
ابن عمر رضى الله
عنهما وكان عبد الله يدعى بحمامة المسجد ولقد مدحه رسول الله صلىاللهعليهوسلم اذ قال نعم الشاب الصالح أو نعم الرجل عبد الله بن عمر
وقال فى حقه أيضا كل مسجد يشهد للمبادر فيه بالصلاة ومسجدى هذا يشهد لعبد الله بن
عمر وكان يقوم فى المسجد حتى لتعب قدماه فاذا تعبت قال يا قدماى قد تعبتما فخذ أنت
يا لسانى فى التلاوة فلا يزال بين صلاة وتلاوة الى الصباح قتله الحجاج وهو يطوف
بالبيت قتله عبد له أرسله الحجاج وهو آخر من مات بمكة من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم. وممن دخلها عبد الله بن سعد بن أبى سرح العامرى شهد فتحها
واختط بها ولأهلها عنه حديث واحد وعبد الله هذا اخو عثمان بن عفان من الرضاعة وبه
استجار يوم فتح مكة فأجاره رسول الله صلىاللهعليهوسلم. وممن دخلها عبد الله بن هشام التيمى شهد فتحها ولأهلها
عنه حديث واحد وهو من أعيان الصحابة وأكابرهم له مناقب مشهورة منها أنه كان يمشى
منكس الرأس فقيل له فى ذلك فقال أخاف أن يقع بصرى على محرم وقد رأيت به رسول الله صلىاللهعليهوسلم وكان يقول ما رأيت أجمل من رسول الله صلىاللهعليهوسلم وممن دخلها عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق رضى الله عنهما
حين بلغه قتل أخيه فلما دخلها سأل عن المكان الذى أحرق فيه فجىء به اليه فبكى بكاء
شديدا وقال رحمك الله ما كان أخوفك من الله ليس من آل الصديق إلا مبتلى. وممن
دخلها عبد الله بن أنيس الجهنى ويقال عبد الله بن أمية دخلها ولا يعرف له بها خطة
وكان رضى الله عنه فصيحا مداوما لتلاوة القرآن. وممن دخلها المقداد بن الاسود
الكندى حليف بنى زهرة وهو من أهل بدر وشهد فتحها ولهم عنه حديثان متفق عليهما فى
الصحيحين وهو من أجلاء الصحابة وأعيانهم شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو بطل مشهور وعده رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعمر بن الخطاب بألف فارس خرج من مصر بعد الفتح وكان يقول
لأهلها لم أزل أرى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ممثلا بين عينى. وممن دخلها اياس بن البكير حليف بنى عدى
بن كعب من أكابر الصحابة وأعيانهم شهد الفتح وكان كثير التعبد ولأهل مصر عنه حديث
واحد. وممن دخلها عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدى من أعيان الصحابة وأكابرهم
وهو آخر من دخلها من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم وآخر من مات بها وعمر عمرا طويلا قال الامام أبو حنيفة رضى
الله عنه حججت مع أبى سنة من السنين فرأى الناس يزدحمون فى الحرم فسأل عن ذلك فقيل
له هذا من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأخذنى أبى بيدى ثم أجلسنى أمامه
وقال يا بنى اسأله
أن يمرّ بيده على رأسك فسألته فمرّ بها وأقام عبد الله بمصر حتى مات وقيل انه فى
القبر الذى على باب تربة عقبة بن عامر الجهنى وهو القبر المشار اليه بادريس
الخولانى وسيأتى الكلام عليه وبالله التوفيق
فصل
(فى ابتداء الزيارة وترتيبها وتعيين الشقق وتحديدها)
قد تقدّم الكلام
على هذا فى صدر هذا الكتاب وذلك لما أحببت من زيارة يوم الاربعاء لانه يوم مبارك
وقد صح عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم انه قال ان الله تعالى خلق النور فى يوم الاربعاء. وروى
جابر بن عبد الله رضى الله عنه ان رسول الله صلىاللهعليهوسلم دعا فى يوم الاربعاء بين الظهر والعصر قال جابر رضى الله
عنه فعرفنا السرور فى وجهه فما نزل بى أمر قط الا توخيت تلك الساعة من ذلك اليوم
فدعوت الله تعالى فعرفت الاجابة وقد نظرت الى ما ألفه الشيخ مجد الدين بن عين
الفضلاء الناسخ صاحب مصباح الدياجى فرأيته ابتدأ الزيارة من مشهد الامام الحسين بن
على بن أبى طالب رضى الله عنه ولم أر أحدا من أرباب علم التاريخ تكلم على الزيارة
من هذا المشهد غيره فان السادة العلماء رضى الله عنهم اختلفوا فيه وانما هو مكان
مبارك يتبرك به وسيأتى الكلام عليه فى جزء غير هذا يتضمن تعيين خطط القاهرة
ومشاهدها ومدافن الصحراء ومشاهدها ومدافن مصر ومشاهدها ومدافن الجيزة ومن قبر بها
وتصحيح ما اختلف فيه والتنبيه على البعض منهم فى هذا الكتاب وبالله المستعان وهو
حسبنا ونعم الوكيل
أما ابتداؤنا
بالزيارة فمن المشهد النفيسى على ما تقدم الكلام عليه فى صدر هذا الكتاب لما روى
عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم انه قال النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتى أمان لأهل
الارض وأردت بذلك أصح المشاهد كما رواه السادة العلماء رضى الله عنهم ولم أر أحدا
من أرباب التاريخ صحح مشهدا بغير القرافة من مشاهد أولاد على بن أبى طالب رضى الله
عنه الا المشهد النفيسى لأنها أقامت به فى أيام حياتها وحفرت قبرها بيدها رضى الله
عنها. قال ابن زولاق ان أول من دخل مصر من ولد على كرم الله وجهه سكينة بنت الحسين
بن على رضى الله عنهم وذلك انها حملت الى الاصبغ بن عبد العزيز بن مروان ليدخل بها
فوجدته قد بغى فرجعت الى المدينة وقيل غير ذلك وبهذا المشهد السيد الشريف ابن
بللوه النسابة واسمه ابراهيم بن يحيى المعروف بابن بللوه وبهذا المشهد أيضا
شريف يقال له
حيدرة وبه جماعة من الأشراف وهو الآن مشهور على يسار السالك لى المحجر فى طريق مصر
مكتوب عليه هذا مشهد السيدة سكينة. ثم دخلها محمد بن على بن عبد الله بن الحسين بن
على بن أبى طالب كرم الله وجهه قيل انه توفى بريفها وقيل ذهب الى الديلم. ثم دخلها
الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب رضى الله عنهم وهو أبو السيدة نفيسة كان
اماما عالما من كبار الاشراف معدودا فى طبقة التابعين ولى المدينة من قبل المنصور
وكانت له دعوة مجابة وسمى فى زمنه بسخىّ الاسخياء ومدح بقصائد كثيرة واليه انتهت الرياسة
فى زمنه من بنى الحسن ولما ولى المدينة كان بها رجل فقير يقال له ابن أبى ذؤيب
فقرّ به الحسن وأحسن اليه فلما كثر ماله وشى به الى المنصور وتكلم فى الحسن بما
ليس فيه حتى قال انه يروم الخلافة فأحضره المنصور وسلب نعمته وعن قليل تبين
للمنصور كذب ابن أبى ذؤيب فرد مال الحسن اليه وأنعم عليه انعاما بليغا وأرسله الى
المدينة فلما قدم إليها أهدى لابن أبى ذؤيب هدية حسنة وأمدة بمال ولم يقل له أنت
فعلت ولا صنعت وحكى عنه انه كان يصلى بالأبطح فمرت به امرأة على يدها ولد فجاءت
العقاب فاختطفت الولد فتعلقت المرأة بالحسن فدعا لها فأعاد الله لها ولدها بدعائه
وكان رضى الله عنه جميلا سخيا قال الطبرى لما مات والد الحسن الأنور أعنى زيدا ترك
عليه خمسة آلاف دينار دينا للناس فخلف الحسن انه لا يستظل بسقف حتى يقضى دين أبيه
فكان كذلك رضى الله عنه
ذكر مشهد ابنته
نفيسة رضى الله عنها وهى السيدة الطاهرة العالية القدر الرئيسة ابنة الامام الحسن
الأنور ابن زيد الابلج ابن الامام الحسن السبط ابن الامام على بن أبى طالب رضى
الله عنهم قال الزبير بن بكار ولدت نفيسة بمكة ونشأت بالمدينة ولها صحبة بكثير من
النساء الصحابيات وكانت تحب العبادة من صغرها وكانت لا تفارق حرم النبى صلىاللهعليهوسلم حجت رضى الله عنها ثلاثين حجة أكثرها ماشية وكانت تبكى
بكاء شديدا وتتعلق بأستار الكعبة وتقول الهى وسيدى ومولاى متعنى وفرحنى برضاك عنى
فلا تسبب لى سببا به عنك تحجبنى وقالت زينب بنت يحيى المتوّج وهو أخو السيدة نفيسة
خدمت عمتى نفيسة أربعين سنة فما رأيتها نامت الليل ولا أفطرت بنهار فقلت لها أما
ترفقين بنفسك فقالت كيف أرفق بنفسى وقدّامى عقبات لا يقطعها الا الفائزون وقالت
أيضا كانت عمتى نفيسة تحفظ القرآن وتفسيره وكانت تقرأ القرآن وتبكى وتقول الهى
وسيدى
__________________
يسر لى زيارة قبر
خليلك ابراهيم عليهالسلام فحجت هى وزوجها اسحاق المؤتمن بن جعفر الصادق ابن محمد
الباقر بن على بن الامام الحسين بن على بن أبى طالب رضى الله عنهم أجمعين ثم زارت
قبر خليل الرحمن صلىاللهعليهوسلم ثم رحلا الى مصر ونزلا بالمصوصة فى دار أم هانئ وكان
بجوارهم رجل يهودى له ابنة مقعدة لا تستطيع القيام فقالت أمها لها يوما انى ذاهبة
الى الحمام ولا أدرى ما أصنع بك فهل لك أن نحملك معنا قالت يا أماه لا أستطيع ذلك
قالت فهل تقيمين فى البيت وحدك حتى نعود قالت لا يا أماه ولكن اجعلينى عند هذه
الشريفة التى بجوارنا حتى تعودى فدخلت أمها الى السيدة نفيسة وسألتها فى ذلك فأذنت
لها فجاءت بابنتها اليها فوضعتها فى جانب من البيت ومضت فجاء وقت صلاة الظهر
فأحضرت السيدة نفيسة ماء تتوضأ به فتوضأت فجرى من ماء وضوئها شئ الى جانب الصبية المقعدة
فجعلت تمرّ به على أعضائها فتمتدّ باذن الله تعالى فلما جاء أهلها خرجت اليهم تمشى
فسألوها عن شأنها فأخبرتهم فأسلموا وعن قليل رحلت السيدة نفيسة الى درب الكوريين
وكان الناس يهرعون اليها فى كل مقصد ويسألونها الدعاء
ومن مناقبها رضى
الله عنها أن النيل توقف فى زمانها الى حين الوفاء فجاء الناس اليها وسألوها فى
ذلك فأعطتهم قناعا لها فطرحوه فى النيل فما رجعوا الا وقد أوفى النيل. ومنها ان
الناس كانوا اذا نزل بهم أمر جاؤا اليها وسألوها الدعاء فتدعو لهم فيكشف الله
تعالى ببركة دعائها ما نزل بهم فكان الناس يزدحمون عندها فقال زوجها اسحاق المؤتمن
يوما لها ارحلى بنا الى الحجاز فقالت لا أستطيع ذلك لأنى رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى المنام وقال لى لا ترحلى من مصر فان الله تبارك وتعالى
متوفيك بها قال القضاعى قيل لزينب بنت أخى السيدة نفيسة رضى الله عنهم ما كان قوت
السيدة نفيسة قالت كانت تأكل فى كل ثلاثة أيام أكلة وكانت لها سلة معلقة أمام
مصلاها فكانت كلما اشتهت شيأ وجدته فى السلة وكانت لا تأكل لغير زوجها شيأ
ومن غريب مناقبها
أن امرأة عجوزا كان لها أربعة أولاد بنات يتقوّتن من غزلهن يغزلن من الجمعة الى
الجمعة وفى آخر كل جمعة تأخذ العجوز غزل أولادها وتمضى به الى السوق فتبيعه وتشترى
بنصف ثمنه كتانا وبنصف ثمنه ما يقتاتون به من الجمعة الى الجمعة فأخذته العجوز
يوما ولفته فى خرقة حمراء ومضت به الى السوق فبينما هى مارة فى الطريق والغزل على
رأسها واذا بطائر قد انقض على الرزمة واختطفها وارتفع فوقعت المرأة مغشيا عليها
فلما أفاقت قالت كيف أصنع بأيتام قد أهلكهم الجوع وبكت فاجتمع الناس
وسألوها عن شأنها
فأخبرتهم بالقصة فدلوها على السيدة نفيسة وقالوا لها امضى اليها واسأليها الدعاء
فان الله يزيل ما بك وييسر لك الخير قال فمضت المرأة الى السيدة نفيسة وأخبرتها
بحالها وما جرى لها وسألتها الدعاء فرحمتها السيدة رضى الله عنها وقالت يا من علا
فاقتدر وملك فقهر أجبر من أمتك هذه ما انكسر فانهنّ خلقك وعيالك ثم قالت لها اقعدى
فان الله على كل شئ قدير قال فقعدت المرأة عند الباب وفى قلبها من جوع أولادها التهاب
فما كان إلا ساعة واذا بجماعة أقبلوا واستأذنوا فى الدخول عليها فأذنت لهم فدخلوا
وسلموا وسألتهم عن أمرهم فقالوا ان لنا لأمرا عجيبا نحن قوم تجار ولنا مدّة ونحن
مسافرون فى البحر ونحن بحمد الله سالمون فلما وصلنا الى قرب بلدكم انفتحت المركب
التى نحن فيها ودخلها الماء وأشرفنا على الغرق وجعلنا نسد المكان الذى انفتح
بجهدنا فلم ينسدّ فالتجأنا الى الله وتوسلنا بك اليه واذا بطائر ألقى الينا خرقة
حمراء فيها غزل فوضعناها فى المكان المفتوح فانسدّ باذن الله تعالى وببركتك وقد
جئناك بخمسمائة درهم فضة شكرا لله على السلامة قال فعند ذلك بكت السيدة نفيسة رضى
الله عنها وقالت الهى ما أرأفك وألطفك بعبادك ثم نادت العجوز فجاءت فقالت لها
السيدة نفيسة بكم تبيعين غزلك فى كل مرة قالت بعشرين درهما قالت أبشرى فان الله
عوضك عن كل درهم خمسا وعشرين درهما ثم قصت القصة عليها ودفعت لها الخمسمائة درهم
فأخذتها وأتت الى أولادها وأخبرتهم بما جرى وكيف ردّ الله لهفتها ببركة السيدة
نفيسة رضى الله تعالى عنها
ذكر وفاتها رضى
الله عنها قال القضاعى رحمهالله أقامت السيدة نفيسة بمصر سبع سنين وتألمت أول يوم من رجب
وكتبت الى زوجها اسحاق المؤتمن كتابا وحفرت قبرها بيدها فى بيتها وكانت تنزل فيه
وتصلى كثيرا وقرأت فيه مائة وتسعين ختمة وكانت اذا عجزت عن القيام لضعفها تصلى
قاعدة وتسبح وتقرأ كثيرا وتبكى بكاء كثيرا قالت زينب فلما كانت أول جمعة من رمضان
قرأت سورة الانعام وكان الليل قد هدأ فلما وصلت الى قوله تعالى (لَهُمْ دارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ
وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) غشى عليها فضممتها لصدرى فشهدت شهادة الحق وقبضت رحمة الله
عليها ووصل زوجها فى ذلك اليوم فقال انى أحملها الى المدينة وأدفنها بالبقيع
فاجتمع أهل مصر الى أمير البلد واستجاروا به عند اسحاق ليرده عما أراد فأبى فجمعوا
له مالا جزيلا حتى وسق بعيره الذى أتى عليه وسألوه أن يدفنها عندهم فأبى فباتوا
منه فى ألم عظيم فلما أصبحوا اجتمعوا اليه فوجدوا منه غير ما عهدوه بالأمس فقالوا
له ان لك لشأنا عظيما قال نعم رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم
وهو يقول لى ردّ
عليهم أموالهم وادفنها عندهم وذلك فى سنة ثمان ومائتين بعد موت الامام الشافعى
بأربع سنين ودفنت بدارها بدرب السباع وكان يوم دفنها يوما عظيما مشهودا وأتوها من
البلاد والضواحى فصلوا عليها بعد دفنها قال أبو موسى دخلت الى ضريحها فوضعت يدى
على الضريح فسمعت قائلا يقول أهكذا تدخل على أهل بيت النبوّة
وقال ابن النحوى
كان ذو النون المصرى وأبو على الروذبارى يزورانها رضى الله عنهم وكان لها صحبة
بالامام الشافعى رحمة الله عليه وقيل انه سمع منها الحديث وانها صلت عليه مأموته
ولقد رأيت فى مناقبها كتابا يسمى (الدرّة النفيسة فى ترجمة السيدة نفيسة) وانما
أردت الاختصار فينبغى لمن زار هذا المكان أن يقول عند دخوله من باب الضريح رحمة
الله وبركاته عليكم أهل البيت انه حميد مجيد اللهم انك قد ندبتنى الى أمر قد فهمته
واعتقدته وجعلته أجرا لنبيك محمد صلىاللهعليهوسلم الذى هديتنا به اليك ودللتنا به عليك فكان كما قلت وكان
بالمؤمنين رحيما حبيبا اليه ما هديتنا عزيزا عليه ما عنتنا وتلك الفريضة التى
سألتها له وهى المودة فى القربى اللهم انى مؤديها مريد النفع بها فى دينى ودنياى
متوسل اليك بها يوم انقطاع الأسباب اللهم زده شرفا وتعظيما وهب لنا بزيارتهم مغفرة
وأجرا عظيما السلام عليكم يا بنى المصطفى يا بنى فاطمة الزهراء اللهم صل على محمد
وعلى آل محمد وعلى أصحاب محمد وعلى أزواج محمد وعلى ذرية محمد اللهم بلغنى ما أملت
وما رجوت وأعد علىّ وعلى المسلمين من بركاتهم يا رب العالمين
وقال الموفق بن
عثمان كان بعض السلف يزور نفيسة فيقول عند ضريحها السلام والتحية والاكرام والرضا
من العلىّ الأعلى على السيدة نفيسة سلالة نبى الرحمة وشفيع الأمة من أبوها علم
العشرة وهو الامام حيدرة السلام عليك يا ابنة الامام الحسن المسموم أخى الامام
الحسين المظلوم السلام عليك يا ابنة فاطمة الزهراء وسلالة خديجة الكبرى رضى الله
عنك وعن أبيك وعمك وجدك وحشرنا الله فى زمرتهم أجمعين اللهم بحق ما كان بينك وبين
جدها محمد صلىاللهعليهوسلم ليلة المعراج اجعل لنا من أمرنا الذى نزل بنا باب انفراج
قال القضاعى خرج اسحاق المؤتمن من مصر بعد موت السيدة نفيسة ومعه ولداه منها
القاسم وأم كلثوم وماتوا ودفنوا بالبقيع وليس فى قبر السيدة نفيسة خلاف فانه زاره
الخلف عن السلف وهو مكان جليل معروف باجابة الدعاء
قال السيد الشريف
أبو اسحاق ابراهيم بن بللوه النسابة والسيد الشريف محمد بن أسعد بن على الحسينى
النسابة رضى الله عنهما ليس فى قبر نفيسة خلاف ولقد زار قبرها
ذو النون المصرى
رضى الله عنه وأبو على الروذبارى وأبو بكر أحمد بن نصر الزقاق وبنان ابن محمد
الحمال والاستاذ شقران بن عبد الله المغربى وادريس بن يحيى الخولانى والفضل ابن
المفضل بن فضالة والقاضى بكار بن قتيبة واسماعيل المزنى وعبد الله بن عبد الحكم
وولداه محمد وعبد الرحمن والامام عبد الرحمن البويطى والربيع بن سليمان المرادى
والربيع الجيزى وحرملة بن يحيى أصحاب الامام الشافعى ويونس بن عبد الأعلى الصدفى
صاحب الليث وأبو جعفر الطحاوى والحسين بن بشر بن سعد الجوهرى وأبو جعفر النحاس
النحوى وأبو بكر الادفوى وأبو نصر الزاهد المعافرى وأبو بكر الحداد والامام الرقى
والامام عمر بن الوردى والامام ابن مرزوق والامام فخر الدين الشافعى والامام عثمان
ورش المقرى وأبو الحسن على القضاعى وابن هشام المقرى والامام سحنون المالكى وأبو
القاسم حمزة الكتانى وكان ملازما لزيارتها والامام عبد الرحمن بن عمر التجيبى
والامام أبو الحجاج الاشبيلى وأبو عبد الله محمد بن الوشا وأبو الحسن علىّ بن
ابراهيم الحوفى والامام يوسف بن يعقوب اللغوى ومحمد أبو الحسن الكعكى وأبو سهل
الهروى وابن بابشاذ النحوى وابن نظيف شيخ الحديث والحافظ عبد الغنى بن سعيد الازدى
وأبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعى وأبو زكريا البخارى وعبد الباقى بن فارس وأبو
اسحاق ابراهيم بن سعيد الخباز وأبو الحسن ابن الخلعى وأبو الحسن الشيرازى وأبو
الحسين الخشاب وأبو محمد بن داود الفاسى وأبو الحسين ابن الحسن الفرا وأبو صادق
الزبيدى المالكى وأبو الحسن النكتى وأبو القاسم البخورى وجماعة من الصالحين
والعلماء لا يحصيهم الا الله تعالى وجماعة من الأمراء والملوك لا يحصيهم الا الله
تبارك وتعالى. قال السيد الشريف محمد بن أسعد بن على الحسينى النسابة رضى الله عنه
عن شيخه ابن ميهوب عن شيوخه انهم كانوا يزورون قبر نفيسة ويسألون الله عند قبرها
كالامام أبى القاسم بن الحباب وابن أبى الطيب وابن بنت أبى سعد الانصارى وأبى
المعالى على وأبى محمد عبد الله بن رفاعة وأبى الفضائل يونس بن محمد المقدسى وأبى
الطاهر بن ميهوب والفقيه ابن المبلط المقدسى امام الجامع وأبى عبد الله الحموى
النحوى وأبى الحسن على الحضرمى. قال ابن ميهوب زار قبر نفيسة الامام أبو الطاهر
السلفى الحافظ وأبو الحسين الشيرازى وعلى ابن الحسين الموصلى وأبو العباس بن
الحظية اللخمى المالكى وأبو الفوارس الحميرى الذى كان يختم القرآن فى ركعتى الفجر.
قال المؤلف وجماعة يطول شرحهم وذكرهم رضى الله عنهم أجمعين وهو مكان عرف باجابة
الدعاء وسيأتى ذكره والتنبيه على من جدّد فيه بناء من السادة الخلفاء ومن قبر به
منهم فى كتاب غير هذا سميته الخطط وبالله المستعان
وأما من به فعند
الخروج من الباب الشرقى بين البابين مكان وقوف الزوّار للدعاء عند الانصراف الى
زيارة القرافة قبة فيها قبر السيد الشريف محمد بن الحسن بن الحسين قال المؤلف ولا
أدرى هل هو الحسن بن طاهر أم لا وعلى قبره جلالة ونور قال الحميدى كان علىّ سبعون
درهما فضيق علىّ فيها فجئت الى المشهد النفيسى فدخلت من بابه الذى يلى الرباط
ودنوت من القبة التى فيها قبر الشريف فقرأت شيأ وبكيت واذا بامرأة استمعت ودفعت لى
قلادة وقالت خذ هذه أوف بها ما عليك لأجل هذا الرجل الذى أنت عند قبره فأخذتها
وانصرفت فلم أمش إلا خطوات يسيرة واذا بصاحب الدين قد أقبل علىّ متبسما وقال لى
ردّ على المرأة الذى أخذت منها فأنا أولى فسألته عن ذلك فقال رأيت رجلا عاهدنى على
قصر فى الجنة ان صفحت عنك ثم وضع لى فضة فى يدى مثل ماله على وأكثر منه وقد جرّب
هذا المكان باجابة الدعاء وبه جماعة من الفاطميين يدخل اليهم من الباب المذكور مما
يلى الحائط وقد كان عليهم ألواح رخام تشهد بأسمائهم وبه أيضا جماعة من الخلفاء
العباسيين وعند الذهاب من الباب المذكور من جهة القبلة قاصدا الى الرباط على يمين
السالك تربة بنى المصلى يدخل اليها من تربة الخلفاء وهى من المدفن القديم وسموا
بنى المصلى لكثرة عبادة أبيهم قال أبو همام ما دخلت عليه قط إلا وجدته يصلى وبه
جماعة من الاشراف لا تعرف أسماؤهم ثم تخرج من هذه التربة قاصدا الى باب الصحراء
تجد على يسارك تربة السيدة جوهرة خادمة السيدة نفيسة رضى الله عنها ثم تمشى من باب
الصحراء على يسارك قليلا تجد مشهدا يقولون عنه مشهد القاسم بن الحسين ولم يذكر فى
أولاد الحسين من اسمه القاسم وانما هم أشراف لا تعرف لهم أسماء وعند خروجك من هذا
المشهد تجد مشهدا يعرف بالسيد الشريف أبى محمد يحيى الحسينى مذكور فى التواريخ ثم
تأتى الى القبة القديمة التى يذكر أن بها قبر علىّ والمحسن وأما ما بالمراغة من
مشاهد الاشراف فسيأتى ذكرهم فى كتاب الخطط ثم تمشى مستقبل القبلة ما بين القبور
تجد قبر الشيخ فتح المرخم قبليه بخطوات جيدة قبر الشيخ اسماعيل المفلوج المعروف
بالصائم وبالصحراء جماعة سيأتى ذكرهم ثم تأتى الى تربة الشيخ خالد الخولى من فاعلى
الخير ثم تأتى الى باب القرافة تجد ثلاث جهات كل جهة أصل وكل أصل يشتمل على عشرة
فروع
فأما الجهة الاولى وهى اليمنى فهى الآن
تشتمل على عشر شقق كما تقدم الكلام
عليه من ذلك البقعة الصغرى ثلاث شقق والمشاهد وهى ثلاث شقق والبقعة الكبرى وهى
ثلاث شقق ثم القرافة الكبرى وجعلتها شقة واحدة لتتمة العشرة
والجهة الثانية
تشتمل على عشر شقق من ذلك جهة الامام ورش جعلتها ثلاث شقق وجهة المصينى وهى ثلاث
شقق وجهة العثمانية وهى ثلاث شقق وقد جعلت العاشرة شقة سنا وثناء
والجهة الثالثة
تشتمل على عشر شقق جهة الجبل وهى ثلاث شقق وجهة أبى السعود ورزبهان وتربة ابن دقيق
العيد وهى ثلاث شقق وجهة أبى الربيع وهى ثلاث شقق وقد جعلت العاشرة جهة ابن عطاء
الله السكندرى لتتمة ثلاثين شقة وختمته بفصل سميته اللمعة فى زيارة السبعة وبالله
المستعان
ذكر ابتداء أول الشقق على ما رتب فى صدر
الكتاب فابتداؤها من مشهد
الاشراف وهو المشهد المقابل للسور بعد خروجك من باب القرافة مما يلى المجرى
الكائنة بالسور قال الشيخ شرف الدين بن الجباس هو مشهد استجد ولكن دفنه قديم وقال
صاحب مصباح الدياجى انه مشهد رؤيا وذلك أن رجلا من فقراء مصر يقال له ابن اللبان
رأى فى منامه كأن قائلا يقول له ان بهذا المكان على بن الحسين بن على بن أبى طالب
كرم الله وجهه فجدد هذا المشهد وليس بصحيح والأصح أن به أشرافا لا تعرف أسماؤهم
وبهذا المشهد قبر الشيخ سيار المشرقى وبه أيضا قبر الشيخ أبى بكر صديق القرشى ثم
تمشى بخطوات يسيرة تجد على يسار السالك تربة بها قبر كتب العوامّ عليه قبر الشيخ
أحمد بن ابراهيم بن جابر بن عبد الله الانصارى وليس بصحيح قال ابن الجباس وليس فى
عقب جابر من اسمه ابراهيم ويحتمل أن يكون اسمه شابه هذا الاسم فانى رأيت فى رخامة
قديمة مكتوب عليها بالكوفى ابن جابر الفقيه وهو قبر مشهور يزار بحسن الاعتقاد وقد
ذكر ابن الجباس فى طبقاته عبد الله الهذلى ذكره صاحب بهجة المجالس ولا يعرف له قبر
ثم تمشى مغربا بخطوات يسيرة تجد قبورا فى وسط الساحة فيها قبر عليه أربع قطع مكتوب
عليه هذا قبر الشيخ بيرم ويليه من جهة القبلة قبر الشيخ عيسى الرواس والله أعلم
بالصواب
ذكر تربة الشيخ
الامام الفقيه المحدث أشهب بن عبد العزيز بن داود بن ابراهيم القيسى صاحب الامام
مالك بن أنس رضى الله عنه كان فقيها عالما كثير الزهد والورع أثنى عليه الشافعى
وشيخه مالك بن أنس وروى عن ابن عيينة والوليد وقال ابن عبد البر كان من أكثر الناس
علما وجلالة وقال ابن وهب كان أشهب فقيها فى علوم شتى ما سئل عن شئ إلا أجاب وكان
رضى الله عنه مقبولا عند الامراء شفاعته مقبولة وقال الشافعى ما رأيت أفقه من أشهب
قال سحنون كان أشهب كالأسد الضارى اذا ناظر فى الفقه وكان ابن
القاسم قد حلف أن
لا يكلمه فكان اذا عبر على بابه غمض عينيه وكان السبب فى ذلك انه تكلم فى النظر
فلم يزل ابن القاسم على ذلك حتى عزل أشهب قال ابن مسكين كان فيمن يحضر حلقة أشهب
فقيه حسن المناظرة وكان له جارية اشتراها بمال ورثه من أبيه ولم يكن عنده الا ما
اشترى به الجارية فلما جاءت معه الى المنزل وجدته لا يصلح وليس فيه شئ من متاع
الدنيا فقالت له إما أن تعيدنى الى السوق أو أقتل نفسى فرجع بها إلى السوق
فاشتراها ابن محمود صاحب الجامع الذى بسفح المقطم وسيأتى ذكره فى موضعه فلما قبض
الثمن رجع الى منزله فتذكرها فتألم لفراقها فمرض وانقطع عن طلب العلم وحضور مجلس
الامام أشهب وتفقده الامام أشهب فلم يعط خبره فقال لأصحابه قوموا بنا اليه فجاؤا
الى منزله فوجدوه مغلقا من داخل فاحتالوا عليه وفتحوه ودخلوا فوجدوه راقدا لا
يتكلم فقال له الامام أشهب ما بك وما الذى أصابك أفنأتيك بطبيب قال لا فلم يزل به
حتى أخبره بقصته فقال له قم معنا حتى نذهب الى الرجل فقام معهم وجاؤا الى محمود
فوجدوه فى داره وخدمه بين يديه فلما رأى محمود أشهب قام اليه من مكانه وقبل يده
وسأله عن سبب قدومه فأخبره بقصة الفقيه وقال له انظر فى حاله فقال والله جميع ما
ترى من المصاغ والقماش هو لها وفى هذه الليلة يدخل بها ولدى فسكت أشهب وهمّ
بالانصراف واذا بولد محمود قد جاء فنظر الى الامام أشهب وقبل يده وقال لوالده هذا
أشهب المجاب الدعوة ما الذى جاء به قال يا ولدى جاء فى طلب الجارية فلانة وأخبره
بالقصة فقال يا سيدى أشهدك علىّ أن الجارية وجميع ما صنعته الصناع ملك يمين الفقيه
لأجل الامام أشهب وأعطى الفقيه الجارية والدار وجميع ما فيها كل ذلك ببركة الامام
أشهب
قال ابن النحوى
كان الامام أشهب فقيها عالما ورعا زاهدا محدثا خطيبا يعدّ من الفقهاء ومن المحدثين
ومن المتصدرين ومن الخطباء وقال كان الامام أشهب اذا خطب تصدع خطبته قلوب
المستمعين لفصاحته وبلاغته وقال محمد بن عاصم المعافرى رأيت ليلة من الليالى كأن
قائلا يقول يا محمد فأجبته فقال
ذهب الذين يقال
عند فراقهم
|
|
ليت البلاد
بأهلها لتصدّع
|
وكان أشهب مريضا
فقلت ما أخوفنى أن يموت فمات من مرضه ذلك وذلك فى شعبان سنة أربع ومائتين وكان
مولده سنة أربعين ومائة. وفى طبقته سحنون بن سعيد وهو من أكابر أصحاب مالك رضى
الله عنه دخل الى مصر وأقام بها وهو من أكابر الفقهاء كان يقول العلم حجة الله على
عباده والعلماء مع الانبياء وخير الناس علماؤهم وقال عبيد
ركبت مع سحنون
البحر فوقع بى خوف شديد فنمت والسفينة محيطة بها الامواج فرأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال لى أتخاف أهل السفينة وفيهم سحنون قال فاستيقظت واذا
البحر قد سكن فنظرت فاذا سحنون يصلى فجئت اليه بعد صلاته فنظر الىّ وقال اسكت لئلا
يعلم أهل السفينة وقال بعض العلماء ان لم يكن بالمغرب نبى فان الله قد جعل فيها
قبر سحنون. ومن طبقته يحيى بن بكير وسيأتى ذكره عند بيان قبره
وبتربة الامام
أشهب قبر الامام العالم أبى القاسم عبد الرحمن بن القاسم العتقى والعتقيون جماعة
أعتقهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم الفتح فكل من كان من ذريتهم نسب اليهم وكذلك الطلقاء
وانتهى الزهد فى زمن ابن القاسم اليه وكان مجاب الدعوة قال الشيخ عبد الوهاب
البغدادى كان ابن القاسم كثير الصيام حتى رؤى بياض عظمه من شدّة انتحاله وقال ابن
الجوهرى الواعظ كانت ترى خضرة البقل فى ثلاثة من العلماء اذا أكلوه ابن القاسم
ووهب بن الورد وعتبة الزاهد قال القاضى عياض رضى الله عنه فى الطبقات مات والد عبد
الرحمن بن القاسم وخلف عشرة آلاف دينار فتورّع عنها عبد الرحمن ولم يأخذ منها شيئا
وقال كان أبى لا يحسن الصرف على مذهب مالك وروى الحارث بن مسكين عن ابن القاسم انه
قال رأيت فيما يرى النائم كأنّ قائلا يقول لى ان الله يصلى عليك وعلى سعيد بن
زكريا وروى عن ابن القاسم انه قال كنت بالاسكندرية فنمت ليلة من الليالى فرأيت
كأنى اصطدت طيرا بازيا فقصصته فاذا هو مملوء جوهرا فجئت به الى زيد بن شعيب فسألته
عن ذلك قال عسى أن تكون حدثت نفسك بطلب العلم فقال كذلك وقال ابن القاسم رجلان
أقتدى بهما فى دينى مالك بن أنس فى العلم وسليمان فى الورع وكان من دعائه رضى الله
عنه اللهم امنعنى من الدنيا وامنعها منى قال وكان ابن القاسم يختم فى كل يوم وليلة
ختمتين وقال بعض أصحابه صليت معه صلاة عيد الاضحى ثم دخل المسجد فاستقبل القبلة
وسجد سجدة طويلة حتى خشيت أن يفوتنى الغداء مع أهلى فدنوت منه فسمعته يقول الهى
انقلب عبيدك الى ما أعدّوه لهم فى يومهم هذا وانقلب عبد الرحمن اليك يرجو مغفرتك
قال فرجعت الى أهلى وحضرت معهم الغداء ونمت هنيهة ثم جئت الى المسجد فوجدت ابن
القاسم على حالته
وقال يحيى بن عمر
خرج ابن القاسم من مصر الى بعض الصحارى فأخذه العطش وكان قد خرج الى تلك الارض بعض
أمراء مصر فبينما هو سائر وجماعته اذ وقفت دوابهم ولم تتحرك فجعلوا يضربونها
ويسوقونها وهى لا تنهض فقال الأمير لانسان ممن هو معه
انظر لنا فى هذا
الأمر فو الله ما حبسنا إلا الله فنظر فاذا هو بشخص يلوح من بعد وكان الشخص هو ابن
القاسم فجاء اليه الرجل وقص عليه قصتهم فقال انى عطشان فأتى اليه بماء فشرب
فانطلقوا باذن الله تعالى ويروى أن الامام عبد الرحمن بن القاسم حلف بالمشى الى
مكة انه لا يكلم أشهب وكان أشهب يطلب رضا ابن القاسم قال ابن وهب فلم أزل بابن
القاسم حتى قال أمشى الى مكة وأكلمه فخرج ابن القاسم ماشيا وخرج أشهب ماشيا وخرج
معهما عبد الله بن وهب قال سحنون وخرجت معهم فكان أشهب يمدّ نطعا فى الطريق اذا
نزل ويطعم الناس وكان ابن وهب يمد دونه فقالا لى هل لك أن تحضر ابن القاسم طعامنا
قلت ولعل ذلك فلم أزل بابن القاسم حتى أتى الى أشهب وجلس فلما قدّم الطعام نظر ابن
القاسم الى الملح وجعل يأخذ بأصبعه ثلاث مرات ثم انصرف فلما خلوت به قلت له قد
اقتصرت على الملح قال انى لا أعلم فيه شبهة
وكان ابن القاسم
فى الزهد والورع على جانب عظيم ومناقبه غير محصورة ويطول شرحها وفى قبره خلاف
والأصح انه بتربة أشهب وتوفى رضى الله عنه فى سنة احدى وتسعين ومائة ويليه من جهة
الحائط قبر الشريف العريان الشهيد رضى الله عنه ومن وراء تربة الامام أشهب من
الجهة الشرقية قبر الفقيه يحيى التلا والى جانبه قبر أبى بكر المصفر المعروف
بالرباطى حكى عنه أنه أوصى أن يدفن فى هذا المكان وأن يؤخذ كفنه اذا لحد وتوفى بعد
ثمانين وستمائة ويليه من جهة القبلة قبر الشيخ أبى الحسن على التمار المعروف
بزيارة الحسين ثم تأتى الى الجهة الغربية من وراء حائط الامام أشهب تجد فى جدار
الحائط حوشا لطيفا مبنيا بالحجر به قبر ثمان قطع مكتوب عليه هذا قبر أبى عبد الله
محمد بن ابراهيم ابن على الواسطى ثم تجد أمامك عند الخروج من هذا الحوش المذكور
قبر ميمونة العابدة تعرف بالسوداء يروى أنها زوجة ذى النون المصرى رأى ليلة من
الليالى كأن قائلا يقول له يا ذا النون ان عديلك فى الجنة ميمونة السوداء قال ذو
النون فاستيقظت من منامى وقد عزمت على زيارتها فكنت مارّا فى بعض الطرقات فلقينى
انسان واستخبرنى عن حالى فأخبرته انى ذاهب الى ميمونة فقال لى ومثلك يذهب الى
امرأة مجنونة فأردت أن أرجع فقلت وما على أن أراها فلما جئت اليها قالت يا ذا
النون أنت الذى تقف مع الخيالات يا ذا النون والله ما أنا مجنونة بل أنا بحبه
مفتونة وأنشدت تقول
مالا منى فيك
أحبابى وعذالى
|
|
الا لغفلتهم عن
عظم بلبالى
|
يا ذا النون اجعل
التقوى زادك والزهد شعارك والورع دثارك لا يبعد عنك مطلوب
ولا يغلق فى وجهك
باب المحبوب يا ذا النون ان لله عبادا عرّفهم به فعرفوه وأطلق ألسنتهم بذكره
فذكروه لو احتجب عنهم طرفة عين قطعهم شديد الخوف والبين وكان مكتوبا على عكازها
ما بقى دمع
فأبكى
|
|
ها فؤادى فتشوه
|
ان وجدتم غير
حبى
|
|
فدعونى ودعوه
|
ثم قالت يا ذا
النون ليس الموعد هاهنا موعدى وموعدك الجنة
ويلى قبرها من
الجهة الغربية قبر موسى بن طلحة التكرورى ثم تمشى قاصدا للسور تجد قبر الشيخ
الفقيه الامام أبى على الحسن بن محمد بن الحسن الجيلى ذكره القرشى فى تاريخه وذكره
ابن الجباس فى الطبقات وعدّه من المحدثين والفقهاء والمتصدرين وروى باسناده الى
مروان قال قلت لعائشة رضى الله عنها هل قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لو كان لابن آدم جبلان من ذهب لابتغى لهما ثالثا ولا يملأ
عين ابن آدم الا التراب ويتوب الله على من تاب قالت نعم. وفى طبقته القاضى مالك بن
سعيد الفارقى الشهيد المذكور ذكره ابن الجباس وعدّه من الفقهاء والقضاة والشهداء
فهو معدود فى الثلاث طبقات وقبره من وراء السور ليس يفرق بينهما الا بناء السور
حكى انه عزل نفسه عن القضاء فى النصف من رجب سنة ثمان وسبعين وثلثمائة ولم يزل الى
الخامس من ذى القعدة سنة أربع وأربعمائة فلما ولى الحاكم أحضره وأمره أن يكتب سب
الصحابة على أبواب المساجد فلم يكتب الا قول الله تعالى (لَقَدْ تابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ
وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ) ثم عاد اليه فقال له أفعلت ما أمرتك قال نعم فعلت ما يرضى الرب
قال وما هو فقرأ عليه الآيات ثم انصرف فأمر بضرب عنقه فضربت يوم السبت كما أمر
الحاكم وقريبا منه قبور عديدة أشهرها قبر الرجل الصالح أبى جعفر الناطق ذكره ابن
ميسرة فى تاريخه وحكى عنه أن قراقوش لما وصل الى هذا المكان وكان بعض الاسرى
يحفرون فى مكان قبره فسمع من جوف القبر قائلا يقول امسك يدك فأمسكت يد الأسير فقال
له الامير ويلك ما بك قال سمعت كلاما وكلما أردت أن أصنع بيدى شيأ أجدها لا تتحرك
وأنا أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وقيل انه دفن الى جانبه وقريب
منه قبور مكتوب عليها السادة الاشراف الطباطبيون وتقول العوام الشريف طباطبيا وليس
بصحيح ويقولون أم الامام الشافعى وليس بصحيح فانها بمكة قال المؤلف عفا الله عنه
دفنت فاطمة الازدية أم الامام الشافعى بمكة وهو الاصح ثم تأتى الى مشهد آسية
وليست بآسية بنت
مزاحم زوجة فرعون المشهورة قصتها فى القرآن قال الشيخ موفق الدين ابن عثمان فى
تاريخه انها ابنة مزاحم بن ابى الرضا بن سمنون بن خاقان أحد وكلاء أحمد بن طولون
وقال صاحب كتاب مصباح الدياجى هى آسية ابنة زرزور بن خمارويه بن أحمد بن طولون قال
شيخنا الادمى رحمهالله هى آسية ابنة مزاحم بن مطر بن خاقان وهو الاصح وانها من
بنى خاقان والمقبرة تعرف ببنى خاقان. وأما آسية زوجة فرعون المشهورة فى القرآن
فليس لها قبر يعرف وذلك لما رواه الثعالبى فى قصة الماشطة من طريق عطاء ابن السايب
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لما كنت ليلة أسرى بى وجدت رائحة طيبة فقلت ما هذه يا
جبريل قال عليهالسلام هذه رائحة ماشطة ابنة فرعون وأولادها قلت وما شأنها قال
بينا هى تمشط ابنة فرعون اذ سقط المشط من يدها فقالت بسم الله فقالت ابنة فرعون
أبى قالت لا ولكن ربى ورب أبيك الله قالت أو لك رب غير أبى قالت نعم قالت فأعلمه
بذلك قالت نعم فأعلمته فأحضرها وقال يا فلانة ألك رب غيرى قالت نعم ربى وربك الله
فأمر ببقرة من نحاس فأحميت ثم جعل يلقى أولادها واحدا واحدا فى تلك البقرة فقالت
ان لى اليك حاجة قال وما هى قالت أحب أن تجمع عظامى وعظام أولادى فى ثوب واحد
فتدفنها جميعا قال لك ذلك علينا فلم يزل بأولادها حتى انتهى الى ابن لها رضيع
فكأنها تقاعست من أجله فأنطق الله الولد فقال يا أماه اقتحمى فان عذاب الدنيا أهون
من عذاب الآخرة قال ابن عباس رضى الله عنهما ان الله أنطق فى المهد أربعا عيسى ابن
مريم عليهالسلام وصاحب جريج وشاهد يوسف وابن ماشطة ابنة فرعون وقيل ان آسية
عليهاالسلام لما رأت ما فعل فرعون بماشطة ابنته أرادت أن ترجعه عن ذلك
فقال لها كأنك على ما هى عليه قالت نعم فأمر أن تعذب وفى بعض أقوال الثعلبى أنها
رفعت الى الجنة
ويلى تربة آسية
المقدم ذكرها قبور أصحاب الخيم وهناك قبور لا تعرف أسماؤهم ثم ترجع الى باب السور
قاصدا الى الجهة القبلية تجد قبرين مبنيين بالحجر أحدهما قبر أبى عبد الله الغافقى
وقيل الفائقى والثانى أولاد ابن بنت أبى هريرة الجيزيين والى جانبهما قبور عديدة
قديمة قال ابن ميسرة فى تاريخه هم من فقهاء مصر وذكر لهم نسبا متصلا بقريش منهم
أحمد ومحمد أخوه وعبد الله ويحيى واسماعيل ويليهم من الجهة الغربية قبر كبير قال
صاحب كتاب مصباح الدياجى كان عليه رخامة مكتوب فيها هذا قبر فضل بن بحر التاجر
وحكى عنه المسبحى حكاية مطوّلة وهو الآن كوم تراب وهو معدود من أرباب الأسباب
فى الطبقة العاشرة
والى جانبه من الجهة القبلية قبر عنتر نجار المنبر ويقال جار منبر النبى صلىاللهعليهوسلم قيل انه جاور المنبر الشريف عشرين سنة وكان على قبره خامة
قديمة تشهد بأنّه عنتر بن جعفر فقيه مصر وعالمها انتهت اليه الرياسة فى العلم
والفتوى فى زمنه وكان عظيم الشأن جليل القدر كثير الصمت وكان يقول لسان ابن آدم
سبع ضارى ان أطلقته ندمت وان أمسكته سلمت ذكره ابن يونس فى تاريخه وعده فى طبقة
الفقهاء والمحدثين فهو معدود فى الطبقتين والى جانبه قبر خديجة ابنة العباس بن
مرداس السلمى وقريب منها قبر رجل من ذرية عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن
السبط بن على ابن أبى طالب رضى الله عنهم والى جانبه من الجهة القبلية بخطوات
يسيرة قبر المرأة الصالحة زينب بنت الاباجلى قال صاحب مصباح الدياجى كان على قبرها
قبة حسنة البناء والى جانبها قبر الخليفة الآمر على ما قيل وقريب منه من الجهة
الشرقية قبر الشيخ أبى القاسم الفوطى والى جانبه قبور عديدة قد درست قال شيخنا
الأدمى هى قبور المغاربة اللوّاحين وهم قوم شهروا بالصلاح وفعل الخير قيل انهم
كانوا يصنعون ألواحا بأيديهم ويفرقونها على صغار المكاتب ثم تمشى مغربا تجد تربة
مبنية بالحجر ليس بها باب بها قبران أحدهما قبر السيدة الشريفة فاطمة الصغرى
القرشية يتصل نسبها بعبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن على بن أبى
طالب رضى الله عنهم والثانى قبر عاتكة ابنة عيسى المكية وهو مكان مبارك عرف باجابة
الدعاء حكى ابن أخى عطايا أن رجلا تاجرا مر فى الليل قريبا من هذه التربة ومعه
متاع له فتعرض له جماعة يريدون أخذ ما معه فلما رآهم قصد الى هذا المكان ولم يكن
به بناء فتوسل الى الله تعالى فسمع قائلا يقول له اقرأ الله لا اله الا هو الحى
القيوم فقرأها فكان القوم يمسونه بأيديهم ولا يشعرون به فطال عليهم الأمر فمضوا
وتركوه وهذا المشهد ذكره جماعة من أهل التاريخ والى جانبه من الجهة البحرية قبر
الشيخ نجيم الابله كان رجلا مجذوبا يظهر عليه أكثر أحوال الفقراء وكل من سأله
الدعاء يقول له كشك ولحم فشهر بذلك وله حكايات مشهورة وتحت جدار هذا المشهد من
الجهة القبلية قبر الشيخ عبد الرحمن الخوّاص وتقول العوام ابراهيم الخوّاص وليس
بصحيح فانه لم يمت بمصر وأما عبد الرحمن هذا فانه أخو شبل الواعظ وسيأتى ذكر شبل
عند بيان قبره وكان عبد الرحمن هذا يسمى واعظ المقبرة قيل انه أقام عشرين سنة يقف
كل يوم على المنامة ويقول شعرا
أيها العالم متم
|
|
مثلنا بالامس
كنتم
|
ليت شعرى فى
سفركم
|
|
هل ربحتم أم
خسرتم
|
فأقام تلك المدة
ولم يجبه أحد فبينما هو يوم من الايام يتكلم على عادته اذ سمع قائلا يقول
قد وجدنا ما
عملنا
|
|
سوف تلقون ما
عملتم
|
فلما كان من الغد
مات رضى الله عنه قال صاحب مصباح الدياجى كان على قبره حائط قصير البناء وعند رأسه
عمود وأما ابراهيم الخواص فسيأتى الكلام عليه فى كتاب غير هذا يتضمن أحوال السلف
ومدافنهم قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام بن غانم المقدسى فى كتابه المسمى بشرح
الاحوال كيف حالك يا خواص حتى أنت مكتوب من الخواص ومن أين لك هذا الاختصاص قال يا
قوم جواهر الاحجار لا يجلبها الا غواص وظباء القفار لا يقتنصها الا قناص وطريق
الاخلاص لا يسلكها الا الخواص فمن طلب نفيسا خاطر بنفيس ومن ونت همته قنع بالخسيس
فعلى قدر همة الطالب تنال المطالب وعلى قدر خطبة الخاطب يسمع جواب المخاطب ما كل
قاصد يبلغ المقاصد ولا كل وارد يستعذب الموارد ولا كل واجد متواجد ولا كل مجاهد
مشاهد كم عليل لا يعاد وكم قتيل لا يقاد وكم مريد لا يراد وكم قريب حظه الابعاد
فموائد الخواص لا يجلس عليها الا من تطهر بطهور (وَنَزَعْنا ما فِي
صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ) وطيب بطيب (سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ
فَادْخُلُوها خالِدِينَ) وغذى بلبان (فَاذْكُرُونِي
أَذْكُرْكُمْ) وسقى بشراب (وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ
شَراباً طَهُوراً) وكسى خلعة (يُحِبُّهُمْ
وَيُحِبُّونَهُ) وعقد له لواء (نَحْنُ
أَوْلِياؤُكُمْ) وكتب له توقيع (يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ
مَنْ يَشاءُ) وحمى بحماية (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ
لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ) فمن صح له هذا الانعام غاص فى بحر الصفا وعام ومن حرم عليه
هذا الطعام لم ينفعه عمل ولو عبد الله ألف عام شعر
ليهنك يا قلب
يوم اللقا
|
|
ويهنك يا عين
ذاك السنا
|
فنحن من الوصل
فى موعد
|
|
اذا فصل الحكم
ما بيننا
|
اذا ما شجا
الطرف ذاك الحما
|
|
وبشر قلبى بنيل
المنا
|
جمال تقدس فى
عزه
|
|
وعلياه عم جميع
الدنا
|
فمن جاء يسعى
الى بابه
|
|
حقيرا فقيرا
ينال الغنا
|
ومناقب ابراهيم
الخواص غير محصورة وتوفى عبد الرحمن الخواص هذا بعد الستين وخمسمائة ثم تمشى خطوات
يسيرة الى الجهة القبلية تجد تربة عبد الله بن وهب وتعرف بتربة بنت
__________________
طولون بها قبر
الفقيه الامام العالم المحدث عبد الله بن وهب بن مسلم مولى ابن أبى زمانة من أكابر
المصريين مشهور بالعلم والصلاح حدث عن مالك وعن عمرو بن الحارث وعن عبد الله بن
لهيعة وعن جماعة من المحدثين وحدث عنه جماعة وله كتب عديدة منها كتاب الجامع وكتاب
الاهوال ذكره الكندى وعده فى طبقة يزيد بن أبى حبيب وأثنى عليه قال الشيخ رشيد
الدين أبو الحسن يحيى الحافظ روى ابن وهب عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم مائة ألف حديث ما جرح فى حديث واحد وحكى أبو داود قال سمعت
ابن وهب يقول جعلت على نفسى ان اغتبت مسلما أن أصوم يوما فلم أجد ذلك يشق على
فجعلت على نفسى أن عدت الى ذلك تصدقت بدرهم فشق علىّ لأنى قد لا أجد الدرهم فما
اغتبت أحدا بعدها وقال خالد ألف ابن وهب كتاب الاهوال فلما قرأه على القاسم صار لا
يتكلم ثلاثة أيام ثم مات فى اليوم الرابع وحكى أحمد بن سعيد عن ابن وهب انه أراد
دخول الحمام فلما دخله وسمع لغط الناس فيه وشدّة حره بكى وخر مغشيا عليه فلما أفاق
سئل عن ذلك فقال تذكرت قوله تعالى ((وَإِذْ يَتَحاجُّونَ
فِي النَّارِ)) وروى ابن زولاق عن أبى الحسن قال سمعت ابن وهب يقول كنت
أتمنى على الله ثلاثمائة دينار أنفقها فى طلب الحديث فبينما أنا أصلى فى ليلة من
الليالى واذا برجل أتى ومعه قرطاس مربوط فوضعه على نعلى فصليت العشاء ثم أخذت
القرطاس فوجدته ثقيلا ففتحته فاذا فيه ثلاثمائة دينار وحكى عنه أنه طلب الى القضا
فأراهم الجنون فاطلع عليه بعض جيرانه فوجده يتوضأ والثعبان يشرب الماء من يده فقال
له لم لا حكمت بين الناس فقال يا أخى ان القضاة يحشرون مع الملوك والملوك يحشرون
كالذر والعلماء يحشرون مع الانبياء فأحببت أن أحشر مع الانبياء وقال القاضى عياض
هو المشار اليه فى كتاب الموطأ فى أصحاب مالك يقول مالك عنه هو الثقة العدل يعنى
عبد الله وقال أحمد بن أخيه لا أعلم عمى نام ثلاثين سنة ولقد كنا ننام فيوقظنا
ببكائه وقال بن وهب رضى الله عنه اللقمة من الحرام تميت القلب أربعين صباحا ولا
يزال آكل الحرام يأكل الحرام حتى يلقى الله وليس فى صحيفته حسنة وقال أيضا الشبهة
تظلم القلب وهو من الفقهاء المحدثين والى جانبه قبر أخيه عبد الرحمن بن وهب روى
عنه جماعة من المحدثين ومعهم فى التربة قبر ولده أحمد بن عبد الرحمن بن وهب عرف بيحشل
وكلها فقهاء محدثون والى جانبهم قبر السيدة الطاهرة أم الخير ابنة على بن
الحسين العلوية قبرها الى جانب قبر ابن وهب قال ابن عثمان هو قبر رخام مكتوب فيه
فاطمة ابنة محمد بن الحسن
__________________
توفيت سنة ثلاث
وثمانين وثلاثمائة قال ابن الجباس ومعهم فى التربة حسن بن وهب الفقيه كذا مكتوب
على قبره وكان على قبره رخامة فيها اسمه ونسبه وأيضا شعر
المال ينفد حله
وحرامه
|
|
يوما ويبقى فى
غد آثامه
|
ليس التقى بمتق
فى دينه
|
|
حتى يطيب شرابه
وطعامه
|
ثم تمشى خطوات
يسيرة تجد على يسارك قبرا كان مبنيا بالحجر وهو قبر أبو الحسن الرماح قال صاحب
مصباح الدياجى وبهذه التربة قبر القاضى أبى عبد الله محمد كان زاهدا عابدا ذكره
الضراب وحكى عنه انه كان يقرأ فى كل ليلة ثلاث ختمات ويأتى أهله ثلاث مرات فلما
مات وقفت زوجته وقالت رحمك الله يا أبا عبد الله لقد أرضيت الله وأرضيت أهلك قال
ابن الجباس والى جانب ابن وهب قبر وهب بن مسلم مولى ابن أبى زمانة كان من كبار
التابعين قال ابن قتيبة عن ابن وهب انه قال كان أبى من التابعين رأى عقبة وعبد
الله بن الحارث وأبا بصرة رضى الله عنهم الا انه لا راوية له ثم تمشى مغربا تجد تربة
بها قبر مقبل الحبشى قال صاحب المصباخ ولم أر أحدا من أصحاب التواريخ ذكره وحكى
عنه بعض الزوار انهم أرادوا أن يدفنوه بغير هذا الموضع فارتفع نعشه فى الهواء وهذه
التربة ليست له وانما هى تربة فاطمة بنت الحسين بن على ولم ينظروا الى الرخامة
النى فى أصل البناء والى جانب هذه التربة من وراء الحائط الغربى قبور من الدفن
الاول وهم جماعة من نسل الفضل بن العباس وهو مكان معروف باجابة الدعاء وقريب منه
قبر عنبسة وقد تقدّم الكلام عليه فيمن دخل مصر وليس هو كما قال بعض الزوار عنبسة
مقدّم جيش الامام على وقالوا مقدّم جيشه أبو موسى الاشعرى وليس بصحيح ثم تأتى الى
الكوم المعروف بمصلى بنى مسكين ويسمى غير ذلك وقد دثر به قبور كثيرة منهم أبو
الحسن على ابن الحسين بن الحسن المعروف بابن الخلعى كان من الفقهاء المحدثين شهر
بالعلم والصلاح وله مصنفات قال ابن رفاعة كنت آنى الى أبى الحسن بن الخلعى فأجد
عنده قوما يقرؤن عليه فأعجب من كثرتهم فسألت عن ذلك فقال هؤلاء الجان يقرؤن
ويتفقهون كما تقرؤن وتتفقهون قال ابن رفاعة كنت أراه اذا سمع الاذان ينهض كأنه نشط
من عقال وكان يأتيه الرجل وبه الالم فيضع يده عليه فيشفى لوقته وكان الناس يزدحمون
عليه ويكتبون عليه الحديث وسنذكر رواياته ومن روى عنه من المحدّثين وكان رضى الله
عنه يتمثل بهذا البيت شعر
أمين الله ان
السجن باس
|
|
فلم وقعت وليس
عليك باس
|
قال ابن الجباس
وقبره بمقبرة بنى مسكين وبينهم مصاهرة وبهذا المكان هارون بن عبد الله الزهرى كان
قاضيا على مصر بعد القاضى عيسى بن المنكدر الذى اتفق له حادث مع المعتصم فى سنة
أربع وعشرين ومائتين حين قدم الى مصر فى السنة المذكورة وكان يقول بخلق القرآن
فقال ان يطعنى القاضى أجعل له فى كل شهر مائة دينار على ما بيده وكان للقاضى عيسى
بن المنكدر فى كل شهر أربع مائة دينار وهو أول قاض جعلت له جامكية القضاء فلما قيل
له فى ذلك قال لو قطعنى إربا إربا لا أقول بمقالته فأمر أن يقيد وينادى عليه ففعل
به ثم أوقفه وجعل يضر به والناس يصيحون عليه حتى غشى عليه فحمله فى القيود الى
العراق فمات بالعراق وترك ولدا بمصر وأقامت مصر بعده بلا قاض حتى ولى هارون ابن
عبد الله الزهرى المقدّم ذكره فلم يزل قاضيا عليها حتى كتب اليه أن يمسك عن الحكم
ومات بمصر وقبره بمصلى بنى مسكين
فأكبرهم الشيخ
الامام العالم القاضى الحارث بن مسكين انتهت اليه الرياسة فى زمنه قال ابن عبد ربه
فى كتابه العقد لما حمل القاضى الحارث بن مسكين الى بغداد فى أيام المحنة أوقفه
الخليفة بين يديه وقال له ما تقول بخلق القرآن قال اياى تعنى قال نعم قال مخلوق
قال فكفاه الله كيده وحسب انه قال بخلق القرآن وليس الامر كذلك وحكى عنه انه كان
مجاور امرأة فقيرة فقيل انها أهدت اليه رطبا فى طبق مغطى فلما أكله جعل لها بكل
رطبة دينارا وكان رضى الله عنه إماما فى علوم شتى وله مصنفات عديدة فى علم التاريخ
وعلم الميقات وعلم الآلات والساعات وولى القضاء على مصر بعد القاضى محمد بن الحارث
بن الليث الاصم قيل انه كتب الى ابن أبى داود كتابا يقول فيه لقد أعظمت الذمة على
الله تعالى هل كان أبو بكر وعمر وعثمان وعلى رضى الله عنهم يقولون كما قلت أو
يفعلون كما فعلت الويل لك من ديان يوم الدين فلما كان يوم الخميس ثالث شهر شعبان
سنة خمس وثلاثين ومائتين جاءه كتاب الخليفة بعزله وضربه وحبسه فقام رجل يضر به
فعوق عن ضربه ولم يستطع حركة فتبسم القاضى فقيل له مم تبسمك قال رضى الله عنه ما
كان الله ليسلط أيدى الظالمين على جنوب تتجافى عن المضاجع فحبس وولى الحارث بن
مسكين ومات القاضى أبو عبد الله محمد بن الليث الاصم بمصر ودفن بجبانتها وليس يعرف
له بها قبر ودفن القاضى الحارث بن مسكين بمصلاه تحت كوم المنامة وبها نحو عشرين
اماما من ذريته وغيرهم وهم ذرية مباركة ولهم عقب بمصر وخطتهم باقية ذكرها القضاعى
وقيل انهم من نسل رجل مولى يقال له تمام. ثم تمشى مع ذيل الكوم
مسقتبل القبلة تجد
على يسارك من الجهة الشرقية قبرين داثرين أحدهما قبر السيد الشريف اسماعيل الديباج
بن ابراهيم الغمر بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن على ابن أبى طالب رضى الله
عنه على ما قيل والثانى قبر أبى الفرج منصور ثم تمشى مستقبل القبلة طالبا مشهد
القاضى بكار تجد قبل الدخول اليه قبر الشيخ أبى رحمة أحد مشايخ الزيارة كان مشهورا
بالخير والصلاح وكان كثير التودد للاخوان وملازما لتلاوة القرآن وزيارة الصالحين
ثم تجد هناك قبر الشيخ خزعل الكتبى قال المؤلف واسمه أبو الحسن الواسطى وهناك أيضا قبر
الرجل الصالح أبو الحجاج يوسف المعروف بالخضرى قال صاحب المفتاح كان عفيفا مشهورا
بالصلاح ملازما لصلاة الفجر منذ عشرين سنة مافاتته يوما توفى رضى الله عنه سنة
ثمان وسبعين وستمائة وهناك تربة الى جانب القاضى بكار من الجهة البحرية تعرف بتربة
القارى والمستمع بها قبر الشيخ أبى العباس أحمد بن المشجرة المقرى كان من قراء
أمير الجيوش وكان له صوت جيد بقراءة القرآن قال الشيخ موفق الدين بن عثمان زار ابن
المشجرة قبر الشيخ أبى الحسن الدينورى يوما فرأى فقيرا فسأله الفقير أن يقرأ شيئا
من كتاب الله فامتنع عن ذلك فلما رجع الى الأفضل طلب منه القراءة فلم يستطع فسأله
عن ذلك فقال لا أدرى فقال له فأين كنت اليوم قال زرت قبر الشيخ أبى الحسن الدينورى
قال فما الذى اتفق لك قال وجدت فقيرا وطلب منى القراءة فلم أقرأ فقال الافضل أمير
الجيوش فالآن لا يخلصك الا الفقير انهض فى طلبه واسأله الدعاء فلما عاد اليه وجده
لم يتغير من مكانه فسأله الدعاء وتمرغ بوجهه على أقدامه فقال له اقرأ فتح الله عليك
فقرأ على عادته كما كان وحكى عنه أنه قرأ بجامع مصر وكان وقت الظهر فسمعه اثنان
الى جانب بعضهما فانصدع قلب أحدهما ومات واستمع الثانى فغلب عليه الحال فمات فغسلا
وكفنا ودفنا فى قبر واحد فالثلاثة بهذه التربة وبهذه التربة قبر الرجل الصالح
المعروف بالجميزى قيل إنه كان مقيما بباب جامع مصر يبيع الجميز فجاءه انسان شريف
من العلويين وأودعه مالا وأوصاه على ولده وقال له ان آنست منه رشدا فادفع اليه
المال والا أنفقه عليه بالمعروف فلما مات الرجل كان الجميزى ينظر فى وجه الصبى كل
قليل نظرة فلما آنس منه الرشد دفع اليه ماله وكان الجميزى فقيرا لا يملك شيأ ولا
يجد ما ينفق بل كان عفيفا جدّا مشهورا بالخير والصلاح رضى الله عنه
ذکر مشهد
القاض بکار رضى الله عنه وهو القاضى بكار بن قتيبة بن أسد بن عبد الله
__________________
ابن بشر بن أبى
بكرة بن الحارث بن مخلدة مولى رسول الله صلىاللهعليهوسلم الثقفى من أهل البصرة وهو من الدفن الأول ذكره القضاعى
وأثنى عليه دخل الى مصر فى يوم الجمعة لثمان خلون من جمادى الآخرة سنة ست وأربعين
ومائتين ولم يزل قاضيا حتى مات فى ذى الحجة فى سنة تسعين وكان السبب فى دخوله الى
مصر ان المتوكل استشار قوما فيمن يكون قاضيا على مصر فأجمعوا على أن يولوا بكار بن
قتيبة وكان قد بلغ المتوكل ما هو عليه من الزهد والورع والعفة والصلاح فأرسل اليه
نجابا وكان مقيما بأرض البصرة فلما أن قدمها النجاب سأل عن مكانه فأرشدوه اليه
فجاء الى المنزل وسأل عنه فقيل له قد مضى الى الفرن فجلس قليلا واذا به قد أقبل
وعلى رأسه طبق الخبز فلما رآه النجاب ملتحفا برداء استحقره فلما دنا منه سلم عليه
وقال له أنا رسول الخليفة قد جئتك بتولية القضاء على مصر وهذا كتاب الخليفة قال يا
أخى لا أقدر على الوقوف قال لم قال لان الرداء الذى علىّ لوالدتى وقد استأذنتها ان
أمضى به الى الفرن وأعود ولم أستأذنها فى الوقوف معك ثم دخل الى المنزل (وعاد فدفع اليه
رغيفين وقال له امض فى حفظ الله تعالى فتعجب الرجل من ذلك ولم يمكنه ردهما ورجع
بعد أن قلده القضاء فلما عاد الى الخليفة فسأل عن قصته فأخبره بها وكيف أعطاه
الرغيفين) فقال له الخليفة وما الذى صنعت بهما قال فرطت فى أحدهما وجئت بالآخر قال
ائتنى به فلما جاء به الى الخليفة أعطاه مائة دينار وقال لو جئت بالآخر لاعطيتك
مائة أخرى وأخذ الخليفة الرغيف وصنعه أكحالا وأدوية وادخره فلم يكن الا مدة يسيرة
وأراد الخليفة أن يرسل النجاب فى رسالة فقيل انه أرمد وقد أشرف على العمى فاستحضره
فلما حضر بين يديه أخرج له كحلا وقال له قل باسم الله واجعل منه فى عينيك ففعل ذلك
فشفى باذن الله تعالى ومضى فى رسالة الخليفة فلما عاد قال يا أمير المؤمنين أريد
أن أصنع ذلك الكحل فانى وجدت فيه شفاء عظيما فقال الخليفة عرفت ما صنعت بالرغيف
الذى جئت به من عند بكار قال وما الذى صنعت به يا أمير المؤمنين قال جعلناه فى
أكحالنا وأدويتنا فنجد به ما وجدت من الشفاء والبركة فندم النجاب على ما فرط فيه
من أمر الرغيف وكان القاضى بكار من الفقهاء والمحدثين والقراء ويعد فى أربع طبقات
أخذ الفقه عن هلال بن يحيى وحدث عن أبى داود الطيالسى وعبد الصمد بن عبد الوارث
وجماعة من المحدثين فمما رواه بالسند الصحيح عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلىاللهعليهوسلم انه قال صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ
__________________
بسبع وعشرين درجة
وقال الامام أبو جعفر الطحاوى سمعت أبا العلا الكوفى يقول حضرت يوما عند بكار بن
قتيبة فدخل اليه رجلان يختصمان أحدهما أبو الآخر فنظر اليهما وأنشد
تعاطيتما ثوب
العقوق كلا كما
|
|
أب غير بر وابنه
غير واصل
|
وكان يحكم بمذهب
أبى حنيفة رضى الله عنه وهو معدود من جملة التالين لكتاب الله وكان اذا فرغ من
الحكم خلا بنفسه وعرض عليها جميع ما حكم به ويبكى ويقول يا بكار قدم اليك رجلان فى
كذا وكذا وحكمت بكذا وكذا فما جوابك غدا اذا وقفت بين يدى الله تعالى وكان أحمد بن
طولون يبعث اليه فى كل سنة ألف دينار فلما جرى بينهما ما جرى قال أحمد بن طولون
وأين جوائزى التى كنت أرسلها اليك قال فى المكان الذى كان يضعها رسولك فيه فابعثه
يأخذها من مكانها ثم قرأ القاضى (إِنَّ الَّذِينَ
يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً) الآية قال فجاء الرسول فوجدها ستة عشر كيسا ما نقص منها شئ
وهذه جوائز القاضى بكار الذى كان يأخذها من ابن طولون قال ابن زولاق حدثنى بعض
شيوخ مصر قال مررت على منزل القاضى بكار فى الليل فوجدته يصلى ثم فرغ من صلاته
فبكى وقرأ (كَلَّا إِنَّها لَظى
نَزَّاعَةً لِلشَّوى) وحكى ابن أخيه قال
قدم على عمى رجل من أهل البصرة فأكرمه وأثنى عليه وقال هذا كان معى فى المكتب ومضى
الرجل الى حال سبيله وجاء بعد أيام فى شهادة عند القاضى بكار ومعه شاهد آخر من أهل
مصر فقبل شهادة الرجل الذى كان معه ولم يقبل شهادة الآخر فقلت له يا عم هذا الرجل
أثنيت عليه خيرا فلم لم تقبله فقال يا ابن أخى ما رددت شهادته إلا لأمر فقال وما
هو قال كنا على مائدة ونحن صغار وفيها أرز وفيه عسل فاخذت بأصبعى من وسط الارز
فجرى العسل حتى دخل وسط الارز فقال أخرقتها لتغرق أهلها فقلت اتهزأ بكتاب الله
فأمسكت عن كلامه مدّة فما قدرت على قبول شهادته وأنا أذكر ذلك منه وكان القاضى
بكار محمودا فى ولايته عفيفا عن أموال الناس مات فى سجن أحمد بن طولون. وذلك أنه
لما خرج الموفق بعث الى الاقاليم يطلب المال بأمر من الخليفة فحمل اليه المال من
كل اقليم وبلدة إلا أحمد بن طولون فانه لم يرسل اليه شيأ فكاتبه الموفق فلم يجبه
بشئ وعصى أمر الموفق وكان ابن طولون بمصر فجمع العساكر وركب فى مائة ألف وعشرين
ألفا وخرج الى دمشق وملك أكثر الشام وأحضر قضاة الامصار وامرهم أن يخلعوا الموفق
وأن يسجلوا على أنفسهم أن الموفق خارجى فأجابوه كلهم الا بكار فانه قال لا يثبت
عندى ذلك فأعاده الى
مصر ولما رجع ابن
طولون واستقر فى قصره بعث الى بكار فجاء اليه وكان عند بكار يتيم يكفله فلما أحضره
أوقفه فى مجلس الشرطة وأقام اليتيم معه فقال له اليتيم أنت أكلت مالى وأسمعه كلاما
قبيحا فقال بكار اللهم ان كان كاذبا فاسلبه عقله فرئى من ليلته يرجم الناس
بالحجارة فى الطرقات ثم سجن القاضى بكار فوقف أهل الحديث الى ابن طولون وقالوا على
من نقرأ وقد سجنت بكارا فقال اذهبوا الى السجن واقرؤا عليه فكان الناس يأتون السجن
ويقرؤن على بكار الحديث وكان يغتسل فى وقت الجمعة ويتوضأ ويأتى الى باب السجن
فيقول له السجان ما أمرت بخروجك فيقول بكار اللهم فاشهد ثم يعود الى مكانه ولم يزل
القاضى بكار فى السجن حتى احتضر ابن طولون فقال لابنه خمارويه اذهب الى القاضى
بكار فقل له أبى يسلم عليك ويسألك أن تدعو له فخرج من عنده حتى أتى القاضى بكارا
فوجده يصلى فلما سلم من صلاته قال له ان أبى يسلم عليك وانه بسألك الدعاء فقال له
قل له انه عليل أشرف على قبره وأنا شيخ فان أشرفت على حفرتى والمجتمع بينى وبينه
بين يدى الله تعالى فعاد خمارويه فوجده قد اشتدّ به النزع ومات ومات بكار بعده
بمدّة يسيرة وحكى أمام مسجد الزبير وابن ميسر وابن أخى عطايا وابن عثمان وابن
الجباس ومجد الدين الناسخ ان ابن طولون رئى فى المنام بعد موته فقيل له ما فعل
الله بك قال شفع فىّ القاضى بكار وكانت وفاة القاضى بكار فى سنة سبعين ومائتين
وقيل ان أمّه دفنت الى جانبه قال المؤلف عفا الله عنه ومعه فى حومته قبر جدّه بشر
بن أبى بكرة بن الحارث بن مخلدة مولى رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال الكندى مات بشر بن أبى بكرة بمصر وقبره عند قبر ولده
بكار قال أبو جعفر الطحاوى سمعت أبا العلى الكوفى يقول كان القاضى بكار يقول لى
انطلق معى حتى أزور قبر جدّى فيأتى الى مكان قبره فيزوره ويقول هذا من التابعين
قال الشيخ شرف الدين بن الجباس أخذ القاضى بكار القضا عن دحيم بن اليتيم وأسد بن عبد الرحمن بن ابراهيم الدمشقى (وجاء بتوقيع
القضا من بغداد فلما وصل الى الرملة مات وولى بعد القاضى بكار القاضى أبو زرعة
محمد بن عثمان الدمشقى ولاه هارون الرشيد قضا مصر وفلسطين ودمشق وكانت ولايته سنة
أربع وثمانين ومائتين) حكى أبو مالك قال أتيت دار أبى زرعة فسألت عنه فأبطأ علىّ
خروجه فدخلت عليه فقلت لم لا تسرع للناس فقال يا أخى عفا الله عنك حدث لى أمر
منعنى من الخروج اليك قلت بالله ما هو فقال سألنى رجل ثوبا ولم يكن لى غير ثوب
واحد فاستحييت أن أرد مسألته فنزعت ثوبى له وجعلت
__________________
علىّ رداء أهلى
فاستحييت أن أخرج للناس على تلك الحال فجاء ولدى فأخذت ثوبه وأعطيته ثمنه قال أبو
مالك فجئت الى هارون الرشيد وقلت ما أغفلك عن أبى زرعة قال ما غفلت عنه جعلته قاضيا
على مصر وفلسطين ودمشق وها أنا أتفقده بالجوائز فيردها قال أبو مالك فقصصت عليه
القصة فأعطانى مائتى دينار فأخذتها وجئت بها الى أبى زرعة فلما دخلت عليه قال ما
أسرع دخولك علىّ فأخبرته فقال لقد كنت أحسبك صديقا كيف تفشى أمرا كان بينك وبين
أخيك والله لا كلمتك سنة قال أبو مالك فأخذت المال ورجعت الى هارون الرشيد وقصصت
عليه القصة قال المؤلف وله حكايات مشهورة ولم يزل قاضيا الى شهر صفر فدخل محمد بن
سليمان الى مصر من قبل الخليفة فى جموع كثيرة فصرف أبا زرعة قال الضراب ثم خرج أبو
زرعة الى العراق ثم عاد الى مصر قاضيا عليها وتوفى بها وقبره بجبانتها وليس يعرف
له بها قبر قال المؤلف وقد دثر قبر بشر بن أبى بكرة وبالحومة المذكورة جماعة من
التابعين وهى الطبقة الثانية. منهم القاضى الخيرى بن نعيم بن كرب بن مرة الحضرمى
يكنى أبا اسماعيل ويعدّ أيضا من القضاة وهى الطبقة الرابعة ومعدود من المحدّثين
وهى الطبقة الخامسة وولى لبنى أمية وأثنى عليه مرثد بن أبى حبيب وهو من طبقته وله
حكايات مشهورة قال سهل بن على كنت كثيرا ما أجالس الخير بن نعيم فكنت أراه يتجر فى
الزيت فقلت يا سيدى أتكون فى أحكامك وتؤتى بالزيت بين يديك ويوزن ويباع قال يا
بنىّ اذا أنت جعت ببطن غيرك عرفت قدر ما أنا فيه قال فقلت فى نفسى أيجوع انسان
ببطن غيره فلما تزوّجت جمعت عندى سبعة من العيال فكنت أجوع ببطونهم فكنت أتذكر ما
قاله القاضى رضى الله عنه وقيل انه كان يحكم فى مسجده الى بعد صلاة العصر ويخرج على
باب المسجد فيحكم بين النصارى واليهود قال يزيد بن أبى حبيب ما أدركت من قضاة مصر
أفقه من الخير بن نعيم كان يتكلم فى القضا والقصص وكان يقول الندم كل الندم لمن
جار فى حكمه وكان يقول أيضا ليتنى كنت نسيا منسيا ولم أحكم بين اثنين وكان سبب
عزله أن رجلا من الجند قذف رجلا فطلبه للقاضى وأقام عليه شاهدا فسجنه القاضى حتى
يأتى خصمه بشاهد آخر فأرسل أبو عون وكان أميرا على مصر الى السجن فكسره وأخرج
الجندى فعزل القاضى نفسه فأتى اليه الأمير وقال له لم لا تحكم بين الناس قال حتى
تعيد الجندى الى السجن قال ناشر علينا بمن نولى قال عون بن سليمان قال ابن النحوى
حضرت بين يدى القاضى
__________________
الخير بن نعيم
خصمين ادعى أحدهما على الآخر بعشرين دينارا فسكت الخصم فقال له القاضى ما يخلصك
السكوت فدفع اليه رقعة وقال استرها سترك الله فسترها بكمه ونظر فيها فاذا مكتوب العشرون
دينارا فى ذمتى وما علىّ بها شاهد إلا الله فان اعترفت اعتقلنى وان انكرت استحلفنى
أفتنا يرحمك الله قال فبكى القاضى بكاء شديدا وأخرج من كمه منديلا وأخرج منه عشرين
دينارا وقال لصاحب الطلب خذها فقال يا سيدى ما الخبر فقص عليه القصة فقال صاحب
المال أنا أحق بذلك والله لا أطالبه أبدا فقال القاضى وأنا والله لا يعود لى المال
وقال المديون وأنا والله بعد أن قضى الله دينى لا ألتمس منه شيأ قال فتصدق به
القاضى فى المجلس. وحكى عنه رضى الله عنه انه كان فى منزله واذا بخصمين يختصمان
على باب المنزل فقال للخادم انظرى من بالباب فخرجت اليهما فقال أحدهما أريد
الاجتماع بالقاضى ينصفنى من خصمى وكان وقت المغرب فلما دخلت الخادم اليه قال لن
يحصل لى اجتماع بهما الى غد فاخبرتهما بذلك فمضيا ولما كان الغد أتيا اليه وقال
أحدهما يا سيدى إنى ابتعت من هذا الرجل جملا فظهر به عيب فأردت رده عليه فحلف انه
ما يرده الا بحكم حاكم فجئنا اليك بالامس عقب النهار فلم يحصل لنا اجتماع بالقاضى
وكان الجمل معنا فلما رجعنا به الى الخان أخذه أمر الله فمات من ليلته فهل يا سيدى
هو فى ذمة البائع أم فى ذمة المشترى فقال القاضى لا فى ذمة البائع ولا فى ذمة
المشترى بل هو فى ذمة القاضى الذى لم يخرج اليكما ويبث الحكومة بينكما ثم أدّى
ثمنه رضى الله عنه قال ابن موهوب رويت عن الخير بن نعيم انه كان يقول معصية العالم
بألف معصية وبلغنى ان الرجل من علماء بنى اسرائيل كان اذا أذنب يصبح وجهه مسودا
وله مناقب مشهورة يضيق الوقت عن حصرها وتوفى الى رحمة الله تعالى فى سنة ست
وثلاثين ومائة وقبره تحت كوم المنامة وكان عليه قبة. قال المؤلف وقبره أول قبور
الحضارمة وآخرها قبر عبد الله ابن جذام الحضرمى وهو القبر المبنى على هيئة المصطبة
تحت العقود من تربة سهل بن أحمد المسلوك اليها من تربة طباطبا يفرق بينهما الحائط
وسيأتى الكلام عليهم ويجاور قبر الخير ابن نعيم من الجهة الغربية تربة لطيفة فى
ذيل الكوم بها قبر مرثد بن عبد الله البجلى من كبار التابعين قال ابن لهيعة كان
مرثد بن عبد الله البجلى يقسم الليل نصفين يجعل الأول صلاة والثانى تلاوة وقيل إنه
ولى القضا بالاسكندرية وتوفى سنة سبعين ومعه فى التربة قبر كان مكتوبا عليه كثير
مولى عقبة بن عامر الجهنى ذكره صاحب المصباح وقال هو من التابعين وذكر له حكاية
وذلك أنه أتى عقبة بن عامر الجهنى رضى الله عنه وقال له ان
لنا جيرانا يشربون
الخمر وإنى داع اليهم الشرطة فقال لا تفعل فذهب ثم أتاه ثانيا فقال لا تفعل فانى
سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول من رأى زلة فسترها فكأنما أحيى الموتى من قبورهم
وذكره ابن عبد البر
ومن طبقتهم أبو
قيس واسمه عبد الرحمن وقيل سعد قال الشيخ شرف الدين بن الجباس هو ممن شهد فتح مصر
واختط بها وليس يعرف له قبر ويجاور قبر الخير بن نعيم من الجهة الشرقية تربة بنى
عبد الحميد القرشى فمنهم أبو الحسن على بن عبد الحميد القرشى قال ابن الجباس هو من
أصحاب أبى الحسن على بن الرومى وكان بينهما صحبة وكان يرسل له الجوائز ويتفقده كل
حين والى جانبه قبر أخته فاطمة ابنة عبد الحميد القرشية يقال انها أم جعفر صاحبة
السماط والى جانبها قبر السيدة الشريفة فاطمة ابنة عبد الله بن الحسن ابن طباطبا
كذا كان على قبرها مكتوبا وذكرها ابن الجباس فى طبقات الاشراف وقال هى بالقرب من
فاطمة ابنة عبد الحميد القرشية ولم يذكر لها وفاة قال المؤلف وهى حومة مباركة وقد
دثر أكثر قبورها ويجاورها من الجهة القبلية تربة أصحاب قضبان الذهب قيل إنهم رؤا
فى المنام وبأيديهم قضبان من ذهب فقيل لهم ما فعل الله بكم فقالوا من زارنا فكأنما
تصدق بقضبان الذهب والى جانبهم من الجهة القبلية تربة بنى سنان وهى تربة متسعة
وكان بها ألواح رخام مكتوب فيها أسماؤهم وقد فقدت الالواح قال ابن الجباس كان لبنى
سنان جنان لم ير أبدع منها ولا من ثمرها قال أبو داود فى السنن رأيت فى جنان بنى
سنان قثاية فشبرتها أربعة عشر شبرا ورأيت أترجة قد شقت نصفين وحملت على جمل قال
ابن النحوى وكان ابن سنان اذا عطشت جنته بسط يديه ودعا الله فتأتى سحابة من عند
الله تعالى فتسقى جنته ولما دخل المأمون الى مصر دخل جنان بنى سنان فأعجبه ما رأى
فيها فقال المأمون لأمير مصر لمن هذه قال لرجل يقال له ابن سنان قال علىّ به فلما
أتى اليه قال له كم تحمل خراج هذه الجنان فى كل سنة قال عشرين ألف دينار قال فكم
ترد عليك قال لا أستطيع حصره قال لم قال لانى أتصدّق بجميع ما يفضل من خراجها وذلك
عند الله الحسنة بعشر أمثالها وتضاعف الى سبعين والذى يزيد عند ذلك مائة ألف دينار
كلها صدقة لله تعالى قال المأمون اذهبوا الى بيته فانظروا ما فيه فلما جاؤا الى
منزله لم يجدوا فيه غير آلة الوضوء فعادوا الى المأمون وأخبروا بما وجدوا فبكى
المأمون بكاء شديدا وقال أيها الشيخ تصدّق بالخراج مع ما تتصدّق به وها أنا قد
أمرت أمير مصر أن يعطيك ما تريد من أجل الصدقة فقال يا أمير المؤمنين دعنى لئلا
يقطع زخرف الدنيا فينقطع ما بينى
__________________
وبينه قال فهل لك
فى القضاء قال حاش لله ليس لى الا الرجوع الى أهلى فقد أبطأت عليهم وأخاف أن يدعوا
عليك فقال اذهب الى أهلك لا بأس عليك قال المؤلف واسمه ابراهيم والى جانبه قبر
ولده أحمد بن ابراهيم بن سنان البصرى دفن عن يمين قبر أبيه قال الشيخ أبو النجيب
كانت له جارية سوداء تسمى بلاغ وكان يطحن معها الشعير ثم يعجنه بيده وليس له قوت
غيره وكان يقول أشد المصائب أن يقال فلان طائع وهو عاص أو فلان عالم وهو جاهل وكان
رضى الله عنه له اجتهاد فى العبادة كثير الصلاة والصدقة والمعروف محافظا عليها
توفى الى رحمة الله تعالى سنة تسع وسبعين ومائتين والى جانبه قبر أخيه محمد بن
ابراهيم بن سنان البصرى له حكايات مشهورة والدعاء عند مقبرتهم مستجاب والى جانبه
قبر ابنته زينب وذكر صاحب مصباح الدياجى ان بمقبرتهم رجلا منهم يقال له الحسن وذكر
وفاته بعد التسعين ومائتين وتوفيت زينب المقدّم ذكرها فى سنة سبعين ومائتين قال
الشيخ شرف الدين ابن الجباس فى تاريخه من جعل تربة بنى سنان عن يساره ومقبرة
الحضارمة عن يمينه ومشهد الشريف طباطبا أمامه وتربة القاضى بكار وراء ظهره ويسأل الله
تعالى حاجته قضاها ومن وراء هذه التربة قبر مكتوب عليه فى رخامة هذا قبر همام بن
عبد الله الغافقى حكى الطرايفى رضى الله عنه قال ما دعوت الله عند قبر همام الا
وعرفت الاجابة وهى مقبرة مباركة وبها جماعة من الغافقيين وقبلى هذه المقبرة قبة
بها قبر أبى العلا الكوفى قال المؤلف رأيت فى أعلاها مكتوبا اسمه قال ابن الجباس
ولا أدرى أهو الذى سمع من أبى جعفر الطحاوى ونقل عنه ما تقدّم من أمر بكار أم لا
وقال صاحب المصباح ان فى القبلة مكتوبا صالح بن محمد بن عبد الله العباسى وهذا غلط
وصالح وأولاده فى حوش شرقى مشهد طباطبا وقد ذكرهم ابن الجباس وعين تربتهم وذكر ابن
الجباس ان أول من دخل مصر من العباسيين فى أيام خلافة بنى أمية صالح بن محمد ابن
على بن عبد الله بن العباس قال الضراب فى تاريخه وله حكاية عجيبة وذلك أنه أطلق
عليه الموت ببغداد فلم يمت بها وكان الرشيد يحبه محبة شديدة فمرض مرضا شديدا أشرف
منه على الموت وكان عند الرشيد طبيبان فأمر باحضارهما وكان يحب أحدهما فجس أحدهما
مفاصله فقال انه يموت فى آخر الليل وقال الآخر نساؤه طلق وعبيده أحرار وماله صدقة
لله ان كان هذا يموت فى هذه المرضة ثم انصرف فلما كان آخر الليل تشهد ثم مات فغمضه
وشدّ لثامه ثم قال علىّ بالطبيبين فقال لأحدهما أمّا أنت فصدقت ثم التفت الى الآخر
فقال له طلقت نساؤك وعتقت عبيدك فتصدّق بجميع مالك قال لم يا أمير المؤمنين قال
انه
قد مات قال أرنيه
فلما رآه الطبيب تقدم اليه وجسه وأخذ ابرة ودخل بها بين لحمه وظفره فخرج الدم وتحرك
أصبعه فسر الرشيد لذلك سرورا عظيما فقال له الرشيد قد وليتك يا ابن عمى مصر فقام
لوقته دخل الى مصر فحكم بها أياما ثم مات قال الضراب وغيره وقبره أول قبر بيض
بجبانة مصر وهو معدود من الامراء وهى الطبقة السابعة ومعه فى التربة ولده ابراهيم
بن صالح بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب وأيضا بها قبر على ابن
ابراهيم وبها جماعة من ذريتهم قال ابن الجباس وكان بمقبرتهم ما يزيد على عشرة
ألواح رخام ولم يبق فيها الا رخامة فى أصل البناء مكتوب فيها يحيى المقرى مولى
أمير المؤمنين على بن أبى طالب كرم الله وجهه وهذا النسب مكتوب على أكثر قبور
الجبانة لانهم كانوا يفتخرون بذلك قال المؤلف وليس هذا التاريخ موجودا الآن وبجوار
هذا الحوش تربة لطيفة بها قبرا روى العابدة وبجوارها تربة بها قبر أحمد بن محمد بن
يحيى الواثقى وابنته أم محمد لا تعرف لهم وفاة ثم نرجع الى مقبرة الحضارمة وهى
مقبرة مباركة قديمة معروفة باجابة الدعاء ذكرهم القضاعى فى تاريخه وأسماء مدافنهم
بحضرموت قال المؤلف عفا الله عنه وقد اشترطنا فى كتابنا انا اذا ذكرنا مقبرة من
هذه المقابر نذكر جميع من فيها ونذكر أولها وآخرها لان القضاعى ذكر مدافن كثيرة
وقد دثر أكثرها وقبورا أكثرها لا تعرف وقببا ومساجد ولا بد من تعيين بعضها فى هذا
الكتاب
فمن مدافنه التى
ذكرها فى تاريخه الحضارمة ومدافن بنى عبسون قال المولف وهم الطباطبيون ومقبرة
الجارودى ومقبرة الصدفيين ومقبرة المادرانيين ومقبرة الخولانيين ومقبرة القضاعيين
ومقبرة بنى طعمة ومدافن الفقاعى ومقبرة العامريين ومقبرة المعافريين ومقيرة
التجيبيين ومقبرة بنى كندة ومقبرة الكلاعيين ومقبرة الغافقيين وسيأتى الكلام على
كل مقبرة فى موضعها والبيان على ذلك فى كل شقة عندها وبالله التوفيق
ذكر مقبرة
الحضارمة وأولها كما تقدّم الكلام الخير بن نعيم وانتهاؤها عبد الله بن جذام
الحضرمى وقال ابن الجباس آخرها الخير بن نعيم وأوّلها عبد الله بن جذام الحضرمى
ذكره ابن الجباس فى طبقة القضاة وقال انه أخذ القضاء عن عياض بن عبد الله الأزدى
ولم يزل على القضاء حتى صرف عنه سنة ثمان وتسعين وهو الثالث عشر من القضاة الأربعين
ورد بن مجيرة الى القضاء ثم صرف ورد عياض بن عبد الله فلم يزل قاضيا حتى صرف سنة
مائة ثم ولى عبد الله بن جذام الحضرمى وهو القاضى الرابع عشر وحكم سنين وكان شديدا
فى أحكامه فذكر ذلك أهل مصر وشكوا أمرهم فصرف عنهم فقال الحمد لله الذى خلصنى
وحمانى وكان اذا
تكلم فى الحكم قال اللهم غفرانك قد حكمت ولا أعلم هل وافقت أم لا ثم ولى يحيى
الحضرمى وهو يحيى بن ميمون الحضرمى روى عن ابن لهيعة وعمر بن الحارث ولم يزل قاضيا
حتى صرف سنة أربع عشرة ومائة قال الضرّاب ولم يكن محمودا فى ولايته وقيل انه كان
بين يدى القاضى يقبل الهدية ثم ولى القضاء بعده زيد بن عبد الله بن جذام الحضرمى
وهو الخامس عشر أقام على القضاء سنين ثم مات فى سنة خمس عشرة ومائة وكان محمود
المذهب كثير التواضع يركب دابة ويمشى وحده ويتصدّق بقوته ويبيت طاويا ويطحن فى
الليل بيده وأقام مدّة تزيد عن خمس عشرة سنة يصلى الصبح بوضوء العشاء وقيل له إن
أمير المؤمنين قد بعث إليك بخمسمائة دينار فغلق بابه وبعث يقول للامير انى أخيرك
إما أن تأخذها وتنفقها على ضعفائك وإما أن أعزل نفسى من القضاء فتصدّق بها ولم
يقبل منها شيأ وكان اذا جاء اليه معسر تفرس له ويقول لخصمه وما يدريك أنه معسر
فيقول هو كما تقول وقد أنظرته وكان كثير التواضع وناظر رجلا من القدرية فلم يزل
يغلظ عليه فى القول وهو يلين له وكلما سفه الرجل عليه زاده حلما الى أن ترك القدرى
ما كان عليه وتاب الى الله تعالى على يديه ثم ولى القضاء. ثوبة بن نمر الحضرمى وهو السادس عشر ولما ولى القضاء دعا زوجته ثم قال
لها كيف علمت صحبتى لك قالت جزاك الله خيرا فقال لها وقد علمت ما بلينا به من أمر
الناس فاياك أن تعترضينى فى خصم أو تذكرينى به أو تمنعينى من القضاء فانك ان فعلت
ذلك طلقتك فكانت لا تكلمه إلا فيما لا بدّ لها منه حتى إنها كانت تحتاج الى الماء
فلا تذكره له خوفا أن تدخل عليه فى يمينه واستعفى فقال له المتولى اشر علينا بمن
نوليه بعدك فقال لا يصلح إلا الخير بن نعيم فانه لم يشتهر عنه إلا خير ثم ولى عون
بن سليمان الحضرمى فلم يزل قاضيا بها حتى خرج مع صالح بن على فى سنة أربع وأربعين
ومائة ثم ولى عبد الرحمن بن سالم الخبشانى ولم يزل قاضيا بها حتى استغاث منه الناس
وطلبوا الخير بن نعيم فولى واشتهر له بعد ذلك مناقب عظيمة ثم صرف وولى أبو خزيمة
الرعينى بن ابراهيم بن زيد وكان سبب ولايته أن أميرا قدم الى مصر فأجمعوا له على
ثلاثة حيوة بن شريح وأبو خزيمة وعبد الله بن عباس فأحضرهم وكان الى جانبه رجل يشير
الى كل أحد منهم فنظر الى حيوة فوقع فى نفسه أنه يشير اليه فقال حيوة أيها الأمير
أدننى منك ففعل فقال أيها الأمير والله لو قطعتنى إربا إربا ما وليت القضاء فقال
انى مستشيرك قال عليك بالكوسج فولى أبا خزيمة القضاء وولى عبد الله بن عباس القصص
__________________
وكان حيوة بن شريح
حاضرا فاستأذن الأمير فى الانصراف فقال له انصرف فى حفظ الله وكان أبو خزيمة اذا
غسل ثيابه أو اغتسل يشتغل حسب ذلك ويقول انما أنا عامل للمسلمين فاذا اشتغلت فى
غير عملهم فلا يحل لى أن آخذ شيأ وكان له فى كل شهر دينار وسئل بثمانين دينارا
فأبى وقال ليس لى حاجة إلا بهذا وحكى انه كان يصنع فى كل يوم رسنين فينفق ثمن
أحدهما على نفسه وعائلته ويرسل ثمن الآخر الى اخوانه بالاسكندرية فتعوّق مرة ولم
يرسل اليهم شيأ فأرسلوا اليه يقولون (إِنَّا لِلَّهِ
وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) ألهتك الدنيا حتى قطعت ما بينك وبين الله تعالى وقيل انه
استخلف عبد الله بن هلال الحضرمى وكان عبد الله بن هلال يجلس للناس فى المسجد
الأبيض صاحب المنارة التى تلى الصخرة يعرف بمسجد مسلمة بن مخلد وقدم عون بن سليمان
فأقرة نائبا له فحكم بين الناس حتى مات عبد الله بن هلال فقال بعضهم انه فى مقبرة
الحضارمة وقال ابن الجباس إن قبره عند قبر الرفا قبلى الأدفوى قال المؤلف وسيأتى
الكلام عليه عند ذكر النقعة. ثم ولى عبد الله ابن لهيعة الحضرمى قيل انه بمقبرتهم
وقيل انه بسفح المقطم وقيل انه فى النقعة الكبرى هو وأخوه عباس بن لهيعة وسيأتى
الكلام عليه ان شاء الله تعالى ثم ولى يونس بن عطية الحضرمى كانت له حلقة فى العلم
ثم استناب رجلا من تجيب فبلغه عنه أنه قام لرجل فى المجلس فعزله وقال ليس على هذا
مضى السلف وكان كثير تلاوة القرآن قال يونس ابن عطية لأصحابه إياكم والشح فانه
أهلك من كان قبلكم وكان يقول لا يأمر بالبخل إلا ذو القطيعة والفجور وحكى أنه سمع
ممن حضر خطبة الزبير بن العوّام بالبصرة فقال أيها الناس ان النبى صلىاللهعليهوسلم نظر الىّ وقال يا زبير انفق ولا توكى يوكى عليك ووسع يوسع
عليك ولا بضيق يضيق عليك واعلم يا زبير ان الله يحب الانفاق ولا يحب الأقتار ويحب
السماحة وهى ثمرة الشجاعة توفى رضى الله عنه سنة ست وثمانين واختلف أهل التاريخ فيمن ولى بعده فمنهم من قال ولى ابن
أخيه ومنهم من قال بل ولى بعده ولده والله أعلم ثم ولى لهيعة بن عيسى بن لهيعة
الحضرمى فلم يزل قاضيا حتى قدم المطلب بن عبد الله بن مالك فوجده قد اشترى حزمة
بقل من السوق فقال لا يصلح أن يكون هذا قاضيا فعزله فى أول سنة ثمان وتسعين ومائة
وولى المطلب بن فضل بن غانم وقيل الفضيل فأقام سنة أو نحوها ثم سجن رجلا من الجند
عليه دين لأهله فبعث اليه الامير يقول له أطلقه فقال لا فعزله ثم أعاد عيسى بن لهيعة فلم يزل قاضيا حتى مات فى سنة أربع وثمانين
__________________
ومائة ثم ولى
عرفطة بن نعيم الحضرمى وعون بن سليمان الحضرمى ويحيى بن ميمون الحضرمى قديم الوفاة
بمصر معدود من التابعين من أجلاء العلماء روى عن سهل بن سعد الساعدى ومعهم فى
التربة أبو بكر بن عبد الله بن عبيد الحضرمى قال صاحب المصباح انه من ذرية العلاء
بن الحضرمى صاحب النبى صلىاللهعليهوسلم وفى كتاب عيون الحكايات أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعث جيشا فى البحرين فيهم العلاء بن الحضرمى فجاء والبحر
بينهم وبين عدوّهم فصلى ركعتين ودعا فجازوا والغبار يصعد من حوافر خيلهم وهى مقبرة
مباركة معروفة باجابة الدعاء ومعهم فى المقبرة جماعة من الاشراف وشرقى هذه المقبرة
كوم فيه قبر الشيخ أبى الحسن على الجزرى
ومن به من نسل
طباطبا وأخيه ومن بهذه التربة من غيرهم وتربة سهل ومن بها فبهذا المشهد قبر مكتوب
عليه ابراهيم طباطبا بن اسماعيل الديباج بن ابراهيم الغمر بن الحسن المثنى بن
الحسن السبط بن على بن أبى طالب رضى الله عنهم ولا خلاف عند علماء النسب فى صحة
هذا النسب الا ان طباطبا لم يمت بمصر ولا تعرف له بها وفاة وسمى طباطبا لرتة كانت
فى لسانه قال أبو بكر الخطيب لما قدم بغداد فى خلافة الرشيد سمع به فبعث اليه فظن
أن أحدا قد وشى به فدخل على الرشيد فقام الرشيد وأجلسه الى جانبه وقال له ما جاء
بك يا أبا اسحق فقال ظلمنى صاحب الطبا يعنى صاحب القبا فكان يقلب القاف طاء وللسيد
ابراهيم طباطبا من الاولاد لصلبه القاسم الرسى والرس قرية من قرى المدينة سكن بها
فنسب اليها ولما دخل الى مصر جلس بالجامع العتيق واجتمع عليه الناس لسماع الحديث
وجمعوا له المال فأبى أن يقبله فازداد أهل مصر فيه محبة وكانت له دعوة مجابة قال
العبيدلى النسابة انه كان أبيض مقرون الحاجبين كثير الخشوع لا يتكلم الا بالقرآن
والحديث قال حدّثنى أبى عن جدّى عن أبيه عن الحسن المثنى عن أبيه الحسن السبط عن
على بن أبى طالب رضى الله عنه أنه قال من أراد البقاء ولا بقاء فليلتحف الرداء
وليباكر الغداء وفى رواية ولا يكاثر الغداء وليقل من مجامعة النساء خير نسائكم
الطيبة الرائحة وكان القاسم أكثر أهل زمانه علما وحديثا وقيل إنه عاد الى الحجاز
ومات بالرس سنة عشرين ومائتين وقيل إنه معهم فى التربة ومن أولاد طباطبا لصلبه
الحسن الأكبر والحسن الأصغر وعبد الله وأحمد وبغا الكبير وبغا الصغير والأزرق الكبير والأزرق الصغير فمن
أولاد الحسن الكبير بهذه التربة على بن الحسن بن طباطبا كانت له
__________________
مكانة قيل إنه بلغ
ماله بعد موته ثلاثة قناطير من الذهب ونصف وسبعة قناطير فضة ومائة عبد ومائة أمة
وكان قد أوصى بنصف ماله صدقة وتوفى رضى الله عنه فى سنة خمس وخمسين ومائتين وبهذا
المشهد الامام أحمد بن على بن الحسن بن طباطبا كان جليل القدر وله مكانة مذكور فى
طبقة الشعراء وله كلام رائق قيل إنه تصدّق بمال أبيه كله حتى كان لا يجد ما ينفق
فكان يأكل فى اليوم والليلة مرة واحدة فلما بلغ ذلك ابن طولون وقع له بقرية من قرى
مصر وكان يشفع عنده ويمشى فى قضاء حوائج الناس فيقضيها قال ابن زولاق لم ير فيمن
نزل مصر من الأشراف أكثر شفقة ورأفة وسعيا فى قضاء حوائج الناس من أحمد بن على بن
الحسن بن طباطبا قال ولده عبد الله شفع أبى عند صاحب مصر شفاعة فى قوم كان قد طلب
منهم مالا فأبى أن يقبل شفاعته فلما كان الليل رأى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأمره أن يقبل شفاعته وبهذا المشهد الامام عبد الله بن
أحمد بن على بن الحسن قال ابن النحوى فى كتاب الرد على أولى الرفض والمكر فيمن كنى
بأبى بكر كان عبد الله بن طباطبا شريفا عفيفا فصيحا جميلا وكان له رباع وضياع
ونعمة ودائرة متسعة وكان كثير الافتقاد للفقراء والأرامل والمنقطعين وحكى ابن
زولاق قال حدثنى عبد الله بن أحمد بن طباطبا قال رأيت فى المنام كأن طاقة فى
السماء فصعدت اليها ومشيت فيها فرأيت سريرا عليه امرأة فعلمت أنها خديجة فسلمت
عليها فقالت من تكون فقلت عبد الله بن أحمد بن طباطبا فصاحت يا فاطمة قد جاءك من
أولادك ولد فخرجت من بيت على يسار خديجة فقمت اليها فقالت مرحبا بالولد الصالح ثم
أقبل اثنان أعلم أنهما الحسن والحسين فقبلت يد الواحد فقال عمك وأشار بيده الحسن
ثم خرج رجل عليه سكينة ووقار فقال أحدهما هذا جدّك على بن أبى طالب ثم رأيت رجلا
أقبل جليلا جميلا فانكببت على رجليه أقبلهما فمنعنى وقال لا تفعل هذا يا أحمد مرحبا بالولد الصالح وجلسوا يتحدّثون فما أنسيت طيب حديثهم
الى الآن فقال لى رسول الله صلىاللهعليهوسلم قم فأخذ بيدى وأنزلنى من الطاق ويدى فى يده وهو يقول لى
بلغت الارض فأقول لا الى أن بلغ ابهام رجلى الارض فلما وصلت رجلى للارض انتبهت
كالمصروع لا أعقل شيأ فجاؤا لى بالمعبرين وعلقوا على التعاويذ فبلغ الحديث الى أبى
عبد الله الزيدى فجاءنى وسألنى عن قصتى فحدّثته فقال ليتنى كنت معكم قال ابن
النحوى فى كتاب الردّ على أولى الرفض والمكر فيمن كنى بأبى بكر وكان فى دهليز داره
رجلان
__________________
يكسران اللوز
والفستق لعمل الحلوى للفقراء ولما جاء المعز فى المرّة الاولى خرج اليه هو وكافور
فعاد المعز ولم يدخل مصر وذكر ابن النحوى فى هذا الكتاب انه كان يرسل الى كافور فى
كل يوم رغيفين وجامتين من الحلوى قال بعض المصريين لكافور ان هذا ينزل من قدرك
فقال له يا شريف لا ترسل الىّ شيأ بعد هذا اليوم فتركه فوجد كافور فى نفسه شيأ
فقال له كافور ارسل الىّ ما كنت ترسله فقال انى ما كنت أرسل اليك ما أرسل استحقارا
بك وانما لى والدة صالحة تعجن بيدها وتقرأ عليه القرآن قال صدقت فكان كافور لا
يأكل بعد ذلك إلا منه قال العبيدلى النسابة فى كتابه المذكور وفى سنة نيف
وأربعمائة نام رجل فرأى النبى صلىاللهعليهوسلم فى النوم فقال له يا رسول الله انى مشتاق الى زيارتك وليس
لى ما يوصلنى اليك فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم زر عبد الله بن أحمد بن طباطبا تكن كمن زارنى ومات عبد
الله بن أحمد بمصر سنة ثمان وأربعين وثلثمائة ومعه فى القبة أبو القاسم يحيى بن
على بن محمد بن جعفر بن الحسن بن الحسين بن على بن أبى طالب رضى الله عنهم وهذا
النسب صحيح ذكره أبو جعفر شيخ النسابة وكان أبو القاسم يحيى هذا من كبار العلويين
انتهت اليه الرئاسة فى زمنه ومعه فى القبة أيضا والده أحمد أى والد عبد الله ورأسه
تحت رجليه كان عظيما جليل القدر يسأله السائل فيعطيه أثوابه قال أبو جعفر وكان
أحمد بن على شاعرا فصيحا وهو قائل هذين البيتين
لقد غرّت الدنيا
أناسا فأصبحوا
|
|
سكارى بلا عقل
وما شربوا خمرا
|
لقد خدعتهم من
زخارفها بما
|
|
غدوا منه فى كرب
وقد كابدوا ضرا
|
وله شعر كثير فى
التشابيه وغيرها وله دواوين مشهورة وجاءه رجل فطلب منه مالا فقال لم يكن عندى شئ
ولكن خذنى فبعنى فأخذه وأتى به الوزير المادرائى ليشتريه فقال الوزير وأين أجد
مالا يكون ثمنك ثم أمر للرجل بألف دينار وكان أحمد بن على يقول أشدّ الخجلة خجلة
السؤال وأشدّ الندم الندم على المعاصى وبهذا المشهد عند باب القبة السيدة خديجة
ابنة محمد بن اسماعيل بن القاسم الرسى بن ابراهيم طباطبا وكانت خديجة هذه زاهدة
عابدة كثيرة الزهد صلى عليها عبد الله هذا وهو بعلها وكان يقول عنها كانت تسابقنى
الى الصلاة بالليل وما رأيتها ضحكت قط وتوفيت سنة عشرين وثلثمائة وهى مدفونة معه
فى القبة تحت رجليه هكذا قال ابن الجباس حكى عنها بعلها حكاية عجيبة مذكورة فى
كتاب فضائل الاشراف قالت جئت مع بعلى عبد الله الى دار له على جانب النيل وكان
فيها أثاث وقماش
فوجدت رجلا فتح الباب وضم جميع ما كان فى البيت وجعله على رأسه وكنت فى الدار
فأردت أن أتكلم فأشار الىّ بالسكوت فجعل يزاحمنا فى السلالم والسيد يلقى عنه
الحائط حتى لا تصيبه فلما نزل قلت له هذا متاعنا فلم ندعه يأخذه وينصرف فقال وما
يدريك أن يكون ذلك سببا لتوبته فما كان الا عن قليل حتى جاءه رجل ومعه عبيد وحشم
فقال له يا سيدى أريد أن أخلو بك فجاء معه فقال له هل تذكر الرجل الذى كنت تلقى
عنه الحائط بيدك قال نعم قال يا سيدى أنا هو ولقد بورك لى فى متاعك حتى ان جميع ما
تراه منه ومعى آلاف وقد جئت اليك بهذه الألف درهم وعبدين وجاريتين فتبسم وقال له
منذ رأيتك دعوت لك بالبركة فو الله لا أقبل منك شيئا ثم جاء الىّ فأخبرنى بذلك وفى
هذا المشهد عند الحائط الغربى قبر أبى الحسن على بن الحسن بن على بن محمد ابن أحمد
بن على بن الحسن بن طباطبا عرف بصاحب الحورية كان فى أول عمره ينام الليل فنام
ليلة فرأى الجنة وما فيها من الحور فأعجبته حوراء فقال لها أنت لمن قالت لمن يؤدى
ثمنى فقال لها وما ثمنك قالت قيام الليل فقال والله لا نمت بعدها فكان يقوم الليل
بعد ذلك فرآها مرة أخرى وهى تقول له اياك والنوم لئلا ينفسخ العقد فكان لا ينام فى
الليل هكذا قال صاحب المصباح وحكى ابن عثمان أنه رأى فى المنام كأن جارية نزلت من
السماء أضاءت الدنيا لنور وجهها فقال لها لمن أنت قالت لمن يعطى ثمنى فقال لها وما
ثمنك قالت له مائة ختمة فقرأها ولما فرغ منها رآها فى المنام فقال لها قد فعلت ما
أمرتنى به فقالت له يا شريف أنت ليلة غد عندنا فأصبح الشريف وجهز نفسه ودعا الناس
الى جنازته وأعلمهم بموته فمات من يومه ذلك قال ابن عثمان والى جانب قبره قبر فرج
غلامهم كان قد توفى قبلهم وكانوا اذا اشتدّ عليهم أمر قالوا اللهم بحرمة فرج فرّج
عنا فيفرج الله عنهم ببركته رضى الله عنه وبهذا المشهد قبر أبى محمد الحسن بن على
بن محمد بن أحمد بن على ابن الحسن بن طباطبا مات سنة أربع وخمسين وثلثمائة وكان من
الزهاد قال رضى الله عنه رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقلت يا رسول الله من أقرب اليك من أهلك قال من ترك الدنيا
وراء ظهره وجعل الآخرة نصب عينيه ولقينى وكتابه مطهر من الذنوب ومعه فى القبر
والدته وابنه ومعهما فى التربة نفيسة ابنة على بن الحسن بن طباطبا وكلهم عليهم
ألواح رخام تشهد بأنسابهم ووفاتهم وبهذا المشهد يس بن الحسن وليس بهذا المشهد من
عليه عمود غيره وبهذا المشهد سليمان بن على بن عبد الله المبتلى مات سنة ست وسبعين
وستمائة وهو من خدام المشهد ومن خدامه أيضا محمد بن حاتم المقيم به وكان لسانه لا
يغفل
عن تلاوة القرآن
وتوفى رحمة الله عليه سنة ثمانين وستمائة ودفن بهذا المشهد ومن داخل القبة قبر
الشريف طباطبا الاصغر وهو أخو عبد الله بن أحمد توفى قبله فى جمادى الأولى سنة
أربع وثلاثين وثلثمائة وقبره معروف تحت رجلى عبد الله أخيه وبالمشهد قبر السيدة
آمنة ابنة الحسن بن محمد بن أحمد بن على بن الحسن بن ابراهيم طباطبا وهى والدة على
الازرق ومعهم فى التربة قبر الحسين بن محمد بن محمد بن أحمد بن على بن الحسين بن
ابراهيم طباطبا وقد دفن هو ووالده فى قبر واحد وبه قبر نفيسة ابنة على الازرق وهو
الازرق الاصغر وبهذا المشهد قبر أبى أحمد محمد بن عبد الله بن جعفر وبه قبور لا
تعرف وقد تغيرت معالم هذا المشهد والادب زيارته بالادب وحسن النية فانه مكان مبارك
وقد جمع فيه من آل النبى صلىاللهعليهوسلم جمع كثير وجمع فيه أيضا جماعة من أهل العلم والصلاح فمنهم
سهل بن أحمد البرمكى المتوز للدولة الطولونية وكان مشهورا بالخير كثير البر
للفقراء محبا لآل رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقد أنشأ التربة المنسوبة اليه بجوار مشهد الاشراف رغبة
فيهم ولما حضرته الوفاة عاهد أهل بيته أن لا يبكوا عليه وأمر أن يدفن بالتربة
المذكورة وأنشد
اذا ما بكى
الباكون حولى تحرقا
|
|
وقالوا جميعا
مات سهل بن أحمد
|
فقلت لهم لا
تندبونى لأننى
|
|
مع الفتية
الاطهار آل محمد
|
ولما مات دفن بهذا
المشهد بتربته المذكورة ودفن الى جانبه خلف الكتانى معدود من أرباب الاسباب ذكر
عنه انه كان يتصامم عن سماع اللفظ القبيح قيل ان امرأة جاءت تشترى منه كتانا فخرج
منها صوت ريح فاستحيت المرأة منه فلما كلمته قال لها ارفعى صوتك فان بى صمما لا
أسمع شيئا وكان ذلك أدبا منه وحلما وتوفى سنة سبع وخمسين وثلثمائة ومعهم فى التربة
قبر الشيخ الامام الحسن بن زولاق الليثى صاحب التاريخ ومعهم فى التربة أيضا قبر
القاضى أبى الطاهر محمد بن أحمد بن نصر الذهلى قال ابن الجباس ولى أبو الطاهر
القضاء يوم السبت لثلاث خلون من ربيع الأول سنة ثمان وأربعين وثلثمائة وكان اماما
عالما زاهدا تحمل اليه الأموال فلا يقبلها وكان شديدا فى الله كثير السلام وقيل إنه ناظر رسولا قدم الى مصر من قبل الفاطميين ولما
قدم المعز الى مصر قيل للقاضى أخرج اليه قال ليس لى به حاجة وكان دخول المعز سنة
اثنتين وستين وثلثمائة وكان جوهر القائد قد أقره على ما هو عليه ولما دخل المعز
الى القاهرة سأل عن
__________________
القاضى فجىء به
اليه فلما نظر اليه رأى عليه أثوابا رثة فقال له أنت القاضى قال نعم فقال المعز
يعطى ألف دينار يصلح بها شأنه فقال ليس لى بها حاجة فغضب المعز وقال يرد على فقال
ليس لى بها حاجة وعندى قوت ثلاثة أيام فقال رجل من أهل الشرطة إنه يدعى الورع بين
يديك فقال القاضى للمعز ما يقول هذا وكان المعز حليما فقال يشكرك أيها القاضى فقال
القاضى اللهم ان كان قال ما فى فاغفر له وان كان قال غير ذلك فاسلبه عقله قال فجن
من وقته قال فتعجب المعز من ذلك وكان يزوره بعد ذلك مستخفيا وقال أبو جعفر بن نصر
كنت عند المعز فذكر عنده القاضى أبو الطاهر فقالوا انه لا مال له فبعث المعز الى
داره فلم يجدوا فيها غير ثلاثة دراهم فقال المعز لقوم قدموا من الغرب هكذا الزهد
ولما بلغ المعز موت القاضى تأسف على موته وكانت وفاته سنة تسع وستين وثلثمائة
واستعفى من القضاء ثلاث سنين ودفن الى جانب سهل بن أحمد فى تربتهم وتربة سهل بن
أحمد تحت العقود وتدخل اليها الآن من باب مشهد ابن طباطبا ثم تخرج من باب المشهد
المذكور وتستقبل القبلة تجد على يسارك ساحة يصعد منها نور قال ابن عثمان كان فيما
بين الجوسقين قبر بأربعة أعمدة وأربعة ألواح رخام على هيئة الصندوق مكتوب عليه هذا
قبر يحيى ابن بكير صاحب الامام مالك بن انس قال المؤلف دثر القبر وليس له الآن أثر
ولا علامة بل يزار بالنية وحسن الاعتقاد ويجاوره تحت حائط الجوسق قبر قال صاحب
المصباح هو قبر محمد بن سعيد المعروف بنظر الجنان وهناك أيضا قبر قال صاحب المصباح
انه قبر مكتوب عليه عبد الله بن على صاحب ذى النون المصرى ثم تأتى الى الصيرة وفى
قبورها اختلاف كثير بل كان شيخنا الادمى يقف فيها على قبر ويقول هذا قبر أم كلثوم
المغربية ثم يرجع الى مشهد الطباطبى المقدّم ذكره قال صاحب المصباح كان حول هذا
المشهد ألواح كثيرة كلهم أشراف من نسل طباطبا وهذا انتهاء أول الشقق فانا قد
اشترطنا فى صدر هذا الكتاب أن نجعل كل جهة أصلا وكل أصل يشتمل على عشرة فروع ولكل
فرع حدّ محدود وهذا الفرع الاول من العشرة وأما الفرع الثانى فنبدأ به من تربة أبى
الحسن الصايغ ثم الى تربة أولاد الشيخ يونس ثم الى تربة الصوفية ثم انتهاؤه الى
جوسق المادراى
قال المؤلف وهذه
التربة بظاهر باب القرافة وهى تربة لطيفة ظاهرها مبيض بها قبر الرجل الصالح أبى
الحسن على المعروف بصاحب الخاتم وكان بعض الزوّار يقف عليه ويقول هو صايغ رسول
الله صلىاللهعليهوسلم وليس بصحيح بل صايغ رسول الله صلىاللهعليهوسلم رجل بيثرب أرسل اليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم فضة
يصيغها خاتما وقال
انقش عليه لا اله الا الله فنقش عليه لا اله الا الله محمد رسول الله فلما جىء به
الى النبى صلىاللهعليهوسلم قال ما الذى صنعت قال صنعت ما أمرتنى به يا رسول الله قال
ما أمرتك الا أن تنقش عليه لا اله الا الله فأوحى الله سبحانه وتعالى اليه يا محمد
أنت أحببت اسمنا فكتبته ونحن أحببنا اسمك فكتبناه وبالنقعة قبر صايغ غير هذا سيأتى
الكلام عليه عند بيان قبره ان شاء الله تعالى ثم تمشى مستقبل القبلة بخطوات جيدة
تجد على يمين السالك تربة لطيفة بها جماعة من أولاد الشيخ يونس وهذه التربة مجاورة
لتربة الصوفية من الشرق ثم تأتى الى تربة الصوفية المقابلة لتربة الامام أشهب بها
جماعة من مشايخ الصوفية منهم الشيخ أبو الحسن على والشيخ شرف الدين حسين والشيخ
عبد المجيد والشيخ افتخار الدين جابر العجمى والشيخ حسن التسترى والشيخ زين الدين
أحمد بن الشيخ افتخار الدين والشيخ محمد القرشى والشيخ عبد الله التلمسانى وتحت
جدار تربة الصوفية يحيى التلا وقد تقدّم ذكره ومن غربيها تحت جدار تربة الامام
أشهب قبر الشيخ أبى الحسن على التمار المعروف بزيارة الامام الحسين حكى عنه أنه
كان ملازما لزيارة مشهد الامام الحسين وكان كلما دخل الى المشهد المذكور يقول
السلام عليك يا سبط رسول الله فكان كلما سلم سمع الجواب فلما كان فى بعض الايام
دخل وسلم فلم يسمع جوابا على عادته فتألم لذلك وضاق صدره فلما كان الليل رأى فى
منامه الامام الحسين بن على رضى الله عنهما فقال يا سيدى انى كلما دخلت عليك وسلمت
عليك سمعت الجواب وقد منعت اليوم من ذلك فقال يا أبا الحسن انك لما جئتنى كنت
مشغولا عنك بجدى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثم تمشى مستقبل القبلة الى وسط النقعة تجد قبرا كان له سور
من الكدان ولم يبق من آثاره من الجهة البحرية إلا قطعة وقد صارت الآن ممهدة لا
يعرف بها قبر من قبر وهذا القبر المشار اليه هو قبر أعلاهم الشامى حكى عنه أنه صحب
أربعمائة ولى فقال اللهم أرنى أعلاهم فرأى فى منامه كأن قائلا يقول له أنت أعلاهم
وكان يدعى بذلك وقبره معروف باجابة الدعاء وتوفى الى رحمة الله تعالى سنة أربعين
وثلثمائة وقريب منه من الجهة الشرقية قبران دائران الى جانب بعضهما القبر الأوّل هو
قبر أبى الحسن على بن أبى يعقوب البويطى صاحب الامام الشافعى رضى الله عنه وهو ممن
أوصاه الامام الشافعى عند موته وأخبره بامور تحدث فى المستقبل مات شهيدا ودفن
ببغداد وذلك أنه لما احتضر الامام الشافعى رضى الله عنه نظر لأصحابه فقال للبويطى
أنت تموت فى المحنة وقال للمزنى انك لو ناظرت الشيطان قطعته وقال للربيع بن سليمان
أنت أنفعهم لى بعدى
وقال لابن عبد
الحكم أنت ترجع الى مذهب أبيك ثم قال للربيع ناد فى الحلقة للبويطى فلما سمع ابن
عبد الحكم ذلك رجع الى مذهب أبيه وهو مذهب الامام مالك بن أنس ولما مات الامام
الشافعى حمل البويطى الى بغداد فى أيام المحنة فكان لا يقول بخلق القرآن قال أبو
بكر بن ثابت أرسل ابن أبى دواد الى البويطى بعض أصحابه وكان قد ضرب ضربا شديدا
وأعيد الى السجن مقيدا فقال له اذا كان الغد وطلبت الى المجلس فقل بخلق القرآن
ليسمع بذلك أهل مصر ولك أربعون جملا محملة تعود بها الى مصر فقال فى غد ان شاء
الله أتكلم فلما كان من الغد جلس الخليفة وابن أبى دواد الى جانبه وأحضر أبو يعقوب
البويطى فقال ابن أبى دواد يا أمير المؤمنين ان أبا يعقوب يقول بخلق القرآن فأمر
باكرامه فقال والله كذب على القاضى فكيف تولوا قاضيا كذابا فأعيد الى السجن مقيدا
فمات به رضى الله عنه ومن كلامه ليس الزاهد من لا يجد فيزهد انما الزاهد من يجد
فيزهد وكان أبو يعقوب البويطى من العلماء الاجلاء معدود فى طبقات الفقهاء دفن
ببغداد ودفن ولده بجبانة مصر وهو فى أحد القبرين المقدّم ذكرهما وأما القبر الثانى
فقال صاحب المصباح كان عليه رخامتان مكتوب فى احداهما مؤنسة ابنة الوليد والثانية
محمد بن الوليد وكانا قبرين وصارا قبرا واحدا كوما ترابا قال المؤلف عفا الله عنه
وهى حومة مباركة معروفة باجابة الدعاء وقد دثر أكثر قبورها ثم تمشى مشرقا بخطوات
يسيرة تجد على يسارك تربة لطيفة بها قبر على مصطبة مكتوب عليه السيد الشريف أبو
على الحسن بن حيدرة الحسنى ثم تمشى مغربا تجد تربة لطيفة وقد دثرت ولم يبق منها
إلا الحائط القبلى والقبر باق على حالته مبنى على هيئة مصطبة وهو قبر السيدة
الشريفة فاطمة ابنة السيد الشريف على الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد
الباقر بن على زين العابدين ابن الامام الحسين بن على بن أبى طالب رضى الله عنهم
أجمعين ذكرها ابن الجباس فى طبقاته وغيره من أرباب التاريخ وحكوا عنها حكاية مع
بشرى بن سعيد الجوهرى وذلك أنه أصاب الناس قحط عظيم وكان زوجها قد مات وخلف مخدعا
لا يعرف ما فيه فقالت يوما للخادم وقد ضاق صدرها لعدم النفقة ليت شعرى ما فى هذا
المخدع ففتحته فوجدت شيئا ملقى فى داخله فأخذته فاذا هو كيس فيه عقد قد علاه الصدا
فقالت للخادم امض به الى السوق لعلك أن تأتينا ولو بقوت اليوم فخرجت الخادم فطافت
به فلم يأخذه أحد منها ولم يدر أحد ما هو فمرت به على باب الصاغة فوجدت رجلا قائما
عليه آثار الخير فنظرت اليه فقال لها يا أمة الله ما لك فقصت عليه القصة فأخذ منها
العقد وغاب قليلا
وجاء اليها وقال
لها هل تبيعيه بمائتى دينار فسكتت الجارية وظنت أنه يهزأ بها فتركها وغاب قليلا ثم
أنى اليها وقال لها ما يزيد ثمنه على مائتى دينار وخمسين دينارا فقالت الجارية يا
سيدى أنا جارية امرأة شريفة أتهزأ بها ولها دعوة مجابة فقال لا والله ما أنا بهازئ
بها ولا أقول الا حقا فقالت الجارية اقبض المال وامض معى الى مولاتى فقبض المال
وجاء معها الى الدار فدخلت الجارية وأعلمت السيدة فاطمة بذلك فخرجت ووقفت وراء
الباب وقالت أحق ما تقول هذه الجارية قال نعم ثم صب المال فى طرف الجارية فقالت
الشريفة اجعل هذا المال نصفين لك النصف ولنا النصف فقال والله ما ينالنى منه شئ بل
ينالنى منك دعوة تكون فى عقبى الى يوم القيامة فقالت جعل الله من نسلك الصالحين
فاستجاب الله دعاءها وجعل من نسله الصالحين وكان من نسله أبو عبد الله الحسين وأبو
الفضل بن أبى عبد الله الحسين بن بشرى بن سعيد الجوهرى رضى الله عنهم وسيأتى
الكلام عليهم فى مواضعهم وفى شرقيها قبر يحيى المنبه للصلاة وهو قبر أربع قطع حجر
ومن وراء حائطها القبلى قبر الشيخ الفقيه الامام ابن شماسة المهرى معدود من
التابعين والمحدثين والفقهاء مذكور فى الثلاث طبقات وفى حومته قبر ابن ماهان
المعافرى قال صاحب المصباح كان معقودا بالطوب الآجر وقد دثر ثم تمشى مستقبل القبلة
بخطوات يسيرة تجد قبر السيد الشريف أبى القاسم الفريد المعروف بصاحب الخيار حكى
عنه أن انسانا ورث عن أبيه مالا فأذهبه ثم تداين دينا فدهب منه فلقيه صاحب الدين
وكتب ورقة اعتقاله ثم وقف الناس له فأنظره الى ثلاثة أيام فلما كان اليوم الثالث
قال فى نفسه من أين أعطى هذا الرجل ثم أتى الى القرافة وزار أكثر قبورها حتى انتهى
الى هذا القبر وكان عليه بناء بالطوب اللبن حاجز فزار الرجل وابتهل الى الله ثم
أخذ ، النوم فنام فرأى فى منامه كأن الشريف صاحب القبر ناوله خيارا وكان فى أيام
عدمه فاستيقظ فوجده فى حجره فتعجب من ذلك فبينما هو متعجب واذا بالامير ابن طولون
واقف على رأسه ثم قال له مررت من هنا مرارا عديدة ما رأيتك الا اليوم فنهض الرجل
قائما وقص عليه قصته ثم ناوله الخيار فأخرج له الامير ابن طولون مالا وقال له اقض
به دينك وكان الامير ابن طولون ملازما لزيارة الصالحين مشهورا بفعل الخير والى
جانب قبر صاحب الخيار قبر السيدتين الشريفتين العراقيتين حليلة وحورا قال صاحب
المصباح كان مكتوبا على رخامة أحدهما زوجة الفقيه الكتانى وذكرهما ابن الجباس فى
طبقة الاشراف والى جانب قبرهما من الجهة القبلية قبر حمدونة العابدة معدودة من
العابدات ذكرها ابن الجوزى فى صفوة الصفوة وحكى عنها أن رجلا
خرج فارّا من عمال
ابن طولون وكان قد اشتد به الامر فأتى الى قبر حمدونة وكان قد ودع أهله فزارها
ونام فأيقظه حس حوافر الخيل فنهض قائما فقال له انسان على جواد ما بك أيها الرجل
فقال هارب من عمال هذا الظالم فقال أى الظلمة قال ابن طولون قال وما شأنك فقص عليه
القصة فقال هل لك أن أشفع لك عند العمال قال نعم فأركبه خلفه وسار فلما وصل الى
رأس الميدان رأى الرجل العساكر قد ترجلت للذى هو راكب خلفه واذا هو ابن طولون
فارتعب الرجل لذلك وكان قد سلمه لبعض حجابه فلما دخل ابن طولون الى قصره أحضره بين
يديه فرآه قد تغير لونه فقال له لا تخف فانى ما جئت اليك الا وقد شفعت فيك المرأة
التى كنت عند قبرها وذلك انى رأيتها فى المنام وقالت أغث هذا الملهوف فو الله ان
يكن رضاك أن أقتل خصمك لأفعلن ذلك ثم أمر عماله أن يكتبوا له مسموحا وأعطاه
خمسمائة دينار قال صاحب المصباح كان على قبرها قبة لطيفة وقد دثرت الآن وتوفيت الى
رحمة الله تعالى سنة ست وثلاثين ومائتين قال الهروى حمدونة معدودة بأربعين عابدا
وقبرها الآن داثر لكن معروف باجابة الدعاء ثم تمشى مشرقا بخطوات تجد قبرين الى
جانب بعضهما وهما الآن كومان من تراب أحدهما بشرى بن سعيد الجوهرى المقدم ذكره
فيما اتفق له مع فاطمة صاحبة العقد ثم قال القضاعى ملك بشرى بن سعيد الجوهرى مائة
ألف دينار فتصدق بها وكانت الفقراء تأتيه فيقترض على ذمته ويعطيهم حتى صار عليه
ألف دينار وقيل أكثر فطالبه أرباب الدين فقالت زوجته لو اختفيت من الفقراء لكان
خيرا لك من القرض فقالت ابنة له صغيرة يا أبت اقترض ومالك الدنيا والآخرة يؤدى عنك
فخرج يوما الى صلاة الجمعة فطرق الباب طارق فقال ابن له من بالباب فقال افتح فلما
فتح الباب رمى له داخل الباب صرة وقال له قل لأبيك يقترض ولا يخف قال فلما رجع من
الصلاة أخبره أهل بيته بذلك فأخذ المال وأدى دينه وتأخر معه نيف وخمسون دينارا
وأما القبر الثانى فهو قبر أبى الحسن على بن كبيش المقرى معدود من القراء والى
جانب قبر بشرى بن سعيد الجوهرى قبر أبيه سعيد قال ابن الجباس هو معدود من علماء
مصر قال أبو عبد الله الحسين بن بشرى بن سعيد الجوهرى كان جدى فقيها محدثا مجتهدا
عاش من العمر نحو من مائة وثلاثين سنة ولقد أخبرنى قال لقيت يحيى بن خالد فقلت له
أنت صاحب الرشيد ووزيره قال نعم قلت حدثنى عما رأيت منه قال دخلت عليه يوما فوجدته
متكئا ينظر فى ورقة فيها كتابة بالذهب ينظر فيها ويعجب فلما رآنى تبسم قلت فائدة
يا أمير المؤمنين أصلحك الله قال نعم وجدت هذين البيتين فى بعض خزائن بنى أمية
وقد افضيت اليها
فقلت ما هى فانشدنى
اذا سد باب عنك
من دون حاجة
|
|
فدعه لاخرى
ينفتح عنك بابها
|
فان قراب البطن
يكفيك ملؤها
|
|
ويكفيك من شر
الامور اجتنابها
|
قال فعجبت منه
فقال سعيد الجوهرى شريت مسألة بجوهرة ورأيتها رخيصة وحضر فى حلقة فذكر رجل يحيى بن
أكثم فقال له سعيد انى لأعلم له حسنة يغفر الله له بها قال وما هى فقال تمادى
المأمون على تحليل نكاح المتعة فبلغ ذلك يحيى بن أكثم فدخل عليه فوجده مغضبا فلم يزل
به حتى سكن غضبه ثم قال له يا أمير المؤمنين من أين لك تحليل نكاح المتعة فجعل
المأمون يستدل فقال له يحيى ليس كما قلت ان الله تعالى قال (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ
هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ
وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ
إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ
مَلُومِينَ) فقال وما بعد ذلك يا أمير المؤمنين قال فأولئك هم العادون
قال افترضى يا أمير المؤمنين ان تكون من العادين فبكى المأمون وأمر بالكف عن ذلك
قال بشرى حدثنى أبى سعيد الجوهرى فقال يا بنى ما من أهل بيت الا ولملك الموت فيهم
نظرة كل يوم وليلة فمن وجده قد انقضى أجله قبض روحه ثم ذكر الحديث الى آخره وكان
عابدا زاهدا ورعا محدثا توفى سنة ثمانين ومائتين وقبره عند قبر ولده بشرى وهو الآن
داثر وعند الانصراف عنه تجد قبر خيثمة أمير مصر مات فى سجن أحمد بن طولون فى قصة
طويلة والآن داثر وفى قبليه قبر فى تربة صغيرة وعند رأسه رخامة مكتوب عليها على بن
عمار بن طالب الصفار ذكره الموفق بن عثمان فى كتابه حكى المسكى وابن بصيلة أن رجلا
جنديا جلس عنده وهو يعمل على عادته فى النحاس وكان بيده طبق فرآه الجندى لا يفتر
عن ذكر الله فاستحسن ذلك منه فلما فرغ زاده على أجرته دينارا فقال والله لا آخذ
الا أجرتى فأقسم عليه فقال يا أخى خذ ذهبك فان لله عبادا لو أقسم أحدهم على الله
تعالى أن يجعل هذا النحاس ذهبا لجعله ذهبا فاذا هو ذهب باذن الله تعالى ثم قال عد
كما كنت فانما هو مثل فلم يكن بعد ذلك الا أيام قلائل وتوفى الى رحمة الله تعالى
وكانت وفاته سنة سبع وثلاثين وأربعمائة وقبره مبنى بالطوب الآجر معقود خشخاشة ثم
تمشى مستقبل القبلة الى تربة وردان وهى تربة مشهورة بها جماعة من التابعين
والفقهاء والشهداء فأما من بها من التابعين فموسى ابن وردان كان عالما بفضل مصر
روى عن عمرو بن العاص أنه قال اجتمعت أنا وكعب الاحبار عند معاوية بن أبى سفيان
فقال له معاوية أسألك بالله يا كعب هل تجد لنيل مصر
ذكرا فى التوراة
فقال كعب اى والذى فلق البحر لموسى انى أجد فى كتاب الله تعالى ان الله يوحى اليه
عند انتهائه ان الله تعالى يأمرك أن ترجع راشدا وبها أيضا أبو المجد عيسى بن وردان
واليه ترجع الذرية وبها أيضا قبر الفقيه العالم أبى القاسم عبد الرحمن بن عيسى بن
وردان كان فقيها إماما يرجع اليه فى علوم شتى ومن كلامه رضى الله عنه اذا فسد
العلماء فسد الناس كلهم وقال رضى الله عنه لوصلى الرجل طول عمره ثم ترك صلاة من
غير عذر سقط من عين الله والصلاتان مغفور ما بينهما وبها أيضا قبر أبى عبد الله
محمد بن محمد بن أبى القاسم عبد الرحمن بن عيسى بن وردان معدود من الشهداء مات
رديما وكتاب الموطأ بين يديه ينسخ منه ووقع له حكاية عجيبة فى الفتوة وذلك انه
تزوج امرأة فلما دخل بها وضعت تلك الليلة فلم يتكلم وحمل لها مرضعة وجدّد لها عقدا
وصار يكلف الولد ورباه بين أولاده فلما حضرته الوفاة أحضر ذلك الولد وأوصى أن يقسم
له مثل أولاده فقسم له معهم وذكر صاحب المصباح ان عندهم الفقيه الامام معين الدين
أبو الحسن على بن الميمون عبد الوهاب بن عتيق بن وردان كان من كبار العلماء مذكور
من المحدثين الحفاظ قال صاحب كتاب صلة التكملة كان الفقيه معين الدين من أجلاء
العلماء الغالب عليه السكون والرئاسة روى الحديث عن جماعة وله شهرة حسنة وذكر
وفاته بعد الخمسين والستمائة قال المؤلف عفا الله عنه ولقد عرفت اجابة الدعاء بهذا
المكان وعند خروجك من تربة بنى وردان الى جهة الغرب تجد قبورا فى محاريب تحت ذيل
الكوم وهم جماعة أشراف لا تعرف أسماؤهم وغربى هذه التربة تحت ذيل الكوم قبر الشيخ
أبى محمد اسماعيل بن عمرو الحدّاد كان رجلا حدّادا مرت به امرأة فقيرة فقالت له ان
لى ابنتين سافر أبوهما ولم يترك لهما شيئا وقد ضاق بى الامر فترك الرجل حانوته
ومضى الى السوق فاشترى طعاما كثيرا ومضى معها الى منزلها فخرج اليه الابنتان فقالت
احداهما كفاك الله نار الدنيا ونار الآخرة فكان بعد ذلك يأخذ بيده الحديد من النار
فلا يضره ولا يحرقه فقال الرجل سبحان الله استجيبت الدعوة وها بعضها قد ظهر فأرجو
الله أن يتم نعمته ثم أخلى الدكان وأقام يعبد الله تعالى واجتهد فى طلب العلم فكان
يعد فى زمانه من الفقهاء والمحدثين والقراء فهو معدود فى ثلاث طبقات وتوفى الى
رحمة الله تعالى سنة تسع وعشرين وثلثمائة والى جانبه قبر السيدة الشريفة رقية ابنة
عبد الله بن أحمد بن الحسين بن عبد الله الحسنية ذكرها ابن الجباس وعين قبرها فقال
هو قبر لطيف الى جانب اسماعيل الحدّاد ثم تمشى مغربا الى وسط الجبانة تجد قبرا فى
محراب معلق على مصطبة هو قبر الشيخ أبى الحسن الارتاجى المعروف
بتعبير الرؤيا كان
له فراسة فى الرؤيا وله حكايات مشهورة ذكرها صاحب كتاب ملح المعبرين وحوله جماعة
من ذريته ثم تمشى مستقبل القبلة تجد قبرا فى محراب عليه أربع قطع من الحجر الكدان
هو قبر الشيخ أبى البقا صالح الاسنوى امام قبة الامام الشافعى كان مشهورا بالدين
والصلاح ثم تمشى مستقبل القبلة تجد قبرا مبنيا بالطوب الآجر على هيئة المصطبة
مكتوب عليه الشيخ مروان ومقابله من الجهة الغربية على الطريق المسلوك قبر الشيخ
يعقوب الهمدانى ثم تمشى مستقبل القبلة قاصدا ما بين الجوسقين الى مقبرة يحيى ابن
بكير كما تقدّم الكلام فى انتهاء الشقة الاولى وليس يعرف الآن بها قبر من قبر لكن
هى ساحة مباركة بها جماعة من العلماء يحيى بن بكير المقدّم ذكره قال القضاعى كان
قبره على هيئة صندوق ووالده بكير معدود فى طبقة التابعين قال ابن الجباس يحيى بن
بكير من أكابر أصحاب مالك بن أنس وأكثرهم تواضعا لله تعالى وفى أصحاب مالك يحيى بن
بكير ويحيى ابن يحيى ولا أدرى هل هو يحيى بن بكير بن نصرأ وهو غيره قال ابن الجباس
كان بكير ابن نصر كثير السكوت كثير التواضع قال ابن وهب وكان ابن بكير من أكابر
علماء مصر وفقهائها له صحبة بالامام مالك بن أنس مات بمصر ولا يعرف له قبر وفى
طبقتهم من أصحاب الامام مالك رضى الله عنه الفقيه ابن أيوب كان فقيها كثير التواضع
وكان له صحبة بابن وهب فلما طلب ابن وهب للقضاء استخفى كما تقدّم الكلام فسجن أبو
أيوب من أجله فكان يحدث أهل السجن ويقول لهم اصبروا فان السجن يكفر السيئات وكان
قد كتب له عياد لا بأس عليك فطال به الأمر فكتب لعياد أبياتا
سهرت وطار من
عينى النعاس
|
|
ونام الساهرون
ولم يواسوا
|
امين الله أمنك
خير أمن
|
|
عليك من التقى
فيه لباس
|
تساس من السماء
بكل أمر
|
|
وأنت به تسوس
كما تساس
|
كأن الحق ركب
فيك روحا
|
|
له جسد وأنت
عليه راس
|
وفى طبقتهم من
أصحاب ابن بكير يحيى بن أيوب كان فقيها عابدا ورعا وكان يقول انى اقرا السورة من
أولها الى آخرها فلا أدرى هل قرأت أم لا فأظن هذه الغفلة لشؤم ظنى وحكى ابن وهب
عنه أنه كان يصلى يوما فاذا حية جاءت وجلست على قدمه ولم يتحرك فى صلاته فلما سجد
خرجت من تحته فاذا هى ميتة فقال هذه حالة من يريد أذى أولياء الله وفى طبقتهم حسن
بن عيسى صاحب الامام مالك بن أنس رضى الله عنه كان فقيها عالما له رواية عن مالك
بن أنس حكى عنه أنه قال ما رفعت لقمة قط الى فمى الا وقرات عليها
قُلْ
هُوَ اللهُ أَحَدٌ) وكان اذا رأى غنيا يقول هذا يغسل يديه قبل الطعام وبعده
فسئل عن ذلك فقال الغسل قبل الاكل ينفى الفقر وبعده ينفى الهمّ وقيل له ما تقول فى
قديد الغنم قال أقول كما قال أبو الهند
أكلت الظباء فما
عفتها
|
|
وانى لأهوى قديد
الغنم
|
ونزلت تمرا على
زبدة
|
|
فنعم الطعام
ونعم الادم
|
ولحم الضباب
طعام العرب
|
|
ولا تشتهيه نفوس
العجم
|
ومن طبقتهم عبد
الله بن بكير أخو يحيى بن بكير المقدّم ذكره كان عالما حافظا ويقال إن يحيى وأخاه
عبد الله ووالدهم بكير فى مقبرة واحدة وذلك فيما بين الجوسقين ثم تمشى مستقبل
القبلة على جانب مقطع الحجارة ثم الى رأس الصيرة تجد قبة بها قبر أبى الجيش
خمارويه بن أحمد بن طولون معدود من الامراء قال صاحب المصباح وليس بها الا رأسه
وهو معدود من الشهداء حكى عنه أنه كان فى زمنه رجل ورث وراثة فأتلفها وأنفقها ولم
يبق عنده الا جارية فدعته الضرورة الى بيعها فاشتراها وكيل أبى الجيش خمارويه
وجهزها جهازا حسنا وأدخلها دارا حسنة حتى يدخل عليها سيدها أبو الجيش فلحق سيدها
عليها قلق عظيم واتفق أن خمارويه ركب ذلك اليوم ومرّ على المقابر فوجد شابا يبكى
عند قبر ولم يره قبل ذلك اليوم عند ذلك القبر قط لأنه كان كثير الزيارة للقبور
فقال له من أنت أيها الشاب وما الذى يبكيك فلقد مررت من هنا مرارا كثيرة ما رأيتك
الا اليوم فقال يا سيدى ان الذى يبكينى ما اتفق لى بعد موت والدى فقال له ومن
والدك قال صاحب هذا القبر وكان قد خلف لى مالا فأتلفته وأنفقته ولم يبق لى الا
جارية أحبها وقد ألجأنى الامر الى بيعها فاشتراها وكيل أبى الجيش بن احمد بن طولون
وقد تألمت لفراقها وأتيت الى والدى أشكو له ما حل بى بسببها لعل الله أن يذهب عنى
ما أجده ببركته فقال الامير أبو الجيش لعلها فلانة التى من شأنها كيت وكيت قال نعم
قال هى لك والدار وما فيها ابتغاء وجه الله تعالى ثم استدعى وكيله وأمره بتسليم
الدار والجارية للشاب وحكى عنه أيضا انه رأى شيخا على رأسه قفص قد لفه بخرق
فاستدعاه فلما حضر بين يديه قال أيها الشيخ ما الذى فى هذا القفص قال سنانير قال
وما تصنع بها قال أبيعها فى بلاد الشام فتعجب من ذلك وقال فى رعيتى من يحتاج الى
مثل هذا ثم قال له من أى البلاد أنت قال من بلد كذا وكذا فوقع له بتلك البلدة لولد
ولده ومناقبه غير محصورة وأكثرها مذكورة فى سيرهم ومعه فى التربة جماعة من خدمه
كلهم شهداء والى جانب تربة خمارويه تربة
قد دثرت بها قبر
القاضى أبى جعفر أحمد بن عبد الله بن مسلم أحد القضاة الأربعين دخل الى مصر فى
جمادى الآخرة سنة احدى وعشرين وثلثمائة فلما قدم الى مصر سبه العوام وكان بمصر قاض
يقال له عبد الله بن أحمد وكان أهل مصر يحبونه فلما قدم عليهم أبو جعفر سبوه فلم
يرد عليهم ثم قال لهم ما أحببتم فى قاضيكم قالوا أحببنا منه التواضع والخشوع فقال
والله ما هو الاخير منى فلم يستمر حاكما غير أربعة وسبعين يوما ثم عزل نفسه وأقام
عند محمد بن على المادرائى الى أن توفى ودفنه فى التربة التى بناها لنفسه وقبره
معروف بقبر الضيف توفى سنة اثنتين وعشرين وثلثمائة ثم تمشى الى الغرب تحت ذيل
الكوم تجد قبرا هو قبر الشريف الذى لحده ذو النون المصرى بيده ثم تمشى مستقبل
القبلة تحت ذيل الكوم تجد قبر أبى القاسم المكناسى المقابل لجوسق المادرائى
وهى من قبة
خمارويه وانتهاؤها الجوسق قال المؤلف عفا الله عنه وهم جماعة مشهورون بالعلم
والصلاح والخير والبر للفقراء قال ابن النحوى فى كتاب الرد على أولى الرفض والمكر
فيمن كنى بأبى بكران أبا بكر المادرائى كان ينفق فى كل حجة مائة ألف وخمسين ألف
دينار وكان يخرج معه تسعين ناقة وأربعمائة عربى وكان يحمل معه أحواض البقل وأحواض
الريحان ومحامل فيها كلاب الصيد ويكثر النعم على آل بيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعلى أبناء الصحابة قال ابن زولاق فى تاريخه حدثنى أبو بكر
المادرائى وقد ذكرت ما أنفق قال أنفقت فى عشر حجج ألف ألف ومائة ألف دينار وكان
تكين سلطان مصر يرعاه واحرقت دوره ودور المادرائيين بعد موت تكين الجبار واحرق فى
داره عبده رياح وابنه عبد الله وأخوه اسماعيل ثم اعتل ومات فركب الجند لاخذ ماله
وكان قد سقى سما وعلمت ابنته بذلك فجعلته فى أتون الحمام وهو ميت فأقام به أياما
ثم أخرج فلم تضره النار فرؤى فى المنام فقيل له ما فعل الله بك ولاى شئ لم تضر
جسدك النار قال أما جسدى فحمته الصدقة وهو معدود فى ثلاث طبقات الشهداء والوزراء
والقراء وكان كثير التواضع مشهورا بالخير قال المؤلف واسمه محمد وكنيته أبو بكر
ووالده على بن أحمد حكى ابن عثمان عنه انه كان وزيرا للدولة الطولونية ثم وزر لابى
الجيش ابن طولون وكان الناس يقصدونه فى قضاء الحوائج وكان له دور وقصور وملك النظر
فى جميع الديار المصرية والشامية حتى كاد لا يخرج شئ عن أمره وحكى ابن زولاق قال
خرج المادرائى يودع قوما خرجوا للغزاة فبينما هو مار فى بعض الطرقات اذ رأى شيخا
قد أقبل وهو يبكى وفى عنقه خريطة وهو مقلد بسيف وفى يده عكازة فدعاه على بن أحمد
وقال له الى أين يا شيخ قال
الى بلاد الروم
أتاتل أعداء الله فان لحقنى أجلى على الطريق كان أجرى على الله تعالى فقال له هل
لك فى شئ تركبه ثم استدعى بغلام وقال له احضر الساعة غلاما وبغلة وعمامة وسيفا
فأحضر ذلك فقال للشيخ خذ هذا ولك فى كل سنة مثله فبكى الشيخ وقال اللهم لا تحرمه
الشهادة فلما كان من الغد قتل فى ذلك الموضع فمات شهيدا وكان ذلك ببركة دعاء الشيخ
فانه كان أعظم ما فى قلبه الشهادة وكانت وفاته سنة ثلاث وثمانين ومائتين ودفن
بالمقبرة المذكورة ودفن ولده الى جانبه وكانت وفاة ولده أبى بكر سنة خمس وأربعين
وثلثمائة ومناقبه غير محصورة قال المؤلف وهم جماعة المشهور منهم أبو الحسن على بن
أحمد وولداه أبو بكر محمد واسماعيل ومعهم فى المقبرة قبر أبى المجد عيسى بن رستم
بن أحمد بن الحسين بن عيسى بن رستم معدود من التابعين قيل انه توزر للدولة
الطولونية وليس له وفاة تعرف وفى المقبرة جماعة من ذريته وهى مقبرة مباركة
ذكر الجوسق المعروف بالمادرائى قال المؤلف عفا الله عنه بنى الجوسق المذكور على هيئة بناء
الكعبة وكان له شأن عظيم وكان يجتمع حوله فى الاعياد رؤساء الناس وكذلك فى ليلة
النصف من شعبان وتوقد فيه الشموع المكتبة بالعنبر ويحرق اللبان والجاوى والعود
والبخورات الطيبة وتأتى اليه القراء ويجتمعون فيه ويأتى المادرائى بجوائز يفرقها
عليهم فى ذلك اليوم وتلك الليلة وينفق مالا جزيلا والكلام عليه كثير ويطول وانما
قصدت الاختصار وهذا انتهاء الفرع الثانى
وأما الفرع الثالث فنبدأ به من تربة
الامام حسان الانصارى متوجها الى تربة
أبى بكر ابن نصر الزقاق ويتضمن من بساحته وانتهاؤه الى قبة الصدفى المجاورة لقبر
القاضى أبى الذكر التمار
ذكر تربة حسان
الانصارى قال المؤلف وقد جعلتها أول الفرع وذلك لشهرة المكان فانها تربة مباركة
وبها جماعة من الصالحين منهم الشيخ حسان الانصارى وكانت وفاته سنة احدى وثلاثين
وسبعمائة وبالتربة قبر ولده بدر الدين حسن وبجانبه مجير الدين بن حسان وبها قبر
الشيخ الصالح زين الدين عبد اللطيف ابن الشيخ حسان وبها جماعة من أصحابه وبها قبر
الشيخ عطية وقيل عطاء المشهدى ثم تخرج من الباب الغربى طالبا للجهة القبلية تجد
على يسار السالك قبرا مبيضا تحت جدار حائط هو قبر الشيخ موسى غطى يدك قال المؤلف
ولقد رأيته حيا ورأيت له أمورا عجيبة وحالا غريبا وكان الغالب عليه الجذب وكان
مكرما عند الناس وسبب تسميته غطى يدك أنه كان اذا رأى امرأة يضربها على يدها ويقول
غطى يدك فسمى بذلك
ثم تمشى مغربا خطوات يسيرة تجد ثلاثة محاريب وقد دثرت تربتها وهى تربة مباركة بها
قبر الشيخ الفقيه الامام أبى عبد الله محمد بن اسماعيل بن الحسين الهاشمى هكذا كان
مكتوبا على قبره صحب الامام عبد الوهاب البغدادى وعليه تفقه وقال بعض الزوار إن
بهذه التربة قبر عتيق بن بكار وليس بصحيح وسيأتى الكلام على تعيين قبره والى جانب
هذه التربة المقدم ذكرها من الجهة الغربية جماعة من الاشراف يتصل نسبهم بالامام
الحسين بن على بن أبى طالب رضى الله عنه ثم تمشى مستقبل القبلة الى تربة قد استجدت
قبورها كتب عليها العوام المجاهدين وليس بصحيح قال المؤلف ورأيت فى رخامة بها
مكتوبا العباس الازدى والى جانبه أبو عبد الله الازدى وبها جماعة من الصالحين لا
تعرف أسماؤهم ثم تأتى الى تربة الشيخ الامام الفقيه العالم العامل الزاهد أبى محمد
عبد الوهاب بن على بن نصر البغدادى المالكى صاحب التصانيف يسمى مالكا الصغير قرأ
على أبى القاسم البلخى وأبى حفص بن شاهين وروى عن جماعة من الثقاة منهم أبو بكر
محمد بن على بن محمد السلمى وأبو بكر بن ثابت البغدادى وأبو الحسين النيسابورى
وجماعة من المحدثين فمما روى باسناده عن النبى صلىاللهعليهوسلم انه قال كل معروف صدقة والمعروف بقى سبعين نوعا من البلاء
وبقى صاحبه ميتة السوء والمعروف والمنكر خلقان يبصران للناس يوم القيامة فالمعروف
لازم لاهله يقودهم ويسوقهم الى الجنة والمنكر لازم لاهله يقودهم ويسوقهم الى النار
وقال القاضى عبد الوهاب حدثنى الشيخ عبد الواحد اخبارا عن مشايخه بالسند الصحيح عن
لقمان عليهالسلام انه قال لابنه يا بنى لا يكن الديك أكيس منك يؤذن بالاسحار
وأنت نائم يا بنى اياك والكذب يا بنى اياك وبعض النظر فان بعض النظر يؤدى الى
الشهوة فى القلب يا بنى لا تأكل شيئا فوق شبع فانك إن تتركه أو تلقه للكلب خير من
أن تأكله يا بنى إن أردت أن تقطع أمرا فلا تقطعه حتى تشاور مرشدا يا بنى اذا أرسلت
فى حاجة فأرسل حكيما والا فكن أنت رسول نفسك وكان رضى الله عنه اذا ذكر الموت بكى
وينشد أبياتا وهى
من كان منكم تصيب الشمس بهجته
|
|
والنار تلفعه فى
موقف لبثا
|
ويألف الظل كى
تبقى محاسنه
|
|
فسوف يسكن بيتا
راغما جدثا
|
فى قعر مظلمة
غبراء مقفرة
|
|
حليل تحت الثرى
فى رمسها لبثا
|
وقال القاضى عبد
الوهاب علامة شقاء العالم أن يقف بباب السلطان قال القاضى
__________________
أبو الفضل عياض لم
يكن فى المالكية أحفظ من عبد الوهاب فى زمانه له مصنفات عديدة فى مذهب أبى عبد
الله مالك بن أنس منها كتاب التلقين والمعونة والنصرة قال بعض المالكية لو ظهر
كتاب النصرة لعبد الوهاب البغدادى لم يحتج معه الى كتاب آخر ورؤى فى المنام فقيل
ما فعل الله بك قال اثابنى بكل ما علمته وعلمته الا كتاب التلقين فانى جعلته
مناظرة لشخص صنف كتابا فلم ينفعنى وأكثر ما نفعنى كتاب المعونة فى شرح الرسالة
وحكى أن بعض الفاطميين جلس مع أصحابه فقال أفيكم من يعلم قول القائل لا يفتى ومالك
بالمدينة فقال رجل منهم لا يوجد هذا الا عند القاضى عبد الوهاب البغدادى فقال
الخليفة الفاطمى انا ان أحضرناه لنسأله ليس من المصلحة بل نسعى اليه ونسأله من غير
أن يعلم من نحن فجاؤا اليه فقال له الفاطمى أيها الشيخ ما معنى قول القائل لا يفتى
ومالك بالمدينة قال الشيخ معنى ذلك أن امرأة غاسلة دخلت تغسل امرأة ميتة فضربت
بيدها على فرج الميتة وقالت ما كان أزناك من فرج فامسك اليد على الفرج فاخبروا
بذلك علماء المدينة فمنهم من قال تقطع يد الغاسلة ومنهم من قال يقطع فرج الميتة
حتى لم يبق غير مالك بن أنس فدخلوا عليه رضى الله عنه وكان شابا يقرأ على ربيعة
فقصوا عليه ذلك فقال رضى الله عنه تضرب الغاسلة حد القذف فلما ان ضربت خلصت يدها
فقيل عند ذلك لا يفتى ومالك بالمدينة ولما كان الشيخ عبد الوهاب ببغداد ضاق عليه
رزقه فاستخار الله تعالى فى خروجه من بغداد فكتب على حائط عند خروجه منها
سلام على بغداد
منى تحية
|
|
وحق لها منى
الثناء المضاعف
|
فو الله ما
فارقتها عن قلى بها
|
|
وانى بشطى
جانبيها لعارف
|
ولكنها ضاقت على
باسرها
|
|
ولم تكن الارزاق
فيها تساعف
|
وكانت كخل كنت
أهوى دنوّة
|
|
وأخلاقه من سوء
حظى تخالف
|
وقيل كان بمصر رجل
بزاز هو أخوه فلما سمع أنه قد خرج من بغداد نذر على نفسه انه من بشره بوصول أخيه
الى مصر دفع له مائة دينار ثم أخرج من ماله مائة دينار وجعلها فى مكان وكان القاضى
عبد الوهاب قد سمع بمقالة أخيه فلما دخل الى مصر فى سوق القرافة وجد رجلا يضفر
الخوص فجلس الى جانبه يحدثه فقال بكم تعمل كل يوم قال بنصف وثمن قال ألك عائلة قال
نعم قال هل أدلك على غنائك قال يا سيدى ومن لى بذلك فقال له امض الى سوق البزازين
وسل عن فلان فاذا وجدته قل له ان عبد الوهاب قد نزل بالقرافة فمضى الرجل الى سوق
البزازين وسأل عن الرجل فدل عليه فلما وجده سلم عليه
وأخبره بالقاضى
عبد الوهاب فسلم اليه المال فقال له يا سيدى هذه أؤديها اليه قال لا بل هذه بشارتك
فأخذها واستغنى بها وجمع بينه وبين أخيه ودفنا بمكان واحد وكانت وفاة الشيخ الفقيه
عبد الوهاب البغدادى سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة وقبره مشهور وعنده تتصافح الزوار
والسبب فى ذلك انه رؤى فى المنام فقيل له ما فعل الله بك قال غفر لى ولكل من تصافح
عند قبرى وكان شيخنا الادمى قدس الله روحه كلما زاره فعل ذلك هو وأصحابه وبالقرافة
قبر المصافح فى غير هذا المكان وسيأتى الكلام عليه عند قبره والى جانبه قبر الشيخ
الامام الفقيه أبى القاسم عتيق بن بكار كان فقيها من أكابر العلماء وكان يقول ما
أذن المؤذنون قط الا وأنا على وضوء وقيل ان عبد الوهاب كان يثنى عليه الثناء
الكثير وعند القرشى هو فى مقبرة من مقابر النقعة وقال هو عند قبر الواسطى والصحيح
انه الى جانب عبد الوهاب مات ليلة الاثنتين الثانى والعشرين من ربيع الآخر سنة
عشرين وأربعمائة وبالمقبرة المذكورة قبور الفقهاء أصحاب الحانوت كان شيخنا الادمى رحمهالله يذكر انهم الى جانب عبد الوهاب البغدادى ثم تمشى مستقبل
القبلة تجد مقابر بنى الاشعث قال المولف ولبنى الاشعث ثلاث مقابر بالنقعة اثنان
والمقبرة الثالثة مما يلى قبة العيد غربى تربة بنى حمويه المجاورة لقبر الشيخ أحمد
الادمى أحد مشايخ الزيارة وسيأتى الكلام عليها ان شاء الله تعالى فأما المقبرتان
اللتان بالنقعة المقدّم ذكرهما الاولى بها جماعة منهم أبو حفص عمر بن الحسين بن
على بن الاشعث بن محمد البصرى كان من الائمة المشهورين ذكره القضاعى وابن زولاق
وابن الجباس حكى ابن ميسرة فى تاريخه ان الدعاء عند مقابرهم مجاب كان مكتوبا على
قبره هذا قبر أبى حفص عمر بن الحسين بن على بن الاشعث بن محمد البصرى كان بالله
مؤمنا ولرسوله مصدّقا مات وهو يشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله صلىاللهعليهوسلم وبالمقبرة المذكورة قبر أخيه عبد الله بن الحسين بن على بن
الاشعث بن محمد البصرى وبالمقبرة أيضا قبر ولده ابراهيم بن عبد الله المقدم ذكره
وبالمقبرة قبر جدهم الحسين ذكره صاحب المفتاح وكلهم كان على قبورهم ألواح رخام كان
مكتوبا فى لوح منها هذا قبر من لازم قراءة الآيات فى الاسحار وعمل عمل الابرار
رغبة فيما هو اليه صائر ولم يزل يترقى ذروة الفلاح حتى حسب من العلماء الأكابر
ولقى الله لقاء من اعتمد بعد التوحيد عليه وهو عبد الله بن عمر بن الحسين بن على
بن الاشعث بن محمد البصرى قال بعض المشايخ كنا نزور المقابر فى يوم السبت فزرنا
مقبرة بنى الاشعث يوما فرأيت بها الرخامة المذكورة فكنت أتفقدها فجئت يوما فلم أجد
تلك الرخامة فأحزننى ذلك فنمت
تلك الليلة مهموما
فرأيت فى المنام شخصا وعليه أثواب حسنة فقلت له من أنت يرحمك الله فقال أنا عبد
الله بن الاشعث الذى تزور قبره وقد سألت الله أن يذهب تلك الرخامة عن قبرى فاذا
زرتنى فاسأل الله ما شئت عند قبرى فانى أشفع لك عند الله فيما تسأله وبالمقبرة قبر
الفقيه الامام العالم العلامة أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوى المعروف
بابن أخت الشيخ الامام العلامة أبى ابراهيم اسماعيل بن يحيى المزنى مذكور فى طبقة
الفقهاء ذكره الكندى وقال هو المعروف بالمجاب الدعوة فمن كلامه رضى الله عنه من
طهر قلبه من الحرام فتحت لدعوته أبواب السماء وله مصنفات فى الفقه على مذهب الامام
ابى حنيفة قيل انه دخل على تكين الجبار أمير مصر فلما رآه داخله الرعب فأكرم مثواه
وأحسن نزله ثم قال له يا سيدى أزوجك ابنتى قال لا قال ألك حاجة بمال قال لا قال
أقطعك أرضا قال لا قال فاسألنى ما شئت قال وتسمع قال نعم قال إحفظ دينك لئلا ينفلت
منك كما تنفلت الابل من عقالها واعمل فى فكاك نفسك وإياك ومظالم العباد مات رضى
الله عنه بمصر وقال ابن الجباس فى تاريخه وقبره بمقبرة بنى الاشعث قال وهو القبر
الحوض الحجر الذى فى وسط المقبرة وقال قوم هو عند اسماعيل المزنى والأصح انه بمقبرة
بنى الاشعث وهكذا قال شيخنا الشيخ شهاب الدين أحمد الأدمى وذكره القضاعى فى مجرّ
محمود والاصح انه بهذه المقبرة وفى طبقته يحيى بن عثمان بن صالح من أكابر العلماء
كان زاهدا ورعا عفيفا عدّه الكندى من مشاهير العلماء وكان يقول لا تأمنن مادام
الشيطان حيا وجاءه رجل يوما ومعه رقعة مكتوب فيها هذه الأبيات وهو سؤال
يا أيها العالم
ماذا ترى
|
|
فى رجل مات من
الوجد
|
من حب حب أهيف
أغيد
|
|
رحب المحيا حسن
القد
|
فهل ترى تقبيله
جائزا
|
|
فى الفم
والعينين والخدّ
|
من غير ما فجر
ولا ريبة
|
|
بل من عفاف منه
كى يجد
|
ان أنت لم تعف
فانى اذا
|
|
أصيح من وجدى يا
سعد
|
فكتب له جوابا
يقول
يا أيها السائل
انى أرى
|
|
تقبيلك العين مع
الخد
|
يفضى الى ما
بعده فاجتنب
|
|
تقبيله بالجهد
والجد
|
فان من يرتع فى
روضة
|
|
لا بد أن يجنى
من الورد
|
|
فاستشعر العفة
واعص الهوى
|
|
ولا تكن فى الشر
مستعد
|
وفى طبقته الفقيه
أبو عبد الله اسماعيل أحد العلماء الثقات مات فى سنة أربع وثمانين وثلثمائة ذكره
ابن بابشاذ فى تعليقاته والمقبرة الثانية من الاشاعثة هى مقبرة فاطمة بنت الاشعث
وقد بنى عليها تربة لطيفة وهى فاطمة بنت الحسين بن على بن الاشعث بن محمد البصرى
قال العبيد لى وهم بيت بالبصرة يعرفون ببنى الاشعث وهذه طائفة منهم وكانت السيدة
فاطمة من عابدات مصر وقد جرب قبرها باجابة الدعاء وعرفت بوفاء الدين وليس بالتربة
غيرها وغربى تربتها تربة بها الشيخ عبد الله السائح ثم تأتى الى تربة الزقاق وقبل
الوصول اليها قبران داثران فى الطريق المسلوك أحدهما أبو الحسن على المعروف بطب
الوحش قيل انه كانت الوحوش اذا أصابها وجع أو ألم تأتى الى قبره لتمعك به فتبرأ
باذن الله تعالى وآثار قبره ظاهرة من الحجر الكدان وأما الثانى فهو قبر السيدة
عائشة المعروفة ببرء الطير قيل انه كانت الطيور تأنى الى قبرها وهى متألمة فتبرأ
باذن الله تعالى قال المؤلف عفا الله عنه ولقد رأيت رخامة مكتوب فيها بالقلم
الكوفى هذا قبر عائشة ابنة هشام بن محمد بن أبى بكر البكرى ولا أدرى هل هو تاريخ
قبرها أم لا فانى رأيتها بغير هذا المكان ثم تدخل الى تربة الزقاق تجد بها قبر
الشيخ الفقيه الصوفى المحقق أبى بكر أحمد بن نصر الزقاق أحد مشايخ الرسالة من
أقران الجنيد ذكره الامام الحافظ أبو نعيم فى الحلية وأبو الفرج فى الصفوة وذكره
الفشيرى فى رسالته وكان رضى الله عنه من أكابر الصوفية مصرى الاصل من أكابر أهلها
له كلام بديع فى التصوف فمن قوله رضى الله عنه لا يصلح الفقر الا لاقوام كنسوا
بانفسهم المزابل وقال رضى الله عنه من لم يصحبه التقى فى فقره أكل الحرام المحض
قال الزقاق كنت فى كل جمعة أبكر الى الجامع فاجلس عند الجنيد فبينما أنا أمشى يوما
الى المسجد اذ رأيت اثنين يقولان اذهب بنا الى الجنيد نسأله قال الزقاق فتبعتهما
حتى دخلا سقاية يتطهران فرأيت معهما شيئا فكرهته فقلت انا لله وانا اليه راجعون ثم
أتيا الى الجنيد وأنا أنظر اليهما فوقفا عليه فقال أحدهما ماذا يرد من خاض
بالانزعاج وقال الآخر كل باد يعود الى باديته فقلت فى نفسى ما يفعل هؤلاء فقال
الجنيد أين المستغيب فقلت فى نفسى علم بى وتكلم على خاطرى ثم قال الثانية أين
المستغيب اسألنا نجعلك فى حل فقلت يا سيدى قد حصل لى غيرة فقال يا أبا بكر لاتتهم
أقواما انتخبهم الحق فى سابق علمه بكرامة وجدانية حتى اذا استخرجهم من الذر عجن
أرواحهم بنور قدسه وأقامهم بين يديه بلطفه ونظر اليهم بعين رحمته وألبسهم تيجان
ولايته فان دعوه أجابهم وان امتحنهم أعطاهم فلا تدركهم أجفان الالحاظ ولا يغيرهم
ترجمان الاسرار فهم
ينظرون به اليه فى
جميع الاشياء مستغنون به عن جميع الاشياء قال الزقاق فنظرت فلم أجدهم وحكى عنه أبو
على قال دخلت يوما على أبى بكر الزقاق فرأيته بحالة عجيبة فسكت عنه حتى رجع فلما
أفاق قلت يا سيدى ما الامر قال مررت بخربة فسمعت صوتا ينشد يقول
أبت غلبات الشوق
الا تقربا
|
|
اليك ويأبى
العدل الا تجنبا
|
وما كان صدى عنك
صد ملامة
|
|
وما كان ذاك البعد
الا تقربا
|
وما كان ذاك
العذر الا نصيحة
|
|
وما كان ذا
الاغضاء الا تغيبا
|
على رقيب منك حل
بمهجتى
|
|
اذا رمت تسهيلا
عليك تصعبا
|
قال أبو على فلما
أنشدنى الشيخ صرت لا أملك بعضى بعضا مما لحقنى ثم قال هكذا من تحقق ما يأتيه من
بليته لم يخل محب من البلاء وقال الزقاق تهت فى تيه بنى اسرائيل خمسة عشر يوما
فلما وقعت على الطريق رأيت انسانا جنديا فاستسقيته فسقانى شربة من الماء فأقامت
قسوتها فى قلبى ثلاثين سنة وقال الزقاق رضى الله عنه كنت بمكة فاشتهيت شربة من
اللبن فخرجت الى ظاهر مكة الى أرض عسفان فرأيت امرأة فافتتنت بها فقلت يا هذه قد
اشتغل قلبى بك فقالت يا أبا بكر لو اشتغلت بربك لانساك شهوة اللبن فقلت انما نظرتك
بعينى هذه فقلعت عينى بأصبعى ورجعت الى مكة باكيا حزينا نادما فنمت فرأيت نبى الله
يوسف عليهالسلام فقلت السلام عليك يا نبى الله يا يوسف فقال وعليك السلام
يا أبا بكر فقلت أقر الله عينك بسلامتك من زليخا فقال أقر الله عينك بسلامتك من
العسفانية ثم مسح بيده على عينى فعادت كما كانت وسمى الزقاق لانه جلس بوما على باب
مسجده واذا بانسان أتى اليه هاربا ومعه زق قيل إنه كان مملوأ خمرا فقال استجرت بك
يا سيدى قال ادخل الى المسجد فلما دخل الى المسجد جاءت الشرطة فى طلبه فسألوا عنه
من سيدى أبى بكر فقال لهم دخل الى المسجد فلما سمع الشاب ذلك خاف على نفسه واشتد
خوفه واذا بالحائط انفتح فخرج منها فدخل أصحاب الشرطة المسجد فلم يجدوه فخرجوا الى
أبى بكر الزقاق وقالوا ما وجدنا أحدا ثم ذهبوا فجاء الشاب الى سيدى أبى بكر وقال
له يا سيدى استجرت بك فتدلهم على فقال له يا بنى لولا الصدق ما نجوت ومناقبه يضيق
الوقت عن حصرها وتوفى بعد الثلثمائة قال المؤلف وفى التربة المذكورة رخامة مكتوب
فيها عبد الرحمن بن المغيرة وكان شيخنا الادمى رحمهالله يذكره عند الزقاق ولا يعرف له قبر وتحت جدار حائط الزقاق
من الجهة الشرقية قبر الشيخ غازى المجاهد وعند
تربة الزقاق قبور
أبناء الزريقة مشايخ الزيارة وهم الشيخ أبو بكر والشيخ ناصر وهما مع جدار الحائط
وبجوارهما تربة الشيخ صابر الفقاعى مشهور بالصلاح ولم يكن بالقرافة من اسمه
الفقاعى غير هذا وأبى الحسن الذى بالنقعة الكبرى وعند تربته قبر الماوردى كان
شيخنا الادمى يزوره ومقابل هذه التربة على سكة الطريق تربة بنى وردان وقد تقدم
ذكرها ثم تمشى مستقبل القبلة الى ذيل الكوم تجد قبر القاضى أبى الذكر محمد بن يحيى
بن مهدى المعروف بالتمار أخذ القضاء عن القاضى أبى عبد الله بن ابراهيم بن مكرم
ولى القضاء بمصر ولم يزل على القضاء حتى ولى التمار وقال قوم انه أخذ القضاء عن
القاضى بكار قال المؤلف وهذا غير صحيح وانما أخذ القضاء عن ابن مكرم هكذا حكى ابن
الجباس فى طبقة القضاة وكان أبو الذكر عالما فقيها زاهدا وروى أن عبد الله بن
ابراهيم لما مات اجتمع أكابر مصر فوق المسجد عند دار غيلان وكان منهم السختيانى
فقال السختيانى أنا رجل غريب لا أعرف بلدكم وما كان لى أن أتكلم فيما لا أعلم فلما
كان عشية يوم السبت أتى مروان الى على بن أحمد فقال له تولى القضا فامتنع فبعثوا
الى محمد بن يحيى التمار فقال لا فسألوا ما يزيد على ستين رجلا من علمائهم يومئذ
فكل أبى وغلق بابه فأتوا الى ابن عبد الوهاب فأخبروه فقال اذهبوا الى محمد بن يحيى
التمار فان أبى فاغلظوا عليه فذهبوا اليه فجاء معهم فخرج اليه ابن عبد الوهاب
بكتاب الوزير ابن الفرات فأمره أن يلى القضاء فولى يوم الاحد والاثنين والثلاثاء
فلما كان يوم الاربعاء أخذت منه السكك وكانت السكك يومئذ عند القاضى فدفعت الى على
بن أحمد بن سليمان والى موسى بن عبد الملك وكانت السكك ثلاثة ألواح من الذهب
وثلاثين لوحا مطلية وسكة الورق وخرج على بن الحسين من مصر وأقام محمد بن يحيى
التمار على القضاء وكان جميل الفضائل وكان يحكم بين الناس بالنهار ويبيع التمر
بالليل فقيل له ان بلغ ذلك الخليفة عزلك فقال أنا أفعل ذلك ليبلغه وحكى الجرجانى
الوزير ان الخليفة لما بلغه بيع التمر بعث بعض غلمانه من بغداد مستخفيا فاشترى منه
التمر ورجع الى بغداد فكان الخليفة يطعم منه من أصابته الحمى فيبرأ واستحضره الى
بغداد فقال له الخليفة يا أبا الذكر تمنى على فقال أتمنى عليك أن لا أكون قاضيا
فعزله وعاد الى مصر فمات بها وهو فى القبر الكبير كان عليه رخامة مكتوب فيها هذا قبر
القاضى أبى الذكر محمد بن يحيى بن مهدى المعروف بالتمار وقبره الآن معروف مشهور
بالقرب من قبة الصدفى ثم ولى بعده القضاء القاضى ابراهيم بن محمد بن عبد الله
الكريدى قدم بالقضاء من بغداد يوم الخميس لسبع عشرة ليلة خلت من صفر سنة اثنتى
عشرة وثلثمائة وخرج
اليه الناس من باب
مصر ثم بدأ بالدخول الى جامعها وكان من عادة القضاة أن يبدؤا بدار الامير قبل
الجامع فبدأ بالجامع وصلى فيه ثم أتى الى دار الامير فسلم عليه ثم دخل الجامع فقام
أحمد بن على بن الحسين بن شعيب فقرأ عهده ثم نزل فى دار كهمش بن نعيم فى زقاق ابن
شادن الرقى ودار كهمش معروفة بمصر الى الآن وهى الدار التى على يسارك وأنت ذاهب
الى مسجد أبى دلامة ذكرها القضاعى ولم يزل قاضيا بها حتى قدم ابن ابى بكر من
انطاكية وتسلم منه جميع أحباس مصر وذلك ان ابن الفرات غضب لعزل القاضى فأرسل على
بن أبى بكر على الاحباس منفردا عن القضاء ثم ولى القضاء بعده هارون بن ابراهيم بن
حماد بن اسحاق بن اسماعيل بن حماد بن زيد وكان رضى الله عنه عالما زاهدا كثير
الصدقة فاستناب هارون بن ابراهيم الحسن بن عبد الرحمن بن اسحاق بن محمد بن معمر
الجوهرى كان رضى الله عنه جميل السيرة ملازما لصلاة الفجر بجامع مصر حكى عنه
المسبحى ان رجلا قدم عليه من بغداد بهدية فردها ولم يقبلها فقال له الرجل ما
أهديتها لك لطلب المكافأة فقال وأنا ما رددتها عليك الا خوفا أن يقع بصرى عليك فى
حكومة فاستحى منك ومات رضى الله عنه حاكما بها ودفن بتربة القاضى هارون المقدم
ذكرها بتربة بنى حماد بالنقعة الكبرى وسيأتى الكلام على تعيين تربة بنى حماد عند
ذكر النقعة ان شاء الله تعالى وانما عرضت بهم لا يصال الكلام فانهم من طبقة واحدة
والى جانب قبر التمار قبر الشيخ الصالح ابراهيم بن بشار وقيل ابن بشرى خادم سيدى
ابراهيم بن أدهم رضى الله عنه له به صحبة وخدمة عظيمة وحكى عنه حكايات كثيرة منها
انه قال دخلت يوما على سيدى ابراهيم بن أدهم فوجدته يبكى وينشد
فتشت قلبى فلم
يخطر به بشر
|
|
علمت أن فؤادى
من سواك خلا
|
فو الذى مكن
الاسقام من جسدى
|
|
ما زلت من حبه
بالبشر مشتملا
|
ولا شكوت الى
خلق ضنى جسدى
|
|
ولو تقطعت من
وجدى قلا وبلا
|
فها أنا وقفه ما
شاء يفعل بى
|
|
فلست أول عبد فى
الهوى قتلا
|
وحكى عنه أيضا انه
كان بمكة وكان لما انفصل عن ملكه وفارق أهله كانت زوجته حاملا فلما وضعت وضعت ولدا
ذكرا فاختلفوا فى تسميته ثم أجمعوا على أن يسموه أدهم على اسم جده فلما انتشا
الولد قال لامه يا أماه أرى كل طفل وأباه وليس لى أب فقالت يا بنى كان لك أب فقال
والى أين ذهب أبى قالت ذهب فى طلب ربه فقال يا أماه وأنا أطلب ما طلب أبى فقالت يا
بنى أتريد أن تحرقنى بنار فراقك كما فعل أبوك فلم يكن الا أياما
قلائل وماتت أمه
فخرج الشاب فارا على وجهه حتى دخل مكة فكان فى الطواف واذا بسيدى ابراهيم بن أدهم
يطوف بالبيت فجعل يطيل النظر الى الشاب ثم فاضت عيناه ثم قال لخادمه اذهب الى هذا
الشاب واسأله فذهب اليه وسأله من أنت ومن أبوك فقال من بلخ وأبى لا أعرفه ثم
تناثرت دموع الشاب قال ابن بشار فلم أملك نفسى حين رأيت ذلك الشاب ثم رجعت الى
سيدى ابراهيم فوجدته مغشيا عليه فلما أفاق قلت له يا سيدى انه ولدك فنظر الى وقال
يا بنى شئ تركته لوجه الله لا أعود فيه أبدا فقلت يا سيدى صله وارجع فقام اليه
فنظر اليه الشاب وقال له من أنت يرحمك الله قال أبوك ثم ضمه الى صدره وبكى وقال
الهى أنت تعلم محله منى ثم أنشد
ان كنت لى لا
أبالى من فقدت اذا
|
|
ولو تناثر من
سمر القنا جسدى
|
أهل الهوى كلهم
للحب قد وردوا
|
|
لكنه ليس ورد
الظبى كالاسد
|
كم قد مددت يدى
طوع الغرام لكم
|
|
وقد عجزت فيا
مولاى خذ بيدى
|
ثم تركه ومضى فبعد
أيام قلائل مات الشاب فغسله ابراهيم بن أدهم أبوه وكفنه فى ردائه ثم واراه التراب
رحمة الله عليهم أجمعين. ثم تأتى الى قبة الصدفى وهى أول مقابر بنى الصدف بها قبر
أحمد بن يونس بن عبد الاعلى الصدفى من كبار المحدثين حدث عن الليث بن سعد رضى الله
عنه وكان وكيله وحدث عن غيره وأخذ الحديث عن جماعة من العلماء وروايته مشهورة
بالبخارى ومسلم وسيأتى الكلام عليه عند بيان قبره ومقابل قبة الصدفى من الجهة
الشرقية قبر تقول عليه الزوار شرحبيل بن حسنة وليس بصحيح ويحتمل أن يكون من ذريته
وهذا انتهاء الفرع الثالث وسيأتى الكلام على ما بعده وهى شقة المشاهد قال المؤلف
عفا الله عنه وقد جعلتها ثلاث شقق الشقة الاولى من عند قبة الصدفى قاصدا حارة
الكنانيين تتضمن تربة عقيل وانتهاؤها تربة عمرو بن العاص والشقة الثانية من تربة
عمرو بن العاص الى تربة القاسم الطيب والشقة الثالثة من مشهد القاسم الطيب الى
مسجد الامن تتضمن مقابر الصدفيين وتربة الصاحب ومقام الفخر الفارسى
ذكر الشقة الاولى من المشاهد اذا أخذت
مشرقا من قبة الصدفى قاصدا لمقبرة الهنود وجدت بينهما قبرا مبنيا بالحجر الكدان مسنما عند رأسه لوح
من الرخام وكذلك عند رجليه وكان بعض الزوار يقف عنده ويقول انه من مشايخ الهنود
وليس بصحيح ومقبرة الهنود قبلى هذا القبر عند الخروج من الزقاق المجاور لتربة سيدى
عبد الله الرومى المقابلة لتربة العساقلة قال المؤلف والخط معروف بزقاق الهنود
ورأيت على قبر منها عمر الهندى وعلى
آخر الشيخ محمد
الهندى وهم جماعة فى الحوش لكن تجدد عليهم الدفن وأما القبر المقدم ذكره فانى رأيت
مكتوبا فى رخامة بالقلم الكوفى هذا مشهد عمر بن حفص ثم تمشى مغربا بخطوات يسيرة
تجد تربة بها قبر الشيخ الفقيه الامام زكى الدين عبد المنعم بن عبد الملك المتصدر
بالجامع الازهر وقبليها تربة بها الشيخ الفقيه الامام بهاء الدين ابن عقيل أوحد
العلماء وأجل الفقهاء روى عن جماعة من العلماء وروى عنه جماعة من العلماء له الكتب
والمصنفات وتولى القضاء بالديار المصرية واسمه عبد الله بن عبد الرحمن بن عقيل
توفى سنة تسع وستين وسبعمائة وقد مضى له من العمر أحد وسبعون سنة وشهران وأربعة
عشر يوما وشهرته تغنى عن الاطناب فى مناقبه وتحت حائط هذه التربة قبر تحت عقد به
الشيخ أبو القاسم العسقلانى والى جانبه تربة الشيخ أبى جعفر البلقينى ثم تمشى وأنت
مستقبل القبلة بالخط المعروف بحارة الكنانيين تجد قبر الشيخ عبد الرحمن العسقلانى
وقبره فى تربة لطيفة وعند رأسه عمود يشهد باسمه ووفاته ثم تمشى فى الطريق المسلوك
طالبا للجهة الغربية تجد تحت جدار الحائط الغربية قبرا مبيضا تقول الزوار قبر
الفران قال شيخنا الادمى رحمهالله هو قبر الشيخ أبى عبد الله الدرعى ثم تأتى الى القبة
المشار اليها بجوار ابن شريح وليس بصحيح والصحيح ما قاله شيخنا الادمى رحمهالله وهو أن بها رجلا من بنى قضاعة يقال له محمد بن يحيى بن
زكريا القضاعى ثم تأتى الى قبر الغاسولى وهو فى التربة المقابلة للمكان المقدم
ذكره يفصل بينهما الطريق المسلوك ومن وراء هذه التربة من الجهة البحرية قبر الشيخ
نعيم من كبار الصالحين مذكور فى التواريخ وقبره من وراء حائط شرحبيل بن حسنة
المقدم ذكره ثم تأتى الى تربة السهروردية بها رجل يقال له السهروردى قال المولف
ولا أدرى هل هو السهروردى صاحب التصانيف أو غيره وهى تربة مشهورة ومن وراء حائطها
تربة قديمة بها قبر السيدة الشريفة صاحبة الدجاجة قال المؤلف ولم يذكرها أحد من
المؤلفين بل كانت مشايخنا يقفون عليها وبالتربة المذكورة جماعة من الاشراف لا تعرف
لهم أسماء قال المؤلف ورأيت بالتربة المذكورة رخامة فى الحائط مكتوب فيها بالقلم
الكوفى موسى بن عيسى بن منصور ثم ترجع الى تربة
النجدى وهى أول المشاهد وانما بدأت بما
تقدّم ذكره خوفا من السهو فانه داخلنى فى أماكن عديدة وسيأتى الكلام عليها ان شاء
الله تعالى فى حواشى هذا الكتاب فأما من بها من الاشراف فالشريف القسطنطينى وبها
الشيخ أبو العباس احمد النجدى وجماعة من الصلحاء وعند باب هذه التربة تربة الفقيه
الزبير وعند باب تربته عند جدار الحائط قبر الشيخ أبى العباس أحمد الاسكندرى وبحرى
هذه
التربة قبر الشيخ
أبى عبد الله المقدسى وهو قبر عند رأسه قطعة من الكدان مكتوب فيها اسمه ووفاته ثم
تخرج من الدرب المستجد البناء تجد تربة محمد بن نافع الهاشمى مذكور فى التواريخ
معروف قبره باجابة الدعاء ثم تأتى الى تربة عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم ابن
سعيد بن سهم السهمى رضى الله عنه واختلف فى قبره وحكى القضاعى عن حرملة ان عمرو بن
العاص وعقبة بن عامر الجهنى فى قبر واحد وحكى ابن الجباس فى تاريخه انه على طريق
الحاج وكان طريق الحاج من الفتح وقال صاحب كتاب المزارات المصرية انه هو القبر
الكبير غربى قبر الامام الشافعى والموضع الذى هو به يسمى مقابر قريش وهو الآن
مجاور لقبر محمد بن نافع الهاشمى المقدّم ذكره وكذا قال ابن عثمان هو غربى الخندق
وشرقى المشهد قال السيد أسعد النسابة والمشهد المذكور وهو مشهد السيدة آمنة ابنة
موسى الكاظم وفى بعض الأقوال هو القبر الكبير المشار اليه بقبر القاضى قيس
والمستحب لمن زار هذا المكان أن يحضر قلبه ويخلص نيته فانه مكان مبارك قيل ان
انسانا أتى الى زيارة هذا المكان فوجد رجلا بالمكان لا يعرف أهو الخادم أم غيره
فسأله عن قبر عمرو بن العاص فأشار اليه برجله فما خرج حتى أصيب فيها وحكى عن عمرو
بن العاص رضى الله عنه انه كان تاجرا فى الجاهلية يختلف بتجارته الى مصر
والاسكندرية والحبشة وحكى راشد مولى حبيب بن أوس قال حدثنى عمرو بن العاص من فيه قال
لما انصرفنا من الأحزاب غزوة الخندق وكانوا يرون رأيى ويمتثلون أمرى فقلت لهم أما
تعلمون ان أمر محمد صلىاللهعليهوسلم يعلو الامور كلها علوا ما عليه من مزيد وانى والله أرى
مالا ترون قالوا وما ترى قال رأيت بأن نلحق بالنجاشى فان ظهر محمد صلىاللهعليهوسلم على قومنا فنكون تحت يد النجاشى أحب الينا أن نكون تحت يد
محمد صلىاللهعليهوسلم وان ظهر قومنا كنا منهم قالوا ان هذا لرأى رشيد قال فقلت
اجمعوا أدما كثيرا فجمعوه ثم خرجنا الى النجاشى فلما قدمنا عليه وصرنا عنده جاءه
عمرو بن أمية الضمرى وكان قد بعثه رسول الله صلىاللهعليهوسلم رسولا الى النجاشى فى شان جعفر بن أبى طالب والصحابة الذين
كانوا معه فدخل عليه ثم خرج فقلت لأصحابى هذا عمرو بن أمية لو سألت النجاشى فيه
لأعطانى إياه فأضرب عنقه فانى إن فعلت ذلك رأت قريش انى قد أجزأت عنها اذ قتلت
رسول رسول الله ثم دخلت عليه فسجدت له كما كنت أصنع فقال مرحبا بصديقى أهديت لى
شيأ من بلادك قال قلت نعم أيها الملك أهديت لك أدما كثيرا قال فقربته اليه فأعجبه
ثم قلت له أيها الملك انى رأيت رجلا خرج من عندك وهو رسول رجل عدوّ لنا فأعطنيه
لا قتله فغضب ثم
مدّ يده وضرب بها أنفسه ضربة ظننت انه قد كسره فلو انشقت لى الارض لدخلت فيها فزعا
منه فقلت أيها الملك والله لو ظننت انك تكره هذا ما سألتك قال أتسألنى أن أعطيك
رسول رجل يأتيه الناموس الا كبر الذى كان يأتى موسى قال فقلت أيها الملك أكذلك هو
قال ويحك يا عمرو أطعنى واتبعه فانه والله لعلى الحق وانه ليظهر على كل من خالفه
كما ظهر موسى على فرعون وجنوده قال فقلت أتبايعنى على الاسلام قال نعم فبسط يديه
فبايعته على الاسلام ثم خرجت لأصحابى وقد مال رأيى عما كنت عليه وكتمت اسلامى
وخرجت عامدا الى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وكان قبل الفتح فلقيت خالد بن الوليد مقبلا من مكة فقلت
الى أين يا أبا سليمان قال والله لقد استقام المستقيم وان الرجل لنبى حق اذهب
والله فأسلم فحتى متى قال قلت ما جئت الا لأسلم ثم قدمنا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم فمدّ الىّ يده فأسلمت وبايعنى رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال فبايعته ثم انصرفت وروى عن عمرو بن العاص رضى الله عنه
قال بعث الى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال خذ عليك ثيابك وسلاحك قال فأخذت على ثيابى وسلاحى ثم
أقبلت الى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فوجدته يتوضأ فصوب النظر ثم طاطاه ثم قال يا عمرو انى أريد
أن أبعثك على جيش يغنمك الله ويسلمك قال قلت يا رسول الله انى ما أسلمت للمال
ولكنى أسلمت رغبة فى الاسلام وأن أكون معك فقال يا عمرو نعم المال الصالح مع الرجل
الصالح فوجهه رسول الله صلىاللهعليهوسلم الى السلاسل من بنى قضاعة فى ثلثمائة فارس فكتب الى رسول
الله صلىاللهعليهوسلم يستمده فأمدّه بمائتى فارس من أهل الشرف فيهم أبو بكر وعمر
وروى عن عمرو بن العاص رضى الله عنه انه كان يقول أيها الناس ما أبعد هديكم من هدى
نبيكم كان نبيكم صلىاللهعليهوسلم أزهد الناس فى الدنيا وأنتم ترغبون فيها ومن كلامه رضى
الله عنه من عاتب رجلا بأكثر من عقله فقد ظلمه ومما روى عقبة بن عامر الجهنى رضى
الله عنه عن النبى صلىاللهعليهوسلم انه قال أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص وكان أمير المؤمنين
عمر بن الخطاب رضى الله عنه اذا رأى رجلا يتلجلج فى كلامه يقول خالق هذا وخالق
عمرو بن العاص واحد وكان من صفته رضى الله عنه انه كان أسمر اللون وهو أول أمير
أمر على مصر وهو الذى افتتحها كما تقدم الكلام ثم ولى لعثمان بعد عمر وولى لمعاوية
بن أبى سفيان وتوفى وهو أمير على مصر ليلة عيد الفطر سنة ثلاث واربعين من الهجرة
قال يونس فى تاريخه ودفن بسفح المقطم وكان طريق الناس يومئذ الى الحجاز فاحب أن
يدعو له كل من يمر بقبره وترك
عمرو بن العاص رضى
الله عنه بعد موته لولده عبد الله مائة أردب ذهب وسبع قناطير فضة فتورع عنها عبد
الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما ولم يلتمس منها شيئا وكان عبد الله ابن عمرو
بن العاص رضى الله عنه اماما عالما ورعا زاهدا وهو أحد العبادلة الذين يدور عليهم
العلم ومناقبه غير محصورة وقد تقدم الكلام عليه ثم تمشى منها وهذا انتهاء الفرع
الاول من شقة المشاهد. وأما الشقة الثانية
وهى من التربة المقدم ذكرها وانتهاؤها مشهد القاسم الطيب فاذا خرجت من هذه التربة مستقبلا للقبلة أخذت يسارا بخطوات
يسيرة وجدت حوشا لطيفا به قبر الشيخ موسى بن رعانة وهو دفن قديم وهو مولى عمرو بن
العاص ثم تمشى مستقبل القبلة قاصدا لمشهد السيدة زينب تجد عامودا فى حوش تحت قبة
الشافعى مكتوب عليه هذا قبر الشيخ أبى العباس البصير المقرى ووفاته معروفة على قبره
قال المؤلف عفا الله عنه ولم يكن فى القرافة من اسمه أبو العباس البصير غير اثنين
أبو العباس هذا وشيخنا الذى فى شقة الجبل
ذكر المشهد المعروف بالسيدة زينب ابنة
يحيى المتوج بن الحسن الانور بن زيد الابلج ابن الحسن السبط بن على بن أبى طالب
رضى الله عنهم ذكرها ابن الجباس
فى طبقة الاشراف وهى من الحسنيين والاشراف على أنواع عديدة فمنهم حسنيون وحسينيون
فالحسنيون يتصل نسبهم بالحسن بن على بن أبى طالب والحسينيون يتصل نسبهم بالحسين
ابن على وهو الشرف الاكبر والشرف أيضا متصل بجعفر الطيار بن أبى طالب وله عقب
بالقرافة وزينب هذه ابنة يحيى المتوج أخو السيدة نفيسة قالت السيدة زينب خدمت عمتى
نفيسة أربعين سنة ما رأيتها نامت ليلا ولا أفطرت نهارا وكنت أجد عندها ما يخطر
بخاطرى ولا أعلم من يأتى به فتعجبت من ذلك فقالت لى يا زينب من استقام مع الله كان
الكون بيده وفى طاعته وكراماتها كثيرة ذكرها ابن الضراب وفى قبتها الشريف سعد
الدين سعد الله بن فارس الشام حرب بن محمود والمختار انهم بيت كبير بمصر وهم
يعرفون ببيت نائب الباب من ذرية أبى العباس أحمد بن المخلع وبجانبه السيد أحمد
المكفوف ابن الافطس من أرباب الاحوال وبالتربة على بن محمد بن الحسين بن على
الاصغر بن على زين العابدين بن الحسين بن على بن أبى طالب وهذه التربة مشهورة
معروفة عند الزوار ومن ورائها خلف القبلة المشهد الكبير المعروف بمشهد أم كلثوم
بنت محمد بن جعفر الصادق كان أهل مصر يأتون الى زيارة زينب هذه وكان الظافر
الفاطمى يأتى الى زيارتها ماشيا ووفاتها فى الرخامة التى عند رأسها قال السيد أسعد
النسابة هو المشهد المجاور لقبر عمرو بن العاص
وليس فيه خلاف
وفيه جماعة وحكى أيضا أن اهل مصر جاؤا الى هذا المشهد يستسقون وكان النيل قد توقف
فجرى النيل بإذن الله تعالى وتوفيت سنة أربعين ومائتين. وأما
من بهذا المشهد من الاشراف فالسيدة الطاهرة فاطمة ابنة القاسم الطيب بن محمد المأمون بن جعفر الصادق بن
محمد الباقر بن على زين العابدين ابن الامام الحسين بن على ابن أبى طالب رضى الله
عنهم أجمعين تعرف بالعيناء سميت بذلك لحسن عينيها والدعاء فى محرابها مجاب ومصحفها
الذى كانت تقرأ فيه عند رأسها حكى خادمها انه كان يقرأ سورة الكهف فغلط فى موضع
فردت عليه من داخل القبر وكان المصريون يعظمون هذا المشهد لما رأوا من عظيم بركته
وتعرف أيضا بالعربية وقيل انه كان بعينيها شبه من عين فاطمة الزهراء وكانت عينا
السيدة فاطمة تشبه عين الحور العين ولما ان بنى مشهد الامام الشافعى رضى الله عنه
حملوا من حوله جماعة من الاموات ودفنوهم بهذا المشهد وهى القبور الصف التى مع
الحائط الى جانب بعضها قال المؤلف وهم يعرفون ببنى زهرة وبه أيضا قبر السيد الشريف
محمد بن اسماعيل بن عبد الله الحسينى وبه أيضا قبر الشريف زيد ابن أحمد بن يحيى بن
محمد بن على بن اسماعيل ابن عبد الله المحض ابن الحسن المثنى ابن الحسن السبط ابن
على بن أبى طالب رضى الله عنهم وبه أيضا قبر السيد الشريف يوسف ابن اسماعيل بن
ابراهيم الحسينى وبه أيضا قبر السيد الشريف زيد بن محمد بن يحيى بن محمد بن على بن
اسماعيل بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين ابن الامام الحسين بن
على بن أبى طالب رضى الله عنهم وبه أيضا قبر السيد الشريف أبى القاسم ابن محمد بن
على بن الحسن بن على بن ابراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على ابن أبى
طالب كرم الله وجهه وبه أيضا قبر السيد أبى طالب الحسن بن جعفر وبه قبر السيد محمد
بن حمزة بن محمد قال السيد أسعد النسابة كلهم بمشهد السيدة أم كلثوم وبالمشهد أيضا
تربة لطيفة بها قبر الشيخ أبى العباس أحمد السردوسى خادم سيدى أبى العباس أحمد
البدوى وبالمشهد أيضا جماعة من ذرية السيدة أم كلثوم ولهم عقب يعرفون بالكلثميين
قال رحمهالله والكلثمة لغة ثخن الخدود ويعرفون أيضا بالطيارة ثم تخرج من
المشهد المذكور ماشيا فى الطريق المسلوك قاصدا جهة الغرب تجد تحت حائط المشهد قبر
الشيخ داود خادم العيناء ثم تمشى فى الطريق المسلوك تجد قبرا بين الجدر هو قبر
السيدة هند ابنة عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهرى ذكرها ابن عثمان فى تاريخه
والخط كله يعرف بمدافن بنى زهرة ثم تأتى الى الطريق المسلوك تجد مع الحائط قبرا
داثرا قيل انه قبر
البالسى ويسمونه
غير ذلك وبالحومة المذكورة تربة بها قبر ابن الحمراء وهو متأخر الوفاة حضر شهاب
الدين القرشى فى ميعاد فلما سمع الوعظ استمع ومات وبالقرافة من استمع ومات غيره
وسيأتى الكلام عليه عند بيان قبره ثم تمشى فى الطريق المسلوك مستقبل القبلة تجد
على يمينك قبور الفقهاء بنى زهرة وعندهم جماعة يقال لهم الجيزيون وقيل إن هناك قبر
السيد والد الشريف أسعد ابن النحوى النسابة له كتب عديدة من جملتها كتاب الرد على
اولى الرفض والمكر فيمن كنى بأبى بكر وله كتاب يسمى مزارات الاشراف وله كتب موضوعة
فى علم النسب قال الشيخ رشيد الدين العطار ما رأيت أبين من تصانيفه رضى الله عنه
وله ذرية بمصر مات بعد الستمائة وفى طبقته السيد أبو عبد الله محمد بن الحسين من
ذرية زيادة ثم تمشى خطوات يسيرة تجد قبر على بن محمود الحافظ وهو قبر حوض حجر عليه
مجدول كدان مكتوب عليه اسمه ووفاته وهو بازاء المشهد اللطيف الذى مع حائط مشهد أم
كلثوم الذى به السيد الشريف أبو الحسن على المنتخب وبالتربة المذكورة جماعة من بنى
المنتخب وتحت حائطها القبلى قبر الشيخ مجد الدين العسقلانى خادم المشاهد والى
جانبه من القبلة قبر أبى أحمد محمد بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن
على ابن أبى طالب كرم الله وجهه وهو مشهد لطيف مجاب فيه الدعاء قال المولف وبينهما
وبينه تربة بنى المنتخب وكان بعض الزوار يقول إنه أخو الشريف سعد الله الذى مشهده
بالقاهرة بالحطابة وسيأتى الكلام على هذا المشهد ومن حوله من الاشراف والعلماء فى
جزء غير هذا ويحتمل أن يكون من أقاربهم وأن يكونا فى قبر واحد ثم تأتى الى قبر
القاضى قيس بن أبى العاص السهمى وهو أول من ولى القضاء على مصر وذلك فى خلافة عمر
بن الخطاب رضى الله عنه فلما مات قيس بن أبى العاص كتب عمرو بن العاص يخبر أمير
المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه بوفاته ويستشيره فيمن يولى فكتب اليه أن ول
كعب بن يسار فلما حضر كتاب أمير المؤمنين أرسل عمرو الى كعب يخبره فقال والله لا
يكون ذلك لقد كنت حكما فى الجاهلية فلا أكون حكما فى الاسلام فكتب بذلك عمرو ابن
العاص الى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فقال عمر صدق والله كعب فاستخلف عثمان ابن
قيس وقبراهما بالمشاهد معروفان
ذكر المشهد المعروف بالسيد الشريف هاشم
الهاشمى وهى التربة
المجاورة للقاضى قيس المقدم ذكره بها قبر السيد الشريف هاشم بن الحسين بن محمد بن
الحسين بن على بن محمد ابن على بن اسماعيل الاعرج ابن جعفر الصادق بن محمد الباقر
بن على زين العابدين
ابن الامام الحسين
بن على بن أبى طالب رضى الله عنهم المعروف بالهاشمى ذكره أبو عبد الله القرشى فى
طبقات الاشراف وهو امام جليل القدر وسيرته تغنى عن الاطناب فى مناقبه وبالتربة قبر
ولده محمد الهاشمى والله أعلم
ذكر مشهد زينب ابنة السيد الشريف هاشم المقدم ذكره وهو بحرى مشهد أبيها فى الزقاق الضيق وقبرها
معروف ونسبها مكتوب عليه والى جانب قبرها جماعة من ذرية أبى بكر الصديق ويجاور
قبرها تربة لطيفة بها قبر عليه عمود رخام مكتوب فيه هذا قبر أبى الحسن على بن أبى
بكر بن هانئ الخزرجى ووفاته معروفة على قبره وتوفيت زينب الهاشمية المقدّم ذكرها
سنة خمسين واربعمائة ومقابل تربتها تربة بها قبر الشيخ موسى المقرى بقبة الامام
الشافعى وعلى الباب قبر السيد الشريف أبى عبد الله محمد بن على بن عبد الله ابن
محمد الاصغر بن ادريس بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن على
ابن أبى طالب رضى الله عنهم وله ذرية عند باب السيد الشريف على واماما وراء مشهد
الشريف هاشم من الجهة القبلية فقبر السيد الشريف أحمد بن محمد بن عبد الله بن
الحسن ابن الحسن بن على بن أبى طالب رضى الله عنهم الا أنى قابلته على شجرة أبى
جعفر الرازى فلم يصح وأظن أن الكاتب ترك شيئا من النسب قلت انه تحت قبلة هاشم ثم
تمشى مستقبل القبلة قاصدا مشهد السيد على تجد قبر رجل من أولاد اسماعيل بن جعفر
الصادق ذكره القرشى فى طبقاته ثم تأتى الى تربة السيد الشريف على بن عبد الله بن
القاسم بن محمد ابن جعفر الصادق كان من أهل الصلاح والدين وهو مشهد جليل بناه الظافر
الفاطمى وكان يحمل اليه النذور وكان الفاطميون يأتون الى هذه المشاهد ويتصدقون
عندها بالاموال قال أبو عمر الكندى وكانوا يجعلون عليها الستور ومات علىّ هذا سنة
خمس وعشرين وثلثمائة وهو الذى شفع لعفان بن سليمان عند سلطان مصر قال ابن موهوب
وذلك أن عفانا كان يتصدق فى المواسم والاعياد بالاموال الكثيرة فبعث اليه تكين
صاحب مصر يطلب منه مالا فرده عنه علىّ وقال له مالك ولرجل جعل ماله وقفا لله تعالى
فلما بلغ ذلك عفان بعث اليه فى الليل مائة دينار فردها وقال للذى جاء بها اليه قل
له ان الله يقول من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها فكيف أبيع نصيبى بمائة دينار
قال ابن الانبارى ثلاثة استحضرهم تكين فى يوم واحد بنان الحمال وأبو الحسن بن
الصائغ وعلى ابن عبد الله بن القاسم فأما بنان فانه ألقاه الى السبع فلم يضره وأما
ابن الصائغ فانه خرج من مصر وأما على بن عبد الله فانه نظر اليه فحم لوقته وكان
لعبد الله بن القاسم عقب بمصر
يقال لهم بنو
طيارة انقرضوا ولم يبق لهم عقب وكل من ادعى ذلك فقد كذب هكذا حكى الاسعد النسابة
فى مزارات الاشراف قلت ومشهده معروف خلف مشهد هاشم بحرى الحسن والمحسن
ذكر ما حول هذا المشهد من الاشراف فعلى باب هذا المشهد تربة لطيفة ملاصقة للمشهد بها قبر
السيدة زينب ابنة محمد بن على بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن ادريس بن عبد الله
المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن على بن أبى طالب رضى الله عنهم وقد تقدم
ذكر والدها عند الشريف هاشم وهذا القبر هو الذى أشار اليه القرشى فى طبقة الاشراف
وعلى باب التربة قبر مبنى مع جدار الحائط هو قبر السيد الشريف حيدرة ومقابل هذه
التربة تربة بها جماعة من الاشراف يعرفون بأولاد ابن زيد وبالحومة قبر السيدة أم
القاسم بن عبد الله بن على بن القاسم الحسنية وهى صاحبة القبر الرخام الذى فى
التربة التى بالقرب من مشهد السيد على وهو لا يعرف الآن وفى هذه الطبقة السيدة
الطاهرة مريم ابنة عبد الله بن على بن عبد الله الحسنية قال القرشى فى المزارات هو
القبر الرخام الذى برأس مشهد اسماعيل قال المؤلف عفا الله عنه ومشهد اسماعيل لا
يعرف بين المشاهد ولم يذكر هذا أحد من علماء التاريخ والذى أراه أن القرشى أشار
الى مشهد على ابن القاسم وأظن أن الكاتب غلط بقوله مشهد اسماعيل ولم يكن بالمشاهد
مشهد على بابه مشهد امرأة شريفة الا هذا المشهد قلت والقبر المشار اليه به قبر
امرأة شريفة من ذرية ادريس الاصغر ابن ادريس الاكبر ابن عبد الله المحض بن الحسن
المثنى بن الحسن السبط بن على بن أبى طالب رضى الله عنهم والى جانبها تربة السيد
الشريف ابراهيم ابن محمد من ذرية أبى العباس المخلع كان إماما فى علم اللغة وكان
كثيرا ما يتمثل بهذه الابيات
ولقد سألت الدار
عن أخبارهم
|
|
فتبسمت عجبا ولم
تبد
|
حتى مررت على
الكنيف فقال لى
|
|
أموالهم ونوالهم
عندى
|
والتربة معروفة
بين المشهدين وبها أيضا قبر السيد الشريف أبى العباس المخلع وفى طبقتهم السيد
الشريف الزاهد العابد المحدث والد الشريف عز الدين نقيب الاشراف كان معتكفا فى
بيته حتى مات ولا أدرى هل هو الشريف نقيب الاشراف عز الدين الذى عند ابن عطاء أم
لا قلت وهذا لا يعرف له قبر بالمشاهد والى جانب مشهد السيد على المقدم ذكره مقبرة
القرشيين بها عمود على طريق السالك مكتوب فيه هذا قبر الفقيه الامام المحدث بهاء
الدين أبى عبد الله محمد بن عبد الحميد بن عبد الرحمن القرشى كان رضى الله عنه
مدرسا
بالناصرية وتوفى
سنة احدى وسبعين وسبعمائة وهذا المشهد معروف باجابة الدعاء وقال القرشى فى تاريخه
إن على بن عبد الله مات شهيدا قال عند موته تمنيت على الله الشهادة فرأيت رسول
الله صلىاللهعليهوسلم فى النوم فقال لى أنت من الشهداء فأصابه علة البطن فمات
بها ذكر المشهد المعروف بالسيدة آمنة ابنة
موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر ذكرها الاسعد النسابة وعدها القرشى فى طبقة الاشراف وذكرها
ابن عثمان فى تاريخه حكى ابو سفيان قال حججت فى سنة من السنين فلما أتيت عند
الكثيب الاحمر رأيت رجلا يأخذ الرمل ويجعله فى اناء ويصب عليه الماء ويأكل ويشرب
فقلت له اسقنى فسقانى فوجدته سويقا وسكرا فسألت عنه فبلغنى انه موسى الكاظم رضى
الله عنه وحكى عن خادمها انه كان يسمع عندها قراءة القرآن فى الليل ويحكى ان رجلا
جاءها بعشرين رطلا من الزيت وعاهد الخادم أنه يقيد ذلك فى ليلة واحدة فجعله الخادم
فى القناديل فلم يقد منه شئ فتعجب الخادم من ذلك فرآها فى المنام وهى تقول له يا
فقيه رد عليه زيته فانا لا نقبل الا الطيب وسله من أين اكتسبه فلما أصبح جاء الى
الرجل الذى جاء بالزيت فقال له خذ زيتك قال لم قال انه لم يقد شيئا وقد رأيتها فى
المنام وهى تقول إنا لا نقبل الا الطيب فقال له صدقت انى رجل مكاس ثم أخذ الزيت
ومضى
ذكر ما حولها من
الصالحين قال ابن عثمان فى تاريخه وعند باب هذه التربة قبر الرجل الصالح المعروف
بالقماح كان من أهل الخير والصلاح والدين معدود من طبقة أرباب الاسباب وهو القبر
المقابل لباب المشهد تحت جدار الحائط وعند باب هذا المشهد من الجهة الغربية حوش
لطيف به قبران من الدفن القديم يقال لهما مشعرة وست الناس مولاتا عمر بن الخطاب
رضى الله عنه وقد ذكر القرشى فى طبقة الاشراف السيدة زينب الكلثمية قلت ومعنى قوله
الكلثمية أى من ذرية القاسم الطيب وذريته يعرفون بالكلثميين ويعرفون أيضا بالطيارة
هكذا قال الاسعد النسابة قال القرشى وقبرها على جانب الطريق عند مشهد آمنة وأقول
والله أعلم انه المكان المشار اليه بمشعرة وست الناس وبالحومة قبر الفقيه الامام
العالم عبد الله بن رفيع ذكره القرشى فى طبقاته وهو القبر الكبير المعروف بالمشاهد
الملاصق لمشهد السيدة آمنة قال القرشى كان عليه قبة قلت وهو الان كوم تراب ملاصق
لقبة المشهد كان مكتوبا عليه هذه الأبيات
يا من ترفع
بالدنيا وزينتها
|
|
ليس الترفع رفع
الطين بالطين
|
اذا أردت شريف
الناس كلهم
|
|
فانظر الى ملك
فى زى مسكين
|
ذاك الذى شرفت
بالله همته
|
|
وذاك يصلح
للدنيا وللدين
|
وقبره معروف
باجابة الدعاء وعندها قبر فى قبة ليس لها سقف يعرف بمصرفة قاضى الصحابة هكذا نقل
عنه مشايخ الزيارة قال المؤلف وهذا غير صحيح لانا ذكرنا فى كتابنا هذا القضاة
الذين ولوا مصر وغيرها من زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه الى
زماننا هذا فلم أر فيهم من اسمه مصرفة قاضى الصحابة ويحتمل أن يكون رجلا من
الصالحين واسمه مصرفة قلت هذا الأصح وحول هذا المشهد جماعة من الأشراف ولم يكن
بالمشاهد من اسمه آمنة غير هذه وذكر القرشى آمنة ابنة عبد الله بن الحسن بن عبد
الله من أولاد القاسم الرسى والذى أراه انها فى حوش طباطبا ومنهم من قال انها
بالمشاهد وليس بصحيح ثم تمشى مشرقا بخطوات يسيرة الى مشهد الحسن والمحسن ذكرهما
ابن عثمان فى تاريخه وهما ابنا القاسم الطيب ابن محمد بن جعفر الصادق وهو مشهد
جليل القدر معروف باجابة الدعاء وبه جماعة من الأشراف ثم تخرج من هذا المشهد فتمشى
مستقبل القبلة تجد على يمينك مشهدا لطيفا به قبر مبنى على هيئة مصطبة هو قبر السيد
الشريف أبى عبد الله محمد بن على بن عبد الله بن القاسم بن محمد بن جعفر الصادق
رضى الله عنهم ثم تأتى الى مشهد السيدة أسماء ابنة عبد العزيز بن مروان المعروفة
بصاحبة المصحف بالجامع العتيق كذا قاله القرشى وقال ابن عثمان هى أسماء ابنة أبى
بكر الصديق رضى الله عنه وهذا غلط قال بعض مشايخ الزيارة إن اسمها هند وليس بصحيح
والصحيح ما قاله القرشى وعدها فى طبقة التابعين قال الامام أبو عمر الكندى رضى
الله عنه هى التى أوقفت المصحف الذى يقرأ فيه بعد صلاة الصبح الذى جعلوه مكان مصحف
عثمان بن عفان حين سرق وهو مصحف قديم كتبته أسماء وجعلته فى الجامع العتيق وقالت
من أخرج فيه غلطة كان له فرس ومائة دينار فتصفحه الناس فلم يقدر أحد أن يخرج فيه
غلطة فجاء رجل من الحمرا وهى قبيلة تعرف بالحمرا فأخرج فيه غلطة عند قوله تعالى ان
هذا أخى له تسع وتسعون نعجة فغلط الكاتب وكتب نجعة وكان أهل مصر اذا نزل بهم أمر
فتحوه وكان فى مكانه مصحف عثمان بن عفان حين بعث بالمصاحف الى الامصار فى قصة
طويلة ذكرها ابن عبد البر وماتت أسماء هذه سنة ستين ومائة وذكر الكندى خبرها فى
قصة الامراء عند ذكر عبد العزيز بن مروان وكان يرى أهل مصر الموضع الذى ولد فيه
عمر ابن عبد العزيز عند قيسارية بنى مرة وذلك مذكور فى الخطط ومن نساء التابعين فى
طبقتها رقية ابنة عقبة بن نافع المجاب الدعوة قبرهما مما يلى المصلى الى جانب
سكينة ابنة زين
العابدين بن
الامام الحسين وسيأتى الكلام عليها عند ذكر بيان قبرها عند ذكر شقتها ان شاء الله
وانما عرضت بذكرها هنا لانها فى طبقة أسماء وفى طبقتها أيضا أم يزيد بن أبى حبيب
وسيأتى ذكرها فى مقبرة بنى يزيد ومقبرة بنى يزيد فى النقعة الكبرى خلف مسجد الفتح
وفى طبقتها أم عبد الله القرشية توفيت سنة ست وعشرين ومائة قال القرشى وقبرها الى
جانب السالك قلت وهو لا يعرف الآن وفى طبقتها أم ربيعة بنت شرحبيل بن حسنة قديمة
الوفاة بمصر وهى لا يعرف لها قبر ثم الى جانب المشهد المقدّم ذكره تربة قديمة
البناء بها قبر الشيخ أبى الخير سلامة بن اسماعيل بن جماعة المقدسى الشافعى
المعروف بالضرير كان فقيها عالما محدثا وله مصنفات فى الفقه وسمع أكثر الحديث وروى
عن عبد العزيز ابن محمد النصيبينى الانصارى وعن أبى الفتح سلطان بن ابراهيم
المقدسى وجماعة من الثقات وروى عنه جماعة من العلماء المحدثين فهو معدود فى طبقة
الفقهاء والمحدثين والقراء ذكره الشيخ موفق الدين بن عثمان فى تاريخه وبالتربة
جماعة من المقادسة ومقابلها تربة متسعة بها قبر السيد الشريف أبى الحسين أخو السيد
الشريف طباطبا وبها أيضا قبر السيد الشريف ابراهيم الجو وبها جماعة طباطبيون
ويلاصقها من الجهة القبلية تربة بنى الرضى بها قبر السيد الشريف أمين الدين رضى
المصلى وبها أيضا قبر السيدة نفيسة ابنة أمين الدين رضى المصلى وبالتربة بنت نفيسة
بنت رضى المصلى ولهم تربة برباط أم العادل المجاور لمشهد السيدة نفيسة وقد تقدّم
الكلام عليهم ثم تخرج من التربة مستقبل القبلة تجد على يمينك حوشا به جماعة من
الأشراف ثم تأتى الى الدرب المستجد المحيط بمشهد السيد يحيى الشبيه فعند باب هذا
المشهد حوش لطيف ملاصق للحوض به جماعة من الأشراف وقيل ان به الشريف التاجورى
والصحيح ان الشريف التاجورى والرضى الخشاب بشقة أبى الربيع بالقرب من أبى محمد
المقترح قال القرشى فى تاريخه كان اماما عالما وذكر فى طبقته عبد القوى المعروف
بالتاجورى وقال هو فى التربة الملاصقة لتربة الرضى الخشاب المتصدر ولا أدرى هل هو
أشار الى رضى الدين المصلى المقدم ذكره أم لا لان التربة ملاصقة للتربة وقيل إن
بالتربة جماعة من الاشراف الحسنيين وبالتربة جماعة من الانصار هكذا أخبرنى رجل من
ذريتهم أنهم من ذرية اسامة بن زيد وأن لهم معلوما يتناولونه الى الآن وتوفى
التاجورى سنة اثنين وخمسين وخمسمائة ثم تمشى مغربا خطوات يسيرة تجد مع الحائط
قبرين الى جانب بعضهما يعرفان بالطراز الغاسل والذهب الغاسل ولا أدرى هل هما
شريفان أم لا وقبليهما حوش الفقهاء بنى كامل ثم تدخل
من الدرب المستجد
الى مشهد السيد الشريف يحيى بن القاسم الطيب بن محمد المأمون ابن جعفر الصادق رضى
الله عنهم ذكره الاسعد ابن النحوى النسابة والرازى وابن بللوه النسابة قال القرشى
فى تاريخه كان شبيها برسول الله صلىاللهعليهوسلم قال ابن النحوى كان بين كتفيه شامة بها شبه بخاتم النبوّة
وكان اذا دخل الحمام فنظر الناس الشامة التى بين كتفيه يكثرون من الصلاة على رسول
الله صلىاللهعليهوسلم ولما سمع أهل مصر بقدومه خرجوا الى ظاهر مصر يتلقونه وكان
ابن طولون أقدمه من الحجاز وكان يوم قدومه يوما مشهودا وبالمشهد قبر عبد الله أخيه
وقبره فى وسط القبة وعند رأسه لوح رخام فيه نسبه وتوفى عبد الله هذا يوم الاثنين
لاثنتى عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة احدى وستين ومائتين وكان تلو أخيه فى
العبادة والطهارة والعفة والصلاح وهم بيت عظيم معروفون باجابة الدعاء وبالقبة أيضا
قبر السيدة أم الذرية زوجة القاسم الطيب الى جانب قبر ولدها كانت من الزاهدات
العابدات قال المؤلف وهى شريفة ذكرها القرشى فى طبقة الاشراف وبالتربة أيضا قبر
السيد يحيى بن الحسن الانور أخى السيدة نفيسة الطاهرة قال القرشى وليس بمصر من
إخوتها أحد سواه ولا عقب له وحكى انه كان يرى على قبره نور قال أبو الذكر دخلت الى
قبر يحيى فلم أحسن الادب فسمعت من قبر ورائى يقول قل انما يريد الله ليذهب عنكم
الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا قلت والواجب على الزائر اذا دخل الى مكان فيه
أشراف أن يقرأ هذه الآية وهذا المشهد معروف باجابة الدعاء فيه وعند الخروج من قبر
السيد يحيى تجد حوشا على اليسار مقابل الصهريح به جماعة من الاشراف وقيل إن به
البنات الابكار وغيرهم ولو استوعبنا أسماءهم لضاق الوقت علينا لكن القصد انجاز
الكتاب قبل الاجل ثم تخرج من المشهد قاصدا مشهد القاسم الطيب تجد عند حائط الدرب
القبلى قبر ابن خلكان غير صاحب التاريخ ثم تخرج من الدرب تجد على اليسار حوشا به
جعفر الجمال ومقابل الحوش قبر مع الحائط يعرف بالمعرف بنفسه يأتى الكلام عليه بعد
مناقب السيد جعفر وبهذا الحوش قبر السيد الشريف جعفر الموسوى المعروف بالجمال من
ولد موسى الكاظم ابن جعفر الصادق ذكره الاسعد النسابة ومن أهل التاريخ من قال انه
مدفون بتربة القاسم الطيب ومنهم من قال انه بهذا الحوش قال الاسعد النسابة انه
غربى مشهد القاسم قال المؤلف وهذا دليل على انه ليس بتربة القاسم الطيب ولو كان
بمشهد القاسم لاشار اليه وانه بهذا الحوش والحوش ملاصق للمشهد حكى الاسعد النسابة
انه حج ثمانين حجة وكانت له جمال كثيرة تكرى وتحمل الى الحجاز وكان نقيب مكة وله
عقب باماكن
شتى منهم بقية
بمصر يسيرة وجعفر الجمال هو شيخ الميمون بن حمزة الحسينى وفى قبره جماعة من ولده
وولد ولده وهم الكل يزارون ويقصدون وعلى قبره مشاهد وأثر قال المؤلف والموضع الآن
حوش داثر وعند باب هذا المشهد قبر يعلو مصطبة هو قبر الشيخ عمر بن الزريقة أحد
مشايخ الزيارة فى الليل والنهار ووفاته معروفة على قبره وصلاحه وخيره معروف وشهرته
تغنى عن الاطناب فى ذكر مناقبه
ذكر المشهد المعروف بالقاسم الطيب بهذا المشهد السيد الشريف الامام العالم القاسم الطيب ابن
محمد المأمون يلقب بالديباج بن جعفر الصادق رضى الله عنه ذكره القرشى فى طبقة
الاشراف قال ابن النحوى كان القاسم الطيب من أحفظ الناس لحديث رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولقد كتب عنه أربعمائة محبرة وكان من الاشراف الاجواد قال
الرازى كان أولاده يعرفون بالطيارة وقال الاسعد النسابة ويعرفون أيضا بالكلثميين
وقد تقدمت هذه العبارة قال أبو عمر رأيت القاسم بمكة يدعو الله وقد اقشعر جسده
فقلت له ما هذا يا ابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال انى لاستحيى من الله أن أدعوه بلسان ما أديت به حق
شكره ومناقبه غير محصورة ووفاته معروفة وهذا آخر الشقة الثانية ذكر
الشقة الثالثة ابتداؤها من مشهد السيدة كلثم وانتهاؤها حوش الشيخ مسلم كما تقدم الكلام
ذكر مشهد السيدة كلثم وما حوله من
الصالحين رضى الله عنهم فيه السيدة كلثم
ابنة القاسم الطيب رضى الله عنها ذكرها ابن عثمان فى تاريخه ومشهدها معروف باجابة
الدعاء قيل انها تزوجت وحصل لها أولاد وقد انقرضت ذريتها وقيل ان معها فى قبرها
جماعة من أولادها وقيل لم يكن بالمشهد غيرها وذكرها الاسعد النسابة وشهرتها تغنى
عن الاطناب فى مناقبها وبجوارها مشهد السيد الشريف ابراهيم الغمر بن عبد الله
المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط هكذا نقله مشايخ الزيارة وقيل انه من ولد
ابراهيم الغمر لان ابراهيم الغمر لم يمت بمصر والله أعلم وبالتربة جماعة من
الاشراف ومقابل مشهد السيدة كلثم مع الحائط على الطريق المسلوك قبر الشيخ على
الخامى خادم المشهد وقد انتقل من هذا المشهد مشايخ وخدام ونقباء نذكر كل واحد منهم
عند قبره ان شاء الله تعالى ثم تأنى من المشهد الى قبر الشيخ محمد الشرايحى أحد
مشايخ الزيارة تلميذ الشيخ عمر بن الزريقة متأخر الوفاة والى جانبه تربة الاشراف
أولاد جميل وعند بابها حوش به جماعة أشراف وبه قبر الشريف شكر والسيد الشريف مطر
ثم تمشى وأنت مستقبل القبلة تجد قبر حوض
حجر بمجدولة كدان
وقد خفيت كتابته اسمه أمين الدين الحنفى الضرير ومقابله تربة بها جماعة من
العساقلة وبالحومة حوش متسع به جماعة من الاشراف العباسيين وبه الشريف ابن عمر
الغزال ثم ترجع الى ظهر مشهد السيدة كلثم وهى الجهة القبلية تجد ملاصقا لهذا
المشهد قبرا حجرا كدانا كبيرا عليه عمود رخام مكتوب عليه الشريف جعفر المعترف
بذنبه له حكاية مشهورة والى جانبه من الجهة القبلية تربة ببابين على جانب الخندق
بها قبر السيد الشريف أبى عبد الله محمد بن محمد بن أبى القاسم عبد الرحمن بن محمد
بن محمد بن المفضل بن العباس العباسى الهاشمى توفى الى رحمة الله تعالى سنة خمس
وتسعين وستمائة وبالتربة جماعة من أقاربهم كلهم أشراف وبالقرافة جماعة من
العباسيين ذكرهم أبو عبد الله القرشى فى تاريخه قال القرشى منهم محمد بن اسماعيل
القرشى العباسى المحدث توفى سنة أربع وستين وأربعمائة وله رواية وهو معدود من
المحدثين ثم تخرج من التربة تجد حوشا به عمود مكتوب عليه هذا قبر السيد الشريف فتح
الدين حسن بن تاج الدين على بن أبى عبد الله بن على ابن تاج الملك أبى الحسن على
بن هبة الله بن الحسن بن محمد بن على بن محمد بن عمر بن حسن بن على الاصغر بن على
زين العابدين ابن الامام الحسين بن على بن أبى طالب رضى الله عنهم أجمعين توفى سنة
خمس وتسعين وستمائة وبالتربة جماعة أشراف كلهم يرجعون الى هذا النسب وعند باب هذه
التربة المذكورة قبر الشيخ على صيدح توفى سنة أربع وأربعين وسبعمائة وبالحومة
جماعة أشراف لا تعرف أسماؤهم وبالحومة قبر السيدة زينب بنت المهذب وهو قبر حوض حجر
بالقرب من صيدح هكذا أخبرنا الشيخ محمد الطيار ثم تمشى مستقبل القبلة تجد مع
الحائط قبر الشيخ حسان بن على القطان وعليه مجدولة مكتوب فيها اسمه ووفاته والقبر
على هيئة مصطبة مبنى فى جدار الحائط والى جانبه تربة بها جماعة أشراف وهى على جانب
الخندق ثم تأتى مغربا الى حوش الفاسى خادم الآثار النبوية بهذا الحوش عمود مكتوب
عليه تاج الدين البليناى خادم الآثار النبوية توفى سابع شعبان سنة ثلاث وستمائة
وعلى باب التربة قبر الرجل الصالح سليمان الحجاجى والى جانب التربة من الجهة
الشرقية قبر القاضى كمال الدين عبد القادر الحاكم بمدينة قوص توفى فى شهر صفر سنة
أربع وخمسين وستمائة كذا مكتوب على عموده وكان قد سرق هذا العمود ثم جىء به الى
مكانه ثم تمشى مبحرا الى حوش أولاد ابن سنا الملك فتجد قبل الوصول الى هذا المشهد
قبرا فى الطريق المسلوك مبنيا على هيئة المصطبة يعلوه البياض يسمونه المعرف بنفسه
وقال بعض الزوار إنه من الدرعية قال المؤلف والاصح أنه لا يعرف
__________________
له اسم والى جانبه
مع الحائط قبر الشيخ عثمان المراوحى وهو قبر حجر وهو فى المحراب ثم تدخل الى تربة
ابن سنا الملك به جماعة من أولاد سنا الملك ومقابل هذه التربة تربة بها قبر الشيخ
فخر الدين بن زرزور والشيخ أبى القاسم بن زرزور الفارسى ثم تمشى فى الطريق المسلوك
تجد تربة القاضى أفضل الدين الخونجى والى جانبه جماعة من ذريته والتربة قبلى ابن
سنا الملك ثم تأتى الى مشهد عمرو بن مطيع الكندى قال أبو عمر الكندى كان خراج مصر
فى زمن مسلمة بن مخلد الانصارى يحمل اليه وكانت له صدقات يتصدق بها طول العام من
جنة له والجنة فى اللغة بمعنى البستان فغار ماء البئر حتى أشرفت أشجارها على الموت
حكى الضراب فى تاريخه قال خرج يوما الى جنته فرأى الاشجار مصفرة فبكى حزنا على
مافاته من أجرها ثم بسط يده ودعا ونام فاذا قائل يقول لا تسق جنتك بعد اليوم نحن
نسقيها لك فاستيقظ فوجد الاشجار مخضرة وقد أنبتت وأينعت الثمار فيها فكان لا
يسقيها بعد ذلك اليوم وكانت اذا عطشت الاشجار يأتيها المطر باذن الله تعالى فتروى
منه توفى عمرو سنة خمسين ومائة ذكره أبو عبد الله القرشى المعروف بابن الجباس فى
طبقة التابعين وعده فى طبقة يزيد بن أبى حبيب وفى طبقة ابن أبى عشاقة روى عن عقبة
بن عامر الجهنى من أعيان المصريين كان يقول لابنه أحسن وضوءك وصل ركعتين وسل الله
ما شئت أضمن لك الاجابة وفى طبقته جماعة من التابعين وبظاهر المشهد قبر فى زاوية
الحائط تحت الدار العالية عليه رخامة بخط كوفى والحوش لطيف بباب صغير هو قبر
الفقيه ابن سماك بن عبد الله بن الحسين بن عبد الرحمن كان من أكابر العلماء ذكره
القرشى فى طبقة الفقهاء وفى ظهر هذه التربة قبر مع الحائط على جانب الطريق المسلوك
معروف عند مشايخ الزيارة بواعظ المقبرة ومقابله تربة لطيفة بها الريس يوسف بن جناح
والريس حسن بن جناح وهم جماعة معروفون بالرياسة والجهاد فى سبيل الله ثم تمشى فى
الطريق المسلوك مستقبل القبلة تجد قبرا مبنيا بالطوب الآجر وعليه محراب هو قبر أبى
عبد الله المعروف بتعبير الرؤيا ثم تأتى الى تربة
السيد الليث بن سعد
ذكر مشهده ومن به ومن حوله من العلماء والصالحين والأشراف والصدفيين بهذا
المشهد قبر الامام الكبير القدر المعظم الشأن فى الدين والعلم والكرم الليث بن سعد
بن عبد الرحمن فقيه مصر وعالمها أثنى عليه مالك بن أنس قال الحافظ عبد الغنى فى
كتاب الكمال فى أسماء الرجال قال الشافعى وابن بكير انه أفقه من مالك وقال يونس بن
عبد الاعلى كان دخل الليث فى كل سنة مائة ألف دينار وما وجبت عليه زكاة قط قال
محمد بن
عبد الحكم أيضا
انه كان يدخل لليث فى كل سنة أكثر من ثمانين ألف دينار وما وجبت عليه زكاة قط لان
الحول كان لا ينقضى عنه حتى ينفقها ويتصدّق بها قال ابن يونس وكان له قرية بمصر
يقال لها الفرما يحمل اليه من خراجها فيجعل ذلك صررا ويجلس على باب داره ويعطى صرة
لهذا وصرة لهذا حتى لا يدع الا اليسير من ذلك وحمل من مصر الى بغداد حتى أفتى
الرشيد ورد عليه زبيدة وأمر له بخمسة آلاف دينار فردها وقال ادفعها لمن هو أحوج
اليها منى قال يحيى بن بكير رأيت الفقراء يزدحمون على باب الليث بن سعد وهو يتصدق
عليهم حتى لم يبق أحد منهم حتى مشى وأنا معه على سبعين بيتا من الارامل ثم انصرف
فمشيت معه فبعث غلامه بدرهم فاشترى زيتا وخبزا ثم جئت الى بابه فرأيت أربعين ضيفا
جاء اليهم باللحم والحلوى فلما أصبح قلت لغلامه بالله عليك لمن الخبز والزيت فقال
يطعم ضيفانه اللحم والحلوى وما رأيته يأكل الا خبزا وزيتا وحكى ابن النحوى من
مناقبه قال بلغنى عن يونس بن عبد الأعلى الصدفى انه قال صودر رجل من أهل مصر فى
زمن الليث بن سعد ونودى على داره فبلغت أربعة آلاف درهم فاشتراها الامام الليث ابن
سعد وبعثنى آخذ المفاتيح فوجدت فيها أيتاما وعائلة فقالوا بالله عليك اتركنا الى
الليل حتى ننظر خربة نذهب اليها قال فتركتهم وجئت اليه وأخبرته بالقصة فبكى وقال
عد اليهم وقل لهم الدار لكم ولكم ما يقوم بكم فى كل يوم وقال يحيى بن بكير سمعت
أبى يقول ما رأيت أكمل من الليث بن سعد كان فقيه النفس عربى اللسان يحسن القرآن
والفقه والنحو والطب والشعر حسن المذاكرة به وما زال يذكر خصالا جميلة ويعقد بيده
حتى عقد عشرا وقال الحسن بن سعيد خرجنا مع الليث بن سعد الى الاسكندرية ومعه ثلاث
سفائن سفينة فيها مطبخه وسفينة فيها عياله وسفينة فيها أضيافه فقلنا يا سيدى انا
نسمع منك أحاديث ليست فى كتبك فقال أو كلما فى صدرى فى كتبى لو وضعت ما فى صدرى فى
كتبى ما وسعته هذه السفينة وروى الفتح بن محمود قال حدثنى أبى قال بنى الامام
الليث دارا فهدمها ابن رفاعة فى الليل عنادا له ثم بناها ثانيا فهدمها أيضا فلما
كان فى الثالثة أتاه آت فى منامه وقال اسمع يا أبا الحارث ونريد أن نمن على الذين
استضعفوا فى الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم فى الارض فلما أصبح
اذا ابن رفاعة قد لحقه الفالج ومات بعد ذلك وقال محمد بن وهب سمعت الامام الليث بن
سعد يقول إنى أعرف رجلا لم يأت بمحرم قط قال فعلمنا أنه يشير بذلك الى نفسه لان
هذا لا يعلمه أحد من أحد وروى أيضا قال جالست الليث وشاهدت جنازته مع أبى فما رأيت
جنازة
أعظم منها ولا
أكثر منها ورأيت الناس كلهم عليهم الحزن والكآبة ويعزى بعضهم بعضا فقلت لابى أرى
كلا من الناس كأنه صاحب الجنازة فأى رجل كان الليث فقال يا بنى كان عالما كريما
حسن العقل كثير الافضال لا يرى مثله أبدا ولما أتى الشافعى مصر أتى قبر الليث
وزاره وقال ما فاتنى شئ كان أشد على من ابن أبى ذئب والليث بن سعد ويروى أن الامام
الشافعى وقف على قبر الامام الليث وقال لله درك يا امام لقد حزت أربع خصال لم
يكملهنّ عالم العلم والعمل والزهد والكرم وقال يحيى بن بكير عن ابن وهب دخلت على
مالك فسألنى عن الليث فقال كيف هو فقلت بخير قال كيف صدقه قلت يا أبا عبد الله إنه
لصدوق قال اما إنه ان فعل متعه الله بسمعه وبصره وقال يحيى بن بكير سمعت الليث
كثيرا ما يقول أنا أكبر من ابن لهيعة فالحمد لله الذى متعنا بعقلنا وقال ابن بكير
حج الامام الليث بن سعد سنة ثلاث عشرة ومائة فسمع من ابن شهاب الزهرى ومن ابن
مليكة وعطاء بن أبى رباح وأبى الزبير ونافع وعقيل وعمران بن أبى أنس وهشام وجماعة
من المشايخ فى هذه السنة وقال عبد الله بن صالح عن الليث بن سعد قال حججت أنا وابن
لهيعة فلما ضرت بمكة رأيت نافعا فجلست معه فى دكان رجل علاف فمر بنا ابن لهيعة
فقال من هذا قلت مولى فلما قدمنا مصر قلت حدثنى نافع قال ابن لهيعة يا سبحان الله
قلت ألم تر الأسود معى فى دكان العلاف بمكة قال نعم قلت ذلك والله هو نافع فحج
قابلا فوجده قد مات ثم قدم الأعرج الى مصر يريد الاسكندرية فرآه ابن لهيعة فأخذه
الى منزله فما زال عنده يحدثه حتى اكترى له سفينة وأحدره فيها الى الاسكندرية ثم
جلس للحديث فقال حدثنا الأعرج عن أبى هريرة قلت متى رأيت الأعرج قال ان أردته فهو
بالاسكندرية فخرج الليث للاسكندرية فوجده قد مات فذكر أنه صلى عليه وقال شرحبيل
ابن جميل بن فريد مولى شرحبيل بن حسنة أدركت الناس فى زمان هشام بن عبد الملك
والناس متوافرون وكان بمصر يزيد بن أبى حبيب وعبد الله بن أبى جعفر وجعفر بن ربيعة
وأبو هبيرة والحارث بن يزيد وغيرهم من أهل مصر ومن أهل المدينة ومن أهل الشام والليث
يومئذ شاب حدث السن فرأيتهم يتعارفون فضله وورعه ويقدّمونه ويشيرون اليه وكفاه
فخرا أنه شيخ مشايخ البخارى ومسلم وروى البخارى عن يونس بن عبد الأعلى عن الامام
الليث بن سعد وروى البخارى عن قتيبة بن سعيد عن الليث وروى عن الليث يحيى بن بكير
وعبد الله بن وهب ومحمد بن المثنى الصدفى وأحاديثه فى الصحاح الستة وهو ثقة عدل
ذكره القضاعى وأثنى عليه ولو استوعبنا مناقبه لضاق الوقت علينا وذكره ابن الجباس
فى طبقة
العلماء والمحدثين
وكان مولده رضى الله عنه فى سنة أربع وتسعين ومات سنة خمس وسبعين ومائة ودفن فى
مقابر الصدف قال القرشى فى تاريخه وكان قبره كالمصطبة ثم بنى عليه هذا المشهد بعد
مضى الأربعين وستمائة قال ابن الجباس فى تاريخه لقد رأيته كذلك وبناه ابن التاجر
وهو مكان مبارك معروف باجابة الدعاء وزاره جماعة من العلماء رضى الله عنهم أجمعين
وبالمشهد أيضا قبر الفقيه الامام المحدث شعيب بن الليث بن سعد كان من أجلاء
العلماء معدود من المحدثين قال ابن أبى الدنيا حج شعيب بن الليث سنة من السنين
فتصدّق بمال عظيم فمر عليه رجل من العلماء فسأل عنه فقيل له هذا العالم ابن العالم
الكريم ابن الكريم ولما فقد مال أبيه بعد موته رحل الى الشام ودخل الى دمشق فجاءه
رجل وقال أنا عبد أبيك ومعى لأبيك تجارة بألفى دينار وأنا الآن فى الرق فخذ مال
أبيك وأعتقنى ان شئت والا فبعنى فقال أنت حر والمال الذى بيدك هبة منى اليك قال
الخطابى فلا أدرى أيهما أفضل العبد فى اقراره بالمال أم السيد حين أعتقه وأعطاه
المال وحكى عنه أيضا انه جاءه انسان فقال له يا سيدى كان والدك يعطينى فى كل سنة
أو قال فى كل شهر مائة دينار فأعطاه مائة دينار الا دينارا فقال يا سيدى أعجزت عن
دينار فقال لا ولكن فعلت ذلك تأدبا مع والدى وكان والده رضى الله عنهما قد أوصاه
بحفظ العلم ودرس الحديث ومات بعد أبيه وهو بالمشهد المذكور وقبره الآن امام قبر
أبيه فى المكان الذى يلى المصطبة المقابلة لباب المشهد وعلى مكانه باب يغلق وليس
فى المكان قبر سواه ومعه فى القبر محمد ابن هارون الصدفى وهو أخوه لامه قيل إنه
صحب الشافعى وقد عد الحافظ السلفى أصحاب الامام الشافعى فى قصيدة نظمها ولم يذكره
فيها وهى هذه القصيدة
فعليك يا من رام
دين محمد
|
|
بالشافعى وما
تلاه وقالا
|
أعنى محمدا بن
ادريس الذى
|
|
فاق البرية رتبة
وكمالا
|
وعلا على
النظراء طرا واغتدى
|
|
شمس الهدى
والغير كان هلالا
|
واجب كذا عن
صحبه وأحبهم
|
|
وأجلهم لله جل
جلالا
|
متجملا بهم وكن
من حزبهم
|
|
فهم الجمال اذا
أردت جمالا
|
وهم الأئمة إن
أردت أئمة
|
|
وهم الرجال اذا
أردت رجالا
|
فاجلهم شيخ
الأئمة أحمد
|
|
فيما رواه من
الحديث وقالا
|
والا عينى ويونس
الصدفى وال
|
|
مزنى آخر من
اليه مالا
|
وكذاك حرملة بن
يحيى وال
|
|
بويطى الذى قد
أعجز الاشكالا
|
واذكر أبا ثور
فقيه عراقه
|
|
وفريدها والحارث
البقالا
|
ثم الربيعان
اللذان تفننا
|
|
فى فقهه وتحملا
الاثقالا
|
والزعفرانى
الصدوق ورهطه
|
|
فى كل قطر واعرف
الابطالا
|
فالشافعى امامهم
عن مالك
|
|
وذويه لا عن رأيه
وتغالا
|
وهم عن الاتباع
والاتباع عن
|
|
صحب الرسول
رواية وسؤالا
|
وبالمشهد أيضا قبر
الشيخ جمال وهو القبر الخشب الذى على باب المشهد معروف الآن كان مشهورا بالصلاح
وكان أهل مصر يتبركون به ويرون منه أحوالا شتى وكان الغالب عليه الجذب وبالتربة
أيضا جماعة من القراء والخدام وعند خروجك من الباب الشرقى تجد قبر حجر حوض مع
الحائط تحت عقد السلم الذى يصعد عليه الى السطح قيل إنه سعد ابن عبد الرحمن والد
الامام الليث عده القرشى من التابعين من طبقة بشر بن أبى بكرة جد القاضى بكار قال
المؤلف والاصح أنه لا يعرف له قبر قلت وهذا هو الاصح والى جانب المشهد المذكور من
الجهة الشرقية قبة بها قبر الشيخ أبى بكر البهائى وعز الدين البلقائى والى جانبهما
حوش به قبر الشريف الطوسى والى جانبه قبر الشيخ عز الدين عاقد الانكحة وهما تحت
جدار الحائط قد دثرا والى جانبهم تربة بها قبر الشيخ محمد المصرى المعروف بالحليق
وعده جماعة من الصالحين وعند شباك الليث قبر عليه عمود مكتوب فيه هذا قبر شبل
الدولة العسقلانى توفى سنة تسع وعشرين وستمائة وقريب منه عمود مكتوب فيه هذا قبر
الشيخ على بن عمر المؤذن بمسجد شمس الدين العلائى وبالحومة أيضا قبر الفقيه ابن طاب
الزمان وهو مشهور معروف وبالحومة أيضا جماعة لا تعرف أسماؤهم وبالمقبرة أيضا جماعة
من خدام الليث وزواره
ذكر مقبرة الصدفيين ومن بها منهم ومن غيرهم فأول المقبرة وآخرها كما تقدم فى
صدر الكتاب فأولها قبة أحمد بن يونس بن عبد الاعلى وآخرها قبر يونس بن عبد الأعلى قال
شيخنا الشيخ أحمد الادمى آخرها مسجد الامن وهذا القول قريب من الاول لان يونس ابن
عبد الأعلى قريب من المسجد وهى مقبرة متسعة قال الاسعد النسابة فى كتاب مزارات
الاشراف إن المشاهد من مقابر الصدفيين قال المؤلف وسموا بالصدفيين لان رجلا منهم
كان يسمى الصدفى وقيل هو لقب على رجل منهم كان يسمى بالصدفى فانه صدف عنهم حين
دخلوا من جهة سد مارب وقيل إنهم كانوا اذا قدموا على غزاة يلقى عنهم العدوّ بنفسه
واليه ينتسب الصدفيون ولهم خطة بمصر ذكرها القضاعى فى كتاب الخطط وكلهم
تابعيون وفى
قبلتهم صحابى هو أكبرهم وأجلهم ذكره القرشى فى طبقة الصحابة فأول ما نبدأ به من
هذه المقبرة باسمه وهو جاحل الصدفى معدود فيمن سكن مصر ذكره ابن عبد البر وله خطة
بمصر حكى القرشى أن قبره فى مقبرة الصدفيين قال المؤلف وكل ما روينا فى كتابنا هذا
عن القرشى فهو ابن الجباس لان القرشى اثنان ابن الجباس هذا والآخر صاحب كتاب
المزارات وفى مقبرة الصدفيين رخامة مكتوب عليها عبد الله بن الحسن بن عبد الله بن
جاحل الصدفى قال المؤلف وهذه الرخامة لا توجد الآن ولاهل مصر عنه حديث واحد ولهم
عنه حكايات وقيل انه الذى قرأ كتاب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب على النيل فجرى
باذن الله تعالى والحكاية قد تقدم ذكرها قال المؤلف وبمصر قبر يسمونه ساعى البحر
أعنى الذى جاء بكتاب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وهذا غير صحيح لان أكثر قبور أهل
مصر فيها الاختلاف ولم يكن بمصر أصح من مسلمة بن مخلد ومشهد محمد بن أبى بكر
الصديق ومشهد زيد بن زين العابدين ومشهد عفان والبقية فيها الاختلاف ولا بد أن
نذكرها فى مزارات القاهرة ان شاء الله تعالى وبالمقبرة أيضا أبو محمد الصدفى من
أجلاء التابعين لا يعرف له قبر وبالمقبرة أيضا قبر عباس بن عباس بن هلال الصدفى
مشهور بالعلم والصلاح من أكابر التابعين روى عن عمرو بن العاص وغيره قال ابن لهيعة
لم أر أسرع جوابا منه اذا سئل وكان الناس يسألونه فيجيب من غير ترو وكان يتصدق
بقوته وكان يقول الجواد لا يعرف الا فى البلوى والورع لا يعرف الا فى الخلوة وكلمة
الحق لا تعرف الا عند الخوف ويقال إن هذا الكلام له مات رضى الله عنه بمصر وقبره
فى القبور الدواثر قلت وهو لا يعرف وبالمقبرة أيضا قبر عيسى بن هلال الصدفى من
كبار علماء مصر معدود فى التابعين ولا يعرف له قبر وبالمقبرة أيضا قبر محمد بن
هدية الصدفى من أكابر التابعين من أئمة مصر وعلمائهم روى عنه أنه كان يقول اصحب من
يذكر حقوقك عليه ولا ينساك اذا غبت عنه وكان يقول اذا أحب الله عبدا شغله بعيوب
نفسه وقيل إنه صاحب هذا البيت
لعمرك ما مال
الفتى بذخيرة
|
|
ولكن الاخوان
الثقات الذخائر
|
وبالمقبرة أيضا
كثير وهو معدود فى العلماء والمحدثين والقراء من أكابر التابعين وبالمقبرة أيضا
قبر قيس بن جابر الصدفى روى عن أبيه جابر وكان من علماء مصر وبالمقبرة أيضا أبو
مرحوم عبد الرحمن بن ميمون الصدفى من أكابر علمائهم وائمتهم كان يقول فى مجالسة
الثقيل عذاب أليم واذا رأى ثقيلا يقول ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون وكذا كان
يقول حماد
ابن سلمة
وبالمقبرة أيضا سعيد بن هلال الصدفى وبالمقبرة أيضا أبو عبد الله محمد الصدفى
معدود فى القضاة وبالمقبرة أيضا عبد الرحمن بن وهب الصدفى معدود فى المحدثين
وبالمقبرة أيضا أبو عبد الرحمن الصدفى قال المؤلف عفا الله عنه ولم يكن بالقرافة
من الصدفيين الا هذه المقبرة الا أنى رأيت فى كتاب الشيخ عبد الله القرشى المعروف
بابن الجباس ذكر رجل منهم فى شقة الجبل اسمه عبد الرحمن بن على بن الحسن بن عبد
الله بن مروان وجده عبد الله بن مروان مذكور فى كتاب فضائل مصر للكندى قال الكندى
قال عبد الله ابن مروان الصدفى لما دعى ابن عمى خالد بن يزيد وكان قد توفى بالاسكندرية
مرابطا لقى عيسى وعبد الله بن لهيعة والليث بن سعد فقالوا هو حى عند الله يرزق
وتجرى عليه أجور المجاهدين الى يوم القيامة وهذا القبر بشقة الجبل فى التربة
المقابلة للمرأة الصالحة المعروفة بعطارة الصالحين وسيأتى الكلام عليها عند ذكر
شقة الجبل ان شاء الله تعالى وانما عرضت به هنا لانه من الصدفيين ولم يكن بالقرافة
صدفى خارج عن مقبرة الصدفيين غير هذا والله أعلم
ذكر من يعرف قبره من الصدفيين قال المؤلف وقد ظهر بجوار الليث رخامتان مكتوب فى إحداهما
هذا مشهد أبى عسكر قرة بن عبد الله الصدفى توفى فى شهر رمضان المعظم سنة خمس ومائة
وفى الاخرى هذا مشهد به ابراهيم بن أبى مسكين الصدفى ثم اذا خرجت من باب هذا
المشهد الشرقى الى جهة الشرق بخطوات يسيرة وجدت تربة بها رخامة فى بناء القبة
مكتوب فيها محمد بن المثنى الصدفى شيخ الامام مسلم وهو عظيم الشان جليل القدر من
أكابر العلماء والمحدثين ذكره القرشى فى طبقة العلماء والمحدثين كان محمد بن
المثنى حافظا للحديث متذكرا له قال عبد الله بن سعيد ما رأيت أحفظ منه لحديث رسول
الله صلىاللهعليهوسلم ولا أكثر زهدا منه ولقد كانت الاموال تحمل اليه فيعرض عنها
كأنها ميتة وهو شيخ مسلم والبخارى وبالقرب منه قتيبة بن سعيد الصدفى شيخ مسلم روى
عن الليث ابن سعد ولا يعرف له وفاة وبحرى الليث رخامة مكتوب فيها سليمان بن داود
بن سعيد الصدفى توفى سنة أربع وتسعين ومائة وبالمقبرة بقية قبب من قبيبات الصدفيين
لا تعرف أسماؤهم وآخرهم يونس بن عبد الاعلى الصدفى وهو الشيخ الامام العالم الفقيه
الزاهد المشهور بالعلم والصلاح أبو موسى يونس بن عبد الاعلى الصدفى صحب الشافعى
والليث بن سعد ومالك بن أنس وابن وهب أيضا وهو من أقران قتيبة بن سعيد قال أبو
الطيب كان الشافعى فى الحلقة بالجامع فدخل من باب مصر يونس بن عبد الاعلى فقال
الشافعى ما أعلم
اليوم أحدا دخل من
باب مصر أعلم من هذا ولا أعبد ويكفيه أن يكون الامام مسلم ابن الحجاج القشيرى
النيسابورى من بعض طلبته والامام محمد بن اسماعيل البخارى فله بذلك الفخر العظيم
وكان يونس هذا وكيل الليث بن سعد يتصدق على الفقراء ويجلس فى حلقة الليث اذا غاب
قال شعيب بن الليث قال أبى وددت لو قاسمنى يونس بن عبد الاعلى شطر مالى ولكن يمنعه
ورعه قال أبو الطيب كفى أهل مصر فخرا أن يكون فيهم يونس ابن عبد الاعلى وذكره
الحافظ عبد الغنى فى كتاب الكمال من أسماء الرجال قال ابن الجباس وقبره القبر
الكبير الذى يعرف الآن مقابلا لتربة هبة الله بن صاعد الفائزى وعليه رخامة مكتوب
عليها اسمه ووفاته وكانت وفاته سنة نيف وستين ومائتين والى جانبه موسى ولده وزينب
ابنته قال المؤلف عفا الله عنه والرخامة قد سرقت والقبر قد دثر ولا يعرف الآن الا
القبة التى بجانبه وهى آخر مقابر الصدفيين وقيل انها كانت اربعمائة قبة والليث
وسطهم والله أعلم قال المؤلف عفا الله عنه وبالمقبرة رخامة مكتوب عليها محمد بن
الفرات البكرى والقبر مبنى على هيئة مصطبة قبلى الليث ومن ذريتهم جماعة بشقة الجبل
وبالمقبرة أيضا سكينة بنت زين العابدين ابن الامام الحسين بن على بن أبى طالب كرم
الله وجهه وقد تقدم الكلام على سكينة المذكورة وقد غلط من قال إن السيدة سكينة
المقدم ذكرها صاحبة المشهد الذى بظاهر جامع ابن طولون انها بنت زين العابدين هكذا
حكى القرشى فى كتابه والى جانبها قبر رقية بنت عقبة المستجاب الدعوة وقبر اختها عند
المزنى ذكرها القرشى فى نساء التابعين الا أن قبرها لا يعرف بالحومة وقبر سكينة
هذه ظاهر قال القرشى مما يلى المصلى وهو بحرى المفضل بن فضالة على يسار السالك
وعندها قبر أربع قطع حجر فى محراب صغير مكتوب عليه هذا قبر الشيخ سليمان استمع
ومات وذكر القرشى فى هذه الطبقة أخا رقية بن عقبة بن نافع المستجاب الدعوة حكى عنه
أنه رأى فى يد امرأته سوارا من ذهب فبكى ثم قال قال معاذ بن جبل أخوف ما أخاف
عليكم النساء اذا استورن ولبسن عطف اليمن ورباط الشمال وكلفن الفقير مالا يجد
فقالت لا اتخذه بعد اليوم ثم بكت وتصدقت به قال المؤلف الا انه لا يعرف له قبر
وبمقبرة الصدفيين قريبا من قبر يونس بن عبد الاعلى قبر الشيخ الفقيه الامام جمال
الدين أبى العباس أحمد بن زين الدين حسن بن أبى البقا صالح ابن نباتة توفى سنة
أربع وسبعين وستمائة وقبره الآن حجر والى جانبه قبر الشيخ الفقيه الامام تقى الدين
أبى عبد الله محمد بن أبى محمد عبد الوهاب بن عبد الكريم قبره تحت محراب الامام
الليث وفى الحومة تربة بها قبر أبى البقا صالح كاتب الليث بن سعد والتربة على
الطريق المسلوك ثم
تمشى مستقبل القبلة تجد تربة بنى الرداد وجدهم بالنقعة الكبرى وقبليها حوش الشيخ
عوض البوشى وبها قبر الشيخ الفقيه الامام العالم عوض البوشى ذكره الشيخ صفى الدين
بن أبى المنصور فى رسالته وأثنى عليه وبالتربة أيضا قبر الشيخ عبد الوهاب ابن
الشيخ عوض البوشى وبالتربة أيضا قبر المرأة الصالحة المعروفة بزوجة المرجانى وعند
بابها البحرى قبر حوض حجر عليه عمود مكتوب عليه هذا قبر الشيخ منصور النجار توفى
سنة ثلاث وأربعين وستمائة وبحريه قبر الفقيه ابن شرارة المقرى واسمه أبو عبد الله
محمد فى حوش لطيف كان يزوره شيخنا الادمى ثم تمشى وأنت مستقبل القبلة قاصدا تربة
الشيخ مسلم السلمى تجد على يمينك قبرا حوضا حجرا فى حوش صغير هو قبر الشيخ أبى
العز عز القضاة الحجار المعروف بشيخ الزوار والى جانبه من القبلة قبر عليه عمود
مكتوب عليه هذا قبر الشيخ جمال الدين عبد المعطى ابن القاضى المخلص ووفاته معروفة
على قبره والى جانبه قبر ولده شرف الدين أبى عبد الله محمد توفى سنة أربع وأربعين
وستمائة وشرقيهم قبر الشيخ الفقيه الصوفى المحقق أبى محمد عبد القوى القرقوبى من
أصحاب الشيخ شهاب الدين السهروردى ثم تمشى فى الطريق المسلوك تجد أمامك محرابا به
قبور داثرة وفيها قبر حجر قيل انه قبر الشيخ العفيف العطار وقيل انه قبر زينب بنت
شعيب بن الليث وهو الاصح ذكر تربة الصاحب بهاء
الدين محمد بن على المعروف بابن حنا وهى تعرف الآن بتربة الشيخ مسلم حكى ان الصاحب المرحوم كان يحب الفقراء وأهل
العلم وأهل الخير وأنشا هذه التربة رغبة فى الفقراء وكان فى زمنه كل من توفى الى
رحمة الله تعالى من الفقراء يتولى تجهيزه ودفنه بالمكان المذكور حتى جمع فيها مائة
ولى فلما ان مات رؤى فى المنام فقيل له ما فعل الله بك قال أوقفنى بين يديه
وحاسبنى فوجبت لى النار واذا برجل بدوى قد أقبل وقال إلهى وسيدى ومولاى رحمتك وسعت
كل شئ وشفع فىّ فشفع وتوفى الصاحب المذكور الى رحمة الله تعالى فى شهر شعبان
المكرم سنة ثمان وستين وستمائة ودفن الى جانب سيدى أبى داود مسلم السلمى كان سيدى
أبو داود مسلم السلمى قوى الابتداء وله مناقب مشهورة منها انه كان فى زمنه رجل
يقال له خضر السلطانى وكان يتردد الى الملك الظاهر وكان الملك الظاهر له به عناية
وله فيه اعتقاد وكان الصاحب المرحوم له فى سيدى الشيخ مسلم تعشق عظيم فاتفق انه
حضر يوما عند الملك الظاهر وكان عنده الشيخ خضر السلطانى فقال للملك لو رأيت صاحبى
زهدت هذا فقال بل هذا أميز من صاحبك قال يا سيدى أحضر أنت صاحبك وأحضر أنا صاحبى
وكان قد جعل
وليمة وجعل فيها طعاما
من مال حرام وطعاما من مال حلال وقد جعل ذلك لامتحانهما فلما حضر السماط قام
الخادم على عادته يمد السماط فنهض سيدى مسلم السلمى على قدميه وقال للخادم اجلس
فما هذا يومك أنا اليوم أتولى خدمة الفقراء ثم جعل يلم أصحابه الى جانب ويقدّم لهم
الحلال ثم جعل الشيخ خضر على جانب وجعل الحرام لهم ثم قال كلوا الطيبات للطيبين
والطيبون للطيبات والخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات فمنها لم يعد السلطان
يقرب الشيخ خضر وعرف بركة الشيخ مسلم ومناقبه كثيرة توفى الى رحمة الله تعالى سنة
ستين وستمائة وله عقب باق الى الآن ومن أولاده من دفن بغير هذا المكان وسيأتى
الكلام عليهم ان شاء الله تعالى والى جانبه قبر الشيخ أبى عبد الله محمد بن يوسف
الشاطبى وليس هو صاحب الشاطبية توفى سنة اثنتين وستين وستمائة وعلى باب المقصورة
قبر خشب هو قبر السيد الشريف على المعروف بالعريضى ينتسب الى على العريضى بن جعفر
الصادق وعريضة قرية من قرى المدينة وكان هذا الشريف زاهدا عابدا قال القرشى وقبره
بتربة الصاحب قال المؤلف ورأيت مكتوبا على القبر فى الطراز الخشب غير ذلك الاسم
فرأيت مكتوبا هذا قبر السيد الشريف يوسف بن ابراهيم بن عبد الله الحسينى توفى سنة
تسع وخمسين وستمائة ويحتمل أن يكونا فى قبر واحد قال ابن الجباس والى جانب قبره
قبر الشريف أبى عبد الله محمد الكاتب الخياط كان رجلا جمع بين الشرف والصلاح قال
ابن شاس رحمة الله عليه قلت للشريف أبى عبد الله لا تخف فانك محروس بنبيك فقال أين
أنت اذا قيل اليوم أضع الأنساب وأرفع ان أكرمكم عند الله اتقاكم وبالتربة أيضا قبر
السيد الشريف الحبر العالم المحدث الصادق المعروف بقاضى العسكر روى عنه جماعة من
المحدثين ذكرهم القرشى ابن الجباس فى طبقة الاشراف والى جانبه أحمد السلاوى والى
جانبه عز الدين القاياتى والى جانبه قبر الفقيه ابن رشيق وعلى يمين الداخل من باب
التربة مع الحائط رخامة مكتوب فيها عبد الواحد بن موسى الصنهاجى وغربيه مع الحائط
قبر الشيخ أبى العباس المصدر بالجامع العتيق توفى سنة أربع وستين وستمائة والى
جانبه قبر الشيخ علاء الدين بن ظاهر والى جانبه قبر الشيخ عمر اليمنى توفى سنة
أربع وستين وستمائة والى جانبه قبر المرأة الصالحة أم جميل العسقلانية وقريب منها
قبر الشيخ ظاهر بن عبد المجيد توفى سنة سبع وستين وسبعمائة وقريب منه قبر الشيخ
داود بن عبد الودود وبالتربة قبر الشيخ يوسف المناوى وأبو يوسف المناوى وفيها أيضا
قبر الشيخ ملهام الصوفى وبها قبر الشيخ أبى زكريا يحيى المغربى وبها قبر الشيخ أبى
العباس الطويل وبها قبر الشيخ أبى العباس
المدهش وبها قبر
أبى العباس السملوطى وبالتربة أيضا قبر المرأة الصالحة أم عبد الكريم وبالتربة
أيضا قبر الشيخ الفقيه الامام أبى محمد عبد الله بن على بن موسى بن يوسف المصدر
بالجامع العتيق المعروف بالدهان وبالتربة أيضا قبر الشيخ لؤلؤ العجمى وبالتربة
أيضا قبر الشيخ ريحان خادم أبى العباس الحرار وبالتربة أيضا قبر الشيخ أبى بكر
خادم الشيخ أبى بكر الادفوى وبالتربة أيضا قبر القاضى أبى اسحاق ابراهيم بن محمد
بن على المالكى الحاكم بمدينة الاسكندرية توفى سنة خمس وتسعين وستمائة وبالتربة
أيضا قبر الشيخ أبى عبد الله محمد بن على والد أبى اسحاق المذكور وبالتربة أيضا
قبر الفقيه محمد بن على بن عيسى الشافعى المدرس توفى سنة اثنتين وسبعين وستمائة
وبالتربة أيضا قبر محمد بن عبد الحميد توفى سنة ستين وسبعمائة وبالتربة أيضا قبر
القاضى العدل الامين الصاحب على بن محمد والد الصاحب المقدّم ذكره توفى سنة سبع
وسبعين وستمائة هكذا مكتوب على قبره وبالتربة أيضا قبر القاضى أبى عبد الله محمد
بن سليمان بن هبة الله والى جانبه قبر القاضى العدل الامين أبى القاسم هبة الله
والى جانبه قبر أحمد بن على بن محمد توفى سنة اثنتين وسبعين وستمائة وهو أخو
الصاحب المقدّم ذكره وبها أيضا قبر القاضى جمال الدين أبى عبد الله محمد بن صفى
الدين مظفر والى جانبه قبر والده القاضى صفى الدين وبالتربة أيضا قبر الشيخ مسلم
وبها جماعة من الخدام قال المؤلف وقد دثر أكثر قبور التربة ولم يبق لها شواهد وهذا
ما بقى فى الذهن وقد تجدد فيها الدفن وكذلك تغيرت معالم المكان وقد دفن بها الشيخ
الفقيه العالم الامام الصوفى المحقق الشيخ بدر الدين بن الصاحب وقبره الى جانب قبر
جده ومن وراء حائطها الغربى قبر الشيخ فخر الدين السقعينى والى جانبه قبر الشيخ
فخر الدين التوريزى والى جانبه قبر الشيخ عبد الله الكرمانى والى جانبه قبر الشيخ
فخر الدين الهكارى وهم تحت جدار حائط وقبورهم دواثر والطريق يسلك منها الى تربة
ابن زنبور وانت خارج من تحت المصنع ثم ترجع الى تربة فخر الدين الفارسى تجد قبل
وصولك اليها تربة بغير باب عليها بها قبر الفقيه الامام العالم أبى حنيفة
الاصفهانى ومعه فى التربة قبر الشيخ الفقيه الامام العالم أبى بكر الاصفهانى قال
المؤلف والقبر مبنى بالطوب الآجر ثم تصعد من الدرج الى زربية فخر الدين الفارسى
ذكر تربة الشيخ الامام العالم المحدث
الصوفى المحقق فخر الدين الفارسى قال المؤلف نذكرها قبل الزربية لان بها معبد ذى النون المصرى ذكره ابن عثمان
فى تاريخه قال الشيخ موفق الدين رضى الله عنه كان السبب فى بناء المسجد ما حكاه
الشيخ فخر الدين
الفارسى وذلك انه
رأى فى المنام كأنه واقف على قبر الشيخ أبى الخير التنياتى رحمهالله وهو ينظر الى الصحراء واذا هى مملوءة رجالا وعليهم ثياب
بيض وفيهم النبى صلىاللهعليهوسلم فقبل يده فقال له لم لا تبنى هذا المسجد فقال يا رسول الله
ما بيدى شئ فقال قل للمسلمين يبنونه ثم مشى الى أن أتى الى قبر ذى النون فوقف على
شفير القبر فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم السلام عليك يا ذا النون فكأنّ القبر شق وقام منه رجل فقال
وعليك السلام يا رسول الله ورحمته وبركاته ثم عدنا الى قبر الشيخ أبى الخير
التنياتى فقال يا فخر ابن هذا مسجدا فانه من توضأ ثم صلى فيه ركعتين يقرأ فى
الاولى فاتحة الكتاب وسورة تبارك وفى الثانية فاتحة الكتاب وهل أتى على الانسان
ويخرج من المسجد ووجهه الى القبلة الى أن ياتى الى قبر أبى الخير لم يسأل الله
تعالى حاجة الا أعطاه اياها قال فانتبهت فذكرت هذا المنام فسمعه رجل وكان يملك دارا
فباعها وبنى هذا المسجد والتربة مباركة معروفة باجابة الدعاء وبهذه التربة قبر
الشيخ الفقيه الامام المحدث فخر الدين أبى عبد الله محمد بن ابراهيم بن أحمد بن
ظاهر بن محمد بن ظاهر بن أبى الفوارس الخدرى الفارسى رضى الله عنه يعد من طبقات
ثلاث من المحدثين والصوفية والعباد وله مناقب مشهورة وروى أحاديث كثيرة وصحب جماعة
من القوم منهم نور بهار العجمى الكازرونى الفارسى فمما رواه باسناده الى النبى صلىاللهعليهوسلم انه قال من تكلم وكذب ليضحك الناس ويل له ويل له ويل له
ذكره ابن أبى المنصور فى رسالته وحكى عنه قال كنت عنده يوما فدخل عليه قوم يدعونه
ليحضر عندهم فى زاوية تعرف بزاوية مسعود الغرابلى وكان السبب فى ذلك أن رجلا من
الصالحين مات وكان مقيما بالقرافة فاجتمع أصحابه وعملوا له وقتا واستدعوا له قوالا
يقال له الفصيح وكان قد انفرد بالغناء فى زمانه فلما اجتمعوا واجتمع الناس وقلوبهم
مجتمعة على سماع الفصيح حضر الشيخ وكان رضى الله عنه له حرمة عظيمة وأصحابه بين
يديه وفى خدمته وكان الفصيح شابا حسن الصورة فأحدق الناس بالشيخ فخر الدين الفارسى
يتأملون ما يصدر منه فأشار بابطال الفصيح وأنكر صورة الاجتماع من أجله فسمع الفصيح
ذلك فهرب خوفا من الشيخ فكادت تزهق أنفس الناس لفوات الامر الذى اجتمعوا له فعلم
الشيخ منهم ذلك فتكلم كلاما كثيرا ثم قال لفقير مزمزم يقال له على بن زرزور قم
فطيب القوم فقام وجلس وسط القوم وكانوا جمعا كثيرا ثم أنشد يقول دو بيت
ما زلت أقيم
مذهب العشق زمان
|
|
حتى ظهرت أدلة
الحق وبان
|
ما زلت أوحد
الذى أعبده
|
|
حتى رحل الشرك
عن القلب وبان
|
قال فقام الشيخ
فخر الدين ووضع عمامته على الارض وحلج بهيبته وحرمته واستغرق فى وجده فلم يبق فى
المجلس أحد من الناس الا وكشف رأسه وصاروا صارخين وطابوا وحصل لهم أحوال عجيبة لم
يعهدوها قبل ذلك ثم صحا الشيخ وغطى رأسه فصحوا وغطوا رؤسهم وصاروا متعجبين من صنع
الله لهم وكيف عوضهم الله أفضل مما فاتهم من الفصيح وسماعه وله مناقب مشهورة وقصته
مع الملك الكامل وما اتفق له من أجل الراهب مشهورة وذكره الشيخ زكى الدين عبد
العظيم المنذرى وعدّه من مشايخه وكانت وفاته رضى الله عنه سنة اثنتين وستين
وستمائة والى جانبه قبر ولديه أبى أحمد محمد وشهاب الدين يوسف وعز الدين على بن
يوسف وبظاهر المقصورة قبر الشيخ عنبر خليفة الفخر الفارسى
ذكر زربية فخر الدين الفارسى بها قبر
الشيخ حسن دروشان خادم الشيخ فخر
الدين توفى سنة خمس وستين وستمائة هكذا مكتوب على قبره وعليه مجدول كدان فى جدار
الحائط وقريب منه تحت الشباك قبر الطواشى محسن الصالحى كان من أهل الخير والمعروف
ووفاته معروفة على عموده والى جانبه من الجهة البحرية قبر الشيخ نجم الدين
الخوارزمى وبالمقبرة أيضا قبر السيد الشريف زين الدين والى جانبه مع الحائط مجدول
كدان مكتوب فيه هذا قبر الشيخ بلال عتيق الفخر الفارسى توفى سنة احدى وثلاثين
وستمائة والى جانبه قبر الشيخ حسن العسقلانى والى جانبه مع الحائط قبر الشيخ محمد
بن دروشان وبالمقبرة أيضا قبر الشيخ كريم الدين عبد الكريم العجمى شيخ خانكة سعيد
السعداء هكذا مكتوب على عموده والى جانبه من الجهة البحرية عمود عليه مكتوب هذا
قبر الشيخ ضياء الدين محمد المعتمدى وبالزربية جماعة من أصحاب الشيخ فخر الدين
الفارسى وعلى طرف المقبرة قبر على مصطبة هو قبر الشيخ زامل خادم الفخر متأخر
الوفاة
ذكر تربة الشيخ أبى الخير التنياتى وهى التربة المقابلة لتربة الشيخ فخر الدين الفارسى بها قبر
الشيخ الصالح الورع الزاهد الولى العابد أبى الخير الاقطع التنياتى المباحى ذكره
القرشى فى رسالته وأثنى عليه أصله من المغرب سكن التنيات وله كرامات مشهورة حكى
ابن عثمان فى تاريخه أن الهوام والسباع كانت تأنس به فسئل عن ذلك فقال الكلاب يؤنس
بعضها بعضا وروى عنه قال دخلت مدينة رسول الله صلىاللهعليهوسلم وكنت ذا فاقة فأقمت خمسة أيام لم أذق طعاما فتقدمت الى
الضريح المكرم وقلت يا سيدى يا رسول الله
أنا ضيفك ثم تنحيت
ونمت خلف المنبر فرأيت النبى صلىاللهعليهوسلم وأبا بكر عن يمينه وعمر عن يساره وعليا كرم الله وجهه بين
يديه فتقدم على فوكزنى برجله فقال قم فقد جاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال فقمت وقبلت الارض بين يديه فدفع لى رغيفا فأكلت نصفه
فى النوم واستيقظت وفى يدى النصف الآخر وقال أبو بكر الدارانى أنشدنى الشيخ أبو
الخير
أنحل القلب حبه
والحنين
|
|
وهو أخفى من أن
تراه العيون
|
لا تدركه الظنون الا ظنونا
|
|
وحاشا أن تداركه الظنون
|
وكان يقول حرام
على قلب مشوب بحب الدنيا أن يسبح فى روح الغيوب وقال الحسين زرت أبا الخير التنياتى
فلما ودعته خرج معى الى باب المسجد وقال أنا أعلم أنك لا تحمل معك معلوما ولكن خذ
هذين التفاحتين فأخذتهما ووضعتهما فى جيبى وسرت ثلاثة أيام فلم يفتح لى بشئ فوضعت
يدى فى جيبى وأخرجت تفاحة فأكلتها ثم أردت أن أخرج الثانية فوجدتهما اثنتين فلم
أزل آكل واحدة وأضع يدى فأجدهما اثنتين الى أن دخلت أبواب الموصل فقلت هاتان
يفسدان على حالى فأخرجتهما من جيبى ونظرت اليهما واذا بفقير ملفوف فى عباءة وهو
يقول اشتهى تفاحة فناولته اياهما فلما بعدت عنه وقع لى انما بعثهما الشيخ له فطلبت
الفقير فلم أجده وقال حمزة بن عبد الله العلوى دخلت على أبى الخير لا سلم عليه
وكنت قد ألزمت نفسى أن لا آكل عنده شيأ فلما خرجت من داره اذا به خلفى يحمل طبقا
عليه طعام وقال يا فقيه كل فقد خرجت الآن من عقدك وقال ابراهيم الرقى زرت أبا
الخير التنياتى مرة وكان يصحبنى فقيه فحضرت الصلاة فتقدم وصلى المغرب فلم يحسن
الفاتحة فقال الفقيه ضاعت والله سفرتنا ثم نمت أنا ورفيقى تلك الليلة فاحتملنا
فلما أصبح الصباح قال لى رفيقى قد أصابتنى جنابة فقلت والله وأنا كذلك فخرجنا الى
مكان نغتسل فيه فلم نجد الا بركة وكان فى أيام الشتاء فقلعنا أثوابنا واغتسلنا فما
نشعر الا وقد جاء السبع وجلس على أثوابنا فحصل لنا من ذلك مشقة عظيمة فبينما نحن
على تلك الحالة اذ أقبل الشيخ أبو الخير وصاح على الاسد فهرب وهو يبصبص بذنبه ثم
قال ألم أقل لك لا تتعرض لا ضيافى وعرك اذنه فانطلقنا من الماء ولبسنا أثوابنا
واستغفرنا الله تعالى مما وقع منا فقال الشيخ رضى الله عنه أنتم يا فقهاء اشتغلتم
بتقويم الظاهر فخفتم واشتغلنا بتقويم الباطن فخافنا الاسد وقال بكر لم يكن لى علم
بما كان سبب قطع يده الى
__________________
أن هجمت عليه
وسألته عن ذلك فقال يد جنت قطعت فظننت أنه كانت له صبوة فى بدايته كقطع طريق أو
غيره ثم اجتمعت عليه بعد ذلك يسير مع جماعة من الشيوخ فتذاكروا مواهب الله تعالى
لاوليائه وأكثروا من كرامات الله لهم الى أن ذكروا طى المسافات وغيره من كرامات
الاولياء فقال الشيخ عند ذلك كم تقولون أنا أعرف عبد الله حبشيا كان جالسا فى جامع
طرابلس ورأسه فى جيب مرقعته فخطر له طيبة الحرم فأخرج رأسه من مرقعته فاذا هو
بطيبة ثم أمسك عن الكلام فتغامز الجماعة وأجمعوا على أنه ذلك الرجل وقام واحد فقال
يا سيدى ما كان سبب قطع يدك فقال يد جنت قطعت فقالوا قد سمعنا هذا منك مرارا كثيرة
أخبرنا كيف كان السبب قال أنتم تعلمون أنى رجل من أهل المغرب فوقفت فى مطالبة
السفر فسرت حتى بلغت الاسكندرية فأقمت بها ثنتى عشرة سنة وكان فى الناس خير ثم سرت
منها الى أن سرت بين الشطا ودمياط حيث لا زرع ولا ضرع فأقمت ثنتى عشرة سنة وكان فى
الناس خير وكان يخرج من مصر خلق كثير يرابطون بدمياط وكنت قد بنيت كوخا على شاطئ
البحر وكنت أجىء من الليل من تحت السور اذا أفطر المرابطون ورموا باقى سفرهم أزاحم
الكلاب على اللباب فآخذ كفايتى وكان هذا قوتى فى الصيف قالوا ففى الشتاء قال كان
ينبت حول كوخى من البردى آكل أسفله وأعمل فى الكوخ أعلاه فكان هذا قوتى الى أن
نوديت فى سرى يا أبا الخير تزعم أنك لا تشارك الخلق فى أقواتهم وتشير الى التوكل
وأنت فى وسط المعلوم جالس فقلت إلهى وسيدى ومولاى وعزتك لا مددت يدى الى شئ نبذته
الارض حتى تكون أنت الموصل الىّ رزقى من حيث لا أكون أنا أتولاه فأقمت اثنى عشر
يوما أصلى الفرض والسنة ثم عجزت فأقمت اثنى عشر يوما أصلى الفرض خاصة ثم عجزت عن
القيام فأقمت أصلى الفرض اثنى عشر يوما جالسا ثم عجزت عن الجلوس فرأيت إن طرحت
نفسى ذهب فرضى فنظرت الى سرى وقلت إلهى وسيدى افترضت على فرضا تسألنى عنه وضمنت لى
رزقا قسمته لى فتفضل على برزقى ولا تؤاخذنى بما عقدته معك واذا بين يدى قرصان
وبينهما شئ ولم يذكر لنا ما كان ذلك الشئ ولم يسأله أحد من الجماعة عنه قال وكنت
أجد ذلك وقت حاجتى اليه من الليل الى الليل ثم طولبت بالسفر الى الثغر فسافرت حتى
دخلت قرية وكان يوم جمعة فدخلت المسجد فوجدت فى صحنه قاصا يقص على الناس وحوله
جماعة فوقفت بينهم أسمع ما يقول فذكر قصة زكريا عليهالسلام والمنشار وما كان من خطاب الله تعالى له حين هرب منهم
ونادته الشجرة الىّ الىّ يا زكريا
فانفرجت ودخلها
فانطبقت ولحقه العدوّ فناداهم ابليس الىّ فهذا زكريا داخل الشجرة ثم أخرج لهم هيئة
المنشار فنشرت الشجرة حتى بلغ المنشار رأس زكريا فأنّ أنّه فأوحى الله اليه يا
زكريا ان أنيت ثانية محوتك من ديوان النبوّة فصبر زكريا حتى نشر نصفين فقلت إلهى
وسيدى لئن ابتليتنى لأصبرن وسرت حتى دخلت انطاكية فرآنى بعض اخوانى وعلم انى أردت
السفر لاجل الرباط فدفع لى سيفا وترسا وحربة للسبيل وكنت يومئذ أحتشم مع الله أن
آوى الى وراء سور فجعلت مقامى فى غار أكون فيه نهارا فاذا جن الليل خرجت الى شاطئ
البحر وغرزت الحربة وأسندت الترس اليها محرابا وتقلدت بسيفى وأصلى الى الغداة فاذا
صليت الفجر عدت الى الغار فكنت فيه نهارى فنظرت فى بعض الليالى الى شجرة بطم قد
بلغ بعضه وقد وقع على بعضه الندى وهو يبرق فاستحسنته وأنسيت عهدى مع الله تعالى
وقسمى أن لا أمدّ يدى الى شئ تنبته الارض فمددت يدى الى الشجرة فقطعت منها عنقودا
وجعلت بعضه فى فمى ثم تذكرت العهد فرميت ما كان فى يدى ولفظت ما كان فى فمى ولكن
بعد ان جاءت المحنة فرميت الحربة والترس وجلست فى موضعى ويدى على رأسى فما استقر
بى الجلوس حتى دار بى فارسان ورجال كثيرون وقالوا لى قم وساقونى الى الساحل فاذا
أمير وحوله عسكر وجماعة بين يديه من السودان كانوا يقطعون الطريق فى ذلك المكان
وقد أمسكهم فلما مرت الخيل بالموضع الذى كنت فيه وجدونى أسود ومعى ترس وسيف وحربة
فظنونى من السودان وقالوا لى من أنت فقلت عبد من عبيد الله تعالى فقالوا للسودان
تعرفون هذا فقالوا لا فقال الأمير وكان تركيا بل هو رأسكم وأنتم تفدونه بأنفسكم
فقدموهم وجعلوا يقطعون أيديهم وأرجلهم حتى لم يبق الا أنا فقدمونى ثم قالوا مد يدك
فمددتها فقطعت ثم أرادوا أن يقطعوا رجلى فرفعت رأسى الى السماء وقلت إلهى يدى جنت
فقطعت ورجلى ما بالها واذا بفارس وقف على الحلقة ونظر الىّ وألقى نفسه علىّ وصاح
فقيل له فى ذلك فقال هذا أبو الخير المباحى فصاح الأمير ومن حوله ورمى الأمير
بنفسه على رجلى يقبلها ويبكى ويقول بالله اجعلنى فى حل فقلت له أنت فى حل قبل أن
تقطع يدى ومناقبه غير محصورة وكانت وفاته سنة نيف وأربعين وثلثمائة وبالتربة أيضا
قبر الشيخ عبد الجليل الزيات وبالتربة أيضا قبر الشيخ عفيف الدين المعروف بالعطار
وقيل إنه عند قبر زينب ابنة شعيب بن الليث بن سعد والأصح أنه بهذا المكان وهذا ما
بالجهة الشرقية من تربة الشيخ مسلم وأما الجهة الغربية الملاصقة لتربة الشيخ مسلم
فبها حوش الزعفرانى وبهذا الحوش قبر السيد الشريف
شرف الدين أبى
العباس أحمد بن جعفر بن حيدرة بن اسماعيل بن حمزة بن على بن عمر ابن يحيى بن أحمد
بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على الأصغر بن على زين العابدين ابن
الامام الحسين بن على بن أبى طالب رضى الله عنهم وقبره حجر كدان مكتوب عليه اسمه
ووفاته والى جانبه قبر ابنته السيدة فاطمة ابنة السيد الشريف شرف الدين الخطيب
ومعهم فى التربة قبر الشيخ الفقيه الامام العالم أبى عبد الله محمد المعروف
بالزعفرانى والى جانبه قبر ابنته فاطمة وكانت وفاته سنة ست وخمسين وستمائة وكانت
وفاة ابنته سنة خمس وتسعين وستمائة ومعهم فى الحوش جماعة من أصحاب الشيخ فخر الدين
الفارسى ثم تمشى مغربا بخطوات يسيرة الى قبر يونس بن عبد الأعلى الصدفى وقد تقدّم
ذكره ثم تمشى مستقبل القبلة خطوات يسيرة الى مسجد الامن تجد تحته من الجهة البحرية
حوشا لطيفا وعنده لوح رخام فى بناء الحوش مكتوب فيه بالقلم الكوفى هذا قبر يوسف بن
محمد بن حسان ووفاته قديمة والمسجد المعروف بمسجد الامن مسجد مبارك معروف باجابة
الدعاء وبناؤه مسجد فوق مسجد ذكره صاحب الخطط ونذكر قصته فى آخر الكتاب إن شاء
الله تعالى وتم الكلام على شقق المشاهد كما تقدم الكلام عليها ثم ابتداء الزيارة
من مسجد الامن وذلك كما تقدم الكلام عليه فانى جعلت النقعة ثلاث شقق وسيأتى الكلام
على تحديدها ثم تمشى مستقبل القبلة تجد قبرا أربع قطع حجر فى حوش بين الاحواش
مكتوب عليه الشيخ المعروف بابن وجيه المحدث عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم توفى فى المحرم سنة أربع وأربعين واربعمائة ثم تمشى مستقبل
القبلة تجد قبرا داثرا فى علو الارض يسميه الزوار أبا القاسم المريقى المعروف
بصاحب الركوة والى جانبه من جهة الشرق حوش مع جدار حائطه به جماعة من أولاد
الشنبكى كان عليهم أعمدة فيها أسماؤهم وكان مكتوبا على عمود منها
يا أيها الناس
كان لى أمل
|
|
قصر بى عن بلوغه
الاجل
|
فليتق الله ربه
رجل
|
|
امكنه فى حياته
العمل
|
ما انا وحدى
نقلت حيث ترى
|
|
كل الى مثله
سينتقل
|
قال المؤلف ولم
يبق على قبورهم أعمدة ولقد رأيت التربة مملوءة بالاعمدة ورأيت أسماءهم مكتوبة فيها
ومن جملتها الشعر المقدم ذكره ثم تمشى مستقبل القبلة بخطوات يسيرة الى النقعة
الكبرى تأتى الى مقبرة القضاعيين قال المؤلف عفا الله عنه فاما
النقعة الكبرى فقد جعلتها ثلاث شقق الاولى من مسجد الامن الى تربة ابن عبد المعطى لتكون
الشقق منتظمة على
بعضها الثانية وهى الوسطى من تربة المفضل بن فضالة الى تربة أبى العباس الحرار
الثالثة من تربة الادفوى الى مسجد الفتح وقد جعلت القرافة الكبرى شقة واحدة لتتمة
عشر شقق وهى تكملة الجهة الكبرى
ذكر الشقة الأولى من النقعة الكبرى وقد ذكرنا ما بين مسجد الامن ومقبرة القضاعيين وهى معدودة
من الاولى بها قبر الشيخ الامام العالم أبى عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر
القضاعى قاضى مصر وشهرته تغنى عن الاطناب فى وصفه كان إماما عالما زاهدا ورعا رحل
الى البلاد ووصل فى رحلته الى القسطنطينية وسمع الحديث بمكة وألف الكتب ومات سنة
أربع وخمسين وأربعمائة وكان الفاطميون يعظمونه وكان يبعث أولاده فى الليل الى بيوت
الارامل فيطوفون عليهم وكان اذا صنع طعاما وأعجبه يتصدق به وقد تقدم ذكره مع
القضاة وبالمقبرة أيضا قبر أبى سلامة على بن عبد الله القضاعى صاحب الخطط كان يعد
من علماء المصريين قال أبو عبد الله محمد بن سلامة كان جدى يكتب العلم عن المزنى
وكان يكتب فى كل يوم مائة سطر فلا يبيت حتى يحفظها ولما أعيت أحمد ابن طولون
الرؤيا التى رآها فى النوم أحضر العلماء من أهل دولته قالوا وما هى قال رأيت فى
أول الليل رؤيا وفى آخر الليل رؤيا فاما التى رأيت فى أول الليل فهى نور سطع حتى
ملأ ما حول هذا الجامع وأما الجامع فانه مظلم ورأيت آخر الليل رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقلت له متى أموت وأين ادفن فاشار بيده هكذا يعنى أشار
باصابعه الخمسة فاول كل واحد ما عنده فقال أحمد ليس فيكم من يؤوّل هذه الرؤيا أبقى
بمصر عالم قالوا رجل من قضاعة فى مسجد من مساجدهم بمصر فقال على به فجاؤا اليه
فوجدوه شيخا كبيرا فاخبروه بالمنامين وبما قال كل منهم فقال عندى تأويل غير هذا
أيها الملك قال وما هو وما عندك فيه قال عندى فى ذلك ان جميع ما حول هذا الجامع
يخرب حتى لا يبقى سواه قال فما دليلك على ذلك قال قوله تعالى (فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ
جَعَلَهُ دَكًّا)وأما اشارة رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال لك هذه خمس لا يعلمهن الا الله (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ
وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا
تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ
خَبِيرٌ) فاعجب أحمد بن طولون ذلك وأمر له بمائة دينار فأبى وقال
فقه وغنى لا يجتمعان وهو جد جماعة القضاعيين بمصر ولما مات ابنه سلامة أمر أن يدفن
تحت رجليه وأنا أذكر عقبه هاهنا وله من الاولاد أبو محمد سلامة بن على القضاعى
صاحب رئاسة وعلم بمصر قال القضاعى قلت لابى أوصنى قال عليك بحسن
الخلق فانه يزيد
فى الخلق والحفظ وأتيته يوما وقد حلقت رأسى فغضب وقال ما هذه المثلة فقلت أمثلة
هذا قال نعم قال عمر بن عبد العزيز اياكم والمثلة فى الصورة فقيل له وما المثلة
قال حلق الرأس واللحية ومات سنة تسع وتسعين وثلثمائة ومن عقبه بالتربة الامام
الفقيه العالم المحدث أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعى قاضى مصر له مصنفات
كثيرة فى العلم والحديث والتفسير فمن مصنفاته الفاحم فى تفسير القرآن العظيم قريب
من عشرين مجلدا وكتاب الشهاب فى المواعظ والامثال وكتاب منثور الحكم من كلام على كرّم
الله وجهه وكتاب الاعداد وكتاب أنباء الانبياء وتواريخ الخلفاء وكتاب المعجم فى
أسماء شيوخه الذين قرأ عليهم ووصل فى رحلته الى الشام والحجاز والقسطنطينية وقد
تقدمت مناقبهم مع القضاة ذكرهم ابن عثمان فى تاريخه وبالتربة أيضا قبر زوجته ذكرها
صاحب المصباح فى تاريخه وسموا بالقضاعيين لان قبيلتهم تسمى بنى قضاعة ولم يبق
بتربتهم غير قبر واحد مبنى مسنم يعلوه البياض والى جانب تربتهم تربة شهاب الدين
العمرى وهى التربة المطلة على الخندق وهو الشهاب عبد الله بن عبد الوهاب بن محمود
المعروف بالعمرى قال المؤلف والعمريون من نسل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى
الله عنه توفى سنة تسع وعشرين وستمائة وكانت له دعوة مجابة وفى تربته أيضا قبر
الفقيه الامام العالم ابن عبد السلام المالكى وعليه عمود مشقوق نصفين مكتوب فيه
بالكوفى اسمه ووفاته وهو القبر البحرى من قبر العمرى وليس على قبر العمرى تاريخ
وانما هو كالمصطبة يليه من جهة القبلة وقيل إن تربته هذه خطها له رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى النوم وكان لا يقصده أحد فى شئ الا أعطاه وهو معدود فى
طبقة الفقهاء هكذا حكى عنه القرشى فى تاريخه والى جانبه قبر الشيخ الفقيه العالم
الامام رشيد الدين أبى الخير سعيد بن يحيى ابن جعفر بن يحيى الارمنى العاقد بمصر
كان من أجلاء العلماء مات رضى الله عنه سنة سبع وستين وستمائة وهو الآن لا يعرف له
قبر ثم تمشى مغربا خطوات يسيرة تجد قبر ذى النون العدل ابن نجا الاخميمى عابد مصر
وليس هو بذى النون المصرى قال ابن الضراب فى تاريخه كان ذو النون الاخميمى من
الزهاد العباد يقتات بدرهم فى الشهر وكان قد نحل من العبادة وكان يقول رض نفسك
بالجوع تظهر لك مقامات الكشف وقال رضى الله عنه رأيت راهبا فى بعض الصوامع وقد صار
كالشن البالى من كثرة عبادته فقلت لنفسى أهّل لهذه العبادة والخدمة وهو مشرك قال
فرفع رأسه الى وقال استغفر الله مما قلت وعزته ما عبدته حتى عرفنى به قلت فما هذه
الاثواب قال أثواب أتستر بها عن
الناس قال قلت فما
تقول فى الاسلام فقال أو غير الاسلام دين (إِنَّ الدِّينَ
عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ) فعلمت أنه مسلم فقلت أدع لى قال أرشدك الله الى الطريق
اليه قال فتركته وذهبت قال ذو النون الاخميمى لقيت أربعين ولياكل منهم يقول انما
وصلت الى درجة الولاية بالعزلة هكذا قال صاحب المصباح قال ابن عثمان فى تاريخه كان
ذو النون العدل من التالين لكتاب الله تعالى وسمع الحديث وحدث عن الشيخ أبى القاسم
ابراهيم بن سعيد الحبال وجماعة وروى عن أبى الحسن على بن يحيى المقرى بسنده الى
ابراهيم بن أدهم أنه قال حدث عن بعض العباد أنه قام ذات ليلة يصلى على شاطئ البحر
اذ سمع صوتا عاليا بالتسبيح ولم ير أحدا فقال من أنت يرحمك الله أسمع صوتك ولا أرى
شخصك فقال أنا ملك من عند الله تعالى موكل بهذا البحر أسبح الله تعالى بهذا
التسبيح منذ خلقت قال فقلت ما اسمك فقال مهلاييل فقلت ما لمن قال هذا التسبيح من
الثواب فقال من قاله مائة مرة لم يمت حتى يرى مقعده فى الجنة أو يرى له وهو هذا
التسبيح (سبحان الله العلى الديان سبحان الله الشديد الاركان سبحان من يأتى بالليل
ويذهب بالنهار سبحان من لا يشغله شان عن شان سبحان الحنان المنان سبحان الله فى كل
مكان) والى جانبه من الحائط القبلى قبر الشيخ أبى الحسن المعروف بالصائغ كتب عليه
العوام صائغ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال المؤلف وهذا غير صحيح وفى الصحيح أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم اتخذ خاتما وأمر أن يكتب عليه لا اله الا الله ولم تذكر
العلماء من صاغه ولم تذكر له وفاة بمصر لانه لم يدخل مع الصحابة فى فتحها من اسمه
الصائغ وقال صاحب المصباح إن هذا القبر قبر عبد الله بن عبد العزيز بن مروان صاحب
المسجد بمصر قال المؤلف ابن عثمان وهذه الاشياء تؤخذ بحسن النية فان كان الرجل ما
هو فى هذا القبر فالزيارة تصل اليه أين ما كان وما زار الناس هذا القبر سدى
والدعاء عنده مستجاب والى جانب ذى النون العدل قبران من حجر الى جانب بعضهما وهما
المعروفان بسماسرة الخير وهما أولاد القاسم قال صاحب المصباح انهما من ذرية القاسم
الشيخ قال المؤلف ولم يكن بالقرافة من اسمه القاسم الشيخ غير القاسم الطيب ابن
محمد المأمون وعلى هذا فهما شريفان وبحريهما حوش لطيف به قبر رخام هو قبر الشيخ
أبى عبد الله محمد القيسى الا أنه لا يذكر له وفاة ثم تمشى مستقبل القبلة بخطوات
يسيرة تجد قبر زهرة البان البكاية بكت حتى ذهبت عيناها من كثرة بكائها وكان الصاحب
المرحوم على بن محمد يكثر من زيارتها هكذا حكى صاحب مصباح الدياجى والى جانب قبرها
قبر محمد بن محمد البكرى الواعظ
والى جانب قبره
قبر الفقيه عبد الله بن أحمد بن الحسن بن اسماعيل الفقيه الشافعى وقد ذكر قبره
القرشى عند قبر العمرى والاصح أنه بهذا المكان وقد ذكر صاحب المصباح تربة بنى
المفضل وذكر أنها بين القضاعى واللخمى وقد ذكر الاسعد ابن النحوى النسابة بنى
المفضل فى كتابه وقال هو المفضل بن المشرف من ولد جعفر الصادق يقال له ابن حركات
وكان ناسكا ورعا زاهدا عابدا وأهل مصر يزورونه ويتبركون به ثم تأتى الى قبر البلخى
الواعظ ذكره ابن عثمان قال كان رحمهالله واعظا ورعا كثير الصلاة على رسول الله صلىاللهعليهوسلم قيل إن رجلا رأى النبى صلىاللهعليهوسلم وهو يزور قبره وذكر سيف الحق فى كتابه أنه كان فقيها فاضلا
والى جانبه قبر عليه عمود مكتوب عليه محمد بن الحسين الواعظ الواسطى مات سنة احدى
وخمسمائة والى جانبه قبر الشيخ أبى الحسن البغدادى والى جانبهم المشهد المعروف
بصلة قال ابن عثمان فى تاريخه هو صلة بن أشيم العدوى أحد زهاد الدنيا وهو رجل عتق
من النار وتكفل لمن زاره أن يعتق من النار ان شاء الله تعالى قال فى كتابه وأهل
مصر يقولون إنه صلة بن أشيم قال المؤلف وهذا ليس بصحيح ولم يثبت هذا عند أحد من
المصريين وذكر الحافظ أبو نعيم فى الحلية والامام أبو الفرج فى كتاب صفوة الصفوة
وغيرهما من أرباب التاريخ أن صلة بن أشيم قتل فى العراق هو وولده وقال لولده تقدم
حتى احتسبك عند الله تعالى فتقدم فقاتل حتى قتل ثم تقدم صلة فقاتل حتى قتل فاجتمع
النساء عند زوجته معادة العدوية رضى الله عنها فقالت إن كنتن جئتن تبشرننى فمرحبا
بكنّ وان كنتن جئتن لغير ذلك فانصرفن عنى فما رؤى أصبر منها وكان صلة ابن أشيم
تضرب بعبادته فى زمنه الامثال ولما تزوّج دخلوا عليه من الغد فوجدوه يبكى فقالوا
لزوجته ما شأنه قالت هو هكذا من أول الليل الى آخره فقالوا له ما يبكيك فقال إنكم
أدخلتمونى بالامس بيتا ذكرت به جهنم وهو الحمام ثم أدخلتمونى وقت المساء هذا البيت
وزينتموه فذكرت به قصور الجنة ثم جئتمونى بامرأة ذكرت بها الحور العين فأقام سنة
يبكى ولا يضاجع زوجته وهى تصوم معه وتصلى ومات رضى الله عنه غازيا كما ذكرنا وهذا
قبر صلة بن المؤمل أحد رجال الحديث ذكره جماعة من الحفاظ وكان زاهدا ورعا رضى الله
عنه وقيل إنه صلة بن مؤمل البغدادى وهو الاصح ولا أدرى كيف وقع للشيخ موفق الدين
هذا الغلط فى مرشده فى أماكن كثيرة ولا بد من تعيينها فى هذا الكتاب ان شاء الله
تعالى روى صلة باسناده عن النبى صلىاللهعليهوسلم أنه قال يكون فى أمتى رجل يقال له صلة بن أشيم يدخل الجنة
بشفاعته كذا وكذا وروى جعفر بن يزيد العدوى
عن أمامة أنه قال
خرجنا فى غزو الى كابل وبالجيش صلة بن أشيم فنزل الناس عند العقبة فقلت لارمقن
عمله وأنظر ما يذكر الناس من عبادته وصلاته فصلى العتمة ثم اضطجع والتمس غفلة
الناس حتى اذا هدأت العيون وثب فدخل غيضة قريبة منه فدخلت فى أثره فتوضأ ثم قام
يصلى فجاء أسد فدنا منه وصعدت أنا الى شجرة فما التفت ولا ارتعد من الاسد فلما صلى
سجد قلت الآن يفترسه الاسد ثم جلس وسلم ثم قال أيها السبع أطلب الرزق من مكان آخر
فولى وان له لزئيرا يكاد أن ينصدع منه الجبل فما زال كذلك يصلى الى الصبح فجلس
فحمد الله تعالى ثم قال اللهم انى أسألك أن تجيرنى من النار فما مثلى يجترئ أن
يسألك الجنة ثم أصبح كأنه بات على الساباط وأصبحت وبى من الفترة ما الله عالم به
فلما دنونا من أرض العدوّ قال الامير لا يشدن أحد من العسكر فوقف يصلى فذهبت بغلته
بثقلها فقام فصلى ركعتين ثم قال اللهم انى أقسمت عليك الا رددت بغلتى على وثقلها
قال فلم يشعر الا بالبغلة جاءت فوقفت بين يديه فحمل هو وهشام وابن عامر فلم يزالا
يضربان ويقاتلان ويقتلان فى العدوّ فانكسر العدوّ فقال إن رجلين من العرب قاتلا
قتالا شديدا يعنون هشاما وصلة بن أشيم فسمعنا قائلا (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ
يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ) وبهذا المشهد قبر الشيخ أبى الحسن على المعروف بابن قادوس
وبه أيضا قبر الشيخ سيف الدين كريش وبه أيضا قبر الشيخ أبى الفتح يحيى ابن عمر بن
محمد امام الجامع العتيق ومعه فى قبره ولده أبو الذكر محمد وعليهما رخامة وتحت
محراب صلة قبر الجلال ابن برهان رئيس المؤذنين بجامع مصر وعند باب المشهد قبر
الشيخ اسماعيل الموله وكان رجلا صالحا ذكره صاحب المصباح وبالمشهد جماعة لا تعرف
أسماؤهم وعند الخروج من باب هذا المشهد قاصدا الى سالم العفيف تجد قبر الشيخ أبى
الحسن على بن صالح الأندلسى المعروف بالكحال ذكره الموفق فى تاريخه وحكى عنه ان من
كراماته ان من أصابه رمد وجاء الى قبره وقرأ شيأ من القرآن ثم قال بسم الله الرحمن
الرحيم ويحسن ظنه ويمسح على عينيه بتراب القبر فانه نافع مجرب كما ذكر جماعة انهم
جربوه فوجدوا عليه الشفاء قال ابن أخى عطايا كان لا يضع ميلا فى عين حتى يقرأ عليه
سورة الاخلاص ثلاث مرات وأتاه رجل ذمى وقد عمى فقال له لو أسلمت لعاد اليك نظرك
قال والاسلام يرد نور الأبصار قال نعم فقال الذمى والله لا كذبتك أشهد أن لا اله
الا الله وأن محمدا رسول الله فذهب وهو ينظر وعلى قبره مجدول كدان قال صاحب
المصباح والى جانب قبره قبر رخام مكتوب عليه خزيمة بن عمار بن يزيد مات
سنة خمسين ومائتين
قال المؤلف رحمهالله ولا أعلم بالحومة قبرا رخاما الا الذى يليه من جهة الغرب
وكان شيخنا يقول ان بهذا القبر جماعة أشرافا والى جانبه من الجهة البحرية قبر
الامشاطى المؤذن بجامع مصر كان عالما بعلم الأوقات ذكره صاحب المصباح مع سالم
العفيف فى التربة قلت ويفرق بينهما البناء وهو الآن بظاهر التربة
ذكر تربة سالم العفيف بهذه التربة قبر الشيخ سالم العفيف كان مشهورا بالخير
والصلاح مجاب الدعوة حكى عنه الموفق فى تاريخه ان رجلا رآه فى المنام فقال أنا
أعجب ممن يزورنى ولا يدعو ويسأل الله حاجة وحكى أن رجلا جاءه فى حياته وهو قلق
فقال له ما بك فقال ضاع لى دفتر حساب وأنا عند رجل ظالم وقد دلونى عليك أن تدعو لى
يا سيدى عسى أجده فقال له الشيخ اذهب الى سوق الحلوانيين واشترى لنا رطلا من
الحلوى حتى أدعو لك فمضى الرجل الى حانوت الحلاوى واشترى منه رطلا حلوى فوزن
الحلاوى الرطل وأخرج ورقة يلفه فيها فنظر الرجل الى الورقة واذا هى من دفتره فقال
للحلاوى من أين لك هذه الورقة فقال من دفتر اشتريته الساعة فقال ائتنى به فأخرجه
اليه فاذا هو دفتره لم ينقص شيأ فدفع له ما اشتراه به وأخذه وأخذ الحلوى وأتى الى
الشيخ وقال يا سيدى لقيت الدفتر وهذه الحلوى فقال الشيخ خذ حلاوتك ما لى بها حاجة
وانما قصدت قضاء حاجتك وبالتربة أيضا قبر أبى الحسن على بن فضائل الطحان هكذا
مكتوب على عموده ثم تخرج من التربة قاصدا الى القمنى تجد قبرا عليه عمود مكتوب
عليه هذا قبر الشيخ أبى عبد الله محمد بن محمد الدمشقى. (ذكر
تربة أبى بكر القمنى) بهذه التربة قبر
الشيخ الفقيه الامام العالم أحد قضاة مصر أبى بكر محمد المعروف بالقمنى ذكره
القضاعى فى تاريخه وقال اسمه عبد الملك قال ابن ميسر فى تاريخه وجدت فى نسخة من خط
ابن خيره ان رجلا من أكابر حفاظ مصر أخبره انه لم يزل يرى العلماء يقفون عند قبر
القمنى ويجعلون صلة امامهم وسالما العفيف عن يمينهم وأبا الحسن الصائغ عن شمالهم
ويدعون فيستجاب لهم وذكر العبيدلى النسابة فى كتابه المسمى بالرد على أولى الرفض
والمكر فيمن كنى بأبى بكر قال كان الامام أبو بكر القمنى زاهدا فى عصره محدثا تأتى
الناس اليه قال رجل لقيت الخضر عليهالسلام زمن فتنة المستنصر الفاطمى فقلت له ادع لاهل مصر فقال لا
تخاف أهل مصر وفى جبانتهم أبو بكر القمنى وكان رضى الله عنه قد شهد مشاهد الطالبين
ويقال انه من السبعة الأبدال وكان قد لزم بيته فلم يخرج منه عشرين سنة وكان قد ولى
القضاء فمر فى بعض الطرق فوجد قوما قد عملوا فرحا وهم يضحكون ومر بقوم آخرين قد
مات
عندهم ميت وهم
يبكون فقال كيف أحكم بين هؤلاء أصحاب الجنازة ما رضوا بحكم الله وأصحاب الفرح
أمنوا مكر الله فمضى وتركهم وهو أحد السبعة المختارة الذين أشار بزيارتهم القضاعى
وهو خامس السبعة وسيأتى ذكرهم ان شاء الله تعالى فى آخر الكتاب فى الفصل المسمى
باللمعة فى زيارة السبعة والسبب فى زيارتهم وما ورد فيهم وبالتربة جماعة يأتى
ذكرهم فى غير هذا المكان ثم تخرج من التربة قاصدا للمفضل بن فضالة تجد حوشا بغير
سقف به قبر الشيخ أبى الحسن على اللخمى قال صاحب المصباح كان واعظا وقال ابن أخى
عطايا فى تاريخه كانت الوحوش تأتى الى قبره تتبرك بترابه وهو من أكابر الصلحاء
وقيل إن فى القبر معه ولده ذكره القرشى فى تاريخه ومقابل تربته تربة المفضل بن
فضالة وسيأتى الكلام عليه عند ذكر الشقة الثانية إن شاء الله تعالى ثم تمشى مستقبل
القبلة خطوات يسيرة تجد تربة قديمة بها قبة كتب عليها العوام عبد الله بن تميم
الدارى قلت وذلك غير صحيح وقد ذكر حذاق أهل التاريخ أن تميما لم يعقب وأن هذا
العقب لابى هند يعنى أخا تميم من أبيه وكانا قدما على النبى صلىاللهعليهوسلم قال ابن عساكر فى تاريخه قدما على النبى صلىاللهعليهوسلم وهما على دينهما فلما أسلما قال أبو هند لتميم حين سمع
رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول زويت لى الارض مشارقها ومغاربها وسيبلغ ملك امتى
مازوى لى منها فقال لتميم تعال نسأل رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى أرض الشام أن تكون لذريتنا فسألاه فأمر عليا أن يكتب
لهما فكتب لهما هذا ما أنطى محمد رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهى قصة طويلة ذكرها الماوردى فى الاحكام وشهد على رسول
الله صلىاللهعليهوسلم فى كتابهم أبو بكر وعمر وهى أرض الخليل وقد قال ابن ميسر
فى كتابه إن هذه التربة تعرف بتربة الداريين والالواح التى بها تخبر انهم أشراف
وهو الاصح وبالقرافة جماعة من التميميين نذكرهم فى مواضعهم إن شاء الله تعالى والى
جانب هذه التربة من الجهة البحرية قباب قديمة البناء قال بعض مشايخ الزيارة انهم
من المعافريين قلت وذلك غير صحيح لان مقبرة بنى المعافر معروفة أولها حوش الادفوى
وآخرها حوش أبى القاسم الوزير قال القرشى المعروف بابن الجباس فى تاريخه وكل من
ذكرناه من المعافريين قبره بمقبرتهم والاصح انهم من الدفن القديم لا تعرف أسماؤهم
وبالحومة قبر الياسمينى قريبا من أبى عمر الكندى ذكره الموفق فى تاريخه كان من
كبار الصالحين وسمى بالياسمينى لانهم كانوا يجدون الياسمين على قبره فى غالب
الاوقات رضى الله عنه والى جانبه من الجهة القبلية حوش به قبر رخام ولم يكن
بالجبانة أحسن منه هو قبر أبى القاسم
اسماعيل المعروف
بالاهوازى أصله من الاهواز قدم على الفاطميين فظنوا أنه عين لبنى العباس فسجنوه
سبع عشرة سنة ثم أخرجوه فأقام ثلاثة أيام ومات وأوصى أن يدفن مع محمد بن الحسين بن
الحسن المكى فأنزلوه عليه فهما فى القبر وكان محمد بن الحسين المكى فاضلا عابدا
صاحب دعوة مجابة بعث اليه كافور خلعة الامارة ومعها مائة فارس فخرج عليهم وعليه
عباءة وقال اذهبوا الى شأنكم فانى اشتريت هذه من الله تعالى بأربعين ألف دينار ثم
أغلق الباب ودخل الى منزله فبعث اليه من الغد مثل ذلك مرتين فخرج وأراهم الجنون
وجعل يرجمهم بالحجارة فذهبوا وتركوه وتاريخ وفاته حول قبره من ظاهره وتاريخ
الاهوازى فى باطن القبر ومات سنة ثلاث وعشرين وثلثمائة هكذا حكى صاحب المصباح وقال
الموفق انه كان ملك الاهواز وكان من القراء وقرأ عليه جماعة من مصر ويلاصق تربته
من الجهة القبلية تربة بها قبر حجر كبير لم يكن بالجبانة أكبر منه مكتوب عليه هذا
قبر فاطمة العابدة الموصلية أصلها من الموصل والعوام يقولون انها ابنة فتح الموصلى
وذلك غير صحيح وكان فتح الموصلى قد بكى الدم أربعين سنة فرأى الرب سبحانه وتعالى
فى المنام وهو يقول له الى كم تبكى قال شوقا الى لقاءك يا رب ومشاهدتك قال ان
الأبصار لا ترانى فى الدنيا قال فها أنا أبكى حتى ألقاك قال يا فتح لقد صعد الىّ
حافظاك أربعين سنة وما فى صحيفتك سيئة ومن الزوار من يذكر عنها انّ من أراد الحج
الى بيت الله الحرام يطوف حول قبرها سبعا وينوى بذلك تسهيل الحج فانه يحج فى سنته
وذلك ليس له صحة وهو فعل مكروه ثم تمشى مشرقا بخطوات يسيرة تجد قبر السيدة أم أحمد
المعروفة بخادمة رباط الخواص وكان رباط الخواص بالقرافة يجتمع فيه الأولياء ذكرها
الموفق فى تاريخه وقيل ان يجانبها أم عبد العزيز مقدمة رباط الخواص وقيل ان معهم
فى الحومة قبر الربيع المؤذن المعروف بالمرادى ذكره الكندى وغيره وهو خادم الامام
الشافعى وأقدم أصحابه صحبة وأشدّهم محبة له قال الامام الشافعى عند الموت أنت
أنفعهم لى بعدى وكانت وفاة الربيع بن سليمان المرادى سنة سبعين ومائتين حكى
القضاعى فى تاريخه ان قبره غربى الخندق مما يلى القضاعى بحريه فى حجرة هناك هكذا
قال صاحب مزارات المصريين انه فى هذه البقعة وقال صاحب المصباح انه عند الادفوى
وقال القرشى انه دفن فى مقبرة الشافعى قال المؤلف وهو الصحيح والى جانب هذه التربة
تربة كبيرة مبنية بالحجر لم يبق منها غير الحائط القبلى وهى تربة السيد الشريف
الزيدى وهو أبو عبد الله الحسين بن أبى القاسم ابن على نقيب النقباء بمصر من ولد
الحسين بن على عليهالسلام وهو القبر الذى أمام
المحراب شرقى
الفقاعى وكان على بابها لوح رخام مكتوب فيه اسمه وما فى التربة تربة أوسع منها ولا
أحسن ولم يبق لهذا الشريف الزيدى عقب بمصر والى جانبها تربة السيد الشريف الخشاب
وهو أبو عبد الله ابن الحسين بن مسلم من ولد الحسين بن على عليهالسلام كان من أهل الصلاح والورع وقبره تحت القبة اللبن شرقى تربة
الزيدى المذكور يفصل بينهما الطريق لا غير ومعه فى القبة مريم بنت حرب البراج وهو
ناصر بن المحسن ابن عبد الله بن ظاهر من ولد الحسين بن على عليهالسلام وهى ترجع الى الخشاب من قبل أمها فاطمة والتربة معروفة
الآن وفى حائطها القبلى محراب عند عمود مكتوب عليه هذا قبر الشيخ عبد الجبار بن
محمد المعروف بالنحاس توفى سنة أربع وخمسين وخمسمائة والى جانبه عمود مكتوب عليه
هذا قبر الشيخ أبى اسحاق ابراهيم بن نصر الكاتب توفى سنة ثلاث وستمائة والى جانبه
من الحائط الغربية رخامة فى بناء الحائط مكتوب فيها هذا قبر المرأة الصالحة بنت
أبى الكرم وبالحومة جماعة من الصالحين وهى حومة معروفة باجابة لدعاء بها تربة
الشيخ الفقيه الامام العالم أبى عبد الله محمد بن أبى القاسم بن عبد المعطى توفى سنة ثمان وخمسمائة ذكره القرشى فى طبقة الفقهاء وقيل
ان اسمه عبد القوى بن عبد المعطى واختلف فى اسمه والصحيح ما قاله القرشى ومعه فى
التربة جماعة من ذريته منهم قبر مكتوب عليه عبد الرحمن بن عبد المعطى وشهرته تغنى
عن الاطناب فى مناقبه وبحرى هذه التربة قبر الشيخ على المعروف بيقدر وحكايته
مشهورة ومعه فى الحومة قبر القاضى شعيب وفى قبلى هذه التربة من وراء الحائط مقبرة
أولاد ابن بنت أبى سعد الانصارى بها رخامة مكتوب فيها هذا قبر الشيخ الفقيه الامام
العالم الأوحد أفقه الفقهاء وأجل العلماء شرف الدين أبى عبد الله محمد بن أبى
الحسين على توفى فى شهر الله المحرم سنة خمس وتسعين وستمائة والى جانب هذه المقبرة
قبر على جانب الطريق المسلوك مبنى على هيئة مصطبة عند رأسه بناء على هيئة عمود نقل
عنه مشايخ الزيارة انه قبر عبد المعطى وهو معروف باجابة الدعاء
ذكر حومة الشيخ
عبد المعطى وهى من عند قبره الى قبر الزعفرانى وهى حومة مباركة كثيرة الاعمدة منها
عمود الى جانب الشيخ عبد المعطى مكتوب عليه الشيخ الفقيه الامام العالم عبد الله
بن فارس المعروف باللخمى أخى الشيخ أبى الجود غياب بن فارس الذى قبره بشقة الجبل
وهم مشايخ القراءة وهو بحرى عبد المعطى وبهذه الحومة تربة بها عمودان مكتوب على
أحدهما أبو المجد عبد الله بن أبى القاسم الشهيد وعلى الآخر أبو القاسم المصدر
بمسجد الزبير وعلى
باب التربة عمود مكتوب عليه الشيخ أبو الحسن البهاوى وبالحومة أيضا قبر أبى الحسن
على الاركوانى وبالحومة أيضا عمود مكتوب عليه الفقيه أبو محمد عبد الباقى وبالحومة
أيضا عمود مكتوب عليه الشيخ أبو عبد الله محمد بن عروة وهو قريب من المرأة الصالحة
بنت أبى الكرم المقدم ذكرها وبالحومة أيضا عمود مكتوب عليه الشيخ أبو الحسن على بن
خليفة الرزاز وبالحومة أيضا حوش بنى كهمس به قبر الشيخ الامام العالم القاضى عبد
الرحمن عرف بابن كهمس وعنده جماعة من ذريته وبالتربة أيضا قبر السيدة العابدة
الزاهدة فاطمة بنت الشيخ أبى العباس الطبجى ووالدها مدفون بجبانة مصر وكان مشهورا
بالعلم والصلاح ذكره الشيخ صفى الدين فى رسالته ونذكر مناقبه فى كتاب غير هذا إن
شاء الله تعالى وعلى باب هذا الحوش قبر الشيخ الامام العالم أبى عبد الله محمد بن
الحسين المعروف بالزعفرانى صاحب الامام الشافعى رضى الله عنه ذكره القرشى فى طبقة
الفقهاء بعد الربيع بن سليمان المرادى وذكره الموفق بن عثمان قيل انه وقف على قصاب
يشترى لحما فاستهزأ به القصاب بعد أن ولى فانقصفت يده وما بقى يقدر يقطع بها شيئا
فسعى خلف الشيخ حتى أدركه وقال له يا سيدى لا تؤاخذنى بما وقع منى وادع الله أن
يعافينى فدعا له فعادت يده كما كانت والى جانبه قبر ولده والى جانبهما من الجهة
البحرية قبر الشيخ الصالح المهمهم الجيزى ذكره الموفق فى تاريخه ونذكر مناقبه فى
الشقة الثانية إن شاء الله تعالى وقبلى تربة الشيخ عبد المعطى قبر رجل من المعافر
يعرف بالعريان وهذا انتهاء الشقة الاولى
ذكرالشقة الثانية أولها تربة المفضل بن فضالة وانتهاؤها قبر الشيخ أبى العباس
الحرار فبهذه التربة قبر الشيخ الفقيه الامام العالم أحد من جمع بين العلم والحديث
المفضل بن فضالة بيته يعرف بمصر ببيت العلم وهو معدود من أكابر التابعين كان الجان
يأتون الى زيارته ويتبركون به وكان اذا أصاب أحدا الجنّ اقسموا عليه به فيدعهم
وينصرف حدث عن أبيه فضالة وروى عن جده يحتج بحديثه وأثنى عليه أحمد بن حنبل قال
البخارى يكنى أبا معاذ توفى سنة أحدى وثمانين ومائة وكان لا يفطر فى السنة الا
العيدين وأيام التشريق وكان يلبس الصوف على جلده ويجعل أعلاه القطن والكتان قال
الخلعى كان بالنهار يقضى بين الانس وفى الليل يقضى بين الجن وكانت الجن تكلمه فى
الطريق ومر على مصروع فى الطريق فقال للجنية التى صرعته ويحك اتركيه فقالت يا سيدى
كيف أتركه وهو يبغض أبا بكر وعمر والساعة ما فرغ من سبهما فقال لها زيديه عذابا
أخزاه الله
تعالى وكان المفضل
من أكثر الناس حفظا الحديث رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأحاديثه كثيرة بمصر تعرف بأحاديث ابن فضالة حكى حرملة
صاحب الشافعى أن فى هذا القبر المفضل ووالده فضالة وجده وقال الشيخ رشيد الدين بن
عبد الحكم حدثنى أبى عبد الحكم قال حدثنى جدى يعنى ابن رفاعة قال زرت المفضل بن
فضالة فى الليل فاذا بشخص يلوح مرة ويخفى أخرى فقلت له من أنت فقال لا تزر هذا
القبر وحدك فى الليل وان زرته بالليل فاجهر بالقرآن قلت ولم ذلك فقال إن الجان
تزوره فى الليل ونحن من جن نصيبين جئنا نزوره هكذا حكى القرشى وحكى صاحب المصباح
انه كان بجواره رجل يهودى وكان يكثر من سب الشيخ فى الليل وهو يسمعه من كوة فى
منزله فقالت له ابنته ايسبك هذا اليهودى وأنت تسمعه ولا تكلمه فقال انى سمعته من
أول الليل فأردت أن أكلمه فى ذلك فنمت فرأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وكأن القيامة قد قامت واذا هو قد سبقنى على باب الجنة فاذا
أنا انتظر له بقريب ما رأيت قال فلم يمت اليهودى حتى أسلم وكان الناس يأتونه
ويسألونه الدعاء وفى قبر المفضل والده وجده وأخوه ووالدته وابنته قال الموفق يكنى
بأبى معاذ ويعرف بالقينانى ذكره الكندى والقضاعى وصاحب المزارات المصرية وصاحب
تاريخ هادى الراغبين وقد سلف ذكره مع القضاة ونذكره ان شاء الله تعالى فى فضل
زيارة السبعة والى جانب قبره قبر القاضى غيث بن سليمان وقد دثر هذا القبر ومعه فى
التربة جماعة قد دثرت قبورهم وملاصق محرابه قبر القاضى أبى محمد الزهرى لانه أوصى
أن يدفن الى جانب المفضل لتناله بركته قلت والله أعلم انه القبر الحوض الحجر الذى
من وراء الحائط القبلى الملاصق للجدار والى جانبه قبر أم عبد الرحمن زوجة القاضى
المفضل والآن لا يعرف لها قبر وبالتربة رخامة مكتوب عليها الفضيل وبالتربة أيضا
قبر صاحب الدار واسمه محمد بن اسماعيل وهو القبر البحرى من المفضل بن فضالة وليس
يعلوه سقف حكى عنه ابن عثمان أنه بنى دارا حسنة وأحسن بناءها فلما فرغ جلس على
بابها فدخل عليه ذو النون المصرى فقال له أيها المغرور اللاهى عن دار البقاء
والسرور لم لا تعمر دارا فى أرض الامان لا يضيق بها المكان ولا يتنازع فيها السكان
ولا يزعجها حوادث الزمان ولا تحتاج الى بناء ولا طيان ويحيط بهذه الدار حدود أربعة
الحد الاول ينتهى الى منازل الراجين والحد الثانى ينتهى الى منازل الخائفين والحد
الثالث ينتهى الى منازل المحبين والحد الرابع ينتهى الى منازل الصابرين ويشرع الى
هذه الدار شارع ينتهى الى خيام مضروبة وقباب منصوبة على شاطئ أنهار الجنة فى
ميادين قد شرفت وغرف قد
زحرفت فيها سرر قد
رفعت عليها فرش قد نضدت فيها أنهار وكثبان من المسك والزعفران قد عانقوا خيرات
حسان وترجمة كتابها هذا ما اشترى العبد المحزون من الرب الغفور اشترى منه هذه
الدار بالتنقل من ذل المعصية الى عز الطاعة فما على هذا المشترى فيها من درك سوى
نقض العهود وحل العقود والغفلة عن المعبود وشهد على ذلك البيان وما نطق فى محكم
القرآن قال الملك الديان (إِنَّ اللهَ اشْتَرى
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ) وتحثهم هذه الدار على الخيرات الحسان فلو نظرت وقد برزت
حوراء من الحور وقد خطرت فى أرض المسك والزعفران ثم تنادى بصوت حسن من يخطبنى من
الحى القيوم الذى لا ينام ثم تقول سألتك بالحى الذى جمع بينى وبينك فى غبطة وسرور
هل نقصك شيأ مما ضمن لك فيقول لا فباعها واشترى هذه الدار وكتب كتابها وجعله فى
كفنه على صدره فى لحده فوجد بعد ذلك مكتوبا قد وفينا ما ضمن عبدنا ذو النون والى
جانبه جماعة من مشايخ القصارين وبظاهر التربة من الجهة الغربية تحت الشباك قبران
داثران أحدهما يلى الآخر فالقبر الاول هو قبر الشيخ يحيى بن على بن الحسن المصرى
أحد مشايخ القراآت المعروف بالخشاب كان فاضلا فى علم القراآت بمصر وسمع الكثير من
الحديث وحدث عن جماعة من العلماء فهو يعد من طبقتى القراء والمحدثين قرأ على
الشريف الخطيب وانتفع به وقرأ على الخطيب الشيخ أبى الجود وحكى عنه رضى الله عنه
أنه كان اذا قرأ القرآن تضطرب كل شعرة فى جسده من شدة خوفه وقال بعض أصحابه دخلت
عليه يوما فوجدته يبكى فقلت له ما يبكيك قال رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال الى كم تقرؤن القرآن ولا تخشعون فاذا قرأت القرآن
فابك فانه من لم يبك عند قراءة القرآن فقلبه كالحجارة أو أشد قسوة فكان بعد ذلك
اذا قرأ القرآن يسمع من حضر تساقط دموعه على الارض من كثرة بكائه وكان يقول الانس
بكلام الله يذهب كل وحشة وكانت وفاته سنة أربع وخمسمائة وقيل إن زوجته معه فى قبره
هكذا قال صاحب المصباح وأما الثانى الذى يليه من القبلة فهو قبر الشيخ الصالح
سفيان النيدى ذكره ابن عثمان فى تاريخه وحكى عنه أنه كان يصنع النيدة وكان يصنع
قدرتين فيبيع إحداهما ويقتات منها ويتصدق بالاخرى ويطرح الله له البركة حتى
يقيمهما وهو من أرباب الاسباب وبالحومة رجل من بنى بكر المصرى ثم تمشى مستقبل
القبلة بخطوات يسيرة الى تربة الشيخ أبى محمد عبد العزيز بن أحمد ابن جعفر
الخوارزمى رضى الله عنه ذكره الحافظ عبد العظيم المنذرى وذكر أن الدعاء عنده
مستجاب وكان الافضل أمير الجيوش يأتى الى زيارته ماشيا وجرب تراب قبره لرد اللوقة
حكى ابن عثمان قال
حدثنى من أثق بقوله انه مرض مرضة أشرف منها على الموت قال فرأيت فى منامى كأن
قائلا يقول لى توسل الى الله عزوجل عند قبر عبد العزيز فحملت نفسى ودعوت الله عند قبره فكشف
الله عنى ما كنت أجده وكانت وفاته سنة أحدى وأربعمائة ومعه فى التربة قبر الشيخ
الامام العالم حرملة صاحب التاريخ وليس هو حرملة ابن يحيى صاحب الامام الشافعى
ذكره الشيخ أبو اسحاق فى الطبقات وهو من طبقة البويطى صاحب الشافعى قال المسبحى
كان حرملة من حذاق الفقهاء والغالب على ظنى أنه حرملة بن يحيى بن سعيد التجيبى
صاحب الامام الشافعى فانى لم أجده فى مقبرة بنى تجيب والله أعلم ثم تخرج من التربة
وتمشى مستقبل القبلة تجد قبرا عليه لوح رخام قال ابن عثمان هو صاحب القنديل حكى
عنه انه كان يرى على قبره قنديل فى الليالى المظلمة وكان شيخنا الادمى يقول هو أبو
العباس أحمد بن العباس قال بعض الزوار هو محمد الزرعى والاصح ما قاله شيخنا الادمى
ثم تمشى مستقبل القبلة تجد قبر السكرى المعروف بالزفتاوى يقال إنه من أهل الكرم
وفعل الخير وقد شهر ذلك عنه وقد حكى عنه الموفق أنه طرح سكر فى زمنه على السكريين
فلم يجدوا ثمنه فاخذه على ذمته وأعطى ثمنه وجعله فى المخازن فاتفق أن السكر طلب
فباع ما عنده وجمع المال واحضر السكريين ثم قال لهم اعلموا أن هذا المال الذى
وزنته فى ثمن السكر اقترضته لكم وها قد فتح الله بهذا المال والربح فقسمه وأخذ رأس
ماله وفرق عليهم الربح وقيل انه كان يتصدق فى كل جمعة بطريحة سكر كان يعملها لنفسه
وكان يعمل ستة أيام فى الجمعة ويتصدق بيوم منها فاتفق انه جاءت طريحة الصدقة كثيرة
فقال الصناع هى كثيرة فقال دعوها وتصدقوا بها وكان على قبره لوح رخام مكتوب عليه
ابراهيم بن محمد بن الحسين الزفتارى المعروف بسمسار الخير وهو أحد سماسرة الخير
وقبره معروف فى طرف مقبرة الفقاعى
ذكر مقبرة الفقاعى وهى مقبرة قديمة ذكرها الكندى والقضاعى وابن عثمان والقرشى
وهادى الراغبين والمصباح قال صاحب المصباح بهذه المقبرة قبر الشيخ الفقيه الامام
العالم أبى عبد الله محمد بن جابار الصوفى كان من أكابر العلماء وأجلاء الفقهاء
وكان يحضر الحلقة بالجامع ثم يأتى الى الزاوية فلا يراه الناس الى اليوم الثانى
وهو شيخ الفقهاء والصوفية وشيخ المجلى فى الفقه وقال المجلى فى تاريخه قال حدثنى
أبو الحسن البغدادى قال وردت الى مصر وأنا مع أبى وأنا دون البلوغ فى أيام كافور
الاخشيدى وكان أبو بكر المجلى يتولى نفقة كافور ومصالحه وخواص خدمته فانتسجت بينه
وبين أبى مودة وكان يأتى الى أبى
ويزوره وكان فى
بعض الايام قد جاءه فجلس يتحدث هو وأبى ويتذاكرون أخبار كافور فقال أبو بكر لابى
وأنا أسمع إن هذا الاستاذ كافور له فى كل عيد أضحى عادة وهو أنه يسلم الى بغلا
محملا ذهبا وورقا وأمضى مع صاحب الشرطة ونطوف من بعد العشاء الى آخر الليل حتى
أسلم ذلك لكل من أجد اسمه فى تلك الجريدة فاطرق أبوابهم وأقول لهم هذا من عند أبى
المسك كافور فلما كان فى العيد خرجت على عادتى وزادنى فى الجريدة أبا عبد الله بن
جابار مائة دينار فانفقت الى آخر المال على أربابه ولم يبق الا صرة فجعلتها فى كمى
وسرت حتى أتينا منزلا بظاهر القرافة فقال لى النقيب هذه داره فطرقت الباب فنزل شيخ
عليه آثار السهر كأنه لم ينم فسلمت عليه فرد على السلام وقال ما حاجتك فقلت
الاستاذ أبو المسك كافور الاخشيدى يخص الشيخ بالسلام فقال لى والى البلد قلت نعم
قال اذهب اليه وقل له حفظك الله فقلت وقد انفذ معى هذه الصرة وهو يسألك قبولها قال
نحن نرغبه ونحببه فى الله كيف يغرنا بالدنيا قال فراجعته فى القول فتغير وجهه
فاستحيت من الله عزوجل أن أراجعه فتركته وانصرفت فلقيت الامير قد تهيأ للركوب وهو
ينتظرنى فلما فطن بى قال ما كان منك يا أبا بكر فقلت أرجو أن يستجيب الله فيك كل
دعوة صالحة فقال الحمد لله الذى جعلنى واسطة فى وصول الراحة الى عباده ثم قال لى
يا أبا بكر ما الذى كان من ابن جابار فقصصت عليه قصته فقال عد اليه فاذا نزل لك قل
له أبو المسك يسلم عليك ثم اقرأ عليه سورة طه الى قوله له ما فى السموات وما فى
الارض وما بينهما وما تحت الثرى والبلاد بلاد الله والارض أرض الله والمال مال
الله فان أخذت أخذت من الله وان رددت رددت على الله قال فعدت اليه فنزل من سطح
داره فقال له اقرأ كما أمرك فلما قرأت بكى وقال صدق والله قد علمنا كافور التصوّف
دع الصرة وانصرف قال فعدت الى كافور وأخبرته أنه أخذها فسجد شكرا لله تعالى وكان
ابن جابار جمع بين العلم والتصوّف وصحب أبا بكر الزقاق وكان يقول لا يكون الصوفى
صوفيا حتى يتيقن العلم وكان يقول التصوّف والجهل لا يجتمعان وكان كل من فى حلقته
يفتى ويقرأ العلم حتى الرجل الذى على باب زاويته فاذا جىء الى الشيخ بفتوى أخذها
الخادم ودخل فان وجد الشيخ كتب والا كتب عليها قال المسبحى لما مات ابن جابار
تبعته الصوفية والعلماء وحملوه على أعناقهم ثم صلوا عليه بمصلى خولان وكان بمصر
يوما مشهودا ودفن رضى الله عنه بالنقعة وقبره بها مشهور تحت مسجد الفقاعى من قرأ
عند مسجد الفقاعى قل هو الله أحد احدى عشرة مرة وسأل الله تعالى حاجة قضاها وقد
جرب ذلك العلماء الاكابر
كانت وفاة ابن
جابار سنة اثنتين وستين وثلثمائة والى جانب قبره قبر الشيخ أبى القاسم ابن الحسن
الناسخ المعروف بالحنفى توفى سنة أربع عشرة وثلثمائة ذكره القرشى والى جانب قبره
قبر الشيخ الفقيه الامام العالم شيخ المؤرخين أبى عمر الكندى ومقبرة بنى كندة
بالنقعة ولم يخرج عن المقبرة غيره والى جانبه من الجهة الغربية عند رأس ابن جابار
الشيخ أبو عبد الله محمد التكرورى المالكى صحب ابن جابار وكان يتكلم فى أصول الفقه
على المذهبين مالك والشافعى وقيل هو التكرورى المشار اليه ببولاق وقيل بل هو شيخه
وكان فقيها فصيحا وناظر فى علوم كثيرة وكان يقول أبداننا زرع مآلها للحصاد وكان
أمير مصر يسعى اليه ويسأله الدعاء وكانت قد أصيبت عينه فسأل الله أن يردها اليه
فعادت اليه كما كانت وأرسل اليه كافور مائة دينار فأظهر لرسوله الجنون فعاد الى
كافور وقال له أرسلتنى الى رجل مجنون فقال كافور ليس هو مجنونا انما هو يقوم الليل
ويصوم النهار ثم أخذ الرجل فى الليل وطاف به على جماعة من الصالحين ثم أتوا ابن
جابار وطلبوا التكرورى فلم يجدوه فخرجنا فاذا رجل يصلى فنظر اليه فاذا هو التكرورى
فتبعناه حتى أتى الى درب فوجده مغلقا فقال ما هذه عادتى منك تغلق فى وجهى فاذا
الباب انفتح فخرج وخرجنا خلفه حتى أتوا الى المقبرة ثم قام يصلى ثم انصرف فاذا وحش
قد جاء وتمرغ فى موضع صلاته وأما الشيخ أبو عبد الله محمد بن يوسف التكرورى الذى
ببولاق فكان إماما عالما وقد أفرد له ابن النحوى جزأ فى مناقبه حكى عنه ان امرأة
خرجت بولدها الى البحر فجاءت السودان فأخذوه ولججوا فى البحر فتعلقت به المرأة وهو
خارج من معبده وأخبرته ان السودان أخذوا ولدها وانهم فى تلك السفينة التى نشرت
شراعها فقصد الشيخ البحر ثم قال يا ريح اسكن فسكن ثم نادى يا أصحاب السفينة ردوا
الصبى لأمه فأبوا فقال يا سفينة قفى فوقفت ثم مشى على الماء الى أن وصل اليهم فلما
رأوا ذلك بكوا وتابوا وناولوه الصبى فأخذه ورجع ماشيا الى البر ودفع الصبى لامه
قال ابن النحوى وكان رجلا صالحا دباغا فجاء اليه عفص فبعث الخليفة وأخذه فدخل عليه
خادمه وقال قد أخذوا العفص يا سيدى فهل تأذن لى أن أذهب الى القائد فآخذه فقال
اجلس فانهم يردونه عليك فلما أخذوه وجدوه حجارة فعلم انها دعوة الشيخ فردوه اليه
فاذا هو عفص وقيل له لم لا تسكن المدينة فقال انى أشم رائحة كريهة وسيأتى ذكره فى
كتاب غير هذا. قبر الشيخ الامام العالم الزاهد المعروف بابن الفقاعى وهو أبو الحسن
كان رحمهالله من كبار المشايخ بمصر صحب الشيخ أبا الحسن الدينورى وغيره
وكان يقول والله ما أدبنى أبواى حتى احتجت الى تأديبهما وانما
أنا مؤدب من الله
تعالى وقال رحمهالله قال لى ذات يوم الشيخ أبو الحسن الدينورى امض معى الى
الحمام فقلت حتى أستأذن رالدتى فمضيت اليها استأذنها فقالت امض مع الشيخ وقم فى
خدمته فدخلت معه الحمام فلم أزل قائما فقال لى اجلس فقلت ان أمى لم تأمرنى بالجلوس
فما جلست حتى خرج من الحمام وقال رأيت ليلة من الليالى كان القبور مفتحة ورجل موكل
بها فقلت له كيف حال هؤلاء فى قبورهم فقال نادمين أيديهم على خدودهم وجعل يده تحت
خده وقال أيضا كنا بكهف السودان عشية عرفة وقد اجتمعنا للدعاء وطابت النفوس وخشعت
القلوب واذا بشاب حسن الثياب والوجه على فرس حسن فجعل يلعب تحت المكان فلما رآه
الجماعة شغلوا به عن الدعاء والذكر والخشوع فقلت لأصحابنا انى أخاف أن يكون هذا
ابليس قد جاءكم يقطعكم عن الله تعالى فو الله ما استتممت كلامى حتى غاص فى الارض
هو والدابة وروى عنه أيضا ان بعض أصحابه أصابه وجع فى ركبتيه فجاء اليه وقال يا
شيخ أسألك الدعاء لى فى ذلك فقال له امض الى الجبل المقطم فانك تجد اثنى عشر رجلا
من الصالحين فاسأل أحدهم الدعاء فانه يدعو لك قال فمضيت الى الجبل فرأيت رجلا
قائما يصلى فجلست حتى فرغ فسلمت عليه وشكوت اليه ما أجد من الوجع وسألته الدعاء
فوضع يده على ركبتى فوجدت العافية من ساعتى ثم قال من ذلك علىّ فقلت الشيخ أبو
الحسن الفقاعى فقال لى اذا وصلت اليه سلم عليه وقل له أنت باق على شهوتك فجئت اليه
وأخبرته بذلك فبكى بكاء شديدا وقال والله لو علمت أنه يقول لك ذلك ما دللتك عليه
فقلت له يا سيدى عرفنى ما السبب فقال قم الى حالك فقلت والله ما أقوم حتى تعرفنى
فقال لى هؤلاء كانوا اثنى عشر يعبدون الله فى ذلك المكان كانوا كل ليلة تنزل لكل
واحد منهم مائدة عليها اثنا عشر رغيفا وحوتا من سمك فجلست معهم حتى جاءت نوبتى
فقالوا لى قم فقمت ودعوت الله تعالى وقلت إلهى لا تفضحنى بين هؤلاء القوم فلم أشعر
الا وقد وضع بين يدى مائدة وعليها ثلاثة عشر رغيفا وحوت سمك فقلت فى نفسى لو كان
معها قليل من الملح تذهب به حلاوة السمك واذا بالملح قد وضع على المائدة فجئت بالمائدة
اليهم ووضعتها بين أيديهم فنظر بعضهم الى بعض وقالوا لى من أين هذا الملح فقلت أنا
سببه فقالوا هل اشتهيته أم جاء بلا شهوة فقلت لهم وأنا كالفرحان أنا اشتهيته
فقالوا نحن فى هذا المكان لا نشتهى شهوة وأنت لتعرض وتشتهى فلا يصحبنا صاحب شهوة
فتركتهم ومضيت وها أنا أبكى على نفسى مما وقع منى وله سياحات وعبادات هكذا عند
الموفق فى تاريخه وحكى صاحب المصباح قال العبيد لى
صحب أبو الحسن ابن
الفقاعى أبا الحسن الدينورى وبلغ مكانه بعده ولما احتضر الدينورى قال له أصحابه
لمن تخلفنا قال الله خليفتى عليكم قالوا بمن نقتدى بعدك قال بأبى الحسن هذا فانه
بلغ مقام الغوث فلما مات الدينورى اجتمع الناس على ابن الفقاعى هذا وظهرت له
كرامات كثيرة من جملتها ان بعض المظلومين دخل عليه وهو يصلى فقال أجرنى من صاحب
الشرطة فانه ورائى فسلم الشيخ والتفت من ورائه الى الباب وأشار اليه بيده فصار كله
سورا واحدا وأتى صاحب الشرطة فرأى ذلك فرجع فلما ذهب أشار بيده الى الباب فعاد كما
كان فخرج الرجل ومضى الى حال سبيله وقال بعض أصحابه لما لحدته رأيت قبره قد ارتفع
ثم رأيته جلس فسمعته يقول الله ربى فصعدت وفرحت بذلك والى جانب قبره قبر الرجل
الصالح المعروف بالرملى والى جانبه قبر كتب عليه العوام عتبة الغلام وليس بصحيح
وقد ذكر الحافظ أبو نعيم وفاته ولم يذكر أنه مات بمصر وقال الموفق إنه عتبة الواعظ
واسمه أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن مسعود كان يتكلم على الناس وله مجلس يجلس
فيه للوعظ بجامع مصر وذكر أبو عبد الله محمد بن عبد الله المالكى أنه كان يجلس
بمصر قبل أن يدخل المعز الى الديار المصرية قال أبو عبد الله حدثنى من أثق به قال
كنت فى مجلسه فوعظ الناس فأبكى العيون وطابت القلوب ثم قال يا أهل مصر تظهرون
المناكر وتعمل نساؤكم الخبائث هذا عتبة راحل عنكم ويستعمل عليكم بعده ثلاثا جوعا
وطاعونا وسوف يحل بكم سيف الروافض قال الذى حدثنى فو الله ما حضر الميعاد الثانى
الا وقد مات وحل بهم من بعده ما قال وعاينت جميع ذلك ومات عتبة الزاهد رحمهالله تعالى فى سنة ثلاث وخمسين وثلثمائة وهو الذى غسل الفقاعى
والى جانب قبره قبر الرجل الصالح المعروف بميمون الخامى كان ينسج الخام بيده فاذا
انقطع خيط علم عليه نقطة حمراء فاذا ذهب به الى السوق قال للسمسار ناد عليه تحت كل
نقطة عيب وهو يعد من طبقة أرباب الاسباب والى جانبه قبر دينار العابد ذكره الموفق
فى كتابه وليس بدينار العابد المذكور فى الحلية والصفوة حكى عنه الموفق انه كان من
كبار الزهاد له كرامات من جملتها أنه اشتهر عنه أنه كان اذا قدم اليه طعام فيه
حرام يرى فيه ثعبانا يكاد ينهشه فيتركه ولم يأكل منه شيأ وهو معدود من طبقة العباد
وقد ذكرنا الجهة الشرقية من هذه المقبرة وأما
الجهة البحرية فبها قبر الشيخ
الفقيه أبى عبد الله المعروف بالوشا كان حسن الهيئة كثير الحفظ لحديث رسول الله صلىاللهعليهوسلم ذكره القرشى فى تاريخه وقال قبره فى النقعة عند قبر دينار
العابد والتربة تعرف بتربة أولاد الوشا والدعاء عندهم
الى بيتى فلما كان
الغد جاءتنى والدتى ومعها قميص وسراويل وقالت مضيت يا ولدى الى بعض أصحابى فقالوا
ألك ولد قلت نعم قالوا فادفعى هذا له فقلت لها صدق الله ورسوله ثم قلت فى نفسى بقى
لى كساء ارقد فيه قال فلما اصبحت مضيت الى قبره وزرته وحدثته حديث والدتى وقلت له
يا شيخ جزاك الله عنى خيرا ولكن بقيت اشتهى كساء ارقد فيه ثم دعوت الله عنده ورجعت
فبينما أنا فى الطريق اذا انسان ناولنى كساء فاخذته وحمدت الله تعالى وشكرته وما
انقطعت عن زيارته وغربيه قبر رخام فى حوض صغير عليه مكتوب عاتكة بنت كهمس والى
جانبها من الجهة البحرية حوش مبنى بالفص الحجر فيه قبر ابى طعمة من كبار التابعين
عده القرشى فى طبقة التابعين وقال هو أول من اقرأ أهل مصر القرآن قال ابن لهيعة
كانوا يجتمعون عليه لقراءة القرآن وسماع الحديث قيل له لم لا تدخل الحمام قال
بلغنى عن ابى هريرة رضى الله عنه انه قال بئس البيت الحمام يكشف العورة ويذهب
الحياء قال القرشى وهذا خلاف ما قال ابو الدرداء نعم البيت الحمام يذهب الدرن
ويذكر النار قال القضاعى وتربة بنى طعمة بجبانة مصر مما يلى تربة الفقاعى والاصح
أن هذه التربة قد دثرت ولا تعرف الآن والى جانب قبر البزاز قبر الشيخ أبى الحسن
القرافى كان رضى الله عنه شيخ وقته فى التصوف وكان مذهبه الزهد فى الدنيا ادرك
جماعة من العلماء والمحدثين وحدث عنهم ورأى ابا الحسن الدينورى والى جانب قبره قبر
الشيخ الفقيه الامام ابى العباس احمد ابن بنت الامام الشافعى المعروف بابى الطيب
رضى الله عنه ذكره صاحب الواضح النفيس وعده القرشى فى طبقة الفقهاء والمحدثين صحب
أبا بكر الزقاق وغيره من مشايخ القوم سمع الحديث الكثير وروى عن المشايخ وكان يقول
الصلاة تبلغك نصف الطريق والصوم يبلغك باب الملك وقيل انه سأل الله تعالى أن تصيبه
الحمى لما فيها من الاجر وتوفى سنة ثلاث وسبعين وثلثمائة وصلى عليه صاحبه ابن
الحداد والى جانبه من جهة الشرق مصطبة عليها قبر الفقيه ابن مهييب كان فقيها على
مذهب الشافعى ويلاصقه تربة مصلى التراويح واسمه خلف بن رستم المعروف بالضرير قال
صاحب كتاب بهجة الظرفاء فى تاريخ الخلفاء لما ولى الحاكم الفاطمى أمر أن تقطع
الكروم من الجيزه وأن يترك بيع الفقاع وأن يجعل الاجراس فى أعناق النصارى والقرامى
فى اعناق اليهود وأن لا تتشارك اليهود والنصارى والمسلمين فى الحمام ومنع من صلاة
التراويح وأن يؤذن ابحى على خير العمل ومنع من أكل الباذنجان والملوخية وكتب سب
الصحابة على المساجد والجوامع قال ابن دحية فى كتاب النبراس واقام اربع سنين ليلا
ونهارا فى ضوء الشمع يرصد عطارد وأربع سنين فى الظلمة
__________________
يرصد زحل قال صاحب
تحفة الظرفاء ثم تاب عن سب الصحابة وكان حين منع من صلاة التراويح لا يستطيع أحد
أن يصليها فدخل ابن رستم فصلاها فقتل فهو معدود فى طبقة الشهداء ويلاصق قبره قبر
ضياء الدين ابن بنت الشاطبى كان من أكابر الفقهاء وأجل العلماء ذكره الشريف فى صلة
التكملة وقبره الآن على تربة أبى الفضل ابن الجوهرى ذكر
تربة الشيخ أبى الفضل الجوهرى الواعظ رضى الله عنه كان من كبار المشايخ المصريين وبيته بيت علم وعدالة
وذريته مباركة كان يعظ الناس بجامع مصر وأقام على ذلك سنين وسمع الحديث الكثير
وكان ينشد على كرسى الوعظ
خذ كلامى مجربا
فامتحنه
|
|
وبميزان كنه
عقلك زنه
|
طاعة الله خير
مالزم العبد
|
|
فكن طائعا ولا
تنأ عنه
|
ومن كلامه احذر ما فيه هلاك نفسك من نفسك
من معاصى الله ينبغى أن تستحيى من الله أعظم مما تستحيى من الناس كن من الله على
حذر إياك أن يراك على ما نهاك فتسقط من عينه وتوفى سنة ثمانين وأربعمائة وقبره
بجانب قبر والده أبى عبد الله الحسين ويقال انه جاءه رجل مبتلى فقال له ادع الله
لى فقال أنا أدلك على من يدعو لك تمضى الى بيت المقدس وتحتال أن تبيت فيه ولا تنام
فاذا دخل عشرة يصلون فيه قف حتى اذا فرغوا من الصلاة وخرجوا امسك العاشر منهم وسله
أن يدعو لك ففعل ذلك الرجل وأمسك العاشر منهم وسأله الدعاء فدعا له فبرئ من ساعته
وقال له من دلك علىّ فقال أبو الفضل الجوهرى فقال والله هو الأوّل غمزة بغمزة وقيل
انه قل ما بيده فجاء الى ابن قادوس يوما وطلب منه شيأ وكان كثيرا ما يأخذ منه فقال
له ابن قادوس كم تطلب منى انكسرت القواديس فمضى وتركه وهو ضيق الصدر فلما أتى داره
قال لغلامه قد طال شعرى وما معنا شئ ندخل به الحمام وتنفقه علينا فامض الى السوق
وائتنى بمزين يأخذ شعرى فمضى الغلام وأحضر مزينا فلما وصل الى الدار قال المزين
هذه دار من فقال الغلام دار أبى الفضل الجوهرى فقال والله ان هذا لعجب معى رسالة
اليه من الغرب ونفقة فلما دخل عليه قال له المزين انى مرسل اليك بنفقة من الغرب
فقال هاتها أنا أبو الفضل ابن الجوهرى فدفع اليه ثلثمائة دينار ثم أخذ شعره ومضى
فأخذ أبو الفضل الثلثمائة دينار ومضى الى ابن قادوس وقال ما تكسرت القواديس ولا
أصابها شئ رحمهالله تعالى وذكرت زوجته وكانت من الصالحات قالت جرى بينى وبينه
كلام فغضب وغضبت وتهاجرنا فلما كان فى بعض الليالى رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم
وهو يقول لى
لا تشغلى قلب ولى
الله ورأى الشيخ تلك الرؤيا فأصبح وجاء عندى وطرق الباب فقلت والله جاءنى رسول
الله صلىاللهعليهوسلم قبل أن يجيئك وكان يعظ الناس فى جامع مصر وينصر مذهب أهل
السنة فوشى به واش الى أمير الجيوش فأمر أن يطلع به الى القاهرة بعنف فحضروا
وقالوا قد أمر السلطان بطلوعك الى القاهرة بعنف ولكن لا بأس عليك فقال لهم اطلعوا
بى من القرافة لئلا تقوم العوام عليكم فطلعوا به من القرافة فزار الصالحين ومن
جملتهم أبو بكر القمنى فتوسل به ودعا عنده وجاء الى قبر والده فبكى وقال يا أبت
جلست فى جامع عمرو ونصرت السنة فرفعت قصتى الى أمير الجيوش فأمر بحضورى وما أدرى
ما يراد بى ثم بكى ودعا وتوسل ثم سار معهم الى أن وقف على أمير الجيوش فسلم عليه
فرد عليهالسلام وأكرمه وقال يا شيخ أبا الفضل لا ترجع تعظ فى الجامع ولكن
اجلس فى الزيادة فقال من كان حاضرا عند أمير الجيوش إنا رأيناك على حالة من ابن
الجوهرى فلما حضر بين يديك زالت تلك الحالة بغيرها فقال انى رأيت انسانا فى الهواء
يقول لى ان آذيت ولى الله قتلناك فنزل ابن الجوهرى وجلس فى الزيادة وقال حفظ الله
السلطان نقلنا الى الزيادة من النقصان ووعظ وزاد أمره وصار يتكلم وينصر السنة
وينكر على من خالفه فأخبر الخليفة به وبما ينكره على من خالف مذهب السنة فاستحضره
الخليفة فلما حضر وجده جالسا على سرير فى القصر فلما رآه أكرمه وقربه وقال يا شيخ
أبا الفضل أريد أن تعمل فىّ بيتين من الشعر فقال بديهة
ولما رأيتك فوق
السرير
|
|
ولاح لى الستر
والمسند
|
رأيت سليمان فى
ملكه
|
|
يخاطبنى وأنا
الهدهد
|
فضحك الخليفة وأمر
أن لا يعترض عليه وأن يبقى على جلوسه فأكثر القول فى نصر أهل السنة وأحضره أمير
الجيوش فلما دخل عليه وسط داره أنشد يقول
حب آل النبى
خالط عظمى
|
|
وجرى فى مفاصلى
فاعذرونى
|
أنا والله مغرم
بهواهم
|
|
عللونى بحبهم
عللونى
|
فأمر بانصرافه
مكرما وكان رحمهالله مجاهدا مقيما لمذهب أهل السنة مؤيدا من الله عزوجل وقال العبيدلى حدثنى جماعة من عدول مصر انه ما تاب أحد فى
مجلسه وعاد الى معصية قط وصعد يوما الى المنبر فحذر وخوف فاعطته امرأة رقعة ففتحها
وبكى وقال اتدرون ما فى هذه الرقعة قالوا لا قال فيها مكتوب
لا تنه عن خلق
وتأتى مثله
|
|
عار عليك اذا
فعلت عظيم
|
تصف الشفاء من
السقام وأنت لا
|
|
تدرى الدواء به
فأنت سقيم
|
فلو اتقيت نقيت
من درن الشقا
|
|
لكن بجسمك يا
طبيب كلوم
|
كم ذا التعلل
بالأمانى دائما
|
|
ولديك فى هذا
الحديث علوم
|
فنزل عن المنبر ومات بعد ليلتين ومعه فى
قبره والده الشيخ أبو عبد الله الحسين ابن بشرى بن سعيد الجوهرى كان رحمهالله
من أجلاء الفضلاء من أرباب الكشف وله كلام على الخاطر ولم يكن فى وقته مثله زهدا
وعبادة وورعا وله حكايات عن نفسه عما شاهد وخوطب به قيل انه اجتمع مع الشيخ أبى
القاسم ابن الانبارى قال ابن الانبارى فسمعته يقول ذات يوم وقد ذكر عنده من يطلب
الكيمياء فقال العجب كل العجب أن يرمى أهل هذه الطريقة بعمل الكيمياء والله أعلم
قوما تعرض عليهم مفروغة فما يأخذونها يا سبحان الله اذا وقف العبد بين يدى الله
سبحانه وتعالى يتناثر عليه البر فان وقف عند شئ منه أوقف عنه ذلك وان لم يقف وكان
ناظرا الى المعطى كان المزيد على قدر ذلك وذكر عنده ذات يوم رجل كان يسير فى السحاب
فقال انى أعرف رجلا كان فى جامع مصر علا حتى رآه رجل وارتفع من الارض وسار الى
السماء فقلت له يا سيدى ما كان عليه قال كان عليه قباء أبيض والشقائق بين رجليه
تلعب بها الريح فعلمت أنه هو الذى نظره وقال ابن الانبارى أيضا بت ليلة فى القرافة
وحدى فجال فى فكرى وخاطرى فقلت فلان له كذا وكذا وفلان له ألف ركعة وقلت يا نفس ما
أعظم مصيبتك لم لا تكونى مثل هؤلاء فقلت والله لأصلين ما أقدر عليه ثم قمت فصليت
ركعتين وتركت حصاة عن يمينى وجعلت كلما صليت ركعتين جعلت حصاة عن يمينى ثم نمت
فلما صليت الصبح مضيت الى أبى عبد الله بن بشرى الجوهرى فتبسم وقال ليس العمل فى
كثرة العدد انما العمل فى الاتقان قال الله تعالى (لِيَبْلُوَكُمْ
أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً)
ولم يقل أكثركم عملا وخرج أبو عبد الله الحسين بن بشرى رضى الله عنه ذات يوم فى
جنازة فصلى عليها وجلس هو وجماعة فى قبة عند المصلى وهم ينتظرون الجنازة حتى تدفن
فقعدوا زمانا ثم قال لمن معه قوموا بنا من هذا الموضع فخرجوا منه وعند خروج آخرهم
وقعت القبة قال فسئل الشيخ أبو عبد الله عن ذلك فقال لما حصلت فى المصلى اضطرب سرى
فقلت حادثة فلم يسكن فقلت فى الصحراء فلم يسكن فقلت فى البيت فلم يسكن فنظرت فاذا
سرى لم يخرج من الموضع الذى أنا فيه فقلت حادثة فقلت قوموا بنا فكان ما عرفت قال
أبو القاسم الحاكى وقال لى الفقيه أبو عبد الله ودخل عليه ذات يوم رجل ومعه جام
زجاج صاف فقلت أرجو
أن تصفو قلوبكم
ونياتكم حتى تروا الاشياء قبل ورودها وحكى عنه رضى الله عنه أنه قال كنت يوما مع
والدى عند قبر والدتى رحمها الله تعالى فقال يا بنى سمعت صاحبى هذين القبرين
يتحدثان ثم جرتا على قبر فقال يا بنى سمعت من قبر هاهنا وصاحبه يقول أواه أواه
أواه فقلت أى قبر تشير اليه فقال يا بنى ما أريك اياه إن نقلك الله الى هذا الامر
فاستره ما قدرت وحكى أيضا قال دخلت يوما الى بيتنا فرأيت فيه شيئا من الفاكهة
فجعلت أنظر اليها فقالت لى أمى يا حسين بقى للعشاء قليل ما تسوى هذه الدنيا كلها
هذه النظرة وقال جئت يوما من جنازة ومعى جماعة من الناس فصعدت الى والدتى وكانت فى
غرفة لنا وكانت رأتنى من الطاق والناس معى فقالت لى ما هذه الشهرة تمشى والناس
خلفك ثم شالت طرف الحصير وأخذت بأصابعها شيأ من التراب ثم ذرته فى وجهى وقالت من
هذا خلقت فلا تكبر نفسك وجاءه ذات يوم رجل يقال له ابن خريطة فقال جئتك من عند أبى
محمد الخطيب فقال اذهب فاحفر له فمضى فوجده قد مات فلما أخبر الشيخ بذلك قال إنى
رأيت عند وجه الصبح كأن خادما دخل على وعزانى فى أبى محمد الخطيب فتأولته ملك
الموت قيل ومات ابن أخيه بمكة وكان هو بمصر وابنته على المائدة وهى بنت ست سنين
فقالت مات ابن عمى عبد الرحمن نعم نعم نعم نعم نعم فقالت أم عبد الرحمن ما الذى قلت
قالت الصبية ما قلت شيأ فقال الشيخ اكتبوا هذا الوقت فكتبوه وجاء الحاج الى مصر
فقالوا مات فى الوقت الفلانى الذى قالت فيه الصبية فقال له رجل بعد مجىء الحاج
فأنت يا سيدى قال أنا أعرف الذى غسله وغسل فى الموضع الفلانى وغسله فلان الفلانى
وروى أنه قل ما بيده يوما فخرج يتسبب فوجد ورقة من مصحف مقطعة لم يبق فيها الا
ارجع الى ربك فاسأله فرجع الى بيته فجاءه شخص ومعه ثلثمائة دينار قال الشيخ أبو
القاسم قال لى على الجمال وكان معه وحلف لى بطلاق زوجته التى أعرفها أنه رأى الشيخ
أبا عبد الله الجوهرى فى جنازة عبد الرحمن بمكة فأسرع فى طلبه فلم يدركه وكان اذ
ذاك بمصر وقال لاصحابه ذات يوم إنى لأعرف من كلمه الكرماء الكرام الكاتبون وقال
بعض أصحابنا خرجت يوما الى القرافة ومعى جارية لا تعرف الطريق وكنت راكبا وهى
ماشية فشغلنى انسان فى الطريق بالحديث ومشت الجارية فتاهت عن الطريق فلم أجدها
فدخلت على الشيخ وعرّفته ذلك فقال ما اسمها قلت فلانة فقال ما جنسها فعرفته فقال
اللهم إن كان عدا عليها عاد فحل بينها وبينه وإن كانت قد ضلت فضيق عليها الطريق
حتى ترجع الى مخرجها يا قيوم ومضيت من عنده وأيست من الجارية بسبب ما كان
عليها وجئت الى
بيتى مغموما فلما جلست اذا بالباب يطرق فخرجت فوجدت الجارية فقلت ما بالك فقالت
انك غبت عنى فلم ارك فبقيت حائرة فمشيت فرأيت زقاقا من حديد فمشيت فيه الى أن وصلت
الى هاهنا وذكر رحمة الله عليه انه رأى والدته فى النوم بعد موتها وعليها ثياب من
حرير أبيض واصفر واخضر وهى فيها تخطر وعليها شماريخ لؤلؤ وهى على شاطئ نهر فقيل لى
انظر الى وجه لم يعص الله قط ما احسنه وازهره وانضره وقال أبو الحسن الشيرازى خرجت
مع ابى عبد الله الى مكة فركبنا البحر فلما وصلنا الى الحجاز لم يكن عندنا من
الزيارة خبر لفساد الطريق فخطر فى سر أبى عبد الله الزيارة وكان مقدما ومؤخرا فنمت
فرأيت فى المنام قائلا يقول لى إن زرت حفظت وان سرت سلمت زر تسلم أو سر تغنم لا
تتعرض تندم قال فلما استيقظت فكرت فى نزولى وركوبى ومن ينزل معى وخوف الناس فى
الطريق فتحولت الى جنبى الآخر واذا قائل يقول لى انما هو قذف من الحق بالحق فى
قلوب اهل الحق من الحق تصديقا للحق بالحق من الحق تفضلا من الحق على الخلق قال ابو
الحسن فاكريت فى تلك العشية ونزل معنا جماعة كثيرة فسرنا سالمين الى أن وصلنا
المدينة فى السحر فقال لى الشيخ رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم مفتوحة يداه كالمستقبل لى قال ابو الحسن فشممت فى الوقت
رائحة طيبة ما شممت قط مثلها ودخلنا المدينة فجلست فى المسجد وتكلمت واجتمع الى
جماعة وكان بعض الاشراف تكلم فلما كان من الغد قال لى رأيت البارحة ابراهيم الخليل
عليه الصلاة والسلام وقد ناولنى سيفا وقال لى تكلم فى امان الرحمن واستشاره بعض اصحابه
فى الخروج مع بعض الامراء الى مكة وقال ما أقول شيئا من شاء فليخرج ومن شاء فليقعد
فخرج معه قوم وتخلف آخرون فلما وصلوا الى بدر مضى ذلك الامير وتركهم فخرجت عليهم
العرب فاخذوهم وجميع ما كان معهم فلما بلغ الشيخ ذلك قال كذا من ركن الى المخلوقين
ونسى الخالق قال المؤلف ومن كلام أبى عبد الله هذه الامة رجلان أحدهما تقىّ والآخر
مذنب فالتقى فى مقعد صدق عند مليك مقتدر والمذنب شفيعه رسول الله صلىاللهعليهوسلم فاى الرجلين تخاصم غدا ومن مواعظه اتق الله ايها الرجل وخف
من يوم لا بد من حضوره قال الله تعالى ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود أنت
تريد عبدك اذا دعوته يقول لبيك واذا لم يجبك تقول عبد سوء تريده يطيعك ولا يعصيك
متى اطعت الله أطعته بما تريده من عبدك ما تستحيى منه ما أسوأ رأيك ستقدم غدا
وينكشف الغطاء أما سمعت قوله تعالى فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد وقال بعض
أصحابه رأيته بالخيف مرارا يختلف الى حاجة الانسان
فقلت يا سيدى أراك
مختلفا فقال لى يا أبا جعفر من أجل سر طرأ الى من القلزم الى هاهنا وسمعته يقول لو
يجوع الكافر خرج من خاطره أنواع الحكمة توفى أبو عبد الله الحسين بايلة عند منصرفه
من الحج فى شهر صفر سنة ثمانين وثلثمائة وحمل الى مصر ودفن مع والده فى القبر
ومعهما فى القبر أيضا ولده أبو البركات ابن أبى الفضل الجوهرى مات سنة إحدى
وثلاثين وأربعمائة عاش بعد أبيه إحدى وخمسين سنة وبلغ فى الزهد الى درجة أبيه
ومعهما فى القبر أيضا أم أبى البركات زوجة الشيخ أبى الفضل وقف أمير مصر على بابها
حتى حميت عليه الشمس لتكلمه فلم تكلمه فلما انصرف قالت الحمد لله الذى لم نروجه
ظالم وبهذه التربة قبر الشيخ الصالح أبى العباس أحمد المعروف بالمناجى حكى عنه
الموفق فى تاريخه انه كان يحتطب فى كل يوم حزمة حطب وينفق ثمنها على الفقراء وكان له
حال عظيم قال بعضهم ان انسانا مشى بين يديه ورمى صرة فيها نفقة وقال له يا سيدى خذ
هذه الصرة من تحت رجليك فقال والله يا ولدى اننى مستغن عنها ولا أمسكها بيدى ألله
تعالى قد حمى عباده من الدنيا وقد أغنانى بهذه الحزمة الحطب التى على رأسى وإن من
عباد الله من يقول لهذه الحزمة الحطب التى على رأسى صيرى ذهبا تصير ذهبا فصارت
الحزمة ذهبا فقال الشيخ ارجعى كما كنت انما ضربت بك مثلا فعادت كما كانت والتربة
معروفة بتربة المناجى وبالتربة أيضا قبر الشيخ أبى العباس أحمد المعروف بالخياط
ويعرف أيضا بالمدلى وقبره تحت رجلى أبى الفضل الجوهرى كان مقيما بجامع مصر وأقام
معتكفا فى المسجد ثلاثين سنة وكان قوته وكسوته من خياطته وكان يخيط قميصا فى كل
جمعة بدرهم ودانقين طعامه وشرابه وكسوته منها فى غلاء السعر ورخصه وما طلب من أحد
شربة ماء قط وكان زاهدا ويلبس الخشن من الثياب وكان حافظا للسانه ولم ينقل عنه انه
اغتاب أحدا قط وكان سليم القلب كثير الاجتهاد فى طاعة الله مع ملازمة الصوم وكان
لا يفتر لسانه عن تلاوة القرآن وكان فقيها جيدا على مذهب الامام الشافعى وكان
مكاشفا وربما أخبر بأشياء تحدث فى المستقبل وكان صادقا مقبولا عند الناس يستسقى به
الغيث ويتبرك بدعائه حكى خادمه قال توليت خدمة الشيخ فى مرضه فقال لى حضرت
الملائكة عندى وقالوا لى تمت ليلة الاحد فكان كما قالوا فلما كان ليلة الاحد قعدت
عنده وما كان يصلى الاجماعة فصليت بهم المغرب فقال لى تنح فاننى أريد أن أجمع بين
صلاتين فانى لا أدرى ما يكون منى ثم جمع بين صلاتين وشفع وأوتر ثم أخذ فى السياق
وهو حاضر معنا الى نصف الليل فقمت فأرحت نفسى ساعة ثم جئت فقال أى وقت هو قلت
قريب الصبح فقال
حولنى الى القبلة فحولناه الى القبلة فجعل يقرأ مقدار خمسين آية فخرجت روحه ونحن
ننظر اليه رحمة الله عليه وذلك سنة ثلاث وسبعين وثلثمائة وبالتربة أيضا قبر الشيخ
أبى الفضل السايح وهو على يسار الخارج من قبر المناجى قيل إنه لقى رجلا قاطع طريق
على فرس فقال له اقلع القماش فقلع ثيابه وبقيت السراويل فقال له السراويل قال
فخلعه ورمى به اليه وقال خذه وامض فى اليم فأخذه وساق الفرس فخرجت كالريح وقويت
عليه وسارت فى مشوارها الى أن دخلت اليم ووصلت به الى محل الغرق فخاف على نفسه
وقال انما لقيت هذا من جهة الذى أخذت قماشه وسراويله فعقد مع الله التوبة الخالصة
وسأل عن الشيخ فأرشد اليه فجاءه فلما رآه الشيخ أبو الفضل قال له اترك القماش وامض
الى حال سبيلك فقد دعونا لك بالتوبة وبالتربة أيضا قبر الفقيه الامام العالم فخر
الدين على بن القفصى المدرس كان من العلماء الفضلاء ولما دنت وفاته أوصى أن يدفن
بهذه التربة لتناله بركة الشيخ أبى الفضل ابن الجوهرى رضى الله عنه ذكره الشيخ مجد
الدين ابن الناسخ فى تاريخه وبالتربة أيضا حوش العامريين وهو الحوش الغربى من قبر
أبى الفضل الجوهرى وقبورهم باقية الى الآن فى محاريب تلاصق محاريب أبى الفضل
فأكبرهم وأجلهم بشير بن ارطاة العامرى شهد فتح مصر واختط بها وخطته بها معروفة قال
القضاعى والى بابه كان يهرع المساكين بمصر وكان كثير الصدقة وخطته مما يلى خطة
أصحاب الراية وقد سلف ذكره مع الصحابة وقبره فى الحوش وبه أيضا قبر رجل من
التابعين اسمه عبد الرحمن العامرى مولى نافع بن عمر القرشى العامرى عده ابن الجباس
فيمن سكن مصر وذكره القرشى فى طبقة التابعين قال القرشى وبالجبانة تربة بازاء تربة
أبى الفضل الجوهرى بها لوح مكتوب فيه قبر عبد الله بن عبد الرحمن بن جبير العامرى
القرشى والواح كثيرة الا أنها قد فقدت وروى عنه جماعة من الثقاة ذكره الامام
الحافظ ابن عبد البر قال ابن رشيد وكان يخضب لحيته بالحناء وكان كثير التعبد زائد
الخشوع وكان اذا خضب تمثل بشعر عقبة ابن عامر الجهنى حين خضب بالسواد قال المؤلف
وشعر عقبة مفرد
أيسود اعلاه
وتأبى أصوله
|
|
ولا خير فى
الاعلى اذا فسد الاصل
|
وكان يقول
بياض الشيب
طوقنى بطوق
|
|
يلوح علىّ من
تحت السواد
|
ويمنحنى بألسنة
حداد
|
|
كاطراف الأسنة
فى فؤادى
|
وبالمقبرة أيضا
قبر أبى عبد الرحمن العامرى كان من أكابر العلماء معدودا فى التابعين
من أهل مصر وكان
كثير الزهد وروى الحديث الكثير وذكر جماعة أنه معدود فى طبقة بكير جد يحيى وفى
طبقته عبد الله بن جعفر وحبيب بن أبى يزيد بن أبى حبيب وفى قبلتهم عبد الله بن سعد
بن أبى سرح العامرى شهد فتح مصر واختط بها وهو مذكور مع الامراء لاهل مصر عنه حديث
واحد وهو أخو عثمان من الرضاعة وقد سلف ذكره مع الصحابة وعلى باب هذه التربة قبر
أبى البركات المعروف بالبزاز خرج عن ماله جميعه صدقة فى مجلس أبى الفضل ابن
الجوهرى وعلى باب هذه التربة أيضا فى محراب قبر ضياء الدين ابن بنت الشاطبى وقد
سلف ذكره ثم تخرج من باب هذه التربة فتمشى مستقبل القبلة قاصدا حوش أولاد ابن
غلبون تجد على يسارك حوش الفقهاء أولاد ابن أبى خرنوبة وهو ما بين مصلى التراويح
وحوش ابن غلبون قال المؤلف رأيت منها عمودا مكتوبا عليه هذا قبر الاخوين الشقيقين
أولاد ابن أبى خرنوبة وهو الآن غربى قبر النيسابورى ثم تجد على يمينك تربة مخروقة
بغير سقف قال ابن عثمان هو قبر عبد الله بن الزبير وفى نسخة أخرى له أنه محمد ابن
أحمد بن أخت الزبير بن العوام وهذا خلاف الصحيح لما رواه مسلم والبخارى أن عبد الله
بن الزبير قتله الحجاج وصلبه بمكة فى قصة طويلة وإن قيل إنه عروة بن الزبير فلا
يصح أيضا ووفاة أولاد الزبير معروفة بغير مصر مع أنه قد صح أن الزبير بن العوام
دخل الى مصر واختط بها وكان بداره السلم الذى تسلقت عليه الصحابة يوم فتح مصر قصر
الشمع قال ابن زجال العدل هذا ابن بنت الزبير وفى هذا القول ضعف وقال ابن ميسر هو
من ذريته وقال القرشى فى تاريخه وبالنقعة قبر مكتوب عليه عبد الله بن الزبير وليس
بصحيح والصحيح أنه قتل بمكة ودفن بها وعبد الله هذا أحد العبادلة التسعة ودخل الى مصر عبد الله بن الزبير فى خلافة عثمان
وشهد فتح افريقية ولاهل مصر عنه حديث واحد وخرج منها ومات بمكة ودخلها الزبير بن
العوام وقد سلف ذكره مع الصحابة ثم خرج من مصر وقتل فى وقعة الجمل وقال على للذى
قتله سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول بشروا قاتل ابن صفية بالنار ولم يذكر لاحد منهم بمصر
وفاة وبمصر مزار كتب عليه العوام أولاد طلحة والزبير وليس بصحيح والصحيح أن هذا
القبر الذى بالنقعة لا يعرف له اسم وأنه يزار بحسن النية قال المؤلف ورأيت بمقبرة
الصدفيين مجدول كدان مكتوبا عليه عبد الله بن الزبير وهذا المجدول باق الى الآن
بحرى السيدة سكينة ولا أدرى كيف وقع للشيخ موفق الدين مثل هذا الغلط وعلى باب
القبة قبر المرأة الصالحة أم محمد ابنة الحسين ابن عبد الكريم الماشطة ذكرها صاحب
المصباح فى تاريخه والى جانب هذه القبة
__________________
من الجهة القبلية
حوش ابن غلبون ذكره الموفق فى تاريخه وبنو غلبون قبور متلاصقة الى بعضها أحدها قبر
الشيخ الفقيه الامام العالم أبى الطيب ابن غلبون كان من كبار المحدثين روى بسنده
قال لما أمر الوليد ببناء مسجد دمشق وجدوا فى الحائط القبلى لوحا من حجر فيه مكتوب
بالنقش كتابة بالقلم الرومى فأتى به الوليد فبعث به الى الروم وسألهم عما فيه فلم
يعرفوه فدل على وهب بن منبه فبعث اليه فحضر فلما حضر أحضروا له اللوح فقرأه فاذا
هو من بناء هود النبى عليهالسلام فلما رآه وهب حرك رأسه وقرأه واذا فيه بسم الله الرحمن
الرحيم ابن آدم لو رأيت ما بقى من أجلك لزهدت ما ترجو من طول أملك وانما يلقاك
ندمك اذا زلت بك قدمك وأسلمك أهلك وحشمك وانصرف عنك الحبيب ورد عليك القليب وصرت
تدعى فلا تجيب فلا أنت الى أهلك عائد ولا فى عملك زائد فاعمل لنفسك قبل القيامة
وقبل الحسرة والندامة وقبل أن يحضر أجلك وينزع ملك الموت منك روحك فلا ينفعك مال
جمعته ولا ولد ولدته ولا أخ تركته وتصير الى منزل ضيق ولا نجد فيه أخا ولا صديقا
فاغتنم الحياة قبل الموت والقوّة قبل الضعف والصحة قبل السقم قبل أن تؤخذ بالزلل
ويحال بينك وبين العمل وكتب فى زمان سليمان بن داود عليهالسلام وكان أبو الطيب يقول قال بعض الصالحين من خلا بالله أظهره
لعيون الناس ومن خلا له أخفاه الله عن عيون الناس وروى عنه أنه قال بت ليلة من
الليالى فى أيام أبى حريش وكان يقول بخلق القرآن وأنا مفكر فى ذلك مهموم لما قد
نزل بالناس من الفتنة فبينا أنا نائم على فراشى اذا بهاتف قد جاءنى وقال لى قم فقمت
فقال لى قل
لا والذى رفع
السما
|
|
ء بلا دعائم
للنظر
|
فتزينت بالساطعا
|
|
ت اللامعات
وبالقمر
|
ما قال خلق فى
القرا
|
|
ن بخلقه إلا كفر
|
بل هو كلام منزل
|
|
من عند خلاق
البشر
|
قال فلما فرغت قال
لى اكتب فمددت يدى الى كتاب من كتبى فكتبت فيه فلما أصبحت ذكرت الرؤيا فمددت يدى
الى كتاب من كتبى كان فى طاق الى جانبى وتصفحته فاذا الأبيات كما قال الهاتف فجلست
ولم أخرج الى الطريق فلما علا النهار خرجت الى حوائجى فمشيت قليلا واذا برجل قد
قام وسلم علىّ وقال أخبرنى بالرؤيا التى رأيتها البارحة فقلت من أخبرك بها قال
شاعت بين الناس وتحدثوا بها فأخبرته بها توفى أبو الطيب ابن غلبون سنة سبع وثمانين
وثلثمائة وقيل كانوا أربعة يقرؤن كل يوم ختمة فما برحوا
على ذلك حتى ماتوا
وبالتربة أيضا أبو الحسن بن طاهر بن غلبون صاحب التذكرة والتكملة والقراءة وانتهت
اليه الرئاسة فى زمنه وحكى عنه أنه كان لا يجيز من يقرأ عليه فى أوّل عمره فجاءه
رجل من الغرب يقال له جعفر بن حميد المكناسى فقرأ عليه القرآن وجمع بالسبع فسأله
أن يكتب له اجازة يقدم بها الغرب فأبى فقال له انى لم أقدم من الغرب الا لأقرأ
عليك فلم لا تجيزنى فقال يا بنى انى أخاف أن تقع منك غلطة فى كتاب الله أو سهوة
فذهب وتركه فلما كان الليل نام الشيخ فرأى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال له أجزه وأجز من قرأ عليك فلما أصبح قال له بالله
عليك ما الذى تعمله من العمل فقال أقرأ فى كل ليلة ختمة وأجعل ثوابها لرسول الله صلىاللهعليهوسلم فأجازه الشيخ قال الشاطبى لم يكن فى زمن ابن غلبون أعلم
بكتاب الله منه والى جانبه قبر أخيه وقبر ابنته المعروفة بعروسة الصحراء ماتت فى
الليلة التى أراد ابن عمها أن يدخل بها والقبر رخام بأربع رمامين وقد اشتهر لها
كرامة فى هذا القبر وهى أنهم يضعون أيديهم على رمامينه فى الشتاء فيجدونها عرقانة
والسبب فى ذلك أنها ليلة دخولها على ابن عمها حصل لها حياء عظيم لانها ما اجتمعت
على رجل غير أبيها قط فلما كشف ابن عمها الغطاء عن وجهها رأت ابن عمها فاستحيت منه
حياء عظيما وعمت بالعرق ثم قالت اللهم لا تهتكنى على أحد من عبادك فاستجاب الله
دعاءها فماتت لساعتها بكرا وأظهر الله هذا السر على قبرها والتربة معروفة باجابة
الدعاء ثم تخرج من هذه التربة وتمشى فى الطريق المسلوك مستقبل القبلة تجد على
يمينك قبرا داثرا يقال له ابن أخى المقوقس الذى أسلم على يد عمرو بن العاص فى قصة
طويلة ذكرها الواقدى فى فتوح مصر قال ابن ميسر فى تاريخه وهو الذى هندس معهم
الجامع العتيق وأمرهم أن يتخذوا الكنيسة العظمى جامعا قال الواقدى ولما قتل ابن
المقوقس أباه وأمر الساقى أن يجعل له السم فى الشراب وخرج ابن المقوقس لعمرو ابن
العاص وجاء أخو المقوقس فسمع بأمرهم فكتم ذلك فلما خرج ابن المقوقس لقتال عمرو هو
ومن معه قصدوا دروب مصر فغلق أخو المقوقس الدروب فى وجوههم ومنعهم من الدخول وهرب
ابن المقوقس الى الاسكندرية ففتح أخو المقوقس الدروب للمسلمين قال ابن أخى عطايا
فى تاريخه ويقال ان هذا قبره قلت وهو الصحيح والى جانبه تربة لطيفة بها قبر أحمد
بن محمد مهندس المقياس والى جانبه قبر أبى جعفر النيسابورى والى جانبهم قبر مبشر
الخير ذكره الموفق فى تاريخه رؤى فى المنام فقيل له ما فعل الله بك فقال مت مسلما
ولا تبالى ومعهم فى الحومة قبر المؤذن كان موذنا بجامع عمرو بن العاص وفى شرقيهم
قبور الشماعين حكى
عنهم أنهم كانوا اذا مشوا فى الظلام يرى بين أيديهم شموع موقدة لا يعرف من أين
تأتى فاذا وصلوا الى مواضعهم يذهب الشمع ولم يجدوه والى جانبهم قبور مكتوب عليها
رقايون الضروس كانوا يرقون لوجع الضرس ذكرهم الموفق فى تاريخه والى جانبهم قبر ابن
الامام قال بعض مشايخ الزيارة ان اسمه أبو بكر بن فورك وقال بعضهم ان اسمه أبو
الحسن على ابن الامام وقال صاحب المصباح كان أبو أحمد هذا معدودا من أكابر العلماء
فى عصره وكان يطحن فى الليل بيده ثم يصنع ذلك خبزا لاكله وطلب للقضاء فاختفى سنين
وعدّه القرشى فى طبقة الفقهاء والى جانبه قبر أبى كهمس الجوهرى ذكره القضاعى فى
كتاب الخطط قلت وهو المعروف الآن بقراءة سورة يس حكى عنه صاحب المصباح أنه كان
يكثر من قراءة سورة يس فى الليل والنهار حتى كان آخر قراءته منها عند الموت ان
أصحاب الجنة اليوم فى شغل فاكهون فرآه ابنه بعد موته فقال له يا بنى أكثر من قراءة
سورة يس فان لها لسانا تشفع به عند الله وقيل ان وفاته كانت وهو يقرأ انى اذا لفى
ضلال مبين فلما ان مات تأسف عليه ولده وقال ما أعهد من والدى الا قراءة القرآن
وفعل الخير والصدقة ولا أدرى كيف وقف عند هذا الوقف وهو غير وقف فرآه تلك الليلة فى
هيئة حسنة فقال له يا أبت ما فعل الله بك قال يا بنى لما أن وضعتمونى فى القبر
وانصرفتم عنى جاءنى ملكان فأقعدانى وسألانى وقالا لى من ربك فما أحسست بنفسى الا
وأنا اقرأ كتاب الله فقلت انى آمنت بربكم فاسمعون قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومى
يعلمون بما غفر لى ربى وجعلنى من المكرمين ونذكر فضائل سورة يس عند ذكر مناقب
الشيخ أبى القاسم الادفوى رضى الله عنه والى جانبه من القبلة قبر قال ابن عثمان هو
صاحب البردة يعنى بردة النبى صلىاللهعليهوسلم وذلك غير صحيح قال المؤلف وبردة النبى صلىاللهعليهوسلم لم يبلغنا فى آثار النبى صلىاللهعليهوسلم التى دخلوا بها الى مصر أن فيها بردة غير البردة التى فى
أيدى بنى العباس وهى موجودة عندهم الى الآن ولم يذكر علماء التاريخ انه دخل الى
مصر من الصحابة ممن له بردة من اسمه صاحب البردة وآثار النبى صلىاللهعليهوسلم مثبتة عند العلماء ويحتمل أن تكون هذه البردة بردة رجل من
الصالحين والى جانبهم قبر القاضى أبى سعيد ولى القضا بمصر وكان حسن السيرة فى
القضاء ذكره صاحب المصباح والى جانبه قبر دائر به الشيخ مقبل الحبشى كان رجلا
صالحا ذكره الموفق وقال صاحب المصباح انه مات فى مجلس أبى الفضل الجوهرى وبجوارهم
من الجهة القبلية قبة بها قبر عبد العزيز بن مروان أمير مصر لم يدخل الى مصر
من الامراء أكرم
منه وعده القرشى فى طبقة التابعين وعند باب هذه القبة قبر الشيخ الصالح أبى الفضل
محمد المعروف بالعصافيرى قال ابن ميسر فى تاريخه لما حمل انى النعش أتت عصافير خضر
ورفرفت على نعشه الى القبر وحكى عنه انه كان يعمل بثلاثة دراهم فيتصدق بدرهمين
ويشترى بدرهم عصافير فيعتقها فاتفق أنه أعتق عصفورا ثلاثين مرة وهو يجيئه فقال له
بعد ثلاثين مرة ويلك تعتق وتاتى الى الصياد قال فسمع من يقول من ورائه يا أبا
الفضل اذا جاء الحين فلا اذن ولا عين ولا حذر من قدر وقيل إن عصفورا من تلك
العصافير نزل معه الى قبره فرؤى ميتا فى اللحد وقيل إن العصفور لما نزل معه فى
القبر غاب ساعة ثم صعد من القبر واذا قائل يقول قد أعتقناه قد أعتقناه والقبر على
هيئة مصطبة فى بقايا حوش والموضع معروف بمسجد العصافيرى وعند باب هذه التربة عمود
مكتوب عليه أبو الحجاج يوسف الامام قيل إن الغاسل أراد أن يكفنه فى كفن فرأى من
نزعه ثم جىء بكفن آخر فكفن فيه وهذا القبر الآن بين العصافيرى وبين صاحب الوديعة
وأما الجهة الغربية من قبة عبد العزيز بن مروان فبها التربة المعروفة بابن حليمة
السعدية قال ابن عثمان فى تاريخه إن بهذا المكان قبر ابن حليمة السعدية وهو قبر
حجر عليه رخامة مكتوب عليها ابن حليمة السعدية أخو النبى صلىاللهعليهوسلم من الرضاعة قلت وذلك غير صحيح ولم يمت أخو النبى صلىاللهعليهوسلم من الرضاعة بمصر ولم يذكر أحد من علماء التاريخ انه دخل
الى مصر مع الصحابة ولا أدرى كيف وقع للشيخ موفق الدين هذا الغلط كأنه والله أعلم
اتكل على النسخة التى نقل منها قال صاحب المصباح والذى كتب هذه الرخامة رجل يقال
له غانم الخامى كان مقيما بمسجد الانبار وبالتربة أيضا قبر كبير على هيئة مصطبة
قال ابن عثمان فيه أولاد أبى بكر الصديق الا انه لم يوضح العبارة قال صاحب المصباح
ويحتمل أن يكونوا بكريين ولو نظر الى ما الفه ابن الجباس لعرف من هو قال الشيخ أبو
عبد الله القرشى المعروف بابن الجباس فى كتابه المهذب إن محمد بن ابى بكر الصديق
خلف ولد بمصر اسمه عبد الله وقبره فى النقعة وأشار الى هذا القبر وعده فى طبقة
التابعين وهذا هو الاصح ومقابل هذه التربة قبر رخام هو قبر اسامة المعروف بالملاح
قال صاحب المصباح انه من أصحاب الشيخ شهاب الدين السهروردى وبالحومة قبر صاحب
العشارى وبحرى هذه التربة قبور عليها مجاديل كدان فيها بنو اسامة الملاحون والملاح
فى لغة العراقيين النوتى أقول والله اعلم انهم من ريسة البحر المالح ونذكرهم فى
مواضعهم إن شاء الله تعالى ثم تمشى فى الطريق المسلوك مستقبل القبلة بخطوات يسيرة
الى مسجد الانبارى تجد تحت
هذا المسجد قبرا
به الشيخ الصالح أبو عبد الله محمد بن ابراهيم المعروف بصاحب الوديعة ذكره الموفق
فى تاريخه وحكى عنه أن رجلا أودع عنده مالا فارسل وراءه صاحب البلد وقال له إن
فلانا أودع عندك مالا قال نعم فقال له فلم لا تأتينى به قال لو أراد صاحب الوديعة
أن يودع عندك شيئا لفعل وما أودعه عندى قال صدقت امض الى حال سبيلك ومن بعد صاحب
الوديعة والعصافيرى قبور مشايخ القصارين وقبور جماعة من ريسة البحر المالح وقبر
الشيخ الصالح أبى الحسن عرف بالجلاد قيل انه اشترى لابنه سوطا فأعطاه لامه وقال
لها يا أماه اذا نمت فاضر بينى فانه لو علم النائم ما يفوته فى الليل من حلاوة
العتاب وطيب المناجاة لبكى الدم اذا أصبح وحكى الربيع بن سليمان عن الشافعى انه
كان يعيط عيطة عظيمة وقت السحر فسألته عن ذلك فقال يا قوم لو علمتم ما اسمع لتقطعت
قلوبكم على ما فاتكم وفى رواية أخرى انكم لو سمعتم هل من سائل لتقطعت قلوبكم على
ما فاتكم ويلى هذا القبر من الجهة الغربية تربة الانبارى فعلى باب هذه التربة لوح
مكتوب عليه فى مجدولة رخام بالقلم الكوفى أبو العباس بن معاوية القرشى قال ابن
الجباس فى تاريخه هو معاوية بن صالح فقيه مصر وعالمها وأكثر أهلها ورعا وزهدا
وعلما وكان يحيى الليل فاذا أصبح جلس بين أصحابه فى الحلقة ويقول قاتلوا النعاس
فلقد غلبنا النعاس البارحة قال القاسم بن يحيى كان معاوية بن صالح بمصر وقال
القرشى وقبره الى جانب قبر الانبارى كان إماما ورعا زاهدا وهو معدود فى طبقة عبد
الرحمن بن القاسم
ذكر تربة الانبارى ومن بها من العلماء والصالحين بهذه التربة قبر الشيخ الامام
العالم الزاهد أبى بكر الانبارى صاحب كتاب الوقف والابتداء فى القراءة يعد من
العلماء وفى طبقة القراء وفى طبقة المحدثين قال الفقيه ابن النحوى فى كتاب الرد
على أولى الرفض والمكر فيمن كنى بأبى بكر حفظ الانبارى أربعة وعشرين صندوقا من
العلم وما حفظ أحد قبله كحفظه وقال له الخليفة أتحسن تعبير الرؤيا قال نعم فذهب من
ليلته وحفظه يعنى كتاب القيروانى فى التعبير وما جاء الغد الا وقد أتقن علم
التعبير وكانت الفتوى تحمل اليه من المغرب ومن العراق ومن غريب حكاياته انه جلس
على باب مسجده فجاءه رجل خائف من أهل الشرطة فقال له يا سيدى اخبأنى فقال له ادخل
المسجد فدخل فجاء القوم فقالوا أين ذهب الرجل الذى مر عليك قال دخل المسجد فلما
سمع الرجل ذلك خاف على نفسه فنظر الى الحائط وقد انشق نصفين وخرج منه ودخلوا فلم
يجدوا أحدا فجاءه الرجل
بعد مضيهم فقال له
الشيخ ما كان الله ليضيع من استجار بأبى بكر الانبارى وقيل انه وجد عنده ما يزيد
عن حمل براية أقلام ووجدوا عنده حمل ليف أبيض قال عبد الله بن بشير قلت للانبارى
كم حفظت قال ألف سطر فى ليلة واحدة وقال أبو هانى قلت للانبارى كيف حفظت القرآن
قال وأنا ابن سبع سنين وقرأت الفقه فى سنة والنحو فى شهر وعلم الفلك فى سبعة أيام
وقيل له نراك كثير الحفظ فقال ما أكلت مالحا قط وقال أبو حافظ قلت للانبارى ما
الذى يذهب حلاوة العلم قال أكل أموال الملوك قلت ما أشد المحبة قال أن تلقى الله
وليس فى صحيفتك غيبة مسلم مدّة عمرك قلت من الناس قال الذين تورعوا عن الحلال قلت
من الملوك قال الزهاد اذا قنعوا قلت من الغرقى قال الذين شغلتهم معايشهم عن الصلاة
قلت من السفلة قال الذين يكتبون الحديث ليأكلوا أموال الناس به وكان يقول من دعاء
النبى صلىاللهعليهوسلم اللهم إنى أعوذ بك من الغم والهم والكسل وقال رضى الله عنه
للسلطان حين قال له كيف أنت وكيف حالك قال أقول كما قال بعضهم لمعاوية كيف تسأل
عمن سقطت ثمرته وذبلت بشرته وابيض شعره وانحنى ظهره وكثر منه ما كان يحب أن يقل
ونقص منه ما كان يريد أن يزيد فترك المعظم وهجر النساء وكان له الشفاء فقصر خطره
وذهب لهوه وكثر سهره وقرب بعضه من بعض فقال له أخبرنى عن أطول العرب عمرا فقال أبو
عبد الله أنس بن مدركة الخثعمى عاش مائة سنة وأربعا وخمسين سنة وكان اذا رمى
بالنشاب ورمى أبو عبيد سبقه بالرمى وهو قائل هذه الابيات
اذا ما امرؤ عاش
الهنيدة سالما
|
|
وخمسين عاما بعد
ذاك وأربعا
|
تبدل مر العيش
من بعد حلوه
|
|
وأوشك أن يبلى
وأن يتشعشعا
|
وأبو عبيد نصر
الاشجعى عاش مائة وسبعين سنة واعتدل بعد ذلك وصار شابا واسودّ شعره وكان أعجوبة
عظيمة فى سائر العرب وفيه يقول الشاعر
لنصر بن دهمان
الهنيدة عاشها
|
|
وسبعين عاما ثم
قوّم ذاتا
|
وعاد سواد الرأس
بعد بياضه
|
|
ولكنه من بعد
ذلك ماتا
|
وكان أبو بكر
الانبارى زاهدا ورعا كثير العلم وكان يسمى البحر فى العلم وذكر له ابن النحوى
أشياء فى كتابه الرد على أولى الرفض والمكر فيمن كنى بأبى بكر وقبره بالنقعة معروف
يزار وحول قبره الخمسة ابدال ودبير العابد ومعه فى التربة قبر المحاملى واسمه عبد
الله صاحب التصانيف كان من أجل العلماء وأكابر الزهاد يقال انه من وقف بين
المحاملى
والانبارى ودعا
بما شاء استجيب له وكان المحاملى من الحفاظ وهو شافعى المذهب عدّه القرشى فى طبقة
الفقهاء وحكى أنه كان قد جاور رجلا من الأغنياء بمصر وهو يومئذ من طلبة العلم وكان
ذلك الرجل الغنى يراه فيقول لابنه يا بنى يعجبنى هذا الشاب وانى لا أراه الا وهو
يتلو القرآن العظيم أو يقرأ العلم وكان يأمر له بدراهم فيأخذها المحاملى وينفقها
ثم سأل الله أن يسهل له ما يتجر به ثم خرج يوما وأتى الى جبانة مصر ودعا عند مقابر
الصالحين فلم يزل كذلك حتى أتى قبر عبد الله بن أحمد بن طباطبا فقرأ وبكى عند قبره
وكان قد أجهده الفقر فأخذته سنة من النوم فرآه فى المنام وهو يقول له اذهب فقد
قضيت حاجتك قال فى الدنيا قال فى الدنيا قال وفى الاخرة قال وفى الآخرة فنزل من
الجبانة وأتى الى بيته وكان شعثا فدخله فاذا على الباب من يناديه فظن أنه بعض
الطلبة يصيح به فقال له اذهب فليس لى بك حاجة فقال افتح فأنا حاجتك الآن قال ففتح
له فاذا هو جاره الغنى فأعطاه كيسا وقال له اذهب معى الى الحمام فدخل معه الى
الحمام فغسله وألبسه ثيابا نظيفة وقال له اذا دخلت البيت فاضرب علىّ الباب فاذا
فتحت لك فادخل وتحدث معى ساعة ثم قل بعد ذلك قد جئتك خاطبا لا بنتك فاذا أظهرت لك
الحرج قل لا نخف هذه ألف دينار مهرها ثم دخل الرجل الى منزله وجاء المحاملى بعد
ساعة فطرق الباب فقال الرجل لغلمانه أنظروا من بالباب فخرجوا وعادوا وقالوا على
الباب رجل ذو بزة وهيئة حسنة فقال مروه بالدخول فدخل فقام له وترحب به وأجلسه الى
جانبه وتحدث معه ساعة ثم قال له إنى قد جئتك خاطبا لابنتك فأراه الغضب ثم قال له
ما معك ما تمهرها قال معى ألف دينار ثم رمى الكيس بين يديه فقام لامها فقال انا لا
نجد مثل هذا فقالت زوجها له الساعة فأحضر القاضى والشهود وعقد له على ابنته ودخل
بها ولما دنت وفاة الرجل أوصى له بثلث ماله وكانت زوجة المحاملى من الصالحات كان
اذا نام المحاملى توقظه وتقول له ما هذه عادة أبى وكان يحيى الليل رضى الله عنها
وكان المحاملى من العلماء المشهورين بالعلم قال ابراهيم بن سعيد الحوفى كنت أرى
أكابر العلماء يزورون قبره ويتبركون بالدعاء عنده وعنده قبر الرجل الصالح دبير
العابد واسمه على بن محمد المهلبى وانما أطلق عليه هذا الاسم لحكاية جرت له مع
السواح وهى أنه قال خرجت يوما فرأيت قوما عجبت من نور وجوههم فزافقتهم يومين فلم
يأكل أحد منهم شيأ فجعت وعطشت فقالوا لى ما بك يا غلام فقلت جائع وعطشان فقالوا
إنك لا تصلح للمرافقة ثم قالوا لرجل منهم رده مأخذ بيدى فاذا أنا قائم على باب
منزلى وفاتتنى صحبتهم فلاجل ذلك سميت نفسى دبيرا
وقيل عنه إنه حفر
قبره بيده وكان يأتيه وينزل فيه ويتمرغ ويقول يا قبر جاءك دبير ومعهم فى التربة
سبعة من الابدال كان يشار اليهم فى زمنهم بالخير والصلاح وهم أحمد وابراهيم
واسماعيل ومحمد وعبد الله ويحيى وموسى وبهذه التربة قبر الرجل الصالح المعروف
بالسدار وقيل إن معهم فى التربة الخمسة الاشباح ذكرهم الموفق فى تاريخه وفى التربة
أيضا رخامة مكتوب عليها قبر السبتى بن هارون الرشيد قلت ذلك غير صحيح وقد ذكر أبو
الفرج وفاة السبتى ببغداد بعد حكاية طويلة اتفقت له مع صاحب الدار ثم تخرج من باب
هذه التربة الغربى تجد قبرا مبنيا على هيئة المصطبة على باب التربة وعنده محراب
قال الشيخ موفق الدين هو الفران ولم يذكر له اسما ومكتوب على قبره هلال الفران
وهذا غير صحيح والصحيح أن اسمه أبو الحسن على الفران ذكره القرشى فى المزارات وابن
بصيلة والمكى وحكى عنه الموفق أنه كان من أرباب الطى وكان اذا بقى للوقفة يوم يمضى
ويحج ويأتى وكان الحجاج يأتون ويخبرون برؤيته معهم ومن فضائله أن أمرأة عجوزا أتته
ومعها رغيفان عجينان تريد أن تخبزهما فلما خبزهما وأخرجهما من الفرن تنهدت وبكت
فقال لها مم بكاؤك فقالت ان ولدى بالحجاز وذكرته باسمه ونعته وكنت أشتهى لو أكل من
هذا الخبز السخن فقال لها لفيهما فى هذا المنديل واتركيهما فتركتهما ومضت وكانت
تلك الليلة ليلة عرفة فلما جاء الحج جاء ولدها ومعه المنديل وأعطاه لامه فقالت لا
اله الا الله متى جاءك هذا المنديل قال ليلة الوقفة وفيه رغيفان سخنان وشاع ذلك
واشتهر وهذا مما لا ينكر فقد اشتهر عن أبى الخير التنياتى لما ذكر فى مجلسه أرباب
الطى وغيرهم وتذاكروا مواهب الله سبحانه وتعالى لهم فتبرم الشيخ رحمهالله وقال أنتم تقولون فلان يمشى فى ليلة واحدة الى كذا وكذا
إنى أعرف عبدا حبشيا كان جالسا فى جامع طرابلس ورأسه فى جيب مرقعته فخطر له خاطر
فقال فى سره يا ليتنى كنت بالحرم ثم أخرج رأسه من مرقعته فاذا هو بالحرم ذلك فضل
الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم والى جانب قبره قبر زوجته كانت من
الصالحات وبحريها بخطوات يسيرة قبر سيد الاهل ابن حسن المعروف بالقماح قال ابن
ميسر فى تاريخه حدثنى أبى عنه رضى الله عنه أنه كفل خمسمائة بيت فى دولة المستنصر
فى زمن الغلاء وكانت له صدقات وبر ومعروف ومن غربيه تربة بنى شداد العمايم الا
أنها لا تعرف الآن وقبر سيد الاهل مبنى بالطوب الآجر على هيئة المصطبة وغربيهم
جماعة نذكرها عند ذكر الشقة الثالثة إن شاء الله والى جانب قبر الفران تربة تعرف
بتربة الذهبى بها قبر الشيخ الامام العالم أبى حفص عمر الذهبى كان إماما بمسجد
الهيثم والجامع العتيق
بمصر وكان فقيها
محدثا عالما من أكابر الفضلاء وأجل العلماء وقبره بحومة الفتح بالتربة الشرقية قلت
وهى هذه التربة كان كثير العبادة قالت ابنته ما رأيت أعبد منه لقد كان يحيى الليل
كله قراءة وصلاة وعدّه القرشى فى طبقة عبد الوهاب البغدادى ومعه فى التربة قبر
الفقيه حميد المالكى حكى عنه أنه ناظر بعض المالكية فى مسألة فقال له أخطأت يا
فقيه فقال له كذا قال مالك فقال لم يقله مالك ولا غيره فلما كان الليل ونام الرجل
رأى فى النوم مالكا وهو يقول والله قلته وقاله غيرى فلما جاء اليه ورآه قال له يا
أخى صدقنا صدقونا وكان مشهورا بالخير والصلاح وفى حائط هذه التربة حوش لطيف قال
بعض الزوار فيه أولاد النجيب المقرى بالجامع العتيق وليس بصحيح وهذا الحوش معروف
باق الى الآن بجانب حوش النجيبيين وبالتربة رخامة مكتوب فيها أولاد النجيب نذكرهم
فى الشقة الثالثة إن شاء الله تعالى وذكر القرشى بحومة الانبارى قبر الفقيه أبى
بكر الحسن صحب الانبارى قيل له يوما أى الطعام تأكله طيبا قال الجوع اذا غلبنى قيل
له فأى الادام تحب قال الجوع فانه نعم الادام وقبره عند قبر الانبارى قلت والله
أعلم إنه القبر المشار اليه بابن فورك السالف ذكره ومن وراء حائط الانبارى قبور
جماعة من الصالحين قد دثرت قبورهم وذكر القرشى بعضهم فى كتابه واذا خرجت من حوش
الانبارى وأخذت مقبلا تجد على يسارك قبر الرجل الصالح المعروف بالمهمهم الجيزى
ذكره الموفق فى تاريخه وأثنى عليه وهو أحد مشايخ الزيارة حكى عنه انه كان يمشى
ويهمهم بشفتيه فتبعه انسان فى الليل حتى أتى الى باب الجامع فرآه مغلقا فانفتح له
فدخل وصلى ثم خرج وأغلق الباب فقال له الرجل الذى كان يمشى معه بالله يا سيدى ما
ذا تقول فقال له الشيخ اسكت أما يكفيك سكوت الكلاب وفتح الباب والى جانب قبره قبر
القصار حكى عنه أنه كان اذا سمع المؤذن ألقى الخرقة من يده وبادر الى الصلاة وقيل
انه كان يعرف وقت الصلاة بغير اذان وانه كان اذا قصر وجاء وقت الصلاة يترك الخرقة
على الحجر ويصلى وذكر الموفق انه القبر البحرى من المهمهم وحوله جماعة من مشايخ
القصارين وقد سلف ذكرهم وشرقيهم قبر الزعفرانى وقد سلف ذكره والى جانبه قبر ولده
اسماعيل بن حسين الزعفرانى صاحب الامام الشافعى ذكره القرشى فى طبقة الفقهاء ثم
نرجع الى الفتح ومن دفن به من الشهداء وهو محل مبارك نذكر من فيه عند ذكر الشقة
الثالثة إن شاء الله تعالى ثم تمشى فى الطريق المسلوك وأنت مستقبل القبلة الى أن
تأتى الى تربة الشيخ أبى العباس أحمد الحرار فتجد قبل وصولك الى التربة قبرا داثرا
وعليه عمود قديم نقلت عنه مشايخ الزيارة انه عامر المعافرى وليس بصحيح
والمعافريون فى
مقبرة واحدة هكذا حكى القرشى وعامر هذا هو أول من دفن بالقرافة حكى الموفق فى
تاريخه أن المقوقس سأل عمرو بن العاص أن يبيعه سفح المقطم بسبعين الف دينار فعجب
عمرو من ذلك وكتب بذلك الى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه فأرسل اليه
عمر يقول سله لم أعطاك ما اعطاك فيه وهو لا يزرع ولا يستنبط منه ماء فسأله فقال
انا نجد فى كتبنا القديمة انه يدفن فيها غراس الجنة فكتب بذلك الى أمير المؤمنين
عمر فأرسل اليه عمر يقول انا لا نعلم غراس الجنة الا المؤمنين فاقبر بها من مات
منهم ولا تبعه شيئا فكان أول من دفن بها رجل من المعافر يقال له عامر المعافرى
فقيل عمرت به الجبانة ووقفت ابنته على قبره تبكى فقيل فى ذلك
من لى من بعدك
يا عامر
|
|
اذا تولى الزمن
الجائر
|
تركتنى فى الدار
ذا غربة
|
|
قد خاب من ليس
له ناصر
|
قلت وهو الآن لا
يعرف له قبر الا انه بمقبرة المعافريين وبجوار قبره مقبرة بنى كندة نذكرها قبل
مقبرة الشيخ أبى العباس الحرار لانها مقبرة عظيمة بها جماعة من الصحابة والتابعين
وهى مقبرة متسعة أو لما قبر الشيخ أبى العباس وآخرها قبر الزعفرانى السالف ذكره
وشرقيها ابن عبد المعطى وغربيها الفتح فبهذه المقبرة قبر عدى بن عدى عده القرشى فى
طبقة التابعين وفى مقبرتهم أيضا عمران بن عبد الله الكندى من قبيلة عمر بن محمد بن
يوسف الكندى قال القرشى مقابل الكنديين بالنقعة وقيل ان بمقبرتهم رجلا من الانصار
يقال له أبو ضمير من بنى عمران شهد فتح مصر ولاهل مصر عنه حديث واحد والكنديون
جماعة بالمقبرة وقد سلف ذكر بعضهم فى ذكر الصحابة ولو استوعبنا ذكرهم لضاق الوقت
علينا وفى مقبرتهم عدى الكندى دخل مصر وشهد فتحها مع عمرو بن العاص
ذكر تربة الشيخ أبى العباس الحرار
التجيبى الاصل الاشبيلى المنشأ من عرب الاندلس وكان ينسج الحرير السقلاطون فسمى بالحرار وصحب بها رجلا يقال
له ابن العاصى كان اماما محدثا فانتفع به وخدمه وكان كثير الاجتهاد ملازما لخدمة
الفقراء الى أن سمع بسيدى أبى أحمد جعفر بن سديونه الخزاعى الاندلسى أحد أصحاب
سيدى أبى مدين شعيب فهاجر اليه من اشبيلية وخرج أيضا معه جماعة من الفقراء كلهم من
اشبيلية وكان كل منهم له دعوى فلما وصلوا الى بلاد سيدى أبى أحمد جعفر الاندلسى
قال قوم تزورون ابن المرأة وكان ابن المرأة رجلا ادعى النبوّة فقال الحرار إنى ما
هاجرت الا الى أبى أحمد جعفر فوافقه الجماعة ودخلوا الى أبى أحمد فوجدوا عنده خلقا
عظيما وجمعا من الناس لا يحصون ونقباء
كل نقيب موكل
بوظيفته فأحضروهم بين يدى الشيخ وصفوهم صفا فنظر اليهم الشيخ من أولهم الى آخرهم
ثم قال اذا جاء الصبى الى المعلم ولوحه ممسوح كتب له المعلم واذا جاء ولوحه مملوء
فأين يكتب له المعلم فالذى جاء به يرجع به ثم نظر نظرة أخرى وقال من شرب من ماء
واحد سلم مزاجه من التغيير ومن شرب من مياه مختلفة لا يخلو مزاجه من التغيير وكان
فى ذلك اشارة الى الجماعة اذ أشركوا بزيارته غيره قال أبو العباس فشكرت الله تعالى
اذ عافانى من ذلك ثم أشار بيده الى الخدام فأقامونا بين يديه ثم أمر أصحابى
بالانصراف وأفردنى فى مكان فيه جماعة من أصحاب الشيخ باشارته فرأيت دارا فيها
أربعمائة شاب كلهم من سن خمس عشرة سنة فلما أتيت اليهم قالوا يا أخانا يا أحمد من
حين خرجتم من بلدكم أطلعنا الله على أحوالكم وعرفنا كل واحد منكم بأى وصف جاء فلما
كان اليوم الثانى صار قوم منهم يتجمعون فى موضع ويجعلون سماعا فأخذونى صحبتهم فلما
اجتمعنا فى المكان أحضروا شيأ للأكل ثم قرأ انسان شيأ من كتاب الله ثم شرعوا فى
السماع واذا باثنين قد دخلا المكان فأخذا واحدا من الجماعة وخرجا به ثم عادا فأخذا
آخر ثم جاءا فأخذانى وخرجا بى الى الباب فوجدت متولى المدينة قائما على الباب
وكتفه فى خد الباب الواحد وحربته فى الخد الثانى وزبانيته بين يديه وكلما خرج واحد
يتسلمونه ويذهبون به الى المسجد فلما خرجت بقيت واقفا قدّام الوالى لا هو ينظرنى
ولا زبانيته واذا الحائط الذى خلفه انشق واذا برجل عليه ثياب خضر أخذنى وأخرجنى من
الحائط وقال انج أنت فما عليك من هؤلاء فذهبت الى الجامع فاذا البلد قد أرجف بأخذ
الفقراء وكان السبب فى ذلك ان الشيخ قد نهى أصحابه أن يجتمعوا على تلك الصورة وكان
ذلك بسبب مخالفتهم ثم أمر الشيخ بتخليتهم وبقيت أنا مستحى منهم كيف نجوت دونهم
واذا بخادم الشيخ قد جاءنى وأدخلنى على الشيخ فوجدت الجماعة الذين كنت معهم حاضرين
فجلست بين يدى الشيخ فقال الشيخ للجماعة ما منكم الا من يمشى على الماء ويطير فى
الهواء لم لا عملتم مثل ما عمل هذا حين دخلوا عليه قال أبو العباس فشكرت الشيخ
الذى مدحنى بهذا ثم انصرفنا فلما كان اليوم الثالث جاءنى الخادم وأحضرنى بين يدى
الشيخ فلما جلست نظر الىّ الشيخ وأمدنى بما أمدنى ثم قال انصرف الى بلدك فقد
استغنيت وقال رضى الله عنه سافرت الى اشبيلية فمنذ خرجت من بين يدى الشيخ انكشف لى
العالم العلوى كشفا لا يحتجب عنى منه شئ وكنت أمشى على الارض وهى تحتى كالرغوة على
وجه الماء وكان أهلى ومعارفى يختلفون فىّ فمنهم من يقول ما هو أحمد وكنت أدخل الى
المسجد فأخلع نفسى
مع نعلى وأشهد لمن
أصلى ومع من أصلى وقال رضى الله عنه لما سافرت من الغرب الى ديار مصر عبرت على
المهدية فوجدت فيها الشيخ أبا يوسف الدهمانى فبت معه تلك الليلة فى رباطه على
البحر ثم سافرت فلما دخلت الى مصر وجدت فيها الشيخ أبا عبد الله القرشى وكنت أتردد
الى ميعاده أياما لا أكلمه من ظاهر واذا سيدى أبو يوسف قد جاء من الغرب ونزل فى
حمى القرشى وخدم به كثيرا فاتفق انى وجدت أبا يوسف وهو يحمل حاجة لنفسه فغرت عليه
من ذلك وجئت الى منزله وقلت له يا سيدى أتاذن لى أن أخدمك مادمت بمصر بحكم أن
تتركنى على حالتى التى أنا عليها فقال نعم فخدمته وكنت لا أتناول له شيأ وكانت
حالتى التى كنت عليها اننى كنت فى مخزن فى فندق عند مسجد الهيتم فيه من قش القصب
وفيه ابريق وكنت لا أهوى غير هذه الحالة وكنت أكب زنارا حريرا بدرهم وأجعله عند
الزيات فآخذ منه فى عشية كل يوم رغيفا أقتات به فاذا فرغ الدرهم أكب زنارا غيره
فاتفق ان أبا يوسف حضر عند القرشى فى وليمة عملها له فلما مدّ السماط والشيخ
القرشى صدر البيت وكنت فيمن حضر ولم آكل شيأ فقال القرشى يا قوم من الحاضر ولا
يأكل شيأ فقالوا يا سيدى الحرار فسكت فقال له أبو يوسف لم لا تأذن له فى الأكل قال
يا أبا يوسف ما حكمنى فى نفسه قال يا سيدى فها أنا وجدته عندك فقال يا أبا يوسف
نعم ولكن اجتمع بك قبلى ولم أكن أخبرت القرشى بذلك وكان سيدى القرشى ضريرا قال رضى
الله عنه فلم أزل على حالتى أكب الحرير حتى قيل لى ان لم تتركه أعميناك ومما اتفق
لى فى خدمة الشيخ أبى يوسف الدهمانى انه دفع لى الشيخ القرشى قفة فيها قمح قدر
ثلاث ويبات فحملتها على رأسى فلما صرت فى وسط الطريق انحلت فوطتى من وسطى فاستندت
الى مصطبة ووضعت القفة عليها وشدّدت وسطى وطلبت من يرفع القفة معى على رأسى فلم
أجد فأدخلت رأسى تحتها ورفعتها فساخت رقبتى وانفرقت فرقتين وخرجت فلم أطق الكلام
فتكلفت بها الى سيدى أبى يوسف ومضيت الى المكان الذى كنت أنام فيه فجلست على تلك
الحالة هنيهة واذا بالسيد الخضر عليهالسلام قد دخل علىّ وفى يده اناء فيه عسل والحرف يعنى حب الرشاد
فقال اشرب يا من يخدم أولياء الله فان من يخدمهم لا يصيبه سوء فأخذت ذلك وشربته
فذهب عنى ما كنت أجده فقمت وبادرت الى أبى يوسف وكان ملازما ميعاد القرشى فقال يا
أحمد امض الى القرشى وسله ان كان يعمل ميعادا باليوم فذهبت وأنا مستهول القدوم على
القرشى فلما وصلت الى بابه وقفت متحيرا فلم يسعنى الا امتثال أمر أبى يوسف واذا
طاقة فتحت من غرفة عالية واذا الخادمة
أخرجت رأسها وقالت
يا أحمد قل لابى يوسف ما يعمل اليوم ميعادا وقال رضى الله عنه لما سافر أبو يوسف
خرجت معه الى البحر لاودعه فنظر الىّ وقال يا أحمد وهبتك نصف عملى وقال رضى الله
عنه دخل علىّ الخضر فى المكان الذى كنت فيه آوى فسلم علىّ وسلمت عليه فقال لى يا
أحمد كن منى ودّانيا قلت فمن فى الوجود ودّانيا فقال اثنان واحد بوادى ابراهيم
بالحجاز والآخر بالجزائر فكان الشيخ ثالثهم وقال أيضا دخل الخضر علىّ مرة وكان وقت
السحر فسلم علىّ وقال قد طلعت الشمس فقلت يا سيدى أى شمس قال شمس الحقيقة فلما
أراد الانصراف قلت له أوصنى فشمر عن رجليه ونظر اليهما يعنى اخدم وتواضع وكانت
صفته الى أن مات وقال رضى الله عنه دخلت على النبى صلىاللهعليهوسلم فوجدته يكتب مناشير الأولياء وقد كتب لأخى محمد منشورا
فقلت يا سيدى يا رسول الله لم لا كتبت لى وقد كتبت لاخى فقال يا أحمد أتريد أن
تكون ٢ قمهارا فأطرقت وقال رضى الله عنه خرجنا من اشبيلية جماعة نريد السياحة وكان
من جملتنا محيى الدين ابن عربى وحاكمنا أمير يقال له عمار فبينما نحن نمشى فى برية
اذا بالخضر قد أقبل وذيله على الأطراف ولواحظه عارقة فلما رأيناه عرفناه فكسا
جماعة منا هيبة يعجز عنها غيره وشغلهم وهو سائر يحادثهم ثم سلم ولم يستطع أحد يرد عليهالسلام منهم وكل ذلك لأثر دعاوى كانت عندهم وكنا مرة جالسين فى
مكان وقد دخل علينا رجل لا نعرفه فكسانا منه هيبة فسلم وركع والتفت الى الجماعة
وقال سؤال الوجود ملان أو فارغ فلم يجبه أحد فقال آدم لما أكل من الشجرة أكان محمد
حاضرا أم غائبا فلم يجبه أحد فقال لما أخرجت حواء من ضلع آدم ما سدّ المكان الذى
كانت فيه وتكونت عنه فلم يجبه أحد فسلم ومضى وكان الذى سألهم الخضر عليهالسلام وقال رضى الله عنه خرجت مرة من اشبيلية وحدى أسافر الليل
فعند ما خرجت من البلد واذا بشخص يشبه أهل اليمن فسلم علىّ وصار يحادثنى ان مشيت
مشى وان قعدت قعد يقرأ سورة (إِنَّا أَرْسَلْنا
نُوحاً إِلى قَوْمِهِ) فبقى معى أياما فقلت له ما تكون يرحمك الله فقال أنا مؤمن
من مؤمنى الجن أرسلت اليك أؤانسك فلما وصلت الى البلد الذى أريد راح عنى وقال رضى
الله عنه كنت حالة تجريدى بمصر أتردد الى مسجد كان قبالة مصنع الحفارين بطريق
القرافة أبيت فيه وكنت أخرج فى الليل وأمشى فى الجبانة فيكشف الله لى أحوال أهل
القبور والمنعمين وغيرهم من المعذبين لاختلاف أحوالهم فما رأيت أحسن من الجهة
القبلية من الفتح قال الاستاذ صفى الدين فلما أدركته الوفاة أشار الىّ بأن أحفر له
قبرا فاخترت له مكانا قبلى الفتح فدفنته به وأخبرته
به قبل موته فقال
أحسنت بارك الله فيك وبالتربة جماعة من ذرية الشيخ أكبرهم الشيخ أبو العباس أحمد
المعروف بابن النقيب وله حكايات نذكرها فى غير هذا الموضع والى جانب قبر الحرار
قبر الفقيه الامام محمد الانبارى عدّه ابن الجباس فى طبقة الفقهاء وبالتربة أيضا
الفقهاء أولاد ابن عبد الحكم القرشيون رضى الله عنهم أجمعين
ذكر الشقة الثالثة من النقعة وهى من
جوسق المادرانيين الى الفتح وقد سلف ذكر المادرانيين وقد ذكرها القضاعى فى الخطط قال صاحب المصباح بنى على
هيئة الكعبة وكان أهل الرياسات يجتمعون عنده فى الأعياد ويوقدون فيه الشموع الكثيرة
ويجتمع حوله القراء ويتلون فيه القرآن وتأتى المادرانيون ويفرقون الجوائز فى ذلك
اليوم رغبة لما فى ذلك المكان من الخير والبركة وقال الكعبى ما رأيت من بكا حوله
الفقراء والأرامل والايتام كالمادرائى لما مات وجرى بعد موته أشياء وسيرته معروفة
مذكورة تعرف بسيرة المادرائى وهذا الجوسق مسجد فوق مسجد والدعاء فيه مجاب (١) (مبرك
الناقة تحديده من شاطئ النيل الى محل الشهداء تبركت به القبط قديما ولما فتح عمرو
بن العاص مصر أخذه قهرا ودفن به الصلحاء من هذه الأمّة ورأوا به الضياء فى ليلة
سبت النور كما يرون ببركة الدم وشاهدوا ذلك النور يسير من الجيزة الى برؤيته لذلك
النور بذلك؟؟؟؟
؟؟؟؟) ثم تمشى
مغربا الى المصلاة الجديدة المعروفة بمصلى خولان فتجد عند بابها الشرقى فى آخر
الحائط قبرا داثرا عليه بقايا طوب هو قبر السيدة زكيه ابنة الخير ابن نعيم ومعها
فى الحومة قبر السيدة قطر الندى وخبرها معروف ثم تدخل الى المصلى من الباب البحرى
قال ابراهيم الحافظ والدعاء تحت قبتهما مجاب الا أنها قد تغيرت معالمها ومعالم
القبة وقد جدّدها الصاحب المرحوم ابن زنبور وقد ذكرها الكندى والقضاعى فى كتاب
الخطط وهى خطة قديمة صحابية وهى مدافن الخولانيين أوّلها المصلى وآخرها مسجد زهرون
ودورهم ومساجدهم بمصر ذكرها القضاعى فى الخطط وقال صاحب المصباح واذا خرجت من
بابها القبلى ومشيت خطوات يسيرة تجد أمامك قبرا رخاما مكتوبا عليه الحسن بن يحيى
الشبيه ابن القاسم الطيب وهذا القبر موجود الى الآن والى جانبه قبر الشيخ الامام
العالم ابن أبى وداعة صاحب سعيد بن المسيب حكى عنه ابن عبد البر انه مات بمصر ودخل
اليها وسار الى الغرب ثم عاد اليها يريد الحجاز واجتمعت عليه جماعة من المغرب قال
رضى الله عنه كنت أجالس سعيد بن المسيب وأحادثه فماتت زوجتى فأخبرته فى اليوم الذى
ماتت فيه فشهدها وعاد وعدت فقال هل لا تتزوج فقلت كيف أتزوج ولا أملك سوى درهمين
فقال
أنا أزوجك فأخذهما
رحمهالله تعالى وزوجنى ابنته فقمت الى منزلى وصليت العشاء ثم قدّمت
العشاء وكان خبزا وزيتا فاذا بالباب يطرق فخرجت فاذا هو سعيد بن المسيب فقال لى
انك كنت رجلا عزبا فكرهت أن أتركك وحدك وهذه زوجتك قال ثم أدخلها وذهب فأعلمت
الجيران وقلت ان سعيد بن المسيب قد زوجنى ابنته وجاءت أمى فقالت وجهى من وجهك حرام
حتى أصلحها الى ثلاثة أيام قال فلما كان بعد ثلاثة أيام دخلت عليها فاذا هى من
أحسن الناس قارئة محدثة تقوم فتصلى فى الليل وتعرف حق الزوج فأتيته فقال لى كيف
ذلك الانسان فقلت على ما يحب الصديق ويكره العدوّ فقال ان رابك منه شئ فالعصا ثم
بعث الىّ بمائة دينار وعدّه القرشى فى طبقة الفقهاء وقال قبره قبلى المصلى الا أنه
لا يعرف الآن ثم تمشى مشرقا خطوات يسيرة تجد قبة قد سقط بعضها تحتها السيدتان
الشريفتان فاطمة الكبرى وفاطمة الصغرى أما فاطمة الكبرى فهى ابنة عيسى الامام ابن
محمد بن اسماعيل بن القاسم الرسى ماتت بعد الستين والاربعمائة وتاريخ وفاتها عند
رأسها فى أصل القبة والدعاء تحتها مجاب وقال القرشى من جعل هذه القبة وراءه
والادفوى أمامه ووقف وبسط يديه ودعا استجيب له وهذه القبة هى رأس مقبرة الجارودى
وقد ذكر القرشى فى كتابه خلاف ما ذكر الموفق فى تاريخه قبورا كثيرة وتربا بين
الجوسق وهذه القبة قد دثرت وصارت جبانة واحدة وهى تعرف الآن بمقبرة الجارودى
أوّلها مقابر المادرائيين وآخرها القبة المذكورة فأجل من بها السيد الشريف أبو عبد
الله محمد بن عبد الله بن اسماعيل المعروف بالجارودى عده القرشى فى طبقة الاشراف
وهو من طبقة الميمون بن حمزة ويسمونه صاحب الناقوس وصاحب الناقوس رجل غيره وكان
الشريف الجارودى ذا علم ودين وأمانة حكى أبو محمد المالكى أن الاربعة الذين يجاورونه
كلهم أشراف من أولاد الحسين والى جانبه من الجهة البحرية قبر البكرى أبى عبد الله
محمد الواعظ كان يسكن بالخشابين بمصر وكان الناس يأتون اليه ويجلسون تحت منزله
فيعظهم من طاقته قال ابراهيم البكاء وعظهم ليلة فاهتز منزله خمس مرات كالمستمع اذا
هزه السماع وكان يقول يستحب للعاصى حضور مجالس الذكر لعله أن يجد بعد قساوة قلبه
لينا وكان يقول اذا أردت أن تعصى الله فانظر مكانا لا يراك فيه فان علمت أنك لا
يسترك عنه شئ فاستحى أن تعصيه هكذا حكى عنه صاحب المصباح والى جانب قبره قبر صغير
حكى ابن عثمان عنه كانت رجله طالعة من قبره على وجه الارض يقال إنه رفس والدته
فدعت عليه قال الموفق إنه رأى الرجل وهى طالعة على وجه الارض فجاء قوم من الزوار
فوجدوها على وجه الارض
فجعلوا ترابا
كثيرا عليها ودفنوها فلما جاء يوم الزيارة وجدوها قد طلعت على الترب فقالو يا قوم
ما فينا عاصى غير هذا تعالو ندعوا الله باخلاص لعله يستره ثم إنهم دعوا الله
وتصرعوا وبكوا فاستجاب الله دعاءهم وسترها فلم يرجع أحد يراها بعد ذلك اليوم قال
الموفق وقباله تربة كبيرة بها امرأة شريفة لم يبق من التربة الا أثر القبة
وبالمكان أربعون شريفا ونساء الشريف طباطبا وبالحومة أشراف كثيرة لا يعرف منها قبر
من قبر ومعهم فى الحومة قبر هبة العتال ذكره الموفق فى تاريخه قيل إنه كان مع قوم
من الزوار من مصر مع الشيخ أبى رحمة فمروا بهذه البقعة ووقف الشيخ أبو رحمة يتكلم
ثم التفت الى الشيخ هبة وكان شيخا كبيرا وقال له يا شيخ ما بقى الا القليل فقال
الشيخ هبة ايش قلت يا سيدى فقال قلت ما بقى الا القليل فقال والله صدقت ما بقى الا
القليل وجلس وجعل رأسه بين ركبتيه فلما فرغ الشيخ من التكلم قالوا له قم وحركوه
فاذا هو ميت رحمة الله عليه فغسلوه ودفنوه فى البقعة التى مات فيها وحكى عنه صاحب
المصباح أنه خرج يوما مع أصحابه فمر بهذا المكان الذى هو مدفون به فقال هاهنا أدفن
اليوم ثم وصل معهم الى قبر الشيخ أبى الحسن المقرى فمات هناك وهو يزور الصالحين ثم
حمل الى هذا المكان ودفن فيه والمقبرة معروفة باجابة الدعاء قال صاحب المصباح والى
جانب المقبرة مقبرة الغرباء وقد دثرت فلا تعرف الآن وهذا آخر مقبرة الجارودى ثم
تمشى من القبة وأنت مستقبل القبلة قاصدا تربة الادفوى تجد قبل الدخول عند الباب
الغربى ملاصقا للسقاية قبر الشيخ الصالح عبد الحسيب بن سليمان المعروف بصاحب
الجلبة حكى عنه أنه أوقف جلبة لله لتعدية من يحج وجعل فيها من الزاد والماء فأقامت
ما يزيد على ستين لم تغب فى سفرة قط وقال بعض مشايخ الزيارة إن الى جانبه قبر
السيد الشريف أبى الدلالات قلت ولا أعلم صحة هذا القول لانه لم يذكر أحد من أرباب
التاريخ وعلماء النسب من اسمه أبو الدلالات غير اثنين الواحد بشقة الجبل والآخر بالقرافة
الكبرى ويحتمل أن يكون شريفا لا يعرف له اسم ثم تدخل الى تربة الادفوى قال
العبيدلى فى كتابه الرد كان الادفوى من العلماء المحدثين وذكره القرشى فى تاريخه
وأثنى عليه وكان من السبعة الابدال ذكره القرشى فى طبقة الفقهاء وقال إن اسمه محمد
الادفوى وكان مشهورا بالعلم مات سنة خمسين ومائتين وهو معدود فى طبقة سليمان ابن
زياد أدرك جماعة من القراء وقرأ عليهم وله كتاب الاستغناء فى تفسير القرآن كتبه
لامير مصر فكتب الى جانبه يمكن الاستغناء عنه ورده عليه فدعا عليه فلم يقم غير
ثلاثة أيام وكفى فخرا أنه شيخ جماعة من المحدثين الاكابر منهم أحمد بن عبد الجبار
وأبو الحسن الحوفى
وأحمد الكتانى وكان يجتمع اليه الفقهاء والقراء والصوفية وكان يحج مع كل طائفة سنة
فحكى عنه أنه حج سنة ومعه جماعة من الصوفية والقراء فنزلوا منزلة ولم يكن معهم زاد
فقال للقافلة من معه شئ يرجو ثوابه فليرم فى هذه القصعة فصار كل أحد يرمى فيها ما
تيسر له فبينما هم كذلك واذا بثعبان كبير قد جاء وفى فمه دينار فرمى به فى القصعة
ثم قال بلسان فصيح نحن من جن نصيبين أتينا نحج معك فى هذا العام الى بيت الله
الحرام وكان الادفوى كثير الاطراق الى الارض ومعه فى القبر ولده أبو القاسم عبد
الرحمن ذكره القضاعى وأثنى عليه وله من الاخوة محمد بن محمد بن هارون الاسوانى وهو
أخوه لامه وقبره قبلى عبد الحسيب صاحب الجلبة وعلى يسرة الداخل من الباب الغربى
عمود مكتوب عليه أبو الحجاج يوسف بن عبد الله المصرى امام مسجد حمام الفار
وبالتربة أيضا قبر الرجل الصالح أبى القاسم الجلاجلى صاحب المجدول الرخام الطويل
وبالتربة أيضا قبر مكتوب عليه ابن عبد البر غير صاحب الاستيعاب ذكره القرشى فى
طبقة الفقهاء وبالتربة أيضا قبر الشيخ الصالح الورع الزاهد مظفر أبى عمر يوسف بن
عبد الله بن محمد عبد البر المالكى متأخر الوفاة كان مقيما بدير الطين وكان كثير
التلاوة للقرآن انتفع به جماعة وكان لا يتناول شيأ من أبناء الدنيا لانه كان
الغالب عليه الزهد وبالتربة أيضا قبر الشيخ أبى اسحاق ابراهيم كانت وفاته بعد سنى
الخمسمائة وكان رجلا صوفيا وكان يجلس ليلة الجمعة فى جوسق الادفوى ومعه جماعة من
أصحابه فتكلم ليلة من الليالى على الحور العين وناموا تلك الليلة فرأى كل واحد
منهم حوراء تقول له أنا صاحبتك فى الجنة كذا حكاه صاحب المصباح وبها أيضا قبر
الشيخ محمد بن يونس خادم الادفوى فى حياته وبها أيضا قبر أم أبى الربيع الزبدى
ذكرها ابن بللوه ولا أدرى أشريفة هى أم لا حكى عنها صاحب المصباح أنها كانت تصحب
الركب فاذا عطشوا أتوها فتقول الماء أمامكم فيجدون الماء أمامهم وقال أيضا إن بهذه
التربة قبر الرجل الصالح المعروف بالنحاس جد بنى النحاس وقيل انه النحاس صاحب
الكتاب ولا أدرى هل هو أشار لابن النحاس أو لغيره وبنو النحاس بشقة الجبل فى حوش
الكيزانى ولم يكن بالقرافة من اسمه النحاس وله كتاب فى الزيارة والله أعلم وبها
أيضا قبر الفقيه الحسن بن سفيان ذكره القرشى فى طبقة الفقهاء وأن الناس كانوا
يأتون اليه ويسألونه فى العلم ويأتونه بالمال فيقول تصدقوا به قبل أن تدخلوا على
فى المكان وحكى عنه أن أحمد ابن طولون بعث اليه بأربعة آلاف دينار فأراد أن يردها
فقال له بعض أصحابه إنه شديد الغضب وربما شفعت عنده فى مسكين فلا يقبل قال فأخذها
ثم قال لبعض أصحابه
إذهب بها الى
السوق فأشتر بها عبيدا فذهب واشترى بها عبيدا وعاد اليه فقال لا تدخلوا علىّ بهم
الا وفى يد كل واحد منهم عتاقته فما دخلوا بهم عليه الا وهم على تلك الحالة قال
القرشى وقبره عند قبر الادفوى عليه لوح رخام أقول والله أعلم إنه أشار الى قبر
الجلاجلى وبها أيضا قبر فيه أولاد الشيخ يعقوب الدقاق وقيل إن بالتربة جماعة من المعافريين
والتربة الآن معروفة بالخولانيين ونختم التربة بمناقب الشيخ أبى القاسم عبد الرحمن
ابن الادفوى رحمهالله وهو معه فى القبر كما تقدم الكلام كان من أجلاء العلماء
ومن طلبته محمد بن القضاعى وأبو الحسن الخلعى يروى عنه القضاعى حديثا يرغب فى قراة
سورة يس وهو أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال إن لكل شئ قلبا وقلب القرآن يس من قرأ سورة يس يريد
بها وجه الله غفر له وأعطى من الاجر مثل من قرأ القرآن اثنتى عشرة مرة وأيما مسلم
قرئت عنده اذا نزل به الموت نزل عليه بكل حرف عشرة أملاك يقومون بين يديه صفوفا
ويصلون عليه ويستغفرون له ويشهدون غسله ويشيعون جنازته ويشهدون دفنه وأيما مسلم
قرأ سورة يس وهو فى سكرات الموت أقام ملك الموت حتى يجيئه خازن الجنان بشراب من
شراب الجنة يشربه على فراشه ويتقدم ملك الموت فيقبض روحه وهو ريان ويبعث يوم
القيامة وهو ريان ويدخل الجنة وهو ريان وهذا الحديث ذكره وهو واهى الاسناد وكان
أبو القاسم كثير العلم له حلقة بجامع مصر يحضرها سادات العلماء وكان أكثر لباسه
الصوف فدخل بعض علماء العراق الى مصر فرأى حلق العلماء بالجامع حتى وقف على حلقة
أبى القاسم الادفوى فسمعه يتكلم فى علوم كثيرة فعاب عليه لباسه وأنكر ذلك بقلبه
فقال أبو القاسم أفيكم من يحفظ أبيات الشافعى فقالوا لا فانشد يقول
علىّ ثياب لو
تباع جميعها
|
|
بفلس لكان الفلس
منهنّ أكثرا
|
وفيهنّ نفس لو
يعادل جودها
|
|
نفوس الورى كانت
أجل وأوفرا
|
قال فتقدّم
العراقى وقال يا سيدى أريد أن أكون أخاك فى الله فأنشد يقول
ولم أر كالدنيا
وكشفى لأهلها
|
|
فما انكشفوا لى
عن صفاء ولا صدق
|
طلبت أخا فى
الله غربا ومشرقا
|
|
فأعوزنى هذا على
كثرة الخلق
|
فقال له الرجل قد
جئت من العراق بأحمال هى لك فقال لو قبلت من غيرك قبلت منك ولكننى أخاف أن أقبل
منك فيطمع فينا الملوك فتصدّق بمالك على من شئت واقنع منى بثلاث فقال وما هى فقال
اكرم نفسك بالطاعة وارفع يدك عن الدنيا واجعل افتقارك الى الله عزوجل وقد نصحتك والسلام قال فخرج العراقى وهو يبكى وبعث اليه
ملك مصر جائزة
فردّها فقال له القاصد ان أصحابك قبلوا الجائزة فاقبلها فردّها وكتب الى الملك
يقول
أرى رجالا بأدنى
الدين قد قنعوا
|
|
ولا أراهم رضوا
فى العيش بالدون
|
فاستغن بالله عن
دنيا الملوك كما اس
|
|
تغنى الملوك
بدنياهم عن الدين
|
فلما وقف الملك
على ذلك غضب فقال له وزيره ان خزائنك أيها الملك وأموالك وعساكرك لا تقيك من دعائه
وكان أبو القاسم دواما يتمثل بهذا البيت
استغن عن كل ذى
قربى وذى رحم
|
|
ان الغنىّ من
استغنى عن الناس
|
أدرك جماعة من
العلماء وروى عنهم ودفن مع أبيه فى قبره مات يوم الجمعة سلخ ذى القعدة سنة سبع
وعشرين وثلثمائة ثم تخرج من التربة من الباب الشرقى تجد عند باب التربة قبورا
داثرة فيها قبر النجار المقدسى المعروف بالاصم حكى عنه أنه كان يعمل فى الخشب فاذا
جاء وقت الصلاة أمسك القدوم فى الخشب فيعرف أن الوقت استحق فما فاتته صلاة فى
وقتها ثم تمشى الى المسجد المعروف بمسجد زهرون وقيل هارون والأصح زهرون وهو قديم
البناء ذكره علماء التاريخ قال الموفق ان به صحابيا وشهيدا ولم يذكر هذا غيره من
علماء التاريخ وفى هذا القول ضعف لانه لم يذكر فى طبقة الصحابة ان بهذا المكان
صحابيا وقيل انه أوّل مسجد أسس بالقرافة والموضع يعرف بخطة بنى خولان وهى قبيلة
منهم صحابة وتابعيون منهم جماعة عرفت أسماؤهم قال ابن الجباس ورأيت مكتوبا على قبر
منها أبو الحسن بن عمر بن عثمان بن عمر بن زكريا الخولانى أشهد انى عبد الله مقر
بوحدانيته وانى أشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله صلىاللهعليهوسلم وان الله تعالى خلق السموات والارض وخلقنى ويحيينى ويميتنى
ويحاسبنى اللهم فاغفرلى ذنوبى وتجاوز عن سيئاتى وارحم ضعفى واعف عنى وقنى عذاب
النار اللهم انى متوكل على فضلك واحسانك يا مالك الدنيا والآخرة مات صاحب هذا
القبر فى سنة تسع وخمسين وثلثمائة وبالتربة أيضا أبو حمزة الخولانى وأبو زيد
الخولانى معدودان فى التابعين ومن التابعين الامام العالم عبد الله بن جحيرة
الخولانى الاكبر والى جانبه قبر أخيه عبد الله الأصغر وقد سلف ذكرهم مع القضاة وهم
بازاء مسجد زهرون من الجهة القبلية ورأيت على قبر منها مكتوبا زهرة الخولانية وفى
طبقتهم محمود بن كعب من كبار التابعين وبالمقبرة أيضا أبو مرة مولى قيس ابن عبيد
الانصارى معدود من التابعين قال القرشى وقبره مع الخولانيين وفى طبقتهم المقداد
ابن سلامة وهذه المقبرة تشتمل على مقابر عديدة منها مقبرة الغافقيين وأول هذه
المقبرة
من جوسق خولان وهو
الجوسق الذى غربى المصلى وهو بيت الخطابة الان وقيل ان به قبر رجل من بنى خولان
وبالمقبرة أيضا قبر موسى بن أيوب الغافقى من كبار التابعين وسعد بن عبد الرحمن
الغافقى واياس بن عامر الغافقى ومالك بن مزاحى ولهم مقبرة أخرى عند الخير بن نعيم
وبمقبرة الخولانيين مقبرة بنى الحارث وهو الحارث بن يعقوب والد عمر معدود فى العلماء
والمحدثين قال ابنه عمر كان أبى يقول لى وأنا ابن عشر سنين اذا سمع المؤذن توضأ
فان قلت نعم مسح على رأسى وقال اللهم اجعله هاديا مهديا وان قلت لا زايرنى بعينه
حتى أقول إنه جاء يفترسنى ومعه ولده عمر عرف بابن حارث كان اماما عالما جليلا عظيم
الشأن مفتى أهل مصر من كبار التابعين معدودا فى طبقة عبد الله بن أبى جعفر قال
القرشى ومقبرة بنى الحارث بمقبرة الفقاعى وقال لى من أثق بقوله إنها قبلى الأدفوى
وبمقبرة الأدفوى عبد الله بن هبيرة من كبار التابعين الا أنه لا يعرف له قبر
وبمقبرة الادفوى قبر الشيخ أبى الحسن على السنهورى ذكر صاحب المصباح أن شرقى
السنهورى قبر الشيخ الامام العالم أبى عبد الله محمد بن رفاعة السعدى سمع من
الخلعى وقرأ سيرة رسول الله صلىاللهعليهوسلم وكان يقول رفيقى اذا قرأت العلم على الشيخ أبى الحسن
الخلعى رجل من الجان وكان يسبقنى مرة وأسبقه أخرى وله عقب بمصر ومن شرقيه جماعة من
ذرية الربيع بن سليمان المرادى وهم من ذرية الشيخ الصالح المحدث شرف الدين المعروف
بابن الماشطة وشرقى الادفوى جماعة لا تعرف أسماؤهم وبالحومة قبر الشيخ الفقيه
الامام العالم أبى عبد الله محمد بن ليسون القابسى جليل القدر عظيم الشأن ذكره
القرشى فى طبقة الفقهاء وقال قبره عند قبر الحوفى بالنقعة وراء تربة الفائقى
المحدث وقد دثر هذا القبر وهو لا يعرف الآن وقبلى الادفوى المصلى المعروف بمصلى
عنبسة وهو المصلى القديم ذكره القضاعى فى الخطط وهو الآن داثر وهذا ما بين الادفوى
ومسجد زهرون ولم يعرف من هذه المقابر قبر من قبر وهذا هو الاصح وبازاء المسجد
المذكور قبر الشيخ الامام العالم الزاهد أبى الحسن على بن ابراهيم المعروف بالحوفى
ذكره القرشى قال رضى الله عنه من حفظ القرآن وعصى فهو أشقى الأشقياء ومن حفظه
وأطاع فهو أتقى الأتقياء والعاصى من حملة القرآن المجاهر بمعاصى الله سكوته أفضل
من قراءته اذ كل آية تلعنه اذا قرأها فاذا سكت استراح من اللغة وقال رضى الله عنه
حجة الله على عباده القرآن فمن أضاعه أضاع حجة الله وهو مدفون الى جانب والده
ابراهيم بن سعيد ويعرف أيضا والده بالحبال وله مصنفات فى علوم التفسير قال الادفوى
كل طالب يأخذ من شيخه وأنا آخذ من هذا يعنى على بن ابراهيم وحكى
عنه القرشى انه
مشى فى مسألة من مصر الى بغداد فلما دخلها وجد الشيخ قد مات فسأل عن قبره فأتاه
وقرأ عنده ختمة ثم نام فرآه فى المنام فقال له انى جئت من مصر فى طلب المسألة منك
وألقاها اليه فأفاده إياها وزاده خمس مسائل فلما انتبه وأراد الخروج من بغداد واذا
بمنادى ينادى من دخل الى هذه المدينة واسمه على بن ابراهيم الحوفى فليكلم أمير
المؤمنين قال فراودت نفسى عن الرجوع واذا بامرأة تقول يا فلاح يا فلاح فاستبشرت
الخير من ندائها فلما أتيت قصر الخليفة رأيته قد نزل لاجلى ووقف بالباب حافيا فلما
وقع بصره علىّ مشى خطوات الىّ وسلم علىّ وقال لى ادخل يا أبا الحسن فدخلت والخليفة
يحجبنى فلما جلس قال لى ما الذى قال لك الشيخ فى المنام فأخبرته فبينما هو يخاطبنى
اذ وقعت بطاقة بخبر ان الروم نزلوا بموضع كذا فقال لى الخليفة يا سيدى فى الجند
ضعف وأخاف على المسلمين فبسطت يدى ودعوت وودعت الخليفة ومضيت فأمر لى بدنانير
وغلمان فلم أقبل منها سوى درهمين ثم خرجت متوجها الى مصر فوقعت بطاقة بعد أيام ان
أولئك القوم من الروم قد هلكوا عن آخرهم فى يوم كذا وساعة كذا فوجدوها الساعة واليوم
الذى دعا فيه الشيخ للخليفة قال الخلعى قال الحوفى ما وضعت فى تفسيرى هذا شيأ الا
استخرت الله تعالى بركعتين وقال الخلعى خرجت يوما من منزلى وأهلى يقولون وددنا لو
أكلنا سمكا فلقينى رجل يريد الشيخ فمشينا فقال لى الرجل خرجت من منزلى وأهلى
يقولون وددنا لو أكلنا لحما فلما دخلنا على الشيخ رحب بنا ثم جلسنا فاذا بالباب
يطرق فخرج عبد له ودخل ومعه لحم فوضعه بين يدى الشيخ فرفع الشيخ بصره وقال للشيخ
الذى اشتهى أهله اللحم قم فامض به الى أهلك فأخذه ومضى به ثم دخل رجل على الشيخ
ومعه سمك فقال يا أبا الحسن خذه فأخذته وأتيت به لاهلى وسئل الحوفى عن الفقير فقال
من لا يسأل الناس الحافا ولا غير الحاف وكان كثير الزهد فى الدنيا دائم البكاء قال
أبو الحسن الخلعى ما رأيته ضاحكا ولا متبسما قط حتى مات وكان يقول لا أبرح كأنى
أعاين البعث والحساب وكان يقول لو عرضت على الدنيا وما فيها بغفلة ساعة عن الله ما
رضيت بها وكان يقول موت الولد العاق نعمة متتابعة وكان يقول اياكم والعجلة فرب
عجلة يغضب منها الرب وكان قد حفر قبره بيده قبل موته وقرأ فيه الختمات فلما حضرته
الوفاة بكى فقال له بعض أصحابه مثلك يبكى عند الموت فقال وكيف لا يبكى مثلى وما
رأيت منظرا أفظع من القبر ولا أدرى على ما أنا قابل فلما مات ودفن رآه الخلعى فى
المنام وهو متبسم فقال له يا سيدى ما عهدتك متبسما فى الدنيا فقال ذهبت تلك
الحسرات ومناقبه
غير محصورة وشهرته
تغنى عن الاطناب فى مناقبه وحوله جماعة من الخولانيين وقد دثرت قبورهم ولم يبق منهم
غير قبر واحد وهو المشار اليه بالقاضى زهرون ولم يذكر صاحب كتاب زهرة النظار من
قضاة مصر من اسمه زهرون والاصح انه زهرون الخولانى ثم تمشى وأنت مشرق خطوات يسيرة
تجد قبر شكر الابله ذكره المسكى فى تاريخه وصاحب المصباح وقال الموفق كان من عقلاء
المجانين وهذا غلط لان الاولياء لا تنسب الى الجنون وانما كان الغالب عليه الوله
والجذب وكان له اشارات وكرامات مشهورة فى تعديته الى الجيزة نوبة حريق مصر حكى انه
لما احترقت خرج الناس يريدون التعدية الى الجيزة فخرج مع الناس فركبوا فى مركب وهو
معهم فغرقت فى وسط النيل فلما أن نجا منها من نجا وغرق من غرق وجدوا الشيخ قائما
على البر وثيابه جافة ولم يلحقه بلل ومقطفه فى يده وهو متبسم والى جانبه قبر ابن
ريحان المسلم ولم يبق من أثر تربته غير محراب صغير وهو بين مسجد زهرون والمفضل بن
فضالة ثم تمشى وأنت مستقبل القبلة تجد قبر الشيخ الفقيه الامام العالم أبى الربيع
سليمان بن أبى الحسن المعروف بالرفا ذكره صاحب المصباح والى جانبه قبر والده أبى
الحسن الرفا كان متصدرا بالجامع العتيق والى جانبهما جماعة من العساقلة وهذه
المقبرة مشهورة باجابة الدعاء لانها مشهورة عند المصريين مستفاضة والخط معروف الآن
ببطن البقرة ومعروف بالنقعة لانهم يذكرون انه حصل فى هذا المكان قتال عظيم بين
الصحابة فانتقع المكان من دم المسلمين فسمى بالنقعة وهذا مستفاض بين مشايخ الزيارة
والخطة على ضفة البركة أولها قبر الادفوى وآخرها قبر الرفا والى جانب الرفا جماعة
من الصالحين منهم الفقيه الامام العالم أبو الفرج احمد المعروف بالفائقى توفى سنة
أربع وستين وأربعمائة كان حافظا فاضلا سمع الحديث من أكابر الحفاظ وقال رضى الله
عنه كنت أصحب شيخا وأقرأ عليه فقصدته فى بعض الايام فرأيت فى الطريق امرأة فنظرت
اليها ثم تذكرت ما علىّ فى ذلك فاستحييت فلما دخلت على الشيخ وقرأت عليه توقفت
فقلت ما لى اليوم فنظر الىّ الشيخ وقال هذه من تلك النظرة التى وقعت فى الطريق
فاستحييت منه وما مشيت بعدها فى الطريق الا وكانت رأسى فى الارض ومعه فى قبره ولده
أبو الحسن على بن أحمد بن محمد بن عبد الله الفائقى صاحب الكتاب فى الحديث كان ثقة
عدلا زاد على أبيه فى الرئاسة توفى سنة احدى وعشرين وخمسمائة ذكره الحافظ عبد
العظيم المنذرى فى المحدّثين وكان ينشد هذه الابيات
الناس شبه ظروف
حشوها صبر
|
|
وفوق أوجهها شئ
من العسل
|
تحلو لذائقها
حتى اذا انكشفت
|
|
له تبين ما
تحويه من دغل
|
ومعهما فى القبر
أبو نصر البغدادى المقرى معدود من القراء والرئاسة فى العلم معدود فى طبقة الفائقى
قال صاحب المصباح وتاريخ الثلاثة فى رخامة واحدة الا أنها فقدت ولا تعرف البقعة
الا بقبر الرفا والى جانبهم من الشرق مقبرة الحلفاويين بها قبر الشيخ قطيط الحلفاوى
ثم تمشى مستقبل القبلة تجد قبة لبن داثرة قال صاحب المصباح ان بها قبر رجل من بنى
أعين كأنه يشير الى عبد الحكم وبنو عبد الحكم مقبرتهم التى دفن فيها الشافعى ولم
يكن بالقرافة من يعرف ببنى أعين الا بنى عبد الحكم ومشايخ الزيارة يشيرون الى ان
بهذا الموضع صاحب المنديل وقال بعضهم هو صاحب النور وأشار القضاعى فى هذه الخطة بقية عياش بن لهيعة وعبد الله بن لهيعة وذكر الالواح التى
كانت عليها الاشعار والمقبرة غربى قبر الشيخ يعيش الغرابلى والى جانبها قبر الشيخ
الامام العالم أبى الحسن على بن الحسين الخلعى كان حسن المناظرة كثير العلم عدّه
القرشى فى طبقة الفقهاء وأثنى عليه صاحب المزارات وهو صاحب الخلعيات فى الحديث
وروى السيرة النبوية حكى ابن رفاعة ان الجان كانوا يقرؤن عليه القرآن ويأتون الى
زاويته ويسمعون منه حديث رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال ابن رفاعة رأيت الشيخ أبا الحسن على الخلعى فى النوم
فقلت ما فعل الله بك فقال شهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم انى كنت أحبه فقال الله تعالى وأنا أحب من يحبك فأدخلنى
الجنة والى جانبه قبر والده والى جانب قبر والده قبر الشيخ الفقيه العالم أبى عبد
الله محمد المعروف بالفضى أحد مشايخ القراآت وهو من طبقة أبى الحسن يحيى بن أبى
الفرج الخشاب قرأ عليه عدّة من مشايخ القراآت وسمع الحديث على جماعة من الحفاظ
وتوفى سنة أربع وعشرين وخمسمائة هكذا حكى الموفق وقال صاحب المصباح وهو معروف
بصاحب الدجاجة حكى انه كان له مال وعقار بمصر فمرض فاشتهى دجاجة تساوى دينارين
فصنعت له فلما قدمت بين يديه طرق الباب طارق فقال للجارية انظرى من بالباب فقالت
امراة أرملة لها أولاد أيتام فقال للجارية اخرجى لها الدجاجة فأخرجتها لها فأخذتها
المرأة وذهبت الى بيتها وكانت تسكن فى دار الشيخ فوضعتها بين أولادها ليأكلوها
فقالوا هذه لا تصلح لنا فبينما هى تجادثهم واذا بالباب يطرق فخرجت فاذا هى بوكيل
الشيخ جاء يطالبها باجرة الدار فقالت والله ما أملك شيئا من الدنيا الا هذه
الدجاجة ثم أخرجتها له فأعجبته فأخذها وقال لنفسه هذه ما تصلح الا للشيخ
__________________
فجاء بها للشيخ
فلما رآها قال له من أين لك هذه فقص عليه القصة فقال اذهب فاجعل الدار لها
ولاولادها واعمل اليهم فى كل سنة ما يقوم بهم فانصرف الوكيل بعد أن وضع الدجاجة
بين يدى الشيخ ومضى الى المرأة وفعل ما أمره به ثم إن الشيخ أراد أن يقطعها ويأكل
واذا بالباب يطرق فقال من قال جار لكم فقير فقال يا جارية اخرجيها له فأخرجتها له
فأخذها وقال هذه لا تصلح لى فمشى فلقى فى الطريق ولد الشيخ ولم يعلم انه ولده
فأخرجها وقال يا سيدى اقبل هذه منى فأعجبته وأخذها ودفع له شيئا من الدنانير ثم
قال فى نفسه والله هذه تصلح لوالدى فجاء بها اليه فقال له من أين لك هذه فقال من
رجل فقير من جيراننا كنت أعرفه قديما وكان له مال ودنانير وهو الآن فقير فسأله عما
أعطاه له فذكر له ذلك فقال اذهب اليه بخمسين دينارا ووضع الدجاجة بين يديه وأراد
أن يأكلها واذا بالباب يطرق فقال للجارية انظرى من بالباب إن كان مسكينا فانت حرة
لوجه الله فخرجت وعادت وقالت يا سيدى بالباب مسكين فقال اعطيها له وانت حرة لوجه
الله فخرجت وأعطتها للمسكين وعتقت رحمة الله عليه حكى هذه الحكاية عنه المسكى وكان
من أجلاء العلماء والى جانب قبره قبر الضراب وولده صاحب التاريخ وهناك تربة تعرف
بتربة سماسرة الخير الانماطيين ولم يبق منهم غير قبرين حوضين حجر متلاصقين لم يكن
بالحومة أكبر منهما قال ابن عثمان جلست امرأة عند رجل منهم وقالت اللهم فرج كربتى
فقال لها ما بك أيتها المرأة فقالت لى ابنة يتيمة تدخل بعد ثلاث ليال بيتها وليس
معى غير هذه العشرة دراهم فقام وأخرج لها شوارا وقال هذا لابنتك على شرط قالت وما
شرطك قال أن تقولى لها اذا فرح قلبها أن تقول اللهم أذهب كربة فلان يوم الفزع
الاكبر فذهبت المرأة الى ابنتها وقالت لها كما قال الشيخ فدعت له فلما مات رؤى فى
المنام فقيل له ما فعل الله بك قال أوقفنى بين يديه وقال يا عبدى قد أذهبت كربك
واستجبت دعاء المرأة وبالحومة قبور كثيرة لا تعرف أسماؤها وبالحومة قبر أبى نصر
المعافرى الزاهد توفى سنة أربع وعشرين وثلثمائة قال ابن عثمان وعلى اليسار قبر
الشاب التائب ثم تمشى وأنت مستقبل القبلة الى مقبرة أبى القاسم الوزير المعروف بابن
المغربى وهى مقبرة مشهورة باجابة الدعاء وهى أول مقابر المعافريين ومقبرة
المعافريين مشهورة وهى من حوش أبى القاسم الوزير الى قبر الادفوى أولها قبر ابن
بابشاذ النحوى وآخرها قبر الادفوى والمعافريون قبيلة نزلت بمصر منهم صحابة
وتابعيون فمنهم صلة بن الحارث المعافرى معدود فى طبقة الصحابة ولهم عنه حديث واحد
هكذا حكى القرشى فى تاريخه وقال وبمقبرة المعافريين حمزة بن عمر الاسلمى قال
الضراب
دخل الى مصر وقال
ابن الربيع دخلها ومات بها وقبره بمقبرة بنى المعافر هو وجرهد الاسلمى وشهد جرهد
الفتح وبالمقبرة أيضا عقبة بن مسلم نزل المعافر وكان إماما فى الحديث قال عقبة بن
مسلم كتب صاحب الروم الى معاوية يسأله عن أفضل الكلام ما هو وعن أكرم الخلق على
الله وعن أكرم الاماء على الله وعن أربعة لم يخلقن فى رحم وعن قبر سار بصاحبه وعن
مكان طلعت عليه الشمس مرة واحدة لم تطلع فيه بعد ذلك فلما قرأ معاوية الكتاب قال
ما علمى بذلك ثم كتب الى ابن عباس فكتب اليه يقول أفضل الكلام لا اله الا الله
والتى تليها سبحان الله والثالثة الحمد لله والرابعة الله أكبر وأكرم الخلق على
الله آدم وأكرم الاماء حواء وأما الاربعة اللائى لم يخلقن فى رحم فآدم وحواء
والكبش الذى فدى به اسماعيل وعصى موسى وأما القبر الذى سار بصاحبه فالحوت سار
بيونس وأما المكان الذى طلعت فيه الشمس مرة واحدة فالمكان الذى انفلق لموسى فلما
وقف صاحب الروم على ذلك قال ما أظن هذا كلام معاوية هذا كلام ما أصابه الا رجل من
آل بيت النبوّة وبمقبرة المعافريين اسماعيل بن يحيى المعافرى وعبد الرحمن بن أبى
شريح المعافرى وفى طبقتهم ابن عمر المعافرى وعمران بن عبد الله المعافرى وأبو عنان
المعافرى وأبو عباس المعافرى وخالد بن عبيد المعافرى وعميرة بن عبد الله المعافرى
وهؤلاء من التابعين وما منهم رجل الا وله رواية فى الحديث ولم تزل ذريتهم بمصر
وخطة بنى المعافر معروفة بمصر ذكرها الكندى والقضاعى ومن ذريتهم سراج المعافرى مات
فى سنة أربع عشرة وثلثمائة حكى أن المأمون طلب منهم ما لا فى بعض السنين وكان قد
قيل لامير مصر عنهم إنهم لا يعرفون العدد ولا الكيل وانهم بها ليل وان أجدادهم
كانوا قد اعتزلوا الناس فبعث الى شيوخهم المأمون حين دخل الى مصر فقال أريد ألف
دينار قرضا فلما جاءهم الرسول قالوا لا نقدر على ألف دينار نحن ندفع ما نقدر عليه
فجمعوا له ألوفا كثيرة وقالوا للرسول قل له والله ما نقدر الا على هذا وما وصلت
القدرة لالف دينار فلما جاءه الرسول ومعه المال وأخبره بقصتهم وما جرى له معهم
تعجب المأمون ورد عليهم المال وشكرهم وأثنى عليهم وقال والله ما قصدت الا أن أطلع
على بلههم وبالمقبرة جماعة غير المعافريين منهم الشيخ الامام العالم أسد بن موسى
يكنى بأبى ابراهيم فقيه مصر وعالمها ذكره الكندى فى مختصره وكتابه الكبير بعد أشهب
وابن القاسم وقدّمه على ابن عبد الحكم والمزنى والربيع وكان أسد بن موسى من
العلماء الحفاظ قال بعضهم رافقت أسد بن موسى فبينما نحن فى خربة فأشرف علينا
القطاع فقال لهم أنا أسد بن موسى فضحكوا فقال اللهم اليك
أشكو ضعف قوتى وقلة
حيلتى وهو انى على الناس لا اله الا أنت الى من تكلنى الى عدوّ يتجهمنى أو الى مارد تمله نفسى ان لم يكن بك علىّ غضب فلا أبالى قال فجفت
أقدامهم فى أماكنهم ثم قال يا أخى هذا دعاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم ثقيف فاذا نزل بك أمر فقل كما قلت وكان أسد بن موسى
يقول الدنيا مزبلة عند العاقل فلا يذل الا لنفيس وروى أسد بن موسى عن جماعة من
العلماء قال ابن النحوى فى كتاب المزارات وقبره بمقبرة بنى المعافر وهكذا قال ابن
الملقن فى تاريخه وبالمقبرة أيضا قبر الفقيه الامام العالم أوحد العلماء أبى عبد
الله محمد بن على بن حفص الفرد وجدّه حفص المعروف بالفرد معدود فيمن دخل الى مصر
فى طبقة ابن علية الفقيه قال القرشى وقبره بمقبرة بنى المعافر وبالمقبرة أيضا
الشيخ الامام الفقيه العالم المعروف بابن خلف قال الكندى واسمه على بن خلف ابن
قديد ذكره الكندى فى علماء مصر وهو من طبقة عبد الرحمن بن ميسر كتب الخليفة لأمير
مصر أن يستشيره فيما يفعل فكان الأمير يأتى الى داره ويستشيره فى أموره مات بعد
عبد الله بن سعيد بسبعة أيام وقبره بالجبانة قال الكندى وقبره ببنى المعافر وقيل
ان بالمقبرة الحبر العالم يحيى بن الوزير أحد علماء مصر ذكره القرشى فى طبقة
الفقهاء كان له لسان فصيح دعى الى القضاء فأبى ولقيه بعض أصحابه وهو يحمل طعامه
فقال له يا سيدى دعنى أحمله عنك فقال أنا أحق أن أحمل سلعتى وكان لا يزال يحمل
حاجته على يده وكان يقول خير الناس أهل القرآن اذا تواضعوا وكان يقول للفقراء
إياكم وبيع حظ الآخرة فانه يقال يوم القيامة أين الفقراء المراؤن وكان رضى الله
عنه يأبى أن يقبل الهدية ويقول لا بد لصاحبها من المكافأة إما فى الدنيا وإما فى
الآخرة وفى قبره اختلاف والأصح أنه لا يعرف وبالمقبرة أيضا قبر القاضى عابس بن
مرادى وقد سلف ذكره مع القضاة وبالمقبرة أيضا القاضى ابراهيم بن البكاء قال أبو
القاسم الوزير مقبرتنا هذه مقبرة البكاء وبالحومة على بن ابراهيم القارئ حليف بنى
زهرة عدّه ابن ميسر فى تاريخه وقال مات بمصر وقبره بالنقعة قلت وهو لا يعرف الآن
وبالمقبرة أيضا قبر أبى القاسم الوزير المعروف بابن المغربى والجوسق المعروف بجوسق
أبى القاسم الوزير لم يبق منه غير قبة مخروقة بغير سقف ذكره ابن عثمان فى تاريخه
وقال صاحب المصباح هو الذى جزأ سيرة النبى صلىاللهعليهوسلم التى اختصرها ابن هشام جزأها ثلاثين جزأ وكان لا يركب فى
كل يوم حتى يقرأ جزأ منها وقال له بعض الفاطميين ان فلانا يسبك عندى فاقطع جائزته
فلما خرج زادها فقال له يسبك
__________________
وتزيدها فقال
استحييت من الله أن أنتصر لنفسى وقال رضى الله عنه كانت لى كوة فى دارى وكنت أسمعه
فى كل ليلة يسبنى أقام على ذلك عشرين سنة فما لمته فى يوم قط ولا زدته الا احسانا
ولا بت حتى حاللته مما يقول ولما مات أوصى أن يجعل خاتمه فى أصبعه فنسى أهله ذلك
فرفع أصبعه فعجب الغاسل من ذلك وقال هل أوصاكم بوصية قالوا نعم وأخرجوا له الخاتم
فجعله فى أصبعه فاستقر وكان مكتوبا على خاتمه
وان طابت
الاوطان لى وذكرتها
|
|
فان مقيلى فى
جنانك أطيب
|
ومن وراء الحائط
القبلى قبر الشيخ الامام العالم أبى الحسن على بن بابشاذ النحوى صاحب المقدمة فى
النحو ذكره ابن خلكان فى الاعيان سقط من سطح جامع مصر فمات وكان يسمى بالسقيط
وعدّه ابن الجباس فى طبقة الشهداء وحكى عنه صاحب المصباح انه ختم عند كل عامود من
أعمدة جامع مصر مائتى ختمة وصلى عنده ألف ركعة وكان فاضلا وانتفع به جماعة من
الطلبة قال ابن بابشاذ من استولت عليه الغفلة أتاه الشيطان من حيث شاء وكان يقول
يتقرب الرب الى العبد بالنعمة وهو يتقرب اليه بالمعاصى وقال له رجل انى أدعو فلا
يستجاب لى فقال هل أكلت الحرام مرة فى عمرك قال نعم قال كذلك قد حجبت عن الاجابة
وقيل له ما للناس فسدوا فقال غفلوا عما هم صائرون اليه ففسدت أقوالهم وأفعالهم
وهذا القبر أول مقابر التجيبيين
ذكر مقبرة التجيبيين ومن بها من الصحابة والتابعين والعلماء فأجل من بها نعيم بن
خباب العامرى وقيل التجيبى قدم على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وبايعه ثم قدم الى مصر ويقول التجيبيون انه فى مقبرتهم فى
وسطها وانه القبر الكبير كذا ذكره القرشى فى طبقة الصحابة وبالمقبرة أيضا قبر
مسلمة بن خديج التجيبى من أكابر التابعين كان من دعائه يقول اللهم فرغنى لما
خلقتنى ولا تشغلنى بما تكفلت لى به ولا تحرمنى وأنا أسألك ولا تعذبنى وأنا أستغفرك
قال ابن وهب وهذا أحسن ما سمعت من دعائه وقيل ان الحجاج سجنه فأتاه آت فى النوم
وقال له ادع الله قال وكيف أدعو قال قل اللهم يا من لا يعلم كيف هو الا هو فرج عنى
فقالها فلما أصبح الحجاج أحضره فى أربعين رجلا فأعاد تسعة وثلاثين الى السجن
وأطلقه قال القرشى مات بجبانة مصر وقبره بالقرب من قبر ابن بابشاذ وفى طبقته عبد
الرحمن بن عسكر الصنابحى أصله من اليمن وقدم الى المدينة لما توفى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بخمسة أيام وهو منسوب الى صنابح بن فاهر ابن قطن بن نزار
ذكره الضراب فى تاريخه وبالمقبرة أيضا القاضى أبو اسحاق بن الفرات
قال القرشى وهو
بمقبرة التجيبيين وكان أبو اسحاق رجلا صالحا كثير الاجتهاد والعبادة وقد سلف ذكره
مع القضاة وفى قبيلة بنى تجيب الامام العالم صدر الدين عبد الوهاب التجيبى كان
يقول كان سفيان الثورى يقول العبادة عشرة أجزاء تسعة منها فى العزلة عدّه القرشى
فى التجيبيين ولا أدرى هل هو بالمقبرة أم لا وبالمقبرة أيضا أبو على عمر بن مالك
التجيبى روى عن فضالة بن على مات بعد المائتين معدود من أكابر التابعين والمحدثين
قال القرشى وقبره بمقبرة بنى تجيب وقد دثرت هذه القبور ولم يعرف منها الا قبر ابن
بابشاذ النحوى وبها قبر النجيب المقرى بالمصحف بجامع مصر وقد تقدّم ذكره وقد ذكر
القرشى فى هذه الحومة قبر القاضى عبد الله بن محمد الحصينى كان شافعى المذهب وقد
سلف ذكره مع القضاة قال القرشى وقبره معروف بجبانة مصر بالتربة التى الى جانب بنى
ردّاد وكان فى حائطها لوح رخام مكتوب فيه عبد الله بن محمد الحصينى وقد دثرت هذه
التربة ولا تعرف الآن وذكر الفرشى ان فى هذه الحومة قبر القاضى ابراهيم بن محمد
الكريدى وعدّه فى طبقة التمار وقد سلف ذكره مع القضاة وحكى أن قبره بالنقعة فى
تربة بنى حماد وهى التربة الوسطى ذات البابين والأصح أنها لا تعرف الآن وبتربة بنى
حماد الحسن بن عبد الرحمن بن اسحاق الجوهرى وقد سلف ذكره مع القضاة وهى التربة
الشرقية من الفتح وبالحومة أيضا الشريف الميمون بن حمزة عدّه القرشى فى طبقة
الاشراف وذكره الاسعد النسابة فى كتاب مزارات الاشراف وهم بيت علم ورئاسة من أهل
الخير والديانات وسلامة العقائد من الاهواء والمضلات وتربة بنى حمزة بن عبد الله
الحسينى بجبانة خولان شرقى قبر مروان الحمار وقبلى مصلى عنبسة وقال ابن الجباس هى
التربة الملاصقة لبنى رداد وقال هو الميمون بن حمزة بن الحسين بن محمد بن الحسن بن
حمزة بن على بن الحسن بن الحسين ابن على بن أبى طالب رضى الله عنهم وهو جد الشريف
حيدرة وذكر لهم ابن النحوى نسبا غير هذا فقال هو الحسين بن محمد بن الحسين بن حمزة
بن عبد الله بن الحسن الاصغر ابن الامام على زين العابدين بن الحسين بن على بن أبى
طالب رضى الله عنهم كان بمصر يقال له أبو الشقف وهو جد بنى حسان وقبر ولديه جعفر
ومحمد بها وبها قبر أبو يعلى حمزة ابن عبد الله وبها قبر أحمد بن حسان بن عبد الله
بن الحسين والميمون بن حمزة هو تلميذ أبى جعفر الطحاوى ومقدم شهود مصر وكان يكتب
فى شهادته لا اله الا الله الحى الذى لا يموت وعلى اقرار فلان وفلان وكان محدثا
تقيا وروى عن جعفر الجمال الموسوى ابن محمد ابن ابراهيم بن محمد بن عبد الله بن
موسى الكاظم رضى الله عنهم وروى عن يحيى بن الحسين
ابن جعفر بن عبد
الله بن الحسين بن على بن الحسين بن على عليهالسلام كتابه فى النسب وروينا نحن عن محمد بن ابراهيم الارسوفى
الكاتب الأديب وعبد المنعم بن موهوب المقرى كلاهما عن ابن الحسين بن عبد الكريم بن
الحسن المقرى البكلى عن أحمد بن قاسم عن الميمون المذكور مختصر المزنى وعقيدة
الامام أبى جعفر الطحاوى بالسند المذكور عن الميمون وغير ذلك من كتب الحديث كسنن
الامام الشافعى وغيرها من كتب الحديث عن الميمون قال الاسعد النسابة وقبره عن يمنة
الداخل الى التربة وهو الوسط من القبور الثلاثة وعند رأسه لوح رخام فيه مكتوب قوله
تعالى (وَقُلْ رَبِّ
أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ) وولده قاسم كانت وفاته سنة سبعين وثلثمائة وبالتربة قبر
ولدى قاسم وهما أبو الحسن محمد النسابة وهو الاكبر وأبو ابراهيم أحمد المحدث وهو
الأصغر كانا عدلين وجيهين بمصر مقدمين أما أبو الحسن محمد النسابة فهو تلميذ
الشريف أبى الغنائم عبد الله ابن الحسن الحسينى الزيدى النسابة صاحب كتاب نزهة
عيون المشتاقين فى أنساب الطالبيين وغيرهم وقد سجن هذا الشريف وسلسل وكان متقنا
فيما يكتبه محررا نسب من ينسبه مأمونا فيما يسطره وله عقب متصل باق بمصر وكان
مشغوفا بكتب السجلات فى أنساب العلويين وروى عن جدّه الميمون بن حمزة وهو مع أبيه
وجدّه فى القبر وأما أبو ابراهيم أحمد أخوه فهو شيخ مفرد فى الحديث أخذ عن جدّه
الميمون وعن جماعة وهو شيخ البكلى وابن خطاب السكندرى وأبى الحسن بن الفرا وابن
المشرف وغيرهم وله الفوائد فى الحديث وهو الذى صلى على القضاعى ومات بعده بيسير
وبالحومة قبر الشيخ الفقيه العالم أبى الطاهر اسماعيل المعروف بالبزاز من أكابر
العلماء قال الخلعى لم أر أكثر مناظرة منه فى العلم ولا أوسع منه فى المباحثة
الدينية ولقد رأيته يفطر فى رمضان على الخبز والملح فقلت له ما هذا فقال
والنفس راغبة
اذا رغبتها
|
|
واذا ترد الى
قليل تقنع
|
ولقد دعوته فى شهر
رمضان فجاء ومعه كتاب الرسالة للشافعى فجلس ينظر فيه حتى اذا كان وقت الفطر جئنا
اليه بطعام فامتنع من الأكل فقلنا له انما هو حلال فقال يا أخى ما شككت أن طعامك
من الحلال ولكن لى عادة لا أستطيع أن أدعها فقلت ما عادتك قال رغيفان وشئ من الملح
فأرسلت من جاء برغيفين وشئ من الملح فأكل فلما فرغ قال يا أخى أنت طالب ومطلوب
يطلبك من لا يفوتك وتطلب ما لا تدركه قال القرشى وقبره فريب من الخلعى عند تربة
بنى ردّاد أمناء النيل وذكر الموفق أن الى جانب أبى القاسم
الوزير أبا سعيد
المالينى وقبر أبى الفتح بن غالى الصوفى وقبر البسطامى وقبور بنى تاشفين ملوك
الغرب وقد سلف ذكرهم فيما بين تربة أبى القاسم الوزير وتربة الجرجانى وقد دثرت هذه
القبور وهى لا تعرف الآن وفى قبلتهم قبر الوزير الجرجانى قيل انه أقام وزيرا ستين
سنة على ثلاثة خلفاء ذكره الموفق وصاحب المصباح وحكى انه قطعت يده تحت القصر عند
الباب وذلك أن رجلا من الولاة ظلم الناس وحاف عليهم فأتوا الخليفة ومعهم المصاحف
فقال لداعى الدعاة سلهم عن شأنهم فأخبروه بما صنع معهم والى أرضهم فأخبر الخليفة
بذلك وكان الخليفة يكتب عنده أسماء الولاة فتصفح اسمه فيهم فلم يجد هذا الاسم عنده
فقال للوزير الجرجانى أنت وليته قال لا فأمر باحضاره فلما حضر سأله الخليفة من
ولاه فقال مولانا أمير المؤمنين وأخرج منشور ولايته وخط الخليفة عليه وتحته علامة
الوزير فقال له الخليفة ويلك من كتب لك هذا الخط فقال هذا الوزير فغضب الخليفة
وأمر بقطع يده وعزله عن الوزارة فأقام بمنزله مدّة ثم تبين للخليفة العاضد أنه
مظلوم وأنهم زوّزوا عليه وعليه فأتاه الخليفة بنفسه وأمر له بعشرة آلاف دينار
وأعاد له وظيفته وكان يربط له القلم على يده المقطوعة فيكتب ويعلم بها قال أبو زيد
الطالبى رأيت الجرجانى ركب من الغد فى ثلاثة آلاف ورأيته وقت الظهر مقطوع اليد
محمولا على دابته الى بيته وكان حسن السيرة كثير التودّد وحكى ابن عثمان أنه لما
أمر الخليفة بقطع يده أمر من أخرج يده اليسرى من كمه اليمين وقطعها فقال الواسطة
ايش انه لم يخرج للقطع الا يده اليسرى فقال المتولى تقطع يده اليمنى فقطعت ونفى
وقيل ان ذلك كان فى زمن الحاكم بأمر الله وان الحاكم تذكره بعد ذلك وأمر باحضاره
وقال له من دفع اليك التوقيع فقال أستاذك وقال لى هذه علامة الحاكم وما اتهمته
فأمر باحضار الاستاذ فحضر فقال له أنت دفعت التوقيع للوزير قال نعم قال فمن دفع لك
التوقيع قال كاتب الجهة وسيرنى برسالة الى الوزير فأمر الحاكم بقتل المتولى
والاستاذ وكاتب الجهة فقتلوا وأعاد الوزير الى وظيفته وقد دثرت هذه التربة ولم يبق
منها غير باقية واسم الوزير الجرجانى أبو البركات الحسين ثم نرجع الى مسجد الفتح
حكى الموفق أنه أول مسجد أسس عند فتح مصر والدعاء به مجاب وبه محراب لطيف خشب
منفرد فى زاوية المسجد حكى عنه بعض مشايخ الزيارة أنه كان مع الصحابة وكان يحمله
عامر المعافرى وينصبونه وقت الصلاة وهذا كله غير صحيح لانه لم يذكر فى تاريخ من
تواريخ مصر وحكى صاحب كتاب المزارات المصرية أن أوّل مسجد أسس عند فتح مصر الجامع
القديم الذى بالقرافة الكبرى ووافق عليه القضاعى
وكان هذا الجامع
معبد الشيخ العفيفى العسقلانى وبحومة الفتح جماعة من الاولياء منهم الشيخ العفيفى
العسقلانى الصامت وقبره على المصطبة مقابلا لباب المسجد ومن وراء تربته قبور بنى
ردّاد أمناء النيل لهم حكايات فى الامانات والصدق وأصلهم من البصرة ذكر القضاعى
سبب دخولهم الى مصر ونذكر مناقبهم فى غير هذا الموضع وقبورهم مبنية بالطوب الاحمر
وقال غير واحد من أصحاب التاريخ انهم قريبون من قبر الخلعى والأصح انهم بهذا
المكان وبالحومة قبر درّاس بن عبد الله العادلى قال بعضهم انه حسان التراس
وبالحومة قبر نجيب المقرى وبالجهة الغربية تربة الافضل أمير الجيوش وهى الملاصقة
لحائط الفتح وأما الجهة الشرقية من مسجد الفتح ففيها تربة بنى الذهبى وقد سلف
ذكرها ثم تمشى وأنت مستقبل القبلة تجد قبر الناطق وعند رأسه قبر الحفار قال ابن
عثمان لما أراد هذا الحفار أن ينزل بالشيخ فى قبره سمعه يقول رب أنزلنى منزلا
مباركا وأنت خير المنزلين فلما سمع الحفار ذلك لزم العبادة والصلاة والصوم ولم يزل
على ذلك منقطعا فى بيته الى أن مات ودفن بهذا المكان والى جانبهما من الجهة
القبلية قبر الشيخ المعروف بالمقدسى كان متصدّرا بالجامع العتيق ومسجد الغنم وهو
معدود فى طبقة الشهداء وعموده باق الى الآن بازاء الفتح والى جانبه من الجهة
القبلية قبر عبور العابد وأخيه على العابد ذكرهما الموفق والى جانبهما من الجهة
القبلية مع حائط المسجد قبران أحدهما الى جانب الآخر هما قبرا الفقيه الامام
المعروف بابن البرادعى كان زاهدا عابدا والآخر صاحب الكرمة قيل ان رجلا رأى فى
المنام كأن تلك البقعة كلها أنهار وأشجار وكروم فوقف متعجبا فاذا هو بصاحب هذا القبر
قد قام منه وقال مثل ما عندكم فوق هكذا عندنا أسفل أما سمعت قوله صلىاللهعليهوسلم قبر المؤمن روضة من رياض الجنة فلما أصبح كتب على قبره
صاحب الكرمة والى جانبه قبر القفصى المغربى المصلى بمسجد الزبير كان من أكابر
العلماء ذكره الموفق فى تاريخه والى جانبهم من القبلة قبر أبى بكر الاجرى وهو فى
حوش صغير وهو وراء قبة الفتح وأما الجهة القبلية ففيها تربة يزيد بن أبى حبيب عدّه
القرشى فى طبقة التابعين من طبقة عبد الله بن أبى جعفر يكنى أبا رجاء بن أبى حبيب
واسم أبى حبيب سويد كان نوبيا أعتقته امرأة مولاة لابى جميل بن عامر سمع من عبد
الله بن الحارث ومن أبى الطفيل كان مفتيا لأهل مصر فى زمانه وهو أوّل من أظهر
العلم بمصر والكلام فى الحرام وفى الحلال وكان الليث بن سعد يقول يزيد بن أبى حبيب
سيدنا وعالمنا وروى عن عقبة ابن عامر الجهنى وكان الناس يزدحمون على بابه قال يحيى
بن بكير قال الليث ليتنى أدركت
ابن أبى حبيب
صغيرا وروى أحمد بن حنبل عن يزيد بن أبى حبيب قال سمعت عبد الله ابن الحارث يقول
ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقال يزيد ابن أبى حبيب قلت لعبد الله بن الحارث فى مجلس
فيه بعض قبط مصر إن هذا القبطى جارى فادع له بالاسلام رغبة فيه فقال ان سبقت له
سابقة كما سبقت لى آمن لقد كنت على شرك فقدمت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى فداء أسير من بنى المصطلق وغيبت فى بعض الطريق جارية
سوداء وبعض ما معى خوفا أن يأخذه منى فجئت اليه وكلمته فى فك الاسير فقال رسول
الله صلىاللهعليهوسلم ما جئت به فقلت ما جئت بشئ فقال أين الجارية السوداء ثم
جعل يحدّثنى ويقول خلفتها فى موضع كذا وكذا قال فقلت أشهد أن لا اله الا الله
وأشهد أن محمدا رسول الله والله ما كان معى من أحد ولا سبقنى اليه أحد فقال القبطى
من أخبره قال يزيد بن أبى حبيب الله أخبره فقال صدقت وأنا أشهد أن لا اله الا الله
وأن محمدا رسول الله قال ابن عبد الحكم فى تاريخه وقد كفى أهل مصر شرفا أن يكون
فيهم يزيد بن أبى حبيب ذكره الامام الحافظ فى كتاب الكمال فى أسماء الرجال وتربته
من خلف الفتح وهو القبر المبنى بالطوب على هيئة المصطبة وبالتربة المذكورة أخوه
خليفة بن أبى حبيب من كبار العلماء وبالتربة أم يزيد بن أبى حبيب عظيمة الشأن
جليلة القدر معدودة فى نساء التابعين فى طبقة أم ربيعة بنت شرحبيل بن حسنة قديمة
الوفاة والى جانبهما من القبلة قبر الناطفانى معدود فى طبقة أرباب الاسباب
وبالحومة جماعة من الصلحاء قد دثرت قبورهم ثم تمشى مغربا خطوات يسيرة الى مقبرة
الكلاعيين بها قبر مرثد بن عبد الله الكلاعى مفتى أهل مصر فى زمانه كان كثير الورع
والعلم واسع الرواية ترجع الفتوى اليه فى زمانه بمصر كان الناس يزدحمون على بابه
كثيرا هذا يسأله فى التفسير وهذا يسأله عن الاحكام وهذا يسأله عن الانساب ولا
يسأله أحد فى علم من العلوم الا أجابة عدّه القرشى فى طبقة التابعين قال القضاعى
ومقبرة الكلاعيين مشهورة بمصر مقابل قبر الجرجانى وهى تربة متسعة أوّلها تربة
الجرجانى وآخرها تربة الشريف الماوردى الحسينى وهذا بقية الشقة الكبرى وتمت بحمد
الله وعونه وهذا انتهاء الكتاب الاوّل من الكواكب السيارة فى ترتيب الزيارة ويليه
الكتاب الثانى
فصل
نذكر فيه القرافة
الكبرى ومساجدها الخطية
والصحابية والتابعية
وما بقى منها موجودا الآن ومن دفن بها من الأشراف والعلماء وصحة ما اختلف فيه
وكيف سميت القرافة قرافة
فنبدأ بزيارتها من
تربة الشريف الماوردى وهى التربة البحرية من الجامع المبنية بالحجر الواسعة البناء
قال صاحب المصباح هو السيد الشريف اسمعيل الحسينى الماوردى المعروف بالعاقد بمصر
ذكره الحافظ عبد الغنى فى كتاب الكمال فى أسماء الرجال قال الشريف اسمعيل رأيت
رجلا من العلماء فى النوم وهو متغير اللون فقلت له ما بك فما عهدتك الا ورعا قال
شهدت شهادة فاغلق باب الجنة دونى وقال رضى الله عنه العلم بغير تقوى كالهباء
المنثور بلغنى أن العلم يقول يوم القيامة رب سل هذا لم أضاعنى وبالتربة المذكورة
قبر السيدة الشريفة أم محمد بنت احمد الحسنية وهى جدته أم أبيه مكتوب على قبرها
الصوّامة القوّامة ذكرها القرشى فى طبقة الاشراف ويلاصق تربة الماوردى تربة بنى
الذهبى وهم المشار اليهم بالاشراف وهم بيت معروف بمصر وبالحومة جماعة من الاشراف
قد دثرت قبورهم ولم يبق بالحومة المذكورة غير قبة
ذكر الجامع المعروف بجامع الاولياء رضى الله عنهم حكى صاحب المزارات المصرية فى الخطط الصحابية
أن الجامع المذكور من خطة بنى عبد الله بن مانع يعرف بمسجد القبة قديما وهو جامع
القرافة الآن وكان القراء يجتمعون فيه ثم بنى عليه المسجد الجامع المعروف الآن
بجامع الاولياء بنته أم العزيز فى سنة ست وثلاثين وثلثمائة والمحراب القديم منه هو المحراب الاخضر وهذا
الجامع مبارك لم يزل الناس يفزعون اليه فى أيام الشدائد للتضرع الى الله عزوجل وهو موضع شريف معروف باجابة الدعاء فيه وابتدئ فى بنائه فى
شعبان من السنة المذكورة وجعل على بنائه يحيى بن طلحة مولى عامر بن لؤى وكانوا
يصلون الجمعة فى قيسارية العسل حتى فرغوا من بنائه فى شهر رمضان قال صاحب المزارات
وفيه بيت المال باق الى الآن وهى القبة التى على العمد يودع مال الايتام فيها بناه
أسامة ابن زيد متولى خراج مصر سنة سبع وتسعين فى أيام سليمان بن عبد الملك ثم بناه
احمد ابن طولون فى سنة ست وخمسين ومائتين وانه باق الى الآن على الزيادة التى فى
قبته الى
__________________
العمد بحضيرة
القبلة وهو موضع شريف يجاب فيه الدعاء مازال المصريون أهل الصلاح يتبركون بهذا
المكان الى الآن ولهذا شهر بجامع الاولياء
ذكر الجهة القبلية من هذا الجامع فيها تربة الشيخ الفقيه الامام العالم أبى عبد الله محمد
ابن النعمان كان من العلماء الاجلاء محافظا على علوم النسب له مصنفات منها كتاب
دعائم الاسلام وكتاب اللآلئ والدرر وكان العاضد يأتى الى زيارته ويمشى اليه من قبر
حمران قال المؤلف ويزعم مشايخ الزيارة أن قبر حمران فى التربة البحرية من الجامع
المجاورة لتربة الماوردى وهى باقية الى الآن ذات القبب ويقول بعضهم انه قبر مروان
الحمار وهو غير صحيح والصحيح الاوّل كذا مكتوب فى أعلى القبة مسجد حمران حكاه صاحب
المصباح وكان ابن النعمان يسكن القرافة الكبرى بالمكان المعروف بالجنة والنار وقال
للعاضد يوما انك ترسل الىّ خادمك يخبرنى بقدومك فأحظ بذلك فكان العاضد بعد ذلك
يأتى وحده حتى يطرق الباب ويدخل اليه وحده ثم يجلس دونه وجلس العاضد يوما فحدثه فى
مناقب أجداده فقال حدثنى فى مناقب نفسك ثم أنشد يقول
ذهب الرجال
المقتدى بفعالهم
|
|
والمنكرون لكل
أمر منكر
|
وبالتربة أيضا قبر
القاضى أبى الحسن على بن النعمان أخيه وهم جماعة بيت علم ورئاسة قد سلف ذكرهم مع
القضاة وتربة بنى النعمان معروفة مشهورة الى الآن وهى التربة العظمى الحسنة البناء
شرقىّ تربة تاج الملوك وقبليها قبر المرأة الصالحة بريرة ابنة ملك السودان قد عرف
عندها اجابة الدعاء قال القرشى وقبلى الجامع تربة بها جماعة من أولاد عبد الله
المحض قال المؤلف والمحض فى اللغة اللبن الخالص من الماء ولعبد الله هذا ترجمة
نذكرها فى غير هذا الموضع والى جانبها تربة بها ألواح رخام مكتوب عليها أقارب أمير
المؤمنين الفاطميون المعزيون منسوبون الى المعز الذى نسبت اليه القاهرة المعزية
لانه بناها له جوهر عبده وكان المعز قد جاء قبل ذلك فى زمن كافور الى مصر فخرج
اليه هو وعبد الله طباطبا فقال عبد الله ما نسبك ما حسبك فرجع المعز وهذه هى المرة
الاولى فلما دخل الى المغرب بعث جوهرا القائد فملك مصر ثم بعث جوهر يقول قد ملكت
مصر فركب من المغرب وأتى الى مصر فخرج اليه أهل الاسكندرية يتلقونه ودخل الى مصر
فزينت له فلم يلتفت الى زينتها وقصد القاهرة واستقر فى القصر وعدل فى الناس وكان
فاضلا لبيبا قال صاحب كتاب المشرق فمن حسناته قتل القرامطة الذين سرقوا الحجر
الاسود قال ابن دحية فى كتاب النبراس وكانوا قتلوا أهل مكة فى يوم الموسم حتى
الاطفال فى المهد
وأخذوا الحجر
الاسود فلما جاء المعز طلبوا منه ألف كيس فأجابهم لذلك وصنع دنانير من نحاس وطلاها
بالذهب وقيل ختمها بدنانير من ذهب وبعث بها اليهم وأخذ منهم الحجر الاسود فهذه من
حسناته ومات بعد ذلك ودفن بالقصر وفى القصر جماعة من الخلفاء الفاطميين وبالقرافة
الكبرى من ذريته جماعة وقال صاحب المصباح انه بتربة الفاطميين التى بالقاهرة قريبة
من دار الضرب وقال ان أوّل الخلفاء يعنى الفاطميين المعز وهو من ذرية المهدى
وزعموا أن المهدى من أولاد اسمعيل الاعرج ابن جعفر الصادق ونفى الرازى وابن خدّاع
هذا النسب قال الرازى أبو المهدى من أهل سلمية وقال صاحب كتاب المشرق فى تاريخ أهل
المشرق وفى نسبهم ما تصم عنه الاسماع وصحح ابن الطوير نسبهم وقال المهدى من أولاد
الثلاثة الذين اختفوا والصحيح ما قاله ابن خدّاع وبالتربة أيضا قبر المعز لدين
الله كان فاضلا لم يحدث بالديار المصرية أمرا قبيحا وكان يقول السخاء نور القلوب
ودخل الى مصر سنة احدى وستين وثلثمائة وبنيت القاهرة سنة ستين وثلثمائة وبهذه
التربة ولده تمبم لقب بالعزيز بأمر الله وكنى بابى المنصور عمر احدى وأربعين سنة
وكانت ولايته احدى وعشرين سنة وستة أشهر وكان يصل الناس بالجوائز ويتصدق فى كل يوم
فى ركوبه بالمال الكثير ووصل عطاؤه الى العراق والعزيز هذا هو أبو الحاكم بأمر
الله أوصى له بالخلافة ولم يكن فى الفاطميين أفتك منه وكان اسمه منصورا ويكنى بابى
على عاش ستا وثلاثين سنة وكانت خلافته احدى وعشرين سنة والاصح أنه لا يعرف له قبر
وقطع جميع الكروم بالديار المصرية ومنع من بيع الزبيب والفقاع ومن عمل اخفاف
النساء وجمع الارامل كلهم فى دور ووكل بهم العجائز ووكل بالعجائز الشيوخ ومنع من
صلاة التراويح وأمر بها فى آخر ولايته وقيل ان اخته قتلته وقيل انه دخل فى كنز ولم
يخرج منه قلت وهذا هو الاصح وقيل انهم وجدوا دابته عند دير شهران ذكر هذا كله أبو الخطاب فى كتاب النبراس وقيل انه تاب عن
جميع ما فعله قبل موته والله أعلم وبهذه التربة الظاهر لاعزاز دين الله على بن
الحاكم يكنى أبا الحسن عاش ثلاثا وستين سنة وكانت دولته خمس عشرة سنة وثلاثة أشهر
وتوفى بمنظرته التى يقال لها الدكة حكى أنه وقع فى نفسه شئ من أبى بكر الصديق فرآه
فى النوم ويده فى يد رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال يا رسول الله من هذا فقال هذا أبو بكر من أحبه أحبنى
ومن أبغضه أبغضنى فانتهى عن بغضه ولم يتظاهر أحد فى زمنه بالرفض وبهذه التربة قبر
المستعلى بأمر الله عاش سبعا وعشرين سنة وكانت ولايته سبع سنين وشهرا واحدا
وبالتربة أيضا الآمر بأحكام الله
__________________
عاش ثمانيا
وثلاثين سنة وسبعة أشهر وكانت دولته عشرين سنة وبهذه التربة المستنصر بالله أبو
العباس أحمد عاش ستين سنة وكانت دولته أربعين سنة وفى زمنه وقع الغلاء والخراب
بمصر وخرب خط جامع ابن طولون وأكل الناس بعضهم بعضا وبلغ الاردب القمح احدا وسبعين
دينارا ولم يكن فى الفاطميين أشنع سيرة منه قال ابن دحية فى النبراس ليس هو
بالمستنصر انما هو البطال المستتر وهو القائل لساقيه يوم عيد الاضحى فى شعر يقوله
قم فامزج الراح
يوم النحر بالماء
|
|
فلا يحل ضحى الا
بصهباء
|
وبهذه التربة
الآمر بأمر الله بن المستعلى عاش ثمانيا وثلاثين سنة وتسعة أشهر وكانت دولته عشرين
سنة وكان كريما فصيحا قال ابن الطوير خرج الآمر ليلة فمر ببيت فسمع امرأة تقول
لبعلها والله ما أضاجعك ولو جاء الآمر ومعه ثلاثون دينارا فلما سمع الآمر كلامها
أرسل الخادم الى القصر فجاء بمائة دينار وطرق الباب على الرجل ففتح ودخل الآمر
وقال لزوجة الرجل خذى هذه مائة دينار بدل الثلاثين وضاجعى زوجك وأنا الآمر وكان
أهل خير وصلاح وبهذه التربة الخليفة الظافر أقام خليفة الى سنة تسع وأربعين وخمسمائة
وفى أيامه جىء برأس الحسين الى القاهرة وذلك سنة خمس وأربعين وخمسمائة وبهذه
التربة قبر الخليفة الفائز قال المؤلف واسمه عيسى استخلفه أبوه الظافر وله من
العمر خمس سنين عاش احدى عشرة سنة وكانت ولايته ست سنين وخمسة أشهر وبها قبر
الخليفة العاضد عاش تسعا وأربعين سنة وهو رابع عشرهم وآخر من ركب فى المظلة منهم
وفى زمانه اختلفت أمور الفاطميين والى جانبه قبر ولده وهو آخر من بها من الفاطميين
ولقبه الحامد وفى قبلى الجامع تربة بها قبر السيدتين الشريفتين أم محمد ومحمدية
ابنتى القاسم الحسينى الفاطمى وفى قبلى الجامع تربة كبيرة دثرت ولم يعرف منها الآن
الا تربة بنى النعمان وأما الجهة الغربية من الجامع ففيها تربة الوزير طلائع بن
رزيك وهى ملاصقة للجامع كان وزيرا للفائز والعاضد وجمع له بين السلطنة والوزارة
وكان مجاهدا ويعرف بابى الغارات وبنى جامعه بباب زويلة ليجعل فيه رأس الحسين فلم
يقدر على ذلك وبنى الظافر جامع الفكاهين بسبب الرأس أيضا فلم يقدر على ذلك وجعلوها
فى قصر الزمرد فى دهليز من دهاليز الخدمة وبنوا عليها المشهد وكانوا كلما دخلوا
القصر أعطوه الخدمة ونذكر ترجمته فى غير هذا الموضع ومات شهيدا والى جانب تربته
تربة صنعها الملك ذكرها صاحب المصباح قبر
الشيخ الامام العالم أبى العباس أحمد بن تاميت اللواتى الفاسى وأما الجهة البحرية من الجامع ففيها قبر الشيخ الامام
العالم أبى العباس أحمد بن تاميت اللواتى الفاسى سمع الحديث من أبى الحسن ابن
الصائغ وغيره من العلماء وكان الناس
يأتون الى ابن
الصائغ يقرؤن عليه فيقول من فاته شئ مما يقرؤه علىّ فليقرأه على ولدى يعنى أبا
العباس فانه شاركنى فى سماعى وقال بعض العلماء دخلت عليه فوجدت عنده رجلا نحيفا
فلما انصرف رأيته كالريح فى مشيته فقلت له من هذا فقال هذا من أهل الخطوة تزوى له
الارض فكيف شاء سلكها وقبره معروف الآن عند باب تربة طلائع ابن رزيك ومن بحريه
تربة بنى الجباب بها قبر عبد العزيز بن الجباب يعرف بين أهل الحديث بالحافظ ومعه
جماعة من ذريته وفى بحريه السبع قباب التى على صف ذكرها ابن ميسر فى قصة طويلة وهم
من الفاطميين وقد ابتدأ صاحب المصباح بزيارة القرافة من هنا وقد فاته شئ كثير مما
ذكرناه وهناك قبر ظافر الاطفيحى صاحب القناطر والسبيل وهو صاحب أبى الفضل الجوهرى
وقبره لا يعرف الآن وبالحومة قبر خالص خادم الحافظ وقبور خصايا الفاطميين وتجد
بالحومة قبرا مكتوبا عليه أبو تميم تراب الحافظى جد بنى تراب بلغ منصب الوزارة فى
أيام الحافظ وهو الذى بنى للحافظ مشهد رقية وبالحومة تربة تعرف بتربة محمد بن
اسمعيل صاحب المصنع الذى هناك ومنه الى الجوسق المعروف بجوسق الشريف الخطيب كان من
أكابر القراء وهو شيخ أبى الجود فى القراءة انتهت اليه الرئاسة فى زمنه وكانوا
يأتون اليه من البلاد والامصار وكان خطيبا بجامع مصر ومعه فى التربة زوجته الشريفة
المعروفة بأم هيطل كانت عابدة زاهدة قال بعض قراء مصر كنت مع الشريف الخطيب فقال
لى لو لا أن الرجل لا يحل له أن يرى امرأته لأحد لأريتك من زوجتى عجبا فقلت بالله
ما هو فقال انها تسقى الافاعى فى يدها ويأتى الثعبان فينام عند رأسها وكان يحكى
عنها أمورا غريبة عدّها القرشى فى طبقة الاشراف وهذا الجوسق قبل الوصول الى مسجد
الريح وهو خطى وقد دثر مسجد الريح وهناك تربة منقذ كان من أمراء الفاطميين وبالقرب
منهم قبر السيد الشريف المعصوم دخل الى مصر فى زمن ابن رزيك فلم يختر ابن رزيك أن
يدخله على الخليفة الفائز فخرج من مصر فلما خرج منها قال الفائز لابن رزيك بلغنى
أن المعصوم دخل الى مصر فقال انه رحل يريد بغداد فقال ردّه فردّه من الشام وكانت
له منزلة عند الفاطميين حتى انهم كانوا يأتون الى زيارته صباحا ومساء وكان يقول
أعجب من المذنب كيف تستقر قدماه على الارض وهو الذى أوقف عليه ابن رزيك وعلى ذريته
أرض بلقس ومعه فى التربة قبر الشريف المنتجب بن على الحسينى ثم تمشى وأنت مستقبل
القبلة قاصدا الى الخط المعروف بحارة العواتمة به تربة لطيفة على شرعة الطريق بها
قبر السيدة الشريفة الخضراء ومعها قبر الشيخ على الفاتى التكرورى امام
مهجور ويجاوره
المسجد المعروف بالنباش والخط بالقرب من تربة تاج الملوك وكان عند هذه التربة
مجتمع المصريين فى المواسم والاعياد والتربة معروفة الآن باقية قال ابن النحوى سمى
بالنباش لنبشه عن العلم وقال أيضا رأيت بخط بعض العلماء أن النباش جهز ألف بنت
ومائتين يتامى وخمسة آلاف ومائتين من الصبيان الايتام وكفن ألف طريح وستمائة وحج
اثنتين وثلاثين حجة وكان يحضر حلقة الفقيه ابن النعمان ويجود على طلبة العلم ومن
العجب أن قبره غير معتنى به وهو مهجور قال ابن النحوى وسمع به رجل من بغداد فأتاه
فوجده قد مات فأتى قبره وبكى عنده فرآه فى المنام فقال له لو جئت الينا ونحن أحياء
أعطيناك مما أعطانا الله ولكن اذهب الى المختار وقل له انه يسلم عليك ويسألك فى
خمسين دينارا فلما جاء اليه هابه أن يسأله ووقف ينظر اليه فقال له المختار ها هى
مصرورة وأنا أنتظرك من الليل فأخذها ومضى وفى طبقته هلال الانصارى ذكره القرشى
وقال قبره بالقرافة الكبرى وعلى قبره مكتوب هذا قبر هلال الانصارى درس فى العلم
وأدمن العلم خمس عشرة سنة وقبره داثر ويجاور مسجد النباش المسجد المعروف بالزقليط
معروف باجابة الدعاء مقصود بالبركة باق الى الآن ويجاورهم جماعة من الاشراف منهم
السيدان الشريفان مسلم ومحمد الحسينيان وهما من أعيان الاشراف لهما رئاسة ووجاهة
وعفة وصيانة وهما مدفونان بدارهما المذكورة تحت القبة التى الى جانب مسجد الزقليط
شرقى دار ابن النعمان وهى تربة شريفة هكذا حكى الأسعد ابن النحوى فى تاريخه
وبالحومة تربة عبد الله العلوى كان جليل القدر قتل بمصر وكان يجالس يحيى بن أكثم
ببغداد فقال له بعض من حضر فى مجلسه حدثنا من طريق يحيى بن أكثم قال رأيته قد
امتحن رجلا سأله أن يوليه القضاء فقال له ما تقول فى رجلين أنكح كل واحد منهما
الآخر أمه فولد لكل واحد منهما من زوجته ولد فما قرابة كل واحد من الولدين من
الآخر فقال لا أدرى فقال من لا يعرف مثل هذه المسئلة يكون قاضيا على المسلمين هلا
قلت ان كلا منهما عم الآخر لامه قال المؤلف وقد امتحن الامام محمد بن الحسن الامام
الشافعى رضى الله تعالى عنه بمثل هذه المسئلة فى حضرة الرشيد والى جانبه مسجد
القاضى أبى عبد الله محمد بن سعيد ويجاوره من الجهة الشرقية عند باب المسجد قبر
الشريف أبى الدلالات نقيب الاشراف كان حافظا لعلوم الانساب حكى عنه أنه حج فى سنة
من السنين ثم عاد الى مدينة رسول الله صلىاللهعليهوسلم فنام فى الحرم فرأى رجلا يبشر كل رجل من النائمين بالحرم
بالجنة حتى أتاه فاعرض عنه فقال له لم لم تبشرنى كما بشرت أصحابى
فقال له أنت تحضر
مكان الرفض فقال أنا تائب فقال له فأنت اذ من أهل الجنة فاستيقظ من منامه فقال له
صاحبه رأيت مناما وأريد أن أقصه عليك فأخبره بمنام مثل منامه فكان أبو الدلالات لا
يحضر بعدها مكان الرفض قال المؤلف وقبره معروف الآن عند المسجد المذكور على يسرة
الداخل لابن النعمان وبالحومة قبر أبى عبد الله محمد بن عبد الله ابن يحيى القرشى
المؤدب كان رجلا صالحا ذكره ابن عطايا فى تاريخه وهو لا يعرف الآن ثم تأتى الى
زاوية الشيخ الصالح أبى الحسن على المعروف بابن قفل كان زاهدا له دعوة مجابة قال
عبد المحسن بن سليمان المهدوى رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى النوم فقلت له يا رسول الله دلنى على رجل أزوره هو خير
أمتك الآن قال عليك بابى الحسن ابن قفل فلما أصبحت أتيته وزرته فرأيت على وجهه نور
الولاية قال رضى الله عنه ساعة من الليل تذهب أربعين كربة من كرب الآخرة وكان يقول
الاصل فى الولاية الرياضة ومن ادّعى الولاية من غير رياضة فقد افترى ولا يزال
الرجل يطيع حتى يكون من الله أقرب من قاب قوسين ولا يزال يعصى حتى يكون بينه وبين
الله تعالى ما يزيد عن سبعين حجابا وقال أبو عبد الله بن النعمان كان أبو الحسن
اذا تكلم أخذ بمجامع القلوب وكانت له فراسة صادقة ومكاشفات وحكى عنه أصحابه حكايات
كثيرة وظهر له من الكرامات كثير وأفاد جماعة وبظاهر زاويته تربة بها قبر ولدى ولده
هما جمال الدين وشهاب الدين أحمد وكان أحمد هذا كثير البشر حسن الخلق كثير الحياء
وهو بالمشهد الذى يقابل باب الزاوية رضى الله عنه وهناك قبر الشيخ الصالح الجليل
القدر العظيم الشأن الزاهد الناسك أبى القاسم المراغى صحب ابن الصباغ وكان يحدّث
عنه بكرامات كثيرة قال الشيخ أبو القاسم قال لى الشيخ يوما يا أبا القاسم العين
تحجبك فقلت يا سيدى ما معنى هذا الكلام فقال له اذا لحظتك أعين الناس بالتعظيم
سقطت من عين الله تعالى وكان الشيخ أبو القاسم يتكلم فى علم الحقيقة بأشياء حسنة
ويقال انه بلغ درجة القطبية وكان الشيخ أبو القاسم كثير التودّد عظيم البشر مات
بقرافة مصر الكبرى ودفن بها وخلف ذرية صالحة وله كلام حسن فى التصوّف وعلى قبره
جلالة ونور وهناك تربة الشيخ أبى عبد الله محمد بن موسى صاحب التصانيف الحسنة
المعروف بابن النعمان له تصانيف عديدة وسمع الحديث الكثير عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ورأى جماعة من صلحاء عباد الله واستجيبت دعوة شيخه له وبنى
مساجد كثيرة فى الاسلام تقام فيها الصلوات الخمس وكانت له عقيدة حسنة وأوصى أن
تكتب عقيدته عند قبره وكان محبا للخير مبغضا للشر وله أخبار حسنة قال
رضى الله عنه انه حصلت له معرفة الاسم الاعظم وكان يردّ على أهل البدع بما يغيظهم
به قال محمد بن سعيد ما رأيت أبا عبد الله بن النعمان الا هبته لما كان فيه من
السرّ وله مناقب مشهورة وله مصنفات منها سفينة النجا لمن التجا فى مناقب الشيخ أبى
النجا وحدّث عنه بأشياء يضيق الوقت عن تبيينها وقال بعض المصريين ان الدعاء بين
هذه الزوايا مستجاب ويليه من جهة القبلة زاوية الشيخ الصالح صفى الدين بن أبى
المنصور وهو الشيخ الصالح العارف المحقق أبو عبد الله حسين ابن الامام العلامة
الصاحب جمال الدين أبى الحسن على ابن الامام العلامة كمال الدين أبى المنصور ظافر بن
حسين الازدى الانصارى الخزرجى الصوفى المحقق تلميذ الشيخ أبى العباس الحرار تلميذ
الشيخ أبى جعفر أحمد الاندلسى تلميذ الشيخ أبى مدين شعيب رضى الله عنهم أجمعين له
الكتب والمصنفات من جملتها كتاب العطايا الوهبيه فى المراتب القطبيه وتلبيس ابليس
وله الرسالة بمن رآه واجتمع عليه من المشايخ بالديار المصرية وبلاد المغرب وبلاد
الشام والعراق والاراضى الشريفة المقدسة وصنف الرسالة وسنه أربع وثمانون سنة وقال
فيها وضعت ما بقى فى الذهن وصحب الشيخ أبا العباس وهو ابن أربع عشرة سنة وذكر عنه
أشياء يضيق الوقت عن ايرادها وترك نعمة أبيه ولزم خدمة الشيخ أبى العباس الحرار
الى أن مات ثم مات الصفىّ بعده وشهرته تغنى عن الاطناب فى مناقبه ويلى تربته من
الجهة القبلية المسجد المعروف بمسجد النارنجة وهو من خطة بنى المعافر ولهم غيره
بالحومة أيضا وبالقرب منه بئر بنى المعافر وهى خطة ذكرها القضاعى فى الخطط
ذكر المسجد المعروف
بمسجد الاقدام ذكره القضاعى
والكندى حكى الكندى قال سمى بالاقدام لان مروان بن الحكم لما دخل الى مصر وصالح
أهلها وبايعوه امتنع من بيعته ثمانون رجلا من بنى المعافر سوى غيرهم وقالوا لا
ننكث بيعة ابن الزبير فأمر أن تقطع أيديهم وأرجلهم وقتلهم على قبر المعافر فى
الموضع المعروف بمسجد الاقدام فسمى المسجد المذكور بهم لانه بنى على أقدامهم ويقال
جئت على قدم فلان أى على أثره وقيل انه أمرهم بالبراءة من علىّ عليهالسلام فلم يتبرؤا منه فقتلهم هناك وقال بعضهم سمى بالاقدام لان
به قدم موسى عليهالسلام وهذا غير صحيح وهو معروف باجابة الدعاء وهو واسع البناء
يصعد اليه بدرج من الحجر والخط معروف به وعند باب هذا المسجد من الجهة القبلية قبر
السيدة الشريفة المعروفة بالخضراء قال شيخنا انها بهذا المكان وقال بعضهم انها فى
المكان السالف ذكره والأصح ما قاله شيخنا ويلى هذا المسجد
من الجهة البحرية قبر
القاضى أبى عبد الرحمن ذكره القرشى فى
طبقة الفقهاء والقضاة وقد سلف ذكره مع القضاة وهو فى القبة التى فى أعلى الكوم
وبالحومة المسجد المعروف بالنقاطة الملاصق لتربة أبى القاسم المراغى وبالحومة
مساجد كثيرة وقد دثرت ومنها مسجد بنى سريع بن مانع الاشعرى وهو معروف الآن بالجامع
القديم له منارة مربعة فى وسطه بنى سنة احدى وخمسين من الهجرة وهو مكان شريف مقصود
بالبركة وهو غربى جوسق عبد الله بن عبد الحكم بينهما الطريق وكان الشافعى رضى الله
عنه يأتى الى عبد الله بن عبد الحكم ويبيت عنده فى علو الجوسق لما يعهد من بركته
وقد دثرت هذه الخطة ثم تمشى مغرّبا من مسجد الاقدام قاصدا الى جامع الفيلة وهو من
خطة الحاكم وسمى بالفيلة لانه كان يعلوه حجارة كبار فاذا رآها المسافرون من طرا
ظنوا انها فيلة وهو الآن بلا خطة ويجاوره الرباط المعروف برباط الافرم وخطته باقية
الى الآن ومن بعده مسجد اللازورد هو من خطة الحاكم وسمى باللازورد لانهم لما حفروه
وجدوا تربة عملوا منها اللازورد* المسجد المعروف
بالرصد هو من خطة الحاكم
وقيل ان الحاكم كان يرصد فى هذا المكان عطارد وزحل وقد تقدّم ذلك فى صدر الكتاب* جامع
راشدة هو من خطة مصر
وقال بعض المصريين سمى بجامع راشدة لان راشدة حظية الحاكم بنته وهذا غير صحيح
والصحيح انه كان بهذه الخطة عرب نازلة يقال لهم بنو راشدة اختطوا بهذا المكان
فبناه الحاكم على أثرهم فسمى بجامع راشدة وهو من خطة الحاكم وكان مقيما به الشيخ
راشد ثم انتقل منه الى الجامع الازهر ثم مات ودفن بالصحراء وبالحومة مساجد كثيرة
من خطط الحاكم وغيره نذكرهم فى جزء غير هذا لان هذه الخطة من خطط مصر وآخر خطة
القرافة الكبرى الرصد وقال بعض المشايخ انه كان بالقرافة الكبرى اثنا عشر ألف مسجد
ستة آلاف برزق وستة آلاف بمسقعات وقد دثرت ولم يبق منها الا ما ذكرناه فى هذا
الكتاب وقد ذكر صاحب المزارات مسجد بنى عوف وقال بعضهم انه من خطة القرافة وهو
مسجد بنى عوف بن غنم بن حرام بن عكابة من بنى عبد الاشهل مما يلى القبلة وهو أعظم
مساجد مصر قدما وأعلاها ذكرا لانه صلى به ممن بايع تحت الشجرة مائة رجل الا رجلا
وقد ذكر ذلك القضاعى عن الكندى وعرف بمسجد الزير لانه كان به زير من آثار الصحابة
رضى الله عنهم وكان فى الدروة التى كانت على يسار الداخل من باب المسجد فيقال انه
اذا سكب فيه ماء بدرهم حرام أصبح فارغا واذا كان من حلال أصبح كما كان فذهب الزير
فى الشدة التى كانت بمصر سنة ستين وستمائة
وهذا المسجد لا شك فى اجابة الدعاء عنده وذوو الحاجات يقصدونه ويدعون الله عنده
فيعرفون الاجابة ومن المساجد المعروفة المقصودة بالبركة مسجد سكن بن مرة الرعينى
وفى هذا المسجد بئر يستشفى بمائها من الحمى باذن الله تعالى وقد استفاض هذا وهو
مجرب عند المصريين وان من أصابته الحمى واغتسل من مائها يشفى وتذهب عنه باذن الله
تعالى وحكى عن بعض ملوك مصر انه أصابته الحمى فذكر له ذلك فقصد البئر وأتى اليها
واغتسل من مائها وصلى ركعتين ودعا الله تعالى فأذهبها الله تعالى عنه فأمر ببنائه
وتجديده وعمل بأعلاه منظرة بقيت الى وقت الشدّة الكائنة فى سنة سبع وتسعين
وخمسمائة فخربها المفسدون وهى الآن متهدمة دارسة وهذا الموضع معروف عند المصريين
ببئر سكن وهو فى ذيل الكوم شرقىّ الشرف على يسرة السالك من القرافة الكبرى الى درب
الكوم الاحمر وهو أوّل مسجد مبارك مقصود مشهور من الخطة الصحابية وبالخطة أيضا قبر
السيدة الشريفة مريم ابنة عبد الله بن محمد بن أحمد بن اسماعيل بن القاسم الرسى
ابن طباطبا عرف بمشهد النور كان القبر مدفونا فى الكوم بالموضع المذكور بجوار دار
ابن محفوف المنجم بطريق القرافة الكبرى بحارة اليهود غربىّ المسجد المعروف بمسجد
الشرفة جهة شاكر الافضلية عند مصلى الجنائز وكان أكثر الناس من أهل الجيزة يرون
أكثر الليالى على موضع قبرها نورا مثل العمود من موضع قبرها الى السماء فانتهى ذلك
الى جهة الحافظ فأمر بالنبش فى الموضع فظهر القبر وعليه بلاطة مكتوب فيها النسب
المقدّم ذكره فأمر الحافظ ببناء المشهد المذكور وجعل عليه قبة وجعل البلاطة عند
رأس القبر وقد عرف المصريون اجابة الدعاء عند هذا الموضع والحافظ هذا هو الذى بنى
مشهد رقية وهو مشهد رؤيا وبنى مشاهد كثيرة ومساجد كثيرة وقد ذكر هذه الشريفة مريم
الاسعد النسابة فى تاريخه وعدّها القرشى فى طبقة الاشراف وبالقرافة ومصر والقاهرة
مشاهد كثيرة معدودة من مشاهد الرؤيا ومشاهد تعرف بمشاهد الرؤس منها مشهد السيد
الامام الحسين بن على بن ابى طالب ومشهد التبن به رأس ابراهيم الغمر من أعيان
الاشراف عدّه القرشى فى طبقة الاشراف والتبن اسم الذى بنى المسجد وهذا المسجد باق
الى الآن معروف بظاهر القاهرة ومشهد زيد بن زين العابدين وقد ذكر الكندى دخول رأس
زيد هذا الى مصر قبل دخول رأس الحسين ونذكر قصة رأس زيد فى غير هذا الموضع مشهد
رأس محمد ابن أبى بكر الصديق أمه اسماء ابنة عميس الخثعمية وقصته طويلة وقد
اشترطنا فى كتابنا أن لا نذكر الا الأحسن والامساك عما شجر بينهم أتقن بناء هذا
المشهد الزمام ولم يكن بالمشهد
غير الرأس المقدّم
ذكره وبمصر مشاهد رؤيا ومشاهد رؤس وقد ذكر بعضها فى صدر الكتاب ولا بد من تعيين
بعضها فى ذكر الشقق ان شاء الله تعالى وبكيمان مصر مساجد كثيرة صحابية وتابعية
وسلفية قد دثرت ولا يعرف منها الآن شئ وبالخط المذكور مدافن وقباب وجواسق ذكرها
الكندى والقضاعى فى تاريخه وهى الآن كيمان تراب وقد ابتدأ الشيخ موفق الدين بن
عثمان بالزيارة فى تاريخه من هذه الكيمان لما فيها من المساجد والمدافن المعروفة
باجابة الدعاء ثم دخل بالزيارة من الباب الجديد الى مصلى بنى مسكين القديم المعروف
الآن بكوم المنامة وذكر فى زيارته رجلا من الدفن الاوّل قلت وهو غنبسة وابتدأ على
أثره صاحب هادى الراغبين وكل منهم له ابتداء فى الزيارة يضيق الوقت فى شرحه وقد
ابتدأنا فى الزيارة من المشهد النفيسى وأخذنا يمين جهة واحدة الى القرافة الكبرى
كما تقدّم الكلام عليه وانتهينا الى هذا ولله الحمد والمنة تمت الجهة الكبرى
الاولى
ذكر الجهة الثانية وهى الوسطى
قال المؤلف عفا
الله عنه وهى أصل يشتمل على زيارة ورش والعثمانية والمصينى وسنا وثنا وأبى الربيع
وحكم زيارتها كالجهة الاولى كل شقة منها تشتمل على ثلاث شقق كما تقدّم الكلام فى
صدر الكتاب وقد أخذناها جهة واحدة الى أبى الربيع قبرا بقبر على التوالى حتى لو
أخذ أحد هذا الكتاب فى يده وزارهم دله على زيارتهم واحدا بعد واحد لانى أوضحته
غاية الايضاح وفقت به على المصباح وبدأت بزيارة هذه الجهة من قبر الشيخ عبد الله
الدرويش بعد زيارة المشهد النفيسى والصخرة وما بباب القرافة من المشاهد وقد ذكر
بعضهم أن بباب القرافة قبر شمعون الصفا أحد الحواريين وانه مدفون الى جانب السيدة
عائشة فى المكان المعروف الآن بالمخرس وهذا غير صحيح لانه لم يذكر أحد من المؤرخين
انه دفن بمصر أحد من الحواريين وقال بعضهم هو سمنون وهو غير صحيح وقال بعض مشايخ
الزيارة ان مقابل مشهد السيدة عائشة قبر يزيد بن معاوية وذكروا أنهم وجدوا رخامة
فى الطريق مدفونة فجعلوها فى التربة على قبر وقالوا هذا قبر يزيد بن معاوية وذلك
غير صحيح وقال بعضهم هو قبر عبد الله بن يزيد بن معاوية وذلك غير صحيح لان يزيد
وعبد الله لا تعرف لهما وفاة بمصر وأصح ما بالحومة مشهد السيدة عائشة لها نسب متصل
بالامام الحسين بن على بن أبى طالب وبالحومة قبور عديدة لا صحة لاسمائها ثم تدخل
من باب القرافة قاصدا الى زيارة ورش فتبتدئ بالشيخ عبد الله الدرويش وهو فى التربة
المعروفة الان
بتربة ابن السائس كان هذا الشيخ من أجلاء الصلحاء له أحوال وكرامات اشتهرت وكانت
نشأته بزاوية الشيخ يوسف العجمى وقد رباه ودخل به الخلوة فأقام بها أياما ثم خرج
منها ففتح عليه بجذبة ربانية ثم اشتهر بحاله لما أن أقام بباب القرافة وصار الناس
يهرعون اليه من البلاد والقرى وشهد له علماء الزمان بالولاية والصلاح قال سيدى
الشيخ يحيى الصنافيرى ليس فى جندى مثل درويش وعرف بفضله الشيخ مسعود المريسى وكان
معاصرا له وعاصر أيضا الشيخ شهاب الدين والشيخ صالح والشيخ أحمد الجزورى وجماعة من
أولياء وقته قال المؤلف حكى عنه الشيخ حسن المؤدب قال كنت أزور الشيخ عبد الله
الدرويش وكان يكرمنى وحصل لى معه أشياء كثيرة من كرامات الاولياء منها انى كنت
أدخل عليه فأراه بعينيه ومرة أراه بعين واحدة وكان يتطوّر فى سائر الصفات وصلب
الخنزير بباب القرافة وضربت له الخليلية عنده وكان ذلك مجاهدة فى الفرنج وظهرت له
كرامات عديدة يعجز الوصف عنها وتوفى فى شهر رجب سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة ومن وراء
تربته تربة بغير سقف فيها قبر الشيخ عبد الله الدرعى واذا أخذت فى الطريق المسلوك
مستقبل القبلة قاصدا الى تربة الشيخ يوسف العجمى تجد قبل وصولك اليها تربة لطيفة
بها قبران أحدهما الشيخ خضر السعودى أخو الشيخ داود الاعزب والآخر الشيخ أحمد
البطائحى الرفاعى ثم تأتى الى تربة الشيخ يوسف العجمى العدوى من أصحاب الشيخ عدى
بن مسافر الاعزب كان هذا الشيخ يحكى عن نفسه أنه جاع ليلة فرأى الشيخ عديا فى
النوم فقدّم له طبقا فيه عنب فأكل منه فى النوم فاستيقظ فوجد حلاوة العنب فى فيه
هكذا حكى عنه صاحب المصباح ومعه فى التربة قبر الشيخ أحمد خوش خادم الشيخ عدى
ويجاورها التربة المعروفة بالزين زين الدين بن مسافر وهى التربة المعظمة الحسنة
البناء ذات القبة كان هذا الشيخ من كبار السالكين المجتهدين له عبادات وسياحات حكى
عنه انه بينما هو مسافر ذات يوم فى بعض الطرقات وقد لحقه عطش شديد اذ رأى كوزا
مملوأ ماء معلقا فى طاق والهواء يضربه فتاقت نفسه للشرب منه فجلس تحت الطاق لعل
أحدا من أهل المنزل يخرج فيطلب منه الكوز فبينما هو جالس اذ أخذته سنة من النوم
فرأى حورية عظيمة فقال لها يا سيدتى أنت لمن قالت لمن يخالف نفسه ويترك شهوة الماء
المبرد فى الكوز فقال لها ما بقى لى حاجة فى ذلك فضربت الكوز بكمها فانكسر فاستيقظ
على حس وقعه على الارض فحمد الله الذى عوّضه عن تلك الشربة بتلك الحوراء ولهذا عرف
بصاحب الحورية وهو
من ذرية صخر بن
مسافر أخى عدى بن مسافر وكان الشيخ عدى أعزب وقيل انه سأل الله تعالى أن يجعل
ذريته فى أخيه صخر فاستجاب الله دعاءه وجعل ذريته فى أخيه ولهذا السيد نسب متصل بالسيد
صخر ونذكر نسبه ونسب الشيخ عدى فى مناقبه وأما الشيخ عدى بن مسافر فله كرامات
عظيمة اشتهرت فى البلاد وله مريدون وخدام لبس الخرقة من الشيخ عقيل والشيخ عقيل
لبس من مسلمة والشيخ مسلمة لبس من الشيخ أبى سعيد الخراز والشيخ أبو سعيد الخراز
لبس من الشيخ محمد القلانسى والشيخ محمد القلانسى لبس من والده عليان الرملى
والشيخ عليان الرملى لبس من الشيخ عمار السعيدى والشيخ عمار السعيدى لبس من الشيخ
يوسف القانى والشيخ يوسف القانى لبس من الشيخ يعقوب والده والشيخ يعقوب لبس من
أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب لبس من رسول الله صلىاللهعليهوسلم فهذه خرقة الشيخ عدى لبسها من مسلمة ونشأ بها من حال الصغر
والسبب فى ذلك ما حكى عن الشيخ مسافر رضى الله عنه انه كان صاحب سياحة وتجريد
فأقام مدة ثلاثين سنة فى سياحته فبينما هو نائم اذ رأى قائلا يقول له يا شيخ مسافر
امض فى هذه الليلة الى أهلك وواقع زوجتك فانها تحمل منك بولد صالح وكل من باشر
زوجته فى هذه الليلة فانها تحمل منه بولد فمضى سيدى مسافر الى أن أتى داره فى
الليل فطرق الباب فقالت زوجة الشيخ من بالباب قال زوجك مسافر فقد أذن لى أن آتى
اليك وأواقعك فى هذه الليلة فتحملين بولد صالح وكل من واقع زوجته من أهل البلد فى
هذه الليلة فانها تحمل منه بغلام وفى رواية بولد صالح فقالت له ان أردت أن تجتمع
بى هذه الليلة اطلع على هذا الكوم وناد يا أهل البلدة أنا مسافر قد أتيت الى أهلى
وأذن لى فى هذه الليلة أن آتى الى أهلى وأجامع زوجتى تشتمل منى على حمل فيكون من
حملها ولد صالح وكل من باشر زوجته فى هذه الليلة تحمل بولد صالح قال لها ولم أفعل
ذلك قالت له لانك تجتمع بى هذه الليلة وتمضى الى حال سبيلك فأشتمل منك على حمل
فيقول أهل البلدة زوجك له ثلاثون سنة غائبا وما جاء فمن أين لك الحمل ففعل ما
أمرته به ونادى فى أهل البلدة وجاء الى زوجته وواقعها فاشتملت منه على حمل فحملت
بسيدى عدى فلما ان كمل لها من الحمل سبعة أشهر اذ مر عليها مسلمة وعقيل وهى تملا
على السقاء فقال الشيخ مسلمة لعقيل سلم بنىّ على ولى الله فقال وأين ولىّ الله
فقال مسلمة أما تنظر هذه المرأة التى على السقاء ولهذا النور الذى هو ممتد من
جوفها فهو نور الشيخ عدى فسلم عليه ومضيا الى حال سبيلهما
فلما ان تكامل
حملها ووضعت سيدى الشيخ عدى وكمل له من العمر سبع سنين وقيل أكثر من ذلك فبينما هو
يلعب بالكرة مع الصبيان اذ مر به مسلمة وعقيل فقال مسلمة لعقيل أتعرف هذا الشاب
فقال له من هو هذا قال هو عدى بن مسافر فسلم بنا عليه فسلما عليه فرد عليهماالسلام مرتين فقال له مسلمة سلمنا عليك مرة رددت علينا مرتين لم
هذا قال المرة الزائدة عوض عن السلام الذى سلمتم علىّ فى بطن أمى ولولا حرمة الشرع
لرددت عليكما السلام وأنا فى بطن أمى فاقتدى بهما وصار له نسبة بهما ثم انه شرب
الفتوّة لحميد الاندلسى وحميد الاندلسى شرب لجعفر البالسى وجعفر البالسى شرب لابى
الفتح الحمصى وأبو الفتح الحمصى شرب لاسد الغبى وأسد الغبى شرب لجعفر الكوفى وجعفر
الكوفى شرب للقاضى شريح بالبصرة والقاضى شريح بالبصرة شرب لامير المؤمنين علىّ بن
أبى طالب وأمير المؤمنين على بن أبى طالب شرب من رسول الله صلىاللهعليهوسلم وحكى عن الشيخ عبد القادر الكيلانى رضى الله عنه انه كان
ذات يوم يعظ الناس على المنبر فكان يتكلم فى التصوّف ثم ترك التصوّف وتكلم فى المحبة
وقال كلامى لهذه الشجرة ثم تكلم وقال كلامى لهذا الطائر الذى على الشجرة وصار
يردّد الكلام الى أن فرغ ثم نزل عن المنبر وجلس بين أصحابه فلما استقر فى الجلوس
راح الطير الى حال سبيله فقال بعض أصحاب الشيخ يا سيدى أراك فى هذا اليوم مخاطبا
للطير ولم تشر الى أحد من الجماعة بالكلام فقال ما تدرون من الطائر الذى على هذه
الشجرة قالوا الله أعلم فقال الشيخ هذا عدى بن مسافر جاء من بلاده فى صفة هذا
الطير وحط على الشجرة ثم قال يا عبد القادر تكلم فى المحبة فتكلمت من أجله فى
المحبة وكان هذا الشيخ أبو المحاسن يوسف من أكابر المشايخ وبالمقام جماعة من خلفاء
سيدى عدى ابن مسافر ثم تخرج من التربة فتأخذ مشرقا قاصدا الى تربة الشيخ محمد
القدسى وهى على شرعة الطريق مشهورة لان هذا الشيخ محمد القدسى من كبار الصالحين
وقيل انه يرجع الى الشيخ محمد القدسى الكبير الذى دفن ببيت المقدس وبحرى تربته حوش
فيه قبر المرأة الصالحة لبابة بنت القاضى بكار هكذا نقل عنها مشايخ الزيارة وهذا
غير صحيح لانه لم يذكر أحد من علماء التاريخ ان لبكار بمصر بنتا يقال لها لبابة
ويحتمل أن تكون هذه من الصالحات تزار بحسن النية ومعها فى الحوش الشيخ عبد الله
العراقى ومجاهد وفى حوشها قبر الشيخ أبى بكر النحوى والى جانبه قبر العراقى ومن
قبلى تربة القدسى تربة فيها قبر الشيخ أبى القاسم اسماعيل الدميرى المعروف بالبزاز
فى التربة المقابلة لتربة سيف
المقدم ثم ترجع
الى الطريق المسلوك قاصدا الى تربة الطباخ فتجد قبل وصولك اليها زاوية الشيخ خليل
المسلسل ومعه فى التربة قبر الشيخ احمد أبى العباس المعروف بالمسلسل وهو من مشايخ
الاعجام المعروفين بالخير والصلاح ومن بحرى تربتهم قبر صاحب الشمعة حكى عنه خادم
المسلسل انه كان يرى على قبره شمعة توقد فى الليالى المظلمة فاشتهر هذا السيد بهذه
الكرامة ولا يعرف له اسم وانه من قبور الرؤيا والى جانبه من الجهة البحرية حوش
الشيخ علاء الدين المعروف بالباجى خادم الامام الحسين بن على بن أبى طالب كان من
كبار العلماء له المصنفات الكثيرة وشهرته تغنى عن الاطناب فى مناقبه ومعه فى
التربة جماعة من ذريته وبالتربة أيضا قبر السيد الشريف المعروف بابى الدلائل وهذا
الحوش هو أوّل شقة زيارة ورش الوسطى وتربة القدسى فى أوّل زيارة شقة ورش اليسرى
وتربة الشيخ أبى المحاسن يوسف العدوى أوّل زيارة شقة ورش اليمنى فاذا أخذت من تربة
المسلسل مقبلا الى تربة الطباخ وجدت قبر الشيخ الامام العالم أبى عبد الله محمد
ابن الشيخ أبى الحجاج الاقصرى المعروف بتاج العارفين والى جانبه من القبلة تربة
بها قبر الشيخ أبى عمر عفان المعروف بالمصافح قيل ان له مصافحة متصلة بالنبى صلىاللهعليهوسلم والحومة معروفة بتربة المعز وهى التربة العظيمة الحسنة
البناء بها قبر السلطان المجاهد المرابط وليس هو بالمعز الفاطمى وانما هو المعز
التركمانى ذكره صاحب تاريخ الخلفاء وولايته معروفة وبنى المعزية بمصر وله تربة
أخرى عند السيدة كلثم ثم تمشى مستقبل القبلة تجد على يسارك حوشا به قبر الشيخ
الامام العالم العلامة أبى عبد الله محمد بن أحمد بن الحسن المعروف بالصولى ذكره
القرشى فى كتاب مهذب الطالبين وقال قبره من وراء تربة المعز وآخر هذه الشقة تربة
أولاد الصيرفى ومن بحرى تربة المعز قبر الشيخ الامام العالم أبى القاسم عبد الرحمن
المعروف بالفارسى وقبره على هيئة المصطبة وعند رأسه مجدول رخام مكتوب بالقلم
الكوفى أبو على الحسين ابن القاسم بن عبد الرحمن الفارسى ذكره القرشى فى طبقة
الفقهاء قال ادريس الحفار حفرت قبرا الى جانبه فسمعت الشيخ من قبره يقرأ القرآن
والى جانب قبر الفارسى قبر الشيخ أبى الحسن على المعروف بقراءة بسم الله هكذا
مكتوب على قبره قلت وهو الذى أشار اليه ادريس الحفار ثم تمشى قاصدا الى تربة ابن
كثير تجد تربة أولاد ابن رزين خطباء الجامع الازهر وقضاة الديار المصرية وقد سلف
ذكرهم مع القضاة
ذكر تربة ابن كثير قال بعض مشايخ الزيارة انه عبد الله بن كثير صاحب الرواية
وليس بصحيح لان
الامام الشاطبى ذكر فى الشاطبية انه مدفون بمكة قال الشاطبى رضى الله عنه
ومكة عبد الله
فيها مقامه
|
|
هو ابن كثير
كاثر القوم معتلا
|
وهذا القبر يقال
له قبر العلاء بن كثير وهم جماعة ذكرهم القرشى فى طبقة الفقهاء والى جانبهم من
القبلة قبور المغافرية المراكشيين وقال بعضهم هم الفقهاء السطحيون والاصح ما قاله
القرشى فى كتاب مهذب الطالبين وهم الآن فى التربة الجديدة المجاورة للعلاء ابن
كثير ومن بحريه عند الدرب قبر الرجل الصالح المعروف بالصائغ وهو مجاور لتربة الشيخ
عمر التكرورى وكان الشيخ عمر التكرورى من كبار الصالحين وهو من طبقة الشيخ خليفة
والشيخ على وكان معاصرهم وأوصى أن يدفن بهذا المكان على شرعة الطريق ليرحم عليه من
يمر بقبره وتربته قبلى تربة ابراهيم السطار وهذا فى مجرّ الامام الشافعى ومن قبلى
تربة ابن كثير فى مجرّ ورش وعلى يمين السالك قبر الشيخ أبى القاسم اسمعيل التاجر
هكذا مكتوب على عاموده وعلى يسار السالك مقبرة أولاد الشيخ مرزوق السبكى وهم جماعة
معروفون بالخير والصلاح ومن قبليهم فى المحراب قبر الشيخ أبى القاسم المخزومى ومعه
فى الحوش قبر الشيخ الصالح المعروف بالطبرى وقال بعض مشايخ الزيارة اسمه عبد الله
ويعرف بملك طبر وفى الحومة قبر الشيخ الفقيه العالم الامام أبو محمد الطبرى صاحب
التصانيف والتاريخ المشهور وكان من اجلاء العلماء وشهرته تغنى عن الاطناب فى
مناقبه وهذا القبر ما بين المخزومى والازمة يعنى بحرى ورش وقد ذكر القرشى فى كتاب
مهذب الطالبين بالحومة قبر أبى عبد الله محمد بن محمد بن طباطبا عطاء الشافعى وكان
مكتوبا على قبره انه كان من أصحاب المزنى وعليه تفقه وقبره بحرى ورش ولا أدرى هل
هو أشار الى هذا القبر أم لا ثم ذكر الى جانبه قبر الفقيه محمد بن قاسم بن عاصم
وهو الذى مدح كافورا بالابيات التى من جملتها
ما زلزلت مصر من
سوء يراد بها
|
|
لكنها رقصت من
عدله فرحا
|
والسبب فى ذلك أنه
لما ولى كافور مصر أقامت الزلزلة عمالة ستة أشهر وكانت أيام عدل ورخاء فتعجب الناس
من ذلك فمدحه الشيخ بهذه الابيات ثم ذكر الى جانبه قبر الشيخ الفقيه الامام أبى
محمد الحسن بن ابراهيم أدرك كافور الاخشيدى وهو صاحب الحكاية المشهورة قال أرسل
عبد الرحمن صاحب الاندلس مالا الى مصر وأمر أن يفرّق على الفقهاء المالكيين وكان
بمصر الفقيه أبو بكر الحدّاد فقال لكافور أرضيت بملكك وعدلك أن ترسل
الاموال للمالكيين
والشافعيون معك فقال كافور كم أرسل للمالكيين قالوا عشرة آلاف قال هذه عشرون ألفا
للشافعيين قال جزاك الله خيرا وبحرى ورش قبور الازمة وهما قبران مسنمان بالطوب
والآجر مشهوران بالخير والصلاح نذكرهم بالدوام على المشايخ ولا يعرف لهم وفاة والى
جانبهم من القبلة قبر الشيخ الامام العالم عثمان بن سعيد المعروف بورش المدنى صاحب
الرواية معدود فى طبقة القراء وأصل ورش جنس من اللبن لقب به لانه كان شديد البياض
وكان كاتب القاضى أبى الطاهر عبد الحكم بن محمد الانصارى توفى سنة سبع وتسعين
ومائة حكى عنه ابن عثمان فى تاريخه أن لصا جاء الى بيته ليأخذ ما فيه فوجد على
الباب غلقة حديد فما قدر على فتحه فقال فى نفسه هذا البيت فيه قماش كثير وما كان
معه غير درهم كبير فدفعه للنجار وقال له افتح لى هذا الباب ففتح له الباب ثم دخل
الى الدار ليأخذ ما فيها فلم يجد فيها غير ابريق وجرة مكسورة فقال فى نفسه جئت
اسرق سرقونى ئم دخل ورش فقال له من أدخلك ههنا فقال أنت نصبت على الناس فظننت أن
فى بيتك شيأ آخذه وحكى له القصة فدفع له درهما وقال هل لك فى مصاحبتى قال نعم ثم
جاءت تلامذة الشيخ فقص عليهم قصته فدفعوا له شيأ كثيرا وبقى مع ورش حتى مات ودفن
تحت رجليه وحكى بعضهم انه لما ان دخل ورش وقص عليه اللص القصة قال له استغفر الله
فجلس واستغفر الله مائة مرة فقال للشيخ يا سيدى قد استغفرت الله مائة مرة فبينما
هو يتكلم مع الشيخ واذا بالباب يطرق فقال انظر من بالباب واذا بالباب غلام الخليفة
ومعه صرة فيها مائة دينار وقال للشيخ ان أمير المؤمنين يسلم عليك وأرسل لك هذه
الصرة اعطها لمستحقها فقال له سلم عليه وقل له قد سبقها مستحقها فاعطى الصرة للرجل
واذا المطر يمطر فقال له ابشر ان زوجتك تنجب ولدا ذكرا فراح الرجل الى بيته فوجد
زوجته وضعت ذكرا فاشترى لها ما يقوم بحالها ثم عاد الى الشيخ وقال يا سيدى ما
تعجبت من المالية كيف حصلت وانما عجبت من قولك فى الولد قال ما هو من عندى استدللت
بقول الله تعالى (فَقُلْتُ
اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ
مِدْراراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ
وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً) فلما ان حصل الاستغفار والمالية والمطر استدللت بهذه الآية
على الولد فتاب ولزم خدمة الشيخ الى أن مات ودفن تحت رجليه ثم تأتى الى قبر الشيخ
داود السقطى المعروف بالامام قال بعض العوام انه امام جامع الاقمر وقال بعضهم انه
امام الجامع الازهر والصحيح انه امام مسجد بخط الازهر وكان مقيما به منقطعا عن
الناس مشتغلا
بالعلم والعبادة والى جانبه من الجهة القبلية قبر الشيخ شاور الحبشى المعروف
بالخياط كان من أكابر الصلحاء معدود فى طبقة أرباب الاسباب وكان يخيط القميص بفتلة
واحدة الى أن يفتح جيبه وكان يتصدق بأكثر أجرته ويليه من الجهة القبلية تربة الشيخ
شيبان الراعى قال ابن عثمان فى تاريخه هو محمد شيبان بن عبد الله المعروف بالراعى
أحد زهاد الدنيا سمع قارئا يقرأ (فَمَنْ يَعْمَلْ
مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) فذهب على وجهه فارا فلم يره الناس بعد سنة فلما كان بعد
السنة قيل له لم هربت فقال من ذلك الحساب الدقيق وروى زيد بن لحيان قال خرجت حاجا
أنا وشيبان الراعى وسفيان فلما وصلنا بعض الطرق اذا نحن بأسد قد عارضنا فقلت
لشيبان أما ترى هذا الكلب قد عرض لنا فقال لا تخف فما هو الا أن سمع كلام شيبان
فبصبص وضرب بذنبه مثل الكلب فالتفت اليه شيبان وعرك اذنه فقال له سفيان ما هذه
الشهرة فقال وأى شهرة يا ثورى لو لا كراهة الشهرة ما حملت زادى الى مكة الا على
ظهره وقيل انه مرت به رابعة العدوية فقالت له أريد الحج الى بيت الله الحرام فأخرج
لها من جيبه ذهبا حتى تنفقه فمدت يدها الى الهواء وقالت أنت تأخذ من الجيب وأنا
آخذ من الغيب واذا كفها مملوء ذهبا فمضى معها على التوكل ومر الامام الشافعى هو
والامام أحمد بن حنبل رضى الله عنهما على شيبان رضى الله عنه فأراد الامام الشافعى
أن يقصد اليه فقال الامام أحمد بن حنبل ان الله لا يتخذ وليا جاهلا فقال له سله
فتقدم أحمد الى شيبان فقال له كم يلزمك زكاة على غنمك فقال له على مذهبكم على
أربعين رأسا رأس فقال له وهل مذهبكم غير ذلك قال نعم الكل زكاة قال له ما الدليل
قال ما قال أبو بكر رضى الله عنه حين قال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما خلفت لعيالك قال الله ورسوله فقال ما يلزمك اذا سهوت فى
الصلاة قال ان كان على مذهبكم فسجدتان وان كان على مذهبنا نعيد الصلاة فقال له ما
الدليل فقال قوله تعالى (لا تُلْهِيهِمْ
تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ) فاعيدها عقوبة لما ادعت ويجب علىّ حد وهو أن أضرب بالحديد ويقال لى هذا جزاء
قلب غفل عن ذكر الله تعالى فقال له ما حقيقة المعرفة فقال نور فى القلب وغاب فلم
يره فقال أحمد أتيت الى من يفتى فى الشرع وفى مذهب الحقيقة ولما مات المزنى رحمة
الله عليه قال ادفنونى قريبا منه فانه كان عارفا بالله وروى عنه انه أتى الى برية
قليلة الماء فأخذته سنة من النوم فنام فجنب فبقى متحيرا فى الغسل فهمهم فاتت سحابة
فمطرت عليه فاغتسل وقد عرف هذا المكان
__________________
باجابة الدعاء ولم
نزل نرى المشايخ يذكرون شيبان بهذا المكان وقال بعضهم هو بأرض الشام فببركته
يستجاب الدعاء بهذا المكان حيث كان والاصل فى الزيارة اخلاص النية قال ابن بينه وبين المزنى قبر الخياط كان من الصالحين معدودا فى
طبقة أرباب الاسباب وهذا القبر ظاهر الى الآن والى جانبه قبر السيدة فاطمة خادمة
الشيخ أبى الحجاج الاقصرى
ذكر التربة المعروفة بالمزنى ـ هو الشيخ الامام العالم اسماعيل بن يحيى المزنى صاحب الامام
الشافعى ذكره القضاعى وأفرده فى السبعة المختارة وهو الذى تولى غسل الامام الشافعى
توفى سنة أربع وستين ومائتين قال صاحب المزارات المصرية هو القبر الملس حكى ابن
عثمان فى تاريخه انه خرج من جامع مصر ونعله معلقة بيده وقد أقبل عبد الله ابن عبد
الحكم فى موكبه فعجب مما رأى من حسن حاله فسمع قارئا يقرأ وجعلنا بعضكم لبعض فتنة
أتصبرون وكان ربك بصيرا فقال والله أصبر وأرضى عدّه ابن الجباس فى طبقة الفقهاء
قال المزنى لم أكن حضرت العلم فلما دخل الامام الشافعى مصر رأيت الناس يزدحمون
عليه فقلت ما بال الناس يزدحمون على هذا الشاب الحجازى قالوا لعلمه قلت ومالى لا
أقرأ العلم فقرأت العلم وكنت أحفظ فى اليوم والليلة مائة سطر وقرأت كتاب الرسالة
على الامام الشافعى غير مرة واستفدت منه فوائد كثيرة قال الامام الشافعى عليك بالعزلة
تفقه وكان يقول لم تقدر على حفظ العلم الا بالتقوى وقال بعض العلماء لم ترعينى
وتسمع أذنى أحسن نظما من كتاب الله ثم أنشدنى
من أراد العيش
والرا
|
|
حة فى دهر طويل
|
فليكن فردا من
النا
|
|
س ويرضى بالخمول
|
ويداوى مرض الوح
|
|
دة بالصبر
الجميل
|
وكذا من عرف
النا
|
|
س على كل سبيل
|
بين ذى امر بغيض
|
|
ومداراة جهول
|
ولعين السر مؤذ
|
|
والتملى من ملول
|
وتمام الامر لا
تع
|
|
رف سمحا من بخيل
|
فاذا ما بنت
عنهم
|
|
عشت فى ظل ظليل
|
قال المزنى قال
الامام الشافعى اياك والهوى فانه يهوى بك الى جهنم وقال سمعت أشهب يقول
__________________
ذهب الذين يقال
عند فراقهم
|
|
ليت البلاد
بأهلها تتصدّع
|
قال القرشى كان
المزنى فى صباه حدادا فمرّت به امرأة فقيرة فقالت له ان لى بناتا وسافر أبوهم ولهن
ثلاثة أيام لم يجدن شيئا يتقوّتن به فترك الدكان ومضى فاشترى طعاما كثيرا وذهب
معها فخرج ثلاث بنات فقالت واحدة منهنّ وقاك الله نار الدنيا والآخرة فكان فى
الدنيا يدخل يده فى النار فلا تضره شيئا وقال ابن بنته ما رأيت جدى ضاحكا قط إما
أن يصلى وإما أن يقرأ العلم وإما أن يوجه مسألة فى دين الله تعالى وكان كثير
البكاء اذا رأى ميتا محمولا على الاعناق ويشيع الاموات الى القبور فلما مات المزنى
وحمل من داره الى القبر رأى الناس الطير على نعشه حتى أنشد من حضر الجنازة أبياتا
ورأيت أعجب ما
رأيت ولم أكن
|
|
من قبل ذاك
رأيته لمشيع
|
طيرا ترفرف حوله
وتحفه
|
|
حتى توارى فى
تراب المضجع
|
اطهار رسل الله
قد نزلت له
|
|
والله أعلم فوق
ذاك المرجع
|
ومناقبه مشهورة
غير محصورة وروى عن الشافعى فوائد كثيرة من جملتها من ترك صلاة ولم يعرف عينها
ومسائل ذكرها أبو اسحاق. ذكر من حوله من التابعين والعلماء والصالحين والى جانب
تربته من القبلة حوش لطيف بين الجدر به قبر الابيض بن عقبة ابن نافع يكنى أبا
الاسود وانما سمى بالابيض لصباحة وجهه قال القرشى فى طبقة التابعين هو وابنه
الاسود فى قبر واحد والى جانبهم قبر السيدة هند بنت نافع بن الاسود ابن الابيض بن
عقبة بن نافع الهاشمى وقد ذكرنا اختها عند تربة سكينة والى جانب قبر المزنى قبر
ابن ابنته ذكره القرشى فى طبقة الفقهاء أخذ عن جده المزنى كان من الابدال الورعين
الزهاد وقبره وراء حائط قبر جدّه قلت وهى الحائط الشرقى وهو القبر الصغير فى جدار
الحائط ليس يفرق بينه وبين رجلى جده الا الحائط وقد ذكر القرشى بالحومة قبر الفقيه
الامام ابراهيم بن محمد الصوفى اشتغل على المزنى قال القرشى وقبره قبلى قبر المزنى
وهذا لا يعرف الآن ثم ذكر بالحومة قبر على بن الربيع بن سليمان وهذا لا يعرف الآن
وبالحومة تربة الشيخ آدم المراواتى وهى التربة الملاصقة لتربة السيدة هند بينهما
تربة محمد بن سعيد المعروف بالنقاش حكى عنه انه كان جالسا بالشارع الاعظم بالدرب
المعروف به الى الآن فمر عليه رجل فى يوم الجمعة يريد الثقالة عليه فقال له اصلح
لى وكان من عادته لا يعمل يوم الجمعة شغلا فقال له الشيخ رح الى حال سبيلك أدى انت
مصلوح فقال الرجل اصلاح الاكاديش قال اصلاح الاكاديش ان شاء الله
فراح الرجل الى
حال سبيله فوقع فى واقع فدخلوا به الى الشرطى فضربه وشق أنفه ومروا به من الشارع
والجماعة ينظرون اليه ويقولون هذه دعوة الشيخ وبالحومة قبر الشيخ أبى القاسم
العسقلانى قريب من قبر ابن ابنة المزنى وقال بعضهم ان أبا جعفر الطحاوى بالحومة
وليس بصحيح وعند باب المزنى قبر الشيخ زين الدين أبى بكر المصرى المعروف بالشرابى
اشتهرت له كرامات وكلام على الخاطر وكان الغالب عليه حالات الجذب يأوى المكان
الخراب ويأكل اذا أطعم ويجود بما عنده قليل السؤال يضيق الوقت عن ايضاح مناقبه
والى جانبه من الجهة الشرقية قبر الشيخ ابراهيم الراعى وبالحومة قبر الخياط
والمواز وهما فى حوش لطيف واذا سلكت فى الطريق المسلوك الى زاوية الرومى زرت قبر
الشيخ أبى القاسم العسقلانى المعروف بالمعاز هكذا مكتوب على عاموده وبالقرب منه
قبر الفقيه ابن درغام المالكى امام مسجد درب البقالين وفى تربة الشيخ عبد الله
الرومى الشيخ أبو الحسن على الشطنوفى معدود فى طبقة القراء ومقابل تربته تربة
العساقلة بها قبر الشيخ أحمد العباسى والشيخ موسى الصامت وجماعة من العساقلة واذا
زرت من المزنى مبحرا وجدت عامودا مكتوبا عليه الشيخ أبو الحسن على الحافظ وهو عند
باب تربة الحصنى وهى التربة الكبيرة ذات البابين المقابلة لتربة الخياط واذا زرت
من المزنى مقبلا قاصدا الى الخط المعروف بتربة الطيارين وجدت قبرا داثرا عليه بقية
عامود هو قبر الشيخ عبد الله المعروف بالشاطبى وهو قبلى شيبان ثم تأتى الى حوش
الجيلين المجاهدين المعروفين بريسة البحر المالح ولهم حوش آخر عند صاحب الهجين
ومقابل تربتهم تربة الشيخ الصالح أبى السعود بن ياسين لا تعرف له وفاة نزوره
بالتلقى من المشايخ وبالحومة قبر الشيخ الامام العالم أبى عبد الله محمد المعروف
بالمهذب هكذا مكتوب على عاموده كان من كبار الحفاظ له كتب ومصنفات وبالخط المذكور
مما يلى تربة الطولونى قبران فى حوش لطيف فى المجرى المعروف بالمعز قال بعض مشايخ
الزيارة ان اسمهما عبد الله البجلى وعبد الله البهنسى وقال شيخنا هم يعرفون
بالمغاربة وهما فى الحوش القبلى من حوش الصوفى وقبلى هذا الحوش حوش لطيف على شرعة
الطريق قريب من تربة الطولونى قبر الشيخ عبد الله الخامى صاحب الحكاية المشهورة
حكى عنه انه كان مقيما بالقرافة وكان يصنع بها الحياكة فبينما هو ذات يوم جالسا اذ
جاءه قاصد الوزير ومعه حمير عليها احمال نطرون قالوا له يا شيخ ان الوزير طرح على
الناس النطرون وأرسل هذا نصيبك فقال لهم لا حاجة لى بشئ يأتى من عند الظلمة ارجعوا
به
فقالوا لا نقدر
على ذلك قال الشيخ وأنا ما آخذ شيئا فدخلوا الدار وطرحوا النطرون على الارض وجاؤا
يخرجون فلم يجدوا للمكان بابا وقالوا للشيخ اطلقنا يا سيدى لوجه الله قال ان أردتم
تخرجوا من هذا المكان خذوا ما جئتم به فأعادوه الى أوعيته واذا الباب قد فتح لهم
فحملوه وجاؤا به الى الوزير فقال لهم ما بالكم رجعتم بهذا النطرون قالوا كلهم
أخذوا الا ما كان من الشيخ ما أخذ شيئا وقصوا عليه القصة فقال لهم تكذبون أنتم
أخذتم منه البرطيل أنا أمضى معكم اليه حتى أنظر كيف جرى لكم فركب الوزير وسار الى
أن أتى عند الشيخ فسلم عليه وقال له يا شيخ لم رددت هذا النظرون وهو لا يخسر شيئا
فى الثمن فقال الشيخ ما لنا عادة يطرح أحد علينا شيئا تجيبوا الى حجارة وتطلبوا
بها ثمنا ثم انه اغتاظ من الشيخ وأشار الى من معه أن يطرحوا ما معهم فطرحوه فاذا
هو حجارة لا ينتفع بها فلما أن نظر الوزير الى ذلك استغفر الله تعالى مما جرى منه
فى حق الشيخ ووقع له توقيعا أن لا يرمى أحد عليه ولا على أهل القرافة وهم للآن لم
يطرح عليهم نطرون ببركته رضى الله عنه ومعه فى الحوش قبر الشيخ الصالح أبى عبد
الله محمد الصوفى العاقد وبالحومة مقبرة الغمريين بها مجدول كدان مكتوب عليه الشيخ
الصالح ابن نفيس التكرورى والى جانبه عامود مكتوب عليه الشيخ الصالح أبو عبد الله
محمد المعروف بالعسقلانى وقريب منه فى الحومة قبر الشيخ الصالح نصير المعروف
بالعجان معدود فى طبقة أرباب الاسباب وهى الطبقة العاشرة من كتاب مهذب الطالبين
قال بعضهم هو القبر الحوض الحجر الكبير لم يكن فى الحومة أكبر منه وهذا غير صحيح
وقد أوقفنا شيخنا على قبر غيره عليه رخامة مكتوب عليها اسمه ووفاته وهو الاصح ثم
تمشى مستقبل القبلة الى تربة أولاد الصيرفى وقد ذكر ابن الجباس فى تاريخه ابن
الصيرفى هذا وعدّه فى طبقة القضاة وذكره ابن ميسر أيضا وعدّه من قضاة مصر وقد سلف
ذكره ومناقبه مع القضاة قال القرشى فى كتاب المزارات وقبر ابن الصيرفى فى سفح
المقطم ولم يكن فى السفح المذكور من اسمه ابن الصيرفى غير هذا وحكى عن الشيخ على
بن الجباس انه كان يزور القرافة ولا يعرف هذا القبر فرأى فى المنام قائلا يقول له
يا شيخ على تزور القرافة ولا تزورنا قال من أنتم قالوا نحن أولاد الصيرفى فأصبح
وجاء الى المكان وزارهم ولهم نسبة طويلة منقوشة على الشباك والى جانب تربتهم من
الجهة القبلية قبر داثر هو قبر الشيخ عبد القادر بن مالك الزيات واذا أردت أن تزور
شقة سنا وثنا فى المجر المذكور تجد حوشا على يمين السالك قريب من تربة أولاد
الصيرفى به عامود مكتوب
عليه هذا قبر
الشيخ الفقيه الامام العالم العلامة مفتى المسلمين شيخ المحققين أبى محمد عبد الله
الشافعى الانصارى ذكره القرشى فى طبقة الفقهاء وأثنى عليه وعند رأسه قبر ولده
المعروف بالعفيف ومعه فى حوشه جماعة من البكريين ذكرهم القرشى فى كتاب مهذب
الطالبين ثم تمشى فى الطريق المسلوك تجد على يسارك تربة بها قبر الشيخ الامام
العالم محيى الدين المعروف بالزواوى وعلى اليمين حوش فيه قبر بعمود معروف عند
مشايخ الزيارة بالعقيلى قال بعضهم ان تراب قبره ينفع لحل العقد وقال بعضهم ما سمى
بالعقيلى الا لكونه من نسل عقيل وحوله جماعة من الصالحين وهذه العطفة تسلك منها
الى قبر الشيخ كليب الشامى وفى شرعة الطريق قبر الشيخ على المعروف بالعمرى شيخ
الزيارة قيل هو أوّل من زار بالليل بالطايفة ومقابله حوش لطيف فيه عمود مكتوب عليه
هذا قبر الشيخ الصالح الورع الزاهد أبى حفص عمر ومنه الى تربة الشيخ أبى عمرو
الحوفى وعند باب تربة الحوفى قبر الشيخ الصالح أمين الدين المعروف بالضرير وعلى
قبره مجدول كدان والى جانبه من جهة القبلة مقبرة أولاد الزرادعى ولم يكن فى
الجبانة أحسن من أعمدتهم ولهم نسب طويل مكتوب على أعمدتهم والى جانبهم عمود مكتوب
عليه الشيخ صالح العفيف ابن أبى الوفا ومن وراء حائط أولاد الزرادعى محاريب فيها
قبر عليه مجدول كدان قديم قيل انه قبر الشيخ أبى عبد الله محمد الشرايحى
ذكر التربة المعروفة بالشيخ أبى عمرو ولم يكن بالحومة أشهر منها هو الشيخ الامام العالم أبو عمرو
عثمان بن مرزوق المعروف بالحوفى صاحب الشيخ الامام العالم العارف عبد القادر
الكيلانى وروى عنه أشياء له مناقب مشهورة وفاته سنة أربع وستين وخمسمائة وقد جاوز
السبعين وخرقته باقية الى الآن انتفع به الجم الغفير وله المصنفات والشعر الرائق
وهو أبو عمرو عثمان بن مرزوق بن حميد بن سلامة الحنبلى القرشى وبالتربة جماعة من
ذريته وعند باب التربة قبر الشيخ أبى القاسم المعروف بالكنانى وعلى قبره مجدول
كدان مقابل للتربة المذكورة والى جانب التربة المذكورة حوش الفقهاء أولاد الجزار
الشيخ أبى اسحاق ابراهيم بن محيى الدين عبد الغنى ابن الجزار مشهورين بالعلم
والصلاح ومعهم فى الحوش قبور أولاد الخشاب وهم الشيخ الرشيد بن الطاهر اسماعيل بن
أبى اسحاق بن الخشاب بن سلع الخشاب عز القضاة يوسف بن الخشاب مشهورون بالخير
والصلاح وهم فى حوش الفقهاء أولاد الخشاب والى جانبهم التربة المعروفة بمسرور
الخادم كان من فعلاء الخير له الحال المعروف به بالقاهرة المحروسة مودع بيت مال
الايتام وبالحومة
قبر الشيخ الامام
أبى القاسم عبد الرحمن بن عيسى بن فراش بن عبدون العدل الضرير المنعوت مالكا مات
سنة أربع وخمسين وثلثمائة بالقاهرة ودفن بباب تربتهم المعروفة بهم الى جانب أبيه
سمع من الحافظ أبى محمد ومن أبى القاسم ودرس بالمدرسة السيوفية بالقاهرة وكان من أجلاء العلماء وأكابر الفقهاء قال بعض
أصحابه رأيته فى المنام بعد موته فقلت ما فعل الله بك قال تجاوز عنى بحفظ العلم
وما فتحت عيناى فرأيت الا الجنة ذكره القرشى فى طبقة الفقهاء ولا تعرف تربتهم الآن
وذكر فى طبقته أيضا الفقيه الامام العلامة المحدث أبا بكر بن أبى الحسن على بن
مكارم ولا يعرف له قبر وذكر فى هذه الطبقة أيضا الفقيه الامام أبا عبد الله محمد
ابن الشيخ أبى محمد عبد الوهاب بن يوسف بن على ابن الحسن الدمشقى الاصولى المصرى
كان فقيها على مذهب أبى حنيفة كان يلقب شمس الدين يعرف بابن المحسن مات فى حكم
العزيز بالقاهرة المحروسة ودرس بالمدرسة السيوفية وسمع الحديث الكثير ولا يعرف له
الآن قبر
ذكر التربة المعروفة بتربة مسافر قديما وهى معروفة الآن بحوش المقادسة ذكرها القرشى فى كتاب مهذب
الطالبين بها جماعة من العلماء والصلحاء فأجل من بها الشيخ الامام العالم الحافظ
أبو محمد تقى الدين عبد الغنى بن عبد الواحد بن سرور بن على المقدسى صاحب عمدة
الاحكام وله الكتب والمصنفات والى جانبه قبر ولده ومعه فى الحومة قبر أخيه الفقيه
المحدث ووفاته معروفة على قبره والى جانبه قبر الشيخ مسافر التخمى صاحب التربة
وبالتربة أيضا الفقهاء أولاد المناخلى وبالتربة أيضا الفقهاء الحرانيون وبالتربة
أيضا قبر المرأة الصالحة أم علاء الدين المحدث عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم وبالتربة أيضا قبر الفقيه الامام أبى الفتح أحمد بن يوسف
بن عبد الواحد الانصارى الدمشقى الحنفى امام الحنفية كان زاهدا ورعا ذكره القرشى
فى طبقة الفقهاء وقال فى كتابه وقبره بتربة مسافر وبالتربة أيضا قبر الشيخ الفقيه
الامام المعيد بن حيازة الشافعى كان عظيم الشأن جليل القدر عدّه القرشى فى طبقة
الفقهاء وقبره الآن الى جانب قبر الشيخ مسافر وفى طبقته أيضا الفقيه الامام أبو
العباس احمد الحرانى كان فقيها عالما إماما ورعا من أجلاء العلماء وأكابر الفقهاء
كان يقول اذا أردت أن أمشى بقدمى الى معصية خلت الارض تأخذ قدمى ان مشيت بقدمى
وكان يقول اجعل الله أمامك تأمن من الذنوب والمعاصى ذكره القرشى فى كتاب مهذب
الطالبين وبالتربة أيضا الشيخ محمد الانصارى
__________________
والشيخ داود
الحرانى وشرف الدين التألى ونور الدين الناسخ والشيخ شرف الدين التانى والشيخ عبد
الله المبلط وناصر الضرير المبيض والشيخ محمد اليمنى والشيخ محمد العراق والافتخار
اليمنى وتاج الدين الخطيب الموصلى وبالتربة أيضا الشيخ أبو ربيعة نزار الشافعى
وبالتربة أيضا الشيخ فراس سعد الدين الحارثى وقد ذكرهم القرشى فى تاريخه هو فراس
وأبوه عبد المحسن بن مرتفع الشافعى وعبد الرحمن بن القاسم الانصارى وبالتربة أيضا
جمال الدين بن ظافر الحمصى وعبد الرحمن بن عبشم الانصارى وشمس الدين امام الحنابلة
وأبو اسحاق ابراهيم المناخلى وشمس الدين القلانسى وأحمد الحرانى وعبد الله الحرانى
وعائشة بنت ابراهيم المناخلى وحسن بن منصور الماكى ابن عرسة وقد ذكرناه بهذه
المقبرة ودفن بالتربة الشيخ نور الدين بن الناظر أحد مشايخ الزيارة وبالتربة جماعة
من الصلحاء يضيق الوقت عن وصفهم
ذكر ما حول تربته من العلماء والصالحين فمن وراء هذه التربة من الجهة البحرية قبر الفقيه الامام
أبى عبد الله محمد يعرف بابن عرسة قال القرشى قبره وراء تربة مسافر وأشار بعض
المشايخ الى أنه القبر الكبير الذى فى المحراب والاصح انه لا يعرف الان كان من
الاخيار قال ولده كان أبى يأخذ طعامه وينطلق به الى الجيران ثم يدخل وهو يمسح فمه
ويقول ما أطيب هذا الطعام فقالت له أمى لم لا تأكل مع أولادك وهذا مندوب اليه فقال
لى فى ذلك شأن فلما مات فقد الجيران ما كان يفعله معهم وفى حائط هذه التربة الغربى
ألواح رخام مكتوب فيها الفقهاء الحرانيون وفى الجهة الغربية عمود مكتوب عليه الشيخ
الصالح عبد الرحمن الرومى عتيق وجيه الدين بن باقة ووفاته معروفة على قبره وأما
الجهة القبلية فبها جماعة من الاشراف أجلهم وأعظمهم الشيخ الامام العالم أبو المجد
عيسى ولد الشيخ الاستاذ عبد القادر الكيلانى ذو النسبين الصحيحين على قبره عمود
مكتوب عليه نسبه ووفاته ودفن عنده الشيخ العالم علاء الدين ولد الشيخ عبد القادر
الكيلانى وهذا القبر معروف عند حوش المقادسة ومن قبليه التربة المعروفة بكافور
الاخشيدى هو أبو المسك مولى الاخشيد أبى بكر محمد جلبة مات فى سنة اثنتى عشرة
وثلثمائة ذكره الموفق ابن عثمان فى تاريخه وهو معدود من الامراء قال أبو بكر محمد
ابن على الماردانى وكان وزيرا لكافور ولتكين وللدولة الطولونية قلت لكافور وهو يعد
نعمة الله عليه كيف كنت فى بلاد السودان وكيف جلبكم وكم كان سنك قال أربع عشرة سنة
قال اسحاق بن ابراهيم كان لكافور أفاضل فى كل سنة لحاج البرد ينفذ معهم مالا
كثيرا وطعاما
ويبعث معهم صندوقين من كسوة يأذنهم بتفرقتها لاولاد رسول الله صلىاللهعليهوسلم وكان له من الغلمان الترك ألف وسبعون تركيا يغلق عليهم باب
داره وتمام ألفى غلام روم مقيمين معه سوى المولدين والسودان يكون الجميع أربعة
آلاف غلام وكان له راتب فى مطبخه فى كل يوم ألف وسبعمائة رطل لحم سوى الدجاج
والخراف المشوية والحلوى سوى النفقة على ذلك وكانت له خزانة شراب يجرى منها فى كل
يوم سبعون قربة من سائر الاشربة فتفرق على سائر الحاشية ويهدى اليه قاضى أسيوط فى
كل سنة خمسين ألف سفرجلة تعمل شراب سفرجل وقال الحسن بن ابراهيم أرسل عبد الرحمن
صاحب الاندلس مالا يفرقه على المالكيين وهى الحكاية المشهورة تقدمت فى صدر الكتاب
فلما مات كافور وجدوا فى خزانته عينا وجواهر وثيابا وسلاحا وغير ذلك مبلغه ألف ألف
دينار وكان متواضعا حكى أن كافورا لحقه جرب كثير حتى كان لا يظهر ولا يقابل فطرده
سيده فكان يمشى فى السوق المنسوب لبنى حباسة وفيه طباخ يبيع الطعام فعبر كافور
وطلب منه فضربه بالمغرفة على يده وهى حارة فوقع مغشيا عليه فأخذه رجل من المصريين
ورش عليه الماء وداواه حتى وجد العافية فأتى به لسيده وقال للذى داواه خذ أجرة ما
فعلت معه فقال الاجر على الله وكان كافور كلما عزت عليه نفسه يذكر ضربة الطباخ
بالمغرفة وربما يركب ويأتى ذلك الزقاق وينزل ويسجد شكرا لله تعالى ويقول لنفسه
اذكرى ضربة الطباخ بالمغرفة وحديثه مع ابن جابار مشهور ومن غريب مناقبه حكى أبو
جعفر المنطقى قال دعانى كافور يوما وقال لى تعرف منجما كان يجلس عند دار فلان قلت
نعم قال ما فعل قلت مات من مدة سنين كثيرة فقال اعلم أنى كنت مررت يوما فدعانى
وقال لى أنظر لك قلت افعل فنظر ثم قال ستملك هذه المدينة فتأمر فيها وكان معى
درهمان فدفعتهما اليه فقال أى شئ هذا قلت ما معى غيرهما فقال وأزيدك ستملك هذه
المدينة وغيرها وتبلغ مبلغا عظيما فاذكرنى وانصرف فلما نمت البارحة رأيته فى
المنام وهو يقول لى ما على هذا فارقتك فأريد أن تمضى وتسأل عن حاله فمضيت الى داره
فسألت عنه فقيل لى له بنتان واحدة بكر والاخرى متزوجة فعدت اليه وأخبرته فأرسل
اليهما بأربعمائة دينار واشترى لهما دارا بأربعة آلاف درهم وتوفى كافور سنة خمس
وأربعين وثلثمائة وتحت رجليه قبة لطيفة قال ابن عثمان ان تحتها السيدة ومكتوب على عموده جبريل الخياش ثم تخرج من التربة قاصدا
الى سناوتنا تجد
__________________
سبع قبور على صف
قال ابن عثمان فى تاريخه انهم وزراء كافور ثم تأتى الى التربة المعروفة بسناوثنا
ذات البابين وهى حوش لطيف بغير سقف ذكرهم ابن الجباس فى طبقة الاشراف وعدهم من أولاد جعفر
الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الحسين ابن على بن أبى طالب رضى
الله عنهم قيل ان كل واحدة منهنّ كانت تقرأ فى كل ليلة ختمة فلما ماتت الواحدة
فبقيت الواحدة تقرأ عن أختها وتدعو لها ومعهم فى الحوش قبر السيد الشريف عبد الله
والى جانبه قبر الفقيه ابن الخشاب ومن الناس من يأتى الى قبريهما ويتمرغ ويقصد
بذلك الشفاء وهذا فعل مكروه التمرغ بين القبور والتبرك بتراب القبور والادب فى
الزيارة ان الانسان اذا أتى الى مقبرة أشراف يقرأ انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس
أهل البيت ويطهركم تطهيرا ورده صاحب كتاب مزارات الاشراف وعند باب الحوش قبر داثر
تحت رجلى الطرائفى هو قبر الشيخ مصطفى الانصارى والى جانبه قبر الشيخ أبى الحسن
الطرائفى المعروف باقراء الضيف ذكرهما الشيخ موفق الدين بن عثمان فى تاريخه حكى
عنه انه كان يحب الفقراء ويكرمهم غاية الاكرام فبينما هو ذات يوم جالس فى حانوته
اذ مر عليه عشرة من الفقراء فسلموا عليه فأكرمهم غاية الاكرام وأضافهم الى داره
وصار يشهيهم فى المأكل وغيره فاشتهى كل منهم عليه شهوة فقضاها لهم وكان فيهم فقير
لم يأكل له شيأ فقال له يا سيدى لم لا تشتهى فقال أشتهى منك أن تزوجنى ابنتك وكان
له ابنة جميلة فقال له حتى أشاورها فمضى اليها وقال لها قد طلبك منى رجل من
الفقراء يتزوج بك فقالت يا أبت تكون هذه عين السعادة فكتب كتابه عليها وأتى اليه
بأثواب وألبسه اياها ودخل عليها فى ليلته فبينما الطرائفى نائم فى تلك الليلة اذ
رأى ان القيامة قد قامت والخلق مجتمعون فى المحشر والحق سبحانه وتعالى يفصل بين
عباده واذا بمناد ينادى أين الطرائفى فجىء به فى الموقف وخوطب بأحسن خطاب وقيل له
انظر الى هذا القصر فنظر اليه فاذا هو قصر عظيم فقيل هذا عوض عن اكرامك للفقراء ثم
أفرغ عليه ثياب من السندس الاخضر وقيل له هذا عوض عن الثياب التى ألبستها للفقير
ثم قدم بين يديه موائد عليها أوان من الذهب والفضة فيها من المأكل مالا يعبر عنه
وقيل له هذا بأطعامك للفقير ثم جىء اليه بحوراء لو برزت لاهل الدنيا لماتوا شوقا
اليها وقيل له هذه عوض عن ابنتك التى زوجتها للفقير ثم قيل له أرضيت عنى كما رضيت
عنك ها وجهى فتملى بالمشاهدة فاستيقظ من منامه وتلك الاثواب عليه وطعم الاكل فى
فيه مسك وعنبر وروائح تلك الحورية وقد سكر من لذة الخطاب فقام فرحا مسرورا مما رأى
فقال أروح الى الفقير
__________________
وأستأنس منه فأتى
اليه وسلم عليه وقال له كيف حالك فى ليلتك مع زوجتك فقال له الفقير وكيف كانت
ليلتك أنت الآخر فى قصرك وعناقك للحورية واكرام الرب لك وما أعطاك من الخيرات فبكى
ودعا الله سبحانه وتعالى أن يقبضه فى ليلته فمات رحمهالله ومناقبه غير محصورة ومن بحريه قبر الشيخ سديد الدين البصال
وعند باب الحوش الشرقى قبر الشيخ أبى الحسن النعمان وعند رجليه قبر عبد الله بن
مسعود الشهير بالكليوانى نقيب الزوار كان من أهل الخير والصلاح ومن وراء الحائط
الشرقى قبر الشيخ الحرومكى الزهرى ووفاته على قبره معروفة وبالقرب منه تربة بها
قبر الشيخ منصور الاسكندرانى ومن قبلى سناوثنا تربة أبى الفضل جعفر المعروف بابن
الفرات كان وزيرا لكافور الاخشيدى وكان أبوه وزيرا للمقتدر وله ذرية بالقرافة فى
أماكن شتى والتربة قديمة ذات أبنية والى جانبها من جهة الغرب حوش الفقهاء بنى
ميدوم به قبر الشيخ الامام شرف الدين أبى عبد الله محمد بن ابراهيم الميدومى
والشيخ شرف الدين محمد بن صدر الدين الميدومى وبرهان الدين الميدومى والشيخ تقى
الدين أبى العباس أحمد بن قاسم الميدومى وعبد الله بن ابراهيم الميدومى وهم جماعة
بيت علم وصلاح والى جانب هذا الحوش حوش به أولاد ابن دار البراغيث وهم الشيخ زين
الدين عبد القادر بن دار البراغيث والشيخ ناصر الدين بن عمر بن زكى الدين بن دار
البراغيث وجماعة من ذريتهم وهناك قبر الشيخ خليل الخوانكى من غربى حوش الشيخ جمال
الدين عبد الله وهناك قبور الفقهاء بنى الخلال وفى غربيهم قبر المعروف التفانى
وأيضا قبر الفقيه الامام عبد الكريم بن عبد الرحمن المعروف بابن الدباغ وفى الحوش
أيضا قبر عليه عمود مكتوب عليه أبو محمد الطحان والى جانبه من الجهة الغربية حوش
فيه أعمدة كثيرة مكتوب عليها الفقها بنى ماضى والى جانبهم حوش الفقهاء أولاد
القطروانى ومن قبلى حوش بنى الدباغ تربة قديمة بها قبر السيد الشريف أبى عبد الله
محمد بن أحمد بن أبى القاسم الجعفرى وهذا المجر يسلك منه الى دكاكين بنى بدر والخط
معروف الآن بجامع الحرانى ودفن عند جامع الحرانى الشيخ عبد الله الحيرى ومعه جماعة
من أولاد الشيخ عبد القادر الكيلانى وفى الخط المذكور قبة مبنية بالطوب الاحمر بها
قبر الشيخ يوسف المعروف بالكعكى صاحب المسجد المعلق بالشارع ذات المنار باق الى
الآن وعند بابها قبر الشيخ الصالح عبد الله الدرعى وجد بدرع نوى هذا يوسف المقرى
الذى قرأ على الدهان وكان له معرفة فى علم الفلك وفى القبلى قبر القماح ابن يوسف
الاكماجى ومن وراء تربته قبر الشيخ جبريل بن عدلان المعروف بالكتانى
ثم ترجع من دكاكين
بنى بدر قاصدا الى ثربة الشهيد فى محرابه تجد على قارعة الطريق حوش الفقهاء بنى
ناشرة عليهم أعمدة مكتوب عليها بالقلم الكوفى أسماؤهم والى جانبهم حوش الفقهاء
أولاد العجمية هكذا مكتوب على أعمدتهم ومكتوب على عمود منها الشيخ خليل بن العجمية
ثم تمشى فى الطريق المسلوك الى التربة المعروفة بتربة ابن حمدان واسمه تقى الدين
ابراهيم الواعظ وتعرف الآن بتربة صدقة الشرابيشى ومن غربيه قبر عدى ابن الحسن
الكعكى ومن شرقيه قبر الشيخ منصور الزعيم وقبر الفقيه أبى اسحاق المعروف بابن
ناشرة الدخاخينى ومنهم أبو عبد الله محمد بن ناشرة المتصدر بجامع مصر انتهت اليه
الرئاسة فى زمنه وهو جد بنى ناشرة وبها قبر الشيخ الفقيه الامام أبى المنيع واسمه
رافع بن دغمش الانصارى سمع الحديث وحدث عن أبى القاسم مكى وعن عبد السلام الرملى
وكان اذا صلى الصبح جلس فى مكانه فى محرابه حتى تطلع الشمس فدخلوا عليه يوما
فوجدوه مذبوحا فى محرابه ولم يعلموا قاتله فاجتمع أهل مصر يبكون عليه ومشى الامراء
والسلطان فى جنازته وكان يوما مشهودا فلما كان اليوم السابع من قتله ذبح يهودى
بجانب مسجده فدفن ولم يعلم قاتله فرأى اليهودى بعض جيرانه فى المنام فقال له من
قتلك قال الذى قتل الفقيه رافع وهو فلان فلما أصبح أعلم بذلك شرطى البلد فوصى عليه
فأحضره ومعه غلامه فقال الغلام على أى شئ تمسكونى والله هذا الذى قتله وهذه المدية
التى ذبحه بها وكانت البارحة تئن كما يئن المريض فاعترف وصلب بالحمراء فجاء الكلب
وولغ فى دمه فقال الامام عبد الغنى أشهد أن الكلب لا يلغ فى دم مسلم وروى القاضى
عياض هذا اللفظ عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى أمر الرجل الذى قتل حين رأى المطرود فى الطريق فقال
اطلبوه فان الكلب لا يلغ فى دم مسلم وتوفى رافع فى سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة
ووافق عليه ابن عثمان فى تاريخه وذكر ابن الجباس فى طبقة الشهداء محمد بن الحسن بن
عبد الله الكتانى الشهيد بجامع مصر وقال قبره تحت حائط دار ابن حمدون الواعظ هل هو
أشار بهذا الاسم الى رافع أو الى غيره ولم نر المشايخ يذكرون بهذا المكان غير
الشهيد فى محرابه وحكى عنه القرشى انه قتله بعض الرافضة وهو ساجد بالليل ثم دخل
الذى قتله فى بيته ليأخذ ما فيه فلم يجد فيه شيأ من أمتعة الدنيا غير ختمة فأخذها
وخرج من باب المنزل فلقيه صاحب الشرطة فقال له ما الذى معك قال مصحف فقال له وتعرف
تقرأ قال نعم قال افتحه واقرأ ففتحه ووجد فى أول سطر ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه
جهنم خالدا فيها فقال لا شك انك قتلت هذا ولم يزل حتى قرره فأقر فصلب
ذكر ما حول تربته من
الجهة القبلية حوش قصير الباب به
قبر الشيخ أبى القاسم عبد الرحمن بن العجمية ومعه قبر الزكى عبد الغنى بن العجمية
ومقابل هذه التربة قبر الشيخ سلطان بن يزيد المغربى أحد القراء السبعة والمحدثين
وعموده من وراء الحائط وقبره مسنم ومن بحرى هذه التربة الفقهاء أولاد جميل اللبان
وكان جميل اللبان له صدقة ومعرفة ولما مات رآه ابنه فى النوم فقال يا أبت ما فعل
الله بك قال يا بنى أوقفنى على نقطة ما سقطت من يدى والى جانبه قبر محمد بن
يحيى المعروف بالصلاة على النبى صلىاللهعليهوسلم وبجانبه قبر أبى فروة وذريته منهم من سمع الحديث ومنهم من
لم يسمع ومعهم فى الحومة قبر الفقيه الريالوسى المغربى وذكر بعض مشايخ المصريين ان
بالحومة قبر أبيهم الشيخ جميل اللبان وبالحومة قبر الشيخ أبى الحسن الخباز وذكر
ابن الخباز ان الى جانب الشهيد فى محرابه أربعة من العلماء المحدثين وعليهم أربعة
أعمدة وقد دثروا ولا يعرفون الان وذكر ان بالحومة أيضا الفقهاء أصحاب الوليد
الطرطوشى وهم خمسة منهم الفقيه أحمد والفقيه محمد والفقيه ابراهيم والفقية على
والفقيه يوسف وهم لا يعرفون الآن وذكرنا منهم على الطريق تحت الدار العالية قبر
الفقيه العالم أبى القاسم البويطى قال القرشى وعلى قبره جلالة ومهابة وأخبرنى من
أثق بقوله ان الدار العالية التى أشار اليها القرشى التى بالقرب من تربة الشهيد فى
محرابه وقريب منها قبر سعدون المغربى ومقابله تربة فيها قبر الشيخ رضوان الانصارى
العلى المعروف بالصلاة على النبى صلىاللهعليهوسلم ومعه فى التربة قبر الشيخ الصالح محمد السلاوى المعروف
بصاحب المسبحة وذكر القرشى ان بهذه التربة قبر الفقيه محمد بن محمد الاسيوطى قال
القرشى وقبره على الطريق المسلوك بخط العثمانية فان أوّل شقة العثمانية من تربة
الشهيد فى محرابه ثم تمشى فى الطريق المسلوك الى التربة المعروفة بالشيخ ثابت
الطيان وهى تربة ابن عباس التاجر ذكره القرشى فى طبقة الفقهاء وعدّه فى طبقة
القاضى مجلى وكان فقيها عالما مالكى المذهب وكان يكثر من زيارة الصالحين وكان يعمل
فى الطين بأجرته ويقتات وربما يتصدّق بأجرة عمل يده ويبيت طاويا وهذا الذى يشير
اليه العوام بمبشر الزوار بالجنة قال المؤلف قيل انه رؤى فى المنام وعلى رأسه تاج
من ذهب فقيل له ما فعل الله بك فقال له بشر زوار الصالحين بالجنة ومن غربى هذه
التربة مقبرة الفقهاء الشاميين بها قبر الشيخ الامام العالم محمود بن أبى البقاء
المعروف بصاحب القيراط على قبره جلالة ومهابة وعنده الشيخ خليل بن غلبون أحد مشايخ
القراءة ثم تمشى مبحرا الى أن تأتى الى قبر القاضى مجلى الكبير يكنى أبا سلامة وهو
__________________
جدّ شبيل الواعظ
صاحب عبد الرحمن الخواص قال القرشى وقبر أبيه بالخط المعروف بالعثمانية بحرى قبر
صاحب القيراط ومعهم الحسن بن شبل والحومة مشهورة وعلى قبورهم هيبة وجلالة توفى أبو
مجلى فى سنة ثلاثين وخمسمائة وهناك أعمدة مكتوب عليها أسماء جماعة من المحدثين ثم
تمشى مبحرا الى أن تأتى الى التربة الجديدة اللطيفة التى بها قبر الشيخ أبى
الغنائم كليب بن شريف الشامى وذكر ابن عثمان فى تاريخه ابن أشرف والاول أصح عدّه
القرشى فى طبقة الفقهاء وفى طبقة الصوفية حكى بعضهم قال حججت فى سنة من بعض السنين
وكان معنا الفقيه أبو الغنايم فاتفق لنا أن جماعة من العربان خرجوا الى القافلة
فصاح الفقيه مجلى يا أبا الغنائم فناداه لا تخف فأنا امام القافلة فكان العربان
كلما أتوا القافلة وجدوا من يحول بينهم وبينها فرجعوا ولم يتعرضوا لأحد منها وقال
أيضا فلما كان فى بعض الايام لحق الركب عطش شديد فقلت له أما تنظر الذى حل بنا
وبالقوم من العطش فقال الساعة ينرلون بالماء فما كان غير خطوات حتى أشرفوا على
الماء فنزلوا وملؤا أسقيتهم ثم طلبوا العين فلم يجدوها وكان الشيخ كليب الشامى
مجاب الدعوة وكان صوفيا وذكر القرشى الى جانبه خمسة أعمدة ولم يذكر من أسمائهم غير
الفقيه أحمد والفقيه محمد والفقيه اسماعيل وهذه الاعمدة لا تعرف الآن وبالحومة قبر
السيد الشريف عبد الله الجعفرى الزينبى ذكره القرشى فى طبقة الاشراف وكان على قبره
عمود فسرق والقبر باق الى الآن مبنى بالطوب الاحمر وبالحومة جماعة من الاشراف وهم
بالقرب من قبر العقيلى وقد سلف ذكرهم ثم تمشى بخطوات يسيرة الى قبر الفقيه أبى
القاسم بن الدهمة قريبا من قبر الشيخ احمد المنير أحد مشايخ الزيارة ثم تمشى فى
الطريق المسلوك مستقبل القبلة الى قبر أبى عبد الله المغربى الحافظ صاحب الدعوة
المجابة وعلى قبره عمود مكتوب عليه اسمه ووفاته والخط معروف بخط اليمنى وقد ذكرنا
الخطة المعروفة الآن بزاوية اللبان وهم أهل خير وصلاح معروفين بزيارة الصالحين
وقبلى زاوية اللبان قبر الغاسولى واسمه أبو القاسم عبد الرحمن ومعه جماعة وهم مونس
والشيخ يعيش ومعهم قبر الشريفة ابنة مغيث وبالحومة عمود مكتوب عليه أبو الحسن على
النابلسى وبالحومة جماعة من العلماء وأسماؤهم على قبورهم واذا أخذت من قبر الشيخ
أبى عبد الله المغربى مستقبل القبلة فى الطريق المسلوك قاصدا الى التربة المعروفة
الآن بالشيخ أبى الحسن على بن لاحق الخصوصى كان من أجل الفقهاء وأكابر المشايخ حكى
عنه أنه زار معينة المكاشفة وكان معه جماعة من الفقراء فلما دخل عليها حصل لها
السرور بقدوم الشيخ
فأمرت الخادمة أن
تهيئ لهم شيئا للاكل وكان طعامهم ملوخية فقالت لولدها ساعد الخادمة فى الطعام فقام
الولد مع الخادمة الى أن تهيأ الطعام فقالت له الخادمة دق لى شوية فلفل وكان عندهم
حب أيارج فحسبه الصغير انه الفلفل فدقه ورشه فى الطعام فلما ان غرفوه جاءت السيدة
معينة لتذوق ملح الطعام فوجدته مرا فقالت اللهم لا تفضحنى بين يدى الشيخ فحملته
ووضعته بين يدى الشيخ وقالت لا تؤاخذنى قال كله بركة فأكلوه فلم يجدوا طعم مرارة
فيه فقال لها الشيخ أين ذهبت تلك المرارة قالت أذهبتها حلاوتك فلما فرغ الشيخ من
أكله قال لها أريد أن تغسلى لى ثوبى قالت يا سيدى ما فى الزير ماء فقال الشيخ ان
الزير ملآن ووضع يده فيه فاذا هو ملآن بالماء فجاءت وملأت منه وغسلت ثوب الشيخ
فلما نشف ألبسته وأخذت النار فى يدها وأطلقت فيها البخور وبخرت بها ثياب الشيخ
وقالت له أنت أوريتنا فى الماء أوريناك فى النار وهذه التربة مقابلة لتربة مكارم
الدرعى ومعه فى التربة قبر يحيى بن مكارم الدرعى وبحرى هذه التربة حوش فيه قبر
الشيخ عماد الخياط خادم الشيخ أبى زكريا يحيى السبتى حكى الشيخ عماد قال كنت أخدم
الشيخ فبينما أنا واقف فى خدمته واذا بالباب يطرق فقال الشيخ انظر من بالباب فخرجت
فاذا هو سبع عظيم فلما ان نظرت اليه حصل لى منه رعب عظيم فرجعت الى الشيخ وأنا
متغير اللون فقال ويحك يا مسكين تخاف من السبع ثم مد يده على قلبى وقال اخرج أبصر
له حاجته فلما ان خرجت اليه اذا به قد مدّ يده الىّ فنظرت اليها فاذا فيها دمل
كبير قد ملىء بالقيح ففجرته له فخرج منه مادة كثيرة فلما ان حصل له الشفاء باس
العتبة ثم تمرغ على رجلى ومضى الى حال سبيله والشيخ أبو زكريا له مناقب كثيرة
ذكرها ابن أبى منصور فى رسالته نذكرها عند بيان قبره ان شاء الله تعالى ومقابل
تربة الخصوصى من الجهة الشرقية قبر معينة المكاسفة والى جانبها قبر أم جهيم
المكاشفة وبليهم من الجهة القبلية قبر الشيخ رزين القماح ويلى معينة المكاشفة من
الجهة البحرية عمود مكتوب عليه أبو حسن على الانصارى ويلى معينة المكاشفة من الجهة
الغربية قبر الشيخ طرخان الاعرج ومقابله قبر داثر تحت حائط ابن لاحق الخصوصى هو
قبر الشيخ ناجى الانصارى له مناقب عظيمة وهو الذى ذكره ابن لاحق الخصوصى باخباره
بالمغيبات وانفاقه من الغيب قال والى جانبه قبر ولده رضوان بن طرخان قال حججنا معه
سنة من بعض السنين فجئنا الى بعض المنازل فقالت الفقراء يا سيدى قد فرغ منا الزاد
ولم يكن معنا شئ من الدنيا نشترى به زادا فنظر الى خادمه وقال يا علىّ قال لبيك
يا سيدى قال بشر
اخوانك وادفع لهم ما بقى معك من الدنيا فقال يا سيدى لم أدخر منها شيئا فقال ادن
منى فدنوت منه فضربنى على رأسى فتساقط الذهب من عمامتى فقال كيف تخبىء من اخوانك
فأخذه وربطه فى شجرة أم غيلان وقال من هنا لا تتبعنا فلما ان قضينا مناسك الحج
وعدنا الى مصر واستقر الشيخ فى زاويته خرج بعض الفقراء فرأى الخادم على الباب
مكتفا فأخبر الشيخ بحاله فقال أنتم راغبون فيه قالوا نعم قال فائذنوا له فى الدخول
فدخل وقبل يد الشيخ وقام على عادته فى الخدمة فلما استحضر الشيخ للوفاة سأله
الفقراء من يكون مكانه فأشار الى خادمه فلما توفى الشيخ أجلسوه مكانه فلما كان
أوان الحج جمع الفقراء وقال لهم أنتم تعرفون عادة الشيخ فى كل سنة ثم وضع لهم
سجادة وقال كل من كان معه شئ ومن لامعه شئ يحط يده تحت السجادة ثم هيأ لهم الزاد
وساروا الى أن أتوا الى ذلك المكان الذى ضرب فيه الشيخ الخادم فقال للفقراء اقرؤا
للشيخ الفاتحة فقرؤها وأهدوها الى الشيخ ثم بكى الخادم بكاء شديدا ثم ضحك فقال له
الجماعة ما هذا البكاء والضحك فقال أما بكائى فعلى فراق الشيخ وأما ضحكى فعلى نفسى
والله لما ضربنى الشيخ على رأسى ما كان معى لا أحمر ولا أصفر وانما الشيخ كان ينفق
من الغيب فاشتهى ستر نفسه ولما ربطنى فى أم غيلان ومضيتم الى حال سبيلكم كنت معكم
فى طول الطريق أتولى خدمة الشيخ ولم يرنى منكم أحد وكان الشيخ يغيبنى عنكم ثم تمشى
من هذا القبر قدر عشرين خطوة تجد حوشا لطيفا به قبر الشيخ أبى الحسن على المعروف
بالسكران من خشية الله وقيل ان به قبر ناجية الانصارية وكتبوا على باب الحوش قبر الشيخ
محمد الآدمى ثم تمشى وأنت مبحر قاصدا الى قبر الشيخ عبد الله الاسمر تجد قبل وصولك
على يدك اليمنى حوشا كبيرا بغير سور فيه قبر الشيخ ناصر الدين أبى عبد الله محمد
المصمودى السعودى جدّ المؤلف عفا الله عنه كان يحب الفقراء ويجود عليهم بما عنده
من المال ويصل الارامل ويكثر من زيارة الاخوان ومعه فى التربة جماعة من ذريته ومن
وراء هذا الحوش قبر داثر عليه مجدول كدان مكتوب عليه الشيخ أبو الليث المعروف
بالقطان ثم تأتى الى قبر الشيخ عبد الله الاسمر معروف مشهور بالخير والصلاح كان
مؤدبا حكى عنه الغاسل لما غسله انه لم ينزل منه شئ من ماء غسله على الارض الا أخذه
أهل مصر واقتسموه فى مكاحلهم ورأيت نورا عظيما قد أضاء على بدنه وقد ذهبت تلك
السمرة من جسده وصار أبيض من اللبن وله حكايات مع ابن صولة المالكى نذكرها عند
قبره ثم تأتى الى قبر صاحب الاسد وهو الشيخ أبو القاسم
ابن نعمة المعروف
براكب الاسد حكى عنه انه كان فى سياحته يركب الاسد فأراد الرجوع واذا بالاسد قد
دخل من باب المغار فرجع الشيخ وجلس فى المغار يتلو القرآن فجعل الاسد ظهره فى ظهر
الشيخ ونام الشيخ فرأى الاسد فى المنام وهو يقول له ما منعنى عنك الا آية من كتاب
الله قال وما هى قال قوله تعالى ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون
قال فاستيقظ الشيخ من منامه فاذا بالاسد قد بصبص بذنبه وأشار للشيخ أن يركب ظهره
فخرج الشيخ من المغار وهو راكب على ظهره الى باب منزله رحمة الله عليه وعموده باق
الى الآن فى حوش وهذا أول الشقة الثانية من العثمانية ثم تمشى وأنت قاصد الى قبر
اسماعيل الزغمورى تجد على يمينك تربة الشيخ المعروف بقراءة سورة الاخلاص ويعرف
أيضا بصاحب الخلعة قيل انه عبد الله الكحال رؤى فى المنام وعليه خلعة بطراز واحد
قيل له ما هذا قال كنت أقرأ الفاتحة ولا أبسمل فقيل له لو بسملت أتممناها لك ثم
تأتى الى الحومة المعروفة بالزغمورى فأجل من بها قبر جعفر بن عمرو بن أمية الضمرى
ذكره القرشى فى طبقة التابعين قال القرشى فى كتاب مهذب الطالبين وبخط العثمانية
قبر مكتوب عليه جعفر بن عمرو ابن أمية الضمرى ولم يثبت ان جعفرا هذا مات بمصر
والاصح انه من أولاد الاصبغ ذكره الكندى فى كتابه وأما جعفر بن أمية الضمرى فانه
يروى عن أبيه حديثا فى مسلم قال قال رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم حز من كتف شاة فأكل منها فدعى الى الصلاة فقام وطرح السكين
وصلى ولم يتوضأ وهذا القبر معروف الآن بهذا الخط وحوله جماعة منهم قبر اسماعيل
الزغمورى على قبره مجدول طويل كان اماما عالما يتكلم على الخاطر معتقدا مجاب
الدعوة رحمهالله وعند باب حوشه قبر أبى عبد الله محمد النشار المجاهدى فى
سبيل الله والى جانبه قبر عبد الخالق بن نعمة أخى راكب الاسد وقريب منه قبر الشيخ
أبى القاسم النقاش وبالحومة حوش جماعة من الانصاريين هكذا مكتوب على أعمدتهم ثم
تمشى بخطوات يسيرة الى أن تأتى الى صاحب الهجين وهو الشيخ أبو القاسم عبد الغنى
المعروف بصاحب الهجين حكى عنه قال حججت سنة من السنين الى بيت الله الحرام فبينما
أنا فى بعض المنازل اذ وقفت راحلتى وأشرفت على الهلاك فقلت الهى وسيدى ومولاى لا
الى بيتك أوصلتنى ولا عند أهلى خليتنى واذا برجل قد جاءنى وقال يا شيخ اردفنى على
راحلتك فقلت يا أخى ان راحلتى قد وقفت وأشرفت على الهلاك وأنا متحير فى نفسى فقال
لا تبالى ثم ركب خلفى فلم أشعر الا والهجين تعدو تحتنا كالسيل الجارى فلم أشعر الا
ونحن بمكة فقال امض بنا نقضى
مناسك الحج ونمضى
الى حال سبيلنا فقلت له افعل ما بدالك فمضى بى الى عرفات وكانت ليلة الوقفة فوقفنا
بالجبل وقضينا مناسك الحج فقال ارجع بنا فلم أشعر بنفسى عند الصباح الا وأنا على
باب الامام الشافعى وراحلتى ميتة قال فبقيت متحيرا فى نفسى قال فقصصت قصتى على بعض
اخوانى فقال لى أما تعرفه قلت لا ولكنه لما كان راكبا خلفى كان يقول يا رب ذى
النون كن لذى النون فقال والله هو ذو النون المصرى رحمة الله عليه وقال بعض العوام
ان الهجين مدفون الى جانب قبر صاحب النجيب وليس بصحيح وهذا آخر الشقة العثمانية
ومقابل تربته تربة بها جماعات من الارصوفيين ومن شرقيه جماعة من القلابية منهم قبر
عليه مجدول مكتوب عليه الشيخ جبريل القليوبى وفى تربته على سكة الطريق جماعة مكتوب
على أعمدتهم الفقهاء الجبليين ثم تمشى فى الطريق المسلوك وأنت مغرب من صاحب الهجين
قاصدا الى تربة المجاهدين المعروفين بريسة البحر المالح وقد سلف ذكرهم ثم تمشى
مغربا قاصدا الى قبر الشيخ أبى الحرم مكى البصرى تجد على يمينك حوشا به قبر الشيخ
صالح أبى عبد الله محمد المعروف بتاج العارفين ومعه فى الحوش قبر الشيخ الصالح عبد
الله المعروف بابن الرفعة ومن غربيه عمود أبى الحرم مكى ثم ترجع وأنت مشرق الى
التربة المعروفة بالعثمانية وقد عرف هذا الخط كله بهذه التربة لان بها امرأة من
نسل عثمان بن عفان وبالتربة جماعة من الاشراف العباسيين من نسل الفضل بن العباس
وقد ذكر القرشى فى كتاب مهذب الطالبين جماعة من العباسيين بالقرافة نذكرهم فى
مواضعهم ان شاء الله تعالى ودفن بهذه التربة الشيخ يوسف التمار قريب الوفاة وقد
جدد بناءها محب الصالحين الشيخ محمد ابن الفقيه وبهذه الحومة جماعة من الصالحين
ذكرهم القرشى فى تاريخه ولا تعرف قبورهم ثم تمشى مغربا قاصدا الى مشهد الامام
الشافعى وقد انتهت شقة العثمانية ونذكر بعدها شقة المصينى تبتدى من مشهد الامام
الشافعى كما تقدم الكلام فى صدر الكتاب وبالله التوفيق
ذكر مشهد الامام الشافعى يعرف قديما بمقبرة بنى زهرة ويعرف أيضا بمقبرة أولاد ابن
عبد الحكم والخطة من المشاهد وقد نقل من هذا المشهد جماعة عند بناء القبة ودفنوا
فى مقبرة العيناء وقد سلف ذكرهم فى صدر الكتاب فنذكر ما فى هذا المشهد من العلماء
والصالحين ونذكر ما حوله من الاشراف والعلماء بعد ذكر الامام الشافعى فأجل من بهذه
المقبرة الامام العالم العلامة القدوة المحقق أبو عبد الله محمد بن ادريس بن
العباس بن عثمان ابن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد
مناف القرشى
المطلبى الشافعى
نسبة الى جده شافع ذكره القضاعى فى تاريخه وأثنى عليه وذكره القرشى فى أول طبقة
الفقهاء وقدمه على الليث بن سعد لاجل قرابته من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ذكر مولده رضى الله عنه قال القرشى فى كتابه مهذب الطالبين
ولد بغزة فى سنة مائة وخمسين وهى السنة التى مات فيها الامام أبو حنيفة رضى الله
عنه وتوفى فى يوم الجمعة سلخ رجب سنة أربع ومائتين كما أفاد صاحب كتاب المزارات
المصرية ثم نشأ بمكة وأقام بها وكان من أحفظ الناس للشعر كان يخرج الى جبال العرب
فيكتب الشعر ثم يعود الى مكة قال ابن غانم فى كتاب الواضح النفيس قال انى لأحفظ
شعر أربعمائة مجنون ثم أنشد
ولو لا الشعر
بالعلماء يزرى
|
|
لكنت اليوم أشعر
من لبيد
|
ولم يزل بمكة حتى
خرج الى مالك بن انس بالمدينة فدخلها ومالك يحدث الناس فسمعه يقول لاناس حدثنى
نافع عن عبد الله بن عمر عن صاحب هذا القبر ومرة يقول حدثنى نافع عن انس عن صاحب
هذا القبر ومرة يقول حدثنى ابن شهاب الزهرى عن عروة بن الزبير عن صاحب هذا القبر
حتى روى سبعين حديثا كلها مسندة فكان الشافعى يكتب الحديث بريقه على يده فما يجف
الريق حتى يحفظه فلما فرغ أشار اليه الامام مالك فقال له يا غلام أتهزأ بحديث رسول
الله صلىاللهعليهوسلم وأنت فى حجرته فقال لا ولكنى أكتب الحديث فلا يجف حتى
أحفظه وقد حفظت جميع ما أمليته ثم جعل يروى للامام جميع ما رواه من الاحاديث حتى
رواها جميعها فأحبه الامام مالك وأتى به الى منزله بالعقيق وأحسن قراه وتفرس فيه
العلم فأقام عنده بالمدينة حتى أفتى وكان أول فتواه بحضرة الامام مالك رضى الله
عنه قال صاحب الواضح النفيس فى مناقب الامام محمد بن ادريس جاء رجل الى الامام
مالك بن أنس فقال له يا امام انى بعت رجلا قمريا فجاءنى فى وقت المساء فقال لى ان
القمرى الذى بعته لى لا يصيح شيئا فتشاجرت أنا واياه فحلفت بالطلاق أن القمرى لا
يهدأ من صياحه فقال له الامام مالك طلقت زوجتك وكان الامام الشافعى فى الحلقة فلما
خرج رآه يبكى فقال له ما بك فقال أو ما سمعت ما قال لى الامام فقال له الامام
الشافعى ايما أكثر صياحه أم سكوته فقال صياحه أكثر فقال انك لم تحنث فعاد الرجل
الى الامام مالك وقال له يا امام انظر فى مسألتى هل تجد لى فرجا ويكون لك الاجر
فقال لا أعلم الا الذى أخبرتك به فقال ان فى حلقتك من أفتانى ان لا شئ على فقال
ومن المفتى قال هذا الشاب فقال الامام مالك
للامام الشافعى من
أين لك هذا فقال انك حدثتنا عن نافع عن عبد الله بن عمر أن فاطمة بنت قيس أتت الى
النبى صلىاللهعليهوسلم فقالت له يا رسول الله ان معاوية وأبا جهم خطبانى فأيهما
أتزوّج فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم أما معاوية فصعلوك وأما أبو الجهم فانه لا يضع عصاه عن
عاتقه والعرب تجعل أغلب الفعلين كمدا ومته فلم يرد عليه الامام مالك وحفظ الموطأ
فكتب له محمد بن الحسن أبوابه فكتب تحت كل باب حديثه فلم يزد حرفا ولم ينقص حرفا
وحكى أيضا ان الامام رحل الى اليمن مرتين فرأى فيها من العجائب شيئا كثيرا منها
انه قال سمعت بامرأة لها وجهان يتحركان فخطبتها من وليها فكنت اذا قبلت أحد
الوجهين يغتاظ الآخر حتى أقبله ودخل الى العراق ومشى فى ركابه الامام أحمد بن حنبل
وأثنى عليه وسماه شمس الهدى ناصر حديث رسول الله صلىاللهعليهوسلم وامتحنه الامام محمد بن الحسن بمسائل فى حضرة الرشيد فأجاب
عنها لوقته وكان أصبر الناس على الفاقة وأسرعهم جوابا اذا سئل وكتب اليه رجل فى
مجلس الرشيد رقعة الغز فيها.
ما ذا تقول هداك
الله فى رجل
|
|
أضحى يحب عجوزا
بنت تسعين
|
وكان الرجل يريد
بذلك الخمر فكتب تحت ذلك يقول
خفض عليك فقد حق
البكاء له
|
|
حب العجائز دون السين والعين
|
قال الامام رضى
الله عنه رأيت قبل البلوغ رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقد تفل فى فمى ورأيت على بن أبى طالب وقد أخرج من كمه
ميزانا فأعطاه لى فعبرت ذلك فقيل لى انك تكون فى الناس كالميزان يعرف بكلامك الحق
من الباطل ولما أراد الدخول الى مصر قال وهو سائر اليها
أرى النفس منى
قد تتوق الى مصر
|
|
ومن دونها أرض
المهامه والقفر
|
فو الله ما أدرى
الى العلم والغنى
|
|
أساق اليها أم
أساق الى قبر
|
ودخل الى مكة ومعه
خمسمائة دينار وقيل خمسمائة ألف فما نام حتى تصدّق بها وتصدّق فى مصر فى يوم واحد
بتسعة آلاف درهم وأصلح له رجل نعله وهو ذاهب الى الصلاة فأعطاه عشرة دنانير واعتذر
له وكان يقول
والهف قلبى على
مال أجود به
|
|
على المقلين من
أهل الضرورات
|
انى أحيى عدوّى
حين أنظره
|
|
لأصرف الهم عنى
بالتحيات
|
ومرض بمصر بعلة
البطن ثم مات بدرب النخل وغسله المزنى قال القضاعى ودفن
__________________
بمقبرة بنى زهرة
وقال المزنى رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى النوم فقلت له يا رسول الله ما أغنيت عن الشافعى قال
سألت الله أن لا يحاسبه وقال الربيع بن سليمان رأيت الامام الشافعى فى النوم فقلت
له ما فعل الله بك قال نصب لى منبرا تحت ساق العرش وقال لى تكلم بين ملائكتى وكان
أسمر رقيق السمرة فى عارضه خفة كثير الحياء مدحه الحافظ السلفى بقصيدة يقول فيها
فعليك يا من رام
دين محمد
|
|
بالشافعى وما
تلاه وقالا
|
أعنى محمدا ابن
ادريس الذى
|
|
فاق البرية رتبة
وكمالا
|
ونذر رجل من أهل
العراق أن يقرأ عند قبره ألف ختمة فقدم وقرأها فلما فرغ منها أنشد
قد وفينا بنذرنا
يا ابن ادري
|
|
س وجئناك من
بلاد العراق
|
وتلونا عليك ما
قد نذرنا
|
|
من كلام المهيمن
الخلاق
|
وفى قبته قيل
ألاحيها من قبة
ذات أنوار
|
|
تضيء فيهدى
ضوءها فى الدجا السارى
|
يشير الى الناس العشارى بأننى
|
|
علوت على بحر من
العلم زخار
|
وقال المؤلف عفا
الله عنه أنشدنى بعض أصحابى الفضلاء
حكوا قبة
للشافعى وما حكوا
|
|
بحار علوم تحتها
تتدفق
|
به كان للاسلام
نور وبهجة
|
|
وللدين والدنيا
جمال ورونق
|
تأمل ترى ذاك
الضريح مجللا
|
|
وأنواره تعلو
عليه وتسلق
|
عليه من الرحمن
ألف تحية
|
|
تزيد وتزكو فى
الزمان وتشرق
|
والذى أنشأ هذه
القبة على ضريح هذا الامام العظيم الملك الكامل بن العادل لسبع خلون من جمادى
الاولى سنة ٦٥٨
وهذا ما انتهى
الينا مختصرا وقال ابن عثمان هو محمد بن ادريس وساق نسبه ثم قال وفضائله ومناقبه
أشهر من أن تذكر ولا بد من ايراد لمعة من ذلك روى المزنى رحمهالله تعالى قال سمعت الشافعى رضى الله عنه يقول رأيت على بن أبى
طالب فى النوم فسلم علىّ وصافحنى وخلع خاتمه من أصبعه وجعله فى أصبعى وكان لى عم
ففسرها لى فقال أما مصافحتك لعلى فأمان من العذاب وأما نزع خاتمه من أصبعه وادخاله
فى أصبعك فسيبلغ اسمك ما بلغ اسم على فى المشرق والمغرب وعن الربيع بن سليمان قال
رأيت الشافعى
__________________
رضى الله عنه فى
المنام بعد وفاته فقلت له ما فعل الله بك فقال أجلسنى على سرير من ذهب وتثر علىّ
اللؤلؤ الرطب وقال الشافعى عرض علىّ مالك كتبه أربع مرات وأنا حاضر ولو شئت أن
أكتبها املاء لفعلت وعن حميد قال سمعت أحمد بن حنبل رضى الله عنه يقول روى عن
النبى صلىاللهعليهوسلم انه قال ان الله يمن على أهل دينه فى رأس كل قرن برجل من
أهل بيتى يبين لهم أمر دينهم وانى نظرت فى سنة مائة فاذا هو عمر بن عبد العزيز رضى
الله عنه ونظرت الى المائة الثانية فاذا هو محمد بن ادريس الشافعى رضى الله عنه وعن
احمد بن حنبل انه قال ما رأيت أتبع للاثر من الشافعى وقال الشافعى أشد الاعمال
ثلاثة الجود من قلة والورع فى خلوة وكلمة حق عند من يرجى ويخاف وعن أبى بكر
الحميدى قال قدم الشافعى من صنعاء اليمن ومعه عشرة الآف دينار فنزل قريبا من مكة
فاتاه أصحابه يسلمون عليه فما برح من مكانه ومعه منها شئ وقال عبد الله بن أحمد يا
أبت أى رجل كان الشافعى فانى سمعتك كثير الدعاء له فقال يا بنى كان الشافعى كالشمس
فى الدنيا وكالعافية للجسد وعن الربيع بن سليمان انه قال كان الشافعى يحيى الليل
كله وكان يختم فى كل شهر ثلاثين ختمة سوى ما يقرأ فى الصلاة وعاش أربعا وخمسين سنة
والدعاء عند قبره مستجاب باجماع علماء التاريخ ولو استوعبنا مناقبه لضاق الوقت
علينا وقال القضاعى هو القبر البحرى من قبر ابن عبد الحكم والى جانبه قبر أبى محمد
عبد الله بن عبد الحكم صحب الشافعى وصحب مالكا أيضا وابن وهب وكان عالما سخيا لا
ينام حتى يطوف على بيوت جيرانه ويسأل عن أحوالهم ويصنع الطعام بيده فلا يأكل منه
شيئا بل يحمله للضيفان والجيران وهو ابن أعين بن ليث ولاجل ذلك يعرف بالاعين وكان
جده أعين قدم الى مصر وسكن الاسكندرية وولد له بها عبد الحكم أبو عبد الله هذا
وعدّه القرشى فى طبقة الفقهاء وأثنى عليه القضاعى وكانت له منزلة عند السلاطين
ولما احتضر الشافعى أوصى أن يغسله وكان غائبا فلما حضر قيل له ان الامام أوصى لك
أن تغسله قال انما أراد أن أقضى دينه ائتونى بدفتره فجىء اليه بالدفتر فوفى عنه
عشرة آلاف درهم وقيل دينار وقال صاحب المزارات المصرية هو الذى تولى أمر الامام
الشافعى منذ قدم الى مصر الى حين مات فلما مات تولى غسله هو والمزنى وكان يقول من
عرف قدر نعمة الله عليه جاد بما فى يده قال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم كان
المساكين يأكلون اللحم والحلوى فى منزل أبى وكان عشاؤه الخبز الخشن والبقل وكان
يقول خير الطعام ما أذهب الجوع وأطيبه ما طيبته العافية ولما مات ابن عبد الحكم
سمع البكاء فى دور مصر
وكانت عندهم مصيبة
عظيمة قال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم بعثنى أبى الى ابن وهب بمائة دينار
فطرحها وقال علم ومال لا يجتمعان سلم على أبيك وقل له جزاك الله خيرا والله لا
أعلم فى ماله شبهة لكننى أخاف أن أبيت غنيا ويكون فى هذه البلدة فقير وكان الناس
يزدحمون على بابه ليأخذوا الصدقة فيرى كأنه الأب الشفيق على الفقراء ولد سنة أربع
وخمسين ومائة وتوفى سنة أربع عشرة ومائتين وهو الى جانب الشافعى كما تقدّم قال ابن
النحوى اختلف الناس عند وفاة الامام الشافعى فقال أهل المعافر ندفنه فى مقبرتنا
وقال الصدفيون ندفنه فى مقبرتنا وقال التجيبيون ندفنه فى مقبرتنا وقال بنو عبد
الحكم نحن أحق به وكانت مقبرتهم تعرف بمقبرة بنى عوف والى جانبه قبر ولده أبى عبد
الله محمد بن عبد الله بن عبد الحكم صحب الامام الشافعى صغيرا وكان من أكابر
العلماء له التاريخ المشهور كانت له همة فى العلم والادب وكان اذا قرأ لا يسمعه
أحد الا بكى وخرج عن ماله وحدّث عن الامام الشافعى وغيره وهو معدود فى طبقة
الفقهاء والمحدثين والقراء واستقبل الشافعى عند قدومه ومعه ألف دينار فقال من أنت
قال ابن عبد الحكم فدعا له فحفظ العلم والحديث وكان يطالع الصفحة فيحفظها من مرة
وهو من أكابر هذه الطبقة وقال رضى الله عنه رحت ليلة الى شاطئ النيل فاذا امرأة
تبكى فقلت ما يبكيك فقالت نزلت لأملأ هذا السقاء فسقط ولدى عن كتفى فى البحر فأنا
أبكى عليه قال فبكيت شفقة عليها ثم نظرت الى البحر فاذا الامواج تحمله فصحت لأمه
هذا ولدك فرأته متربعا لم يصبه شئ وقال ابن عبد الحكم هذا لو قيل لى ما تتمنى لقلت
أن أرى كتاب أعمالى فى الدنيا توفى رضى الله عنه سنة ثمان وستين ومائتين وتحت رجلى
الامام الشافعى شباك خلفه قبر الشيخ نجم الدين المعروف بالخبوشانى وحيد وقته وفريد
عصره منع أهل البدع ورد عليهم واستتابهم عما عملوه من العقائد الفاسدة وأظهر عقيدة
الاشعرية بالديار المصرية وكان له دعوة مجابة وكان صلاح الدين يوسف بن أيوب يأتى
الى زيارته ويقف عليه ويسأله الدعاء حكى صاحب سيرة صلاح الدين انه أعطى النصر
بدعاء الخبوشانى وكان اذا خرج الى الغزو يسأله الدعاء فيدعو له فينتصر ومدحه ابن
خصيب بأبيات فأراد أن يجيزه فقال له اجعل جائزتى دعوة فدعا له وكان من عادة العجم
أن المدرس يجلس فى الدرس وعلى رأسه طرطور فخرج يوما الى الدرس وقد جعل الطرطور على
رأسه ظانا أنه فى بلاده فلما دخل حلقة الدرس تبسم كل من كان به فنظر اليهم وصلى
ركعتين ثم جلس فما بقى أحد منهم الا بكى وخرج فى بعض الليالى يطوف على
بيوت الطلبة
بالمدرسة فسمعهم يقرؤن القرآن حتى أتى الى خلوة فنظر من خلال الباب فرأى صاحب
الخلوة قد وضع الكتاب من يده وأنشد يقول
تطاول هذا الليل
والعين تدمع
|
|
وأورثنى حزنا
بقلبى يوجع
|
فبت أقاسى الليل
أرعى نجومه
|
|
وبات فؤادى
خائفا يتفزع
|
اذا غاب عنى
كوكب فى مغيبه
|
|
تغيب عقلى آخر
حين يطلع
|
اذا ما تذكرت
الذى كان بيننا
|
|
وجدت فؤادى
بالهوى يتقطع
|
وكل محب ذاكر
لحبيبه
|
|
يرجى لقاه كل
يوم ويطمع
|
فذا العرش فرّج
ما ترى من صبابتى
|
|
فأنت الذى ترعى
امورى وتسمع
|
فلما أصبح
الخبوشانى قال للفقيه ما الذى كنت تقول الليلة فقال كنت أقرأ العلم فقال حدثنى
حديثك فقد سمعت انشادك فقال يا سيدى كانت لى ابنة عم بانت عنى بالطلاق فوجدت عليها
وجدا عظيما وسألت أباها أن يردّها لى فأبى وحلف أن لا يردّها لى حتى يأتيه
الخبوشانى ماشيا وأنا أستحى أن أذكر ذلك لك يا سيدى قال فضحك الخبوشانى فبينما هما
كذلك اذ أقبل صلاح الدين ودخل على الشيخ نجم الدين فرآه ضاحكا فسأله فأخبره بقضية
الرجل فأمر له بثلثمائة دينار ثم ذهب الشيخ معه ماشيا الى منزل أبيها فخرج وقبل
يده وقال له يا سيدى انه فقير فأخرج له المال فقال له ردّها له وأو لم قال فردّها
له وأو لم وكان الخبوشانى عابدا زاهدا عدّه القرشى فى طبقة الطوسى ومع الامام
الشافعى فى القبة قبر الملك العزيز والملكة شمسة أم الملك العزيز وعند الخروج من
هذا المشهد بين البابين بالمدرسة الصابونية قبر القاضى ابن القاضى لسبعة أجداد
معدود فى طبقة القضاة والقراء والصوفية وأما الجهة البحرية من مشهد الامام الشافعى
عند الدرب الجديد تدخل منه الى المقبرة الملاصقة لشباك الامام الشافعى فيها جماعة
من القراء والصلحاء أجلهم الشيخ وحشى كان من كبار الصلحاء وهى تربة لطيفة بهذا
الحوش وقال بعضهم ان بهذه المقبرة قبر الشيخ أبى اسحاق ابراهيم بن المروزى ذكره
القضاعى فى تاريخه وقال هو مع الشافعى فى حجرته قلت وهو الآن لا يعرف الا مع صاحب
الرمانة
ذكر تربة السنجارى هى التربة العظمى الحسنة البناء المقابلة للجامع بها جماعة
من العلماء والقضاة وآخر ما ذكره القرشى منهم القاضى أبو المحاسن السنجارى وقد سلف
ذكرهم مع القضاة والى جانبهم تربة بها قبر المواز وذكر القرشى فى الخطة قبر الفقيه
ابن الحسين كان من أجلاء العلماء وأكابر السادة والأصح انه لا يعرف له قبر الآن
وفى طبقته الفقيه
ابن الحسن الحضرمى
من أصحاب الدينورى ولا يعرف له قبر وفى الخطة الفقيه ابن غزال ويعرف بأبى حفص
الحضرمى ومعه فى التربة يحيى بن عمر صاحب ابن قاسم وتربتهم لا تعرف الآن ثم تأتى
الى باب الشافعى البحرى تجد الى جانبه تربة لطيفة بها قبر الشيخ أبى المحاسن يوسف
السندى المعروف بصاحب الرمانة والى جانبه تربة صغيرة بها قبر الشيخ حمزة التقدوسى
الخياط ثم تمشى من الطريق المسلوك الى التربة المعروفة بالصرفندى قال ابن الجباس
هو خلف بن عبد الله الصرفندى كان من العلماء الاخيار وكانوا ينقلون انه من جملة من
أرادوا نقله عند بناء حائط الامام الشافعى فسمعوا من جانب قبره قائلا يقول أتخرجون
رجلا أن يقول ربى الله وكان قد عمر عمرا طويلا ومعه فى التربة جماعة من العلماء وبها
جماعة من الاراسفة منهم الشيخ أبو الحسن على الارسوفى وهو شيخ الصرفندى حكى ابن
عثمان قال رؤى الصرفندى فى النوم وهو يقول زوروا شيخى قبلى فانما أنا شئ الا به
والدعاء عنده مجاب ومنه الى تربة الشيخ أبى الحسن على الدلكى وهى تربة لطيفة بغير
سقف وتعرف الآن بهذا الشيخ كان من كبار الصالحين وفى بعض تعاليق شيخنا ان الدلكى
هذا كان من شيوخ الكيزانى ومعه فى التربة الشيخ كرجى والشيخ مفرج القرشى والى
جانبهم تربة بها قبر الشيخ أبى عبد الله محمد المزنى والى جانب هذه التربة على
الطريق المسلوك قبر الشيخ عبد الرحمن بن أحمد الدارانى وعموده مع الحائط فى حوش
لطيف والى جانبه من الجهة القبلية التربة المعظمة المعروفة بابن شيخ الشيوخ بها
جماعة ذكرهم القرشى منهم الشيخ فخر الدين أبو الفضل يوسف ابن شيخ الشيوخ والشيخ
أبو الحسن محمد ابن شيخ الشيوخ وأبو الفتح عمر ابن أبى الحسن على بن أبى عبد الله
بن حمويه الشافعى مات قتيلا من يد الفرنج وهو معدود فى طبقة القراء والشهداء
والصوفية وحمل من المنصورة الى قرافة مصر ودفن بها ثامن شهر ذى القعدة سنة ست
وأربعين وستمائة وكان مولده بدمشق سنة اثنين وثمانين وخمسمائة وسمع الحديث من أبى
الفضل منصور العمرى وحمل معه الشيخ الجليل أبو الحسن محمد ابن القاضى أبى الطاهر
اسماعيل وكان قد قتل معه قال المؤلف ولهم تربة أيضا بشقة الجبل بها الشيخ أبو
الحسن على ابن شيخ الشيوخ نذكره عند شقة الجبل والى جانب هذه التربة الجديدة قبر
الشيخ أبى عبد الله محمد المقدسى ومقابل هذه التربة تربة مرتفعة عن الارض يصعد
اليها بدرج بها قبر الشيخ مروان الرفاعى وولده حسن والى جانب هذه التربة من الجهة
القبلية تربة الملك الفائز واذا اخذت فى الطريق المسلوك قاصدا الى مشهد السيدة
كلثم
تجد على يمينك
تربة بها السادة الاشراف أولاد ابن ثعلب والى جانبها تربة الشيخ شهاب الدين العطار
أحد مشايخ الزيارة والى جانبها من الجهة القبلية تربة القاضى بدر الدين ابن جماعة
وقد سلف ذكره مع القضاة ومقابله تربة بها بهاء الدين زهير وهذه الجهة القبلية من
مشهد الامام الشافعى وقد ذكرنا الجهة الغربية التى تلى المشاهد وأما الجهة الشرقية
وهى شقة المصينى فبها جماعة من العلماء منهم الفقيه أبو الليث الشامى كان من أجلاء
الفقهاء معدود فى طبقة الصرفندى قال القرشى وقبره خلف الدار التى بجوار المصينى
تدخل اليه من الزقاق الذى بجوار تربة ابن شيخ الشيوخ غربيا منه قلت وهو الآن مجاور
لقبر الخواص مقابل لمشهد المصينى ثم تمشى فى الطريق المسلوك قاصدا الى مشهد
المصينى تجد على يمينك قبر الشيخ أبى العز القرقرى أحد مشايخ الزيارة وهو فى حوش
لطيف وقبره معروف باجابة الدعاء ويليه الى الجهة القبلية عند باب مشهد المصينى قبر
الشيخ أبى الحسن الابهرى المصينى الضرير شيخ القراآت السبع قرأ على أبى الحسن
الاهوازى وقرأ الاهوازى على أبى العباس أحمد بن محمد العجلى وقرأ العجلى على أبى
العباس الرازى وهو قرأ على ابن شاذان وهو قرأ على أبى الحسين أحمد بن زيد الحلوانى
وهو قرأ على هشام بن عامر السلمى بسنده الى النبى صلىاللهعليهوسلم وله روايات فى مذهب السبعة يطول شرحها وأخذ عنه الخشاب
والشريف الخطيب وابن الخطية رضى الله عنهم وهو شيخ المصينى معدود فى طبقة القراء
ذكره القرشى وسماه بالمصينى الكبير وتحت رجليه قبر الشيخ على الاسمر
ذكر المشهد المعروف بالمصينى ذكره الموفق ابن عثمان فى تاريخه وعده القرشى فى طبقة
الفقيه ثابت الطيان كان اماما عالما فريد عصره ووحيد دهره هو أبو عبد الله عبد
الرحمن وقيل أبو عبد الرحمن والصحيح أبو عبد الله قال القرشى وقبره معروف بالدرياق
سمع الاحاديث الكثيرة وحدث عن جماعة وكان قد انقطع فى بيته فكان الناس يزدحمون على
بابه لسماع الحديث حكى ولده عبد الله قال كان بجوارنا رجل قصاب اشترى كبشا فمرض من
ليلته فلما أيقن بموته قال اللهم انى أشهدك ان عاش هذا الكبش كان جلده ورأسه للشيخ
عبد الرحمن المصينى فأصبح وقد عوفى فذبحه وباعه وأتى بالجلد الى الشيخ فقال له
الشيخ وأين الرأس فقال آتيك بها الساعة يا سيدى ثم مضى وأتاه بها فقال الشيخ اكتم
عنى وكانت له دعوة مجابة وقد اشتهر عنه من قول الناس ان من زاره لم يزل فى امن
الله تعالى الى مثل ذلك اليوم الذى زاره فيه وكان كثير الاجتهاد قرأ فى الغرب
على شيخه ثم جاء
الى مصر فوجد فى مقلمته قلما معه من أقلام الشيخ فعاد الى الغرب ورده اليه وعاد
الى مصر قال أبو عبد الله صحبت المصينى وقد أردت الحج فقلت له يا سيدى انى قصدت
الحج فادع لى فقال اذا اصابتك مصيبة فادعنى قال فخرجت فركبنا البحر فهاج الريح
وأشرفنا على الغرق فناديت يا أبا عبد الله فلقد سمعت تلبيته فى أذنى لبيك لبيك ثم
رأيت البحر سكن من وقته فلما عدت الى الشيخ قال كيف كان طريقكم فقلت ما أصابنا
شدّة بدعائك قال ولا فى اليوم الذى ناديتنى فيه وأنت فى البحر وقال عبيد ما رأيت
أزهد من المصينى لقد كنا نأتيه بالاموال فيردّها حكى عنه أن رجلا كان يعمل على
دابته فوقعت منه فى الطريق فقال ان قامت هذه الدابة فأجرتها للشيخ فقامت فلم يذهب
اليه بشئ فلما كان فى اليوم الثانى وقعت فقال ان قامت فأجرتها للشيخ فقامت ولم
يذهب اليه بشئ فلما كان فى اليوم الثالث وقعت فقال ان قامت هذه الدابة فاجرتها
اليوم للشيخ فقامت فلما كان آخر النهار جاء بأجرتها الى الشيخ فضرب عليه الباب
فقال لم لم تأت فى اليوم الاول خذ ما جئت به وأذهب بارك الله لك فيما جئت به مات
رضى الله عنه سنة ثمان وخمسين وخمسمائة والى جانب مقبرته تربة لطيفة بها قبر الشيخ
مشعلة الانصارى وفى تربة المصينى جماعة منهم ولد الشيخ أبى عبد الله محمد بن
المصينى كان أوحد العلماء فى وقته قال المصينى كل ولد يأخذ من والده وأنا أخذت من
ولدى هذا وبالتربة أيضا قبر الشيخ الزكى الجزار المقدم ذكره فيما جرى له مع الشيخ
والى جانبه قبر الرجل الصالح الزكى المعروف بالحمار واذا أخذت من قبر المصينى
مغربا على اليمين زرت قبر الشيخ أبى الفوارس القيروانى ذكره القرشى فى طبقة
الفقهاء وسماه بالقزوينى وقال وقبره على الطريق وأنت قاصد الى المصينى قلت وقبره
الى الآن بازاء تربة ابن شيخ الشيوخ تحت المنارة يدخل اليه من الباب الذى تجاه باب
الامام الشافعى القبلى بالتربة التى بازاء تربة ابن شيخ الشيوخ وفى قبليه تربة
كبيرة قديمة البناء بها القاضى الحموى وفى قبلى المصينى مقبرة الخطباء الجيزيين
وقد ذكر القرشى الفقيه الحموى خطيب جيزة مصر وعدّه فى طبقة الشهداء ولا أدرى هل
قبره بهذه المقبرة أم لا ولم يكن بالقرافة خطباء جيزيون غير هذه المقبرة ويحتمل أن
يكون معهم وفى قبليهم قبر الشيخ شبل الدرعى وتربته معروفة على سكة الطريق ومعه فى
التربة قبر الفقيه ابن خميس المقرى معدود فى طبقة القراء وهذه الخطة من الشقة
الوسطى وفى غربيه قبر الشيخ شهاب الدين بن ثنا بازاء تربة الحموى على الطريق
المسلوك وفى قبليه تربة على سكة الطريق بها قبر الشيخ
الواعظ الواسطى
وفى شرقيه قبر الشيخ شهاب الدين بن قصبه وأخويه فخر الدين بن قصبه وأحمد وبها
جماعة من بنى قصبه وخطتهم معروفة بهم الآن ثم تمشى فى الطريق المسلوك من تربة
الواعظ الواسطى الى أن تأتى الى قبة صاحب النور قد اشتهر عند المصريين بصاحب النور
لما كانوا يرون على قبره من النور فى ليالى الجمع وعلى عموده مكتوب هذا رجل من بنى
المعافر وفى شرقيه جماعة من المجاهدين من ذرية الضراب وفى غربيه الملك الفائز وفى
قبليهم حوش به عمود على قبر مكتوب عليه الشيخ أبو الحسن على بن سنقر العسقلانى وفى
قبلى قبة صاحب النور مقبرة الفقهاء بنى ضرغام المالكية ووفاتهم على أعمدتهم ومنهم
تخرج فى الطريق المسلوك تجد تربة الشيخ مسعود المريسى ومعه فى التربة قبر الوزير
فخر الدين عثمان انتهت الشقة اليمنى وفى قبلى مقبرة الفقيه ابن خميس المقرى مقبرة
السادة معبرى الرؤيا وقبليهم قبر الشيخ شرف الهدار انتهت واذا أخذت من مشهد
المصينى مشرقا الى قبر السيدة فاطمة الخصوصية تجد قبر الشيخ أبى العز النيدى قبره
داثر فى خربة وعلى باب تربته حوش به عمود مكتوب عليه الشيخ أبو القاسم عبد الرحمن
الخامى ومعه فى التربة قبر الشيخ الزكى بن معنى الخامى ثم تأتى الى قبر الخصوصية
وهى مشهورة باجابة الدعاء كانت من الصالحات العابدات وهى من طبقة ميمونة العابدة
وقبرها مسنم مع الحائط والى جانبها من الغرب تربة بغير سقف بها قبر الشيخ مسعود
النوبى ثم ترجع فى الطريق قاصدا الى الخط المعروف بالسنهورى قاصدا قبة العيد فتجد
قبل وصولك اليها عمودا مكتوبا عليه الشيخ وتاب الوردى وفى بحريه قبر الشيخ أبى
القاسم المتصدر بالجامع العتيق واسمه أبو الكرم ومعه فى الحومة قبر الشيخ أبى
القاسم هبة الله عرف بالعطار هكذا مكتوب على قبره وبازاء قبة العيد قبر الشيخ
الفقيه الامام العالم المعروف بابن عساكر واسمه أبو الكرم بن عبد الغنى بن عساكر
وفى غربيه قبر السيدة فاطمة ابنة شرف القطان ومعها فى الحوش قبر والدها الشيخ شرف
الدين وعند باب الحوش قبر الرجل الصالح المعروف بالطحان وبقية العيد جماعة من الاشراف
والى جانبها من الجهة الشرقية قبر الفقيه المغربى المعروف بخادم الشبلى ومقابله
على سكة الطريق تربة القاضى أبى الحسن على المعروف بالسنهورى وبها جماعة من ذريته
وهى الى الآن تربة داثرة بغير سقف ولا باب ويليها من جهة القبلة تربة بها قبر
الشيخ الصالح أبى بكر عتيق الحنبلى ويليها من جهة الشرق تربة الشيخ أبى الطاهر
مغسل الصالحين وهو الذى غسل سيدى أبا السعود ومعه فى التربة جماعة من ذريته
ومقابل تربته قبر
الشيخ شهاب الدين المعروف بالآدمى أحد مشايخ الزيارة وهو مسلكنا فى هذه الطريقة
وكان من أهل الخير والامانة والصدق أخذ عن شيوخه بسنده المذكور وروى أن أول من زار
بالزوار نهارا فى يوم الاربعاء الشيخ عابد وقبره بشقة الجبل وأول من زار بالطائفة
الشيخ على الغمرى وقد ذكرنا قبره وفى حومة الآدمى الفقهاء أولاد الارتاجى والى
جانبهم قبر الشيخ أبى البقا صالح المعروف بصاحب الصنجق ومنه الى تربة الفقهاء
أولاد ابن حمويه وهم جماعة معروفون بخدمة الامام الحسين بن على ابن أبى طالب
ومقابل تربتهم تربة لطيفة بها قبر الشيخ شرف الدين بن ليسون والخط معروف الآن
بمأذنة الزير والى جانب التربة حوش به قبر الشيخ محمد القصديرى والى جانبه حوش
المخزوميين ومنهم على سكة الطريق قبر أربع قطع حجارة مكتوب عليه الشيخ أحمد الآدمى
أحد مشايخ الزيارة قديم الوفاة والى جانبه على سكة الطريق مقبرة بنى الاشعث وهذه
احدى الثلاث مقابر اللاتى ذكرها ابن الجباس ولم يبق من هذه المقبرة شئ ظاهر غير
قبر واحد فى وسط الطريق وفى الحومة أولاد ابن بكير وفى الحومة عمود مكتوب عليه شكر
بن المطوع وفى الحومة قبر الفقيه ابن الصواف وفى الحومة قبر الشيخ أبى الحسن على
النابلسى ثم تأتى الى تربة السنهورى وقد ذكرنا الجهة الشرقية منها وأما جهتها
القبلية فاذا أخذت من تربة السنهورى مقبلا قاصدا الى قبر ابن برى النحوى وجدت عند
المحاريب قبرا مكتوبا عليه ظافر بن قاسم الباقلانى وقريب من هذه التربة تربة لطيفة
بها رجل من نسل أبى بكر الصديق رضى الله عنه وبالحومة قبر الشيخ أبى الفضل البطونى
ويليه من جهة القبلة عمود مكتوب عليه قبر الشيخ أبى القاسم الحجار
ذكر التربة المعروفة بأبى قاسم الفلافلى
كان من أكابر
الصالحين معروف فى طبقة أرباب الاسباب قيل انه كان يبيع الفلافل وكان يربح ربحا
عظيما فسئل عن ذلك فقال لما أن أخرج من بيتى أقول كما يقول الطير فقيل له وما ذا
يقول الطير فقال يقول اللهم يا من اليه خطانا اغفر لنا خطانا خرجنا اليك خماصا
سألناك أن نعود بطانا قال فاذا قلت ذلك يرزقنى الله الربح الذى ترونه ويليه من
الجهة القبلية عمود مكتوب عليه موسى ابن ماضى المعروف بابن عساكر ومعه فى الحومة
قبر الشيخ أبى الحجاج يوسف بن رواج الانصارى وحوله جماعة من ذريته ويليه من جهة
الشرق عمود مكتوب عليه أبو الربيع سليمان الطحان ذكره الشيخ زكى الدين عبد العظيم
المنذرى وفى قبلى تربة الفلافلى
قبر الشيخ الامام
العالم عبد الله بن برى النحوى ذكره القرشى فى طبقة الفقهاء وهو وحيد دهره كان
فقيها إماما صالحا وكان له ثوب له كمان أحدهما ضيق والآخر واسع وكان يشترى حاجته
ويحطها فى الكم الواسع واشترى يوما خبزا وعنبا وحطبا فجعل الجميع فى كمه فثقل
الحطب على العنب فانعصر ونزل ماؤه من كمه فقال لبعض الطلبة هل أمطرت المطرة فقال
يا سيدى السحابة فى كم الشيخ وقال له أهل بيته يوما انا ذاهبون الى الحمام فقال
عجلوا فانى آتيكم بحوائج طعام تطبخونه فلما مضى الى السوق ومضى أهله الى الحمام
اشترى بيضا وارزا ولحما وحطبا ثم أتى الى المنزل فوجده مغلقا فرمى جميع ما كان معه
من الطاق ثم ذهب الى الجامع وجاء وقت المساء فقال لاهله هاتوا اغرفوا لنا من
الطعام فقالوا وأى طعام انما وجدنا حطبا وقشر بيض فقال واللحم فقالت زوجته أكله
القطط فقال لا اله الا الله ما ظننت أن القطط تأكل حراما وما علمت ان أحدا يأكل
حراما الا اليوم وجاء اليه رجل فأعطاه صرة فيها ثلاثون دينارا فظنها فلوسا فمرّ
على رجل فقير يقول من يساعدنى بدرهمين فعدّله الثلاثين فقال الفقير أنا ما أريد
الا درهمين عددا فجاء الى رجل وقال له اقرضنى درهمين فاقرضه فأخذهما وأتى بهما الى
السائل فدفعهما اليه فقال السائل هذا خير من الذى أعطيتنى أولا فقال للسائل قم بنا
نردّها الى صاحبها فقام معه وأتيا الى صاحب الدنانير فقال له الشيخ هذه الفلوس ما
يتعامل بها أحد فقال يا سيدى هذه ما هى فلوس هذا ذهب وهو من زكاة مالى فخذه فقال
لا والله هذا أحق وأشار الى السائل فقال السائل وأنا لا آخذها فانى ما كنت محتاجا
الا الى درهمين فقال الشيخ وأنا لا آخذها وقال صاحبها وأنا لا تعود الىّ فطرحوها
ملقاة حتى مر الناس فتصدّقوا بها وكان له جارية تصنع الطعام فصنعت له يوما ارزا
بعسل ثم قالت له يا سيدى حرك القدر حتى آتى فجعل يحركها فذاق منها فقال فى نفسه
انها تحتاج الى ملح ثم طرح فى الارز ملحا فجاءت الجارية فوجدته قد استوى فنزلت
القدر وغرفت فلم تشعر الا وأمير مصر قد جاء الى الشيخ يسلم عليه فلما دخل الدار
وجلس قدم له الشيخ من الارز فلما أكل منه استملحه فقال له يا سيدى أنتم ما غسلتم
الارز قبل أن تضعوه فى العسل قال نعم يا سيدى قال فيه بعض ملح فقال أنا وضعت فيه
الملح وهل يطبخ طعام بغير ملح فتبسم الامير وعجب من أمره وركب يوما فى البحر مركبا
فرأى البحر ساكتا فظن انه وصل الى البر فنزل من المركب ومشى على الماء فصاح صاحب
السفينة يا سيدى ما وصلنا الى البر فرجع فأخذ صاحب السفينة بيده وقال له يا سيدى
كيف مشيت على الماء فقال
انما مشيت على
الارض وأنت خيل لك ذلك فلما وصل الى البرّ ونزل ومضى الى حال سبيله مضى صاحب
السفينة الى بعض الامراء وأخبره بذلك فأخبر الامير السلطان بذلك فأراد النزول اليه
فشاع الخبر أنه قد توفى رضى الله عنه فنزل وصلى عليه قال ولما صلى عليه سمع بعض من
حضر جنازته قائلا يقول رحمك الله يا ابن برى ما شغلتك الدنيا عنا ولا غرك ما فيها
وقال بعض العلماء رأيت ابن برى بعد موته فقلت له ما كان منك فقال لما جعلتمونى فى
القبر وانصرفتم عنى أتانى اثنان فقال أحدهما من ربك فقلت وهل غير الله رب فقال
الآخر ومن نبيك فقلت محمد رسول الله ثم قرأت لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا
وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير وكما سألتمانى فأنا أسألكما فقلت من ربكما فقالا
نم فقد عرفت الله وقال أبو سعيد ما رأيت أنصح من ابن برى ولا أزهد ما كانت الدنيا
تساوى عنده جناح بعوضة ولولا ما أعطى من العلم ما عدّه القرشى من العلماء وقال له
بعضهم يا سيدى لم لا تعرف ما يعرفه الناس فقال انى لما كنت صغيرا كنت أخرج من
البيت الى المكتب ومن المكتب الى البيت لا أعرف غير ذلك الى أن بلغت الحلم فلما
بلغت الحلم قرأت العلم فكنت آتى من البيت لحلقة الدرس ومن حلقة الدرس الى البيت
الى الآن لا أعرف غير ذلك ولم أزل منقطعا عن الناس كما ترونى لا أخالط أحدا الا فى
الطاعة وكان يقول مسكين من يلقى الله بالذنوب ما أشدّ خجله ولو مع العفو وفى طبقته
الفقيه الامام العالم أبو العباس أحمد بن أبى الطاهر اسماعيل ابن الشيخ على بن
غنايم الانصارى الدمشقى الاصل عرف بابن النحاس المصرى المولد الحنبلى المذهب مات بالقاهرة
سنة ثلاث وأربعين وستمائة وكان مولده سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة كان فقيها عالما
سمع الحديث من أم عبد الكريم فاطمة ابنة سعيد الخير الانصارى وهو ابن أخى أبى سعيد
كان من الفقهاء الزهاد وقال القرشى قبره على الطريق المسلوك الى جهة السنهورى تحت
الدار العالية قال المؤلف والدار العالية قريب من ابن دغش الانصارى وفى طبقته
الفقيه الامام العالم زين الدين النحوى كان بحاثا فى العربية اشتغل عليه جماعة
وانتفعوا به ولا يعرف له الان قبر وفى طبقته الامام الفقيه العالم محب الصالحين
ابراهيم بن اسحاق كان من أهل الخير والصلاح قال أبو الحجاج المدرس بمدرسة المالكية
كان يطوف على زوايا المشايخ وأماكن الفقراء وحكى انه وجد فقيرا فى مسجد نائما وهو
متوسد لبنة فجلس عند رجليه حتى استيقظ فقال له ادع الله لى فقال حماك الله من
النار فلما كان الليل سمع قائلا يقول ان الله قد استجاب دعوة ذلك
الفقير لك فكان
بعد ذلك لا يجد فقيرا الا قبل يده وسأله الدعاء ذكره القرشى قلت وهو لا يعرف له
قبر الآن وفى قبليه التربة المعروفة الآن بالزير والى جانبها من الحائط الغربى قبر
أبى الربيع سليمان الزعفرانى وقال بعض مشايخ الزيارة والى جانبه الشيخ أبو الربيع
السبتى وهما القبران اللذان على صف واحد مع الحائط وحولهم جماعة من الانصاريين
أسماؤهم مكتوبة على أعمدتهم ووفاتهم ويلى التربة من الجهة الغربية قبر الشيخ أبى
القاسم الحجار ومن الجهة القبلية قبر الشيخ الصالح أبى الربيع سليمان المغربل
وحوله جماعة من الانصاريين ثم تمشى خطوات يسيرة مشرقا الى تربة التميميين فتجد قبل
وصولك اليها عمودا مكتوبا عليه درع بن ضرار رضى الله عنه
ذكر تربة التميميين بها جماعة من ذرية تميم الدارى وبها عمود مكتوب عليه هذا
قبر الشيخ الامام العالم شرف الدين أبى عبد الله محمد بن عبد الرحمن القرشى وبها
قبر الشيخ الامام العالم القاضى أبى العباس التميمى المحدث عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم معدود فى طبقة الفقهاء والمحدّثين والقضاة وبها أيضا قبر
القاضى الصفى بن ابراهيم الدارى وبها أيضا قبر القاضى مهذب الدين اسماعيل التميمى
وبها أيضا قبر الشيخ ابى الحسن على بن الحسن الدارى وعماد الدين يوسف بن أحمد
الدارى وبها أيضا قبر القاضى محيى الدين أبى عبد الله محمد بن شرف الدين بن أبى
القاسم عبد الرحمن الدارى وبها أيضا قبر الفقيه الامام العالم أبى عبد الله محمد
ابن الشيخ جمال الدين البلبيسى وعند باب هذه التربة قبر مسنم مبنى بالطوب الاحمر
عليه عمود مكتوب عليه هذا قبر الاخوين الشقيقين سيف الدولة وعز الملك ولدى محمود
العسقلانى ويلى تربة التميميين جماعة من الارمويين منهم الشيخ جمال الدين الأرموى
وذريته وبحريها تربة المجاهدين ريسة البحر المالح بها قبر الشيخ منصور المجاهد وذريته
ومن وراء حائط هذه التربة مقبرة العساقلة بها قبر الشيخ أبى عبد الله محمد المعروف
بالسكيسيك العسقلانى معدود فى العباد وأرباب الاسباب وحوله جماعة من العسقلانيين
وفى هذا المجر قبر البنات الابكار وهو مبنى بالفص الحجر [مقبرة
الفقهاء أولاد ابن رحال الشافعية] ويليهم من الجهة البحرية مقبرة الفقهاء أولاد ابن رحال الشافعية وهم علماء
محدثون وأعمدتهم على قبورهم تشهد بوفاتهم ومنهم الى مقبرة المنذريين وهو حوش عليه
هيبة وجلالة به قبر الشيخ الامام العالم الحافظ صاحب الكتب والمصنفات المشهورة زكى
الدين عبد العظيم المنذرى ومعه فى التربة جماعة من ذريته ثم ترجع الى قبر السكيسيك
وتمشى فى الطريق المسلوك قاصدا الى تربة زربهان وأول زيارة هذه الشقة من قبر مغسل
الصالحين
وقد ذكرناها فتجد
قبل وصولك الى التربة على الباب الثانى المدور تربة لطيفة بها قبر المرأة الصالحة
زينب الفارسية كانت من الصالحات العابدات مشهورة بفعل الخير مذكورة بمداومة
زيارتها خلفا عن سلف ثم تدخل الى تربة الشيخ زربهان وهو الشيخ الامام العالم أبو
عبد الله محمد المعروف بزربهان العجمى الفارسى ذكره الشيخ زكى الدين المنذرى فى
معجمه وأثنى عليه وعدّه فى مشايخه وهو معدود فى طبقة الصوفية والعباد حكى عنه
الشيخ زكى الدين رضى الله عنه انه لما دخل الى مصر وهو فى حال تجريده نام على
حانوت رجل صفار يعنى نحاسا فسرق الحانوت تلك الليلة وجاء صاحب الحانوت فوجد حانوته
سرق فقال لصاحب الدرك ما أعرف حانوتى الا منك فقال صاحب الدرك ما كان نائما على
حانوتك الا هذا الفقير فقال الرجل ان كنت اتهمت هذا الفقير فأجرى على الله فانى
توسمت فيه الخير قال فنظر الشيخ الى صاحب الدرك وقال ان من عباد الله من يقول لهذا
الطبق صر ذهبا فيصير ذهبا بأذن الله تعالى قال فصار الطبق ذهبا فنظر اليه الشيخ
وقال له عد كما كنت انما ضربت بك مثلا فعاد الطبق الى حالته قلت وهذه الكرامة تعدّ
من انقلاب الاعيان فقال له الرجل يا سيدى ادع لى فقال أغنى الله فقرك فأغنى الله
الرجل وكان يعدّ من أغنياء مصر ببركة دعوة الشيخ رضى الله عنه
وأما انقلاب
الاعيان كرامة للاولياء فكثير ذكر الشيخ عبد الله اليافعى فى كتاب روض الرياحين
جملة من انقلاب الاعيان وعد لهم كرامات كالمشى على الماء والطيران فى الهواء
والكشف عن أحوال الموتى وسماع كلام الموتى واحياء الميت باذن الله وانزواء الارض
لهم والكلام على الخاطر والكلام على المستقبل والكلام على الماضى والاخبار
بالمغيبات والانفاق من الغيب وايثارهم على أنفسهم وانفلاق البحر لهم وركوب السحابة
وأعظم من هذا أنهم يشفعون يوم القيامة بعد شفاعة النبى صلىاللهعليهوسلم وقال العلماء رضى الله عنهم كلما كان معجزة لنبى جاز أن
يكون كرامة لولى الا ما خص به النبى صلىاللهعليهوسلم فانه لا يكون لأحد مثله ولهذا الشيخ زربهان كرامات خارقة
وعبادات ومجاهدات وحكى عنه بعض مشايخ الزيارة أنه كان عنده قط وكان الشيخ قد ألقى
فيه سرا حتى انه كان اذا قدم على الشيخ أضياف يصيح بعددهم فصاح يوما أربعين مرة
وجاء الضيفان فعدّهم الشيخ فوجدهم واحدا وأربعين رجلا فمعك أذن القط وقال له لم
كذبت فقام القط وطاف عليهم واحدا واحدا حتى أتى الى رجل منهم فطلع على رأسه وبال
عليه فنظر الشيخ الى الرجل فاذا هو نصرانى فقال له الشيخ أنت على هذه المثابة
وتصحب
هؤلاء الجماعة
فقال يا سيدى لى مدة أصحبهم وأنا على هذه الحالة فما افتضحت الا اليوم ثم أسلم على
يدى الشيخ رضى الله عنه وقد أنكر شيخنا الآدمى هذه الحكاية وهى مشهورة مستفاضة وقد
روى عنه الفخر الفارسى وهو تلميذه أشياء كثيرة كان يراها منه وعلى قبره هيبة
وجلالة وعند خروجك من باب التربة تجد قبرا صغيرا مع الحائط عليه عمود يذكر أنه قبر
القط صاحب الحكاية وليس بصحيح والذى على العمود مكتوب قبر القطان وهو الاصح ثم
تخرج من التربة وأنت قاصد الى زاوية الشيخ يوسف العجمى تجد قبل وصولك اليها قبر
الشيخ أبى عبد الله الحموى المعروف بالمصغر وهو فى التربة الصغيرة المقابلة لتربة
أولاد درباس وذريته وهو القاضى صدر الدين وقد ذكره القرشى وابن ميسر وبالحومة قبر
الفقيه امام مسجد برجوان بحارته معدود فى طبقة الأئمة والقراء وقبره على باب الدرب
الجديد وبالحومة حوش الفقهاء وهم فى المجر السالك الى الجبرتى ذكر
الزاوية المعروفة بالشيخ يوسف العجمى وما حولها من الاولياء والعلماء قبلها من الجهة البحرية من داخل الدرب الجديد
تربة بها قبر الشيخ الصالح الفقيه الامام العالم بهاء الدين على المعروف بابن
الجميزى فريد وقته ووحيد عصره كان من العلماء الاجلاء المشهورين بالفتوى شهد له
علماء الأمصار بالمعرفة والتحقيق وكان شافعى المذهب وكان يتكلم فى الاصول والفروع
سمع الحديث من جماعة من الرواة قال بعض أصحابه ما رأيت أكرم منه ما رأيته سئل الا
أعطى ووقع رجل فيه فأصابته الحمى شهرا ثم رأى الرجل بعد الشهر من يقول له اذهب الى
ابن الجميزى وتحلل منه تذهب عنك الحمى فجاء الى الشيخ وتحلل منه فذهبت عنه الحمى
ذكره القرشى فى طبقة الفقهاء والمحدثين ومعه فى التربة جماعة من ذريته وقد ذكر
القرشى بهذه التربة قبر عتيق بن حسن بن عتيق القسطلانى الكبير قلت وهذا غلط لان
عتيق بن حسن وذريته بتربة البكريين القريبة من المجد الاخميمى وهذا هو الاصح وعند
شباك تربته قبر الفقيه الامام العالم ابن طوغان الشافعى المصلى بمسجد سوق وردان
كان شافعى المذهب قال أبو عبد الله محمد بن أبى الفتح الدمشقى كان ابن طوغان كثير
العبادة والزهد حفظ التنبيه فى ثلاثة أشهر وأقام أربعين سنة يصوم ولا يفطر الا فى
العيدين وحكى عنه أن الرجل كان اذا صعد الى المسجد ليصلى خلفه لا ينصرف من خلفه
حتى يبل لحيته بالدموع ولا يعود الى معصية ذكره ابن الملقن فى تاريخه وعدّه القرشى
فى طبقة الفقهاء وقال القرشى توفى فى آخر سنى الستمائة وذكر فى طبقته الشيخ أبا
القاسم عبد الرحمن بن أبى عبد الله محمد بن سليمان اللخمى الحنفى
المنعوت بالوجيه
كان فقيها مجيدا محدثا كثير الورع مات سنة ثلاث واربعين وستمائة صحب جماعة من
الفقهاء وصحب ابن برى النحوى وابن الصابونى يذكر مع الفقهاء والمحدثين درّس وأفتى
وصنف وكان أحد الفقهاء الحنفية المشهورين المعروفين بحسن الفتوى وكان يقول كنت
أشتهى ان أرى الامام أبا حنيفة فرأيته فى النوم فقلت له من أنت قال أبو حنيفة فقلت
ادع لى فقال بماذا قلت بالجنة قال على شرط قلت ما الشرط قال تلازم الخمس وتترك
الناس الا فى طلب العلم قلت قد فعلت قال ولك ذلك فأنا أرجو أن يوفى لى بما رأيت
وهو لا يعرف له قبر الآن وعند باب تربة الشيخ يوسف العجمى جماعة من مشايخ الاعجام
وبالتربة المذكورة الشيخ الامام الصالح العارف القدوة مربى المريدين وقدوة
العارفين الشيخ جمال الدين يوسف بن عبد الله بن عمر بن على بن خضر الكورانى كان
عارفا بالله تعالى وبسلوك الطريق أدرك الشيخ يحيى الصنافيرى وكان يزوره كثيرا
ويفهم ما يقوله الشيخ من الاشارات والتلاويح وله مناقب جليلة يضيق الوقت عن وصفها
وله ذرية باقية الى الآن وتوفى فى جمادى الاولى سنة ثمان وستين وسبعمائة وأما
الجهة القبلية من تربته فمن وراء المحراب مقبرة السادة الحنابلة وتعرف قديما بتربة
بنى نجية ذكرهم القرشى فمنهم الفقيه الامام زين الدين على بن ابراهيم بن نجا
الانصارى الواعظ توفى سنة تسع وتسعين وخمسمائة هكذا مكتوب على عموده والى جانبه
قبر الشيخ الفقيه الامام أبى الفرج عبد الواحد الانبارى الحنبلى كان من أكابر
العلماء حكى عنه العز الحنبلى قال لما غسل رأوا رجليه تورّمتا فقال بعض أهله ليس
هذا من مرض وانما هو من طول قيامه فى الليل وقال بعض الحنابلة رأيته فى النوم فقلت
له ما فعل الله بك قال أعطانى نعيما لا ينفد وحياة بلا موت والدعاء عند قبره مجاب
واذا خرجت من الدرب قاصدا الى تربة أم الاشراف وجدت على يسارك حوش الفقهاء أولاد
الشرابى به جماعة من العلماء منهم الفقيه الامام عبد الخالق بن صالح بن على بن
زيدان المقسطى كان من أجلاء العلماء مات سنة أربع عشرة وستمائة والى جانبه قبر
الشيخ الامام العالم أبى الجود حاتم بن ظافر بن حامد الارسوفى توفى سنة أربع
وستمائة قال الفقيه عبد الوهاب رأيت رجلا جالسا عند قبره فأخبرنى انه من ذريته
وحكى عنه أن أخى كذب عنده مرة فحلف أن لا يكلمه سنة وكان يقول لنا الصدق نجاة فى
كل شئ وكان يقول لنا انى أرى وجوها فأتفرس فيها من كثرة العبادة وتحت رجلى المقسطى
قبر المرأة الصالحة خديجة ابنة الشيخ هارون بن عبد الله بن عبد الرزاق بن هارون
المغربية
الدوكالية ولدت
سنة أربعين وستمائة وحجت خمس عشرة حجة ثلاث عشرة منها ماشية واثنتان راكبة وقرأت
القرآن بالقراآت السبع وحفظت الشاطبية وتوفيت الى رحمة الله تعالى ليلة الاثنين
خامس شهر الله المحرم سنة خمس وتسعين وستمائة وهى بكر هكذا مكتوب على رخامة قبرها
ومعهم فى الحوش قبر الشيخ عبد البارى بن عبد الخالق الشرابى والى جانبه قبر الشيخ
عبد الخالق المسكى المحدث عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم وبحرى هذه التربة تربة لطيفة بها قبر الشيخ نصر الدين بن
عبد الوارث المسكى وبحرى هذه التربة تربة لطيفة بها قبر الشيخ أبى عبد الله محمد
البلبيسى وقد ذكر القرشى فى حومتهم قبر الشيخ الامام العالم أبى حفص ويقال أبى
الخطاب عمر بن أبى القاسم على بن أبى المكارم بن بشارة الانصارى الدمشقى الاصل
المصرى المولد الشافعى المذهب كان خطيبا بجامع المقسم وهو من بيت علم كان أبوه من
أجلاء العلماء وأخوه أبو بكر أيضا قال القرشى وقبورهم فى التربة التى غربى أم
الاشراف قلت وهم فى التربة الآن مات أبو القاسم فى سنة ست وأربعين وستمائة قال
القرشى ورأيت منهم على سكة الطريق السيدين الشريفين العالمين الورعين الزاهدين
الفقيه اسحاق والفقيه اسماعيل المقيمين بمشهد الحسين ولا يعرف لهما الآن قبر وفى
حومتهم قبر الشيخ شهاب الدين زائر الصالحين ثم ترجع الى مقبرة الطوسى بها جماعة من
العلماء ويليها من الجهة القبلية مقبرة البكريين وهم جماعة من نسل أبى بكر الصديق
رضى الله عنه ذكرهم القرشى [مقبرة المهلبيين] ويليها من الجهة البحرية مقبرة ابن الصابونى ويليها من
الجهة الغربية مقبرة المهلبيين كان الشيخ شهاب الدين أبو الفتح محمد المعروف
بالطوسى يقول لو حفظنا حرمة العلم ما رأينا أحدا من أبناء الدنيا وقال أبو حفص عمر
الذهبى لما دخل الطوسى الى بغداد وبلغ الخليفة قدومه بعث اليه فلما حضر قيل له قبل
الارض فلم يسمع فقيل له هذه تحية أمير المؤمنين فقال كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يأتى اليه الرجل فيسلم عليه ويجلس وهو خير الخلق فقيل له
سلم على أمير المؤمنين فانه من خلف الستر فقال لا أدرى هل ذكر خلف الستر أم أنثى
فرفع الخليفة الستر فسلم عليه ثم جلس فجعل يحدثه ويسأله عن مسائل فيجيب عنها وبلغ
من جلالته فى العلم أنه كان اذا ركب يصيح الجاويش قدامه ويزدحم الناس على بابه
وقال ابن ماهان رضى الله عنه جئت الى باب الطوسى فرأيت الناس يزدحمون فعددت ألف
فتوى وكان رضى الله عنه اذا قال قال الشافعى يقول قال شمس الهدى وكان يقول نحن فى
زمن ما فيه من يطلب العلم وكان يقول العلم زين والجهل شين وكان عبد الجبار
يقول ما رأيت أحسن
بزة منه وجاءه رجل ومعه دراهم فقال ما هذه فقال جائزة التدريس فبكى وقال والله
امتهنا حرمة العلم وقال بعض العلماء كنت أجالس الطوسى فقال لى يا هذا ان كرامة
الله للعبد حسن الثناء عليه وان عنوان هوانه على الله سوء الثناء عليه والناس
أحاديث فان استطعت أن تكون أحسنهم حديثا فافعل وكن كما قال ابن دريد
انما المرء حديث
بعده
|
|
فكن حديثا حسنا
لمن وعى
|
مات رضى الله عنه
بعد الخمسمائة وقبره معروف الآن وحوله جماعة من ذريته ويليه من الجهة القبلية
مقبرة البكريين بها قبر عبد الله بن هاشم البكرى قال المؤلف ورأيت على قبر منها
مكتوبا الشيخ أبو الفتوح الحسين بن الحسن بن محمد بن محمد بن محمد بن عمروك ابن
عبد الله بن الحسن بن القاسم بن علقمة بن نصر بن معاذ بن عبد الرحمن بن القاسم ابن
محمد بن أبى بكر الصديق وعلى آخر الشيخ صدر الدين أبو على الحسين بن محمد بن محمد
البكرى وعلى آخر شمس الدين الحسين بن محمد بن محمد البكرى وقد دثر أكثر هذه المقبرة
ويليها من الجهة الغربية مقبرة المهلبيين بها جماعة من العلماء منهم أبو بكر بن
عبد الغفار المهلبى الهمدانى قال كنت أحفظ الشعر وأكثر من حفظه فرأيت فى النوم
رجلا ومعه جفنة نار مملوءة وهو يأخذ منها ويلقيه فى فمى فقمت وأنا خائف مما رأيت
فأتيت بعض العلماء فقصصت عليه ذلك فقال عندك مال حرام قلت لا فقال هل تحفظ الشعر
قلت نعم قال هو ذلك فتركته وطلبت العلم وقال رأيت عمارة الشاعر فى النوم فقلت له
يعجبنى قولك
يا قوم ما فى
الهوى العذرى أعذار
|
|
لم يبق لى مذ
أقر الدمع انكار
|
لى فى القدود
وفى ضم النهود وفى
|
|
لثم الخدود
كنايات وآثار
|
هذا اختيارى
فوافق ان رضيت به
|
|
أو لا فدعنى وما
أهوى وأختار
|
فقال لم ينفعنى
مما قلت غير بيتين قلت وما هما فانشدنى
طمع المرء فى
الحياة غرور
|
|
وطويل الآمال
فيها قصير
|
وحياة الانسان
ثوب معار
|
|
واجب أن يردّه
المستعير
|
ثم قال تجنب الشعر
وعليك بالعلم مات رضى الله عنه سنة احدى عشرة وستمائة ومعه فى التربة الموفق أبو
محمد عبد اللطيف بن عبد الغفار المهلبى مات سنة ثمان وستمائة وبها أيضا قبر الشيخ
أبى العز أحمد بن قاسم بن أبى النصر الشافعى عدّه القرشى فى طبقة العلماء مات سنة
ست وأربعين وستمائة وبها أيضا قبر الشيخ تقى الدين محمد شيخ الصوفية
وبها أيضا قبر شمس
الدين محمد المهلبى الهمدانى والشيخ أبو حفص عمر المهلبى والشيخ شرف الدين التسترى
وجمال الدين بن كمال الدين التسترى وبها جماعة من الصلحاء وعند بابها الشرقى تربة
الشيخ أبى زكريا يحيى السبتى وهو بالقرب من قبر الشيخ أبى الطاهر المحلى شيخ المجد
الاخميمى وعليه عمود رخام مكتوب عليه اسمه ووفاته كان هذا الشيخ من كبار الزهاد
ذكره الشيخ صفى الدين بن أبى المنصور فى رسالته وهو معدود فى طبقة الصوفية والعباد
كانت له سياحات وتجارب وحدث عنه الشيخ عماد الخياط بأشياء كان يراها منه وكان
السبع يأتى الى بابه ويتوسل به وعلى قبره مهابة وجلالة ويجاور تربته من الجهة
الغربية مقبرة الشيخ أبى الطاهر الانصارى شيخ المجد الاخميمى ذكره أبو عبد الله
القرشى وهو معدود فى طبقة الفقهاء والخطباء والائمة وهو الشيخ أبو الطاهر محمد ابن
الحسين الانصارى توفى ليلة الاحد السابع من ذى القعدة سنة ثلاث وثلاثين وستمائة
صحب الشيخ ابا عبد الله القرشى ودعاله وقال القرشى له يا محمد قد استوهبتك من الله
وتفرس فى الشيخ المجد وصحت فراسته فيه قال الشيخ عيسى القليوبى كان لابى الطاهر
دعوة مجابة وكان يقول لا يعرف الحلم الا مع الغضب وسمع رجلا يسبه فجلس وأكل معه
وبسط له الودّ حتى كان بعد ذلك أحب الناس الى الرجل وكان يقول جالس العلماء بالصدق
وجالس الصالحين بالادب وحكى عنه بعض العلماء انه سار فى بعض الطرقات فخرج عليه قوم
ليقطعوا عليه الطريق فجاء رجل منهم فقال له ما حرفتك قال مع صاحب الشرطة قال تاب
الله عليك واعطاك خير الدنيا والاخرة فتاب الرجل وتزوّج بامرأة تغزل الصوف فحصل له
من جهتها خير كثير وخطب بجامع مصر وكانت خطبته بليغة وقال بعضهم ركبت مع الشيخ أبى
الطاهر فى النيل فقال سبحان الله ان هذا النيل لا يزيد قطرة ولا ينقص قطرة الا
باذن الله وان من فى قلبه حلاوة الايمان يجد حلاوة ذلك ولقد يصلى عليه رجال كما
يصلى أحدنا على الارض وكان بليغ الكلام ومعه فى التربة قبر الشيخ ضياء الدين عيسى
القليوبى توفى فى الحادى والعشرين من جمادى الاولى سنة اثنتين وخمسين وستمائة كان
مدرسا بالمدرسة المعروفة بسوق الغزل بمصر وكان زاهدا عابدا وكان الفقيه أبو الطاهر
يثنى عليه ويقول هو من الصالحين واستخلفه فى الصلاة عنه مرارا وبالتربة جماعة من
العلماء والاولياء ثم تمشى وأنت مستقبل القبلة قاصدا الى جامع ابن عبد الظاهر تجد
بهذا الخط جماعة من الاولياء منهم قبة قديمة تعرف بقبة الصبغة بها قبر السيد
الشريف أبى العباس أحمد المعروف بابن الخياط الهاشمى
ومعه جماعة من
الاولياء وبالخط المذكور الفقهاء أولاد البوشى خطباء الجامع المذكور وفى الخط
المذكور التربة المعروفة بتربة الست حدق حولها جماعة من الاولياء منهم تربة
الاخنائية وبها قاضى القضاة برهان الدين الاخنائى المالكى كان من أهل الخير والدين
يحب الفقراء والصالحين متأخر الوفاة ومعه فى التربة قبر أخيه ومجاور تربة الست حدق
من جهة القبلة قبر الشيخ أبى عبد الله محمد الصوفى وقريب منه قبر يعقوب المهتدى المتطبب
حكى عنه انه لما أن توفى ونطق بالشهادة صاروا يديرونه الى الشرق فيدار الى القبلة
فكفنوه ودفنوه فى مقابر اليهود فرآه السلطان فى النوم وهو يقول له أموت مسلما
وأدفن فى مقابر اليهود فاذا أصبحت خذنى وادفنى فى مقابر المسلمين فانى ما مت الا
مسلما فقال له ايش فيك من الاماير قال فى شامة فى المكان الفلانى فلما أصبح
السلطان دعا بأقاربه وقص عليهم المنام وقال لهم اصدقونى الحق كيف كانت حكايته
فقالوا أسلم عند موته فحفروا عليه وأخذوه وغسلوه وصلوا عليه ودفنوه فى هذا المكان
واسلموا ودفنوا عنده وهما أبو المنا وأبو البركات وقريب منهم قبر الشيخ أبى السعود
المعروف بابن قاضى قضاة اليمن وقريب منه قبر الشيخ أبى الحرم مكى وقريب منه قبر
الشيخ شعبان الآدمى وقبليه قبر الشيخ الامام العابد الزاهد كمال الدين الخطيب
بجامع الخطيرى له الكتب والمصنفات معدود فى طبقة الفقهاء والخطباء والائمة متأخر
الوفاة ولا يشك فى اجابة الدعاء عند قبره وقبره فى حوش لطيف على سكة الطريق
المذكور ثم تمشى وأنت مغرب قاصدا الى أنس الناسخ تجد قبل وصولك اليه تربة
المجاهدين وقريب منهم قبر مبنى بالطوب الاحمر به جماعة من مشايخ الاعجام وقريب منه
قبر الشيخ عيسى الكردى فى تربة لطيفة وفى الخط المذكور جماعة من الاشراف وفى
الحومة جماعة من الاولياء لا تعرف قبورهم ثم تأتى الى قبر الشيخ أنس الناسخ ذكره
القرشى وأثنى عليه وعدّه فى طبقة الفقهاء كان اماما عالما وهو معدود فى طبقة
المتصدرين قال القرشى وقبره خلف سماسرة الخير مكتوب على عموده هذا الذى طال عمره
فى طاعة الله نسخ بيده مائة ختمة وأربعين وستة وعشرين موطأ ومات يوم الخميس العاشر
من جمادى الآخرة سنة خمسمائة وله من العمر مائة سنة قال القرشى والى جانبه من
القبلة على المسطبة ذات المحراب قبر الشيخ خداع وليس هو صاحب التفسير وحوله جماعة
من الصلحاء وقريب منه قبر ابن أبى الروس وحوله جماعة من الاشراف وقريب منه قبر
القاضى ابن أبى الحوافر ثم تأتى الى التربة المعروفة بسماسرة الخير وهى تربة عليها
مهابة وجلالة ذكرهم
ابن عثمان فى
تاريخه وحكى عنهم أن رجلا جاء بعد موتهم الى السوق يطلب شيئا لله تعالى وقال لرجل
لعلك أن تأخذ لى شيئا من أهل الخير فقال أنا أدلك على أهل الخير فجاء به الى
قبورهم وقال له هؤلاء سماسرة الخير فقال له أتيت بى الى قبور ثم جلس عندهم محزونا
جائعا فنام مما لحقه من الهم فرأى فى منامه واحدا منهم فقص عليه القصة فقال له
الشيخ امض الى دارى بالمكان الفلانى تجد ولدى فقل له يحفر فى مكان كذا من الدار
ومهما وجده يدفع لك منه ما تنفقه قال فاستيقظ الرجل وأتى الى الدار التى وصفها له
واجتمع بولده وذكر له المنام فحفر فوجد برنية فيها ثلثمائة دينار فاخذها ودفع
للرجل منها ما أغناه عن السؤال فهؤلاء فاعلو الخير فى حياتهم وبعد وفاتهم رضى الله
عنهم وهم ثلاثة قبور على صف واحد وهم السيد أحمد والسيد عبد الله والسيد على
ويعرفون بالسكريين أيضا وعلى باب تربتهم فى جدار الحائط قبران لطيفان أحدهما
الفقيه القرطبى صاحب التربة وغشم البلان ويليهم من الجهة القبلية قبر الشيخ يحيى
المعروف بنار القدح وعلى جانب الطريق المسلوك ابن رفاعة السعدى ومن وراء تربتهم
قبر الفقيه أبى عبد الله محمد بن الحسين الهاشمى الحنبلى ذكره القرشى فى طبقة
الفقهاء وقال قبره وراء سماسرة الخير مكتوب على قبره هذا الذى أفنى عمره فى طاعة
الله وهو لا يعرف الآن ومن وراء تربتهم قبر الشريفة بنت الشريف أبى العباس ابن
الخياط الهاشمى قال المنير اسمها عائشة ومن وراء تربتهم عمود مكتوب عليه الشيخ أبو
الحسن الصقلى وعند باب تربتهم قبر الشيخ ابراهيم الغيطى وعلى اليمين وأنت قاصد الى
مدروز الفقراء قبر الصياد قال المنير واسمه ابراهيم عرف بصاحب السمكتين ومقابله
تربة بها الفقهاء أولاد ابن صورة ومن جهة الخندق مقابل لهذه التربة قبر السيدة
عرفة ابنة السيد عبد الوهاب السكندرى ثم ترجع الى التربة المعروفة بالكنز وقد ذكر
القضاعى هذا المسجد فى كتاب الخطط وعده من مساجد الصحراء وقال الموفق ابن عثمان هو
المسجد المعروف بالكنز تحته الكنز وكان هذا المسجد صغيرا جدا فهدمه رجل يعرف
بالقرقوبى وبناه روى القضاعى أنه لما أن هدم هذا المسجد وأمر بعمارته رأى فى النوم
قائلا يقول له احفر على خمسة أذرع تجد من تحت هذا المسجد كنزا قال فاستيقظ وقال
هذا شيطان فرأى ذلك ثلاث مرات فلما أصبح أتى المسجد وأمر بعض الفعلاء بحفر الموضع
الذى قيل له عنه فحفر فاذا قبر عليه لوح كبير وتحته ميت فى لحد كأعظم ما يكون من
الناس جثة وأكفانه طرية لم يبل منها شئ الا نحو رأسه فانه رأى شعره قد خرج من
الكفن فقال هذا هو الكنز بلا شك
وأمر باعادة اللوح
فى التراب وأخرج القبر عن جدار الحائط وأبرزت التربة للناس مقابله قبر الرجل
الصالح المعروف بشحاذ الفقراء كان اذا رأى فقيرا يمضى الى الاغنياء ويطلب منهم
ويأتى بما يحصل للفقير وقيل انه أخذ على اسم الفقراء شيئا كثيرا وفرقه بينهم على
قدر حاجتهم فبقى معه فضلة فلم يجد بمصر فقيرا يدفعها اليه وقبره معروف بجدار
الحائط مقابل لتربة الكنز ويليه من الجهة القبلية مقبرة الصواغ كانوا أهل خير
وصلاح حكى عنهم بعض مشايخ الزيارة انه كان بعضهم يبيع ويشترى المصاغ فجاءت امرأة
يوما من الايام لتشترى منه سوارا فأجلسها على حانوته ثم طلب يدها ليقيس عليها
سوارا فمدت يدها فنظر اليها فأعجبته فمسك يدها وقبلها فجذبت يدها منه وقامت ومضت
فوقع فى نفسه من ذلك شئ عظيم واستغفر الله تعالى وعقد التوبة وقال لنفسه انظرى كيف
فعلت هذه الفعلة الذميمة ولام نفسه لوما عنيفا ثم أغلق حانوته وأتى الى منزله فلما
دخل واستقر به الجلوس قالت له زوجته أى شئ صنعت اليوم من القبائح فى الحانوت فقال
لاى شئ تسألى فقالت ان السقاء جاء اليوم وسكب لنا الماء على العادة فمددت يدى
لأعطيه الفلوس من وراء الباب فلما أخذ الفلوس قبل يدى وجذبنى فجذبت يدى منه
فأطلقنى ومضى فقلت فى نفسى هذا ماله عادة بذلك ولولا أن زوجى فعل ما يوجب مجازاته
بذلك ما فعله فقال لها الشيخ نعم جرى ما هو كيت وكيت وحكى لها الحكاية ومعهم فى
الحوش قبر الفقيه الشيخ العالم أبى العباس أحمد ابن الخطية اللخمى المالكى كان من
الفقهاء المالكية ذكره القرشى وعدّه فى طبقة الفقهاء كان يسكن بالشارع الاعظم
وأقام به عدّة سنين يقرأ الحديث ويأكل من نسخ يده وكان له بنت يعلمها فكانت تنسخ
وضربت على خطه وكان يعرض عليه المال فلا يقبل ويأتيه سلاطين مصر بالمال فلا يقبل
منهم شيئا وجاءه رجل من اخوانه وقال له يا سيدى اشتريت هذا البلين على اسمك وأسألك
أن تقبله منى فقال عاهدت الله أن لا أقبل من أحد شيئا فحلف الرجل بالطلاق الثلاث
لا بد من قبوله فقال قد قبلته اجعله على الحبل وكان فى مسجده فجعله على الحبل
فأقام ثلاثين سنة معلقا على الحبل ولم يزل مقيما بالشارع الى نوبة مصر المشهورة وحريقها
فنزل فى دويرة بها وتوفى فيها وقبره مشهور بهذه الخطة معروف الى الآن وكان يقول
عاهدت الله على العزلة والجوع وقال عبد الله بن سعيد غلطت فى حديث فقلت على من
أصححه فنمت فرأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال لى صحح حديثى على ابن الخطية فانى أحبه وان الله يحبه
بحبى اياه وقال بعض الفقهاء المالكية قلت لابن الخطية قيل عن المزنى
انه رأى رسول الله
صلىاللهعليهوسلم فقال يا رسول الله ما فعل الله بالشافعى فقال سألت الله أن
لا يحاسبه فقال ابن الخطية أتدرى بماذا قلت لا قال لانه كان يقول اللهم صل على
سيدنا محمد كلما ذكره الذاكرون وصل على سيدنا محمد كلما غفل عن ذكره الغافلون وهذه
صلاة ما صلاها أحد قبل الشافعى على رسول الله صلىاللهعليهوسلم فكان الملك يحملها الى رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن الشافعى فلما قدم الشافعى على الله تعالى قال رسول الله
صلىاللهعليهوسلم رب أسألك أن لا تحاسب الشافعى فانه صلى علىّ صلاة ما صلاها
أحد علىّ قبله وكان ابن الخطية ينسخ فلا يفرغ من كتابة الكتاب حتى يحفظه ويتكلم
على معانيه وكان اذا تكلم فى رجال الحديث كانوا كأنهم معه فى صحيفة وله الحواشى
على كتاب مسلم والى جانبه من الجهة القبلية من وراء الحائط قبر صاحب الجريدة كان
من أهل الخير والصلاح وقبره مقابل لتربة ذى النون المصرى ذكر
التربة المعروفة بذى النون المصرى
بها جماعة من
العلماء ومشايخ الرسالة أكبرهم وأجلهم ذو النون المصرى ذكره القضاعى فى تاريخه
وقال صاحب المزارات المصرية هو ذو النون بن ابراهيم الاخميمى مولى قريش يكنى بأبى
الفيض وقبره معروف باجابة الدعاء وعند رأسه شاهد فيه اسمه ووفاته وكان ذو النون ذا
علم وحكمة ويقال ان معه الاسم الاعظم وأخباره مشهورة يطول شرحها وبركة الدعاء عنده
مستفاضة فى الناس قال صاحب المزارات وأخذ تراب قبره لقضاء الحاجة مجرب وجماعة من
المصريين فعلوا ذلك فعرفوا بركته بمشيئة الله تعالى يختص برحمته من يشاء وذلك أنه
اذا أراد الانسان قضاء حاجة أو شفاء مريض فليأخذ من تراب قبر هذا الرجل الصالح قدر
درهم أو أكثر ويسأل الله حاجته وينذر لله تعالى أنه اذا قضيت حاجته أو شفى مريضه
يعوض بدل ذلك التراب مسكا أو كافورا أو زعفرانا أو ما تيسر من أنواع الطيب ويعيد
ذلك التراب الى موضعه وربما علقوه على الوجع فيشفى باذن الله تعالى قال الشيخ
وأمره صحيح مجرب قال ابن عثمان بروايته الى يونس بن الحسين سمعت ذا النون المصرى
يقول وقد سأله انسان عن أصل توبته فقال خرجت من مصر الى بعض القرى فنمت فى الطريق
فانتبهت وفتحت عينى واذا أنا بقنبرة عمياء سقطت من شجرة على الارض فانشقت الارض
وخرج منها سكرجتان واحدة من ذهب والاخرى من فضة فى احداهما سمسم وفى الاخرى ماء
ورد فأكلت من هذه وشربت من هذه فتبت ولزمت الباب وعن أبى موسى قال رأيت ذا النون
المصرى وقد تقاتل اثنان أحدهما من أولياء السلطان تعدى على الرجل وفك سنه
وقال بينى وبينك
الامير فمضيا الى أن جازا على ذى النون فقال لهما ما سبب غيظكما فقصا عليه القصة
فأخذ السن وبلها بريقه وردّها الى فم الرجل وحرك شفتيه فتعلقت باذن الله وثبتت
مكانها وحكى أبو جعفر قال كنت عند ذى النون المصرى فتذاكرنا كرامات الاولياء فقال
ذو النون من الطاعة أن أقول لهذا السرير يدور بى فى زوايا البيت ثم يرجع الى مكانه
فيفعل فدار السرير فى أربع زوايا البيت وعاد الى مكانه وكان هناك شاب فأخذ يبكى ومات
لوقته وقال بكير بن عبد الرحمن كنا مع ذى النون المصرى فى البادية فنزلنا تحت شجرة
أم غيلان فقلنا ما أطيب هذا الموضع لو أن فيه رطبا فتبسم الشيخ ذو النون وقال
تشتهون الرطب قلنا نعم فحرك شجرة أم غيلان وقال أقسمت عليك بالذى أبداك وخلقك الا
نثرت علينا رطبا فتناثر الرطب من فوقها فأكلنا ثم نمنا وانتبهنا فحركنا الشجرة
فتناثر عنها شوك وقيل لذى النون المصرى عند موته ما تشتهى قال أن أعرفه ولو قبل
موتى بلحظة وكان يقول من عرف الناس عرف نفسه ومن عرف نفسه عرف ربه وقال أيضا أعرف
الناس بالله أشدّهم تحيرا فيه وقال أيضا الزهاد ملوك الآخرة وهم الفقراء العارفون
وقال علامة العارف ثلاث لا يطفئ نور معرفته نور ورعه ولا يعتقد باطنا من العلم
ينقض عليه باطنا من الحكم ولا تحمله كثرة نعم الله تعالى على هتك أستار محارم الله
عزوجل وقال ايضا كنت راكبا فى سفينة فسرقت فيها درّة فاتهموا بها
شابا فقلت دعونى أرفق به فجئت اليه وجلست فأخرج رأسه من تحت كسائه فتحدّثت معه فى
ذلك المعنى وتلطفت به لعله يخرجها فرفع رأسه الى السماء وقال أقسمت عليك يا رب أن
لا تدع أحدا من الحيتان الا ويأتينى بجوهرة قال فرأيت حيتانا كثيرة طافية على وجه
الماء فى فم كل حوت جوهرة فقال خذوا ثم ألقى نفسه فى البحر ومشى على الماء حتى غاب
عنا وعن أبى سعيد المالينى عن ذى النون المصرى يرفعه الى النبى صلىاللهعليهوسلم قال سمعت جبريل عليهالسلام يقول يا محمد من قال من أمتك فى كل يوم مائة مرة لا اله
الا الله الملك الحق المبين كانت له أمانا من الفقر وأنسا من وحشة القبر واستجلب
به الغنى وقرع به باب الجنة وسئل ذى النون المصرى كيف الطريق الى الله تعالى فقال
ظمأ الهواجر وقيام الليل يدلانك على طريق الله تعالى وعن سعيد بن عثمان قال سمعت
ذا النون يقول اللهم متع أبصارنا بالجولان فى جلالك بسهرها عما نامت عنه قلوب
الغافلين واجعل قلوبنا معقودة بسلاسل النور وعلقها بأطناب الفكرة ونزه أبصارنا عن
سوء مواقف المتحيرين وأعطها الانس فى خدمتك مع الجوالين وعن ابن الجلا انه قال
لقيت ستمائة شيخ ما رأيت فيهم
مثل أربعة شيبان
وعمران وابن ابى شيبة والمزنى رضى الله تعالى عنهم أجمعين وأربعة من العباد حاتم
والبصرى والعلاء الكوفى ومحمد وما رأيت مثل ذى النون المصرى وكان ذو النون المصرى
يقول ذكر الله تعالى دواء وذكر الناس داء فاستكثروا من الدواء وأقلوا من الداء وعن
محمد بن قطن قال رأيت مكتوبا على عصا ذى النون
كيف احتيالى ودا
بى الامل
|
|
وليس لى فى
صحيفتى عمل
|
زادى قليل
ورحلتى بعدت
|
|
من عدم الزاد
كيف يرتحل
|
وقال ذو النون
انما دخل الفساد على الناس من ستة أشياء الأول من ضعف النية بعمل الآخرة الثانى
صارت أبدانهم رهينة لشهواتهم الثالث غلبهم طول الامل مع قرب الاجل الرابع آثروا
رضاء المخلوقين على رضاء الخالق الخامس اتبعوا أهواءهم ونبذوا سنة نبيهم وراء
ظهورهم السادس جعلوا زلات السلف حجة أنفسهم ودفنوا أكثر مناقبهم ولما مات ذو النون
بالجيزة حمل فى قارب مخافة أن يتقطع الجسر من كثرة الناس مع الجنازة قال المؤلف
فلما أخرج من القارب وحمل على أكتاف الرجال جاءت طيور خضر فاكتنفت الجنازة ترفرف
عليها حتى عطف بها نحو حمام الغار فغابت فذكرت ذلك لأبى يحيى بن هلال بعد زمان
فقال لى والله رأيت مثل هذه الطيور ترفرف على جنازة المزنى وأنشد بعضهم فى ذلك
ورأيت أعجب ما
رأيت ولم أكن
|
|
من قبل ذاك
رأيته لمشيع
|
طيرا ترفرف حوله
وتحفه
|
|
حتى توارى فى
حجاب المضجع
|
ثم احتجبن عن
العيون فلم أحط
|
|
علما بكنه مصيره
والمرجع
|
وأظنها رسل
الاله تنزلت
|
|
والله أعلم فوق
ذاك الموضع
|
وكانت وفاته سنة
خمس وأربعين ومائتين وكان اسمه ثوبان بن ابراهيم وورعه وزهده لا يخفى وكان قد وشى
به الى المتوكل فاستحضره من مصر فلما حضر ودخل عليه وعظه فبكى وردّه الى مصر
واعتذر له وقال يونس بن الحسين سمعت ذا النون المصرى يقول وقد سئل لم أحب الناس
الدينار فقال لان الله تعالى جعل الدنيا خزانة أرزاقهم فمدوا أعينهم اليها وقال
ابن أبى السرح قلت لذى النون كيف كان حالك مع المتوكل حين أمر بقتلك فقال لما
أوصلنى الغلام الى الستر رفعه وقال لى ادخل فدخلت ونظرت فاذا المتوكل فى غلالة
مكشوف الرأس وعبيد الله قائمون على رأسه وهو متكىء على السيف فعرفت فى وجوه القوم
الشرّ ففتح لى بابا فقلت فى نفسى يا من ليس فى السماء نظرات
ولا فى البحر
قطرات ولا فى الرياح روحات ولا فى الارض حبات ولا فى قلوب الخلائق خطرات ولا فى
أعضائهم حركات ولا فى عيونهم لحظات الا وهى لك شاهدات وعليك دالات وبربوبيتك
معترفات وفى قدرتك متحيرات فبالقدرة التى تحير بها من فى الارض والسموات الا صليت
على محمد وعلى آل محمد وأخذت قلبه عنى قال فأخذ المتوكل يخطو حتى اعتنقنى ثم قال
أتعبناك يا أبا الفيض ان تشأ تقم عندنا وان تشأ تنصرف فاخترت الانصراف وقال أيضا
عبد ذليل ولسان كليل وعمل قليل وكتاب طويل ونيل جزيل فأين أذهب يا سيدى الا بالدليل
قال ودخل غلام ذى النون المصرى الى بغداد فسمع قوّالا فصاح الغلام صيحة خرّ مغشيا
عليه فحركوه فاذا هو ميت فأخبر بذلك ذو النون فدخل بغداد وقال علىّ بالقوّال
فاسترده الابيات فصاح ذو النون صيحة فوقع القوّال ميتا فخرج ذو النون وهو يقول
النفس بالنفس ومعه فى التربة أبو على الروذبارى واسمه الحسن بن همام كان من أولاد
كسرى أنو شروان ذكره القشيرى فى الرسالة وكانت وفاته سنة اثنتين وعشرين وثلثمائة
روى عنه ابن الكاتب قال ما رأيت أحدا أجمع لعلم الشريعة وعلم الحقيقة منه سئل عن
الصوفى فقال من لبس الصوف على الصفا وروى أبو منصور معمر بن أحمد بن محمد بن زياد
الاصبهانى قال بلغنى عن أبى على الروذبارى انه قال أنفقت على الفقراء كذا كذا ألفا
ما وضعت شيأ فى يد فقير بل كنت أضع فى يدى فيأخذ الفقير منها حتى تكون يد الفقير
فوق يدى أو قال حتى تكون يدى تحت أيديهم ولا تكون فوق أيديهم وقال أبو على سمعت
المحاسبى يقول من أضيق المحن معاشرة الاضداد وكان يقول اكتساب الدنيا مذلة النفس
واكتساب الاخرة معزة النفوس فوا عجبا لمن يختار المذلة لما يفنى ويترك العز لما
يبقى ومعهم فى التربة الصوفية والى جانب أبى على من جهة القبلة مع جدار الحائط
جماعة ذكرهم ابن عثمان والى جانب ذى النون المصرى قبر السيد الشريف القابسى ومعهم
الشيخ على الفانى وعند خروجك من التربة بين البابين تجد على يمينك قبر الشيخ أبى
عمران موسى بن محمد الاندلسى الواعظ الضرير المعروف بصاحب القصيدة ذكره القرشى فى
طبقة الشهداء وذكره الشيخ موفق الدين كان من كبار المشايخ جمع بين العلم والورع
وكان له مجلس وعظ وصنف قصيدة فى فضل أم المؤمنين منها
ما شأن أم
المؤمنين وشانى
|
|
هدى المحب لها
وضل الشانى
|
انى أقول مبينا
عن فضلها
|
|
ومترجما عن
فعلها ببيانى
|
يا مبغضى لا تأت
قبر محمد
|
|
فالبيت بيتى والمكان
مكانى
|
وهى قصيدة طويلة
وكان ذلك فى أيام أمير الجيوش فلما أعلموه بذلك أمر بحمله من مصر مسحوبا على وجهه
فقال له بعض جلسائه هذا رجل ضرير ضعيف القوى لا يستطيع النهضة مع كبر سنه فقال
يحمل الى الجيزة ولا يسكن مصر فحمل اليها واتفق فى بعض أيام ان أمير الجيوش ركب
الى الجيزة فدخل مسجدا فيه موسى الاندلسى فوجده جالسا فى محرابه فصلى ركعتين ثم
التفت اليه وسأله عن حاله فأخبره بقصته فقال له تقرأ شيأ من القرآن قال نعم فقال
اقرأ فقرأ فعجب من حسن قراءته وبكى بكاء شديدا وقال له أنشدنى القصيدة التى أخرجت
من مصر لاجلها فأنشده اياها فأمره بتكرارها فأعادها فقال له يا شيخ لا تدع على
السلطان فانه لم يعلم بحقيقة قصتك وأنا أحد غلمانه ولا بد من ذكرك له فطيب قلبك
واشرح صدرك ولا تدع عليه ثم خرج من عنده فقالوا له أتعرف من كان عندك قال لا
فأخبروه بالامير فاياك أن تكون قد تكلمت معه بشئ يؤذيك فقال لا والله وبقى متخوّفا
فلما وصل أمير الجيوش الى مصر أمر واليها أن يمضى اليه ويحمله الى موضعه فردّه الى
مكانه رضى الله عنه ومعه جماعة من الاولياء واذا خرجت من ذى النون المصرى قاصدا
الى تربة شقران تجد قبل وصولك اليها قبور الصوفية وقبر الرجل الصالح المعروف
بالبزار وقبر الرجل الصالح ذى العقلين
ذكر التربة المعروفة بشقران بها قبر الشيخ الصالح العابد الزاهد شقران بن عبد الله
المغربى ذكره القضاعى فى تاريخه وصاحب المزارات المصرية وحكى عنه الموفق قال خادم
شقران دعانى ليلة فقال أريد أن أغتسل فلم أجد ماء فلحظ السماء بطرفه وقال اللهم
انى قد عجزت عن الماء وانقطع رجائى من غيرك فاعطف علىّ فقد قلت حيلتى فقمت وقد
سمعت وقع الماء فى الاناء فمسست الماء فوجدته باردا فحرك شفتيه فسخن الماء ثم جاء
الى المغتسل وكانت ليلة باردة مظلمة فقال لو كان معنا مصباح كان أمكن لنا فى الطهر
فرأيت مصباحا قد أضاء له فاغتسل ولما بلغ ذا النون خبر شقران بالمغرب ارتحل اليه
فلما وصل الى بلده سأل عنه فقيل له الساعة قد دخل الى خلوته ولا يخرج من بيته الا
للجمعة ولا يكلم أحدا الا بعد أربعين يوما فجلس عند بابه أربعين يوما فلما خرج قال
له ما الذى أقدمك بلادنا فقال طلبك فوضع فى يده رقعة قدر الدينار مكتوبا فيها يا
دائم الثبات يا مخرج النبات يا سامع الاصوات يا مجيب الدعوات قال ذو النون والله
لقد كانت غبطتى فى سفرى ما سألت الله تعالى بها حاجة الا قضيت حاجتى
وكان من أجمل
الناس نظرت اليه امرأة فافتتنت به فذكرت أمرها لعجوز فقالت أنا أجمع بينكما فمر
شقران يوما على بابها فقالت له يا سيدى لى ولد غائب وقد جاء كتاب وله أخت تحب أن
تسمع كتابه وما فيه فلو جئت وقرأته على الباب لشفيت الغليل فجاء الى الباب فقالت
له ادخل لتسترنا عن أعين الناس قال فدخل فغلقت الباب وخرجت امرأة فالتصقت بجانبه
فولى وجهه عنها فقالت كنت مشتاقة اليك فقال لها أين الماء حتى أتوضأ فأتته بالماء
فقال اللهم أنت خلقتنى لما شئت وقد خشيت الفتنة وأنا أسألك أن تصرف شرها عنى وتغير
خلقتى قال فتغيرت خلقته اليوسفية للحال أيوبية فلما رأته دفعته فى صدره وقالت له
اخرج فخرج وهو يقول الحمد لله رب العالمين ثم عاد الى حسنه وجاءه رجل ومعه صغيرة
قد لحقها الجنون فقرأ عليها شقران ثم أخذها أبوها ومضى بها الى البيت فصرعت وتكلم
الجنى على رأسها وقال والله لا سكنت هذه البلدة ولا عدت اليها خوفا من شقران أن
يحرقنى فان مسها أحد غيرى فلا حرج علىّ وعرفوا شقران بذلك لئلا يعود بالدعاء علىّ
وقال ذو النون المصرى رضى الله عنه سمعت شقران يقول ان لله عبادا خرجوا اليه
باخلاصهم وشمروا اليه بطيب نظافة أسرارهم قاموا على صفاء المعاملة فى محاريب الكد
فساروا الى ميادين أنوار ملكوته وبادروا الى استماع كلامه بحضور أفهامهم فعند ذلك
نظر اليهم بعين الملاحظة وشاهد منهم نهدات الاسف وفى ضمائرهم حرارات الشغف فعندها
أسرجت لهم نجائب المواهب وحفت بهم العطايا والتأييد وأذاقهم كأس الوداد فطلعت فى
قلوبهم كواكب مواكب القلق وجرت بهم فى بحار الاشتياق فوصلت الى روح نسيم التلاق
فكيف اذا رأيت ثريا الايمان قد علقت فى قلوبهم وهلال التوحيد قد لاح بين أعينهم
وبحار الوفاء قد تدفقت فى قلوبهم وأنهار ماء الحياة قد تصادمت الى جوارحهم فنسموا
روائح الدنوّ من قربه وهبت لهم رياح اللقاء من تحت عرشه فوافت هواتف الملكوت
بألسنة القدرة الى أسماعهم وأفهامهم وشيعها روح نسيم المصافاة الى أذهانهم وأوقدت
فى أسرارهم مصابيح الأفكار فأشعلت ضمائرهم بالاذكار وزفت الى عقولهم أزواج القلق
فزج بها الشوق فى مفاصلهم فتطايرت أرواحهم الى روح عظيم الذخائر ثم نادت لا براح
وذلك انها لما وصلت الى الحجاب الاعظم المعظم أقسمت أن لا تبرح ولا تزول حتى تنعم
فكشف لها الحجاب وناداها أنا الرب الاعظم أنا علام الغيوب أنا المطلع على الضمائر
أنا مراقب الحركات أنا مراصد اللحظات أنا عالم بمجارى الفكر وما أصغت اليه الاسماع
ثم قال لأرواحهم أنا طالعتك ورفعتك الى قربى
وقرنت ذكرى مع
ذكرك ايلافا وعرفتك نفسى وصافيتك اعطافا وجللتك سترى الحافا فاشكرينى أزدك أضعافا
ثم قال يا قلوب صفوتى التئمى ويا أهل محبتى حافظى على لزوم مودتى أنا الرب فلما
وعت القلوب كلام المحبوب وردت على بحر الفهم فاغترفت منه روى الشراب فهل عليها
عارض صدر اليها من محبوبها فسجدت له تعظيما وأذن لها فكلمته تكليما فأفرغ عليها من
نوره فزادها تهييما فرجعت الى الابدان بطرائف الفوائد فظمئت وعطشت فهل تدرى ما
أعطشها وكشف لها عن غيوبها فطاشت وشاهدت قربه فعاشت فى كل يوم تطالع علما جديدا
فهو لها يزيد وكيف لا يكون هذا العبد كذلك وأنوار الصدق عليه متراكمة ومراتب
الحقائق فيه متصبب وروحه قد سارت فى مراتب التوفيق باقلاع الانابة الى محبوبها
تسير فلو شاهدت سرائرهم وقد وصلت اليه فروّاها من نسيم قربه وزوّدها من طرائف علمه
المكنون ففى ذلك فليتنافس المتنافسون ثم بكى طويلا وقال يا ذا النون ألا لهج خدوم
ألا بطل يدوم ألا حليف وداد ألا صحيح اعتقاد ألا حبيب لبيب ألا مطرود كئيب ألا شيخ
مشتاق ألا راغب فى الجزيل ألا عارف بالجليل أين من أسرجت بواطنه بحب الله أين من
ظهر على جوارحه نور خدمة الله فشهد شواهد الهيبة عطاياه بحمد الله أين من شهد
القرب فلم يتحرك أين من راقب الرب فى سرائره أين من دامت معاملته أين من نطق بعلم
القرب أين من شرب بكأس الحب أين من عرف الطريق أين من نطق بالتحقيق أين من أدنى
فلم يبرح أين من شوق فلم يفرح أين من سقى فباح أين من بكى فناح أين من ألف فشغل
أين من وصل فغنم أين من لزم فأخبر أين من صلح فأحضر أين من رضى فقنع أين من صبر
فاشبع أين من بكى بعويل أين من صرخ بعليل أين من رضى فطاب أين من شوق فذاب أين من
شفه الوداد أين من جد باجتهاد أين من همه الحبيب أين من دهره غريب أين من طالع
المكشوف أين من أمر بالمعروف أين من تألف الهموم أين من خدمته الصيام أين من عمله
القيام أين من ذاق ما أصف أين من جد ملتهف أين من كان ذكره غذاه أين من قلبه مرآه
أين من بان واستبان يا ذا النون لو رأيتهم وقد استخرجهم بعد ما أحسن تقويمهم
وأجلسهم على كراسى الاطباء وأهل المعرفة وجعل تلامذتهم أهل الورع والتقوى وضمن لهم
الاجابة عند النداء ثم قال لهم يا أوليائى ويا أهل صفوتى ان أتاكم عليل فداووه أو
فارّ منى فردّوه أو آيس من فضلى فعدوه أو مبارز لى بالمعاصى فنادوه أو مستوصف نحوى
فدلوه أو خائف منى فأمنوه
أو مسىء بعد احسان
فرغبوه أو من جنى جناية وحزن فسرّوه وان وهبت لكم هبة فشاطروه ويا أهل صفوتى من
خلقى لا يفزعنكم صوت جبار دونى ولا مخلوق سواى انه من أرادكم بمكروه قصمته ومن
أذلكم أهلكته ومن عاداكم عاديته ومن أحبكم أحببته فلما نظر القوم الى حسن لطفه بهم
اجتهدوا غاية الاجتهاد فى خدمته وألفت الجوارح منهم المسارعة الى مرضاته والمبادرة
الى طاعته فاسقطت الراحات وأزالت الآفات فورّثهم اخلاصهم الزفرات ثم تضاعفت لهم
التحف فاذا جاء النهار بكى عليهم الدجى ويستبشر بهم الفجر وتودعهم الكواكب
ويصافحهم النهار وتساعدهم الافلاك ثم يتصل فكرهم الى العرش ثم تصل أنفاسهم الى
الكرسى فعند ذلك يا أخى تترحب بهم السموات وتسلم عليهم الجبال وتأنس بهم الوحوش
وتفرح بهم المواطن وتخضع لهم الملوك وتلوذ بهم المواشى وتتبرك بهم الاشجار وتحنّ
اليهم البهائم ويأتى من أجلهم القطر ويتضاعف ببركتهم النبات وتهابهم الفجار
وترهبهم الشياطين وتحفهم الملائكة فى الليل والنهار وتسلم عليهم الحيتان فى البحار
واذا نظروا الى الارض تقلبت عن أنواع الزهر اذا مدّ أحدهم يده الى العليل أبراه أو
وعظ سقيم قلب شفاه واذا نظرت اليه شهد له قلبك بالصدق أنسوا بالوحدة بعد الاجتماع
وخالطهم الجوع بعد الطعام وسارعوا الى الظمأ بعد الشراب ولبسوا الخروق بعد الحرير
وركنوا الى الخراب بعد القصور انتهى والى جانبه معه فى التربة قبر الشيخ أبى
الربيع سليمان الزبدى ذكره القضاعى فى تاريخه وله حكايات مشهورة مع الوزير أبى بكر
المادرائى حكى عنه ابن عثمان انه كان اذا مرّ على أناس يشمون منه رائحة الزبدة
فقالوا له انا نشم عليك رائحة الزبدة فقال أنى أحبها فأظهرها الله علىّ قال ابن
عثمان والحومة حومة مباركة ينبغى لمن يقف فى ذلك المكان أن يبتهل الى الله تعالى
ويدعو فانه يستجاب له قال المؤلف ومعنى قوله يدعو ويبتهل أن يقف ما بين شقران وذى
العقلين فانى رأيت المشايخ يقفون فى هذا المكان ويستقبلون القبلة ويبتهلون الى
الله تعالى بالدعاء ويخبرون بفضل هذا المكان والى القرب من تربة شقران تربة قديمة
بها قبر الشيخ أبى الشعرا ويقال له صاحب الدار ذكره ابن عثمان وقال انه كان له دار
يسكنها لله عزوجل ويجعل لمن يسكنها ما يأكل وما يشرب والكسوة له ولعائلته فى
كل سنة ومعه فى التربة قبر الشيخ أبى الحسن على بن الحسين بن عمر المعروف بالفراء
أحد مشايخ المحدثين حدّث عن أبى زكريا عبد الرحمن بن أحمد النحوى وغيره من المشايخ
ولم ينشر الحديث بالديار المصرية أحد أكثر منه ومعه جماعة من الاولياء وقبلى شقران
قبر داثر
قال ابن عثمان هو
ابن حذيفة اليمانى وقيل انه ابن حذافة السهمى والاصح أن ابن حذافة السهمى لا يعرف
له قبر فى مصر وهذا القبر الذى أشار اليه ابن عثمان وقال انه ابن حذافة السهمى
ذكره القرشى فى طبقة التابعين وسماه حذيفة البارقى وعده من أكابر التابعين وقال هو
القبر المشار اليه بحذيفة اليمانى وهذا هو الاصح والله اعلم وفى قبلى ذى النون
المشهد المعروف بعبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهرى ذكره القرشى فى طبقة
التابعين وذكره الضراب فى تاريخه وحكى القضاعى فى تاريخه أن بمصر مقبرة تعرف
بمقبرة بنى زهرة وان الشافعى دفن بوسطها وذكر الضراب فى علماء مصر عبد الله هذا
وليس فيه خلاف قال ابن عثمان ومعه فى التربة قبر الشريف واسمه الفريد قيل من وقف
بين قبر الشريف وقبر عبد الله ابن عبد الرحمن ودعا استجيب له وحكى عبد السلام بن
سعيد قال مرضت مرضة شديدة فأشرفت منها على الهلاك فلما كان فى بعض الليالى رأيت فى
النوم قائلا يقول لى امض الى عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف وقف بينه وبين الشريف
المدفون معه فى التربة والصق ظهرك الى الحائط وابتهل الى الله تعالى بالدعاء
يعافيك الله قال فلما أصبحت ذكرت ذلك لاهلى وقلت لا بد لى أن أمضى الى ذلك الموضع
فجئت الى المشهد ودعوت الله تعالى ففرج عنى وعافانى وما وقعت بعد ذلك فى شدة أو
تعسرت علىّ حاجة الا أتيت المشهد ودعوت الله تعالى فيستجاب لى وعند باب التربة قبر
الشيخ مقبل الحبشى وهو قبر داثر عنده محاريب طوب وغربى هذا المشهد قبر الشيخ أبى
على الخياط والفقيه ابن شقطن السعدى وغربى شقران قبر المرأة الصالحة حسنة ابنة
النجاشى والى جانبها حوش به جماعة من الاشراف ثم تمشى فى الطريق المسلوك قاصدا الى
تربة العيناء تجد على يمينك تربة بها جماعة من المغاربة المراكشيين ثم تأتى الى
تربة العيناء وقيل ان معها فى التربة الشاب التائب ذكرها ابن عثمان ولها الحكاية
المشهورة والى جانبها من القبلة قبر معلمى المكتب ذكرهما ابن عثمان قيل ان صغيرا
كان عندهما فى المكتب قلع عين صغير آخر فطلبوا قوده فقال أحد المعلمين ان الصغير
لم تصب عينه بشئ ثم أخذ العين وردها مكانها ودعا الله تعالى فعادت كما كانت باذن
الله تعالى وببركته رضى الله عنه ثم تمشى فى الطريق المسلوك قاصدا الى مشهد السيد
عقبة تجد قبل وصولك اليه حوشا به قبر الشيخ بدر الدين الزولى ومعه جماعة من
الصالحين ومقابله على اليمين حوش به قبور السبع قوابل ومن خلفهم حوش به قبر الشيخ
شعبان الخباز
ذكر المشهد المعروف بعقبة هو السيد عقبة بن عامر الجهنى ذكره الكندى والقضاعى
وصاحب المزارات
المصرية قال الاسعد النسابة فى تاريخه هو القبر المسنم الكبير عند تربة بنى العوام
وعند رأسه بلاطة كدان فيها اسمه وضعها ابن عراك وهو أبو حفص عمر بن محمد بن عراك
بن محمد المقرى شيخ مصر تلميذ الامام ابن رشيق العسكرى شيخ مصر والقبر مشهور
يتداوله الخلف عن السلف والدعاء عنده مجاب وليس فيه اختلاف ولم يكن بالجبانة قبر
أثبت منه وعند باب هذا المشهد المذكور قبر ادريس بن يحيى الخولانى يكنى أبا عمرو
توفى سنة احدى عشرة ومائتين قال القضاعى ونسب الى خولان بالسكن فيهم وكان أفضل أهل
زمانه لقى كبار التابعين فهو من تابع التابعين وأثبت هذا القول ابن لهيعة وابن سعد
وغيرهما وهذا قول صاحب المزارات المصرية وعدّه ابن الجباس فى طبقة التابعين وقال
الامام أبو بكر الكندى لم تصح وفاته بمصر وقال بعضهم انه أبو مسلم الخولانى وليس
بصحيح وأبو مسلم هذا قدم المدينة بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوسلم وكان الاسود العنسى قد ألقاه فى النار فلم تضره شيأ فأخرجه
منها وقال تشهد انى رسول الله قال لا فألقاه ثانيا فلم تضره النار فقال له اخرج من
أرضى لئلا تفسد علىّ أرضى وأمرى فأخرجوه فجاء المدينة فوجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد مات فلقى عمر فأتى به الى أبى بكر رضى الله عنه قال ابن
الجباس وأبو ادريس ممن دخل الى مصر فى عصر التابعين وأشار بعضهم الى هذا القبر انه
قبر عبد الله بن الحسين بن الحارث الزبيدى وقد ذكرناه مع الصحابة وفى هذا القبر
اختلاف كثير فيزار بحسن النية والى جانب عقبة المشهد المعروف بابن الحنفية محمد بن
على بن أبى طالب كرم الله وجهه وليس هذا بصحيح وقد ذكر الحافظ السلفى وفاة أولاد
على وقال لم يمت له ولد بمصر من صلبه ويحتمل أن يكون هذا من ذرية محمد بن الحنفية
وقد ذكر القرشى فى تاريخه جماعة من الاشراف المحمديين بالجبانة أعنى من نسل محمد
بن الحنفية وأنكر هذا القبر جماعة من علماء التاريخ ومن الاشراف المحمديين السيدة
زينب المدفونة بباب النصر وسيأتى ذكرها فى جزء غير هذا وعند باب عقبة قبر الشيخ
أبى بكر المبيض وشرقيه قبر الشيخ ركن الدين الواعظ وفى قبلى عقبة قبر الشيخ أبى
القاسم عبد الرحمن الشافعى مذهبا القرشى نسبا الاشعرى معتقدا والى جانبه قبر ولده
ومعه فى الحومة جماعة من العلماء منهم الفقهاء أولاد ابن صولة المالكيين وفى
غربيهم قبر الشيخ شهاب الدين بن أبى حجلة وفى شرقية جماعة دفن بحوشهم الحمويون
وعند باب تربتهم الفقهاء أولاد ابن الشماع وفى شرقى عقبة حوش كتب عليه العوام أبو
الخطاب بن دحية الكلبى وليس بصحيح ومن قبلى عقبة
على سكة الطريق
قبر به السيدة فاطمة المقعدة ومقابلها قبر ابن هشام صاحب الرواية هكذا قال ابن
عثمان فى تاريخه وهذا القبر بازاء مطبخ عقبة والى جانبه من القبلة حوش به حجر
مكتوب عليه جمال عائشة أم المؤمنين ذكره الموفق فى تاريخه ثم تمشى وأنت مستقبل
القبلة الى صاحب الحلية تجد قبل وصولك اليه قبر ابان بن يزيد الرقاشى قيل انه من
تابعى التابعين ولم يذكره القرشى فى طبقة التابعين ولا تابعيهم وفى قبليه قبر صاحب
الحلية ذكره ابن عثمان فى تاريخه وعند رأسه عمود فوق رأسه وجه ابيض حكى عنه ابن
عثمان انه كان له صديق فلما توفى قال صديقه ليت شعرى كيف وجه صديقى فى قبره فجاءه
ثانى يوم فوجد على العمود وجها أبيض والى جانبه من الغرب الجوسق المعروف بجوسق عبد
الأعلى السكرى وحوله جماعة من العلماء منهم الفقيه الامام العالم العلامة أبو
البقاء صالح بن على القرشى مات سنة أربعين وخمسمائة ولا يعرف له الآن قبر وبالحومة
المباركة قبر الشيخ الامام العالم موفق الدين الحموى وبالحومة المباركة قبر الشيخ
أبى الطاهر اسماعيل بن عبد الله المعروف بالقيسى مات سنة خمسين وخمسمائة صحب
الفقيه ابن النعمان كان من أكابر العلماء قال القرشى وقبره فى التربة المجاورة
لتربة عبد الأعلى السكرى ومعه فى التربة ولده الفقيه أبو الحسن على وفى هذه التربة
قبر الفقيه النجيب حسين بن عوف مات سنة احدى وأربعين وخمسمائة كان مالكى المذهب
وكان كثير الصدقة قال المؤلف وعند باب هذه التربة قبور على مصطبة قيل انهم الازمة
بوّابو الامام الشافعى رضى الله عنه ويليهم من القبلة على الطريق المسلوك حوش فيه
قبر الشيخ الامام العالم محمد بن أحمد ابن الفقيه أبى محمد الشافعى المعروف
بالمقترح كان من أكابر العلماء وكان يدعى بالشيخ أبى محمد الشافعى وكان يقول
لزوجته أكرمينى فان الله يكرم أهل السبعين ويستحيى من أبناء الثمانين ولم يعذبهم
وقال بعض علماء المصريين لما مات رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى المنام وقد استبشر وقال مرحبا بمن سلك مسلك الانبياء
واتبع آثار الاصفياء ومعه فى التربة ولده تقى الدين أبو العز مظفر ابن الشيخ أبى
محمد الشافعى له الكتاب المعروف بكتاب المقترح كان من أجلاء العلماء وكان يسهر طول
الليل فى قراءة العلم فقالت له أمه يا بنى لو نمت بعض الليل وسهرت بعضه خف عليك
فقال لها ان سهر الليل كله ربح فدعينى وكان له جار يتجر فى البز فأهدى اليه طبقا
من حلوى فقال لاهل منزله كلوا وأنا المكافئ عنه فأكلوه فلما كان الليل ابتهل ودعا
له فلما كان بالغد أتاه جاره وهو يبكى فقال له ما الذى يبكيك فقال يا سيدى رأيت فى
النوم من يقول لى ابشر
فقد غفر الله لك
بدعوة جارك الساعة ثم أخرج له نفقة فقال له أما الحلوى فقد قبلناها وأما هذه
النفقة فلا أقبلها انى أخاف من الرياء وكان اذا بحث كأنه أسد وتحت رجليه قبر ولده
وولد ولده ومعهم فى الحوش جماعة من ذرية الشيخ عبد الرحيم القناوى وعند باب التربة
قبر مبنى بالطوب الاحمر قال بعض مشايخ الزيارة هو سالم الخويصى مكتوب على قبره
ناصر القرشى وهو الاصح وبحومته قبر الشاب التائب المغربى ومن غربيه تربة بها قبر
السيد الشريف أبى العباس أحمد المعروف بغطى يدك وفى شرقيه عمود مكتوب عليه الشيخ محيى
الدين القرشى وفى قبليه حوش الفقهاء أولاد ابن عطايا ودفن عندهم الشيخ أحمد المطعم
وقيل المطعوم أحد مشايخ الزيارة وهذا الحوش آخر الشقة الثانية واذا أخذت متيامنا
الى قبر أبى القاسم الاقطع وجدت قبل وصولك اليه قبر الفتى عبد الأعلى السكرى وهو
قبر داثر ويليه من القبلة قبور أولاد سعد وسعيد والى جانبهم من القبلة قبر الشيخ
على الغريب وبالحومة قبر ابن أبى البركات العجمى ومحمد بن ادريس العجمى ثم تأتى
الى قبر فاطمة السوداء ذكرها ابن عثمان فى تاريخه كانت من الصالحات وكان مسكنها
بالقرافة والى جانبها قبر الفقيه المؤذن المعروف بالسايح كان مؤذنا بالجامع الغمرى
وساح مع الصالحين مدّة والى جانبه قبر الفقيه الامام الحسن يكنى بأبى زيادة من
أعيان القرّاء والمتصدّرين ذكره ابن الجباس فى طبقة الفقهاء وقبر أبيه بالقرب من
قبر أبى القاسم الاقطع على جانب الطريق المسلوك والى جانبهم قبر الفقيه الامام أبى
القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين المالكى أحد طلبة ابن ثعلب حكى عنه انه
جلس مع الفقهاء فقال لهم انكم غدا تحضرون الصلاة علىّ فهزؤا به فلما كان من الغد
فتحوا عليه الباب فوجدوه قد مات فصلوا عليه ودفن ثامن عشر شعبان سنة تسع وعشرين وستمائة
وقبره الى جانب قبر أبى زيادة المتصدر والى جانبهم قبر الفقيه محمد بن اسماعيل
الحافظ ويليهم من القبلة قبر الشيخ أبى القاسم الاقطع ذكره ابن الجباس فى طبقة
الفقهاء والمحدثين والمتصدرين قال ابن عثمان كان من الائمة المشهورين فى زمانه
بالعلم والورع والزهد سمع الحديث وأدرك جماعة من العلماء وأخذ عنهم حكى عنه الشيخ
عبد الغنى ابن عبد الله الغاسل قال غسلت الشيخ أبا القاسم الاقطع فوقع القطن عن
سوأته فرفع يده اليسرى فوضعها على سوأته فقلت يا أبا القاسم والله ما هتكتك ولكنى
سترتك وكنت كلما قرأت ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال يتقلب معى يمينا وشمالا على
المغتسل ولم يصل الى الارض من ماء غسله شئ انما كان ياخذه الناس من قبل أن يصل الى
الارض
واقتسموه فى
المكاحل ونحوها وكان كل من رمد يكتحل منه فيشفى ولما حمل على النعش جاءت الطيور
ترفرف على نعشه فلم تزل كذلك حتى دفن والناس ينظرون ذلك وكان مكتوب على عصاه
قد أضحت الدنيا
لنا عبرة
|
|
والحمد لله على
ذلكا
|
اجتمع الناس على
ذمها
|
|
ولم أجد منهم
لها تاركا
|
وتوفى سنة ثمان
وعشرين وخمسمائة وعند رأسه قبر الشيخ الصالح عبد الغنى بن عبد الله الغاسل ذكره
القرشى فى طبقة الفقهاء وفى طبقة أرباب الاسباب قال ابن عثمان ومعه فى الحومة قبر
الشيخ منصور الزيات يعد فى طبقة أرباب الاسباب وهى الطبقة العاشرة ومعهم فى الحومة
قبر عبد السلام السكرى ذكره ابن الجباس وقد ذكر القرشى فى الحومة عبد السلام بن
معلى الشافعى ولا أعلم هل أشار الى هذا أم لا وفى الحومة قبر الملاح وفى الجهة
الشرقية جماعة من الملاحين بحرى تربة الورادى
ذكر التربة المعروفة بأبى الطيب خروف هو الشيخ الزاهد الامام العالم أبو الطيب خروف ذكره ابن
الجباس فى طبقة الفقهاء قال ابن عثمان فى مرشد الزوار سمى بأبى الطيب لطيب أعماله
وان السبب فى ان ليس معه فى التربة أحد ولا يدفن عنده غيره أنه سأل الله تعالى فى
ذلك فاستجاب له وقيل ان قوما سمعوا هذا الخبر عنه فقالوا هذا هذيان فدفنوا عنده
ميتا فأصبحوا فوجدوه ملقى على وجه الارض فامتنع الناس من الدفن عنده من ذلك اليوم
وكراماته مشهورة والحومة حومة مباركة يستجاب فيها الدعاء قيل انه من وقف فى تلك
البقعة وجعل أبا الطيب عن يمينه والقاضى أبا زرارة عن يساره ومقبرة بنى اللهيب
أمامه وأبا القاسم الاقطع خلف ظهره ودعا الله تعالى قضى الله حاجته وعند باب تربته
جماعة من الاولياء رضى الله عنهم أجمعين
ذكر الجهة الشرقية من تربة أبى الطيب
خروف فأجل من بها الشيخ
الامام العالم أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عطا النحوى المعروف باليحمودى شيخ
التصوف ذكره القرشى فى طبقة الفقهاء وعدّه من المحدثين روى عن بعض مشايخه بسنده
الى ابن عمر قال قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم يأتى على الناس زمان لو سمعت باسم رجل خير لك من أن تلقاه
ولو لقيته خير لك من أن تجربه ولو جربته لا بغضته وبصقت عليه وبسنده عن الحافظ
اسماعيل انه قال الصديق فى هذا الوقت اذا حضرت أكرم ومدح واذا غبت عاب وقدح ظاهره
موافق وباطنه منافق وكان اليحمودى من كبار مشايخ وقته وقبره
الآن كوم تراب على
شفير الخندق فيما بين الورادى وأبى زرارة معروف ظاهر يتداوله الخلف عن السلف
ذكر تربة الشيخ الامام الفقيه عبد
المحسن بن احمد الورادى المعروف بقيم مسجد
شطا بالبروج كان حسن التقوى منذ اشتغل بعبادة الله تعالى وقراءة العلم قال أبو
منصور وكان يجتمع بالخضر وكان يصلى معه الخمس وكان اذا رآه أهل مركب وقد خافوا من
العدوّ أتوه فيدعو بتغيير الهواء فيرجع بها وان كانوا تجارا دخلوا المينة وكانوا
يعرفونه بالدين والورع والزهد والمكاشفة وكان يقول وددت لو حججت وهو يقف كل عام
بعرفة قال ابن ميسر فى تاريخه وكان معه رجل من أهل دمياط يقال له أبو اليسر فما
شعر الا وهو بمكة وقت الظهر فاشتغل بمشاهدة البيت وطلب الشيخ فلم يجده فوقف يبكى
فقال له رجل من بنى شيبة ما بك يا اخى فقال كنت الساعة بدمياط فقال له لعلك جئت مع
الشيخ قال نعم فقال له اجلس الى وقت العصر فجلس ولم يشتغل بغيره فاذا هو قد جاءه
فتبعه فاذا هو بدمياط فقال له يا سيدى ادع لى فقال ليس لك بذلك عادة فأخبره خبره
فقال له اكتم عنى فذهب الرجل وأخبر أهله فتسامع الناس وأتوا منزله فطال بهم المكث
ولم يخرج الشيخ فقالت لهم امرأة والله انه ذهب الى مصر فخرجوا فى أثره فلما أتوا
الى مصر استخبروا عنه فقالوا هذا رجل مات بالامس بجامع مصر ونزل الفايز ومشى فى
جنازته مات سنة خمس وسبعين واربعمائة وبالتربة أيضا قبر الرجل الصالح الشيخ غالى
المزين وعلى باب هذه التربة قبور المراديين معروفون بالخير والصلاح والمكان مبارك
معروف باجابة الدعاء والى جانبهم من الجهة البحرية تربة بها جماعة من التميميين من
أهل الخليل منها قبر مكتوب عليه أحمد بن صالح التميمى الخليلى وقبليهم مقبرة بنى
الفرات وهى زريبة ذات محاريب قال المولف رأيت بها قبرا مكتوبا عليه هذا قبر القاضى
الامين صفى الدين أبى محمد عبد الوهاب ابن أبى الطاهر اسماعيل بن مظفر بن الفرات
وفاته مشهورة فى شهر ربيع الآخر سنة ست وثمانين وخمسمائة وتحت جدارهم من الغرب قبر
الشاب التائب المقتول ظلما ومن قبلى الورادى قبر الفقيه الامام ضياء الدين عبد
الرحمن بن محمد القرشى المدرس بالناصرية بمصر مات سنة ست عشرة وستمائة حكى عنه قال
بت ليلة من الليالى بمسجد فى بعض البلاد فجاء الامام فباحثنى فوجدته رافضيا وعلم
اننى من أهل السنة فقال لى اياك أن تبيت بهذا المسجد وأراد أن يخرجنى ليفترسنى سبع
كان يلتقط الناس من باب المسجد فلما خرجت جاءنى السبع ففررت منه الى خلف جدار
المسجد فحسب أنى دخلت المسجد
فدخل فرأى الامام
فافترسه ثم أخذه وخرج ودخلت أنا المسجد واغلقت الباب قال القرشى وقبره قبلى
الورادى فى التربة المعروفة بتربة بنى قطيطة كان من الورعين كثير الصمت لا يتكلم
الا بالقرآن أو الحديث أو العلم وكان معه صحيفة يحاسب فيها نفسه طول يومه فاذا كان
وقت المساء نظر فيها وقال فضلت الحسنات على السيئات ولله الحمد ولما مات الشيخ شرف
الدين المعروف بابن قطيطة المدرس دفن الى جانبه فرؤى فى النوم فقيل له ما فعل الله
بك قال أقامنى مع عبد الرحمن على موائد الكرم فى دار النعيم وكتب رجل على بابها
قد جئت قبر محمد
لأزوره
|
|
وله الزيارة من
أقل الواجب
|
من كان يرفد
أهله بنواله
|
|
أبدا ويفتح بابه
للطالب
|
ومعه فى الحومة
قبر أبى الربيع السكندرى ويلى تربة الورادى من جهة الشرق مصطبة ذات محاريب بها
الفقهاء بنو موهوب قال القرشى منهم الفقيه موهوب كان من أكابر الفقهاء قال ابن
موهوب كان أبى يقول لا تصحب الا من اذا غبت خلفك فاذا حضرت كنفك وان لقى صديقك
اشتراه بمودتك وان لقى عدوّك كفه عنك يا بنى ان أحسن الكلام من كلام خالد بن صفوان
اصحب من اذا صحبته زانك واذا خدمته صانك واذا أصابتك فاقة أعانك وان رأى حسنة
نشرها وان رأى منك سيئة سترها فاصحب من صفت محبته واعمل لدنياك عمل من يعيش واعمل
لآخرتك عمل من يموت واصرف قوّتك لطاعة الله وكان يتمثل بهذين البيتين
قطع الدهر
بأسباب العلل
|
|
وأباد الشهر
أيام الاجل
|
ألف الوحدة حتى
اعتادها
|
|
واشتهى الراحة
واختار الكس
|
مات سنة احدى
وثمانين وأربعمائة ومعه قبر ولده الفقيه ابن موهوب كان من أكابر العلماء الاخيار
يعدّ من العلماء والقراء كثير الذكر اذا سمع الفقهاء يتكلمون فى غير العلم تركهم
وكان يقول لاصحابه اخلصوا واشتغلوا بحديث الآخرة عن حديثكم فى الدنيا وجلس يوما مع
الفقهاء فقال فقيه اشتهى حلوى وقال آخر اشتهى رطبا فقال ابن موهوب اشتهى رضا الله
عنى فبينما هم كذلك اذ دخل رجل ومعه حلوى فأطعم ذلك الرجل الفقيه وجاء آخر ومعه
رطب فأطعم الآخر فقال ابن موهوب اللهم كما قضيت شهوتهما فاقض شهوتى فلما كان الليل
نام فرأى فى المنام رب العزة جل جلاله وهو يقول له قضيت شهوتك ورضيت عنك وقال مالك
بن عمر رأيت ابن موهوب يتبسم وهو على المغتسل فعجبت
منه فلما كان
الليل رأيته فى المنام وهو يقول لى أتعجب من تبسمى لقد برزت الىّ الحور العين
والولدان فأعرضت فاذا قائل يقول دعنه فانه ما طلب الا الله تعالى وقد ذكر الاسعد
النسابة فى مزارات الاشراف ابن موهوب وعدّه من مشايخه وسماه بأبى الطاهر عبد
المنعم [قبر القاضى الامام العالم أبى عبد الله
محمد بن الليث المعروف بابن أبى زرارة العنتابى] وبهذه التربة جماعة من الصالحين والى جانبهم من الجهة
البحرية قبر القاضى الامام العالم أبى عبد الله محمد بن الليث المعروف بابن أبى
زرارة العنتابى أحد الوكلاء فى الدولة الطولونية كان من كبراء المصريين ذكره
القضاعى فى كتاب الخطط وذكره القرشى فى طبقة الشهداء وابن عثمان فى تاريخه وعلى
قبره رخامة مكتوب فيها أبو عبد الله محمد بن ياسين بن عبد الأحد بن أبى زرارة
الليث بن عاصم الخولانى العنتابى وهذا هو الاصح [قبر
المولى أبى الكرم تاج] والى جانبه من
الجهة البحرية قبر المولى أبى الكرم تاج ذكره شيخنا فى تعاليقه ويليه من الجهة
القبلية قبر القاضى نصر الله بن وهيب بن حمزة بن زمانين عرف بقاضى البحر وهم جماعة
يعرفون ببنى زمانين توفى سنة احدى وثلاثين وستمائة وعند باب تربة أبى الطيب خروف
قبر الشيخ أبى اسحاق ابراهيم الثعالبى غير صاحب التفسير كان اماما فقيها عالما
محدثا ذكره القرشى فى طبقة الفقهاء والى جانبه قبر الفقيه أبى الطاهر الشافعى وأما
الجهة الغربية من تربة أبى الطيب خروف فبها قبر الفقيه الامام العالم العلامة أبى
الحسن على العودى عظيم الشأن جليل القدر كان يتجر فى العود وكان اذا قدم الى مصر
يفرح الفقراء بقدومه لانه كان يجمعهم ويفرق عليهم زكاة ماله قال النهرجورى ملك
العودى مائة ألف وخمسمائة ألف دينار فلما اشتغل بالعلم أنفق ذلك على الفقهاء
والفقراء ولما مات لم يجدوا له غير ثوب واحد وازار وحكى الذى غسله أنه سمع من
مقالته غض بصرك عن جسدى حتى تصب عليه الجان فغض بصره ويقال انه صحب أبا موسى
الجيزى صاحب ذى النون المصرى ومرّ على رجل وقد تعلق برجل له عليه دين وهو يقول له
إما أن تعطينى خمسمائة درهم وإما السجن فقال له العودى هى عندى الى غد فظن انه غنى
كما كان فأطلق الرجل فلما كان من الغد أتاه فقال أنظرنى الى الظهر فأنظره فأتاه
وقت الظهر فقال له أنظرنى الى العصر فصاح الرجل على ماله وقال عالم وكذاب فقال يا
أخى لم يبق لى غير هذه الدار خذها بخمسمائة درهم فقال ولا بفلس واحد قال فامض معى
حتى أنادى على نفسى قال وأنت لا تساوى فلسا واحدا فبينما هو معه واذا برجل يسأل عن
بيت العودى فقال له العودى ما شأنك فقال له أنا الرجل الذى أقرضته بصنعاء ألف
دينار وهذه الالف وهذه عشرة آلاف كسبتها فى خمس
عشرة سنة فقال يا
أخى ذهبت تلك النفسانية ادفع لهذا خمسمائة درهم وادفع لى درهما واحدا وتصدّق
بالباقى سرا ولا تخبر أحدا بما قلت وكان يقول
أذاب الهوى جسمى
وقلبى وقوّتى
|
|
ولم يبق الا
الروح والجسد النضو
|
رأيت الهوى جمر
الغضا غير انه
|
|
على طالبيه عند
حاجته حلو
|
والى جانب العودى
قبر شهاب الدين احمد عرف بابن بشارة المتصدر والى جانبه قبر الشيخ عبد الخالق عرف
بالنحاس كان من أكابر العلماء قال ولده كان أبى يصنع الطعام ثم يقول لأمى انظرى
ماذا يخصنى منه فتخرج له جزأه فيتصدق به ثم يتعشى بالملح فكانت أمى تعرف عادته
وتجعل من نصيبها على نصيبه فيتصدق بالجميع قال القرشى والى جانبه قبر الفقيه محمد
بن عبد الوهاب بن يوسف بن على بن الحسين الدمشقى الاصولى اللغوى الحنفى المعروف
بابن المحسنى وولده الشيخ أبى عبد الله محمد وبالحومة قبر السيد الشريف الخطيب
بالقرافة الكبرى وبالحومة قبر الشيخ الامام العالم أبى الحجاج يوسف ابن محمد
الدرعى المدرس بالمدرسة المالكية كان اماما فقيها عالما حسن الفتيا وكان بمكانة
عند العزيز عثمان بن صلاح الدين يوسف وكان يرسل اليه فى الشفاعة فيقبله وكان الناس
يهرعون الى الصلاة خلفه وكان لا يحب الانتظار وكان يقول الائمة كلهم قادة قال ابن
ثعلب بلغنا عنه أنه اعتكف فى شهر رمضان وكانوا يأتون اليه بكوز ورغيف فلما خرج من
الاعتكاف وجدوا ثلاثين رغيفا ولم يأكل منها شيئا مات رضى الله عنه سنة أربع عشرة
وستمائة وعاش خمسا وثمانين سنة قال القرشى وقبره الى الآن وراء حائط تربة أبى
الطيب خروف وعليه عمود حسن قال المؤلف وهذا القبر داثر لا يعرف الآن ومن غربيه قبر
الفقيه الامام العالم عبد السلام بن معلى الشافعى وقد سلف ذكره وبالحومة المذكورة
قبر الشريف الخطيب بالقرافة الكبرى ولم يكن بهذه الحومة قبر يعرف غير قبر العودى
والشريف الخطيب ومن الناس من يقول ان قبر العودى عند باب تربة أبى الطيب خروف
ويشيرون الى القبر الكبير المبيض المقابل لابى زرارة وهذا غلط ومنهم من يقول انهم
اثنان لان القرشى ذكر فى تاريخه اثنين أبى الحسن العودى والعودى الكبير قال ومنهم
العودى الكبير وقبره تحت حائط أبى الطيب خروف وهذه اشارة عن أبى الحسن العودى ولم
يبلغنا ان بالحومة عوديا غيره وهذا هو الاصح والله أعلم
وفى قبلى العودى
قبر الشيخ علم الدين داود الضرير شيخ القراءة بجامع مصر وكان يقرأ برواية أبى عمرو
توفى سنة خمس وثمانين وخمسمائة وهو على باب تربة قديمة من الدفن
الاول بها جماعة
قرشيون منهم نصر بن على المقرى والى جانب هذه التربة من الشرق تربة قديمة أيضا بها
جماعة قرشيون والى جانبها من الغرب تربة قديمة بها جماعة قرشيون منهم أبو الحسن
يحيى بن أحمد بن محمد بن زيد توفى سنة ستين وخمسمائة ومقابل هذه التربة الفقهاء
أولاد السطحى القاضى الخطيب أبى الحسن على ابن جمال الدين عبد الرحمن توفى سنة
ثلاث عشرة وستمائة والى جانبه قبر ولده أبى عبد الله محمد ومعهم فى المكان قبر
الشيخ الوجيه أبى الطاهر اسماعيل ابن أبى القاسم عبد الرحمن بن أبى الطيب توفى سنة
أربعين وستمائة وعلى شفير الخندق تربة قديمة بها قبر الشهيد أبى التقى صالح بن
مهدى توفى سنة ست وسبعين وخمسمائة وفى قبلى أبى الطيب خروف تحت الحائط قبر الشيخ
أبى حفص عمر المعروف بالسقطى توفى سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة ثم تمشى مستقبل
القبلة قاصدا الى قبر الشيخ عمران الطويل تجد على يسارك حوش الفقهاء أولاد ابن
صورة وهم جماعة منهم القاضى أبو عبد الله محمد بن محمد الانصارى ومعهم فى التربة
قبر الشيخ نفيس الدين أبى اسحاق ابراهيم القرشى والى جانب هذه التربة تربة بها قبر
أبى البركات ومقابلها على جانب الطريق المسلوك تحت رجلى عمران الطويل قبر الشيخ
أبى العباس أحمد المعروف بابن الحداد كان من أكابر العلماء واجلاء الفقهاء انقطع
فى مسجده المعروف بالساحل وكان سبب انقطاعه انه كان لا يدع أحدا يستقى له ماء ولا
يقضى له حاجة بل هو يستقى لنفسه فخرج يوما يستقى فوجد امرأة تغتسل فقال لها استترى
يرحمك الله فقالت الخطاب لك قبلى قال الله تعالى (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ
يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ) الاية ولو غضضت بصرك ما رأيتنى انما اغتسلت هنا للفقر
والفاقة ولى أولاد أيتام فبكى وعاد الى المسجد فما خرج منه حتى مات والى جانبه قبر
الشيخ أبى العباس بن السقطى والى جانبهما من الجهة القبلية قبر الفقيه الامام أبى
عبد الله محمد بن الحسين بن ابراهيم الفقيه الجزولى المالكى عليه عمود قصير فوق
ذراع والعمود باق الى الآن ويليهم قبر الشيخ عمران بن داود بن على الغافقى من بنى
غافق ذكره القرشى فى طبقة الفقهاء وحكى عنه فيما نقله الشيخ ادريس الحفار قال حفرت
للفقيه عمران وكان رجلا طويلا وحضر جماعة من العلماء جنازته فشققت له اللحد ثم
تلقيته فلما حصل معى فى القبر وجدت اللحد ضيقا فأردت أن أقول ارفعوه حتى أوسع له
اللحد فرأيت اللحد قد اتسع ولا أدرى هل أنا فى بيت أم فى قبر فوضعته ورأيت من شق
كفنه معى ورأيت أيد معى تساعدنى فى الحاده فصعدت من القبر وقد تغير لونى فأشارت
الى امرأة فجئت اليها فقالت ما الذى
رأيت حتى تغير
لونك فقلت لها لا تسألينى فقالت بالله عليك الا خبرتنى فقلت رأيت كيت وكيت فقالت
خير خير انه كان يقول اللهم وسع على قبرى واجعلنى ممن تتولاه الملائكة وكان فقيها
عالما اماما مكث خمس عشرة سنة لا يمر فى سوق ولا رأى امرأة قط الاغض بصره وأنشد
عند موته
وقفت على الاحبة
حين صفت
|
|
قبورهم كأفراس
الرهان
|
فلما ان بكيت
وفاض دمعى
|
|
رأت عيناى بينهم
مكانى
|
ولما دخلوا عليه
فى اليوم الثالث من مرضه سمعوه يقول
قد أناخت بك
روحى
|
|
فاجعل العفو
قراها
|
هى ترجوك وتخشا
|
|
ك فلا تقطع
رجاها
|
ثم قال اذا أنا مت
فاجعلوا خاتمى فى أصبعى فلما مات نسوا ذلك فلما غسلوه وأراد الغاسل أن يدرجه فى
الكفن رفع أصبعه فقال الغاسل لاهله مالى أرى الشيخ يرفع اصبعه فقالوا لا ندرى فذكر
بعضهم ما قال الشيخ فقال انه أوصى أن يجعل خاتمه فى أصبعه فجعلوه فى أصبعه
فاستقرؤه فاذا مكتوب عليه عبد مذنب ورب غفور وكان مكتوبا على قبره سطرين فى أصل
العمود بالمداد
ولما أتينا قبره
لنزوره
|
|
عرفناه لما فاح
طيب ترابه
|
سقى الله من ماء
الجنان ترابه
|
|
ونجى به من زاره
من عقابه
|
ذكر التربة المعروفة ببنى اللهيب ومن بها من غيرهم من الفقهاء والعلماء والمحدثين ومن حولها
من العلماء نذكر كل واحد منهم باسمه ومناقبه وتعيين قبره الباقى الآن وتعيين من
دثر بها والدلالة على تبيين تربتهم على الاصح وبالله التوفيق وهو حسبنا ونعم
الوكيل حكى عن الشيخ على الجباس والد الشيخ شرف الدين صاحب التاريخ أنه جاء فى
ليلة جمعة الى هذه المقبرة يزورها وكان يقرأ فى سورة هود الى أن وقف على قوله
تعالى (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ
وَسَعِيدٌ) فسمع قائلا يقول له يا ابن الجباس تأدب ما فينا شقى بل
كلنا سعداء وحكى بعض العلماء قال دخلت الى مقبرة بنى اللهيب فاذا رجل يبكى وهو
يقول مات الناس فقلت له مالك يا أخى والناس فقال أحدثك عن صاحب هذا القبر قلت وما
تحدثنى عنه قال كنت زياتا ولى مال قد ذهب ولم يبق معى شئ فجئت الى أهلى فودعتهم
وخرجت فلم أزل أمشى حتى أتيت الجبانة فززت مقابر الصالحين وجئت الى مقبرتهم
الشريفة فقرأت عندها شيأ من القرآن وأتيت الى قبر الامام الشافعى فبكيت عنده ثم
خرجت
أريد مصر فاذا رجل
قد أدركنى على دابة وقال لى ما بك رأيتك تبكى عند قبر الامام الشافعى فقلت له لا
تسألنى عن حالى فقال سألتك بالله الا ما أخبرتنى خبرك فقصصت له القصة فقال هل لك
أن تكون الليلة ضيفى فقلت نعم فأتى بى الى منزله وأحسن الى احسانا بليغا فعلمت ان
هذا ببركة بنى اللهيب والمكان معروف باجابة الدعاء وعليه هيبة وجلالة فأجل من بهذه
التربة الفقيه الامام العالم العلامة أبو الحسن على بن ابراهيم بن مسلم الانصارى
عرف بابن بنت أبى سعد وقد استخرت الله تعالى فى تقديمه على بنى اللهيب لاجل نسبه
وعظم شأنه ذكره الموفق فى تاريخه وعدّه ابن الجباس فى طبقة الفقهاء وكان حسن
الفتوى وكان قد انقطع فى بيته وآلى على نفسه أنه لا يفتى ولا يؤم وكان فى أوّل
عمره بزازا وكان سبب انقطاعه انه كان الى جانب حانوته بزاز آخر فجلس هو واياه
يتحادثان فى البيع والشراء فسألا الله أن يبغضهما فى البيع والشراء فلما كان تلك
الليلة رأى أبو الحسن فى النوم كأنه قد صلى الصبح فى منزله وكان قد فرغ من صلاته
وأخذ مفاتيح حانوته ومضى فلما أتى باب القيسارية وجد نصرانيا على باب القيسارية
ومعه عود وكل من دخل من باب القيسارية جعل عليه نقطة سوداء فاستيقظ وهو مرعوب فبعث
خلف أخيه فقص عليه الرؤيا وقال يا أخى هذه تبعات الناس ثم انقطع فى بيته وقرأ
العلم ولم يخرج منه حتى مات وكانت وفاته يوم الثلاثاء النصف من رجب سنة أربع وستين
وخمسمائة وكان الثعبان يشرب من يده وكان اذا رقى مريضا عوفى ولما مات ووضع على
المغتسل سمع من يقول وهو يغسل هنيئا لك يا من قدم على الله بقلب خاشع وبصر دامع
وكانت زوجته تقول لقد كنت أسمعه يقول الهى كل ذنب تعاظم فهو فى جنب عفوك يسير وحكى
عنه انه كان بالقرب من داره نصرانى فقيل للشيخ عنه انه كثير الصدقة فلما مرض
واحتضر أخبر الشيخ بذلك فكتب الشيخ رقعة فيها لا اله الا الله محمد رسول الله ثم
أرسلها اليه مع رجل من أصحابه فلما رآها النصرانى قال لاهله ما هذه قالوا هذه
بعثها اليك الفقيه أبو الحسن فقال لهم أخرجونى عنكم فقالوا لماذا فقال لانى أشهد
أن لا اله الا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فقالوا للرجل ما الذى أوريته عنه قال
ان هذه الرقعة ما رآها أحد من أهل بيته الا قال أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن
محمدا رسول الله ثم قال الرجل الذى أسلم اجعلوها معى فى الكفن فجعلوها معه فلما
دفن رآه بعض أهله تلك الليلة فقال له ما فعل الله بك قال قدمت على ربى فقال لى بم
جئتنى قلت بما فى هذه الرقعة فقال هذا خط من أقسم علىّ أن
لا أعذبك امضوا به
الى الجنة فقد غفرت له قال المؤلف وله أقارب بالقرافة فى ثلاثة مواضع وقد ذكرت
منها موضعين والثالث سيأتى ان شاء الله تعالى وبالمقبرة قبر الشيخ الامام العالم
أبى حفص عمر بن اللهيب معدود من أكابر الفقهاء والعلماء قال بعض العلماء سمعته
يقول من استولت عليه الشقاوة سلبت من يده طرق الخيرات ومن كثر رياؤه قل حياؤه وبها
أيضا قبر ولده رشيد الدين بن أبى حفص عمر بن اللهيب وبها أيضا قبر الشيخ الفقيه
الامام تاج الدين أبى العباس أحمد بن يحيى بن أبى العباس أحمد بن عمر بن جعفر بن
اللهيب كان من العلماء الاجلاء الاكابر الأخيار وكان كثير البكاء قال بعض الفقهاء
رأيته فى النوم بعد وفاته فقلت له ما نفعك ذلك البكاء فقال أطفأ النار وأرضى
الجبار وأدخلنى دار القرار وهو القبر الرابع من أبى العباس وبها قبر أبى العباس
الاكبر وأبى العباس الاصغر وأبى جعفر الاكبر وأبى جعفر الاصغر وبها أيضا قبر
الفقيه عبد العزيز ابن محمد بن عمر بن جعفر بن اللهيب مات سنة أربعين وخمسمائة
وكان من أكابر العلماء وله شعر حسن منه
تفقه فان الفقه
خير مصاحب
|
|
ولا خير فى فقه
يكون بلا عمل
|
ولا تصحب الجهال
واحذر طباعهم
|
|
وإياك أن تلهو
بأوصاف من جهل
|
وبالتربة أيضا قبر
الشيخ الامام العالم العلامة المحقق أبى محمد عبد الباقى بن اللهيب
ذكر من بها من غير بنى اللهيب فبها قبر الشيخ الامام العالم العلامة عبد الحميد المعروف
بالقرافى ذكره الموفق فى تاريخه كان رجلا فاضلا زاهدا مشهورا بذلك وكانوا يتحدثون
فى مجلسه ويقولون خلع الخليفة على فلان وأعطى فلانا فيقول يذهب الناس بالزيادة
والنقص وعبد الحميد عبد الحميد وكان الخليفة قد خرج الى بركة الحبش فى أيام الربيع
وضرب خيمة وأحضر جميع المغانى وأهل الطرب وأمر العساكر أن ينزلوا حوله وأقام مدّة
يشرب ويلهو وخرج أهل الغناء من مصر والقاهرة من الرجال والنساء وكثر الفساد فركب
بعض حجابه وقصد جهة القرافة الصغرى فاذا عبد الحميد فى تربة ومعه خمسة نفر وهو
يقول لهم لا تعجلوا اتركوه ولا تدعوا عليه دعوة يأخذه الله بها أخذ القرى وهى
ظالمة فعلم الحاجب أنهم يعنون الخليفة فعاد وأخبره وقص عليه القصة فقال له ارجع
اليه وادفع له هذه المائة دينار وقل له الخليفة يسلم عليك وهذه مائة دينار انفقها
عليك وهو يسألك الدعاء فجاء بها الحاجب اليه فلما رآه عبد الحميد قال له قبل أن
يصل اليه خذها وارجع الى سيدك فقال يا سيدى ادع له فقال تاب الله عليه حتى لا
يعصيه فقال يا سيدى انه يسألك
أن تشرفه بحاجة
فقال لا حاجة لى به الا أنه يعود الى القصر فجاء الحاجب الى الخليفة ليعلمه بذلك
فوجده قد أمر بكسر آنية الخمر ثم قال انى أريد أن أزور الشيخ عبد الحميد فاستأذنه
على الزيارة فعاد الرسول اليه فقال والله لا اجتمعت عليه فى بيت ولا دار أبدا قال
فرجع وأعلم الخليفة بذلك فقال لا بد من الاجتماع به دعه يقف فى طاق داره وأنا أنظر
اليه فعاد الرسول الى الشيخ وسأله فى ذلك فرضى فعاد الى الخليفة فأخبره برضا الشيخ
لذلك فركب وجاء الى داره فسلم عليه بأصبعه ثم نزل من الغرفة وهو يبكى فقيل له يا
سيدى ما هذا فقال ما تدرون ما أصابنى كنت أجد نورا عظيما فى قلبى ونشاطا فى طاعة
الله والله مذ نظرت اليه عدمت ذلك النور والنشاط فلما حضرته الوفاة قلق قلقا عظيما
فقال له بعض من حضر من اخوانه ما هذا القلق يا سيدى لقد كنت ورعا زاهدا والقدوم
على كريم فقال والله ما جزعى من الموت ولا على ما فاتنى من الدنيا وانما مذ وقع
بصرى على ذلك الظالم ذهب عنى ما كنت أجده وأنا متأسف فأوّاه أوّاه ومعهم فى التربة
أيضا قبر الفقيه أبى محمد المعروف بالدرعى معدود فى طبقة عبد الحميد وقبره مما يلى
طرف المقبرة من جهة الشرق الى جانب أبى البركات وأبو البركات فى المحراب الطرفانى
قريب الطريق المسلوك كان مالكى المذهب فقيها محدثا قليل الكلام مع الناس وكان يأتى
من حلقة الدرس فيأخذ خبزه فى الطبق ويؤديه الى الفرن وربما تصدّق به ويعود والطبق
فارغ وكانوا اذا ذكروا عنده القرّاء والتعصبات يقول يا قوم أما هذا القرآن كله
كلام الله والذى جاء به رسول الله صلىاللهعليهوسلم فما هذه التعصبات
وحكى عن رجل من أهل الخير قال بعت جمالا لاسد الدين شيركوه فى أول أمره فمطلنى
شاور صاحب مصر فجئت الى الفقيه الدرعى وقلت له يا سيدى أنا فى شدّة من كذا وكذا
فأدار وجهه الى القبلة ودعا ثم قال لى سلطان السماء يكفيك سلطان الارض فعدت فوجدت
الامير قد اشتدّ فجئت اليه فقال لى مثل مقالته الاولى فرجعت فكفانى الله أمره وقيل
للدرعى ما أحب الاشياء اليك فقال أن يقول لى الحافظان ذهب يومك وما كتبنا عنك فيه
سيئة وبهذه التربة قبر الفقيه صبح المالكى كان فقيها عالما عظيما من أكابر الفقهاء
وأجلاء العلماء قال الفقيه صبح كان لابى جارية كثيرة الصلاة أقرأتها أمى وكانت أمى
تنام وكنت أنا صغيرا فأصلى مع جارية أبى وحببنى الله تعالى فى ذلك فكنت أدع أمى
وأبى وامضى اليها فقالت لى يوما يا بنى أدعو لك دعوتين قلت نعم فقالت حببك الله فى
العلم وجنبك الجهل وكتب اسمك مع الاولياء فمن بعدها ما نمت فى الليل وبها أيضا
قبور السادة الفقهاء
بنى شاس وبنى خلاص
وبنى رصاص وبنى اراش وبنى البكاء والشيخ قمر الدولة والشيخ سالم المعروف بصاحب
النوبة وهى الصف القبور القريبة الى المحاريب وأما بنو خلاص فهم قريبون من الجهة
الشرقية والمعروف منهم الآن الفقيه أبو اسحاق ابراهيم المعروف بابن خلاص الانصارى
كان من أكابر العلماء ذكره القرشى فى طبقة الفقهاء والى جانبه قبر أبيه وولده يحكى
ان رجلا سكن الى جانب داره فسرقت داره فجمع أهل حارته وأتوا الى الفقيه ابن خلاص
وسألوه أن يدعو لهم فقال اللهم من كان بريئا فلا تسلط عليه الظالمين فأتوا بهم الى
صاحب الشرطة فأمر أن يعروا رجلا رجلا فجرّدوا أول رجل منهم وتقدّم اليه رجل ليضربه
فمسكت يده ففعل الثانى كذلك حتى لم يبق منهم الا رجل واحد فقال أنا أخذتها فقيل له
لم أقررت قبل الضرب فقال سمعت الفقيه ابن خلاص يقول اللهم من كان بريئا فلا تسلط
عليه الظالمين وأنا غير برىء فخشيت من الضرب والتسليط وقد تبت الى الله تعالى
فأخذت الأمتعة وأطلق وتاب صاحب الشرطة خوف أن يكتب من الظالمين وبالتربة أيضا قبر
قريب من الفقهاء بنى شاس مكتوب عليه قبر أبى محمد من أولاد بنت أبى العباس أحمد بن
الخليفة المستضىء بأمر الله أمير المؤمنين ابى محمد الحسن بن الخليفة المستجير
بالله أمير المؤمنين وعليه بلاطة كدان وهذا النسب صحيح وبالتربة أيضا قبر الفقيه
محمد المرابط كان فقيها اماما عالما وكان خياطا لا يأكل لاحد طعاما وكان اذا خاط
لاحد ثوبا يقول له على شرط أن لا تعصى الله فيه فيعاهده على ذلك وكان كل من عصى
الله وهو لابس ما يخيطه الشيخ يخنقه حتى يشرف على الموت وينوى التوبة وبها أيضا
قبر عند رجلى الشيخ أبى الحسن ابن بنت أبى سعد به الفقيه أبو الثريا المقدّم ذكره
كان من السادة العلماء وكان يقول لو اشتغلت عن الله ساعة ما هنا لى عيش ساعة من
الدنيا وكان كثير الورع وهو مالكى المذهب وكل من بهذه المقبرة من بنى اللهيب
وغيرهم مالكية وكان اذا تكلم فى أحوال القوم يصدع القلوب فكان عالما ورعا زاهدا
كثير المكاشفة يعرف الناس فلا يخفى عليه من يكون يعرف السنة وكان الناس يأتونه
بالصدقة ليفرّقها على مستحقها من الفقراء فكان يقول للفقراء لا يأخذ أحد فوق
كفايته وكفاية عائلته هذا اليوم فكل من أخذ أكثر من كفايته لا يستطيع أن يرفعه وان
أخذ قوته رفعه وكان الوزراء يأتون اليه ويدفعون له الاموال فيتصدّق بها وبالمقبرة
قبور السادة بنى الرصاص فمنهم الفقيه الامام العالم أبو البركات عبد المحسن بن كعب
أوحد الفقهاء المدرّس بمدرسة المالكية جدّ هذا البيت العظيم الشان الجليل القدر
قال محمد
ابن زهر المدنى
قدمت من الغرب فأتيت ابن كعب بعشرين دينارا ومعى فتوى فكتب ثم أطرقت فقال لى لا
تتعب فى اخراج الصرّة فأنا لا أبيع العلم بالدنيا الفانية أبدا وكان يحفظ المدونة
وتفريع ابن الجلاب والمعونة والتلقين كما يحفظ الرجل الفاتحة وفيه قيل حين مات
مات الذى حفظ
العلوم جميعها
|
|
جمعاء وانقادت
له السادات
|
عرف المعارف
والعلوم وما بدا
|
|
قدما وقد خرقت
له العادات
|
وقبره فى المحراب
عند دخولك من الباب الشرقى لتربة بنى اللهيب وفى تربة بنى اللهيب جماعة من الائمة العلماء
السادة القادة الأطهار نذكرهم رجلا رجلا لأنهم كلهم علماء فى مذاهبهم فبالمقبرة
قبر الفقيه الامام أبى عبد الله محمد المدينى العطار المعروف بالقاضى والى جانبه
قبر الشيخ أبى الربيع سليمان وبها أيضا قبر الشيخ عبد الله البدنه وبها قبر الشيخ
أبى عبد الله محمد بن حسن المالكى وبها أيضا قبر الشيخ أبى القاسم عبد الرحمن بن
عبد الله صاحب العمود الذى فى الجهة الغربية من قبر البكاء توفى سنة ثلاث وثلاثين
وخمسمائة والى جانبه تربة ابن الخزرجى وفى حومتهم الفقيه شرف الدين المعروف
بالكركى كان من الفقهاء الاجلاء أفتى ودرس وقبره شرقى الطريق المسلوك بالقرب من
قبر الشيخ أبى البركات وفى الجهة الشرقية قبر الشيخ الامام العالم أبى حفص عمر
الذهبى وهو شرقى الشيخ أبى البركات على الطريق المسلوك كان من طلبة الطوسى وكان
اماما عالما ذكره ابن خلكان فى الاعيان وكان متعصبا لمذهب الأشاعرة وكان كثير
التبسم حضر اليه يوما بعض اليهود وناظره فى خمسين مسألة فقطعه
فلما رأى اليهودى أنه انقطع وذهبت حجته قال له انكم تزعمون ان الله أنزل على نبيكم
وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم قال نعم فقال هذه يدى غير مغلولة ثم
أخرجها قال فأخرج الفقيه يده وضرب اليهودى وقال له يا يهودى خذ عوضها قال كنت أصلب
قال فحينئذ يدك مغلولة فتبسم ومضى اليهودى فلما أصبح اليهودى وجد يده مغلولة
وبحريه قبر عليه عمود رخام هو قبر اسماعيل ابن الفضل بن عبد الله الانصارى والى
جانبه قبر الفقيه الامام أبى العباس أحمد مات سنة احدى وثمانين وخمسمائة والى
جانبه قبر الفقيه أبى الفضل هبة الله بن صالح عرف بالصناديقى مات سنة خمسين
وخمسمائة كان من العلماء المشهورين ذكره القرشى فى طبقة الفقهاء والى جانبه قبر
الفقيه ابن ثعلب وهذه القبور لا يعرف منها الآن قبر من قبر
__________________
وفى الجهة الشرقية
حوش مقابل لحوش بنى الغطيط فيه قبر الفقيه الامام العالم العلامة أبى عبد الله
محمد ابن الفقيه أبى الحسن عساكر شيخ أبى الجود معدود من الفقهاء والقرّاء
والمتصدّرين ومعه فى التربة قبر الفقيه أبى القاسم البزار معدود من أرباب الاسباب
وأما الجهة القبلية من تربة بنى اللهيب فبها تربة بنى الغطيط بها قبر الفقيه
الامام أبى الحجاج يوسف المصلى بمسجد العدّاسين ذكره ابن عثمان فى تاريخه صحب
الشيخ أبا الحسن الرفا وغيره مات سنة خمس وتسعين وخمسمائة قال الرفا لما مات أبو
الحجاج كانت زوجتى حاملا وكنت ما شعرت بموته فنمت تلك الليلة فرأيت كأن الولد الذى
فى بطن زوجتى يئن وكأنى أقول له ما بك فقال انى جزع على أبى الحجاج يوسف فاستيقظت
فسمعت البكاء عليه وفى هذه التربة قبر الفقيه عماد الدين يحيى بن عبد الكافى متأخر
الوفاة كان نائب الامام بجامع مصر يعرف بابن الشماع وكان مع كبر سنه مؤذيا للصلاة
فى الجامع المذكور وبهذه التربة أيضا الاسعد بن الغطيط وذريته وعلى باب هذه التربة
قبر عليه عمود مكتوب عليه الفقيه أبو حيدرة سيد الكل عبد الله الواعظ الناسخ
المعروف بابن عطوش مات سنة خمس وخمسين وستمائة وتحت رجليه مع الحائط قبر الشيخ أبى
الربيع الفيومى ومن وراء الحائط القبلى قبر الفقيه رسلان وقد ذكرنا الجهة البحرية
التى تلى تربة البكاء
وأما الجهة
الشرقية فبها تربة الخزرجى وهو الشيخ الامام العالم شرف الدين الخزرجى وبها قبر
الفقيه محمد بن عبد الرحمن امام مسجد الهيتم وبهذه التربة قبر الفقيه الامام
العالم عبد العزيز بن محمد بن ابراهيم المالكى كان فقيها ورعا كثير البكاء وكان
مقيما بالمدرسة المالكية وكان يخرج ويقضى حاجته من السوق فسمع يوما قارئا يقرأ
فوقف وبكى ولم يشتر حاجته وعاد الى المدينة فمات من الغد فى سنة ست وأربعين
وستمائة عدّه القرشى فى طبقة الفقهاء والى جانب تربة الخزرجى تربة بنى مسكين
وبينهما تربة التكرورى وبهذا الحوش قبر التكرورى كان رجلا صالحا ذكره ابن الجباس
فى تاريخه وفى حوش بنى مسكين قبر الشيخ أبى القاسم عبد الرحمن ابن الشيخ أبى
الفوارس المالكى مات سنة سبع وخمسمائة والى جانبه قبر الفقيه أبى الفضل جعفر بن
محمود المصرى مات سنة عشرين وخمسمائة والى جانبه قبر الفقيه الامام الاوحد فى
الزهد والورع شرف الدين أبى المنصور بن الحسين بن مسكين مات سنة خمس وعشرين
وخمسمائة والى جانبه قبر القاضى عز الدين بن الحسين بن الحارث بن مسكين واذا خرجت
منها قاصدا الى
مقبرة الفقيه ابن
عبد الغنى تجد على يمينك عمودا مكتوب عليه الفقيه الامام مجد الدين عبد المحسن ابن
الفقيه أبى عبد الله محمد بن يحيى ابن خال الشافعى المدرس بمدرسة الفاطمية كان من
أجلاء العلماء وكان يقول للطلبة قوّموا بواطنكم بقوام ظواهركم وقال بعض الفقهاء
كنت اخال القمر فى وجهه اذا جلس للتدريس وكنت لا أراه الا ذاكرا والى جانبه من
القبلة قبر الفقيه أبى الحسن على بن محمد بن عبد الغنى المعروف بابن أبى الطيب
وكان بعضهم يشير الى أنه أبو الطيب خروف ولم يبلغنا هذا فى تاريخ من تواريخ
الزيارة مات سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة كان من أكابر الفقهاء وكان يتصدق بتجارته
أربعين سنة فلما تزوّج أخذ ماربحه ودخل على زوجته وهو يبكى فقالت له ما يبكيك فقال
كان من عادتى أن ما أتجر به أتصدّق به والآن قد جئت به اليك فقالت له ومن أين كنت
تقتات حين تتصدق به قال كنت أتوكل فقالت اخرج وتصدّق به وأنا أتوكل معك فذهب وتصدق
به فناما فلما كان نصف الليل واذا بالباب يطرق ففتح الباب وخرج فاذا رجل يقال له
أبو صانع فقال له ما اسمك فقال فلان فقال له خذ هذه الألف دينار قال من عند من
فقال ان هذا كان عندى لأبيك على سبيل الايداع الشرعى فقال لا آخذ منها شيئا فرجع
الرجل فأتاه آت فى النوم وقال له ارجع بها اليه وقل له انها من عند الرحمن الذى
توكلت عليه أنت وزوجتك البارحة والى جانبه قبر الفقيه أبى يعقوب يوسف الأصولى
المالكى مات سنة ست وسبعين وخمسمائة كان مدرّسا بالمدرسة التى بزقاق القناديل وكان
من العلماء الاخيار وكان فاضلا فى علم الاصول وكان يغتسل بالماء البارد فى البرد
وقت صلاة الصبح وكان اذا افتتح الصلاة وقرأ كأنه فى الجهاد لكثرة الخشوع ودخل يوما
الى الجامع مع بعض الفقهاء ثم خرج ثم عاد فقال له الفقيه ما هذا فقال لا أدرى أى
رجل قدمت ولا أى رجل أخرت فخرجت ثم عدت لأصيب السنة وقبره عند المصطبة العالية
وبهذه المصطبة العالية قبر الفقيه أبى الطاهر وأبى اسحاق ابراهيم المزنى العسقلانى
مات سنة ست وأربعين وخمسمائة ومعه على المصطبة قبر الفقيه أبى الثناء عبد الوارث
بن عيسى بن موسى القرشى مات سنة احدى وتسعين وخمسمائة وكانت ابنته لا تنام من
قراءة العلم ويجاوره تحت المصطبة قبر الفقيه أبى محمد عبد الله بن ابراهيم مات سنة
تسع وتسعين وخمسمائة قال القرشى وعموده تحت المصطبة الى جانب أبى بكر ابن حسين
القسطلانى والى جانبهم قبر الفقيه محمد بن أحمد بن على القسطلانى متأخر الوفاة مات
سنة ثلاث عشرة وخمسمائة والى جانب أبى يعقوب الأصولى قبر الفقيه عبد الصمد
المالكى كان زاهدا
ورعا عفيفا عما فى أيدى الناس قال بعض الفقهاء المالكية لم أر أكثر عبادة منه والى
جانب أبى يعقوب أيضا قبر الفقيه الامام العالم أبى القاسم عبد المنعم ويقال أبو
البركات كان فقيها عالما صلى بجامع مصر ثم انصرف وهو يكرر فى قوله تعالى انما يؤمن
بآياتنا الذين اذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون فسقط فى
بيته ولم يتكلم فأتوه بالطبيب فقال الطبيب أجد قلب هذا قد انخلع ثم أغمى عليه فمات
وصلى عليه وقت صلاة الظهر بالجامع وقبره خلف قبر أبى يعقوب الاصولى وبحومتهم عمود
مكتوب عليه أبو الحسن على المقدسى وغربى المصطبة قبر الشيخ أبى القاسم عبد الرحمن
بن عباس القرشى والى جانبه قبر الشيخ أبى الحسن القيسرانى والى جانب المصطبة قبر
الشيخ أبى بكر عتيق بن حسن القسطلانى توفى سنة ثمان وخمسين وخمسمائة وأشار ابن
الجباس الى انه القسطلانى الكبير والى جانبه قبر الفقيه أبى الحجاج يوسف المصلى
بمسجد الهيتم قال القرشى وقبره الى جانب قبر عتيق القسطلانى الكبير حكى عنه ان
نصرانيا تستر وصلى خلفه فلما سلم الفقيه قال انى أجد فى المسجد رائحة كريهة ثم
التفت الى النصرانى وأشار اليه بعينه ان اخرج والا أعلمت الناس بك فصاح النصرانى
وأسلم لوقته وبالحومة قبور جماعة من العلماء ثم تأتى الى تربة الشيخ أبى الربيع
المالقى تجد قبل وصولك اليه عمودا مكتوبا عليه الشيخ أبو البقا صالح الفارسى وعند
بابها حوش به جماعة من الشهداء منهم ابراهيم الشهيد ومنهم أبو القاسم الشهيد وهذا
الحوش على جانب الطريق المسلوك ويليه من الجهة القبلية أولاد الدورى وهم على جانب
الطريق المسلوك وبالحومة قبر الفقيه الخطيب أبى العباس احمد بن عبد الظاهر القرشى
وبحريه قبر الفقيه أبى بكر بن سليمان الطرطوشى رضى الله عنه
ذكر التربة المعروفه بالشيخ أبى الربيع
المالقى المالكى بها جماعة من
العلماء منهم الشيخ الامام العالم أبو القاسم الفهرى وجلال الدين الفهرى وهما فى
الحوش على يسار الداخل الى التربة تحت حائط سند بن الافضل أمير الجيوش وهى معروفة
الآن بتربة أولاد ابن عرب وفيها جماعة من أولاد ابن سالم وبتربة أبى الربيع جماعة
من أولاد الجليس وبها قبر مكتوب عليه أبو الفضائل جعفر المعروف بابن الرفعة وبالتربة
أيضا قبر الفقيه عبد الواحد بن بركات بن نصر الله القرشى المفتى كان من أكابر
الفقهاء وأجلاء العلماء قال لابنه يا بنى اذا أنا مت فلا تخبر الناس بى فاننى
أستحيى من كثرة ذنوبى فقال له يا أبت ما عهدت الناس يقولون فيك الا خيرا فلما مات
لم يخبر ولده أحدا من الناس فجاءه الناس
يهرعون من غير أن
يعلمهم أحد وقالوا ان هاتفا هتف بالناس ألا فاحضروا وصلوا على ولىّ من أولياء الله
فصلوا عليه ودفنوه قال القرشى وقبره بالتربة التى دفن بها أبو الربيع قلت وهو تحت
الحائط القبلى والله أعلم والى جانبه من القبلة قبر الشيخ الامام المعروف بعينان
القرشى صهر الشيخ أبى الربيع المالقى كان من العلماء الاتقياء يحيى الليل كله وقال
له الشيخ أبو الربيع طلبتك من الله فاطلب من الله ما شئت وقال الشيخ أبو الربيع له
اذهب الى الجبل المقطم فانك ترى رجلا عليه آثار القلق فأعطه هذه الجبة وقل له ان أبا
الربيع يسلم عليك قال فجئت اليه فلما رآنى قال أين الجبة التى جئت بها قلت ها هى
يا سيدى ودفعتها له فلبسها وقال سلم على الشيخ فقلت نعم ثم جئت الى الشيخ فقال
لقيته قلت نعم فقال ابشر فلن يقع بصرك على معصية أبدا ذلك الغوث فى الأرض وبهذه
التربة قبر الشيخ الامام أبى زكريا يحيى بن على بن عبد الغنى امام مسجد القاسم
والمتصدر بجامع مصر مات سنة سبع وثمانين وخمسمائة قال القرشى والى جانبه قبر عبد
الكريم كان رجلا صالحا كثير الخشوع فى الصلاة وكان يقول أعجب ممن يقف بين يدى الله
بغير خشوع وحكى أن بعض الرافضة هزأ به فأصابه الجذام فلم يزل به حتى أتى اليه وقال
له انى هزأت بك وأنت تحدث فى فضائل أبى بكر الصديق رضى الله عنه فنزل بى ما ترى
فقال له يا بنى ان الله لا يشفيك الا بمحبة أبى بكر فتب الى الله تعالى فتاب فدعا
له فعوفى وجاء سارق يسرق بردته وهو فى المسجد فخرج فلم يجد الباب فتركها فى البيت
وخرج فوجد الباب مفتوحا ففعل ذلك مرارا وهو يجد الباب على تلك الحالة فقال له
الشيخ ما بك فأخبره الخبر فقال دعها وانصرف فان لصاحبها سنة يقوم فيها الليل وحكى
عنه انه مرّ على خط بئر الحمراء فرأى امرأة تصيح فقال لها ما بك فقالت له ان ولدى
سقط فى هذا البئر قال فوضع الشيخ يده على البئر فرأى الماء يفور حتى رفع الغلام
سالما فقال لأمه خذيه واذهبى ونختم التربة بمناقب الشيخ أبى الربيع وهو أعلاهم
قدرا وأرفعهم ذكرا قدوة العارفين ومربى السالكين أبو الربيع سليمان بن عمر الكنانى
المايرقى المالقى المالكى المذهب وقد أفرد له الشيخ أبو العباس أحمد بن القسطلانى
جزأ فى مناقبه نذكر منه بعض محاسنه فى هذا الكتاب قال المؤلف عفا الله عنه شاهدت
فى مناقب سيدى أبى الربيع رضى الله عنه مما حكاه محمد بن على بن موسى الانصارى
المعروف بالسوسى قال سمعت الفقيه أبا العباس أحمد بن القسطلانى سنة عشر وستمائة
يقول سمعت أبا العباس أحمد بن محمد المعروف بابن العريف قال المؤلف وهذا أحد مشايخ
الشيخ
أبى الربيع
وأكبرهم وله من المشايخ أيضا أبو عبد الله محمد المعروف بابن كبش وله من المشايخ
أيضا الشيخ الجليل المقدار المعروف بأبى الحكم وروى أيضا عن أبى النجا سالم وعن
القرطبى وشيخه ابن العريف تلميذ عبد الله بن سكره وروى عنه القرشى والقسطلانى
وجماعة من العلماء قال ابن العريف أصبحت يوما مهموما فقلت للشيخ أبى القاسم بن
روبيل حدثنى حكاية عسى الله أن يفرّج ما بى قال نعم وصف لى رجل من بعض السواح يعرف
بأبى الحبال فقصدته فوجدته على جانب البحر فسلمت عليه ثم جلست فلم يتكلم ولم أكلمه
حتى كان وقت الصلاة فأقبل نفر من بعض الأودية متفرّقين فاجتمعوا اليه وتقدّمهم
واحد يصلى بهم ثم افترقوا ولم يتكلم أحد منهم وجلس الشيخ مكانه وجلست عنده حتى اذا
كان وقت الصلاة أقبلوا وصلوا ثم انصرفوا ثم جاء وقت العصر فاجتمعوا وصلوا ثم جلسوا
يتذاكرون كرامات الأولياء الى وقت الاصفرار ثم صلوا المغرب ثم تفرقوا فجلست عندهم
ثلاثة أيام وهم على ذلك ثم وقع فى نفسى أن أسأله عن مسألة أستفيدها فتقدّمت اليه
وقلت له أيها الشيخ مسألة أسألك عنها فقال قل فنظر الجماعة المذكورون الىّ
كالمنكرين ففزعت وقلت أيها الشيخ متى يعلم المريد أنه مريد قال فأعرض عنى ولم
يجبنى فخفت أن أكون اعترضته فقمت عنه فلما كان اليوم الثانى قلت لا بدّ أن أسأله
فتقدّمت اليه فقلت أيها الشيخ متى يعلم المريد أنه مريد فأعرض عنى كالأوّل فقمت وعدت
فى اليوم الثالث وسألته عن مسألتى بعينها فانجمع وقال لا تقل هكذا أظنك تريد أن
تسألنى عن أوّل قدم يضعه المريد فى الارادة قلت نعم فقال لى اذا اجتمع فيه أربع
خصال أحدها أن تطوى له الارض وتكون له كقدم واحد وأن يمشى على الماء وأن يأكل من
الكون ما أراد وأن لا تردّ له دعوة فذلك أوّل قدمه فى الارادة ومتى علم المريد
عندنا أنه مريد سقط من حدّ الارادة قال الشيخ أبو العباس بن العريف فصحت صيحة كادت
تذهب روحى معها وتعجبت من علوم هذا الشيخ سمعت الشيخ أبا العباس القسطلانى يقول
سمعت الشيخ أبا الربيع يقول كنت فى المدّة التى كنت فيها عند الشيخ أبى العباس بن
العريف جالسا تحت أحكامه سنين فى المسجد لا أخرج لغيره الا من الجمعة الى الجمعة
وكنت ألقط ورق الكرنب وغيره من الخضرة فأتقوّت به وكنت لا أبتغى بذلك بدلا سمعت
الشيخ أبا العباس بن القسطلانى يقول كان الشيخ أبو العباس مؤدبا وأبو الحكم عالما
سمعت الشيخ أبا العباس بن القسطلانى يقول سمعت الشيخ أبا الربيع يقول كان ابن
الكبش رضى الله عنه يجتمع بالخضر عليهالسلام
فى غالب الاوقات
وكان له صاحب من أهل الخير وكان له معروف كثير فقال له يوما يا أخى مالى نصيب منك
قال فيماذا قال أن تجمع بينى وبين السيد الخضر وتسأله أن يظهر لى حتى أراه فقال
أنا أقول له فلما اجتمع بالسيد الخضر عليهالسلام قال له فلان قصد زيارتك فقال صاحبك يريد أن يرانى فقال
سبحان الله هكذا قال لى فقال له قل لصاحبك إنى يوم الجمعة أقصد زيارته فبادر الرجل
الى مطمورة برّ وفرّق منها الى وقت الجمعة شكرا لله تعالى لاجل قدوم الخضر عليهالسلام ثم أغلق الباب وتوضأ وجلس يذكر الله تعالى وينتظر قدوم
الخضر عليهالسلام واذا برجل يدق الباب فقال للجارية انظرى من بالباب فخرجت
فوجدت رجلا عليه أطمار فقال لها قولى لسيدك رجل يريد الاجتماع بك فأخبرته أن عليه
أطمارا رثة فقال مسكين يريد أن يطلب من القمح فقولى له يأتى بعد الصلاة فلما كان
بعد الصلاة اجتمع بابن الكبش وقال جلست اليوم فى انتظار السيد الخضر فما اجتمعت
عليه فقال يا قليل التوفيق هو الرجل الذى خرجت له الجارية وقالت له ارجع ثم قال له
تريد أن ترى الخضر وعلى بابك الحجاب فقال كل جارية لى حرة لوجه الله تعالى وصار
اذا دق أحد الباب خرج اليه بنفسه وقال الشيخ أبو عبد الله القرشى سمعت الشيخ أبا
الربيع يقول وقد سئل عن السماع فقال هو حاد يحد وبكل أحد الى موطنه وقال أحمد بن
القسطلانى سمعت أبا الربيع يقول سمعت أبا العباس يقول انما علم أهل هذه الطائفة من
ثمرات أعمالهم لا من مطالعة الكتب لان العلم اذا كان ثمرة العمل دخل مع صاحبه
القبر وقال أحمد بن القسطلانى سمعت الشيخ أبا الربيع يقول سمعت بامرأة من الصالحات
فى بعض القرى قد اشتهر أمرها وكان من عادتنا أن لا نجتمع على امرأة فدعت الحاجة
الى زيارتها للاطلاع على كرامتها وكانت تدعى بفضه فقصدناها حتى نزلنا القرية التى
هى بها فذكر لنا ان عندها شاة تحلب لبنا وعسلا فاشترينا قدحا جديدا ومضينا اليها
وسلمنا عليها ثم قلنا لها نريد أن نرى هذه البركة التى عندك فأخذت الشاة وحلبتها فى
القدح فشربنا لبنا وعسلا فلما رأينا ذلك سألناها عن قصة الشاة فقالت نعم كانت لنا
شويهة ونحن قوم فقراء ولم يكن لنا شئ فحضر العيد فقال لى زوجى وكان رجلا صالحا
تذبحى هذه الشاة فقلت لا تفعل فانه قد رخص لنا فى الترك والله يعلم حاجتنا اليها
فاتفق انه استضاف بنا فى ذلك اليوم ضيف ولم يكن عندنا قرى فقلت له هذا ضيف وقد
أمرنا با كرامه فخذ تلك الشاة فاذبحها قال فخاف أن تبكى عليها الاولاد فقلت له
اخرجها من البيت الى ظاهر الجدار فاذبحها فأخذها وذبحها فلما أراق
دمها قفزت شاة على
الجدار ونزلت الى البيت فخشيت أن تكون قد انفلتت منه فخرجت لانظره واذا هو يسلخها
فقلت يا رجل انى رأيت عجبا وذكرت له القصة فقال لعل الله أن يكون قد أبدلنا خيرا
منها فكانت تلك تحلب لبنا وهذه تحلب لبنا وعسلا ببركة اكرامنا للضيف ثم قالت يا
أولادى ان شويهتنا هذه ترعى فى قلوب المريدين فاذا طابت قلوبهم طاب لبنها فطيبوا
قلوبكم وروى أحمد بن القسطلانى قال سمعت الشيخ أبا الربيع يقول قد كنت فقدت من بعض
أحوالى شيئا فاشتغل سرى بذلك فرأيت ذات ليلة هدهدا قد نزل وجلس قدامى وتكلم بكلام
لم أفهمه ثم طار وجلس على كتفى الايمن فوضع فمه فى فمى وجعل يزقنى فانتفخت ثم سمعت
خشخشة فى صدرى فحسست بذلك وعلمت أنه أمر يراد منى ثم ظهر لى شخصان فتقدم أحدهما
وشق صدرى واخرج قلبى ووضعه فى طست وسمعت أحدهما يقول للآخر احفظ شجرة العلم ثم
وضعه فى الجانب الايمن ثم التحم الشق فلم أر من ذلك الوقت شيئا خارجا عنى وأخذت عن
نفسى فسمعت نداء يا سليمان سل فقلت اسأل رضاك اسأل رضاك فسمعت قد رضيت قد رضيت فمن
ذلك اليوم فتح علىّ فى فهم القرآن برؤية القلب فأنا اليوم أرى بقلبى وأسمع القرآن
يتلى علىّ من الجانب الايمن ولو استوعبنا مناقبه لضاق الوقت علينا رضى الله عنه
وبالتربة قبر الفقيه أبى القاسم هبة الله بن على البوصيرى جمع بين العلم والحديث
وهو من طبقة جليلة طبقة أبى عبد الله بن حامد وعدّه فيها القرشى وكان يقول صبرك
على الفاقة جهاد ومن ترك معصية فتح الله له سبعين بابا من الطاعة وقال ما صحبت
عالما قط الا وقال لى اياك ومعاشرة الأحداث وقال القرشى وقبره وراء قبر أبى الربيع
قلت وهو لا يعرف الآن وفى طبقته الفقيه المعروف بمجلى وابنه وتربتهم لا تعرف الآن
وأما ما حولها من العلماء والاولياء فمن وراء حائطها القبلى حوش الفقهاء بنى رشيق
وفى الجهة الشرقية عند باب التربة قبر الفقيه أبى اسحاق ابراهيم المعروف بالدوكالى
والد أبى موسى عيسى الدوكالى قال القرشى وقبره ظاهر بتربة أبى الربيع وهو تحت حائط
سند بن الافضل أمير الجيوش ذكره ابن عطايا قال وكان من الائمة المشهورين وحكى عنه
ولده انه كان يحيى الليل وعاش ولده مائة سنة وخمس عشرة سنة ومات والده ابراهيم قبل
الخمسمائة وقبره ظاهر يزار معروف باق الى الآن والى جانب قبره قبر الفقيه الامام
محمد بن محمد المالكى البهنسى نزل على الشيخ أبى موسى بخط مسجد عفان فمات ولم يشعر
به الشيخ وهو فى المحراب وبالحومة جماعة من البهانسة ومن الاهناسيين
ذكر الحوش المعروف
ببنى رشيق به جماعة من
العلماء منهم الفقيه الامام المعروف بابن كهمس مات سنة خمس وثمانين وخمسمائة وهو
معهم فى تربتهم وبها قبر الشيخ عتيق بن حسن بن عتيق الربعى مات سنة ثلاث وسبعين
وخمسمائة كان أوحد أهل عصره فى الدين والعلم ويكفى أن هذا البيت أعنى بنى رشيق نشأ
منهم سادات وعلماء وأكابر الفقهاء كان ابن رشيق من أكابر العلماء فى زمنه وكتب رجل
فتوى وقال من أسأل فى فتواى هذه فنام فرأى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال له أتسأل الناس وفيهم ابن رشيق وكان يقول ما عرفت غير
العلم قط وكان يقول زينوا العلم بالدين وزينوا الدين بالعمل وممن زين دينه بالفقه
الحسن بن رشيق وقبره بهذه التربة كان من أكابر العلماء وأجلاء الفقهاء مات سنة
اثنتين وثمانين وستمائة وبالتربة قبر الفقيه عز الدين أبى البركات عبد المجيد بن
رشيق مات سنة اثنتين وثلاثين وستمائة وبهذه التربة قبر الشيخ نجم الدين أبى
المعالى محمد بن رشيق مات سنة ثمان وخمسين وستمائة وبها أيضا قبر الفقيه أبى
المنصور بن مظفر بن حسن بن رشيق وبها أيضا قبر الفقيه الامام علم الدين ابن رشيق
فهؤلاء بتربة بنى رشيق وهى تربة متسعة عليها جلالة ونور وبينها وبين تربة أبى
الربيع الحائط القبلى وأما مايلى تربة أبى الربيع من الجهة الغربية التى تلى
قراقوش فبها مقبرة بنى سمعون وهم جماعة منهم وجيه الدين أبو العباس أحمد المعروف
بابن سمعون هكذا مكتوب على قبره وعلى قبر آخر الشيخ زين الدين بن سمعون وبها عمود
مكتوب عليه القاضى الحلوانى بن سمعون وبها قبر الفقيه أبى الحسن على المقرى
وبالحومة جماعة من العلماء وقد اشترطنا فى كتابنا أن نذكر الجهة الثانية الوسطى من
باب القرافة الى أبى الربيع لاجل شهرته بالحومة وقد ذكرنا من هذه الشقة شقتين
وبقيت الشقة اليسرى وهى من أبى الحسن الطويل الى المجد الاخميمى ثم نذكر ما بين
أبى الربيع وأبى الحسن الطويل فمن وراء أبى الربيع تربة التميميين المقابلة لتربة
ابن عبد المعطى وهى معروفة مشهورة بها قبر مكتوب عليه نفيسة التميمية وبها قبر
الشيخ يحيى التميمى من كبار العلماء قال عبد الله بن يحيى كان يتصدق فى السرّ ولا
يشعر من يكون الى جانبه فكنت أقول له يا أبت لم لا تتصدق فى الجهر فيقول أخاف من
الرياء وقال المفضل رأيت فى النوم أبى فقال يا بنى غرّتك الدنيا وصحبت أهلها لولا
دعوات دعوتها لك لهلكت ومات سنة تسع وتسعين وخمسمائة وفى هذه التربة قبر الفقيه
المفضل أبى القاسم عبد الله بن يحيى التميمى كان فقيها شافعيا حسن الخط وكان كثير
صلة الرحم وقيل له لم تطلب المناصب
العالية فى الدنيا
فأنشد يقول
لولا شماتة
أعدائى وذى حسبى
|
|
أو اغتنام صديق
كان يرجونى
|
لما طلبت من
الدنيا مناصبها
|
|
ولا بذلت لهم
عرضى ولا دينى
|
وقال عند موته
الهى رغبت الصالحين فى الآخرة ورغبتنا فى الدنيا الهى لا جاه للمطرود الا جاهك
ومعه فى التربة قبر ولده رشيد الدين وهم بيت علم وخير وقد ذكرنا تربة ابن عبد
المعطى قال القرشى ويجاور تربة التميمية تربة الفقيه أبى القاسم عبد الكريم ابن
الشيخ الفاضل سديد الدين أبى محمد عبد الله بن مسلم الانصارى المعروف بابن بنت أبى
سعد وقد سلف ذكره وقد ذكر القرشى بالحومة تربة الشيخ أبى المنصور وأشار الى أنها
بالقرب من تربة بنى نصر الى جانب ابن عرفة وعدّه فى طبقة الفقهاء كان من كبار
الاخيار وصحب الحافظ السلفى وكان ولده صفىّ الدين يحدث عنه بمناقب كثيرة يضيق
الوقت عن وصفها وكان وزير الملك الكامل وكان كثير البكاء عند ذكر الله عزوجل وفى طبقته الفقيه أبو عبد الله بن عصرون كان من كبار
العلماء لا يعرف له قبر بالحومة ثم تأتى الى تربة أبى الحسن الطويل بها قبر الشيخ
أبى الحسن الطويل كان من أجل العلماء كثير الامامة بجامع مصر قيل ان من قرأ عنده
قل هو الله أحد مائة مرة وأهدى ثوابها له وفعل ذلك على نية الحج يسره الله له فى
سنته ومعه فى التربة قبر الشيخ الامام العالم بدر الدين حسن أخى الشيخ أبى العباس
الحرار ذكره صفىّ الدين بن أبى المنصور فى رسالته وفى حومتهم قبر الرجل الصالح
المعروف بالدوكالى والى جانب هذه التربة من جهة القبلة مقبرة أولاد الشيخ أبى
الحجاج الاقصرى وهم جماعة من أهل الخير والعلم ومن غربيهم قبر الشيخ يعقوب الحجاجى
ثم تمشى مبحرا الى قبر الشيخ نجم الدين بن الرفعة كان من أجلاء العلماء وأكابر
الفقهاء له الكتب المصنفات جمع بين العلم والعمل ومكتوب على قبره بيت مفرد وهو
يا قاهرا
بالمنايا كل جبار
|
|
|
بنور وجهك
أعتقنى من النار
|
وبالتربة جماعة من
العلماء ويليها من الجهة البحرية تربة بها قبر الشيخ العالم عماد الدين عبد المجيد
بن الخطيب تقىّ الدين عبد الكريم كان من أكابر الفقهاء وأجلاء العلماء مات رضى
الله عنه سنة خمس وستين وستمائة ذكره القرشى فى طبقة الفقهاء وقال هو فى التربة
التى الى جانب تربة بنى نصر وهذه الثلاث ترب الى جانب بعضها حكى أن بعض الصالحين
دخل الى هذه التربة وهو يقرأ ألا ان أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون
فسمع قائلا يقول
الخير فى الناس كثير والشرّ فيهم أكثر وكان كثير الزهد قال مررت على بقال فذقت من
بقله عودا فتذكرت ذلك بعد عام فجئت وأعطيته درهما وقلت له حاللنى فقال من أى شئ
فقلت من عود بقل أخذته من هاهنا فقال يا بنى ان البقل الذى تراه صدقة وأنا أزرعه
للفقراء فخذ درهمك واذهب فقلت لا آخذه فقال وأنا لا آخذه فتصدّقنا به والى جانبهم
تربة الفقهاء بنى نصر وهى أشهر من هذه التربة بها الشيخ الامام العالم الأوحد طاهر
بن هلال الانصارى جدّ بنى نصر كان بعض مشايخ الزيارة يقول انه بالقرافة الكبرى
والاصح أنه بهذه التربة قال القرشى فى تاريخه وقبره بتربتهم ويعرف عند المصريين
بالفقيه نصر وبالتربة جماعة من ذريته ويلى هذه التربة من جهة الشرق حوش كبير مستجد
البناء به الشيخ الامام عبد الغفار بن نوح ومعه فى الحوش الشريف عبد العزيز
المنوفى ثم تأتى الى تربة بنى السكرى تجد قبل وصولك اليها حوشا قصير البناء
والمحاريب عالية به الفقهاء أولاد ابن رجاء الله منهم الشيخ الامام العالم العلامة
جلال الدين همام الشافعى امام جامع الصالح مات رابع عشر ربيع الاول سنة ثلاث
وستمائة أفتى فى زمنه وأمّ بالجامع المذكور وسمع الحديث وله المصنفات وكان من
العلماء الأجلاء المشهورين بالدين والعلم والصلاح والى جانبه قبر ولده الفقيه
الامام العالم الورع الزاهد العدل المحدّث نور الدين على الشافعى امام الجامع
المذكور بعد أبيه كان كثير التودّد للاخوان والمشى لطاعة الله مات سنة تسع وسبعين
وستمائة ذكره القرشى فى طبقة الفقهاء قال المؤلف وهذا الحوش قبلى تربة بنى السكرى
بينهما قدر ثلاثين خطوة
ذكر التربة المعروفة ببنى السكرى ومن بها من الفقهاء والعلماء ومن حولها من الصالحين
والاولياء فبهذه التربة قبر الفقيه الامام عماد الدين أبى القاسم عبد الرحمن ابن
الشيخ عفيف الدين أبى محمد عبد الغنى بن على الشافعى المعروف بابن السكرى وقد سلف
ذكره ومناقبه مع القضاة ومعه فى التربة الشيخ شرف الدين محمد ولده مات سنة تسع
وثلاثين وستمائة كان من الفقهاء الأعيان جميل الوجه حسن الصحبة والمناظرة فى مذهب
الامام الشافعى قال بعض الفقهاء ذاكرته فيما يزيد على عشرين علما فرأيته كأنه حسام
وقال لى يوما جالس العلماء بالادب وجالس الزهاد بالصبر واصحب المتقين بالورع وقد
دعا له القرشى فى يوم عشرين دعوة وآخر ما دعا له انه قال له اللهم اجعل ذريتك
علماء بررة واجعل على وجوههم نور العلم وقال أبو الحسن المحدّث حدّثنى محمد بن عبد
الرحمن قال تسمع حديث الرجل الذى جاء الى عمر وزوجته فأنشدت المرأة تقول
الهى خليلى عن
فراشى مسجده
|
|
نهاره وليله لا
يرقده
|
فلما وصل الى آخر
الحديث بكى حتى رأيناه قد بل لحيته ثم قال ليت شعرى بمن يلحق القوم وكان رضى الله
عنه من الفقهاء الأخيار وبالتربة الفقيه الامام نجم الدين عبد العظيم ابن محمد مات
سنة أربعين وستمائة وكان من الأخيار له صدقات ومعروف وصلة وبهذه التربة الفقيه
الامام فخر الدين الخطيب معدود من الخطباء ومن وراء حائطها القبلى قبر الفقيه أبى
العباس أحمد المعروف بالاهناسى المتعبد بمنازل العز والعاقد بمصر ولا عاقد بها يومئذ
غيره وكان من أكابر الفقهاء صحب ابن السكرى وكان يحبه وانتفع عليه جماعة من
الفقهاء الاعيان وكان سريع الدمعة يحفظ الفقه والعربية قال يوما لعماد الدين ابن
السكرى انى أودّ لو أراك ولقد أغض ناظرى عنك انا أبصرتك فأنا كما قيل
انى لأحسد
ناظرىّ عليكا
|
|
حتى أغض اذا
نظرت اليكا
|
وأراك تخطر فى
شمائلك التى
|
|
هى قتلتى فأغار
منك عليكا
|
والى جانبه قبر
الفقيه ابن ريان المشهور بالعلم والفقه كثير العلوم قرأ عليه أعيان الناس وكان
يكتب فى فتواه الله المنان كتبه ابن ريان وقال بعض الفقهاء سألته عن ذلك فقال كنت
بعد حلمى كثير النسيان فدخلت الى حلقة بعض الفقهاء فجعلونى فى طرف الحلقة لنسيانى
وعدم فهمى فحصل لى من ذلك همّ عظيم وقلت اللهم لا تحرمنى العلم فاستجاب منى مات
رضى الله عنه وولده ولهما قبران ظاهران يعلوهما البناء وبالحومة قبر الفقيه أبى
الطاهر محمد بن طاهر العقيلى قبره تحت حائط تربة بنى السكرى مات سنة ثلاث وعشرين
وستمائة كان من الاخيار قيل انه كان يتكلم فى الاصلين قيل له لم لا تفتى فقال أخاف
أن أضل فأدخل النار والى جانبه قبر الفقيه أبى عبد الله محمد بن الفضل العقيلى مات
سنة تسع وعشرين وستمائة وأقام ثلاثين سنة لا تفوته صلاة الفجر فى جامع مصر وقال
المؤلف وهذان القبران تحت حائط بنى السكرى وتحت حائط بنى السكرى قبر الشيخ عثمان
الكحال وفى الجهة الشرقية قبر الشيخ الامام أبى اسحاق ابراهيم المعروف بالقرافى
الخطيب صاحب الكلام البديع فى الخطب وكان جهورى الصوت وفاق على أهل عصره بما ألفه
من الخطب وقيل ان الجان كانت تحضر خطبته قال محمد بن محمد القرشى خرجت من قليوب فى
السحر أريد مصر فاذا أنا بقوم يصلون فى الطريق فسمعت قراءة حسنة فقلت أصلى معهم
فلما فرغوا من صلاتهم تحدّثوا معى فرأيتهم كالريح فشعرت انهم من أهل الخطوة فقلت
لهم هل لكم أن أنطلق بكم الى منزلى فقالوا لا سبيل الى ذلك
فقلت من انتم
فقالوا نحن من الجان المؤمنين نأتى فى كل جمعة فنصلى بجامع مصر لاجل سماع خطبة أبى
اسحاق القرافى وقبره شرقى تربة بنى السكرى وحوله جماعة من المؤذنين ومن غربيه قبر
الفقيه الامام عبد الحميد المعروف بذى البلاغتين مؤلف الخطب كان يعرف برأس ديوان
الانشا قال القرشى وهو فى التربة المقببة الباب وهى لا تعرف الآن وعند باب هذه
التربة قبر الفقيه الامام العالم المحدث عبد الجليل الطحاوى مات سنة تسع وأربعين
وستمائة وقبره على باب التربة وقريب منه فى المحراب قبر الشيخ الامام العالم أبى
العباس أحمد البونى صاحب اللمعة النورانية وبالقرب منهم قبر الفقيه عبد الله بن
يوسف بن على بن عبد الرحمن كان من أكابر المحدثين صحب الطوسى مكتوب على قبره هذا
قبر من جمع الله له بين العلم والعمل وكفاه الخطأ والخطل فقدم على الله قدوم من
وحده بعد أن سلك طريق من عبده واقتفى سبيل من مجده تربى على التقوى والدين من
الصغر الى غاية وزهد الى ان صار من الورع فى نهايه مات وهو يشهد ان لا اله الا
الله وان محمدا رسول الله وعند باب هذه التربة جماعة من ذرية الشيخ أبى بكر القمنى
ثم تمشى مبحرا قاصدا الى أبى بكر الخزرجى فتجد فى الجهة الغربية منه حوش الفقهاء
البهانسة وحوش الفقهاء أولاد ابن أبى الرداد وهو فيما بين التزمنتى والورادى وبه
عمود مكتوب عليه الشيخ اسماعيل بن يحيى بن محمد بن أبى الرداد ومعه فى التربة قبر
الشيخ أمين الدين جبريل أوحد الفقهاء وأجل العلماء والى جانبه قبر الشيخ أبى اسحاق
ابراهيم الحلبى ومعه الشيخ الصالح محمد بن محمد بن أحمد البكرى والشيخ جمال الدين
البهنسى وعند باب الحوش السيدة ست العبيد بنت الخطيب تاج الدين البهنسى وعند باب
الحوش قبر القاضى شرف الدين شعيب وابنته شرفيه ومعهم القاضى الامام العالم شمس الدين
أبى النجا بن رشيد الدين البهنسى الشاذلى صاحب كتاب السراج الوهاج فى الجمع ما بين
المحرر والمنهاج على مذهب الامام الشافعى ومعه فى الحومة الفقيه اسماعيل معدود فى
طبقة أرباب الاسباب والفقيه بهاء الدين بن تقى الدين البهنسى والشيخ الامام نجم
الدين بن عثمان المؤذن وبالحومة جماعة من أصحاب الشيخ أبى بكر الخزرجى ثم تأتى الى
التربة المعروفة بالشيخ أبى بكر الخزرجى بها جماعة من العلماء والفقهاء فأجل من
بها الشيخ الامام العالم أبو بكر محمد المعروف بالخزرجى كان أوحد أهل عصره فى
الفقه على مذهب الامام مالك ابن أنس وكان عارفا باللغة وكان يأكل من عمل يده ورعا
وزهدا منه وكان مقيما بمدرسة ابن عياش بالساحل وموضع مصلاه معروف وكان كثير القيام
فى الليل وقال
بعض الفقهاء جئت
الى الشيخ أبى بكر الخزرجى بخمسة دنانير فلما رآها ارتعد وقال أو ما أخبرتك أن
عندى قوت يوم ثم تحمل الىّ متاعك ثم أعرض عنى وأغلق الباب وكان الناس يتحايلون
عليه أن يقبل منهم شيئا فلا يقدرون على أن يقبل منهم شيئا وقال الشيخ ابن شاس قال
لى يوما انى أمرّ بسويقتكم هذه فيدعو لى رجل ويقول هذا الزاهد هذا العابد وأنا لا
أحب ذلك فقلت له كلما قال لك ذلك اطلب منه شيئا فاذا أقصر عن ذلك فاردد عليه الذى
أخذته فقال نعم وفعل مع الرجل ذلك وصار الرجل يدفع له ما وجد معه مدة ثم قصر وترك
الدعاء له فناوله ما كان أخذه منه ولم ينقص منه درهم واحد وترك كلامه له بعد ذلك
وجاءه وزير الفايز ومعه دنانير فرمى بها فى وجهه وغلق الباب دونه ثم أتاه مرّة
أخرى فوجده قد انتقل من البيت لأجله وجاءه رجل من العراق وضرب عليه الباب فقال له
صافحنى يا سيدى فقال له ولم ذلك فقال أنا رجل من أهل العراق رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال لى صافح أبا بكر الخزرجى يغفر لك فبكى وقال له بالله
شرفنا الليلة فى منزلنا وكان يوم وفاته يوما مشهودا ومعه فى التربة قبر الشيخ أحمد
بن محمد بن ابراهيم القناوى والشيخ أبى العباس أحمد الشاذلى وبحوشه جماعة وعند باب
تربته البحرى قبر الشيخ الامام العالم رشيد الدين أبى الخير سعيد بن يحيى ابن جعفر
بن يحيى المعروف بالتزمنتى كان من أكابر العلماء ولى العقود بمصر مات سنة سبع
وستين وستمائة والى جانبه قبر الفقيه الامام ظهير الدين بن جعفر التزمنتى كان من
العلماء وكان قد آلى على نفسه ألا يفتى فتوى ولا يشهد شهادة فمات على ذلك سنة
اثنتين وثمانين وستمائة وعند باب التربة قبر الفقيه الامام العالم شرف الدين أبى
عبد الله محمد ابن الفقيه جمال الدين أبى عبد الله محمد بن أبى الفضائل الربعى
الصقلى المحدّث بمصر كان جدّه محتسبا بمصر ذكره القرشى فى طبقة الفقهاء وقبره الآن
لا يعرف وعند الباب الشرقى رخامة مكتوب عليها الشيخ أحمد العجان المقيم بالجامع
العتيق والفقيه نفيس الدين ابن الشيخ رشيد الدين المحدّث عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ومن بحرى هذه التربة بخطوات يسيرة قبر الشيخ الامام العالم
أبى العباس أحمد ابن الشيخ الامام العالم أبى العباس أحمد الموشى ذكره الشيخ صفىّ
الدين بن أبى المنصور فى رسالته وهذا القبر الآن فى حوش قبلى المجد الاخميمى وبحرى
الخزرجى وبينه خطوات يسيرة الى حوش البكرية ويعرف قديما بتربة أولاد عين الدولة
ذكر القرشى فى تاريخه أن به قبر الفقيه الامام العالم أبى القاسم المعروف بابن بنت
أبى سعيد الانصارى قال وقبره غربى تربة
ابن عين الدولة
وهو لا يعرف وكانت له دعوة مجابة قال رضى الله عنه العالم من لا يتعلق بأسباب
الدنيا والورع الذى لا يرغب الا فى الآخرة وكان يقول حدّثنى بعض الاشياخ انه كان
راكبا فى البحر الملح فمروا بامرأة سوداء فى بعض الجزائر لا تحسن الصلاة بل تقوم
تتكلم بكلام الآدميين وتركع وتسجد فقال لها أهل السفينة ليس الصلاة هكذا فقالت
علمونى فعلموها الفاتحة والركوع والسجود وذهبت السفينة فجاءت الجارية تجرى على وجه
الماء وهى تقول علمونى فقد نسيت فقالوا لها ارجعى فافعلى ما كنت تصنعينه وقال أبو
بكر بن عتبة كنا فى السحر بجامع مصر فاذا رجل قد دخل فسمعت رجلا يقول لرجل يا يحيى
أين كنت نصف الليل قال كنت فى الحرم قال فأين كنت أول الليل فقال بالمدينة قال فما
الذى جاء بك قال جئت لزيارة ابن القسطلانى قال وأين هو قال ها هو قد دخل من باب
الجامع فمرّ بنا وسلمنا عليه وقال بعض الصالحين كنت أرى عند قبر ابن القسطلانى الابدال
وبالتربة أيضا قبر الشيخ الامام جمال الدين أحمد المعروف بابن القسطلانى توفى سنة
خمس وستين وستمائة وبالتربة أيضا قبر الفقيه الامام تاج الدين أبى الحسن على كان
من العلماء الأجلاء وهم بيت طاهر كلهم أولياء علماء ولم يكن الا ان أحدهم صحب
الامام العالم العامل العابد الزاهد الورع القدوة أبا عبد الله القرشى ودعا له
الدعوات الصالحات المستجابات وقال له القرشى سألت الله فيك أن يجعلك من أهل طاعته
ولقد كنت أسمع من العلماء الثناء عليه وكان أحمد يروى عن القرشى أشياء رآها منه
قال رأيته وقد ابتلى وكنت أراه فى الصلاة يذهب ما هو فيه من البلاء ولقد كنت معه
فى الطريق فيجىء الى البحر ولم يكن به سفينة فيأخذ بيدى ويقول اعرف قدر ما ترى
وكان يقول اياك ان تقول كرامة الرجل مشيه على الماء وطيرانه فى الهواء بل كرامة
الرجل الصالح ألا يؤبه له وقال القرشى لاصحابه تجهزوا واخرجوا من مصر فانه ينزل
الوباء بها فبلغ العراقى الخطيب فقال ذلك أوحى اليك ألا تخرج لا أخرج فبلغ ذلك
القرشى فقال انه لا يصعد الى المنبر بعد فما صعد الى المنبر حتى مات وقال سمعت
القرشى يقول صحبت ستمائة شيخ فاقتديت منهم بأربعة أبى العباس الخزرجى وأبى الحسن
بن ظريف وأبى زيد القرطبى وأبى الربيع المالكى وقال رضى الله عنه سمعت القرشى يقول
أنا أعلم من لا ينام حتى يعتق لاجله آلاف من الخلائق من النار ما أظن يعنى الا
نفسه وقال لما قيل للقرشى تزوج بامرأة فأبى وقال مالنا فى الزواج نية فلما كان
الليل قال رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم أخبرنى بامرأة أتزوّج
بها فأرانى صورتها
وجمالها فأفقت من نومى فلما جئت الى أبيها أخبرته أنها رأت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فاخبرها كما أخبرنى فأخبرتها بما حدّثنى به وأخبرت الشيخ
فأجاب فلما عقد له عليها دعا الله أن تعود عليه صحة جسمه وكان لا يحب ذلك فعادت
اليه صحة جسمه فلما دخل بها سترت وجهها منه فقال لها ما بك فقالت ان الذى زوّجنى
به رسول الله صلىاللهعليهوسلم مبتلى وأنت معافى فقال الشيخ اللهم أعد على البلاء فعاد
اليه البلاء لوقته وبالتربة أيضا قبر الشيخ ابراهيم المالكى الدوكالى كان عظيم
الشان جليل القدر كان بالمسجد المجاور للمسجد الذى يعرف بالمخلص الموقع ما دخل
عليه أحد قط الا وجده يصلى وقال بعضهم رأيته فى النوم بعد موته فقلت له ما فعل
الله بك قال غفر ورحم قلت فما كان منك فى مسألة القبر فقال تلك حالة نجانا الله
منها وقالت زوجته لما مات أتيت قبره فى السحر فاذا شيخ يقول عند قبره
لكل من طال دهره
أمد
|
|
لا والد يبقى
بها ولا ولد
|
يا نائما تسرّه
أحلامه
|
|
رقدت والحمام
عنك ما رقد
|
لا تلدنّ
فالحياة عارية
|
|
وانها عارية
وتستردّ
|
فقلت لا تقل هذا
عند قبر الشيخ فذهب الرجل ثم أتانى بعد ليلتين وقال والله لقد رأيته فى المنام
فقال لى اذا جئت الى قبرى فاتل القرآن ودع الشعر قلت وهل تسمع قال نعم لقد سمعت
حتى قول المرأة ومعه فى التربة قبر الفقيه الامام العالم عبد المؤمن الدهر وطى
البكرى كان عظيم الشان جليل المقدار والى جانبه قبر الفقيه عبد الوارث البكرى ومعهم
فى التربة أبو عبد الله البكرى وجماعة من أولاد أبى بكر الصديق رضى الله عنهم
ومعهم فى التربة قبر الشيخ عز الدين التلتى والى جانبه قبر الشيخ عز الدين الاسنوى
وهما قريبان من الباب الغربى عند المحراب الصغير وبالتربة قبر القاضى الامام
العالم جلال الدين الفهرى ومعهم فى التربة الفقيه الامام التقى المعروف بابن
الصائغ أحد مشايخ القراءة ومعهم فى التربة قبر الشيخ أبى العباس أحمد المعروف
بالبروة وبها أيضا قبر الشيخ سليمان الديروطى البكرى وعبد الملك البكرى وعمر
البكرى ورضىّ الدّين البكرى وقطب الدّين القسطلانى وزين الدّين الكنانى وعلى الحوش
هيبة وجلالة وقبر القاضى الامام العالم العلامة تقى
الدّين يجاورهم فى الجهة
البحرية تربة أولاد ابن دقيق العيد بها قبر القاضى الامام العالم العلامة تقى
الدّين أبى عبد الله محمد بن الشيخ مجد الدّين أبى الحسن على بن مطيع بن أبى
الطاعة القشيرى المعروف بابن دقيق العيد ومعه فى التربة جماعة من ذريته ومعهم فى
التربة الشيخ
ولىّ الدين أبو
محمد طلحة والقاضى نجم الدين وبها عمود مكتوب عليه الشريف أبو عبد الله محمد
المورستينى وهو واسع البناء والى جانبه تربة الفقهاء أولاد المطيع والى جانبهم
تربة أولاد ابن الاثير والى جانبهم تربة الشيخ الامام العالم جلال الدين أبى بكر
الدلاصى امام الجامع الازهر ومعه الشيخ عز الدين امام الجامع الازهر والى جانبهم
تربة الشيخ عز الدين بن عبد السلام وهى التربة العظمى الحسنة البناء بهذه التربة
الشيخ الامام العالم العلامة عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمى الشافعى من
أكابر العلماء كانت الفتوى تأتى اليه من المغرب ومن المشرق وكان شديدا فى الدين
وزكاه رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى فتواه قال محمد بن عبد الرحمن الاصولى استفتيته فى
مسألة وكأنى لم أرغب فيما قال فنمت تلك الليلة فرأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال ما أفتاك عبد العزيز فكأنى أخرجت له الفتوى فقرأها
فقال أفتاك وما أخطأ قالها ثلاثا وسمع جماعة من العلماء وحضر حلقته أبو الحسين
أحمد بن حمزة بن المرادى وأبو الطاهر بركات بن ابراهيم الخشوعى وسمع من الحافظ أبى
محمد قاسم بن على الدمشقى وأبى الحسن عبد اللطيف بن اسماعيل بن أبى سعيد وأبى حفص
عمر بن محمد وأبى على حسين وأبى القاسم عبد الصمد الخراسانى وحدث الحديث الكثير
ودرس وأفتى بجامع مصر وصنف المصنفات وتولى الحكم بمصر فكان عارفا بالاصول والفروع
والعربية مولده فى سنة سبع وتسعين وخمسمائة وقيل سنة ثمان وتوفى فى العاشر من
جمادى الاولى سنة ستين وستمائة ومعه فى التربة ولده محب الدين وعز الدين وبها
جماعة من الاولياء ذكره القرشى فى طبقة الفقيه الامام العالم الاوحد العلامة أوحد
العلماء وأجل الفقهاء أبى القاسم أحمد بن أبى الفضل هبة الله بن أبى القاسم محمد
بن أبى الفضل هبة الله بن أحمد بن يحيى بن زهير بن هارون ابن موسى بن عيسى بن عبد
الله بن محمد بن عامر بن عقيل العقيلى الفقيه الحنفى المعروف بابن العديم قال
القرشى وقبره بسفح المقطم وأشار بعضهم أنه بالقرب من عز الدين بن عبد السلام قال
ورأيت فى نسخة ابن الملقن أنه صوب سارية أعنى بالقرب منه والاصح أنه لا يعرف
ومقابل هذه التربة مقبرة الشهداء قتلوا فى فتوح مصر ذكرهم القرشى فى طبقة الشهداء
قال الواقدى وهذا المكان يسمى مجر الحصا وقال أيضا بينه وبين الجبل نصف ميل وقال
ابن الجباس وهو مقابل عز الدين بن عبد السلام وهم أربعمائة وثلاثون رجلا قتلوا فى
شهر رمضان المبارك يوم الجمعة مع عمرو بن العاص قتلوا وهم ساجدون ذكرهم الشيخ سراج
الدين البلقينى فهؤلاء أعطاهم الله الجنة
فى وقت القربة قال
الله تعالى (وَلا تَحْسَبَنَّ
الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) الآية وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فنذكر الاعيان منهم
حمزة ابن سالم اليشكرى وربيعة بن طاهر اليشكرى والمسيب بن خويلد اليشكرى ومازن ابن
عوف اليشكرى والمهند بن غالب اليشكرى وحامد بن قارح اليشكرى ومرثد ابن سعيد
اليشكرى والمسيب بن غالب اليشكرى فهم ثمانية من بنى يشكر ومنهم سابق ابن مرثد
العجلى ومروان بن عمرو العجلى وسراقة بن منذر العجلى ويس بن ماجد العجلى وعبد الله
بن رواحة المخزومى وطلحة بن ثابت المخزومى وميسرة بن مقدام المخزومى وواجد مولى
عياض بن عاصم قال الواقدى كان من أفرس الشجعان حضر المواقع وأقام خمسة أيام يشم
المسك من جراحته بعد دفنه ومضر بن عبد منده التيمى ابن عم أبى بكر الصديق وكامل بن
سعيد بن دارم ومعن بن مرشد الحضرمى ورفاعة بن شريق العجلى وجعفر بن دانية قال
الواقدى ودانية أمه وهو أحد بنى عامر بن صعصعة قتل سبعة قبل ان يقتل وابن ناجى
الحميرى وضمضم بن زرارة الثقفى ونافع بن كنانة العلوى وقيل رابح ووجيه بن مكلل
العامرى ورافع بن سهل العامرى ومالك بن لقيط العامرى ومكرم بن غالب العامرى وعبد
بن ماهر الكلابى ومعمر بن خليفة الدارمى وأوس بن فياض المرادى ومندب بن حارث
المرادى ولبابة بن ظاعن العبسى وماجد الخزرجى ونهمان العجلى وطارق بن الاشعث
السلمى وقاين بن حريز السلمى وهياج بن عمرو التميمى وعطا بن بدر التميمى وهاشم بن
فرج التميمى والاخوص التميمى ويانس ابن مفرج بن عبادة بن فقد وعلقم بن حازم
والقداح بن مازن وهلال بن حويد الغطفانى وكان قد قتل فى الروم قتلا عظيما فرأى فى
النوم أن رأسه حلق فلما أصبح قال لهم انى رأيت كان رأسى حلق وانى أستشهد اليوم ولا
أرى انى أقتل الاذابا فلما كان ذلك اليوم قتل وقطع رأسه وطوق بن مضر الكلبى قال
الواقدى وهم ستون رجلا من الاعيان منهم المذكورة أسماؤهم وقبورهم فى مكان واحد
وتعرف بمقبرة الشهداء وهى مقبرة ظاهرة مقابلة لتربة الشيخ عز الدين بن عبد السلام
والخطة معروفة بمجر الحصا قال ابن عطايا كان يرى على قبورهم نور ولا شك أن الدعاء
مجاب فى تلك البقعة ومن بحريه تربة الصاحب فخر الدين معدود فى طبقة الوزراء كان من
أهل الخير والصلاح ومعه فى التربة جماعة من التميمية وهذه التربة قريبة من رباط
الامير سعود ثم ترجع وأنت مبحر الى تربة المجد الاخميمى
ذكر تربة المجد
الاخميمى ومن بها من
العلماء والاولياء فأجل من بها الشيخ الامام العالم مجد الدين أبى المجد على بن
أبى الثناء الاخميمى ولد باخميم ومات بمصر سنة ثلاث وخمسين وستمائة ذكره الشيخ ابن
أبى المنصور فى رسالته صحب الفقيه أبا الطاهر محمد بن حسين الانصارى واستنابه فى
الجامع العتيق فى الامامة وغيرها وعده القرشى فى طبقة الفقهاء وكان رضى الله عنه
ورعا زاهدا عابدا كثير الزهد يمشى فى قضاء حوائج الناس لا يدعوه أحد الى قضاء حاجة
الا ويمشى معه وحكى أنه دخل على الوزير الفائزى فى يوم مرارا يستقضيه حوائج الناس
فقال له آخر ما دخل عليه كم تتردد الينا فقال له ان لى اجرا فى الخطوات التى
أمشيها اليك وأنا لا أدع ذلك لاجل منعك حوائج الناس فقال له لا تنقطع وكل حاجة جئت
فيها تقضى لك وبالحومة أيضا قبر الفقيه الامام العالم العلامة الورع الزاهد علم
الدين المعروف بالقمنى كان يحفظ ما يسمعه من مرة واحدة وحكى ان ابن الدميرى حفظ من
الكمال خطبة جديدة وقالها بعد قراءة المصحف وعلم الدين يسمعها من سطح الجامع فلما
فرغ ابن الدميرى وصعد السطح قال له علم الدين القمنى هذه الخطبة أنا أحفظها فقال
له يا سيدى هذه خطبة جديدة لم يذكرها أحد غيرى فقال اسمعها منى فذكرها لا يزيد
فيها حرفا ولا ينقص حرفا فصعب علىّ من الكمال فقال له لا يصعب عليك انما حفظتها
وانت تذكرها وكان رضى الله عنه رجلا ضريرا مفتوحا عليه بالحفظ وله ذرية باقية الى
الآن ويذكرون انهم من ذرية أبى بكر القمنى الذى بالنقعة قال القرشى وقبره بالقرافة
على الطريق الاوسط من تربة السنهورى فكل ما كان يلى هذه الشقة من الجهة البحرية
يكون مقاربا لتربة الشيخ أبى الحسن السنهورى لان الخطة قديما تعرف به وتعرف بالمجد
الاخميمى وكل ما كان يليها من جهة القبلة يكون مقاربا لابى الربيع وقبره الآن
بالتربة الملاصقة لتربة الخازندار وهى على الطريق المسلوك قريبة من المجد الاخميمى
وبها جماعة من ذريته وهذا هو الاصح وفى طبقتهم الفقيه وجيه الدين كان اماما فاضلا
عالما ونائب الحكم العزيز بالقاهرة وكان مدرسا بالشريفية لا يعرف له قبر وفى هذه
الطبقة الشيخ العالم أبو العباس أحمد بن عبيد كان من أجلاء العلماء روى عنه
الحليمى الكاتب وخرج عنه الحديث احمد بن عمر قال حدثنى عبد الرحمن بن احمد قال
حدثنى على بن عمر قال حدثنى أبو عبد الله محمد بن أحمد بن ابراهيم الكاتب الحليمى
قال حدثنى أحمد بن عبيد بن ناصح قال حدثنى محمد بن زيد بن زياد الزيادى قال حدثنى قطامة عن صالح عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قدم وفد بكر
بن عبد وليد على
__________________
رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال هل فيكم أحد من بنى اياد قالوا لا يا رسول الله قال
فهل لكم علم من قس بن ساعدة الايادى فقالوا هل لك يا رسول الله به فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم كأنى أنظر اليه قائما بسوق عكاظ يخطب الناس على جمل أحمر
يقول أيها الناس اجتمعوا واسمعوا وعوا من عاش مات ومن مات فات وكل ما هو آت أما
بعد فانّ فى السماء لخبرا وان فى الارض لعبرا نجوم تمور وبحور تفور فلا تغور سقف
مرفوع ونهار موضوع أقسم قسما لا كذب فيه ولا اثم لئن كان الامر رضاء ليكوننّ سخطا
ان لله دينا هو أرضى من دين نحن عليه ما بال الناس يذهبون ولا يرجعون أرضوا
بالمقام فأقاموا أم تركوا فناموا فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم وسمعته ينشد شعرا فأيكم يحفظه فقال رجل أنا يا رسول الله
فهل تأذن لى أن أنشده فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم انشده فأنشد
فى الذاهبين
الأوّلي
|
|
ن من القرون لنا
بصائر
|
لما رأيت مواردا
|
|
للموت ليس لها
مصادر
|
ورأيت قومى
نحوها
|
|
تمضى الاكابر
والاصاغر
|
لا يرجع الماضى
ولا
|
|
يبقى من الباقين
غابر
|
أيقنت انى لا
محا
|
|
لة حيث صار
القوم صائر
|
وكان رضى الله عنه
كثير الحديث كثير الفضل قال القرشى دفن بالقرافة ولا يعرف له قبر وبهذه الشقة
جماعة لا تعرف قبورهم وقد نبهنا عن بعضهم فى هذا التاريخ وبعض مناقبهم تذكرة
للطالبين وترغيبا للزائرين لان حكايات الصالحين ترقق القلوب سئل أبو القاسم الجنيد
عن حكايات الصالحين فقال هى جند من جنود الحق وسئل يحيى بن عمر عن كرامات الصالحين
فقال ما ينكرها الا من لم ير خيرا من الله قط وسئل القرشى عن كرامات الصالحين فقال
لا ينكرها الاكل محجوب وقال رضى الله عنه من لم يدخل فى الامور بالأدب لم يدرك
مطلوبه منها وقال رضى الله عنه من لم ينظر الى المشايخ بعين العظمة حجب عن نورهم
وقال رضى الله عنه اذا أعطى العبد معرفة العلم بالاخذ والعطاء والردّ والقبول فقد
استغنى وقال رضى الله عنه لكل مقام علم ولكل حال أدب وقال رضى الله عنه لا يصلح
الكلام فى هذا الشأن الا لاهل الاستغراق وقال رضى الله عنه أوّل ما يؤمر به المريد
بعد التوبة هجر قرناء السوء والبعد عن المواطن التى تدعوه الى المخالفة وقال رضى
الله عنه من كان الخير عادته فهو ملطوف به وقال رضى الله عنه
المريد الصادق
يأخذ علمه من كل شئ ويجد مطلوبه عند كل شئ وقال رضى الله عنه علامة الصادق أن
يفتقر بايمانه الى كل إيمان وبعقيدته الى كل عقل وبعلمه الى كل عمل وقال الولىّ فى
بدايته هو الحريص على أخبار الأولياء وأحوالهم يسمع الحق فلا يكرهه ولا يعترض عليه
ولا يشتاق الى الاحوال ويحرص على تخليصها ويتمنى المقامات ووصولها والولىّ فى
نهايته هو الذى يفيد ويستفيد ويجدّ فى أحواله وعلومه وأعماله وتركه وهذا طرف من
كلام أبى عبد الله القرشى تلميذ الشيخ أبى الربيع المالقى نفعنا الله به وبعلومه
فى الدنيا والآخرة آمين آمين تمت هذه الجهة الوسطى بحمد الله وعونه وحسن توفيقه
ونسأل الله أن يعيننا على بقيته انه على كل ما يشاء قدير
فصل فى ذكر جامع ابن طولون والخطة معروفة قديما بجبل يشكر قال القضاعى ويقال انه أوّل
محراب اختط فى الاسلام وهو المسجد المبنى على الجبل وكان يشكر رجلا صالحا يقال
انها قطعة من الجبل المقدس وكان الشيخ أبو الحسن ابن بنت أبى سعيد يصلى على القطعة
البارزة منه الخالية من البناء التى فى الحد القبلى مما يلى الطريق فلما سئل عن
ذلك قال جميع من كان يصلى بالجامع القديم فى القرافة من التابعين والصالحين كانوا
يصلون على هذا الجبل وكان احمد بن طولون لما رغب فى انشاء الجامع المذكور أشار
عليه جماعة من الصالحين أن يبنى الجامع على هذا الجبل وذكروا له فضائل كثيرة فقبل
ذلك منهم وبنى الجامع على الجبل وأدخل بيت يشكر فيه فلما كمل بناؤه أمر بعمل منطقة
من العنبر ليفوح ريحها على المصلين وأمر الناس بالصلاة فيه فامتنعوا ولم يجتمع فيه
أحد من الناس واعتقدوا انه بناه من مال لا يعرفون أصله فعز ذلك على أحمد بن طولون
وصعد المنبر فى يوم جمعة وخطب خطبة عظيمة وقال فى أثناء خطبته وأقسم أنه ما بناه
من مال حرام وانما بناه من كنز وجده فى الجبل المقطم وبين طريق وجوده وان العشارى
الذى نصبه على المنارة وجده فى الكنز وان جميع ما بناه فى القرافة من المصانع التى
برسم الماء مما وجده فى الكنز المذكور فلما سمع الناس ذلك اجتمعوا فى الجامع وصلوا
الجمعة فيه واستمر الحال على ذلك وكان قوم من المصلين قد كتبوا لاحمد ورقة يسألونه
أن يوسع قبلته بحكم أنها صغيرة فأمر باحضارهم فلما حضروا أعلمهم انه عند ما شرع فى
بناء الجامع اختلف المهندسون فى تحرير قبلته وانه رأى فى منامه النبى صلىاللهعليهوسلم وهو يقول له يا أحمد ابن قبلة هذا الجامع على هذا الوضع
وخط له فى الارض صورة ما يعمل وانه لما انفجر الفجر مضى الى الموضع الذى أمره رسول
الله صلى الله عليه
وسلم بوضع القبلة
فيه فوجد صورة القبلة فى الارض مصوّرة وانه بنى المحراب على ذلك وانه ما يسعه أن
يوسع فى المحراب لاجل ذلك فمضوا من عنده فأشاعوا ما ذكر لهم أحمد ابن طولون فعظم
شأن الجامع وضاق على المصلين وسألوه أن يزيد فى الجامع زيادة فزاد فيه والقبلة
باقية على صورتها الى يومنا هذا والموضع خطى قديم مبارك يعرف باجابة الدعاء وقد سكن
فيه جماعة من العلماء والاولياء نذكرهم فى مواضعهم وحول هذا الجامع جماعة من
الصالحين ومشاهد أشراف علويين وغيرهم من الجعافرة والمحمديين نذكرهم فى جزء غير
هذا ان شاء الله وانما عرضنا بذكر هذا الفصل فى هذا المكان لانا لم نذكره فى أوّل
الكتاب فأردنا التنبيه عليه فى اختتام هذه الجهة الوسطى كما نبهنا على ذكر الجامع
العتيق فى أوّل الكتاب ونقصد فى ذلك بركة من صلى فيه من الاولياء والعلماء واتباع
آثارهم والملاحظة من أسرارهم على ضعفى وتقصيرى بلطف من عند الله وعونه وحسبنا الله
ونعم الوكيل
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الجزء الثالث
ذكر الجهة الثالثة
وهى الصغرى وهى تشتمل على عشر شقق كما تقدّم الكلام فى صدر الكتاب وقد أخذنا منها
خمس شقق فى الجهة الوسطى لاجل الترتيب وزيارتها كحكم زيارة الاولى والثانية وقد
ذكرنا فضائل الجبل فى أوّل الكتاب ونذكر قبوره ومن دفن به من العلماء والاولياء
والاشراف وقد مدحهم الشيخ موفق الدين بن عثمان فى أثناء خطبته ثم قال وجعل فى سفحه
غراس الجنة فهو بهم مكرم نورهم لا يخفى ومسكه لا يتكتم فهو كبستان أزهاره لتبسم
ونسيمه يحيى القلوب حين يتنسم بل كان سفحه سماء وقبوره نجوم بينها بدور لا لتغيم
تزيد نورا بقراءة القرآن عندها ويرحم من ترحم أو كأنها أصداف فيها جواهر زواهر غلت
أن تقوّم وكل قبر كزجاجة فيها مصباح اذا رآه العاصى بكى على ظلمة قبره بين القبور
وتندّم أو كأنها عسكر تحت كل جبل قد خيم فقبور الصالحين خيم كخواص السلطان اليها
يشتكى ويتظلم فترى أرباب الحوائج يطوفون فى معسكر القبور على من له جاه ومن بحرمته
يتحرم فلو أوسعنا فى مدح الأولياء لضاق الوقت علينا ولكن اختصرنا على ذكر مناقبهم
ومعرفة قبورهم وأخذت فيه على الاصح مما نقلته من كتب الزيارة ومن صدور المشايخ
خلفا عن سلف وبدأت بالزيارة من تربة أحمد ابن طولون بعد زيارة المشهد النفيسى وقد
ذكر قوم ان بالحصن الشريف قبر سارية
ما رأيتك فما
السبب فى انقطاعك فقال لى كان لى بهذه البلدة رئاسة وكان له علينا فضل فكنت ألازم
القراءة عند قبره فرأيته فى النوم وهو يقول أحب أن لا تقرأ عند قبرى فقلت ولم ذلك
فقال ما تمرّ بى آية الا قرعت بها ويقال لى أما سمعت هذه توفى سنة سبعين ومائتين
معدود من طبقة الامراء وهذه التربة هى أول زيارة هذه الجهة كما بدأنا بصاحب الخاتم
فى أول الجهة اليمنى وكذلك تربة الشيخ درويش بدأنا بها فى أول الجهة الوسطى واذا
أخذت من هذه التربة قواما زرت جهة واحدة الى أبى السعود وهى الشقة الرابعة لكنى
أذكر خط محمود قبل هذه الشقة [الشقة الاولى من
الجبل] فأول زيارتك من
شقة الجبل التربة القوصونية بها جماعة من الصوفية من أهل العلم والصلاح ثم تزور
بعد هذه التربة الشيخ ولى الدين الملوى بها جماعة من العلماء منهم الشيخ الامام
العالم العلامة ولى الدين الملوى معدود من أكابر الفقهاء والمحدّثين له الكتب
والمصنفات درّس وأفتى وهو متأخر الوفاة ومعه فى التربة الشيخ الصالح أبو عبد الله
المعروف بالكلائى الفرضى وبالتربة أيضا الشيخ الامام أبو الحسن الصقلى ومنهم الشيخ
الامام ابراهيم العجمى وقبلى هذه التربة على سكة الطريق قبر الشيخ نجم الدين أبى
عبد الله محمد المؤذن الطولونى ومن قبليه تربة بها قبر الشيخ عبد الوهاب السكندرى
كان من كبار الصلحاء له كرامات خارقة كان له كلام كثير على الخاطر وله ذرية عند
سماسرة الخير نذكرهم ان شاء الله تعالى وفى قبلى تربته تربة بها قبر الشيخ ابراهيم
الحكرى وهم يزارون مع شقة أبى السعود ومع شقة الجبل ثم تزور بعد هؤلاء تربة الشريف
أبى الحيات وهو الشيخ السيد الشريف أبو بكر المعروف بابن أبى الحيات ويقول العوام
أبو الحيات والاصح ابن أبى الحيات وأصله من الكرك ثم دخل الى مصر وأقام بالقرافة
وصار له علم منشور وله مريدون وخدام وكان يأخذ العهد ويجلس على السجادة سالكا طريق
الرفاعية ومناقبه مشهورة غير منكورة ومعه فى التربة السيد الشريف الحسن الانور
وبالتربة جماعة من الاشراف ثم تخرج من هذه التربة وأنت مغرب قاصدا الى الجبل تجد
حوشا لطيفا على جانب الطريق به قبر المظفر قطز الذى كسر التتار على عين جالوت وله
قصة طويلة ذكرها صاحب كتاب تاريخ الخلفاء ونذكر ترجمته فى فصل ذكر الملوك فى آخر
الكتاب ومن بحريه قبر الشيخ بهادر ومن شرقيه قبر الشيخ أبى عبد الله محمد الزبيدى
وقبره فى التربة العظمى الحسنة البناء ذات المنار وفى علو الجبل مغارة الأشراف بها
قبر الشيخ عبد الرحمن الرومى والشيخ أبو قبع ومن قبلى المظفر قبر الشيخ أبى بكر
المحلى المحدث عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم والواعظ بالجامع الازهر كان له مجلس
عظيم فى الوعظ
وحوله جماعة من الصلحاء ويجاوره تربة ابن عبود كان من كبار الصلحاء وكان يسعى فى
قضاء حوائج الناس ويجالس الامراء والملوك ويتردّد اليهم لأجل قضاء الحوائج وحول
تربته جماعة من الملوك ومن تربته الى مقبرة المجاهدين ولم تزل مشايخنا يذكرون
المجاهدين بهذا المكان ويدعون الله تعالى عندهم ويتبركون بهم وهذا ابتداء زيارة
الشقة الاولى من الجبل
وأما الشقة الثانية فاذا زرت قبر المظفر وتأخذ مستقبل القبلة قاصدا الى قبر
القدورى زرت قبل وصولك اليه قبر الشيخ أبى الحسن على الهاشمى فى تربته الصغيرة على
سكة الطريق وبالحومة قبر الشيخ أبى الحسن على الرصاصى المعروف بالجمال وفى الدرب
المجاور لقبر الشيخ رسل القدورى تربة الاشراف وهى تربة قديمة معقودة الأقبية ذكرهم
الشيخ أبو عبد الله القرشى فى طبقة الأشراف وحكى عنهم أن لصا جاء يسرق من المكان
فلم يجد فيه شيئا فجاء يخرج فلم يجد للمكان بابا فنام فى المكان فرآهم فى المنام وهم
يقولون له ما كفاك ان تؤذى أهل الدنيا حتى تؤذى أهل الآخرة واخرج من هذا المكان
وعند باب الدرب قبر الشيخ أبى اسحاق ابراهيم بن ظافر القرشى وفى الحومة الشيخ أبو
الحسن على المعروف بابن ظافر القرشى بجواره قبر الشيخ رسل القدورى عدّه القرشى فى
طبقة الفقهاء وقال هو المعروف بصاحب الحنفاء وهو فى الحوش اللطيف وقبره رخام باق
الى الآن وحكى عنه أنه كان يبيع القدور الفخار يبيع كل قدرة بدرهم فجاءه انسان
بدرهم فضة فأعطاه اياه وأخذ منه قدرة وراح بها الى داره فعلقها على النار فوجدها
مكسورة فأخذها وجاء بها الى الشيخ وقال له يا سيدى انها مكسورة فقال له الشيخ انظر
هذا الدرهم الذى جئت به فنظر اليه فاذا هو نحاس فقال له لو أعطيتنا طيبا لاخذت
طيبا فأعطاه بدل الدرهم فقال خذها ورح فانها صحيحة فأخذها وراح فوجدها صحيحة وهذه
الحكاية مستفاضة بين مشايخ الزيارة والى جانبه من جهة القبلة قبر الشيخ ابراهيم
فاز من اتقى حكى عنه انه لما ان مات رؤى فى المنام فقيل له ما فعل الله بك قال فاز
من اتقاه وأنشد يقول
يريد المرء أن
يعطى مناه
|
|
ويأبى الله الا
ما أرادا
|
يقول الشخص
فائدتى ومالى
|
|
وتقوى الله أفضل
ما استفادا
|
وعند باب تربته
قبور الفقهاء أولاد الشرابى وفى سكة الطريق قبر داثر هو قبر الشيخ أبى الحسن
المعروف بالصياح له حكاية طويلة مع السياح وبالقرب من أبى الحسن
الصياح تربة مبنية بالفص الحجر متسعة بشبابيك مطلة على الخندق بها عنبر الطواشى
ومن قبره الى قبر الشيخ عبد الحافظ القليوبى والقلابية جماعة بالقرافة منهم هذا
الشيخ عبد الحافظ المعروف بصاحب الخطوة قيل انه أقام أياما يصلى الصبح بجامع عمرو
ابن العاص ثم تمشى فى الطريق المسلوك قاصدا الى جامع محمود وقد ذكرنا جامع محمود
عند ذكر المساجد وقبر محمود مقابل للجامع فى الحوش ذكره القضاعى فى كتاب الخطط وعده
القرشى فى طبقة الفقهاء والامراء قال ابن عثمان فى تاريخه هو محمود بن سالم بن
مالك المعروف بالطويل ذكر أبو جعفر الطحاوى قال كان محمود هذا جنديا من جند السرى
بن الحكم أمير مصر فركب السرى ذات يوم فعارضه رجل فى الطريق فوعظه بما أغاظه به
فالتفت الى محمود فقال له اضرب عنق هذا فرمى محمود برأس الرجل فلما رجع محمود الى
منزله خلا بنفسه وتفكر وندم وقال تكلم رجل بكلمة حق فقتلته فكيف يكون حالك اذا
وقفت بين يدى الله وبكى بكاء شديدا وآلى على نفسه انه يخرج من الجندية ولا يعود
اليها فلما أصبح غدا إلى السرى بن الحكم فأخبره بما كان منه فى تلك الليلة وأشهد
على نفسه أن لا يخدم سلطانا أبدا وأقبل على العبادة وجدّد المسجد المعروف به وكان
تبعه فيما حكاه الكندى وغيره وحكى بعضهم أن محمودا رأى فى المنام الفقير وهو يخطر
فى الجنة فقال له ما فعل الله بك قال غفرلى وأدخلنى الجنة وقل لأستاذك يا ظالما
سبقك غريمك للحاكم فأصبح وتاب عن الجندية ذكره ابن عبد الحكم فى تاريخه وعده
القرشى فى طبقة الفقهاء وقد ذكره موفق الدين بن عثمان بالقرب من قبر أبى بكر
الاصطبلى وذكره القضاعى فى هذه الخطة والاصح أنه غربى تربة الاشراف بالقرب من
القدورى فيكون هذا فيما بين تربة الست وقبر القدورى وعليه الآن مجدول ذكر
المشهد المعروف باليسع وروبيل قال الشيخ شرف الدين بن الجباس فى تاريخه يعرف هذا المسجد باليسع وهو صاحب
البابين وقيل ان فى ذلك المشهد روبيل وذلك غير صحيح لانه أجمع العلماء من أهل
التاريخ على انه لم يدفن بمصر الا يوسف عليهالسلام ألقى فى النيل وذلك أنه دفن فى البر الغربى فاخضر ولم يورق
البر الشرقى ورقة خضراء فحمل من الغربى الى الشرقى فاخضر ويبس الغربى فألقوه فى
النيل فلم يزل فى النيل الى زمن موسى بن عمران عليهالسلام فأمره الله تعالى أن يحمله معه الى بيت المقدس فحمله وكان
النور يخرج منه حتى يهتدوا به الى الطريق بالنظر لأن القبلة كانت زمن يعقوب الى
جهة بيت المقدس وهذه القبور الى القبلة وحكى ابن عثمان أنه مشهد رؤيا وحكى
فى تاريخه أن رجلا
بات فى هذا المكان قديما فقرأ سورة يوسف عليهالسلام ونام فرأى قائلا يقول هذه والله قصتنا من أعلمك بها فقال
القرآن الذى أنزله الله تعالى على نبيه محمد صلىاللهعليهوسلم فمن أنت قال روبيل أخو يوسف عليهالسلام فلما أصبح أحضر الناس فبنوا هذا المشهد لما علموا من صدق
هذه الرؤيا والمكان مبارك يزار بحسن النية وروى أن يهودا بن يعقوب أخو يوسف عليهالسلام أقام فى ذروة الجبل المقطم فى هذا المكان وتعبد فيه وقد
سلف ذكره فى أول الكتاب وبازاء هذا المشهد قبر عبد الله ابن الحسين بن على معدود
من فقهاء مصر عدّه القرشى فى طبقة الفقهاء وذكره ابن غانم فى الواضح النفيس وكان
فيه كياسة خلع عليه بعض أمراء مصر خلعة فلما رأى الخلعة أعجبته فقال له أيها
الأمير انى أخاف أن أروح الى أهلى بهذه الخلعة فيفزعوا كما فزع أهل الاعرابى فقال
له ومن الاعرابى فقال كسا سليمان بن أبى جعفر أعرابيا قلنسوة فلما أتى الى أهله
أبصرها صبيانه على رأسه ففزعوا وقالوا لقد أصابتنا داهية فأنشأ يقول
طرحت عمامتى ولبست شاشا
|
|
على عنقى له ذنب
طويل
|
بحيث الخوف يخفق
جانبيها
|
|
اكاد اذا حلفت
بها أميل
|
فصاح صبيتى لما
رأونى
|
|
وقالوا جاء
سعلاة وغول
|
فذاك الجعفرى
رجال معه
|
|
ومثلهم وذاك له
قليل
|
وكان رضى الله عنه
زاهدا فمر يوما فى الطريق فرميت له صرة فأعرض عنها فقيل له خذ هذه الصرة فان فيها
دنانير فقال انما خرجت اشترى ملحا للطعام فلو كان ملحا أخذتها توفى المذكور سنة
أربعين ومائتين وشرقى قبره قبر محمد بن عبد الله السراج كان رجلا صالحا عالما
فاضلا كثير الصلة للمساكين وقال الحافظ الذهبى اسمه محمد بن محمد بن يعقوب السراج
وكنيته أبو بكر توفى سنة اثنتين وستين وثلثمائة ومقابل باب هذا المشهد تربة قديمة
بغير سقف بها قبر الشيخ الصالح أبى اسحاق محمد بن القاسم بن شعبان المالكى القرطبى
المعروف بجده وفاته سنة خمس وستين وخمسمائة ذكره القضاعى فى تاريخه ومن وراء حائطه
القبلى مع الحائط قبر عليه مجدول كدان هو قبر الشيخ يحيى الشعبى الحافظ المحدث
ويلى مشهد اليسع من جهة القبلة الفقهاء أولاد اسرائيل القراء وقبر الشاب التائب
وبازاء المشهد جماعة من الاولياء وقد ذكر القضاعى فى هذه الخطة قبورا كثيرة قد
دثرت وهذه تسمى مدافن محمود وفى مجر محمود قبر القاضى مرغب ابن قاضى دمياط
__________________
وقبره الآن معروف
فى الخطة المعروفة بتربة الست وقريب من هذه الخطة التربة المعروفة بتربة سدرة بها
دفن أشراف قديم وهو مشهد عليه جلالة ونور عليه قبة باقية الى الآن قال بعضهم هو
قبر السيدة زينب ورأيت على حجر هناك قبر الشريفة خديجة بنت محمد بن الحسن بن على
بن جعفر بن موسى بن اسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن
أبى طالب رضى الله عنهم وعلى باب تربتها قبر الشيخ تقى الدين العجمى وهى تربة مباركة
بها جماعة من الاولياء منهم الشيخ تقى الدين رجب العجمى شيخ الصوفية مربى المريدين
وقدوة السالكين وبالتربة قبر الشيخ بهاء الدين الكازرونى والشيخ يحيى التبريزى
والشيخ محمد الحريرى والشيخ أوران بن فيان والشيخ عثمان الشامى والشيخ خليل من
أصحاب أبى ذر العراقى والشيخ محمود الكردى وقبر الشيخ حسن ابن الشيخ عيسى وقبر
الشيخ يهودا بن عمر بن محمد المقرى وقبره عند الباب الغربى من الحوش وقبر محمد بن
محمود الكردى وقبر الشيخ ناصر الدين العجمى وقبر الشيخ مجد الدين والشيخ عبد الله
والسيدة فاطمة وخديجة وأولاد الشيخ عبد الله وبالتربة أيضا قبر الشيخ محمد
الغويلاوى والشيخ بدر الدين خادمه والشيخ علم الدين سليمان اخو الشيخ مجد الدين
رجب وقبر الشيخ عبد الله والشيخ حسام الدين الازهرى والشيخ حسن بن أبى بكر
الاصفهانى وقبر الشيخ على خشخش وقبر الشيخ يحيى خادم الشيخ تقى الدين والشيخ محمد
الششترى وقبر الشيخ محمد الاصفهانى وقبر الشيخ محمد السمرقندى وقبر الشريف البخارى
والشيخ حسان العجمى والشيخ حسن الكردى وقبر الشيخ على السراج والشيخ يوسف التوريزى
والشيخ حسام الدين حادى الفقراء وقبر الشيخ يوسف الهروى وقبر الشيخ عربشاه البلخى
وقبر الشيخ يعقوب التركمانى والشيخ على بن عثمان الششترى وقبر الشيخ رمضان خادم
الفقراء وقبر الشيخ حسن التركى وقبر الشيخ رشيد سقا الفقراء والشيخ حسن البلخشانى
والشيخ محمد الجندى والشيخ على سهل وقبر الشيخ محمود الحورانى والشيخ محمد
التوريزى والشيخ بهاء الدين الاخلاطى والشيخ محمد الكاشغرى والشيخ أبى الحسن على
بن أحمد بن محمود التفليسى والشيخ عبد الله بن عمر بن حسن المعروف بقطلبك وعند باب
التربة الشيخ خضر وبهذا الحوش جماعة من الاولياء والدعاء بها مجاب ثم ترجع فى
الطريق المسلوك الى خطة الدينورى وقد ذكرنا الشيخ عبد الحافظ القليو بى ومن قبليه
تربة الشيخ أبى الحسن الزنارى المعروف بصاحب الغزالة تربته على يمين السالك قبل
وصولك الى الدينورى ومن غربى التربة محمد بن على القليوبى صاحب
ممشاد الدينورى
ذكره النسابة ثم تسير طالبا قبر الشيخ أبى الحسن الدينورى المعروف بابن الصائغ أحد
السبعة المختارة ذكره ابن الجباس فى طبقاته والاسنوى كراماته كثيرة فيما يأتى ذكره
قال الاسنوى لما حملت به أمه كان أحمد الكبير ابن الرفاعى بين تلامذته واضعا رأسه
بين ركبتيه فصاح صيحة حملت أم ابن الصائغ بولد نجيب يسرى ذكره فى المشرق والمغرب
فلما كان ليلة وضعه كانت آخر شهر شعبان شكت الناس فى هلال رمضان فسألوا الاستاذ عن
الصوم هل ذلك شك أم من رمضان فقال لهم ان أردتم صحة اليقين امضوا الى دينور
واسألوا عن الصائغ فانه ولد له ولد فى هذه الليلة ان كان صائما فصوموا وان رضع
هوثدى أمه فافطروا فمضوا اليه فسألوا منه فقال لا علم لى بحال النساء ثم أخذهم
ومضى الى والدته وسألها فقالت انه لم يرضع من قبل الفجر وهو ممن صام فى قماطه رضى
الله عنه وذكر ابن الجلا فى تاريخه حكاية مشهورة وذلك ان ذميا من
النصارى جرت له مسألة عجيبة كان يختفى مع الفقراء ويتز يا بزيهم ولم يعرفوا انه من
النصارى وكان شيخ والده ابن الصائغ الدينورى هذا ابيه صائغا بدينور وكان كثير
الزهد وكان واعظا حسن الكلام يصدع كلامه القلوب صاحب أمر فى مجلسه قالت له ابنته
كلاما فقال لها انت صادقة فاذا هى ميتة فراح لشيخه وذكر له القصة فدعا عليه فقتل
وحملت رأسه اليه ومن وراء حائطه قبر الشيخ أبى القاسم الهكارى
ذكر التربة المعروفة بالدينورى بها جماعة من العلماء بهذه التربة قبر الشيخ الامام العالم
العلامة العابد الورع الزاهد المكاشف أبى الحسن على بن محمد بن سهل الحنفى وبها
جماعة صالحون كما يزعمون منهم أبو الحسن المعروف بابن الصايغ الدينورى توفى سنة
احدى وثلاثين وثلثمائة كان يتكلم على الخاطر وكان حوله جماعة قد آخى بينهم واشترط
عليهم فى مؤاخاتهم أشياء وكان كثير الزهد حسن الورع يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر
صحب الجنيد وكان الجنيد يسأله الدعاء ذكره القشيرى فى رسالته وأثنى عليه ويوم خرج
به تكين الى بيت المقدس أغلقت البلدة وخرج معه خلق كثير وقدموا له بغلا فلما أراد
أن يركبه قال بعض من حضر ادعو الله فقال يا بنى ليس هذا وقت دعاء هذا وقت رضا
وتسليم وركب وبكى الناس لفراقه وودعوه ورجعوا وقيل ان البغل وقف ليبول فى الرمل
فوقف أصحابه يبكون وينظرون اليه فقال لهم لا تيأسوا فان الذى نفانا على هذا البغل
يموت ويعمل له صندوق ويحمل فيه الى بيت المقدس فما كان غير قليل حتى مات
__________________
تكين وحمل فى
صندوق على بغل فوضعوه فى الطريق ليصلحوا ما فسد من حمله على البغل فدار البغل وبال
عليه ودخل الى مصر وكان له كرامات وحدث بمصر عن أهلها وعن أهل بلده وكان الشيخ من
دأبه وعلو شأنه تهابه الملوك والسلاطين وكان الجنيد يعظمه ولقد كان الجنيد له حاجة
الى الخليفة فقال له أصحابه هل لنا ان نأخذ أبا الحسن معنا فقال لهم ان ذلك رجل
مشغول ما فيه فضلة لمثل هذا وقال أبو على ممشاد الدينورى كان أبو الحسن الدينورى
وهو ابن خمس عشرة سنة يأتى الى شيخنا ابن سنان يسأله ان يسأل له والدته ان تهبه
لله فسرنا معه اليها فسألها الشيخ عن ذلك فقالت كيف أهبه لله أخشى أن لا يصلح له
ولا لى ولكن أذنته أن يطلع الجبل فان وجد الله فقد وهبته له وان لم يجده فانا خير
له مما يشقى غدا فصعد الجبل فأقام خمسين يوما لا يستطعم فيها بزاد ثم نزل وهو
كالخلال اليابس فقالت له كيف كان حالك فى غيبتك قال ما وقعت لى فاقة ولا بقى فىّ
جارحة الا وهى تقتضى المزيد ثم أتى الينا وأخبرنا بذلك فسرنا معه اليها فقلنا لها
كيف تجدى أبا الحسن فقالت الآن يصلح ان يهدى لله اللهم انه وديعتى عندك وقد صلح لك
وقد وهبته لك فاقبله منى ثم خرج من يومه وغاب عنا سنين قال أبو بكر فرأيته بعد ذلك
فذكرت له الحكاية فبكى بكاء شديدا وقال بالفارسية واخراب قلباه وقال رضى الله عنه حججت
أنا ووالدى من دينور الى مكة فى ثلاثة أيام وقال الحسين بن على اجتمعت أنا وثلاثة
من الصالحين بمكة فتذاكرنا أخبار الصالحين الى أن ذكرنا أبا الحسن وكان بقربنا
امرأة عجوز عليها آثار العبادة تسمع كلامنا قالت يا بنى أنت رأيت ابن الصائغ قلت
لها نعم فانكبت على رجلى وقبلتها وقالت يا بنى شهدت أبا الحسن وهو ابن خمس عشرة
سنة وقد خرج الى الصحراء وحضر حصيرا وجلس فيها فاقبلت الامطار حول الحصير وليس فى
الحصير نقطة ماء قال أبو الحسين فاجتمعت به وقلت له أتأذن لى أن أسألك عن حكاية
قال نعم فحكيتها له فصرخ ساعة ثم أقبلت الدموع تريد أن تسيل من عينيه ثم قال دعنا
وهات ما ننتفع به وقال أيضا لقد رأيته يوما وجاءته العبرة فغمض عينيه يمنعها أن
تسيل وقال اشتد الزكام ثم غلبته وسالت وقال أيوب كان أبو الحسن يجىء الى النهر وقد
جمد من الثلج والدواب تمر عليه فاذا وصل اليه يريد أن يتطهر ذات له حتى يتطهر فاذا
فرغ عاد على حالته واذا وضع يده فيه ذهب البرد منه وصار يخرج منه الدخان وقال أيضا
كنت معه فى سفر فلحقنا عطش شديد وآن وقت صلاة الظهر فرفع رأسه الى السماء فجاءت
سحابة وأمطرت حتى ملأت بركة فقال لى اشرب يا عطشان
فشربت حتى رويت
وتوضأنا للصلاة وقال بعض أصحابه نزلت مع أبى الحسن الى البحر ومعى فتى من
المتعبدين فجاز أبو الحسن البحر فلما رآه الفتى صعق وخرّ مغشيا عليه فملأ أبو
الحسن فياشة لم يكن فيها ماء من البحر ورش على الفتى ماء ورد وطيب فقلت مالك لا
ترش علىّ فقال انك لست من هناك وكان رحمهالله يقول من لم تظهر كرامته بعد وفاته مثل ما كانت أيام حياته
فليس بصادق وكان يقول دلائل الصدق لا تخفى فى الحياة ولا فى الممات قال يحيى بن
الربيع رأيت أبى فى المنام وهو يقول لى ان أردت أن تتقرب الى الله تعالى فعليك
بابى الحسن وجاءه شاب وقبل رأسه فقال له امض واستوهب من والدتك الدفعة التى دفعتها
فهى أولى بك من هذا وكان ذات يوم يتكلم فى مجلسه اذ دخل عليه رجل متعبد من أهل
الصعيد فلما وقعت عين الشيخ عليه قال ما هذا الادب السيىء قوم يشتهون ان ينظروا
الينا فاذا رأونا طلبوا على ذلك برهانا فصعق الرجل وخرّ مغشيا عليه فقيل له ما
القصة فقال كنت فى الصعيد كثيرا ما أقول وددت لو رأيت أبا الحسن لما بلغنى عنه
فكنت أسأل شيخنا عنه فقال لى ذات ليلة أتحب أن ترى الشيخ أبا الحسن قلت نعم قال هو
ذا قد جاءنا الليلة من مصر زائرا لنا فنظرت الى الشيخ بعينه وصفته ولم أكن رأيته
قط وكان وقع فى نفسى أن الشيخ بمصر وجاء الى الصعيد فى ليلة واحدة وأمسكت عن هذا
وسافرت الى مصر وسألت عنه فارشدت اليه فلما وقعت عينى عليه اذا هو الذى رأيته
بالصعيد قال بعض أصحابه كنت يوما جالسا عنده فى الحلقة والناس قائمون اذ التفت
الىّ رجل منهم فقال اذهب ويحك واغتسل واغسل ثوبك قال فخرج الرجل من الحلقة وفتش
ثوبه فاذا فيه أثر احتلام وقال رضى الله عنه انى لاعرف رجلا وقف يوما على نهر فعرض
فى نفسه شئ فقال لها ان كنت صادقة فقولى لهذا النهر قف فوقف ذلك النهر وقال بعض
أصحابه كنت أراه يمشى فى أيام الشتاء على رؤس الجبال وهو يرشح عرقا وقال ممشاد
الدينورى كان أبو الحسن يصعد الجبل ويجلس فى مواطن السباع وتدور به وكان لا يجسر
أحد أن يصعد اليه وحكى أن رجلا طحانا كان لبعض الاكراد عنده ستة دنانير ثمن قمح
فزار الطحان قبر الشيخ وخرج من عنده واذا بالكردى لقيه فطالبه وأغلظ عليه المقال
فاستجار الرجل بقبر الشيخ فى المهلة عليه فأبى الكردى وأخذه ومضى فلم يتقدم أكثر
من عشرين خطوة حتى همزت به الدابة فانخسف به قبر فوقع واندق عنقه ومات لوقته قال
أبو حفص بن غزال بن عمر الحضرمى الامام العالم العلامة من أراد الحج الى بيت الله
الحرام فليغتسل فى آخر أربعاء فى الشهر
اى شهر كان بعد
صلاة الفجر ويلبس ثوبا ويتطيب بطيب ان كان عنده ويأتى الى قبر الشيخ أبى الحسن
ويصلى عنده أربع ركعات يقرأ فى الأولى بفاتحة الكتاب وآية الكرسى والثانية بفاتحة
الكتاب وانا أنزلناه فى ليلة القدر وفى الثالثة بفاتحة الكتاب وألهاكم وفى الرابعة
بفاتحة الكتاب وسورة الاخلاص ثم يسلم ويقول يا فرد لا يزدوج يا مالك الاشباح
والمهج يا ودود يا ودود يا ذا العرش المجيد يا مبدئ يا معيد يا فعال لما يريد
أسألك بنور وجهك الذى ملأ أركان عرشك وبقدرتك التى قدرت بها على جميع خلقك وبرحمتك
التى وسعت كل شئ يا مغيث أغثنى يا مغيث أغثنى يا مغيث أغثنى ويشير باصبعه الى
القبر ويكون ذلك قبل طلوع الشمس ثم يقول اللهم اجعل ثواب هذه الصلاة للشيخ أبى
الحسن الدينورى صاحب هذا القبر قال الشيخ موفق الدين بن عثمان ثم تنزع ثيابك وتجعل
فى وسطك سروالا وتتمرغ على القبر وتجعل رجليك خارجا عن القبر فانك تحج فى سنتك ان
شاء الله واياك ان تجعله على وجه التجربة فانك لا تنتفع به وهذا أغرب ما رأيته فى
تاريخ ابن عثمان والى جانبه قبر الشيخ الامام العابد الزاهد أبى بكر محمد بن داود
الدينورى المعروف بالرقى ويقال الفتالى عاش مائة سنة ومات سنة خمسين وثلثمائة
مولده سنة خمسين ومائتين صحب ابن الجلا والزقاق وأكابر القوم وكان يقول المعدة
موضع جميع الاطعمة فاذا طرحت فيها الحلال صدرت الاعضاء بالاعمال الصالحة وان طرحت
فيها الشبهة اشتبه عليك الطريق الى الله تعالى واذا طرحت فيها الحرام كان بينك
وبين الله حجاب وأبو بكر هذا قيل انه استاذ أبى الحسن الدينورى قال صليت ليلة
شاتية فقلت ليتنى ادرك من وافقنى فى هذه الليلة فسمعت من يقول لى وافقك غلام
بدينور يقال له أبو الحسن دعاه الله اليه فاجابه قال فخرجت مساء حتى جئت لدينور
فدخلت الصاغة فاذا غلام بين يدى أبيه ينفخ بالكير عليه وهو يتعلم الصنعة فاشترى
أبوه لحما واعطاه اياه وقال اذهب به الى البيت قال فأخذه وانصرف فوجدت قلبى معه
فرأى رجلا يورى نارا فوقف يبكى فقال ما بك يا غلام قال انى أرى هذه النار لا تضرم
حتى تورى بالصغار وما أدرى ان أكون من صغار النار فقلت لله درك ما أخوفك من الله
وقال صاحب المصباح خرج الطائى بدينور فمر على مسجد فسمع الاذان فدخل وأقام الصلاة
واذا بولد صغير قد دخل وقال سمعنا داعى الله فاجبنا وكان معه لحم وأرز وسمن فجعل
اللحم على باب المسجد ودخل وصلى قلت أما خاف هذا الولد من الكلاب فرأيت الكلاب
والقطاط تحرسه وقال ابن ال؟؟؟ باس رأى كلبا قد جاء فوقف يحرسه فلما خرج وانصرف قلت
له ما اسمك قال
أبو الحسن فقلت مثلك من يصلح لعبادة الله تعالى وقال اذهب معى فذهبت الى أبويه
فقلت لهما هباه لله تعالى قالا قد وهبناه له قال أبو الحسن لما فارقت أبوى وخرجت
الى عبادة الله جئت الى دينور بعد سنين فى ليلة شاتية وكان والدى يقول لا يكون
المريد مريدا حتى لا يكتب عليه صاحب الشمال عشرين سنة وقيل لابى الحسن ما علامة
الصوفى قال أن يكون مشغولا بكل ما هو أولى به من غيره ويكون معصوما من المذمومات
وقال أيضا علامة القرب الانقطاع من كل شئ سوى الله تعالى ومن انقطع الى الله تعالى
لجأ اليه ومن انقطع الى المخلوقين لجأ اليهم وسئل رضى الله عنه عن سوء أدب الفقراء
مع الله تعالى فى أحوالهم فقال انحطاط همومهم من حقيقة العلم الى ظاهره وقال كم من
مسرور سروره بلاؤه وكم من مغموم غمه نجاته وقال رحمهالله الاخلاص أن يكون ظاهر الانسان وباطنه وسكونه وحركاته خالصا
لله عزوجل وقال رحمهالله الفقير الذى عدم الاسباب من ظاهره وعدم طلبها من باطنه
وقال رحمهالله خلق الله الخلق متحركين فى أسبابهم وأهل المعرفة أحياء
بحياة معرفتهم ولا حياة حقيقة الا لاهل المعرفة لا غيرهم وقال رحمهالله كنت بالبادية فوافيت قبيلة من العرب فاضافنى رجل منهم
فرأيت غلاما اسود مقيدا هناك ورأيت جمالا ميتة بفناء البيت فقال لى الغلام انت ضيف
وانت كريم على مولاى فتشفع لى فانه لا يردك فلما أتانى صاحب البيت بالطعام قلت لا
آكل لك طعاما حتى تحل وثاق هذا الغلام فقال انه قد أفقرنى وأتلف علىّ مالى قلت وما
الذى فعل حتى أتلف عليك مالك قال ان له صوتا طيبا وكنت أعيش من ظهور هذه الجمال
وكنت أرسله عليها وكان يحملها أحمالا ثقالا ويحدو عليها فأخذ مسيرة ثلاثة أيام فى
يوم واحد فلما حط عنها احمالها وقعت ميتة كما ترى ولكنى قد وهبته لك وحل عنه القيد
فلما أصبحت أحببت ان أسمع صوته فسألته ذلك فأمر بشد جمل بحبل ثم حدا فقطع الجمل
الحبل وقام فلم اسمع قط أطيب منه فوقعت على وجهى فلم أفق حتى اشار اليه مولاه
بالسكوت فسكت وانشد يقول
ان كنت تنكر أنّ
للا
|
|
صوات فائدة
ونفعا
|
فانظر الى الابل
اللوا
|
|
تى هنّ أقوى منك
طبعا
|
تصغى الى قول
الحدا
|
|
ة فتقطع الفلوات
قطعا
|
روى عنه انه قام
ليلة الى الصباح يقوم ويقعد ويسقط على هذا البيت وهو هذا
يا رب فاردد
فؤاد مكتئب
|
|
ليس له من حبيبه
خلف
|
والناس حوله يبكون
ولم يعلموا ما به من شدة الشغف وبالتربة أيضا قبر الشيخ سيف الدين بن كهدان وأيضا
قبر الشيخ سراج الدين عمر القرافى وهو صاحب القبر الخشب وبها قبر الفقيه العالم
علم الدين سليمان بن عبد السميع القوصى المحدث عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ذكره القرشى فى كتاب مهذب الطالبين وقال قبره فى التربة
التى على باب أبى الحسن الدينورى وله ذرية صلحاء بمدينة قوص كان من الفقهاء
الاجلاء الحفاظ وكان يقول كتمان المصيبة من الايمان تصديق ذلك حديث رسول الله صلىاللهعليهوسلم من كنوز البر كتمان المصيبة وكان يتمثل بهذين البيتين
اصبر لكل مصيبة
وتجلد
|
|
واعلم بأن المرء
غير مخلد
|
أو ما ترى ان
المصائب جمة
|
|
وترى المنية
للعباد بمرصد
|
مات رحمهالله سنة ثمانين وثلثمائة ومعه فى القبر الشيخ أبو الحسن
المعروف بصاحب الابريق كان من الصالحين وله حكاية عجيبة فى قصة الابريق والى جانبه
قبر الفقيه المؤدب المعروف بالفقيه زحلق كان من أهل الخير والصلاح قال المؤلف حكى
عنه الفقيه حسين المؤدب انه عمل صرافة لصغير عنده دخل عليه فيها اثنا عشر ألف درهم
ومعه فى التربة قبر الفقيه الشريف جعفر وعلى باب الحوش قبر الغاسولى وقد أشار
الشيخ موفق الدين ابن عثمان فى تاريخه الى ان على باب هذه التربة قبر الشيخ ابن
القاسم بن خالد العتقى صاحب مالك بن أنس ومعه فى التربة قبر محمد بن اسماعيل
العابد كان معه ابريق فعطش أهل القافلة وكان يعتزلهم فاتوه فجعل لا يأتيه أحد الا
ويقول له اشرب من هذا الابريق فسقى منه خلقا كثيرا فلم يبق فى القافلة أحد لا كبير
ولا صغير الا وشرب منه والابريق ملآن وأشار اليه القضاعى وقال هو فى مدافن محمود
والاصح انه مع أشهب فى تربته ثم تخرج من هذه التربة الى بنان الحمال تجد على يمينك
تربة بها قبر الحارث التجيبى ومن وراء حائط الدينورى قبران الى جانب بعضهما أحدهما
للشيخ بيرم السواق والآخر يذكرون عنه انه لممشاد الدينورى وليس بصحيح لانه ليس
يعرف له وفاة بمصر ثم تأتى الى تربة بنان بهذه التربة قبر الامام العابد الزاهد
بنان بن محمد بن سعيد الواسطى المعروف بالحمال ذكره القضاعى فى تاريخه توفى سنة ست
عشرة وثلثمائة هكذا قال صاحب المرارات المصريه وقبره مشهور الى الآن عده القضاعى
من مدافن محمود وكان يدخل على الامراء يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر وله مع
تكين أمير مصر مقامات قال ابن عثمان
هو بنان بن محمد
بن أحمد بن سعيد الواسطى الاصل سكن مصر وأقام بها ومات بها وليس فى قبره اختلاف
وهو من كبار المشايخ فى الرسالة صحب الجنيد وغيره وكان استاذه أبو الحسين النورى
سئل عن أحوال الصوفية فقال الثقة بالمضمون والقيام بالاوامر ومراعاة السر والتخلى
عن الكونين بالمسبب وقال رؤية الاسباب على الدوام قاطعة عن مشاهدة المسبب وقال رحمهالله ليس بمحقق فى الحب من راقب أوقاته أو محقق فى كتمان حبه
حتى يتهتك فيه ويفتضح ويخلع العذار ولا يبالى بما يرد عليه من محبوبه أو بسببه
ويتلذذ بالشقاء فى الحب كما يتلذذ الاغنياء بأسباب النعم وقال رضى الله عنه كنت فى
طريق مكة ومعى زاد فجاءتنى امرأة فقالت لى يا بنان أنت حمال تحمل على ظهرك وتظن أنه
لا يرزقك فرميت زادى وأقمت أياما بمكة لم آكل شيئا فوجدت فى الطريق خلخالا فقلت فى
نفسى أحمل هذا لعل صاحبه يجيىء فيعطينى شيئا فاذا أنا بتلك المرأة وهى تقول أنت ما
تحمله حتى يعطيك صاحبه شيئا ثم قالت هو متاعى ثم انها رمت لى شيئا من الدراهم
وقالت انفقها فاكتفيت بها الى مصر وروى أنه ألقى بين يدى السبع فكان السبع يشمه
ولا يضره وذلك انه سعى فى عزل تكين الجبار فنم عليه فأحضره وكان قد اتخذ سبعا ان
غضب على أحد ألقاه بين يديه فيفترسه فلما غضب على بنان ألقاه أمام السبع فجعل
السبع يشمه ولا يضره شيئا وبنان يجمع ثيابه فلما انصرف من مجلسه قيل له يا بنان
رأيناك تجمع أثوابك فقال ذكرت بعض اختلاف العلماء فى لعاب السبع أطاهر أم نجس
فلذلك جمعت أثوابى رحمة الله عليه وصحب بكار بن قتيبة وكان بكار يحبه والى جانب
قبر بنان جماعة من أصحابه وروى عن يونس بن عبد الاعلى عن مالك بن أنس قال قال رسول
الله صلىاللهعليهوسلم لا يزداد الامر الا شدة والدنيا الا ادبارا والناس الاشحا
ولا مهدى الا عيسى بن مريم ولا تقوم الساعة الا على أشر الناس وجاء رجل الى بنان
وشكا اليه وجعا فى جوفه فقال قم فخذ من تراب القبلة فاستف منه قليلا تهدأ ففعل
فبرئ لوقته فجاء وقت آخر فقال يا سيدى دعوت لى فهدأت وعافانى مما ابتليت فادع الله
لى فقال هذا تراب القبلة وحكى عنه أن رجلا دخل الى جامع ابن طولون فى يوم جمعة
وكان فيه رجل يدعى التصوف فدخل بنان وفى يده عصا يحملها ويدور فى الجامع فقال فى
نفسه الدوران فى الجامع بالعصا عبادة وزهد قال الصوفى ثم جئت الى الصف فوقفت فجاء
بنان الى جانبى فقرأت ختمة ثم اذن المؤذنون ورقى الامام المنبر فاخذنى النعاس
فرأيت قائلا يقول مالك والاعتراض على أولياء الله تعالى ان دوران بنان فى الجامع
أفضل من تصوفك
وتعبدك قال فاستيقظت برعب ثم نزل الامام وصلى بنا الجمعة فلما فرغت من الصلاة
أقبلت على الشيخ فلما رآنى مقبلا عليه قال يا أخى اكتم ما رأيت فصاح الصوفى وخرّ
مغشيا عليه وكراماته مشهورة وعند باب تربته قبر الشيخ أبى الطاهر محمد بن محمد
كاتب حبس بنان انتهت اليه رئاسة مصر وكان من العلماء الاخيار وعموده فى جدار الحوش
ومعه فى التربة قبر ولده وعند باب الحوش قبر الثعالبى وعلى باب حوش بنان قبر ابى
بكر الاقريطشى وقيل الغناطشى وتحت رجلى بنان قبر المرأة الصالحة سعدية التى جرى
لها مع بنان الحكاية المقدّم ذكرها وبالحوش جماعة من الانصار وقبر أبى الحسن
القرشى المعروف بابن ترس وقبره قريب من تربة ابن الناصح وعلى قبره عمود قصير وعلى
سكة الطريق قبر الشيخ الامام أبى الحسن بن سعيد المعروف بالوراق ذكره ابن عثمان فى
تاريخه كان رضى الله عنه عابدا زاهدا قال رضى الله عنه من عرف نفسه عدل عنها وآفة
الناس قلة معرفتهم بانفسهم وقال أبو بكر محمد بن الحسين على قال صاحب المصباح وعند حائط تربة الوراق قبر عبد الله
السايح قيل انه القائل هذا الشعر
أرى العشاق تهوى
اللي
|
|
ل هل فيه لهم سر
|
اذا ما الليل قد
أظلم
|
|
ولاحت أنجم زهر
|
خلا العاشق
والمعشو
|
|
ق لا زيد ولا
عمرو
|
ينادوه على مهل
|
|
رويدا يحصل
الاجر
|
فلا فخر مع
الدينا
|
|
أرى هذا هو
الفخر
|
وله حكاية جرت له
فى السياحة رحمة الله عليه وقال حياة القلوب فى ذكر الحى القيوم الذى لا يموت
والعيش الهنى مع الله تعالى لا غير وقال الانس بالخلق وحشة والطمانينة اليهم حمق
والسكون اليهم عجز والاعتماد عليهم وهن والثقة بهم ضياع واذا أراد الله بعبد خيرا
جعل انسه به وبذكره وبتوكله عليه وصان سره عن النظر اليهم وظاهره عن الاعتماد
عليهم وقال رحمهالله من غض بصره عن محرم اورثه الله حكمة من لسانه ينتهى بها
ومن غض بصره عن شبهة نور الله قلبه بنور يهتدى به الى الطريق وقال رحمهالله من اسكن نفسه محبة أهل الدنيا فقد قادها الى أظلم الطرق أو
محبة شئ من الدنيا فقد أظلم قلبه ومقابله على سكة الطريق قبر أبى على الحسين بن
أحمد المعروف بالكاتب أحد مشايخ الرسالة قال ابن عثمان كان أبو على من السالكين
وكان الجنيد يعظمه مات سنة نيف وأربعين وثلثمائة من كلامه رضى الله عنه يقول
المعتزلة نزهوا الله من حيث العقول فعطلوا
__________________
والصوفية نزهوه من
حيث العلم فأصابوا وقال رضى الله عنه الرجل اذا سمع الحكمة فلم يقبلها فهو مذنب
واذا سمعها ولم يعمل بها فهو منافق وقال رضى الله عنه اذا انقطع العبد الى الله
تعالى بالكلية فأول ما يفيده الاستغناء به عما سواه وكان يقول من صبر علينا وصل
الينا وقال اذا سكن الخوف فى القلب لم ينطق اللسان الا بما يعنيه وقال رحمهالله ان الله يرزق العبد حلاوة ذكره فان فرح به وشكره آنسه بقربه
وان قصر فى الشكر أجرى الذكر على لسانه وسلب حلاوته وكان الوراق والكاتب فى زمن
واحد وقيل عنهما حكاية مشهورة مستفاضة من مشايخ الزيارة فى فعلهم الخير لان الرجل
كان يأتى اليهم يطلب ورقة يكتبها فيعطى له أبو الحسن الورقة ولا يأخذ لها ثمنا
ويعطيها لابى على فيكتبها له ولا يأخذ منه شيئا فأقاما على ذلك مدة عمرهما فجاء
ذات يوم الى الوراق رجل يأخذ منه على العادة ورقة فلم يجده فى حانوته فراح الى
الكاتب فاعطاه ورقة وكتبها له فلما أن جاء الشيخ اغتاظ من الكاتب وقال كنت صبرت
الى أن جئت فانت ما تريد الاجر الا لك وحدك فماتا متغاضبين على ذلك قال بعض
العارفين رأيت الشيخ أبا الحسن الدينورى فى النوم راكبا على نجيب من نور فقلت له
أين كنت يا استاذ قال كنت بين يدى الله رب العزة أصلحت ما بين الكاتب والوراق على
موائد الرحمة رحمة الله عليهم أجمعين (حكاية) أم محمد القابلة وهى أم محمد ابنة
الحسين بن عبد الله القابلة كانت من الزاهدات العابدات قال ابن سعد فى كتابه كان
بمصر امرأة يقال لها أم محمد لا تأتى الا الى فقيرة أو مسكينة عند وضعها فبينما هى
فى بعض الايام اذ جاءتها امرأة فقالت هل لك أن تأتى هذه المرأة فقامت معها
فادخلتها بيتا شعثا فرأت امرأة جميلة جاءها المخاض فقالت ما هذه منك قالت ابنتى ان
بعلها خرج الى الغزاة فى أول حملها فقال قوم انه قتل وقال قوم انه حى وقد صرنا الى
ما ترى فنزعت ما كان عليها وجعلته على المرأة ثم توجعت فوضعت المرأة غلاما فنزعت
قناعها وقطعته نصفين فلفته فى النصف وقمطته بالنصف الآخر ثم انها قامت لها بما
يصلح للنساء وأقامت تأتيها شهرا فلما كان بعد الشهر جاءت اليها المرأة وقالت لها
ما بك قالت قومى معى لتقر عينك فقامت معها فأتت بها المنزل فرأت به خيرا كثيرا
ورجلا جالسا فقالت لها هذا بعل ابنتى قدم بهذا المال الكثير قال فلما ابصرها قام
اليها وقبل يدها ورأسها واعطاها صرة فيها مائة دينار فجعلت ترتعد وألقتها من يدها
وقالت والله لا آخذها ولا أبيع أجرى بها ثم رمتها اليهما وخرجت ومعها فى القبر
والدتها رزدانة قابلة الشيخ أبى الحسن الدينورى لما نزل سبح الله تعالى على يديها
فظنت انه نبى فقالت لامه رزقت نبيا
قالت انما هو ولى
سبح على يديك الله فعجبت من ذلك ورزدانة هذه من دينور أيضا لأن مولد الشيخ بدينور
باجماع علماء التاريخ ومجاور قبرهما قبر خادمهما يحيى بن الموله وقبره داثر
ومجاوره قبر الحلاوى والغفارى حكى صاحب المصباح فى تاريخه انه رأى النبى صلىاللهعليهوسلم عند قبريهما يزورهما ورأى هذه الرؤيا شمس الدين المقرى
المتقن المحتسب المعروف بابن أبى رقيبة وكانت هذه الرؤيا فى شهر رجب سنة ثلاث
وخمسين وسبعمائة ومقابله على سكة الطريق قبر أم أحمد القابلة كانت من فاعلات الخير
قيل انها كانت تقبل لله ولا تأخذ على ذلك أجرة وقيل انها كانت تتكفل بجميع ما
تحتاجه النفساء الى مدة انقضاء النفاس لله تعالى وكانت اقامتها بالجبل المقطم حكى
عنها ولدها قال دعتنى ذات ليلة والدتى وكانت تلك الليلة شانية باردة ماطرة مظلمة
فقالت لى اضئ المصباح فقلت لها ما عندنا زيت فقالت اسكب الماء فيه وسم واضئ
الفتيلة قال ففعلت ذلك فاضاء المصباح فقلت لها يا أماه الماء يقد قالت لا ولكن من
أطاع الله اطاعه كل شئ وبالحومة قبر الشيخ ابراهيم العسقلانى والى جانبه قبر عبد
الواحد الحلاوى وهما بالقرب من أبى على الكاتب ثم تمشى فى الطريق المسلوك وانت
مستقبل القبلة الى أن تأتى الى تربة عبد الصمد البغدادى بها جماعة من العلماء بهذه
التربة قبر الفقيه الامام العالم الزاهد أبى بكر محمد المعروف بابن العربى السبتى
المالكى قيل انه من السبعة الابدال وهو شيخ الشيخ عبد الصمد البغدادى حكى عنه
القرشى فى تاريخه انه مرّ على امرأة مقعدة فقالت له عسى شئ لله فقال لها ما معى شئ
من الدنيا ولكن هاتى يدك فناولته يدها فقال قومى باذن الله فقامت معه ومشت باذن
الله تعالى قال ابن الجباس من أعجب ما رأيته فى تاريخ ابن عثمان يذكر عن صاحب هذا
القبر أنه من جعله خلف ظهره وسلم على النبى صلىاللهعليهوسلم رد عليهالسلام (وقوله جعله خلف
ظهره) هذا شرط فى زيارة هذا القبر أى يستقبل الجبل ويسلم ونحن نزوره الآن على هذا
الشرط وكان هذا الامام أبو بكر فقيها عالما ورعا كثير التواضع والحياء قيل انه كان
اذا دخل الحمام غمض عينيه فلا يفتحهما حتى يخرج منه وكان يقول المؤمن لا تمسه
النار واذا مسته لم تحرقه ولو لم أخش الشهرة أدخلت يدى فى النار وأخرجتها مائة
مرّة فلا تحترق وقبره الى جانب عبد الصمد من جهة القبلة يفرق بينهما الحائط القبلى
وبالتربة قبر الفقيه الامام العالم الناسك الورع الزاهد أبى يحيى عبد الرحمن محمد
بن أحمد بن اسحاق بن ابراهيم البغدادى المعروف بصاحب الحنفا ذكره القضاعى فى
تاريخه قال ابن عثمان توفى سنة خمس
وثلاثين وثلثمائة
قال صاحب المصباح وقبل الدخول الى صاحب الحنفا تجد قبر أبى نصر البغدادى الخطيب
والى جانبه قبر محمد بن الحسين البغدادى وصاحب الحنفا هذا دخل الى مصر بسبعين ألف
دينار فتصدّق بها كلها لله وقال القرشى هو محمد بن أحمد بن الحسين بن ابراهيم
البغدادى ووافق عليه ابن عثمان وهو الاصح وهو المشهور بصاحب الحنفا وكانت الحنفا
امرأة صالحة مجابة الدعوة وقيل انها صاحبة الحكاية المقدّم ذكرها مع أبى بكر بن
محمد المالكى وكان أبو يحيى هذا قد حج فعطش الناس ولم يجدوا ماء فى الطريق فأجمعوا
رأيهم على رجل فى الركب معهم يستسقى لهم فأتوه وقالوا أنت أكثر منا علما وعملا
وورعا فاستسق لنا فخزن وقال فى نفسه ما أنا بهذه المكانة واذا بامرأة تقول له
استسق لهم وعلىّ الضمان بأن يسقوا فبسط يده ودعا فجاءت السماء بالمطر فكانت تصيب
الآنية ولا تصيب الرجال فملؤا أسقيتهم قال ابن عطايا قبح الله من نسب محمد بن أحمد
الى صحبة امرأة وهو جليل فى العلماء وفى هذه التربة والده الامام احمد أبو الحسن
البغدادى كان من أكابر العلماء والصلحاء من الورعين الزهاد رحمة الله عليه
وبالتربة قبر عبد الله المعروف بالكومى وقبره على يسارك وأنت داخل من الباب البحرى
وعلى اليمين قبر المرأة الصالحة المعروفة بالحنفا صاحبة الحكايتين المتقدم ذكرهما
واسمها أم الحسن وقيل أم الخير حكى عنها صاحب المصباح انها كانت من العابدات وكانت
تتعبد بالجبل المقطم وتصلى بالليل والحرس حولها وبالتربة قبر فاطمة خادمة ممشاد
الدينورى وبالتربة جماعة من العراقيين حكى ابن الجباس فى تاريخه انه قال أخبرنى
جماعة عن والدى الشيخ على انه كان يأتى الى هذه التربة فيدخل فيزور صاحب الحنفا فرآهم
فى المنام فقالوا له يا شيخ على تدخل تزور صاحب الحنفا ولا تزورنا سوف تعلم غدا
يوم القيامة من المقدّم فينا فقال لهم من أنتم قالوا نحن العراقيون وقبورهم عند
الباب الغربى الى جانب القبلة ويجاورهم تربة الشيخ صبيح
ذكر الحوش المعروف بالشيخ صبيح به جماعة من العلماء منهم الشيخ العالم مسعود النوبى شيخ
الشيخ صبيح كان من كبار الصلحاء وله كرامات مشهورة وأخبار مأثورة ومعه فى التربة
الشيخ أبو بكر ابن الشيخ صبيح وجماعة من ذريته والى جانبهم حوش الشيخ عبد الجبار
هو الفقيه الجليل القدر العابد الزاهد عبد الجبار المعروف بابن الفراش من أكابر
القوم كان ابن طغج يأتى الى زيارته ماشيا وجوسقه قريب من قبره وكان صائم الدهر
ويشم عند قبره رائحة طيبة حكى عنه انه بعث يشفع فى رجل
عند صاحب الشرطة
فأبى أن يقبل شفاعته فبعث يقول له أنت تقتل الليلة نصف الليل فلما بلغ ذلك صاحب
الشرطة قال والله لئن لم يتم ذلك لاهدمن عليه منزله هذا فلما كان نصف الليلة حضر
من بغداد جماعة أمروا بقتله وكانوا قد وصلوا فى تلك الساعة فقتلوه كما أشار الشيخ
نصف الليل فتبين للناس مقام الشيخ وصاروا لا يخالفونه فيما يأمرهم به ومن ظاهر
تربته قبر الشيخ الامام أبى بكر الاصطبلى من أكابر الصالحين كانت له دعوة مجابة
ويرى على قبره نور كثير ووطئت على تربته امرأة حائض فسمعت من يقول لها من خلف
القبر كيف تطئن قبر رجل صالح مادنس بمعصية فسكتت ثم تابت ولم تزل تعبد الله حتى
ماتت وقبره القبر الكبير المسطوح فيما بين ابن الفارض وعبد الجبار وفى طبقته عبد
الله المفتى الشافعى لا يعرف له قبر ومعهم فى الحومة قبر الفقيه أبى بكر محمد جد
مسلم القارئ الذى بنى العارض المعروف بجبل القائم وكان قد رأى رسول الله صلىاللهعليهوسلم هناك ويقال انها مغارة ابن الفارض قيل ان عمرو بن العاص
كان يجلس هناك فاتخذ أبو بكر هذا المكان مسجدا وأنفق عليه مالا حتى قيل انه وجد
فيه كنزا فلما مات لم يجدوا عنده غير ختمة وكان من العلماء والفقهاء المتزهدين قيل
انه لم بين غير هذا المسجد فقيل هذه طريقة الرجال يرى فى موضعين فى موضع العارض
وموضع اللؤلؤة ومعهم فى الحومة الفقيه يحيى بن عثمان يروى عن أحمد بن عبد الكريم
ذكره الكندى فى فضائل مصر وهو القبر الذى بسفح الجبل المقطم قال المؤلف ويحيى ابن
عثمان هذا هو أحد مشايخ الكندى وقبره معروف الى وقتنا هذا غربى ابن الفارض الذى
يفرق بينهما الحائط وهو قبر حوض حجر داثر وعنده حوش قصير فيه مجدول كدان فى أصل
البناء مكتوب فيه اسمه وقد كشط هذا الاسم وخلف هذا الحوش حوش آخر للصالحين وهذا
الحوش يلاصق قبر أبى بكر جدّ مسلم القارئ ويحيى بن عثمان هذا ذكره الهروى فى كتاب
المزارات وهو معدود من التابعين وهذا مما نتعاهده الى سنة اثنتى عشرة وسبعمائة
والى جانبه دفن ابن الفارض وهو علم على معرفة قبره قال ابن الكندى حدّثنى يحيى بن
عثمان عن أحمد بن عبد الكريم قال طفنا الدنيا ورأينا قبور كبار الانبياء والملوك
والحكماء ورأيت بناء كسرى ورأيت آثار سليمان بن داود وما بنت له الجان فلم أر مثل
أهل مصر ولا الابنية التى لملوكها ومكانتها وعدها ثمانين كوة الا واحدة فيها طرائف
وعجائب وقال رأيت مكتوبا على قبر
اعمل لنفسك قبل
الموت وارض بما
|
|
يأتيك وانظر الى
قبرى لتعرفنى
|
لقد ملكت من
الاموال أهبة ما
|
|
يزيد فوق ألوف
فهى ذى فتنى
|
ثم ذكر الشعر
بطوله وبحومة ابن الفارض جماعة من الاولياء وقد ذكرنا الجهة القبلية من قبره
المقبرة المعروفة بمشايخ الحنفية وأما الجهة البحرية منه الملاصقة للجبل فهى المقبرة
المعروفة بمشايخ الحنفية بها جماعة من العلماء منها قبر مكتوب عليه الفقيه الامام
العالم أبو عبد الله محمد بن أحمد الحنفى أحد أئمة الحنفية وقبره ملاصق لسفح
المقطم وبهذه المقبرة قبر مكتوب عليه
اذا فات ما كنت
أملته
|
|
جزعت وماذا يفيد
الجزع
|
ففوضت لله كل
الامور
|
|
فليس يكون سوى
ما يقع
|
ولا يخدعنك صرف
الزمان
|
|
فان الزمان كثير
الخدع
|
وعنده جماعة من
ذريته منهم الفقيه الامام العالم محمد بن عبد الرحمن الحنفى ومعه فى التربة الوزير
أبو القاسم الحنفى وسعد بن أوطان الحنفى وأبو القاسم بن أوطان الحنفى وعند باب
المقبرة عمود مكتوب عليه سعد بن معاذ الاوسى ومن بحرى هذه المقبرة قبور الفقهاء
أولاد ابن الرفعة ومن بحريهم وأنت قاصد الى اليسع قبر الشيخ صبيح الازهرى وبمقبرة
الحنفية قبر أولاد داود الطائى ويقول بعض مشايخ الزيارة ان بالمقبرة داود الطائى
وليس بصحيح وعلى يسارك وأنت قاصد الى ابن الفارض قبر صاحب الشمعة كانوا يرون على
قبره فى الليالى المظلمة شمعة تضيء فسمى بصاحب الشمعة ومقابله على سكة الطريق قبر الشيخ
الامام العالم مجد الدين أبى بكر الزنكلونى له الكتب والمصنفات كشرح التنبيه وغيره
والى جانبه قبر ولده محب الدين ويلاصق تربة الحنفية تربة صاحب الرواق المعروف
بالقاهرة بخط الباطلية الذى تقيم به الفقراء الى وقتنا هذا ثم تأتى الى قبر الشيخ
شرف الدين بن الفارض والبقعة مباركة بها جماعة من العلماء والاولياء فمنهم الشيخ
الامام قدوة العارفين وسلطان المحبين الشيخ شرف الدين عمر بن الفارض تلميذ الشيخ
أبى الحسن على البقال صاحب الفتح الالهى والعلم الوهبى نشأ فى العبادة من حال صغره
كان مهيبا قال الشيخ نور الدين ابن الشيخ كمال الدين سبط الشيخ شرف الدين كان سخيا
معتدل القامة له وجه جميل حسن مشرب بحمرة ظاهرة واذا استمع وتواجد وغلب عليه الحال
يزداد وجهه جمالا ونورا ويتحدر العرق من سائر وجهه حتى يسيل من تحت قدميه على
الارض ولم أر مثل حسن شكله وأنا أشبه الناس به فى الصورة وكان عليه نور وخفر وكان
اذا حضر فى مجلس يظهر على ذلك المجلس سكون وسكينة ورأيت جماعة من المشايخ والفقراء
وأكابر الدولة وسائر الناس يحضرون مجلسه
وهم فى غاية ما
يكون من الادب معه والاتضاع له واذا مشى فى المدينة يزدحم الناس عليه ويلتمسون منه
البركة والدعاء ويقصدون تقبيل يده فلا يمكن أحدا من ذلك بل يصافحهم وكانت ثيابه
حسنة ورائحته طيبة وكان ينفق على من يرد عليه نفقة متسعة ويعطى من يده عطاء جزيلا
ولم يكن يتسبب فى تحصيل شئ من الدنيا ولا يقبل من أحد شيئا وبعث إليه السلطان
الملك الكامل ألف دينار فردها اليه وسأله أن يجهز له ضريحا عند قبر أمه فى قبة
الامام الشافعى فلم يأذن له بذلك ثم استأذنه أن يجهز له مكانا يكون مزارا يعرف به
فلم يمكن له فى ذلك قال رضى الله عنه سمعت الشيخ يقول كنت فى أول تجريدى استأذن
والدى واطلع الى وادى المستضعفين بالجبل الثانى وآوى فيه وأقيم فى هذه السياحة مدة
ليال والها ثم أعود الى والدى لاجل بركته ومراعاة قلبه وكان والدى يومئذ خليفة
الحكم العزيز بالقاهرة ومصر وكان من أكابر أهل العلم والعمل فيجد سرورا برجوعى
اليه ويلزمنى بالجلوس فى مجالس الحكم ثم اشتاق الى التجريد فاستأذنه وأعود الى
السياحة وما برحت أفعل ذلك مدّة الى أن سئل والدى ان يكون قاضى القضاة فامتنع ونزل
عن الحكم واعتزل الناس وانقطع الى الله تعالى فى الجامع الازهر الى أن توفى فعدت
الى التجريد والسياحة وسلوك طريقة الحقيقة فلم يفتح علىّ بشئ فحضرت من السياحة
يوما الى المدرسة السيوفية فوجدت شيخا بقالا على باب المدرسة يتوضأ وضوأ غير مرتب
يغسل يديه ثم يغسل رجليه ثم يمسح برأسه ثم يغسل وجهه فقلت له يا شيخ أنت فى هذا
السن فى دار الاسلام على باب المدرسة بين الفقهاء وأنت تتوضأ وضوأ خارجا عن ترتيب
الشرع فنظر الىّ وقال يا عمر أنت ما يفتح عليك بمصر وانما يفتح عليك بمكة شرفها
الله تعالى فاقصدها فقد آن لك وقت الفتح فعلمت أن الرجل من أولياء الله تعالى وانه
تستر بالمعيشة واظهار الجهل فجلست بين يديه وقلت يا سيدى وأين أنا وأين مكة ولا
أجد ركبا ولا رفيقا فى غير أشهر الحج فنظر الىّ وأشار بيده وقال هذه مكة أمامك فنظرت
مكة شرفها الله تعالى فتركته وطلبتها فلم تبرح أمامى حتى دخلتها فى ذلك الوقت
وجاءنى الفتح حين دخلتها قلت ولهذا الفتح أشار رضى الله عنه فى قصيدته الدالية
بقوله
يا سميرى روح
بمكة روحى
|
|
شاديا ان رغبت
فى اسعادى
|
كان فيها أنسى
ومعراج قدسى
|
|
ومقام المقام والفتح
بادى
|
قال رضى الله عنه
أقمت بواد كان بينه وبين مكة عشرة أيام للراكب المجد وكنت آتى منه كل يوم وليلة
أصلى فى الحرم الشريف الصلوات الخمس ومعى سبع عظيم الخلقة
يصحبنى ويقول لى
يا سيدى اركب فما ركبته قط وتحدث بعض مشايخ المجاورين بالحرم الشريف فى تجهيز
مركوب يكون عندى فى البرية فظهر لهم السبع عند باب الحرم فرأوه وسمعوه يقول يا
سيدى اركب فاستغفروا الله وكشفوا رؤسهم ثم بعد خمس عشرة سنة سمعت الشيخ البقال
ينادى يا عمر تعال الى القاهرة احضر وفاتى فأتيته مسرعا فوجدته قد احتضر فسلمت
عليه فناولنى دنانير ذهب وقال جهزنى بهذه وافعل كذا وكذا واعط حملة نعشى الى
القرافة كل واحد دينارا واتركنى على الارض فى هذه البقعة وأشار بيده اليها وهى
بالقرافة تحت المسجد المعروف بالعارض بالقرب من مراكع موسى وقال انظر قدوم رجل
يهبط اليك من الجبل فصل أنت واياه علىّ وانتظر ما يفعل الله فى أمرى قال فتوفى الى
رحمة الله تعالى فجهزته كما أشار وطرحته فى البقعة المباركة كما أمرنى فهبط الىّ
رجل من الجبل كما يهبط الريح المسرع فلما رأيته يمشى على الارض عرفته بشخصه وكنت
أراه يصفع قفاه فى الاسواق فقال يا عمر تقدّم فصل بنا على الشيخ فصليت اماما ورأيت
طيورا بيضا وخضرا بين السماء والارض يصلون معنا ورأيت منها طائرا أخضر عظيم الخلقة
قد هبط عند رجليه وابتلعه وارتفع اليهم وطاروا جميعا ولهم ضجيج بالتسبيح الى أن
غابوا عنا فقال يا عمر أما سمعت ان أرواح الشهداء فى جوف طيور خضر تسرح فى الجنة
حيث شاءت هم شهداء السيوف وأما شهداء المحبة فكل أجسادهم وأرواحهم فى جوف طيور خضر
وهذا الرجل منهم يا عمر وأنا كنت منهم وانما وقعت منى هفوة فطردت عنهم وأنا أصفع
قفاى فى الاسواق ندما وتأديبا على تلك الهفوة قال ثم ارتفع الرجل الى الجبل الى أن
غاب عن عينى قال لى والدى انما حكيت لك هذه الحكاية لارغبك فى سلوك القوم فلا
تذكرها لاحد فى حياتى قلت وفى هذه البقعة المباركة دفن الشيخ حسب الوصية وقال بعض
الفضلاء
لم يبق صيب مزنة
الا وقد
|
|
وجبت عليه زيارة
ابن الفارض
|
لا غرو ان يسقى
ثراه وقبره
|
|
باق ليوم العرض
تحت العارض
|
وقال رأيت الشيخ
نائما مستلقيا على ظهره وهو يقول صدقت يا رسول الله صدقت يا رسول الله رافعا صوته
مشيرا باصبعه اليمين واليسار واستيقظ من نومه وهو يقول ذلك ويشير باصبعه كما كان
يفعل فأخبرته بما رأيت وسمعته منه وسألته عن سبب ذلك فقال يا ولدى رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى المنام وهو يقول لى يا عمر لمن تنسب فقلت يا رسول الله
الى بنى سعد قبيلة حليمة فقال بل أنت نسبك متصل بى فقلت يا رسول الله
انى أحفظ نسبى عن
أبى وجدّى الى بنى سعد فقال لا مادّا بها صوته بل أنت منى ونسبك متصل بى فقلت صدقت
يا رسول الله مكررا ذلك مشيرا باصبعى كما رأيت قلت وهذه النسبة الشريفة اما أن
تكون نسبة الاهلية أو نسبة المحبة والتبعية التى هى عند أهل المحبة أشرف من نسبة
الابوة وهى النسبة التى جعلت بلالا الحبشى وسلمان الفارسى وصهيبا الرومى من أهل
البيت ثم حج بعد ذلك وامتدح رسول الله صلىاللهعليهوسلم بقصيدة وأنشدها عند الروضة الشريفة مكشوف الرأس وبكى بكاء
عظيما والناس يبكون معه وحكى رضى الله عنه قال كان الشيخ ماشيا بالقاهرة فمرّ على
جماعة من الحرسية يضربون بالناقوس ويغنون بهذين البيتين دو بيت
مولاى سهرنا
نبتغى منك وصال
|
|
مولاى فلم تسمح
فبتنا بخيال
|
مولاى فلم يطرق
فلا شك بأن
|
|
ما نحن اذا عندك
مولاى ببال
|
فلما سمع الشيخ
صرخ صرخة عظيمة ورقص فى وسط السوق ورقص معه اناس كثير وتواجد الناس الى أن سقط
أكثرهم على الارض وخلع الشيخ كل ما كان عليه ورمى به اليهم وخلع الناس ثيابهم وحمل
الى الجامع الازهر وهو عريان مكشوف الرأس وأقام فى هذه السكرة أياما فجاء الحراس
ومعهم الثياب يقدّمونها بين يديه فلم يأخذها وبذل لهم الناس مالا كثيرا فمنهم من
باع ومنهم من امتنع وتوفى الشيخ شرف الدين بن الفارض رضى الله عنه بالقاهرة
المحروسة بالجامع الازهر بقاعة الخطابة وذلك فى جمادى الاولى سنة اثنتين وثلاثين
وستمائة ودفن بالقرافة بسفح المقطم عند مجرى السيل تحت المسجد المبارك المعروف
بالعارض قال رضى الله عنه سمعت الشيخ زكىّ الدين عبد العظيم المنذرى وقد سئل عن
تاريخ مولد الشيخ فقال بالقاهرة المحروسة فى الرابع من ذى القعدة سنة سبع وسبعين
وخمسمائة وكذلك سمعت عن القاضى شمس الدين بن خلكان لما سئل عن مولده رضى الله عنه
وهذا طرف من بعض مناقبه رضى الله عنه وبالمعبد المبارك المعروف بمراكع موسى قبر
الطواشى صندل خادم الحجرة النبوية وبالحومة التربة المعروفة ببنى الحباب بها
القاضى فخر الدين وذريته وهى ذات البابين المقابلة لابن لهيعة وقد سلف ذكرهم
ومقابلها على جانب الطريق المسلوك حوش صغير به قبر الشيخ عبد الله السائح والى
جانبه من القبلة قبر القاضى عبد الله بن لهيعة وقد سلف ذكره مع القضاة ومن أعجب ما
رأيته فى تاريخ القضاعى انه يشير الى هذا القبر بأنه قبر عبد الله بن وهب ولم يذكر
هذا غيره وابن وهب بالنقعة على الاصح وأما ابن لهيعة فهو بهذا المكان على الاصح
بنقلنا
من الخلف عن السلف
وزيارته من الشقة التحتانية واذا أخذت من المراكع مستقبل القبلة قاصدا الى صاحب
السحابة تجد تربة على يمينك فى الزقاق الرقيق بها قبر السيد الشريف موسى بن أبى
القاسم الحسينى عده القرشى فى طبقة الاشراف وقريبا من تربته تربة الحكيم الانطاكى
ثم تأتى الى صاحب السحابة وبهذه الحومة جماعة من العلماء منهم الشيخ الامام العالم
عز الدين المحاملى كان من أكابر الفقهاء وأجلاء العلماء ومعه فى الحومة قبر القاضى
أبى عبد الله محمد بن الشيبانى المعروف بقاضى الحرمين ومعه فى الحومة قبر الشيخ
عبد الكريم السحابى وقيل انه صاحب الحكاية المشهورة التى ذكرها ابن الجوزى فيما
جرى له مع الخليفة ثم تمشى وأنت مستقبل القبلة الى أن تأتى الى تربة الاشراف فاذا
زرت الشقة التحتانية وأخذت من قبر ابن لهيعة مستقبل القبلة تجد على يمينك تربة
الفقهاء بنى يغمر بها جماعة من العلماء يعرفون ببنى يغمر ومقابلها تربة بنى
المنتجب ابن على بن أحمد بن ظاهر العلوى نائب الوزارة وهؤلاء الاشراف يعرفون
بالعلويين من نسل محمد بن الحنفية وبهذه التربة قبة فيها ناصر الدين عمارة الشاعر
الشهيد صاحب الديوان المعروف الذى من جملة شعره يقول
اذا لم يسالمك
الزمان فحارب
|
|
وباعد اذا لم
تنتفع بالاقارب
|
ولا تحتقر كيد
الضعيف فربما
|
|
تموت الافاعى من
سموم العقارب
|
فقد هد قدما عرش
بلقيس هدهد
|
|
واخرب فار قبله
سد مأرب
|
اذا كان رأس
المال عمرك فاحترز
|
|
عليه من الانفاق
فى غير واجب
|
فبين اختلاف
الليل والصبح معرك
|
|
يكر علينا جيشه
بالعجائب
|
وحوله جماعة من
الحسنيين من قبلى تربته وأما تربة الاشراف الحسنيين المسلوك اليها من عند صاحب
السحابة فهى تربة تصعد اليها بدرج وتعرف أيضا بالزريبة بها قبر السيد الشريف على
بن ظاهر بن الحسن الحسنى ومعه فى التربة قبر زوجته كان أهل مصر يتبركون بها ويدعون
عندها وما يبعد انها ميمونه بنت شاقولة الواعظة وكان شيخنا يذكر بهذه المقبرة
ميمونه بنت شاقولة الواعظة وقد ذكرها ابن الجوزى أيضا ثم تمشى مستقبل القبلة قاصدا
الى طرخان الخامى فتجد قبل وصولك اليه قبر الشيخ أبى عبد الله محمد شيخ ابن الطباخ
ومعه فى الحومة الفقيه ابن الطباخ وجماعة من الفقهاء وهم فى حوش مرتفع عن الارض
ومن قبليهم قبر الشاب التائب المعروف بالفايزى ومن غربى طرخان الخامى قبر الطواشى
محسن خادم حجرة المصطفى صلىاللهعليهوسلم ومعه فى الحومة
قبر الطواشى جوهر
خادم حجرة المصطفى صلىاللهعليهوسلم ومعهم فى الحومة قبر الشيخ تمر الاستاذ وقبر الشيخ الفقيه
ابن مجادلة الصوفى وقبر الشيخ أبى الوحوش أسد ثم ترجع الى طرخان الخامى كان من
كبار الصلحاء يعرف باجابة الدعاء عنده ومن قبليه حوش الفقهاء بنى نهار وهم علماء
أجلاء فى مذاهبهم وعند باب تربتهم قبر الشيخ عابد بن عبد الله أحد مشايخ الزيارة
قيل انه أول من زار بالنهار فى نهار الاربعاء من باب المشهد النفيسى ثم تأتى الى
قبر الفقيه الفاضل المحدث المفسر أبى الحسن على بن مرزوق أبى عبد الله عرف
بالردينى كان كثير الانكار على أبى عمر وعثمان بن مرزوق الحوفى وعلى أصحابه وكان
مقبول الكلمة عند الملوك وكان يأوى الى مسجد سعد الدولة ثم تحول منه الى مسجد عرف
به وهو الموجود بداخل قلعة الجبل رابط بالاسكندرية وفى المسجد قبر يزعمون انه قبره
والصحيح انه بالقرافة وانه توفى سنة أربعين وخمسمائة وهو بخط سارية شرقى تربة أم
مردود وتربة بنى درباس وقد اشتهر قبره باجابة الدعاء بوفاء الدين وقد ذكره ابن
عثمان فى تاريخه وعده ابن الجباس فى طبقة الفقهاء وحكى عنه بعض المؤرخين رضى الله
عنه قال حدثنا معن بن زيد بن سليمان انه كان عليه عشرة آلاف درهم وانه قصد الردينى
بالزيارة ونام عنده بجوار قبره فرأى الشيخ فى المنام فقال له يا فلان فقال لبيك يا
سيدى أشكو اليك من دين لزمنى فقال قل اللهم بما كان بينك وبين عبدك الردينى الا قضيت
عنى دينى قال فاستيقظت وأنا أقولها واذا بشيخ أعمى جاء عندى وقال لى أنت الذى
توسلت الى الله ببركة الشيخ أبى الحسن الردينى قال نعم فقال خذ هذه العشرة آلاف
درهم أوف بها دينك وحكى عنه ان انسانا جاء الى أبى عمرو عثمان بن مرزوق الحوفى رضى
الله عنه وقال له ان الردينى كثير الانكار عليك وعلى أتباعك فقال اذا كان الصباح
جمعت له جمعا وجئت اليه فلما كان نصف الليل والشيخ عثمان على سطح داره اذ نزل عليه
انسان من الجوّ كالطائر فقال له من أنت قال أنا الردينى جئت اليك قبل أن تجئ الىّ
فقال له يا أخى أنا ما أجىء الا لمن يمشى على قدميه وأما من يأتى من الجوّ فليس لى
معه كلام وقد ذكر هذا القرشى فى تاريخه وهذا آخر الشقة التى أولها زاوية ابن عبود [ذكر
ما بقى الشقة الثانية التى أولها المظفر قطز وآخرها تربة ابن سماك] وأما الشقة الثانية التى أولها المظفر قطز وآخرها تربة ابن
سماك بن خرشمة فنذكر ما بقى منها ان شاء الله تعالى فمن غربى تربة الردينى قبر
الشيخ جبريل الحطاب ومن غربيه قبر السيد الشريف أبى القاسم محمد بن أحمد الحسينى
المعروف بأبى الدلالات من ذرية زين العابدين ذكره القرشى فى طبقة الاشراف وقبره
معروف الآن عند باب
تربة ابن سراقة المحدث
وبتربة ابن سراقة المحدث تربة لطيفة قريبة من سماك بن خرشمة بها قبر الشيخ محيى
الدين بن سراقة المحدث وجماعة من ذريته وبالخط المعروف بالكيزانى تربة ابن الصايغ
قيل ان بها أبو ربيعة الانصارى وحمزة الانصارى حامل راية رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال القرشى فى تاريخه وليس بصحيح لانه لم يذكر أحد من
العلماء ولا أصحاب التواريخ ان أحدا من الصحابة اسمه حمزة مات بمصر وقد يكون من
الصالحين وهذه التربة شرقى الكيزانى وفى الخط المعروف بالكيزانى قبر الشيخ اياس
المقعد وقبره على سكة الطريق مع الحائط فى حوش صغير ومعه فى الحومة أولاد ابن
مولاهم وداود السقطى وسليمان السقطى وزين الدين الفوانيسى وأبو بكر النحاس وهم
بالقرب من ابن الفرات
ذكر التربة المعروفة بابن الكيزانى بها جماعة من الفقهآء والعلمآء والصلحآء نذكر كلا منهم فى
طبقته ان شآء الله تعالى فاجل من بها الفقيه الامام العالم أبو عبد الله محمد بن
أبى الفرج ابن ابراهيم بن ثابت المعروف بابن الكيزانى عده ابن الجباس فى طبقة
الفقهآء وذكره القاضى شمس الدين بن خلكان فى الاعيان مات بعد سنى الخمسمائة وكان
قد منع فى زمنه القراء من القراءة فى الاسواق ومنع معلمى المكاتب من مسح الالواح الا
فى الآنية الجديدة وان يجمع ذلك ويلقى فى البحر وله الديوان المشهور وله الكتاب
المعروف بمليك الخطب وله كتاب الرقايق ومن شعره
قف على الباب
طالبا
|
|
ودع الدمع ساكبا
|
وتوسل به الي
|
|
ه من الذنب
تائبا
|
تلق من حسن فضله
|
|
عند ذاك
العجائبا
|
ثم خف منه أن
يرا
|
|
ك على الذنب
راكبا
|
فهو يجزى على
اليسي
|
|
ر ويعطى
الرغائبا
|
زينة العبد
بالتقى
|
|
فاجعل الصدق
صاحبا
|
وقد استحسن أبو
الفرج بن الجوزى شعره وكان كثير الايثار وكان له معمل قزازة يأكل من عمل يده
ويتصدق بالباقى ويأتيه الطالب يقرأ عليه فيجده جائعا فبطعمه وعريانا فيكسوه ويعطيه
العمامة حتى انه اذا وجد فى نعله شيئا مقطوعا يخرزه بيده وجاءه يوما أمير مصر ومعه
رسول الخليفة فدخل عليه وهو يدوّر على الدولاب بيده ففرش لهما برشا من خوص فقعدا
عليه وسألاه الدعاء فدعا لهما فأخرج له الملك ألف دينار فردها
فقال له السلطان
اذا لم تأخذها تصدق على أصحابك بها فقال وأصحابى لا يحتاجون اليها فانى أعمل على
هذا الدولاب فى كل يوم بدرهمين ويفضل لى على هذا الدولاب درهم ونصف فيكون ثلاثة
ونصف فآكل من ذلك بنصف واتصدق بثلاثة دراهم على أصحابى وأهلى وجيرانى فخذها وانصرف
فقيل انه دار بها على سبعة من مشايخ أهل مصر فلم يأخذها أحد منهم ولما حج رضى الله
عنه ورأى الكعبة وعليها السواد أنشد يقول
ما علق الدر على
نحرها
|
|
الا لما تخشى من
العين
|
تقول والدر على
نحرها
|
|
من علق الشين
على الزين
|
وكان يقول يعجبنى
قول الفقيه منصور
قل للكرام احفظوا
حق اللئام لكم
|
|
ان اللئام لهم
عند الكرام يد
|
لولا اللئام لما
عد الكرام ولا
|
|
بانوا بفضل اذا
ما ميز العدد
|
لو انهم جنحوا
للنقص ما نقصوا
|
|
فزاد غيرهم فضلا
بما اعتقدوا
|
جادوا فسادوا
بظن الآخرين فلم
|
|
يعدو على والد
يربو به ولد
|
ومشهده مشهور
معروف باجابة الدعاء وقيل انه كان مدفونا بمشهد الامام الشافعى فنقل منه عند باب
القبة ودفن بهذا المكان وبهذا المشهد قبر الفقيه الامام وثاب بن الميزانى معدود من
أكابر العلماء كان كثير الصدقة وعليه كان يقدم أجلاء الحنابلة من البلاد ورأى
الامام أحمد بن حنبل فى النوم فأطعمه تفاحة وقال له نزه الله ما استطعت وهو صهر
ابن الكيزانى قال أبو الحسن الانصارى مات وثاب ولم يكلم أبا عبد الله بن الكيزانى
حين ناظره فى ترك التأويل فلما احتضر وثاب أتاه ابن الكيزانى فقيل له ان الشيخ
بالباب فقال قولوا له هل أنت موافقه على التأويل قال لا فرجع ابن الكيزانى ولم
يدخل اليه وبهذه التربة قبر الفقيه الامام أبى القاسم عبد الرحمن بن عبد الواحد
الخثعمى من بنى خثعم وبهذا المشهد أيضا قبر الفقيه أبى اسحاق ابراهيم بن مزيبيل من
أكابر الحنابلة كان أكثر كلامه يقول أكبر الناس عيشا من ترك الدنيا لاهلها وقال
لبعض الطلبة اذكر عند قدرتك وعظمتك قدرة الله وعظمته عليك وعند حكمتك حكمة الله
فيك وحكى أن أمير الجيوش اجتهد له فى عمارة مسجده بمصر المعروف بمدرسة ابن مزيبيل
وكان أمير الجيوش يأتى اليه فيزوره ويسأله الدعاء فجاءه يوما فأبطأ عليه فى نزوله
فلما نزل رأى عليه ثوب زوجته فقال ما هذا فقال انى أغسل ثوبى فاستعرت ثوب زوجتى
حتى نزلت اليك قال فبكى أمير الجيوش وقال مثل هذا الفقيه يكون على مثل هذه الحالة
ثم مضى وأخبر
الخليفة بأمره فكتب له توقيعا بأربعين دينارا فى كل سنة فأخذ أمير الجيوش التوقيع
وأتى به اليه واستأذن عليه فلم يأذن له ولم يخرج اليه وأرسل اليه يقول خذ توقيعك
وانصرف ولا تعد الينا فانا لا حاجة لنا بمن يفضحنا عند الخلفاء والى جانبه قبر
ولديه عبد الله ومحمد كانا من الفقهاء العلماء الصلحاء الاخيار ومعهم فى التربة
قبر الشيخ داود المنوفى والشيخ الامام شرف الدين أبى عبد الله محمد المعروف بابن
الجباس صاحب التاريخ وأبى المعالى بن الجباس والشيخ على الكبير والد المصنف والشيخ
جمال الدين أبى دية والشيخ شهاب الدين بن جمال الدين بن الكتانى وابراهيم بن
المنقوعى وأحمد الزعفرانى وبهذا الحوش جماعة من العلماء ومقابله على الطريق قبر
الشيخ جبريل المجرى وهو بالتربة الصغيرة والى جانب تربته ابن ممدود وقبر الشيخ
يعقوب الناسخ وقبره داثر فى الحوش الذى على اليمين وأنت قاصد الى سماك بن خرشمة
وبتربة سماك بن خرشمة قبران مكتوب عليهما معن بن زائدة وسماك بن خرشمة وفى تاريخ
القرشى ان معنا وسماكا ليس بصحيح لانهما لم تدرك لهما وفاة بمصر هكذا حكى القرشى
فى تاريخه ثم تمضى من تربتهم تجد على يسارك قبر الشيخ على المقسى أحد مشايخ
الزيارة وبالحومة جماعة من خدام المشهد المذكور ثم تمشى فى الطريق المسلوك الى
تربة الردينى السالف ذكره وهذه التربة أول زيارة شقة الجبل وآخرها قبر عباس الكردى
وحول هذه التربة جماعة من الصالحين منهم الشيخ جبريل الحطاب ومن شرقى تربة الردينى
تربة ابن المخزومى بها قبر الشيخ الفقيه ابن خليفة المخزومى الشافعى عرف بالناطق
كان من أجلاء الفقهاء وأكابر العلماء ذكره ابن دحية وكان يزوره وقبره معروف بهذه
الخطة حكى أن رجلا جلس على قبره فسمع النداء لا تجلس على قبر رجل أحب الله فأحبه
وحكى عن الشيخ على بن الجباس شيخ الزيارة انه زار ليلة من الليالى فمرّ عليه ولم
يزره فرآه فى المنام فقال له لم لا تزورنى فقال له من أنت فقال له أنا ابن خليفة
الفقيه فأصبح فزاره وعرف الناس به والى جانب هذه التربة جماعة من العساقلة وفى
الخط المذكور مقبرة ابن شيخ الشيوخ قريبة من سفح الجبل شرقى قبر محمود الخياط وهى
مقبرة ليس بها بناء وبالمقبرة قبر الشيخ محمود الخياط ثم تأتى الى قبور الزياتين
وهم جماعة علماء فقهاء محدثون وفى مقبرتهم الفقهاء أولاد السدار وفى الخط المذكور
أولاد بنى مسكين والفقهاء أولاد القيسرانى وعلى يسارك وأنت قاصد الى عباس المهتدى
قبر الشيخ يحيى الدجاجى وقبله قبر الشيخ عباس المهتدى هكذا مكتوب على قبره وقريب
منه قبر القاضى يونس الورع ذكره القرشى فى طبقة القضاة وصاحب كتاب زهرة النظار
وعلى قبره جلالة
ونور وهو معروف باجابة الدعاء وهو فى مشهد لطيف بلغ ورعه الى الغاية وكان يقتات فى
كل يوم برغيف من بر يفطر عليه وقت المساء واظب على ذلك خمسا وعشرين سنة ثم تقوت
برغيف شعير خمسا وعشرين سنة وكان يقول لزوجته فى بعض الاحيان انه لرغيف ناعم وقيل
انه كان يأكل من قمح كان يأتيه من الغرب يزرع له فى أرض ورثها من أبيه وكان لا
يشرب الا من بئر اشتراها وقد سلف ذكره ومناقبه مع القضاة وفى الخط المذكور قبر
الفقيه الامام العالم أبى الحسن المالكى ولا نعرف له قبرا وبالحومة قبر الفقيه الامام
أبى محمد قاسم بن بركات بن أبى القاسم العدل عرف بابن القرقرى قال القرشى وقبره
على يمين الطريق المسلوك على طريق العين فى الذهاب والرجوع قلت وهو لا يعرف الآن
ومن قبلى يونس الورع قبر المرأة الصالحة فاطمة المعروفة بصاحبة الدالية والاصح
انها خيزران المكاشفة وهو قبر لطيف والى جانبها مصطبة قديمة وفى وسطها قبر مبنى
بالطوب الآجر قال بعضهم انها عروسة الصحراء والاصح انها أم الكرم ابنة خيثمة أمير
مصر وقبرها قريب من يونس الورع وقبرها معروف باجابة الدعاء ثم تأتى الى مقبرة
الشهداء بها جماعة من العلماء منهم الفقيه الامام الزاهد أبو اسحاق ابراهيم القرشى
الهاشمى كان فقيها فاضلا يؤم الناس بمسجد الزير بمصر وكان مجاب الدعوة كثير البركة
جاء يوما الى الحاكم يشهد عنده شهادة فأبى الحاكم أن يقبله فلما كان فى الليل رأى
الحاكم كأن رجلا قد ارتفعت له الحائط حتى دخل منها فقال له من أنت قال خلق من خلق
الله تعالى فقال وكيف دخلت على من غير اذن فقال أمرت بذلك لم لا تقبل شهادة
ابراهيم القرشى وهو عدل عند الله فقال له الحاكم انى بليل فقال انه فى غد يأتيك
وهو ينطق بالحكمة فلما أصبح أتاه وهو ينطق بالحكمة وكان رضى الله عنه حسن الكلام
يتكلم بفنون عديدة وله كتب مشهورة مأثورة مسموعة منها كتاب فيمن احتضر عند الموت
وهو أحسن ما جمع قال لاهله يوما اجلسوا فاقرؤا علىّ منه فقرؤا عليه منه بيتا
لعمرك ما يغنى
الثراء عن الفتى
|
|
اذا حشرجت يوما
وضاق بها الصدر
|
فبكى حتى خرج
الدمع من عينيه وكان يقول لبعض الصالحين وهو يجود بنفسه كيف تجدك وكيف حالك فقال
كيف حال من يريد سفرا طويلا بلا زاد ويدخل قبرا موحشا بلا مؤنس وينطلق الى ملك
عادل بلا حجة وكان كثيرا ما ينشد
ان تناقش يكن
حسابك يا رب
|
|
عذابا لا طوق لى
بالعذاب
|
او تجاوز فأنت
رب رحيم
|
|
عن ذنوبى فانها
كالتراب
|
وكان يقول لما
احتضر معاوية رفع يديه وهو يجود بنفسه وقال دهم الموت لا ملجا من الموت والذى
أحاذر بعد الموت أدهى وافظع وبهذه التربة قبر الفقيه الجزرى الكبير والشيخ أبى
اسحاق العراقى والفقيه ابن رامح والشيخ محمد بن سليمان والشيخ عبد الله ابن عرفة
وفى مقبرتهم الفقيه أقمر امام قلعة صدر والفقهاء أولاد صبح المالكية والشيخ أحمد
النحاس والسيدة الصالحة عائشة أم الخير ابنة الشيخ ابراهيم القرشى وغربى هذه
المقبرة قبر عليه عمود مكتوب عليه صاحب الكلوتة ذكره ابن عثمان فى تاريخه وأشار
الى أنه من الصحابة ولم يذكره القرشى فى طبقة الصحابة ولا ابن الربيع ولا ابن عبد
الحكم ولا القضاعى ويحتمل أن يكون من الصالحين وانه يعرف بصاحب الكلوتة ومن غربى
هذه المقبرة التربة المعروفة بسارية على اختلاف فيه ومعه فى التربة قبر الفقيه
الصالح الزاهد الذى ضرب بعبادته المثل أبى البقاء صالح بن الحسين بن عبد الحميد
المبتلى الشافعى حكى عنه انه جلس يوما فى حلقة الجامع فرأى الطلبة يضحكون فقال لا
اله الا الله فسد الناس حتى أهل العلم لقد كنا ندخل حلقة العلم فلا يقوم منا الرجل
الا خاضعا أو باكيا أو متفكرا ثم يأتى الى الحلقة من الغد ونحن كذلك ثم قام واعتزل
الناس وانقطع فى جوسق ابن أصبغ يتعبد فيه وبلغ من زهده انه كان يقتات بالبقل وكان
مليح الوجه صحيح البدن وكان النساء اذا مررن بالجوسق نظرن اليه فسأل الله عزوجل أن يبتليه فابتلاه فكانت المرأة اذا مرت عليه ولت بوجهها
عنه فيقول هذا قصدى وكان له صاحب يخرج كل يوم الى البركة فيجمع له ما يسقط من
البقولات فيدقه بالملح ويقتات به فجاءه يوما وليس معه شئ فقال له ما لك جئت بغير
شئ فقال له يا سيدى رأيت السودان يتحاربون فقال له خذ هذه العصا وامض اليهم فانك
تأمن منهم فأخذها وانصرف فولوا كلهم ولم يبق منهم واحد وكان صالح المبتلى عظيم
الشأن وهو فى التربة التى يقال ان سارية بها وقصته مع عمر مشهورة وقال صاحب كتاب
المزارات ويحتمل أن يكون من أولاد سارية وقال أبو الحسين الكاتب قال لى الفاضل عبد
الرحيم هل لا تنطلق معى تزور قرافة مصر فخرجت معه حتى جئنا قبرا بسفح المقطم فقال
لى أحدثك عجبا لما دخلت مصر مشيت بالليل فى هذه الجبانة وليس عندى ما اقتات به
فأتيت هذا القبر وبكيت عنده فأخذتنى سنة من النوم فرأيت صاحبه فقال لى ما بك فقلت
فقير فقال لى أنظر فنظرت فاذا صلاح الدين على سرير عال فقال ادخل عليه فكأننى دخلت
عليه
فقام لى وأجلسنى
الى جانبه ثم قال لى افتح حجرك ففتحت حجرى فصب فيه دنانير ثم أشار الى أهل دولته
وقال هذا هو فجعلوا يقبلون يدى فتعجبت مما رأيت فقال لى صاحب هذا القبر انك نائم
وسيكون لك ما رأيت وأنت يقظان فاستيقظت من نومى وبلغ صلاح الدين ما أنا فيه فبعث
الىّ فلما دخلت عليه رأيت منه ما رأيت فى النوم ويقال ان صالح المبتلى عاش طويلا
حتى توفى بعد الاربعين وخمسمائة وحول تربته جماعة من الاولياء والعلماء منهم الشيخ
صبيح الحنبلى والشيخ مجاهد العجمى وبالقرب منهم قبر الفقيه أبى القاسم عبد الرحمن
بن أبى الحسن بن يحيى الدمنهورى الشافعى العاقد بمدرسة الصالحية مات سنة ست
وأربعين وستمائة وقبره مع القبور الدوارس وبسفح المقطم أيضا قبر الفقيه الامام
العدل المحدث المقرى أبى محمد عبد المنعم بن محمد بن يوسف الانصارى اليمنى الاصولى
الشافعى كان كثير التواضع مات سنة أربع وأربعين وستمائة وبالحومة قبر الشيخ سالم
الموقت والفقيه مياس ومن قبلى مقبرة الشهداء قبر عباس الكردى كان من كبار الصالحين
وقبره معروف عليه عمود مكتوب عليه اسمه ووفاته وهو آخر هذه الشقة أعنى من جهة
القبلة وقد ذكرنا جهتها الشرقية التى تلى شقة الجبل وقد ذكرنا الجهة الغربية التى
تلى سارية ومعاذ بن جبل وأما معاذ بن جبل فلم يثبت انه مدفون بجبانة مصر وقد ذكره
الموفق ابن عثمان فى تاريخه بعد يونس الورع وقال قبر مكتوب عليه معاذ بن جبل
ويحتمل أن يكون من أولاده وقد نبه على هذا القبر أبو عبد الله القرشى فى تاريخه
وقال هو رجل من الصالحين واسمه معاذ وقد أجمع العلماء ان معاذا مات بعمواس فى عام
الطاعون وله من العمر ثلاث وثلاثون سنة وقال الامام أبو عمر بن عبد البر فى كتاب
الاستيعاب وليس لمعاذ عقب وقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم يا معاذ انى أحبك والاصح ان صاحب هذا القبر من التابعين
وحول تربته جماعة من الصلحاء منهم أبو محمد الفضى وقبره بباب التربة وقبر الفقيه
أحمد الزعفرانى وقبر الطغا والشيخ قتبان العسقلانى وولده محمد وعليهم مجدول كدان وهم
مع الجدار فى الحائط الغربى ثم تمشى فى الطريق المسلوك قاصدا الى حوش ابن عثمان
تجد على يمينك حوشا لطيفا بازاء تربة حسان به قبر الشيخ أبى السمرا الضرير المقرى
كان من أجلاء العلماء والفقهاء وكانت له دعوة مجابة عاش مائة وعشرين سنة وكان اذا
نزع ثوبه تفليه له العصافير وكان اذا دخل بيته يأتيه من يصلح له المصباح وكان يلقن
مائة سطر فيحفظها وكان يقول سألت الله أن يذهب عينىّ ولا يعيد الىّ نورهما حتى
يقال لى هذا ربك فانظر فلما مات رؤى فى المنام فقيل له ما فعل الله بك
__________________
فقال أوقفنى بين
يديه وقال لى نولتك ما طلبت ففتحت بصرى فرأيت ربى وقال ابن دحية وقف الكامل عند
أبى السمرا وقال هاهنا يستجاب الدعاء ولقد دعوت الله هاهنا مرارا فاستجيب لى ومن
وراء حائطه الشرقى قبر المرأة الصالحة أم نعيم وعندها قبر الرجل الصالح البكرى
المؤذن ومن بحريهم حوش الفقهاء أولاد ابن درباس وقد ذكرنا تربتهم الاولى التى بخط
زربهار ثم تمشى وأنت مستقبل القبلة الى حوش بنى عثمان فبهذا الحوش جماعة من
العلماء ذكرهم ابن الجباس وعلى هذا الحوش هيبة وجلالة والدعاء به مستجاب حكى ابن
الجباس انه توقف النيل فى بعض السنين قال فحملت على قلبى هما عظيما وضاق صدرى مما
نزل بالناس فنمت فرأيت انسانا لم أعرفه فقلت له والله ما الناس الا فى شدة من توقف
النيل فقال لى عليك بتربة بنى عثمان فادع الله عندهم يفرج الله عن الناس قال الشيخ
شرف الدين بن الجباس فلما كانت ليلة الجمعة أخبرت الناس بذلك وخرجنا ومعنا جمع من
الرجال والصبيان والنساء فدعونا الله تعالى وتضرعنا اليه عند قبورهم فأصبح النيل
وقد زاد زيادة جيدة ولطف الله بالناس فى بقية تلك السنة ويقال انه أبو الحرم وكان
يعرف بالشافعى الصغير فقد ذكر ابن الجباس ان بتربتهم الفقيه الامام أبا الحرم مكى
والى جانبه قبر ولده عبد الرحمن الملقب بالموفق وله كرامات ومصنفات والى جانبه قبر
أخيه الفقيه الامام العالم العلامة أبى القاسم عبد المنعم ويقال أبو البركات وله
نسب متصل بسعد ابن عبادة الانصارى ورأيت فى تعاليق شيخنا نسبهم قال هو موفق الدين
بن عثمان بن تاج الدين أبى العباس أحمد بن شرف الدين محمد بن جمال الدين عثمان بن
أبى الحرم مكى ابن عثمان شافعى زمانه بذلك لقبه سيد المرسلين صلىاللهعليهوسلم واستفاض هذا واشتهر وهو ابن عماد الدين اسماعيل بن ابراهيم
بن شبيب بن غنائم بن محمد بن عنان ويقال خاقان بن عبد الله بن عبيد الله بن
ابراهيم بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعيد بن سعد بن عبادة
بن دليم الانصارى رضى الله عنهم أجمعين وله ذرية باقية الى الآن صلحاء علماء نفعنا
الله بهم وحول هذه التربة جماعة من العساقلة وقبر الشيخ صدقة أبى المعروف السارعى
وبحريه قبر الفتى عبد المنعم وقبر الشاب التائب وقبر الشيخ رشيد الدين التلا وقبره
فى حوش على جانب الطريق المسلوك ومن بحرى العمروشى قبر الشيخ محمد الهورانى وعبد
الله المنذرى ويليهم من القبلة قبر العمروشى معدود من طبقة القراء كان يختم عند كل
عمود فى الجامع العتيق ختمة وبالحومة جماعة قد درست قبورهم ثم تمشى فى الطريق
بخطوات يسيرة تجد امامك تربة الفاضل بها جماعة من العلماء منهم
الفاضل عبد الرحيم
بن الحسن بن أحمد البيسانى رحمهالله تعالى وزير مصر والشام وغير ذلك مولده بثغر عسقلان سنة
ثمان وعشرين وخمسمائة وتوفى ليلة الاربعاء سابع ربيع الآخر سنة ست وتسعين وخمسمائة
وقبره ظاهر يزار ويتبرك به كان رحمهالله وزيرا صالحا مجتهدا عالما لم ينطلق قلمه قط الا بايصال رزق
أو سبب خير أو تجديد نعمة وأما فضائله وعلومه التى أعجزت من تقدمه وصدقاته فهى
أشهر من أن تذكر وكان له فى كل يوم وليلة ختمة غير ماله من الاوراد والاذكار وله
أوقاف على الفقراء والمساكين والمدارس لنشر العلوم وعلى فكاك الاسارى من يد الفجار
الكفار وجدد عمارة العين التى تجرى من ظاهر المدينة الى أهلها ولهم بها المعونة
والنفع التام وما ترك رحمهالله بابا من أبواب الخير الا أخذ منه أوفى نصيب وان أخذنا فى
شرح فضائله ووصف مقاماته فى الخير والفضل خرجنا عن شرط الكتاب فى الاختصار وبتربته
أيضا قبر الفقيه الامام العالم أبى القاسم الشاطبى الرعينى رضى الله عنه كان رجلا
صالحا عالما انتهت اليه الرئاسة فى وقته فى قراءة كتاب الله العزيز ومعرفة وجوه
قراءته وتقريره وعلوم الحديث والنحو واللغة وغير ذلك مما تفرد به واعترف له به أهل
وقته ومن بعدهم وكان متصدرا بالمدرسة التى أنشاها القاضى الفاضل رحمهالله وهى قريبة من داره لاقراء الكتاب العزيز وعلومه وانتفع به
جماعة من أصحابه وارتقوا الى مناصب دينية وصنف رضى الله عنه فى علوم القراآت
ومرسوم المصحف وغير ذلك مما هو موجود ينتفع به ويشتغل بحفظه وكانت وفاته رضى الله
عنه فى جمادى الآخرة سنة تسعين وخمسمائة رحمهالله تعالى ورضى عنه وعند باب تربته مما يلى الشرق قبر الفقيه
أبى المعالى مجلى صاحب كتاب الذخائر يعرف بابن نجا المخزومى ويدعى بابن الارسوفى
روى عن أبى الحسن على الخلعى وغيره وتوفى فى ذى القعدة سنة خمس وستين وخمسمائة
وقيل سنة خمس وخمسين وله تصانيف مذكورة أخبرنا القاضى كمال الدين أحمد عرف بابن
القليوبى قال حدثنى والدى الفقيه ضياء الدين عيسى القليوبى عمن حدثه قال كان مجلى
يأتى الى جبانة مصر فيكرر علىّ أقوال العلماء فاذا كان وقت العصر صلى وجعل ظهره
الى المقطم ثم يذكر جميع ذلك ولا يعود حتى يعى جميع ذلك وقال الخلعى لاصحابه كلكم
تسألونى الدعاء وأنا أسأل هذا ابن مجلى يدعو لى وقد سلف ذكره مع القضاة ولم يبق من
آثار تربته الا محراب صغير وبازاء تربة الفاضل قبر الفقيه الدلاصى ومن شرقى قبر
أبى المعالى قبر الشيخ عابد بن عبد الله المصلى وهو فى حوش لطيف وقبليه فى الطريق
المسلوك مقبرة الفقهاء الشاميين وهم جماعة من
أهل الخير والصلاح
منهم القاضى الاجل النجيب الدمشقى وفى مقبرتهم أبو الحسن على ابن بنت العيش البصرى
وقبره مبنى بالطوب الاجر على هيئة المصطبة والى جانبه من القبلة حوش العساقلة ومن
شرقيهم على سكة الطريق قبر الشيخ أبى عبد الله محمد الطيب الفرا ومعه فى التربة
ولده المجد حسن وأخوه سليمان وهذه التربة قريبة من قبر الشيخ رسلان وبالقرب من حوش
رسلان تربة أولاد ابن الجلال وهم مشايخ الزيارة فى الليل وبالقرب من حوش الشيخ
رسلان قبر سيد الاهل القماح بن يوسف الكماخى ذكر
التربة المعروفة بالشيخ رسلان وهى القبلية من جامع أم ممدود فبهذه التربة جماعة من العلماء والصلحاء منهم
الفقيه الامام العالم أبو عبد الرحمن المعروف برسلان كان فقيها اماما عالما ذكره
القرشى فى طبقة الفقهاء وحكى عنه انه كانت اقامته فى الشارع باليانسية فى المسجد
المعروف به الآن وكانت له دعوة مجابة حكى عنه أن رجلا جاء اليه ومعه جرة ابن فقال
يا سيدى أنا من الريف وجئت اليك بهذه الهدية فأخذها وأكل منها وأطعم أصحابه فلما
أصبح الرجل جاء الى الشيخ وودعه وداع السفر فملأ له الشيخ الجرة ماء وسدّها وقال
له لا تفتحها حتى تصل الى أهلك فأخذها وانصرف فلما وصل الى أهله فتحها فوجدها
مملوءة عسلا وكانت له مناقب جليلة حكى عنه الفقيه الامام جمال الدين محمد ابن
الحسين الانصارى قال مرّ الفقيه رسلان على رجل يبيع القمح بظاهر باب زويلة فقال له
الرجل يا سيدى ضع يدك فيه فوضع يده فيه فباع منه بقية يومه ويوما ثانيا فجاء يهودى
فوقف عليه ووضع يده فيه فذهبت تلك البركة منه وكان يكتب فى المرآة سطرا ويأمر
المرأة الحامل وهى فى المخاض أن تنظر فى المرآة فتنظر فيها فتضع لوقتها مات رضى
الله عنه سنة احدى وسبعين وخمسمائة والى جانبه قبر والده الفقيه أبى عبد الله محمد
بن رسلان معدود فى طبقة الفقهاء وأرباب الاسباب حكى عنه انه كان يخيط الثوب بدرهم
فان أعطاه صاحب الثوب درهما طيبا وجد الثوب مفتوحا وان أعطاه درهما رديئا وجد
الثوب مسدودا فيعود اليه فيقول خذ درهمك فانه ليس بجيد فيعطيه غيره فيجد الثوب
مفتوحا وبعث اليه ملك مصر خمسين أردبا قمحا فجاؤا اليه بها فقال للتراسين من أين
أتيتم بها فقالوا من شونة صاحب مصر قال فكم أخذتم أجرتها قالوا خمسين درهما
فأعطاهم خمسين درهما أخرى وقال لهم ردوها الى موضعها مات سنة احدى وتسعين وخمسمائة
والى جانبه قبر ولده أبى القاسم عبد الرحمن بن محمد بن رسلان كان فقيها اماما
عالما محدثا بنى المسجد المعروف بهم فلما كمل قال لاصحابه بقى يعوز بئرا ولم يبق
معنا شئ فلما أصبح
وصلى الصبح وجد تحت سجادته صرة فيها خمسة وعشرون دينارا مكتوب عليها برسم عمارة
البئر فأخذها ولم يعلم من أين جاءت والحوش عليه جلالة ووقار ومن قبلى تربة الفاضل
قبر المرأة الصالحة المعروفة بعطارة الصالحين قبرها على طريق السالك بالقرب من
زاوية الشيخ أبى طالب وبالقرب منها قبر الفقيه أبى الحسن الانهاوى وقبره قريب من
زاوية أبى طالب وهى التربة التى فى القبور المعقودة المقابلة للمرأة الصالحة
المعروفة بالعطارة والى جانبها تربة بها رخامة مكتوب عليها عبد الرحمن بن على بن
الحسن ابن عبد الله بن مروان الصدفى وجده عبد الله مكتوب فى كتاب فضائل مصر قال
الكندى قال عبد الله بن مروان الصدفى (لما دعى ابن عمى
خالد بن زيد وكان قد توفى بالاسكندرية وكان قد لقى عيسى بن على وعبد الله بن لهيعة
والليث بن سعد وغيرهم وهذه الرخامة قد نقلت)
ذكر التربة المعروفة بأبى طالب أخى
الشيخ أبى السعود وما حولها من
العلماء رضى الله عنهم فعند باب هذه التربة قبر الشيخ الامام العالم أبى العباس
القراباغى ذكره الشيخ صفىّ الدين بن أبى المنصور فى رسالته وعده من طبقة القرشى
كان من كبار الصوفية وله اشتغال بالتصوف وحوله جماعة على طريقته وكانت اقامته
بالزاوية التى بباب القنطرة بالقاهرة وهى المعروفة الآن بزاوية القطب أبى السعود
حكى عنه انه لما احتضر قال له بعض أصحابه يا سيدى من يكون بعدك على هذه السجادة
يأخذ العهد ويربى الفقراء فقال ليس فى الجماعة من يجلس مكانى وانما يجلس مكانى رجل
يأتى من العراق من بلاد واسط ومعه جماعة من أصحابه فيدخل هنا ويصلى صلاة الظهر
ويجلس بهذا المكان ويأخذ العهد ويربى المريدين فلما مات الشيخ انتظر أصحابه من
يأتى اليهم فبعد قليل جاء سيدى أبو السعود ومعه أصحابه فلما وصل الى الزاوية أذن
الظهر وكان من عادة الشيخ انه ما يمشى هو وأصحابه الا على وضوء وأى مكان سمعوا فيه
الاذان صلوا فيه فقال لاصحابه هنا ندخل نصلى فدخل فصلى هو وأصحابه وجلس وذكروا
الوظيفة وكانت السيدة أم عبد الهادى تمشى بسطح الزاوية فقال الشيخ لا اله الا الله
صاحب هذه الزاوية توفى وهذه التى تمشى على السطح زوجته وقد قرب انقضاء عدتها
وهاهنا يكون مقامنا كما أشار الشيخ فأقام الشيخ وأصحابه بالزاوية وتزوج بأم عبد
الهادى قال ابن أبى المنصور والقرا باغيون ثلاثة أكبرهم الشيخ أبو العباس ومن
ذريته الفقيه المحدث المدفون بزقاق البركة والى جانب الشيخ أبى العباس القراباغى
قبر الشيخ الفقيه المحدث العالم
__________________
الزاهد الناسك
وجيه الدين البرنبالى امام المدرسة الشريفية وكان كبير القدر عظيم الشأن من
الفقهاء الاجلاء والصوفية المتزهدين كثير التودد للاخوان كثير الصلاح ومن جملة
حكاياته انه لما ولى القضاء تاج الدين قال له قد وليتك الغربية ففارقه ومضى الى
بيته بالمدرسة وضم حوائجه وكتبه وجعلها فى قفة وأخذها على رأسه وأراد الخروج من
باب المدرسة فزعق له القاضى فلم يكلمه فمشى اليه حافيا حتى رجع معه فقال له يا
وجيه الدين مالك أأنت أشدّ منى قال لا ولا أفعل هذا أبدا ولا أتولى القضاء وترك
المدرسة وأقام بمكة سنين وجاء من مكة بعد ذلك وانقطع فى القرافة سنين متعدّدة ومات
بها وصلى عليه قبالة شباك الامام الشافعى فى عشر السبعين وستمائة وقبره على باب
تربة الشيخ أبى طالب أخى سيدى أبى السعود وتربة سيدى أبى طالب قديمة عليها هيبة
وجلالة وهذا الشيخ أبو طالب أخو سيدى أبى السعود من أمه وأبيه وكان من كبار
المشايخ سلك طريق أخيه فى الزهد والعبادة وشهرته تغنى عن الاطناب فى مناقبه ومن
قبليه الفقهاء أولاد قريش وبحومتهم قبر أبى الحسن على بن محمود العسقلانى هكذا
مكتوب على عموده واذا أخذت يمينا من هذه الشقة قاصدا الى قبر الشيخ أبى العباس
البصير تجد قبل وصولك اليه قبر الشاب التائب الشهير بمسجد يحيى بن بكير قال ابن
الجباس فى تاريخه وبهذه الخطة قبر أحمد بن الحسن بن أحمد بن صالح وقبره على يمين
السالك الى تربة أم الاشراف قال المؤلف وهذا فى المجر المسلوك الى تربة أبى العباس
بالقرب من تربة يحيى بن آدم بن سعيد وذريته يزيدون على مائة نفر ويحيى بن آدم
مذكور فى كتاب أبى عمرو الكندى وهو الذى قال جلت البلاد وطفتها فرأيت فيها عجائب
فما رأيت فى البلاد التى عرفتها الا ومثله فى المدينة وقرأت بخط كعب الاحبار يقول
لو لا رغبتى فى بلاد الشام لسكنت مصر لانها بلدة معافاة من الغير وأهلها أهل عافية
وهم بذلك معافون من أرادهم بسوء كبه الله على وجهه وهذه التربة معروفة الآن وهى
مقابلة لزاوية أبى العباس البصير وهى واسعة البناء ذات الزقاق الرقيق الذى تسلك
منه الى قبر أبى عبد الله محمد الواسطى المعروف بالواعظ وقبره من وراء حائطها
القبلى عليه عمود حسن وبالقرب منه تربة قديمة البناء بها لوح رخام مكتوب فيه
الفقيه العالم القاضى عبد الوهاب السبتى ثم ترجع الى تربة أبى العباس البصير وهى
تربة بها جماعة من العلماء والصلحاء والاولياء فأجل من بها الشيخ الامام العالم
العلامة القدوة مربى المريدين بآدابه شيخ الطريقة ومعدن الحقيقة قطب وقته وغوث
زمانه ذكره الشيخ صفىّ الدين بن أبى المنصور
فى رسالته وأثنى
عليه وهو تلميذ الاستاذ أبى أحمد جعفر بن سيد بونة الاندلسى تلميذ أبى مدين شعيب
وهو أبو العباس أحمد الاندلسى الخزرجى المكنى بالبصير ويعرف أيضا بابن الغزالة كان
أبوه ملكا كبيرا ببلاد المغرب حكى عنه رضى الله عنه انه نشأ فى العبادة وهو مكفوف
من بطن أمه والسبب فى انه يعرف بابن الغزالة فيما حكاه صاحب كتاب الكوكب المنير فى
مناقب أبى العباس البصير وغيره من العلماء أى علماء التاريخ انه لما وضعته أمه
وجدته أكمه ليس له بصر ينظر به فقالت فى نفسها ان الملك اذا نظر اليه لم يعجبه
فيزدريه فأخذته وخرجت الى البرية فألقته فيها ورجعت فأرسل الله له غزالة ترضعه
فلما جاء أبوه من السفر قالت له انى وضعت غلاما وقد مات فقال لعل الله تعالى
يعوّضنا خيرا منه فخرج من عندها للصيد فضرب حلقة الصيد فنظر الى غزالة فى وسط
الحلقة فتبعها وما زال حتى لحقها فنظر اليها وهى ترضع طفلا صغيرا فلما نظر اليه
حنّ قلبه اليه بدم الاهلية فقال أنا آخذ هذا عوضا عن ولدى فأخذه وجاء به الى بيته
وهو فرحان وقال لزوجته ان الله قد عوضنا هذا الغلام فخذيه وربيه يكون لنا ولدا
فلما نظرت اليه بكت بكاء شديدا وقالت هذا والله ولدى وقصت عليه القصة فقال الحمد لله
الذى جمعه علينا ونشأ الشيخ من صغره منشأ حسنا وقرأ القرآن وعمره سبع سنين واشتغل
بالقراآت السبع والعلم الشريف وكان له كرامات عظيمة منها انقلاب الاعيان فيما اتفق
له مع سيدى أبى السعود لانه كان طريقه التجريد والتقشف والمأكل الخشن وكان عنده
فقراء يجتمعون بالزاوية أكثر أكلهم القراقيش والليمون المالح وكان أبو السعود يمد
فى سماطه الحلوا والاطعمة المفتخرة فوقع فى نفسهم انهم يمضون لابى السعود ويأكلون
من طعامه ويتركون الليمون المالح والقراقيش فلما جاؤا الى سيدى أبى السعود قدم لهم
ليمونا مالحا وقراقيش فقالوا فى أنفسهم نرجع الى الشيخ ونقنع بما قسم لنا فلما
جاؤا الى سيدى أبى العباس نظر اليهم بعين قلبه وقال لاحدهم خذ هذه الطوبة وامض الى
الصاغة وجىء بثمنها فأخذها ومضى الى الصاغة فنظر اليها فاذا هى ذهب أحمر فباعها
بألف دينار وجاء بالثمن الى الشيخ فقال كم أنتم ههنا فقيرا فقالوا عشرة فقال كل
منكم يأخذ مائة دينار ويخرج عن صحبتى لان الفقراء لا يصحبهم من يريد الدنيا وأنتم
ملتم اليها والى مأكلها الحسن فقالوا يا سيدى لا حاجة لنا بها وليس لنا رغبة الا
فى صحبتك فقال لهم ردّوا هذا الى صاحبه وائتونى باللبنة فجاؤا بها اليه وهى على حالتها
الاولى فرمى بها الشيخ الى جانب الزاوية وقال الشيخ صفى الدين بن أبى المنصور رأيت
الشيخ الصالح
الولى ابا العباس
الضرير من أعيان أصحاب سيدى الاستاذ أبى أحمد جعفر الاندلسى شيخ سيدى الاستاذ
الحرار جاء الى مصر وأظهر فيها طريق التجريد ولقد رأيته خرج الى الحج من القاهرة
واجتمعت به فى بركة الحبش مبرزا للحج وهو مجرد عن جميع الاسباب متزر بخرقة على
كتفيه ليس يتبعه غير ابربق وحكى لى انه لما قدم على الشيخ أبى أحمد سلبه جميع ما
كان حصله من العلم والقراءة وكان هذا الشيخ أبو العباس الضرير قد حصل شيأ من العلم
والقراءة وكان يقرأ قراءة معتبرة فلما سلبه ما كان حصله ورد عليه فتح شريف وأناله
عطية رفيعة فلما استكملها وعاد الى وجوده أعيد له ما كان سلبه منه وأقام بقرافة
مصر وانتسب له فى البلاد أصحاب ومريدون ومات بها رضى الله عنه فى سنى الستمائة
والى جانبه قبر زوجته كانت من الصالحات وبالتربة أيضا قبر الاستاذ ذى المناقب
المشهورة والطاعات التى هى غير منكورة الشيخ يحيى بن على بن يحيى المعروف
بالصنافيرى كان مشهورا بالخير والصلاح نشأ فى العبادة من حال صغره وكان فى حال
بدايته رجلا صوفيا كثير التلاوة للقرآن ولم يزل كذلك الى أن حصلت له الجذبة
الالهية وهبت عليه النسمة المحمدية فوصل بها الى مقام القطبانية وصار منسوبا الى
الطريق العباسية وكان رضى الله عنه ذكره منشورا فى البلاد وشهد له علماء الزمان
بالولاية والصلاح وسعت له الخلق من أقطار الارض وحمل اليه نذره من أرض اليمن وأقام
بالقرافة مدة يسيرة ثم مضى الى صنافير وأقام بها مدّة الى ان اشتهر حاله وزاد أمره
وكان أهل صنافير يحدّثون عنه بأمور شاهدوها منه فمنها انه كان يضع المنسف على
النار ويطبخ فيه الارز فلا يحترق المنسف ومنها الكلام على الخاطر والنظر فى
المستقبل وانقلاب الاعيان له وازالة الضرورة عمن يكون مضرورا وقد حصل به نفع عظيم
للخلق فلما تكاثرت عليه الناس فرّ منهم وعاد الى القرافة وأقام بها مدّة طويلة
وكان يجتمع على السماع ويأمر أصحابه بالحضور فيه وكان كثير الايثار لا يدخل عليه
أحد الا ويمدّ له سماطا مما يشتهيه فى نفسه لا ينظر فى درهم ولا دينار كثير الغيبة
قليل الحضور أعنى حاضرا مع الله بقلبه غائبا عن الناس مكفوف النظر عنهم نير القلب
لم يتزوّج قط ولم يزل كذلك الى أن توفى ولو استوعبنا مناقبه لضاق الوقت علينا وصلى
عليه بمصلى خولان وكان أول مشهده مصلى خولان وآخره تربة أبى العباس وكان يوما
عظيما رضى الله عنه توفى يوم السبت سادس عشر شعبان سنة اثنتين وسبعين وستمائة
وبالتربة جماعة من الاوليآء منهم الشيخ الصالح الامام العالم عبد الله الغمازى
خادم سيدى أبى العباس البصير وجماعة من ذريته وقبره حوض
حجر عند باب
التربة على يسارك وانت داخل الى زيارة الشيخ بينهما الحائط القبلى ومن قبلى هذه
التربة جماعة من الاولياء وزيارتهم مع سيدى أبى السعود
ذكر تربة سيدى أبى السعود رضى الله عنه ومن بها من المشايخ والاولياء والفقهاء فأجل
من بها الشيخ الامام العارف القطب الاوحد أبو السعود بن أبى العشائر بن شعبان ابن
الطيب الواسطى الباذبينى بشر به سيدى أحمد بن الرفاعى نشأ فى العبادة من حال صغره
وصام فى قماطه كما حكى عنه السادة العلماء وذكره الشيخ صفى الدين بن أبى المنصور
فى رسالته والشيخ زكىّ الدين عبد العظيم المنذرى فى معجمه فى أسماء شيوخه والشيخ
سراج الدين بن الملقن فى تاريخه قال الشيخ صفىّ الدين بن أبى المنصور سمعت فى حياة
سيدى الاستاذ الحرار يذكر سيدى أبا السعود وكان بينه وبين سيدى صحبة وتزاور للشيخ
فلما انتقل سيدى الشيخ وانبسطت نفسى للاجتماع بالناس وزرت المشايخ أتيت لزيارة
سيدى أبى السعود فدخلت مسجده وكنت وحدى ولم أكن رأيته قبل ذلك فنزل الشيخ الى
الصلاة فسلمت عليه فنظر الىّ فقال لعلك الصبى صهر الشيخ أبى العباس قلت نعم فاقبل
علىّ وطلع بى الى منزله وألفنى باحسانه وقبوله فتألفت به وآنسنى فصرت أتردد اليه
وأبيت عنده ولم يكن بعد ظهر الظهور الذى ظهره بعد ذلك وربما بت عنده تحت اللحاف وكان
يفت لى بيده الكنافة وآكلها أنا وهو وحدنا فى رمضان وحدثنى ببداية أمره وقال كنت
أزور شيخك أبا العباس وجماعة من صلحاء مصر فلما انقطعت واشتغلت وفتح على لم يكن لى
شيخ الا رسول الله صلىاللهعليهوسلم واول فتحى فى معنى قول الحق سبحانه وتعالى ومن يتق الله
يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب وحدثنى بتفاصيل فتحه وما أعطيه ورفعته وفتحه
وكل ذلك بواسطة النبى صلىاللهعليهوسلم واسرائه ومعارجه وايضاح أحوال الملكوت وأسرار الملك وأحوال
الآخرة وتفاوت المنازل والدرجات وأوزان الرجال ومراتبهم من آدم عليهالسلام الى يوم القيامة يذكر له الرجل فى المغرب أو فى مطلع الشمس
فيذكر صورته ووزنه وما من شئ طرق الأسماع خبره ولا من الغيوب الا والشيخ أبو
السعود يوضح كيف اطلع وانه فى كل صباح يصبح يطلع على أرواح الخلائق وانه له نوبة
كاسات تضرب له فى الارض وفى كل سماء وعلى العرش خدمته وانه يصافح النبى صلىاللهعليهوسلم عقب كل صلاة واتسعت دائرته واستجاب له الخلق وظهر نفعه
وبركته وكان قد لزم ذكر الله تعالى من أول توجهه وخلوته الى ان انتقل وانتشر الذكر
عنه الى ان عم البلاد والعباد وكانت شواهد
محبته واستقامته
وفنائه فى ذات الله تعالى صحيحة لم يكن فيه شعرة تلتفت عن وجهته للوجود وكل ذلك
كان دالا على صحة ما أخبر به عن نفسه ثم تم له الكشف الدائم للاصحاب عن الوقائع
وكان غنيا لا يظهر فاقة فقيرا مليا لا يلحظ حاجة مجموعا لا تطرقه تفرقة منذ انقطع
لم يخرج الا للجمعة والحج وحج حجا سعيدا وجرت له كرامات عظيمة ولم يمش لبيت أحد قط
الا لبيتى بمصر مرّة ومرّة زار فيها الشيخ أبا الفتح الواسطى لما ورد القاهرة بسبب
علم له فيه وكان يرى انه أحد السبعة الملوك ولم يجتمع به بعد ذلك وهذه جملة يستغنى
بها عن جملة تفاصيل يطول ذكرها واعتقدت به أيام صحبته وكانت يسيرة يا ليتها دامت
وحكى عن الشيخ أبى السعود رضى الله عنه انه كان اذا دخل الى مجتمع وخلع نعله يسمع
لنعله انين فسئل عن ذلك فقال هى أنفسنا نخلعها عند النعال خيفة من التكبر عند
اجتماعنا بالناس قال الشيخ أبو الحسن الدقاق رضى الله عنه دخلت مدينة بغداد على
الشيخ عمر البزاز فوجدت رجلا قائما بمجلسه عند الباب يصلح نعال الجالسين ثم دخل
رجل أعجمى فلما قعد مع الشيخ عمر قال له ما تعرف هذا الرجل القائم قال له عمر هو
الخضر عليهالسلام وقد كان سيدى أبو السعود يفعل ذلك تشبيها بالخضر ليربى به
المريدين وكان سيدى أبو السعود عارفا بالشريعة والحقيقة لان قدمه محمدى ولم يكن له
شيخ الا النبى صلىاللهعليهوسلم لانه رأى جماعة من المشايخ وأراد أن يأخذ منهم عهدا فقالوا
له حتى تستأذن النبى صلىاللهعليهوسلم فنام تلك الليلة فرأى النبى صلىاللهعليهوسلم فقال له يا رسول الله أتأذن لى أن آخذ منهم عهدا فقال له عليهالسلام ما أنت لهم بل أنت لى أمدد يدك فمد يده فأخذ عليه العهد
وألبسه الطاقية فافاق غائبا عن وجوده وأقام فيها ثلاثة أيام والطاقية على رأسه ثم
حصل له الفتح المحمدى والسر الاحمدى الى أن انتهى الى مقام القطبانية وأقام بها
وكانت كرامته ظاهرة فى حياته وبعد وفاته ولو استوعبناها لضاق علينا وقيل ان اسمه
محمد وقيل غير ذلك والاصح انه لا يعرف له اسم ولا يعرف الا بكنيته والى جانبه قبر
الشيخ جمال الدين عبد الهادى ابن الشيخ أبى العباس القراباغى والى جانبه أمه والى
جانبها فاطمة ابنة الشيخ عبد الهادى والسيدة خديجة زوجة الشيخ عبد الهادى وهم مع
الشيخ فى حجرته وعند باب الضريح الشيخ مبارك خليفة سيدى أبى السعود والى جانبه
الشيخ مفتاح خادم سيدى أبى السعود وعندهم الشيخ شمس الدين خليفة سيدى أبى السعود
متأخر الوفاة وبالتربة أيضا قبر الشيخ على المنبجى والشيخ عمر والشيخ على ابن
الشيخ عمر وبالتربة أيضا الشيخ مسعود والشيخ أيوب
الخوّاص والشيخ
على الحلبى والشيخ شعبان ومن وراء الحائط الشرقى أولاد الشيخ شعبان وهما محمد وعلى
والشيخ شرف الدين ابن الامام وبالحومة الشيخ شهاب الدين أحمد ابن المبارك وبالحومة
الشيخ سيف الدين وأولاده وذريته وبالحومة أيضا الشيخ الصالح اسحاق خادم سيدى أبى
السعود وبالحومة قبر الشيخ شمس الدين الانصارى ناظر حلب والقاضى نور الدين النقاش
وبالحومة جماعة من السعودية وفى جهة القبلة عمود مكتوب عليه الشيخ أبو العباس
الخزرجى وفى التربة الكبيرة التى فى الشرق من قبل الزاوية قبر الشيخ سلامة المعروف
بأبى طرطور كان محبا لسيدى أبى السعود وقيل كان بينهما اخوة ومحبة ومودّة وقيل ان
أبا طرطور كان يعمل فى الطوب الآجر بقليوب فجاءه جماعة فقالوا له قد وردنا على
شيخك أبى السعود فأطعمنا طعاما فى شقف ولم نجد له آنية مليحة فاغتاظ الشيخ أبو
طرطور وقال لو اختار شيخى الدنيا لقال لهذا الطوب كن ذهبا فيكون ذهبا قال فصار
الطوب ذهبا فى الوقت والساعة فقال انما ضربت بك مثلا عد الى ما كنت عليه قال فعاد
الى ما كان عليه رضى الله عنه وهذه التربة تعرف الآن بتربة ابن أمير جندار ومن
قبلى زاوية أبى السعود جماعة لا تعرف قبورهم منهم الشيخ الفقيه العالم أبو اسحاق
ابراهيم بن يحيى بن أبى اسحاق السيوطى الشافعى ناب بالقاهرة ذكره ابن الجباس فى
طبقة الفقهاء ودفن فى مجر الحصا قبلىّ زاوية أبى السعود قال المؤلف وعلى هذا القول
يكون قريبا من ابن عطاء لان مجر الحصا من ابن عطاء الى مقبرة البكرية فهذا المدفن
كله يسمى بمجر الحصا والله أعلم وولد سنة سبعين وخمسمائة وفقه فى مذهب الامام
الشافعى على غير واحد وتولى الحكم ببعض الاعمال ودرس وأفتى الى أن مات وكان أحد
المشايخ المذكورين وكان كثير الايثار مع كثرة الافتقار والافضال مع الاقلال كريم
الاخلاق نظيف الشمائل له نثر فائق وشعر رائق كان ينزع ثوبه ويتصدّق به ويجد الرجل
بلا عمامة فيقطع عمامته نصفين فيعطيه النصف ويتعمم بالنصف ويسعى فى الشفاعات ويحب
الاخوان ويكثر الصدقة مداوما على الفرائض والسنن لو حلف الحالف أنه ما أذنب ولا
فجر صدق وكان كثير التضرع الى الله (ومن كراماته) أنه أتاه رجل وقال له وضعت زوجتى
وقد جئت اليك ولا أملك شيأ فقال له الشيخ وأنا مثلك لا أملك شيأ الا نفسى وقد
ملكتها لك ثم سار معه الى جانب البحر فبينما هو معه اذ رأى ابن اللمطى فى مركب
وكان من أكبر محبى الشيخ فقال لصاحبه سر اليه وقل له قد جئتك بمملوك معى فهل
تشتريه منى فقال له ومن لى بذلك ائتنى به
فأتاه بالشيخ وهو
ماسكه بيده فلما رآه نهض وقبل يده فقال له الشيخ ما هذا موضعه انما أنا مملوك لهذا
الرجل فاشترنى منه فأعطاه دراهم وقماشا وقمحا وعسلا من المركب وأعطى الشيخ مثل ذلك
فقال الشيخ تنزل عندى فقال والله لا أنزل عندك فى هذه المرة فخرج من يومه فسار الى
مصر فلما وصل الى مصر طلع من المركب الذى له فقال له الرجل يا سيدى خذ الذى لك وخل
الذى لى فقال يا ولدى الكل لك والله لا آخذ منه شيأ فتركه وجاء الى بيته مثل ما
خرج وله حكايات أكثر من ذلك ومناقبه جليلة ماثورة مسموعة ومن قبلى زاوية سيدى أبى
السعود التربة الجديدة المقابلة لحوش الظاهر بها قبر الشيخ أبى عبد الله محمد
المعروف بوفا الشاذلى ومعه فى التربة الشيخ زين الدين بن المواز وبالتربة جماعة من
خدامهم ويلى حوش الظاهر من الجهة البحرية قبر الرجل الصالح المعروف بالبلاسى وهو
فى التربة ذات المحراب الكبير المقابل للحوش المذكور وأخبرنى بعض المشايخ ان بحوش
الظاهر جماعة من الصلحاء لا تعرف أسماؤهم ومن قبلى حوش الظاهر خانكاه بكتمر بها
جماعة من العلماء فمنهم الشيخ صفى الدين شيخ الخانكاه والشيخ زيادة شيخ الخانكاه
وجماعة من الصوفية ومن قبليها التربة المعروفة بالشيخ تاج الدين بن عطاء الله وهذه
الشقة من سيدى أبى السعود الى هذه التربة تعرف بشقة ابن عطاء الله وهى آخر شقق
الزيارة على ما رتبناه فى صدر الكتاب وحول هذه التربة جماعة من العلماء والاولياء
والاشراف والوزراء والقراء نذكرهم فى مواضعهم ان شاء الله تعالى فعند باب هذه
التربة حوش الشيخ عبد الله بن أبى جمرة فهذا الحوش فيه جماعة من العلماء منهم
الشيخ الامام العالم أبو محمد عبد الله بن أسعد بن أحمد المعروف بابن أبى جمرة
وقيل ابن أبى جبرة وهو الاصح كان من كبار الناس والعلماء وانتفع به جماعة مثل
الشيخ أبى عبد الله محمد بن الحاج وغيره وكانت اقامته بالقاهرة بالخط المعروف بباب
البحر وزاويته معروفة الآن وله ذرية باقية الى الان وكان مالكى المذهب أفتى ودرس
وصنف المصنفات مات رضى الله عنه فى سنى السبعمائة ومعه فى التربة قبر المرأة
الصالحة أم الخير بنت الشيخ عبد الله بن أبى جمرة وبها قبر الشيخ على القروى
والشيخ سعد الدين الميمون وصهره الشيخ عماد الدين القفطى والشيخ نور الدين الكتانى
المقرى والشيخ ابراهيم الكتانى والشيخ يحيى بن حياك الله بسلام ومعه الشيخ عمر
السنباطى وولده القاضى شرف الدين ابن الصاحب وابنه القاضى شمس الدين وأبوه ومعهم
القاضى علاء الدين بن برهان الدين البرلسى المالكى المحتسب بالقاهرة وأبوه الى
جانبه وقيل بهذا الحوش حوش آخر
به القاضى صلاح
الدين ابن القاضى علاء الدين البرلسى المالكى المحتسب بالقاهرة وفى الحوش السادة
الاشراف أولاد ابن ثعلب ومعهم القاضى ضياء الدين أحمد بن قطب الدين القسطلانى وقيل
البسطامى وعز الدين الاصفهانى بن أبى بكر سبط الشيخ أبى الحسن الشاذلى قيل ان
والدته كانت تقرأ كل يوم ختمة وتهديها للشيخ وبحوش ابن أبى جمرة قبر أبى الحسن على
عرف بكشتغدى شيخ القراء ومعهم القاضى الفاضل ولده يحيى الادمى والشيخ ابراهيم ابن
الشيخ يحيى ومعهم فى التربة الشيخ العابد الزاهد أبو زيد البسطى وهو الامام الفاضل
الجليل القدر صاحب المناقب الفاخرة شيخ القراء ذكره ابن القسطلانى فى مناقب أبى
الربيع وعنده المرجانى المغربى وبالخط المذكور تربة الشيخ محمد بن اللبان كان رحمهالله صوفيا يتكلم فى المحبة وأقام على هذا مدة وكان حسن
المجالسة كثير التودد للاخوان وهو تلميذ الشيخ ياقوت العرشى والشيخ ياقوت تلميذ
الشيخ أبى العباس المرسى ومن أبى العباس لابى الحسن الشاذلى ومعه فى التربة قبر
الشيخ عبد الرحيم المؤذن بالجامع العتيق والجامع الازهر مات شهيدا ومعه فى التربة
قبر الطواشى سابق الدين والطواشى سابق الدين كان من فاعلى الخير وكان يصحب الشيخ
ويكثر من زيارته فلما مات أوصى أن يدفن تحت رجليه وعند باب تربتهم التربة الجديدة
بها قبر الشيخ حسين الشاذلى متأخر الوفاة ولما مات أوصى أن يدفن عند باب تربة شيخه
والى جانبهم من الشرق مقبرة المغاربة وهذه الجهة من جهة ابن عطاء الله فيها قبر
الشيخ الامام العالم محمد ابن محمد بن محمد بن محمد المالكى المعروف بابن الحاج
صاحب كتاب المدخل وهو تلميذ عبد الله بن أبى جمرة وقبره داثر عليه عمود كدان بغير
نقش عليه والى جانبه قبر الشيخ أبى القاسم المغربى وقبليه قبر الشيخ أبى عبد الله
المعروف بالهاوى قيل ان سيدى أبا السعود كان يكثر من زيارته رضى الله عنه وهو آخر
مزارات هذه الشقة وأما حوش الشيخ تاج الدين بن عطاء الله فبه جماعة من العلماء
والصلحاء الاشراف والقراء والفقهاء والمحدثين فمن الفقهاء المحدثين القراء الصوفية
الشيخ الامام العالم تاج الدين أبو الفضل أحمد بن عطاء الله السكندرى المالكى
الشاذلى تلميذ الشيخ أبى العباس المرسى تلميذ الشيخ أبى الحسن الشاذلى تلميذ الشيخ
عبد السلام وهو تلميذ الشيخ عبد الرحمن العطار المدينى رضى الله عنهم من كبار
العلماء له الكتب والمصنفات وله الديوان المشهور وله ذرية باقية الى الآن ومسجده
معروف بالقاهرة بخط الجامع الازهر ومناقبه مشهورة غير منكورة يضيق الوقت عن وصفها
ومعه فى الحوش قبر القاضى محيى الدين المغربى صهر الشيخ تاج الدين
ابن عطاء الله
والشيخ شمس الدين بن عبد الملك بن عبد الغنى الزركشى وولده تاج الدين وأخوه الشيخ
محب الدين ومعه فى الحوش الشيخ عبد الرحمن بن موسى المعروف بالروضى كان مقيما
بالروضة حكى عنه أنه خرج ذات يوم الى المقياس لزيارته فلما رجع من زيارته وقف على
السلم المجاور لجامع المقياس فوجد عليه انسانا يتعاطى منكرا فنظر الى السلم وقال
والله جاءنا منك الضرر فانقطع من وقته وساعته فانتهى الناس عن تعاطيهم المنكر فى
ذلك المكان والجانب القبلى عليه تأزير خشب ومعهم فى الحوش قبر الشيخ محمد البالسى
ومعهم أيضا الشيخ جمال الدين المالكى ومن وراء الحائط القبلى قبر الشيخ عبد النور
وهو فى حوش بغير سقف يسلك اليه من عند ابن الحاج وكان به تابوت خشب مكتوب عليه
اسمه ووفاته فسرق وهو الآن كوم تراب وبينه وبين ابن عطاء الله شباك من جهة القبر
اليمنى وفى حوش ابن عطاء الله الشيخ بهاء الدين بن محمد الحباك شيخ القراء ومعهم
فى الحوش عند الحائط القبلية الشيخ عبد الله اليمنى المقيم بجامع الحاكم والى
جانبه قبر الشيخ محمد الفصيح والى جانبهم قبر الشيخ ادريس والشيخ سعد الدين والشيخ
سعيد ومعهم فى التربة قبر الشريف السمرقندى قريب من ابن عطاء الله ومعهم فى الحوش
الشيخ الحجازى وهذا الحوش عليه هيبة وجلالة يعرف باجابة الدعاء نسأل الله أن لا
يحرمنا بركة هؤلاء السادة الاولياء الذين فى هذا الكتاب وأن يعيد علينا وعلى
المسلمين من بركاتهم ويحشرنا معهم فى الدنيا والآخرة وهذا ما يسره الله لنا من
زيارة القرافة وشققها المذكورة فى صدر هذا الكتاب وأخبارهم ومناقبهم على الصحيح
على وجه الاختصار ولو طولنا لزاد على ذلك والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا
محمد وآله وصحبه وسلم
وهذا فصل سميته
اللمعة فى زيارة السبعة تعريفا على التخصيص فى زيارتهم فمن الناس من يقول ان
زيارتهم محدثة قريبة العهد اختيارا من أنفسهم ومنهم من يقول انها قديمة وهو الاصح
حكى ابن عثمان فى تاريخه ما حكاه القضاعى أنه كان يقول انى بحثت عن زيارة سبعة من
القبور بالجبانة وجاءه رجل فشكا اليه أمرا نزل به فقال له عليك بسبعة قبور فى الجبانة
اسأل الله تعالى عندها تقضى حاجتك ثم ذكر له أشياخا وأسماءها فبدأ بأبى الحسن
الدينورى الثانى عبد الصمد البغدادى الثالث اسماعيل المزنى الرابع المفضل ابن
فضالة الخامس أبو بكر القمنى السادس ذو النون المصرى ومنهم من يختم ببكار وهذا ما
انتهى الينا من ذكر السبعة المختارة على ما نقلته مشايخ الزيارة والحمد لله على كل
حال
وصلى الله على
سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا دائما أبدا الى يوم الدين
فهرست مشتملات كتاب الكواكب السيارة تحتوى على :
أولا ـ فهرست
البلدان والاماكن والطرق والانهار والهياكل ٣٢٤ ـ ٣٣٨
ثانيا ـ فهرست
أسماء الاشخاص والقبائل ... ٣٤٠ ـ ٤١٠
عنى بجمعها وترتيبها
الهمام الجليل الفاضل صاحب السعادة احمد بك تيمور
فهرست أسماء البلدان والاماكن والطرق والانهار
والهياكل
(أ)
الابطح بصحيفة ٣١
اخميم ٩ و ١١ و ٢٧٤
الاراضى المقدسة
١٨٢
ارم ذات العماد
١١
الازهر (جامع)
٨٤ و ١٨٣ و ١٨٩ و ١٩١ و ٢٧٢ و ٢٨٠ و ٢٩٨ و ٣٠٠ و ٣٢٠
الاسكندرية ٦ و
١١ و ٢٧ و ٢٨ و ٣٩ و ٥٣ و ٥٨ و ٨٥ و ٩٩ و ١٠٠ و ١٠٤ و ١٠٨ و ١١٢ و ١٤٣ و ١٧٥ و ٢١٣
و ٣٠٢ و ٣١٢
اسوان ٦ و ١١
اسيوط ٢٠٠
اشبيلية ١٥١ و ١٥٢
و ١٥٤
افريقية ١٨ و ١٩
و ٢٣ و ٢٥ و ٢٨ و ١٤١
الاقمر (جامع)
١٩١
الأندلس ٢٦ و ١٥١
و ١٩٠ ٢٠٠
انطاكية ٨٢ و ١١٣
الاهواز ١٢٢
أيلة ١٣٩
(ب)
باب البحر ٣١٩
الباب الجديد
١٨٥
باب زويلة ١٧٧ و
٣١١
باب القنطرة ٣١٢
باب النصر ٢٤٢
الباطلية ٢٩٧
بدر ٢٦ و ١٣٨
|
|
تابع
(ب)
بربا اخميم ١١
بربا دير بروة
١١
بربا سمنود ١١
بركة الحبش ٢٥٣ و
٣١٥
البروج ٢٤٦
بروة ١١
البصرة ٤٩ و ٥٠ و
٥٨ و ٧٩ و ١٧٢ و ١٨٨
بطن البقرة ١٦٣
بغداد ٤٧ و ٥١ و
٥٥ و ٥٩ و ٦٥ و ٦٦ و ٧٦ و ٨١ و ٨٢ و ٩٩ و ١٤٩ و ١٦٢ و ١٧٨ و ١٨٠ و ٢٢٧ و ٢٣٦ و ٢٩٦
و ٣١٧
البقعة الصغرى
٣٦
البقعة الكبرى
٣٦
البقيع ٣٣ و ٣٤
بلاد الروم ٢٢
بلبيس ٨ و ١٠
بلخ ٨٣
بلقس ١٧٨
بولاق التكرور
١٢٩
بيت الخطابة ١٦١
بيت الله الحرام
١٢٢ و ١٥٨ و ١٩٢ و ٢٤٦ و ٢٨٧
بيت المقدس ١٣٤ و
١٨٨ و ٢٨٢ و ٢٨٥
بئر الحمراء ٢٦٠
بئر سكن ١٨٤
بئر بنى المعافر
١٨٢
البيمارستان
بمصر ١٣
|
(ت)
تربة أولاد ابن
الاثير ٢٧٢
تربة أحمد بن
طولون ٢٧٧ و ٢٧٨
تربة الاخنائية
٢٣٠
تربة الاشراف
٢٨٢ و ٣٠١
تربة أم الاشراف
٢٢٦
تربة الاشراف
الحسينيين ٣٠١
تربة أشهب ٣٧
تربة أصحاب
قضبان الذهب ٥٤
تربة ابن أمير
جندار ٣١٨
تربة الانبارى
١٤٦
تربة أبى بكر
الخزرجى ٢٦٨
تربة أبى بكر
القمنى ١٢٠
تربة (أو مقبرة)
البكريين ٢٢٥ و ٢٢٧ و ٢٢٨ و ٣١٨ (انظر أيضا. حوش)
تربة بنان ٢٩٠ (انظر
أيضا. حوش)
تربة تاج الملوك
١٧٥ و ١٨٠
تربة التكرورى
٢٥٧
تربة التميميين
٢٢٣ و ٢٦٤ و ٢٦٥
تربة بنى الجباب
١٧٨
تربة الجرجانى
١٧١ و ١٧٣
تربة بنى الحباب
٣٠٠
تربة حسان
الانصارى ٧٤
تربة الحصنى ١٩٥
تربة ابن حمدان
٢٠٣
تربة بنى حماد
٨٢ و ١٦٩
تربة بنى حموية
٧٧
تربة الخازندار
٢٧٤
تربة خروف ٢٤٥ و
٢٤٨ و ٢٤٩
|
|
تابع
(ت)
تربة الخزرجى
٢٥٧
تربة الخلفاء ٣٦
تربة أبى الخير
التنياتى ١١٠
تربة الداريين
١٢١
تربة (أو حوش)
أولاد ابن درباس (أو بنى درباس) ٢٢٥ و ٣٠٢ و ٣٠٩
تربة ابن دقيق
العيد ٣٧
تربة أولاد ابن
دقيق العيد ٢٧١
تربة الدينورى
٢٨٥
تربة بنى الذهبى
١٧٢ و ١٧٤
تربة ذى النون
المصرى ٢٣٣
تربة أبى الربيع
المالقى ٢٥٩ و ٢٦٣
تربة بنى الرداد
١٠٥ و ١٧٠
تربة الردينى
٣٠٥
تربة أولاد ابن
رزين ١٨٩
تربة رسلان ٣١١
تربة بنى الرضى
٩٤
تربة زربهان ٢٢٣
و ٢٢٤
تربة ابن زنبور
١٠٨
تربة الزير ٢٢٣
تربة ابن الساس
١٨٦
تربة سالم
العفيف ١٢٠
تربة الست ٢٨٢ و
٢٨٤
تربة الست حدق
٢٣٠
تربة سدرة ٢٨٤
تربة ابن سراقة
المحدث ٣٠٣
تربة أبى السعود
٣١٦
تربة بنى السكرى
٢٦٦ و ٢٦٧ و ٢٦٨
|
تابع
(ت)
تربة السلطان
المعز التركمانى ١٨٩
تربة سماسرة
الخير ١٦٥ و ٢٣٠
تربة سنا وثنا
٢٠١
تربة بنى سنان
٥٤
تربة السنجارى
٢١٥
تربة السنهورى
٢٧٤
تربة السهروردى
٨٤
تربة بنى شداد
العمائم ١٤٩
تربة شقران ٢٣٧
تربة الشهيد ٢٠٣
و ٢٠٤
تربة ابن شيخ
الشيوخ ٢١٧ و ٢١٨
تربة الصاحب
بهاء الدين ابن حنا ١٠٦
تربة الصائغ ٦٤
تربة صدقة
الشرابيشى ٢٠٣
تربة الصوفية ٦٤
و ٦٥
تربة أولاد
الصيرفى ١٨٩ و ١٩٦
تربة أبى طالب
٣١٢ و ٣١٣
تربة الطباخ ١٨٩
تربة بنى طعمة
١٣٣
تربة بنت طولون
٤٤
تربة الطولونى
١٩٥
تربة الطيارين
١٩٥
تربة أبى العباس
البصير ٣١٣
تربة ابن عباس
التاجر ٢٠٤
تربة ابى العباس
الحرار ١١٥
تربة عبد الصمد
البغدادى ٢٩٤
تربة عبد المحسن
الورادى ٢٤٦
تربة ابن عبد
المعطى ١١٤ و ٢٦٤
|
|
تابع
(ت)
تربة أولاد ابن
عرب ٢٥٩
تربة العساقلة
٨٣ و ١٩٥
تربة ابى عمرو
١٩٧
تربة بنى العوام
٢٤٢
تربة العيناء
٢٤١
تربة أولاد عين
الدولة ٢٦٩
تربة بنى الغطيط
٢٥٧
تربة الفاضل ٣٠٩
و ٣١٢
تربة الفاطميين
١٧٦
تربة الفائقى
١٦١
تربة فخر الدين
الفارسى ١٠٨
تربة أبى الفضل
الجوهرى ١٣٤
تربة الفقهاء
الشاميين ٢٠٤
تربة الفقهاء
أولاد مطيع ٢٧٢
تربة أبى القاسم
الفلافلى ٢٢٠
تربة بنى قطيطه
٢٤٧
تربة القوصونية
٢٨٠
تربة ابن كثير
١٨٩ و ١٩٠
تربة الكنز ٢٣١ و
٢٣٢
تربة ابن
الكيزانى ٣٠٣
تربة
المادرائيين ٧٣
تربة الماوردى
١٧٣ و ١٧٤ و ١٧٥
تربة المجاهدين
٢٣٠
تربة المجاهدين
ريسة البحر ٢٢٣
تربة المجد
الاخميمى ٢٧٤
تربة المخزومى
٣٠٥
تربة أم مردود
٣٠٢
تربة المزنى ١٩٣
|
تابع
(ت)
تربة مسافر ١٩٨ و
١٩٩
تربة بنى مسكين
٢٥٧
تربة بنى المصلى
٣٦
تربة المعز ١٨٩
تربة بنى المفضل
١١٨
تربة المفضل بن
فضالة ١٢١ و ١٢٤
تربة المناجى
١٣٩
تربة بنى
المنتجب ٣٠١
تربة بنى
المنتجب ٨٩
تربة النجدى ٨٤
تربة بنى نجية
٢٢٦
تربة بنى نصر
٢٦٥ و ٢٦٦
تربة بنى
النعمان ١٧٥ و ١٧٧
تربة الورادى
٢٤٥ و ٢٤٦
تربة بنى وردان
٦٩ و ٧٠ و ٨١
تربة أولاد
الوشا ١٣١
تربة بنى يغمر
٣٠١
تربة أولاد يونس
٦٤
التل ١٠
تنور فرعون ١٣ و
١٤
التنيات ١١٠
تيه بنى اسرائيل
٨٠
(ج)
الجابية ٧
جامع الاولياء
١٧٤ و ١٧٥
جامع الحاكم ٣٢١
جامع الحرانى
٢٠٢
|
|
تابع
(ج)
جامع الخطيرى
٢٣٠
جامع راشدة ١٨٣
جامع الصالح ٢٦٦
جامع ابن طولون
١٠٥ و ١٧٧ و ٢٧٦ و ٢٩١
جامع ابن عبد
الظاهر ٢٢٩
الجامع العتيق
٥٩ و ٩٣ و ١٠٧ و ١٠٨ ١١٩ و ١٣٥ و ١٤٣ و ١٤٩ و ١٥٠ و ١٦٣ و ١٧٢ و ٢١٩ و ٢٦٩ و ٢٧٤
و ٢٧٧ و ٣٠٩ و ٣٢٠
جامع عمرو بن
العاص ١٣٥ و ١٤٣ و ٢٨٢
الجامع العمرى
١٠
جامع الغمرى ٢٤٤
جامع الفكاهين
١٧٧
جامع الفيلة ١٨٣
الجامع القديم
١٧١ و ١٨٣ و ٢٧٦ (انظر أيضا مسجد بنى سريع)
جامع القرافة
١٧٤
جامع محمود ٢٨٢
جامع مصر ٨٢ و ١١٩
و ١٢٠ و ١٣١ و ١٣٤ و ١٣٥ و ١٣٦ و ١٣٩ و ١٥٩ و ١٦٨ و ١٦٩ و ١٧٨ و ١٩٣ و ٢٠٣ و ٢٢٩
و ٢٤٦ و ٢٤٩ و ٢٥٧ و ٢٥٩ و ٢٦٠ و ٢٦٥ و ٢٦٧ و ٢٦٨ و ٢٧٠ و ٢٧٢
جامع المقسم ٢٢٧
جامع المقياس
٣٢١
|
تابع
(ج)
جامع أم ممدود
٣١١
جبانة خولان ١٦٩
(انظر أيضا مقبرة)
جبانة مصر ٥٦ و
٦٦ و ١٢٤ و ١٣٣ و ١٤٨ و ١٦٨ و ١٦٩ و ٣٠٨ و ٣١٠
جبل القائم ٢٩٦ (انظر
العارض)
الجبل المقدّس
٢٧٦
جبل يشكر ٢٧٦
الجزائر ١٥٤
الجزيرة ٩
جنان بنى سنان
٥٤
الجنة والنار (اسم
مكان) ١٧٥
جوسق الادفوى
١٥٨
جوسق ابن اصبغ
٣٠٧
جوسق خولان ١٦١
جوسق الشريف
الخطيب ١٧٨
جوسق عبد الأعلى
السكرى ٢٤٣
جوسق عبد الجبار
٢٩٥
جوسق عبد الله
بن عبد الحكم ١٨٣
جوسق أبى القاسم
الوزير المغربى ١٦٧ (انظر أيضا مقبرة)
جوسق المادرانى
٦٤ و ٧٣ و ٧٤ و ١٥٥
جيحان ٦
الجيزة ١١ و ٣٠ و
١٣٣ و ١٥٥ و ١٦٣ و ١٨٤ و ٢١٨ و ٢٣٥ و ٢٣٧
(ح)
حارة العواتمة
١٧٨
حارة الكنانيين
٨٣
|
|
تابع
(ح)
حارة اليهود ١٨٤
الحبشة ١٨ و ٨٥
الحجاز ٣٢ و ٥٩ و
٨٦ و ٩٥ و ١١٦ و ١٣٨ و ١٤٩ و ١٥٤ و ١٥٥
الحجرة النبوية
٣٠٠ و ٣٠١ و ٣٠٢
الحرم ٢٩ و ١١٢ و
١٤٩ و ٢٩٨ و ٢٩٩
الحصن ٨ و ٩
الحصن الشريف
٢٧٧ و ٢٧٨
الحطابة ٨٩
حلب ٣١٨
الحمراء ٢٠٣
حمام الغار ٢٣٥
حوش الادفوى ١٢١
حوش الانبارى
١٥٠
حوش البكرية ٢٦٩
(انظر أيضا تربة)
حوش بنان ٢٩٢
حوش تاج الدين
بن عطاء الله ٣٢٠
حوش الجبليين
ريسة البحر المالح ١٩٥
حوش أولاد
الجزار ١٩٧
حوش جمال الدين
عبد الله ٢٠٢
حوش أولاد ابن
أبى خرنوبة ١٤١
حوش أولاد ابن
دار البراغيث ٢٠٢
حوش بنى الدباغ
٢٠٢
حوش أولاد ابن
أبى الرداد ٢٦٨
حوش رسلان ٣١١
حوش بنى رشيق
٢٦٣ و ٢٦٤
حوش الزعفرانى
١١٣
حوش أولاد ابن
سناء الملك ٩٧ و ٩٨
|
تابع
(ح)
حوش الشيخ مسلم
٩٦
حوش صبيح ٢٩٥
حوش الصوفى ١٩٥
حوش طباطبا ٩٣
حوش الظاهر ٣١٩
حوش العامريين
١٤٠
حوش عبد الله بن
أبى جمرة ٣١٩ و ٣٢٠
حوش (أو تربة)
ابن عثمان ٣٠٨
حوش (أو تربة)
بنى عثمان ٣٠٩
حوش العساقلة
٣١١
حوش علاء الدين
الباجى ١٨٩
حوش عوض البوشى ١٠٦
حوش بنى الغطيط
٢٥٧
حوش ابن غلبون
١٤١ و ١٤٢
حوش الفاسى خادم
الآثار النبوية ٩٧
حوش الفقهاء
البهانسة ٢٦٨
حوش الفقهاء
أولاد الشرابى ٢٢٦
حوش الفقهاء
أولاد القطرانى ٢٠٢
حوش الفقهاء بنى
كامل ٩٤
حوش الفقهاء بنى
ميدوم ٢٠٢
حوش الفقهاء بنى
ناشرة ٢٠٣
حوش الفقهاء بنى
نهار ٣٠٢
حوش أبى القاسم
الوزير ١٢١ و ١٦٥ (انظر أيضا مقبرة)
حوش بنى كهمس
١٢٤
حوش الكيزانى
١٥٨
حوش المخزوميين
٢٢٠
حوش المقادسة
١٩٨ و ١٩٩
|
|
تابع
(ح)
حوش النجيبيين
١٥٠
حومة الزغمورى
٢٠٨
حومة عبد المعطى
١٢٣
حومة ابن الفارض
٢٩٧
حومة الفتح ١٥٠ و
١٥١ و ١٥٤ و ١٥٥ و ١٦٩ و ١٧٢ و ١٧٣
الحيرة ٢٥
(خ)
خانقاه بكتمر
٣١٩
خانقاه سعيد
السعداء ١١٠
الخشابين ٢٢ و ١٥٦
خط الازهر ١٩١
خط باب البحر
٣١٩
خط الباطلية ٢٩٧
خط بئر الحمراء
٢٦٠
خط تربة الست
٢٨٤
خط جامع الحرانى
٢٠٢
خط جامع ابن
طولون ١٧٧
خط زاوية اللبان
٢٠٥
خط زربهان ٣٠٩
خط سارية ٣٠٢
خط السنهورى ٢١٩
خط العثمانية
٢٠٤ و ٢٠٥ و ٢٠٨ و ٢٠٩
خط الكيزانى ٣٠٣
خط مأذنة الزير
٢٢٠
خط محمود ٢٨٠
|
تابع
(خ)
خط مذبح الجمل
١٩
خط مسجد الاحجور
١٧٩
خط مسجد عفان
٢٦٣
خطة أصحاب
الرايه ١٤٠
خطة الحاكم ١٨٣
خطة بنى خولان
١٦٠
خطة الدينورى
٢٨٤
خطة بنى عبد الله
بن مانع ١٧٤
خطة القرافة
الكبرى ١٨٣
خطة بنى المعافر
١٦٦ و ١٨٢
خط اليمنى ٢٠٥
خليج الاسكندرية
٦
خليج دمياط ٦
خليج سخا ٦
خليج سردوس ٦
خليج الفيوم ٦
خليج منف ٦
الخليل ٢٤٦
الخندق ٨ و ٨٥ و
٩٧ و ١١٦ و ١٢٢ و ٢٣١ و ٢٤٦ و ٢٥٠ و ٢٨٢
الخيف ١٣٨
(د)
دار حسن الرائض
١٧٩
دار ابن حمدون (أو
ابن حمدان) الواعظ ٢٠٣
دار السلسلة
بالخشابين ٢٢
دار الصافى
الصغيرة ١٧٩
دار الضرب ١٧٦
|
|
تابع
(د)
دار أم غيلان ٨١
دار كهمش ٨٢
دار ابن محفوف
المنجم ١٨٤
دار ابن النعمان
١٨٠
دار أم هانئ ٣٢
درب البقالين
١٩٥
الدرب الجديد
٢١٥ و ٢٢٥
درب السباع ٣٤
درب الكوريين ٣٢
درب الكوم
الاحمر ١٨٤
درب النخل ٢١١
درب النقاش ١٩٤
دكاكين بنى بدر
٢٠٢ و ٢٠٣
الدكة (منظرة)
١٧٦
دمشق ٥١ و ٥٢ و
١٠١ و ١٤٢ و ٢١٦
دمياط ٦ و ١١٢ و
٢٤٦ و ٢٨٣
دير بروة ١١
دير شهران ١٧٦
دير الطين ١٥٨
الديلم (بلاد)
٣١
دينور ٢٨٥ و ٢٨٦
و ٢٨٨ و ٢٨٩ و ٢٩٤
(ر)
رباط الافرم ١٨٣
رباط الامير
مسعود ٢٧٣
رباط الخواص ١٢٢
رباط ام العادل
٩٤
الرس ٥٩
|
تابع
(ر)
رشيد ٦
الرصد ١٨٣
الروضة ٣٢١
الروضة النبوية
٣٠٠
الروم ٧٤
(ز)
زاوية خليل
المسلسل ١٨٩
زاوية الرومى
١٩٥
زاوية ابى
السعود ٣١٢ و ٣١٨ و ٣١٩
زاوية صفى الدين
بن منصور ١٨٢
زاوية ابى طالب
٣١٢
زاوية ابن عبود
٣٠٢
زاوية القناديل
٢٥٨
زاوية اللبان
٢٠٥
زاوية مسعود
الغرابلى ١٠٩
زاوية يوسف
العجمى ١٨٦ و ٢٢٥
الزريبة ٣٠١
زريبة فخر الدين
الفارسى ١٠٨ و ١١٠
زقاق البركة ٣١٢
زقاق ابن شادن
٨٢
زقاق القناديل
٢٥٨
زقاق الهنود ٨٣
زمزم ٢١
(س)
الساحل ٢٥٠ و ٢٦٨
السبع القباب
١٧٨
|
|
تابع
(س)
سخا ٦
سدّ مأرب ١٠٢ و
٣٠١
سردوس ٦
سقيل (هى صقلية)
٢٠
سلمية ١٧٦
سمنود ١١
السودان ١٩٩
سوق البربر ١٨
سوق البزازين ٧٦
سوق بنى حباسة
٢٠٠
سوق عكاظ ٢٧٥
سوق الغزل ٢٢٩
سوق القرافة ٧٦ و
١٧٩
سوق وردان ٩ و ٢٢٥
سيحان ٦
(ش)
الشام ٧ و ١٣ و
٢٢ و ٧٣ و ٨٧ و ١٠٠ و ١٠١ و ١١٦ و ١٢١ و ١٧٨ و ١٨٢ و ١٩٣ و ٣١٠ و ٣١٣
الشرف ١٨٤
شطا ١١٢
شقة الجبل ٨٧ و
١٠٤ و ١٠٥ و ١٢٣ و ١٥٧ و ١٥٨ و ٢١٦ و ٢٢٠ و ٢٧٨ و ٢٨٠ و ٣٠٥ و ٣٠٨
شقة أبى السعود
٢٨٠
شقة سناوثنا ٣٧
شقة العثمانية
٢٠٤
|
تابع
(ش)
شقة ابن عطاء
الله ٣١٩
شقة المصينى ٢٠٩
و ٢١٧ (انظر أيضا مشهد)
(ص)
الصعيد ١١ و ٢٨٧
الصفة ٢٤
صنافير ٣١٥
صنعاء اليمن ٢١٣
و ٢٤٨
صنم الهرمين ١١
(ط)
طرا ١٨٣
طرابلس ١١٢ و ١٤٩
طريق الحاج ٨٥
طور سينا ١٢
طيبة ١١٢ (انظر
أيضا. المدينة)
(ع)
العارض ٢٩٦ و ٢٩٩
و ٣٠٠
العباسية ٣١٥
العراق ٤٧ و ٥٢ و
١٠٢ و ١١٨ و ١٤٦ و ١٥٩ و ١٧٦ و ١٨٢ و ٢١١ و ٢١٢ و ٢٦٩ و ٣١٢
عرفات ٢٠٩ و ٢٤٦
العريش ١١
عريضة (قرية من
قرى المدينة) ١٠٧
عسقلان ٣١٠
|
|
تابع
(ع)
العقبة ١١٩
العقيق ٢١٠
عكاظ (انظر. سوق)
عمواس ٣٠٨
عمود الاعيان
باسكندرية ١١
عين جالوت ٢٨٠
عين شمس ١١ و ٢٠
عين الصيرة ٩
(غ)
الغرب (أنظر
المغرب)
الغربية ٣١٣
غزة ٢١٠
(ف)
الفرات ٦
الفرما ٨ و ١١ و
٩٩
فلسطين ٥١ و ٥٢
الفيوم ٦ و ١٢
(ق)
قاعة الخطابة
بالازهر ٣٠٠
القاهرة ٣٠ و ٦٣
و ٨٩ و ١٠٣ و ١٣٥ و ١٧٥ و ١٧٦ و ١٧٧ و ١٨٤ و ١٩٧ و ١٩٨ و ٢٢٢ و ٢٥٣ و ٢٧٤ و ٢٩٧ و
٢٩٨ و ٢٩٩ و ٣٠٠ و ٣١٢ و ٣١٥ و ٣١٧ و ٣١٨ و ٣١٩ و ٣٢٠
القبة الخضراء
باسكندرية ١١
|
تابع
(ق)
قبة العيد ٧٧ و
٢١٩
قبة الهواء ٦
قبرص ١١
قبور أبناء
زريقة مشايخ الزيارة ٨١
قبور الزياتين
٣٠٥
قبور الشماعين
١٤٤
قبور الفقهاء
أولاد ابن الرفعة ٢٩٧
قبور المراديين
٢٤٦
القرافة ٤ و ٥ و
٣٦ و ٣٧ و ٦٤ و ٦٧ و ٧٦ و ٧٧ و ٨١ و ٨٧ و ٨٩ و ١٠٤ و ١٠٩ و ١٢١ و ١٢٢ و ١٢٨ و ١٣٥
و ١٣٦ و ١٣٧ و ١٥١ و ١٥٤ و ١٥٨ و ١٦٠ و ١٦٤ و ١٧٤ و ١٧٨ و ١٧٩ و ١٨٣ و ١٨٤ و ١٨٥
و ١٨٦ و ١٩٥ و ١٩٦ و ٢٠٢ و ٢٠٩ و ٢١٦ و ٢١٨ و ٢٤٤ و ٢٥٣ و ٢٦٤ و ٢٧٤ و ٢٧٥ و ٢٧٦
و ٢٧٨ و ٢٨٠ و ٢٨٢ و ٢٩٩ و ٣٠٢ و ٣٠٧ و ٣١٣ و ٣١٥
القرافة الصغرى
٥ و ٢٥٣
القرافة الكبرى
٥ و ١٠ و ٣٦ و ١١٥ و ١٥٧ و ١٧١ و ١٧٤ و ١٧٥ و ١٧٦ و ١٨٠ و ١٨١ و ١٨٣ و ١٨٤ و ١٨٥
و ٢٤٩ و ٢٦٦
القسطنطينية ١١٥
و ١١٦
القصر ١٧٥ و ١٧٦
و ١٧٩
قصر الزمرد ١٧٧
قصر الشمع ١٢ و
١٤١
قصر فارس ١١
|
|
تابع
(ق)
القصير ١٣
القلزم ١٣٩
قلعة الجبل ٣٠٢
قلعة صدر ٣٠٧
قليوب ٢٦٧ و ٣١٨
قوص ٩٧ و ٢٩٠
قيسارية ٧
قيسارية العسل
١٧٤
قيسارية بنى مرة
٩٣
(ك)
كابل ١١٩
الكثيب الاحمر
٩٢
الكرك ٢٨٠
الكعبة ٣١ و ٧٤ و
١٥٥ ٣٠٤
الكنيسة العظمى
١٤٣
كهف السادة ١٤
كهف السودان ١٤ و
١٣٠
الكوفة ٢١
الكوم الاحمر
١٨٤
كوم المنامة ٥٣ و
١٨٥
(ل)
للؤلؤة ٢٩٦
(م)
مجرّ الامام
الشافعى ١٩٠
مجر محمود ٧٨ و
٢٨٣
|
تابع
(م)
مجر ورش ١٩٠
مجرى الحصا ٩ و
٢٧٢ و ٢٧٣ و ٣١٨
مجرى السيل ٣٠٠
مجرى المعز ١٩٥
المحجر ٣١
محراب الحجارة
١٤
محراب ابن
الفقاعى ١٤
المخرس ١٨٥
مدافن (أو مقبرة)
بنى زهرة ٨٨ و ٢٠٩ و ٢١٢ و ٢٤١
مدافن بنى عبسون
وهم الطباطبيون ٥٦ و ٥٩
مدافن (أو مقبرة
أو تربة) الفقاعى ٥٦ و ١٢٧ و ١٣٣ و ١٦١
مدافن محمود ٢٨٣
و ٢٩٠
المدرسة بزقاق
القناديل ٢٥٨
مدرسة سوق الغزل
٢٢٩
المدرسة
السيوفية ١٩٨ و ٢٩٨
المدرسة
الشريفية ٢٧٤ و ٣١٣
المدرسة الصابونية
٢١٥
مدرسة الصالحية
٣٠٨
مدرسة ابن عياش
٢٦٨
مدرسة الفاطمية
٢٥٨
مدرسة القاضى
الفاضل ٣١٠
مدرسة المالكية
٢٢٢ و ٢٤٩ و ٢٥٥ و ٢٥٧
مدرسة ابن
مزيبيل ٣٠٤
المدينة ١٩ و ٢١
و ٢٧ و ٣٠ و ٣١ و ٣٣ و ٥٩ و ١٠٠ و ١٠٧ و ١١٠ و ١٣٨ و ١٦٨ و ١٨٠ و ٢١٠ و ٢٤٢ و ٢٧٠
و ٢٧٨ و ٣١٠ و ٣١٣ (أنظر أيضا. طيبة)
|
|
تابع
(م)
مذبح الجمل ١٩
المراغه ٣٦
المراكع ٣٠١
مراكع موسى ٢٩٩ و
٣٠٠
مسجد الاحجور
١٧٩
مسجد الاقدام
١٧٩ و ١٨٢ و ١٨٣
مسجد الامن ١٠٢ و
١١٤ و ١١٥
مسجد الانبار (أو
الانبارى) ١٤٥
مسجد برجوان ٢٢٥
مسجد التنور ١٣
مسجد حمران ١٧٥
مسجد حمام الفار
١٥٨
مسجد الخلعى ١٧٩
مسجد درب
البقالين ١٩٥
مسجد الديلمى ١٤
مسجد الرحمة ١٧٩
مسجد رسلان ٣١١
مسجد الرصد ١٨٣
مسجد رقية ١٧٨ و
١٨٤
مسجد الريح ١٧٨
مسجد الزبير ٥١ و
١٢٤ و ١٧٢
مسجد الزقليط
١٨٠
مسجد زهرون ١٥٥ و
١٦٠ و ١٦١ و ١٦٣
مسجد الزير ١٨٣ و
٣٠٦
مسجد بنى سريع
بن مانع ١٨٣
مسجد سعد الدولة
٣٠٢
مسجد سكن بن
مرّة ١٨٤
مسجد سوق وردان
٢٢٥
|
تابع
(م)
مسجد الشرفة ١٨٤
مسجد الشريف أبى
العباس ١٤
مسجد شطا ٢٤٦
مسجد الصخرة ١٤ و
١٨٥
مسجد العدّاسين
٢٥٧
مسجد العصافيرى
١٤٥
مسجد عفان ٢٦٣
مسجد بنى عوف
١٨٣
مسجد الغنم ١٧٢
مسجد الفتح ٩٤ و
١٧١ و ١٧٢
مسجد الفقاعى
١٢٨ و ١٣٢
مسجد القاسم ٢٦٠
مسجد القاضى
محمد بن سعيد ١٨٠
مسجد القبة ١٧٤
مسجد بنى قرافة
١٧٩
مسجد الكنز ٢٣١
مسجد اللازورد
١٨٣
مسجد اللؤلؤة ١٤
مسجد المحرم ١٤
مسجد محمود ١٤
مسجد المخلص ٢٧١
مسجد المدّعى ١٤
مسجد المعلق ٢٠٢
مسجد مقام
المؤمن ١٤
مسجد موسى ١٤
مسجد النارنجة
١٨٢
مسجد النباش ١٨٠
مسجد النقاطة
١٨٣
|
|
تابع
(م)
مسجد الهيتم ١٤٩
و ١٥٣ و ٢٥٧ و ٢٥٩
مسجد يحيى بن
بكير ٣١٣
مسجد اليسع ١٤
مسلتا
الاسكندرية ١١
المشرق ٢١٢ و ٢٧٢
مشهد آمنة بنت
موسى الكاظم ٨٥ و ٩٢
مشهد الاشراف ٣٧
مشهد الامام
الحسين ٣٠ و ٦٥ و ١٨٤ و ٢٢٧
مشهد الامام
الشافعى ٨٨ و ٢٠٩ و ٢١٧ و ٣٠٤
مشهد الامام
الليث بن سعد ٩٨
مشهد التبن ١٨٤
مشهد رأس محمد
بن أبى بكر ١٨٤
مشهد زيد بن زين
العابدين ١٨٤
مشهد زينب بنت
هاشم ٩٠
مشهد زينب بنت
يحيى المتوج ٨٧
مشهد السيدة
كلثم ٩٦ و ٩٧
مشهد طباطبا ٥٩ و
٦٤
مشهد عقبة بن
عامر الجهنى ٢٤١
مشهد القاسم
الطيب ٩٦
مشهد القاضى
بكار ٤٨
مشهد المصينى
٢١٧ و ٢١٩ (أنظر أيضا شقة)
المشهد النفيسى
٣٠ و ٣١ و ٣٦ و ٩٤ و ١٨٥ و ٢٧٧ و ٣٠٢
مشهد النور ١٨٤
مشهد هاشم
الهاشمى ٨٩
مشهد اليسع
وروبيل ٢٨٢ و ٢٨٣ (أنظر أيضا. مقام)
مصر (تركنا التنبيه
عليها لانها تكررت تقريبا فى كل صفحة)
|
تابع
(م)
مصلى التراويح
١٤١
مصلى الجنائز
١٨٤
مصلى خولان ١٢٨ و
١٥٥ و ٣١٥
مصلى عنبسة ١٦١ و
١٦٩
مصلى بنى مسكين
٤٦ و ٤٧ و ١٨٥
المصنع ١٠٨
مصنع احمد بن
طولون ١٧٩
مصنع الحفارين
١٥٤
المصوصة ٣٢
المعافر ١٣
معبد ذى النون
المصرى ١٠٨
معبد الشيخ
عفيفى العسقلانى ١٧٢
مغارة الاشراف
٢٨٠
مغارة ابن
العارض ١٤
مغارة ابن
الفارض ٢٩٦
المغرب (أو
الغرب) ١٧ و ٢٣ و ٢٧ و ٣٩ و ٦٤ و ١١٢ و ١٤٣ و ١٤٦ و ١٥٣ و ١٥٥ و ١٧٥ و ١٨٢ و ٢١٢
و ٢١٧ و ٢١٨ و ٢٣٧ و ٢٥٦ و ٢٧٢ و ٢٨٨ و ٣٠٦ و ٣١٤ و ٣١٦
مغسل الصالحين ٢٢٣
مقابر قريش ٨٥ و
٩١
مقام المؤمن ١٤
مقام اليسع ١٤ (أنظر
أيضا. مشهد)
مقبرة الادفوى
١٦١
مقبرة بنى
الاشعث ٧٧ و ٧٨ و ٢٢٠
مقبرة البكاء
١٦٧
مقبرة بنى تجيب
٢٦ و ٥٦ و ١٢٧ و ١٦٨ و ١٦٩
|
|
تابع
(م)
مقبرة الجارودى
٥٦ و ١٥٦ و ١٥٧
مقبرة بنى
الحارث ١٦١
مقبرة الحضارمة
٥٥ و ٥٦
مقبرة
الحلفاويين ١٦٤
مقبرة بنى خاقان
٤٢
مقبرة
الخولانيين ٥٦ و ١٥٥ و ١٦١ (أنظر أيضا. جبانة)
مقبرة الرياشيين
١٣٢
مقبرة أولاد
الزراعى ١٩٧
مقبرة السادسة
الحنابلة ٢٢٦
مقبرة السادة
معبرى الرؤيا ٢١٩
مقبرة اولاد ابن
بنت أبى سعد ١٢٣
مقبرة بنى سمعون
٢٦٤
مقبرة الشافعى
١٢٢
مقبرة الشهداء
٢٧٢ و ٢٧٣ و ٣٠٦
مقبرة ابن شيخ
الشيوخ ٣٠٥
مقبرة الصابونى
٢٢٧
مقبرة بنى الصدف
٢٥ و ٥٦ و ٨٣ و ١٠١ و ١٠٢ و ١٠٣ و ١٠٤ و ١٠٥ و ١٤١
مقبرة الصواغ
٢٣٢
مقبرة بنى طعمة
٥٦
مقبرة الطوسى
٢٢٧
مقبرة العامريين
٥٦
مقبرة أبى
العباس الحرار ١٥١
مقبرة أولاد ابن
عبد الحكم ٢٠٩
مقبرة ابن عبد
الغنى ٢٥٨
مقبرة العساقلة
٢٢٣
مقبرة بنى عوف
٢١٤
|
تابع
(م)
مقبرة العيناء
٢٠٩
مقبرة بنى غافق
٢١ و ٥٦ و ١٦٠
مقبرة الغرباء
١٥٧
مقبرة الغمريين
١٩٦
مقبرة بنى
الفرات ٢٤٦
مقبرة الفقهاء
أولاد ابن رحال ٢٢٣
مقبرة الفقهاء
الشاميين ٣١٠
مقبرة الفقيه
ابن خميس ٢١٩
مقبرة أبى
القاسم الوزير ١٦٥ (أنظر ايضا حوش) (وانظر أيضا. مقبرة الوزير المغربى)
مقبرة القضاعيين
٥٦ و ١١٤ و ١١٥
مقبرة الكلاعيين
٥٦ و ١٧٣
مقبرة بنى كندة
٥٦ و ١٢٩ و ١٥١
مقبرة (أو تربة)
بنى اللهيب ٢٤٥ و ٢٥١ و ٢٥٦ و ٢٥٧
مقبرة المادرانيين
٥٦ و ١٥٦
مقبرة المجاهدين
٢٨١
مقبرة بنى مسكين
٤٧
مقبرة مشايخ
الحنفية ٢٩٧
مقبرة بنى
المعافر ٢٦ و ٥٦ و ١٢١ و ١٥١ و ١٦٥ و ١٦٦ و ١٦٧
مقبرة المغاربه
٣٢٠
مقبرة المنذريين
٢٢٣
مقبرة المهلبيين
٢٢٧ و ٢٢٨
مقبرة الهنود ٨٣
مقبرة الوزير
المغربى ١٦٥ و ١٦٧ و ١٧١ (أنظر أيضا. مقبرة أبى القاسم الوزير)
|
|
تابع
(م)
مقبرة بنى يزيد
٩٤
المقطم ٣ و ٤ و
٥ و ٧ و ١٢ و ١٣ و ١٤ و ١٨ و ٢٢ و ٣٨ و ٥٨ و ٨٦ و ١٣٠ و ١٥١ و ١٩٦ و ٢٦٠ و ٢٧٢ و
٢٧٦ و ٢٨٣ و ٢٩٤ و ٢٩٥ و ٢٩٦ و ٢٩٧ و ٣٠٠ و ٣٠٧ و ٣٠٨ و ٣١٠
مقطع الحجارة ١٣
المقياس ١٤٣ و ٣٢١
مكة (المكرمة)
١٧ و ٢١ و ٢٣ و ٢٩ و ٣١ و ٤٠ و ٤١ و ٨٠ و ٨٢ و ٨٣ و ٨٦ و ٩٥ و ٩٦ و ١٠٠ و ١١٥ و
١٣٧ و ١٣٨ و ١٤١ و ١٧٥ و ١٩٠ و ١٩٢ و ٢٠٨ و ٢١٠ و ٢١١ و ٢١٣ و ٢٤٦ و ٢٨٦ و ٢٩١ و
٢٩٨ و ٣١٣
ملعب الاسكندرية
١١
المناخ ٢٦
منار الاسكندرية
١١
منازل العز ٢٦٧
المنصورة ٢١٦
منف ٦ و ٧ و ١١
منية عقبة ١١
المهدية ١٥٣
الموصل ١١١ و ١٢٢
(ن)
الناصرية (مدرسة)
٩٢ و ٢٤٦
نصيبين ١٢٥ و ١٥٨
|
تابع
(ن)
النقعة ٢٣ و ٥٨ و
٦٥ و ٧٧ و ٨٢ ١١٤ و ١٢٨ و ١٢٩ و ١٤١ و ١٤٥ ١٤٦ و ١٥١ و ١٥٤ و ١٦١ و ١٦٣ ١٦٧ و ١٦٩
و ٢٧٤ و ٣٠٠
النقعة الصغرى ٩
النقعة الكبرى ٩
و ٥٨ و ٨١ و ٨٢ و ٩٤ ١٠٦ و ١١٤ و ١١٥
النيل ٥ و ٦ و ٩
و ١٢ و ١٣ و ٢١ و ٢٥ ٣٢ و ٦١ و ٦٩ و ٨٨ و ١٠٣ ١٥٥ و ١٦٣ و ١٧٠ و ١٧٢ و ٢١٤ و ٢٢٩
و ٢٨٢ و ٣٠٩
(ه)
الهرم الشرقى ١٠
الهرم الغربى ١٠
الهرم المؤزر ١٠
هيكل الشمس ١١ و
٢٠
|
|
(و)
الوادى ١٠
وادى ابراهيم
بالحجاز ١٥٤
وادى الدجلة القرقوبى
١٤
وادى الشياطين
١٤
وادى اللبلابة
١٤
وادى المستضعفين
١٤ و ٢٩٨
وادى الملك ١٤
وادى هس ١٤
واسط ٣١٢
(ى)
اليانسية ٣١١
اليحموم ١٣
اليمن ٧ و ١٥٤ و
١٦٨ و ٢١١ و ٢١٣ ٢٣٠ و ٢٤٨ و ٣١٥
|
(تمت الفهرست)
فهرست أسماء الاشخاص والقبائل
(أ)
آدم (عليهالسلام)
١٥٤ و ١٦٦ و ٣١٦
آدم المراواتى
١٩٤
الآدمى ٤٢ و ٤٣ و
٦٤ و ٧٧ و ٧٨ و ٨٠ و ٨١ و ٨٤ و ١٠٢ و ١٠٦ و ١٢٧ و ٢٢٥ (أنظر أيضا.
أحمد. وشهاب
الدين)
آسية ٤١
آسية بنت زرزور
٤٢
آسية بنت مزاحم
٤٢
الخليفة الآمر
الفاطمى ٤٣ و ١٧٦ و ١٧٧
آمنة بنت الحسن
طباطبا ٦٣
آمنة بنت عبد
الله ٩٣
آمنة بنت موسى
الكاظم ٨٥ و ٩٢ و ٩٣
أبان بن يزيد
الرقاشى ٢٤٣
ابراهيم (عليهالسلام)
١٧ و ٣٢ و ١٣٨ (انظر أيضا. الخليل) ابراهيم ١٤٩ و ١٥٤
أبو اسحق
ابراهيم ١٥٨
الفقيه ابراهيم
٢٠٤
ابراهيم ابن
أدهم ٨٢ و ٨٣ و ١١٧
ابراهيم بن اسحق
٢٢٢
ابراهيم بن بشار
أو بشرى ٨٢ و ٨٣
ابراهيم البكاء
١٥٦ و ١٦٧ (أنظر أيضا البكاء)
ابراهيم
الثعالبى ٢٤٨
ابراهيم الجو ٩٤
ابراهيم الحافظ
١٥٥
|
|
تابع
(أ)
ابراهيم الحكرى
٢٨٠
ابراهيم الحلبى
٢٦٨
ابراهيم بن خلاص
الانصارى ٢٥٥
ابراهيم الخواص
٤٣ و ٤٤
ابراهيم
الدوكالى ٢٦٣ و ٢٧١ (أنظر أيضا. الدوكالى)
ابراهيم الراعى
١٩٥
ابراهيم ابن
رسول الله (عليهالسلام) ٢٠ و ٢٨
ابراهيم الرقى
١١١
ابراهيم السطار
١٩٠
ابراهيم بن سعيد
الحبال ١١٧ و ١٤٨ و ١٦١
ابراهيم بن سعيد
الخباز ٣٥
ابراهيم بن سنان
٥٤
ابراهيم الشهيد
٢٥٩
ابراهيم بن صالح
العباسى ٥٦
ابراهيم الصياد
صاحب السمكتين ٢٣١
ابراهيم بن ظافر
القرشى ٢٨١
ابراهيم بن عبد
الله الاشعث ٧٧
ابراهيم العجمى
٢٨٠
ابراهيم
العسقلانى ٢٩٤
ابراهيم الغمر
٤٨ و ٥٩ و ٩٦ و ١٨٤
ابراهيم الغيطى
٢٣١
ابراهيم فاز من
اتقى ٢٨١
ابراهيم القرافى
الخطيب ٢٦٧ و ٢٦٨
نفيس الدين
ابراهيم القرشى ٢٥٠
|
تابع
(أ)
ابراهيم القرشى
الهاشمى ٣٠٦
ابراهيم الكتانى
٣١٩
ابراهيم بن محمد
٩١
ابراهيم بن محمد
حاكم الاسكندرية ١٠٨
ابراهيم بن محمد
الزفتاوى سمسار الخير ١٢٧
ابراهيم بن محمد
الصوفى ١٩٤
ابراهيم بن محمد
الكريدى ٨١ و ١٦٩
ابراهيم بن محيى
الدين الجزار ١٩٧
ابراهيم بن
المروزى ٢١٥
ابراهيم المزنى
العسقلانى ٢٥٨
ابراهيم بن
مزيبيل ٣٠٤
ابراهيم ابن أبى
مسكين الصدفى ١٠٤
ابراهيم
المناخلى ١٩٩
ابراهيم بن
المنقوعى ٣٠٥
ابراهيم بن
ميسرة ١٩
ابراهيم بن نصر
الكاتب ١٢٣
ابراهيم الواعظ
ابن حمدان ٢٠٣
ابراهيم بن يحيى
٣٢٠
ابراهيم بن يحيى
ابن أبى اسحق السيوطى ٣١٨
ابراهيم بن يحيى
بن بلاوه ٣٠ و ٣٤ (أنظر أيضا. ابن بلاوه)
ابليس ١٣٠
الابيض بن حماد
٢٦
الابيض بن عقبة
بن نافع ١٩٤
أبىّ بن كعب ٦
|
|
تابع
(ا)
أولاد ابن
الاثير ٢٧٢
الاحب بن مالك
٢٧
الاحزاب ٨٥
احمد ١٤٩
أبو أحمد ٣١٥
الامام أبو
العباس أحمد ٢٥٦
شهاب الدين أحمد
١٨١
الفقيه أحمد ٢٠٤
و ٢٠٥
أحمد الآدمى ٢٢٠
(انظر أيضا.
الادمى وشهاب
الدين)
أحمد بن ابراهيم
بن جابر ٣٧
أحمد بن ابراهيم
بن سنان ٥٥
أحمد أحد سماسرة
الخير ٢٣٠
أحمد بن احمد
الموشى ٢٦٩
أحمد الاسكندرى
٨٤
احمد بن اسماعيل
بن على النحاس ٢٢٢
أحمد ابن بنت
الامام الشافعى ١٣٣
أحمد الاندلسى
١٨٢
أحمد الاهناسى
٢٦٧
السيد أحمد
البدوى ٨٨
أبو العباس أحمد
البروة ٢٧١
أبو العباس أحمد
البصير ٣١٣ و ٣١٤ و ٣١٥
أحمد البطائحى
١٨٦
أحمد بن بشارة
المتصدر ٢٤٩
أحمد البونى ٢٦٨
أحمد بن تاميت
اللواتى الفاسى ١٧٧
أحمد الجزورى
١٨٦
|
تابع
(ا)
أحمد بن جعفر بن
حيدرة ١١٤
أحمد بن الحداد
٢٥٠
أبو العباس أحمد
الحرار ١١٥ و ١٢٤ و ١٥٠ و ١٥١ و ١٥٢ و ١٥٣ و ١٥٤ و ١٥٥ و ١٨٢ و ٢٦٥
أبو العباس أحمد
الحرانى ٢٩٨ و ١٩٩
أحمد بن حسان
١٦٩
أحمد بن الحسن
بن أحمد بن صالح ٣١٣
أحمد أبو الحسن
البغدادى ٢٩٥
ابو العباس أحمد
بن الحسين ١٤
أحمد بن حمزه
ابن المرادى ٢٧٢
الامام أحمد بن
حنبل ١٦ و ١٩ و ١٢٤ ١٧٣ و ١٩٢ و ٢١١ و ٢١٣ و ٢١٤ و ٣٠٤
أم أحمد خادمة
رباط الخواص ١٢٢
أحمد بن الخطية
اللخمى ٢٣٢ و ٢٣٣ (أنظر أيضا. أبو العباس)
أحمد بن خلكان (أنظر.
ابن خلكان)
أحمد خوش ١٨٦
أحمد الخياط
المدلى ١٣٩
أبو العباس أحمد
بن الخياط الهاشمى ٢٢٩
احمد الزعفرانى
٣٠٥ و ٣٠٨
احمد بن زيد
الحلوانى ٢١٧
أحمد زين الدين
٦٥
احمد بن زين
الدين بن نباتة ١٠٥
أحمد السردوسى
٨٨
أحمد بن سعيد ٤٥
|
|
تابع
(ا)
أحمد بن سلامة
الطحاوى (أنظر أبو جعفر)
أحمد السلاوى
١٠٧
أحمد بن سمعون
٢٦٤
احمد الشاذلى
٢٦٩
أحمد صاحب
الامام الشافعى ١٠١
أحمد بن صالح
التميمى ٢٤٦
أحمد بن طباطبا
٥٩
أحمد بن طولون
١٣ و ١٤ و ٤٢ و ٥٠ و ٥١ و ٦٠ و ٦٧ و ٦٨ و ٦٩ و ٩٥ و ١٠٥ و ١١٥ و ١٥٨ و ١٧٤ و ١٧٧
و ١٧٩ و ٢٧٦ و ٢٩١ و ٢٧٦ و ٢٧٧ و ٢٧٨ و ٢٧٩ و ٢٩١
أحمد بن العباس
صاحب القنديل ١٢٧
أحمد العباسى
١٩٥
أحمد بن عبد
الجبار ١٥٧
أحمد بن عبد
الرحمن بن وهب ٤٥
الفقيه الخطيب
أحمد بن عبد الظاهر القرشى ٢٥٩
أحمد بن عبد
الكريم ٢٩٦
القاضى أحمد بن
عبد الله بن مسلم ٧٣
أحمد بن عبيد
٢٧٤
أحمد العجان ٢٦٩
أحمد بن على بن
الحسن بن طباطبا ٦٠ و ٦١
أحمد بن على بن
الحسين بن شعيب ٨٢
|
تابع
(ا)
أحمد بن على
الرياشى (أنظر الحسن ابن عبد الله)
أحمد بن على بن
محمد ١٠٨
احمد بن عمر ٢٧٤
احمد غطى يدك
٢٤٤
أحمد الفائقى
١٦١ و ١٦٣ و ١٦٤
أم أحمد القابلة
٢٩٤
أحمد بن قاسم
١٧٠
أحمد بن قاسم
الميدومى ٢٠٢
أبو العز أحمد
بن قاسم بن أبى نصر الشافعى ٢٢٨
أحمد بن
القسطلانى ٢٦٠ و ٢٦٢ و ٢٦٣ و ٢٧٠
أحمد بن قصبة
٢١٩
أحمد بن قطب
الدين القسطلانى وقيل البسطامى ٣٢٠
أحمد بن
القليوبى ٣١٠
أحمد الكبير ابن
الرفاعى ٢٨٥ و ٣١٦
أحمد الكتانى
١٥٨
أحمد بن المبارك
٣١٨
أحمد بن محمد بن
ابراهيم القناوى ٢٦٩
الشريف أحمد بن
محمد بن عبد الله ٩٠
احمد بن محمد
العجلى ٢١٧
أحمد بن محمد
المعروف بابن العريف ٢٦٠ (أنظر أيضا. ابن العريف)
أحمد بن محمد
مهندس المقياس ١٤٣
أحمد بن محمد
الواثقى ٥٦
أحمد بن المخلع
٨٧
|
|
تابع
(ا)
الخليفة أحمد
المستضىء بالله العباسى ٢٥٥
الخليفة أحمد
المستنصر الفاطمى (أنظر.
المستنصر)
أحمد المسلسل
١٨٩
أحمد بن المشجرة
المقرى ٤٨
أحمد المطعم او
المطعوم ٢٤٤
أحمد المكفوف
ابن الافطس ٨٧
أحمد المناجى
١٣٩
أحمد المنير شيخ
الزيارة ٢٠٥
أحمد النجدى ٨٤
أحمد النحاس ٣٠٧
أبو بكر أحمد بن
نصر الزقاق ٣٥ و ٧٤ ٧٩ و ٨٠ و ٨١
أبو العباس أحمد
بن النقيب ١٥٥
أحمد بن هبة
الله بن محمد المعروف بابن العديم ٢٧٢
أحمد بن يحيى بن
أحمد بن عمر بن جعفر بن اللهيب ٢٥٣
أحمد بن يوسف بن
عبد الهادى الانصارى ١٩٨
أحمد بن يونس
الصدفى ٨٣
أحمد بن يونس بن
عبد الاعلى ١٠٢
الاحنف ٨
الاخنائية ٢٣٠
الاخوص التميمى
٢٧٣
الشيخ ادريس ٣٢١
ادريس الاصغر ٩١
ادريس الحفار
١٨٩ و ٢٥٠
|
تابع
(ا)
الشيخ ادريس
الخولانى ٣٠ و ٣٥
ادريس بن يحيى
الخولانى ٢٤٢
الادفوى ١٢١ و ١٢٢
و ١٥٦ و ١٥٧ و ١٥٨ و ١٥٩ و ١٦١ و ١٦٣ و ١٦٥ (انظر أيضا. محمد وابو القاسم وأبو
بكر)
الاراسفة ٢١٦
بنو اراش ١٧٩ و
٢٥٥
بنو اربة ١٧٩
أولاد الارتاجى
الفقهاء ٢٢٠
ابن الارسوفى (أنظر.
مجلى)
الارصوفيون ٢٠٩
الارمويون ٢٢٣
اروى العابدة ٥٦
الازرق الكبير
والصغير ابنا طباطبا ٥٩
الازمة بوّابو
الامام الشافعى ٢٤٣
اسامة بن زيد ٩٤
اسامة بن زيد
متولى خراج مصر ١٧٤
اسامة الملاح
١٤٥
ابن اسحاق ٢٢
أبو اسحاق ١٢٧ و
١٩٤
الفقيه اسحاق
٢٢٧
اسحاق بن
ابراهيم ١٩٩
اسحاق خادم أبى
السعود ٣١٨
أبو اسحاق
العراقى ٣٠٧
أبو اسحاق بن
الفرات ١٦٨ و ١٦٩
أبو اسحاق
المعروف بابن ناشرة الدخاخنى ٢٠٣
|
|
تابع
(ا)
اسحاق المؤتمن
زوج السيدة نفيسة ٣٢ و ٣٣ و ٣٤ و ٢٧٨
أبو الوحوش أسد
٣٠٢
أسد بن عبد
الرحمن الدمشقى ٥١
بنو أسد بن عبد
العزى ٢٠
أسد الغبى ١٨٨
أسد بن موسى
فقيه مصر ١٦٦ و ١٦٧
بنو اسرائيل ٥ و
٨٠
أولاد اسرائيل
الفقهاء ٢٨٣
الاسعد بن
الغطيط ٢٥٧
أسعد بن النحوى
٢١ و ٣٤ و ٣٨ و ٥٢ و ٥٤ و ٦٠ و ٦١ و ٧٣ و ٨٩ و ٩٥ و ٩٦ و ٩٩ و ١١٨ و ١٢٩ و ١٤٦ و
١٤٧ و ١٦٧ و ١٦٩ و ١٨٠ و ٢١٤ (أنظر أيضا العبيدلى فلعله هو بدليل اسم كتاب من
تأليفه وانظر أيضا. أسعد النسابة)
أسعد النسابة ٤ و
٨٥ و ٨٧ و ٨٨ و ٩١ و ٩٢ و ٩٥ و ٩٦ و ١٠٢ و ١٦٩ و ١٧٠ و ١٨٤ و ٢٤٢ و ٢٤٨
الاسلميون ١٧٩
أسماء بنت أبى
بكر ٢٢ و ٩٣
أسماء بنت عبد
العزيز بن مروان ٩٣
أسماء بنت عميس
الخثعمية ١٩ و ١٨٤
اسماعيل (عليهالسلام)
١٦٦
|
تابع
(ا)
اسماعيل ٧٣ و ٩١
و ١٤٩
الحافظ اسماعيل
٢٤٥
أبو عبد الله
اسماعيل ٧٩
الفقيه اسماعيل
٢٠٥ و ٢٢٧ و ٢٦٨
اسماعيل الاعرج
ابن جعفر الصادق ٨٩ و ١٧٦ (أنظر أيضا. اسماعيل ابن جعفر)
اسماعيل
الاهوازى ١٢٢
اسماعيل البزاز
١٧٠ و ١٨٨
اسماعيل التاجر
١٩٠
مهذب الدين
اسماعيل التميمى ٢٢٣
اسماعيل بن جعفر
الصادق ٩٠ (انظر. أيضا اسماعيل الاعرج)
اسماعيل بن حسين
الزعفرانى صاحب الامام الشافعى ١٠٢ و ١٥٠ و ١٥١
اسماعيل الحسينى
الماوردى ١٧٣ و ١٧٤
اسماعيل الديباج
٤٨ و ٥٩
اسماعيل
الزغمورى ٢٠٨
اسماعيل بن عبد
الرحمن بن أبى الطيب ٢٥٠
اسماعيل بن عبد
الله القيسى ٢٤٣
اسماعيل بن على
بن أحمد ٧٤
اسماعيل بن عمرو
الحداد ٧٠
اسماعيل بن
الفضل بن عبد الله الانصارى ٢٥٦
|
|
تابع
(ا)
اسماعيل المزنى
صاحب الشافعى (أنظر. المزنى)
اسماعيل المفلوج
المشهور بالصائم ٣٦
اسماعيل الموله
١١٩
اسماعيل بن يحيى
بن محمد بن أبى الرداد ٢٦٨
الاسنوى ٢٨٥
الاسود بن
الابيض بن عقبة ١٩٤
الاسود العنسى
٢٤٢
بنو اشجع ١٧٩
الاشراف ٣٧ و ٢٢٦
و ٢٨٠
أم الاشراف ٢٢٦ و
٢٢٧ و ٣١٣
الاشراف
الحسينيون ٣٠١
ابن أشرف ٢٠٥
بنو الاشعث ٧٧ و
٧٨ و ٧٩ و ٢٢٠
الاشعريون ١٧٩
اشهب ١٦٦ و ٢٩٠
اشهب صاحب
الامام الشافعى ١٩٣
اشهب بن عبد
العزيز صاحب الامام مالك ٣٧ و ٣٨ و ٤٠ و ٦٥
ابن اصبغ ٣٠٧
أولاد الاصبغ
٢٠٨
الاصبغ بن عبد
العزيز بن مروان ٣٠
أصحاب الراية
١٤٠
أصحاب قضبان
الذهب ٥٤
أعلاهم الشامى
٦٥
أبو الاعور
السلمى ٢١
بنو اعين ١٦٤
|
تابع
(ا)
بنو اعين بن ليث
٢١٣
الاعينى صاحب
الامام الشافعى ١٠١
الافتخار اليمنى
١٩٩
الافرم ١٨٣
الافضل أمير
الجيوش ٤٨ و ١٢٦ و ١٣٥ و ١٧٢ و ٢٣٧ و ٣٠٤ و ٣٠٥
افضل الدين
الخونجى ٩٨
الفقيه اقمر
امام قلعة صدر ٣٠٧
امامة ١١٩
أبو امامة الباهلى
١٦
الامشاطى مؤذن
جامع مصر ١٢٠
ابن أمير جندار
٣١٨
أمين الدين
الضرير ٩٧ و ١٩٧
بنو أمية بن عبد
شمس ٢٠ و ٢٢ و ٥٢ و ٥٥
الانبارى ١٤٥ و
١٤٦ و ١٥٠
ابن الانبارى ٩٠
(أنظر أيضا. أبو بكر.
وأبو القاسم)
انس ٢١٠
انس بن مالك ١٦
انس بن مدركة
الخثعمى ١٤٧
انس الناسخ ٢٣٠
الاهناسيون ٢٦٣
اوران بن فيان
٢٨٤
أوس بن فياض
المرادى ٢٧٣
بنو اياد ٢٧٥
اياس بن البكير
٢٩
|
|
تابع
(ا)
اياس بن عامر
الغافقى ١٦١
اياس المقعد ٣٠٣
أيوب ٢٨٦
أبو أيوب
الانصارى ٢٢ (أنظر أيضا.
خالد بن زيد)
أيوب الخواص ٣١٧
(ب)
ابن بابشاذ
النحوى ٣٥ و ٧٩ و ١٦٥ و ١٦٨ و ١٦٩
البالسى ٨٩
بجيلة (قبيلة)
١٧٩
الشريف البخارى
٢٨٤
البخارى (انظر
محمد بن اسماعيل)
بنو بدر ٢٠٢ و ٢٠٣
بدر الدين ٢٨٤
بدر الدين بن
جماعة ٢١٧
بدر الدين
الزولى ٢٤١
بدر الدين بن
الصاحب ١٠٨
بدورة الساحرة
١١
ابن البرادعى
١٧٢
البربر ١٨ و ٢٨
برجوان ٢٢٥
ابن برّى النحوى
(أنظر عبد الله)
أبو البركات ٢٣٠
و ٢٥٠ و ٢٥٤ و ٢٥٦ و ٢٥٩ (أنظر أيضا. عبد المنعم)
بركات بن
ابراهيم الخشوعى ٢٧٢
أبو البركات
البزاز ١٤١
ابن أبى البركات
العجمى ٢٤٤
|
تابع
(ب)
أبو البركات ابن
أبى الفضل الجوهرى ١٣٩
برهان الدين
الاخنائى ٢٣٠
برهان الدين
الميدومى ٢٠٢
بريدة ١٤ و ١٥
بريدة بنت ملك
السودان ١٧٥
البزاز ٢٣٧ (أنظر
أيضا. الحسن ابن عبد الله. وأبو القاسم)
البزاز الاندلسى
١٤
البسطامى ١٧١
بشر بن أرطاة ٢١
و ١٤٠
بشر بن أبى بكرة
٥١ و ٥٢ و ١٠٢
بشر الحنفى ٢٧
بشر بن منصور ١٧
بشرى بن سعيد
الجوهرى ٦٦ و ٦٨ و ٦٩
ابو بصرة
الغفارى ٥ و ١٨ و ٤٦
البصرى ٢٣٥
ابن بصيلة ٦٩ و
١٤٩
بغا الكبير
والصغير ابنا طباطبا ٥٩
البقال ٢٩٩
بكتمر ٣١٩
بكر ١١١
أبو بكر (رضى
الله عنه) ٦ و ١٦ و ١٩ و ٢٤ و ٤٧ و ٨٦ و ٩٠ و ١١١ و ١٢١ و ١٢٤ و ١٧٦ و ١٩٢ و ٢٢٠
و ٢٢٧ و ٢٢٨ و ٢٤٢ و ٢٦٠ و ٢٧١ و ٢٧٣
ابو بكر ٢٢٧ و ٢٨٦
(أنظر أيضا. محمد ابن داود فى ٢٨٨)
|
|
تابع
(ب)
ابن أبى بكر ٨٢
أبو بكر الاجرى
١٧٢
أبو بكر الادفوى
٣٥ و ١٠٨
أبو بكر
الاصطبلى ٢٨٢ و ٢٩٦
أبو بكر
الاصفهانى ١٠٨
أبو بكر
الاقريطشى ٢٩٢
أبو بكر
الانبارى ١٤٦ و ١٤٧ و ١٤٨ و ١٥٠
أبو بكر البهائى
١٠٢
أبو بكر بن ثابت
٦٦ و ٧٥
أبو بكر جد مسلم
القارى ١٤ (أنظر أيضا. محمد)
أبو بكر الحدّاد
٣٥ و ١٩٠
أبو بكر بن
الحسين القسطلانى ٢٥٨
أبو بكر الحميدى
٢١٣
أبو بكر بن ابى
الحيات ٢٨٠
أبو بكر خادم
الادفوى ١٠٨
أبو بكر الخزرجى
٢٦٨ و ٢٦٩
أبو بكر
الدارانى ١١١
أبو بكر الدلاصى
٢٧٢
أبو بكر بن الزريقه
شيخ الزيارة ٨١
أبو بكر الزقاق
١٢٨ و ١٣٣
أبو بكر بن
سليمان الطرطوشى ٢٥٩
أبو بكر بن صبيح
٢٩٥
أبو بكر بن عبد
الغفار المهلبى ٢٢٨
أبو بكر بن عبد
الله الحضرمى ٥٩
بكر بن عبد وليد
٢٧٤
أبو بكر بن عتبة
٢٧٠
|
تابع
(ب)
أبو بكر عتيق (أنظر.
عتيق الحنبلى)
أبو بكر بن فورك
المعروف بابن الامام ١٤٤ (أنظر أيضا ابن فورك)
أبو بكر بن أبى
القاسم ٢٢٧
أبو بكر القمنى
٢٦٨ و ٢٧٤ و ٣٢١ (أنظر أيضا. محمد)
الوزير أبو بكر
المادرانى ٢٤٠ (أنظر أيضا محمد بن على)
أبو بكر المبيض
٢٤٢
أبو بكر المجلى
١٢٧ و ١٢٨
أبو بكر المحلى
٢٨٠
أبو بكر بن محمد
المالكى ٢٩٥
بنو بكر المصرى
١٢٦
أبو بكر المصرى
الشرابى ١٩٥
أبو بكر المصفر
الرباطى ٤٠
أبو بكر النحاس
٣٠٣
أبو بكر النحوى
١٨٨
البكرى المؤذن
٣٠٩
البكريون ١٩٧ و
٢٢٥ و ٢٢٧ و ٢٢٨ و ٢٦٩ و ٣١٨
البكاء ١٦٧ و ٢٥٦
بنو البكاء
الفقهاء ٢٥٤
القاضى بكار بن
قتيبة ٤٨ و ٤٩ و ٥٠ و ٥١ و ٥٥ و ٨١ و ١٠٢ و ١٨٨ و ٢٩١ و ٣٢١
أولاد ابن بكير
٢٢٠
بكير بن عبد
الرحمن ٢٣٤
بكير جد يحيى
١٤١
|
|
تابع
(ب)
البلاسى ٣١٩
بلاغ جارية بن
سنان ٥٥
بلال بن الحارث
المزنى ٢٦
بلال الحبشى ٣٠٠
بلال عتيق فخر
الدين الفارسى ١١٠
البلخى الواعظ
١١٨
بلقيس ٣٠١
ابن بللوه ٤ و ٩
و ٩٥ و ١٥٨ (أنظر أيضا ابراهيم بن يحيى)
البنات الابكار
٩٥ و ٢٢٣
بنان بن محمد
المعروف بالحمال ٣٥ و ٩٠ و ٢٩٠ و ٢٩١ و ٢٩٢
بهاء الدين
الاخلاطى ٢٨٤
بهاء الدين بن
تقى الدين البهنسى ٢٦٨
بهاء الدين
الكازرونى ٢٨٤
بهاء الدين بن
محمد الحباك ٣٢١
الشيخ بهادر ٢٨٠
البهانسه ٢٦٣ و
٢٦٨
أولاد البوشى
الفقهاء ٢٣٠
البويطى صاحب
الامام الشافعى ١٠١ و ١٢٧
بيرم ٣٧
بيرم السواق ٢٩٠
بيصر بن حام ٧
(ت)
أبو الكرم تاج
٢٤٨
تاج الدين ٣١٣
|
تابع
(ت)
تاج الدين
البليانى خادم الآثار النبوية ٩٧
تاج الدين بن
الخطيب الموصلى ١٩٩
تاج الدين بن
شمس الدين ٣٢١
تاج الدين بن
عطاء الله ٣١٩ و ٣٢٠ و ٣٢١ (أنظر ايضا. ابن عطاء الله السكندرى)
ابن التاجر ١٠١
تاج الملوك ١٧٥ و
١٨٠
بنو تاشفين ملوك
الغرب ١٧١
تجيب (قبيلة) ٢٨
و ١٧٩
بنو تجيب ٢٦ و ٥٦
و ١٢٧ و ١٦٨ و ١٦٩
التجيبيون ٢١٤
بنو تراب ١٧٨
أبو تميم تراب
الحافظى ١٧٨
الترمذى ١٦
الترمنتى ٢٦٨ (أنظر
أيضا. سعيد.
وظهير الدين)
تقى الدين ٢٨٤
التكرورى ٢٥٧
تكين سلطان مصر
٧٣ و ٧٨ و ٩٠ و ١٩٩ و ٢٨٥ و ٢٨٦ و ٢٩٠ و ٢٩١
تمر الاستاذ ٣٠٢
التمار ١٦٩
ومالك تميم
الاشعرى ٢٤
|
|
تابع
(ت)
تميم الدارى ١٢١
٢٢٣
تميم بن المعز
الفاطمى ١٧٦ و ١٩٨
التميميون ١٢١ و
١٧٩ و ٢٢٣ و ٢٤٦ و ٢٦٤ و ٢٦٥
(ث)
ثابت الطليان
٢٠٤ و ٢١٧
الثعالبى ٤٢ و ٢٩٢
(لعل صوابه الثعلبى)
ابن ثعلب ٢٤٤ و
٢٤٩ و ٢٥٦
أولاد ابن ثعلب
٢١٧ و ٣٢٠
ثقيف ١٦٧
ثوبان بن
ابراهيم ٢٣٥ (انظر أيضا ذو النون)
ثوبان مولى رسول
الله ٢٣ و ٢٧
ثوبة بن نمر الحضرمى
٥٧
أبو ثور صاحب
الامام الشافعى ١٠٢
أبو ثور الفهمى
٢٤
(ج)
ابن جابار ٢٠٠
جابر الصدفى ١٠٣
جابر بن عبد
الله ٣٠
جابر العجمى
افتخار الدين ٦٥
جاحل الصدفى ٢٥ و
١٠٣
الجارودى ٥٦ و ١٥٦
و ١٥٧
جالوت ٢٨٠
بنو الجباب ١٧٨
|
تابع
(ج)
ابن الجباس ٤ و
٨ و ٩ و ٣٧ و ٤١ و ٤٦ و ٤٧ و ٥١ و ٥٤ و ٥٥ و ٥٦ و ٥٨ و ٦١ و ٦٣ و ٦٧ و ٦٨ و ٧٠
و ٧١ و ٧٧ و ٧٨ و
٨١ و ٩٨ و ١٠٠ و ١٠١ و ١٠٣ و ١٠٤ و ١٠٥ و ١٠٧ و ١٢١ و ١٤٠ و ١٤٥ و ١٤٦ و ١٥٥ و ١٦٠
و ١٦٨ و ١٦٩ و ١٩٣ و ١٩٦ و ٢٠١ و ٢٠٣ و ٢١٦ و ٢٢٠ و ٢٤٢ و ٢٤٤ و ٢٤٥ و ٢٥٢ و ٦٥٧
و ٢٥٩ و ٢٧٢ و ٢٨٢ و ٢٨٥ و ٢٨٨ و ٢٩٤ و ٢٩٥ و ٣٠٢ و ٣٠٣ و ٣٠٩ و ٣١٣ و ٣١٨ (انظر
أيضا القرشى وابو عبد الله القرشى ومحمد بن الجباس)
أبو جبر البدرى
٢٦
الجبرتى ٢٢٥
جبريل (عليهالسلام)
٢٢ و ٢٣ و ٢٦ و ٢٧ و ٤٢ و ٢٣٤
أمين الدين
جبريل ٢٦٨
جبريل الحطاب
٣٠٢ و ٣٠٥
جبريل الخياش
٢٠٠
جبريل بن عدلان
الكتانى ٢٠٢
جبريل القليوبى
٢٠٩
جبريل المجرى
٣٠٥
الجبليون ريسة
البحر المالح (انظر ريسة البحر)
|
|
تابع
(ج)
الجبليون
الفقهاء ٢٠٩
الجرجانى ١٧١ و
١٧٣
الجرجانى الوزير
٨١ (انظر أيضا الحسين)
جرهد الاسلمى ٢٦
و ١٦٦
جريج ٤٢
الفقيه الجزرى
الكبير ٣٠٨
أولاد الجزار
الفقهاء ١٩٧
الجعافرة ٢٧٧
جعفر ١٦٩
أبو جعفر ١٣٩ و
٢٣٤
الشريف جعفر ٩٧ و
٢٩٠
جعفر الاصغر ٢٥٣
جعفر الاكبر ٢٥٣
جعفر البالسى
١٨٨
أبو جعفر
البلقينى ٨٤
جعفر الجمال ٩٥ و
٩٦ و ١٦٩
جعفر بن الحسن
بن الحسين بن على ٦١
جعفر بن حميد
المكناسى ١٤٣
جعفر بن دانية
٢٧٣
أبو جعفر الرازى
٩٠
جعفر بن ربيعة
١٠٠
جعفر بن الرفعة
٢٥٩
جعفر بن سيدبونة
الاندلسى ١٥١ و ٣١٤ و ٣١٥
أبو جعفر شيخ
النسابة ٦١
|
تابع
(ج)
جعفر الصادق ٣٢ و
٦٦ و ٨٨ و ٨٩ و ٩٢ و ٩٣ و ٩٥ و ٩٦ و ١٠٧ و ١١٨ و ١٧٦ و ٢٠١
جعفر بن أبى
طالب ١٩ و ٨٥ و ٨٧
أبو جعفر
الطحاوى ٣٥ و ٥٠ و ٥١ و ٥٥ و ٧٨ و ١٦٩ و ١٧٠ و ١٩٥ و ٢٨٢
جعفر بن عمرو بن
أمية الضمرى ٢٠٨
جعفر بن الفرات
١٤ و ٨١ و ٨٢ و ٢٠٢ و ٣٠٣
جعفر الكوفى ١٨٨
جعفر بن محمود
المصرى ٢٥٧
أبو جعفر
المنطقى ٢٠٠
أبو جعفر الناطق
٤١
أبو جعفر النحاس
٣٥
أبو جعفر بن نصر
٦٤
أبو جعفر
النيسابورى ١٤٣ (انظر أيضا النيسابورى)
الجعفرى ٢٨٣
جعفر بن يزيد
العدوى ١١٨
ابن الجلا ٢٣٤ و
٢٨٥ و ٢٨٨
أولاد ابن
الجلال ٣١١
الجلال بن برهان
١١٩
جلال الدين
الفهرى ٢٥٩ و ٢٧١
ابن الجلاب ٢٥٦
أبو الحسن
الجلاد ١٤٦
أولاد الجليس
٢٥٩
|
|
تابع
(ج)
السيدة جليلة ٦٧
الشيخ جمال ١٠٢
جمال الدين ١٨١
جمال الدين
الارموى ٢٢٣
جمال الدين
البهنسي ٢٦٨
جمال الدين
أبودية ٣٠٥
جمال الدين بن
ظافر الحمصى ١٩٩
جمال الدين بن
عبد الله ٢٠٢
جمال الدين بن
كمال الدين التسترى ٢٢٩
جمال الدين
المالكى ٣٢١
جمّال عائشة أم
المؤمنين ٢٤٣
الجميزى ٤٨
ابن بنت الجميزى
١٧٩
الاشراف أولاد
جميل ٩٦
ابو جميل بن
عامر ١٧٢
أم جميل
العسقلانية ١٠٧
أولاد جميل
اللبان الفقهاء ٢٠٤
جنادة بن أمية
الازدى ٢٣
جنادة بن زرارة
٢٧
جندب بن جنادة (أنظر
أبو ذر)
الجنيد ٧٩ و ٢٧٥
و ٢٨٥ و ٢٨٦ و ٢٩١ و ٢٩٢
أبو جهل ١٩
أبو جهم ٢١١
أم جهيم
المكاشفة ٢٠٦
أبو الجود ١٢٦ و
١٧٨ و ٢٥٧
ابن الجوزى ٦٧ و
٣٠١ (أنظر أيضا أبو الفرج)
|
تابع
(ج)
الطواشى جوهر
خادم الحجرة النبوية ٣٠٢
جوهر القائد ٦٣ و
٥٧٥
جوهرة خادمة
السيدة نفيسه ٣٦
ابن الجوهرى ٣٩
الجيزيون ٨٩
(ح)
حاتم ٢٣٥
حاتم بن ظافر بن
حامد الارسوفى ٢٢٦
بنو الحارث ١٦١
الحارث البقال
١٠٢
الحارث التجيبى
٢٩٠
الحارث بن مسكين
٣٩ و ٤٧
الحارث بن يزيد
١٠٠
الحارث بن يعقوب
١٦١
حاطب بن ابى
بلتعة اللخمى ٢٠
الحافظ القاطمى
١٧٨ و ١٨٤
ابو حافظ ١٤٧
الحاكم بامر
الله ١٤ و ٤١ و ١٣٣ و ١٧١ و ١٧٦ و ١٨٣ و ٣٢١
حامد بن العاضد
١٧٧
حامد بن قارح
اليشكرى ٢٧٣
حام بن نوح ٧
بنو الحباب ٣٠٠
بنو حباسة ٢٠٠
ابو الحبال ٢٦١
حبيب بن ابى
يزيد ١٤١
الحجازى ٣٢١
الحجاج ٢٣ و ٢٩ و
١٤١ و ١٦٨
|
|
تابع
(ح)
ابو الحجاج ٢٢٢
ابو الحجاج
الاشبيلى ٣٥
أولاد ابى
الحجاج الاقصرى ٢٦٥
عز القضاة
الحجار شيخ الزوار ١٠٦
ابن الحدّاد ١٣٣
الست حدق ٢٣٠
حذافة ٨
ابن حذافة
السهمى ٢٤١
حذيفة البارقى
٢٤١
حذيفة بن الحارث
٢٥
حذيفة اليمانى
٢٤١
الحرار ٣١٥ و ٣١٦
(انظر ايضا.
احمد)
الحرانى ٢٠٢
الحرانيون
الفقهاء ١٩٨ و ١٩٩
حرملة ١٨
حرملة صاحب
التاريخ ٤ و ١٢٧
حرملة بن عمرو
بن العاص ٨٥
حرملة بن يحيى
٣٥
حرملة بن يحيى
صاحب الامام الشافعى ١٠١ و ١٢٥ و ١٢٧
الحرومكى الزهرى
٢٠٢
أبو حريش ١٤٢
حزام بن عون ٢٧
حسام الدين
الازهرى ٢٨٤
حسام الدين حادى
الفقراء ٢٨٤
بنو حسان ١٦٩
حسان الانصارى
٧٤
|
تابع
(ح)
حسان التراس ١٧٢
حسان العجمى ٢٨٤
حسان بن على
القطانى ٩٧
أبو الحسن ٤٥
أبو بكر الحسن
١٥٠
أم الحسن (انظر
الحنفا)
الحسن بن
ابراهيم ١٩٠ و ٢٠٠
أبو الحسن
الارتاجى ٧٠
الحسن الاصغر
١٦٩
الحسن الاكبر
والاصغر ابنا طباطبا ٥٩
أبو الحسن امام
مسجد الفقاعى (انظر أبو منصور)
أبو الحسن
الانصارى ٣٠٤
أبو الحسن
الانهاوى ٣١٢
الحسن الانور ٨٧
و ٢٨٠
أبو الحسن
الاهوازى ٢١٠
أبو الحسن
البغدادى ١١٨ و ١٢٧
حسن بن أبى بكر
الاصفهانى ٢٨٤
حسن البلخشانى
٢٨٤
أبو الحسن
البهاوى ١٢٤
حسن بن تاج
الدين ٩٧
حسن التركى ٢٨٤
حسن التسترى ٩٥
الريس حسن بن
جناح ٩٨
بدر الدين حسن
اخو الحرار ٢٦٥
الحسن بن حسان
الانصارى ٧٤
الحسن بن الحسن
بن على ٨٨ و ٩٠
|
|
تابع
(ح)
الحسن بن الحسين
بن على ٦١
ابن الحسن
الحضرمى ٢١٦
أبو الحسن
الحوفى ١٥٨
الحسن بن حيدرة
٦٦
أبو الحسن
الخباز ٢٠٤
أبو الحسن
الخلعى ١٥٩
أبو الحسن بن
الخلفى ٣٥
حسن دروشان ١١٠
أبو الحسن
الدقاق ٣١٧
أبو الحسن
الدينورى ٤٨ و ١٢٩ و ١٣٠ و ١٣١ و ٢٨٥ و ٢٨٦ و ٢٨٧ و ٢٨٨ و ٢٨٩ و ٢٩٠ و ٢٩١ و ٢٩٣
و ٣٢١ (انظر.
ايضا ابو الحسن
بن الصائغ) (وانظر. الدينورى) (وانظر.
ابن الصائغ)
حسن الرائض ١٧٩
أبو الحسن
الردينى (انظر. على بن مرزوق وانظر. الردينى)
الحسن بن رشيق
٢٦٤
أبو الحسن الرفا
١٦٣ و ٢٥٧
أبو الحسن
الرماح ٤٦
أبو الحسن
الزنارى صاحب الغزالة ٢٨٤
الحسن بن زولاق (انظر.
ابن زولاق)
الحسن ابو زيادة
٢٤٤
الحسن بن زيد ٣١
أبو الحسن ابن
بنت ابى سعد ٢٥٥
الحسن بن سعيد
٩٩
|
تابع
(ح)
أبو الحسن ابن
بنت ابى سعيد ٢٧٦
الحسن بن سعيد
الوراق ٢٩٢ و ٢٩٣
الحسن بن سفيان
١٥٨ و ٢٧٨ و ٢٧٩
ابو الحسن
السنهورى ٢٧٤ (انظر ايضا. السنهورى)
ابو الحسن
الشاذلى ٣٢٠
الحسن بن شبل
٢٠٥
ابو الحسن
الشيرازى ٣٥ و ١٣٨
ابو الحسن صاحب
الابريق ٢٩٠
ابو الحسن بن
الصائغ ١٧٧ و ١٧٨ (انظر. ايضا ابن الصائغ وابو الحسن الدينورى والدينورى)
ابو الحسن
الصائغ ٦٤
ابو الحسن
الصفار ٢٧٨ و ٢٨٠
ابو الحسن
الصقلى ٢٣١
ابو الحسن
الصياح ٢٨١
ابو الحسن ابن
طاهر بن غلبون ١٤٣
ابو الحسن
الطرائفى المعروف باقراء الضيف ٢٠٢
ابو الحسن
الطويل ٢٦٤ و ٢٦٥
ابو الحسن بن
ظريف ٢٧٠
الحسن بن عبد
الرحمن الجوهرى ٨٢ و ٦٩١
الحسن بن عبد
الله الرياشى ١٣٢
حسن العسقلانى
١١٠
الامام الحسن بن
على (عليهماالسلام) ٣٤ و ٤٣ و ٤٨ و ٥٩ و ٨٧ و ٨٨ و ٨٩ و ٩٠ و ٩١ و ٩٦
|
|
تابع
(ح)
الحسن بن على بن
الاشعث ٧٧
الحسن بن على
طباطبا ٦٢
الحسن بن عمر بن
عثمان الخولانى ١٦٠
حسن بن عيسى ٢٨٤
ابو الحسن الفرا
١٧٠
ابو الحسن
الفقاعى ١٢٩ و ١٣٠ و ١٣١ (انظر ايضا. الفقاعى)
ابو الحسن
القرافى ١٣٣
ابو الحسن
القرشى المعروف بابن ترس ٢٩٢
ابو الحسن
القرقوبى ١٤ و ٢٣١
ابو الحسن
القيسرانى ٢٥٩
حسن الكردى ٢٨٤
ابو الحسن
المالكى ٦ ٣
الحسن المثنى ٤٣
و ٤٨ و ٥٩ و ٨٨ و ٨٩ و ٩٠ و ٩١ و ٩٦
ابو الحسن
المحدث ٢٦٦
الحسن والمحسن
٩١ و ٩٣
الحسن بن محمد
الجيلى ٤١
المجد الحسن بن
محمد الطيب ٣١١
حسن بن مروان
الرفاعى ٢١٦
ابو الحسن
المصينى الضرير ٢١٧
ابو الحسن
المقرى ١٥٧
حسن بن منصور
١٩٩
حسن المؤدب ١٨٦
ابو الحسن
النكتى ٣٥
ابو الحسن
النيسابورى ٧٥
|
تابع
(ح)
ابو على الحسن
بن همام الروذبارى ٢٣٦ (انظر أيضا. ابو على الروذبارى)
حسنة بنت
النجاشى ٢٤١
الحسن بن وهب ٤٦
و ٧١
الحسن بن يحيى
الشبيه ١٥٥
الحسين ١١١
ابن الحسين ٢٨٥
ابو الحسين ٢٨٦
ابو على حسين
٢٧٢
الحسين بن احمد
الكاتب ٢٩٢ و ٢٩٣
الحسين بن بشر
بن سعد ٣٥
ابو عبد الله
الحسين بن بشرى بن سعيد الجوهرى ٦٧ و ٦٨ و ١٣٦ و ١٣٧ و ١٣٨ و ١٣٩
حسين بن جمال
الدين ١٨٢
الحسين بن الحسن
البكرى ٢٢٨
الحسين بن الحسن
الفرا ٣٥
أبو الحسين
الخشاب ٣٥
حسين الشاذلى
٣٢٠
حسين شرف الدين
٦٥
ابو الحسين
الشيرازى ٣٥
ابو الحسين اخو
طباطبا ٩٤
الحسين بن عبد
الرحمن الفارسى ١٨٩
ابو الحسين بن
عبد الكريم المقرى ١٧٠
الحسين بن على (عليهماالسلام)
٣٠ و ٣١ و ٣٢ و ٣٤ و ٦٠ و ٦١ و ٦٥ و ٦٦ و ٧٥ و ٨٧
|
|
تابع
(ح)
و ٨٨ و ٩٠ و ٩٤ و
٩٧ و ١١٤ و ١٢٢ و ١٢٣ و ١٥٦ و ١٦٩ و ١٧٠ و ١٧٧ و ١٨٤ و ١٨٥ و ١٨٩ و ٢٠١ و ٢٢٠ و
٢٢٧
الحسين بن على
٢٨٦
حسين بن عوف ٢٤٣
الحسين بن ابى
الفضل الجوهرى ١٣٤
الحسين بن ابى
القاسم المشهور بالشريف الزيدى ١٢٢ و ١٢٣
ابو الحسين
الكاتب ٣٠٧
الحسين بن محمد
البكرى ٢٢٨
الحسين بن محمد
الحسين ١٦٩
الحسين بن محمد
طباطبا ٦٣
حسين المؤدب ٢٩٠
ابو البركات
الحسين الوزير الجرجانى ١٧١ و ١٧٣
الحصنى ١٩٥
الحضارمة ٥٣ و ٥٥
و ٥٦
ابو حفص الحضرمى
(انظر ابن غزال)
ابو حفص بن
شاهين ٧٥
ابو حفص بن غزال
٢٨٧ (انظر ايضا ابن غزال)
حفص الفرد ١٦٧
الحفار ١٧٢
الحفارون ١٥٤
ابو الحكم ٢٦١
الحكيم الانطاكى
٣٠١
|
تابع
(ح)
الحلاوى ٢٩٤
الحلفاويون ١٦٤
القاضى الحلوانى
ابن سمعون ٢٦٤
حليمة السعدية (رضى
الله عنها) ٢٩٩
ابن حليمة
السعيدية ١٤٥
الحليمى ٢٧٤
ابن حمدان (انظر.
ابراهيم الواعظ)
حمدونة العابدة
٦٧ و ٦٨
الحمراء (قبيلة)
٩٣
ابن الحمراء ٨٩
حمران ١٧٥
حمزة (رضى الله
عنه) ١٥
حمزة الانصارى
حامل راية رسول الله ٣٠٣
حمزة التقدوسى
الخياط ٢١٦
حمزة الخولانى
١٦٠
حمزة بن سالم
اليشكرى ٢٧٣
بنو حمزة بن عبد
الله الحسينى ١٦٩
حمزة بن عبد
الله العلوى ١١١
حمزة بن عمر
الاسلمى ٢٦ و ١٦٥
حمزة الكتانى ٣٥
بنو حماد ٨٢ و ١٦٩
حماد بن سلمة
١٠٣
ابن الحمامية ٤
الحموى ٤
الفقيه الحموى
٢١٨
القاضى الحموى
٢١٨
بنو حموية ٧٧
|
|
تابع
(ح)
أولاد ابن حموية
٢٢٠
الحمويون ٢٤٢
حميد ٢١٣
حميد الاندلسى
١٨٨
حميد المالكى
١٥٠
الحميدى ٣٦
الحميريّون ١٧٩
السادة الحنابلة
٢٢٦
حنظلة ٢٧
الحنفا ٢٩٥
الامام ابو
حنيفة ٢٩ و ٥٠ و ٧٨ و ١٩٨ ٢١٠ و ٢٢٦
ابو حنيفة
الاصفهانى ١٠٨
السيدة حوارا ٦٧
ابن ابى الحوافر
٢٣٠
حواء (عليهاالسلام)
١٥٤ و ١٦٦
الشريف حيدرة
١٦٩
حيوة بن شريك ٥٧
و ٥٨
حيان الصدائى ٢٥
حيى الليثى ٢٥
(خ)
خادم الشبيلى
الفقيه المغربى ٢١٩
خارجة بن حذافة
العدوى ٢٠
الخازندار ٢٧٤
بنو خاقان ٤٢
خالد ٨ و ٤٥
خالد الخولى ٣٦
|
تابع
(خ)
خالد بن زيد ٣١٢
(أنظر أبو أيوب الانصارى)
خالد بن صفوان
٢٤٧
خالد بن عبيد
الله المعافرى ١٦٦
خالد بن العيص
٢٧
خالد بن الوليد
١٨ و ٨٦
خالد بن يزيد
١٠٤
خالص خادم
الحافظ ١٧٨
الخباز (انظر
أبو الحسن)
الخبوشانى (أنظر
نجم الدين)
خبيب بن عدى ١٧
بنو خثعم ٣٠٤
ابن خدّاع ١٧٦
الشيخ خدّاع ٢٣٠
خديجة ٢٨٤
خديجة زوجة عبد
الهادى ٣١٧
خديجة بنت
العباس بن مرادس ٤٣
خديجة الكبرى (أم
المؤمنين) ٣٤ و ٦٠
الشريفة خديجة
بنت محمد ٢٨٤
خديجة بنت محمد
من بنى طباطبا ٦١
خديجة بنت هارون
المغربية ٢٢٦
ابن الخرزى ٢٥٦
أولاد ابن أبى
خرنوبه ١٤١
أبو الطيب خروف
٢٤٥ و ٢٤٨ و ٢٤٩ و ٢٥٠ و ٢٥٨
ابن خريطة ١٣٧
الخزرجى (أنظر.
شرف الدين)
خزعل الكتبى ٤٨
|
|
تابع
(خ)
أبو خزيمة
الرعينى ٥٧ و ٥٨
خزيمة بن عامر
بن يزيد ١١٩
ابن الخشاب ٢٠١
أولاد الخشاب
١٩٧
الشريف الخشاب
١٢٣ و ٢١٧ (أنظر أيضا يحيى)
الخصوصى (انظر
على بن لاحق)
ابن خصيب ٢١٤
الخضر (عليهالسلام)
١٢٠ و ١٥٣ و ١٥٤ و ٢٤٦ و ٢٦١ و ٢٦٢ و ٣١٧
الشيخ خضر ٢٨٤
الشريفة الخضراء
١٧٨ و ١٨٢
خضر السعودى ١٨٦
خضر السلطانى
١٠٦ و ١٠٧
الخطباء
الجيزيون و ٢١٨
أبو الخطاب ١٧٦
أبو الخطاب بن
دحية الكلبى ٢٤٢
ابن الخطاب
السكندرى ١٧٠
الشريف الخطيب
١٢٦ و ١٧٨ و ٢١٧ و ٢٤٩ (أنظر أيضا. أبو محمد الخطيب)
الخطيرى ٢٣٠
ابن الخطية ٢١٧ (أنظر.
أحمد وأبو العباس)
ابن خلاص (أنظر.
ابراهيم)
بنو خلاص
الفقهاء ٢٥٤
|
تابع
(خ)
الخلعى ١٢٤ و ١٦١
و ١٦٢ و ١٧٠ و ١٧٢ و ١٧٩
خلف بن رستم
مصلى التراويح ١٣٣ و ١٣٤
خلف بن عبد الله
الصرفندى ٢١٦
خلف الكتانى ٦٣
بنو الخلال
الفقهاء ٢٠٢
ابن خلكان ٤ و ٩٥
و ١٦٨ و ٢٥٦ و ٣٠٠ و ٣٠٣
خليفة ١٩٠
خليفة التكرورى
١٧٩
خليفة بن أبى
حبيب ١٧٣
ابن خليفة
المخزومى الناطق ٣٠٥
الخليل ١٢١
الشيخ خليل ٢٨٤
خليل الخونكى
٢٠٢
خليل بن العجمية
٢٠٣
خليل بن غلبون
٢٠٤
خليل المسلسل
١٨٩
خمارويه بن
طولون ٥١ و ٧٢ و ٧٣
ابن خميس المقرى
٢١٨ و ٢١٩
خولان ١٢٨ و ١٥٥
و ١٦١ و ١٦٩ و ٣١٥
بنو خولان (أو
الخولانيون) ٥٦ و ١٥٥ و ١٥٩ و ١٦٠ و ١٦١ و ١٦٢ و ١٧٩ و ٢٤٢
الخونجى (أنظر
أفضل الدين)
خيثمة أمير مصر
٦٩
|
|
تابع
(خ)
أبو الخير
التينانى ١٠٩ و ١١٠ و ١١١ و ١٤٩
أبو الخير
المباحى ١١٣
ابن خيرة ١٢٠
أم الخير (أنظر.
الحنفا)
أم الخير بنت
عبد الله بن أبى جمرة ٣١٩
أم الخير بنت
على ٤٥
الخيرى بن نعيم
٥٢ و ٥٣ و ٥٤ و ٥٦ و ٥٧ و ١٦١
خيزران المكاشفة
٣٠٦
الخياط ١٩٣ و ١٩٥
(أنظر. أيضا أبو على)
(د)
أولاد ابن دار
البراغيث ٢٠٢
الداريون ١٢١
أبو داود ١٦ و ٤٥
و ٥٤
داود الاعزب ١٨٦
داود الحرانى
١٩٩
داود خادم
العيناء ٨٨
داود السقطى ١٩١
و ٣٠٣
داود الضرير شيخ
القراءة ٢٤٩
داود الطائى ٢٩٧
أولاد داود
الطائى ٢٩٧
أبو داود
الطيالسى ٤٩
داود بن عبد
الودود ١٠٧
داود المنوفى
٣٠٥
بنو الدباغ ٢٠٢
|
تابع
(د)
دبير العابد ١٤٧
و ١٤٨ و ١٤٩ (أنظر أيضا. على بن محمد المهلبى)
دحيم بن اليتيم
٥١
ابن دحية ١٣٣ و
١٧٥ و ١٧٧ و ٣٠٥ و ٣٠٩
دحية الكلبى ٢٦ و
٢٧
أولاد درباس ٢٢٥
بنو درباس ٣٠٢ و
٣٠٩
أبو الدرداء (أنظر
غويمر)
درّاس بن عبد
الله العادلى ١٧٢
درع بن ضرار ٢٢٣
ابن درغام
المالكى ١٩٥
درويش ٢٨٠
ابن دريد ٢٢٨
ابن دغمش
الانصارى ٢٢٢
ابن دقيق العيد
٣٧
أولاد ابن دقيق
العيد ٢٧١
الفقيه الدلاصى
٣١٠
أبو الدلالات
١٥٧ و ١٨٠ و ١٨١
أبو دلامة ٨٢
أبو الدلائل ١٨٩
دلوكا ١١
ابن الدميرى ٢٧٤
ابن أبى الدنيا
١٠١
الدهان ٢٠٢
ابن أبى دواد ٤٧
و ٦٦
أولاد الدورى
٢٥٩
|
|
تابع
(د)
الدوكالى ٢٦٥ (انظر
أيضا ابراهيم الدوكالى)
ديلم الحسامى ٢٧
الديلمى ١٤
دينار العابد
١٣١
الدينورى ٢١٦ و
٢٨٤ و ٢٨٥ (انظر أيضا أبو الحسن)
(ذ)
أبو ذر العراقى
٢٨٤
أبو ذر الغفارى
٢١
أم الذرية زوجة
القاسم الطيب ٩٥
أبو الذكر ٩٥
أبو الذكر
التمار ٧٤
الذهب الغاسل ٩٤
بنو الذهبى ١٧٢ و
١٧٤
الحافظ الذهبى
١٨٣
ذو العقلين ٢٣٧ و
٢٤٠
ذو النون العدل
الاخميمى ١١٦ و ١١٧
ذو النون المصرى
١١ و ٣٤ و ٣٥ و ٤٠ و ٤١ و ٦٤ و ٧٣ و ١٠٨ و ١٠٩ و ١١٦ و ١٢٥ و ١٢٦ و ٢٠٩ و ٢٣٣ و
٢٣٤ و ٢٣٥ و ٢٣٦ و ٢٣٧ و ٢٣٨ و ٢٣٩ و ٢٤١ و ٢٤٨ و ٣٢١
ابن أبى ذؤيب ٣١
ابن أبى ذئب ١٠٠
|
(ر)
رابح ٢٧٣
رابعة العدوية
١٩٢
الرازى ٩٥ و ٩٦ و
١٧٦
الشيخ راشد ١٨٣
راشد مولى حبيب
بن أوس ٨٥
بنو راشدة ١٨٣
راشدة حظية
الحاكم ١٨٣
أبو رافع ٢٣
رافع بن دغمش
الانصارى ٢٠٣
رافع بن سهل
العامرى ٢٧٣
راكب الاسد (انظر.
أبو القاسم ابن نعمة)
ابن رامح ٣٠٧
ابن الربيع ٤ و
١٦٦ و ٣٠٧
أبو الربيع ٣٧ و
٩٤ و ١٨٥ و ٢٧٤ و ٣٢٠
الربيع الجيزى
٣٥
أم أبى الربيع
الزيدى ١٥٨
أبو الربيع
السبتى ٢٢٣
أبو الربيع
السكندرى ٢٤٧
الربيع بن
سليمان ٢٢ و ٢٤ و ٢٦ و ٢٨ و ٣٥ و ٦٥ و ٦٦ و ١٢٢ و ١٢٤ و ١٤٦ و ١٦١ و ١٦٦ و ٢١٢ و
٢١٣
الربيع الفيومى
٢٥٧
|
|
تابع
(ر)
أبو الربيع
المالقى ٢٥٩ و ٢٦٠ و ٢٦١ ٢٦٢ و ٢٦٣ و ٢٦٤ و ٢٧٦
أبو الربيع
المالكى ٢٧٠
أم ربيعة بنت
شرحبيل بن حسنة ٩٤ و ١٧٣
ربيعة بن طاهر
اليشكرى ٢٧٣
ربيعة بن مالك
٢٧
أولاد ابن رجاء
٢٦٦
رجاء بن عبيد
الله ٢١
مجد الدين رجب
٢٨٤
رجب العجمى ٢٨٤
أولاد ابن رحال
الفقهآء ٢٢٣
أبو رحمة ٤٨ و ١٥٧
رحيم (انظر.
دحيم)
بنو الرداد ١٠٥ و
١٦٩ و ١٧٠ و ١٧٢
أولاد ابن أبى
الرداد ٢٦٨
الردينى ٢٧٨ و ٣٠٥
(انظر أيضا.
أبو الحسن)
رزبهان ٣٧ (انظر
أيضا. زربهان وزربهار فلعله محرف عنهما أوهما محرفان عنه)
رزدانة القابلة
٢٩٣ و ٢٩٤
أولاد ابن رزين
خطباء الازهر ١٨٩
رزين القماح ٢٠٦
رسلان ٢٥٧ و ٣١١
أبو عبد الرحمن
رسلان ٣١١
رسل القدورى
صاحب الحنفا ٢٨١ و ٢٨٢
|
تابع
(ر)
ابن رشيد ١٤٠
رشيد الدين ٢٦٥
رشيد الدين
التلا ٣٠٩
رشيد الدين بن
عبد الحكم ١٢٥
رشيد الدين
العطار ٨٩
رشيد الدين بن
عمر بن اللهيب ٢٥٣
رشيد سقا الفقراء
٢٨٤
الرشيد بن طاهر
الخشاب ١٩٧
ابن رشيق ١٠٧ و
٢٦٤
بنو رشيق ٢٦٣
٢٦٤
ابن رشيق
العسكرى ٢٤٢
بنو رصاص
الفقهاء ٢٥٥
رضوان الانصارى
المعروف بالصلاة على النبى ٢٠٤
رضوان خازن
الجنان ٢٧٩
رضوان بن طرخان
٢٠٦
الرضى الخشاب ٩٤
رضىّ الدين
البكرى ٢٧١
رضىّ المصلى ٩٤
ابن رفاعة ٤٦ و
٩٩ و ١٢٥ و ١٦٤
ابن رفاعة
السعدى ٢٣١
رفاعة بن شريق
العجلى ٢٧٣
أولاد ابن
الرفعة الفقهاء ٢٩٧
رقايون الضروس
١٤٤
الامام الرقى ٣٥
رقية ١٧٨ و ١٨٤
رقية بنت عبد
الله الحسنية ٧٠
رقية بنت عقبة
بن نافع ٩٣ و ١٠٥
|
|
تابع
(ر)
أبو رقية اللخمى
٢٦
ركب ٢٥
ركن الدين الواعظ
٢٤٢
رمضان خادم
الفقراء ٢٨٤
الرملى ١٣١
روبيل ٢٨٢ و ٢٨٣
ابن أبى الروس
٢٣٠
الرومى ١٩٥
رياح ٧٣
الرياشيون ١٣٢
الريالوسى
المغربى ٢٠٤
ريحان خادم
الحرار ١٠٨
ابن ريحان
المسلم ١٦٣
أبو ريحانة
الازدى (أنظر. ياقوت)
ريسة البحر
المالح ١٩٥ و ٢٠٩ و ٢٢٣
ابن ريان ٢٦٧
(ز)
زامل خادم فخر
الدين ١١٠
زبيدة زوج
الرشيد ٩٩
الزبير ٥١ و ١٢٤
و ١٤١ و ١٧٢
أبو الزبير ١٠٠
ابن بنت الزبير
١٤١
الفقيه الزبير
٨٤
الزبير بن بكار
٣١
الزبير بن
العوّام ٢٢ و ٥٨ و ١٤١
ابن زجال العدل
١٤١
زحلق ٢٩٠
|
تابع
(ز)
أبو زرارة ٢٤٥ و
٢٤٦ و ٢٤٩ (أنظر أيضا. محمد بن الليث. ومحمد ابن ياسين)
أولاد الزرادعى
١٩٧
زربهار ٣٠٩
زربهان (أنظر.
محمد) (وانظر. رزبهان)
ابناء زريقة
مشايخ الزيارة ٨١
الزعفرانى ١١٣ و
١٢٣ (أنظر أيضا محمد)
الزعفرانى صاحب
الشافعى (أنظر اسماعيل بن حسين)
الزغمورى (أنظر.
اسماعيل)
الزقاق ٢٨٨ (أنظر
أيضا. أبو بكر)
الزقليط ١٨٠
زكريا (عليهالسلام)
١١٢ و ١١٣
أبو زكريا
البخارى ٣٥
الزكى الجزار
٢١٨
الزكى الحمار
٢١٨
الزكى بن معنى
الخامى ٢١٩
زكية بنت الخير
بن نعيم ١٥٥
زليخا صاحبة
يوسف (عليهالسلام) ٨٠
بنو زمانين ٢٤٨ (أنظر
أيضا. نصر بن وهب)
ابن زنبور ١٠٨ و
١٥٥
بنو زهرة ٢٩ و ٨٨
و ٨٩ و ١٦٧ و ٢٠٩ و ٢١٢ و ٢٤١
زهرة البان
البكاية ١١٧
زهرة الخولانية
١٦٠
|
|
تابع
(ز)
زهرون ١٥٥ و ١٦٠
و ١٦١ و ١٦٣
ابن شهاب الزهرى
٢١٠ (انظر أيضا أبو محمد)
البهاء زهير ٢١٧
زوجة المرجانى
١٠٦
ابن زولاق ٤ و ٩
و ١٩ و ٣٠ و ٤٥ و ٥٠ و ٦٠ و ٦٣ و ٧٣ و ٧٧ (أنظر أيضا. الحسن)
زويلة ١٧٧ و ٣١١
زياد بن الحارث
الصدائى ٢٤
أبو زيادة (أنظر.
الحسن)
زياده شيخ
الخانقاه ٣١٩
أولاد ابن زيد
٩١
زيد الابلج ٨٧
زيد بن احمد ٨٨
زيد بن أنيس
الفهرى ٢٦
أبو زيد البسطى
٣٢٠
أبو زيد
الخولانى ١٦٠
زيد بن زين
العابدين ١٠٣ و ١٨٤
زيد بن شعيب ٣٩
أبو زيد الطالبى
١٧١
زيد بن عبد الله
١٦
زيد بن عبد الله
بن جذام ٥٧
أبو زيد القرطبى
٢٧٠
زيد بن لحيان
١٩٢
زيد بن محمد بن
يحيى ٨٨
الشريف الزيدى (أنظر
الحسين بن أبى القاسم)
السيدة زينب ٢٤٢
و ٢٨٤
|
تابع
(ز)
زينب بنت
الاباجلى ٤٣
زينب بنت سنان
٥٥
زينب بنت شعيب ١٠٦
و ١١٣
زينب الفارسية
٢٢٤
زينب الكلثمية
بنت القاسم الطيب ٩٢
زينب بنت محمد
بن على ٩١
زينب بنت المهذب
٩٧
زينب بنت هاشم
الهاشمية ٩٠
زينب بنت يحيى
المتوّج ٣١ و ٣٢ و ٣٣ و ٨٧
زينب بنت يونس
١٠٥
الشريف زين
الدين ١١٠
زين الدين بن
سمعون ٢٦٤
زين الدين
الفوانيسى ٣٠٣
زين الدين
الكنانى ٢٧١
زين الدين بن
مسافر صاحب الحورية ١٨٦
زين الدين بن
المواز ٣١٩
زين الدين
النحوى ٢٢٢
زين العابدين
٣٠٢
الزياتون ٣٠٥
(س)
الطواشى سابق
الدين ٣٢٠
سابق بن مرثد
العجلى ٢٧٣
السادة ١٤
سارية ٢٧٢ و ٢٧٧
و ٢٧٨ و ٣٠٢ و ٣٠٧ و ٣٠٨
ابن الساس ١٨٦
|
|
تابع
(س)
ساعى البحر ١٠٣
أبو النجا سالم
٢٦١
أولاد ابن سالم
٢٥٩
سالم الخويصى
٢٤٤
سالم صاحب
النوبة ٢٥٥
سالم العفيف ١١٩
و ١٢٠
سالم الموقت ٣٠٨
السائب بن خلاد
٢١
السائب الغفارى
٢١
السائح الفقيه
المؤذن ٢٤٤
السبتى بن هارون
الرشيد ١٤٩
السبع القوابل
٢٤١
الست ٢٨٢ ٢٨٤
ست العبيد بنت
الخطيب البهنسى ٢٦٨
ست الناس مولاة
عمر بن الخطاب ٩٢
سحنون ٣٥ و ٣٧ و
٣٨ و ٣٩ و ٤٠
السختيانى ٨١
أولاد السداد
الفقهاء ٣٠٥
السدّار ١٤٩
سدرة ٢٨٤
سديد الدين
البصال ٢٠٢
سراج الدين
البلقينى ٢٧٢
سراج الدين
المعافرى ١٦٦
سراج الدين بن
الملقن ٤ و ٣١٦ (أنظر أيضا. ابن الملقن)
ابن سراقة (انظر.
محيى الدين)
|
تابع
(س)
سراقة بن منذر
العجلى ٢٧٣
ابن أبى سرح ٢٣٥
سرّق ٢٥
بنو سريع بن
مانع الاشعرى ١٨٣
السرىّ بن الحكم
أمير مصر ٢٨٢
أولاد السطحى
الفقهاء أو السطحيون ١٩٠ و ٢٥٠
أبو سعاد ٢٨
سعد (أنظر. أبو
قيس)
ابن سعد ٤ و ١٨ و
٢٤٢ و ٢٩٣
أولاد ابن بنت
أبى سعد ١٢٣
ابن بنت أبى سعد
الانصارى ٣٥ (أنظر أيضا. عبد الكريم)
سعد بن أوطان
الحنفى ٢٩٧
سعد الدولة ٣٠٢
سعد الدين ٣٢١
سعد الدين
الميمون ٣١٩
أولاد سعد وسعيد
٢٤٤
سعد بن عبادة ١٧
سعد بن عبد
الرحمن أبو الامام الليث ١٠٢
سعد بن عبد
الرحمن الغافقى ١٦١
بنو سعد قبيلة
حليمة ٢٩٩ و ٣٠٠
الشريف سعد الله
٨٩
سعد الله بن
فارس الشام ٨٧
سعد بن معاذ
الأوسى ٢٩٧
سعد بن أبى وقاص
٢٣
سعدون المغربى
٢٠٤
|
|
تابع
(س)
سعدية ٢٩٢.
الامير سعود ٢٧٣
أبو السعود ٣٧ و
٢١٩ و ٢٨٠ و ٣١٢ و ٣١٣ و ٣١٤ و ٣١٦ و ٣١٧ و ٣١٨ و ٣١٩ و ٣٢٠
أبو السعود ابن
قاضى قضاة اليمن ٢٣٠
أبو السعود بن
ياسين ١٩٥
أبو سعيد ٢٨ و ٢٢٢
القاضى أبو سعيد
١٤٤
الشيخ سعيد ٣٢١
سعيد بن جبير ٤٢
سعيد الجوهرى ٦٨
و ٦٩
أبو سعيد الخدرى
١٧
أبو سعيد الخراز
١٨٧
سعيد بن زكريا
٣٩
سعيد السعداء
١١٠
سعيد بن عثمان
٢٣٤
سعيد بن كثير ٦
أبو عميرة سعيد
بن مالك المزنى ٢٥
أبو سعيد
المالينى ١٧١ و ٢٣٤
سعيد بن المسيب
١٥٥ و ١٥٦
سعيد بن هلال
١٠٤
سعيد بن يحيى
الارمنى ١١٦
سعيد بن يحيى بن
جعفر التزمنتى ٢٦٩
أبو سفيان ٩٢
سفيان الثورى
١٦٩ و ١٩٢
سفيان النيدى
١٢٦
سفيان بن وهب
الخولانى ١٣ و ٢٤
|
تابع
(س)
ابن السكرى ٢٦٧
بنو السكرى ٢٦٦ و
٢٦٧ و ٢٦٨
السكرى الزفتاوى
١٢٧ (أنظر.
ابراهيم بن محمد)
سكن بن مرّة
الرعينى ١٨٤
سكينة ١٤١ و ١٩٤
سكينة بنت
الحسين ٣٠ و ٣١
سكينة بنت زين
العابدين ٩٣ و ١٠٥
السلاسل من بنى
قضاعة ٨٦
سلامة بن
اسماعيل بن جماعة ٩٤
سلامه أبو طرطور
٣١٨
سلامه بن على
القضاعى ١١٥
سلامه بن نصر
الحضرمى ٢٤
سلطان بن
ابراهيم المقدسى ٩٤
سلطان بن مالك
٢٧
سلطان بن يزيد
المغربى ٢١٤
الحافظ السلفى ٤
و ١٠١ و ٢١٢ و ٢٤٢ و ٢٦٥
سلمان الفارسى
٣٠٠
سلمة بن الاكوع
٢٧
سليمان ١٥ و ٣٩ و
١٠٥ و ١٣٥ و ١٤٢
أبو الربيع
سليمان ٢٥٦
علم الدين
سليمان ٢٨٤
سليمان بن أبى
جعفر ٢٨٣
سليمان الحجاجى
٩٧
سليمان بن أبى
الحسن الرفا ١٦٣
سليمان بن خالد
٧ و ٨
سليمان بن داود (عليهالسلام) ٢٩٦
|
|
تابع
(س)
سليمان بن داود
الصدفى ١٠٤
سليمان الديروطى
البكرى ٢٧١
سليمان الزبدى
٢٤٠
سليمان
الزعفرانى ٢٢٣
سليمان بن زياد
١٥٧
سليمان بن سحيم
١٦
سليمان السقطى
٣٠٣
سليمان الطحان
٢٢٠
سليمان بن عبد
السميع القوصى ٢٩٠
سليمان بن عبد
الملك ١٧٤
سليمان بن على
بن عبد الله المبتلى ٦٣
سليمان المالقى (انظر.
أبو الربيع)
سليمان بن محمد
الطيب ٣١١
سليمان المغربل
٢٢٣
سماسرة الخير
١٦٥ و ٢٣٠ و ٢٣١ و ٢٨٠
ابن سماك ٩٨
سماك بن خرشمة
٣٠٣ و ٣٠٥
ابن السماك بن
خرشمة ٣٠٢
أبو السمراء
الضرير ٣٠٨ و ٣٠٩
الشريف
السمرقندى ٣٢١
بنو سمعون ٢٦٤
السملوطى (انظر.
أبو العباس)
سمنون ١٨٥
سمية أول شهيدة
فى الاسلام ١٩
أولاد ابن سناء
الملك ٩٧ و ٩٨
سنا وثناء ٣٧ و
١٨٥ و ١٩٦ و ٢٠٠ و ٢٠١ و ٢٠٢
|
تابع
(س)
ابن سنان ٢٨٥
بنو سنان ٥٤
السنجارى ٢١٥
سند بن الافضل
أمير الجيوش ٢٥٩ و ٢٦٣
السنهورى ٢١٩ و
٢٢٠ و ٢٢٢ و ٢٧٤ (انظر. أبو الحسن
السهروردى ٨٤ و
١٠٦ و ١٤٥
سهل بن أحمد ٥٣ و
٦٣ و ٦٤
سهل بن سعد
الساعدى ٢١ و ٥٩
سهل بن على ٥٢
ابو سهل الهروى
٣٥
الملك سوريد بن
سلهوق ١٠
بنو سوم ١٧٩
سويد ١٧٢
سويد بن قيس ١٨
سيف الدولة أحد
الاخوين الشقيقين ٢٢٣
سيف الدين ٣١٨
سيف الدين بن
كهدان ٢٩٠
سيف المقدم ١٨٨
سيار المشرقى ٣٧
سيد الاهل
القماح ١٤٩ و ٣١١
(ش)
الشاب التائب
١٦٥ و ٢٤١ و ٢٤٤ و ٢٤٦ و ٢٨٣ و ٣٠١ و ٣٠٩ و ٣١٣
|
|
تابع
(ش)
ابن شادان ٢١٧
ابن شادن ٨٢
ابن شاس ١٠٧ و ٢٦٩
بنو شاس الفقهاء
٢٥٥
الشاطبى ١٤٣ و ١٩٠
بنو شافع ١٧٩
شافع جد الامام
الشافعى ٢١٠
شاكر الافضلية
١٨٤
الشاميون
الفقهاء ٢٠٤ و ٣١٠
شاور ٢٥٤
شاور الحبشى
الخياط ١٩٢
شبل الدرعى ٢١٨
شبل الدولة
العسقلانى ١٠٢
شبيل الواعظ ٢٠٥
شحاذ الفقراء
٢٣٢
أبو شحمة بن عمر
بن الخطاب ٢٦
بنو شداد
العمائم ١٤٩
أولاد الشرابى
الفقهاء ٢٢٦ و ٢٨١
شرحبيل بن جميل
مولى شرحبيل ابن حسنه ١٠٠
شرحبيل بن حسنة
٩ و ٢٧ و ٨٣ و ٨٤
شرف الدين ابن
الامام ٣١٨
شرف الدين
التالى ١٩٩
شرف الدين
التسترى ٢٢٩
شرف الدين
الخزرجى ٢٥٧
شرف الدين شعيب
٢٦٨
شرف الدين بن
الصاحب ٣١٩
|
تابع
(ش)
شرف الدين
القطان ٢١٩
شرف الدين
الكركى ٢٥٦
شرف الدين
الكتانى ١٩٩
شرف الدين ابن
ليسون ٢٢٠
شرف الدين بن
الماشطة ١٦١
شرف الهدار ٢١٩
شرفية بنت شعيب
٢٦٨
ابن شريح ٨٤
القاضى شريح ١٨٨
شعبان ٣١٨
شعبان الآدمى
٢٣٠
شعبان الخباز
٢٤١
أبو الشعرا صاحب
الدار ٢٤٠
الشيخ شعيب ١٢٣
أبو مدين شعيب
١٥١ و ١٨٢ و ٣١٤
شعيب بن الليث
بن سعد ١٠١ و ١٠٥
شفيع بن ثابت ٢٠
شقران بن عبد
الله المغربى ٣٥ و ٢٣٧ و ٢٣٨ و ٢٤٠ و ٢٤١
ابن شقطن السعدى
٢٤١
أبو الشقف ١٦٩
الشريف شكر ٩٦
شكر الابله ١٦٣
شكر المطوع ٢٢٠
ابن شماسة ١٨ و
٦٧
شمس الدين ٣١٧
شمس الدين امام
الحنابلة ١٩٩
|
|
تابع
(ش)
شمس الدين
الانصارى ناظر حلب ٣١٨
شمس الدين بن
شرف الدين ٣١٩
شمس الدين بن
عبد الملك ٣٢١
شمس الدين
العلائى ١٠٢
شمس الدين
القاضى ١٩٩
شمس الدين بن
أبى المجد ٩
شمس الدين
المقرى المحتسب بن أبى رقيبة ٢٩٤
شمسة أم الملك
العزيز ٢١٥
شمعون الصفا ١٨٥
ابن الشماع (أنظر
يحيى بن عبد الكافى)
أولاد ابن
الشماع الفقهاء ٢٤٢
الشماعون ١٤٤
أولاد الشنبكى
١١٤
ابن شهاب ٩ و ١٨
الشهاب الحجازى
١٩٣
شهاب الدين ١٣٢ و
١٨٦
شهاب الدين
الآدمى شيخ الزبارة ٢٢٠ (أنظر أيضا. الآدمى واحمد)
شهاب الدين بن
ثنا ٢١٨
شهاب الدين بن
جمال الدين الكتانى ٣٠٥
شهاب الدين بن
أبى حجلة ٢٤٢
شهاب الدين زائر
الصالحين ٢٢٨
شهاب الدين
العطار ٢١٧
شهاب الدين بن
قصبة ٢١٩
ابن شهاب الزهرى
١٠٠
|
تابع
(ش)
الشهداء ٢٧٢ و ٢٧٣
و ٣٠٦
شهران ١٧٦
الشهيد ٢٠٣ و ٢٠٤
شيبان الراعى
١٩٢ و ١٩٣ و ١٩٥ و ٢٣٥
ابن أبى شيبة
٢٣٥
بنو شيبة ٢٤٦
ابن شيخ الشيوخ
٢١٧ و ٢١٨ و ٣٠٥
شيركوه ٢٥٤
(ص)
صابر الفقاعى ٨١
ابن الصابونى
٢٢٦ و ٢٢٧
الصاحب ٨٣
صاحب الابريق (أنظر.
أبو الحسن)
صاحب الاسد (أنظر.
أبو القاسم ابن نعمه)
صاحب الجريدة
٢٣٣
صاحب الجلبة (أنظر.
عبد الحسيب)
صاحب الحلية ٢٤٣
صاحب الحنفاء (انظر
رسل القدورى وعبد الرحمن محمد)
صاحب الحورية (أنظر.
زين الدين ابن مسافر)
صاحب الخطوة (أنظر
عبد الحافظ)
صاحب الخلعة (أنظر.
عبد الله الكحال)
|
|
تابع
(ص)
صاحب الخيار (أنظر.
الفريد)
صاحب الدر (انظر.
أبو الشعراء)
صاحب الدجاجة (أنظر.
يحيى ابن ابى الفرج الخشاب)
صاحب الرمانة (أنظر.
يوسف السندى)
صاحب السحابة
٣٠١
صاحب السمكتين (أنظر.
ابراهيم الصياد)
صاحب الشمعة ١٨٩
٢٩٧
صاحب الصنج (أنظر.
صالح)
صاحب العمود (أنظر.
عبد الرحمن)
صاحب الغزالة (أنظر.
أبو الحسن الزنارى)
صاحب القصيدة (أنظر.
موسى بن محمد)
صاحب القنديل (انظر.
احمد بن عباس)
صاحب القيراط (أنظر.
محمود بن أبى البقاء)
صاحب الكلوته
٣٠٧
صاحب المسبحة (انظر.
محمد السلاوى)
صاحب المنديل
١٦٤
صاحب الناقوس
١٥٦
صاحب النوبة (انظر.
سالم)
صاحب النور ١٦٤ و
٢١٩
صاحب الهجين (أنظر.
عبد الغنى)
صاحبة الدالية (أنظر
فاطمة)
|
تابع
(ص)
صاحبة الدجاجة
٨٤
صاحب الوديعة (أنظر
محمد بن ابراهيم)
صاحبى ابن طولون
٢٧٩
أبو صادق
الزبيدى المالكى ٣٥
صافى ١٧٩
صالح ٢٧٤
الشيخ صالح ١٨٦
الصالح ٢٦٦
صالح الاسنوى ٧١
صالح بن الحسين
بن عبد الحميد المبتلى ٣٠٧ و ٣٠٨
صالح صاحب الصنج
٢٢٠
صالح العفيف بن
ابى الوفا ١٩٧
صالح بن على ٥٧
صالح بن على
القرشى ٢٤٣
صالح الفارسى
٢٥٩
صالح كاتب
الامام الليث ١٠٥
صالح بن محمد
العباسى ٥٥
صالح بن مهدى
الشهيد ٢٥٠
أبو صانع ٢٥٨
الصائغ ٦٤ و ١٩٠
ابن الصائغ ٢٧١ و
٢٨٥ و ٢٨٦ و ٣٠٣
(أنظر أيضا. أبو
الحسن الدينورى)
ابن الصباغ ١٨١
أولاد صبح
الفقهاء ٣٠٧
صبح المالكى ٢٥٤
|
|
تابع
(ص)
صبيح ٢٩٥
صبيح الازهرى
٢٩٧
صبيح الحنبلى
٣٠٨
صخار بن صخر ٢٦
صخر بن مسافر
١٨٧
بنو الصدف ٢٥ و
٥٦ و ٨٣ و ١٠١ و ١٠٢ و ١٠٣ و ١٠٤ و ١٠٥ و ١٤١
الصدفى ٨١ و ٨٣
الصدفيون ٢١٤
صدقة أبو معروف
السارعى ٣٠٩
صدقة الشرابيشى
٢٠٣
صديق القرشى ٣٧
الصرفندى ٢١٧
الصفى بن
ابراهيم الدارى ٢٢٣
صفى الدين ١٢٤ و
١٥٤ و ٢٦٥
صفى الدين شيخ
الخانقاه ٣١٩
صفى الدين بن
أبى منصور ١٠٦ و ١٨٢ و ٢٢٩ و ٢٦٥ و ٢٦٩ و ٢٧٤ و ٣١٢ و ٣١٣ و ٣١٤ و ٣١٦
صفية (أم المؤمنين)
٢٣
صلاح الدين بن
أيوب (أنظر.
يوسف)
صلاح الدين
البرلسى ٣٢٠
صلة بن أشيم ١١٨
و ١١٩
صلة بن الحارث
المعافرى ٢٤ و ١٦٥
صلة بن المؤمل
١١٨
|
تابع
(ص)
صنابح بن فاهر
١٦٨
الصناديقى ١٧٩
الطواشى صندل
٣٠٠
صهيب الرومى ٣٠٠
أولاد ابن صورة
٢٣١
أولاد ابن صورة
الفقهاء ٢٥٠
الصوفى ١٩٥
أولاد ابن صولة
الفقهاء ٢٤٢
ابن صولة
المالكى ٢٠٧
الصوّاغ ٢٣٢
ابن الصوّاف ٢٢٠
الصيرفى ١٨٩ و ١٩٦
(ض)
أبو ضبيس البلوى
٢٦
ابن الضرّاب ٤ و
٢٥ و ٢٦ و ٢٨ و ٥٢ و ٥٥ و ٥٦ و ٨٧ و ٩٨ و ١١٦ و ١٦٥ و ١٦٨ و ٢١٩ و ٢٤١
بنو ضرغام
الفقهاء المالكية ٢١٩
الضرير (أنظر.
امين الدين)
ضمرة بن الحصين
٢٧
ضمضم بن زرارة
الثقفى ٢٧٣
ابو ضمير ١٥١
ضياء الدين ابن
بنت الشاطبى ١٣٤ و ١٤١
|
|
(ط)
الفقيه ابن طاب
الزمان ١٠٢
طارق بن الاشعث
السلمى ٢٧٣
الشيخ أبو طالب
٣١٢ و ٣١٣
أبو طاهر السلفى
٣٥
أبو طاهر
الشافعى ٢٤٨
أبو طاهر المحلى
٢٢٩
أبو طاهر مغسل
الصالحين ٢١٩
طاهر بن هلال
الانصارى ٢٦٦
الطائى ٢٨٨
طباطبا ٥٣ و ٥٥ و
٥٩ و ٦٤ و ٩٣ و ١٥٧
طباطبا الاصغر
٦٣
الاشراف
الطباطبيون ٤١ (أنظر أيضا. بنو عبسون)
الطباخ ١٨٩
ابن الطباخ ٣٠١
الطبرى المؤرخ (أنظر
أبو محمد)
الطحان ٢١٩ (أنظر
أيضا. أبو محمد)
الطراز الغاسل
٩٤
الطرائفى ٥٥ و ٢٠١
طرخان الاعرج
٢٠٦
طرخان الخامى
٣٠١ و ٣٠٢
بنو طعمة ٥٦
أبو طعمة
التابعى ١٣٣
الطغا ٣٠٨
ابن طغج ٢٩٥
أبو الطفيل ١٧٢
طلائع بن رزيك
١٧٧ و ١٧٨
|
تابع
(ط)
ولى الدين طلحة
٢٧٢
طلحة بن ثابت
المخزومى ٢٧٣
أولاد طلحة
والزبير ١٤١
الطلقاء ٣٩
الطوسى ٢١٥ و ٢٢٧
و ٢٥٦ و ٢٦٨ (أنظر. ابو الفتح محمد)
الشريف الطوسى
١٠٢
ابن طوغان
الشافعى ٢٢٥
طوق بن مضر
الكلبى ٢٧٣
ابن طولون (أنظر.
أحمد)
بنت طولون ٤٤
الطولونى ١٩٥
الطويل (أنظر.
أبو العباس)
ابن الطوير ١٧٦ و
١٧٧
بنو طيارة ٩١ و
٩٢ و ٩٦
الطيارون ١٩٥
أبو الطيب ١٠٤ و
١٠٥
ابن أبى الطيب
٣٥
(ظ)
الظافر (الفاطمى)
٨٧ و ٩٠ و ١٧٧
ظافر الاطفيحى
١٧٨
ظافر بن قاسم
الباقلانى ٢٢٠
الظاهر ٣١٩
الملك الظاهر
١٠٦
الظاهر (الفاطمى)
١٧٦
ظاهر بن عبد
المجيد ١٠٧
ظهير الدين بن
جعفر التزمنتى ٢٦٩
|
|
(ع)
الشيخ عابد ٢٢٠
عابد بن عبد
الله شيخ الزيارة ٣٠٢
عابدين بن عبد
الله المصلى ٣١٠
عابس المرادى
١٦٧
عاتكة بنت عيسى
المكية ٤٣
عاتكة بنت كهمس
١٣٣
أم العادل ٩٤
عاصم ١٦
ابن العارض ١٤
ابن العاصى
المحدث ١٥١
العاضد (الفاطمى)
١٧١ و ١٧٥ و ١٧٧
ابن عامر ١١٩
بنو عامر ١٧٩
بنو عامر بن
صعصعة ١٧٣
عامر بن لؤى ١٧٤
عامر المعافرى
١٥٠ و ١٥١ و ١٧١
العامريون ٥٦ و
١٤٠
عائذ بن ثعلبة
البلوى ٢٦
عائشة (أم
المؤمنين) ١٥ و ١٨ و ٢٣ و ٤١
السيدة عائشة
١٨٥
عائشة بنت
ابراهيم القرشى ٣٠٧
عائشة بنت
ابراهيم المناخلى ١٩٩
عائشة برء الطير
٧٩
عائشة بنت أبى
العباس بن الخياط الهاشمى ٢٣١
عائشة بنت هشام
البكرى ٧٩
عبادة بن الصامت
٨ و ٩ و ٢٢
|
تابع
(ع)
أبو العباس ٢٦٢ و
٣٨٦
الشريف أبو
العباس ١٤
بنو العباس (أو
العباسيون) ٥٥ و ١٢٢ و ١٤٤ و ٢٠٩
العباس الازدى
٧٥
أبو العباس
الاصغر ٢٥٣
أبو العباس
الاكبر ٢٥٣
أبو العباس
البصير (انظر. أحمد)
أبو العباس
البصير المقرى ٨٧
ابن عباس التاجر
٢٠٤
أبو العباس
التميمى ٢٢٣
أبو العباس
الحرار (أنظر. أحمد. والحرار)
أبو العباس
الخزرجى ٢٧٠ ٣١٨
أبو العباس ابن
الحظيه اللخمى ٣٥ (أنظر أيضا. أحمد)
أبو العباس
الرازى ٢١٧
أبو العباس بن
السقطى ٢٥٠
أبو العباس
السملوطى ١٠٨
أبو العباس
الطويل ١٠٧
عباس بن عباس بن
هلال الصدفى ١٠٣
عباس بن عبد
المطلب ٥٦
أبو العباس
القراباغى ٣١٢
عباس الكردى ٣٠٥
و ٣٠٨
عباس بن لهيعه
٥٨
أبو العباس
المخلع ٩١
أبو العباس
المدهش ١٠٨
أبو العباس
المرسى ٣٢٠
|
|
تابع
(ع)
أبو العباس
المصدر بالجامع العتيق ١٠٧
أبو العباس
المعافرى ١٦٦
أبو العباس بن
معاوية القرشى ١٤٦
عباس المهتدى
٣٠٥
الشيخ عبود ٢٨١
ابن عبود ٣٠٢
عبور العابد ١٧٢
عبد الاعلى
السكرى ٢٤٣ و ٢٤٤
عبد البارى بن
عبد الخالق الشرابى ٢٢٧
عبد الباقى بن
فارس ٣٥
عبد الباقى بن
لهيب ٢٥٣
عبد الباقى أبو
محمد ١٢٤
ابن عبد البر ٤ و
١٩ و ٢٥ و ٢٨ و ٣٧ و ٥٤ و ٩٣ و ١٠٣ و ١٤٠ و ١٥٥ و ٣٠٨
ابن عبد البر
غير صاحب الاستيعاب ١٥٨
عبد الجبار ٢٢٧
عبد الجبار بن
الفراش ٢٩٥ و ٢٩٦
عبد الجبار بن
محمد النحاس ١٢٣
عبد الجليل
الزيات ١١٣
عبد الجليل
الطحاوى ٢٦٨
عبد الحافظ
القليوبى صاحب الخطوة ٢٨٢ و ٢٨٤
|
تابع
(ع)
عبد الحسيب بن
سليمان صاحب الجلبة ١٥٧ و ١٥٨
عبد الحكم ١٢٥ و
١٦٤ و ٢١٣
ابن عبد الحكم
١٨ و ٢٤ و ٦٦ و ١٦٦ و ١٧٣ و ٢٨٢ و ٣٠٧ (انظر أيضا. رشيد الدين. وعبد الله.
وعبد الرحمن)
أولاد ابن عبد
الحكم ١٥٥ و ٢٠٩
بنو عبد الحكم
١٦٤ و ٢١٤
عبد الحكم بن
محمد الانصارى ١٩١
عبد الحميد ذو
البلاغتين ٢٦٨
عبد الحميد
القرافى ٢٥٣ و ٢٥٤
بنو عبد الحميد
القرشى ٥٤
عبد الخالق بن
صالح المقسطى ٢٢٦
عبد الخالق
المسكى ٢٢٧
عبد الخالق
النحاس ٢٤٩
عبد الخالق بن
نعمة ٢٠٨
ابن عبد ربه ٤٧
عبد الرحمن ١٣٧ (أنظر.
أبو قيس)
القاضى أبو عبد
الرحمن ١٨٣
أم عبد الرحمن
١٣٧
عبد الرحمن بن
احمد ٥ و ٢٧٤
عبد الرحمن بن
احمد الدارانى ٢١٦
عبد الرحمن بن
احمد النحوى ٢٤٠
عبد الرحمن بن
الادفوى ١٥٨ و ١٥٩ و ١٦٠
عبد الرحمن بن
أبى بكر ١٥ و ٢٩
عبد الرحمن
البويطى ٣٥
|
|
تابع
(ع)
أبو عبد الرحمن
الجهنى ٢٥
عبد الرحمن بن
أبى الحسن بن يحيى الدمنهورى ٣٠٨
عبد الرحمن
الخامى ٢١٩
عبد الرحمن
الخوّاص ٤٣ و ٤٤ و ٢٠٥ و ٢١٧
عبد الرحمن
الرومى ١٩٩ و ٢٨٠
أم عبد الرحمن
زوجة المفضل ١٢٥
عبد الرحمن بن
سالم الخبشانى ٥٧
عبد الرحمن
الشافعى القرشى ٢٤٢
عبد الرحمن بن
أبى شريح المعافرى ١٦٦
عبد الرحمن صاحب
الاندلس ١٩٠ و ٢٠٠
عبد الرحمن
الصدفى ١٠٤
عبد الرحمن
العامرى ١٤٠
أبو عبد الرحمن
العامرى ١٤٠
عبد الرحمن بن
عباس القرشى ٢٥٩
عبد الرحمن بن
عبد الغنى بن على ابن السكرى ٢٦٦ و ٢٦٧
عبد الرحمن بن
عبد الله بن الحسين المالكى ٢٤٤
عبد الرحمن بن
عبد الله صاحب العمود ٢٥٦
عبد الرحمن بن
عبد الله بن عبد الحكم ٣٥
عبد الرحمن بن
عبد المعطى ١٢٣
|
تابع
(ع)
عبد الرحمن بن
عبد الواحد الخثعمى ٣٠٤
عبد الرحمن بن
عبشم الانصارى ١٩٩
عبد الرحمن بن
العجمية ٢٠٤
عبد الرحمن بن
عديس ٢٧
عبد الرحمن
العسقلانى ٨٤
عبد الرحمن بن
عسكر الصنابحى ١٦٦
عبد الرحمن العطار
المدنى ٣٢٠
عبد الرحمن بن
على بن الحسن ١٠٤
عبد الرحمن بن
على الصدفى ٣١٢
عبد الرحمن بن
عمر التميمى ٣٥
عبد الرحمن بن
عوف الزهرى ٢٤١
عبد الرحمن بن
عيسى المنعوت بمالك ١٩٨
عبد الرحمن بن
عيسى بن وردان ٧٠
عبد الرحمن
الغاسولى ٢٠٥
عبد الرحمن بن
غنم الاشعرى ٢٥
عبد الرحمن
الفارسى ١٨٩
عبد الرحمن ابن
أبى الفوارس ٢٥٧
عبد الرحمن بن
القاسم ١٤٦
عبد الرحمن بن
القاسم الانصارى ١٩٩
عبد الرحمن بن
القاسم العتقى ٣٧ و ٣٨ و ٣٩ و ٤٠
عبد الرحمن بن
كهمس ١٢٤
عبد الرحمن بن
محمد بن رسلان ٣١١
عبد الرحمن بن
محمد بن سليمان اللخمى الوجيه ٢٢٥
|
|
تابع
(ع)
عبد الرحمن بن
محمد القرشى ٢٤٦ و ٢٤٧
عبد الرحمن بن
معاوية بن حديج ٥
عبد الرحمن بن
المغيرة ٨٠
عبد الرحمن
المصينى ٢١٧ (أنظر أيضا. المصينى)
عبد الرحمن بن
موسى الروضى ٣٢١
عبد الرحمن بن
ميسر ١٦٧
عبد الرحمن بن
ميمون الصدفى ١٠٣
عبد الرحمن بن
وهب الصدفى ١٠٤
القاضى عبد
الرحيم الفاضل ٣٠٧ و ٣٠٩ و ٣١٠ و ٣١٢
عبد الرحيم
القناوى ٢٤٤
عبد الرحيم
المؤذن ٣٢٠
عبد السلام ٣٢٠
عبد السلام
الرملى ٢٠٣
عبد السلام بن
سعيد ٢٤١
عبد السلام
السكرى ٢٤٥
عبد السلام
المالكى ١١٦
عبد السلام بن
معلى الشافعى ٢٤٥ و ٢٤٩
عبد الصمد
البغدادى ٢٩٤ و ٣٢١
عبد الصمد
الخراسانى ٢٧٢
عبد الصمد بن
عبد الوارث ٤٩
عبد الصمد
المالكى ٢٥٨
ابن عبد الظاهر
٢٢٩
عبد العزى ٢٧
عبد العزيز بن
احمد الخوارزمى ١٢٦ و ١٢٧
|
تابع
(ع)
عبد العزيز بن
الجباب ١٧٨
عز الدين عبد
العزيز بن عبد السلام ٢٧٢ و ٢٧٣
عبد العزيز بن
محمد بن ابراهيم ٢٥٧
عبد العزيز بن
محمد بن عمر بن جعفر ابن لهيب ٢٥٣
عبد العزيز بن
محمد النصيبى ٩٤
عبد العزيز بن
محمد بن النعمان ٩
عبد العزيز بن
مروان ٩٣ و ١١٦ و ١٤٤ و ١٤٥
أم عبد العزيز
مقدّمة رباط الخوّاص ١٢٢
عبد العزيز
المنوفى ٢٦٦
عبد العظيم بن
محمد ٢٦٧
عبد العظيم
المنذرى ١١٠ و ١٢٦ و ١٦٣ و ٢٢٠ و ٢٢٣ و ٢٢٤ و ٣٠٠ و ٣١٦
عبد الغفار بن
نوح ٢٦٦
ابن عبد الغنى
٢٥٨
الامام عبد
الغنى ٢٠٣
الحافظ عبد
الغنى ٩٨ و ١٠٥ و ١٧٤
عبد الغنى بن
سعيد ٣٥
عبد الغنى صاحب
الهجين ١٩٥ و ٢٠٨ و ٢٠٩
عبد الغنى بن
عبد الله الغاسل ٢٤٤ و ٢٤٥
عبد الغنى بن
عبد الواحد بن سرور المقدسى ١٩٨
عبد الغنى ابن
العجمية ٢٠٤
|
|
تابع
(ع)
ابن عبد الغنى
الفقيه ٢٥٨
عبد القادر حاكم
قوص ٩٧
عبد القادر بن
دار البراغيث ٢٠٢
عبد القادر
الكيلانى ١٨٨ و ١٩٧ و ٢٠٢
عبد القادر بن
مالك الزيات ١٩٦
عبد القوى
الباجورى ٩٤
عبد القوى بن
عبد المعطى (أنظر.
محمد بن أبى
القاسم)
عبد القوى
العرقوبى ١٠٦
عبد الكريم ٢٦٠
ابن عبد الكريم
٤
أم عبد الكريم
١٠٨
عبد الكريم
السحابى ٣٠١
عبد الكريم بن
عبد الرحمن بن الدباغ ٢٠٢
عبد الكريم بن
عبد الله بن مسلم المعروف بابن بنت أبى سعد ٢٦٥ (أنظر أيضا. ابن بنت أبى سعد)
عبد الكريم
العجمى ١١٠
عبد اللطيف بن
اسماعيل بن أبى سعيد ٢٧٢
عبد اللطيف بن
حسان ٧٤
عبد اللطيف بن
عبد الغفار المهلبى ٢٢٨
عبد الله ٧٣ و ١٤٩
و ٢٨٤
أبو عبد الله
٢١٨
أولاد عبد الله
٢٨٤
|
تابع
(ع)
الشريف عبد الله
٢٠١
جمال الدين عبد
الله ٢٠٢
عبد الله بن
ابراهيم ٢٥٨
عبد الله بن
ابراهيم بن مزيبيل ٣٠٥
عبد الله بن
ابراهيم بن مكرم ٨١
عبد الله بن
ابراهيم الميدومى ٢٠٢
عبد الله أحد
سماسرة الخير ٢٣١
عبد الله بن
أحمد ٦٠ و ٦١ و ٦٣ و ٧٣ و ١٤٨ و ٢١٣
عبد الله بن
أحمد بن الحسن ١١٨
أبو عبد الله
الازدى ٧٥
عبد الله الاسمر
٢٠٧
عبد الله بن
أمية ٢٩
عبد الله بن
أنيس ٢٩
عبد الله البجلى
١٩٥
عبد الله البدنة
٢٥٦
عبد الله بن برى
النحوى ٢٢٠ و ٢٢١ و ٢٢٢ و ٢٢٦
عبد الله بن
بشير ١٤٧
أبو عبد الله
البكرى ٢٧١
عبد الله بن
بكير ٧٢
عبد الله
البهنسى ١٩٥
أبو عبد الله
المعروف بتعبير الرؤيا ٩٨
عبد الله التلمسانى
٦٥
عبد الله بن
تميم الدارى ١٢١
عبد الله بن
حجيرة الخولانى الاصغر ١٦٠
عبد الله بن
حجيرة الخولانى الاكبر ١٦٠
عبد الله بن
جذام ٥٣ و ٥٦
|
|
تابع
(ع)
عبد الله بن
جعفر ١٤١
عبد الله بن أبى
جعفر ١٠٠ و ١٦١ و ١٧٢
عبد الله
الجعفرى الزينبى ٢٠٥
عبد الله بن أبى
جمرة أو ابن أبى جبرة ٣١٩ و ٣٢٠
عبد الله بن
الحارث ١٧٢ و ١٧٣
عبد الله بن
الحارث بن جزء ٢٩ و ٣٠ و ٤٦
أبو عبد الله بن
حامد ٢٦٣
عبد الله
الحرانى ١٩٩
عبد الله بن
الحسن (أنظر. جاحل)
عبد الله بن
الحسن الاصغر ١٦٩
عبد الله بن
الحسن الحسينى الزيدى النسابة ١٧٠
عبد الله بن
الحسن بن عبد الله بن جاحل ١٠٣
عبد الله بن
الحسين بن الحارث الزبيدى ٢٤٢
عبد الله بن
الحسين بن على بن الاشعث ٧٧ و ٧٨
عبد الله بن
الحسين بن على الفقيه ٢٨٣
أبو عبد الله
الحموى المصغر ٢٢٥
أبو عبد الله
الحموى النحوى ٣٥
عبد الله الحيرى
٢٠٢
عبد الله الخامى
١٩٥
عبد الله الدرعى
١٨٦ و ٢٠٢
ابو عبد الله
الدرعى ٨٤
عبد الله
الدرويش ١٨٥ و ١٨٦
|
تابع
(ع)
عبد الله بن
رفاعة ٣٥
عبد الله بن
الرفعة ٢١٩
عبد الله بن
رفيع ٩٢
عبد الله بن
رواحة المخزومى ٢٧٣
عبد الله الرومى
٨٣ و ١٩٥
عبد الله بن
الزبير ٢٢ و ١٤١ و ١٨٢
عبد الله الزيدى
٦٠
عبد الله السائح
٧٩ و ٢٩٢ و ٣٠٠
عبد الله بن سعد
بن أبى سرح ٢٠ و ٢٩ و ١٤١
عبد الله بن
سعيد ١٠٤ و ١٦٧ و ٢٣٢
عبد الله بن
سكرة ٢٦١
عبد الله
الشاطبى ١٩٥
عبد الله
الشافعى الانصارى ١٩٧
عبد الله بن
صالح ١٠٠
عبد الله بن
طباطبا ٥٩ و ١٧٥
عبد الله
الطبرانى ١٩٠
عبد الله بن
عباس ١٧ و ٢٣ و ٢٧ و ٤٢ و ٥٦ و ٥٧ و ١٦٦ و ٢٧٤
عبد الله بن عبد
الحكم ٣٥ و ١٨٣ و ١٩٣ و ٢١٣
عبد الله بن عبد
الرحمن بن جبير العامرى ١٤٠
عبد الله بن عبد
الرحمن بن عقيل ٨٤
عبد الله بن عبد
الرحمن المصينى ٢١٧
عبد الله بن عبد
العزيز بن مروان ١١٧
عبد الله بن عبد
الوهاب العمرى ١١٦
|
|
تابع
(ع)
عبد الله بن
عديس ٢٧
عبد الله
العراقى ١٨٨
عبد الله بن
عرفة ٣٠٦
أبو عبد الله بن
عصرون ٢٦٥
عبد الله العلوى
١٨٠
عبد الله بن على
الدهان المصدر بالجامع العتيق ١٠٨
عبد الله بن على
صاحب ذى النون ٦٤
عبد الله بن عمر
بن حسن المعروف بقطلبك ٢٨٤
عبد الله بن عمر
بن الخطاب ٨ و ١٦ و ٢٨ و ٢٩ و ٢١٠ و ٢١١ و ٢٤٥
عبد الله بن
عمرو بن العاص ١٨ و ٨٧
أبو عبد الله
الغافقى وقيل الفائقى ٤٢
عبد الله
الغمازى ٣١٥
عبد الله بن
فارس اللخمى ١٢٣
عبد الله بن ابى
القاسم الشهيد ١٢٣
عبد الله بن
القاسم الطيب ٩٢
أبو عبد الله
القرشى ١٥٣ و ٢٧٠ و ٢٧٦ و ٢٨١ و ٣٠٨
ام عبد الله
القرشية ٩٤
عبد الله بن
كثير ١٨٩ و ١٩٠
عبد الله الكحال
صاحب الخلعة ٢٠٨
عبد الله
الكرمانى ١٠٨
أبو عبد الله
الكلائى الفرضى ٢٨٠
عبد الله الكومى
٢٩٥
عبد الله بن
لهيعة ٥٨ و ١٠٤ و ١٦٤ و ٣٠٠ و ٣١٢
|
تابع
(ع)
عبد الله بن
مالك (انظر. أبو موسى)
بنو عبد الله بن
مانع ١٧٤
عبد الله المبلط
١٩٩
عبد الله
المحاملى ١٤٧ و ١٤٨
عبد الله المحض
٤٣ و ٩٠ و ٩١ و ٩٦ و ١٧٥
عبد الله بن
محمد بن أبى بكر ١٤٥
عبد الله بن
محمد الحصنى ١٦٩
عبد الله بن
مروان الصدفى ١٠٤ و ٣١٢
عبد الله بن مسعود
١٥
عبد الله بن
مسعود الكليوانى نقيب الزوّار ٢٠٢
أبو عبد الله
المغربى ٢٠٥
عبد الله بن
المغيرة الشيبانى ٩
عبد الله المفتى
الشافعى ٢٩٦
عبد الله بن
المقداد بن الاسود ٧
أبو عبد الله
المقدسى ٥٨
عبد الله
المنذرى ٣٠٩
عبد الله بن
هاشم البكرى ٢٢٨
عبد الله الهاوى
٣٢٠
عبد الله بن
هبيرة ١٦١
عبد الله الهذلى
٣٧
عبد الله بن
هشام التيمى ٢٩
عبد الله بن
هلال الحضرمى ٥٨
عبد الله الواعظ
المعروف بحيدرة سيد الكل ابن عطوش ٢٥٧
عبد الله بن وهب
٩ و ٤٤ و ٤٥ و ١٠٠ و ٣٠٠
|
|
تابع
(ع)
عبد الله
اليافعى ٢٢٤
عبد الله بن
يحيى التميمى ٢٦٤
عبد الله بن
يزيد بن معاوية ١٨٥
عبد الله اليمنى
٣٢١
عبد الله بن
يوسف بن على ٢٦٨
عبد بن ماهر
الكلابى ٢٧٣
عبد المجيد ٦٥
عبد المجيد بن
الخطيب عبد الكريم ٢٦٥
أبو البركات عبد
المجيد بن رشيق ٢٦٤
عبد المحسن بن
احمد الواردى قيم مسجد شطا ٢٤٦ (انظر أيضا الواردى)
عبد المحسن بن
سليمان المهدوى ١٨١
عبد المحسن بن
كعب ٢٥٥ و ٢٥٦
عبد المحسن بن
محمد بن يحيى ابن خال الشافعى ٢٥٨
عبد المحسن بن
مرتفع الشافعى ١٩٩
عبد المعطى ١٢٣
ابن عبد المعطى
١١٤ و ١٥١ و ٢٦٤ و ٢٦٥
عبد المعطى بن
مخلص ١٠٦
عبد المغيث أبو
العز ١٦
عبد المنعم (انظر.
ابن موهوب)
الفتى عبد
المنعم ٣٠٩
عبد المنعم أبو
البركات ٢٥٩
عبد المنعم بن
عبد الملك ٨٤
عبد المنعم بن
محمد بن يوسف الانصارى ٣٠٨
|
تابع
(ع)
عبد المنعم بن
موهوب المقرى ١٧٠
عبد المؤمن
الدهر وطى البكرى ٢٧١
عبد النور ٣٢١
أم عبد الهادى
٣١٢
عبد الهادى بن
أبى العباس القراباغى ٣١٧
عبد الواحد ٧٥
عبد الواحد
الانبارى ٢٢٦
عبد الواحد بن
بركات بن نصر الله القرشى ٢٥٩
عبد الواحد
الحلاوى ٢٩٤
عبد الواحد بن
موسى الصنهاجى ١٠٧
عبد الوارث
البكرى ٢٧١
عبد الوارث بن
عيسى بن موسى ٢٥٨
عبد الوهاب ٨١
الفقيه عبد
الوهاب ٢٢٦
عبد الوهاب بن
اسماعيل بن مظفر ابن الفرات ٢٤٦
عبد الوهاب
التجيبى ١٦٩
عبد الوهاب
السبتى ٣١٣
عبد الوهاب
السكندرى ٢٨٠
عبد الوهاب بن
عوض ١٠٦
عبد الوهاب
المالكى البغدادى ٣٩ و ٧٥ و ٧٦ و ٧٧ و ١٥٠
بنو عبسون وهم
الطباطبيون ٥٦ و ٥٩
عبيد ٣٨
أبو عبيد ١٤٧ (انظر
أيضا نصر)
|
|
تابع
(ع)
العبيدلى
النسابة ٥٩ و ٦١ و ٧٩ و ١٢٠ و ١٣٠ و ١٣٢ و ١٥٧ (انظر أيضا أسعد ابن النحوى)
عتبة ٨
عتبة الزاهد ٣٩
عتبة الغلام ١٣١
عتبة الواعظ (انظر
محمد بن عبد الله بن مسعود)
العتقيون ٣٩
عتيق بن بكار ٧٥
و ٧٧
عتيق بن حسن بن
عتيق الربعى ٢٦٤
عتيق بن حسن بن
عتيق القسطلانى الكبير ٢٢٥ و ٢٥٩
أبو بكر عتيق
الحنبلى ٢١٩
ابن عثمان ٤ و ٤٢
و ٤٥ و ٤٨ و ٦٢ و ٦٤ و ٦٩ و ٨٥ و ٨٨ و ٩٢ و ٩٣ و ٩٤ و ٩٦ و ١٠٨ و ١١٠ و ١١٦ و ١١٧
و ١١٨ و ١٢٤ و ١٢٥ و ١٢٦ و ١٢٧ و ١٤١ و ١٤٤ و ١٤٥ و ١٥٦ و ١٦٥ و ١٦٧ و ١٧١ و ١٧٢
و ١٨٥ و ١٩١ و ١٩٢ و ١٩٣ و ١٩٩ و ٢٠٠ و ٢٠١ و ٢٠٣ و ٢٠٥ و ٢١٢ و ٢١٦ و ٢١٧ و ٢٣١
و ٢٣٣ و ٢٣٦ و ٢٤٠ و ٢٤١ و ٢٤٣ و ٢٤٤ و ٢٤٥ و ٢٤٨ و ٢٥٧ و ٢٧٧ و ٢٧٨ و ٢٨٢ و ٢٨٨
و ٢٩٠ و ٢٩٢ و ٢٩٤ و ٢٩٥
|
تابع
(ع)
و ٣٠٢ و ٣٠٧ و ٣٠٨
و ٣٠٩ و ٣٢١ (انظر أيضا الموفق)
بن أو بنو عثمان
٣٠٨ و ٣٠٩
الوزير فخر
الدين عثمان ٢١٩
عثمان بن سعد
التجيبى ١٨
عثمان الشامى
٢٨٤
عثمان بن ملاح
الدين ٢٤٩
عثمان بن طلحة
١٨
عثمان بن عفان (رضى
الله عنه) ١٩ و ٢٠ و ٢٣ و ٢٤ و ٢٧ و ٢٩ و ٤٧ و ٨٦ و ٩٣ و ١٤١ و ٢٠٩
عثمان بن قيس ٨٩
عثمان الكحال
٢٦٧
عثمان المراوحى
٩٨
أبو عمر عثمان
بن مرزوق الحوفى ١٩٧ و ٣٠٢
الامام عثمان
ورش المقرى ٣٥ و ٣٧ و ١٩١ (انظر أيضا ورش)
العثمانية (امرأة
منسوبة لعثمان بن عفان) ١٨٥ و ٢٠٤ و ٢٠٥ و ٢٠٨ و ٢٠٩
العجليون ١٧٩
أولاد العجمية
٢٠٣
العدّاسون ٢٥٧
عدىّ بن الحسن
الكعكى ٢٠٣
عدىّ بن عدىّ
١٥١
عدىّ بن عميرة
الكندى ٢٤
عدىّ بن كعب
التنوخى ٢٥ و ٢٩
|
|
تابع
(ع)
عدىّ بن مسافر
الاعزب ١٨٦ و ١٨٧ و ١٨٨
العراقى الخطيب
٢٧٠
العراقيون ٢٩٥
أولاد ابن عرب
٢٥٩
عربشاه البلخى
٢٨٤
عرفطة بن عامر
الجهنى ١٨
عرفطة بن نعيم
الحضرمى ٥٩
ابن عرفة ٢٦٥
عرفة بنت عبد
الوهاب السكندرى ٢٣١
العروستان ٢٧٨
عروسة الصحراء
بنت غلبون ١٤٣ و ٣٠٦
عروة بن الزبير
١٤١ و ٢١٠
الشريف العريان
٤٠ و ١٢٤
ابن العريف ٢٦١ (انظر
أيضا أحمد ابن محمد)
العز الحنبلى
٢٢٦
عز الدين ٢٧٢
عز الدين
الاسنوى ٢٧١
عز الدين
الاصفهانى ٣٢٠
عز الدين
البلقائى ١٠٢
عز الدين التلتى
٢٧١
عز الدين بن
الحسين بن الحارث مسكين ٢٥٧
عز الدين عاقد
الانكحة ١٠٢
|
تابع
(ع)
عز الدين بن عبد
السلام المقدسى ٤٤
عز الدين
القاياتى ١٠٧
عز الدين
المحاملى ٣٠١
عز الدين نقيب
الاشراف ٩١
أبو العز
القرقوبى شيخ الزيارة ٢١٧
أبو العز النيدى
٢١٩
عز الملك احد
الاخوين الشقيقين ٢٢٣
العزيز (الفاطمى)
(انظر تميم)
أم العزيز ١٧٤
الملك العزيز
٢١٥
الملك العزيز (انظر
عثمان بن صلاح الدين) العساقلة ٨٣ و ٩٧ و ١٦٣ و ١٩٥ و ٢٢٣ و ٣٠٥ و ٣٠٩ و ٣١١
ابن عساكر ١٢١
عسفان ٨٠
العشارى ١٤٥
ابن أبى عشاقة
٩٨
العصافيرى ١٤٥
ابن عطاء ٩١ و ٣١٨
عطاء بن بدر
التميمى ٢٧٣
عطاء بن أبى
رباح ١٠٠
ابن عطاء الله (انظر
تاج الدين)
ابن عطاء الله
السكندرى ٣٧ (انظر أيضا تاج الدين)
عطاء بن المسيب
٤٢
عطاء المشهدى (انظر
عطية)
|
|
تابع
(ع)
ابن عطايا ١٨١ و
٢٦٣ و ٢٧٣ و ٢٩٥
أولاد ابن عطايا
٢٤٤
ابن أخى العطايا
٤ و ٤٣ و ٥١ و ١١٩ و ١٢١ و ١٤٣
عطارة الصالحين
١٠٤ و ٣٠٢
عطية وقيل عطاء
المشهدى ٧٤
عفان ١٠٣ و ٢٦٣
عفان بن سليمان
٩٠
عفان المصافح
١٨٩
العفيف بن عبد
الله الشافعى ١٩٧
العفيف العطار
١٠٦ و ١١٣
عفيفى العسقلانى
١٧٢
عقبة ٤٦
عقبة بن الحارث
٢٦
عقبة بن عامر
الجهنى ١٨ و ٢١ و ٣٠ و ٥٣ و ٨٦ و ٩٨ و ١٤٠ و ١٧٢ و ٢٤١ و ٢٤٢ و ٢٤٣
عقبة بن مسلم
١٦٥
عقبة بن المنذر
السلمى ٢٤
عقبة بن نافع ٢٨
عقيل ٨ و ٨٣ و ١٠٠
و ١٨٧ و ١٨٨
العقيلى ١٩٧ و ٢٠٥
عكرمة ١٧
العلاء ١٥
العلاء بن
الحضرمى ٥٩
علاء الدين
الباجى ١٨٩
علاء الدين بن
برهان الدين ٣١٩
|
تابع
(ع)
علاء الدين بن
ظاهر ١٠٧
علاء الدين بن
عبد القادر الكيلانى ١٩٩
أم علاء الدين
المحدث ١٩٨
العلاء بن كثير
١٩٠
العلاء الكوفى
٢٣٥
أبو العلاء
الكوفى ٥٠ و ٥١ و ٥٥
علقم بن حزم ٢٧٣
علقمة بن أمية
البلوى ٢٤
علم الدين بن
رشيق ٢٦٤
علم الدين
القمنى ٢٧٤
أبو على ٨٠ و ٢٣٦
أبو الحسن على
٦٥ و ٢٧٠
الشيخ على ١٩٠
الفقيه على ٢٠٤
على بن ابراهيم
٥٦
على بن ابراهيم
الحوفى ٣٥ و ١٦١ و ١٦٢
على بن ابراهيم
القارئ ١٦٧
على بن ابراهيم
بن مسلم المعروف بابن بنت أسعد ٢٥٢
على أحد سماسرة
الخير ٢٣١
على بن أحمد ٧٣ و
٧٤ و ٨١
على بن احمد بن
محمد الفائقى ١٦٣
على بن أحمد بن
محمود التفليسى ٢٨٤
على الارسوفى
٢١٦
على الاركوانى
١٢٤
على الازرق ٦٣
|
|
تابع
(ع)
على بن اسماعيل
القيسى ٢٤٣
على الاصغر ٩٧ و
١١٤
على بن الامام (انظر.
أبو بكر بن فورك)
على الانصارى
٢٠٦
على بن بابشاد
النحوى (أنظر ابن بابشاد النحوى)
على البقال ٢٩٧
على بن أبى بكر
٨٢
على بن أبى بكر
بن هانى الخزرجى ٩٠
على التمار ٤٠
٦٥
على بن أبى
الثناء الاخميمى ٢٧٤
على بن الجباس (أنظر
ابن الجباس والقرشى)
على الجباس أبو
ابن الجباس المؤرخ ٢٥١ و ٢٩٥
على ابن الجباس
شيخ الزيارة ٣٠٥
على الجزرى ٥٩
على الجمال ١٣٧
على بن جمال
الدين عبد الرحمن ٢٥٠
على بن الجميزى
٢٢٥
على الحافظ ١٩٥
على بن الحسن
الدارى ٢٢٣
على بن الحسن بن
طباطبا ٥٩
على بن الحسن بن
على بن طباطبا ٩٢
على بن الحسين (رضى
الله عنه) ٣٧
على بن الحسين
الخلعى ٤٦ ١٦٤
على بن الحسين
بن عمر الفرا ٢٤٠
|
تابع
(ع)
على بن الحسين
الموصلى ٣٥ و ٨١
على الحضرمى ٣٥
على الحلبى ٣١٨
على الخادمى ٩٦
على خشخش ٢٨٤
أبو الحسن على
الخلعى ٣١٠
على بن خلف بن
قديد ١٦٧
على بن خليفة
الرزاز ١٢٤
أبو على الخياط
٢٤١
على الدلكى ٢١٦
على بن الربيع
بن سليمان ١٩٤
على الرصاصى
الجمال ٢٨١
على الرضا ٦٦
أبو على
الروزبارى ٣٤ و ٣٥ (انظر أيضا الحسن بن همام)
على بن الرومى ٥٤
على بن زرزور
١٠٩
على زين
العابدين ٦٦ و ٨٨ و ٨٩ و ٩٧ و ١١٤ و ١٦٩ و ٢٠١
على السراج ٢٨٤
على السكران من
خشية الله ٢٠٧
على بن سنقر
العسقلانى ٢١٩
على السنهورى
١٦١ و ٢١٩
على سهل ٢٨٤
نور الدين على
الشافعى ٢٦٦
على الشطنوفى
١٩٥
على بن شعبان
٣١٨
|
|
تابع
(ع)
على بن شيخ
الشيوخ ٢١٦
أبو الحسن على
صاحب الخاتم ويعرف بالصائغ ٦٤ و ٩٠ و ١١٧ و ١٢٠ و ٢٨٠
على بن صالح
الاندلسى الكحال ١١٩
على صيدح ٩٧
على بن أبى طالب
(كرم الله وجهه) ١٩ و ٢٢ و ٢٤ و ٢٨ و ٣٠ و ٣١ و ٣٢ و ٤٣ و ٤٧ و ٤٨ و ٥٦ و ٥٩ و ٦٠
و ٦١ و ٦٦ و ٨٧ و ٨٨ و ٨٩ و ٩٠ و ٩١ و ٩٧ و ١١١ و ١١٤ و ١١٦ و ١٢١ و ١٤١ و ١٦٩ و
١٨٢ و ١٨٨ و ٢٠١ و ٢١١ و ٢١٢ و ٢٤٢ و ٢٨٤
على طب الوحش ٧٩
على بن ظافر
القرشى ٢٨١
على بن ظافر بن
الحسن الحسنى ٣٠١
على العابد ١٧٢
على بن عبد
الحميد القرشى ٥٤
على بن عبد الله
بن القاسم ٩٠ و ٩١ و ٩٢
على بن عبد الله
القضاعى ١١٥ (انظر أيضا. القضاعى)
على بن عثمان
الششترى ٢٨٤
على العريضى ١٠٧
على بن عمر ٢٧٤ و
٣١٧
على بن عمر
المؤذن ١٠٢
|
تابع
(ع)
على العمرى شيخ
الزيارة ١٩٧ و ٢٢٠
على بن عمار
الصفار ٦٩
على العودى ٢٤٨ و
٢٤٩
على بن بنت
العيش المصرى ٣١١
على الغريب ٢٤٤
على الفاتى التكرورى
١٧٨
على الفانى ٢٣٦
على الفران ١٤٩
على بن فضائل
الطحان ١٢٠
على بن قادوس
١١٩ و ١٣٤
على القروى ٣١٩
على بن القفصى
١٤٠
على بن قفل ١٨١
أبو على الكاتب
٢٩٤
على الكبير والد
المصنف ٣٠٥
على بن كبيش
المقرى ٦٨
على كشتغدى ٣٢٠
على بن لاحق
الخصوصى ٢٠٥ و ٢٠٦
على اللخمى ١٢١
الصاحب على بن
محمد ١٠٨ و ١١٧
على بن محمد بن
الحسين ٨٧
على بن محمد بن
سهل الحنفى ٢٨٥
على بن محمد بن
عبد الغنى المعروف بابن الطيب ٢٥٨
على بن محمد
المهلبى المشهور بدبير العابد ١٤٨ (انظر أيضا. دبير)
|
|
تابع
(ع)
على بن محمود
الحافظ ٨٩
على بن محمود
العسقلانى ٣١٣
على بن مرزوق
الردينى ٣٠٢
على أبو المعالى
٣٥
على المعروف
بقراءة بسم الله ١٨٩
على المقدسى ٢٥٩
على المقرى ٢٦٤
على المقسى شيخ
الزيارة ٣٠٥
على بن مكارم
١٩٨
على المنبجى ٣١٧
على المنتخب ٨٩
على بن الميمون
٧٠
على النابلسى
٢٠٥ و ٢٢٠
على بن نجا
الانصارى ٢٢٦
على بن النعمان
١٧٥
على الهاشمى ٢٨١
على بن يحيى
المقرى ١١٧
على بن أبى
يعقوب البويطى ٦٥
على يقدر ١٢٣
عليان الرملى
١٨٧
ابن علية الفقيه
١٦٧
عماد الخياط ٢٢٩
عماد الدين
الخياط ٢٠٦
عماد الدين
السكرى (أنظر عبد الرحمن)
عماد الدين
القفطى ٣١٩
بنو عمارة ١٧٩
عمارة الشاعر ٢٢٨
و ٣٠١
|
تابع
(ع)
عمران ٢٣٥
عمران بن ابى
أنس ١٠٠
عمران بن داود
بن على الغافقى ٢٥٠
عمران الطويل
٢٥٠
عمران بن عبد
الله الكندى ١٥١
عمران بن عبد
الله المعافرى ١٦٦
ابن عمر (أنظر.
عبد الله) (وانظر أيضا. الغزال)
أبو عمر ١٨ و ١٩
و ٩٦ (أنظر أيضا.
عثمان ابن مرزوق)
أبو حفص عمر ١٩٧
الشيخ عمر ٣١٧
عمر البزار ٣١٧
عمر البكرى ٢٧١
عمر التكرورى
١٩٠
عمر بن الحارث
١٦١
عمر بن الحسين
بن الاشعث ٧٧
عمر بن حفص ٨٤
أبو عمر الحوفى
١٩٧
عمر بن الخطاب (رضى
الله عنه) ٧ و ٨ و ١٠ و ١٣ و ١٥ و ١٨ و ٢٤ و ٢٥ و ٢٦ و ٢٧ و ٢٨ و ٢٩ و ٤٧ و ٨٦ و
٨٩ و ٩٣ و ١٠٣ و ١١١ و ١١٦ و ١٢١ و ١٢٤ و ١٥١ و ١٨٧ و ٢٤٢ و ٢٦٦ و ٣٠٧
عمر الذهبى ١٤٩ و
٢٢٧ و ٢٥٦
عمر بن زريقة
شيخ الزيارة ٩٦
عمر بن سفيان (أنظر.
أبو الاعور)
|
|
تابع
(ع)
عمر السقطى ٢٥٠
عمر السنباطى
٣١٩
عمر بن عبد
العزيز ٩٣ و ٢١٣
عمر بن على بن
حموية الشافعى ٢١٦
عمر بن عنبسة ١٩
عمر بن الفارض (أنظر.
ابن الفارض)
عمر بن أبى
القاسم بن بشارة الانصارى ٢٢٧
عمر القرافى ٢٩٠
عمر بن اللهيب
٢٥٣
عمر بن محمد ٢٧٢
عمر بن محمد بن
عراك ٢٤٢
عمر بن محمد
يوسف الكندى ١٥١
عمر بن مرّة
الجهنى ٢٥
ابن عمر
المعافرى ١٦٦
عمر المهلبى ٢٢٩
عمر الهندى ٨٣
عمر بن الوردى
٣٥
عمر اليمنى ١٠٧
أبو عمرو ١٩٧ و
٢٤٩
عمرو بن أمية
الضمرى ٨٥
عمرو بن الحارث
٤٥ و ٥٧
عمرو بن الحمق
الخزاعى ٢٣
العمروشى ٣٠٩
عمرو بن العاص ٦
و ٧ و ٨ و ٩ و ١٢ و ١٣ و ١٨ و ١٩ و ٢٢ و ٢٦ و ٢٧ و ٢٨ و ٦٩ و ٨٣ و ٨٥ و ٨٦ و ٨٧ و
٨٩ و ١٠٣
|
تابع
(ع)
و ١٣٥ و ١٤٣ و ١٥١
و ١٥٥ و ٢٧٢ و ٢٨٢ و ٢٩٦
أبو عمرو الكندى
(أنظر. الكندى)
عمرو بن مالك
التجيبى ١٦٩
عمرو بن مساعد ٨
عمرو بن مطيع
الكندى ٩٨
العمريون ١١٦
عمار ٤٥١
عمار السعيدى
١٨٧
عمار بن ياسر ١٩
عميرة بن عبد
الله المعافرى ١٦٦
أبو عميرة
المزنى (أنظر. سعيد)
أبو عنان
المعافرى ١٦٦
عنبر خليفة فخر
الدين الفارسى ١١٠
عنبر الطواشى
٢٨٢
عنبسة ١٦١ و ١٦٩
و ١٨٥
عنبسة بن عدى ٢٧
و ٤٦
ابن عنتر ٤
عنتر نجار
المنبر ٤٣
العواتمة ١٧٨
العودى الكبير
٢٤٩
عوض البوشى ١٠٦
بنو عوف ١٧٩ و ١٨٣
و ٢١٤
عوف بن مالك
الاشجعى ٢٥
أبو عون ٥٢
عون بن سليمان
٥٢ و ٥٧ و ٥٨
بنو العوام ٢٤٢
|
|
تابع
(ع)
عويمر بن عامر
أبو الدرداء ٢٠ و ١٣٣
القاضى عياض ٣٩ و
٤٥ و ٧٦ و ٢٠٣
عياض بن عبد
الله الازدى ٥٦
عيسى الدوكالى
٢٦٣
عيسى بن رستم ٧٤
عيسى الرواس ٣٧
عيسى بن عبد
القادر الكيلانى ١٩٩
عيسى بن على ٣١٢
عيسى الفائز
الفاطى (أنظر. الفائز)
عيسى القليوبى
٢٢٩ و ٣١٠
عيسى الكردى ٢٣٠
عيسى بن لهيعة
١٠٤
عيسى بن مريم (عليه
الصلاة والسلام) ١٣ و ٤٢ و ٢٩١
عيسى بن المتكدر
٤٧
عيسى بن هلال
الصدفى ١٠٣
عيسى بن وردان
٧٠
العيص بن ثعلبة
٢٧
العيناء ٢٠٩ و ٢٤١
عينان القرشى
٢٦٠
ابن عين الدولة
٢٧٠
أولاد عين
الدولة ٢٦٩
ابن عياش ٢٦٨
عياش بن لهيعة
١٦٤
ابن عيينة ٣٧
عيينة بن عديس
٢٧
|
(غ)
غازى المجاهد ٨٠
الغاسولى ٨٤ و ٢٩٠
بنو غافق أو
الغافقيون ٢١ و ٥٥ و ٥٦ و ١٦٠
غالى المزين ٢٤٦
ابن غانم ٤ و ٢١٠
و ٢٨٣
غانم الخادمى
١٤٥
الغزال ٩٧
ابن غزال ٢١٦
ابن الغزالة (انظر.
أبو العباس احمد البصير)
غشم البلان ٢٣١
بنو الغطيط ٢٥٧
الغفارى ٢٩٤
ابن غلبون ١٤١ و
١٤٢
الغمرى ٢٤٤
الغمريون ١٩٦
الغناطيشى ٢٩٢
غياب بن فارس
١٢٣
غيث بن سليمان
١٢٥
أم غيلان ٨١
(ف)
ابن الفارض (عمر)
٢٩٦ و ٢٩٧ و ٢٩٨ و ٢٩٩ و ٣٠٠
الفاسى خادم
الآثار النبوية ٩٧
الفاضل ٣٠٩ و ٣١٠
و ٣١٢
فاطمة (عليهاالسلام)
١٥ و ٣٤ و ٦٠ و ٨٨
|
|
تابع
(ف)
فاطمة ١٢٣
السيدة فاطمة
٢٨٤
فاطمة الازدية
أم الشافعى ٤١
فاطمة بنت
الاشعث ٧٩
أبو فاطمة
الاوسى ٢٣
فاطمة بنت
الحسين بن على ٤٦
فاطمة خادمة ابى
الحجاج ١٩٣
فاطمة خادمة
ممشاد ٢٩٥
فاطمة الخصوصية
٢١٩
فاطمة بنت
الزعفرانى ١١٤
ام حكيم فاطمة
بنت سعيد الخير ٢٢٢
فاطمة السوداء
٢٤٤
فاطمة بنت شرف
الدين ١١٤
فاطمة بنت شرف
القطان ٢١٩
فاطمة صاحبة
الدالية ٣٠٦
فاطمة الصغرى
بنت عيسى ١٥٦
فاطمة الصغرى
القرشية ٤٣
فاطمة العابدة
الموصلية ١٢٢
فاطمة بنت أبى
العباس الطبجى ١٢٤
فاطمة بنت عبد
الحميد القرشية ٥٤
فاطمة بنت عبد
الله بن طباطبا ٥٤
فاطمة بنت عبد
الهادى ٣١٧
فاطمة بنت على
الرضا ٦٦ و ٦٨
فاطمة بنت
القاسم الطيب ٨٨
فاطمة بنت قيس
٢١١
فاطمة الكبرى
بنت عيسى ١٥٦
فاطمة بنت محمد
بن الحسن (انظر.
ام الخير)
|
تابع
(ف)
فاطمة المقعدة
٢٤٣
الفاطميون ٦٣ و
٩٠ و ١١٥ و ١٢٢ ١٦٧ و ١٧٥ و ١٧٦ و ١٧٧ و ١٧٨
الفائز ٢٦٩
الملك الفائز
٢١٦ و ٢١٩
الفائز (الفاطمى)
١٧٧ و ١٧٨ و ٢٤٦
الوزير الفائزى
١٣٢ و ٢٧٤
الفائقى المحدث (انظر.
احمد الفائقى)
أبو الفتح
الحمصى ١٨٨
أبو الفتح بن
غالى الصوفى ١٧١
الفتح بن محمود ٩٩
(انظر أيضا ابن محمود)
فتح المرخم ٣٦
فتح الموصلى ١٢٢
أبو الفتح
الواسطى ٣١٧
الصاحب فخر
الدين ٢٧٣
القاضى فخر
الدين ٣٠٠
فخر الدين
التوريزى ١٠٨
فخر الدين
الخطيب ٢٦٧
فخر الدين بن
زرزور ٩٨
فخر الدين
السقعينى ١٠٨
فخر الدين
الشافعى ٣٥
فخر الدين
الفارسى ١٠٨ و ١٠٩ و ١١٠ و ١١٤
فخر الدين بن
قصبة ٢١٩
فخر الدين
الهكارى ١٠٨
|
|
تابع
(ف)
الفخر الفارسى
٨٣ و ٢٢٥
ابن الفرات (انظر.
جعفر)
بنو الفرات ٢٤٦
فراس سعد الدين
الحارثى ١٩٩
أبو الفرج ٧٩ و
١١٨ و ١٤٩
أبو الفرج ابن
الجوزى ١٣٢ و ٢٠٣ (انظر أيضا. ابن الجوزى)
فرج غلام بنى
طباطبا ٦٢
الفرّان ٨٤
فرعون ٦ و ١٣ و
١٤ و ٤٢ و ٨٦
الفرنج ١٨٦ و ٢١٦
أبو فروة ٢٠٤
الشريف الفريد
٢٤١
أبو القاسم
الفريد صاحب الخيار ٦٧
الفصيح ١٠٩ و ١١٠
فضالة ١٢٤ و ١٢٥
و ١٦٩
فضالة بن عبيد
٢٠
فضة ٢٦٢
فضل بن بحر ٤٢
أبو الفضل
البطونى ٢٢٠
أبو الفضل ابن
الجوهرى ٦٧ و ١٣٤ ١٣٥ و ١٣٩ و ١٤٠ و ١٤١ و ١٤٤ و ١٧٨
أبو الفضل
السائح ١٤٠
الفضل بن العباس
٤٦ و ٢٠٩
الفضل بن مفضل
٣٥
الفضيل ٥٨ و ١٢٥
ابن فضيلة ٤
|
تابع
(ف)
الفقاعى ٥٦ و ١٢٣
و ١٢٧ و ١٢٨ و ١٣١ و ١٣٢ و ١٣٣ و ١٦١ (انظر أيضا. أبو الحسن)
ابن الفقاعى ١٤
الفكاهون ١٧٧
أبو الفوارس
الحميرى ٣٥
أبو الفوارس
القيروانى ٢١٨
ابن فورك ١٥٠ (انظر
أيضا. أبو بكر)
(ق)
القابسى ٢٣٦
ابن قادوس (انظر.
على)
القاسم ٤٥ و ١٧٠
و ٢٦٠ و ٢٧٨
ابن القاسم ١٦٦
ابن قاسم ٢١٦
أبو القاسم ١٩٨
أبو القاسم
الادفوى ١٤٤
سيدنا القاسم بن
اسحق ٣٤
أبو القاسم
الاقطع ٢٤٤ و ٢٤٥
أبو القاسم بن
الانبارى ١٣٦
أبو القاسم بن
أوطان الحنفى ٢٩٧
أبو القاسم
البخورى ٣٥
قاسم بن بركات
المعروف بابن القرقزى ٣٠٦
أبو القاسم
البلخى ٧٥
أبو القاسم
البويطى ٢٠٤
أبو القاسم
الجلاجلى ١٥٨ و ١٥٩
|
|
تابع
(ق)
أبو القاسم
الحاكى ١٣٦ و ١٣٧
أبو القاسم بن
الحباب ٣٥
أبو القاسم
الحجار ٢٢٠ و ٢٢٣
أبو القاسم بن
الحسن الناسخ الحنفى ١٢٩
القاسم بن
الحسين ٣٦
القاسم الحسينى
الفاطمى ١٧٧
الوزير أبو
القاسم الحنفى ٢٩٧
أبو القاسم بن
خالد العتقى ٢٩٠
أبو القاسم بن
الدهمة ٢٠٥
القاسم الرسى ٥٩
أبو القاسم بن
روبيل ٢٦١
أبو القاسم بن
زرزور الفارسى ٩٨
أبو القاسم بن
بنت أبى سعيد الانصارى ٢٦٩
أولاد القاسم
سماسرة الخير ١١٧
أبو القاسم
الشاطبى الرعينى ٣١٠
أبو القاسم
الشهيد ٢٥٩
القاسم الطيب ٨٣
و ٨٧ و ٩٢ و ٩٣ و ٩٥ و ٩٦ و ١١٧
القاسم بن عبد
الله ٩١
أبو القاسم
العسقلانى ٨٤ و ١٩٥
الحافظ قاسم بن
على الدمشقى ٢٧٢
أبو القاسم
الفلافلى ٢٢٠
أبو القاسم
الفهرى ٢٥٩
أبو القاسم
الفوطى ٤٣
أبو القاسم
الكنانى ١٩٧
أبو القاسم بن
محمد ٨٨
أبو القاسم
المخزومى ١٩٠
|
تابع
(ق)
أبو القاسم المراغى ١٨١ و ١٨٣
أبو القاسم
المريقى ١١٤
أبو القاسم
المصدر بمسجد الزبير ١٢٣
أبو القاسم
المغربى ٣٢٠
أبو القاسم
المكناسى ٧٣
أبو القاسم بن
نعمة راكب الاسد ٢٠٨
أبو القاسم
الهكارى ٢٨٥
أبو القاسم
الوزير ١٢١ و ١٦٥ و ١٦٧ و ١٧١ و ١٧١
القاسم بن يحيى
١٤٦
قاضى البحر (انظر.
نصر بن وهيب)
قاضى العسكر ١٠٧
القاضى ابن
القاضى ٢١٥
القائم ٢٩٦
قاين بن حرز
السلمى ٢٧٣
قتبان العسقلانى
٣٠٨
ابن قتيبة ٤٦
قتيبة بن سعيد
١٠٠ و ١٠٤
القدّاح بن مازن
٢٧٣
القدسى ١٨٨ و ١٨٩
القدورى (انظر.
رسل)
بنو قرافة ١٧٩
القرافى (انظر
أبو الحسن)
قراقوش ٤١ و ٢٦٤
القرامطة ١٧٥
قرة بن عبد الله
الصرفى ١٠٤
|
|
تابع
(ق)
القرشى ٤١ و ٧٧ و ٨٩ و ٩٠ و ٩١ و ٩٢ و ٩٣ و ٩٤ و ٩٥ و ٩٦
و ٩٧ و ١٠١ و ١٠٢ و ١١٠ و ١١٦ و ١١٨ و ١٢٢ و ١٢٣ و ١٢٤ و ١٢٥ و ١٢٧ و ١٢٩ و ١٣١ و
١٣٢ و ١٣٣ و ١٤٠ و ١٤١ و ١٤٤ و ١٤٥ و ١٤٦ و ١٤٨ و ١٥٠ و ١٥١ و ١٥٦ و ١٥٧ و ١٥٨ و
١٥٩ و ١٦٠ و ١٦١ و ١٦٢ و ١٦٤ و ١٦٥ و ١٦٧ و ١٦٨ و ١٦٩ و ١٧٠ و ١٧٢ و ١٧٣ و ١٧٤ و
١٧٥ و ١٧٨ و ١٨٠ و ١٨٣ و ١٨٤ و ١٨٩ و ١٩٠ و ١٩٤ و ١٩٦ و ١٩٧ و ١٩٨ و ١٩٩ و ٢٠٣ و
٢٠٤ و ٢٠٥ و ٢٠٨ و ٢٠٩ و ٢١٠ و ٢١٣ و ٢١٥ و ٢١٦ و ٢١٨ و ٢٢١ و ٢٢٢ و ٢٢٣ و ٢٢٥ و
٢٢٦ و ٢٢٧ و ٢٢٨ و ٢٢٩ و ٢٣٠ و ٢٣١ و ٢٣٢ و ٢٣٦ و ٢٤١ و ٢٤٢ و ٢٤٣ و ٢٤٥ و ٢٤٧ و
٢٤٨ و ٢٤٩ و ٢٥٠ و ٢٥٥ و ٢٥٦ و ٢٥٧
|
__________________
تابع
(ق)
و ٢٥٨ و ٢٥٩ و ٢٦٠
و ٢٦١ و ٢٦٢ و ٢٦٣ و ٢٦٥ و ٢٦٦ و ٢٦٨ و ٢٦٩ و ٢٧٢ و ٢٧٤ و ٢٧٥ و ٢٨١ و ٢٨٢ و ٢٨٣
و ٢٩٠ و ٢٩٤ و ٢٩٥ و ٣٠١ و ٣٠٢ و ٣٠٣ و ٣٠٥ و ٣٠٦ و ٣٠٧ و ٣١١ و ٣١٢ (انظر أيضا.
ابن الجباس)
القرشى صاحب
كتاب المزارات ٤ و ١٤٩ و ١٩٦
القرطبى ٢٦١
الفقيه القرطبى
٢٣١
قريش ٨٥ و ٩١ و
٢٣٣
أولاد قريش
الفقهاء ٣١٣
القزوينى (انظر
أبو الفوارس القيروانى)
قس بن ساعدة ٢٧٥
القسطلانى ٢٦١
ابن القسطلانى
٢٧٠ و ٣٢٠ انظر. احمد القسطلانى الكبير ٢٥٩
الشريف
القسطنطينى ٨٤
القشيرى ٧٩ و ٢٣٦
و ٢٨٥
بنو قصبة ٢١٩
القصار ١٥٠
قضاعة (قبيلة)
٥٦ و ٨٤ و ٨٦ و ١١٤ و ١١٥ و ١١٦ (أو القضاعيون)
القضاعى ٤ و ٦ و
٧ و ٨ و ٩ و ١٠ و ١٢ و ١٣ و ١٤ و ١٨ و ٢١ و ٢٢
|
|
تابع
(ق)
و ٢٦ و ٢٧ و ٣٢ و
٣٤ و ٣٥ و ٤٧ و ٤٩ و ٥٦ و ٦٨ و ٧١ و ٧٥ و ٧٨ و ٨٢ و ٨٥ و ١٠٠ و ١٠٢ و ١١٥ و ١١٨ و
١٢٠ و ١٢١ و ١٢٢ و ١٢٥ و ١٢٧ و ١٣٣ و ١٤٠ و ١٤٤ و ١٥٥ و ١٥٨ و ١٦١ و ١٦٤ و ١٦٦ و
١٧٠ و ١٧١ و ١٧٢ و ١٧٣ و ١٧٩ و ١٨٢ و ١٨٣ و ١٨٥ و ١٩٣ و ٢١٠ و ٢١١ و ٢١٣ و ٢١٥ و
٢٣١ و ٢٣٣ و ٢٣٧ و ٢٤٠ و ٢٤١ و ٢٤٢ و ٢٤٨ و ٢٧٦ و ٢٨٢ و ٢٨٣ و ٢٩٠ و ٢٩٤ و ٣٠٠ و
٣٠٧ و ٣٢١ (انظر أيضا. على)
قطامة ٢٧٤
قطب الدين
القسطلانى ٢٧١
أولاد القطرانى
٢٠٢
السيدة قطر
الندى ١٥٥
الملك المظفر
قطز ٢٨٠ و ٣٠٢
القطان ٢٢٥
قطيط الحلفاوى
١٦٤
ابن قطيطة ٢٤٧
بنو قطيطة ٢٤٧
القفصى المغربى
المصلى بمسجد الزبير ١٧٢
القلابية ٢٠٩ و
٢٨٢
قمر الدولة ٢٥٥
القماح ٩٢ (انظر
أيضا سيد الاهل)
|
تابع
(ق)
القماح بن يوسف
٢٠٢
القيروانى ١٤٦
أبو قيس ٥٤
قيس بن جابر
الصدفى ١٠٣
أولاد القيسرانى
الفقهاء ٣٠٥
قيس بن سعد ٨ و
٩ و ٢٠
القاضى قيس بن
أبى العاص ٨٥ و ٨٩
أبو قيع ٢٨٠
(ك)
ابن الكائب ٢٣٦ و
٢٧٨
كافور الاخشيدى
١٢ و ٦١ و ١٢٢ و ١٢٧ و ١٢٨ و ١٢٩ و ١٧٥ و ١٩٠ و ١٩١ و ١٩٩ و ٢٠٠ و ٢٠١ و ٢٠٢
بنو كامل ٩٤
الملك الكامل
١١٠ و ٣٠٩
كامل بن سعيد بن
دارم ٢٧٣
الملك الكامل بن
العادل ٢١٢ و ٢٦٥ و ٢٩٨
ابن الكبشى (انظر.
محمد)
الفقيه الكتانى
٦٧
كثير ٢٥ و ٥٣
ابن كثير (انظر.
عبد الله. والعلاء)
كرجى ٢١٦
كركورس ١٠
بنت أبى الكرم
١٢٣ و ١٢٤
ام الكرم بنت
خيثمة أمير مصر ٣٠٦
|
|
تابع
(ك)
أبو الكرم بن
عبد الغنى بن عساكر ٢١٩
أبو الكرم
المتصدر بالجامع العتيق ٢١٩
سيف الدين كريش
١١٩
كسرى أنوشروان
٢٣٦ و ٢٩٦
كعب (رضى الله
عنه) ٦ و ١٨ و ٨٩
ابن كعب (انظر.
عبد المحسن)
كعب الاحبار ١٣ و
٦٩ و ٧٠ و ٣١٣
الكلاعيون ٥٦ و
١٧٣
السيدة كلثم ٩٦ و
٩٧ و ١٨٩ و ٢١٦
الكلثميون ٨٨ و
٩٢ و ٩٦
ابن كلثوم ٢٨
ام كلثوم ٣٤ و ٢٧٨
ام كلثوم بنت
جعفر الصادق ٨٧ و ٨٨ و ٨٩
كليب الشامى ١٩٧
و ٢٠٥
كمال الدين
الخطيب بجامع الخطيرى ٢٣٠
الكنانيون ٨٣
بنو كندة ٥٦ و ١٢٩
و ١٥١
الكندى ٤ و ٧ و
٨ و ١١ و ١٩ و ٢٢ و ٢٦ و ٤٥ و ٥١ و ٧٨ و ٩٠ و ٩٣ و ٩٨ و ١٠٤ و ١٢١ و ١٢٢ و ١٢٥ و
١٢٧ و ١٢٩ و ١٥٥
و ١٦٦ و ١٦٧ و ١٧٩ و ١٨٢ و ١٨٣ و ١٨٤ و ١٨٥ و ٢٠٨ و ٢٤١ و ٢٤٢ و ٢٨٢ و ٢٩٦ و ٣١٢
و ٣١٣
|
تابع
(ك)
ابن كهمس ٢٦٤ (انظر
أيضا عبد الرحمن)
بنو كهمس ١٢٤
أبو كهمس
الجوهرى ١٤٤
كهمش بن نعيم ٨٢
الكوريون ٣٢
الكيزانى ١٥٨ و
٢١٦ و ٣٠٣
ابن الكيزانى
٣٠٣ و ٣٠٤ (انظر ايضا.
محمد بن أبى
الفرج)
(ل)
السيدة لبابة
٢٧٨
لبابة بنت ظاعن
العبسى ٢٧٣
لبابة بنت
القاضى بكار ١٨٨
اللبان ٢٠٥
ابن اللبان ٣٧
اللخمى ١١٨
اللخميون ١٧٩
لقمان (عليهالسلام)
٧٥
ابن اللمطى ٣١٨
بنو اللهيب ٢٤٥ و
٢٥١ و ٢٥٢ و ٢٥٣ و ٢٥٥ و ٢٥٦ و ٢٥٧
ابن لهيعة ٦ و ٩
و ١٢ و ١٣ و ٢٥ و ٤٥ و ٥٣ و ٥٧ و ١٠٠ و ١٠٣ و ١٣٣ و ٢٤٢ و ٣٠٠
لهيعة بن عيسى
بن لهيعة ٥٨
لؤلؤ العجمى ١٠٨
|
|
تابع
(ل)
أولاد اللوّاز
١٣٢
الليث بن سعد ١٣
و ٢٥ و ٣٥ و ٨٣ و ٩٨ و ٩٩ و ١٠٠ و ١٠٢ و ١٠٤ و ١٠٥ و ١٧٢ و ٢١٠ و ٣١٢
أبو الليث
الشامى ٢١٧
أبو الليث
القطان ٢٠٧
(م)
مابور ٢٠ و ٢٨
ماجد الخزرجى
٢٧٣
المادرائى ٦٤ و
٧٣ و ٧٤ و ١٥٥
المادرانيون ٥٦ و
٧٣ و ١٥٦
مارية القبطية
٢٠ و ٢٨
بنو مازن ١٧٩
مازن بن عوف
اليشكرى ٢٧٣
بنو ماضى
الفقهاء ٢٠٢
أبو مالك ٥١ و ٥٢
مالك بن أنس ٩ و
٣٧ و ٣٩ و ٤٥ و ٦٤ و ٦٥ و ٧١ و ٧٥ و ٧٦ و ٩٨ و ١٠٠ و ١٠٢ و ١٠٤ و ١٢٩ و ١٥٠ و ٢١٠
و ٢١١ و ٢١٣ و ٢٦٨ و ٢٩٠ و ٢٩١
مالك بن زاهر ٢٥
مالك بن سعيد
الفارقى ٤١
مالك الصغير ٧٥
مالك بن عبادة
الغافقى (انظر. أبو موسى)
|
تابع
(م)
مالك بن عتاهية
التجيبى ٢٤
مالك بن العلاء
١٥
مالك بن عمر ٢٤٧
مالك بن فضالة
٢٨
مالك بن لقيط
العامرى ٢٧٣
مالك بن مزاحى
١٦١
المأمون ٦ و ٥٤ و
٦٩ و ١٦٦
بنو مانع ١٧٩
ابن ماهان ٢٢٧
ابن ماهان
المعافرى ٦٧
الماوردى ٨١ و ١٢١
و ١٧٣ و ١٧٤ و ١٧٥
الماوردى وزير
مصر ١٧٩
مبارك ٣١٧
مبشر الخير ١٤٣
مبشر الزوار
بالجنة ٢٠٤
ابن المبلط ٣٥
المتوكل ٤٩ ٢٣٥
٢٣٦
ابن مجادلة
الصوفى ٣٠٢
مجاهد ١٩ و ١٨٨
مجاهد العجمى
٣٠٨
المجاهدون ٢٣٠ و
٢٨١ (لعلهم ريسة البحر)
المجد الاخميمى
٢٢٥ و ٢٢٩ و ٢٦٤ و ٢٦٩ و ٢٧٣ و ٢٧٤ (أنظر أيضا على)
مجد الدين ٢٨٤
مجد الدين بن
أبى بكر الزنكلونى ٢٩٧
|
|
تابع
(م)
مجد الدين
العسقلانى خادم المشاهد ٨٩
مجد الدين بن
عين الفضلاء الناسخ ٣٠ و ٥١ و ١٤٠
أبو مجلى ٢٠٥
الفقيه مجلى ٢٦٣
القاضى مجلى ٢٠٤
مجلى بن نجا
المشهور بابن الارسوفى ٣١٠
مجير الدين بن
حسان ٦٤
ابن مجيرة ٥٦
بنو محاجر ١٧٩
المحاسبى ٢٣٦
أبو المحاسن
السنجارى ٢١٥
محب الدين ٢٧٢
٣٢١
محب الدين بن
مجد الدين الزنكلونى ٢٩٧
محب الدين
الناسخ ٤
المحسن ٣٦
ابن المحسن (أنظر.
محمد بن أبى محمد)
الطواشى محسن
خادم الحجرة النبوية ٣٠١
الطواشى محسن
الصالحى ١١٠
ابن محفوف
المنجم ١٨٤
محمد (رسول الله
عليه الصلاة والسلام) ١٣ و ١٦ و ١٧ و ٣٤ و ٤١ و ٦٥ و ٧٧ و ٨٥ و ١٢١ و ١٥٤ و ١٦٠ و
١٧٣ و ٢١٢ و ٢٢٢
|
تابع
(م)
و ٢٣٣ و ٢٣٤ و ٢٣٦
و ٢٣٧ و ٢٥٢ و ٢٦٨ و ٢٨٣ و ٣٢١ (أنظر أيضا. المصطفى)
محمد ١٤٩ و ١٦٩ و
٢٣٥ و ٢٤٧
الحافظ أبو محمد
١٩٨
أبو عبد الله
محمد ٤٦
الفقيه محمد ٢٠٤
٢٠٥
محمد الآدمى ٢٠٧
محمد بن ابراهيم
الارسوفى ١٧٠
محمد بن ابراهيم
بن سنان ٥٥
محمد بن ابراهيم
صاحب الوديعة ١٤٥ و ١٤٦
محمد بن ابراهيم
بن مزيبيل ٣٠٥
محمد بن ابراهيم
الميدومى ٢٠٢
محمد بن ابراهيم
الواسطى ٤٠
محمد بن احمد بن
ابراهيم الكاتب الحليمى ٢٧٤
محمد بن احمد
البغدادى ٢٩٥
محمد بن احمد
الجعفرى ٢٠٢
محمد بن احمد بن
الحسن الصولى ١٨٩
محمد بن احمد
الحسينى أبو الدلالات ٣٠٢
أم محمد بنت
احمد الحسينية ١٧٤
محمد بن احمد
الحنفى ٢٩٧
محمد بن احمد
ابن اخت الزبير بن العوام ١٤١
محمد بن احمد
الشافعى المعروف بالمقترح ٢٤٣
|
|
تابع
(م)
محمد بن احمد بن
على القسطلانى ٢٥٨
محمد بن احمد بن
نصر الذهلى ٦٣ و ٦٤
ام محمد بنت
احمد الواثقى ٥٦
ابو بكر محمد
الاخشيد ١٩٩
الامام محمد بن
ادريس الشافعى ١٧ و ٣٤ و ٣٧ و ٤١ و ٦٥ و ٦٦ و ٧١ و ٨٥ و ٨٧ و ٨٨ و ٩٠ و ٩٨ و ١٠٠
و ١٠١ و ١٠٢ و ١٠٤ و ١٢٢ و ١٢٤ و ١٢٥ و ١٢٩ و ١٣٣ و ١٣٩ و ١٤٦ و ١٥٩ و ١٦٤ و ١٧٠
و ١٨٠ و ١٨٣ و ١٩٠ و ١٩٢ و ١٩٣ و ١٩٤ و ٢٠٩ و ٢١٠ و ٢١١ و ٢١٢ و ٢١٣ و ٢١٤ و ٢١٥
و ٢١٦ و ٢١٧ و ٢١٨ و ٢٢٧ و ٢٣٣ و ٢٤١ و ٢٤٣ و ٢٥١ و ٢٥٢ و ٢٦٦ و ٢٦٨ و ٢٩٨ و ٣٠٤
و ٣١٢ و ٣١٨
محمد بن ادريس
العجمى ٢٤٤
محمد الادفوى
١٥٧ و ١٥٨
عبد الرحمن محمد
بن اسحاق بن ابراهيم البغدادى المعروف بصاحب الحنفا ٢٩٤ و ٢٩٥
محمد بن أسعد ٣٤
و ٣٥
الامام محمد بن
اسماعيل البخارى ٨٣ و ١٠٠ و ١٠٤ و ١٠٥ و ١٢٤ و ١٤١
محمد بن اسماعيل
بن الحسين الهاشمى ٧٥
|
تابع
(م)
محمد بن اسماعيل
صاحب الدار ١٢٥
محمد بن اسماعيل
صاحب المصنع ١٧٨
محمد بن اسماعيل
العابد ٢٩٠
محمد بن اسماعيل
العباسى ٩٧
محمد بن اسماعيل
بن عبد الله ٨٨
محمد بن الأسود
٨
محمد الأصغر بن
ادريس ٩٠
محمد الأصفهانى
٢٨٤
محمد الأنصارى
١٩٨
محمد الباقر ٣٢ و
٦٦ و ٨٨ و ٨٩ و ٩٢
محمد البالسى
٣٢١
محمد بن أبى بكر
الصديق ١٩ و ١٠٣ و ١٨٤
محمد البلبيسى
٢٢٧
محمد التكرورى
صاحب ابن جابار ١٢٩
محمد التوريزى
٢٨٤
محمد بن جابار
الصوفى ١٢٧ و ١٢٨ و ١٢٩
محمد بن الجباس
صاحب التاريخ ٣٠٥ (انظر أيضا. ابن الجباس والقرشى وأبو عبد الله القرشى)
ابو بكر محمد
جدّ مسلم القارئ ٢٩٦ (انظر أيضا. أبو بكر)
محمد بن جعفر بن
الحسن ٦١
محمد بن جمال
الدين البلبيسى ٢٢٣
محمد الجندى ٢٨٤
تابع
(م)
محمد بن حاتم ٦٢
محمد بن الحاج
٣١٩ و ٣٢٠ و ٣٢١
محمد بن الحارث
بن الليث الاصم ٤٧
محمد بن حبيب ٢٥
محمد بن أبى
الحجاج الاقصرى تاج العارفين ١٨٩ و ٢٠٩
محمد الحريرى
٢٨٤
|
|
تابع
(م)
محمد بن حاتم ٦٢
محمد بن الحاج
٣١٩ و ٣٢٠ و ٣٢١
محمد بن الحارث
بن الليث الاصم ٤٧ محمى بن حبيب
محمد بن أبي
الحجاج ااقصري تاج العارفين ١٨٩ و ٣٠٩
محمد بن الحريري
٢٨٤
محمد بن الحسن
٣٦
محمد بن الحسن
صاحب أبى حنيفة ١٨٠ و ٢١١
محمد بن الحسن
عساكر ٢٥٧
محمد بن الحسن
الكتانى ٢٠٣
محمد أبو الحسن
الكعكى ٣٥
محمد بن حسن
المالكى ٢٥٦
أبو بكر محمد بن
الحسين ٢٩٢
محمد بن الحسين
بن ابراهيم الجزولى ٢٥٠
محمد بن الحسين
الانصارى ٢٢٩ و ٢٧٤ و ٣١١
محمد بن الحسين
البغدادى ٢٩٥
محمد بن الحسين
من ذرية زيادة ٨٩
محمد بن أبى
الحسين على ١٢٣
أم محمد بنت
الحسين القابلة ٢٩٣
محمد بن الحسين
المالكى ١٢٢
محمد بن الحسين
الهاشمى الحنبلى ٢٣١
محمد بن الحسين
الواعظ ١١٨
محمد الحسينى ١٨٠
محمد بن حمزة ٨٨
محمد بن الحنفية
٢٤٢ و ٣٠١
|
تابع
(م)
أبو محمد الخطيب
١٣٧ (انظر أيضا.
الخطيب)
أبو بكر محمد بن
داود الدينورى المعروف بالرقى أو الفتالى ٢٨٨
أبو محمد بن
داود الفارسى ٣٥
أبو محمد الدرعى
٢٥٤
محمد بن دروشان
١١٠
محمد بن رسلان
٣١١
نجم الدين محمد بن
رشيق ٢٦٤
محمد بن رفاعة
١٦١
أبو عبد الله
محمد الزبيدى ٢٨٠
محمد زربهان
العجمى ٢٢٣ و ٢٢٤
محمد الزرعى (انظر.
أحمد بن العباس صاحب القنديل)
محمد الزعفرانى
١١٤ و ١٢٤ (انظر أيضا. الزعفرانى)
محمد بن زهر ٢٥٥
أبو محمد الزهرى
١٢٥
محمد بن زيد بن
زياد الزيادى ٢٧٤
القاضى محمد بن
سعيد ١٨٠ و ١٨٢
محمد بن سعيد
نظر الجنان ٦٤
محمد بن سعيد
النقاش ١٩٤
محمد بن
السكيسيك العسقلانى ٢٢٣
محمد بن سلامه
القضاعى ٣٥ و ١١٥ و ١١٦
محمد السلاوى
صاحب المسبحة ٢٠٤
محمد بن سليمان
٥٢ و ٣٠٧
محمد بن سليمان
بن هبة الله ١٠٨
|
|
تابع
(م)
محمد السمرقندى ٢٨٤
محمد بن شرارة
المقرى ١٠٦
محمد الشرائحى
٩٦ و ١٩٧
محيى الدين محمد
بن شرف الدين الدارى ٢٢٣
محمد الششترى
٢٨٤
محمد بن شعبان
٣١٨
محمد الشيبانى
قاضى الحرمين ٣٠١
محمد بن شيخ
الشيوخ ٢١٦
تقى الدين محمد
شيخ الصوفية ٢٢٨
محمد شيخ ابن
الطباخ ٣٠١
محمد بن صدر
الدين الميدومى ٢٠٢
أبو محمد الصدفى
١٠٣
محمد بن صفى
الدين مظفر ١٠٨
محمد الصوفى ٢٣٠
محمد الصوفى
العاقد ١٩٦
محمد بن طاهر
العقيلى ٢٦٧
أبو محمد الطبرى
١٩٠
أبو محمد الطحان
٢٠٢ (انظر أيضا.
الطحان)
أبو الفتح محمد
الطوسى ٢٢٧ و ٢٢٨
محمد الطيار ٩٧
محمد الطيب
الفرا ٣١١
محمد بن عاصم
المعافرى ٣٨
محمد أخو أبى
العباس الحرّار ١٥٤
محمد بن عبد
الحميد ١٠٨
محمد بن عبد
الحميد القرشى ٩١
محمد بن عبد
الرحمن ٢٥٧
محمد بن عبد
الرحمن الاصولى ٢٧٢
|
تابع
(م)
محمد بن عبد
الرحمن الحنفى ٢٩٧
محمد بن عبد
الرحمن السكرى ٢٦٦
محمد بن عبد
الرحمن القرشى ٢٢٣
محمد بن عبد
الله بن اسماعيل الجارودى ١٥٦
محمد بن عبد
الله بن الحسن المثنى ٨٩
محمد بن عبد
الله بن الحسين البزاز ١٣٢ و ١٣٣
محمد بن عبد
الله السراج ٢٨٣
محمد بن عبد
الله بن عبد الحكم ٣٥ و ٩٨ و ٢١٣ و ٢١٤
محمد بن عبد
الله المالكى ١٣١
محمد بن عبد
الله بن مسعود المعروف بعتبة الواعظ ١٣١
محمد بن عبد
الله بن يحيى القرشى المؤدب ١٨١
محمد بن عبد
المعطى ١٠٦
محمد بن عبد
الوهاب بن عبد الكريم ١٠٥
محمد بن عبد
الوهاب المعروف بابن المحسنى ٢٤٩
أبو زرعة محمد
بن عثمان ٥١ و ٥٢
محمد العجيمى
شيخ الزيارة ١٣٢
محمد العراق ١٩٩
أبو بكر محمد بن
العربى السبتى ٢٩٤
محمد بن عرسة
١٩٩
محمد بن عروة
١٢٤
محمد العسقلانى
٢٢٣
|
|
تابع
(م)
محمد العصافيرى
١٤٥
محمد بن على ٣١
محمد بن على بن
أحمد ٧٤
محمد بن على بن
حفص الفرد ١٦٧
الصاحب محمد بن
على بن حنا ١٠٦
محمد بن على
الشافعى ١٠٨
محمد بن على بن
عبد الرحمن ٢٥٠
محمد بن على بن
عبد الله ٩٠ و ٩٣
محمد بن على بن
عبد الله بن عباس ٥٦
محمد بن على
القليوبى ٢٨٤
الوزير محمد بن
على المادرائى ٦١ و ٧١ و ١٥٥ و ١٩٩ و ٢٧٩
محمد بن على
المالكى ١٠٨
محمد بن على بن
محمد السلمى ٧٥
محمد بن على بن
مطيع المعروف بابن دقيق العيد ٢٧١
محمد بن على بن
موسى الانصارى السوسى ٢٦٠
محمد الغويلاوى
٢٨٤
محمد بن أبى
الفتح الدمشقى ٢٢٥
محمد بن فخر
الدين الفارسى ١١٠
محمد بن الفرات
البكرى ١٠٥
محمد بن أبى
الفرج بن ابراهيم بن ثابت الكيزانى ٣٠٣ (انظر أيضا.
الكيزانى)
محمد الفصيح ٣٢١
محمد الفضى ١٦٤
أبو محمد الفضى
٣٠٨
|
تابع
(م)
محمد بن الفضل
العقيلى ٢٦٧
محمد بن الفقيه
٢٠٩
أم محمد بنت
القاسم الحسينى الفاطمى ١٧٧
محمد بن القاسم
بن شعبان القرطبى المعروف بجده ٢٨٣
محمد بن القاسم
بن عاصم ١٩٠
محمد بن القاسم
بن عبد المعطى ١٢٣
محمد بن القاسم
النسابة ١٧٠
محمد بن القاضى
اسماعيل ٢١٦
محمد بن قتبان
العسقلانى ٣٠٨
محمد القرشى ٦٥
محمد القصديرى
٢٢٠
محمد بن القضاعى
١٥٩
محمد بن قطن ٢٣٥
محمد القلانسى
١٨٧
أبو بكر محمد
القمنى ١٢٠ و ١٣٥ (أنظر أيضا. أبو بكر)
محمد القيسى ١١٧
محمد الكاتب
الخياط ١٠٧
محمد الكاشغرى
٢٨٤
محمد بن كبش ٢٦١
و ٢٦٢
محمد اللبان ٣٢٠
محمد بن الليث
أبى زرارة ٢٤٨ (أنظر أيضا. أبو زرارة ومحمد ابن ياسين)
محمد بن ليسون
القابسى ١٦١
أم محمد الماشطة
١٤١
|
|
تابع
(م)
أبو محمد
المالكى ١٥٦
محمد المأمون ٨٨
و ٩٥ و ٩٦ و ١١٧
محمد المثنى
الصدفى ١٠٠ و ١٠٤
القاضى أبو
الحسن محمد بن محمد ١٦
محمد بن محمد بن
احمد البكرى ٢٦٨
محمد بن محمد
الاسيوطى ٢٠٤
محمد بن محمد
الانصارى ٢٥٠
محمد بن محمد
البكرى ١١٧
محمد بن محمد
الدمشقى ١٢٠
محمد بن محمد بن
طباطبا ١٩٠
محمد بن محمد
العباسى ٩٧
محمد بن محمد بن
عبد الوهاب ٢٤٩
محمد بن أبى
محمد بن عبد الوهاب الدمشقى الملقب بابن المحسن ١٩٨
محمد بن محمد بن
أبى الفضائل الربعى الصقلى ٢٦٩
محمد بن محمد
القرشى ٢٦٧
محمد بن محمد
كاتب حبس بنان ٢٩٢
محمد بن محمد
المالكى البهنسى ٢٦٣
محمد بن محمد بن
هارون الاسوانى ١٥٨
محمد بن محمد بن
وردان ٧٠
محمد بن محمود
الكردى ٢٨٤
محمد المدينى
العطار المعروف بالقاضى ٢٥٦
محمد المرابط
٢٥٥
محمد المزنى ٢١٦
محمد بن مسلمة
الانصارى ٢٥
محمد المصرى
المعروف بالحليق ١٠٢
|
تابع
(م)
محمد المصمودى
السعودى جد المؤلف ٢٠٧
محمد المصينى
٢١٨
محمد المعتمدى
١١٠
أبو محمد
المقترح ٩٤
محمد المقدسى
١٨٨ و ٢١٦
أبو محمد من
أولاد بنت الخليفة المستضىء ٢٥٥
محمد المهذب ١٩٥
محمد المهلبى
الهمذانى ٢٢٩
نجم الدين محمد
المؤذن الطولونى ٢٨٠
محمد المورستينى
٢٧٢
محمد بن موسى (أنظر.
ابن النعمان)
محمد بن ناشرة
٢٠٣
محمد بن نافع
الهاشمى ٨٥
محمد النشار
المجاهد ٢٠٨
محمد بن النعمان
١٧٥
محمد بن هارون الصدفى
١٠١
محمد الهاشمى ٩٠
محمد بن هدية
الصدفى ١٠٣
محمد الهندى ٨٤
محمد الهورانى
٣٠٩
محمد الواسطى
الواعظ ٣١٣
أبو عبد الله
محمد الواعظ ١٥٦
محمد بن الوشا
٣٥
محمد وفا
الشاذلى ٣١٩
محمد بن الوليد
٦٦
محمد بن وهب ٩٩
|
|
تابع
(م)
محمد بن ياسر
الانصارى ٢٦
محمد بن ياسين
بن عبد الاحد بن الليث أبى زرارة ٢٤٨ (أنظر أيضا.
أبو زرارة)
أبو الذكر محمد
بن يحيى ١١٩
محمد بن يحيى
الخولانى ١٣٢
محمد بن يحيى
القضاعى ٨٤
محمد بن يحيى
المعروف بالصلاة على النبى ٢٠٤
القاضى محمد بن
يحيى بن مهدى التمار ٨١
محمد اليمنى ١٩٩
محمد بن يوسف
التكرورى الذى ببولاق ١٢٩
محمد بن يوسف
الشاطبى ١٠٧
محمد بن يونس
خادم الادفوى ١٥٨
محمدية بنت
القاسم الحسينى الطيب ١٧٧
المحمديون ٢٧٧
محمود ١٤ و ٧٨ و
٢٨٠ و ٢٨٢ و ٢٨٣ و ٢٩٠
ابن محمود ٣٨
محمود ابن أبى
البقاء صاحب القيراط ٢٠٤ و ٢٠٥
محمود الحورانى
٢٨٤
محمود الخياط
٣٠٥
محمود بن سالم
بن مالك الطويل ٢٨٢
محمود الكردى
٢٨٤
محمود بن كعب
١٦٠
|
تابع
(م)
محيى الدين
الزواوى ١٩٧
محيى الدين بن
سراقة ٣٠٣
محيى الدين بن
العربى ١٥٤
محيى الدين
القرشى ٢٤٤
محيى الدين
المغربى ٣٢٠
المختار ١٧٩
المخزومى (انظر.
ابن خليفه)
المخزوميون ٢٢٠
المخلص ٢٧١
المدهش (انظر.
أبو العباس)
أبو مدين (انظر.
شعيب)
المراديون ٢٤٦
مرثد بن أبى
حبيب ٥٢ (لعله يزيد)
مرثد بن سعيد
اليشكرى ٢٧٣
مرثد بن عبد
الله البجلى ٥٣
مرثد بن عبد
الله الكلاعى ١٧٣
المرجانى
المغربى ٣٢٠
ام مردود ٣٠٢
بنو مرة ٩٣
أبو مرة مولى
قيس ١٦٠
الامام ابن مرزوق
٣٥
أولاد مرزوق
السبكى ١٩٠
القاضى مرغب بن
قاضى دمياط ٢٨٣
مروان ٢٢ و ٤١ و
٧١ و ٨١
مروان بن الحكم
٢٥ و ١٨٢
مروان الحمار
١٦٩ و ١٧٥
مروان الرفاعى
٢١٦
|
|
تابع
(م)
مروان بن عمرو
العجلى ٢٧٣
المروزى ١٦
الشريفة مريم
١٨٤
مريم بنت حرب
الدراج ١٢٣
مريم بنت عبد
الله الحسنية ٩١
مريم بنت عبد
الله بن طباطبا ١٨٤
مزاحم بن أبى
الرضا ٤٢
ابن بنت المزين
١٩٥
المزنى صاحب
الشافعى ٦٥ و ٨٧ و ١٠١ و ١٠٥ و ١١٥ و ١٦٦ و ١٧٠ و ١٩٠ و ١٩٢ و ١٩٣ و ١٩٤ و ١٩٥ و
٢١١ و ٢١٢ و ٢١٣
و ٢٣٢ و ٢٣٥ و ٣٢١
ابن مزيبيل (انظر.
ابراهيم)
بنو مزينة ١٧٩
مسافر ١٨٧
مسافر التخمى
١٩٨ و ١٩٩
المسبحى ٤ و ٤٢ و
١٢٨
المستضىء (العباسى)
(انظر. أحمد)
المستعلى (الفاطمى)
١٧٦
المستنصر (الفاطمى)
١٢٠ و ١٤٩ و ١٧٧
المستورد بن
شداد ٢١
مسرور الخادم
١٩٧
مسعود ٣١٧
الامير مسعود
٢٧٣
مسعود بن الاسود
البلوى ٢٤
مسعود بن أوس
البدرى ٢٦
مسعود الغرابلى
١٠٩
|
تابع
(م)
مسعود المريسى
١٨٦ و ٢١٩
مسعود النوبى
٢١٩ و ٢٩٥
المسكى ٦٩ و ١٦٣
و ١٦٥
ابن مسكين ٣٨
بنو مسكين ٤٦ و
٤٧ و ١٨٥ و ٢٥٧
أولاد بنى مسكين
٣٠٥
الامام مسلم ١٦ و
٨٣ و ١٠٠ و ١٠٤ و ١٠٥ و ١٤١ و ٢٠٨
الشيخ مسلم ٩٦ و
١٠٦ و ١٠٧ و ١٠٨ و ١١٣
مسلم الحسينى ١٨٠
أبو مسلم
الخولانى ٢٤٢
مسلم السلمى ١٠٦
مسلمة ١٨٧ و ١٨٨
مسلمة بن الحارث
الغفارى ٢١
مسلمة بن خديج
التجيبى ١٦٨
مسلمة بن مخلد ٨
و ١٩ و ٢١ و ٥٨ و ٩٨ و ١٠٣
المسور بن مخرمة
٢٧
المسيب بن جزء
٢٨
المسيب بن خويلد
اليشكرى ٢٧٣
المسيب بن غالب
اليشكرى ٢٧٣
ابن المشرف ١٧٠
مشعرة مولاة عمر
بن الخطاب ٩٢
مشعلة الانصارى
٢١٨
مصر بن بيصر ٧
مصرفة قاضى
الصحابة ٩٣
|
|
تابع
(م)
المصطفى (عليه
الصلاة والسلام) ٣ و ٣٤ (انظر أيضا. محمد)
مصطفى الانصارى
٢٠١
بنو المصطلق ١٧٣
بنو المصلى ٣٦
المصينى ٣٧ و ١٨٥
و ٢٠٩ و ٢١٧ و ٢١٨ و ٢١٩
مضر بن عبد مندة
التميمى ٢٧٣
الشريف مطر ٩٦
مطعم بن عبيد
البلوى ٢٦
المطلب بن عبد
الله بن مالك ٥٨
المطلب بن فضل
٥٨
المطلب بن أبى
وداعة ٢٧
أولاد المطيع
٢٧٢
مظفر صفى الدين
١٠٨
مظفر بن أبى
محمد الشافعى ٢٤٣
معادة العدوية
١١٨
معاذ بن جبل ١٠٥
و ٣٠٨
معاذ بن مالك ٢٥
المعافر ١٧٩ و ٢١٤
بنو معافر (أو
المعافريون) ٢٦ و ٥٦ و ١٢١ و ١٥١ و ١٥٩ و ١٦٥ و ١٦٦ و ١٦٧ و ١٨٢ و ٢١٩
أبو المعالى ٣١٠
أبو المعالى بن
الجباس ٣٠٥
معاوية بن حديج
١٨ و ١٩
معاوية بن أبى
سفيان ١٩ و ٢٠ و ٢٤ و ٢٥ و ٦٩ و ٨٦ و ١٤٧ و ١٦٦ و ٢١١ و ٣٠٧
|
تابع
(م)
معاوية بن صالح
فقيه مصر ١٤٦
السادة معبر
والرؤيا ٢١٩
المعتصم ٤٧
المعرف نفسه ٩٥ و
٩٧
المعروف التفانى
٢٠٢
المعز ١٨٩ و ١٩٥
المعز (الفاطمى)
٦١ و ٦٣ و ٦٤ و ١٣١ و ١٧٥ و ١٧٦ و ١٨٩
المعز التركمانى
١٨٩
بنو المعزية ١٨٩
الشريف المعصوم
١٧٨
معقل بن يسار ١٦
معلما المكتب
٢٤١
معمر بن أحمد بن
زياد الاصبهانى ٢٣٦
معمر بن خليفة
الدارمى ٢٧٣
معن بن زائدة
٣٠٥
معن بن زيد بن
سليمان ٣٠٢
معن بن مرشد
الحضرمى ٢٧٣
المعيد بن حيازة
الشافعى ١٩٨
معيقيب بن أبى
فاطمة ٢٦
معينة المكاشفة
٢٠٥ و ٢٠٦
المغاربة ٣٢٠
المغاربة
اللوّاجون ٤٣
المغافرية
المراكشيون ١٩٠
ابنة مغيث ٢٠٥
مفتاح ٣١٧
مفرج القرشى ٢١٦
|
|
تابع
(م)
المفضل ٢٦٤
بنو المفضل ١١٨
المفضل بن شرف
١١٨
المفضل بن فضالة
١٠٥ و ١١٥ و ١٦١ و ١٢٤ و ١٢٥ و ١٦٣ و ٣٢١
المقادسة ١٩٨ و
١٩٩
مقبل الحبشى ٤٦ و
١٤٤ و ٢٤١
المقتدر (العباسى)
٢٠٢
المقداد بن
الأسود ٩ و ٢٩
المقداد بن
سلامة ١٦٠
المقدسى المتصدر
بالجامع العتيق ١٧٢
المقوقس ٨ و ٩ و
١٣ و ٢٠ و ٢٨ و ١٤٣ و ١٥١
ابن اخى المقوقس
مهندس جامع عمرو ١٤٣
مكارم الدرعى
٢٠٦
مكرم بن غالب
العامرى ٢٧٣
المكىّ ٤ و ١٤٩
أبو الحرم مكى
٢٣٠
أبو القاسم مكى
٢٠٣
مكى البصرى ٢٠٩
ملك طبر (انظر.
عبد الله الطبرى)
ابن الملقن ١٦٧ و
١٧٩ و ٢٢٥ و ٢٧٢ (انظر أيضا. سراج الدين)
الملاح ٢٤٥
ملهام الصوفى
١٠٧
ابن مليكة ١٠٠
أبو مليكة
البلوى ٢٥
|
تابع
(م)
ابن ممدود ٣٠٥
ام ممدود ٣١١
ممشاد الدينورى
٢٨٥ و ٢٨٦ و ٢٨٧ و ٢٩٠
أبو المنا ٢٣٠
المناجى ١٣٩ و ١٤٠
اولاد المناخلى
الفقهاء ١٩٨
بنو المنتخب بن
على بن احمد بن ظاهر العلوى نائب الوزارة ٣٠١
بنو المنتخب ٨٩
المنتخب بن على
الحسينى ١٧٨
مندب بن حارث
المرادى ٢٧٣
المندمور ميزح ٨
المنذر ٢٥
المنذريون ٢٢٣
المنصور (العباسى)
٣١
أبو منصور ٢٤٦ و
٢٦٥
ابن أبى منصور
١٠٩ و ٢٠٦ (انظر أيضا.
صفى الدين)
أبو الفرج منصور
٤٨
الفقيه منصور
٣٠٤
منصور
الاسكندرانى ٢٠٢
أبو منصور امام
مسجد الفقاعى ١٣٢
أبو منصور بن
الحسين بن مسكين ٢٥٧
منصور الزعيم
٢٠٣
منصور الزيات
٢٤٥
منصور العمرى
٢١٦
منصور المجاهد
٢٢٣
|
|
تابع
(م)
أبو منصور بن
المظفر بن حسين بن رشيق ٢٦٤
منصور النجار
١٠٦
منقذ ١٧٨
المهدى (الفاطمى)
١٧٦
المهذب بن عوف
اليشكرى ٢٧٣
مهلاييل ١١٧
المهلبيون ٢٢٧ و
٢٢٨
المهمهم الجيزى
١٢٤ و ١٥٠
ابن مهييب ١٣٣
موسى (عليهالسلام)
٥ و ١٢ و ١٤ و ١٧ و ٧٠ و ٨٦ و ١٦٦ و ١٨٢ و ٢٨٢
موسى ١٤ و ١٤٩ و
٢٩٩ و ٣٠٠
أبو موسى ٣٤ و ٢٣٣
أبو موسى
الاشعرى ٤٦
موسى بن أيوب
الغافقى ١٦١
أبو موسى الجيزى
٢٤٨
موسى بن رعانة
٨٧
موسى الصامت ١٩٥
موسى بن طلحة
التكرورى ٤١
موسى بن عبد
الملك ٨١
موسى بن عيسى ٨٤
أبو موسى
الغافقى ٢١
موسى غطى يدك ٧٤
موسى بن أبى
القاسم الحسينى ٣٠١
موسى المقرى ٩٠
موسى الكاظم ٦٦ و
٩٢ و ٩٥ و ١٦٩
|
تابع
(م)
موسى بن ماضى بن
عساكر ٢٢٠
موسى بن محمد
الاندلسى الواعظ صاحب القصيدة ٢٣٦ و ٢٣٧
موسى بن يونس
١٠٥
الموفق (العباسى)
٥٠
الشيخ موفق
الدين ١٠٨ و ١١٨ و ١١٩ و ١٢٠ و ١٢١ و ١٢٢ و ١٢٥ و ١٢٧ و ١٣٠ و ١٣١ و ١٣٩ و ١٤١ و
١٤٢ و ١٤٣ و ١٤٤ و ١٤٦ و ١٤٩ و ١٥٠ و ١٥١ و ١٥٦ و ١٥٧ و ١٦٠ و ١٦٣ و ١٦٤ و ١٧٠ و
١٧١ و ١٧٢ و ٢٣٦ و ٢٣٧ و ٢٤٣ و ٢٥٢ و ٢٥٣ (أنظر أيضا. ابن عثمان والموفق ابن
عثمان)
موفق الدين
الحموى ٢٤٣
الموفق بن عثمان
٤٣ و ١٢٤ (أنظر أيضا. ابن عثمان وموفق الدين)
أولاد ابن
مولاهم ٣٠٣
مؤنس ٢٠٥
مؤنسة بنت
الوليد ٦٦
ابن موهوب ٥٣ و
٩٠ و ٢٤٧ و ٢٤٨
الفقيه موهوب
٢٤٧
بنو موهوب
الفقهاء ٢٤٧
المواز ١٩٥ و ٢١٥
بنو ميدوم
الفقهاء ٢٠٢
ابن ميسر (أنظر
ابن ميسرة فانه محرف عنه)
|
|
تابع
(م)
ابن ميسرة ٤١ و
٤٢ و ٥١ و ٧٧ و ١٢٠ و ١٢١ و ١٤١ و ١٤٣ و ١٤٥ و ١٤٩ و ١٦٧ و ١٧٨ و ١٩٦ و ٢٢٥ و ٢٤٦
ميسرة بن مقدام
المخزومى ٢٧٣
ميمون بن حمزة
١٥٦ و ١٦٩ و ١٧٠
الميمون بن حمزة
الحسينى ٩٦
ميمون الخادمى
١٣١
ميمونة بنت
شاقولة الواعظة ٣٠١
ميمونة العابدة
٤٠ و ٢١٩
ابن ميهوب ٣٥
الفقيه مياس ٣٠٨
(ن)
ناجى الانصارى
٢٠٦
ابن ناجى
الحميرى ٢٧٣
ناجية الانصارية
٢٠٧
ابن الناسخ (أنظر.
مجد الدين)
ابن ناشرة
الدخاخنى (انظر. أبو اسحق)
بنو ناشرة
الفقهاء ٢٠٣
ابن الناصح ٢٩٢
ناصر الدين
العجمى ٢٨٤
ناصر الدين بن
عمر بن دار البراغيث ٢٠٢
ناصر بن الزريقة
شيخ الزيارة ٨١
ناصر الضرير ١٩٩
ناصر القرشى ٢٤٤
ناصر بن المحسن
١٢٣
|
تابع
(ن)
الناطفانى ١٧٣
نافع ٨ و ١٦ و ١٠٠
و ٢١٠ و ٢١١
النافع بن
الاسود بن الابيض ١٩٤
نافع بن عمر
القرشى العامرى ١٤٠
نافع بن كنانة
العلوى ٢٧٣
النباش ١٨٠
نبيه بن صواب ٢٦
أبو النجا ١٨٢
أبو النجا بن
رشيد الدين البهنسى ٢٦٨
النجاشى ١٧ و ٨٥
النجار المقرى
الاصم ١٦٠
القاضى نجم
الدين ٢٧٢
نجم الدين الخبوشانى
٢١٤ و ٢١٥
نجم الدين
الخوارزمى ١١٠
نجم الدين بن
الرفعة ٢٦٥
نجم الدين بن
عثمان المؤذن ٢٦٨
أبو النجيب ٥٥
النجيب الدمشقى
٣١١
أولاد النجيب
المقرى بالجامع العتيق ١٥٠
النجيب المقرى
بجامع مصر ١٦٩ و ١٧٢
نجيم الابله ٤٣
بنو نجية ٢٢٦
النحاس ١٥٨
ابن النحوى (أنظر.
أسعد)
|
|
أبو ربيعة نزار
الشافعى ١٩٩
النسابى ١٦
النسابة ٢٨٥ (أنظر
أيضا. أسعد)
تابع
(ن)
بنو نصر ٢٦٥ و ٢٦٦
الفقيه نصر ٢٦٦
أبو عبيد نصر
الاشجعى ١٤٧
أبو نصر
البغدادى ١٦٤ و ٢٩٥
نصر الدين بن
عبد الوارث المسكى ٢٢٧
أبو نصر الزاهد
المعافرى ٣٥
نصر بن على
المقرى ٢٥٠
أبو نصر
المعافرى الزاهد ١٦٥
نصر بن وهيب بن
زمانين قاضى البحر ٢٤٨
نصير العجان ١٩٦
ابن نظيف شيخ
الزيارة ٣٥
ابن النعمان ١٨٠
و ١٨١ و ١٨٢ و ٢٤٣
بنو النعمان ١٧٥
و ١٧٧ و ١٧٩
أبو الحسن
النعمان ٢٠٢
نعيم ٨٤
أبو نعيم ٧٩ و ١١٨
و ١٣١
أم نعيم ٣٠٩
نعيم بن الحباب
٢٦ و ١٦٨
ابن نفيس
التكرورى ١٩٦
نفيس الدين بن
رشيد الدين ٢٦٩
السيدة نفيسة (رضى
الله عنها) ٣١ و ٣٢ و ٣٣ و ٣٤ و ٣٥ و ٨٧ و ٩٤ و ٩٥ و ٢٧٨
نفيسة التميمية
٢٦٤
نفيسة بنت رضى
المصلى ٩٤
نفيسة بنت على
بن طباطبا ٦٢ و ٦٣
النقاش ١٩٤
النقاطة ١٨٣
|
تابع
(ن)
بنو نهار
الفقهاء ٣٠٢
النهرجورى ٢٤٨
نهمان العجلى
٢٧٣
نوح (عليهالسلام)
٧ و ١٠
نور بهار العجمى
الكازرونى ١٠٩
نور الدين
الكتانى ٣١٩
نور الدين بن
كمال الدين ٢٩٧
نور الدين
الناسخ ١٩٩
نور الدين بن
الناظر ١٩٩
نور الدين
النقاش ٣١٨
النيسابورى ١٤١ (أنظر
أيضا.
أبو جعفر)
(ه)
هارون ١٦٠
هارون بن
ابراهيم بن حماد ٨٢
هارون الرشيد ٥١
و ٥٢ و ٥٥ و ٥٦ و ٥٩ و ٦٨ و ٩٩ و ١٤٩ و ١٨٠ و ٢١١
هارون الزهرى ٤٧
هاشم بن فرج
التميمى ٢٧٣
هاشم الهاشمى ٨٩
و ٩٠ و ٩١
أبو هانى ١٤
أم هانى ٣٢
هبة العتال ١٥٧
القاضى هبة الله
١٠٨
هبة الله بن
احمد بن عطاء النحوى اليحمودى ٢٤٥
|
|
تابع
(ه)
هبة الله بن
صاعد الفائزى ١٠٥
هبة الله بن
صالح الصناديقى ٢٥٦
هبة الله العطار
٢١٩
هبة الله بن على
البوصيرى ٢٦٣
هبيب بن معقل
الغفارى ٢١
الهتناتى ٤ و ١٢
هرجب ١٠
الهروى ٦٨ و ٢٩٦
أبو هريرة ٦ و ١٥
و ١٦ و ٢٣ و ٤٩ ١٠٠ و ١٣٣
أولاد ابن بنت
أبى هريرة الجيزيون ٤٢
هشام ١٠٠ و ١١٩
ابن هشام صاحب
الرواية ٢٤٣
هشام بن عامر
السلمى ٢١٧
هشام بن عبد
الملك ١٠٠
ابن هشام المقرى
٣٥
هلال الانصارى
١٨٠
هلال بن حويد
الغطفانى ٢٧٣
هلال الفران ١٤٩
هلال بن يحيى ٤٩
أبو همام ٣٦
همام الشافعى
امام جامع الصالح ٢٦٦
همام بن عبد
الله الغافقى ٥٥
هند ٩٣
أبو هند ٢٤ و ١٢١
أبو الهند ٧٢
هند بنت عبد
الله ٨٨
هند بنت نافع بن
الاسود ١٩٤
|
تابع
(ه)
هود (عليهالسلام) ١٤٢
هياج بن عمر
التميمى ٢٧٣
الهيثم ١٤٩ و ١٥٣
و ٢٥٧ ٢٥٩
أبو الهيثم ٢٧
أم هيطل ١٧٨
(و)
واجد مولى عياض
بن عاصم ٢٧٣
الواسطى ٧٧
واعظ المقبره ٩٨
الواعظ الواسطى
٢١٩
الواقدى ٦ و ٨ و
٩ و ١٨ و ١٩ و ٢٦ و ١٤٣ و ٢٧٢ و ٢٧٣
وثاب الميزانى
٣٠٤
وثاب الوردى ٢١٩
وجيه الدين ٢٧٤
وجيه الدين بن
باقه ١٩٩
وجيه الدين
البرنبالى ٣١٣
ابن وجيه المحدث
١١٤
وجيه بن المكلل
العامرى ٢٧٣
وحشى ٢١٥
ابن أبى وداعة
١٥٥
الورادى ٢٤٥ و ٢٤٦
و ٢٤٧ و ٢٦٨ (انظر أيضا. عبد المحسن)
وردان ٨ و ٩ و ٦٩
و ٧٠ و ٨١ و ٢٢٥
ورش ٣٧ و ١٨٥ و
١٨٩ و ١٩٠ و ١٩١ (أنظر أيضا. عثمان)
|
|
تابع
(و)
أبو عبد الله
الوشا ١٣١
وصيد ١٤
الوليد ٣٧
الوليد الطرشوشى
٢٠٣
الوليد بن عبد
الملك ١٤٢
ولى الدين
الملوى ٢٨٠
ابن وهب ١٨ و ٣٧
و ٤٠ و ٤٥ و ٤٦ و ٧١ و ١٠٠ و ١٠٤ و ١٦٨ و ٢١٣ و ٢١٤
وهب بن مسلم ٤٦
وهب بن منبه ١٤٢
وهب بن الورد ٣٩
(ى)
الياسمينى ١٢١
أبو ريحانة
ياقوت الازدى ٢٣
ياقوت العرشى
٣٢٠
يانس بن مفرج بن
عبادة ٢٧٣
يحيى ١٤٩ و ٢٧٠
يحيى بن آدم بن
سعيد ٣١٣
يحيى الآدمى ٣٢٠
يحيى بن أحمد بن
محمد بن زيد ٢٥٠
يحيى بن اكثم ٦٩
و ١٨٠
يحيى بن أيوب ٦ و
٧١
يحيى بن بكير ٣٩
و ٦٤ و ٧١ و ٩٨ و ٩٩ و ١٠٠ و ١٧٢ و ٣١٣
يحيى التبريزى
٢٨٤
يحيى التلا ٤٠ و
٦٥
|
تابع
(ى)
يحيى التميمى
٢٦٤
رشيد الدين يحيى
الحافظ ٤٥
يحيى بن حسن
الانور ٩٥
يحيى بن الحسين
١٦٩
يحيى الحسينى ٣٦
يحيى بن حياك
الله بسلام ٣١٩
يحيى خادم تقى
الدين ٢٨٤
يحيى بن خالد ٦٨
يحيى الدجاجى
٣٠٥
يحيى بن الربيع
٢٨٧
يحيى السبتى ٢٠٦
و ٢٢٩
يحيى الشبيه ٩٤ و
٩٥
يحيى الشعبى ٢٨٣
يحيى الصنافيرى
١٨٦ و ٢٢٦
يحيى بن طلحة
١٧٤
يحيى بن عبد
الكافى الشماع ٢٥٧
يحيى بن عثمان
٢٩٦
يحيى بن عثمان
بن صالح ٧٨
يحيى بن على ٦١
يحيى بن على بن
حسن المصرى الخشاب ١٢٦
يحيى بن على بن
عبد الغنى ٢٦٠
يحيى بن على بن
يحيى الصنافيرى ٣١٥
يحيى بن عمر ٣٩ و
٢١٦ و ٢٧٥
يحيى بن عمر بن
محمد ١١٩
يحيى بن ابى
الفرج الخشاب ١٦٤
يحيى المتوج ٨٧
يحيى المغربى
١٠٧
|
|
تابع
(ى)
يحيى المقرى ٥٦
يحيى المنبه
للصلاة ٦٧
يحيى الموله ٢٩٤
يحيى بن ميمون
الحضرمى ٥٧ ٥٩
يحيى نار القدح
٢٣١
أبو يحيى بن
هلال ٢٣٥
يحيى بن الوزير
١٦٧
يحيى بن يحيى ٧١
بنو يزيد ٩٤
يزيد بن أنيس
الفهرى ٢٢
يزيد بن أبى
حبيب ٦ و ٧ و ٤٥ و ٥٢ و ٩٨ و ١٠٠ و ١٧٢ و ١٧٣
يزيد بن معاويه
١٨٥
يس بن الحسين ٦٢
يس بن ماجد
العجلى ٢٧٣
اليسع ١٤ و ٢٨٢ و
٢٨٣ و ٢٩٧
اليسع شقيق
شيبان الراعى ١٤
بنو يشكر ١٧٩ و
٢٧٣
يشكر الذى نسب
اليه الجبل ٢٧٦
يعقوب (عليهالسلام)
٢٨٢
أبو يعقوب
البويطى ٦٦
يعقوب التركمانى
٢٨٤
يعقوب الحجاجى
٢٦٥
يعقوب الدقاق
١٥٩
يعقوب الفانى
١٨٧
يعقوب المهتدى
المتطبب ٢٣٠
يعقوب الناسخ
٣٠٥
|
تابع فهرست أسماء
الاشخاص والقبائل
تابع
(ى)
يعقوب الهمذانى
٧١
يعيش ٢٠٥
يعيش الغرابلى
١٦٤
بنو يغمر ٣٠١
اليمنى ٢٠٥
يهودا بن عمران
٢٨٤
يهودا بن يعقوب عليهالسلام ١٣ و ٢٨٣
يوسف (عليهالسلام) ٥ و ٦ و ١٢ و ١٣ و ٤٢ و ٨٠ و ٢٨٢ و ٢٨٣
الفقيه يوسف ٢٠٤
يوسف بن ابراهيم
الحسينى ١٠٧
يوسف بن أحمد
الدارى ٢٢٣
يوسف بن اسماعيل
الحسينى ٨٨
يوسف الاصولى
المالكى ٢٥٨ و ٢٥٩
أبو الحجاج يوسف
الامام ١٤٥ و ١٥٨
يوسف التمار ٢٠٩
يوسف التوريزى
٢٨٤
الريس يوسف بن
جناح ٩٨
يوسف أبو الحجاج
الخضرى ٤٨
أبو يوسف
الدهمانى ١٥٣ و ١٥٤
أبو الحجاج يوسف
بن رواج ٢٢٠
أبو المحاسن
يوسف السندى صاحب الرمانة ٢١٥ و ٢١٦
يوسف بن شيخ
الشيوخ ٢١٦
يوسف صلاح الدين
بن أيوب ٢١٤ و ٢١٥ و ٣٠٧ و ٣٠٨
|
|
تابع
(ى)
يوسف بن عبد
الأعلى الصدفى ٣٥ و ٩٨ و ٩٩ و ١٠٠ و ١٠١ و ١٠٢ و ١٠٤ و ١٠٥ و ١١٤
يوسف بن عبد
الله بن عمر الكورانى ٢٢٦
يوسف بن عبد
الله بن محمد بن عبد البر ١٥٨
يوسف العجمى ١٨٦
و ٢٢٥ و ٢٢٦
أبو المحاسن
يوسف العدوى ١٨٨ و ١٨٩
يوسف بن فخر
الدين الفارسى ١١٠
يوسف القانى ١٨٧
يوسف الكعكى ٢٠٢
يوسف بن محمد بن
حسان ١١٤
يوسف بن محمد
الدرعى ٢٤٩
يوسف المصلى
بمسجد العداسين ٢٥٧
يوسف المصلى
بمسجد هيتم ٢٥٩
يوسف المقرى ٢٠٢
يوسف المناوى
١٠٧
يوسف الهروى ٢٨٤
يوسف بن يعقوب
اللغوى ٣٥
يونس ٦٥ و ٨٦ و
١٦٦
ابن يونس ٤ و ١٨
و ٤٣ و ٩٩
أولاد يونس ٦٤
يونس بن الحسين
٢٣٣ و ٢٣٥
يونس بن عبد
الاعلى ٢٩١
يونس بن عطية
الحضرمى ٥٨
يونس بن محمد
المقدسى ٣٥
يونس الورع ٣٠٥ و
٣٠٦ و ٣٠٨
|
(تمت فهرست أسماء الاشخاص والقبائل)
|