الأنواء عند العرب في الجاهلية

كان العرب قديما في بواديهم الفسيحة في حاجة شديدة إلى معرفة الكواكب الثابتة ، ومواقع طلوعها وغروبها ، لأن طبيعة الحياة في بيئة الصحراء كانت تضطرهم إلى الارتحال دائما من مكان إلى مكان طلبا للماء والمرعى. وكانت شمس الصحراء الساطعة اللاهبة كثيرا ما تضطرهم إلى السرى ، وهو الرحيل في الليل ، لينجوا من لهبها في النهار. فكانوا يقطعون الفيافي الموحشة ، والغلوات البعيدة ، في ظلام الليالي ، مهتدين بالدراري اللامعة في قبة السماء.

ولو لا عيون هذه الدراري التي ترعاهم ، وتهديهم السبيل المقصود ، لضلت قوافلهم ، وهلكت أموالهم من الإبل وغيرها ، بين كثبان الرمال المتشابهة والمتلاحقة كأمواج البحر المترامية على مدى البصر وإلى هذه الحقيقة الكبرى تشير الآية الكريمة :

(وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِها فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ)(١).

وكذلك كان العرب في حاجة ماسة إلى معرفة أحوال الهواء ، وأوضاع الشمس والقمر ، وتغير فصول السنة ، وما يحدث في الجو من حوادث في هذه الفصول ، من نشوء السحاب ، وسقوط الأمطار ، وهبوب الرياح ، واشتداد البرد ، وإقبال الحر ، وغيرها من عوارض الطبيعة التي تعرض في أوقات معلومة من السنة. ذلك لأن طبيعة حياتهم في بيئة الصحراء كانت تجعل قوام حياتهم مرتبطا ارتباطا وثيقا بهذه الحوادث أيضا. فهم كانوا يحيون ويسعدون بالغيث والكلأ في خصب الزمان. وكانوا يشقون ويضيق عيشهم بانحباس الغيث وانقطاع الكلأ في جدب الزمان.

__________________

(١) سورة الانعام ٦ / ٩٧.


وقد بين أبو عثمان الجاحظ هذه الحاجة في كتاب الحيوان ، وأجاد في بيانها. قال : «ومن هذه الجهة (١) عرفوا الآثار في الأرض والرمل ، وعرفوا الأنواء ونجوم الاهتداء. لأن كل من كان بالصحاصح الأماليس ـ حيث لا أمارة ، ولا هادي ، مع حاجته إلى بعد الشقة ـ مضطر إلى التماس ما ينجيه ويؤديه. ولحاجته إلى الغيث ، وفراره من الجدب ، وضنه بالحياة ، اضطرته الحاجة إلى تعرف شأن الغيث. ولأنه في كل حال يرى السماء ، وما يجري فيها من كوكب ، ويرى التعاقب بينها ، والنجوم الثوابت ، وما يسير منها مجتمعا ، وما يسير منها فاردا ، وما يكون منها راجعا ومستقيما» (٢).

وكل ذلك دفع العرب ، منذ القديم ، أن يرجعوا البصر في السماء ، وينظروا فيها إلى النجوم ، ويرقبوا الشمس والقمر ، ليعلموا علم حركاتها ، ومواقع طلوعها وغروبها. فعرفوا من ذلك ، على مر الزمن ، أمورا كثيرة ، وربطوا بينها وبين حوادث الطبيعة ، وجعلوها مواقيت لها. حتى أنهم نظموا لحركة القمر وسيره في السماء منازل معروفة محدودة ، يجري القمر بينها في نظام معروف محدود. وراحوا ينسبون حوادث الطبيعة إلى طلوع هذه المنازل وغروبها وقت الفجر (٣). وعرفوا أيضا عددا وافرا من الكواكب الثابتة مع مطالعها ومغاربها. وجعلوا لها أشكالا وصورا. وسموها بأسماء خاصة ترد كثيرا في أشعارهم وأسجاعهم ، مثل الثريا والشعرى وسهيل والدبران والعيوق والفرقدين والسماكين وكشفوا أيضا أمر الكواكب السيارة ، وميزوها عن الكواكب الثابتة. وبذلك نشأ عندهم علم الأنواء والأزمنة.

__________________

(١) أي جهة الحاجة.

(٢) كتاب الحيوان ٦ / ٣٠. وانظر الآثار الباقية للبيروني ٣٣٢.

(٣) كتاب الأنواء لابن قتيبة ٧.


وقد ساق أبو عثمان الجاحظ في كتاب الحيوان أخبارا تدل على سعة معرفة العرب بالنجوم ، وجودة نظام المعرفة ، وتبين ، في إيجاز حاسم ، علة هذه المعرفة وجودتها.

قال : «وسئلت أعرابية ، فقيل لها : أتعرفين النجوم؟ فقالت : سبحان الله! أما أعرف أشباحا وقوفا علي كل ليلة؟ وقال اليقطري : وصف أعرابي لبعض أهل الحاضرة نجوم الأنواء ، ونجوم الاهتداء ، ونجوم ساعات الليل والسعود والنحوس. فقال قائل لشيخ عبادي كان حاضرا : أما ترى هذا الأعرابي يعرف من النجوم ما لا نعرف! قال : ويل أمك ، من لا يعرف أجذاع بيته؟ قال : وقلت لشيخ من الأعراب قد خرف ، وكان دهاتهم : إني لأراك عارفا بالنجوم! وقال : أما إنها لو كانت أكثر لكنت بشأنها أبصر ، ولو كانت أقل لكنت لها أذكر. وأكثر سبب ذلك كله ، بعد فرط الحاجة ، وطول المدارسة ، دقة الأذهان ، وجودة الحفظ» (١).

وجمع أبو الحسين عبد الرحمن بن عمر الصوفي الفلكي العربي المشهور (ـ ٣٧٦) ، في كتابه المعروف بالكواكب والصور ، أسماء الكواكب المستعملة عند عرب البادية ، فبلغ عددها نحو مائتين وخمسين اسما (٢). ولسنا في حاجة إلى دليل على سعة معرفة العرب بالنجوم أكبر من هذا الدليل.

ويمكن لنا استخلاص أكثر معارف العرب بالأنواء والأزمنة من شعرهم القديم في الجاهلية وصدر الإسلام : فقد أكثر شعراء العرب من ذكر هذه الأمور في أشعارهم. ودواوينهم والشواهد المأخوذة من شعرهم في كتب اللغة وغيرها تفيض

__________________

(١) كتاب الحيوان ٦ / ٣١

(٢) علم الفلك ، تاريخه عند العرب في المقرون الوسطى ١٠٧.


بذلك. وبعد الشعر تأتي الأخبار والأحاديث والشروح التي جمعها علماء الأدب واللغة من البصريين والكوفيين وغيرهم ، أو وضعوها حول هذا الشعر ، في القرنين الثاني والثالث للهجرة ، ثم تأتي بعد ذلك أمثال العرب وأسجاعهم الموضوعة خاصة لما يكون من حوادث الطبيعة في أنواء النجوم ومطالعها ومغاربها.

وفي مصادرنا القديمة أمثلة مستفيضة من هذه الأمثال والأسجاع التي تجمع إلى جمال الفكرة العلمية جودة السجع وحسن وقعه في النفوس وإرنانه في الآذان. ونجد جملة صالحة من هذه الأمثال والأسجاع في كتاب الأنواء (١) لابن قتيبة (٢٦٦) ، وكتاب الأزمنة والأمكنة (٢) لأبي علي المرزوقي (٤٢١) ؛ وكتاب المخصص (٣) لابن سيده (٤٥٨) نقلا عن كتاب الأنواء لأبي حنيفة الدينوري (٢٨٦) ، وهو مفقود لم يصل إلينا ؛ وكتاب عجائب المخلوقات (٤) لزكريا بن محمد القزويني (٦٨٢) ؛ وكتاب المزهر في علوم اللغة للسيوطي (٩١١) ؛ وكتب اللغة المعروفة مثل كتاب لسان العرب وغيره.

وقد ساق أبو إسحاق ابن الأجدابي معظم هذه الأمثال والأسجاع في ثنايا الباب الأخير من كتابه ، وهو (باب معرفة الشهور الشمسية وأسمائها عند الأعاجم ، وما يحدث في كل شهر منها من طلوع المنازل أو سقوطها).

وفي القرآن الكريم آيات فيها ذكر بعض الكواكب ، وإشارات إلى منازل القمر ، وغير ذلك من معارف العرب بالسماء والنجوم في القديم. فيمكن لنا بهذا أن نعد القرآن الكريم في عداد المصادر التي تمدنا بطرف يسير من هذه المعارف.

__________________

(١) في أثناء كلامه على منازل القمر ص ١٧ ـ ٨٧.

(٢) ٢ / ١٧٩ ـ ١٨٧.

(٣) أنظر المخصص ٩ / ١٥ ـ ١٨ ،

(٤) ص ٤٢ ـ ٥٢.


على أن معرفة العرب في الجاهلية في موضوع الأزمنة والأنواء كانت معرفة عملية ، قائمة على التجربة المستمرة خلال السنين والدهور ، ومبنية على مجرد العيان ، غير مستنبطة بالنظر العقلي والبحث العلمي ، ولجهلهم علوم الرياضيات والهندسة (١).

ولا يسعنا أن نغفل هاهنا عن الإشارة إلى أن العرب قد أخذوا شيئا من معارفهم في الأزمنة والأنواء من جيرانهم من الأمم السامية الساكنة في البلاد الواقعة في شمال جزيرة العرب ، ولا سيما أهل بابل من الكلدان سكان سواد العراق. فقد برع هؤلاء في الزمن السحيق في معرفة النجوم الثابتة وحركات الكواكب السيارة ، لأنهم كانوا أهل زراعة وري فيما بين النهرين : دجلة والفرات ، وكانوا على مبلغ كبير من الحضارة. وكانت القبائل العربية الضاربة في بوادي نجد والحجاز ، القريبة من سواد العراق ، على علاقات وثيقة جدا بسكان السواد ، منذ أقدم الأزمان. فلا يبعد ، لذلك ، أن يكون قد انتقلت أشياء من معارف أهل السواد إلي جيرانهم العرب ، من اتصالهم بهم خلال العصور المتطاولة (٢). ويغلب على الظن أن العرب قد استمدوا نظام منازل القمر من الكلدان أهل بابل (٣).

وتصور أهل بابل في القديم السماء سبع سماوات طباقا ، بعضها فوق بعض. وجعلوا في كل طبقة منها أحد الكواكب السيارة. واعتبروا كل كوكب في سمائه كأنه الرب الساكن فيه. وقد انتشر هذا الرأي من بابل ، وشاع عند الأمم الأخرى

__________________

(١) الآثار الباقية للبيروني ٢٣٨ ـ ٢٣٩. والأزمنة للمرزوقي ٢ / ١٧٩ ـ ١٨٠

(٢) علم الفلك ، تاريخه عند العرب في القرون الوسطى ١٢١ ـ ١٢٢.

(٣) المصدر السابق في الموضع نفسه.


القديمة كاليونان والسريان وغيرهم. وأخذ به العرب في الجاهلية نقلا عن أهل بابل أيضا (١). يدلنا على ذلك جملة من الآيات وردت في القرآن الكريم ، مثل قوله تعالى :

(اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ)(٢) ؛ ومثل قوله : (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً)(٣).

ونرى أن لفظ طباق ، ومفردها طبقة ، اللذين شاعا في اللغة العربية ، واكتسبا صفة المصطلح منذ القديم ، ووردت أولاهما كذلك في القرآن الكريم ، نرى أن أصلهما بابلي سامي ، من كلمة طبقت Tupuqu t (٤).

ويغلب على ظننا كذلك أن لفظ الفلك الذي شاع في اللغة العربية ، واكتسب صفة المصطلح منذ القديم أيضا ، مثل كلمة طباق سواء ، أصله بابلي أيضا ، من كلمة بلكّ Pulukku (٥).

هذا وقد استعمل العرب في الجاهلية السنة القمرية التي تدور شهورها في أيام السنة ، ولا تثبت ، لنقصان أيامها عن أيام السنة الشمسية. فكان الشهر من شهورهم يدور في فصول السنة المختلفة ، خلال دورة زمنية معلومة. فبينا هو يوافق الصيف في سنة من السنين مثلا ، إذا هو يوافي في الشتاء بعد سنوات. كما هي الحال في أيامنا هذه بالنسبة إلى السنة القمرية التي نسميها بالسنة الهجرية فشهر

__________________

(١) المصدر السابق ١٠٥.

(٢) سورة الطلاق ٦٥ / ١٢.

(٣) سورة نوح ٧١ / ١٤.

(٤) علم الفلك ، تاريخه عند العرب في القرون الوسط ١٠٥.

(٥) المصدر السابق ١٠٥ ـ ١٠٦.


الصوم رمضان مثلا يدور في فصول السنة ، ولا يأتي في زمن معلوم لا يحول عنه في كل عام.

فكبس العرب سنتهم القمرية بطريقة خاصة ، لتوافق شهورهم أيام السنة الشمسية. وتعلموا ذلك من اليهود (١) الذين وفدوا إلى الحجاز ، واستوطنوه ، بعد زوال دولتهم في بيت المقدس على أيدي الرومان ، وتفرقوا في الأرض تحت كل كوكب.

__________________

(١) الآثار الباقية للبيروني ١١ ـ ١٢ ، ٦٢ ـ ٦٣ ، وانظر أيضا ص ٣٢٥ ، ٣٣٢ من الكتاب نفسه. وأنظر علم الفلك ، تاريخه عند العرب في القرون الوسطى ٩٠ ـ ١٠٠.



الأنواء عند العرب في الإسلام

استقر العرب بعد الإسلام والفتوح في البلاد المجاورة الواقعة في شمال جزيرة العرب. ولم يلبثوا ، بعد الاستقرار ، أن بدءوا يهتمون بشئون الحضارة والعمران ، منذ أوائل القرن الثاني للهجرة. فأخذوا يدونون شعرهم ولغتهم ، ويترجمون العلوم من اللغات الأخرى. وبذلك بدأت نهضة العرب الكبرى في القديم مع استحكام شأن الدولة العربية وثبات أركانها.

ويغلب على ظننا أن أول كتاب ترجمه العرب من اللغة اليونانية إلى لغتهم هو كتاب عرض مفتاح النجوم المنسوب إلى هرمس الحكيم اليوناني وهو كتاب موضوع على تحاويل سني العالم ، وما فيها من أحكام النجوم (١).

وقد اتسعت نهضة العرب الناشئة ، وتعددت مناحيها ، مع تقدم الأيام واستمرار نقل العلوم من اللغات الأخرى ، حتى غدت حضارة زاهرة عظيمة في عهد بني العباس في بغداد ، منذ أوائل القرن الثالث للهجرة ، أي بعد مضي قرن من الزمان على بدء تكوينها.

وفي هذه الأثناء زادت رغبة العرب في أحكام النجوم ، وحبهم للاطلاع على الكتب الموضوعة في هذا الفن. حتى شاع بين الناس ، وجرى على ألسنتهم القول الآتي : «إن العلوم ثلاثة : الفقه للأديان ، والطب للأبدان ، والنجوم للأزمان» (٢).

__________________

(١) الفهرست ٢٦٧ ، ٣١٢ ، ٣١٣ ،

(٢) علم الفلك ، تاريخه عند العرب في القرون الوسطى ١٤٣.


وكان اهتمام أبي جعفر المنصور الخليفة العباسي الثاني (١٥٨) بهذا الفن عاملا كبيرا في نهضته وتقدمه. فقد كان المنصور يقرب المنجمين ، ويستشيرهم في أموره. وفي خلافته نقل أبو يحيى البطريق كتاب المقالات الأربع في صناعة أحكام النجوم لبطلميوس (١). وفي عهده نشأ الفلكي العربي المشهور أبو إسحاق إبراهيم بن حبيب بن سليمان الفزاري. وهو أول عربي صنع اسطرلابا ، والف فيه كتابا (٢).

وجاء إلى بغداد في سنة ١٥٤ وفد من السند في بلاد الهند. وكان في جملة هذا الوفد رجل هندي ماهر في معرفة حركات الكواكب وحسابها وسائر أعمال الفلك على مذهب علماء الهند ، ولا سيما مذهب الكتاب الشهير المعروف بالسندهند. فكلف المنصور هذا الرجل بإملاء مختصر لهذا الكتاب. ثم أمر بترجمته إلى العربية ، واستخراج كتاب منه يتخذ العرب أصلا في حساب حركات الكواكب ، وما يتصل به من الأعمال. فتولى ذلك أبو إسحاق الفزاري الفلكي المشهور (٣). وترجمت كذلك كتب الفرس واليونان في الهيئة. وأشهرها وأجلها كتاب المجسطي لبطلميوس اليوناني.

استمر العرب في نقل علوم الهيئة والنجوم من اللغات الأخرى. وتدارسوها وتدبروا ما فيها ، حتى أتى حين من الدهر نشأت فيه طبقة من العلماء من العرب أنفسهم ، يبتكرون أشياء جديدة في هذه العلوم ، ويصححون الأخطاء التي وجدوها في الكتب المنقولة ، ويستكملون النواقص التي لم يتنبه إليها العلماء القدامى ، أو

__________________

(١) الفهرست ٢٧٣ ، ٢٤٤.

(٢) المصدر السابق ٢٧٣ ، ٢٨٤.

(٣) تحقيق ما للهند من مقولة للبيروني ٢٠٨ ، ٢١١.


لم يصلوا إلى رأي قاطع فيها. وبذلك كانوا يضيفون لبنات محكمة إلى بناء الحضارة النامي على الأيام.

ومن أشهر علماء العرب الذين اشتغلوا بعلم الهيئة والنجوم ، وألفوا فيها كتبا المنجم المشهور أبو معشر جعفر بن محمد البلخي (٢٧٢). وقد ألف كتاب الأمطار والرياح وتغير الأهوية ، ووضعه على مذهب حكماء الهند (١). ومنهم أبو الحسين عبد الرحمن بن عمر الصوفي (٣٦٧) ، وله كتاب الكواكب والصور ، أحصى فيه أسماء الكواكب التي كانت العرب يستعملونها في القديم. وأبو الريحان البيروني (٤٤٠) ، وأكبر كتبه كتاب الآثار الباقية من القرون الخالية ، وكتاب القانون المسعودي. وهي كتب معروفة متداولة في أيامنا.

وكان يرافق نقل علوم الهيئة والنجوم من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية ، ثم تأليف الكتب فيها مباشرة ، تأليف كتب الأزمنة والأنواء على مذهب العرب. فقد وضع كثير من أئمة اللغة ، منذ أواخر القرن الثاني وحتى أواخر القرن الرابع من الهجرة ، كتبا في الأنواء ، ذكروا فيها كل ما كان العرب يعرفونه في هذا الباب ، وجمعوا أقوالهم فيها من الأشعار والأسجاع والأمثال. وأضافوا إليها ماجد في الإسلام من معارف في هذا الباب أيضا ، مثل معرفة سمت القبلة في البلدان المختلفة ، ومواقيت الصلوات والصوم ، وما يتصل بذلك من مراقبة الشفقين والفجرين ، وطلوع الشمس وغروبها ، ورؤية الهلال وغير ذلك من المعارف.

__________________

(١) الفهرست ٢٧٧.


ومن أشهر هؤلاء اللغويين الذين عاشوا في القرن الثالث أو القرن الرابع من الهجرة وكتبوا كتبا في فن الأنواء :

١ ـ أبو يحيى عبد الله بن يحيى بن كناسة (٢٠٧).

٢ ـ أبو سعيد عبد الملك بن قريب الأصمعي (٢١٦)

٣ ـ أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (٢٧٦).

٤ ـ أبو حنيفة أحمد بن داود الدينوري (٢٨٢). وكتابه أجود الكتب في فن الأنواء على مذهب العرب ، وأتمها ، يتضمن كل ما كان العرب يعرفونه عن السماء والنجوم والأنواء ومهاب الرياح وتفصيل الأزمنة وغير ذلك من أمور هذا الفن (١).

وجماع هذه الكتب مؤلفة على مذهب العرب في الأنواء ، وليس فيها شيء من علوم الأمم الأخرى الذي ترجمت إلى اللغة العربية ، إلا أشياء يسيرة جدا ، لا يعول عليها في هذا الباب. وكتاب الأنواء لابن قتيبة ، وهو مطبوع متداول في هذه الأيام ، يقوم وحده دليلا كافيا على ما نقول. فكل ما فيه علي مذهب العرب ، إلا ما أورده في باب (ذكر الأزمنة الأربعة وتحديد أوقاتها) (٢) ، وهو على مذهب أهل الحساب المحدث ، والأشياء يسيرة أخرى تفرقت في تضاعيف كتابه هنا وهناك.

ثم بدأ العلماء الذين كانوا يكتبون في الأنواء يدخلون في كتبهم فصولا كثيرة من معارف الأمم الأخرى في الأزمنة والأنواء ، كالسريانيين والعبرانيين

__________________

(١) وانظر الجدول المرتب بأسماء العلماء الذين ألفوا كتبا في الأنواء

(٢) كتاب الأنواء لابن قتيبة ١٠٠ ـ ١٠٢.


والفرس واليونان والقبط ، إلى جانب الفصول التي كانوا يكتبونها في الأنواء علي مذهب العرب. وكانوا يضيفون إلى كتبهم ، فوق ذلك ، أشياء أخرى مقتبسة من كتب علوم الهيئة والنجوم على مذهب أهل الحساب والرصد.

وأفضل مثال لهذا النوع من كتب الأنواء هو كتاب الأزمنة والأمكنة لأبي علي المرزوقي (٤٢١). فالباب الرابع من هذا الكتاب مثلا هو : (في ذكر ابتداء الزمان وأقسامه ، والتنبيه على مبادئ السنة في المذاهب كلها ، وما يشاكل ذلك من تقسيمها على البروج). والباب الخامس منه هو : (في قسمة الأزمنة ودورانها ، واختلاف الأمم فيها). والباب السابع منه هو : (في تحديد سني العرب والفرس والروم ، وأوقات فصول السنة). ولسنا نجد مثل هذه الأبواب في كتاب الأنواء لابن قتيبة.

ويوازن المرزوقي ، فوق ذلك ، بين معارف العرب في الأزمنة والأنواء وبين معارف غيرهم من الأمم في تضاعيف كتابه ، ويذكر أشياء كثيرة للأمم الأخرى ليشاكل بها ما يذكره للعرب ، في مواضع كثيرة من كتابه الكبير. ولسنا نرى شيئا من مثل هذا في كتاب الأنواء لابن قتيبة أيضا.

وكان علماء الهيئة والنجوم ، من جهتهم ، يذكرون في كتبهم العلمية أطرافا من الأزمنة والأنواء على المذاهب المختلفة كما فعل المؤلفون في الأنواء في الاقتباس من كتب علوم الهيئة والنجوم سواء. ونظرة منا عجلى إلى كتاب الآثار الباقية من القرون الخالية لأبي الريحان البيروني كافية لإدراك هذه الحقيقة. فقد ذكر البيرون ، في كتابه هذا ، سنة العرب وشهورهم ، ومنازل القمر عندهم ، وأشياء أخرى في الأنواء على مذهبهم ، وأورد كذلك ، للأمم الأخرى ، كثيرا من الأمور المشاكلة لذلك.



كتاب الأزمنة والأنواء لابن الأجدابي

قل التأليف في الأزمنة والأنواء على مذهب العرب القدامى مع تراخي الأيام ، وتصرم العصور. حتى كاد العلماء ينقطعون عن التأليف فيها انقطاعا تاما مع إطلالة القرن السادس للهجرة.

وفي مكنتنا أن نحصر أسباب هذه الحقيقة في عاملين اثنين. أولهما أن العلماء الذين وضعوا كتبا في الأزمنة والأنواء على مذهب العرب قد استنفدوا القول في هذا الباب ، ولم يتركوا فيه مقالا يقوله متأخر يأتي بعدهم.

والعامل الثاني هو تطور علوم الهيئة والنجوم عند العرب ، وتقدمها تقدما كبيرا ، خلال القرون المنصرمة قبل القرن السادس للهجرة ، وبلوغها أوج الإزدهار في هذا القرن والقرن السابع بعده ، وهو القرن الذي نشأ فيه نصير الدين الطوسي (٦٧٢) ، وألف كتابه تحرير المجسطي ، وأقام المرصد الكبير في مراغة الواقعة في شمال إيران إلى الغرب. حتى غدت الأزمنة والأنواء المعروفة على مذهب العرب القدامى شيئا ساذجا بسيطا ، لا يكاد يذكر إلى جانب المعارف العظيمة التي بلغها علماء الهيئة العظام بالترجمة والدرس والرصد والحساب طوال عصور متتابعة.

في هذا العصر الذي قل فيه التأليف في الأزمنة والأنواء على مذهب العرب القدامى نشأ أبو إسحاق ابن الأجدابي ، وألف كتابه في الأزمنة والأنواء ، وهو هذا الكتاب الذي حققناه. وكان كتابه هذا هو الحلقة الأخيرة في سلسلة كتب الأزمنة والأنواء الموضوعة على مذهب العرب. ولم نعرف كتابا وضع بعده في هذا الموضوع.


ويضم هذا الكتاب بين دفتيه زبدة علم الأزمنة والأنواء عند العرب في الجاهلية والإسلام ، مضافا إليها فصول من هذا الفن أخذها العرب من الأمم الأخرى التي اتصلوا بها بعد الإسلام. وفصول أخرى مستمدة من علوم الهيئة والنجوم التي نشأت عند العرب بعد الإسلام أيضا. ونظرة نلقيها على فهرس أبواب الكتاب تنبئنا بحقيقة ما نذهب إليه في هذا الشأن. فالباب الثاني فيه مثلا باب (ذكر أيام السنة العربية ، وأسماء شهورها) ، وهو من معارف العرب في الجاهلية من فن الأنواء. والباب العشرون فيه باب (في معرفة سمت القبلة في جميع الآفاق) ، وهو مما حدث في الإسلام من هذا الفن. والباب السابع فيه باب (في تاريخ الروم والسريان وأسماء شهورهم) ، وهو مما أخذه العرب من غيرهم في الأزمنة. والباب الخامس عشر فيه باب (في أوقات الفصول على مذهب أهل الرصد المحدث) ، وهو مستمد من علوم الهيئة والنجوم ، لا ريب.

وقد اتبع أبو إسحاق ابن الأجدابي خطة الإيجاز في تأليف كتابه هذا. فلم يحشر فيه الآراء المختلفة والنظريات المتضاربة حشرا ، ولم يأخذها بحذافيرها ، ولم يذكر تفاصيلها الجزئية الدقيقة. وإنما ذكر منها الخطوط العامة التي تحيط بالقضايا والمسائل الهامة. وعرض الأفكار الأساسية في الأبواب ، في بساطة ويسر ، وفي لغة نقية سهلة ، بعيدة عن التعقيد العلمي. وكأني به قد قصد من وضع كتابه إلى تبسيط فن الأزمنة والأنواء وتقريبه من اذهان جمهور القراء في عصره ، ولم يقصد به كبار العلماء من ذوي الاختصاص. فكان موفقا في عرض أبوابه وفصوله في صورة جميلة محببة إلى النفوس ، فجاء كتابه لذلك مختصرا لطيفا ، يمضي فيه القارئ مضيا سهلا ، دون أن يصطدم فكره بمشكلات العلم الصعبة ، أو يتعثر في مسالكه البعيدة المجهولة.


وكتاب ابن الأجدابي هذا ثالث ثلاثة كتب في الأنواء وصلت إلينا مما ألفه علماؤنا القدامى في هذا الفن. والكتابان الآخران هما :

١ ـ كتاب الأنواء لابن قتيبة المتوفى سنة ٢٧٦ (١)

٢ ـ الأزمنة والأمكنة لأبي علي المرزوقي المتوفى سنة ٤٢١ (٢).

وقد ألمعنا إلى هذين الكتابين في الصفحات السابقة ، وبينا ، في إيجاز ، قيمتهما ومكانهما بين الكتب المؤلفة في الأزمنة والأنواء. فينبغي لنا هاهنا أن نقول شيئا في قيمة كتاب ابن الأجدابي في تفصيل وفضل بيان.

وقيمة هذا الكتاب متعددة الجوانب : فيها جانب علمي ، وآخر أدبي ، وجانب ثالث لغوي ، ورابع تاريخي.

وتتجلى قيمته العلمية في بيان ما كان معروفا عند العرب في العصر الجاهلي من معارف في الأزمنة والأنواء ، ثم في بيان ما كان معروفا ومستعملا من هذا الفن في البيئة العربية بعد الإسلام إلى عصر المؤلف. وكثير من هذه الأمور التي أوردها المؤلف في كتابه ما زالت معروفة ومستعملة كذلك في أيامنا هذه ، ولا سيما الأمور التي تتصل بالسنين والشهور وفصول السنة على المذاهب المختلفة. وقد أجاد المؤلف حقا في كلامه على الشهور السريانية التي كانت شائعة مستعملة في المشرق العربي في عصر المؤلف ، وفي كلامه على ما يكون فيها من المواسم الزراعية وغيرها. وما زلنا نحن العرب نستعمل هذه الشهور في المشرق العربي إلى اليوم.

__________________

(١) طبع في حيدرآباد في الهند سنة ١٣٧٥ / ١٩٥٦.

(٢) طبع في حيدرآباد في الهند أيضا سنة ١٣٣٢.


أما من الناحية الأدبية فالكتاب يفيدنا في فهم كلام العرب الذي ترد فيه أشياء عن الأزمنة والأنواء من أشعارهم وأسجاعهم وأمثالهم في الجاهلية والإسلام ، وهي مبذولة مبثوثة في دواوين الشعراء وفي كتب الأدب واللغة. هذا إلى شواهد الشعر والنثر من كلام العرب التي نثرها المؤلف هنا وهناك في ثنايا كتابه ، مع شرح لألفاظها ؛ وإيضاح لمعانيها ، في أغلب الأحيان.

والباب الأخير من الكتاب ، (وهو باب معرفة الشهور الشمسية وأسمائها عند الأعاجم ، وما يحدث في كل شهر منها من طلوع المنازل أو سقوطها) معرض حافل بأسجاع العرب التي قالوها في الأنواء والأزمنة التي توافق طلوع النجوم الثابتة. وفي هذه الأسجاع جمال أدبي خاص ، غني بالموسيقى ، ينشأ من رشاقة الألفاظ ، وإيجاز العبارة ، وإرنان السجع. مثل قولهم : «إذا طلع الذراع ، كشفت الشمس القناع ، وأشعلت في الأفق الشعاع ، وترقرق السراب بكل قاع». ومثل قولهم : «إذا طلع سهيل ، برد الليل ، وخيف السيل ، وكان لأم الحوار الويل». ولم يهمل المؤلف شرح ألفاظ هذه الأسجاع ، وإيضاح معانيها أيضا.

وأما في اللغة فالكتاب يفيض بالألفاظ الدائرة في موضوع الأزمنة والأنواء كثيرا. ومعظم هذه الألفاظ قد أصبحت من اصطلاحات هذا الفن مع الزمن. ومن استقراء هذه الألفاظ في كتب الأزمنة والأنواء التي وصلت إلينا ، وفي كتب اللغة معا ، ثم من قياس بعضها ببعض بعد ذلك ، يمكن لنا كشف التطور الذي طرأ على مدلولات هذه الألفاظ خلال العصور. وسيكون هذا الاستقرار سبيلا إلى وضع معجم لغوي يضم شتات هذه الألفاظ. كما سيكون هذا المعجم خطوة في سبيل وضع المعجم التاريخي للغة العربية. وما أحوج العرب في نهضتهم الحديثة إلى مثل هذا المعجم.


وللكتاب أخيرا قيمة تاريخية. ذلك أنه يفيد الباحثين في مسألة تاريخ العلوم في الحضارة العربية ، ويعتبر مرجعا قيما ووثيقة جيدة في أيدي هؤلاء الباحثين. وهذا إلى أنه يمثل منحى من مناحي الفكر العربي في مرحلة فسيحة من مراحل تاريخه الطويل المجيد.

ومن استعراض هذه الجوانب من قيمة الكتاب يتجلى لنا مدى الفائدة التي يجنيها جمهور القراء من قراءة هذا الكتاب ، بله العلماء من ذوي الاختصاص في الموضوعات التي تمت إلى فن الأزمنة والأنواء بصلة أو صلات ، مثل علم الفلك والجغرافية وعلم التقويم والأرصاد الجوية ، وبله علماء اللغة والأدب والباحثين في تاريخ العلوم والحضارة عند العرب. فاللغوي يجد فيها معيناثرا من الألفاظ والمصطلحات في فن الأزمنة والأنواء. والأديب يجد فيه جلاء لنواح تغمض على فهم كثير من الناس في نصوص الأدب ، ولا سيما الشعر القديم منه. ولسنا في حاجة بعد إلى ما يفيده منه مؤرخو العلوم والحضارة العربية ، بعد ما قلناه آنفا في بيان قيمته التاريخية.

والكتاب مع هذا مرجع لكثير من المعارف التي ما زالت حية متداولة مستعملة في أيامنا الحاضرة. فما زال العرب في جميع أقطارهم ، من المحيط إلى الخليج ، يستعملون السنة العربية ، وهي السنة القمرية التي ندعوها اليوم بالسنة الهجرية. ويستعملون كذلك السنة الشمسية في معظم أقطارهم. والفصول وأوقاتها مثلا من المعارف الأولية البديهية التي لا يسع أحدا من الناس جهلها في حال من الأحوال. وهي مما يتعلمه الناشئة في مدارسهم أيضا. وأسماء الشهور السريانية في


بلاد الشام والعراق ، وكذلك أسماء الشهور الرومية في مصر وأقطار المغرب العربي ما زالت مستعملة عند العرب إلى اليوم ، وقد أصبحت ملكا لهم ، لا ينزع منهم إلا الأبد.


ابن الأجدابي : حياته وثقافته

هو الفقيه اللغوي أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن أحمد بن عبد الله الطرابلسي المغربي الأفريقي (١). ويعرف بابن الأجدابي نسبة إلى اجدابية ، وهي بلدة من نواحي افريقية ، تقع قريبا من طرابلس الغرب ، إلى الشرق منها قليلا. وكان أسلافه ينسبون إليها ، أما هو فقد كان من أهل طرابلس الغرب ، نشأ فيها ، وتوفي هناك أيضا حوالي سنة ٦٥٠.

اشتهر أبو إسحاق ابن الأجدابي بالعلم ، وكانت له يد جيدة في اللغة وتحقيقها وإفادتها ، فعرف لذلك بالاشتغال باللغة خاصة. وقد اتفقت على وصفه بذلك كل المصادر التي ترجمت له دون استثناء. وكان أديبا فاضلا ، بلغ مبلغ الشيوخ في العلم ، فتصدر للتعليم في بلده.

وما كنا نعلم أن طرابلس الغرب كانت مركزا من مراكز الفكر والعلم ، وما كنا رأينا كذلك علماء كبارا لهم شأن في علم من العلوم ينشئون فيها. ولكن نشأة أبي إسحاق ابن الأجدابي في طرابلس الغرب ، واشتهاره بالعلم والتعليم فيها ، واشتغاله بالتصنيف في اللغة وغيرها من الفنون ، يدل دلالة قاطعة على أن طرابلس الغرب كانت حقا مركزا للعلم ، وان لم تبلغ في ذلك مبلغ حواضر الحضارة والعمران الكبرى في المشرق والمغرب من مثل بغداد ودمشق وحلب والقاهرة والقيروان وقرطبة.

__________________

(١) أنظر ترجمته في انباه الرواة ١ / ١٥١ ، ومعجم الأدباء ١ / ١٣٠ ، ومعجم البلدان (اجدابية). وبغية الوعاة ١٧٨ ، وكشف الظنون ٢ / ٣٩٩ ، وهدية العارفين ١ / ١٠ ، والاعلام ١ / ٢٥ ، وبروكلمان ١ / ٨٣ ، وذيله ١ / ٥٤١.


وعرف أبو إسحاق ابن الأجدابي ، إلى جانب اشتهاره بالعلم ، بتصنيف الكتب ، والإحسان في التصنيف. وقد ذكرت له المصار الكتب التالية :

١ ـ كفاية المتحفظ ، وهي مقدمة لطيفة مختصرة في اللغة. وقد اشتهرت ، واشتغل بها الناس في مصر والمغرب.

٢ ـ كتاب الأنواء ، وهو كتاب الأزمنة والأنواء هذا الذي حققناه.

٣ ـ اختصار نسب قريش لأبي عبد الله ابن الزبير ، مع زوائد وإلحاقات تشتمل على فوائد.

٤ ـ شرح ما آخره ياء من الأسماء ، وبيان اعتلال هذه الياء.

٥ ـ كتاب الرد على تثقيف اللسان في اللغة.

٦ ـ كتاب العروض ، وهو صغير.

٧ ـ كتاب العروض ، وهو كبير.

٨ ـ المختصر في علم الأنساب.

ولكن هناك شيء يلفت نظرنا ويسترعي انتباهنا بالنسبة إلى هذه الكتب ، وهو أن المصادر نعتت أغلب هذه الكتب بما يفيد أنها صغيرة الحجم مختصرة ، إلى جانب وصفها بالجودة والنفع. وقد رأينا ذلك حقا حين الكلام آنفا على خطة ابن الأجدابي في تأليف كتاب الأزمنة والأنواء. والسبب في ذلك ، فيما نرى ، أن البيئة


العلمية في طرابلس الغرب ، بلد ابن الأجدابي ، كانت ضيقة الحدود ، لا تستدعي منه التطويل والتفصيل في التأليف ، ويبدو أن أفراد هذه البيئة كانوا يكتفون بأصول العلوم وأسسها ، ولا يتطلبون استيعاب الجزئيات والدقائق وراء ذلك.

هذا إلى أن عادة وضع الكتب المختصرة في العلوم كانت أصلا من أصول التأليف عند العرب ، اتبعه العلماء لغاية التعليم والتيسير ، منذ القديم. ولكن اتباع هذا الأصل قد شاع وذاع بعد القرن الرابع للهجرة ، بسبب تأسيس المدارس للتعليم في المدن ، فكانت هذه المختصرات كالكتب المدرسية في أيامنا ، وبسبب انتشار الثقافة بين أوساط الناس ، وازدياد جمهور المثقفين ثقافة وسطا. حتى أن الشيخ من الشيوخ كثيرا ما كان يضع كتابين اثنين في علم من العلوم ، يجعل أحدهما مختصرا ، يقصد به المبتدئين في التعلم ، ويجعل الثاني جامعا مطولا ، يضم اشتات العلم. ويحيط بأطرافه.

وقد اتبع أبو إسحاق ابن الأجدابي نفسه هذه الطريقة في بعض كتبه. فقد رأيناه يضع كتابين اثنين في فن العروض ، أحدهما صغير ، أي مختصر بسيط ، والثاني كبير ، أي مطول مفصل.



مخطوطة الأنواء وعملنا فيها

وقفت على نسخة مخطوطة فريدة من كتاب الأزمنة والأنواء لأبي إسحاق ابن الأجدابي بين مخطوطات الشيخ اسماعيل صائب سنجر المحفوظة الآن في مكتبة كلية اللغات في جامعة أنقرة. وهي ضمن مجموع صغير عدد أوراقه ٦٤ ورقة ، تشغل منها الأوراق ٥٢ ـ ٦١ ، ولا أخت لهذه النسخة في العالم ، فيما نعلم.

وهي نسخة جيدة ، على وجه العموم ، بالرغم من كثرة التصحيف ، وشيوع الغلط فيها. وقد كتبت في حلب سنة ٧٤٢ بخط معتاد ، مشكول بعض الشكل ، ورسمت فيها الأبواب بالحمرة ، وبحرف أكبر. قياسها ١٨ ١٣ سم ، ومسطرتها ١٩ سطرا. وقد خرمت منها بضع ورقات. وسنشير إلى ذلك في موضعه.

كانت غايتي في تحقيق الكتاب تصحيح متنه أولا ، وشرح مسائله التي تحتاج إلى الشرح ثانيا.

فسعيت جهدي ، في سبيل هذه الغاية المزدوجة ، إلى تصحيح التصحيفات التي كثرت في ثنايا الكتاب ، وتقويم الأغلاط التي شاعت بين سطوره. ومعظم هذه التصحيفات والأغلاط من ضلال النسخ على الأغلب. ثم عملت ، بقدر طاقتي ، على إكمال ما اعتوره من نقص وسقط في بعض المواضع. واستعنت في ذلك بكتب الأنواء ، ورجعت إلى كتب اللغة والأدب. وأثبت ذلك كله في حواشي الكتاب.

ثم عدت إلى الكتاب كرة أخرى ، بعد تحرير متنه ، فشرحت كثيرا من مسائله ومصطلحاته ، موضحا غامضها ، ومفصلا موجزها ، دون الإكثار من التفاصيل ،


ودون الانسياق وراء الدقائق الجزئية في الموضوع. واعتمدت في ذلك بعض المصادر والأصول في موضوع الأزمنة والأنواء وما إليها ، مثل كتاب الأنواء لابن قتيبة ، وكتاب الأزمنة والأمكنة لأبي علي المرزوقي ، وكتب أبي الريحان البيروني ، وغيرها.

هذا ولم أهمل ، مع ذلك ، تخريج الشواهد التي استشهد بها المؤلف في ثنايا الكتاب من أحاديث الرسول ، واشعار العرب وأسجاعهم وأمثالهم. وشرحت منها ما كان في حاجة إلى شرح. وأوردت كذلك صلاتها ، زيادة في إيضاحها وتوثيقها.

وصنعت للكتاب ، وراء ذلك ، فهارس فنية عديدة ، بقصد تيسير الإفادة منه بأقل جهد وأقرب سبيل.






الأزمنة والأنواء



بسم الله الرّحمن الرّحيم. وهو حسبي

الحمد لله ربّ العالمين ، وصلى الله على محمد خاتم النبيين ، وعلى آل محمد الطيّبين ، وصحبه الأكرمين ، وسلّم عليهم أجمعين.

هذا كتاب مختصر أودعناه أبوابا حسنة في علم الأزمنة وأساساتها. والفصول وأوقاتها ، ومناظر النجوم وهيئاتها ، بأوضح ما أمكننا من التبيين ، وبأسهل ما حضرنا من التقريب. وبالله نستعين على ما نحاول (١) من جميع أمورنا ، وإليه يرغب في التوفيق لما يرضيه عنا. وحسبنا الله ، وعليه توكّلنا.

__________________

(١) في الأصل المخطوط. نجاول ، وهو تصحيف.



باب معرفة الأصل في حساب الأزمنة

الزمان ينقسم عند جميع الأمم بأربعة أقسام :

القسم الأوّل منها يسمّى ساعة ، والثاني يسمّى يوما ، والثالث يسمّى شهرا ، والرابع يسمّى سنة.

فأمّا الساعة فهي جرذ من أربعة وعشرين جزءا من الزمان الجامع الليل والنهار جميعا.

وأمّا اليوم فيستعمل على وجهين : أحدهما أن يجعل اسما للنهار خاصة. والوجه الآخر أن يكون اليوم اسما للمدّة الجامعة للزمانين جميعا ، أعني الليل والنهار.

ويختلف في ابتدائه (١). فأمّا العرب فابتداء اليوم عندهم من غروب الشمس ، وانقضاؤه عند غروبها مرة ثانية. وأمّا العجم فابتداء اليوم عندهم من طلوع الشمس إلى طلوعها مرة أخرى.

واليوم قسمان : ليل ونهار. وهما يتساويان في المقدار تارة ويختلفان أخرى. فإذا كانت الشمس في أوّل الحمل أو في الميزان كانا متساويين (٢). وإذا كانت الشمس في نصف الفلك الشمالي ، وهو من الحمل إلى آخر السّنبلة ، وهو من الميزان إلى آخر الحوت ، كانت مدّة الليل أطول.

__________________

(١) أنظر القانون المسعودي ٦٣ ، ٦٤.

(٢) ويكون هذا في الانقلابين الربيعي والخريفي. تحل الشمس بأول برج الحمل فيكون الانقلاب الربيعي ، ويتساوى الليل والنهار. وحين تحل الشمس بأول برج الميزان يكون الانقلاب الخريفي ، ويتساوى الليل والنهار أيضا.


وأمّا الشهر فاختلف حساب الامم فيه (١). فمنهم من يجعل الشهر مدّة مسير القمر من حين يفارق الشمس إلى أن يفارقها مرة أخرى (٢). وذلك تسعة وعشرون يوما ، ونصف يوم ، وثلثا ساعة على التقريب ، إلّا أنّ إثبات هذا الكسر غير ممكن ، فأسقطوه من بعض شهورهم ، وأكملوا في بعضها يوما. فصار بعض شهورهم ثلاثين يوما ، وبعضها تسعة وعشرين يوما لا غير. وهذا مذهب العرب والعبرانيين من العجم واليونانيين (٣).

ومنهم من لا يعتبر مسير القمر ، ويبني حسابه على مسير الشمس (٤) بمقدار برج من بروج الفلك. وذلك ثلاثون يوما ، وثلث يوم ، وسدس يوم على التقريب. وهذا مذهب الروم والسّريانيين والقبط (٥).

وأمّا السّنة فهي المدّة الجامعة للفصول الأربعة التي هي الربيع والصيف والخريف والشتاء. ومقدارها عند الروح والسّريانيين اثنا عشر شهرا شمسية ، قد أكمل الكسر في بعضها فصار أحدا وثلاثين يوما ، وأسقط من بعضها فصار ثلاثين يوما لا غير. ومقدارها عند القبط اثنا عشر شهرا شمسية ، قد أسقط الكسر من جميعها ، فصار كلّ شهر منها ثلاثين يوما ؛ ويزيدون على ذلك خمسة أيام تسمّى (٦) النّسيء (٧) عوضا من الكسور التي أسقطت من كلّ شهر.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : الأمة ، وهو غلط.

(٢) أنظر القانون المسعودي ٦٧ ـ ٦٨.

(٣) المصدر نفسه ٦٩.

(٤) أنظر القانون المسعودي ٦٧ ـ ٦٨.

(٥) المصدر نفسه ٦٩.

(٦) في الأصل المخطوط : يسمى ، وهو غلط.

(٧) يريد المؤلف بالنسيء هاهنا كبس الأيام الخمسة التي تزيد عن شهور سنة القبط وإلحاقها سنتهم. وكانوا يلحقونها في كل سنة بعد شهر مسرى ، وهو آخر شهور سنتهم ، ويسمون ذلك (أبو غمنا) أي الشهر الصغير. وكانوا يكبسون أرباع اليون الزائدة في كل أربع سنين. فيكون (أبو غمنا) ستة أيام كل أربع سنوات.

(أنظر لذلك الآثار الباقية ٤٩ ـ ٥٠ ، والقانون المسعودي ٧٦).


ومقدار السّنة عند العرب اثنا عشر شهرا قمرية. وكذلك هي عند العبرانيين واليونانين. إلّا أن هؤلاء يزيدون في كلّ ثلاث سنين من سنيهم شهرا ، فتكون الثالثة من سنيهم أبدا ثلاثة عشر شهرا قمرية يسمّونها الكبيسة. وربما كانت زيادتهم لهذا الشهر في مد سنتين ، لأنهم يفعلون ذلك في كلّ تسعة عشر سنة تسع مرات (١). يفعلون ذلك في السّنة الثالثة من هذا الدور ، وفي السنة السادسة منه ، وفي السّنة الثامنة منه ، وفي السّنة الحادية عشرة ، وفي السنة الرابعة عشرة ، وفي السنة السابعة عشرة وفي السّنة (٢) التاسعة عشرة ، وهي آخر الدّور ، ثم يبتدئون دورا ثانيا ، فيفعلون فيه كما فعلوا في الدّور الذي قبله. وهذا الدّور هو الذي يسمّى بلغة الروم فيلبس (٣).

وإنما فعلوا ذلك ليستوي لهم حساب القمر مع حساب الشمس ، فتكون شهورهم ثابتة (٤) في الأزمنة غير منتقلة عن أوقاتها من الفصول الأربعة. وذلك أن السّنة إذا جعلت اثني عشر شهرا قمريّة كانت أنقص من السّنة الشمسية بأحد عشر (٥) يوما على التقريب ، فتصير شهورها لأجل ذلك دائرة في الفصول الأربعة ، غير مستقرة فيها ، يكون الشهر منها في زمن شدّة البرد ، ثم يرى بعد ذلك في زمن شدّة الحرّ.

__________________

(١) أنظر تفصيل ذلك وإيضاحه في الآثار الباقية ٥٣ ـ ٥٥.

(٢) في الأصل المخطوط : سنة ، وهو غلط.

(٣) في الأصل المخطوط : القنقلس ، ولم أدر ما هو ولم أجده في المظان التي رجعت إليها ، وأغلب الظن أنه غلط ، صوابه ما أثبتناه ، وأخذناه عن القانون المسعودي ٩٣ لأبي الريحان البيروني.

قال البيروني : «... فيسمي اليهود دور التسعة عشر محزورا. وكل دور من الأدوار المنسوبة إلى فيلبس وشيعته المذكورة في تاريخ المجسطي يشتمل على أربعة محازير فيكون سنوها ستا وسبعين ...»

وفيلبس هذا هو ملك مقدونية على الأغلب ، وهو أبو الإسكندر الكبير المقدوني.

(٤) في الأصل المخطوط : تانية ، وهو تصحيف.

(٥) في الأصل المخطوط : بإحدى عشرة ، وهو غلط


وقد كانت العرب في الجاهلية تفعل مثل هذا ، وتزيد في كل ثالثة من سنيها شهرا (١) ، على نحو ما ذكرناه عن العبرانيين واليونانيين.

وكانوا يسمّون ذلك النّسيء. وكانت سنة النّسيء ثلاثة عشر شهرا قمريّة. وكانت شهورهم حينئذ غير دائرة في الأزمنة ، كان لكلّ (٢) شهر منها زمن معلوم لا يعدوه. فهذا كان فعل الجاهلية حين أحدثوا النّسيء ، وعملوا به. فلما جاء الله تعالى بالإسلام بطل ذلك ، وحرم العمل به ، فقال : (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ)(٣). وقال عزوجل (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ)(٤). فسنة العرب اليوم اثنا عشر شهرا قمريّة دائرة في الأزمنة الأربعة.

__________________

(١) أشار إلى ذلك أبو الريحان البيروني في الآثار الباقية ٦٢ وأوضحه ، قال «وكانوا في الجاهلية يستعملونها على نحو ما يستعمله أهل الإسلام (أي الشهور). وكان يدور حجهم في الأزمنة الأربعة. ثم أرادوا أن يحجوا في وقت إدراك سلعهم من الأدم والجلود والثمار وغير ذلك ، وأن يثبت ذلك على حالة واحدة ، وفي أطيب الأزمنة وأخصبها. فتعلموا الكبس من اليهود المجاورين لهم (أي في يثرب كما ذكر في القانون المسعودي). وذلك قبل الهجرة بقريب من مائتي سنة. فأخذوا يعملون بها ما يشاكل فعل اليهود من إلحاق فضل ما بين سنتهم وسنة الشمس شهرا بشهورها إذا تم .. ويسمون هذا من فعلهم النسيء ، لأنهم كان ينسئون أول السنة في كل ستين أو ثلاث شهرا ، على حسب ما يستحقه التقدم». وانظر أيضا الآثار الباقية ١١ ـ ١٢ ، ٣٢٥ ، والقانون المسعودي ٩٢ ، ١٣١ والتفسير الكبير لفخر الدين الرازي ٤ / ٤٤٧.

هذا وقد أنكر المستشرق الأستاذ كرلونلين الإيطالي مسألة النسيء بمعنى كبس الشهور عند العرب لموافقة السنة الشمسية ، وناقش الآراء والروايات الوارد بذلك ، وردها كلها. ومنها آراء أبي الريحان البيروني ، في كتابه «علم الفلك ، تاريخه عند العرب في القرون الوسطى»

وقال نلينو : (ص ٩٢ ـ ٩٣) «فلا مرية أن هذه الأخبار بوجود الكبس وكيفيته عند عرب الجاهلية جميعها من باب مجرد الظن والتخمين ، ذهب إليه الفلكيون في عهد لم يقف فيه أحد على حقيقة النسيء. وقال أيضا في آخر كلامه على هذا الموضوع (ص ١٠٤): «فاتضح مما تقدم أن معرفة حقيقة النسيء قد اندرست تماما نحو منتصف القرن الأول للهجرة ، كما اندرست معرفة غيره من آثار الجاهلية».

وانظر الصفحات ٨٧ ـ ١٠٤ من كتاب نلينو المذكور ، ففيه تفصيل وبيان يحسن الاطلاع عليهما :

(٢) في الأصل المخطوط : كل ، وهو غلط.

(٣) تمام الآية : (يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا ، يُحِلُّونَهُ عاماً ، وَيُحَرِّمُونَهُ عاماً ، لِيُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللهُ ، فَيُحِلُّوا ما حَرَّمَ اللهُ ...) سورة التوبة ٩ / ٣٧.

(٤) تمام الآية : «..... فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ، مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ، ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ، فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ ٩ أَنْفُسَكُمْ ...» سورة التوبة ٩ / ٣٦.


باب ذكر أيام السنة العربية

وأسماء شهورها

السنة العربية ثلاثمائة وأربعة وخمسون يوما ، وخمس (يوم) وسدس يوم ، وذلك أحد عشر (١) جزءا من يوم ، على أن اليوم ثلاثون جزءا. ويجتمع من هذه الأجزاء يوم كامل ، وذلك في الأكثر من ثلاث سنين إلى ثلاث سنين. ففي كلّ سنة ثالثة من سني العرب يوم زائد يجعل في آخر ذي الحجّة. وتسمّى تلك السّنة كبيسة. ويكون أيامها ثلاثمائة يوم وخمسة وخمسين يوما.

وشهور العرب اثنا عشر شهرا ، وهذه أسماؤها وعدّة أيام كلّ شهر منها (٢).

أوّلها المحرّم ، وهو ثلاثون يوما. ثم صفر ، وهو تسعة وعشرون يوما. ثم ربيع الأوّل ، وهو ثلاثون يوما ، ثم ربيع الآخر ، وهو تسعة وعشرون يوما. ثم جمادى الأولى ، وهو ثلاثون يوما. ثم جمادى الآخرة ، وهو تسعة وعشرون يوما. ثم رجب ، وهو ثلاثون يوما. ثم شعبان ، وهو تسعة وعشرون يوما. ثم رمضان ، وهو ثلاثون يوما. ثم شوّال ، وهو تسعة وعشرون يوما ، ثم ذو القعدة ، وهو ثلاثون يوما. ثم ذو الحجّة ، وهو تسعة وعشرون يوما. وإذا كانت السّنة كبيسة كان ذو الحجّة ثلاثين يوما.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : إحدى عشر ، وهو غلط.

(٢) أنظر الآثار الباقية ٦٠ ، ٦١ ، ٦٩ ، ٣٢٥ ، ٣٣٥.


فهذا الذي رسمه أهل الحساب في مقادير الشهور العربية (١) ؛ وهو مبنيّ على حساب المفارقة (٢).

ولم تكن العرب تعمل به ، وإنما كان اعتمادهم على الأهلّة. فكانوا يفتحون الشهر إذا رأوا الهلال ، ويجعلون ابتداءه من أوّل الليلة التي ظهر فيها الهلال. وكانوا يسمّون تلك الليلة غرّة الشهر لكون الهلال في أوّلها كالغرّة في وجه الفرس. ثم لا ينقضي الشهر عندهم حتى يروا الهلال كرّة أخرى ، فيبتدئون حينئذ شهرا ثانيا.

قال الشاعر :

إذا ما سلخت الشّهر أهللت مثله

كفى قاتلا سلخي الشّهور وإهلالي (٣)

يقال : سلخت الشهر إذا خرجت منه. وانسلخ الشهر إذا انقضى. وأهللت الهلال إذا رأيته. فهكذا كانت العرب تعمل في حساب شهورها.

__________________

(١) وهو ليس بواقع دائما ، ولا يوافق الرؤية ، رؤية هلال الشهر ، على الأكثر. وقد رد أبو الريحان البيروني على أهل الحساب في هذا الموضوع ، وبين غلطهم ، وحمل عليهم حملة منكرة لفعلهم هذا ، وقال فيهم : «ثم منذ سنين نبتت نابتة ونجمت ناجمة ونبغت فرقة جاهلية ، فنظروا إلى أخذهم بالتأويل ...»

أنظر الآثار الباقية ٦٤ ـ ٦٨ ، وسيشير المؤلف إلى ذلك بعد قليل.

(٢) أي مفارقة كل شهر ما قبله بزيادة يوم أو نقصانه ، كما ذكر المؤلف. فتكون ستة أشهر من السنة تامة وستة ناقصة ، وكل شهر ناقص منها يتلو تاما. وهو ليس بواقع دائما كما قلنا آنفا. الآثار الباقية ٦٥.

(٣) في الأصل المخطوط : هللت ، وهو غلط ، والتصويب من اللسان. وفيه أيضا : قائلا ، وهو تصحيف. والبيت في اللسان (سلخ).

وقال في اللسان : «التهذيب : يقال سلخنا الشهر ، أي خرجنا منه ، فسلخنا كل ليلة عن أنفسنا جزءا


ثم جاء الإسلام فثبّت ذلك ، وألزم به في الصّوم والفطر والحجّ. ووقع عليه التعويل والاحتساب به في التاريخ ، وفيما يحدث (١) (في) شهور العرب من المواقيت والآجال التي تجري بين الناس. قال الله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ، قُلْ : هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ»)(٢) وقال رسول الله ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقد ذكر شهر رمضان : لا تصوموا حتّى ترووا الهلال ، ولا تفطروا حتّى تروه. فإن غمّ عليكم فاقدروا له (٣) ، وفي رواية أخرى «فأكملوا العدّة ثلاثين» ، وهي مفسّرة للرواية الأخرى (٤).

فحساب المفارقة ربما وافق الرؤية ، وربما خالفها (٥). وخلافه لها هو الأكثر. فيكون أوّل الشهر في حساب المفارقة متقدّما للرؤية بيوم في الأغلب ، وربما تقدّمها بيومين ، وهو قليل.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : مجدد ، وهو تصحيف.

(٢) سورة البقرة ٢ / ١٨٩.

(٣) أنظر الحديث في الأنواء ١٢٩ ، والنهاية ٣ / ١٩٣ ، ٢٦٢ ، واللسان (قدر ، غمم).

غم عليكم : يريد غم عليكم الهلال ، أي إذا حال دون رؤيته غيم أو غيره فلم ير ، من غممت الشيء إذا غطيته. وفاقدروا له : أي قدر روا له المسير والمنازل (الأنواء ١٢٩).

والتقدير له كما ذكر ابن قتيبة «أن يكون إذا غم على الناس ليلة ثلاثين ، في آخر شعبان ، بأن تعرف مستهله في شعبان لليلته. ويعلم أنه يمكث فيها سنة أسباع ساعة من أولها ، ثم يغيب. وذلك في أدنى مفارقته للشمس. ولا يزال في كل ليلة يزيد على مكثه في الليلة التي قبلها ستة أسباع ساعة. فإذا كان في الليلة السابعة غاب في نصف الليل. وإذا كان في ليلة أربع عشرة طلع مع غروب الشمس ، وغرب مع طلوعها. ثم يتأخر طلوعه عن أول ليلة خمس عشرة ستة أسباع ساعة. ولا يزال في كل ليلة يتأخر طلوعه عن الوقت الذي طلع فيه في الليلة التي قبلها ستة أسباع ساعة إلى أن يكون طلوعه ليلة ثمان وعشرين مع الغداة. فإن لم ير صبح ثمان وعشرين علم أن الشهر ناقص ، وعدته تسعة وعشرون يوما. وإن رئي علم أن الشهر تام ، وعدته ثلاثون».

الأنواء ١٢٩ ـ ١٣٠ والأزمنة ٢ / ٣٦٦ ـ ٣٦٧.

(٤) ذكر ابن قتيبة أن هذا حديث آخر من رواية ابن عباس ناسخ للحديث الأول الذي هو من رواية ابن عمر. الأنواء ١٢٩ والأزمنة ٢ / ٣٦٧. وانظر فصل (ذكر القمر) من باب النجوم السيارة الآتي من هذا الكتاب.

(٥) شرح أبو الريحان البيروني ذلك في تفصيل وفضل بيان في الآثار الباقية ٦٥ ـ ٦٦ ، قال : «فأما أصحاب الهيئة ومن تأمل الحال بعناية شديدة فإنهم يعلمون أن رؤية الهلال غير مطرد على سنن واحد ، لاختلاف حركة القمر المرئية بطيئة مرة وسريعة أخرى ، وقربه من الأرض وبعده ، وصعوده في الشمال والجنوب ، وهبوطه فيهما ، وحدوث كل واحد من هذه الأحوال له في كل نقطة من فلك البروج. ثم بعد ذلك لما يعرض من سرعة غروب بعض القطع من فلك البروج ، وبطء بعض ، وتغير ذلك على اختلاف عروض البلدان ، واختلاف الأهوية .. وتفاوت قوى بصر الناظرين إليه في الحدة والكلال ... وإن ذلك كله يتفنن بتزايد عروض البلدان وتناقصها ، فيكون الشهر تاما في البلدان الشمالية مثلا ، وناقصا هو بعينه في الجنوب منها ، وبالعكس. ثم لا يجري ذلك فيها على نظم واحد ، بل يتفق فيها أيضا حالة واحدة بعينها لشهر واحد مرارا متوالية وغير متوالية ..»


باب ذكر أس السنة العربية

الأسّ معناه الأصل. فاسّ السّنة عدد يتّخذ أصلا لمعرفة أوائل شهورها. ويسمّى علامة السّنة أيضا.

فمن أهل الحساب من يعتبر (١) أسّ السّنة بأوّل يوم منها ، فيجعل الاسّ واحدا إن كان أوّلها يوم الأحد ، ويجعلها اثنين إن كان أوّلها الاثنين ، وثلاثة إن كان أوّلها الثّلاثاء. ثم على هذا المثال بقيّة الأيام.

ومنهم من يعتبر أسّ السّنة بآخر يوم من السّنة التي قبلها. وهو في العربية آخر يوم من ذي الحجّة ، وفي العجمية (٢) آخر يوم من أيلول. فإن كان آخر يوم من السّنة الأحد كان أسّ السّنة الداخلة واحدا ، وإن كان آخرها يوم الاثنين كان أسّ السّنة الداخلة اثنين. ومحصول ذلك أنّ أسّ السّنة هو عدد ما مضى من قبلها من أيام الأسبوع ، على أن أوّل الأسبوع يوم الأحد. وبهذا المذهب أخذنا في كتابنا هذا.

فإذا أردت معرفة أسّ السّنة العربية فخذ ما مضى من سني (٣) الهجرة بالسّنة التي تريد معرفة أسّسها (٤) ، فأسقط منها أربعمائة وعشرين. وما بقي فألقه ثلاثين ثلاثين. وخذ لكلّ ثلاثين ألقيتها خمسة ، واعرف ما يجتمع

__________________

(١) في الأصل المخطوط : تعتبر.

(٢) يريد المؤلف بالسنة العجمية السنة الرومية أو السريانية ، كما يذكر في آخر. باب ذكر أيام السنة الشمسية). وهو يريد هاهنا السنة السريانية المستعملة في المشرق العربي ، ويذكر المؤلف العجم والعجمية غير مرة في كتابه ، ويقصد بذلك غير العرب بصورة عامة ..

(٣) في الأصل المخطوط : سنين ، وهو غلط.

(٤) في الأصل المخطوط : اسمها ، وهو تصحيف.


لك من الحساب واحفظه ؛ وما لم يتمّ ثلاثين فلا تأخذ له شيئا ، ولكن ألقه ثمانية ثمانية. فما بقي من واحد إلى ثمانية فاضربه في أربعة ؛ معنى ذلك أن تزيد عليه ثلاثة أمثاله. ثم انظر ما يجتمع منه. فإن كان أكثر من أحد عشر ، أو أقلّ من اثنتين (١) وعشرين ، فزد عليه واحدا. وإن كان أكثر من اثنتين (١) وعشرين فزد عليه اثنين. ثم أضف إليه ما حفظته من الحساب المأخوذ من كل ثلاثين ، وألق الجميع سبعة سبعة. فما بقي من واحد إلى سبعة فهو أسّ السّنة العربية التي حسبت لها محقّقا إن شاء الله تعالى.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : اثنتي ، وهو غلط.

(١) في الأصل المخطوط : اثنتي ، وهو غلط.


باب

في علامات الشهور العربية

ومعرفة أوائلها

اعلم أنّ علامة الشهر هو أسّه الذي يعرف به أوّله ، وهو عدّة ما يفضل من أيام الشهور التي قبله إذا ألقيت أسابيع ، وأضيف إلى ذلك أسّ الشهر الأوّل ، وهو المحرّم. ولمّا كان المحرّم أوّل شهور السّنة ، ولم يكن قبله شهر يستخرج منه أسّه جعلت علامته واحدا ، لأن الواحد أوّل الأعداد ، فجعل علامة لأوّل الشهور.

فإذا أردت أن تعرف علامة شهر غيره فانظر ما مضى قبله من الشهور. فكلّ شهر عدّته ثلاثون فخذ منه اثنين ، وكلّ شهر عدّته تسعة وعشرون فخذ منه واحدا ، ولا تأخذ من الشهر الذي تريد معرفة علامته شيئا ، وأضف ما أخذت من الشهور بعضه إلى بعض ، وزد عليه علامة المحرّم التي هي واحد ، ثم ألق ما يجتمع سبعة سبعة. فما بقي دون سبعة أو سبعة فهي علامة الشهر الذي حسبت له.

فإذا عرفت علامة الشهور ، وأردت أن تعرف أوائلها ، فخذ علامة الشهر الذي تريد معرفة أوّله ، وأضفها إلى أسّ السّنة التي منها ذلك الشهر ، وألق من مجموعها سبعة إن كان فيه أكثر ، وما بقي فعدّ على عدده من يوم الأحد ، فاليوم الذي ينتهي إليه حسابك هو أوّل ذلك الشهر على المفارقة ، وربما كان موافقا للرؤية.


باب

معرفة الكبيسة من سني العرب

إذا أردت ذلك فاستخرج أسّ السّنة التي تريد أن تعرف أكبيسة هي أم لا. ثم زد عليه أربعة ، وألق مما (١) يجتمع سبعة إن كان فيه أكثر ، وما بقي فاحفظه. ثم استخرج أسّ السّنة التي بعدها ، وقايس بينه وبين ما حفظت من أسّ السّنة الأولى بعد أن زدت عليه أربعة ، فإن اتّفقا فالسنّة التي زدت على أسّها أربعة غير كبيسة ، وإن اختلفا فهي كبيسة. وليس يكون اختلافهما (٢) أبدا إلا بزيادة واحدة في أسّ السّنة الثانية ، فتصير هذه الزيادة مثلا على زيادة الكبيس في السّنة الأولى.

واعلم أن في كل ثلاثين سنة من سني العرب إحدى عشرة (٣) كبيسة وهي السّنة الثانية من كل ثلاثين ، والسّنة الخامسة والثامنة ، والعاشرة ، والثالثة عشرة ، والسادسة عشرة ، والتاسعة عشرة ، والحادية والعشرون. والرابعة والعشرون ، والسابعة والعشرون والتاسعة والعشرون (٤) فإذا ألقيت سني الهجرة ثلاثين ثلاثين ، حتى يكون الباقي منها ثلاثين أو دونها كان الكباس من السنين الباقية معك على ما سمّيت لك. فاعلم ذلك.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : ما ، وهو غلط.

(٢) في الأصل المخطوط : اختلافها ، وهو غلط.

(٣) في الأصل المخطوط : عشر ، وهو غلط.

(٤) في الأصل المخطوط : وعشرون ، وهو غلط.


باب ذكر أيام السنة الشمسية

السّنة الشمسيّة ثلاثمائة يوم وخمسة وستون يوما وربع يوم. وهي مدّة قطع الشمس الفلك. وذلك وقت حلولها بأوّل جزء من برج الحمل (١) إلى وقت حلولها به مرة أخرى. وهذا الوقت هو ابتداء سيرها في الفلك. وكلما حلّت الشمس برأس الحمل فقد انقضت سنة من سني الشمس ، ودخلت سنة أخرى.

وسنة الشمس هذه منقسمة أرباعا. فالربع الأوّل منها يسمّى الربيع ، والربع الثاني منها يسمّى الصيف ، والربع الثالث منها يسمّى الخريف ، والربع الرابع يسمّى الشتاء.

واعلم أنّ الروم والسّريانين والقبط بنوا حساب أزمنتهم على مسير الشمس. فجعلوا مدّة سنتهم ثلاثمائة يوم وخمسة وستين يوما. وزادوا والمكان الربع الذي فس سنة الشمس يوما في كلّ سنة رابعة. فاتّفق حسابهم وحساب الشمس ، لأن كلّ أربع سنين من سنيهم مساوية (٢) في عدّة الأيام لأربع سنين شمسية ؛ وصارت شهورهم من أجل ذلك ثابتة في أزمنة الشمس ، غير منتقلة عن مواضعها منها.

__________________

(١) في الأصل المخطوط بعد هذا : إلى وقت حلولها بأول جزء من برج الحمل ، وهي زيادة لا لزوم لها ، ونراها من ضلال النسخ.

(٢) في الأصل المخطوط : متساوية ، وهي تصحيف.


إلّا أنهم لم يجعلوا ابتداء سنتهم موافقا لابتداء سنة الشمس بل افتتح كلّ فريق منهم السّنة في وقت من سنة الشمس غير موافق لأوّلها. فكان افتتاح السّريانيين سنتهم في الربع الثالث من سنة الشمس ، وهو فصل الخريف (١) ، والشمس حينئذ ببرج الميزان. وكانت الروم في أوّل أمرها موافقة لهم على ذلك ، ثم افتتحت الروم السّنة بعد ذلك في الربع الآخر من سنة الشمس ، وهو فصل الشتاء (٢) ، والشمس حينئذ ببرج الجدي. وافتتحت القبط سنتها (٣) في الربع الثاني من سنة الشمس ، وهو فصل الصيف (٤) والشمس حينئذ ببرج السّنبلة.

وإنما خصصنا هؤلاء بالذكر ، دون غيرهم من العجم (٥) ، لأن حسابهم هو المحفوظ في بلاد المسلمين ، والمستعمل فيها. وأشهر ذلك وأغلبه على استعمال الناس حساب الروم والسّريانيين (٦). وعليه اعتمدنا في كتابنا هذا في تحديد (٧)

__________________

(١) قال المسعودي في التنبيه والإشراف ١٥ في تعليل ذلك :

«ومنهم من اختار تقديم الاعتدال الخريفي لأن جميع الثمار فيه تستكمل ، والبذور فيه تبذر. وإنما سمي الخريف لأن الثمار تخترف فيه ، أي تجتني. والعرب تسميه الوسمي بالمطر الذي يكون فيه وذلك أن أول المطر يقع على الأرض وهي بعيدة العهد بالرطوبة ، وقد يبست بالصيف ، فتسميه بهذا الإسم لأنه يسم الأرض. وهو يبتدئون من الأزمان بهذا الفصل لأن المطر الذي به عيشهم فيه يبتدئ».

(٢) افتتح الروم سنتهم بهذا الفصل بسبب ميلاد المسيح ، عليه‌السلام. ذكر المؤلف ذلك في آخر الباب التالي ، وهو (باب في تاريخ الروم والسريانيين ...) وقال" «وكان أول شهر دخل بعد مولد المسيح يناريه ، فجعل أول السنة في التاريخ المنسوب إليه».

(٣) في الأصل المخطوط : سنينها ، وهو تصحيف.

(٤) قال المسعودي في الإشراف والتنبيه ١٥ في تعليل ذلك : «ومنهم من اختار تقديم الانقلاب الصيفي ، لأنه الوقت الذي فيه كمال طول النهار ، وأن مد النيل بمصر فيه يكون».

(٥) يريد المؤلف بالعجم غير العرب من الأمم.

(٦) اشتهر حساب الروم وشاعت أسماء شهورهم في المغرب العربي. واشتهر حساب السريان وشاعت شهورهم في المشرق العربي. وسيذكر المؤلف ذلك بعد قليل. والسريان هم نصارى الشام والعراق (الآثار الباقية ٥٩).

وقال أبو الريحان البيروني : «وقد اشتهرت هذه الشهور (أي السريانية) حتى استظهر بها المسلمون ، وقيدوا بها ما احتاجوا إليه من أوقات الأعمال». الآثار الباقية ٦٠.

(٧) في الأصل المخطوط : تجديد ، وهو تصحيف.


أوقات تداخل الفصول (١) ، وأوقات الطلوع والسقوط ، وغير ذلك مما يحدث في الأزمنة ، ويختصّ بوقت من أوقات السّنة.

وإذا وقع لنا ذكر السّنة العجمية فمرادنا بذلك سنة الروم والسّريانيين وشهورهم. وهم متّفقون في حسابهم ، ليس بينهم اختلاف ، إلا في أسماء الشهور. فإن السّريانيين يسمّونها بلغتهم ، والروم يسمّونها بلغتهم. وهي مستعملة في بلاد المسلمين بكلتا اللغتين. فأهل الشام والجزيرة يستعملونها بلغة السّريانيين ، وأهل الأندلس وصقلّية وإفريقيّة وما اتّصل بها يستعملونها بلغة الروم. وسنذكر أسماءها بلغة الفريقين (٢). ثم نذكر أسماء شهور القبط (٣) التي يستعملها أهل مصر ، إن شاء الله تعالى.

__________________

(١) أي دخول الفصول.

(٢) ذكر المؤلف ذلك في (باب تاريخ الروم والسريانيين وأسماء شهورهم وهو الباب التالي وذكره أيضا في (باب معرفة الشهور الشمسية وأسمائها عند الأعاجم وما يحدث في كل شهر منها من طلوع المنازل وسقوطها) وهو الباب الأخير من الكتاب.

(٣) ذكر المؤلف ذلك في الباب الأخير من الكتاب أيضا مفرقا في الأوقات التي تدخل فيها شهور القبط من شهور السريان.

وشهور القبط هي :

توت ، بابه ، هتور ، كيهك ، طوبه ، أمشير ، برمهات ، برمودة ، بشنس ، بونه ، أبيب ، مسرى.

وأنظر الآثار الباقية ٤٩ ـ ٥٠ ، ونهاية الأرب ١ / ١٥٩ ـ ١٦١.

والقبط يبدءون سنتهم بشهر توت ، ودخوله يوافق أبدا يوم ٢٩ آب.


باب

في تاريخ الروم والسريانيين وأسماء شهورهم

قد ذكرنا أنّ السّنة عند الروم والسّريانيين ثلاثمائة يوم وخمسة وستون يوما وربع يوم مثل سنة الشمس سواء. فأمّا شهورهم فهي اثنا عشر شهرا استوفوا فيها أيام السّنة ، فصارت مختلفة في العدّة. وهذه أسماؤهم بلغة كل فريق منهم (١) ، وعدّة أيام كلّ شهر منها.

أوّلها : تشرين الأوّل بلغة السّريانيين ، واسمه بلغة الروم أكتوبر ، وهو أحد وثلاثون يوما.

ثم تشرين الثاني ، واسمه بلغة الروم نونبر ، وهو ثلاثون يوما.

ثم كانون الأوّل ، واسمع بلغة الروم دجنبر ، وهو أحد وثلاثون يوما.

ثم كانون الآخر ، واسمه بلغة الروم يناريه ، وهو أحد وثلاثون يوما.

ثم شباط ، وهو بلغة الروم فبراريه ، وهو ثمانية وعشرون يوما.

ثم آذار ، واسمه بلغة الروم مارسه ، وهو أحد وثلاثون يوما.

ثم نيسان ، واسمع بلغة الروم أبريل وهو ثلاثون يوما.

ثمّ أيّار ، واسمه بلغة الروم مايه ، وهو أحد وثلاثون يوما.

__________________

(١) أسماء الشهور السريانية بعضها عبراني الأصل ، أخذوها من اليهود ، لأن السريان مزجوا بين شهور الروم وشهور اليهود (أنظر الآثار الباقية ٥٩). أما أسماء شهور الروم فإن أصولها لاتينية.

وانظر لأسماء شهور السريان الآثار الباقية ٥٩ ـ ٦٠ ، ونهاية الأرب ١ / ١٦٠ ـ ١٦٣ ، ولأسماء شهور الروم الآثار الباقية ٥٠ ـ ٥١ ، ونهاية الأرب ١ / ١٦٠ ـ ١٦١.

وانظر أيضا (باب معرفة الشهور الشمسية وأسمائها) في هذا الكتاب ، وهو آخر أبوابه.


ثم حزيران ، واسمه بلغة الروم يونيه ، وهو ثلاثون يوما.

ثم تمّوز ، واسمه بلغة الروم يوليه ، وهو أحد وثلاثون يوما.

ثمّ آب ، واسمه بلغة الروم أوسه ، وبعضهم يسمّيه أغشت ، وهو أحد وثلاثون يوما.

ثمّ أيلول ، واسمه بلغة الروم شتنبر ، وهو ثلاثون يوما

واعلم أنّهم لما وجدوا في أيام السّنة كسرا ، وهو الربع الزائد على ثلاثمائة وخمسة وستين يوما أسقطوا ذلك الكسر ، لأن إثباته يؤدّي إلى فساد واختلاط في حساب الشهور. إذ لو ثبت في آخر شهر لانكسر سائر الشهور التي بعده ، ولم يقع تداخلها (١) في أوائل الأيام. ثم لم يسقطوا هذا الكسر إسقاط ترك وإلغاء ، لأن ذلك يخلّ بالغرض الذي قصدوه من مواطأة (٢) حساب الشمس ، ولكنهم جعلوه موقوفا ينتظرون اتّحاده ، لأنه يزيد في كل سنة رابعة (٣) من سنيهم يوما ، ويجعلونه في آخر شباط ، ويسمّون تلك السّنة كبيسة (٤) فتكون (٥) أيام السّنة الكبيسة ثلاثمائة يوم وستة وستين يوما ويكون شباط فيها تسعة وعشرين يوما (٦).

__________________

(١) يعنى دخول الشهور ، أي ابتداؤها.

(٢) في الأصل المخطوط : مواطلة ، وهو تصحيف.

(٣) في الأصل المخطوط : أربعة ، وهو غلط.

(٤) أنظر الآثار الباقية ١٠.

(٥) في الأصل المخطوط ، فيكون.

(٦) وقد ذكر أبو الريحان البيروني علة جعل الكبس في شباط فقال : «وإنما أضيف ـ الكبس إلى شباط دون غيره من الشهور لأن آذار الأول وهو شهر كبس اليهود في العبور (العبور كبس شهر واحد في كل مائة وعشرين سنة) يقع فيه وحواليه».

أنظر الآثار الباقية ٢٥٢.

وذكر أيضا علة جعل شباط ثمانية وعشرين يوما : «ثم إنهم كانوا قصدوا قبل ذلك كبش شهر بيوم في كل أربع سنين. فراموا تمييزه من سائر الشهور لمخالفة عدد أيامه عدد أيامها في كل حال من حالتي السنة ، وامتنع المرام فيه لو كان زائدا (أي ٣١ يوما) أو تاما (أي ٣٠ يوما) أو ناقصا (أي ٢٩ يوما) ، وأمكن فيه لو كان قاصرا عن الناقص بيوم ، أو مزيدا على الزائد بيوم. لكن القاصر أقرب إلى الشهر الحقيقي الذي هو القمري ، ويزداد اقترابا منه ومن الشهر الشمسي في سنة الكبس. والمزيد على الزائد أبعد عنه ، ويزداد عند الكبس تباعدا عن كليهما. فاستقر الأمر على أن جعلوه لذلك ثمانية وعشرين يوما». أنظر القانون المسعودي ٧٤ ـ ٧٥. وانظر لذلك أيضا الآثار الباقية ٢٥١.


وأمّا السّنة التي ليست بكبيسة فأيامها ثلاثمائة وخمسة وستون يوما لا غير ، وشباط فيها ثمانية وعشرون يوما لا يزيد عليها شيئا :

فأمّا قولهم في السنة الأولى سنة ربع ، وفي الثانية سنة نصف ، وفي الثالثة سنة ثلاثة أرباع ، فليس معناه أنّ ثمّ ربعا أو نصفا مثبتا في آخر شباط ، وإنما هي تسمية يتوصّل بها إلى معرفة السّنة الرابعة الكبيسة التي فيها زيادة يوم. فإذا قال القائل : هذه سنة ربع ، فكأنه قال هي السّنة الأولى ، وكذلك قوله : سنة نصف كقوله السّنة الثانية ، وقوله سنة ثلاثة أرباع كقوله السنة الثالثة.

واعلم أنّ الروم يؤرّخون بملك ذي القرنين (١) ، كما يؤرّخ المسلمون بهجرة النبي ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وكان ملك ذي القرنين في سنة خمسة آلاف ومائة وثمان وتسعين من سني آدم ، عليه أفضل السلام. وكان أوّل أكتوبر في تلك السنة يوم الاثنين ، وكانت سنة نصف. فأوّل شهور السّنة عند الروم في حساب ذي القرنين أكتوبر ، وهو تشرين الأوّل ؛ وكذلك هو عند السّريانيين. فكلما دخل أكتوبر فقد مضت سنة من سنيهم ، ودخلت أخرى.

__________________

(١) المقصود بذي القرنين هاهنا هو الإسكندر الكبير المكدوني (الآثار الباقية ٣٦ ـ ٣٧ ، وكان مولد المسيح ، عليه‌السلام ، في سنة ثلاثمائة واثنتي عشرة من ملك ذي القرنين ، كما يذكر المؤلف بعد قليل.


وللروم أيضا تاريخ آخر ، ميلاد المسيح ، عليه‌السلام. وأوّل (١) السّنة فيه يناريه. وذلك أن مولد المسيح ، عليه‌السلام ، كان في خمسة ق وعشرين من دجنبر ، وهو كانون الأوّل في سنة ثلاثمائة واثنتي عشرة (٢) من ذي القرنين. وكان أوّل شهر دخل بعد مولد المسيح يناريه ، فجعل أوّل السّنة في التاريخ المنسوب إليه.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : فأول ، وما أثبتناه أجود.

(٢) في الأصل المخطوط : عشر وهو غلط.


باب

معرفة مبلغ سني ذي القرنين

فإذا أردت ذلك فخذ سني الهجرة ، ولا تحسب السّنة التي أنت فيها (أو) فاحسبها فيها. ثم ألق من جملتها أربعمائة وثلاثا وستين سنة. وما بقي فانقص من كل ثلاث وثلاثين سنة (منه) سنة واحدة فإن لم يبلغ ما بقي معك ثلاثا وثلاثين فلا تنقص منه شيئا ، وزد (١) عليه ألفا وثلاثمائة واثنين وثمانين. فما اجتمع فهو عدّة سني ذي القرنين في الوقت الذي حسبت (٢) له ، إن شاء الله تعالى.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : وزدت ، وهو غلط.

(٢) في الأصل المخطوط : حسب ، وهو غلط. وقد درج المؤلف على استعمال ما أثبتناه في أواخر بعض أبواب الكتاب. أنظر مثلا آخر (باب ذكر أس السنة العربية) ص ٤٠ وانظر كذلك آخر الباب التالي.


باب

ذكر السنة العجمية

فخذ سني الهجرة ، ولا تحسب السّنة التي أنت فيها ، حتى يدخل فيها تشرين الأوّل. ثم ألق من جملتها أربعمائة وثلاثا وخمسين وما بقي فزد عليه مثل ربعه ، وإن وقع في ذلك كسر فأسقط الكسر ولا تعتدّ به. ثم ألق ما يجتمع سبعة سبعة ، فما بقي من واحد إلى سبعة فهو أسّ السّنة العجمية الداخلة في السّنة التي أنت فيها من سني الهجرة. فإذا دخلت سنة سبع وتسعين وأربعمائة فاجعل ما سقط من سني الهجرة أربعمائة وأربعا وخمسين. ثم زد (١) على ما بقي (مثل) ربعه بغير كسر. ثم كلما مضى بعد ذلك ثلاث وثلاثون سنة فزد في الإسقاط واحدا.

وإن شئت فخذ سني ذي القرنين بالسنة التي تريد معرفة أسّها (٢). فألق من جملتها ألفا وثلاثمائة واثنين وسبعين وزد على ما بقي مثل ربعه (بغير) كسر. وألق ما يجتمع سبعة سبعة. فما بقي من واحد إلى سبعة فهو الأسّ للسّنة التي حسبت لها محقّقا إن شاء الله تعالى.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : زدها ، وهو غلط.

(٢) في الأصل المخطوط : اسمها ، وهو تصحيف.


باب

علامات الشهور العجمية ومعرفة أوائلها

اعلم أن أكتوبر لمّا كان أوّل الشهور جعلت علامته واحدا. فإذا أردت معرفة علامة شهر غيره فانظر ما مضى قبله من الشهور ، فكلّ شهر عدّته أحد وثلاثون فخذ له ثلاثة ، وكلّ شهر عدّته ثلاثون فخذ له اثنين ، ولا تأخذ للشهر الذي تريد معرفة علامته شيئا (١) ، ولا تأخذ أيضا لشباط ، إلا أن تكون السنة كبيسة ، فتأخذ له واحدا. ثم اجمع الأعداد المأخوذة للشهور بعضها على بعض ، وزد على ذلك علامة أكتوبر التي هي واحد. وألق الجميع سبعة فما بقي من واحد إلى سبعة فهو علامة الشهر الذي حسبت له :

وتجتمع علامات الشهور كلها من حروف (٢) الجمّل (في) قولك : آدوبهه جوادز ، لكلّ شهر منها حرف على الولاء (٣) والابتداء بأكتوبر فخمس من هذه العلامات باقية على حالها في سائر السنين. وهي من الألف الأولى (٤) إلى الهاء الأولى. والسبع البواقي ، وهي من الهاء الثانية إلى آخرها ، موضوعة لشهور السّنة التي ليست بكبيسة فأما السنة الكبيسة فيزاد فيها على كلّ علامة من هذه العلامات السبع واحد. وذاك من مارسه إلى آخر السّنة.

__________________

(١) هذا وهم من المؤلف. وينبغي لنا أن نأخذ للشهر الذي نريد معرفة علامته وإلا لم يتفق حساب ما نأخذ للشهور بحساب حروف الجمل التي رسمها المؤلف بعد قليل علامات للشهور.

(٢) حروف الجمل هي الحروف المقطعة من أبجد هوز .... ولها قيم حسابية بالأرقام كما يلي :

أ

ب

ج

 د

 ه

و

ز

ح

 ط

 ى

١

٢

٣

٤

٥

٦

٧

٨

٩

١٠

ك

 ل

 م

 ن

 ص

 ع

 ف

 س

ق

٢٠

٣٠

٤٠

٥٠

٦٠

٧٠

٨٠

٩٠

١٠٠

ر

 ش

 ت

 ث

 خ

 ذ

 ض

 ظ

غ

٢٠٠

٣٠٠

٤٠٠

٥٠٠

٦٠٠

٧٠٠

٨٠٠

٩٠٠

١٠٠٠

والحساب بهذه الحروف يسمى حساب الجمل.

(٣) على الولاء : أي على التتابع.

(٤) في الأصل المخطوطك للأول ، وهو غلط.


فإذا عرفت علامات الشهور ، وأردت معرفة أوائلها فخذ علامة الشهر الذي تريد معرفة أوله ، وأضفها إلى أسّ السنّة العجمية التي منها ذلك الشهر. وألق مما (١) يجتمع سبعة إن كان فيه أكثر. وما بقي فعدّ على عدده من يوم الأحر ، فاليوم الذي يفنى عليه العدد هو أوّل ذلك الشهر.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : ما ، وهو غلط.


باب

معرفة الكبيسة من السنين (١) العجمية

إذا أردت ذلك فخذ سني الهجرة بالسّنة المنكسرة (٢) إن كان دخل تشرين الأوّل ، فإن لم يدخل فيها فلا تحسبها ، وأسقط منها أربعمائة واثنين وسبعين سنة. وما بقي فألقه أربعة أربعة. وانظر إلى ما بقي معك ، فإن كان واحدا فالسّنة العجمية التي أنت فيها سنة ربع ، وإن كان الباقي ثلاثة فهي سنة ثلاثة أرباع ، وإن لم يبق معك شيء دون أربعة فهي سنة كبيسة.

وإن شئت فخذ سني ذي القرنين بالسّنة التي تريد معرفة هل هي كبيسة أم لا. فألق منها ألفا وثلاثمائة واثنين وسبعين. وما بقي فخذ ربعه ، وإن وقع في ذلك كسر فأثبته ولا تلقه ثم زد ذلك ربعا واحدا أبدا. ثم انظر ، فإن كان العدد صحيحا ، بعد زيادتك عليه ربعا واحدا فالسّنة التي حسبت لها كبيسة ، وإن كان منكسرا فانظر فإن (ن) (٣).

__________________

(١) في الأصل المخطوط : السني ، وهو غلط.

(٢) في الأصل المخطوط : المتكسرة ، وهو غلط. وقد درج المؤلف على استعمال لفظ المنكسرة بهذا المعنى في كتابه.

(٣) في الأصل المخطوط : منسا.

وهنا يبدأ القسم الناقص من الكتاب بسبب الخرم الذي وقع في النسخة الأم التي نقل عنها الأصل المخطوط الذي أخرجنا عنه الكتاب كما بينا في المقدمة التي قدمنا بها للكتاب في أثناء الكلام على الأصل المخطوط. ولا ندري مقدار هذا النقص على وجه الضبط ، ولا الأبواب التي ذهبت من الكتاب ، ولكن يمكننا أن نعرف منها ما يلي :

١ ـ شيء يسير من آخر (باب معرفة الكبيسة من السنين العجمية). ونرى أن النقص هاهنا لا يعدو سطرين أو ثلاثة على الأغلب.

٢ ـ باب ذكر منازل القمر. وقد أشار المؤلف نفسه إلى هذا الباب في أثناء الباب التالي ، وهو (باب ذكر مشاهير الكواكب) ، حين كلامه على كواكب السعود. قال المؤلف : «والسعود عشرة ، أربعة منها تعد في المنازل ، وقد ذكرناها. والستة الباقية غير معدودة في المنازل ...»

ومنازل القمر هي مجموعة النجوم التي يقطعها القمر في دورة له تامة في فلكه حول الأرض في ٢٨ يوما. ويرجع القمر عند تمام هذه الدورة إلى النجم نفسه الذي اتخذ أصلا للحركة. فإذا كان القمر في ليلة من الليالي قريبا ، من نجم من هذه النجوم مثلا نراه في الليلة التالية بعيدا عن هذا النجم إلى جهة الشرق. ثم يزيد بعد القمر في الشرق كل ليلة إلى أن يدرك النجم من جهة الغرب في الليلة الثامنة والعشرين.

وقد عرف العرب هذا الشأن لكثرة مراعاتهم القمر والنجوم والإفادة من حركاتها في معرفة أحوال الهواء في الأزمنة المختلفة وحوادث الجو في لفصول السنة ، لتنظيم أوقاتهم ومواسم سنتهم وآجال زمانهم. فاختاروا في السماء ثمانية وعشرين نجما من النجوم الثابتة غير بعيدة عن فلك القمر ، لتكون علامات لمسير القمر. فيدل كل نجم من هذه النجوم على موضع القمر في كل ليلة من ليالي الشهر القمري. وسموا هذه النجوم نجوم الأخذ ، لأخذ القمر كل ليلة في نجم منها (الأنواء ٥) أو منازل القمر. أنظر الأنواء ٤ ـ ٦ ، والآثار الباقية ٣٣٦ ـ ٣٣٧ ، والأزمنة ١ / ١٨٤ ـ ١٨٦ ، وعلم الفلك عند العرب ١١١ ـ ١١٢


ومنازل القمر الثمانية والعشرون هي :

وانظر الكلام على هذه المنازل ومعانيها وكواكبها في تفصيل وبيان في الأنواء ١٧ ـ ٩٦ ، والأزمنة ١ / ١٨٧ ـ ١٩٧ ، ٣١٠ ـ ٣١٨ والآثار الباقية ٣٤١ ـ ٣٥٦ واللسان (نوأ).

وابتداء العرب في المنازل بالشرطين إذ هما في زمانهم كائنان في أوائل برج الحمل وابتداء غيرهم من العجم بالثريا (الآثار الباقية ٣٤١ ، والأزمنة ١ / ١٧٧).

__________________

(١) ويسمى النطح أيضا.

(٢) وتسمى الخزتين أيضا.

(٣) ويسمى السمكة والرشاء أيضا.


وهم يعدون أربعة عشر منزلا من هذه المنازل شامية ، وأربعة عشر يمانية ، فأول الشامية الشرطان ، وآخرها السماك الأعزل ، وأول اليمانية الغفر ، وآخرها بطن الحوت (الأنواء ٦).

وهذه المنازل الثمانية والعشرون تبدو للناظر منها في السماء أربعة عشر منزلا ، وتخفى عنه أربعة عشر منزلا. وكلما غاب منها واحد في المغرب طلع من المشرق رقيبه. فلسنا نعدم منها أبدا أربعة عشر منزلا. وهذا يدل على أن الظاهر لنا من السماء بأبصارنا نصفها (الأنواء ٦).

٣ ـ باب البروج. وقد ذكر المؤلف البروج مرات كثيرة ، ولا سيما في فصل ذكر الشمس من (باب النجوم السيارة) الآتي ، وكذلك (باب ذكر أزمنة السنة وفصولها ...) الآتي أيضا.

والبروج هي صور النجوم التي تقطعها الشمس في دورة لها تامة في سنة شمسية في فلكها. اختارها الفلكيون لدى الأمم الغابرة ، منذ القديم ، واتخذوها اعلاما لمسير الشمس وانتقالها في فلكها ، واختلاف أحوال الزمان في الطول والقصر والحر والبرد لذلك. وأخذها العرب عنهم واستعملوها (أنظر علم الفلك عند العرب ١٠٨ ـ ١٠٩).


وهي للشمس كالمنازل للقمر.

والبروج اثنا عشر برجا ، على عدد شهور السنة ، عند العرب وعند جميع الأمم وأسماؤها هي :

١ ـ الحمل بروج الربيع

٢ ـ الثور بروج الربيع

٣ ـ التوأمان بروج الربيع

٤ ـ السرطان بروج الصيف

٥ ـ الأسد بروج الصيف

٦ ـ السنبلة بروج الصيف

٧ ـ الميزان بروج الخريف

٨ ـ العقرب بروج الخريف

٩ ـ القوس بروج الخريف

١٠ ـ الجدي بروج الشتاء

١١ ـ الدول بروج الشتاء

١٢ ـ الحوت بروج الشتاء

أنظر لذلك كله الأنواء ١٢٠ ـ ١٢١ ، والأزمنة ١ / ١٦٤ ـ ١٦٥ ، ١ / ٢٠٨ ـ ٢٢١ والمعجم الفلكي ٩٧ ، وعلم الفلك عند العرب ١٠٨ ـ ١٠٩.

وقد يسمى بعض هذه البروج بأسماء أخرى. فالحمل يسمى الكبش ، والتوأمان ، الجوزاء ، والسنبلة العذراء ، والعقرب الصورة ، والقوس الرامي ، والحوت السمكة ، ويسمى أيضا الرشاء. أنظر الأنواء ١٢٠ ـ ١٢١ ، والأزمنة ١ / ٢٢٠ ـ ٢٢١.

ومن هذه البروج ما يشاكل اسمه صورته ، ومنها ما لا يشاكل اسمه صورته. أنظر الأنواء ١٢١ ، والأزمنة ١ / ٢٢٠.


ولحلول الشمس بهذه البروج أوقات معلومة ، ولقطعها إياها مدد محدودة. وقد ذكرها المؤلف في آخر (باب ذكر أزمنة السنة وفصولها ..) الآتي حين كلامه على الفصول. فانظرها هناك.

٤ ـ شيء يسير من أول (باب ذكر مشاهير الكواكب ...) ونرى أن النقص هاهنا لا يعدو بضعة سطور على الأغلب.


باب

ذكر مشاهير الكواكب وما داناها (*)

(بنات نعش الصغرى (١))

... ومن البنات كوكبان خفيّان ، وهما اللذان يليان النّعش. والثالث من البنات كوكب كبير أزهر يسمّى الجدي (٢) وبه تعرف القبلة.

ويتّصل ببنات نعش هذه كواكب خفيّة تسمّى فأس القطب. وهي متناسقة (٣) على شكل القوس ، آخذة من الجدي إلى الفرقد المحاذي له.

فإذا أنت تأمّلت بنات نعش الصغرى مع هذه الكواكب التي تسمّى فأس القطب رأيت فيها صورة سمكة ، رأسها الفرقد الأدنى إلى القطب ، وذنبها الجدي الذي تعرف (٤) به القبلة. وهذه صورة ذلك (٥).

__________________

(*) سمى ابن قتيبة هذا الباب بهذا الإسم في كتاب الأنواء (ص ١٤٥) فأخذناه عنه.

(١) بدأ ابن قتيبة في كتاب الأنواء هذا الباب بنجوم بنات نعش الصغرى ونرجح أن يكون المؤلف قد بدأ بها أيضا. ونذكرها هنا ما قاله ابن قتيبة في بنات نعش الصغرى إلى الموضع الذي تتم فيه سياقة هذا الباب. قال : «وبنات نعش الصغرى من الكواكب الشامية. وهي أقرب مشاهير الكواكب إلى القطب. وهي سبعة كواكب ، على شبيه بتأليف بنات نعش الكبرى ، أربعة منها نعش ، وثلاثة بنات. ومن الأربعة الفرقدان ، وهما المتقدمان. والآخران وراءهما خفيان ...».

(٢) ويسمى جدي بنات نعش. وبه تعرف القبلة ، وبه يقع الاستدلال ، لأنه لا يزال. وهذا الجدي ليس الجدي المعروف في البروج. أنظر الأنواء ١٢٢ ، ١٤٦.

(٣) في الأصل المخطوط : متناسبة ، وهو تصحيف. وقد درج المؤلف على استعمال لفظ متناسقة بهذا المعنى في غير مكان من الكتاب.

(٤) في الأصل المخطوط : يعرف.

(٥) لم يمكن إثبات الصورة هاهنا وسنعمل على إلحاقها في آخر الكتاب.


وقد احتوت هذه السمكة على القطب ، وهو النقطة المطموسة إلى جانب الجدي. فهي تدور عليه. وليس هو في وسطها كما يتوهّم الناس ، ولكنه عند ذنبها ، قريبا من الجدي. وأقرب كواكب السماء منه الكوكب الذي يلي الجدي من الكواكب الخفيّة التي تسمى فأس القطب. وليس القطب بكوكب ، ولا في موضعه كوكب البتة.

(بنات نعش الكبرى)

وهي سبعة كواكب ، على نحو تأليف الصغرى. إلّا أن كواكب الكبرى ظاهرة كلّها. فالأربعة منها التي على شكل التربيع هي التي تسمّى نعشا. والثلاثة بناته.

وحذاء الأوسط من البنات نجم صغير جدا ، يكاد يلتقي به ، يسمّى السّها. وبه يضرب المثل في الخفاء فيقال : «أريها السّها وتريني القمر» (١). والناس يمتحنون أبصارهم به ، فمن ضعف بصره لم يره. ويروى أنّ أصحاب الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، كانوا يفعلون ذلك. والمنجمون يسمون بنات نعش الكبرى. الدّبّ الأكبر والصغرى الدّب الأصغر.

والكبرى تدور على الصغرى. ولا تغيب (٢) في شيء من البلدان الشمالية وتغيب (٣) في البلدان الجنوبية.

__________________

(١) هذا مثل للعرب يضرب لمن يغالط فيما لا يخفى. أنظر مجمع الأمثال ١ / ٢٩١ والأنواء ١٤٨.

(٢) في الأصل المخطوط : يغيب ، وهو غلط.

(٣) في الأصل المخطوط : تصيب ، وهو تصحيف.


العوائذ (١)

ويسمّيها (٢) المنجمون رأس التّيس. وهي أربعة كواكب في تربيعها اختلاف. وفي وسطها كوكب سحابي كأنه لخطة غيم يسمّى الرّبع. فشبّهت العرب هذه الكواكب بنوق عوائذ (٣) ، عطفن على ربع والعوائذ : الحديثات النّتاج.

وبين يدي العوائذ كوكب صغير يسمّى الراقص. ويسمّيه المنجمون لسان الحيّة.

والعوائذ ٥ فيما بين النّسر الواقع وبنات نعش.

الفكّة

وخلف السّماك الرامح الفكّة ، وهي كواكب مستديرة فيها كوكب نيّر أنورها ، يسمّى منير الفكّة. وفيها موضع لم يتّصل به الكوكب فصار كالثّلمة فيها ، ولذلك تسمّيها العامة قصعة المساكين. والمنجمون يسمّونها الإكليل الشماليّ.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : العوائد ، وهو تصحيف.

(٢) في الأصل المخطوط : تسميها.

(٣) في الأصل المخطوط : عواذد ، وهو تصحيف.


النّسران

وهما النّسر الواقع ، والنّسر الطائر.

فالواقع منهما عن يمينك إذا نظرت إلى العوائذ (١). وهو كوكب كبير أزهر ، خلفه كوكبان أصغر منه يضمّان إليه فتكون الثلاثة كالأثافيّ. ويقال إنّ الكوكبين جناحاه ، وقد ضمّهما ، فلذلك سمي واقعا. وبإزائه مما يلي الجنوب النّسر الطائر. وهو كوكب أنور بين كوكبين أصغر منه ، يقال هما جناحاه وقد بسطهما ، فلذلك سمّي طائرا.

وكلا النّسرين شآم. والواقع منهما يطالع (٢) قلب العقرب والطائر يحاذي سعد الذابح. والمنجمون يسمّون النّسر الطائر العقاب.

الفوارس والرّدف

وخلف النّسر الواقع أربعة كواكب بيض مصطفّة قد قطعت المجرّة عرضا ، يسمّيها (٣) العرب الفوارس ، شبّهتها بأربعة فوارس يتسايرون.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : العوائد ، وهو تصحيف.

(٢) يطالعه : أي يطلع معه (الأنواد ١٥١).

(٣) في الأصل المخطوط : تسميها.


وراءها بالقرب منها كوكب أزهر يسمّونه الرّدف ، لأنه يتلو الأربعة كأنه ردف لها. والمنجمون يسمّونه ذنب الدجاجة والفوارس عندهم من صورة الدجاجة أيضا.

الصّليب

وخلف النّسر الطائر الصّليب. وهو أربعة كواكب متقاربة على هيئة الصليب ، ويسمّى القعود أيضا.

الكفّ الخضيب

وفي المجرّة ، بحيال السّمكة المعدودة في المنازل ، من ناحية الشّمال ، خمسة كواكب بيض نيّرة ، أربعة منها مصطفة وواحد فوقها يقال له الكف الخضيب. وهي كفّ الثريّا المتوسطة (١). ويقال لها سنام الناقة ، لأنها في خلقة السّنام. فهي للثّريّا كفّ ، وللناقة سنام.

والناقة على خلقة النجيبة الضامرة ، الدقيقة العنق الصغيرة الرأس. وعنقها كواكب صغار متناسقة ، ابتدأت من السّنام ، ثم هبطت حيال السّمكة ، ثم ارتفعت ارتفاع العنق (٢) ، واتّصل بها الرأس. وهي أربعة كواكب متقاربة. أحدها في وسطها.

__________________

(١) أنظر الأنواء ٣٢ ـ ٣٣.

(٢) وفي الأزمنة ٢ / ٣٧٦ : العنق ، وفي الأنواء ٣٣ : العيوق.


وتحت الكفّ الخضيب كواكب كثيرة غير بيّنة الانتظام يقال هي جفرة (١) الناقة ، أي معظم وسطها.

وهناك كوكب سحابيّ كأنه لطخة يسمّى معصم الثّريّا. ومنهم من يجعله وسما في فخذ الناقة.

الكفّ الجذماء

وللثّريّا كفّ أخرى ، عن يمينك إذا نظرت إليها ، يقال لها الجذماء. وهي كفّها اليسرى (٢). وهي كواكب أسفل من الشّرطين. سمّيت جذماء لنقصانها عن الكفّ الخضيب التي هي كفّها اليمين.

وإذا نظرت إلى الثّريّا عند استقبالها رأيت سطرا من كواكب عن يمينها ، قد امتدّت من عندها حتى اتصلت بالكفّ الخضيب ، تسمّى يد الثّريّا المبسوطة. وعن يسارها أيضا كواكب ممدودة من عندها نحو الجنوب امتدادا يسيرا تسمّى يد الثّريّا (المقبوضة).

__________________

(١) في الأصل المخطوط : حفرة ، وهو تصحيف.

(٢) في الأصل المخطوط : السرى ، وهو تصحيف.


العيّوق

وراء الكفّ الخضيب كوكب عظيم نيّر (١) في حاشية المجرّة الشمالية يسمّى العيّوق. ويقال له : عيّوق الثّريّا ، لأنه يطلع بطلوع الثّريّا ، ولكنه لا يغيب معها ، بل تغيب الثّريّا ، ويبقى مرتفعا عن الأفق ارتفاعا كثيرا.

وتحت العيّوق كوكب يقال له العنز.

وبالقرب منه كوكبان متقاربان يسمّيان الخذنين.

وراء العيّوق ثلاثة كواكب زهر منفرجة قد قطعت المجرّة عرضا. فالمجرّة سالكة فيها الكوكبين الجنوبيّين (٢) منها (٣) وتسمّى توابع العيّوق ، ويقال لها الأعلام (٤).

العذرة

ومن اليمانية (٥) العذرة. وهي خمسة كواكب بيض أسفل من الشّعرى العبور ، في الحاشية الغربية (٦) من المجرّة ، يسمّيها (٧) العرب عذرة الجوزاء. وقد سمّوها العذارى أيضا.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : بين ، وهو تصحيف ، والتصويب من الأزمنة ٢ / ٣٧٧

(٢) في الأصل المخطوط : الجونبين.

(٣) في الأصل المخطوط : منهما ، وهو غلط.

(٤) وإلى هنا ينتهي تعداد مشاهير النجوم الشامية ، أي الشمالية الواقعة في نصف الكرة الشمالي. وبعد ذلك يبدأ المؤلف بالنجوم اليمانية ، وهي الجنوبية الواقعة في نصف الكرة الجنوبي.

(٥) في الأصل المخطوط : الثمانية : وهو تصحيف.

(٦) في الأصل المخطوط : في الخامسة القريبة ، وهما تصحيف.

(٧) في الأصل المخطوط : تسميها.


الكوكب الفرد

وتحت الجبهة مما يلي الجنوب كواكب قد تناسقت على تعريج ، حتّى قربت من عرش (١) السّماك.

وفيها كوكب هو أضوؤها يسمّيه (٢) المنجمون عنق الجبهة ويسمّيه (٢) العرب الفرد. وإيّاه عنى الشاعر بقوله :

وقد مالت الجوزاد بالكوكب الفرد (٣).

عرش السّماك

ويقال له عجز الأسد. ويسمّي الخباء أيضا. وهو أربعة كواكب مرتفعة بين يدي السّماك الأعزل ، متحدّرة عنه في الجنوب. وربما عدل القمر عن السّماك فنزل مما يليها.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : عرس ، وهو تصحيف.

(٢) في الأصل المخطوط : يسميه.

(٢) في الأصل المخطوط : يسميه.

(٣) الشطر لأبي الهندي عبد المؤمن بن عبد القدوس بن شبث بن ربعي الرياحي ، وهو شاعر إسلامي أدرك العباسية ، (الشعراء ٦٦٣ ـ ٦٦٤ ، والأغاني ٢١ / ١٧٧ ـ ١٨٠ ، واللآلي ١٦٨ ، ٢٠٨).

والشطر في الأنواء ٥٧ ، والأزمنة ٢ / ٣٨٠.


الخيل

وبين يدي الشّولة ، فوق المجرّة كواكب نيّرة ، أكثر من العشرة ، وتسمّى الخيل. وفيها ستّة كواكب متفرقة في ثلاثة أمكنة ، في كل مكان منها كوكبان متقاربان.

وفيها بين كواكب الخيل كواكب صغار تسمّى أفلاء الخيل.

الشّماريخ

وهي كواكب كثيرة نيّرة مجتمعة. سمّيت شماريخ لاجتماعها واختلاط بعضها ، كأنها شماريخ كباسة. وهي أسفل من عرش (١) السّماك ، وبين الزّبانيين (٢).

سهيل

وبحيال العذرة إذا كانت في وسط السماء سهيل اليماني. وهو كوكب عظيم أحمر ، تراها زبدا كأنه يضطرب ، لقربه من الأفق. وهو يطلع من أفق الجنوب ، ويجري شيئا شيئا ، ثم يغيب قريبا من مطلعه. وهو يرى باليمن والحجاز ، وبالعراق ومصر ،

__________________

(١) في الأصل المخطوط : عرس ، وهو تصحيف.

(٢) في الأصل المخطوط : الزبايين ، وهو تصحيف.


وبعض بلدان المغرب ؛ ولا يرى بالأندلس ، ولا بخراسان ، ولا في شيء من إرمينية. وليس في كل السّنة يكون مرئيا في البلدان التي يرى فيها. وأول أوقات رويته في آخر القيظ ، يرى طالعا مع طلوع الفجر. ثم لا يزال طلوعه يتقدّم على طلوع الفجر إلى أن يرى طالعا في أول الليل. وذلك في أيام سقوط النّثرة. أو قريبا من ذلك. ثم لا يزال يرى بالعشاء إلى أن ينصرم الشتاء ، وينوء السّماك الأعزل ، فيستتر حينئذ ، أي يغيب ، فلا يرى حتى يبدو طالعا مع الفجر في مثل الوقت الذي طلع فيه من السّنة الماضية.

وتحت سهيل كوكبان يقال لهما قدما سهيل.

والمحنث : كونب يطلع قبل سهيل. وهو شبيه به ، فيظنّ من يراه أنه سهيل ، ويحلف على ذلك. فإذا طلع سهيل تبيّن أنه غيره فيحنث.

السّعود

والسّعود عشرة أربعة منها تعدّ في المنازل ، وقد ذكرناها والستة الباقية غير معدودة في المنازل ، وهي :

سعد ناشرة ، وسعد الملك ، وسعد البهام (١) ، وسعد الهمام ، وسعد البارع (٢) ، وسعد مطر (٣) ، وهي متناسقة في جهة الدّلو. وكلّ سعد منها (٤) كوكبان ، بينهما كنحو ما بين سعود المنازل وكواكبها خفيّة غير نيّرة.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : الهان ، وهو تصحيف.

(٢) في الأصل المخطوط : البازغ ، وهو تصحيف.

(٣) في الأصل المخطوط : سعد المطر ، وأغلب الظن أنه غلط لأن المشهور بغير ألف ولام.

(٤) في الأصل المخطوط : منهما ، وهو غلط.


فأوّلها سعد ناشرة ، وهي أسفل من سعد الأخبية. وهو يطلع مع طلوع الشّرطين ، وعلى أثره سعد الملك ، ثم سعد البهام (وتحته كواكب صغار مستديرة ، تسمّى الرّبق. والرّبق) حبل يمدّ بين وتدين (١) ، فيه عرى تدخل في أعناق البهم (٢). وعلى أثره سعد الهمام ، وهو بين يدي الكوكب الجنوبي من الفرغ (٣) الأول ثم سعد البارع (٤) ، وسعد مطر ، وهما بين منكب الفرس ، وهو الكوكب الشّمالي من الفرغ الأوّل. والذي يلي الجنوب منهما هو سعد البارع (٥).

السّفينة

وهي كواكب خفّية متتابعة ، تشبه السفينة. ومقدّمها عند سعد البهام ، ومؤخّرها عند السّمكة.

__________________

(١) الزيادة من الأنواء ٨١ ، والأزمنة ٢ / ٢٨٢ ـ ٢٨٣.

(٢) البهم : أولاد الضأن ، واحدها بهمة.

(٣) في الأصل المخطوط هنا وفيما يلي : الفرع ، وهو تصحيف.

(٤) في الأصل المخطوط هنا وفيما يلي : البازغ ، وهو تصحيف.

(٥) أنظر لنجوم السعود ، الأنواء ٨١ ، والأزمنة ٢ / ٣٨٣ ـ ٣٨٣ ، واللسان (سعد)


باب

النجوم السيارة

وهي سبعة : الشمس والقمر ، والخمس الدّراري التي تسمّى الخنّس ، وتسمّى المتحيّرة أيضا ، وهي : زحل والمشتري والمرّيخ والزّهرة وعطارد. وهي تسير كلّها من المغرب إلى المشرق وذلك (سيرها المستقيم في فلك) البروج ، (ثم) يحملها سرعة سيرها (١) من المشرق إلى المغرب فتغيب بها وتطلع (٢).

وإنّما سمّيت الخمسة خنّسا ومتحيّرة لأنها تسير في الفلك من المغرب إلى المشرق ، وذلك سيرها المستقيم. ثم تقهقر راجعة في طريقها ، فتسير من المشرق إلى المغرب. فبينا يرى أحدها في آخر البروج كرّ راجعا نحو أوّله. وكلّ من استمرّ في طريق ثم رجع فقد خنس. ولذلك سمّي الشيطان ، لعنه الله ، خنّاسا (٣) ، لأنه يوسوس ، فإذا ذكر الله عزوجل خنس ، أي أدبر راجعا.

ويشبّه (٤) المنجّمون هذه الكواكب في رجوعها بمن تحيّر في سيره ، فلم يدر أي جهة يقصد إليها. فهو يقبل في طريقة ويدبر. فلذلك سمّوها متحيّرة.

وسير هذه الكواكب في الفلك مختلف. فيزعم أهل الحساب أنّ ما كان منها فوق الشمس فهو أبطأ سيرا ؛ وما كان دون الشمس فهو أسرع سيرا. وقالوا : فأعلاها زحل ، وتحته المشتري ، وتحت المشتري المرّيخ ، وتحت المريخ الشمس ، وتحت

__________________

(١) في الأصل المخطوط : سيره.

(٢) في الأصل المخطوط : فيغيب بها ويطلع.

والجملة غير واضحة المعنى تماما ، كأنه قد سقط منها شيء لم نهتد إليه. والفقرة التالية توضح معناها على كل حال.

(٣) إشارة إلى قوله تعالى : (مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ ، الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ) سورة الناس ١١٤ / ٤ ـ ٥.

(٤) في الأصل المخطوط : تشبه.


الشمس الزّهرة ، وتحت الزّهرة عطارد ، وتحت عطارد القمر ، وهو أدناها إلى الأرض ، وأسرعها سيرا. والشمس متوسّطة ، ثلاثة فوقها ، وثلاثة تحتها.

ذكر الشمس

الشمس تقطع الفلك في كل سنة عجميّة (١) مرة واحدة. وتقيم في كل برج من البروج الشّمالية أحدا وثلاثين يوما. ومنها ما تقيم (٢) فيه تسعة وعشرين يوما وجزءا من يوم.

وقطعها للمنازل مختلف أيضا ، لأن أبعاد المنازل مختلفة فمنها ما يقرب بعضه من بعض ، ومنها ما يبعد. إلّا أنّ الناس قد قسموا أيام الشمس عليها بالسواء ، فجعلوا مدّة طلوع المنزلة ومدّة سقوطها (ومدة طلوع المنزلة التالية ومدة سقوطها واحدا). وإنما استعملوا ذلك على التقريب ، ولم يطلبوا الحقيقة.

وللشمس عند العرب أسماء ، منها ذكاء ، ممدود لا ينصرف ، سمّيت بذلك لأنها تذكو كما تذكو النار. ولذلك قيل للصبح ابن ذكاء ، لأنه من ضوئها ، ومن أسمائها أيضا الغزالة ، وبوح (٣) وبراح (٤) ، والجونة ؛ سمّيت جونة لشدة بياضها ، والجون أيضا الأسود ، وهو من الأضداد. ومن أسمائها الإلهة ، ويقال لاهة ، بغير ألف ولام ، قال الشاعر :

__________________

(١) يريد سنة شمسية.

(٢) في الأصل المخطوط : يقيم ، وهو غلط.

(٣) بوح : معرفة مؤنث ، وسميت الشمس بذلك لظهورها. وقيل : بوح ، بياء بنقطتين (اللسان : بوح).

(٤) براح : معرفة مؤنث ، على فعال ، مثل قطام ، وسميت الشمس بذلك لانتشارها وبيانها.

ويقال للشمس إذا غربت : دلكت براح ، على فعال ، والمعنى أنها زالت وبرحت حين غربت ، فبراح بمعنى بارحة. ويقال براح أيضا (اللسان : برح)


تروّحنا من اللّعباء قصرا

فأعجلنا الإلهة أن تئوبا

ولا تسمّى الشمس الغزالة إلا في ارتفاع النهار خاصّة.

وقد قيل إنّ الغزالة ارتفاع النهار نفسه. يقال لقيت فلانا غزالة الضّحى ؛ أي في وقت مدّ الضّحى وارتفاع النهار.

ويقال : ذرّت الشمس ذرورا ، وشرقت شروقا ، إذا طلعت. فإذا استقلّت وخلص ضوؤها قيل : قد أشرقت إشراقا ، وبزغت بزوغا.

وقرن الشمس أوّل ما يبدو منها في الطلوع.

وحواجبها : نواحيها. وأياتها وإياؤها ضوأها وشعاعها. والصبح ما يقع على الأرض من ضوئها.

ويقال : ركدت الشمس ركودا ، إذا تكبّدت السماء ، ويتوهّمون أنّ لها حينئذ وقفة وإمساكا عن السير. قال ذو الرّمّة (١) :

__________________

(١) هو أبو الحارث غيلان بن عقبة ، وذو الرمة لقب له ، شاعر إسلامي مشهور ، ترجمته في طبقات الشعراء ٤٦٥ ـ ٤٨٤ ، والشعراء ٥٠٦ ـ ٥٢١ ، والأغاني ٥ / ٣٦ ـ ٣٧ ، ١٦ / ١٠٦ ـ ١٢٥ ، والخزانة ١ / ٥١ ـ ٥٣.


والشّمس حيرى ، لها في الجوّ تدويم (١).

ويقولون حينئذ : قد صام النهار ، وصامت الشمس ، أي وقفت :

فإذا زالت الشمس عن وسط السماء قيل : قد دحضت ودلكت. ويكون ذلك أيضا بمعنى غابت.

فإذا انحدرت إلى الأفق ، وقاربت المغيب قيل : قد جنحت وصافت وطفلت وأربت.

فإذا غابت قيل : قد دلكت ، ووجبت ، وغارت ، وغربت ، ووقبت ، وقبنت. ومعنى وقبت دخلت في الأفق. وكلّ داخل في شيء فهو واقب فيه. ومنه قول الله عزوجل (وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ)(٢).

وقد جعل الله تعالى في مسير الشمس وانتقالها في البروج علما لانتقال الزمان ، واختلاف أحواله في الطول والقصر ، والحرّ والبرد.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : حرى ، وهو تصحيف.

والشطر عجز بيت من قصيدة لذي الرمة مطلعها :

أعن ترسّمت من خرقاء منزلة

ماء الصّبابة من عينيك مسجوم

وصدر البيت مع صلته قبله :

يضحي بها الأرقش الجون القرا غردا

كأنّه زجل الأوتار مخطوم

معروريا رمض الرضراض يركضه

والبيتان في صفة الجندب. ومعروريا رمض الرضراض : أي راكبا الرمض. والرمض : حر الشمس على الحجارة والرمال.

*********

والرضراض : الحصى الصغار. يركضه : أي يضربه برجله. والتدويم : الوقوف ، وهو يريد مجرى تلك الوقفة التي ذكرها المؤلف. والقصيدة في ديوان ذي الرمة ٥٦٧ ـ ٥٨٩ والبيت وحده في اللسان (رمض ، دوم ، جوا ، نزا) ، والتاج (ركض ، رمض ، دوم). والشطر في الأنواء ١٣٨ ، والشعراء ٧٧٥.

(٢) تمام الآية : (قُلْ : أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ، مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ ، وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ ...) سورة الفلق ١١٣ / ١ ـ ٣.


فإذا حلّت الشمس بأوّل جزء من الحمل طلعت من مشرق الاستواء ، وهو قريب من مطلع السّماك الأعزل. وحينئذ يعتدل الزمان ، ويستوي الليل والنهار. ثم تأخذ (١) في الصعود إلى الشّمال ، فلا تزال تتقدم (٢) في كل يوم شيئا ، فتطلع من موضع غير الموضع الذي طلعت منه بالأمس ، حتى تنتهي (٣) إلى قريب من مطلع السّماك الرّامح ، وهو مشرقها الأعلى ، وذلك غاية صعودها. حينئذ يشتدّ الحرّ ، وينتهي طول النهار وقصر الليل إلى غايتهما. والشمس إذ داك في أوّل جزء من السّرطان.

ثم ترجع هابطة من حيث جاءت. فتطلع من مطالعها الأول نفسه ، أعني التي طلعت منها في حال صعودها. فلا تزال تطلع كلّ يوم من مطلع منها ، حتى تنتهي (٤) إلى مشرق (٥) الاستواء عند حلولها بأوّل جزء من الميزان. فيعتدل الزمان ثانية ، ويستوي الليل والنهار.

ثم تمضي هابطة في الجنوب. فلا تزال تتقدّم شيئا شيئا ، حتى تنتهي إلى قريب من مطلع قلب العقرب ، وهو مشرقها الأسفل ، وذلك غاية هبوطها. وحينئذ يشتدّ البرد ، وينتهي طول الليل وقصر النهار إلى غايتهما. والشمس إذ ذاك في أوّل جزء من الجدي.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : يأخذ ، وهو غلط.

(٢) في الأصل المخطوط : يزال يتقدم ، وهما غلط.

(٣) في الأصل المخطوط : ينتهي ، وهو غلط.

(٤) في الأصل المخطوط : ينتهي ، وهو غلط.

(٥) في الأصل المخطوط : شرق ، وهو تصحيف.


ثم ترجع صاعدة في الجنوب على المواضع التي طلعت منها في حين هبوطها ، حتى تنتهي إلى مشرق الاستواء عند حلولها بأوّل جزء من الحمل ، ويعود الزمر على ما كان في السنة الأولى. وذلك دأبها أبدا.

قال الله عزوجل : (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها)(١) ، يريد غاية منتهاها في المشرق الذي إذا بلغته رجعت ..

وقال عزوجل : (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ)(٢) ، يعني مشرق الشمس الأعلى في الصيف ، ومشرقها الأسفل في الشتاء. وقال تعالى : (فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ)(٣) ، وهي مشارق الأيام التي تطلع الشمس كلّ يوم من مشرق منها ، وهي بين المشرقين اللّذين هما غاية لها. وأمّا المغارب فإنّ الشمس إذا طلعت من مشرق من المشارق غابت في الموضع المقابل له من المغرب. فلها من المغارب عدد ما لها من المشارق.

ذكر القمر

القمر يقطع الفلك في كل شهر عربي مرة. ويقطع في كلّ ليلتين وثلث برجا ، وفي كل ليلة منزلة. ويقارن الشمس في آخر كلّ شهر. ثم يفارقها من جهة المغرب. ويبدو للأبصار عشاء فيسمّى هلالا إلى تمام ثلاث ليال. ثم يسمّى بعد ذلك قمرا حتى ينقضي الشهر.

__________________

(١) سورة يس ٣٦ / ٣٨.

(٢) سورة الرحمن ٥٥ / ١٧.

(٣) سورة المعارج ٧٠ / ٤٠.


ولا يزال من حين يهلّ زائدا في النور حتى يبلغ ثلاث عشرة ، فتسمّى الليلة ليلة السّواء لاستوائه فيها. ثم يقابل الشمس ليلة أربعة عشر. فيطلع عند غروبها ، ويغرب عند طلوعها. ويسمّى حينئذ بدر التّمام ؛ لامتلائه من النور. (و) قيل : لأنه يبادر الشمس بالطلوع والغروب.

ثم يأخذ في النقصان حتى يمحق ويستسرّ. واستسراره أن يدخل في شعاع الشمس ، فيخفى عن الأبصار فلا يرى. فإن كان الشهر تسعة وعشرين استسرّ ليلة ثمان وعشرين ، وإن كان ثلاثين استسرّ ليلة تسع وعشرين. وتسمّى (١) تلك الليلة ليلة المحاق ، وهي ليلة السّرار أيضا. يقال : سرار الشهر ، وسراره وسرره بمعنى واحد. قال الشاعر :

تلقّى نوءهنّ سرار شهر

وخير النّوء ما لقي السّرارا (٢).

وكانوا يستحبّون المطر في سرار الشهر ، ويرجون غزارته إذا وقع فيه.

وكلّ ثلاث من ليالي الشهر مسمّاة باسم ؛ على حسب حالة القمر فيها.

فأوّلها ثلاث غرر ، ثم ثلاث نفل ، ثم ثلاث تسع ، ثم ثلاث عشر ، ثم ثلاث بيض ، ثم ثلاث درع ، ثم ثلاث ظلم ، ثم ثلاث حنادس ، ثم ثلاث دآدئ ، ثم ثلاث محاق.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : ويسمى.

(٢) البيت في الأنواء ١٨٠ منسوبا إلى الراعي ، وهو في الأزمنة ٢ / ٥٤.


وتسمّى الغرر الغرّ أيضا ، لأن ضوء الهلال في أوائلها بمنزلة الغرة فيها. وقيل : سمّيت غررا (١) ، لأن فيها غرّة الشهر ، وهي أوّل ليلة منه.

وكذلك التّسع لأن فيها الليلة التاسعة.

والعشر سمّيت عشر ، لأن فيها الليلة العاشرة.

وسمّيت البيض بيضا ، لابيضاضهنّ بضوء القمر ، فليس في أولهن ولا في آخرهن ظلمة.

وبعدهن الدّرع ، سمّين درعا ، لأن القمر يتأخر (٢) طلوعه فيهن قليلا ، فاسودّت أوائلهن ، وابيضّ سائرهن ، فسمّين لذلك درعا ، كما يقال : شاة درعاء ، إذا اسودّ رأسها ، وابيضّ سائرها.

ثم الظّلم سمّيت ظلما لتزايد الظّلمة في أوائلهن.

ثم الحنادس ، وهي الشديدات السّواد ، لأن القمر إنما يطلع في أواخرهن ، فالظلام مستول على جلّهنّ.

ثم الدّآدئ وهي التي في أواخرهن بقايا ضوء القمر.

والدّادأ البقية. ثم المحاق وهي التي يمحق فيها القمر.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : غرر ، وهو غلط.

(٢) في الأصل المخطوط : ياخر ، وهو تصحيف.


ويقال لليلة ثمان وعشرين الدّعجاء ، ولليلة تسع وعشرين الدّهماء ، ولليلة ثلاثين اللّيلاء.

ويقال للقمر الزّبرقان ، وللدارة التي تحيط به الهالة. ويقال لضوئه الفخت (١).

وإذا حلّ القمر بالمنزلة مقارنا لها قيل : قد كالح القمر ، وهي المكالحة. وكانوا يكرهون ذلك ، ويستحبّون أن ينزل بالفرجة بين المنزلتين ، إلّا الفرجة التي بين الثريّا والدّبران فإنهم يكرهون نزوله بها دون سائر الفرج (٢).

وربما خطرف (٣) القمر المنزلة فنزل بالتي تليها. وربما قصّر عنها فنزل دونها. وربما عدل عن المنزلة (٤) فنزل بغيرها مما يتّصل بها. فمن ذلك الهنعة ، ربما عدل عنها فنزل بالتّحايي (٥) ، ومن الناس من يعدّ التّحايي من الهنعة. وربما عدل عن الذراع فنزل بالذراع الأخرى (٦). وربما عدل عن السّماك فنزل بعرش السّماك. وربما

__________________

(١) في الأصل المخطوط : الفحت ، وهو تصحيف ، والتصويب من الأزمنة ٢ / ٥٦ واللسان (فخت).

(٢) تسمى هذه الفرجة ضيقة لضيقها ، وهي نجمان صغيران متقاربان ، وتعتبر موضع نحس عندهم ، ولذلك كرهوها. أنظر الأنواء ٣٨ ـ ٣٩ ، ٨٦ ، والمخصص ٩ / ١٢ ، والأزمنة ١ / ١٩٦ ـ ١٩٧.

(٣) خطرف : بمعنى جاوزه وتعداه هاهنا ، من خطرف البعير في مشيه إذا وسع خطوه يجعل خطوتين خطوة واحدة.

(٤) في الأصل المخطوط : المنزل ، وصوبناه لموافقة المؤلف على ما درج على استعماله وإلا فالمنزل والمنزلة جائزان هاهنا.

(٥) التحايي : ثلاثة كواكب حذاء الهنعة ، واحدها تحياة ، وهي بين المجرة وبين توابع العيوق. وكان أبو زياد الكلابي يقول التحايي هي الهقعة. أنظر الأنواء ٤٢ ، ٨٦ ، والأزمنة ١ / ١٨٩ ، والآثار الباقية ٣٤٢ ، ٣٥١ ، واللسان (حيا.

(٦) القمر ينزل بالذراع المقبوضة ، وإذا عدل عنها نزل بالذراع المبسوطة ، وهما ذراعا الأسد. أنظر الأنواء ٤٨ ، ٤٩ ، والمعجم الفلكي ٣٨.


قصّر عن الشّولة فنزل بالفقار (١) فيما بين القلب والشّولة. وربما عدل عن البلدة فنزل بالقلادة (٢). وربما قصّر عن الفرغ (٣) الثاني فنزل بالكرب (٤) ، وهو وسط الفرغين (٥). وربما نزل ببلدة الثعلب بين (٦) الدّلو والسّمكة.

ويغيب الهلال أول ليلة من الشهر لستة أسباع ساعة تمضي من الليل. ثم يتأخّر مغيبه كلّ ليلة مقدار ستة أسباع ساعة حتى يكون مغيبه في الليلة السابعة نصف الليل ، وفي ليلة أربعة عشر مع طلوع الشمس. وقد يتقدّم ذلك أحيانا ويتأخّر على قدر سرعة القمر وإبطائه ، وتمام الشهر ونقصانه. ثم يتأخر طلوعه ليلة خمسة عشر مقدار ستة أسباع ساعة. ويزيد تأخّره مثل ذلك حتى يكون طلوعه ليلة إحدى وعشرين نصف الليل.

ويطلع ليلة ثمان وعشرين مع الفجر. ثم يستسرّ. وربما استسرّ ليلة ثمان وعشرين فلا يرى في صبحتها. وإذا رئي في صبحة ليلة ثمان وعشرين كان ذلك دليلا على تمام الشهر في الأغلب. وربما رئي بالغداة في يوم ثمانية وعشرين ، ثم يكون الشهر مع ذلك ناقصا. والذي لا يمكن وقوعه أن يرى الهلال بالغداة في المشرق ، وبالعشيّة في المغرب في يوم واحد. وإنما يمكن ذلك في يومين. فأما في ثلاثة فلا شكّ فيه. فإذا كان ذلك في ثلاثة فهو حين يستسرّ ليلتين. فاعلم ذلك ، إن شاء الله تعالى.

__________________

(١) الفقار : ستة كواكب ، كل كوكب منها فقرة ، وهي في ذنب العقرب أنظر الأنواء ٨٦ ، والأزمنة ١ / ١٩٤.

(٢) القلادة : ستة كواكب مستديرة صغار خفية ، تشبه بالقوس ، ويسميها قوم القوس ، وتسمى الأدحي. أنظر الأنواء ٧٥ ، والأزمنة ١ / ٩٤.

(٣) في الأصل المخطوط : الفرع ، وهو تصحيف.

(٤) أنظر الأنواء ٨٦ ، والأزمنة ١ / ١٩٦. والكرب من الدلو : ما شد به الحبل من العراقي ، وهو وسطها.

(٥) في الأصل المخطوط : الفرعين ، وهو تصحيف.

(٦) في الأصل المخطوط : من ، وهو تصحيف ، والتصويب من الأنواء ٨٦ ، والأزمنة ١ / ١٩٦.


ذكر الكواكب الخنّس

أوّلها زحل. ويقال له كيوان ، وفي لونه صفرة. وهو بطيء السير ، يقطع الفلك في ثلثين سنة. ويقيم في كل برج سنتين ونصفا. وتقارنه (١) الشمس في كل سنة مرة ، ثم تفارقه. ويمكث مستترا بشعاعها نيّفا وعشرين يوما ، ثم يظهر من جهة المشرف ، فيرى بالغداة. وهو في ذلك مستقيم السير. فلا يزال مستقيما حتى يكون بينه وبين الشمس أربعة أبراج غير ثلث.

وذلك عند تمام أربعة أشهر من يوم فارقته الشمس ، فيقهقر حينئذ راجعا إلى أن تلحقه الشمس في السنة الثانية.

ثم المشتري. ويسمّى البرجيس ، وهو كوكب أبيض كبير ، يشبه الزّهرة. ويقطع الفلك في اثنتي عشرة (٢) سنة ، يقيم في كل برج سنة. ويقارن زحل في عشرين سنة. وتقارن الشمس المشتري في كل سنة مرة ، ثم تفارقه. ويقيم تحت شعاعها عشرين يوما. ثم يظهر من المشرق بالغداة ، وهو مستقيم السير. فلا يزال مستقيما حتى يصير بينه وبين الشمس أربعة أبراج ، وذلك عند تمام أربعة أشهر ونصف من يوم فارقته الشمس ، فحينئذ يقهقر راجعا ، ويقيم في الرجوع أربعة أشهر. ثم يستقيم فتلحقه الشمس في السنة الثانية ، وهو مستقيم.

ثم المرّيخ. ويسمّى بهرام. وهو كوكب أحمر شديد الحمرة. ولذلك يسمّيه (٣) المنجمون الأحمر. وهو يقطع الفلك في سنتين. ويقيم في كل برج سبعة وأربعين يوما إذا أسرع. وربما أقام في البرج شهرين ونصفا إذا أبطأ. وهذا إذا كان مستقيما. فأمّا إذا رجع في برج فإنه يقيم (فيه) ستة أشهر.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : يقارنه.

(٢) في الأصل المخطوط : اثني عشر ، وهو غلط.

(٣) في الأصل المخطوط : كذلك تسميه ، وهما غلط.


وتقارنه الشمس من سنتين إلى سنتين ، ثم تفارقه. ويقيم تحت شعاعها مقدار شهرين. ثم يظهر بالغداة طالعا من المشرق ، وهو مستقيم السير. فلا يزال مستقيما حتى يصير بينه وبين الشمس أربعة أبراج وثلث. وذلك على مضيّ أحد عشر شهرا ونصف من حين فارقته الشمس. فإذا تباعدت الشمس عنه بهذا المقدار فهو حينئذ راجع (١). ويقيم في الرجوع ستة وستين يوما. ثم يستقيم. فإذا مضى له أحد عشر شهرا ونصف من يوم استقامته لحقته الشمس.

ثم الزّهرة ، وهي أعظم الكواكب منظرا ، وأشدّها بياضا ونورا. وهي تقطع الفلك في كلّ سنة مرة واحدة ، مثل الشمس ، إلّا أنها تسرع تارة ، فتقيم في البرج خمسة وعشرين يوما ونحوها ، وتبطئ تارة ، فتقيم في البرج أكثر من شهر. ولا ترى في وسط السماء ، إنما هي أبدا بين يدي الشمس ، أو خلفها. فمتى كانت خلف الشمس في المغرب فهي مستقيمة. ومتى ظهرت من جهة المشرق ، بين يدي الشمس ، فهي راجعة.

وهي تقارن الشمس من عشرة أشهر إلى عشرة أشهر ، تقارنها وهي مستقيمة. ثم تفارقها من جهة المغرب. وتقيم تحت شعاعها نحوا من أربعين ليلة. ثم تظهر بالعشيّات في المغرب ، وهي مستقيمة سريعة السير ، وتسمّى مغرّبة. ولا تزال كذلك حتى تتباعد من الشمس بمقدار برج ونصف. فتأخذ حينئذ في الإبطاء حتى تكون الشمس أسرع منها. ثم تقهقر راجعة نحو الشمس. وذلك عند تمام تسعة أشهر من يوم فارقت الشمس. فتقارن الشمس ثانية وهي راجعة. وذلك بعد اثنين وعشرين يوما من جهة المشرق. فترى بالغدوات ،


وتسمّى مشرّقة ؛ وهي في ذلك راجعة ، إلى تمام اثنين وعشرين يوما من مفارقتها للشمس. ثم تستقيم وتقيم بعد أن استقامت ، وهي تطلع آخر الليل ، نحوا من ثمانية أشهر ، حتى تلحق الشمس ، وهي مستقيمة ، ويعود حالها إلى ما وصفناه أوّلا.

ثم عطارد. وهو كوكب في جرم زحل. وهو أبدا تحت شعاع الشمس مشرّقا أو مغرّبا ، أو مع الشمس في موضع واحد. فإذا كان مغرّبا فهو مستقيم. وإن كان مشرّقا فهو راجع. وربما تباعد عن الشمس وهو مشرّق أو مغرّب ، فيظهر.

وهو يقطع الفلك في سنة ، مثل الشمس والزّهرة. ويقيم في البرج الواحد سبعة عشر يوما إذا أسرع ، وكان مستقيما. وربما أقام في البرج الواحد قريبا من شهرين إذا كان راجعا.

وهو يرجع في السنة ثلاث مرّات ، ويغرّب ثلاث مرّات ، ويشرّق ثلاث مرّات ، فصار لأجل ذلك يقارن الشمس ست مرات في كل سنة ، يقارنها (١) من جهة المشرق ، وهو مستقيم ، ثم يفارقها من جهة المغرب ، ويسير بعد مفارقتها ستة وأربعين يوما. ثم يرجع نحو الشمس ، فيقارنها (٢) وهو راجع وذلك بعد أحد عشر يوما من رجوعه. ثم يفارق الشمس من جهة المشرق ، وهو راجع. ويستقيم بعد أحد عشر يوما من مفارقته الشمس. ثم يستتر ، ويستقيم ستة وأربعين يما فيقارن الشمس من جهة المشرق ، وهو مستقيم. يكون هذا منه في السنة ثلاث مرّات ، يقارن الشمس فيها ستّ مرّات.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : يفارقها ، وهو تصحيف.

(٢) في الأصل المخطوط : فيفارقها ، وهو تصحيف.


فعلى هذا سيره وسير ما قدّمنا ذكره من الدّراري الخمسة. قال الله عزوجل : (فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ)(١). قيل : أراد هذه الكواكب الخمسة ، وسمّاها جواري لأنها سيّارة ، تجري في الفلك ، كما تجري الشمس والقمر. وسمّيت خنّسا لأنها تخنس في سيرها ، أي تدبر راجعة في طريقها. وقيل لها الكنّس لأنها تستتر بضياء الشمس ، كما تكنس (٢) الظّباء.

__________________

(١) سورة التكوير ٨١ / ١٥ ، ١٦.

(٢) تكنس : أي تدخل في الكنس وقت الهاجرة من شدة الحر. وواحد الكنس كناس وهو يكون في أصول الشجر.


باب ذكر أزمنة السنة

وفصولها وأوقات دخولها

أمّا علماء العجم وأهل الحساب فهم يجمعون على قسمة السنة أرباعا. كلّ ربع منها يسمّى فصلا. وأوّلها عند جميعهم فصل الربيع ، وابتداؤه عندهم عند حلول الشمس برأس الحمل. وبعده فصل الصيف ، ثم فصل الخريف ، ثم فصل الشتاء.

ثم اختلفوا في أوقات دخولها. فمنهم من جعل الاعتدال ، وهو وقت حلول الشمس بالحمل ودخول الربيع في أربعة وعشرين من مارسه وهو آذار. وبنوا على ذلك حساب الأزمنة. وهذا قول القدماء منهم.

ومنهم من جعل ذلك في عشرين من آذار. وهذا قول أهل الرّصد من اليونانيين. وعلى هذا المذهب جمهور الناس. وهو المذكور في أكثر كتب الأزمنة التي ألّفها علماء المسلمين. وقد روي (عن) سحنون بن سعيد (١) ، رحمه‌الله ، أنه قال : علمت الشمس فوجدت النهار يزيد قبل الميلاد بخمسة. فهذا موافق لهذا القول.

ومن الناس من يجعل الاعتدال الربيعيّ في أحد وعشرين من آذار.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : سيحون بن سعد ، وهو تصحيف.

وسحنون هو عبد السلام بن سعيد بن حبيب التنوخي (٢٤٠). وسحنون اسم طائر حديد ، لقب به لحدته في المسائل. أصله شامي من حمص ، ورحل إلى المغرب. وكان ثقة حافظا فقيها ، سلم له بالإمامة أهل عصره ، وولي القضاء في آخر عمره. ترجمته في الديباج المذهب ١٦٠ ، ووفيات الأعيان ١ / ٢٩ ، والاعلام ٤ / ١٢٩.


ومنهم من جعله في تسعة عشر منه.

ومن أهل الحساب من قال إن الاعتدال وحلول الشمس بالحمل في خمسة عشر من آذار. وهذا قول أهل الرصد المحدث الذي كان في الإسلام. وقد ذكر عن سحنون (١) في رواية أخرى أن النهار يزيد قبل الميلاد بتسعة أيام. وهذا مقارب لما قال هؤلاء.

وأمّا العرب فمنهم من يجعل السنة أربعة أزمنة ، كما يفعل أهل الحساب. إلّا أنهم يخالفونهم في ترتيبها وتحديد أوقاتها ، وفي تسمية بعضها ، فأوّل الأزمنة عند العرب الربيع ، ومنهم من يسمّيه الربيع الأوّل. وهو الذي يسمّيه (٢) الناس الخريف ، وإنما الخريف عند العرب المطر الذي يكون في آخر القيظ.

ودخول الربيع عندهم لثلاثة أيام تمضي من (أيلول ، ثم الشتاء ، ودخوله عندهم لثلاثة أيام تمضى من) كانون الأوّل. ثم الصيف وهو الذي يسمّيه الناس الربيع ، ومن العرب من يسمّيه الربيع الثاني ، ودخوله عندهم لخمسة أيام تمضي من آذار ثم القيظ ، وهو الذي يسمّيه الناس الصيف ، ودخوله عند العرب لأربعة أيام تمضي من حزيران (٣).

__________________

(١) في الأصل المخطوط : سيحون ، وهو تصحيف.

(٢) في الأصل المخطوط : تسميه.

(٣) أنظر لذلك كله الأنواء ١٠٣ ـ ١٠٤ ، والأزمنة ١ / ١٧٤ ـ ١٧٥ والآثار الباقية ٣٢٥ ، واللسان (ربع) وهو ينقل الكلام في ذلك عن ابن كناسة.


ومن العرب من يقسم السنة نصفين ، شتاء وصيفا. ويبدأ بالشتاء فيجعله أوّل القسمين ، لأنه ذكر ، ويثنّي بالصيف ، لأنه أنثى. وإنما يجعل الشتاء (١) ذكرا لمّا فيه من الأمطار (٢) التي بها يخرج النبات وتحمل الأشجار (٣). ثم يقسم الشتاء على ثلاثة ، والصيف على ثلاثة. فتكون السنة كلّها ستة أزمنة ، ثلاثة للشتاء وثلاثة للصيف. ويسمّى كلّ زمن باسم الغيث الواقع فيه ، فأوّل أزمنة الشتاء الثلاثة الوسميّ ، ثم الشتاء ، ثم الربيع ، وكلّها شتاء. وأوّل أزمنة الصيف الثلاثة الصّيّف ، مشدّد الياء ، ثم الحميم ، ثم الخريف ، وكلّها صيف.

وهذا المذهب هو الذي ذكره مالك بن أنس (٤) رحمه‌الله في كتاب النجوم المرويّ عنه. ورواه غير واحد من الرواة عن العرب. إلّا أنّ بعضهم يقول في أزمنة الشتاء : الوسميّ ، ثم الشتويّ ، ثم الدّفئيّ ، ولا يذكر الربيع.

فأمّا أوقات هذه الأزمنة السّتّة فإنها محدودة عندهم فيما ذكر مالك ، رحمه‌الله ، بسقوط المنازل وطلوعها. فلكلّ زمن منها أربع منازل وثلثان. ومدّة ذلك ستون يوما وثلثا يوم. وهم يعتدّون في أزمنة الشتاء بالسقوط ، وفي أزمنة الصيف بالطلوع. فصار حسابهم لأجل ذلك بالمنازل الشامية خاصة ساقطة وطالعة.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : الشتى ، وهو غلط.

(٢) في الأصل المخطوط : الانتظار ، وهو تصحيف.

(٣) قال ابن قتيبة في علة تأنيث الصيف : «لأن النبات يكون فيه» الأنواء ١٠٤ ، ونقل المرزوقي قول أبي حنيفة الدينوري في ذلك : «ولم يذكروا علة تذكير الشتاء وتأنيث الصيف. ولا أظنه إلا لقسوة الشتاء وشدته ، ولين الصيف وهونه. ألا ترى أن من عادتهم أن يذكروا كل صعب من الأمور قاس شديد ...» الأزمنة ١ / ١٦٨ / ١٦٩. ثم عقب المرزوقي على ذلك : «الذي قاله أبو حنيفة في ذلك حسن. وأقرب منه أن يقال : لما كان إدراك الثمار في الربيعين ، ووضع الاحمال من الملاقيح ونتائج الخير في أصناف المعاش من الزرع والضرع في الصيف ، وإن كان مباديها في أوائل الشتاء. ثم تمت حالا ، فكانت تنتظر في آجالها وقتا بعد وقت انتظار ما في بطون الحاملات ، فجعلوا الشتاء ذكرا ، والصيف أنثى» الأزمنة ١ / ١٦٩.

(٤) هو الإمام أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك الأصبحي الحميري ، إمام المدينة وأحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة (١٧٩). ترجمته في الفهرست ١٩٨ ـ ١٩٩ والديباج المذهب ١١ ـ ٣٠ ، ووفيات الأعيان ١ / ٥٥٥ ـ ٥٥٧ ، وتذكرة الحفاظ ١ / ١٩٣ ـ ١٩٨.


فأوّل ذلك الوسميّ ، وله من النجوم الحوت. والنّطح والبطين والثّريّا وثلثا الدّبران. فهذه سقوط هذه المنازل ، وهي (في) زمن الوسميّ. ثم الشتاء ، ونجومه ثلث الدّبران الباقي ، والهقعة ، والهنعة ، والذّراع ، والنّثرة ، وثلث (١) الطّرف. فهذه سقوط هذه (المنازل ، وهي) في زمن الشتاء. ثم الربيع ثلثا الطّرف الباقي والجبهة ، والزّبرة ، والصّرفة ، والعوّا فهذه سقوط هذه (المنازل ، وهي (في) زمن الربيع. ثم يدخل الصيف (و) يحسب بالطلوع ... (٢) ومنزله السقوط. ويعاد من أول الحوت ، فيقسم لأزمنة الصيف على نحو ما قسم لأزمنة الشتاء فتكون (٣) نجوم أزمنة الصيف هي نجوم أزمنة الشتاء بعينها ، إلا أنها في الشتاء ساقطة ، وهي في الصيف طالعة.

ومن الناس من يبتدئ في القسمة من الفرغ (٤) المؤخّر ، ويختم بالصّرفة. وهذا أشبه بمذهب العرب. حكى ابن كناسة (٥) أو غيره أنّ الوسميّ عند العرب سقوط الفرغ (٦) المؤخر إلى سقوط الثّريّا.

فهذا مذهب العرب في حساب الأزمنة.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : وثلثا ، وهو غلط.

(٢) الكلام غير متصل هاهنا ، والأغلب أن في الأصل المخطوط سقطا

(٣) في الأصل المخطوط : فيكون

(٤) في الأصل المخطوط : الفرع ، وهو تصحيف.

(٥) في الأصل المخطوط : كباشة ، وهو تصحيف.

وابن كناسة هو أبو يحيى محمد بن عبد الله ، وهو كناسة ، ابن عبد الأعلى المازني الأسدي الكوفي (٢٠٧) وذكر ابن النديم في الفهرست أن اسمه أبو محمد عبد الله ابن يحيى ، ثم أورد الرواية الأولى في اسمه. وهو عالم من الشعراء ، له كتاب في الأنواء ترجمته في الفهرست ٧٠ ـ ٧١ ، والأغاني ١٠ / ١٠٥ ـ ١١٠ وكتاب الورقة ٨١ ـ ٨٢.

(٦) في الأصل المخطوط : الفرع ، وهو تصحيف.


فأما الأعاجم فقد ذكرنا أن الأزمنة عندهم أربعة. وهي مقدّرة بمسير الشمس ، وحلولها في البروج. فإذا حلّت الشمس بأهل الحمل فذلك عندهم أوّل فصل الربيع. فإذا حلت الشمس بأول السّرطان فذلك أوّل فصل الصيف. وإذا حلت بأوّل برج الميزان فذلك أول فصل الخريف. وإذا حلّت بأوّل برج الجدي فذلك أول فصل الشتاء. وقد أثبتنا في هذا الموضع أوقات دخولها على المذهب الذي عليه الجمهور. وقسمنا عليها المنازل على الوجه الذي ألفه الناس. فمن ذلك :

فصل الربيع. أول فصل الربيع يوم عشرين من آذار. وعدّة أيامه أربعة وتسعون يوما. وتقطع الشمس فيه ثلاثة بروج شمالية ، وهي الحمل والثّور والتّوأمان. تقيم (١) في الحمل أحدا وثلاثين يوما ، وفي الثّور أحدا (٢) وثلاثين يوما وثلث يوم ، وفي التّوأمين أحدا وثلاثين يوما وثلثي يوم. وتقطع الشمس فيه سبع منازل شامية وهي النّطح ، والبطين ، والثّريّا ، والدّبران والهقعة ، والهنعة ، والذّراع.

ثم يدخل فصل الصيف في اثنين (٣) وعشرين من حزيران وعدّة أيامه ثلاثة وتسعون يوما. وتقطع الشمس فيه ثلاثة بروج شمالية ، وهي السّرطان والأسد والسّنبلة. تقيم في السّرطان أحدا وثلاثين يوما ونصف يوم. وفي الأسد أحدا وثلاثين يوما ، وفي السّنبلة ثلاثين يوما ونصف يوم. وتقطع فيه سبع منازل شامية ، وهي النّثرة والطّرف والجبهة والخرتان (٤) والصّرفة والعوّاء والسّماك.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : يقيم ، وهو غلط.

(٢) في الأصل المخطوط : أحد ، وهو غلط.

(٣) في الأصل المخطوط : اثني ، وهو غلط.

(٤) في الأصل المخطوط : الخرثان ، وهو تصحيف.


ثم يدخل فصل الخريف في ثلاثة وعشرين من أيلول. وعدّة أيامه تسعة وثمانون يوما. وتقطع الشمس فيه ثلاثة بروج جنوبية ، وهي الميزان والعقرب والقوس. تقيم في الميزان ثلاثين يوما ، وفي العقرب تسعة وعشرين يوما وثلثي يوم ، وفي القوس تسعة وعشرين (١) يوما وثلث يوم. وتقطع فيها سبع منازل يمانية ، وهي الغفر والزّبانى (٢) والإكليل والقلب والشّولة والنّعائم والبلدة.

ثم يدخل فصل الشتاء في أحد وعشرين من كانون الأوّل. وعدّة أيامه تسعة وثمانون يوما ، وإن كانت السنة كبيسة كانت أيامه تسعين يوما. وتقطع الشمس فيه ثلاثة بروج جنوبية ، وهي الجدي والدّلو والحوت. تقيم في الجدي تسعة وعشرين (٣) يوما وثلث يوم ، وفي الدّلو تسعة وعشرين (٣) يوما وثلاثة أرباع يوم وفي الحوت ثلاثين يوما وسدس يوم. وتقطع (٤) فيه سبع منازل يمانية ، وهي سعد الذابح ، وسعد بلع ، وسعد السّعود ، وسعدف الأخبية ، والفرغان ، والسّمكة.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : وعشرون ، وهو غلط.

(٢) في الأصل المخطوط : الدناني ، وهو تصحيف.

(٣) في الأصل المخطوط : وعشرون ، وهو غلط

(٣) في الأصل المخطوط : وعشرون ، وهو غلط

(٤) في الأصل المخطوط : ويقطع ، وهو غلط.


باب في أوقات الفصول

على مذهب أهل الرّصد المحدث ، وفي قسمة المنازل عليها على الوجه الذي أخبرنا أنه الأشبه في أزماننا هذه فمن ذلك :

فصل الربيع. أوله يوم خمسة عشر من آذار. وتقطع الشمس فيه ثلاثة بروج شمالية ، وهي الحمل والثّور والتّوأمان ، وسبع منازل شامية وهي (١) بطن الحوت والنّطح والبطين والثّريّا والدّبران والهقعة والهنعة.

ثم يدخل فصل الصيف في سبعة عشر من حزيران. وتقطع الشمس فيه ثلاثة بروج شمالية ، وهي السّرطان والأسد والسّنبلة ، وسبع منازل شامية ، وهي الذّراع والنّثرة والطرف والجبهة والخرتان (٢) والصّرفة والعوّاء.

ثم يدخل فصل الخريف في ثلاثة عشر من أيلول. وتقطع الشمس فيه ثلاثة بروج يمانية جنوبية ، وهي الميزان والعقرب والقوس ، وسبع منازل ، وهي السّماك والغفر والزّبانى والإكليل والقلب والشّولة والنّعائم ثم يدخل فصل الشتاء في ستّة عشر من كانون الأوّل. وتقطع الشمس فيه ثلاثة بروج جنوبية ، وهي الجدي والدّلو والحوت. وسبع منازل يمانية ، وهي البلدة والسّعود الأربعة والفرغان.

وهذه أيام هذه الفصول ، ومقام الشمس في كل برج من بروجها ، على ما سمّيناه في الباب الأول. فاعلم ذلك.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : وهو ، وهو غلط.

(٢) في الأصل المخطوط : بين ، وهو تصحيف.


باب

في معرفة بروج الشمس ومنزلتها

قد ذكرنا ما تقطع الشمس من (١) البروج في كل فصل من الفصول الأربعة ، وقدر ما تقيم في كل برج من الأيام. فإذا كنت في فصل من الفصول فخذ منه ما مضى من الأيام ؛ وأعط منها لكلّ برج من بروج ذلك الفصل ما تقيم الشمس فيه من الأيام ، فالبرج الذي يفنى (٢) عليه العدد هو برج الشمس في الوقت الذي حسبت له ، قطعت منه بقدر ما بقي معك من الأيام.

وإن حسبت لمنزلة الشمس فألق الأيام الماضية من الفصل ثلاثة عشر (ثلاثة عشر ألقيتها وأعط لكل ثلاثة عشر ألقيتها منزلة وابدأ بأوّل منازل ذلك الفصل التي تقطعها الشمس فيه ، فالمنزلة التي ينتهي إليها حسابك هي منزلة الشمس في الوقت الذي حسبت له على التقريب ، إن شاء الله تعالى.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : في ، وهو غلط.

(٢) في الأصل المخطوط : الحرتان ، وهو تصحيف.


باب

في معرفة بروج القمر ومنزلته

إذا أردت ذلك فخذ ما مضى من أيام الشهر العربي إلى اليوم الذي تريد معرفة برج القمر فيه ، فاضربها في ثلاثة ، ومعنى ذلك أن تزيد عليها مثليها (١). ثم ألق ما تجمّع سبعة سبعة وأعط لكلّ سبعة ألقيتها برجا. وابدأ بالبرج الذي فيه الشمس حينئذ ، فالبرج الذي يفنى عليه العدد هو برج القمر في الوقت الذي حسبت ، قطع منه (٢) بقدر ما بقي معك دون سبعة. إن بقي واحد فهو في آخر السّبع الأوّل من البرج الذي انتهيت إليه. وإن بقي اثنان فهو في آخر السّبع الثاني منه. وكذلك ما بقي على نحو هذا. وإن لم يبق شيء دون سبعة فالقمر في آخر البرج الذي انتهيت إليه.

وإن أردت أن تعلم بأي منزلة القمر فخذ الأيام الماضية من الشهر العربي ، فعدّ على عددها منازل ، وابدأ بمنزلة الشمس ، فالمنزلة التي ينتهي إليها حسابك هي منزلة القمر تلك الليلة ، إن شاء الله تعالى.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : مثلها ، وهو غلط.

(٢) في الأصل المخطوط : منها ، وهو غلط.


باب

معرفة الطالع والساقط والمتوسط

أمّا الطالع (١) فهو الظاهر فوق الأرض من أفق المشرق. والساقط هو الغائب في أفق المغرب. والمتوسّط الذي يكون في خطّ وسط السماء.

فإذا أردت أن تعرف أين خطّ وسط السماء فقف معتدلا واستدبر القطب حتى يكون محاذيا لما بين كتفيك بالسواء ، فما كان تلقاء وجهك من السماء مارّا إلى سمت رأسك فهو خطّ وسط السماء. والمنزلة التي تصير في ذلك الموضع هي منزلة وسط السماء. وإذا صارت الشمس في ذلك الخطّ فقد انتهت إلى غاية ارتفاعها في السماء ، وعن ذلك يكون زوالها وزوال سائر الكواكب.

واعلم أن الطلوع الذي (٢) تذكره العرب في أسجاعها وحساب أزمنتها هو الذي يكون عند طلوع الفجر. وكذلك السقوط الذي يذكرونه في الأنواء وحساب الأزمنة هو الذي يكون وقت طلوع الفجر. ولكلّ منزلة من منازل القمر في السّنة طلوع وسقوط.

فإذا حلّت الشمس بمنزلة من المنازل سترت المنزلة التي تحلّ (٣) بها ، ومنزلة قبلها ، وظهرت المنزلة التي قبلهما (٤) طالعة بالغداة مع طلوع الفجر. فلا تزال طالعة مع الفجر وفي حدوده إلى انقضاء ثلاثة عشر يوما. ثم تتقدّم (٥) الفجر

__________________

(١) أي النجم الطالع ، أو المنزلة الطالعة.

(٢) في الأصل المخطوط : التي ، وهو غلط.

(٣) في الأصل المخطوط : تحد ، وهو تصحيف.

(٤) في الأصل المخطوط : قبلها ، وهو غلط.

(٥) في الأصل المخطوط : قبلها ، وهو غلط.


بالطلوع شيئا شيئا ، حتى ترى في وسط السماء عند طلوع الفجر ، وذلك بعد إحدى وتسعين ليلة من وقت طلوعها. ثم ترى ساقطة في المغرب عند طلوع الفجر ، وذلك بعد أحد وتسعين يوما من وقت توسّطها فيكون بين طلوع المنزلة وسقوطها ستة أشهر. ثم لا ترى طالعة بالغداة ، ولا ساقطة فيها ، إلى مثل اليوم الذي طلعت فيه ، أو سقطت ، من السّنة الماضية.

فإذا أردت أن تعرف الطالع والمتوسّط في أيّ وقت شئت فاعرف منزلة الشمس في ذلك الوقت ، واجعل منها ابتداء عدّك ، فالمنزلة الثامنة من منزلة الشمس هي التي تكون في وسط السماء عند غروب الشمس ، والخامسة عشرة هي التي تكون طالعة من المشرق عند غروب الشمس ، وهي نظير الشمس ، والثامنة عشرة هي التي تتوسّط السماء في وقت السّحور الأوّل والأذان ، والعشرون من منزلة الشمس هي التي تتوسّط السماء عند طلوع الفجر ، والسابعة والعشرون هي الطالعة بالغداة مع طلوع الفجر ، ونظيرها هي الساقطة حينئذ ، وهي الثالثة عشرة من منزلة الشمس.


باب

ذكر أوقات الليل وتقدير

ما يمضي منه بمسير المنازل

اعلم أن الليل في قول بعض أهل العلم محسوب من غروب الشمس إلى طلوعها. وهو مذهب أهل الحساب. وقيل إن الليل من غروب الشمس إلى طلوع الفجر. وعلى هذا القول عامّة العلماء لأن حكم الليل في الصيام والصلاة ينقضي بطلوع الفجر.

فمن قال إن الليل من غروب الشمس إلى طلوعها جعل الليل أسباعا ، قدر كلّ سبع من طلوع منزلتين أو توسّط منزلتين لأن الطلوع من غروب الشمس إلى طلوعها أربع عشرة منزلة ، وبمثل ذلك تتوسط من غروب الشمس إلى طلوعها. ومن قال إن الليل من غروب الشمس إلى طلوع الفجر جعله أسداسا ، لكل سدس منزلتان. وذلك كله على التقريب ، لا على الحقيقة أعني تقدير الليل بالمنازل.

فإذا أردت أن تعلم ذلك الوقت أو المنزلة الغاربة فاستدلّ بأيّ دليل تمكنت لك معرفته على قدر ما مضى من الليل وما بقي منه. فأمّا المنزلة الغاربة فتعدّ من منزلة الشمس إليها ، وتسقط من حسابك واحدا أبدا. فما بقي فهو عدّة ما مضى من الليل لكلّ منزلة ساعة ، والساعة نصف سدس الليل ، على أن الليل محسوب من غروب الشمس إلى طلوع الفجر. وإن شئت فعدّ من المنزلة الغاربة إلى المنزلة التي تسقط عند طلوع الفجر ، وهي المنزلة الثالثة عشرة من منزلة الشمس ، وأسقط من حسابك أيضا واحدا. وما بقي فهو عدّة الساعات الباقية من الليل إلى طلوع الفجر.


وأمّا المنزلة الطالعة فعدّ من نظير منزلة الشمس إليها ، وتسقط من حسابك واحدا. وما بقي فهو عدّة ما مضى من الساعات المتقدّم ذكرها. وإن شئت فعدّ من المنزلة الطالعة إلى المنزلة التي تطلع في تلك الأيام مع طلوع الفجر ، وهي السابعة والعشرون (١) من منزلة الشمس ، وأسقط من حسابك أيضا واحدا وما بقي فعلى عدّته بقي من الساعات إلى طلوع الفجر.

وأما المنزلة المتوسّطة فتعدّ من منزلة الشمس إليها وتسقط من الجميع ثمانية أبدا. وما بقي فهو عدد الساعات الماضية من الليل. وإن شئت فعدّ من المنزلة المتوسّطة إلى المنزلة التي تتوسّط السماء عند طلوع الفجر ، وهي العشرون من منزلة الشمس ، وأسقط من ذلك واحدا ، فيكون الباقي عدّة ما بقي من الليل إلى طلوع الفجر.

فأمّا أوقات الليل فأوّلها العشاء ، وآخر العشاء عند مغيب الشّفق. ثم الهدوء وهو حين يهدأ الناس وينامون. والوهن ، والهزيع (٢) من أوّل الليل إلى نحو من ثلثه.

ويقال : عسعس الليل إذا أقبل بظلمته. ويكون عسعس أيضا بمعنى ولّى وأدبر ، وهو من الأضداد.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : وعشرون ، وهو غلط.

(٢) في الأصل المخطوط : الهريع ، وهو تصحيف.


ويقال غسق الليل وأغسق ، وغطش وأغطش ، وعشي وأعشى ، ودجا وأدجى. كلّ ذلك بمعنى أظلم. فأمّا سجا فبمعنى سكن. يقال : سجا الليل وغيره إذا سكن. قال الله عزوجل : (وَالضُّحى وَاللَّيْلِ إِذا سَجى)(١) وقال تعالى في غسق الليل ، وهي ظلمته : (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ)(٢). وقال عزوجل : (وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ)(٣) يريد الليل إذا دخل بظلمته. ومعنى «وقب» دخل. ويقال أيضا : غبش (٤) وأغبش إذا أظلم. وقيل : بل الغبس والغبش (٥) ظلمة يخالطها ضوء ، ويكون ذلك في آخر الليل وفي أوّله ، والغبس ، بالسين غير المعجمة ، أيسرهما ضوءا.

وجون الليل وسطه ، وكذلك جوز كل شيء وسطه.

وآناء الليل ساعاته ، الواحد إنّي (٦) ، وكذلك آناء النهار.

وجبهة الليل أوّل مآخيره.

والسّحر الوقت الذي يلي الفجر من الليل.

والفجر أوّل ضوء يبدو من الصباح ، وهما فجران. فالأوّل منهما يسمّى (٧) ذنب السّرحان (٨) لدقّته ، وهو بياض يرى (٩) في الأفق غير معترض ، ويسمّى

__________________

(١) سورة الضحى ٩٣ / ١ ـ ٢.

(٢) سورة الإسراء ١٧ / ٧٨.

(٣) سورة الفلق ١١٣ / ٣.

(٤) في الأصل المخطوط : عبش ، وهو تصحيف.

(٥) في الأصل المخطوط : الغبش والعبش ، وهما تصحيف.

(٦) وأني وإني أيضا (أنظر اللسان : أنى).

(٧) في الأصل المخطوط : سمي.

(٨) السرحان : الذئب.

(٩) في الأصل المخطوط : شرق.


الفجر الكاذب ، وهو لا يحرّم على الصائم شيئا. وأما الفجر الثاني فهو البياض المستطير المعترض في الأفق. ويسمّى الفجر الصادق ، وهو الصبح ، وبه يحلّ وقت الصلاة ، ويحرم الأكل على الصائم.

وأوقات الفجر السّدف والغلس ، وهما امتزاج سواد الليل ببياض الصبح. وكذلك الغبس والغبش أيضا (١) وقد يعبّر بالسّدف عن الظلام المحض. وكذلك الغبس والغبش. تكون هذه الألفاظ من الأضداد.

فإذا انتشر ضياء الفجر ، وانبسط نوره حتى (٢) تظهر الشخوص ، فذلك (٣) الإسفار. ويقال : قد أسفر الصبح إسفارا إذا غلب ضوأه على الظلمة. ويقال حينئذ : قد انبلج الصبح انبلاجا ، وانفلق انفلاقا ، وانصدع انصداعا. والفلق : الصبح (٤) ، وهو الصديع أيضا.

ويسمّى سواد الليل الخالص الخيط الأسود. ويسمّى الممتزج منهما البريم والشّميط ، شبّه بشمط الشّعر ، وهو اختلاط سواده ببياض الشّيب. وأما البريم فهو خيط يفتل من خيطين ، أحدهما أسود ، والآخر أبيض فشبّه به ضوء الفجر المختلط بالظلمة.

__________________

(١) شرحهما المؤلف آنفا غير بعيد.

(٢) في الأصل المخطوط : حين

(٣) في الأصل المخطوط : كذلك

(٤) في الأصل المخطوط : للصبح.


باب في أوقات الصلوات

أوّل وقت الظهر إذا زالت الشمس عن خطّ وسط السماء وأخذ الظلّ في الزيادة. وذلك أن الشمس إذا طلعت كانت الظلال ممتدّة إلى جهة المغرب. وكلما (١) ارتفعت الشمس نقص الظلّ ، وانحرف إلى جهة الشمال ، حتى تصير الشمس في خط وسط السماء ، فيقف الظلّ حينئذ عن النقصان. ويسمّى ذلك ظلّ نصف النهار.

ومعرفتك لذلك بأن تقيم شخصا معتدلا ، عودا أو غيره ثم تقيس من أصله إلى منتهى ظله ، ثم تصبر قليلا ، وتعاود قياس ظله ، كما فعلت أوّل مرّة ، فإنه وجدته قد نقص عن الأول فالشمس لم تزل بعد ، ولم تصر (٢) في خط وسط السماء ، وإن وجدته مثل الأوّل فأنت في نصف النهار ، والشمس في وسط السماء فاحفظ مقدار الظل حينئذ ، فهو مقدار نصف النهار وقيل : هو الذي تزول الشمس عليه بالزيادة ، وعليه (٣) تعتبر أوقات الصلوات.

ثم تزول الشمس عن خط وسط السماء ، وتنحطّ إلى وجهة المغرب ، وذلك عند انقضاء الساعة السادسة من النهار ودخول الساعة السابعة. فيزيد الظلّ حينئذ ، وينتقل إلى جهة المشرق ، ويسمّى فيئا ، لأنه فاء ، أي رجع من جانب إلى جانب. وذلك أوّل وقت الظهر وسمّيت ظهرا لأن وقتها يدخل في الظّهيرة والظهيرة أشدّ أوقات النهار حرّا ، وهي وقت القائلة (٤).

__________________

(١) في الأصل المخطوط : كلما ، بدون واو.

(٢) في الأصل المخطوط : ولم يصر ، وهو غلط.

(٣) في الأصل المخطوط : عليه ، بدون واو.

(٤) القائلة : بمعنى القيلولة هاهنا ، وهي نومة نصف النهار.


ثم تزداد الشمس انحطاطا ، والظلّ زيادة. فإذا صارت زيادة الظل على ما كان عليه في نصف النهار فتلك وسط الظهر ، وهو الوقت المستحب لصلاة الجماعة. وإذا صارت الزيادة مثل طول الشخص فذلك آخر وقت الظهر ، وهو نفسه أوّل وقت العصر ، يكون مشتركا بينهما.

فإذا زاد الفيء على طول الشخص شيئا خرج وقت الظهر واختصّ الوقت بالعصر. ثم إذا بلغت زيادة الفيء مثل طول الشخص كان ذلك آخر وقت العصر. وسمّيت (١) العصر عصرا باسم الوقت الذي يصلّي فيه. والعصر عند العرب العشاء وابتداؤه من وقت امتداد الظلال وانكسار حرّ النهار. يقال : جئتك عصرا أي عشاء حين راح النهار.

ووقت المغرب إذا غابت الشمس ، لا تؤخّر (٢) عن ذلك إلّا لضرورة ، ولذلك سمّيت صلاة المغرب ، لأنها تصلّى عند مغرب الشمس ، وهو مغيبها. يقال : غربت الشمس غروبا ومغربا أيضا.

وأوّل وقت العشاء إذا غاب الشفق الأوّل ؛ وهو الحمرة الباقية بعد الشمس في أفق المغرب. وآخر وقتها إذا غاب الشفق الثاني ، وهو البياض الباقي بعد الحمرة ، وهو يغيب عند مضيّ ثلث الليل. وقيل : إنه يغيب في نصف الليل ، فآخر العشاء على هذا القول نصف الليل.

وأوّل وقت الصبح إذا طلع الفجر الثاني ، وهو البياض الساطع المعترض في الأفق ، وآخر وقتها الإسفار الأعلى الذي يقرب من طلوع الشمس.

__________________

(١) أنث الفعل على معنى صلاة العصر.

(٢) لا تؤخر : أي الصلاة لا تؤخر.


باب

في معرفة سمت القبلة في جميع الأفق

اعلم أن الجهات أربع : جهة المشرق ، وجهة المغرب ، وجهة الشّمال ، وجهة الجنوب.

فجهة المشرق هي التي تطلع منها (١) الشمس في جميع أيام السنة. وهي من مشرق الشمس الأعلى ، وهي أقصى مطالعها الصيفية ، إلى مشرق الشمس الأسفل ، وهو أقصى مطالعها الشّتوية. وأوسط هذه الجهة يسمّى مشرق الاستواء ، وهو مطلع الشمس في زمن الاعتدال ، ويسمّى نقطة المشرق.

وجهة المغرب مقابلة لجهة المشرق. وهي من مغرب الشمس الأعلى ، (وهو أقصى مغاربها الصيفية ، إلى مغرب الشمس الأسفل) ، وهو أقصى مغاربها الشّتويّة. وأوسط هذه الجهة يسمّى مغرب الاستواء ، ويسمّى أيضا نقطة المغرب.

وجهة الشّمال عن يسارة مستقبل المشرق. وهي من مطلع الشمس الأعلى إلى مغربها الأعلى. وأوسط هذه الجهة يسمّى نقطة الشّمال ، وهو موضع القطب الأعلى الذي يدور عليه بنات نعش الصغرى. وأقرب كواكبها إليه الجدي.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : بها.


وجهة الجنوب مقابلة لجهة الشمال ، وهي (من) مطلع الشمس الأسفل إلى مغربها الأسفل. وأوسط هذه الجهة يسمّى (١) نقطة الجنوب ، وهو موضع القطب الأسفل. وليس يرى هذا القطب في أقاليمنا هذه ، ولكنه في مقابلة القطب الأعلى وموازيه.

وآفاق الأرض محيطة بمكة ، شرّفها الله تعالى ، من جميع هذه الجهات. فمنها المشرّق عنها ، ومنها المغرّب ، ومنها المحاذي لها من جهة الشّمال ، ومنها المحاذي لها من جهة الجنوب. وجميع ذلك ثمانية آفاق : ثلاثة منها مغرّبة ، وثلاثة مشرّقة ، وواحد من ناحية الشّمال ، وآخر من ناحية الجنوب.

فمن الثلاثة المغرّبة واحد على خط مكّة ، شرّفها الله تعالى ، وهو أوسطها. والآخران مائلان عن خطها ، أحدهما مما يلي الشمال ، والآخر مما يلي الجنوب. وكذلك الآفاق الثلاثة المشرّقة ، أحدها (٢) وهو الأوسط على خط مكّة ، شرّفها الله والآخران مائلان عن خطها ، أحدهما إلى ناحية الشّمال ؛ والآخر إلى ناحية الجنوب.

فأمّا الأفق الغربي المائل عن خط مكّة ، شرّفها الله ، إلى جهة الشّمال فسمت الشمس فيه إلى مطلع الشمس الأسفل وما يقاربه ؛ وذلك تلقاء جدار البيت ، حرسه الله تعالى ، الذي فيه الميزاب. ويستدلّ على القبلة في هذا الأفق بأن يجعل الجدي حذاء المنكب الأيسر ، وقلب العقرب إذا طلع تلقاء الوجه وأمّا في النهار فتجعل الشمس إذا استوت في وسط السماء على طرف الحاجب الأيمن. وفي هذا الأفق من البلدان مدينة الرسول ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وبيت المقدس ، حرسهما الله تعالى ، ومصر الإسكندريّة وطرابلس الغرب وإفريقيّة والأندلس وصقلّية.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : تسمى ، وهو غلط.

(٢) في الأصل المخطوط : أحدهما ، وهو غلط.


وأمّا الأفق الغربي الذي هو على خط مكّة شرّفها الله ، فقبلته إلى مشرق الاستواء وما يقاربه تلقاء الرّكن الغربي من البيت. وفي هذا الأفق بلاد الحبشة وما وراءها من بلد السّودان ، وما يوازي ذلك من سائر أرض المغرب (و). في حدود هذا (١) الأفق أسوان التي هي آخر عمل مصر.

وأمّا الأفق الغربيّ المائل عن خط مكّة ، شرّفها الله تعالى ، إلى جهة الجنوب فقبلته إلى مطلع الشمس الأعلى وما يتّصل به ، وذلك تلقاء جدار الكعبة الآخذ من الرّكن الغربيّ إلى الرّكن اليماني. وفي هذا الأفق بلد غانة وما يتّصل به من أرض المغرب. وفيه أيضا بلد النّوبة والحبشة ومغارب أرض اليمن.

وأما الأفق المحاذى لمكّة من جهة الجنوب فالقبلة إلى القطب الشّمالي وما يتصل به تلقاء الرّكن اليماني من البيت وفي هذا الأفق وسط بلاد اليمن.

وأما الأفق الشرقي المائل عن خط مكّة إلى جهة الجنوب فقبلته إلى مغرب الشمس الأعلى وما يتّصل به ، وذلك تلقاء جدار البيت الآخذ من الرّكن اليماني إلى الركن الأسود (٢). وفي هذا الأفق من البلدان مشارق أرض اليمن وبلد الشّحر (٣) وبلد الهند وما وراء من بلدان الصين الجنوبية.

وأمّا الأفق الشرقي الذي على خط مكّة فقبلته إلى مغرب الاستواء وما يقرب منه (٤) تلقا الرّكن الأسود من البيت. ومن بلدان هذا الأفق مدينة الطائف وبلد اليمامة ، وما يتّصل بذلك من جزيرة العرب.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : هذه ، وهو غلط.

(٢) الركن الأسود : أي الركن الذي فيه الحجر الأسود.

(٣) في الأصل المخطوط : السخر : ، وهو تصحيف.

(٤) في الأصل المخطوط : منها ، وهو غلط.


وأما الأفق المائل عن خط مكّة إلى جهة الشّمال فقبلته إلى مغرب الشمس الأسفل (١) وما يدانيه ، وذلك تلقاء جدار الكعبة الذي فيه بابها. وفي هذا الأفق مدن العراق ، منها بغداد والبصرة والكوفة ، وفيه أيضا بلاد فارس وكرمان وسجستان وخراسان ويستدلّ على القبلة (٢) في هذا الأفق بجعل الجدي حذاء المنكب الأيمن.

وأمّا الأفق المحاذي لمكّة ، شرّفها الله تعالى ، من جهة الشّمال فقبلته إلى القطب الجنوبي وما يقاربه. وفي هذا الأفق بلد قرقيسيا (٣) ونصيبين ورأس العين وما اتّصل بذلك من بلاد الجزيرة.

فهذا بيان سمت القبلة في جميع الآفاق المحيطة بمكّة.

فأمّا قول عمر بن الخطاب ، رضي‌الله‌عنه : «ما بين المشرق والمغرب قبلة إذا توجّه نحو البيت» (٤) فليس معناه أن ذلك في جميع آفاق الأرض. وإنما يصحّ استعماله في نواحي المدينة ، وسائر الأفق المغرّب عن مكّة المائل عن خطّها إلى جهة الشّمال ، لأن القبلة في هذا الأفق فيما بين مشرق الإسواء ومغرب الشمس الأسفل.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : للأسفل ، وهو غلط.

(٢) في الأصل المخطوط : هذه القبلة.

(٣) في الأصل المخطوط : قرقيسا ، وهو تصحيف.

وقرقيسيا : بلد في الجزيرة ، وهي كوره من كور ديار ربيعة (أنظر معجم ما استعجم ١٠٦٦) ، والبلدان.

(٤) يروى هذا القول لعمر وابن عمر أيضا.

روى الترمذي في سننه (٢ / ١٧٤): «وقال ابن عمر : إذا جعلت المغرب عن يمينك والمشرق عن يسارك فما بينهما قبلة ، إذا استقبلت القبلة». وروى البيهقي في ٢ / ٩ عن ابن عمر عن عمر بن الخطاب ، قال : «ما بين المشرق والمغرب قبلة إذا توجهت قبل البيت» ، وهذا أقرب إلى رواية المؤلف.

وقال ابن لا أثير في النهاية ٣ / ٢٥٤ في شرحه : «أراد به المسافر إذا التبست عليه قبلته. فأما الحاضر فيجب عليه التحري والاجتهاد. وهذا إنما يصح لمن كانت القبلة في جنوبه أو في شماله. ويجوز أن يكون أراد به قبلة أهل المدينة ونواحيها ، فإن الكعبة جنوبها».


وقد يصحّ أن يستعمل قول عمر رضي‌الله‌عنه ، في غير هذا الأفق من الأرض ، ويكون التوجه والتحديد مختلفا (١). وذلك أن الأفق الشرقيّ المائل عن خط مكّة إلى جهة الشّمال الذي فيه أرض العراق قبلته فيما بين المشرق الأسفل ومغرب الاستواء ، والأفق الشرقي المائل عن خطّ مكّة إلى جهة الجنوب قبلته فيما بين المشرق الأعلى ومغرب الاستواء ، والأفق الغربيّ المائل عن خطّ مكّة إلى جهة الجنوب قبلته فيما بين مشرق الاستواء ومغرب الشمس الأعلى ، والأفق المحاذي لمكّة من جهة الجنوب قبلته فيما بين مشرق الشمس ومغربها الأعليين ، والأفق المحاذي لمكّة من جهة الشّمال قبلته فيما بين مشرق الشمس ومغربها الأسفلين (٢) ؛ فقد صارت هذه الآفاق الستة يصحّ أن يقال إن قبلتها فيما بين المشرق والمغرب ، ولكن التوجّه مختلف.

ولا يصحّ أن يقال ذلك في الأفقين (٣) الباقيين فاعلم ذلك إن شاء الله.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : مخلفا ، وهو تصحيف

(٢) في الأصل المخطوط : الأعليين ، وهو غلط

(٣) في الأصل المخطوط : إلا في الأفقين ، وورود إلا هاهنا غلط يحيل المعنى. وأنظر أيضا اللسان والتاج (قبل).


باب

في ذكر الرياح وأسمائهن وتحديد مهابهن

الرياح أربع : الصّبا والدّبور والشّمال والجنوب. فالصّبا تهبّ من مشرق الاستواء ، وهو وسط المشرقين. والدّبور تهبّ من مغرب الاستواء ، وهو وسط المغربين ، مقابلة للصّبا. والشّمال تهبّ من ناحية القطب الأعلى. والجنوب تهبّ من ناحية القطب الأسفل مقابلة للشّمال. فهذه حدود الرياح عند أهل الحساب وعلماء العجم (١).

وكلّ ريح هبّت (٢) بين حدّ من هذه الحدود فهي عندهم منكبة غير أصلية. والعرب تسمّيها نكباء لأنها نكّبت عن مهابّ الرياح ، أي عدلت. وجمع النّكباء نكب.

وقد اختلفت الحكاية عن العرب في تحديد مهابّ الرياح. فحكى ابن الأعرابيّ (٣) أن مهبّ الجنوب من مطلع سهيل إلى مطلع الثّريّا ، ومهبّ الصّبا من مطلع الثّريّا إلى بنات نعش ، ومهبّ (٤) الشّمال من بنات نعش إلى مسقط النّسر الطائر ، ومهبّ الدّبور من مسقط النّسر إلى مطلع سهيل.

__________________

(١) أنظر الأنواء ١٥٨ ـ ١٦٩ والأزمنة ٢ / ٢٧٤ ـ ٢٨٥ ، والآثار الباقية ٣٣٩ ـ ٣٤٠.

(٢) في الأصل المخطوط : هب ، وهو غلط

(٣) هو أبو عبد الله محمد بن زياد بن الأعرابي ، من علماء الكوفة المشهورين (٢٣١) ترجمته في الفهرسة ٦٩ ، وطبقات النحويين للزبيدي ٢١٣ ـ ٢١٥ ، وتاريخ بغداد ٥ / ٢٨٢ ـ ٢٨٥ ، وإناه الرواة ٣ / ١٢٨ ـ ١٣٧ ، ومعجم الأدباء ـ ١٩٦ ١٨ / ١٨٩ وبغية الوعاة ٤٢ ـ ٤٣ ..

(٤) في الأصل المخطوط : مهاب ، وهو غلط.


وذكر ابن كناسة عن خالد بن صفوان (١) أنه قال : مهبّ الصّبا ما بين مطلع الشّرطين إلى القطب ، ومهبّ الشّمال ما بين القطب إلى مسقط الشّرطين ، ومهبّ الدّبور ما بين مسقط الشّرطين إلى القطب الأسفل ، ومهبّ الجنوب ما بين القطب الأسفل إلى مطلع الشّرطين.

وذكر الأصمعي (٢) وأبو زيد الأنصاري (٣) في تحديد الرياح نحوا مما قاله أهل الحساب.

قال الأصمعي : معظم الرياح أربع. وحدّهن بالبيت الحرام ، حرسه الله تعالى. فقال : القبول التي تأتي من قبل الكعبة ، شرّفها الله تعالى ، وهي الصّبا. والدّبور التي تأتي من دبر الكعبة ، والشّمال التي تأتي من قبل الحجر (٤) ، والجنوب من تلقائها ، يريد تلقاء الشّمال. قال وكلّ ريح انحرفت ، فوقعت بين ريحين من هذه الرياح فهي (٥) نكباء.

وقال أبو زيد مثل ذلك.

وأنشدوا لذي الرّمّة يذكر الرياح الأربع والنّكب :

__________________

(١) هو خالد بن صفوان بن عبد الله بن عمرو بن الأهتم التميمي المنقري ، من فصحاء العرب ، ولد ونشأ بالبصرة ، وكان يجالس الخلفاء ، وأدرك خلالة أبي العباس السفاح العباسي. ترجمته في وفيات الأعيان (١ / ٢٤٣) في ترجمة أبي بردة الأشعري) ، وأمالي المرتضى ١ / ٢٩٥ ، ٢ / ٢٦١ ـ ٢٦٢ ، ومعجم البلدان.

(٢) هو أبو سعيد عبد الملك بن قريب الأصمعي ، اللغوي البصري المشهور (٢١٦). ترجمته في الفهرست ٥٥ ـ ٥٦ ، وطبقات النحويين للزبيدي ١٨٣ ـ ١٩٢ وأخبار النحويين البصريين ٤٥ ـ ٥٢ ، وتاريخ بغداد ١٠ / ٤١٠ ـ ٤٢٠ ، وانباه الرواة ٢ / ١٩٧ ـ ٢٠٥ ، وطبقات القراء ١ / ٤٧٠ ، وبغية الوعاة ٣١٣ ـ ٣١٤.

(٣) هو أبو زيد سعيد بن أوس بن ثابت الأنصاري ، اللغوي البصري المشهور (٢١٥). ترجمته في الفهرست ٥٤ ـ ٥٥ ، وطبقات النحويين للزبيدي ١٨٢ ـ ١٨٣ ، وأخبار النحويين البصريين ٤١ ـ ٤٥ ، وتاريخ بغداد ٩ / ٧٧ ـ ٨٠ وإنباه الرواة ٢ / ٣٠ ـ ٣٥ وطبقات القراء ١ / ٣٠٥ ، وبغية الوعاة ٢٥٤ ـ ٢٥٥.

(٤) منطقة عند وادي القرى في شمال الحجاز ناحية.

(٥) في الأصل المخطوط : وهي ، وهو غلط.


أهاضيب أنواء وهيفان جرّتا

على الدّار أعراف الجبال الأعافر (١)

وثالثة تهوي من الشّام حرجف

لها سنن فوق الحصى بالأعاصر (٢)

ورابعة من مطلع الشّمس أجفلت

عليه بدقعاء المعا وقراقر (٣)

وحنّت بها النّكب السّواقى فأكثرت

حنين اللّقاح القاربات العواشر (٤)

أراد بالهيفين الجنوب والدّبور ، لأن العرب تصفهما بالحرّ ، والهيف الريح الحارّة.

والتي «تهوي من الشام» هي الشّمال ، وتسمّى الريح الشآمية لأن مهبّها من بلاد العرب (٥) مما يلي الشام.

والتي «من مطلع الشمس» الصّبا ، وتسمّى القبول وتسمّى الريح الشرقية. وكانت العرب تجعل بيوتها بإزاء الصّبا ومطلع الشمس والصّبا يتبرّك بها ، وهي ريح النصر (٦) التي نصر بها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «نصرت بالصّبا ، وأهلكت عاد بالدّبور (٧)» والصّبا ريح أهل نجد ، وبها يمطرون.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : أهاضيب ، وهو تصحيف. وفيه أيضا : الجبال والأبيات من قصيدة لدى الرمة مطلعها :

أشاقتك أخلاق الرسوم الدواثر

بأدعاص حوضى المعنقات النوادر

والأهاضيب : الأمطار ، واحدها أهضوبة والحبال : حبال الرمل. وأعرافها : أعاليها. يريد رمال الأعالي. والأعافر : الحمر ، واحدها أعفر ، من العفرة ، وهي لون التراب والرمل الضارب إلى الحمرة. الحرجف : الريح الشديدة الباردة. والسنن : الإسم من استنت الريح ، إذا اسرعت واشتد هبوبها. والأعاصير : جمع إعصار ، وهو التراب والعجاج يرتفع مع الرياح. وأجفت به : أي طيرته وأقبلت به. والدقعاء : التراب والمعا وقراقر : موضعان. والسوافي : التي تسفي التراب. واللقاح : جمع لقحة ، وهي الناقة التي وضعت جنينا. والقاربات : التي قرين الماء. والعواشر : التي ترد الماء العشر ، أي في اليوم العاشر من شربها.

والقصيدة في ديوان ذي الرمة ٢٨٢ ـ ٣٠٢ ، والأبيات الأربعة في الآثار الباقية ٣٤٠ ، والأنواء ١٥٩ ، والأزمنة ٢ / ٧٨.

(٢) في الأصل المخطوط : بين بدل سنن ، وهو تصحيف.

(٣) في الأصل المخطوط : وأربعة ، وهو غلط.

وفيه أيضا : أحبلت بدل أجفلت ، وهو تصحيف.

وفيه أيضا : برقعاء ، وهو تصحيف.

وفيه أيضا : وفرافر ، وهو تصحيف.

(٤) في الأصل المخطوط : القاربان ، وهو تصحيف.

(٥) في الأصل المخطوط : المغرب ، وهو تصحيف.

(٦) يعني بالنصر هاهنا نصر يوم الخندق ، حين هبت ريح شديدة في يوم شات ، فجعلت تكفى قدورهم ، وتقلب أبنيتهم ، فضعفوا وارتحلوا من الليل عن المدينة خائبين. أنظر الآثار الباقية ٢٥٥.

(٧) أنظر الحديث في النهاية ٢ / ١١ ـ ١٢ ، والآثار الباقية ٢٥٥ ، واللسان (دبر).


وأمّا الدّبور فهي الريح الغربية ، وتسمّى محوة ، لمحوها الآثار بشدّة عصوفها. هذا قول أبي زيد الأنصاري. وزعم الأصمعي أن محوة من أسماء الشّمال. والدّبور أقلّ الرياح هبوبا. وهي الريح العقيم ، لأنها لا تستدرّ السحاب ولا تلقح الشجر.

وأما الجنوب فهي الريح اليمانية ، لأن مهبّها من بلاد العرب مما يلي اليمن. ومن أسمائها الأزيب (١) والنّعامى والهيف. والجنوب ريح أهل الحجاز ، بها يمطرون ، وإياها يستطيبون. وأمّا غير أهل الحجاز فليست الجنوب بموافقة لهم ، وهي في الضّرر كالأخت الدّبور. ومتى اشتدّ هبوبها كدّرت الهواء والماء ، وأثقلت الحواسّ ، وخوّرت (٢) الأبدان وأرخته وأهعل مصر يسمّونها المريسيّة (٣). وإذا دامت عليهم أهلكتهم.

وأمّا الشّمال فمن (أسمائها) الحدواء (٤) والمسع (٥). قال الأصمعي : ومحوة اسم للشمال ، لأنها تمحو السحاب. وهذا القول إنما يصحّ على مذهب أهل الحجاز ، لأنهم يمدحون الجنوب ، ويذمّون الشّمال. وأمّا بلادنا نحن فمن شأن الشّمال (فيها) إثارة السحاب وإدرار الغيث. وكذلك هي عند غير أهل الحجاز من العرب. والشّمال

__________________

(١) في الأصل المخطوط : الأرتب ، وهو تصحيف.

وقال الزبيدي في التاج : الأزيب كالأحمر : الجنوب ، هذلية ، به جزم المبرد في كامله ، وابن فارس والطرابلسي». أنظر التاج واللسان : زيب ، والأزمنة ٢ / ٧٧. ويعني بالطرابلسي هاهنا أبا إسحاق ابن الأجدابي مؤلف هذا الكتاب.

(٢) في الأصل المخطوط : تورث ، وهو تصحيف.

وخورت الأبدان : أي أضعفتها وأورثت فيها فتورا

(٣) في الأصل المخطوط : المريسة ، وهو تصحيف.

والمريسية : ريح جنوبية تهب من قبل مريس ، وهي أدنى بلاد النوبة التي تلي أرض أسوان من صعيد مصر في أعالي النيل. وهي ريح باردة تقطع الغيوم وتصفي الهواء وتقوي حرارة الأبدان ويقع الوباء إذا دامت المريسية في مصر. كما يقع الوباء في العراق إذا دامت الريح في أيام البوارح. وأيام هبوب المريسية في مصر مقابلة لأيام البوارح ببغداد. لأن المريسية تهب في مصر في كانون الأول ، والبوارح في العراق تهب في حزيران والبوارح تدوم أربعين يوما ، والمريسية أربعين.

أنظر الإشراف والتنبيه ١٧ ـ ١٨ واللسان (مرس).

(٤) في الأصل المخطوط : الحوما ، وهو تصحيف.

وسميت الشمال حدواء لأنها تحدو السحاب ، أي تسوقه وتدفعه (الأنواء ١٦٠ ـ ١٦١ ، واللسان : حدا).

ويمكن أن تقرأ الكلمة في متن الكتاب : الجربياء ، وهي من أسماء الشمال أيضا ومعناها الباردة التي ترمي بالجريب وهو التراب والحصى (الأزمنة ٢ / ٧٧ ، واللسان : جرب).

(٥) في الأصل المخطوط : الميع ، وهو تصحيف.

والمسع يقال لها النسع أيضا (الأنواء ١٦٢ ، واللسان مسع ، نسع).


يشتدّ هبوبها بالنهار. فإذا كان الليل لانت وسكنت. والجنوب تهبّ بالليل. تقول العرب : «إن الجنوب قالت للشّمال : إن لي عليك فضلا ، أنا أسري ، وأنت لا تسرين (١). فقالت الشّمالك الحرّة لا تسري (٢)». ولذلك سمّوا الشّمال مؤوّبة والتّأويب : سير النهار ، والسّرى (٣) : سير الليل. قال الهذليّ (٤)

قد حال بين دريسيه مؤوّبة

مسع لها بعضاه الأرض تهزيز (٥)

__________________

(١) في الأصل المخطوط : لا تسيرين ، وهو تصحيف.

(٢) أنظر القول في الأنواء ١٦١.

(٣) في الأصل المخطوط : والسير ، وهو تصحيف.

(٤) هو المتنخل الهذلي ، واسمه مالك بن عمرو بن عثم ، وهو شاعر جاهلي. ترجمته في الشعراء ٦٢ ـ ٦٤٧ ، والأغاني ٢٠ / ١٤٥ ـ ١٤٧ ، والمؤتلف ١٧٨ ـ ١٧٩ ، اللآلي ٧٢٤ ، والاقتضاب ٣٦٣ ، والخزانة ٢ / ١٣٥ ـ ٣٧ ، والعيني ٣ / ٥١٧

(٥) في الأصل المخطوط : دريسه. بعصاه تهرير ، وهي تصحيف.

والبيت من قصيدة للمتنخل مطلعها ، وصلة البيت قبله :

لا درّ درّي إن أطعمت نازلكم

قرف الحتيّ وعندي البرّ مكنوز

لو أنّه جاءني جوعان مهتلك

من بؤّس النّاس عنه الخير محجوز.

 .................

قد حال دون .......

الدريس : الثوب الخلق. والعضاه : كل شجر له شوك.

والقصيدة في ديوان الهذليين ٢ / ١٥ ـ ١٧. والبيت وحده في الأنواء ١٦١ ، والأزمنة ٢ / ٧٧ ، واللسان (مسع) وفيه أن ابن بري ذكر أن البيت لأبي ذؤيب الهذلي.


باب في معنى النوء

النجوم التي تنسب إليها الأنواء هي منازل القمر الثمانية والعشرون ومعنى النّوء أن يسقط النجم منها في المغرب بالغداة ، وقد بقي من الليل غبش يسير ، ويطلع آخر يقابله تلك الساعة من المشرق. والذي ناء منهما في الحقيقة هو الطالع ، لأن النّوء في اللغة النهوض ولكن العرب قلبت ذلك ، فجعلت النّوء للساقط منهما ، لا للطالع فإذا قالوا : ناء نجم كذا فمعناه سقط بالغداة (١).

وإنما فعلوا ذلك لأن النّوء ، وإن كان معناه في كلامهم النهوض ، فإنما هو نهوض المثقل الذي كأنه يميله شيء ، ويجذبه إلى أسفل. فالساقط من النجوم هو الذي مال وسفل. فلذلك نسبوا النّوء إليه. وقد حكى الفرّاء (٢) أن النّوء يكون بمعنى السقوط والميلان فمعنى قولهم ناء الكوكب ينوء ، أي مال ساقطا في المغرب ولم يستعملوا ذلك إلّا في سقوطه بالغداة.

فإذا ناء النجم من هذه النجوم فمدّة نوئه ثلاثه عشر يوما إلّا الجبهة فإن لها أربعة عشر يوما ، خصّت بذاك لشرف نوئها عندهم. فما كان في هذه الثّلاثة عشر يوما من مطر أو ريح أو برد فهو منسوب إلى ذلك النجم الساقط بالغداة. ويسمّى ذلك هيجا (٣). إلا أن يكون الهيج بارحا ، والبارح (٤) ريح السّموم فإنه ينسب إلى الطالع (٥). فإذا سمعتهم ينسبون الحرّ إلى الثّريا ، أو إلى الجوزاء ؛ أو إلى

__________________

(١) أنظر لذلك الأنواء ٧ ـ ٨ ، والأزمنة ١ / ١٨ ـ ١٨١ ، واللسان (نوأ).

(٢) هو أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء ، نحوي كوفي مشهور (٢٠٧). ترجمته في الفهرست ٦٦ ـ ٦٧ ، وطبقات النحويين للزبيدي ١٤٣ ـ ١٤٦ ، وتاريخ بغداد ١٤ / ١٤٩ ـ ١٥٥ ، ومعجم الأدباء ٢٠ / ٩ ـ ١٤ ، وبغية الوعاة ٤١١.

(٣) الهيج : المطر والريح والبرد ، كم ذكر المؤلف. ويقال : يومنا يوم هيج. أي يوم غيم ومطر.

(٤) في الأصل المخطوط : بارجا والبارج ، وهما تصحيف.

(٥) أنظر تفصيل ذلك في الأنواء ٨٨ ـ ٨٩.


الشعرى ، فإنما ذلك عند طلوعها. فإذا نسبوا المطر والبرد إليها فذلك عند سقوطها. وقد ينسبون البارح إلى الساقط أيضا ، لم ير ذلك لهم إلّا في زباني العقرب خاصّة ، فإنهم ينسبون (١) البوارح إليها ، وذلك عند سقوطها في آخر نيسان.

وقد يجعلون للنجم مدّة من الثّلاثة عشر يختصّ بنوء ، كقولهم في نوء الثّريّا إنه سبع ليال ، وفي نوء السّماك أربع ليال. وسنرى ذلك عند ذكرنا له (٢) في مواضعه إن شاء الله تعالى.

فإن مضت مدّة سقوط النجم ، ولم يكن فيها مطر ، قيل خوى نجم كذا ، وأخوى ، وأخلف ، إذا لم يكن في نوئه مطر.

واعلم أن للعرب في النّوء مذهبين :

أحدهما أن تجعل فعلا للكوكب حادثا عنه ، وهذا مذهب أهل الجاهلية. وهو مذهب فاسد ، واعتقاده كفر. وإياه عني النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بقوله : «ثلاث من أمور الجاهليّة : الطّعن في الأنساب والنياحة والاستسقاء بالأنواء (٣). وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم مخبرا عن ربه عزوجل : «فأمّا من قال : مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب (٤).

والمذهب الآخر أن تجعل الأنواء أعلاما للأمطار ، وأوقاتا لها ، على وجه ما أجرى الله تعالى به العادة ، كما جعل شهر كانون وقتا للبرد ؛ وشهر حزيران وتموز وقتا للقيظ.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : ينسبوا ، وهو غلط.

(٢) سيذكر المؤلف ذلك مفرقا في الباب التالي ، وهو باب معرفة الشهور الشمسية.

(٣) أنظر الفائق ٣ / ١٠٣ ، والنهاية ٤ / ١٩٠ ، والأنواء ١٤ ، واللسان (نوأ).

(٤) أنظر اللسان (نوأ) ، والنهاية ٤ / ١٩٠ أيضا ، والأنواء ١٤.


معرفة الشهور الشمسية وأسمائها

عند الأعاجم وما يحدث في كل شهر منها من طلوع المنازل أو سقوطها.

الشهر الأول تشرين الأوّل ، ويقال له أكتوبر وهو أحد وثلاثون يوما (١) ، وعند القبط اسمه بابه (٢). وهو أوّل سنة الرّوم في تاريخ ذي القرنين.

وفي أوّل يوم منه تحلّ الشمس بالزّبانى. ويسقط بطن الحوت عند طلوع الفجر. وعند طلوعه ينتهي غور المياه ، وتهبّ رياح الصّبا ، ويصلح قطع الخشب ، ويتمّ صرام النخل (٣) ، ويطلع السّماك. قال ساجع العرب :

«إذا طلع السّماك ذهبت العكاك ، وقلّ على الماء اللّكاك (٤). العكاك : الحرّ (٥). واللّكاك : الازدحام على الماء يكون قد برد الزمان.

وفي خمسة عشر منه تحلّ الشمس بأوّل برج العقرب ، ويثبت الخريف. والشمس هابطة في الجنوب.

__________________

(١) أنظر ما سبق في ص ٤٩ من هذا الكتاب ، وانظر حاشيتنا رقم ١ هناك.

(٢) أنظر حاشيتنا رقم ٢ في ص ٤٨ من هذا الكتاب.

(٣) في الأصل المخطوط : النحل : وهو تصحيف.

(٤) في الأصل المخطوط : ذهب ، والتصويب عن الأنواء والمخصص.

وأنظر السجع في الأنواء ٦٥ ، والأزمنة ٢ / ١٨٢ ـ ١٨٣ والمخصص ٩ / ١٦ والمزهر ٢ / ٥٢٩ ، وعجائب المخلوقات ٤٧. وقل على الماء اللكاك : يريد قلة الازدحام عليه ، لقلة شرب الإبل في ذلك الوقت لبرد الزمان. والعكاك : جمع عكة ، وهي شدة الحر في سكون الريح.

(٥) في الأصل المخطوط : الجزور ، وهو تصحيف تصويبه من الأنواء ٦٥ ، ويمكن أن يقرأ ما في الأصل : الحرور ، وما أثبتناه أصوب.


وفي أربعة وعشرين منه تحلّ الشمس بالإكليل ، ويسقط النّطح بالغداة ، ويطلع الغفر. قال ساجع العرب :

«إذا طلع الغفر اقشعرّ السّفر ، وزال النّضر ، وحسن في العين الجمر» (١). السّفر : المسافرون. والنضر : نضارة (٢) الأرض.

وفي هذا الوقت تطلع الثّريّا عشيّا. تقول العرب : «إذا طلعت الثّريّا عشيّا ابتغى الرّاعي كساء (٣).

وفي ثمانية وعشرين منه يدخل هتور ، وهو الشهر الثالث من شهور سنة القبط.

الشهر الثاني تشرين الثاني ، ويقال له نومبر ، وهو ثلاثون يوما. في ستة أيام منه تحلّ الشمس بالقلب ، ويسقط البطين بالغداة وتطلع الزّبانى. قال ساجع العرب :

«إذا طلعت الزّبانى أحدثت لكلّ ذي عيال شانا ، ولكلّ ذي ماشية هوانا ، فاجمع للشّتاء ولا تتوانا (٤)». يريد أن البرد قد هجم ، فشغل صاحب العيال باتخاذ ما يصلح للشتاء ، وابتذل صاحب الماشية نفسه في تتبّع مصالحها.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : النظر ، وهو تصحيف.

وأنظر السجع في الأنواء ٦٧ ، والأزمنة ٢ / ١٨٣ ، والمخصص ٩ / ١٦ ، وعجائب المخلوقات ٤٧ ، والمزهر ٢ / ٥٢٩. اقشعر السفر : أي بردوا في الليل. وزال النضر : يريد ذهاب النضارة عن الأرض والشجر بتغير الكلأ وورق الشجر.

(٢) في الأصل المخطوط : والنظر نظارة ، وهما تصحيف.

(٣) أنظر السجع في الأنواء ٢٧ ، والأزمنة ٢ / ١٨٠ والمخصص ٩ / ١٥ ؛ ولفظة فيها : ...... عشاء .... كساء.

وكسيا : تصغير كساء.

(٤) أنظر السجع في الأنواء ٦٩ ، والأزمنة ٢ / ١٨٣ ، والمخصص ٩ / ١٦ ، والمزهر ٢ / ٥٢٩ وفيها : وقالوا : كان وكانا ، فأجمع ...» ، وعجائب المخلوقات ٤٧.


وفي أربعة عشر منه عطاس الثّريّا على مذهب القدماء وهنالك ينفلق البحر.

وفي خمسة عشر منه تحلّ الشّمس في برج القوس. وحينئذ يمتزج الخريف بالشتاء ، ويكون النهار عشر ساعات والليل أربع عشرة ساعة ، والشمس هابطة في الجنوب.

وفي تسعة عشر منه تحلّ الشمس بالشّولة ، وتسقط الثريا بالغداة ويطلع الإكليل. قال ساج العرب :

«إذا طلع الإكليل هاجت الفحول ، وشمّرت الذّيول ، وتخوّفت السّيول (١)».

ولسقوط الثّريّا نوء ، ومدّته سبع ليال. وهو أشرف نوء وأيمنه. فإذا جاءهم وثقوا بالخصب ، وإن أخطأ فهو الجدب إلا أن يصيبهم نوء الجبهة (٢) فإنها تعدل الثّريّا عندهم قال ذو الرمة :

نوء الثّريّا به أو جبهة الأسد (٣).

__________________

(١) أنظر السجع في الأنواء ٧٠ ، والأزمنة ٢ / ١٨٣ ، والمخصص ٩ / ١٦ ، والمزهر ٥٢٩ ، وعجائب المخلوقات ٤٨.

(٢) نوء الجبهة سبع ليال أيضا ، وهو في شباط ، فيكون نوء الثريا في الوسمى أي في الخريف ، في زمن تريد الأرض فيه الماء. ونوء الجبهة في أول الربيع إبان نمو الزرع والكلأ وانقطاع أمطار الشتاء. ولذلك يقولون : ما اجتمع مطر الثريا في الوسمي ومطر الجبهة في الربيع إلا كان ذلك العام تام الخصب والكلأ.

(٣) الشطر عجز بيت من قصيدة لذي الرمة مطلعها مع صلة البيت وصدره :

يا دارميّة بالخلصاء فالجرد

سقيا ، وإن هجت أدنى الشوق للكمد

من كلّ ذي لجب باتت بوارقه

تجلو أغرّ المعالي حالك النّضد

مجلجل الرعد عراصا إذا ارتجست

نوء الثريا ................

والقصيدة في ديوان ذي الرمة ١٣٤ ـ ١٤٩. والبيت في الأنواء ٣٢ ، والشطر فيه ٥٤. وروايته فيها جميعا : أو نثرة الأسد.


وفي تسع وعشرين منه يدخل كيهك ، وهو الرابع من سنة القبط.

الشهر الثالث كانون الأوّل ، ويقال له دجنبر. وهو أحد وثلاثون يوما.

في يومين منه تحلّ الشمس بالنّعائم ، ويسقط الدّبران بالغداة ، ويطلع القلب ، قال ساجع العرب :

«إذا طلع القلب جاء الشّتاء كالكلب ، وصار أهل البراري في كرب (١).

ويطلع أيضا النّسر الواقع بالغداة. ويقال له وللقلب : الهرّاران (٢) ، لأن الشتاء يهرّ بطلوعهما ، أي يشتدّ برده ، ثم تعصف رياحه. ولذلك قالوا : «جاء الشّتاء كالكلب» لهريرة. قالت العرب :

«إذا طلع الهرّاران يبست الأغصان ، وغشيت النّيران وهزلت السّمان ، وانحجزت الولدان ، واستدّ البرد بكلّ مكان» (٣).

وفي خمس عشرة ليلة منه تحلّ الشمس برج الجدي. وذلك فصل الشتاء محضا. وفيه انتهاء قصر النهار ، وطول الليل. ثم ترجع الشمس في ذلك اليوم صاعدة في الجنوب ، ويأخذ النهار في الزيادة.

__________________

(١) أنظر السجع في الأنواء ٧٠ ـ ٧١ ، والأزمنة ٢ / ١٨٣. والمخصص ٩ / ١٦ والمزهر ٢ / ٥٢٩ ، وفيها زيادة : «ولم تمكن الفحل إلا ذات ثرب» وعجائب المخلوقات ٤٨.

والرواية في الأنواء والمزهر والأزمنة : أهل البوادي ، وفي المخصص : أهل الوادي.

(٢) أنظر عجائب المخلوقات ٤٨.

(٣) أنظر السجع في المخصص ٩ / ١٦ ، والأزمنة ٢ / ١٢٨. وهو هاهنا أطول غشيت النيران : أي طلبها الناس واصطحوا بها لشدة البرد. وهزلت السمان : أي سمان الإبل ، لشدة البرد وقلة المرعى. وانحجزت الولدان. أي قعد الأولاد في البيوت عن اللعب والمراح.


وفي ذلك اليوم تحلّ الشمس بالبلدة ، وتسقط الهقعة بالغداة ، وتطلع الشولة. قال ساجع العرب :

«إذا طلعت الشّولة أعجلت الشّيخ البولة ، واشتدّت على العيال العولة ، وقيل : شتوة زولة (١)» العولة : الحاجة. وزولة : عجيبة منكرة. ويقال ذلك لشدّة البرد وهوله.

وفي خمسة وعشرين منه الميلاد.

وفي خمسة وعشرين منه يدخل طوبه وهو خامس شهر من سنة القبط.

وفي ثمانية وعشرين منه تحلّ الشمس بسعد الذّابح ، وتسقط الهقعة بالغداة ، وتطلع النّعائم. قال ساج العرب :

«إذا طلعت النّعائم طال الليل على النائم ، وقصر النّهار على الصّائم وخلص البرد إلى كلّ ناسم (٢)

الشهر الرابع كانون الآخر ، ويقال له يناريه. وهو أحد وثلاثون يوما. وهو أوّل السنة عند الروم في حساب المسيح عليه‌السلام.

__________________

(١) أنظر السجع في الأنواء ٧٢ ، والأزمنة ٢ / ١٨٣ ، وال مخصص ٩ / ١٦ ، والمزهر ٢ / ٥٢٩ ، وعجائب المخلوقات ٤٨.

(٢) أنظر السجع في الأنواء ٧٤ ـ ٧٥ ، والأزمنة ٢ / ١٨٣ ، والمخصص ٩ / ١٦ والمزهر ٢ / ٥٣٠ ، وعجائب المخلوقات ٤٨. وروايته في هذه المظان تختلف عما هاهنا. وهو بتأليف رواياته فيها :

«إذا طلعت النعائم توسفت التهائم ، من الصقيع الدائم ، وخلص البرد إلى كل نائم ، وتلاقت الرعاء بالنمائم».


وفي عشر منه تحلّ الشمس سعد بلع ، ويسقط الذّراع بالغداة ، وتطلع البلدة. قال ساجع العرب :

«إذا طلعت البلدة حمّمت الجعدة ، وأكلت القشدة (١).

الجعدة : نبت. وقوله «حمّمت» أي طلعت فاخضرّ بها وجه الأرض ، من غير أن تطول. يعني أن النبات قد بدا. والقشدة ما يبقى من السمن ، ويخلص عن الزّبد في أسفل القدر. يعني أن الزّبد يكثر عندهم.

وفي ثلاثة عشر منه خروج الليالي السّود.

وفي أربعة عشر منه تحلّ الشمس بأوّل برج الدّلو ، ويثبت الشتاء.

وفي ثلاثة وعشرين منه تحلّ الشمس بسعد السّعود ، وتسقط النّثرة ، ويطلع سعد الذّابح. قال ساجع العرب :

«إذا طلع سعد الذّابح لم تنبح النّوابح ، من الصّقيع القادح ويصبّح السّارح (٢)» يعني أن الراعي لا يبكر بالماشية من شدّة البرد.

وفي ذلك الوقت يطلع سهيل عند غروب الشمس.

وفي ستة وعشرين منه يدخل أمشير ، وهو الشهر السادس من سنة القبط.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : هنا وفي الشرح بعد قليل ، حمت ، وهو غلط.

وأنظر السجع في الأنواء ٧٦ ، والأزمنة ٢ / ١٨٣ ، والمخصص ٩ / ١٦ ، والمزهر ٢ / ٥٣٠ وفيها زيادة : «وقيل للبرد : اهده» ، وعجائب المخلوقات ٤٩.

(٢) أنظر السجع في الأنواء ٧٦ ـ ٧٧ ، والأزمنة ٢ / ١٨٣ ، والمخصص ٩ / ١٦ والمزهر ٢ / ٥٣٠ ، وعجائب المخلوقات ٤٩. وروايته في هذه المظان :

«إذا طلع سعد الذابح حمى أهله النابح ، ونفع أهله الرائح ، وتصبح السارح ، وظهر في الحي الأنافح».


الشهر الخامس شباط (١) ، ويقال له فبرايره (٢). وهو ثمانية وعشرون يوما ، وإن كانت تكون كبيسة فهو تسعة وعشرون يوما ، وإن كانت تكون كبيسة فهو تسعة وعشرون يوما.

وفي خمسة منه تحلّ الشمس بسعد الأخبية ، ويسقط الطّرف بالغداة. وعند سقوطه تنقّ الضفادع ، ويزدوج الطير ، وتعشب الأرض ، ويطلع سعد بلع. قال ساجع العرب :

«إذا طلع سعد بلع ، اقتحم الرّبع ، وصيد المرع ، وصار في الأرض لمع (٣). الرّبع من أولاد الإبل : ما نتج من أوّل النّتاج ، (ويريد) باقتحامه أن يقوى في مشيه. والمرع : طائر يكون في الخضرة والعشب. ولمع : أي من النبات والكلأ.

وفي سبعة منه سقوط الجمرة الأولى (٤). وفي أربعة عشر منه سقوط الجمرة الثانية. وفي أحد وعشرين منه سقوط الجمرة الثالثة. فهذا وقع الجمار.

وفي ثلاثة عشر (منه) تحلّ الشمس بأوّل برج الحوت. وحينئذ يمتزج الشتاء بالربيع ، ويكون النهار إحدى عشرة (٥) ساعة ، والليل ثلاث عشرة ساعة ، والشمس صاعدة في الجنوب.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : أشباط ، وهو غلط.

(٢) في الأصل المخطوط : فراريه ، وهو غلط.

(٣) أنظر السجع في الأنواء ٧٨ ، والأزمنة ٢ / ١٨٣ ، والمخصص ٥ / ١٦ ، والمزهر ٢ / ٥٣٠ وعجائب المخلوقات ٥٠ ، وفيها زيادة : «ولحق الهبع ، وصيد ...»

والمرع : طائر طويل العنق يملأ كفي الإنسان وأكثر ما يرى في الخضرة والعشب ولمع : أي لمع من العشب.

(٤) سقوط الجمرة يعني ابتداد الدفء وانكسار حدة البرد. والجمار ثلاث كما ذكر المؤلف ، والثالثة منها تسمى الكبرى.

وبين وقوع كل جمرتين أسبوع تام.

وقال البيروني في الآثار الباقية ٢٥٣ ـ ٢٥٤ : «وسميت جمارا لأنها أيام مرسومة بخروج الدفء من بطن الأرض إلى ظاهره على رأي من يعتقد ذلك. فأما من يرى خلافه فمن استبدال الهواء حرا ببرد من جهة جرم الشمس ، إذ جرمها هو السبب الأول للحر ... وكانت العرب تستعملها في شهورها حتى اختلفت ، وتفاوتت أوقاتهم ، فصرفت حينئذ إلى شهور الروم التي هي ثابتة غير زائلة. وقيل إن في الأولى منها يدفأ الإقليم الأول والثاني ، ويدفأ في الثانية الثالث والرابع ، ويدفأ في الثالثة بقية الأقاليم. وقيل أيضا انه يرتفع من الأرض بخارات في الجمرات. تحمى الأرض في الأولى منها ، والماء في الثانية ، والأشجار في الثالثة ..».

وأنظر الأزمنة ١ / ٢٧٦ ، والأنواء ١١٩.

(٥) في الأصل المخطوط : إحدى عشر ، وهو غلط.


وفي ثمانية عشر منه تحلّ الشمس بالفرغ (١) الأوّل ، وتسقط الجبهة بالغداة. وعند ذلك ينكسر الشتاء وتجتنى الكمأة ، وتورق الشجر ، وتهبّ الرياح اللّواقح ، ويطلع سعد السعود. قال ساجع العرب :

«إذا طلع سعد السّعود ، نضّر العود ، ولانت الجلود ، وكره في الشّمس القعود» (٢). يريد أن الماء قد جرى في العود فصار ناضرا (٣) غضّا. وتلين الجلود لذهاب يبس الشتاء.

ولسقوط الجبهة نوء مدّته سبع ليال ، وهو أشرف الأنواء. يقولون : ما امتلأ واد من نوء الجبهة (ماء) إلّا (امتلأ) عشبا (٤) ، وما خوت الجبهة ببلد إلّا كان ربيعه ناقصا ومعنى خوت أي أخلف نوءها ، ولم يكن فيه مطر.

ويوم الخامس والعشرين (٥) منه يكون أول الأعجاز (٦).

__________________

(١) في الأصل المخطوط : بالفرع ، وهو تصحيف.

(٢) في الأصل المخطوط : نظر العود ، وهو تصحيف.

وأنظر السجع في الأنواء ٧٩ ، والأزمنة ٢ / ١٨٤ ، والمخصص ٩ / ١٦ ، والمزهر ٢ / ٣٥٠ وعجائب المخلوقات ٥٠.

(٣) في الأصل المخطوط : ناظرا ، وهو تصحيف.

(٤) أنظر هذا القول في الأنواء ٥٩.

(٥) في الأصل المخطوط : الخامس وعشرين ، وهو غلط.

(٦) يريد بالإعجاز أيام العجوز ، وهي سبعة أيام متوالية ، وأولها اليوم السادس والعشرون من شباط على القول المشهور فإذا كانت السنة كبيسة كان أربعة أيام منها من شباط ، وثلاثة أيام من آذار ، وإذا لم تكن كبيسة ، فثلاثة أيام من شباط ، وأربعة من آذار.

ولهذه الأيام عند العرب أسام. فأولها الصن ، وهو شدة البرد. والثاني الصنبر ، وهو الذي يترك الأشياء كالصنبرة ، وهي ما غلط وخثر. والثالث أخوهما الوبر ، لأنه وبر آثار الأشياء أي محاها وأخفاها. والرابع الآمر ، يأمر الناس بالحذر منه. والخامس المؤتمر ، أي أنه يأتمر بأذى الناس ويرى لهم الشر ببرده. والسادس المعلل ، لأنه يعلل الناس بتخفيف البرد. والسابع مطفئ الجمر ، وهو أشدها ، سمي بذلك لأن شدة البرد تطفئ الجمر.

وقد أنشدوا لأبي شبل الأعرابي في أيام العجوز :

كسع الشتاء بسبعة غبر

أيام شهلتنا من الشهر

فإذا انقضت أيام شهلتنا

بالصّنّ والصّنّبر والوبر

وبآمر وأخيه مؤتمر

ومعلّل وبمطفئ الجمر

ذهب الشتاء مولّيا هربا

وأتتك واقدة من النّجر

ومن العرب من يعد هذه الأيام سبعة ، ومنهم من يعدها خمسة ، وبرد العجوز ربما بقي عشرة أيام أو أكثر. ولهم في سبب تسميتها بأيام العجوز أخبار وروايات. منها أن عجوزا رأت الحر فطرحت المحشأ عنها ، فماتت بعد ذلك في برد هذه الأيام. وزعم بعض العرب أن أيام العجوز سميت بهذا الإسم لأنها عجز الشتاء أي آخره. وهذا يوافق قول المؤلف «أول الأعجاز» في متن الكتاب. وقيل سميت بذلك لأن العرب جزت الأصواف والأوبار مؤذنة بالصيف. وقالت عجوز منهم : لا أجز حتى تنقضي هذه الأيام ، فإني لا آمنها ، فاشتد البرد فيها ، وأضر بمن جز ، وسلمت العجوز بمالها. ويروى أيضا أن العجوز عجلت بجز صوفها لحاجتها إليه وثقتها بالحر ، فجاء البرد ، وموتت غنمها ، وكانت سبعة ، فماتت كل يوم واحدة ، فمن جعلها سبعة أيام فلهذه العلة. وفيها روايات أخرى أيضا.

وأنظر لذلك كله الآثار الباقية ٢٥٤ ـ ٢٥٦ ، والأنواء ١١٩ ، والأزمنة ١ / ٢٧٣ ـ ٢٧٦ ، واللسان (كسع).


وفي ذلك اليوم يدخل برمهات ، وهو الشهر السابع من سنة القبط.

الشهر السادس آذار ، ويقال له مارسه (١) ، وهو أحد وثلاثون يوما.

في ثلاثة أيام منه تحلّ الشمس بالفرغ (٢) الثاني ، ويسقط الخرتان (٣) بالغداة ، ويطلع سعد الأخبية. قال ساجع العرب.

«إذا طلع سعد الأخبية دهنت الأسقية ، ونزلت الأحوية» (٤) الأحوية : بيوت المدر (٥). وتظهر الهوامّ.

وفي خمسة عشر منه تحل الشمس بأوّل برج الحمل. وذلك أوّل فصل الربيع ، وتطلع الشمس من مشرق الاستواء ، ويعتدل الليل والنهار. ثم تصعد الشمس في الشّمال ، وتبتدئ زيادة النهار على الليل.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : مارينه ، وهو تصحيف.

(٢) في الأصل المخطوط : الفرع ، وهو تصحيف.

(٣) هما نجما الزبرة ، زبرة الأسد ، وهما نجمان نيران على إثر الجبهة ، بينهما رقيد سوط. أنظر الأنواء ٥٨ ـ ٥٩ ، والآثار الباقية ٣٤٤ واللسان (خرت) ويسميان الخراتين أيضا كما في الأنواء واللسان.

(٤) في الأصل المخطوط : تركت ، وهو تصحيف.

وأنظر السجع في الأنواء ٨١ ، والأمنة ٢ / ١٨٤ والمخصص ٩ / ١٦ ، والمزهر ٢ / ٥٣٠. وفيها زيادة : «وتجاورت الأبنية» وعجائب المخلوقات ٥٠.

نزل الأحوية : لأن العرب في هذا الوقت يعودون من مشاتيهم في البوادي إلى محاضرهم على مياههم الأصلية يقضون شهور الصيف فيها ليبس الكلأ ونضوب الغدران في البوادي ، وينزلون بيوتهم على محاضرهم وهي من المدر ، أي الطين. والأسقية : جمع سقاء ، وهي قربة الماء ، وإنما تدهن لأنها في الشتاء قد يبست وشننت لتركهم الاستقاء فيها ، فتدهن في هذا الوقت لحاجتهم إليها.

(٥) الأنواء ٨٠ وفي الصحاح واللسان (حوا) أنها من الوبر.


وفي ذلك اليوم تحلّ الشمس ببطن الحوت ، وتسقط الصّرفة بالغداة. وعند ذلك ينصرف البرد ، ويطلع الفرغ (١) الأوّل. قال ساجع العرب :

«إذا طلع الفرغ الأوّل كثر الأسفار والتّحوّل»

وفي ثمانية وعشرين يطلع الفرغ (١) الثاني. قال ساجع العرب :

«إذا طلع الفرغ (١) الثاني تحرّكت الأطيار بالأغصان». وفي نصف الليل السّماك. وفي وقت السّحور والأذان الإكليل ، وعند طلوع الفجر الشّولة. وتسقط الصّرفة في خمسة (عشر) منه (٢) ونوؤها ثلاث ليال. وعند سقوطها ينصرف البرد ، ويعقد اللوز والتفاح وتجوز الآفات على الزروع. ولذلك قيل : «إذا دخل آذار أحيا وأبار (٣)» لكثرة الكلأ فيه فإن مبتكر الثمار يعقد ، ويبين ما (٤) فيه من الآفات.

وفي هذا الوقت يصلح قطع العروق ، والحجامة ، وشرب (٥) الدواء ، وختان الصبيان وفطامهم. وتقول العرب «إذا فطم الولد في نوء الصّرفة لم يكد يطلب اللبن (٦)».

وإذا سقطت الصّرفة طلع نظيرها الفرغ (٧) ، وهو فرغ الدّلو المقدّم. وقد ذكر ساجع العرب طلوع الفرغين (٨). جميعا ، فجمعهما في السجع باسم الدّلو ، فقال :

__________________

(١) في الأصل المخطوط : الفرع ، وهو تصحيف.

(٢) ذكر ذلك آنفا قبل السطور.

(٣) ابار : أي أهلك وأفسد.

(٤) في الأصل المخطوط : لما ، وهو غلط.

(٥) في الأصل المخطوط : ويشرب ، وهو تصحيف.

(٦) أنظر الأنواء ٦٠.

(٧) في الأصل المخطوط : الفرع ... فرع ، وهما تصحيف.

وفرغ الدلو في اللغة : مصب الماء منها بين العرقوتين وقد يقال للفرغ الأول عرقوة الدول العليا ، وللفرغ الآخر : عرقوة الدول السفلى (أنشر الأنواء ٨٢).

(٨) في الأصل المخطوط : الفرعين ، وهو تصحيف.


«إذا طلع الدّلو هيب الجزو ، وأنسل العفو ، وطلب اللهو الخلو» (١). وقيل : «إذا طلع الدّلو فالرّبيع والبدو ، (وذلك) أول فصل الربيع ، وهو رأس الأزمنة ، وابتداء سنة الشمس. قال الشاعر ، وهو الحسن بن هانئ (٢) :

ألم تر الشّمس حلّت الحملا

وقام وزن الزّمان واعتدلا

وغنّت الطّير بعد عجمتها

واستوفت الخمر حولها كملا (٣)

يريد حول الشمس ، لأن الشمس كلما حلّت برأس الحمل فقد انقضت لها سنة منذ حلّت برأسه في السنة الماضية.

وفي عشرين منه تحلّ الشمس بالشّرطين ، ويتوسط السماء عند غروب الشمس النّثرة ، وفي نصف الليل الغفر ، وفي وقت السّحور والأذان القلب ، وعند طلوع الفجر النّعائم. وتسقط الهنعة ، ونوؤها ليلة ، وليس بالمشهور. وعند سقوطها يدرك الباقلّاء والنّبق والفاكهة المبكّرة بالعراق. ويطلع الفرغ (٤) الثاني.

وفي اثنين وعشرين منه نوء التجبيس (٥) الأوّل.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : الجرو ، وهو تصحيف.

وانظر السجع في الأنواء ٨٢ ، والأزمنة ٢ / ١٨٤ ، والمخصص ٩ / ١٦ ، والزهر ٢ / ٥٣٠ ، وعجائب المخلوقات ٥١.

(٢) في الأصل المخطوط : الحسن البرهاني ، وهو تصحيف.

والحسن بن هانئ هو أبو نواس الشاعر العباسي المشهور بطريقته وخمرياته (١٩٩) ترجمته في الشعراء ٧٧٠ ـ ٨٠٢ ، والأغاني ١٨ / ٥٢ ، والخزانة ١ / ١٨٦ ، والوفيات ١ / ١٣٥ ، وتاريخ بغداد ٧ / ٤٣٦.

(٣) في الأصل المخطوط : واستوفت الشمس ، والمشهور ما أثبتناه.

والبيتان أول قصيدة خمرية لأبي نواس في ديوانه ٣١٣ ـ ٣١٤. والبيتان في الأنواء ١٩ ، والشعراء ٧٧٣. والبيت الثاني في الحيوان ٧ / ٥٥.

(٤) في الأصل المخطوط : الفرع ، وهو تصحيف.

(٥) ذكر المؤلف في الفقرات التالية ثمانية تجبيسات في مدى ٥٠ يوما ، بفواصل زمنية متساوية قدرها سبعة أيام. والتجبيس الثاني في تسعة وعشرين من آذار. والثالث في خمسة من نيسان. والرابع في اثني عشر منه. والخامس في تسعة عشر منه. والسادس في ستة وعشرين منه. والسابع في ثلاثة من أيار. والثامن في عشرة منه.

والتجبيس من الجبس ، وهو الجص الذي يبنى به. ولم أدر ما المراد به هاهنا ، ولم أجد له معنى آخري المراجع التي نظرت فيها من معجمات اللغة وكتب الأنواء وما شاكلها. إلا أن المؤلف قال في التجبيس الثامن في أيار : «وفي عشرة منه التجبيس الثامن ، وهو السيع». فعلمت أن السيع شرح وتفسير للتجبيس عندهم. والسيع هو ما يسيل على وجه الأرض من ماء المطر والجمد الذائب. فهل يريد المؤلف بالتجبيس هاهنا أمطار الربيع الشديدة التي تسيل منها الوديان ، وتذوب الثلوج على الجبال وتنحدر في الأباطح ، وينشأ عنها هذا الطين الذي يغطي وجه الأرض ، ويقال له الغرين.


وفي سبعة وعشرين منه يدخل برمودة وهو الشهر الثامن من شهور القبط. هذا في السنة غير الكبيسة ، فأما في الكبيسة فدخوله في يوم ستة وعشرين منه ،

وفي تسعة وعشرين منه التجبيس الثاني.

الشهر السابع نيسان ، وهو أبريل. وأيامه ثلاثون يوما.

في ثلاثة منه تحلّ الشمس بالبطين ، ويتوسّط السماء عند غروب الشمس الطّرف ، وفي نصف الليل الزّبانى ، وفي وقت السّحور والأذان الشّولة ، وعند طلوع الفجر البلدة. ويسقط السّماك الأعزل ، ونوؤه أربع ليال ، وهو نوء مذكور مشهور ، قلّ ما يخلف (١) ، وبمطره يزكو الزرع ، ويطول الكلأ. ولذلك (قيل) : «مطرة في نيسان خير من ألف سان». والساني (٢) : المستقي. وقال ذو الرّمّة :

ولا زال من نوء السّماك عليكما

ونوء الثّريّا وابل متبطّح (٣)

أي واسع. إلّا أن بعضهم ذمّ نوءه ، لأن النّشر يكون عن مطره. والنّشر أن يجفّ النبت وأصوله غضّة بعد ، ثم يصيبه المطر ، فيعود أخضر. يقال : نشر الكلأ ، ينشر نشرا ، إذا عادت إليه الخضرة بعد أن ابتدأ في الجفوف. وهو مضرّ بالماشية ، وإذا رعته الإبل أصابها عنه السّهام (٤) ، وهو داء تموت منه. قال الشاعر في جمل له ناله ذلك :

__________________

(١) في الأصل المخطوط : يخاب ، وهو تصحيف. والصواب في الأنواء ٦٤ ـ ٦٥.

(٢) في الأصل المخطوط : شان والشاني ، وهما تصحيف.

(٣) البيت من قصيدة لذي الرمة مطلعها وهو صلة البيت :

أمنزلتي مي سلام عليكما

على التأي ، والنائي يود وينصح

ولا زال ...............

 .............................

الوابل : المطر الشديد الضخم القطر. والمتبطح : الذي يسيل ويتسع في البطحاء وهي مجرى السيل.

والقصيدة في ديوان ذي الرمة ٧٧ ـ ٩٢ ، والبيت في الأنواء ٢٢ ، ٦٣ ، واللسان والتاج (بطح).

(٤) في الأصل المخطوط : البهام ، وهو تصحيف.


ليت السّماك ونوؤه لم يخلقا

ومشى الأويرق في البلاد سليما (١)

الأويرق : جمله.

وعند سقوط السّماك يبتدأ بحصاد الشعير بالعراق. وحينئذ تطلع السّمكة. قال ساجع العرب :

«إذا طلعت السّمكة ، أمكنت الحركة ، وتعلّقت الحسكة ونصبت الشّبكة ، وطاب الزّمان للنّسكة (٢)».

وقيل : «إذا طلع الحوت خرج النّاس من البيوت» (٣).

الحسكة : شوكة السّعدان ، يريد أن النّبت قد اشتدّ وصلب ، فتعلّقت الحسكة بما لابسها من ثوب أو صوف شاة أو وبر بعير ؛ وكانت قبل هذا ناعمة لا تتعلّق بشيء. ونصبت الشبكة لأن فراخ الطير قد نهضت في هذا الوقت ، وفارقت الأوكار ، وطارت ، فنصبت الشّباك لاصطيادها. والنّسكة طاب لهم الزمن فساحوا في الأرض ، لا يخافون بردا ولا حرا.

وفي خمسة منه التجبيس الثالث.

وفي اثني عشر منه التجبيس الرابع.

__________________

(١) البيت في الأنواء ٦٥.

(٢) أنظر السجع في الأنواء ٨٥ ، والأزمنة ٢ ـ ١٨٤ ، والمخصص ٩ / ١٦ ، والمزهر ٢ / ٥٣٠ ، وعجائب المخلوقات ٥١.

(٣) أنظر هذا السجع في المخصص ٩ / ١٦ ، والأزمنة ٢ / ١٨٥.


وفي ستة عشر منه تحلّ الشمس بالثّريّا ، وتتوسط السماء عند غروب الشمس الجبهة ، وفي نصف الليل الإكليل ، وفي وقت السّحور والأذان النّعائم ، وعند طلوع الفجر سعد الذابح ، ويسقط الغفر ، ونوؤه ليلة ، وقيل : ثلاث ليال. قال ابن كناسة ، يقولون قلّ ما يعدم نوء الغفر ضريب (١). وعند سقوطه يدرك اللوز (٢) وتعقد الثمار ، ويحصد الشعير ، ويطلع الشّرطان (٣). قال ساجع العرب :

«إذا طلع الشّرطان استوى الزّمان ، وحضرت الأعطان ، وتهادى الجيران ، وبات الفقير بكل مكان» (٤). قوله «وحضرت الأعطان» أنهم يرجعون عن البوادي إلى أوطانهم.

وفي تسعة (عشر) منه التجبيس الخامس.

وفي العشرين منه تحلّ الشمس بأوّل برج الثّور. وحينئذ يثبت الربيع ، ويكون النهار ثلاث عشرة ساعة ، والليل إحدى عشرة (٥) ساعة ، والشمس صاعدة من الشّمال.

وفي ستة وعشرين منه بشنس ، وهو الشهر التاسع من شهور القبط. هذا في غير الكبيسة. وأمّا في الكبيسة فيكون دخوله يوم خمسة وعشرين.

وفي ستة وعشرين منه أيضا التجبيس السادس.

__________________

(١) يعدم : من أعد مني الشيء ، أي فاتني ولم أجده والضريب : بمعنى الصقيع هاهنا. والمعنى أن الصقيع غالبا ما يصيب الأرض في نوء الغفر. وهذا مشاهد في بلادنا ، بلاد الشام.

(٢) يريد هذا اللوز الذي يؤكل أخضر في بلاد الشام.

(٣) في الأصل المخطوط هنا ، وفي السجع التالي : السرطان ، وهو تصحيف.

(٤) أنظر هذا السجع بروايات مختلفة في الأنواء ١٨ ، والأزمنة ٢ / ١٨٤ ، والمخصص ٩ / ١٦ ، والمزهر ٢ / ٥٢٨ ، وعجائب المخلوقات ٤٢.

(٥) في الأصل المخطوط : إحدى عشر ، وهو غلط.


وفي تسعة وعشرين منه تحلّ الشمس بالدّبران ، ويتوسط السماء عند غروب الشمس الخرتان ، وفي نصف الليل القلب ، وفي وقت السّحور والأذان البلدة ، وعند طلوع الفجر سعد بلع ، وتسقط (١) (الزّبانى). ونوؤها ثلاث ليال ؛ وهو أوّل أنواء العقرب وأنواء العقرب أربعة ، أوّلها الزّبانى ، وآخرها نوء الشّولة. وهم يصفون نوء الزّبانى بهبوب البوارح ، وهي الرياح الحارّة الشديدة. وعند سقوطها يفرغ (٢) من حصاد الشعير في البلاد الحارة «إذا طلع البطين برد ماء البئر والعين».

الشهر الثامن أيّار ، وهو مايه. وأيامه أحد وثلاثون يوما.

في ثلاثة منه التجبيس السابع.

وفي عشرة منه التجبيس الثامن ، وهو السّيع.

وفي ثلاثة عشر منه تحلّ الشمس بالهقعة (٣) ، ويتوسّط السماء عند غروب الشمس الصّرفة ، وفي نصف الليل الشّولة ، وفي وقت السّحور والأذان سعد الذابح ، وعند طلوع الفجر سعد السّعود ، ويسقط الإكليل ، ونوؤه أربع ليال ، وتطلع الثّريّا. قال ساجع العرب :

«إذا طلع النّجم غديّة ابتغى الرّاعي شكيّة» (٤) شكيّة تصغير شكوة وهي قربة صغيرة. يريد أنه لا يستغني عن الماء لشدّة الحرّ وقال الساجع أيضا.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : يسقط ، وهو غلط.

(٢) في الأصل المخطوط : تفرغ ، وهو غلط.

(٣) في الأصل المخطوط : الهقعة ، بغير باء.

(٤) في الأصل المخطوط : وأسقي بدل ابتغى ، وهو غلط وتصحيف.

وانظر السجع في الأنواء ، والأزمنة ٠٢ / ١٨ ، والمخصص ٩ / ١٥ ، وعجائب المخلوقات ٤٣ ، اللسان (نجم) ،.

والنجم : علم على الثريا سماها العرب به (الأنواء ٢٣ ، واللسان : نجم ، والأزمنة ١ / ٣١٥.


إذا طلع النّجم اتّقي اللّحم ، وخيف السّقم ، وجرى السّراب على الأكم» (١). أمر بالحمية وخوّف (٢) السقم وجرى (٣) (السراب) : لأنه (يجري عند طلوعها ، ولا يجري قبل ذلك) (٤).

يقال : إن وقت طلوع الثّريّا أوبأ وقت في السنة (٥) ، وأوبأ من ذلك وقت طلوعها مع الشمس. وقال طبيب العرب : «اضمنوا لي ما بين مغيب الثّريّا إلى طلوعها ، وأضمن لكم سائر السنة» (٦).

فأما قول النبي ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا طلع النّجم لم يبق في الأرض شيء من العاهة إلّا وقع» (٧) فإنما أراد بذلك ، والله أعلم ، عاهة الثمار ، لأنها تطلع وقد أزهى البسر بالحجاز ، وأمنت عليه الآفة وحلّ بيعه.

ولطلوع الثّريا بالغداة بارح ينسب إليها ، وهو أوّل الوغرات (٨). والوغرة (٩) هيجة من الحرّ شديدة. والنجوم التي تنسب إليها الوغرات ستة ، وهي الثّريّا والدّبران والجوزاء والشّعرى والعذرة وسهيل. وهي نجوم البوارح إلا أن بارح الثّريّا وسهيل دون بوارح الباقية.

وعند طلوع الثّريّا يعمّ الحنطة الحصاد ، ويدرك التفاح ، وتغور المياه كلّها ، إلا نيل مصر ، فإنه يمتدّ. فإن كثر النّدى كثر مدّه ، وإن قلّ الندى قلّ مدّه. وإذا قلّ الندى كانت تلك السنة قليلة الماء.

__________________

(١) أنظر السجع في الأنواء ٣١ ، والأزمنة ٢ / ١٨٠ ، والمخصص ٩ / ١٥.

(٢) في الأصل المخطوط : ويخوف ، وهو غلط.

(٣) في الأصل المخطوط : وحوى ، وهو تصحيف.

(٤) هذه الزيادة من الأنواء ٣١.

(٥) أنظر الآثار الباقية ٣٤٢ ، والأنواء ٣٠.

(٦) أنظر الأنواء ٣٠.

(٧) أنظر الحديث والبحث فيه في الأنواء ٣١ ، واللسان (نجم). وفيهما «إلا رفع».

والمراد بهذا الحديث أرض الحجاز ، لأن الحصاد يقع بها في أيار ، وتدرك الثمار ، وحينئذ تباع لأنها قد أمن عليها من العاهة. والمقصود عاهة الثمار كما ذكر المؤلف سابقا (وانظر اللسان : نجم).

(٨) في الأصل المخطوط : الوعرات ، وهو تصحيف.

(٩) سماها أبو الريحان البيروني في الآثار الباقية ٢٧٣ : الوقدة ؛ وذكر وقدة سهيل ؛ وهي بمعنى الوغرة. أنظر الأنواء ـ ١٢٠ ١١٩.


وفي أحد وعشرين منه تحلّ الشمس بأوّل برج التّوأمين وحينئذ يمتزج الربيع بالصيف ، ويكون النهار أربع عشرة ساعة ، والليل عشر ساعات ، والشمس صاعدة في مطالعها الشّمالية.

وفي سبعة وعشرين منه تحلّ الشمس بالهنعة ، وتتوسط السماء عند غروب الشمس العوّا ، وفي نصف الليل النّعائم ، وفي وقت السّحور والأذان سعد بلع ، وعند طلوع الفجر سعد الأخبية ويسقط القلب ، ونوؤه ليلة ، وهو غير محمود ، ويطلع الدّبران ، وعند طلوعه يسودّ العنب (١) ، وتهبّ السّمائم (٢). قال ساجع العرب :

«إذا طلع الدّبران توقّدت الحزّان ، ويبست الغدران ، وكرهت النّيران ، واستعرّت الذّبّان ، ورمت بأنفسها حيث شاءت الصّبيان» (٣). الحزّان (٤) : الأرضون الصلبة ، تتوقّد من حرّ الشمس واستعرّت (٥) الذبان : أي كثر أذاها ومعرّتها.

وفي ستة وعشرين منه إذا كانت السنة غير كبيسة يدخل بونه (٦) ، وهو الشهر العاشر من شهور القبط. وإذا كانت السنة كبيسة كان دخوله يوم خمسة وعشرين منه.

__________________

(١) أي في بلاد العرب.

(٢) السمائم : جمع سموم ، وهي الريح الحارة.

(٣) في الأصل المخطوط هنا وفي الشرح بعد قليل : الحران ؛ وهو تصحيف وفيه أيضا : استعدت الديان ، وهما تصحيف. وانظر السجع في الأنواء ٣٩ ، والأزمنة ٢ / ١٨١ ، والمخصص ٩ / ١٥ ، والمزهر ٢ / ٥٢٨ ، وعجائب المخلوقات ٤٤. ورمت بأنفسها الصبيان : أي لا يبالون حيث رموا بأنفسهم لأنهم لا يخافون بردا ولا مطرا.

(٤) واحدها حزيز.

(٥) في الأصل المخطوط : أسعرت ، وهو تصحيف.

(٦) في الأصل المخطوط : نوه ، والتصحيح من الآثار الباقية ٤٩.


الشهر التاسع حزيران ، وهو يونيه ، وأيامه ثلاثون يوما.

في تسعة منه تحلّ الشمس بالدّراع ، ويتوسّط (١) السماء عند غروب الشمس السّماك ، وفي نصف الليل البلدة ، وفي وقت السّحور والأذان سعد السّعود ، وعند طلوع الفجر الأول الفرغ (٢) الأوّل. وتسقط (٣) الشّولة. ونوؤها ثلاث ليال. وتطلع الهقعة قال ساجع العرب :

«إذا طلعت الهقعة تقوّض الناس للقلعة ، ورجعوا عن النّجعة ، وأورست الفقعة ، وأردفتها الهنعة» (٤) التقوّض : أن يقوّضوا بيوتهم وينقضوها للرّحلة والرجوع عن مواضع نجعتهم إلى مياههم. وأورست : اصفرّت. والفقعة : الواحدة من الفقع ، وهو جنس من الكمأة ، رديء أبيض ، فإذا بقي في الأرض ، واشتدّ عليه الحرّ اصفرّ. وأردفتها : جاءت بعدها.

وعند طلوع الهقعة تطلع الجوزاء. وحينئذ تكون حمارّة (٥) القيظ والتهاب الحرّ. قال ساجع العرب :

«إذا طلعت الجوزاء توقّدت المعزاء ، وكنست الظباء ، وعرقت العلباء ، وطاب الخباء» (٦). المعزاء (٧) : الأرض الصلبة ذات الحصى. والعلباء عصبة العنق ،

__________________

(١) في الأصل المخطوط : تتوسط ، وهو غلط.

(٢) في الأصل المخطوط : الفرع ، وهو تصحيف.

(٣) في الأصل المخطوط يسقط ، وهو غلط.

(٤) في الأصل المخطوط : القلعة ، وهو غلط

وفيه أيضا هنا وفي الشرع : أورشت ، وهو تصحيف.

وأنظر السجع في الأنواء ٤١ ، والأزمنة ٢ / ١٨١ ، والمخصص ٩ / ١٥ ، والمزهر ٢ / ٥٢٨ ، وعجائب المخلوقات ٤٤.

(٥) في الأصل المخطوط : حارة ، وهو تصحيف.

(٦) في الأصل المخطوط : عرفت العلياء ، وهما تصحيف.

وانظر السجع في الأنواء ٣٤ ، والأزمنة ٢ / ١٨١ ، والمخصص ٩ / ١٥ ، وعجائب المخلوقات ٤٤. وزاد في الأزمنة : «وأوفى على عوده الحرباء ، وكنسبت ...»!

(٧) في الأصل المخطوط : المعز ، وهو غلط.


وهو مذكر هاهنا ، قاسه الساجع هاهنا على الغلط والتشبيه بما همزته للتأنيث ، وليست الهمزة في علباء (١) كذلك. وكنست الظباء : دخلت كنسها (٢) ، وهو بيوتها التي تستتر فيها من شدة الحرّ.

وفي اثنين وعشرين منه تحلّ الشمس أوّل برج السّرطان. وحينئذ ينقلب الزمان ، فيعود صيفا محضا. وذلك أول فصل الصيف. وحينئذ ترجع الشمس ، فتنتهض في مطالعها الشّمالية عند ما انتهت إلى أقصاها ؛ وانتهى طول النهار ، وقصر الليل إلى غايتهما ، فكان النهار أربع عشرة ساعة ، وكان الليل تسع ساعات وأربعة أخماس ساعة.

وفي هذا اليوم تحل الشمس بالنّثرة ، ويتوسّط (٣) السماء عند غروب الشمس الغفر ، وفي نصف الليل سعد الذابح ، وفي وقت السّحور والأذان سعد الأخبية. وعند طلوع الفجر الفرغ (٤) الثاني. وتسقط النعائم. ونوؤها ليلة ، مذكور ؛ وتطلع الهنعة. وعند ذلك يدرك البسر والتين والفاكهة.

وفي أربعة وعشرين منه عيد الأنداس للروم ، وهو ميلاد يحيى بن زكريا (٥) عليهما‌السلام.

وفي خمسة وعشرين منه (يدخل) أبيب ، وهو الشهر الحادي عشر من شهور القبط. وإذا كانت السنة كبيسة كان دخوله في أربعة وعشرين منه.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : في علياء ، وهو تصحيف.

(٢) في الأصل المخطوط : كنستها ، وهو تصحيف.

(٣) في الأصل المخطوط : تتوسط ، وهو غلط.

(٤) في الأصل المخطوط : الفرع ، وهو تصحيف.

(٥) ذكر في الآثار الباقية ٢٩٩ أنه ذكران لا عيد ، وقال إنه في الخامس والعشرين من حزيران. وبين اسم الذكران والعيد فرق ، فإن العيد أجل مرتبة ، والذكران أدون ، (الآثار الباقية ٣٠٠).


الشهر العاشر تمّوز ، وهو يوليه. وأيامه أحد وثلاثون.

في ستة منه تحلّ الشمس بالطّرف ، وتتوسّط السماء عند غروب الشمس الزّبانى ، وفي نصف الليل سعد بلع ، وفي وقت السّحور والأذان الفرغ (١) الأول ، وعند طلوع الفجر بطن الحوت وتسقط البلدة ، ونوؤها ثلاث ليال ، ويقال ليلة. وتطلع (٢) الذّراع قال ساجع العرب :

«إذا طلع الذّراع حسرت الشّمس القناع ؛ وأشعلت في الأفق الشّعاع ، وترقرق السّراب بكلّ قاع» (٣). قوله «حسرت الشمس القناع» إنما هو مثل ، والمعنى أنها لم تدع غاية في التوقّد والذّكوّ (٤).

وفي تسعة عشر منه تحلّ الشمس بالجبهة ، ويتوسّط (٥) السماء عند غروب الشمس الإكليل ، وفي نصف الليل سعد السّعود وفي وقت السّحور والأذان الفرغ (٦) الثاني ، وعند طلوع الفجر النّطح (٧) ، ويسقط سعد الذابح ، ونوؤه ليلة ، وتطلع النّثرة. قال ساجع العرب :

__________________

(١) في الأصل المخطوط : الفرع ، وهو تصحيف.

(٢) في الأصل المخطوط : يطلع ، وهو غلط.

(٣) في الأصل المخطوط : الشماع بدل الشعاع ، وهو تصحيف.

وانظر السجع في الأنواء ٤٩ ، والأزمنة ٢ / ١٨١ ، والمخصص ٩ / ١٥ ، وعجائب المخلوقات ٤٥ ، والمزهر ٢ / ٥٢٨.

والقاع : البطن المطمئن من الأرض.

(٤) في الأصل المخطوط : للذكو ، وهو غلط.

(٥) في الأصل المخطوط : تتوسط. وهو غلط.

(٦) في الأصل المخطوط : الفرع ، وهو تصحيف.

(٧) النطح : هو أحد نجمي الشرطين من منازل القمر ، وهما يسميان النطح والناطح ، ويقال إنهما قرنا الحمل (أنظر الأنواء ١٧ ، والآثار الباقية ٣٤١).


«إذا طلعت النّثرة قنأت البسرة ، وجني النخل بكرة ، وأوت المواشي حجرة ؛ ولم تترك في ذات درّ قطرة» (١). قوله «قنأت البسرة» أي اشتدت حمرتها حتى تشاكه السواد ، والقاني : الشديد الحمرة. وأوت المواشي حجرة : أي ناحية ، يريد أنهم يحلبونها في هذا الوقت ، فلا يتركون في ضروعها لبنا ، لتنال أولادها من المرعى ، وتسلو عن الأمّهات. لأنهم قد همّوا بفصالها.

وفي هذا الوقت تطلع الشّعرى العبور. وعند ذلك تنتهي شدة الحرّ. وكانت العرب تقول : «إذا رأيت الشّعريين يحوزهما النهار ، فهناك لا يجد الحرّ مزيدا» (٢). وحوز النهار لهما : أن يطلعا بين يدي الشمس ، بعد طلوع الفجر. فتسوقهما الشمس حتى يغربا قبلها ، فلا يكون لليل فيهما حظّ. وذلك حين ينتهي الحرة إلى غايته.

ولطلوع الشّعرى بارح ينسب إليها. وهو من أشد البوارح والوغرات (٣). يقال : إن الرجل يعطش بوغرة الشّعرى بين الحوض والبئر. وقال ساجع العرب :

«إذا طلعت الشّعرى نشف الثّرى ، وأجن الصّرى ، وجعل صاحب النّخل يرى (٤)». الصّرى : الماء المجتمع في الغدران والمناقع وأجن : تغيّر لشدّة الحرّ. وجعل صاحب النخل يرى : أي يتبين ثمرة نخله ، لأنها حينئذ تكبر (٥).

__________________

(١) أنظر السجع في الأنواء ١٧ ، والأزمنة ١ / ١٨١ ـ ١٨٢ ، والمخصص ٩ / ١٥ وعجائب المخلوقات ٤٥ ، والمزهر ٢ / ٥٢٨. وجني النخل بكرة : أي يكون حينئذ أول وقت صرام النخل ، فيجنون ثمرة بكرة لأنه في ذلك الوقت بارد ببرد الليل.

(٢) أنظر هذا القول في الأنواء ٥٣ ، وزاد في أوله : «إذا رأيت الشعريين يحوزهما الليل فهناك لا يجد القر مزيدا ....»

(٣) أنظر معنى الوغرات ص ١٥٠.

(٤) في الأصل المخطوط : نسف ... النحل ، وهما تصحيف.

وانظر السجع في الأنواء ٥٢ ، والمخصص ٩ / ١٥ ، والأزمنة ٢ / ١٨١ ، والمزهر ٢ / ٥٢٩.

(٥) أي يكبر ثمر النخل فيراه صاحبه


وفي ثلاثة وعشرين منه تحلّ الشمس بأوّل برج الأسد. وحينئذ يثبت الصيف ، ويكون النهار أربع عشرة ساعة ، والليل عشر ساعات ، والشمس هابطة في مطالعها الشّمالية.

وفي خمسة وعشرين منه ، إذا كانت السنة سالمة ، يدخل مسرى ، وهو آخر شهور القبط. وإذا كانت السنة كبيسة كان دخوله في أربعة وعشرين منه.

وفي آخر تمّوز تطلع العذرة. وعند ذلك يقطف ويؤكل الرّطب بالعراق ، ويبلغ النخل بالحجاز ، ويصرم بعمان. قال ساجع العرب :

«إذا طلعت العذرة لم يبق بعمان (بسرة) إلا رطبة أو تمرة (١)»

الشهر الحادي عشر آب ، وهو أوسه. وأيامه أحد وثلاثون يوما. ويقال : إنما سمّي هذا الشهر آب لكثرة تحدّر العرق فيه من الأبدان. لأن آب بلغة العجم الماء.

وفي يومين منه تحلّ الشمس بالخرتين (٢) ، ويتوسط (٣) السماء عند غروب الشمس القلب ، وفي الليل سعد الأخبية ، وفي وقت السّحور والأذان بطن الحوت ،

__________________

(١) في الأصل المخطوط : ثمر بدل تمرة ، وهو تصحيف.

وانظر السجع في الأنواء ٤٨ ، وهو في الأزمنة ٢ / ١٨٢ ، والمخصص ٩ / ١٥ ، ١٨ والمزهر ٢ / ٥٢٨ ، برواية تختلف عما هنا ، وعما في الأنواء.

عمان شديدة الحر ، فإذا أبسر النخل في البصرة صرم بعمان (الأنواء ٤٨).

(٢) في الأصل المخطوط : بالحرتان ، وهو تصحيف وغلط.

(٣) في الأصل المخطوط : تتوسط ، وهو غلط.


وعند طلوع الفجر البطين ، ويسقط سعد بلع ، ونوؤه ليلة ، ويطلع الطّرف. قال ساجع العرب :

«إذا طلعت الطّرفة بكّرت الخرفة ، وكثرت الطّرفة ، وهانت للضّيف الكلفة» (١). قوله الطّرفة : فأنّث لأنه بمعنى العين ، والعين مؤنثة. والخرفة (٢) : ما لقط من الرّطب ، والخرف (٣) : اجتناء ثمر النخيل ، يريد أن الرّطب يبكر في هذا الوقت. وتهون (٤) للضيف الكلفة : (لكثرة) الثمر في هذا الوقت ، وكثرة اللبن لأنهم قد عزلوا الأولاد عن أمهاتها ليفصلوها ، وانفردوا بألبانها.

وفي تسعة منه يطلع سهيل بالحجاز. وحينئذ تفصل أولاد الإبل عن أمهاتها. وكانوا إذا طلع سهيل أخذ أحدهم بأذن الفصيل واستقبل به سهيلا يريه إياه ، ثم حلف أن لا يرضع بعد يومه ذلك قطرة ، ثم صرّ أخلاف أمه ، وفصله (٥). قال ساجع العرب :

«إذا طلع سهيل ، برد اللّيل ، وخيف السّيل ، وكان لأمّ الحوار الويل» (٦).

وفي خمسة عشر منه تحلّ الشمس بالصّرفة ، وتتوسط السماء عند غروب الشمس الشّولة ، وفي نصف الليل الفرغ (٧) الأول ، وفي وقت السّحور والأذان

__________________

(١) أنظر السجع في الأنواء ٥٥ ـ ٥٦ ، والأزمنة ٢ / ١٨٢ ، والمخصص ٩ / ١٥ ، وعجائب المخلوقات ٤٥ ، والمزهر ٢ / ٥٢٩. والطرفة : ما يطرف به الإنسان صاحبه ، كأنه يريد أنهم يتهادون في هذا الوقت ؛ ويطرف بعضهم بعضا بأطايب الثمر (عجائب المخلوقات ٤٥).

(٢) في الأصل المخطوط : الحرفة ، وهو تصحيف

(٣) في الأصل المخطوط : المخرف ، وهو تصحيف وغلط.

(٤) في الأصل المخطوط : يهون ، وهو غلط.

(٥) أنظر الأزمنة ٢ / ١٨٥ ، والأنواء ١٥٥.

(٦) أنظر السجع في الأنواء ١٥٤ ـ ١٥٥ ، وهو في الأزمنة ٢ / ١٨٢ ، والمخصص ٩ / ١٥ بروايتين مختلفتين فيهما.

والحوار : ولد الناقة ؛ ولها الويل : أي يفصل عنها ولدها فتحن إليه ، وتتوله لفراقه.

(٧) في الأصل المخطوط : الفرع ، وهو تصحيف.


النطح ، وعند طلوع الفجر الثّريّا ، ويسقط سعد السّعود ، ونوؤه ليلة ، وتطلع الجبهة. قال ساجع العرب :

«وإذا طلعت الجبهة تحانّت الولهة ، وتنازت السّفهة ، وقلّت في الأرض الرّفهة» (١). الولهة : النّوق تحنّ إلى أولادها وتتولّه عليها ، لأنها قد فصلت عنها. والسّفهة : تنازوا (٢) أي تواثبوا بطرا ، لأنهم في هذا الوقت في خصب من اللبن لما فصلت الأولاد عن أمهاتها. والرّفهة (٣) : التبن الذي يبقى في المدارس بعد إخراج الحبّ منه ؛ يريد أنه لم يبق في موضع شيء من الحب يحصد في هذا الوقت.

وعند طلوع الجبهة تنكسر السّمائم ، ويسقط الطّلّ (٤) ، وتردّ الأرض الماء (٥) ، وتتباعد الإبل في المرعى عن الماء ، وكانت قبل ذلك إنما ترعى حول الماء وقربه ، لشدّة الحر ، وقصر الأظماء (٦).

وفي خمسة عشر منه أيضا سنسمارية (٧) للروم. وفيه نوء عظيم.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : تبارت ، وهو تصحيف يؤكده قوله في الشرح : أي تواثبوا بطرا».

وفيه أيضا : الزمهة ، وهو تصحيف.

وانظر السجع في الأنواء ٥٧ ، والأزمنة ٢ / ١٨٢ ، والمخصص ٩ / ١٥ ، والمزهر ٢ / ٥٢٩ ، واللسان (رقه).

(٢) في الأصل المخطوط : تباروا ، وهو تصحيف يؤكده قوله في الشرح «أي تواثبوا بطرا».

(٣) في الأصل المخطوط : الزهمة ، وهو تصحيف.

(٤) في الأصل المخطوط ، الظل ، وهو تصحيف.

والطل : بمعنى الندى هاهنا.

(٥) أي لا تنشفه سريعا.

(٦) في الأصل المخطوط : الأطمار ، وهو تصحيف.

والأظماء : جمع ظمء ، وهو ما بين الشربين في ورد الإبل ، أي حبس الإبل عن الماء إلى غاية الورد. والأظماء تقصر في الصيف لشدة الحر ، وتطول في غيره لبرد الزمان. وأقصر الأظماء الغب ، وذلك أن ترد الإبل يوما ، وتصدر فتكون في المرعى يوما ، وترد اليوم الثالث ، فإذا شربت يوما ، وغبت يومين فذلك الربع ، ثم الخمس ثم السدس ثم السبع ثم الثمن ثم التسع ثم العشر. وليس فوق العشر ظمء يسمى ، إلا أنه يقال : رعت عشرا وغبا ، وعشرا وربعا ، وكذلك إلى العشرين (أنظر اللسان : ظمأ ، وكتاب الإبل للأصمعي ١٢٨ ـ ١٣٠).

(٧) ذا في الأصل المخطوط. ونرى أن معناه مارية المقدسة أو المطهرة. ومارية هي مريم في العربية. وقد ذكر أبو الريحان البيروني في الآثار الباقية ٣٠٠ أن في خمسة عشر من آب عيد وفاة مريم. فهل يريد المؤلف هذا العيد هاهنا.


وفي عشرين منه يطلع سهيل بمصر

وفي ثلاثة وعشرين منه تحلّ الشمس بأوّل برج السّنبلة وحينئذ يمتزج الصيف بالخريف ، ويكون النهار ثلاث عشرة ساعة والليل أحد عشرة ساعة ، والشمس هابطة في مطالعها الشّمالية.

وفي أربعة وعشرين منه يدخل نسيء القبط (١). وإذا كانت السنة كبيسة دخل النّسيء يوم ثلاثة وعشرين ، وهو خمسة أيام في غير الكبيسة ، وستة في الكبيسة. فإذا انقضت أيام النّسيء دخل توت الذي هو أوّل شهورهم. ودخوله أبدا يوم تسعة وعشرين من أوسه هذا.

وفي ثمانية وعشرين يطلع سهيل بالعراق. وفيه أيضا تحلّ الشمس بالعوّا. ويتوسّط السماء عند غروب الشمس النّعائم ، وفي نصف الليل الفرغ (٢) الثاني ، وفي وقت السّحور والأذان البطين. وعند طلوع الفجر الدّبران ، ويسقط سعد الأخبية ، ونوؤه ليلة ، ويطلع الخرتان. وفي ذلك قيل : «إذا طلع الخرتان جني البسر بكلّ مكان. وطاب الزّمان (٣).

الشهر الثاني عشر أيلول ، وهو (شتنبر) ، وأيامه ثلاثون يوما في ستة منه يطلع سهيل بالمغرب.

__________________

(١) ذكر المؤلف نسيء القبط آنفا في (باب معرفة الأصل في حساب الأزمنة) في ص ٣٩ من هذا الكتاب. وانظر حاشيتنا رقم ٤ هناك.

(٢) في الأصل المخطوط : الفرع ، وهو تصحيف.

(٣) أنظر هذا السجع في الأزمنة ٢ / ١٨٥ ، والمخصص ٩ / ١٦.


وفي عشرة منه تحلّ الشمس بالسّماك ، ويتوسّط السماء عند غروب الشمس البلدة ، وفي نصف الليل بطن الحوت ، وفي وقت السّحور والأذان الثّريّا ، وعند طلوع الفجر الهقعة ، ويسقط الفرغ (١) الأوّل ، ونوؤه ثلاث ليال ، وهو نوء محمود مذكور. وعند سقوطه يبرد الليل ، ويكون في النهار شيء من حرّ. وتختلف الرياح ، ويزيد النيل ، وتقطع العروق وتشرب الأدوية ويجدّ (٢) النخل بالحجاز وبكل غور ، ويشتار العسل.

وما كان في هذا الوقت من مطر فالعرب تسمّيه الخريف.

وإذا سقط الفرغ (٣) الأوّل طلعت الصّرفة. وعند ذلك ينصرف الحرّ. قال ساجع العرب :

«إذا طلعت الصّرفة ، احتال كلّ ذي حرفة ، وجفر كلّ ذي نطفة ، وامتيز عن المياه زلفة» (٤). يريد أن الشتاء قد أقبل فكل ذي حرفة يضطرب ويحتال فيما يعدّه للشتاء. وكانت العرب تقول : «من غلا دماغه في الصيف غلت قدره في الشتاء» (٥). وقوله «وجفر كل ذي نطفة» : أي انقطعت فحول الإبل عن الضّراب في هذا الوقت (٦) وقوله «وامتيز عن المياه زلفة» يريد أنهم ابتدءوا بالتّبدّي ، فبعدوا عن المياه قليلا (٧).

__________________

(١) في الأصل المخطوط : الفرع ، وهو تصحيف.

(٢) في الأصل المخطوط : تجد.

وجداد النخل ، جذاذع ، بالدال والذال : صرامه ، أي جني ثمره.

(٣) في الأصل المخطوط : الفرع ، وهو تصحيف.

(٤) في الأصل المخطوط : حرف حرفة ، ولا لزوم لكلمة حرف.

وفيه أيضا هنا وفي الشرح : وحرف ، وهو تصحيف.

وفيه أيضا هنا وفي الشرح : وامتير ، وهو تصحيف.

وانظر السجع في الأنواء ٦٠ ، والأزمنة ٢ / ١٨٢ ، والمخصص ٩ / ١٥ ، وعجائب المخلوقات ٤٦ ، والمزهر ٢ / ٥٢٩.

(٥) أنظر الأنواء ٦٠.

(٦) وذلك لأن المخاض ، وهي الحوامل من الإبل ، قد ظهر بها الحمل في هذا الوقت ، وعظمت بطونها ، فليس يدنو منها الفحل (الأنواء ٦٠).

(٧) والامتياز : التنحي (الأزمنة ٢ / ١٨٦ ، والمخصص ٩ / ١٨ ، والزلفة أدنى منزلة التبدي المخصص ٩ / ١٨).


وفي أربعة عشر منه عيد الصليب للروم (١). وفيه نوء مذكور.

وفي ثلاثة وعشرين منه تحلّ الشمس بأول برج الميزان. وحينئذ ينقلب الزمان. فيعود خريفا محضا. وتطلع الشمس من مشرق الاستواء ، ويعتدل الليل والنهار ، فيكون في كل واحد منهما اثنتا عشرة ساعة. وذلك أوّل فصل الخريف.

ثم تهبط الشمس في مطالعها الجنوبية ، ويزيد الليل على النهار. وفي هذا اليوم أيضا تحلّ الشمس بالغفر ، ويتوسّط السماء عند غروب الشمس سعد الذابح ، وفي نصف الليل النّطح ، وفي وقت السّحور والأذان الدّبران ، وعند طلوع الفجر الهنعة ، ويسقط الفرغ (٢) الثاني ، ونوؤه أربع ليال ، وهو نوء محمود مذكور كذلك نوء الفرغ (٢) الأوّل. قال الشاعر :

يا أرضنا ، هذا أوان نحيين (٣)

قد طال ما حرمت نوء الفرغين

ونوء الفرغ (٢) الثاني أوّل أنواء الوسميّ ، وهي خمسة ، أوّلها نوء الفرغ (٢) الثاني ، وآخرها نوء الثّريّا. وإنّما سميّت (٤) هذه الأنواء وسميّا لأنه يسم الأرض بالنبات.

وعند سقوط الفرغ (٢) الثاني يقطف الرمّان والسفرجل ، وينتهي غور الماء ، وتهيج الظباء ، ويطلع العوا ، ويطلع بطلوعها السّماك الرامح. قال ساجع العرب :

__________________

(١) وهو عيد العثور على الصليب الذي صلب عليه المسيح عليه‌السلام في عقيدة النصارى ، وانتزاعه من أيدي اليهود ، وكان مدفونا ببيت المقدس (الآثار الباقية ٣٠١).

وقال البيروني في الآثار الباقية أيضا ٢٩٦ : «وقد ذكر محصولهم أنه ظهر في زمان قسطنطين المظفر شبه صليب من نار أو نور على السماء. فقيل للملك قسطنطين : اجعل هذه العلامة رايتك ، فستغلب بذلك الملوك الذي احتوشوك. ففعل وغلب ، وتنصر لذلك. وأنفد والدته هيلاني إلى بيت المقدس لطلب خشية الصليب فوحدتها مع صليبي اللصين المصلوبين مع المسيح ، بزعمهم. فاشتبه أمرها عليهم ، ولم يهتدوا إليها دون أن وضعت كل واحدة منها على ميت. فلما مسته خشبة صليب عيسى عاش ، فعلمت أنها هي».

وأنظر أيضا القانون المسعودي ٢٥٣.

(٢) في الأصل المخطوط : الفرع ، وهو تصحيف.

(٣) في الأصل المخطوط : لحيين ، وهو تصحيف.

والشطران في الأنواء ٨٢ منسوبين إلى الكميت ، والأزمنة ١ / ٣١٤.

(٤) في الأصل المخطوط : سمي ، وهو غلط


«إذا طلعت العوّاء ضرب الخباء ، وطاب الهواء ، وكره العراء ، وشنّن السّقاء» (١). قوله «وضرب الخباء» يريد أن الليل حينئذ قد برد ، فضرب الخباء للبيات فيه. و «كره العراء» : وهو الصحراء ، كره النوم فيها لبردها. و «شنّن السقاء» : أي برد ماؤه. والماء الشانّ : البارد. وقيل : شنّن السقاء : أي تشنّن وخلق. وكلّ سقاء خلق فهو شنّ. يريد أنهم قد أقلّوا استعمال الماء وإيراد الإبل. فشنّنت (٢) الأسقية ، وتشنّنت.

وفي ثمانية وعشرين منه يدخل بابه وهو الشهر الثاني عشر من شهور القبط.

ثم ينقضي أيلول. ويدخل تشرين الأوّل. ويعود الأمر إلى ما تقدّم الوصف له في الأشهر الماضية. والله تعالى أعلم.

__________________

(١) أنظر السجع في الأنواء ٦١ ، والأزمنة ٢ / ١٨٢ ، والمخصص ٩ / ١٦ ، والمزهر ٢ / ٥٢٩.

(٢) في الأصل المخطوط : فشنت ، وهو غلط.


تمّ بحمد الله تعالى. فسبحان من بر الأمر من السماء إلى الأرض

علّقه لنفسه ولمن شاء الله تعالى بعده أضعف عباده

وأحوجهم إلى عفوه أحمد بن عبد الرحمن بن أبي الحسن

التّيزي ، ثم الحلبي الشافعي ، حامدا لله تعالى

ومصليا على نبيه محمد وآله وصحبه

ومسلما تسليما كثيرا

غفر الله خطاياه ، ولوالديه ، ولمن نظر فيه ، ودعا له ، ولجميع المسلمين. وذلك في سلخ رجب الفرد من سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة بمسجد لله تعالى عرف بالزّجاجين بحلب المحروسة ، رحم الله منشئه. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلّم حسبنا الله ، ونعم الوكيل.


الفهارس



١ ـ فهرس النجوم والكواكب وصورها

الأحمر ـ المريخ : ٨٩

الأعلام ـ توابع العيوق : ٧٤

أفلاء الخيل : ٧٦

الالاهة ـ الشمس : ٨٠

بدر التمام : ٨٥

براح ـ الشمس : ٨٠

البرجيس ـ المشتري : ٧٩

بلدة الثعلب : ٩٨

بنات نعش : ١١٥

بنات نعش الصغرى : ٦٨

بنات نعش الكبرى : ٦٩

بهرام ـ المريخ : ٨٩

بوح ـ الشمس : ٨٠

التحايي : ٨٧

توابع العيوق : ٧٤

الجدي ـ جدي بنات نعش : ٦٨ ـ ٦٩ ـ ٨٣ ـ ٦٨ ـ ١١٠

جفرة الناقة : ٧٣


الجوزاء : ١٢٠ ـ ١٤٠

الجونة ـ الشمس : ٨٠

الخباء : ٧٥

الخدنان : ٧٤

الخنس ـ الكواكب السيارة : ٧٩

الخيل : ٧٦

الدب الأصغر ـ بنات نعش الصغرى : ٦٨

الدب الأكبر ـ بنات نعش الكبرى : ٦٩

الدراري الخمسة : ٩٢

ذكاء ـ الشمس : ٨٠

ذنب الدجاجة : ٧٢

الراقص ـ لسان الحية : ٧٠

رأس التيس ـ العوائذ : ٧٠

الربق : ٧٨

الردف : ٧٢


زحل : ٧٩ ـ ٨٩ ـ ٩١

الزهرة : ٧٩ ـ ٨٠ ـ ٩٠

سعد البارع : ٧٧

سعد البهام : ٧٧

سعد مطر : ٧٧

سعد الملك : ٧٧

سعد ناشرة : ٧٧

سعد الهمام : ٧٧

السعود : ٧٧ ـ ٧٩

السفينة : ٧٨

السماك الرامح : ٧٦ ـ ١١٥ ـ ١٢٨ ـ ١٤٥ ـ ١٤٧

سنام الناقة : ٧٢

السها : ٦٩

سهيل : ٧٦ ـ ١١٥ ـ ١٢٨ ـ ١٤٥ ـ ١٤٧

الشعرى : ١٢١ ـ ١٤٢

الشعريان : ١٤٣

الشعرى العبور : ١٤٢

الشماريخ : ٧٦


الصليب : ٧٢

عجز الأسد : ٧٥

العذارى ـ العذرة : ٧٤

العذرة : ٧٤

عذرة الجوزاء ـ العذرة : ٧٤

عرش السماك : ٧٥ ـ ٧٦

عطارد : ٧٨

العقاب ـ النسر الطائر : ٧١

العنز : ٧٤

عنق الجبهة : ٧٥

العوائذ : ٨٠

العيوق : ٧٤

عيوق الثريا : العيوق : ٧٤

الغزالة : الشمس : ٨٠

فأس القطب : ٦٨

الفرقد : ٦٨

الفقار : ٨٨


الفكة : ٧٠

الفوارس : ٧١

قدما سهيل : ٧٧

قصعة المساكين : ٧٠

القعود ـ الصليب : ٧٢

القلادة : ٨٨

القمر : ٧٩ ـ ٨٤ ـ ٨٦

الكرب : ٨٨

كف الثريا المبسوطة ـ الكف الخضيب : ٧٣

الكف الجذماء : ٧٣

الكف الخضيب : ٧٢

الكواكب الخنس : ٨٩

الكوكب الفرد : ٧٥

كيوان ـ زحل : ٨٩

لاهة ـ الشمس : ٨٠

لسان الحية ـ الرقص : ٧٠

المتحيرة ـ النجوم السيارة : ٨٩

المجرة : ٧٢ ـ ٧٤


المحنث : ٧٧

المريخ : ٧٩

المشتري : ٧٩

معصم الثريا : ٧٣

منكب الفرس : ٧٨

منير الفكة : ٧٠

النجوم السيارة : ٧٩

النسر الطائر : ٧١ ـ ١١٥

النسر الواقع : ٧١ ـ ١٢٦

النسران : ٧١

الهراران : ١٢٦

الهلال : ٨٨

يد الثريا المبسوطة : ٧٣

يد الثريا المقبوضة : ٧٣


ـ فهرس منازل القمر

الأشراط ـ الشرطان :

الإكليل : ٩٨ ـ ١٢٤ ـ ١٣٦ ـ ١٤٢

الإكليل الشمالي ـ الإكليل : ٩٨ ـ ١٣٢

بطن الحوت : ٩٩ ـ ١٢٣ ـ ١٣٢ ـ ١٤٢ ـ ١٤٤ ـ ١٤٨

البطين : ٩٦ ـ ٩٨ ـ ١٢٤ ـ ١٣٤ ـ ١٤٥

البلدة : ٨٨ ـ ٩٨ ـ ١٢٧ ـ ١٣٤ ـ ١٣٧ ـ ١٤٠ ـ ١٤٢ ـ ١٤٨

الثريا : ١٥٥

الجبهة : ٩٦ ـ ٩٧ ـ ٩٩ ـ ١٢٠ ـ ١٣٠ ـ ١٣٦ ـ ١٤٢ ـ ١٤٦

الخراتان ـ الخرتان

الخرتان ـ ٩٧ ـ ١٣٠ ـ ١٣٧ ـ ١٤٤

الدبران : ٩٦ ـ ٩٧ ـ ٩٩ ـ ١٢٦ ـ ١٣٧ ـ ١٣٩ ـ ١٤٩


الذراع : ٩٦ ـ ٩٧ ـ ٩٩ ـ ١٢٨ ـ ١٤٠

الزبانى : ٩٨ ـ ١٢١ ـ ١٢٣ ـ ١٣٤ ـ ١٣٧ ـ ١٤٢

زبانى العقرب ـ الزبانى

الزبانيان : ٧٦

الزبرة : ٩٦

سعد الأخبية : ٩٨ ـ ١٢٩ ـ ١٣١ ـ ١٣٩ ـ ١٤٤

سعد بلع : ٩٨ ـ ١٢٨ ـ ١٢٩ ـ ١٣٧ ـ ١٣٩ ـ ١٤٢

سعد الذابح : ٩٨ ـ ١٢٧ ـ ١٣٦ ـ ١٤١ ـ ١٤٩

سعد السعود : ٩٨ ـ ١٢٨ ـ ١٣٠ ـ ١٤٠ ـ ١٤٢ ـ ١٤٦

السماك الأعزل : ٩٧ ـ ١٢١ ـ ١٢٣ ـ ١٣٢ ـ ١٤٠

الشرطان : ٩٩ ـ ١١٦ ـ ١٣٣ ـ ١٣٦

الصرفة : ٩٦ ـ ٩٧ ـ ٩٩ ـ ١٣٢ ـ ١٤٥ ـ ١٤٨

الطرف : ٩٦ ـ ٩٧ ـ ٩٩ ـ ١٢٩ ـ ١٣٤ ـ ١٤٢


العوا ـ العواء

العواء : ٩٦ ـ ٩٧ ـ ٩٨ ـ ١٣٩ ـ ١٤٩

الغفر : ٩٨ ـ ١٢٤ ـ ١٣٣ ـ ١٣٦ ـ ١٤٠ ـ ١٤٩

الفرغ الأول : ١٣٠ ـ ١٣٢ ـ ١٤٠ ـ ١٤٢ ـ ١٤٩

الفرغ الثاني : ١٣١ ـ ١٣٢ ـ ١٣٣ ـ ١٤٠ ـ ١٤٢ ـ ١٤٩

الفرغ المؤخر ـ الفرغ الثاني

الفرغان : ٨٨ ـ ٩٨ ـ ٩٩

القلب : ٩٨ ـ ٩٩ ـ ١٢٨ ـ ١٣٣ ـ ١٤٠ ـ ١٤٢

قلب العقرب ـ القلب

النثرة : ٩٦ ـ ٩٩ ـ ١٢٨ ـ ١٣٣ ـ ١٤٠ ـ ١٤٢

النجم ـ ٩٦

النطح ـ ٩٦ ـ ٩٩ ـ ١٢٤ ـ ١٤٢ ـ ١٤٦ ـ ١٤٩

النعائم : ٩٨ ـ ١٢٦ ـ ١٢٧ ـ ١٣٣ ـ ١٣٦ ـ ١٣٩ ـ ١٤٠

الهقعة : ٩٦ ـ ٩٩ ـ ١٢٧ ـ ١٤٠ ـ ١٤٨

الهنعة : ٩٦ ـ ٩٧ ـ ٩٩ ـ ١٣٣ ـ ١٣٩ ـ ١٤٩


٣ ـ فهرس بروج الشمس

الأسد ٩٧ ـ ٩٩ ـ ١٤٤

التوأمان : ٩٧ ـ ٩٩ ـ ١٣٩

الثور : ٩٧ ـ ٩٩ ـ ١٣٦

الجدي : ٩٧ ـ ٩٩ ـ ١٢٦

الحمل : ٩٧ ـ ٩٩ ـ ١٢٦

الحوت : ٩٨ ـ ٩٩ ـ ١٢٩

الدلو : ٩٨ ـ ٩٩ ـ ١٢٨

السرطان : ٩٧ ـ ٩٩ ـ ١٤١

السنبلة : ٩٧ ـ ٩٩

العقرب : ٩٨ ـ ٩٩ ـ ١٢٣

القوس : ٩٨ ـ ٩٩ ـ ١٢٥

الميزان : ٩٨ ـ ٩٨ ـ ٩٩ ـ ١٤٩


٤ ـ فهرس الأعلام

آدم (النبي عليه‌السلام) ٥٧

الأصمعي ـ عبد الملك بن قريب أبو سعد الأصمعي ١١٦ ـ ١١٨

ابن الأعرابي ـ محمد بن زياد أبو عبد الله ابن الأعرابي ١١٥

الأويرق (اسم جمل) ١٣٥

الحسن بن هانئ (أبو نواس الشاعر) ١٣٣

خالد بن صفوان التميمي المنقري : ١١٦

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ١٧٧

ذو الرمة ـ غيلان بن عقبة ذو الرمة الشاعر : ١١٧ ـ ١٢٥ ـ ١٣٤

أبو زيد الأنصار ـ سعيد بن أوس أبو زيد الأنصاري : ١١٦ ـ ١١٨

سحنون ـ سحنون بن سعيد ٩٣

سحنون بن سعيد ـ عبد السلام بن سعيد ٩٣ ـ ٩٤


سعيد بن أوس أبو زيد الأنصاري : ١١٦ ـ ١١٨

عبد السلام بن سعيد سحنون : ٩٣ ـ ٩٤

عبد الملك بن قريب أبو سعيد الأصمعي : ١١٦ ـ ١١٨

عمر بن الخطاب : ١١٤

غيلان بن عقبة ذو الرمة الشاعر : ١١٧ ـ ١٢٥

الفراء ـ يحيى بن زياد أبو زكريا الفراء : ١٢٠

ذو القرنين ـ الإسكندر الكبير المقدوني : ٥٧ ـ ٥٨ ـ ٥٩ ـ ٦٣ ـ ١٢٣

ابن كناسة ـ محمد بن عبد الله أبو يحيى الأسدي الكوفي : ٩٦ ـ ١١٦

مالك بن أنس : ٩٥

محمد بن زياد أبو عبد الله ابن الأعرابي : ١١٥

محمد بن عبد الله أبو يحيى الأسدي الكوفي ابن كناسة : ٩٦ ـ ١١٥

المسيح عليه‌السلام : ٥٨ ـ ١٢٧


النبي ـ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ١٢١

الهذلي ـ المتنخل الهذلي : ١١٩

يحيى بن زكريا النبي عليه‌السلام : ١٤١

يحيى بن زياد أبو زكريا الفراء : ١٢٠


٥ ـ فهرس الأقوام والجماعات

أصحاب البحر

الأعاجم ـ العجم

أهل الأندلس : ٥٤

أهل الجاهلية : ١٢١

أهل الحجاز : ١١٨

أهل الحساب : ٤٦ ـ ٤٨ ـ ٧٩ ـ ٩٣ ـ ٩٤ ـ ١٠٤ ـ ١١٥

أهل الرصد : ٩٩

أهل الشام : ٥٤

أهل مصر : ٥٤

أهل نجد : ١١٧

الروم : ٤٢ ـ ٥٢ ـ ٥٣ ـ ٥٤ ـ ٥٧ ـ ١٢٣ ـ ١٢٧ ـ ١٤١ ـ ١٤٦ ـ ١٤٩

السريانيون : ٤٢ ـ ٥٢ ـ ٥٣ ـ ٥٤ ـ ٥٧

عاد (قوم)

العبرانيون : ٤٢ ـ ٤٣ ـ ٤٤

العجم : ٤١ ـ ٥٣ ـ ٩٣ ـ ١٤٤

العرب : ٤١ ـ ٤٢ ـ ٤٣ ـ ٤٤ ـ ٤٦ ـ ٧٤ ـ ٩٤ ـ ٩٥ ـ ٩٦ ـ ١٠٢ ـ ١٠٩ ـ ١١٥ ـ ١١٩ ـ ١٢١


القبط : ٤٢ ـ ٥٢ ـ ٥٣ ـ ١٢٣ ـ ١٢٤ ـ ١٢٦ ـ ١٢٧ ـ ١٢٨ ـ ١٣١ ـ ١٣٤ ـ ١٣٦ ـ ١٤١ ـ ١٤٤ ـ ١٤٧ ـ ١٥٠

المنجمون : ٧٠ ـ ٧٥ ـ ٧٩ ـ ٨٩

اليونانيون : ٤٢ ـ ٤٣ ـ ٤٤


٦ ـ فهرس البلدان والأماكن

أرمينية : ٧٧

الإسكندرية : ١١١

أسوان : ١١٢

إفريقية : ٥٤ ـ ١١١

الأندلس : ٥٤ ـ ٧٧ ـ ١١١

البصرة : ١١٣

بغداد : ١١٣

البيت ـ البيت الحرام

البيت الحرام : ١١٢

بيت المقدس : ١١١

الجزيرة : ١١٣

جزيرة العرب : ١١٢

الحبشة : ١١٢

الحجاز : ٧٦ ـ ١١٨ ـ ١٤٤ ـ ١٤٥

الحجر : ١١٦

خراسان : ٧٧ ـ ١١٢


رأس العين : ١١١

سجستان : ١١٣

السودان : ١١٢

الشام : ١١٧

الشحر : ١١٢

صقلية : ٥٤ ـ ١١١

الصين : ١١٢

الطائف : ١١٢

طرابلس الغرب : ١١١

العراق : ٧٦ ـ ١١٣ ـ ١١٤ ـ ١٤٤ ـ ١٤٧

عمان : ١٤٤

غانة : ١١٢

فارس : ١١٣

قراقر : ١١٧

قرقيسيا : ١١٣

كرمان : ١١٣


الكعبة : ١١٦

الكوفة : ١١٣

مدينة الرسول : ١١١ ـ ١١٣

مصر : ٧٦ ـ ١١١ ـ ١١٢ ـ ١١٨ ـ ١٤٦

المعا : ١١٧

المغرب : ١١٢ ـ ١٤٧

مكة المكرمة : ١١٠ ـ ١١١ ـ ١١٢ ـ ١١٣

نجد : ١١٦

نصيبين : ١١٢

النوبة : ١١١

النيل : ١٣٨ ـ ١٤٨

نيل مصر ـ النيل

الهند : ١١١

اليمامة : ١١١

اليمن : ١١١


٧ ـ فهرس الآيات

(يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ، قُلْ : هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِ) ٤٦

(سورة البقرة)

(إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ) ٤٣

(سورة التوبة)

(إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ) ٤٣

(سورة التوبة)

(أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ) ١٠٦

(سورة الإسراء)

(وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها) ٨٤

(سورة يس)

(رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) ٨٤

(سورة الرحمن)

(فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ) ٨٤

(سورة المعارج)


(فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ) ٩٢

(سورة التكوير)

(وَالضُّحى وَاللَّيْلِ إِذا سَجى) ١٠٦

(سورة الضحى)

(وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ) ٨٠ ـ ١٠٦

(سورة الفلق)


٨ ـ فهرس الأحاديث

قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم

«إذا طلع النجم لم.يبق في الأرض شيء من العهة إلا وقع»........................... ١٣٧

قوله :

«ثلاث من أمور الجاهلية : الطعن في الأنساب ، والنياحة ، والاستسقاء بالأنواء»........ ١٢١

قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم مخبرا عن ربه :

«فأما من قال : مطرنا بنوء كذا وكذا ، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب»................. ١٢١

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد ذكر شهر رمضان :

«لا تصوموا حتى تروا الهلال ، ولا تفطروا حتى تروه. فإن غم عليكم فاقدروا له» وفي رواية أخرى : «فأكملوا العدة ثلاثين».  ٤٧

قول عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه :

«ما بين المشرق والمغرب قبلة إذا توجه نحو البيت».................................... ١١٣

قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«نصرت بالصبا ، وأهلكت عاد بالدبور»........................................... ١١٧


فهرس الشعر

تروحنا .... تئوبا الوافر............................................................. ٨١

ولا زال ... متبطح الطويل ذو الرمة................................................ ١٣٤

نوء الثريا به أو جبهة الأسد البسيط ذو الرمة........................................ ١٢٥

تلقى نوءهن ... السرار الوافر (الراعي)............................................... ٨٥

أهاضيب أنواء ... الأعافر (٤) الطويل ذو الرمة..................................... ١١٧

قد حال ... تهزيز البسيط المتنخل الهذلي............................................ ١١٩

ألم تر الشمس ... واعتدلا (٢) المنسرح أبو نواس.................................... ١٣٣

إذا ما سلخت ... واهلالي الطويل................................................... ٤٦


والشمس حيرى لها في الجو تدويم البسيط ذو الرمة..................................... ٨٢

ليت السماك ... سليما الكامل................................................... ١٣٥

يا أرضنا هذا أوان تحيين (٢) الرجز (الكميت)...................................... ١٤٩


١٠ ـ فهرس أمثال العرب وأقوالهم

كانت العرب تقول :

«إذا رأيت الشعريين يحوزهما النهار فهناك لا يجد الحر مزيدا............................ ١٤٣

«أريها السها وتريني القمر»......................................................... ٦٩

تقول العرب :

«إن الجنوب قالت للشمال : إن لي عليك فضلا ، أنا أسري وأنت لا تسرين. فقالت الشمال : الحرة لا تسري»   ١١٩

كانت العرب تقول :

«من غلا دماغه في الصيف غلت قدره في الشتاء»................................... ١٤٨


١١ ـ فهرس أسجاع العرب في الأنواء (*)

إذا طلعت الأشراط نقصت الأنباط................................................ ١٣٦

إذا طلع الإكليل هاجت الفحول ، وشمرت الذيول ، وتخوفت السيول................... ١٢٥

إذا طلع البطين اقتضي الدين ، وظهر الزين ، واقتفي بالعطار والقين.................... ١٣٧

إذا طلع البطين تزينت الأرض كل الزين............................................. ١٣٧

إذا طلع البطين برد ماء البئر والعين................................................. ١٣٧

إذا طلعت الثريا عشيا ابتغى الراعي كسيا........................................... ١٢٤

إذا طلعت الجبهة تحنت الولهة ، وتنازلت السفهة ، وقلت في الأرض الرفهة.............. ١٤٦

إذا طلعت الجوزاء توقدت المعزاء ، وكنست الظباء ، وعرقت العلباء ، وطاب الخباء........ ١٤٠

إذا طلع الحوت خرج الناس من البيوت.............................................. ١٣٥

إذا طلع الخرتان جني البسر بكل مكان ، وطاب الزمان............................... ١٤٧


إذا طلع الدبران توقدت الحزان ، ويبست الغدران ، وكرهت النيران ، واستعرت الذبان ، ورمت بأنفسها حيث شاءت الصبيان ١٣٩

إذا طلع الدلو هيب الجزو ، وأنسل العفو ، وطلب اللهو الخلو......................... ١٣٣

إذا طلع الدلو فالربيع والبدو ، والصيف بعد الشتو................................... ١٣٣

إذا طلع الذرع حسرت الشمس القناع ، واشتعلت في الأفق الشعاع ، وترقرق السراب بكل قاع ١٤٢

إذا طلعت الزباني أحدثت لكل ذي عيال شانا ، ولكل ذي ماشية هوانا ، فاجمع للشتاء ولا تتوانا ١٢٤

إذا طلع سعد الأخبية دهنت الأسقية ، ونزلت الأحوية............................... ١٣١

إذا طلع سعد بلع اقتحم الربع ، وصيد المرع ، وصار في الأرض لمع..................... ١٢٩

إذا طلع سعد السعود نضر العود ، ولانت الجلود ، وكره في الشمس القعود.............. ١٣٠

إذا طلع السماك ذهبت العكاك ، وقل على الماء اللكاك.............................. ١٢٣

إذا طلعت السمكة أمكنت الحركة ، وتعلقت الحسكة ، ونصبت الشبكة ، وطاب الزمان للنسكة ١٣٥


إذا طلع سهيل برد الليل ، وخيف السيل ، وكان لأم الحوار الويل....................... ١٤٥

إذا طلع الشرطان استوى الزمان ، وحضرت الأعطان ، وتهادى الجيران ، وبات الفقير بكل مكان ١٣٦

إذا طلعت الشعرى نشف الثرى ، وأجن الصرى ، وجعل صاحب النخل يرى............ ١٤٣

إذا طلعت الشولة أعجلت الشيخ البولة ، واشتدت على العيال العولمة ، وقيل : شتوة زولة. ١٤٧

إذا طلعت الصرفة احتال كل ذي حرفة ، وجفر كل ذي نطفة ، وامتيز عن المياه زلفة...... ١٤٨

إذا طلعت الطرفة بكرت الخرفة ، وكثرت الطرفة ، وهانت للضيف الكلفة................ ١٤٥

إذا طلعت العذرة لم يبق بعمان بسرة إلا رطبة أو تمرة................................. ١٤٤

إذا طلعت العواء ضرب الخباء ، وطاب الهواء ، وكره العراء ، وشنن السقاء............... ١٥٠

إذا طلع الغفر اقشعر السفر ، وزال النضر ، وحسن في العين الجمر..................... ١٢٤

إذا طلع الفرغ الأول كثر الأسفار والتحول.......................................... ١٣٢

إذا طلع الفرغ الثاني تحركت الأطيار بالأغصان....................................... ١٣٢


إذا طلع القلب جاء الشتاء كالكلب ، وصار أهل البراري في كرب...................... ١٢٦

مطرة في نيسان خير من ألف سان................................................. ١٣٤

إذا طلعت النثرة قنأت البسرة ، وجني النخل بكرة ، وأوت المواشي حجرة ، ولم تترك في ذات در قطرة       ١٤٣

إذا طلعت النجم غدية ابتغى الراعي شكية.......................................... ١٣٧

إذا طلعت النجم النعائم طال الليل على النائم ، وقصر النهار على الصائم ، وخلص البرد إلى كل ناسم    ١٢٧

إذا طلعت الهراران يبست الأغصان ، وغشيت النيران ، وهزلت السمان ، وانحجزت الولدان ، واشتد البرد بكل مكان        ١٢٦

إذا طلعت الهقعة تقوض الناس للقلعة ، ورجعوا عن النجعة ، وأورست الفقعة وأردفتها الهنعة ١٤٠


١٢ ـ فهرس أبواب الكتاب وفصوله

المقدمة :

الأنواء عند العرب في الجاهلية......................................................... ٧

الأنواء عند العرب في الإسلام....................................................... ١٥

كتاب الأزمنة والأنواء لابن الجدابي................................................... ٢١

ابن الأجدابي : حياته وثقافته........................................................ ٢٧

مخطوطة الكتاب وعملنا فيها........................................................ ٣١

كتاب الأزمنة والأنواء.............................................................. ٣٧

مقدمة المؤلف..................................................................... ٣٩

باب معرفة الأصل في حساب الأزمنة................................................. ٤٠

باب ذكر أيام السنة العربية وأسماء شهورها............................................ ٤٤

باب ذكر أس السنة العربية......................................................... ٤٨

باب في علامات الشهور العربية ومعرفة أوائلها......................................... ٥٠

باب معرفة الكبيسة من سني العرب.................................................. ٥١

باب ذكر أيا السنة الشمسية....................................................... ٥٢

باب في تاريخ الروم والسريانيين وأسماء شهورهم........................................ ٥٥

باب في معرفة مبلغ سني ذي القرنين.................................................. ٥٩

باب ذكر السنة العجمية........................................................... ٦٠

باب علامات الشهور العجمية ومعرفة أوائلها.......................................... ٦١

باب معرفة الكبيسة من السنين العجمية.............................................. ٦٣


باب ذكر مشاهير الكواكب وما داناها............................................... ٦٨

بنات نعش الصغرى............................................................... ٦٨

بنات نعش الكبرى................................................................ ٦٩

العوائد........................................................................... ٧٠

الفكة............................................................................ ٧٠

النسران.......................................................................... ٧١

الفوارس والردف................................................................... ٧١

الصليب......................................................................... ٧٢

الكف الخضيب................................................................... ٧٢

الكف الجذماء.................................................................... ٧٣

العيوق........................................................................... ٧٤

العذرة............................................................................ ٧٤

الكوكب الفرد..................................................................... ٧٥

عرش السماك..................................................................... ٧٥

الخيل............................................................................ ٧٦

الشماريخ......................................................................... ٧٦

سهيل............................................................................ ٧٦

السعود.......................................................................... ٧٧

السفينة.......................................................................... ٧٨

باب النجوم السيارة................................................................ ٧٩

ذكر الشمس..................................................................... ٨٠

ذكر القمر....................................................................... ٨٤

ذكر الكواكب الخنس.............................................................. ٨٩

زحل............................................................................. ٨٩


المشتري.......................................................................... ٨٩

المريخ............................................................................ ٩١

الزهرة............................................................................ ٩٠

عطارد........................................................................... ٩١

باب ذكر أزمنة السنة وفصولها وأوقات دخولها......................................... ٩٣

باب في أوقات الفصول............................................................ ٩٩

باب في معرفة بروج الشمس ومنزلتها............................................... ١٠٠

باب في معرفة بروج القمر ومنزلته.................................................. ١٠١

باب في معرفة الطالع والساقط والمتوسط............................................. ١٠٢

باب ذكر أوقات الليل ، وتقدير ما يمضي منه بمسير المنازل............................ ١٠٤

باب في أوقات الصلوات.......................................................... ١٠٨

باب في معرفة سمت القبلة في جميع الأفق............................................ ١١٠

باب في ذكر الرياح وأسمائهن وتحديد مهابهن......................................... ١١٥

باب في معرفة النوء............................................................... ١٢٠

باب معرفة الشهور وأسمائها عند الأعاجم........................................... ١٢٢

الشهر الأول : تشرين الأول.................................................... ١٢٢

الشهر الثاني : تشرين الثاني..................................................... ١٢٣

الشهر الثالث : كانون الأول................................................... ١٢٥

الشهر الرابع : كانون الآخر.................................................... ١٢٦

الشهر الخامس : شباط........................................................ ١٢٨

الشهر السادس : آذار......................................................... ١٣٠

الشهر السابع : نيسان ـ أبريل.................................................. ١٣٣

الشهر الثامن : أيار ـ مايو...................................................... ١٣٦

الشهر التاسع : حزيران ـ يونيه.................................................. ١٣٩

الشهر العاشر : تموز ـ يوليوز.................................................... ١٤٠


الشهر الحادي عشر : آب ـ غشت.............................................. ١٤٣

الشهر الثاني عشر : أيلول ـ شتنبر............................................... ١٤٦

الفهارس :......................................................................... ١٥١

فهرس النجوم والكواكب وصورها.................................................. ١٥٣

فهرس بروج الشمس............................................................. ١٦٢

فهرس الأعلام................................................................... ١٦٣

فهرس الأقوام والجماعات.......................................................... ١٦٦

فهرس البلدان والأماكن........................................................... ١٦٨

فهرس الآيات................................................................... ١٧١

فهرس الأحاديث................................................................ ١٧٣

فهرس الشعر.................................................................... ١٧٤

فهرس أمثال العرب وأقوالهم........................................................ ١٧٦

فهرس أسجاع العرب في الأنواء.................................................... ١٧٧

فهرس أبواب الكتاب وفصوله..................................................... ١٨١


مراجع البحث والتحقيق

الآثار الباقية :

الآثار الباقية عن القرون الخالية ، تأليف أبي الريحان محمد بن أحمد البيروني المتوفي سنة ٤٤٠ ، طبع لبزيغ في ألمانيا ١٨٧٨.

كتاب الإبل :

تأليف أبي سعيد عبد الملك بن قريب الأصمعي المتوفى سنة ٢١٦ ، طبع المطبعة الكاثوليكية للآباء اليسوعيين في بيروت سنة ١٩٠٣ (ضمن مجموعة الكنز اللغوي في اللسن العربي).

أخبار النحويين البصريين :

تأليف القاضي أبي سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي المتوفي سنة ٣٦٨ ، طبع القاهرة سنة ١٣٧٤ / ١٩٥٥.

الأزمنة :

الأزمنة والأمكنة ، تأليف أبي علي أحمد بن محمد بن الحسين المرزوقي المتوفى سنة ٤٢١ ، ج ١ ـ ٢ ، طبع حيدرآباد الدكن في الهند سنة ١٣٣٢.

الأعلام :

وهو قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستشرقين ، تأليف خير الدين الزركلي ، ج ١ ـ ١٠ ، طبع مطبعة كوستاستوماس وشركاه ، سنة ١٣٧٣ ـ ١٣٧٨ / ١٩٥٤ ـ ١٩٠٥.


الأغاني :

كتاب الأغاني ، تأليف أبي الفرج علي بن الحسين الأصبهاني المتوفى سنة ٣٥٦ ، ج ١ ـ ٢١ ، طبع مطبعة التقدم في القاهرة.

الاقتضاب

الاقتضاب في شرح أدب الكتاب ، تأليف أبي محمد عبد الله بن محمد السيد البطليوسي المتوفى سنة ٥٢١ ، طبع المطبعة الأدبية في بيروت سنة ١٩٠١.

أمالي المرتضى :

غرر الفوائد ودرر القلائد ، تأليف الشريف المرتضى أبي القاسم علي بن الحسين المتوفى سنة ٤٣٦ ، ج ١ ـ ٢ ، طبع دار إحياء الكتب العربية بالقاهرة سنة ١٣٦٤ ـ ١٣٦٧ / ١٩٤٥ ـ ١٩٤٨.

انباه الرواة :

انباه الرواة على أنباه النحاة ، تأليف جمال الدين أبي الحسن علي بن يوسف القفطي المتوفى سنة ٦٤٦ ، ج ١ ـ ٣ ، طبع مطبعة دار الكتب المصرية في القاهرة سنة ١٣٦٩ ـ ١٣٧٤ / ١٩٥٠ ـ ١٩٥٥.

كتاب الأنواء :

تأليف أبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري المتوفى سنة ٢٧٦ ، طبع حيدرآباد الدكن في الهند سنة ١٣٧٥ / ١٩٥٦.


بروكلمان :

(تاريخ الأدب العربي)

Geschitchte Der Arabishen Litteratur; Leiden, E. J. Brill; Bn ١, ٣٤٩١, II, ٩٤٩١

وذيله :

Supplement Band, Leiden, E. J. Brill; ١, ٧٣٩١, II ٨٣٩١, III, ٢٤٩١.

بغية الوعاة :

بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة ، تأليف جلال الدين أبي الفضل عبد الرحمن بن كمال الدين أبي بكر السيوطي المتوفى سنة ٩١١ ، طبع القاهرة سنة ١٣٢٦.

تاريخ بغداد :

تأليف أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي المتوفى سنة ٤٦٣ ، ج ١ ـ ١٤ ، طبع القاهرة سنة ١٣٤٦ / ١٩٣١.

تحقيق ما للهند من مقولة :

تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة ، تأليف أبي الريحان محمد بن أحمد البيروني المتوفى سنة ٤٤٠ ، طبع لندن سنة ١٨٨٧.

تذكرة الحفاظ :

تأليف الحافظ شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة ٧٤٨ ، ج ١ ـ ٤ ، طبع حيدرآباد الدكن في الهند سنة ١٣٣٣ ـ ١٣٣٤.


التفسير الكبير :

مفاتيح الغيب المعروف بالتفسير الكبير ، تأليف فخر الدين محمد بن ضياء الدين عمر الرازي المتوفى سنة ٦٠٦ ، ج ١ ـ ٨ ، طبع المطبعة الخيرية بمصر سنة ـ ١٣٠٨ ١٣٠٧.

التنبيه والإشراف :

تأليف أبي الحسن علي بن الحسين المسعودي المتوفى سنة ٣٤٥ ، طبع دار الصاوي للطبع والنشر والتأليف سنة ١٣٥٧ / ١٩٣٨.

كتاب الحيوان :

تأليف أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ المتوفى سنة ٢٥٥ ، ج ١ ـ ٧ ، طبع القاهرة سنة ١٣٥٦ ـ ١٣٦٦ / ١٩٣٨ ـ ١٩٤٨.

الخزانة :

خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب ، تأليف عبد القادر بن عمر البغدادي المتوفى سنة ١٠٩٣ ، ج ١ ـ ٤ ، طبع بولاق سنة ١٢٩٩.

الديباج المذهب :

الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب ، تأليف برهان الدين ابراهيم بن محمد بن فرحون اليعمري المتوفى سنة ٧٩٩ ، طبع مطبعة السعادة في القاهرة سنة ١٣٢٩.


ديوان ذي الرمة :

ديوان شعر ذي الرمة ، وهو غيلان بن عقبة العدوي ، طبع مطبعة جامعة كمبرج في انكلترا سنة ١٩١٩.

ديوان أبي وانس :

وهو الحسن بن هانئ الحكمي الشاعر المشهور بأبي نواس والمتوفى سنة ١٩٨ ، طبع المطبعة العمومية بمصر سنة ١٨٩٨.

ديوان الهذليين :

وهو مجموعة أشعار لشعراء هذيل ، ج ١ ـ ٣ ، طبع مطبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة سنة ١٣٦٤ ـ ١٣٦٩ / ١٩٤٥ ـ ١٩٥٠.

سنن البيهقي :

السنن الكبرى ، تأليف أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي المتوفى سنة ٤٥٨ ، ج ١ ـ ١٠ ، طبع حيدرآباد الدكن في الهند سنة ١٣٤٤ ـ ١٣٥٦.

سنن الترمذي :

الجامع الصحيح وهو سنن الترمذي ، تأليف أبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي المتوفى سنة ٢٧٩ ، ج ١ ـ ٢ ، طبع مطبعة مصطفى البابي الحلبي سنة ١٣٥٦ / ١٩٣٧.

الشعراء :

الشعر والشعراء ، تأليف أبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري المتوفى سنة ٢٧٦ ، ج ١ ـ ٢ ، طبع دار احياء الكتب العربية في القاهرة سنة ـ ١٩٥٠ ١٣٦٤ ـ ١٣٦٩ / ١٩٤٤.


طبقات الشعراء :

طبقات فحول الشعراء ، تأليف أبي عبد الله محمد بن سلام الجمحي المتوفى سنة ٢٣١ ، طبع دار المعارف بمصر سنة ١٩٥٢ (من سلسلة ذخائر العرب).

طبقات القراء :

غاية النهاية في طبقات القراء ، تأليف شمس الدين أبي الخير محمد بن محمد بن علي بن يوسف الشهير بابن الجزري المتوفى سنة ٨٣٣ ، ج ١ ـ ٢ ، طبع مطبعة السعادة بمصر ١٣٥١ ـ ١٣٥٢ / ١٩٣٢ ـ ١٩٣٣.

طبقات النحويين :

طبقات النحويين واللغويين ، تأليف أبي بكر محمد بن الحسن الزبيدي المتوفى سنة ٣٧٩ ، طبع القاهرة سنة ١٣٧٣ / ١٩٥٤.

عجائب المخلوقات :

عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات ، تأليف زكريا بن محمد بن محمد القزويني المتوفى سنة ٦٨٢ ، طبع غوتنغن في المانيا سنة ١٨٤٩.

علم الفلك :

علم الفلك ، تاريخه عند العرب في القرون الوسطى ، تأليف المستشرق الإيطالي كارلو نلينو ، طبع مكتبة المثنى ببغداد عن طبعة روما سنة ١٩١١.

العيني :

المقاصد النحوية في شرح شواهد الألفية ، تأليف محمود بن أحمد العيني المتوفى سنة ٨٥٥ ، ج ١ ـ ٤ ، طبع بولاق سنة ١٢٩٩ (في هامش خزانة الأدب للبغدادي).


الفائق :

الفائق في غريب الحديث ، تأليف جار الله أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري المتوفى سنة ٥٣٨ ، ج ١ ـ ٣ ، طبع دار احياء الكتب العربية في القاهرة سنة ١٣٦٤ ـ ١٣٦٧ / ١٩٤٥ ـ ١٩٤٨.

الفهرست :

تأليف أبي الفرج محمد بن إسحاق بن النديم المتوفى سنة ٣٨٥ ، ج ١ ـ ٢.

طبع ليبزيغ في ألمانيا سنة ١٨٧١ ـ ١٨٧٢

القانون المسعودي :

تأليف أبي الريحان محمد بن أحمد البيروني المتوفى سنة ٤٤٠ ، ج ١ ـ ٢ ، طبع حيدرآباد الدكن في الهند سنة ١٣٧٣ ـ ١٣٧٤ / ١٩٥٤ ـ ١٩٥٥.

كشف الظنون :

شف الظنون عن أسامي الكتب والفنون ، تأليف مصطفى بن عبد الله الشهير بحاجي خليفة المتوفى سنة ١٠٦٧ ، ج ١ ـ ٢ ، طبع وزارة المعارف التركية في استانبول سنة ١٩٤١ ـ ١٩٤٣.

اللآلي :

اللآلي في شرح أمالي القالي ، تأليف الوزير أبي عبيد عبد الله بن عبد العزيز البكري المتوفى سنة ٤٨٧ ، ج ١ ـ ٢ ، طبع مطبعة دار الكتب المصرية في القاهرة سنة ١٣٢٤ / ١٩٣٦.


اللسان :

لسان العرب ، تأليف جمال الدين أبي الفضل محمد بن مكرم بن منظور المتوفى سنة ٧١١ ، ج ١ ـ ١٥ ، طبع ببيروت سنة ١٣٧٤ ـ ١٣٧٦ / ١٩٥٥ ـ ١٩٥٦.

مجمع الأمثال :

تأليف أبي الفضل أحمد بن محمد النيسابوري المعروف بالميداني المتوفى سنة ٥١٨ ، ج ١ ـ ٢ ، طبع مطبعة السنة المحمدية في القاهرة سنة ١٣٧٤ / ١٩٥٥.

المخصص :

تاب المخصص في اللغة ، تأليف أبي الحسن علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده المتوفى سنة ٤٥٨ ، ج ١ ـ ١٧ ، طبع بولاق في القاهرة سنة ١٣١٦ ـ ١٣٢١.

المزهر :

المزهر في علوم اللغة وأنواعها ، تأليف جلال الدين أبي الفضل عبد الرحمن بن كمال الدين أبي بكر السيوطي المتوفى سنة ٩١١ ، ج ١ ـ ٢ ، طبع دار احياء الكتب العربية في القاهرة.

معجم الأدباء :

إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب ، تأليف أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي المتوفى سنة ٦٢٦ ، ج ١ ـ ٢٠ ، طبع القاهرة سنة ١٣٥٥ ـ ١٣٥٧ / ١٩٣٦ ـ ١٩٣٨.

معجم البلدان :

تأليف أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي المتوفى سنة ٦٦٢ ، ج ١ ـ ٦ ، طبع لبزيغ في المانيا سنة ١٨٦٦ ـ ١٨٧٠.


المعجم الفلكي :

تأليف الفريق أمين فهد المعلوف ، طبع مطبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة سنة ١٩٣٥.

المؤتلف :

المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء وكناهم وألقابهم وأنسابهم وبعض شعرهم ، تأليف أبي القاسم الحسن بن بشر الآمدي المتوفى سنة ٣٧١ ، طبع مكتبة القدسي بالقاهرة سنة ١٣٥٤ (مع معجم الشعراء للمرزباني).

النهاية :

النهاية في غريب الحديث والأثر ، تأليف مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد بن محمد الجزري المعروف بابن الأثير المتوفى سنة ٦٠٦ ، ج ١ ـ ٤ ، طبع المطبعة الخيرية بمصر سنة ١٣٢٢.

نهاية الأرب :

نهاية الأرب في فنون الأدب ، تأليف شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري المتوفى سنة ٧٣٣ ، ج ١ ـ ١٨ ، طبع مطبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة سنة ١٩٤٢ ـ ١٣٧٤ / ١٩٢٣ ـ ١٩٥٥.

هدية العارفين :

هدية العارفين ، أسماء المؤلفين وآثار المصنفين ، تأليف اسماعيل باشا البغدادي المتوفى سنة ١٣٣٩ / ١٩٢٠ ، ج ١ ـ ٢ ، طبع مطبعة وزارة المعارف التركية في استانبول سنة ١٩٥١ ـ ١٩٥٥.


كتاب الورقة :

تأليف أبي عبد الله محمد بن داود بن الجراح المتوفى سنة ٢٩٦ ، طبع دار المعارف بمصر ١٣٧٢ / ١٩٥٣.

وفيات الأعيان :

وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان ، تأليف القاضي شمس الدين أبي العباس أحمد بن محمد بن إبراهيم المعروف بابن خلكان المتوفى سنة ٦٨١ ، ج ١ ـ ٣ ، طبع القاهرة سنة ١٢٩٩.

الأزمنة والأنواء

المؤلف:
الصفحات: 194