

المقدمة
نطاق البحث وتحليل المصادر
هذه الرسالة
محاولة لدراسة أحوال البحرين في صدر الإسلام وبيان أثرها في حركة الخوارج.
والبحرين عند المسلمين هي الإقليم الممتد على ساحل الخليج العربي بين عمان والبصرة
، فهي تشمل ما يعتبر في الوقت الحاضر الكويت والاحساء وقطر وجزر البحرين الحالية
المعروفة قديما باسم أوال. وللبحرين أهمية تجارية وعسكرية ، فإن أراضيها المستوية
جعلتها مفضلة على الساحل الشرقي الوعر ، فكانت السفن الآتية من الهند تسير موازية
لساحلها فتقف بها وتفرغ في موانئها كثيرا من بضائعها ثم تنقل برا إلى العراق أو
إلى بلاد الشام ومدن البحر المتوسط ، كما قامت فيها صناعة السفن ، وقد اشتغل بعض
أهلها بالملاحة وخاصة الداريون حتى لقد سمّي صاحب الشراع بالداريّ نسبة إلى دارين.
ولما كانت الطرق البحرية في العصور القديمة معرضة لكثير من الأخطار الطبيعية
والبشرية ، فقد كان التجار يفضلون الطرق البرية بقدر المستطاع ، وأهم المصاعب التي
تلاقيها الطرق البرية قلة المياه ، فكانت الآبار هي العامل الأول الذي يقرر اتجاه
القوافل ومحطاتها في الصحراء ، لذلك كانت كافة محطات القوافل حول الآبار. وتتوقف
أهمية
هذه المحطات على وفرة مياه آبارها ، أو وقوعها على تشعبات الطرق. كما
اشتهرت البحرين أيضا بانتاج اللؤلؤ خاصة ، فضلا عن التمور وخاصة في هجر ، وقد اتخذ
المسلمون البحرين قاعدة هاجموا منها سواحل فارس في زمن الخليفة عمر بن الخطاب «رض».
يتكون هذا
البحث من سبعة فصول ، خصص الفصل الأول لدراسة الأحوال الجغرافية لما لها من أهمية
في حياة السكان وتطورهم وتوجيه تاريخهم ، وفي التقسيمات الإدارية للمنطقة ، وهو
يتضمن التعريف بالبحرين وموقعها وحدودها وأرضها ومياهها. أما الفصل الثاني فقد كرس
لدراسة السكان وعقائدهم ، وبيان المناطق المأهولة والقرى والعشائر كعبد القيس ،
وتميم وبكر بن وائل والأزد ، وكذلك العناصر غير العربية التي قطنتها كالفرس والزط
والسيابجة ، وقد أشرنا إلى ما كان منتشرا في أهلها عند ظهور الإسلام من عقائد
وأديان كالوثنية واليهودية والنصرانية والمجوسية والأسبذية. أما الفصل الثالث فقد
خصص لدراسة المدن والقرى التي كانت في البحرين عند ظهور الإسلام مع الإشارة إلى ما
بقي منها الآن ، وفي الفصل الرابع بحث عن الأحوال الاقتصادية كالزراعة والصناعة
وصيد اللؤلؤ وصيد الأسماك وطرق المواصلات والتجارة ، ويظهر من هذا الفصل أن
البحرين كانت فيها حياة اقتصادية مزدهرة سادت على تقدم الحضارة.
أما في الفصل
الخامس فقد تناول البحث انتشار الإسلام في البحرين بطريقة سلمية ودراسة الكتب التي
تبودلت بين الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل البحرين ، ووفادة عبد القيس إلى الرسول
في المدينة. ويتناول الفصل السادس إدارة البحرين في القرن الأول الهجري ، وقد بحثت
فيه طبيعة العلاقة بين الفرس والبحرين وهي لم تكن وثيقة ، إذ أن سيطرتهم عليها
كانت اسمية ومقصورة على المناطق الساحلية التي
اتخذ الأسطول الساساني فيها مراكزه ، ويبدو أن هدفهم كان مجرد منع القبائل
العربية من القيام بأعمال معادية للفرس أو التأثير في التجارة البحرية ، وكذلك
يشمل هذا الفصل دراسة عن ادارة البحرين في الإسلام والعوامل المؤثرة في التقسيمات
الإدارية والوظائف الإدارية المختلفة كالولاية والشرطة.
ويتناول الفصل
السابع دراسة «خوارج البحرين» وفيه عرض لبداية حركة الخوارج وأساسها القبلي ثم
امتدادها إلى البحرين ، وأهمية المنطقة للحركة ، وموقف أهل البحرين منهم ، وكذلك
امتداد نفوذهم ، وأثر أحوال البحرين في نمو حركة الخوارج وتوجيه آرائهم. كما يتضمن
هذا الفصل دراسة عن دور أهل البحرين في حركات الخوارج خارج البحرين ، ومدى تمسكهم
بعقائدهم ودوافع انضمامهم إليهم ، ومدى قوة حركة الخوارج في البحرين ونتائجها وأثر
زوال سيطرتهم على قوتهم هناك. ومن الطبيعي أن دراستي للخوارج لا تشمل كل حركتهم
وأفكارهم ، بل تقتصر على ماله علاقة بالبحرين.
إن هذا البحث
تواجهه صعوبات منها مشكلة تحديد المواضع الجغرافية ووصفها وتقدير أهميتها
ومطابقتها على المصورات الحديثة.
فمن المعلوم إن
المصادر العربية الوسيطة غير دقيقة في هذا ، ولم تجر حتى الآن محاولة لأعداد أطلس
تاريخي مفصل لهذه الأماكن.
أما عن الفتح
الإسلامي والإدارة ، فالروايات متناقضة مضطربة ، وفيها ارتباك في تعيين تواريح الأحداث
وخاصة فيما يتعلق بإرسال العلاء الحضرمي إلى البحرين وقدوم وفود عبد القيس على
الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة.
لا يوجد كتاب
شامل عن المعلومات المتناولة في مادة الرسالة ،
ولا بد لمن يبعثها من الرجوع إلى مصادر عديدة ومتنوعة منها التاريخية ، ومن
المعلوم أن أهم المؤرخين الأولين الذين كتبوا عن أحداث الأزمنة الأولى في الإسلام
عامة هم : محمد بن إسحاق (ت ١٥١ ه) الذي ألف كتاب السيرة. والمبتدأ ولمغازي ،
وكتاب الخلفاء. وأبو مخنف لوط بن يحيى (ت ١٥٧ ه) الذي ألّف كتبا كثيرة منها كتاب
الردّة ، وكتاب أهل النهروان والخوارج. وسيف بن عمر (ت ١٨١ ه) الذي ألّف كتاب
الفتوح الكبير والردة وهشام بن الكلبي (ت ٢٠٤ ه) ومن مؤلفاته كتاب التاريخ ،
وأخبار الخلفاء ، ومحمد بن عمر الواقدي (ت ٢٠٧ ه) وهو مؤلف عدة كتب
منها كتاب السيرة ، والردة ، والتاريخ الكبير . والهيثم بن عدي (ت ٢٠٧ ه) الذي ألّف عدة كتب منها
كتاب الوفود ، والخوارج ، وكتاب التاريخ على السنين وأبو عبيدة معمر بن المثنى (ت ٢٠٩ ه) وله عدة مؤلفات
منها كتابا الفرق ، والأيام . وعلي بن الحسن المدائني (ت ٢٢٥ ه) ومن مؤلفاته رسائل
النبي صلى الله عليه وسلم ، وكتب النبي إلى الملوك ، والوفود ، وتاريخ الخلفاء ،
والخوارج ، والردة كما ألّف بعضهم كتبا مستقلة عن البحرين منها كتابا
خوارج البحرين واليمامة ، وخبر عبد القيس لأبي عبيدة ، وكتاب أمر البحرين للمدائني غير أنه لم يبق
__________________
من كتبهم جميعا إلا ما نقله عنهم الكتاب المتأخرون وخاصة الطبري والبلاذري
والجاحظ ، فأما الطبري (ت ٣١٠ ه) فإن كتابه تاريخ الرسل والملوك ذو أهمية في
دراسة التاريخ الإسلامي ، إذ قدم مادة واسعة عن أحداث القرنين الأول والثاني
للهجرة ، وذكر غزو عرب البحرين لبلاد فارس ، وغزو سابور الثاني (ذو الأكتاف)
للبحرين ونتائجه ، وفيه أيضا مادة قيمة عن انتشار الإسلام في البحرين والمراسلات
بين الرسول صلى الله عليه وسلم وسكان البحرين ووفود عبد القيس ، كما يحوي الكتاب
إشارات قليلة مهمة عن الحياة الاقتصادية والسكان والإدارة وحركة الخوارج. وقد
اعتمد الطبري على سيف بصورة خاصة ، كما نقل أيضا عن أبي مخنف والواقدي وابن إسحاق
وعن مصادر أخرى لا يذكر أسماءها ويشير عند النقل عنها بكلمة «قالوا». وقد حفظ
الطبري كثيرا من كتابات المؤرخين الأولين مع رواتها ومصادرها ، وأورد الروايات
المختلفة عن كل حادثة ، واهتم بضبط تواريخ الحوادث ، وما أورده الطبري من معلومات
عن هذه الفترة كان المصدر الرئيس لمن تلاه من المؤرخين وخاصة ابن الأثير وابن كثير
وابن خلدون الذين اكتفوا في الغالب بتلخيص ما جاء في الطبري مضيفين إليه بعض
الأخبار وحاذفين الروايات المتكررة ، مكتفين في الغالب بواحدة مع حذف رجال السند.
أما البلاذري (ت ٢٧٩ ه) فقد رتب كتابه «فتوح البلدان» على أساس الأقاليم
والمقاطعات ، ورتب كتابه الآخر «أنساب الأشراف» على أساس الأسس وشخصياتها البارزة
، وقد أورد فيما كتبه عن البحرين في كتابه «الفتوح» معلومات قيمة وإن كانت مختصرة
عن العلاقة بين البحرين والفرس ، والسكان ، والعقائد ، والأحوال الاقتصادية ،
وكذلك عن انتشار الإسلام في البحرين والمراسلات بين الرسول صلى الله عليه وسلم
وأهل البحرين ، وعن الأحوال
الإدارية. أما كتابه الآخر «أنساب الأشراف» ففيه معلومات قيمة عن الخوارج
في البحرين وحركاتهم ، كان قد انفرد بها ، وفيه أيضا معلومات مهمة عن الإدارة. وقد
استمد البلاذري معلوماته من المؤرخين المسلمين الأوائل أمثال أبي مخنف وابن الكلبي
والهيثم بن عدي وأبي عبيدة والمدائني وابن سلام. ومع أن معظمهم ممن اعتمد عليه
الطبري كما يتجلى ذلك من الإطلاع على رجال السند في كلا الكتابين أو على ما
يرويانه إلا أن البلاذري يتميز بأنه أكثر اهتماما بالنواحي المالية والاقتصادية
والاجتماعية والعمرانية ، فهو يورد عنها أخبارا كثيرة بعضها غير مذكور في الطبري
بالرغم من أنه أقلّ تفصيلا وأنه كثيرا ما يهمل أسانيد أخباره ، وقد نقل ياقوت
كثيرا مما أورده البلاذري في فتوح البلدان عن البحرين.
وهناك مؤرخون
آخرون كالدينوري (ت ٢٨١ ه) مؤلف الأخبار الطوال ، واليعقوبي (ت ٢٨٤ ه) صاحب
تاريخ اليعقوبي والمسعودي (ت ٣٤٦ ه) صاحب كتابي مروج الذهب والنبيه والأشراف ،
ولكن المعلومات في كتبهم مختصرة وقلما تهتم بالإسناد إلا أن فيها إشارات مهمة عن
البحرين وعلاقتها بالفرس وعن الأحوال الاقتصادية والاجتماعية والإدارية وانتشار
الإسلام فيها.
إن بعض
المعلومات التي ذكرها هؤلاء المؤرخون تختلف عما أورده الطبري والبلاذري مما يدل
على أنهم استمدوها من مصادر تختلف عن مصادر المؤلفين السابقين ، إلا أن عدم ذكرهم
الأسانيد لرواياتهم يجعل من الصعب تحديد المصادر التي استقوا منها هذه المعلومات.
وفي كتب
الجغرافية معلومات قيمة عن موقع البحرين وحدودها وطوبوغرافيتها ومياهها ، وعن
المدن والقرى والسكان والحياة
الاقتصادية والمواصلات والأقسام الإدارية. ومن أقدم ما وصلنا من هذه الكتب
بلاد العرب للغدة الأصفهاني (من رجال القرن الثالث الهجري) ، وقد تكلم فيه عن
تحديد منازل القبائل ، واستمد معلوماته من رواة وشعراء من أهل تلك البلاد ، وكتاب
المناسك وأماكن طرق الحج ومعالم الجزيرة المنسوب للحربي (ت ٢٨٥ ه) والأعلاق
النفيسة لابن رستة (كان حيا عام ٢٩٠ ه) وفيه معلومات عن المدن والأقاليم
الإسلامية استقاها من مصادر أدبية وجغرافية قديمة. والمسالك والممالك لابن خرداذبة
(ت ٣٠٠ ه) ، وقد اعتمد عليه قدامة (ت ٣٢٠ ه) في كتابه الخراج وصنعة الكتابة ،
وكتاب صفة جزيرة العرب للهمداني (ت ٣٣٤ ه) وقد اعتمد في معلوماته عن البحرين على
أبي مالك أحمد بن محمد بن سهل بن صباح اليشكري ، وهو ممن «سكن تلك المواضع ونجعها
ورعاها وسافر فيها وكان بها خبيرا» . ومسالك الممالك للاصطخري (ت ٣٤٦ ه) وكتاب البلدان
لابن الفقيه الهمذاني (ت ٣٥٦ ه) وقد أودعه معلومات إدارية ثمينة اعتمد فيها على
عدد من المؤلفين منهم : الجاحظ في كتابه البلدان لذا فهو مهم من هذه الناحية لأنه
حفظ لنا مادة جغرافية وتاريخية قيمة من كتاب الجاحظ الذي لم يصل إلينا كاملا كما
أنه نقل من كتاب مسالك الممالك للأصطخري مع اضافات قليلة. أما كتاب صور الأرض لابن
حوقل (ت ٣٦٧ ه) فهو نسخ لما جاء في كتاب الأصطخري مع إضافات قليلة. وقد أودع
المقدسي (ت ٣٧٥ ه) كتابه أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم معلومات استمدها عن
ملاحظاته الخاصة خلال سفراته في العالم الإسلامي.
__________________
أما الجغرافيون
المتأخرون فأهمهم ياقوت الحموي الذي أودع في كتابه «معجم البلدان» عن البحرين
كثيرا مما أوردته المصادر المتقدمة مضيفا إليها معلومات مهمة استمدها من مصادر
مفقودة الآن.
ومن كتب
الجغرافية الرحلات ، ومنها رحلة ناصري خسرو (ت ٤٨١ ه) ، ورحلة بنيامين التطيلي (ت
٥٦٩ ه) ، ورحلة ابن بطوطة (ت ٧٧٩ ه) ، وفي هذه الكتب معلومات قيمة في وصف
المواضع الجغرافية وطرق المواصلات والحياة الاقتصادية وإن كانت تتعلق بفترات
متأخرة عن الفترة التي تتناولها رسالتنا.
إن المصادر
الجغرافية على العموم قيمة المادة ، ولكن يبدو أن الجغرافيين العرب غير دقيقين في
تحديد المواضع وفي كثير من الأحيان لم يفرقوا بين المدينة والقرية ، كما أن بعض
معلوماتهم مبالغ فيها وخاصة فيما يخص المياه ، وبعض نصوص كتبهم محرفة ومضطربة ،
كما أن معلوماتهم مختصرة نسبيا.
وفي كتب
الأنساب مادة غنية عن القبائل العربية التي كونت أهم عناصر السكان في البحرين ،
وأقدم ما لدينا من هذه الكتب كتاب جمهرة النسب لابن الكلبي (ت ٢٠٤ ه) وفيه تفاصيل
قيمة عن القبائل والعشائر ، وقد كان مصدرا أساسيا اعتمد عليه كل من ابن دريد (ت
٣٢١ ه) وكتابه الاشتقاق ، وابن حزم (ت ٤٥٦ ه) وكتابه جمهرة أنساب العرب ، وابن
عبد البر (ت ٤٦٣ ه) وكتابه الأنباه على قبائل الرواة ، وفي كتب الأنساب إشارات
إلى بعض من تولوا مناصب إدارية في البحرين وإلى الحالة السياسية والاقتصادية.
لقد اهتم
النسابون بذكر العشائر العربية وما بينها من علاقات في النسب ولكنهم قلما تطرقوا
إلى أهمية هذه القبائل أو عدد أفرادها أو
ما لعبته من دور في الحياة أو جاؤوا بتفاصيل عن رجالها وهي أمور يمكن
إكمالها من كتب التراجم. وأقدم ما بين أيدينا من كتب التراجم هو كتاب الطبقات لابن
سعد (ت ٢٣٠ ه) ، وقد استقى ابن سعد معلوماته من مصادر أقدم يذكرها في الغالب
كالواقدي ، وأبي معشر وقتادة ، وقد صنف تراجمه على أساس أسبقية اتصالهم بالإسلام ،
وهو يفصل في حياة بعض الرجال ، ويحوي كتابه معلومات ثمينة عن فتح البحرين
والمراسلات بين الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل البحرين ، والوفود ، ويحوي أيضا
معلومات إدارية مهمة.
وكتاب الطبقات
لخليفة بن خياط (ت ٢٤٠ ه) الذي يعني برجال الحديث ومن ضمنهم بعض الأشخاص الذين
مارسوا الإدارة في البحرين غير أن معلوماته مختصرة.
وقد ألف
البخاري (ت ٢٥٦ ه) في التراجم كتاب «التاريخ الكبير» الذي جعله مكملا لكتابه
الصحيح في الأحاديث النبوية ، وهو يذكر فيه أسماء آلاف الرجال مرتبة حسب الحروف
الهجائية وفيه عدد من رجال البحرين ، وقد ذكر لكل شخص ترجمة مع بعض التعليقات التي
تحوي أحيانا معلومات ثمينة.
إن الترتيب
الهجائي الذي اتبعه البخاري في تأريخه صار نموذجا احتذاه عدد من المؤلفين
المتأخرين أمثال ابن عبد البر (ت ٤٦٣ ه) الذي أودع كتابه «الاستيعاب في معرفة
الأصحاب» معلومات أكثر تفصيلا من البخاري كما ألّف ابن الأثير (ت ٦٣٠ ه) كتابه «أسد
الغابة في معرفة الصحابة» معتمدا على كتاب ابن عبد البر وابن مندة وأبي نعيم
الأصبهاني وأبي موسى محمد بن بكر الأصبهاني ؛ على أن أوسع كتب التراجم المتداولة
عندنا هو كتاب «الإصابة في معرفة
الصحابة» لابن حجر العسقلاني (ت ٨٥٢ ه) ففي هذا الكتاب تراجم مفصلة عن
المسلمين الأولين مستقاة من مصادر بعضها مفقود الآن ، على أن معلوماته ليست موثقة
تماما.
وتحوي كتب
التراجم المذكورة معلومات قيمة عن فتح البحرين والمراسلات بين الرسول صلى الله
عليه وسلم وأهل البحرين والوفود ، كما تتضمن معلومات قيمة عن الأحوال الاقتصادية
والإدارية.
ومن المصادر
التي يمكن الاستفادة منها في البحث كتب الأحاديث والفقه ، فأما الأحاديث فأهم
كتبها المعتمدة صحيح البخاري ، ومسلم ، وسنن الدارمي ، وأبي داود ، وابن ماجة ،
والترمذي ، والنسائي ، والمسند لأحمد بن حنبل وهذه الكتب تحوي معلومات قيمة عن
الأحوال الاقتصادية والإدارية وعن الوفود. أما كتب الفقه فتحوي معلومات قيمة عن
فتح البحرين والمراسلات بين النبي وأهل البحرين والأوضاع الاقتصادية والإدارية
والعقائدية ، ومنها الخراج لأبي يوسف ، والأموال لأبي عبيد القاسم بن سلام ، والأم
للشافعي ، ولكن يجب أن نلاحظ بصورة عامة أن هذه الكتب لا تعكس الجانب الواقعي
للحياة دائما. وفي كتب السيرة معلومات قيمة عن فتح البحرين ووفادة عبد القيس على
الرسول صلى الله عليه وسلم وأقدمها كتاب السيرة لابن إسحاق (ت ١٥١ ه) ، وقد فقد
ووصلنا بعدة روايات أشهرها رواية ابن هشام (ت ٢١٨ ه) ، ومن الشروح لكتب السيرة
الروض الأنف للسهيلي (ت ٥٨١ ه) والسيرة الحلبية للحلبي (ت ١٠٤٤ ه) ، والسيرة
النبوية لدحلان المتوفى ستة ١٣٠٤ ه.
وتوجد معلومات
قيمة عن خوارج البحرين في كتب الفرق والعقائد ، ومنها مقالات الإسلاميين للأشعري (ت
٣٢٤ ه) ، والفرق
بين الفرق للبغدادي (ت ٤٢٩ ه) ، التعبير في الدين للأسفراييني (ت ٤٧١ ه)
، والملل والنحل للشهرستاني (ت ٥٤٨ ه) ، ومعلومات هذه الكتب مختصرة ، وتهتم
بالنواحي الفكرية للخوارج وقلّما تهتم بالنواحي السياسية والعسكرية ، ولكن فيها
معلومات مهمة عن غزو نجدة الخارجي للبحرين ، وعن الخلاف بين نجدة وأتباعه ، ذلك
الخلاف الذي أدى إلى مقتله ومبايعة أبي فديك عبد الله بن ثور من بني قيس بن ثعلبة.
ومن مصادر
البحث المهمة كتب الأدب ، وفيها مادة غنية عن مواضع البحرين والمياه ، والحياة
الاقتصادية والإدارية ، ويمكن تصنيفها إلى كتب لغة ، وكتب شعر ، وكتب نثر. فأما
كتاب اللغة فأبرزها جمهرة اللغة لابن دريد ، وتهذيب اللغة للأزهري ، والصحاح
للجوهري ، والمخصص لابن سيدة ، ولسان العرب لابن منظور ، والقاموس المحيط
للفيروزآبادي ، وتاج العروس للزبيدي. ومن دواوين الشعر ديوان امرىء القيس ، وديوان
الفرزدق ، وديوان جرير ، وديوان الهذليين ، وديوان بشر بن أبي خازم ، وديوان طرفة
بن العبد ، وديوان الحطيئة ، وديوان الأعشى ، ونقائض جرير والفرزدق لأبي عبيدة.
وقد قدم شراح الشعر مادة ثمينة عن المواضع ، والحالة الاقتصادية ، ومنهم : ابن
الأنباري (ت ٣٢٨ ه) وكتابه شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات ، والزوزني (ت ٤٦٨
ه) في كتابه شرح المعلقات السبع والتبريزي (ت ٥٢٨ ه) وكتابه شرح القصائد العشر
ومن كتب الشعر الأخري طبقات فحول الشعراء لابن سلام الجمحي المتوفى سنة ٢٣١ ه ،
والشعر والشعراء لابن قتيبة المتوفى سنة ٢٧٦ ه.
ومن كتب الأدب
التي استعنت بها في البحث البيان والتبيين ، والحيوان ، والكتب الأخري المطبوعة
للجاحظ المتوفى سنة ٢٥٦ ه ،
وكتابا المعارف ، وعيون الأخبار لابن قتيبة ، والكامل في اللغة للمبرد
المتوفى سنة ٢٨٥ ه ، ومجالس ثعلب المتوفى سنة ٢٩١ ه ، والعقد الفريد لابن عبد
ربه (ت ٣٢٨ ه) ، والأغاني للأصفهاني (ت ٣٥٦ ه) ، والأمالي للقالي (ت ٣٥٦ ه)
وكتابا لطائف المعارف وثمار القلوب للثعالبي المتوفى سنة ٤٢٩ ه ، والإمتاع
والمؤانسة للتوحيدي المتوفي سنة ٤١٤ ه. إن المصادر الأدبية على العموم هي قيمة
المادة ، ولكن كثيرا من المواضع التي وردت في الشعر لا يجد الباحث لها تحديدا ،
كما أن بعض النصوص محرفة ومضطربة وغامضة.
ومن المصادر
العربية الحديثة التي اعتمدت عليها في البحث كتابا التنظيمات الاجتماعية
والاقتصادية في البصرة في القرن الأول الهجري ، ومحاضرات في تاريخ العرب للدكتور
صالح أحمد العلي. ويحوي الكتاب الأول دراسة ثمينة عن علاقة البحرين بالبصرة وخاصة
التجارية منها. ويحوي الثاني معلومات مهمة عن التجارة القديمة وأهمية البحرين
التجارية قبل الإسلام ، وجزيرة العرب في القرن العشرين لحافظ وهبة ، وصحيح الأخبار
عما في بلاد العرب من الآثار لمحمد بن بليهد النجدي ، وساحل الذهب الأسود لمحمد
سعيد المسلم ، وتحفة المستفيد بتاريخ الإحساء في القديم والجديد لمحمد بن عبد الله
الإحسائي ، وقلب جزيرة العرب لفؤاد حمزة ، وجزيرة العرب موطن العرب ومهد الإسلام
لمصطفى مراد الدباغ ، وجغرافية جزيرة العرب لعمر كحالة ، ومعلومات هذه الكتب مهمة
جدا في تحديد الموقع وتقدير الأهمية بالنسبة لكثير من المواضيع الجغرافية التي
ذكرتها المصادر العربية الوسيطة ، وكتابا شعراء النصرانية ، والنصرانية وآدابها
بين عرب الجاهلية للأب لويس شيخو وفيهما
معلومات قيمة عن انتشار المسيحية في البحرين.
ومن المقالات
التي استعنت بها في البحث «الأنسجة في القرنين الأول والثاني» للدكتور صالح العلي
، المنشور في مجلة الأبحاث (الجزء الرابع لسنة ١٩٦١) وهي تحوي معلومات قيمة عن
أنسجة البحرين. ومقالة الأستاذ قاضي أطهر المبارك بوري «من النارجيل إلى النخيل»
في مجلة ثقافة الهند (مجلد ١٦ ، عدد ١ و٣ ، لسنة ١٩٦٥) ، وهي تحوي معلومات مهمة عن
الزط والسيابجة.
وقد بحث
كايتاني في كتابه (Annali del Islam) فتح البحرين والمراسلات بين
الرسول وأهل البحرين ، وهي دراسة قيمة استوعب فيها المصادر العربية والغربية مع
تعليقات وتحليلات قيمة ، وقد اعتمدت على الترجمة التركية التي قام بها حسين جاهد.
وكتب الأب حنا فاي مقالا عن انتشار المسيحية في البحرين بعنوان (LE BET
QATRAYE) وذلك في كتاب (MEMOrial
Mgr Gabriel KHouri ـ SArKis ٨٩٨١ ـ ٨٦٩١) ، وهو يحوي معلومات قيمة.
وقد حاولت في
بحثي هذا أن أقدم صورة متماسكة للبحرين وأحداثها التاريخية مراعيا التسلسل
التاريخي في مجرى الحوادث وإظهار الروابط بين مختلف الأحداث لإظهار استمرارية
تاريخ المنطقة مع ابراز الأحداث المهمة التي كان تأثير بارز في سير مجراه.
وبالرغم من
الجهد الذي بذلته لرسم صورة صحيحة ودقيقة للمنطقة ومجرى تاريخها فإنني لا أدعي
العصمة والكمال لله عز وجل.
المؤلف
الفصل الأول
جغرافية البحرين
تحديد البحرين. السطح والتضاريس. الجزر. المياه.
تحديد البحرين :
اطلق العرب اسم
البحرين على الإقليم الممتد على ساحل الخليج العربي بين البصرة وعمان ، فهو يشمل ما نعتبره في الوقت الحاضر الكويت والاحساء
وقطر وجزر البحرين الحالية المعروفة
__________________
قديما باسم أوال .
وهي متصلة غربا
باليمامة ، وشمالا بالبصرة وجنوبا بعمان .
لا تحدد
المصادر بدقة الأماكن التي تفصل البحرين عن اليمامة أو عن البصرة ، ولا ريب أن
الدهناء ورمل يبرين هو الحد الطبيعي فلا بد أن يكون هو الحد الإداري للبحرين في
الغرب ، والفاصل بينها وبين اليمامة ، أما شمالا إلى رأس الخليج العربي وتدخل فيها
كاظمة.
أما الفاصل
بينها وبين عمان فهو مدينة جرفار . وقد اعتبروها من العروض التي تشتمل على اليمامة
والبحرين وما والاهما .
__________________
السطح والتضاريس :
يمكن أن نقسم سطح البحرين إلى ثلاثة أقسام رئيسية هي :
١ ـ السهل الساحلي والسباخ : ويمتد على طول الساحل ، وهو منخفض لا يزيد ارتفاعه عن
٢٠٠ متر ، تؤلف فيه السبخان مساحات واسعة فيها كثير من الأملاح ، وتذكر المصادر العربية الوسيطة من السباخ لعباء بحذاء
القطيف على الساحل ، فيها حجارة ملس .
٢ ـ السهول الوسطى : وهي تكّون القسم الأكبر من البحرين ، وتنحدر من الغرب
إلى الشرق ، وتشمل السهول الوسطى :
__________________
أ ـ الكثبان الرملية والصحارى :
هناك كثبان
واسعة من الرمال ، وهي من أعظم العوارض الطبيعية في المنطقة ، وهي تتحول من مكان
إلى آخر بفعل الرياح والعواصف ، وكثيرا ما تطمر الرمال منازل السكان ، وكانوا يستخدمون سعف النخيل لإيقاف تقدمها نحوهم ،
فإذا لم يستطيعوا تحولوا عن تلك المنازل ، كما كانت هذه الرمال المتنقلة تطمر مسالك الطرق وتخفي
معالمها ، ومن الرملات مرداء هجر وهي رملة قاحلة قريبة من هجر ، والنبوك التي يصفها ياقوت بأنها «الروابي من الرمال
اللينة ... وهي أرض جرعاء باحساء هجر» .
ومن الصحارى
بينونة وهي بين عمان والبحرين ، وقد سميت بهذا الاسم لأنها وسط بينهما ، وبينونة معروفة اليوم في الصحارى الواقعة بين عمان
والاحساء .
__________________
ب ـ الجبال :
في البحرين
مرتفعات سمتها المصادر القديمة جبالا وذكرت منها :
متالع : وهو في وادي المياه غرب الاحساء ، بينها وبين السودة .
القارة : ذكره ياقوت ، وابن عبد الحق ، وهو اليوم من جبال الاحساء ، قرب الساحل جنوب ميناء العقير.
الرمانتان : وصفها ياقوت بأنها مواضع جنوب هجر ، وهما اليوم جبلان صغيران معروفان في وسط الاحساء .
باب : ويقع قرب هجر .
الشبعان : وهو يقع في وسط هجر ، وكان فيه منزل عياش بن سعيد
المطربي ، وهو لا يزال موجودا في مقاطعة الاحساء بنفس الاسم .
__________________
عطالة : وصفه أبو عبيدة بأنه منيع وشامخ ، وقد ورد في شعر جرير :
ولو علقت خيل
الزبير حبالنا
|
|
لكان كناج في
عطالة أعصما
|
عماية : وقد ورد في شعر الفرزدق :
لكانوا كركن
من عماية منهم
|
|
منيع الذرى
صعب على المتظلم
|
وصفه البكري
بأنه ضخم ، ووصفه ياقوت بأنه معروف ، وهو من الجبال التي يضرب بها المثل في الثقل .
المقر : ويقع قرب كاظمة ، ويهبط منه إليها .
الرحا : يقع بين كاظمة والسيدان عن يمين الطريق من اليمامة
إلى البصرة .
__________________
أوارة : وقد ذكره ياقوت ، وفيه أحرق عمرو بن هند بني دارم .
الوريعة : وهي جبل معترض يقع في الشمال الشرقي من الشيطين ، ولا تزال معروفة ممتدة من الغرب إلى الشرق من طرف
الشيط الشرقي ـ الشيط العطشان إلى النقيرة .
تياس : ويقع شمال شرق النحيحية ، شمال قبة وعلى بعد يوم منها ، ويسمى الآن «تياسي»
شرقي العروق وهو حجارة وحزون .
الصليب : وهو جبل عند كاظمة .
__________________
وقد ذكر من
جبالها أيضا غلغل ، وتيمار .
جـ
ـ الوديان : أما الوديان
التي في هذه المنطقة فأهمها وادي الستار ويعرف بستار البحرين ، وهو يقع شمال بطن غرو فيه أكثر من مائة قرية ، ويتكون من واديين : الستار الأغبر والستار الجابري
ويسميان معا السودة ، ويسمى الآن وادي المياه في غرب الاحساء ، وهو وادي طويل يمتد من تل النعيرية القريبة من الحدود
الكويتية في الشمال نحو الجنوب أكثر من مائة ميل ، وتربة الوادي داكنة صالحة للزراعة ، وتغمر القسم
الشمالي منه مياه الأمطار عند هطولها بغزارة ، وتنمو الحشائش بكثرة في الربيع ،
ويخترقه الطريق الرئيسي بين الكويت والهفوف ، كما يخترقه طريق الجبيل إلى نجد .
ومن قرى الستار
:
ثاج : وهي تقع شمال البحرين ، وبينها وبين البصرة ١٤
__________________
مرحلة ، ويوجد بها سوق ، ويبدو إنها كانت مركزا إداريا إذ يوجد بها منبر ، ولا تزال ثاج معروفة باسمها وهي عامرة ، وقد عثر فيها
على آثار قديمة فيها كتابات بالخط المسند (الحميري) .
وفي ثاج ركية
لقمان وهي بئر مطوية بالحجارة طول الحجر أكثر من ذراعين ، وقد وردت في شعر الفرزدق :
بعيدة أطراف
المدوع كأنها
|
|
ركية لقمان
الشبيهة بالدحل
|
ولم يعد لها
أثر اليوم.
ملح : قرية في
وادي الستار ، بين الستار والقاعة ، وقد وصفه الحفصي بأنه واد ، وهو في وادي المياه ، ولا يزال معروفا ، وفيه قرية
تدعى مليجة ويقع شمال نطاع وجنوب النعيرية .
ومن قرى الستار
نطاع ، وقد وصفها الحفصي بأنها واد
__________________
ونخيل ، وذكر الأزهري إنها ركية عذبة الماء غزيرته ، وفي نطاع استولى بنو تميم على أموال كسرى التي أرسلها
بأذان عاملة على اليمن فكان هذا سببا لوقوع يوم الصفقة ، ونطاع اليوم قرية معروفة في وادي المياه .
وفي وادي الستار عيون منها :
متالع : وتقع في سفح جبل متالع ، ولا تزال عين متالع هذه معروفة وعليها نخيل ، وتقع
بقرب النجبية وعريعرة .
ثرمدا : وهي عين فوارة ، قليلة العمق ، تسقي نخيلا كثيرة ،
وتبعد عن الاحساء ثلاثة أميال .
حنيذ : وصفها الأزهري بأنها فوارة ، ويقول فيها «وقد رأيت بوادي الستارين .. عين ماء عليه
نخل زين عامر وقصور من قصور مياه العرب يقال لذلك الماء حنيذ وكان نشيله حارا ، فإذا حقن في السقاء وعلق في الهواء حتى تضربه
الرياح طاب وعذب» .
__________________
وحنيذ اليوم
قرية معروفة غرب الاحساء ، شمال شرقي الضبطية ، ويمر بها فرع من درب العرعرى وقد
عمرت في الوقت الحاضر وبنيت فيها القصور وحفرت الآبار وزرعت المزارع . ثباء ، حلوة ، فرياض : وهي عيون فوارة تسقي نخيلا
كثيرة .
وادي
فروق : ويقع في
الشمال الغربي من هجر ، على بعد نصف يوم منها ، وفيه قرية ، وقد حدث فيه أحد أيام العرب ، وكان النبي عيسى على
سعد بن زيد مناة بن تميم ، وهو اليوم أهم أودية الاحساء ، ويقع على بعد ثلاثين
ميلا في الجنوب الغربي من واحة الاحساء ، شرق الصان ، ويقال أن امتداده يبلغ أكثر
من مائة ميل ، ويختلف اتساعه من مكان إلى آخر ، وتوجد فيه متاهات من التلال
الرملية .
الشيطان : وهما واديان يقعان شمال طويلع ، وكان مرعى
__________________
لأهل طويلع ، وفي الشيطين مناطق تتوافر فيها المياه ، وقد حدث فيهما أحد أيام العرب وكان لبكر على تميم .
والشيطان
معروفان يقعان في الدبدبة (الدو) ، في الشمال الغربي من الاحساء ، ويسميان الشيط العطشان
(الشرقي) والشيط الريان ، يقعان شرق اللصافة ، وغرب الوريعة ، وشمال الوبرة ، ويصبان من الغرب إلى الشرق .
السيدان : يقع شمال الدو ، قرب كاظمة ، قرب جبل الرحاء ويسمى اليوم السادة وهو جزء من أرض
الكويت ، ومياه السيدان دائمية ، وعلى كل ماء قباب مبنية ،
والآبار الموجودة عميقة المياه ، وتستخدم الجمال لرفعها ، وفي السيدان مياه منها المنقاشية ، والمنقاش ، واثماد ، ...........................
__________________
والحمانية ، والربيعية .
والغ : وهو واد يشرف على عين بني أبير .
الصلبان : ويتكون من واديين ، ولم يزل معروفا في الاحساء ، وفيه عين منصور في طريق
الذاهب إلى عين أم سبعة .
أصبغ : ذكره ياقوت وحده .
٣
ـ الصمان : يقع الصمان بين البحرين والدهناء ، وقد سمي بهذا الاسم لصلابته ، وهو أرض واسعة ذات حزوم صلبة مرتفعة ، وأودية ، وسهول
، وقيعان وهي رياض تجود بأنواع النبات ، وخبارى واسعة تجتمع فيها مياه المطر مدة
طويلة من الزمن ، ودحول ، وأرض الصمان من خيرة المراعي في الشتاء إذا أخصبت ، أما
__________________
طوله فتحدده النصوص بمسيرة ثلاث ليال ، ويبعد عن البصرة مسيرة تسعة أيام .
ومن مناطق
الصمان الصلب ، وهو حزم صخري ، وفيه رياض تجود بأنواع النباتات كثيرة العشب ، ولا يزال الصلب معروفا بهذا الاسم في جنوب الصمان ،
وفي شرقي الصلب يقع المعا ، وهو رمل ، وخدادة وهو واد ينبت الدر ، وأخاشب الصمان وهي تلال ، وأم سالم ، والثماني ، والجواء ، والبيضة .
والصمان اليوم
مرتفع صخري يمتد موازيا لساحل الخليج العربي ، متوسطا بين الدهناء والاحساء ، والمنطقة في الشمال أعرض منها في الوسط والجنوب ،
ويتراوح عرضها بين ٥٠ ـ ٩٠ ميلا ، ويبلغ طولها ٢٥٠ ميلا.
__________________
وتبدأ الهضبة
من منطقة الجريبة والوريعة شمالا عند خط العرض ٢٧ شمالا حتى واحة يبرين جنوبا ، ويبلغ متوسط ارتفاعها ١٢٥٠ قدم فوق سطح البحر ، أما أرض هذه المنطقة التي تعتبر امتدادا لصحراء
الحجرا ، فيبدو أنها تتكون من صخور رملية على شكل تلال متقاربة ، وفي بعض أنحائها
أحجار كلسية ، وفي هضبة الصمان مساحات شاسعة مؤلفة من سهول تنحدر تدريجيا في
هبوطها إلى الشرق ، والحافات الشرقية للهضبة قطعتها الأودية المتجهة شرقا إلى
سلسلة متقطعة من الحافات ، كما توجد التلال الصخرية بفعل عوامل التعرية .
والصمان منطقة
جافة لا توجد فيها مياه إلا ما تجمع بعد الأمطار ، وهذه المياه تتجمع على أشكال منها :
الدحول : وهي فجوات في الأرض تمتد على أعماق مختلفة ، ضيقة
الفم ، متسعة الأسفل ، يجتمع الماء في أسفلها ، وربما وجد النبات فيها من سدر
ونحوه ، وقد تكونت من إذابة مياه الأمطار بعض الصخور وتكوين فجوات فيها ، وتكثر
الدحول في الشمال لكثرة
__________________
الأمطار نسبيا .
ومن الدحول
التي ذكرتها المصادر : خريشيم ، والعيص ، واريكة ، والسمرات ، والضبي .
المصانع : وهي أماكن في أرض صلبية كالأحواض يجتمع فيها ماء
المطر ، ومنها مصنعة الخمة التي وصفها الأصمعي بأنه ليس في البادية أعظم منها ، والخمة وهي ما تزال معروفة .
الخبارى : وفي البحرين عدد من الخبارى وهي قيعان مستديرة يجتمع
فيها الماء مدة طويلة ، وفيها ينبت الخبر وهو السدر والأراك وحواليها عشب كثير ، وقد ذكر منها رهبى في أعالي الصمان ، وخبراء العذق .
جزر البحرين :
تشمل البحرين
على عدة جزر ذكرت المصادر منها :
أوال : يذكر ياقوت أن اسمها القديم ترم ، وأنها تقع على مسيرة يوم من الساحل ، ويبلغ طول الجزيرة خمسة عشر
__________________
فرسخا ، وعرضها عشرة أميال ، وهي من الجزر المأهولة بالسكان عند ظهور الإسلام ، وأرضها على العموم خصبة ومياهها وفيرة ، وتنتج محاصيل
زراعية متنوعة ، وهي ممتدة على المياه الجوفية ، وفي الجزيرة عند ظهور الإسلام مدينة كبيرة حسنة ، ولها جامع ، والشبا هي مدينة خربة ، وبعض القرى ومنها الجفير ، وتقع في الشمال الشرقي من الجزيرة ، ويشتغل سكانها
الآن بالزراعة وصيد الأسماك ، وفيها ميناء عميق ترسوا عندها السفن الكبيرة ، وقرية سترة ، وقد ذكرت في شعر لابن المقرب العيوني ، وهي اليوم جزيرة تقع شرقي جزيرة أوال ، يفصل بينهما
قنال ضيق عرضه كيلومتران ونصف تقريبا ، ويبلغ طولها من الشمال إلى الجنوب أربعة
__________________
أميال ونصفا ، وهي غنية بالآبار والعيون ، وبها كثير من أشجار النخيل .
وأوال اليوم
إحدى جزر أمارة البحرين ، يبلغ طولها حوالي ٣٠ ميلا ، وعرضها ١٢ ميلا ، وتبعد عن ساحل الاحساء ٣٥ كم ، وهي على العموم منبسطة ، تتوسط سهولها هضبة أعلى
أجزائها جبل الدخان الذي يبلغ ارتفاعه ٤٤٠ قدم فوق سطح البحر ، والقسم الساحلي سهل
منبسط ، تطغي علي المياه عند المد ، وتؤثر فيه الأمواج البحرية ، وليس بها فجوات
ساحلية نظرا لاستوائها وأثر المد في تآكل ساحلها إلا في منطقة المنامة ، لارتفاع
الساحل عن سطح البحر ، لذلك اختيرت لتكون ميناء لرسو السفن . وفي الجزيرة بعض الوديان منها الضمير ، والرفاع ،
وكثبان رملية مكونة من رمال وتكوينات جبرية وحصباء ، وتنتشر بصورة واسعة في شمالها
.
شفار : جزيرة بين أوال وقطر ، فيها قرى كثيرة ، وكانت من
أعمال هجر ، وقد طغى عليها الماء فلم يعد لها أثر اليوم .
__________________
تاروت : وصفها أبو الفدا بأنها بليدة في شرق القطيف ، بينهما
نصف مرحلة من المياه الضحلة ، وتظهر الأراضي في أوقات الجزر فيصل الناس إليها مشيا
. وتاروت اليوم جزيرة صغيرة تقع في خليج باسمها على بعد أربعة كيلومترات شرقي القطيف ، ويبلغ طولها ٢٥ كيلومترا وعرضها ١٠
كيلومترات ، ويربطها بالساحل جسر ، وأرضها خصبة ، وبها بساتين ونخيل ، ومياهها عذبة .
حوارين : وتسمى أيضا حوار ، وصفها البكري بأنها من مدن البحرين ، بينها وبين الساحل مسيرة ثلاثة أيام ، وقد فتحها زياد بن عمرو بن المنذر ، وذلك سمي زياد
حوارين .
وحوارين اليوم
من جزر قطر ، وتقع بالقرب منها ، وتسمى حوار ، ويبلغ طولها ١١ ميلا ، وعرضها نحو
ميل ، ويمكن الوصول إليها من قطر مشيا على الأقدام في حالة الجزر .
__________________
قطر : وصفها الأزهري بأنها قرية من أعراض البحرين على سيف
الخط بين عمان والعقير ، وكانت قطر مركز نسيج البرود القطرية ، كما كانت مركز مطرنة ، وتنسب إليها القطريات وهي النجائب من الإبل ، وكان بها سوق قبل الإسلام .
وقطر اليوم شبه
جزيرة ، وهي من امارات الخليج العربي تشتهر بانتاج البترول.
المياه :
ليس في البحرين
أنهار كبيرة ، ولكن توجد بعض الأنهار الصغيرة تستمد مياهها من العيون ويعتمد
السكان عليها وعلى المياه الجوفية القريبة من سطح الأرض ، والعثور عليها سهلا ،
كما تتكون بعض المياه الموقتة من الأمطار القليلة تتجمع بالوديان أو تغور في باطن
الأرض .
__________________
العيون والأنهار :
وفي البحرين عيون وأنهار أهمها :
عين
محلم : تقع في هجر ، وقد وصفها الأزهري بأنها «عين فوارة .. وما رأيت عينا
أكثر ماء منها ، وماؤها حار في منبعه ، وإذا برد فهو ماء عذب ، ولهذه العين إذا
جرت في نهرها خلج كثيرة تتخلج منها ، تسقي نخيل جواثا وعسلج وقريات من هجر» .
يتبين من وصف
الأزهري أن محلما عين عذبة الماء غزيرته ، يتدفق ماؤها بقوة ، ويتفرغ من هذه العين
نهيرات صغيرة تسقي بساتين النخيل في جواثا وعسلج وبعض قرى هجر.
وقد ورد ذكر
محلم في أشعار العرب ، أما اليوم فلم يعين موقع العين . ويفرع من عين محلم السرى والصفا وهما نهران
__________________
صغيران يسقيان قرى هجر ، وقد عفيا ولم يعد لهما الآن وجود.
عين
هجر : وهي عين بالبحرين ، ورد ذكرها في أخبار ما قبل الإسلام ، وقد نزلت عليها
تنوخ وذلك قبل خروجهم من البحرين إلى العراق والشام ، مما يدل على غزارة مياهها ، وقد وردت في شعر امرىء
القيس :
أطافت به
جيلان عند قطاعه
|
|
تردد فيه
العين حتى تحيرا
|
عين
خدد : وتقع في هجر
، وهي تسمى الآن الخدود ، وهي غزيرة الماء ، سريعة الجريان ، ويزيد عرض
مجراها على عشرين مترا .
عين
جواثا : وهي عين
غزيرة بمدينة جواثا ، ولم يبق من
__________________
العين سوى فوهتها التي تقع في شرق مسجد المدينة الذي يقع في وسط جواثا على
مسافة ٢٢٠ خطوة ، وهي مليئة بالماء العذب ، يرده السكان ، ويظهر أن مجرى العين كان
يتجه غربا ويسقي الأراضي الواقعة في الجهة الغربية من المدينة ، ففي تلك الجهات
توجد آثار تدل على أنها قد زرعت وغرست فيها النخيل ، وقد بني قديما على عين جواثا
قبة بقي منها الآن ما يشبه نصف الدائرة .
عين
بني أبير : وتقع جنوب
الاحساء .
عين
الزارة : وهي من
العيون المشهورة ، وتقع في مدينة الزارة ، وكان يعتمد عليها السكان في شربهم ، وقد قام العلاء
بن الحضرمي بسدها موقتا عام ١٣ ه عندما حاضر الزارة ، فلما صالحوه أعاد فتحها ، وقد جفت فلم يعد لها أثر اليوم. وبالإضافة إلى نهري
الصفا والسري اللذين ذكرناهما سابقا تذكر المصادر نهر العين ، وهو يجري بين الصفا
والمشقر .
الآبار والمناهل :
ذكرت المصادر
في البحرين عددا من الآبار والمناهل منها :
__________________
يجودة : وهو منهل جنوب عريعرة ويسمى الآن جودة ، ويمر به درب
الجودى ، وعريعرة ، وهي لا تزال معروفة الاسم قرب متالع والنجبية ، ويمر
منها درب العرعري .
مياه
بطن غر : يقع شمال
الأجواف ، بينه وبين هجر يومان ، وفيه بعض المياه منها ثباآت ، وكنهل ، وهي تسمى اليوم عوينة كنهر ، وتقع غرب ثاج ، ويمر بها
درب الكنهري وهو طريق من الجبيل إلى نجد .
مياه
القاعة : وتسمى قاعة
بني سعد ، وتقع شمال وادي الستار ، وفيها مياه كثيرة منها حميض ، والمشحرة .
العتيد : وهي تقع شمال القاعة ، ويسمى الآن عتيق ويقع
__________________
شرق نطاع بطرف أرض تدعى مملحة نطاع ، وهو الآن قرية فيها نخل .
قبة : ولا تزال تحمل اسمها إلى الآن شمال الاحساء .
قنور : وتقع بين طويلع والرمادة ، وهي معروفة اليوم جنوب قبة.
الطريفة : وصفها الأصمعي بأنها مائة ، وفيها حصن ، وهي اليوم في الشمال الشرقي من النعيرية شمال
الاحساء.
مياه
الشواجن (الشاجنة) : وهو يطلق على مياه القرعاء واللهابة ولصاف
وثبرة والرمادة وطويلع ، وهي تقع في الشمال الشرقي من الصمان بينه وبين الدو .
فأما اللهابة ،
فهي خبراء بالشاجنة ، قرب طويلع ، وهي من
__________________
أشهر مناهل شرقي نجد ، ولا تزال معروفة .
وأما القرعاء
فهي ماءة شمال الصمان بينه وبين الدو ، وهي منهل لا يزال معروفا يقع جنوب اللصافة فيما بينها
وبين اللهابة ، غربي وادي الشيط .
وأما الصاف
فتقع شمال القرعاء ، وتسمى اليوم اللصافة وهي من النحائت الحجرية القديمة ، ويبلغ طولها ٣٥ باعا
تقريبا .
ثبرة : ماء ملحة قريبة من الشيطين ، ومن طويلع . شرقي لصاف ، وهي تعرف اليوم باسم وبرة ، وتقع في الطرف الجنوبي من
الشيط العطشان وهو الشرقي على طريق المبيحيص الذي تسلكه القوافل من الكويت وقد هجر
.
الرمادة : وهي من مياه الشاجنة ، وصفها الأصمعي بأنها مائه
__________________
عظيمة في الدو ، وهي تحتفظ اليوم باسمها ، وهي وادي بين اللصافة وقرية
(طويلع) ، وقد حفرت فيه عدة آبار لاستخراج المياه .
طويلع : من مياه الشاجنة ، يقع شمال شرق الصمان بينه وبين
الدو ، شمال غرب المعا في منتصف الطريق بين حجر والبصرة ، وهو قرب اللهابة ، بينه وبين الوريعة ليلة ، وقد وصفه الأصمعي بأنه «ماء عليه قباب مبنية» .. وهذا
الماء له أفواه كثيرة .. وفيه تجار ، وهو قرية وقباب مبنية ، وفيه شجرات من اثل
ونخلات وحصن ، وربما تحصنوا فيه من الأعداء» . ووصفه نصر بأنه واد في طريق البصرة إلى اليمامة بين الدو
والصمان ، وهو يسمى اليوم «رية» وبها مركز حكومي» .
الجرباء : وتقع قرب طويلع .
__________________
النقير : وهو بئر ، يقع بين الاحساء والبصرة ، ويجتمع عليه كثير من العرب لسقي جمالهم .
النقيرة : وهي بئر معروفة ماؤها رواء بين ثاج وكاظمة ، والنقير والنقيرة باقيات إلى هذا العهد بهذا الاسم في
شمال الاحساء .
مياه
الصعاب : وتقع الصعاب في شمال السيدان ، ومن المياه التي ذكرت فيها مسلحة ، وهي بئر كانت مياهها مالحة ثم عذبت ، والوفراء ، وهي لا تزال معروفة في منطقة رأس الخفجي في حدود
السعودية المتاخمة للكويت ، وهنالك حقل نفط يعرف بحقل الوفراء .
غمازة : وهي بئر معروفة بين البحرين والبصرة .
__________________
وقد ذكرت
المصادر مياها أخرى لم تعين مواقعها ، وهي غير موجودة الآن ، ومما ذكرته قدام ، وعباعب .
البحيرات :
لا تذكر
المصادر إلا بحيرة واحدة في البحرين هي الاحساء ، وقد وصفها الأزهري بأنها «على
باب الاحساء وقرى هجر ، بينها وبين البحر الأخضر عشرة فراسخ ، وقدرت البحيرة ثلاثة
أميال في مثلها ، ولا يفيض ماؤها ، وماؤها راكد زعاق» ، وقد ذكرت في شعر الفرزدق :
كأن ديارا
بين أسنمة النقا
|
|
وبين هذا ليل
البحيرة مصحف
|
وتسمى الآن
الأصفر في آخر قرى الاحساء الشرقية ، في الشمال الشرقي من الهفوف على بعد ١٢ ميلا .
وعلى هذه
البحيرة بئر شفية ، وهي عذبة الماء ، ولا تزال معروفة بنفس الاسم .
إن عددا كبيرا
من العيون والأنهار والآبار التي ذكرتها المصادر
__________________
الإسلامية غير موجودة الآن ، ويرجع ذلك إلى أن بعض معلومات تلك المصادر غير
دقيقة في هذا المجال أو مبالغ فيها ، يضاف إلى ذلك إهمال أعمار المنطقة بسبب
الثورات والاضطرابات التي حدثت فيها والتي أدت إلى تدمير وحرق بعض المدن كما حدث
للزارة ، وخراب بعض العيون والأنهار والآبار.
__________________
الفصل الثاني السكان
العرب :
كانت البحرين
عند ظهور الإسلام مأهولة بالسكان ، بدليل كثرة ما فيها من القرى والعشائر ، ويرجع
ذلك إلى توفر المياه فيها ، وخصوبة أرضها ، ووقوعها على البحر ، وكانت في البحرين
عند ظهور الإسلام كل قبائل عبد القيس ، وعشائر من تميم ومن بكر بن وائل ومن الأزد
، هذا بالإضافة إلى عناصر غير عربية كانت تقطن فيها وأهمهم الفرس ، والزط ،
والسيابجة.
عبد القيس :
يذكر النسابون
أن عبد القيس جاءت إلى البحرين من تهامة ، وتغلبت على من كان قد سكن قبلها بها من أياد والأزد ، وأجلت
__________________
أيادا عنها ، فنزلت جذيمة بن عوف الخط وافناءها ، ونزلت شن بن أقصى
طرقها وأدناها إلى العراق ، ونزلت نكرة بن لكيز بن أقصى بن عبد القيس وسط القطيف
وما حوله ، والشفّار ، والظهران إلى الرمل ، وما بين هجر إلى قطر وبينونة ، ونزلت
عامر بن الحارث والعمور ـ وهم بنو الديل ومحارب وعجل أبناء عمرو بن وديعة بن لكيز
بن أقصى بن عبد القيس ومعهم عميرة بن أسد بن ربيعة حلفاء لهم ـ الجوف والعيون
والاحساء حذاء طرف الدهناء ، وخالطوا أهل هجر في دارهم ، أي أنهم انتشروا في أكثر أجزاء البحرين وخاصة المناطق
الساحلية منها ، ونزلوا أهم مدنها.
وقد احتفظت عبد
القيس بهذه المواضع حتى ظهور الإسلام . وقد ذكرت مناطق أخرى لعبد القيس دون أن يحدد أي عشائر
يسكنها ، منها المشقر والصفا وجواثا ، وسماهيج ، ومحلم ، وقبة ، وعدد آخر من القرى ، كما ذكرت المصادر أيضا عددا من
__________________
القرى لنبي عامر بن الحارث بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أقصى ، وذكر ابن الفقيه أنها أضعاف قرى بني محارب ، كما ذكر من منازلهم قطر ، وجبلة .
وذكرت المصادر
لبني محارب عددا كبيرا من القرى ، والمدن منها هجر ، والعقير . أما جذيمة بن عوف بن بكر بن عوف بن أنمار بن عمرو بن
وديعة بن لكيز بن أقصى بن عبد القيس فمن منازلها البيضاء وتسمى باسمهم ، وإحساء خرشاف ، وقرية أأفار لجماعة من كلب بن جذيمة ، وصلاصل لنبي عامر بن جذيمة ، وأوال لنبي مسمار بن جذيمة .
وقد حدث بعض
التبدل في مواطن القبائل بعد الإسلام ، فقد أصبحت القطيف من منازل جذيمة بن عبد
القيس ، وكانت رئاستهم في بني مسمار ، وشفار لبني عامر بن الحارث بن
__________________
عبد القيس ، وصفوان لبني حفص بن عبد القيس ، وكانوا بها عندما
دخلها القرامطة عام ٢٨٧ ه ، والظهران لبني سعد بن تميم ، وكانوا بها عندما فتحها
أبو سعيد الجنابي عام ٢٨٧ ه ، ولعل ذلك راجع إلى وقوع الحرب بينهم فاضطروا إلى ترك
منازلهم الأصلية إلى مناطق أخرى ، وإلى هجراتهم بعد الإسلام إلى البصرة والكوفة
والموصل.
لقد استحوذت
عبد القيس على معظم البحرين ولذلك عدها بعضهم لعبد القيس ، وقال الأخنس بن شهاب التغلبي :
لكل أناس من
معد عمارة
|
|
عروض يلجأون
إليها وجانب
|
لكيز لها
البحران والسيف كله
|
|
وأن يأتها
بأس من الهند كارب
|
إن كثرة مدن
وقرى عبد القيس التي ذكرنا المصادر تظهر مدى انتشارهم ودورهم في البحرين.
ومن زعمائهم
المشهورين عند ظهور الإسلام الأشج العصري الذي تزعم وفد عبد القيس الأول إلى
الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة ، والجارود العبدي الذي رأسهم في الوفادة
الثانية ، ومن بطونهم
__________________
المشهورة نكرة ، وقد وصفهم ابن قتيبة بأنهم أهل البحرين وفيهم العدد والشرف
.
بكر بن وائل :
استوطن بكر بن
وائل البحرين قبيل الإسلام ، وخاصة بعد يوم قضة وهو آخر أيام حرب البسوس ، وقد
امتدت مساكن بكر إلى اليمامة وكذلك إلى أطراف العراق الغربية . ومن بطون بكر التي استوطنت البحرين بنو قيس بن ثعلبة
بن عصابة ، وذكرت المصادر من منازلهم هجر ، والسيدان ، والشيطان ، وثاج ، وعباعب ، وهم لم ينفردوا في سكن هذه الأماكن ، وقد حدث تبدل
طفيف في مواطن قيس بن ثعلبة بعد الإسلام ، فقد أصبحت ثاج من منازل بني سعد بن زيد
مناة بن تميم التي انتزعوها منهم .
__________________
ولم تساهم
عشائر بكر المستوطنة في البحرين في التجارة أو الصناعة ، ويبدو إنها كانت بدوية.
ولم تنظم بكر
إلى الإسلام في زمن الرسول ، ولم توفد له وفودا ، وقد سعى شريح بن ضبيعة الملقب
بالحطم إلى السيطرة السياسية وتطلب منه ذلك أن يحارب العشائر التي انضمت إلى
الإسلام ، فكان موقفه بذلك معاديا للإسلام واعتبر من المرتدين .
تميم :
تميم من أكبر
القبائل العربية ، وقد انتشرت في هضبة نجد من الحجاز إلى الأطراف الشرقية للجزيرة
، واستوطنت بعض عشائرهم البحرين مع القبائل العربية الأخرى ، ومن بطونهم التي استوطنت البحرين بنو سعد بن زيد مناة
بن تميم ، وامتدت منازلهم في الجنوب إلى يبرين ، وفي الشمال إلى سفوان ، ففي يبرين نزل بنو عوف بن سعد ، وبعض بني عوف بن كعب
، وأخلاط سعد ، أما الاحساء فقد نزلنا أخلاطهم ، وتسمى احساء بني سعد ، والأجواف ، وبطن
__________________
عز ومياهه ثباآت وكنهل ، ووادي الستار بما فيه من قرى ومياه ، لإفناء سعد
ولامرىء القيس بن زيد ، والقاعة ، وتسمى قاعة بني سعد ، والعتيد ، والطريفة لبني مالك بن سعد التي انتزعوها
من بني عوف بن كعب ، وقريتا ثيتل والنباج لبني مالك بن سعد ، والسيدان ، ومياهه الحمانية لبني جمان ، والربيعية لبني ربيع بن الحارث ، ويشتركون مع بني الحرماز بن مالك في مياه كثيرة منها
مسلحة ، والوفراء ، وكاظمة ، وذكرت المصادر من منازل بني سعد بن زيد مناة أيضا
المقر ، والفروق ، والقليعة ، وشفية ،
__________________
والرمانتان ، ودارا ، وحمض ، ورهبى ، والسليت لبني عطارد .
ومن بطونهم
الأخرى بنو دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة ، ومن منازلهم الصمان لعبد
الله ونهشل ابني دارم ، مختلطين بضبّة ، وكعب بن العنبر ، ولبني عبد الله بن دارم أيضا مصنعة الخمة ، والقرعاء ، ولبني مناف بن دارم الرمادة التي يشاركهم فيها بنو
فقيم بن جرير بن دارم ، وماء قنور ، وثبرة ، وركية في طويلع .
ولبني فقيم بن
جرير بن دارم نصف ماء طويلع ،
__________________
والجرباء ، ولبني ربيعة بن مالك بن دارم ركيتان في طويلع ، واللهابة ، ولبني نهشل بن دارم لصاف ، أما بنو العنبر بن عمرو بن تميم فلهم وادي الخدادة
بالصمان ، ولبني الحرماز بن مالك ثمد الفارسي ، وذكرت المصادر البيضة بالصمان لبني دارم ، وأخاشب الصمان لبني تميم دون أن تحدد من منهم يسكنها.
وقد حدث بعض
التبدل في مواطن تميم بعد الإسلام ، فمياه الشاجنة وهي اللهابة ، والقرعاء ، ولصاف
، والرمادة ، وطويلع ، كانت لبني مالك بن حنظلة ، فحدث نزاع عليها بين بني فقيم بن
جرير بن دارم بن مالك بن حنظلة وكعب بن العنبر ، ورفع النزاع إلى مروان بن الحكم
عامل المدينة ، فطلب من أحد الفريقين المتنازعين ترك المياه ، فتركها بنو فقيم بن
جرير بن دارم لبني كعب .
وكانت عشائر
تميم المستوطنة في البحرين بدوية فيما يظهر ، فلم يرد من الأخبار ما يدل على مساهمتها
في التجارة أو الصناعة ، أو
__________________
تنظيمات حضارية ، ويبدو مما ذكرته المصادر أنه لم تكن لهم مدن ، وأن
غالبيتهم كانوا يقيمون في البادية.
وكان بنو تميم
يؤمون هجر في المواسم للميرة واللقاط ، ولم يخضعوا لسلطة الفرس في البحرين ، بل كانوا يغيرون
على قوافل كسرى التي تمر عبر بلادهم ، مما حمل الفرس على الانتقام منهم والإيقاع
بهم في يوم المشقر المشهور .
الأزد :
من القبائل
العربية التي استوطنت البحرين منذ قبل الإسلام ، ولا نعلم بالضبط زمن ذلك ،
فاليعقوبي يذكر أن الأزد خرجت من اليمن بعد هدم سد مأرب حتى وصلت السراة ، فخرج
بعض بطونهم منهم الربيعة وعمران بنو عمرو بن عدي بن حارثة بن عمرو بن عامر وهم
بارق وغالب ويشكر بن قيس بن صعب بن دهمان وقوم من عامر وحوالة نحو عمان ، فلما
صالوا بها انتشروا بالبحرين وهجر ، ويقول الهمداني أن الأزد أقاموا بتهامة ثم وقعت
الفرقة بينهم «فصار كل فخذ منهم إلى بلد ... ومنهم من رمى قصد عمان واليمامة
والبحرين» ، ويقول ابن شبه «فارتحلت عبد القيس وشن بن أقصى ،
وبعثوا بالرواد مرتادين فاختاروا البحرين وهجر وضاموا من بها من أياد والأزد» .
ويبدو أن
استقرار الأزد في البحرين تم قبل مجيء عبد القيس
__________________
إليها ، كما أن بعضهم جاء إليها بعد الإسلام وبعد هجرة عبد القيس إلى
البصرة .
وقد ذكرت
المصادر من مناطق سكناهم أوال إذ كان فيها بنو معن ، والقطيف مع عبد القيس .
وفي عام ٦٧ ه
سار نجدة بن عامر الحنفي بجموعة من الخوارج نحو البحرين لفتحها ، وقد رحبت به
الأزد في القطيف ، وعزموا على مسالمته ، وعندما فتح أبو سعيد الجنابي القرمطي الزارة عام ٢٨٦
ه كان رئيسها الحسن بن العوام من الأزد ، مما يدل على أهمية دورهم في البحرين في تلك الفترة.
الجاليات الأعجمية في البحرين :
كان في البحرين
قبيل الإسلام جالية فارسية ، وهي تشمل القوات العسكرية التي أوطنها الساسانيون هذه
المنطقة لتأمين سيطرتهم على البحرين ، فيروى الأصمعي أن جيلان قوم اتخذهم كسرى
عمالا بجانب البحرين ليصرموا له النخل ، قال امرؤ القيس :
__________________
أطافت به
جيلان عند قطاعه
|
|
تردد فيه
العين حتى تحيرا
|
ويقول ابن دريد
: «وجيلان قوم من الفرس رتبهم كسرى في البحرين شبيه بالأكره» ، ويروى الأزهري عن عمرو بن بحر أن جيلان فعلة الملوك ،
وكانوا من أهل الجيل ، ويروى ياقوت عن محمد بن المعلى الأزدي أن جيلان قوم
من أبناء فارس انتقلوا من نواحي اصطخر فنزلوا بطرف من البحرين فغرسوا وزرعوا
وحفروا وأقاموا هناك ، فنزل عليهم قوم من بني عجل فدخلوا فيهم ، قال تميم بن أبي مقبل :
ثم احتملن
أنيا بعد تضحية
|
|
مثل المخاريف
من جيلان أو هجر
|
طافت به
الفرس حتى بذنا هضها
|
|
عم لقحن
لقاحا غير مبتسر
|
ويروى ابن
منظور أنهم قوم رتبهم كسرى بالبحرين لخرص النخل أو لمهنة ما . جيلان إيرانيون ويدل اسمهم على أنهم كانوا في الأصل من
جنوب بحر قزوين ، وقد اسكنهم كسرى في البحرين ، وكانوا زراعا يعملون في خدمته.
وكانت في البحرين
بالإضافة إلى جيلان جماعات أخرى من
__________________
الفرس ، في هجر ، والقطيف ، والزارة ، والغابة ، ويبدو أنهم استقروا في المراكز الساحلية التي كان
يسيطر عليها الفرس ، ويتخذ الأسطول الساساني فيها مراكزه.
إن السكان
الفرس في البحرين من قبل الساسانيين يعد عملية استعمارية للسيطرة والاستغلال ،
وتحويل البحرين العربية إلى فارسية.
وليس لدينا
معلومات عن تنظيمات الفرس في البحرين وعلاقتهم بأهل البلاد ، ويبدو أن غالبيتهم
يملكون الأراضي ويعملون في الزراعة ، وكانت علاقتهم بالساسانيين وثيقة ، فقد كان مرازبة
البحرين يرعون مصالحهم .
وكانت سلطة الفرس
في البحرين ضعيفة فيما يظهر ، وقد أسلم بعض العجم وذلك عندما أبلغ الرسول دعوته
البحرين عام ٨ ه ، أما غالبيتهم فقد احتفظوا بمجوسيتهم ودفعوا الجزية
للمسلمين ، وكان الأعاجم فيما يبدو يتحينون الفرص للانقضاض على
الإسلام والتخلص من الحكم الإسلامي ، وربما كان ذلك بتوجيه ودعم من الدولة
الساسانية ، فاستغلوا حوادث الردة عام ١١ ه بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم
وامتنعوا عن أداء الجزية ، واعلنوا العصيان في عدة مدن
__________________
منها القطيف ، والزارة ، والغابة ، غير أن العلاء الحضرمي قضى على حركتهم ، ولم نعد نسمع
عنهم بعد الردة شيئا ، وربما يعود ذلك إلى قلة شأنهم في البحرين وخاصة بعد زوال
الامبراطورية الساسانية.
السيابجة :
وأصلهم من
السند ، ويذكر البلاذري أنهم كانوا في جند الفرس ممن سبوه وفرضوا له العطاء ، وكانت رواتبهم ضئيلة جدا ، وكانوا عند سواحل الخليج العربي والخط ، وكانوا يستأجرون للقيام بحراسة السفن لصد ما تتعرض له
من هجمات القرصان ولصوص البحر .
__________________
ويبدو أن
السيابجة كانوا قوة عسكرية تخدم في الأسطول الساساني عند سواحل الخليج العربي ،
وكان منهم في الخط حامية عند ظهور الإسلام ، وقد انضموا إلى المرتدين في البحرين ، وبعد الردة لا يرد اسم اليابجة في حوادث البحرين ،
ويبدو أنهم كانوا قد خرجوا منها ، وقد أسكنهم أبو موسى الأشعري البصرة ، ووكل إليهم حراسة بيت المال والمسجد الجامع ودار
الإمارة والسجن ، وبذلك صاروا يقومون بدور البوليس في المدينة ، ولم يشتركوا في
الفتوحات الإسلامية ، غير أنهم أخذوا بعدئذ يخدمون في الأسطول الإسلامي في الخليج
العربي .
الزط :
وقد اختلف في
أصلهم ، جاء في النقائض أنهم قوم من السند ، ويروى المدائني أنهم كانوا في الطفوف (السواحل)
يتتبعون الكلأ ، أما عوانة فيذكر أنهم كانوا في جند الفرس ممن سبوه
وفرضوا له من أهل السند ، ويذكر الليث أنهم جيل من الهند ،
__________________
وهم قوة أخرى كانت تنزل الخط من البحرين . ويظهر من النصوص أن الزط سلالة هندية الأصل ، وأنهم
كانوا من سكان بلوخستان وملتان والديبل والسند وما جاورها ، وقد هاجروا من الهند وانضم معظمهم إلى الجيش الساساني
منذ عهد قباذ ، وكانت مرتبتهم ومنزلتهم أقل من الجند الفرس ، ولعلهم كانوا يتجولون في الخليج العربي قبل الإسلام ، ويبدو أنهم كانوا قوة عسكرية ساسانية ساحلية ترابط في
الخط ، وقد انضموا إلى المرتدين في البحرين عام ١١ ه ، ثم خرجوا منها بعد الفتح ، وانضموا إلى المسلمين عند
تقدمهم نحو فارس ، وقد أسكنهم أبو موسى الأشعري البصرة وأودع إليهم حراسة دار الإمارة والمسجد الجامع مع
السيابجة ، وبعضهم عاد إلى الهند .
الحياة الدينية في البحرين قبل الإسلام :
إن أهل البحرين
بعدد من الديانات التي دخلتها من الخارج ،
__________________
بحكم مركزها التجاري وصلتها بالأقطار الأخرى ، وأهم العقائد السائدة هناك :
الوثنية :
وذكرت المصادر
من الأصنام التي عبدت في البحرين :
ذو
اللبا : وكان
بالمشقر ، وتعبده عبد القيس ، وسدنته منهم بنو عامر .
أوال : وهو صنم كان لبكر وتغلب ابني وائل ، وربما سميت جزيرة أوال باسمه.
النصرانية :
تسربت النصرانية
إلى البحرين على يد البعثات التبشيرية المسيحية ، وكان لاتصالها بطرق القوافل البرية والبحرية في
البلاد التي انتشرت فيها النصرانية ، ومجيء التجار النصارى والمبشرين مع القوافل
إليها أثر في انتشارها هناك وأهم طريق دخلت النصرانية منه إلى البحرين هو من الطرق
خاصة ، بعد أن دان بها المناذرة الذين امتد نفوذهم إليها ، وكان المذهب النسطوري هو المذهب السائد في البحرين ،
وقد أخذوه من نصارى الحيرة عن طريق رجال دينهم الذين جاؤوا إلى هذه المنطقة
للتبشير ، فبذروا فيها مذهبهم ، ونشروه
__________________
بين من أقبل على النصرانية من العرب .
وقد انتشرت
النصرانية في ربيعة حتى أوشكت أن تشمل كل بطونها وفروعها ، فنرى الأخباريين العرب
إذ ذكروا النصرانية في الجاهلية ذكروا ربيعة ، يقول ابن قتيبة «كانت النصرانية في
ربيعة وغسان وبعض قضاعة» ، ومن قبائل البحرين التي اعتنقت النصرانية عبد القيس ،
وبكر بن وائل ، ومن أشراف النصارى عند ظهور الإسلام بشر بن عمرو
المعروف بالجارود ، وكان سيد عبد القيس ، وقد أسلم وحسن اسلامه ، واعتنق النصرانية من بني تميم بنو امرىء القيس بن زيد
مناة ، وإلى نصرانيتهم يشير ذو الرمة إذ يقول :
ولك نأصل
امرىء القيس معشر
|
|
يحل لهم لحم
الخنازير والخمر
|
وقد أسلم معظم
بني عبد القيس بعد إسلام الجارود ، أما من بقي على نصرانيته فقد دفع الجزية ، وقد أبقاهم الخليفة عمر بن الخطاب عندما اخرج النصارى
من الجزيرة العربية ، وربما كان ذلك بسبب كثرتهم.
__________________
وقد كان
للنصارى في قطر مطرنة ، وكانوا يسمونها بالآرامية : «بيت قطرايا» ، ويمتد سلطاتها إلى ساحة أوسع من قطر الحالية ، وكان
لها عدد من الأسقفيات خاضعة لرئيس أساقفة فارس ، وكان الأزمات التي تحدث في فارس
تنعكس على بيت قطرايا ، ففي سنة ٥٢٤ ـ ٥٣٧ م شملت عمليات التصفية التي قام بها
الجاثليق «اليشاع» البحرين أيضا ، فقد عزل رؤساء الأساقفة المعارضين له ، وعين
آخرين بدلهم ، وفي سنة ٦٤٩ ـ ٦٥٩ م امتدت الاختلافات التي وقعت في بلاد فارس في
عهد «يشوعياب الثالث» إلى بيت قطرايا التي كانت حتى ذلك الوقت تتبع أسقفية فارس ،
ولا سيما تسمية الأساقفة ، وقد شجع «يشوعياب» الأسقفيتين الفارسية وبيت قطرايا إلى
التحرر من الحماية ، كما دعاهم إلى ذلك ، حتى أصبحتا تتمتعان بالنفوذ الكامل ،
ولهما الحرية في تسمية كل واحدة منهما لأسقافتها كالهراطقة ، وقد أصبحت بيت قطرايا
حرة ولها مطران ، وقد ورد اسم قطر في المجمع الذي عقده الجاثليق «يشوعياب»
في سنة ٥٨٥ م للنظر في الشؤون الخاصة بنصارى البحرين ، ومنها وجوب ترك الأعمال في
أيام الآحاد أن أمكنهم وإلا أعفوهم من ذلك في حالة الضرورة ، ويظهر من مجمع نسطوري
آخر عقد سنة ٦٧٦ م دبّر فيه الآباء عدة أمور دينية أن بلاد البحرين كانت حافلة
بالكنائس والأديرة ودعاة الدين ، وكان إذ ذاك على قطر أسقف اسمه توما .
__________________
وفي سنة ٦٧٦ م
اجتمع الجاثليق جرجيس الأول مع رئيس الأساقفة توماس ، كما اجتمع بأساقفة دارين ،
ومزون (عمان) ، وهجر ، والخط ، وقد دون مشرعوا الكنيسة كابن الطيب وأوديشو قوائم
في المتنصبين ، وحددوا كذلك الجلسات الافتتاحية للهيئات ، ولكنهم لم يذكروا بيت
قطرايا ، والنص الوحيد الذي ذكر مطرانية بيت قطرايا ورد في المجمع النسطوري الذي
عقد برئاسة جرجيس الأول في سنة ٦٧٦ م ، ويفيد توماس أسقف المرج بأن الجاثليق جرجيس
الأول قد نزل في بيت قطرايا ليجتمع بالأهالي الذين خرجوا عن الطاعة ، وتمردوا على
أسقف روي ارداشير في فارس ، ويتضح من النص أن بيت قطرايا قد حصلت على استقلالها عن
فارس ، وأن أحد أساقفها وهو توماس قد اغتصب لقب المطران ، إلا أن هذا اللقب غير
معترف به رسميا في نصوص المحاضر لأعمال المجمع ، إلا أن رئيس الأساقفة أحب أن
يستعمله ولو مرة واحدة ، مدعيا أن هذا العمل هو في خدمة السلام ، ولا نعلم فيما
إذا كان هناك شخص آخر قد حمل هذا اللقب الرسمي بعد توماس ، وقد جرت هذه الحوادث في
بداية القرن الثامن ، وهذا ما يعتقده البروفسور دوفلبير ، أما الأب لامينس فيرى أن
ذلك كان في القرن التاسع ، هذا وأن آخر ذكر للمسيحية في عهد الجاثليق أوانيس الثالث
٨٩٣ ـ ٨٩٩ م ، وقد عامل أبو سعيد الجنابي القرمطي المسيحيين معاملة حسنة .
وفي قامة
المطارنة التي دونها إلي (Elie) لا نجد أي اسقف في هذه المنطقة
ما عدا سماهيج ، وهذا بعيد الاحتمال ، أما صلوات رسمات المطارنة التي الفها أبو
حليم (١١٧٦ ـ ١١٩٠ م) فإنها تحوي على صلوات
__________________
خاصة برسامة أساقفة بيت قطرايا .
إن أول أسقفية
وجدت في بيت قطرايا منصوصا عليها هي أسقفية سماهيج ، ويظهر أنها أقدم أسقفية ، وقد
تولى تدبير شؤونها الأسقف باطاي ، وقد عزله المجمع الكنسي الذي عقد سنة ٤١٠ م ،
وعين مكانه الأسقف ايليا (Elie) ، ومن أساقفتها أيضا سركيس (Serge) سنة ٥٧٦ م ، وفي سنة ٦٤٩ ـ ٦٥٩ م
كان الأسقف إبراهام أحد رؤساء المتمردين في بيت قطرايا ضد أشوايا الثالث الذي كان
يحكم سماهيج ، غير أنه كان منذ زمن قريب من أسمى الأساقفة ، ولم يحضر المجمع
النسطوري الذي دعا إلى عقده جرجيس الأول في دارين عام ٦٧٦ م .
وكان في دارين
أسقفية تأسست عام ٤١٠ م وكان أول أسقف لها ، وقد وردت أسماء أساقفة من النساطرة تولوا رعاية شؤون
طائفتهم في دارين ، وهم يعقوب سنة ٥٨٥ م ، ويشوعياب سنة ٦٧٦ م .
وفي سنة ٦٧٦ م
دعا جرجيس الأول إلى عقد مجمع نسطوري ليضع حدا للنزاع القائم في بيت قطرايا على
عرش البطريركية ، وكان يشوعياب يومئذ أسقفا على دارين ، وفي مجمع الأساقفة ورد ذكر
موضع Toduru مع دارين والتي يعتقد أنها جزيرة
تاروت .
__________________
وفي هجر أسقفية
ورد ذكرها لأول مرة في المجمع النسطوري الذي عقد سنة ٥٧٦ م وقد حضره إسحاق أسقف
هجر والخط (بيت أردشير) ، كما ذكر اسم اسقف يدعى «فوسي» اشترك في مجمع ٦٧٦ م
وكان أسقفا على هجر ، أما أسقفية الخط فإنها تأسست سنة ٥٧٦ ـ ٦٧٦ م وقد ادمجت في
البداية مع أسقفية هجر تحت رئاسة أسقف واحد هو إسحاق كما مر سابقا ، وفي مجمع
جرجيس الأول عام ٦٧٦ م نجد إلى جانب أسقف هجر شاهين أسقف الخط .
إن ورود أسماء
هؤلاء الأساقفة في مجامع الكنيسة النسطورية ، ووجود الكنائس يدل على وجود اتباع
لهذا المذهب في المناطق الآنفة الذكر ، ويدل أيضا على أن النصرانية قد بقيت في
البحرين حتى بعد الإسلام ، وأنهم لا زالوا يزاولون طقوسهم ويدبرون أمورهم الدينية
بحرية تامة في ظل الإسلام.
اليهودية :
تسربت اليهودية
إلى البحرين من الخارج ، عن طريق التجارة والهجرة ، ولا نعلم زمن دخولها أو تطورها ، والديانة اليهودية
قومية غير تبشيرية ، وصلبة شديدة الطقوس ، فلم تنتشر بين العرب إلا بنطاق ضيق جدا ، وقد بقي
اليهود مقيمين في البحرين بعد الإسلام
__________________
يدفعون الجزية ، وأبقاهم الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) عندما
أخن اليهود من جزيرة العرب ، ويذكر بنيامين التطيلي في رحلته عام ٥٦٩ ه أن في
القطيف نحو خمسة آلاف يهودي ، وهي مبالغة ظاهرة. ويظهر أنه لم يكن لليهود في
البحرين قبل الإسلام أثر واضح مهم ، فلم يتجاوز محيط التجارة والاتجار ، ومنهم ابن
يامن ، وهو يهودي من أهل هجر وكان يمتلك عددا من السفن التي تبحر في الخليج العربي
، قال طرفة بن العبد في معلقته :
عدولية أو من
سفين ابن يامن
|
|
يجور بها
الملاح طورا ويهتدى
|
وكان يمتلك
أيضا النخيل ، أما بعد الإسلام فيبدوا أنهم بقوا يعملون في التجارة
والزراعة.
المجوسية :
يذكر البلاذري
وجود بيت نار للمجوس في البحرين ولكنه لا يحدد موضعه ، وقد أخذ الرسول الجزية من مجوس هجر على أن
__________________
لا تؤكل ذبائحهم ولا تنكح نساؤهم ، ولا بد أن معظم معتنقي هذه الديانة من الفرس المقيمين
في البحرين ، أما انتشارها بين العرب فتذكر المصادر دخول نفر من تميم فيها ، فقد
تمجس زرارة بن عدس ، وابنه حاجب ، والأقرع بن حابس ، وأبو سود جد وكيع بن حسان ، وقيل لقيط بن زرارة ، ولا ريب أن عددهم قليل جدا ، وقد تمجس هؤلاء باتصالهم
الفرس ، وباحتكاكهم بهم ، وفي دخول هذا النفر من العرب في المجوسية شك ، وربما
يكون تزويرا من خصومهم. إن قلة انتشار المجوسية بين العرب ربما يعود إلى أنها
ديانة قومية غير تبشيرية ، وإلى طبيعة الديانة المجوسية فهي تتعارض مع أخلاق
العرب وعاداتهم وتقاليدهم ، وخاصة لما تحله من المحارم.
وقد بقي المجوس
في البحرين بعد الإسلام ، يؤدون الجزية ثم انقرضت المجوسية في البحرين ولم نعد
نسمع عن بيوت النار شيئا ، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل منها إنها ديانة عديمة الجذور
في البحرين ، غريبة عن السكان ، ولم يعتقدها العرب ، ومنها ارتباطها مصيريا بالفرس
المقيمين في البحرين ، وهؤلاء أسلم بعضهم ، والبعض الآخر قتل بسبب تمردهم .
__________________
الديانة الأسبذية (عبادة المخيلي):
واسمها مشتق من
الأسب أي الفرس أو الحصان ، وهو يدل على إنها فارسية ، وإن كنا لا نعلم تفاصيل هذا الدين أو ممن أخذ ، إذ لم
يعرف عن العرب أنهم عبدوا الحصان .
وكان يدين بها
بنو عبد الله بن دارم من تميم فنسبوا إليها ، ومنهم المنذر بن ساوي ، وفي رواية
أخرى أنهم نسبوا إلى قرية أسبذ .
ويذكر أبو عمرو
أن الأسابذ قوم من الفرس كانوا مسلمة المشقر ومنهم المنذر بن ساوى ، ويذكر أبو عبيدة أن اسبذ قائد فارسي لكسرى على
البحرين ، قال طرفة بن العبد :
خذوا حذركم
أهل المشقر والصفا
|
|
عبيد أسبذ
والقرض يجزي من القرض
|
ويروى عن ابن
عباس أنه قال : «جاء رجل من الأسبذيين من أهل البحرين وهم مجوس أهل هجر ، إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم ، فمكث
__________________
عنده ثم خرج فسألته ما قضى الله ورسوله فيكم؟ قال شرا ، قلت صه؟ قال
الإسلام أو القتل ـ قال وقال عبد الرحمن بنم عوف قبل منهم الجزية ـ قال ابن عباس
وأخذ الناس بقول عبد الرحمن بن عوف وتركوا ما سمعت أنا من الأسبذي» .
الراجح أن
الأسبذيين من بني عبد الله بن دارم نسبوا إلى عبادة الفرس ، وليس إلى قرية أسبذ ،
لأن مساكنهم ليست أسبذ فقط ، وإنما استقروا أيضا في مناطق أخرى من البحرين .
إن اعتناق بني
عبد الله بن دارم الأسبذية ربما قلل من مكانتهم بالنسبة للعشائر العربية القاطنة
في البحرين ، ونسب العرب بني دارم إلى هذه الديانة قد يكون من باب الذم لأن هذه
الديانة غريبة عن العرب ، إذ لم يعرف عنهم أنهم عبدوا حيوانا قط ، ولكن ربما يكون
اعتناقهم هذا الدين قد رفع من مكانتهم بالنسبة إلى الفرس ، إذ ملكوهم على البحرين
، وكان منهم المنذر بن ساوى الذي أسلم في عهد الرسول .
__________________
الفصل الثالث
المدن والقرى
مدن البحرين :
ذكرت المصادر
عددا من المدن في البحرين في العهود الإسلامية الأولى منها :
هجر :
مدينة داخلية
بعيدة عن الساحل ، وهي أهم مدينة في اقليم البحرين حتى سماه بعض
المؤلفين باسمها ، ذكر الهمداني إنها مدينة البحرين العظمى ، ووصفها ابن حوقل بأنها أكبر أعمال البحرين
__________________
ومدنها ، وكانت عند ظهور الإسلام وفي صدره قاعدة البحرين
وقصبتها ، وكان يقيم فيها مرزبان فارسي ، وكان مرزبانها عند
ظهور الإسلام اسيبخت بن عبد الله ، وكانت هجر مركزا تجاريا مهما ، وفيها إحدى أسواق
العرب السنوية قبل الإسلام ، وقد نزل الحطم بن ضبيعة هجر عند ردته عام ١١ ه ، فقاتله العلاء بن الحضرمي فيها ، وكان فيها في القرن الثالث الهجري على ما يقول الحربي
: «منبران عظيمان بينهما فراسخ ، أحدهما في مملكة ابن عياش من عبد القيس ومنزله
فخم أهجر ، والآخر في مملكة موسى بن عمران بن الرجاف وهو بجبلة وساكنها عبد القيس»
. وفي أوائل القرن الرابع الميلادي ، غزا عرب البحرين وبلاد عبد القيس وكاظمة وهجر
__________________
السواحل الإيرانية المقابلة لهم ، وسيطروا على ابرشهر ، وسواحل اردشيرخرة ، وأسياف فارس ، واستولوا على الأرض والمواشي والنخيل ،
وذلك لضيق معاشهم وللضنك الذي حل بهم في عهد سابور ذي الاسكتاف (سابور الثاني) منتهزين فرصة اضطراب الأمن في فارس ، وضعف الحكومة بسبب صغر
سن الملك ، ويروى الطبري أن العرب بقوا في فارس إلى أن كبر سابور
فجمع جموعه وسار بها إلى الغازين من العرب ففتك بهم ، وأسر منهم خلقا كثيرا ، ثم
عبر البحر فورد الخط واستقرى البحرين يقتل أهلها ، ثم سار إلى هجر وبها أناس من
اعراب تميم وبكر بن وائل وعبد القيس فسفك دماءهم ، ثم عطف على بلاد عبد القيس
فأباد أهلها إلا من هرب منهم إلى الرمال ، ثم أتى اليمامة فحل بها ما حل ببلاد عبد
القيس ، وكان لا يمر في طريقه إلا طمّه ، حتى وصل قرب المدينة فقتل من وجد هناك من
العرب وأسر ، ثم عطف نحو بلاد بكر وتغلب فيما بين مملكة فارس ومناظر الروم بأرض
الشام فقتل وسبى وطم مياههم ، واسكن من بني تغلب من البحرين دارين وسماهيج والخط ،
ومن كان من عبد القيس وطوائف من تميم هجر ، ومن كان من بكر بن وائل كرمان وهم
الذين يدعون بكر أبان ، ومن كان منهم من بني حنظلة
__________________
بالرميلة من الأهواز ، وقد تأثر عرب الشام بما فعله سابور ، فاتفقوا مع
الروم وانتقموا منه ، ولكن سابور بعد انتصاره على الروم عاد فاتبع سياسة
استرضاء العرب ، فاستصلحهم واسكن بعض قبائل تغلب وعبد القيس وبكر بن وائل كرمان
وتوج والأهواز ، وذلك حوالي عام ٣٥٠ م .
وفي حديث
الإخباريين عن حملة سابور على بلاد العرب ووصوله إلى مقربة من المدينة ، وعن
تنكيله بالعرب ، وحرقه المدن ، وطمه المياه مبالغ فيها ولا شك ، أخذت من موارد
فارسية بولغ فيها ، وليس في روايات المؤرخين الروم عن هذا الحادث ما يؤيد هذا
الزعم ، ثم أن الإسكان الإجباري في أرض بعيدة عن الوطن الأم ليس نوعا من
الاستصلاح أو الاسترضاء.
يتبين مما مرّ
أن هجر قاعدة تجارية ذات علاقة بالساحل الشرقي للخليج العربي الذي كان العرب
يردونه وربما استوطنوه. وقد درست
__________________
هجر ، وموقعها اليوم هو مدينة الهفوف الحالية .
وفي منطقة هجر
عدد من القرى تابعة لها منها طريبيل ، وهي اليوم قرية عامرة قريبة من الهفوف ، ويعتمد
سكانها على الزراعة ، ولها سوق يعقد مرة في كل أسبوع . ومن قرى هجر أيضا اسبذ ، والسعايم ، والجريب ، والوجير ، والبدى .
المشقر :
وهو حصن هجر ، يقع شمالها وعلى مقربة منها ، وقد وصفه ابن الأعرابي بأنه «مدينة عظيمة قديمة ، في
وسط قلعة ، على
__________________
قارة تسمى عطالة ، وفي أعلاها بئر تثقب القارة حتى تنتهي إلى الأرض ، وتذهب
في الأرض ، وماء هجر يتحلب إلى هذه البئر في زيادتها» ، ويبدو أن المشقر كان مركزا إداريا ، وكان فيه المسجد
الجامع ، وكان من المراكز التجارية المهمة ، وكان فيه إحدى
أسواق العرب السنوية قبل الإسلام ، وقد حدثت فيه إحدى المعارك بين العرب والفرس ، وهي
يوم المشقر (الصفقة) الذي ادخل فيه المعكبر الفارسي بني تميم الحصن وقتلوا فيه ، وذلك بسبب
اعتدائهم على أموال مرسله إلى كسرى من اليمن ، بعد ظهور الدعوة الإسلامية في مكة ، وقبل هجرة النبي
صلى الله عليه وسلم إلى المدينة . وقد اندرس المشقر فلا يعرف موضعه اليوم .
الصفا :
حصن قرب المشقر
، وهي مدينة مهمة حيث كانت قصبة
__________________
هجر ، والصفا اليوم قصبة المبرز في الاحساء .
الزارة :
وهي ميناء على
الخليج العربي قريبة من القطيف ، وهي من مدن البحرين المشهورة المهمة ، وكان فيها مرزبان فارسي ، مما يدل على أنها كانت مركزا إداريا مهما ، وقد استغل
المكعبر مرزبان الزارة حوادث الردة فتحصن بها واعلن التمرد ،
وانضم إليه المجوس الذين تجمعوا بالقطيف وامتنعوا عن أداء الجزية ، وقد حاصرها
العلاء بن الحضرمي في خلافة أبي بكر ، وتم فتحها في أول خلافة عمر بن الخطاب عام
١٣ ه ، وذلك بعد مصرع المكعبر على يد البراء بن مالك ، وحبس المياه عها ، فاضطر
أهلها إلى التسليم ، وصالحوه على ثلث المدينة ، وثلث ما فيها من الذهب
والفضة ، وعلى النصف
__________________
مما كان خارجها
. وقد درست الآن ، وفي موقعها الرمادة ، في قرية العوامية في القطيف ، في
شماله ، داخل نخيله ، والبحر يبعد عنها بمسافة تزيد على الميلين ، وسمي موضعها
بالرمادة بسبب احراقها .
جواثا :
وهي مدينة
بالبحرين ، فيها حصن بنفس الاسم ، وقد وصفه البلاذري بأنه حصن البحرين .
ويروى البخاري
بمسند عن ابن عباس أنه قال : «أول جمعة جمعت بعد جمعة جمعت في مسجد رسول الله صلى
الله عليه وسلم في مسجد عبد القيس بجواثا من البحرين» ، مما يدل على أن المسلمين اتخذوها
__________________
قاعدة رئيسية لهم ، كما كانت مركزا تجاريا مهما .
وفي سنة ١١ ه
حاصر المرتدون المسلمين في جواثا مدة طويلة حتى كادوا أن يهلكوهم جوعا ، وقد قاتلهم العلاء الحضرمي فيها ، فقتل منهم عددا
كبيرا ، واستولى المسلمون على ما في معسكرهم من أمتعة وأسلحة وذلك في عام ١٢ ه ، وقد قتل المنذر بن النعمان بن المنذر الملقب بالغرور
في جواثا .
وجواثا اليوم
تقع شرقي قرية الكلابية الحالية ، ولم يبق من آثارها سوى فوهة العين وأطلال المسجد
، وهو في وسط موضع القرية ، وهي بقية من جداره القبلي وخمس أساطين من رواقبه
الثاني والثالث في الجهة الجنوبية ، وقد غطت الرمال كثيرا من باقي آثاره .
السابون :
مدينة بالبحرين
، ذكرت في أخبار الردة ، وفتحها العلاء بن
__________________
الحضرمي في خلافة عمر بن الخطاب عام ١٣ ه .
الغابة :
وهي مدينة
بالبحرين ، كان يقطن فيها بعض العجم الذين قاوموا الإسلام فقتلهم العلاء بن
الحضرمي عام ١٣ ه .
دارين :
ميناء بالبحرين
مشهور ، وتقع في الطرف الجنوبي من جزيرة تاروت في شرقي القطيف ، وتذكر بعض
المصادر أن سابور أسكن فيها بعض بني تغلب في حملته على بلاد العرب ، ولكن يبدو أنهم انتقلوا منها ، وقد احتلها المرتدون عام ١١ ه ، وعبر إليها معظم المنهزمين من جواثا بالسفن ، وبعد فتح الزارة عبر إليها المسلمون
__________________
والعلاء الحضرمي وقاتلوا المرتدين .
وكانت دارين من
أسواق العرب ، واشتهرت بتجارة المسك ، ودارين اليوم قرية من أعمال القطيف ، غير عامرة ، وقد هجرها أكثر سكانها ، لأنها تقع في منطقة ضحلة لا تصلح لاستقبال السفن
البخارية الكبيرة ، كما أنها أهملت بعد إنشاء ميناء الدمام.
القطيف :
مدينة بالبحرين
قريبة من الساحل ، تبعد عنه مسافة ميل في الشمال الشرقي من الاحساء ، وبها نخل كثير ، ولها سور وخندق وأربعة أبواب ، ويدعى ساحلها قراح ، وهو لا يزال موجودا ،
__________________
ويشتهر بجودة النخل ، وبها البيضاء ، وهي قريات بالرملة فيها نخل ، وكانت في صدر الإسلام إحدى المدينتين الرئيستين في
البحرين ، والثانية هجر ، وكان فيها في القرن الثالث الهجري على ما يذكر أبو
عبيدة منبر ، وكان فيها في القرن كما قاتل العلاء بن الحضرمي
الأعاجم فيها ، فقتل بعضهم وفر الباقون إلى الزارة ، والقطيف اليوم تقع على خليج يشمل جزيرة تاروت ، وتمتد
المدينة على الساحل مسافة عشرة أميال ، منها ميلان في الشرق خاليان ، وبها أطلال
قلعة قديمة وفي الشمال توجد ثلاث قنوات متصلة بالبحر ، منها ممر يوصل إلى المدينة
، والبحر غير عميق ، لذلك تلقى السفن مراسيها بعيدا عن الساحل ، ومن أقسام المدينة
القلعة ، وهو القسم المحصن .
الخط :
من مدن البحرين
القديمة ، وقد بنيت في زمن اردشير ، ويشير الطبري إلى ذلك بقوله : «وإنه كان بنى
ثماني مدن منها بفارس أردشير
__________________
خرة ... وبالبحرين ما أردشير وهي مدينة الخط ، وليست لدينا معلومات عن سبب انشائها أو إسكانها.
وتختلف
الروايات في تحديد الخط ، فقد وصفه ثعلب بأنه جزيرة بالبحرين ، ووصفه ابن السكيت بأنه فرضة ، ووصفه السكري بأنه قرية ، ويذكر في مكان آخر أن الخط ما بين عمان والبحرين ، ويذكر ابن دريد أنه سيف البحرين وعمان ، ويذكر ابن الأعرابي أن جواثا مدينة الخط ، ويذكر الأزهري أنه يطلق على
__________________
المنطقة الساحلية في البحرين الخط ، ويعتبر من قراه القطيف والعقير وقطر ، ويذكر ابن الأنباري أن الخط يطلق على ساحل البحرين ، ويذكر ابن خلدون أن الخط بجانب دارين .
الراجح أن الخط
ميناء على الخليج العربي ، تمر به السفن الآتية من الهند. وإلى الخط تنسب الرماح
الخطية ، التي يجلب قناها من الهند بحرا ، ثم تقوم فيها ، ثم تباع في بقية أنحاء
الجزيرة ، وكانت هذه الرماح من أسلحة العرب المشهورة التي يضرب
بها المثل ، وقد أسكن سابور الثاني في الخط بعض بني تغلب عندما
قام بفرض السيطرة الساسانية على بلاد العرب ، ثم
__________________
انتقلوا منها بعدئذ ، ويبدو أنها كانت عند ظهور الإسلام وحدة ادارية ، وكان يسكنها الزط والسيابجة الذين انضموا إلى
المرتدين في البحرين عام ١ ه ، وقد لجأ إليها فلول المنهزمين من جواثا ، ثم فتحها
العلاء بن الحضرمي ، وفي سنة ٦٧ ه وجه نجدة بن عامر الحنفي قوة من
الخوارج إلى الخط فظفروا بسكانها ، وبعد هذه الحادثة يختفي ذكر الخط ، مما قد يدل على
فقدان أهميتها. وفي حدود الخط تقع البيضاء ، وهي شرقي ثاج ، وتتصل بوادي الستار ، فيها نخيل كثيرة ، ومياه جوفية عذبة ، وحصون مبنية من
الحجارة ، وتسمى اليوم بيضاء الخط قرب الجبيل .
وفي البيضاء
يقع أحساء خرشاف ، وهو منطقة غنية بالمياه الباطنية ، ورمال بيضاء ، ونخيل.
__________________
الاحساء :
من مدن البحرين
، تقع على مرحلة من الساحل ، وتبعد عن هجر ميلين ، وهي في الجنوب الغربي من القطيف ، وتبعد عنها مرحلتين
، ولها سوق خاصة بها ، قال المقدسي أنها : «قصبة هجر وتسمى البحرين ، كبيرة
، كثيرة النخل ، عامرة آهلة ، معدن الحر والقحط . والاحساء مشهورة بمياهها الكثيرة وعيونها العديدة
الدافئة ، والحارة ، وقد وصفها ناصري خسرو الذي كان فيها عام ٤٤٣ ه بأنها
مدينة تحيطها صحراء واسعة ، وهي مدينة وسواد أيضا ، وبها قلعة ، وتحيط بها أربعة
أسوار قوية متعاقبة ، من اللبن المحكم البناء ، بين كل اثنين منها ما يقرب من فرسخ
، وفيها عيون ماء عظيمة تكفي لإدارة خمس سواق ، ويستهلك كل هذا الماء داخل المدينة
، ووسط القلعة مدينة جميلة ، بها كل وسائل الحياة التي في المدن الكبيرة ، وليس
فيها مسجد جمعة ، ولا تقام بها صلاة أو خطبة ، وفيها
__________________
كثير من التمر ، ويستعملونه علفا للحيوانات .
وقد أصبحت
الاحساء في عهد القرامطة عاصمة البحرين وأهم مدنها بعد خراب العاصمة القديمة هجر ،
وقد أعاد تأسيس المدينة وحصنها الزعيم القرمطي أبو طاهر الحسن بن أبي سعيد الجنابي
عام ٣١٤ ه ، واطلق على المدينة الجديدة اسم المؤمنية ، ولكن المدينة القديمة
واقليمها ظلا يعرفان باسمهما الأول (الاحساء) . ويطلق اليوم اسم الاحساء على المنطقة الممتدة على
الساحل الغربي من الخليج العربي من حدود الكويت الجنوبية إلى حدود قطر وعمان
وصحراء الجافورة ، إذ يحدها من الغرب الصمان ، وهي منطقة خصبة ، تشتهر بمياهها
الكثيرة ، وعيونها العديدة الدافئة والحارة ، وتنتج محاصيل زراعية متنوعة .
العقير :
ميناء بالبحرين
على الخليج العربي ، جنوب القطيف ،
__________________
وحذاء هجر ، بينهما ليلة ، وبها نخل ، وهي من منازل الطريق بين عمان والبصرة .
وكانت العقير
مركزا تجاريا مهما ، ترسو فيها السفن المحملة بالبضائع والآتية من الصين وعمان
والبصرة واليمن ، وكان بها منبر ، مما يدل على أنها كانت وحدة إدارية.
والعقير اليوم
ميناء على الخليج العربي ، في الجنوب الغربي من القطيف ، ويبعد عنها ٦٤ ميلا ،
ويعتبر ميناء الاحساء ونجد الجنوبية ، غير أنه أهمل بعد إنشاء ميناء الدمام .
الزرقاء :
يذكر المقدسي
إنها من مدن البحرين ، وليس لها ذكر في المصادر الأخرى.
القليعة :
مدينة واسعة ،
وكان فيها في القرن الثالث الهجري على ما يذكر
__________________
الحربي منبر ، مما يدل على كونها مركزا إداريا.
قرى أخرى في البحرين :
تذكر المصادر
عددا كبيرا من القرى في البحرين ، دون تحديد مواضع غالبيتها ، وأكثرها اندثر وزال
، منها في الجنوب :
شط
بني جذيمة : وهي قرية
ساحلية ، قريبة من حدود عمان .
السبخة : تقع بين عمان والبحرين ، وهي من منازل الطريق من عمان
إلى البصرة .
القارة : وهي لا تزال عامرة ، في الشمال الشرقي من الهفوف ، وتقوم فيها سوق عامة لأهل الاحساء يوم الأحد من كل
أسبوع ، وأهلها شيعة فلاحون . يبرين (ابرين) : وذكر السكري أنها «قرية كثيرة النخل
__________________
والعيون» وبها حصون ، وسباخ ، وهي تقع في الجنوب الغربي من البحرين ، قرب الاحساء ، وبينهما مرحلتان ، ويمر بها طريق الحج من عمان ، ولها طريق إلى اليمامة ، وآخر إلى البحرين ، وهي في الجنوب الشرقي من اليمامة ، وبينهما مسيرة ثلاثة أيام ، ويبدو أن يبرين كانت وحدة إدارية ، وكان فيها في
القرن الثالث الهجري على ما يذكر الحربي منبران ، وقد خربها أبو سعيد الجنابي القرمطي عام ٢٨٧ ه ، وفي
ذلك يقول المسعودي : «فأباد أهلها وكانت من أطيب بلاد الله وأكثرها أهلا وعمائر
ونخلا وشجرا ، فلا أنيس بها إلى هذا الوقت» .
__________________
ويبرين تطلق
اليوم على واحة ، في الجنوب الغربي من الاحساء ، فيها مياه ونخيل كثيرة
، وتبلغ مساحتها ٧٥٠٠ فدان ، ومعدل ارتفاعها ٧٢٠ قدم فوق مستوى سطح البحر .
جبلة : وهي
قرية ، تقع شمال هجر ، وبين جبلة والعقير مرحلتان ، وهي إحدى منبري هجر .
الظهران : ذكر المسعودي بأنها من مدن البحرين ، وهي اليوم غرب مدينة الخبر الساحلية على بعد عشرة
كيلومترات منها ، وترتفع عن سطح البحر بنحو ٣٠٠ قدم ، وهي من المدن الساحلية
المهمة وحقل من حقول الزيت المشهورة .
العيون : موضع ينسب إليه الشاعر علي بن مقرب العيوني ، وهي الآن مجموعة من القرى ، في شمالي القطيف.
__________________
أأفار : وتقع في الداخل بينها وبين القطيف أربعة فراسخ .
الجونان : وهي تقع قرب عين محلم .
عسلج : وهي قرية ذات نخل وزرع ، وتسقيها شعبة من نهر محلم .
طريف : وصفه البكري بأنه موضع ، ويسمى الآن الطرف ، وهو قرية معروفة من قرى الاحساء ،
غنية بالنخيل ومزارع الأرز ، ويقع في شرقي الهفوف.
السهلة : وقد اندثرت هذه القرية ، ويقع موقعها غربي قرية الطرف
.
نجبة : وهي اليوم ماء خال من السكن وتسمى النجبية ، وتقع قرب عريعرة.
عينين : وهي قرية كثيرة النخل ، وقد حدث فيها أحد أيام
__________________
العرب ، وكان لنبي نهشل علي عبد القيس ، وإليها ينسب الشاعر خليد عينين ، وهي اليوم من أهم قرى إمارة الجبيل على ساحل الخليج
العربي .
عنك : ذكر المسعودي بأنها مدينة ساحلية تابعة للقطيف ، وهي اليوم من أشهر قرى القطيف ، وتقع على الساحل في الجنوب
الشرقي من القطيف ، على بعد أربعة أميال ، ويعتمد سكانها على صيد الأسماك .
داراء : وهي قرية ، وذكر ياقوت بأنها موضع مشهور ومنزل معمور ، وداراء اليوم تسمى عين دار من حقول الزيت الغزيرة ، وتقع في الشمال الغربي من الهفوف.
الرميلة : قرية من أعمال البحرين ، وهي اليوم من قرى
__________________
الهفوف ، عامرة وسكانها شيعة فلاحون .
ثيتل : وهي قرية فيها مياه ونخيل ، تقع في ناحية طويلع ، شمال البحرين ، على بعد عشرة مراحل من البصرة ، وقد حدث فيه أحد أيام العرب وكان لتميم علي بكر بن
وائل .
النباج : ويسمى نباج ثيتل ، ذكر أبو عبيدة بأنه قرية فيها مياه ونخيل ، ويقع قرب ثيتل ، وبينها روحة ، في ناحية طويلع ، ......................................
__________________
شمال البحرين ، على بعد عشرة مراحل من البصرة ، وقد وقع فيه أحد أيام العرب ، وكان لتميم علي بكر بن
وائل .
الأجواف : يقع شمال الاحساء ، ذكر الأصمعي بأنه قرى ومياه ، ويسمى اليوم الجوف ، وبه مياه وقرى ، وكان أمير
الاحساء يحميه لابله ، ويقع شمال الاحساء .
ومن قرى الجوف
صلاصل ، وقد وصفها ياقوت بأنها ماء في الجوف به نخيل كثير ومزارع جمة ، وصلاصل اليوم قرية عامرة معروفة باسمها ، في أرض
الجوف بالاحساء .
حمض : وصفها
نصر بأنها منهل وقرية ونخيلات ، وهي من أمصار البحرين ، ومن منازل الطريق بين عمان والبصرة ، وتقع
__________________
على الساحل بين الدو والسودة ، وحمض اليوم تقع جنوب الكويت على بعد سبعين ميلا .
كاظمة : من منازل الطريق بين البصرة والبحرين ، وتقع على
الخليج العربي ، جنوب البصرة ، وبينهما مرحلتان ، وتبعد عن القطيف أربعة مراحل ، وقد وصفها الأزهري بأنها جو على الساحل ، ووصفها أبو الفدا بأنها جون ، بها حصن ودور مبنية ، وتجار ، وكان بها في القرن الثالث الهجري على ما يذكر الحربي
رباط ، وبها آثار كثيرة ، قريبة المدى ، يستسقي منها المسافرون ،
__________________
ومراعيها جيدة . وقد أكثر الشعراء من ذكر كاظمة ، ووصفوا مياهها ،
ومراعيها وأسراب القطا فيها ، وفي عام ٦٩ ه قاتل الخوارج أصحاب نجدة تميم بكاظمة لامتناعهم عن دفع
الصدقات لهم ، ويظهر أن كاظمة بقيت عامرة إلى أواخر العصر العباسي ،
ثم خربت بعد ذلك .
وكاظمة اليوم
تقع في الشمال الغربي من مدينة الكويت على رأس جون الكويت ، وهي مهملة متروكة ،
وليس فيها سوى جماعة صغيرة من الصيادين .
وتذكر المصادر
قرى أخرى دون تحديد مواضعها ، لذلك جرى ترتيبها حسب سكانها ، ولو أنه ليس من
الضروري أن تسكن القبيلة الواحدة أو العشيرة في منطقة واحدة أو في مناطق متقاربة.
أـ
قرى بني عامر بن عبد القيس : ذكر ياقوت عدة قرى تسكن كلا منها عامر دون أن يحدد
مواضعها منها : الصادر ، حران الكبرى وحران الصغرى ، .........................
__________________
الدبيرة ، اوجار ، كنبوت ، الردم ، المزيرعة ، النقية ، نها ، المريداء ، الجار ، الرملة ، الفرضة ، وسوار .
ب
ـ قرى بني محارب بن عبد القيس : ذكر ابن الفقيه عدة قرى تسكن كلا منها محارب دون أن
يحدد مواضعها منها : الرجراجة ، المطلع ، الطربال ، المرزي ، ذو النار ، ..........
__________________
العرجة ، القرحاء ، الخرصان ، الكثيب الأكبر والكثيب الأصغر ، البحرة ، الذرائب ، المالحة ، الحوجر ، الوجير ، المنسلخ ، الحوسى ، وأرض نوح ، وذكر ياقوت منها النبطاء .
وذكر ياقوت قرى
أخرى لعبد القيس دون أن يحدد من منهم يسكن فيها وهي قمادي ، ريمان ، ونجوة بني فياض .
ج
ـ قرى بني عطارد بن تميم : وقد ذكر ياقوت منها السليت . وذكرت المصادر قرى أخرى في البحرين دون تحديد مواقعها
أو سكانها منها :
__________________
الرافقة ، ظلامة ، عنيزة ، دقوقا ، دخلة ، طاب ، برن ، الشنون ، والآرة .
__________________
الفصل الرابع
الحياة الاقتصادية
الزراعة. الصناعة. التجارة. الصيد. المواصلات
الزراعة والمحاصيل الزراعية :
إن معظم أراضي
البحرين صحراوية تنبت فيها الأعشاب والنباتات البرية كالأثل والغضا والطلح ، غير
أن المياه الباطنية تتوفر في معظم أنحائها وهي قريبة من سطح الأرض لدرجة تكفي
للزراعة والاستقرار ، هذا بالإضافة إلى المياه التي تتجمع في بطون الأودية ، وتكفي
هذه المياه لزراعة بعض المحاصيل كالحنطة والشعير التي تكثر زراعتها خاصة في أوال ، وكذلك القطن والحنا وهي على شطوط أنها رها بمنزلة السوس
على ما يذكر البكري ، ويزرع القطن خاصة في هجر ، والراجح أنه كانت تعتمد عليه المنسوجات التي تصنع في
البحرين.
__________________
ومن المحاصيل
الزراعية الأخرى الموز والأترج والرمان والتين في هجر وأوال ، ويعد التمر من المحاصيل التي اشتهرت بها البحرين
وخاصة في هجر ، التي ضرب المثل في وفرة تمرها ورخصه فقالوا «كمستبضع
التمر إلى هجر» ويذكر ناصري خسرو أنه قد يباع أكثر من ألف من بدينار
واحد وكان يستعمل علفا للمواشي ، فضلا عن تموين العشائر العربية.
وذكر القالي
نخل هجر فقال :
حبسن بين
رملة وقف
|
|
وبين نخل هجر
الملتف
|
وتنتج البحرين
أنواعا كثيرة من التمور منها : التبى ، وهو بالبحرين كالشهريز بالبصرة ، وهو
الغالب على تمرهم ، وطاب الذي ينمو في قرية طاب ، والبرني ، وهو تمر ضخم كثير الحاء أحمر مشرب صفرة ، والمكري والأزاد ، وقد وصفهما ابن الفقيه بأنهما
__________________
من أجود تمور البحرين ، والتعضوض ، وهو تمر أسود شديد الحلاوة ، من جيد المر ، وينمو في
هجر ، وتحمل التعضوضة ألف رطل بالعراقي ، وفي الحديث «واهدت لنا نوطا من التعضوض » ، وفي حديث عبد الملك بن عمير «والله لتعضوض كأنه
أخفاف الرباع أطيب من هذا» ، والنايجي ، وهو نوع من التمر يستخرج منه النبيذ ، والصرفان ، وهو من أجود التمر وأوزنه ، والخصاب ، وهو الدقل ، والعرف ، والباهين التي وصفها ابن
__________________
سيدة بأنها نخلة بهجر لا يزال عليها السنة كلها إلا شهرا واحدا طلع جديد
وكبائس مبسرة وأخرى مرطبة ومثمرة .
وتزرع في
البحرين أيضا الكروم وخاصة في جزيرة تاروت التي تنتج أنواعا جيدة من العنب ، وربما زرعت فيها الخضر وغيرها من المحاصيل.
الصناعة :
لقد قامت في
البحرين عدة صناعات ذكرت المصادر منها بصورة خاصة :
أـ صناعة المنسوجات :
ذكرت المصادر
أنواعا متعددة من المنسوجات يسمى كل منها حسب القطر أو البلد ، أو الإقليم الذي
ينسح فيه ، أي أن أصل الثوب الهجري من هجر ، والقطري من قطر ، ثم أصبحت التسمية
علما بحيث أن التسمية على الثوب في العصور المتأخرة لم تعد تدل على مكان الصنع بل
أصبحت تقوم على أساس الصفات المميزة للثوب ، فعندما يقال ثوب هجري يقصد به ثوب ذو ميزات
خاصة به وهو مرتبط بهجر ، ونسبة نسيج إلى بلد تدل على أنه ذو ميزات خاصة معينة لا
بمادة صنعه بل بطريقة نسجه أو تلوينه ، وهو بالتالي دليل على وجود تقاليد صناعية
صلبة بطيئة التغير ، وهي سبب تمييز النسيج واحتفاظه بطابعه الخاص ، ومثل هذه
التقاليد قد تدل على وجود معامل كبيرة وإن كنا لا نعلم تأريخها وكيفية تكونها ، أو
ما يتعلق بها
__________________
من مشكلات مالية أو اقتصادية أو اجتماعية ، كتوفير رأس المال ، والمواد
الأولية ، والعمل وادارته ، أما أهم أنسجة البحرين فهي :
معقد
البحرين : وهو ضرب من
برود هجر ، ويروى ابن سعد أن عمرو بن سلمة الجرمي كان يؤم قومه
في الصلاة ، فكسوه قميصا من معقدة البحرين ، وقد فرح بها فرحا شديدا ، وقد روى عن ابن سيرين أن أبا موسى كما في كفارة
اليمين ثوبين من معقد البحرين .
الهجرية
: تردد ذكر
المنسوجات الهجرية كثيرا ، فيذكر ابن سعد أن هوذة بن علي الحنفي كما سليطا بن عمرو
العامري أثوابا من نسج هجر ، ويذكر ابن سلام الجمحي أن بغيضا وأخويه علقمة وهوذة
أولاد عامر بن عوف أهدوا الحطيئة حللا من بز هجر ، وكانت المنسوجات الهجرية تصدر عند ظهور الإسلام إلى
مكة ، فيروى عبد الله بن معاذ أن سويد بن قيس جلب هو ومخرمة العبدي بزا من هجر إلى
مكة فاشترى الرسول منها سراويل .
القطرية : وهي أكثر منسوجات البحرين ذكرا ، وقد ذكر
__________________
استعمالها في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وبعده ، في الحجاز وفي العراق
، ووصفت بأنها ثياب ، وازر ، وبرود ، واردية ، ولا نعلم هل كان مصدر هذا التنوع عدم دقة الرواة في
الوصف أو أنها كانت متعددة الأنواع ، أو أنها كانت أقمشة يمكن أن يصنع منها عدة
ثياب ، ومع هذا فإن لها صفات خاصة مميزة.
وقد روى أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعائشة ، وعمر بن الخطاب ، وعلي بن أبي طالب ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، قد لبسوا منها.
وقد أهدى أبو
العتاهية المأمون هدايا كثيرة منها أردية قطرية ، مما يدل على أنها ظلت مزدهرة حتى العصر العباسي.
ويقول الشافعي
: «وأحب ما يلبس إليّ البياض ، فإن جاوزه بعصب اليمن والقطري وما أشبهه مما يصبغ
غزله ولا يصبغ بعد ما
__________________
ينسج فحسن» ، ويروى عن عائشة أنها قالت : «كان على رسول الله صلى
الله عليه وسلم ثوبان عمانيان أو قطريان فقالت له عائشة أن هذين ثوبان غليظان» ، ويذكر الجوهري أن القطرية ضرب من البرود ، ويذكر ابن الأثير أن الثوب القطري ضرب من البرود فيه
حمرة ولها أعلام فيها بعض الخشونة ، وقيل هي حلل جياد تحمل من قبل البحرين .
يتبين مما مر :
١ ـ إن القطرية
يصبغ غزلها قبل أن تنسج.
٢ ـ إنها ثياب
غليظة فيها بعض الخشونة.
٣ ـ إنها من
البرود والثياب والأزر وقد تجعل قميصا.
٤ ـ لونها
أحمر.
الملاحف : ومما كان ينسج بالبحرين الملاحف ، وقد ذكر تصديرها
إلى الحجاز في زمن الرسول ، غير أنه ليست لدينا معلومات عن مراكز نسجها.
الفوط : وكانت تنسج بالاحساء ، وهي ثياب قصيرة غليظة ، ومخططة ، يؤتزر بها ،
ويستعملها الخدم والجمالون .
__________________
وكانت دارين
مركزا للنسيج ، قال جرير :
فتؤخذ من عند
البعيث ضريبة
|
|
ويترك نساجا
بدارين مسلما
|
ولكن النصوص لا
تذكر أنواع أنسجتها.
ب ـ الرماح :
كانت البحرين
تجهز العرب قبل الإسلام ببعض الأسلحة ومنها الرماح ، وأشهرها الخطية التي تنسب إلى
الخط ، التي يجلب قناها من الهند بحرا ثم تقوّم فيها ، ثم تباع في بقية أنحاء
الجزيرة .
وهي مشهورة عند
العرب ويضرب بها المثل ، ومنها الرماح السمهرية وهي الصلبة الجيدة ، وتباع في
الخط ، والردينية وتباع أيضا بالخط ، ويقال أن السمهرية والردينية سميتا باسم
__________________
صانعيهما ، والخرصان وتباع في قرية الخرصان .
ج ـ السفن :
ومما ساعد على
قيام صناعة السفن وقوع البحرين على الخليج العربي حيث تمر فيها أهم طرق المواصلات
بين الشرق والغرب ، ويحتك سكانها بشعوب عرفت الملاحة والبحار كالهنود والصينيين ،
وقد جاء في معلقة طرفة بن العبد ذكر سفن ابن يامن :
عدولية أو من
سفين ابن يامن
|
|
يجور بها
الملاح طورا ويهتدي
|
وابن يامن
يهودي من أهل هجر كان يمتلك عددا من السفن التي تبحر في الخليج العربي .
د ـ الخمور :
عرفت البحرين
بانتاج النبيذ ، الذي يصنع من التمور ، وقد اشتهر منها بصورة خاصة تمر
النابجي ، وكانت قطر من أشهر مناطق
__________________
البحرين انتاجا للخمور ، كما كانت هجر مركزا مهما لانتاجه ، وكانت خمور هجر
تباع في بقية أنحاء البحرين ، وقد اشتهرت في هجر حانة ريمان ، ويروى مسلم أن وفد عبد القيس سأل النبي عن النبيذ
فنهاهم أن ينتبذوا في الدباء والنقير والمزفت والمقير ، وقد خصمت هذه الأواني بالنهي لأن نبيذها يصبح بعد
فترة وجيزة مسكرا .
التجارة :
أـ التجارة الداخلية :
ذكرت المصادر
وجود عدد من الأسواق التجارية التي يعود ظهورها إلى عدة عوامل منها توفر المنتوجات
الزراعية والصناعية ، ووجود المستهلكين من أهل العشائر والمدن والقرى ، وتيسر المواصلات . وللأسواق الكبيرة العامة أهمية لتجارة البحرين حيث
__________________
تبيع الفائض من منتوجاتها الزراعية والصناعية ، وتحصل على احتياجاتها
بواسطة هذه الأسواق ، وقد ذكرت المصادر عددا من الأسواق الكبيرة العامة وهي :
١
ـ سوق هجر : وهي إحدى أسواق العرب السنوية قبل الإسلام وكانت تقام في شهر ربيع الآخر من كل سنة ، وكان يعشرهم فيها المنذر بن ساوى ملك البحرين ، وتؤم السوق القبائل العربية ومنها بنو محارب بن عبد
القيس .
٢
ـ سوق المشقر : وكانت في المشقر قبل الإسلام ، وهي سوق سنوية تعقد طوال
شهر جمادى الآخرة ، تؤمها القبائل العربية وبعض الفرس ، وكان يعشرهم
المنذر بن ساوى أيضا ، ومن القبائل المجاورة للسوق عبد القيس وتميم .
__________________
وفي البحرين
كذلك عدد من الأسواق المحلية الصغيرة لسكان المدينة أو لأفراد العشيرة ، وذكرت
المصادر منها سوق الاحساء ، وكانت على كثيب الجرعاء ، تتبايع عليه العرب .
وقد عرفت بعض
الأسواق في بيع سلع معينة ، منها دارين التي اشتهرت بالمسك ، وكذلك الخط التي اشتهرت بالرماح الخطية ، وقرية الخرصان برماح الخرصان .
ب ـ التجارة الخارجية :
إن ازدهار التجارة الخارجية في البحرين يعود إلى :
١ ـ الموقع
وسهولة المواصلات : تقع البحرين على الساحل الغربي من الخليج العربي ، وقد أدى ذلك
إلى اتصالها بالعالم بالطرق البحرية إضافة إلى الطرق البرية التي تربطها بالجزيرة
العربية ، وقد ساعد هذا الموقع على جعلها مركزا تجاريا مزدهرا قبل الإسلام وبعده.
٢ ـ وفرة
المنتوجات المحلية : فالبحرين تنتج محاصيل زراعية
__________________
متنوعة وخاصة التمور التي اشتهرت بها هجر ، كما توجد فيها مراكز صناعية
تنتج أنسجة مختلفة ، وقد أدت وفرة المنتوجات الزراعية والصناعية إلى تشجيع التجارة
الخارجية وتصدير تلك السلع إلى الأقطار الأخرى ، كما أنها كانت تستورد من تلك
الأقطار بعض البضائع التي تحتاجها.
يضاف إلى ذلك
أن البحرين كانت تستورد بعض البضائع الهندية كالمسك والقنلثم تصدره إلى بقية أنحاء
الجزيرة العربية فتباع هناك.
ولعل أقدم ما
كونته البحرين من علاقات تجارية هي التي كانت مع الجزيرة العربية التي ترتبط بها
بصلات جغرافية وأسرية ، وإدارية بعد الفتح.
التجارة
مع الحجاز : كانت علاقة
البحرين التجارية بالحجاز وثيقة قبل الإسلام وبعده ، فقد أشارت المصادر إلى تصدير
البحرين التمور إلى مكة عند ظهور الإسلام ، كما ذكرت صلاتها التجارية بيثرب في الجاهلية وفي صدر
الإسلام ، فقد صدرت إليها الملاحف والتمر من هجر ، وكانت عبد القيس تقوم بالتجارة ، وقد ظلت هذه التجارة قائمة بعد الإسلام بين البحرين
والحجاز ، ويبدو أن حجمها كان ملحوظا ، ولما تأزم الموقف بين نجدة بن عامر الخارجي
وعبد الله بن الزبير عمد نجدة إلى قطع الميرة عن أهل الحرمين من
__________________
اليمامة والبحرين ، فكتب إليه ابن عباس فتركها لهم .
وبالإضافة إلى
تصدير المواد الغذائية وخاصة التمور ، أشارت المصادر إلى تصدير البحرين المنسوجات
، ومنها بزهجر ، إلى مكة ، والبرود القطرية إلى مكة والمدينة عند ظهور الإسلام
وبعده .
ولا تذكر
المصادر واردات البحرين من الحجاز ، وربما كانت تستورد منها النقود.
التجارة مع اليمامة :
كانت البحرين
تصدر إلى اليمامة المنسوجات وخاصة الهجرية ، فيروى ابن سعد أن هوذة بن علي الحنفي
كما سليط بن عمرو العامري أثوابا من نسج هجر ، كما كان تجار اليمامة يشترون الأديم من فلج ، التي
كان يجلب إليها من اليمن ، ويحملونه إلى الحسا حيث يباع هناك ، ويذكر أبو الفدا أن أهل الاحساء والقطيف يجلبون التمر
إلى الخرج ـ وادي اليمامة ـ ويشترون بكل راحلتين من التمر راحلة من الحنطة ، ويرجع ذلك إلى أن البحرين تنتج كميات كبيرة من التمور
،
__________________
أما اليمامة فكانت تنتج من الحنطة ما يفيض على حاجتها ، أما طريقة البيع
والشراء فهي «المقايضة» وربما كان ذلك بسبب قلة النقود عند السكان.
التجارة مع البصرة :
كانت الأبلة
ميناء العراق الرئيسي ، وفيه ترسو السفن البحرية الآتية من البحرين ، غير أنه بعد انشاء مدينة البصرة أصبحت الأخيرة مركز
التجارة ، وصارت الأبلة مجرد ميناء للتجار البصريين وكان التجار الداريون يفدون على البصرة للمتاجرة ، بالمسك الداري ، وكانت البصرة تستورد من الخط الرماح الخطية ، ومعقدة البحرين التي روى ابن سيرين أن أبا موسى كسا
منها ثوبين لبعض الناس ، كما ذكرت البرود القطرية في بعض أخبار البصرة وخاصة
في عهودها الأولى ، وعل بعض من استوطن البصرة كانت ثيابهم من منسوجات
البحرين ، كما كانت الاحساء تصدر الفوط إلى البصرة .
__________________
التجارة مع فارس : ـ
يذكر البكري أن
البحرين تجلب الميرة من فارس ، وتصدر إليها التمر والدبس ، وكانت الخط تستورد الحديد من فارس ، كما كان التجار الفرس يأتون إلى البحرين بتجاراتهم
ويشتركون في سوق المشقر .
التجارة مع الهند : ـ
ترجع العلاقات
التجارية بين الهند والبحرين إلى أقدم الأزمنة ، وفيها عدة موانىء ترسو فيها السفن
التي تتاجر مع الهند.
وكانت التجارة
الهندية تأتي عن طريقين أولهما : طريق الخليج العربي ، فكانت السفن تفرغ بضائعها عند
البحرين في ميناء جرها Gerrha وتنقل منه برا عبر الصحراء
العربية إلى العراق أو سوريا
__________________
أو فلسطين ومصر ، وكان الطريق المار عبر الخليج العربي إلى العراق هو
المفضل ، لأنه أقصر الطرق وأقلها كلفة ، وليست فيه جزر مرجانية ، غير أن تجارة الهند عبر الخليج العربي تناقصت إلى حد
ما في العهود الساسانية نظرا لتشجيع خصومهم البيزنطيين التجارة عن طريق البحر
الأحمر الذي كان رغم بعده آمن وأسلم بسبب بعده عن هيمنة الساسانيين ، وقد أدى هذا
إلى أن تصبح التجارة المارة بالخليج العربي مقتصرة بالدرجة الأولى على ما تستهلكه
الإمبراطورية الساسانية ، غير أن مجيء الدولة الإسلامية أدى إلى توحيد الشرق
الأوسط وإلى نشر الأمن والسلام في ربوعه ، كما زالت معظم الحواجز والعقبات من
طريقه ، مما أدى إلى أن تتحول التجارة تدريجا من البحر الأحمر وصارت تسلك طريق
الخليج العربي الذي هو أقصر وأسلم وأقل كلفة ، وقد انتفعت موانىء البحرين التجارية من هذا التحول ،
ومن أهم مراكز تجارة الهند : دارين : ـ وكانت دارين من أسواق العرب المشهورة ، قال
الأعشى يذكر قوما تجارا :
يمرون
بالدهنا خفافا عيابهم
|
|
ويخرجن من
دارين بجر الحقائب
|
وفي أوائل
العصر الإسلامي كانت من المراكز العربية الهامة للتجارة وخاصة المسك ، حتى لقد سمي
بائع المسك والطيب بالداري نسبة إليها ،
__________________
كما نسب إليها الداري صاحب الشراع .
وقد تردد ذكر
دارين والمسك كثيرا في أشعار العرب في الجاهلية وصدر الإسلام ، قال الأعشى :
لها أرج في
البيت عال كأنما
|
|
ألم به من
تجر دارين أركب
|
وقال الفرزدق
يفتخر :
وإني لمن قوم
يكون غسولهم
|
|
قرى فأرة
الداري تضرب في الغسل
|
وقال يمدح هشام
بن عبد الملك ويهجو جريرا وبني كليب :
كأن تريكة من
ماء مزن
|
|
وداري الذكي
من المدام
|
وقال جرير يمحد
عمر بن عبد العزيز :
ذكرتنا مسك
داري له أرج
|
|
وبالمعني
خزامى طلها الرهم
|
وكانت دارين
تستورد المسك من الهند وتتاجر به في جزيرة العرب ، وكان للمسك الداري شهرة في كافة أنحاء الجزيرة
العربية ، وكان التجار الداريون يصدرونه إلى البصرة ومدن شرقي الجزيرة وحتى إلى
الحجاز حيث كانت لهم في المدينة المنورة جالية كبيرة يبلغ عدد
__________________
أفرادها حوالي ٤٠٠ رجل كانوا عطارين ، كما كان التجار الداريون يأتون إلى البصرة للمتاجرة ،
فابن حنبل يروي بسند عن محمد «فذكر قصة فيها قال فلما قدم خير عبد الله بين ثلاثين
ألفا وبين آنية من قضة ، قال فاختار الآنية قال فقدم تجار من دارين فباعهم إياها
العشرة ثلاثة عشر» ، وتعود شهرة دارين بالمسك دون غيرها من المدن في ذلك
الوقت إلى وقوعها في جزيرة مما جعلها تصلح لاستقبال السفن الشراعية الآتية من
الهند ، بينما كانت أغلب سواحل المنطقة ضحلة لا تصلح للملاحة.
ولكن يبدو أن
دارين أخذت تضعف تدريجيا بعد إنشاء البصرة التي صارت المركز الرئيسي لتجارة الهند
فأدى ذلك إلى تضاؤل أهمية دارين ، كما أن الجالية الدارينية في المدينة المنورة اشتركت
في موقعة الحرة ضد الأمويين الأمر الذي أغاظ يزيد الأول ففرض عليهم غرامة ثقيلة
تقدر بأربعمائة ألف درهم عقابا لهم على عملهم ، ولم نعد نسمع عنهم منذ ذلك الحين شيئا في أخبار
العصرين الأموي والعباسي.
التجارة البحرية : ـ
ولما كانت
الطرق البحرية معرضة لكثير من الأخطار الطبيعية كالعواصف والدوامات والحيوانات
البحرية أو البشرية كهجمات
__________________
القرصان ، لذلك كان التجار يتحاشونها ما استطاعوا ، غير أن أهمية سلع الهند
والشرق الأوسط اضطرت التجار على ركوب البحار لها ، ولكنهم كانوا يسيرون سفنهم
بالقرب من سواحل البحرين ، أو ينزلون السلع في البحرين ثم يسلكون بها الطريق البري
، وبذلك اكتسبت البحرين أهمية خاصة وقد لعب سكان البحرين وخاصة الداريون دورا مهما
في هذا النوع من التجارة وخاصة مع الهند.
ومع أن
الساسانيين كانوا مسيطرين على الملاحة قبل الإسلام ، إلا أنهم لم يحتكروها ،
فلدينا إشارات إلى أناس من البحرين كانوا يمتلكون السفن من غير الفرس ، فقد جاء في
معلقة طرفة بن العبد الذي نشأ في البحرين إشارة إلى نوعين من السفن :
عدولية أو من
سفين ابن يامن
|
|
يجور بها
الملاح طورا ويهتدى
|
فالعدولية
منسوبة إلى ميناء عدول في الصومال ، والأخرى سفن ابن يامن الذي يدل اسمه على أنه يهودي من
أهل هجر ، كان يمتلك عددا من السفن التي تبحر في الخليج العربي .
ويظهر أن معظم
التجار يشتغلون بالتجارة لحسابهم الخاص ويقومون بأعمالهم بأنفسهم وحدهم ، وقد
يقيمون في المنطقة فيشترون البضائع من المستوردين ويبيعونها ، كما هو الحال
بالنسبة للجالية الدارينية في المدينة المنورة.
__________________
والراجح أن
البعض منهم ينيبون وكلاء عنهم لشراء البضائع لهم ، وبذلك يتمكنون من إنجاز معاملات
التجارة الخارجية المعقدة دون أن يكلفوا أنفسهم عناء السفر.
ولا تذكر
المصادر وجود دور لسك النقود في البحرين مما يدل على أنها كانت تستورد النقود
المستعملة في الشرق الأوسط وخاصة من العراق.
د ـ الصيد : ـ
١ ـ صيد اللؤلؤ
: ويعد اللؤلؤ من الموارد المهمة لسكان البحرين ، وقد اشتهر لؤلؤ البحرين بالجودة
والحسن ، والغوص من المهن الرئيسية التي يمارسها سكان السواحل ، وتوجد مغاصاته في
الخليج العربي قرب هجر ، وأوال ، وقد اشتهرت المغاصات التي في قطر ، وفي القطيف ، ويكون الغوص من أول نيسان إلى آخر أيلول .
٢ ـ صيد
الأسماك : وهو من المهن التي يمارسها سكان السواحل ، ففي مياه الخليج توجد أنواع
متعددة من الأسماك ، وكانت الزارة من أهم مناطق صيده ، ويعتمد سكان أوال في غذائهم على
__________________
التمور والأسماك .
طرق المواصلات : ـ
إن موقع
البحرين على ساحل البحر وكثرة موانيها ، وعدم وجود التضاريس المعيقة لسير
المواصلات فيها أدى إلى ازدهار الحياة الاقتصادية والفكرية ، ولا ريب أن أهم ما
يتحكم في هذه الطرق هو المراكز الحضارية والمياه. ويمر بالبحرين عدد من الطرق التي
تربط بينها وبين الأقاليم الأخرى ، ويمكن أن نقسم طرق المواصلات إلى قسمين :
أـ البرية.
ب ـ البحرية.
أـ
الطرق البرية : وتستخدم لنقل السلع ، ويسلكها الناس أيضا للحج والمناسك ، وقد ذكرت
المصادر أبعاد الطرق بالمراحل ، مما يدل على أن الدول التي حكمت الشرق الأوسط لم
تهتم بهذه الطرق التي كانت تهم أصحاب القوافل بالدرجة الأولى.
ومن أهم الطرق
التي ذكرتها المصادر : ـ
طريق البحرين ـ البصرة : ـ
يذكر الاصطخري
أن بين البحرين والبصرة نحو ١٥ مرحلة ، ويذكر ابن الفقيه أن بين هجر والبصرة مسيرة ١٥ يوما
على الإبل ،
__________________
ويذكر ابن حوقل أن الطريق على الجادة ١١ مرحلة ، وعلى الساحل ١٨ مرحلة ، ويذكر ناصري خسرو أن بين الإحساء والبصرة ١٥٠ فرسخا .
والراجح هو ما
ذكره الاصطخري ، وأن هذه الاختلافات في المراحل هي من خطأ النساخ.
وقد انفرد لغده
في وصفه الطريق بين الاحساء والبصرة وهو أقدم وأوسع وصف ، فذكر : بعد الخروج من
الاحساء تأتي الأجواف وهي قرى ومياه ، ثم بطن غر فيه قرى وماءتان ثباءات وكنهل ،
ثم الستار وفيه أكثر من مائة قرية منها ثاج ، وملج ، ونطاع ، وبعد الستار تأتي
قاعة بني سعد وفيها مياه كثيرة ، ثم ماء العتيد ، بعده ماء الطريفة ، ثم طويلع
وفيه قريتان ثيتل والنباج ، وبعد طويلع الشيطان وهما واديان ، فإذا انحدر المسافر
من الشيطين يسير في طرق سهلة بين جبال شبه القرون ، وبعد الشيطين تأتي الوريعة وهي
جبل معترض ، وقبل أن يصل المسافر الوريعة على الطريق إن شاء وطئة أو تيامن عنه
الشبكة ، ربما وجد فيه ماء أو لم يجد ، وبين الوريعة وطويلع ليلة ، وبعد أن يجتاز
المسافر الوريعة يستقبل الدو ، وبعد الدو كفة العرفج ، وفي منقطع الدوحين يجوزه
وهو يريد البصرة وادي السيدان ، أما القاصد منها للطريق فماء النحيحية ، وعن
يمينها ماء الرياطية ، وبعد أن يجوز المسافر السيدان منحدرا يريد البصرة يكون عن
يمينه مياه من
__________________
ثماد أحدهما ثمد الرقاعي ، أما إذا اجتاز النحيحية منحدرا
إلى البصرة فعن يمينه جبل تياس ، وقريبا منه ثمد الفارسي وعليه قبتان مبنيتان ،
وعن يمين ذلك الجبل جبل الرحا ، وعن يمين الطريق إذا اجتاز المسافر هذا كله
الرقاعي ، وقريبا منه ثمد الكلب ، ثم يقطع المسافر إلى موضع يسمى المخارم حتى يهبط إلى كاظمة ، وبعد كاظمة يصعد في النجفة ، ثم
يجتازها إلى الصليب (الصليف) ، ثم يهبط من الصليب في أودية سهلة ، حتى ينتهي إلى
ايرمي الركبان ، وهو علم مبني من الحجارة للطريق وهو شبه إنسان ، فإذا اجتاز
ايرمي الركبان عن يمينه مائة المعرقبة ، إن شاء وردها أو لم يردها ، وهي لعيسى بن سليمان
وعليها قصر مبني واثلتان كبيرتان ، ثم يمضي في الحزيز حتى يهبط إلى ماء سفوان ،
وفيه بيوت مبنية وتجار ، وبين سفوان والبصرة بياض يوم أو أقل ، ثم يخرج فيعبر
رميلة له وطريقا نهاما فيه محاج كثيرة ، حتى يهبط الأحواض ، وهو ماء وضع للسانية عليه
قصر وقبتان ، ثم يخرج من الأحواض منحدرا في الطريق وهو ينظر إلى البصرة حتى يدخلها
. ويقول الاصطخري في وصفه «أنه في قبائل العرب ومياههم ، مسلوك غير أنه
مخوف» .
__________________
طريق البحرين ـ اليمامة ـ مكة : ـ
يذكر ابن
الفقيه الهمذاني أن بين اليمامة والبحرين مسيرة عشرة أيام ، ويقول الهمداني في وصفه «ثم تصعد منها قاصدا لليمامة
فيكون من عن يمينك خرشيم وهي هضاب وصحراء مطرحة إلى الحفرين وإلى السلحين ،
والحفران هما حفر الرمانتين وهن مياه العرفة ، وأمام وجهك وأنت مستقبل مغرب الشمس
مطلعك من الجيش فالحابسية ثم مزلقة ... ثم الموارد ثم الفروق الأدنى ثم الفروق
الثاني ، ثم تطلع من الفروق في الخوار خوار الثلغ ثم الصليب ، وعن يمينك الصلب صلب
المعي والبرقة برقة الثور ثم الصمان ... ثم ترجع إلى طريق زرى قاصدا إلى اليمامة» ، فمن عن يسار المسافر ماء الدبيب وهو يجتاز الصحصحان ،
ومن عن يمينه ماء الدحرض ، ثم يقطع المسافر بطن قوثم السمراء وهي أرض شهب ، ثم
يأخذ في الدهناء ، وهي هناك مسيرة يوم ، ثم ينثني من طريق زرى ويأخذ على الشجرة
وهي شجرة ذي الرقة التي مات تحتها وكتب فيها شعره ، ثم يخرج من الجبال والشقاق إلى
العثاعث وهي السلاسل ، والمسافر في ذلك يأخذ طريق الخل وهو خل الرمل ، وأول ماء
يرده من العرمة من عن يساره ماء قلت هبل ، ومن عن يمينه قلات يقال لها نظيم الجفنة
، ومن عن يمين ذلك على ميسرة شباك العرمة والغرابات ، ثم يقطع العرمة فيرد وسيعا
وهو من مياه العرمة ثم يسير في السهباء ثم يقطع جبيلا يسمى أنقذ ثم الروضة ثم يرد
الخضرمة جو الخضارم مدينة وقرى وسوق وهي أول اليمامة من قصد البحرين .
__________________
ويذكرنا صرى
خسرو أن المسافة من اليمامة إلى الحسا أربعين فرسخا ، ويذكر أبو الفدا أن الحسا والقطيف شرق اليمامة على
نحو أربع مراحل ، ولا يتيسر الذهاب من اليمامة إلى الحسا إلا في فصل
الشتاء إذ تتجمع مياه الأمطار فيشرب الناس منها ، أما في الصيف فتنعدم المياه .
ومن اليمامة
إلى ضرية ، ومنها إلى مكة ، والضرية ملتقى حجاج البصرة والبحرين ، حيث يفترقون إذا
انصرفوا من الحج ، يأخذ حجاج البصرة ذات الشمال ، وحجاج البحرين ذات اليمين .
ب ـ الطرق البحرية : ـ
إن وقوع
البحرين على الساحل الغربي من الخليج العربي أكسبها أهمية كبيرة ، إذ تمر به أهم
الطرق البحرية التجارية ، وقد أدى ذلك إلى اتصالها بالعالم بالطرق البحرية ،
فهي ترتبط بفارس والهند والشرق الأقصى ، كما ترتبط بعبادان والابلة ، والبصرة ، وعمان ،
__________________
وكانت سفن البحرين تصل إلى ميناء الجار في الحجاز .
__________________
الفصل الخامس
الفتح الإسلامي للبحرين
انضمت البحرين
إلى الإسلام في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم دون قتال ، وذلك بعد أن بعث صلى الله عليه وسلم العلاء بن
الحضرمي إلى المنذر بن ساوى ومعه رسالة يدعوه فيها إلى الإسلام .
وتختلف المصادر
في تحديد زمن المراسلة ، فبعض الروايات تجعلها قبل فتح مكة ، ..........................
__________________
وتحددها في سنة ٧ ه ، وروايات أخرى تجعلها بعد فتح مكة ، وفي سنة ٨ ه ، ونحن نرجع أن المراسلة تمت بعد الفتح ، حيث زادت قوة
الرسول وعلت سمعته بعد أن تخلص من العدو الأكبر الذي كان يقف بوجه الإسلام ويستنزف
شغله ، ولذا بدأ في توسيع نطاق الدعوة في أطراف الجزيرة ، ومن الصعب أن نعتبر
الرسائل قبل فتح مكة ، لأن هذا العمل قد يستفز قريش فتجدد عدائها للإسلام.
وقد بعث الرسول
مع العلاء إلى البحرين أبا هريرة وأوصاه به خيرا ، وقد أسلم المنذر بن ساوى بكتاب ..............
__________________
رسول الله فأسلم معه جميع العرب وبعض العجم .
أما أهل الأرض
من المجوس واليهود والنصارى الذين فضلوا الاحتفاظ بأديانهم فقد صالحوا العلاء وكتب
بينه وبينهم كتابا هذا نصه «بسم الله الرحمن الرحيم : هذا ما صالح عليه العلاء بن
الحضرمي أهل البحرين ، صالحهم على أن يكفونا العمل ويقاسمونا التمر ، فمن لم يف
بهذا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» ، أما الجزية فقد كانت على كل حالم دينار .
إن شروط الصلح
هذه لا يمكن أن تتم في هذه الفترة المبكرة من انضمام البحرين إلى الإسلام ، كما أن
ظروف الدولة آنذاك لا تمكن العلاء من فرض هذه الشروط ، يضاف إلى ذلك أنه إذا أخذت
مثل هذه المبالغ فكيف كانت موارد الرسول قليلة في أيامه الأخيرة كما تذكر المصادر؟
والراجح أن هذه الشروط مختلقة.
__________________
إن إسلام
المنذر بن ساوى لا يمكن أن يكون بالسهولة التي ذكرها المؤرخون ، والراجح أن ما
ذكره السهيلي كلام مختلق ، وإن أسباب تأييد المنذر للاسلام واتباعه
النبي رغم بعد المسافة بينهما أعمق وأبعد.
إن الاتصال بين
النبي صلى الله عليه وسلم وبعض أهالي البحرين ، وإرسال الممثلين والوفود ، وتحصيل
الضرائب حقيقة ثابتة لا تقبل الشك ، كما أنه توجد قناعة ثابتة بأن هناك بعض
الجماعات في البحرين كانوا يدافعون عن الإسلام في حياة الرسول ، ويتبين من كتاب الرسول إلى المنذر أنه ارتبط بالنبي لعوامل سياسية وذلك
للاحتفاظ بسلطته في البحرين ، وتثبيتها وتوسيعها ، والواقع أنه بعد إسلامه بقي في
السلطة حتى وفاته عام ١١ ه ، أما عمال الرسول إلى البحرين فكان عملهم محدودا في
نطاق الأمور المالية ولم يكن لهم سلطان سياسي ، ولعله حاول نشر الإسلام في البحرين ، ووافق على دخول
الجباة المرسلين من المدينة إليها ، وعلى إرسال أموال الجباية إلى المدينة لأنها
تزيد من قوته ، ويرى كايتاني أن قضية دخول البحرين في الإسلام ،
والحوادث المروية من قبل المحدثين حولها مبالغ فيها ، إن
__________________
الإسلام انتشر على نطاق ضيق وبصورة ضعيفة ، وقبلت به أقلية قليلة من السكان
، كما أن انتشاره في تلك المناطق كان لعوامل سياسية ولم يكن نتيجة ميل وحب داخلي
بل كان نتيجة ضغط الحاكم ، ويبني كايتاني رأيه هذا على أساسين هما :
١ ـ بعد
البحرين عن الحجاز وصعوبة وصول الرسول إليها ، وذلك بسبب وجود الصحارى في جنوب
الجزيرة التي لا يمكن اجتيازها ، كما أن قبائل حنيفة الأشداء في اليمامة يكونون
فاصلا بين الرسول صلى الله عليه وسلم والبحرين ، وكذلك الصحارى الموجودة في وسط
الجزيرة والتي تكون فاصلا بين اليمامة والحجاز كانت تسكنها قبائل قوية مثل أسد ،
وغطفان وسليم ، وتميم وغيرها ، ولم يكن للرسول أي نفوذ أو حكم عليها.
كما أنه لا
توجد علاقة بين الحجاز والبحرين ، وبناء على ذلك فلم يكن للسكان أي سبب للخوف من
الرسول ، كما أنهم لن يستفيدوا شيئا من الخضوع له .
٢ ـ قوة حركة
الردة التي حدثت في البحرين سنة ١١ ه بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، والقوة
التي أظهرها المرتدون تجاه المسلمين .
إن رأي كايتاني
فيما يتعلق بانتشار الإسلام في البحرين ضعيف ، فالإسلام انتشر هناك على نطاق واسع
، حيث تؤكد المصادر أن جميع العرب وبعض العجم قد أسلموا ، كما أن الحجج التي استند عليها كايتاني ضعيفة ، فهو
يجعل البحرين منفصلة تماما عن الحجاز ، وأن
__________________
وصول الرسول إليها أمرا مستحيلا ، أما المصادر فتؤكد على صلة البحرين
التجارية بالحجاز قبل الإسلام وبعده ، أما الردة فلم تكن بالقوة التي يتصورها كايتاني ، وقد
استطاع العلاء الحضرمي أن يقضي على المرتدين .
وفادة عبد القيس على الرسول صلى الله عليه وسلم : ـ
ذكرت المصادر
لعبد القيس أنه أرسل وفدان على رسول الله ، فأما الوفادة الأولى فهي برئاسة الأشج : ـ
يروى ابن سعد
أن الأشج أرسل صهره وابن أخته عمرو بن عبد قيس مع قافلة تحمل التمور إلى مكة
للتجارة بها ، وأوصاه بالحصول على المعلومات الكافية عن النبي ، وقد وصلت القافلة
عام الهجرة وأسلم عمرو ، وطلب منه الرسول أن يدعو خاله الأشج إلى الإسلام ، ثم عاد
إلى البحرين وأخبر خاله بما رآه وسمعه ، وعندئذ أسلم الأشج وكتم إسلامه ثم وفد مع
نفر من أهل هجر على رسول الله في المدينة فأسلموا .
__________________
ويرجع كتمان
الأشج وجماعته إسلامهم عند خروجهم من هجر إلى خوفهم من مشركي اليمامة وتميم ،
وتشير الرواية إلى صلة البحرين التجارية والفكرية بالحجاز ، كما أنها تعكس حالة
القلق الفكري في البحرين ، وتلقي الضوء على بداية إسلام عبد القيس واتصالهم
بالرسول والتي تبدو غامضة.
وقد وصل الوفد
عام ٨ ه أي قبل فتح مكة ، ويذكر ابن سعد
__________________
أن النبي أسكن الوفد في دار رملة بنت الحارث حيث مكثوا عشرة أيام ، كان
الأشج خلالها يسائل رسول الله عن القرآن ، وكان أبي بن كعب يقرأ عليه بعض السور ، كما تعلم أعضاء الوفد بعض سور القرآن . والراجح ما ذكره ابن حجر من أنهم بقوا إلى ما بعد فتح
مكة عام ٨ ه . وقد بين أعضاء الوفد للرسول أنهم بسبب الكفار من مضر
لا يستطيعون المجيء إليه إلا في شهر حرام حيث إن جميع القبائل تعظم الأشهر الحرم
وتوقف القتال فيها وطلبوا منه أن يعلمهم من أمور الإسلام ليعملوا بها وليدعوا
إليها أقوامهم ، فأمرهم الرسول بالإيمان بالله وحده وفسره لهم بأنه شهادة لا إله
إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وأقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وأن يؤدوا من
المغانم الخمس ، ونهاهم عن الانتباذ في الدباء والنقير والحنتم والمزفت .
إن الأحاديث
المروية عن الرسول حول منعه عبد القيس من الانتباذ في الأوعية المذكورة تبدو
مختلفة لأنها ليست المحرمات الأساسية في الإسلام.
ويذكر ابن حجر
في ترجمة المنذر بن الأشوع العبدي أنه «قدم في وفد عبد القيس فقالوا يا رسول الله
جئنا سلما غير حرب ، ومطيعين غير عاصين فاكتب لنا كتابا يكون في أيدينا تكرمة على
سائر العرب ، فسر النبي صلى الله عليه وسلم وأمرهم ونهاهم ووعظهم وكتب لهم كتابا» .
__________________
إن احتمال
الاختلاق في الرواية كبيرة طالما تترتب عليها أمجاد ومفاخرة ، ومع ذلك فإنها مهمة
حيث تكشف لنا طريقة إسلام عبد القيس وارتباطهم بالرسول بدون قتال.
ويقول العيني «ثم
إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم تبايعوني على أنفسكم وقومكم فقال القوم نعم ،
فقال الأشج يا رسول الله أنك لن تزايل الرجل عن شيء أشد عليه من دينه ، نبايعك على
أنفسنا وترسل معنا من يدعوهم ، فمن اتبع كان منا ومن أبى قاتلناه ، وبعد فتح مكة سنة ٨ ه رجع الوفد إلى البحرين مع
العلاء الحضرمي الذي بعثه الرسول برسالة إلى المنذر بن ساوى ، فحولوا البيعة مسجدا
.
وتختلف
الروايات في عدد الوفد ، ففي رواية لابن سعد «فأسلم الأشج ... ثم خرج ... في سبعة
عشر رجلا وفدا على النبي صلى الله عليه وسلم من أهل هجر ، وقال بعضهم كانوا اثنى
عشر رجلا» ، وفي رواية أخرى له عن الواقدي أنهم كانوا عشرون شخصا
رأسهم عبد الله بن عوف الأشج في بني عبيد ثلاثة نفر ، وفي بني غنم ثلاثة نفر ، ومن
بني عبد القيس اثنا عشر رجلا معهم الجارود ، ويروى عن أبي خيرة الصباحي أنه قال «كنت في الوفد
الذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنا أربعين راكبا» ، ويورد السهيلي أسماء ثمانية أشخاص ثم يقول «فهذا
__________________
ما بلغني من تسمية من وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد عبد القيس» ، ويذكر النووي أن الوفد كانوا أربعة عشر راكبا ، ويذكر ابن كثير أنهم كانوا ثلاثة عشر راكبا ، ويذكر ابن حجر أن الأشج خرج في ستة عشر رجلا من أهل
هجر وفدا على الرسول .
إن تعدد
الروايات حول عدد وفد عبد القيس إلى الرسول يجعل تحديد العدد أمرا صعبا ، إضافة
إلى احتمال التزوير والاختلاق طالما يترتب على الوفادة مجد ومفاخرة ، وأرى أن كون
الوفد ٤٠ شخصا بعيد عن الصحة ، إذ كيف يتسع بيت واحد لهذا العدد الضخم ، كما أن
ضيافته تكون عسيرة ، والراجح أن عدد الوفد يتراوح بين ١٣ ـ ٢٠ شخصا.
أسماء الوفد كما أوردهم ابن سعد : ـ
من بني عصر :
المنذر بن
الحارث المعروف بالأشج ، وهو رئيس
__________________
الوفد ، وعمرو بن المرجوم ، وشهاب بن المتروك ، وهمام بن ربيعة ، وخزيمة بن عبد عمرو ، وجارية بن جابر ، وعامر بن عبد قيس ، وعمرو بن عبد قيس ، وعمرو بن شعيث . ومن بني صباح بن عبد القيس أبو خيرة ، وعقبة بن جروة ، ومطر بن هلال العنزي وهو أخ لعقبة بن جروة من أمه
وحليف لهم من
__________________
عنزة ، والزارع بن الوازع العبدي ، وقد نزل البصرة .
ومن بني عائشة
بن العوف بن الديل الحارث بن جندب ، ومن بني مرة بن ظفر بن الديل صحار بن العباس العبدي ، ومن بني عجل بن عمرو بن عبد القيس سفيان بن خولى من
بني ظالم بن ذهل بن عجل ، ومنقذ بن حبان ، ومن بني محارب بن عبد القيس همام بن معاوية بن شبابة ، وحفيدة عبيدة بن مالك بن حطمة بن عمرو بن محارب ، ومحارب بن مزيدة بن مالك وإبان المحاربي ، ومن بني ظفر بن ظفر بن محارب سفيان بن همام ،
__________________
وعمرو بن سفيان ، وذكر من أسماء الوفد أيضا جابر بن عبد الله بن جابر
العبدي .
وذكرت المصادر
من الوفد عددا لم يذكرهم ابن سعد وهم الجهم بن قثم ، وقيس بن النعنمان العبدي ، والمنذر بن الأشوع العبدي وعامر بن الحارث من بني مرة ، وجابر بن الحارث ، وفضالة بن سعيد المحاربي وكان من إشرافهم ، والأشعث بن جودان ، وحسان بن أبي حسان العبدي ، ومشمرخ بن خالد السعدي قدم على النبي في الوفد فكساه بردا
وأقطعه ركيا بالبادية
__________________
وكتب له كتابا ، ورسيم الهجري ، ومن بني عصر الحارث بن شعيب ومزيدة ، وجويرة ، ومن بني صباح عيسى بن عبد الله ، وأبو سنان وهو مؤذن مسجد بني صباح ، والأعور بن مالك بن عمر بن عوف بن عامر بن ذبيان بن
الديل ، والقائف ، وإياس ابني عيسى بن أمية بن ربيعة بن عارم بن ذبيان بن الديل
وكانا من سادات بني صباح ، وذكر العيني من وفد عبد القيس شريك بن عبد الرحمن ،
والحارث بن عيسى ، وعبد الله بن قيس ، وعيسى بن عبد الله ، وربيعة بن خراش ،
ومحارب بن مرثد ، وعباد بن نوفل بن خداش ، وابنه عبد الرحمن ، وعبد الرحمن ،
والحكم ابني حيان ، وعبد الرحمن بن أرقم ، وفضالة بن سعد ، وحسان بن يزيد ، وعبد
الله بن همام ، وسعد بن عمر ، وعبد الرحمن بن همام ، وحكيم بن عامر ،
__________________
وأبو عمر ، وابن شييم ، وكانوا من سادات عبد القيس وإشرافها وفرسانها .
إن هذا العدد
الكبير الذي أوردته المصادر لوفد عبد القيس برئاسة الأشج لا يمكن أن يوثق به ، ولا
بد أن يكون بعضهم قد حشر بين أسماء الوفد الحقيقيين سيما وأن الوفادة يترتب عليها
مجد ومفاخرة ومكاسب ، ولكن من الصعب أن نميز أعضاء الوفد الحقيقيين ، والراجح ما
ذكره ابن سعد ، وذلك لأنه أقرب إلى الفترة من غيره ، أما بقية المصادر المتأخرة
فربما نقلت من مصادر متقدمة ولكن ربما يكون التزوير والوضع والتصحيف قد لعب دوره
في النقل للأسباب المذكورة سابقا.
ليست لدينا
تفصيلات عن مكانة أعضاء الوفد ودورهم بعد الإسلام وأثرهم إلا ما ذكرته بعض المصادر
عن الأشج والبعض منهم ، فقد كان الأشج سيد قومه بني عصر ، وقد ذكر الوفد للرسول أنه سيدهم وقائدهم إلى الإسلام
وابن ساداتهم ، ولكن مع ذلك يبدو أن مركزه كان ضعيفا وأنه لم يكن
يتمتع بتأييد العشائر الكامل ، بدليل أنه لم يبايع الرسول على قومه حينما طلب منه
ذلك وبايعه فقط على نفسه وتعهد بقتال من لم يتبع تعاليم مبعوثه صلى الله عليه وسلم
إلى البحرين.
ومن أعضاء
الوفد البارزين عمرو بن المرجوم ، وكان والده من إشراف عبد القيس ورؤسائها في
الجاهلية ، وكان ابنه عمرو شريفا في الإسلام ، وهمام بن ربيعة وكان من سادات عبد القيس
__________________
وفرسانهم .
وبعد رجوع
الأشج إلى البحرين من وفادته ذهب إلى البصرة حيث استقر فيها ، أما عمرو بن المرجوم فهو الذي أقدم عبد القيس البصرة ، وقد انحاز إلى جانب علي بن أبي طالب في حرب الجمل مع
٤ آلاف شخص ، وممن نزلوا البصرة من أعضاء الوفد الزارع بن الوازع
العبدي وصحار بن العباس حيث مات فيها ، وكان ممن طالب بدم عثمان بن عفان ، وجابر بن عبد الله العبدي .
يتبين مما مر
عدم وجود معلومات عن دور رجال الوفد في البحرين بعد الإسلام ، وربما يعود ذلك إلى
خروج أبرزهم من البحرين واستقرارهم في البصرة ، وإن عدم وجود معلومات عن دورهم بعد
الإسلام يدل على ضعف مركزهم ونفوذهم قبل الإسلام ، وعدم تأييد العشائر لهم.
__________________
الوفادة الثانية : ـ
ثم قدم من عبد
القيس وفد ثان سنة ٩ ه على الرسول برئاسة الجارود العبدي وهو من بني إنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن
أفصى بن عبد القيس .
ويذكر الحلبي
أن عدد الوفد ستة عشر رجلا ، وهي رواية ضعيفة انفرد بها.
وكان الجارود
شريفا في الجاهلية ، وسيد قومه ورئيسهم ، وكان نصرانيا فأسلم وأصحابه ، وقد بقي في المدينة
فترة حتى فقه في الدين ، وكان حسن الإسلام ، صلبا على دينه ، وبعد وفاة الرسول عام
__________________
١١ ه ارتدت عبد القيس مع من ارتد في البحرين ، ولكن بجهود الجارود تراجعت
عبد القيس عن موقفها وتمسكت بالإسلام ، كما قاد الجارود عبد القيس لمساعدة العلاء الحضرمي في
قتال المرتدين في هجر ، وبعد حوادث الردة سكن البصرة .
إن دخول
الجارود وغيره من نصارى عبد القيس في الإسلام ربما يدعو للاعتقاد بأن النصرانية قد
مهدت لدخول البحرين في الإسلام ، أما موقف عبد القيس في الردة ودفاعهم عن الإسلام
فربما يعود لتقوية مركزهم وتحقيق مصالحهم.
المراسلات بين الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل البحرين : ـ
وقد أرسلت
الكتب بعد عام ٨ ه ، وأكثر ما وصلنا منها بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين
المنذر بن ساوى وسيبخت ، أما الرؤساء أمثال هلال فيندر ورود اسمهم مما قد يدل على
أنه لا نفوذ لهم على أقوامهم بدرجة تؤثر فيهم ، ومن المحتمل أنهم كانوا يوفدون بعض
الهيئات لتلقي التعليمات من الرسول . ويرى كايتاني أن عدم اهتمام هلال بأوامر النبي جعله من
رؤساء الدرجة الثانية ، وأنه كان من العرب المشركين إلا أنه يميل إلى الإيرانيين
وخاصة المرزبان سيبخت ، أو أنه كان إيرانيا واستعرب ، وإن كتاب الرسول إليه لا
يحتوي على غير النصائح والأخلاق ، أما كتاب الرسول إلى سيبخت ففيه وقائع هامة
وموثوقة ، وقد كتبه الرسول بعد وصول سفراءه إلى البحرين ، وبعد أن
__________________
كتب سيبخت رسالة جوابية إلى النبي مع أحد سفراءه ، ومن المحتمل أنه قد
أخبره فيها باهتداء بعض أفراد قومه ، والإشارة الموجودة في الرسالة إلى تنصيب وال
غامضة لأن هذا يتعلق بأحد الموضوعات التي وردت في رسالة سيبخت ، ومن المحتمل أنها
تتعلق بتعيين نائب لسيبخت أثناء سفره المتوقع إلى المدينة ، ولكن تلك الزيارة لم
تتم ، وبالإضافة إلى ذلك فإن الرسالة تخبرنا بأن الإسلام قد واجه بعض المشاكل في
تطبيق أحكامه الاجتماعية والاقتصادية أو أن تلك الأحكام عارضتها بعض الطوائف من
شعب البحرين ، أما رسالة الرسول إلى أهل هجر ففيها ذكر لسفارة عبد
القيس ، كما أن فيها شيء من الجدل والمناقشة مما يدل على أن ممثلي النبي كانوا
يلاقون عنتا منهم ، وأن معظم السكان كانوا يعارضون الدين الإسلامي الذي لم تقبله
إلا الأقلية ، ومما تجدر الإشارة إليه أن الرسالة لم تذكر القضايا التي ذكرت في
كتب الرسول إلى المنذر وسيبخت وهلال ولا حتى أسمائهم ، مما يدل على أن التفصيلات
فيها مفتعلة .
أما كتاب
الرسول إلى الأكبر بن عبد القيس فإن محتواه غامض جدا ولا يعرف الغرض من إرساله ،
وأن معاني بعض الجمل غير واضحة ، كما أن الوثيقة قديمة جدا وهي تتعلق بالتسوية
التي أخطر إليها الرسول لأجل هداية تلك القبائل .
ولأجل تأمين
دخول أهل البحرين في الإسلام كان يرغبهم ويساعدهم كل على حدة .
__________________
إن إرسال
الرسول عدة كتب كل منها إلى مجموعة معينة في البحرين يعكس لنا مدى الانقسامات بين
أهل البحرين عند ظهور الإسلام ، وأنهم لم يكونوا كتلة واحدة منسجمة بسبب العصبية
القبلية وضعف السلطة المركزية.
الفصل السادس
إدارة البحرين
كانت
البحرين عند ظهور الإسلام تابعة للدولة الساسانية ، ومن المعلوم أن الدولة الكبيرة التي كانت تقف بوجه
الساسانيين وتهددهم ، هي الدولة البيزنطية التي كانت فضلا عن أملاكها في شمال
افريقية وأوروبا ، تحكم آسيا الصغرى وبلاد الشام ، أي في الأطراف الشمالية الغربية
من الدولة الساسانية ، كما كان من مصادر تهديد الساسانيين الأقوام الساكنة في
أواسط آسيا ، ولذلك وجه الساسانيون اهتمامهم إلى تقوية جيوشهم في المناطق الشمالية
الغربية المواجهة لدولة الروم ، وفي خراسان لمواجهة أخطار قبائل الترك ، أما منطقة
الخليج العربي فيما أنها لم تكن معرضة إلى أخطار مهددة ، لذلك لم يضع الساسانيون
فيها قوات عسكرية كبيرة ، وخاصة قبيل ظهور الإسلام عندما بدأ يظهر مفعول العوامل
المضعفة والتفكك في الدولة الساسانية في السنوات المضطربة التي تلت موت كسرى
ابرويز عام ٦ ه ، وقد كثرت محاولات اغتصاب العرش من قواد لم يكونوا من
__________________
الأسرة الحاكمة ، كما تسلط عدد من حكام الولايات وأخذوا يديرون ولاياتهم
بصورة شبه مستقلة عن السلطة المركزية .
ومن المعروف في
النظام الساساني أن المرزبان كان حاكما على المناطق الواقعة على الحدود ، وتحت
أمرته قوة عسكرية كبيرة ، وهو يمارس السلطتين المدنية والعسكرية ، غير أن أحوال البحرين والدولة الساسانية التي أشرنا
إليها آنفا أدت إلى أن تكون القوة العسكرية التي تسند مرزبان البحرين ضعيفة ،
وتجعل سلطاته واسعة على الجالية الفارسية في البحرين ، فهو يشرف على ما يتعلق
بمصالح الدولة الفارسية ويتصل بها ، أما سلطته على العرب فقد كانت ضعيفة محدودة.
وقد ذكرت المصادر
الإسلامية أن مرزبان البحرين عند ظهور الإسلام هو سيبخت ومركزه في هجر ، فقد كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم
عند ما كتب إلى المنذر بن ساوى يدعوه إلى الإسلام أو الجزية ، ويذكر البلاذري أنه أسلم على أثر ذلك ، غير أن الراجح أنه لم
__________________
يسلم ، بدليل عدم إشارة المصادر الإسلامية إلى دور قام فيه في الدفاع عن
الإسلام ضد المرتدين الذين نشطوا على أثر وفاة الرسول وحاصروا المسلمين ، غير أنه في نفس الوقت لم يقم بعمل فعال ضد الإسلام ،
وليس في المصادر إشارة إلى سيبخت غير مراسلة الرسول له مما يدل على أن الفرس لم
يرضوا عن موقفه من الإسلام وعزلوه. وتذكر المصادر أيضا أن المكعبر فيروز بن جشيش وهو قائد للقوات الساسانية في البحرين ، كان مرزبانا على البحرين ، ومن الصعب القول بأن
الساسانيين عينوا مرزبانين على البحرين في وقت واحد ، لذا نرجح أن فيروز أصبح
مرزبانا على البحرين بعد عزل سيبخت ، ولعل عزله تم بسبب لين موقفه من الإسلام ،
وقد جعل فيروز مركزه الزارة ، ولعل ذلك راجع إلى أن الزارة تقع على
__________________
الساحل حيث يرسو الأسطول الساساني والقوات التي تسنده ، وبذلك تكون مؤخرته
أمينة ، في حين أن هجر كانت قد سيطر عليها المسلمون ، فلم تعد قاعدة أمينة
للساسانيين ، فضلا عن أن موقعها داخلي يعرض الحاكم الساساني إلى خطر التطويق ،
وكان يرتبط العاصمة الساسانية بالبرد ، وأنه قاوم الإسلام وقتل عام ١٣ ه .
ومن المعلوم أن
الساسانيين اعتمدوا في تأمين حدودهم الغربية وضبط القبائل العربية على العرب
أنفسهم ، ففي أطراف العراق ساندوا دولة المناذرة التي اتخذت مركزها في الحيرة ، واستطاعت أن تبسط سلطانها على معظم القبائل الواقعة
في شرقي الجزيرة ، وامتد نفوذها إلى أطراف البحرين . أما في البحرين فقد اتبعوا سياسة مشابهة ، فعوضوا عن
ضعف قواتهم العسكرية فيها ، بالاستفادة من العرب في الإدارة ، وكان العرب في
البحرين يسيرون تبعا للتنظيمات القبلية ، فكان لهم رؤساؤهم وشيوخهم الذين يشغلون
مراكزهم عن طريق اختيار أبناء القبيلة لهم ومن دون فرض من الفرس ، وقد ساعد ضعف
سلطة الساسانيين والروح القبلية على حدوث انقسامات وخلافات بين القبائل ، غير أن
وجود المدن في البحرين ، وازدهار التجارة فيها ، كان يتطلب إيجاد تنظيمات إدارية
خاصة تيسر سير الأمور ، ومع أن هذه التنظيمات لا بد أن تختلف عن التنظيمات التي
عند القبائل ، إلا أن
__________________
الفرس اعتمدوا في هذه الإدارة على العرب أيضا ، فكان والي البحرين عند ظهور
الإسلام المنذر بن ساوى من بني تميم ، فيذكر ابن حبيب أن سوق المشقر بهجر «كان
ملوكها من بني تميم بن عبد الله بن زيد رهط المنذر بن ساوى ، وكانت ملوك الفرس
تستعملهم عليها كما يستعملون بني نصر على الحيرة وبني المستكبر على عمان ، وكانوا
يصنعون فيها ويسيرون فيها بسيرة الملوك في دومة الجندل ، وكانوا يعشرونهم» ، ويقول البلاذري «وكانت أرض البحرين من مملكة الفرس ...
وكان على العرب بها من قبل الفرس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنذر بن
ساوى أحد بني عبد الله بن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة ، وعبد الله
بن زيد هذا هو الاسبذي» ، ويذكر الطبري أنه صاحب البحرين ، ويذكر ابن حزم أنه صاحب هجر ، ويذكر ابن هشام أنه ملك البحرين ، ويذكر ابن حجر أنه عامل البحرين ، وكان يرتبط بالعاصمة الساسانية ...........
__________________
بالبرد ، والراجح أن للمنذر تبعية اسمية للساسانيين وأن سلطته
كانت واسعة على أهل المدن ، أما على القبائل فقد كانت سلطته محدودة ضيقة ، كما أن
نفوذه لم يمتد إلى جميع أجزاء البحرين ، بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل
عدة كتب كل منها إلى مجموعة معينة في البحرين وإلى عدد من كبار
رجالها .
الإدارة الإسلامية في القرن الأول الهجري : ـ
بعد انتشار
الإسلام في البحرين في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم بقي المنذر ورؤساء القبائل ،
وبعد القضاء على الردة واستقرار دولة الإسلام وهيمنتها على كل جزيرة العرب وأصبحت
البحرين جزءا من دولة الإسلام ، جعلت تابعة في إدارتها للحجاز ، وفي زمن الخليفة عثمان بن عفان ألحقت البحرين بالبصرة
، عند ما أصبحت الأخيرة قاعدة لفتوح فارس وجنوب إيران ، فصار ولاتها تابعون لأمير البصرة ، وقد عزز هذا صلة البصرة بالبحرين ووثقها ، وكان من
__________________
عوامل هجرة عبد القيس والأزد إلى البصرة .
وقد ظلت
البحرين مرتبطة في العصر الأموي بالبصرة التي كان أميرها يشرف أيضا على إدارة
العراق والمشرق بما في ذلك خراسان وكافة الأقاليم الواقعة على الخليج العربي ، ومع ذلك فكان للبحرين وآل خاص ، وقد ذكرت قائمة
بأسماء ولاة البحرين ، ولا بد أن عملهم كان يشبه عمل معظم الولاة في العهود
الأولى ، حيث كان للوالي السلطة العليا في إدارة ولايته ، وكان من أهم واجباته
الإشراف على جباية الأموال ، والقيام بحفظ الأمن والنظام ، وقد أشارت المصادر إلى
وجود الشرطة في البحرين ، حيث يذكر المدائني أن أبا البهاء كان على شرطة القطيف في
عام ٨٠ ه ، ولا بد أن للأماكن الأخرى شرطة غير أن المصادر لا
تذكرها. وللوالي أيضا حق النظر والحكم في القضايا والخلافات التي تظهر بين الناس ،
وقيادة الجيوش التي في ولايته ، كما أنه هو الذي يعين الولاة على المراكز الصغرى
الداخلة ضمن ولايته.
فالوالي هو
صاحب السلطة الذي يمثل الخليفة ، وهو المرجع الأولى في أمور الإدارة غير أن سعة
البلاد وتباين الأحوال فيها كانت
__________________
تقضي إيجاد تقسيمات إدارية فرعية ، وقد ذكر بعض جغرافيي القرنين الثالث
والرابع الهجري تقسيمات البحرين الإدارية ، ولا شك أن كلامهم ينطبق على أحوال
الزمن الذي عاشوا فيه ، وأنهم استمدوا معلوماتهم من الدواوين وسجلاتها في بغداد
ومما سمعوه عن أحوال البحرين ، ومن الراجح أن هذه التقسيمات ، أو معظمها يرجع
تأريخها إلى القرن الأول الهجري ، إن لم يكن إلى ما قبل ذلك ، وفي كتاب المسالك
والممالك لابن خرداذبة قائمة بأقسام البحرين الإدارية ، وهي أقدم وأوسع قائمة
وصلتنا ، وهي الأساس الذي اعتمد عليه بقية الجغرافيين حيث نقلوها ، مع بعض الحذف
أو الإضافة ، فيذكر ابن خرداذبة أن قرى البحرين هي «الخط والقطيف والارة وهجر
والفروق وبينونة ... والمشقر والزارة وجواثا ... وسابور ودارين والغابة والشنون» ، وقد نقلها ابن الفقيه ولكنه حذف الفروق والشنون وأضاف
الصفا والشبعان ، كما نقلها قدامة بن جعفر ولكنه حذف الارة وهجر
والفروق وبينونة والزارة والشنون وأضاف الرميلة والسوم ، أما الهمداني فلم يذكر من قرى البحرين إلا هجر
والقطيف وأضاف العقير والإحساء ، أما ابن حوقل فقد أضاف إلى قائمة الهمداني أوال ، وذكر المقدسي السابون والعقير والاحساء
__________________
وأوال والزرقاء ، ولعل هذه الخلافات تعود إلى نقص في أصول الكتب
المطبوعة ، وأخطاء في الطبع ، وإلى تبدل أحوال البحرين.
لقد اقتصرت
المصادر على تعداد هذه الأماكن دون الإشارة إلى أصنافها الإدارية وعلاقتها مع
بعضها ، ما عدا المقدسي الذي ذكر أن الإحساء قصبة هجر .
لقد ذكرت بعض
المصادر منابر في البحرين ، وفي أماكن أخرى من جزيرة العرب ، ولا ريب أن المقصود
بالمنبر المكان الذي تقام فيه الجمعة ، ويتفق الفقهاء على أن من شريطة وجوده وجود
مجتمع مقيم ذو عدد كاف ، ويرى البعض ضرورة وجود وال فيه دون أن يعينوا مكان ذلك
الوالي ، فيذكر الحربي أن «بهجر منبران عظيمان بينهما فراسخ
أحدهما في مملكة ابن عياش من عبد القيس نحم اهجر والآخر في مملكة موسى بن عمران بن
الرجاف وهو بجبلة وساكنها عبد القيس» ، وبالعقير منبر لنبي الرجاف من عبد القيس ، وفي ثاج
منبر ، وفي القليعة منبر ، وفي يبرين منبران ، وفي القطيف منبر . واضح من سياق كلام المؤلف أنه يقصد بها هنا المواضع
__________________
التي فيها الولاة ، غير أنه لا يحدد فيما إذا كانت هذه الأماكن وحدات
إدارية كل منها تتبع القصبة هجر أم أن بعضها وحدات إدارية صغرى تتبع وحدة أكبر
متصلة بهجر ، والواقع أنه ليس في المعلومات المتجمعة من قوائم الجغرافيين ما يثبت
أن كافة الأماكن التي ذكرها الحربي كانت مراكز إدارية ، إذ أنها لا تعتبر ثاج
والقليعة ويبرين مراكز إدارية.
ومن التعابير
الإدارية التي استعملتها بعض المصادر والتي قد تدل على التقسيمات الإدارية «المسجد
الجامع» يقول ابن الفقيه «والمسجد الجامع في المشقر» ، وروي عن ابن عباس أنه قال «أول جمعة جمعت بعد جمعة
جمعت في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد عبد القيس بجواثا من البحرين» .
ذكرت المصادر
أسماء ولاة البحرين ، وقد جمعتها في الملحق الثاني غير أنها لم تذكر أسماء ولاة
الأقسام الإدارية ، ولا بد أن سلطات هؤلاء كانت محدودة ، وأنهم كانوا يرتبطون
بوالي البحرين ويخضعون له ، إذ كان يتولى أمر تعيينهم ، كما أنه لم يرد في الأخبار
شيء عن تنظيمات البدو والعشائر ، ويبدو أنهم احتفظوا بتنظيماتهم القبلية ، وأنهم
كانوا يخضعون لشيوخهم ورؤسائهم ، وأن سلطة الوالي عليهم كانت ضعيفة محدودة.
__________________
الفصل السابع
الخوارج في البحرين
يربط المؤرخون
نشأة الخوارج بحادثة التحكيم في حرب صفين ، فالخوارج في أصل نشأتهم هم الذين خرجوا
على الإمام علي (رض) عند قبوله التحكيم في صفين وهم لا يقرون بالتحكيم القائم على
المناقشات النظرية ، وقد اتخذوا شعارهم «لا حكم إلا لله» ، وقد حاول
الإمام علي إقناعهم بصحة عمله ولما لم يفلح في ذلك قاتلهم في النهروان وقتل منهم
عددا كبيرا ، ولكنه لم يقض على حركتهم ،
__________________
وقد قام أحد رجالهم باغتياله .
وقد أدّى تأييد
أهل الكوفة للإمام علي ومناصرتهم العلوية ، وكذلك تضييق الولاة الأمويين عليهم إلى
ضعف حركتهم في الكوفة ، وقد حاولوا اتخاذ البصرة مركزا لهم غير أنهم لم يحضوا
بنجاج كبير بسبب تطرفهم ولأنّ أهل البصرة أخذوا يعتمدون في حياتهم على التجارة
والحياة الاقتصادية التي تتطلب الاستقرار والهدوء ، ولذلك كان أهل البصرة مؤيدين
للدولة الأموية ، وقد أتاح ذلك للولاة الأمويين استعمال الشدة لقمع حركات الخوارج
في البصرة .
ولما حدثت
الفتنة على أثر وفاة يزيد بن معاوية ، وانقسم العالم الإسلامي نشط الخوارج من جديد
، وحاولوا الاتصال بابن الزبير ومناصرته ، ثم اختلفوا معه وتبرأوا منه وانصرفوا
عنه ، فذهب جماعة منهم إلى البصرة واختاروا نافعا بن الأزرق رئيسا لهم ، وذهب سالم
بن مطر مولى بني زمان بن مالك بن صعب بن علي بن بكر بن وائل ، وأبو
فديك عبد الله بن ثور بن قيس بن ثعلبة ، وعطية بن الأسود الحنفي إلى اليمامة .
__________________
ولا بد أن
هؤلاء الخوارج اختاروا اليمامة لإدراكهم بأن الأوضاع في اليمامة تلائم مجيء
الخوارج إليها وإن لهم فيها من يسندهم ويعطف عليهم ، ولعل للشعور القبلي أثر في
ذلك وأنهم من عشائر اليمامة.
في سنة ٦٥ ه
اختار خوارج اليمامة أبا طالوت رئيسا لهم على أن يكون لهم حق إبداله ومبايعة من هو
أفضل منه عندما يجدون ذلك . وقد استولى أبو طالوت على الخضارم في اليمامة ـ وكانت
في الأصل لبني حنيفة ثم أخذها معاوية بن أبي سفيان وجعل فيها أربعة آلاف من الرقيق
وأسرهم ـ وقد وزع أبو طالوت العبيد على أتباعه ، فكان في عمله هذا يناقض مبدأ
المساواة الذي نادي به الخوارج ويظهر أن المساواة التي يدّعونها تقتصر على الأحرار
دون العبيد ، وقد أقام أبو طالوت أشهرا ازداد خلالها عدد أتباعه ، ولا بد أن يكون بعضهم من الأعراب الذين انضموا إليه
طمعا في الغنائم ، والبعض الآخر من بكر وحنيفة ، وقد أيدوا الخوارج بسبب العصبية
القبلية ، وسخطهم على الحكم الأموي ، ولأن طبيعة الخوارج تنسجم مع روح البداوة
التي تمجد القتال.
ولما خرج نافع
بن الأزرق وأتباعه من البصرة إلى الأهواز سنة
__________________
٦٤ ه ، تبنى آراء متطرفة منها أن التقية غير جائزة مستدلا بقوله تعالى : (إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ
النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً) ، وأن مخالفيهم مشركين كفرة لا تحل مناكحتهم وموارثتهم
، أو أكل ذبائحهم ، ولا يجب ردّ أماناتهم ، وأباح قتل نساء وأطفال من لم يعتنق
مذهبهم ، واكفر القعدة منهم ، وامتحن المهاجر إليه ، غير أن هذه الآراء المتطرفة
لم يقبلها عدد من الخوارج الذين كانوا معه فتركه نجدة بن عامر الحنفي وأصحابه
وخرجوا حيث انفصلوا عنه لأنهم اعتبروا آراءه التي نادى بها مخالفة للقرآن والسنة
ولآراء الخوارج القدماء ، وقد أطلق عليهم «أهل الوقوف» لأنهم وقفوا عند الشبهة
فقالوا لنافع «أحدثت ما لم يكن عمله السلف من أهل النهروان وأهل القبلة فقال : هذه
حجة قامت عليّ لم تقم عليهم» ، وكان نجدة يرى أن التقية جائزة مستدلا بقوله تعالى : (إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً) ، وقوله عز وجل : (وَقالَ رَجُلٌ
مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ) ، وأن القعود جائز والجهاد إذا أمكن أفضل ، وقد قال
الله تعالى : (وَفَضَّلَ اللهُ
الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً) ، وأن ردّ الأمانات إلى أهلها واجب ، ولم يقبل بقتل
الأطفال ، وأن المقام في دار الكفر (محل إقامة المسلمين) حلال ، ولم يؤمن
بالامتحان .
__________________
إن الآراء
الشديدة الغالية التي تبناها نافع بن الأزرق وضعت الخوارج في بداية مرحلة خطيرة ،
فقد فتحت مجالا واسعا أمام مجتهديهم لمناقشات نظرية واسعة استمرت فترة من الزمن ،
وأدت إلى ظهور آراء متباينة ومواقف مختلفة ، وكانت سببا في تفرقهم ، ولا ريب أن
الاتجاه المعتدل الذي يمثله النجدات هو أقرب إلى آراء عامة المسلمين.
إن جماعة من
الخوارج الذين انشقوا على نافع بن الأزرق بزعامة نجدة بن عامر الحنفي ساروا إلى
اليمامة ونزلوا بأباض ، ولا بد أن يكون سبب اختيارهم لليمامة هو عزلتها وتذمر
أهلها ، وحضارتها القديمة وثروتها ، والنزاع بين شرقي الجزيرة والحجاز ، ولعل
للشعور القبلي أثر في ذلك وأنهم من عشائر اليمامة.
واعترض نجدة
عند جبلة قافلة من البصرة كانت في طريقها
__________________
إلى مكة التي كان يسيطر عليها ابن الزبير ، واستولى عليها وجلب الغنائم إلى
أبي طالوت بالخضارم ، حيث وزعت ، وقد نصح نجدة الخوارج بأن يردوا العبيد الذين
وزعهم عليهم أبو طالوت من قبل إلى الأرض لاستثمارها لصالحهم ، أي أنه أبقى الرق ولم يلغه ، وبذلك أقر بأن المساواة
التي يدعو إليها هي بين الأحرار ، ولكنه أراد متباعة سياسة الخليفة عمر بن الخطاب (رض)
في تثبيت ملكية الدولة دون الأفراد ، فاستحسن الخوارج هذا الرأي وبايعوه وبايعه
أبو طالوت خليفة لهم على ألا يخلع إلّا بجور ظاهر وذلك في سنة ٦٦ ه ، وكان عمره يومئذ ٣٠ سنة ، وصار هؤلاء الخوارج يسمون بالنجدات أو النجدية نسبة
إلى الرئيس الذي اختاروه .
أقام نجدة بعد
مبايعته باليمامة أشهرا كثر خلالها اتباعه ، ولا بد أن يكون أكثرهم من بكر بن وائل
وحنيفة ، وهما القبيلتان التي تكونان
__________________
أكثر سكان اليمامة ، فسرح نصر بن مالك الحنفي مع ٣٠٠ رجل إلى البحرين ،
ولكن سعيد بن الحارث الأنصاري عامل البحرين ضد هجومهم ، فوجه نجدة حملة أخرى مع
قدامة بن المنذر بن النعمان في ٣٠٠ رجل ، ولكن هجوم صبني كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة على
سوق ذي المجاز بالقرب من عرفة ونهبهم إياه جعلت نجدة يعدل عن مهاجمة البحرين ،
فكتب إلى قدامة بن المنذر وأبي سعدة العجلي والذين وجههم إلى البحرين فردهم ، ووجه
حر بن وائل وقدامة بن المنذر بن النعمان مع ٣٠٠ رجل إلى بني كعب بن ربيعة وهم بذي
المجاز ثم تبعهم نجدة في ٤٠٠ رجل فالتقوا هناك ، فهزمهم نجدة وقتل منهم عددا كبيرا ، وكانت العصبية القبلية سببا في اهتمامه بذي المجاز ، ثم عاد نجدة إلى اليمامة ، وفي الطريق انضم إليه عدد
كبير من الناس ، فكثر اتباعه حتى بلغ عددهم ثلاثة آلاف ، فاستخلف باليمامة عمارة بن سلمى من ولد الدول بن حنيفة المشهور بعمارة
__________________
الطويل ، وتقدم سنة ٦٧ ه نحو البحرين ، وقد رحب به الأزد
وانضموا إليه ، أما عبد القيس فلم يذعنوا له وقرروا محاربته ، والتقوا معه بالقطيف
، ولكنهم انهزموا وقتل منهم جمع كبير ، وسبى نجدة من قدر عليه من أهل القطيف . وقد أقام نجدة بالقطيف بعد فتحها ، ووجه ابنه المطرح
ليتعقب فلول المنهزمين من عبد القيس ، فالتقى بهم في الثوير ولكن المطرح قتل وجماعة من أصحابه ، وفي ذلك يقول جمال بن سلمة :
إن تقتلونا
بالقطيف فإننا
|
|
قتلناكم يوم
الثوير وصحصحا
|
وإن تقتلوا
منا وكيعا وعاصما
|
|
فإنا قتلنا
طارقا والمطرحا
|
ثم أرسل نجدة
أيضا سرية إلى الخط بقيادة داود العكلي فظفر
__________________
بأهله ، وهكذا اتسع سلطانه إلى جزء كبير من البحرين والخط.
يتبين مما مر
أن حركة الخوارج بدأت في اليمامة ، وأنها اعتمدت على بكر وحنيفة ، وأن أهل البحرين لم يؤيدوا الخوارج في هذه المرحلة
مما حمل الخوارج على إخضاعهم بالقوة ، كما أن البحرين لم تساهم في الحركة في
مراحلها الأولى عندما كانت في اليمامة ، وكانت عبد القيس في هذا الوقت معادية لهم
، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل منها : ـ
١
ـ الروح المحلية : إذ أن البحرين قاومت بدافع الحفاظ على شخصيتها واستقلالها ـ محاولات
خوارج اليمامة للسيطرة عليها ، فإن البحرين كانت وحدة جغرافية تفصلها عن جزيرة
العرب رمال الصمان ، وكان أهلها أكثرهم من عبد القيس.
٢
ـ الروح القبلية : فإن عبد القيس وقامت ـ بدافع العصبية القبلية ـ حركة خوارج اليمامة التي
اعتمدت على بكر بن وائل وحنيفة.
أما الأزد فقد
أيدوا حركة الخوارج في هذه المرحلة مدعين إنكار نجدة الظلم ، ولا بد أن هذا كان بسبب الروح القبلية والرغبة في
تحقيق مصالحهم وتقوية مركزهم ، إذ كانوا أقلية في البحرين.
ومما ساعد نجدة
على فتح البحرين الانقسامات بين أهلها ، كما
__________________
أن الوضع العام في الدولة الإسلامية كان مساعدا للنجدات لتوسيع نفوذهم ،
فالانقسامات والمشاكل الداخلية في العراق أضعفت حكومة ابن الزبير ، أما الأمويون
في الشام فلم يكن يهمهم في هذه الفترة سوى القضاء على حركة ابن الزبير.
الحرب بين نجدة وابن الزبير : ـ
هدد هذا النمو
في قوة نجدة في الجزيرة العربية مباشرة سلطة عبد الله بن الزبير ، وقد حاول حمزة
بن عبد الله بن الزبير الذي كان واليا على البصرة من قبل أبيه إخراج نجدة من البحرين
، فأرسل ضده عبد الله بن عمير الليثي مع جيش من ١٤ ألف مقاتل من أهل البصرة سنة ٦٧
ه ، ولما اقترب من جيش نجدة اعتزل داود العكلي وجماعة من الخوارج القتال لعوامل
لا تذكرها المصادر ، وربما يعود ذلك إلى اختلافهم مع نجدة ، وقد ثبت نجدة فيمن بقي
معه ، وهاجم معسكر ابن عمير على حين غرة فقاتلهم طويلا ثم افترقوا ، وأصبح ابن
عمير فهاله ما رأى في عسكره من القتلى والجرحى ، فتشاغل ومن في عسكره بموتاهم
وجرحاهم ، فباغتهم نجدة فلم يلبثوا أن انهزموا وغنم ما في عسكرهم ، وبذلك اتسع نطاق سلطانه وازدادت قوته.
وبعد هزيمة ابن
عمير وسيطرة نجدة في البحرين بعث جيشا إلى
__________________
عمان بقيادة عطية بن الأسود الحنفي ، وكان يحكمها عباد بن عبد الله الجلندي
، وأبناه سعيد وسليمان يعشران السفن ويجبيان البلاد ، فهاجمها عطية وقتل حاكمها
واستولى عليها ، وأقام بها أشهرا ثم عاد إلى البحرين تاركا في عمان نائبه أبا
القاسم الذي قتله العمانيون .
في هذا الوقت
اختلف عطية بن الأسود الحنفي مع نجدة ، فعاد إلى عمان ولكنه لم يستطع دخولها بسبب مقاومة
العمانيين له ، فتوجه إلى كرمان حيث حقق نجاحا وضرب الدراهم العطوية ، غير أن المهلب أرسل إليه جيشا فهرب إلى سجستان ثم إلى
السند حيث قتله جيش المهلب في قندابيل .
إخضاع شمال البحرين : ـ
وفي سنة ٦٨ ه
أخضع نجدة المناطق الشمالية من البحرين ، وقاتل بني تميم في كاظمة وطويلع وأجبرهم
على أن يؤدوا له الصدقة ، وبذلك امتد سلطانه إلى أطراف العراق ، ثم سار مع قوة
صغيرة إلى
__________________
صنعاء فدخلها حيث بايعه أهلها خوفا منه ، وجبى من مخاليفها الصدقة ، وكانت
اليمن في حالة ضعف ، فمن المعلومات أنها كانت عند ظهور الإسلام مفككة ، يسود فيها
كثير من الأذواء المتقاتلين ، ولما دخلت في حظيرة الإسلام خرج عدد كبير من رجالها
مع الجيوش الإسلامية للقيام بالفتوحات التي كانت متجهة نحو الشمال ، فأصاب اليمن
الإهمال وأدى هذا إلى ضعفها ، ثم أرسل نجدة أبا فديك عبد الله بن ثور إلى حضرموت
فجبى الصدقات من أهلها أيضا .
وفي تلك السنة ذهب نجدة مع ما يقرب من ألف من أتباعه إلى مكة للحج ، ثم توجه بعد الحج إلى المدينة فاستعد أهلها لقتاله ،
وكان من بينهم عبد الله بن عمر ، فلما كان بنخل وأخبر باستعداد ابن عمر إلى مقاومة الخوارج رجع أدراجه ، لأنه أدرك أن خروج عبد الله بن عمر يدل على أنه سيلقي
مقاومة من المتدينين
__________________
وذوي المكانة عند المسلمين ، وفي هذا خطر كبير عليه لأنه سيؤدي إلى إثارة
المسلمين ضد الخوارج .
ثم توجه نجدة
إلى الطائف فبايعه عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي عن قومه ، ثم سار إلى تبالة وعاد منها إلى البحرين ، وفي طريق عودته تحقق نجدة من
قوته وسيطرته على تلك المناطق فعين الحاروق الحنفي على الطائف وتبالة والسراة وسعد
الطلائع على نجران ، ووجه حاجب بن حميصة لجمع صدقات بني هلال ونمير .
الخلاف بين نجدة وأتباعه : ـ
وبالرغم من
نجاح نجدة وامتداد نفوذه ، فإنه كانت هناك تيارات تعمل لهدم سلطته ، فقد دب الخلاف
بين نجدة وأتباعه ، ويرجع هذا الخلاف إلى عدّة أسباب منها : ـ
١ ـ عدم
المساواة في توزيع الفيء بين أتباعه ، فقد وجد سرية برا وأخرى بحرا وفضل الذين
بعثهم في البر على الذين بعثهم في البحر في العطاء ، فنازعوه على ذلك وبينوا أنه
ليس من حقه أن يفضل بعضهم على بعض ، وهذا يظهر تزمت الخوارج وتطرف آرائهم ،
__________________
وكان له أثر بيّن في تصدع كيانهم وظهور جبهات المعارضة ، وكان نجدة ضحية
لذلك ، وهذا أيضا كان من أسباب الخلاف بين نجدة وعطية بن الأسود.
٢ ـ المراسلة
بينه وبين عبد الملك بن مروان ، حيث كتب عبد الملك إلى نجدة يدعوه إلى طاعته وبيعته
على أن يهدر له ما أصاب من الدماء والأموال ، وأن يوليه اليمامة وما حولها ، ولكن
نجدة رفض ذلك ، فطعن عليه أصحابه ، وكان ذلك من أسباب الخلاف بينه وبين عطية بن
الأسود .
٣ ـ عدم
موافقته على معاقبة أحد أتباعه بسبب شرب الخمر بحجة أنه شديد النكاية على العدو ،
فاتهمه أتباعه بتعطيله الحد في شرب الخمر .
٤ ـ إرجاعه
بنتا لعبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان كانت قد أسرت في إحدى الغارات فاشتراها
نجدة من ابن بحدج الذي كانت في يده وردها إلى عبد الملك بن مروان ، فنقم عليه
أتباعه لأنه ردّ جارية لهم إلى عدوهم .
__________________
٥ ـ وكلم نجدة
في رجل فأعطاه فرسا فاتهموه بأنه يعطي على الشفاعة ، وهذا أيضا كان من عوامل
الاختلاف بين نجدة وعطية بن الأسود .
٦ ـ ومن أسباب
النقمة عليه أنه أعذر أهل الخطأ في الاجتهاد بالجهالات ، إذ أنه بعث قوة إلى
القطيف بقيادة ابنه المطرح ، فغنموا وسبوا ، فأخذوا عدة من نسائهم فقوموا كل واحدة
منهن بقيمة على أنفسهم ، واتفقوا إن صارت قيمهن من حصتهم فهو ما أرادوه وإلا فإنهم
يؤدون الفصل ، وأخذوا من الغنائم قبل أن تقسم ، فلما رجعوا وأخبروا نجدة بذلك بين
لهم أن ذلك لا يحق لهم فأخبروه أنهم كانوا لا يعرفون أن ذلك لا يحق لهم ، فعذرهم
نجدة بجهالتهم .
٧ ـ ولما وافى
مالك بن مسمع ثاج يوم الجفرة ، كتب هميان بن عدي السدوسي إلى نجدة ، وهو خليفة على
البحرين «أنه قد ورد علينا قوم لهم شرف وقيم لو قدموا على أبي بكر وعمر لعرفا
مكانهم فإن رأيت إن أعطيهم من سهم المؤلفة قلوبهم فعلت ، فكتب إليه نجدة : ليس في
عطية المؤلفة وقت معلوم ، فأعطهم ما ترى أن يحل أن يعطي مثلهم» ، فأعطاهم هميان كل ما كان في بيت المال ، ويقدر ما أعطى مالك بن
__________________
مسمع بعشرة آلاف درهم ، فنقموا عليه لأنه يمنع المال عن ذوي الحاجة منهم ، وهذا يظهر تمسك الخوارج بمبدأ المساواة.
إن أكثر
الاتهامات التي وجهت إلى نجدة فردية ، وهي إن صحت ، حجج ظاهرية ، ولكنها تخفي
وراءها شعورا متناميا ضده يعمل على هدم سلطته والتخلص منه ، ولا بد أن يكون للتعصب
القبلي بين قيس بن ثعلبة وحنيفة أثر بيّن في ذلك ، إذ أن أبا فديك عبد الله بن ثور
أحد بني قيس بن ثعلبة لعب دورا رئيسا في خلع نجدة وقتله ، وكان الهدف الرئيسي لبني
قيس بن ثعلبة من ذلك قيادة الحركة ونقل مركزها إلى البحرين حيث كان معظمهم يقطن
هناك ، وهذا يظهر لنا الدور الذي لعبته البحرين في توجيه الخلافات بين خوارج
اليمامة ، وقد تحقق بالفعل ما كان يصبو إليه بنو قيس بن ثعلبة ، حيث تولى أبو فديك
زعامة الخوارج ، ونقل مركزه إلى البحرين ، كما أن الموالي لعبوا دورا مهما في
الخلافات بين نجدة وأتباعه ، وذلك للسيطرة على حركة الخوارج وتوجيهها لصالحهم .
وقد استتابه
أكثر أتباعه فاعلن توبته ، ثم أن طائفة رأوا أن استتابته خطأ لأنه أمام وله
الاجتهاد ، ولا يحق لهم استتابته وطلبوا منه أن يتوب من توبته وأن يستتب الذين
استتابوه وإلا نابذوه ، ففعل ذلك فافترق عليه أصحابه .
__________________
وقد استغل
أعداء الخوارج الخلاف بين نجدة وأتباعه وما نتج عنه من ضعف وانقسام في صفوفهم ،
فثاروا على عماله ، فقد ثار أهل الطائف على عامله الحاروق الحنفي فهرب ، ثم قتله
في عقبة عبد الله بن النعمان الدوسي رئيس أزد السراة ، كما أن
سعد الطلائع عامله على نجران ، قتله ناجية الجرمي بعد أن منعه الصدقة .
عزل نجدة ومقتله ومبايعة أبي فديك : ـ
وقد أدت
الخلافات بين نجدة وأتباعه إلى خلعه ، وولوا أمرهم أحد الموالي وثابت التمار ، مما
يدل على تأثير الموالي القوى في حركة الخوارج ، ومحاولتهم قيادتها ، ولكن سرعان ما
تبينوا أنه لا بد لمن يكون أميرهم أن يكون عربيا خالصا ، فأظهروا أن شعورهم القبلي
أقوى من عقيدتهم الخارجية ، والواقع أن الخوارج في هذه الفترة التي تميزت بالتعصب
القبلي لا يمكن أن يبايعوا بالأمرة عليهم رجلا من الموالي ومعظمهم من العرب ، وقد
طلبوا من ثابت التمار أن يختار لهم خليفة ، فاختار زوج أخته أبا فديك عبد الله بن
ثور أحد بني قيس بن ثعلبة فنال البيعة .
__________________
ثم خشى نجدة من
أبي فديك فاختفى في إحدى قرى حجر ، ونزل أبو فديك باباض وبرىء أصحابه من نجدة ،
وشعر أبو فديك بضرورة التخلص من نجدة وقتله لأن بقاءه مصدر خطر عليه ، فأرسل جماعة من أتباعه في طلب نجدة ، كما أرصد جائزة عشرة آلاف درهم لمن يدلهم عليه ، وأن
أي مملوك يدلهم عليه فهو حر ، ففر نجدة إلى أخواله بني تميم واستخفى عندهم ، ثم
أراد اللجوء إلى عبد الملك ومبايعته ، ولكنه قتل سنة ٧٢ ه ، وتولى قتله جماعة من
أصحاب أبي فديك فيهم أبو طالوت وثابت التمار .
وقد أثار قتل
نجدة جماعة من أصحاب أبي فديك ففارقوه ، ثم طعنه أحد أتباعه مسلم بن جبير بسكين ،
ولكنه برىء ، وقد قتل المعتدي وهو حجازي كان قد انضم إلى الخوارج واستقر باليمامة .
وقد سار أبو
فديك من اليمامة إلى البحرين وجعل مقره في
__________________
جواثا ، في سنة ٧٢ ه وذلك بعد حادث الاعتداء على حياته وخوفا من بني حنيفة
الذين كانوا يؤيدون نجدة بن عامر الحنفي والذي قتله أبو فديك .
وقد حاول مصعب
بن الزبير وكان يلي العراق لأخيه عبد الله أن يضع حدا لنشاط الخوارج في البحرين ،
مستفيدا من الخلاف الذي دب بين الخوارج وأدى إلى قتل نجدة ومجيء أبي فديك ، لذلك
أرسل سنة ٧٢ ه جيشا من أهل البصرة بقيادة محمد بن عبد الرحمن بن الاسكاف ضدهم ، ولكن أبا فديك هزمهم ، ثم هزم جيشا آخر من أهل البحرين والبصرة أرسله المصعب
بقيادة زياد بن القرشي .
ولما قتل
المصعب واستعاد الأمويون سيطرتهم على العراق ، اهتموا بأمر الخوارج وعملوا على
القضاء على حركاتهم ، ففي سنة ٧٣ ه أرسل خالد بن عبد الله بن أسيد ، وكان واليا على البصرة
لعبد الملك ، جيشا بقيادة أخيه أمية بن عبد الله عدته ١٢ ألف ضد
__________________
أبي فديك الذي كان عدد أتباعه ٧٠٠ ، ولكن أمية وجيشه وقعوا في كمين أعده
أبو فديك فتشتتوا .
ثم أرسل عبد
الملك بن مروان حملة أخرى من أهل الشام يقودها عمر بن عبيد الله بن معمر ضد أبي
فديك ، وضم إليه من أهل الكوفة حوالي ثمانية آلاف رجل ووضعهم تحت قيادة محمد بن موسى بن طلحة وأمرهم بالتوجه
إلى البصرة ، ثم تبعهم إلى البصرة حيث جمع ثلاثة عشر ألف رجل تحت قيادة ابن أخيه عمر بن موسى بن عبيد الله
بن معمر ، وقد جعل عمر أهل الكوفة على الميمنة ، وأهل البصرة في الميسرة ، وخيله
في القلب ، وتقدم سالكا الطريق الصحراوي حتى وصل هجر ونزل في خندق في جواثا ، وكان
أبو فديك في المشقر مع اثنى عشر ألف من أتباعه ، منهم عدد كبير من الأعراب الذين
انضموا إليه بعد هزيمة أمية بن خالد ـ طمعا في الغنائم ـ وقد تفرقوا عنه ، فلم يبق
معه إلا حوالي ألف رجل اشتبكوا مع جيش عمر بن عبيد الله في المشقر ، وفي معركة
استمرت خمسة أيام كانت كفة أبي فديك هي الراجحة في البداية ، ولكن شجاعة
__________________
وخبرة عمر غيرت الموقف وقتل أبو فديك وأخذ رأسه إلى الخليفة ، وقد طورد
أتباعه وحصروا في المشقر ، فقتل الموالي بينما أطلق العرب ، وذلك في سنة ٧٤ ه ، وهكذا انتهت سيطرت النجدات في البحرين.
ولما انتقلت
حركة الخوارج إلى البحرين انضم إليها بنو عبد القيس ، وساهموا مساهمة فعالة في
الحركات المتأخرة ، فجميع الثورات في تلك الفترة قام بها رجال من عبد القيس ، وقد
حملت ثورات الخوارج المتكررة من عبد القيس في البحرين الحجاج على أخذ جماعة من
زعمائهم حيث عاقبهم بشدة أما بقطع أعضائهم أو بسجنهم ، ففي سنة ٧٨ ه ثار في البحرين بنو محارب بن عمرو بن
وديعة بن لكيز بن أقصى بن عبد القيس ، وقد طلب محمد بن صعصعة الكلابي والي البحرين
المساعدة من الحجاج الذي كانت قواته من مقاتلة البصرة والكوفة مشغولة في محاربة
الأزارقة بقيادة المهلب ، لذلك سأل الخليفة أن يأمر إبراهيم بن عربي والي اليمامة
لمحاربة الخوارج ، فتقدم إبراهيم وهزم الثوار ورجع إلى اليمامة .
وفي السنة
التالية «٧٩ ه» ثار الريان النكري ..........
__________________
بقرية طاب من الخط بالبحرين ، ثم انضم إليه ميمون الذي جاء في أصحابه من عمان فنزلوا دارين ، ثم تقدم إلى
الزارة والريان أمامه ، لذلك استدعي محمد بن صعصعة والي الحجاج على البحرين أهل
البحرين لحرب الريان وجماعته ، ولكن عبد القيس أيدت الخوارج في هذه الفترة ورفضت
طلب الوالي ، فأرسل محمد ضد الخوارج جيشا من الأزد بقيادة عبد الله بن عبد الملك
العوذي من الأزد ، ولكنه هزم وقتل ، ولذلك ترك محمد البحرين ، ولكن خلافا ظهر بين
الريان وميمون أدى إلى ترك الأخير البحرين بعد أربعين يوما فقط من خروج محمد منها
وذهب إلى عمان ، وأقام الريان بالزارة ، ولكن محمد مع ذلك لم يحاول الاستفادة من
هذا الموقف ، فلم يرجع إلى البحرين ويستغل الخلاف بين أعداءه ، ثم أرسل الحجاج
يزيد بن أبي كبشة مع اثنى عشر ألفا من مقاتلة الشام وقد التقى بالريان الذي كان
معه ١٥٠٠ في ميدان الزارة ، فقتل الريان مع عدد كبير من أتباعه سنة ٨٠ ه . ثم ثار داود بن محرز أحد عبد القيس واتخذ القطيف مركزا له ، وقد أعانه أهل
البحرين على إنزال جثة الريان وأتباعه المصلوبين ودفنوهم ، ونجح في إلحاق الهزيمة
بجيش أرسل ضده بقيادة أبي البهاء صاحب شرطة القطيف ، كما ألحق الهزيمة بعبد الرحمن
بن النعمان العوذي من الأزد وكان لهذه الهزيمة أثر كبير في اتفاق الأزد مع سكان
القطيف ضد داود وعبد القيس ، وبهذه المحالفة هزم داود وأتباعه وقتلوا.
__________________
وفي سنة ٨٦ ه ثار بالبحرين مسعود بن أبي زينب المحاربي من عبد القيس فهرب عاملها الأشعث بن عبد الله بن الجارود من البحرين
وسيطر مسعود قرابة ١٩ سنة ، وقام بقتل كل من عبد الرحمن بن النعمان العوذي ومنصور
بن أبي رجاء العوذي الأزديين ، وقام بغزو اليمامة فخرج واليها سفيان بن عمرو العقيلي
مع بني حنيفة لقتال مسعود فالتقوا بالخضرمة فقتل مسعود ، فتولى قيادتهم هلال بن مدلج فقتل الكثير من الخوارج
وتفرقوا وبقي مع نفر يسير فدخلوا في قصر فتحصنوا فيه ، فصعد إليهم بنو حنيفة فقتل
هلال واستأمن الباقون .
وبعد مقتل
مسعود ثار في هجر أخوه سعيد ، ولكن خالفه عون بن بشير أحد بني الحارث بن عامر بن
حنيفة واحد أتباعه المشهورين وأكفره ، فافترق أتباعه فرقتين : فرقة مع سعيد بقيت
في هجر ، والأخرى مع عون جعلت القطيف مركزا لها ، وقد انحاز إلى عون عدد كبير من
الخوارج ، ولكن سعيد دبر اغتياله وتخلص منه ، أما سعيد فبقي في هجر ولم يعتقل . أما جماعة عون فلم تتوفر لدينا
__________________
معلومات عما حلّ بهم بعد مقتله ، ولا بد أن تكون العصبية القبلية سببا في
الخلاف الذي نشب بينه وبين سعيد ، الذي يبدو أن موقفه كان ضعيفا ولم يؤيده
الخوارج.
وقد امتد نشاط
خوارج البحرين في عهد عبد الملك إلى البصرة أيضا ، ولا بد أن يكون هذا دليلا على
شعورهم بأن أوضاع البصرة تلائمهم ، وبأن لهم من يسندهم ويعطف عليهم ، ولعل للشعور
القبلي أثر في ذلك ، إذ أن البعض من عبد القيس كانوا يقطنون البصرة ، هذا فضلا عن
قربها من البحرين ، فقد قام عدد منهم بإشعال ثورات خارجية فيها ، ومنها الثورة
التي قام بها سنة ٧٨ ه خارجي من عبد القيس يدعى أبو معبد الشني ، وقد جاء من البحرين واتخذ مركزه في موقوع قرب البصرة
، غير أن الحكم بن أيوب وكان على الشرط في البصرة قضى عليه وشتت أصحابه .
وفي سنة ٨٦ ه ثار في البصرة داود بن النعمان أحد بني أنمار بن وديعة
بن عبد القيس ، وقد قدم إليها من البحرين وجعل موقوع أيضا مركزا لثورته ، ثم ذهب
إلى البصرة مع أربعين رجلا فانضم إليه عدد من خوارجها ، إلا أن الحكم بن أيوب استطاع
التغلب عليه وقتله مع عدد من أتباعه بعد مقاومة عنيفة .
__________________
يتبين مما مرّ
أن عبد القيس انضمت إلى حركة الخوارج عندما انتقلت إلى البحرين ، وأنهم ساهموا مساهمة
فعالة في حركات الخوارج المتأخرة وقاتلوا في صفوفهم. أما دوافع انضمام عبد القيس
إلى الخوارج في هذه المرحلة فهي :
١ ـ الروح
المحلية (العصبية الاقليمية) : إذ أن البحرين أخذت بعد الفتح الإسلامي تفقد مركزها
التجاري المهم ، ولم تعد سلع الهند والشرق الأوسط تفرغ في موانئها ، كما أنها لم
تعد قاعدة لفتوح فارس وجنوب إيران ، حيث أن البصرة احتلت تلك المكانة ، وقد أدى ذلك إلى تردي الأوضاع الاقتصادية في البحرين.
٢ ـ الروح
القبلية (العصبية القبلية) : نظرا لما للبحرين من حضارة ، وشعور عبد القيس
بالمخاطر التي تهددهم من جراء كساد تجارتهم ، وعدم حصولهم على العطاء حيث إن
الأموال كانت ترسل إلى البصرة التي توزع العطاء على مقاتلتها ، هذه الأمور مجتمعة
جعلت عبد القيس تتماسك وتنضم إلى الخوارج للثورة على الحكم الأموي ، ولا بد أن
بعضهم كانوا نصارى أو أعراب لم يمس الإسلام إلا ظاهرهم.
٣ ـ الشعور
الديني : اصطبغت جميع الفرق الإسلامية السياسية بصبغة دينية ، وعندما أظهر الخوارج
تمسكهم بالعقيدة الدينية انضم إليهم عدد كبير من عبد القيس الساخطين على الحكم
الأموي لتقويض دعائمه وإقامة الحكم العادل.
٤ ـ الاستياء
من الحكم المركزي : إذ أن حركة الخوارج تعطيهم
__________________
حرية التصرف في بلادهم بحيث لا يخضعون لسلطان يفرض عليهم.
٥ ـ ولا ريب أن
عددا آخر من عبد القيس انضموا إلى الخوارج طمعا في الحصول على الغنائم.
أما الأزد فقد
وقفوا ضد الخوارج في الحركات المتأخرة وقاوموا في كثير من الأحيان تلك الثورات ،
كما حدث في ثورة الريان النكري ، وثورة داود بن محرز ، ولا بد أن ذلك راجع إلى
العصبية القبلية ، التي كانت تدفعهم لاتخاذ مواقف مناقضة لمواقف عبد القيس.
وقد انضم إلى
الخوارج عدد من الموالي ، واشتركوا في الثورات التي قامت ضد الحكم الأموي ووصل
بعضهم إلى مركز الرئاسة ومنهم أبو طالوت سالم بن مطر مولى بني زمان بن مالك بن صعب
بن علي بن بكر بن وائل الذي قاد الحركة في مراحلها الأولى في اليمامة ، وثابت
التمار الذي اختاره الخوارج رئيسا لهم بعد عزل نجدة بن عامر ولكنه خلع بسرعة ، كما
قاتلوا مع أبي فديك عبد الله بن ثور في المشقر وقتلوا هناك.
إن القدر
اليسير المتوفر لدى من أسماء الموالي لا يمكنني من إعطاء صورة دقيقة عن توزيعهم
بين العشائر ، خاصة وأن أصل ولائهم متنوع ، ولعل العشائر التي اشتركت في الفتوحات
الأولى والتي كان لها نصيب أوفر من أسرى الحرب ، أصبح لها عدد أكبر من الموالي ،
وبذلك يمكن القول إن الموالي لم يكونوا موزعين بين العشائر بالتساوي أو وفق خطة
معينة ، بل كان لبعض العشائر موالي أكثر من غيرها .
__________________
ويمكن تقسيم
الموالي إلى قسمين :
موالي
العتاقة : وكانوا في
الأصل من العبيد إلا أنهم تحرروا من العبودية لأسباب اقتصادية أو دينية ، غير أنهم
ظلوا بعد العتق مرتبطين بالولاء لعشيرة سيدهم ، وبقيت حريتهم مقيدة في بعض الأمور
، وقد اشتغل هؤلاء بعد اعتاقهم بمختلف المهن والأعمال.
وقد ظهر بجانب
موالي العتاقة نوع آخر من الموالي من الأعاجم الأحرار الذين قدموا إلى الأمصار
لأسباب مختلفة كالتجارة والصناعة ، وارتبطوا بالعشائر بمحض اختيارهم ، وكانت حالة
هؤلاء أفضل من موالي العتاقة ، كما أن نظرة المجتمع العربي إليهم أفضل من موالي
العتاقة.
لقد ضمن الدين
الإسلامي المساواة للأعاجم بعد إسلامهم بالعرب المسلمين سواء في الحقوق أو
الواجبات ، ولكن المجتمع العربي والدولة الأموية لم يعيروا هذه المساواة أهمية ،
فكان العرب ينظرون إليهم بازدراء ، ولم يقبل العربي أن يتزوج المولى امرأة عربية ،
ولا يمكن للمولى أن يشغل بعض المناصب الهامة كالقضاء وقيادة الجيش ، يضاف إلى ذلك
أن معظم الموالي لم يكونوا يأخذون العطاء ، وإذا كان فيهم من يأخذ العطاء كما كانت
الحالة في الأزمنة القديمة فإن عطاءهم لم يكن مساويا للعرب .
والخلاصة فإن
معاملة الدولة الأموية والمجتمع العربي للموالي كانت سيئة ، ولم تكن لهم أية حقوق
سياسية ، كما أن حالتهم
__________________
الاجتماعية والاقتصادية كانت رديئة.
ولا ريب أن
الموالي أرادوا أن يبدلوا أوضاعهم السيئة ، وقد وجدوا في الدين الإسلامي سندا
لدعواهم في المساواة الكاملة مع العرب ، فانضم عدد غير قليل منهم إلى الخوارج
الذين أعطوهم بعض الأمل بما كانوا ينادونه من مساواة بين المسلمين ، وكانوا
يعطونهم العطاء .
إن انتهاء
سيطرة النجدات في البحرين لم يؤثر على قوة الخوارج فيها ، إذ أن حركاتهم المتأخرة
كانت قوية جدا ، وامتازت حروبهم بعنف لا نجده عند غيرهم ، ويرجع ذلك إلى قوة
الإيمان التي امتازوا بها ، وإلى شباب القائمين بالأمر ، فكثيرا ما كان قوادهم من
الشباب ، ومما يدل على قوة الخوارج في البحرين ، وتأييد عبد القيس الكامل للحركة
هو فشل جميع محاولات الولاة في القضاء عليهم ، وأن الجيوش التي تولت القضاء على
ثوراتهم كانت تأتي من خارج البحرين.
إن معظم ثورات
وحركات الخوارج المتأخرة في البحرين لم تنجح وقضي عليها بشدة ، ويرجع ذلك إلى عدة
أسباب منها قوة الدولة الأموية ، كما أن تلك الحركات كان ينقصها التخطيط والتنسيق
والتروي.
__________________
الملاحق
الملحق الأول
رسائل الرسول صلى
الله عليه وسلم إلى
البحرين
يروي الواقدي
بسند عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة أنه قال : «بعث رسول الله صلى الله عليه
وسلم العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوى العبدي بالبحرين وكتب إليه كتابا فيه :
بسم
الله الرحمن الرحيم : من محمد رسول الله إلى المنذر بن ساوى ، سلام على من اتبع الهدى ، أما بعد
: فإني أدعوك إلى الإسلام ، فأسلم تسلم ، أسلم يجعل الله لك ما تحت يديك ، واعلم
أن ديني سيظهر إلى منتهى الخف والحافر» . وقد أجاب المنذر بن ساوى الرسول بإسلامه وتصديقه «وإني
قرأت كتابك على أهل هجر فمنهم من أحب الإسلام وأعجبه ودخل فيه ، ومنهم من كرهه ،
وبأرضي مجوس ويهود فأحدث إليّ في ذلك أمرك» .
__________________
ثم كتب الرسول
إلى المنذر بن ساوى كتابا آخر هذا نصه :
«بسم الله الرحمن
الرحيم :
من محمد رسول
الله إلى المنذر بن ساوى.
سلام الله عليك
، فإني أحمد إليك الله الذي لا إلا إلا هو ، أما بعد فمن استقبل قبلتنا وأكل
ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ما لنا.
وعليه ما علينا
، ومن لم يفعل فعليه دينار من قيمة المعافري ، والسلام ورحمة الله ، يغفر الله لك» .
وبعث الرسول
بكتاب آخر إلى المنذر بن ساوى هذا نصه .
«بسم الله الرحمن
الرحيم :
من محمد رسول
الله إلى المنذر بن ساوى.
سلام عليك ،
فإني أحمد إليك الله ، الذي لا إله إلا هو ،
__________________
وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، أما بعد فإني أذكرك الله ، عز وجل ، فإنه من ينصح فإنما ينصح لنفسه ، وأنه من يطع رسلي ويتبع أمرهم فقد أطاعني
، ومن نصح لهم فقد نصح لي ، وأن رسلي قد أثنوا عليك خيرا ، وأني قد شفعتك في قومك ، فأترك للمسلمين ما أسلموا عليه ، وعفوت
عن أهل الذنوب ، فأقبل منهم ، وأنك مهما تصلح فلن نعزلك عن عملك ، ومن أقام على يهوديته أو مجوسيته ، فعليه الجزية» .
__________________
كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى اسيبخت بن عبد الله مرزبان هجر :
يروي البلاذري
أن الرسول صلى الله عليه وسلم كتب إلى أسيبخت مرزبان هجر حين كتب إلى المنذر بن
ساوى يدعوه إلى الإسلام أو الجزية ، أما نص الكتاب فلم نعثر عليه في المصادر ، ويروي ابن
سعد كتابا للرسول صلى الله عليه وسلم إلى أسيبخت يظهر من فحواه أنه ليس الكتاب
الأول وهذا نصه «إلى أسيبخت بن عبد الله صاحب هجر : أنه قد جاءني الأقرع بكتابك
وشفاعتك لقومك ، وأني قد شفعتك وصدقت رسولك الأقرع في قومك ، فأبشر فيما سألتني
وطلبتني بالذي تحب ، ولكني نظرت أن أعلمه وتلقاني ، فإن تجئنا أكرمك ، وأن تقعد
أكرمك ، أما بعد فأني لا أستهدي أحدا وأن تهد إليّ أقبل هديتك ، وقد حمد عما لي
مكانك ، وأوصيك بأحسن الذي أنت عليه من الصلاة والزكاة وقراية المؤمنين ، وأني قد
سميت قومك بني عبد الله فمرهم بالصلاة وبأحسن العمل وأبشر ، والسلام عليك وعلى
قومك المؤمنين» .
كتاب صلى الله عليه وسلم إلى الهلال صاحب البحرين : ـ
يروي ابن سعد
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى الهلال صاحب البحرين كتابا هذا نصه «سلم
أنت ، فأني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو لا شريك له ، وأدعوك إلى الله وحده
، تؤمن بالله وتطيع ، وتدخل في الجماعة ، فإنه خير لك ، والسلام على من اتبع الهدى»
.
__________________
كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أهل البحرين : ـ
يروى البلاذري
عن عباس بن هشام عن أبيه عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أنه قال كتب رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى أهل البحرين «أما بعد ، فإنكم إذا أقمتم الصلاة وآتيتم
الزكاة ونصحتم الله ورسوله وآتيتم عشر النخل ونصف عشر الحب ولم تمجسوا أولادكم ،
فلكم ما أسلمتم عليه ، غير أن بيت النار لله ورسوله ، وأن أبيتم فعليكم الجزية» .
كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أهل هجر : ـ
يروى ابن سلام
عن عثمان بن صالح عن عبد الله بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل هجر :
«بسم الله الرحمن
الرحيم :
هذا كتاب من محمد النبي رسول الله إلى أهل هجر.
سلم أنتم ،
فأني أحمد إليكم الله ، الذي لا إله إلا هو ، أما بعد : فأني أوصيكم بالله
وبأنفسكم ، أن لا تضلوا بعد إذ هديتم وأن لا
__________________
تغووا بعد إذ رشدتم ، أما بعد ، فأني قد جاءني وفدكم فلم آت إليهم إلا ما سرهم وأني لو جهدت حقي فيكم كله ، أخرجتكم من هجر ، فشفعت غائبكم ، وأفضلت على شاهدكم ، فأدركوا نعمة الله عليكم.
أما بعد : فاني
قد أتاني الذي صنعتم ، وأنه من يحسن منكم فلا يحمل عليه ذنب السيء ، فإذا جاءكم أمرائي فأطيعوهم وأنصروهم على أمر الله وفي سبيله ، فأنه من يعمل منكم عملا صالحا ، ..........................
__________________
فلن يضل له عند الله ولا عندي» .
كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى عبد القيس : ـ
يروى ابن سعد
عن علي بن محمد عن يزيد بن عياض عن الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب
إلى عبد القيس «من محمد رسول الله إلى الأكبر بن عبد القيس : أنهم آمنون بأمان
الله ، وأمان رسوله ، على ما أحدثوا في الجاهلية من القحم ، وعليهم الوفاء بما
عاهدوا ، ولهم أن لا يحبسوا عن طريق الميرة ، ولا يمنعوا صوب القطر ، ولا يحرفوا
حريم الثمار عند بلوغه ، والعلاء بن الحضرمي آمين رسول الله على برها وبحرها
وحاضرها وسراياها ، وما خرج منها ، وأهل البحرين خفراؤه من الضيم ، وأعوانه على
الظالم ، وأنصاره في الملاحم ، عليهم بذلك عهد الله وميثاقه ، لا يبدلوا قولا ، ولا
يريدوا فرقة ، ولهم على جند المسلمين الشركة في الفيء ، والعدل في الحكم ، والقصد
في السيرة ، حكم لا تبديل له في الفريقين كليهما والله ورسوله يشهد عليهم» . وبعث الرسول صلى الله عليه وسلم بكتاب آخر إلى عبد
القيس هذا نصه :
بسم
الله الرحمن الرحيم :
هذا كتاب من
محمد رسول الله لعبد القيس وحاشيتها من
__________________
البحرين وما حولها ، أنكم أتيتموني مسلمين ، مؤمنين بالله ورسوله ، وعاهدتم
على دينه ، فقبلت على أن تطيعوا الله ورسوله فيما أحببتم وكرهتم ، وتقيموا الصلاة
، وتؤدوا الزكاة ، وتحجوا البيت ، وتصوموا رمضان ، وكونوا قائمين لله بالقسط ولو
على أنفسكم ، وعلى أن تؤخذ من حواشي أموال أغنيائكم فترد على فقرائكم ، على فريضة
الله ورسوله في أموال المسلمين .
كتاب الرسول إلى مجوس هجر : ـ
يروى أبو عبيد
عن الأشجعي وعبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن قيس بن مسلم عن الحسن بن محمد أنه قال
: «كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مجوس هجر يدعوهم إلى الإسلام فمن أسلم
قبل منه ، ومن لا ضربت عليه الجزية في أن لا تؤكل له ذبيحة ولا تنكح له امرأة» . أما نص كتابة صلى الله عليه وسلم فيرويه الزيلعي بسنده
عن هاشم بن القاسم عن المرجاني رجاء عن سليمان بن حفص عن أبي أياس معاوية بن قرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى مجوس هجر «أما بعد من شهد منكم أن لا إله
إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، واستقبل قبلتنا ، وأكل ذبيحتنا فله مثل ما لنا ،
وعليه مثل ما علينا ، ومن أبى فعليه الجزية ، على كل رأس دينار على الذكر والأنثى
، ومن أبى فليأذن بحرب من الله ورسوله» .
__________________
الملحق الثاني
ولاة البحرين في القرن الأول الهجري
الرسول صلى الله عليه وسلم
أبو بكر الصديق
|
العامل
العلاء بن الحضرمي
العلاء بن الحضرمي
|
__________________
عمر بن الخطاب
عمر بن الخطاب
|
العلاء بن الحضرمي
عياش بن أبي ثور
قدامة بن مظعون
أبو هريرة
|
__________________
عثمان بن عفان
|
الربيع بن زياد الحارثي
عثمان بن أبي العاص
عثمان بن أبي العاص
عبد الله بن سوار العبدي
مروان بن الحكم
|
__________________
علي بن أبي طالب
معاوية بن أبي سفيان :
يزيد بن معاوية
عبد الملك بن مروان
|
عمر بن أبي سلمة
النعمان بن العجلان الأنصاري
قدامة بن العجلان
عبيد الله بن العباس
الأحوص بن عبد أمية
مروان بن الحكم
سعيد بن الحارث الأنصاري
ابن أسيد بن الأخنس بن شريق الثقفي
سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي
موسى بن سنان
|
__________________
الوليد بن عبد الملك :
سليمان بن عبد الملك :
عمر بن عبد العزيز
يزيد بن عبد الملك
هشام بن عبد الملك
|
سعيد بن حسان الأسيدي زياد بن الربيع الحارثي
محمد بن صعصعة الكلابي
قطن بن زياد بن الربيع الحارثي
قطن بن زياد بن الربيع الحارثي
الأشعث بن عبد الله بن الجارود
صلت بن حريث
عبد الكريم بن المغيرة
إبراهيم بن عربي
محمد بن زياد بن جرير بن عبد الله البجلي
|
__________________
الوليد بن يزيد
مروان بن محمد
|
هزاز بن سعيد
يحيى بن إسماعيل
يحيى بن زياد بن الحارث
عبد الله بن شريك النميري
محمد بن حسان بن سعد الأسيدي
المهاجر بن عبد الله الكلابي
محمد بن حسان بن سعيد الأسدي
بشر بن سلام العبدي
|
وقد ذكر من
ولاتها أيضا قطن بن مدركة الكلابي ، وبلج بن المثنى ، وحساب بن سعد الأسيدي.
__________________
المصادر والمراجع
المراجع العربية القديمة :
أولا ـ المخطوطات :
البلاذري : أحمد بن يحيى (ت ٢٧٩ ه).
١ ـ أنساب
الأشراف ، مخطوطة مصورة في مكتبة معهد الدراسات الإسلامية العليا ببغداد ـ الملغى
ـ برقم ١٦٣٤ ـ ١٦٤٤.
البكري : عبد الله بن عبد العزيز (ت ٤٨٧ ه).
٢ ـ المسالك
والممالك ، مخطوطة مصورة في مكتبة معهد الدراسات الإسلامية العليا ببغداد ـ الملغى
ـ برقم ١٢٦٠.
ثانيا ـ المراجع المطبوعة :
ابن
الأثير : أبو الحسن
عز الدين علي بن محمد بن عبد الكريم الشيباني الجزري (ت ٦٣٠ ه).
٣ ـ الكامل في
التاريخ ، ١٢ جزءا ، دار صادر ودار بيروت للطباعة والنشر ، بيروت ١٣٨٥ / ١٩٦٥.
٤ ـ أسد الغابة
في معرفة الصحابة ، ٥ أجزاء ، المطبعة الإسلامية ، طهران.
ابن
الأثير : المبارك بن
محمد (ت ٦٠٦ ه).
٥ ـ النهاية في
غريب الحديث والأثر ، ٤ أجزاء ، المطبعة العثمانية ، مصر ، ١٣١١ ه).
الأزهري : أبو منصور محمد بن أحمد (ت ٣٧٠ ه).
٦ ـ تهذيب
اللغة ، ١٥ جزءا ، تحقيق إبراهيم الأبياري ، دار الكتاب العربي ، مطابع سجل العرب
، القاهرة ، ١٩٦٧.
الإسفراييني : أبو المظفر عماد الدين محمد بن طاهر (ت ٤٧١ ه).
٧ ـ التبصير في
الدين ، تحقيق عزت عطار الحسيني ، ط ١ ، مطبعة الأنوار ، دمشق ١٣٥٩ / ١٩٤٠.
الأشعري : أبو الحسن علي بن إسماعيل (ت ٣٢٤ ه).
٨ ـ مقالات
الإسلاميين واختلاف المصلين ، طبعة هلموت ريتر ، ط ٢ دار فرانز شتايز ، فيسبادن ،
١٣٨٢ / ١٩٦٣.
الأصبهاني : أبو نعيم أحمد بن عبد الله (ت ٤٣٠ ه).
٩ ـ أخبار
أصبهان ، جزءان ، مطبعة بريل ـ ليدن ، ١٩٣١.
الأصطخري : أبو إسحاق إبراهيم بن محمد (ت ٣٤١ ه).
١٠ ـ مسالك
الممالك ، طبع دي غوية ، بريل ـ ليدن ١٨٧٠ / ١٩٢٧.
١١ ـ الأقاليم
، نشرGochae.
الأصفهاني : علي بن الحسين (ت ٣٥٦ ه).
١٢ ـ الأغاني ج
١ ـ ١٠ طبع دار الكتب المصرية ١٩٣٠ فما بعد ، ج ١١ ـ ٢٠ طبع محمد الساسي ، مطبعة
التقدم ، القاهرة ١٣٢٢ ه ، ج ٢١ مطبعة ليدن ـ ١٣٠٥ ه.
الأصفهاني : حمزة بن الحسن (ت ٣٦٠ ه).
١٣ ـ تاريخ سني
ملوك الأرض والأنبياء ، ط ٣ منشورات مكتبة الحياة بيروت ١٩٦١.
الأصمعي : عبد الملك بن قريب (ت ٢١٦ ه).
١٤ ـ الأصمعيات
، تحقيق أحمد محمد شاكر وعبد السلام هارون ، دار المعارف ، مصر ١٩٥٥.
الأعشى
الكبير : ميمون بن
قيس بن جندل.
١٥ ـ الديوان ، شرح وتعليق الدكتور محمد حسين ، المطبعة النموذجية ،
نشر مكتبة الأداب بالجماميز ، بدون تاريخ.
امرؤ
القيس : ابن حجر بن
الحارث الكندي
١٦ ـ الديوان ،
تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ، دار المعارف ، مصر ، بدون تاريخ.
ابن
الأنباري : أبو بكر
محمد بن القاسم (ت ٣٢٨ ه).
١٧ ـ شرح
القصائد السبع الطوال الجاهليات ، تحقيق وتعليق عبد السلام هارون ، دار المعارف ،
القاهرة ١٩٦٣.
البخاري : أبو عبد الله محمد بن إسماعيل (ت ٢٥٦ ه).
١٨ ـ الجامع
الصحيح ، تصحيح وطبع لودولف ترهل ، مطبعة بريل ـ ليدن ١٨٦٢ وما بعدها.
١٩ ـ التاريخ
الكبير ٤ أجزاء ، ط ١ ، مطبعة جمعية دائرة المعارف العثمانية ، حيدر آباد الدكن ،
١٣٦٠ وما بعدها.
٢٠ ـ الأدب
المفرد ، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ، نشر قصي محب الدين الخطيب ، المطبعة
السلفية ومكتبتها ، القاهرة ١٣٧٥ ه.
ابن
بطوطة : أبو عبد
الله محمد بن إبراهيم (ت ٧٧٩ ه).
٢١ ـ رحلة ابن
بطوطة المسماة تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار دار صادر ودار بيروت
للطباعة والنشر ، بيروت ١٣٧٩ / ١٩٦٠.
البغدادي : أبو منصور عبد القاهر بن طاهر (ت ٤٢٩ ه).
٢٢ ـ الفرق بين
الفرق ، تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد ، مطبعة المدني ، القاهرة ، بدون تاريخ.
البكري : أبو عبيد الله بن عبد العزيز (ت ٤٨٧ ه).
٢٣ ـ معجم ما
استعجم من أسماء البلاد والمواضع ، تحقيق مصطفى السقا ، مطبعة لجنة التأليف
والترجمة والنشر ، القاهرة ١٣٦٤ وما بعدها.
البلاذري : أحمد بن يحيى (ت ٢٧٩ ه).
٢٤ ـ فتوح
البلدان ، طبع دي غويه ، بريل ـ ليدن ١٨٦٦ م.
٢٥ ـ أنساب الأشراف
، القسم الثاني من الجزء الرابع والجزء الخامس بإشراف S.D.F.Gottin
، مطبعة الجامعة ، القدس ١٩٣٨.
بنيامين
التطيلي : ابن يونه
الأندلسي (ت ٥٦٩ ه).
٢٦ ـ رحلة
بنيامين ، ترجمها عن الأصل العبري عزرا حداد ، ط ١. المطبعة الشرقية ، بغداد ١٣٦٤
/ ١٩٤٥.
البيروني : أبو الريحان محمد بن أحمد (ت ٤٤٠ ه).
٢٧ ـ الآثار
الباقية عن القرون الخالية ، لا يبزك ، ١٩٢٣.
٢٨ ـ الجماهر
في معرفة الجواهر ، ط ١ ، مطبعة جمعية دائرة المعارف العثمانية ، حيدر آباد الدكن
، ١٣٥٥.
البيهقي : أبو بكر أحمد بن الحسن بن علي (ت ٤٥٨ ه).
٢٩ ـ السنن
الكبري ، ط ١ ، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية في الهند ، حيدر آباد الدكن ،
١٣٤٧.
التبريزي : أبو زكريا يحيى بن علي (ت ٥٠٢ ه).
٣٠ ـ شرح
القصائد العشر ، طبع كارلس يعقوب لايل ، دار الإمارة ، كلكتا ، ١٨٩٤.
الترمذي : أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة (ت ٢٧٩ ه).
٣١ ـ السنن ،
تحقيق وتخريج محمد فؤاد عبد الباقي ، ط ١ ، مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده ،
مصر ١٩٣٧.
ابن
تغري بردي : أبو المحاسن
جمال الدين (ت ٨٧٤ ه).
٣٢ ـ النجوم
الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة ، ١٢ جزءا ط ١ ، مطبعة دار الكتب العربية المصري ،
القاهرة ١٣٤٨ / ١٩٢٩.
التوحيدي : أبو حيان علي بن محمد بن العباس (ت ٤١٤ ه).
٣٣ ـ الامتاع
والمؤانسة ٣ أجزاء طبعة أحمد أمين وأحمد الزين ، منشورات دار مكتبة الحياة ، بيروت
بدون تاريخ.
٣٤ ـ البصائر
والذخائر ، تحقيق إبراهيم الكيلاني ، مجلدين ، مكتبة أطلس ومطبعة الإنشاء ، دمشق
١٩٦٤ ، ١٩٦٦.
الثعالبي : أبو منصور عبد الملك بن محمد (ت ٤٢٩ ه).
٣٥ ـ ثمار
القلوب ، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ، دار نهضة مصر للطباعة والنشر ، مطبعة
المدني ، القاهرة ١٣٨٤ / ١٩٦٥.
٣٦ ـ لطائف
المعارف ، تحقيق إبراهيم الأبياري وحسن كامل الصيرفي ، دار احياء الكتاب العربي ،
عيسى البابي وشركاه ، ١٣٧٩ / ١٩٦٠.
٣٧ ـ غرر أخبار
ملوك الفرس وسيرهم المعروف «غرر السير» ، نشر مكتبة الأسدي ، طهران ، ١٩٦٣.
ثعلب : أحمد بن يحيى بن زيد الشيباني (ت ٢٩١ ه).
٣٨ ـ شرح ديوان
زهير بن أبي سلمى ، الدار القومية للطباعة والنشر ، القاهرة ، ١٣٨٤ / ١٩٦٤.
٣٩ ـ مجالس
ثعلب ، تحقيق عبد السلام هارون ، دار المعارف ، مصر ، ١٩٤٨.
الجاحظ : أبو عثمان عمرو بن بحر (ت ٢٥٥ ه).
٤٠ ـ رسائل
الجاحظ ، جزءان ، تحقيق وشرح عبد السلام هارون ، مطبعة السنة المحمدية ، القاهرة
١٩٦٤ ، ١٩٦٥.
٤١ ـ الحيوان ،
تحقيق عبد السلام هارون ، ط ١ ، مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده ، مصر ، ١٣٥٦ /
١٩٣٨.
٤٢ ـ البيان
والتبيين ، تحقيق عبد السلام هارون ، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ،
القاهرة ، ١٣٨١ / ١٩٦١.
جرير : ابن عطية الخطفي (ت ١١٤ ه).
٤٣ ـ الديوان ،
نشر كرم البستاني ، دار صادر ، دار بيروت ، للطباعة والنشر ، بيروت ١٣٧٩ / ١٩٦٠.
الجمحي : محمد بن سلام (ت ٢٣١ ه).
٤٤ ـ طبقات
فحول الشعراء ، شرح محمود محمد شاكر ، دار المعارف للطباعة والنشر ، مصر ، بدون
تاريخ.
الجواليقي : أبو منوصر موهوب بن أحمد (ت ٥٤٠ ه).
٤٥ ـ المعرب من
الكلام الأعجمي على حروف المعجم ، تحقيق أحمد محمد شاكر ، طهران ، ١٩٦٦.
الجوهري : إسماعيل بن حماد (ت ٣٩٨ ه).
٤٦ ـ الصحاح ،
تحقيق أحمد عبد الغفور عطار ، مطابع دار الكتاب العربي ، القاهرة ١٣٧٦ / ١٩٥٦.
ابن
حبيب : أبو جعفر
محمد بن حبيب بن أمية بن عمرو الهاشمي البغدادي (ت ٢٤٥ ه).
٤٧ ـ المحبر ،
تصحيح الدكتورة ايلزة ليمتن شنيتر ، مطبعة جمعية دائرة المعارف العثمانية ، حيدر
آباد الدكن ١٣٦١ / ١٩٤٢.
٤٨ ـ المنمق في
أخبار قريش ، تصحيح خورشيد أحمد فاروق ، ط ١ ، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية
، حيدر آباد الدكن ، ١٣٨٤ / ١٩٦٤.
ابن
أبي الحديد : عبد الحميد بن هبة الله (ت ٦٥٦ ه).
٤٩ ـ شرح نهج
البلاغة ، تحقيق حسن تميم ، دار مكتبة الحياة ، بيروت ١٩٦٥.
الحربي :
إبراهيم بن إسحاق (ت ٢٨٥ ه).
٥٠ ـ المناسك
وأماكن طرق الحج ومعالم الجزيرة ، تحقيق حمد الجاسر ، منشورات دار اليمامة للبحث
والترجمة والنشر ، الرياض ، مطبعة المتنبي بيروت ١٣٨٩ / ١٩٦٩.
ابن
حزم : أبو محمد
علي بن حزم الأندلسي (ت ٤٥٦ ه).
٥١ ـ الفصل في
الملل والأهواء والنحل ، نشر مكتبة المثنى بغداد ـ العراق.
٥٢ ـ جمهرة
أنساب العرب ، تحقيق عبد السلام هارون ، دار المعارف ، مصر ، ١٣٨٢ / ١٩٦٢.
٥٣ ـ جوامع
السيرة وخمس رسائل أخرى ، تحقيق إحسان عباس وناصر الدين أسد ، بمراجعة أحمد شاكر ،
دار المعارف ، مصر ، بدون تاريخ.
الحطيئة : جرول بن أوس (ت ٥٩ ه).
٥٤ ـ الديوان ،
تحقيق نعمان أمين طه ، ط ١ ، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده ، مصر
، ١٣٨٧ / ١٩٥٨.
الحلبي : علي بن برهان الدين الحلبي الشافعي (ت ١٠٤٤ ه).
٥٥ ـ إنسان
العيون في سيرة الأمين والمأمون المعروفة بالسيرة الحلبية ، المطبعة الأزهرية ،
مصر ، ١٣٢١ ـ طبعة حجر.
ابن
حنبل : أحمد بن
محمد (ت ٢٤١ ه).
٥٦ ـ المسند ،
٦ أجزاء ، القاهرة ١٣١٣.
ابن
حوقل : أبو القاسم
ابن حوقل (ت ٣٦٧ ه).
٥٧ ـ صورة
الأرض ، جزءان ، ط ٢ ، مطبعة بريل ـ ليدن ١٩٣٨.
ابن
أبي خازم : بشر الأسدي.
٥٨ ـ الديوان ،
تحقيق عزت حسن ، دمشق ١٣٧٩ / ١٩٦٠.
ابن
خرداذبة : أبو القاسم
بعيد الله بن عبد الله (ت في حدود ٣٠٠ ه).
٥٩ ـ المسالك
والممالك ، طبعة دي غوية ، بريل ـ ليدن ١٨٨٩.
خسرو : ناصري علوي (ت ٤٨١ ه).
٦٠ ـ سفرنامة ،
ترجمة يحيى الخشاب ، ط ١ ، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ، القاهرة ، ١٣٦٤ /
١٩٤٥.
الخطيب
البغدادي : أبو بكر
أحمد بن علي (ت ٤٦٣ ه).
٦١ ـ تاريخ
بغداد ، ١١ جزءا ، نشر دار الكتاب العربي ، بيروت ، بدون تاريخ.
ابن
الخطيم : قيس.
٦٢ ـ الديوان ،
تحقيق ناصر الدين أسد ، ط ١ ، مطبعة المدني ، القاهرة ١٣٨١ / ١٩٦٣.
ابن
خلدون : عبد الرحمن
محمد (ت ٨٠٨ ه).
٦٣ ـ العبر
وديوان المبتدأ والخبر ، ٧ أجزاء ، منشورات دار الكتاب اللبناني ، بيروت ، ١٩٥٦
وما بعدها.
ابن
خلكان : أبو العباس
شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر (٦٨١ ه).
٦٤ ـ وفيات
الأعيان وأنباء أبناء الزمان ، تحقيق محمد محي عبد الحميد ، نشر مكتبة النهضة ، ط
١ ، مطبعة السعادة ١٩٤٨.
ابن
خياط : أبو عمرو
خليفة بن خياط (ت ٢٤٠ ه).
٦٥ ـ الطبقات ،
تحقيق أكرم ضياء العمري ، ط ١ ، مطبعة العاني ، بغداد ، ١٣٨٧ / ١٩٦٧.
٦٦ ـ تاريخ
خليفة بن خياط ، تحقيق أكرم ضياء العمري ، ط ١ ، مطبعة الآداب ، النجف الأشرف ،
١٣٨٦ / ١٩٦٧.
الدارمي : أبو محمد عبد الله بن عبدالرحمن (ت ٢٥٥).
٦٧ ـ سنن
الدارمي ، طبع محمد أحمد دهمان ، ج ١ مطبعة الاعتدال ، دمشق ١٣٤٩ ه.
أبو
داود : سليمان بن
الأشعث (ت ٢٧٥ ه).
٦٨ ـ السنن ، ط
١ ، مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده ، مصر ، ١٣٧١ / ١٩٥٢.
دحلان : أحمد زيني (ت ١٣٠٤).
٦٩ ـ السيرة
النبوية والآثار المحمدية ، المطبعة الوهبية ، القاهرة ، ١٢٨٥ ، طبعة حجر.
٧٠ ـ الفتوحات
الإسلامية ، مطبعة مصطفى محمد ، القاهرة ١٣٥٤.
ابن
دريد : أبو بكر
محمد بن الحسن (ت ٣٢١ ه).
٧١ ـ جمهرة
اللغة ط ١ ، مطبعة مجلس دائرة المعارف حيدر آباد الدكن ١٣٤٢.
٧٢ ـ الاشتقاق
، تحقيق عبد السلام هارون ، مطبعة السنة المحمدية ، القاهرة ، ١٣٧٨ / ١٩٥٨.
الديار
بكري : حسين بن
محمد بن الحسن (ت ٩٨٢ ه).
٧٣ ـ تاريخ
الخميس في أحوال أنفس نفيس جزءان ، المطبعة الوهبية ، مصر ، ١٢٨٣.
الدينوري : أحمد بن داود (ت ٢٨٢ ه).
٧٤ ـ الأخيار
الطوال ، مطبعة بريل ـ ليدن ١٩١٢.
٧٥ ـ النبات وقطعة
من الجزء الخامس ، بريل ـ ليدن ١٩٥٣.
الذهبي : شمس الدين محمد بن أحمد (ت ٧٤٨ ه).
٧٦ ـ تاريخ
الإسلام وطبقات المشاهير والاعلام ، ٦ أجزاء ، مكتبة القدسي ، مطبعة السعادة
القاهرة ١٣٦٧ وما بعدها.
٧٧ ـ دول
الإسلام ، ط ٢ ، مطبعة جمعية دائرة المعارف العثمانية ، حيدر آباد الدكن ١٣٦٤.
٧٨ ـ العبر في
خبر من غبر ، ٥ أجزاء ، الجزء الأول والرابع والخامس تحقيق صلاح الدين المنجد ،
دار المطبوعات والنشر ، الكويت ١٩٦٠ ، والجزء الثاني والثالث تحقيق فؤاد السيد ،
مطبعة حكومة الكويت ١٩٦١.
ذو
الرمة : غيلان بن
عقبة العدوي (ت ١١٧ ه).
٧٩ ـ الديوان ،
تحقيق كارليل هنري هيس مكارتني ، كمبردج ، مطبعة الكلمة ١٩١٩.
الرازي : فخر الدين (ت ١٠٣٧).
٨٠ ـ اعتقادات
فرق المسلمين والمشركين ، مكتبة النهضة ، القاهرة ١٣٥٦ / ١٩٣٨.
ابن
رسته : أبو علي
أحمد بن عمر (كان حيا في سنة ٢٩٠ ه).
٨١ ـ الأعلاق
النفيسة ، بريل ـ ليدن ١٨٩١.
الزبيدي : أبو الفيض محمد مرتضى الحسيني الواسطي (ت ١٠٢٠ ه).
٨٢ ـ تاج
العروس من شرح القاموس المسمى تاج العروس من جواهر القاموس دار ليبيا للنشر
والتوزيع ، بيروت ١٣٨٦ / ١٩٦٦.
الزرقاني : محمد بن عبد الباقي (ت ١١٢٢ ه).
٨٣ ـ شرح
الزرقاني على المواهب اللدنية للقسطلاني ، ط ١ ، المطبعة الأزهرية المصرية ١٣٢٥
وما بعدها.
الزمخشري : أبو القاسم جار الله محمود بن عمر (ت ٥٣٨ ه).
٨٤ ـ المستقصى
في أمثال العرب ، جزءان ، ط ١ ، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية ، حيدر آباد
الدكن ١٣٨١ / ١٩٦٢.
٨٥ ـ الفائق في
غريب الحديث ، تحقيق علي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم ، ط ١ ، دار احياء
الكتب العربية ، عيسى البابي الحلبي وشركاه ، ١٣٦٤ وما بعدها.
٨٦ ـ الجبال
والأمكنة والمياه ، تحقيق محمد صادق بحر العلوم ، المطبعة الحيدرية النجف ، بدون
تاريخ.
الزوزني : أبو عبد الله الحسين بن أحمد (ت ٤٦٨ ه).
٨٧ ـ شرح
المعلقات السبع ، تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد ، مطبعة السعادة ، القاهرة ،
بدون تاريخ.
الزيلعي : جمال الدين أبو محمد عبد الله بن يوسف الحنفي (ت ٧٦٢
ه).
٨٨ ـ نصب
الراية لأحاديث الهداية ، ط ١ ، مطبعة دار المأمون بشبرا ، ١٣٥٧ / ١٩٣٨ ، سلسلة
مطبوعات المجلس العلمي بدابهبل ـ سورت ـ الهند.
ابن
سعد : محمد (ت ٢٣٠
ه).
٨٩ ـ الطبقات
الكبرى ، ٨ أجزاء طبع ادورد سخاو ، مطبعة بريل ـ ليدن ١٣٢٤ فما بعد.
ابن
سعيد المغربي : علي بن موسى (ت ٦٨٥ ه).
٩٠ ـ بسط الأرض
في الطول والعرض ، تحقيق الدكتور خوان قرنيط ، مطبعة كريمادس ، تطوان ١٩٥٨.
السمعاني : عبد الكريم بن محمد (ت ٥٦٢ ه).
٩١ ـ الأنساب ،
تحقيق عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني ، ط ١ ، مطبعة مجلس دائرة المعارف
العثمانية ، حيدر آباد الدكن ، ١٣٨٤ / ١٩٦٤.
ابن
سيد الناس : محمد بن محمد (ت ٧٣٤ ه).
٩٢ ـ عيون
الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير ، جزءان ، نشر مكتبة القدسي ، القاهرة ١٣٥٦
ه.
ابن
سيدة : أبو الحسن علي
بن إسماعيل (ت ٤٥٨ ه).
٩٣ ـ المخصص ،
ط ١ ، المطبعة الكبرى الأميرية ، بولاق ، ١٣١٦ ه.
السهيلي
: أبو القاسم
عبد الرحمن بن عبد الله (ت ٥٨١ ه).
٩٤ ـ الروض
الآنف في تفسير ما اشتمل عليه حديث السيرة النبوية لابن هشام ، جزءان ، المطبعة
الجمالية ، مصر ١٣٣٣ / ١٩١٤.
السيوطي
: جلال الدين
عبد الرحمن بن أبي بكر (ت ٩١١ ه).
٩٥ ـ تاريخ
الخلفاء ، تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد ، ط ٣ ، مطبعة المدني ، القاهرة ١٣٨٣ /
١٩٦٤.
٩٦ ـ شرح شواهد
المغني ، طبع أحمد ظاهر كوجان ١٣٨٦ / ١٩٦٦.
٩٧ ـ الدر
النثير تلخيص نهاية ابن الأثير ، بهانش النهاية ، المطبعة العثمانية ، مصر ١٣١١ ه.
الشافعي
: أبو عبد الله
محمد بن ادريس (ت ٢٠٤ ه).
٩٨ ـ الأم ،
المطبعة الأميرية ، بولاق ١٣٢١ ه.
٩٩ ـ الرسالة ،
تحقيق أحمد محمد شاكر ، ط ١ ، شركة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده ، مصر ،
١٣٥٨ / ١٩٤٠.
الشهرستاني
: أبو الفتح
محمد بن عبد الكريم (ت ٥٤٨ ه).
١٠٠ ـ الملل
والنحل ، لا يبزك ١٩٢٨.
شيخ
الربوة : شمس الدين أبو
عبد الله محمد بن أبي طالب الأنصاري الدمشقي (ت ٧٢٧ ه).
١٠١ ـ نخبة
الدهر في عجائب البر والبحر ، لا يبزك ١٩٢٣.
ابن
صاعد : أبو القاسم
صاعد بن أحمد (ت ٤٦٢ ه).
١٠٢ ـ طبقات
الأمم ، نشر الأب لويس شيخو ، المطبعة الكاثوليكية للآباء اليسوعيين ، بيروت ،
١٩١٢.
أبو
طالب : المفضل بن
سلمة بن عاصم (ت ٢٩١ ه).
١٠٣ ـ الفاخر ،
تحقيق عبد العليم الطحاوي ، ومحمد علي النجار ، ط ١ ، دار احياء الكتب العربية ،
عيسى البابي الحلبي وشركاه ، ١٣٨٠ / ١٩٦٠.
الطبري
: أبو جعفر محمد
بن جرير (ت ٣١٠ ه).
١٠٤ ـ تاريخ
الرسل والملوك ، ٣ أجزاء ، مطبعة بريل ـ ليدن ١٨٨٣ م.
١٠٥ ـ جامع
البيان عن تأويل آي القرآن ، ٣٠ جزءا ، ط ١ ، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي
الحلبي وأولاده ، القاهرة ١٣٧٣ / ١٩٥٤.
طرفة
: ابن العهد.
١٠٦ ـ الديوان
، تحقيق الدكتور علي الجندي ، نشر المكتبة الانجلوا ـ المصرية ، القاهرة ١٩٥٨.
ابن
عبد البر : أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد (ت ٤٦٣ ه).
١٠٧ ـ الاستيعاب
في معرفة الأصحاب ٤ أجزاء ، تحقيق محمد علي البجاوي ، مطبعة نهضة مصر ، القاهرة ،
بدون تاريخ.
١٠٨ ـ الأنباه
على قبائل الرواة ، منشورات المكتبة الحيدرية ومطبعتها ، النجف ، ١٣٨٦ / ١٩٦٦.
ابن
عبد الحق : صفي الدين عبد المئمن بن عبد الحق البغدادي (ت ٧٣٩ ه).
١٠٩ ـ مراصد
الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع ، ٦ أجزاء طبع بريل ـ ١٨٥٢.
ابن
عبد ربه : أبو عمر أحمد
بن محمد (ت ٢٣٨ ه).
١١٠ ـ العقد
الفريد ، شرحه وضبطه أحمد أمين وآخرون ، ط ٢ ، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر
، القاهرة ١٣٦٧ / ١٩٤٨.
أبو
عبيد : القاسم بن
سلام (ت ٢٢٤ ه).
١١١ ـ الأموال
، تحقيق محمد حامد الفقي ، مطبعة محمد عبد اللطيف حجازي ، القاهرة ، ١٣٥٣ ه.
أبو
عبيدة : معمر بن
المثنى (ت ٢٠٩ ه).
١١٢ ـ نقائض
جرير والفرزدق ، مطبعة بريل ـ ليدن ١٩٠٥.
عرام
: ابن الأصبغ
السلمي (القرن الثالث الهجري).
١١٣ ـ جبال
تهامة ، في نوادر المخطوطات ، تحقيق عبد السلام هارون ، ط ١ ، نشر مكتبة الخانجي
بمصر ومكتبة المثنى ببغداد ، ومطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ، القاهرة ١٣٧٤
/ ١٩٥٥.
العسقلاني
: شهاب الدين
أحمد بن علي بن حجر (ت ٨٥٢ ه).
١١٤ ـ الإصابة
في تمييز الصحابة ، ٤ أجزاء ، مطبعة مصطفى محمد ، القاهرة ١٣٥٨ / ٩١٣٩.
١١٥ ـ فتح
الباري بشرح البخاري ، شركة ومكتبة مصطفى البابي الحلبي وأولاده ، مصر ، ١٣٧٨ /
١٩٥٩.
العمري
: ابن فضل الله (ت
٧٤٩ ه).
١١٦ ـ مسالك
الأبصار في ممالك الأمصار ، تحقيق أحمد زكي ، مطبعة دار الكتب المصرية ، القاهرة
١٣٤٢ / ١٩٢٤.
العيني
: بدر الدين
محمود بن أحمد (ت ٨٥٥ ه).
١١٧ ـ عمدة
القاري شرح صحيح البخاري ، نشر مجموعة من العلماء بمساعدة إدارة الطباعة المنيرية
، مصر ، بدون تاريخ.
أبو
الفدا : عماد الدين
إسماعيل بن محمد بن عمر صاحب حماه (ت ٧٣٢ ه).
١١٨ ـ المختصر
في أخبار البشر ، دار الكتاب اللبناني ، بيروت
١١٩ ـ تقويم
البلدان ، تحقيق ماك كوكين ديسلان ، دار الطباعة السلطانية ، باريس ١٨٤٠ م.
الفرزدق
: همام بن غالب
بن صعصعة (ت ١١٠ ه).
١٢٠ ـ الديوان
، ج ٢ دار صادر ، دار بيروت للطباعة والنشر ، بيروت ١٣٨٠ / ١٩٦٠ ، ج ١ مطبوعات
مجمع اللغة العربية ، دمشق ١٩٦.
ابن
الفقيه : أبو بكر أحمد
بن إبراهيم الهمداني (ت ٣٦٥ ه).
١٢١ ـ مختصر
كتاب البلدان ، نشردي غويه ، بريل ـ ليدن ١٨٨٥ م.
الفيروز
آبادي : محمد بن يعقوب
(ت ٨١٧ ه).
١٢٢ ـ القاموس
المحيط ، ٤ أجزاء ، المكتبة التجارية الكبرى ، مصطفى محمد ، القاهرة ، بدون تاريخ.
القالي
: أبو علي
إسماعيل بن القاسم البغدادي (ت ٣٥٦ ه).
١٢٣ ـ الأمالي
، ط ٢ ، مطبعة دار الكتب المصرية ، ١٣١٤ / ١٩٢٦.
١٢٤ ـ ذيل
الأمالي والنوادر ، المكتب التجاري ، بيروت بدون تاريخ.
ابن
قتيبة : أبو محمد عبد
الله بن مسلم (ت ٣٧٦ ه).
١٢٥ ـ المعارف
، تحقيق ثروت عكاشة ، مطبعة دار الكتب ، القاهرة ١٩٦٠.
١٢٦ ـ الشعر
والشعراء ، مطبعة بريل ـ ليدن ١٩٠٢.
١٢٧ ـ عيون
الأخبار ، ط ١ ، مطبعة دار الكتب المصرية ، القاهرة ١٣٤٦ / ١٩٢٨.
قدامة
: أبو الفرج
قدامة بن جعفر الكاتب البغدادي (ت ٣٢٠ ه).
١٢٨ ـ نبذة من
كتاب الخراج وصنعة الكتابة ، مطبوع مع مسالك الممالك لابن خرداذبة ، مطبعة بريل ـ ليدن
١٨٨٩.
القزويني
: أبو زكريا بن
محمد بن محمود (ت ٦٨٢ ه).
١٢٩ ـ آثار
البلاد وأخبار العباد ، دار صادر ، بيروت ١٣٨٠ / ١٩٦٠.
القسطلاني
: أحمد بن محمد (ت
٩٢٣ ه).
١٣٠ ـ إرشاد
الساري إلى شرح صحيح البخاري ، مطبعة بولاق ، القاهرة ١٢٩٣ ه القلقشندي : أبو
العباس أحمد بن علي (ت ٨٢١ ه).
١٣١ ـ نهاية
الارب في معرفة أنساب العرب ، تحقيق علي الخاقاني ، مطبعة النجاح ، بغداد ، ١٣٨٧ /
١٩٥٨.
١٣٢ ـ صبح
الأعشى في صناعة الانشا ، ١٤ جزءا ، المطبعة الأميرية ودار الكتب المصرية ،
القاهرة ١٩١٣ ـ ١٩٢٢.
القيرواني
: ابن رشيق (ت
٤٥٦ ه).
١٣٣ ـ العمدة ،
حققه وعلق حواشيه محمد محي الدين عبد الحميد ، مطبعة حجازي ، القاهرة ١٣٥٣ ه.
ابن
قيم الجوزية : شمس الدين أبو عبد الله محمد (ت ٧٥١ ه).
١٣٤ ـ زاد
المعاد في هدى خير العباد ، جزءان ، ط ٢ ، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي
وأولاده ، مصر ١٣٦٩ / ١٩٥٠.
ابن
كثير : عماد الدين
إسماعيل بن عمر (ت ٧٧٤ ه).
١٣٥ ـ البداية
والنهاية ، ١٤ جزءا ط ١ ، مطبعة السعادة ، القاهرة ١٣٥١ / ١٩٣٢.
الكرماني
: شمس الدين
محمد بن يوسف (ت ٧٨٦ ه).
١٣٦ ـ صحيح
مسلم بشرح الكرماني ، نشر محمد عبد اللطيف ، المطبعة البهية المصرية ، مصر ١٣٥٢ /
١٩٣٣ وما بعدها.
ابن
الكلبي : هشام بن محمد (ت
٢٠٤ ه).
١٣٧ ـ الأصنام
، تحقيق أحمد زكي ، نسخة مصورة عن طبعة دار الكتب ، الدار القومية للطباعة والنشر
، القاهرة ١٣٨٤ / ١٩٦٤.
١٣٨ ـ جمهرة
النسب ، مطبعة بريل ـ ليدن ١٩٦٦.
لبيد
: ابن ربيعة
العامري (ت ٤١ ه).
١٣٩ ـ شرح
ديوان لبيد صنعة الطوسي ، تحقيق الدكتور إحسان عباس ، مطبعة الحكومة ، الكويت
١٩٦٢.
لغدة
الأصفهاني : الحسن بن عبد الله (القرن الثالث الهجري).
١٤٠ ـ بلاد
العرب ، تحقيق حمد الجاسر والدكتور صالح العلي ، منشورات دار اليمامة للبحث
والترجمة والنشر ، الرياض ١٣٨٨ / ١٩٦٨ ، ط ١.
ابن
ماجة : أبو عبد الله
محمد بن يزيد القزويني (ت ٢٧٥ ه).
١٤١ ـ سنن ابن
ماجه ، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ، دار احياء الكتب العربية ، عيسى البابي
الحلبي وشركاه ، القاهرة ١٣٧٢ / ١٩٥٢.
ابن
ماكولا : أبو نصر علي
بن هبة الله (ت ٤٧٥ ه).
١٤٢ ـ الاكمال
في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف من الأسماء والكنى والأنساب ، تحقيق عبد
الرحمن بن يحيى المعلمي ، ط ١ ، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية ؛ حيدر آباد
الدكن ١٣٨١ / ١٩٦٢.
المبرد
: أبو العباس
محمد بن يزيد (ت ٢٨٥ ه).
١٤٣ ـ الكامل
في اللغة والأدب والنحو والتصريف ، تحقيق زكي مبارك ، ط ١ ، مطبعة مصطفى البابي
الحلبي وأولاده ، مصر ١٣٥٥ / ١٩٣٧ وما بعدها.
ابن
المجاور : جمال الدين
يوسف بن يعقوب (ت ٦٩٠ ه).
١٤٤ ـ تاريخ
المستبصر قسمان ، تصحيح وضبط أوسكر لوفغرين ، مطبعة بريل ـ ليدن ١٩٥١ ـ ١٩٥٤.
المرزباني
: أبو عبيد الله
محمد بن عمران بن موسى (ت ٣٨٢ ه).
١٤٥ ـ الموشح ،
تحقيق علي محمد البجاوي ، مطبعة لجنة البيان العربي ، مصر ١٩٦٥.
المرزوقي
: أحمد بن محمد
بن الحسن (ت ٤٢١ ه).
١٤٦ ـ شرح
ديوان الحماسة ، ٤ أجزاء نشر أحمد أمين وعبد السلام هارون ، ط ١ مطبعة لجنة
التأليف والترجمة والنشر ، القاهرة ، ١٣٧١ / ١٩٥١ ـ ١٣٧٢ / ١٩٥٣.
١٤٧ ـ الأزمنة
والأمكنة ، ط ١ مطبعة مجلس دائرة المعارف ، حيدر آباد الدكن ١٣٣٢ ه.
المسعودي
: أبو الحسن علي
بن الحسين بن علي (ت ٣٤٦ ه).
١٤٨ ـ مروج
الذهب ومعادن الجوهر ، ٤ أجزاء ، تحقيق محمد محي عبد الحميد ، ط ٢ ، مطبعة السعادة
، القاهرة ١٣٧٧ / ١٩٥٨.
١٤٩ ـ التنبيه
والاشراف ، مكتبة خياط ـ بيروت ١٩٦٥.
مسلم : أبو الحسن مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري (ت ٢٦١
ه).
١٥٠ ـ صحيح
مسلم ، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ، ط ١ ، دار احياء الكتب العربية ، عيسى البابي
الحلبي وشركاه ، ١٣٧٥ / ١٩٥٥.
مصعب
الزبيري : أبو أعبد الله
مصعب بن عبد الله (ت ٢٣٦ ه).
١٥١ ـ نسب قريش
، نشر ليفي بروفنسال ، دار المعارف للطباعة والنشر ، باريس ١٩٥٣.
ابن
مقبل : تميم.
١٥٢ ـ الديوان
، تحقيق الدكتور عزة حسن ، دمشق ١٣٨١ / ١٩٦٢.
المقدسي : شمس الدين أبو عبد الله محمد الشافعي المقدسي المعروف
بالبشاري (ت ٣٧٥ ه).
١٥٣ ـ أحسن التقاسيم
في معرفة الأقاليم ، طبعة دي غوية ، ط ٢ بريل ـ ليدن ١٩٠٦.
المقدسي : مطهر بن طاهر (ت ٣٢٢ ه).
١٥٤ ـ البدء
والتاريخ ، ٦ أجزاء مطبعة برطرند ، شللون ١٩٠٣.
ابن
مقرب : جمال الدين
علي بن المقرب (ت ٦٢٩ ه).
١٥٥ ـ الديوان
، تحقيق عبد الفتاح محمد الحلو ، ط ١ ، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي
وأولاده ، مصر ١٣٨٣ / ١٩٦٣.
المنجم : إسحاق بن حسين (القرن الخامس الهجري).
١٥٦ ـ آكام
المرجان في ذكر المدائن المشهورة في كل مكان.
ابن
منظور : أبو الفضل
محمد بن مكرم (ت ٧١١ ه).
١٥٧ ـ لسان
العرب ، دار صادر ، دار بيروت للطباعة والنشر ، بيروت ١٣٧٤. ج ٤ ، ٦ طبعة بولاق
١٣٠٠ ه.
مؤلف
مجهول :
١٥٨ ـ الجزء
الحادي عشر من تاريخ مصنف مجهول ، ولعله كتاب أنساب الأشراف وأخبارهم للبلاذري ،
مطبعة بولس آبل ، في مدينة غريفزولد ١٨٨٣ م.
مؤلف
مجهول : (القرن
الحادي عشر).
١٥٩ ـ تاريخ
الخلفاء ، نشر بطرس غريازينوبج ، دار العلم للنشر ، موسكو ١٩٦٧.
١٦٠ ـ العيون
والحدائق في أخبار الحقائق ، تحقيق دي غويه ، مطبعة بريل ـ ليدن ١٨٦٩.
الميداني : أبو الفضل أحمد بن محمد النيسابوري (ت ٥١٨ ه).
١٦١ ـ مجمع
الأمثال ، جزءان ، القاهرة ١٣٥٢ ه).
ابن
النديم : محمد بن
إسحاق (ت ٣٧٨ ه).
١٦٢ ـ الفهرست
، مكتبة خياط ، بيروت ١٩٦٣.
النسائي : أبو عبد الرحمن بن شعيب (ت ٣٠٣ ه).
١٦٣ ـ السنن ،
المطبعة المصرية بالأزهر.
النووي : أبو زكريا يحيى بن شرف (ت ٦٧٦ ه).
١٦٤ ـ شرح
النووي لصحيح مسلم ، المطبعة المصرية ومكتبتها ، ١٩٢٤.
١٦٥ ـ رياض
الصالحين من كلام سيد المرسلين ، ط ١ مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده ، مصر
١٣٥٧ / ١٩٣٨.
النويري : شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب (ت ٧٣٣ ه).
١٦٦ ـ نهاية
الارب في فنون الأدب ، نسخة مصورة عن طبعة دار الكتب المصرية مع استدراكات وفهارس
المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر ، القاهرة ١٣٨٣ / ١٩٦٣.
الهذليين :
١٦٧ ـ ديوان
الهذليين ، ج ١ الدار القومية للطباعة والنشر ، القاهرة ١٣٨٥ / ١٩٦٥ ، ج ٢ ط ١
مطبعة دار الكتب المصرية ، القاهرة ١٣٦٧ / ١٩٤٨.
ابن
هشام : أبو محمد
عبد الملك (ت ٢١٨ ه).
١٦٨ ـ السيرة
النبوية ٤ أجزاء تحقيق مصطفى السقا وآخرون ، مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده ،
مصر ١٣٥٥ / ١٩٣٦.
الهمداني : أبو محمد الحسن بن أحمد (ت ٣٣٤ ه).
١٦٩ ـ صفة
جزيرة العرب ، تحقيق محمد بن عبد الله بن بليهد النجدي ، مطبعة السعادة ، مصر
١٩٥٣.
١٧٠ ـ الإكليل
، الجزء الثاني تحقيق محمد بن علي الأكوع الحوالي ، مطبعة السنة المحمدية ـ القاهرة
١٣٨٦ / ١٩٦٦.
ابن
الوردي : زين الدين
عمر (ت ٧٤٩ ه).
١٧١ ـ تاريخ
ابن الوردي المسمى تتمة المختصر في أخبار البشر ، القاهرة ١٢٨٥ ه.
ياقوت : شهاب الدين أبو عبد الله الحموي الرومي (ت ٦٢٦ ه).
١٧٢ ـ معجم
البلدان ، ٦ أجزاء ، لايبزك ١٨٦٨.
١٧٣ ـ المشترك
وصفا والمفترق صفعا ، كوتنجن ١٨٤٦.
اليعقوبي : أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضح (ت ٢٨٤ ه).
١٧٤ ـ تاريخ
اليعقوبي ، جزءان طبعة هوتسما ، مطبعة بريل ـ ليدن ١٨٨٣.
أبو
يوسف : القاضي يعقوب
بن إبراهيم (ت ١٨٢ ه).
١٧٥ ـ الخراج ،
ط ٣ ، المطبعة السلفية ، القاهرة ١٣٨٢ ه.
المصادر العربية الحديثة
الإحسائي : محمد بن عبد الله.
١٧٦ ـ تحفة
المستفيد بتأريخ الاحساء في القديم والجديد ، القسم الأول ط ١ ، مطابع الرياض
١٩٦٠.
الأفغاني : سعيد.
١٧٧ ـ أسواق العرب
في الجاهلية ، ط ٢ ، دار الفكر ، دمشق ١٩٦٠.
الألوسي : محمود شكري.
١٧٨ ـ بلوغ
الارب في معرفة أحوال العرب ، طبعة محمد بهجة الأثري ، ط ٣ ، مطابع دار الكتاب
العربي ، مصر / ١٣٤٢ ه.
ابن
بليهد : محمد بن عبد
الله النجدي.
١٧٩ ـ صحيح
الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار ، ج ١ ـ ٢ ، مطبعة السنة المحمدية ، ج ٣
مطبعة الامام ، ج ٤ ، ٥ مطبعة السعادة ، القاهرة ١٣٧٠ / ١٩٥١ فما بعد.
بيرين : جاكلين.
١٨٠ ـ اكتشاف
جزيرة العرب ، ترجمة قدري قلعجي ، دار الكتاب العربي ـ بيروت ١٩٦٣.
الجاسر : حمد.
١٨١ ـ أبو علي
الهجري وأبحاثه في تحديد المواضع ، منشورات دار
اليمامة للبحث والترجمة والنشر ، ط ١ الرياض ١٣٨٨ / ١٩٦٨.
جود
تسيهر : أجناس.
١٨٢ ـ العقيدة
والشريعة في الإسلام ، ترجمة محمد يوسف موسى ، عبد العزيز عبد الحق ، علي حسين عبد
القادر ، دار الكتاب العربي ، القاهرة ١٩٤٦.
حقي : فليب.
١٨٣ ـ تاريخ
سوريا ولبنان وفلسطين ، ترجمة جورج حداد وآخرون ، دار الثقافة ، بيروت ١٩٥٨.
حمزة : فؤاد.
١٨٤ ـ قلب
جزيرة العرب ، المطبعة السلفية ١٩٣٣.
الحيدر
آبادي : محمد حميد
الله.
١٨٥ ـ مجموعة
الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة ، ط ٢ مطبعة لجنة التأليف
والترجمة والنشر ، القاهرة ١٩٥٦.
خلف : حسين.
١٨٦ ـ تاريخ
الكويت السياسي ، بيروت ١٩٦٢.
الدباغ : مصطفى مراد.
١٨٧ ـ جزيرة
العرب موطن العرب ومهد الإسلام ، جزءان ، ط ١ منشورات دار الطليعة ، بيروت ١٩٦٣.
١٨٨ ـ قطر
ماضيها وحاضرها ، ط ١ منشورات دار الطليعة ، بيروت ١٦١ چ.
رفعت : إبراهيم.
١٨٩ ـ مرآة
الحرمين ، ط ١ مطبعة دار الكتب المصرية ، القاهرة ١٩٢٥.
رفلة : فيليب وأحمد سامي مصطفى.
١٩٠ ـ جغرافية
الوطن العربي ، مطبعة السنة المحمدية ، ط ٢ القاهرة ١٩٦٥.
زيدان : جرجي.
١٩١ ـ العرب
قبل الإسلام ، طبعة جديدة مراجعة وتعليق حسين مؤنس ، دار الهلال ، القاهرة بدون
تاريخ.
سنان : محمود بهجت.
١٩٢ ـ البحرين
درة الخليج العربي ، ط ١ بغداد ١٩٦٣.
سيديو : لويس إميل.
١٩٣ ـ مختصر
تاريخ العرب ، ط ١ ، مطبعة محمد أفندي مصطفى ، القاهرة ١٨٩١.
شيخو : الأب لويس.
١٩٤ ـ شعراء
النصرانية ، مطبعة الآباء اليسوعيين ، بيروت ١٨٩٠.
١٩٥ ـ النصرانية
وآدابها بين عرب الجاهلية ، مطبعة الآباء اليسوعيين بيروت ، ١٩١٢.
عبد الحميد : عرفان.
١٩٦ ـ دراسات
في الفرق والعقائد الإسلامية ، ط ١ ، مطبعة الإرشاد ، بغداد ١٣٨٧ / ١٩٦٧.
عزام : عبد الوهاب.
١٩٧ ـ مهد
العرب ، دار المعارف للطباعة والنشر ، مصر ١٩٤٦.
أبو العلا : محمود طه.
١٩٨ ـ جغرافية
شبه جزيرة العرب ، ط ١ ، مطبعة لجنة البيان العربي ، مصر ١٩٦٥.
العلي : صالح أحمد.
١٩٩ ـ محاضرات
في تاريخ العرب ، ج ١ الطبعة الثالثة ، مطبعة الإرشاد ، بغداد ، ١٩٦٤.
٢٠٠ ـ التنظيمات
الاجتماعية والاقتصادية في البصرة في القرن الأول الهجري ، ط ١ مطبعة المعارف ،
بغداد ١٩٥٣ ، والطبعة الثانية ، دار الطليعة للطباعة والنشر ـ بيروت ١٩٦٩.
٢٠١ ـ إدارة
الحجاز ، محاضرات ألقيت على طلبة ماجستير التاريخ الإسلامي لسنة ١٩٦٨ ـ ١٩٦٩.
علي : جواد.
٢٠٢ ـ المفصل
في تاريخ العرب قبل الإسلام ، ط ١ دار العلم للملايين ، بيروت ١٩٦٨.
٢٠٣ ـ تاريخ
العرب قبل الإسلام ، مطبعة المجمع العلمي العراقي ، بغداد ١٩٥٤ ، فما بعد.
العبيد : خضير نعمان.
٢٠٤ ـ البحرين
من إمارات الخليج العربي ، ط ١ مطبعة المعارف ، بغداد ١٩٦٩.
الغلامي : عبد المنعم.
٢٠٥ ـ جغرافية
جزيرة العرب ، منشورات دار البصري ، بغداد ١٩٦٢.
غنيمة : يوسف رزق الله.
٢٠٦ ـ الحيرة
المدنية والمملكة العربية ، مطبعة دنكور الحديثة ، بغداد ١٩٣٦.
الفرحان : راشد عبد الله.
٢٠٧ ـ مختصر
تاريخ الكويت ، نشر مكتبة دار العروبة ، مطبعة المدني ، القاهرة ١٩٦٠.
القلماوي : سهير.
٢٠٨ ـ أدب
الخوارج في العصر الأموي ، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ، القاهرة ١٩٤٥.
كحالة : عمر رضا.
٢٠٩ ـ جغرافية
شبه جزيرة العرب ، المطبعة الهاشمية ، دمشق ١٩٤٤.
كريستنسن : أرثر.
٢١٠ ـ إيران في
عهد الساسانيين ، ترجمة يحيى الخشاب وعبد الوهاب عزام ، مطبعة لجنة التأليف
والترجمة والنشر ، القاهرة ١٩٥٧.
المسلم : محمد سعيد.
٢١١ ـ ساحل
الذهب الأسود ، دار مكتبة الحياة ـ بيروت ١٩٦٢.
النبهاني : محمد بن خليفة.
٢١٢ ـ التحفة
النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية ، ط ٢ المطبعة المحمدية القاهرة ١٣٤٢ ه.
هنداوي : محمد موسى.
٢١٣ ـ المعجم
في اللغة الفارسية ، مكتبة مطبعة مصر ١٩٥٢.
ولهاوزن : يوليوس.
٢١٤ ـ أحزاب
المعارضة السياسية الدينية في صدر الإسلام ، الخوارج والشيعة ، ترجمة عبد الرحمن
بدوي ، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ، القاهرة ١٩٥٧.
وهبة : حافظ.
٢١٥ ـ جزيرة
العرب في القرن العشرين ، ط ٤ مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ، القاهرة ١٩٦١.
٢١٦ ـ دائرة
المعارف الإسلامية ـ الترجمة العربية للشنتناوي وآخرون.
٢١٧ ـ دائرة
المعارف ـ البستاني ، بيروت ١٩٦٧.
المقالات
بوري
: قاضي أظهر
المبارك.
٢١٨ ـ من
النارجيل إلى النخيل ـ مجلة ثقافة الهند ، المجلد السادس عشر ، العدد ١ و٣ مطبعة
نوري ـ مدراس ١٩٦٥.
العلي
: صالح أحمد.
٢١٩ ـ الأنسجة
في القرنين الأول والثاني ـ مجلة الأبحاث ج ٤ ، كانون الأول لسنة ١٤ ، دار الكتاب
اللبناني ـ بيروت ١٩٦١.
مرزوق
: سيف.
٢٢٠ ـ دول
الخليج العربي وإماراته ـ مؤتمر الأدباء العرب الخامس المنعقد في شباط ١٩٦٥ ،
أصدرته اللجنة التحضيرية للمؤتمر بإشراف د.
أحمد مطلوب
وعبد الله الجبوري ، مطبعة العاني ، بغداد ١٩٦٥.
المصادر الأجنبية
١ ـ Admiralty
and war office. Handbook of Arabia, Vol I, London ٦١٩١. Caetani, L.
Annali dell Islam, Vol II.
ترجمه إلى
التركية حسين جاهد ، استانبول ، مطبعة س ١٩٢٥.
The
Encyclaedia.
Of
Islam, Vol, I, leiden ـ brill ١٩٦٠, (new edition).
Fiey,
Fr. J. M.
Memorial
Mgr Gabriel Khouri ـ Sarkis ١٨٩٨ ـ ١٩٦٨) Belgique.
Imprimerie
orientahtliste ١٩٦٩.
Walekr,
John.
A
catalogue of the muhammadan coins, in the britiah Museum.
Oxford,
University press ١٩٦٧.
المحتويات
المقدمة : ـ نطاتق البحث وتحليل المصادر........................................ ٥
الفصل الأول : جغرافية البحرين................................................ ١٩
تحديد البحرين............................................................... ١٩
السطح والتضاريس........................................................... ٢١
١ ـ السهل
الساحلي والسباخ............................................... ٢١
٢ ـ السهول الوسطى...................................................... ٢١
أـ الكثبان
الرملية والصحاري.............................................. ٢٢
ب ـ الجبال............................................................. ٢٣
ج ـ الوديان............................................................ ٢٦
٣ ـ الصمان.............................................................. ٣١
جزر البحرين................................................................ ٣٤
أوال.................................................................. ٣٤
شفار................................................................. ٣٦
تاروت................................................................ ٣٧
حوارين................................................................ ٣٧
قطر.................................................................. ٣٨
المياه..................................................................... ٣٨
العيون
والأنهار......................................................... ٣٩
الآبار والمناهل.......................................................... ٤١
البحيرات.............................................................. ٤٧
الفصل الثاني : السكان........................................................ ٤٩
العرب................................................................... ٤٩
عبد
القيس............................................................ ٤٩
بكر بن وائل........................................................... ٥٣
تميم................................................................... ٥٤
الأزد.................................................................. ٥٨
الجاليات الأعجمية في البحرين.............................................. ٥٩
الفرس................................................................. ٦١
السيابجة............................................................... ٦٢
الزط.................................................................. ٦٣
الحياة الدينية في البحرين قبل الإسلام........................................ ٦٤
الوثنية................................................................. ٦٥
النصرانية.............................................................. ٦٥
اليهودية............................................................... ٧٠
المجوسية............................................................... ٧١
الديانة الاسبذية (عبادة المخيلي)......................................... ٧٣
الفصل الثالث : المدن والقرى................................................. ٧٥
مدن البحرين............................................................. ٧٥
هجر................................................................. ٧٥
المشقر................................................................ ٧٩
الصفا................................................................. ٨٠
الزارة.................................................................. ٨١
جواثا................................................................. ٨٢
السابون............................................................... ٨٣
الغابة................................................................. ٨٤
دارين................................................................. ٨٤
القطيف............................................................... ٨٥
الخط.................................................................. ٨٦
الاحساء.............................................................. ٩٠
العقير................................................................. ٩١
الزرقاء................................................................. ٩٢
القليعة................................................................ ٩٢
قرى أخرى في البحرين..................................................... ٩٣
الفصل الرابع : الحياة الاقتصادية............................................. ١٠٥
الزراعة والمحاصيل الزراعية.................................................... ١٠٥
الصناعة.................................................................. ١٠٨
التجارة.................................................................... ١١٤
الصيد.................................................................... ١٢٥
طرق المواصلات............................................................ ١٢٦
الفصل الخامس : الفتح
الإسلامي للبحرين.................................... ١٣٣
وفادة عبد القيس على الرسول صلى الله عليه وسلم............................. ١٣٨
المراسلات بين الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل البحرين........................ ١٥٠
الفصل السادس : إدارة البحرين.............................................. ١٥٣
البحرين عند ظهور الإسلام.................................................. ١٥٣
الإدارة الإسلامية في القرن الأول الهجري....................................... ١٥٨
الفصل السابع : الخوارج في البحرين......................................... ١٦٣
الملاحق.................................................................... ١٩١
الملحق الأول : رسائل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى
البحرين................... ١٩٣
الملحق الثاني : ولاة البحرين في القرن الأول الهجري............................. ٢٠١
المصادر والمراجع........................................................... ٢٠٧
المراجع العربية القديمة...................................................... ٢٠٩
المصادر العربية الحديثة...................................................... ٢٢٩
المقالات................................................................... ٢٣٤
المصادر الأجنبية............................................................ ٢٣٤
|