

بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم :
لم يكن التراث الاَخلاقي الضخم الذي
تزخر به خزائن الحضارة الاِسلامية حالة غير طبيعية تنفصل عمّا أرساه دين الله
الحنيف من تعاليم ربانية ، تنظّم مسيرة المجتمع البشري لما فيه خيره وصلاحه ، بل
يمكن القول : إنّ الجانب الاَخلاقي يعتبر بمثابة العلامة الفارقة التي تميزت بها
الحضارة الاِسلامية عن بقية حضارات الاَمم والشعوب منذ بدء الخليقة وإلى يومنا
هذا.
يتعاظم المسلم فضائل ... يجد نفسه
كبيراً كما هي الراسيات نبلاً وشهامة ، يحق له أن يحدّق في عين الشمس فيتطاول
عليها شمماً وكرامة ، وهو يتمثل ـ عبر كنوز التراث ـ رسول الاِسلام يعود جاره
اليهودي عند مرضه يسأل عن أحواله ، ويطيب خاطره ، مع أنّه جار سوء طالما آذاه
بإلقاء القمامة عليه ، وقذفه بأقسى الكلمات ، فما كان من اليهودي ـ العدوّ لله
ولرسوله ـ إلاّ أن يذعن لدعوة الحق ، وهو يشاهد غماماً من رحمة رسول الله وخلقه
الرفيع تهطل عليه وابلاً من الرأفة والحنان والحب؛ وهل الدين إلاّ الحب!؟
وهكذا يدوّن التأريخ حقيقة أنّ أخلاق
المسلمين كانت المفتاح الذي استطاعوا به فتح مغاليق قلوب الناس ، لتستقبل النور
الاِلهي المنبعث من شعاب
مكة المكرمة ، وأنّ
المثل العليا وقيم السماء التي بشّر بها فكر الاِسلام أوقع في القلوب ، وأريض
للنفوس ، من بريق المواضي وقعقعة السلاح ، في عالم أطبقت عليه مفاهيم الجهالة
المعتمة.
والآن بعد أربعة عشر قرناً من الزمن ،
وكي لا نتهالك على فتات موائد حضارة القرن العشرين ، نأخذ منها الضارّ ونترك
النافع!! ما أحوج الاُمة التي جعلها الله خير اُمة اُخرجت للناس ، تأمر بالمعروف
وتنهى عن المنكر ، أن تلتفت إلى الماضي ، ترمقه بنظرة تفحّص ، من أجل أن تستلهم
منه معاني العفة والطُهر ، لتبني على أساسها مستقبل الحياة الحرة الكريمة ، لتواجه
الرياح السوداء ، قوية الشكيمة ، رابطة الجأش ، مرفوعة الرأس ، لتحمل للمعمورة
مشعل الهداية المحمديّ ، السخي بالعطاء إلى يوم يبعثون ...
وفي هذا السبيل سار خريجو مدرسة أهل
البيت : من علماء
أعلام ، وجهابذة عظام ، يحثّون الاُمّة للمضي في طريق الصلاح والهدى ويحذرونها
موجبات الردى ، وما كتاب « قضاء حقوق المؤمنين » إلاّ وميض نور من عطاء كلّه هدى
وضياء ، سطروه ـ رضوان الله عليهم ـ بحميد فعالهم ، وبليغ كلامهم ، وسيل مدادهم ،
يعرض فيه المؤلف عن طريق الرواية جانباً ممّا يفترضه الاِيمان على الفرد المؤمن من
حقوق يجب أن يؤدّيها تجاه أخيه المؤمن ، بصورة مختصرة موجزة.
الكتاب :
لست بصدد تعريف الكتاب مضموناً ، فاسمه
كفيل بذلك ، وإنّما أذكر مدى اعتماد الاَصحاب عليه ، ورجوعهم إليه.
فقد اعتمده شيخ الاسلام المجلسي في بحار
الاَنوار ونقل عنه ، وقال : « وكتاب قضاء الحقوق ، كتاب جيّد ، مشتمل على أخبار
طريفة » .
__________________
ونقل عنه خاتمة المحدّثين الشيخ النوري
في كتابه الجليل مستدرك الوسائل بتوسط بحار الأنوار ، لعدم توفر نسخة الكتاب لديه
، وقال : « وأما ما نقلنا عنه بتوسط بحارالاَنوار فهو ... كتاب قضاء حقوق المؤمنين
للشيخ سديد الدين أبي علي بن طاهر السوري » .
وقال الشيخ الطهراني في الذريعة : « قضاء حقوق الاِخوان المؤمنين ،
لاَبي علي الصوري ، ينقل عنه الشيخ أحمد بن سليمان البحراني في عقد اللآل الذي فرغ
منه في ١١١٧ ، وينقل عنه المولى محمد باقر المجلسي ، وينقل عنه الكفعمي في حواشي
مصباحه الذي آلّفه ٨٩٥ ».
المؤلف :
الشيخ أبو علي الحسن بن طاهر الصوري ،
كذا عنونه الشيخ عبدالله أفندي في رياض العلماء ج ١ ص ١٩٨ وقال : « فاضل عالم ،
فقيه ، وقد ذكره الشهيد ـ 1
ـ في بحث قضاء الصلاة الفائتة من شرح الاِرشاد ، ونسب إليه القول بالتوسعة في
القضاء ، بل نصّ على استحباب تقديم الحاضرة ، وقال : إنّه ردّ عليه الشيخ أبو
الحسن علي بن منصور بن تقي الحلبي وعمل مسألة طويلة تتضمّن القول بالتضييق والردّ
عليه في التوسعة ، فعلى هذا يكون إمّا معاصراً للشيخ أبي الحسن سبط أي الصلاح
الحلبي المذكور أو متقدّماً عليه ، فلاحظ.
واعلم أنّ نسب هذا الشيخ على ما أوردناه
هنا كان مضبوطاً في نسخة كانت عندنا من شرح الاِرشاد المذكور ، وقد رأيت في بعض
المواضع المعتبرة نقلاً عن الشرح المذكور بعنوان الشيخ أبي علي طاهر بن الحسن
الصوري ، فنحن أوردناه مرّة هنا ومرّة في باب الطاء المهملة احتياطاً ، فلاحظ
الاِجازات وكتب الرجال ».
وعنونه الشيخ الطهراني في « الثقات
العيون في سادس القرون » ص ٥٩ تبعاً لصاحب الرياض.
وذكره ثانية في ص ١٤٣ من المصدر المذكور
تحت عنوان : طاهر بن الحسن
__________________
الشيخ أبو علي
الصوري ، وقال : معاصر أبي الحسن علي بن منصور بن تقي الدين الحلبي.
وذكره المجلسي في البحار ج ١ ص ١٧ ،
والنوري في المستدرك ج ٣ ص ٢٩١ بعنوان : الشيخ سديد الدين أبي علي بن طاهر السوري.
واستظهر الشيخ الطهراني ـ مع تردّد ـ
اتحاده مع الشيخ أبي عبدالله الحسين ابن طاهربن الحسين الصوري ، المعنون في أمل
الآمل ج ٢ ص ٩٣ بأنّه فاضل فقيه جليل ، يروى عنه السيد أبو المكارم حمزة بن زهرة
الحلبي حيث قال في « الثقات العيون في سادس القرون » ص ٧٥ : « الحسين بن طاهر بن
الحسين أبو عبدالله الصوري ـ ثم نقل كلام الحرّ ، وقال : ـ ومرّ أبو علي الحسن بن
طاهر في ص ٥٩ ـ ٦٠ ، ولعلّهما واحد ، وإن كان بعيداً ، للاِختلاف في الكنية والاسم
، واسم الجدّ ، وله كتاب : قضاء حقوق المؤمنين ».
علماً أنّ الشيخ الطهراني كان قد دمج
الاسمين عندما قال في الذريعة ج ١٧ ص ١٣٧ : قضاء حقوق الاِخوان المؤمنين ، لاَبي
علي الصوري ، وهوالشيخ أبو عبدالله الحسين بن طاهر بن الحسين الصوري الذي يروي عنه
ابن زهرة صاحب الغنية ٥٨٥ ، كما في أمل الآمل فتأمّل!
ونقل ترجمة الحسين بن طاهر بن الحسين
الصوري عن الحرّ ، كلّ من :
الشيخ عبدالله أفندي في « رياض العلماء
» ج ٢ ص ٩٧.
والشيخ المامقاني في « تنقيح المقال » ج
١ ص ٣٣١.
والسيد الاَمين في « أعيان الشيعة » ج ٦
ص ٥٠ ، وأضاف : ويروي المترجم عن الشيخ أبي الفتوح.
والسيد الخوئي في « معجم رجال الحديث »
ج ٥ ص ٢٧٢.
وعليه فإنّ القدر المتيقّن أنّ المؤلّف
من أعلام القرن السادس الهجري ، وأنّ وجود عبارة « أبو علي بن طاهر الصوري » على
ظهر النسختين الخطيتين للكتاب ، وضبط الشيخ المجلسي والشيخ النوري للمؤلف بهذه
الكنية ، التي هي من الكنى التي تطلق على من يتسمّى بالحسن ، قرينة على أنّ المؤلف
هوالحسن بن طاهر الصوري دون غيره ، وأمّا اتّحاده مع أبي عبدالله الحسين بن طاهر
بن الحسين الصوري فبعيد.
منهج التحقيق :
اعتمدت في تحقيقي للكتاب على نسختين :
الاولى : النسخة الموجودة في المكتبة
المركزية في جامعة طهران ، الكتاب ٨ من المجموعة المرقمة ٥٩٢٣ من ص ٢٤٢ إلى ٢٦٢ ،
وفي كلّ صفحة سبعة عشر سطراً ، كتبت بخط النسخ في القرن العاشر أو الحادي عشر ،
وهي التي أرمز إليها في الهامش الكتاب ب ـ ( د ).
والثانية : النسخة الموجودة في مكتبة
آية الله العظمى السيد المرعشي ـ دام ظلّه ـ العامة في قم ، الكتاب ٣ من المجموعة
المرقمة ٩٩٠ ، من ورقة ٩٤ إلى ١٠٢ ، في كلّ صفحة تسعة عشر سطراً ، وأرمز إليها في
هامش الكتاب بـ ( ش ).
وقد لاحظت اتّفاق النسختين في التصحيف
والزيادة والنقيصة الواردة في الكتاب بصورة واضحة في أغلب الموارد ، وقد سعيت
جاهداً في سبيل إثبات نصّ صحيح للكتاب وذلك بمقابلة النسختين ، ومقابلة النصّ مع
ما نقله العلاّمة المجلسي في « بحر الاَنوار » عن كتاب « قضاء حقوق المؤمنين » ،
فجعلت التصحيف الوارد في النسخ هامشاً ، مشيراً لصوابه ، وقد يتفق أن يرد التصحيف
في النسختين والبحار معاً ، كما هو الحال في الحديثين رقم ١٥ و ٣٤ فراجع. علماً
بأنّ كلّ ما وضعته في المتن بين المعقوفين [ ] من دون الاِشارة إليه في الهامش فهو
من « بحار الانوار ».
كما أتقدّم بأسمى آيات الشكر والتقدير ،
لكلّ السادة الاَفاضل الّذين أتحفوني بملاحظاتهم القيّمة ، وأخصّ بالذكر الاَخ
الاُستاذ أسد مولوي مسؤول لجنة ضبط النصّ في مؤسّسة آل البيت : ، وفّق الله الجميع لخدمة تراث آل
البيت.
وفي الختام ، أحمدالله سبحانه لما حباني
به من نعمة القيام بهذا العمل المتواضع معترفاً بالتقصير ، مؤمناً بأنّ المخلوق من
عجل لايخلو من الخطأ والزلل ، وما اُبرّىَ نفسي إنّ النفس لاَمارة بالسوء إلاّ ما
رحم ربّي.
|
حامد الخفّاف
١ ربيع الثاني ١٤٠٨ هـ
قم المقدسة
|





كتاب
في ما يتعلّق بقضاء حقوق
المؤمنين بعضهم لبعض
جمع الشيخ الاِمام العلاّمة
سديد الدين أبي علي بن طاهر الصوري
رحمه الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وصلّى الله على
سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين وسلّم كثيراً.
إعلم أيّها الطالب ـ أعانك الله على
بلوغ درجة المؤمنين ، والخروج من حزب المقلّدين ـ أنّ الاِيمان شرط في استحقاق
الثواب مع مشقة فعل ما امر به وترك ما نهى عنه ، وكذلك الاَمن من الخلود في العقاب
الدائم ، يحصلان بوجودها ، ويرتفعان بعدمها ، وكذلك استحقاق ما يستحقه المؤمن على
أخيه المؤمن في دارالتكليف ، من إيصال المنافع إليه والمسارّ ، ودفع الهموم عنه
والمضار ، ومن لم يكن مؤمناً ، لا يستحقّ ثواباً ، ولا يأمن عقاباً ، ولا حقّ له على
المؤمن ، فيجب أن يكون كلّ واحد منهما ـ أعني المنعم والمنعم عليه ـ مؤمناً ،
ليختصّ به ما أذكره من الاَخبار المروية عن الصادقين ، محمد وأهل بيته الطيّبين
الطاهرين ، عليهم أفضل الصلاة والسلام ، ولا يستحقون شيئاً من ذلك ، إلاّ بشرط أن
يكونوا مؤمنين ، فإن الاِشارة بها إليهم ، وهي مقصورة عليهم ، لا يشاركهم فيها
غيرهم.
فإذا رغبت أيها الطالب أن تعرف المؤمن
من هو بحقيقة الاِيمان ، فإنّك تقف منه على العلم بما أشرت إليه ، ودللتك عليه ،
فيفصل بيّن ذلك بين من هو مؤمن ، ومن ليس كذلك ، فتميّز المستحق ممن ليس بمستحق ، فتعلم
من قد رغب به عن النبي 9
، والاَئمة الاَطهار :
إليه ، وحثّوا
المؤمنين عليه.
__________________
فما جاء من الاَخبار في الحثّ على
القيام بحقوق المؤمنين لبعضهم بعضاً :
١ ـ قول النبي 9 : إنّ الله في عون المؤمن ، مادام المؤمن
في عون أخيه المؤمن .
ومن نفّس عن أخيه المؤمن كربة من كرب
الدينا نفّس الله عنه سبعين كربة من كرب الآخرة .
٢ ـ وقال 9
: أحبّ الاَعمال إلى الله عزّ وجلّ ، سرور يدخله مؤمن على مؤمن ، يطرد عنه جوعه ،
أو يكشف عنه كربه .
٣ ـ وقال 9
: سباب المؤمن فسوق ، ( وقتال المؤمن كفر )
[ و ] أكل لحمه معصية الله ، [ و ] حرمة ماله كحرمة الله .
٤ ـ عدة المؤمن أخذ باليد .
يحثّ 9
على الوفاء بالمواعيد ، والصدق فيها ، يريد أنّ المؤمن إذا وعد كان الثقة بموعده
كالثقة بالشيء إذا صار باليد.
٥ ـ وقال 9
: المؤمنون عند شروطهم .
٦ ـ نية المؤمن خير من عمله .
__________________
٧ ـ لا يحلّ للمؤمن أن يهجر أخاه فوق
ثلاث .
٨ ـ من عارض أخاه المؤمن في حديثه
فكأنّما خدش وجهه .
٩ ـ وقال أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب
صلوات الله عليه وسلامه ـ فيما أوصى به رفاعة بن شداد البجلي قاضي الاَهواز في
رسالة إليه ـ : دارالمؤمن ما استطعت ، فإنّ ظهره حمى الله ، ونفسه كريمة على الله
، وله يكون ثواب الله ، وظالمه خصم الله فلا تكن خصمه .
١٠ ـ وقال رسول الله 9 : لا تحقروا ضعفاء إخوانكم ، فإنّه من
احتقر مؤمناً لم يجمع الله بينهما في الجنّة إلاّ أن يتوب .
١١ ـ وقال 9
: لا يكلّف المؤمن أخاه الطلب إليه إذا علم حاجته .
١٢ ـ وقال 9
مخاطباً للمؤمنين : تزاوروا
وتعاطفوا وتباذلوا ، ولا تكونوا بمنزلة المنافق الذي يصف ما لا يفعل .
١٣ ـ وقال 9
: اطلب لأخيك عذراً ، فإن لم تجد له عذراً فالتمس له عذراً .
١٤ ـ وقال الصادق جعفر بن محمد 8 : ما من جبّار إلاّ وعلى بابه
__________________
ولي لنا ، يدفع الله
[ به ] عن أوليائنا ، اولئك لهم أوفر حظّ من الثواب يوم القيامة .
١٥ ـ وقال 7
: المؤمن المحتاج رسول الله تعالى إلى الغنّي القويّ ، فإذا خرج الرسول بغير حاجته
، غفرت للرسول ذنوبه ، وسّلط الله على الغنيّ القويّ ، شياطين تنهشه [ قال : قلت :
كيف تنهشه؟ ]
قال : يخلّى بينه وبين أصحاب الدنيا ، فلا يرضون بما عنده حتى يتكلّف لهم : يدخل
عليه الشاعر
فيسمعه فيعطيه ماشاء ، فلا يؤجر عليه ، فهذه الشياطين الذي تنهشه .
١٦ ـ وعنه 7
أنّه قال : ما على أحدكم أن ينال الخير كلّه باليسير ، قال الراوي : قلت : بماذا
جعلت فداك؟ قال : يسرّنا بإدخال السرور على المؤمنين من شيعتنا .
١٧ ـ وعنه 7
أنّه قال لرفاعة بن موسى
وقد دخل عليه : يا رفاعة ألا اُخبرك بأكثر الناس وزراً؟ قلت : بلى جعلت فداك ، قال
: من أعان على مؤمن بفضل كلمة ثم قال : ألا اُخبركم بأقلّهم أجراً؟ قلت : بلى جعلت
فداك ، قال : من ادّخر عن أخيه شيئاً ممّا يحتاج إليه في أمر آخرته ودنياه ، ثم
قال : ألا اُخبركم بأوفرهم نصيباً من الاِثم؟ قلت : بلى جعلت فداك ، قال : من عاب
عليه شيئاً من قوله وفعله ، أو ردّ عليه احتقاراً له وتكبراً عليه.
ثم قال : أزيدك حرفاً آخر يا رفاعة ، ما
آمن بالله ، ولا بمحمد ، ولا بعلي من إذا أتاه أخوه المؤمن في حاجة لم يضحك في
وجهه ، فإن كانت حاجته عنده سارع إلى
__________________
قضائها ، وإن لم يكن
عنده تكلّف من عند غيره
حتى يقضيها له ، فإذا كان بخلاف ما وصفته
فلا ولاية بيننا وبينه .
١٨ ـ وعنه 7
في حديث طويل ، قال في آخره : إذا علم الرجل أنّ أخاه المؤمن محتاج فلم يعطه شيئاً
حتى يسأله ثم أعطاه لم يؤجر عليه .
١٩ ـ وعنه 7
أنّه قال لبعض أصحابه : خياركم سمحاؤكم ، وشراركم بخلاؤكم ، فمن صالح الاَعمال برّ
الاِخوان ، والسعي
في حوائجهم ، ففي ذلك مرغمة للشيطان ، وتزحزح عن النيران ، ودخول الجنان ، اخبر
بهذا غررأصحابك ، قال : قلت : من غرر أصحابي جعلت فداك؟ قال : هم البررة بالاِخوان
في العسر
واليسر .
٢٠ ـ وعنه 7
أنّه قال : من مشى في حاجة أخيه المؤمن ، كتب الله عزّ وجلّ له عشر حسنات ، ورفع
له عشر درجات ، وحطّ عنه عشر سيّئات ، وأعطاه عشر شفاعات .
٢١ ـ وقال 7
: إحرصوا على قضاء حوائج المؤمنين ، وإدخال السرور عليهم ، ودفع المكروه عنهم ،
فإنّه ليس من الاَعمال عندالله عزّ وجلّ بعد الاِيمان أفضل من إدخال السرور على
المؤمنين .
٢٢ ـ وعن الباقر محمد بن علي 8 ، أنّ بعض أصحابه ( سأله
فقال ) : جعلت فداك إنّ الشيعة عندنا كثيرون ،
فقال : هل يعطف الغني على الفقير؟ ويتجاوز المحسن عن المسيء؟ ويتواسون؟ قلت : لا ،
قال 7 : ليس هؤلاء
الشيعة ، الشيعة من يفعل هذا .
٢٣ ـ وقال الكاظم موسى بن جعفر 8 : من أتاه أخوه المؤمن في حاجة فأنما
هي رحمة من الله ساقها إليه ، فان فعل ذلك فقد وصله بولايتنا ، وهي موصلة بولاية
الله عزّ وجلّ ، واّن ردّه عن حاجته وهو يقدر عليها ، فقد ظلم نفسه وأساء إليها .
٢٤ ـ قال رجل من أهل الري : ولّي علينا
بعض كتّاب يحيى بن خالد
، وكان عليّ بقايا يطالبني بها ، وخفت من إلزامي إياها خروجا عن نعمتي وقيل لي :
اّنّه ينتحل هذا المذهب ، فخفت أن أمضي إليه وأمت به إليه ، فلا يكون كذلك ، فأقع
فيما لا أحبّ ، فاجتمع رأيي على أنّي هربت إلى الله تعالى وحججت ولقيت مولاي
الصابر
ـ يعني موسى بن جعفر 8
ـ فشكوت حالي إليه فأصحبني مكتوباً نسخته :
« بسم الله الرحمن الرحيم إعلم أنّ لله
تحت عرشه ظلاً لا يسكنه إلاّ من أسدى إلى أخيه معروفا ، أو نفّس عنه كربة ، أو
أدخل على قبله سروراً ، وهذا أخوك والسلام ».
قال : فعدت من الحج إلى بلدي ، ومضيت
إلى الرجل ليلاً وساتأذنت عليه ،
__________________
وقلت : رسول الصابر 7 ، فخرج إليّ حافياً ماشياً ، ففتح لي
بابه ، وقبّلني ، وضمّني إليه ، وجعل يقبّل عيني ، ويكرّر ذلك ، كلما سألني عن
رؤيته 7 ، وكلّما
أخبرته بسلامته وصلاح أحواله استبشر وشكرالله تعالى.
ثم أدخلني داره ، وصدّرني في مجلسه ،
وجلس بين يديّ ، فأخبرجت إليه كتابه 7
، فقبّله قائماً ، وقرأه ، ثم استدعى بماله وثيابه فقاسمني ديناراً ديناراً ،
ودرهماً درهماً ، وثوباً ثوباً ، وأعطاني قيمة مالم يمكن قسمته ، وفي كل شيء من
ذلك يقول : يا أخي هل سررتك؟ فأقول : إي والله ، وزدت على السرور ، ثم استدعى
العمل فأسقط ما كان باسمي ، وأعطاني براءة ممّا يوجبه عليَّ منه وودّعته وانصرفت عنه.
فقلت : لا اقدر على مكافاة هذا الرجل
إلاّ بأن أحج في قابل وأدعو له ، وألقى الصابر 7
واُعرّفه فعله ، ففعلت ، ولقيت مولاي الصابر ـ 7
ـ وجعلت اُحدّثه ، ووجهه يتهلّل فرحاً ، فقلت : يا مولاي هل سرّك ذلك؟ فقال : اي
والله لقد سرَّني ، وسرَّ أميرالمؤمنين ، والله لقد سرَّ جدّي رسول الله 9 ، ولقد سرّ الله تعالى .
٢٥ ـ واستأذن علي بن يقطين مولانا
الكاظم موسى بن جعفر 8
في ترك عمل السلطان ، فلم يأذن له ، وقال : لا تفعل ، فإنّ لنا بك أنساً ،
ولاِخوانك بك عزّاً ، وعسى أن يجبرالله بك كسراً ، أو يكسر بك نائرة المخالفين عن
أوليائه.
يا علي كفارة أعمالكم الاِحسان إلى
اخوانكم ، إضمن لي واحدة وأضمن لك ثلاثاً ، إضمن لي أن [ لا ] تلقى أحداً من
أوليائنا إلاّ قضيت حاجته ، وأكرمته ، وأضمن لك أن لا يظلّك سقف سجن أبداً ، ولا
ينالك حدّ سيف أبداً ، ولا يدخل الفقر بيتك أبداً ، يا علي من سرَّ مؤمناً فبالله
بدأ ، وبالنبيّ 9
ثنّى ، وبنا ثلّث .
٢٦ ـ وقال 7
: إنّ لله تعالى حسنة ادّخرها لثلاثة : لاِمام عادل ،
__________________
ومؤمن حكّم أخاه في
ماله ، ومن سعى لاَخيه المؤمن في حاجته .
٢٧ ـ وقال جعفر بن محمد الفاطمي حججت ومعي جماعة من أصحابنا ، فأتيت
المدينة ، فأفردوا لنا مكاناً ننزل فيه ، فاستقبلنا أبو الحسن موسى بن جعفر 7 على حمار أخضر ، يتبعه طعام ، ونزلنا
بين النخل ، وجاء فنزل واتي بالطست والاَشنان ، فبداً بغسل يديه ، واُديرالطست عن
يمينه حتى بلغ آخرنا ، ثم اُعيد إلى من على يساره حتى أتى على آخرنا.
ثم قدّم الطعام فبدأ بالملح ، ثم قال :
كلوا بسم الله ، ثم ثنى بالخل ، ثم أتي بكتف مشويّ ، فقال : كلوا بسم الله ، فهذا
طعام كان يعجب رسول الله 9
، ثمّ اُتي بسكباج
فقال : كلوا بسم الله ، فهذا طعام كان يعجب أمير المؤمنين صلوات الله عليه [ ثم
اُتي بلحم مقلوّ فيه باذنجان ، فقال : كلوا بسم الله الرحمن الرحيم ، فإنّ هذا
طعام كان يعجب الحسن 7
] ، ثم اُتي بلبن حامض قد ثرد فيه ، فقال : كلوا بسم الله فهذا طعام كان يعجب
الحسين 7 فأكلنا ، ثم
اُتي بأضلاع باردة ، فقال : كلوا بسم الله ، فإنّ هذا طعام كان يعجب [ علي بن ]
الحسين 7.
ثم اُتي ( بجبن مبزّر ) ثم قال : كلوا بسم الله فإنّ هذا طعام
كان يعجب محمد بن علي 8
، ثم اُتي بتور
فيه بيض كالعجة
فقال : كلوا
__________________
بسم الله ، فإنّ هذا
طعام كان يعجب أبا عبدالله 7
، ثم اُتي بحلوى ، ثم قال : كلوا فإنّ هذا طعام يعجبني.
ورفعت المائدة ، فذهب أحدنا ليلقط ما
كان تحتها ، فقال 7
: مه إنّ ذلك يكون في المنازل تحت السقوف ، فأما في مثل هذا المكان فهو لعامّة
الطير والبهائم ، ثم اُتي بالخلال فقال : من حقّ الخلال أن تدير لسانك في فيك ،
فما أجابك ابتلعته ، وما امتنع فبالخلال ،
[ واُتي ] بالطست والماء فابتدأ بأول من على يساره حتى انتهى إليه ، فغسل ثم غسل
من على يمينه إلى آخرهم.
ثم قال : يا عاصم كيف أنتم في التواصل
والتساوي ؟
قلت : على أفضل ما كان عليه أحد ، قال : أيأتي أحدكم ( إلى دكان ) أخيه ، أو منزله عند الضائقة فيسخرج
كيسه ويأخذ ما يحتاج إليه فلا ينكر عليه؟ قال : لا ، قال : فلستم على ما اُحبّ في
التواصل .
٢٨ ـ وقال أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب صلوات الله عليه وسلامه لكميل ابن زياد النخعي ;
: يا كميل مُر أهلك أن يسعوا في المكارم ، ويدلجوا في حاجة من هو نائم ، فوالذي نفسي بيده
ما أدخل أحد على قلب مؤمن سروراً إلاّ خلق الله من ذلك السرور لطفاً ، فإذا نزلت
به نائبة كان إليها أسرع من السيل في انحداره ، حتى يطردها عنه ، كما يطرد غريبة
الاِبل .
٢٩ ـ وروي عن الصادق 7 أنّه قال : قضاء حاجة المؤمن أفضل من
ألف حجّة متقبلة بمناسكها ، وعتق ألف نسمة لوجه الله تعالى ، وحملان ألف فرس في
سبيل الله تعالى بسرجها ولجمها .
__________________
٣٠ ـ وقال 7
: مياسير شيعتنا أمناؤنا على محاويجهم فاحفظونا فيهم يحفظكم الله .
٣١ ـ وعن إسحاق بن عمار ، قال : قال أبو
عبدالله الصادق 7
: من طاف بهذا البيت طوافاً واحداً كتب الله له ألف حسنة ، ومحا عنه ألف سيئة ،
ورفع له ألف درجة ، وكتب له عتق ألف نسمة ، وقضى له ألف حاجة ، وغرس له ألف شجرة
في الجنة.
وقال : قلت : هذا كلّه لمن طاف بالبيت
طوافاً واحداً؟ قال : نعم ، أولا أخبرك بأفضل منه؟ قلت : بلى جعلت فداك ، قال 7 : قضاء حاجة المؤمن أفضل من طواف وطواف
حتى عدّ عشرة .
٣٢ ـ وعن ابن مهران قال : كنت جالساً
عند مولاي الحسين بن علي 8
، فأتاه رجل فقال : يا ابن رسول الله إن فلانا له عليّ مال ، ويريد أن يحبسني ،
فقال 7 : والله ما
عندي مال أقضي عنك ، قال : فكلّمه ، قال 7
: فليس لي
[به] اُنس ، ولكني سمعت أبي أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول : قال رسول الله 9 : من سعى في حاجة أخيه المؤمن فكأنّما
عبدالله تسعة آلاف سنة صائماً نهاره ، وقائماً ليله .
٣٣ ـ وعن المفضل بن عمر ، عن أبي
عبدالله 7 أنّه قال :
يا مفضل كيف حال الشيعة عندكم؟ قلت : جعلت فداك ما أحسن حالهم وأوصل بعضهم بعضاً ،
وأبرّ بعضهم ببعض ، قال : أيجيَ الرجل منكم إلى أخيه فيدخل يده في كيسه ويأخذ منه
حاجته لا يجبهه ولا يجد في نفسه ألماً؟ قال : قلت : لا والله ما هم كذا ، قال :
والله لوكانوا كذا ثمَّ اجتمعت شيعة جعفر بن محمد على فخذ شاة لاَصدرهم .
٣٤ ـ قال جعفر بن محمد بن أبي فاطمة :
قال لي أبو عبدالله الصادق
__________________
7
: يا ابن أبي فاطمة إن العبد يكون بارّاً بقرابته ، ولم يبق من أجله إلاّ ثلاث
سنين فيصيّره الله ثلاثاً وثلاثين سنة ، وإنّ العبد ليكون عاقّاً بقرابته وقد بقي
من أجله ثلاث وثلاثون سنة فيصيّره الله ثلاث سنين ، ثم تلاهذه الآية « يَمْحُواللهُ مَا
يَشاءُ وَيُثْبتُ وَعِنْدَهُ اُمّ الكِتاب
» .
قال : قلت : جعلت فداك فإن لم يكن له
قرابة؟ قال : فنظر إليّ مغضباً ، وردَّ عليَّ شبيهاً بالزبر : يا ابن أبي فاطمة لا يكون القرابة
إلاّ في رحم ماسّة المؤمنون بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ، فللمؤمن على المؤمن أن
يبره فريضة من الله ، يا ابن أبي فاطمة تبارّوا وتواصلوا فينسىء الله في آجالكم ،
ويزيد في أموالك ، وتعطون العاقبة
في جميع اُموركم ، وإن ( صلاتهم وصومهم وتقرّبهم ) الى الله أفضل من صلاة غيرهم ، ثم تلاهذه الآية « وَمَا يُؤْمِنُ
أكْثَرُهُم بِاللهِ إلاّ وِهُمْ مُشْرِكُونَ
» .
٣٥ ـ وقال أبو عبدالله 7 لبعض أصحابه بعد كلام تقدم : إنّ
المؤمنين من أهل ولايتنا وشيعتنا إذا اتقوا
لم يزل الله تعالى مطلاً عليهم بوجهه حتى يتفرقوا ، ولا يزال الذنوب تتساقط عنهم
كما يتساقط الورق ، ولا يزال يد الله على يد أشدّهم حبّاً لصاحبه .
٣٦ ـ حدثنا إسماعيل بن مهران ، عن محمد
بن سليمان الديلميّ ، عن إسحاق بن عمار ، قال : قال لي إسحاق : لما كثر مالي أجلست
على بابي بواباً يردّ عني فقراء الشيعة ، فخرجت إلى مكة في تلك السنة فسلمت على
أبي عبدالله 7
__________________
فرد علي بوجه قاطب مزور فقلت له : جعلت فداك ما الذي غير حالي
عندك؟ قال : تغيّرك على المؤمنين ، فقلت : جعلت فداك والله إنّي لاَعلم أنّهم على
دين الله ولكن خشيت الشهرة على نفسي.
فقال : يا إسحاق أما علمت أنّ المؤمنين
إذا التقيا فتصافحا أنزل الله بين إبهاميهما مائة رحمة ، تسعة وتسعين لاَشدّهما
حبّاً ، فإذا اعتنقا غمرتهما الرحمة ، فإذا التثما لا يريدان بذلك إلاّ وجه الله
تعالى ، قيل لهما : غفر لكما ، فإذا جلسا يتساءلان قالت الحفظة بعضها لبعض :
اعتزلوا بنا عنهما ، فإنّ لهما سّراً وقد ستره الله عليهما ، قلت : جعلت فداك فلا
تسمع الحفظة قولهما ولا تكتبه وقد قال تعالى : « ما
يَلْفِظُ
مِنْ قَوْلٍ إلاّ لَدَيْهِ رَقيبٌ عَتِيد
» .
فنكس رأسه طويلاً ثم رفعه وقد فاضت
دموعه على لحيته وقال : إن كانت الحفظة لا تسمعه ، ولا تكتبه فقد سمعه عالم السرّ
وأخفى ، يا إسحاق خف الله كأنّك تراه ، فالله يراك ، فإن شككت أنّه يراك فقد كفرت
، وإن أيقنت أنّه يراك ثم بارزته بالمعصية فقد جعلته أهون الناظرين إليك .
٣٧ ـ وعن إسحاق بن أبي إبراهيم بن يعقوب
قال : كنت
عند أبي عبدالله 7
وعنده المعلّى بن خنيس إذ دخل عليه رجل من أهل خراسان ، فقال : يا ابن رسول الله (
موالاتي إيّاكم )
أهل البيت ، وبيني وبينكم شقة بعيدة ، وقد قلَّ ذات يدي ، ولا أقدر أتوجّه إلى
أهلي إلاّ أن تعينني.
__________________
قال : فنظر أبو عبدالله 7 يميناً وشمالاً ، وقال : ألا تسمعون ما
يقول أخوكم؟ إنّما المعروف إبتداءً فأمّا ما أعطيت بعد ما سئلت ، فإنّما هو مكافاة
لما بذل لك من وجهه.
ثم قال : فيبيت ليلته متأرّقاً متململاً
بين اليأس
والرجاء ، لا يدري أين يتوجه بحاجته ، فيعزم على القصد إليك ، فأتاك وقلبه يجب وفرائصه ترتعد ، وقد نزل دمه في وجهه ،
وبعد هذا فلا يدري أينصرف من عندك بكآبة الرد ، أم بسرور التنجح ، فإن أعطيته رأيت أنك قد وصلته ، وقد
قال رسول الله 9
: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة وبعثني بالحق نبيّاً لما يحشم من مسألته إياك ، أعظم مما ناله من
معروفك.
قال : فجمعوا للخراساني خمسة آلاف درهم
، ودفعوها إليه .
٣٨ ـ وعن أبي عبدالله 7 ، قال ما عبد الله بشيء أفضل من أداء
حقّ المؤمن .
٣٩ ـ وقال 7
: وإن الله انتجب
قوماً من خلقه لقضاء حوائج شيعته
لكي يثيبهم على ذلك الجنّة .
٤٠ ـ وعنه 7
، قال : ما من مؤمن يمضي لاَخيه المؤمن في حاجة فينصحه فيها إلاّ كتب الله [ له ]
بكل خطوة حسنة ، ومحاعنه سيئة ، قضيت الحاجة أم لم تقض ، فإن لم ينصحه فيها خان
الله ورسوله ، وكان النبي 9
__________________
خصمه يوم القيامة .
٤١ ـ وقال 7
: إنّ لله تبارك وتعالى حرمات : حرمة كتاب الله ، وحرمة رسول الله 9 ، وحرمة بيت المقدس ، وحرمة المؤمن .
٤٢ ـ وقال إسماعيل بن عبادالصيرفي : قلت لاَبي عبدالله 7 : جعلت فداك المؤمن رحمة المؤمن ، قال
: نعم ، قلت : فكيف ذاك؟ قال : أيّما مؤمن أتاه أخ له في حاجة فإنّما ذلك رحمة من
الله ساقها إليه وسبّبها له ، وذخرت تلك الرحمة إلى يوم القيامة ، فيكون المردود
عن حاجته هوالحاكم فيها ، إن شاء صرفها إليه ، وإن شاء صرفها إلى غيره.
ثم قال : يا إسماعيل من أتاه أخوه
المؤمن في حاجة ، وهو يقدر على قضائها فلم يقضها ، سلّط الله عليه شجاعاً ينهش إبهامه في قبره إلى يوم القيامة ،
كان مغفوراً له أو معذباً .
٤٣ ـ وعنه ، عن صدقة الحلواني ، قال :
بينا أنا أطوف وقد سألني رجل من اصحابنا قرض دينارين ، فقلت له : اُقعد حتى اُتم
طوافي ، وقد طفت خمسة أشواط ، فلما كنت في السادس إعتمد عليَّ أبو عبدالله 7 ووضع يده على منكبي فأتممت السابع
ودخلت معه في طوافه كراهية أن أخرج عنه ، وهو معتمد عليّ ، فأقبلت كلّما مررت
بالآخر
وهو لا يعرف أبا عبدالله يرى أنّي قد توهمت حاجته فأقبل ويومىء ويبدر إليَّ بيده.
فقال أبو عبدالله 7 : مالي أرى هذا يومىء بيده؟ فقلت :
جعلت فداك ينتظر حتى أطوف وأخرج إليه ، فلما اعتمدت عَليَّ كرهت أن أخرج
__________________
وأدعَكَ ، قال :
فاخرج عنّي
ودعني واذهب فاعطه.
قال : فلمّا كان من الغد أو بعده دخلت
عليه وهو في حديث مع أصحابه ، فلما نظر إليّ قطع الحديث ثم قال : لاَن أسعى مع أخ
لي في حاجة حتى تقضى أحبّ إليّ من أن أعتق ألف نسمةم وأحمل على ألف فرس في سبيل
الله مسرجة ملجمة .
٤٤ ـ وقال عبدالمؤمن الاَنصاري : دخلت
على أبي الحسن موسى بن جعفر 8
، وعنده محمد بن عبدالله بن محمد الجعفي فتبسمت إليه ، فقال : أتحبّه؟ قلت : نعم ،
وما أحببته إلاّ فيكم ، فقال : هو أخوك ، المؤمن أخوالمؤمن لاُمّه وأبيه ، فملعون
من غشّ أخاه ، وملعون من لم ينصح أخاه ، وملعون من حجب أخاه ، وملعون من اغتاب
أخاه .
٤٥ ـ وسئل الرضا علي بن موسى 7 : ما حقّ المؤمن على المؤمن؟ فقال :
إنّ من حقّ المؤمن على المؤمن : المودّة له في صدره ، والمواساة له في ماله ،
والنصرة له على من ظلمه ، وإن كان فيء للمسلمين وكان غائباً أخذ له بنصيبه ، وإذا
مات فالزيارة إلى قبره ، ولايظلمه ، ولا يغشه ، ولا يخونه ، ولا يخذله ، ولا
يغتابه ، ولا يكذبه ، ولا يقول له اُفّ ، فإذا قال له : اُف ، فليس بينهما ولاية ،
وإذا قال له : أنت ( علي عدو )
فقد كفّر أحدهما صاحبه ، وإذا اتّهمه انماث الايمان فى قلبه كما ينماث الملح في
الماء.
ومن أطعم مأمناً كان أفضل من عتق رقبة ،
ومن سقى مؤمناً من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم ، ومن كسا مؤمناً من عري كساه
الله من سندس وحريرالجنّة ، ومن أقرض مؤمناً قرضاً يريد به وجه الله عزّ وجلّ حسب
له ذلك حساب الصدقة حين يؤديه إليه ، ومن فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله
عنه كربة من كرب الآخرة ، ومن قضى لمؤمن حاجة كان أفضل من صيامه واعتكافه
في المسجد الحرام ،
واّنّما المؤمن بمنزلة الساق من الجسد ( فإذا سقطت تداعى لها سائرالجسد ) .
وإنّ أبا جعفر الباقر 7 استقبل القبلة وقال : الحمد لله الذي كرمك وشرفك
وعظمك وجعلك مثابةً للناس وامناً ، والله لحرمة المؤمن أعظم حرمة منك.
ولقد دخل عليه رجل من أهل الجبل فسلم
عليه ، فقال له عند الوداع : أوصني ، فقال : أوصيك بتقوى الله ، وبرّ أخيك المؤمن
، فأحببت له [ ما ] تحب لنفسك ، وإن سألك فاعطه وإن كفّ عنك وأعرض لا تملّه فإنّه لا يملّك ، وكن له عضدا
، فإن وجد عليك فلا تفارقه حتى تزيل
سخيمته ، فإن غاب فاحفظه في غيبته ، وإن شهد فاكنفه ، واعضده ، وزره ، وأكرمه ،
والطف به ، فإنّه منك وأنت منه ، ونظرك لاَخيك المؤمن ، وإدخال السرور عليه ، أفضل
من الصيام وأعظم أجراً .
٤٦ ـ وقال 7
: للمؤمن على المؤمن سبعة حقوق واجبة ، ما من حق منها إلاّ وهو واجب ، وإن خالفه
خرج من ولاية الله تعالى وترك طاعته ، ولم يكن له في الله نصيب ، قيل فما هي؟
قال : أيسر حقّ منها : أن تحب له ما تحب
لنفسك.
والحق الثاني : أن تمشي في حاجته ،
وتتبع رضاه ، ولا تخالف قوله.
والحق الثالث : أن تصله بنفسك ومالك
ويدك ورجلك وقلبك ولسانك.
والحق الرابع : أن تكون عينه ودليله
ومرآته وقميصه.
والحق الخامس : أن [ لا] تشبع ويجوع ، وتلبس ويعرى ، وتروى
ويظمأ.
__________________
والحق السادس : أن يكون لك امرأة وخادم
وليس لاَخيك امرأة ولا خادم فتبعث خادمك فيغسل ثيابه ، وتصنع له طعاماً ، وتمهد
فراشه ، فإن ذلك صلة للّه تعالى ، لما جعل بينك وبينه.
والحق السابع : أن تبر قسمه ، وتجيب
دعوته ، وتشهد جنازته ، وتعود مرضه ، وتشخص بذلك في قضاء حوائجه ، فإذا حفظت ذلك
منه فقد وصلت ولايتك بولايته ، وولايته بولاية الله عزّ وجلّ .
ولقد حدّثني أبي ، عن جدّي ، أنّ رجلاً
أتى الحسين 7 لتعينه على
ما حاجتك
فقال له : قد فعلت بأبي أنت واُمي ، فذكر أنّه معتكف ، فقال : أما أنّه لو أعانك
على حاجتك كان خيراً له من إعتكافه شهراً.
٤٧ ـ وقيل لاَبي عبدالله 7 : لم سمّي المؤمن مؤمناً؟ قال : لاَنّه
اشتقّ للمؤمن [ اسماً ] من أسمائه تعالى ، فسمّاه مؤمناً ، وإنّما سمّي المؤمن
لاَنّه يؤمن [ من ] عذاب الله تعالى ، ويؤمن على الله يوم القيامة فيجيزله ذلك ،
وأنّه ( لو أكل أو )
شرب ، أو قام أوقعد ، أو نام ، أونكح ، أو مرّ بموضع قذر حوله الله له من سبع
أرضين طهراً لا يصل إليه من قذرها شيء.
وإنّ المؤمن ليكون يوم القيامة بالموقف
مع رسول الله 9
فيمربالمسخوط عليه المغضوب غير الناصب ولا المؤمن ، وقد ارتكب الكبائر فيرى منزلة
شريفة عظيمة عند الله عزّ وجلّ وقد عرف المؤمن في الدنيا وقضى له الحوائج ، فيقوم
__________________
المؤمن إتّكالاً على
الله عزّ وجلّ فيعرّفه بفضل الله فيقول : اللّهم هب لي عبدك ابن فلان ، قال :
فيجيبه الله تعالى إلى ذلك كلّه.
قال : وقد حكى الله عزّ وجلّ عنهم يوم
القيامة قولهم : « فَمَا
لَنَا مِنْ شَافِعيِنَ » من النبيين « وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ
» من الجيران
والمعارف ، فإذا آيسوا من الشفاعة قالوا : ـ يعني من ليس بمؤمن ـ « فَلَو أنَّ لَنَا
كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنينَ
» .
٤٨ ـ حدّثنا أبو جعفر محمد بن الحسن [
بن ] الصباح ، قال : حدثنا محمد بن المرادي ، قال : سمعت علي بن يقطين يقول :
استأذنت مولاي أبا إبراهيم موسى بن جعفر 8
في خدمة القوم فيما لا يثلم ديني ، فقال : لا ولا نقطة قلم ، إلاّ بإعزاز مؤمن ،
وفكّه من أسره.
ثم قال 7
: إنّ خواتيم أعمالكم قضاء حوائج إخوانك ، والاِحسان إليهم ما قدرتم ، وإلاّ لم
يقبل منكم عمل ، حنّوا على إخوانكم وارحموهم تلحقوا بنا .
٤٩ ـ وقال أبو الحسن موسى بن جعفر 8 : من لم يستطع أن يصلنا فليصل فقراء
شيعتنا .
٥٠ ـ وقال النبي 9 : أقرب ما يكون العبد إلى الله عزّ
وجلّ إذا أدخل على قلب أخيه المؤمن مسرّة .
تمّت الاَحاديث ، والحمد لله ربّ
العالمين ، وصلّى الله على أشرف الذوات البشرية ، محمد وآله الطيبين خيرالذرية
وسلّم.
____________
الفهارس العامة
* فهرس الآيات القرآنية.
* فهرس الأحاديث.
* فهرس الأمکنة والبقاع.
* مراجع التحقيق.
١ ـ فهرس الايات القرنية
الاية
|
رقمها
|
رقم
الحديث
|
يوسف ـ ١٢ ـ
|
|
|
وما
يومن أکثرهم بالله إلآ وهم مشرکون
|
١٠٦
|
٣٤
|
الرعد ـ ١٣ ـ
|
|
|
يمحو
الله ما يشاء ويثبت وعنده اُمّ الکتاب
|
٣٩
|
٣٤
|
الشعراء ـ ٢٦ ـ
|
|
|
فما
لنا من شافعين * ولاصديق حميم * فلو أنِِّ لنا کرّة فنکون من المؤمنين *
|
١٠٠ ـ ١٠٢
|
٤٧
|
ق ـ ٥٠ ـ
|
|
|
ما
يلفظ من إلاّ لديه رقيب عتيد
|
١٨
|
٣٦
|
* * *
٢ ـ فهرس الأحاديث
( أ )
|
رقم
الحديث
|
أتحبّه؟ قلت : نعم ، وما أحببته إلاّفيکم
أحبّ الأعمال إلي الله عزّوجلّ
احرصوا علي قضاء حوائج المؤمنين
إذا علم الرجل أنّ أخاه المؤمن محتاج
اُطلب الأخيک عذراً ، فإن لم تجد عذرا
أقرب ما يکون العبد إلي الله عزّوجل
ألا تسمعون ما يقول أخوکم
إنّ لله انتجب قوماً من خلقه
إنّ الله في عون المؤمن
إنّ الله تبارک وتعالي حرمات
إنّ الله تعالي حسنة ادّخرها لثلاثة
إنّ المؤمنين من أهل ولايتنا وشيعتنا
إنّ من حقّ الؤمن علي المؤمن المودة
له في صدره
|
( ٤٤ )
( ٢ )
( ٢١ )
( ١٨ )
( ١٣ )
( ٥٠ )
( ٣٧ )
( ٣٩ )
( ١ )
( ٤١ )
( ٢٦ )
( ٣٥ )
( ٤٥ )
|
( ب )
بسم الله الرحمن الرحيم : اعلم انّ
لله تحت عرشه ظلاً
|
( ٢٤ )
|
( ت )
تزاورا وتعاطفوا وتباذلوا
تغيرک علي المؤمنين
|
( ١٢ )
( ٣٦ )
|
( خ )
خيارکم سمحاؤکم ، وشرارکم بخلاؤکم
|
( ١٩ )
|
( د )
( س )
( ع )
عدة المؤمن أخذ باليد
|
( ٤ )
|
( ق )
قضاء حاجة المؤمن أفضل من ألف حجّة
|
( ٢٩ )
|
( ک )
( ل )
لأنه اشتقّ للمؤمن اسماًئه
لاتحقّرواضعفاء إخوانکم
لاتفعل ، فإنّ لنا بک اُنساً
لا ولا نقطة قلم
لا يحلّ للمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاث
لايکلّف المؤمن أخاه الطلب إليه
للمؤمن علي المؤمن سبعة حقوق واجبة
|
( ٤٧ )
( ١٠ )
( ٢٥ )
( ٤٨ )
( ٧ )
( ١١ )
( ٤٦ )
|
( م )
المؤمن المحتاج رسول الله تعالي إلي
الغني القوي
المؤمنون عند شروطهم
ما عبدالله بشيء أفضل من اداء حق
المؤمن
ما علي أحد اکم أن ينال الخير کلّه
باليسير
|
( ١٥ )
( ٥ )
( ٣٨ )
( ١٦ )
|
مالي أرى هذا يومىء بيده
ما من جبار إلاّ وعلي بابه وليّ لنا
ما من مؤمن يمضي لأخيه الؤمن في حاجة
من أتاه أخوه المؤمن في حاجة
من طاف بهذا البيت طوافاً واحداً
من عارض أخاه المؤمن في حدبثه
من لم يستطع أن يصلنا فليصل فقراء شيعتنا
من مشي في حاجة أخيه المؤمن
مياسير شيعتنا اُمناؤنا علي محاويجهم
|
( ٤٣ )
( ١٤ )
( ٤٠ )
( ٢٣ )
( ٣١ )
( ٨ )
( ٤٩ )
( ٢٠ )
( ٣٠ )
|
( ن )
نعم ، قلت : فکيف ذاک؟ قال : أيما
مؤمن
نية المؤمن خير من عمله
|
( ٤٢ )
( ٦ )
|
( هـ )
هل يعطف الغني علي الفقير
|
( ٢٢ )
|
( و )
والله ما عندي مال أقضي عنک
|
( ٣٢ )
|
( ي )
يا ابن أبي فاطمة إنّ العبد يکون
بارّاً بقرابته
يا رفاعة ، ألا اُخبرک بأکثرالناس
وزراُ؟
يا کميل ، مرأهلک أن يسعوا في المکارم
يا مفضل ، کيف حال الشيعة عندکم؟
|
( ٣٤ )
( ١٧ )
( ٢٨ )
( ٣٣ )
|
٣ ـ فهرس الأعلام
ـ أ ـ
|
رقم
الحديث
|
إسحاق أبي ابراهيم بن يعقوب
إسحاق بن عمار
إسماعيل بن عباد
إسماعيل بن مهران
|
٣٧
٣٦ ، ٣١
٤٢
٣٦
|
( ج )
جعفربن محمد ، أبو عبدالله الصادق ( ع
)
|
١٤ ، ٢٧ ، ٢٩ ، ٣١
، ٣٤ ، ٣٥ ، ٣٦ ، ٣٧ ، ٤٧ ، ٤٣ ، ٤٢ ، ٣٨
|
جعفربن محمد بن أبي فاطمة
جعفربن محمد الفاطمي
|
٣٤
٢٧
|
|
|
|
ـ ح ـ
الحسن 7
الحسين بن علي 8
|
٢٧
٢٧ ، ٣٢ ، ٤٦
|
ـ ر ـ
ـ ص ـ
الصابر 7
صدقة الحلواني
|
٢٤
٤٣
|
ـ ع ـ
عاصم
عبد المؤمن الإنصاري
|
٤٤
٢٧
|
علي بن طالب ، أمير المؤمنين 7
|
٩ ، ١٧ ، ٢٤ ، ٢٧ ،
٢٨
|
علي بن الحسين 7
علي بن موسي الرضا 7
علي بن يقطين
|
٢٧
٤٥
٤٨ ، ٢٥
|
|
|
|
ـ ک ـ
ـ م ـ
محمد ، رسول الله 6
|
١ ، ١٠ ، ١٧ ، ٢٤ ،
٢٧ ، ٤٠ ، ٤١ ، ٤٧ ، ٥٠
|
محمد بن الحسن بن الصباح ، أبوجعفر
محمد بن سليمان الديلمي
محمد بن عبداله بن محمد الجعفي
محمد بن علي ، أبوجعفر الباقر 7
محمد بن المرادي
المفضل بن عمر
المعلي بن خنيس
ابن مهران
|
٤٨
٣٦
٤٤
٢٢ ، ٢٧ ، ٤٥
٤٨
٣٣
٣٧
٣٢
|
|
|
|
موسي بن جعفر ، أبو الحسن الکاظم 7
|
٢٣ ، ٢٤ ، ٢٥ ، ٢٧
، ٤٤ ، ٤٨ ، ٤٩
|
ـ ي ـ
* * *
٤ ـ فهرس الأمکنة والبقاع
|
رقم
الحديث
|
الأهواز
بيت المقدس
الجبل
خراسان
الري
المدينة
المسجد الحرام
|
٩
٤١
٤٥
٣٧
٢٤
٢٧
٤٥
|
٥ ـ مراجع التحقيق
:
١ ـ الإختصاص ، للشيخ المفيد محمد بن
محمد بن النعمان ، تحقيق علي أکبر الغفاري.
٢ ـ الأربعين ، للسيد محيي الدين محمد
بن عبدالله الحسيني المعروف بابن زهرة الحلبي ، تحقيق الشيخ نبيل رضا علوان ، قم.
٣ ـ الإستبصار فيما اختلف من الأخبار ،
لشيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي ، تحقيق السيد حسن الخرسان ، نشر دارالکتب
الإسلامية.
٤ ـ أعلام الدين في صفات المؤمنين ،
لأبي محمد الحسن بن أبي الحسن الديلمي ، نسخة مخطوطة في المکتبة الرضوية تحت رقم
٣٨١.
٥ ـ أعيان الشيعة ، للسيد محسن الأمين ،
تحقيق حسن الأمين ، بيروت دارالتعارف للمطبوعات.
٦ ـ الأمالي ، لشيخ الطائفة محمد بن
الحسن الطوسي وابنه ابي علي تقديم السيد محمد صادق بحرالعلوم ، منشورات المکتبة
الأهلية.
٧ ـ الأمالي ، للشيخ الصدوق محمد بن علي
بن الحسين بن بابويه القمي ، تقديم الشيخ حسين الأ علمي ، بيروت ، مؤسسة الأعلمي١٤٠٠
هـ ـ الطبعة الخامسة.
٨ ـ الأمالي ، للشيخ المفيد محمد بن
محمد بن النعمان ، تحقيق الحسين استاد ولي وعلي أکبر الغفاري ، قم ، نشر جماعة
المدرسين.
٩ ـ أمل الآمل ، للشيخ محمد بن الحسن
الحرّ العاملي ، تحقيق السيد أحمد الحسيني ، قم ، نشر دارالکتاب الإسلامي.
١٠ ـ بحارالأنوار ، للمولى محمد باقر
المجلسي ، بيروت ، دار إحياء التراث العربي ، الطبعة الثالثة.
١١ ـ تاريخ بغداد ، للحافظ أبي بکر أحمد
بن علي الخطيب البغدادي ، بيروت ، نشر دارالکتاب العربي.
ـــــــــــــــ
١٢ ـ تحف العقول عن آل الرسول ، للشيخ
أبي محمد الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحراني تقديم السيد محمد صادق بحرالعلوم
، النجف المطبعة الحيدرية.
١٣ ـ تنقيح المقال في أحوال الرجال ،
للشيخ عبدالله المامقاني ، المطبعة المرتضوية ، النجف ١٣٥٢.
١٤ ـ تهذيب الأحکام ، لشيخ الطائفة محمد
بن الحسن الطوسي ، تحقيق السيد حسن الخرسان ، دارالکتب الإسلامية.
١٥ ـ الثقات العيون في سادس القرون ،
للشيخ آقا بزرک الطهراني ، تحقيق علي نقي المنزوي ، بيروت ، دارالکتاب العربي.
١٦ ـ ثواب الأعمال ، للشيخ الصدوق محمد
بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ، تحقيق علي أکبر الغفاري ، قم.
١٧ ـ جامع الأحاديث ، للشيخ أبي محمد
جعفر بن أحمد بن علي القمي.
١٨ ـ الجامع الصغير ، لجلال الدين
عبدالرحمن بن أبي بکر السيوطي ، بيروت ، دارالفکر.
١٩ ـ الخصال ، للشيخ الصدوق محمد بن علي
بن الحسين بن بابويه القمي ، تصحيح وتعليق علي أکبر الغفاري ، نشر جماعة المدرسين.
٢٠ ـ الخلاف في الفقه ، لشيخ الطائفة محمد
بن الحسن الطوسي ، طهران ١٣٧٧.
٢١ ـ دعائم الإسلام ، للقاضي أبي حنيفة
النعمان بن محمد التميمي المغربي ، تحقيق آصف بن علي أصغر فيضي.
٢٢ ـ الذريعة الى تصانيف ، الشيعة ، للشيخ
آقا بزرگ الطهراني ، بيروت ، دارالأضواء.
٢٣.رجال الطوسي ، لشيخ الطائفة محمد بن
الحسن الطوسي ، تحقيق السيد محمد صادق آل بحرالعلوم ، النجف ، المطبعة الحيدرية.
٢٤ ـ رجال الکشّي ، إختيار الشيخ الطوسي
من کتاب ( معرفة الناقلين للکشّي ) ، تحقيق السيد مهدي الرجائي ، قم ، مؤسّسة آل
البيت ( ع ) لإحياء التراث.
٢٥ ـ روضة الواعظين ، للشيخ محمد بن
الفتال النيسابوري ، تقديم السيد محمد
مهدي الخرسان ،
النجف ، المطبعة الحيدرية.
٢٦ ـ رياض العلماء ، للشيخ عبدالله أفندي
الإصبهاني ، تحقيق السيد أحمد الحسيني ، قم ، نشر مکتبة آية الله المرعشي العامة.
٢٧ ـ الزهد ، لأبي محمد الحسين بن سعيد
الأهوازي ، تحقيق ميرزا غلام رضا عرفانيان ، قم.
٢٨ ـ شذرات الذهب في أخبار من ذهب ، لأبي
الفلاح عبدالحيّ بن العماد الحنبلي ، بيروت ، دارالآفاق الجديدة.
٢٩ ـ شهاب الأخبار ، للقاضي القضاعي ،
تصحيح وتعليق السيد جلال الدين الحسيني الارموي ( المحدّث ).
٣٠ ـ الصحاح : لإسماعيل بن حماد الجوهري
، تحقيق أحمد عبدالغفور عطار ، بيروت ، دارالعلم للملايين.
٣١ ـ عدّة الداعي ، للشيخ أحمد بن فهد الحلّي
، تصحيح وتعليق أحمد الموحّدي القمي.
٣٢ ـ عوالي اللآلي العزيزية في الأحاديث
الدينية ، للشيخ محمد بن علي بن إبراهيم الاحسائي ، تحقيق الشيخ مجتبي العراقي.
٣٣ ـ الغايات ، للشيخ أبي محمد جعفر بن
أحمد بن علي القمي.
٣٤ ـ فقه الرضا ، المنسوب إلي الإمام علي
بن موسي الرضا 7
، الطبعة الحجرية.
٣٥ ـ الفهرست ، لشيخ الطائفة محمد بن
الحسن الطوسي ، تصحيح وتعليق السيد محمد صادق آل بحرالعلوم ، النجف.
٣٦ ـ فهرست أسماء مصنّفي الشيعة ( رجال
النجاشي ) ، للشيخ أحمد بن علي ابن العباس النجاشي ، تقديم محمد هادي اليوسفي
الغروي ، ١٣٩٧.
٣٧ ـ الکافي لثقة الإسلام أبي جعفر محمد
بن يعقوب بن إسحاق الکليني الرازي ، تصحيح الشيخ نجم الدين الآملي وتعليق علي
أکبرالغفاري ، طهران نشر المکتبة الإسلامية.
٣٨ ـ لسان العرب ، لأبي الفضل جمال الدين
أحمد بن مکرم بن منظور الأفريقي المصري ، قم ، نشر أدب الحوزة.
٣٩ ـ المؤمن ، للحسين بن سعيد الأهوازي ،
تحقيق ونشر مدرسة الإمام المهدي ( عج ) ، قم.
٤٠ ـ مجمع البحرين ، للشيخ فخرالدين
الطريحي ، تحقيق السيد أحمد الحسيني الطبعة الثانية ، طهران.
٤١ ـ المحاسن ، للشيخ أبي جعفر أحمد بن
محمد بن خالد البرقي ، تحقيق السيد جلال الدين الحسيني المشتهر بالمحدّث ، قم ،
نشر دارالکتب الإسلامية.
٤٢ ـ مستدرک الوسائل ومستنبط المسائل ،
للسيخ ميرزا حسين النوري الطبرسي ، الطبعة الحجرية ، نشر المكتبة الإسلامية ومؤسسة
إسماعيليان.
٤٣ ـ مشکاة الأنوار ، لأبي الفضل علي
الطبرسي ، النجف ، المطبعة الحيدرية.
٤٤ ـ مصادقة الإخوان ، للشيخ الصدوق
محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ، الکاظمية ، من منشورات مکتبة الإمام صاحب
الزمان ( عج ) العامة.
٤٥ ـ معجم رجال الحديث ، لآية الله
العظمى السيد الخوئي ( دام ظلّه ) الطبعة الثالثة ، بيروت ١٤٠٣ هـ.
٤٦ ـ مکام الأخلاق ، لرضي الدين أبي نصر
الحسن بن الفضل الطبرسي بيروت ، نشر مؤسسة الأعلمي.
٤٧ ـ من لا يحضره الفقيه ، للشيخ الصدوق
محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ، تحقيق السيد حسن الموسوي الخرسان.
٤٨ ـ المواعظ ، للشيخ الصدوق محمد بن علي
بن الحسين بن بابويه القمي ، تقديم عزيز الله عطاردي ، إنتشارات مرتضوي.
٤٩ ـ النهاية في غريب الحديث والأثر ،
لأبي السعادات المبارک بن محمد الجزري ( ابن الأثير ) ، تحقيق طاهر أحمد الزاوي
ومحمود محمد الطناجي ، نشر المکتبة الإسلامية.
٥٠ ـ نهج البلاغة ، جمع الشريف الرضي ، تصحيح
صبحي الصالح ، بيروت ، دارالکتاب اللبناني.
٥١ ـ الهداية ، للشيخ الصدوق محمد بن علي
بن الحسين بن بابوية القمي ، طهران ، نشر مؤسسة المطبوعات الدينية والمکتبة
الإسلامية ١٣٧٧.
|