


بسم الله الرحمن الرحيم
إلهي ... بقدرتك علي
تب علي ... وبحلمك عني اعف عني ... وبعلمك بي ارفق بي ...
إلهي ... لا تجعلني
لغير جودك متعرضا ... ولا تصيرني للفتن غرضا ... وكن لي على الاعداء ناصرا ...
وعلى المخازي والعيوب ساترا ... وعن المعاصي عاصما ...
إلهي ... إعطني
بصيرة في دينك ... وفهما في حكمك ... وفقها في علمك ... وكفلين من رحمتك ...
إلهي ... تقبل مني
وأعل ذكري ، وارفع درجتي ، وحط وزري ... ولا تذكرني بخطيئتي ... واجعل ثواب مجلسي
، وثواب منطقي ، وثواب دعائي ، رضاك والجنة ...
قوبلت وصححت على نسخة السيد الفقيه
الامام ضياء الدين أبي الرضا فضل الله بن علي بن عبيد الله الحسني الراوندي
الكاشاني المتوفى ٥٧٠ هـ.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام
على رسول الله وآله امناء الله
منذ إنطلاقة الشرارة الاولى ، للثورة
الشعبية الاسلامية في ايران عام ١٣٥٧ هـ. ش ، الموافق سنة ١٣٩٩ هـ. ق ، بقيادة
الزعيم الديني المقدام ، الامام الخميني بارك الله في ثورته وعمره طلب من
المسؤولين كافة ، والقائمين بشؤون الدولة ، أن يجعلوا رسالة الاسلام الخالدة نصب
أعينهم ، ويسيروا على هديه وهداه في الجوانب كافة ، ويعاملوا الشعب ويأخذوا
القضايا والاحداث والقوانين حسب ما يقتضيه التشريع الاسلامي ، وتتطلبه قوانينه
وانظمته التي جاء بها المشرع الاعظم 6
الذي بعث رحمة للعالمين .. لان الثورة المظفرة هذه انبثقت من صميم الواقع الاسلامي
الذي مهد للشعب الايراني المسلم طريق التحرر والانطلاق ، ودفعه إلى اليقظة والوثبة
، والثورة على الطغاة ، والظالمين والمستبدين ، العاملين للحواجز السياسية الدخيلة
، للحيلولة بين الشعوب ، ورسالة الاسلام.
ولما كانت الثورة الاسلامية المظفرة في
ايران مدينة بكاملها للاسلام وجاءت الانتفاضة الشعبية لهذا الغرض ، فلا بد من
العمل في إعادة الجوانب كافة إلى مهيع الحق ، والصراط المستقيم ، وإنقاذها من
مخالب التيارات الدخيلة ، سيما الجانب الفكري والعلمي ، الذي تلاعب بهما العهد
المقبور واتخذهما ذريعة لمآربه الشيطانية ، ووسيلة في خدمة سياسة أسياده التوسعية
لذلك أصبح الشعب
بمعزل عن عقيدته ، ودينه ، وشخصيته ، وتفكيره الصحيح ، ونهجه القويم الذي خطه من
قبل الرسول الاعظم 9
، ومن بعده الائمة الهداة المهديون :
، ومن ثم فقهاء الطائفة وأعلامها.
وفي خلال فترة قصيرة من الزمن ، تمكنت
الجمهورية الاسلامية في زحفها المقدس من إقامة مجاميع وندوات ، وجامعات تخدم
الشخصية الاسلامية ، وتساند الحضارة الفكرية والعلمية وعلى الاخص في العواصم ،
والحوزات الدراسية في عرض البلاد وطولها.
ولما كانت مدينة « مشهد » المقدسة
البطلة ، على جانب هام من الناحية الفكرية والاجتماعية ، وموقعها الخطير بين سائر الالوية
الايرانية لذلك وجهت القيادة عنايتها ، ورعايتها لهذا البلد الطيب الذي يخرج نباته
بإذن ربه فأقامت فيه إلى جوار مرقد الامام أبي الحسن الرضا عليه آلاف التحيات
والبركات جامعة للعلوم الاسلامية على نسق حديث للتدريس والدراسة إلى جانب إقامة
مجمع « للبحوث الاسلامية » للتأليف والتحقيق والنشر ، وقد زاول عمله النشاطي منذ
عام بحول الله وقوته ، مكللا بالنجاح والسداد والموفقية برعاية سادن الروضة
الرضوية المباركة فضيلة العلامة الجليل سماحة الشيخ عباس الطبسي بارك الله تعالى
في عمره وأخذ بعضده.
هذا وفي الوقت الذي تقدم المجمع إلى
ميدان النشر والطبع ، إرتأى المجلس الاعلى لادارة « مجمع البحوث الاسلامية » تدشين
سلسلة مطبوعاته بكتاب « خصائص الائمة :
» لابي الحسن الشريف الرضي ... رضي الله عنه ، وذلك بمناسبة الذكرى الالفية لوفاته
التي تجتاز البلاد خلال الشهور هذه ، وتتأهب بعض الاقطار الشقيقة لاقامة مهرجانات
ومؤتمرات علمية لها أمثال الهند ، والپاكستان ، وسوريا ، وكذا الجمهورية الاسلامية
الايرانية والكتاب هذا ، أثر قيم وجهد حيوي ، ستقرأ تفاصيله في المقدمة ، وقد تصدى
إلى تحقيقه وإخراج أسانيد أحاديثه ، ومصادره الاستاذ الدكتور الشيخ محمد هادي
الاميني نجل الفقيه
المؤرخ والحجة الثبت شيخنا العلامة الاميني طيب الله ثراه ، مؤلف كتاب « الغدير »
والواقع إنه أعاد للكتاب إصالته العلمية ، وقيمته التاريخية.
إن مديرة « مجمع البحوث الاسلامية » في
الوقت الذي تتقدم بشكرها الجزيل لسدنة الروضة المقدسة ترجو العلي القدير التوفيق
والتسديد في هذا الصعيد الفكري ومواصلته لتقدم إلى المكتبة الاسلامية وأبناء
القرآن المتعة العلمية الحية ، والبحوث التي تساند الثورة الاسلامية المظفرة في
زحفها المقدس ومن الله التوفيق.
|
مجمع البحوث الاسلامية
الآستانة الرضوية المقدسة
مشهد ـ ايران
ص ، ب : ٣٦٦٣
صفر ١٤٠٦ هـ. ق
آبان ١٣٦٤ هـ. ش
|
المقدمة
لا مشاحة في أن كتاب « خصائص الائمة »
كان الباعث والحافز للسيد رضي الدين ذي الحسبين .. رضي الله عنه ، في جمع وتأليف
كتابه المقدس « نهج البلاغة » وإن لم يكمل كتابه الاول ، ولم يخرج منه غير خصائص
أمير المؤمنين 7
، إلا أن التوفيق بكامله كان حليفه في تأليف كتابه الثاني « نهج البلاغة » والواقع
ان كتاب « الخصائص » يعتبر بابا لتأليفه الآخر كما صرح في مقدمة « النهج » فقال :
ـ كنت في عنفوان السن وغضاضة الغصن ،
إبتدأت بتأليف كتاب في « خصائص الائمة » يشتمل على محاسن أخبارهم ، وجواهر كلامهم
، حداني عليه غرض ذكرته في صدر الكتاب ، وجعلته امام الكتاب ، وفرغت من الخصائص
التي تخص أمير المؤمنين عليا 7
وعاقت عن إتمام بقية الكتاب محاجزات الايام ، ومماطلات الزمان وكنت قد بوبت ما خرج
من ذلك أبوابا ، وفصلته فصولا ، فجاء في آخرها فصل يتضمن محاسن ما نقل عنه 7 ، من الكلام القصير في المواعظ ،
والحكم ، والامثال ، والآداب ، دون الخطب الطويلة ، والكتب المبسوطة ، فاستحسن
جماعة من الاصدقاء ما اشتمل عليه الفصل المقدم ذكره ، معجبين ببدائعه ومتعجبين من
نواصعه ـ.
انّ هذا الكلام من الشريف الاعلم .. إن
دل على شئ فإنما يدل على انه كان يعرض ويقرأ كتاباته على تلاميذه ، والذين يحضرون
مدرسته « دار العلم »
في بغداد للاخذ من
موارد علمه الخصب والتي يتطلع إليها كل لبيب ، وذي عقل ، وطالب علم وأدب في
اللحظات كافة .. فلما ألقى عليهم الفصل المتضمن لمحاسن ما نقل عنه 7 ، تقدموا إليه بطلب كريم مما جعله
ينصرف عن إتمام كتابه « الخصائص » ويتحول إلى وضع خطط وأسس تأليفه القيم « نهج
البلاغة » فقال بعد كلامه السالف بهذا الصدد :
« وسألوني عند ذلك أن ابتدئ بتأليف كتاب
يحتوي على مختار كلام أمير المؤمنين 7
في جميع فنونه ، ومتشعبات غصونه ، من خطب وكتب ، ومواعظ وآداب ، علما ان ذلك يتضمن
من عجائب البلاغة وغرائب الفصاحة ، وجواهر العربية ، وثواقب الكلم الدينية
والدنيوية ، مما لا يوجد مجتمعا في كلام ، ولا مجموع الاطراف في كتاب »
ومن هنا نجد الرضي العليم يتحول بكامل
حيويته الادبية وشخصيته العلمية الفذة ، إلى جمع كلام مشرع الفصاحة وموردها ،
ومنشأ البلاغة ومولدها ، الامام أمير المؤمنين 7
ويضع كتابه « الخصائص » جانبا ويندفع إلى التنقيب عن كلام الامام 7 ، وجمعه من بطون المراجع والمصادر
النادرة ، ومن ثم تصنيفه وتقسيمه إلى ثلاثة أبواب :
الخطب والاوامر ..
الكتب والرسائل ..
الحكم والمواعظ ..
واجمع بتوفيق الله تعالى على الابتداء
بإختيار محاسن الخطب ، ثم محاسن الكتب ، ثم محاسن الحكم والادب ، مفردا لكل صنف من
ذلك بابا ومفصلا فيه أوراقا.
وهكذا يتحول السيد الرضي ... من كتاب «
خصائص الائمة » إلى تأليف كتاب « نهج البلاغة » الذي بلغ من السمو والرفعة والخلود
، ما لم يبلغه كتاب غير القرآن الكريم.
كتاب خصائص الائمة
لقد سبق القول أن لم يخرج من هذا الكتاب
غير الفصل الخاص بالامام أمير المؤمنين 7
... وهو كبقية تصانيفه رضي الله عنه .. ضم بين دفتيه العلم الكثير ، والادب الجم ،
والحيوية الفكرية ، وتداوله العلماء والمؤلفون على إمتداد التاريخ ، ونقلوه
واستنسخوه واكثروا من نسخه ، وحافظوا عليه إلى يومنا هذا.
امّا الدافع إلى تأليف كتاب « الخصائص »
فقد ذكر ذلك في مقدمة الكتاب فقال : ـ كنت حفظ الله عليك دينك ، وقوى في ولاء
العترة الطاهرة يقينك ، سألتني أن أصنف لك كتابا يشتمل على خصائص أخبار الائمة
الاثنى عشر صلوات الله عليهم ، وبركاته ، وحنانه ، وتحياته ، على ترتيب أيامهم ،
وتدريج طبقاتهم ذاكرا اوقات مواليدهم ، ومدد أعمارهم ...
ثمّ يقول بعد كلام طويل : « فعاقني عن
إجابتك الى ملتمسك ما لا يزال يعوق من نوائب الزمان ، ومعارضات الايام إلى أن
أنهضني ذلك اتفاق إتفق لي ، فاستثار حميتي ، وقوى نيتي ، واستخرج نشاطي ، وقدح
زنادي ، وذلك ان بعض الرؤساء ممن غرضه القدح في صفاتي ، والغمز لقناتي ، والتغطية
على مناقبي والدلالة على مثلبة إن كانت لي ... لقيني وأنا متوجه عشية عرفة من سنة
ثلاث وثمانين وثلثمائة ( ٣٨٣ ) هجرية إلى مشهد مولانا أبي الحسن موسى بن جعفر ،
وأبي جعفر محمد بن علي بن موسى 8
للتعريف هناك ، فسألني عن متوجهي فذكرت له إلى أين قصدي؟ فقال لي : متى كان ذلك
يعني ان جمهور الموسويين جارون على منهاج واحد في القول بالوقف ، والبرائة ممن قال
بالقطع ، وهو عارف بان الامامة مذهبي ، وعليها عقدي ومعتقدي ، وإنما أراد التنكيت
لي والطعن على ديني ، فأجبته في الحال بما اقتضاه كلامه ، واستدعاه خطابه ، وعدت
وقد قوي عزمي ، على عمل هذا الكتاب إعلانا لمذهبي ، وكشفا عن مغيبي ، وردا على
العدو الذي يتطلب عيبي ، ويروم ذمي ، وقصبى ، وأنا بعون الله مبتدى بما ذكرت على
الترتيب الذي شرطت ، والله
المنقذ من الضلال ،
والهادي إلى سبيل الرشاد ـ. »
فشرع بتأليف كتاب « الخصائص » عام ٣٨٣
هجري ، وبعد الفراغ من خصائص أمير المؤمنين 7
، شرع في تأليف كتاب « نهج البلاغة » ومن ثم لم يمهله الاجل المحتوم ، ولم يسمح له
بالعودة إلى كتابه « الخصائص » والرجوع إليه وإتمامه ، فتوفي سنة ٤٠٦ هجرية.
نقل العلماء عن هذا الكتاب واستفادوا
منه ، واستشهدوا بنصوصه ، وكانت منه عدة نسخ خطية في مكتبات ايران والعراق والهند
.. وطبع في النجف الاشرف سنة ١٣٦٨ هجرية في ١٠٠ ص ، واعيد طبعه مرات عديدة غير أن
الكتاب جاء مشحونا بالاغلاط والتصحيف والتحريف ، ولم ينل من المؤسف كله الحظ من
التصحيح والتحقيق والتعليق ، والمقابلة ومراجعة نصوصه ، وتعيين مصادره وأسانيده
فقد طبع كما وجد ، والمطبوع نسخة المرحوم العلامة الجليل السيد عبد الرزاق بن
السيد محمد الموسوي المقرم المتوفى ١٣٩١ وقد كتبها عام ١٣٤٩ هجري من نسخة مكتبة
الفقيه الشيخ هادي بن الشيخ عباس آل كاشف الغطاء المتوفى ١٣٦٠ ، وتاريخ كتابتها
سنة ١٣٠٠ هجرية.
والغريب أن دور النشر أعادت طبع الكتاب
على ما هو عليه من التصحيف والتحريف والاغلاط ، ولم تصحح منه حتى الاغلاط
الاملائية والكتابية.
لقد شاءت الايام أن أجعل الكتاب في
قائمة الكتب التي نويت تحقيقها ، وتصحيحها ، وإخراجها بصورة صحيحة بحول الله وقوته
... منذ أمد بعيد حسبما يقتضيه ، ويتطلبه الوقت والتوفيق ... بيد ان الذكرى
الالفية على وفاة الشريف الرضي كرم الله وجهه .. دفعتني إلى تحقيقه وجعله في
الرعيل الاول من تلكم الكتب ، فتقدمت إلى تحقيقه ، وإخراجه مع تزاحم أعمالي
الفكرية ، وتراكم شؤوني في حقلي البحث والتأليف.
عملي في تحقيق الكتاب :
امّا منهجي في تحقيق الكتاب ، فقد فتشت
عن نسخ الكتاب وقلبت
فهارس خزائن الكتب ،
إلى أن وقفت على أقدم نسخة مخطوطة منه كتبت في القرن السادس الهجري ، وهي من
مخطوطات إحدى مكتبات الهند وتوجد مصورتها بالميكرو فيلم في مكتبة العلامة السيد
عبد العزيز الطباطبائي في مدينة ـ قم ـ فتفضل بها علي مشكورا ، وتقع في ٤٠ ورقة
كتبت على عمودين ٢١ × ٣٠ في كل صفحة ٢٥ سطر طوله ٨ سنتيم وعليها خطوط وتملكات
عتيقة مؤرخة ، وهي مصححة من قبل الامام الفقيه السيد ضياء الدين أبي الرضا فضل
الله بن علي بن عبيد الله الحسني الراوندي الكاشاني المتوفى ٥٧٠ هجري. بالاضافة
إلى الزيادات الحاصلة فيها ، وقد جعلتها في الاخير وألحقتها بآخر الكتاب.
ففي الصفحة الاولى من النسخة جاء ما
لفظه :
ـ قرأ الخصائص علي ... وجيه الدين فخر
العلماء أبو علي عبد الله بن الحسين بن أبي القاسم دامت نعمتهما ، ورويتها له عن
شيخي أبي الفتح إسماعيل بن الفضل بن أحمد بن الاخشيد السراج ، عن أبي المظفر عبد
الله بن شبيب عن أبي الفضل الخزاعي ، عن الرضي رضي الله عنه ، وكتبه فضل الله بن
علي الحسني إبن الرضا الراوندي في ذي القعدة من سنة خمس وخمسين وخمسمائة ( ٥٥٥ )
حامدا لله تعالى مصليا على ـ.
وجاء في آخرها :
ـ تمّت كتابة كتاب خصائص الائمة : ، وفرغ من كتبه العبد المذنب الراجي
إلى غفران الله وعفوه عبد الجبار بن الحسين بن أبي العم الحاج الفراهاني ، الساكن
لقرية خومجان عمرها الله يوم الاربعاء الرابع من شوال سنة ثلاث وخمسين وخمسمائه.
مئة غفر الله له ولوالديه ولجميع المؤمنين والمؤمنات ، إنه الغفور الرحيم ـ.



وجاء في موضع آخر من الكتاب :
ـ إنتهت الزيادة ...
بحمد الله ومنه وصلواته على نبيه محمد
وآله أجمعين.
وفرغ من كتبه العبد المذنب عبد الجبار
بن الحسين بن أبي العم الحاجي الفراهاني يوم الاربعاء التاسع عشر من جمادى الاولى
من سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة ( ٥٥٣ ) في خدمة مولانا الامير الاجل السيد ضياء
الدين تاج الاسلام أبي الرضا فضل الله بن علي بن عبيد الله الحسني أدام الله ظله ،
وقد آوى إلى قرية جوسقان راوند متفرجا حامدا لله ومصليا على النبي وآله اجمعين
والسلام ـ.
وجاء في هامش الصفحة الاخيرة :
ـ وقع الفراغ من سماع هذا الكتاب بقراءة
من قرأه على السيد الاجل الامام ضياء الدين تاج الاسلام حرس الله .. وقت الزوال في
يوم الخميس من شهر جمادي .. سنة أربع وخمسين وخمسمائة حامدا لله ومصليا على نبيه
محمد وآله اجمعين ـ.
لقد حققت النسخة وأعلمت مصادر الموضاعات
، والاحاديث الواردة فيها ، بصورة كاملة إلى جانب ذكر أسانيد الاخبار والروايات ،
بالاضافة إلى مقابلة نصوص النسخة مع سائر المراجع والمصادر التي وردت فيها تلكم
النصوص.
وختاما شكرى المتواصل لاعضاء ـ مجمع
البحوث الاسلامية ـ متمنيا لهم التوفيق والنجاح في إخراجهم الكتاب بهذا الشكل
الانيق .. كما أرجوا الله تعالى بعملي هذا بعد أن حققت أصل الكتاب وضبطت نصوصه
ويسرته للانتفاع به .. أن يجعله مقرونا بالقبول ، وأن ينفع به انه نعم النصير ..
وأكرم مسؤول ...
|
أبو علي
محمد هادي الاميني
عفا الله عنه وعن والديه
محرم ١٤٠٦ هـ. ق
|
الشريف الرضي
أبو الحسن محمد بن ابي أحمد الطاهر « ذي
المنقبتين » الحسين بن موسى الابرش بن محمد الاعرج بن موسى « المعروف بأبي سبحة »
بن ابراهيم ( الاصغر ) بن الامام موسى بن جعفر :.
وأمه فاطمة بنت أبي محمد الحسين الناصر
الصغير بن أبي الحسين أحمد
ابن محمد الناصر الكبير الاطروش
بن علي بن الحسن بن علي الاصغر ابن عمر الاشرف بن الامام زين العابدين :.
كانت أسرة الشريف من طرف الابوين بهاليل
مساعير ، فيهم من دوخ الملوك ، ونابغ في العلم والادب ، وشاعر مجيد ، ولابيه
الطاهر ذي المنقبتين احمد المقام الرفيع في الدولة مع اباء وشهامة وقد قلد النقابة خمس مرات ، و
ـــــــــــــــ
تولى النظر في
المظالم ، والحج بالناس مرارا
، وان جلالة قدره أهلته للسفارة بين معز الدولة ، والاتراك ، وبين بهاء الدولة ،
وصمصام الدولة ، كما توسط للصلح بين بهاء الدولة ، ومهذب الدولة . وكان رسولا من معز الدولة إلى عضد
الدولة في رد غلام أسره عنده
ووسيطا في الصلح بين معز الدولة ، وبين أبي تغلب بن حمدان إلى أمثال هذه القضايا التي لم يعهد
بها إلا لذي كرامة سامية بين الجماهير ، واحترام ذاتي غير مستعار.
وأما عم الشريف الرضي ، وهو أبو عبد
الله أحمد بن موسى الابرش ، فلم يكن خامل الذكر وضيع الشأن ، يعرفنا خروجه إلى
واسط لاستقبال بهاء الدولة ، وكان من الطالبيين الذين أسهموا بالفخار والكرامة ،
فإنه لا يستقبل الملوك إلا من يعرفه الملوك ، ويقدرون موقفه ومنزلته.
ومن أسرة والدته : أبو علي الشاعر
المجيد الذي أشخصه الرشيد من الحجاز ، وحبسه في بغداد وافلت من حبسه واختفى فيها .
ومحمد بن القاسم الصوفي الزاهد الفقيه
الذي ظهر ايام المعتصم في ( الطالقان ) وقبض عليه ابن طاهر وانفذه الى بغداد فسجن
ثم فر فاخذ وقتل صبرا .
والناصر الاطروش صاحب الديلم . والناصر الصغير الحسن بن أحمد بن
ـــــــــــــــ
الناصر الكبير أبي
محمد الحسن بن علي الحسيني المقتول بآمل سنة ٣٠٤ والنقيب ببغداد صاحب الناصريات في
الفقه المطبوع مع عدة كتب في مجموع عرف ( بجامع الفقه ) .
وكانت والدة الشريف الرضي فاطمة من
النساء البرزة الرزان ، أرضعته مع درها اماني النقابة والخلافة ، وقصت عليه مآثر
ابائها المصاليت البهاليل ، وانفحته بالمال الذي احتوت عليه من آبائها ، وفي
رثائها يقول الشريف ولدها :
آباؤك الغر الذين تفجرت
|
|
بهم ينابيع من النعماء
|
من ناصر للحق أو داع إلى
|
|
سبل الهدى أو كاشف الظلماء
|
نزلوا بعرعرة السنام من العلى
|
|
وعلوا على الاثباج والامطاء
|
كانت فاطمة والدة الشريف الرضي ، ابنة
أخت زوجة معز الدولة أميرة البلاط ، وابنة خالة بختيار بن عز الدولة ، وهذه
المصاهرة عقدت على حساب وتدبير ، ومن أسبابها تجليل مقام الناصر الكبير الاطروش
الجد الاعلى لوالدة الشريف الرضي ، وربما كان أبو أحمد والد الشريف زوجها يعمل
السعاة الذين يسرون بانباء العاصمة الى والي الاهواز معز الدولة ويعرفونه ضعف
الخلافة ، ويستثيرون همته لامتلاكها ولجلالة والدة سيدنا الشريف وكبر شأنها الف
شيخنا المفيد
كتاب احكام النساء
لها فانه قال في أوله : فاني عرفت من آثار السيدة الجليلة الفاضلة ادام الله عزها
جميع الاحكام التي تعم المكلفين من النساء ، وتخص النساء منهن على التمييز لهن ،
ليكون ملخصا في كتاب يعتمد
ـــــــــــــــ
للدين ، ويرجع إليه
فيما يثمر به العلم واليقين ، واخبرتني برغبتها ادام الله توفيقها في ذلك الخ .
وعلى كل فالشريف الرضي كان بحاشيتي نسبه
قابضا على عضادتي الامامة فهو ابن الامامين زين العابدين علي بن الحسين ، وابي
ابراهيم موسى بن جعفر الكاظم :
، ومن ناحية الاعمام ولاخوال يكرع بكؤوس الفخار ويتزمل مطارف العلا وقد أثر هذا
النسب الوضاح في شعره وتمشى في أدبه فيقول :
ما عذر من ضربت به أعراقه
|
|
حتى بلغن إلى النبي محمد
|
أن لا يمد إلى المكارم باعه
|
|
وينال منقطع العلا والسؤدد
|
ومن يقرأ شعر الشريف الرضي بتأمل يعرف
نفسيته وطموحه الى الخلافة واولويته بها وتباهيهه بخيمه ، وتمجده بآبائه الاكارم ،
وشعره ميادين حروب ، وغمرات اجال ، وشعور ملتهب ، ونفس جائشة تتلمض للوثبة
والانطلاق والتحرر كل ذلك للاغلال التى ارهق بها رهطه الانجاد والسجون التي اوصدت
عليهم ، والدماء السواجم التي اراقتها سيوف الظلم والعدوان والتمادي وهذا هو الذي
أودع فيه روحا متحمسة وثابة ماثلة بين عيني المتصفح لديوانه.
ولا غرابة في ذلك بعد ان انحدر السيد
الشريف من أصلاب الشرف العلوي ، ودرت عليه اخلاف المجد الهاشمي ، وبزغ في ظلال
اسرة الزعامة والعظمة ، ودرج في احضان الامامة فكان لهذا أثر بليغ في ترفعه وشممه
ومحاولاته وعواطفه وميوله ، حتى اوجب لنفسه الكفاية في تسنم اريكة الخلافة ، فيقول
مخاطبا الخليفة العباسي القادر بالله :
عطفا أمير المؤمنين فإننا
|
|
عن دوحة العلياء لا نتفرق
|
ما بيننا يوم الفخار تفاوت
|
|
أبدا كلانا في المعالي معرق
|
ـــــــــــــــ
إلا الخلافة ميزتك فانني
|
|
انا عاطل منها وانت مطوق
|
فلم ينكر عليه الخليفة ولا استظهر بطيب
مغرسه ، نعم رد عليه بقوله :
( على الرغم أنف الشريف )
ان نفس الشريف أبية صعبة المراس ذات
اتجهات واسعة في السياسة ، وكان الامراء ورجال الدولة يقدمونه على اخيه « علم
الهدى » لما يجدون فيه من الاباء والعزة والترفع ، وعدم قبول الصلات.
ولكنه بالرغم من ذلك كان خاضعا لحكم عضد
الدولة الشائن مع عمه وأبيه المعتقل لهما في القلعة من فارس .
وكان اعتقاله حين دخول عضد الدولة إلى
بغداد سنة ٣٦٧ فبقي معتقلا فيها إلى سنة ٣٧٦ أي بعد وفاة عضد الدولة بأربع سنين
فانه توفى سنة ٣٧٢ عندما دخلها شرف الدولة ، وللشريف الرضي المولود سنة ٣٥٩ يوم
اعتقال أبيه ثمان سنين ، واطلق سراحه وهو ابن ست عشرة سنة .
ولما دخل شرف الدولة بغداد فاتحا سنة
٣٧٥ ، انعقدت صلاته مع الطاهر ابي أحمد ، والد الشريف الرضي وأقره على النقابة
وادنا قربه ، وهنا نرى الشريف الرضي في هذا الدور قلق الفكر لعدم توثق صلاته
بالقادر بالله العباسي ولم يحصل على محاولاته وربما عضته نكبة في حياته السياسية ،
فيثور ملتهبا وينبه اولياء الامور باهتضامه ويتوعدهم بالالتجاء إلى من يرعى حقه
ويحفظ حرمته فيقول من مقطوعة له :
ألبس الذل في ديار الاعادي
|
|
وبمصر الخليفة العلوي
|
وعليها استشاط القادر ، وصرفه عن
النقابة.
ـــــــــــــــ
وظائفه في الدولة
في سنة ٣٨٨ قلده بهاء الدولة خلافته في
بغداد وخلع عليه خلعا فاخرة ، وفيها ولاه نقابة العلويين ، واما ولاية المظالم
فكانت وظيفة تخص الملوك والخلفاء فانهم يجلسون يوما خاصا في السنة ، يؤذن فيه
لارباب المظالم برفع ظلاماتهم مباشرة سواء نظر فيها القضاة أم لا ، وقد يقوم
مقامهم نائب خاص ينظر في المظالم ويشترط فيه كونه من بيت شرف ومنعة وطهارة وعفاف
وفقه واسع بجميع الاحكام الشرعية ، ففي سنة ٣٨٨ قام الشريف الرضي بهذه الوظيفة
بالنيابة عن بهاء الدولة.
وفي سنة ٣٩٧ بعث بهاء الملك من البصرة
إلى بغداد مرسوما ، بتولية الشريف امارة الحج ، وكان الشريف ممارسا لها منذ صباه
تولاها في أغلب أعوام عمره نائبا عن أبيه ومستقلا .
القابه
ان من العادات القديمة المنتشرة بين
جميع الامم والشعوب أيا ك٠ان شكل حكومتها منح الالقاب لزعماء الدولة ، وظالما تزلف
بها رجال الحكم لرعاياهم ليصطنعوهم بها ، وقد استكان ذووا الالقاب لاولئك الذين
منحوهم بها ما يخول لهم حق الرفعة على من كان عاطلا منها.
وعلى هذا جرت الحكومات الاسلامية في
تقدير عظمائها باسداء ألقاب إليهم ، وكان الشريف الرضي ممن يحمل أسمى الالقاب التي
يرمز بها إلى مقامه الفخم ، فقد لقبه بهاء الدولة في سنة ٣٨٨ ( بالشريف الجليل )
في واسط ، وسيره إلى بغداد في موكب ملوكي وفي سنة ٤٩٨ صدر مرسوم من واسط بتلقيبه (
بذي المنقبتين ) وفيها لقبه بهاء الدولة ( بالرضي ذي الحسبين ) وفي سنة ٤٠١ أمر
الملك قوام الدين ان تكون المكاتبة مع الشريف بعنوان ( الشريف
ـــــــــــــــ
الاجل ) مضافا إلى
مخاطبته بالكنية .
علمه
لقد كان الشريف مجيدا في العلم إلى
الغاية كاجادته في الشعر غير انه لم يكثر منه كاكثاره في الشعر ، فلذلك لم يشتهر
به ، وإن كتابه « حقايق التأويل » اكبر آية على اتقانه للفنون العلمية الدينية
ومبادئها ووقوفه على اسرارها ، ولعل السبب الوحيد في قلة تأليف الشريف اشتغاله
بشطر كبير من عمره بامارة الحج ، والنظر في المظالم ، ومقتضيات النقابة ، وهذه
الاحوال لا تتفق مع التأليف والبحث ، اضف إلى ذلك شغل الوقت بالنظم في الاعياد
والمواسم السنوية وما يتفق في العام الواحد من مراث وتهان ومعاتبات.
ومع هذا فانا نعرف من شهادة ابن جني ،
والسيرافي ، بأنه متوقد الذكاء جيد الحفظ سريع الانتقال ولما تتم له العشرون سنة
حضر عند ابن السيرافي النحوي ، وله دون العشرة فقال له يوما : إذا قلنا رأيت عمر
فما علامة النصب في عمر؟ فقال الشريف على البديهة : علامة النصب بغض علي ، فتعجب
ابن السيرافي ومن حضر من سرعة انتقاله وهو بهذا السن .
ومحاوراته مع أخيه المرتضى تشهد بفقاهة
الشريف ومعرفته بطرق الاستدلال والاجتهاد ، قال الشهيد الاول في « الذكرى » ، والشهيد الثاني في
ـــــــــــــــ
( روض الجنان ) سأل الرضي ، أخاه المرتضى ، فقال : ان
الاجماع واقع على ان من صلى صلاة لا يعلم احكامها فهي غير مجزية فأجاب المرتضى :
بجواز تغيير الحكم الشرعي بسبب الجهل.
فهذه المناظرة تدل بأن له قوة في
الاستدلال وملكة راسخة في الاستنتاج.
دار العلم
اتخذ الشريف الرضي لتلامذته مدرسة سماها
« دار العلم » وارصد لها مخزنا فيه ما يحتاجه الطلاب ، وذكر شاهدا له ان الوزير
المهلبي لما بلغه ولادة ولد للشريف ارسل إليه الف دينار فردها ، فبعث إليه الوزير
ان هذا للقابلة فارجعها ثانيا يعلمه : أنا أهل بيت لم تكن قوابلنا غريبة ، وانما
هي من عجائزنا ولا يأخذن اجرة ولا يقبلن صلة ، فاعلمه الوزير برغبته في تفريقه على
ملازميه من طلاب العلم ، فقال الشريف : لمن رجع المال انهم حضور يسمعون كلامك ،
فقام أحدهم وأخذ دينارا وقطع منه قطعة ورد الباقي ، وأخبر الشريف بانه احتاج ليلة
إلى دهن السراج ولم يكن الخازن حاضرا وقد اقترض هذا المقدار فأمر السيد أعلى الله
مقامه ، أن يتخذ للخزانة مفاتيح بعدد التلاميذ ولا ينتظر الخازن .
وفي هذه الدار كان الشريف يلقي على
التلاميذ افاداته ودروسه يوميا متتابعة لا يشغله عن ذلك وظائف الدولة من النقابة
وغيرها ، ولم يتعلل بزيارة زائر أو مدح خليفة أو قصيدة في حميم فان هذا كله نقض
لهمم الطلاب وفت في عزيمتهم.
ـــــــــــــــ
على ان دار العلم لم تكن مدرسة فقط بل
هي مكتبة ايضا فيها من امهات الكتب ما يحتاج إليه القاطن في المدرسة وغيره ، فهي
كبيت الحكمة المؤسس للرشيد ، والمكتبة الحديثة التي انشأها وزير شرف الدولة
البويهي ابو نصر سابور بن ازدشير سنة ٣٨١ وكان أبو أحمد عبد السلام بن الحسين
البصري خازن ( دار العلم ) ولعبد السلام هذا مجمع علمي خاص ببغداد ينعقد يوم
الجمعة من كل اسبوع.
اساتذته
قرأ الشريف على جماعة كثيرة منهم :
١ ـ أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمي قرأ
عليه « مختصر الطحاوي » في الفقه .
٢ ـ أبو الحسن علي بن عيسى الربعي
البغدادي النحوي المتوفى ٤٢٠ قرأ عليه النحو .
٣ ـ أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي مات
٣٩٢ قرأ عليه « مختصر الجرمي » ، وقطعة من « ايضاح » ابي علي الفارسي ، و « العروض
» لابي اسحاق الزجاج ، و « القوافي » للاخفش .
٤ ـ ابن السيرافي النحوي ابو سعيد الحسن
بن عبد الله بن المرزبان المتوفى ٣٦٨ قرأ عليه النحو قبل ان تتم له العشرة .
٥ ـ ابن نباتة ابو يحيى عبد الرحيم بن
محمد المتوفى ٣٩٤ صاحب « الخطب » .
ـــــــــــــــ
٦ ـ قاضي القضاة أبو الحسن عبد الجبار
بن أحمد الشافعي المعتزلي ، قرأ عليه كتابه « شرح الاصول الخمس » ، وكتابه «
العمدة » في اصول الفقه .
٧ ـ أبو حفص عمر بن ابراهيم الكناني ،
صاحب ابن مجاهد قرأ عليه « القراءات » بروايات كثيرة .
٨ ـ أبو إسحاق ابراهيم بن احمد بن محمد
الطبري الفقيه المالكي قرأ عليه « القرآن المجيد » وهو شاب .
٩ ـ شيخ الامة وفقيه الطائفة ومتكلمهم
الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان البغدادي المتوفى ٤١٣. وكان السبب في
ملازمته مع أخيه علم الهدى له ما يحدث عنه المؤرخون وهو :
عن فخار بن معد الموسوي ، قال : رأى
الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الفقيه الامامي في منامه كأن
فاطمة بنت رسول الله 9
، دخلت عليه وهو في مسجده بالكرخ ومعها ولداها الحسن والحسين 8 صغيرين ، وقالت له : علمهما الفقه
فانتبه متعجبا من ذلك ، فلما تعالى النهار في صبيحة تلك الليلة التي رأى فيها
الرؤيا ، دخلت عليه المسجد فاطمة بنت الناصر وحولها جواريها ، وبين يديها ابناها
محمد الرضي ، وعلي المرتضى صغيرين فقام إليها وسلم عليها ، فقالت : أيها الشيخ
هذان ولداي قد أحضرتهما اليك لتعلمهما الفقه ، فبكى أبو عبد الله وقص عليها المنام
وتولى تعليمهما ، وأنعم الله عليهما ، وفتح لهما من أبواب العلوم والفضائل ما
اشتهر عنهما في آفاق الدنيا ، وهو باق ما بقي الدهر .
ولا غرابة في ذلك بعد ان كانت والدتهما
من أشراف النساء ، وسليلة آبائها
ـــــــــــــــ
علماء ادباء وملوك ،
ولاجلها صنف الشيخ المفيد رسالة في احكام النساء ، وكان مجيؤها إلى المفيد بولديها
أيام اعتقال أبيهما ، وعمهما بالقلعة من فارس ، وهما صغيران حينئذ ، وللرضي ثمان
سنين.
١٠ ـ وكان ممن يروي عنهم أبو محمد هاون
بن موسى التلعكبري المتوفى ٣٨٥ وذكر في ( خصائص أمير المؤمنين 7 ) عنه حديث امير المؤمنين مع كميل بن
زياد وهو طويل .
ولسنا في حاجة إلى تعداد تلاميذه بعد أن
عرفنا مدرسته ( دار العلم ) تحتوي على عدد كثير ممن يقطن هذه الدار للافادة منه
والاستضاءة بانوار علومه وتحقيقاته.
نعم : هنا شيء لابد من التنبيه عليه ،
وهو ان صاحب « روضات الجنات »
ذكر رواية الشيخ الطوسي عن الشريف الرضي ، وقد عرفنا الميرزا النوري ان السيد
الرضي توفى سنة ٤٠٦ وقدوم الشيخ الطوسي إلى العراق سنة ٤٠٨ فيكون ورود الشيخ
الطوسي إلى العراق بعد وفاة السيد الرضي بأربع سنين فلم يدركه حتى يروي عنه ،
واحتمال مسافرة الشريف إلى طوس واجتماعه بالشيخ الطوسي هنا بعيد ، اذلم يذكره أحد
من أرباب التراجم ولا نبه عليه المؤرخون مع ان الشريف في اكثر ايام سنيه كان
مشغولا بامر النقابة وولاية المظالم وامارة الحج .
ـــــــــــــــ
آثـاره
للشريف الرضي مؤلفات كثيرة مفعمة
بالتحقيق والبحث مع قصر المدة التي تمكن فيها من ذلك الانتاج ، فان عمره كله ٤٧
سنة قضى اكثره في مزاولة وظائف الدولة والقاء دروسه ومحاضراته في مدرسته ( دار
العلم ) وقرضه الشعر ، ومحاولاته السياسية ومجاملاته مع الخلفاء والملوك ، فما بقى
إلا النزر من ايامه خصوصا بعد اخراج سني الطفولة من تلك القائمة فهاهنا تعرف ان
انتاج الشريف لتلك المؤلفات القيمة اعجاز ، وهذا ما وصل الينا من مؤلفاته :
١ ـ « نهج البلاغة » جمع فيه ما اختاره
من خطب أمير المؤمنين (ع) ، وحكمه ، ورسائله ، وأشار إليه في المجازات النبوية ص
٤٠ طبعة مصر .
٢ ـ « تلخيص البيان عن مجاز القرآن »
قال ابن خلكان فيه : انه نادر في بابه ، وأشار إليه الشريف في المجازات النبوية ص
٢٠ ط مصر وطبع في بغداد سنة ١٣٢٨.
٣ ـ « المجازات النبوية » من انفس
المؤلفات في هذا الشأن طبع أولا سنة ١٤٢٨ ببغداد وثانيا سنة ١٣٥٦ في مصر.
٤ ـ « حقائق التأويل في متشابه التنزيل
» : وهو تفسيره ذكره في كتابه ـ المجازات النبوية ـ وعبر عنه تارة بحقائق التأويل
، واخرى بالكتاب الكبير في متشابه القرآن. وعبر عنه النجاشي بحقائق التنزيل ،
وصاحب عمدة الطالب بكتاب المتشابه في القرآن.
٥ ـ « الزيادات في شعر ابي تمام ».
٦ ـ « اخبار قضاة بغداد ».
٧ ـ « تعليق خلاف الفقهاء ».
٨ ـ « تعليق على الايضاح » لابي علي
الفارسي.
ـــــــــــــــ
٩ ـ ما دار بينه وبين الصابي من الرسائل
والشعر.
١٠ ـ « المختار من شعر أبي إسحاق الصابي
».
١١ ـ « المختار من شعر ابن الحجاج » سماه
: « الحسن من شعر الحسين ».
١٢ ـ رسائله ثلاث مجلدات ذكر في (
الدرجات الرفيعة ) بعضها ونشرت مجلة العرفان بعضها.
١٣ ـ « سيرة والده الطاهر أبي احمد »
ألفه سنة ٣٧٩.
١٤ ـ « معاني القرآن ». وهو كتابه
الثالث في القرآن.
١٥ ـ « الزيادات » في شعر ابن الحجاج المذكور.
١٦ ـ « انشراح الصدر » في مختارات من
الشعر.
١٧ ـ « طيف الخيال ».
١٨ ـ ديوان شعر يقع في مجلدين طبع في
مصر ولبنان.
١٩ ـ « خصائص الائمة » ـ خصائص امير
المؤمنين 7 ، وهو
الكتاب الذي بين يديك.
وقد ذكرت هذه الكتب في « رجال النجاشي »
/ ٢٨٣ و « روضات الجنات » ٦ / ١٩٤. و « الغدير » ٤ / ١٩٨. و « كشف الظنون » ١ / ٥٢٣
ومصادر ترجمة الشريف الرضي.
وفاة الشريف
توفي الشريف الرضي بكرة يوم الاحد سادس
المحرم سنة ٤٠٦ ببغداد ، وعمره ٤٧ سنة وولادته كانت سنة ٣٥٩ ببغداد ، ودفن في دار
بالكرخ بخط مسجد الانباريين
وحضره الوزير فخر الملك أبو غالب ، وجميع الاشراف والقضاة ، والشهود ، والاعيان ،
وصلى عليه الوزير فخر الملك في الدار مع جماعة أمهم أبو عبد الله بن المهلوس
العلوي ، ثم دخل الناس أفواجا فصلوا عليه ،
ـــــــــــــــ
وركب فخر الملك في
آخر النهار فعزى المرتضى والزمه إلى داره ففعل لانه من جزعه عليه لم يستطع النظر
إلى تابوته ومضى إلى مشهد موسى بن جعفر 7
.
واستغرب العلامة النوري عدم صلاة الشيخ
المفيد عليه ، وهو شيخ الطائفة وعلم الامة ، قال : إلا ان يكون ذاهبا إلى زيارة
الحسين (ع) لانها أيام عاشوراء ، ثم نقل الشريف إلى كربلاء ودفن عند أبيه الطاهر
ابي احمد ، نص عليه السيد الداودي في « عمدة الطالب » ص ٢٠٠ ، والسيد علي خان في
الدرجات الرفيعة بترجمة الرضي ، والشيخ الجليل الشيخ يوسف البحراني في « لؤلؤة
البحرين ص ١٩٧ ، والسيد بحر العلوم في « رجاله » بترجمة السيد المرتضى قال :
الظاهر أن قبر السيد علم الهدى ، وقبر أبيه وأخيه في المحل المعروف بابراهيم
المجاب الذي هو جد المرتضى ، وابن الامام موسى بن جعفر 7 ، وذكر العلامة الحجة المتتبع السيد
حسن الصدر الكاظمي في رسالته « نزهة أهل الحرمين » حاكيا عن مشجرة النسابة العبيد
جمال الدين أحمد بن المهنا ، أن قبر إبراهيم المجاب ، خلف قبر الحسين 7 بستة اذرع.
ويظهر من التاريخ ان قبره كان في القرون
الوسطى مشهورا معروفا في الحائر الحسيني المقدس وهذا قريب إلى الاعتبار لان بنى
ابراهيم المجاب قطنوا كربلاء وجاوروا الامام السبط 7
فاتخذ بنوه تربته مدفنا لهم وكان من قطن منهم بغداد والبصرة ونقلوا إلى كربلاء بعد
موتهم ، وكانت تولية تلك التربة المقدسة بيدهم وما كان يدفن فيها أي أحد إلا
باجازة منهم
ـــــــــــــــ
أبو
الرضا الراوندي
ضياء الدين السيد فضل الله بن علي بن
عبيد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي الفضل عبيد الله بن الحسن بن علي بن
محمد بن محمد بن الحسن بن جعفر بن ابراهيم بن جعفر بن الحسن المثنى إبن الامام
الحسن بن علي بن أبي طالب :.
كان علامة زمانه ، وعميد أقرانه جمع إلى
علو النسب كمال الفضل والحسب ، وكان استاذ أئمة عصره ، ورئيس علماء دهره ، وهو من
أساتيذ ابن شهر اشوب ، والشيخ محمد بن الحسن الطوسي والد الخواجه نصير الدين
الطوسي ، ومن تلاميذ الشيخ أبي علي ابن شيخ الطائفة الطوسي.
روى عن الشيخ العلامة أبي علي الفضل بن
الحسن الطبرسي. وأبي علي الحداد. والشيخ أبي جعفر النيسابوري. وأبي الفتح بن أبي
الفضل الاخشيدي ، وخلق آخرين من الشيعة والسنة كما روى عنه أكثر أهل عصره ، وله
تصانيف ووشروح في مختلف المواضيع والبحوث.
قال أبو سعيد السمعاني الشافعي في كتابه
( الانساب ) : اني لما وصلت إلى كاشان قصدت زيارة السيد أبي الرضا ضياء الدين فلما
انتهيت إلى داره ، وقفت على الباب هنيهة أنتظر خروجه فرأيت مكتوبا على طراز الباب
هذه الآية المشعرة بطهارته وتقواه : ( إنما يريد الله ليذهب
عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )
فلما إجتمعت به رأيت منه فوق ما كنت أسمعه عنه ، وسمعت
منه جملة من
الاحاديث ، وكتبت عنه مقاطيع من شعره ، ومن جملة أشعاره التي كتبها لي بخطه الشريف
هذه الابيات :
هل لك يا مغرور من زاجر
|
|
أو حاجز عن جهلك الغامر
|
امس تقضى وغد لم يجئ
|
|
واليوم يمضي لمحة الباصر
|
فذلك العمر كذا ينقضي
|
|
ما أشبه الماضي بالغابر
|
ترجم له في :
أعيان الشيعة ٤٢ / ٢٩٦. أمل الآمل ٢ / ٢١٧.
الانساب / ورقة ١٨١. تنقيح المقال ٢ / ١٣. الدرجات الرفيعة / ٥٠٦. روضات الجنات ٥
/ ٣٦٥. تأسيس الشيعة / ١٨١. ريحانة الادب ٤ / ٩. فوائد الرضوية / ٣٥٤. الكنى
والالقاب ٢ / ٤٣٥. مجالس المؤمنين ١ / ٥٢٦. مستدرك الوسائل ٣ / ٤٩٣. منتهى المقال
/ ٢٤٢. هدية الاحباب / ١٩٠. جامع الرواة ٢ / ٩. راهنماي دانشوران ١ / ٣٧٣ هدية
العارفين ١ / ٨٢١. الغدير ٤ / ١٨٦. الثقات العيون / ٢١٧. الذريعة ٩ ق ٢ / ٣٥٢.
رياض العلماء ٤ / ٣٦٤.
بسم
الله الرحمن الرحيم
كنت ـ حفظ الله عليك دينك ، وقوى في
عليي ولاء العترة الطاهرة يقينك ـ سألتني أن أصنف لك كتابا يشتمل على خصائص أخبار
الائمة « الاثنى عشر صلوات الله عليهم ، وبركاته ، وحنانه ، وتحياته » على ترتيب
ايامهم وتدريج طبقاتهم ، ذاكرا أوقات مواليدهم ، ومدد أعمارهم ، وتواريخ وفاتهم ،
ومواضع قبورهم ، وأسامي أمهاتهم ، ومختصرا من فضل زياراتهم ، ثم موردا طرفا من
جوابات المسائل التي سئلوا عنها ، واستخرجت أقاويلهم فيها ، ولمعا من أسرار
أحاديثهم ، وظواهر وبواطن أعلامهم ، ونبذا من الاحتجاج في النص عليهم ، وحقيقة
البرهان في الاشارة إليهم ، موضحا من ذلك ما يزيد به الولي المخلص إخلاصا في
موالاتهم ، وصفاء عقد في محبتهم ، ويصدع عن عين عدوهم العمى ، ويكشف عن قلبه الغمى
، حتى يستشف أنوارهم فيسعوا إليها ، ويستوضح أعلامهم فيتتبعها ، ويقتفيها سالكا في
جميع ذلك طريق الاختصار ، ومائلا عن جانب الاكثار ، لان مناقب موالينا الطاهرين
صلوات الله عليهم أجمعين ، لا تحصى بالعدد ، ولا تقف عند حد ، ولا يجري بها إلى
أمد ، فإني أعتقد أن جميع أعداد هؤلاء الغرر الذين هم قواعد الاسلام ، ومصابيح
الظلام ، والذين خفض الله الخلق عن منازلهم ، وقصر الالسن والايدي عن تناولهم ،
وميز بين العالم وبينهم ، وأماط
العيب والعار عنهم ، بين مغموس القلب في الجهالة ،
ـــــــــــــــ
ومطروف العين
بالضلالة ، لا يفيق من سكرة الهوى ، فيتبين الطريقة المثلى ، وبين عالم بفضلهم ،
خابر بطيب فرعهم ، وأصلهم ، يكتم معرفته معاندة ، ويغالط نفسه مكايدة ، ترجيبا لغرس قد غرسه ، وتوطيدا لبناء قد أسسه
، وتنفيقا قد قامت له ، وائتجارا
لجماعة قد إلتفت عليه.
وكل ذلك طلبا لحطام هذه الدنيا ، الوبيل
مرتعها ، الممر مشربها ، المنغص نعيمها ، وسرورها ، المظلم ضياؤها ونورها ،
الصائرة بأهلها إلى أخشن المصارع ، بعد ألين المضاجع ، والناقلة لهم إلى أفزع
المنازل ، بعد أمن المعاقل ، على قرب من المعاد ، وعدم من الزاد ، ثم تتقلب بهم
إلى حيث « تجد كل
نفس ما عملت من خير محضرا ، وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيداً » .
فعاقني عن إجابتك ـ إلى ملتمسك ـ مالا
يزال يعوق من نوائب الزمان ، ومعارضات الايام إلى ان أنهضني إلى ذلك اتفا اتفق لي
فاستثار حميتي ، وقوى نيتي ، واستخرج نشاطي وقدح زنادي ، وذلك أن بعض الرؤساء ـ
ممن غرضه القدح في صفاتي ، والغمز لقناتي ، والتغطية على مناقبي ، والدلالة على
مثلبة ـ إن كانت لي ـ لقيني ، وأنا متوجه عشية عرفة من سنة ثلاث وثمانين هجرية ،
إلى مشهد مولانا أبي الحسن موسى بن جعفر ، وأبي جعفر محمد بن علي بن موسى 8 ، للتعريف هناك ، فسألني عن متوجهي فذكرت
له إلى أين مقصدي ، فقال لي : متى كان ذلك؟ يعني ان جمهور الموسويين جارون على
منهاج واحد في القول بالوقف ، والبرائة ممن قال بالقطع ، وهو عارف بان الامامة
مذهبي ، وعليها عقدي ومعتقدي ، وإنما أراد التنكيت لي ، والطعن على ديني ، فأجبته
في الحال بما إقتضاه كلامه ، واستدعاه خطابه ، وعدت وقد قوى عزمي ، على عمل هذا
الكتاب إعلانا
ـــــــــــــــ
لمذهبي ، وكشفا عن
مغيبي ، وردا على العدو الذي يتطلب عيبي ، ويروم ذمي وقصبي ، وأنا بعون الله مبتدئ
بما ذكرته على الترتيب الذي شرطته ، والله المنقذ من الضلال ، والهادي إلى سبيل
الرشاد. وهو تعالى حسبنا ونعم الوكيل ، نعم المولى ونعم النصير.
خصائص
مولانا أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب 7
ولد 7
بمكة في البيت الحرام لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب ، بعد عام الفيل بثلاثين سنة ،
وامه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ، وهو اول هاشمي في الاسلام ، ولده هاشمي
مرتين ولا نعلم مولود ولد في الكعبة غيره .
وقبض 7
قتيلا بالكوفة ، ليلة الجمعة لتسع ليال بقين من شهر رمضان ، سنة أربعين من الهجرة
، وله يومئذ ثلاث وستون سنة على الرواية الصحيحة ، وكان بقاؤه مع رسول الله 9 ثلاثا وثلاثين سنة ، وكونه بعده حجة
الله في أرضه ثلاثين سنة ، ونقش خاتمه ـ وهو عقيق أحمر ـ الله الملك وعلي عبده ، ويقال
: الملك لله .
واختلف الناس في موضع قبره ، فقال قوم
في رحبة القضاء ، وقال قوم : في دار الامارة ، وقال قوم : حمل إلى المدينة ،
والصحيح الذي لا شك فيه ، ولا لبس عليه انه 7
بالغري
من نجف الكوفة ، ومما يدل على ذلك أن الصادق جعفر بن محمد 8 ، زاره في هذا الموضع لما أشخصه
المنصور إليه.
ـــــــــــــــ
فضل
زيارته 7
روي عن الصادق 7 عن آبائه عن رسول الله 9 إنه قال : من زار عليا بعد وفاته فله
الجنة .
وقال الصادق 7 : إن أبواب السماء لتفتح عند دعاء
الزائر لامير المؤمنين 7.
وقال 7
: من ترك زيارة امير المؤمنين 7
لم ينظر الله تعالى إليه ، ألا تزورون من تزوره الملائكة والنبيون : ، إن امير المؤمنين 7 أفضل من كل الائمة ، وله مثل ثواب
أعمالهم ، وعلى قدر أعمالهم فضلوا .
ـــــــــــــــ
طرف
من الاحتجاج للنص عليه ، 7
مما يدل على ذلك أن الشيعة جماعة كثيرة
لا يحصرهم العدد ، ولا يشتمل عليهم بلد ، وقد طبقوا البلدان ، وملؤا الاقطار ،
وساروا شرقا وغربا وانتشروا برا وبحرا ، على اختلاف أوطانهم ، وتباعد ديارهم ،
وتفاوت هممهم ، وأهوائهم ، وتباين أقاويلهم وآرائهم ، وانتفاء الاسباب الموجبة
للشك ، والوقوف في خبرهم ، وفيهم مع ذلك عدد كثير ، وجم غفير ، من أهل بيت النبي 7 ، وذريه وأصحابه ومواليه ، ينقلون نقلا
متصلا متواترا ان النبي 9
، قد إستخلف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب 7
، على امته بعد وفاته ، ونص عليه ، وفرض طاعته في أمر الدين كله ، وأن النبي 6 ، فعل ذلك ظاهرا مكشوفا ، فوجب قبول
هذا الخبر علما ويقينا.
فإن قال قائل : إنهم إنما كثروا الآن ،
وان اولهم كان قليلا ، وسلفهم كان يسيرا مغمورا ، قيل له : ما الفضل بينك وبين من
احتج عليك بمثله من الملحدين ، وسائر المخالفين؟ فقال : إن آيات النبي 6 ، لا تصح لان عدد المسلمين الناقلين
لها كان قليلا في الاول ، وإنما كثر الآن فلا تجد بينهما فصلا.
فصل
فيما روي من الاشعار في نص النبي على أمير المؤمنين 8
والصلاة
في يوم الغدير
فمن ذلك ما رواه نقلة الآثار أن حسان بن
ثابت الانصاري
إستأذن النبي 7
، يوم الغدير بعد فراغه من المقام أن يقول شعرا في ذلك ، فأذن له فأنشأ يقول :
يناديهم يوم الغدير نبيهم
|
|
بخم وأسمع بالرسول مناديا
|
فقال : فمن مولاكم ووليكم
|
|
فقالوا : ولم يبدوا هناك التعاديا
|
اِلهك مولانا ، وانت ولينا
|
|
ولم تر منا في المقالة عاصيا
|
فقال له : قم يا علي فإنني
|
|
رضيتك من بعدي إماما وهاديا
|
فمن كنت مولاه فهذا وليه
|
|
فكونوا له أنصار صدق مواليا
|
هناك دعا اللهم وال وليه
|
|
وكن للذي عادى عليا معاديا
|
فقال له النبي 9 : لا تزال يا حسان مؤيدا بروح القدس ما
نصرتنا بلسانك .
واتفق حملة الاخبار على نقل شعر قيس بن
عبادة وهو ينشده
بين يدي
ـــــــــــــــ
أمير المؤمنين 7 ، بعد رجوعه من البصرة في قصيدته التي
أولها :
قلت لما بغى العدو علينا
|
|
حسبنا ربنا ونعم الوكيل
|
حسبنا ربنا الذي فتح
|
|
البصرة بالامس والحديث طويل
|
إلى أن بلغ فيها إلى قوله :
وعلي إماما وإمام
|
|
لسوانا أتى به التنزيل
|
يوم قال النبي من كنت مولاه
|
|
فهذا مولاه خطب جليل
|
إنما قاله النبي على الامة
|
|
حتم ما فيه قال وقيل
|
وهذان الشاعران صحابيان شهدا بالامامة لامير المؤمنين 7 شهادة من حضر هذا المشهد ، وعرف المصدر
والمورد.
ثم هذا الكميت بن زيد الاسدي وهو غير مشكوك في فصاحته ، ومعرفته
بالعربية يقول :
ويوم الدوح دوح غدير خم
|
|
أبان له الولاية لو اطيعا
|
ولكن الرجال تبايعوها
|
|
فلم أر مثلها خطرا منيعا
|
وهذا السيد بن محمد بن الحميري وليس بدون في الفصاحة ، ولا بمتأخر في
البلاغة يقول من قصيدة :
قالوا له لو شئت أعلمتنا
|
|
لى من الغاية والمفزعُ
|
فقام في خم النبي الذي
|
|
كان بما قيل له يصدع
|
فقال مأمورا وفي كفه
|
|
كفه علي لهم تلمع
|
من كنت مولاه فهذا له
|
|
مولى فلم يرضوا ولم يقنعوا
|
ـــــــــــــــ
وعلى ذكر هذه الابيات فإني مورد حديثا
طريفا سمعته في معناه وهو متعلق بها ... حكي أن زيد بن موسى بن جعفر بن محمد : ، رأى رسول الله 9 في المنام كأنه جالس مع أمير المؤمنين 7 ، في موضع عال شبيه بالمسناة ، وعليها
مراق ، فإذا منشد ينشد قصيدة السيد بن محمد الحميري هذه ، واولها :
لام عمرو باللوى مربع
|
|
طامسة أعلامه بلقع
|
ـــــــــــــــ
حتى إنتهى إلى قوله :
قالوا له لو شئت أعلمتنا
|
|
إلى من الغاية والمفزع
|
قال : فنظر رسول الله إلى أمير المؤمنين
صلوات الله عليهما ، وتبسم ثم قال : أولم أعلمهم؟ أولم أعلمهم؟ أولم أعلمهم؟ ثلاثا
، ثم قال لزيد : إنك تعيش بعدد كل مرقاة رقيتها سنة واحدة ، قال : فعددت المراقي
فكانت نيفا وتسعين مرقاة ، فعاش زيد نيفا وتسعين سنة.
وهو الملقب بزيد النار ، وانما سمي بذلك
لانه لما غلب على البصرة أحرق نفرا من أهلها ، وأسواقا كثيرة منها .
وما اشد إستحساني لجواب كان بعض
المتقدمين من الشيعة يجيب به من سأله عن قعود أمير المؤمنين 7 ، وتركه طلب الامر ، ودعاء الناس إلى
نفسه ، وهو أنه كان يقول : أمير المؤمنين 7
كان في هذا الامر فريضة ، من فرائض الله تعالى أداها نبي الله 9 إلى قومه ، مثل الصلاة ، والصوم ،
والزكاة ، والحج ، وليس على الفرائض أن تدعوهم إلى أنفسها ، وتحثهم على طلبها ،
وإنما عليهم أن يجيبوها ، ويسارعوا إليها ، وكان أمير المؤمنين 7 في هذا الامر أعذر من هارون لان موسى 7 لما ذهب إلى الميقات ، قال لهارون : « اخلفني في قومي واصلح
ولا تتبع سبيل المفسدين » . فجعله
رقيبا عليهم وزعيما لهم ، وأن نبي الله تعالى 9
نصب عليا 7 لهذه الامة
علما ، ودعاهم إليه وحضهم عليه ، فعلي 7
في عذر من لزوم بيته ، وإرخاء ستره ، والناس في حرج حتى يخرجوه من مكمنه ،
ويستثيروه من مربضه ، ويضعوه في الموضع الذي وضعه فيه رسول الله 9.
ـــــــــــــــ
ومن
أعلامه ودلائله 7
على الاختصار منها ، والاقتصار على
بعضها ، فلو أني نشرت ما طويت منها لرماني الناس بيد واحدة عن قوس واحدة ، وكذلك
أنا في أخبار سائر الائمة :.
روي إن أمير المؤمنين عليا 7 كان جالسا في المسجد إذ دخل عليه رجلان
فاختصما إليه ، وكان أحدهما من الخوارج ، فتوجه الحكم إلى الخارجي فحكم عليه أمير
المؤمنين 7 ، فقال له
الخارجي : والله ما حكمت بالسوية ولا عدلت في القضية ، وما قضيتك عند الله تعالى
بمرضية ، فقال له أمير المؤمنين 7
وأومأ إليه إخسأ عدو الله ، فاستحال كلبا أسود ، فقال من حضره : فوالله لقد رأينا
ثيابه تطاير عنه في الهواء ، وجعل يبصبص لامير المؤمنين 7 ، ودمعت عيناه في وجهه ، ورأينا أمير
المؤمنين 7 وقد رق فلحظ
السماء ، وحرك شفتيه بكلام ، لم نسمعه فوالله لقد رأيناه وقد عاد إلى حال
الانسانية ، وتراجعت ثيابه من الهواء ، حتى سقطت على كتفيه ، فرأيناه وقد خرج من
المسجد ، وان رجليه لتضطربان.
فبهتنا ننظر إلى أمير المؤمنين 7 ، فقال لنا : ما لكم تنظرون وتعجبون؟
فقلنا يا أمير المؤمنين : كيف لا نتعجب وقد صنعت ما صنعت.
فقال : أما تعلمون
أن آصف بن برخيا ، وصي سليمان بن داود 8
قد صنع ما هو قريب من هذا الامر فقص الله جل أسمه قصته حيث
يقول
: ( أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين. قال
عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوى ، أمين. قال الذي
عنده علم من الكتاب أنا اتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك. فلما رآه مستقرا عنده قال
هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر )
إلى آخر الآية .
فايما أكرم على الله نبيكم أم سليمان 8؟ فقالوا : بل نبينا 7 أكرم يا أمير المؤمنين قال : فوصي
نبيكم أكرم من وصي سليمان وإنما كان عند وصي سليمان 8
من إسم الله الاعظم حرف واحد ، فسأل الله جل إسمه فخسف له الارض ما بينه وبين سرير
بلقيس فتناوله في أقل من طرف العين ، وعندنا من إسم الله الاعظم إثنان وسبعون حرفا
، وحرف عند الله تعالى إستأثر به دون خلقه. فقالوا له يا أمير المؤمنين : فإذا كان
هذا عندك فما حاجتك إلى الانصار في قتال معاوية وغيره ، واستنفارك الناس إلى حربه
ثانية؟ فقال : ( بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره
يعملون ) إنما أدعو هؤلاء القوم إلى قتاله لثبوت
الحجة ، وكمال المحنة ، ولو أذن لي في إهلاكه لما تأخر ، لكن الله تعالى يمتحن
خلقه بما شاء ، قالوا فنهضنا من حوله ونحن نعظم ما أتى به 7 .
الحميري عن أحمد بن محمد ، عن جعفر بن
محمد بن عبيد الله ، عن عبد الله بن ميمون ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عن آبائه : ، قال مر أمير المؤمنين 7 في ناس من أصحابه بكربلاء فلما مر بها
إغرورقت عيناه بالبكاء ، ثم قال : هذا مناخ ركابهم ، وهذا ملقى رحالهم ، وهاهنا
تهراق دماؤهم ، طوبى لك من تربة عليها تهراق دماء الاحبة .
ـــــــــــــــ
وباسناد
عن الاصبغ بن نباته ، عن عبد الله بن عباس ، قال : كان رجل على عهد عمر بن الخطاب
وله فلاء
بناحية اذربيجان قد إستصعبت عليه فمنعت جانبها ، فشكى إليه ما قدنا له وانه كان
معاشه منها ، فقال له : إذهب فاستغث بالله عزوجل ، فقال الرجل : ما زال أدعوا
وأبتهل إليه وكلما قربت منها حملت علي ، قال : فكتب له رقعة فيها من عمر أمير
المؤمنين إلى مردة الجن والشياطين أن يذللوا هذه المواشي له ، قال : فأخذ الرجل
الرقعة ومضى فاغتممت لذلك غما شديدا ، فلقيت أمير المؤمنين عليا 7 فأخبرته بما كان ، فقال : والذي فلق
الحبة ، وبرأ النسمة ليعودن بالخيبة ، فهدأ ما بي ، وطالت علي سنتي ، وجعلت أرقب
كل من جاء من أهل الجبال ، فإذا أنا بالرجل قد وافي وفي جبهته شجة تكاد اليد تدخل فيها ، فلما رأيته
بادرت إليه فقلت له : ما وراءك؟ فقال : اني صرت إلى الموضع ورميت بالرقعة فحمل علي
عداد منها فهالني أمرها فلم تكن لي قوة بها ، فجلست فرمحتني احدها في وجهي فقلت :
أللهم إكفنيها .. فكلها يشتد علي ، ويريد قتلي ، فانصرفت عني ، فسقطت فجاء أخ لي
فحملني ، ولست أعقل ، فلم أزل أتعالج حتى صلحت ، وهذا الاثر في وجهي فجئت لاعلمه
يعني عمر.
فقلت له : صر إليه فاعلمه فلما صار إليه
وعنده نفر فأخبره بما كان فزبره ، وقال له : كذبت لم تذهب بكتابي ، قال : فحلف
الرجل بالله الذي لا إله الا هو ، وحق صاحب هذا القبر لقد فعل ما أمره به من حمل
الكتاب. وأعلمه أنه قد ناله منها ما يرى ، قال : فزبره وأخرجه عنه. فمضيت معه إلى
أمير المؤمنين 7
، فتبسم ثم قال : ألم أقل لك؟ ثم أقبل على الرجل فقال له : إذا انصرفت فصر إلى
الموضع الذي هي فيه وقل : اللهم أني أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة ، وأهل بيته
الذين إخترتهم على علم على العالمين ، أللهم فذلل لي
____________
صعوبتها
، وحزانتها ، واكفني شرها ، فانك الكافي ، المعافي ، والغالب القاهر.
فانصرف الرجل راجعا ، فلما كان من قابل
قدم الرجل ومعه جملة قد حملها من أثمانها إلى أمير المؤمنين 7 ، فصار إليه وأنا معه ، فقال : تخبرني
أو أخبرك؟ فقال الرجل بل : تخبرني يا أمير المؤمنين ، قال : كأنك صرت إليها ،
فجاءتك ، ولاذت بك خاضعة ذليلة ، فأخذت بنواصيها واحدا بعد آخر فقال الرجل : صدقت
يا أمير المؤمنين ، كأنك كنت معي ، فهذا كان ، فتفضل بقبول ما جئتك به.
فقال : امض راشدا بارك الله لك فيه.
وبلغ الخبر عمر فغمه ذلك حتى تبين الغم في وجهه ، وانصرف الرجل وكان يحج كل سنة
وقد أنمى الله ماله.
قال ، وقال أمير المؤمنين 7 : كل من إستصعب عليه شيء من ماله أو
أهله أو ولد أو أمر فرعون من الفراعنة ، فليبتهل بهذا الدعاء فإنه يكفى مما يخاف
إن شاء الله تعالى ، وبه القوة .
وروي بإسناد أن أمير المؤمنين 7 كان جالسا في مجلسه والناس مجتمعون
عليه بالمدينة ، بعد وفاة رسول الله 9
، حتى وافى رجل من العرب فسلم عليه ، وقال : أنا رجل لي على رسول الله 9 وعد ، وقد سألت عن قاضي دينه ، ومنجز
وعده ، بعد وفاته فأرشدت إليك. فهل الامر كما قيل لي؟ فقال أمير المؤمنين
:"نعم أنا منجز وعده ، وقاضي دينه من بعده ، فما الذي وعدك به؟ قال : مائة
ناقة حمراء ، وقال لي : إذا أنا قبضت فأت قاضي ديني ، وخليفتي من بعدي ، فانه
يدفعها إليك وما كذب 9.
فإن يكن ما ادعيته حقا فعجل علي بها ـ ولم يكن النبي 9
خلفها ولا بعضها ـ فأطرق أمير المؤمنين 7
مليا ، ثم قال يا حسن : قم فنهض إليه فقال له : إذهب فخذ قضيب رسول الله 9 الفلاني ، وصر إلى البقيع فأقرع به
الصخرة الفلانية ثلاث قرعات ، وانظر ما يخرج منها
____________
فادفعه إلى هذا
الرجل ، وقل له يكتم ما رأى.
فصار الحسن 7 إلى الموضع ، والقضيب معه ، ففعل ما
أمره ، فطلع من الصخرة رأس ناقة بزمامها ، فجذبه الحسن 7 فظهرت الناقة ، ثم ما زال يتبعها ناقة
ثم ناقة حتى إنقطع القطار على مائة ، ثم إنضمت الصخرة فدفع النوق إلى الرجل ،
وأمره بالكتمان لما رأى. فقال الاعرابي : صدق رسول الله 9 ، وصدق أبوك 7 ، هو قاضي دينه ، ومنجز وعده ، والامام
من بعده ، رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد .
وروي أن أمير المؤمنين 7 لما أقبل من صفين ، مر في زهاء سبعين
رجلا بأرض ليس فيها ماء ، فقالوا له : يا أمير المؤمنين ليس هاهنا ماء ، ونحن نخاف
العطش ، قالوا : فمررنا براهب في ذلك الموضع فسألناه هل بقربك ماء فقال : ما من
ماء دون الفرات ، فقلنا يا أمير المؤمنين العطش وليس قربنا ماء ، فقال : إن الله
تعالى سيسقيكم ، فقام يمشي حتى وقف في مكان ودعا بمساح ، وأمر بذلك المكان ، فكنس
، فأجلى عن صخرة ، فلما انجلى عنها ، قال : إقلبوها مرمناها بكل مرام فلم نستطعها فلما
أعيتنا دنا منها فأخذ بجانبها فدحا
بها فكأنها كرة ، فرمى بها ، فانجلت عن ماء لم ير أشد بياضا ، ولا أصفى ، ولا أعذب
منه ، فتنادى الناس الماء ، فاغترفوا ، وسقوا ، وشربوا ، وجملوا ، ثم أخذ 7 الصخرة فردها مكانها ، ثم تحمل الناس
فسار غير بعيد ، فقال : أيكم يعرف مكان هذه العين؟ فقالوا : كلنا يعرف مكانها ،
قال : فانطلقوا حتى تنظروا.
فانطلق من شاء الله منا فدرنا حتى
أعيينا فلم نقدر على شئ فأتينا الراهب
ـــــــــــــــ
فقلنا له ويحك ألست زعمت أنه ليس قبلك ماء ، ولقد
إستثرنا هاهنا ماء ، فشربنا واحتملنا ، قال : فوالله ما استثارها إلا نبي أو وصي
نبي ، قلنا : فإن فينا وصي نبينا 7
، قال : فانطلقوا إليه فقولوا له : ماذا قال له النبي حين حضره الموت؟ قال :
فأتيناه فقلنا له إن هذا الراهب قال : كذا ، وكذا ، قال : فقولوا له إن خبرناك
لتنزلن ولتسلمن ، فقلنا له فقال : نعم فأتينا أمير المؤمنين فقلنا قد حلف ليسلمن ،
قال : فانطلقوا فاخبروه أن آخر ما قال النبي ، الصلاة ، الصلاة ، إن النبي 9 كان واضعا رأسه في حجري فلم يزل يقول :
الصلاة ، الصلاة ، حتى قبض. قال فقلنا له ذلك فأسلم . وفي ذلك يقول السيد بن محمد الحميري
من قصيدته البائية المعروفة بالمذهبة :
ولقد سرى فيما يسير بليلة
|
|
بعد العشاء مغامرا في موكب
|
في موكب حتى أتى متبتلا في قائم
|
|
ألقى قواعده بقاع مجدب
|
فدنا فصاح به فأشرف ماثلا
|
|
كالنسر فوق شظية من مرقب
|
هل قرب قائمك الذي بوأته
|
|
ماء يصاب فقال : ما من مشرب
|
إلا بغاية فرسخين ومن لنا
|
|
بالماء بين نقاوقي سبسب
|
فثنى الاعنة نحو وعث فاجتلى
|
|
بيضاء تبرق كاللجين المذهب
|
قال : إقلبوها إنكم إن تفعلوا
|
|
ترووا ولا تروون إن لم تقلب
|
ـــــــــــــــ
فاعصو صبوا في قلعها فتمنعت
|
|
منهم تمنع صعبة لم تركب
|
حتى إذا أعيتهم أهوى لها
|
|
كفو متى ترد المغالب تغلب
|
فكأنها كرة بكف حزور
|
|
عبل الذراع دحابها في ملعب
|
فسقاهم من تحتها متسلسلا
|
|
عذبا يزيد على الالذ الاعذب
|
حتى إذا شربوا جميعا ردها
|
|
ومضى فخلت مكانها لم يقرب
|
ذاك ابن فاطمة الوصي ومن يقل
|
|
في فضله وفعاله لا يكذب
|
يعني فاطمة
بنت أسد امه رضي الله عنها. وفي هذه القصيدة يذكر رد الشمس على أمير المؤمنين 7 ، وسيرد ذكره فيما بعد بمشية الله ،
وذلك قوله :
ردت عليه الشمس لما فاته
|
|
وقت الصلاة وقد دنت للمغرب
|
حتى تبلج نورها في وقتها
|
|
للعصر ثم هوت هوي الكوكب
|
وعليه قد حبست ببابل مرة
|
|
اخرى وما حبست لخلق معرب
|
إلا لاحمد أوله ولحبسها
|
|
ولردها تأويل أمر معجب
|
وحدث أبو نعيم الفضل بن دكين ، قال :
حدثنا محمد بن سليمان الاصبهاني ، قال : حدثني يونس ، عن أم حكيم بنت عمرو قالت : خرجت ، وأنا أشتهي أن أسمع كلام
علي بن أبي طالب 7
، فدنوت منه وفي الناس رقة ، وهو يخطب على المنبر ، حتى سمعت كلامه ، فقال رجل :
يا أمير المؤمنين إستغفر لخالد بن عرفطة ، فإنه قد مات بأرض تيماء فلم يرد عليه ، فقال : الثانية
ـــــــــــــــ
فلم
يرد عليه ، ثم قال : الثالثة ، فالتفت إليه فقال : أيها الناعي خالد بن عرفطة كذبت
، والله ما مات ، ولا يموت حتى يدخل من هذا الباب ، يحمل راية ضلالة ، قالت :
فرأيت خالد بن عرفطة
يحمل راية معاوية حتى نزل نخيلة وأدخلها من باب الفيل .
وبإسناد عن الاصبغ بن نباتة ، قال : كنت
مع أمير المؤمنين 7
بصفين فبايعه تسعة وتسعون رجلا ثم قال : أين تمام المائة؟ فقد عهد إلي رسول الله 9 إنه يبايعني في هذا اليوم مائة رجل ،
فقال فجاء رجل عليه قباء صوف متقلد سيفين ، فقال : هلم يدك ابايعك فقال : على ما
تبايعني؟ قال : على بذل مهجة نفسي دونك ، قال : ومن أنت؟ قال : اويس القرني فبايعه
، فلم يزل يقاتل بين يديه حتى قتل فوجد في الرجالة مقتولا .
____________
خبر
ميثم التمار رضي الله عنه
وبإسناد مرفوع إلى إبن ميثم التمار ،
قال : سمعت أبي يقول : دعاني أمير المؤمنين 7
يوما فقال لي يا ميثم كيف أنت إذا دعاك دعي بني امية عبيد الله بن زياد إلى
البرائة مني؟ قلت : إذا والله أصبر ، وذاك في الله قليل ، قال : يا ميثم إذا تكون
معي في درجتي.
وكان ميثم يمر بعريف قومه فيقول : يا فلان كأني بك قد دعاك
دعي بني امية وابن دعيها فيطلبني منك ، فتقول هو بمكة ، فيقول : لا أدري ما تقول ،
ولا بدلك أن تأتي به. فتخرج إلى القادسية فتقيم بها أياما ، فإذا قدمت عليك ذهبت
بي إليه حتى يقتلني على باب دار عمرو بن حريث
، فإذا كان اليوم الثالث إبتدر من منخري دم عبيط.
قال : وكان ميثم يمر في السبخة بنخلة
فيضرب بيده عليها ، ويقول : يا نخلة ما غذيت إلا لي ، وكان يقول لعمرو بن حريث :
إذا جاورتك فأحسن جواري ، فكان عمرو يرى أنه يشتري عنده دارا أو ضيعة له بجنب
ضيعته فكان عمرو يقول : سأفعل ، فأرسل الطاغية عبيد الله بن زياد إلى غريف ميثم
يطلبه منه فأخبره أنه بمكة فقال له : إن لم تأتني به لاقتلنك فأجله أجلا وخرج
العريف إلى القادسية
ـــــــــــــــ
ينتظر
ميثما ، فلما قدم ميثم أخذ بيده فأتى به عبيد الله بن زياد ، فلما أدخله عليه ،
قال له : ميثم ، قال : نعم ، قال : إبرأ من أبي تراب. قال : لا أعرف أبا تراب قال
: إبرأ من علي بن أبي طالب قال : فان لم أفعل؟ قال : إذا والله أقتلك. قال : أما
انه قد كان يقال لي إنك ستقتلني ، وتصلبني على باب عمرو بن حريث ، فإذا كان اليوم
الثالث إبتدر من منخري دم عبيط.
قال : فأمر بصلبه على باب عمرو بن حريث
، فقال للناس : سلوني ، سلوني ـ وهو مصلوب ـ قبل أن أموت ، فوالله لاحدثنكم ببعض
ما يكون من الفتنء فلما سأله الناس وحدثهم أتاه رسول من إبن زياد ـ لعنه الله ـ
فألجمه بلجام من شريط ، فهو أول من ألجم بلجام وهو مصلوب ، ثم أنفذ إليه من وجأ
جوفه حتى مات فكانت هذه من دلائل أمير المؤمنين 7
.
وبإسناد عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر
بن أبي طالب عن أبيه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب 7 ، قال : أوصاني رسول الله 9 ، فقال يا علي : إذا أنا مت فاغسلني من
بئري مرتين بسبع قرب فإذا فرغت من مهادي فضع سمعك على فمي ، ثم اعقل ما أقول لك ،
قال : ففعلت ما أمرني به 9
فحدثني بما هو كائن إلى يوم القيامة .
وبإسناد أن أمير المؤمنين 7 ، كان يقول : ما من رجل من قريش جرت
عليه المواسي إلا وقد نزلت فيه آية أو إثنتان تقوده إلى الجنة ، أو تسوقه إلى نار
، وما من آية نزلت في بر أو بحر أو في سهل أو جبل إلا وقد عرفت حين نزلت ، فيم
انزلت ، ولو ثنيت لي وسادة لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم ، وبين أهل الانجيل
بإنجيلهم ، وبين أهل الزبور بزبورهم ، وبين أهل القرآن بقرآنهم .
____________
خبر
رد الشمس وإن كان من الاخبار المشهورة
روى محمد بن الحسين بن سعيد ، عن أحمد
بن عبد الله ، عن الحسين ابن المختار ، عن أبي بصير عن عبد الواحد ابن المختار
الانصاري ، عن أبي المقدام الثقفي ، قال لي جويرية بن مسهر : قطعنا مع أمير المؤمنين 7 جسر الصراة ، في وقت العصر ، فقال : إن هذه أرض
معذبة لا ينبغي لنبي ولا وصي أن يصلي فيها ، فمن أراد منكم أن يصلي فليصل ، قال :
فتفرق الناس يصلون يمنة ويسرة ، وقلت أنا لاقلدن هذا الرجل ديني ، ولا اصلي حتى
يصلي.
قال : فسرنا وجعلت الشمس تستقل ، قال :
وجعل يدخلني من ذلك أمر عظيم ، حتى وجبت الشمس وقطعت الارض. قال ، فقال يا جويرية
: أذن فقلت تقول لي أذن وقد غابت الشمس؟ قال : فأذنت ، ثم قال لي : أقم فأقمت ،
فلما قلت : قد قامت الصلاة ، رأيت شفتيه تتحركان ، وسمعت كلاما كأنه كلام
العبرانية ، قال : فرجعت الشمس حتى صارت في مثل وقتها في العصر ، فصلى فلما انصرف
هوت إلى مكانها واشتبكت النجوم .
ـــــــــــــــ
وفي
حديث آخر :
عن جويرية بن مسهرا أنه قال : فلما
إنقضت صلاتنا سمعت الشمس وهي تنحط ولها صرير كصرير رحى البزر ، حتى غابت وأنارت
النجوم ، قال : فقلت : أنا أشهد أنك وصي رسول الله 6
، فقال يا جويرية : أما سمعت الله يقول : ( فسبح باسم ربك العظيم
)؟ فقلت بلى ،
فقال : اني سألت ربي باسمه العظيم ، فردها علي .
حدثني أبو محمد ، هارون بن موسى بن أحمد
المعروف بالتلعكبري ، قال : حدثنا أبو الحسن ، محمد بن أحمد بن عبيد الله بن أحمد
بن عيسى بن المنصور ، قال : حدثنا أبو موسى ، عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور ،
قال : حدثني أبو محمد ، الحسن بن علي ، عن أبيه علي بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي
، عن أبيه علي بن موسى ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه
محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن إبيه الحسين بن علي ، : والصلاة ، قال : حدثني قنبر مولى علي
بن أبي طالب 7 ، قال : كنت
مع أمير المؤمنين 7
على شاطئ الفرات ، فنزع قميصه ، ونزل إلى الماء فجاءت موجة ، فأخذت القميص. فخرج
أمير المؤمنين 7
فلم يجد القميص فاغتم لذلك ، فإذا بهاتف يهتف ، يا أبا الحسن انظر عن يمينك وخذ ما
ترى ، فإذا منديل عن يمينه ، وفيه قميص مطوي ، فأخذه ولبسه فسقط من جيبه رقعة فيها
مكتوب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، هدية من الله
العزيز الحكيم إلى علي بن أبي طالب ، هذا قميص هارون بن عمران ، كذلك وأورثناها
قوما آخرين .
ـــــــــــــــ
وبإسناد مرفوع إلى عمرو بن المنهال ، قال : بينا نحن
ذات يوم جلوسا مع أمير المؤمنين 7
في رحبة القصر ، إذ زلزلت الارض فضربها أمير المؤمنين بيده وقال لها : ما لك
فوالله لو كنت هي لانبأتني أخبارك ، وإني الذى تحدثه الارض بأخبارها أو رجل مني .
وبإسناد مرفوع إلى الاصبغ بن نباتة ، قال : جاء رجل إلى
أمير المؤمنين 7
، فقال يا أمير المؤمنين قد زاد الفرات ، والساعة نغرق ، قال : لن تغرقوا ، ثم
جاءه آخر فقال يا أمير المؤمنين : قد فاض الفرات والساعة نغرق ، فقال : لن تغرقوا
، ثم دعا ببغلة رسول الله 9
فركبها وأخذ بيده قضيبا ثم سار حتى إنتهى إلى شاطي الفرات ، فنزل فضرب الفرات ضربة
فنقص خمسة اذرع ، وقال. بعضهم : عشرة أشبار .
فقال الاصبغ سمعت عليا 7 يومئذ يقول : لو ضربت الفرات ضربة
ومشيت ما بقي فيه قطرة.
وبإسناد مرفوع قال ، قال إبن الكواء
لامير المؤمنين : أين كنت حيث ذكر الله تعالى نبيه وأبا بكر فقال : ( ثاني
اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ) ؟
فقال أمير المؤمنين 7
: ويلك يا ابن الكواء كنت على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد طرح علي
ريطته فأقبلت قريش
مع كل رجل منهم هراوة فيها شوكها ، فلم يبصروا رسول الله حيث خرج ، فأقبلوا علي
يضربونني بما في أيديهم حتى تنفط
جسدي وصار مثل البيض ، ثم انطلقوا بي يريدون قتلي ، فقال بعضهم : لا تقتلوه الليلة
ولكن أخروه واطلبوا
ـــــــــــــــ
محمدا ، قال :
فأوثقوني بالحديد وجعلوني في بيت واستوثقوا مني ، ومن الباب بقفل فبينا أنا كذلك
إذ سمعت صوتا من جانب البيت يقول : يا علي فسكن الوجع الذي كنت أجده ، وذهب الورم
الذي كان في جسدي ، ثم سمعت صوتا آخر يقول : يا علي فإذا الحديد الذي في رجلي قد
تقطع ، ثم سمعت صوتا آخر يقول : يا علي ، فإذا الباب قد تساقط ما عليه ، وفتح فقمت
وخرجت ، وقد كانوا جاؤا بعجوز كمهاء
لا تبصر ولا تنام تحرس الباب فخرجت عليها فإذا هي لا تعقل من النوم .
وبإسناد عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبد
الله ، جعفر بن محمد 7
، قال : لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، خاصم أمير المؤمنين 7 بعض الصحابة في حق له ذهب به ، وجرى
بينهما فيه كلام فقال له أمير المؤمنين 7
: بمن ترضى ليكون بيني وبينك حكما؟ قال : إختر. قال : أترضى برسول الله صلى الله
عليه وسلم بيني وبينك؟ قال : وأين رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد دفناه؟ قال
: ألست تعرفه إن رأيته؟ قال : نعم. فانطلق به إلى مسجد قباء فإذا هما برسول الله 9 ، فاختصما إليه فقضى لامير المؤمنين 7 ، فرجع الرجل مصفرا لونه ، فلقى بعض
أصحابه وقال : مالك؟ فأخبره الخبر ، فقال : أما عرفت سحر بني هاشم .
ـــــــــــــــ
ومن
أعلامه 7
عند قتال الخوارج بالنهروان
وبإسناد مرفوع إلى جندب بن عبد الله
البجلي ، قال : دخلني يوم النهروان شك ، فاعتزلت ، وذلك أني رأيت القوم أصحاب
البرانس ، وراياتهم المصاحف حتى هممت أن أتحول إليهم فبينا أنا مقيم متحير إذ أقبل
أمير المؤمنين 7
، حتى جلس إلي ، فبينا نحن كذلك إذ جاء فارس يركض فقال يا أمير المؤمنين : ما
يقعدك وقد عبر القوم؟ قال : أنت رأيتهم؟ قال : نعم. قال : والله ما عبروا ولا
يعبرون أبدا فقلت في نفسي : ألله أكبر كفى بالمرء شاهدا على نفسه ، والله لئن
كانوا عبروا لاقاتلنه قتالا لا ألوى فيه جهدا ، ولئن لم يعبروا لاقاتلن أهل
النهروان قتالا يعلم الله به أني غضبت له. ثم لم ألبث أن جاء فارس آخر يركض ويلمع
بسوطه ، فلما إنتهى إليه قال : يا أمير المؤمنين ، ما جئت حتى عبروا كلهم ، وهذه
نواصي خيلهم قد أقبلت. فقال أمير المؤمنين 7
: صدق الله ورسوله ، وكذبت ما عبروا ولن يعبروا ، ثم نادى في الخيل فركبوا وركب
أصحابه وسار نحوهم. وسرت ويدي على قائم سيفي ، وأنا أقول : أول ما أرى فارسا قد
طلع منهم أعلو عليا بالسيف للذي دخلني من الغيظ عليه.
فلما انتهى إلى النهر إذا القوم كلهم
وراء النهر لم يعبر منهم أحد ، فالتفت إلي ثم وضع يده على صدري ، ثم قال : يا جندب
أشككت؟ كيف رأيت؟ قلت يا أمير المؤمنين : أعوذ بالله من الشك ، وأعوذ بالله من سخط
الله ، وسخط رسوله ، وسخط أمير المؤمنين ، قال : يا جندب ما أعمل إلا بعلم الله
وعلم رسوله ، فأصابت
جندبا يومئذ إثنتا
عشرة ضربة مما ضربه الخوارج .
وفي
حديث آخر قال :
لما قتل أمير المؤمنين 7 أهل النهروان قال لاصحابه : اطلبوا إلي
رجلا مخدج اليد ، وعلى جانب يده الصحيحة ثدي كثدي المرأة إذا مد إمتد ، وإذا ترك
تقلص ، عليه شعرات صهب ، وهو صاحب رايتهم يوم القيامة ، يوردهم النار وبئس الورد
المورود ، فطلبوه فلم يجدوه فقالوا : لم نجده. فقال : والذي فلق الحبة ، وبرأ
النسمة ، ونصب الكعبة ، ما كذبت ولا كذبت ، وأني لعلى بينة من ربي ، قال : فلما لم
يجدوه. قام والعرق ينحدر عن جبهته ، حتى أتى وهدة من الارض فيها نحو من ثلاثين
قتيلا ، فقال : ارفعوا إلي هؤلاء فجعلنا نرفعهم حتى رأينا الرجل الذي هذه صفته
تحتهم ، فاستخرجناه ، فوضع أمير المؤمنين رجله على ثديه الذي هو كثدي المرأة ثم
عركه بالارض ثم أخذه بيده وأخذ بيده الاخرى يد الرجل الصحيحة ، ومدها حتى استويا ،
ثم التفت إلى رجل جاء إليه وهو شاك فقال : وهذه لك آية. ثم قال : إن الجانب الآخر
الذي ليس فيه يد ليس فيه ثدي فشقوا عنه جانب قميصه ، فإذا له مكان اليد شئ مثل غلظ
الابهام وإذا ليس في ذلك الجانب ثدي ، فقال للرجل الشاك : وهذه لك آية اخرى .
وبإسناده
عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر 8
، قال : لما قدم عبد الله بن عامر بن كريز
المدينة لقى طلحة والزبير ، فقال لهما بايعتما علي بن أبي طالب 7؟ فقال : أما والله لا يزال ينتظر بها
الحبالى من بني هاشم ، ومتى تصير اليكما ، أما والله على ذلك ما جئت حتى ضربت على
ـــــــــــــــ
أيدي أربعة
آلاف من أهل البصرة كلهم يطلبون بدم عثمان فدونكما فاستقيلا أمركما.
فأتيا عليا 7 فقالا له إئذن لنا في العمرة ، فقال :
والله إنكما تريدان العمرة وما تريدان نكثا ولا فراقا لامتكما وعليكما بذلك أشد ما
أخذ الله على النبيين من ميثاق؟ قالا : نعم. قال : انطلقا فقد أذنت لكما ، قال :
فمشيا ساعة ، ثم قال : ردوهما فأخذ عليهما مثل ذلك ، ثم قال : إنطلقا فاني قد أذنت
لكما ، فانطلقا حتى أتيا الباب ، فقال : ردوهما الثالثة ، ثم قال : والله إنكما
تريدان العمرة وما تريدان نكث بيعتكما ، ولا فراق امتكما ، وعليكما بذلك أشد ما
أخذ الله على النبيين من ميثاق ، والله عليكما لذلك راع كفيل ، قالا : اللهم نعم
قال : أللهم اشهد ، اذهبا وانطلقا ، والله لا أراكما إلا في فئة تقاتلني .
وعنه 7
، قال خطب أمير المومنين 7
: فقال : سلوني قبل أن تفقدوني فو الله لا تسألونني عن فتنة يضل فيها مائة ويهتدي
فيها مائة إلا أخبرتكم بسائقها وناعقها إلى يوم القيامة حتى فرغ من خطبته .
قال : فوثب إليه بعض الحاضرين فقال : يا
أمير المؤمنين أخبرني كم شعرة في لحيتي؟ فقال : أما أنه قد أعلمني خليلي رسول الله
9 إنك تسألني
عن هذا ، فوالله ما في رأسك شعرة إلا وتحتها ملك يلعنك ولا في جسدك شعرة إلا وفيها
شيطان يهزك ، وإن في بيتك لسخلا يقتل الحسين ابن رسول الله ، قال أبو جعفر 7 : وعمر بن سعد لعنه الله يومئذ يحبو .
ـــــــــــــــ
ومن
دلائله 7
عند موته
وبإسناد مرفوع إلى الحسن بن أبي الحسن
البصري قال : سهر علي 7
في الليلة التي ضرب في صبيحتها ، فقال : أني مقتول لو قد أصبحت فجاء مؤذنه بالصلاة
فمشى قليلا فقالت إبنته زينب يا أمير المؤمنين مر جعدة يصلي بالناس فقال : لا مفر من الاجل ثم
خرج .
وفي حديث آخر قال :
جعل 7
يعاود مضجعه فلا ينام ، ثم يعاود النظر في السماء ، ويقول : والله ما كذبت ولا
كذبت ، وإنها لليلة التي وعدت. فلما طلع الفجر شد إزاره وهو يقول :
اشدد حيازيمك للموت
|
|
فإن الموت لاقيكا
|
ولا تجزع من الموت
|
|
وإن حل بواديكا
|
وخرج 7.
فلما ضربه ابن ملجم ـ لعنه الله ـ قال : فزت ورب الكعبة ... وكان من أمره ما كان
صلوات الله عليه .
ـــــــــــــــ
وروى
عن جعفر بن محمد 7
، انه لما غسل أمير المؤمنين 7
، نودوا من جانب البيت إن أخذتم مقدم السرير كفيتم مؤخره ، وإن أخذتم مؤخره كفيتم
مقدمه. وأشار 7
إلى أن الملائكة قالت ذلك .
وأنا الآن مورد بمشية الله ، بعد ذكر
الدلائل والاعلام ، خواص أخباره 7
، وفصولا من كلامه ، ومواعظه ، وحكمه ، ويسيرا من قضاياه العجيبة ، وأجوبته عن
المسائل الغريبة على الشرط في الاختصار والاقتصار غير ذاكر شيئا من خطبه الطوال ،
وكتبه إلى ولاة الاعمال ، ولا شرح سيرته في خلافته ، وذكر الاحداث والحروب في أيامه
، وفضائله التي إشترك الناس في روايتها وهي أظهر من إن يشار إليها ، لان جميع ذلك
قائم بذاته ، ومشهور في مواضعه.
حدثني هارون بن موسى ، قال : حدثني محمد
بن يعقوب ، عن الحسين بن محمد بن يحيى ، عن الوليد بن أبان ، عن محمد بن عبد الله
بن مسكان عن أبيه ، قال : قال أبو عبد الله 7
، إن فاطمة بنت أسد جاءت إلى أبي طالب 7
تبشره بمولد النبي 9
، فقال لها أبو طالب : إصبري سبتا إنك بمثله إلا النبوة .
قال : والسبت ثلاثون سنة ، وكان بين
مولد النبي ، وأمير المؤمنين 8
ثلاثون سنة.
حدثني هارون بن موسى ، قال : حدثني محمد
بن يعقوب ، عن علي بن محمد بن عبد الله ، عن السياري عن محمد بن جمهور عن بعض
أصحابنا عن أبي عبد الله 7
قال : إن فاطمة بنت أسد 3
ـ ام أمير المؤمنين 7
كانت أول إمراة هاجرت إلى رسول الله ـ صلى الله عليه ـ من مكة
ـــــــــــــــ
إلى المدينة
على قدميها ، وكانت من أبر الناس عند رسول الله 9
فسمعت رسول الله 9
يقول : ان الناس يحشرون يوم القيامة عراة كما ولدوا ، فقالت : واسوأتاه. فقال لها
رسول الله 9 فأني أسأل الله
أن يبعثك كاسية.
وسمعته يذكر ضغطة القبر ، فقالت :
واضعفاه ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه : فإني أسأل الله أن يكفيك ذلك.
وقالت لرسول الله ، صلى الله عليه ،
يوما : إني أريد أن أعتق جاريتي هذه فقال لها : إن فعلت أعتق الله بكل عضو منها
عضوا منك من النار ، فلما مرضت أوصت إلى رسول الله 9
، وأعتقت الجارية المقدم ذكرها.
واعتقل لسانها فجعلت تومى إلى رسول الله
7 إيماء فقبل 7 وصيتها. فبينا هو ـ صلى الله عليه ـ
ذات يوم قاعدا إذ أتاه أمير المؤمنين 7
وهو يبكي فقال له رسول الله 9
: ما يبكيك؟ قال إن امي فاطمة قد قضت فقال رسول الله 9
وأمي والله. وقام 9
مسرعا ، حتى دخل فنظر إليها ، وبكى ، ثم أمر النساء أن يغسلنها. وقال 7 : إذا فرغتن فلا تحدثن شيئا حتى
تعلمنني ، فلما فرغن أعلمنه ذلك فأعطاهن أحد قميصيه ، وهو الذي يلى جسده وأمرهن أن
يكفنها فيه ، وقال للمسلمين : إذا رأيتموني قد فعلت شيئا لم أفعله قبل ذلك
فاسألوني لم فعلته؟ فلما فرغن من تغسيلها ، وتكفينها دخل 9 فحمل جنازتها حتى أوردها قبرها ثم
وضعها ، ودخل القبر فاضطجع فيه ، ثم قام فأخذها على يديه حتى وضعها في القبر ثم
انكب عليها طويلا يناجيها ، ويقول لها إبنك إبنك. ثم خرج وسوى عليها التراب ، ثم
انكب على قبرها فسمعوه يقول : لا اله الا الله اللهم اني أستودعها إياك ، ثم
إنصرف.
فقال المسلمون يارسول الله إنا رأيناك
فعلت أشياء لم تفعلها قبل اليوم ، فقال : اليوم فقدت أبا طالب ، إن كانت ليكون
عندها الشيء فتؤثرني به على
نفسها ، وولدها ،
وإني ذكرت القيامة وأن الناس يحشرون عراة ، فقالت : واسوأتاه فضمنت لها أن يبعثها
الله كاسية ، وذكرت ضغطة القبر ، فقالت : واضعفاه فضمنت لها أن يكفيها الله ذلك ،
فكفنتها بقميصي ، واضطجعت في قبرها لذلك ، وانكببت عليها فلقنتها ما تسأل عنه ،
فانها سئلت عن ربها فقالت : وسئلت عن رسولها فأجابت ، وسئلت عن وليها وإمامها
فأرتج عليها فقلت لها : إبنك إبنك .
وروي أن رسول الله 9 لما أجمع على المضي إلى تبوك ناجى أمير
المؤمنين 7 فأطال فقال
أبو بكر لعمر : لقد أطال مناجاته لابن عمه ، فقال النبي 6 ما أنا ناجيته ، ولكن الله ناجاه ، وفي
ذلك يقول حسان :
ويوم الثنية عند الوداع
|
|
وأجمع نحو تبوك المضيا
|
تنحى يودعه خاليا
|
|
وقد وقف المسلمون المطيا
|
فقالوا يناجيه دون الانام
|
|
بل الله أدناه منه نجيا
|
علي فم أحمد يوحى إليه
|
|
كلاما بليغا ووحيا خفيا
|
ـــــــــــــــ
في
تسميته 7
بأمير المؤمنين في حياة رسول الله 9
وبإسناد مرفوع إلى جندب ، عن أمير
المؤمنين ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ قال : دخلت على رسول الله 6 وعنده أناس قبل أن تحتجب النساء فأشار
بيده أن اجلس بيني ، وبين عائشة ، فقالت : تنح كذا ، فقال رسول الله 6 : ماذا تريدين من أمير المؤمنين عليه
الصلاة والسلام .
وبإسناد مرفوع إلى بريدة الاسلمي أن رسول
الله 6 أمر أصحابه
أن يسلموا على علي عليه الصلاة والسلام بإمرة المؤمنين ، فقال عمر بن الخطاب :
يارسول الله أمن الله أم من رسول الله؟ فقال 9
: بل من الله ومن رسوله .
ـــــــــــــــ
في
ذكره أسماء آبائه 7
التي لا يكاد يعرفها أكثر الناس
روي أن أمير المؤمنين 7 ، خطب الناس ، فقال : أيها الناس من
عرف نسبي وإلا فأنا أعرفة نسبي ، فقام إليه إبن الكواء ، فقال : أنت علي بن أبي
طالب بن عبد المطلب بن هاشم ، حتى بلغ إلى قصي بن كلاب قال : أو تعرف لي نسبا غير
هذا؟ فقال : لا ، فقال : إن أبي سماني زيدا باسم قصي فأنا زيد بن عبد مناف بن عامر
بن عمرو بن المغيرة بن زيد بن كلاب ، وإسم أبي طالب عبد مناف وإسم عبد المطلب عامر
، قال الشاعر فيه :
قامت تبكيه على قبره
|
|
من لي من بعدك يا عامر
|
تركتني في الدار ذا غربة
|
|
قد ذل من ليس له ناصر
|
وإسم هاشم عمرو ، وفيه يقول الشاعر :
عمرو العلى هشم الثريد لقومه
|
|
ورجال مكة مسنتون عجاف
|
وإسم عبد مناف المغيرة ، قال الشاعر فيه
وفي إخوانه :
إن المغيرات وأبناءهم
|
|
من غير أحياء وأموات
|
يعني عبد مناف واخوته وسماهم كلهم
المغيرات لان فيهم المغيرة ، ومثل هذا كثير في كلام العرب. وإسم قصى زيد قال
الشاعر
:
ـــــــــــــــ
قصي أبوكم كان يدعى مجمعا
|
|
به جمع الله القبائل من فهر
|
وأنتم بنو زيد وزيد أبوكم
|
|
به زيدت البطحاء فخرا على فخر
|
ـــــــــــــــ
قطعة
من الاخبار المروية في إيجاب ولاء
أمير
المؤمنين 7
والصلاة ، وشيء من أخبار زهده في الدنيا وما
يجرى
هذا المجرى من خواص أخباره 7
ما يروى بإسناد عن سهل بن كهيل عن أبيه
في قول الله عزوجل : ( ووصينا الانسان
بوالديه إحسانا ) قال : أحد الوالدين علي بن أبي طالب 7 .
وقال أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق 8 ، قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه :
لتعطفن علينا الدنيا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها ثم قرأ : ( ونريد أن
نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في
الارض )
الآية .
ذكروا ان ضرار بن ضمرة الضبابي دخل على معاوية بن أبي سفيان وهو
ـــــــــــــــ
بالموسم ، فقال له :
صف عليا قال : أو تعفني؟ قال : لابد أن تصفه لي ، قال : كان والله أمير المؤمنين 7 طويل المدى ، شديد القوى ، كثير الفكرة
، غزير العبرة ، يقول فصلا ، ويحكم عدلا ، يتفجر العلم من جوانبه ، وتنطلق الحكمة
من نواحيه ، يستوحش من الدنيا وزهرتها ، ويأنس بالليل ووحشته ، وكان فينا كأحدنا
يجيبنا إذا دعوناه ويعطينا إذا سألناه ، ونحن والله مع قربه لا نكلمه لهيبته ،
ولاندنو منه تعظيما له ، فإن تبسم فعن غير أشر ولا اختيال ، وإن نطق فعن الحكمة
وفصل الخطاب ، يعظم أهل الدين ويحب المساكين ، ولا يطمع الغني في باطله ، ولا يوئس
الضعيف من حقه ، فأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه ، وقد أرخى الليل سدوله وهو قائم
في محرابه قابض على لحيته ، يتململ تملل السليم ، ويبكي بكاء الحزين ، ويقول :
يادنيا ، يادنيا ، إليك عني أبي تعرضت؟
أم لي تشوقت؟ لا حان حينك ، هيهات ، غري غيري ، لا حاجة لي فيك ، قد طلقتك ثلاثا
لا رجعة فيها ، فعيشك قصير ، وخطرك يسير ، وأملك حقير ، آه من قلة الزاد وطول
المجاز ، وبعد السفر وعظيم المورد.
قال : فوكفت دموع معاوية ما يملكها ،
وهو يقول : هكذا كان علي 7
، فكيف حزنك عليه يا ضرار؟ قال : حزني عليه والله حزن من ذبح واحدها في حجرها فلا
ترقأ دمعتها ولا تسكن حرارتها .
وبإسناد مرفوع إلى عبد الله بن العباس ; قال : نزلت هذه الآية في أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب 7
: ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم
الرحمن ودا )
قال : محبة
في قلوب المؤمنين .
ـــــــــــــــ
حدثني هارون
بن موسى ، قال : حدثني أحمد بن محمد بن عمار العجلي الكوفي ، قال : حدثني عيسى
الضرير عن أبي الحسن عن أبيه ، قال ، قال رسول الله 9
: حين دفع الوصية إلى علي ، يا علي أعد لهذا جوابا غدا بين يدي ذي العرش ، فإني
محاجك يوم القيامة بكتاب الله ، حلاله وحرامه ومحكمه ومتشابهه على ما أنزل الله ،
وعلى تبليغه من أمرتك بتبليغه ، وعلى فرائض الله كما أنزلت وعلى أحكامه كلها من الامر
بالمعروف والنهي عن المنكر ، والتحاض عليه وإحيائه مع إقامة حدود الله كلها ،
وطاعته في الامور بأسرها ، وإقام الصلاة لاوقاتها ، وإيتاء الزكاة أهلها ، والحج
إلى بيت الله ، والجهاد في سبيله ، فما أنت صانع يا علي؟ قال : فقلت بأبي وأمي إني
أرجو بكرامة الله تعالى ، ومنزلتك عنده ونعمته عليك ، أن يعينني ربي عزوجل ،
ويثبتني فلا ألقاك بين يدي الله مقصرا ولا متوانيا ولا مفرطا ولا أمعر ، وجهك
وقاؤه وجهي ووجوه آبائي وأمهاتي.
بل تجدني بأبي وامي مشمرا لوصيتك إن شاء
الله ، وعلى طريقك ما دمت حيا حتى أقدم عليك ، ثم الاول فالاول من ولدي غير مقصرين
ولا مفرطين ، ثم أغمي عليه صلوات الله عليه وآله ، قال : فانكببت على صدره ووجهه ،
وأنا أقول واوحشتاه بعدك بأبي أنت وأمي ووحشة إبنتك وإبنيك ، واطول غماه بعدك يا
حبيبي ، إنقطعت عن منزلي أخبار السماء ، وفقدت بعدك جبرئيل فلا أحس به ، ثم أفاق 9.
حدثني هارون بن موسى ، قال : حدثني أحمد
بن محمد بن عمار ، قال : حدثني أبو موسى الضرير البجلي ، عن أبي الحسن 7 ، قال : سألت أبي فقلت له ما كان بعد
إفاقته صلى الله عليه؟ قال : دخل عليه النساء يبكين ، وارتفعت الاصوات وضج الناس
بالباب المهاجرون والانصار.
قال علي 7
: فبينا أنا كذلك إذ نودي أين علي؟ فأقبلت حتى دخلت إليه ، فانكببت عليه ، فقال لي
: يا أخي فهمك الله وسددك ، ووفقك
وارشدك
، واعانك وغفر ذنبك ، ورفع ذكرك ، ثم قال : يا أخي إن القوم سيشغلهم عني ما يريدون
من عرض الدنيا ، وهم عليه قادرون ، فلا يشغلك عني ما شغلهم ، فإنما مثلك في الامة
مثل الكعبة نصبها الله علما ، وإنما تؤتى من كل فج عميق ، وناد سحيق ، وإنما أنت
العلم علم الهدى ، ونور الدين ، وهو نور الله ، يا أخي والذي بعثني بالحق لقد قدمت
إليهم بالوعيد ، ولقد اخبرت رجلا رجلا بما افترض الله عليهم من حقك ، وألزمهم من
طاعتك فكل أجاب إليك وسلم الامر إليك ، وإني لاعرف خلاف قولهم.
فإذا قبضت ، وفرغت من جميع ما وصيتك به
، وغيبتني في قبري فالزم بيتك ، واجمع القرآن على تأليفه ، والفرائض والاحكام على
تنزيله ، ثم امض ذلك على عزائمه وعلى ما أمرتك به ، وعليك بالصبر على ما ينزل بك
منهم حتى تقدم علي.
قال عيسى : فسألته وقلت : جعلت فداك قد
أكثر الناس قولهم في أن النبي 7
، أمر أبا بكر بالصلاة ثم أمر عمر ، فأطرق عني طويلا ، ثم قال : ليس كما ذكر الناس
ولكنك يا عيسى كثير البحث عن الامور لا ترضى إلا بكشفها ، فقلت : بأبي أنت وامي ،
من أسأل عما أنتفع به في ديني ، وتهتدي به نفسي مخافة أن أضل غيرك؟ وهل أجد أحدا
يكشف لي المشكلات مثلك؟ فقال : إن النبي 9
لما ثقل في مرضه دعا عليا 7
، فوضع رأسه في حجره واغمي عليه ، وحضرت الصلاة فأذن بها فخرجت عائشة فقالت : يا
عمر اخرج فصل بالناس ، فقال لها : أبوك أولى بها مني ، فقالت : صدقت ، ولكنه رجل
لين ، وأكره أن يواثبه القوم ، فصل أنت ، فقال لها : بل يصلي هو ، وأنا أكفيه إن
وثب واثب ، أو تحرك متحرك ، مع أن رسول الله مغمى عليه ، ولا أراه يفيق منها ،
والرجل مشغول به ، لا يقدر أن يفارقه ـ يعني عليا 7
ـ فبادروا بالصلاة قبل أن يفيق فإنه إن أفاق خفت أن يأمر عليا بالصلاة ، وقد سمعت
مناجاته له منذ الليلة ، وفي آخر كلامه يقول لعلي 7
: الصلاة ، الصلاة.
قال :
فخرج أبو بكر يصلي بالناس ، فظنوا أنه بأمر رسول الله 9 ، فلم يكبر حتى أفاق رسول الله 6 ، فقال : أدعو لي عمي ـ يعني العباس ،
رضي الله عنه ـ فدعى له فحمله وعلي 7
، حتى أخرجاه فصلى بالناس وإنه لقاعد ، ثم حمل فوضع على المنبر بعد ذلك فاجتمع
لذلك جميع أهل المدينة من المهاجرين والانصار حتى برزت العواتق من خدورها ، فبين
باك وصائح ، ومسترجع ، وواجم ، والنبي 7
يخطب ساعة ، ويسكت ساعة ، فكان فيما ذكر من خطبته أن قال :
يا معشر
المهاجرين والانصار ، ومن حضر في يومي هذا ، وفي ساعتي هذه من الانس والجن ليبلغ
شاهدكم غائبكم ، ألا إني قد خلفت فيكم كتاب الله فيه النور والهدى ، والبيان لما
فرض الله تبارك وتعالى من شيء حجة الله عليكم وحجتي وحجة وليي. وخلفت فيكم العلم
الاكبر ، علم الدين ، ونور الهدى ، وضياءه وهو علي بن أبي طالب ، ألا وهو حبل الله
( فاعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ،
واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته إخوانا
وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون ) .
أيها الناس هذا علي من أحبه وتولاه
اليوم ، وبعد اليوم ، فقد أوفى بما عاهد عليه الله ، ومن عاداه وأبغضه اليوم ،
وبعد اليوم جاء يوم القيامة أصم وأعمى ، لا حجة له عند الله.
أيها الناس لا تأتوني غدا بالدنيا
تزفونها زفا ، ويأتي أهل بيتي شعثا غبرا مقهورين مظلومين تسيل دماؤهم ، إياكم
واتباع الضلالة والشورى للجهالة ، ألا وإن هذا الامر له أصحاب قد سماهم الله عزوجل
لي وعرفنيهم وأبلغتكم ما أرسلت به اليكم ولكني أراكم قوما تجهلون .
____________
لا ترجعوا
بعدي كفارا مرتدين تتاولون الكتاب على غير معرفة ، وتبتدعون السنة بالاهواء ، وكل
سنة وحديث وكلام خالف القرآن فهو زور وباطل.
القرآن إمام هاد ، وله قائد يهدى به ،
ويدعو إليه ، بالحكمة والموعظة الحسنة ، وهو علي بن أبي طالب ، وهو ولي الامر بعدي
، ووارث علمي ، وحكمتي ، وسري ، وعلانيتي ، وما ورثه النبيون قبلي ، وأنا وارث
ومورث فلا تكذبنكم أنفسكم.
أيها الناس الله الله في أهل بيتي ،
وأنهم أركان الدين ، ومصابيح الظلام ، ومعادن العلم.
علي أخي ، ووزيري ، وأميني والقائم من
بعدي بأمر الله ، والموفي بذمتي ، ومحيي سنتي ، وهو أول الناس إيمانا بي ، وآخرهم
بي عهدا عند الموت ، وأولهم لقاء إلي يوم القيامة ، فليبلغ شاهدكم غائبكم.
أيها الناس من كانت له تبعة فها أناذا ،
ومن كانت له عدة أو دين فليأت علي بن أبي طالب ، فأنه ضامن له كله حتى لا يبقى
لاحد قبلي تبعة .
* * *
وحكي أن معاوية بن أبي سفيان سأل عبد
الله بن العباس رحمة الله عليه ، عن أمير المؤمنين علي 7 فقال إبن عباس : هيهات ، عقم النساء أن
يأتين بمثله ، والله ما رأيت رئيسا مجربا يوزن به ، ولقد رأيته في بعض أيام صفين ،
وعلى رأسه عمامة بيضاء تبرق وقد أرخى طرفيها على صدره وظهره ، وكانّما عيناه سراجا
كسليط ، وهو يقف على كتيبة كتيبة حتى انتهى إلي وأنا في كنف من القوم وهو يقول :
معاشر المسلمين إستشعروا الخشية ،
وتجلببوا بالسكينة ، وعضوا على النواجذ
فإنه أنبى للسيوف عن الهام
واكملوا اللامة
وقلقلوا السيوف في أغمادها
____________
قبل
سلها ، والحضوا لخزر
واطعنوا لشزر
ونافحوا بالظبا
وصلوا السيوف بالخطى ، واعلموا أنكم بعين الله ، ومع ابن عم رسول الله 9 ، فعاودوا الكرة ، واستحيوا من الفر ،
فانه عار من الاعقاب ، ونار يوم الحساب ، وطيبوا عن أنفسكم نفسا ، وامشوا إلى
الموت مشيا سجحا
، وعليكم بهذا السواد الاعظم ، والرواق المطنب ، فاضربوا ثبجه فان الشيطان كامن في كسره ، قد قدم
للوثبة يدا ، وأخر للنكوص رجلا ، فصمدا صمدا حتى ينجلي لكم عمود الحق ، وأنتم
الاعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم
وأنشأ يقول :
إذا المشكلات تصدين لي
|
|
كشفت غوامضها بالنظر
|
وإن برقت في مخيل الظنون
|
|
عمياء لا تجتليها الفكر
|
مقنعة بغيوب الامور
|
|
وضعت عليها حسام العبر
|
معي اصمع كظبى المرهفات
|
|
افري به عن بنات الستر
|
لسان كشقشقة الارحبي
|
|
أو كالحسام اليماني الذكر
|
ولكنني مدره الاصغرين
|
|
أقيس بما قد مضى ما غبر
|
ولست بامعة في الرجال اسا
|
|
ئل هذا وذا ما الخبر
|
( الاصغران القلب واللسان ) ثم غاب عني 7 ، ثم رأيته قد أقبل وسيفه ينطف دما وهو
يقرأ : ( قاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم
ينتهون )
.
وباسناد مرفوع إلى الاعمش عن عطية قال :
لما خرج عمر بن الخطاب
____________
إلى الشام وكان
العباس بن عبد المطلب معه يسايره ، فكان من يستقبله ينزل فيبدأ بالعباس فيسلم عليه
يقدر الناس إنه هو الخليفة لجماله وبهائه ، وهيبته ، فقال عمر : لعلك تقدر إنك أحق
بهذا الامر مني؟ فقال له العباس بن عبد المطلب : أحق به مني ومنك من خلفناه
بالمدينة ، فقال عمر : ومن ذاك؟ قال : من ضربنا بسيفه حتى قادنا إلى الاسلام (
يعني أمير المؤمنين عليا 7
) .
حدثني أبو محمد هارون بن موسى ، قال :
حدثني أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن عيسى بن المنصور ، قال :
حدثني أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور ، قال : حدثني الحسن بن علي بن
محمد ابن علي بن موسى بن جعفر :
، قال : حدثني أبي علي قال : حدثني أبي محمد قال : حدثني أبي علي ، قال : حدثني
أبي موسى ، قال : حدثني أبي جعفر ، قال : حدثني أبي محمد ، قال : حدثني أبي علي ،
قال : حدثني أبي الحسين بن علي ، عن أبيه أمير المؤمنين : ، والصلاة ، قال ، قال رسول الله 9 : يا علي مثلكم في الناس مثل سفينة نوح
، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ، فمن أحبكم يا علي نجا ، ومن أبغضكم ورفض
محبتكم هوى في النار.
ومثلكم يا علي مثل بيت الله الحرام ، من
دخله كان آمنا فمن أحبكم ووالاكم كان آمنا من عذاب النار ، ومن أبغضكم ألقي في
النار يا علي ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا
) ومن كان له عذر فله عذره ، ومن كان
فقيرا فله عذره ، ومن كان مريضا فله عذره ، وان الله لا يعذر غنيا ، ولا فقيرا ،
ولا مريضا ، ولا صحيحا ، ولا أعمى ، ولا بصيرا في تفريطه في موالاتكم ومحبتكم .
ـــــــــــــــ
وبهذا الاسناد
عن أبي محمد مرفوعا إلى الحسن بن علي 8
، قال : حدثني أمير المؤمنين 7
، قال : دعاني رسول الله 9
، ودعا الناس في مرضه ، فقال : من يقضي عني ديني وعداتي ويخلفني في أهلي وامتي من
بعدي؟ فكف الناس عنه ، وانتدبت له ، فضمنت ذلك ، فدعا لي بناقته العضباء ، وبفرسه
المرتجز ، وببغلته ، وحماره ، وسيفه ، وذي الفقار ، وبدرعه ذات الفضول ، وجميع ما
كان يحتاج إليه في الحرب ، ففقد عصابة كان يشد بها بطنه في الحرب ، فأمرهم أن
يطلبوها ودفع ذلك إلي ثم قال : يا علي اقبضه في حياتي لئلا ينازعك فيه أحد بعدي ،
ثم أمرني فحولته إلى منزلي .
وذكر ان بعض عمال أمير المؤمنين 7 أنفذ إليه في عرض ما أنفذ من حياته مال
الفيء قطفا غلاظا ، وكان 7
يفرق كل شيء يحمل إليه من مال الفيء لوقته ولا يؤخره ، وكانت هذه القطف قد جائته
مساء ، فأمر بعدها ووضعها في الرحبة ليفرقها من الغد ، فلما أصبح عدها فنقصت واحدة
فسأل عنها فقيل له : أن الحسن بن علي 8
، إستعارها في ليلته على أن يردها اليوم ، فهرول 7
مغضبا إلى منزل الحسن بن علي 8
وهو يهمهم وكان من عادته أن يستأذن على منزله إذا جاء.
فهجم بغير إذن فوجد القطيفة في منزله
فأخذ بطرفها يجرها وهو يقول : النار يا أبا محمد ، النار النار يا أبا محمد ،
النار حتى خرج بها .
وذكروا أن بعض العمال أيضا حمل إليه في
جملة الجباية ، حبات من اللؤلؤ فسلمها إلى بلال وهو خازنه على بيت المال ، إلى أن
ينضاف إليها غيرها ،
ـــــــــــــــ
ويفرقها
فدخل يوما إلى منزله فوجد في أذن إحدى بناته الاصاغر حبة من تلك الحبات ، فلما
رآها إتهمها بالسرقة فقبض على يدها ، وقال : والله لئن وجب عليك حد لاقيمن فيك ،
فقالت يا أمير المؤمنين. إن بلالا أعارنيها ليفرحني بها إلى أن تفرق مع أخواتها ،
فجذبها إلى بلال جذبا عنيفا وهو مغضب ، فسأله عن صدق قولها فقال : هو كما ذكرت يا
أمير المؤمنين ، فقال : والله لا وليت لي عمار أبدا وخلى يد الجارية. والصحيح ، أن
صاحب هذه القصة ، كان إبن أبي رافع وهو الذي كان على بيت ماله . وقال 7
يوما على منبر الكوفة : من يشتري مني سيفي هذا ، ولو ان لي قوت ليلة ما بعته ،
وغلة صدقته تشتمل حينئذ على أربعين ألف دينار في كل سنة . وأعطته 7
الخادم في بعض الليالي قطيفة فانكر دفأها ، فقال : ما هذه؟ فقال الخادم : هذه من
قطف الصدقة فألقاها ، قال 7
: اصردتمونا بقية ليلتنا .
وقال 7 في يوم وهو
يخطب : معاشر الناس إني تقلدت أمركم هذا ، فوالله ما حليت منه بقليل ولا كثير ،
إلا قارورة من دهن طيب أهداها إلي دهقان من بعض النواحي . قال : ودهقان بالضم فاستفيدت منه 7. ولما قبض 7 خطب الناس الحسن بن علي 8 فقال :
ـــــــــــــــ
لقد فارقكم أمس رجل
ما سبقه الاولون ، ولا يدركه الآخرون في حلم ولا علم ، وما ترك من صفراء ولا بيضاء
، ولا دينارا ، ولا درهما ، ولا عبدا ، ولا أمة ، الا سبعمائة درهم فضلت من عطائه
أراد أن يبتاع بها خادما لاهله ، وكان رسول الله 6
يعطيه الراية فلا يرجع حتى يفتح الله عليه .
وروي عن مولى لبني الاشتر النخعي قال :
رأيت أمير المؤمنين عليا 7
، وأنا غلام وقد أتى السوق بالكوفة فقال : لبعض باعة الثياب أتعرفني؟ قال : نعم
أنت أمير المؤمنين ، فتجاوزه وسأل آخر فأجاب بمثل ذلك إلى أن سأل واحدا فقال : ما
أعرفك فاشترى منه قميصا فلبسه ثم قال : ( الحمد لله الذي كسا علي بن أبي طالب ) ،
وإنما ابتاع 7 ممن لا
يعرفه خوفا من المحاباة في إرخاص ما ابتاعه .
ـــــــــــــــ
المنتخب
من قضاياه 7
، وجوابات المسائل التي سئل عنها
بإسناد
مرفوع إلى أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق 8
، أن ثورا قتل حمارا ، على عهد النبي 6
فرفع ذلك إليه وهو في اناس من أصحابه فيهم أبو بكر ، وعمر ، فقال يا أبا بكر ، إقض
بينهم. فقال : يا رسول الله بهيمة قتلت بهيمة ، ما عليها شئ. فقال : يا عمر ، إقض
بينهم. فقال : مثل قول أبي بكر. فقال : يا علي إقض بينهم. فقال : نعم يارسول الله
، إن كان الثور دخل على الحمار في مستراحه ضمن أصحاب الثور ، وإن كان الحمار دخل
على الثور في مستراحه فلا ضمان عليهم .
قال : فرفع رسول الله 9 يده إلى السماء وقال : الحمد لله الذي
جعل مني من يقضي بقضاء النبيينى .
وعنه 7
قال : قضى أمير المؤمنين 7
بقضية ما قضى بها أحد كان قبله ، وكانت أول قضية قضى بها بعد رسول الله 6 ، وذلك أنه لما قبض رسول الله 6 ، وأفضى الامر إلى أبي بكر ، أتى برجل
قد شرب الخمر ، فقال له أبو بكر : أشربت الخمر؟ قال : نعم قال ولم شربتها؟ وهي
محرمة ، قال : اني أسلمت ، ومنزلي بين ظهراني قوم
ـــــــــــــــ
يشربون
الخمر ويستحلونها ، ولم أعلم أنها حرام ، فأجتنبها. قال : فالتفت أبو بكر إلى عمر
فقال : ما تقول يا أبا حفص في أمر هذا الرجل؟ فقال : معضلة وأبو حسن لها. فقال أبو
بكر : يا غلام ادع عليا ، فقال عمر : بل يؤتى الحكم في بيته ، فأتوه وعنده سلمان ،
فأخبروه بقصة الرجل واقتص عليه الرجل قصته ، فقال علي 7 : لابي بكر : ابعث معه من يدور به على
مجالس المهاجرين والانصار ، فمن كان تلا عليه آية التحريم فليشهد عليه ، وإن لم
يكن أحد تلا عليه آية التحريم فلا شئ عليه.
قال : ففعل أبو بكر بالرجل ما قاله 7 ، فلم يشهد عليه أحد فخلى سبيله ، فقال
سلمان لعلي 7 : لقد
أرشدتهم ، فقال 7
: إنما أردت أن أجدد تأكيد هذه الآية في وفيهم : ( افمن يهدى إلى الحق
احق أن يتبع ام من لا يهدي إلا ان يهدى فمالكم كيف تحكمون ) .
أبو أيوب المدني ، عن محمد بن أبي عمير
، عن عمر بن يزيد ، عن أبي المعلى ، عن أبي عبد الله 7
، قال : أتى عمر بإمراة قد تعلقت برجل من الانصار ، وكانت تهواه ولم تقدر له على
حيلة ، فذهبت فأخذت بيضة فأخرجت منها الصفرة وصبت البياض على ثيابها وبين فخذيها ،
ثم جاءت إلى عمر فقالت يا أمير المؤمنين : إن هذا الرجل أخذني في موضع كذا ففضحني
، قال : فهم عمر أن يعاقب الانصاري ، وعلي 7
ـ جالس ، فجعل الانصاري يحلف ويقول : يا أمير المؤمنين تثبت في أمري. فلما أكثر من
هذا القول ، قال عمر : يا أبا الحسن ما ترى فنظر علي 7
إلى بياض على ثوب المرأة وبين فخذيها فاتهمها أن تكون إحتالت لذلك.
فقال : آتوني بماء حار قد اغلي غليا
شديدا ، ففعلوا فلما أتي بالماء أمرهم فصبوه على موضع البياض فاشتوى ذلك البياض
فأخذه 7 ، فألقاه
إلى
ـــــــــــــــ
فيه فلما
عرف الطعم ألقاه من فيه ، ثم أقبل على المرأة فسألها حتى أقرت بذلك ، ودفع الله عن
الانصاري عقوبة عمر بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب 7
.
وبإسناد مرفوع إلى عاصم بن ضمرة السلولي
، قال : سمعت غلاما بالمدينة على عهد عمر بن الخطاب ، وهو يقول : يا أحكم الحاكمين
أحكم بيني ، وبين امي ، فقال له عمر : يا غلام لم تدعو على أمك؟ فقال : يا أمير
المؤمنين إنها حملتني في بطنها تسعا ، وأرضعتني حولين فلما ترعرعت ، وعرفت الخير
من الشر ويميني من شمالي طردتني وانتفت مني وزعمت أنها لا تعرفني.
فقال عمر أين تكون المرأة؟ قال : في
سقيفة بني فلان. فقال عمر علي بأم الغلام ، قال : فأتوا بها مع أربعة إخوة لها في
قسامة يشهدون لها انها لا تعرف الصبي ، وان هذا الغلام غلام مدع ظلوم غشوم ، يريد
أن يفضحها في عشيرتها وأن هذه الجارية من قريش ، لم تتزوج قط ، وأنها بخاتم ربها ،
فقال عمر : يا غلام ما تقول؟ فقال : يا أمير المؤمنين ، هذه والله امي ، حملتني
تسعا ، وأرضعتني حولين ، فلما ترعرعت ، وعرفت الخير والشر ويميني من شمالي ،
طردتني وانتفت مني وزعمت أنها لا تعرفني. فقال عمر : يا هذه ما يقول الغلام؟ قالت
يا أمير المؤمنين والذي احتجب بالنور ولا عين تراه وحق محمد وما ولد ، ما أعرفه
ولا أدري اي الناس هو ، وإنه غلام مدع يريد أن يفضحني في عشيرتي ، وأنا جارية من
قريش لم أتزوج قط ، واني بخاتم ربي.
فقال عمر : ألك شهود؟ فقالت : نعم هؤلاء
، فتقدم القسامة فشهدوا أن هذا الغلام مدع يريد أن يفضحها في عشيرتها ، وأن هذه
جارية من قريش لم تتزوج قط ، وأنها بخاتم ربها ، فقال عمر : خذوا بيد الغلام
فانطلقوا به إلى السجن حتى نسأل عن الشهود ، فإن عدلت شهادتهم جلدته حد المفتري ،
فأخذ بيد الغلام لينطلق به الي السجن ، فتلقاهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب 7 ، في
____________
بعض الطريق
، فنادى الغلام : يا ابن عم رسول الله اني غلام مظلوم ، وأعاد عليه الكلام الذي
كلم به عمر ، ثم قال : وهذا عمر قد أمر بي إلى الحبس.
فقال علي 7
: ردوه فلما ردوه قال لهم عمر : أمرت به إلى السجن فرددتموه إلي ، فقالوا يا أمير
المؤمنين : أمرنا علي بن أبي طالب برده إليك ، وسمعناك تقول لا تعصوا لعلي أمرا ،
فبيناهم كذلك إذ أقبل أمير المؤمنين 7
، فقال : علي بام الغلام فأتوا بها ، فقال 7
: يا غلام ما تقول؟ فأعاد عليه الكلام ، فقال 7
لعمر : أتأذن لي في أن اقضي بينهما؟ فقال عمر : يا سبحان الله وكيف لا ، وقد سمعت
رسول الله 6 يقول :
أعلمكم علي بن أبي طالب 7
.
فقال 7
للمرأة : يا هذه ألك شهود؟ قالت : نعم فتقدم القسامة فشهدوا بالشهادة الاولى ،
فقال أمير المؤمنين 7
: والله لاقضين بينكم اليوم بقضية هي مرضاة الرب من فوق عرشه ، علمنيها رسول الله 9 ، ثم قال لها : ألك ولي؟ فقالت : نعم
هؤلاء إخوتي ، فقال لاخوتها : أمري فيكم وفيها جائز؟ قالوا : نعم يا ابن عم رسول
الله ، أمركم فينا وفى اختنا جائز ، فقال أمير المؤمنين 7 : اشهد الله واشهد أمير المؤمنين (
يعني عمر ) وأشهد من حضر من المسلمين أني قد زوجت هذه المرأة من هذا الغلام على
أربع مائة درهم ، والمهر من مالي.
يا قنبر علي بالدارهم ، فأتاه قنبر بها
، فصبها في يد الغلام ، ثم قال : خذها فصبها في حجر إمرأتك ، ولا تأتنا الا وبك
أثر العرس ( يعنى الغسل ) ، فقام الغلام فصب الدراهم في حجر المرأة ثم تلببها فقال
لها : قومي فنادت المرأة ، النار النار ، يا ابن عم رسول الله ، تريد أن تزوجني من
ولدي هذا ، والله ولدي زوجني إخوتي هجينا فولدت منه هذا الغلام ، فلما ترعرع وشب
أمروني أن أنتفي منه ، وأطرده و
____________
هذا والله
إبني ، وفؤادي يتحرق أسفا على ولدي ، قال : ثم أخذت بيد الغلام وانطلقت ونادى عمر
: واعمراه لولا علي لهلك عمر .
* * *
وبإسناد
مرفوع قال : بينا رجلان جالسان في دهر عمر بن الخطاب إذ مر بهما رجل مقيد ، وكان
عبدا ، فقال أحدهما : إن لم يكن في قيده كذا وكذا فامرأته طالق ثلاثا ، فقال الآخر
إن كان فيه كما قلت فامرأته طالق ثلاثا ، قال : فذهبا إلى مولى العبد فقالا : إنا
قد حلفنا على كذا وكذا فحل قيد غلامك حتى نزنه ، فقال مولى الغلام : إمرأته طالق
إن حللت قيد غلامي ، قال فارتفعوا إلى عمر فقصوا عليه القصة ، فقال مولاه أحق به
إذهبوا فاعتزلوا نساءكم ، فقالوا إذهبوا بنا إلى علي بن أبي طالب 7 ، لعله أن يكون عنده في هذا شئ فأتوه 7 فقصوا عليه القصة ، فقال ما أهون هذا
ثم دعا بجفنة وأمر بقيد الغلام فشد فيه خيط وأدخل رجليه والقيد في الجفنة ، ثم صب
الماء عليه حتى إمتلات ثم قال : ارفعوا القيد فرفع القيد حتى أخرج من الماء ثم دعا
بزبر الحديد فأرسلها في الماء حتى تراجع الماء إلى موضعه حين كان القيد فيه ثم قال
: زنوا هذا الحديد فإنه وزنه .
وروي ان أمير المؤمنين 7 ، كان إذا قطع اليد قطع أربع أصابع وترك
الكف ، والراحة ، والابهام ، وإذا أراد قطع الرجل قطعها من الكعب وترك العقب ،
فقيل له : لم هذا يا أمير المؤمنين؟ قال : اني لاكره أن تدركه التوبة فيحتج علي
عند الله إني لم أدع له من كرائم بدنه ما يركع به ويسجد .
____________
وروي
عن أبي عبد الله 7
أنه قال : ادعى على عهد أمير المؤمنين 7
رجلان كل واحد على صاحبه أنه مملوكه ، ولم يكن لهما بينة ، فبنى لهما بيتا وجعل
كوتين قريبة إحداهما من الاخرى ، وأدخلهما البيت وأخرج رأسيهما من الكوتين ، وقال
لقنبر : قم عليهما بالسيف فإذا قلت لك إضرب عنق المملوك فافزعهما ولا تضربن أحدا
منهما ، ثم قال له : إضرب عنق المملوك فهز قنبر السيف فأدخل أحدهما رأسه وبقى رأس
الآخر خارجا من الكوة فدفع الذي أدخل رأسه إلى صاحبه ، وقال له : إذهب فانه مملوكك
.
وعنه 7
قال : كان صبيان في زمن علي 7
يلعبون بأحجار لهم ، فرمى أحدهم بحجره فأصاب رباعية صاحبه ، فرفع ذلك إلى أمير
المؤمنين 7 ، فأقام
الرامي البينة أنه قال : حذار حذار ، فدرأ عنه القصاص ثم قال 7 : قد أعذر من حذر .
وفي خبر
مرفوع قال ، لما رفع أمير المؤمنين 7
يده من غسل رسول الله 9
أتته أنباء السقيفة ، فقال : ما قالت الانصار؟ قالوا قالت : منا أمير ومنكم أمير ،
قال 7 : فهلا
احتججتم عليهم بأن رسول الله 9
وصى بأن يحسن إلى محسنهم ، ويتجاوز عن مسيئهم ، قالوا : وما في هذا من حجة عليهم؟
فقال 7 : لو كانت
الامارة فيهم لم تكن الوصية بهم ، ثم قال 7
: فماذا قالت قريش؟ قالوا : احتجت بأنها شجرة الرسول 9
، فقال 7 : إحتجوا
بالشجرة وأضاعوا الثمرة .
ـــــــــــــــ
من
جوابات المسائل التي سئل 7
عنها
بإسناد مرفوع إلى الاصبغ بن نباته قال :
أتى إبن الكواء أمير المؤمنين 7
، وكان معنتا في المسائل فقال له : يا أمير المؤمنين خبرني عن الله عزوجل ، هل كلم
أحدا من ولد آدم قبل موسى؟ فقال أمير المؤمنين 7
قد كلم الله جميع خلقه برهم وفاجرهم ، وردوا عليه الجواب ، قال : فثقل ذلك على إبن
الكواء ولم يعرفه فقال : وكيف كان ذلك؟ فقال : أوما تقرأ كتاب الله تعالى إذ يقول
لنبيه 7 : ( وإذ أخذ
ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى ) فقد
أسمعهم كلامه وردوا عليه الجواب كما تسمع في قول الله يا ابن الكواء ، قالوا بلى ،
وقال لهم : ( إني أنا الله لا إله الا أنا وأنا الرحمن الرحيم ) فأقروا له بالطاعة
والربوبية ، وميز الرسل والانبياء والاوصياء ، وأمر الخلق بطاعتهم فأقروا بذلك في
الميثاق واشهدهم على أنفسهم ، وأشهد الملائكة عليهم أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا
عن هذه غافلين .
قال السيد الرضي أبو الحسن : ولهذه
الآية تأويل ليس هذا الموضع كشف جليته وبيان حقيقته.
وسأله 7
رجل من اليهود ، فقال : أين كان الله تعالى من قبل أن
ـــــــــــــــ
يخلق السماوات والارض؟
فقال 7 : أين سؤال
عن مكان ، وكان الله ولا مكان.
فقطعه في أوجز كلمة .
ـــــــــــــــ
ومن
مسائل سأله عنها إبن الكواء
فقال : كم بين المشرق والمغرب؟ قال 7 : مسيره يوم مطرد للشمس. وهذا أخصر
كلام يكون وأبلغه.
وبإسناد
مرفوع قال : إجتمع نفر من الصحابة على باب عثمان بن عفان فقال كعب الاحبار : والله
لوددت أن أعلم أصحاب محمد عندي الساعة فأسأله عن أشياء ما أعلم أحد على وجه الارض
يعرفها ما خلا رجلا أو رجلين إن كانا ، قال : فبينا نحن كذلك إذ طلع علي بن أبي
طالب 7 ، قال :
فتبسم القوم. قال : فكأن عليا 7
دخله من ذلك بعض الغضاضة ، فقال لهم : لشئ ما تبسمتم؟ فقالوا : لغير ريبة ولا بأس
يا أبا الحسن إلا أن كعبا تمنى امنية فعجبنا من سرعة إجابة الله له في أمنيته ،
فقال 7 لهم : وما
ذاك؟ قالوا : تمنى أن يكون عنده أعلم أصحاب محمد 7
ليسأله عن أشياء زعم أنه لا يعرف أحدا على وجه الارض يعرفها ، قال فجلس 7 ، ثم قال : هات يا كعب مسائلك.
فقال : يا أبا الحسن أخبرني عن أول شجرة
اهتزت على وجه الارض؟ فقال 7
: في قولنا أو في قولكم؟ فقال : بل أخبرنا عن قولنا وقولكم ، فقال 7 : تزعم يا كعب أنت وأصحابك إنها الشجرة
التي شق منها السفينة قال كعب : كذلك نقول فقال 7
: كذبتم يا كعب ولكنها النخلة التي أهبطها الله تعالى مع آدم 7 من الجنة ، فاستظل بظلها وأكل من
ثمرها.
هات يا كعب
: فقال يا أبا الحسن أخبرني عن أول عين جرت على وجه الارض ، فقال 7 : في قولنا أو في قولكم؟ فقال كعب :
أخبرني عن الامرين جميعا ، فقال 7
: تزعم أنت وأصحابك أنها العين التي عليه صخرة بيت المقدس ، قال كعب : كذلك نقول ،
قال : كذبتم يا كعب ولكنها عين الحيوان وهي التي شرب منها الخضر فبقى في الدنيا.
قال 7
هات يا كعب : قال أخبرني يا أبا الحسن عن شئ من الجنة في الارض فقال 7 : في قولنا أو في قولكم ، فقال : عن
الامرين جميعا ، فقال 7
: تزعم أنت وأصحابك انه حجر أنزله الله من الجنة أبيض فاسود من ذنوب العباد ، قال
كذلك نقول ، قال : كذبتم يا كعب ولكن الله أهبط البيت من لؤلؤة بيضاء ، جوفاء من
السماء إلى الارض فلما كان الطوفان رفع الله البيت وبقى أساسه.
هات يا كعب ، قال : أخبرني يا أبا الحسن
عمن لا أب له ، وعمن لا عشيرة له ، وعمن لا قبلة له ، قال : اما من لا أب له فعيسى
7 ، وأما لا
عشيرة له فآدم 7
، واما من لا قبلة له فهو البيت الحرام ، هو قبلة ولا قبلة لها.
هات يا كعب فقال : أخبرني يا أبا الحسن
عن ثلاثة أشياء لم ترتكض في رحم ولم تخرج من بدن ، فقال 7 له : هي عصا موسى 7 ، وناقة ثمود وكبش إبراهيم.
ثم قال هات يا كعب ، فقال : يا أبا
الحسن بقيت خصلة فإن أنت أخبرتني بها فأنت أنت ، قال هلمها يا كعب قال : قبر سار
بصاحبه ، قال : ذلك يونس بن متى إذ سجنه الله في بطن الحوت .
وبإسناد مرفوع إلى أبي جعفر محمد بن علي
الباقر 8 ، قال : قدم
أسقف نجران على عمر بن الخطاب فقال يا أمير المؤمنين : إن أرضنا باردة
ـــــــــــــــ
سديدة المؤونة لا
تحمل الجيش ، وأنا ضامن لخراج أرضي أحمله إليك في كل عام كملا ، فكان يقدم هو
بالمال بنفسه ، ومعه أعوان له حتى يوفيه بيت المال ، ويكتب له عمر البرائة. قال :
فقدم الاسقف ذات عام ، وكان شيخا جميلا فدعاه عمر إلى الله ، وإلى دين رسول الله 9 ، وأنشأ يذكر فضل الاسلام وما يصير
إليه المسلمون من النعيم والكرامة ، فقال له الاسقف : يا عمر أنتم تقرؤن في كتابكم
أن لله جنة عرضها كعرض السماء والارض ، فأين تكون النار؟ قال : فسكت عمر ، ونكس
رأسه ، فقال أمير المؤمنين 7
، وكان حاضرا : أجب هذا النصراني. فقال له عمر : بل أجبه أنت ، فقال 7 ، له : يا أسقف نجران أنا أجيبك أرأيت
إذا جاء النهار أين يكون الليل ، وإذا جاء الليل أين يكون النهار؟ فقال الاسقف :
ما كنت أرى أن أحدا يجيبني عن هذه المسألة.
ثم قال : من هذا الفتى يا عمر؟ قال عمر
: هذا علي بن أبي طالب ختن رسول الله 9
وإبن عمه ، وأول مؤمن معه ، هذا أبو الحسن والحسين 8.
قال الاسقف : أخبرني يا عمر عن بقعة في
الارض طلعت فيها الشمس ساعة ، ولم تطلع فيها قبلها ولا بعدها؟ قال له عمر : سل
الفتى فقال أمير المؤمنين : أنا اجيبك ، هو البحر حيث انفلق لبني اسرائيل فوقعت
الشمس فيه ولم تقع فيه قبله ولا بعده ، قال الاسقف : صدقت يافتى.
ثم قال الاسقف : يا عمر أخبرني عن شئ في
أيدي أهل الدنيا شبيه بثمار أهل الجنة؟ فقال : سل الفتى. فقال 7 أنا أجيبك : هو القرآن يجتمع أهل
الدنيا عليه فيأخذون منه حاجتهم ، ولا ينتقص منه شئ وكذلك ثمار الجنة. قال الاسقف
: صدقت يافتى.
ثم قال الاسقف يا عمر : أخبرني هل
للسماوات من أبواب؟ فقال له عمر : سل الفتى. فقال 7
: نعم يا أسقف ، لها أبواب فقال : يافتى ، هل
لتلك الابواب من
أقفال؟ فقال 7 : نعم يا
أسقف ، أقفالها الشرك بالله قال الاسقف : صدقت يافتى.
فما مفتاح تلك الاقفال؟ فقال 7 : شهادة ان لا إله إلا الله ، لا
يحجبها شيء دون العرش فقال : صدقت يافتى.
ثم قال الاسقف يا عمر : أخبرني عن أول
دم وقع على وجه الارض اي دم كان؟ فقال : سل الفتى : فقال 7 : أنا أجيبك ، يا أسقف نجران ، أما نحن
فلا نقول كما تقولون أنه دم ابن آدم الذى قتله اخوه ليس هو كما قلتم ، ولكن أول دم
وقع على وجه الارض مشيمة حواء حين ولدت قابيل بن آدم ، قال الاسقف صدقت يافتى.
ثم قال الاسقف : بقيت مسألة واحدة
أخبرني أنت يا عمر أين الله تعالى؟ قال : فغضب عمر ، فقال أمير المؤمنين 7 : أنا اجيبك وسل عما شئت ، كنا عند
رسول الله 9 ذات يوم ،
أتاه ملك فسلم فقال له رسول الله 9
: من أين ارسلت؟ قال : من سبع سموات من عند ربي ، ثم أتاه ملك آخر فسلم فقال له
رسول الله : من أين ارسلت؟ فقال : من سبع أرضين من عند ربي ، ثم أتاه ملك آخر فسلم
فقال له رسول الله : من أين ارسلت؟ قال : من مشرق الشمس من عند ربي ، ثم أتاه ملك
آخر فقال له رسول الله : من أين ارسلت؟ فقال : من مغرب الشمس من عند ربي ، فالله
هاهنا ، وهاهنا ، وهاهنا ، في السماء إله ، وفي الارض إله ، وهو الحكيم العليم.
قال أبو جعفر : معناه من ملكوت ربي في
كل مكان ، ولا يعزب عن علمه شيء تبارك وتعالى .
ـــــــــــــــ
ومن جملة كلامه 7
للشامي
لما سأله أكان مسيره إلى الشام بقضاء من
الله وقدره ، بعد كلام طويل هذا مختاره :
إن الله سبحانه أمر عباده تخييرا ،
ونهاهم تحذيرا ، فكلف يسيرا ، ولم يكلف عسيرا ، وأعطى على القليل كثيرا ولم يعص
مغلوبا ، ولم يطع مكرها ، ولم يرسل الانبياء لعبا ، ولم ينزل الكتاب للعباد عبثا ،
ولا خلق السموات والارض وما بينهما باطلا ( ذلك ظن الذين كفروا
فويل للذين كفروا من النار )
.
ـــــــــــــــ
ومن
كلامه 7
القصير في فنون البلاغة ، والمواعظ والزهد ، والامثال
ولو لم يكن في هذا الكتاب سوى ما
أوردناه من هذا الفصل لكفى به فائدة.
قال 7
: خذ الحكمه أنى أتتك فإن الحكمة تكون في صدر المنافق ، فتلجلج في صدره حتى تخرج
فتسكن إلى صواحبها في صدر المؤمن .
وقال 7
: الهيبة خيبة ، والفرصة تمر مر السحاب ، والحكمة ضالة المؤمن فخذ الحكمة ولو من
أهل النفاق .
وقال 7
: اوصيكم بخمس لو ضربتم إليها آباط الابل كانت لذلك أهلا ، لا يرجون أحد منكم الا
ربه. ولا يخافن إلا ذنبه. ولا يستحيين أحد إذا سئل عما لا يعلم أن يقول لا أعلم.
ولا يستحيين أحد إذا لم يعلم الشئ أن يتعلمه. وعليكم بالصبر فإن الصبر من الايمان
كالرأس من الجسد ، ولا خير في جسد لا رأس معه ، ولا في إيمان لا صبر معه .
وقال الاصمعي : أتى رجل أمير المؤمنين 7 ، فأفرط في الثناء عليه ، فقال 7 وكان له متهما : أنا دون ما تقول ،
وفوق ما في نفسك .
ـــــــــــــــ
وقال 7
: قيمة كل امرئ ما يحسنه.
قال السيد الرضي أبو الحسن رضي الله عنه
: وهذه الكلمة لا قيمة لها ولا كلام يوزن بها .
وقال 7
: السيف أبقى عددا وأكثر ولدا .
وقال 7
: من ترك قول « لا أدري » اصيبت مقالته .
وقال 7
: رأي الشيخ أحب إلي من جلد الغلام. ويروى من مشهد الغلام .
وقال 7
: وقد سمع رجلا من الحرورية يتهجد بصوت حزين. نوم على يقين خير من صلاة في شك .
وقال 7
: إعقلوا الخبر إذا سمعتموه عقل رعاية ، لا عقل رواية ، فإن رواة العلم كثير
ورعاته قليل
وقال 7
، وقد سمع رجلا يقول : إنا لله وإنا إليه راجعون : يا هذا إن قولنا : إنا لله
إقرار منا بالملك. وقولنا إليه راجعون إقرار منا بالهلك .
وكان ابن عباس رضي الله عنه يقول : ما
انتفعت بكلام أحد بعد رسول الله 9
كانتفاعي بكلام كتبه إلي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب 7 وهو :
اما بعد ، فإن المرء قد يسره درك ما لم
يكن ليفوته ، ويسوؤه فوت ما لم يكن ليدركه ، فليكن سرورك بما نلت من آخرتك ، وليكن
أسفك على ما
ـــــــــــــــ
فاتك منها وما نلت
من دنياك ، فلا تكثر به فرحا ، وما فاتك منها فلا تأس عليه جزعا ، وليكن همك فيما
بعد الموت .
وكان 7
يقول إذا اطري في وجهه : أللهم اجعلنا خيرا مما يظنون ، واغفر لنا ما لا يعلمون .
وقال 7
: لا يستقيم قضاء الحوائج إلا بثلاث ، باستصغارها لتعظم ، وباستكتامها لتنسى ،
وبتعجيلها لتهنأ .
وقال 7
: يأتي على الناس زمان لا يقرب فيه إلا الماحل ، ولا يظرف فيه إلا الفاجر ، ولا
يضعف فيه إلا المنصف ، يعدون الصدقة غرما ، وصلة الرحم منا ، والعبادة إستطالة على
الناس ، فعند ذلك يكون السلطان بمشورة الاماء ، وإمارة الصبيان .
وقال 7
، وقد شوهد عليه ازار مرقوع فقيل له في ذلك فقال : يخشع له القلب ، وتذل به النفس
، ويقتدي به المؤمنون .
وكان 7
يقول : إنما أخشى عليكم من بعدي إتباع الهوى ، وطول الامل ، فان طول الامل ينسي
الآخرة ، واتباع الهوى يصد عن الحق ، ألا وان الدنيا قد إرتحلت مدبرة ، والآخرة قد
جاءت مقبلة ، ولكل واحدة منهما بنون ، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء
الدنيا ، فإن اليوم عمل ولا حساب ، وغدا حساب ولا عمل ، واليوم المضمار ، وغدا
السباق ، والسبقة الجنة ، والغاية النار .
وقال 7 : ان الدنيا
والآخرة عدوان متفاوتان ، وسبيلان مختلفان ،
ـــــــــــــــ
فمن أحب الدنيا
وتولاها أبغض الآخرة وعاداها ، وهما بمنزلة المشرق والمغرب ، وماش بينهما كلما قرب
من واحد بعد عن الآخر ، وهما بعد ضرتان .
وعن نوف البكالى ، قال : رأيت أمير
المؤمنين 7 ذات ليلة
وقد خرج من فراشه فنظر إلى النجوم ، ثم قال : يا نوف ، أراقد أنت أم رامق؟ قلت :
بل رامق يا أمير المؤمنين ، قال يا نوف : طوبى للزاهدين في الدنيا الراغبين في
الآخرة ، اولئك قوم اتخذوا الارض بساطا ، وترابها فراشا ، وماءها طيبا ، والقرآن
شعارا ، والدعاء دثارا ثم قرضوا الدنيا قرضا على منهاج المسيح 7.
يا نوف إن داود 7 ، قام في مثل هذه الساعة من الليل ،
فقال إنها ساعة لا يدعو فيها عبد الا استجيب له الا ان يكون عشارا ، أو عريفا ، أو
شرطيا ، أو صاحب عرطبة ( وهى الطنبور ) أو صاحب كوبة ( وهي الطبل ) .
وقال 7
: إن الله فرض عليكم فرائض فلا تضيعوها ، وحد لكم حدودا قلا تعتدوها ، ونهاكم عن
أشياء فلا تنتهكوها ، وسكت لكم عن أشياء ولم يدعها نسيانا فلا تتكلفوها ، رحمة من
ربكم رحمكم بها فاقبلوها .
وقال 7
: لا يترك الناس شيئا من دينهم ، لاستصلاح دنياهم إلا فتح الله عليهم ما هو اضر
منه .
وقال 7
: رب عالم قد قتله جهله ، ومعه علمه لا ينفعه .
وقال 7
: أعجب ما في هذا الانسان قلبه ، وله مواد من الحكمة وأضداد من خلافها ، فإن سنح
له الرجاء أذله الطمع ، وإن هاج به الطمع أهلكه الحرص ، وإن ملكه اليأس قتله الاسف
، وإن عرض له الغضب إشتد به الغيظ ،
ـــــــــــــــ
وإن أسعده الرضا نسي
التحفظ ، وإن غاله الخوف شغله الحذر ، وإن اتسع له ، الامر استلبته الغرة ، وإن
أصابته مصيبة فضحه الجزع ، وإن أفاد مالا أطغاه الغنى ، وإن عضته الفاقة شغله
البلاء ، وإن جهده الجوع قعد به الضعف ، وإن أفرط به الشبع كظته البطنة ، فكل
تقصير به مضر ، وكل إفراط له مفسد .
وقال 7
: نحن النمرقة الوسطى بها يلحق التالي ، وإليها يرجع الغالي .
ومن كلام له 7 : تجهزوا رحمكم الله فقد نودي فيكم
بالرحيل ، واقلوا العرجة على الدنيا ، وانقلبوا بصالح ما بحضرتكم من الزاد ، فإن
أمامكم عقبة كؤدا ، ومنازل هائلة مخوفة ، لا بد من الممر عليها ، والوقوف عندها ،
فإما برحمة من الله نجوتم من فظاظتها
وشدة مختبرها ، وكراهة منظرها ، وإما بهلكة ليس بعدها نجاة ، فيالها حسرة على كل
ذي غفلة أن يكون عمره عليه حجة.
وكان 7
يقول : الوفاء توأم الصدق ، ولا نعلم نجاة ولا جنة أوقى منه ، وما يغدر من يعلم
كيف المرجع في الذهاب عنه ، ولقد أصبحنا في زمان اتخذ أكثر أهله الشر كيسا ،
ونسبهم أهل الجهل إلى حس الحيلة ، ما لهم ـ قاتلهم الله ـ قد يرى الحول القلب وجه
الحيلة ودونها مانع من الله ونهيه ، فيدعها من بعد قدرة وينتهز فرصتها من لا جريحة
في الدين .
وقال 7
: الناس في الدنيا عاملان ، عامل في الدنيا للدنيا قد شغلته دنياه عن آخرته ، يخشى
على من يخلف الفقر ، ويأمنه على نفسه فيفني عمره في منفعة غيره ، وآخر عمل في
الدنيا لما بعدها ، فجاءه ، الذى له من الدنيا بغير عمل ، فأصبح ملكا عند الله لا
يسأل شيئا يمنعه .
ـــــــــــــــ
وقال 7
: شتان بين عملين ، عمل تذهب لذته وتبقى تبعته ، وعمل تذهب مؤنته ويبقى أجره .
وتحدث 7
يوما بحديث عن رسول الله 9
ـ فنظر القوم بعضهم إلى بعض ، فقال 7
: ما زلت مذ قبض رسول الله 9
مظلوما ، وقد بلغني مع ذلك أنكم تقولون إني أكذب عليه ، ويلكم أتروني اكذب؟ فعلى
من أكذب؟ أعلى الله؟ فأنا أول من آمن به ، أم على رسول الله؟ وأنا أول من صدقه.
ولكن لهجة غبتم عنها ، ولم تكونوا من أهلها ، وعلم عجزتم عن حمله ولم تكونوا من
أهله ، إذ كيل بغير ثمن لو كان له وعاء ( ولتعلمن نبأه بعد حين
) .
أراد أن النبي 9 ، كان يخيله ويسر إليه.
وشيع علي 7
جنازة ، فسمع رجلا يضحك ، فقال 7
: كأن الموت فيها على غيرنا كتب ، وكأن الحق فيها على غيرنا وجب ، وكأن الذي نرى
من الاموات سفر ، عما قليل إلينا راجعون ، نبؤهم أجداثهم ، ونأكل تراثهم قد نسينا
كل واعظة ، ورمينا بكل جائحة .
وقال 7
: طوبى لمن ذل في نفسه ، وطاب كسبه ، وصلحت سريرته ، وحسنت خليقته ، وأنفق الفضل
من ماله ، وأمسك الفضل من لسانه ، وعزل عن الناس شره ، ووسعته السنة ، ولم ينسب
إلى بدعة.
قال السيد الرضي أبو الحسن رضي الله عنه
، وهذا الكلام من الناس من يرويه عن النبي 9
، وكذلك الذي قبله .
وقال 7
: من أراد عزا بلا عشيرة ، وهيبة من غير سلطان ، وغنى
ـــــــــــــــ
من غير مال ، وطاعة
من غير بذل ، فليتحول من ذل معصية الله إلى عز طاعة الله فإنه يجد ذلك كله .
وقال 7
: ، وقد فرغ من حرب الجمل : معاشر الناس إن النساء نواقص الايمان ، نواقص العقول ،
نواقص الحظوظ ، فأما نقصان إيمانهن فقعودهن عن الصلاة والصيام في أيام حيضهن. وأما
نقصان عقولهن فلا شهادة لهن إلا في الدين ، وشهادة إمرأتين برجل. وأما نقصان
حظوظهن فمواريثهن على الانصاف من مواريث الرجال .
وقال 7
: إتقو شرار النساء ، وكونوا من خيارهن على حذر ، ولا تطيعوهن في المعروف حتى لا
يطمعن في المنكر .
وقال 7
: غيرة المرأة كفر ، وغيرة الرجل إيمان .
وقال 7
: لانسبن الاسلام نسبة لم ينسبها أحد قبلي ، الاسلام هو التسليم ، والتسليم هو
اليقين ، واليقين هو التصديق ، والتصديق هو الاقرار ، والاقرار هو الاداء ،
والاداء هو العمل .
وقال 7
: قد يكون الرجل مسلما ولا يكون مؤمنا ، ولا يكون مؤمنا حتى يكون مسلما ، والايمان
إقرار باللسان ، وعقد بالقلب ، وعمل بالجوارح ، ولا يتم المعروف إلا بثلاث ،
تعجيله ، وتصغيره ، وتستيره ، فإذا عجلته هنأته ، وإذا صغرته عظمته ، وإذا سترته
تممته .
وقال 7
: عجبت للبخيل الذي استعجل الفقر الذي منه هرب ، وفاته الغنى الذي إياه طلب ،
فيعيش في الدنيا عيش الفقراء ، ويحاسب
ـــــــــــــــ
في الآخرة حساب
الاغنياء. وعجبت للمتكبر الذي كان بالامس نطفة وهو غدا جيفة. وعجبت لمن شك في الله
وهو يرى خلق الله. وعجبت لمن نسي الموت وهو يرى من يموت. وعجبت لمن أنكر النشأة
الاخرى وهو يرى النشأة الاولى. وعجبت لعامر دار الفناء وتارك دار البقاء .
وقال 7
: من قصر في العمل ابتلى بالهم ، ولا حاجة لله فيمن ليس لله في نفسه وماله نصيب .
وقال 7
: لسلمان الفارسي رحمة الله عليه ، إن مثل الدنيا مثل الحية لين مسها قاتل سمها ،
فاعرض عما يعجبك فيها لقلة ما يصحبك منها ، فإن المرء العاقل كلما صار فيها إلى
سرور أشخصته منها إلى مكروه ، ودع عنك همومها إن أيقنت بفراقها .
وقال 7
: توقوا البرد في أوله ، وتلقوه في آخره ، فانه يفعل بالابدان كفعله في الاشجار
أوله يحرق وآخره يورق .
وقال 7
: عظم الخالق عندك ، يصغر المخلوق في عينك .
وقال 7
: ثلاث خصال مرجعها على الناس في كتاب الله ، لبغي ، والنكث ، والمكر ، قال الله
تعالى : ( يا أيها الناس إنما بغيكم على نفسكم ) وقال
تعالى : ( فمن نكث فإنما ينكث على نفسه )
وقال تعالى : ( ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ) .
ـــــــــــــــ
وقال 7
، وقد رجع من صفين ، فأشرف على القبور بظاهر الكوفة فقال :
يا أهل القبور يا أهل التربة ، يا أهل
الغربة ، يا أهل الوحدة ، يا أهل الوحشة ، أما الدور فقد سكنت ، وأما الازواج فقد
نكحت ، وأما الاموال فقد قسمت ، هذا خبر ما عندنا فما خبر ما عندكم؟ ثم التفت إلى
أصحابه فقال : أما لو أذن لهم في الكلام لاخبروكم : أن خير الزاد التقوى .
وقال 7
: إن الدنيا دار صدق لمن صدقها ، ودار عافية لمن فهم عنها ، ودار غنى لمن تزود
منها ، ودار موعظة لمن إتعظ بها ، مسجد أحباء الله ، ومصلى ملائكة الله ، ومهبط
وحي الله ، ومتجر أولياء الله ، إكتسوا فيها الرحمة ، وربحوا فيها الجنة ، فمن ذا
يذمها وقد آذنت ببينها ، ونادت بفراقها ، ونعت نفسها وأهلها ، فمثلت لهم ببلائها ،
وشوقتهم بسرورها إلى السرور ، وراحت بعافية ، وابتكرت بفجيعة ، ترغيبا وترهيبا
وتخويفا وتحذيرا ، فذمها رجال غداة الندامة ، وحمدها آخرون يوم القيامة ، ذكرتهم
الدنيا فذكروا وحذرتهم فصدقوا ، ووعظتهم فاتعظوا.
فيا أيها الذام للدنيا المغتر بغرورها ،
بم تذمها؟ أنت المتجرم عليها أم هي المتجرمة عليك؟ متى استهوتك؟ أم متى غرتك؟
أبمصارع آبائك من البلى؟ أم بمضاجع أمهاتك تحت الثرى؟ كم عللت بكفيك؟ وكم مرضت
بيديك؟ تبغى لهم الشفاء ، وتستوصف لهم الاطباء ، لم ينفع أحدهم إشفاقك ، ولم تسعف
فيه بطلبتك ، قد مثلت لك به الدنيا نفسك وبمصرعه مصرعك .
وقال 7
: المال والبنون حرث الدنيا ، والعمل الصالح حرث الآخرة وقد يجمعهما لاقوام .
____________
وقال 7
: من لهج قلبه بحب الدنيا التاط منها بثلاث ، هم لا يغبه ، وأمل لا يدركه ، ورجاء
لا يناله .
وقال 7
: إن لله ملكا ينادي في كل يوم ، لدوا للموت ، واجمعوا للفناء ، وابنوا للخراب .
وقال 7
: الدنيا دار ممر إلى دار مقر ، والناس فيها رجلان ، رجل باع نفسه فأوبقها ، ورجل
إبتاع نفسه فأعتقها .
وقال 7
: لا يكون الصديق صديقا حتى يحفظ أخاه في ثلاث ، في نكبته ، وغيبته ، ووفاته .
وقال 7
: من أعطى أربعا لم يحرم أربعا ، من أعطي الدعاء لم يحرم الاجابة. ومن اعطي التوبة
لم يحرم القبول. ومن أعطي الاستغفار لم يحرم المغفرة. ومن اعطي الشكر لم يحرم
الزيادة. وتصديق ذلك في القرآن قال الله تعالى في الدعاء : ( ادعوني
أستجب لكم )
وقال ـ
تعالى ـ في الاستغفار : ( ومن يعمل سوءا أو
يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ) وقال
تعالى في الشكر : ( لان شكرتم لازيدنكم ) وقال
تعالى في التوبة : ( إنما التوبة على الله
للذين يعملون السوء بجهالة ، ثم يتوبون من قريب فاولئك يتوب الله عليهم ) .
وقال 7
: الصلاة قربان كل تقي ، والحج جهاد كل ضعيف ، ولكل شئ زكاة ، وزكاة البدن الصيام
، وجهاد المرأة حسن التبعل .
ـــــــــــــــ
وقال 7
: إستنزلوا الرزق بالصدقة. ومن أيقن بالخلف جاد بالعطية .
وقال 7
: تنزل المعونة على قدر المؤونة .
وقال 7
: التقدير نصف العيش ، وما عال إمرء اقتصد .
وقال 7
: قلة العيال أحد اليسارين .
وقال 7
: التودد نصف العقل .
وقال 7
: الهم نصف الهرم .
وقال 7
: ينزل الصبر على قدر المصيبة ، ومن ضرب على فخذه عند المصيبة حبط أجره .
وقال 7
: كم من صائم ليس له من صيامه إلا الظمأ ، وكم من قائم ليس له من قيامه إلا العناء
، حبذا نوم الاكياس وإفطارهم ، عيبوا الحمقى بصيامهم وقيامهم ، والله لنوم على
يقين أفضل من عبادة أهل الارض من المغترين .
وقال 7
: لا تأكلوا الربا في معاملاتكم فوالذي فلق الحبة ، وبرأ النسمة للربا أخفى في هذه
الامة من دبيب النمل على صفاة سوداء في ليلة ظلماء .
قال السيد الرضي رضي الله عنه ، وهذا
الكلام يروى أيضا للنبي
ـــــــــــــــ
7
، ولا عجب أن يتداخل الكلامان ، ويتشابه الطريقان ، إذ كانا 8 يمضيان في اسلوب ويغرفان من قليب.
وقال 7
: سوسوا إيمانكم بالصدقة ، وحصنوا أموالكم بالزكاة ، وادفعوا البلاء بالدعاء.
ومن كلامه 7
، لكميل بن زياد النخعي على التمام :
حدثني هارون بن موسى ، قال حدثني أبو
علي محمد بن همام الاسكافي ، قال : حدثني أبو عبد الله جعفر بن محمد الحسني ، قال
: حدثني محمد بن علي ابن خلف ، قال : حدثني عيسى بن الحسين بن عيسى بن زيد العلوي
عن إسحاق ابن إبراهيم الكوفي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح عن كميل بن زياد النخعي ،
قال : أخذ بيدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب 7
فأخرجني إلى الجبان ، فلما أصحر تنفس الصعداء ثم قال :
يا كميل بن زياد ، إن هذه القلوب أوعية
فخيرها أوعاها ، فاحفظ عني ما أقول لك ، الناس ثلاثة ، فعالم رباني ، ومتعلم على
سبيل نجاة ، وهمج رعاع أتباع كل ناعق ، يميلون مع كل ريح ، لم يستضيئوا بنور العلم
، ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق.
يا كميل بن زياد ، العلم خير من المال ،
العلم يحرسك وأنت تحرس المال ، والمال تنقصه النفقة ، والعلم يزكو على الانفاق.
يا كميل بن زياد ، معرفة العلم دين يدان
به ، يكسب الانسان الطاعة في حياته ، وجميل الاحدوثة بعد وفاته ، والعلم حاكم ،
والمال محكوم عليه.
يا كميل بن زياد ، هلك خزان الاموال وهم
أحياء ، والعلماء باقون ما بقي الدهر ، اعيانهم مفقودة ، وأمثالهم في القلوب
موجودة ، ها إن هاهنا لعلما جما ( وأشار إلى صدره ) لو أصبت له حملة. بلى أصيب
لقنا غير مأمون عليه مستعملا آلة الدين للدنيا ومستظهرا بنعم الله على عباده ،
وبحججه على أوليائه ، أو منقادا لحملة الحق ، لا بصيرة له في إغيائه ، ينقدح الشك
في قلبه لاول عارض من شبهة
ألا لاذا ولا ذاك ،
أو منهوما باللذة سلس القياد للشهوة ، أو مغرما بالجمع والادخار ، ليسا من رعاة
الدين في شيء أقرب شبها بهما الانعام السائمة كذلك يموت العلم بموت حامليه.
اللهم بلى ، لا تخلو الارض من قائم لله
بحجة إما ظاهرا مشهودا أو خافيا مغمورا لئلا تبطل حجج الله وبيناته ، وكم ذا ، وأين
أولئك ، أولئك والله الاقلون عددا ، والاعظمون قدرا بهم يحفظ الله حججه ، وبيناته
حتى يودعوها نظرائهم ، ويزرعوها في قلوب أشباههم ، هجم بهم العلم على حقيقة
البصيرة ، وباشروا روح اليقين ، واستلانوا ما استوعر المترفون ، وأنسوا ما استوحش
منه الجاهلون ، وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الاعلى ، أولئك خلفاء
الله في أرضه والدعاة إلى دينه. آه آه شوقا إلى رؤيتهم ، إنصرف إذا شئت .
وقال 7
: المرء مخبوء تحت لسانه .
وقال 7
: هلك إمرؤ لم يعرف قدره .
وقال 7
: لكل إمرئ عاقبة حلوة أو مرة .
وقال 7
: لكل مقبل إدبار ، وما أدبر كأن لم يكن .
وقال 7
: أكثر العطايا فتنة وما كلها محمودا في العاقبة .
وقال 7
: الصبر لاعطاء الحق مر ، وما كل له بمطيق .
وقال 7
: لا يعدم الصبور الظفر ، وإن طال به الزمان .
ـــــــــــــــ
وقال 7
: الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم .
وقال 7
: على كل داخل في باطل إثمان ، إثم العمل به ، وإثم الرضا به .
وقال 7
: ما اختلفت دعوتان إلا كانت إحداهما ضلالة .
وقال 7
: ما شككت في الحق منذ أريته .
وقال 7
: ما كذبت ولا كذبت ولا ضللت ولا ضل بي .
وقال 7
: للظالم البادي غدا بكفه عضة .
وقال 7
: الرحيل وشيك .
وقال 7
: من وثق بماء لم يظمأ .
وقال 7
: من أبدى صفحته للحق هلك .
وقال 7
: استعصموا بالذمم في أوتادها .
وقال 7
: عليكم بطاعة من لا تعذرون بجهالته .
وقال 7
: قد بصرتم إن أبصرتم ، وقد هديتم إن أهتديتم .
ـــــــــــــــ
ومن
كلامه 7
في آخر عمره لما ضربه إبن ملجم لعنه الله
وصيتي لكم ألا تشركوا بالله شيئا ، ومحمد
9 فلا تضيعوا
سنته ، أقيموا هذين العمودين ، وخلاكم ذم ، أنا بالامس صاحبكم ، واليوم عبرة لكم ،
وغدا مفارقكم ، وإن أبق فأنا ولي دمي ، وإن أفن فالفناء ميعادي ، وإن أعف فالعفو
لي قربة ، وهو لكم حسنة (
فاعفوا ألا
تحبون أن يغفر الله لكم ) .
وقال 7
: عاتب أخاك بالاحسان إليه ، واردد شره بالانعام عليه .
وقال 7
: من وضع نفسه موضع التهمة فلا يلومن من أساء به الظن .
وقال 7
: من ملك إستأثر .
وقال 7
: من إستبد برأيه هلك .
وقال 7
: من كتم سره كانت الخيرة بيده .
وقال 7
: الفقر الموت الاكبر .
ـــــــــــــــ
وقال 7
: من قضى حق من لا يقضي حقه فقد عبده .
وقال 7
: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .
ومن كلامه له 7 ، يعظ به بعض أصحابه : لا تكن ممن
يرجوا الآخرة بغير عمل. ويرجي التوبة بطول الامل. يقول في الدنيا بقول الزاهدين.
ويعمل فيها بعمل الراغبين. إن أعطي منها لم يشبع ، وإن منع منها لم يقنع. يعجز عن
شكر ما أوتي. ويعجبه الزيادة فيما بقي ، ينهى ولا ينتهي. ويأمر بما لا يأتي. يحب
الصالحين وليس منهم. ويبغض المذنبين وهو أحدهم. يكره الموت لكثرة ذنوبه. ويقيم على
ما يكره الموت له. تغلبه نفسه على ما يظن ولا يغلبها على ما يستيقن. يخاف على غيره
بأدنى من ذنبه ، ويرجوا لنفسه بأكثر من عمله. النوم مع الاغنياء أحب إليه من الذكر
مع الفقراء .
ومن كلام له 7 : قد قطعوا رحمي ، واضاعوا أيامي ،
ودفعوا حقي ، وصغروا عظيم منزلتي ، واجمعوا على منازعتي ، لايعاب المرء بتأخير حقه
إنما يعاب من أخذ ما ليس له .
وقال 7
: الفرص تمر مر السحاب .
وقال 7
: الاعجاب يمنع من الازدياد .
وقال 7
: الامر قريب ، والاصطحاب قليل .
وقال 7
: أضاء الصبح لذي عينين .
ـــــــــــــــ
وقال 7
: ترك الذنب أهون من طلب التوبة .
وقال 7
: كم من أكلة منعت أكلات .
وقال 7
: الناس أعداء ما جهلوا .
وقال 7
: من إستقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطأ .
وقال 7
: من أحد سنان الغضب لله قوي على قتل أشداء الباطل .
وقال 7
: إذا هبت أمرا فقع فيه ، فان شدة توقيه أعظم مما يخاف منه .
وقال 7
: آلة الرئاسة سعة الصدر .
وقال 7
: ازجر المسيء بثواب المحسن .
وقال 7
: احصد الشر من صدر غيرك بقلعه من صدرك .
وقال 7
: اللجاجة تسل الرأي .
وقال 7
: الطمع رق مؤبد .
وقال 7
: ثمرة التفريط الندامة .
ـــــــــــــــ
وقال 7
: من لم ينجه الصبر أهلكه الجزع .
وقال 7
: عليكم بالصبر فيه يأخذ الحازم ، وإليه يرجع الجازع .
وقال 7
: في شأن الخلافة ، واعجبا أتكون الخلافة بالصحابة ، ولا تكون بالصحابة والقرابة.
ويروى والقرابة والنص. ويروى له 7
شعر في هذا المعنى وهو :
فإن كنت بالشورى ملكت أمورهم
|
|
فكيف بهذا والمشيرون غيب
|
وإن كنت بالقربى حججت خصيمهم
|
|
فغيرك أولى بالنبي وأقرب
|
ولقد أوضح 7
بهذا القول نهج المحجة ، وأخذ على خصومه بمضائق الحجة.
سئل أبو جعفر الخواص الكوفي ( وكان هذا
رجلا من الصالحين ويجمع مع ذلك التقدم في العلم بمتشابه القرآن وغوامض ما فيه
وسائر معانيه ) عما جاء في الخبر أنه من أحسن عبادة الله في شيبته .. ألقى الله
الحكمة عند سنه.
فقال : كذا قال الله عزوجل : ( فلما بلغ
أشده واستوى آتيناه حكما وعلما )
ثم قال تعالى
: ( وكذلك نجزي المحسنين )
وعدا عليه حقا. ألا ترى أن عليا أمير المؤمنين 7
، آمن صغيرا فلم يلبث أن صار ناطقا حكيما فقال 7
: رحم الله امرا سمع حكما فوعى ، وأخذ بحجزة هاد فنجى ، قدم خالصا وعمل صالحا ،
واكتسب مذخورا ، واجتنب محذورا ، رمى غرضا ، وأحرز عوضا ، خاف ذنبه وراقب ربه ،
وجعل الصبر مطية نجاته ، والتقوى عدة وفاته اغتنم المهل ، وبادر الاجل ، واقطع
الامل ، وتزود من العمل.
ثم قال ابو جعفر : فهل رأيت كلاما أوجزا
ووعظا أبلغ من هذا؟ وكيف
ـــــــــــــــ
لا يكون كذلك ، وهو
خطيب قريش ولقمانها 7.
وقال 7
: تخففوا تلحقوا .
قال الشريف الرضي أبو الحسن رضي الله
عنه : ما أقل هذه الكلمة ، وأكثر نفعها ، وأعظم قدرها ، وأبعد غورها ، وأسطع
نورها. وبعد هذه الكلمة قوله 7
: فخلفكم الساعة تحدوكم وإنما ينتظر بأولكم آخركم.
وقال 7
: لا خير في الصمت عن الحكم كما أنه لا خير في القول بالجهل .
وقال 7
: يا ابن آدم ما كسبت فوق قوتك فانت فيه خازن لغيرك .
وقال 7
: ان للقلوب شهوة واقبالا وادبارا فأتوها من قبل شهوتها واقبالها ، فإن القلب إذا
أكره عمى .
وقال 7
: الناس نيام فإذا ماتوا انبتهوا .
وقالوا : كان 7 يقول : متى أشفي غيظي إذا غضبت؟ أحين
أعجز عن الانتقام؟ فيقال لي : لو صبرت. أم حين أقدر عليه؟ فيقال لي لو عفوت. ويروى
لو غفرت .
وعن الشعبي ، أن أمير المؤمنين 7 ، مر بقذر على مزبلة فقال : هذا ما بخل
به الباخلون. وفي خبر آخر أنه 7
قال : هذا ما كنتم تتنافسون عليه بالامس .
ـــــــــــــــ
قال الشريف الرضي أبو الحسن رضي الله
عنه ، وكل واحد من القولين حكمة واضحة العبرة ، ولمعة شادخة الغرة.
وقال 7
: لم يذهب من مالك ما وعظك .
قال الرضي أبو الحسن رضي الله عنه ،
وأقول سبحان الله! ما أقصر هذه الكلمة من كلمة وأطول شأوها في مضمار الحكمة!
وقال 7
: إن القلوب تمل فابتغوا لها طرائف الحكمة .
ومن كلام له 7 ، في قوم من أصحابه كانوا يتسللون إلى
معاوية :
فكفى لهم غيا وكفى بذلك منهم شافيا ،
فرارهم من الهدى والحق ، وإيضاعهم إلى العمى والجهل ، وإنما هم أهل دنيا مقبلون
عليها ، قد علموا أن الناس في الحق أسوة فهربوا إلى الاثرة فبعدا لهم وسحقا .
وقال 7
ـ لما سمع قول الخوارج : لا حكم إلا لله ـ : كلمة حق يراد بها باطل .
قال الشريف أبو الحسن رضي الله عنه ،
وهذه أبلغ عبارة عن أمر الخوارج لما جمعوا حسن الاعتزاء والشعار ، وقبح الابطان
والاضمار.
وقال 7
، في صفة العامة : الغوغاء هم الذين إذا اجتمعوا ضروا ، وإذا تفرقوا نفعوا ، فقيل
له 7 : قد علمنا
مضرة إجتماعهم فما منفعة افتراقهم؟ قال 7
: يرجع أصحاب المهن إلى مهنهم ، فينتفع الناس بهم كرجوع البناء إلى بنائه ،
والحائك إلى منسجه ، والخباز إلى مخبزه .
ويروى أنه 7
، أتي بجان ومعه غوغاء ، فقال 7
: لا
ـــــــــــــــ
مرحبا بوجوه
لا ترى إلا عند كل سوأة .
وجاءه 7
رجل من مراد وهو في المسجد ، فقال : احترس يا امير المؤمنين فإن هاهنا قوما من
مراد يريدون اغتيالك ، فقال 7
: إن مع كل إنسان ملكين يحفظانه ، فإذا جاء القدر خليا بينه وبينه ، وأن الاجل جنة
حصينة.
ومن خطبة له 7 : ألا وإن الخطايا خيل شمس حمل عليها
راكبها ، وخلعت لجمها فقحمت بهم في النار ، ألا وإن التقوى مطايا ذلل حمل عليها
أهلها ، وأعطوا أزمتها ، فأوردتهم الجنة .
ومن جملة هذه الخطبة ، أيضا قوله 7 :
حق وباطل ، ولكل أهل ، فلئن أمر الباطل
لقديما فعل ، ولئن قل الحق لربما فعل ، ولقلما أدبر شيء فأقبل .
قالوا : ولما قال طلحة ، والزبير له 7 : نبايعك على إنا شركائك في هذا الامر
، فقال 7 : لا
ولكنكما شريكان في القوة والاستعانة ، وعونان على العجز والاود .
ومن كلام له 7 في مدح الكوفة : ويحك يا كوفة ، ما
أطيبك! وأطيب ريحك! وأخبث كثيرا من أهلك! الخارج منك بذنب. والداخل فيك برحمة ،
أما لا تذهب الدنيا حتى يحن إليك كل مؤمن ويخرج عنك كل كافر ، أما لا تذهب الدنيا
حتى تكوني من النهرين إلى النهرين حتى أن الرجل ليركب البغلة السفواء يريد الجمعة ولا يدركها .
____________
وقال 7
: المسالمة حبيب العيوب .
وقال 7
: الناس بزمانهم أشبه منهم بآبائهم .
وقال 7
: ايها الناس إتقوا الله الذي إن قلتم سمع ، وإن أضمرتم علم ، وبادروا الموت الذي
إن هربتم أدرككم ، وإن أقمتم أخذكم ، وإن نسيتموه ذكركم .
وقال 7
: لا يزهدك في المعروف من لا يشكره لك ، فقد يشكرك عليه من لم يستمتع بشيء منه .
وقال 7
: يا ابن آدم لا تحمل هم يومك الذي لم يأتك على يومك الذي أنت فيه ، فان يكن بقى
من أجلك يأت الله فيه برزقك .
وقال 7
: كل وعاء يضيق بما جعل فيه ، إلا وعاء العلم فانه يتسع .
وقال 7
: أول عوض الحليم من حلمه أن الناس أنصاره على الجاهل .
وقال 7
: أفضل رداء يرتدي به الحلم ، فإن لم تكن حليما فتحلم ، فإنه قل من تشبه بقوم إلا
أوشك أن يكون منهم .
ـــــــــــــــ
ومن
جملة وصيته لابنه الامام أبي محمد الحسن بن علي 8
والصلاة
يا بني إني لما رأيتني قد بلغت سنا ،
ورأيتني أزداد وهنا ، أردت بوصيتي إياك خصالا منهن : إني خفت أن يعجل بي أجلي قبل
أن أفضي إليك بما في نفسي وأن انقص في رأيي كما نقصت في جسمي ، أو يسبقني إليك بعض
غلبات الهوى ، وفتن الدنيا ، فتكون كالصعب النفور فإن قلب الحدث كالارض الخالية ما
القي فيها من شيء قبلته ، فبادرتك بالادب قبل أن يقسو قلبك ، ويشتغل لبك لتستقبل
بجد رأيك ما قد كفاك أهل التجارب بغيبة وتجربة ، فتكون قد كفيت مؤونة الطلب ،
وعوفيت من علاج التجربة فأتاك من ذلك ما قد كنا نأتيه ، واستبان لك ما أظلم علينا
فيه.
ومنها :
واعلم أن أمامك طريقا ذا مشقة ، بعيدا ،
وهولا شديدا ، وأنك لا غنى بك عن حسن الارتياد ، وقدر بلاغك من الزاد مع خفة الظهر
، فلا تحملن على ظهرك فوق طاقتك ، فيكون ثقله وبالا عليك ، وإذا وجدت من أهل
الحاجة من يحمل لك ذلك فيوافيك به حيث تحتاج إليه تغتنمه ، واغتنم ما أقرضت من
استقرضك في حال غناك.
واعلم يا بني أن أمامك عقبة كؤودا ،
مهبطها على جنة أو على نار ، فارتد لنفسك قبل نزولك فليس بعد الموت مستعتب ولا إلى
الدنيا منصرف.
واعلم يا بني أنك خلقت للآخرة لا إلى
الدنيا ، وللفناء لا للبقاء ، وأنك لفي منزل قلعة ، ودار بلغة ، وطريق من الآخرة ،
وأنك طريد الموت الذي لا ينجو منه هاربه ولا يفوته طالبه ، وإياك أن توجف بك مطايا
الطمع فتوردك مناهل الهلكة ، وإن استطعت ألا تكون بينك وبين الله تعالى ذو نعمة
فافعل.
ومنها :
ظلم الضعيف أفحش الظلم ، وربما كان
الداء دواء ، والدواء داء ، وربما نصح غير الناصح ، وغش المستنصح. وإياك والاتكال
على المنى ، فإنها بضائع النوكى. والعقل حفظ التجارب. وخير ما جربت ما وعظك. بادر
الفرصة قبل أن تكون غصة. من الفساد إضاعة الزاد. لا خير في معين مهين. سيأتيك ما
قدر لك. لا تتخذن عدو صديقك صديقا فتعادي صديقك. إمحض أخاك النصيحة حسنة كانت أو
قبيحة. وإن أردت قطيعة أخاك فاستبق له من نفسك بقية ترجع إليها. لا يكونن أخوك على
قطيعتك أقوى منك على صلته ، ولا يكونن على الاساءة أقوى منك على الاحسان. لا يكبرن
عليك ظلم من ظلمك فإنه يسعى في مضرتك ونفعك وليس جزاء من سرك أن تسوئه.
والرزق رزقان ، رزق تطلبه ، ورزق يطلبك
، فإن أنت لم تأته أتاك. ما أقبح الخضوع عند الحاجة ، والجفاء عند الغنى. إنما لك
من دنياك ما أصلحت به مثواك. إستدل على ما لم يكن بما قد كان فإن الامور أشباه. لا
تكونن ممن لا تنفعه العظة إلا إذا أبلغت في ألمه ، فإن العاقل يتعظ بالقليل وإن
البهائم لا تنتفع إلا بالضرب الاليم. من ترك القصد جار. ومن تعدى الحق ضاق مذهبه
ومن اقتصر على قدره كان أبقى له. وربما أخطأ البصير قصده وأصاب الاعمى رشده. قطيعة
الجاهل تعدل صلة العاقل. إذا تغير السلطان تغير الزمان. نعم طارد الهم اليقين.
ومنها :
يا بني وإياك ومشاورة النساء ، فإن
رأيهن إلى أفن ، وعزمهن إلى وهن ، و
اقصر عليهن
حجبهن فهو خير لهن. وليس خروجهن بأشد من الدخول من لا يوثق به عليهن ، وإن استطعت
الا يعرفن غيرك فافعل. ولا تملك المرأة من أمرها ما يجاوز نفسها ، فإن ذلك أنعم
لبالها ، فإن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة ، ولا تعطها حتى تشفع لغيرها. وإياك
والتغاير في غير موضع غيرة فإن ذلك يدعو الصحيحة إلى السقم.
وأول هذه الوصية قوله 7 :
من الوالد الفاني ، المقر للزمان ،
المدبر العمر ، المستسلم للدهر ، الذام للدنيا ، الساكن مساكن الموتى ، الظاعن
عنها غدا ، إلى الولد المؤمل ما لا يدرك السالك ، سبيل من قد هلك ، غرض الاسقام ،
ورهينة الايام ، ورمية المصائب ، وعبد الدنيا ، وتاجر الغرور ، وغريم المنايا ،
وأسير الموت ، وحليف الهموم ، وقرين الاحزان ، ونصب الآفات ، وصريع الشهوات ،
وخليفة الاموات .
ومن كلام له 7
في صفة الدنيا
ما أصف من دار أولها عناء وآخرها فناء ،
في حلالها حساب وفي حرامها عقاب ، من استغنى فيها فتن ، ومن افتقر فيها حزن ، ومن
ساعاها فاتته ، ومن قعد عنها واتته ، ومن أبصر بها بصرته ، ومن أبصر إليها أعمته .
ومن كلام له 7
من حاسب نفسه ربح. ومن غفل عنها خسر.
ومن خاف أمن. ومن اعتبر
ــــــــــــــ
أبصر ، ومن أبصر فهم
، ومن فهم علم. وصديق الجاهل في تعب .
قال الشريف الرضي ذو الحسبين أبو الحسن
رضي الله عنه ، ولو لم يكن في هذه الفقرة المذكورة إلا هذه الكلمة الاخيرة ، لكفى
بها لمعة ثاقبة ، وحكمة بالغة ، ولا عجب أن تفيض الحكمة من ينبوعها ، وتزهر
البلاغة في ربيعها.
* * * * * *
قال الكاتب :
تمت كتابة كتاب خصائص الائمة : وفرغ من كتبه العبد المذنب الراجي إلى
غفران الله وعفوه عبد الجبار بن الحسين بن أبي العم الحاج الفراهاني الساكن بقرية
خونجان
عمرها الله يوم الاربعاء الرابع من شوال سنة ثلاث وخمسين وخمس عائة ( ٥٥٣ ) غفر
الله له ولوالديه ولجميع المؤمنين والمسلمات إنه الغفور الرحيم.
ــــــــــــــ
الزيادات
في آخر النسخة المخطوطة وجدت بعض
الصحائف بخط الكتاب نفسه ، وهي تتعلق بكتاب ( خصائص أمير المؤمنين 7 ) وكأن الكاتب وقف على نسخة مخطوطة
أخرى جاءت فيها هذه الزيادات فكتبها وجعلها في آخر الكتاب ، وقد اثبتناها أيضا هنا
وهي :
منها الرعية
وليكن في خاصة ما تخلص لله به دينك ،
إقامة فرائضه التي هي له خاصة ، فأعط الله من بدنك في ليلك ونهارك ، ووف ما تقربت
به إلى الله من ذلك ، كاملا غير مثلوم ولا منقوص بالغا من بدنك ما بلغ ، وإذا قمت
في صلاتك للناس فلا تكونن منفرا ولا مضيعا ، فإن في الناس من به العلة وله الحاجة
، قد سألت رسول الله 9
حين وجهني إلى اليمن كيف اصلي بهم فقال : صل بهم كصلاة أضعفهم ، وكن بالمؤمنين
رحيما.
وأما بعد هذا ، فلا تطولن إحتجابك من
رعيتك ، فإن إحتجاب الولاة عن الرعية ، شعبة من الضيق ، وقلة علم بالامور.
والاحتجاب منهم يقطع عنهم علم ما احتجبوا دونه ، فيصغر عندهم الكبير ، ويعظم
الصغير ويقبح الحسن ، ويحسن القبيح ، ويشاب الحق بالباطل ، إنما الوالي بشر لا
يعرف ما تواري عنه الناس به من الامور ، وليست على الحق سمات تعرف بها ضروب الصدق
من الكذب ، وإنما أنت أحد رجلين ، إما امرؤ سخت نفسك بالبذل في الحق ففيم إحتجابك
من واجب حق تعطيه ، أو فعل كريم تسديه ، أو مبتلى بالمنع ، فما أسرع كف الناس عن
مسألتك إذا أيسوا من بذلك ، مع أن أكثر حاجات الناس إليك مالا مؤونة فيه عليك من
شكاة مظلمة ، أو طلب إنصاف في معاملة.
ــــــــــــــ
ثم أن للوالي خاصة وبطانة فيهم إستئثار
وتطاول ، وقلة إنصاف في معاملة فاحسم مادة أولئك بقطع أسباب تلك الاحوال ، ولا
تقطعن لاحد من حاشيتك وخاصتك قطيعة ، ولا يطمعن منك في اعتقاد عقدة تضر بمن يليها
من الناس في شرب أو عمل مشترك يحملون مؤونته على غيرهم ، فيكون مهنأ ذلك لهم دونك
، وعيبه عليك في الدنيا والآخرة.
وألزم الحق من لزمه من القريب والبعيد ،
وكن في ذلك صابرا محتسبا ، واقعا ذلك من قرابتك وخاصتك حيث وقع ، وابتغ عاقبته بما
يثقل عليك منه فإن مغبة ذلك محمودة.
وإن ظنت الرعية بك حيفا فأصحر لهم بعذرك
، واعدل عنهم ظنونهم بإصحارك ، فان في ذلك إعذارا تبلغ فيه حاجتك من تقويمهم على
الحق.
ولا تدفعن صلحا دعاك إليه عدوك لله فيه
رضى ، فإن في الصلح دعة لجنودك وراحة من همومك ، وأمنا لبلادك. وليكن الحذر كل
الحذر من عدوك بعد صلحه فإن العدو ربما قارب ليتغفل فخذ بالحزم ، واتهم في ذلك حسن
الظن ، وإن عقدت بينك وبين عدوك عقدة ، أو ألبسته منك ذمة فحط عهدك بالوفاء ، وارع
ذمتك بالامانة ، واجعل نفسك جنة دون ما أعطيت فإنه ليس من فرائض الله شيء في الناس
أشد عليه اجتماعا مع تفريق أهوائهم ، وتشتيت آرائهم ، من تعظيم الوفاء بالعهود ،
وقد لزم ذلك المشركون فيما بينهم دون المسلمين لما استوبلوا من عواقب الغدر ، ولا
تغدرن بذمتك ولا تخيسن بعهدك ، ولا تختلن عدوك فإنه لا يجترئ على الله إلا جاهل
شقي ، قد جعل الله عهده وذمته أمنا أفضاه بين العباد برحمته ، وحريما يسكنون إلى
منعه ، ويستفيضون إلى جواره ، ولا إدغال ولا مدالسة ولا خداع فيه ، ولا تعقد عقدا
تجوز فيه العلل ، ولا تعولن على لحن القول بعد التأكيد والتوثقة ، ولا يدعونك ضيق
أمر لزمك فيه ..
* * *
والعين بالوكاء ، فإذا أطلق الوكاء لم
ينضبط الوعاء. وهذا القول في الاشهر الاظهر من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ،
وقد رواه قوم لامير المؤمنين 7
، وذكر ذلك المبرد في كتاب المقتضب ، في باب اللفظ بالحروف ، وقد تكلمنا على هذه
الاستعارة في كتابنا الموسوم به ( المجازات والآثار النبوية ) .
وقال 7
في كلام له : ووليهم وال ، فأقام واستقام ، حتى ضرب الدين بجرانه .
وقال 7
: يأتي على الناس زمان عضوض ، يعض الموسر فيه على ما في يديه ، ولم يؤمر بذلك ،
قال الله سبحانه : ( ولا تنسؤا الفضل
بينكم )
تنهد فيه
الاشرار ، وتستذل الاخيار ، ويبايع المضطرون ، وقد نهى رسول الله صلى عليه وآله
وسلم عن بيع المضطرين .
وقال 7
: يهلك في رجلان ، محب مفرط وباهت مفتر. وهذا مثل قوله : يهلك في محب غال ، ومبغض
قال .
وسئل 7
عن التوحيد ، والعدل ، فقال : إن التوحيد أن لا تتوهمه ، والعدل أن لا تتهمه .
وقال : لا خير في الصمت عن الحكم ، كما
أنه لا خير في القول بالجهل .
ـــــــــــــــ
وقال في دعاء استسقى به : اللهم اسقنا
ذلل السحاب دون صعابها .
وهذا من كلام العجيب الفصاحة ، وذلك أنه
7 شبه السحاب
ذوات الرعود ، والبوارق ، والرياح ، والصواعق بالابل الصعاب التي تقص بركبانها ،
وشبه السحاب خالية من تلك الروائع بالابل الذلل التي تحتلب طيعة ، وتقتعد مسمحة.
وقيل له 7
، لو غيرت شيبك يا أمير المؤمنين؟ فقال : الخضاب زينة ، ونحن قوم في مصيبة ( يريد
مصيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ) .
وقال 7
: القناعة مال لا ينفد .
وقد روى بعضهم هذا الكلام عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال 7
لزياد بن أبيه وقد استخلفه لعبد الله بن العباس على فارس وأعمالها في كلام طويل ،
كان بينهما ، نهاه فيه عن تقديم الخراج : استعمل العدل ، واحذر العسف ، والحيف فان
العسف يعود بالجلاء ، والحيف يدعو إلى السيف .
وقال : أشد الذنوب ما استخف به صاحبه .
وقال : ما أخذ الله على أهل الجهل أن
يتعلموا ، حتى أخذ على أهل العلم أن يعلموا .
وقال : شر الاخوان من تكلف له .
ـــــــــــــــ
وقال : إذا احتشم المؤمن أخاه فقد فارقه
.
إنتهت الزيادة
بحمد الله ومنه وصلواته على نبيه محمد
وآله أجمعين وفرغ من كتبه العبد المذنب عبد الجبار بن الحسين بن أبي العم الحاجي
الفراهاني يوم الاربعاء التاسع عشر من جمادي الاولى من سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة
في خدمة مولانا الامير الاجل السيد ضياء الدين تاج الاسلام أبي الرضا فضل الله بن
علي ابن عبيد الله الحسني أدام الله ظله وقد آوى إلى قرية جوسقان راوند متفرجا. من
نسخته بخطه حامدا لله ومصليا على النبي وآله أجمعين والسلام.
ـــــــــــــــ
الفهارس
:
|
١ ـ الايات القرآنية ...
٢ ـ مصادر التحقيق ...
٣ ـ اعلام الكتاب ...
٤ ـ مواضيع الكتاب ...
|
١
الصفحة
|
|
الآية
|
|
البقرة
|
|
١٢٤ وَلاَ تَنسَوُاْ
الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ
|
|
٢٣٧
|
|
آل عمران
|
|
٣٧ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ
مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا
|
|
٣٠
|
٧٧ وَلِلّهِ عَلَى
النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ
|
|
٩٧
|
٧٤ وَاعْتَصِمُواْ
بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ
|
|
١٠٣
|
|
النساء
|
|
١٠٣ إِنَّمَا
التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ
|
|
١٧
|
١٠٣ وَمَن يَعْمَلْ
سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ
|
|
١١٠
|
|
الأعراف
|
|
٤٥ اخْلُفْنِي فِي
قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ
|
|
١٤٢
|
|
التوبة
|
|
٧٦ فَقَاتِلُواْ
أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ
|
|
١٢
|
٥٨ ثَانِيَ اثْنَيْنِ
إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ
|
|
٤٠
|
|
يونس
|
|
١٠١ يَا أَيُّهَا
النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم
|
|
٢٣
|
٨٢ أَفَمَن يَهْدِي
إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ
|
|
٣٥
|
|
يوسف
|
|
١١١ وَلَمَّا بَلَغَ
أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا
|
|
٢٢
|
|
ابراهيم
|
|
١٠٣ لَئِن شَكَرْتُمْ
لأَزِيدَنَّكُمْ
|
|
٧
|
|
مريم
|
|
٧١ إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ
|
|
٩٦
|
|
الأنبياء
|
|
٤٧ بَلْ عِبَادٌ
مُّكْرَمُونَ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ
|
|
٢٧
|
|
النمل
|
|
٤٧ أَيُّكُمْ
يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ
|
|
٣٩
|
|
القصص
|
|
٧٠ وَنُرِيدُ أَن
نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ
|
|
٥
|
١١١ وَكَذَلِكَ نَجْزِي
الْمُحْسِنِينَ
|
|
١٤
|
|
الأحزاب
|
|
٣٤ إِنَّمَا يُرِيدُ
اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ
|
|
٣٣
|
|
فاطر
|
|
١٠١ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ
السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ
|
|
٤٣
|
|
ص
|
|
٩٩ وَلَتَعْلَمُنَّ
نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ
|
|
٨٨
|
|
غافر
|
|
١٠٣ ادْعُونِي
أَسْتَجِبْ لَكُمْ
|
|
٦٠
|
|
الأحقاف
|
|
٧٠ وَوَصَّيْنَا
الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا
|
|
١٥
|
٧٤ وَأُبَلِّغُكُم مَّا
أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ
|
|
٢٣
|
|
محمّد (ص)
|
|
٧٦ وَاللَّهُ مَعَكُمْ
وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ
|
|
٣٥
|
|
الفتح
|
|
١٠١ فَمَن نَّكَثَ
فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ
|
|
١٠
|
٢
أخبار
السيّد الحميري
الإرشاد
الإستيعاب
اسد
الغابة
الإصابة
اصول
الكافىّ
الأعلام
أعلام
الورى
أعيان
الشّيعة
الأغانيّ
الإمامةو
السّياسة
أمل
الآمل
الأنساب
بحارالأنوار
البداية
والنّهاية
بصائرالدرجات
تأسيس
الشّيعة
تاريخ
بغداد
تاريخ
الأمم والملوك
تاريخ
اليعقوبي
|
|
محمّد
بن عمران المرزبانيّ ط نجف ١٣٨٥ هـ.
الشّيخ
المفيد محمّد بن محمّد البغداديّ ط ايران.
ابن
عبدالبرّ ( هامش لإصابة ).
عزالدّين
عليّ بن الأثير الشيبانيّ ط مصر.
ابن
حجر العسقلانيّ ط مصر ١ ـ ٤.
الكلينيّ
محمّد بن يعقوب ط بيروت.
خيرالدّين
الزركلي.
أمين
الاسلام الفضل بن الحسن الطبرسيّ.
السيّد
محسن الأمين العامليّ.
أبوالفرج
الإصفهانيّ.
ابن
قتيبة الدّينوريّ ١ _ ٢ ط مصر.
الشيخ
محمّد بن الحر العاملي ١ _ ٢ ط نجف.
عبدالكريم
السمعاني.
العلامة
المجلسي ط القديمة والجديدة.
ابن
كثير الدمشقي ١ _ ١٤ ط مصر.
ابن
فروخ الصّفار القمي ط ايران.
السيّد
حسن الصّدر ط بغداد.
الخطيب
أحمد بن علي البغدادي ١ _ ١٤.
ابن
جرير الطّبري ١ _ ١٢ ط مصر.
ابن
واضح اليعقوبي ١ _ ٢ ط بيروت.
|
تفسير
الصافي
تنقيح
المقال
تهذيب
التّهذيب
الثققات
العيون
ثمار القلوب
جامع الرّواة
جمهرة أنساب العرب
جمهرة خطب العرب
حقائق التأويل
حلية الأولياء
خصائص أميرالمؤمنين
دارالسّلام
الدّرالمنثور ( تفسير )
الدّرجات الرفيعة
دستور معالم الحکم
دعائم الاسلام
ديوان
ديوان الهاشميّات
ذخائر العقبى
الذّريعة
راهنماي دانشوران
الرّجال
الرّجال
الرّجال
روضة الواعظين
روضات الجنّات
رياض العلماء
الرّياض النّضرة
ريحانة الأدب
|
|
المولى
الفيض الكاشاني.
ألشيخ
عبدالله المامقاني ١ _ ٣.
إبن
حجر العسقلاني ١ _ ١٤ ط الهند.
الشيخ
آغا بزرگ الطراني ( الطبقات ).
الثعالبي ط مصر.
المولى محمد عليّ الأردبيلىّ ١ ـ ٢.
أبن حزم الأندلسي.
أحمد صفوت ١ _ ٣ ط مصر.
الشّريف الرّضي ( المقدّمة ).
الحافظ ابونعيم الإصفهاني ١ _ ١٠.
الحافظ ا النّسائي ط نجف ـ و ط ايران.
المحدّث النوري ١ _ ٣ ط ايران
جلال الدّين السيوطي ١ ـ ٦ ط مصر.
السّيّد
عليّ خان المدنيّ ط نجف.
القضاعي.
القاضني نعمان بن محّمد المغربي ١ ـ ٢.
الشّريف الرّضي ١ _ ٢.
الکميت بن زيد مصر.
محبّ الدّين الطّبري.
الشيخ آغا بزرگ الطهراني ١ _ ٢٥.
جمع من الأدباء ١ _ ٩ ط ايران.
ابن داود الحلّي ط النجف.
الشيخ الطوسي محّمد بن الحسن.
النجاشي أحمد بن علي.
محمّد بن الحسن الفتال النّيسابوري.
الخونساري ١ _ ٨ ط ايران.
الميرزا عبدالله الأفندي ١ _ ٦.
محبّ الدّين الطبري ١ _ ٢ ط مصر.
محمّد علّي المدرّس ١ _ ٨ ط ايران.
|
زين الفتى
سفينة البحار
شرح نهج البلاغة
شرح نهج البلاغة
شرح نهج البلاغة
الشريف الرّضي
الشريف الرّضي
شهداء الفضيلة
الصّواعق المحرقة
ألطّبقات الكبرى
ألعقد الفريد
علل الشّرائع
ألغدير
غزوات أميرالمؤمنين ( ع )
فاطمة
بنت أسد
فرحة
الغري
فضائل
الخمسة
فوائد
الرّضويّة
قضاوتهاي
أميرالمومنين ( ع )
كامل
الزّيارات
الكامل
في التاريخ
كشف
الظنون
كفاية
الطّالب
كنز
العمّال
كنوز
الحقائق
الكنى
والألقاب
المجازات
النّبويّة
مجالس
المؤمنين
مجمع
الأمثال
|
|
الحافظ العاصمي. مخطوط في مکتبتي الخاصة.
المحّدث القمي ١ _ ٢.
إبن أبي الحديد ١ _ ٢٠ ط مصر.
إبن ميثم البحراني ١ _ ٥ ط ايران.
الشيخ محمّد عبده ط مطبعة الاستقامة.
الشيخ
عبدالحسين الامينى ط نجف.
الشيخ محمّد هادي الأمينّى.
الشيخ عبدالحسين الأمينّى ط نجف.
ابن حجر العسقلاني ط مصر.
ابن سعد ط بيروت ١ _ ٨.
ابن عبد ربّه ١ _ ٨.
الشيخ الصّدوق أبن بابويه ١ _ ٢ ط نجف.
الشيخ الأميني ١ _ ١١ بيروت.
الشيخ
جعفر النّقدي.
الشيخ
محمّد هادى الأميني ( مخطوط ).
السيّد
عبدالكريم بن طاووس ط النجف.
السيّد
مرتضى الفيروز آبادي ١ _ ٣.
الشيخ
عبّاس القمي.
الشيخ
ذبيح الله المحلاّّتي.
أبن
قولو يه القمي.
ابن
الأثير ١ _ ١٣ ط مصر.
الحاجي
خليفة ١ _ ٢.
الحافظ
الگنجي
الشافعي. تحقيق محمّد هادي الأميني.
المتّقي
الهندي. ط الهند.
عبدالرّوف
المناوي.
الشيخ
القمي ١ _ ٣ تقديم محمّد هادى الأميني.
الشريف
الرّضي.
القاضي
نور الله التّستري ١ _ ٢.
الميداني
١ _ ٢.
|
مجمع
الزّوائد
مستدرك
الصّحيحين
مستدرك
الوسائل
المسند
مسند
الرّسول ( ص )
مصادر
ترجمة الشريف الرضى
معجم
الأدباء
معجم
البلدان
معجم
رجال الفكر والادب
مقاتل
الطالبيين
مقتل
الحسين ( ع )
المناقب
المنتظم
منتهى
المقال
مهج
الدّعوات
نظم
درر السّمطين
نور
الأبصار
نهاية
الإرب
وفيات
الأعيان
وقعة
صفين
هدية
الأحباب
هدية
العارفين
|
|
الهيثمي
١ _ ١٠ ط مصر.
الحاكم
النّيسابوري ١ _ ٤ ط مصر.
المحدّث
النوري ١ _ ٣ المجلد الأخير.
أحمد
بن حنبل.
الشيخ
يحيى الفلسفي الدارابي ١ _ ٣.
الشيخ
محمّد هادى الأميني.
الياقوت
الحموي ١ _ ٢٠ ط مصر.
الياقوت
الحموي ١ ـ ٥.
الشيخ
محمّى هادى الامينى.
أبوالفرج
الاصفهاني.
الحافظ
الخوار زمي ١ _ ٢.
ابن
شهر اشوب المازندراني ١ ـ ٤.
عبدالرحمن
بن الجوزي ط الهند.
أبوعلى
الحائري.
السيّد
إبن طاوس الحلّي.
الحافظ
الزرندي الحنفي ط نجف.
الشبلنجي
مؤمن ط
مصر.
النّو
يري ط مصر ١ ـ ١٨.
ابن
خلّكان ١ ـ ٢ ط ايران.
نصر
بن مزاحم ط مصر.
الشيخ
عباس القمي.
البغدادي
١ ـ ٢.
|
٣
آدم
7 : ٨٧ ، ٩٠ ، ٩٢ ، ١١٥.
ابن
أبي رافع : ٧٩.
ابن
جني : ٢٦ ، ٢٨.
ابن
الحجاج الحسين : ٣٢.
ابن
شهر اشوب محمد بن علي : ٣٤.
إبن
الكواء : ٥٨ ، ٦٨ ، ٨٧ ، ٨٩.
أبو
اسحاق الزجاج : ٢٨.
أبو
اسحاق الصابي : ٣١، ٣٢.
أبو
أيوب المدني : ٨٢.
أبو
بصير : ٥٦.
أبوبكر
الخوارزمي : ٢٠.
أبوبكر
بن أبي قحافة : ٥٨ ، ٧٤ ، ٨١ ، ٨٢.
ابو
تغلب بن حمدان : ٢١.
ابو
جعفر الخواص : ١١١.
ابو
جعفر النيسابوري : ٣٤.
أبو
الحسن أمير المؤمنين. علي 7 : ١١ ، ١٢ ، ١٣ ، ١٤ ، ٣٠
، ٣١ ، ٣٢ ، ٣٩ ، ٤٠ ، ٤١ ، ٤٢ ، ٤٣ ، ٤٤ ، ٤٥ ، ٤٦ ، ٤٧ ، ٤٨ ، ٤٩ ، ٥٠ ، ٥١ ،
٥٢ ، ٥٣ ، ٥٤ ، ٥٥ ، ٥٦ ، ٥٧ ، ٥٨ ، ٥٩ ،
|
|
٦٠
، ٦١ ، ٦٢ ، ٦٣ ، ٦٤ ، ٦٥ ، ٦٦ ، ٦٧ ، ٦٨ ، ٧٠ ، ٧١ ، ٧٢ ، ٧٣ ، ٧٤ ، ٧٥ ، ٧٦ ،
٧٧ ، ٧٨ ، ٧٩ ، ٨٠ ، ٨١ ، ٨٢ ، ٨٣ ، ٨٤ ، ٨٥ ، ٨٦ ، ٨٧ ، ٨٩ ، ٩٠ ، ٩١ ، ٩٢ ، ٩٣
، ٩٤ ، ٩٥ ، ٩٦ ، ٩٧ ، ٩٨ ، ٩٩ ، ١٠٠ ، ١٠١ ، ١٠٢ ، ١٠٣ ، ١٠٤ ، ١٠٥ ، ١٠٦ ، ١٠٧
، ١٠٨ ، ١٠٩ ، ١١٠ ، ١١١ ، ١١٢ ، ١١٣ ، ١١٤ ، ١١٥ ، ١١٨ ، ١٢١ ، ١٢٤ ، ١٢٥.
أبو
الحكم : ٦٢.
أبو
سعيد السمعاني : ٣٤.
أبو
صالح : ١٠٥.
ابو
طالب : ٦٤ ، ٦٨.
ابوعبدالله
المفيد : ٢٢ ، ٢٩ ، ٣٠ ، ٣٣.
أبوعبدالله
بن المهلوس : ٣٢.
أبو
علي الحداد : ٣٤.
أبو
علي الشاعر : ٢١.
أبو
علي ابن الشيخ الطوسي : ٣٤.
أبو
علي الفارسي : ٢٨ ، ٣١.
|
ابو
غالب فخر الملك : ٣٢.
ابو
الفتح بن أبي الفضل : ٣٤.
ابو
الفضل الخزاعي : ١٥.
ابو
المعلى : ٨٢.
أبو
المقدام الثقفي : ٥٦.
أبو
وهب البصري : ٤٠.
أبان
بن تغلب : ٥٩.
ابراهيم
المجاب : ٣٣.
ابراهيم
بن أحمد الطبري : ٢٩.
إبراهيم
الأصغر : ٢٠.
ابراهيم
الكفعمي : ١٢٤.
أحمد.
رسول الله. النبي. محمد 6 : ٣٩ ، ٤٠ ، ٤١ ، ٤٢ ، ٤٣
، ٤٤ ، ٤٥ ، ٤٩ ، ٥٠ ، ٥١ ، ٥٥ ، ٥٦ ، ٥٨ ، ٥٩ ، ٦٠ ، ٦١ ، ٦٢ ، ٦٥ ، ٦٦ ، ٦٧ ،
٧٢ ، ٧٣ ، ٧٤ ، ٧٦ ، ٧٧ ، ٧٨ ، ٨٠ ، ٨١ ، ٨٤ ، ٨٦ ، ٨٩ ، ٩١ ، ٩٢ ، ٩٥ ، ٩٩ ،
١٠٤ ، ١٢٢ ، ١٢٤ ، ١٢٦.
احمد
بن ابراهيم الضبى : ٢٠.
أحمد
بن عبدالله : ٥٦.
احمد
بن محمد : ٤٧.
أحمد
بن محمد بن عمار العجلي : ٧٢.
احمد
بن محمد الناصر الكبير : ٢٠.
احمد
بن موسى الأبرش : ٢١.
أحمد
بن المهتا : ٣٣.
الاخفش
: ٢٨.
اسحاق
بن ابراهيم الكوفي : ١٠٥.
اسماعيل
بن عبدالله بن جعفر : ٥٥.
اسماعيل
بن الفضل : ١٥.
|
|
أصبغ
بن نباته : ٤٨ ، ٥٣ ، ٥٨ ، ٨٧.
اويس
القرني : ٥٣.
بختيار
بن عز الدولة : ٢٢.
بريدة
الأسلمي : ٦٧.
بلال
الحبشي : ٧٨ ، ٧٩.
بهاء
الدّولة : ٢١ ، ٢٥.
جابر
بن عبدالله الانصاري : ٥٠.
جعدة
بن هبيرة : ٦٣.
جعفر
الصادق 7 : ٣٩ ، ٤٠ ، ٤٤ ، ٤٧ ، ٥٩
، ٦١ ، ٦٢ ، ٦٤ ، ٧٠ ، ٨١ ، ٨٢ ، ٨٦ ، ٩٠ ، ٩٢.
جعفر
بن محمد الحسني : ١٠٥.
جعفر
بن محمد بن عبيدالله : ٤٧.
جندب
بن عبدالله البجلي : ٦٠ ، ٦٧.
جويرة
بن مسهر : ٥٦ ، ٥٧.
حذافة
بن غانم العدوي : ٦٨.
حسان
بن ثابت : ٤٢ ، ٤٣.
الحسن
7 : ٤٤ ، ٤٩ ، ٥٠ ، ٧٨ ، ٧٩ ، ١١٦.
الحسن
بن أبي الحسن البصري : ٦٣.
الحسن
بن احمد الفارسي : ٣٠.
الحسن
بن احمد الناصر : ٢١.
السيرافي
الحسن بن عبدالله : ٢٦ ، ٢٨.
الحسن
بن علي الأصغر : ٢٠.
حسن
بن السيد هادي الصدر : ٣٣.
حمدان
بن سليمان النيسابوري : ٤٠.
الحسين
7 : ٢٠ ، ٣٣ ، ٤٤ ، ٦٢ ، ٧٧.
المحدث
النوري الحسين بن محمد تقي : ٣٠ ، ٣٣.
|
حسين
بن محمد بن يحيى : ٦٤.
حسين
بن المختار : ٥٦.
الحسين
بن موسى : ٢٠ ، ٢٢ ، ٢٤ ، ٣٢ ، ٣٣.
الحسين
الناصر الصغير : ٢٠.
خالد
بن عرفطه : ٥٢ ، ٥٣.
الخضر
7 : ٩٠.
داود
7 : ٩٧.
الرّضي.
الشريف : ١١ ، ١٢ ، ١٤ ، ١٥ ، ٢٠ ، ٢١ ، ٢٢ ، ٢٣ ، ٢٤ ، ٢٥ ، ٢٦ ، ٢٧ ، ٢٨ ، ٢٩
، ٣٠ ، ٣١ ، ٣٢ ، ٣٣ ، ٨٧ ، ٩٥ ، ٩٩ ، ١٠٤ ، ١١٢ ، ١١٣ ، ١١٩.
الزبير
: ٦١.
زكريا
بن يحيى القطان : ٦٢.
زياد
بن أبيه : ١٢٥.
زيد
بن عبد مناف : ٦٨ ، ٦٩.
زيد
بن موسى 7 : ٤٤ ، ٤٥.
زين
الدين الشهيد الثاني : ٢٦.
زين
العابدين 7 : ٢٠ ، ٢٣.
سابور
بن ازدشير : ٢٨.
سعد
بن أبي وقاص : ٥٣.
سلمان
الفارسي : ٨٢ ، ١٠١.
سلبمان
7 : ٤٧.
سليمان
بن مهران الأعمشى : ٧٦.
سهل
بن كهيل : ٧٠.
سهيل
بن ذبيان : ٤٤.
شرف
الدولة : ٢٨.
صمصام
الدولة : ٢١.
ضرار
بن ضمرة الضبابى : ٧٠.
الطحاوي
: ٢٨.
|
|
طلحة
: ٦١.
عاصم
ضمرة السلولي : ٨٣.
عامر
بن شراحيل الشعبي : ١١٢.
العباس
بن عبدالمطلب : ٧٧.
عبد
الجبار بن احمد : ٢٩.
عبد
الجبار بن الحسين : ١٥ ، ١٩ ، ١١٩ ، ١٢٦.
عبد
الحسين الأميني : ٣٠.
عبدالحسين
الحلي : ٢٢.
عبد
الرحمن بن ملجم : ٦٣ ، ١٠٨.
عبدالرحيم
بن محمد بن نباته : ٢٨.
عبدالرزاق
المقرم : ١٤ ، ٢٠.
عبد
السلام بن الحسين : ٢٨.
عبد
العزيز الطباطبائي : ١٥.
عبدالله
بن الحسين : ١٥.
عبدالله
بن الزبعري : ٦٨.
عبدالله
بن شبيب : ١٥.
عبدالله
بن صالح بن جمعة : ٥٥.
عبدالله
بن عامر بن كريز : ٦١.
عبدالله
بن عباس : ٤٨ ، ٧١ ، ٧٤ ، ٧٥ ، ٩٥.
عبدالله
بن محمد الاكفاني : ٣٠.
عبدالله
بن محمد اليماني : ٤٠.
عبد
المطلب : ٦٨.
عبدالله
بن ميمون : ٤٧.
عبد
الملك بن قريب الأصمعي : ٩٤.
عبد
الواحد بن المختار : ٥٦.
عبيدالله
بن زياد : ٥٤ ، ٥٥.
عثمان
بن عفان : ٨٩.
عضد
الدولة : ٢١ ، ٢٤.
|
عطية
: ٧٦.
علم
الهدى. المرتضى : ٢٤ ، ٢٦ ، ٢٧ ، ٢٩ ، ٣٢ ، ٣٣ ، ٥٢.
علي
بن الحسن : ٢٠.
علي
بن عيسى الربعي : ٢٨.
علي
بن موسى الرضا 7 : ٤٤.
عمر
بن ابراهيم : ٢٩.
عمر
الاشرف : ٢٠.
عمر
بن الخطاب : ٤٨ ، ٤٩ ، ٦٧ ، ٧٧ ، ٨٢ ، ٨٣ ، ٨٤ ، ٨٥ ، ٩٠ ، ٩١ ، ٩٢.
عمر
بن سعد : ٦٢.
عمر
بن يزيد : ٨٢.
عمرو
بن حريث : ٥٤ ، ٥٥.
عمرو
بن المنهال : ٥٨.
عيسى
7 : ٩٠.
عيسى
بن أحمد بن عيسى : ٧٧.
عيسى
بن الحسين بن عيسى بن زيد العلوي : ١٠٥.
أبوموسى
عيسى الضرير : ٧٢ ، ٧٣.
عيسى
بن علي بن عيسى : ٣٠.
فخاد
بن معد : ٢٩.
الفضل
بن الحسن الطبرسي : ٣٤.
فضل
الله الراوندي : ١٥ ، ١٩ ، ٣٤ ، ٣٥ ، ١٢٦.
الفضل
بن دكين : ٥٢.
فضل
بن الزبير : ٦٢.
قابيل
: ٩٢.
ألقادر
بالله العباسي : ٢٣ ، ٢٤.
قنبر
: ٥٧ ، ٨٤ ، ٨٦.
|
|
قيس
بن سعد بن عبادة : ٤٢ ، ٤٣.
قصي
بن كلاب : ٦٨ ، ٦٩.
قوام
الدين الملك : ٢٥.
كعب
الأحبار : ٨٩ ، ٩٠.
ألكلبي
: ١٠٥.
الكميت
بن زيد الاسدي : ٤٣.
كميل
بن زياد : ٣٠ ، ١٠٥.
مالك
الاشتر النخعي : ١٢٢.
محمد
بن أبي عمير : ٨٢.
محمد
بن احمد بن عبيدالله : ٧٧.
محمد
الأعرج : ٢٠.
شيخ
الطائفة الطوسي محمد بن الحسن : ٣٠.
محمد
بن الحسن الطوسي : ٣٤.
محمد
بن الحسين بن سعيد : ٥٦.
محمد
الحميري : ٤٣ ، ٤٤ ، ٥١.
محمد
بن سليمان الاصفهاني : ٥٢.
محمد
بن عبدالله بن مسكان : ٦٤.
محمد
بن علي الجواد 7 : ١٣ ، ٣٧.
محمد
بن عمران المرزباني : ٣٠.
محمد
بن القاسم الصوفي : ٢١.
محمد
بن مكي الشهيد الأول : ٢٦.
محمد
بن موسى الخوارزمي : ٢٨.
محمد
بن همام الاسكافي : ١٠٥.
محمد
بن يحيى : ٤٠.
محمد
بن يعقوب : ٤٠ ، ٦٤.
مصعب
بن سلام : ٨١.
معاوية
: ٤٢ ، ٤٧ ، ٥٣ ، ٥٦ ، ٧٠ ، ٧٥.
المعتصم
: ٢١.
معز
الدولة : ٢١ ، ٢٢.
|
محمد
بن علي بن خلف : ١٠٥.
المغيرة
: ٦٨.
منيع
بن الحجاج : ٤٠.
موسى
ابو سبحة : ٢٠.
موسى
7 : ٤٥ ، ٨٧ ، ٩٠.
موسى
بن جعفر 7 : ١٣ ، ٢٠ ، ٢٣ ، ٣٣ ،
٣٧.
موسى
الأبرش : ٢٠.
مهذب
الدولة : ٢١.
ميثم
التمار : ٥٤ ، ٥٥.
الناصر
الاطروش : ٢١ ، ٢٢.
نوف
البكالي : ٩٧.
الوزير
المهلبي الحسن بن محمد بن هارون : ٢٧.
الوليد
بن أبان : ٦٤.
هادي
آل كاشف الغطاء : ١٤.
|
|
هارون
7 : ٤٥ ، ٥٧.
هارون
بن موسى التلعكبرى : ٣٠ ، ٥٧ ، ٦٤ ، ٧٢ ، ٧٧ ، ١٠٥.
هاشم
: ٦٨.
يوسف
البحراني : ٣٣.
يونس
: ٤٠ ، ٥٢.
ام
حكيم بنت عمرو الخولية : ٥٢.
ام
كلثوم : ٦٣.
ام
هاني بنت أبي طالب : ٦٣.
بلقيس
: ٤٧.
حوّاء
: ٩٢.
زينب
3 : ٦٣.
عائشة
: ٦٧.
فاطمة
بنت رسول الله (ص) : ٢٩ ، ٤٤.
فاطمة
بنت أسد : ٣٩ ، ٥٢ ، ٦٤ ، ٦٥.
فاطمة
بنت الحسين الناصر : ٢٠ ، ٢٢ ، ٢٩.
|
٤
المقدمة ١١
ترجمة الشريف الرضي ٢٠
ترجمة السيد فضل الله الراوندي ٣٤
مقدمة المؤلف السيد
الرضي ٣٦
خصائص أمير المؤمنين 7 ٣٩
فضل زيارته 7 ٤٠
طرف من الاحتجاج للنص
عليه 7 ٤١
الاشعار في نص النبي
على أمير المؤمنين 8 في يوم الغدير ٤٢
معجزته 7 مع الخارجي ٤٦
إجتيازه 7 من كربلاء ٤٧
قصة صاحب المواشي مع
عمر ، وكرامة أمير المؤمنين 7 ٤٨
حديث النوق التي خرجت
من الصخرة ٤٩
قصيدة الحميري البائية ٥١
إخباره بعدم موت خالد
بن عرفطة ٥٢
بيعة أويس القرني في
صفين ٥٣
خبر ميثم التمار ٥٤
علمه 7 بالتنزيل ٥٥
حديث رد الشمس ٥٦
حديث قميص هارون ٥٧
ردّه 7 لطغيان الفرات ٥٨
حديثه 7 مع إبن الكواء في
مبيته على فراش رسول الله 6 ٥٨
إخباره 7 ، المخدع ذي الثدية ٦٠
قتال الخوارج
بالنهروان ٦١
خروج طلحة والزبير على
أمير المؤمنين 7 ٦١
حديث سلوني قبل أن
تفقدوني ٦٢
إخباره 7 بقتل الحسين 7 ٦٢
إخباره 7 إبنته زينب بمقتله
ليلة قتله ٦٣
حديث وفاة فاطمة بنت
أسد ٦٤
في تلقين النّبي (ص)
لفاطمة بنت أسد ٦٥
لقبه بأمير المؤمنين 7 ٦٧
شرحه 7 أسماء أجداده ٦٨
وصف ضرار بن ضمرة ٧٠
في وصية النّبيّ (ص)
لأمير المؤمنين 7 ٧٢
عائشة تأمر عمر
بالصلاة في الناس ٧٣
خروج النّبيّ (ص)
للصلاة ٧٤
خطبته (ص) بعد الصلاة
وفيها الوصيّة لعليّ 7 ٧٤
ابن عباس يصف عليّاً 7 ٧٥
عليّ 7 أحق بالخلافة ٧٦
تسليم النّبيّ (ص) في
حياته درعه ، وسيفه ، وبغلته لعليّ (ع) ٧٨
خطبة الإمام الحسن عند
إستشهاد والده 8 ٧٩
المنتخب من قضاياه ،
وجوابات المسائل ٨١
حديث شارب الخمر مع
أبي بكر ٨١
عمر بن الخطاب والأنصاري ٨٢
الغلام الذي نفته امّه
٨٣
حديث لولا عليّ لهلك
عمر ٨٤
حديث الرجلين المطلقين
ثلاثاً ٨٥
طريقة عليّ 7 في قطع يد السارق ٨٥
حديث المملوكين ٨٦
حديث من رمى فأصاب
رباعية انسان ٨٦
قوله 7 : إجتحوا بالشجرة
واضاعوا الثمرة ٨٦
المسائل التي سئل عنها
7 ٨٧
مسائل إبن الكواء ٨٩
مسائل كعب الأحبار ٨٩
مسائل أسقف نجران من
عمر وإجابته 7 له ٩٠
كلماته القصار ٩٤
كلامه مع أهل القبور ١٠٢
وصيته لكميل بن زياد
الأسدي ١٠٥
كلامه لما ضربه إبن ملجم
المرادي ١٠٨
كلامه في وصف الكوفة ١١٤
وصيته لابنه الامام الحسن
8 ١١٦
كلامه في صفة الدينا ١١٨
الزيادات ١٢١
الفهارس ١٢٧
|