


بسم الله الرّحمان
الرّحيم
الحمد لله ربّ العالمين وصلّي الله علي
محمّد وآله الطّيبين الطّاهرين ولعنه الله علي أعدائهم وظالميهم وغاصبي حقوقهم ومخالفيهم
ومنکري فضائلهم ومناقبهم ومدّعي شئونهم ومراتبهم والرّاضين بذلک.
قال الله جلّ جلاله : (...
قُلْ لَا أسْئَلُکُمْ عَلَيهِ أجْراً إلّا الْمَوَدَّهَ فِي الْقُرْبَي وَمَنْ يقْتَرِفْ
حَسَنَهً
نَزِدْ
لَهُ فيها حُسْناً
إنَّ
اللَّهَ غَفُورٌ شَکُورٌ)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله :
... وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِياً إنَّ الْحُسَينَ بْنَ عَلِي فِي
السَّمَاءِ أکْبَرُ مِنْهُ فِي الْأرْضِ ، فَإنَّهُ لَمَکْتُوبٌ عَنْ يمِينِ
عَرْشِ اللَّهِ : مِصْبَاحُ هُدًي وَسَفِينَهُ نَجَاهٍ ، وَإمَامُ غَيرِ وَهْنٍ (خَيرٍ
وَيمْنٍ) وَعِزٍّ وَفَخْرٍ وَبَحْرُ عِلْمٍ وَذُخْرٍ ..
..
وقال صلّى الله عليه وآله لجماعه المسلمين
في زمانه : يا أيهَا النَّاسُ! هَذَا الْحُسَينُ بْنُ عَلِي ، فَاعْرِفُوهُ ، فَوَ
الَّذِي نَفْسِي بِيدِهِ إنَّهُ لَفِي الْجَنَّهِ ، وَمُحِبِّيهِ فِي الْجَنَّهِ ،
وَمُحِبِّي مُحِبِّيهِ فِي الْجَنَّه.
الأوجب بعد معرفه الله تعالي ، معرفه
الرّسول والإمام؛ کما قال الرّسول الأکرم صلّى الله عليه وآله : مَن مَاتَ وَلَمْ يعْرِفْ
إمَامَ زَمَانِهِ مَاتَ مِيتَهً جَاهِليهً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأداء حقّ الرّساله
مودّه أهل بيت النّبوّه عليهم السلام ، الّتي هي أفضل الحسنات والقربات إلي الله
تعالي. والّتي تشمل الإقرار بهم وبمراتبهم وإظهار محبّتهم وتفديه ما نملکه من نفس ومال
وأهل فيهم وفي طريقهم ومنها زيارتهم ، خاصّه زياره الإمام أبي عبدالله الحسين (ع) وبالخصوص
في الأيام الخاصّه ، ومن أفضل أوقات زياره أبي عبدالله الحسين (ع) ، يوم عاشوراء وأفضل
الأمکنه حرمه الشّريف في کربلاء المقدّسه. في زياره أبي عبدالله الحسين (ع) يتجلّي
الإيمان ، أداء حقّ الرّسول وآله الأطهار عليهم السلام ؛ الّذين هم علّه التّکوين والتّشريع
والجزاء ، وأرکان التّوحيد وأساس الدّين .
زياره الحسين (ع) زياره الله تعالي وإجابه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإمام يوم عاشوراء حين
نادي :
هَلْ مِنْ ذَابٍّ يذُبُّ عَنْ حَرَمِ
رَسُولِ اللَّهِ ، هَلْ مِنْ مُوَحِّدٍ يخَافُ اللَّهَ فِينَا ، هَلْ مِنْ مُغِيثٍ
يرْجُوا اللَّهَ فِي إغَاثَتِنَا ... .
ومبايعه الحسين (ع) ومحاربه أعدائه عبر
التّاريخ وإعلان البرائه من أعداء آل محمّد عليهم السلام ومحاکمه الظّالمين وإعلان
النّصره والتّهيؤ والإعداد لنصره طالب ثأرالحسين (ع) ، الإمام المنتظر عليه
السلام.
ومن الزّيارات الخاصّه به (ع) ؛ زيارته
في يوم عاشوراء يوم مقتله (ع) ؛ وهو اليوم العظيم الّذي لا مثيل له في التّاريخ ، ووجدت
خمسه منها منصوصه عن أهل بيت العصمه والطّهاره ، الإمام الباقر والإمام الصّادق
عليه السلام والإمام المنتظر عليه السلام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وکتابنا هذا يشمل :
سبعه أبواب في فضيله زيارته (ع) ، وزياراته الخمسه في يوم عاشوراء وزياره أخيه أبي
الفضل العبّاس (ع) ووداعه ووداع الإمام (ع) والشّهداء عن مصادرها الأوليه ، مع ذکر
إختلافات الألفاظ برواياتها عن نسخها العديده. وأروي الجميع بأسانيدي ، ومنها عن سيدي
الأستاذ العلّامه الجليل والمدافع عن ولايه أهل البيت عليهم السلام ، آيه الله السيد
محمّد علي بن السيد مرتضي الموسوي الموحّد الأبطحي الإصفهاني قدّس سرّهما ، وقد
استفدت من سماحته کثيراً في شتّي العلوم الإسلاميه ، عن مشايخه منهم سيد الطّائفه وزعيم
الشيعه في عصره ، آيه الله السيد حسين الطّباطبائي البروجردي وآيه الله السيد عبد
الهادي الشّيرازي والشّيخ آقا بزرک الطّهراني صاحب «الذّريعه» وساير مشايخه من
تلامذه الآيات : النّائيني والعراقي والإصفهاني والحائري وساير مشايخه قدّس سرّهم
، بطرقهم إلي الحاجي ميرزا حسين النّوري صاحب «مستدرک الوسائل» بطرقه المسطوره في
خاتمه کتابه ، وعن سيدي الأستاذ آيه الله الأبطحي عن آيه الله المرعشي قدّس سرّهم
بطرقه عن کتب حديث الإماميه عن أهل بيت العصمه والطّهاره عليهم السلام.
وهناک أحاديث کثيره حول التّربه
المقدّسه لحرم الإمام (ع) المطهّر والإستشفاء به وأحاديث في فضيله زيارته في الأيام
الخاصّه ومنها ليله الجمعه ويومها وعرفه والعيدين ومنتصف شعبان و... من الأوقات
الخاصّه لزيارته (ع) ، فمن أراد الإطّلاع فليراجع موسوعه بحارالأنوار : ٩٨ ووسائل
الشّيعه : ١٤ ومستدرک الوسائل : ١٠ وجامع
أحاديث الشّيعه الطبع
الأوّل : ١٢ والطبع الثّاني : ١٥.
هذا أقلّ الواجب من أصغر محبّي سيد
الأحرار والشّهداء عبر التّاريخ ، الإمام الحسين (ع) لزوّاره صلوات الله عليهم. وأسأل
الله تعالي أن يتقبّله ويجعله ذخراً ليوم البعث
، وأسأل الإمام (ع) الشّفاعه ، ومن زوّاره ألتمس الدّعاء.
وقد ساعدني في هذا المشروع بعض أهلي
شکَّرالله سعيهنّ وأتقدّم بالشّكر الجزيل للأخ مهدي آقايي على ما قدّمه في اعداد
الغلاف.
كتبه الآثم حيدر حسين حيدر التّربتي
الکربلائي مولداً والإصفهاني مسکناً والکربلائي مسکناً والكربلائيّ مسكناً ومدفناً
ومحشراً إن شاء الله تعالى.
يوم عاشوراء الدّاميه من شهر محرّم
الحرام سنه ١٤٢٩.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اَللَّهُمَّ
رَبَّ الْحُسَينِ ، إِشْفِ صَدْرَ الْحُسَينِ ،
اَللَّهُمَّ
رَبَّ الْحُسَينِ ، أُطْلُبْ بِدَمِ الْحُسَينِ ،
اَللَّهُمَّ
رَبَّ الْحُسَينِ ، إِنْتَقِمْ مِمَّنْ رَضِي بِقَتْلِ الْحُسَينِ ،
اَللَّهُمَّ
رَبَّ الْحُسَينِ ، إِنْتَقِمْ مِمَّنْ خَالَفَ الْحُسَينَ ،
اَللَّهُمَّ
رَبَّ الْحُسَينِ ، إِنْتَقِمْ مِمَّنْ فَرِحَ بِقَتْلِ الْحُسَين .
اَللَّهُمَّ
اجْعَلْنَا مِنَ الطَّالِبِينَ بِثَأْرِهِ مَعَ وَلِيهِ الْإِمَامِ
الْمَهْدِي
مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيهِمْ
أَجْمَعِينَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال سبحانه وتعالى
وانا المحسن وهذا
الحسين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




قال النبي صلّى الله
عليه وآله
وبالحسين
تسعدون وبه تشبّثون
ألا
وإنّ الحسين بابٌ من ابواب الجنّة
من
عانده حُرّم عليه ريح الجنّة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ابواب
فضيلت زياره الإمام
الإمام الحسين
صلوات الله وسلامه
عليه
١
«باب»
زياره الإمام أبي
عبداللّه الحسين (ع) واجبه
محمّد رسول الله صلّى
الله عليه وآله
١ ـ عن أبي الحسن الفارسي قال : کُنْتُ
کَثِيرَالزِّيارَهِ لِمَوْلَانَا أبِي عَبْدِاللَّهِ (ع) فَقَلَّ مَالِي وَضَعُفَ
مِنَ الْکِبَرِ جِسْمِي فَتَرَکْتُ الزِّيارَهَ فَرَأيتُ ذَاتَ لَيلَهٍ رَسُولَ
اللَّهِ صلّى الله عليه وآله فِي الْمَنَامِ وَمَعَهُ الْحَسَنُ وَالْحُسَينُ
فَمَرَرْتُ بِهِمْ ، فَقَالَ الْحُسَينُ : يا رَسُولَ اللَّهِ! هَذَا الرَّجُلُ
کَانَ يکْثِرُ زِيارَتِي فَانْقَطَعَ عَنِّي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله
عليه وآله : أعَنْ مِثْلِ الْحُسَينِ تُهَاجِرُ وَتَتْرُکُ زِيارَتَهُ؟! فَقُلْتُ
: يا رَسُولَ اللَّهِ! حَاشَا لِي أنْ أهْجُرَ مَوْلَاي ، لَکِنِّي ضَعُفْتُ وَکَبِرْتُ
وَلِهَذَا عَزَّتْ زِيارَتُهُ وَلِقِلَّهِ مَالِي تَرَکْتُ زِيارَتَهُ. فَقَالَ (ع)
: إصْعَدْ کُلَّ لَيلَهٍ عَلَي سَطْحِ دَارِکَ وَأشِرْ بِإصْبَعِکَ السَّبَّابَهِ
إلَيهِ وَقُلْ :
السَّلَامُ عَلَيکَ وَعَلَي جَدِّکَ وَأبِيکَ
، السَّلَامُ عَلَيکَ وَعَلَي أُمِّکَ وَأخِيکَ ، السَّلَامُ عَلَيکَ وَعَلَي
الْأئِمَّهِ مِنْ بَنِيکَ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا صَاحِبَ الدَّمْعَهِ
السَّاکِبَهِ ، السَّلَامُ عَلَيکَ ياصَاحِبَ الْمُصِيبَهِ الرَّاتِبَهِ ، لَقَدْ
أصْبَحَ کِتَابُ اللَّهِ فِيکَ مَهْجُوراً وَرَسُولُ اللَّهِ فِيکَ
مَحْزُوناً وَعَلَيکَ
السَّلَامُ وَرَحْمَهُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ. السَّلَامُ عَلَي أنْصَارِ اللَّهِ وَخُلَفَائِهِ
، السَّلَامُ عَلَي أُمَنَاءِاللَّهِ وَأحِبَّائِهِ ، السَّلَامُ عَلَي مَحَالِّ
مَعْرِفَهِ اللَّهِ وَمَعَادِنِ حِکْمَهِ اللَّهِ وَحَفَظَهِ سِرِّ اللَّهِ وَحَمَلَهِ
کِتَابِ اللَّهِ وَأوْصِياءِ نَبِي اللَّهِ وَذُرِّيهِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله
عليه وآله وَرَحْمَهُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ. ثُمَّ سَلْ مَا شِئْتَ فَإنَّ زِيارَتَکَ
تُقْبَلُ مِنْ قَرِيبٍ وَبَعِيدٍ.
الإمام أبوعبدالله
الحسين (ع)
٢ ـ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ
عُقْبَهَ : کَانَ جَارٌ لَنَا يعْرَفُ بِعَلِي بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : کُنْتُ
أزُورُ الْحُسَينَ (ع) فِي کُلِّ شَهْرٍ ، قَالَ : ثُمَّ عَلَتْ سِنِّي وَضَعُفَ
جِسْمِي وَانْقَطَعْتُ عَنْهُ مُدَّهً ، ثُمَّ وَقَعَ لِي أنَّهَا آخَرُ سَنِي
عُمْرِي ، فَحَمَلْتُ عَلَي نَفْسِي وَخَرَجْتُ مَاشِياً ، فَوَصَلْتُ فِي أيامٍ
فَسَلَّمْتُ وَصَلَّيتُ رَکْعَتَي الزِّيارَهِ وَنِمْتُ. فَرَأيتُ الْحُسَينَ
صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيهِ قَدْ خَرَجَ مِنَ الْقَبْرِ فَقَالَ لِي : يا عَلِي لِمَ
جَفَوْتَنِي وَکُنْتَ لِي بَرّاً؟! فَقُلْتُ : ياسَيدِي ضَعُفَ جِسْمِي وَقَصُرَتْ
خُطَاي وَوَقَعَ لِي أنَّهَا آخِرُ سَنِي عُمْرِي فَأتَيتُکَ فِي أيامٍ ، وَقَدْ
رُوِي عَنْکَ شَي ءٌ أُحِبُّ أنْ أسْمَعَهُ مِنْکَ ، فَقَالَ (ع) : قُلْ ، قَالََ
قُلْتُ : رُوِي عَنْکَ : مَنْ زَارَنِي فِي حَياتِهِ زُرْتُهُ بَعْدَ وَفَاتِهِ!
قَالَ : نَعَمْ ، قُلْتُ ، فَأرْوِهِ عَنْکَ : مَنْ زَارَنِي فِي حَياتِهِ
زُرْتُهُ بَعْدَ وَفَاتِهِ؟ قَالَ : نَعَمْ إرْوِ عَنِّي : مَنْ زَارَنِي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فِي حَياتِهِ
زُرْتُهُ بَعْدَ وَفَاتِهِ وَإنْ وَجَدْتُهُ فِي النَّارِ أخْرَجْتُهُ.
الإمام أبوجعفر محمّد
الباقر (ع)
٣ ـ عَنْ بَعْضِ أصْحَابِنَا عَنْ
أبِي جَعْفَرٍ (ع) قَالَ : کَمْ بَينَکُمْ وَبَينَ قَبْرِ الْحُسَينِ (ع)؟ قُلْتُ
: سِتَّهُ عَشَرَ فَرْسَخاً ، قَالَ : أوَ مَا تَأْتُونَهُ؟ قُلْتُ : لَا ، قَالَ
: مَا أجْفَاکُمْ.
٤ ـ عَنْ أبِي الْجَارُودِ عَنْ
الْبَاقِرِ (ع) قَالَ قَالَ لِي : کَمْ بَينَکَ وَبَينَ قَبْرِ الْحُسَينِ (ع)
قَالَ قُلْتُ : يوْمٌ لِلرَّاکِبِ وَيوْمٌ وَبَعْضُ يوْمٍ لِلْمَاشِي ، قَالَ :
أفَتَأْتِيهُ کُلَّ جُمُعَهٍ؟ قُلْتُ : لَا مَا آتِيهِ إلّا فِي حِينٍ ، قَالَ :
مَا أجْفَاکُمْ ، أمَا لَوْ کَانَ قَرِيبَاً مِنَّا لَاتَّخَذْنَاهُ هِجْرَهً ، أي
نُهَاجِرُ إلَيهِ.
٥ ـ وَقَالَ الْبَاقِرُ (ع) : مَنْ
أرَادَ أنْ يعْلَمَ أنَّهُ مِنْ أهْلِ الْجَنَّهِ فَلْيعْرِضْ حُبَّنَا عَلَي
قَلْبِهِ ، فَإنْ قَبِلَهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ کَانَ لَنَا مُحِبّاً فَلْيرْغَبْ
فِي زِيارَهِ قَبْرِ الْحُسَينِ (ع) ، فَمَنْ کَانَ لِلْحُسَينِ (ع) زَوَّاراً
عَرَفْنَاهُ بِالْحُبِّ لَنَا أهْلَ الْبَيتِ وَکَانَ مِنْ أهْلِ الْجَنَّهِ ، وَمَنْ
لَمْ يکُنْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لِلْحُسَينِ
زَوَّاراً کَانَ نَاقِصَ الْإيمَانِ.
٦ ـ وَقَالَ الْإمَامُ الْبَاقِرُ (ع) :
مُرُوا شِيعَتَنَا بِزِيارَهِ قَبْرِ الْحُسَينِ (ع) ، فَإنَّ إتْيانَهُ يزِيدُ فِي
الرِّزْقِ وَيمُدُّ فِي الْعُمُرِ وَيدْفَعُ مَدَافِعَ السُّوءِ ، وَإتْيانَهُ
مُفْتَرَضٌ عَلَي کُلِّ مُؤْمِنٍ يقِرُّ لِلْحُسَينِ بِالْإمَامَهِ مِنَ اللَّهِ.
٧ ـ وَقَالَ الْإمَامُ الْبَاقِرُ (ع) :
مُرُوا شِيعَتَنَا بِزِيارَهِ الْحُسَينِ بْنِ عَلِي عليه السلام ، فَإنَّ زِيارَتَهُ
تَدْفَعُ الْهَدْمَ وَالْغَرَقَ وَالْحَرَقَ وَأکْلَ السَّبُعِ ، وَزِيارَتُهُ
مُفْتَرَضَهٌ عَلَي مَنْ أقَرَّ لِلْحُسَينِ (ع) بِالْإمَامَهِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ
وَجَلَّ.
٨ ـ قَالَ الْبَاقِرُ (ع) : مُرُوا شِيعَتَنَا
بِزِيارَهِ قَبْرِ الْحُسَينِ بْنِ عَلِي عليه السلام ، فَإنَّ إتْيانَهُ
مُفْتَرَضٌ عَلَي کُلِّ مُؤْمِنٍ يقِرُّ لِلْحُسَينِ بِالْإمَامَهِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ
وَجَلَّ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإمام الباقر أو
الصّادق عليهما السلام
٩ ـ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أحَدِهِمَا
عليهما السلام أنَّهُ قَالَ : يا زُرَارَهُ! مَا فِي الْأرْضِ مُؤْمِنَهٌ إلَّا وَقَدْ
وَجَبَ عَلَيهَا أنْ تُسْعِدَ فَاطِمَهَ عليها السلام فِي زِيارَهِ الْحُسَينِ (ع).
ثُمَّ قَالَ : يا زُرَارَهَ! أنَّهُ إذَا کَانَ يوْمُ الْقِيامَهِ جَلَسَ الْحُسَينُ
(ع) فِي ظِلِّ الْعَرْشِ وَجَمَعَ اللَّهُ زُوَّارَهُ وَشِيعَتَهُ لِيصِيرُوا مِنَ
الْکَرَامَهِ وَالنَّضْرَهِ وَالْبَهْجَهِ وَالسُّرُورِ إلَي أمْرٍ لَا يعْلَمُ
صِفَتَهُ إلَّا اللَّهُ ، فَيأْتِيهِمْ رُسُلُ أزْوَاجِهِمْ مِنَ الْحُورِالْعِينِ
مِنَ الْجَنَّهِ فَيقُولُونَ إنَّا رُسُلُ أزْوَاجِکُمْ إلَيکُمْ يقُلْنَ إنَّا
قَدِ اشْتَقْنَاکُمْ وَأبْطَأْتُمْ عَنَّا فيحْمِلُهُمْ مَا هُمْ فِيهِ مِنَ
السُّرُورِ وَالْکَرَامَهِ إلَي أنْ يقُولُوا لِرُسُلِهِمْ سَوْفَ نَجِيئُکُمْ إنْ
شَاءَ اللَّهُ.
الإمام أبوعبدالله
الصّادق (ع)
١٠ ـ قَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع) :
زِيارَهُ الْحُسَينِ بْنِ عَلِي عليه السلام وَاجِبَهٌ عَلَي کُلِّ مَنْ يقِرُّ
لِلْحُسَينِ (ع) بِالْإمَامَهِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
١١ ـ عَنِ الْحَلَبِي عَنِ
الْإمَامِ الصَّادِقِ (ع) قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاکَ مَا تَقُولُ فِيمَنْ
تَرَکَ زِيارَتَهُ وَهُوَ يقْدِرُ عَلَي ذَلِکَ؟ قَالَ : أقُولُ إنَّهُ قَدْ عَقَّ
رَسُولَ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللَّهِ صلّى الله
عليه وآله وَعَقَّنَا وَاسْتَخَفَّ بِأمْرٍ هُوَ لَهُ ، وَمَنْ زَارَهُ کَانَ
اللَّهُ لَهُ مِنْ وَرَاءِ حَوَائِجِهِ ، وَکَفَي مَا أهَمَّهُ مِنْ أمْرِ دُنْياهُ
وَإنَّهُ لَيجْلِبُ الرِّزْقَ عَلَي الْعَبْدِ وَيخَلِّفُ عَلَيهِ مَا أنْفَقَ وَيغْفِرُ
لَهُ ذُنُوبَ خَمْسِينَ سَنَهً ، وَيرْجِعُ إلَي أهْلِهِ وَمَا عَلَيهِ وِزْرٌ وَلَا
خَطِيئَهٌ إلَّا وَقَدْ مُحِيتْ مِنْ صَحِيفَتِهِ ، فَإنْ هَلَکَ فِي سَفَرِهِ
نَزَلَتِ الْمَلَائِکَهُ فَغَسَّلَتْهُ وَفُتِحَتْ لَهُ أبْوَابُ الْجَنَّهِ وَيدْخُلُ
عَلَيهِ رُوحُهَا
حَتَّي ينْشَرَ ، وَإنْ سَلِمَ فُتِحَ لَهُ الْبَابُ الَّذِي ينْزِلُ مِنْهُ
الرِّزْقُ وَيجْعَلُ لَهُ بِکُلِّ دِرْهَمٍ أنْفَقَهُ عَشَرَهُ آلَافِ دِرْهَمٍ وَذُخِرَ
ذَلِکَ لَهُ ، فَإذَا حُشِرَ قِيلَ لَهُ لَکَ بِکُلِّ دِرْهَمٍ عَشَرَهُ آلَافِ
دِرْهَمٍ ، وَإنَّ اللَّهَ نَظَرَ لَکَ وَذَخَرَهَا لَکَ عِنْدَهُ.
١٢ ـ قَالَ الْإمَامُ
الصَّادِقُ (ع) : لَوْ أنَّ أحَدَکُمْ حَجَّ دَهْرَهُ ، ثُمَّ لَمْ يزُرِ الْحُسَينَ
بْنَ عَلِي عليه السلام ، لَکَانَ تَارِکاً حَقّاً مِنْ حُقُوقِ الله وَحُقُوقِ
رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله ، لِأنَّ حَقَّ الْحُسَينِ (ع) فَرِيضَهٌ
مِنَ اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ وَاجِبَهٌ عَلَي کُلِّ مُسْلِمٍ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٣ ـ وَقَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع)
: لَوْ أنَّ أحَدَکُمْ حَجَّ ألْفَ حَجَّهٍ ، ثُمَّ لَمْ يأْتِ قَبْرَ الْحُسَينِ
بْنِ عَلِي عليه السلام لَکَانَ قَدْ تَرَکَ حَقّاً مِنْ حُقُوقِ اللَّهِ تَعَالَي
(وَحُقُوقِ رَسُولِ اللهِ). وَسُئِلَ عَنْ ذَلِکَ فَقَالَ : حَقُّ الْحُسَينِ (ع)
مَفْرُوضٌ عَلَي کُلِّ مُسْلِمٍ.
١٤ ـ وَقَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع)
لأُمِّ سَعِيدٍ الْأحْمَسِيه : يا أُمَّ سَعِيدٍ! تَزُورِينَ قَبْرَ الْحُسَينِ؟
قَالَتْ قُلْتُ : نَعَمْ ، فَقَالَ لِي : زُورِيهِ ، فَإنَّ زِيارَهَ قَبْرِ
الْحُسَينِ وَاجِبَهٌ عَلَي الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ.
١٥ ـ قَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع)
لِعَبْدِالْمَلِکِ الْخَثْعَمِي : ياعَبْدَالْمَلِکِ! لَاتَدَعْ زِيارَهَ الْحُسَينِ
بْنِ عَلِي وَمُرْ أصْحَابَکَ بِذَلِکَ يمُدُّ اللَّهُ فِي عُمُرِکَ وَيزِيدُ
اللَّهُ فِي رِزْقِکَ وَيحْييکَ اللَّهُ سَعِيداً وَلَاتَمُوتُ إلَّا سَعِيداً
وَيکْتُبُکَ سَعِيداً.
١٦ ـ وَقَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع)
: مَنْ أتَي عَلَيهِ حَوْلٌ لَمْ يأْتِ قَبْرَ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الْحُسَينِ (ع)
أنْقَصَ اللَّهُ مِنْ عُمُرِهِ حَوْلًا وَلَوْ قُلْتُ إنَّ أحَدَکُمْ لَيمُوتُ
قَبْلَ أجَلِهِ بِثَلَاثِينَ سَنَهً لَکُنْتُ صَادِقاً وَذَلِکَ لِأنَّکُمْ
تَتْرُکُونَ زِيارَهَ الْحُسَينِ (ع) ، فَلَا تَدَعُوا زِيارَتَهُ يمُدُّ اللَّهُ
فِي أعْمَارِکُمْ وَيزِيدُ فِي أرْزَاقِکُمْ ، وَإذَا تَرَکْتُمْ زِيارَتَهُ
نَقَصَ اللَّهُ مِنْ أعْمَارِکُمْ وَأرْزَاقِکُمْ. فَتَنَافَسُوا فِي زِيارَتِهِ وَلَا
تَدَعُوا ذَلِکَ ، فَإنَّ الْحُسَينَ شَاهِدٌ لَکُمْ فِي ذَلِکَ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ
رَسُولِهِ وَعِنْدَ فَاطِمَهَ وَعِنْدَ أمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ.
١٧ ـ وَقَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع)
: زُورُوا الْحُسَينَ (ع) وَلَوْ کُلَّ سَنَهٍ ، فَإنَّ کُلَّ مَنْ أتَاهُ
عَارِفاً بِحَقِّهِ غَيرَ جَاحِدٍ ، لَمْ يکُنْ لَهُ عِوَضٌ غَيرَ الْجَنَّهِ وَرُزِقَ
رِزْقاً وَاسِعاً ، وَأتَاهُ اللَّهُ بِفَرَجٍ عَاجِلٍ. إنَّ اللَّهَ وَکَّلَ
بِقَبْرِ الْحُسَينِ بْنِ عَلِي عليه السلام أرْبَعَهَ آلَافِ مَلَکٍ کُلُّهُمْ يبْکُونَهُ
وَيشَيعُونَ مَنْ زَارَهُ إلَي أهْلِهِ ، فَإنْ مَرِضَ عَادُوهُ وَإنْ مَاتَ
شَهِدُوا جَنَازَتَهُ بِالِاسْتِغْفَارِ لَهُ وَالتَّرَحُّمِ عَلَيهِ.
١٨ ـ سُئِلَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع) :
عَنْ زِيارَهِ قَبْرِ الْحُسَينِ (ع) قَالَ : نَعَمْ تَعْدِلُ عُمْرَهً وَلَا ينْبَغِي
أنْ يتَخَلَّفَ عَنْهُ أکْثَرُ مِنْ أرْبَعِ سِنِينَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٩ ـ وَقَالَ الْإمَامُ
الصَّادِقُ (ع) : حَقٌّ عَلَي الْغَنِي أنْ يأْتِي قَبْرَ الْحُسَينِ (ع) فِي
السَّنَهِ مَرَّتَينِ ، وَحَقٌّ عَلَي الْفَقِيرِ أنْ يأْتِيهُ فِي السَّنَهِ
مَرَّهً.
٢٠ ـ وَقَالَ الْإمَامُ
الصَّادِقُ (ع) : مَنْ لَمْ يزُرْ قَبْرَ الْحُسَينِ (ع) فَقَدْ حُرِمَ خَيراً
کَثِيراً وَنَقَصَ مِنْ عُمُرِهِ سَنَهً.
٢١ ـ وَقَالَ الْإمَامُ
الصَّادِقُ (ع) : مَنْ لَمْ يأْتِ قَبْرَ الْحُسَينِ (ع) حَتَّي يمُوتَ کَانَ
مُنْتَقِصَ الْإيمَانِ مُنْتَقِصَ الدِّينِ ، إنْ أُدْخِلَ الْجَنَّهَ کَانَ دُونَ
الْمُؤْمِنِينَ فِيهَا .
٢٢ ـ وَقَالَ الْإمَامُ
الصَّادِقُ (ع) : مَنْ لَمْ يأْتِ قَبْرَ الْحُسَينِ (ع) وَهُوَ يزْعُمُ أنَّهُ
لَنَا شِيعَهٌ حَتَّي يمُوتَ؛ فَلَيسَ هُوَ لَنَا بِشِيعَهٍ ، وَإنْ کَانَ مِنْ
أهْلِ الْجَنَّهِ فَهُوَ مِنْ ضِيفَانِ أهْلِ الْجَنَّهِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٢٣ ـ قَالَ الْإمَامُ
الصَّادِقُ (ع) لِعَلِي بْنِ مَيمُونٍ الصَّائِغِ : يا عَلِي! زُرِ الْحُسَينَ وَلَا
تَدَعْهُ ، قَالَ قُلْتُ : مَا لِمَنْ أتَاهُ مِنَ الثَّوَابِ : قَالَ : مَنْ
أتَاهُ مَاشِياً کَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِکُلِّ خُطْوَهٍ حَسَنَهً وَمَحَا عَنْهُ سَيئَهً
وَرَفَعَ لَهُ دَرَجَهً ، فَإذَا أتَاهُ وَکَّلَ اللَّهُ بِهِ مَلَکَينِ يکْتُبَانِ
مَا خَرَجَ مِنْ فِيهِ مِنْ خَيرٍ وَلَا يکْتُبَانِ مَا يخْرُجُ مِنْ فِيهِ مِنْ
شَرٍّ وَلَا غَيرِ ذَلِکَ ، فَإذَا انْصَرَفَ وَدَّعُوهُ وَقَالُوا : يا وَلِيخ
اللَّهِ مَغْفُورٌ لَکَ ، أنْتَ مِنْ حِزْبِ اللَّهِ وَحِزْبِ رَسُولِهِ وَحِزْبِ
أهْلِ بَيتِ رَسُولِهِ ، وَاللَّهِ لَا تَرَي النَّارَ بِعَينِکَ أبَداً وَلَا
تَرَاکَ وَلَا تَطْعَمُکَ أبَداً.
٢٤ ـ قَالَ الْإمَامُ
الصَّادِقُ (ع) لِمُعَاوِيهِ بْنِ وَهَبٍ : يامُعَاوِيهُ! لَا تَدَعْ زِيارَهَ
قَبْرِ الْحُسَينِ (ع) لِخَوْفٍ ، فَإنَّ مَنْ تَرَکَهُ رَأي مِنَ الْحَسْرَهِ مَا
يتَمَنَّي أنَّ قَبْرَهُ کَانَ عِنْدَهُ. أمَاتُحِبُّ أنْ يرَي اللَّهُ شَخْصَکَ
وَسَوَادَکَ فِيمَنْ يدْعُو لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وَعَلِي وَفَاطِمَهُ
وَالْأئِمَّهُ عليهم السلام؟ أمَا تُحِبُّ أنْ تَکُونَ مِمَّنْ ينْقَلِبُ
بِالْمَغْفِرَهِ لِمَا مَضَي وَيغْفِرُ لَهُ ذُنُوبَ سَبْعِينَ سَنَهً؟ أمَا
تُحِبُّ أنْ تَکُونَ مِمَّنْ يخْرُجُ مِنَ الدُّنْيا وَلَيسَ عَلَيهِ ذَنْبٌ يتْبَعُ
بِهِ؟ أمَا تُحِبُّ أنْ تَکُونَ غَداً مِمَّنْ يصَافِحُهُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رَسُولُ اللَّهِ صلّى
الله عليه وآله؟!
٢٥ ـ وَقَالَ الْإمَامُ
الصَّادِقُ (ع) لِبَعْضِ أصْحَابِهِ : لَا تَدَعْ زِيارَهَ الْحُسَينِ (ع) ، أمَا
تُحِبُّ أنْ تَکُونَ فِيمَنْ تَدْعُو لَهُ الْمَلَائِکَهُ.
٢٦ ـ قَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع) :
زُورُوهُ (الْحُسَينَ) وَلَاتَجْفُوهُ فَإنَّهُ سَيدُالشُّهَدَاءِ وَسَيدُ شَبَابِ
أهْلِ الْجَنَّهِ (مِنَ الْخَلْقِ) .
٢٧ ـ وَسُئِلَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع)
: عَمَّنْ تَرَکَ الزِّيارَهَ زِيارَهَ قَبْرِ الْحُسَينِ (ع) مِنْ غَيرِ عِلَّهٍ
، فَقَالَ : هَذَا رَجُلٌ مِنْ أهْلِ النَّارِ.
٢٨ ـ وَقَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع)
: عَجَباً لِأقْوَامٍ يزْعُمُونَ أنَّهُمْ شِيعَهٌ لَنَا؛ يقَالُ إنَّ أحَدَهُمْ يمُرُّ
بِهِ دَهْرَهُ لَا يأْتِي قَبْرَ الْحُسَينِ (ع) جَفَاءً مِنْهُ وَتَهَاوُناً وَعَجْزاً
وَکَسَلًا. أمَا وَاللَّهِ لَوْ يعْلَمُ مَا فِيهِ مِنَ الْفَضْلِ مَا تَهَاوَنَ وَلَا
کَسِلَ. قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاکَ وَمَا فِيهِ مِنَ الْفَضْلِ؟ قَالَ : فَضْلٌ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَخَيرٌ کَثِيرٌ ،
أمَا أوَّلُ مَا يصِيبُهُ أنْ يغْفَرَ لَهُ مَا مَضَي مِنْ ذُنُوبِهِ وَيقَالَ
لَهُ : اسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ.
٢٩ ـ وَقَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع)
لِأبَانِ بْنِ تَغْلِبَ : يا أبَانُ! مَتَي عَهْدُکَ بِقَبْرِ الْحُسَينِ (ع)؟ قال
قُلْتُ : لَا وَاللَّهِ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا لِي بِهِ عَهْدٌ مُنْذُ حِينٍ.
فَقَالَ (ع) : سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ! وَأنْتَ مِنْ رُؤَسَاءِ الشِّيعَهِ!
تَتْرُکُ زِيارَهَ الْحُسَينَ؟! لَا تَزُورُهُ؟! مَنْ زَارَ الْحُسَينَ (ع) کَتَبَ
اللَّهُ لَهُ بِکُلِّ خُطْوَهٍ حَسَنَهً وَمَحَا عَنْهُ بِکُلِّ خُطْوَهٍ سَيئَهً وَغَفَرَ
لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأخَّرَ. يا أبَانَ! لَقَدْ قُتِلَ
الْحُسَينُ عَلَيهِ السَّلَامُ ، فَهَبَطَ عَلَي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَکٍ
شُعْثٌ غُبْرٌ يبْکُونَ عَلَيهِ وَينُوحُونَ عَلَيهِ إلَي يوْمِ الْقِيامَهِ.
٣٠ ـ قَالَ صَفْوَانُ الْجَمَّالُ :
سَألْتُ الْإمَامَ الصَّادِقَ (ع) وَنَحْنُ فِي طَرِيقِ الْمَدِينَهِ وَيرِيدُ
مَکَّهَ فَقُلْتُ لَهُ : يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ! مَا لِي أرَاکَ کَئِيباً حَزِيناً
مُنْکَسِراً؟ فَقَالَ لِي : لَوْ تَسْمَعُ مَا أسْمَعُ لَشَغَلَکَ عَنْ
مُسَاءَلَتِي قُلْتُ : وَمَا الَّذِي تَسْمَعُ؟ قَالَ : إبْتِهَالَ الْمَلَائِکَهِ
إلَي اللَّهِ تَعَالَي عَلَي قَتَلَهِ أمِيرِالْمُؤْمِنِينَ وَعَلَي قَتَلَهِ
الْحُسَينِ (ع) وَنَوْحَ الْجِنِّ عَلَيهِمَا وَبُکَاءَ الْمَلَائِکَهِ الَّذِينَ
حَوْلَهُمْ وَشِدَّهَ حُزْنِهِمْ ، فَمَنْ يتَهَنَّأُ مَعَ هَذَا بِطَعَامٍ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أوْ شَرَابٍ أوْ
نَوْمٍ؟!
قُلْتُ لَهُ : فَمَنْ يأْتِيهِ زَائِراً
ثُمَّ ينْصَرِفُ ، مَتَي يعُودُ إلَيهِ وَفِي کَمْ يوْمٍ يؤْتَي وَفِي کَمْ يسَعُ
النَّاسَ تَرْکَهُ؟ قَالَ : أمَّا الْقَرِيبُ فَلَا أقَلَّ مِنْ شَهْرٍ وَأمَّا
بَعِيدُ الدَّارِ فَفِي کُلِّ ثَلَاثِ سِنِينَ ، فَمَا جَازَ الثَّلَاثَ سِنِينَ
فَقَدْ عَقَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وَقَطَعَ رَحِمَهُ إلَّا مِنْ
عِلَّهٍ ، وَلَوْ يعْلَمُ زَائِرُ الْحُسَينِ (ع) مَا يدْخُلُ عَلَي رَسُولِ
اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وَمَا يصِلُ إلَيهِ مِنَ الْفَرَحِ وَإلَي أمِيرِالْمُؤْمِنِينَ
وَإلَي فَاطِمَهَ وَإلَي الْأئِمَّهِ وَالشُّهَدَاءِ مِنَّا أهْلَ الْبَيتِ وَمَا ينْقَلِبُ
بِهِ مِنْ دُعَائِهِمْ لَهُ وَمَا لَهُ فِي ذَلِکَ مِنَ الثَّوَابِ فِي الْعَاجِلِ
وَالْآجِلِ وَالْمَذْخُورِ لَهُ عِنْدَاللَّهِ؛ لَأحَبَّ أنْ يکُونَ مَا ثَمَّ
دَارُهُ مَا بَقِي ، وَإنَّ زَائِرَهُ لَيخْرُجُ مِنْ رَحْلِهِ فَمَا يقَعُ فَيئُهُ
عَلَي شَي ءٍ إلَّا دَعَا لَهُ ، فَإذَا وَقَعَتِ الشَّمْسُ عَلَيهِ أکَلَتْ
ذُنُوبَهُ کَمَا تَأْکُلُ النَّارُ الْحَطَبَ وَمَا تُبْقِي الشَّمْسُ عَلَيهِ
مِنْ ذُنُوبِهِ شَيئاً ، فَينْصَرِفُ وَمَا عَلَيهِ مِنْ ذَنْبٍ وَقَدْ رُفِعَ
لَهُ مِنَ الدَّرَجَاتِ مَا لَا ينَالُهُ الْمُتَشَحِّطُ بِدَمِهِ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ ، وَيوَکَّلُ بِهِ مَلَکٌ يقُومُ مَقَامَهُ وَيسْتَغْفِرُ لَهُ حَتَّي يرْجِعَ
إلَي الزِّيارَهِ أوْ يمْضِي ثَلَاثُ سِنِينَ أوْ يمُوتَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٣١ ـ قَالَ عَلِي بْنُ مَيمُونٍ
الصَّائِغِ قَالَ لِي أبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) : يا عَلِي! بَلَغَنِي أنَّ
أُنَاساً مِنْ شِيعَتِنَا تَمُرُّ بِهِمُ السَّنَهُ وَالسَّنَتَانِ وَأکْثَرُ مِنْ
ذَلِکَ لَا يزُورُونَ الْحُسَينَ بْنَ عَلِي (بْنِ أبِي طَالِبٍ)
عليه السلام! قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاکَ! إنِّي لَأعْرِفُ أُنَاساً کَثِيراً
بِهَذِهِ الصِّفَهِ ، فَقَالَ : أمَا وَاللَّهِ لِحَظِّهِمْ أخْطَئُوا وَعَنْ
ثَوَابِ اللَّهِ زَاغُوا وَعَنْ جِوَارِ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وآله فِي
الْجَنَّهِ تَبَاعَدُوا. قُلْتُ : فَإنْ أخْرَجَ عَنْهُ رَجُلًا أيجْزِي عَنْهُ
ذَلِکَ؟ قَالَ : نَعَمْ وَخُرُوجُهُ بِنَفْسِهِ أعْظَمُ أجْراً وَخَيراً لَهُ
عِنْدَ رَبِّهِ.
الإمام أبوالحسن
الرضا (ع)
٣٢ ـ قال الْإمَامُ الرِّضَا (ع) : إنَّ
لِکُلِّ إمَامٍ عَهْداً فِي عُنُقِ أوْلِيائِهِ وَشِيعَتِهِ وَإنَّ مِنْ تَمَامِ
الْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ وَحُسْنِ الْأدَاءِ زِيارَهَ قُبُورِهِمْ ، فَمَنْ
زَارَهُمْ رَغْبَهً فِي زِيارَتِهِمْ وَتَصْدِيقاً بِمَا رَغِبُوا فِيهِ کَانَ
أئِمَّتُهُمْ شُفَعَاءَهُمْ يوْمَ الْقِيامَهِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال رسول الله صلّى
الله عليه وآله وسلّم
ان
للحسين في بواطن المؤمنين معرفةً مكتومةً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٢
«باب»
فضيله الحائر والحرم
الحسيني وكربلاء المقدّسة ،
وأنّه مزار الله
والأنبياء وأهل البيت والملائكة عليهم السلام
أمين وحي الله جبرائيل
(ع)
١ ـ رَوَي الْإمَامُ عَلِي بْنُ الْحُسَينِ
السَّجَّادُ (ع) ... عَنّ سَيدَتِنَا زَينَبَ الْکُبْرَي بِنْتِ عَلِي عليه السلام
قَالَتْ : ... فَوَ اللَّهِ إنَّ ذَلِکَ لَعَهْدٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله
عليه وآله إلَي جَدِّکَ وَأبِيکَ وَعَمِّکَ وَلَقَدْ أخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ
أُنَاسٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّهِ لَا تَعْرِفُهُمْ فَرَاعِنَهُ هَذِهِ الْأرْضِ وَهُمْ
مَعْرُوفُونَ فِي أهْلِ السَّمَاوَاتِ أنَّهُمْ يجْمَعُونَ هَذِهِ الْأعْضَاءَ
الْمُتَفَرِّقَهَ فَيوَارُونَهَا وَهَذِهِ الْجُسُومَ الْمُضَرَّجَهَ وَينْصِبُونَ
لِهَذَا الْطَّفِّ عَلَماً لِقَبْرِ أبِيکَ سَيدِ الشُّهَدَاءِ (ع) لَا يدْرُسُ
أثَرُهُ وَلَا يعْفُو رَسْمُهُ عَلَي کُرُورِ اللَّيالِي وَالْأيامِ وَلَيجْتَهِدَنَّ
أئِمَّهُ الْکُفْرِ وَأشْياعُ الضَّلَالَهِ فِي مَحْوِهِ وَتَطْمِيسِهِ فَلَا يزْدَادُ
أثَرُهُ إلَّا ظُهُوراً وَأمْرُهُ إلَّا عُلُوّاً. فَقُلْتُ : وَمَا هَذَا
الْعَهْدُ وَمَا هَذَا الْخَبَرُ؟ فَقَالَتْ : حَدَّثَتْنِي أُمُّ أيمَنَ أنَّ
رَسُولَ
اللَّهِ صلّى الله
عليه وآله زَارَ مَنْزِلَ فَاطِمَهَ عليها السلام فِي يوْمٍ مِنَ الْأيامِ ...
ثُمَّ قَالَ جَبْرَئِيلُ (ع) : ... وَإنَّ سِبْطَکَ هَذَا (وَأوْمَأ بِيدِهِ إلَي
الْحُسَينِ (ع)) مَقْتُولٌ فِي عِصَابَهٍ مِنْ ذُرِّيتِکَ وَأهْلِ بَيتِکَ وَأخْيارٍ
مِنْ أُمَّتِکَ بِضَفَّهِ الْفُرَاتِ بِأرْضٍ تُدْعَي کَرْبَلَاءَ مِنْ أجْلِهَا يکْثُرُ
الْکَرْبُ وَالْبَلَاءُ عَلَي أعْدَائِکَ وَأعْدَاءِ ذُرِّيتِکَ فِي الْيوْمِ
الَّذِي لَا ينْقَضِي کَرْبُهُ وَلَا تَفْنَي حَسْرَتُهُ ، وَهِي أطْهَرُ بِقَاعِ
الْأرْضِ وَأعْظَمُهَا حُرْمَهً ، وَإنَّهَا لَمِنْ بَطْحَاءِ الْجَنَّهَ. فَإذَا
کَانَ ذَلِکَ الْيوْمُ الَّذِي يقْتَلُ فِيهِ سِبْطُکَ وَأهْلُهُ وَأحَاطَتْ
بِهِمْ کَتَائِبُ أهْلِ الْکُفْرِ وَاللَّعْنَهِ تَزَعْزَعَتِ الْأرْضُ مِنْ
أقْطَارِهَا وَمَادَتِ الْجِبَالُ وَکَثُرَ اضْطِرَابُهَا وَاصْطَفَقَتِ
الْبِحَارُ بِأمْوَاجِهَا ، وَمَاجَتِ السَّمَاوَاتُ بِأهْلِهَا غَضَباً لَکَ يا
مُحَمَّدُ وَلِذُرِّيتِکَ وَاسْتِعْظَاماً لِمَاينْتَهَکُ مِنْ حُرْمَتِکَ وَلِشَرِّ
مَا تُکَافَي بِهِ فِي ذُرِّيتِکَ وَعِتْرَتِکَ وَلَايبْقَي شَي ءٌ مِنْ ذَلِکَ
إلَّا اسْتَأْذَنَ اللَّهَ عَزَّوَجَلَّ فِي نُصْرَهِ أهْلِکَ الْمُسْتَضْعَفِينَ
الْمَظْلُومِينَ الَّذِينَ هُمْ حُجَّهُ اللَّهِ عَلَي خَلْقِهِ بَعْدَکَ ، فَيوحِي
اللَّهُ إلَي السَّمَاوَاتِ وَالْأرْضِ وَالْجِبَالِ وَالْبِحَارِ وَمَنْ فِيهِنَّ
: أنِّي أنَا اللَّهُ الْمَلِکُ الْقَادِرُ الَّذِيلَا يفُوتُهُ هَارِبٌ وَلَا يعْجِزُهُ
مُمْتَنِعٌ وَأنَا أقْدَرُ فِيهِ عَلَي الِانْتِصَارِ وَالِانْتِقَامِ. وَعِزَّتِي
وَجَلَالِي! لَأُعَذِّبَنَّ مَنْ وَتَرَ رَسُولِي وَصَفِيي
وَانْتَهَکَ
حُرْمَتَهُ وَقَتَلَ عِتْرَتَهُ وَنَبَذَ عَهْدَهُ وَظَلَمَ أهْلَهُ عَذاباً لا
أُعَذِّبُهُ أحَداً مِنَ الْعالَمِينَ ، فَعِنْدَ ذَلِکَ يضِجُّ کُلُّ شَي ءٍ فِي
السَّمَاوَاتِ وَالْأرَضِينَ بِلَعْنِ مَنْ ظَلَمَ عِتْرَتَکَ وَاسْتَحَلَّ
حُرْمَتَکَ ، فَإذَا بَرَزَتْ تِلْکَ الْعِصَابَهُ إلَي مَضَاجِعِهَا تَوَلَّي
اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ قَبْضَ أرْوَاحِهَا بِيدِهِ وَهَبَطَ إلَي الْأرْضِ
مَلَائِکَهٌ مِنَ السَّمَاءِ السَّابِعَهِ مَعَهُمْ آنِيهٌ مِنَ الْياقُوتِ وَالزُّمُرُّدِ
مَمْلُوءَهٌ مِنْ مَاءِ الْحَياهِ وَحُلَلٌ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّهِ وَطِيبٌ مِنْ
طِيبِ الْجَنَّهِ ، فَغَسَّلُواجُثَثَهُمْ بِذَلِکَ الْمَاءِ وَألْبَسُوهَا الْحُلَلَ
وَحَنَّطُوهَا بِذَلِکَ الطِّيبِ وَصَلَّي الْمَلَائِکَهُ صَفّاً صَفّاً عَلَيهِمْ
، ثُمَّ يبْعَثُ اللَّهُ قَوْماً مِنْ أُمَّتِکَ لَا يعْرِفُهُمُ الْکُفَّارُ لَمْ
يشْرَکُوا فِي تِلْکَ الدِّمَاءِ بِقَوْلٍ وَلَا فِعْلٍ وَلَا نِيهٍ ، فَيوَارُونَ
أجْسَامَهُمْ وَيقِيمُونَ رَسْماً لِقَبْرِ سَيدِ الشُّهَدَاءِ بِتِلْکَ
الْبَطْحَاءِ يکُونُ عَلَماً لِأهْلِ الْحَقِّ وَسَبَباً لِلْمُؤْمِنِينَ إلَي
الْفَوْزِ وَتَحُفُّهُ مَلَائِکَهٌ مِنْ کُلِّ سَمَاءٍ مِائَهُ ألْفِ مَلَکٍ فِي
کُلِّ يوْمٍ وَلَيلَهٍ وَيصَلُّونَ عَلَيهِ وَيسَبِّحُونَ اللَّهَ عِنْدَهُ وَيسْتَغْفِرُونَ
اللَّهَ لِزُوَّارِهِ وَيکْتُبُونَ أسْمَاءَ مَنْ يأْتِيهِ زَائِراً مِنْ
أُمَّتِکَ ، مُتَقَرِّباً إلَي اللَّهِ وَإلَيکَ بِذَلِکَ وَأسْمَاءَ آبَائِهِمْ وَعَشَائِرِهِمْ
وَبُلْدَانِهِمْ وَيسَمُّونَ فِي وُجُوهِهِمْ بِمِيسَمِ نُورِعَرْشِ اللَّهِ :
هَذَا زَائِرُ قَبْرِ خَيرِ الشُّهَدَاءِ وَابْنِ خَيرِ الْأنْبِياءِ.
فَإذَا کَانَ يوْمُ
الْقِيامَهِ سَطَعَ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أثَرِ ذَلِکَ الْمِيسَمِ نُورٌ تُغْشَي
مِنْهُ الْأبْصَارُ يدُلُّ عَلَيهِمْ وَيعْرَفُونَ بِهِ. وَکَأنِّي بِکَ يا
مُحَمَّدُ بَينِي وَبَينَ مِيکَائِيلَ وَعَلِي أمَامَنَا وَمَعَنَا مِنْ
مَلَائِکَهِ اللَّهِ مَا لَا يحْصَي عَدَدُهُ وَنَحْنُ نَلْتَقِطُ مَنْ ذَلِکَ
الْمِيسَمُ فِي وَجْهِهِ مِنْ بَينِ الْخَلَائِقِ حَتَّي ينْجِيهُمُ اللَّهُ مِنْ
هَوْلِ ذَلِکَ الْيوْمِ وَشَدَائِدِهِ وَذَلِکَ حُکْمُ اللَّهِ وَعَطَاؤُهُ لِمَنْ
زَارَ قَبْرَکَ يا مُحَمَّدُ أوْ قَبْرَ أخِيکَ أوْ قَبْرَ سِبْطَيکَ لَا يرِيدُ
بِهِ غَيرَ اللَّهِ جَلَّ وَعَزَّ وَسَيجِدُّ أُنَاسٌ حَقَّتْ عَلَيهِمْ مِنَ
اللَّهِ اللَّعْنَهُ وَالسُّخْطُ أنْ يعْفُوا رَسْمَ ذَلِکَ الْقَبْرِ وَيمْحُوا
أثَرَهُ ، فَلَا يجْعَلُ اللَّهُ تَبَارَکَ وَتَعَالَي لَهُمْ إلَي ذَلِکَ سَبِيلًا
.. ..
محمّد رسول الله صلّى
الله عليه وآله
٢ ـ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله
عليه وآله لِعَلِي (ع) : ... يا أبَاالْحَسَنِ! إنَّ اللَّهَ تَعَالَي جَعَلَ
قَبْرَکَ وَقَبْرَ وُلْدِکَ بِقَاعاً مِنْ بِقَاعِ الْجَنَّهِ وَعَرْصَهً مِنْ
عَرَصَاتِهَا ، وَإنَّ اللَّهَ تَعَالي جَعَلَ قُلُوبَ نُجَبَاءَ مِنْ خَلْقِهِ وَصَفْوَهٍ
مِنْ عِبَادِهِ تَحِنُّ إلَيکُمْ وَتَتَحَمَّلُ الْمَذَلَّهَ وَالْأذَي فِيکُمْ ،
فَيعْمُرُونَ قُبُورَکُمْ وَيکْثِرُونَ زِيارَتَهَا تَقَرُّباً مِنْهُمْ إلَي
اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَمَوَدَّهً مِنْهُمْ
لِرَسُولِهِ؛ أُولَئِکَ يا عَلِي الْمَخْصُوصُونَ بِشَفَاعَتِي وَالْوَارِدُونَ
حَوْضِي وَهُمْ زُوَّارِي وَجِيرَانِي غَدَاً فِي الْجَنَّهِ. ياعَلِي! مَنْ عَمَرَ
قُبُورَکُمْ وَتَعَاهَدَهَا فَکَأنَّمَا أعَانَ سُلَيمَانَ بْنَ دَاوُدَ عَلَي
بِنَاءِ بَيتِ الْمَقْدِسِ ، وَمَنْ زَارَ قُبُورَکُمْ عَدَلَ ذَلِکَ ثَوَابَ
سَبْعِينَ حَجَّهً بَعْدَ حَجَّهِ الْإسْلَامِ ، وَخَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ حَتَّي يرْجِعَ
مِنْ زِيارَتِکُمْ کَيوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ، فَأبْشِرْ وَبَشِّرْ أوْلِياءَکَ وَمُحِبِّيکَ
مِنَ النَّعِيمِ وَقُرَّهِ الْعَينِ بِمَا لَا عَينٌ رَأتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا
خَطَرَ عَلَي قَلْبِ بَشَرٍ. وَلَکِنَّ حُثَالَهً مِنَ النَّاسِ يعَيرُونَ
زُوَّارَ قُبُورِکُمْ کَمَا تُعَيرُ الزَّانِيهُ بِزِنَائِهَا ، أُولَئِکَ شِرَارُ
أُمَّتِي لَانَالَتْهُمْ شَفَاعَتِي وَلَا يرِدُونَ حَوْضِي.
٣ ـ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله
عليه وآله : يقْبَرُ ابْنِي فِي أرْضٍ يقَالُ لَهَا کَرْبَلَاءُ؛ هِي الْبُقْعَهُ
الَّتِي کَانَ فِيهَا قُبَّهُ الْإسْلَامِ ، الَّتِي نَجَّا اللَّهُ عَلَيهَا
الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَ نُوحٍ فِي الطُّوفَانِ.
٤ ـ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله
عليه وآله : مَا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَي خَلْقاً أکْثَرَ مِنَ الْمَلَائِکَهِ وَإنَّهُ
لَينْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ کُلَّ مَسَاءٍ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَکٍ يطُوفُونَ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بِالْبَيتِ لَيلَتَهُمْ
، حَتَّي إذَا طَلَعَ الْفَجْرُ انْصَرَفُوا إلَي قَبْرِالنَّبِي صلّى الله عليه
وآله فَيسَلِّمُونَ عَلَيهِ ، ثُمَّ يأْتُونَ إلَي قَبْرِ أمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (ع)
فَيسَلِّمُونَ عَلَيهِ ، ثُمَّ يأْتُونَ إلَي قَبْرِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِي عليه
السلام فَيسَلِّمُونَ عَلَيهِ ، ثُمَّ يأْتُونَ إلَي قَبْرِ الْحُسَينِ بْنِ عَلِي
عليه السلام فَيسَلِّمُونَ عَلَيهِ ، ثُمَّ يعْرُجُونَ إلَي السَّمَاءِ قَبْلَ أنْ
تَطْلُعَ الشَّمْسُ. ثُمَّ تَنْزِلُ مَلَائِکَهُ النَّهَار سَبْعُونَ ألْفَ مَلَکٍ
فَيطُوفُونَ بِالْبَيتِ الْحَرَامِ نَهَاراً ، حَتَّي إذَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ
انْصَرَفُوا إلَي قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله فَيسَلِّمُونَ عَلَيهِ
، ثُمَّ يأْتُونَ قَبْرَأمِيرِالْمُؤْمِنِينَ (ع) فَيسَلِّمُونَ عَلَيهِ ثُمَّ يأْتُونَ
قَبْرَالْحَسَنِ (ع) فَيسَلِّمُونَ عَلَيهِ ، ثُمَّ يأْتُونَ قَبْرَالْحُسَينِ (ع)
فَيسَلِّمُونَ عَلَيهِ ، ثُمَّ يعْرُجُونَ إلَي السَّمَاءِ قَبْلَ أنْ تَغِيبَ
الشَّمْسُ. وَالَّذِي نَفْسِي بِيدِهِ إنَّ حَوْلَ قَبْرِهِ أرْبَعَهَ آلَافِ
مَلَکٍ شُعْثاً غُبْراً يبْکُونَ عَلَيهِ إلَي يوْمِ الْقِيامَهِ. وَفِي رِوَايهٍ
:
قَدْ وَکَّلَ اللَّهُ تَعَالَي
بِالْحُسَينِ (ع) سَبْعِينَ ألْفَ مَلَکٍ شُعْثاً غُبْراً يصَلُّونَ عَلَيهِ کُلَّ
يوْمٍ وَيدْعُونَ لِمَنْ زَارَهُ ، وَرَئِيسُهُمْ مَلَکٌ يقَالُ لَهُ مَنْصُورٌ.
فَلَا يزُورُهُ زَائِرٌ إلَّا اسْتَقْبَلُوهُ وَلَاوَدَّعَهُ مُوَدِّعٌ إلَّا شَيعُوهُ
وَلَا يمْرَضُ إلَّا عَادُوهُ وَلَا مَيتٌ يمُوتُ إلَّا صَلَّوْا عَلَي
جِنَازَتِهِ وَاسْتَغْفَرُوا
لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ.
٤ ـ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله
عليه وآله : إنَّ مُوسَي بْنِ عِمْرَانَ (ع) سَألَ رَبَّهُ زِيارَهَ قَبْرِهِ (أي
مَوْضِعَ قَبْرِ الْحُسَينِ (ع)) لَمَّا أخْبَرَهُ رَبُّهُ بِقَتْلِهِ وَفَضْلِ زِيارَتِهِ
، فَأذِنَ لَهُ فَزَارَهُ فِي سَبْعِينَ ألْفَ مِنَ الْمَلَائِکَهِ.
الإمام أمير المؤمنين
علي (ع)
٥ ـ قَالَ أمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِي (ع)
... لِلْحُسَينِ (ع) : وَأنْتَ يا حُسَينُ! سَتَخْرُجُ لِمُجَاهَدَهِ ابْنِهِ يزِيدَ
، فَيقْتُلُکَ مِنْ قَوْمِهِ أبْرَصٌ مَلْعُونٌ لَا يرَاقِبُ فِيکَ إلًّا وَلَا
ذِمَّهً ، وَسَيقْتَلُ مَعَکَ سَبْعَهُ عَشَرَ مِنْ أهْلِ بَيتِکَ تَحْتَ أدِيمِ
السَّمَاءِ ، مَا لَهُمْ شَبِيهُونَ. وَکَأنِّي بِکَ تَسْتَسْقِي الْمَاءَ
فَلَاتُسْقَي ، وَتُنَادِي فَلَا تُجَابُ ، وَتَسْتَغِيثُ فَلَا تُغَاثُ وَکَأنِّي
بِأهْلِ بَيتِکَ قَدْ سُبُوا وَبِثِقْلِکَ قَدْ نُهِبَ ، وَکَأنِّي بِالسَّمَاءِ
قَدْ أمْطَرَتْ لِقَتْلِکَ دَمَاً وَرَمَادَاً ، وَکَأنِّي بِالْجِنِّ قَدْ
نَاحَتْ عَلَيکَ ، وَکَأنِّي بِمَوْضِعِ تُرْبَتِکَ قَدْ صَارَ مُخْتَلَفَ
زُوَّارِکَ مِنَ الْمَلَائِکَهِ وَالْمُؤْمِنِينَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٦ ـ قَالَ أمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِي (ع)
: کَأنِّي بِالْقُصُورِ قَدْ شُيدَتْ حَوْلَ قَبْرِ الْحُسَينِ (ع) وَکَأنِّي
بِالْحَامِلِ
تَخْرُجُ مِنَ الْکُوفَهِ إلَي قَبْرِ الْحُسَينِ وَلَا تَذْهَبُ اللَّيالِي وَالْأيامُ
حَتَّي يسَارَ إلَيهِ مِنَ الْآفَاقِ وَذَلِکَ عِنْدَ انْقِطَاعِ مُلْکِ بَنِي
مَرْوَانَ.
الإمام أبوالحسن علي
السّجّاد (ع)
٧ ـ قَالَ (ع) : کَأنِّي بِالْقُصُورِ وَقَدْ
شُيدَتْ حَوْلَ قَبْرِ الْحُسَينِ (ع) ، وَکَأنِّي بِالْأسْوَاقِ قَدْ حُفَّتْ
حَوْلَ قَبْرِهِ ، فَلَا تَذْهَبُ الْأيامُ وَاللَّيالِي حَتَّي يسَارَ إلَيهِ
مِنَ الْآفَاقِ وَذَلِکَ عِنْدَ انْقِطَاعِ مُلْکِ بَنِي مَرْوَانَ.
٨ ـ وَقَالَ زَينُ الْعَابِدِينَ (ع) :
إتَّخَذَ اللَّهُ أرْضَ کَرْبَلَاءَ حَرَماً آمِناً مُبَارَکاً قَبْلَ أنْ يخْلُقَ
اللَّهُ أرْضَ الْکَعْبَهَ ، وَيتَّخِذَهَا حَرَماً بِأرْبَعَهٍ وَعِشْرِينَ ألْفَ
عَامٍ ، وَإنَّهُ إذَا زَلْزَلَ اللَّهُ تَبَارَکَ وَتَعَالَي الْأرْضَ وَسَيرَهَا
رُفِعَتْ کَمَا هِي بِتُرْبَتِهَا نُورَانِيهً صَافِيهً ، فَجُعِلَتْ فِي أفْضَلِ
رَوْضَهٍ مِنْ رِياضِ الْجَنَّهِ وَأفْضَلِ مَسْکَنٍ فِي الْجَنَّهِ؛ لَا يسْکُنُهَا
إلَّا النَّبِيونَ وَالْمُرْسَلُونَ. أوْ قَالَ : أُولُوالْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ.
فَإنَّهَا لَتَزْهَرُ بَينَ رِياضِ الْجَنَّهِ کَمَا يزْهَرُ الْکَوْکَبُ الدُّرِّي
بَينَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الْکَوَاکِبِ لِأهْلِ
الْأرْضِ ، يغْشَي نُورُهَا أبْصَارَ أهْلِ الْجَنَّهِ جَمِيعاً ، وَهِي تُنَادِي
: أنَا أرْضُ اللَّهِ الْمُقَدَّسَهُ الطَّيبَهُ الْمُبَارَکَهُ الَّتِي
تَضَمَّنَتْ سَيدَ الشُّهَدَاءِ وَسَيدَ شَبَابِ أهْلِ الْجَنَّهِ.
٩ ـ قَالَ الإمَامُ السَّجَّادُ (ع) فِي
قَوْلِهِ : (فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ
مَکاناً قَصِيا)
خَرَجَتْ
مِنْ دِمَشْقَ حَتَّي أتَتْ کَرْبَلَاءَ ، فَوَضَعَتْهُ فِي مَوْضِعِ قَبْرِ
الْحُسَينِ (ع) ثُمَّ رَجَعَتْ مِنْ لَيلَتِهَا.
الإمام أبوجعفر
الباقر (ع)
١١ ـ قَالَ (ع) : مَرَّ عَلِي
بِکَرْبَلَاءَ فِي إثْنَينِ مِنْ أصْحَابِهِ ، قَالَ : فَلَمَّا مَرَّ بهَا ، تَرَقْرَقَتْ
عَينَاهُ لِلْبُکَاءِ ، ثُمَّ قَالَ : هَذَا مُنَاخُ رِکَابِهِمْ ، وَهَذَا مُلْقَي
رِحَالِهِمْ ، هَاهُنَا تُهْرَاقُ دِمَاؤُهُمْ. طُوبَي لَکِ مِنْ تُرْبَهٍ عَلَيکِ
تُهْرَاقُ دِمَاءُ الْأحِبَّهِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١١ ـ وَقَالَ الْإمامُ الْبَاقِرُ (ع) :
الْغَاضِرِيهُ هِي الْبُقْعَهُ الَّتِي کَلَّمَ اللَّهُ فِيهَا مُوسَي بْنَ
عِمْرَانَ (ع) ، وَنَاجَي نُوحاً فِيهَا ، وَهِي أکْرَمُ أرْضِ اللَّهِ عَلَيهِ ، وَلَوْ
لَا ذَلِکَ مَا اسْتَوْدَعَ اللَّهُ فِيهَا أوْلِياءَهُ (وَأبْنَاءَ نَبِيهِ)
، فَزُورُوا قُبُورَنَا بِالْغَاضِرِيهِ.
١٢ ـ وَقَالَ الْإمامُ الْبَاقِرُ (ع) :
إنَّ وَلَايتَنَا عُرِضَتْ عَلَي أهْلِ الْأمْصَارِ ، فَلَمْ يقْبَلْهَا قَبُولَ
أهْلِ الْکُوفَهِ بِشَي ءٍ؛ وَذَلِکَ أنَّ قَبْرَ عَلِي (ع) فِيهِ ، وَإنَّ إلَي
لِزْقِهِ لَقَبْراً آخَرَ (يعْنِي قَبْرَ الْحُسَينِ) ، وَمَا مِنْ آتٍ أتَاهُ يصَلِّي
عِنْدَهُ رَکْعَتَينِ أوْ أرْبَعاً ثُمَّ يسْألُ اللَّهَ حَاجَهً إلَّا قَضَاهَا
لَهُ ، وَإنَّهُ لَتَحُفُّهُ کُلَّ يوْمٍ ألْفُ مَلَکٍ.
١٣ ـ قَالَ الْإمامُ الْبَاقِرُ (ع) :
أرْبَعَهُ آلَافِ مَلَکٍ شُعْثٌ غُبْرٌ يبْکُونَ الْحُسَينَ (ع) إلَي يوْمِ الْقِيامَهِ.
فَلَا يأْتِيهِ أحَدٌ إلَّا اسْتَقْبَلُوهُ وَلَا يرْجِعُ أحَدٌ مِنْ عِنْدِهِ
إلَّا شَيعُوهُ وَلَا يمْرَضُ أحَدٌ إلَّا عَادُوهُ وَلَا يمُوتُ أحَدٌ إلَّا
شَهِدُوهُ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٤ ـ قَالَ الْإمامُ الْبَاقِرُ (ع) :
لِمَالِکٍ الْجُهَنِي : يا مَالِکُ! إنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَتَعَالَي لَمَّا
قَبَضَ الْحُسَينَ (ع) بَعَثَ إلَيهِ أرْبَعَهَ ألْفَ مَلَکٍ شُعْثاً غُبْراً يبْکُونَهُ
إلَي يوْمِ الْقِيامَهِ؛ فَمَنْ زَارَهُ عَارِفاً بِحَقِّهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ
مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأخَّرَ وَکَتَبَ اللَّهُ لَهُ حَجَّهً وَلَمْ
يزَلْ مَحْفُوظاً حَتَّي يرْجِعَ إلَي أهْلِهِ. قَالَ : فَلَمَّا مَاتَ مَالِکٌ وَقُبِضَ
أبُو جَعْفَرٍ (ع) دَخَلْتُ عَلَي أبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) فَأخْبَرْتُهُ
بِالْحَدِيثِ فَلَمَّا انْتَهَيتُ إلَي حَجَّهً قَالَ : وَعُمْرَهً يا مُحَمَّدُ.
١٥ ـ وَقَالَ الْإمامُ الْبَاقِرُ (ع) :
مَنْ زَارَ قَبْرَ الْحُسَينِ بْنِ عَلِي عليه السلام عَارِفاً بِحَقِّهِ کَتَبَهُ
اللَّهُ فِي عِلِّيينَ. ثُمَّ قَالَ : إنَّ حَوْلَ قَبْرِ الْحُسَينِ (ع) سَبْعِينَ
ألْفَ مَلَکٍ شَعْثَاءَ غَبْرَاءَ يبْکُونَ عَلَيهِ إلَي يوْمِ الْقِيامَهِ.
١٦ ـ قَالَ الْإمامُ الْبَاقِرُ (ع) :
خَلَقَ اللَّهُ تَبَارَکَ وَتَعَالَي أرْضَ کَرْبَلَاءَ قَبْلَ أنْ يخْلُقَ
الْکَعْبَهَ بِأرْبَعَهٍ وَعِشْرِينَ ألْفَ عَامٍ وَقَدَّسَهَا وَبَارَکَ عَلَيهَا.
فَمَا زَالَتْ قَبْلَ خَلْقِ اللَّهِ الْخَلْقَ مُقَدَّسَهً مُبَارَکَهً وَلَا
تَزَالُ کَذَلِکَ حَتَّي يجْعَلَهَا اللَّهُ أفْضَلَ أرْضٍ فِي الْجَنَّهِ وَأفْضَلَ
مَنْزِلٍ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَمَسْکَنٍ يسْکِنُ
اللَّهُ فِيهِ أوْلِياءَهُ فِي الْجَنَّهِ.
الإمام أبوعبدالله
جعفر الصّادق (ع)
١٧ ـ قَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع) :
الْغَاضِرِيهُ تُرْبَهٌ مِنْ بَيتِ الْمَقْدِسِ.
١٨ ـ قَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع) :
إنَّ أرْضَ الْکَعْبَهِ قَالَتْ : مَنْ مِثْلِي وَقَدْ بَنَي اللهُ بَيتَهُ
عَلَي ظَهْرِي ، يأْتِينِي النَّاسُ مِنْ کُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ وَجُعِلْتُ حَرَمَ
اللَّهِ وَأمْنَهُ. فَأوْحَي اللَّهُ إلَيهَا أنْ : کُفِّي وَقِرِّي. فَوَعِزَّتِي
وَجَلَالِي! مَا فَضْلُ مَا فُضِّلْتِ بِهِ فِيمَا أُعْطِيتْ بِهِ أرْضُ
کَرْبَلَاءَ إلَّا بِمَنْزِلَهِ الْإبْرَهِ غُرِسَتْ
فِي الْبَحْرِ فَحَمَلَتْ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ وَلَوْلَا تُرْبَهُ کَرْبَلَاءَ
مَا فَضَّلْتُکِ وَلَوْلَا مَنْ تَضَمَّنَهُ أرْضُ کَرْبَلَاءَ مَا خَلَقْتُکِ وَلَاخَلَقْتُ
الْبَيتَ الَّذِي بِهِ افْتَخَرْتِ. فَقِرِّي وَاسْتَقِرِّي وَکُونِي دَنِياً
مُتَوَاضِعاً ذَلِيلًا مَهِيناً غَيرَ مُسْتَنْکِفٍ وَلَا مُسْتَکْبِرٍ لِأرْضِ
کَرْبَلَاءَ وَإلَّا سُخْتُ بِکِ وَهَوَيتُ بِکِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٩ ـ قَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : إنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَتَعَالَي فَضَّلَ الْأرَضِينَ
وَالْمِياهَ بَعْضَهَا عَلَي بَعْضٍ ، فَمِنْهَا مَا تَفَاخَرَتْ وَمِنْهَا مَا
بَغَتْ. فَمَا مِنْ مَاءٍ وَلَا أرْضٍ إلَّا عُوقِبَتْ لِتَرْکِ التَّوَاضُعِ
لِلَّهِ ، حَتَّي سَلَّطَ اللَّهُ الْمُشْرِکِينَ عَلَي الْکَعْبَهِ وَأرْسَلَ إلَي
زَمْزَمَ مَاءً مَالِحاً حَتَّي أفْسَدَ طَعْمَهُ. وَإنَّ کَرْبَلَاءَ وَمَاءَ
الْفُرَاتِ أوَّلُ أرْضٍ وَأوَّلُ مَاءٍ قَدَّسَ اللَّهَ تَبَارَکَ وَتَعَالَي.
فَبَارَکَ اللهُ عَلَيهِمَا فَقَالَ لَهَا : تَکَلَّمِي بِمَا فَضَّلَکِ اللَّهُ
تَعَالَي فَقَدْ تَفَاخَرَتِ الْأرَضُونَ وَالْمِياهُ بَعْضُهَا عَلَي بَعْضٍ ،
قَالَتْ : أنَا أرْضُ اللَّهِ الْمُقَدَّسَهُ الْمُبَارَکَهُ الشِّفَاءُ فِي
تُرْبَتِي وَمَائِي وَلَا فَخْرَ ، بَلْ خَاضِعَهٌ ذَلِيلَهٌ لِمَنْ فَعَلَ بِي
ذَلِکَ ، وَلَا فَخْرَ عَلَي مَنْ دُونِي ، بَلْ شُکْراً لِلَّهِ. فَأکْرَمَهَا وَزَادَ
فِي تَوَاضُعِهَا
وَشُکْرِهَا اللَّهَ بِالْحُسَينِ (ع) وَأصْحَابِهِ. ثُمَّ قَالَ
أبُوعَبْدِاللَّهِ (ع) : مَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ رَفَعَهُ اللَّهُ وَمَنْ
تَکَبَّرَ وَضَعَهُ اللَّهُ تَعَالَي.
٢٠ ـ وَقَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) لِرَجُلٍ مِنْ مَوَالِيهِ : يا فُلَانُ! أتَزُورُ قَبْرَ
أبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَينِ بْنِ عَلِي عليه السلام؟ قَالَ : نَعَمْ إنِّي
أزُورُهُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بَينَ ثَلَاثِ سِنِينَ
أوْ سَنَتَينِ مَرَّهً ، فَقَالَ لَهُ وَهُوَ مُصْفَرُّ الْوَجْهِ : أمَا وَاللَّهِ
الَّذِي لَا إلَهَ إلَّا هُوَ لَوْ زُرْتَهُ لَکَانَ أفْضَلَ لَکَ مِمَّا أنْتَ فِيهِ.
فَقَالَ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاکَ أکُلُّ هَذَا الْفَضْلِ؟! فَقَالَ : نَعَمْ
وَاللَّهِ لَوْ أنِّي حَدَّثْتُکُمْ بِفَضْلِ زِيارَتِهِ وَبِفَضْلِ قَبْرِهِ
لَتَرَکْتُمُ الْحَجَّ رَأْساً وَمَا حَجَّ مِنْکُمْ أحَدٌ. وَيحَکَ! أمَاتَعْلَمُ
أنَّ اللَّهَ اتَّخَذَ (بِفَضْلِ قَبْرِهِ) کَرْبَلَاءَ حَرَماً آمِناً مُبَارَکاً
قَبْلَ أنْ يتَّخِذَ مَکَّهَ حَرَماً؟! قَالَ ابْنُ أبِي يعْفُورٍ فَقُلْتُ لَهُ :
قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَي النَّاسِ حِجَّ الْبَيتِ وَلَمْ يذْکُرْ زِيارَهَ
قَبْرِ الْحُسَينِ (ع)؟! فَقَالَ : وَإنْ کَانَ کَذَلِکَ ، فَإنَّ هَذَا شَي ءٌ
جَعَلَهُ اللَّهُ هَکَذَا. أمَا سَمِعْتَ قَوْلَ أبِي أمِيرِالْمُؤْمِنِينَ حَيثُ يقُولُ
: إنَّ بَاطِنَ الْقَدَمِ أحَقُّ بِالْمَسْحِ مِنْ ظَاهِرِ الْقَدَمِ وَلَکِنَّ
اللَّهَ فَرَضَ هَذَا عَلَي الْعِبَادِ؟ أوَ مَا عَلِمْتَ أنَّ الْمَوْقِفَ لَوْ
کَانَ فِي الْحَرَمِ کَانَ أفْضَلَ لِأجْلِ الْحَرَمِ ، وَلَکِنَّ اللَّهَ صَنَعَ
ذَلِکَ فِي غَيرِ الْحَرَمِ؟
٢١ ـ وَقَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : لِمَوْضِعِ قَبْرِ الْحُسَينِ (ع) حُرْمَهٌ
مَعْلُومَهٌ
، مَنْ عَرَفَهَا وَاسْتَجَارَ بِهَا أُجِيرَ. قُلْتُ : صِفْ لِي مَوْضِعَهَا (جُعِلْتُ
فِدَاکَ)
قَالَ : إمْسَحْ مِنْ مَوْضِعِ قَبْرِهِ الْيوْمَ خَمْسَهً وَعِشْرِينَ ذِرَاعاً
مِنْ قُدَّامِهِ وَخَمْسَهً وَعِشْرِينَ ذِرَاعاً عِنْدَ رَأْسِهِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَخَمْسَهً وَعِشْرِينَ
ذِرَاعاً مِنْ نَاحِيهِ رِجْلَيهِ وَخَمْسَهً وَعِشْرِينَ ذِرَاعاً مِنْ خَلْفِهِ
، وَمَوْضِعُ قَبْرِهِ مِنْ يوْمَ دُفِنَ رَوْضَهٌ مِنْ رِياضِ الْجَنَّهِ وَمِنْهُ
مِعْرَاجٌ يعْرَجُ مِنْهُ بِأعْمَالِ زُوَّارِهِ إلَي السَّمَاءِ ، وَلَيسَ مِنْ
مَلَکٍ وَلَا نَبِي فِي السَّمَاوَاتِ (وَلَا فِي الْأرْضِ)
إلَّا وَهُمْ يسْألُونَ اللَّهَ أنْ يأْذَنَ لَهُمْ فِي زِيارَهِ قَبْرِ الْحُسَينِ
(ع) ، فَفَوْجٌ ينْزِلُ وَفَوْجٌ يعْرُجُ.
٢٢ ـ قَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : زُورُوا کَرْبَلَاءَ وَلَا تَقْطَعُوهُ ، فَإنَّ خَيرَ
أوْلَادِ الْأنْبِياءِ ضُمِّنَتْهُ. ألَا وَإنَّ الْمَلَائِکَهَ زَارَتْ کَرْبَلَاءَ
ألْفَ عَامٍ مِنْ قَبْلِ أنْ يسْکُنَهُ جَدِّي الْحُسَينُ (ع) ، وَمَا مِنْ لَيلَهٍ
تَمْضِي إلَّا وَجَبْرَائِيلُ وَمِيکَائِيلُ يزُورَانِهِ ، فَاجْتَهِدْ يا يحْيي
أنْ لَا تَفَقَّدُ مِنْ ذَلِکَ الْمَوْطِنِ.
٢٣ ـ وَقَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : خَرَجَ أمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يسِيرُ بِالنَّاسِ ،
حَتَّي إذَا کَانَ مِنْ کَرْبَلَاءَ عَلَي مَسِيرَهِ مِيلٍ أوْ مِيلَينِ ،
فَتَقَدَّمَ بَينَ أيدِيهِمْ ، حَتَّي إذَا صَارَ بِمَصَارِعِ الشُّهَدَاءِ قَالَ
: قُبِضَ فِيهَا مِائَتَا نَبِي وَمِائَتَا وَصِي وَمِائَتَا سِبْطٍ شُهَدَاءَ
بِأتْبَاعِهِمْ فَطَافَ بِهَا عَلَي بَغْلَتِهِ خَارِجاً رِجْلَيهِ مِنَ
الرِّکَابِ وَأنْشَأ يقُولُ : مُنَاخُ رِکَابٍ وَمَصَارِعُ شُهَدَاءَ لَا يسْبِقُهُمْ
مَنْ کَانَ قَبْلَهُمْ وَلَايلْحَقُهُمْ مَنْ کَانَ بَعْدَهُمْ.
٢٤ ـ وَقَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : مَا خَلَقَ اللَّهُ خَلْقاً أکْثَرَ مِنَ
الْمَلَائِکَهِ ، وَإنَّهُ لَينْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ کُلَّ مَسَاءٍ سَبْعُونَ
ألْفَ مَلَکٍ ، يطُوفُونَ بِالْبَيتِ الْحَرَامِ لَيلَتَهُمْ ، حَتَّي إذَاطَلَعَ
الْفَجْرُ انْصَرَفُوا إلَي قَبْرِ النَّبِي صلّى الله عليه وآله فَيسَلِّمُونَ
عَلَيهِ ، ثُمَّ يأْتُونَ قَبْرَ أمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (ع) فَيسَلِّمُونَ عَلَيهِ
، ثُمَّ يأْتُونَ قَبْرَالْحَسَنِ بْنِ عَلِي عليه السلام فَيسَلِّمُونَ عَلَيهِ ،
ثُمَّ يأْتُونَ قَبْرَالْحُسَينِ (ع) فَيسَلِّمُونَ عَلَيهِ ، ثُمَّ يعْرُجُونَ
إلَي السَّمَاءِ قَبْلَ أنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ ، ثُمَّ تَنْزِلُ مَلَائِکَهُ
النَّهَارِ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَکٍ فَيطُوفُونَ بِالْبَيتِ الْحَرَامِ نَهَارَهُمْ
، حَتَّي إذَا غَرُبَتِ الشَّمْسُ انْصَرَفُوا إلَي قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى
الله عليه وآله فَيسَلِّمُونَ عَلَيهِ ، ثُمَّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يأْتُونَ قَبْرَ أمِيرِ
الْمُؤْمِنِينَ (ع) فَيسَلِّمُونَ عَلَيهِ ، ثُمَّ يأْتُونَ قَبْرَ الْحَسَنِ (ع)
فَيسَلِّمُونَ عَلَيهِ ، ثُمَّ يأْتُونَ قَبْرَ الْحُسَينِ (ع) فَيسَلِّمُونَ عَلَيهِ
، ثُمَّ يعْرُجُونَ إلَي السَّمَاءِ قَبْلَ أنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ.
٢٥ ـ قَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : إنَّهُ يصَلِّي عِنْدَ قَبْرِ الْحُسَينِ (ع)
أرْبَعَهُ آلَافِ مَلَکٍ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ إلَي أنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ ،
ثُمَّ يصْعَدُونَ وَينْزِلُ مِثْلُهُمْ ، فَيصَلُّونَ إلَي طُلُوعِ الْفَجْرِ
فَلَا ينْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أنْ يتَخَلَّفَ عَنْ زِيارَهِ قَبْرِهِ أکْثَرَ مِنْ
أرْبَعِ سِنِينَ.
٢٦ ـ وَقَالَ (ع) لِصَفْوَانِ
الْجَمَّالِ : لَمَّا أتَي الْحَيرَهَ ، هَلْ لَکَ فِي قَبْرِ الْحُسَينِ؟ قُلْتُ
: وَتَزُورُهُ جُعِلْتُ فِدَاکَ؟ قَالَ : وَکَيفَ لَا أزُورُهُ ، وَاللَّهُ يزُورُهُ
فِي کُلِّ لَيلَهِ جُمْعَهٍ ، يهْبِطُ مَعَ الْمَلَائِکَهِ إلَيهِ وَالْأنْبِياءُ وَالْأوْصِياءُ
، وَمُحَمَّدٌ أفْضَلُ الْأنْبِياءِ وَنَحْنُ أفْضَلُ الْأوْصِياءِ. فَقَالَ
صَفْوَانُ : جُعِلْتُ فِدَاکَ! فَتَزُورُهُ فِي کُلِّ جُمُعَهٍ حَتَّي تُدْرِکَ زِيارَهَ
الرَّبِّ؟ قَالَ : نَعَمْ يا صَفْوَانُ ، إلْزَمْ تُکْتَبُ لَکَ زِيارَهُ قَبْرِ
الْحُسَينِ وَذَلِکَ تَفْضِيلٌ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٢٧ ـ وَقَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : کَأنِّي أنْظُرُ إلَي الْقَائِمِ عجّل الله تعالى فرجه
الشريف عَلَي ظَهْرِ نَجَفَ [النَّجَفِ] ، فَإذَا اسْتَوَي عَلَي ظَهْرِ النَّجَفِ
، رَکِبَ فَرَساً أدْهَمَ أبْلَقَ بَينَ عَينَيهِ شِمْرَاخٌ ، ثُمَّ ينْتَفِضُ
بِهِ فَرَسُهُ ، فَلَا يبْقَي أهْلُ بَلْدَهٍ إلَّا وَهُمْ يظُنُّونَ أنَّهُ
مَعَهُمْ فِي بِلَادِهِمْ ، فَإذَا نَشَرَ رَايهَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه
وآله انْحَطَّ عَلَيهِ ثَلَاثَهَ عَشَرَ ألْفَ مَلَکٍ وَثَلَاثَهَ عَشَرَ مَلَکاً
کُلُّهُمْ ينْتَظِرُونَ الْقَائِمَ عجّل الله تعالى فرجه الشريف ، وَهُمُ الَّذِينَ
کَانُوا مَعَ نُوحٍ (ع) فِي السَّفِينَهِ وَالَّذِينَ کَانُوا مَعَ إبْرَاهِيمَ
الْخَلِيلِ (ع) حَيثُ أُلْقِي فِي النَّارِ وَکَانُوا مَعَ عِيسَي (ع) حِينَ
رُفِعَ ، وَأرْبَعَهُ آلَافٍ مُسَوِّمِينَ وَمُرْدِفِينَ وَثَلَاثُمِائَهٍ وَثَلَاثَهَ
عَشَرَ مَلَکاً يوْمَ بَدْرٍ وَأرْبَعَهُ آلَافِ مَلَکٍ الَّذِينَ هَبَطُوا يرِيدُونَ
الْقِتَالَ مَعَ الْحُسَينِ بْنِ عَلِي عليه السلام فَلَمْ يؤْذَنْ لَهُمْ
فَصَعِدُوا فِي الِاسْتِئْذَانِ وَهَبَطُوا وَقَدْ قُتِلَ الْحُسَينُ (ع) فَهُمْ
شُعْثٌ غُبْرٌ يبْکُونَ عِنْدَ قَبْرِالْحُسَينِ إلَي يوْمِ الْقِيامَهِ ، وَمَا
بَينَ قَبْرِالْحُسَينِ إلَي السَّمَاءِ مُخْتَلَفُ الْمَلَائِکَهِ.
٢٨ ـ وَقَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : کَأنِّي بِالْقَائِمِ عجّل الله تعالى فرجه الشريف
عَلَي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نَجَفِ الْکُوفَهِ ...
فَينْحَطُّ عَلَيهِ ثَلَاثَهَ عَشَرَ آلافَ مَلَکٍ وَ... أرْبَعَهُ آلَافِ مَلَکٍ
هَبَطُوا يرِيدُونَ الْقِتَالَ مَعَ الْحُسَينِ بْنِ عَلِي عليه السلام فَلَمْ يؤْذَنْ
لَهُمْ فِي الْقِتَالِ ، فَهُمْ عِنْدَ قَبْرِهِ شُعْثٌ غُبْرٌ يبْکُونَهُ إلَي يوْمِ
الْقِيامَهِ وَرَئِيسُهُمْ مَلَکٌ يقَالُ لَهُ مَنْصُورٌ ، فَلَا يزُورُهُ زَائِرٌ
إلَّا اسْتَقْبَلُوهُ وَلَا يوَدِّعُهُ مُوَدِّعٌ إلَّا شَيعُوهُ وَلَا يمْرَضُ
مَرِيضٌ إلَّا عَادُوهُ وَلَا يمُوتُ مَيتٌ إلَّا صَلَّوْا عَلَي جِنَازَتِهِ وَاسْتَغْفَرُوا
لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ وَکُلُّ هَؤُلَاءِ فِي الْأرْضِ ينْتَظِرُونَ قِيامَ
الْقَائِمِ إلَي وَقْتِ خُرُوجِهِ عجّل الله تعالى فرجه الشريف.
٢٩ ـ قَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : وَکَّلَ اللَّهُ بِقَبْرِ الْحُسَينِ (ع) أرْبَعَهَ
آلَافِ مَلَکٍ شُعْثٍ غُبْرٍ يبْکُونَهُ إلَي يوْمِ الْقِيامَهِ ، فَمَنْ زَارَهُ
عَارِفاً بِحَقِّهِ شَيعُوهُ حَتَّي يبْلِغُوهُ مَأْمَنَهُ وَإنْ مَرِضَ عَادُوهُ
غُدْوَهً وَعَشِيهً وَإنْ مَاتَ شَهِدُوا جَنَازَتَهُ وَاسْتَغْفَرُوا لَهُ إلَي يوْمِ
الْقِيامَهِ.
٣٠ ـ رُوِي أنَّ (الصّادِقَ (ع)) مَرِضَ
فَأمَرَ مَنْ عِنْدَهُ أنْ يسْتَأْجِرُوا لَهُ أجِيراً يدْعُو لَهُ عِنْدَ قَبْرِ
الْحُسَينِ (ع) فَوَجَدُوا رَجُلًا؛ فَقَالُوا لَهُ ذَلِکَ ، فَقَالَ : أنَا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أمْضِي وَلَکِنَّ
الْحُسَينَ إمَامٌ مُفْتَرَضُ الطَّاعَهِ وَهُوَ إمَامٌ مُفْتَرَضُ الطَّاعَهِ ،
فَرَجَعُوا إلَي الصَّادِقِ (ع) وَأخْبَرُوهُ فَقَالَ : هُوَ کَمَا قَالَ وَلَکِنْ
أمَا عَرَفَ أنَّ لِلَّهِ تَعَالَي بِقَاعاً يسْتَجَابُ فِيهَا الدُّعَاءُ ،
فَتِلْکَ الْبُقْعَهُ مِنْ تِلْکَ الْبِقَاعِ.
٣١ ـ وَقَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : مَرَّ بِقَبْرِهِ الْحُسَينِ (ع) سَبْعُونَ ألْفَ
مَلَکٍ ، فَصَعَدُُوا إلَي السَّمَاءِ فَأوْحَي اللهُ تَعَالَي إلَيهِمْ : يا
مَلَائِکَتِي! مَرَرْتُمْ بِابْنِ بِنْتِ نَبِي يقْتَلُ فَلَمْ تَنْصُرُوهُ؟
إهْبِطُوا إلَي قَبْرِهِ. فَهُمْ عِنْدَ قَبْرِهِ شُعَثَاً غُبَرَاً يبْکُونَ عَلَيهِ
إلَي يوْمِ الْقِيامَهِ.
٣٢ ـ عَنْ رِبِعِي قَالَ قُلْتُ لِأبِي
عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ (ع) بِالْمَدِينَهِ : أينَ قُبُورُ الشُّهَدَاءِ؟
فَقَالَ : ألَيسَ أفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَکُمُ الْحُسَينُ؟! أمَا وَالَّذِي
نَفْسِي بِيدِه! إنَّ حَوْلَهُ أرْبَعَهُ آلَافِ مَلَکٍ شُعْثاً غُبْراً يبْکُونَهُ
إلَي يوْمِ الْقِيامَهِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٣٣ ـ وَقَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : هَبَطَ أرْبَعَهُ آلَافِ مَلَکٍ يرِيدُونَ الْقِتَالَ
مَعَ الْحُسَينِ (ع) فَلَمْ يؤْذَنْ لَهُمْ فِي الْقِتَالِ ، فَرَجَعُوا فِي
الِاسْتِئْمَارِ
فَهَبَطُوا وَقَدْ قُتِلَ الْحُسَينُ
(ع) وَلُعِنَ قَاتِلُهُ وَمَنْ أعَانَ عَلَيهِ وَمَنْ شَرِکَ فِي دَمِهِ ، فَهُمْ
عِنْدَ قَبْرِهِ شُعْثٌ غُبْرٌ يبْکُونَهُ إلَي يوْمِ الْقِيامَهِ ، رَئِيسُهُمْ
مَلَکٌ يقَالُ لَهُ مَنْصُورٌ ، فَلَا يزُورُهُ زَائِرٌ إلَّا اسْتَقْبَلُوهُ وَلَا
يوَدِّعُهُ مُوَدِّعٌ إلَّا شَيعُوهُ وَلَا يمْرَضُ إلَّا عَادُوهُ وَلَا يمُوتُ
إلَّا صَلَّوْا عَلَي جِنَازَتِهِ وَاسْتَغْفَرُوا لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ فَکُلُّ
هَؤُلَاءِ فِي الْأرْضِ ينْتَظِرُونَ قِيامَ الْقَائِمِ عجّل الله تعالى فرجه
الشريف.
٣٤ ـ وَقَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : وَکَّلَ اللَّهُ بِقَبْرِ الْحُسَينِ صَلَوَاتُ
اللَّهِ عَلَيهِ أرْبَعَهَ آلَافِ مَلَکٍ شُعْثاً غُبْراً يبْکُونَهُ إلَي يوْمِ
الْقِيامَهِ ، وَإتْيانُهُ تَعْدِلُ حَجَّهً وَعُمْرَهً وَقُبُورَ الشُّهَدَاءِ.
٣٥ ـ وَقَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : وَکَّلَ اللَّهُ تَبَارَکَ وَتَعَالَي بِقَبْرِ
الْحُسَينِ (ع) سَبْعِينَ ألْفَ مَلَکٍ يصَلُّونَ عَلَيهِ کُلَّ يوْمٍ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شُعْثاً غُبْراً مِنْ
يوْمَ قُتِلَ إلَي مَا شَاءَ اللَّهُ (يعْنِي بِذَلِکَ قِيامَ الْقَائِمِ عجّل
الله تعالى فرجه الشريف) وَيدْعُونَ لِمَنْ زَارَهُ وَيقُولُونَ : يا رَبِّ هَؤُلَاءِ
زُوَّارُ الْحُسَينِ (ع) افْعَلْ بِهِمْ وَافْعَلْ بِهِمْ (کَذَا وَکَذَا) .
٣٦ ـ وَقَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : وَکَّلَ اللَّهُ بِقَبْرِ الْحُسَينِ بْنِ عَلِي عليه
السلام سَبْعِينَ ألْفَ مَلَکٍ يعْبُدُونَ اللَّهَ عِنْدَهُ ، الصَلَاهُ
الْوَاحِدَهُ مِنْ صَلَاهِ أحَدِهِمْ تَعْدِلُ ألْفَ صَلَاهٍ مِنْ صَلَاهِ
الْآدَمِيينَ ، يکُونُ ثَوَابُ صَلَاتِهِمْ لِزُوَّارِ قَبْرِ الْحُسَينِ بْنِ
عَلِي ، عَلَيهِمَا السَّلَامُ وَعَلَي قَاتِلِهِ لَعْنَهُ اللَّهِ وَالْمَلَائِکَهِ
وَالنَّاسِ أجْمَعِينَ أبَدَ الْآبِدِينَ.
٣٧ ـ قَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : مَوْضِعُ قَبْرِ الْحُسَينِ بْنِ عَلِي صَلَوَاتُ
اللَّهِ عَلَيهِمَا مُنْذُ يوْمَ دُفِنَ فِيهِ رَوْضَهٌ مِنْ رِياضِ الْجَنَّهِ.
٣٨ ـ وَقَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : مَوْضِعُ قَبْرِ الْحُسَينِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تُرْعَهٌ مِنْ تُرَعِ
الْجَنَّهِ.
٣٩ ـ قَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : إنَّ إلَي جَانِبِکُمْ قَبْراً مَا أتَاهُ مَکْرُوبٌ
إلَّا نَفَّسَ اللَّهُ کُرْبَتَهُ وَقَضَي حَاجَتَهُ ، وَإنَّ عِنْدَهُ
لَأرْبَعَهَ آلَافِ مَلَکٍ مُنْذُ قُبِضَ شُعْثاً غُبْراً يبْکُونَهُ إلَي يوْمِ
الْقِيامَهِ ، فَمَنْ زَارَهُ شَيعُوهُ وَمَنْ مَرِضَ عَادُوهُ وَمَنْ مَاتَ
اتَّبَعُوا جَنَازَتَهُ.
٤٠ ـ وَقَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : إنَّ
اللَّهَ وَکَّلَ بِالْحُسَينِ (ع) مَلَکاً فِي أرْبَعَهِ آلَافِ مَلَکٍ يبْکُونَهُ
وَيسْتَغْفِرُونَ لِزُوَّارِهِ وَيدْعُونَ اللَّهَ لَهُمْ.
٤١ ـ قَالَ إسْحَاقُ بْنُ عَمَّارٍ
قُلْتُ لِأبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) : جُعِلْتُ فِدَاکَ! يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ!
کُنْتُ فِي الْحَيرَهِ لَيلَهَ عَرَفَهَ ، فَرَأيتُ نَحْواً مِنْ ثَلَاثَهِ آلَافٍ
أوْ أرْبَعَهِ آلَافِ رَجُلٍ جَمِيلَهً وُجُوهُهُمْ ، طَيبَهً رِيحُهُمْ ، شَدِيدَهً
بَياضُ ثِيابِهِمْ ، يصَلُّونَ اللَّيلَ أجْمَعَ ، فَلَقَدْکُنْتُ أُرِيدُ أنْ آتِي
قَبْرَالْحُسَينِ (ع) وَأُقَبِّلَهُ وَأدْعُوَ بِدَعَوَاتِي ، فَمَا کُنْتُ أصِلُ
إلَيهِ مِنْ کَثْرَهِ الْخَلْقِ ، فَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ سَجَدْتُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سَجْدَهً فَرَفَعْتُ
رَأْسِي فَلَمْ أرَ مِنْهُمْ أحَداً ، فَقَالَ لِي أبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) : أتَدْرِي
مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قُلْتُ : لَا جُعِلْتُ فِدَاکَ ، فَقَالَ : أخْبَرَنِي أبِي عَنْ
أبِيهِ قَالَ مَرَّ بِالْحُسَينِ (ع) أرْبَعَهُ آلَافِ مَلَکٍ وَهُوَ يقْتَلُ ، فَعَرَجُوا
إلَي السَّمَاءِ فَأوْحَي اللَّهُ إلَيهِمْ : يا مَعْشَرَ الْمَلَائِکَهِ
مَرَرْتُمْ بِابْنِ حَبِيبِي وَصَفِيي مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وآله وَهُوَ يقْتَلُ
وَيضْطَهَدُ مَظْلُوماً فَلَمْ تَنْصُرُوهُ؟ فَانْزِلُوا إلَي الْأرْضِ إلَي
قَبْرِهِ فَابْکُوهُ شُعْثاً غُبْراً إلَي يوْمِ الْقِيامَهِ ، فَهُمْ عِنْدَهُ
إلَي أنْ تَقُومَ القِيامَهَ .
٤٢ ـ وَقَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : إنَّ لِلَّهِ مَلَائِکَهً مُوَکَّلِينَ بِقَبْرِ الْحُسَينِ
(ع) ، فَإذَا هَمَّ بِزِيارَتِهِ الرَّجُلُ أعْطَاهُمُ اللَّهُ ذُنُوبَهُ فَإذَا
خَطَا مَحَوْهَا ثُمَّ إذَا خَطَا ضَاعَفُوا لَهُ حَسَنَاتِهِ ، فَمَا تَزَالُ
حَسَنَاتُهُ تُضَاعَفُ حَتَّي تُوجِبَ لَهُ الْجَنَّهَ ، ثُمَّ اکْتَنَفُوهُ وَقَدَّسُوهُ
وَينَادُونَ مَلَائِکَهَ السَّمَاءِ أنْ : قَدِّسُوا زُوَّارَحَبِيبِ حَبِيبِ
اللَّهِ ، فَإذَا اغْتَسَلُوا نَادَاهُمْ مُحَمَّدٌ صلّى الله عليه وآله : يا
وَفْدَاللَّهِ أبْشِرُوا بِمُرَافَقَتِي فِي الْجَنَّهِ ، ثُمَّ نَادَاهُمْ أمِيرُ
الْمُؤْمِنِينَ (ع) : أنَا ضَامِنٌ لِقَضَاءِ حَوَائِجِکُمْ وَرَفْعِ الْبَلَاءِ
عَنْکُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَهِ ، ثُمَّ الْتَقَاهُمُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النَّبِي صلّى الله
عليه وآله (وَعَلِي (ع))
عَنْ أيمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ حَتَّي ينْصَرِفُوا إلَي أهَالِيهِمْ.
٤٣ ـ وَقَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : کَأنِّي بِالْمَلَائِکَهِ وَاللَّهِ قَدْ إزْدَحَمُوا
الْمُؤْمِنِينَ عَلَي قَبْرِ الْحُسَينِ (ع) ، قَالَ قُلْتُ : فَيتَرَاءَوْنَ
لَهُ؟ قَالَ : هَيهَاتَ هَيهَاتَ قَدْ لَزِمُوا وَاللَّهِ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّي
إنَّهُمْ لَيمْسَحُونَ وُجُوهَهُمْ بِأيدِيهِمْ ، قَالَ : وَينْزِلُ اللَّهُ عَلَي
زُوَّارِ الْحُسَينِ غُدْوَهً وَعَشِيهً مِنْ طَعَامِ الْجَنَّهِ وَخُدَّامُهُمُ
الْمَلَائِکَهُ ، لَا يسْألُ اللهَ عَبْدٌ حَاجَهً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيا وَالْآخِرَهِ
إلَّا أعْطَاهَا إياهُ. قَالَ قُلْتُ : هَذِهِ وَاللَّهِ الْکَرَامَهُ قَالَ لِي :
يا مُفَضَّلُ أزِيدُکَ؟ قُلْتُ : نَعَمْ سَيدِي قَالَ : کَأنِّي بِسَرِيرٍ مِنْ
نُورٍ قَدْ وُضِعَ وَقَدْ ضُرِبَتْ عَلَيهِ قُبَّهٌ مِنْ ياقُوتَهٍ حَمْرَاءَ
مُکَلَّلَهٌ بِالْجَوَاهِرِ وَکَأنِّي بِالْحُسَينِ (ع) جَالِسٌ عَلَي ذَلِکَ
السَّرِيرِ وَحَوْلَهُ تِسْعُونَ ألْفَ قُبَّهٍ خَضْرَاءَ ، وَکَأنِّي
بِالْمُؤْمِنِينَ يزُورُونَهُ وَيسَلِّمُونَ عَلَيهِ فَيقُولُ اللَّهُ
عَزَّوَجَلَّ لَهُمْ : أوْلِيائِي سَلُونِي فَطَالَمَا أُوذِيتُمْ وَذُلِّلْتُمْ
وَاضْطُهِدْتُمْ ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَهَذَا يوْمٌ
لَاتَسْألُونِّي حَاجَهً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيا وَالْآخِرَهِ إلَّا قَضَيتُهَا
لَکُمْ. فَيکُونُ أکْلُهُمْ وَشُرْبُهُمْ فِي الْجَنَّهِ ، فَهَذِهِ وَاللَّهِ
الْکَرَامَهُ الَّتِي لَا انْقِضَاءَ لَهَا وَلَايدْرَکُ مُنْتَهَاهَا.
٤٤ ـ وَقَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُکَيرٍ : يا ابْنَ بُکَيرٍ! إنَّ
اللَّهَ اخْتَارَ مِنْ بِقَاعِ الْأرْضِ سِتَّهً؛ الْبَيتَ الْحَرَامَ وَالْحَرَمَ
وَمَقَابِرَ الْأنْبِياءِ وَمَقَابِرَ الْأوْصِياءِ وَمَقَاتِلَ الشُّهَدَاءِ وَالْمَسَاجِدَ
الَّتِي يذْکَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ. يا ابْنَ بُکَيرٍ! هَلْ تَدْرِي مَا لِمَنْ
زَارَ قَبْرَ أبِي عَبْدِاللَّهِ الْحُسَينِ (ع) إذْ جَهِلَهُ الْجَاهِلُ؟ مَا
مِنْ صَبَاحٍ إلَّا وَعَلَي قَبْرِهِ هَاتِفٌ مِنَ الْمَلَائِکَهِ ينَادِي : يا
طَالِبَ الْخَيرِ أقْبِلْ إلَي خَالِصَهِ اللَّهِ تَرْحَلْ بِالْکَرَامَهِ وَتَأْمَنِ
النَّدَامَهَ ، يسْمَعُ أهْلُ الْمَشْرِقِ وَأهْلُ الْمَغْرِبِ إلَّا الثَّقَلَينِ
وَلَايبْقَي فِي الْأرْضِ مَلَکٌ مِنَ الْحَفَظَهِ إلَّا عَطَفَ إلَيهِ عِنْدَ
رُقَادِ الْعَبْدِ حَتَّي يسَبِّحَ اللَّهَ عِنْدَهُ وَيسْألَ اللَّهَ الرِّضَا
عَنْهُ وَلَايبْقَي مَلَکٌ فِي الْهَوَاءِ يسْمَعُ الصَّوْتَ إلَّا أجَابَ
بِالتَّقْدِيسِ لِلَّهِ تَعَالَي ، فَتَشْتَدُّ أصْوَاتُ الْمَلَائِکَهِ فَيجِيبُهُمْ
أهْلُ السَّمَاءِ الدُّنْيا ، فَتَشْتَدُّ أصْوَاتُ الْمَلَائِکَهِ وَأهْلُ
السَّمَاءِ الدُّنْيا ، حَتَّي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تَبْلُغَ أهْلَ
السَّمَاءِ السَّابِعَهِ ، فَيسْمِعُ اللهُ أصْوَاتَهُمُ النَّبِيينَ
فَيتَرَحَّمُونَ وَيصَلُّونَ عَلَي الْحُسَينِ (ع) وَيدْعُونَ لِمَنْ زَارَهُ.
٤٥ ـ وَقَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) لِمُفَضَّلِ بْنِ عَمْروٍ : کَمْ بَينَکَ وَبَينَ قَبْرِ
الْحُسَينِ (ع)؟ قَالَ قُلْتُ : بِأبِي أنْتَ وَأُمِّي يوْمٌ وَبَعْضُ يوْمٍ آخَرَ
، قَالَ : فَتَزُورُهُ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، قَالَ فَقَالَ : ألَا أُبَشِّرُکَ ألَا
أُفَرِّحُکَ بِبَعْضِ ثَوَابِهِ؟ قُلْتُ : بَلَي جُعِلْتُ فِدَاکَ ، قَالَ فَقَالَ
لِي : إنَّ الرَّجُلَ مِنْکُمْ لَيأْخُذُ فِي جِهَازِهِ وَيتَهَيأُ لِزِيارَتِهِ
فَيتَبَاشَرُ بِهِ أهْلُ السَّمَاءِ ، فَإذَا خَرَجَ مِنْ بَابِ مَنْزِلِهِ
رَاکِباً أوْ مَاشِياً وَکَّلَ اللَّهُ بِهِ أرْبَعَهَ آلَافِ مَلَکٍ مِنَ
الْمَلَائِکَهِ يصَلُّونَ عَلَيهِ حَتَّي يوَافِي قَبْرَالْحُسَينِ (ع) ، يامُفَضَّلُ!
إذَا أتَيتَ قَبْرَ الْحُسَينِ بْنِ عَلِي (ع) فَقِفْ بِالْبَابِ وَقُلْ هَذِهِ
الْکَلِمَاتِ ، فَإنَّ لَکَ بِکُلِّ کَلِمَهٍ کِفْلًا مِنْ رَحْمَهِ اللَّهِ.
فَقُلْتُ : مَا هِي جُعِلْتُ فِدَاکَ؟ قَالَ : تَقُولُ : السَّلَامُ عَلَيکَ يا
وَارِثَ آدَمَ صَفْوَهِ اللَّهِ ... السَّلَامُ عَلَيکَ وَرَحْمَهُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ.
ثُمَّ تَسْعَي فَلَکَ بِکُلِّ قَدَمٍ
رَفَعْتَهَا أوْ وَضَعْتَهَا کَثَوَابِ الْمُتَشَحِّطِ بِدَمِهِ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ ، فَإذَا سَلَّمْتَ عَلَي الْقَبْرِ فَالْتَمِسْهُ بِيدِکَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَقُلْ : السَّلَامُ
عَلَيکَ ياحُجَّهَ اللَّهِ فِي سَمَائِهِ وَأرْضِهِ ، ثُمَّ تَمْضِي إلَي
صَلَاتِکَ وَلَکَ بِکُلِّ رَکْعَهٍ رَکَعْتَهَا عِنْدَهُ کَثَوَابِ مَنْ حَجَّ وَاعْتَمَرَ
ألْفَ عُمْرَهٍ وَأعْتَقَ ألْفَ رَقَبَهٍ ، وَکَأنَّمَا وَقَفَ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ ألْفَ مَرَّهٍ مَعَ نَبِي مُرْسَلٍ ، فَإذَا انْقَلَبْتَ مِنْ عِنْدِ
قَبْرِ الْحُسَينِ (ع) نَادَاکَ مُنَادٍ لَوْ سَمِعْتَ مَقَالَتَهُ لَأ قَمْتَ
عُمُرَکَ عِنْدَ قَبْرِ الْحُسَينِ (ع) وَهُوَ يقُولُ : طُوبَي لَکَ أيهَا
الْعَبْدُ قَدْ غَنِمْتَ وَسَلِمْتَ قَدْ غُفِرَ لَکَ مَا سَلَفَ فَاسْتَأْنِفِ
الْعَمَلَ ، فَإنْ هُوَ مَاتَ مِنْ عَامِهِ أوْ فِي لَيلَتِهِ أوْ يوْمِهِ لَمْ يلِ
قَبْضَ رُوحِهِ إلَّا اللَّهُ ، وَتُقْبِلُ الْمَلَائِکَهُ مَعَهُ وَيسْتَغْفِرُونَ
لَهُ وَيصَلُّونَ عَلَيهِ حَتَّي يوَافِي مَنْزِلَهُ ، وَتَقُولُ الْمَلَائِکَهُ :
يارَبِّ هَذَا عَبْدُکَ قَدْ وَافَي قَبْرَ ابْنِ نَبِيکَ صلّى الله عليه وآله وَقَدْ
وَافَي مَنْزِلَهُ فَأينَ نَذْهَبُ؟ فَينََادِيهِمُ النِّدَاءُ مِنَ السَّمَاءِ : يا
مَلَائِکَتِي قِفُوا بِبَابِ عَبْدِي فَسَبِّحُوا وَقَدِّسُوا وَاکْتُبُوا ذَلِکَ فِي
حَسَنَاتِهِ إلَي يوْمِ يتَوَفَّي ، قَالَ : فَلَا يزَالُونَ بِبَابِهِ إلَي يوْمِ
يتَوَفَّي يسَبِّحُونَ اللَّهَ وَيقَدِّسُونَهُ وَيکْتُبُونَ ذَلِکَ فِي
حَسَنَاتِهِ وَإذَا تُوُفِّي شَهِدُوا جِنَازَتَهُ وَکَفَنَهُ وَغُسْلَهُ وَالصَّلَاهَ
عَلَيهِ وَيقُولُونَ : رَبَّنَا وَکَّلْتَنَا بِبَابِ عَبْدِکَ وَقَدْ تُوُفِّي
فَأينَ نَذْهَبُ؟ فَينَادِيهِمْ : يا مَلَائِکَتِي! قِفُوا بِقَبْرِ عَبْدِي
فَسَبِّحُوا وَقَدِّسُوا وَاکْتُبُوا ذَلِکَ فِي
حَسَنَاتِهِ إلَي يوْمِ
الْقِيامَهِ.
٤٦ ـ قَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الصَّادِقِ (ع) : إنَّ إلَي جَانِبِکُمْ قَبْراً مَا أتَاهُ مَکْرُوبٌ إلَّا
نَفَّسَ اللَّهُ کُرْبَتَهُ وَقَضَي حَاجَتَهُ ، وَإنَّ عِنْدَهُ أرْبَعَهُ آلَافِ
مَلَکٍ مُنْذُ يوْمِ قُبِضَ شُعْثاً غُبْراً يبْکُونَهُ إلَي يوْمِ الْقِيامَهِ ،
فَمَنْ زَارَهُ شَيعُوهُ إلَي مَأْمَنِهِ وَمَنْ مَرِضَ عَادُوهُ وَمَنْ مَاتَ
اتَّبَعُوا جَنَازَتَهُ.
٤٧ ـ وَقَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) لِسَدِيرٍ : ياسَدِيرُ! تَزُورُ قَبْرَ الْحُسَينِ (ع)
فِي کُلِّ يوْمٍ؟ قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاکَ لَا قَالَ : مَا أجْفَاکُمْ ،
فَتَزُورُهُ فِي کُلِّ شَهْرٍ؟ قُلْتُ : لَا. قَالَ : فَتَزُورُهُ فِي کُلِّ
سَنَهٍ؟ قُلْتُ : قَدْ يکُونُ ذَلِکَ. قَالَ : يا سَدِيرُ مَا أجْفَاکُمْ لِلْحُسَينِ
(ع) ، أمَا عَلِمْتَ أنَّ لِلَّهِ تَبَارَکَ وَتَعَالَي ألْفَ ألْفِ مَلَکٍ شُعْثٍ
غُبْرٍ يبْکُونَ وَيزُورُونَ وَلَايفْتُرُونَ وَمَا عَلَيکَ ياسَدِيرُ أنْ تَزُورَ
قَبْرَ الْحُسَينِ (ع) فِي کُلِّ جُمْعَهٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ أوْ فِي کُلِّ يوْمٍ
مَرَّهً ، قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاکَ بَينَنَا وَبَينَهُ فَرَاسِخُ کَثِيرَهٌ ،
فَقَالَ لِي : إصْعَدْ فَوْقَ سَطْحِکَ ثُمَّ الْتَفِتْ يمْنَهً وَيسْرَهً ، ثُمَّ
ارْفَعْ رَأْسَکَ إلَي السَّمَاءِ ، ثُمَّ تَنْحُو نَحْوَ الْقَبْرِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَتَقُولُ :
السَّلَامُ عَلَيکَ ياأبَاعَبْدِاللَّهِ السَّلَامُ عَلَيکَ وَرَحْمَهُاللَّهِ
وَبَرَکَاتُهُ تُکْتَبُ لَکَ بِذَلِکَ زَوْرَهٌ وَالزَّوْرَهُ حَجَّهٌ وَعُمْرَهٌ.
قَالَ سَدِيرٌ : فَرُبَّمَا فَعَلْتُ ذَلِکَ فِي الشَّهْرِ أکْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ
مَرَّهً.
٤٨ ـ عَنْ أبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع)
قَالَ : حُرْمَهُ قَبْرِ الْحُسَينِ (ع) فَرْسَخٌ فِي فَرْسَخٍ مِنْ أرْبَعَهِ
جَوَانِبِهِ.
٤٩ ـ قَالَ أبُوعَبْدِاللَّهِ جَعْفَرُ
بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : حَرِيمُ قَبْرِالْحُسَينِ (ع) فَرْسَخٌ فِي
فَرْسَخٍ فِي فَرْسَخٍ فِي فَرْسَخٍ.
٥٠ ـ عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ سِنَانٍ
قَالَ سَمِعْتُ أبَاعَبْدِاللَّهِ (ع) يقُولُ : قَبْرُ الْحُسَينِ بْنِ عَلِي عليه
السلام عِشْرُونَ ذِرَاعاً فِي عِشْرِينَ ذِرَاعاً مُکَسَّراً رَوْضَهٌ مِنْ رِياضِ
الْجَنَّهِ وَفِيهِ
مِعْرَاجُ الْمَلَائِکَهِ إلَي السَّمَاءِ ، وَلَيسَ مِنْ مَلَکٍ مُقَرَّبٍ وَلَا
نَبِي مُرْسَلٍ إلَّا وَهُوَ يسْألُ اللَّهَ تعالي أنْ يزُورَهُ ، فَفَوْجٌ يهْبِطُ
وَفَوْجٌ يصْعَدُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٥١ ـ قَالَ أبُو عَبْدِ اللَّهِ
جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : مِنْ مَخْزُونِ عِلْمِ اللَّهِ
الْإتْمَامُ فِي أرْبَعِ مَوَاطِنَ حَرَمِ اللَّهِ وَحَرَمِ رَسُولِهِ وَحَرَمِ
أمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَحَرَمِ الْحُسَينِ بْنِ عَلِي
عليه السلام.
٥٢ ـ عَنْ أبِي بَصِيرٍ عَنْ أبِي
عَبْدِاللَّهِ (ع) قَالَ سَمِعْتُهُ يقُولُ : تَتِمُّ الصَّلَاهُ فِي أرْبَعَهِ
مَوَاطِنَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صلّى الله عليه وآله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَمَسْجِدِ
الْکُوفَهِ وَحَرَمِ الْحُسَينِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِ.
٥٣ ـ وَقَالَ الصَّادِقُ (ع) : مِنَ
الْأمْرِ الْمَذْخُورِ إتْمَامُ الصَّلَاهِ فِي أرْبَعَهِ مَوَاطِنَ بِمَکَّهَ وَالْمَدِينَهِ
وَمَسْجِدِ الْکُوفَهِ وَحَائِرِ
الْحُسَينِ (ع).
٥٤ ـ عَنْ أبِي عَبْدِ اللَّهِ
الصَّادِقِ (ع) قَالَ : تَتِمُّ الصَّلَاهُ فِي ثَلَاثَهِ مَوَاطِنَ فِي
الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صلّى الله عليه وآله وَعِنْدَ
قَبْرِالْحُسَينِ (ع).
٥٥ ـ قَالَ أبُو عَبْدِ اللَّهِ
جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : تُتَمُّ الصَّلَاهُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ
وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ وَمَسْجِدِ الْکُوفَهِ وَحَرَمِ الْحُسَينِ صَلَوَاتُ
اللَّهِ عَلَيهِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٥٦ ـ وَفِي خَبَرٍ آخَرَ : فِي حَرَمِ
اللَّهِ وَحَرَمِ رَسُولِهِ وَحَرَمِ أمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَحَرَمِ الْحُسَين
عليه السلام .
٥٧ ـ عَنِ الْإمَامِ الصَّادِقِ (ع)
أنَّهُ قَالَ : إنَّ حَرَمَ الْحُسَينِ (ع) الَّذِي اشْتَرَاهُ أرْبَعَهُ أمْيالٍ
فِي أرْبَعَهِ أمْيالٍ ، فَهُوَ حَلَالٌ لِوُلْدِهِ وَمَوَالِيهِ حَرَامٌ عَلَي غَيرِهِمْ
مِمَّنْ خَالَفَهُمْ ، وَفِيهِ الْبَرَکَهُ.
٥٨ ـ رُوِي : أنَّ الْحُسَينَ (ع)
اشْتَرَي النَّوَاحِي الَّتِي فِيهَا قَبْرُهُ مِنْ أهْلِ نَينَوَي وَالْغَاضِرِيهِ
بِسِتِّينَ ألْفِ دِرْهَمٍ وَتَصَدَّقَ بِهَا عَلَيهِمْ وَشَرَطَ أنْ يرْشِدُوا
إلَي قَبْرِهِ وَيضَيفُوا مَنْ زَارَهُ ثَلَاثَهَ أيامٍ ... .
الإمام أبو الحسن
الرّضا (ع)
٥٩ ـ قَالَ (ع) فِي أوَّلِ يوْمٍ مِنَ
الْمُحَرَّمِ لِإبْنِ شَبِيبٍ : يا ابْنَ شَبِيبٍ! ... وَلَقَدْ نَزَلَ إلَي الْأرْضِ
مِنَ الْمَلَائِکَهِ أرْبَعَهُ آلَافٍ لِنَصْرِهِ فَوَجَدُوهُ قَدْ قُتِلَ ،
فَهُمْ عِنْدَ قَبْرِهِ شُعْثٌ غُبْرٌ إلَي أنْ يقُومَ الْقَائِمُ ، فَيکُونُونَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مِنْ أنْصَارِهِ
وَشِعَارُهُمْ : يا لَثَارَاتِ الْحُسَينِ ... .
الإمام أبو الحسن علي
الهادي (ع)
٦٠ ـ عَنْ أبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِي
قَالَ : بَعَثَ إلَي أبُو الْحَسَنِ (ع) فِي مَرَضِهِ وَإلَي مُحَمَّدِ بْنِ
حَمْزَهَ فَسَبَقَنِي إلَيهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَهَ وَأخْبَرَنِي مُحَمَّدٌ مَا
زَالَ الْإمَامُ أبُوالْحَسَنِ عَلِي بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَادِي (ع) يقُولُ :
إبْعَثُوا إلَي الْحَيرِ ، ابْعَثُوا إلَي الْحَيرِ. فَقُلْتُ لِمُحَمَّدٍ : ألَا
قُلْتَ لَهُ أنَا أذْهَبُ إلَي الْحَيرِ؟ ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَيهِ وَقُلْتُ لَهُ :
جُعِلْتُ فِدَاکَ أنَا أذْهَبُ إلَي الْحَيرِ ، فَقَالَ : انْظُرُوا فِي ذَاکَ ،
ثُمَّ قَالَ لِي : إنَّ مُحَمَّداً لَيسَ لَهُ سِرٌّ مِنْ زَيدِ بْنِ عَلِي وَأنَا
أکْرَهُ أنْ يسْمَعَ ذَلِکَ ، قَالَ : فَذَکَرْتُ ذَلِکَ لِعَلِي بْنِ بِلَالٍ ،
فَقَالَ : مَا کَانَ يصْنَعُ بِالْحَيرِ وَهُوَ الْحَيرُ؟! فَقَدِمْتُ الْعَسْکَرَ
فَدَخَلْتُ عَلَيهِ فَقَالَ لِي : اجْلِسْ حِينَ أرَدْتُ الْقِيامَ ، فَلَمَّا رَأيتُهُ
أنِسَ بِي ذَکَرْتُ لَهُ قَوْلَ عَلِي بْنِ بِلَالٍ فَقَالَ (ع) لِي : ألَا قُلْتَ
لَهُ إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله کَانَ يطُوفُ بِالْبَيتِ وَيقَبِّلُ
الْحَجَرَ وَحُرْمَهُ النَّبِي وَالْمُؤْمِنِ أعْظَمُ مِنْ حُرْمَهِ الْبَيتِ ، وَأمَرَهُ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أنْ يقِفَ بِعَرَفَهَ وَإنَّمَا هِي مَوَاطِنُ يحِبُّ
اللَّهُ أنْ يذْکَرَ فِيهَا ، فَأنَا أُحِبُّ أنْ يدْعَي اللَّهُ لِي حَيثُ يحِبُّ
اللَّهُ أنْ يدْعَي فِيهَا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(وَالْحَايرُ مِنْ
تِلْکَ الْمَوَاضِعِ) .
وَذَکَرَ عَنْهُ أنَّهُ قَالَ (وَلَمْ أحْفَظْ عَنْهُ) قَالَ : إنَّمَا هَذِهِ
مَوَاضِعُ يحِبُّ اللَّهُ أنْ يتَعَبَّدَ لَهُ فِيهَا فَأنَا أُحِبُّ أنْ يدْعَي
لِي حَيثُ يحِبُّ اللَّهُ أنْ يعْبَدَ هَلَّاقُلْتَ لَهُ کَذَا (وَکَذَا)؟!
٦١ ـ وَقَالَ الْإمَامُ الْهَادِي (ع)
لِأبِي هَاشِمِ الْجَعْفَرِي : ياأبَاهَاشِمٍ! إبْعَثْ رَجُلًا مِنْ مَوَالِينَا
إلَي الْحَائِرِ يدْعُو اللَّهَ لِي ، فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ فَاسْتَقْبَلَنِي
عَلِي بْنُ بِلَالٍ فَأعْلَمْتُهُ مَا قَالَ لِي وَسَألْتُهُ أنْ يکُونَ الرَّجُلَ
الَّذِي يخْرُجُ ، فَقَالَ : السَّمْعَ وَالطَّاعَهَ وَلَکِنَّنِي أقُولُ إنَّهُ
أفْضَلُ مِنَ الْحَائِرِ إذَا کَانَ بِمَنْزَلَهِ مَنْ فِي الْحَائِرِوَ دُعَاؤُهُ
لِنَفْسِهِ أفْضَلُ مِنْ دُعَائِي لَهُ بِالْحَائِرِ. فَأعْلَمْتُهُ صَلَوَاتُ
اللَّهِ عَلَيهِ مَا قَالَ فَقَالَ لِي : قُلْ لَهُ کَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى
الله عليه وآله أفْضَلَ مِنَ الْبَيتِ وَالْحَجَرِ وَکَانَ يطُوفُ بِالْبَيتِ وَيسْتَلِمُ
الْحَجَرَ ، وَإنَّ لِلَّهِ تَبَارَکَ وَتَعَالَي بِقَاعاً يحِبُّ أنْ يدْعَي فِيهَا
فَيسْتَجِيبَ لِمَنْ دَعَاهُ وَالْحَائِرُ مِنْهَا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن أهل بيت العصمه والطّهاره
عليهم السلام
٦٢ ـ أنَّ اللَّهَ عَوَّضَ الْحُسَينَ (ع)
مِنْ قَتْلِهِ أرْبَعَ خِصَالٍ ، جَعَلَ الشِّفَاءَ فِي تُرْبَتِهِ وَإجَابَهَ
الدُّعَاءِ تَحْتَ قُبَّتِهِ وَالْأئِمَّهَ مِنْ ذُرِّيتِهِ وَأنْ لَا تُعَدَّ أيامُ
زَائِرِيهِ مِنْ أعْمَارِهِمْ.
بعض الشّيعه
٦٣ ـ قَالَ الْحُسَينُ بْنُ أبِي
حَمْزَهَ : خَرَجْتُ فِي آخِرِ زَمَنِ بَنِي أُمَيهَ وَأنَا أُرِيدُ قَبْرَ
الْحُسَينِ (ع) فَانْتَهَيتُ إلَي الْغَاضِرِيهِ حَتَّي إذَا نَامَ النَّاسُ
اغْتَسَلْتُ ثُمَّ أقْبَلْتُ أُرِيدُ الْقَبْرَ حَتَّي إذَا کُنْتُ عَلَي بَابِ
الْحَائِرِ خَرَجَ إلَي رَجُلٌ جَمِيلُ الْوَجْهِ طَيبُ الرِّيحِ شَدِيدُ بَياضِ
الثِّيابِ ، فَقَالَ : انْصَرِفْ فَإنَّکَ لَا تَصِلُ. فَانْصَرَفْتُ إلَي شَاطِئِ
الْفُرَاتِ فَأنِسْتُ بِهِ حَتَّي إذَا کَانَ نِصْفُ اللَّيلِ اغْتَسَلْتُ ثُمَّ
أقْبَلْتُ أُرِيدُ الْقَبْرَ فَلَمَّا انْتَهَيتُ إلَي بَابِ الْحَائِرِ خَرَجَ
إلَي الرَّجُلُ بِعَينِهِ فَقَالَ : يا هَذَا انْصَرِفْ فَإنَّکَ لَا تَصِلُ ،
فَانْصَرَفْتُ. فَلَمَّا کَانَ آخِرُ اللَّيلِ اغْتَسَلْتُ ثُمَّ أقْبَلْتُ أُرِيدُ
الْقَبْرَ فَلَمَّا انْتَهَيتُ إلَي بَابِ الْحَائِرِ خَرَجَ إلَي ذَلِکَ
الرَّجُلُ فَقَالَ : ياهَذَا إنَّکَ لَاتَصِلُ ، فَقُلْتُ : فَلِمَ لَا أصِلُ إلَي
ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وَسَيدِ شَبَابِ أهْلِ الْجَنَّهِ وَقَدْ
جِئْتُ أمْشِي مِنَ الْکُوفَهِ وَهِي لَيلَهُ الْجُمُعَهِ وَأخَافُ أنْ أُصْبِحَ
هَاهُنَا وَتَقْتُلَنِي مَسْلَحَهُ بَنِي أُمَيهَ؟ فَقَالَ : انْصَرِفْ فَإنَّکَ
لَا تَصِلُ. فَقُلْتُ : وَلِمَ لَا أصِلُ؟ فَقَالَ : إنَّ مُوسَي بْنَ عِمْرَانَ
اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ فِي زِيارَهِ قَبْرِ الْحُسَينِ (ع) فَأذِنَ لَهُ فَأتَاهُ وَهُوَ
فِي سَبْعِينَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ألْفَ ، فَانْصَرِفْ
فَإذَا عَرَجُوا إلَي السَّمَاءِ فَتَعَالَ. فَانْصَرَفْتُ ، وَجِئْتُ إلَي
شَاطِئِ الْفُرَاتِ حَتَّي إذَا طَلَعَ الْفَجْرُ اغْتَسَلْتُ وَجِئْتُ فَدَخَلْتُ
فَلَمْ أرَ عِنْدَهُ أحَداً فَصَلَّيتُ عِنْدَهُ الْفَجْرَ وَخَرَجْتُ إلَي
الْکُوفَهِ.
٦٤ ـ عَنِ الْحُسَينِ بْنِ بِنْتِ أبِي
حَمْزَهَ الثُّمَالِي قَالَ : خَرَجْتُ فِي آخِرِ زَمَانِ بَنِي مَرْوَانَ إلَي
قَبْرِ الْحُسَينِ (ع) مُسْتَخْفِياً مِنْ أهْلِ الشَّامِ حَتَّي انْتَهَيتُ إلَي
کَرْبَلَاءَ فَاخْتَفَيتُ فِي نَاحِيهِ الْقَرْيهِ حَتَّي إذَا ذَهَبَ مِنَ اللَّيلِ
نِصْفُهُ أقْبَلْتُ نَحْوَ الْقَبْرِ فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُ أقْبَلَ نَحْوِي
رَجُلٌ فَقَالَ لِي : انْصَرِفْ مَأْجُوراً فَإنَّکَ لَا تَصِلُ إلَيهِ.
فَرَجَعْتُ فَزِعاً ، حَتَّي إذَا کَادَ يطْلُعُ الْفَجْرُ أقْبَلْتُ نَحْوَهُ
حَتَّي إذَا دَنَوْتُ مِنْهُ خَرَجَ إلَي الرَّجُلُ فَقَالَ لِي : يا هَذَا إنَّکَ
لَاتَصِلُ إلَيهِ ، فَقُلْتُ لَهُ : عَافَاکَ اللَّهُ وَلِمَ لَا أصِلُ إلَيهِ وَقَدْ
أقْبَلْتُ مِنَ الْکُوفَهِ أُرِيدُ زِيارَتَهُ فَلَا تَحُلْ بَينِي وَبَينَهُ
عَافَاکَ اللَّهُ وَأنَا أخَافُ أنْ أُصْبِحَ فَيقْتُلُونِّي أهْلُ الشَّامِ إنْ
أدْرَکُونِي هَاهُنَا. قَالَ فَقَالَ لِي : اصْبِرْ قَلِيلًا فَإنَّ مُوسَي بْنَ
عِمْرَانَ (ع) سَألَ اللَّهَ أنْ يأْذَنَ لَهُ فِي زِيارَهِ قَبْرِ الْحُسَينِ
بْنِ عَلِي عليه السلام فَأذِنَ لَهُ فَهَبَطَ مِنَ السَّمَاءِ فِي سَبْعِينَ
ألْفِ مَلَکٍ فَهُمْ بِحَضْرَتِهِ مِنْ أوَّلِ اللَّيلِ ينْتَظِرُونَ طُلُوعَ
الْفَجْرِ َّ يعْرُجُونَ إلَي السَّمَاءِ. قَالَ فَقُلْتُ : فَمَنْ أنْتَ عَافَاکَ
اللَّهُ؟ قَالَ : أنَا مِنَ الْمَلَائِکَهِ الَّذِينَ أُمِرُوا بِحَرَسِ قَبْرِ
الْحُسَينِ (ع) وَالِاسْتِغْفَارِ لِزُوَّارِهِ. فَانْصَرَفْتُ وَقَدْ کَادَ أنْ يطِيرَ
عَقْلِي لِمَا سَمِعْتُ مِنْهُ. قَالَ : فَأقْبَلْتُ لَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ
نَحْوَهُ فَلَمْ يحُلْ بَينِي وَبَينَهُ أحَدٌ فَدَنَوْتُ مِنَ الْقَبْرِ وَسَلَّمْتُ
عَلَيهِ وَدَعَوْتُ اللَّهَ عَلَي قَتَلَتِهِ وَصَلَّيتُ الصُّبْحَ وَأقْبَلْتُ
مُسْرِعاً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مَخَافَهَ أهْلِ
الشَّامِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال رسول الله صلّى
الله عليه وآله
فديت
من فديته بإبني ابراهيم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٣
«باب»
فضيلة زيارته عليه السّلام والصّلاه
عنده وآثار زيارته
الدّنيويه والأخرويه ومنها : المغفره ،
طول العمر ،
حفظ النّفس والمال ، زياده الرّزق ،
قضاء الحوائج وتنفّس الکرب
اللّه تبارک وتعالي
١ ـ قَالَ ذَرِيحٌ الْمُحَارِبِي قُلْتُ
لِأبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) : مَا ألْقَي مِنْ قَوْمِي وَمِنْ بَنِي إذَا أنَا
أخْبَرْتُهُمْ بِمَا فِي إتْيانِ قَبْرِ الْحُسَينِ مِنَ الْخَيرِ إنَّهُمْ يکَذِّبُونِي
وَيقُولُونَ إنَّکَ تَکْذِبُ عَلَي جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : يا ذَرِيحُ
دَعِ النَّاسَ يذْهَبُونَ حَيثُ شَاءُوا ، وَاللَّهِ إنَّ اللَّهَ لَيبَاهِي
بِزَائِرِ الْحُسَينِ ، وَالْوَافِدُ يفِدُهُ الْمَلَائِکَهُ الْمُقَرَّبُونَ وَحَمَلَهُ
عَرْشِهِ حَتَّي إنَّهُ لَيقُولُ لَهُمْ : أمَا تَرَوْنَ زُوَّارَ قَبْرِ الْحُسَينِ
أتَوْهُ شَوْقاً إلَيهِ وَإلَي فَاطِمَهَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ. أمَا وَعِزَّتِي
وَجَلَالِي وَعَظَمَتِي! لَأُوجِبَنَّ لَهُمْ کَرَامَتِي وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ
جَنَّتِي؛ الَّتِي أعْدَدْتُهَا لِأوْلِيائِي وَلِأنْبِيائِي
وَرُسُلِي. يا
مَلَائِکَتِي! هَؤُلَاءِ زُوَّارُ الْحُسَينِ ، حَبِيبِ مُحَمَّدٍ رَسُولِي وَمُحَمَّدٌ
حَبِيبِي وَمَنْ أحَبَّنِي أحَبَّ حَبِيبِي وَمَنْ أحَبَّ حَبِيبِي أحَبَّ مَنْ يحِبُّهُ
وَمَنْ أبْغَضَ حَبِيبِي أبْغَضَنِي وَمَنْ أبْغَضَنِي کَانَ حَقّاً عَلَي أنْ
أُعَذِّبَهُ بِأشَدِّ عَذَابِي ، وَأُحْرِقَهُ بِحَرِّ نَارِي ، وَأجْعَلَ
جَهَنَّمَ مَسْکَنَهُ وَمَأْوَاهُ ، وَأُعَذِّبَهُ عَذَاباً لا أُعَذِّبُهُ أحَداً
مِنَ الْعالَمِينَ.
الرسول الأکرم
أبوالقاسم محمّد صلّى الله عليه وآله
٢ ـ عَنِ الْإمَامِ أبِي عَبْدِ اللَّهِ
الصّادِقِ (ع) قَالَ : بَينَمَا الْحُسَينُ بْنُ عَلِي عليه السلام فِي حِجْرِ
رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله إذْ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ لَهُ : يا أبَهِ
مَا لِمَنْ زَارَکَ بَعْدَ مَوْتِکَ؟ فَقَالَ صلّى الله عليه وآله : يا بُنَي مَنْ
أتَانِي زَائِراً بَعْدَ مَوْتِي فَلَهُ الْجَنَّهُ ، وَمَنْ أتَي أبَاکَ زَائِراً
بَعْدَ مَوْتِهِ فَلَهُ الْجَنَّهُ ، وَمَنْ أتَي أخَاکَ زَائِراً بَعْدَ مَوْتِهِ
فَلَهُ الْجَنَّهُ وَمَنْ أتَاکَ زَائِراً بَعْدَ مَوْتِکَ فَلَهُ الْجَنَّهُ.
٣ ـ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله
عليه وآله : إذَا کَانَ يوْمُ الْقِيامَهِ نُصِبَ لِفَاطِمَهَ عليها السلام
قُبَّهٌ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مِنْ نُورٍ وَأقْبَلَ
الْحُسَينُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِ رَأْسُهُ فِي يدِهِ ، فَإذَا رَأتْهُ
شَهَقَتْ شَهْقَهً لَا يبْقَي فِي الْجَمْعِ مَلَکٌ مُقَرَّبٌ وَلَا نَبِي
مُرْسَلٌ وَلَا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ إلَّا بَکَي لَهَا ، فَيمَثِّلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
رَجُلًا لَهَا فِي أحْسَنِ صُورَهٍ وَهُوَ يخَاصِمُ قَتَلَتَهُ بِلَا رَأْسٍ فَيجْمَعُ
اللَّهُ قَتَلَتَهُ وَالْمُجَهِّزِينَ عَلَيهِ وَمَنْ شَرِکَ فِي قَتْلِهِ ، فَيقْتُلُهُمْ
حَتَّي أتَي عَلَي آخِرِهِمْ ، ثُمَّ ينْشَرُونَ فَيقْتُلُهُمْ أمِيرُالْمُؤْمِنِينَ
(ع) ، ثُمَّ ينْشَرُونَ فَيقْتُلُهُمُ الْحَسَنُ (ع) ، ثُمَّ ينْشَرُونَ فَيقْتُلُهُمُ
الْحُسَينُ (ع) ، ثُمَّ ينْشَرُونَ فَلَا يبْقَي مِنْ ذُرِّيتِنَا أحَدٌ إلَّا
قَتَلَهُمْ قَتَلَهً ، فَعِنْدَ ذَلِکَ يکْشِفُ اللَّهُ الْغَيظَ وَينْسِي
الْحُزْنَ. ثُمَّ قَالَ أبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) : رَحِمَ اللَّهُ شِيعَتَنَا ، شِيعَتُنَا
وَاللَّهِ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ ، فَقَدْ وَاللَّهِ شَرَکُونَا فِي الْمُصِيبَهِ
بِطُولِ الْحُزْنِ وَالْحَسْرَهِ.
الإمام أبوعبدالله
الحسين (ع)
٤ ـ قَالَ (ع) : أنَا قَتِيلُ
الْعَبْرَهِ ، قُتِلْتُ مَکْرُوباً وَحَقِيقٌ
عَلَي اللَّهِ أنْ لَايأْتِينِي مَکْرُوبٌ (قَطُّ)
إلَّا رَدَّهُ (اللهُ)
وَأقْلَبَهُ إلَي أهْلِهِ مَسْرُوراً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإمام أبوالحسن علي
السّجّاد (ع)
٥ ـ کَانَ (ع) يقُولُ : أيمَا مُؤْمِنٍ
دَمَعَتْ عَينَاهُ لِقَتْلِ الْحُسَينِ بْنِ عَلِي عليه السلام دَمْعَهً حَتَّي
تَسِيلَ عَلَي خَدِّهِ بَوَّأهُ اللَّهُ بِهَا فِي الْجَنَّهِ غُرَفاً يسْکُنُهَا
أحْقَاباً ، وَأيمَا مُؤْمِنٍ دَمَعَتْ عَينَاهُ حَتَّي تَسِيلَ عَلَي خَدِّهِ (فِينَا)
لِأذَي مَسَّنَا
مِنَ عَدُوِّنَا فِي الدُّنْيا بَوَّأهُ اللَّهُ مُبَوَّأ صِدْقٍ فِي الْجَنَّهِ ،
وَأيمَا مُؤْمِنٍ مَسَّهُ أذًي فِينَا فَدَمَعَتْ عَينَاهُ حَتَّي تَسِيلَ عَلَي
خَدَّيهِ مِنْ مَضَاضَهِ مَا أُوذِي فِينَا صَرَفَ اللَّهُ عَنْ وَجْهِهِ الْأذَي وَآمَنَهُ
يوْمَ الْقِيامَهِ مِنْ سَخَطِهِ وَالنَّارِ.
الإمام أبوجعفر محمّد
الباقر (ع)
٦ ـ عن محمّدبن مسلم عن أبي جعفر (ع)
قَالَ : لَوْ يعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي زِيارَهِ الْحُسَينِ (ع) مِنَ الْفَضْلِ
لَمَاتُوا شَوْقاً وَتَقَطَّعَتْ أنْفُسُهُمْ عَلَيهِ حَسَرَاتٍ. قُلْتُ : وَمَا
فِيهِ؟ قَالَ : مَنْ أتَاهُ تَشَوُّقاً کَتَبَ اللَّهُ لَهُ ألْفَ حَجَّهٍ
مُتَقَبَّلَهٍ وَألْفَ عُمْرَهٍ مَبْرُورَهٍ وَأجْرَ ألْفِ شَهِيدٍ مِنْ شُهَدَاءِ
بَدْرٍ وَأجْرَ ألْفِ صَائِمٍ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَثَوَابَ ألْفِ
صَدَقَهٍ مَقْبُولَهٍ وَثَوَابَ ألْفِ نَسَمَهٍ أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللَّهِ ، وَلَمْ
يزَلْ مَحْفُوظاً سَنَتَهُ مِنْ کُلِّ آفَهٍ أهْوَنُهَا الشَّيطَانُ وَوُکِّلَ
بِهِ مَلَکٌ کَرِيمٌ يحْفَظُهُ مِنْ بَينِ يدَيهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يمِينِهِ
وَعَنْ شِمَالِهِ وَمِنْ فَوْقِ رَأْسِهِ وَمِنْ تَحْتِ قَدَمِهِ ، فَإنْ مَاتَ
سَنَتَهُ حَضَرَتْهُ مَلَائِکَهُ الرَّحْمَهِ يحْضُرُونَ غُسْلَهُ وَإکْفَانَهُ وَالِاسْتِغْفَارَ
لَهُ وَيشَيعُونَهُ إلَي قَبْرِهِ بِالِاسْتِغْفَارِ لَهُ وَيفْسَحُ لَهُ فِي
قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ ، وَيؤْمِنُهُ اللَّهُ مِنْ ضَغْطَهِ الْقَبْرِ وَمِنْ
مُنْکَرٍ وَنَکِيرٍ أنْ يرَوِّعَانِهِ وَيفْتَحُ لَهُ بَابٌ إلَي الْجَنَّهِ وَيعْطَي
کِتَابَهُ بِيمِينِهِ ، وَيعْطَي لَهُ يوْمَ الْقِيامَهِ نُوراً يضِي ءُ لِنُورِهِ
مَا بَينَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَينَادِي مُنَادٍ : هَذَا مَنْ زَارَ
الْحُسَينَ شَوْقاً إلَيهِ ، فَلَا يبْقَي أحَدٌ يوْمَ الْقِيامَهِ إلَّا تَمَنَّي
يوْمَئِذٍ أنَّهُ کَانَ مِنْ زُوَّارِ الْحُسَينِ (ع).
٧ ـ قَالَ الإمَامُ أبُو جَعْفَرٍ
الْبَاقِرِ (ع) : إنَّ الْحُسَينَ صَاحِبَ کَرْبَلَاءَ ، قُتِلَ مَظْلُوماً
مَکْرُوباً عَطْشَاناً لَهْفَاناً
وَحَقٌّ عَلَي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أنْ لَايأْتِيهُ لَهْفَانٌ وَلَا مَکْرُوبٌ وَلَا
مُذْنِبٌ وَلَا مَغْمُومٌ وَلَا عَطْشَانٌ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَلَا ذُوعَاهَهٍ
ثُمَّ دَعَا عِنْدَهُ وَتَقَرَّبَ بِالْحُسَينِ (ع) إلَي اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ
إلَّا نَفَّسَ اللَّهُ کُرْبَتَهُ ، وَأعْطَاهُ مَسْألَتَهُ ، وَغَفَرَ ذُنُوبَهُ
، وَمَدَّ فِي عُمُرِهِ وَبَسَطَ فِي رِزْقِهِ ، فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي
الْأبْصارِ.
٨ ـ قَالَ الإمَامُ أبُوجَعْفَرٍ
الْبَاقِرِ (ع) : إنَّ وَلَايتَنَا عُرِضَتْ عَلَي أهْلِ الْأمْصَارِ ، فَلَمْ يقْبَلْهَا
قَبُولَ أهْلِ الْکُوفَهِ؛ وَذَلِکَ لِأنَّ قَبْرَ عَلِي (ع) فِيهَا ، وَأنَّ إلَي
لِزْقِهِ لَقَبْراً آخَرَ (يعْنِي قَبْرَالْحُسَينِ (ع)) فَمَا مِنْ آتٍ يأْتِيهِ يصَلِّي
عِنْدَهُ رَکْعَتَينِ أوْ أرْبَعَهً ثُمَّ يسْألُ اللَّهَ حَاجَهً إلَّا قَضَاهَا
لَهُ ، وَإنَّهُ لَيحُفُّ بِهِ کُلَّ يوْمٍ ألْفُ مَلَکٍ.
٩ ـ قَالَ زُرَارَهُ قُلْتُ لِأبِي
جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ (ع) : مَا تَقُولُ فِيمَنْ زَارَ أبَاکَ عَلَي خَوْفٍ؟ قَالَ
: يؤْمِنُهُ اللَّهُ يوْمَ الْفَزَعِ الْأکْبَرِ ، وَتَلَقَّاهُ الْمَلَائِکَهُ
بِالْبِشَارَهِ ، وَيقَالُ لَهُ : لَاتَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ هَذَا يوْمُکَ الَّذِي
فِيهِ فَوْزُکَ.
١٠ ـ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ
قَالَ قَالَ لِي (ع) : هَلْ تَأْتِي قَبْرَالْحُسَينِ (ع)؟ قُلْتُ : نَعَمْ عَلَي
خَوْفٍ وَوَجَلٍ ، فَقَالَ : مَا کَانَ مِنْ هَذَا أشَدَّ فَالثَّوَابُ فِيهِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عَلَي قَدْرِ
الْخَوْفِ وَمَنْ خَافَ فِي إتْيانِهِ آمَنَ اللَّهُ رَوْعَتَهُ يوْمَ الْقِيامَهِ
، يوْمَ يقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَانْصَرَفَ بِالْمَغْفِرَهِ ، وَسَلَّمَتْ
عَلَيهِ الْمَلَائِکَهُ ، وَزَارَهُ
النَّبِي صلّى الله عليه وآله (وَمَايصْنَعُ) وَدَعَا لَهُ وَانْقَلَبَ بِنِعْمَهٍ
مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يمْسَسْهُ سُوءٌ وَاتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ.
١١ ـ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أعْينَ قَالَ
: زُرْتُ قَبْرَ الْحُسَينِ بْنِ عَلِي عليه السلام فَلَمَّا قَدِمْتُ جَائَنِي
أبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِي (الْبَاقِرُ) ... فَقَالَ أبُو جَعْفَرٍ (ع) :
أبْشِرْ يا حُمْرَانُ فَمَنْ زَارَ قُبُورَ شُهَدَاءِ آلِ مُحَمَّدٍ عليهم السلام يرِيدُ
اللهَ بِذَلِکَ وَصِلَهَ نَبِيهِ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ کَيوْمَ وَلَدَتْهُ
أُمُّهُ.
١٢ ـ عَنْ سَدِيرٍ الصَّيرَفِي قَالَ :
کُنَّا عِنْدَ أبِي جَعْفَر الْبَاقِرُ (ع) فَذَکَرَ فَتًي قَبْرَ الْحُسَينِ (ع) فَقَالَ
لَهُ أبُوجَعْفَرٍ (ع) : مَا أتَاهُ عَبْدٌ فَخَطَا خُطْوَهً إلَّا کَتَبَ اللهُ
لَهُ حَسَنَهً وَحَطَّ عَنْهُ سَيئَهً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإمام أبوجعفر الباقر
أو أبوعبدالله الصّادق عليهما السلام
١٣ ـ قَالَ أحَدُهُمَا عليهما السلام :
مَنْ أحَبَّ أنْ يکُونَ مَسْکَنَهُ الْجَنَّهَ وَمَأْوَاهُ الْجَنَّهَ؛ فَلَا يدَعْ
زِيارَهَ الْمَظْلُومِ. قُلْتُ : مَنْ هُوَ؟ قَالَ : الْحُسَينُ بْنُ عَلِي
صَاحِبُ کَرْبَلَاءَ ، مَنْ أتَاهُ شَوْقاً إلَيهِ وَحُبَّاً لِرَسُولِ اللَّهِ
صلّى الله عليه وآله وَحُبَّاً لِفَاطِمَهَ وَحُبَّاً لِأمِيرِالْمُؤْمِنِينَ
صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِمْ أجْمَعِينَ ، أقْعَدَهُ اللَّهُ عَلَي مَوَائِدِ
الْجَنَّهِ يأْکُلُ مَعَهُمْ وَالنَّاسُ فِي الْحِسَابِ.
الإمام أبوعبدالله
جعفر الصّادق (ع)
١٤ ـ قَالَ (ع) : مَا مِنْ أحَدٍ يوْمَ
الْقِيامَهِ إلَّا وَهُوَ يتَمَنَّي أنَّهُ مِنْ زُوَّارِ الْحُسَينِ (ع) لِمَا يرَي
مِمَّا يصْنَعُ بِزُوَّارِ الْحُسَينِ (ع) مِنْ کَرَامَتِهِمْ عَلَي اللَّهِ
تَعَالَي.
١٥ ـ قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا قَالَ
الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع) : إنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَتَعَالَي يبْدَأُ
بِالنَّظَرِ إلَي زُوَّارِ قَبْرِ الْحُسَينِ (ع) عَشِيهَ عَرَفَهَ. قَالَ قُلْتُ
: قَبْلَ نَظَرِهِ لِأهْلِ الْمَوْقِفِ؟ قَالَ : نَعَمْ. قُلْتُ : کَيفَ ذَلِکَ؟ قَالَ
: لِأنَّ فِي أُولَئِکَ أوْلَادَ زِنَا وَلَيسَ فِي هَؤُلَاءِ أوْلَادُ زِنَا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٦ ـ قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا قُلْتُ
لِلصَّادِقِ (ع) : إنَّ اللَّهَ يبْدَأُ بِالنَّظَرِ إلَي زُوَّارِ قَبْرِ الْحُسَينِ
بْنِ عَلِي عليه السلام عَشِيهَ عَرَفَهَ قَبْلَ نَظَرِهِ إلَي أهْلِ الْمَوْقِفِ؟
قَالَ : نَعَمْ. قُلْتُ : وَکَيفَ ذَلِکَ؟ قَالَ : لِأنَّ فِي أُولَئِکَ أوْلَادَ
زِنًي وَلَيسَ فِي هَؤُلَاءِ أوْلَادُ زِنًي.
١٧ ـ وَقَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع)
: مَنْ أتَي الْحُسَينَ عَارِفاً بِحَقِّهِ کَتَبَهُ اللَّهُ فِي أعْلَي عِلِّيينَ.
١٨ ـ عَنْ أبِي عَبْدِ اللَّهِ
الصَّادِقِ (ع) سُئِلَ عَنْ زِيارَهِ قَبْرِ الْحُسَينِ (ع) فَقَالَ : إنَّهُ
أفْضَلُ مَا يکُونُ مِنَ الْأعْمَالِ.
١٩ ـ عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مُسْکَانَ
قَالَ : شَهِدْتُ أبَاعَبْدِاللَّهِ الصَّادِقِ (ع) وَقَدْ أتَاهُ قَوْمٌ مِنْ
أهْلِ خُرَاسَانَ فَسَألُوهُ عَنْ إتْيانِ قَبْرِ الْحُسَينِ (ع) وَمَا فِيهِ مِنَ
الْفَضْلِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أبِي عَنْ جَدِّي أنَّهُ کَانَ يقُولُ : مَنْ
زَارَهُ يرِيدُ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ ، أخْرَجَهُ اللَّهُ مِنْ ذُنُوبِهِ
کَمَوْلُودٍ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ وَشَيعَتْهُ الْمَلَائِکَهُ فِي مَسِيرِهِ ،
فَرَفْرَفَتْ عَلَي رَأْسِهِ ، قَدْ صَفُّوا بِأجْنِحَتِهِمْ عَلَيهِ حَتَّي يرْجِعَ
إلَي أهْلِهِ وَسَألَتِ الْمَلَائِکَهُ الْمَغْفِرَهَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لَهُ مِنْ رَبِّهِ ، وَغَشِيتْهُ
الرَّحْمَهُ مِنْ أعْنَانِ السَّمَاءِ وَنَادَتْهُ الْمَلَائِکَهُ : طِبْتَ وَطَابَ
مَنْ زُرْتَ ، وَحُفِظَ فِي أهْلِهِ.
٢٠ ـ قَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع) :
مَنْ زَارَ قَبْرَ الْحُسَينِ (ع) وَهُوَ يرِيدُ اللَّهَ عَزَّوَجَلَّ؛ شَيعَهُ
جَبْرَئِيلُ وَمِيکَائِيلُ وَإسْرَافِيلُ حَتَّي يرِدَ إلَي مَنْزِلِهِ.
٢١ ـ وَقَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع)
: إنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَتَعَالَي يتَجَلَّي لِزُوَّارِ قَبْرِ الْحُسَينِ
صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِ قَبْلَ أهْلِ عَرَفَاتٍ ، وَيقْضِي حَوَائِجَهُمْ وَيغْفِرُ
ذُنُوبَهُمْ وَيشَفِّعُهُمْ فِي مَسَائِلِهِمْ ، ثُمَّ يثْنِي بِأهْلِ عَرَفَاتٍ
فَيفْعَلُ ذَلِکَ بِهِمْ.
٢٢ ـ عَنْ مُعَاوِيهَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ
: إسْتَأْذَنْتُ عَلَي أبِي عَبْدِاللَّهِ الصّادِقِ (ع) فَقِيلَ لِي : أُدْخُلْ.
فَدَخَلْتُ ، فَوَجَدْتُهُ فِي مُصَلَّاهُ فِي بَيتِهِ ، فَجَلَسْتُ حَتَّي قَضَي
صَلَاتَهُ ، وَسَمِعْتُهُ وَهُوَ ينَاجِي رَبَّهُ وَهُوَ يقُولُ : اللَّهُمَّ يا
مَنْ خَصَّنَا بِالْکَرَامَهِ ، وَوَعَدَنَا بِالشَّفَاعَهِ ، (وَحَمَلَنَا
الرِّسَالَهَ ، وَجَعَلَنَا وَرَثَهَ الْأنْبِياءِ ، وَخَتَمَ بِنَا الْأُمَمَ
السَّالِفَهَ)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَخَصَّنَا بِالْوَصِيهِ
، وَأعْطَانَا عِلْمَ مَا مَضَي ، وَ (عِلْمَ)
مَا بَقِي ، وَجَعَلَ أفْئِدَهً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إلَينَا؛ إغْفِرْ لِي وَلِإخْوَانِي
وَزُوَّارِ قَبْرِ أبِي الْحُسَينِ ، الَّذِينَ أنْفَقُوا أمْوَالَهُمْ وَأشْخَصُوا
أبْدَانَهُمْ ، رَغْبَهً فِي بِرِّنَا ، وَرَجَاءً لِمَا عِنْدَکَ فِي صِلَتِنَا ،
وَسُرُوراً أدْخَلُوهُ عَلَي نَبِيکَ (مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وآله)
، وَإجَابَهً مِنْهُمْ لِأمْرِنَا ، وَغَيظاً أدْخَلُوهُ عَلَي عَدُوِّنَا ،
أرَادُوا بِذَلِکَ رِضَاکَ ، فَکَافِئْهِمْ عَنَّا بِالرِّضْوَانِ ، وَاکْلَأْهُمْ
بِاللَّيلِ وَالنَّهَارِ ، وَاخْلُفْ عَلَي أهَالِيهِمْ وَأوْلَادِهِمُ الَّذِينَ
خُلِّفُوا بِأحْسَنِ الْخَلَفِ ، وَاصْحَبْهُمْ وَاکْفِهِمْ شَرَّ کُلِّ
جَبَّارٍعَنِيدٍ ، وَکُلِّ ضَعِيفٍ مِنْ خَلْقِکَ وَشَدِيدٍ ، وَشَرَّشَياطِينِ
الْجِنِّ وَالْإنْسِ ، وَأعْطِهِمْ أفْضَلَ مَا أمَّلُوا مِنْکَ فِي غُرْبَتِهِمْ
عَنْ أوْطَانِهِمْ ، وَمَا آثَرُوانَا بِهِ عَلَي أبْنَائِهِمْ وَأهَالِيهِمْ وَقَرَابَاتِهِمْ
، اللَّهُمَّ إنَّ أعْدَاءَنَا عَابُوا عَلَيهِمْ عَلَي خُرُوجِهِمْ ، فَلَمْ ينْهَهُمْ
ذَلِکَ عَنِ (النُّهُوضِ وَ) الشُّخُوصِ إلَينَا خِلَافاً مِنْهُمْ عَلَي مَنْ
خَالَفَنَا ، فَارْحَمْ تِلْکَ الْوُجُوهَ
الَّتِي غَيرَتْهَا الشَّمْسُ ، وَارْحَمْ تِلْکَ الْوُجُوهَ الَّتِي تَتَقَلَّبُ
عَلَي حُفْرَهِ
أبِي عَبْدِ اللَّهِ (الْحُسَينِ (ع))
، وَارْحَمْ تِلْکَ الْأعْينَ الَّتِي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خَرَجَتْ
دُمُوعُهَا رَحْمَهً لَنَا ، وَارْحَمْ تِلْکَ الْقُلُوبَ الَّتِي جَزِعَتْ وَاحْتَرَقَتْ
لَنَا ، وَارْحَمْ تِلْکَ الصَّرْخَهَ الَّتِي کَانَتْ لَنَا ، اللَّهُمَّ إنِّي
أسْتَوْدِعُکَ تِلْکَ الْأنْفُسَ وَتِلْکَ الْأبْدَانَ ، حَتَّي نُوَافِيهُمْ
عَلَي الْحَوْضِ يوْمَ الْعَطَشِ (الْأکْبَرِ) .
فَمَا زَالَ يدْعُو وَهُوَ سَاجِدٌ
بِهَذَا الدُّعَاءِ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاکَ! لَوْ أنَّ
هَذَا الَّذِي سَمِعْتُ مِنْکَ کَانَ لِمَنْ لَا يعْرِفُ اللَّهَ جَلَّ وَعَزَّ ،
لَظَنَنْتُ أنَّ النَّارَ لَا تَطْعَمُ مِنْهُ شَيئاً أبَداً ، وَاللَّهِ لَقَدْ
تَمَنَّيتُ أنِّي کُنْتُ زُرْتُهُ وَلَمْ أحُجَّ. فَقَالَ لِي : مَا أقْرَبَکَ
مِنْهُ فَمَا الَّذِي يمْنَعُکَ مِنْ إتْيانِهِ؟ثُمَّ قَالَ : يا مُعَاوِيهُ! لِمَ
تَدَعُ ذَلِکَ؟ قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاکَ لَمْ أدْرِ
أنَّ الْأمْرَ يبْلُغُ هَذَا کُلَّهُ ، فَقَالَ :
يا مُعَاوِيهُ! مَنْ يدْعُوا
لِزُوَّارِهِ فِي السَّمَاءِ أکْثَرُ مِمَّنْ يدْعُوا لَهُمْ فِي الْأرْضِ.
٢٣ ـ وَقَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع)
: مِنْ أحَبِّ الْأعْمَالِ إلَي اللَّهِ تَعَالَي زِيارَهُ قَبْرِ الْحُسَينِ (ع)
، وَأفْضَلُ الْأعْمَالِ عِنْدَاللَّهِ إدْخَالُ السُّرُورِ عَلَي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الْمُؤْمِنِ ، وَأقْرَبُ
مَا يکُونُ الْعَبْدُ إلَي اللَّهِ تَعَالَي وَهُوَ سَاجِدٌ بَاکٍ.
٢٤ ـ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ
حَمَّادٍ الْبَصْرِي قَالَ الصَّادِقُ (ع) : إنَّ عِنْدَکُمْ ، أوْ قَالَ : فِي
قُرْبِکُمْ لَفَضِيلَهً مَا أُوتِي أحَدٌ مِثْلَهَا ، وَمَا أحْسَبُکُمْ
تَعْرِفُونَهَا کُنْهَ مَعْرِفَتِهَا ، وَلَا تُحَافِظُونَ عَلَيهَا ، وَلَا عَلَي
الْقِيامِ بِهَا ، وَإنَّ لَهَا لَأهْلًا خَاصَّهً قَدْ سُمُّوا لَهَا وَأُعْطُوهَا
بِلَا حَوْلٍ مِنْهُمْ وَلَا قُوَّهٍ إلَّا مَا کَانَ مِنْ صُنْعِ اللَّهِ لَهُمْ
، وَسَعَادَهٍ حَبَاهُمْ اللهُ بِهَا ، وَرَحْمَهٍ وَرَأْفَهٍ وَتَقَدُّمٍ. قُلْتُ
: جُعِلْتُ فِدَاکَ! وَمَا هَذَا الَّذِي وَصَفْتَ وَلَمْ تُسَمِّهِ؟ قَالَ : زِيارَهُ
جَدِّي الْحُسَينِ بْنِ عَلِي عليه السلام فَإنَّهُ غَرِيبٌ بِأرْضِ غُرْبَهٍ ، يبْکِيهِ
مَنْ زَارَهُ ، وَيحْزَنُ لَهُ مَنْ لَمْ يزُرْهُ ، وَيحْتَرِقُ لَهُ مَنْ لَمْ يشْهَدْهُ
، وَيرْحَمُهُ مَنْ نَظَرَ إلَي قَبْرِ ابْنِهِ عِنْدَ رِجْلِهِ فِي أرْضِ فَلَاهٍ
، لَا حَمِيمَ قُرْبَهُ وَلَا قَرِيبَ ، ثُمَّ مُنِعَ الْحَقَّ وَتَوَازَرَ عَلَيهِ
أهْلُ الرِّدَّهِ ، حَتَّي قَتَلُوهُ وَضَيعُوهُ وَعَرَضُوهُ لِلسِّبَاعِ ، وَمَنَعُوهُ
شُرْبَ مَاءِ الْفُرَاتِ الَّذِي يشْرَبُهُ الْکِلَابُ ، وَضَيعُوا حَقَّ رَسُولِ
اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وَوَصِيتَهُ بِهِ وَبِأهْلِ بَيتِهِ ، فَأمْسَي
مَجْفُوّاً فِي حُفْرَتِهِ ، صَرِيعاً بَينَ قَرَابَتِهِ وَشِيعَتِهِ بَينَ
أطْبَاقِ التُّرَابِ ، قَدْ أُوحِشَ قُرْبُهُ فِي الْوَحْدَهِ وَالْبُعْدِ عَنْ
جَدِّهِ ، وَالْمَنْزِلِ الَّذِي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لَا يأْتِيهِ إلَّا
مَنِ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإيمَانِ ، وَعَرَّفَهُ حَقَّنَا. فَقُلْتُ
لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاکَ! قَدْ کُنْتُ آتِيهِ حَتَّي بُلِيتُ بِالسُّلْطَانِ وَفِي
حِفْظِ أمْوَالِهِمْ ، وَأنَا عِنْدَهُمْ مَشْهُورٌ ، فَتَرَکْتُ لِلتَّقِيهِ إتْيانَهُ
، وَأنَا أعْرِفُ مَا فِي إتْيانِهِ مِنَ الْخَيرِ ، فَقَالَ : هَلْ تَدْرِي مَا
فَضْلُ مَنْ أتَاهُ وَمَا لَهُ عِنْدَنَا مِنْ جَزِيلِ الْخَيرِ؟ فَقُلْتُ : لَا ،
فَقَالَ : أمَّا الْفَضْلُ فَيبَاهِيهِ مَلَائِکَهُ السَّمَاءِ ، وَأمَّا مَا لَهُ
عِنْدَنَا فَالتَّرَحُّمُ عَلَيهِ کُلَّ صَبَاحٍ وَمَسَاءٍ ، وَلَقَدْحَدَّثَنِي
أبِي أنَّهُ لَمْ يخْلُ مَکَانُهُ مُنْذُ قُتِلَ مِنْ مُصَلٍّ يصَلِّي عَلَيهِ
مِنَ الْمَلَائِکَهِ ، أوْ مِنَ الْجِنِّ أوْ مِنَ الْإنْسِ ، أوْ مِنَ الْوَحْشِ
، وَمَا مِنْ شَي ءٍ إلَّا وَهُوَ يغْبِطُ زَائِرَهُ ، وَيتَمَسَّحُ بِهِ ، وَيرْجُو
فِي النَّظَرِ إلَيهِ الْخَيرَ لِنَظَرِهِ إلَي قَبْرِهِ (ع) ، ثُمَّ قَالَ :
بَلَغَنِي أنَّ قَوْماً يأْتُونَهُ مِنْ نَوَاحِي الْکُوفَهِ وَنَاساً مِنْ غَيرِهِمْ
وَنِسَاءً ينْدُبْنَهُ ، وَذَلِکَ فِي النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ ، فَمِنْ بَينِ
قَارِئٍ يقْرَأُ وَقَاصٍّ يقُصُّ وَنَادِبٍ ينْدُبُ وَقَائِلٍ يقُولُ الْمَرَاثِي؟
فَقُلْتُ لَهُ : نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاکَ! قَدْ شَهِدْتُ بَعْضَ مَا تَصِفُ ، فَقَالَ
: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي النَّاسِ مَنْ يفِدُ إلَينَا وَيمْدَحُنَا
وَيرْثِي لَنَا ، وَجَعَلَ عَدُوَّنَا مَنْ يطْعُنُ عَلَيهِمْ مِنْ قَرَابَتِنَا وَغَيرِهِمْ
يهُدُّونهم
وَيقَبِّحُونَ مَا يصْنَعُونَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٢٥ ـ وَقَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع)
: مَنْ أرَادَ اللَّهُ بِهِ الْخَيرَ قَذَفَ فِي قَلْبِهِ حُبَّ الْحُسَينِ (ع) وَحُبَّ
زِيارَتِهِ ، وَمَنْ أرَادَ اللَّهُ بِهِ السُّوءَ قَذَفَ فِي قَلْبِهِ بُغْضَ
الْحُسَينِ (ع) وَبُغْضَ زِيارَتِهِ.
٢٦ ـ قَالَ زَيدٌ الشَّحَّامُ : قُلْتُ
لَهُ الصَّادِقِ (ع) : مَا لِمَنْ زَارَ الْحُسَينَ (ع)؟ قَالَ : کَانَ کَمَنْ
زَارَ اللَّهَ فِي عَرْشِهِ. قَالَ قُلْتُ : مَا لِمَنْ زَارَ أحَداً مِنْکُمْ؟
قَالَ : کَمَنْ زَارَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله.
٢٧ ـ قَالَ بَشِيرٌ الدَّهَّانُ :
کُنْتُ أحُجُّ فِي کُلِّ سَنَهٍ ، فَأبْطَأْتُ سَنَهً عَنِ الْحَجِّ ، فَلَمَّا
کَانَ مِنْ قَابِلٍ حَجَجْتُ وَدَخَلْتُ عَلَي أبِي عَبْدِاللَّه الصَّادِقِ (ع)
فَقَالَ لِي : يا بَشِيرُ! مَا أبْطَأکَ عَنِ الْحَجِّ فِي عَامِنَا الْمَاضِي؟
قَالَ قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاکَ! مَالٌ کَانَ لِي عَلَي النَّاسِ ، خِفْتُ
ذَهَابَهُ غَيرَ أنِّي عَرَّفْتُ عِنْدَ قَبْرِ الْحُسَينِ (ع) ، قَالَ فَقَالَ لِي
: مَا فَاتَکَ شَي ءٌ مِمَّا کَانَ فِيهِ أهْلُ الْمَوْقِفِ ، يابَشِيرُ! مَنْ
زَارَ قَبْرَ الْحُسَينِ (ع) عَارِفاً بِحَقِّهِ کَانَ کَمَنْ زَارَ اللَّهَ فِي
عَرْشِهِ.
٢٨ ـ قَالَ دَاوُدُ بْنُ فَرْقَدٍ
قُلْتُ لَهُ (ع) : مَا لِمَنْ زَارَ الْحُسَينَ (ع) فِي کُلِّ شَهْرٍ مِنَ
الثَّوَابِ؟ قَالَ : لَهُ مِنَ الثَّوَابِ ثَوَابُ مِائَهِ ألْفِ شَهِيدٍ مِثْلِ
شُهَدَاءِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بَدْرٍ.
٢٩ ـ وَقَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع)
: مَنِ اغْتَسَلَ فِي الْفُرَاتِ وَزَارَ الْحُسَينَ (ع) کُتِبَ لَهُ مِنَ
الْفَضْلِ مَا لَايحْصَي ، فَمَتَي مَا رَجَعَ إلَي الْمَوْضِعِ الَّذِي اغْتَسَلَ
فِيهِ ، وَتَوَضَّأ وَزَارَ الْحُسَينَ (ع) کُتِبَ لَهُ ذَلِکَ الثَّوَابُ.
٣٠ ـ قَالَ الْحُسَينُ بْنُ ثُوَيرِ
بْنِ أبِي فَاخِتَه قَالَ الصَّادِقُ (ع) لِي : ياحُسَينُ! مَنْ خَرَجَ مِنْ
مَنْزِلِهِ يرِيدُزِيارَهَ قَبْرِالْحُسَينِ بْنِ عَلِي (بْنِ أبِي طَالِبٍ)
عليهم السلام إنْ کَانَ مَاشِياً کَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِکُلِّ خُطْوَهٍ حَسَنَهً وَمَحَي
عَنْهُ سَيئَهً ، حَتَّي إذَا صَارَ فِي الْحَائِرِ کَتَبَهُ اللَّهُ مِنَ
الْمُصْلِحِينَ الْمُنْتَجَبِينَ
، حَتَّي إذَا قَضَي مَنَاسِکَهُ کَتَبَهُ اللَّهُ مِنَ الْفَائِزِينَ ، حَتَّي
إذَا أرَادَ الِانْصِرَافَ أتَاهُ مَلَکٌ فَقَالَ لَهُ : إنَّ رَسُولَ اللهِ
يقْرِئُکَ السَّلَامَ وَيقُولُ لَکَ : إسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ ، فَقَدْ غُفِرَ لَکَ
مَا مَضَي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٣١ ـ وَقَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع)
: مَنْ أتَي قَبْرَ الْحُسَينِ مَاشِياً کَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِکُلِّ خُطْوَهٍ وَبِکُلِّ
قَدَمٍ يرْفَعُهَا وَيضَعُهَا عِتْقَ رَقَبَهٍ مِنْ وُلْدِ إسْمَاعِيلَ ، وَمَنْ
أتَاهُ بِسَفِينَهٍ فَکُفَتْ بِهِمْ سَفِينَتُهُمْ نَادَي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ
: طِبْتُمْ وَطَابَتْ لَکُمُ الْجَنَّهُ.
٣٢ ـ قَالَ أبُوالصَّامِتِ سَمِعْتُ
الصَّادِقَ (ع) يقُولُ : مَنْ أتَي قَبْرَالْحُسَينِ (ع) مَاشِياً کَتَبَ اللَّهُ
لَهُ بِکُلِّ خُطْوَهٍ ألْفَ حَسَنَهٍ وَمَحَا عَنْهُ ألْفَ سَيئَهٍ وَرَفَعَ لَهُ
ألْفَ دَرَجَهٍ ، فَإذَا أتَيتَ الْفُرَاتَ فَاغْتَسِلْ وَعَلِّقْ نَعْلَيکَ وَامْشِ
حَافِياً وَامْشِ مَشْي الْعَبْدِ الذَّلِيلِ ، فَإذَا أتَيتَ بَابَ الْحَائِرِ
فَکَبِّرْ أرْبَعاً ، ثُمَّ امْشِ قَلِيلًا ، ثُمَّ کَبِّرْ أرْبَعاً ، ثُمَّ
ائْتِ رَأْسَهُ ، فَقِفْ عَلَيهِ فَکَبِّرْ أرْبَعاً
وَصَلِّ أرْبَعَاً وَاسْألِ اللَّهَ حَاجَتَکَ.
٣٣ ـ قَالَ عَبْدُاللهِ بْنِ
النَّجَّارُ قَالَ (ع) لِي : تَزُورُونَ الْحُسَينَ (ع) وَتَرْکَبُونَ السُّفُنَ؟
فَقُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : أمَا عَلِمْتَ أنَّهَا إذَا انْکَفَتْ بِکُمْ نُودِيتُمْ
:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ألَا طِبْتُمْ وَطَابَتْ
لَکُمُ الْجَنَّهُ.
٣٤ ـ وَقَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع)
: إنَّ إلَي جَانِبِکُمْ لَقَبْراً مَا أتَاهُ مَکْرُوبٌ إلَّا نَفَّسَ اللَّهُ
کُرْبَتَهُ وَقَضَي حَاجَتَهُ.
٣٥ ـ وَقَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع)
: إنَّ الْحُسَينَ (ع) قُتِلَ مَکْرُوباً وَحَقِيقٌ عَلَي اللَّهِ أنْ لَا يأْتِيهُ
مَکْرُوبٌ إلَّا رَدَّهُ اللَّهُ مَسْرُوراً.
٣٦ ـ وَقَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع)
: إنَّ بِظَهْرِ الْکُوفَهِ لَقَبْراً مَا أتَاهُ مَکْرُوبٌ قَطُّ إلَّا فَرَّجَ
اللَّهُ کُرْبَتَهُ (يعْنِي قَبْرَ الْحُسَينِ (ع)).
٣٧ ـ قَالَ عَبْدُاللهِ بْنِ أبِي يعْفُورٍ
: قُلْتُ لِأبِي عَبْدِاللَّهِ (ع) دَعَانِي الشَّوْقُ إلَيکَ أنْ تَجَشَّمْتُ إلَيکَ
عَلَي مَشَقَّهٍ ، فَقَالَ لِي : لَا تَشْکُ رَبَّکَ ، فَهَلَّا أتَيتَ مَنْ کَانَ
أعْظَمَ حَقّاً عَلَيکَ مِنِّي؟ فَکَانَ مِنْ قَوْلِهِ : فَهَلَّا أتَيتَ مَنْ
کَانَ أعْظَمَ حَقّاً عَلَيکَ مِنِّي أشَدَّ عَلَي مِنْ قَوْلِهِ لَا تَشْکُ
رَبَّکَ ، قُلْتُ : وَمَنْ أعْظَمُ عَلَي حَقّاً مِنْکَ؟ قَالَ : الْحُسَينُ بْنُ
عَلِي عليه السلام ، ألَّا أتَيتَ الْحُسَينَ (ع) فَدَعَوْتَ اللَّهَ عِنْدَهُ
وَشَکَوْتَ إلَيهِ حَوَائِجَکَ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٣٨ ـ قَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع) :
إنَّ أيامَ زَائِرِي الْحُسَينِ بْنِ عَلِي عليه السلام لَاتُحْسَبُ مِنْ
أعْمَارِهِمْ وَلَا تُعَدُّ مِنْ آجَالِهِمْ.
٣٩ ـ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنِ هِلَالٍ
قُلْتُ لَهُ (ع) : جُعِلْتُ فِدَاکَ مَا أدْنَي مَا لِزُوَّارِ الْحُسَينِ (ع)
فَقَالَ لِي : يا عَبْدَ اللَّهِ! إنَّ أدْنَي مَا يکُونُ لَهُ أنَّ اللهَ يحْفَظُهُ
فِي نَفْسِهِ (وَأهْلِهِ) وَمَالِهِ ، حَتَّي يرُدَّهُ إلَي أهْلِهِ ، فَإذَا
کَانَ يوْمُ الْقِيامَهِ کَانَ اللَّهُ الْحَافِظُ لَهُ.
٤٠ ـ وَقَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع)
: مَنْ أتَي قَبْرَ الْحُسَينِ (ع) ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فِي کُلِّ سَّنَهٍ أمِنَ مِنَ
الْفَقْرِ.
٤١ ـ وَقَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع)
: زَائِرُ الْحُسَينِ (ع) مُشَفَّعٌ يوْمَ الْقِيامَهِ لِمِائَهِ رَجُلٍ کُلُّهُمْ
قَدْ وَجَبَتْ لَهُمُ النَّارُ مِمَّنْ کَانَ فِي الدُّنْيا مِنَ الْمُسْرِفِينَ.
٤٢ ـ وَقَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع)
: سَمِعْتُ أبِي يقُولُ لِرَجُلٍ مِنْ مَوَالِيهِ وَسَألَهُ عَنِ الزِّيارَهِ
فَقَالَ لَهُ : مَنْ تَزُورُ وَمَنْ تُرِيدُ بِهِ؟ قَالَ : اللَّهُ تَبَارَکَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَتَعَالَي ، فَقَالَ
: مَنْ صَلَّي خَلْفَهُ صَلَاهً وَاجِبَهً
يرِيدُ بِهَا اللَّهَ ، لَقِي اللَّهَ يوْمَ يلْقَاهُ وَعَلَيهِ مِنَ النُّورِ مَا
يغْشَي لَهُ کُلُّ شَي ءٍ يرَاهُ ، وَاللَّهُ يکْرِمُ زُوَّارَهُ وَيمْنَعُ
النَّارَ أنْ تُنَالَ مِنْهُمْ شَيئاً ، وَإنَّ الزَّائِرَ لَهُ لَا يتَنَاهَي
لَهُ دُونَ الْحَوْضِ وَأمِيرُالْمُؤْمِنِينَ (ع) قَائِمٌ عَلَي الْحَوْضِ يصَافِحُهُ
وَيرْوِيهِ مِنَ الْمَاءِ ، وَمَا يسْبِقُهُ أحَدٌ إلَي وُرُودِهِ الْحَوْضَ حَتَّي
يرْوِي ثُمَّ ينْصَرِفُ إلَي مَنْزِلِهِ مِنَ الْجَنَّهِ؛ مَعَهُ مَلَکٌ مِنْ
قِبَلِ أمِيرِالْمُؤْمِنِينَ يأْمُرُ الصِّرَاطَ أنْ يذِلَّ لَهُ ، وَيأْمُرُ
النَّارَ أنْ لَا يصِيبَهُ مِنْ لَفَحِهَا شَي ءٌ حَتَّي يجُوزَهَا وَمَعَهُ
رَسُولُهُ الَّذِي بَعَثَهُ أمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع).
٤٣ ـ قَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع) :
إنَّ الْحُسَينَ بْنَ عَلِي عليه السلام عِنْدَ رَبِّهِ عَزَّوَجَلَّ ينْظُرُ إلَي
مَوْضِعِ مُعَسْکَرِهِ وَمَنْ حَلَّهُ مِنَ الشُّهَدَاءِ مَعَهُ ، وَينْظُرُ إلَي
زُوَّارِهِ وَهُوَ أعْرَفُ بِحَالِهِمْ وَبِأسْمَائِهِمْ وَأسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَبِدَرَجَاتِهِمْ
وَمَنْزِلَتِهِمْ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أحَدِکُمْ بِوَلَدِهِ ، وَإنَّهُ
لَيرَي مَنْ يبْکِيهِ فَيسْتَغْفِرُ لَهُ وَيسْألُ آبَاءَهُ (ع) أنْ يسْتَغْفِرُوا
لَهُ ، وَيقُولُ لَوْ يعْلَمُ زَائِرِي مَا أعَدَّ اللَّهُ لَهُ لَکَانَ فَرَحُهُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أکْثَرَ مِنْ
جَزَعِهِ ، وَإنَّ زَائِرَهُ لَينْقَلِبُ وَمَا عَلَيهِ مِنْ ذَنْبٍ.
٤٤ ـ وَقَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع)
: مَنْ أرَادَ أنْ يکُونَ فِي کَرَامَهِاللَّهِ يوْمَ الْقِيامَهِ ، وَفِي
شَفَاعَهِ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وآله فَلْيکُنْ لِلْحُسَينِ زَائِراً ، ينَالُ
مِنَ اللَّهِ الْفَضْلَ وَالْکَرَامَهَ
وَحُسْنَ الثَّوَابِ وَلَايسْألُهُ عَنْ ذَنْبٍ عَمِلَهُ فِي حَياهِ الدُّنْيا
وَلَوْکَانَتْ ذُنُوبُهُ عَدَدَرَمْلِ عَالِجٍ وَجِبَالِ تِهَامَهَ وَزَبَدِالْبَحْرِ
، إنَّ الْحُسَينَ (ع) قُتِلَ مَظْلُوماً مُضْطَهَداً نَفْسُهُ وَعَطْشَاناً هُوَ وَأهْلُ
بَيتِهِ وَأصْحَابُهُ.
٤٥ ـ وَقَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع)
: مَنْ زَارَ قَبْرَ الْحُسَينِ (ع) لِلَّهِ وَفِي اللَّهِ أعْتَقَهُ اللَّهُ مِنَ
النَّارِ ، وَآمَنَهُ يوْمَ الْفَزَعِ الْأکْبَرِ ، وَلَمْ يسْألِ اللَّهَ تَعَالَي
حَاجَهً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيا وَالْآخِرَهِ إلَّا أعْطَاهُ.
٤٦ ـ وَقَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : إذَا کَانَ يوْمُ الْقِيامَهِ نَادَي مُنَادٍ : أينَ
زُوَّارُ الْحُسَينِ بْنِ عَلِي؟ فَيقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ لَايحْصِيهِمْ
إلَّا اللَّهُ تَعَالَي ، فَيقُولُ لَهُمْ : مَا أرَدْتُمْ بِزِيارَهِ قَبْرِ
الْحُسَينِ (ع)؟ فَيقُولُونَ : يارَبِّ أتَينَاهُ حُبّاً لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى
الله عليه وآله وَحُبّاً لِعَلِي وَفَاطِمَهَ وَرَحْمَهً لَهُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مِمَّا ارْتُکِبَ
مِنْهُ ، فَيقَالُ لَهُمْ : هَذَا مُحَمَّدٌ وَعَلِي وَفَاطِمَهُ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَينُ
، فَالْحَقُوا بِهِمْ ، فَأنْتُمْ مَعَهُمْ فِي دَرَجَتِهِمْ ، إلْحَقُوا
بِلِوَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله ، فَينْطَلِقُونَ إلَي لِوَاءِ
رَسُولِ اللهِ فَيکُونُونَ فِي ظِلِّهِ وَالْلِّوَاءُ فِي يدِ عَلِي (ع) ، حَتَّي يدْخُلُونَ
الْجَنَّهَ جَمِيعاً ، فَيکُونُونَ أمَامَ اللِّوَاءِ وَعَنْ يمِينِهِ وَعَنْ يسَارِهِ
وَمِنْ خَلْفِهِ.
٤٧ ـ عَنْ أبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع)
قَالَ : ينَادِي مُنَادٍ يوْمَ الْقِيامَهِ " أينَ شِيعَهُ آلِ
مُحَمَّدٍ؟" فَيقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ لَايحْصِيهِمْ إلَّا اللَّهُ فَيقُومُونَ
نَاحِيهً مِنَ النَّاسِ ، ثُمَّ ينَادِي مُنَادٍ "أينَ زُوَّارُ قَبْرِ
الْحُسَينِ (ع)؟" فَيقُومُ أُنَاسٌ کَثِيرٌ. فَيقَالُ لَهُمْ : خُذُوا بِيدِ
مَنْ أحْبَبْتُمْ انْطَلِقُوا بِهِمْ إلَي الْجَنَّهِ ، فَيأْخُذُ الرَّجُلُ مَنْ
أحَبَّ حَتَّي إنَّ الرَّجُلَ مِنَ النَّاسِ يقُولُ لِرَجُلٍ : يا فُلَانُ! أمَا
تَعْرِفُنِي أنَا الَّذِي قُمْتُ لَکَ يوْمَ کَذَا وَکَذَا؟ فَيدْخِلُهُ
الْجَنَّهَ لَا يدْفَعُ وَلَا يمْنَعُ.
٤٨ ـ قَالَ هَارُونُ بْنُ خَارِجَهَ
قُلْتُ لِلصَّادِقِ (ع) : جُعِلْتُ فِدَاکَ مَا لِمَنْ أتَي قَبْرَالْحُسَينِ
زَائِراً لَهُ عَارِفاً بِحَقِّهِ يرِيدُ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ تَعَالَي وَالدَّارَ
الْآخِرَهَ؟ فَقَالَ : يا هَارُونُ! مَنْ أتَي قَبْرَ الْحُسَينِ (ع) زَائِراً
لَهُ عَارِفاً بِحَقِّهِ يرِيدُ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَالْآخِرَهَ ،
غَفَرَ اللَّهُ (وَاللهِ) لَهُ مَا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تَقَدَّمَ مِنْ
ذَنْبِهِ وَمَا تَأخَّرَ. ثُمَّ قَالَ لِي ثَلَاثاً : ألَمْ أحْلِفْ لَکَ؟ ألَمْ أحْلِفْ
لَکَ؟ ألَمْ أحْلِفْ لَکَ؟
٤٩ ـ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ
قُلْتُ لِأبِي عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ (ع) : مَا لِمَنْ أتَي قَبْرَ الْحُسَينِ
(ع)؟ قَالَ : مَنْ أتَاهُ شَوْقاً إلَيهِ کَانَ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ الْمُکْرَمِينَ
، وَکَانَ تَحْتَ لِوَاءِ الْحُسَينِ بْنِ عَلِي ، حَتَّي يدْخِلَهُمَا اللَّهُ
الْجَنَّهَ.
٥٠ ـ قَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع) :
إنَّ لِزُوَّارِ الْحُسَينِ بْنِ عَلِي عليه السلام يوْمَ الْقِيامَهِ فَضْلًا
عَلَي النَّاسِ. قُلْتُ : وَمَا فَضْلُهُمْ؟ قَالَ : يدْخُلُونَ الْجَنَّهَ قَبْلَ
النَّاسِ بِأرْبَعِينَ عَاماً وَسَائِرُ النَّاسِ فِي الْحِسَابِ وَالْمَوْقِفِ.
٥١ ـ وَقَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع)
: إنَّ فَاطِمَهَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وآله تَحْضُرُ زُوَّارَ قَبْرِ
ابْنِهَا الْحُسَينِ (ع) فَتَسْتَغْفِرُ لَهُمْ ذُنُوبَهُمْ.
٥٢ ـ وَقَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع)
: مَنْ أتَي قَبْرَالْحُسَينِ تَشَوُّقاً إلَيهِ کَتَبَهُ اللَّهُ مِنَ الْآمِنِينَ
يوْمَ الْقِيامَهِ وَأُعْطِي کِتَابَهُ بِيمِينِهِ وَکَانَ تَحْتَ لِوَاءِ الْحُسَينِ
(ع) حَتَّي يدْخُلَ الْجَنَّهَ ، فَيسْکِنَهُ فِي دَرَجَتِهِ ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ
حَکِيمٌ.
٥٣ ـ قَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع) :
مَنْ أرَادَ أنْ يکُونَ فِي جِوَارِ نَبِيهِ صلّى الله عليه وآله وَجِوَارِ عَلِي وَفَاطِمَهَ
، فَلَا يدَعْ زِيارَهَ الْحُسَينِ بْنِ عَلِي عَلَيهِ السَّلَامُ.
٥٤ ـ وَقَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع)
: مَنْ سَرَّهُ أنْ يکُونَ عَلَي مَوَائِدِ نُورٍ يوْمَ الْقِيامَهِ ، فَلْيکُنْ
مِنْ زُوَّارِ الْحُسَينِ بْنِ عَلِي عليه السلام.
٥٥ ـ قَالَ رَجُلٌ طُوسِي لِأبِي
عَبْدِاللَّهِ (الصّادِقِ) (ع) : ياابْنَ رَسُولِ اللَّهِ! مَالِمَنْ زَارَ قَبْرَ
أبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَينِ بْنِ عَلِي عليه السلام؟ فَقَالَ لَهُ : يا طُوسِي!
مَنْ زَارَ قَبْرَ أبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَينِ بْنِ عَلِي عليه السلام وَهُوَ يعْلَمُ
أنَّهُ إمَامٌ مِنَ اللَّهِ مُفْتَرَضُ الطَّاعَهِ عَلَي الْعِبَادِ ، غَفَرَ
اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأخَّرَ ، وَقَبِلَ شَفَاعَتَهُ
فِي سَبْعِينَ مُذْنِباً ، وَلَمْ يسْألِ اللَّهَ جَلَّ وَعَزَّ عِنْدَ قَبْرِهِ
حَاجَهً إلَّا قَضَاهَا لَهُ ....
٥٦ ـ عَنْ أبِي عَبْدِ اللَّهِ
الصَّادِقِ (ع) قَالَ : إنَّ الرَّجُلَ يخْرُجُ إلَي قَبْرِ الْحُسَينِ (ع) فَلَهُ
إذَا خَرَجَ مِنْ أهْلِهِ بِأوَّلِ خُطْوَهٍ مَغْفِرَهُ ذُنُوبِهِ ، ثُمَّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لَمْ يزَلْ يقَدَّسُ
بِکُلِّ خُطْوَهٍ حَتَّي يأْتِيهُ ، فَإذَا أتَاهُ نَاجَاهُ اللَّهُ تَعَالَي
فَقَالَ : عَبْدِي سَلْنِي أُعْطِکَ ، أُدْعُنِي أُجِبْکَ ، أُطْلُبْ مِنِّي
أُعْطِکَ ، سَلْنِي حَاجَهً أقْضِيهَا لَکَ. قَالَ وَقَالَ أبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع)
: وَحَقٌّ عَلَي اللَّهِ أنْ يعْطِي مَا بَذَلَ.
٥٧ ـ عَنْ أبِي عَبْدِ اللَّهِ
الصَّادِقِ (ع) قَالَ : مَنْ زَارَ الْحُسَينَ (ع) مِنْ شِيعَتِنَا لَمْ يرْجِعْ
حَتَّي يغْفَرَ لَهُ کُلُّ ذَنْبٍ ، وَيکْتَبَ لَهُ بِکُلِّ خُطْوَهٍ خَطَاهَا وَکُلِّ
يدٍ رَفَعَتْهَا دَابَّتُهُ ألْفُ حَسَنَهٍ ، وَمُحِي عَنْهُ ألْفُ سَيئَهٍ ، وَتُرْفَعُ
لَهُ ألْفُ دَرَجَهٍ.
٥٨ ـ عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ الصَّادِقِ
(ع) قَالَ : إنَّ زَائِرَ الْحُسَينِ (ع) جُعِلَ ذُنُوبُهُ جِسْراً بَابَ دَارِهِ
، ثُمَّ عَبَرَهَاکَمَا يخَلِّفُ أحَدُکُمُ الْجِسْرَ وَرَاءَهُ إذَا عَبَرَ.
٥٩ ـ قَالَ سُلَيمَانُ بْنُ خَالِدٍ
سَمِعْتُ (الصّادِقَ) (ع) يقُولُ : إنَّ لِلَّهِ فِي کُلِّ يوْمٍ وَلَيلَهٍ
مِائَهَ ألْفِ لَحْظَهٍ إلَي الْأرْضِ ، يغْفِرُ لِمَنْ يشاءُ مِنْهُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَيعَذِّبُ مَنْ يشاءُ
مِنْهُ ، وَيغْفِرُ لِزَائِرِي قَبْرِ الْحُسَينِ (ع) خَاصَّهً ، وَلِأهْلِ بَيتِهِمْ
وَلِمَنْ يشْفَعُ لَهُ يوْمَ الْقِيامَهِ کَائِناً مَنْ کَانَ ، وَإنْ کَانَ
رَجُلًا قَدِ اسْتَوْجَبَهُ النَّارُ. قَالَ قُلْتُ : وَإنْ کَانَ رَجُلًا قَدِ
اسْتَوْجَبَهُ النَّارَ؟ قَالَ : وَإنْ کَانَ مَا لَمْ يکُنْ نَاصِبِياً.
٦٠ ـ قَالَ الْعَمْرَکِي قُلْتُ لِأبِي
عَبْدِ اللَّهِ (ع) : فَمَا لِمَنْ صَلَّي عِنْدَهُ يعْنِي الْحُسَينَ (ع) قَالَ :
مَنْ صَلَّي عِنْدَهُ رَکْعَتَينِ لَمْ يسْألِ اللَّهَ شَيئاً إلَّا أعْطَاهُ إياهُ
، فَقُلْتُ : فَمَا لِمَنِ اغْتَسَلَ مِنْ مَاءِ الْفُرَاتِ ثُمَّ أتَاهُ؟ قَالَ :
إذَا اغْتَسَلَ مِنْ مَاءِ الْفُرَاتِ وَهُوَ يرِيدُهُ تَسَاقَطَتْ عَنْهُ خَطَاياهُ
کَيوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ، قُلْتُ : فَمَا لِمَنْ جَهَّزَ إلَيهِ وَلَمْ يخْرُجْ
لِعِلَّهٍ؟ قَالَ : يعْطِيهِ اللَّهُ کُلَّ دِرْهَمٍ أنْفَقَهُ مِنَ الْحَسَنَاتِ
مِثْلَ جَبَلِ أُحُدٍ ، وَيخَلِّفُ عَلَيهِ أضْعَافَ مَا أنْفَقَ ، وَيصْرِفُ
عَنْهُ مِنَ الْبَلَاءِ مِمَّا قَدْ نَزَلَ ، فَيدْفَعُ وَيحْفَظُ فِي مَالِهِ.
٦١ ـ عَنْ أبِي عَبْدِاللَّهِ
الصَّادِقِ (ع) قَالَ : إنَّ الرَّجُلَ إذَا خَرَجَ مِنْ مَنْزِلِهِ يرِيدُ زِيارَهَ
الْحُسَينِ (ع) ، شَيعَهُ سَبْعَ مِائَهِ مَلَکٍ مِنْ فَوْقِ رَأْسِهِ وَمِنْ
تَحْتِهِ وَعَنْ يمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَمِنْ بَينِ يدَيهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ،
حَتَّي يبْلُغُوهُ مَأْمَنَهُ ، فَإذَا زَارَ الْحُسَينَ (ع) نَادَاهُ مُنَادٍ :
قَدْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غُفِرَ لَکَ
فَاسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ. ثُمَّ يرْجِعُونَ مَعَهُ مُشَيعِينَ لَهُ إلَي
مَنْزِلِهِ ، فَإذَا صَارُوا إلَي مَنْزِلِهِ قَالُوا : نَسْتَوْدِعُکَ اللَّهَ.
فَلَا يزَالُونَ يزُورُونَهُ إلَي يوْمِ مَمَاتِهِ ، ثُمَّ يزُورُونَ قَبْرَ
الْحُسَينِ (ع) فِي کُلِّ يوْمٍ وَثَوَابُ ذَلِکَ لِلرَّجُلِ.
٦٢ ـ عَنْ أبِي عَبْدِ اللَّهِ
الصَّادِقِ (ع) قَالَ : أهْوَنُ مَا يکْسِبُ زَائِرُ الْحُسَينِ (ع) فِي کُلِّ
حَسَنَهٍ ألْفُ ألْفِ حَسَنَهٍ ، وَالسَّيئَهُ وَاحِدَهٌ وَأينَ الْوَاحِدَهُ مِنْ
ألْفِ ألْفٍ؟! ثُمَّ قَالَ : يا صَفْوَانُ! أبْشِرْ ، فَإنَّ لِلَّهِ مَلَائِکَهً
مَعَهَا قُضْبَانٌ مِنْ نُورٍ ، فَإذَا أرَادَ الْحَفَظَهُ أنْ تَکْتُبَ عَلَي
زَائِرِالْحُسَينِ (ع) سَيئَهً ، قَالَتِ الْمَلَائِکَهُ لِلْحَفَظَهِ : کُفِّي ،
فَتَکُفُّ ، فَإذَا عَمِلَ حَسَنَهً قَالَتْ لَهَا : أُکْتُبِي ، أُولَئِکَ الَّذِينَ
يبَدِّلُ اللَّهُ سَيئاتِهِمْ حَسَناتٍ.
٦٣ ـ قَالَ شُعَيبٌ الْعَقَرْقُوفِي
قُلْتُ لِلصَّادِقِ (ع) : مَنْ أتَي قَبْرَ الْحُسَينِ (ع) مَا لَهُ مِنَ
الثَّوَابِ وَالْأجْرِ جُعِلْتُ فِدَاکَ؟ قَالَ : يا شُعَيبُ! مَا صَلَّي عِنْدَهُ
أحَدٌ الصَّلَاهَ إلَّا قَبِلَهَا اللَّهُ مِنْهُ ، وَلَا دَعَا عِنْدَهُ أحَدٌ
دَعْوَهً إلَّا اسْتُجِيبَتْ لَهُ عَاجِلَهً وَآجِلَهً ، فَقُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ
فِدَاکَ! زِدْنِي فِيهِ. قَالَ : ياشُعَيبُ! أيسَرُ مَا يقَالُ لِزَائِرِ الْحُسَينِ
بْنِ عَلِي عليه السلام : قَدْ غُفِرَ لَکَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا عَبْدَاللَّهِ ،
فَاسْتَأْنِفِ (الْعَمَلَ)
عَمَلًا جَدِيداً.
٦٤ ـ عَنْ الْإمَامِ الصَّادِقِ (ع)
قَالَ : مَنِ اغْتَسَلَ بِمَاءِ الْفُرَاتِ وَزَارَ قَبْرَ الْحُسَينِ (ع) ، کَانَ
کَيوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ صِفْراً مِنَ الذُّنُوبِ وَلَوِ اقْتَرَفَهَا
کَبَائِرَ ، وَکَانُوا يحِبُّونَ الرَّجُلَ إذَا زَارَ قَبْرَالْحُسَينِ (ع)
اغْتَسَلَ ، فَإذَا وَدَّعَ لَمْ يغْتَسِلْ وَمَسَحَ يدَهُ عَلَي وَجْهِهِ إذَا
وَدَّعَ.
٦٥ ـ عَنْ الْإمَامِ الصَّادِقِ (ع)
قَالَ : إنَّ مَنْ خَرَجَ إلَي قَبْرِ الْحُسَينِ (ع) عَارِفاً بِحَقِّهِ وَبَلَغَ
الْفُرَاتَ وَاغْتَسَلَ فِيهِ وَخَرَجَ مِنَ الْمَاءِ کَانَ کَمِثْلِ الَّذِي
خَرَجَ مِنَ الذُّنُوبِ ، فَإذَا مَشَي إلَي الْحَائِرِ لَمْ يرْفَعْ قَدَماً وَلَمْ
يضَعْ أُخْرَي إلَّا کَتَبَ اللَّهُ لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ وَمَحَا عَنْهُ عَشْرَ
سَيئَاتٍ.
٦٦ ـ عَنْ الْإمَامِ الصَّادِقِ (ع)
قَالَ : صَلِّ عِنْدَ رَأْسِ قَبْرِ الْحُسَينِ (ع).
٦٧ ـ قَالَ أبُو الْيسَعِ : سَألَ
رَجُلٌ عَنْ الْإمَامِ الصَّادِقِ (ع) وَأنَا أسْمَعُ قَالَ : إذَا أتَيتُ قَبْرَ
الْحُسَينِ (ع) أجْعَلُهُ قِبْلَهً إذَا صَلَّيتُ؟ قَالَ : تَنَحَّ هَکَذَا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نَاحِيهً ....
٦٨ ـ قَالَ عُبَيدُ اللَّهِ الْحَلَبِي
قُلْتُ لِأبِي عَبْدِاللهِ (الصّادِقِ) (ع) : إنَّا نَزُورُ قَبْرَ الْحُسَينِ (ع)
فَکَيفَ نُصَلِّي عِنْدَهُ؟ قَالَ : تَقُومُ خَلْفَهُ عِنْدَ کَتِفَيهِ ، ثُمَّ
تُصَلِّي عَلَي النَّبِي صلّى الله عليه وآله وَتُصَلِّي عَلَي الْحُسَينِ (ع).
٦٩ ـ رَوَي هِشَامُ بْنُ سَالِمٍ عَنْ
أبِي عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ (ع) قَالَ : أتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ : يا
ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ هَلْ يزَارُ وَالِدُکَ؟ فَقَالَ : نَعَمْ وَيصَلَّي
عِنْدَهُ. وَقَالَ : يصَلَّي خَلْفَهُ وَلَا يتَقَدَّمُ عَلَيهِ. قَالَ : فَمَا
لِمَنْ أتَاهُ؟ قَالَ : الْجَنَّهُ إنْ کَانَ يأْتَمُّ بِهِ. قَالَ : فَمَا لِمَنْ
تَرَکَهُ رَغْبَهً عَنْهُ؟ قَالَ : الْحَسْرَهُ يوْمَ الْحَسْرَهِ. قَالَ : فَمَا
لِمَنْ أقَامَ عِنْدَهُ؟ قَالَ : کُلُّ يوْمٍ بِألْفِ شَهْرٍ ، قَالَ : فَمَا
لِلْمُنْفِقِ فِي خُرُوجِهِ إلَيهِ وَالْمُنْفِقِ عِنْدَهُ؟ قَالَ : دِرْهَمٌ
بِألْفِ دِرْهَمٍ. قَالَ : فَمَا لِمَنْ مَاتَ فِي سَفَرِهِ إلَيهِ؟ قَالَ : تُشَيعُهُ
الْمَلَائِکَهُ تَأْتِيهِ بِالْحَنُوطِ وَالْکِسْوَهِ مِنَ الْجَنَّهِ وَتُصَلِّي
عَلَيهِ إذَا کُفِّنَ وَتُکَفِّنُهُ فَوْقَ أکْفَانِهِ وَتَفْرُشُ لَهُ الرَّيحَانَ
تَحْتَهُ وَتَدْفَعُ الْأرْضَ حَتَّي تَصَوَّرَ مِنْ بَينِ يدَيهِ مَسِيرَهَ
ثَلَاثَهِ أمْيالٍ وَمِنْ خَلْفِهِ مِثْلَ ذَلِکَ وَعِنْدَ رَأْسِهِ مِثْلَ ذَلِکَ
وَعِنْدَ رِجْلَيهِ مِثْلَ ذَلِکَ وَيفْتَحَ لَهُ بَابٌ مِنَ الْجَنَّهِ إلَي
قَبْرِهِ وَيدْخُلُ عَلَيهِ رَوْحُهَا وَرَيحَانُهَا حَتَّي تَقُومَ السَّاعَهُ.
قُلْتُ : فَمَا لِمَنْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صَلَّي عِنْدَهُ؟
قَالَ : مَنْ صَلَّي عِنْدَهُ رَکْعَتَينِ لَمْ يسْألِ اللَّهَ تَعَالَي شَيئاً
إلَّا أعْطَاهُ إياهُ. قُلْتُ : فَمَا لِمَنِ اغْتَسَلَ مِنْ مَاءِ الْفُرَاتِ
ثُمَّ أتَاهُ؟ قَالَ : إذَا اغْتَسَلَ مِنْ مَاءِ الْفُرَاتِ وَهُوَ يرِيدُهُ
تَسَاقَطَتْ عَنْهُ خَطَاياهُ کَيوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ، قَالَ قُلْتُ : فَمَا
لِمَنْ يجَهِّزَ إلَيهِ وَلَمْ يخْرُجْ لِعِلَّهٍ تُصِيبُهُ؟ قَالَ : يعْطِيهُ
اللَّهُ بِکُلِّ دِرْهَمٍ أنْفَقَهُ مِثْلَ أُحُدٍ مِنَ الْحَسَنَاتِ وَيخْلِفُ
عَلَيهِ أضْعَافَ مَاأنْفَقَ وَيصْرِفُ عَنْهُ مِنَ الْبَلَاءِ مِمَّا قَدْ نَزَلَ
لِيصِيبَهُ وَيدْفَعُ عَنْهُ وَيحْفَظُ فِي مَالِهِ. قَالَ قُلْتُ : فَمَا لِمَنْ
قُتِلَ عِنْدَهُ جَارٌ عَلَيهِ سُلْطَانٌ فَقَتَلَهُ؟ قَالَ : أوَّلُ قَطْرَهٍ
مِنْ دَمِهِ يغْفَرُ لَهُ بِهَا کُلُّ خَطِيئَهٍ وَتُغْسَلُ طِينَتُهُ الَّتِي
خُلِقَ مِنْهَا الْمَلَائِکَهُ حَتَّي تَخْلُصَ کَمَا خَلَصَتِ الْأنْبِياءُ
الْمُخْلَصِينَ وَيذْهَبَ عَنْهَا مَاکَانَ خَالَطَهَا مِنْ أجْنَاسِ طِينِ أهْلِ
الْکُفْرِ وَيغْسَلُ قَلْبُهُ وَيشْرَحُ صَدْرُهُ وَيمْلَأُ إيمَاناً فَيلْقَي
اللَّهَ وَهُوَ مُخْلَصٌ مِنْ کُلِّ مَاتُخَالِطُهُ الْأبْدَانُ وَالْقُلُوبُ وَيکْتَبُ
لَهُ شَفَاعَهٌ فِي أهْلِ بَيتِهِ وَألْفٍ مِنْ إخْوَانِهِ وَتَوَلَّي الصَّلَاهَ
عَلَيهِ الْمَلَائِکَهُ مَعَ جَبْرَئِيلَ وَمَلَکِ الْمَوْتِ وَيؤْتَي بِکَفَنِهِ وَحَنُوطِهِ
مِنَ الْجَنَّهِ وَيوَسَّعُ قَبْرُهُ عَلَيهِ وَيوضَعُ لَهُ مَصَابِيحُ فِي
قَبْرِهِ وَيفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنَ الْجَنَّهِ وَتَأْتِيهِ الْمَلَائِکَهُ
بِالطُّرَفِ مِنَ الْجَنَّهِ وَيرْفَعُ بَعْدَ ثَمَانِيهَ عَشَرَ يوْماً إلَي حَظِيرَهِ
الْقُدْسِ فَلَا يزَالُ
فِيهَا مَعَ أوْلِياءِ اللَّهِ حَتَّي تُصِيبَهُ النَّفْخَهُ الَّتِي لَا تُبْقِي
شَيئاً فَإذَا کَانَتِ النَّفْخَهُ الثَّانِيهُ وَخَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ کَانَ
أوَّلُ مَنْ يصَافِحُهُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وَأمِيرَالْمُؤْمِنِينَ
وَالْأوْصِياءَ وَيبَشِّرُونَهُ وَيقُولُونَ لَهُ الْزَمْنَا وَيقِيمُونَهُ عَلَي
الْحَوْضِ فَيشْرَبُ مِنْهُ وَيسْقِي مَنْ أحَبَّ. قُلْتُ : فَمَا لِمَنْ حُبِسَ
فِي إتْيانِهِ؟ قَالَ : لَهُ بِکُلِّ يوْمٍ يحْبَسُ وَيغْتَمُّ فَرْحَهٌ إلَي يوْمِ
الْقِيامَهِ ، فَإنْ ضُرِبَ بَعْدَ الْحَبْسِ فِي إتْيانِهِ کَانَ لَهُ بِکُلِّ
ضَرْبَهٍ حَوْرَاءُ وَبِکُلِّ وَجَعٍ يدْخُلُ عَلَيهِ ألْفُ ألْفِ حَسَنَهٍ وَيمْحَي
بِهَا عَنْهُ ألْفُ ألْفِ سَيئَهٍ وَيرْفَعُ لَهُ بِهَا ألْفُ ألْفِ دَرَجَهٍ وَيکُونُ
مِنْ مُحَدَّثِي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله حَتَّي يفْرُغَ مِنَ
الْحِسَابِ وَيصَافِحُهُ حَمَلَهُ الْعَرْشِ وَيقَالُ لَهُ : سَلْ مَا أحْبَبْتَ. وَيؤْتَي
بِضَارِبِهِ لِلْحِسَابِ فَلَا يسْألُ عَنْ شَي ءٍ وَلَا يحْتَسَبُ بِشَي ءٍ وَيؤْخَذُ
بِضَبْعَيهِ حَتَّي ينْتَهَي بِهِ إلَي مَلَکٍ يحْبُوهُ وَيتْحِفُهُ بِشَرْبَهٍ
مِنَ الْحَمِيمِ وَشَرْبَهٍ مِنَ الْغِسْلِينِ وَيوضَعُ عَلَي مِثَالٍ فِي
النَّارِ وَيقَالُ لَهُ : ذُقْ مَا قَدَّمَتْ يدَاکَ فِيمَا أتَيتَ إلَي هَذَا
الَّذِي ضَرَبْتَهُ وَهُوَ وَفْدُ اللَّهِ وَوَفْدُ رَسُولِهِ وَيؤْتَي
بِالْمَضْرُوبِ إلَي بَابِ جَهَنَّمَ فَيقَالُ انْظُرْ إلَي ضَارِبِکَ وَإلَي مَا
قَدْ لَقِي فَهَلْ شَفَيتَ صَدْرَکَ وَقَدِ اقْتُصَّ لَکَ مِنْهُ؟ فَيقُولُ :
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي انْتَصَرَ لِي
وَلِوُلْدِ رَسُولِهِ
مِنْهُ.
٧٠ ـ قَالَ أبُوشِبْلٍ : قُلْتُ لِأبِي
عَبْدِاللَّهِ (الصّادِقِ) (ع) أزُورُ قَبْرَ الْحُسَينِ (ع)؟ قَالَ : زُرِ الطَّيبَ
وَأتِمَّ الصَّلَاهَ عِنْدَهُ. قُلْتُ : أُتِمُّ الصَّلَاهَ عِنْدَهُ؟ قَالَ :
أتِمَّ. قُلْتُ : بَعْضُ أَصْحَابِنَا يرْوِي التَّقْصِيرَ؟ قَالَ : إنَّمَا يفْعَلُ
ذَلِکَ الضَّعَفَهُ.
٧١ ـ عَنْ أبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع)
قَالَ : إذَا أرَدْتَ
زِيارَهَ الْحُسَينِ (ع) فَزُرْهُ وَأنْتَ (کَئِيبٌ)
حَزِينٌ مَکْرُوبٌ شَعِثٌ مُغْبَرٌّ جَائِعٌ عَطْشَانُ ، (فَإنَّ الْحُسَينَ
قُتِلَ (وَهُوَ کَئِيبٌ) حَزِينَاً مَکْرُوبَاً شُعَثَاً مُغْبَرَّاً جَائِعَاً
عَطْشَانَاً)
، وَسَلْهُ الْحَوَائِجَ وَانْصَرِفْ عَنْهُ وَلَا تَتَّخِذْهُ وَطَناً.
٧٢ ـ قَالَ خِزَامٌ لِأبِي عَبْدِ اللَّهِ
(ع) : جُعِلْتُ فِدَاکَ! إنَّ قَوْماً يزُورُونَ قَبْرَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الْحُسَينِ (ع) فَيطَيبُونَ
السُّفَرَ. قَالَ : فَقَالَ أبُوعَبْدِاللَّهِ (ع) : أمَا إنَّهُمْ لَوْ زَارُوا
قُبُورَ آبَائِهِمْ مَا فَعَلُوا ذَلِکَ.
٧٣ ـ قَالَ الصَّادِقُ (ع) : بَلَغَنِي
أنَّ قَوْماً إذَا زَارُوا الْحُسَينَ (ع) حَمَلُوا مَعَهُمُ السُّفْرَهَ فِيهَا الْجِدَاءُ
وَالْأخْبِصَهُ وَأشْبَاهُهُ! لَوْ زَارُوا قُبُورَ أحِبَّائِهِمْ مَاحَمَلُوا
مَعَهُمْ هَذَا.
٧٤ ـ قَالَ مُفَضَّلُ بْنُ عَمْرٍ قَالَ
أبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) : تَزُورُونَ خَيرٌ مِنْ أنْ لَاتَزُورُونَ ، وَلَا
تَزُورُونَ خَيرٌ مِنْ أنْ تَزُورُونَ. قُلْتُ : قَطَعْتَ ظَهْرِي. قَالَ :
تَاللَّهِ إنَّ أحَدَکُمْ لَيذْهَبُ إلَي قَبْرِ أبِيهِ کَئِيباً حَزِيناً وَتَأْتُونَهُ
أنْتُمْ بِالسُّفَرِ کَلَّا حَتَّي تَأْتُونَهُ شُعْثاً غُبْراً.
٧٥ ـ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ
قُلْتُ لَهُ (ع) : إذَا خَرَجْنَا إلَي أبِيکَ أفَکُنَّا فِي حَجٍّ؟ قَالَ : بَلَي.
قُلْتُ : فَيلْزَمُنَا مَا يلْزَمُ الْحَاجَّ؟ قَالَ : مِنْ مَاذَا؟ قُلْتُ : مِنَ
الْأشْياءِ الَّتِي يلْزَمُ الْحَاجَّ ، قَالَ : يلْزَمُکَ حُسْنُ الصَّحَابَهِ
لِمَنْ يصْحَبُکَ وَيلْزَمُکَ قِلَّهُ الْکَلَامِ إلَّا بِخَيرٍ ، وَيلْزَمُکَ
کَثْرَهُ ذِکْرِاللَّهِ ، وَيلْزَمُکَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نَظَافَهُ الثِّيابِ
، وَيلْزَمُکَ الْغُسْلُ قَبْلَ أنْ تَأْتِي الْحَايرَ ، وَيلْزَمُکَ الْخُشُوعُ وَکَثْرَهُ
الصَّلَاهِ وَالصَّلَاهُ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَيلْزَمُکَ التَّوْقِيرُ
لِأخْذِ مَا لَيسَ لَکَ ، وَيلْزَمُکَ أنْ تَغُضَّ بَصَرَکَ ، وَيلْزَمُکَ أنْ
تَعُودَ إلَي أهْلِ الْحَاجَهِ مِنْ إخْوَانِکَ إذَا رَأيتَ مُنْقَطِعاً ، وَالْمُوَاسَاهُ
، وَيلْزَمُکَ التَّقِيهُ الَّتِي قِوَامُ دِينِکَ بِهَا ، وَالْوَرَعُ عَمَّا
نُهِيتَ عَنْهُ ، وَالْخُصُومَهِ وَکَثْرَهِ الْأيمَانِ وَالْجِدَالِ الَّذِي فِيهِ
الْأيمَانُ ، فَإذَا فَعَلْتَ ذَلِکَ تَمَّ حَجُّکَ وَعُمْرَتُکَ وَاسْتَوْجَبْتَ
مِنَ الَّذِي طَلَبْتَ مَا عِنْدَهُ بِنَفَقَتِکَ وَاغْتِرَابِکَ عَنْ أهْلِکَ وَرَغْبَتِکَ
فِيمَا رَغِبْتَ أنْ تَنْصَرِفَ بِالْمَغْفِرَهِ وَالرَّحْمَهِ وَالرِّضْوَانِ.
٧٦ ـ قَالَ أبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) لِيونُسِ
بْنِ عَمَّارٍ : إذَا کُنْتَ مِنْهُ قَرِيباً (يعْنِي الْحُسَينَ (ع)) فَإنْ
أصَبْتَ غُسْلًا فَاغْتَسِلْ وَإلَّا فَتَوَضَّأْ ثُمَّ آتِهِ.
٧٧ ـ عَنْ أبِي بَصِيرٍ عَنْ أبِي
عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ : إذَا أتَيتَ الْحُسَينَ (ع) فَمَا تَقُولُ؟ قُلْتُ :
أشْياءَ أسْمَعُهَا مِنْ رُوَاهِ الْحَدِيثِ مِمَّنْ سَمِعَ مِنْ أبِيکَ ، قَالَ :
أفَلَا أُخْبِرُکَ عَنْ أبِي عَنْ جَدِّي عَلِي بْنِ الْحُسَينِ (ع) کَيفَ کَانَ يصْنَعُ
فِي ذَلِکَ؟ قَالَ قُلْتُ : بَلَي جُعِلْتُ فِدَاکَ ، قَالَ : إذَا أرَدْتَ
الْخُرُوجَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إلَي أبِي عَبْدِ
اللَّهِ (ع) فَصُمْ قَبْلَ أنْ تَخْرُجَ ثَلَاثَهَ أيامٍ ، يوْمَ الْأرْبِعَاءِ وَيوْمَ
الْخَمِيسِ وَيوْمَ الْجُمُعَهِ ، فَإذَا أمْسَيتَ لَيلَهَ الْجُمُعَهِ فَصَلِّ
صَلَاهَ اللَّيلِ ثُمَّ قُمْ فَانْظُرْ فِي نَوَاحِي السَّمَاءِ وَاغْتَسِلْ
تِلْکَ اللَّيلَهَ قَبْلَ الْمَغْرِبِ ، ثُمَّ تَنَامُ عَلَي طُهْرٍ ، فَإذَا
أرَدْتَ الْمَشْي إلَيهِ فَاغْتَسِلْ وَلَا تَطَيبْ وَلَا تَدَّهِنْ وَلَا
تَکْتَحِلْ حَتَّي تَأْتِي الْقَبْرَ.
الإمام أبو الحسن
الکاظم (ع)
٧٨ ـ عَنْهُ (ع) : مَنْ أتَي الْحُسَينَ
عَارِفاً بِحَقِّهِ ، غَفَرَاللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا
تَأخَّرَ.
٧٩ ـ قَالَ قَايدُ دَخَلْتُ عَلَي
الْکَاظِمِ (ع) فَقُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاکَ إنَّ الْحُسَينَ قَدْ زَارَهُ
النَّاسُ مَنْ يعْرِفُ هَذَا الْأمْرَ وَمَنْ ينْکِرُهُ وَرَکِبَتْ إلَيهِ
النِّسَاءُ وَوَقَعَ حَالُ الشُّهْرَهِ وَقَدِ انْقَبَضْتُ مِنْهُ لِمَا رَأيتُ
مِنَ الشُّهْرَهِ. قَالَ : فَمَکَثَ مَلِياً لَا يجِيبُنِي ثُمَّ أقْبَلَ عَلَي
فَقَالَ : يا عِرَاقِي! إنْ شَهَرُوا أنْفُسَهُمْ فَلَاتَشْهَرْ أنْتَ نَفْسَکَ ،
فَوَاللَّهِ مَا أتَي الْحُسَينَ (ع) آتٍ عَارِفاً بِحَقِّهِ إلَّا غَفَرَاللَّهُ
لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأخَّرَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٨٠ ـ عَنْ أبِي إبْرَاهِيمَ الْکَاظِم (ع)
قَالَ : مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيتِهِ يرِيدُ زِيارَهَ قَبْرِ أبِي عَبْدِ اللَّهِ
الْحُسَينِ بْنِ عَلِي عليه السلام ، وَکَّلَ اللَّهُ بِهِ مَلَکاً فَوَضَعَ
إصْبَعَهُ فِي قَفَاهُ ، فَلَمْ يزَلْ يکْتُبُ مَا يخْرُجُ مِنْ فِيهِ حَتَّي يرِدَ
الْحَائِرَ ، فَإذَا خَرَجَ مِنْ بَابِ الْحَائِرِ وَضَعَ کَفَّهُ وَسَطَ ظَهْرِهِ
، ثُمَّ قَالَ لَهُ : أمَّا مَا مَضَي فَقَدْ غُفِرَ لَکَ ، فَاسْتَأْنِفِ
الْعَمَلَ.
٨١ ـ عَنْ عَلِي بْنِ أبِي حَمْزَهَ
قَالَ سَألْتُ الْعَبْدَ الصَّالِحَ الْکَاظِم (ع) عَنْ زِيارَهِ قَبْرِ الْحُسَينِ
(ع) ، فَقَالَ : مَا أُحِبُّ لَکَ تَرْکَهُ. قُلْتُ : مَا تَرَي فِي الصَّلَاهِ
عِنْدَهُ وَأنَا مُقَصِّرٌ قَالَ : صَلِّ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مَا شِئْتَ
تَطَوُّعاً ، وَفِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ مَا شِئْتَ تَطَوُّعاً ، وَعِنْدَ قَبْرِ
الْحُسَينِ (ع) ، فَإنِّي أُحِبُّ ذَلِکَ ، قَالَ : وَسَألْتُهُ عَنِ الصَّلَاهِ
بِالنَّهَارِ عِنْدَ قَبْرِالْحُسَينِ (ع) تَطَوُّعاً ، فَقَالَ : نَعَمْ .
الإمام أبوالحسن علي
الرضا (ع)
٨٣ ـ قَالَ (ع) : مَنْ زَارَ قَبْرَ
الْحُسَينِ (ع) بِشَطِّ الْفُرَاتِ کَانَ کَمَنْ زَارَ اللَّهَ فَوْقَ عَرْشِهِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٨٣ ـ وَقَالَ الْإمَامُ الرِّضَا (ع) :
مَنْ زَارَ الْحُسَينَ بْنَ عَلِي عليه السلام عَارِفاً بِحَقِّهِ کَانَ مِنْ
مُحَدَّثِي اللَّهِ فَوْقَ عَرْشِهِ ، ثُمَّ قَرَأ : (إنَّ الْمُتَّقِينَ
فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيکٍ مُقْتَدِرٍ) .
٨٤ ـ قَالَ الْحُسَينُ بْنُ
مُحَمَّدٍالْقُمِّي قَالَ الْإمَامُ الرِّضَا (ع) : مَنْ زَارَ قَبْرَ أبِي
بِبَغْدَادَ کَانَ کَمَنْ زَارَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وَأمِيرَالْمُؤْمِنِينَ
، إلَّا أنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وَلِأمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ
فَضْلَهُمَا. قَالَ : ثُمَّ قَالَ : مَنْ زَارَ قَبْرَ أبِي عَبْدِاللَّهِ بِشَطِّ
الْفُرَاتِ کَانَ کَمَنْ زَارَ اللَّهَ فَوْقَ کُرْسِيهِ.
٨٥ ـ قَالَ الْإمَامُ الرِّضَا (ع)
لِابْنِ شَبِيبٍ : ...ياابْنَ شَبِيبٍ! إنْ سَرَّکَ أنْ تَلْقَي اللَّهَ
عَزَّوَجَلَّ وَلَاذَنْبَ عَلَيکَ فَزُرِالْحُسَينَ (ع) ، ياابْنَ شَبِيبٍ! إنْ سَرَّکَ
أنْ تَسْکُنَ الْغُرَفَ الْمَبْنِيهَ فِي الْجَنَّهِ مَعَ النَّبِي صلّى الله عليه
وآله فَالْعَنْ قَتَلَهَ الْحُسَينِ ، يا ابْنَ شَبِيبٍ! إنْ سَرَّکَ أنْ يکُونَ
لَکَ مِنَ الثَّوَابِ مِثْلَ مَا لِمَنِ اسْتُشْهِدَ مَعَ الْحُسَينِ فَقُلْ مَتَي
مَا ذَکَرْتَهُ : يا لَيتَنِي کُنْتُ مَعَهُمْ فَأفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً ، يا
ابْنَ شَبِيبٍ! إنْ سَرَّکَ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنْ تَکُونَ مَعَنَا
فِي الدَّرَجَاتِ الْعُلَي مِنَ الْجِنَانِ فَاحْزَنْ لِحُزْنِنَا وَافْرَحْ
لِفَرَحِنَا وَعَلَيکَ بِوَلَايتِنَا ، فَلَوْ أنَّ رَجُلًا تَوَلَّي حَجَراً
لَحَشَرَهُ اللَّهُ مَعَهُ يوْمَ الْقِيامَهِ.
الإمام أبو الحسن علي
الهادي (ع)
٨٦ ـ قَالَ الإمامُ الْهادِي (ع) : مَنْ
خَرَجَ مِنْ بَيتِهِ يرِيدُ زِيارَهَ الْحُسَينِ (ع) ، فَصَارَ إلَي الْفُرَاتِ
فَاغْتَسَلَ مِنْهُ کُتِبَ
مِنَ الْمُفْلِحِينَ ، فَإذَا سَلَّمَ عَلَي أبِي عَبْدِاللَّهِ (ع) کَتَبَ اللهُ
مِنَ الْفَائِزِينَ ، فَإذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ أتَاهُ مَلَکٌ فَقَالَ : إنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله يقْرِئُکَ السَّلَامَ وَيقُولُ لَکَ : أمَّا
ذُنُوبُکَ فَقَدْ غُفِرَ لَک إسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ.
الإمام أبوصالح المهدي
عجّل الله تعالى فرجه الشريف
٨٧ ـ کتب الإمام الحجّه عجّل الله تعالى
فرجه الشريف مجيباً : وَأمَّا الصَّلَاهُ فَإنَّهَا خَلْفَهُ قَبْرَ الْأئِمَّهِ وَيجْعَلُ
الْقَبْرَ أمَامَهُ ، وَلَايجُوزُ أنْ يصَلِّي بَينَ يدَيهِ وَلَا عَنْ يمِينِهِ وَلَا
عَنْ يسَارِهِ ، لِأنَّ الْإمَامَ (ع) لَا يتَقَدَّمُ عَلَيهِ وَلَا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يسَاوَي.
عن أهل بيت العصمه والطّهاره
عليهم السلام
٨٨ ـ رُوِي : أنَّ اللَّهَ تَعَالَي يخْلُقُ
مِنْ عَرَقِ زُوَّارِ قَبْرِ الْحُسَينِ (ع) مِنْ کُلِّ عَرْقَهٍ سَبْعِينَ ألْفَ
مَلَکٍ ، يسَبِّحُونَ اللَّهَ وَيسْتَغْفِرُونَ لَهُ وَلِزُوَّارِالْحُسَينِ (ع)
إلَي أنْ تَقُومَ السَّاعَهُ.
٨٩ ـ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ :
مَنْ سَرَّهُ أنْ ينْظُرَ إلَي اللَّهِ يوْمَ الْقِيامَهِ ، وَتَهُونَ عَلَيهِ
سَکْرَهُ الْمَوْتِ وَهَوْلُ الْمُطَّلَعِ ، فَلْيکْثِرْ زِيارَهَ قَبْرِ الْحُسَينِ
(ع) ، فَإنَّ زِيارَهَ الْحُسَينِ زِيارَهُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله.
٩٠ ـ عنْ سليمان الْأعْمَشِ قَالَ :
کُنْتُ نَازِلًا بِالْکُوفَهِ ، وَکَانَ لِي جَارٌ کَثِيراً مَاکُنْتُ أقْعُدُ إلَيهِ
وَکَانَ لَيلَهَ الْجُمْعَهِ ، فَقُلْتُ لَهُ : مَا تَقُولُ فِي زِيارَهِ الْحُسَينِ
(ع)؟ فَقَالَ لِي : بِدْعَهٌ وَکُلُّ بِدْعَهٍ ضَلَالَهٌ وَکُلُّ ضَلَالَهٍ فِي
النَّارِ. فَقُمْتُ مِنْ بَينِ يدَيهِ وَأنَا مُمْتَلِئٌ غَيظَاً
وَقُلْتُ : إذَا کَانَ السَّحَرُ أتَيتُهُ وَحَدَّثْتُهُ مِنْ فَضَائِلِ أمِيرِالْمُؤْمِنِينَ
مَا يسَخِّنُ اللَّهُ بِهِ عَينَيهِ. قَالَ : فَأتَيتُهُ وَقَرَعْتُ عَلَيهِ
الْبَابَ ، فَإذَا أنَا بِصَوْتٍ مِنْ وَرَاءِ الْبَابِ : أنَّهُ قَدْ قَصَدَ
الزِّيارَهَ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فِي أوَّلِ اللَّيلِ
، فَخَرَجْتُ مُسْرِعاً فَأتَيتُ الْحَيرَ ، فَإذَا أنَا بِالشَّيخِ سَاجِدٌ لَايمَلُّ
مِنَ السُّجُودِ وَالرُّکُوعِ. فَقُلْتُ لَهُ : بِالْأمْسِ تَقُولُ لِي : بِدْعَهٌ
وَکُلُّ بِدْعَهٍ ضَلَالَهٌ وَکُلُّ ضَلَالَهٍ فِي النَّارِ ، وَالْيوْمَ
تَزُورُهُ؟! فَقَالَ لِي : يا سُلَيمَانُ! لَا تَلُمْنِي ، فَإنِّي مَا کُنْتُ
أُثْبِتُ لِأهْلِ هَذَا الْبَيتِ إمَامَهً حَتَّي کَانَتْ لَيلَتِي هَذِهِ ، فَرَأيتُ
رُؤْيا أرْعَبَتْنِي. فَقُلْتُ : مَا رَأيتَ أيهَا الشَّيخُ؟ قَالَ : رَأيتُ
رَجُلًا لَا بِالطَّوِيلِ الشَّاهِقِ وَلَا بِالْقَصِيرِ اللَّاصِقِ ، لَا
أُحْسِنُ أصِفُهُ مِنْ حُسْنِهِ وَبَهَائِهِ ، مَعَهُ أقْوَامٌ يحُفُّونَ بِهِ
حَفِيفاً ، وَيزِفُّونَهُ زَفّاً ، بَينَ يدَيهِ فَارِسٌ عَلَي فَرَسٍ لَهُ
ذَنُوبٌ ، عَلَي رَأْسِهِ تَاجٌ ، لِلتَّاجِ أرْبَعَهُ أرْکَانٍ فِي کُلِّ رُکْنٍ
جَوْهَرَهٌ تُضِي ءُ مَسِيرَهَ ثَلَاثَهِ أيامٍ ، فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا؟فَقَالُوا
: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ صلّى الله عليه وآله
فَقُلْتُ : وَالْآخَرُ؟ فَقَالُوا : وَصِيهُ عَلِي بْنُ أبِي طَالِبٍ عليه السلام
، ثُمَّ مَدَدْتُ عَينِي فَإذَا أنَابِنَاقَهٍ مِنْ نُورٍعَلَيهَا هَوْدَجٌ مِنْ
نُورٍ تَطِيرُ بَينَ السَّمَاءِ وَالْأرْضِ ، فَقُلْتُ : لِمَنِ النَّاقَهُ؟
قَالُوا : لِخَدِيجَهَ بِنْتِ خُوَيلِدٍ وَفَاطِمَهَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ ، قُلْتُ :
وَالْغُلَامُ؟ قَالُوا : الْحَسَنُ بْنُ عَلِي ، قُلْتُ : فَأينَ يرِيدُونَ؟ قَالَ
: يمْضُونَ بِأجْمَعِهِمْ إلَي زِيارَهِ الْمَقْتُولِ ظُلْماً الشَّهِيدِ
بِکَرْبَلَاءَ الْحُسَينِ بْنِ عَلِي ، ثُمَّ قَصَدْتُ الْهَوْدَجَ وَإذَا أنَا
بِرِقَاعٍ تَسَاقَطُ مِنَ السَّمَاءِ أمَاناً مِنَ اللَّهِ جَلَّ ذِکْرُهُ
لِزُوَّارِ الْحُسَينِ بْنِ عَلِي لَيلَهَ الْجُمْعَهِ ، ثُمَّ هَتَفَ بِنَا
هَاتِفٌ : ألَا إنَّا وَشِيعَتَنَا فِي الدَّرَجَهِ الْعُلْيا مِنَ الْجَنَّهِ ، وَاللَّهِ
ياسُلَيمَانُ! لَا أُفَارِقُ هَذَا الْمَکَانَ حَتَّي تُفَارِقَ رُوحِي جَسَدِي.
٩١ ـ عَنْ غَيرِ وَاحِدٍ مِنْ
أصْحَابِنَا قَالَ : لَمَّا بَلَغَ أهْلَ الْبُلْدَانِ مَا کَانَ مِنْ أبِي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عَبْدِاللَّهِ (ع)
قَدِمَتْ کُلُّ امْرَأهٍ نَزُورٍ وَکَانَتِ الْعَرَبُ تَقُولُ لِلْمَرْأهِ لَا
تَلِدُ أبَداً إلَّا أنْ تَحْضُرَ قَبْرَ رَجُلٍ کَرِيمٍ وَقَالَتِ الْعَرَبُ
النَّزُورُ الَّتِي لَا تَلِدُ أبَداً إلَّا أنْ تَخَطَّي قَبْرَ رَجُلٍ کَرِيمٍ
فَلَمَّا قِيلَ لِلنَّاسِ إنَّ الْحُسَينَ ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه
وآله قَدْ وَقَعَ أتَتْهُ مِائَهُ ألْفِ امْرَأهٍ مِمَّنْ کَانَتْ لَا تَلِدُ
فَوَلَدْنَ کُلُّهُنَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال رسول الله صلّى
الله عليه وآله
إنّ
لقتل الحسين حرارةً في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً بأبي قتيل كلّ عبرة (١)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٤
«باب»
زيارته تعدل الحجّ والعمره
والجهاد والاعتاق
أمين الوحي جبرائيل
عليه السلام
١ ـ عَنْ جَبْرَئِيلَ (ع) قَالَ : ... وَأمَّا
الْحُسَينُ فَإنَّهُ يظْلَمُ وَيمْنَعُ حَقَّهُ وَتُقْتَلُ عِتْرَتُهُ وَتَطَؤُهُ
الْخُيولُ وَينْهَبُ رَحْلُهُ وَتُسْبَي نِسَاؤُهُ وَذَرَارِيهُ وَيدْفَنُ
مُرَمَّلًا بِدَمِهِ وَيدْفِنُهُ الْغُرَبَاءُ ، فَبَکَيتُ وَقُلْتُ : هَلْ يزُورُهُ
أحَدٌ؟ قَالَ : يزُورُهُ الْغُرَبَاءُ ، قُلْتُ : فَمَا لِمَنْ زَارَهُ مِنَ
الثَّوَابِ؟ قَالَ : يکْتَبُ لَهُ ثَوَابُ ألْفِ حَجَّهٍ وَألْفِ عُمْرَهٍ کُلُّهَا
مَعَکَ ، فَضَحِکْتُ.
محمّد رسول الله صلّى
الله عليه وآله
٢ ـ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله
عليه وآله عِنْدَ وَفَاتِهِ : ...کَأنِّي بِهِ الْحُسَينَ (ع) وَقَدْ خُضِبَتْ شَيبَتُهُ
مِنْ دَمِهِ ، يدْعُوا فَلَا يجَابُ وَيسْتَنْصِرُ فَلَا ينْصَرُ. قُلْتُ : فَمَنْ
يفْعَلُ ذَلِکَ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ : شِرَارُ أُمَّتِي ، مَا لَهُمْ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لَا أنَالَهُمُ
اللَّهُ شَفَاعَتِي. ثُمَّ قَالَ : يا ابْنَ عَبَّاسٍ! مَنْ زَارَهُ عَارِفاً
بِحَقِّهِ کُتِبَ لَهُ ثَوَابُ ألْفِ حَجَّهٍ وَألْفِ عُمْرَهٍ ، ألَا وَمَنْ
زَارَهُ فَکَأنَّمَا قَدْ زَارَنِي ، وَمَنْ زَارَنِي فَکَأنَّمَا قَدْ زَارَ
اللَّهَ ، وَحَقُّ الزَّائِرِ عَلَي اللَّهِ أنْ لَا يعَذِّبَهُ بِالنَّارِ ، وَإنَّ
الْإجَابَهَ تَحْتَ قُبَّتِهِ ، وَالشِّفَاءَ فِي تُرْبَتِهِ ، وَالْأئِمَّهَ مِنْ
وُلْدِهِ ....
الإمام أبوجعفر
الباقر (ع)
٣ ـ قَالَ البَاقِرُ (ع) لِرَجُلٍ : يا
فُلَانُ! مَا يمْنَعُکَ إذَا عَرَضَتْ لَکَ حَاجَهٌ أنْ تَأْتِي قَبْرَ الْحُسَينِ
(ع) فَتُصَلِّي عِنْدَهُ أرْبَعَ رَکَعَاتٍ ثُمَّ تَسْألَ حَاجَتَکَ؟ فَإنَّ
الصَّلَاهَ الْفَرِيضَهَ عِنْدَهُ تَعْدِلُ حَجَّهً وَ (الصَّلَاهَ)
النَّافِلَهَ تَعْدِلُ عِنْدَهُ عُمْرَهً.
الإمام أبوجعفر
الباقر وأبوعبدالله الصّادق عليه السلام
٤ ـ إنَّ زِيارَهَ قَبْرِ رَسُولِ
اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وَزِيارَهَ قُبُورِ الشُّهَدَاءِ وَزِيارَهَ قَبْرِ
الْحُسَينِ (ع) تَعْدِلُ حَجَّهً مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإمام أبوعبدالله
الصّادق (ع)
٥ ـ قَالَ (ع) لِأُمِّ سَعِيدٍ
الْأحْمَسِيهِ : يا أُمَّ سَعِيدٍ أي شَي ءٍ هَذِهِ الدَّابَّهُ؟ أينَ تَبْغِينَ
تَذْهَبِينَ؟ قَالَتْ قُلْتُ : أزُورُ قُبُورَ الشُّهَدَاءِ ، قَالَ أُخْرَي ذَلِکَ
الْيوْمَ : مَا أعْجَبَکُمْ يا أهْلَ الْعِرَاقِ! تَأْتُونَ الشُّهَدَاءَ مِنْ
سَفَرٍ بَعِيدٍ وَتَتْرُکُونَ سَيدَالشُّهَدَاءِ لَا تَأْتُونَهُ! قَالَتْ قُلْتُ
لَهُ : مَنْ سَيدُ الشُّهَدَاءِ؟ فَقَالَ : الْحُسَينُ بْنُ عَلِي عليه السلام ،
قَالَتْ قُلْتُ : إنِّي امْرَأهٌ ، فَقَالَ : لَا بَأْسَ لِمَنْ کَانَ مِثْلَکِ
أنْ تَذْهَبَ إلَيهِ وَتَزُورَهُ ، قُلْتُ : أي شَي ءٍ لَنَا فِي زِيارَتِهِ؟
قَالَ : تَعْدِلُ حَجَّهً وَعُمْرَهً وَاعْتِکَافَ شَهْرَينِ فِي الْمَسْجِدِ
الْحَرَامِ وَصِيامَهُمَا وَخَيرَهُمَا کَذَا ، قَالَتْ : وَبَسَطَ يدَيهِ وَضَمَّهَا
ضَمّاً ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.
٦ ـ قَالَ (ع) لِأُمِّ سَعِيدٍ
الْأحْمَسِيهِ : يا أُمَّ سَعِيدَ! فَمَا يمْنَعُکِ مِنْ أنْ تَأْتِي قَبْرَ سَيدِالشُّهَدَاءِ؟
قَالَتْ : فَطَمِعْتُ أنْ يدُلَّنِي عَلَي قَبْرِ عَلِي بْنِ أبي طَالِبٍ عليهما
السلام فَقُلْتُ : بِأبِي أنْتَ وَأُمِّي وَمَنْ سَيدُ الشُّهَدَاءِ؟ قَالَ :
الْحُسَينُ بْنُ فَاطِمَهَ عليهما السلام ، يا أُمَّ سَعِيدَ! مَنْ أتَاهُ بِبَصِيرَهٍ
وَرَغْبَهٍ فِيهِ کَانَ لَهُ حَجَّهٌ مَبْرُورَهٌ وَعُمْرَهٌ مُتَقَبَّلَهٌ وَکَانَ
لَهُ مِنَ الْفَضْلِ هَکَذَا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَهَکَذَا.
٧ ـ قَالَ بَشِيرُ الدَّهَّانِ
لِلصَّادِقِ (ع) : لَمْ أحِجَّ عَامَ قَبْلِ وَلَکِنْ عَرَّفْتُ عِنْدَ قَبْرِ
الْحُسَينِ (ع) يوْمَ عَرَفَهَ فَقَالَ (ع) : يا بَشِيرُ! مَنْ زَارَ قَبْرَ
الْحُسَينِ (ع) يوْمَ عَرَفَهَ کَانَتْ لَهُ ألْفَ حَجَّهٍ مَبْرُورَهٍ وَألْفَ
عُمْرَهٍ مَبْرُورَهٍ وَألْفَ غَزْوَهٍ مَعَ نَبِي مُرْسَلٍ أوْ إمَامٍ عَادِلٍ
لَا عِنْدَ عَدُوٍّ لِلّهِ تَعَالَي ، قَالَ قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاکَ! مَا
کُنْتُ أرَي هَاهُنَا ثَوَابَاً مِثْلَ ثَوَابِ الْمَوْقِفِ! قَالَ : فَنَظَرَ إلَي
مُغْضِبَاً وَقَالَ : يا بَشِيرُ! مَنِ اغْتَسَلَ فِي الْفُرَاتِ ثُمَّ مَشَي إلَي
قَبْرِ الْحُسَينِ (ع) کَانَتْ لَهُ بِکُلِّ خُطْوَهٍ حَجَّهً مَبْرُورَهً مَعَ
مَنَاسِکِهَا.
٨ ـ قَالَ ابْنُ سِنَانٍ لِلصَّادِقِ (ع)
: جُعِلْتُ فِدَاکَ إنَّ أبَاکَ کَانَ يقُولُ : فِي الْحَجِّ يحْسَبُ لَهُ بِکُلِّ
دِرْهَمٍ أنْفَقَهُ ألْفُ دِرْهَمٍ ، فَمَا لِمَنْ ينْفِقُ فِي الْمَسِيرِ إلَي
أبِيکَ الْحُسَينِ (ع)؟فَقَالَ (ع) : يا ابْنَ سِنَانٍ! يحْسَبُ لَهُ
بِالدِّرْهَمِ ألْفٌ وَألْفٌ حَتَّي عَدَّ عَشَرَهً وَيرْفَعُ لَهُ مِنَ الدَّرَجَاتِ
مِثْلُهَا ، وَرِضَا اللَّهِ خَيرٌ لَهُ ، وَدُعَاءُ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه
وآله وَدُعَاءُ أمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْأئِمَّهِ خَيرٌ لَهُ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٩ ـ قَالَ الْإمَامُ الصَّادِقُ (ع)
لِرَجُلٍ يمَانِي : إنَّ زِيارَهَ الْحُسَينِ (ع) تَعْدِلُ حَجَّهً مَقْبُولَهً
زَاکِيهً مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ، فَتَعَجَّبَ مِنْ ذَلِکَ. فَقَالَ : إي وَاللَّهِ
وَحَجَّتَينِ مَبْرُورَتَينِ مُتَقَبَّلَتَينِ زَاکِيتَينِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ
صلّى الله عليه وآله فَتَعَجَّبَ فَلَمْ يزَلْ أبُوعَبْدِاللَّهِ (ع) يزِيدُ حَتَّي
قَالَ : ثَلَاثِينَ حَجَّهً مَبْرُورَهً مُتَقَبَّلَهً زَاکِيهً مَعَ رَسُولِ
اللَّهِ صلّى الله عليه وآله.
١٠ ـ قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا الشِّيعَهِ
لِلصَّادِقِ (ع) : إنَّ فُلَاناً أخْبَرَنِي أنَّهُ قَالَ لَکَ : إنِّي حَجَجْتُ
تِسْعَ عَشْرَهَ حَجَّهً وَتِسْعَ عَشْرَهَ عُمْرَهً ، فَقُلْتَ لَهُ : حُجَّ
حَجَّهً أُخْرَي وَاعْتَمِرْ عُمْرَهً أُخْرَي يکْتَبْ لَکَ زِيارَهُ قَبْرِ
الْحُسَينِ (ع)؟! فَقَالَ (ع) : أيمَا أحَبُّ إلَيکَ أنْ تَحُجَّ عِشْرِينَ
حَجَّهً وَتَعْتَمِرَ عِشْرِينَ عُمْرَهً أوْ تُحْشَرَ مَعَ الْحُسَينِ (ع)؟
فَقُلْتُ : لَا بَلْ أُحْشَرُ مَعَ الْحُسَينِ (ع) قَالَ : فَزُرْ
أبَاعَبْدِاللَّهِ (ع).
١١ ـ قَالَ يزِيدُ بْنُ عَبْدِالْمَلِکِ
: کُنْتُ مَعَ الصَّادِقِ (ع) فَمَرَّ قَوْمٌ عَلَي حَمِيرٍ قَالَ : أينَ يرِيدُونَ
هَؤُلَاءِ؟ قُلْتُ : قُبُورَ الشُّهَدَاءِ ، قَالَ : فَمَا يمْنَعُهُمْ مِنْ زِيارَهِ
الشَّهِيدِ الْغَرِيبِ؟ قَالَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أهْلِ الْعِرَاقِ : زِيارَتُهُ
وَاجِبَهٌ؟ قَالَ : زِيارَتُهُ خَيرٌ مِنْ حَجَّهٍ وَعُمْرَهٍ ، حَتَّي عَدَّ
عِشْرِينَ حَجَّهً وَعُمْرَهً ، ثُمَّ قَالَ : مَبْرُورَاتٍ مُتَقَبَّلَاتٍ ،
قَالَ : فَوَ اللَّهِ مَا قُمْتُ مِنْ عِنْدِهِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حَتَّي أتَاهُ رَجُلٌ
فَقَالَ لَهُ : إنِّي قَدْ حَجَجْتُ تِسْعَ عَشْرَهَ حَجَّهً ، فَادْعُ اللَّهَ لِي
أنْ يرْزُقَنِي تَمَامَ الْعِشْرِينَ ، قَالَ : فَهَلْ زُرْتَ قَبْرَ الْحُسَينِ؟
قَالَ : لَا ، قَالَ : إنَّ زِيارَتَهُ خَيرٌ مِنْ عِشْرِينَ حَجَّهً.
١٢ ـ قَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : مَنْ أتَي قَبْرَ الْحُسَينِ (ع) عَارِفاً بِحَقِّهِ
کَتَبَ اللَّهُ لَهُ أجْرَ مَنْ أعْتَقَ ألْفَ نَسَمَهٍ ، وَکَمَنْ حَمَلَ عَلَي
ألْفِ فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مُسْرَجَهٍ مُلْجَمَهٍ.
١٣ ـ قَالَ أبُو سَعِيدٍ الْمَدَائِنِي
قُلْتُ للصَّادِقِ (ع) : جُعِلْتُ فِدَاکَ! آتِي قَبْرَ الْحُسَينِ؟ قَالَ :
نَعَمْ يا أبَاسَعِيدٍ! إئْتِ قَبْرَ ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله ،
أطْيبِ الطَّيبِينَ وَأطْهَرِ الْأطْهَرِينَ وَأبَرِّ الْأبْرَارِ ، فَإذَا
زُرْتَهُ کَتَبَ اللَّهُ لَکَ عِتْقَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ رَقَبَهً.
١٤ ـ وَقَالَ (ع) : مَنْ أتَي قَبْرَ
الْحُسَينِ (ع) عَارِفاً بِحَقِّهِ کَانَ کَمَنْ حَجَّ مِائَهَ حَجَّهٍ مَعَ
رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله.
١٥ ـ وَقَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : کَانَ الْحُسَينُ بْنُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عَلِي عليهما السلام
ذَاتَ يوْمٍ فِي حِجْرِ النَّبِي صلّى الله عليه وآله يلَاعِبُهُ وَيضَاحِکُهُ ،
فَقَالَتْ عَائِشَهُ : يارَسُولَ اللَّهِ! مَا أشَدَّ إعْجَابَکَ بِهَذَا الصَّبِي؟!
فَقَالَ لَهَا : وَيلَکِ وَکَيفَ لَا أُحِبُّهُ وَلَا أُعْجَبُ بِهِ وَهُوَ
ثَمَرَهُ فُؤَادِي وَقُرَّهُ عَينِي؟! أمَا إنَّ أُمَّتِي سَتَقْتُلُهُ ، فَمَنْ
زَارَهُ بَعْدَ وَفَاتِهِ کَتَبَ اللَّهُ لَهُ حَجَّهً مِنْ حِجَجِي ، قَالَتْ : يا
رَسُولَ اللَّهِ! حَجَّهً مِنْ حِجَجِکَ؟! قَالَ : نَعَمْ حَجَّتَينِ مِنْ حِجَجِي
، قَالَتْ : يا رَسُولَ اللَّهِ حَجَّتَينِ مِنْ حِجَجِکَ؟! قَالَ : نَعَمْ وَأرْبَعَهً
، قَالَ : فَلَمْ تَزَلْ تَزَادُهُ وَيزِيدُ وَيضْعِفُ حَتَّي بَلَغَ تِسْعِينَ
حَجَّهً مِنْ حِجَجِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله بِأعْمَارِهَا.
١٦ ـ قَالَ عَبْدُاللهِ الْقَدَّاحُ
قُلْتُ للصَّادِقِ (ع) : مَا لِمَنْ أتَي قَبْرَ الْحُسَينِ بْنِ عَلِي عليهما
السلام زَائِراً عَارِفاً بِحَقِّهِ غَيرَ مُسْتَنْکِفٍ وَلَا مُسْتَکْبِرٍ؟ قَالَ
(ع) : يکْتَبُ لَهُ ألْفُ حَجَّهٍ مَقْبُولَهٍ وَألْفُ عُمْرَهٍ مَبْرُورَهٍ ، وَإنْ
کَانَ شَقِياً کُتِبَ سَعِيداً ، وَلَمْ يزَلْ يخُوضُ فِي رَحْمَهِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
١٧ ـ قَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : مَنْ زَارَ الْحُسَينَ مُحْتَسِباً ، لَاأشِراً وَلَابَطِراً
وَلَارِياءً وَلَاسُمْعَهً ، مُحِّصَتْ عَنْهُ ذُنُوبُهُ کَمَا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يمَحَّصُ
الثَّوْبُ بِالْمَاءِ ، فَلَايبْقَي عَلَيهِ دَنَسٌ وَيکْتَبُ لَهُ بِکُلِّ
خُطْوَهٍ حَجَّهٌ ، وَکُلَّمَا رَفَعَ قَدَماً عُمْرَهٌ.
١٨ ـ قَالَ بَشِيرٌ الدَّهَّانُ
لِلصَّادِقِ (ع) : رُبَّمَا فَاتَنِي الْحَجُّ فَأُعَرِّفُ عِنْدَ قَبْرِ الْحُسَينِ
(ع) فَقَالَ الصَّادِقُ (ع) : أحْسَنْتَ يا بَشِيرُ! أيمَا مُؤْمِنٍ أتَي قَبْرَ
الْحُسَينِ (ع) عَارِفاً بِحَقِّهِ فِي غَيرِ يوْمِ عِيدٍ ، کَتَبَ اللَّهُ لَهُ
عِشْرِينَ حَجَّهً وَعِشْرِينَ عُمْرَهً مَبْرُورَاتٍ مَقْبُولَاتٍ ، وَعِشْرِينَ
حَجَّهً وَعُمْرَهً مَعَ نَبِي مُرْسَلٍ أوْ إمَامٍ عَدْلٍ ، وَمَنْ أتَاهُ فِي يوْمِ
عِيدٍ ، کَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِائَهَ حَجَّهٍ وَمِائَهَ عُمْرَهٍ وَمِائَهَ
غَزْوَهٍ مَعَ نَبِي مُرْسَلٍ أوْ إمَامٍ عَدْلٍ ، قَالَ قُلْتُ لَهُ : کَيفَ لِي
بِمِثْلِ الْمَوْقِفِ؟ قَالَ : فَنَظَرَ إلَي شِبْهَ الْمُغْضَبِ ثُمَّ قَالَ لِي
: يا بَشِيرُ! إنَّ الْمُؤْمِنَ إذَا أتَي قَبْرَ الْحُسَينِ (ع) يوْمَ عَرَفَهَ وَاغْتَسَلَ
مِنَ الْفُرَاتِ ثُمَّ تَوَجَّهَ إلَيهِ ، کَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِکُلِّ خُطْوَهٍ
حَجَّهً بِمَنَاسِکِهَا ، وَلَاأعْلَمُهُ إلَّا قَالَ : وَغَزْوَهً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٩ ـ قَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : إذَا أرَدْتَ الْحَجَّ وَلَمْ يتَهَيأْ لَکَ فَائْتِ
قَبْرَالْحُسَينِ (ع) ، فَإنَّهَا تُکْتَبُ لَکَ حَجَّهً ، وَإذَا أرَدْتَ
الْعُمْرَهَ وَلَمْ يتَهَيأْ لَکَ فَائْتِ قَبْرَ الْحُسَينِ (ع) ، فَإنَّهَا
تُکْتَبُ لَکَ عُمْرَهً.
٢٠ ـ قَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : زِيارَهُ قَبْرِالْحُسَينِ (ع) تَعْدِلُ عِشْرِينَ
حَجَّهً وَأفْضَلُ ، وَمِنْ عِشْرِينَ عُمْرَهً وَحَجَّهً.
٢١ ـ وَقَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : زِيارَهُ الْحُسَينِ (ع) تَعْدِلُ مِائَهَ حَجَّهٍ
مَبْرُورَهٍ وَمِائَهَ عُمْرَهٍ مُتَقَبَّلَهٍ.
٢٢ ـ قَالَ الصَّادِقُ (ع) لِمُفَضَّلِ
بْنِ عَمْرٍو : ... ثُمَّ تَمْضِي يا مُفَضَّلُ إلَي صَلَاتِکَ وَلَکَ بِکُلِّ
رَکْعَهٍ تَرْکَعُهَا عِنْدَهُ ، کَثَوَابِ مَنْ حَجَّ ألْفَ حَجَّهٍ وَاعْتَمَرَ
ألْفَ عُمْرَهٍ وَأعْتَقَ ألْفَ رَقَبَهٍ ، وَکَأنَّمَا وَقَفَ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ ألْفَ مَرَّهٍ مَعَ نَبِي مُرْسَلٍ ....
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٢٣ ـ سُئِلَ (ع) عَنِ الزَّائِرِ
لِقَبْرِ الْحُسَينِ (ع) فَقَالَ : مَنِ اغْتَسَلَ فِي الْفُرَاتِ ثُمَّ مَشَي إلَي
قَبْرِ الْحُسَينِ (ع) ، کَانَ لَهُ بِکُلِّ قَدَمٍ يرْفَعُهَا وَيضَعُهَا حَجَّهٌ
مُتَقَبَّلَهٌ بِمَنَاسِکِهَا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الامام عليّ
للحسين صلوات الله عليهما
يا اباعبدالله اسوة
أنت قدماً
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٥
«باب»
فضيله البيتوته ليله
عاشوراء في كربلاء المقدّسة
والحرم الحسينيّ عليه
السلام وفضيلة زيارته في يوم عاشوراء
الإمام أبوعبدالله
الصّادق (ع)
١ ـ قَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : مَنْ زَارَ قَبْرَ أبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيهِ
السَّلَامُ يوْمَ عَاشُورَاءَ عَارِفاً بِحَقِّهِ ، کَانَ کَمَنْ زَارَاللَّهَ
تَعَالَي فِي عَرْشِهِ.
٢ ـ وَقَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : مَنْ زَارَ الْحُسَينَ عَلَيهِ السَّلَامُ يوْمَ
عَاشُورَاءَ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّهُ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٣ ـ وَقَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : مَنْ أرَادَ أنْ يقْضِي حَقَّ رَسُولِ اللهِ صلّى الله
عليه وآله وَحَقَّ أمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَحَقَّ فَاطِمَهَ وَالْحَسَنِ عليهم
السلام ، فَلْيزُرِ الْحُسَينَ عَلَيهِ السَّلَامُ فِي يوْمِ عَاشُورَاءَ.
٤ ـ وَقَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : مَنْ زَارَ الْحُسَينَ عَلَيهِ السَّلَامُ فِي يوْمِ
عَاشُورَاءَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأخَّرَ.
٥ ـ قَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : مَنْ بَاتَ عِنْدَ قَبْرِالْحُسَينِ (ع) لَيلَهَ
عَاشُورَاءَ ، لَقِي اللَّهَ يوْمَ الْقِيامَهِ مُلَطَّخاً بِدَمِهِ وَکَأنَّمَا
قُتِلَ مَعَهُ فِي عَرْصَهِ کَرْبَلَاءَ.
٦ ـ وَقَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : مَنْ زَارَهُ (ع) وَبَاتَ عِنْدَهُ لَيلَهَ
عَاشُورَاءَ حَتَّي يصْبِحَ ، حَشَرَهُ اللهُ تَعَالَي مُلَطَّخَاً بِدَمِ الْحُسَينِ
(ع) فِي جُمْلَهِ الشُّهَدَاءِ مَعَهُ عليهم السلام .
٧ ـ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِي قَالَ
دَخَلْتُ عَلَي جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عليهما السلام فِي يوْمِ عَاشُورَاءَ
فَقَالَ لِي : هَؤُلَاءِ زُوَّارُ اللَّهِ ، وَحَقٌّ عَلَي الْمَزُورِ أنْ يکْرِمَ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الزَّائِرَ ، مَنْ
بَاتَ عِنْدَ قَبْرِ الْحُسَينِ (ع) لَيلَهَ عَاشُورَاءَ ، لَقِي اللَّهَ
مُلَطَّخاً بِدَمِهِ يوْمَ الْقِيامَهِ کَأنَّمَا قُتِلَ مَعَهُ فِي عَرْصَتِهِ
وَقَالَ : مَنْ زَارَ قَبْرَ الْحُسَينِ (ع) أي يوْمَ عَاشُورَاءَ وَ
بَاتَ عِنْدَهُ کَانَ کَمَنِ اسْتُشْهِدَ بَينَ يدَيهِ.
٨ ـ وَقَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : مَنْ زَارَ الْحُسَينَ عَلَيهِ السَّلَامُ يوْمَ
عَاشُورَاءَ وَبَاتَ عِنْدَهُ کَانَ کَمَنِ اسْتُشْهِدَ بَينَ يدَيهِ.
٩ ـ وَقَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : مَنْ زَارَهُ (الْحُسَينَ (ع)) يوْمَ عَاشُورَاءَ
حَتَّي يظَلَّ عِنْدَهُ بَاکِياً حَزِيناً ، کَانَ کَمَنِ اسْتُشْهِدَ بَينَ يدَيهِ
حَتَّي يشَارِکَهُمْ فِي مَنَازِلِهِمْ فِي الْجَنَّهِ.
الإمام أبو الحسن
الرّضا (ع)
١١ ـ قَالَ (ع) : مَنْ تَرَکَ السَّعْي
فِي حَوَائِجِهِ يوْمَ عَاشُورَاءَ قَضَي اللَّهُ لَهُ حَوَائِجَ الدُّنْيا وَالْآخِرَهِ
، وَمَنْ کَانَ يوْمُ عَاشُورَاءَ يوْمَ مُصِيبَتِهِ وَحُزْنِهِ وَبُکَائِهِ
جَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يوْمَ الْقِيامَهِ يوْمَ فَرَحِهِ وَسُرُورِهِ وَقَرَّتْ
بِنَا فِي الْجِنَانِ عَينُهُ ، وَمَنْ سَمَّي يوْمَ عَاشُورَاءَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يوْمَ بَرَکَهٍ وَادَّخَرَ
فِيهِ لِمَنْزِلِهِ شَيئاً لَمْ يبَارَکْ لَهُ فِيمَا ادَّخَرَ ، وَحُشِرَ يوْمَ
الْقِيامَهِ مَعَ يزِيدَ وَعُبَيدِ اللَّهِ بْنِ زِيادٍ وَعُمَرَ بْنِ سَعْدٍ لَعَنَهُمُ
اللَّهُ إلَي أسْفَلِ دَرْکٍ مِنَ النَّارِ.
عن أهل بيت العصمه والطّهاره عليهم
السلام
١٢ ـ مَنْ زَارَ (قَبْرَ) الْحُسَين (ع)
يوْمَ عَاشُورَاءَ کَانَ کَمَنْ تَشَحَّطَ بِدَمِهِ بَينَ يدَيهِ.
(خِتامُهُ مِسْکٌ وَفي
ذلِکَ فَلْيتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ
).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قالت سيّدتنا فاطمة
الشهيدة صلوات الله عليهما
لخابت
امّة قتلت ابن بنت نبيّها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٦
«باب»
النّوادر
الإمام الحسين والسّجّاد
عليهما السلام
١ ـ قَالَتْ أُمُّ سَلَمَهَ رضي الله
عنها : کَانَ النَّبِي صلّى الله عليه وآله عِنْدِي وَأتَاهُ جَبْرَئِيلُ (ع) ،
فَکَانَا فِي الْبَيتِ يتَحَدَّثَانِ إذْ دَقَّ الْبَابَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِي
فَخَرَجْتُ أفْتَحُ لَهُ الْْبَابَ فَإذَا الْحُسَينُ مَعَهُ فَدَخَلَا ، ...
فَجَعَلَ جَبْرَئِيلُ يومِئُ بِيدِهِ کَالْمُتَنَاوِلِ شَيئاً فَإذَا بِيدِهِ
تُفَّاحَهٌ وَسَفَرْجَلَهٌ وَرُمَّانَهٌ ، فَنَاوَلَ الْحَسَنُ ثُمَّ أوْمَئ بِيدِهِ
مِثْلَ ذَلِکَ فَنَاوَلَ الْحُسَينُ (ع) فَفَرِحَا وَتَهَلَّلَتْ وُجُوهَهُمَا وَسَعَيا
إلَي جَدِّهِمَا صلّى الله عليه وآله ، فَأخَذَ التُّفَاحَهَ وَالرُّمَّانَهَ وَالسَّفَرْجَلَهَ
فَشَمَّهَا ثُمَّ رَدَّهَا إلَي کُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا کَهَيئَتِهِمَا ، ... فَأکَلَ
النَّبِي وَعَلِي وَفَاطِمَهُ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَينُ عليهم السلام وَأطْعَمُوا
أُمُّ سَلَمَهَ فَلَمْ يزَلْ الرُّمَّانُ وَالسَّفَرْجَلُ وَالتُّفَّاحُ کُلَّمَا
أکَلَ مِنْهُ عَادَ إلَي مَا کَانَ حَتَّي قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه
وآله ، قَالَ الْحُسَينُ (ع) : فَلَمْ يلْحِقُهُ التَّغْييرُ وَالنُّقْصَانُ أيامَ
فَاطِمَهَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وآله فَلَمَّا تُوُفِّيتْ عليها
السلام فَقَدْنَا الرُّمَّانَ وَبَقِي التُّفَّاحُ وَالسَّفَرْجَلُ أيامَ أبِي ،
فَلَمَّا اسْتُشْهِدَ أمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع) فُقِدَ السَّفَرْجَلُ وَبَقِي
التُّفَّاحُ
عَلَي هَيئَتِهِ
عِنْدَ الْحَسَنِ حَتَّي مَاتَ فِي سَمِّهِ ، ثُمَّ بَقِي التُّفَّاحَهُ إلَي
الْوَقْتِ الَّذِي حُوصِرْتُ عَنِ الْمَاءِ فَکُنْتُ أشَمُّهَا إذَا عَطِشْتُ
فَتَکْسُرُ لَهَبُ عَطَشِي ، فَلَمَّا اشْتَدَّ عَلَي الْعَطَشُ عَضَضْتُهَا وَأيقَنْتُ
بِالْفَنَاءِ.
قَالَ عَلِي بْنُ الْحُسَينِ عليهما
السلام : سَمِعْتُهُ يقُولُ ذَلِکَ قَبْلَ مَقْتَلِهِ بِسَاعَهٍ ، فَلَمَّا قَضَي
نَحْبَهُ وُجِدَ رِيحُهَا مِنْ مَصْرَعِهِ ، فَالْتَمَسْتُ فَلَمْ يرَ لَهَا أثَرٌ
، فَبَقِي رِيحُهَا بَعْدَ الْحُسَينِ (ع) ، وَلَقَدْ زُرْتُ قَبْرَهُ فَوَجَدْتُ
رِيحَهَا تَفُوحُ مِنْ قَبْرِهِ ، فَمَنْ أرَادَ ذَلِکَ مِنْ شِيعَتِنَا الزَّائِرِينَ
لِلْقَبْرِ فَلْيلْتَمِسْ ذَلِکَ فِي أوْقَاتِ السَّحَرِ ، فَإنَّهُ يجِدُهُ إذَا
کَانَ مُخْلِصاً.
الإمام أبوعبدالله
الصّادق (ع)
٢ ـ عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ شُعَيبٍ
قَالَ سَمِعْتُ أبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع) يقُولُ : إنَّ الْحُسَينَ بْنَ عَلِي
عليهما السلام لَمَّا وُلِدَ ، أمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ جَبْرَئِيلَ أنْ يهْبِطَ
فِي ألْفٍ مِنَ الْمَلَائِکَهِ فَيهَنِّئَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله مِنَ
اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمِنْ جَبْرَئِيلَ ، قَالَ : وَکَانَ مَهْبَطُ جَبْرَئِيلُ
عَلَي جَزِيرَهٍ فِي الْبَحْرِ فِيهَا مَلَکٌ يقَالُ لَهُ فُطْرُسُ ، کَانَ مِنَ
الْحَمَلَهِ فَبُعِثَ فِي شَي ءٍ فَأبْطَأ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فِيهِ فَکُسِرَ
جَنَاحَهُ وَأُلْقِي فِي تِلْکَ الْجَزِيرَهِ يعْبُدُ اللَّهَ (تَبَارَکَ وَتَعَالَي)
فِيهَا سِتَّمِائَهِ
عَامٍ حَتَّي وُلِدَ الْحُسَينُ بْنُ عَلِي عليهما السلام ، فَقَالَ الْمَلَکُ
لِجَبْرَئِيلَ (ع) : يا جَبْرَئِيلُ! أينَ تُرِيدُ؟ قَالَ : إنَّ اللَّهَ تَعَالَي
أنْعَمَ عَلَي مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وآله بِنِعْمَهٍ فَبُعِثْتُ أُهَنِّئُهُ مِنَ
اللَّهِ وَمِنِّي ، فَقَالَ : يا جَبْرَئِيلُ! احْمِلْنِي مَعَکَ لَعَلَّ
مُحَمَّداً صلّى الله عليه وآله يدْعُوا اللهَ لِي ، قَالَ : فَحَمَلَهُ ، قَالَ :
فَلَمَّا دَخَلَ جَبْرَئِيلُ عَلَي النَّبِي صلّى الله عليه وآله هَنَّأهُ مِنَ
اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهَنَّأهُ مِنْهُ وَأخْبَرَهُ بِحَالِ فُطْرُسَ ، فَقَالَ
رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وآله : قُلْ لَهُ : تَمَسَّحْ بِهَذَا الْمَوْلُودِ وَعُدْ
إلَي مَکَانِکَ ، قَالَ : فَتَمَسَّحَ فُطْرُسُ بِالْحُسَينِ بْنِ عَلِي عليهما
السلام وَارْتَفَعَ ، فَقَالَ : يا رَسُولَ اللَّهِ! أمَا إنَّ أُمَّتَکَ
سَتَقْتُلُهُ وَلَهُ عَلَي مُکَافَاهٌ ألَّا يزُورَهُ زَائِرٌ إلَّا بَلَّغْتُهُ
عَنْهُ وَلَا يسَلِّمَ عَلَيهِ مُسَلِّمٌ إلَّا بَلَّغْتُهُ سَلَامَهُ وَلَا يصَلِّي
عَلَيهِ مُصَلٍّ إلَّا بَلَّغْتُهُ عَلَيهِ صَلَاتَهُ ، ثُمَّ ارْتَفَعَ.
٣ ـ عَنْ أبِي عَبْدِ اللَّهِ الصّادق (ع)
قَالَ : لَمَّا سَارَ أبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) مِنَ الْمَدِينَهِ ، لَقِيهُ
أفْوَاجٌ مِنَ الْمَلَائِکَهِ الْمُسَوَّمَهِ ، فِي أيدِيهِمُ الْحِرَابُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عَلَي نُجُبٍ مِنْ
نُجُبِ الْجَنَّهِ فَسَلَّمُوا عَلَيهِ وَقَالُوا : ياحُجَّهَ اللَّهِ عَلَي
خَلْقِهِ بَعْدَ جَدِّهِ وَأبِيهِ وَأخِيهِ ، إنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ أمَدَّ
جَدَّکَ بِنَا فِي مَواطِنَ کَثِيرَهٍ ، وَإنَّ اللَّهَ أمَدَّکَ بِنَا ، فَقَالَ
لَهُمُ : الْمَوْعِدُ حُفْرَتِي وَبُقْعَتِي الَّتِي أُسْتَشْهَدُ فِيهَا وَهِي
کَرْبَلَاءُ ، فَإذَا وَرَدْتُهَا فَأْتُونِي ، فَقَالُوا : يا حُجَّهَ اللَّهِ
مُرْنَا نَسْمَعْ وَنُطِعْ فَهَلْ تَخْشَي مِنْ عَدُوٍّ يلْقَاکَ فَنَکُونَ
مَعَکَ؟ فَقَالَ : لَا سَبِيلَ لَهُمْ عَلَي وَلَا يلْقَوْنِي بِکَرِيهَهٍ أوْ
أصِلَ إلَي بُقْعَتِي. وَأتَتْهُ أفْوَاجُ مُسْلِمِي الْجِنِّ فَقَالُوا : يا سَيدَنَا
نَحْنُ شِيعَتُکَ وَأنْصَارُکَ فَمُرْنَا بِأمْرِکَ وَمَا تَشَاءُ ، فَلَوْ
أمَرْتَنَا بِقَتْلِ کُلِّ عَدُوٍّ لَکَ وَأنْتَ بِمَکَانِکَ لَکَفَينَاکَ ذَلِکَ
، فَجَزَاهُمُ الْحُسَينُ خَيراً وَقَالَ لَهُمْ : أوَ مَا قَرَأْتُمْ کِتَابَ
اللَّهِ الْمُنْزَلَ عَلَي جَدِّي رَسُولِ اللَّهِ (أينَما تَکُونُوا يدْرِکْکُمُ
الْمَوْتُ وَلَوْ کُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيدَهٍ)
وَقَالَ سُبْحَانَهُ : (لَبَرَزَ الَّذِينَ
کُتِبَ عَلَيهِمُ الْقَتْلُ إلي مَضاجِعِهِمْ
)
وَإذَا أقَمْتُ بِمَکَانِي فَبِمَاذَا يبْتَلَي هَذَا الْخَلْقُ الْمَتْعُوسُ؟
وَبِمَاذَا يخْتَبَرُونَ؟ وَمَنْ ذَا يکُونُ سَاکِنَ حُفْرَتِي بِکَرْبَلَاءَ؟ وَقَدِ
اخْتَارَهَا اللَّهُ يوْمَ دَحَا الْأرْضَ وَجَعَلَهَا مَعْقِلًا لِشِيعَتِنَا (وَمُحِبِّينَا؟
تُقْبَلُ أعْمَالُهُمْ وَصَلَاتُهُمْ وَتُسْمَعُ وَتُجَابُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دَعَوَاتُهُمْ وَسَکَنَ
إلَيهَا شِيعَتُنَا وَتَکُونُ)
وَيکُونُ لَهُمْ أمَاناً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَهِ؟ وَلَکِنْ تَحْضُرُونَ يوْمَ
السَّبْتِ وَهُوَ يوْمُ عَاشُورَاءَ الَّذِي فِي آخِرِهِ أُقْتَلُ ، وَلَا يبْقَي
بَعْدِي مَطْلُوبٌ مِنْ أهْلِي وَنَسَبِي وَإخْوَتِي وَأهْلِ بَيتِي ، وَيسَارُ
بِرَأْسِي إلَي يزِيدَ لَعَنَهُ اللَّهُ. فَقَالَتِ الْجِنُّ : نَحْنُ وَاللَّهِ يا
حَبِيبَ اللَّهِ وَابْنَ حَبِيبِهِ لَوْلَا أنَّ أمْرَکَ طَاعَهٌ وَأنَّهُ لَا يجُوزُ
لَنَا مُخَالَفَتُکَ ، قَتَلْنَا جَمِيعَ أعْدَائِکَ قَبْلَ أنْ يصِلُوا إلَيکَ ،
فَقَالَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِ لَهُمْ : نَحْنُ وَاللَّهِ أقْدَرُ عَلَيهِمْ
مِنْکُمْ وَلَکِنْ (لِيهْلِکَ مَنْ
هَلَکَ عَنْ بَينَهٍ وَيحْيي مَنْ حَي عَنْ بَينَهٍ
).
الإمام أبو الحسن
الرّضا (ع)
٤ ـ قَالَ (ع) : إنَّ الْمُحَرَّمَ
شَهْرٌ کَانَ أهْلُ الْجَاهِلِيهِ يحَرِّمُونَ فِيهِ الْقِتَالَ ، فَاسْتُحِلَّتْ
فِيهِ دِمَاؤُنَا ، وَهُتِکَ فِيهِ حُرْمَتُنَا ، وَسُبِي فِيهِ ذَرَارِينَا وَنِسَاؤُنَا
، وَأُضْرِمَتِ النِّيرَانُ فِي مَضَارِبِنَا ، وَانْتُهِبَ مَا فِيهَا مِنْ
ثِقْلِنَا ، وَلَمْ تُرْعَ لِرَسُولِ اللَّهِ حُرْمَهٌ فِي أمْرِنَا ، إنَّ يوْمَ
الْحُسَينِ أقْرَحَ جُفُونَنَا ، وَأسْبَلَ دُمُوعَنَا ، وَأذَلَّ عَزِيزَنَا
بِأرْضِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
کَرْبٍ وَبَلَاءٍ ،
أوْرَثَتْنَا الْکَرْبَ وَالْبَلَاءَ إلَي يوْمِ الِانْقِضَاءِ ، فَعَلَي مِثْلِ
الْحُسَينِ فَلْيبْکِ الْبَاکُونَ ، فَإنَّ الْبُکَاءَ عَلَيهِ يحُطُّ الذُّنُوبَ
الْعِظَامَ. ثُمَّ قَالَ (ع) : کَانَ أبِي إذَا دَخَلَ شَهْرُ الْمُحَرَّمِ لَايرَي
ضَاحِکاً ، وَکَانَتِ الْکَآبَهُ تَغْلِبُ عَلَيهِ حَتَّي يمْضِي مِنْهُ عَشَرَهُ
أيامٍ ، فَإذَا کَانَ يوْمُ الْعَاشِرِ کَانَ ذَلِکَ الْيوْمُ يوْمَ مُصِيبَتِهِ وَحُزْنِهِ
وَبُکَائِهِ ، وَيقُولُ : هُوَ الْيوْمُ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ الْحُسَينُ عَلَيهِ
السَّلَامُ.
عن أهل بيت العصمه والطّهاره
عليهم السلام
٥ ـ وَرُوِي : أنَّ الْحُورَ الْعِينَ
إذَا بَصُرَتْ بِوَاحِدٍ مِنَ الْأمْلَاکِ يهْبِطُ إلَي الْأرْضِ لِأمْرٍمَا ، يسْتَهْدِينَ
مِنْهُ السُّبَحَ وَالتُّرْبَهَ مِنْ طِينِ قَبْرِ الْحُسَينِ (ع).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الامام الحسن بن
عليّ صلوات الله عليهما
ولكن
لا يوم كيومك يا اباعبدالله يزدلف اليك ثلاثون ألف رجل يدّعون أنّهم من اُمّة
جدّنا محمّد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٧
«باب»
آداب زياره الإمام
الحسين (ع)
١ ـ صيام ثلاثه أيام.
٢ ـ الإغتسال قبل الخروج وترک
الطّيب.
٣ ـ جمع الأهل والأولاد وتوديعهم
بالمأثور. مصباح المتهجّد : ٧١٧.
٤ ـ الغسل قبل دخول المشهد. الدّروس
الشّرعيه : ٢ / ٢٢.
٥ ـ من أحدث قبل الزّياره فليغتسل ثانيهً
ليکون زائراً علي غسل. المقنعه للشيخ المفيد : ٤٩٤.
٦ ـ الإغتسال من ماء الفرات. وسائل
الشيعة : ١٤ / ٤٤٢ ح ١٩٥٥٩
٧ ـ النّزول بشاطئ الفرات والإغتسال
منه. مزار المفيد : ٩٠
٨ ـ المشي لزيارته حافياً. الكافي
الشريف : ٤ / ٥٧٥
٩ ـ إتيان المشهد في ثيابٍ طاهرهٍ نظيفهٍ
جددٍ. البحار : ١٠٠ / ١٣٤
١٠ ـ إتيانه بخضوعٍ وخشوعٍ. الكافي
الشريف : ٤ / ٥٧٢
١١ ـ إتيانه بسکينهٍ ووقارٍ. فرائد
السمطين : ٢ / ١٧٥.
١٢ ـ الوقوف علي باب المشهد والدّعاء والإستئذان
بالمأثور ، فإن وجد خشوعاً دخل الحرم. البحار : ٩٧ / ١٣٤.
١٣ ـ إتيانه حزيناً مکروباً شعثاً
مغبرّاً جائعاً عطشاناً. التهذيب : ٦ / ٧٦.
١٤ ـ تقديم الرّجل اليمني عند الدّخول واليسري
عند الخروج. الدروس الشرعيه : ٢ / ٣٢.
١٥ ـ الوقوف علي الضّريح ملاصقاً له ...
فقد نصّ علي الإتّکاء علي الضّريح وتقبيله. البحار : ٩٧ / ١٣٤
١٦ ـ إستقبال وجه المزور وإستدبار
القبله حال الزّياره. المقنعه : ٤٦٩.
١٧ ـ المبالغه في الدّعاء والإلحاح.
البحار : ٩٧ / ١٣٤
١٨ ـ وضع الخدّ الأيمن ثمّ الأيسر علي
الضريح المطهّر والدّعاء بالمأثور. مزار المفيد : ١٠٥.
١٩ ـ الإبتهال والتّضرّع والسّؤال من
الله بحقّه وحقّ صاحب القبر أن يجعله من أهل شفاعته. الدروس الشّرعيه : ٢ /
٢٣
٢٠ ـ إتيان الزّياره حبّاً لله ولرسوله ولأمير
المؤمنين ولفاطمه ورحمه له ممّا ارتکب منه. كامل الزيارات : ١٤١
٢١ ـ تقبيل العتبه وسجده الشّکر لله
تعالي علي هذه الکرامه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدّروس الشّرعيه :
٢ / ٢٥.
٢٢ ـ صلاه رکعتي الزّياره عند الرّأس
الشّريف. مزار المفيد : ٧٩.
٢٣ ـ إتيان الصّلاه خلف المقام. وسائل
الشيعه : ٥ / ١٦٢.
٢٤ ـ تسبيح الزّهراء عليها السلام والدّعاء
بعد الرّکعتين بالمأثور. مصباح الزائر : ٢٠٨.
٢٥ ـ البکاء علي الحسين (ع) وعلي أهل بيته
وانصاره. الأمالي للصّدوق : ١١١.
٢٦ ـ تلاوه شيءٍ من القرآن عندالضّريح
المقدّس وإهدائه الي الإمام (ع). الدّروس : ٢ / ٢٣.
٢٧ ـ إحضار القلب في جميع الأحوال والتّوبه
من الذّنوب والإستغفار. البحار : ٩٧ / ١٣٥.
٢٨ ـ إظهار المودّه بتقبيل الحرم والضّريح
المقدّس. المزار للشهيد الأوّل : ٢٠٠
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٢٩ ـ التّوديع بالمأثور عند الإنصراف.
المقنعه : ٤٧١.
٣٠ ـ المشي عند الخروج بالقهقري حتّي يتواري.
البحار : ٩٧ / ١٣٥.
٣١ ـ تکرار الزّياره مادام مقيماً في
کربلاء أو قريباً منه. البحار : ٩٧ / ١٣٥
٣٢ ـ الجهد البالغ لأن يکون الزّائر خيراً
من قبلها. البحار : ٩٧ / ١٣٥
٣٣ ـ حسن الصّحبه لمن صحبه.
٣٤ ـ قلّه الکلام الّا بخير. کامل الزّيارات
: ١٤١ .
٣٥ ـ کثره الدّعاء لنفسه ولوالديه ولإخوانه
المؤمنين وأخواته المؤمنات. مصباح الزّائر : ٢١٦.
٣٦ ـ الصّدقه علي المحاويج بتلک البقعه
فإنّ الصدقه مضاعفهً. الدّروس : ٢ / ٢٤
٣٧ ـ التّصدّق علي السّدنه والحفظه
للمشهد بإکرامهم وإعظامهم ، فإنّ فيه إکرام صاحب المشهد عليه الصلاة والسّلام وينبغي
لهؤلاء أن يکونوا من أهل الخير والصّلاح والدّين والمروّه والإحتمال والصّبر وکظم
الغيظ خالين من الغلظه علي الزّائرين ، قائمين بحوائج المحتاجين ، مرشدين ضالّ
الغرباء والواردين وليتعهّد أحوالهم الناظر فيه ، فإن وجد من أحد منهم تقصيرا
نبهّه عليه فإن أصرّ زجره فإن کان من المحرّم جاز ردعه بالضرب إن لم يجد التعنيف
من باب النّهي عن المنکر. البحار : ٩٧ / ١٣٤ عن الدّروس
٣٨ ـ إتيان الفرائض والنّوافل في المشهد
المقدّس. مصباح الزائر : ٢١٢
٣٩ ـ کثره الصّلاه عنده. التهذيب :
٦ / ٧٣.
٤٠ ـ ترک الّلهو والتّجنّب من ملاذّ
الطّعام والشّراب. مزار المفيد : ٩٦ ب ٤٨.
٤١ ـ ترک الخصومه والأيمان والجدال.
الوسائل : ١٤ / ٥٢٧.
٤٢ ـ الإتيان بصلاه جعفر الطّيار.
البحار : ٩٧ / ١٣٧ح ٢٥.
٤٣ ـ الإتيان بصلاه الإمام الحسين (ع)
عند ضريحه المطهّر. مصباح الزائر : ٥٣٢.
٤٤ ـ التّوجّه الي الإمام وأهدافه
المقدّسه.
٤٥ ـ إتمام الصّلاه في حرمه الشّريف
للمسافر. الوسائل : ٨ / ٥٢٤ ب ٢٥ ح ١١٣٤٣.
٤٦ ـ ولا يرفع الصّوت في الروضه
المقدّسه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٤٧ ـ کثره الدّعاء لسلامه الحجّه
المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف وتعجيل فرجه.
٤٨ ـ لبس السّواد وإظهار الحزن طوال شهر
محرّم وصفر إلي نهايه يوم الثّامن من شهر ربيع الأوّل ألّتي تشمل عزاء الإمام الحسين
وشهادته وإساره أهل بيته وشهاده الإمام السّجّاد ورقيه بنت الحسين والإمام الکاظم والمجتبي
والرّسول الأکرم والإمام الرّضا والأربعين وإحراق بيت فاطمه وشهاده السّيد محسن بن
علي وفاطمهٍ وبالنّهايه شهاده الأمام العسکري صلوات الله عليهم أجمعين کما فعله
أهل البيت عليهم السلام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٤٩ ـ
کمال الأدب بحضرته لأنّ الإمام حي عند ربّه يرزق وأنّه يرانا ويسمع ويجيب.
٥٠ ـ
المعرفه بمقامه عندالله تعالي وأنّه إمام مفترض الطّاعه علي الجميع حياً وشهيداً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال سيّد الاحرار
صلوات الله عليه
أنا
الحسين بن علي آليت أن لا أنثنى أحمى عيالات أبي أمضي على دين النبيّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زيارات ذبيح آل محمّد
صلوات الله عليهم وسلّم
العاشورائيّة
الزّياره الأولي
زيارة عاشوراء الأولى
عن الإمام أبي جعفر
محمّد بن عليّ الباقر صلوات الله عليهما
برواية الشّيخ ابن
قولويه قدّس سره
قال شيخ الطّائفه الحقّه وفقيهها
المقدّم أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه القمّي قدّس سرّه المتوفّي سنه٣٦٧ ه. ق
:
حدّثني حکيم بن داود بن حکيم وغيره ، عن
محمّد بن موسي الهمداني عن محمّد بن خالد الطّيالسي عن سيف بن عميره وصالح بن عقبه
جميعا عن علقمه بن محمّد الحضرمي؛
ومحمّد بن إسماعيل عن صالح بن عقبه عن
مالک الجهني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن أبي جعفر الباقر
عليه السّلام قال :
مَنْ زَارَ الْحُسَينَ عَلَيهِ السَّلَامُ
يوْمَ عَاشُورَاءَ مِنَ الْمُحَرَّمِ حَتَّي يظَلَّ عِنْدَهُ بَاکِياً ، لَقِي
اللَّهَ تَعالي يوْمَ الْقِيامَهِ بِثَوَابِ ألْفَي
ألْفِ حَجَّهٍ وَألْفَي
ألْفِ عُمْرَهٍ وَألْفَي ألْفِ غَزْوَهٍ وَثَوَابُ کُلِّ حَجَّهٍ وَعُمْرَهٍ وَغَزْوَهٍ
کَثَوَابِ مَنْ حَجَّ وَاعْتَمَرَ وَغَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّي اللهُ عَلَيهِ
وَآلِهِ وَمَعَ الْأئِمَّهِ الرَّاشِدِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِمْ أجْمَعينَ.
قَالَ قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاکَ! فَمَا
لِمَنْ کَانَ فِي بُعْدِ الْبِلَادِ وَأقَاصِيهَا وَلَمْ يمْکِنْهُ الْمَصِيرُ
إلَيهِ فِي ذَلِکَ الْيوْمِ؟ قَالَ :
إذَا کَانَ ذَلِکَ الْيوْمُ ، بَرَزَ
إلَي الصَّحْرَاءِ أوْ صَعِدَ سَطْحاً مُرْتَفِعاً فِي دَارِهِ ، وَأوْمَئَ إلَيهِ
بِالسَّلَامَ وَاجْتَهَدَ عَلَي قَاتِلِهِ بِالدُّعَاءِ وَصَلَّي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بَعْدَهُ رَکْعَتَينِ
، يفْعَلُ ذَلِکَ فِي صَدْرِ النَّهَارِ قَبْلَ الزَّوَالِ ، ثُمَّ لْينْدُبِ
الْحُسَينَ عَلَيهِ السَّلَامُ وَيبْکِيهِ وَيأْمُرُ مَنْ فِي دَارِهِ
بِالْبُکَاءِ عَلَيهِ وَيقِيمُ فِي دَارِهِ مُصِيبَتَهُ بِإظْهَارِ الْجَزَعِ عَلَيهِ
وَيتَلَاقَوْنَ بِالْبُکَاءِ بَعْضُهُمْ بَعْضاً في البُيوتِ وَلِيعَزِّ
بَعْضُهُمْ بَعْضاً بِمُصَابِ الْحُسَينِ عَلَيهِ السَّلَامُ ، فَأنَا ضَامِنٌ
لَهُمْ إذَا فَعَلُوا ذَلِکَ عَلَي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ جَمِيعَ هَذَا
الثَّوَابِ.
فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاکَ! وَأنْتَ الضَّامِنُ
لَهُمْ إذَا فَعَلُوا ذَلِکَ وَالزَّعِيمُ بِهِ؟قَالَ : أنَا الضَّامِنُ لَهُمْ
ذَلِکَ وَالزَّعِيمُ لِمَنْ فَعَلَ ذَلِکَ.
قَالَ قُلْتُ : فَکَيفَ يعَزِّي
بَعْضُهُمْ بَعْضاً؟ قَالَ :
يقُولُونَ"عَظَّمَ اللَّهُ
أُجُورَنَا بِمُصَابِنَا بِالْحُسَينِ عَلَيهِ السَّلَامُ وَجَعَلَنَا وَإياکُمْ
مِنَ الطَّالِبِينَ بِثَأْرِهِ مَعَ وَلِيهِ الْإمَامِ الْمَهْدِي مِنْ آلِ
مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وآله "فَإنِ اسْتَطَعْتَ أنْ لَا تَنْتَشِرَ يوْمَکَ
فِي حَاجَهٍ فَافْعَلْ ، فَإنَّهُ يوْمٌ نَحْسٌ لَا تُقْضَي فِيهِ حَاجَهٌ
وَإنْ قُضِيتْ لَمْ يبَارَکْ لَهُ فِيهَا وَلَمْ يرَ رُشْداً ، وَلَا تَدَّخِرَنَّ
لِمَنْزِلِکَ شَيئاً ، فَإنَّهُ مَنِ ادَّخَرَ لِمَنْزِلِهِ شَيئاً فِي ذَلِکَ الْيوْمِ
، لَمْ يبَارَکْ لَهُ فِيمَا يدَّخِرُهُ وَلَا يبَارَکُ لَهُ فِي أهْلِهِ. فَمَنْ
فَعَلَ ذَلِکَ کُتِبَ لَهُ ثَوَابُ ألْفِ ألْفِ حَجَّهٍ وَألْفِ ألْفِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عُمْرَهٍ وَألْفِ
ألْفِ غَزْوَهٍ کُلُّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ وَکَانَ
لَهُ ثَوَابُ مُصِيبَهِ کُلِّ نَبِي وَرَسُولٍ وَصِدِّيقٍ وَشَهِيدٍ مَاتَ أوْ
قُتِلَ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ الدُّنْيا إلَي أنْ تَقُومَ السَّاعَهُ.
قَالَ صَالِحُ بْنُ عُقْبَهَ الْجُهَنِي
وَسَيفُ بْنُ عَمِيرَهَ : قَالَ عَلْقَمَهُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِي : فَقُلْتُ
لِأبي جَعْفَرٍ عَلَيهِ السَّلَامُ : عَلِّمْنِي دُعَاءً أدْعُو بِهِ فِي ذَلِکَ
الْيوْمِ إذَا أنَا زُرْتُهُ مِنْ قَرِيبٍ وَدُعَاءً أدْعُو بِهِ إذَا لَمْ
أزُرْهُ مِنْ قَرِيبٍ ، وَأوْمَأْتُ إلَيهِ مِنْ بُعْدِ الْبِلَادِ وَمِنْ سَطْحِ
دَارِي بِالْسَّلامِ. قَالَ : فَقَالَ :
يا عَلْقَمَهُ! إذَا أنْتَ صَلَّيتَ
الرَّکْعَتَينِ بَعْدَ أنْ تُومِئَ إلَيهِ بِالسَّلَامِ وَقُلْتَ عِنْدَ الْإيمَاءِ
إلَيهِ وَبَعْدَ الرَّکْعَتَينِ هَذَا الْقَوْلَ ، فَإنَّکَ إذَا قُلْتَ ذَلِکَ ،
فَقَدْ دَعَوْتَ بِمَا يدْعُو بِهِ مَنْ زَارَهُ مِنَ الْمَلَائِکَهِ ، وَکَتَبَ
اللَّهُ لَکَ بِهَا ألْفَ ألْفِ حَسَنَهٍ وَمَحَا عَنْکَ ألْفَ ألْفِ سَيئَهٍ وَرَفَعَ
لَکَ مِائَهَ ألْفِ ألْفِ دَرَجَهٍ وَکُنْتَ مِمَّنِ اسْتُشْهِدَ مَعَ الْحُسَينِ
بْنِ عَلِي عَلَيهِمَاالسَّلأمُ حَتَّي تُشَارِکَهُمْ فِي دَرَجَاتِهِمْ ، وَلَا
تُعْرَفُ إلَّا فِي الشُّهَدَاءِ الَّذِينَ اسْتُشْهِدُوا مَعَهُ ، وَکُتِبَ لَکَ
ثَوَابُ کُلِّ نَبِي وَرَسُولٍ وَزِيارَهِ (کُلِّ)
مَنْ زَارَ الْحُسَينَ بْنَ عَلِي عَلَيهِمَاالسَّلأمُ مُنْذُ يوْمَ قُتِلَ (صَلَوَاتُ
اللهِ عَلَيهِ ، تَقُولُ)
:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السَّلَامُ عَلَيکَ يا أبَا عَبْدِ
اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا
خِيرَهَ اللَّهِ وَابْنَ خِيرَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ أمِيرِ
الْمُؤْمِنِينَ وَابْنَ سَيدِ الْوَصِيينَ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ
فَاطِمَهَ سَيدَهِ نِساءِ الْعالَمينَ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا ثَارَ اللَّهِ وَابْنَ
ثَارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ ، السَّلَامُ عَلَيکَ وَعَلَي الْأرْوَاحِ
الَّتِي حَلَّتْ بِفِنَائِکَ وَأناخَتْ بِرَحْلِکَ ، عَلَيکُمْ مِنِّي جَمِيعاً
سَلَامُ اللَّهِ أبَداً مَا بَقِيتُ وَبَقِي اللَّيلُ وَالنَّهَارُ.
يا أبَا عَبْدِ اللَّهِ لَقَدْ عَظُمَتِ
الرَّزيهُ وَجَلَّتِ الْمُصِيبَهُ بِکَ عَلَينَا وَعَلَي جَمِيعِ أهْلِ
السَّمَاوَاتِ وَالْأرْضِ ، فَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّهً أسَّسَتْ أسَاسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ
عَلَيکُمْ أهْلَ الْبَيتِ ، وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّهً دَفَعَتْکُمْ عَنْ
مَقَامِکُمْ وَأزَالَتْکُمْ عَنْ مَرَاتِبِکُمُ الَّتِي رَتَّبَکُمُ اللَّهُ فِيهَا
، وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّهً قَتَلَتْکُمْ ، وَلَعَنَ اللَّهُ الْمُمَهِّدِينَ لَهُمْ
بِالتَّمْکِينِ مِنْ قِتَالِکُمْ
بَرِئْتُ إلَي اللهِ وَإلَيکُمْ مِنْهُمْ وَمِنْ أشْياعِهِمْ وَأتْباعِهِمْ.
يا أبَا عَبْدِ اللَّهِ ، إنِّي سِلْمٌ
لِمَنْ سَالَمَکُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَکُمْ إلَي يوْمِ الْقِيامَهِ ،
فَلَعَنَ اللَّهُ آلَ زِيادٍ وَآلَ مَرْوَانَ ، وَلَعَنَ اللَّهُ بَنِي أُمَيهَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قَاطِبَهً ، وَلَعَنَ
اللَّهُ ابْنَ مَرْجَانَهَ ، وَلَعَنَ اللَّهُ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ ، وَلَعَنَ
اللَّهُ شِمْراً
، وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّهً أسْرَجَتْ وَألْجَمَتْ وَتَهَيأتْ لِقِتَالِکَ. يا
أبَا عَبْدِ اللَّهِ بِأبي أنْتَ وَأُمِّي ، لَقَدْ عَظُمَ مُصَابي بِکَ ،
فَأسْألُ اللَّهَ الَّذِي أکْرَمَ مَقَامَکَ أنْ يکْرِمَنِي بِکَ ، وَيرْزُقَنِي
طَلَبَ ثَارِکَ مَعَ إمَامٍ مَنْصُورٍ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي وَجِيهاً
عِنْدَکَ بِالْحُسَينِ
فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَهِ.
يا سَيدِي يا أبَا عَبْدِ اللَّهِ إنِّي
أتَقَرَّبُ إلَي اللَّهِ تَعالي وَإلَي رَسُولِهِ وَإلَي أمِيرِالْمُؤْمِنِينَ وَإلَي
فَاطِمَهَ وَإلَي الْحَسَنِ وَإلَيکَ صَلَّي اللَّهُ عَلَيکَ وَسَلَّمَ وَعَلَيهِمْ
بِمُوَالَاتِکَ يا أبَا عَبْدِ اللَّهِ وَبِالْبَرَاءَهِ مِنْ أعْدائِکَ وَمِمَّنْ
قَاتَلَکَ وَنَصَبَ لَکَ الْحَرْبَ ، وَمِنْ جَمِيعِ أعْدَائِکُمْ ، وَبِالْبَرَاءَهِ
مِمَّنْ أسَّسَ الْجَوْرَ وَبَنَي عَلَيهِ بُنْيانَهُ وَأجْرَي ظُلْمَهُ وَجَوْرَهُ
عَلَيکُمْ وَعَلَي أشْياعِکُمْ ، بَرِئْتُ إلَي اللَّهِ وَإلَيکُمْ مِنْهُمْ ، وَأتَقَرَّبُ
إلَي اللَّهِ ثُمَّ إلَيکُمْ بِمُوَالَاتِکُمْ وَمُوَالَاهِ وَلِيکُمْ ، وَبِالْبَرَائَهِ
مِنْ أعْدَائِکُمْ وَمِنَ النَّاصِبِينَ لَکُمُ الْحَرْبَ ، وَالْبَرَاءَهِ مِنْ
أشْياعِهِمْ وَأتْبَاعِهِمْ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنِّي سِلْمٌ لِمَنْ
سَالَمَکُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَکُمْ وَوَلي
لِمَنْ والاکُمْ وَعَدُوٌ لِمَنْ عاداکُم ، فَأسْألُ اللَّهَ الَّذِي أکْرَمَنِي
بِمَعْرِفَتِکُمْ وَمَعْرِفَهِ أوْلِيائِکُمْ ، وَرَزَقَنِي الْبَرَاءَهَ مِنْ
أعْدَائِکُمْ ، أنْ يجْعَلَنِي مَعَکُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَهِ ، وَأنْ يثَبِّتَ
لِي عِنْدَکُمْ قَدَمَ صِدْقٍ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَهِ ، وَأسْألُهُ أنْ يبَلِّغَنِي
الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ لَکُمْ عِنْدَاللَّهِ ، وَأنْ يرْزُقَنِي طَلَبَ
ثَارِکُمْ مَعَ إمَامٍ مَهْدِي نَاطِقٍ لَکُمْ.
وَأسْألُ اللَّهَ بِحَقِّکُمْ وَبِالشَّأْنِ
الَّذِي لَکُمْ عِنْدَهُ أنْ يعْطِينِي بِمُصَابي بِکُمْ أفْضَلَ مَا أعْطَي
مُصَاباً بِمُصِيبَهٍ
، أقُولُ إنَّا لِلَّهِ وَإنَّا إلَيهِ راجِعُونَ ، يا لَهَا مِنْ مُصِيبَهٍ ، مَا
أعْظَمَهَا وَأعْظَمَ رَزِيتَهَا فِي الْإسْلَامِ وَفِي جَمِيعِ أهْلِ
السَّمَاوَاتِ وَالْأرْضِ .
اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي فِي مَقَامِي
هَذَا مِمَّنْ تَنَالُهُ مِنْکَ صَلَوَاتٌ وَرَحْمَهٌ وَمَغْفِرَهٌ. اللَّهُمَّ
اجْعَلْ مَحْياي مَحْيا مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَمَمَاتِي مَمَاتَ مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ.
اللَّهُمَّ إنَّ هَذَا يوْمٌ
تَنَزَّلَتْ
فِيهِ اللَّعْنَهُ عَلَي آلِ زِيادٍ وَآلِ أُمَيهَ وَابْنِ آکِلَهِ الْأکْبَادِ ،
اللَّعِينِ بْنِ اللَّعِينِ عَلَي لِسَانِ نَبِيکَ فِي کُلِّ مَوْطِنٍ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَمَوْقِفٍ وَقَفَ فِيهِ
نَبِيکَ صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ. اللَّهُمَّ الْعَنْ أبَاسُفْيانَ وَمُعَاوِيهَ
وَعَلَي يزِيدَ بْنِ مُعَاوِيهَ اللَّعْنَهُ أبَدَ الْآبِدِينَ. اللَّهُمَّ
فَضَاعِفْ عَلَيهِمُ اللَّعْنَهَ أبَداً لِقَتْلِهِمْ الْحُسَينَ عَلَيهِ
السَّلامُ. اللَّهُمَّ إنِّي أتَقَرَّبُ إلَيکَ فِي هَذَا الْيوْمِ فِي مَوْقِفِي
هَذَا وَأيامِ حَياتِي بِالْبَرَاءَهِ مِنْهُمْ وَاللَّعنَهِ
عَلَيهِمْ وَبِالْمُوَالَاهِ لِنَبِيکَ مُحَمَّدٍ وَأهْلِ بَيتِ نَبِيکَ صَلَّي
الله عَلَيهِ وَعَلَيهِمْ أجْمَعينَ.
ثُمَّ تَقُولُ مِائَهَ مَرَّهٍ :
اللَّهُمَّ الْعَنْ أوَّلَ ظَالِمٍ
ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ
وَآخِرَ تَابِعٍ لَهُ عَلَي ذَلِکَ. اللَّهُمَّ الْعَنِ الْعِصَابَهَ الَّتِي
حَارَبَتِ
الْحُسَينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ)
وَشَايعَتْ وَبَايعَتْ
أعْدائَهُ عَلَي قَتْلِهِ وَقَتْلِ أنْصَارِهِ ، اللَّهُمَّ الْعَنْهُمْ جَمِيعاً.
ثُمَّ قُلْ مِائَهَ مَرَّهٍ :
السَّلَامُ عَلَيکَ يا أبَا عَبْدِ
اللَّهِ وَعَلَي الْأرْوَاحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنَائِکَ وَأنَاخَتْ بِرَحْلِکَ ،
عَلَيکُمْ مِنِّي سَلَامُ اللَّهِ أبَداً مَا بَقِيتُ وَبَقِي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللَّيلُ وَالنَّهَارُ
، وَلَا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِکُمْ.
السَّلَامُ عَلَي الْحُسَينِ وَعَلَي
عَلِي بْنِ الْحُسَينِ وَعَلَي أصْحَابِ الْحُسَينِ ، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِمْ
أجْمَعِينَ.
ثُمَّ تَقُولُ مَرَّهً وَاحِدَهً :
اللَّهُمَّ خُصَّ أنْتَ أوَّلَ ظَالِمٍ
ظَلَمَ آلَ نَبِيکَ بِاللَّعْنِ ، ثُمَّ الْعَنْ أعْدَاءَ آلِ مُحَمَّدٍ مِنَ
الْأوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ. اللَّهُمَّ الْعَنْ يزِيدَ وَأبَاهُ وَالْعَنْ عُبَيدَاللَّهِ
بْنِ زِيادٍ وَآلَ مَرْوَانَ وَبَنِي أُمَيهَ قَاطِبَهً إلَي يوْمِ الْقِيامَهِ.
ثُمَّ تَسْجُدُ سَجْدَهً تَقُولُ فِيهَا
:
اللَّهُمَّ لَکَ الْحَمْدُ حَمْدَ
الشَّاکِرِينَ عَلَي مُصَابِهِمْ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَي عَظِيمِ مُصابي وَرَزِيتِي
فِيهِمْ.
اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي شَفَاعَهَ
الْحُسَينِ يوْمَ الْوُرُودِ ، وَثَبِّتْ لِي قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَکَ مَعَ الْحُسَينِ
وَأصْحَابِ الْحُسَينِ ، الَّذِينَ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ دُونَ الْحُسَينِ
صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِمْ أجْمَعِينَ.
قَالَ عَلْقَمَهُ : قالَ أبُوجَعْفَرٍ
الباقِرُ عَلَيهِ السَّلامُ :
يا عَلْقَمَهُ! إنِ اسْتَطَعْتَ أنْ
تَزُورَهُ فِي کُلِّ يوْمٍ بِهَذِهِ الزِّيارَهِ مِنْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دَهْرِکَ فَافْعَلْ ،
فَلَکَ ثَوَابُ جَمِيعِ ذَلِکَ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زيارة عاشوراء الاولى
عن الامام أبي جعفر
محمّد بن عليّ الباقر صلوات الله عليهما
برواية الشّيخ
الطّوسي قدّس سرّه
قال شيخ الطّائفه الحقّه أبوجعفر محمّد
بن الحسن الطّوسي قدّس سرّه المتوفّي سنه٤٦٠ه. ق :
شرح زياره أبي عبد الله الحسين عليه
السّلام في يوم عاشوراء من قرب أو بعد.
روي محمّد بن إسماعيل بن بزيع عن صالح
بن عقبه عن أبي جعفر عليه السّلام قال :
مَنْ زَارَ الْحُسَينَ بْنَ عَلِي عَلَيهِمَا
السَّلامُ فِي يوْمِ عَاشُورَا مِنَ الْمُحَرَّمِ حَتَّي يظَلَّ عِنْدَهُ بَاکِياً
، ألْقَي اللَّهَ عَزَّوَجَلَّ يوْمَ يلْقاهُ بِثَوَابِ ألْفَي حَجَّهٍ وَألْفَي
عُمْرَهٍ وَألْفَي غَزْوَهٍ وَثَوَابُ کُلِّ غَزْوَهٍ وَحَجَّهٍ وَعُمْرَهٍ
کَثَوَابِ مَنْ حَجَّ وَاعْتَمَرَ وَغَزَي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّي الله عَلَيهِ
وَآلِهِ وَمَعَ الْأئِمَّهِ الرَّاشِدِينَ.
قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاکَ!
فَمَا لِمَنْ کَانَ فِي بَعيدِ الْبِلَادِ وَأقَاصِيهِ وَلَمْ يمْکِنْهُ الْمَصِيرُ
إلَيهِ فِي ذَلِکَ الْيوْمِ؟ قَالَ :
إذَا کَانَ کَذَلِکَ ، بَرَزَ إلَي
الصَّحْرَاءِ أوَ صَعِدَ سَطْحاً مُرْتَفِعاً فِي دَارِهِ وَأوْمَأ إلَيهِ
بِالسَّلَامِ وَاجْتَهَدَ فِي الدُّعَاءِ عَلَي قَاتِلِهِ ، وَصَلَّي مِنْ بَعْدُ
رَکْعَتَينِ وَلِيکُنْ ذَلِکَ فِي صَدْرِ النَّهَارِ قَبْلَ أنْ تَزُولَ الشَّمْسُ
،
ثُمَّ لْينْدُبِ
الْحُسَينَ عَلَيهِ السَّلامُ وَيبْکِيهِ وَيأْمُرُ مَنْ فِي دَارِهِ مِمَّنْ لا يتَّقِيهِ
بِالْبُکَاءِ عَلَيهِ ، وَيقِيمُ فِي دَارِهِ ألمُصِيبَهَ بِإظْهَارِ الْجَزَعِ
عَلَيهِ وَلِيعَزِّ (فِيهَ) بَعْضُهُمْ بَعْضاً بِمُصَابِهِمْ بِالْحُسَينِ عَلَيهِ
السَّلامُ ، وَأنَا الضَّامِنُ لَهُمْ إذَا فَعَلُوا ذَلِکَ عَلَي اللَّهِ
تَعالَي جَمِيعَ ذَلِکَ.
قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاکَ! أنْتَ
الضَّامِنُ (ذَلِکَ) لَهُمْ وَالزَّعِيمُ؟ قَالَ :
أنَا الضَّامِنُ وَأنَا الزَّعِيمُ
لِمَنْ فَعَلَ ذَلِکَ.
قُلْتُ : فَکَيفَ يعَزِّي بَعْضُنَا
بَعْضاً؟ قَالَ :
تَقُولُونَ "أعْظَمَ اللَّهُ
أُجُورَنَا (وَأجُورَکُمْ) بِمُصَابِنَا بِالْحُسَينِ عَلَيهِ السَّلامُ وَجَعَلَنَا
وَإياکُمْ مِنَ الطَّالِبِينَ بِثَارِهِ مَعَ وَلِيهِ الْإمَامِ الْمَهْدِي مِنْ
آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيهِمُ السَّلامُ".
وَإنِ اسْتَطَعْتَ أنْ لَا تَنْتَشِرَ يوْمَکَ
فِي حَاجَهٍ فَافْعَلْ ، فَإنَّهُ يوْمٌ نَحْسٌ لَا تُقْضَي
فِيهِ حَاجَهُ مُؤْمِنٍ ، فَإنْ قُضِيتْ لَمْ يبَارَکُ لَهُ (فِيهَا) وَلَمْ يرَ
فِيهَا رُشْداً وَلَا يدَّخِرَنَّ أحَدُکُمْ لِمَنْزِلِهِ فِيهِ شَيئاً ، فَمَنِ
ادَّخَرَ فِي ذَلِکَ الْيوْمِ شَيئاً لَمْ يبَارَکْ لَهُ فِيمَا ادَّخَرَهُ وَلَمْ
يبَارَکْ لَهُ فِي أهْلِهِ ، فَإذَا فَعَلُوا ذَلِکَ کَتَبَ اللَّهُ تَعَالَي
لَهُمْ ثَوَابَ ألْفِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حَجَّهٍ وَألْفِ
عُمْرَهٍ وَألْفِ غَزْوَهٍ کُلُّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ
وَکَانَ لَهُ أجْرُ
وَثَوَابُ مُصِيبَهِ کُلِّ نَبِي وَرَسُولٍ وَوَصِي وَصِدِّيقٍ وَشَهِيدٍ مَاتَ
أوْ قُتِلَ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ الدُّنْيا إلَي أنْ تَقُومَ السَّاعَهُ.
قَالَ صَالِحُ بْنُ عُقْبَهَ وَسَيفُ
بْنُ عَمِيرَهَ : قَالَ عَلْقَمَهُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِي : قُلْتُ لِأبي
جَعْفَرٍ عَلَيهِ السَّلامُ : عَلِّمْنِي دُعَاءً أدْعُو بِهِ ذَلِکَ الْيوْمِ
إذَا أنَا زُرْتُهُ مِنْ قَرْبٍ وَدُعَاءً أدْعُو بِهِ إذَا لَمْ أزُرْهُ مِنْ
قَرْبٍ وَأوْمَأْتُ مِنْ بُعْدِ الْبِلَادِ وَمِنْ دَارِي بِالْسَّلامِ
إلَيهِ. قَالَ : فَقَالَ لِي :
يا عَلْقَمَهُ! إذَا أنْتَ صَلَّيتَ
الرَّکْعَتَينِ بَعْدَ أنْ تُومِئَ إلَيهِ بِالسَّلَامِ ، فَقُلْ عِنْدَ الْإيمَاءِ
إلَيهِ مِنْ بَعْدَ التَّکْبِيرِ هَذَا الْقَوْلَ ، فَإنَّکَ إذَا قُلْتَ ذَلِکَ ،
فَقَدْ دَعَوْتَ بِمَا يدْعُوا بِهِ زُوَّارُهُ مِنَ الْمَلَائِکَهِ ، وَکَتَبَ
اللَّهُ لَکَ مِئَهَ ألْفَ ألْفِ دَرَجَهٍ وَکُنْتَ کَمَنِ اسْتُشْهِدَ مَعَ
الْحُسَينِ عَلَيهِ السَّلامُ حَتَّي تُشَارِکَهُمْ فِي دَرَجَاتِهِمْ ، ثُمَّ لَا
تُعْرَفُ إلَّا فِي الشُّهَدَاءِ الَّذِينَ اسْتُشْهِدُوا مَعَهُ ، وَکُتِبَ لَکَ
ثَوَابَ زِيارَهِ کُلِّ نَبِي وَکُلِّ رَسُولٍ وَزِيارَهِ کُلِّ مَنْ زَارَ
الْحُسَينَ عَلَيهِ السَّلامُ مُنْذُ يوْمَ قُتِلَ عَلَيهِ السَّلامُ وَعَلَي
أهْلِ بَيتِهِ.
الزِّيارَهُ ، تَقُولُ :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السَّلَامُ عَلَيکَ يا أبَا عَبْدِ
اللَّهِ ، (السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ) ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا
ابْنَ أمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَابْنَ سَيدِ الْوَصِيينَ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا
ابْنَ فَاطِمَهَ (الزَّهْرَاءِ) سَيدَهِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ، السَّلَامُ عَلَيکَ
يا ثَارَ اللَّهِ وَابْنَ ثَارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ ، السَّلَامُ عَلَيکَ وَعَلَي
الْأرْوَاحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنَائِکَ (وَأنَاخَتْ بِرَحْلِکَ)
، عَلَيکُمْ مِنِّي جَمِيعاً سَلَامُ اللَّهِ أبَداً مَابَقِيتُ وَبَقِي اللَّيلُ وَالنَّهَارُ.
يا أبَا عَبْدِ اللَّهِ لَقَدْ عَظُمَتِ
الرَّزِيهُ وَجَلَّتْ وَعَظُمَتِ الْمُصِيبَهُ بِکَ
عَلَينَا وَعَلَي جَمِيعِ أهْلِ الْإسْلَامِ ، وَجَلَّتْ وَعَظُمَتْ مُصِيبَتُکَ
فِي السَّمَاوَاتِ عَلَي جَمِيعِ أهْلِ السَّمَاوَاتِ.
فَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّهً أسَّسَتْ
أسَاسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ عَلَيکُمْ أهْلَ الْبَيتِ ، وَلَعَنَ اللَّهُ
أُمَّهً دَفَعَتْکُمْ عَنْ مَقَامِکُمْ وَأزَالَتْکُمْ عَنْ مَرَاتِبِکُمُ الَّتِي
رَتَّبَکُمُ اللَّهُ فِيهَا ، وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّهً قَتَلَتْکُمْ ، وَلَعَنَ
اللَّهُ الْمُمَهِّدِينَ لَهُمْ بِالتَّمْکِينِ مِنْ قِتَالِکُمْ ، بَرِئْتُ إلَي
اللَّهِ وَإلَيکُمْ مِنْهُمْ وَمِنْ أشْياعِهِمْ وَأتْبَاعِهِمْ وَأوْلِيائِهِمْ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا أبَا عَبْدِ اللَّهِ إنِّي سِلْمٌ
لِمَنْ سَالَمَکُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَکُمْ (وَوَلِي لِمَنْ وَالَاکُمْ وَعَدُوٌّ
لِمَنْ عَادَاکُمْ) إلَي يوْمِ الْقِيامَهِ ، وَلَعَنَ اللَّهُ آلَ زِيادٍ وَآلَ
مَرْوَانَ وَلَعَنَ اللَّهُ بَنِي أُمَيهَ قَاطِبَهً وَلَعَنَ اللَّهُ ابْنَ
مَرْجَانَهَ ، وَلَعَنَ اللَّهُ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ وَلَعَنَ اللَّهُ شِمْراً
، وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّهً أسْرَجَتْ وَألْجَمَتْ (وَتَهَيأتْ)
وَتَنَقَّبَتْ لِقِتَالِکَ.
بِأبي أنْتَ وَأُمِّي (يا أبَا عَبْدِ
اللَّهِ) لَقَدْ عَظُمَ مُصَابي بِکَ ، فَأسْألُ اللَّهَ الَّذِي أکْرَمَ
مَقَامَکَ وَأکْرَمَنِي بِکَ أنْ يرْزُقَنِي طَلَبَ ثَارِکَ مَعَ إمَامٍ مَنْصُورٍ
مِنْ أهْلِ بَيتِ
مُحَمَّدٍ صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي عِنْدَکَ وَجِيهاً
بِالْحُسَينِ عَلَيهِ السَّلامُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَهِ (وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ).
يا أبَا عَبْدِاللَّهِ إنِّي أتَقَرَّبُ
إلَي اللَّهِ تَعَالي وَإلَي رَسُولِهِ وَإلَي أمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَإلَي
فَاطِمَهَ وَإلَي الْحَسَنِ وَإلَيکَ بِمُوَالَاتِکَ (وَمُوَالَاتِ أوْلِيائِکَ) وَبِالْبَرَاءَهِ
مِمَّنْ قَاتَلَکَ وَنَصَبَ لَکَ الْحَرْبَ ، وَبِالْبَرَاءَهِ مِمَّنْ أسَّسَ (أسَاسَ)
الظُّلْمَ وَالْجَوْرَ
عَلَيکُمْ وَعَلَي أشْياعِکُمْ ، وَأبْرَأُ إلَي اللَّهِ وَإلَي رَسُولِهِ
بِالْبَرَاءَهِ مِمَّنْ أسَّسَ أسَاسَ ذَلِکَ وَبَنَي عَلَيهِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بُنْيانَهُ وَجَرَي
فِي ظُلْمِهِ وَجَوْرِهِ عَلَيکُمْ وَعَلَي أشْياعِکُمْ ، بَرِئْتُ إلَي اللَّهِ وَإلَيکُمْ
مِنْهُمْ وَأتَقَرَّبُ إلَي اللَّهِ (وَإلَي رَسُولِهِ) ثُمَّ إلَيکُمْ
بِمُوَالَاتِکُمْ وَمُوَالَاهِ وَلِيکُمْ وَبِالْبَرَاءَهِ مِنْ أعْدَائِکُمْ وَالنَّاصِبِينَ
لَکُمُ الْحَرْبَ وَبِالْبَرَاءَهِ مِنْ أشْياعِهِمْ وَأتْبَاعِهِمْ.
(يا أبَاعَبْدِاللهِ) إنِّي سِلْمٌ
لِمَنْ سَالَمَکُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَکُمْ وَوَلِي لِمَنْ وَالَاکُمْ وَعَدُوٌّ
لِمَنْ عَادَاکُمْ ، فَأسْألُ اللَّهَ الَّذِي أکْرَمَنِي بِمَعْرِفَتِکُمْ وَمَعْرِفَهِ
أوْلِيائِکُمْ وَرَزَقَنِي
الْبَرَاءَهَ مِنْ أعْدَائِکُمْ أنْ يجْعَلَنِي مَعَکُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَهِ
، وَأنْ يثَبِّتَ لِي عِنْدَکُمْ قَدَمَ صِدْقٍ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَهِ ، وَأسْألُهُ
أنْ يبَلِّغَنِي
الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ (ألَّذِي)
لَکُمْ عِنْدَ اللَّهِ ، وَأنْ يرْزُقَنِي طَلَبَ ثَارِکُمْ
مَعَ إمَامٍ مَهْدِي
ظَاهِرٍ نَاطِقٍ بِالْحَقِّ مِنْکُمْ ، وَأسْألُ اللَّهَ بِحَقِّکُمْ وَبِالشَّأْنِ
الَّذِي لَکُمْ عِنْدَهُ أنْ يعْطِينِي بِمُصَابي بِکُمْ أفْضَلَ مَا يعْطِي
مُصَاباً بِمُصِيبَتِهِ. (يا لَهَا مِنْ مُصِيبَهٍ)
مُصِيبَهً مَا أعْظَمَهَا وَأعْظَمَ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رَزِيتَهَا فِي
الْإسْلَامِ وَفِي جَمِيعِ أهْلِ السَّمَاوَاتِ وَالْأرْضِ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي فِي مَقَامِي
هَذَا مِمَّنْ تَنَالُهُ مِنْکَ صَلَوَاتٌ وَرَحْمَهٌ وَمَغْفِرَهٌ. اللَّهُمَّ
اجْعَلْ مَحْياي مَحْيا مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَمَمَاتِي مَمَاتَ مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ. اللَّهُمَّ إنَّ هَذَا يوْمٌ تَبَرَّکَتْ
بِهِ بَنُو أُمَيهَ وَابْنُ آکِلَهِ الْأکْبَادِ اللَّعِينُ بْنُ اللَّعِينِ عَلَي
لِسَانِکَ وَلِسَانِ نَبِيکَ صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ فِي کُلِّ مَوْطِنٍ وَمَوْقِفٍ
وَقَفَ فِيهِ نَبِيکَ صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ (صَلَوَاتُکَ عَلَيهِ
وَآلِهِ). اللَّهُمَّ الْعَنْ أبَاسُفْيانَ وَمُعَاوِيهَ (ابْنَ أبِي سُفْيانَ)
وَيزِيدَ بْنَ مُعَاوِيهَ (وَمَرْوَانَ)
(وَآلَ مَرْوَانَ)
عَلَيهِمْ مِنْکَ اللَّعْنَهُ أبَدَ الْآبِدِينَ وَهَذَا يوْمٌ فَرِحَتْ بِهِ
آلُ زِيادٍ وَآلُ مَرْوَانَ (عَلَيهِمُ اللَّعْنَهُ) بِقَتْلِهِمُ الْحُسَينَ عَلَيهِ
السَّلَامُ .
اللَّهُمَّ فَضَاعِفْ عَلَيهِمُ
اللَّعْنَ (مِنْکَ)
وَالْعَذَابَ (الألِيمَ) .
اللَّهُمَّ إنِّي أتَقَرَّبُ إلَيکَ فِي
هَذَا الْيوْمِ وَفِي مَوْقِفِي هَذَا وَأيامِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حَياتِي
بِالْبَرَاءَهِ مِنْهُمْ وَاللَّعْنَهِ عَلَيهِمْ وَبِالْمُوَالَاهِ لِنَبِيکَ وَآلِ
نَبِيکَ عَلَيهِ وَعَلَيهِمُ السَّلَامُ.
ثُمَّ تَقُولُ :
اللَّهُمَّ الْعَنْ أوَّلَ ظَالِمٍ
ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَآخِرَ تَابِعٍ لَهُ عَلَي ذَلِکَ.
اللَّهُمَّ الْعَنِ الْعِصَابَهَ الَّتِي جَاهَدَتِ الْحُسَينَ (عَلَيهِ الصَّلوهُ
وَالسَّلَامُ) وَشَايعَتْ وَبَايعَتْ
عَلَي قَتْلِهِ اللَّهُمَّ الْعَنْهُمْ جَمِيعاً. تَقُولُ ذَلِکَ مِائَهَ مَرَّهٍ .
ثُمَّ تَقُولُ :
السَّلَامُ عَلَيکَ يا أبَا عَبْدِ
اللَّهِ وَعَلَي الْأرْوَاحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنَائِکَ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(وَأنَاخَتْ
بِرَحْلِکَ)
، عَلَيکَ مِنِّي سَلَامُ اللَّهِ (أبَداً)
مَا بَقِيتُ وَبَقِي اللَّيلُ وَالنَّهَارُ وَلَاجَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ الْعَهْدِ
مِنِّي لِزِيارَتِکُمْ
(أهْلِ الْبَيتِ).
السَّلَامُ عَلَي (الْحَسَنِ وَ)
الْحُسَينِ وَعَلَي عَلِي بْنِ الْحُسَينِ (وَعَلَي أوْلَادِ الْحُسَينِ)
وَعَلَي أصْحَابِ الْحُسَينِ (ألَّذِينَ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ
دُونَ الْحُسَينِ).
تَقُولُ ذَلِکَ مِائَهَ مَرَّهٍ. ثُمَّ
تَقُولُ :
اللَّهُمَّ خُصَّ أنْتَ أوَّلَ ظَالِمٍ
بِاللَّعْنِ مِنِّي وَابْدَأْ بِهِ أوَّلًا ثُمَّ الثَّانِي وَالثَّالِثَ وَالرَّابِعَ
،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللَّهُمَّ الْعَنْ يزِيدَ
(بْنَ مُعَاوِيهَ)
خَامِساً وَالْعَنْ عُبَيدَ اللَّهِ بْنِ زِيادٍ وَابْنَ مَرْجَانَهَ وَعُمَرَ
بْنَ سَعْدٍ وَشِمْراً
(وَسَنَاناً)
وَآلَ أبي سُفْيانَ وَآلَ زِيادٍ وَآلَ مَرْوَانَ إلَي يوْمِ الْقِيامَهِ.
ثُمَّ تَسْجُدُ وَتَقُولُ :
اللَّهُمَّ لَکَ الْحَمْدُ حَمْدَ
الشَّاکِرِينَ لَکَ عَلَي مُصَابِهِمْ ، الْحَمْدُلِلَّهِ عَلَي عَظِيمِ رَزِيتِي.
اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي شَفَاعَهَ الْحُسَينِ عَلَيهِ لسَّلَامُ يوْمَ الْوُرُودِ وَثَبِّتْ
لِي قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَکَ مَعَ الْحُسَينِ (وَأوْلَادِ الْحُسَينِ) وَأصْحَابِ
الْحُسَينِ ، الَّذِينَ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ دُونَ الْحُسَينِ عَلَيهِ السَّلَامُ.
قَالَ عَلْقَمَهُ : قَالَ أبُو جَعْفَرٍ
عَلَيهِ السَّلَامُ :
(وَ) إنِ اسْتَطَعْتَ أنْ تَزُورَهُ فِي
کُلِّ يوْمٍ بِهَذِهِ الزِّيارَهِ مِنْ
دَارِکَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَافْعَلْ فَلَکَ
ثَوَابُ جَمِيعِ ذَلِکَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الامام الصادق
صلوات الله عليه
من
يدعوا لزوّاره في السّماء أكثر ممّن يدعوا لهم في الارض
الزّياره الثّانيه
زيارة عاشوراء
الثّانية
عن الإمام أبي جعفر
محمّد بن عليّ الباقر صلوات اللّه عليهما
بروايه المزار القديم
المزار القديم لِ؟ : عن علقمه بن محمّد
الحضرمي عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام قال فيه :
مَنْ أرَادَ زِيارَهَ الْحُسَينِ بْنِ
عَلِي بْنِ أبِي طَالِبٍ عَلَيهِمَا السَّلَامُ يوْمَ عَاشُورَاءَ وَهُوَ الْيوْمُ
الْعَاشِرُ مِنَ الْمُحَرَّمِ ، فَيظَلُّ فِيهِ بَاکِياً مُتَفَجِّعاً حَزِيناً ،
لَقِي اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بِثَوَابِ ألْفَي حَجَّهٍ وَألْفَي عُمْرَهٍ وَألْفَي
غَزْوَهٍ ، ثَوَابُ کُلِّ حَجَّهٍ وَعُمْرَهٍ وَغَزْوَهٍ کَثَوَابِ مَنْ حَجَّ وَاعْتَمَرَ
وَغَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَمَعَ الْأئِمَّهِ
صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِمْ أجْمَعِينَ.
قَالَ عَلْقَمَهُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْحَضْرَمِي : قُلْتُ لِأبِي جَعْفَرٍ عَلَيهِ السَّلَامُ : جُعِلْتُ فِدَاکَ!
فَمَا يصْنَعُ مَنْ کَانَ فِي بُعْدِ الْبِلَادِ وَأقَاصِيهَا وَلَمْ يمْکِنْهُ
الْمَصِيرُ إلَيهِ فِي ذَلِکَ الْيوْمِ؟ قَالَ :
إذَا کَانَ فِي ذَلِکَ الْيوْمِ ـ يعْنِي
يوْمَ عَاشُورَاءَ ـ فَلْيغْتَسِلْ مَنْ أحَبَّ مِنَ النَّاسِ أنْ يزُورَهُ مِنْ أقَاصِي
الْبِلَادِ أوْ قَرِيبِهَا ، فَلْيبْرُزْ إلَي الصَّحْرَاءِ أوْ يصْعَدُ سَطْحَ
دَارِهِ ، فَلْيصَلِّ رَکْعَتَينِ خَفِيفَتَينِ يقْرَأُ فِيهِمَا سُورَهَ
الْإخْلَاصِ ، فَإذَا سَلَّمَ ، أوْمَأ إلَيهِ بِالسَّلَامِ وَيقْصِدُ إلَيهِ
بِتَسْلِيمِهِ وَإشَارَتِهِ
وَنِيتِهِ إلَي الْجِهَهِ الَّتِي فِيهَا أبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَينِ
صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيهِ.
قَالَ عَلَيهِ السَّلَامُ : ثُمَّ
تَقُولُ وَأنْتَ خَاشِعٌ مُسْتَکِينٌ :
السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ رَسُولِ
اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ الْبَشِيرِ النَّذِيرِ ، وَابْنَ سَيدِ
الْوَصِيينَ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ فَاطِمَهَ سَيدَهِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ
، السَّلَامُ عَلَيکَ يا خِيرَهَ اللَّهِ وَابْنَ خِيرَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا
ثَارَ اللَّهِ وَابْنَ ثَارِهِ ، السَّلَامُ عَلَيکَ أيهَا الْوِتْرُ الْمَوْتُورُ
، السَّلَامُ عَلَيکَ أيهَا الْإمَامُ الْهَادِي الزَّکِي وعَلَي أرْوَاحٍ حَلَّتْ
بِفِنَائِکَ وَأقَامَتْ فِي جِوَارِکَ وَوَفَدَتْ مَعَ زُوَّارِکَ ، السَّلَامُ
عَلَيکَ مِنِّي مَا بَقِيتُ وَبَقِي اللَّيلُ وَالنَّهَارُ.
فَلَقَدْ عَظُمَتْ بِکَ الرَّزِيهُ وَجَلَّتْ
فِي الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ وَفِي أهْلِ السَّمَاوَاتِ وَأهْلِ الْأرَضِينَ
أجْمَعِينَ. فَإنَّا لِلَّهِ وَإنَّا إلَيهِ رَاجِعُونَ ، صَلَوَاتُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ
وَتَحِياتُهُ عَلَيکَ ياأبَاعَبْدِاللَّهِ الْحُسَينَ وَعَلَي آبَائِکَ الطَّيبِينَ
الْمُنْتَجَبِينَ وَعَلَي ذُرِّياتِکُمُ الْهُدَاهِ الْمَهْدِيينَ. لَعَنَ اللَّهُ
أُمَّهً خَذَلَتْکَ وَتَرَکَتْ نُصْرَتَکَ وَمَعُونَتَکَ ، وَلَعَنَ اللَّهُ
أُمَّهً أسَّسَتْ أسَاسَ الظُّلْمِ لَکُمْ وَمَهَّدَتِ الْجَوْرَ عَلَيکُمْ
وَطَرَّقَتْ إلَي أذِيتِکُمْ
وَتَحَيفِکُمْ وَجَارَتْ ذَلِکَ فِي دِيارِکُمْ وَأشْياعِکُمْ ، بَرِئْتُ إلَي
اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وإلَيکُمْ يا سَادَاتِي وَمَوَالِي وَأئِمَّتِي مِنْهُمْ وَمِنْ
أشْياعِهِمْ وَأتْبَاعِهِمْ.
وَأسْألُ اللَّهَ الَّذِي أکْرَمَ يا
مَوَالِي مَقَامَکُمْ وَشَرَّفَ مَنْزِلَتَکُمْ وَشَأْنَکُمْ أنْ يکْرِمَنِي
بِوَلَايتِکُمْ وَمَحَبَّتِکُمْ وَالِائْتِمَامِ بِکُمْ وَالْبَرَائَهِ مِنْ
أعْدَائِکُمْ. وَأسْألُ اللَّهَ الْبَرَّ الرَّحِيمَ أنْ يرْزُقَنِي مَوَدَّتَکُمْ
وَأنْ يوَفِّقَنِي لِلطَّلَبِ بِثَارِکُمْ مَعَ الْإمَامِ الْمُنْتَظَرِ الْهَادِي
مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ وَأنْ يجْعَلَنِي مَعَکُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَهِ وَأنْ يبَلِّغَنِي
الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ لَکُمْ عِنْدَ اللَّهِ. وَأسْألُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ
بِحَقِّکُمْ وَبِالشَّأْنِ الَّذِي جَعَلَ اللَّهُ لَکُمْ أنْ يعْطِينِي بِمُصَابِي
بِکُمْ أفْضَلَ مَا أعْطَي مُصَاباً بِمُصِيبَهٍ.
إنَّا لِلَّهِ وَإنَّا إلَيهِ
رَاجِعُونَ ، يا لَهَا مِنْ مُصِيبَهٍ مَا أفْجَعَهَا وَأنْکَاهَا لِقُلُوبِ
الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ ، فَإنَّا لِلَّهِ وَإنَّا إلَيهِ رَاجِعُونَ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْنِي فِي مَقَامِي مِمَّنْ تَنَالُهُ مِنْکَ صَلَاهٌ وَرَحْمَهٌ
وَمَغْفِرَهٌ ، وَاجْعَلْنِي عِنْدَکَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَهِ وَمِنَ
الْمُقَرَّبِينَ ، فَإنِّي أتَقَرَّبُ إلَيکَ بِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ
صَلَوَاتُکَ عَلَيهِ وَعَلَيهِمْ أجْمَعِينَ. اللَّهُمَّ وَإنِّي أتَوَسَّلُ
وَأتَوَجَّهُ
بِصَفْوَتِکَ مِنْ خَلْقِکَ وَخِيرَتِکَ مِنْ خَلْقِکَ مُحَمَّدٍ وَعَلِي وَالطَّيبِينَ
مِنْ ذُرِّيتِهِمَا. اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْ
مَحْياي مَحْياهُمْ وَمَمَاتِي مَمَاتَهُمْ وَلَا تُفَرِّقْ بَينِي وَبَينَهُمْ فِي
الدُّنْيا وَالْآخِرَهِ ، إنَّکَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ.
اللَّهُمَّ وَهَذَا يوْمٌ تُجَدِّدُ فِيهِ
النَّقِمَهَ وَتُنَزِّلُ فِيهِ اللَّعْنَهَ عَلَي اللَّعِينِ يزِيدَ وَعَلَي آلِ يزِيدَ
وَعَلَي آلِ زِيادٍ وَعُمَرَ بْنِ سَعْدٍ وَالشِّمْرِ. اللَّهُمَّ الْعَنْهُمْ وَالْعَنْ
مَنْ رَضِي بِقَوْلِهِمْ وَفِعْلِهِمْ مِنْ أوَّلٍ وَآخِرٍ ، لَعْناً کَثِيراً وَأصْلِهِمْ
حَرَّ نَارِکَ وَأسْکِنْهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً وَأوْجِبْ عَلَيهِمْ وَعَلَي
کُلِّ مَنْ شَايعَهُمْ وَبَايعَهُمْ وَتَابَعَهُمْ وَسَاعَدَهُمْ وَرَضِي
بِفِعْلِهِمْ وَافْتَحْ لَهُمْ وَعَلَيهِمْ وَعَلَي کُلِّ مَنْ رَضِي بِذَلِکَ
لَعَنَاتِکَ الَّتِي لَعَنْتَ بِهَا کُلَّ ظَالِمٍ وَکُلَّ غَاصِبٍ وَکُلَّ
جَاحِدٍ وَکُلَّ کَافِرٍ وَکُلَّ مُشْرِکٍ وَکُلَّ شَيطَانٍ رَجِيمٍ وَکُلَّ
جَبَّارٍ عَنِيدٍ. اللَّهُمَّ الْعَنْ يزِيدَ وَآلَ يزِيدَ وَبَنِي مَرْوَانَ جَمِيعاً.
اللَّهُمَّ وَضَعِّفْ غَضَبَکَ وَسَخَطَکَ
وَعَذَابَکَ وَنَقِمَتَکَ عَلَي أوَّلِ ظَالِمٍ ظَلَمَ أهْلَ بَيتِ نَبِيکَ.
اللَّهُمَّ وَالْعَنْ جَمِيعَ الظَّالِمِينَ لَهُمْ وَانْتَقِمْ مِنْهُمْ ، إنَّکَ
ذُو نَقِمَهٍ مِنَ الْمُجْرِمِينَ. اللَّهُمَّ وَالْعَنْ أوَّلَ ظَالِمٍ ظَلَمَ
آلَ بَيتِ مُحَمَّدٍ وَالْعَنْ أرْوَاحَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَقُبُورَهُمْ.
وَالْعَنِ اللَّهُمَّ الْعِصَابَهَ
الَّتِي نَازَلَتِ الْحُسَينَ ابْنَ بِنْتِ نَبِيکَ وَحَارَبَتْهُ وَقَتَلَتْ
أصْحَابَهُ وَأنْصَارَهُ وَأعْوَانَهُ وَأوْلِياءَهُ وَشِيعَتَهُ وَمُحِبِّيهِ وَأهْلَ
بَيتِهِ وَذُرِّيتِهِ. وَالْعَنِ اللَّهُمَّ الَّذِينَ نَهَبُوا مَالَهُ وَسَبَوْا
حَرِيمَهُ وَلَمْ يسْمَعُوا کَلَامَهُ وَلَا مَقَالَهُ. اللَّهُمَّ وَالْعَنْ
کُلَّ مَنْ بَلَغَهُ ذَلِکَ فَرَضِي بِهِ مِنَ الْأوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ وَالْخَلَائِقِ
أجْمَعِينَ إلَي يوْمِ الدِّينِ.
السَّلَامُ عَلَيکَ يا أبَا عَبْدِ
اللَّهِ الْحُسَينَ وَعَلَي مَنْ سَاعَدَکَ وَعَاوَنَکَ وَوَاسَاکَ بِنَفْسِهِ وَبَذَلَ
مُهْجَتَهُ فِي الذَّبِّ عَنْکَ. السَّلَامُ عَلَيکَ يا مَوْلَاي وَعَلَيهِمْ وَعَلَي
رَوْحِکَ وَعَلَي أرْوَاحِهِمْ وَعَلَي تُرْبَتِکَ وَعَلَي تُرْبَتِهِمْ.
اللَّهُمَّ لَقِّهِمْ رَحْمَهً وَرِضْوَاناً وَرَوْحاً وَرَيحَاناً.
السَّلَامُ عَلَيکَ يا مَوْلَاي يا أبَا
عَبْدِ اللَّهِ ، يا ابْنَ خَاتِمِ النَّبِيينَ وَيا ابْنَ سَيدِ الْوَصِيينَ وَيا
ابْنَ سَيدَهِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا شَهِيدُ ، يا ابْنَ
الشَّهِيدِ.
اللَّهُمَّ بَلِّغْهُ عَنِّي فِي هَذِهِ
السَّاعَهِ وَفِي هَذَا الْيوْمِ وَفِي هَذَا الْوَقْتِ وَکُلِّ وَقْتٍ تَحِيهً وَسَلَاماً.
السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ سَيدِ الْعَالَمِينَ وَعَلَي الْمُسْتَشْهَدِينَ
مَعَکَ ، سَلَاماً مُتَّصِلًا مَا اتَّصَلَ اللَّيلُ وَالنَّهَارُ. السَّلَامُ
عَلَي الْحُسَينِ بْنِ عَلِي الشَّهِيدِ.
السَّلَامُ عَلَي عَلِي بْنِ الْحُسَينِ
الشَّهِيدِ ، السَّلَامُ عَلَي الْعَبَّاسِ بْنِ أمِيرِالْمُؤْمِنِينَ الشَّهِيدِ.
السَّلَامُ عَلَي الشُّهَدَاءِ مِنْ وُلْدِ أمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، السَّلَامُ
عَلَي الشُّهَدَاءِ مِنْ وُلْدِ جَعْفَرٍ وَعَقِيلٍ ، السَّلَامُ عَلَي کُلِّ
مُسْتَشْهَدٍ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ وَبَلِّغْهُمْ عَنِّي تَحِيهً. السَّلَامُ عَلَيکَ يا رَسُولَ اللَّهِ وَعَلَيکَ
السَّلَامُ وَرَحْمَهُاللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ ، أحْسَنَ اللَّهُ لَکَ الْعَزَاءَ فِي
وَلَدِکَ الْحُسَينُ. السَّلَامُ عَلَيکَ يا أبَا الْحَسَنِ يا أمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
وَعَلَيکَ السَّلَامُ وَرَحْمَهُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ ، أحْسَنَ اللَّهُ لَکَ
الْعَزَاءَ فِي وَلَدِکَ الْحُسَينِ. السَّلَامُ عَلَيکِ يا فَاطِمَهُ يا بِنْتَ
رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَعَلَيکِ السَّلَامُ وَرَحْمَهُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ
، أحْسَنَ اللَّهُ لَکِ الْعَزَاءَ فِي وَلَدِکِ الْحُسَينِ. السَّلَامُ عَلَيکَ يا
أبَامُحَمَّدٍ الْحَسَنَ وَعَلَيکَ السَّلَامُ وَرَحْمَهُاللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ ، أحْسَنَ
اللَّهُ لَکَ الْعَزَاءَ فِي أخِيکَ الْحُسَينِ. السَّلَامُ عَلَي أرْوَاحِ
الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ الْأحْياءِ مِنْهُمْ وَالْأمْوَاتِ وَعَلَيهِمُ
السَّلَامُ وَرَحْمَهُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ ، أحْسَنَ اللَّهُ لَهُمُ الْعَزَاءَ
فِي مَوْلَاهُمُ الْحُسَينِ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنَ الطَّالِبِينَ
بِثَأْرِهِ مَعَ إمَامٍ عَدْلٍ تُعِزُّ بِهِ الْإسْلَامَ وَأهْلَهُ ، يا رَبَّ
الْعَالَمِينَ.
ثُمَّ اسْجُدْ وَقُلْ :
اللَّهُمَّ لَکَ الْحَمْدُ عَلَي مَا
نَابَ مِنْ خَطْبٍ ، وَلَکَ الْحَمْدُ عَلَي کُلِّ أمْرٍ ، وَإلَيکَ الْمُشْتَکَي
فِي عَظِيمِ الْمُهِمَّاتِ بِخِيرَتِکَ وَأوْلِيائِکَ وَذَلِکَ لِمَا أوْجَبْتَ
لَهُمْ مِنَ الْکَرَامَهِ وَالْفَضْلِ الْکَثِيرِ.
اللَّهُمَ فَصَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ ، وَارْزُقْنِي شَفَاعَهَ الْحُسَينِ يوْمَ الْوُرُودِ وَالْمَقَامَ
الْمَشْهُودَ وَالْحَوْضَ الْمَوْرُودَ ، وَاجْعَلْ لِي قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَکَ
مَعَ الْحُسَينِ وَأصْحَابِ الْحُسَينِ الَّذِينَ وَاسَوْهُ بِأنْفُسِهِمْ وَبَذَلُوا
دُونَهُ مُهَجَهُمْ وَجَاهَدُوا مَعَهُ أعْدَاءَکَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِکَ وَرَجَائِکَ
وَتَصْدِيقاً بِوَعْدِکَ وَخَوْفاً مِنْ وَعِيدِکَ إنَّکَ لَطِيفٌ لِمَا تَشَاءُ يا
أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
قَالَ الصَّادِقُ عَلَيهِ السَّلَامُ :
هَذِهِ الزِّيارَهُ يزَارُ بِهَا الْحُسَينُ بْنُ عَلِي مِنْ عِنْدِ رَأْسِ أمِيرِ
الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِمْ أجْمَعِينَ.
قَالَ عَلْقَمَهُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْحَضْرَمِي عَنْ أبِي جَعْفَرٍ عَلَيهِ السَّلَامُ :
إنِ اسْتَطَعْتَ يا عَلْقَمَهُ أنْ
تَزُورَهُ فِي کُلِّ يوْمٍ بِهَذِهِ الزِّيارَهِ فِي دَارِکَ وَنَاحِيتِکَ وَحَيثُ
کُنْتَ مِنَ الْبِلَادِ فِي أرْضِ اللَّهِ فَافْعَلْ ذَلِکَ ، وَلَکَ ثَوَابُ جَمِيعِ
ذَلِکَ ، فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ عَلَي قَاتِلِهِ وَعَدُوِّهِ ، وَيکُونُ فِي
صَدْرِ النَّهَارِ قَبْلَ الزَّوَالِ.
ياعَلْقَمَهُ! وَانْدُبُوا
الْحُسَينَ عَلَيهِ السَّلَامُ وَابْکُوهُ وَلْيأْمُرْ أحَدُکُمْ مَنْ فِي دَارِهِ
بِالْبُکَاءِ عَلَيهِ ، وَلْيقِمْ عَلَيهِ فِي دَارِهِ الْمُصِيبَهَ بِإظْهَارِ
الْجَزَعِ وَالْبُکَاءِ ، وَتَلَاقَوْا يوْمَئِذٍ بِالْبُکَاءِ بَعْضُکُمْ إلَي
بَعْضٍ فِي الْبُيوتِ ، وَحَيثُ تَلَاقَيتُمْ وَلْيعَزِّ بَعْضُکُمْ بَعْضاً
بِمُصَابِ الْحُسَينِ عَلَيهِ السَّلَامُ.
قُلْتُ : أصْلَحَکَ اللَّهُ ، کَيفَ يعَزِّي
بَعْضُنَا بَعْضاً؟ قَالَ :
تَقُولُونَ " أحْسَنَ اللَّهُ
أُجُورَنَا بِمُصَابِنَا بِأبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَينِ عَلَيهِ السَّلَامُ وَجَعَلَنَا
مِنَ الطَّالِبِينَ بِثَأْرِهِ مَعَ الْإمَامِ الْمَهْدِي إلَي الْحَقِّ مِنْ آلِ
مُحَمَّدٍ صَلَّي اللَّهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَعَلَيهِمْ أجْمَعِينَ ". وَإنِ
اسْتَطَاعَ أحَدُکُمْ أنْ لَايمْضِي يوْمَهُ فِي حَاجَهٍ فَافْعَلُوا ، فَإنَّهُ يوْمٌ
نَحْسٌ لَا تُقْضَي فِيهِ حَاجَهُ مُؤْمِنٍ ، وَإنْ قُضِيتْ لَمْ يبَارَکْ فِيهَا
، وَلَمْ يرْشَدْ ، وَلَا يدَّخِرَنَّ أحَدُکُمْ لِمَنْزِلِهِ فِي ذَلِکَ الْيوْمِ
شَيئاً ، فَإنَّهُ مَنْ فَعَلَ ذَلِکَ لَمْ يبَارَکْ فِيهِ.
قَالَ الْبَاقِرُ عَلَيهِ السَّلَامُ :
أنَا ضَامِنٌ لِمَنْ فَعَلَ ذَلِکَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا
تَقَدَّمَ بِهِ الذِّکْرُ مِنْ عَظِيمِ الثَّوَابِ وَحَشَرَهُ اللَّهُ فِي
جُمْلَهِ الْمُسْتَشْهَدِينَ مَعَ الْحُسَينِ عَلَيهِ السَّلَامُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الإمام الصّادق
صلوات الله عليه
وارحم
تلک الصّرخة التي كانت لنا
الزّياره الثّالثه
زيارة عاشوراء
الثّالثة
عن الإمام أبي
عبدالله جعفر الصّادق من عند رأس أميرالمؤمنين
صلوات الله عليهما
برواية الشيخ المفيد قدّس سرّه
کتاب المزار لشيخ الطائفه الحقّه وفقيهها
أبي عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان العکبري البغدادي المفيد قدّس سرّه المتوفّي
سنه ٤١٣ ه. ق ـ علي ما نقله عنه العلامه محمّدباقر بن محمّد تقي المجلسي قدّس
سرّهما المتوفّي سنه ١١١١ ه. ق ـ قال : أورد الشيخ المفيد رحمه الله هذه الزياره
بأدني تغييرمع زيادات ، فنتببع لفظه لأنّه أسبق وأوثق ، قال رحمه الله :
تَتِمَّهٌ فِي ذِکْرِ زِيارَهِ
مَوْلَانَا أبِي الْحَسَنِ أمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَأبِي عَبْدِاللَّهِ الْحُسَينِ
صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِمَا جَمِيعاً وَهِي مَرْوِيهٌ عَنْ أبِي عَبْدِاللَّهِ
عَلَيهِ السَّلامُ : إذَا أرَدْتَ ذَلِکَ : فَقِفْ مُتَوَجِّهاً إلَي قَبْرِ أمِيرِالْمُؤْمِنِينَ
صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِ وَقُلِ : السَّلَامُ عَلَيکَ يا رَسُولَ اللَّه ...
وَقُلْ : السَّلَامُ عَلَيکَ يا أمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ ، عَلَيکَ مِنِّي سَلَامُ اللَّهِ أبَداً مَا بَقِيتُ وَبَقِي
اللَّيلُ وَالنَّهَارُ.
ثُمَّ أوْمِئْ إلَي الْحُسَينِ عَلَيهِ
السَّلامُ وَقُلْ :
السَّلَامُ عَلَيکَ يا أبَا عَبْدِ
اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، أتَيتُکُمَا زَائِراً وَمُتَوَسِّلًا
إلَي اللَّهِ تَعَالَي رَبِّي وَرَبِّکُمَا ، وَمُتَوَجِّهاً إلَي اللَّهِ بِکُمَا
، (وَ)
مُسْتَشْفِعاً بِکُمَا إلَي اللَّهِ فِي حَاجَتِي هَذِهِ ، فَاشْفَعَا لِي ،
فَإنَّ لَکُمَا عِنْدَ اللَّهِ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ وَالْجَاهَ الْوَجِيهَ وَالْمَنْزِلَ
الرَّفِيعَ وَالْوَسِيلَهَ ، إنِّي أنْقَلِبُ عَنْکُمَا مُنْتَظِراً لِتَنَجُّزِ
الْحَاجَهِ وَقَضَائِهَا وَنَجَاحِهَا مِنَ اللَّهِ بِشَفَاعَتِکُمَا لِي إلَي
اللَّهِ فِي ذَلِکَ ، فَلَا أخِيبُ وَلَا يکُونُ مُنْقَلَبِي عَنْکُمَا
مُنْقَلَباً خَاسِراً ، بَلْ يکُونُ مُنْقَلَبِي مُنْقَلَباً رَاجِحاً مُفْلِحاً
مُنْجِحاً مُسْتَجَاباً لِي بِقَضَاءِ جَمِيعِ الْحَوَائِجِ ، فَاشْفَعَا لِي ،
أنْقَلِبُ عَلَي مَا شَاءَ اللَّهُ ، لَاحَوْلَ وَقُوَّهَ إلَّا بِاللَّهِ ،
مُفَوِّضاً أمْرِي إلَي اللَّهِ ، مُلْجِئاً ظَهْرِي إلَي اللَّهِ ، مُتَوَکِّلاً
عَلَي اللَّهِ ، وَأقُولُ حَسْبِي اللَّهُ وَکَفَي ، سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ دَعَا
لَيسَ وَرَاءَاللَّهِ وَوَرَاءَکُمْ يا سَادَتِي مُنْتَهًي مَا شَاءَ اللَّهُ
رَبِّي کَانَ وَمَا لَمْ يشَأْ لَمْ يکُنْ.
يا سَيدِي يا أمِيرَالْمُؤْمِنِينَ وَمَوْلَاي
وَأنْتَ يا أبَا عَبْدِ اللَّهِ ، سَلَامِي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عَلَيکُمَا مُتَّصِلٌ
مَا اتَّصَلَ اللَّيلُ وَالنَّهَارُ ، وَاصِلٌ إلَيکُمَا غَيرُ مَحْجُوبٍ
عَنْکُمَا سَلَامِي إنْ شَاءَ اللَّهُ ، وَأسْألُهُ بِحَقِّکُمَا أنْ يشَاءَ
ذَلِکَ وَيفْعَلَ فَإنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
أنْقَلِبُ يا سَيدَي عَنْکُمَا تَائِباً
حَامِداً لِلَّهِ شَاکِراً رَاضِياً (رَاجِياً)
مُسْتَيقِناً لِلْإجَابَهِ غَيرَ آيسٍ وَلَا قَانِطٍ ، عَائِداً رَاجِعاً إلَي زِيارَتِکُمَا
غَيرَ رَاغِبٍ عَنْکُمَا بَلْ رَاجِعٌ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَي إلَيکُمَا ، يا
سَادَاتِي رَغِبْتُ إلَيکُمَا بَعْدَ أنْ زَهِدَ فِيکُمَا وَفِي زِيارَتِکُمَا
أهْلُ الدُّنْيا فَلَا يخَيبُنِي اللَّهُ فِيمَا رَجَوْتُ وَمَا أمَّلْتُ فِي زِيارَتِکُمَا
، إنَّهُ قَرِيبٌ مُجِيبٌ.
ثُمَّ اسْتَقْبِلْ
إلَي الْقِبْلَهِ وَقُلْ :
يا اللَّهُ يا اللَّهُ ، يا مُجِيبَ
دَعْوَهِ الْمُضْطَرِّينَ ، وَيا کَاشِفَ کَرْبِ
الْمَکْرُوبِينَ ، وَيا غِياثَ الْمُسْتَغِيثِينَ ، وَيا صَرِيخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ
، وَيا مَنْ هُوَ أقْرَبُ إلَي مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ.
يا مَنْ يحُولُ بَينَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ
(وَيا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأعْلي وَبِالْاُفُقِ الْمُبِينِ)
، وَيا مَنْ هُوَ الرَّحْمَانُ الرَّحِيمُ ، يا مَنْ عَلَي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الْعَرْشِ اسْتَوي ، يا
مَنْ يعْلَمُ خائِنَهَ الْأعْينِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ ، وَيا مَنْ لَا تَخْفَي
عَلَيهِ خَافِيهٌ.
يا مَنْ لَا تَشْتَبِهُ عَلَيهِ
الْأصْوَاتُ ، يا مَنْ لَا تُغَلِّطُهُ الْحَاجَاتُ ، يا مَنْ لَا يبْرِمُهُ
إلْحَاحُ الْمُلِحِّينَ ، يا مُدْرِکَ کُلِّ فَوْتٍ ، يا جَامِعَ کُلِّ شَمْلٍ ، يا
بَارِئَ النُّفُوسِ بَعْدَ الْمَوْتِ ، يا مَنْ هُوَ کُلُّ يوْمٍ فِي شَأْنٍ ، يا
قَاضِي الْحَاجَاتِ ، يا مُنَفِّسَ الْکُرُبَاتِ ، يا مُعْطِي السُؤُلَاتِ ، يا
وَلِي الرَّغَبَاتِ ، يا کَافِي الْمُهِمَّاتِ ، يا مَنْ يکْفِي مِنْ کُلِّ شَي ءٍ
وَلَا يکْفِي مِنْهُ شَي ءٌ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأرْضِ.
أسْألُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَلِي أمِيرِ
الْمُؤْمِنِينَ وَبِحَقِّ فَاطِمَهَ بِنْتِ نَبِيکَ وَبِحَقِّ الْحَسَنِ وَالْحُسَينِ
، فَإنِّي بِهِمْ أتَوَجَّهُ إلَيکَ فِي مَقَامِي هَذَا ، وَبِهِمْ أتَوَسَّلُ وَبِهِمْ
أسْتَشْفِعُ إلَيکَ ، وَبِحَقِّهِمْ أسْألُکَ وَأُقْسِمُ وَأعْزِمُ عَلَيکَ ، وَبِالشَّأْنِ
الَّذِي لَهُمْ عِنْدَکَ ، وَبِالَّذِي فَضَّلْتَهُمْ عَلَي الْعَالَمِينَ ، وَبِاسْمِکَ
الَّذِي جَعَلْتَهُ عِنْدَهُمْ وَبِهِ خَصَصْتَهُمْ دُونَ الْعَالَمِينَ وَبِهِ
أبَنْتَهُمْ وَأبَنْتَ فَضْلَهُمْ مِنْ کُلِّ فَضْلٍ ، حَتَّي فَاقَ فَضْلُهُمْ
فَضْلَ الْعَالَمِينَ جَمِيعاً.
وَأسْألُکَ أنْ تُصَلِّي عَلَي
مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأنْ تَکْشِفَ عَنِّي غَمِّي
وَهَمِّي وَکَرْبِي وَأنْ
تَکْفِينِي الْمُهِمَّ مِنْ أمْرِي
وَتَقْضِي عَنِّي دَينِي وَتُجِيرَنِي مِنَ الْفَقْرِ وَالْفَاقَهِ وَتُغْنِينِي
عَنِ الْمَسْألَهِ إلَي الْمَخْلُوقِينَ.
وَتَکْفِينِي هَمَّ مَنْ أخَافُ هَمَّهُ
وَعُسْرَ مَنْ أخَافُ عُسْرَهُ وَحُزُونَهَ مَنْ أخَافُ حُزُونَتَهُ وَشَرَّ مَنْ
أخَافُ شَرَّهُ وَمَکْرَ مَنْ أخَافُ مَکْرَهُ وَبَغْي مَنْ أخَافُ بَغْيهُ وَجَوْرَ
مَنْ أخَافُ جَوْرَهُ وَسُلْطَانَ مَنْ أخَافُ سُلْطَانَهُ وَکَيدَ مَنْ أخَافُ کَيدَهُ
، وَاصْرِفْ عَنِّي کَيدَهُ وَمَکْرَهُ وَمَقْدُرَهَ مَنْ أخَافُ مَقْدُرَتَهُ
عَلَي وَتَرُدَّ عَنِّي کَيدَ الْکَيدَهِ وَمَکْرَ الْمَکَرَهِ.
اللَّهُمَّ مَنْ أرَادَنِي بِسُوءٍ
فَأرِدْهُ ، وَمَنْ کَادَنِي فَکِدْهُ ، وَاصْرِفْ عَنِّي کَيدَهُ وَبَأْسَهُ وَأمَانِيهُ
، وَامْنَعْهُ عَنِّي کَيفَ شِئْتَ وَأنَّي شِئْتَ.
اللَّهُمَّ اشْغَلْهُ عَنِّي بِفَقْرٍ
لَا تَجْبُرُهُ وَبَلَاءٍ لَا تَسْتُرُهُ وَبِفَاقَهٍ لَاتَسُدُّهَا وَبِسُقْمٍ
لَا تُعَافِيهِ وَبِذُلٍّ لَا تُعِزُّهُ وَمَسْکَنَهٍ لَا تَجْبُرُهَا.
اللَّهُمَّ اجْعَلِ الذُّلَّ نُصْبَ عَينَيهِ
وَأدْخِلِ (عَلَيهِ) الْفَقْرَ فِي مَنْزِلِهِ وَالسُّقْمَ فِي بَدَنِهِ حَتَّي
تَشْغَلَهُ عَنِّي بِشُغُلٍ شَاغِلٍ لَا فَرَاغَ لَهُ ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَأنْسِهِ ذِکْرِي
کَمَا أنْسَيتَهُ ذِکْرَکَ ، وَخُذْ عَنِّي بِسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَلِسَانِهِ وَيدِهِ
وَرِجْلِهِ وَقَلْبِهِ وَجَمِيعِ جَوَارِحِهِ ، وَأدْخِلْ عَلَيهِ فِي جَمِيعِ
ذَلِکَ السُّقْمَ وَلَا تَشْفِهِ حَتَّي تَجْعَلَ لَهُ ذَلِکَ شُغُلًا شَاغِلًا
عَنِّي وَعَنْ ذِکْرِي ، وَاکْفِنِي يا کَافِي مَا لَا يکْفِي سِوَاکَ. يا
مُفَرِّجَ مَنْ لَا مُفَرِّجَ لَهُ سِوَاکَ ، وَمُغِيثَ مِنْ لَا مُغِيثَ لَهُ
سِوَاکَ ، وَجَارَ مَنْ لَا جَارَ لَهُ سِوَاکَ ، وَمَلْجَأ مَنْ لَا مَلْجَأ لَهُ
غَيرُکَ ، أنْتَ ثِقَتِي وَرَجَائِي وَمَفْزَعِي وَمَهْرَبِي وَمَلْجَئِي وَمَنْجَاي
، فَبِکَ أسْتَفْتِحُ وَبِکَ أسْتَنْجِحُ وَبِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ
أتَوَجَّهُ إلَيکَ وَأتَوَسَّلُ وَأتَشَفَّعُ.
يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ ، وَلَکَ
الْحَمْدُ وَلَکَ الْمِنَّهُ وَإلَيکَ الْمُشْتَکَي وَأنْتَ الْمُسْتَعَانُ.
فَأسْألُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أنْ تُصَلِّي عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ ، وَأنْ تَکْشِفَ عَنِّي غَمِّي وَهَمِّي وَکَرْبِي فِي مَقَامِي هَذَا
کَمَا کَشَفْتَ عَنْ نَبِيکَ غَمَّهُ وَکَرْبَهُ وَهَمَّهُ وَکَفَيتَهُ هَوْلَ
عَدُوِّهِ ، فَاکْشِفْ عَنِّي کَمَا کَشَفْتَ عَنْهُ وَفَرِّجْ عَنِّي کَمَا
فَرَّجْتَ عَنْهُ ، وَاکْفِنِي کَمَا کَفَيتَهُ ، وَاصْرِفْ عَنِّي هَوْلَ مَا
أخَافُ هَوْلَهُ وَمَئُونَهَ مَنْ أخَافُ مَئُونَتَهُ وَهَمَّ مَنْ أخَافُ هَمَّهُ
بِلَا مَئُونَهٍ عَلَي نَفْسِي مِنْ ذَلِکَ ، وَاصْرِفْنِي بِقَضَاءِ حَاجَتِي وَکِفَايهِ
مَا
أهَمَّنِي هَمُّهُ مِنْ أمْرِ دُنْياي وَآخِرَتِي
يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
ثُمَّ تَلْتَفِتُ إلَي أمِيرِ
الْمُؤْمِنِينَ عَلَيهِ السَّلَامُ وَتَقُولُ :
السَّلَامُ عَلَيکَ يا أمِيرَالْمُؤْمِنِينَ
وَالسَّلَامُ عَلَي أبِي عَبْدِاللَّهِ الْحُسَينِ مَا بَقِيتُ وَبَقِي اللَّيلُ وَالنَّهَارُ
وَلَا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَالْعَهْدِ مِنِّي لِزِيارَتِکُمَا وَلَا فَرَّقَ
اللَّهُ بَينِي وَبَينَکُمَا.
ثُمَّ تَنْصَرِفُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زياره عاشوراء
الثّالثه
عن الإمام أبي
عبداللّه جعفر الصّادق
من عند رأس أميرالمؤمنين
صلوات اللّه عليهما
بروايه الشّيخ الطّوسي
قدّس سرّه
قال شيخ الطّائفه الحقّه أبوجعفر محمّد
بن الحسن الطّوسي قدّس سرّه : وروي محمّد بن خالد الطّيالسي عن سيف بن عميره قال
خرجت مع صفوان بن مهران الجمّال و (عندنا) جماعه من أصحابنا إلي الغري بعد ما خرج
أبو عبد الله (الصّادق) عليه السّلام ، وجهه إلي ناحيه أبي عبد الله الحسين عليه
السّلام فقال لنا : تزورون الحسين عليه السّلام من هذا المکان من عند رأس أمير
المؤمنين عليه السّلام
، من هاهنا أومئ إليه أبو عبد الله الصّادق عليه السّلام
وأنا معه.
قال : فدعا صفوان بالزّياره الّتي رواها
علقمه بن محمّد الحضرمي عن أبي جعفر عليه السّلام في يوم عاشورا (ء) ، ثمّ صلّي
رکعتين عند رأس أمير المؤمنين (عليه السّلام) وودّع في دبرهما
أميرالمؤمنين (عليه السّلام) وأومئ إلي الحسين (عليه السّلام) بالسّلام
منصرفا وجهه
نحوه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وودّع وکان
فيما دعا في دبرهما :
يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ ، يا
مُجِيبَ دَعْوَهِ الْمُضْطَرِّينَ ، (وَ) يا کَاشِفَ کُرَبِ
الْمَکْرُوبِينَ ، (وَ)
يا غِياثَ الْمُسْتَغِيثِينَ ، (وَ)
يا صَرِيخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ ، يا مَنْ هُوَ أقْرَبُ إلَي مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ
، (وَ)
يا مَنْ يحُولُ بَينَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ، وَيا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ
الْأعْلَي وَبِالْأُفُقِ الْمُبِينِ ، وَيا مَنْ هُوَ الرَّحْمَانُ الرَّحِيمُ
عَلَي الْعَرْشِ اسْتَوي ، (وَ)
يا مَنْ
يعْلَمُ خائِنَهَ الْأعْينِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ ، (وَ)
يا مَنْ لَا تَخْفَي
عَلَيهِ خَافِيهٌ ، (وَ)
يا مَنْ لَا تَشْتَبِهُ عَلَيهِ الْأصْوَاتُ ، (وَ)
يا مَنْ لَا تُغَلِّطُهُ
الْحَاجَاتُ ، (وَ)
يا مَنْ لَا يبْرِمُهُ إلْحَاحُ الْمُلِحِّينَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(وَ) يا مُدْرِکَ کُلِّ فَوْتٍ وَيا
جَامِعَ کُلِّ شَمْلٍ وَيا بَارِئَ النُّفُوسِ
بَعْدَ الْمَوْتِ ، يا مَنْ هُوَ کُلُّ يوْمٍ فِي شَأْنٍ ، يا قَاضِي الْحَاجَاتِ
، يا مُنَفِّسَ الْکُرُبَاتِ ، يا مُعْطِي السُّؤُالَاتِ
، يا وَلِي الرَّغَبَاتِ ، يا کَافِي الْمُهِمَّاتِ ، يا مَنْ يکْفِي مِنْ کُلِّ
شَي ءٍ وَلَا يکْفِي مِنْهُ شَي ءٌ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأرْضِ.
أسْألُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ (خَاتِمِ
الْنَّبِيينَ) (نَبِيکَ)
وَ (بِحَقِّ) عَلِي
(أميرِ الْمُؤْمِنينَ)
(وَصِي نَبِيکَ)
وَبِحَقِّ فَاطِمَهَ (الزَّهْرَاءِ)
بِنْتِ نَبِيکَ وَبِحَقِّ الْحَسَنِ وَالْحُسَينِ (وَالتِّسْعَهِ مِنْ وُلْدِ
الْحُسَينِ)
(عَلِي وَمُحَمَّدٍ وَجَعْفَرٍ وَمُوسي وَعَلِي وَمُحَمَّدٍ وَعَلِي وَالْحَسَنِ وَالْحُجَّهِ)
(عَلَيهِمُ
السَّلَامُ)
، فَإنِّي بِهِمْ أتَوَجَّهُ إلَيکَ فِي مَقَامِي هَذَا وَبِهِمْ أتَوَسَّلُ وَبِهِمْ
أتَشَفَّعُ
إلَيکَ ، وَبِحَقِّهِمْ أسْألُکَ وَأُقْسِمُ وَأعْزِمُ عَلَيکَ ، وَبِالشَّأْنِ
الَّذِي لَهُمْ عِنْدَکَ ، وَبِالْقَدْرِ الَّذِي لَهُمْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عِنْدَکَ ، وَبِالَّذِي
فَضَّلْتَهُمْ عَلَي الْعَالَمِينَ ، وَبِاسْمِکَ الَّذِي جَعَلْتَهُ عِنْدَهُمْ ،
وَبِهِ خَصَصْتَهُمْ
دُونَ الْعَالَمِينَ ، وَبِهِ أبَنْتَهُمْ وَأبَنْتَ
فَضْلَهُمْ مِنْ
فَضْلِ الْعَالَمِينَ حَتَّي فَاقَ فَضْلُهُمْ فَضْلَ الْعَالَمِينَ جَمِيعَاً ،
أسْألُکَ أنْ تُصَلِّي عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأنْ تَکْشِفَ عَنِّي
غَمِّي وَهَمِّي
وَکَرْبِي وَتَکْفِينِي الْمُهِمَّ مِنْ أُمُورِي
وَتَقْضِي عَنِّي دَينِي
، وَتُجِيرَنِي
مِنَ الْفَقْر وَتُجِيرَنِي
مِنَ الْفَاقَهِ ، وَتُغْنِينِي عَنِ الْمَسْألَهِ إلَي الْمَخْلُوقِينَ .
وَتَکْفِينِي هَمَّ مَنْ أخَافُ هَمَّهُ وَجَوْرَ مَنْ أخَافُ جَوْرَهُ وَعُسْرَ
مَنْ أخَافُ عُسْرَهُ وَحُزُونَهَ مَنْ أخَافُ حُزُونَتَهُ وَشَرَّ مَنْ
أخَافُ شَرَّهُ وَمَکْرَ مَنْ
أخَافُ مَکْرَهُ وَبَغْي مَنْ أخَافُ بَغْيهُ (وَجَوْرَ مَنْ أخَافُ جَوْرَهُ)
وَسُلْطَانَ مَنْ أخَافُ سُلْطَانَهُ وَکَيدَ مَنْ أخَافُ کَيدَهُ وَمَقْدُرَهَ
مَنْ أخَافُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مَقْدُرَتَهُ
عَلَي وَتَرُدَّ عَنِّي کَيدَ الْکَيدَهِ وَمَکْرَ الْمَکَرَهِ.
اللَّهُمَّ مَنْ أرَادَنِي (بِسُوءٍ)
فَأرِدْهُ ، وَمَنْ کَادَنِي فَکِدْهُ
، وَاصْرِفْ عَنِّي کَيدَهُ وَمَکْرَهُ وَبَأْسَهُ وَأمَانِيهُ ، وَامْنَعْهُ
عَنِّي کَيفَ شِئْتَ وَأنَّي شِئْتَ. اللَّهُمَّ اشْغَلْهُ عَنِّي بِفَقْرٍ لَا
تَجْبُرُهُ وَبِبَلَاءٍ لَا تَسْتُرُهُ وَبِفَاقَه لَا تَسُدُّهَا وَبِسُقْمٍ
لَا تُعَافِيهِ ، وَذُلٍّ لَا تُعِزُّهُ ، وَبِمَسْکَنَهٍ
لَا تَجْبُرُهَا.
اللَّهُمَّ اضْرِبْ بِالذُّلِّ نَصْبَ
عَينَيهِ وَأدْخِلْ عَلَيهِ الْفَقْرَ فِي مَنْزِلِهِ وَالْعِلَّهَ وَالسُّقْمَ
فِي بَدَنِهِ ، حَتَّي تَشْغَلَهُ
عَنِّي بِشُغْلٍ
شَاغِلٍ
لَا فَرَاغَ لَهُ وَأنْسِهِ ذِکْرِي کَمَا أنْسَيتَهُ ذِکْرَکَ وَخُذْ عَنِّي
بِسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَلِسَانِهِ وَيدِهِ وَرِجْلِهِ وَقَلْبِهِ وَجَمِيعِ
جَوَارِحِهِ ، وَأدْخِلْ عَلَيهِ فِي جَمِيعِ ذَلِکَ السُّقْمَ وَلَا تَشْفِهِ
حَتَّي تَجْعَلَ ذَلِکَ لَهُ شُغُلًا شَاغِلًا بِهِ عَنِّي وَعَنْ ذِکْرِي ، وَاکْفِنِي
يا کَافِي مَا لَا يکْفِي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سِوَاکَ ، فَإنَّکَ
الْکَافِي
لَا کَافِي سِوَاکَ ، وَمُفَرِّجٌ لَا مُفَرِّجَ سِوَاکَ ، وَمُغِيثٌ
لَا مُغِيثَ سِوَاکَ ، وَجَارٌ لَاجَارَ سِوَاکَ ، خَابَ
مَنْ کَانَ جَارُهُ
سِوَاکَ وَمُغِيثُهُ
سِوَاکَ وَمَفْزَعُهُ إلَي سِوَاکَ وَمَهْرَبُهُ إلَي سِوَاکَ وَمَلْجَأُهُ إلَي
غَيرِکَ
وَمَنْجَاهُ مِنْ مَخْلُوقٍ غَيرِکَ ، فَأنْتَ
ثِقَتِي وَرَجَائِي وَمَفْزَعِي وَمَهْرَبِي وَمَلْجَئِي (وَمَنْجَاي) ، فَبِکَ
أسْتَفْتِحُ وَبِکَ أسْتَنْجِحُ وَبِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أتَوَجَّهُ إلَيکَ
وَأتَوَسَّلُ وَأتَشَفَّعُ .
فَأسْألُکَ يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا
اللَّهُ ، فَلَکَ الشُّکْرُ وَلَکَ الْحَمْدُ
وَإلَيکَ الْمُشْتَکَي وَأنْتَ الْمُسْتَعَانُ.
فَأسْألُکَ يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا
اللَّهُ ، بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، أنْ تُصَلِّي عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ ، وَأنْ تَکْشِفَ عَنِّي غَمِّي وَهَمِّي وَکَرْبِي فِي مَقَامِي هَذَا
کَمَا کَشَفْتَ عَنْ نَبِيکَ هَمَّهُ وَغَمَّهُ وَکَرْبَهُ وَکَفَيتَهُ هَوْلَ
عَدُوِّهِ ، فَاکْشِفْ عَنِّي کَمَا کَشَفْتَ عَنْهُ وَفَرِّجْ عَنِّي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
کَمَا فَرَّجْتَ
عَنْهُ ، وَاکْفِنِي کَمَا کَفَيتَهُ وَاصْرِفْ عَنِّي هَوْلَ مَا أخَافُ هَوْلَهُ
، وَمَؤُنَهَ مَا أخَافُ مَؤُنَتَهُ ، وَهَمَّ مَا أخَافُ هَمَّهُ ، بِلَا
مَؤُنَهٍ عَلَي نَفْسِي مِنْ ذَلِکَ ، وَاصْرِفْنِي بِقَضَاءِ حَوَائِجِي وَکِفَايهِ
مَا أهَمَّنِي
هَمُّهُ مِنْ أمْرِ آخِرَتِي وَدُنْياي.
يا أمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَيا أبَا
عَبْدِ اللهِ عَلَيکُمَا
مِنِّي سَلَامُ اللَّهِ أبَداً (مَا بَقِيتُ وَ)
مَا بَقِي اللَّيلُ وَالنَّهَارُ وَلَا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِکُمَا
وَلَا فَرَّقَ اللهُ بَينِي وَبَينَکُمَا.
اللَّهُمَّ أحْينِي حَياهَ
مُحَمَّدٍ (صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ)
وَذُرِّيتِهِ
، وَأمِتْنِي مَمَاتَهُمْ وَتَوَفَّنِي عَلَي مِلَّتِهِمْ وَاحْشُرْنِي فِي
زُمْرَتِهِمْ وَلَا تُفَرِّقْ بَينِي وَبَينَهُمْ طَرْفَهَ عَينٍ أبَداً فِي
الدُّنْيا وَالْآخِرَهِ.
يا أمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَيا أبَا
عَبْدِ اللَّهِ
أتَيتُکُمَا زَائِراً وَمُتَوَسِّلًا إلَي اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّکُمَا ، وَمُتَوَجِّهاً
إلَيهِ بِکُمَا ، وَمُسْتَشْفِعاً (بِکُمَا)
إلَي اللَّهِ تَعَالي فِي حَاجَتِي هَذِهِ ، فَاشْفَعَا لِي فَإنَّ لَکُمَا
عِنْدَاللَّهِ الْمَقَامَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الْمَحْمُودَ وَالْجَاهَ
الْوَجِيهَ وَالْمَنْزِلَ الرَّفِيعَ وَالْوَسِيلَهَ ، إنِّي
أنْقَلِبُ عَنْکُمَا
مُنْتَظِراً لِتَنَجُّزِ الْحَاجَهِ وَقَضَائِهَا وَنَجَاحِهَا مِنَ اللَّهِ
بِشَفَاعَتِکُمَا لِي إلَي اللَّهِ ، فِي ذَلِکَ فَلَا اُخَيبُ
وَلَا يکُونُ مُنْقَلَبِي مُنْقَلَباً خَائِباً خَاسِراً ، بَلْ يکُونُ مُنْقَلَبِي
مُنْقَلَباً رَاجِحاً
مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجَاباً
بِقَضَاءِ جَمِيعِ الحَوَائِجِ
، وَتَشْفَّعَا لِي إلَي اللَّهِ ، أنْقَلِبُ
عَلَي مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَاحَوْلَ وَلَاقُوَّهَ إلَّا بِاللَّهِ ، وَمُفَوِّضاً
أمْرِي إلَي اللَّهِ ، مُلْجِئاً ظَهْرِي إلَي اللَّهِ
، مُتَوَکِّلًا عَلَي اللَّهِ ، وَأقُولُ حَسْبِي اللَّهُ وَکَفَي
، سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ دَعَا لَيسَ (لِي) وَرَاءَ اللَّهِ وَوَرَاءَکُمْ. يا
سَادَتِي مُنْتَهَي مَا شَاءَ رَبِّي
کَانَ وَمَا لَمْ يشَأْ لَمْ يکُنْ وَلَاحَوْلَ وَلَا قُوَّهَ إلَّا بِاللَّهِ ،
أسْتَوْدِعُکُمَا اللَّهَ وَلَا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي إلَيکُمَا.
انْصَرَفْتُ يا سَيدِي يا أمِيرَالْمُؤْمِنِينَ
وَمَوْلَاي وَأنْتَ يا أبَاعَبْدِاللَّهِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا سَيدِي (وَ)
سَلَامِي عَلَيکُمَا مُتَّصِلٌ مَا اتَّصَلَ اللَّيلُ وَالنَّهَارُ ، وَاصِلٌ إلَيکُمَا
ذَلِکَ
غَيرُ مَحْجُوبٍ عَنْکُمَا سَلَامِي إنْ شَاءَ اللَّهُ ، وَأسْألُهُ بِحَقِّکُمَا
أنْ يشَاءَ ذَلِکَ وَيفْعَلَ فَإنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
إنْقَلَبْتُ يا سَيدَي عَنْکُمَا
تَائِباً ، حَامِداً لِلَّهِ (تَعَالي) شَاکِراً رَاجِياً لِلْإجَابَهِ غَيرِ آيسٍ
وَلَا قَانِطٍ
آئِباً عَائِداً رَاجِعاً
إلَي زِيارَتِکُمَا غَيرَ رَاغِبٍ عَنْکُمَا وَلَا عَنْ
زِيارَتِکُمَا ، بَلْ رَاجِعٌ عَائِدٌ إنْ شَاءَ اللَّهُ ، وَلَا حَوْلَ وَلَا
قُوَّهَ إلَّا بِاللَّهِ الْعَلِي الْعَظِيمِ.
يا سَيدَي
رَغِبْتُ إلَيکُمَا وَإلَي زِيارَتِکُمَا بَعْدَ أنْ زَهِدَ فِيکُمَا وَفِي زِيارَتِکُمَا
أهْلُ الدُّنْيا ، فَلَا خَيبَنِي
اللَّهُ مَا رَجَوْتُ وَمَا أمَّلْتُ فِي زِيارَتِکُمَا إنَّهُ قَرِيبٌ مُجِيبٌ.
قَالَ سَيفُ (بْنُ عَمِيرَهَ) :
فَسَألْتُ صَفْوَانَ
فَقُلْتُ لَهُ : إنَّ عَلْقَمَهَ (بْنَ مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِي) لَمْ يأْتِنَا
بِهَذَا عَنْ أبِي جَعْفَرٍ عَلَيهِ السَّلامُ ، إنَّمَا أتَانَا بِدُعَاءِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الزِّيارَهِ!.
فَقَالَ صَفْوَانُ : وَرَدْتُ مَعَ سَيدِي أبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيهِ السَّلامُ
إلَي هَذَا الْمَکَانِ فَفَعَلَ مِثْلَ الَّذِي فَعَلْنَاهُ فِي زِيارَتِنَا وَدَعَا
بِهَذَا الدُّعَاءِ عِنْدَالْوَدَاعِ بَعْدَ أنْ صَلَّي کَمَا صَلَّينَا (هُ) وَوَدَّعَ
کَمَا وَدَّعْنَا (هُ). ثُمَّ قَالَ لِي صَفْوَانُ قَالَ لِي أبُو عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيهِ
السَّلامُ) :
تَعَاهَدْ هَذِهِ الزِّيارَهَ وَادْعُ
بِهَذَا الدُّعَاءِ وَزُرْ بِهِ فَإنِّي ضَامِنٌ عَلَي اللَّهِ (تَعَالَي) لِکُلِّ
مَنْ زَارَ بِهَذِهِ الزِّيارَهِ وَدَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ مِنْ قُرْبٍ أوْ
بُعْدٍ ، أنَّ زِيارَتَهُ مَقْبُولَهٌ وَسَعْيهُ مَشْکُورٌ وَسَلَامَهُ وَاصِلٌ غَيرُ
مَحْجُوبٍ وَحَاجَتَهُ مَقْضِيهٌ مِنَ اللَّهِ (تَعَالَي) ، بَالِغاً مَا بَلَغَتْ
وَلَا يخَيبُهُ .
يا صَفْوَانُ! وَجَدْتُ هَذِهِ الزِّيارَهَ
مَضْمُونَهً بِهَذَا الضَّمَانِ عَنْ أبِي ، وَأبِي عَنْ أبِيهِ عَلِي بْنِ
الْحُسَينِ (عَلَيهِمَا السَّلامُ) ، مَضْمُوناً بِهَذَا الضَّمَانِ عَنِ الْحُسَينِ
، وَالْحُسَينُ عَنْ أخِيهِ الْحَسَنِ مَضْمُوناً بِهَذَا الضَّمَانِ وَالْحَسَنُ
عَنْ أبِيهِ أمِيرِالْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِمُ السَّلامُ) مَضْمُوناً بِهَذَا
الضَّمَانِ وَأمِيرُالْمُؤْمِنِينَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ
(وَسَلَّمَ) مَضْمُوناً بِهَذَا الضَّمَانِ (وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّي الله عَلَيهِ
وَآلِهِ) عَنْ جَبْرَئِيلَ عَلَيهِ السَّلَامُ مَضْمُوناً بِهَذَا الضَّمَانِ ، وَجَبْرَئِيلُ
عَنِ اللَّهِ
عَزَّ وَجَلَّ مَضْمُوناً بِهَذَا الضَّمَانِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَقَدْ آلَي اللَّهُ عَلَي نَفْسِهِ
عَزَّوَجَلَّ أنَّ مَنْ زَارَ الْحُسَينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) بِهَذِهِ الزِّيارَهِ
مِنْ قُرْبٍ أوْ بُعْدٍ وَدَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ ، قَبِلْتُ مِنْهُ زِيارَتَهُ وَشَفَّعْتُهُ
فِي مَسْألَتِهِ ، بَالِغاً مَا بَلَغَتْ
، وَأعْطَيتُهُ سُؤْلَهُ ، ثُمَّ لَا ينْقَلِبُ عَنِّي خَائِباً وَأقْلِبُهُ
مَسْرُوراً قَرِيراً عَينُهُ بِقَضَاءِ حَاجَتِهِ وَالْفَوْزِ بِالْجَنَّهِ وَالْعِتْقِ
مِنَ النَّارِ وَشَفَّعْتُهُ فِي کُلِّ مَنْ يشْفَعُ
خَلَا نَاصِبٍ لَنَا أهْلَ الْبَيتِ ، آلَي اللَّهُ (تَعَالَي) بِذَلِکَ عَلَي
نَفْسِهِ ، وَأشْهَدَنَا بِمَا شَهِدَتْ
بِهِ مَلَائِکَهُ مَلَکُوتِهِ (عَلَي ذَلِکَ).
ثُمَّ قَالَ جَبْرَئِيلُ : يا رَسُولَ
اللَّهِ! أرْسَلَنِي (اللهُ) إلَيکَ سُرُوراً وَبُشْرَي
لَکَ ، وَسُرُوراً وَبُشْرَي
لِعَلِي (عَلَيهِ السَّلَامُ) ، وَفَاطِمَهَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَينِ وَ (إلَي)
الْأئِمَّهِ مِنْ وُلْدِکَ إلَي يوْمِ الْقِيامَهِ.
فَدَامَ يامُحَمَّدُ سُرُورُکَ وَسُرُورُ
عَلِي وَفَاطِمَهَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَينِ وَالْأئِمَّهِ (عَلَيهِمُ السَّلَامُ)
وَشِيعَتِکُمْ إلَي يوْمِ الْبَعْثِ.
ثُمَّ قَالَ
صَفْوَانُ : قَالَ لِي أبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيهِ السَّلَامُ :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا صَفْوَانُ! إذَا حَدَثَ لَکَ إلي
اللهِ حَاجَهٌ ، فَزُرْ بِهَذِهِ الزِّيارَهِ مِنْ حَيثُ کُنْتَ وَادْعُ بِهَذَا
الدُّعَاءِ ، وَسَلْ
رَبَّکَ حَاجَتَکَ ، تَأْتِکَ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَيرُ مُخْلِفٍ وَعْدَهُ
رَسُولَهُ
صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ بِمَنِّهِ (وَرَحْمَتِهِ) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال سيّد الكونين
حسين منّي وأنا من
حسين
الزّياره الرّابعه
زيارة عاشوراء
الرّابعة
برواية عبدالله ابن
سنان
عن الإمام أبي
عبدالله جعفر الصّادق (ع)
على ما نقله الشّيخ
الطّوسي قدّس سرّه
قال الشّيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن
الطّوسي قدّس سرّه : زياره أخري في يوم عاشوراء ، روي عبدالله بن سنان قال :
دَخَلْتُ عَلَي سَيدِي أبِي عَبْدِاللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيهِمَا
السَّلَامُ فِي يوْمِ عَاشُورَاءَ ، فَألْقَيتُهُ کَاسِفَ اللَّوْنِ ، ظَاهِرَ
الْحُزْنِ وَدُمُوعُهُ تَنْحَدِرُ مِنْ عَينَيهِ کَاللُّؤْلُؤِ الْمُتَسَاقِطِ ،
فَقُلْتُ : ياابْنَ رَسُولِ اللَّهِ! مِمَّ بُکَاؤُکَ ، لَا أبْکَي اللَّهُ عَينَيکَ؟
فَقَالَ لِي :
أوَ فِي غَفْلَهٍ أنْتَ؟ أمَا عَلِمْتَ
أنَّ الْحُسَينَ بْنَ عَلِي عَلَيهِ السَّلَامُ أُصِيبَ فِي مِثْلِ هَذَا الْيوْمِ؟
فَقُلْتُ : يا سَيدِي! فَمَا قَوْلُکَ
فِي صَوْمِهِ؟ فَقَالَ لِي :
صُمْهُ مِنْ غَيرِ تَبْييتٍ وَأفْطِرْهُ
مِنْ غَيرِ تَشْمِيتٍ ، وَلَا تَجْعَلْهُ يوْمَ صَوْمٍ کَمُلاً ، وَلْيکُنْ
إفْطَارُکَ بَعْدَ صَلَاهِ الْعَصْرِ بِسَاعَهٍ عَلَي شَرْبَهٍ مِنْ مَاءٍ ،
فَإنَّهُ فِي مِثْلِ ذَلِکَ الْوَقْتِ مِنْ ذَلِکَ الْيوْمِ ، تَجَلَّتِ الْهَيجَاءُ
عَنْ آلِ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ) ، وَانْکَشَفَتِ الْمَلْحَمَهُ عَنْهُمْ
، وَفِي الْأرْضِ مِنْهُمْ ثَلَاثُونَ صَرِيعاً فِي مَوَالِيهِمْ ، يعِزُّ عَلَي
رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مَصْرَعُهُمْ ، وَلَوْ
کَانَ فِي الدُّنْيا يوْمَئِذٍ حَياً ، لَکَانَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِ (وَآلِهِ)
هُوَ الْمُعَزَّي
بِهِمْ.
قَالَ : وَبَکَي أبُو عَبْدِ اللَّهِ
عَلَيهِ السَّلَامُ حَتَّي اخْضَلَّتْ لِحْيتُهُ بِدُمُوعِهِ ، ثُمَّ قَالَ :
إنَّ اللَّهَ جَلَّ ذِکْرُهُ
لَمَّا خَلَقَ النُّورَ ، خَلَقَهُ يوْمَ الْجُمُعَهِ فِي تَقْدِيرِهِ فِي أوَّلِ يوْمِ
شَهْرٍ مِنْ رَمَضَانَ ، وَخَلَقَ الظُّلْمَهَ فِي يوْمِ الْأرْبِعَاءِ ، يوْمَ
عَاشُورَاءَ فِي مِثْلِ ذَلِکَ (اليوم)
، يعْنِي يوْمَ الْعَاشِرِ مِنْ شَهْرِ الْمُحَرَّمِ فِي تَقْدِيرِهِ ، وَجَعَلَ
لِکُلٍ مِنْهُمَا شِرْعَهً وَمِنْهَاجاً.
يا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سِنَانٍ! إنَّ
أفْضَلَ مَا تَأْتِي بِهِ فِي هَذَا الْيوْمِ : أنْ تَعْمِدَ إلَي ثِيابٍ
طَاهِرَهٍ فَتَلْبَسَهَا وَتَتَسَلَّبَ.
قَالَ : وَمَا التَّسَلُّبُ؟ قَالَ :
تُحَلِّلُ أزْرَارَکَ ، وَتَکْشِفُ عَنْ
ذِرَاعَيکَ کَهَيئَهِ أصْحَابِ الْمَصَائِبِ ، ثُمَّ تَخْرُجُ إلَي أرْضٍ
مُقْفِرَهٍ أوْ مَکَانٍ لَا يرَاکَ بِهِ أحَدٌ أوْ تَعْمِدُ إلَي مَنْزِلٍ لَکَ
خَالٍ أوْ فِي خَلْوَهٍ ، مُنْذُ حِينِ يرْتَفِعُ النَّهَارُ ، فَتُصَلِّي أرْبَعَ
رَکَعَاتٍ ، تُحْسِنُ رُکُوعَهَا وَسُجُودَهَا وَخُشُوعَهَا ، وَتُسَلِّمُ بَينَ
کُلِّ رَکْعَتَينِ ، تَقْرَأُ فِي الرَّکْعَهِ الْأُولَي سُورَهَ الْحَمْدِ وَقُلْ
يا أيهَا الْکَافِرُونَ وَفِي الثَّانِيهِ الْحَمْدَ وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أحَدٌ ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثُمَّ تُصَلِّي
رَکْعَتَينِ اُخْرَيينِ تَقْرَأُ فِي (الرَّکْعَهِ)
الْأُولَي الْحَمْدَ وَسُورَهَ الْأحْزَابِ وَفِي الثَّانِيهِ الْحَمْدَ وَ (سُورَهَ)
إذَا جَاءَکَ
الْمُنَافِقُونَ أوْ مَا تَيسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ، ثُمَّ تُسَلِّمُ وَتُحَوِّلُ
وَجْهَکَ نَحْوَ قَبْرِ الْحُسَينِ عَلَيهِ السَّلَامُ وَمَضْجَعِهِ ، فَتُمَثِّلُ
لِنَفْسِکَ مَصْرَعَهُ ، وَمَنْ کَانَ مَعَهُ مِنْ وُلْدِهِ وَأهْلِهِ ،
وَتُسَلِّمُ وَتُصَلِّي عَلَيهِ ، وَتَلْعَنُ قَاتِلِيهِ ، فَتَبَرَّأُ مِنْ
أفْعَالِهِمْ ، يرْفَعُ اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ لَکَ بِذَلِکَ فِي الْجَنَّهِ مِنَ
الدَّرَجَاتِ ، وَيحُطُّ عَنْکَ مِنَ السَّيئَاتِ.
ثُمَّ تَسْعَي مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي
أنْتَ فِيهِ ، إنْ کَانَ صَحْرَاءَ أوْ فَضَاءً أوْ أي شَي ءٍ کَانَ خُطُوَاتٍ
تَقُولُ فِي ذَلِکَ : إنَّا لِلَّهِ وَإنَّا إلَيهِ راجِعُونَ ، رِضًي بِقَضَاءِ
اللهِِ وَتَسْلِيماً لِأمْرِهِ ، وَلْيکُنْ عَلَيکَ فِي ذَلِکَ الْکَآبَهُ وَالْحُزْنُ
، وَأکْثِرْ مِنْ ذِکْرِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ ، وَالْإسْتِرْجَاعِ فِي ذَلِکَ ،
فَإذَا فَرَغْتَ مِنْ سَعْيکَ وَفِعْلِکَ هَذَا ، فَقِفْ فِي مَوْضِعِکَ الَّذِي
صَلَّيتَ فِيهِ. ثُمَّ قُلِ :
اللَّهُمَّ عَذِّبِ الْفَجَرَهَ ،
الَّذِينَ شَاقُّوا رَسُولَکَ ، وَحَارَبُوا أوْلِياءَکَ ، وَعَبَدُوا غَيرَکَ ، وَاسْتَحَلُّوا
مَحَارِمَکَ ، وَالْعَنِ الْقَادَهَ وَالْأتْبَاعَ وَمَنْ کَانَ مِنْهُمْ ،
فَخَبَّ
وَأوْضَعَ مَعَهُمْ ، أوْ رَضِي بِفِعْلِهِمْ ، لَعْناً کَثِيراً.
اللَّهُمَّ وَعَجِّلْ فَرَجَ آلِ
مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْ صَلَوَاتِکَ عَلَيهِمْ ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَاسْتَنْقِذْهُمْ
مِنْ أيدِي الْمُنَافِقِينَ
الْمُضِلِّينَ وَالْکَفَرَهِ الْجَاحِدِينَ ، وَافْتَحْ لَهُمْ فَتْحاً يسِيراً ، وَأتِحْ
لَهُمْ رَوْحاً وَفَرَجاً قَرِيباً وَاجْعَلْ لَهُمْ مِنْ لَدُنْکَ عَلَي
عَدُوِّکَ وَعَدُوِّهِمْ سُلْطَاناً نَصِيراً.
ثُمَّ ارْفَعْ يدَيکَ وَاقْنُتْ بِهَذَا
الدُّعَاءِ وَقُلْ وَأنْتَ تُومِئُ إلَي أعْدَاءِ آلِ مُحَمَّدٍ صَلّي اللهُ عَلَيهِ
وَعَلَيهِمْ
:
اللَّهُمَّ إنَّ کَثِيراً مِنَ
الْأُمَّهِ نَاصَبَتِ الْمُسْتَحْفَظِينَ مِنَ الْأئِمَّهِ ، وَکَفَرَتْ
بِالْکَلِمَهِ ، وَعَکَفَتْ عَلَي الْقَادَهِ الظَّلَمَهِ ، وَهَجَرَتِ الْکِتَابَ
وَالسُّنَّهَ وَعَدَلَتْ عَنِ الْحَبْلَينِ اللَّذَينِ أمَرْتَ بِطَاعَتِهِمَا وَالتَّمَسُّکِ
بِهِمَا ، فَأمَاتَتِ الْحَقَّ ، وَجَارَتْ
عَنِ الْقَصْدِ ، وَمَالَأتِ الْأحْزَابَ ، وَحَرَّفَتِ الْکِتَابَ ، وَکَفَرَتْ
بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهَا ، وَتَمَسَّکَتْ بِالْبَاطِلِ لَمَّا اعْتَرَضَهَا ،
وَضَيعَتْ حَقَّکَ ، وَأضَلَّتْ خَلْقَکَ ، وَقَتَلَتْ أوْلَادَ نَبِيکَ وَخِيرَهَ
عِبَادِکَ وَحَمَلَهَ عِلْمِکَ وَوَرَثَهَ حِکْمَتِکَ وَوَحْيکَ. اللَّهُمَّ
فَزَلْزِلْ أقْدَامَ أعْدَائِکَ وَأعْدَاءِ رَسُولِکَ وَأهْلَ بَيتِ رَسُولِکَ ،
اللَّهُمَّ وَأخْرِبْ دِيارَهُمْ ، وَافْلُلْ سِلَاحَهُمْ ، وَخَالِفْ بَينَ
کَلِمَتِهِمْ ، وَفُتَّ فِي أعْضَادِهِمْ ، وَأوْهِنْ کَيدَهُمْ ، وَاضْرِبْهُمْ
بِسَيفِکَ الْقَاطِعِ ، وَارْمِهِمْ بِحَجَرِکَ الدَّامِغِ ، وَطُمَّهُمْ
بِالْبَلَاءِ طَمّاً ، وَقُمَّهُمْ بِالْعَذَابِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قَمّاً ، وَعَذِّبْهُمْ
عَذَاباً نُکْراً ، وَخُذْهُمْ بِالسِّنِينَ وَالْمَثُلَاتِ الَّتِي أهْلَکْتَ
بِهَا أعْدَاءَکَ ، إنَّکَ ذُو نَقِمَهٍ مِنَ الْمُجْرِمِينَ.
اللَّهُمَّ إنَّ سُنَّتَکَ ضَائِعَهٌ ، وَأحْکَامَکَ
مُعَطَّلَهٌ ، وَعِتْرَهَ نَبِيکَ فِي الْأرْضِ هَائِمَهٌ. اللَّهُمَّ فَأعِزَّ
الْحَقَّ وَأهْلَهُ ، وَاقْمَعِ الْبَاطِلَ وَأهْلَهُ ، وَمُنَّ عَلَينَا
بِالنَّجَاهِ ، وَاهْدِنَا إلَي الْإيمَانِ ، وَعَجِّلْ فَرَجَنَا وَانْظِمْهُ
بِفَرَجِ أوْلِيائِکَ ، وَاجْعَلْهُمْ لَنَا وُدّاً وَاجْعَلْنَا لَهُمْ وَفْداً.
اللَّهُمَّ وَأهْلِکْ مَنْ جَعَلَ يوْمَ
قَتْلِ ابْنِ نَبِيکَ وَخِيرَتِکَ (مِنْ خَلْقِکَ)
عِيداً ، وَاسْتَهَلَّ بِهِ فَرَحاً وَمَرَحاً ، وَخُذْ آخِرَهُمْ کَمَا أخَذْتَ
أوَّلَهُمْ ، وَأضْعِفِ اللَّهُمَّ الْعَذَابَ وَالتَّنْکِيلَ عَلَي ظَالِمِي
أهْلِ بَيتِ نَبِيکَ ، وَأهْلِکْ أشْياعَهُمْ وَقَادَتَهُمْ ، وَأبِرْ حُمَاتَهُمْ
وَجَمَاعَتَهُمْ.
اللَّهُمَّ وَضَاعِفْ صَلَوَاتِکَ وَرَحْمَتَکَ
وَبَرَکَاتِکَ عَلَي عِتْرَهِ نَبِيکَ ، الْعِتْرَهِ الضَّائِعَهِ الْخَائِفَهِ
الْمُسْتَذَلَّهِ ، بَقِيهٍ مِنَ الشَّجَرَهِ الطَّيبَهِ الزَّاکِيهِ
الْمُبَارَکَهِ ، وَأعْلِ اللَّهُمَّ کَلِمَتَهُمْ ، وَأفْلِجْ حُجَّتَهُمْ ، وَاکْشِفِ
الْبَلَاءَ وَاللَّأْوَاءَ وَحَنَادِسَ الْأبَاطِيلِ وَالْعَمَي
عَنْهُمْ ، وَثَبِّتْ قُلُوبَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شِيعَتِهِمْ وَحِزْبِکَ
عَلَي طَاعَتِهِمْ
وَوَلَايتِهِمْ وَنُصْرَتِهِمْ وَمُوَالَاتِهِمْ ، وَأعِنْهُمْ وَامْنَحْهُمُ
الصَّبْرَ عَلَي الْأذَي فِيکَ.
وَاجْعَلْ لَهُمْ أياماً مَشْهُودَهً ، وَأوْقَاتاً
(مَحْمُودَهً مَسْعُودَهً)
، تُوشِکُ فِيهَا فَرَجَهُمْ ، وَتُوجِبُ فِيهَا تَمْکِينَهُمْ وَنَصْرَهُمْ ،
کَمَا ضَمِنْتَ لِأوْلِيائِکَ فِي کِتَابِکَ الْمُنْزَلِ ، فَإنَّکَ قُلْتَ وَقَوْلُکَ
الْحَقُّ : (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا
مِنْکُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأرْضِ کَمَا
اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيمَکِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي
ارْتَضَي لَهُمْ وَلَيبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أمْناً (يعْبُدُونَنِي لايشْرِکُونَ
بِي شَيئاً) ).
اللَّهُمَّ فَاکْشِفْ غُمَّتَهُمْ
، يا مَنْ لَا يمْلِکُ کَشْفَ الضُّرِّ
إلَّا هُوَ ، (يا وَاحِدُ)
، يا أحَدُ ، يا حَي يا قَيومُ ، وَأنَا يا إلَهِي عَبْدُکَ الْخَائِفُ مِنْکَ ، وَالرَّاجِعُ
إلَيکَ ، السَّائِلُ لَکَ ، الْمُقْبِلُ عَلَيکَ ، اللَّاجِئُ إلَي فِنَائِکَ ،
الْعَالِمُ بِأنَّهُ
لَا مَلْجَأ مِنْکَ إلَّا إلَيکَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللَّهُمَّ فَتَقَبَّلْ
دُعَائِي وَاسْتَمِعْ يا إلَهِي عَلَانِيتِي وَنَجْوَاي ، وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ
رَضِيتَ عَمَلَهُ ، وَقَبِلْتَ نُسُکَهُ ، وَنَجَّيتَهُ بِرَحْمَتِکَ ، إنَّکَ
أنْتَ الْعَزِيزُ (الحَکِيمُ)
الْکَرِيمُ (الْوَهّابُ).
اللَّهُمَّ وَصَلِّ أوَّلًا وَآخِراً
عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَبَارِکْ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَارْحَمْ
مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ ، بِأکْمَلِ وَأفْضَلِ مَاصَلَّيتَ وَبَارَکْتَ وَتَرَحَّمْتَ
عَلَي أنْبِيائِکَ وَرُسُلِکَ وَمَلَائِکَتِکَ وَحَمَلَهِ عَرْشِکَ بِلَا إلَهَ
إلَّا أنْتَ.
اللَّهُمَّ وَلَا تُفَرِّقْ بَينِي وَبَينَ
مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُکَ عَلَيهِ وَعَلَيهِمْ ، وَاجْعَلْنِي يا
مَوْلَاي
مِنْ شِيعَهِ مُحَمَّدٍ وَعَلِي وَفَاطِمَهَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَينِ وَذُرِّيتِهِمُ
الطَّاهِرَهِ الْمُنْتَجَبَهِ ، وَهَبْ
لِي التَّمَسُّکَ بِحَبْلِهِمْ وَالرِّضَا بِسَبِيلِهِمْ ، وَالْأخْذَ بِطَرِيقَتِهِمْ
، إنَّکَ جَوَادٌ کَرِيمٌ.
ثُمَّ عَفِّرْ وَجْهَکَ فِي
الْأرْضِ وَقُلْ :
يا مَنْ يحْکُمُ مَا يشَاءُ ، وَيفْعَلُ
ما يرِيدُ ، أنْتَ حَکَمْتَ ، فَلَکَ الْحَمْدُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مَحْمُوداً
مَشْکُوراً ، فَعَجِّلْ
يا مَوْلَاي فَرَجَهُمْ وَفَرِّجْنَا
بِهِمْ ، فَإنَّکَ ضَمِنْتَ إعْزَازَهُمْ بَعْدَ الذِّلَّهِ ، وَتَکْثِيرَهُمْ
بَعْدَ الْقِلَّهِ ، وَإظْهَارَهُمْ بَعْدَ الْخُمُولِ ، يا أصْدَقَ الصَّادِقِينَ
وَيا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. فَأسْألُکَ يا إلَهِي وَسَيدِي مُتَضَرِّعاً إلَيکَ
بِجُودِکَ وَکَرَمِکَ ، بَسْطَ أمَلِي ، وَالتَّجَاوُزَ عَنِّي ، وَقَبُولَ قَلِيلِ
عَمَلِي وَکَثِيرِهِ ، وَالزِّيادَهَ فِي أيامِي وَتَبْلِيغِي ذَلِکَ الْمَشْهَدَ
، وَأنْ تَجْعَلَنِي مِمَّنْ يدْعَي فَيجِيبُ إلَي طَاعَتِهِمْ وَمُوَالَاتِهِمْ وَنَصْرِهِمْ
، وَتُرِينِي ذَلِکَ
قَرِيباً سَرِيعاً فِي عَافِيهٍ ، إنَّکَ عَلَي کُلِّ شَي ءٍ قَدِيرٌ.
ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَکَ
إلَي السَّمَاءِ وَقُلْ :
أعُوذُ بِکَ (مِنْ)
أنْ أکُونَ مِنَ الَّذِينَ لَا يرْجُونَ أيامَکَ ، فَأعِذْنِي يا إلَهِي
بِرَحْمَتِکَ مِنْ ذَلِکَ.
فَإنَّ هَذَا أفْضَلُ يا ابْنَ سِنَانٍ
مِنْ کَذَا وَکَذَا حَجَّهً وَکَذَا وَکَذَا عُمْرَهً ، (تَ) تَطَوَّعُهَا وَتُنْفِقُ
فِيهَا مَالَکَ وَتَنْصِبُ
فِيهَا بَدَنَکَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَتُفَارِقُ فِيهَا
أهْلَکَ وَوَلَدَکَ. وَاعْلَمْ أنَّ اللَّهَ تَعَالَي يعْطِي مَنْ صَلَّي هَذِهِ
الصَّلَاهَ فِي هَذَا الْيوْمِ وَدَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ مُخْلِصاً وَعَمِلَ
هَذَا الْعَمَلَ مُوقِناً مُصَدِّقاً عَشْرَ خِصَالٍ ، مِنْهَا : أنْ يقِيهُ
اللَّهُ مِيتَهَ السَّوْءِ ، وَيؤْمِنَهُ مِنَ الْمَکَارِهِ وَالْفَقْرِ ، وَلَا يظْهِرَ
عَلَيهِ عَدُوّاً إلَي أنْ يمُوتَ ، وَيقِيهُ اللَّهُ مِنَ الْجُنُونِ وَالْجُذَامِ
وَالْبَرَصِ فِي نَفْسِهِ وَوُلْدِهِ إلَي أرْبَعَهِ أعْقَابٍ لَهُ ، وَلَا يجْعَلَ
لِلشَّيطَانِ وَلَا لِأوْلِيائِهِ عَلَيهِ وَلَا عَلَي نَسْلِهِ إلَي أرْبَعَهِ
أعْقَابٍ سَبِيلًا.
قَالَ ابْنُ سِنَانٍ : فَانْصَرَفْتُ وَأنَا
أقُولُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَنَّ عَلَي بِمَعْرِفَتِکُمْ وَحُبِّکُمْ ، وَأسْألُهُ
الْمَعُونَهَ عَلَي الْمُفْتَرَضِ
عَلَي مِنْ طَاعَتِکُمْ ، بِمَنِّهِ وَرَحْمَتِه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زيارة عاشوراء
الرّابعة
برواية عبدالله بن
سنان
عن الامام أبي
عبدالله جعفر الصّادق عليه السلام
على ما نقله السيّد
بن طاووس قدّس سرّه
قال سيد الجليل علي بن موسي بن طاووس
الحسني قدّس سرّه المتوفّي سنه٦٦٤ : فيما نذکره من ألفاظ الزّياره المنصوص عليها يوم
عاشوراء ، فمن ذلک ما رويناه بإسنادنا إلي عبدالله بن جعفر الحميري ، قال حدّثنا
الحسن بن علي الکوفي عن الحسن بن محمّد الحضرمي عن عبدالله بن سنان قال : دَخَلْتُ
عَلَي مَوْلَاي أبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيهِ السَّلَامُ يوْمَ
عَاشُورَاءَ ، وَهُوَ مُتَغَيرُ اللَّوْنِ ، وَدُمُوعُهُ تَنْحَدِرُ عَلَي خَدَّيهِ
کَاللُّؤْلُؤِ ، فَقُلْتُ لَهُ : يا سَيدِي! مِمَّا بُکَاؤُکَ ، لَا أبْکَي
اللَّهُ عَينَيکَ؟ فَقَالَ لِي :
أمَا عَلِمْتَ أنَّ فِي مِثْلِ هَذَا
الْيوْمِ أُصِيبَ الْحُسَينُ عَلَيهِ السَّلَامُ؟
فَقُلْتُ : بَلَي يا سَيدِي ، وَإنَّمَا
أتَيتُکَ مُقْتَبِسٌ مِنْکَ فِيهِ عِلْماً ، وَمُسْتَفِيدٌ مِنْکَ ، لِتُفِيدَنِي
فِيهِ. قَالَ : سَلْ عَمَّا بَدَا لَکَ وَعَمَّا شِئْتَ. فَقُلْتُ : مَا تَقُولُ يا
سَيدِي فِي صَوْمِهِ؟ قَالَ :
صُمْهُ مِنْ غَيرِ تَتْبيتٍ وَأفْطِرْهُ
مِنْ غَيرِ تَشْمِيتٍ ، وَلَا تَجْعَلْهُ يوْماً کَامِلًا ، وَلَکِنْ أفْطِرْ
بَعْدَ الْعَصْرِ بِسَاعَهٍ وَلَوْ بِشَرْبَهٍ مِنْ مَاءٍ ، فَإنَّ فِي ذَلِکَ
الْوَقْتِ مِنْ ذَلِکَ الْيوْمِ ، تَجَلَّتِ الْهَيجَاءُ عَنْ آلِ الرَّسُولِ عَلَيهِ
وَعَلَيهِمُ السَّلَامُ ، وَانْکَشَفَتِ الْمَلْحَمَهُ عَنْهُمْ ، وَفِي الْأرْضِ
مِنْهُمْ ثَلَاثُونَ صَرِيعاً ، يعَزُّ عَلَي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّي الله عَلَيهِ
وَآلِهِ مَصْرَعُهُمْ.
قَالَ : ثُمَّ بَکَي بُکَاءً شَدِيداً
حَتَّي اخْضَلَّتْ لِحْيتُهُ بِالدُّمُوعِ ، وَقَالَ :
أتَدْرِي أي يوْمٍ کَانَ ذَلِکَ الْيوْمُ؟
قُلْتُ : أنْتَ أعْلَمُ بِهِ مِنِّي يا مَوْلَاي. قَالَ :
إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ
النُّورَ يوْمَ الْجُمُعَهِ فِي أوَّلِ يوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَخَلَقَ
الظُّلْمَهَ فِي يوْمِ الْأرْبِعَاءِ يوْمَ عَاشُورَاءَ ، وَجَعَلَ لِکُلٍ
مِنْهُمَا شِرْعَهً وَمِنْهَاجاً.
ياعَبْدَاللَّهِ بْنَ سِنَانٍ! أفْضَلُ
مَاتَأْتِي بِهِ هَذَا الْيوْمَ أنْ : تَعْمِدَ إلَي ثِيابٍ طَاهِرَهٍ
فَتَلْبَسَهَا وَتُحِلَّ أزْرَارَکَ وَتَکْشِفَ عَنْ ذِرَاعَيکَ وَعَنْ سَاقَيکَ ،
ثُمَي تَخْرُجَ إلَي أرْضٍ مُقْفِرَهٍ حَيثُ لَا يرَاکَ أحَدٌ ، أوْ فِي دَارِکَ ،
حِينَ يرْتَفِعُ النَّهَارُ ، وَتُصَلِّي أرْبَعَ رَکَعَاتٍ ، تُسَلِّمُ بَينَ
کُلِّ رَکْعَتَينِ ، تَقْرَأُ فِي الرَّکْعَهِ الْأُولَي سُورَهَ الْحَمْدِ وَقُلْ
يا أيهَا الْکَافِرُونَ وَفِي الثَّانِيهِ سُورَهَ الْحَمْدِوَ قُلْ هُوَ اللَّهُ
أحَدٌ ، وَفِي الثَّالِثَهِ سُورَهَ الْحَمْدِ وَسُورَهَ الْأحْزَابِ وَفِي
الرَّابِعَهِ الْحَمْدَ وَالْمُنَافِقِينَ ، ثُمَّ تُسَلِّمُ وَتُحَوِّلُ وَجْهَکَ
نَحْوَ قَبْرِ أبِي عَبْدِاللَّهِ عَلَيهِ السَّلَامُ وَتُمَثِّلُ بَينَ يدَيکَ
مَصْرَعَهُ ، وَتُفْرِغُ ذِهْنَکَ وَجَمِيعَ بَدَنِکَ ، وَتَجْمَعُ لَهُ عَقْلَکَ
، ثُمَّ تَلْعَنُ قَاتِلَهُ ألْفَ مَرَّهٍ ، يکْتَبُ لَکَ بِکُلِّ لَعْنَهٍ ألْفُ
حَسَنَهٍ وَيمْحَي عَنْکَ ألْفُ سَيئَهٍ ، وَيرْفَعُ لَکَ ألْفُ دَرَجَهٍ فِي
الْجَنَّهِ ، ثُمَّ تَسْعَي مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي صَلَّيتَ فِيهِ سَبْعَ
مَرَّاتٍ وَأنْتَ تَقُولُ فِي کُلِّ مَرَّهٍ مِنْ سَعْيکَ :
إنَّا لِلَّهِ وَإنَّا إلَيهِ راجِعُونَ
رِضًا بِقَضَاءِ اللَّهِ وَتَسْلِيماً لِأمْرِهِ ، سَبْعَ مَرَّاتٍ وَأنْتَ فِي
کُلِّ ذَلِکَ عَلَيکَ الْکَآبَهُ وَالْحَزَنُ ، ثَاکِلًا حَزِيناً مُتَأسِّفاً.
فَإذَا
فَرَغْتَ مِنْ ذَلِکَ
، وَقَفْتَ فِي مَوْضِعِکَ الَّذِي صَلَّيتَ فِيهِ ، وَقُلْتَ سَبْعِينَ مَرَّهً :
اللَّهُمَّ عَذِّبِ الَّذِينَ حَارَبُوا رُسُلَکَ ، وَشَاقُّوکَ ، وَعَبَدُوا غَيرَکَ
، وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَکَ ، وَالْعَنِ الْقَادَهَ وَالْأتْبَاعَ ، وَمَنْ
کَانَ مِنْهُمْ ، وَمَنْ رَضِي بِفِعْلِهِمْ ، لَعْناً کَثِيراً.
ثُمَّ تَقُولُ :
اللَّهُمَّ فَرِّجْ عَنْ أهْلِ
مُحَمَّدٍ صَلَّي اللَّهُ عَلَيهِ وَعَلَيهِمْ أجْمَعِينَ ، وَاسْتَنْقِذْهُمْ
مِنْ أيدِي الْمُنَافِقِينَ وَالْکُفَّارِ وَالْجَاحِدِينَ ، وَامْنُنْ عَلَيهِمْ
، وَافْتَحْ لَهُمْ فَتْحاً يسِيراً ، وَاجْعَلْ لَهُمْ مِنْ لَدُنْکَ عَلَي
عَدُوِّکَ وَعَدُوِّهِمْ سُلْطَاناً نَصِيراً.
ثُمَّ اقْنُتْ بَعْدَ الدُّعَاءِ وَقُلْ
فِي قُنُوتِکَ :
اللَّهُمَّ إنَّ الْأُمَّهَ خَالَفَتِ
الْأئِمَّهَ ، وَکَفَرُوا بِالْکَلِمَهِ ، وَأقَامُوا عَلَي الضَّلَالَهِ وَالْکُفْرِ
وَالرَّدَي ، وَالْجَهَالَهِ وَالْعَمَي ، وَهَجَرُوا الْکِتَابَ الَّذِي أمَرْتَ
بِمَعْرِفَتِهِ وَالْوَصِي الَّذِي أمَرْتَ بِطَاعَتِهِ ، فَأمَاتُوا الْحَقَّ ، وَعَدَلُوا
عَنِ الْقِسْطِ ، وَأضَلُّوا الْأُمَّهَ عَنِ الْحَقِّ ، وَخَالَفُوا السُّنَّهَ ،
وَبَدَّلُوا الْکِتَابَ ، وَمَلَکُوا الْأحْزَابَ ، وَکَفَرُوا بِالْحَقِّ لَمَّا
جَاءَهُمْ ، وَتَمَسَّکُوا بِالْبَاطِلِ ، وَضَيعُوا الْحَقَّ ، وَأضَلُّوا
خَلْقَکَ ، وَقَتَلُوا أوْلَادَ نَبِيکَ صَلَّي اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَخِيرَهَ
عِبَادِکَ وَأصْفِيائِکَ ، وَحَمَلَهَ عَرْشِکَ ، وَخَزَنَهَ سِرِّکَ ، وَمَنْ
جَعَلْتَهُمُ
الْحُکَّامَ فِي
سَمَاوَاتِکَ وَأرْضِکَ.
اللَّهُمَّ فَزَلْزِلْ أقْدَامَهُمْ ، وَأخْرِبْ
دِيارَهُمْ ، وَاکْفُفْ سِلَاحَهُمْ وَأيدِيهُمْ ، وَألْقِ الِاخْتِلَافَ فِيمَا
بَينَهُمْ ، وَأوْهِنْ کَيدَهُمْ وَاضْرِبْهُمْ بِسَيفِکَ الصَّارِمِ ، وَحَجَرِکَ
الدَّامِغِ ، وَطُمَّهُمْ بِالْبَلَاءِ طَمّاً ، وَارْمِهِمْ بِالْبَلَاءِ رَمْياً
، وَعَذِّبْهُمْ عَذَاباً شَدِيداً نُکْراً ، وَارْمِهِمْ بِالْغَلَاءِ ،
وَخُذْهُمْ بِالسِّنِينَ الَّذِي أخَذْتَ بِهَا أعْدَاءَکَ ، وَأهْلِکْهُمْ بِمَا
أهْلَکْتَهُمْ بِهِ.
اللَّهُمَّ وَخُذْهُمْ أخْذَ الْقُرَي وَهِي
ظالِمَهٌ ، إنَّ أخْذَهَا ألِيمٌ شَدِيدٌ.
اللَّهُمَّ إنَّ سُبُلَکَ ضَائِعَهٌ ، وَأحْکَامَکَ
مُعَطَّلَهٌ ، وَأهْلَ نَبِيکَ فِي الْأرْضِ هَائِمَهٌ کَالْوَحْشِ السَّائِمَهِ.
اللَّهُمَّ أعْلِ الْحَقَّ ، وَاسْتَنْقِذِ
الْخَلْقَ ، وَامْنُنْ عَلَينَا بِالنَّجَاهِ ، وَاهْدِنَا لِلْإيمَانِ ، وَعَجِّلْ
فَرَجَنَا بِالْقَائِمِ عَلَيهِ السَّلَامُ ، وَاجْعَلْهُ لَنَا رِدْءاً ،
وَاجْعَلْنَا لَهُ رِفْداً.
اللَّهُمَّ وَأهْلِکْ مَنْ جَعَلَ
قَتْلَ أهْلِ بَيتِ نَبِيکَ عِيداً ، وَاسْتَهَلَّ فَرَحاً وَسُرُوراً وَخُذْ
آخِرَهُمْ بِمَا أخَذْتَ بِهِ أوَّلَهُمْ.
اللَّهُمَّ أضْعِفِ الْبَلَاءَ وَالْعَذَابَ
وَالتَّنْکِيلَ عَلَي الظَّالِمِينَ ، مِنَ الْأوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ ، وَعَلَي
ظَالِمِي آلِ بَيتِ نَبِيکَ صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ ، وَزِدْهُمْ نَکَالًا وَلَعْنَهً
، وَأهْلِکْ شِيعَتَهُمْ وَقَادَتَهُمْ وَجَمَاعَتَهُمْ.
اللَّهُمَّ ارْحَمِ الْعِتْرَهَ
الضَّائِعَهَ الْمَقْتُولَهَ الذَّلِيلَهَ مِنَ الشَّجَرَهِ الطَّيبَهِ
الْمُبَارَکَهِ.
اللَّهُمَّ أعْلِ کَلِمَتَهُمْ ، وَأفْلِجْ
حُجَّتَهُمْ ، وَثَبِّتْ قُلُوبَهُمْ وَقُلُوبَ شِيعَتِهِمْ عَلَي مُوَالَاتِهِمْ وَانْصُرْهُمْ
، وَأعِنْهُمْ وَصَبِّرْهُمْ عَلَي الْأذَي فِي جَنْبِکَ ، وَاجْعَلْ لَهُمْ أياماً
مَشْهُودَهً ، وَأياماً مَعْلُومَهً ، کَمَا ضَمِنْتَ لِأوْلِيائِکَ فِي کِتَابِکَ
الْمُنْزَلِ ، فَإنَّکَ قُلْتَ : (وَعَدَ اللَّهُ
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأرْضِ
کَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيمَکِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ
الَّذِي ارْتَضي لَهُمْ وَلَيبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أمْناً) .
اللَّهُمَّ أعْلِ کَلِمَتَهُمْ ، يا لَا
إلَهَ إلَّا أنْتَ يا لَا إلَهَ إلَّا أنْتَ يا لَا إلَهَ إلَّا أنْتَ ، يا
أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، يا حَي يا قَيومُ ، فَإنِّي عَبْدُکَ الْخَائِفُ مِنْکَ ،
وَالرَّاجِعُ إلَيکَ ، وَالسَّائِلُ لَدَيکَ ، وَالْمُتَوَکِّلُ عَلَيکَ ، وَاللَّاجِئُ
بِفِنَائِکَ ، فَتَقَبَّلْ دُعَائِي ، وَاسْمَعْ نَجْوَاي ، وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ
رَضِيتَ عَمَلَهُ وَهَدَيتَهُ ، وَقَبِلْتَ نُسُکَهُ وَانْتَجَبْتَهُ
بِرَحْمَتِکَ إنَّکَ أنْتَ الْعَزِيزُ الْوَهَّابُ.
أسْألُکَ يا اللَّهُ ، بِلَا إلَهَ
إلَّا أنْتَ ألَّا تُفَرِّقَ بَينِي وَبَينَ مُحَمَّدٍ وَآلِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مُحَمَّدٍ ،
الْأئِمَّهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِمْ أجْمَعِينَ وَاجْعَلْنِي مِنْ شِيعَهِ
مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ.
وَتَذْکُرُهُمْ وَاحِداً وَاحِداً
بِأسْمَائِهِمْ إلَي الْقَائِمِ عَلَيهِمُ السَّلَامُ)
، وَأدْخِلْنِي فِيمَا أدْخَلْتَهُمْ فِيهِ ، وَأخْرِجْنِي مِمَّا أخْرَجْتَهُمْ
مِنْهُ.
ثُمَّ عَفِّرْ خَدَّيکَ عَلَي الْأرْضِ وَقُلْ
:
يا مَنْ يحْکُمُ بِمَا يشَاءُ ، وَيعْمَلُ
مَا يرِيدُ ، أنْتَ حَکَمْتَ فِي أهْلِ بَيتِ مُحَمَّدٍ مَا حَکَمْتَ ، فَلَکَ
الْحَمْدُ مَحْمُوداً مَشْکُوراً ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَفَرَجَنَا بِهِمْ
فَإنَّکَ ضَمِنْتَ إعْزَازَهُمْ بَعْدَ الذِّلَّهِ وَتَکْثِيرَهُمْ بَعْدَ
الْقِلَّهِ ، وَإظْهَارَهُمْ بَعْدَ الْخُمُولِ ، يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
أسْألُکَ يا إلَهِي وَسَيدِي بِجُودِکَ وَکَرَمِکَ
، أنْ تُبْلِغَنِي أمَلِي ، وَتَشْکُرَ قَلِيلَ عَمَلِي ، وَأنْ تَزِيدَ فِي أيامِي
، وَتُبَلِّغَنِي ذَلِکَ الْمَشْهَدَ ، وَتَجْعَلَنِي مِنَ الَّذِينَ دُعِي
فَأجَابَ إلَي طَاعَتِهِمْ وَمُوَالَاتِهِمْ ، وَأرِنِي ذَلِکَ قَرِيباً سَرِيعاً
إنَّکَ عَلي کُلِّ شَي ءٍ قَدِيرٌ.
وَارْفَعْ رَأْسَکَ إلَي السَّمَاءِ ،
فَإنَّ ذَلِکَ أفْضَلُ مِنْ حَجَّهٍ وَعُمْرَهٍ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَاعْلَمْ أنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يعْطِي
مَنْ صَلَّي هَذِهِ الصَّلَاهَ فِي ذَلِکَ الْيوْمِ وَدَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ
عَشْرَ خِصَالٍ ، مِنْهَا : أنَّ اللَّهَ عَزَّوَجَلَّ يوقِيهِ مِنْ مِيتَهِ السَّوْءِ
، وَلَا يعَاوِنُ عَلَيهِ عَدُوّاً إلَي أنْ يمُوتَ ، وَيوقِيهِ مِنَ الْمَکَارِهِ
وَالْفَقْرِ ، وَيؤْمِنُهُ اللَّهُ مِنَ الْجُنُونِ وَالْجُذَامِ ، وَيؤْمِنُ
وُلْدَهُ مِنْ ذَلِکَ إلَي أرْبَعِ أعْقَابٍ ، وَلَا يجْعَلُ لِلشَّيطَانِ وَلَا
لِأوْلِيائِهِ عَلَيهِ سَبِيلًا.
قَالَ : قُلْتُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ
الَّذِي مَنَّ عَلَي بِمَعْرِفَتِکُمْ وَمَعْرِفَهِ حَقِّکُمْ وَأدَاءِ مَا
افْتَرَضَ لَکُمْ ، بِرَحْمَتِهِ وَمَنِّهِ وَهُوَ حَسْبِي وَنِعْمَ الْوَکِيل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الحجّة عجّل الله
فرجه
فلأندبنّک صباحاً
ومساءاً
ولأبكينّ عليك (لك)
بدل الدّموع دماً
الزّياره الخامسه
زيارة عاشوراء
الخامسة
الصّادره من النّاحيه
المقدّسه عجّل اللّه تعالي فرجه الشّريف
بروايه الشّيخ المفيد
قال الشّيخ المفيد قدّس اللّه روحه : زياره
أخْري في يوْم عاشوراء بروايه أخري
إذا أردْت زيارته بها في هذا اليوم فقف عليه صلوات الله عليه
وقل :
السَّلَامُ عَلَي آدَمَ صَفْوَهِ
اللَّهِ مِنْ خَلِيقَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي شَيثٍ وَلِي اللَّهِ وَخِيرَتِهِ ،
السَّلَامُ عَلَي إدْرِيسَ الْقَائِمِ لِلَّهِ بِحُجَّتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي
نُوحٍ الْمُجَابِ فِي دَعْوَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي هُودٍ الْمَمْدُودِ مِنَ
اللَّهِ بِمَعُونَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي صَالِحٍ الَّذِي تَوَّجَهُ اللهُ بِکَرَامَتِهِ
، السَّلَامُ عَلَي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إبْرَاهِيمَ الَّذِي
حَبَاهُ اللَّهُ بِخَلَّتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي إسْمَاعِيلَ الَّذِي فَدَاهُ
اللَّهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ مِنْ جَنَّتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي إسْحَاقَ الَّذِي
جَعَلَ اللَّهُ النُّبُوَّهَ فِي ذُرِّيتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي يعْقُوبَ الَّذِي
رَدَّ اللَّهُ عَلَيهِ بَصَرَهُ بِرَحْمَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي يوسُفَ الَّذِي
نَجَّاهُ اللَّهُ مِنَ الْجُبِّ بِعَظَمَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي مُوسَي الَّذِي
فَلَقَ اللَّهُ الْبَحْرَ لَهُ بِقُدْرَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي هَارُونَ الَّذِي
خَصَّهُ اللَّهُ بِنُبُوَّتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي شُعَيبٍ الَّذِي نَصَرَهُ
اللَّهُ عَلَي أُمَّتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي دَاوُدَ الَّذِي تَابَ اللَّهُ عَلَيهِ
مِنْ خَطِيئَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي سُلَيمَانَ الَّذِي ذَلَّتْ لَهُ الْجِنُّ
بِعِزَّتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي أيوبَ الَّذِي شَفَاهُ اللَّهُ مِنْ عِلَّتِهِ ، (السَّلَامُ
عَلَي يونُسَ الَّذِي أنْجَزَ اللَّهُ لَهُ مَضْمُونَ عِدَتِهِ)
، السَّلَامُ عَلَي عُزَيرٍ الَّذِي أحْياهُ اللَّهُ بَعْدَ مَيتَتِهِ ،
السَّلَامُ عَلَي زَکَرِيا الصَّابِرِ فِي مِحْنَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي يحْيي
الَّذِي أزْلَفَهُ اللَّهُ بِشَهَادَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي عِيسَي رُوحِ اللَّهِ
وَکَلِمَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللَّهِ وَصَفْوَتِهِ ،
السَّلَامُ عَلَي أمِيرِالْمُؤْمِنِينَ عَلِي بْنِ أبِي طَالِبٍ الْمَخْصُوصِ
بِأُخُوَّتِهِ ، (السَّلَامُ عَلَي فَاطِمَهَ الزَّهْرَاءِ ابْنَتِهِ ، السَّلَامُ
عَلَي أبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ وَصِي أبِيهِ وَخَلِيفَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي
الْحُسَينِ الَّذِي سَمَحَتْ نَفْسُهُ بِمُهْجَتِهِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السَّلَامُ عَلَي مَنْ أطَاعَ اللَّهَ
فِي سِرِّهِ وَعَلَانِيتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي مَنْ جَعَلَ اللَّهُ الشِّفَاءَ فِي
تُرْبَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي مَنِ الْإجَابَهُ تَحْتَ قُبَّتِهِ ، السَّلَامُ
عَلَي مَنِ الْأئِمَّهُ مِنْ ذُرِّيتِهِ. السَّلَامُ عَلَي ابْنِ خَاتَمِ الْأنْبِياءِ
، السَّلَامُ عَلَي ابْنِ سَيدِ الْأوْصِياءِ ، السَّلَامُ عَلَي ابْنِ فَاطِمَهَ
الزَّهْرَاءِ ، السَّلَامُ عَلَي ابْنِ خَدِيجَهَ الْکُبْرَي ، السَّلَامُ عَلَي
ابْنِ سِدْرَهِ الْمُنْتَهَي ، السَّلَامُ عَلَي ابْنِ جَنَّهِ الْمَأْوَي ،
السَّلَامُ عَلَي ابْنِ زَمْزَمَ وَالصَّفَا. السَّلَامُ عَلَي الْمُرَمَّلِ
بِالدِّمَاءِ ، السَّلَامُ عَلَي الْمَهْتُوکِ الْخِبَاءِ ، السَّلَامُ عَلَي
خَامِسِ أصْحَابِ أهْلِ الْکِسَاءِ ، السَّلَامُ عَلَي غَرِيبِ الْغُرَبَاءِ ،
السَّلَامُ عَلَي شَهِيدِ الشُّهَدَاءِ ، السَّلَامُ عَلَي قَتِيلِ الْأدْعِياءِ ،
السَّلَامُ عَلَي سَاکِنِ کَرْبَلَاءَ ، السَّلَامُ عَلَي مَنْ بَکَتْهُ
مَلَائِکَهُ السَّمَاءِ ، السَّلَامُ عَلَي مَنْ ذُرِّيتُهُ الْأزْکِياءُ.
السَّلَامُ عَلَي يعْسُوبِ الدِّينِ ، السَّلَامُ عَلَي مَنَازِلِ الْبَرَاهِينِ.
السَّلَامُ عَلَي الْأئِمَّهِ السَّادَاتِ ، السَّلَامُ عَلَي الْجُيوبِ
الْمُضَرَّجَاتِ ، السَّلَامُ عَلَي الشِّفَاهِ الذَّابِلَات ، السَّلَامُ عَلَي
النُّفُوسِ الْمُصْطَلَمَاتِ ، السَّلَامُ عَلَي الْأرْوَاحِ الْمُخْتَلَسَاتِ ،
السَّلَامُ عَلَي الْأجْسَادِ الْعَارِياتِ ، السَّلَامُ عَلَي الْجُسُومِ
الشَّاحِبَاتِ ، السَّلَامُ عَلَي الدِّمَاءِ السَّائِلَاتِ ، السَّلَامُ عَلَي
الْأعْضَاءِ الْمُقَطَّعَاتِ ، السَّلَامُ عَلَي الرُّءُوسِ الْمُشَالَاتِ ،
السَّلَامُ عَلَي النِّسْوَهِ الْبَارِزَاتِ. السَّلَامُ عَلَي حُجَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ ،
السَّلَامُ عَلَيکَ وَعَلَي آبَائِکَ الطَّاهِرِينَ ، السَّلَامُ عَلَيکَ وَعَلَي
أبْنَائِکَ الْمُسْتَشْهَدِينَ ، السَّلَامُ عَلَيکَ وَعَلَي ذُرِّيتِکَ
النَّاصِرِينَ ، السَّلَامُ عَلَيکَ وَعَلَي الْمَلَائِکَهِ الْمُضَاجِعِينَ.
السَّلَامُ عَلَي الْقَتِيلِ الْمَظْلُومِ ، السَّلَامُ عَلَي أخِيهِ
الْمَسْمُومِ. السَّلَامُ عَلَي عَلِي الْکَبِيرِ ، السَّلَامُ عَلَي الرَّضِيعِ
الصَّغِيرِ. السَّلَامُ عَلَي الْأبْدَانِ السَّلِيبَهِ ، السَّلَامُ عَلَي
الْعِتْرَهِ الْقَرِيبَهِ. السَّلَامُ عَلَي الْمُجَدَّلِين فِي الْفَلَوَاتِ.
السَّلَامُ عَلَي النَّازِحِينَ عَنِ الْأوْطَانِ ، السَّلَامُ عَلَي الْمَدْفُونِينَ
بِلَا أکْفَانٍ ، السَّلَامُ عَلَي الرُّءوُسِ الْمُفَرَّقَهِ عَنِ الْأبْدَانِ.
السَّلَامُ عَلَي الْمُحْتَسِبِ الصَّابِرِ ، السَّلَامُ عَلَي الْمَظْلُومِ بِلَا
نَاصِرٍ. السَّلَامُ عَلَي سَاکِنِ التُّرْبَهِ الزَّاکِيهِ)
، السَّلَامُ عَلَي صَاحِبِ الْقُبَّهِ السَّامِيهِ. السَّلَامُ عَلَي مَنْ
طَهَّرَهُ الْجَلِيلُ ، السَّلَامُ عَلَي مَنِ افْتَخَرَ بِهِ جَبْرَئِيلُ ،
السَّلَامُ عَلَي مَنْ نَاغَاهُ فِي الْمَهْدِ مِيکَائِيلُ. السَّلَامُ عَلَي مَنْ
نُکِثَتْ ذِمَّتُهُ ، السَّلَامُ عَلَي مَنْ هُتِکَتْ حُرْمَتُهُ ، السَّلَامُ
عَلَي مَنْ أُرِيقَ بِالظُّلْمِ دَمُهُ. السَّلَامُ عَلَي الْمُغَسَّلِ
بِدَمِ الْجِرَاحِ ، السَّلَامُ عَلَي الْمُجَرَّعِ بِکَأسَاتِ الرِّمَاحِ ،
السَّلَامُ عَلَي الْمُضَامِ الْمُسْتَبَاحِ. السَّلَامُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عَلَي الْمَنْحُور
فِي الْوَرَي ، السَّلَامُ عَلَي مَنْ (تَوَلَّي)
دَفْنَهُ أهْلُ الْقُرَي. السَّلَامُ عَلَي الْمَقْطُوعِ الْوَتِينِ ، السَّلَامُ
عَلَي الْمُحَامِي بِلَا مُعِينٍ. السَّلَامُ عَلَي الشَّيبِ الْخَضِيبِ ،
السَّلَامُ عَلَي الْخَدِّ التَّرِيبِ ، السَّلَامُ عَلَي الْبَدَنِ السَّلِيبِ ،
السَّلَامُ عَلَي الثَّغْرِ الْمَقْرُوعِ بِالْقَضِيبِ. (السَّلَامُ عَلَي
الْوَدْجِ الْمَقْطُوع)
، السَّلَامُ عَلَي الرَّأْسِ الْمَرْفُوعِ. السَّلَامُ عَلَي الْأجْسَامِ
الْعَارِيهِ فِي الْفَلَوَاتِ ، تَنْهَشُهَا الذِّئَابُ الْعَادِياتُ ،
وَتَخْتَلِفُ إلَيهَا السِّبَاعُ الضَّارِياتُ.
السَّلَامُ عَلَيکَ يا مَوْلَاي وَعَلَي
الْمَلَائِکَهِ الْمَرْفُوفِينَ حَوْلَ قُبَّتِکَ ، الْحَافِّينَ بِتُرْبَتِکَ ،
الطَّائِفِينَ بِعَرْصَتِکَ ، الْوَارِدِينَ لِزِيارَتِکَ. السَّلَامُ عَلَيکَ
فَإنِّي قَصَدْتُ إلَيکَ ، وَرَجَوْتُ الْفَوْزَ لَدَيکَ. السَّلَامُ عَلَيکَ
سَلَامَ الْعَارِفِ بِحُرْمَتِکَ ، الْمُخْلِصِ فِي وَلَايتِکَ ، الْمُتَقَرِّبِ
إلَي اللَّهِ بِمَحَبَّتِکَ ، الْبَرِي ءِ مِنْ أعْدَائِکَ.
سَلَامَ مَنْ قَلْبُهُ بِمُصَابِکَ
مَقْرُوحٌ ، وَدَمْعُهُ عِنْدَ ذِکْرِکَ مَسْفُوحٌ؛ سَلَامَ الْمَفْجُوعِ الْحَزِينِ
، الْوَالِهِ
الْمُسْتَکِينِ؛ سَلَامَ مَنْ لَوْ کَانَ مَعَکَ بِالطُّفُوفِ ، لَوَقَاکَ
بِنَفْسِهِ حَدَّ السُّيوفِ ، وَبَذَلَ حُشَاشَتَهُ دُونَکَ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لِلْحُتُوفِ وَجَاهَدَ
بَينَ يدَيکَ ، وَنَصَرَکَ عَلَي مَنْ بَغَي عَلَيکَ ، وَفَدَاکَ بِرُوحِهِ وَجَسَدِهِ
وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ ، وَرُوحُهُ لِرُوحِکَ فِدَاءٌ ، وَأهْلُهُ لِأهْلِکَ
وِقَاءٌ ؛ فَلَئِنْ أخَّرَتْنِي الدُّهُورُ ، وَعَاقَنِي عَنْ نَصْرِکَ
الْمَقْدُورُ ، وَلَمْ أکُنْ لِمَنْ حَارَبَکَ مُحَارِباً ، وَلِمَنْ نَصَبَ لَکَ
الْعَدَاوَهَ مُنَاصِباً ، فَلَأنْدُبَنَّکَ صَبَاحاً وَمَسَاءً ، وَلَأبْکِينَّ
لَکَ بَدَلَ الدُّمُوعِ
دَماً ، حَسْرَهً عَلَيکَ وَتَأسُّفاً
عَلَي مَا دَهَاکَ ، وَتَلَهُّفاً حَتَّي أمُوتَ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بِلَوْعَهِ
الْمُصَابِ ، وَغُصَّهِ الِاکْتِيابِ.
أشْهَدُ أنَّکَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلَاهَ
، وَآتَيتَ الزَّکَاهَ ، وَأمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ ، وَنَهَيتَ عَنِ الْمُنْکَرِ وَالْعُدْوَانِ
، وَأطَعْتَ اللَّهَ وَمَا عَصَيتَهُ ، وَتَمَسَّکْتَ بِهِ وَبِحَبْلِهِ فَأرْضَيتَهُ
وَخَشِيتَهُ ، وَرَاقَبْتَهُ وَاسْتَجَبْتَهُ ، وَسَنَنْتَ السُّنَنَ وَأطْفَأْتَ
الْفِتَنَ وَدَعَوْتَ إلَي الرَّشَادِ وَأوْضَحْتَ سُبُلَ السَّدَادِ وَجَاهَدْتَ
فِي اللَّهِ حَقَّ الْجِهَادِ ، وَکُنْتَ لِلَّهِ طَائِعاً ، وَلِجَدِّکَ
مُحَمَّدٍ صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ تَابِعاً ، وَلِقَوْلِ أبِيکَ سَامِعاً ،
وَإلَي وَصِيهِ أخِيکَ مُسَارِعاً ، وَلِعِمَادِ الدِّينِ رَافِعاً ، وَلِلطُّغْيانِ
قَامِعاً ، وَلِلطُّغَاهِ مُقَارِعاً ، وَلِلْأُمَّهِ نَاصِحاً ، وَفِي غَمَرَاتِ
الْمَوْتِ سَابِحاً ، وَلِلْفُسَّاقِ مُکَافِحاً ، وَبِحُجَجِ اللَّهِ قَائِماً ، وَلِلْإسْلَامِ
وَالْمُسْلِمِينَ رَاحِماً ، وَلِلْحَقِّ نَاصِراً ، وَعِنْدَ الْبَلَاءِ صَابِراً
، وَلِلدِّينِ کَالِئاً ، وَعَنْ حَوْزَتِهِ مُرَامِياً ، (وَعَنْ شَرِيعَتِهِ
مُحَامِياً) .
تَحُوطُ الْهُدَي وَتَنْصُرُهُ ، وَتَبْسُطُ الْعَدْلَ وَتَنْشُرُهُ وَتَنْصُرُ
الدِّينَ وَتُظْهِرُهُ ، وَتَکُفُّ الْعَابِثَ وَتَزْجُرُهُ ؛ وَتَأْخُذُ لِلدَّنِي
مِنَ الشَّرِيفِ ، وَتُسَاوِي فِي الْحُکْمِ بَينَ الْقَوِي وَالضَّعِيفِ.
کُنْتَ رَبِيعَ الْأيتَامِ ، وَعِصْمَهَ
الْأنَامِ ، وَعِزَّ الْإسْلَامِ ، ومَعْدِنَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الْأحْکَامِ ، وَحَلِيفَ
الْإنْعَامِ. سَالِکاً طَرَائِقَ جَدِّکَ وَأبِيکَ ، مُشَبَّهاً
فِي الْوَصِيهِ لِأخِيکَ. وَفِي الذِّمَمِ ، رَضِي الشِّيمِ ، ظَاهِرَ الْکَرَمِ ،
مُتَهَجِّداً فِي الظُّلَمِ. قَوِيمَ الطَّرَائِقِ ، کَرِيمَ الْخَلَائِقِ ، عَظِيمَ
السَّوَابِقِ. شَرِيفَ النَّسَبِ ، مُنِيفَ الْحَسَبِ ، رَفِيعَ الرُّتَبِ. کَثِيرَ
الْمَنَاقِبِ ، مَحْمُودَ الضَّرَائِبِ ، جَزِيلَ الْمَوَاهِبِ. حَلِيمٌ رَشِيدٌ ،
مُنِيبٌ جَوَادٌ ، عَلِيمٌ شَدِيدٌ ، إمَامٌ شَهِيدٌ ، أوَّاهٌ مُنِيبٌ ، حَبِيبٌ
مَهِيبٌ. کُنْتَ لِلرَّسُولِ صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ وَلَداً ، وَلِلْقُرْآنِ
مُنْقِذاً ، وَلِلْأُمَّهِ عَضُداً ، وَفِي الطَّاعَهِ مُجْتَهِداً. حَافِظاً
لِلْعَهْدِ وَالْمِيثَاقِ ، نَاکِباً عَنِ سُبُلِ الْفُسَّاقِ ؛ (وَ)
بَاذِلًا لِلْمَجْهُودِ ، طَوِيلَ الرُّکُوعِ وَالسُّجُودِ. زَاهِداً فِي الدُّنْيا
زُهْدَ الرَّاحِلِ عَنْهَا ، نَاظِراً إلَيهَا بِعَينِ الْمُسْتَوْحِشِينَ
مِنْهَا. آمَالُکَ عَنْهَا مَکْفُوفَهٌ وَهِمَّتُکَ عَنْ زِينَتِهَا مَصْرُوفَهٌ وَألْحَاظُکَ
عَنْ بَهْجَتِهَا مَطْرُوفَهٌ وَرَغْبَتُکَ فِي الْآخِرَهِ مَعْرُوفَهٌ. حَتَّي
إذَا الْجَوْرُ مَدَّ بَاعَهُ وَأسْفَرَ الظُّلْمُ قِنَاعَهُ وَدَعَا الْغَي
أتْبَاعَهُ وَأنْتَ فِي حَرَمِ جَدِّکَ قَاطِنٌ وَلِلظَّالِمِينَ مُبَاينٌ. جَلِيسُ
الْبَيتِ وَالْمِحْرَابِ ، مُعْتَزِلٌ عَنِ اللَّذَّاتِ وَالشَّهَوَاتِ. تُنْکِرُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الْمُنْکَرَ
بِقَلْبِکَ وَلِسَانِکَ ، عَلَي حَسَبِ
طَاقَتِکَ وَإمْکَانِکَ. ثُمَّ اقْتَضَاکَ الْعِلْمُ لِلْإنْکَارِ ، وَلَزِمَکَ
أنْ تُجَاهِدَ الْفُجَّارَ؛ فَسِرْتَ فِي أوْلَادِکَ وَأهَالِيکَ ، وَشِيعَتِکَ وَمَوَالِيکَ
، وَصَدَعْتَ بِالْحَقِّ وَالْبَينَهِ ، وَدَعَوْتَ إلَي اللَّهِ بِالْحِکْمَهِ وَالْمَوْعِظَهِ
الْحَسَنَهِ ، وَأمَرْتَ بِإقَامَهِ الْحُدُودِ وَالطَّاعَهِ لِلْمَعْبُودِ ، وَنَهَيتَ
عَنِ الْخَبَائِثِ وَالطُّغْيانِ ، وَوَاجَهُوکَ بِالظُّلْمِ وَالْعُدْوَانِ؛
فَجَاهَدْتَهُمْ بَعْدَ الْإيعَازِ لَهُمْ وَتَأْکِيدِ الْحُجَّهِ عَلَيهِمْ ،
فَنَکَثُوا ذِمَامَکَ وَبَيعَتَکَ ، وَأسْخَطُوا رَبَّکَ وَجَدَّکَ ، وَبَدَءُوکَ
بِالْحَرْبِ ، فَثَبَتَّ لِلطَّعْنِ وَالضَّرْبِ ، وَطَحَنْتَ جُنُودَ الْفُجَّارِ
، وَاقْتَحَمْتَ قَسْطَلَ الْغُبَارِ ، مُجَالِداً بِذِي الْفَقَارِ ، کَأنَّکَ
عَلِي الْمُخْتَارُ؛ فَلَمَّا رَأوْکَ ثَابِتَ الْجَأْشِ ، غَيرَ خَائِفٍ وَلَا
خَاشٍ ؛ نَصَبُوا لَکَ غَوَائِلَ مَکْرِهِمْ ، وَقَاتَلُوکَ بِکَيدِهِمْ وَشَرِّهِمْ؛
وَأمَرَ اللَّعِينُ جُنُودَهُ ، فَمَنَعُوکَ الْمَاءَ وَوُرُودَهُ ؛ وَنَاجَزُوکَ
الْقِتالُ ، وَعَاجَلُوکَ النُّزَّالُ ، وَرَشَقُوکَ بِالسِّهَامِ وَالنِّبَالِ ، وَبَسَطُوا
إلَيکَ أکُفَّ الِاصْطِلَامِ؛ وَلَمْ يرْعَوْا لَکَ ذِمَاماً ، وَلَا رَاقَبُوا فِيکَ
أثَاماً ، فِي قَتْلِهِمْ أوْلِياءَکَ ، وَنَهْبِهِمْ رِحَالَکَ؛ وَأنْتَ
مُقَدَّمٌ فِي الْهَبَوَاتِ ، وَمُحْتَمِلٌ لِلْأذِياتِ ،
قَدْ عَجِبَتْ مِنْ صَبْرِکَ مَلَائِکَهُ السَّمَاوَاتِ ، فَأحْدَقُوا بِکَ مِنْ
کُلِّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الْجِهَاتِ ؛ وَأثْخَنُوکَ
بِالْجِرَاحِ ، وَحَالُوا بَينَکَ وَبَينَ الرَّوَاحِ ؛ وَلَمْ يبْقَ لَکَ نَاصِرٌ
، وَأنْتَ مُحْتَسِبٌ صَابِرٌ ؛ تَذُبُّ عَنْ نِسْوَتِکَ وَأوْلَادِکَ ، حَتَّي
نَکَسُوکَ عَنْ جَوَادِکَ؛ فَهَوَيتَ إلَي الْأرْضِ جَرِيحاً ، تَطَئُوکَ الْخُيولُ
بِحَوَافِرِهَا
، أوْ تَعْلُوکَ الطُّغَاهُ بِبَوَاتِرِهَا. قَدْ رَشَحَ لِلْمَوْتِ جَبِينُکَ ، وَاخْتَلَفَتْ
بِالِانْقِبَاضِ وَالِانْبِسَاطِ شِمَالُکَ وَيمِينُکَ. تُدِيرُ طَرْفاً خَفِياً
إلَي رَحْلِکَ وَبَيتِکَ ، وَقَدْ شُغِلْتَ بِنَفْسِکَ عَنْ وُلْدِکَ وَأهَالِيکَ .
وَأسْرَعَ فَرَسُکَ شَارِداً ، (وَ)
إلَي خِيامِکَ قَاصِداً ، مُحَمْحِماً بَاکِياً. فَلَمَّا رَأينَ النِّسَاءُ
جَوَادَکَ مَخْزِياً ، وَنَظَرْنَ سَرْجَکَ عَلَيهِ مَلْوِياً ؛بَرَزْنَ مِنَ
الْخُدُورِ ، نَاشِرَاتِ الشُّعُورِ ، عَلَي الْخُدُودِ لَاطِمَاتِ الْوُجُوهِ
سَافِراتٍ ، وَبِالْعَوِيلِ دَاعِياتٍ ، وَبَعْدَ الْعِزِّ مُذَلَّلَاتٍ ، وَإلَي
مَصْرَعِکَ مِبَادِرَاتٍ. وَالشِّمْرُ جَالِسٌ عَلَي صَدْرِکَ ، وَمُولِغٌ سَيفَهُ
عَلَي نَحْرِکَ ، قَابِضٌ عَلَي شَيبَتِکَ بِيدِهِ ، ذَابِحٌ لَکَ بِمُهَنَّدِهِ.
قَدْ سَکَنَتْ حَوَاسُّکَ ، وَخَفِيتْ أنْفَاسُکَ ، وَرُفِعَ عَلَي الْقَنَاهِ
رَأْسُکَ. وَسُبِي أهْلُکَ کَالْعَبِيدِ ، وَصُفِّدُوا فِي الْحَدِيدِ فَوْقَ
أقْتَابِ الْمَطِياتِ ، تَلْفَحُ وُجُوهَهُمْ حَرُّ الْهَاجِرَاتِ ، يسَاقُونَ فِي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الْبَرَارِي وَالْفَلَوَاتِ
؛ أيدِيهِمْ مَغْلُولَهٌ إلَي الْأعْنَاقِ ، يطَافُ بِهِمْ فِي الْأسْوَاقِ ،
فَالْوَيلُ لِلْعُصَاهِ الْفُسَّاقِ.
لَقَدْ قَتَلُوا بِقَتْلِکَ الْإسْلَامَ
، وَعَطَّلُوا الصَّلَاهَ وَالصِّيامَ ، وَنَقَضُوا السُّنَنَ وَالْأحْکَامَ ، وَهَدَمُوا
قَوَاعِدَ الْإيمَانِ ، وَحَرَّفُوا آياتِ الْقُرْآنِ وَهَمْلَجُوا فِي الْبَغْي وَالْعُدْوَانِ.
لَقَدْ أصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ مَوْتُوراً ، وَعَادَ
کِتَابُ اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ مَهْجُوراً ، وَغُودِرَ الْحَقُّ إذْ قُهِرْتَ
مَقْهُوراً وَفُقِدَ بِفَقْدِکَ التَّکْبِيرُ وَالتَّهْلِيلُ ، وَالتَّحْرِيمُ وَالتَّحْلِيل
، وَالتَّنْزِيلُ وَالتَّأْوِيلُ ، وَظَهَرَ بَعْدَکَ التَّغْييرُ وَالتَّبْدِيلُ
، وَالْإلْحَادُ وَالتَّعْطِيلُ ، وَالْأهْوَاءُ وَالْأضَالِيلُ ، وَالْفِتَنُ وَالْأبَاطِيلُ.
فَقَامَ نَاعِيکَ عِنْدَ قَبْرِ جَدِّکَ
الرَّسُولِ صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ ، فَنَعَاکَ إلَيهِ بِالدَّمْعِ
الْهَطُولِ ، قَائِلًا : «يا رَسُولَ اللَّهِ! قُتِلَ سِبْطُکَ وَفَتَاکَ ، وَاسْتُبِيحَ
أهْلُکَ وَحَمَاکَ ، وَسُبِيتْ بَعْدَکَ ذَرَارِيکَ ، وَوَقَعَ الْمَحْذُورُ
بِعِتْرَتِکَ وَذَوِيکَ» ؛ فَانْزَعَجَ الرَّسُولُ ، وَبَکَي قَلْبُهُ الْمَهُولُ
، وَعَزَّاهُ بِکَ الْمَلَائِکَهُ وَالْأنْبِياءُ ، وَفُجِعَتْ بِکَ أُمُّکَ
الزَّهْرَاءُ وَاخْتَلَفَتْ جُنُودُ الْمَلَائِکَهِ الْمُقَرَّبِينَ ، تُعَزِّي
أبَاکَ أمِيرَالْمُؤْمِنِينَ ، وَأُقِيمَتْ لَکَ الْمَآتِمُ فِي أعْلَي عِلِّيينَ
، وَلَطَمَتْ
عَلَيکَ الْحُورُ
الْعِينُ وَبَکَتِ السَّمَاءُ وَسُکَّانُهَا ، وَالْجِنَانُ وَخُزَّانُهَا ، وَالْهِضَابُ
وَأقْطَارُهَا
، وَالْبِحَارُ وَحِيتَانُهَا ، (وَمَکَّهَ وَبُنْيانُهَا)
، وَالْجِنَانُ وَوِلْدَانُهَا ؛ وَالْبَيتُ وَالْمَقَامُ وَالْمَشْعَرُ
الْحَرَامُ ، وَالْحِلُّ وَالْإحْرَامُ.
اللَّهُمَّ فَبِحُرْمَهِ هَذَا
الْمَکَانِ الْمُنِيفِ صَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاحْشُرْنِي فِي
زُمْرَتِهِمْ ، وَأدْخِلْنِي الْجَنَّهَ بِشَفَاعَتِهِمْ. اللَّهُمَّ (فَ)
إنِّي أتَوَسَّلُ إلَيکَ ، يا أسْرَعَ الْحَاسِبِينَ ، وَيا أکْرَمَ الْأکْرَمِينَ
وَيا أحْکَمَ الْحَاکِمِينَ ، بِمُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيينَ ، رَسُولِکَ إلَي
الْعَالَمِينَ أجْمَعِينَ ، وَبِأخِيهِ وَابْنِ عَمِّهِ الْأنْزَعِ الْبَطِينِ ،
الْعَالِمِ الْمَکِينِ ، عَلِي أمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَبِفَاطِمَهَ سَيدَهِ
نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ، وَبِالْحَسَنِ الزَّکِي عِصْمَهِ الْمُتَّقِينَ ، وَبِأبِي
عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَينِ أکْرَمِ الْمُسْتَشْهَدِينَ ، وَبِأوْلَادِهِ
الْمَقْتُولِينَ ، وَبِعِتْرَتِهِ الْمَظْلُومِينَ ، وَبِعَلِي بْنِ الْحُسَينِ زَينِ
الْعَابِدِينَ ، وَبِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِي قِبْلَهِ الْأوَّابِينَ ، وَجَعْفَرِ
بْنِ مُحَمَّدٍ أصْدَقِ الصَّادِقِينَ ، وَمُوسَي بْنِ جَعْفَرٍ مُظْهِرِ
الْبَرَاهِينِ ، وَعَلِي بْنِ مُوسَي نَاصِرِ الدِّينِ ، وَمُحَمَّدِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بْنِ عَلِي قُدْوَهِ
الْمُهْتَدِينَ ، وَعَلِي بْنِ مُحَمَّدٍ أزْهَدِ الزَّاهِدِينَ ، وَالْحَسَنِ
بْنِ عَلِي وَارِثِ الْمُسْتَخْلَفِينَ ، وَالْحُجَّهِ عَلَي الْخَلْقِ أجْمَعِينَ
، أنْ تُصَلِّي عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِينَ الْأبَرِّينَ ، آلِ
طَهَ وَيس ، وَأنْ تَجْعَلَنِي فِي الْقِيامَهِ مِنَ الْآمِنِينَ الْمُطْمَئِنِّينَ
، الْفَائِزِينَ الْفَرِحِينَ الْمُسْتَبْشِرِينَ.
اللَّهُمَّ اکْتُبْنِي فِي الْمُسْلِمِينَ
، وَألْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ، وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ ، وَانْصُرْنِي
عَلَي الْبَاغِينَ ، وَاکْفِنِي کَيدَ الْحَاسِدِينَ ، وَاصْرِفْ عَنِّي مَکْرَ
الْمَاکِرِينَ ، وَاقْبِضْ عَنِّي أيدِي الظَّالِمِينَ ، وَاجْمَعْ بَينِي وَبَينَ
السَّادَهِ الْمَيامِينِ ، فِي أعْلَي عِلِّيينَ ، مَعَ الَّذِينَ أنْعَمْتَ عَلَيهِمْ
مِنَ النَّبِيينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ ، بِرَحْمَتِکَ يا
أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللَّهُمَّ إنِّي أُقْسِمُ عَلَيکَ بِنَبِيکَ
الْمَعْصُومِ ، وَبِحُکْمِکَ الْمَحْتُومِ ، وَنَهْيکَ الْمَکْتُومِ ، وَبِهَذَا
الْقَبْرِ الْمَلْمُومِ ، الْمُوَسَّدِ فِي کَنَفِهِ الْإمَامُ الْمَعْصُومُ ،
الْمَقْتُولُ الْمَظْلُومُ ، أنْ تَکْشِفَ مَا بِي مِنَ الْغُمُومِ ، وَتَصْرِفَ
عَنِّي شَرَّ الْقَدَرِ الْمَحْتُومِ ، وَتُجِيرَنِي مِنَ النَّارِ ذَاتِ
السَّمُومِ. اللَّهُمَّ جَلِّلْنِي بِنِعْمَتِکَ ، وَرَضِّنِي بِقِسْمِکَ ، وَتَغَمَّدْنِي
بِجُودِکَ وَکَرَمِکَ ، وَبَاعِدْنِي مِنْ مَکْرِکَ وَنَقِمَتِکَ.
اللَّهُمَّ اعْصِمْنِي مِنَ الزَّلَلِ ،
وَسَدِّدْنِي فِي الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ ، وَافْسَحْ لِي فِي مُدَّهِ الْأجَلِ ، وَاعْفِنِي
مِنَ الْأوْجَاعِ وَالْعِلَلِ ، وَبَلِّغْنِي بِمَوَالِي ، وَبِفَضْلِکَ أفْضَلَ
الْأمَلَ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاقْبَلْ تَوْبَتِي
، وَارْحَمْ عَبْرَتِي
، وَأقِلْنِي عَثْرَتِي ، وَنَفِّسْ کُرْبَتِي ، وَاغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي ، وَأصْلِحْ
لِي فِي ذُرِّيتِي.
اللَّهُمَّ لَا تَدَعْ لِي فِي هَذَا
الْمَشْهَدِ الْمُعَظَّمِ ، وَالْمَحَلِّ الْمُکَرَّمِ ، ذَنْباً إلَّا غَفَرْتَهُ
، وَلَا عَيباً إلَّا سَتَرْتَهُ ، وَلَا غَمّاً إلَّا کَشَفْتَهُ ، وَلَا رِزْقاً
إلَّا بَسَطْتَهُ ، وَلَا جَاهاً إلَّا عَمَّرْتَهُ ، وَلَا فَسَاداً إلَّا
أصْلَحْتَهُ ، وَلَا أمَلًا إلَّا بَلَّغْتَهُ ، وَلَا دُعَاءً إلَّا أجَبْتَهُ ، وَلَا
مُضَيقاً إلَّا فَرَّجْتَهُ ، وَلَا شَمْلًا إلَّا جَمَعْتَهُ ، وَلَا أمْراً
إلَّا أتْمَمْتَهُ ، وَلَا مَالًا إلَّا کَثَّرْتَهُ ، وَلَاخُلُقاً إلَّا
حَسَّنْتَهُ ، وَلَا إنْفَاقاً إلَّا أخْلَفْتَهُ ، وَلَا حَالًا إلَّا
عَمَّرْتَهُ ، وَلَا حَسُوداً إلَّا قَمَعْتَهُ ، وَلَا عَدُوّاً إلَّا أرْدَيتَهُ
، وَلَا شَرّاً إلَّا کَفَيتَهُ ، وَلَا مَرَضاً إلَّا شَفَيتَهُ ، وَلَا بَعِيداً
إلَّا أدْنَيتَهُ ، وَلَا شَعِثاً إلَّا لَمَمْتَهُ ، وَلَا سُؤَالًا إلَّا أعْطَيتَهُ.
اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُکَ خَيرَ
الْعَاجِلَهِ ، وَثَوَابَ الْآجِلَهِ. اللَّهُمَّ أغْنِنِي بِحَلَالِکَ عَنِ
الْحَرَامِ ، وَبِفَضْلِکَ عَنْ جَمِيعِ الْأنَامِ. اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُکَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عِلْماً نَافِعاً ، وَقَلْباً
خَاشِعاً ، وَيقِيناً شَافِياً ، وَعَمَلًا زَاکِياً ، وَصَبْراً جَمِيلًا ، وَأجْراً
جَزِيلًا. اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي شُکْرَ نِعْمَتِکَ عَلَي ، وَزِدْ فِي إحْسَانِکَ
وَکَرَمِکَ إلَي ، وَاجْعَلْ قَوْلِي فِي النَّاسِ مَسْمُوعاً ، وَعَمَلِي
عِنْدَکَ مَرْفُوعاً ، وَأثَرِي فِي الْخَيرَاتِ مَتْبُوعاً ، وَعَدُوِّي
مَقْمُوعاً. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الْأخْيارِ ، فِي
آنَاءِ اللَّيلِ وَأطْرَافِ النَّهَارِ ، وَاکْفِنِي شَرَّ الْأشْرَارِ ، وَطَهِّرْنِي
مِنَ الذُّنُوبِ وَالْأوْزَارِ ، وَأجِرْنِي مِنَ النَّارِ ، وَأحِلَّنِي
دَارَ الْقَرَارِ ، وَاغْفِرْ لِي وَلِجَمِيعِ إخْوَانِي فِيکَ وَأخَوَاتِي
الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ، بِرَحْمَتِکَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
ثُمَّ تَوَجَّهْ إلَي الْقِبْلَهِ وَصَلَّ
رَکْعَتَينِ وَاقْرَأْ فِي الْأوُلَي سُورَهَ الْأنْبِياءِ وَفِي الثَّانِيهِ
الْحَشْرِ وَاقْنُتْ وَقُلْ :
لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ
الْکَرِيمُ ، لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ الْعَلِي الْعَظِيمُ ، لَا إلَهَ إلَّا
اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَالْأرَضِينَ السَّبْعِ ، وَمَا فِيهِنَّ وَمَابَينَهُنَّ
خِلَافاً لِأعْدَائِهِ ، وَتَکْذِيباً لِمَنْ عَدَلَ بِهِ ، وَإقْرَاراً لِرُبُوبِيتِهِ
، وَخُضُوعاً
لِعِزَّتِهِ ؛ الْأوَّلُ بِغَيرِ أوَّلٍ ، وَالْآخِرُ إلَي غَيرِ آخِرٍ ؛
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الظَّاهِرُ عَلَي
کُلِّ شَي ءٍ بِقُدْرَتِهِ ، الْبَاطِنُ دُونَ کُلِّ شَي ءٍ بِعِلْمِهِ وَلُطْفِهِ
؛ لَا تَقِفُ الْعُقُولُ عَلَي کُنْهِ عَظَمَتِهِ ، وَلَا تُدْرِکُ الْأوْهَامُ
حَقِيقَهَ مَاهِيتِهِ ، وَلَا تَتَصَوَّرُ الْأنْفُسُ مَعَانِي کَيفِيتِهِ ؛
مُطَّلِعاً عَلَي الضَّمَائِرِ ، عَارِفاً بِالسَّرَائِرِ ، يعْلَمُ خَائِنَهَ
الْأعْينِ ، وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ.
اللَّهُمَّ إنِّي أُشْهِدُکَ عَلَي
تَصْدِيقِي رَسُولَکَ صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ ، وَإيمَانِي بِهِ ، وَعِلْمِي
بِمَنْزِلَتِهِ ، وَإنِّي أشْهَدُ أنَّهُ النَّبِي الَّذِي نَطَقَتِ الْحِکْمَهُ
بِفَضْلِهِ ، وَبَشَّرَتِ الْأنْبِياءُ بِهِ ، وَدَعَتْ إلَي الْإقْرَارِ بِمَا
جَاءَ بِهِ وَحَثَّتْ عَلَي تَصْدِيقِهِ بِقَوْلِهِ تَعَالَي : (الَّذِي
يجِدُونَهُ مَکْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراهِ وَالْإنْجِيلِ يأْمُرُهُمْ
بِالْمَعْرُوفِ وَينْهاهُمْ عَنِ الْمُنْکَرِ وَيحِلُّ لَهُمُ الطَّيباتِ وَيحَرِّمُ
عَلَيهِمُ الْخَبائِثَ وَيضَعُ عَنْهُمْ إصْرَهُمْ وَالْأغْلالَ الَّتِي کانَتْ
عَلَيهِمْ) .
فَصَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ رَسُولِکَ إلَي الثَّقَلَينِ ، وَسَيدِ الْأنْبِياءِ
الْمُصْطَفَينَ ، وَعَلَي أخِيهِ وَابْنِ عَمِّهِ ، الَّذَينِ لَمْ يشْرِکَا بِکَ
طَرْفَهَ عَينٍ أبَداً ، وَعَلَي فَاطِمَهَ الزَّهْرَاءِ سَيدَهِ نِسَاءِ
الْعَالَمِينَ ، وَعَلَي سَيدَي شَبَابِ أهْلِ الْجَنَّهِ الْحَسَنِ وَالْحُسَينِ؛
صَلَاهً خَالِدَهَ الدَّوَامِ ، عَدَدَ قَطْرِ الرِّهَامِ ، وَزِنَهَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الْجِبَالِ وَالْآکَامِ
، مَا أوْرَقَ السَّلَامُ ، وَاخْتَلَفَ الضِّياءُ وَالظَّلَامُ ، وَعَلَي آلِهِ
الطَّاهِرِينَ ، الْأئِمَّهِ الْمُهْتَدِينَ ، الذَّائِدِينَ عَنِ الدِّينِ ، عَلِي
وَمُحَمَّدٍ وَجَعْفَرٍ وَمُوسَي وَعَلِي وَمُحَمَّدٍ وَعَلِي وَالْحَسَنِ وَالْحُجَّهِ؛
الْقُوَّامِ بِالْقِسْطِ ، وَسُلَالَهِ السِّبْطِ.
اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُکَ بِحَقِّ
هَذَا الْإمَامِ فَرَجاً قَرِيباً ، وَصَبْراً جَمِيلًا ، وَنَصْراً عَزِيزاً ، وَغِنًي
عَنِ الْخَلْقِ ، وَثَبَاتاً فِي الْهُدَي ، وَالتَّوْفِيقِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَي
، وَرِزْقاً وَاسِعاً ، حَلَالًا طَيباً ، مَرِيئاً دَارَّاً ، سَائِغاً فَاضِلًا
مُفْضِلًا ، صَبّاً صَبّاً ، مِنْ غَيرِ کَدٍّ وَلَا نَکَدٍ وَلَا مِنَّهٍ مِنْ
أحَدٍ ، وَعَافِيهً مِنْ کُلِّ بَلَاءٍ وَسُقْمٍ وَمَرَضٍ ، وَالشُّکْرَ عَلَي
الْعَافِيهِ وَالنَّعْمَاءِ ، وَإذَا جَاءَ الْمَوْتُ ، فَاقْبِضْنَا عَلَي
أحْسَنِ مَا يکُونُ لَکَ طَاعَهً عَلَي مَا أمَرْتَنَا مُحَافِظِينَ ، حَتَّي
تُؤَدِّينَا إلَي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ، بِرَحْمَتِکَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ ، وَأوْحِشْنِي مِنَ الدُّنْيا ، وَآنِسْنِي بِالْآخِرَهِ ، فَإنَّهُ
لَا يوحِشُ مِنَ الدُّنْيا إلَّا خَوْفُکَ ، وَلَا يؤْنِسُ بِالْآخِرَهِ إلَّا
رَجَاؤُکَ.
اللَّهُمَّ لَکَ الْحُجَّهُ لَا عَلَيکَ
، وَإلَيکَ الْمُشْتَکَي لَا مِنْکَ ، فَصَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَأعِنِّي
عَلَي نَفْسِي الظَّالِمَهِ الْعَاصِيهِ ، وَشَهْوَتِي
الْغَالِبَهِ ، وَاخْتِمْ
لِي بِالْعَافِيهِ.
اللَّهُمَّ إنَّ اسْتِغْفَارِي إياکَ ، وَأنَا
مُصِرٌّ عَلَي مَا نَهَيتَ قِلَّهُ حَياءٍ وَتَرْکِي الِاسْتِغْفَارَ ، مَعَ
عِلْمِي بِسَعَهِ حِلْمِکَ تَضْييعٌ لِحَقِّ الرَّجَاءِ. اللَّهُمَّ إنَّ ذُنُوبِي
تُؤْيسُنِي أنْ أرْجُوَکَ ، وَإنَّ عِلْمِي بِسَعَهِ رَحْمَتِکَ يمْنَعُنِي أنْ
أخْشَاکَ ، فَصَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَصَدِّقْ رَجَائِي لَکَ ، وَکَذِّبْ
خَوْفِي مِنْکَ ، وَکُنْ لِي عِنْدَ أحْسَنِ ظَنِّي بِکَ ، يا أکْرَمَ الْأکْرَمِينَ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ ، وَأيدْنِي بِالْعِصْمَهِ ، وَأنْطِقْ لِسَانِي بِالْحِکْمَهِ ، وَاجْعَلْنِي
مِمَّنْ ينْدَمُ عَلَي مَا ضَيعَهُ فِي أمْسِهِ ، وَلَا يغْبَنُ حَظَّهُ فِي يوْمِهِ
، وَلَا يهُمُّ لِرِزْقِ غَدِهِ.
اللَّهُمَّ إنَّ الْغَنِي مَنِ
اسْتَغْنَي بِکَ وَافْتَقَرَ إلَيکَ ، وَالْفَقِيرُ مَنِ اسْتَغْنَي بِخَلْقِکَ
عَنْکَ ؛ فَصَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأغْنِنِي عَنْ خَلْقِکَ
بِکَ ، وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ لَا يبْسُطُ کَفّاً إلَّا إلَيکَ.
اللَّهُمَّ إنَّ الشَّقِي مَنْ قَنَطَ وَأمَامَهُ
التَّوْبَهُ وَوَرَاءَهُ الرَّحْمَهُ وَإنْ کُنْتُ ضَعِيفَ الْعَمَلِ ، فَإنِّي فِي
رَحْمَتِکَ قَوِي الْأمَلِ ، فَهَبْ لِي ضَعْفَ عَمَلِي لِقُوَّهِ أمَلِي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللَّهُمَّ إنْ کُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ
مَا فِي عِبَادِکَ مَنْ هُوَ أقْسَي قَلْباً مِنِّي ، وَأعْظَمُ مِنِّي ذَنْباً ،
فَإنِّي أعْلَمُ أنَّهُ لَا مَوْلَي أعْظَمُ مِنْکَ طَوْلًا ، وَأوْسَعُ رَحْمَهً وَعَفْواً
؛ فَيا مَنْ هُوَ أوْحَدُ فِي رَحْمَتِهِ ، اغْفِرْ لِمَنْ لَيسَ بِأوْحَدَ فِي
خَطِيئَتِهِ.
اللَّهُمَّ إنَّکَ أمَرْتَنَا فَعَصَينَا
، وَنَهَيتَ فَمَا انْتَهَينَا ، وَذَکَرْتَ فَتَنَاسَينَا ، وَبَصَّرْتَ
فَتَعَامَينَا ، وَحَذَّرْتَ
فَتَعَدَّينَا ، وَمَا کَانَ ذَلِکَ جَزَاءَ إحْسَانِکَ إلَينَا ، وَأنْتَ أعْلَمُ
بِمَا أعْلَنَّا وَأخْفَينَا ، وَأخْبَرُ بِمَا نَأْتِي وَمَا أتَينَا ؛ فَصَلِّ
عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَلَا تُؤَاخِذْنَا بِمَا أخْطَأْنَا وَنَسِينَا
، وَهَبْ لَنَا حُقُوقَکَ لَدَينَا ، وَأتِمَّ إحْسَانَکَ إلَينَا ، وَأسْبِلْ
رَحْمَتَکَ عَلَينَا.
اللَّهُمَّ إنَّا نَتَوَسَّلُ إلَيکَ
بِهَذَا الصِّدِّيقِ الْإمَامِ ، وَنَسْألُکَ بِالْحَقِّ الَّذِي جَعَلْتَهُ لَهُ وَلِجَدِّهِ
رَسُولِکَ ، وَلِأبَوَيهِ عَلِي وَفَاطِمَهَ أهْلِ بَيتِ الرَّحْمَهِ ؛ إدْرَارَ
الرِّزْقِ الَّذِي بِهِ قِوَامُ حَياتِنَا ، وَصَلَاحُ أحْوَالِ عِيالِنَا ،
فَأنْتَ الْکَرِيمُ الَّذِي تُعْطِي مِنْ سَعَهٍ وَتَمْنَعُ مِنْ قُدْرَهٍ ،
وَنَحْنُ نَسْألُکَ مِنَ الرِّزْقِ مَا يکُونُ صَلَاحاً لِلدُّنْيا وَبَلَاغاً
لِلْآخِرَهِ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَينَا وَلِجَمِيعِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ
وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ ، الْأحْياءِ مِنْهُمْ وَالْأمْوَاتِ ، وَآتِنا
فِي الدُّنْيا حَسَنَهً ، وَفِي الْآخِرَهِ حَسَنَهً ، وَقِنا عَذابَ النَّارِ.
ثُمَّ تَرْکَعُ وَتَسْجُدُ وَتَجْلِسُ وَتَتَشَهَّدُ
وَتُسَلِّمُ فَإِذَا سَبَّحْتَ فَعَفِّرْ خَدَّيک وَقُلْ : سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ
لِلَّهِ وَلَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أکْبَرُ. أَرْبَعِينَ مَرَّهً وَاسْأَلِ
اللَّهَ الْعِصْمَهَ وَالنَّجَاهَ وَالْمَغْفِرَهَ وَالتَّوْفِيقَ بِحُسْنِ
الْعَمَلِ وَالْقَبُولَ لِمَا تَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَيهِ وَتَبْتَغِي بِهِ
وَجْهَهُ. وَقِفْ عِنْدَ الرَّأْسِ ، ثُمَّ صَلِّ رَکْعَتَينِ عَلَي مَا تَقَدَّمَ
ثُمَّ انْکَبَّ عَلَي الْقَبْرِ وَقُل :
زَادَ اللَّهُ فِي شَرَفِکُمْ وَالسَّلَامُ
عَلَيکُمْ وَرَحْمَهُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ.
وَادْعُ لِنَفْسِکَ وَلِوَالِدَيکَ وَلِمَنْ
أرَدْتَ (وَأنْصَرِفْ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالي) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قائم آل محمّد صلوات
االه عليهم وسلّم عند الظهور
الا
يا اهل العالم!
إنّ
جدّي الحسين قتلوه عطشاناً
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زيارة عاشوراء
الخامسة
الصّادره من النّاحيه
المقدّسه عجّل اللّه فرجه الشّريف
بروايه الشّريف
المرتضي قدّس سرّه
قال السّيد الجليل علي بن موسي بن طاووس
الحسني قدّس سرّه : زياره ثانيه بألفاظ شافيه ، يذکر فيها بعض مصائب يوم الطّف ، يزار
بها ، يزار بها الحسين صلوات الله عليه وسلامه ، زار بها المرتضي علم الهدي رضوان
الله عليه ، وسأذکرها علي الوصف الّذي أشار هو إليه ، قال :
إذا أردت الخروج من بيتک فقل :
اللَّهُمَّ إلَيکَ تَوَجَّهْتُ ، وَعَلَيکَ
تَوَکَّلْتُ ، وَبِکَ اسْتَعَنْتُ ، وَوَجْهَکَ طَلَبْتُ ، وَلِزِيارَهِ ابْنِ
نَبِيکَ أرَدْتُ ، وَلِرِضْوَانِکَ تَعَرَّضْتُ.
اللَّهُمَّ احْفَظْنِي فِي سَفَرِي وَحَضَرِي
، وَمِنْ بَينِ يدَي وَمِنْ خَلْفِي ، وَعَنْ يمِينِي وَعَنْ شِمَالِي ، وَمِنْ
فَوْقِي وَمِنْ تَحْتِي ، وَأعُوذُ بِعَظَمَتِکَ مِنْ شَرِّ کُلِّ ذِي شَرٍّ.
اللَّهُمَّ احْفَظْنِي بِمَا حَفِظْتَ
بِهِ کِتَابَکَ الْمُنَزَلَ ، عَلَي نَبِيکَ الْمُرْسَلِ ، يا مَنْ قَالَ ، وَهُوَ
أصْدَقُ الْقَائِلِينَ : (إنَّا نَحْنُ
نَزَّلْنَا الذِّکْرَ
وَإنَّا
لَهُ لَحافِظُونَ)
.
وَإذَا بَلَغْتَ الْمَنْزِلَ تَقُولُ :
(رَبِّ أنْزِلْنِي
مُنْزَلًا مُبارَکاً وَأنْتَ خَيرُ الْمُنْزِلِينَ)
(رَبِّ أدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأخْرِجْنِي
مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْکَ سُلْطاناً نَصِيراً) .
اللَّهُ أکْبَرُ اللَّهُ أکْبَرُ
اللَّهُ أکْبَرُ ، اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُکَ خَيرَ هَذِهِ الْبُقْعَهِ
الْمُبَارَکَهِ ، وَخَيرَ أهْلِهَا ، وَأعُوذُ بِکَ مِنْ شَرِّهَا ، وَشَرِّ
أهْلِهَا.
اللَّهُمَّ حَبِّبْنِي إلَي خَلْقِکَ ، وَأفِضْ
عَلَي مِنْ سَعَهِ رِزْقِکَ ، وَوَفِّقْنِي لِلْقِيامِ بِأدَاءِ حَقِّکَ ،
بِرَحْمَتِکَ وَرِضْوَانِکَ ، وَمَنِّکَ وَإحْسَانِکَ ، يا کَرِيمُ.
فَإذَا رَأيتَ الْقُبَّهَ فَقُلْ
:
(الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ
عَلي عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفي آللَّهُ خَيرٌ أمَّا يشْرِکُونَ)
(وَسَلامٌ عَلَي الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ
لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ)
(وَسَلَامٌ
عَلَي آلِ يس * إنَّا کَذلِکَ نَجْزِي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الْمُحْسِنِينَ)
وَالسَّلَامُ عَلَي الطَّيبِينَ الطَّاهِرِينَ ، الْأوْصِياءِ الصَّادِقِينَ ،
الْقَائِمِينَ بِأمْرِ اللَّهِ ، وَحُجَجِهِ الدَّاعِينَ إلَي سَبِيلِ اللَّهِ ،
الْمُجَاهِدِينَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ، وَالنَّاصِحِينَ لِجَمِيعِ
عِبَادِهِ ، الْمُسْتَخْلَفِينَ فِي بِلَادِهِ ، الْمُرْشِدِينَ إلَي هِدَايتِهِ وَرَشَادِهِ
، إنَّهُ حَمِيدٌ
مَجِيدٌ.
فَإذَا قَرُبْتَ مِنَ الْمَشْهَدِ
تَقُولُ :
اللَّهُمَّ إلَيکَ قَصَدَ الْقَاصِدُونَ
، وَفِي فَضْلِکَ طَمَعَ الرَّاغِبُونَ ، وَبِکَ اعْتَصَمَ الْمُعْتَصِمُونَ ، وَعَلَيکَ
تَوَکَّلَ الْمُتَوَکِّلُونَ ، وَقَدْ قَصَدْتُکَ وَافِداً ، وَإلَي سِبْطِ نَبِيکَ
وَارِداً ، وَبِرَحْمَتِکَ طَامِعاً ، وَلِعِزَّتِکَ خَاضِعاً ، وَلِوُلَاهِ
أمْرِکَ طَائِعاً ، وَلِأمْرِهِمْ مُتَابِعاً ، وَبِکَ وَبِمَنِّکَ عَائِذاً ، وَبِقَبْرِ
وَلِيکَ مُتَمَسِّکاً ، وَبِحَبْلِکَ مُعْتَصِماً.
اللَّهُمَّ ثَبِّتْنِي عَلَي مَحَبَّهِ
أوْلِيائِکَ ، وَلَا تَقْطَعْ أثَرِي عَنْ زِيارَتِهِمْ ، وَاحْشُرْنِي فِي
زُمْرَتِهِمْ ، وَأدْخِلْنِي الْجَنَّهَ بِشَفَاعَتِهِمْ.
فَإذَا بَلَغْتَ مَوْضِعَ الْقَتْلِ
فَقُلْ :
(أُذِنَ لِلَّذِينَ يقاتَلُونَ
بِأنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإنَّ اللَّهَ عَلي نَصْرِهِمْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لَقَدِيرٌ)
(وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي
سَبِيلِ اللَّهِ أمْواتاً بَلْ أحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يرْزَقُونَ فَرِحِينَ
بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يلْحَقُوا
بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ ألَّا خَوْفٌ عَلَيهِمْ وَلا هُمْ يحْزَنُونَ * يسْتَبْشِرُونَ
بِنِعْمَهٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأنَّ اللَّهَ لا يضِيعُ أجْرَ الْمُؤْمِنِينَ)
(قُلِ اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأرْضِ
عالِمَ الْغَيبِ وَالشَّهادَهِ أنْتَ تَحْکُمُ بَينَ عِبادِکَ فِي ما کانُوا فِيهِ
يخْتَلِفُونَ)
(وَلا
تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلًا عَمَّا يعْمَلُ الظَّالِمُونَ إنَّما يؤَخِّرُهُمْ لِيوْمٍ
تَشْخَصُ فِيهِ الْأبْصارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ لا يرْتَدُّ إلَيهِمْ
طَرْفُهُمْ وَأفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ * وَأنْذِرِ النَّاسَ يوْمَ يأْتِيهِمُ
الْعَذابُ فَيقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنا أخِّرْنا إلي أجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ
دَعْوَتَکَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ * أوَلَمْ تَکُونُوا أقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ ما
لَکُمْ مِنْ زَوالٍ * وَسَکَنْتُمْ فِي مَساکِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ
وَتَبَينَ لَکُمْ کَيفَ فَعَلْنا بِهِمْ وَضَرَبْنا لَکُمُ الْأمْثالَ * وَقَدْ
مَکَرُوا مَکْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَکْرُهُمْ وَإنْ کانَ مَکْرُهُمْ لِتَزُولَ
مِنْهُ الْجِبالُ * فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إنَّ
اللَّهَ عَزِيزٌ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذُو
انتِقامٍ)
(وَسَيعْلَمُ
الَّذِينَ ظَلَمُوا أي مُنْقَلَبٍ ينْقَلِبُونَ)
(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما
عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضي نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ ينْتَظِرُ
وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)
.
عِنْدَ اللَّهِ نَحْتَسِبُ مُصِيبَتَنَا
، فِي سِبْطِ نَبِينَا وَسَيدِنَا وَإمَامِنَا.
أعْزِزْ عَلَينَا يا أبَا عَبْدِ
اللَّهِ بِمَصْرَعِکَ هَذَا فَرِيداً وَحِيداً ، قَتِيلًا غَرِيباً عَنِ
الْأوْطَانِ ، بَعِيداً عَنِ الْأهْلِ وَالْإخْوَانَ ، مَسْلُوبَ الثِّيابِ ،
مُعَفَّراً فِي التُّرَابِ. قَدْ نُحِرَ نَحْرُکَ ، وَخُسِفَ صَدْرُکَ وَاسْتُبِيحَ
حَرِيمُکَ ، وَذُبِحَ فَطِيمُکَ ، وَسُبِي أهْلُکَ وَانْتُهِبَ رَحْلُکَ ؛
تَقَلَّبُ يمِيناً وَشِمَالًا ، وَتَتَجَرَّعُ مِنَ الْغُصَصِ أهْوَالًا ، لَهْفِي
عَلَيکَ ، (وَأنْتَ)
لَهْفَانٌ ، وَأنْتَ مُجَدَّلٌ عَلَي الرَّمْضَاءِ ، ظَمْآنٌ لَا تَسْتَطِيعُ
خِطَاباً ، وَلَا تَرُدُّ جَوَاباً ، قَدْ فُجِعَتْ بِکَ نِسْوَانُکَ وَوُلْدُکَ ،
وَاحْتُزَّ رَأْسُکَ مِنْ جَسَدِکَ.
لَقَدْ صُرِعَ بِمَصْرَعِکَ الْإسْلَامُ
، وَتَعَطَّلَتِ الْحُدُودُ وَالْأحْکَامُ ، وَأظْلَمَتِ الْأيامُ ، وَانْکَسَفَتِ
الشَّمْسُ وَأظْلَمَ الْقَمَرُ وَاحْتُبِسَ الْغَيثُ وَالْمَطَرُ وَاهْتُزَّ
الْعَرْشُ وَالسَّمَاءُ ، وَاقْشَعَرَّتِ الْأرْضُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَالْبَطْحَاءُ ، وَشَمِلَ
الْبَلَاءُ ، وَاخْتَلَفَتِ الْأهْوَاءُ ؛ وَفُجِعَ بِکَ الرَّسُولُ ، وَأُزْعِجَتِ
الْبَتُولُ ، وَطَاشَتِ الْعُقُولُ.
فَلَعْنَهُ اللَّهِ عَلَي مَنْ
جَارَعَلَيکَ وَظَلَمَکَ ، وَمَنَعَکَ الْمَاءَ وَاهْتَضَمَکَ ، وَغَدَرَ بِکَ
وَخَذَلَکَ ، وَألَبَّ عَلَيکَ وَقَتَلَکَ ، وَنَکَثَ بَيعَتَکَ وَعَهْدَکَ (وَوَعْدَکَ)
، وَأخْلَفَ مِيثَاقَکَ وَوَعْدَکَ ، وَأعَانَ عَلَيکَ ضِدَّکَ ، وَأغْضَبَ
بِفِعَالِهِ جَدَّکَ.
وَسَلَامُ اللَّهِ وَرِضْوَانُهُ وَبَرَکَاتُهُ
وَتَحِياتُهُ عَلَيکَ ، وَعَلَي الْأزْکِياءِ مِنَ ذُرِّيتِکَ ، وَالنُّجَبَاءِ
مِنْ عِتْرَتِکَ ، إنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
ثُمَّ تَدْخُلْ القُبَّهَ الشَّرِيفَهَ وَتَقِفُ
عَلَي الْقَبْرِ الشَّرِيفِ وَتَقُولُ :
السَّلَامُ عَلَي آدَمَ صَفْوَهِ
اللَّهِ فِي خَلِيقَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي شَيثٍ وَلِي اللَّهِ وَخِيرَتِهِ ،
السَّلَامُ عَلَي إدْرِيسَ الْقَائِمِ لِلَّهِ بِحُجَّتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي
نُوحٍ الْمُجَابِ فِي دَعْوَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي هُودٍ الْمُؤَيدِ مِنَ
اللَّهِ بِمَعُونَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي صَالِحٍ الَّذِي تَوَّجَهُ اللَّهُ
بِکَرَامَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي إبْرَاهِيمَ الَّذِي حَبَاهُ اللَّهُ
بِخَلَّتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي إسْمَاعِيلَ الَّذِي فَدَاهُ اللَّهُ بِذِبْحٍ
عَظِيمٍ مِنْ جَنَّتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي إسْحَاقَ الَّذِي جَعَلَ اللَّهُ
النُّبُوَّهَ فِي ذُرِّيتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي يعْقُوبَ الَّذِي رَدَّ اللَّهُ
عَلَيهِ بَصَرَهُ بِرَحْمَتِهِ ،
السَّلَامُ عَلَي يوسُفَ
الَّذِي نَجَّاهُ اللَّهُ مِنَ الْجُبِّ بِعَظَمَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي مُوسَي
الَّذِي فَلَقَ اللَّهُ لَهُ الْبَحْرَ بِقُدْرَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي هَارُونَ
الَّذِي خَصَّهُ اللَّهُ بِنُبُوَّتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي شُعَيبٍ الَّذِي
نَصَرَهُ اللَّهُ عَلَي أُمَّتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي دَاوُدَ الَّذِي تَابَ
اللَّهُ عَلَيهِ مِنْ بَعْدِ خَطِيئَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي سُلَيمَانَ الَّذِي
ذَلَّتْ لَهُ الْجِنُّ بِعِزَّتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي أيوبَ الَّذِي شَفَاهُ
اللَّهُ مِنْ عِلَّتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي يونُسَ الَّذِي أنْجَزَ اللَّهُ لَهُ
مَضْمُونَ عِدَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي زَکَرِيا الصَّابِرِ عَلَي مِحْنَتِهِ ،
السَّلَامُ عَلَي عُزَيرٍ الَّذِي أحْياهُ اللَّهُ بَعْدَ مَيتَتِهِ ، السَّلَامُ
عَلَي يحْيي الَّذِي أزْلَفَهُ اللَّهُ بِشَهَادَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي عِيسَي
الَّذِي هُوَ رُوحُ اللَّهِ وَکَلِمَتُهُ ، السَّلَامُ عَلَي مُحَمَّدٍ حَبِيبِ
اللَّهِ وَصَفْوَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي أمِيرِالْمُؤْمِنِينَ عَلِي بْنِ أبِي
طَالِبٍ الْمَخْصُوصِ بِکَرَامَتِهِ وَ (بِ) أُخُوَّتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي
فَاطِمَهَ الزَّهْرَاءِ ابْنَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي أبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ
وَصِي أبِيهِ وَخَلِيفَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي الْحُسَينِ الَّذِي سَمَحَتْ
نَفْسُهُ بِمُهْجَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي مَنْ أطَاعَ اللَّهَ فِي سِرِّهِ وَعَلَانِيتِهِ
، السَّلَامُ عَلَي مَنْ جَعَلَ اللَّهُ الشِّفَاءَ فِي تُرْبَتِهِ ، السَّلَامُ
عَلَي مَنِ الْإجَابَهُ تَحْتَ قُبَّتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي مَنِ الْأئِمَّهُ
مِنْ ذُرِّيتِهِ.
السَّلَامُ عَلَي ابْنِ خَاتَمِ
الْأنْبِياءِ ، السَّلَامُ عَلَي ابْنِ سَيدِ الْأوْصِياءِ ،
السَّلَامُ عَلَي
ابْنِ فَاطِمَهَ الزَّهْرَاءِ ، السَّلَامُ عَلَي ابْنِ خَدِيجَهَ الْکُبْرَي ،
السَّلَامُ عَلَي ابْنِ سِدْرَهِ الْمُنْتَهَي ، السَّلَامُ عَلَي ابْنِ جَنَّهِ
الْمَأْوَي ، السَّلَامُ عَلَي ابْنِ زَمْزَمَ وَالصَّفَا. السَّلَامُ عَلَي
الْمُرَمَّلِ بِالدِّمَاءِ ، السَّلَامُ عَلَي الْمَهْتُوکِ الْخِبَاءِ ،
السَّلَامُ عَلَي خَامِسِ أصْحَابِ
الْکِسَاءِ ، السَّلَامُ عَلَي غَرِيبِ الْغُرَبَاءِ ، السَّلَامُ عَلَي شَهِيدِ
الشُّهَدَاءِ ، السَّلَامُ عَلَي قَتِيلِ الْأدْعِياءِ ، السَّلَامُ عَلَي سَاکِنِ
کَرْبَلَاءَ ، السَّلَامُ عَلَي مَنْ بَکَتْهُ مَلَائِکَهُ السَّمَاءِ ،
السَّلَامُ عَلَي مَنْ ذُرِّيتُهُ الْأزْکِياءُ. السَّلَامُ عَلَي يعْسُوبِ الدِّينِ
، السَّلَامُ عَلَي مَنَازِلِ الْبَرَاهِينِ. السَّلَامُ عَلَي الْأئِمَّهِ
السَّادَاتِ ، السَّلَامُ عَلَي الْجُيوبِ الْمُضَرَّجَاتِ ، السَّلَامُ عَلَي
الشِّفَاهِ الذَّابِلَاتِ ، السَّلَامُ عَلَي النُّفُوسِ الْمُصْطَلَمَاتِ ،
السَّلَامُ عَلَي الْأرْوَاحِ الْمُخْتَلَسَاتِ ، السَّلَامُ عَلَي الْأجْسَادِ
الْعَارِياتِ ، السَّلَامُ عَلَي الْجُسُومِ الشَّاحِبَاتِ ، السَّلَامُ عَلَي
الدِّمَاءِ السَّائِلاتِ ، السَّلَامُ عَلَي الْأعْضَاءِ الْمُقَطَّعَاتِ ،
السَّلَامُ عَلَي الرُّءُوسِ الْمُشَالَاتِ ، السَّلَامُ عَلَي النِّسْوَهِ
الْبَارِزَاتِ. السَّلَامُ عَلَي حُجَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، السَّلَامُ عَلَيکَ
وَعَلَي آبَائِکَ الطَّاهِرِينَ الْمُسْتَشْهَدِينَ .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ في «ب».
السَّلَامُ عَلَيکَ وَعَلَي
ذُرِّيتِکَ النَّاصِرِينَ ، السَّلَامُ عَلَيکَ وَعَلَي الْمَلَائِکَهِ
الْمُضَاجِعِينَ.
السَّلَامُ عَلَي الْقَتِيلِ
الْمَظْلُومِ ، السَّلَامُ عَلَي أخِيهِ الْمَسْمُومِ ، السَّلَامُ عَلَي عَلِي
الْکَبِيرِ ، السَّلَامُ عَلَي الرَّضِيعِ الصَّغِيرِ. السَّلَامُ عَلَي
الْأبْدَانِ السَّلِيبَهِ ، السَّلَامُ عَلَي الْعِتْرَهِ الْغَرِيبَهِ. (السَّلَامُ
عَلَي الْأئِمَّهِ السَّادَاتِ)
، السَّلَامُ عَلَي الْمُجَدَّلِينَ فِي الْفَلَوَاتِ. السَّلَامُ عَلَي
النَّازِحِينَ عَنِ الْأوْطَانِ ، السَّلَامُ عَلَي الْمَدْفُونِينَ بِلَا
أکْفَانٍ ، السَّلَامُ عَلَي الرُّءُوسِ الْمُفَرِّقَهِ عَنِ الْأبْدَانِ.
السَّلَامُ عَلَي الْمُحْتَسِبِ
الصَّابِرِ ، السَّلَامُ عَلَي الْمَظْلُومِ بِلَا نَاصِرٍ. السَّلَامُ عَلَي
سَاکِنِ التُّرْبَهِ الزَّاکِيهِ ، السَّلَامُ عَلَي صَاحِبِ الْقُبَّهِ السَّامِيهِ.
السَّلَامُ عَلَي مَنْ طَهَّرَهُ الْجَلِيلُ ، السَّلَامُ عَلَي مَنْ بَشَّرَ
بِهِ جَبْرَئِيلُ ، السَّلَامُ عَلَي مَنْ نَاغَاهُ فِي الْمَهْدِ مِيکَائِيلُ.
السَّلَامُ عَلَي مَنْ نُکِثَتْ ذِمَّتُهُ وَذِمَّهُ حَرَمِهِ ، السَّلَامُ عَلَي
مَنِ انْتُهِکَتْ حُرْمَهُ الْإسْلَامِ فِي إرَاقَهِ دَمِهِ. السَّلَامُ عَلَي
الْمُغَسَّلِ بِدَمِ الْجِرَاحِ ، السَّلَامُ عَلَي الْمُجَرَّعِ بِکَاسَاتِ
مَرَارَاتِ الرِّمَاحِ ، السَّلَامُ عَلَي الْمُسْتَضَامِ الْمُسْتَبَاحِ.
السَّلَامُ عَلَي الْمَهْجُورِ فِي الْوَرَي ، السَّلَامُ عَلَي الْمُنْفَرِدِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بِالْعَرَاءِ ،
السَّلَامُ عَلَي مَنْ تَوَلَّي دَفْنَهُ أهْلُ الْقُرَي. السَّلَامُ عَلَي
الْمَقْطُوعِ الْوَتِينِ ، السَّلَامُ عَلَي الْمُحَامِي بِلَامُعِينٍ. السَّلَامُ
عَلَي الشَّيبِ الْخَضِيبِ ، السَّلَامُ عَلَي الْخَدِّ التَّرِيبِ ، السَّلَامُ
عَلَي الْبَدَنِ السَّلِيبِ ، السَّلَامُ عَلَي الثَّغْرِ الْمَقْرُوعِ بِالْقَضِيبِ.
السَّلَامُ عَلَي الْوَدَجِ الْمَقْطُوعِ ، السَّلَامُ عَلَي الرَّأْسِ
الْمَرْفُوعِ ، السَّلَامُ عَلَي الشِّلْوِ الْمَوْضُوعِ ، السَّلَامُ عَلَيکَ وَرَحْمَهُ
اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ.
ثُمَّ تَحَوَّلْ إلَي عِنْدِ الرَّأْسِ وَقُلْ
:
السَّلَامُ عَلَيکَ يا أبَا عَبْدِ
اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا
ابْنَ سَيدِالْوَصِيينَ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ خِيرَهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
، السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ فَاطِمَهَ الزَّهْرَاءِ سَيدَهِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ
، السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ خَدِيجَهَ الْکُبْرَي (أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ) .
السَّلَامُ عَلَيکَ يا مَنْ بَکَتْ فِي مُصَابِهِ السَّمَاوَاتُ الْعُلَي ،
السَّلَامُ عَلَيکَ يا مَنْ بَکَتْ لِفَقْدِهِ الْأرَضُونَ السُّفْلَي ،
السَّلَامُ عَلَيکَ يا حُجَّهَ اللَّهِ عَلَي أهْلِ الدُّنْيا ، السَّلَامُ عَلَيکَ
يا صَرِيعَ الدَّمْعَهِ السَّاکِبَهِ الْعَبْرَي ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا مُذِيبَ
الْکَبِدِ الْحَرَّي. السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ يعْسُوبِ الدِّينِ ، السَّلَامُ
عَلَيکَ يا عِصْمَهَ الْمُتَّقِينَ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا عَلَمَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الْمُهْتَدِينَ.
السَّلَامُ عَلَيکَ يا حُجَّهَ اللَّهِ الْکُبْرَي.
السَّلَامُ عَلَي الْإمَامِ
الْمَفْطُومِ مِنَ الزَّلَلِ ، الْمُبَرَّءِ مِنْ کُلِّ عَيبٍ وَخَطَلٍ.
السَّلَامُ عَلَي ابْنِ الرَّسُولِ وَقُرَّهِ عَينِ الْبَتُولِ. السَّلَامُ عَلَي
مَنْ (کَانَ)
ينَاغِيهِ جَبْرَئِيلُ وَيلَاعِبُهُ مِيکَائِيلُ.
السَّلَامُ عَلَي التِّينِ وَالزَّيتُونِ
، السَّلَامُ عَلَي کِفَّتَي الْمِيزَانِ الْمَذْکُورِ فِي سُورَهِ الرَّحْمَانِ ،
الْمُعَبَّرِ عَنْهُمَا بِاللُّؤْلُؤِ وَالْمَرْجَانِ ، السَّلَامُ عَلَي
أُمَنَاءِ الْمُهَيمِن الْمَنَّانِ ، السَّلَامُ عَلَيکَ وَرَحْمَهُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ.
السَّلَامُ عَلَي الْمَقْتُولِ
الْمَظْلُومِ ، السَّلَامُ عَلَي الْمَمْنُوعِ مِنْ مَاءِ الْفُرَاتِ ، السَّلَامُ
عَلَي سَيدِ السَّادَاتِ ، السَّلَامُ عَلَي قَائِدِ الْقَادَاتِ ، السَّلَامُ
عَلَي حَبْلِ اللَّهِ الْمَتِينِ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا حُجَّهَ اللَّهِ وَابْنَ
حُجَّتِهِ وَأبَا حُجَجِهِ.
أشْهَدُ لَقَدْ طَيبَ اللَّهُ بِکَ
التُّرَابَ ، وَأوْضَحَ بِکَ الْکِتَابَ ، وَأعْظَمَ بِکَ الْمُصَابَ ، وَجَعَلَکَ
وَجَدَّکَ وَأبَاکَ وَأُمَّکَ وَأخَاکَ (وَبَنِيکَ)
عِبْرَهً لِأُولِي الْألْبَابِ ، (يا ابْنَ الْمَيامِينِ الْأطْيابِ ، التَّالِينَ
الْکِتَابَ. وَجَّهْتُ سَلَامِي إلَيکَ وَعَوَّلْتُ فِي قَضَاءِ حَوَائِجِي بَعْدَ
اللَّهِ عَلَيکَ ، مَا خَابَ مَنْ تَمَسَّکَ بِکَ وَلَجَأ إلَيکَ ، صَلَّي اللَّهُ
عَلَيکَ ، وَجَعَلَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أفْئِدَهً مِنَ
النَّاسِ تَهْوِي إلَيکَ وَالسَّلَامُ عَلَيکَ وَرَحْمَهُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ) .
السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ خِيرَهِ
الْأخْيارِ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ عُنْصُرِ الْأبْرَارِ ، السَّلَامُ عَلَيکَ
يا ابْنَ قَسِيمِ الْجَنَّهِ وَالنَّارِ. السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ بَقِيهِ
النَّبِيينَ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ صَالِحِ الْمُؤْمِنِينَ ، السَّلَامُ
عَلَيکَ يا ابْنَ النَّبَإ الْعَظِيمِ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ الصِّرَاطِ
الْمُسْتَقِيمِ.
أشْهَدُ أنَّکَ حُجَّهُ اللَّهِ فِي
أرْضِهِ ، وَأشْهَدُ أنَّ الَّذِينَ خَالَفُوکَ ، وَأنَّ الَّذِينَ قَتَلُوکَ ، وَالَّذِينَ
خَذَلُوکَ ، وَأنَّ الَّذِينَ جَحَدُوا حَقَّکَ ، وَمَنَعُوکَ إرْثَکَ ،
مَلْعُونُونَ عَلَي لِسَانِ النَّبِي الْأُمِّي ، وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَري ،
لَعَنَ اللَّهُ الظَّالِمِينَ لَکُمْ مِنَ الْأوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ ، وَضَاعَفَ
عَلَيهِمُ
الْعَذَابَ الْألِيمَ ، عَذَاباً لَا يعَذِّبُهُ أحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ.
ثُمَّ انْکَبَّ عَلَي الضَّرِيحِ وَقَبِّلِ
التُّرْبَهَ وَقُلْ :
السَّلَامُ عَلَيکَ يا أوَّلَ مَظْلُومٍ
انْتُهِکَ دَمُهُ ، وَضُيعَتْ فِيهِ حُرْمَهُ الْإسْلَامِ. فَلَعَنَ اللَّهُ
أُمَّهً أسَّسَتْ أسَاسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِعَلَيکُمْ أهْلَ الْبَيتِ. أشْهَدُ
أنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمْتَ ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حَارَبْتَ ، مُبْطِلٌ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لِمَا أبْطَلْتَ ،
مُحَقِّقٌ لِمَا حَقَّقْتَ ، فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّي وَرَبِّکَ فِي خَلَاصِ
رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ ، وَقَضَاءِ حَوَائِجِي فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَهِ.
صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيکَ وَرَحْمَهُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ.
ثُمَّ تَحَوَّلُ إلَي جَانِبِ الْقَبْرِ
وَتَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَهَ وَتَرْفَعُ يدَيکَ وَتَقُولُ :
اللَّهُمَّ إنَّ اسْتِغْفَارِي إياکَ ، وَأنَا
مُصِرٌّ عَلَي مَا نَهَيتَ قِلَّهَ حَياءٍ ، وَتَرْکِي الِاسْتِغْفَارَ ، مَعَ
عِلْمِي بِسَعَهِ حِلْمِکَ تَضْييعٌ لِحَقِّ الرَّجَاءِ.
اللَّهُمَّ إنَّ ذُنُوبِي تُؤْيسُنِي
أنْ أرْجُوکَ ، وَإنَّ عِلْمِي بِسَعَهِ رَحْمَتِکَ يؤْمِنُنِي أنْ أخْشَاکَ.
فَصَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَحَقِّقْ رَجَائِي لَکَ ، وَکَذِّبْ
خَوْفِي مِنْکَ ، وَکُنْ لِي عِنْدَ أحْسَنِ ظَنِّي بِکَ ، يا أکْرَمَ الْأکْرَمِينَ.
وَأيدْنِي بِالْعِصْمَهِ ، وَأنْطِقْ لِسَانِي بِالْحِکْمَهِ ، وَاجْعَلْنِي
مِمَّنْ ينْدَمُ عَلَي مَا صَنَعَهُ فِي أمْسِهِ.
اللَّهُمَّ إنَّ الْغَنِي مَنِ اسْتَغْنَي
عَنْ خَلْقِکَ بِکَ ، فَصَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأغْنِنِي يا
رَبِّ عَنْ خَلْقِکَ ، وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ لَا يبْسُطُ کَفَّهُ إلَّا إلَيکَ.
اللَّهُمَّ إنَّ الشَّقِي مَنْ قَنَطَ وَأمَامَهُ
التَّوْبَهُ وَخَلْفَهُ الرَّحْمَهُ ، وَإنْ کُنْتُ ضَعِيفَ الْعَمَلِ ، فَإنِّي
فِي رَحْمَتِکَ قَوِي الْأمَلِ ، فَهَبْ لِي ضَعْفَ عَمَلِي لِقُوَّهِ أمَلِي.
اللَّهُمَّ أمَرْتَ فَعَصَينَا ، وَنَهَيتَ
فَمَا انْتَهَينَا ، وَذَکَّرْتَ فَتَنَاسَينَا ،
وَبَصَّرْتَ
فَتَعَامَينَا ، وَحَذَّرْتَ فَتَعَدَّينَا ، وَمَا کَانَ ذَلِکَ جَزَاءَ
إحْسَانِکَ إلَينَا ، وَأنْتَ أعْلَمُ بِمَا أعْلَنَّا وَمَا أخْفَينَا ، وَأخْبَرُ
بِمَا نَأْتِي وَمَا أتَينَا. فَصَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَلَا
تُؤَاخِذْنَا بِمَا أخْطَأْنَا فِيهِ وَنَسِينَا ، وَهَبْ لَنَا حُقُوقَکَ لَدَينَا
، وَتَمِّمْ إحْسَانَکَ إلَينَا ، وَأسْبِغْ رَحْمَتَکَ عَلَينَا.
إنَّا نَتَوَسَّلُ إلَيکَ بِهَذَا
الصِّدِّيقِ الْإمَامِ ، وَنَسْألُکَ بِالْحَقِّ الَّذِي جَعَلْتَهُ لَهُ ، وَلِجَدِّهِ
رَسُولِکَ ، وَلِأبَوَيهِ عَلِي وَفَاطِمَهَ أهْلِ بَيتِ الرَّحْمَهِ ، إدْرَارَ
الرِّزْقِ الَّذِي بِهِ قِوَامُ حَياتِنَا ، وَصَلَاحُ أحْوَالِ عِيالِنَا.
فَأنْتَ الْکَرِيمُ الَّذِي تُعْطِي مِنْ سَعَهٍ ، وَتَمْنَعُ عَنْ قُدْرَهٍ ، وَنَحْنُ
نَسْألُکَ مِنَ الْخَيرِ مَا يکُونُ صَلَاحاً لِلدُّنْيا ، وَبَلَاغاً لِلْآخِرَهِ
، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَهً ، وَفِي الْآخِرَهِ حَسَنَهً ، وَقِنا عَذابَ
النَّارِ. ثُمَّ تَحَوَّلْ إلَي عِنْدِ الرِّجْلَينِ وَقُلْ :
السَّلَامُ عَلَيکَ يا أبَا عَبْدِ
اللَّهِ ، وَعَلَي مَلَائِکَهِ اللَّهِ الْمُرَفْرَفِينَ حَوْلَ قُبَّتِکَ ،
الْحَافِّينَ بِتُرْبَتِکَ ، الطَّائِفِينَ بِعَرْصَتِکَ ، الْوَارِدِينَ لِزِيارَتِکَ.
السَّلَامُ عَلَيکَ ، فَإنِّي قَصَدْتُ إلَيکَ ، وَرَجَوْتُ الْفَوْزَ لَدَيکَ.
السَّلَامُ عَلَيکَ سَلَامَ الْعَارِفِ بِحُرْمَتِکَ ، الْمُخْلِصِ فِي وَلَايتِکَ
، الْمُتَقَرِّبِ إلَي اللَّهِ بِمَحَبَّتِکَ ، الْبَرِي ءِ مِنْ أعْدَائِکَ ،
سَلَامَ مَنْ قَلْبُهُ بِمُصَابِکَ مَقْرُوحٌ ، وَدَمْعُهُ عِنْدَ ذِکْرِکَ
مَسْفُوحٌ ، سَلَامَ الْمَفْجُوعِ
الْمَحْزُونِ ،
الْوَالِهِ الْمِسْکِينِ. سَلَامَ مَنْ لَوْ کَانَ مَعَکَ بِالطُّفُوفِ ،
لَوَقَاکَ بِنَفْسِهِ مِنْ حَدِّ السُّيوفِ ، وَبَذَلَ حُشَاشَتَهُ دُونَکَ
لِلْحُتُوفِ؛ وَجَاهَدَ بَينَ يدَيکَ ، وَنَصَرَکَ عَلَي مَنْ بَغَي عَلَيکَ وَفَدَاکَ
بِرُوحِهِ وَجَسَدِهِ وَمَالِهِ وَوُلْدِهِ ، وَرُوحُهُ لِرُوحِکَ الْفِدَاءُ ، وَأهْلُهُ
لِأهْلِکَ وِقَاءٌ.
فَلَئِنْ أخَّرَتْنِي الدُّهُورُ ، وَعَاقَنِي
عَنْ نُصْرَتِکَ الْمَقْدُورُ ، وَلَمْ أکُنْ لِمَنْ حَارَبَکَ مُحَارِباً ، وَلِمَنْ
نَصَبَ لَکَ الْعَدَاوَهَ مُنَاصِباً ، فَلَأنْدُبَنَّکَ صَبَاحاً وَمَسَاءً وَلَأبْکِينَّ
عَلَيکَ بَدَلَ الدُّمُوعِ دَماً ، حَسْرَهً عَلَيکَ ، وَتَأسُّفاً وَتَحَسُّراً
عَلَي مَا دَهَاکَ ، وَتَلَهُّفاً حَتَّي أمُوتَ بِلَوْعَهِ الْمُصَابِ ، وَغُصَّهِ
الِاکْتِئَابِ.
وَأشْهَدُ أنَّکَ قَدْ أقَمْتَ
الصَّلَاهَ ، وَآتَيتَ الزَّکَاهَ ، وَأمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيتَ عَنِ
الْمُنْکَرِ وَالْعُدْوَانِ ، وَأطَعْتَ اللَّهَ وَمَا عَصَيتَهُ ، وَتَمَسَّکْتَ
بِحَبْلِهِ فَارْتَضَيتَهُ ، وَخَشِيتَهُ وَرَاقَبْتَهُ وَاسْتَحْييتَهُ وَسَنَنْتَ
السُّنَنَ وَأطْفَأْتَ الْفِتَنَ ، وَدَعَوْتَ إلَي الرَّشَادِ وَأوْضَحْتَ سُبُلَ
السَّدَادِ ، وَجَاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ الْجِهَادِ؛ وَکُنْتَ لِلَّهِ
طَائِعاً ، وَلِجَدِّکَ مُحَمَّدٍ صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ تَابِعاً وَلِقَوْلِ
أبِيکَ سَامِعاً ، وَإلَي وَصِيهِ أخِيکَ مُسَارِعاً ، وَلِعِمَادِ الدِّينِ
رَافِعاً ، وَلِلطُّغْيانِ
قَامِعاً ، وَلِلطُّغَاهِ
مُقَارِعاً ، وَلِلْأُمَّهِ نَاصِحاً ، وَفِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ سَابِحاً ، وَلِلْفُسَّاقِ
مُکَافِحاً ، وَبِحُجَجِ اللَّهِ قَائِماً ، وَلِلْإسْلَامِ عَاصِماً ، وَلِلْمُسْلِمِينَ
رَاحِماً وَلِلْحَقِّ نَاصِراً وَعِنْدَ الْبَلَاءِ صَابِراً وَلِلدِّينِ کَالِئاً
، وَعَنْ حَوْزَتِهِ مُرَامِياً ، وَعَنِ الشَّرِيعَهِ مُحَامِياً. تَحُوطُ
الْهُدَي وَتَنْصُرُهُ ، وَتَبْسُطُ الْعَدْلَ وَتَنْشُرُهُ ، وَتَنْصُرُ الدِّينَ
وَتُظْهِرُهُ ، وَتَکُفُّ الْعَابِثَ وَتَزْجُرُهُ. تَأْخُذُ لِلدَّنِي مِنَ
الشَّرِيفِ ، وَتُسَاوِي فِي الْحُکْمِ بَينَ الْقَوِي وَالضَّعِيفِ. کُنْتَ رَبِيعَ
الْأيتَامِ ، وَعِصْمَهَ الْأنَامِ ، وَعِزَّ الْإسْلَامِ ، وَمَعْدِنَ
الْأحْکَامِ ، وَحَلِيفَ الْإنْعَامِ ، سَالِکاً
طَرِيقَهَ جَدِّکَ وَأبِيکَ ، مُشْبِهاً فِي الْوَصِيهِ لِأخِيکَ. وَفِي الذِّمَمِ
رَضِي الشِّيمِ ، (ظَاهِرَ الْکَرَمِ)
، مُجْتَهِداً فِي الْعِبَادَهِ فِي حِنْدِسِ الظُّلَمِ. قَوِيمَ الطَّرَائِقِ ،
عَظِيمَ السَّوَابِقِ ، شَرِيفَ النَّسَبِ ، مُنِيفَ الْحَسَبِ ، رَفِيعَ
الرُّتَبِ ، کَثِيرَ الْمَنَاقِبِ ، مَحْمُودَ الضَّرَائِبِ ، جَزِيلَ
الْمَوَاهِبِ. حَلِيماً شَدِيداً ، عَلِيماً رَشِيداً ، إمَاماً شَهِيداً ،
أوَّأهاً مُنِيباً ، جَوَاداً مُثِيباً ، حَبِيباً مَهِيباً.
کُنْتَ لِلرَّسُولِ وَلَداً ، وَلِلْقُرْآنِ
سَنَداً ، وَلِلْأُمَّهِ عَضُداً ، وَفِي الطَّاعَهِ مُجْتَهِداً ، حَافِظاً
لِلْعَهْدِ وَالْمِيثَاقِ ، نَاکِباً عَنْ سَبِيلِ الْفُسَّاقِ. تَتَأوَّهُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تَأوُّهَ
الْمَجْهُودِ ، طَوِيلَ الرُّکُوعِ وَالسُّجُودِ. زَاهِداً فِي الدُّنْيا إذْ
زُهِدَ الرَّاحِلُ عَنْهَا
، نَاظِراً إلَيهَا بِعَينِ الْمُسْتَوْحِشِ مِنْهَا. آمَالُکَ عَنْهَا
مَکْفُوفَهٌ ، وَهِمَّتُکَ عَنْ زِينَتِهَا مَصْرُوفَهٌ ، وَلِحَاظُکَ عَنْ
بَهْجَتِهَا مَطْرُوفَهٌ ، وَرَغْبَتُکَ فِي الْآخِرَهِ مَعْرُوفَهٌ. حَتَّي إذَا
الْجَوْرُ مَدَّ بَاعَهُ ، وَأسْفَرَ الظُّلْمُ قِنَاعَهُ ، وَدَعَا الْغَي
أتْبَاعَهُ ؛ وَأنْتَ فِي حَرَمِ جَدِّکَ قَاطِنٌ ، وَلِلظَّالِمِينَ مُبَاينٌ
؛جَلِيسُ الْبَيتِ وَالْمِحْرَابِ ، مُعْتَزِلٌ عَنِ اللَّذَّاتِ وَالْأحْبَابِ ؛
تُنْکِرُ الْمُنْکَرَ بِقَلْبِکَ وَلِسَانِکَ ، عَلَي حَسَبِ طَاقَتِکَ وَإمْکَانِکَ.
ثُمَّ اقْتَضَاکَ الْعِلْمُ لِلْإنْکَار ، وَأرَدْتَ أنْ تُجَاهِدَ الکُفَّارَ .
فَسِرْتَ فِي أوْلَادِکَ وَأهَالِيکَ وَشِيعَتِکَ وَمَوَالِيکَ وَصَدَعْتَ بِالْحَقِّ
وَالْبَينَهِ وَدَعَوْتَ إلَي اللَّهِ بِالْحِکْمَهِ وَالْمَوْعِظَهِ الْحَسَنَهِ.
وَأمَرْتَ بِإقَامَهِ الْحُدُودِ ، وَطَاعَهِ الْمَعْبُودِ؛ وَنَهَيتَ عَنِ الْخِيانَهِ
وَالطُّغْيانِ ، فَوَاجَهُوکَ بِالظُّلْمِ وَالْعُدْوَانِ. فَجَاهَدْتَهُمْ بَعْدَ
الْإيعَادِ إلَيهِمْ ، وَتَأْکِيدِ الْحُجَّهِ عَلَيهِمْ. فَنَکَثُوا ذِمَامَکَ وَبَيعَتَکَ
، وَأسْخَطُوا رَبَّکَ ، وَأغْضَبُوا جَدَّکَ ، وَأنْذَرُوکَ بِالْحَرْب ،
فَثَبَتَّ لِلطَّعْنِ وَالضَّرْبِ وَطَحْطَحْتَ جُنُودَ الْکُفَّارِ وَشَرَّدْتَ
جُيوشَ الْأشْرَارِ وَاقْتَحَمْتَ قَسْطَلَ الْغُبَارِ ، مُجَالِداً بِذِي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الْفَقَارِ ،
کَأنَّکَ عَلِي الْمُخْتَارُ.
فَلَمَّا رَأوْکَ ثَابِتَ الْجَأْشِ ،
غَيرَ خَائِفٍ وَلَا خَاشٍ ، نَصَبُوا لَکَ غَوَائِلَ مَکْرِهِمْ ، وَقَاتَلُوکَ
بِکَيدِهِمْ وَشَرِّهِمْ ؛ وَأجْلَبَ اللَّعِينُ عَلَيکَ جُنُودَهُ ، وَمَنَعُوکَ
الْمَاءَ وَوُرُودَهُ ؛ وَنَاجَزُوکَ الْقِتَالَ ، وَعَاجَلُوکَ النِّزَالَ ، وَرَشَقُوکَ
بِالسِّهَامِ ، وَبَسَطُوا إلَيکَ الْأکُفَّ لِلِاصْطِلَامِ ، وَلَمْ يرْعَوْا
لَکَ الذِّمَامَ ، وَلَا رَاقَبُوا فِيکَ الْأنَامَ
، وَفِي قَتْلِهِمْ أوْلِياءَکَ ، وَنَهْبِهِمْ رِحَالَکَ ، وَأنْتَ مُقَدَّمٌ فِي
الْهَبَوَاتِ ، مُحْتَمِلُ لِلْأذِياتِ
، وَقَدْ عَجِبَتْ مِنْ صَبْرِکَ مَلَائِکَهُ السَّمَاوَاتِ ، وَأحْدَقُوا بِکَ
مِنْ کُلِّ الْجِهَاتِ ، وَأثْخَنُوکَ بِالْجِرَاحِ ، وَحَالُوا بَينَکَ وَبَينَ
مَاءِ الْفُرَاتِ. وَلَمْ يبْقَ لَکَ نَاصِرٌ ، وَأنْتَ مُحْتَسِبٌ صَابِرٌ ،
تَذُبُّ عَنْ نِسْوَانِکَ وَأوْلَادِکَ ، فَهَوَيتَ إلَي الْأرْضِ طَرِيحاً ،
ظَمْآنَ جَرِيحاً ، تَطَؤُکَ الْخُيولُ بِحَوَافِرِهَا ، وَتَعْلُوکَ الطُّغَاهُ
بِبَواتِرِهَ؛ قَدْ رَشَحَ لِلْمَوْتِ جَبِينُکَ ، وَاخْتَلَفَتْ بِالِانْبِسَاطِ وَالِانْقِبَاضِ
شِمَالُکَ وَيمِينُکَ ، تُدِيرُ طَرَفاً مُنْکَسِراً إلَي رَحْلِکَ ، وَقَدْ
شُغِلْتَ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بِنَفْسِکَ عَنْ
وُلْدِکَ وَأهْلِکَ؛ وَأسْرَعَ فَرَسُکَ شَارِداً ، وَأتَي
خِيامَکَ قَاصِداً ، مُحَمْحِماً بَاکِياً؛ فَلَمَّا رَأينَ النِّسَاءُ جَوَادَکَ
مَخْزِياً ، وَأبْصَرْنَ سَرْجَکَ مَلْوِياً
، بَرَزْنَ مِنَ الْخُدُورِ ، لِلشُّعُورِ نَاشِرَاتٍ ، وَلِلْخُدُودِ لَاطِمَاتٍ
، وَلِلْوُجُوهِ سَافِرَاتٍ ، وَبِالْعَوِيلِ دَاعِياتٍ ، وَبَعْدَ الْعِزِّ
مُذَلَّلَاتٍ ، وَإلَي مَصْرَعِکَ مُبَادِرَاتٍ ؛ وَشِمْرٌ جَالِسٌ عَلَي صَدْرِکَ
، مُولِغٌ سَيفَهُ فِي نَحْرِکَ ، قَابِضٌ شَيبَتَکَ بِيدِهِ ، ذَابِحٌ لَکَ
بِمُهَنَّدِهِ ؛ وَقَدْ سَکَنَتْ حَوَاسُّکَ ، وَخَمَدَتْ أنْفَاسُکَ ، وَوَرَدَ
عَلَي الْقَنَاهِ رَأْسُکَ ، وَسُبِي أهْلُکَ کَالعَبِيدِ ، وَصُفِّدُوا فِي
الْحَدِيدِ. فَوْقَ أقْتَابِ الْمَطِياتِ ، تَلْفَحُ وُجُوهَهُمْ
حَرُورُالْهَاجِرَاتِ ، يسَاقُونَ فِي الْفَلَوَاتِ ؛
أيدِيهِمْ مَغْلُولَهٌ إلَي الْأعْنَاقِ
يطَافُ بِهِمْ فِي الْأسْوَاقِ فَالْوَيلُ لِلْعُصَاهِ الْفُسَّاقِ. لَقَدْ
قَتَلُوا بِقَتْلِکَ الْإسْلَامَ ، وَعَطَّلُوا الصَّلَاهَ وَالصِّيامَ ، وَنَقَضُوا
السُّنَنَ وَالْأحْکَامَ ، وَهَدَمُوا قَوَاعِدَ الْإيمَانِ ، وَحَرَّفُوا آياتِ
الْقُرْآنِ ، وَهَمْلَجُوا فِي الْبَغْي وَالْعُدْوَانِ.
لَقَدْ أصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّي
الله عَلَيهِ وَآلِهِ مِنْ أجْلِکَ مَوْتُوراً ، وَعَادَ کِتَابُ اللَّهِ
مَهْجُوراً وَغُودِرَ الْحَقُّ إذْ قُهِرْتَ مَقْهُوراً ؛ وَفُقِدَ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بِفَقْدِکَ التَّکْبِيرُ
وَالتَّهْلِيلُ ، وَالتَّحْرِيمُ وَالتَّحْلِيلُ ، وَالتَّنْزِيلُ وَالتَّأْوِيلُ
، وَظَهَرَ بَعْدَکَ التَّغْييرُ وَالتَّبْدِيلُ ، وَالْإلْحَادُ وَالتَّعْطِيلُ ،
وَالْأهْوَاءُ وَالْأضَالِيلُ ، وَالْفِتَنُ وَالْأبَاطِيلُ. وَقَامَ نَاعِيکَ
عِنْدَ قَبْرِ جَدِّکَ الرَّسُولِ صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ ، فَنَعَاکَ إلَيهِ
بِالدَّمْعِ الْهَطُولِ ، قَائِلًا : «يا رَسُولَ اللَّهِ! قُتِلَ سِبْطُکَ وَفَتَاکَ
، وَاسْتُبِيحَ أهْلُکَ وَحِمَاکَ ، وَسُبِي بَعْدَکَ ذَرَارِيکَ ، وَوَقَعَ
الْمَحْذُورُ بِعِتْرَتِکَ وَبَنِيکَ» ؛ فَنَزَعَ الرَّسُولُ الرِّدَاءَ ، وَعَزَّاهُ
بِکَ الْمَلَائِکَهُ وَالْأنْبِياءُ ، وَفُجِعَتْ بِکَ أُمُّکَ فَاطِمَهُ
الزَّهْرَاءُ ، وَاخْتَلَفَتْ جُنُودُ الْمَلَائِکَهِ الْمُقَرَّبِينَ ، تُعَزِّي
أبَاکَ أمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَأُقِيمَتْ عَلَيکَ الْمَآتِمُ فِي أعْلَي عِلِّيينَ
، تَلْطِمُ عَلَيکَ فِيهَا الْحُورُ الْعِينُ ؛ وَتَبْکِيکَ السَّمَاوَاتُ وَسُکَّانُهَا
، وَالْجِبَالُ وَخُزَّانُهَا وَالسَّحَابُ وَأقْطَارُهَا ، وَالْأرْضُ وَقِيعَانُهَا
، وَالْبِحَارُ وَحِيتَانُهَا ، وَمَکَّهُ وَبُنْيانُهَا ، وَالْجِنَانُ وَوِلْدَانُهَا
، وَالْبَيتُ وَالْمَقَامُ وَالْمَشْعَرُ الْحَرَامُ ، وَالْحَطِيمُ وَزَمْزَمُ ، وَالْمِنْبَرُ
الْمُعَظَّمُ ، وَالنُّجُومُ الطَّوَالِعُ ، وَالْبُرُوقُ اللَّوَامِعُ ، وَالرُّعُودُ
الْقَعَاقِعُ ، وَالرِّياحُ الزَّعَازِعُ وَالْأفْلَاکُ الرَّوَافِعُ.
فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَکَ وَسَلَبَکَ
، وَاهْتَضَمَکَ وَغَصَبَکَ ، وَبَايعَکَ
وَاعْتَزَلَکَ
، وَحَارَبَکَ وَسَاقَکَ ، وَجَهَّزَ الْجُيوشَ إلَيکَ ، وَوَثَّبَ الظَّلَمَهُ
عَلَيکَ. أبْرَأُ إلَي اللَّهِ سُبْحَانَهُ مِنَ الْآمِرِ وَالْفَاعِلِ وَالْغَاشِمِ
وَالْخَاذِلِ.
اللَّهُمَّ فَثَبِّتْنِي عَلَي
الْإخْلَاصِ وَالْوَلَاءِ وَالتَّمَسُّکِ بِحَبْلِ أهْلِ الْکِسَاءِ وَانْفَعْنِي
بِمَوَدَّتِهِمْ ، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِهِمْ ، وَأدْخِلْنِي الْجَنَّهَ
بِشَفَاعَتِهِمْ ، إنَّکَ وَلِي ذَلِکَ ، يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
ذِکْرُ زِيارَهِ عَلِي بْنِ الْحُسَينِ
عَلَيهِ السَّلَامُ :
ثُمَّ تَحَوَّلْ إِلَي عِنْدِ رِجْلَي
الْحُسَينِ وَقِفْ
عَلَي عَلِي بْنِ الْحُسَينِ عَلَيهِمَا السَّلَامُ وَقُلِ :
السَّلَامُ عَلَيکَ أيهَا الصِّدِّيقُ ،
الطَّيبُ الطَّاهِرُ ، (وَ)
الزَّکِي الْحَبِيبُ الْمُقَرَّبُ ، وَابْنُ رَيحَانَهِ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّي
الله عَلَيهِ وَآلِهِ)
، السَّلَامُ عَلَيکَ مِنْ شَهِيدٍ مُحْتَسِبٍ وَرَحْمَهُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ.
مَا أکْرَمَ مَقَامَکَ ، وَأشْرَفَ
مُنْقَلَبَکَ ، أشْهَدُ لَقَدْ شَکَرَ اللَّهُ سَعْيکَ ، وَأجْزَلَ ثَوَابَکَ. وَألْحَقَکَ
بِالذِّرْوَهِ الْعَالِيهِ ، حَيثُ الشَّرَفُ کُلُّ الشَّرَفِ ، فِي الْغُرَفِ
السَّامِيهِ ، فِي الْجَنَّهِ فَوْقَ الْغُرَفِ ، کَمَا مَنَّ عَلَيکَ مِنْ قَبْلُ
، وَجَعَلَکَ مِنْ أهْلِ الْبَيتِ ، الَّذِينَ أذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ
تَطْهِيراً. وَاللَّهِ مَا ضَرَّکَ الْقَوْمُ بِمَا نَالُوا مِنْکَ وَمِنْ أبِيکَ
الطَّاهِرِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيکُمَا ، وَلَا ثَلَمُوا مَنْزِلَتَکُمَا مِنَ
الْبَيتِ الْمُقَدَّسِ ، وَلَا وَهَنْتُمَا بِمَا أصَابَکُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
، وَلَا مِلْتُمَا إلَي الْعَيشِ فِي الدُّنْيا ، وَلَا تَکَرَّهْتُمَا
مُبَاشَرَهَ الْمَنَايا ، إذْ کُنْتُمَا قَدْ رَأيتُمَا مَنَازِلَکُمَا فِي
الْجَنَّهِ ، قَبْلَ أنْ تَصِيرَا إلَيهَا ، فَاخْتَرْتُمَاهَا قَبْلَ أنْ
تَنْتَقِلَا إلَيهَا ، فَسُرِرْتُمْ وَسَرَرْتُمْ.
فَهَنِيئاً لَکُمْ يا بَنِي عَبْدِ
الْمُطَّلِبِ التَّمَسُّکُ مِنَ النَّبِي صَلَّي اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ ، بِالسَّيدِ
السَّابِقِ ، حَمْزَهَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَقَدِمْتُمَا عَلَيهِ ، وَقَدْ
أُلْحِقْتُمَا بِأوْثَقِ عُرْوَهٍ ، وَأقْوَي سَبَبٍ.
صَلَّي اللَّهُ عَلَيکَ أيهَا الصِّدِّيقُ
الشَّهِيدُ الْمُکَرَّمُ ، وَالسَّيدُ الْمُقَدَّمُ ، الَّذِي عَاشَ سَعِيداً ، وَمَاتَ
شَهِيداً ، وَذَهَبَ فَقِيداً ، فَلَمْ تَتَمَتَّعْ مِنَ الدُّنْيا إلَّا
بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ ، وَلَمْ تَتَشَاغَلْ إلَّا بِالْمَتْجَرِ الرَّابِحِ.
أشْهَدُ أنَّکَ مِنَ الْفَرِحِينَ (بِما آتاهُمُ اللَّهُ
مِنْ فَضْلِهِ وَيسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ
خَلْفِهِمْ أنْ لَا خَوْفٌ عَلَيهِمْ وَلا هُمْ يحْزَنُونَ)
وَتِلْکَ مَنْزِلَهُ کُلِّ شَهِيدٍ ، (فَکَيفَ)
مَنْزِلَهُ الْحَبِيبِ إلَي اللَّهِ ، الْقَرِيبِ إلَي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّي
اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ ، زَادَکَ اللَّهُ مِنْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَضْلِهِ فِي کُلِّ
لَفْظَهٍ وَلَحْظَهٍ ، وَسُکُونٍ وَحَرَکَهٍ ، مَزِيداً يغْبِطُ وَيسْعَدُ أهْلُ
عِلِّيينَ بِهِ.
يا کَرِيمَ النَّفْسِ ، يا کَرِيمَ
الْأبِ ، يا کَرِيمَ الْجَدِّ ، إلَي أنْ يتَنَاهَي
، رَفَعَکُمُ اللَّهُ مِنْ أنْ يقَالَ : رَحِمَکُمُ اللَّهُ ، وَافْتَقَرَ إلَي
ذَلِکَ غَيرُکُمْ مِنْ کُلِّ مَنْ خَلَقَ اللَّهُ.
ثُمَّ تَقُولُ :
صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيکُمْ وَرِضْوَانُهُ
وَرَحْمَهُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ ، فَاشْفَعْ لِي أيهَا السَّيدُ الطَّاهِرُ ،
إلَي رَبِّکَ فِي حَطِّ الْأثْقَالِ عَنْ ظَهْرِي ، وَتَخْفِيفِهَا عَنِّي ، وَارْحَمْ
ذُلِّي وَخُضُوعِي لَکَ ، وَلِلسَّيدِ أبِيکَ صَلَّي اللَّهُ عَلَيکُمَا.
ثُمَّ انْکَبَّ عَلَي الْقَبْرِ وَقُلْ
:
زَادَ اللَّهُ فِي شَرَفِکُمْ فِي
الْآخِرَهِ کَمَا شَرَّفَکُمْ فِي الدُّنْيا ، وَأسْعَدَکُمْ کَمَا أسْعَدَ بِکُمْ
، وَأشْهَدُ أنَّکُمْ أعْلَامُ الدِّينِ ، وَنُجُومُ الْعَالَمِينَ.
زِيارَهُ الشُّهَدَاءِ رِضْوَانُ
اللَّهِ عَلَيهِم :
ثُمَّ تَتَوَجَّهُ إِلَي الْبَيتِ
الَّذِي عِنْدَ رِجْلَي عَلِي بْنِ الْحُسَينِ عَلَيهِمَا السَّلَامُ وَتَقُولُ :
السَّلَامُ عَلَيکَ يا أبَا عَبْدِ
اللَّهِ الْحُسَينَ ، سَلَاماً لَا يفْنَي أمَدُهُ ، وَلَا ينْقَطِعُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مَدَدُهُ ، سَلَاماً
تَسْتَوْجِبُهُ بِاجْتِهَادِکَ ، وَتَسْتَحِقُّهُ بِجِهَادِکَ ، عِشْتَ حَمِيداً ،
وَذَهَبْتَ فَقِيداً.
لَمْ يمِلْ بِکَ حُبُّ الشَّهَوَاتِ ، وَلَمْ
يدَنِّسْکَ طَمَعُ النَّزِهَاتِ ، حَتَّي کَشَفَتْ لَکَ الدُّنْيا عَنْ عُيوبِهَا
، وَرَأيتَ سُوءَ عَوَاقِبِهَا
، وَقُبْحَ مَصِيرِهَا ، فَبِعْتَهَا بِالدَّارِ الْآخِرَهِ ، وَشَرَيتَ نَفْسَکَ
شِرَاءَ الْمُتَاجِرَهِ؛ فَأرْبَحْتَهَا أکْرَمَ الْأرْبَاحِ ، وَلَحِقْتَ بِهَا (الَّذِينَ
أنْعَمَ اللَّهُ عَلَيهِمْ مِنَ النَّبِيينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ
وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِکَ رَفِيقاً * ذلِکَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَکَفَي
بِاللَّهِ عَلِيماً)
.
السَّلَامُ عَلَي الْقَاسِمِ بْنِ
الْحَسَنِ بْنِ عَلِي وَرَحْمَهُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا
ابْنَ حَبِيبِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ رَيحَانَهِ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ ، السَّلَامُ عَلَيکَ مِنْ حَبِيبٍ لَمْ يقْضِ مِنَ
الدُّنْيا وَطَراً ، وَلَمْ يشْفِ مِنْ أعْدَاءِ اللَّهِ صَدْراً ، حَتَّي
عَاجَلَهُ الْأجَلُ ، وَفَاتَهُ الْأمَلُ ، وَهَنِيئاً
لَکَ يا حَبِيبَ حَبِيبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّي اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ ، مَا
أسْعَدَ جَدَّکَ ، وَأنْجَزَ
مَجْدَکَ ، وَأحْسَنَ مُنْقَلَبَکَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السَّلَامُ عَلَيکَ يا عَوْنَ بْنَ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أبِي طَالِبٍ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ
النَّاشِي فِي حِجْرِ رَسُولِ اللَّهِ ، وَالْمُقْتَدِي بِأخْلَاقِ رَسُولِ
اللَّهِ ، وَالذَّابِّ عَنْ حَرِيمِ رَسُولِ اللَّهِ صَبِياً ، وَالذَّائِدِ عَنْ
حَرَمِ رَسُولِ اللَّهِ. مُبَاشِراً لِلْحُتُوفِ ، مُجَاهِداً بِالسُّيوفِ ،
قَبْلَ أنْ يقْوَي جِسْمُهُ ، وَيشْتَدَّ عَظْمُهُ ، وَيبْلُغَ أشُدَّهُ. مَا
زِلْتَ مِنَ العُلَا
مُنْذُ يفَعْتَ ، تَطْلُبُ الْغَايهَ الْقُصْوَي فِي الْخَيرِ مُنْذُ تَرَعْرَعْتَ
، حَتَّي رَأيتَ أنْ تَنَالَ الْحَظَّ السَّنِي فِي الْآخِرَهِ ، بِبَذْلِ
الْجِهَادِ ، وَالْقِتَالِ لِأعْدَاءِاللَّهِ .
فَتَقَرَّبْتَ وَالْمَنَايا دَانِيهٌ ، وَزَحَفْتَ وَالنَّفْسُ مُطْمَئِنَّهٌ طَيبَهٌ.
تَلَقَّي بِوَجْهِکَ بَوَادِرَ السِّهَامِ ، وَتُبَاشِرُ بِمُهْجَتِکَ حَدَّ
الْحُسَامِ ، حَتَّي وَفَدْتَ إلَي اللَّهِ تَعَالَي بِأحْسَنِ عَمَلٍ وَأرْشَدِ
سَعْي إلَي أکْرَمِ مُنْقَلَبٍ ، وَتَلَقَّاکَ مَا أعَدَّهُ لَکَ مِنَ النَّعِيمِ
الْمُقِيمِ ، الَّذِي يزِيدُ وَلَا يبِيدُ ، وَالْخَيرِ الَّذِي يتَجَدَّدُ ، وَلَا
ينْفَدُ ، فَصَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيکَ تَتْرَي ، تَتَّبِعُ أُخْرَاهُنَّ الْأُولَي.
السَّلَامُ عَلَيکَ يا عَبْدَ
الرَّحْمَانِ بْنَ عَقِيلِ بْنِ أبِي طَالِبٍ ، صِنْوَ الْوَصِي أمِيرِالْمُؤْمِنِينَ
صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِ وَآلِهِ ، عَلَيکَ وَعَلَي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أبِيکَ مَا دَجَي لَيلٌ
وَأضَاءَ نَهَارٌ ، وَمَا طَلَعَ هِلَالٌ وَمَا أخْفَاهُ سِرَارٌ. وَجَزَاکَ
اللَّهُ عَنِ ابْنِ عَمِّکَ وَالْإسْلَامِ ، أحْسَنَ مَا جَازي
الْأبْرَارَ الْأخْيارَ ، الَّذِينَ نَابَذُوا الْفُجَّارَ وَجَاهَدُوا
الْکُفَّارَ ، فَصَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيکَ يا خَيرَ ابْنِ عَمٍّ لِخَيرِ ابْنِ
عَمٍّ ، زَادَکَ اللَّهُ فِيمَا آتَاکَ ، حَتَّي تَبْلُغَ رِضَاکَ ، کَمَا
بَلَغْتَ غَايهَ رِضَاهُ ، وَجَاوَزَ بِکَ أفْضَلَ مَا کُنْتَ تَتَمَنَّاهُ.
السَّلَامُ عَلَيکَ يا جَعْفَرَ بْنَ
عَقِيلِ بْنِ أبِي طَالِبٍ ، سَلَاماً يقْضِي حَقَّکَ ، فِي نَسَبِکِ وَقَرَابَتِکَ
، وَقَدْرِکَ فِي مَنْزِلَتِکَ وَعَمَلِکَ فِي مُوَاسَاتِکَ وَمُسَاهَمَتِکَ ابْنَ
عَمِّکَ بِنَفْسِکَ ، وَمُبَالَغَتِکَ فِي مُوَاسَاتِهِ ؛ حَتَّي شَرِبْتَ
بِکَأْسِهِ ، وَحَلَلْتَ مَحَلَّهُ فِي رَمْسِهِ ، وَاسْتَوْجَبْتَ ثَوَابَ مَنْ
بَايعَ اللَّهُ فِي نَفْسِهِ. فَاسْتَبْشَرَ بِبَيعِهِ الَّذِي بَايعَهُ بِهِ ، وَذلِکَ
هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. فَاجْتَمَعَ لَکَ مَا وَعَدَکَ اللَّهُ بِهِ مِنَ
النَّعِيمِ ، بِحَقِّ الْمُبَالَغَهِ
إلَي مَا أوْجَبَهُ اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ لَکَ ، بِحَقِّ النَّسَبِ وَالْمُشَارَکَهِ
، فَفُزْتَ فَوْزَينِ ، لَا ينَالُهُمَا إلَّا مَنْ کَانَ مِثْلَکَ فِي
قَرَابَتِهِ وَمَکَانَتِهِ
، وَبَذَلَ مَالَهُ وَمُهْجَتَهُ ، لِنُصْرَهِ إمَامِهِ وَابْنِ عَمِّهِ ،
فَزَادَکَ اللَّهُ حُبّاً وَکَرَامَهً ، حَتَّي تَنْتَهِي إلَي أعْلَي عِلِّيينَ ،
فِي جِوَارِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السَّلَامُ عَلَيکَ يا عَبْدَاللَّهِ
بْنَ مُسْلِمِ بْنِ عَقِيلٍ ، فَمَا أکْرَمَ مَقَامَکَ ، فِي نُصْرَهِ ابْنِ
عَمِّکَ ، وَمَا أحْسَنَ فَوْزَکَ ، عِنْدَ رَبِّکَ ، فَلَقَدْ
کَرُمَ فِعْلُکَ
، وَأُجِلَّ أمْرُکَ
، وَأُعْظِمَ فِي الْإسْلَامِ سَهْمُکَ .
رَأيتَ الِانْتِقَالَ إلَي رَبِّ الْعَالَمِينَ ، خَيراً مِنْ مُجَاوَرَهِ
الْکَافِرِينَ ؛ وَلَمْ تَرَ شَيئاً لِلِانْتِقَالِ ، أکْرَمَ مِنَ الْجِهَادِ وَالْقِتَالِ
؛ فَکَافَحْتَ الْفَاسِقِينَ ، بِنَفْسٍ لَا تَخِيمُ عِنْدَ النَّاسِ
وَيدٍ لَا تَلِينُ عِنْدَ الْمِرَاسِ ، حَتَّي قَتَلَکَ الْأعْدَاءُ ، مِنْ بَعْدِ
أنْ رَوَّيتَ سَيفَکَ وَسِنَانَکَ ، مِنْ أوْلَادِ الْأحْزَابِ وَالطُّلَقَاءِ ، وَقَدْ
عَضَّکَ السِّلَاحُ ، وَأثْبَتَکَ الْجِرَاحُ ، فَغَلَبْتَ عَلَي ذَاتِ نَفْسِکَ ،
غَيرَ مُسَالِمٍ وَلَا مُسْتَأْسِرٍ ، فَأدْرَکْتَ مَا کُنْتَ تَتَمَنَّاهُ ، وَجَاوَزْتَ
مَا کُنْتَ تَطْلُبُهُ وَتَهْوَاهُ ، فَهَنَّاکَ اللَّهُ بِمَا صِرْتَ إلَيهِ ،
وَزَادَکَ مَا ابْتَغَيتَ الزِّيادَهَ عَلَيهِ.
السَّلَامُ عَلَيکَ يا عَبْدَ اللَّهِ
بْنَ عَلِي بْنِ أبِي طَالِبٍ وَرَحْمَهُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ ، فَإنَّکَ
الْغُرَّهُ الْوَاضِحَهُ ، وَاللُّمْعَهُ اللَّائِحَهُ ، ضَاعَفَ اللَّهُ رِضَاهُ
عَنْکَ ، وَأحْسَنَ لَکَ ثَوَابَ مَا بَذَلْتَهُ مِنْکَ ، فَلَقَدْ وَاسَيتَ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أخَاکَ وَبَذَلْتَ
مُهْجَتَکَ فِي رِضَي رَبِّکَ.
السَّلَامُ عَلَيکَ يا عَبْدَ
الرَّحْمَانِ بْنَ عَقِيلِ بْنِ أبِي طَالِبٍ وَرَحْمَهُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ ،
سَلَاماً يرَجِّيهِ الْبَيتُ الَّذِي أنْتَ فِيهِ أضَأْتَ ، وَالنُّورُ الَّذِي فِيهِ
اسْتَضَأْتَ ، وَالشَّرَفُ الَّذِي فِيهِ اقْتَدَيتَ ، وَهَنَّاکَ اللَّهُ
بِالْفَوْزِ الَّذِي إلَيهِ وَصَلْتَ ، وَبِالثَّوَابِ الَّذِي ادَّخَرْتَ. لَقَدْ
عَظُمَتْ مُوَاسَاتُکَ بِنَفْسِکَ ، وَبَذَلْتَ
مُهْجَتَکَ فِي رِضَي رَبِّکَ وَنَبِيکَ وَأبِيکَ وَأخِيکَ ، فَفَازَ قِدْحُکَ ، وَزَادَ
رِبْحُکَ ، حَتَّي مَضَيتَ شَهِيداً ، وَلَقِيتَ اللَّهَ سَعِيداً ، صَلَوَاتُ
اللَّهِ عَلَيکَ ، وَعَلَي أخِيکَ ، وَعَلَي إخْوَتِکَ ، الَّذِينَ أذْهَبَ
اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ ، وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً.
السَّلَامُ عَلَيکَ يا أبَا بَکْرِ بْنَ
عَلِي بْنِ أبِي طَالِبٍ
وَرَحْمَهُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ ، مَا أحْسَنَ بَلَاءَکَ ، وَأزْکَي سَعْيکَ وَأسْعَدَکَ
، بِمَا نِلْتَ مِنَ الشَّرَفِ ، وَفُزْتَ بِهِ مِنَ الشَّهَادَهِ ، فَوَاسَيتَ
أخَاکَ وَإمَامَکَ ، وَمَضَيتَ عَلَي يقِينِکَ ، حَتَّي لَقِيتَ رَبَّکَ ،
صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيکَ ، وَضَاعَفَ اللَّهُ مَا أحْسَنَ بِهِ عَلَيکَ .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السَّلَامُ عَلَيکَ يا عُثْمَانَ بْنَ
عَلِي بْنِ أبِي طَالِبٍ وَرَحْمَهُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ ، فَمَا أجَلَّ
قَدْرَکَ ، وَأطْيبَ ذِکْرَکَ ، وَأبْينَ أثَرَکَ ، وَأشْهَرَ خَيرَکَ ، وَأعْلَي
مَدْحَکَ ، وَأعْظَمَ مَجْدَکَ.
فَهَنِيئاً لَکُمْ يا أهْلَ بَيتِ
الرَّحْمَهِ ، وَمُخْتَلَفَ الْمَلَائِکَهِ ، وَمَفَاتِيحَ الْخَيرِ ، تَحِياتُ
اللَّهِ غَادِيهً وَرَائِحَهً ، فِي کُلِّ يوْمٍ وَطَرْفَهِ عَينٍ وَلَمْحَهٍ ، وَصَلَوَاتُ
اللَّهِ عَلَيکُمْ ، يا أنْصَارَ دِينِ اللَّهِ وَأنْصَارَ أهْلِ الْبَيتِ مِنْ
مَوَالِيهِمْ وَأشْياعِهِمْ ، فَلَقَدْ
نِلْتُمُ الْفَوْزَ ، وَحُزْتُمُ الشَّرَفَ ، فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَهِ.
ياسَادَاتِي يا أهْلَ الْبَيتِ ، وَلِيکُمْ
الزَّائِرُ (لَکُمُ)
الْمُثْنِي عَلَيکُمْ ، بِمَا أوْلَاکُمُ اللهُ ، وَأنْتُمْ لَهُ أهْلٌ ، الْمُجِيبُ
لَکُمْ بِسَائِرِ
جَوَارِحِهِ ، يسْتَشْفِعُ بِکُمْ إلَي اللَّهِ رَبِّکُمْ وَرَبِّهِ ، فِي إحْياءِ
قَلْبِهِ ، وَتَزْکِيهِ عَمَلِهِ ، وَإجَابَهِ دُعَائِهِ ، وَتَقَبُّلِ مَا يتَقَرَّبُ
بِهِ ، وَالْمَعُونَهِ عَلَي أمْرِ دُنْياهُ وَآخِرَتِهِ ، فَقَدْ سَألَ اللَّهَ
تَعَالَي ذَلِکَ ، وَتَوَسَّلَ إلَيهِ بِکُمْ ، وَهُوَ نِعْمَ الْمَسْئُولُ ، وَنِعْمَ
الْمَوْلي وَنِعْمَ النَّصِيرُ.
ثُمَّ تُسَلِّمُ عَلَي الشُّهَدَاءِ
مِنْ أصْحَابِ الْحُسَينِ عَلَيهِ وَعَلَيهِمُ السَّلَامُ وَتَسْتَقْبِلُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الْقِبْلَهَ وَتَقُولُ
:
السَّلَامُ عَلَيکُمْ يا أنْصَارَ
اللَّهِ ، وَأنْصَارَ رَسُولِهِ ، وَأنْصَارَ عَلِي بْنِ أبِي طَالِبٍ ، وَأنْصَارَ
فَاطِمَهَ الزَّهْرَاءِ ، وَأنْصَارَ الْحَسَنِ وَالْحُسَينِ ، وَأنْصَارَ
الْإسْلَامِ.
أشْهَدُ لَقَدْ نَصَحْتُمْ لِلَّهِ ، وَجَاهَدْتُمْ
فِي سَبِيلِهِ ، فَجَزَاکُمُ اللَّهُ عَنِ الْإسْلَامِ وَأهْلِهِ ، أفْضَلَ
الْجَزَاءِ ، فُزْتُمْ وَاللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً ، (يا لَيتَنِي کُنْتُ مَعَکُمْ
فَأفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً) .
أشْهَدُ أنَّکُمْ أحْياءٌ عِنْدَ رَبِّکُمْ تُرْزَقُونَ ، وَأشْهَدُ أنَّکُمُ
الشُّهَدَاءُ وَأنَّکُمُ السُّعَدَاءُ ، وَأنَّکُمْ فِي دَرَجَاتِ الْعُلَي ، وَالسَّلَامُ
عَلَيکُمْ وَرَحْمَهُاللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ.
ثُمَّ عُدْ إِلَي مَوْضِعِ رَأْسِ
الْحُسَينِ عَلَيهِ السَّلَامُ
وَاسْتَقْبِلِ الْقِبْلَهَ وَصَلِّ رَکْعَتَينِ صَلَاهَ الزِّيارَهِ ، تَقْرَأُ فِي
الْأولَي الْحَمْدَ وَسُورَهَ الْأنْبِياءِ وَفِي الثَّانِيهِ الْحَمْدَ وَسُورَهَ
الْحَشْرِ أَوْ مَا تَهَيأ لَکَ مِنَ الْقُرْآنِ فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الصَّلَاهِ
فَقُلْ :
سُبْحَانَ ذِي الْقُدْرَهِ وَالْجَبَرُوتِ
، سُبْحَانَ ذِي الْعِزَّهِ وَالْمَلَکُوتِ ، سُبْحَانَ الْمُسَبَّحِ لَهُ بِکُلِّ
لِسَانٍ ، سُبْحَانَ الْمَعْبُودِ فِي کُلِّ أوَانٍ ، الْأوَّلُ وَالْآخِرُ ، وَالظَّاهِرُ
وَالْباطِنُ ، وَهُوَ بِکُلِّ شَي ءٍ عَلِيمٌ ، ذلِکُمُ اللَّهُ رَبُّکُمْ ،
فَتَبارَکَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ ، لا إلهَ إلَّا هُوَ ، فَتَعالَي اللَّهُ
عَمَّا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يشْرِکُونَ.
اللَّهُمَّ ثَبِّتْنِي عَلَي
الْإقْرَارِ بِکَ ، وَاحْشُرْنِي عَلَيهِ ، وَألْحِقْنِي بِالْعَصَبَهِ
الْمُعْتَقِدِينَ لَهُ ، الَّذِينَ لَمْ يعْتَرِضْهُمْ فِيکَ الرَّيبُ ، وَلَمْ يخَالِطْهُمُ
الشَّکُّ ، الَّذِينَ أطَاعُوا نَبِيکَ وَوَازَرُوهُ ، وَعَاضَدُوهُ وَنَصَرُوهُ ،
وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ ، وَلَمْ يکُنِ اتِّبَاعُهُمْ إياهُ
طَلَبَ الدُّنْيا الْفَانِيهِ ، وَلَا انْحِرَافاً عَنِ الْآخِرَهِ الْبَاقِيهِ ، وَلَا
حُبَّ الرِّئَاسَهِ وَالْإمْرَهِ ، وَلَا إيثَارَ الثَّرْوَهِ ، بَلْ تَاجَرُوا
بِأمْوَالِهِمْ وَأنْفُسِهِمْ ، وَرَبِحُوا حِينَ خَسِرَ الْبَاخِلُونَ ، وَفَازُوا
حِينَ خَابَ الْمُبْطِلُونَ ، وَأقَامُوا حُدُودَ مَا أمَرْتَ بِهِ ، مِنَ
الْمَوَدَّهِ فِي ذَوِي الْقُرْبَي ، الَّتِي جَعَلْتَهَا أجْرَ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّي اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ ، فِيمَا أدَّاهُ إلَينَا مِنَ الْهِدَايهِ إلَيکَ ،
وَأرْشَدَنا إلَيهِ مِنَ التَّعَبُّدِ
، وَتَمَسَّکُوا بِطَاعَتِهِمْ ، وَلَمْ يمِيلُوا إلَي غَيرِهِمْ.
اللَّهُمَّ إنِّي أُشْهِدُکَ أنِّي
مَعَهُمْ وَفِيهِمْ وَبِهِمْ ، وَلَا أمِيلُ عَنْهُمْ وَلَا أنْحَرِفُ إلَي غَيرِهِمْ
، وَلَا أقُولُ لِمَنْ خَالَفَهُمْ ، هؤُلاءِ أهْدي مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ وَعِتْرَتِهِ ، صَلَاهً تُرْضِيهِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَتُحْظِيهِ ، وَتُبْلِغُهُ
أقْصَي رِضَاهُ وَأمَانِيهِ ، وَعَلَي ابْنِ عَمِّهِ ، وَأخِيهِ الْمُهْتَدِي
بِهِدَايتِهِ ، الْمُسْتَبْصِرِ بِمِشْکَاتِهِ ، الْقَائِمِ مَقَامَهُ فِي
أُمَّتِهِ ، وَعَلَي الْأئِمَّهِ مِنْ ذُرِّيتِهِ ، الْحَسَنِ وَالْحُسَينِ وَعَلِي
بْنِ الْحُسَينِ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِي وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَمُوسَي بْنِ
جَعْفَرٍ وَعَلِي بْنِ مُوسَي وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِي وَعَلِي بْنِ مُحَمَّدٍ وَالْحَسَنِ
بْنِ عَلِي وَالْحُجَّهِ بْنِ الْحَسَنِ.
اللَّهُمَّ إنَّ هَذَا مَقَامٌ إنْ
رَبِحَ فِيهِ الْقَائِمُ بِأهْلِ ذَلِکَ ، فَهُوَ مِنَ الْفَائِزِينَ ، وَإنْ
خَسِرَ فَهُوَ مِنَ الْهَالِکِينَ.
اللَّهُمَّ إنِّي لَا أعْلَمُ شَيئاً يقَرِّبُنِي
مِنْ رِضَاکَ ، فِي هَذَا الْمَقَامِ ، إلَّا التَّوْبَهَ مِنْ مَعَاصِيکَ ، وَالِاسْتِغْفَارَ
مِنَ الذُّنُوبِ ، وَالتَّوَسُّلَ بِهَذَا الْإمَامِ الصِّدِّيقِ ابْنِ رَسُولِ
اللَّهِ. وَأنَا بِحَيثُ تَنْزِلُ الرَّحْمَهُ وَتُرَفْرِفُ الْمَلَائِکَهُ ، وَتَأْتِيهِ
الْأنْبِياءُ ، وَتَغْشَاهُ الْأوْصِياءُ ، فَإنْ خِفْتُ مَعَ کَرْمِکَ وَمَعَ
هَذِهِ الْوَسِيلَهِ إلَيکَ أنْ تُعَذِّبَنِي ، فَقَدْ ضَلَّ سَعْيي وَخَسِرَ
عَمَلِي ، فَياحَسْرَهَ نَفْسِي وَإنْ لَمْ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي ، فَأنْتَ
أرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.
ثُمَّ قَبِّلِ الضَّرِيحَ وَقُلْ :
(السَّلَامُ عَلَيکَ)
أيهَا الْإمَامُ الْکَرِيمُ ، وَابْنَ الرَّسُولِ الْکَرِيمِ ، أتَيتُکَ بِزِيارَهِ
الْعَبْدِ لِمَوْلَاهُ ، الرَّاجِي فَضْلَهُ وَجَدْوَاهُ ، الْآمِلِ قَضَاءَ
الْحَقِّ الَّذِي أظْهَرَهُ اللَّهُ لَکَ ، وَکَيفَ أقْضِي حَقَّکَ مَعَ عَجْزِي وَصِغَرِ
جَدِّي ، وَجَلَالَهِ أمْرِکَ ، وَعَظِيمِ قَدْرِکَ ، وَهَلْ هِي إلَّا
الْمُحَافَظَهُ عَلَي ذِکْرِکَ ، وَالصَّلَاهُ عَلَيکَ ، مَعَ أبِيکَ وَجَدِّکَ ، وَالْمُتَابَعَهُ
لَکَ ، وَالْبَرَاءَهُ مِنْ أعْدَائِکَ وَالْمُنْحَرِفِينَ عَنْکَ.
فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ خَالَفَکَ فِي
سِرِّهِ وَجَهْرِهِ ، وَمَنْ أجْلَبَ عَلَيکَ بِخَيلِهِ وَرَجِلِهِ ، وَمَنْ
کَثَّرَ أعْدَاءَکَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ ، وَمَنْ سَرَّهُ مَاسَاءَکَ ، وَمَنْ
أرْضَاهُ مَا أسْخَطَکَ ، وَمَنْ جَرَّدَ سَيفَهُ لِحَرْبِکَ ، وَمَنْ شَهَرَ
نَفْسَهُ فِي مُعَادَاتِکَ ، وَمَنْ قَامَ فِي الْمَحَافِلِ بِذَمِّکَ ، وَمَنْ
خَطَبَ فِي الْمَجَالِسِ بِلَوْمِکَ سِرّاً وَجَهْراً. اللَّهُمَّ جَدِّدْ عَلَيهِمُ
اللَّعْنَهَ کَمَا جَدَّدْتَ الصَّلَاهَ عَلَيهِ ، اللَّهُمَّ لَا تَدَعْ لَهُمْ
دِعَامَهً إلَّا قَصَمْتَهَا ، وَلَا کَلِمَهً مُجْتَمِعَهً إلَّا فَرَّقْتَهَا ،
اللَّهُمَّ أرْسِلْ عَلَيهِمْ مِنَ الْحَقِّ يداً حَاصِدَهً ، تَصْرَعُ
قَائِمَهُمْ ، وَتَهْشِمُ سُوقَهُمْ ، وَتَجْدَعُ مَعَاطِسَهُمْ. اللَّهُمَّ صَلِّ
عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَعِتْرَتِهِ الطَّاهِرِينَ ، الَّذِينَ
بِذِکْرِهِمْ ينْجَلِي الظَّلَامُ ، وَينْزِلُ الْغَمَامُ ، وَعَلَي أشْياعِهِمْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَمَوَالِيهِمْ وَأنْصَارِهِمْ
، وَاحْشُرْنِي مَعَهُمْ ، وَتَحْتَ لِوَائِهِمْ.
أيهَا الْإمَامُ الْکَرِيمُ ، اذْکُرْنِي
بِحُرْمَهِ جَدِّکَ عِنْدَ رَبِّکَ ، ذِکْراً ينْصُرُنِي عَلَي مَنْ يبْغِي عَلَي
، وَيعَانِدُنِي فِيکَ ، وَيعَادِينِي مِنْ أجْلِکَ ، وَاشْفَعْ
لِي إلَي رَبِّکَ ، فِي إتْمَامِ النِّعْمَهِ لَدَي ، وَإسْبَاغِ الْعَافِيهِ عَلَي
، وَسَوْقِ الرِّزْقِ إلَي ، وَتُوَسِّعُهُ
عَلَي ، لِأعُودَ بِالْفَضْلِ مِنْهُ عَلَي مُبْتَغِيهِ ، فَمَا أسْألُ مَعَ الْکَفَافِ
، إلَّا مَا أکْتَسِبُ بِهِ الثَّوَابَ ، فَإنَّهُ لَا ثَوَابَ لِمَنْ لَا يشَارِکُکَ
فِي مَالِهِ ، وَلَا حَاجَهَ لِي فِيمَا يکْنَزُ فِي الْأرْضِ ، وَلَا ينْفَقُ فِي
نَافِلَهٍ وَلَا فَرْضٍ.
اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُکَ وَأبْتَغِيهِ
مِنْ لَدُنْکَ حَلَالًا طَيباً ، فَأعِنِّي عَلَي ذَلِکَ وَأقْدِرْنِي عَلَيهِ ، وَلَا
تَبْتَلِينِي بِالْحَاجَهِ فَأتَعَرَّضَ بِالرِّزْقِ ، لِلْجِهَاتِ الَّتِي يقْبُحُ
أمْرُهَا ، وَيلْزَمُنِي وِزْرُهَا.
اللَّهُمَّ وَمُدَّ لِي فِي الْعُمُرِ
مَا دَامَتِ الْحَياهُ مَوْصُولَهً بِطَاعَتِکَ ، مَشْغُولَهً بِعِبَادَتِکَ ،
فَإذَاصَارَتِ الْحَياهُ مَرْتَعَهً لِلشَّيطَانِ ، فَاقْبِضْنِي إلَيکَ قَبْلَ
أنْ يسْبِقَ إلَي مَقْتُکَ ، وَيسْتَحْکَمَ عَلَي سَخَطُکَ.
اللَّهُمَ صَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ ، وَيسِّرْ لِي الْعَوْدَ إلَي هَذَا الْمَشْهَدِ ، الَّذِي عَظَّمْتَ
حُرْمَتَهُ فِي کُلِّ حَوْلٍ ، بَلْ فِي کُلِّ شَهْرٍ ، بَلْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فِي کُلِّ أُسْبُوعٍ
، فَإنَّ زِيارَتَهُ فِي کُلِّ حَوْلٍ ، مَعَ قَبُولِکَ ذَلِکَ ، بَرَکَهٌ
شَامِلَهٌ ، فَکَيفَ إذَا قَرُبَتِ الْمُدَّهُ ، وَتَلَاحَقَتِ الْقُدْرَهُ.
اللَّهُمَّ إنَّهُ لَاعُذْرَ لِي فِي التَّأخُّرِ عَنْهُ وَالْإخْلَالِ بِزِيارَتِهِ
، مَعَ قُرْبِ الْمَسَافَهِ إلَّا الْمَخَاوِفُ الْحَائِلَهُ بَينِي وَبَينَهُ ، وَلَوْلَا
ذَلِکَ لَتَقَطَّعَتْ نَفْسِي ، حَسْرَهً لِانْقِطَاعِي عَنْهُ ، أسَفاً عَلَي مَا
يفُوتُنِي مِنْهُ.
اللَّهُمَّ يسِّرْ لِي الْإتْمَامَ ، وَأعِنِّي
عَلَي تَأدِّيهِ ، وَمَا
أُضْمِرُهُ فِيهِ ، وَأرَاهُ أهْلَهُ وَمُسْتَوْجِبَهُ ، فَأنْتَ بِنِعْمَتِکَ
الْهَادِي إلَيهِ ، وَالْمُعِينُ عَلَيهِ. اللَّهُمَّ فَتَقَبَّلْ فَرْضِي ، وَنَوَافِلِي
وَزِيارَتِي ، وَاجْعَلْهَا زِيارَهً مُسْتَمِرَّهً ، وَعَادَهً مُسْتَقِرَّهً ، وَلَا
تَجْعَلْ ذَلِکَ مُنْقَطِعَ التَّوَاتُرِ ، يا کَرِيمُ.
فَإذَا أَرَدْتَ الْوَدَاعَ فَصَلِّ
رَکْعَتَينِ وَقُلْ :
السَّلَامُ عَلَيکَ يا خَيرَ الْأنَامِ
، لِأکْرَمِ إمَامٍ ، وَأکْرَمِ رَسُولٍ ، وَلِيکَ يوَدِّعُکَ ، تَوْدِيعَ غَيرِ
قَالٍ (لِقُرْبِکَ)
، وَلَا سَئِمٍ لِلْمُقَامِ لَدَيکَ ، وَلَا مُؤْثِرٍ لِغَيرِکَ عَلَيکَ ، وَلَا
مُنْصَرِفٍ لِمَا هُوَ أنْفَعُ لَهُ مِنْکَ ، تَوْدِيعَ مُتَأسِّفٍ عَلَي
فِرَاقِکَ ، وَمُتَشَوِّقٍ إلَي عَوْدِ لِقَائِکَ ، وَدَاعَ مَنْ يعُدُّ الْأيامَ
لِزِيارَتِکَ ، وَيؤْثِرُ الْغُدُوَّ وَالرَّوَاحَ إلَيکَ ، وَيتَلَهَّفُ عَلَي
الْقُرْبِ مِنْکَ ، وَمُشَاهَدَهِ نَجْوَاکَ. صَلَّي اللَّهُ عَلَيکَ مَا
اخْتَلَفَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الْجَدِيدَانِ ، وَتَنَاوَحَ
الْعَصْرَانِ ، وَتَعَاقَبَ الْأيامُ.
ثُمَّ انْکَبَّ عَلَي الْقَبْرِ وَقُلْ
:
يا مَوْلَاي مَا تَرْوَي النَّفْسُ مِنْ
مُنَاجَاتِکَ ، وَلَا يقْنَعُ الْقَلْبُ إلَّا بِمُجَاوَرَتِکَ ، فَلَوْ
عَذَرْتَنِي الْحَالَ الَّتِي وَرَائِي لَتَرَکْتُهَا ، وَلَا اسْتَبْدَلْتُ بِهَا
جِوَارَکَ ، فَمَا أسْعَدَ مَنْ يغَادِيکَ وَيرَاوِحُکَ ، وَمَا أرْغَدَ عَيشَ
مَنْ يمَسِّيکَ وَيصَبِّحُکَ.
اللَّهُمَّ احْرُسْ هَذِهِ الْآثَارَ
مِنَ الدُّرُوسِ ، وَأدِمْ لَهَا مَا هِي عَلَيهِ مِنَ الْأُنْسِ وَالْبَرَکَاتِ وَالسُّعُودِ
، وَمُوَاصَلَهِ مَا کَرَّمْتَهَا بِهِ مِنْ زُوَّارِ الْأنْبِياءِ ، وَالْمَلَائِکَهِ
وَالْوَافِدِينَ إلَيهَا فِي کُلِّ يوْمٍ وَسَاعَهٍ ، وَاعْمُرِ الطَّرِيقَ
بِالزَّائِرِينَ لَهَا ، وَآمِنْ سُبُلَهَا إلَيهَا. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَي
مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَلَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِهِمْ
، وَإتْيانِ مَشَاهِدِهِمْ ، إنَّکَ وَلِي الْإجَابَهِ يا کَرِيمُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الحسين لأخيه العباس
صلوات الله عليهما
يا
عبّاس
ارکب
بنفسي أنت يا أخي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زياره أبي الفضل
العبّاس (ع)
١ ـ قال شيخ الطّائفه الحقّه وفقيهها
المقدّم أبوالقاسم جعفر بن محمّد بن قولويه القمّي قدّس سرّه المتوفّي سنه ٣٦٧ه. ق
: حدّثني أبوعبدالرّحمان محمّد بن أحمد بن الحسين العسکري بالعسکر عن الحسن بن علي
بن مهزيار عن أبيه عن علي بن مهزيار عن محمّد بن أبي عمير عن محمّد بن مروان عن أبي
حمزه الثّمالي قال قال الصّادق (ع) : إذَا أرَدْتَ زِيارَهَ قَبْرِ الْعَبَّاسِ
بْنِ عَلِي (ع) وَهُوَ عَلَي شَطِّ الْفُرَاتِ بِحِذَاءِ الْحَايرِ فَقِفْ عَلَي
بَابِ السَّقِيفَهِ وَقُلْ :
سَلَامُ اللَّهِ وَسَلَامُ
مَلَائِکَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ وَأنْبِيائِهِ الْمُرْسَلِينَ وَعِبَادِهِ
الصَّالِحِينَ وَجَمِيعِ الشُّهَدَاءِ وَالصِّدِّيقِينَ ، وَالزَّاکِياتِ الطَّيبَاتِ
فِيمَا تَغْتَدِي وَتَرُوحُ ، عَلَيکَ يا ابْنَ أمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (وَرَحْمَهُ
اللهِ وَبَرَکَاتُهُ)
، أشْهَدُ لَکَ بِالتَّسْلِيمِ وَالتَّصْدِيقِ وَالْوَفَاءِ وَالنَّصِيحَهِ ،
لِخَلَفِ النَّبِي (صَلَّي اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)
الْمُرْسَلِ وَالسِّبْطِ الْمُنْتَجَبِ وَالدَّلِيلِ الْعَالِمِ وَالْوَصِي
الْمُبَلِّغِ وَالْمَظْلُومِ الْمُهْتَضَمِ
، فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنْ رَسُولِهِ وَعَنْ أمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (وَعَنْ
فَاطِمَهَ)
وَعَنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَينِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِمْ ، أفْضَلَ الْجَزَاءِ
بِمَا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ
وَأعَنْتَ ، فَنِعْمَ عُقْبَي الدَّارِ ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَکَ (وَلَعَنَ
اللهُ مَنْ ظَلَمَکْ)
وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ جَهِلَ حَقَّکَ وَاسْتَخَفَّ بِحُرْمَتِکَ وَلَعَنَ اللَّهُ
مَنْ حَالَ بَينَکَ وَبَينَ مَاءِ الْفُرَاتِ. أشْهَدُ أنَّکَ قُتِلْتَ مَظْلُوماً
وَأنَّ اللَّهَ مُنْجِزٌ لَکُمْ (ثَأْرَ)
مَا وَعَدَکُمْ ، جِئْتُکَ يا ابْنَ أمِيرِالْمُؤْمِنِينَ وَافِداً إلَيکُمْ ، وَقَلْبِي
مُسَلِّمٌ لَکُمْ (وَتَابِعٌ)
، وَأنَا لَکُمْ تَابِعٌ ، وَنُصْرَتِي لَکُمْ مُعَدَّهٌ ، حَتَّي يحْکُمَ اللَّهُ
(بِأمْرِهِ)
وَهُوَ خَيرُ الْحاکِمِينَ ، فَمَعَکُمْ مَعَکُمْ لَا مَعَ عَدُوِّکُمْ ، إنِّي
بِکُمْ وَبِإيابِکُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَبِمَنْ خَالَفَکُمْ وَقَتَلَکُمْ
مِنَ الْکَافِرِينَ ، قَتَلَ اللَّهُ أُمَّهً قَتَلَتْکُمْ بِالْأيدِي وَالْألْسُنِ.
ثُمَّ ادْخُلْ وَانْکَبَّ عَلَي
الْقَبْرِ وَقُلْ (وَأنْتَ مُسْتَقْبِلُ الْقِبْلَهَ)
:
السَّلَامُ عَلَيکَ أيهَا الْعَبْدُ
الصَّالِحُ الْمُطِيعُ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْحَسَنِ
وَالْحُسَينِ عَلَيهِمُ السَّلَامُ (صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيهِمْ)
، (وَالْحَمْدُ للهِ وَسَلَامٌ عَلَي عِبَادِهِ الّذِينَ اصْطَفَي مُحَمَّدٍ وَآلِهِ)
،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السَّلَامُ عَلَيکَ وَرَحْمَهُ
اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ (وَمَغْفِرَتُهُ)
وَرِضْوَانُهُ وَعَلَي رُوحِکَ وَبَدَنِکَ. أشْهَدُ وَأُشْهِدُ اللَّهَ أنَّکَ
مَضَيتَ عَلَي مَا مَضَي بِهِ
الْبَدْرِيونَ (وَ)
الْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، الْمُنَاصِحُونَ لَهُ فِي جِهَادِ
أعْدَائِهِ ، (وَ)
الْمُبَالِغُونَ فِي نُصْرَهِ أوْلِيائِهِ ، الذَّابُّونَ عَنْ أحِبَّائِهِ ،
فَجَزَاکَ اللَّهُ أفْضَلَ الْجَزَاءِ وَأکْثَرَ الْجَزَاءِ وَأوْفَرَ الْجَزَاءِ
، وَأوْفَي جَزَاءِ أحَدٍ مِمَّنْ وَفَي بَيعَتَهُ ، وَاسْتَجَابَ لَهُ دَعْوَتَهُ
، وَأطَاعَ وُلَاهَ أمْرِهِ ، وَأشْهَدُ أنَّکَ قَدْ بَالَغْتَ فِي النَّصِيحَهِ ،
وَأعْطَيتَ غَايهَ الْمَجْهُودِ ، فَبَعَثَکَ اللَّهُ فِي الشُّهَدَاءِ ، وَجَعَلَ
رُوحَکَ مَعَ أرْوَاحِ الشُّهَدَاءِ
، وَأعْطَاکَ مِنْ جِنَانِهِ أفْسَحَهَا مَنْزِلًا وَأفْضَلَهَا غُرَفاً ، وَرَفَعَ
ذِکْرَکَ فِي عِلِّيينَ
، وَحَشَرَکَ مَعَ النَّبِيينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ ، وَحَسُنَ
أُولئِکَ رَفِيقاً ، أشْهَدُ أنَّکَ لَمْ تَهِنْ وَلَمْ تَنْکُلْ ، وَ (أشْهَدُ)
أنَّکَ مَضَيتَ عَلَي بَصِيرَهٍ مِنْ أمْرِکَ ، مُقْتَدِياً بِالصَّالِحِينَ وَمُتَّبِعاً
لِلنَّبِيينَ ، فَجَمَعَ اللَّهُ بَينَنَا وَبَينَکَ وَبَينَ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رَسُولِهِ (صَلَّي
اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ)
وَأوْلِيائِهِ
فِي مَنَازِلِ الْمُخْبِتِينَ
، فَإنَّهُ أرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (وَالسَّلَامُ عَلَيکَ وَرَحْمَهُ اللهِ وَبَرَکَاتُهُ)
.
٢ ـ
ثُمَّ انْحَرِفْ إلَي عِنْدِ الرَّأْسِ فَصَلِّ رَکْعَتَينِ ثُمَّ صَلِّ
بَعْدَهُمَا مَا بَدَا لَکَ وَادْعُ اللَّهَ کَثِيراً وَقُلْ عَقِيبَ الرَّکَعَاتِ
(الصَّلَاهِ)
:
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ ، وَلَا تَدَعْ لِي فِي هَذَا الْمَکَانِ الْمُکَرَّمِ وَالْمَشْهَدِ
الْمُعَظَّمِ ذَنْباً إلَّا غَفَرْتَهُ وَلَا هَمّاً إلَّا فَرَّجْتَهُ وَلَا
کَرْبَاً إلّا کَشَفْتَهُ وَلَامَرَضاً إلَّا شَفَيتَهُ وَلَا عَيباً إلَّا
سَتَرْتَهُ وَلَا رِزْقاً إلَّا بَسَطْتَهُ وَلَا خَوْفاً إلَّا آمَنْتَهُ وَلَا
شَمْلًا إلَّا جَمَعْتَهُ وَلَا غَائِباً إلَّا حَفِظْتَهُ وَأدَّيتَهُ (أدْنَيتَهُ)
وَلَا حَاجَهً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيا وَالْآخِرَهِ لَکَ فِيهَا رِضًي وَلِي فِيهَا
صَلَاحٌ إلَّا قَضَيتَهَا يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثُمَّ عُدْ إلَي الضَّرِيحِ فَقِفْ
عِنْدَ الرِّجْلَينِ وَقُلْ :
السَّلَامُ عَلَيکَ يا أبَاالْفَضْلِ
الْعَبَّاسَ بْنَ أمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ سَيدِ
الْوَصِيينَ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ أوَّلِ الْقَوْمِ إسْلَاماً وَأقْدَمِهِمْ
إيمَاناً وَأقْوَمِهِمْ بِدِينِ اللَّهِ وَأحْوَطِهِمْ عَلَي الْإسْلَامِ ،
أشْهَدُ لَقَدْ نَصَحْتَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأخِيکَ ، فَنِعْمَ الْأخُ
الْمُوَاسِي ، فَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّهً قَتَلَتْکَ وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّهً ظَلَمَتْکَ
وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّهً اسْتَحَلَّتْ مِنْکَ الْمَحَارِمَ وَانْتَهَکَتْ فِيکَ
حُرْمَهَ الْإسْلَامِ ، فَنِعْمَ الصَّابِرُ الْمُجَاهِدُ الْمُحَامِي النَّاصِرُ وَالْأخُ
الدَّافِعُ عَنْ أخِيهِ ، الْمُجِيبُ إلَي طَاعَهِ رَبِّهِ ، الرَّاغِبُ فِيمَا زَهِدَ
فِيهِ غَيرُهُ مِنَ الثَّوَابِ الْجَزِيلِ وَالثَّنَاءِ الْجَمِيلِ ، فَألْحَقَکَ
اللَّهُ بِدَرَجَهِ آبَائِکَ فِي دَارِ
النَّعِيمِ ، اللَّهُمَّ إنِّي
تَعَرَّضْتُ (وَ)
لِزِيارَهِ أوْلِيائِکَ ، (قَصَدْتُ)
رَغْبَهً فِي ثَوَابِکَ وَرَجَاءً لِمَغْفِرَتِکَ وَجَزِيلِ إحْسَانِکَ فَأسْألُکَ
أنْ تُصَلِّي عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ
وَأنْ تَجْعَلَ رِزْقِي بِهِمْ دَارّاً ، وَعَيشِي قَارّاً ، وَزِيارَتِي بِهِمْ
مَقْبُولَهً ، (وَذَنْبِي بِهِمْ مَغْفُوراً ، وَاقْلُبْنِي بِهِمْ مُفْلِحَاً مُنْجِحاًمُسْتَجَابَاً
لِي دُعَائِي بِأفْضَلِ مَا ينْقَلِبُ بِهِ أحَدٌ مِنْ زُوَّارِهِ الْقَاصِدِينَ
إلَيهِ ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بِرَحْمَتِکَ يا
أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ)
وَحَياتِي بِهِمْ طَيبَهً ، وَأدْرِجْنِي إدْرَاجَ الْمُکَرَّمِينَ ، وَاجْعَلْنِي
مِمَّنْ ينْقَلِبُ مِنْ زِيارَهِ مَشَاهِدِ أحِبَّائِکَ (مُفْلِحَاً)
مُنْجِحاً ، قَدِ اسْتَوْجَبَ غُفْرَانَ الذُّنُوبِ وَسَتْرَ الْعُيوبِ وَکَشْفَ
الْکُرُوبِ ، إنَّکَ أهْلُ التَّقْوي وَأهْلُ الْمَغْفِرَهِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زياره وداع العبّاس
سلام الله عليه
قال الشيخ أبوالقاسم جعفر بن محمّد بن
قولويه القمّي قدّس سرّه : حدّثني أبوعبدالرّحمان محمّد بن أحمد بن الحسين العسکري
بالعسکر عن الحسن بن علي بن مهزيار عن أبيه علي بن مهزيار عن محمّد بن أبي عميرٍ
عن محمّد بن مروان عن أبي حمزه الثّمالي عن أبي عبد اللّه (ع) قال : إذَا
وَدَّعْتَ الْعَبَّاسَ فَأْتِهِ وَقُلْ
:
أَسْتَوْدِعُکَ اللَّهَ وَأَسْتَرْعِيکَ
وَأَقْرَأُ عَلَيکَ السَّلَامَ ، آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَبِکِتَابِهِ وَبِمَا
جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، اللَّهُمَّ اکْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ ،
اللَّهُمَّ لَاتَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَهِ
قَبْرَ
ابْنِ أَخِي
نَبِيکَ (صَلَّي اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ)
وَارْزُقْنِي زِيارَتَهُ أَبَداً مَا أَبْقَيتَنِي ، وَاحْشُرْنِي مَعَهُ وَمَعَ
آبَائِهِ فِي الْجِنَانِ ، اللَّهُمَّ وَعَرِّفْ بَينِي وَبَينَهُ وَبَينَ
رَسُولِکَ وَأَوْلِيائِکَ ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَ
آلِ مُحَمَّدٍ ، وَتَوَفَّنِي عَلَي الْإِيمَانِ بِکَ وَالتَّصْدِيقِ بِرَسُولِکَ وَالْوَلَايهِ
لِعَلِي بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَالْأَئِمَّهِ
مِنْ وُلْدِهِ
(عَلَيهِمُ السَّلَامُ)
وَالْبَرَاءَهِ مِنْ عَدُوِّهِمْ
، فَإِنِّي قَدْ رَضِيتُ بِذَلِکَ يا رَبِّ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَتَدْعُو لِنَفْسِکَ وَلِوَالِدَيکَ
وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ
وَتَخَيرْ مِنَ الدُّعَاءِ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الامام زين
العابدين صلوات الله عليه
انّ للعبّاس عند الله
عزّ وجلّ منزلةً
يغبطه بها جميع
الشهداء يوم القيامة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زياره وداع ذبيح آل
محمّد والشهداء صلوات اللّه عليهم
زياره وداع ذبيح آل
محمّد صلوات الله عليهم وسلّم
١
١ ـ عن أبي عبدالله (ع) قَال : ... وَإذَا
أرَدْتَ أنْ تُوَدِّعَهُ فَقُلِ :
السَّلَامُ عَلَيکَ وَرَحْمَهُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ
، أسْتَوْدِعُکَ
اللَّهَ وَأقْرَأُ
عَلَيکَ السَّلَامَ ، آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ وَدَلَلْتَ
عَلَيهِ وَاتَّبَعْنَا
الرَّسُولَ (يا رَبِّ)
فَاکْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ. اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ
مِنَّا وَمِنْهُ. اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُکَ
أنْ تَنْفَعَنَا بِحُبِّهِ. اللَّهُمَّ ابْعَثْهُ مَقَاماً مَحْمُوداً تَنْصُرُ
بِهِ دِينَکَ وَتَقْتُلُ بِهِ عَدُوَّکَ وَتُبِيرُ بِهِ مَنْ نَصَبَ حَرْباً لآلِ
مُحَمَّدٍ ، فَإنَّکَ وَعَدْتَ
ذَلِکَ وَأنْتَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ، (وَ)
السَّلَامُ عَلَيکَ وَرَحْمَهُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ. أشْهَدُ أنَّکُمْ شُهَدَاءُ
(وَ) نُجَبَاءُ
، جَاهَدْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقُتِلْتُمْ عَلَي مِنْهَاجِ رَسُولِ اللَّهِ (وَابْنِ
رَسُولِهِ)
صَلَّي اللَّهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً کَثِيراً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٢ ـ أنْتُمُ السَّابِقُونَ وَالْمُهَاجِرُونَ
وَالْأنْصَارُ ، أشْهَدُ أنَّکُمْ أنْصَارُ اللَّهِ وَأنْصَارُ رَسُولِهِ ،
فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَکُمْ وَعْدَهُ وَأرَاکُمْ مَا تُحِبُّونَ ، وَصَلَّي
اللَّهُ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ
وَرَحْمَهُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ. اللَّهُمَّ لَا تَشْغَلْنِي فِي الدُّنْيا عَنْ
ذِکْرِ نِعْمَتِکَ ، لَا بِإکْثَارٍ تُلْهِينِي عَجَائِبُ بَهْجَتِهَا وَتَفْتِنُنِي
زَهَرَاتُ زِينَتِهَا ، وَلَا بِإقْلَالٍ يضِرُّ بِعَمَلِي کَدُّهُ ، وَيمْلَأُ
صَدْرِي هَمُّهُ ، أعْطِنِي مِنْ ذَلِکَ غِنًي عَنْ شِرَارِ خَلْقِکَ ، وَبَلَاغاً
أنَالُ بِهِ رِضَاکَ ، يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَصَلَّي اللَّهُ عَلَي رَسُولِهِ
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَعَلَي أهْلِ بَيتِهِ الطَّيبِينَ الْأخْيارِ وَرَحْمَهُ
اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زياره وداع ذبيح آل
محمّد صلوات الله عليهم وسلّم
٢
١ ـ عن أبي عبدالله (ع) قال : إذَا
أرَدْتَ الْوَدَاعَ بَعْدَ فَرَاغِکَ مِنَ الزِّيارَاتِ فَأکْثِرْ مِنْهَا مَا
اسْتَطَعْتَ وَلْيکُنْ مُقَامُکَ بِالنَّينَوَي أوِ الْغَاضِرِيهِ ، وَمَتَي
أرَدْتَ الزِّيارَهَ فَاغْتَسِلْ وَزُرْ زَوْرَهَ الْوَدَاعِ ، فَإذَا فَرَغْتَ
مِنْ زِيارَتِکَ فَاسْتَقْبِلْ بِوَجْهِکَ وَجْهَهُ وَالْتَمِسِ الْقَبْرَ وَقُلِ
:
السَّلَامُ عَلَيکَ يا وَلِي اللَّهِ ،
السَّلَامُ عَلَيکَ يا أبَا عَبْدِ اللَّهِ ، أنْتَ لِي جُنَّهٌ مِنَ الْعَذَابِ ،
وَهَذَا أوَانُ انْصِرَافِي عَنْکَ غَيرَ رَاغِبٍ عَنْکَ ، وَلَا مُسْتَبْدِلٍ
بِکَ سِوَاکَ ، وَلَا مُؤْثِرٍ عَلَيکَ غَيرَکَ ، وَلَا زَاهِدٍ فِي قُرْبِکَ ، وَجُدْتُ
بِنَفْسِي لِلْحَدَثَانِ وَتَرَکْتُ الْأهْلَ وَالْأوْطَانَ ، فَکُنْ لِي (شَافِعَاً)
يوْمَ حَاجَتِي وَفَقْرِي
وَفَاقَتِي ، وَيوْمَ لَا يغْنِي عَنِّي وَالِدَي وَلَا وُلْدِي ، وَلَا حَمِيمِي وَلَا
رَفِيقِي وَلَا قَرِيبِي
، أسْألُ اللَّهَ الَّذِي قَدَّرَ وَخَلَقَ أنْ ينَفِّسَ بِکَ
کَرْبِي ، وَأسْألُ اللَّهَ الَّذِي قَدَّرَ عَلَي فِرَاقَ مَکَانِکَ ، أنْ لَا يجْعَلَهُ
آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي وَمِنْ رَجْعَتِي
،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَأسْألُ اللَّهَ
الَّذِي أبْکَي عَلَيکَ عَينِي ، أنْ يجْعَلَهُ سَنَداً لِي ، وَأسْألُ اللَّهَ
الَّذِي نَقَلَنِي
إلَيکَ مِنْ رَحْلِي وَأهْلِي ، أنْ يجْعَلَهُ ذُخْراً لِي ، وَأسْألُ اللَّهَ
الَّذِي أرَانِي مَکَانَکَ ، وَهَدَانِي لِلتَّسْلِيمِ عَلَيکَ وَلِزِيارَتِي إياکَ
، أنْ يورِدَنِي حَوْضَکُمْ
، وَيرْزُقَنِي مُرَافَقَتَکُمْ
فِي الْجِنَانِ ، مَعَ آبَائِکَ الصَّالِحِينَ ، صَلَّي اللَّهُ عَلَيهِمْ أجْمَعِينَ.
السَّلَامُ عَلَيکَ ياصَفْوَهَ اللَّهِ (وَابْنَ صَفْوَتِهِ)
، السَّلَامُ (عَلَيکَ وَ)
عَلَي رَسُولِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ حَبِيبِ اللَّهِ وَصَفْوَتِهِ وَأمِينِهِ
وَرَسُولِهِ وَسَيدِ النَّبِيينَ
، السَّلَامُ عَلَي أمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَوَصِي رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ ، السَّلَامُ عَلَي الْأئِمَّهِ الرَّاشِدِينَ
، (السَّلَامُ عَلَي الْأئِمَّهِ)
الْمَهْدِيينَ ، السَّلَامُ عَلَي مَنْ فِي الْحَايرِ
مِنْکُمْ (وَرَحْمَهُ اللهِ وَبَرَکَاتُهُ)
السَّلَامُ عَلَي مَلَائِکَهِ اللَّهِ الْبَاقِينَ الْمُسَبِّحِينَ الْمُقِيمِينَ
، الَّذِينَ هُمْ بِأمْرِ رَبِّهِمْ قَائِمُونَ
، السَّلَامُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عَلَينَا وَعَلَي
عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ.
(ثُمَّ أشِرْ إلَي الْقَبْرِ
بِمُسَبِّحَتِکَ الْيمْنَي وَقُلْ)
وَتَقُولُ : سَلَامُ اللَّهِ وَسَلَامُ مَلَائِکَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ وَأنْبِيائِهِ
الْمُرْسَلِينَ وَعِبَادِهِ الصَّالِحِينَ عَلَيکَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، وَعَلَي
رُوحِکَ وَبَدَنِکَ ، وَعَلَي ذُرِّيتِکَ وَمَنْ حَضَرَکَ مِنْ أوْلِيائِکَ.
أسْتَوْدِعُکَ اللَّهَ وَأسْتَرْعِيکَ وَأقْرَأُ عَلَيکَ السَّلَامَ آمَنَّا
بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَبِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِاللَّهِ اللَّهُمَّ
اکْتُبْنَا
مَعَ الشَّاهِدِينَ.
(ثُمَّ ارْفَعْ يدَيکَ إلَي السَّمَاءِ وَقُلْ)
وَتَقُولُ :
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ ، وَلَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِي ابْنَ رَسُولِکَ
، وَارْزُقْنِي زِيارَتَهُ أبَداً مَا أبْقَيتَنِي. اللَّهُمَّ وَانْفَعْنِي
بِحُبِّهِ يا رَبَّ الْعَالَمِينَ. اللَّهُمَّ (ابْعَثْنِي مَعَهُ وَ)
ابْعَثْهُ مَقَاماً مَحْمُوداً ، إنَّکَ عَلي کُلِّ شَي ءٍ قَدِيرٌ. اللَّهُمَّ
إنِّي أسْألُکَ بَعْدَ الصَّلَاهِ وَالتَّسْلِيمِ ، أنْ تُصَلِّي عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ ، وَأنْ لَا تَجْعَلَهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِي إياهُ ، فَإنْ
جَعَلْتَهُ يا رَبِّ فَاحْشُرْنِي مَعَهُ ، وَمَعَ آبَائِهِ وَأوْلِيائِهِ ، وَإنْ
أبْقَيتَنِي يا رَبِّ فَارْزُقْنِي الْعَوْدَ إلَيهِ ، ثُمَّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الْعَوْدَ إلَيهِ
بَعْدَ الْعَوْدِ ، بِرَحْمَتِکَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي
لِسَانَ صِدْقٍ فِي أوْلِيائِکَ ، وَحَبِّبْ إلَي مَشَاهِدَهُمْ. اللَّهُمَّ صَلِّ
عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَلَا تَشْغَلْنِي عَنْ ذِکْرِکَ ، بِإکْثَارٍ
عَلَي مِنَ الدُّنْيا ، تُلْهِينِي عَجَائِبُ بَهْجَتِهَا ، وَتَفْتِنَنِي
زَهَرَاتُ زِينَتِهَا ، وَلَا بِإقْلَالٍ يضِرُّ
بِعَمَلِي کَدُّهُ ، وَيمْلَأُ صَدْرِي هَمُّهُ ، أعْطِنِي بِذَلِکَ
غِنًي عَنْ شِرَارِ
خَلْقِکَ ، وَبَلَاغاً أنَالُ بِهِ رِضَاکَ يا رَحْمَانُ .
وَالسَّلَامُ عَلَيکُمْ يا مَلَائِکَهَ اللَّهِ ، وَزُوَّارَ قَبْرِ أبِي عَبْدِ
اللَّهِ عَلَيهِ السَّلَامُ.
ثُمَّ ضَعْ خَدَّکَ الْأيمَنَ عَلَي
الْقَبْرِ مَرَّهً وَالْأيسَرَ مَرَّهً وَألِحَّ فِي الدُّعَاءِ وَالْمَسْألَهِ (فَإنَّکَ
فِي مَوْضِعَ ذَلِکَ) .
فَإذَا خَرَجْتَ فَلَا تُوَلِّ وَجْهَکَ عَنِ الْقَبْرِ حَتَّي تَخْرُجَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زياره وداع ذبيح آل
محمّد صلوات الله عليهم وسلّم
٣
١ ـ قال الشّيخ المفيد قدّس اللّه روحه
: فإذا أردت الإ نصراف من مشهده (ع) ، فقف علي القبر کوقوفک عليه في أوّل الزّياره
وقل :
السَّلَامُ عَلَيکَ (يامَوْلَاي)
يا أبَاعَبْدِاللَّهِ ، هَذَا أوَانُ انْصِرَافِي غَيرَ رَاغِبٍ عَنْکَ وَلَا
مُسْتَبْدِلٍ بِکَ غَيرَکَ ، فَأسْتَوْدِعُکَ اللَّهَ وَأقْرَأُ عَلَيکَ
السَّلَامَ ، آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ ، وَبِمَا جِئْتَ بِهِ وَدَلَلْتَ
عَلَيهِ. اللَّهُمَّ فَاکْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ، اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ
زِيارَتِي هَذِهِ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِهِ
، وَارْزُقْنِي الْعَوْدَ إلَيهِ أبَداً مَا أحْييتَنِي ، فَإنْ
تَوَفَّيتَنِي فَاحْشُرْنِي مَعَهُ ، وَاجْمَعْ بَينِي وَبَينَهُ فِي جَنَّاتِ
النَّعِيم.
ثمّ ادع بما احببت.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زياره وداع ذبيح آل
محمّد صلوات الله عليهم وسلّم
٤
کتاب العتيق الغروي لِمؤلّفه؟
فإذا أردت وداعه فقل :
اَلْحَمْد لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْعَلِي
، وَالسَّلَامُ عَلَي الْإمَامِ الصَّالِحِ الزَّکِي ، أُودِعُکَ شَهَادَهً مِنِّي
لَکَ ، تُقَرِّبُنِي إلَيکَ فِي يوْمِ شَفَاعَتِکَ ، بَلْ بِرَجَاءِ حَياتِکَ أُحْييتْ
قُلُوبُ شِيعَتِکَ ، وَبِضِياءِ نُورِکَ اهْتَدَي الطَّالِبُونَ إلَيکَ ، سَيدِي أشْهَدُ
أنَّکَ نُورُ اللَّهِ الَّذِي لَمْ يطْفَأْ وَلَا يطْفَأُ أبَداً ، وَأشْهَدُ أنَّ
هَذِهِ التُّرْبَهَ تُرْبَتُکَ وَالْحَرَمَ حَرَمُکَ وَالْمَصْرَعَ مَصْرَعُ
بَدَنِکَ ، مَوْلَاي لَا ذَلِيلٌ وَاللَّهِ مُعِزُّکَ ، وَلَا مَغْلُوبٌ وَاللَّهِ
نَاصِرُکَ ، هَذِهِ شَهَادَهٌ لِي عِنْدَکَ إلَي قَبْضِ نَفْسِي بِحَضْرَتِکَ.
السَّلَامُ عَلَيکَ يا عَبْرَهَ کُلِّ
مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَهٍ وَرَحْمَهُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ ، وَعَلَي أنْصَارِکَ
مِنْ أهْلِ بَيتِکَ وَأهْلِ شَهَادَتِکَ ، وَعَلَي الْمَلَائِکَهِ الْحَافِّينَ
بِکَ ، وَعَلَي زُوَّارِکَ الْعَارِفِينَ بِکَ ، وَعَلَي شِيعَتِکَ
الْمُسْتَبْصِرِينَ بِحَقِّکَ ، مِنِّي وَمِنْ لَحْمِي وَدَمِي ، وَمِنْ وَالِدَي وَأهْلِي
وَوُلْدِي ، وَإخْوَتِي وَأخَوَاتِي ، وَمِمَّنْ حَمَّلَنِي الرِّسَالَهَ إلَيکَ وَرَحْمَهُ
اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ ، إنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. أسْتَوْدِعُکَ اللَّهَ وَأقْرَأُ
عَلَيکَ السَّلَامَ ، آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ ، وَبِمَا جِئْتَ بِهِ وَدَلَلْتَ
عَلَيهِ ،
وَاتَّبَعْنَا
الرَّسُولَ فَاکْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ. اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ
الْعَهْدِ مِنَّا وَمِنْ زِيارَهِ ابْنِ رَسُولِکَ ، وَارْزُقْنِي زِيارَتَهُ
أبَداً مَا أبْقَيتَنِي. اللَّهُمَّ إنَّا نَسْألُکَ أنْ تَنْفَعَنَا بِحُبِّهِ ،
اللَّهُمَّ أقِمْهُ مَقَاماً مَحْمُوداً ، تَنْتَصِرُ بِهِ لِدِينِکَ ، وَتَقْتُلُ
بِهِ عَدُوَّکَ وَتُبِيرُ بِهِ مَنْ نَصَبَ حَرْباً لآلِ مُحَمَّدٍ (صَلَّي الله
عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) ، فَإنَّکَ وَعَدْتَهُ ذَلِکَ ، وَأنْتَ لا تُخْلِفُ
الْمِيعادَ. السَّلَامُ عَلَيکَ وَرَحْمَهُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ. أشْهَدُ
أنَّکُمْ جَاهَدْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَقُتِلْتُمْ عَلَي مِنْهَاجِ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيهِ وَعَلَيکُمْ أجْمَعِينَ ، أنْتُمْ السَّابِقُونَ
الْأوَّلُونَ وَالْمُهَاجِرُونَ وَالْأنْصَارُ ، وَأشْهَدُ أنَّکُمْ أنْصَارُ
أبْنَاءِ رَسُولِهِ (صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) ، وَالْحَمْدُ
لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَکُمْ وَعْدَهُ ، وَأرْوَاحَکُمْ بِالْحَياهِ ، وَصَلَّي
اللَّهُ عَلَي مُحَمَّدٍ سَيدِ الْأوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ ، وَعَلَي آلِهِ الطَّيبِينَ
الطَّاهِرِينَ أجْمَعِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً. اللَّهُمَّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَتَجَاوَزْ
عَمَّا تَعْلَمُ ، إنَّکَ أنْتَ الْأعَزُّ الْأکْرَمُ ، وَحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ
الْوَکِيلُ ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّهَ إلَّا بِاللَّهِ الْعَلِي الْعَظِيم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زيارة وداع قبور الشّهداء
صلوات الله عليهم وسلّم
تقول :
(السَّلَامُ عَلَيکُمْ وَرَحْمَهُ اللهِ
وَبَرَکَاتُهُ)
، اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِي إياهُمْ ، وَأشْرِکْنِي
مَعَهُمْ ، وَأدْخِلْنِي فِي صَالِحِ مَا أعْطَيتَهُمْ ، عَلَي نَصْرِهِمْ
ابْنَ بِنْتِ نَبِيکَ وَحُجَّتَکَ عَلَي خَلْقِکَ وَجِهَادِهِمْ مَعَهُ فِي سَبِيلِکَ.
اللَّهُمَّ اجْمَعْنَا وَإياهُمْ فِي جَنَّتِکَ ، مَعَ الشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ
، وَحَسُنَ أُولئِکَ رَفِيقاً. أسْتَوْدِعُکُمُ اللَّهَ وَأقْرَأُ عَلَيکُمُ
السَّلَامَ. اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي الْعَوْدَ إلَيهِمْ ، وَاحْشُرْنِي مَعَهُمْ ، يا
أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدعاء بعد الوداع
الدّعاء
بعد وداع ذبيح آل محمّد
صلوات اللّه عليهم وسلّم
١ ـ ثمّ اخرج ولاتولّ وجهک عن القبر حتّي
يغيب عن معاينتک وقف قبل الباب
متوجّهاً إلي القبله وقل :
اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُکَ بِحَقِّ
مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَبِحُرْمَهِ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَبِالشَّأْنِ
الَّذِي جَعَلْتَهُ لِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أنْ تُصَلِّي عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ وَأنْ تَتَقَبَّلَ عَمَلِي ، وَتَشْکُرَ سَعْيي ، وَتُعَرِّفَنِي
الْإجَابَهَ فِي جَمِيعِ دُعَائِي وَلَا تُخَيبْ سَعْيي وَلَا تَجْعَلْهُ آخِرَ
الْعَهْدِ مِنِّي
، وَارْدُدْنِي إلَيهِ بِبِرٍّ وَتَقْوَي ، وَعَرِّفْنِي بَرَکَهَ زِيارَتِهِ فِي
الدِّينِ وَالدُّنْيا ، وَوَسِّعْ
عَلَي مِنْ فَضْلِکَ الْوَاسِعِ الْفَاضِلِ الْمُفْضِلِ الطَّيبِ ، وَارْزُقْنِي
رِزْقاً وَاسِعاً حَلَالًا کَثِيراً عَاجِلًا ، صَبّاً صَبّاً ، مِنْ غَيرِ کَدٍّ وَلَا
نَکِدٍ وَلَا مَنٍّ مِنْ أحَدٍ مِنْ خَلْقِکَ ، وَاجْعَلْهُ وَاسِعاً مِنْ
فَضْلِکَ ، کَثِيراً مِنْ عَطِيتِکَ ، فَإنَّکَ قُلْتَ : (وَسْئَلُوا
اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ)
فَمِنْ فَضْلِکَ
أسْألُ وَمِنْ عَطِيتِکَ أسْألُ ، وَمِنْ کَثِيرِ مَا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عِنْدَکَ أسْألُ ، وَمِنْ
خَزَائِنِکَ أسْألُ ، وَمِنْ يدِکَ الْمَلْأَي
أسْألُ ، فَلَا تَرُدَّنِي خَائِباً ، فَإنِّي ضَعِيفٌ ، فَضَاعِفْ لِي وَعَافِنِي
إلَي مُنْتَهَي أجَلِي ، وَاجْعَلْ لِي فِي کُلِّ نِعْمَهٍ أنْعَمْتَهَا عَلَي
عِبَادِکَ أوْفَرَ النَّصِيبِ ، وَاجْعَلْنِي خَيراً مِمَّا أنَا عَلَيهِ وَاجْعَلْ
مَا أصِيرُ إلَيهِ خَيراً لِي مِمَّا ينْقَطِعُ عَنِّي ، وَاجْعَلْ سَرِيرَتِي خَيراً
مِنْ عَلَانِيتِي ، وَأعِذْنِي مِنْ أنْ يرَي
النَّاسُ
فِي خَيراً وَلَا خَيرَ فِي ، وَارْزُقْنِي مِنَ التِّجَارَهِ أوْسَعَهَا رِزْقاً
، وَآتِنِي يا سَيدِي وَعِيالِي بِرِزْقٍ وَاسِعٍ تُغْنِينَا بِهِ عَنْ دُنَاهِ
خَلْقِکَ ، وَلَاتَجْعَلْ لِأحَدٍ مِنَ الْعِبَادِ فِيهِ مَنّاً غَيرَکَ ،
وَاجْعَلْنِي مِمَّنِ اسْتَجَابَ لَکَ وَآمَنَ بِوَعْدِکَ وَاتَّبَعَ أمْرَکَ ، وَلَا
تَجْعَلْنِي أخْيبَ وَفْدِکَ وَزُوَّارِ ابْنِ نَبِيکَ ، وَأعِذْنِي مِنَ
الْفَقْرِ وَمَوَاقِفِ الْخِزْي فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَهِ ، (وَاصْرِفْ عَنِّي
شَرَّ الدُّنْيا وَالْآخِرَهِ) .
وَاقْلِبْنِي مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجَاباً لِي بِأفْضَلِ مَا ينْقَلِبُ بِهِ
أحَدٌ مِنْ زُوَّارِ أوْلِيائِکَ ، وَلَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زِيارَتِهِمْ ، وَإنْ
لَمْ تَکُنِ اسْتَجَبْتَ لِي
وَغَفَرْتَ لِي وَرَضِيتَ عَنِّي ، فَمِنَ الْآنَ فَاسْتَجِبْ لِي وَاغْفِرْ لِي وَارْضَ
عَنِّي قَبْلَ أنْ تَنْأي عَنِ ابْنِ نَبِيکَ دَارِي ، فَهَذَا أوَانُ انْصِرَافِي
إنْ کُنْتَ أذِنْتَ لِي ، غَيرَ رَاغِبٍ عَنْکَ وَلَا عَنْ أوْلِيائِکَ ، وَلَا
مُسْتَبْدِلٍ بِکَ وَلَا بِهِمْ.
اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَينِ يدَي وَمِنْ
خَلْفِي وَعَنْ يمِينِي وَعَنْ شِمَالِي حَتَّي تُبَلِّغَنِي أهْلِي ، فَإذَا
بَلَّغْتَنِي
فَلَاتَبْرَأْ مِنِّي وَألْبِسْنِي وَإياهُمْ دِرْعَکَ الْحَصِينَهَ وَاکْفِنِي
مَئُونَهَ
جَمِيعِ خَلْقِکَ ، وَامْنَعْنِي مِنْ أنْ يصِلَ إلَي أحَدٌ مِنْ خَلْقِکَ بِسُوءٍ
، فَإنَّکَ وَلِي
ذَلِکَ وَالْقَادِرُ عَلَيهِ ، وَأعْطِنِي جَمِيعَ مَا سَألْتُکَ ، وَمُنَّ عَلَي
بِهِ ، وَزِدْنِي مِنْ فَضْلِکَ ، يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
(ثمّ انصرف وأنت تحمد الله وتسبّحه وتهلّله
وتکبّره إن شاء الله تعالي ).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الامام الحسن
العسكري صلوات الله عليه
اللهمّ
انّي اسئلک بحقّ ...
قتيل
العبرة وسيّد الاسرة
الممدود
بالنصرة يوم الكرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رموز الکتب
إسم الکتاب
|
الدّليل
|
إقبال
الأعمال
|
ق
|
بحارالأنوار
|
ب
|
البلد
الأمين
|
ل
|
تهذيب
الأحکام
|
ت
|
ثواب
الأعمال
|
ث
|
کامل
الزّيارات
|
ک
|
المزار
شهيد اوّل
|
ش
|
المزار
شيخ المفيد
|
ف
|
المزار
الکبير
|
م
|
مصباح
الزّائر
|
ز
|
المصباح
للکفعمي
|
ع
|
مصباح
المتهجّد
|
ج
|
مصباح
المتهجّد الصّغير
|
م
ص
|
من
لايحضره الفقيه
|
ه
|
نسخه
بدل الأصل
|
خ
ل
|
نشير إلي أنّنا أيدنا ما وجدناه مغايراً
من الألفاظ والعبارات في بعض النّسخ بين القوسين () بدلاً من ذکرها في الهوامش.
فهرس منابع التّحقيق
الذّکر
الحکيم : کلام الله تبارک وتعالي.
نهج
البلاغه : الإمام أميرالمؤمنين علي (ع) (استشهد٤٠ه)
دارالهجره ـ قم.
١ ـ الإحتجاج
: أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطّبرسي (ت٥٦٠ه) ، منشورات دارالنّعمان ـ
النّجف الأشرف.
ودار الأسوه ـ طهران ،
١٤١٦ه.
٢ ـ الإرشاد في معرفه حجج الله علي العباد
عليهم السلام : محمّد بن محمّد بن النّعمان العکبري البغدادي ، المفيد (ت٤١٣ه) ،
مطبوع ضمن سلسله مؤلّفات الشيخ المفيد ، دارالمفيد ـ بيروت.
٣ ـ الإستبصار :
أبو جعفر محمّد بن الحسن الطّوسي (ت٤٦٠ه) ، دار الکتب الإسلاميه ـ طهران.
٤ ـ أربعون حديثاً في فضائل أمير المؤمنين
(ع) : محمّد بن أبي مسلم أبوالفوارس الرّازي ، من أعلام القرن السّادس ، مطبوع ضمن
ميراث حديث شيعه ـ الدفتر٥ ، دارالحديث ـ قم ، ١٣٧٩ ش.
٥ ـ إرشاد القلوب
: حسن بن أبي الحسن محمّد الدّيلمي ، من أعلام القرن الثّامن ، نشر الرّضي ـ قم ،
الطّبعه الثّانيه ١٤٠٩ ه.
ودارالأسوه ، طهران١٤١٧ه.
٦ ـ إعلام الوري بأعلام الهدي
: أبوعلي الفضل بن الحسن الطّبرسي من أعلام القرن السّادس ، مطبعه ستاره ـ قم ،
الطّبعه الأولي ، ١٤١٧ه.
ومؤسّسه آل البيت عليهم السلام ـ قم ،
١٤١٧ه.
٧ ـ إقبال الأعمال
: السّيد علي بن موسي بن طاووس الحسني الحلّي (ت٦٦٤ه) ، دارالحجّه ـ قم.
ومرکز النّشر الإسلامي ـ قم ، تحقيق
جواد القيومي.
٨ ـ إلزام النّاصب في إثبات الحجّه الغائب
: علي اليزدي الحائري (ت١١٣٣ه).
٩ ـ الأمالي
: أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي الصّدوق (ت٣٨١ه) ، المکتبه
الإسلاميه ، ١٣٦٢ش.
١٠ ـ الأمالي
: أبو جعفرمحمّد بن الحسن الطّوسي (ت٤٦٠ه) ، مطبعه دارالثقافه ـ قم ، الطّبعه
الأولي ، ١٤١٤ه.
ومؤسّسه البعثه ـ قم ، الطّبعه الأولي١٤١٤ه.
١١ ـ بحار الأنوار الجامعه لدرر أخبار
الأئمّه الأطهار عليهم السلام :
العلّامه محمّد باقر المجلسي (ت١١١١ه) ، دارالکتب الإسلاميه ـ طهران ، الطّبعة الرّابعه
١٣٦٢ش.
ومؤسّسه الوفاء ـ بيروت ، ١٤٠٣.
١٢ ـ البلد الأمين
: إبراهيم بن علي الکفعمي (ت٩٠٠ه) ، نشر الرّضي ـ قم ، ١٤٠٥ه.
والطبع الحجري.
١٣ ـ تاريخ الأمم والملوک
: أبو جعفر محمّد بن جرير بن زيد الطّبري (ت٣١٠ه) ، الطّبعه الثّانيه ، دارالمعارف
ـ مصر.
١٤ ـ تحفه الزائر
: العلّامه المولي الشيخ محمّد باقر المجلسي (ت١١١١ه).
١٥ ـ تفسير القمّي
: أبو الحسن علي بن إبراهيم القمّي (ت٣٢٩ه) ، مطبعه مؤسّسه دارالکتاب ـ قم ،
الطّبعه الثّالثه١٤٠٤ه.
١٦ ـ تهذيب الأحکام
: أبو جعفر محمّد بن الحسن الطّوسي (ت٤٦٠ه) ، نشر دارالکتب الإسلاميه ١٣٦٥ش.
١٧ ـ ثواب الأعمال
: أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي الصّدوق (ت٣٨١ه) ، نشر الرّضي
١٣٦٤ ش.
١٨ ـ جامع أحاديث الشّيعه
: الشيخ إسماعيل المعزي الملايري بإشراف السّيدحسين الطّباطبائي البروجردي (ت١٣٨٣ه)
المطبعه العلميه ـ قم ، الطبعه الأولي والثّانيه.
١٩ ـ جامع الأخبار
: محمّد بن محمّد السبزواري ، من أعلام القرن السابع ، نشر مؤسّسهآل البيت عليهم
السلام ـ قم.
٢٠ ـ الجُنّه الواقيه (المصباح)
: إبراهيم بن علي الکفعمي (ت٩٠٠ه) ، نشر الرّضي ـ قم ، ١٤٠٥ه.
والطّبعه الحجريه.
٢١ ـ الخرائج والجرائح
: أبو جعفر سعيد بن هبه الله القطب الرّاوندي (ت٥٧٣ه) ، مؤسّسه الإمام المهدي (ع)
ـ قم ، الطّبعهالأولي ، ١٤٠٩ه.
٢٢ ـ خصائص الأئمّه
: السّيد أبو الحسن محمّد بن الحسين الرضي البغدادي (ت٤٠٦ه) ، نشر الرّضي تحقيق
محمّد هادي الأميني ، مجمع البحوث الإسلاميه ـ مشهد ، ١٤٠٦ه.
٢٣ ـ الخصال :
أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي الصّدوق (ت٣٨١ه) ، جامعه
المدرّسين في الحوزه العلميه ـ قم.
٢٤ ـ الدّر النّظيم
: جمال الدّين يوسف بن حاتم الفقيه الشّامي (ت٦٧١ه) ، النشر الإسلامي ـ قم ، الأولي١٤٢٠
٢٥ ـ الدروس الشرعيه
: محمّد بن مکّي العاملي ، الشّهيد الأوّل من أعلام القرن الثامن ، النشر الإسلامي
ـ قم ، ١٤١٢ه.
٢٦ ـ الدّروع الواقيه
: السّيد علي بن موسي بن طاووس الحسني الحلّي (ت٦٦٤ه) ، نشر مؤسّسه آل البيت عليهم
السلام ـ قم.
٢٧ ـ رسائل المرتضي
: السّيد أبوالقاسم علي بن الحسين ، الشّريف المرتضي (ت٤٣٦ه) ، مطبعه سيدالشّهداء (ع)
ـ قم ، ١٤٠٥ه.
٢٨ ـ رمز المصيبه
: السّيد محمود بن مهدي الموسوي الدهسرخي ، معاصر.
٢٩ ـ روضه الواعظين
: محمّد بن الفتّال النّيشابوري ، استشهد في سنه٥٠٨ه ، منشورات الرّضي ـ قم.
ونشر دليل ما ـ قم ، الأولي١٤٢٣.
٣٠ ـ صحيفه الرّضا
(ع) : تحقيق ونشر مؤسّسه الإمام المهدي (ع) ـ قم ، ١٤٠٨ه.
٣١ ـ الصحيفه المهديه
: إبراهيم بن محسن الفيض الکاشاني ، مؤسّسه الإمام المهدي (ع) ـ قم ، ١٤٠٥ه.
٣٢ ـ الطّرائف
: السّيد أبو القاسم علي بن موسي بن جعفر بن محمّد الطّاووس (ت٦٦٤ه) ، مطبعه خيام
ـ قم ١٤٠٠ه.
٣٣ ـ العبقري الحسان
: علي اکبر النهاوندي (ت١٣٦٩ه).
٣٤ ـ عدّه الدّاعي ونجاح السّاعي
: أبوالعبّاس أحمد بن محمّد بن فهد الحلّي (ت٨٤١ه).
٣٥ ـ علل الشّرائع
: أبوجعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي الصّدوق (ت٣٨١ه) ، المطبعه الحيدريه
ـ النّجف الأشرف ، ١٣٨٦ه.
٣٦ ـ عوالي اللآلي العزيزيه في الأحاديث الدّينيه
: محمّد بن علي بن إبراهيم الإحسائي ، إبن أبي جمهور (ت٨٨٠ه) ، تحقيق مجتبي العراقي
، من منشورات مطبعه سيدالشّهداء ـ قم.
٣٧ ـ عيون أخبار الرّضا
(ع) : أبوجعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي الصّدوق (ت٣٨١ه) ، نشر
مؤسّسه الأعلمي ـ بيروت.
٣٨ ـ الغايات
: جعفر بن أحمد القمّي ، من أعلام القرن الرابع ، ضمن مؤلّفاته جامع الأحاديث ، بنياد
قدس الرّضوي (ع) ـ مشهد ، ١٤١٣ ه.
٣٩ ـ کتاب الغيبه
: إبن أبي زينب محمّد بن ابراهيم النعماني (ت٣٦٠ه) ، طبع الأعلمي ـ بيروت.
وتحقيق فارس حسّون کريم ، نشر أنوار
الهدي ـ دمشق ، ١٤٢٢ه.
٤٠ ـ کتاب الغيبه : أبوجعفر محمّد بن
الحسن الطّوسي (ت٤٦٠ه) ، مؤسّسه المعارف الإسلاميه ـ قم ، الطّبعه الأولي١٤١١ه.
٤١ ـ فرائد السّمطين
: إبراهيم بن محمّد الجويني (ت٧٢٠ه) ، مؤسّسه المحمودي ـ بيروت ، ١٣٩٨ه.
٤٢ ـ فرحه الغري
: السّيد غياث الدّين عبد الکريم بن طاووس (ت٦٩٣ه) ، نشر الرّضي ـ قم.
ومرکز الغدير للدراسات الإسلاميه ،
١٤١٩ه.
٤٣ ـ فلاح السّائل
: السّيد أبو القاسم علي بن موسي بن جعفر بن محمّد الطّاووس (ت٦٦٤ه) ، إنتشارات
دفتر تبليغات الحوزه العلميه ـ قم.
٤٤ ـ قادتنا کيف نعرفهم
: السّيد محمدهادي الحسيني الميلاني (ت١٣٩٥ه) ، مؤسسه آل البيت عليهم السلام ـ قم
، ١٤١٣ه.
٤٥ ـ قرب الإسناد
: أبو العبّاس عبدالله بن جعفر الحميري القمّي ، من أعلام القرن الثّالث ، مکتبه نينوي
ـ طهران.
ومؤسّسه آل البيت عليهم السلام ـ قم.
٤٦ ـ قصص الأنبياء
: سعيد بن هبهالله ، القطب الرّاوندي (ت٥٧٣ه) ، مطبعه آستان القدس الرّضوي (ع) ـ
مشهد.
٤٧ ـ الکافي :
ثقه الإسلام أبو جعفر محمّد بن يعقوب بن إسحاق الکليني الرّازي (ت٣٢٩ه) ، دارالکتب
الإسلاميه ـ طهران ، الطّبعه الثّالثه١٣٨٨ه.
٤٨ ـ کامل الزّيارات
: أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه (ت ٣٦٧ه. ق) ، تصحيح وتعليق العلّامه الأميني
، المطبعه المرتضويه ـ النّجف الأشرف ، ١٣٥٩ه. ق.
وتحقيق الجعفري ، نشر الصدوق ـ طهران
١٣٥٧ه. ش.
وتحقيق جواد القيومي ، مؤسّسه النّشر
الإسلامي ـ قم ، ١٤١٧ه. ق.
٤٩ ـ کشف الغمّه
: أبوالحسن علي بن عيسي بن أبي الفتح الإربلي (ت٦٩٣ه) ، دارالأضواء ـ بيروت ،
الطّبعه الثّانيه ، ١٤٠٥ ه.
٥٠ ـ کشف اليقين في فضائل أميرالمؤمنين
(ع) : أبو منصور الحسن بن يوسف بن المطهّر الأسدي ، العلّامه الحلّي (ت٧٢٦ه) ،
مؤسّسه الطّبع والنّشر ـ طهران ، الطّبعه الأولي١٤١١ه.
٥١ ـ کفايه الأثر في النّص علي الأئمّه الإثني
عشر : أبوالقاسم علي بن محمّد بن علي
الخزّاز القمّي الرّازي ، من علماء القرن الرّابع ، انتشارات بيدار ـ قم ، ١٤٠١ه.
٥٢ ـ کمال الدّين وتمام النّعمه
: أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي الصّدوق (ت٣٨١ه) ، مؤسّسه
النّشر الإسلامي ـ قم ، ١٤٠٥ه.
٥٣ ـ الّلؤلؤالنّضيد
: نصرالله بن عبدالله التّبريزي ، مجهول الطبع ، نشر١٣٥٩ه.
٥٤ ـ مثير الأحزان
: نجم الدّين محمّد بن جعفر هبه الله ابن نما الحلّي (ت٤٦٥ه) ، منشورات المطبعه
الحيدريه ـ النّجف الأشرف ، ١٣٦٩ه.
وتحقيق مؤسّسه الإمام المهدي (ع) ـ قم ،
١٤٠٦ه. ق.
٥٥ ـ المزار
: محمّدبن محمّدبن النّعمان العکبري البغدادي ، المفيد (ت٤١٣ه) ، نشر مدرسه الإمام
المهدي (ع).
ودارالمفيد ـ بيروت ، الطبعه الثّانيه١٤١٤ه
، ضمن سلسله مؤلّفات المفيد.
٥٦ ـ المزار
: محمّد بن مکّي العاملي ، الشّهيد الأوّل من أعلام القرن الثامن ، نشر مدرسه
الإمام المهدي (ع).
٥٧ ـ المزار الکبير
: أبو عبد الله محمّد بن جعفر المشهدي (ت٦١٠ه) ، تحقيق جواد القيومي ، مؤسّسه
النّشر الإسلامي ـ قم ، ١٤١٩ه.
٥٨ ـ مسارّ الشيعه
: محمّد بن محمّد بن النّعمان البغدادي ، المفيد (ت٤١٣ه) ، مطبوع ضمن مجموعه نفيسه.
٥٩ ـ مستدرک الوسائل
: الحاج ميرزاحسين النّوري الطّبرسي (ت١٣٢٠ه) ، مؤسّسه آل البيت عليهم السلام ـ قم
، ١٤٠٧ه.
٦٠ ـ المسلسلات في الإجازات
: السّيد محمود المرعشي ، مکتبه المرعشي قم.
٦١ ـ مصباح الزّائر
: السّيد أبو القاسم علي بن موسي بن جعفر بن محمّد بن طّاووس (ت٦٦٤ه) ، تحقيق ونشر
مؤسّسه آل البيت عليهم السلام ـ قم ، ١٤١٧ه.
٦٢ ـ مصباح المتهجّد وسلاح المتعبّد
: أبو جعفر محمّد بن الحسن الطّوسي (ت٤٦٠ه) ، تحقيق إسماعيل الأنصاري.
وطبع الأعلمي ـ بيروت ، الطّبعه الثّانيه
، ١٤٢٥ه.
ونشر مؤسّسه فقه الشّيعه ـ بيروت.
٦٣ ـ مفاتيح الجنان
: عباس بن محمّد رضا المحدّث القمّي (ت١٣٥٩ه) ، مؤسسه الأعلمي ـ بيروت ، ١٤١٨ه.
٦٤ ـ المقنعه
: محمّد بن محمّد بن النّعمان البغدادي ، المفيد (ت٤١٣ه) ، نشر جامعه المدرّسين ـ
قم.
٦٥ ـ مکيال المکارم
: السّيد محمد تقي الموسوي (ت١٣١٩ه) ، مؤسسه الإمام المهدي (ع) ـ قم.
٦٦ ـ الملهوف علي قتلي الطّفوف
: علي بن موسي بن جعفر بن طاووس الحسني (ت٦٦٤ه) ، تحقيق فارس تبريزيان ، المطبعه
دارالأسوه ، ١٤١٤ه.
٦٧ ـ مناقب آل أبي طالب
عليهم السلام : أبوعبدالله محمّدبن علي بن شهرآشوب المازندراني (ت٥٨٨ه) ، المطبعه
الحيدريه ـ النّجف الأشرف ، ١٣٧٦ه.
ونشر العلّامه ـ قم ، ١٣٧٩ه.
٦٨ ـ منتخب الأنوار المضيئه
: السيد علي بن عبد الکريم النيلي النجفي ، کان حياً في سنه٨٠٣ ، تحقيق ونشر
مؤسّسه الإمام الهادي (ع) ـ قم١٤٢٠.
٦٩ ـ من لا يحضره الفقيه
: أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي ، الصّدوق (ت٣٨١ه) ، منشورات
جامعه المدرّسين في الحوزه العلميه ـ قم ، الطّبعه الثّانيه ، ١٤٠٤ه.
٧٠ ـ النّجم الثّاقب
: الحاج ميرزا حسين النّوري الطبرسي (ت١٣٢٠).
٧١ ـ النّوادر
: علي بن أسباط بن سالم ، عاصر الإمامين الرضا والجواد عليهما السلام ، دارالحديث
ـ قم ، ضمن الأصول السّتّه عشر ، ١٤٢٣.
٧٢ ـ وسائل الشّيعه إلي تحصيل مسائل الشّريعه
: محمّد بن الحسن الحرّالعاملي (ت١١٠٤ه) ، تحقيق مؤسّسه آل البيت عليهم السلام ـ
قم ، الطّبع الأوّل١٤١١ه.
٧٣ ـ الهدايه الکبري
: أبو عبد الله حسين بن حمدان الخصيبي (الحضيني) (ت٣٣٤ه) ، مؤسّسه البلاغ ـ بيروت
، الطّبعه الرّابعه ، ١٤١١ه.
٧٤ ـ اليقين بإختصاص مولانا علي
(ع) بإمره المؤمنين : السّيد أبو القاسم علي بن موسي بن جعفر بن محمّد بن طاووس
الحسني (ت٦٦٤ه) ، مؤسّسه دار الکتاب الجزائري ـ قم ، الطّبعه الأولي ، ١٤١٣ه.
فهرس الأبواب
المقدّمه.................................................................... ٧
أبواب فضيله زياره
الإمام الحسين (ع)
١. «باب»
زياره الإمام الحسين (ع) واجبه.............................................. ٢٥
٢. «باب»
فضيله الحائر ... وأنّه مزار الله والأنبياء
وأهل البيت............................ ٣٩
٣. «باب»
فضيله زيارته (ع)......................................................... ٦٩
٤. «باب»
زيارته (ع) تعدل الحجّ والعمره و........................................... ١٠٣
٥. «باب»
فضيله البيتوته ليله عاشوراء ... وزيارته
(ع) في يوم عاشوراء................... ١١٣
٦. «باب»
النّوادر................................................................. ١٢١
٧. «باب»
آداب زيارة الإمام الحسين (ع)............................................ ١٢٩
فهرس الزّيارات
الزّياره الاُولي
١. عن الامام الباقر (ع) بروايه ابن قولويه.................................. ١٤١
٢. عن الامام الباقر (ع) بروايه الشيخ الطوسي............................. ١٥٣
الزّياره الثّانيه
عن الامام الباقر (ع) بروايه المزارالقديم...................................... ١٦٧
الزّياره الثّالثه
عن الامام الصادق (ع) من عند رأس أميرالمؤمنين
(ع)
١. بروايه الشيخ المفيد................................................... ١٧٧
٢. بروايه الشيخ الطوسي................................................. ١٨٣
الزّياره الرابعه
١. عن الإمام الصادق (ع) بروايه الشيخ الطوسي........................... ١٩٧
٢. عن الإمام الصادق (ع) بروايه السيد ابن طاووس......................... ٢٠٥
الزّياره الخامسه
١. الصادره من الناحيه المقدّسه (ع) بروايه الشيخ المفيد...................... ٢١٥
٢. الصادره من الناحيه المقدّسه (ع) بروايه السيد المرتضي.................... ٢٣٣
زياره أبي الفضل
العبّاس (ع)
زياره أبي الفضل العبّاس بن أميرالمؤمنين...................................... ٢٦٣
زيارات الوداع
زياره وداع قمربني هاشم أبي الفضل
العبّاس (ع)............................. ٢٧١
زيارات وداع ذبيح آل محمّد
زياره وداع الإمام الحسين (ع) ١........................................... ٢٧٧
زياره وداع الإمام الحسين (ع) ٢........................................... ٢٧٩
زياره وداع الإمام الحسين (ع) ٣........................................... ٢٨٣
زياره وداع الإمام الحسين (ع) ٤........................................... ٢٨٤
وداع قبور الشهداء....................................................... ٢٨٩
الدعاء
الدعاء بعدالوداع........................................................ ٢٩٣
رموز الکتب............................................................ ٣٠١
فهرس مصادر التّحقيق................................................... ٣٠٣
|