ذكر

إخراج جبريل عليه الصلاة والسلام زمزم

لاسماعيل بن ابراهيم وأمه

عليهم الصلاة والسلام وتفسير ذلك

١٠٤٨ ـ حدّثنا حسين بن حسن بن حرب بن هانئ السلمي ، عن يحيى بن سعيد القطان ، عن ابن حرملة ، قال : سمعت سعيد بن المسيّب ، يقول : قدم ابراهيم واسماعيل وأمّ اسماعيل إلى مكة ، فقال ابراهيم : كلا من الشجر واشربا من الشعاب ، فلما ضاقت الأرض وتقطعت المياه عطشا ، فقالت امه : اصعد وانصبّ في هذا الوادي حتى لا أرى موتك ولا ترى موتي ، ففعلت ، فأنزل الله ـ تبارك وتعالى ـ على أم اسماعيل ملكا من السماء ، فأمرها فصرخت به ، فاستجاب لها ، فطار الملك ، وضرب بجناحه مكان زمزم ، وقال : اشربا ، فكان سيحا ، لو تركته ما زال كذلك ، ولكنها فرقت من العطش فقرت في السقاء ، وحفرت له في البطحاء ، فنضب الماء ، فطفقا كلما نضب الماء طوياه ، ثم هلك ودفنته السيول.

__________________

١٠٤٨ ـ إسناده حسن.

ابن حرملة ، هو : عبد الرحمن ، صدوق ربما أخطأ ، كما في التقريب ١ / ٤٧٧.

رواه الحربي في المناسك ص : ٤٨٤ عن أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان ، عن جدّه به. وذكره ابن رستة في الأعلاق النفيسة ص : ٤٠.


١٠٤٩ ـ حدّثني محمد بن أبي عمر ، وسلمة بن شبيب ، قالا : ثنا عبد الرزاق ، قال : أنا معمر ، عن أيوب وكثير بن كثير ، عن سعيد بن جبير ، قال : قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : قال النبى صلّى الله عليه وسلم : يرحم الله أم اسماعيل لو تركت زمزم ، أو قال : لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عينا معينا.

١٠٥٠ ـ حدّثنا عبد الله بن أبي سلمة ، قال : حدّثني محمد بن يونس ، قال : ثنا جرير بن حازم ، عن أيوب ، عن ابن سعيد بن جبير ، عن أبيه سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : حدّثني أبيّ بن كعب ـ رضي الله عنه ـ قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول : رحمة الله على هاجر لو تركت زمزم لكانت عينا معينا.

١٠٥١ ـ حدّثنا عبد الله بن عمران المخزومي ، قال : ثنا سعيد بن سالم ، قال : قال عثمان : وأخبرني علي بن عبيد الله بن الوازع ، عن أيوب ، عن سعيد ابن جبير ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، فذكر نحو الحديث الأول ، وزاد فيه : قال : وقال لها الملك : لا تخافي على أهل هذا الوادي ظمأ فإنها عين يشرب بها ضيفان الله.

__________________

١٠٤٩ ـ إسناده صحيح.

١٠٥٠ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه ، وبقية رجاله موثقون.

محمد بن يونس ، لعلّه الكديمي ، وأيوب : هو السختياني. وابن سعيد بن جبير ، هو : عبد الله.

رواه ابن حبّان (ص : ٢٥٤ موارد الظمآن) من طريق : وهب بن جرير بن حازم ، عن أبيه ، به.

١٠٥١ ـ إسناده ضعيف.

علي بن عبيد الله بن الوازع ، مجهول.

ذكره الحافظ في الفتح ٦ / ٤٠٢ ، وعزاه للفاكهي.


١٠٥٢ ـ حدّثنا عبد الله بن عمران المخزومي ، قال : ثنا سعيد بن سالم ، قال : ثنا عثمان بن ساج ، قال : أخبرني محمد بن أبان ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن حارثة بن مضرب ، عن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ أنه قال : استأذن ابراهيم ـ عليه السلام ـ امرأته سارة في جاريتها هاجر ، فقالت : نعم على أن لا تسوءني ، قال : نعم ، فأطاف عليها ، فولدت اسماعيل ، فبينما هو يوما من الأيام جالس ، استبق اسماعيل وإسحاق إليه فسبق اسماعيل ، فأخذه أبوه ، فأجلسه في حجره ، فلما جاء إسحاق أخذه فأجلسه على يمينه وعن يساره اسماعيل ، وسارة تطلع من فوق البيت قد رأت ما صنع ابراهيم ، فلما دخل ابراهيم قالت : قد ساءني فاخرجهما عني ، فانطلق بهما حتى نزل بهما مكة ، وترك عندها شيئا / من طعام وشراب قليل ، قال : أرجع فآتيكما بطعام وشراب أيضا ، قال : فأخذت هاجر بثوبه ، فقالت : يا ابراهيم إلى من تكلنا هاهنا؟ قال : أكلكم إلى الله ـ تعالى ـ فانطلق وتركها. فنفد طعامهم وشرابهم ، وقالت : يا بني توار عني حتى تموت ، فتوارى كل واحد منهما عن صاحبه ، وقد أيقن كل واحد منهما بالموت إذ نزل جبريل ـ عليه الصلاة والسلام ـ في صورة رجل ، فقال لهاجر : من أنت؟ قالت : أنا أم ولد ابراهيم. قال : من هذا معك؟ قالت : ابنه اسماعيل. قال لها جبريل ـ عليه السلام ـ : إلى من وكلكم ابراهيم حين ذهب؟ قالت : أما والله لقد أخذت بثوبه ، فقلت : إلى من تكلنا؟ قال : اوكلكما إلى الله. قال : وكلكما إلى كاف. قال : ثم خط باصبعه في الأرض ثم طولها فإذا الماء ينبع وهي زمزم. ثم

__________________

١٠٥٢ ـ إسناده ضعيف.

محمد بن أبان ، هو : ابن صالح القرشي الكوفي ، ضعّفه ابن معين. وقال أبو حاتم : ليس بقوي الحديث ، يكتب حديثه على المجاز. الجرح والتعديل ٧ / ١٩٩.

رواه الطبري في تاريخه ١ / ١٢٩ بإسناده إلى مؤمّل ، عن سفيان ، عن أبي اسحاق.


قال : ادعي ابنك. قال : فجعلت تدعوه بالعبرانية ، فجاء وهو ينجه (١) وقد كاد أن يموت ، وأخذت قوتة (٢) عندها يابسة فجعلت ترش عليها الماء تبلها.

قال لها جبريل ـ عليه السلام ـ : إنّها ريّ ، ثم صعد جبريل ـ عليه الصلاة والسلام ـ وجاء ابراهيم ، فقال : جاءكم أحد بعدي؟ قالت : نعم جاءنا خير رجل في الناس ، فحدثته ، فقال : إن ذلك جبريل ـ عليه الصلاة والسلام ـ.

١٠٥٣ ـ حدّثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ـ ببغداد ـ قال : ثنا يونس ابن بكير ، عن سعيد بن ميسرة ، عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال : لما طردت هاجر أمّ اسماعيل سارة وضعها ابراهيم ـ عليه السلام ـ بمكة ، عطشت هاجر ، فنزل عليها جبريل ـ عليه السلام ـ فقال : من أنت؟ قالت : هذا ولد ابراهيم ، قال : أعطشى أنت؟ قالت : نعم ، فبحث الأرض بجناحه ، فخرج الماء ، فاكبت عليه هاجر تشربه ، فلولا ذاك كانت عينا جارية.

١٠٥٤ ـ حدّثنا عبد الله بن عمران ، قال : ثنا سعيد بن سالم ، قال : قال عثمان : أخبرت أن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ سأل كعبا عن أشياء ،

__________________

١٠٥٣ ـ إسناده ضعيف.

سعيد بن ميسرة ، هو : البكري. قال عنه أبو حاتم : منكر الحديث ، ضعيف الحديث ، يروى عن أنس مناكير. الجرح والتعديل ٤ / ٦٣.

ذكره في مغازي ابن اسحاق ص : ٢٦ ، من طريق : أحمد بن عبد الجبار به.

١٠٥٤ ـ إسناده منقطع.

(١) كذا في الأصل ، ولعلّها (ينجو) اي : يسرع ، من النّجاء ، وهو : السرعة. أنظر النهاية ٥ / ٢٥.

(٢) أي : كسرة خبز.


فقال : حدّثني عن زمزم ، قال : وطأة جبريل ـ عليه السلام ـ ، خفقة من جناحه ، حين خشيت هاجر على ابنها العطش.

١٠٥٥ ـ حدّثنا عبد الله بن عمران المخزومي ، قال : ثنا سعيد بن سالم ، قال : ثنا عثمان بن ساج ، قال : بلغنا في الحديث المأثور عن وهب بن منبّه ، قال : كان بطن مكة ليس فيه ماء ، وليس لأحد فيه قرار حتى أنبط الله ـ تعالى ـ لاسماعيل ـ عليه السلام ـ زمزم ، فعمرت مكة يومئذ وسكنها من أجل الماء قبيلة من اليمن يقال لهم : جرهم ، وليست من عاد كما يقال ، ولو لا الماء الذي أنبطه الله ـ تعالى ـ لاسماعيل ـ عليه السلام ـ لما أراد من عمارة بيته ، لم يكن لأحد بها يومئذ مقام. قال عثمان وذكر غيره : أن زمزم تدعى سابق ، وكانت وطأة من جبريل وكان سقياها لاسماعيل يوم فرج له عنها جبريل ـ عليه السلام ـ وهو يومئذ وأمه عطشانان ، فحفر ابراهيم ـ عليه السلام ـ بعد ذلك البئر ثم غلبه عليها ذو القرنين [وأظن أن ذا القرنين كان سأل ابراهيم أن يدعو الله له ، فقال : كيف وقد أفسدتم بئري ، فقال ذو القرنين](١) : ليس عن أمري كان ، ولم يخبرني أحد أن البئر بئر ابراهيم ، فوضع السلاح ، وأهدى ابراهيم إلى ذي القرنين بقرا وغنما فأخذ ابراهيم ـ عليه السلام ـ سبعة أكبش فأقرنهم وحدهم ، فقال ذو القرنين : ما شأن / هذه الأكبش يا ابراهيم؟ فقال ابراهيم : هؤلاء يشهدون لي يوم القيامة أن البئر بئر ابراهيم ـ عليه السلام ـ (٢).

__________________

١٠٥٥ ـ إسناده منقطع.

(١) سقطت من الأصل ، وألحقناها من شفاء الغرام.

(٢) ذكره الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٢٤٧ ، نقلا عن الفاكهي.


١٠٥٦ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : ماء زمزم لما شرب له ، إن شربته تريد شفاء شفاك الله ، وان شربته لظمأ أرواك الله ، وربما قال : ان شربته يقطع عنك الظمأ قطعه الله ، وان شربته لجوع أشبعك الله. قال : وهي برة ، وهي هزمة جبريل ـ عليه السلام ـ بعقبه ، وسقيا الله اسماعيل ، وإنما سميت زمزم لأنها مشتقة من الهزمة ، والهزمة : الغمزة بالعقب في الأرض.

١٠٥٧ ـ حدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : حدّثني حمزة بن عتبة اللهي ، قال : قال سعيد مولى أبي لهب في زمزم وهو يذكر هذه الخصال :

زمزم بئر لكم مباركة

تمثالها في الكتاب ذى العلم

طعام طعم لمن اراد وإن

تبغي شفا أشفته من سقم

١٠٥٨ ـ حدّثنا عبد الله بن عمران المخزومي ، قال : ثنا سعيد بن سالم ، قال : ثنا عثمان بن ساج ، قال : أخبرني محمد بن إسحاق ، قال : حدّثني

__________________

١٠٥٦ ـ إسناده صحيح.

رواه عبد الرزاق ٥ / ١١٨ ، والأزرقي ٢ / ٥٠ ، كلاهما من طريق : ابن عيينة به.

وذكره ابن حجر في الفتح ٣ / ٤٩٣ ، والصالحي في سبل الهدى والرشاد ١ / ٢١٠ مختصرا ، وعزاه للفاكهي وقال : سنده صحيح.

١٠٥٧ ـ إسناده ضعيف.

حمزة بن عتبة اللهبي ، هو : ابن ابراهيم بن أبي خداش بن عتبة بن أبي لهب.

ذكره ابن حجر في اللسان ٢ / ٣٦٠ ، وقال : لا يعرف.

١٠٥٨ ـ إسناده ليّن.

عثمان بن ساج ، فيه ضعف.

رواه ابن اسحاق في المغازي ص : ٢٦ ، عن ابن أبي نجيح به.


عبد الله بن أبي نجيح ، عن مجاهد (١) أبي الحجاج انه قال : لم نزل نسمع ان زمزم هزمة جبريل بعقبه وسقيا الله اسماعيل.

١٠٥٩ ـ وحدّثنا عبد الله بن عمران ، قال : ثنا سعيد بن سالم ، عن عثمان ، قال : أخبرني محمد بن إسحاق ، قال : وقد قالت صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلّى الله عليه وسلم ـ ورضي الله عنها ـ :

نحن حفرنا للحجيج زمزما

شفاء سقم وطعام مطعما

ركضة جبريل ولمّا تعظما

سقيا نبيّ الله في المحرما

ابن خليل ربّنا المكرّما

ذكر

حفر عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف زمزم

وتفسير أمره

١٠٦٠ ـ حدّثنا عبد الله بن أبي سلمة ، قال : ثنا حسان بن عباد ، عن عبد الأعلى بن أبي المساور ، قال : حدثنا عكرمة ، عن ابن عباس ـ رضي الله

__________________

١٠٥٩ ـ إسناده منقطع.

١٠٦٠ ـ إسناده متروك.

حسان بن عباد ، قال ابن حجر في اللسان ٢ / ١٩٠ : يروى عن عبد الأعلى ، وهو مجهول. وعبد الأعلى بن أبي المساور الكوفي ، متروك ، وكذّبه ابن معين. التقريب ١ / ٤٦٥.

(١) في الأصل (عن مجاهد ، قال : أبي الحجاج) ولفظة (قال) زائدة ، لأن أبا الحجاج هو : مجاهد نفسه.


عنهما ـ قال : أتي عبد المطلب في المنام ، فقيل له : احتفر؟ قال : ما احتفر؟ قال : برّة. قال : وما برّة؟ قال : مضنونة ضنّ بها عن الناس واعطيتموها. قال : وأتاه بنو عمه ، فقال : إني رأيت في المنام ، قيل لي : احتفر ، قلت : ما احتفر؟ قال : برّة. قلت : وما برّة؟ قال : مضنونة ضنّ بها عن الناس واعطيتموها. قالوا : أولا سألته؟ قال : فنام فأتي في المنام ، فقيل : احتفر. فقال : وما احتفر؟ قال احتفر زمزم. قال : وما زمزم؟ قال : لا تنزف (١) ولا تذم (٢) ، تسقي الحجيج الأعظم. قال : فانتبه فأخبرهم برؤياه.

قالوا : أفلا سألته أين موضعها؟ قال : فنام فأتي في المنام فقيل له : احتفر.

قال : وأين؟ قال : مسلك الذرّ (٣) ، وموضع الغراب ، بين الفرث والدم.

قال : فاستيقظ فأخبرهم. قالوا : هذا موضع خزاعة ولا يدعونكم تحتفرون في موضع نصبهم. قال : وقد قالوا له في المنام : إنّ قومك يكونون عليك أول النهار ويكونون معك آخر النهار ، قال : ولم يكن من ولده إلا الحارث بن عبد المطلب. قال : فأقبل هو والحارث يحفران ، فحفرا ، فاستخرجا غزالا من ذهب في أذنيه قرطان ، ثم حفرا فاستخرجا / حلية ذهب وفضة. فقال بنو عمه : يا عبد المطلب أحد (٤) قومك. قال : ثم حفرا فاستخرجا سيوفا ملفوفة في عباءة ثم حفرا فاستخرجا الماء ، فقالوا لعبد المطلب : [إن لنا معك من هذا شركا وحقا](٥) قال : نعم ، ائتوني بثلاثة قداح أسود وأبيض وأحمر ، فأتوه

__________________

(١) أي : لا يفنى ماؤها.

(٢) أي : لا تعاب. قال ابن الأثير في النهاية ٢ / ١٦٩ : أي ، لا تعاب ، أو لا تلفى مذمومة ... وقيل : لا يوجد ماؤها قليلا ، من قولهم : بئر ذمّة ، إذا كانت قليلة الماء.

(٣) أي : النمل.

(٤) كذا في الأصل.

(٥) سقطت من الأصل ، وألحقناها من مغازي ابن اسحاق ص : ٢٧ ، وتهذيب السيرة لابن هشام ١ / ١٥٥.


بثلاثة قداح فجعل لهم الأسود ، وجعل الأحمر للبيت ، والأبيض له ، ثم اقرع بينهم ، فأصاب الحلية البيت ، وأصابته السيوف ، وأصاب قومه الغزال ، فنذر يومئذ نذرا : لئن ولد لي عشرة لانحرن أحدهم ، فولد له عشرة فاقرع بينهم ، فوقع على عبد الله أبي محمد رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، ثم اقرع ثانية ، فوقع على عبد الله ، ثم اقرع الثالثة ، فوقع على عبد الله ، فأراد أن ينحره ، فأتاه بنو محزوم ـ أخواله ـ فقالوا : تعمد إلى ابن اختنا فتنحره من بين ولدك؟ فقال : قد اقرعت بينه وبين اخوته فوقع السهم عليه ثلاث مرات ، قالوا : فافده.

قال : ففداه بمائة من الإبل. قال عكرمة : فمن ثم دية الناس اليوم مائة من الإبل.

١٠٦١ ـ حدّثنا ابن أبي سلمة ، قال : ثنا يعقوب بن إبراهيم ، وعبد العزيز ، عن ابراهيم بن سعد ، عن الزهري ، عن قبيصة بن ذؤيب ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : نذر عبد المطلب أن ينحر ابنه ، ففداه بمائة من الإبل.

١٠٦٢ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، عن يحيى بن سعيد القطان ، عن ابن حرملة ، عن سعيد بن المسيّب قال : ثم ان عبد المطلب أرى في المنام احفر زمزم لا تنزف ولا تذم تروى الحجيج الأعظم ، ثم أرى مرّة : احفر الروا ، اعطيتها على رغم أنف العدا. ثم أرى مرة أخرى : احفر المضنونة ضنّ بها عن

__________________

١٠٦١ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه ، وبقية رجاله ثقات.

وعبد العزيز ، هو : ابن أبي سلمة بن عبيد الله العمري.

١٠٦٢ ـ إسناده حسن إلى سعيد بن المسيّب.

أورده الحربي في المناسك ص : ٤٨٥ بألفاظ مقاربة.


الناس إلا عنك ، ثم أرى مرة أخرى : احفر تكتم (١) ، بين فرث ودم ، عند الأنصاب الحمر ، في قرية النمل. قال : فاصبح فحفر حيث أرى فاستهترت به قريش ، فلما نزل عن الطي جاءت قريش ليحفروا معه ، فمنعهم فلما أنبط وجد غزالا من ذهب ، وسيفا وحلية ، فضرب عليها بالسهام ألي أم للبيت؟ فخرج سهم البيت ، فكان أول حلي حليته الكعبة ، فجعل حوضا للشراب ، وحوضا للوضوء ، وقال : اللهم اني لا أحلها لمغتسل ، وهي لشاربها حل وبل (٢) ، فروى الناس ، فحسدته قريش ، فطفقوا يحفرون الحوض ويغتسلون فيها ، فما يغتسل منه أحد إلا حصب أو جدر ، ولا يكسر حوضه أحد إلا ألقى في يده أو رجله حتى تركوه فرقا.

١٠٦٣ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : أنا عمرو بن عثمان الكلابي ، قال : ثنا زهير أبو خيثمة ، قال : ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ عبد المطلب رأى في المنام أن أحفر برة ، فأصبح مهموما برؤياه ، حتى إذا كانت الليلة الثانية قيل له : احفر برة ، شراب الأبرار ، فأصبح مهموما بما رأى ، فلما كانت الليلة الثالثة أتى فقيل له : احفر زمزم لا تنزف ولا تذّم ، بين الفرث والدم ، اغد بكرة فسترى على الآلهة ـ يعني أصنام كفار قريش ـ فرثا يبحثه غراب. قال : فغدا فإذا هو بغراب يبحث فرثا / فحفر فإذا هو بالحسى ، فنثلها ، فوجد فيها أسيافا

__________________

١٠٦٣ ـ إسناده ضعيف.

عمر بن عثمان الكلابي : ضعيف. كما في التقريب ٢ / ٧٤. وزهير ، هو : ابن معاوية الجعفي.

(١) تكتم ـ بضم أوله ـ قال الزبيدي في التاج ٩ / ١٣٩ : سميت بذلك لأنها كانت اندفنت بعد جرهم ، فصارت مكتومة حتى أظهرها عبد المطلب.

(٢) حلّ ، أي : حلال ، وبلّ ، أي : مباح ، وقيل : شفاء من قولهم : بلّ من مرضه ، وأبلّ. أنظر النهاية ١ / ١٥٤.


وغزالا من ذهب ، فأما الأسياف ، فضربت على باب الكعبة ، وعلق الغزال في بطنها.

١٠٦٤ ـ حدّثني عبد الله بن عمرو بن أبي سعد ، قال : ثنا أحمد بن القاسم ، قال : ثنا محمد بن عيسى القطان ، قال : حدّثني أبو محمد الأنصاري ، قال : لما احتفر عبد المطلب زمزم أصاب فيها أحجارا في حجر منها (ويل للعرب من شر قد اقترب). وعلى الآخر :

لم تبق مكرمة يعتدّها أحد

إلّا التّكاثر أذهاب وأوراق

وفي الثالث :

بالدّهر قد خلا عجبه

دهر يحوّل رأسه ذنبه

دهر تداوله الإماء فأصبحت

ترضى بملء بطونها عربه

قال : فرّقه ابن الزبعرى فقدّم قافية وأخرّ أخرى فقال :

لم تبق مكرمة يعتّدها أحد

إلا التكاثر أوراق واذهاب

١٠٦٥ ـ حدّثني عبد الله بن عمران المخزومي ، قال : ثنا سعيد بن سالم القدّاح ، قال : قال عثمان ـ يعني ابن ساج ـ : أخبرني محمد بن إسحاق ، قال : إنّ عبد المطلب بن هاشم بينما هو نائم في الحجر أتي فأمر بحفر زمزم وهي دفن بين صنمي قريش إساف ونائلة عند منحر قريش ، وكانت جرهم دفنتها حين ظعنوا من مكة ، وهي بئر اسماعيل التي سقاه الله حين ظمئ وهو صغير ،

__________________

١٠٦٤ ـ شيخ المصنّف ثقة ، ترجمه الخطيب في تاريخه ١٠ / ٢٥ ، وبقية رجال السند لم أعرفهم.

١٠٦٥ ـ في إسناده لين.

عثمان بن ساج فيه ضعف. أنظر التقريب ٢ / ١٣.

ذكره ابن هشام في السيرة ١ / ١٥٨ بمعناه مختصرا.


فلما حفرها عبد المطلب دلّه الإله عليها وخصّه بها ، زاده الله بها شرفا وحظّا في قومه ، وعطّلت كل سقاية كانت بمكة حين ظهرت ، فأقبل الناس عليها التماس بركتها ومعرفة فضلها بمكانها من البيت وانها سقيا الله ـ عزّ وجلّ ـ لاسماعيل ابن خليله ابراهيم ـ عليهما الصلاة والسلام ـ.

وكان أول ما ابتدئ به عبد المطلب من أمرها وهو نائم في الحجر كما حدّثني يزيد بن أبي حبيب المصري ، عن [مرثد](١) بن عبد الله اليزني ، عن عبد الله بن زرير الغافقي ، قال : إنّه سمع علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ يحدّث حديث زمزم حين أمر عبد المطلب بحفرها ، قال : قال عبد المطلب : إني لنائم في الحجر إذ أتاني آت ، فقال : احفر طيبة. فقلت : وما طيبة؟ ثم ذهب عني ، فرجعت إلى مضجعي ، فنمت الغد ، فجاءني ، فقال : احفر برّة. قلت : وما برّة؟ ثم ذهب عني ، فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي ، فنمت ، فجاءني ، فقال : احفر زمزم. قال : قلت : وما زمزم؟ قال : لا تنزف ولا تذمّ ، تسقي الحجيج الأعظم ، وهي بين الفرث والدم ، عند نقرة الغراب الأعصم (٢) ، عند قرية النّمل. قال : فلما تبيّن له شأنها ودلّ على موضعها ، وعرف أنه صدق ، غدا بمعوله ، ومعه الحارث بن عبد المطلب ، ليس معه ولد غيره ، فلما بدا لعبد المطلب الطّوي كبّر ، فعرفت قريش أنه قد أدرك حاجته قاموا ، وقالوا : يا عبد المطلب ميراثنا من أبينا اسماعيل ، وإنّ لنا فيها شركا فأشركنا معك فيها. قال [ما أنا بفاعل](٣) إنّ هذا أمر خصصت به دونكم وأعطيته من بينكم. قالوا : فأنصفنا فانّا غير تاركيك حتى نحاكمك

__________________

(١) في الأصل (يزيد) وهو تصحيف.

(٢) الأعصم من الغربان : الذي في جناحيه بياض ، وقيل : غير ذلك أنظر الروض الأنف ٢ / ١١٤.

(٣) في الأصل (قالوا : فأما نعالج) ، والتصويب من سيرة ابن هشام ، وغيره. وفي مغازي ابن اسحاق (فقال : ما هي لكم).


فيها ، قال : فاجعلوا بيني وبينكم من شئتم ، اخاصمكم إلى كاهنة بني سعد ابن هذيم؟ قالوا : نعم / وكانت بأشراف الشام ، فركب عبد المطلب في نفر من بني أبيه من بني عبد مناف ، وركب من كل قبيلة نفر. قال : والأرض إذ ذاك مفاوز ، فخرجوا حتى إذا كانوا ببعض المفاوز بين الحجاز والشام فني ماء عبد المطلب وأصحابه وظمئوا حتى أيقنوا بالهلكة ، فاستسقوا من معهم من قبائل قريش فأبوا عليهم ، وقالوا : إنا بمفاوز ونحن نخشى على أنفسنا مثل ما أصابكم ، فلما رأى عبد المطلب ما صنع القوم تخوّف على نفسه وأصحابه ، وقال : ماذا ترون؟ قالوا : ما رأينا الا تبع لرأيك ، فمرنا بما شئت ، قال : فإني أرى أن يحفر كل رجل منكم حفرة لنفسه بما بكم الآن من القوة ، فكلما مات رجل دفعه أصحابه في حفرته وواروه حتى يكون آخركم رجلا ، فضيعة رجل واحد أيسر من ضيعة ركب جميعا. قالوا : نعم ما أمرتنا به. فقام كلّ رجل منهم فحفر حفرة له ، ثم قعدوا ينتظرون الموت عطشا. ثم إن عبد المطلب قال لأصحابه : والله إنّ إلقاءنا بأيدينا هلكا (١) للموت لا نضرب في الأرض ونستبق أنفسنا لعجز ، فعسى الله ـ تعالى ـ أن يرزقنا ماء ببعض البلاد ، ارتحلوا ، فارتحلوا حتى فرغوا ، ومن معهم من قبائل قريش ينظرون إليهم ما هم فاعلون ، تقدم عبد المطلب إلى راحلته فركبها فلما انبعثت به انفجر من تحت خفها عين من ماء عذب ، فكبّر عبد المطلب ، وكبّر أصحابه ، ثم نزل فشرب وشرب أصحابه ، واستقوا حتى ملأوا أسقيتهم ، ثم دعا القبائل من قريش ، فقال : هلم إلى الماء ، فقد سقانا الله فاشربوا واسقوا ، فشربوا ، ثم قالوا : والله لقد قضي لك علينا يا عبد المطلب ، والله لا نخاصمك في زمزم أبدا ، إنّ الذي أسقاك هذا الماء بهذه الفلاة لهو سقاك زمزم ، فارجع إلى سقايتك. وإنه بداله ، فرجع ورجعوا ، ولم يصلوا إلى الكاهنة ، وخلّوا بينه وبينها.

__________________

(١) كذا في الأصل ، وعند ابن هشام (هكذا).


فهذا بلغني عن حديث علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ في زمزم (١).

قال عثمان في حديثه هذا : وسمعته من أبي القاسم ، يقول : أخبرنا سعيد ابن سالم ، عن عثمان بن ساج ، قال : وسمعت من يحدّث عن عبد المطلب انه قيل له حين أمر بحفر زمزم :

ادع بالماء الرّوا غير الكدر

سقيا الحجيج في كلّ مبّر

ليس يخاف فيه شيء ما عمر

وخرج عبد المطلب حين قيل له ذلك إلى قريش ، فقال : تعلمون أنّي قد أمرت أن أحفر زمزم؟ قالوا : هل بيّن لك أين هي؟ قال : لا. قالوا : ارجع إلى مضجعك الذي رأيت فيه ما رأيت فإن يك حقا من الله بيّن لك ، وإن يكن من الشيطان فلن يعود (٢) لك ، فرجع عبد المطلب إلى مضجعه ، فنام فيه ، فأتى فقيل له : احفر زمزم ، إن حفرتها لم تندم ، وهي تراث أبيك الأعظم ، لا تنزف أبدا ولا تذمّ ، تروى الحجيج الأعظم ، مثل نعام جافل (٣) لم يقسم ، ينذر فيها ناذر ليغنم ، تكون ميراثا وعقدا محكم ، ليس كبعض ما قد تعلم ، وهي بين الفرث والدم. زعموا لأنه حين قيل له ذلك ، قال : وأين هي؟ قيل : عند قرية النمل ، حيث ينقر الغراب غدا. فالله أعلم أيّ ذلك كان. وغدا عبد المطلب ومعه الحارث ، وليس له يومئذ ولد غيره ، فوجد قرية النمل ، ووجد الغراب ينقر عندها / بين الوثنين إساف ونائلة اللذين

__________________

(١) مغازي ابن اسحاق ص : ٢٤ ـ ٢٥ ، وتهذيبها لابن هشام ١ / ١٥٠ ـ ١٥٤ ، والأزرقي ٢ / ٤٤ ـ ٤٥ ، والبيهقي في الدلائل ١ / ٩٣ ، والصالحي في سبل الهدى والرشاد ١ / ٢١٨ ، والهندي في كنز العمال ١٤ / ١٢٣.

(٢) في الأصل (يعد).

(٣) الجافل : الكثير.


كانت قريش تنحر عندهما ، فجاء بالمعول ، وقام ليحفر حيث أمر ، فقالت قريش حين رأوه وحده (١) : والله لا ندعك تحفر بين وثنينا اللذين ننحر عندهما.

فقال لابنه الحارث : دعني (٢) حتى أحفر ، فو الله لامضين لما أمرت. فلما عرفوا انه غير نازع خلّوا بينه وبين الحفر وكفّوا عنه ، فلم يحفر إلا يسيرا حتى بدا له الطيّ ، فكبّر ، وعرف ان قد صدق (٣).

فلما فرغ وبلغ ما أراد ، أقام سقاية زمزم للحاج ، وعفت على الآبار التي كانت قبلها يستقي عليها الحاج ، وانصرف الناس إليها لمكانها من المسجد الحرام ولفضلها على ما سواها من المياه ، ولأنها بئر اسماعيل بن ابراهيم ـ عليهما الصلاة والسلام ـ ففخرت بها يومئذ بنو عبد مناف على قريش لما ولوا عليهم من السقاية والرّفادة ، وما أقاموا عليه للناس من ذلك ، وبزمزم حين ظهرت ، وإنما كانوا بني عبد مناف أهل بيت واحد شرف بعضهم لبعض شرف ، وفضل بعضهم لبعض فضل (٤).

ولما انتشرت قريش وكثر ساكن مكة قبل حفر عبد المطلب زمزم قلّت على الناس المياه ، واشتدت عليهم فيه المؤنة.

١٠٦٦ ـ حدّثنا عبد الملك بن محمد ، عن زياد بن عبد الله ، عن ابن اسحاق ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن مرثد اليزني ، ثم الحميري ، عن عبد الله بن

__________________

١٠٦٦ ـ في إسناده ابن اسحاق ، وهو ثقة مدلّس ، وقد عنعن.

رواه ابن اسحاق في المغازي ص : ٢٧ ـ ٢٨ ، وذكره ابن هشام في تهذيبه ١ / ١٥٥ ، والأزرقي ٢ / ٤٦ ـ ٤٧ ، وابن كثير في البداية والنهاية ٢ / ٢٤٦.

(١) في المراجع (رأوا جدّه).

(٢) كذا في الأصل ، ومغازي ابن اسحاق في إحدى الروايتين والأزرقي.

وعند ابن هشام وإحدى روايتي المغازي (ذد عنّي) وهي أقرب.

(٣) تهذيب ابن هشام ١ / ١٥٨ ـ ١٥٩.

(٤) تهذيب ابن هشام ١ / ١٥٣ ـ ١٥٤ ، والأزرقي ٢ / ٤٥ ـ ٤٦.


[أبي](١) رزين ، عن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ بنحو خبرعلي الأول. وعن ابن إسحاق من قوله نحو ذلك ، قال ابن إسحاق : ويقال فيما يتحدث عن زمزم وزاد فيه : وجد فيها غزالين من ذهب ، وهما الغزالان اللذان كانت جُرهم دفنتهما حين أخرجت من مكة ، ووجدوا أيضاً أسيافاً مع الغزالين ، فقالت قريش : لنا معك يا عبد المطلب في هذا شرك وحق.! قال : لا ولكن هلم إلى النصف بيني وبينكم ، اضرب عليها القداح. قالوا : وكيف تصنع؟ قال اجعل للكعبة قدحين ، ولي قدحين ، ولكم قدحين ، ثم اضرب فمن خرج له شيء كان له. فقالوا : انصفت قد رضينا ، فجعل قدحين أصفرين للكعبة ، وقدحين أسودين لعبد المطلب ، وقدحين أبيضين لقريش ، ثم أعطوهما رجلاً يضرب بها ، فقام عبد المطلب يدعو ويقول :

الّلهم انت الملك المحمود

وأنت ربي المبدي المعيد

وممسك الراسية الجلمود

من عندك الطارف والتليد

ان شئت ألهمت لما تريد (٢)

بموضع الحلية والحديد

إني نذرت عاهد العهود

فاجعله يا رب فلا أعود

قال : وضرب صاحب القداح ، فخرج الأصفران على الغزالين للكعبة فضربهما عبد المطلب في باب الكعبة ، فكان أوّل ذهب حلّيته الكعبة ، وخرج الأسودان على السيوف لعبد المطلب فأخذها ، وكانت قريش ومن سواهم إذا اجتهدوا في الدعاء [سجعوا وألّفوا](٣) الكلام ، وكانت فيما يزعمون لا يردها

__________________

(١) سقطت من الأصل. أنظر التقريب ١ / ٤١٥.

(٢) كذا في الأصل ، وفي المغازي : ما تريد ، وعند ابن كثير : كما تريد.

(٣) في الأصل (سمعوا ولقوا) وهو تصحيف ، والتصويب من مغازي ابن اسحاق.


داع. ثم إن عبد المطلب أقام سقاية زمزم للحاج.

وقال مسافر بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس (١) ، وهو يذكر فضل بني عبد مناف وما أقاموا عليه من سقاية الحاج والرفادة ، ويفخر بزمزم حين أظهرها الله عزّ وجلّ لبني عبد مناف :

/ ورثنا المجد عن آبا

ئنا فرقا بنا صعدا

وأي مناقب الخير

لم تشدد بنا عضدا

ألم نسق الحجيج ونن

حر الدّلّافة الرّفدا (٢)

ونلقى عند تصريف ال

منايا سادة سددا

وزمزم من ارومتنا

وبرغم أنف من حسدا (٣)

وخير النّاس أوّلنا

وخير النّاس إن بعدا

فإن نهلك فلن نملك

وهل من خالد خلدا

وأيّ النّاس لم نملك

ونمجده وان مجدا

وقد كان عبد المطلب قال حين لقي من قريش ما لقي عند حفر زمزم ، نذر لئن ولد له عشرة ذكور ثم بلغوا حتى ينفعوه أن ينحر أحدهم عند الكعبة ،

__________________

(١) كان سيّدا جوادا ، وهو أحد شعراء قريش المقلّين. له شعر في هند بنت عتبة بن ربيعة ، وكان يهواها. فخطبها إلى أبيها ، فلم ترض ثروته وماله ، وتزوجها أبو سفيان ، فحزن مسافر ، وانتهى به ، الحزن إلى أن مات بهبالة ـ موضع لبني نمير ـ ودفن بها. أنظر الأغاني ٩ / ٤٩ ، ومعجم البلدان ٥ / ٣٩٠.

والأبيات في سيرة ابن هشام ١ / ١٥٩ ، والأزرقي ٢ / ٤٧ ، والأغاني ٩ / ٥٥ ، لكنهم ذكروها بتقديم وتأخير ، وكلّهم لم يذكر البيت الأخير.

(٢) الدّلّافة : يريد بها هنا الأبل التي تمشي متمهّلة لكثرة سمنها.

والرفّد ، جمع رفود ، وهي التي تملا الرفد ، وهو قدح يحلب فيه ، ووقع في الأغاني : (المذلاقة). أنظر اللسان مادة (ذلف).

(٣) وقع عند ابن هشام والأغاني (ونفقا عين من حسدا).


فلما توافى بنوه عشرة جمعهم ثم أخبرهم بنذره ، منهم الحارث وحجل ، وهما لأم ، وعباس وضرار وهما لأم ، وحمزة والمقوّم ، وهما لأم ، وأبو طالب واسمه عبد مناف ، والزبير وعبد الله ، وهم لأم ، وأبو لهب لأم ، واسمه عبد العزى (١).

١٠٦٧ ـ حدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : حدّثني ابراهيم بن المنذر ، عن عبد العزيز بن عمران ، قال : حدّثني عبد الله بن عثمان ابن أبي سليمان ، قال : سمعت أبي يقول : لما حفرت زمزم وأدرك فيها عبد المطلب ما أدرك ، وجدت قريش في أنفسها بما أعطي عبد المطلب ، فلقيه خويلد (٢) بن أسد بن عبد العزّى ، فقال : يا ابن سلمى لقد سقيت ماء رغدا ، ونثلت عاديّة حتدا (٣) ، قال : يا ابن أسد أما انك تشرك في فضلها ، والله لا يساعفني أحد عليها ببر ، ولا يقوم معي بأزر إلا بذلت له خير الصهر ، فقال خويلد بن أسد :

أقول وما قولي عليهم بسبّة

إليك ابن سلمى أنت حافر زمزم

حفيرة ابراهيم يوم ابن آجر

وركضة جبريل على عهد آدم (٤)

__________________

١٠٦٧ ـ إسناده ضعيف جدا.

عبد العزيز بن عمران ، هو : الزهري المدني ، يعرف ب (ابن أبي ثابت) متروك.

احترقت كتبه فحدّث من حفظه فاشتدّ غلطه. التقريب ١ / ٥١١.

(١) أنظر سيرة ابن هشام ١ / ١٦٠ ـ ١٦١ ، والأزرقي ٢ / ٤٧ ، والبداية والنهاية ٢ / ٢٤٨.

(٢) هو : والد خديجة أم المؤمنين. كان من الفرسان.

(٣) نثلت ، أي : استخرجت. والعاديّة : القديمة ، كأنها نسبت إلى عاد قوم هود ، وكلّ قديم ينسبونه إلى عاد وإن لم يدركهم. النهاية ٣ / ١٩٥. وحتد : بضمتين : تقول : عين حتد ، أي : لا ينقطع ماؤها. التاج ٢ / ٣٣٠.

(٤) ذكرهما الشامي في سبل الهدى ١ / ٢٢١ ، وذكر محققه أن القصّة ذكرها الكلاعي في الاكتفاء ١ / ١٦١ ، عن الزبير بن بكار.


فقال عبد المطلب : ما وجدت أحدا أوزن في العلم ولا ورقة غير خويلد ابن أسد.

١٠٦٨ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن الكلبي ، قال : إنّ عبد المطلب أعطى مطعم بن عدي حوضا من وراء زمزم يسقي فيه الحاج.

١٠٦٩ ـ حدّثنا الزبير بن أبي بكر ، عن بعض القرشيين ، قال : كان بين بديل بن أم صرم الخزاعي وبين القرشيين شيء ، فقال ابن أم صرم :

إن يك ضيّقا داركم وفناؤكم

فإنّي لآت قبلكم آل زمزم

هم دمّروا امواهكم فتهدّمت

وعزّكم أن تهدموه فيهدم

فلا الجفر يسقى حالم منه قطرة

وزمزم حوضاها بمزان تردم

١٠٧٠ ـ وحدّثنا الزبير بن أبي بكر قال : قال الأعشى ، أعشى بن قيس بن ثعلبة في زمزم أيضا :

ولا أنت من أهل الحجون ولا الصّفا

ولا لك حقّ الشّرب من ماء زمزم

__________________

١٠٦٨ ـ إسناده متروك.

الكلبي ، هو : محمد بن السائب. متّهم بالكذب ، ورمي بالرفض.

والمطعم بن عديّ ، هو : ابن نوفل بن عبد مناف النوفلي ، من أشراف قريش وساداتهم. كان أحد الذين مزّقوا الصحيفة التي كتبتها قريش على بني هاشم ، وهو الذي أجار النبي صلّى الله عليه وسلم عند رجوعه من الطائف. ومات كافرا قبل بدر بنحو سبعة أشهر.

أنظر نسب قريش ص : ٢٠٠ ، والمحبّر ص : ١٦٥ ، والتبيين في أنساب القرشيين ص : ٢١٠.

١٠٦٩ ـ بديل ، هو : ابن سلمة بن خلف بن عمرو الخزاعي. وأمّه : أم صرم بنت الأحجم بن دندنة الخزاعية. صحابي ذكره ابن حجر في الاصابة ١ / ١٤٤.

١٠٧٠ ـ البيت في ديوانه ص : ١٨٢ ، في قصيدة له يهجو بها عمير بن عبد الله بن المنذر.


باب ما جاء

في فضل زمزم وتفسيره

١٠٧١ ـ حدّثنا محمد بن عزيز الأيلي ، قال : ثنا سلامة بن روح ، قال : حدّثني عقيل [عن](١) ابن شهاب ، قال : حدّثني أنس بن مالك الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ قال : حدّثني أبو ذر الغفاري ـ رضي الله عنه ـ قال : ان رسول الله / صلّى الله عليه وسلم قال : فرج سقف بيتي وأنا بمكة ، فنزل جبريل ـ عليه الصلاة والسلام ـ ففرج صدري ، ثم غسله من ماء زمزم ، ثم جاء بطست من ذهب مملوءا حكمة وإيمانا فأفرغهما في صدري ، ثم اطبقه ، ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء.

__________________

١٠٧١ ـ تقدم اسناده برقم (٢٦٠) وشيخ المصنّف لم أقف عليه.

رواه البخاري في الحج ٣ / ٤٩٢ ، ومسلم في الأسراء ٢ / ٢١٧ كلاهما من طريق : يونس عن الزهري به. ورواه النسائي في الكبرى ، في الصلاة (أنظر تحفة الأشراف ٩ / ١٥٦).

(١) سقطت من الأصل.


١٠٧٢ ـ حدّثنا محمد بن صالح ، قال : حدّثني مكي بن ابراهيم ، قال : ثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ عن مالك بن صعصعة ـ رضي الله عنه ـ قال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال : بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان إذ سمعت قائلا يقول : أحد الثلاثة بين الرجلين ، فأتيت فانطلق بي ، ثم أتيت بطست من ذهب فيه من ماء زمزم ، فشرح صدري إلى كذا وكذا ، قال قتادة : فقلت للذي معي : ما يعني إلى كذا وكذا؟ قال : إلى أسفل بطني. فاستخرج قلبي فغسل بماء زمزم ، ثم أعيد مكانه ، فكبّرا وقالا : حشى إيمانا وحكمة.

١٠٧٣ ـ حدّثني عيسى بن عفان بن مسلم قال : ثنا أبي ، قال : ثنا حمّاد ابن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم أتاه جبريل ـ عليه السلام ـ وهو يلعب مع الصبيان ، فأخذه فصرعه ، فاستخرج القلب ، ثم شق القلب ، فاستخرج منه علقة فقال : هذا حظ الشيطان منك ، ثم غسله بماء زمزم ، ثم لأمه ، ثم أعاده في مكانه ،

__________________

١٠٧٢ ـ إسناده صحيح.

رواه البخاري ٦ / ٣٠٢ ، ومسلم ٢ / ٢٢٣ ، والترمذي ١٢ / ٢٤٨ والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف ٨ / ٣٤٦) وابن خزيمة ١ / ١٥٣ والبيهقي ١ / ٣٦٠ ، كلّهم من طريق : سعيد ابن أبي عروبة به.

ورواه أحمد ٤ / ٢٠٧ ، والنسائي ١ / ٢١٧ كلاهما من طريق : هشام الدستوائي ، عن قتادة به.

١٠٧٣ ـ شيخ المصنّف ذكره الخطيب في تاريخ بغداد ١١ / ١٦٦ ولم يذكر فيه تضعيفا ولا توثيقا.

وبقيّة رجال الأسناد ثقات.

رواه أحمد ٣ / ٢٨٨ من طريق : عفان بن مسلم به. ومسلم ٢ / ٢٠٩ من طريق : شيبان بن فرّوخ ، عن حمّاد بن سلمة به ، والنسائي ١ / ٢٢٤ ، من طريق : عبد ربه بن سعيد ، عن ثابت به.


وجاء الغلمان يسعون إلى أمه ـ يعني ظئره ـ فقالوا : إنّ محمدا قد قتل ، فاستقبلوه وهو منتقع لونه. قال أنس ـ رضي الله عنه ـ : لقد كنت أرى أثر المخيط في صدره صلّى الله عليه وسلم.

١٠٧٤ ـ حدّثني محمد بن صالح ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثنا الليث ، قال : حدّثني يونس ، عن ابن شهاب ، عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال : فرج سقف بيتي بمكة ، ثم أتيت بطست فيه من ماء زمزم ، فشق بطني فغسل جوفي ، وحشي إيمانا وحكمة.

١٠٧٥ ـ حدّثنا هارون الفروي ، قال : ثنا داود بن أبي [الكرم](١) ، عن عبد العزيز بن محمد ، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر ، أنه سمع أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ يحدّث عن ليلة أسري برسول الله صلّى الله عليه وسلم من مسجد الكعبة قال : أتاه صلّى الله عليه وسلم ثلاثة نفر ، فاحتملوه فوضعوه عند بئر زمزم ، فتولاه منهم جبريل ـ عليه الصلاة والسلام ـ ، فشق جبريل ما بين نحره إلى لبته. حتى فرج عن صدره وجوفه ، فغسله من ماء زمزم بيده حتى انقى جوفه ، ثم أتي

__________________

١٠٧٤ ـ إسناده حسن بالمتابعة.

أبو صالح ، هو : عبد الله بن صالح ، كاتب الليث بن سعد صدوق كثير الغلط.

التقريب ١ / ٤٢٣.

رواه البخاري ١ / ٤٥٨ من طريق : يحيى بن كثير ، عن الليث به. والنسائي ١ / ٢٢١ ، وابن ماجة ١ / ٤٤٨ ، كلاهما من طريق : ابن وهب ، عن يونس به.

١٠٧٥ ـ إسناده حسن.

هارون الفروى ، هو : ابن موسى. وداود بن أبي الكرم ، أبوه : عبد الله. صدوق ربما وهم. كما في التقريب ١ / ٣٣٢.

رواه البخاري ٦ / ٥٧٩ ، ١٣ / ٤٧٨ ، ومسلم ٢ / ٢١٧ ، والبيهقي ١ / ٣٦٠ ، كلّهم من طريق : سليمان بن بلال ، عن شريك به.

(١) في الأصل (الكرام).


بطست فيه تور (١) محشو إيمانا وحكمة فحشا به صدره وجوفه ولغاديده (٢) ثم أطبقه.

١٠٧٦ ـ حدّثنا محمد بن سليمان ، قال : حدّثني زيد بن حباب.

وحدّثنا ابن أبي بزة ، قال : ثنا محمد بن حبيب مولى آل باذان وغيره ـ جميعا ـ عن عبد الله بن المؤمّل ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم ماء زمزم لما شرب له. قال ابن أبي بزة في حديثه : أو منه.

١٠٧٧ ـ وحدّثنا عبدة بن عبد الله الصفّار : قال : أنا أبو عامر العقدي ، قال : ثنا همّام ، عن أبي جمرة.

__________________

١٠٧٦ ـ إسنادهما ضعيف.

ابن أبي بزّة ، هو : أحمد بن محمد بن أبي بزّة. وعبد الله بن المؤمّل ، هو : ابن هبة المخزومي. ضعيف. وأبو الزبير ، هو : محمد بن مسلم بن تدرس.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٨٠ ب ، ٨ / ٩٥ ، وأحمد ٣ / ٣٥٧ ، ٣٧٢ ، وابن ماجه ٢ / ١٠١٨ ، والأزرقي ٢ / ٥٢ ، والعقيلي ٢ / ٣٠٣ ، وابن عديّ ٤ / ١٤٥٥ ، والبيهقي ٥ / ١٤٨ كلّهم من طريق : عبد الله بن المؤمّل به.

وذكره السيوطي في الجامع الكبير ١ / ٦٨٨ وفي الدر المنثور ٣ / ٢٢٠ ـ ٢٢١ وزاد نسبته للحكيم الترمذي وسمّويه في فوائده ، وعمر بن شبّه ، والطبراني في الأوسط ، والفاكهي في تاريخ مكة.

١٠٧٧ ـ إسناده صحيح.

أبو عامر العقدي ، هو : عبد الملك بن عمرو. وأبو جمرة : هو : نصر بن عمران الضبعي.

رواه البخاري ٦ / ٣٣٠ ، من طريق : أبي عامر به. والنسائي في الكبرى من طريق : عفان به (أنظر تحفة الأشراف ٥ / ٢٦٣).

(١) التّور : اناء من صفر ، أو حجارة ، كالاجّانة ، وقد يتوضأ منه. النهاية ١ / ١٩٩.

(٢) اللغاديد : هي اللحمات عند اللهوات. النهاية ٤ / ٢٥٦.


١٠٧٨ ـ وحدّثنا علي بن سهل بن المغيرة ، وعبد الله بن مهران الضرير ، قالوا : ثنا عفّان بن مسلم ، قال : ثنا همّام ، عن أبي جمرة ، قال : كنت أدفع الزحام عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ بمكة. وقال عبدة في حديثه : كنت أجلس إلى / ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ بمكة ففقدني أياما. وقال علي وابن مهران : فاحتبست عليه أياما ، قال : ما حبسك؟ قلت الحمّى. وقال عبدة : وعكت أو حممت. قال : ابردها عنك بماء زمزم ، فإن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال : الحمّى من فحيح جهنم ، فابردوها بماء زمزم. وقال عبدة : فابردوها بالماء ، أو قال : بماء زمزم ـ شك همام ـ.

١٠٧٩ ـ وحدّثنا حسين بن حسن ، قال : أنا الفضل بن موسى ، قال : حدّثنا عثمان بن الأسود ، عن ابن أبي مليكة ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال : آية ما بيننا وبين المنافقين أنهم لا يتضلعون من ماء زمزم.

__________________

١٠٧٨ ـ إسناده صحيح.

رواه أحمد ١ / ٢٩١ من طريق : عفان ، عن همّام به.

١٠٧٩ ـ إسناده حسن.

رواه عبد الرزاق ٥ / ١١٢ ـ ١١٣ ، والدار قطني ٢ / ٢٨٨ ، والبيهقي ٥ / ١٤٧ كلّهم من طريق : عثمان بن الأسود به.

ورواه ابن ماجه ٢ / ١٠١٧ من طريق : عثمان بن الأسود ، عن محمد بن عبد الرحمن ، عن ابن عباس به. ورواه الحاكم ١ / ٤٧٢ من طريق : عثمان بن الأسود عن ابن عباس به. وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، ان كان عثمان بن الأسود سمع من ابن عباس. وتعقّبه الذهبي في تلخيص المستدرك ، فقال : لا والله ما لحقه ، توفي عام خمسين ومائة ، وأكبر مشيخته سعيد بن جبير. أ ه.

والحديث رواه الأزرقي ٢ / ٥٢ من طريق : خالد بن كيسان ، عن ابن عباس به.

وذكره السيوطي في الكبير ١ / ٣ وعزاه للبخاري في التاريخ ، وابن ماجه ، وأبي نعيم في الحلية ، والطبراني في الكبير.


١٠٨٠ ـ حدّثني الحسين بن عبد المؤمن ، قال : أنا علي بن عاصم ، عن خالد الحذّاء ، عن حميد بن هلال ، عن عبد الله بن الصامت ، عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال : لمّا خرجت إلى النبي صلّى الله عليه وسلم تلك الليلة من تحت أستار الكعبة فسلّمت عليه ، قال : من أنت؟ فقلت : من بني غفار ، فوضع يده على رأسه ، وقال : مذ كم أنت ها هنا؟ قلت : من بضعة عشر يوما. قال صلّى الله عليه وسلم : فما كان طعامك؟ قلت له : ما كان لي طعام إلا ماء زمزم ، وقد تعكم أو تعكن بطني كما ترى ، قال صلّى الله عليه وسلم : إنها طعام طعم وشفاء سقم ، قال : فالتفت صلّى الله عليه وسلم فقال : يا أبا بكر اذهب به إلى منزلك ، فأطعمه فذهب ، فأطعمني زبيبا طائفيا ، قال أبو ذر ـ رضي الله عنه ـ : فإنه أوّل طعام أكلته بمكة.

١٠٨١ ـ وحدّثنا عبد الله بن أحمد ، قال : ثنا عبد الله بن يزيد ، قال : ثنا سليمان بن المغيرة ، عن حميد بن هلال ، عن عبد الله بن الصامت ، عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال : قال أبو ذر ـ رضي الله عنه ـ : خرجنا من قومنا غفار ، وكانوا يحلّون الشهر الحرام ، وصليت يا ابن أخي قبل أن ألقى رسول الله صلّى الله عليه وسلم بثلاث سنين. قلت : فأين تتوجّه؟ قال : حيث يوجهني الله.

قال : فأتيت زمزم ، فغسلت عني الدماء ، وشربت من مائها ، فلبثت يا ابن

__________________

١٠٨٠ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه. وبقيّة رجاله موثقون.

ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٣ / ٢٨٦ ، وعزاه للبّزار والطبراني في الصغير ، وقال : ورجال البّزار رجال الصحيح. وذكره ابن حجر في المطالب العالية ١ / ٣٦٨ ، وعزاه لابن أبي شيبة في مسنده.

١٠٨١ ـ إسناده صحيح.

رواه أحمد ٥ / ١٧٤ ، والطيالسي ٢ / ٢٠٣ ، وابن سعد في الطبقات ٤ / ٢١٩ ، ومسلم ١٦ / ٢٧ ، والبيهقي ٥ / ١٤٧ ، كلّهم من طريق سليمان بن المغيرة به.


أخي ثلاثين من بين يوم وليلة ما لي طعام إلا ماء زمزم ، حتى تكسرت عكن بطني ، وما وجدت على كبدي سخفة جوع. قال : فأقبل رسول الله صلّى الله عليه وسلم وصاحبه ـ رضي الله عنه ـ حتى أتيا الحجر فاستلمه ، ثم طاف ، ثم صلى ، فأتيته حين قضى صلاته فكنت أوّل من حيّاه بتحية الإسلام ، فقال : وعليك رحمة الله ، من أنت؟ قلت : من بني غفار. فذكر نحوا من بعض حديث علي ابن عاصم وزاد فيه : إنها مباركة ، ثم قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : غفار غفر الله لها ، وأسلم سالمها الله.

١٠٨٢ ـ وحدّثنا عبد الله بن عمران ، قال : ثنا سعيد بن سالم ، قال : ثنا عثمان بن ساج ، قال : أخبرني الكلبي ، أظنه عن ابن عون ، عن حميد بن هلال ، عن عبد الله بن الصامت ، ابن أخي أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال : قال عمي فذكر نحوه.

١٠٨٣ ـ حدّثنا محمد بن اسماعيل ، قال : ثنا عفّان ، قال : ثنا حمّاد بن سلمة ، قال : أنا علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيّب ، قال : بينا العباس بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ في زمزم وهم ينزعون ويخافون ان تنزح ، فجاء كعب ، فقال : انزعوا ولا تهابوا ، فو الذي نفسي بيده إني أجدها في كتاب الله ـ عزّ وجلّ ـ الرّواء. فقال العباس ـ رضي الله عنه ـ / فأي عيونها أغزر؟

__________________

١٠٨٢ ـ إسناده متروك.

الكلبي ، هو : محمد بن السائب الكلبي. وصحّ من غير هذه الطريق.

رواه الأزرقي ٢ / ٥٣ ، من طريق : سعيد بن سالم به.

ومسلم ١٦ / ٣١ ـ ٣٢ من طريق : ابن أبي عديّ ، عن ابن عون به.

١٠٨٣ ـ إسناده ضعيف.

محمد بن اسماعيل ، هو : الصائغ. وعلي بن زيد ، هو : ابن جدعان. ضعيف كما في التقريب.


قال : العين التي تجري من قبل الحجر. قال صدقت (١). فقال له العباس ـ رضي الله عنه ـ : من أنت؟ قال : أنا كعب. قال : ما منعك أن تسلم على عهد النبي صلّى الله عليه وسلم وأبي بكر ـ رضي الله عنه ـ حتى أسلمت على عهد عمر ـ رضي الله عنه ـ؟ قال : إنّ أبي كتب لي كتابا من التوراة ودفعه إليّ ، وقال : اعمل بهذا ، وختم على سائر كتبه ، وأخذ عليّ بحق الوالد على ولده الا افضّ الخاتم ، قال فلما كان [الآن](٢) فرأيت الإسلام يظهر ، قالت لي نفسي : لعل أباك غيّب عنك علما كتمك فلو قرأته ، ففضضت الخاتم فقرأته فوجدت فيه صفة محمد النبي صلّى الله عليه وسلم وأمته فجئت الآن مسلما (٣).

١٠٨٤ ـ وأخبرني الحسن بن عثمان ، عن الواقدي ، قال : حدّثني شرحبيل ابن أبي عون ، عن أبيه ، قال : كان الجوع يبلغ بنا حتى ما يحمل الرجل سلاحه ، فأغدو إلى زمزم ويغدو معي أصحابي ، فنشرب فنجدها عصمة.

قال الواقدي : وحدّثني عبد الملك بن وهب ، عن عطاء بن أبي مروان قال : رأيت الرجل من أصحاب ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ ، وما يستطيع أن يحمل السلاح (٤).

__________________

١٠٨٤ ـ إسناده ضعيف جدا.

الواقدي متروك على سعة علمه على ما قال الحافظ ، وأبو عون ، هو : ابن أبي حازم ، مولى المسور بن مخرمة. قال أبو زرعة الرازي : مديني لا نعرفه. الجرح ٩ / ٤١٤.

(١) نقله الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٢٤٨ عن الفاكهي.

(٢) سقطت من الأصل ، وألحقناها من ابن سعد.

(٣) رواه ابن سعد في الطبقات ٧ / ٤٤٥ ـ ٤٤٦ من طريق : عفان به. وذكره ابن حجر في الاصابة ٣ / ٢٩٨ ، وعزاه لابن سعد.

(٤) سيأتي هذا الأثر بعد الأثر رقم (١٦٧٣) وتكملته هناك (كما يريد وما كانوا يستغيثون إلّا بزمزم). وقد ذكره بنحوه ابن عساكر في تاريخه. (٧ / ٤٢١ من تهذيبه).


١٠٨٥ ـ وحدّثني عبد الله بن عبد الرحمن العنبري من أهل مصر ، قال : حدّثني ابراهيم بن يعقوب الفارسي ، قال : ثنا عمران بن موسى ، عن أبي الجارود المكي ، عن رجل من أهل مكة ، قال : دخلت إلى زمزم ، فإذا فيها رجل يستقي ، فقال لي : ما تصنع بهذا الماء؟ فقلت له : أشرب لما جاء فيه عن النبي صلّى الله عليه وسلم ، فقال لي : اشرب لظمأ يوم القيامة ، فإن النبي صلّى الله عليه وسلم قال : ماء زمزم لما شرب له. قال : فالتفتّ فلم أره.

١٠٨٦ ـ حدّثنا حسين بن عبد المؤمن ، قال : ثنا علي بن عاصم ، عن يزيد ابن أبي زياد ، عن مقسم ، قال : قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : كان أهل الجاهلية يسمّون زمزم شبعة (١). قال يزيد : وأخبرني رجل من أهل الشام ، عن كعب ، قال : زمزم مكتوبة في بعض الكتب : طعام طعم وشفاء سقم (٢).

١٠٨٧ ـ حدّثنا عبد الله بن عمران قال : ثنا سعيد بن سالم ، قال : ثنا عثمان

__________________

١٠٨٥ ـ شيخ المصنّف ، وأبو الجارود المكي ، لم نقف لهما على ترجمة.

١٠٨٦ ـ إسناده ضعيف.

يزيد بن أبي زياد ، هو : الكوفي ، ضعيف ، كبر فتغيّر. التقريب ٢ / ٣٦٥.

١٠٨٧ ـ إسناده ضعيف.

رواه الأزرقي ٢ / ٥٣ من طريق : سعيد بن سالم به.

(١) كذا في الأصل. وفي النهاية لابن الأثير ٢ / ٤٤١ (إنّ زمزم كان يقال لها في الجاهليّة : شبّاعة). وأنظر الأثر (١٠٩٤).

(٢) رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٨٠ ب من طريق : ابن فضيل ، عن يزيد بن أبي زياد به. والأزرقي ٢ / ٥٠ من طريق : عبيد بن عمير ، عن كعب بنحوه.

وذكره السيوطي في الدر المنثور ٣ / ٢٢٢ ، وعزاه لابن أبي شيبة ، والأزرقي والفاكهي.


ابن ساج ، قال : أخبرني يزيد بن أبي زياد ، عن شيخ من أهل العلم ، قال : سمعت كعبا يقول نحو الكلام الآخر.

١٠٨٨ ـ حدّثنا ميمون بن الحكم الصنعاني ، قال : ثنا محمد بن جعشم ، قال : أنا إبن جريج ، قال : اخبرني [عبيد الله](١) بن أبي يزيد ، عن عبد الله بن ابراهيم بن قارظ [أن](٢) زييد بن الصلت أخبره ، أنّ كعبا ، قال لزمزم : برّة مضنونة ، ضنّ بها لكم ، أول من أخرجت له اسماعيل ـ عليه السلام ـ قال : وقال كعب في هذا الحديث : تجدها طعام طعم وشفاء سقم.

* قال ابن جريج : وحدّثني ابن أبي (٣) حسين ، أنّ النبي صلّى الله عليه وسلم كان كتب إلى سهيل بن عمرو : إن جاءك كتابي ليلا فلا تصبحن ، أو نهارا فلا تمسين حتى تبعث إليّ من ماء زمزم. قال فاستعانت امرأة سهيل أثيلة الخزاعية جدة أيوب بن عبد الله بن زهير ، فادلجتاهما وجواريهما ، فلم يصبحا حتى قرنتا مزادتين ، وفرغتا منهما فجعلهما في كرّين (٤) غوطيين ثم ملأهما ماء فبعث بهما على بعير (٥).

__________________

١٠٨٨ ـ شيخ المصنّف لم أقف على ترجمته ، وبقيّة رجاله ثقات.

رواه عبد الرزاق ٥ / ١١٥ من طريق : ابن جريج به. والأزرقي ٢ / ٥٣ من طريق : سعيد بن سالم ، عن عثمان بن ساج ، عن ابن جريج به.

(١) في الأصل (عبد الله) وهو تصحيف.

(٢) في الأصل (ابن).

(٣) هو : عبد الله بن عبد الرحمن.

(٤) الكرّ : جنس من الثياب الغلاظ. أفاده المحبّ الطبري في القرى.

(٥) رواه عبد الرزاق ٥ / ١١٩ ، والأزرقي ٢ / ٥١ ، كلاهما من طريق : ابن جريج به. وذكره المحب في القرى ص : ٤٩١ ، وعزاه لأبي موسى المديني ، والأزرقي.

وذكره ابن حجر في الاصابة ٤ / ٢٢١ في ترجمة : أثيلة الخزاعيّة ، وعزاه للفاكهي ، وعمر بن شبّة.


١٠٨٩ ـ حدّثنا العائذي ، قال : ثنا سعيد بن سالم ، عن ابن جريج ، بإسناده نحوه.

١٠٩٠ ـ حدّثنا ميمون بن الحكم ، قال : ثنا ابن جعشم ، قال ابن جريج : وسمعت أنه كان يقول : خير ماء في الأرض ماء زمزم ، وشرّ ماء في الأرض ماء برهوت ـ شعب من شعاب حضرموت ـ وخير بقاع الأرض المساجد ، وشرّ بقاع الأرض الأسواق (١).

* قال ابن جريج : وبلغني عن كعب أنه قال : قبر اسماعيل ـ عليه الصلاة والسلام ـ / ما بين زمزم والركن والمقام (٢).

* قال ابن جريج : وأخبرت عن سعيد بن جبير ، أنه سمّى زمزم فسماها : زمزم ، وبرّة ، ومضنونة (٣).

* قال ابن جريج : وأخبرني ابن خثيم ، عن ابن سابط ، عن عبد الله ابن ضمرة ، قال : طفت معه ، فقال : من تحت رجلي إلى الركن إلى المقام إلى زمزم تسعة وتسعون نبيا (٤).

__________________

١٠٨٩ ـ شيخ المصنّف لم أعرفه ، وبقيّة رجاله ثقات.

١٠٩٠ ـ تقدّم اسناده برقم (٢٨).

(١) رواه عبد الرزاق ٥ / ١١٦ ـ ١١٧ ، والأزرقي ٢ / ٥٣ ، من طريق : ابن جريج به. و (برهوت) وقيل (برهوت) : واد ، وقيل : بئر ، ماؤها أسود منتن تأوي إليه أرواح الكفار. أنظر بعض خبره في معجم البلدان ١ / ٤٠٥ ـ ٤٠٦.

(٢) رواه عبد الرزاق ٥ / ١١٩ ، من طريق : ابن جريج به. وأبو نعيم في الحلية ٦ / ١٣ ، من طريق : قتادة ، عن كعب به.

(٣) رواه عبد الرزاق ٥ / ١١٨ عن ابن جريج به.

(٤) رواه عبد الرزاق ٥ / ١٢٠ عن ابن جريج به.


١٠٩١ ـ وحدّثني أحمد بن محمد بن حمزة بن واصل ، عن أبيه ، أو عن غيره من أهل مكة ، أنه ذكر أنه رأى رجلا في المسجد الحرام مما يلي باب الصفا ، والناس مجتمعون عليه ، قال : فدنوت منه ، فإذا برجل مكعوم (١) ، قد كعم نفسه بقطعة من خشب ، فقلت : ما له؟ فقالوا : هذا رجل شرب سويقا ، وكانت في السويق ابرة ، فذهبت في حلقه ، وقد اعترضت في حلقه ، وقد بقي لا يقدر يطبق فمه ، وإذا الرجل في مثل الموت ، قال : فأتاه آت ، فقال له : اذهب إلى ماء زمزم ، فاشرب منه ، وجدّد النية ، وسل الله الشفاء ، قال : فدخل زمزم ، فشرب بالجهد منه ، حتى أساغ منه شيئا ، ثم رجع إلى موضعه ، وانصرفت في حاجتي ، قال : ثم لقيته بعد ذلك بأيام وليس به بأس ، فقلت له : ما شأنك؟ فقال : شربت من ماء زمزم ، ثم خرجت على مثل حالي الأول ، حتى انتهيت إلى اسطوانة ، فأسندت ظهري إليها فغلبتني عيني فنمت ، فانتبهت من نومي وأنا لا أحس من الابرة شيئا.

١٠٩٢ ـ وحدّثنا عبد الله بن منصور ، عن أبي المغيرة عبد القدوس ، قال : حدّثتنا عبدة بنت خالد بن معدان ، عن أبيها ، قال : إنه كان يقول : ماء زمزم ، وعين سلوان التي في بيت المقدس من الجنة.

__________________

١٠٩١ ـ شيخ المصنّف ، ووالده لم نقف لهما على ترجمة.

ذكره الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٢٥٥ نقلا عن الفاكهي.

١٠٩٢ ـ تقدم اسناده برقم (٩٥٢).

(١) مكعوم : أي مشدود الفم. من كعم البعير يكعمه ، إذا جعل الكعام في فمه لئلا يعضّ أو يأكل. أنظر لسان العرب ١٢ / ٥٢٢.


١٠٩٣ ـ وحدّثني أبو العباس الكديمي ، قال : ثنا إسحاق بن إدريس الأسواري ، قال : ثنا ابراهيم بن عبد الرحمن (١) الجمحي ، عن عمر بن عبد الله العبسي ، عن جعفر بن عبد الله بن الحكم ، عن عبد الله بن غنمة المزني ، أنه سمع العباس بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ ، يقول : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : تنافس الناس في زمزم في الجاهلية ، قال : فكان أهل العيال يعدون عيالهم فيبجون (٢) عليها فيكون صبوحا لهم ، وكنا نعدها عونا على العيال.

١٠٩٤ ـ فحدّثنا أبو بشر بكر بن خلف ، قال : ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان الثوري ، عن العلاء بن أبي العباس ، عن أبي الطفيل ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ في زمزم قال : كنا نسميها شبّاعة ، نعم العون على العيال.

__________________

١٠٩٣ ـ إسناده ضعيف.

إسحاق بن ادريس الأسواري ، ضعّفه أبو حاتم وأبو زرعة ، وتركه ابن المديني ، الجرح ٢ / ٢١٣. وعمر بن عبد الله العبسي سكت عنه ابن أبي حاتم ٦ / ١١٩. وعبد الله ابن غنمة صحابي شهد فتح مصر. أنظر الاصابة ٢ / ٣٤٧.

رواه الأزرقي ٢ / ٥١ ـ ٥٢ من طريق : الواقدي ، عن ابن أبي سبرة ، عن عمر بن عبد الله به.

١٠٩٤ ـ إسناده صحيح.

العلاء ، هو ابن السائب بن فرّوخ ، أبو العباس الأعمى. وثقه ابن معين وغيره. التاريخ الكبير ٦ / ٥١٣ والجرح ٦ / ٣٥٦.

رواه عبد الرزاق ٥ / ١١٧ ، وابن أبي شيبة ١ / ١٨٠ ب ، والأزرقي ٢ / ٥٢ ، كلّهم من طريق : الثوري به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٣ / ٢٨٦ ، وعزاه للطبراني في الكبير ، وقال : ورجاله ثقات.

(١) كذا في الأصل ، وأظن صوابه (ابراهيم بن عبد الله بن الحارث الجمحي).

(٢) كذا في الأصل ، ولم أجدها في كتب اللغة ولعلّها (فيجيئون) ، وعند الأزرقي (فيشربون).


١٠٩٥ ـ حدّثنا سلمة بن شبيب ، قال : ثنا عبد الرزاق ، قال : أنا معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، قال : زمزم طعام طعم ، وشفاء سقم.

١٠٩٦ ـ حدّثنا محمد بن إسحاق [الصيني](١) ، قال : ثنا يعقوب بن ابراهيم بن سعد ، قال : ثنا أبي ، عن ابن إسحاق ، قال : حدّثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه ، قال : لما حجّ معاوية ـ رضي الله عنه ـ حججنا معه ، فلما طاف بالبيت ، وصلى عند المقام ركعتين ، ثم مرّ بزمزم وهو خارج إلى الصفا ، فقال : إنزع لي منها دلوا يا غلام ، قال : فنزع له منها دلوا فأتي به ، فشرب منه ، وصب على وجهه ورأسه وهو يقول : زمزم شفاء ، هي لما شرب له.

١٠٩٧ ـ حدّثنا أبو العباس ، قال : ثنا محمد بن العلاء ، قال : ثنا محمد بن الصلت ، عن قيس بن الربيع ، عن أبي حصين ، عن مجاهد ، قال : كنا نسير في أرض الروم ، قال : فأوانا الليل إلى راهب ، فقال : هل فيكم من أهل

__________________

١٠٩٥ ـ إسناده صحيح.

رواه عبد الرزاق ٥ / ١١٨.

وذكره السيوطي في الدر المنثور ٣ / ٢٢٣ ، وعزاه لعبد الرزاق.

١٠٩٦ ـ إسناده موضوع.

شيخ المصنّف ، قال عنه ابن أبي حاتم ٧ / ١٩٦ : كتبت عنه بمكة ، وهو كذاب.

وذكره السيوطي في الدر المنثور ٣ / ٢٢١ والصالحي في سبل الهدى ١ / ٢١١ ، ونسباه للفاكهي.

١٠٩٧ ـ إسناده صحيح.

محمد بن الصلت ، هو : الكوفي ، وأبو حصين ، هو : عثمان بن عاصم الأسدي.

(١) في الأصل (الضبّي) وهو تصحيف ، والصيني نسبة إلى مدينة بين واسط والصليق بالعراق. أنظر تاريخ بغداد ١ / ٢٣٨ ، والأنساب ٨ / ٣٦٩.


مكة أحد؟ / قلت : نعم. قال : كم بين زمزم والحجر؟ قلت : لا أدري إلا أن احزره ، قال : لكني أنا أدري انها تجري من تحت الحجر ، ولأن يكون عندي منها ملء طست أحب إليّ من أن يكون عندي ملأه ذهب.

١٠٩٨ ـ حدّثنا أبو بشر بكر بن خلف ، قال : ثنا يحيى بن سعيد ، عن سفيان ، قال : حدّثني أبو إسحاق ، عن قيس بن كركم ، قال : قلت لابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : ألا تخبرني عن زمزم؟ قال : لا تنزح ولا تذمّ ، طعام من طعم ، وشفاء من سقم ، وخير ما نعلم.

١٠٩٩ ـ حدّثنا عبد الله بن عمران المخزومي ، قال : ثنا سعيد بن سالم ، قال : ثنا عثمان بن ساج ، قال : أخبرني عبد العزيز أبي روّاد ، قال : أخبرني رباح الأسود ، قال : كنت من أهل البادية فابتعت بمكة ، فأعتقت ، فمكثت ثلاثة أيام لا أجد شيئا آكله ، فلبثت أشرب من ماء زمزم ، قال : فاجهدني ذلك ، قال : فانطلقت حتى أتيت زمزم ، فبركت على ركبتي مخافة أن أستقي وأنا جائع (١) فيرفعني الدلو من الجهد قال : فجعلت أنزع قليلا قليلا حتى

__________________

١٠٩٨ ـ إسناده حسن.

يحيى بن سعيد ، هو : القطّان ، وسفيان ، هو : الثوري ، وأبو إسحاق ، هو : السبيعي ، عمرو بن عبد الله. وقيس بن كركم سكت البخاري في الكبير ، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٧ / ١٠٣. ذكره ابن حبان في ثقات التابعين.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٨٠ ب عن يحيى بن سعيد به. والبخاري في الكبير ٧ / ١٥٠ من طريق : سفيان به.

١٠٩٩ ـ إسناده ليّن.

عثمان بن ساج فيه ضعف.

رواه الأزرقي ٢ / ٥٣ ـ ٥٤ من طريق : سعيد بن سالم به.

(١) في الأزرقي (وأنا قائم).


أخرجت الدلو ، فإذا أنا بصريف (١) اللبن بين ثناياي ، فقلت : لعلي ناعس فضربت بالماء وجهي ، وانطلقت وأنا أجد قوة اللبن وشبعه.

١١٠٠ ـ وحدّثنا عبد الله بن عمران ، قال : ثنا سعيد بن سالم ، قال : قال عثمان بن ساج : وأخبرني ابن أبي روّاد ، قال : إنّ راعيا كان يرعى ، وكان من العبّاد ، فكان إذا ظمئ وجد فيها لبنا ، وإذا أراد أن يتوضا وجد فيها ماء.

١١٠١ ـ وحدّثني قريش بن بشر التميمي ، قال : ثنا ابراهيم بن بشر ، عن محمد بن حرب ، عمّن حدّثه ، قال : إنه أسر في بلاد الروم ، وأنه صار إلى الملك ، فقال له : من أي بلد أنت؟ قال : من أهل مكة ، فقال : هل تعرف بمكة هزمة جبريل؟ قال : نعم ، قال : فهل تعرف برّة؟ قال : نعم. قال : فهل لها اسم غير هذا؟ قال : نعم هي اليوم تعرف بزمزم ، قال : فذكر من بركتها ، ثم قال : أما انك إن قلت هذا أنا نجد في كتبنا أنه لا يحثو رجل على رأسه منها ثلاث حثيات فأصابته ذلّة أبدا.

١١٠٢ ـ وحدّثني أحمد بن يحيى الصوفي ، قال : سمعت يحيى الحمّاني ،

__________________

١١٠٠ ـ إسناده ليّن.

رواه الأزرقي ٢ / ٥٤ من طريق : سعيد بن سالم به.

١١٠١ ـ قريش بن بشر ، وشيخه لم نقف لهما على ترجمة.

ذكره الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٢٥٧ نقلا عن الفاكهي.

١١٠٢ ـ إسناده صحيح.

يحيى الحمّاني ، هو : ابن عبد الحميد.

رواه أبو نعيم في الحلية ٨ / ٣٠٣ من طريق : بشر بن الوليد ، عن أبي بكر بن عياش به ، وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء ٨ / ٥٠١ ، من طريق : الحمّاني به. وابن حجر في تهذيب التهذيب ١٢ / ٣٧.

(١) قال المحبّ الطبري في القرى ص : ٤٨٨ : الصريف : اللبن ساعة يصرف عن الضرع.


قال : سمعت أبا بكر بن عيّاش ، يقول : شربت من ماء زمزم لبنا وعسلا.

١١٠٣ ـ حدّثني عبد الله بن عمرو بن أبي سعد ، قال : حدّثنا أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل ، قال : ثنا عثمان بن عبد الرحمن ، قال : ثنا ابراهيم ابن يزيد المكي ، عن يحيى بن عبد الله بن صيفي ، عن أبي الطفيل ، عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال : خير ماء على ظهر الأرض ماء زمزم ، وشرّ ماء على ظهر الأرض ماء برهوت.

١١٠٤ ـ حدّثنا ميمون بن الاصبغ ، قال : ثنا سيّار قال : ثنا جعفر بن سليمان ، قال : ثنا أبو عمران الجوني ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : هبط إليّ جبريل ـ عليه السلام ـ من السماء ومعه طست من ذهب وماء من ماء زمزم ، فقلبني لخلاوة القفا ، ثم شق بطني ، فأخرج منه علقة فرمى بها ، ثم قال : يا محمد هذا حظ الشيطان منك ، ثم وزنني فوزنت بعشر من أمتي ، حتى بلغت المائة فلما بلغت المائة سمعت تكبير اسرافيل ـ عليه السلام ـ في الهوى وهو يقول : تبعته أمته وربّ الكعبة.

__________________

١١٠٣ ـ إسناده ضعيف جدا.

أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل ، سكت عنه ابن أبي حاتم ٢ / ٦٠ وذكره الخطيب في تاريخه ٤ / ٢٤٣ ، وقال : ما علمت من حاله إلّا خيرا.

وابراهيم بن يزيد المكي ، هو : الخوزي ، متروك كما قال الحافظ.

رواه ابن عديّ ١ / ٢٣٠ من طريق : عثمان بن عبد الرحمن به. والطبراني في الكبير من طريق : أبي الطفيل به ، على ما قال الهيثمي في المجمع ٣ / ٢٨٦ ثم قال : ورجاله ثقات.

١١٠٤ ـ إسناده مرسل.

سيّار ، هو : ابن حاتم العنزي. وأبو عمران الجوني ، هو : عبد الملك بن حبيب الأزدي أو الكندي.


١١٠٥ ـ حدّثني إسحاق بن ابراهيم الطبري ، قال : ثنا بقيّة بن الوليد ، عن ثور ، عن مكحول ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : النظر في زمزم عبادة وهي تحطّ الخطايا.

١١٠٦ ـ حدّثنا عبد الله بن عمرو بن أبي سعد ، قال : ثنا الحسن / بن أحمد بن أبي شعيب الجزّار ، قال : ثنا مسكين بن بكير ، قال : ثنا محمد بن المهاجر ، عن ابراهيم بن أبي حرّة ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم ، وفيه طعام من الطعم وشفاء من السقم ، وشرّ ماء على وجه الأرض ماء بوادي برهوت بحضرموت عليه كرجل الجراد من الهوام يصبح يتدفق ويمسى لا بلال فيه.

١١٠٧ ـ وحدّثنا هديّة بن عبد الوهاب الكلبي ، قال : ثنا الفضل بن موسى ، قال : ثنا عثمان بن الأسود ، عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس

__________________

١١٠٥ ـ إسناده ضعيف مرسل.

إسحاق بن ابراهيم الطبري ، ضعيف. أنظر لسان الميزان ١ / ٣٤٤.

ذكره الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٢٥٧ نقلا عن الفاكهي.

١١٠٦ ـ إسناده حسن.

مسكين بن بكير ، هو : أبو عبد الرحمن الحذّاء. وابراهيم بن أبي حرّة ، وثقة أحمد وابن معين وأبو حاتم. أنظر الجرح ٢ / ٩٦.

رواه الطبراني في الكبير ١١ / ٩٨ ، من طريق : الحسن بن أحمد بن أبي شعيب به.

وذكره الهيثمي في المجمع ٣ / ٢٨٦ ، وعزاه للطبراني في الكبير وقال : ورجاله ثقات ، وصححه ابن حبّان.

١١٠٧ ـ إسناده حسن.

وتقدم هذا الأثر برقم (١٠٧٩) قبل الحديث المرفوع هناك.


ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّه رأى رجلا يشرب من ماء زمزم ، فقال : هل تدري كيف تشرب من ماء زمزم؟ قال : وكيف أشرب من ماء زمزم يا أبا عباس؟ فقال : إذا أردت أن تشرب من ماء زمزم فانزع دلوا منها ثم استقبل القبلة ، وقل : بسم الله ، وتنفّس ثلاثا حتى تضلّع ، وقل : الّلهم إنّي أسألك علما نافعا ، ورزقا واسعا ، وشفاء من كل داء.

١١٠٨ ـ حدّثنا عبد الله بن عمران المخزومي ، قال : ثنا سعيد بن سالم ، قال : ثنا عثمان ، قال : أخبرني أبو سعيد ، عن رجل من الأنصار ، عن أبيه ، عن جده ، قال : إن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال : آية ما بيننا وبين المنافقين أن يدلوا دلوا من ماء زمزم أو يطّلعوا فيها ، ما استطاع منافق قط يطّلع فيها.

١١٠٩ ـ وحدّثني عبد الله بن منصور ، عن عبد الله بن هارون ، عن خلف ، عن سعد الإسكاف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن علي ـ رضي الله عنه ـ قال : يحوّل الله ـ عزّ وجلّ ـ زمزم بين النار والجنة ، فإذا عبر الناس الصراط دنوا فشربوا فرشحوا عرقا أطيب من ريح المسك ، فلم يبق في الصدر غشّ ولا غمّ ولا غلّ ولا تحاسد ولا تباغض الا ذهب مع عاهات الجسد ، فيدخلون الجنة فتقول لهم الملائكة (سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها

__________________

١١٠٨ ـ في اسناده من لم يسمّ.

أبو سعيد ، هو : صاحب مقاتل ، ذكره المزّي في التهذيب ص : ٩١٨ ، في ترجمة عثمان بن ساج ، ولم أقف على ترجمته.

رواه الأزرقي ٢ / ٥٢ ، من طريق : سعيد بن سالم به.

١١٠٩ ـ إسناده متروك.

خلف ، هو : ابن خليفة. وسعيد الإسكاف ، هو : ابن طريف الحنظلي الكوفي : متروك ، ورماه ابن حبّان بالوضع ، وكان رافضيّا. التقريب ١ / ٢٨٧. والأصبغ بن نباتة ، هو : الحنظلي الكوفي ، متروك أيضا ، ورمي بالرفض. التقريب ١ / ٨١.


خالِدِينَ)(١) يقول : (طبتم) ذهبت عنكم العاهات والآفات والتحاسد والتباغض والغلّ والغمّ والغشّ.

١١١٠ ـ وحدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن فرات القزاز ، عن أبي الطفيل ، قال : سمعت عليا ـ رضي الله عنه ـ يقول : خير واد في الناس وادي مكة ، وواد بالهند الذي أهبط فيه آدم ـ عليه السلام ـ ومنه يؤتى بهذا الطيب الذي تطيبون به ، وشر واديين في الناس وادي الأحقاف ، وواد بحضرموت يقال له : برهوت ، وخير بئر في الناس بئر زمزم ، وهي في وادي مكة ، وشر بئر في الناس برهوت ، وهي في وادي برهوت تجمع فيها أرواح الكفار.

١١١١ ـ حدّثنا الحسن بن علي الحلواني ، قال : ثنا عمرو بن عاصم ، عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان ، عن يوسف بن مهران ، عن ابن عباس ، عن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنهم ـ نحوه ، وزاد فيه : بئر ماؤها بالنهار أسود كأنه القيح تأوى إليه الهوام.

١١١٢ ـ وحدّثنا ابن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن أبان بن تغلب ،

__________________

١١١٠ ـ إسناده صحيح.

فرات القزّاز ، هو ابن أبي عبد الرحمن الكوفي.

رواه عبد الرزاق ٥ / ١١٦ ، والأزرقي ٢ / ٥٠ ، كلاهما من طريق : ابن عيينة به.

وذكره ياقوت في معجم البلدان ١ / ٤٠٥ ، والمحبّ في القرى ص : ٤٨٨ ـ ٤٨٩ ، وقال : وأخرج طرفا منه سعيد بن منصور.

١١١١ ـ إسناده ضعيف.

علي بن زيد : ضعيف. ويوسف بن مهران : ليّن الحديث.

١١١٢ ـ إسناده صحيح إلى أبان.

(١) آية (٧٣) من سورة الزمر.


عن رجل من أهل اليمن ، قال : أمسى عليّ الليل وأنا ببرهوت فسمعت فيه أصوات أهل الدنيا ، وسمعت قائلا يقول : يا دومة يا دومة ، قال : فسألت رجلا من أهل الكتاب ، وأخبرته بالذي سمعت ، فقال : إنّ الملك الذي على أرواح الكفار يقال له : دومة (١).

قال سفيان : وأخبرني رجل أنه أمسى فيه ، فكان فيه أصوات الحاج.

قال سفيان : وسألت رجلا من أهل حضرموت ، فقال : لا يستطيع أحد أن يمشي فيه بالليل (٢).

١١١٣ ـ / حدّثنا حسين بن حسن ، وأبو عمّار ، الحسين بن (حريث) (٣) المروزيّان ، قالا : ثنا يحيى بن سليم ، قال : حدّثني عبد الله بن عثمان بن خثيم ، قال أبو عمار في حديثه : قال : دخلنا على وهب بن منبّه في دار الحمّام. قالا جميعا : نعوده بأعلى مكة ، قال : فاستسقى بعضنا ، فسقي ماء زمزم ، فقال بعضنا : لو استعذبت يا فلان ، فقال : ما لي شراب ولا غسل ولا وضوء غيرها من حين أدخل مكة إلى أن أخرج منها ، واني لأجده مكتوبا في كتاب الله ـ عزّ وجلّ ـ : برّة شراب الأبرار ، واني لأجده في كتاب الله : المضنونة ، ضنّ بها لكم ، والذي نفسي بيده لا يرد بها عبد مسلم فيشرب منها إلا أورثه الله شفاء ، وأخرج منه داء.

__________________

١١١٣ ـ إسناده حسن.

رواه الأزرقي ٢ / ٤٩ ـ ٥٠ ، وأبو نعيم في الحلية ٤ / ٦٣ ـ ٦٤ كلاهما من طريق : ابن خثيم به ، بنحوه. وذكره المحبّ الطبري في القرى ص : ٤٨٧ ، وعزاه للأزرقي ، وسعيد بن منصور.

(٢،١) ذكرهما ياقوت في معجم البلدان ١ / ٤٠٦.

(٣) في الأصل (حرب) وهو تصحيف.


١١١٤ ـ وحدّثني محمد بن أبي عمر ، ومحمد بن ميمون ، قالا : ثنا سفيان ، عن صدقة بن يسار ، قال : سمعت [رجلان من](١) المختارين أبي عبيد يقول : ترون هذه البئر التي بالكوفة في رحبة علي فإن عينا من زمزم تمدها.

١١١٥ ـ حدّثني أبو العباس أحمد بن محمد ، قال : ثنا محمد بن رمح المصري ، قال : ثنا الليث بن سعد ، عن خالد بن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال ، قال : إنّه بلغه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم بعث عينا له إلى مكة ، فكان يكمن النهار حتى إذا كان الليل أتى إلى زمزم ، فشرب منها ، فلبث بذلك ليالي ، ثم إنه رجع إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم فسأله : ما كان عيشك؟ فأخبره أنه كان يأتي إلى زمزم فيشرب منها ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : انها شفاء من سقم وجزاء من طعم.

١١١٦ ـ حدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : ثنا ابن أبي أويس ، عن أبيه ، قال : حدّثني حسين بن عبد الله ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ قال : خير عد (٢) في الأرض زمزم.

__________________

١١١٤ ـ إسناده إلى صدقة بن يسار صحيح.

١١١٥ ـ إسناده منقطع.

سعيد بن أبي هلال ، صدوق من السادسة ، مات بعد (١٣٠). التقريب ١ / ٣٠٧.

ذكره السيوطي في الدر المنثور ٣ / ٢٢٣ وعزاه للفاكهي.

١١١٦ ـ إسناده ضعيف.

حسين بن عبد الله ، هو : ابن عبيد الله بن عباس الهاشمي المدني.

ضعيف ، كما في التقريب ١ / ١٧٦.

(١) كذا في الأصل ، ولعلّ صوابها (رجلا عن).

(٢) العدّ (بالكسر) هو : الماء الجاري الدائم الذي له مادة لا تنقطع ، كماء العين والبئر. تاج العروس ٢ / ٤١٦.


١١١٧ ـ حدّثنا أبو بشر ، قال : ثنا غندر ، قال : ثنا شعبة ، عن منصور ، عن مجاهد ، كذا (١) قال : ما رأيت ابن عباس رضي الله عنهما أطعم ناسا قطّ إلا سقاهم من ماء زمزم ، وكان ـ رضي الله عنه ـ إذا صام الأيام أحب أن يكون في صومه يوم الجمعة.

١١١٨ ـ وحدّثنا محمود بن غيلان ، قال : ثنا أبو داود ، ووهب بن [جرير](٢) قالا : ثنا شعبة ، عن منصور ، عن مجاهد ، قال : كان ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ إذا نزل به ضيف أتحفه من ماء زمزم.

١١١٩ ـ وحدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : حدّثني علي بن صالح ، قال : ثنا عبد الصمد بن علي ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : كان أهل مكة لا يشتكون ركبهم ولا يسابقون أحدا إلا سبقوه ، ولا يصارعون أحدا إلا صرعوه ، حتى رغبوا عن ماء زمزم فبدل بهم.

__________________

١١١٧ ـ إسناده صحيح.

ذكره الصالحي في سبل الهدى ١ / ٢١١ ، وقال : رواه أبو نعيم في الحلية ، وصحح الدمياطي اسناده.

١١١٨ ـ إسناده صحيح.

ذكره السيوطي في الدر المنثور ٣ / ٢٢٣ ، وعزاه للفاكهي.

١١١٩ ـ إسناده ضعيف.

علي بن صالح ، هو : المدني ، مستور كما في التقريب. وعبد الصمد بن علي لم أقف على ترجمته.

ذكره المحبّ الطبري ص : ٤٨٨ ، وعزاه لأبي ذرّ في المناسك.

(١) في الأصل (عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال) ولكونها زائدة حذفتها.

(٢) في الأصل (حزم) وهو تصحيف.


١١٢٠ ـ وحدّثني أبو إسحاق اسماعيل بن داود البصري ، قال : ثنا عبد الرحمن بن سلام الجمحي ، قال : سمعت سفيان بن عيينة يقول : ماء زمزم طيب لا برد.

١١٢١ ـ حدّثني محمد بن صالح ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا أيوب ابن ثابت [المكي](١) ، عن صفية بنت بحرة ، قالت : رأيت قصعة لأم هانئ بنت أبي طالب ـ رضي الله عنها ـ توضع في المسجد ، فيصب فيها ماء زمزم ، فكنا إذا طلبنا من أهلنا الطعام ، قالوا : اذهبوا إلى صحفة أمّ هانئ.

ذكر

غسل أهل مكة الموتى بماء زمزم

لبركته وفضله

١١٢٢ ـ حدّثنا العباس بن محمد الدّوري ، قال : ثنا سعيد بن عامر ، قال : ثنا صالح بن رستم ، أبو عامر الخزاز ، عن ابن أبي مليكة قال : كنت

__________________

١١٢٠ ـ شيخ المصنّف لم نقف عليه. وعبد الرحمن بن سلام الجمحي : صدوق كما في التقريب ١ / ٤٨٣.

١١٢١ ـ إسناده ضعيف.

محمد بن صالح : الأنماطي البغدادي. وأبو حذيفة ، هو : موسى بن مسعود النهدي : صدوق سيئ الحفظ. التقريب ٢ / ٢٨٨. وأيوب بن ثابت : ليّن الحديث. التقريب ١ / ٨٩. وصفية بنت بحرة ، ذكرها ابن حبان في ثقات التابعين ٤ / ٣٨٦.

١١٢٢ ـ إسناده حسن.

صالح بن رستم ، صدوق كثير الخطأ. التقريب ١ / ٣٦٠.

نقل بعضه الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٢٥٨.

(١) في الأصل (مكي).


أوّل من بشر اسماء بالاذن في إنزال عبد الله بن الزبير. قال : فانطلقنا إليه فما تناولنا / منه شيء (١) إلا تابعنا. قال : وقد كانت اسماء وضع لها مركن فيه ماء زمزم وشبّ يماني ، فجعلنا نناولها عضوا عضوا فتغسله ، ثم نأخذه منها فنضعه في الذي يليه ، فلما فرغت منه أدرجناه في أكفانه ، ثم قامت فصلّت عليه ، وكانت تدعو : الّلهم لا تمتني حتى تولّيني جنّته (٢) فما أتت عليها جمعة حتى ماتت.

* وأهل مكة على هذا إلى يومنا يغسلون موتاهم بماء زمزم إذا فرغوا من غسل الميت وتنظيفه جعلوا آخر غسله بماء زمزم تبركا به.

ذكر

حمل ماء زمزم للمرضى وغيرهم

من مكة إلى الآفاق

١١٢٣ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، وحسين بن حسن ، قالا : أنا سفيان ، عن أبي نعيم بن نافع ، عن ابن أبي حسين ، قال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم بعث إلى سهيل بن عمرو يستهديه من ماء زمزم فبعث إليه براوية أو راويتين ، وجعل عليهما كرّا غوطيّا.

__________________

١١٢٣ ـ اسناده مرسل ، وأبو نعيم بن مانع لم نقف على ترجمته.

وابن أبي حسين ، هو : عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي النوفلي.

وقد تقدّم الكلام على هذا الحديث برقم (١٠٨٨).

(١) كذا في الأصل.

(٢) جنّته ـ بضم الجيم ـ أي : دفنه. النهاية ١ / ٣٠٧.


١١٢٤ ـ حدّثنا أبو العباس ، عن خلّاد الجعفي ، قال : ثنا زهير [عن](١) هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : إنّ عائشة ـ رضي الله عنها ـ كانت تحمل ماء زمزم ، وكانت تخبر أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك.

١١٢٥ ـ حدّثني عبد الله بن أبي سلمة ، قال : ثنا ابراهيم بن عمرو بن أبي صالح ، قال : ثنا عبد الله بن المؤمّل ، عن [أبي](٢) الزبير ، عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلم إلى سهيل بن عمرو ـ رضي الله عنه ـ يستهديه ماء زمزم ، فبعث إليه سهيل ـ رضي الله عنه ـ بماء زمزم.

١١٢٦ ـ وحدّثني أبو العباس ، أحمد بن محمد ، عن خلّاد الجعفي ، قال : ثنا زهير ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : إنّ عائشة ـ رضي الله عنها ـ حملت من ماء زمزم في القوارير للمرضى ، وقالت : حمله رسول الله صلّى الله عليه وسلم في الأدواء والقرب ، وكان يصبّه على المرضى ويسقيهم.

__________________

١١٢٤ ـ إسناده حسن.

خلاد الجعفي ، هو : ابن يزيد الكوفي. وزهير ، هو : ابن معاوية.

رواه الترمذي ٤ / ١٨٣ ، والحاكم ١ / ٤٨٥ ، والبيهقي ٥ / ٢٠٢ كلّهم من طريق : خلاد به. وقال الترمذي : حسن غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه. وذكره الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٢٥٩ وزاد نسبته للبيهقي في شعب الإيمان.

١١٢٥ ـ إسناده ضعيف.

ابراهيم بن عمرو بن أبي صالح ، سكت عنه ابن أبي حاتم ٢ / ١٢١. وعبد الله بن المؤمّل ، هو : المخزومي المكي ، ضعيف الحديث.

رواه البيهقي ٥ / ٢٠٢ من طريق : ابراهيم بن طهمان ، عن أبي الزبير به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٣ / ٢٨٦ ، وعزاه للطبراني في الكبير والأوسط.

١١٢٦ ـ تقدم برقم (١١٢٤).

(١) في الأصل (بن) وهو خطأ.

(٢) في الأصل (ابن) ، وهو خطأ.


١١٢٧ ـ حدّثني عبد الله بن أبي سلمة ، قال : ثنا حسان بن عبّاد ، عن محمد بن سليمان ، عن حرام بن هشام ، عن أبيه ، عن أم معبد ـ رضي الله عنها ـ قالت : مرّ بي بخيمتي غلام سهيل بن عمرو ، [أزيهر](١) ومعه قربتا ماء ، فقلت : ما هذا؟ فقال : إنّ محمدا كتب إلى مولاي سهيل بن عمرو وأخبرني مولاي سهيل أنه كتب إليه يستهديه ماء زمزم ، فأنا أعجل السير لكيلا تنشف القرب.

١١٢٨ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : ثنا بشر بن السري ، قال : ثنا سفيان الثوري ، عن أبي هاشم ـ يعني : اسماعيل بن كثير المكي ـ عن عطاء ابن أبي رباح ، قال : إنّ كعبا حجّ فحمل معه ست عشرة راوية أو اثنتي عشرة راوية من ماء زمزم إلى الشام.

__________________

١١٢٧ ـ إسناده ضعيف.

حسان بن عبّاد ، ذكره ابن حجر في اللسان ٢ / ١٩٠ ، وقال : هو مجهول.

ومحمد بن سليمان ، هو : ابن مسمول المكي المخزومي. قال أبو حاتم : ليس بالقوي ، ضعيف الحديث ، كان الحميدي يتكلّم فيه. الجرح ٧ / ٢٦٧.

وهشام والد حرام ، هو : ابن حبيش الخزاعي.

ذكره الحافظ في الاصابة ١ / ٤٥ ، وعزاه للفاكهي. والمتّقي في كنز العمّال ١٤ / ١٢١ ، وعزاه للفاكهي أيضا.

١١٢٨ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن أبي شيبة ٨ / ٩٥ ، والأزرقي ٢ / ٥٢ ، عن عطاء بنحوه. وذكره المحبّ في القرى ص : ٤٩١ ونسبه للواقدي.

(١) في الأصل (وأزيهر) والواو زائدة ، لأن أزيهر هو مولى سهيل. أنظر الاصابة.


١١٢٩ ـ وحدّثني أبو العباس ، عن حسن بن الربيع ، عن مسلم أبي عبد الله ، عن الحسن الجفري ، عن حبيب ، قال : قلت لعطاء : آخذ من ماء زمزم؟ قال : نعم ، قد كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يحمله في القوارير ، وحنّك به الحسن والحسين ـ رضي الله عنهما ـ بتمر العجوة.

ذكر

شرب النبي صلّى الله عليه وسلم وأصحابه ـ رضي الله عنهم ـ من ماء زمزم

والتابعين بعدهم وتفسير ذلك كله

١١٣٠ ـ حدّثنا يعقوب بن حميد ، قال : ثنا المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث ، عن أبيه ، عن زيد بن علي ، عن أبيه ، / عن [عبيد الله بن أبي رافع](١) ، عن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم دعا بسجل من ماء زمزم ، فشرب منه ، وتوضأ ، وقال : انزعوا على سقايتكم يا بني عبد المطلب ، فلولا أن تغلبوا عليها لنزعت.

__________________

١١٢٩ ـ إسناده ضعيف.

الحسن الجفري ، هو : ابن أبي جعفر البصري ، ضعيف الحديث.

وحبيب ، هو : ابن أبي ثابت. ومسلم أبو عبد الله ، لم أقف على ترجمته.

ذكره الهيثمي ٣ / ٢٨٧ ، وقال : رواه الطبراني في الكبير ، وفيه من لم أعرفه.

١١٣٠ ـ تقدم اسناده برقم (٨٢٤).

رواه الإمام أحمد ١ / ١٥٦ ـ ١٥٧ ، من طريق : عبد الرحمن بن عيّاش ، عن زيد ابن علي به. في حديث طويل. ورواه عبد الله بن أحمد فيما زاده على مسند أبيه ١ / ٧٦ من طريق : أحمد بن عبدة البصري ، عن المغيرة بن عبد الرحمن به ، ضمن حديث طويل أيضا. والترمذي ٤ / ١١٩ من طريق : سفيان ، عن عبد الرحمن بن الحارث به ، وقال : حسن صحيح. والأزرقي ٢ / ٥٥ من طريق : مسلم بن خالد ، عن عبد الرحمن بن الحارث به. وذكره المتقي الهندي في الكنز ١٤ / ١٢٣ ، وعزاه للأزرقي.

(١) في الأصل (عبد الله بن رافع) والصواب ما أثبتناه.


١١٣١ ـ حدّثنا محمد بن ادريس بن عمر ، قال : ثنا خلّاد بن يحيى ، قال : ثنا يوسف [أبو عبدة](١) البصري ، عن ثابت ، عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : جاء رسول الله صلّى الله عليه وسلم إلى زمزم ، فنزع دلوا ، فشرب منه ، ثم مجّ فيه ، ثم صبّه في زمزم.

١١٣٢ ـ حدّثنا حسين ، قال : أنا يزيد بن زريع ، قال : ثنا [خالد](٢) الحذّاء ، عن عكرمة ، قال : أظنه عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم أتى زمزم ، فقال : اعملوا فإنكم على عمل صالح ، ثم أتى السقاية.

١١٣٣ ـ وحدّثني محمد بن صالح ، قال : ثنا مكي بن ابراهيم ، قال : ثنا المثنى بن الصبّاح ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، قال : إنه طاف مع عبد الله بن [عمرو](٣) ـ رضي الله عنهما ـ بالبيت يوم النحر ، ثم ذهب إلى سقاية ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ فشربا من شرابها ، ثم رجعا إلى زمزم ، فدعا بماء فشرب منه ، ثم صبّ على رأسه ، ثم قال : هكذا رأيت النبي صلّى الله عليه وسلم يصنع ، ثم قال النبي صلّى الله عليه وسلم : يا بني عبد المطلب حافظوا على سقايتكم ، لولا أني أخاف أن تغلبوا عليها لنزعت معكم.

__________________

١١٣١ ـ إسناده ليّن.

١١٣٢ ـ تقدّم اسناده برقم (٤٦١).

رواه البخاري ٣ / ٤٩١ ، وابن خزيمة ٤ / ٣٠٦ ، كلاهما من طريق : خالد الحذّاء به.

١١٣٣ ـ إسناده ضعيف.

المثنى بن الصبّاح : ضعيف ، اختلط بأخرة.

(١) في الأصل (أبو عبيدة) وهو تصحيف ، إنّما هو : يوسف بن عبدة البصري ، أبو عبدة ، وهو ليّن الحديث. التقريب ٢ / ٣٨١.

(٢) في الأصل (خلدة) وهو تحريف.

(٣) في الأصل (عمر) وهو تصحيف.


١١٣٤ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن أبان بن تغلب ، عن الحكم ، نحوه وزاد فيه : لنزعت حتى يؤثر الحرير بظهري.

* وقد قال الفضل بن (١) عبد الرحمن بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب يذكر فضل بني عبد المطلب في زمزم فقال :

لقد فضّل الرّحمن آل محمّد

بعلم وكان الله بالنّاس أخبرا

سقاهم ليسقوا الحاجّ في الحجّ زمزما

وخطّ لهم في جنّة الخلد كوثرا

١١٣٥ ـ حدّثنا عبد الله بن عمران ، قال : ثنا سعيد بن سالم ، قال : ثنا عثمان بن ساج ، قال : أخبرني ابن جريج ، قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم لمّا قضى طوافه يوم دخل مكة ، فركع ركعتين ، ثم انصرف إلى زمزم ، فاطلع فيها وقال : لو لا أن تغلب بنو عبد المطلب على سقاية الحاج لنزعت منها بيدي ، ثم انصرف ، فجلس في ناحية المسجد ، ثم دعا بسجل من ماء زمزم ، وتوضأ منه ، والمسلمون يبتدرون وضوءه يصبون على وجوههم ، والمشركون ينظرون ويقولون : ما رأينا ملكا قطّ بلغ هذا ولا أشبهه ، ماذا يصنعون بالوضوء؟!

__________________

١١٣٤ ـ اسناده صحيح إلى الحكم لكنه مرسل.

وقوله (الحرير) كأنه يريد حبل الحرير الناعم ، كناية عن كثرة النزع ، لأن الناعم لا يؤثر بقليل النزع ، والله أعلم.

١١٣٥ ـ إسناده منقطع.

(١) الفضل بن عبد الرحمن ، كان شيخ بني هاشم في وقته ، وسيّدا من ساداتهم ، وشاعرهم وعالمهم.

مات سنة (١٧٣) أنظر معجم الشعراء للمرزياني ص : ١٧٩. وطبقات فحول الشعراء ١ / ٧٦.


١١٣٦ ـ حدّثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا سفيان ، عن مسعر عن عبد الجبار بن وائل ، عن أبيه ، قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم أتي بدلو من ماء زمزم ، فشرب واستنثر خارجا من الدلو ومضمض ثم مجّ فيه.

قال مسعر : مسكا أو أطيب من المسك.

١١٣٧ ـ وأخبرني اسماعيل بن سالم ـ وسمعته منه ـ قال : أنا [هشيم](١) ، قال : أنا مغيرة ، وعاصم ، عن الشعبي ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : رأيت النبي صلّى الله عليه وسلم شرب من ماء زمزم وهو قائم.

١١٣٨ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، ومروان ، عن عاصم ، عن الشعبي ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ نحوه. قال مروان في حديثه : قال عاصم : فحلف عكرمة ما كان صلّى الله عليه وسلم يومئذ إلا على بعير.

__________________

١١٣٦ ـ رجاله ثقات ، إلّا أن عبد الجبّار بن وائل ، قيل إنه لم يسمع من أبيه. أنظر تهذيب الكمال ص : ٧٦٣.

ومسعر ، هو : ابن كدام ، وعبد الجبّار بن وائل ، هو : ابن حجر. ووائل صحابي مشهور.

رواه الأزرقي ٢ / ٥٧ من طريق : سفيان به.

١١٣٧ ـ إسناده صحيح.

رواه أحمد ١ / ٣٧٢ ، ومسلم ١٣ / ١٩٨ ، والترمذي ٨ / ٧٥ ، والنسائي ٥ / ٢٣٧ ، وابن ماجه ٢ / ١١٣٢ كلّهم من طريق : الشعبي به.

١١٣٨ ـ إسناده صحيح.

رواه البخاري ٣ / ٤٩٢ ، ومسلم ١٣ / ١٩٧ ، وابن خزيمة ٤ / ٣٠٦ ، والأزرقي ٢ / ٥٧ ، والبيهقي ٥ / ١٤٧ كلّهم من طريق : عاصم به.

(١) في الأصل (هشام) وهو تصحيف.


١١٣٩ ـ حدّثنا ابراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، قال : ثنا عمرو بن عاصم ، قال : ثنا حمّاد بن سلمة ، عن قيس بن سعد ، عن مجاهد ، / عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : جاءنا النبي صلّى الله عليه وسلم إلى زمزم ، فنزعنا له دلوا فشرب ، ثم مجّ في الدلو ، ثم صببناه في زمزم ، ثم قال صلّى الله عليه وسلم : لو لا ان تغلبوا عليها لنزعت بيدي.

١١٤٠ ـ وحدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا بشر بن السري ، قال : ثنا حمّاد بن سلمة ، عن علي بن زيد بن جدعان ، عن يوسف بن مهران ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : جاءنا رسول الله صلّى الله عليه وسلم ورديفه أسامة بن زيد ـ رضي الله عنهما ـ فسقيناه من هذا النبيذ.

١١٤١ ـ وحدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : ثنا بشر.

١١٤٢ ـ وحدّثنا عبد الله بن عمران ، قال : ثنا سعيد بن سالم (١) ، قال :

__________________

١١٣٩ ـ إسناده حسن.

عمرو بن عاصم ، هو : الكلابي : صدوق في حفظه شيء. التقريب ٢ / ٧٢. رواه أحمد ١ / ٣٧٢ من طريق : روح وعفّان ، عن حماد بن سلمة به.

١١٤٠ ـ إسناده ضعيف.

علي بن زيد بن جدعان : ضعيف. وشيخه يوسف بن مهران : ليّن الحديث. رواه أحمد ١ / ٢٩٢ من طريق : عفّان ، عن حمّاد ابن سلمة به.

١١٤١ ـ إسناده صحيح.

١١٤٢ ـ إسناده حسن.

رواه الأزرقي ٢ / ٥٧ ، من طريق : سعيد بن سالم ، عن عثمان ، عن حنظلة به.

(١) كذا في الأصل ، ولعلّه سقط من الأسناد (عثمان بن ساج) ، فإن سعيد بن سالم لا يروي عن حنظلة مباشرة بل بواسطة شيخه (عثمان بن ساج). وهكذا رواه الأزرقي وأنظر تهذيب الكمال ص : ٣٤٤.

ثم إنّ لفظة (قال) في السند لعلّها (قالا).


أنا حنظلة بن أبي سفيان ، عن طاوس ، نحو هذه الأحاديث ، وزاد فيه : ثم قال : إنّكم على عمل صالح ، فلو لا أن تتّخذ سنّة لأخذت بالرشاء وبالدلو.

١١٤٣ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا عبد المجيد بن أبي روّاد ، عن ابن جريج ، قال : قلت لعطاء : إنّي أرى أناسا يشربون من النبيذ إذا أفاضوا ، فحقّ ذلك على الناس؟ فقال : أمّا النبيذ فإنما أخذ به عباس بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ بعد النبي صلّى الله عليه وسلم ، ولكن نبي الله صلّى الله عليه وسلم لمّا أفاض نزع هو بنفسه بالدلو لا ينزع معه أحد ، فشرب ، ثم أفرغ ما بقي في الدلو في البئر ، ثم قال صلّى الله عليه وسلم : لو لا خشية أن يغلبكم الناس على سقايتكم لم ينزع أحد غيري.

قال : فنزع صلّى الله عليه وسلم هو بنفسه الدلو الذي شرب منها لم يعنه على نزعها أحد.

قال ابن جريج : وأخبرني ابن طاوس عن أبيه ، أنّ النبي صلّى الله عليه وسلم شرب من النبيذ ، ومن زمزم ، وقال : لو لا ان تكون سنّة لنزعت. فقال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : ربّما فعلت. قال : قلت : ما ربّما فعلت. قال : ربما فعلت (١).

قال ابن جريج : قال عطاء : لا يخطيني إذا أفضت أن أشرب من ماء زمزم. قال : وقد كنت فيما مضى أنزع مع النازع الدلو الذي أشرب منها إتّباع السنّة ، فأما منذ كبرت ولا انزع ينزع لي فاشرب ، وان لم يكن بي ظمأ إتّباع صنيع محمد صلّى الله عليه وسلم فأمّا من النبيذ فمرّة اشرب منه ومرة لا أشرب (٢).

قال : وإنما كانت سقايتهم هذه الذي يسقون عليها.

قال : كان لزمزم حوضان في الزمن الأول فحوض بينها وبين الركن

__________________

١١٤٣ ـ إسناده حسن.

(١) رواه الأزرقي ٢ / ٥٥ ، وفي آخره (أي : ربّما نزعت).

(٢) المصدر السابق ٢ / ٥٦.


يشرب منه الماء ، وحوض من ورائها للوضوء له سرب يذهب فيه الماء من نحو باب وضوءهم الآن. قال : فيصبّ الماء النازع وهو قائم على البئر في هذا من قربها من البئر (١).

قال : ولم يكن عليها شباك حينئذ ، ولم يكن وضوء آل عباس هذا حينئذ. قال : فأراد معاوية بن أبي سفيان ـ رضي الله عنه ـ أن يستقي في دار الندوة ، فأرسل إليه ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : إنّ ذلك ليس لك.

فقال : صدق فسقى حينئذ بالمحصّب. ثم رجع فسقى بعد بمنى (٢).

قال : فرأيت عقيل بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ شيخا كبيرا يفتل الغرب. قال : وكانت عليها غروب ودلاء. قال : ورأيت رجالا بعد منهم ، ما معهم مولى في الأرض يلفّون أرديتهم في القمص ، فينزعون حتى إنّ أسافل قمصهم لمبتلة ينزعون قبل الحج وأيام منى وبعده (٣).

قال ابن جريج : وأخبرني [حسين] بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس ، وداود بن علي بن عبد الله ، يزيد احدهما على صاحبه : أنّ رجلا نادى ابن عباس / فقال : السنّة تبتغون بهذا النبيذ أم هو أهون عليكم من اللبن والعسل؟ قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : جاء النبي صلّى الله عليه وسلم عباسا فقال : أسقونا.

فقال : إنّ هذا النبيذ شراب قد مغث ومرث أو لا نسقيك لبنا أو عسلا؟ فقال النبي صلّى الله عليه وسلم : اسقونا مما تسقون منه الناس. قال : فأتي النبي صلّى الله عليه وسلم ومعه أصحابه من المهاجرين والأنصار بعساس فيها النبيذ ، فلما شرب النبي صلّى الله عليه وسلم عجل قبل أن يروى فرفع ، فقال : أحسنتم هكذا اصنعوا. قال ابن عباس

__________________

(١) المصدر السابق ٢ / ٥٩.

(٢) المصدر السابق ٢ / ٦٠.

(٣) المصدر السابق ٢ / ٥٦ ، وفيه (يلقون أرديتهم فينزعون في القمص).


ـ رضي الله عنهما ـ : فرضاء رسول الله صلّى الله عليه وسلم ذلك أحب إليّ من أن تسيل شعابها علينا لبنا وعسلا (١).

قال الفضل بن عباس بن عتبة بن أبي (٢) لهب يفخر بزمزم والمشاعر بمكة :

وإن لنا البطحاء والمرو والصّفا

وإنّا ولاة البيت ذي الحجب والحجر

وإنّا سقاة الوافدين لحجّهم

إلى الله يرجون الثّواب من الأجر

لنا منهل نروي به كلّ وارد

مقيم لحجّاج العتيق وللحضر

من العسل الصّافي يشاب بزمزم

ومعتصر يأتيك من طيب العصر

١١٤٤ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا هشام ، وعبد المجيد ، عن ابن جريج ، بإسناده مثل الحديث الحديث (٣).

__________________

١١٤٤ ـ إسناده صحيح.

هشام ، هو : ابن سليمان المخزومي.

(١) رواه الأزرقي ٢ / ٥٦ من طريق : ابن جريج به. وابن سعد ٤ / ٢٥ ـ ٢٦ من طريق : مندل ، عن حسين بن عبد الله ، عن جعفر بن تمام ، عن ابن عباس.

وقوله (مغث ومرث) أي : نالته الأيدي وخالطته. النهاية ٤ / ٣٦٥.

(٢) شاعر من فصحاء بني هاشم ، كان معاصرا للفرزدق. وفي شعره رقّة ، وقد مدح عبد الملك بن مروان ، وهو أول هاشمي يمدح أمويّا ، مات في خلافة الوليد بن عبد الملك.

أنظر نسب قريش ص : ٩٠ ، ومعجم الشعراء للمرزباني ص : ١٧٨. والمؤتلف والمختلف للآمدي ص : ٣٥.

والتبيين في نسب القرشيين ص : ١١٨. والأغاني ١٦ / ١٧٥.

(٣) كذا في الأصل.


ذكر

الشرب من نبيذ السقاية (١)

١١٤٥ ـ حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمد ، قال : ثنا أبو بكر ، قال : ثنا سلام بن سليم ، عن ابراهيم بن مهاجر ، عن مجاهد ، عن مولاه السائب بن عبد الله ، قال : كان السائب يأمرني أن أشرب من سقاية آل عباس ـ رضي الله عنهم ـ ويقول : إنه من تمام الحج.

قال (٢) : وحدّثنا أبو بكر ، عن حماد بن أسامة ، عن محمد بن أبي اسماعيل ، قال : إن سعيد بن جبير أتى السقاية بعد أن طاف بالبيت ، وصلى ركعتين ، فسقانا محمد بن علي نبيذا ، فشرب منه سعيد بن جبير وسقاني.

١١٤٦ ـ وحدّثنا أبو بشر بكر بن خلف قال : ثنا ابن أبي عدي ، عن حميد ، عن بكر ، أنه كان يستحب أن يدخل الحاج الكعبة ويشرب من نبيذ السقاية ، ويستقي من زمزم ، فيشرب ان استطاع.

__________________

١١٤٥ ـ إسناده ليّن.

ابراهيم بن مهاجر ، ليّن الحديث. كما في الجرح والتعديل ٢ / ١٣٣. وأبو بكر ، هو : ابن أبي شيبة. والسائب بن عبد الله ، هو : ابن أبي السائب المخزومي. كان شريكا للنبي صلّى الله عليه وسلم في الجاهليّة. أنظر الاصابة ٢ / ١٠.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٦٨ أ. وذكره الهيثمي في المجمع ٢ / ٢٨٦ وعزاه للطبراني في الكبير ، وقال : وفيه راو لم يسمّ ، وبقيّة رجاله ثقات.

١١٤٦ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٦٨ أ من طريق : محمد بن أبي عدي به.

(١) وهو ماء يلقى فيه تمر أو زبيب أو نحوهما ليحلو به الماء وحد الجائز منه ما لم يسكر ، انظر المحلى ٧ / ٤٧٨ ـ ٥٠٦ والمغنى ١٠ / ٣٤١.

(٢) القائل ، هو : أبو العباس الكديمي ، شيخه في الأثر السابق.

وهذا الأسناد صحيح إلى سعيد بن جبير. والأثر في مصنّف ابن أبي شيبة ١ / ١٦٨ أ.


١١٤٧ ـ حدّثني أبو العباس ، قال : ثنا أبو بكر ، قال : ثنا حميد بن عبد الرحمن ، عن حسن بن صالح ، عن ابراهيم بن عبد الأعلى ، عن سويد ابن غفلة ، أنه قال : اشرب من نبيذ السقاية.

١١٤٨ ـ وحدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن طاوس ، قال : كان أبي يقول : شرب نبيذ انسقاية من تمام الحج.

١١٤٩ ـ حدّثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا مروان بن معاوية ، عن ابن أبي ذئب ، عن المنذر ، قال : رأيت ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ يكرع من حياض زمزم.

وقال الفضل بن العباس اللهبي في زمزم :

ولنا حوضان لم يعطهما

غيرنا الله ومجد قد تلد

حوضنا الكوثر حقّ المصطفى

يرغم الله به أهل الحسد

ولنا زمزم حوض قد بدا

حيث مبنى البيت في خير بلد

وقال الفضل أيضا في زمزم :

حوض النبي وحوضنا من زمزم

ظمىء امرؤ لم يروه حوضانا

فإذا رأيت شريبنا ومقامه

من حوضنا فشريبنا أروانا

متمكنا يقضي وينفذ امره

حتّى يكون كأنّه اسقانا

__________________

١١٤٧ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٦٨ أ.

١١٤٨ ـ إسناده صحيح.

رواه الأزرقي ٢ / ٥٧ من طريق : سفيان ، عن ابن طاوس به ، في خبر طويل.

وكذلك في ٢ / ٥٥ من طريق : ابن جريج عن ابن طاوس به ، بأطول منه.

١١٤٩ ـ إسناده لا بأس به.

المنذر ، هو : ابن أبي المنذر : مقبول ، كما في التقريب ٢ / ٢٧٥.


وقال الفضل أيضا في زمزم :

ولنا من حياض زمزم ورد

لوفود الحجيج والإهلال

فسل النّاس يخبروك يقينا

[بأنّا](١) خير من مشى في النّعال

وقال شاعر في زمزم :

خليليّ عوجا على زمزم

ولا تسبقاني إلى الموسم

فقد وعدتنا لها كلثم

فيا لهف نفسي على كلثم

أكلثم لا تقتلي عاشقا

أفي الله قتل فتى محرم

ذكر

من لم يشرب من نبيذ السقاية

وما جاء في ذلك

١١٥٠ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي ، قال : ثنا عبد المجيد بن أبي روّاد ، عن ابن جريج ، عن نافع ، قال : إن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ لم يكن يشرب من النبيذ ولا من زمزم قط ـ يعني : في الحج ـ.

١١٥١ ـ حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمد ، قال : ثنا محمد بن يحيى

__________________

١١٥٠ ـ إسناده حسن. تقدّم برقم (٣٢٣).

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٦٨ أ من طريق : يحيى بن سعيد ، عن ابن جريج بنحوه.

وذكره ابن حجر في الفتح ٣ / ٤٩٣ ، ولم ينسبه.

١١٥١ ـ إسناده ضعيف جدا.

داود بن المحبّر : متروك. ودارم بن عبد الرحمن ، هو : ابن ثعلبة الحنفي. ذكره ابن أبي حاتم ٣ / ٤٤٠ وسكت عنه.

والأثر ذكر بعضه ابن حجر في الفتح ٣ / ٤٩٣ ، ولم ينسبه.

(١) في الأصل (أنا).


البصري ، قال : ثنا داود بن المحبّر ، قال : ثنا دارم بن عبد الرحمن ، قال : سألت عطاء عن النبيذ؟ فقال : كلّ مسكر حرام ، قال : قلت ها انك ابن أم رباح تزعم أنهم يسقون الحرام في المسجد الحرام؟ قال : يا ابن أخي ، والله لقد أدركت هذا الشراب وإنّ الرجل يشربه فتلتزق شفتاه من حلاوته. قال : فلما ذهبت الحرية ووليته العبيد تهاونوا بالشراب واستخفوا به.

وقد قال رجل من بني حنيفة ، وقد عوتب في النبيذ ، فقال وهو يذكر شراب السقاية:

زعم العلاء وغيره لم يزعم

أنّ النّبيذ مع النشيل محرّم

كذبوا وربّ منى لقد جاشت به

حمر الحياض تحوز ذلك زمزم

هذا النّبيذ ببطن مكّة سنّة

وإذا وردنا بطن حجر يحرم

وكان اسم الذي عاتبه العلاء. وكان النبيذ الذي كان يشربه غير مسكر ، وحجر (١) : قرية من قرى اليمامة.

١١٥٢ ـ حدّثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا المعتمر بن سليمان ، عن أبيه ، قال : سمعت طاوسا يقول : سكرة نبيذ السقاية محدث.

١١٥٣ ـ حدّثنا محمد بن وزير الواسطي ، قال : أنا يزيد بن هارون ، عن حجاج ، قال : قلت لعطاء : لم أشرب من نبيذ السقاية وشربت من ماء زمزم؟ قال : يجزيك.

__________________

١١٥٢ ـ تقدم اسناده برقم (٥٠٣).

١١٥٣ ـ إسناده ليّن.

حجاج ، هو : ابن أرطأة. صدوق كثير الخطأ والتدليس.

(١) هكذا ضبطها ياقوت في معجم البلدان ٢ / ٢٢١. وقوله (جاشت) أي : فارقت ، وارتفعت. النهاية ١ / ٣٢٤. و (انشيل) ، هو : اللبن ساعة يحلب ، هو : صريف ورغوته عليه. تاج العروس ٨ / ١٣٦.

وقوله (حمز) جمع حامز ، وهو الحامض. اللسان ٥ / ٣٣٩.


ذكر

تحريم العباس بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ

زمزم وابنه من بعده ـ عبد الله بن عباس

ـ رضي الله عنهما ـ على المغتسل فيها

١١٥٤ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، قال : حدّثت عن عاصم بن أبي النّجود ، عن زرّ بن حبيش ـ رضي الله عنه ـ قال : كان العباس بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ في المسجد وهو يطيف حول زمزم ، ويقول : لا أحلها لمغتسل وهي لشارب ومتوضئ حلّ وبلّ.

١١٥٥ ـ حدّثنا سلمة بن شبيب ، قال : ثنا عبد الرزاق / قال : أنا معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، قال : حدّثني من سمع العباس بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ وهو قائم عند زمزم ، وهو يرفع ثيابه ، فيقول. نحو حديث ابن عيينة ، وزاد فيه : قال طاوس : وسمعت ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ يقولها أيضا.

__________________

١١٥٤ ـ إسناده حسن.

رواه الأزرقي ٢ / ٥٨ ، من طريق : سفيان به. وذكره ابن كثير في البداية ٢ / ٢٤٧ ، وعزاه لأبي عبيد ، عن أبي بكر بن عيّاش ، عن عاصم به.

١١٥٥ ـ إسناده صحيح. تقدّم برقم (١٢١).

رواه عبد الرزاق ٥ / ١١٤.


١١٥٦ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، ومحمد بن يحيى قالا : ثنا [سفيان](١) عن عمرو ، أنه سمع ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ يقول : فهي حلّ وبلّ ـ يعني زمزم ـ. قال حسين في حديثه : قال بعض أهل العربية حل وبل ، حل محلّل ، والبل : البرء ، ومنه قول الشاعر :

اذا بلّ من داء يخال بأنّه

نجا وبه الدّاء الذي هو قاتله (٢)

قال حسين : وليس البيت من حديث سفيان.

١١٥٧ ـ حدّثنا محمد بن موسى البغدادي ، عن عمرو بن عون ، قال : أنا هشيم ، عن الفضل بن عطية ، قال : رأيت رجلا سأل عطاء فشكى إليه البواسير ، فقال : اشرب من ماء زمزم ، واستنج به.

١١٥٨ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، وعبد الجبار بن العلاء ، قالا : ثنا سفيان ، عن عبيد الله بن أبي يزيد ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ رجلا من بني مخزوم من آل المغيرة اغتسل في زمزم ، فوجد من ذلك ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ وجدا شديدا ، وقال : لا أحلها لمغتسل ، وهي لشارب ومتوضئ حل وبل. قال سفيان : يعني في المسجد.

__________________

١١٥٦ ـ إسناده صحيح.

رواه الأزرقي ٢ / ٥٨ ، من طريق : سفيان ، به.

١١٥٧ ـ إسناده حسن.

١١٥٨ ـ إسناده صحيح.

رواه الأزرقي ٢ / ٥٨ ، من طريق : سفيان به.

(١) في الأصل (يحيى بن سفيان) وهو سبق قلم.

(٢) ذكره ابن منظور في اللسان ١١ / ٦٥ ولم ينسبه.


ذكر

إذن النبي صلّى الله عليه وسلم لأهل السقاية في البيتوتة

بمكة ليالي منى من أجلها

١١٥٩ ـ حدّثنا ابراهيم بن أبي يوسف ، قال : ثنا يحيى بن سليم ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنه قال : إنّ العباس بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ استأذن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أن يبيت بمكة ليالي منى من أجل سقايته ، فأذن صلّى الله عليه وسلم له من أجل سقايته.

١١٦٠ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : من كان له متاع بمكة يخشى عليه الضيعة فلا بأس أن يبيت عليه ليالي منى.

١١٦١ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : أنا هشيم ، عن أبي حرة ، عن الحسن ، أنه كان لا يرى بأسا أن يبيت الرجل أيام منى بمكة بعد أن يرمي الجمار كل يوم بعد زوال الشمس.

__________________

١١٥٩ ـ شيخ المصنّف لم نقف عليه ، وبقية رجال السند موثقون.

رواه الشافعي في الأم ٢ / ٢١٥ عن يحيى بن سليم ، به. وأصل الحديث في الصحيحين ، البخاري ٣ / ٥٧٨ ، ومسلم ٩ / ٦٢ ، ومسند أحمد ١٢ / ٢٢٣ ـ الفتح الرباني ـ وأبي داود ٢ / ٢٦٩ والأزرقي ٢ / ٥٨ ، والبيهقي ٥ / ١٥٣ ـ كلّهم رووه من طريق : عبيد الله بن عمر به.

١١٦٠ ـ إسناده صحيح.

رواه سعيد بن منصور ، من طريق : سفيان به. وذكره ابن حزم في المحلّى ٨ / ١٨٥.

١١٦١ ـ إسناده ليّن.

أبو حرّة ، هو : واصل بن عبد الرحمن ، كان صدوقا ، لكنه يدلس عن الحسن.

التقريب ٢ / ٣٢٩.


ذكر

الجنّان توجد في زمزم

١١٦٢ ـ حدّثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا محمد بن عبيد ، عن موسى الطحان ، عن عبد الرحمن بن سابط ، قال : أراد بنو العباس ـ رضي الله عنهم ـ أن يكنسوا زمزم ، فقالوا : يا رسول الله لا نستطيع من هذه الجنّان ، فأمرهم بقتلهن.

١١٦٣ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن أبي عروبة ، عن قتادة ، قال : إنّ إنسانا وقع في زمزم ، فمات فأمر ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن تسد عيونها وان تنزح.

__________________

١١٦٢ ـ إسناده منقطع.

محمد بن عبيد ، هو : الطنافسي ، وموسى الطحان ، هو : ابن مسلم. وابن سابط ، هو : عبد الرحمن. توفي سنة (١١٨).

والحديث أشار إليه ابن الأثير في النهاية ١ / ٣١٨. وفسّر الجنّان : بأنها الحيّات التي تكون في البيوت ، واحدها : جانّ ، وهو الدقيق الخفيف.

١١٦٣ ـ إسناده منقطع.

قتادة لم يدرك ابن عباس. أنظر تهذيب الكمال ص : ١١٢١.

رواه عبد الرزاق ١ / ٨٢ ، من طريق : معمر ، قال : سقط رجل ، فذكره.

ورواه البيهقي ١ / ٢٦٦ من طريق : محمد بن سيرين ، قال : ان زنجيا وقع في زمزم ...

الخ. قال البيهقي : ورواه ابن أبي عروبة عن قتادة ، قال : ـ أي البيهقي ـ وهذا بلاغ بلغهما ، فانهما لم يلقيا ابن عباس ، ولم يسمعاه. أ ه.

وذكره ابن حزم في المحلّى ١ / ١٤٥ ، والمتقي في كنز العمال ١٤ / ١٢٠ ـ ١٢١ وعزاه لعبد الرزاق.


١١٦٤ ـ حدّثنا سلمة بن شبيب ، قال : ثنا عبد الرزاق ، قال : أنا ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة ، قال : أذّن مؤذن لمعاوية ـ رضي الله عنه ـ / قبل أبي محذورة ، فجاء أبو محذورة فحمله فألقاه في بئر زمزم.

ذكر

غور الماء قبل يوم القيامة غير زمزم

١١٦٥ ـ حدّثنا عبد الله بن عمران المخزومي ، قال : ثنا سعيد بن سالم ، قال : ثنا عثمان بن ساج ، قال : أخبرني مقاتل ، عن الضحّاك بن مزاحم ، قال : إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ يرفع المياه العذبة قبل يوم القيامة غير زمزم ، وتنزف المياه غير زمزم ، وتلقى الأرض ما في بطنها من ذهب وفضة ويجيء الرجل بالجراب فيه الذهب والفضة ، فيقول : من يقبل مني هذا؟ فيقول : لو أتيتني به أمس قبلته.

ذكر أسماء

زمزم

أعطاني أحمد بن محمد بن ابراهيم كتابا ذكر أنه عن أشياخه من أهل مكة فكتبته من كتابه ، فقالوا : هذه تسمية أسماء زمزم : هي : زمزم ، وهي :

__________________

١١٦٤ ـ إسناده صحيح.

رواه عبد الرزاق ١ / ٤٥٩ ، عن ابن جريج به. وسيأتي هذا الخبر برقم (١٣١٤).

١١٦٥ ـ إسناده ليّن.

مقاتل ، هو : ابن حيّان البلخي.

رواه الأزرقي ٢ / ٥٩ من طريق : سعيد بن سالم به.


هزمة جبريل ـ عليه السلام ـ ، وسقيا الله اسماعيل ـ عليه السلام ـ لا تنزف ولا تذم ، وهي بركة ، وسيّدة ، ونافعة ، ومضنونة ، وعونة ، وبشرى ، وصافية ، وبرّة ، وعصمة ، وسالمة ، وميمونة ، ومباركة ، وكافية ، وعافية ، ومغذية ، وطاهرة ، ومقداة ، وحرمية ، ومروية ، ومؤنسة ، وطعام طعم ، وشفاء سقم (١).

وأنشدنا الزبير بن أبي بكر لبعضهم :

طعام طعم لمن اراد ومن

يبغي شفاء شفته من سقم

ذكر

مصباح زمزم كيف كان

وقال بعض أهل مكة : إنّ خالد بن عبد الله القسري أول من وضع مصباح زمزم يضيء لأهل الطواف مقابل الركن الأسود ، في خلافة عبد الملك ابن مروان ، وقد كان رجل من غسان (٢) وضع فيما هنالك مصباحا فمنعه من ذلك فرفعه.

وكان مصباح زمزم هذا فيما مضى على عمود طويل مقابل الركن الأسود في الموضع الذي وضعه خالد بن عبد الله.

__________________

(١) ذكره الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٢٥١ نقلا عن الفاكهي.

والصالحي في سبل الهدى والرشاد ١ / ٢١٤. وأنظر الأعلاق النفيسة لابن رستة ص : ٤٤.

(٢) هذا الرجل ، هو : عقبة بن الأزرق بن عمرو الغسّاني كما صرّح به الأزرقي ١ / ٢٨٦ وكانت داره لاصقة بالمسجد الحرام من ناحية وجه الكعبة.


فلما ولي محمد بن سليمان (١) مكة في سنة ست عشرة ومائتين وضع عمودا طويلا مقابله بحذاء الركن الغربي ، فكانا كذلك حتى كانت سنة إثنتين وعشرين ومائتين ، فولي محمد (٢) بن داود مكة ، فجعل عمودين طويلين : احدهما عند الركن اليماني ، والآخر بحذاء الركن الغربي.

فلما استخلف هارون الواثق بالله أمير المؤمنين في سنة سبع وعشرين ومائتين أراد الحج ، فأمر بعمل بيت الشراب ، ودار العجلة ، والبرك ، ومسجد الخيف ، والقصور ، والأميال في الطريق ، وبعث بعمد طوال عشرة من خشب ملبسة شبه الصفر ، فجعلت حول الطواف يستصبح عليها لأهل الطواف ، وأمر بثماني ثرّيات يستصبح بها في المسجد الحرام تعلّق في كل وجه من المسجد [اثنتان](٣) مما يلي الظلال التي تلي بطن المسجد ، فهي كذلك يستصبح بها في الموسم وفي رمضان إلا ثريا واحدة تكون مما يلي باب السلطان يستصبح بها من السنة إلى السنة (٤).

١١٦٦ ـ أخبرني يوسف بن ابراهيم بن محمد ، عن الأصمعي ، قال : قال رجل من أهل مكة ما سمعت بأكذب من بني تميم / زعموا ان قول القائل :

بيت زرارة محتب بفنائه

ومجاشع وأبو الفوارس نهشل (٥)

__________________

١١٦٦ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه.

(١) هو : محمد بن سليمان بن عبد الله بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس. أنظر ترجمته في العقد الثمين ٢ / ٢١.

(٢) هو : محمد بن داود بن علي بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس. راجع ترجمته في العقد الثمين ٢ / ١٥.

(٣) في الأصل (بنيان) والتصويب من الأزرقي.

(٤) قارن بالأزرقي ١ / ٢٨٦ ـ ٢٨٧ ، حيث ذكر هذه الأخبار مختصرة.

(٥) البيت للفرزدق. أنظر ديوانه ٢ / ١٥٥.


في رجال منهم. فقيل له : ما تقول أنت؟ قال : البيت بيت الله الحرام ، والزرارة الحجبى. فقيل له : فمجاشع؟ قال : زمزم ، جشعت بالماء. قيل : فأبو الفوارس؟ قال : أبو قبيس ، قيل : فنهشل؟ قال : ففكر طويلا ثم قال : ونهشل أشده ، ثم قال : نعم نهشل مصباح الكعبة طويل أسود ، فذاك نهشل.

ذكر

ما كان عليه حوض زمزم في عهد ابن عباس

وذكر مجلس ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ

من السقاية

١١٦٧ ـ حدّثنا الزبير بن أبي بكر قال : حدّثني يحيى بن محمد بن ثوبان ، عن غير واحد من المكيين ، قال : إنّ عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ كان يقعد يسقي الحاج في موضع قبة الخشب إلى جانب سقاية النبيذ.

وذكر بعض أهل مكة أن موضع مجلسه في حد ركن زمزم الذي يلي الصفا والوادي وهو على يسار من دخل زمزم (١).

١١٦٨ ـ حدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : ثنا يحيى بن محمد ، عن غير واحد من المكيين ، قال : كان أول من عمل تلك القبة سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس في ولاية خالد بن عبد الله القسري على مكة.

__________________

١١٦٧ ـ إسناده منقطع.

١١٦٨ ـ يحيى بن محمد ، هو : ابن ثوبان ، لم أقف على ترجمته.

ذكره الأزرقي ٢ / ٦٠.

(١) ذكره الأزرقي ٢ / ٦٠ ونصّ عبارته : (وقال غير واحد من أهل العلم من أهل مكة ... الخ).


قال الحكم (١) بن الأعرج : أتيت ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ في مجلسه عند زمزم فسألته عن صيام عاشوراء.

١١٦٩ ـ فحدّثني محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا بشر بن السري ، قال : ثنا حاجب بن عمر أبو خشينة ، عن الحكم بن الأعرج ، قال : انتهيت إلى ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ وهو متوسد رداءه عند زمزم ، فجلست إليه وكان نعم الجليس ، فسألته عنه؟ فقال : كان محمد صلّى الله عليه وسلم يصومه ـ يعني : يوم عاشوراء ـ ثم رجعنا إلى حديث الزبير عن يحيى بن محمد ، عن غير واحد من المكيين ، قال : ثم عملها أبو جعفر المنصور في خلافته وأحكمها (٢).

وقال غير الزبير : وعمل على زمزم شباكا ، ثم عملها المهدي ، وعمل شباك زمزم أيضا ، وعمل على مجلس ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ رفّا في الركن على يسارك (٣). وقال [مسلم](٤) بن خالد ، فيما ذكروا : إن موضع السقاية التي للنبيذ بين الركن وزمزم مما يلي ناحية بني مخزوم ، فنحاها ابن الزبير إلى موضعها التي هي به اليوم (٥).

__________________

١١٦٩ ـ إسناده صحيح.

رواه أحمد ١٠ / ١٨٧ (الفتح الرباني) ، ومسلم ٨ / ١١١ ، وأبو داود ٢ / ٤٣٩ ، والترمذي ٣ / ٢٨٦ ، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف ٤ / ٣٨١) كلّهم من طريق : حاجب بن عمر به.

(١) هو : الحكم بن عبد الله بن اسحاق الأعرج ، من التابعين.

(٢) ذكره الأزرقي ٢ / ٦٠.

(٣) المصدر السابق.

(٤) في الأصل (مسلمة) وهو تصحيف. فهو : مسلم بن خالد الزنجي.

(٥) ذكره الأزرقي ٢ / ٦٠.


١١٧٠ ـ حدّثني بذلك الزبير قال : حدّثنا يحيى بن محمد بن ثوبان ، عن رباح بن محمد ، عن الزنجي بن خالد.

وقال غيره : كان موضع حوض زمزم عند موضع مصباح زمزم ، وكان النازع يقوم فينزع من البئر ، فيصب فيها ، فواحد يشرب منه ، والآخر يتوضأ منه ، فأخرج ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ الوضوء إلى الوادي إلى جنب المسجد ، وأخّر الحوض الذي يشرب منه إلى جنب السقاية في موضعه اليوم الذي بجنب القبة ، فغضب ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ من فعل ابن الزبير لما حوله عن موضعه وأخره (١).

١١٧١ ـ فحدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، قال : قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ لابن الزبير ـ يعني : لما فعل بسقايته ما فعل ـ : ما إقتديت ببرّ من كان أبرّ منك ، ولا بفجور من كان يعد أفجر منك. وكان / هذا الحوض بين زمزم والركن.

١١٧٢ ـ فحدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا هشام بن سليمان ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني عبيد الله بن أبي يزيد ، عن حسين بن علي بن أبي

__________________

١١٧٠ ـ يحيى بن محمد بن ثوبان ، لم أقف عليه.

١١٧١ ـ إسناده صحيح.

رواه عبد الرزاق ٥ / ١١٨ به.

١١٧٢ ـ إسناده لا بأس به.

هشام بن سليمان ، هو : ابن عكرمة المخزومي المكي. مقبول كما في التقريب ٢ / ٣١٩.

(١) أنظر أخبار مكة للأزرقي ٢ / ٦٠.


طالب ـ رضي الله عنهما ـ قال : رأيته في حوض زمزم الذي يسقي فيه الحاج والحوض يومئذ بين الركن وزمزم ، فأقام المؤذن الصلاة ، فلما قال المؤذن : قد قامت الصلاة ، قام حسين حين قال المؤذن : قد قامت الصلاة ، وذلك حين قدم الحسين بن علي بعد وفاة معاوية ـ رضي الله عنهم ـ وأهل مكة لا إمام لهم من أجل الفتنة.

١١٧٣ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : أنا هشيم ، عن أبي بشر ، قال : كنت مع سعيد بن جبير في يوم فطر بين زمزم والمقام ، فقام عطاء يصلي قبل خروج الإمام ، فأرسل إليه سعيد بن جبير : أن إجلس ، فجلس عطاء ، فقلت لسعيد : عمن هذا يا ابا عبد الله؟ قال : عن حذيفة وأصحابه ـ رضي الله عنهم ـ.

١١٧٤ ـ وحدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : ثنا سفيان بن [عيينة](١) قال : قلت لعبيد الله بن أبي يزيد : رأيت الحسين بن علي ـ رضي الله عنهما ـ؟ قال : نعم ، رأيته في حوض زمزم.

وكان بعض المكيين يجلس عند (٢) هذين الحوضين الشرقي منهما.

__________________

١١٧٣ ـ إسناده صحيح.

أبو بشر ، هو : جعفر بن إياس بن أبي وحشية.

رواه ابن أبي شيبة ٢ / ١٧٨ عن هشيم به ، بنحوه.

١١٧٤ ـ إسناده صحيح.

(١) في الأصل (مرّة) والصواب ما أثبتّ ، إذ لم أجد راويّا بهذا الإسم أصلا. لا في شيوخ عبد الجبّار بن العلاء ، ولا في تلاميذ عبيد الله بن أبي يزيد ممن يحمل هذا الاسم. ولم نجد في شيوخ هذا وتلاميذ هذا من يحمل اسم سفيان إلّا ابن عيينة ، والله أعلم.

(٢) كذا في الأصل ، ولعلّه قد سقط من الأصل لفظة (احد).


قال سديف بن ميمون (١) يصف جلوسه عندهما :

كأنّي لم اقطن بمكّة ساعة

ولم يلهني فيها ربيب منعّم

ولم أجلس الحوضين شرقيّ زمزم

وهيهات إبنا منك لا ابن زمزم

يحنّ فؤادي إن سهيل بدا له

وأقسم إنّ الشّوق منى لمتهم

ذكر

عيون زمزم وغير ذلك

وكان ذرع غور زمزم من أعلاها إلى أسفلها ستين ذراعا. وفي قعرها ثلاث عيون : عين حذاء الركن الأسود ، وعين حذاء أبي قبيس والصفا ، وعين حذاء المروة. وكان ماؤها قد قلّ جدا حتى كانت تجمّ في الأيام ، وذلك في سنة ثلاث وعشرين ، وأربع وعشرين ومائتي (٢) سنة ، فضرب فيها محمد بن الضحّاك خليفة عمر بن فرج الرخّجي (٣) على بريد مكة وصوافيها تسع أذرع سحّا في الأرض في تقوير جوانبها. قال : فلما جاء الله ـ تعالى ـ بالأمطار والسيول في سنة خمس وعشرين ومائتين ، فكثر ماؤها.

وقد كان سالم بن الجرّاح فيما ذكر بعض المكيّين قد ضرب فيها في خلافة

__________________

(١) سديف بن اسماعيل بن ميمون الهاشمي ، مولاهم ، شاعر غير مكثر ، من أهل مكة ، كان شديد التحريض على بني أمية ، متعصّبا لبني هاشم ، وعاش إلى زمن المنصور فتشيّع لبني علي ، فقتله عبد الصمد بن علي ـ عامل المنصور على مكة ـ. أنظر الشعر والشعراء ٢ / ٧٦١. وتهذيب تاريخ ابن عساكر ٦ / ٦٨.

والبيتان الأولان مذكوران في أخبار مكة للأزرقي ٢ / ٦٠ ، وهما من زيادات محمد بن نافع الخزاعي ـ راوي الكتاب ـ كما صرّح الخزاعي بذلك ، ولم ينسبهما.

(٢) كذا في الأصل ، والأصوب (ومائتين) كما في الأزرقي.

(٣) بضم الراء المهملة ، وفتح الخاء المعجمة المشدّدة ، وفي آخرها جيم ـ هذه النسبة إلى (الرخّجيّة) قرية بقرب بغداد. الأنساب ٦ / ٩٨ ، واللباب ٢ / ٢٠.


أمير المؤمنين هارون ، ومن قبل كان قد ضرب فيها في خلافة المهدي ، وكان عمر بن ماهان على البريد والصوافي في خلافة محمد بن أمير المؤمنين هارون ، ومن قبل كان قد ضرب فيها وكان ماؤها قد قل حتى قال محمد بن بشير (١) ـ رجل من أهل الطائف. فيما زعموا كان يعمل فيها ـ : إنه صلى في قعرها.

فغورها من رأسها إلى الجبل أربعون ذراعا ، كلّ ذلك بنيان ، وما بقي فهو جبل منقور ، وهو تسعة وعشرون ذراعا. وذرع حنك (٢) زمزم في السماء ذراعان وشبر ، وذرع تدوير فم زمزم أحد عشر ذراعا ، وسعة فم زمزم ثلاثة أذرع وثلثا ذراع. وعلى البئر ملبن (٣) ساج مربع فيه اثنتا عشرة بكرة يستقي عليها ، منها بكرة كان بعث بها الحسن بن مخلد إليها فكانت عليها ثم نزعت.

وأول من عمل الرخام / على زمزم والشباك وفرش أرضها بالرخام أبو جعفر أمير المؤمنين في خلافته ، ثم عملها المهدي في خلافته ، ثم غيره عمر بن فرج الرخّجي في خلافة أبي إسحاق المعتصم بالله أمير المؤمنين سنة عشرين ومائتين ، وكانت مكشوفة قبل ذلك إلا قبة صغيرة على موضع البئر ، وفي ركنها الذي يلي الصفا على يسارك كنيسة (٤) على موضع مجلس ابن عبّاس ـ رضي الله عنهما ـ ثم غيّرها عمر بن فرج ، فسقف زمزم كلها بالساج المذهب من داخل ، وجعل عليها من ظهرها الفسيفساء ، وأشرع لها جناحا صغيرا كما يدور بتربيعها ، وجعل في الجناح كما يدور سلاسل فيها قناديل يستصبح فيها في الموسم ،

__________________

(١) كذا في الأصل. وعند الأزرقي (مشير) وفي شفاء الغرام (مسير).

(٢) أي : ارتفاعه. التاج ٧ / ١٣٧.

(٣) الملبن : يطلق على البئر التي تحاط بأربعة أعمدة توضع عليها أربعة عوارض ، على كل عارضة بكرة أو أكثر ، فينزع الماء من أربع جهات. أما إذا كان على البئر عمودان فقط فيقال لها (منحاة). وانظر ص ٧٨ من هذا الجزء.

(٤) موضع كان يجلس فيه ابن عبّاس رضي الله عنهما ثم جعل عليه ساج يجلس فيه قيم زمزم ، راجع ص ص ٧٨ و٨٤ و٨٥ من هذا الجزء وانظر لسان العرب ٦ / ١٩٨.


وجعل على القبة التي بين زمزم وبيت الشراب الفسيفساء ، وكانت قبل ذلك تزوّق في كل موسم. عمل ذلك في سنة عشرين ومائتين (١).

ولم يزل الأمراء بعد ذلك تسرج في قناديل زمزم في المواسم حتى كان محمد بن سليمان (٢) الزينبي ، فأسرج فيها من السنة إلى السنة بقناديل بيض كبار ، وهو يومئذ والي مكة ، فامتثل ذلك من فعله ، وجرى ذلك إلى اليوم (٣).

وعلى زمزم كتاب كتب في صفائح ساج مذهّب كما يدور في ترابيعها ، وكتب في الصفائح التي تلي باب الكعبة ، والركن كتابا بماء الذهب ، وجعل الكتاب باسم المعتصم بالله ، ثم جعل بعد باسم جعفر المتوكل على الله ، ثم جعل اليوم باسم المعتمد على الله ، وهو :

بسم الله الرحمن الرحيم أمر خليفة الله جعفر الإمام المتوكل على الله أمير المؤمنين ـ أيّده الله ـ أن يأمر عبد الله بن محمد بن داود عامله على مكة ومخاليفها وعلى جميع أعمالها بعمل مأثرة ـ أيده الله ، ومآثرا بآية زمزم هزمة جبريل ـ صلوات الله على محمد وعليه وسلم ـ وسقاية خليله ونبيه ابراهيم وذبيحه اسماعيل ـ صلى الله عليهما وسلّم ـ ومأثرة العباس بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ عم رسول الله صلّى الله عليه وسلم وبقية آبائه ووارثه دون جميع خلقه وعباده وأبي الخلفاء ، فأطال الله بقاء أمير المؤمنين [...](٤) من الله ـ عزّ وجلّ ـ ومن رسوله ، فأجزل الله أجرهما ومثوبتهما وأدام عمارة الإسلام ومآثره بهما انه على كل شيء قدير.

__________________

(١) أنظر هذه الأخبار عند الأزرقي ٢ / ٦١ ـ ٦٢. وابن رسته ص : ٤٢ ـ ٤٣.

(٢) أنظر ترجمته في العقد الثمين ٢ / ٢٢.

(٣) ذكره الفاسي في العقد الثمين ٢ / ٢٣ نقلا عن الفاكهي.

(٤) بياض في الأصل.


ومكتوب على الوجه الآخر الذي يلي القبة وبيت الشراب ومنه مدخل زمزم منقوش في صفائح من خشب الساج :

بسم الله الرحمن الرحيم (ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ)(١) تحيتكم فيها من الله ـ عزّ وجلّ ـ ومن رسوله صلّى الله عليه وسلم ثم من أمير المؤمنين أطال الله بقاءه ، سلام عليكم ، آخر دعواكم الحمد لله رب العالمين ، وينوي كل امرئ منكم لما يشرب منها الطهور من ذنوبه ، والصحة من أسقامه ، والقضاء لجميع حوائجه ، فإن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال وقوله الحق : طعام من طعم وشفاء من سقم ، ودواء لكل ما شرب به ، وأجزل الله أجر خليفته وأمينه على أرضه وعباده وجميع خلقه على ما يقوم به ويتفقده ويحوطه ، ويقدم العناية به ، فيما استحفظه عليه ، وأعز الإسلام وأهله وشرائعه ومناسكه ومآثره بطول بقائه ، وحسن الدفاع عنه انه / سميع قريب مجيب ، وكتب في سنة أربعين ومائتين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

ذكر

صفة ما كانت عليه زمزم وحجرتها وحوضها

قبل أن تغيّر في خلافة المعتصم بالله

وذلك مما عمل أمير المؤمنين المهدي في خلافته

وذرع وجه حجرة زمزم الذي فيه بابها وهو مما يلي المسعى اثنا عشر ذراعا وتسع عشرة اصبعا. وذرع الشق الذي يلي المقام عشرة أذرع واثنتا عشرة [اصبعا](٢). وذرع الشق الذي يلي الكعبة تسعة أذرع وخمس عشرة اصبعا.

وذرع الشق الذي يلي الوادي والصفا ثلاثة عشر ذراعا وثلاث أصابع. وذرع

__________________

(١) سورة الحجر (٤٦).

(٢) في الأصل (ذراعا).


طول حجرة زمزم من خارج في السماء خمسة أذرع ، من ذلك الحجارة ذراعان واثنتا عشرة اصبعا عليها الرخام ، والساج ذراعان واثنتا عشرة اصبعا. ويدور في وسط الجدار فيما مضى حوض في جوانب زمزم كلها ، طول الحوض في السماء تسع عشرة اصبعا ، وعرضه ثماني عشرة اصبعا ، وطول الجدر من داخل ذراعان ، والجدر داخله وخارجه ، وبطن الحوض وجدرانه ملبس رخاما ، وعرض الجدر ذراع وأربع أصابع ، وعلى الجدر حجرة ساج ، من ذلك سقف على الحوض طوله في السماء عشرون اصبعا ، وتحت السقف ستة وثلاثون طاقا كانت فيما مضى يؤخذ منها الماء من الحوض ويتوضأ منها ، طول كل طاق عشرون اصبعا ، وعرضه أربع عشرة اصبعا ، منها في الوجه الذي يلي المقام اثنتا عشرة ، وفي الوجه الذي يلي الوادي اثنا عشر طاقا ، وحجرة الساج مشبكة فكانت كذلك حتى كتب أمير المؤمنين المعتصم بالله إلى عمر بن فرج الرخّجي في عمل المسجد الحرام ، فكان مما عمل قبة زمزم فجعل عليها الفسيفساء وعملها محمد بن الضحاك العمل الذي هي عليه اليوم. وذرع سعة باب حجرة زمزم في السماء ثلاثة أذرع ، وعرض الباب ذراعان وهو ساج مشبك ، وبطن حجرة زمزم مفروش برخام حول البئر ، ومن حد البئر إلى عتبة باب الحجرة أربعة (١) أذرع واثنتا عشرة اصبعا ، وذرع تدوير رأس البئر من خارج خمسة عشر ذراعا واثنتا عشرة اصبعا ، وتدويرها من داخل اثنا عشر ذراعا واثنتا عشرة اصبعا ، وعلى الحجرة أربع أساطين ساج عليها ملبن ساج مربع فيه اثنتا عشرة بكرة يسقى عليها الماء ، وقد كان في حد مؤخر زمزم الذي يلي الوادي كنيسة ساج يكون فيها قيّم زمزم يقال : إنها مجلس ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ، وفوق الملبن قبة ساج عليها قبة خارجها أخضر ، ثم غيّرت بفسيفساء وداخلها أصفر. وكان في حد حجرة زمزم اسطوانة ساج مستقبل الركن الذي فيه الحجر

__________________

(١) كررت في الأصل.


الأسود ، فوقها قبة من شبه (١) يسرج فيها بالليل لأهل الطواف ، وهو الذي يقال له مصباح زمزم ، ثم نحّاه عمر بن فرج الرخّجي عن زمزم حين غيرت وبنيت بناءها هذا التي بني عليها الآن. فلما بعث / أمير المؤمنين الواثق بالله بعمد مصابيح الشبه وهي احد عشر عمودا من شبه رمي بذلك العمود الذي كان يسرج عليه وأخرج من المسجد (٢).

ذكر

صفة القبة وحوضها وذرعها

وذرع ما بين حجرة زمزم إلى وسط جدر الحوض الذي قدام السقاية الذي عليه القبة إحدى وعشرون ذراعا واثنتا عشرة اصبعا. وذرع سعة الحوض من وسطه اثنا عشر ذراعا وتسع أصابع في مثله. وذرع تدوير الحوض من داخل تسعة وثلاثون ذراعا ، وذرع تدويره من خارج أربعون ذراعا. وهو مفروش بالرخام ، وجدره ملبّس رخاما ، حتى غيّره فيما ذكروا عمر بن فرج الرّخّجي في سنة عشرين ومائتين ، فكتب إليه أمير المؤمنين المعتصم فكلّفه عمارتها وعملها بفسيفساء فثقلت ورقّت أساطينها ، فقلع محمد بن الضحاك أساطينها وأمر بها فدعمت من فوقها ، وجعل لها أساطين أجلّ من الأساطين التي كانت قبلها ، وجعل الأساطين الخشب في مهاريس (٣) من حجارة منقوشة ، فدفنها في الأرض حتى لا يأكل الماء الخشب إذا دفن في الأرض ، وسكب بين الخشب والحجارة الرصاص ، وجعل جداره بحجر مفخري ، وفرش أرضه بالرخام.

وذرع طول جدره من داخل في السماء عشر أصابع ، وعرضه ثماني

__________________

(١) الشبه ـ بالتحريك ـ هو النحاس الأصفر. تاج العروس ٩ / ٤٩٣.

(٢) قارن بالأزرقي ٢ / ١٠١.

(٣) المهاريس ، واحدها : مهراس ، وهو : حجر مستطيل منقور. تاج العروس ٤ / ٢٧١.


أصابع ، وفي وسطه رخامة منقوشة يخرج منها الماء [في](١) فوّارة تخرج من الحوض الذي في حجرة زمزم إذا دخلت الحجرة على يمينك ، ثم يخرج في قناة رصاص حتى يخرج في وسط الحوض من هذه الفوارة ، وهو الحوض الذي كان يسقى فيه النبيذ فيما مضى. وكان في جدر هذا الحوض الذي عليه القبة حجر بحيال سقاية العباس بن عبد المطلب فيه قناة من رصاص إلى الحوض الداخل في السقاية ، وهو بيت الشراب يصب فيه النبيذ إلى الحوض الذي عليه القبة أيام التشريق وأيام الحج.

وبين الحوض الذي في زمزم ، الذي يخرج منه الماء إلى هذا الحوض الكبير الذي كان عليه القبة ثمانية وعشرون ذراعا.

وحول هذا الحوض اثنتا عشرة أسطوانة ساج طول كل اسطوانة أربعة أذرع.

وما بين جدر الأساطين أربعة عشر ذراعا.

وفوق الأساطين حجرة ساج طولها في السماء ذراعان ، وعلى الحجرة قبّة ساج خارجها أخضر وداخلها مصفر.

وطول القبة من وسطها من داخل أربعة عشر ذراعا. وكانت هذه القبة فيما زعموا عملها المهدي في سنة ستين ومائة ، عملها أبو بحر المجوسي النجّار الذي كان جاء به عيسى بن علي بن عبد الله بن عباس من العراق ، فعمل أبواب داره التي على المروة يقال لها : دار مخرمة ، وعمل سقوفها في سنة ستين ومائة.

وكانت هذه القبة ، تعمّر وتجدد وتزوق في كل سنة.

وبين الحوضين ستة أذرع.

ومن الحوض الذي عليه القبة إلى الحوض الذي ليس عليه قبة خمسة أذرع.

__________________

(١) سقطت من الأصل ، ويقتضيها السياق.


وسعة الحوض الذي ليس عليه قبّة من وسطه بين يدي بيت الشراب / اثنا عشر ذراعا وثماني عشرة اصبعا.

وعرض جدره ثماني أصابع.

وتدوير حول الحوض خمسون حجرا كل حجر طوله جدر الحوض. وبطن الحوض مفروش بحجارة ، ثم فرش بعد ذلك برخام. وفي وسط الحوض حجر مثقوب يخرج منه ماء زمزم من الحوض الذي في زمزم على يسارك إذا دخلت ، وبينهما خمسة وثلاثون ذراعا وثماني أصابع ، يصب فيه الماء أيام الحج للوضوء ، ويصب النبيذ من السقاية في الحوض الذي تحت القبة ، فكان ذلك قديما من الزمان ثم صار الوضوء يكون في حوض (١) القبة ، وعليه شباك خشب يتوضأ منه من كوى (٢) في الشباك ، وجعل في الحوض الآخر سربا (٣) يتوضأ منه ويصير ماؤه في السرب الذي يذهب ماء وضوء زمزم فيه إلى الوادي (٤).

فكانت هذه القبة على ما وصفنا حتى كانت سنة ست وخمسين ومائتين ، فقدم بشر الخادم فيها مكة بعثه أمير المؤمنين المعتمد على الله إلى عمارة المسجد الحرام ومسجد النبي صلّى الله عليه وسلم وما بينهما من المساجد والآثار ، فأخذ في عمل المسجد فأصلحه ورمّه وطرح فيه الحصباء وعمل أسرابه وسوّاه وجدد كتابه الذي في جوانبه ، وأخذ في عمل زمزم فعملها بالفسيفساء وغير ذلك مما يعمّر به ، وكذلك فعل ببيت الشراب ، هدم ما خرب منه ورد عليه الفسيفساء وزوق منه ما يصلح عليه التزويق ، وأصلح القبة التي يقال انها مجلس ابن

__________________

(١) كذا في الأصل ، وعند الأزرقي (حوض آخر من القبة).

(٢) جمع (كوّة) وهو : الخرق في الحائط. تاج العروس ١٠ / ٣٢٠.

(٣) السّرب : بفتحتين ، أو بفتح وسكون. هو : المسلك والطريق. النهاية ٢ / ٤٥٦.

(٤) قارن بالأزرقي ٢ / ١٠٢ ـ ١٠٤.


عباس ـ رضي الله عنهما ـ ، وقد كانت وهت وخربت فشدها وضببها بضباب الساج وخالف بعضها على بعض ، وذلك على عمل يقال له : المضلّع ، فلما أوثقها بالمسامير طلاها بالنورة ، ثم جعل عليها الفسيفساء ، وكتب في وسطها كما يدور كتابا غيّره أبو غانم ، ثم الحارث بن عيسى بعد ذلك ، وكتب مكانه : بسم الله الرحمن الرحيم.

ثم أبرز عن سرب رصاص كان خالد القسري قد عمله لسليمان بن عبد الملك يصب في حوض كان عمله بين زمزم والمقام ، فلما قدم داود بن علي في خلافة بني هاشم أبطل ذلك الحوض فصرف بشر ذلك السرب إلى هذه القبة ، وجعل فسقية ـ وهي البركة الصغيرة ـ وجعل في وسطها فوّارة يخرج منها الماء مما يصير إليها من زمزم ، وهي القبة التي وصفنا أمرها (١). وان الناس كانوا يتوضؤون منها في الموسم وأيام الحج فأبرز عن هذا السرب الرصاص وسوّاه بالشبه والنورة ، ورده على أحكم ما يكون من العمل ، وصارت هذه البركة في وسط القبة يخرج إليها الماء من الفوّارة التي في وسطها ، ثم يأخذ غلمان زمزم الماء منها فيصبونه في جرار قد جعلت في جوف القبة حوالى هذه البركة فيبرّد الماء في هذه الجرار ، ثم يسقى الناس منها غدوة وعشية في الكيزان ، ويأخذ غلمان زمزم دلاء من أدم فيلمؤونها من هذا الماء المبرّد ثم يطوفون بها على الخلق في المسجد الحرام ، فيشرب الناس منها ، وجعل على هذه القبة درابزين ساج كما يدور ، وضبّب بعضها إلى بعض بالحديد ، وجعل لها بابين يمانيا يدخل منه ، وشاميا يخرج منه ، وجدد جدرات المسجد / مما يلي دار أم جعفر ، ودار العجلة ، وباب بني جمح ، وطلاه بالنورة والمرمر.

وفي هذه السنة بويع لأمير المؤمنين المعتمد على الله بمكة ، وفيها جاور الموفق بالله ، وأقام بمكة إلى قريب الموسم ، ثم خرج قبل الموسم بيسير.

__________________

(١) أنظر المرجع السابق.


ذكر

سقاية العباس بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ

وما كان فيها وذرعها

إلى أن عمرت في خلافة [الواثق بالله] (١)

أمير المؤمنين في سنة تسع وعشرين ومائتين

وذرع طول سقاية العباس بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ أربعة وعشرون ذراعا وتسع عشرة اصبعا (٢).

وفيها من الأساطين ستة ، في جدرانها أربع ، وفي وسطها صدر وجهها اسطوانة ، وفي جدرها في وسطه من مؤخرها اسطوانة ، وما بين الأساطين ألواح ساج ، وطول جدراتها في السماء ثمانية أذرع ، الساج من ذلك ستة أذرع وثماني أصابع. وعلى الأساطين جوائز عليها بناء ذراع وست عشرة اصبعا ، وعلى جدرات السقاية كان فيما مضى ست وأربعون شرافة ، منها على الجدر الذي يلي الكعبة ثلاث عشرة شرافة ، ومنها على الجدر الذي يلي المسعى ثلاث عشرة ، ومنها على الجدر الذي يلي دار الندوة عشر ، ومنها على الجدر الذي يلي المشرق عشر. وكان ذلك عمل المهدي حتى غيّره حسين بن حسن الطالبي لمّا قدم في سنة مائتين ، في الفتنة (٣) ، وهدم شرافها ونقض من سمكها ، وفتح الأبواب والألواح الساج التي بين الأساطين وسقّفها وبطحها بالحصباء ، وكان الناس

__________________

(١) في الأصل (المعتصم بالله) وهو خطأ. والتصويب من الأزرقي ـ وقد كانت بدء خلافة الواثق سنة (٢٢٧). أنظر تاريخ ابن جرير ١١ / ٩.

(٢) في الأزرقي (أربعة وعشرون ذراعا في تسعة عشر ذراعا).

(٣) أنظر تفاصيلها في البداية والنهاية ١ / ٢٤٥ ، والعقد الثمين ٤ / ١٩١ ، وأتحاف الورى ٢ / ٢٦٢ ـ ٢٧١.


يصلون فيها ، وقال : إذا كان الموسم جعلت عليها الأبواب ، وهكذا كانت تكون قبل ذلك ، فلما أن جاء مبارك الطبري ـ فيما ذكروا ـ ردّ الألواح الساج في مكانها ، واغلقها وأخرج البطحاء منها ، وكان في السقاية بابان باب حيال الكعبة وهما مصراعان طول أحدهما أربع أذرع وعشرون اصبعا ، وعرضه ثلاث أذرع وأربع (١) أصابع ، والباب الآخر طوله كذلك ، وعرضه ذراع واثنتا عشر اصبعا ، وكان في السقاية ستة أحواض منها ثلاثة طول كل واحد منها خمسة أذرع واثنتا عشرة اصبعا ، وعرض كل حوض منها ذراعان وثلاثة أحواض طول كل حوض منها ثلاثة أذرع واثنتا عشرة اصبعا في السماء ، [و](٢) الحياض ساج ، ولكل حوض منها حوض من أدم ينبذ فيه النبيذ للحاج ، يصب في الحياض ما يجري في قناة من رصاص ، وفم القناة في حجرة زمزم إذا دخلت على يسارك تحت الكنيسة التي عليها رفّ (٣) من ساج عرضه ذراع في ذراع ، وطوله في السماء ثماني عشرة اصبعا وطول قصبة القناة الرصاص من بطن حجرة زمزم أربعة أذرع ، وطول قصبة الرصاص من بطن السقاية إلى أعلى الحوض ثلاثة أذرع واثنتا عشرة اصبعا.

وبين (٤) الحياض التي فيها النبيذ إلى طرف القناة وهي في حجرة زمزم اثنان وخمسون ذراعا / ومن حدّ مؤخر حجرة زمزم الذي يلي المقام إلى حد السقاية وبينهما الحوض الذي عليه قبة زمزم تسعة وثلاثون ذراعا.

ومن حدّ مؤخرة حجرة زمزم الذي فيه الكنيسة إلى حد السقاية وبينهما الحوض الذي ليس عليه قبة تسعة وأربعون ذراعا وتسع أصابع.

__________________

(١) عند الأزرقي (وعشرون أصبعا).

(٢) في الأصل (من) والتصويب من الأزرقي.

(٣) عن الأزرقي (حوض).

(٤) كذا في الأصل ، والأصوب (ومن).


فكان هذا بناء صفّة زمزم وهو بيت الشراب حتى هدمه عمر بن فرج الرخّجي حين أمره أمير المؤمنين [الواثق](١) بالله بعمارة بيت الشراب في سنة تسع وعشرين ومائتين فبناه بحجارة بيض منقوشة مداخلة على عمل الأجنحة الرومية ، وبنى [أعلاه](٢) بآجرّ ، وألبسه رخاما وجعل له لواء عليها تشابيك من حديد وأبواب ، وجعله مكنسا ، وجعل فوق الكنيسة ثلاث قباب صغارا وألبس ذلك كله الفسيفساء وجعل في بطنها حوضا كبيرا من ساج ، وفي بطن الحوض حوض من أدم ينبذ فيه الشراب للحاج أيام الموسم (٣).

فهو على حاله إلى اليوم ، وجعل حواليه رمانا من خشب ، وكتب على جوانبه كتابا كما يدور يذكر أن الخليفة أمره بذلك فالكتاب قائم عليه إلى اليوم.

١١٧٥ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : ثنا بشر بن السري ، قال : ثنا حنظلة بن أبي سفيان ، عن سالم بن عبد الله ، عن أبيه قال : رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلم قائما هاهنا ، وأشار نحو صفّة زمزم يقول : ألا إنّ الفتنة هاهنا ـ ثلاث مرات ـ من حيث يطلع قرن الشيطان ـ يعني : المشرق ـ.

__________________

١١٧٥ ـ إسناده صحيح.

رواه مسلم في كتاب الفتن ١٨ / ٣٢ ، من طريق : ابن نمير ، عن اسحاق بن سليمان ، عن حنظلة بن أبي سفيان ، بنحوه. ولم يذكر (رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلم قائما هاهنا) وقد رواه مسلم من طرق عدّة ، عن ابن عمر ، ولم يذكر هذه الزيادة.

(١) في الأصل (المعتصم) وهو خطأ واضح ، إذ أن المعتصم توفي سنة (٢٢٧).

(٢) سقطت من الأصل ، وأثبتناها من الأزرقي.

(٣) قارن بالأزرقي ٢ / ١٠٤ ـ ١٠٦.


١١٧٦ ـ وحدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن سليمان الأحول ، عن طاوس ، قال : كسفت الشمس ، فصلى ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ في صفّة زمزم ست ركعات في أربع سجدات.

١١٧٧ ـ حدّثنا أبو المسلم حريز بن المسلم ، قال : ثنا عبد المجيد بن أبي روّاد ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، قال : كنا مع ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ وهو يعمل في صفّة زمزم ، فأتاه رسول ابن صفوان يدعوه في عرس ، فقال للرسول : قل لعبد الله يحلّلني ، فاني في شغل ، وقال لمن كان عنده : أجيبوا صاحبكم.

ذكر

حد المسجد الحرام وأساسه كيف كان

١١٧٨ ـ حدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : ثنا يحيى بن محمد بن ثوبان ، عن هشام بن سليمان ، عن عبد الله بن عكرمة ، عن عبد الله بن عمرو بن

__________________

١١٧٦ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن أبي شيبة ٢ / ٤٦٨ من طريق : غندر ، عن ابن جريج عن سليمان الأحول به.

١١٧٧ ـ إسناده حسن.

رواه البيهقي في الكبرى ٧ / ٢٦٤ من طريق : الشافعي ، عن مسلم بن خالد ، عن ابن جريج به ، بنحوه.

١١٧٨ ـ يحيى بن محمد بن ثوبان لم أقف عليه. وبقية رجاله موثقون.

رواه الأزرقي ٢ / ٦٢ من طريق : محمد بن يحيى بن ثوبان به. والحزورة : في اللغة : الرابية الصغيرة ، وكانت سوق مكة وقد دخلت في المسجد الحرام ، وسيرد ذكرها عند المصنّف مرارا.

أنظر معجم البلدان لياقوت ٢ / ٢٥٥.


العاص ـ رضي الله عنهما ـ أنه قال : أساس المسجد الذي وضعه ابراهيم ـ عليه السلام ـ الحزورة ، من المسعى إلى مخرج سيل أجياد.

قال (١) : وأمير المؤمنين المهدي وضع أبواب المسجد على المسعى.

١١٧٩ ـ حدّثني ابراهيم بن عبد الرحيم المكي ، قال : ثنا محمد بن نجيح ، قال : ثنا مسلم بن خالد ، قال : حدّثني محمد بن الحارث ، عن علي الأزدي ، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أنه قال : إنا لنجد في كتاب الله : أنّ حد المسجد الحرام [من](٢) الحزورة إلى المسعى.

* وقال محمد بن عبد الرحمن الأوقص فيما ذكره عنه : الحزورة : السوق مع المسعى ، وهو موضع أبواب المسجد وحيطانه عليه سواء ، قال : وكان يقال للمسجد ودار الندوة ودار شيبة خيف الكعبة.

١١٨٠ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، / قال : ثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن يحيى بن جعدة ، قال : سمعت زاذان بن فرّوخ يقول : مسجد

__________________

١١٧٩ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه.

محمد بن نجيح ، هو : السندي. ومحمد بن الحارث ، هو : ابن سفيان بن عبد الأسد المخزومي المكي : مقبول. التقريب ٢ / ١٥٢. وعلى الأزدي ، هو : ابن عبد الله البارقي.

رواه الأزرقي ٢ / ٦٢ ، عن مسلم بن خالد به.

١١٨٠ ـ إسناده صحيح إلى زادان.

وزاذان بن فرّوخ ترجمه البخاري في الكبير ٣ / ٤٣٧ ، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٣ / ٦١٤.

رواه الأزرقي ٢ / ٧١ ، عن سفيان به.

(١) القائل : كأنه الزبير بن بكار.

(٢) سقطت من الأصل ، وألحقناها من الأزرقي.


الكوفة سبعة أجربة ونصف ، ومسجد مكة تسعة أجربة ونصف. قال سفيان : أظنه يعني أساس ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ.

١١٨١ ـ حدّثنا محمد بن يحيى ، قال : سئل سفيان عن المسجد الحرام ، هل كان له حد فيما مضى؟ قال : لا نحفظ فيه شيئا ، ولا نعلم أنه كان له قدر معلوم.

ذكر

صفة المسجد الحرام كيف هو

والمسجد الحرام منقوش من داخله بالفسيفساء ، مطوّق بالطيقان كله شرف بيض ، وهو من خارجه منقوش بالجصّ ، وكذلك هو منقوش بالجصّ من داخله ، وهو مشرّف بشرف من خارجه مما يلي الوادي في سوق الليل وباب الصفا ، منحدرا إلى دار أم جعفر ، وباب السهميّين إلى باب دار حجير بن إهاب ، وبطنه الذي يلي الكعبة منقوش بالفسيفساء ، وفي جدره الذي يلي الكعبة في الصفاف كتاب ببياض فيه مكتوب في جوانب المسجد كما يدور ترابيعه كتاب بسواد على بياض قد جعل على ألواح ساج كما يدور فوق طاقات المسجد التي تلي الصحن تحت الشراف كتاب فيه كلام يعاد كلما فرغ منه أعيد مرة بعد مرة وأوله : بسم الله الرحمن الرحيم ، قال الله عزّ ذكره ، وجلّ ثناؤه ، ولا إله غيره (إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللهَ فَعَسى أُولئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ)(١) فأمر خليفة الله أحمد الامام المعتمد على الله أمير المؤمنين

__________________

١١٨١ ـ إسناده صحيح.

(١) سورة التوبة (١٨).


ـ أطال الله بقاءه ـ بعمارة المسجد الحرام أعظم المساجد حرمة وأبينها شرفا وأشرفها محلا وبقعة قبلة أهل الإسلام ، ومجمع من قصد من كل بلد نازح ، وفج عميق إلى بيت الله الحرام.

ذكر

فضل الصلاة في المسجد الحرام وما جاء

فيها عن النبي صلّى الله عليه وسلم وأصحابه ـ رضي الله عنهم ـ والتابعين

١١٨٢ ـ حدّثنا حسين بن حسن السلمي ، قال : أنا هشيم بن بشير ، عن حجّاج بن أرطأة ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن عبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال : صلاة في المسجد الحرام أفضل من كل صلاة فيما سواه من المساجد بمائة ضعف.

١١٨٣ ـ حدّثنا عبد الله بن أحمد بن أبي مسرّة ، قال : ثنا سليمان بن

__________________

١١٨٢ ـ إسناده حسن بالمتابعة.

فيه : الحجاج بن أرطأة : صدوق كثير الخطأ والتدليس ، لكن تابعه كثير بن شنظير عند ابن عديّ ٦ / ٢٠٩٠ ، فقد رواه من طريق : حمّاد بن زيد ، عن كثير بن شنظير ، عن عطاء ، به. وذكره الهيثمي في المجمع ٤ / ٥ وعزاه للطبراني في الكبير. وذكره الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٨٠ من طريق : أبي داود الطيالسي ، عن الربيع بن صبيح ، عن عطاء به.

١١٨٣ ـ إسناده حسن.

رواه ابن حبان (٢٥٤ موارد الظمآن) ، وابن عديّ ٢ / ٨١٧ ، والفاسي في شفاء الغرام ١ / ٧٩ ـ ٨٠ ، كلّهم من طريق : حمّاد بن زيد ، به. ورواه الأزرقي ٢ / ٦٤ من طريق : عطاء ، به ، بنحوه. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٤ / ٦ ، وعزاه للطبراني في الكبير ، وقال : رجاله رجال الصحيح. والسيوطيّ في الجامع الكبير ١ / ٥٦٣ وعزاه للطيالسي ، وأحمد ، وعبد بن حميد ، وابن زنجويه ، وابن خزيمة ، والطحاوي ، وابن حبان والطبراني ، والضياء المقدسي.


حرب ، قال : ثنا حماد بن زيد ، عن حبيب المعلّم ، عن عطاء ، عن عبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : صلاة في مسجدي هذا أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام ، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في مسجدي.

١١٨٤ ـ وحدّثني أبو يحيى ، قال : حدّثني أبي ، قال : ثنا ابراهيم بن أبي حيّة المكّي عن عثمان بن الأسود عن مجاهد عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : صلاة في المسجد الحرام مائة ألف ، وفي مسجدي مائة ، وفي مسجد / بيت المقدس خمسمائة.

١١٨٥ ـ حدّثنا محمد بن أبان البلخي ، قال : ثنا أبو القاسم بن أبي الزناد ، عن سلمة بن وردان ، قال : سمعت أبا سعيد بن [أبي](١) المعلّى يقول : سمعت علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ يقول : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام.

__________________

١١٨٤ ـ إسناده ضعيف جدا.

ابراهيم بن أبي حيّة المكي. قال البخاري : منكر الحديث. وقال النسائي : ضعيف.

وقال الدار قطني : متروك. العقد الثمين ٣ / ٢١٢. وأبو يحيى ، هو ابن أبي مسرة.

رواه ابن عديّ في الكامل ٧ / ٧٢٦٧ من طريق : ابن أبي مسرّة به. وذكره السيوطي في الكبير ١ / ٥٦٣ ، وعزاه للبيهقي في الشعب ، والخطيب في المتّفق والمفترق.

١١٨٥ ـ إسناده ضعيف.

مسلمة بن وردان ، هو : الليثي المدني ، ضعيف. التقريب ١ / ٣١٩.

رواه ابن عديّ في الكامل ٣ / ١١٨٢ من طريق : محمد بن أبان البلخي به.

وذكره الهيثمي في المجمع ٤ / ٦ ، وعزاه للبزّار. وذكره ابن حجر في المطالب العالية ١ / ٣٧٣ ، وعزاه للحارث بن أبي أسامة.

(١) سقطت من الأصل.


١١٨٦ ـ وحدّثني محمد بن أبي مقاتل البلخي ، قال : ثنا المسيّب بن واضح ، قال : ثنا سليم أبو مسلم المكي ، عن سعيد ـ يعني ابن عبد العزيز ـ عن اسماعيل بن عبيد الله ، عن أم الدرداء عن أبي الدرداء ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : صلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه من المساجد ، وصلاة في بيت المقدس أفضل من ألف صلاة فيما سواه.

١١٨٧ ـ حدّثنا محمد بن العلاء ـ أخو عبد الجبار ـ قال : ثنا أبي ، قال : ثنا خالد بن عبد الله ، عن الحصين ، عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة ، عن جبير بن مطعم ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : الصلاة في

__________________

١١٨٦ ـ اسناده ضعيف.

المسيب بن واضح ، قال أبو حاتم : صدوق يخطئ كثيرا. وسليم أبو مسلم ، هو : ابن مسلم الخشاب المكي. قال النسائي متروك الحديث. وقال أحمد : لا يساوي شيئا. اللسان ٣ / ١١٣.

ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٢ / ٧ ، وعزاه للطبراني في الكبير. وذكره الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٧٩ ، وعزاه لكتاب «الإتحاف» لابن عساكر.

١١٨٧ ـ إسناده صحيح.

العلاء ، هو : ابن عبد الجبار البصري ، نزيل مكة. خالد بن عبد الله ، هو : الواسطي. والحصين ، هو : ابن عبد الرحمن.

رواه ابن أبي شيبة ٢ / ٣٧١ ، وأحمد ٤ / ٨٠ ، والطيالسي ٢ / ٢٠٥ (منحة المعبود) كلهم من طريق : محمد بن أبي طلحة به.

وذكره الهيثمي في المجمع ٤ / ٥ ونسبه لأحمد ، وأبي يعلى ، والبزّار ، والطبراني في الكبير ، وقال : واسناد الثلاثة مرسل وله في الطبراني اسناد رجاله رجال الصحيح وهو متصل. وذكره السيوطي في الجامع الكبير ١ / ٥٦٣ ونسبه للطيالسي ، وأحمد ، وابن أبي شيبة ، وابن منيع ، والرّوياني ، وابن خزيمة ، والطبراني في الكبير ، وأبي نعيم في الحلية ، والضياء المقدسي.


مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة في غيره بألف صلاة إلا المسجد الحرام.

١١٨٨ ـ حدّثنا أحمد بن محمد بن أبي بزّة ، قال : ثنا يعقوب بن محمد ، عن عمران بن عثمان بن الأرقم بن أبي الأرقم ، [عن أبيه ، عن جدّه](١) أرقم بن أبي الأرقم ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام.

١١٨٩ ـ حدّثني عبد الله بن منصور ، عن عبد الرحيم بن زيد العمّي ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : من صلّى في المسجد الحرام ، حول بيت الله الحرام ، في جماعة كتب الله ـ تعالى ـ له خمسا وعشرين مرة مائة ألف صلاة ، قيل له ، أو قال له رجل من التابعين : أعن رأيك هذا يا ابن عباس أو عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم؟ قال : لا بل عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم.

__________________

١١٨٨ ـ إسناده ضعيف.

شيخ المصنّف ، ليّن الحديث. اللسان ١ / ٢٨٣. ويعقوب بن محمد ، هو : ابن محمد ابن عيسى ، صدوق كثير الوهم ، والرواية عن الضعفاء. التقريب ٢ / ٣٧٧. وعمران بن عثمان سكت عنه البخاري في الكبير ٦ / ٤١٦ ، وابن أبي حاتم ٦ / ٣٠٠.

ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٤ / ٥ وعزاه للطبراني في الكبير. وذكره السيوطي في الكبير ١ / ٥٦٣ وعزاه لأحمد ، وأبي عوانة ، والطبراني في الكبير ، والحاكم ، والباوردي ، وابن قانع ، والضياء المقدسي.

١١٨٩ ـ إسناده حسن.

عبد الرحيم بن زيد ، كذّبه ابن معين. وأبوه : زيد بن الحواري : ضعيف.

ذكره الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٨٠ ـ ٨١ نقلا عن الفاكهي بسنده.

(١) في الأصل (عن جدّه ، عن أبيه) والتصويب من الجرح والتعديل ٦ / ١٤٤ ، ٣٠٠.


١١٩٠ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، قال : حدّثنا الزهري ، عن سعيد بن المسيّب ، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم تشدّ الرحال إلى ثلاثة مساجد ، إلى المسجد الحرام ، وإلى مسجدي ، وإلى المسجد الأقصى.

١١٩١ ـ حدّثني عبد الله بن منصور ، عن عبد الرحيم بن زيد العمّي ، عن أبيه ، عمّن حدّثه عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنه سأله عن قول النبي صلّى الله عليه وسلم : الصلاة في المسجد الحرام مائة ألف صلاة ، أهي الفريضة في جماعة أو صلاة الرجل وحده في المسجد الحرام أو غير المسجد الحرام؟ قال : بل هي صلاة الرجل وحده في المسجد الحرام أو في الحرم ، فإذا صلاها في جماعة فذلك ألف ألف وخمسمائة ألف صلاة ، فقال الرجل للذي سأله : يا أبا عباس عن رأيك تحدثنا أو عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم؟ قال : بل عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم احدثك مرة بعد مرة ـ يقولها ثلاثا ـ.

١١٩٢ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : حدّثنا عبد العزيز بن أبي عثمان ،

__________________

١١٩٠ ـ إسناده صحيح.

رواه الحميدي ٢ / ٤٢١ ، وابن أبي شيبة ٤ / ٦٥ ، وعبد الرزاق ٥ / ١٣٢ ، وأحمد ٢ / ٢٣٨ ، والبخاري ٣ / ٦٣ ، ومسلم ٩ / ١٦٧ ، والترمذي ٢ / ١٢٤ ، وابن ماجه ١ / ٤٥٢ ، كلّهم من طريق : الزهري به.

١١٩١ ـ إسناده متروك.

١١٩٢ ـ إسناده ضعيف.

موسى بن عبيدة ، هو : الربذي. وداود بن مدرك : مجهول. التقريب ١ / ٢٣٤.

رواه ابن أبي شيبة ٢ / ٣١٨ ، من طريق : موسى بن عبيدة ، مختصرا. وذكره الهيثمي في المجمع ٤ / ٤ ، وعزاه للبزّار. والفاسي في الشفاء ١ / ٧٩ وعزاه للطبراني في الأوسط.


عن موسى بن عبيدة ، عن داود بن مدرك ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : أنا خاتم الأنبياء ، ومسجدي خاتم المساجد ، وأحق المساجد / أن يزار وتركب إليه الرواحل المسجد الحرام ومسجدي هذا ، وصلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام.

١١٩٣ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن طلق بن حبيب ، عن قزعة ، قال : أردت الخروج إلى الطّور ، فأتيت ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ فقلت له ، فقال : إنما تشدّ الرّحال إلى ثلاثة مساجد ، إلى مسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلم والمسجد الحرام ، والمسجد الأقصى ، ودع عنك الطور ولا تأته.

١١٩٤ ـ حدّثنا ميمون بن الحكم ، قال : حدّثنا [ابن جعشم](١) ، قال : أخبرني ابن جريج ، قال : أخبرني عمرو بن دينار ، عن طلق بن حبيب ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ بنحوه.

__________________

١١٩٣ ـ إسناده حسن.

قزعة ، هو : ابن يحيى البصري.

رواه ابن أبي شيبة ٢ / ٣٧٤ ، ٤ / ٦٥ ، من طريق : سفيان به. وعبد الرزاق ٥ / ١٣٥ من طريق : سفيان ، عن عمرو بن عرفجة ، عن ابن عمر ، بنحوه.

١١٩٤ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه ، وبقية رجاله ثقات.

رواه عبد الرزاق ٥ / ١٣٢ من طريق : ابن جريج به.

(١) في الأصل (ابن هشيم) وهو خطأ. انما هو : محمد بن جعشم ، وقد تقدم مرارا.


١١٩٥ ـ حدّثني عبد الله بن منصور ، عن عبد الرحيم بن زيد ، عن أبيه ، عن وهب بن منبّه ، قال : وجدت مكتوبا في التوراة : انه من شهد الصلوات الخمس في المسجد الحرام كتب الله ـ عزّ وجلّ ـ له بها اثني عشر ألف ألف وخمسمائة ألف صلاة.

١١٩٦ ـ وحدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيّب ، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال النبي صلّى الله عليه وسلم : صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام.

١١٩٧ ـ حدّثنا الحسن بن علي الحلواني ، قال : حدّثنا محمد بن كثير ، قال : ثنا سليمان بن كثير ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيّب ، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : نحوه إلا أنه قال : فيما سواه من المساجد إلا الكعبة ، لأني آخر الأنبياء وهو آخر المساجد.

__________________

١١٩٥ ـ اسناده متروك.

أنظر الحديث رقم (١١٨٩).

ذكره الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٨١ ، وعزاه للجندي في فضائل مكة.

١١٩٦ ـ إسناده صحيح.

رواه عبد الرزاق ٥ / ١٢١ ، وأحمد ٢ / ٢٣٩ ، ٢٧٧ ، والدارمي ١ / ٣٣٠ ، ومسلم ٩ / ١٦٣ ، كلّهم من طريق : الزهري ، عن سعيد به.

١١٩٧ ـ إسناده ليّن.

سليمان بن كثير لا بأس به في غير الزهري. التقريب ١ / ٣٢٩.

ومحمد بن كثير ، هو : الثقفي : صدوق ، كثير الغلط. التقريب ٢ / ٢٠٣.


١١٩٨ ـ حدّثني عبد الله بن منصور ، عن عبد الرحيم بن زيد ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم قرأ (إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ)(١) فقال : هي الصلوات الخمس في جماعة في هذا المسجد.

١١٩٩ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن زياد بن سعد ، عن سليمان بن عتيق ، قال : سمعت ابن الزبير ، يقول : سمعت عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يقول : صلاة في المسجد الحرام أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا مسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلم فإنما فضلت عليه بمائة صلاة.

١٢٠٠ ـ حدّثنا أحمد بن خليل ، قال : ثنا عبد الوهاب بن عطاء ، قال : ثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن سعيد بن المسيّب ، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : صلاة في مسجدي أفضل من ألف فيما سواه إلا المسجد الحرام.

__________________

١١٩٨ ـ إسناده متروك.

ذكره الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٨١ ، وعزاه للمفضّل الجندي في فضائل مكة من طريق : عبد الرحيم بن زيد به.

١١٩٩ ـ إسناده حسن.

رواه الحميدي ٢ / ٤٢٠ ، عن سفيان به.

١٢٠٠ ـ إسناده حسن.

أحمد بن خليل ، لم يتبيّن لنا من هو ، وذلك لوجود رجلين يعرفان ب (أحمد بن خليل) كلاهما بغداديان ، وهما من طبقة واحدة ، أحدهما ثقة ، والآخر صدوق. أنظر التقريب ١ / ١٤.

(١) الأنبياء (١٠٦).


١٢٠١ ـ وحدّثنا أحمد بن خليل ، قال : ثنا عبد الوهاب ، قال : ثنا أسامة ابن زيد ، عن بعجة ، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلّى الله عليه وسلم بنحوه.

١٢٠٢ ـ وحدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن عبد الملك بن عمير ، عن قزعة ، عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال : قال النبي صلّى الله عليه وسلم : تشد الرحال إلى ثلاثة مساجد ، المسجد الحرام ، ومسجدي ، والمسجد الأقصى.

١٢٠٣ ـ حدّثنا محمد بن زنبور ، قال : ثنا عبد العزيز بن أبي حازم ، عن يزيد بن الهاد ، عن محمد بن ابراهيم ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : لقيت نصرة بن أبي نصرة الغفاري ـ رضي الله عنه ـ

__________________

١٢٠١ ـ إسناده حسن.

عبد الوهاب ، هو : ابن عطاء ، المتقدّم في الحديث السابق ، وأسامة بن زيد ، هو : الليثي. وبعجة ، هو : ابن عبد الله بن بدر الجهني.

١٢٠٢ ـ إسناده صحيح.

قزعة ، هو : ابن يحيى.

رواه الحميدي ٢ / ٣٣٠ ، وأحمد ٣ / ٤٥ ، وابن أبي شيبة ٤ / ٦٦ ، والبخاري ٣ / ٧٠ ، ومسلم ٩ / ١٠٤ ، والترمذي ٢ / ١٢٣ ، وصحّحه. والأزرقي ٢ / ٦٣ ، وابن ماجه ١ / ٤٥٢ ، والنسائي في الكبرى (أنظر تحفة الأشراف ٣ / ٤٤٥) ، وابن حبان (ص : ٢٥٦ موارد الظمآن) ـ بأسانيدهم إلى قزعة به.

١٢٠٣ ـ إسناده حسن.

محمد بن ابراهيم ، هو : التميمي المدني.

رواه أحمد ٢ / ٥٠١ ، ٦ / ٧ ، والنسائي ٣ / ١١٤ ، وابن حبان (ص : ٢٥٢ موارد) ثلاثتهم من طريق : يزيد به. وذكره الهيثمي في المجمع ٤ / ٣ ، وقال : رواه أحمد والبزّار والطبراني في الكبير والأوسط ورجال أحمد ثقات أثبات. وقد روى عبد الرزاق ٥ / ١٣٣ من طريق ابن جريج ، قال : حدّثت عن بصرة بن أبي بصرة ـ هكذا بالباء ـ عن النبي صلّى الله عليه وسلم بنحوه.


فقال : سمعت النبي صلّى الله عليه وسلم / يقول : لا تعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد ، المسجد الحرام ، ومسجدي ، ومسجد بيت المقدس.

١٢٠٤ ـ حدّثنا محمد بن إدريس ، قال : ثنا الحميدي ، قال : ثنا سفيان ، قال : حدّثني عمر بن سعيد ، عن أبيه ، عن أبي عمرو الشيباني ، قال : قال عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ : ما لامرأة أفضل من صلاتها في بيتها إلا في المسجد الحرام.

١٢٠٥ ـ حدّثني محمد بن إدريس ، قال : ثنا الحميدي ، قال : ثنا ابراهيم ابن عبد العزيز ، قال : حدّثني جدي عبد الملك ، عن أبيه (١) ، أبي محذورة ـ رضي الله عنه ـ قال : إنّ عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قال له : يا أبا محذورة انك بأرض حارة ، ومسجد ضاح فابرد ثم أبرد.

١٢٠٦ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن عبد الكريم

__________________

١٢٠٤ ـ سعيد بن أبي حسين ، والد عمر ، لم أقف عليه ، وبقية رجاله ثقات.

وأبو عمرو الشيباني ، هو : سعيد بن إياس الكوفي.

١٢٠٥ ـ إسناده حسن.

ابراهيم بن عبد العزيز ، هو : ابن عبد الملك بن أبي محذورة الجمحي : صدوق يخطئ. التقريب ١ / ٣٩. وجده عبد الملك : مقبول. كما في التقريب ٥٢٢٨.

رواه عبد الرزاق ٤ / ١٤ من طريق : سفيان بن عبد الله الثقفي ، عن عمر ، في حديث طويل ، فيه قول عمر لأبي محذورة بالابراد.

١٢٠٦ ـ إسناده صحيح.

رواه عبد الرزاق ٥ / ١٣٤ ، وابن أبي شيبة ٤ / ٦٦ ، والأزرقي ٢ / ٦٣ ثلاثتهم من طريق : سفيان به.

(١) في الأصل هنا (عن) وهو خطأ.


الجزري ، عن سعيد بن المسيّب ، قال إنّ رجلا استأذن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ في اتيان بيت المقدس فقال : اذهب فتجهز فإذا فرغت فآذني ، فلما فرغ أتاه فآذنه فقال : اجعلها عمرة.

١٢٠٧ ـ وحدّثني أبو العباس أحمد بن محمد ، قال : ثنا هشام بن عمار ، قال : حدّثني صدقة ، قال : حدّثني يزيد بن أبي مريم ، عن قزعة ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال : لا تشد الرّحال إلا إلى ثلاثة مساجد ، إلى المسجد الحرام ، وإلى المسجد الأقصى ، وإلى مسجدي ، ولا تسافر امرأة مسيرة ثلاثة أيام إلا معها زوجها ، أو ذو رحم.

١٢٠٨ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : ثنا مروان ، عن موسى الجهني ، عن نافع ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : صلاة في مسجدي هذا تفضل على غيره من المساجد بألف صلاة إلا المسجد الحرام.

__________________

١٢٠٧ ـ إسناده حسن.

صدقة ، هو : ابن خالد الأموي ، مولاهم ، أبو العباس الدمشقي.

وقزعة ، هو : ابن يحيى البصري.

رواه ابن ماجه ١ / ٤٥٢ من طريق : يزيد بن أبي مريم به.

١٢٠٨ ـ إسناده صحيح.

مروان ، هو : ابن معاوية الفزاري ، نزيل مكة ، ثم دمشق.

وموسى الجهني ، هو : ابن عبد الله ، ويقال : عبد الرحمن.

رواه أحمد ٢ / ٥٣ ـ ٥٤ ، ومسلم ٩ / ١٦٥ ، والنسائي ٥ / ٢١٣ ، كلّهم من طريق : موسى الجهني به.


١٢٠٩ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا عبد الرزاق ، قال : أنا معمر ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي صلّى الله عليه وسلم بنحوه.

١٢١٠ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن عبد الكريم الجزري ، عن سعيد بن المسيّب ، قال : بينا عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يقسم نعما من نعم الصدقة إذ مرّ به رجلان ، فقال : من أين أقبلتما؟ فقالا : من بيت المقدس ، فعلاهما بالدّرة ضربا ، وقال : أحجّا كحج البيت؟ فقالا : إنا كنا مجتازين.

١٢١١ ـ حدّثنا صالح بن [مسمار](١) ، قال : ثنا مالك بن سعير ، قال : حدّثنا عبد الملك ، عن عطاء ، عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : صلاة في مسجدي هذا ـ يعني مسجد المدينة ـ أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا الصلاة في المسجد الحرام ، فهي أفضل.

__________________

١٢٠٩ ـ إسناده صحيح.

رواه أبو داود الطيالسي ٢ / ٢٠٥ منحة المعبود وأحمد ٢ / ١٦ ، ٥٣ ، ٦٨ ، ومسلم ٩ / ١٦٥ ، ١٦٦ كلّهم من طريق : عبيد الله بن عمر العمري ، عن نافع به.

١٢١٠ ـ إسناده صحيح.

رواه عبد الرزاق ٥ / ١٣٣ ، وابن أبي شيبة ٤ / ٦٦ كلاهما من طريق : عبد الكريم الجزري به.

١٢١١ ـ إسناده حسن.

صالح بن مسمار ، هو : السلمي : صدوق. ومالك بن سعير : لا بأس به.

وعبد الملك ، هو : ابن أبي سليمان العرزمي.

رواه أحمد ٢ / ٢٩ ، من طريق : اسحاق بن يوسف ، عن عبد الملك به.

(١) في الأصل (مسمام) وهو تصحيف.


١٢١٢ ـ وحدّثنا محمد بن أبي عمر ، ومحمد بن عبد الله المقريء ، قالا : ثنا سفيان ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، قال : إنّ رجلا نذر أن يصلّي في بيت المقدس ، فقال له النبي صلّى الله عليه وسلم : هاهنا ـ يعني في المسجد الحرام ـ قال ابن المقريء : ليصلّ بمكة.

١٢١٣ ـ حدّثنا علي بن المنذر ، قال : حدّثنا ابن فضيل ، قال : ثنا محمد ابن عبيد الله ، عن عطاء ، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : صلاة في مسجدي هذا تعدل ألف صلاة في غيره من المساجد إلا المسجد الحرام ، فإنها تزيد عليه مائة صلاة.

١٢١٤ ـ وحدّثنا علي بن المنذر ، قال : ثنا ابن فضيل قال : ثنا محمد بن عبيد الله ، عن عطية / عن أبي سعيد ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلّى الله عليه وسلم مثل حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ.

__________________

١٢١٢ ـ إسناده مرسل ، ورجاله ثقات.

١٢١٣ ـ إسناده ضعيف جدا.

محمد بن عبيد ، هو : العرزمي ، متروك ، على ما في التقريب ٢ / ١٨٧. وابن فضيل ، هو : محمد.

١٢١٤ ـ إسناده ضعيف جدا.

عطية ، هو : ابن سعد العوفي : صدوق يخطئ كثيرا ، وكان شيعيا مدلسا. التقريب ٢ / ٢٤.

ذكره الهيثمي في المجمع ٤ / ٦ ، وعزاه لأبي يعلى ، والبزّار وقال : ورجال أبي يعلى رجال الصحيح.


١٢١٥ ـ وحدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن مسعر ، عن عاصم بن أبي النّجود ، عن زرّ ، قال : قلت لحذيفة ـ رضي الله عنه ـ : أ صلّى رسول الله صلّى الله عليه وسلم في بيت المقدس؟ قال : لا. قلت : بلى ، قال : أنت تقول ذلك يا أصلع ، ثم تقول ذلك؟ قلت : القرآن بيني وبينك ، قال حذيفة هات من احتج بالقرآن فقد. قال سفيان : يقول : قد احتج فقرأت (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى)(١) قال فتراه صلى فيه؟ قلت : لا. قال : لو صلّى فيه لكتب عليكم الصلاة فيه ، كما كتب عليكم الصلاة في المسجد الحرام.

١٢١٦ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني عطاء ، أن أبا سلمة بن عبد الرحمن أخبره ، عن أبي هريرة ، أو عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام.

١٢١٧ ـ حدّثنا عبدة بن عبد الله الصفّار ، قال : ثنا يحيى بن آدم ، قال :

__________________

١٢١٥ ـ إسناده حسن.

عاصم بن أبي النجود : صدوق له أوهام.

١٢١٦ ـ إسناده صحيح.

رواه عبد الرزاق ٥ / ١٢٠ ، ومن طريقه رواه أحمد ٢ / ٢٧٧ ـ ٢٧٨ ، ومسلم ٩ / ١٦٣ ، من طريق : الزهري ، عن أبي سلمة به.

١٢١٧ ـ إسناده صحيح.

عبيد الله الأشجعي ، هو : ابن عبد الرحمن الكوفي ، كان أثبت الناس كتابا في الثوري. التقريب ١ / ٥٣٦.

رواه ابن أبي شيبة ٤ / ٦٦ من طريق : يحيى بن يمان ، عن سفيان به ، موقوفا.

(١) سورة الأسراء (١).


ثنا عبيد الله الأشجعي ، قال : ثنا سفيان الثوري ، عن [أبي سنان](١) ضرار ابن مرّة ، عن عبد الله بن أبي الهذيل ، قال : سمعت عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ وخطبنا بالرّوحاء ، يقول : لا تشد الرحال إلا إلى البيت العتيق.

١٢١٨ ـ حدّثنا محمد بن يوسف الجمحي ، قال : ثنا أبو قرّة موسى بن طارق ، عن ابن جريج ، قال : سمعت نافعا مولى ابن عمر يقول : حدّثني ابراهيم بن عبد الله بن معبد ، أنّ ميمونة زوج النبي صلّى الله عليه وسلم ـ رضي الله عنها ـ قالت : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول : صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا مسجد الكعبة.

١٢١٩ ـ حدّثنا أبو مروان محمد بن عثمان ، قال : ثنا عبد العزيز بن محمد ، عن محمد بن طحلاء ، عن سلمان الأغرّ ، قال : لقيني أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ فقال : ما لي أراك شاحبا؟ قال : قلت : لا شيء والله ، إلا أني تجهّزت وأردت مسجد إيلياء ، قال أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ : فإني أقسم عليك لتجعلنّ وجهك عمرة وتنظر فضل زادك فتجعله لأهلك.

__________________

١٢١٨ ـ إسناده حسن.

ابراهيم بن عبد الله بن معبد ، هو : ابن العباس بن عبد المطلب الهاشمي. صدوق.

التقريب ١ / ٣٨.

رواه عبد الرزاق ٥ / ١٢١ ، وابن أبي شيبة ٢ / ٣٧١ ، وأحمد ٦ / ٣٣٤ ، ومسلم ٩ / ١٦٧ ، والنسائي ٥ / ٢١٣ ، كلّهم من طريق : نافع به.

١٢١٩ ـ إسناده حسن.

محمد بن عثمان ، أبو مروان المكي ، صدوق يخطئ. التقريب ٢ / ١٨٩. ومحمد بن طحلاء ، هو : المدني.

(١) في الأصل (سيار) وهو تصحيف.


١٢٢٠ ـ وحدّثنا ميمون بن الحكم الصنعاني ، قال : ثنا محمد بن جعشم ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني عطاء ، أنه سمع ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ يقول على المنبر : صلاة في المسجد الحرام خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد. قال : قلت : لم يسمّ مسجد المدينة؟ قال : فخيّل إليّ أنه إنما يريد مسجد المدينة (١).

قال ابن جريج : وأخبرني سليمان بن عتيق مثل خبر عطاء هذا. قال : ثم يشير ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ إلى المدينة (٢).

قال ابن جريج : وأخبرني ابراهيم بن ميسرة ، أنه سمع طاوسا يقول : كنا سمعنا أن صلاة في مسجد المدينة خير من صلاتين فيما سواه ، وصلاة في هذا خير من أربع ، ـ يعني في المسجد الحرام ـ.

قال ابن جريج في حديث ابن جعشم هذا : وأقول أنا كان عطاء يقول : تشد الرحال إلى ثلاثة مساجد إلى المسجد الحرام ، ومسجد المدينة ، والمسجد الأقصى ، وكان ينكر أولا الأقصى ثم عاد فعده معها (٣).

/ قال ابن جريج : قال طاوس : ترحّل الرّحال إلى [مسجدين](٤) ، مسجد مكة ، ومسجد المدينة (٥).

__________________

١٢٢٠ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه وبقيّة رجاله موثوقون.

(١) رواه عبد الرزاق ٥ / ١٢١ عن ابن جريج به.

(٢) رواه عبد الرزاق ٥ / ١٢١ عن ابن جريج به.

(٣) رواه عبد الرزاق ٥ / ١٣٣ عن ابن جريج به.

(٤) في الأصل (مسجدي) والتصويب من عبد الرزاق.

(٥) رواه عبد الرزاق ٥ / ١٣٣ عن ابن جريج به.


١٢٢١ ـ وحدّثنا حسين بن حسن ، قال : ثنا علي بن عاصم ، قال : ثنا عبد الله بن طاوس ، عن أبيه ـ رضي الله عنه ـ قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم أتاه رجل ، فقال : يا رسول الله ، إني نذرت إن فتح الله عليك مكة ، لأصلين في بيت المقدس ، فقال صلّى الله عليه وسلم : صل هاهنا ، فقال : يا رسول الله ، إني نذرت أن أصلي في بيت المقدس ، قال صلّى الله عليه وسلم : فصلّ في بيت المقدس ، أما انك لو صليت هاهنا أجزأك.

١٢٢٢ ـ وحدّثنا حريز بن المسلم ، قال : ثنا عبد المجيد بن أبي روّاد ، عن ابن جريج ، عن حميد الأعرج ، عن مجاهد ، قال : نافلة الرجل في بيته خير له من نافلته إلا في المسجد الحرام ، ومسجد المدينة.

١٢٢٣ ـ وحدّثني محمد بن صالح البلخي ، قال : ثنا أبو مطيع الحكم بن عبد الله القرشي ، قال : ثنا المسيّب ، عن المبارك بن حسّان ، عن الحسن

__________________

١٢٢١ ـ إسناده حسن.

علي بن عاصم ، هو : ابن صهيب الواسطي ، صدوق يخطئ ويصرّ ، ورمي بالتشيع. التقريب ٢ / ٣٩.

رواه عبد الرزاق ٥ / ١٢٢ من طريق : عطاء بن أبي رباح ، نحوه.

وقد سمّى الرجل الناذر (الشريد).

١٢٢٢ ـ إسناده حسن.

حريز بن مسلم ، هو : الصنعاني. ذكره ابن حبان في الثقات ٨ / ٢١٣ ، وقال : روى عنه أهل اليمن. وحميد الأعرج ، هو : ابن قيس المكي : ليس به بأس.

١٢٢٣ ـ إسناده ضعيف جدا.

الحكم بن عبد الله ، هو : الأيلي ، متروك الحديث. أنظر اللسان ٢ / ٣٣٢. والمسيب ، هو : ابن واضح ، ضعيف كما في اللسان ٦ / ٤٠.

ذكره الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٨١ وعزاه للفاكهي.


ومعاوية بن قرّة ، قالا : الصلاة في المسجد الحرام بألفي ألف صلاة وخمسمائة صلاة ، [والصلاة](١) في الحرم كله بمائة ألف صلاة.

١٢٢٤ ـ حدّثني أبو العباس أحمد بن محمد ، قال : ثنا سعيد بن منصور ، قال : ثنا اسماعيل بن عيّاش ، عن ليث ، عن عطاء ، وطاوس ، ومجاهد ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ انه قال : الحرم كله هو المسجد الحرام.

١٢٢٥ ـ حدّثنا يحيى بن جعفر بن أبي طالب ، قال : ثنا عبد الوهاب ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، في قوله ـ تعالى ـ (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ)(٢) قال : المسجد الحرام مكة.

١٢٢٦ ـ حدّثنا يحيى بن جعفر ، قال : ثنا عبد الوهاب ، قال : ثنا عمر ابن قيس ، عن عطاء ، قال : المسجد الحرام ما أحاطت به حدود الحرم.

__________________

١٢٢٤ ـ إسناده ضعيف.

ليث ، هو : ابن أبي سليم.

ذكره المحبّ الطبري في القرى ص : ٦٥٧ ، وعزاه لسعيد بن منصور ، وأبي ذر.

١٢٢٥ ـ إسناده حسن.

يحيى بن جعفر بن أبي طالب. قال أبو حاتم : محلّه الصدق. الجرح والتعديل ٩ / ١٣٤. وعبد الوهاب ، هو : الثقفي. وسعيد ، هو ابن أبي عروبة.

١٢٢٦ ـ إسناده ضعيف جدا.

عمر بن قيس ، هو المكي ، المعروف ب (سندل) متروك. التقريب ٢ / ٦٢.

(١) سقطت من الأصل ، وألحقناها من شفاء الغرام.

(٢) سورة الحج (٢٥).


ذكر

إدارة الصف وأول من فعله وأول من أحدث

التكبير بين التراويح حول البيت في شهر رمضان وتفسير ذلك

ويقال إنّ أول من أدار الصفوف حول الكعبة خالد بن عبد الله القسري (١).

١٢٢٧ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا مروان بن معاوية ، عن اسماعيل ـ يعني : ابن مسلم ـ عن عبد الكريم بن أبي المخارق ، عن سعيد ابن جبير ، قال : قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : عليكم بالصف الأول وعليكم بالميمنة واياكم وما بين السوارى.

١٢٢٨ ـ حدّثنا عبد الله بن أبي سلمة ، قال : سمعت الحميدي يقول : سمعت سفيان بن عيينة يقول : سمعت المشايخ يقولون : أدركنا الناس على هذا التكبير حول البيت في رمضان.

١٢٢٩ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : أنا روح بن عبادة ، عن ابن

__________________

١٢٢٧ ـ إسناده ضعيف.

اسماعيل بن مسلم ، هو : المكي. ضعيف الحديث. التقريب ١ / ٧٤.

وعبد الكريم بن أبي المخارق ، نزيل مكة ، ضعيف أيضا. التقريب ١ / ٥١٦.

رواه عبد الرزاق ٢ / ٥٨ من طريق : ابن جريج ، قال : أخبرني غير واحد عن ابن عباس ، فذكر نحوه.

١٢٢٨ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه. وبقية رجاله ثقات.

١٢٢٩ ـ إسناده حسن.

حسين بن حسن ، هو : المروزي السلمي ، نزيل مكة. صدوق. التقريب ١ / ١٧٥.

(١) سيأتي ذكر ذلك في فصل (أوائل الأشياء التي حدثت بمكة ومن أحدثها).


جريج ، قال : أخبرني عطاء ، قال : كان ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ إذا صلى بالناس جمعهم أجمعين وراء المقام. قال : فعيب ذلك عليه ، فقال له إنسان : أرأيت ان كان وراء المقام من الناس ما لو جمعهم حول البيت أطافوا به واحدا ولكن فيه فرج أي ذلك أحب إليك؟ فقال (وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ)(١) يقول : صفوفهم حول البيت أحب إليّ (٢).

قال ابن جريج في حديثه هذا : رأيت أحراس ابن هشام في أوّل ما أمرهم بتسوية الصفوف / لا يصلون مع الناس ، فقلت لعطاء : أعجبك هذا من الاحراس؟ قال : لا والله حتى يصلوا مع الناس ـ سبحان الله ـ (٣).

١٢٣٠ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر قال : كنا عند علي بن عيسى ، فسأل : من أحدث هذا التكبير في رمضان؟ فقال عبد الله بن حسن : أخبرنا [عبد المجيد](٤) عن ابن جريج ، عن عطاء ، قال : أدركت الناس بمكة على هذا.

__________________

١٢٣٠ ـ إسناده صحيح.

وعبد الله بن الحسن هو ابن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي.

(١) سورة الزمر (٧٥).

(٢) رواه عبد الرزاق ٢ / ٥٥ عن ابن جريج به.

(٣) رواه عبد الرزاق ٢ / ٤٩ عن ابن جريج به.

(٤) في الأصل (عبد الحميد) وهو تصحيف ، إنما هو : ابن أبي روّاد.


ذكر

الصلاة في المسجد الحرام بلا سترة وما جاء فيه

١٢٣١ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، قال : ثنا كثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة السهمي ، عن بعض أهله قال : إنه سمع المطلب بن أبي وداعة ـ رضي الله عنه ـ يقول : رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يصلي مما يلي باب بني سهم ، والناس يمرّون أمامه ، وليس بينه وبين الطواف سترة.

قال سفيان : وكان ابن جريج يحدّثه عن كثير بن كثير ، عن أبيه ، عن المطلب ـ رضي الله عنه ـ فسألت كثيرا فقال : إنما أخبرنيه بعض أهلي.

١٢٣٢ ـ حدّثنا أبو بشر بكر بن خلف ، قال : ثنا غندر ، قال : ثنا شعبة ، قال : سمعت عبد الرحمن بن سعيد ، قال : سمعت صفية بنت شيبة ، تقول : كانت امرأة تصلي عند البيت إلى مرفقة ، فمرت عائشة ـ رضي الله عنها ـ بينها

__________________

١٢٣١ ـ في اسناده من لم يسمّ.

وقال المنذري : في اسناده مجهول. أنظر عون المعبود ٢ / ١٦٠.

رواه عبد الرزاق ٢ / ٣٥ ، وأحمد ٦ / ٣٩٩ ، والحميدي ١ / ٦٣ ، وأبو داود في المناسك ٢ / ٨٥ ، والبيهقي في الكبرى ٢ / ٢٧٣ ، كلّهم من طريق : سفيان به. ورواه النسائي ٥ / ٢٣٥ ، وابن ماجه ٢ / ٩٨٦ ، كلاهما من طريق ابن جريج به. والطبراني في الكبير ٢٠ / ٢٨٩ ، من طريق : عبد الرزاق به. وابن خزيمة ٢ / ١٥ من طريق : ابن جريج به ، وابن حبان (ص : ١١٨ موارد) من طريق : ابن خزيمة به. والفسوي في المعرفة والتاريخ ٢ / ٧٠٢ من طريق : الحميدي به.

١٢٣٢ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ٢٨٠ من طريق : الأسود بن يزيد ، عن عائشة ، بنحوه.

والمرفقة : المخدة.


وبين المرفقة ، فقالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ : إنما يقطع الصلاة الكلب والهرّ الأسود.

١٢٣٣ ـ حدّثنا الحسن بن علي الحلواني ، وأبو بشر ، قالا : ثنا يزيد بن هارون ، قال : أنا هشام بن حسان ، قال : ثنا غير واحد من أهل مكة منهم : عبد الملك ابن عم المطلب بن أبي وداعة ، عن كثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة ، عن أبيه ، عن جده ـ رضي الله عنه ـ قال : رأيت النبي صلّى الله عليه وسلم خرج من البيت ، فأتى المكان ـ وأشار إلى موضع سقاية خالد قبالة الحجر الأسود ـ فصلى ركعتين ، والرجال والنساء يمرون بين يديه وما بينهم وبينه شيء.

١٢٣٤ ـ حدّثنا سلمة بن شبيب ، قال : ثنا عبد الرزاق ، قال : أنا معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، قال : كان إذا أراد أن يصلي في المسجد طاف سبعا ، ثم دخل البيت ، ثم خرج فصلى.

١٢٣٥ ـ حدّثنا أبو بشر ، وعمرو بن محمد العثماني ، قالا : ثنا ابن أبي أويس ، عن سليمان بن بلال ، عن يحيى بن سعيد ، قال : أخبرني من رأى أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ يركز عصاه يصلي إليها عند الكعبة يسترها بينه وبين الناس.

__________________

١٢٣٣ ـ عبد الملك ابن عم المطلب بن أبي وداعة لم أقف عليه ، وبقية رجاله ثقات.

وانظر تخريج الحديث (١٢٣١).

١٢٣٤ ـ إسناده صحيح.

١٢٣٥ ـ في اسناده من لم يسمّ.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ٢٧٧ من طريق : الأوزاعي ، عن يحيى بن كثير ، قال : فذكره.


١٢٣٦ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : ثنا بشر بن السريّ ، قال : ثنا نافع بن عمر ، قال : رأيت عطاء بن أبي رباح بارزا في المسجد ـ أظنه قال : يصلي بغير سترة. ـ الظن منّي أنا ابن الفاكهي يقول ـ.

١٢٣٧ ـ وحدّثنا سلمة بن شبيب ، قال : ثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، أنه قال : لا يقطع الصلاة بمكة شيء ، لا يضرك أن تمر المرأة بين يديك.

١٢٣٨ ـ حدّثنا محمد بن زنبور ، قال : ثنا عيسى بن يونس ، قال : ثنا عبد الله بن مسلم ، قال : رأيت مجاهدا في المسجد الحرام في يوم حار يبسط ثوبه فيسجد عليه ، حفظت ذلك منه مرارا.

١٢٣٩ ـ حدّثنا محمد بن عبد الملك الواسطي ، قال : أنا يزيد بن هارون ، قال : أنا يحيى بن سعيد ، قال : رأيت أبا بكر رضي الله / عنه يصلي إلى الكعبة والناس يطوفون بين يديه ، قال يزيد : يزعمون أنه أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.

__________________

١٢٣٦ ـ إسناده صحيح.

١٢٣٧ ـ إسناده صحيح.

رواه عبد الرزاق ٢ / ٣٥.

١٢٣٨ ـ إسناده ضعيف.

عبد الله بن مسلم ، هو : ابن هرمز. ضعيف. التقريب ١ / ٤٥٠.

١٢٣٩ ـ إسناده حسن.

محمد بن عبد الملك الواسطي ، صدوق. وأبو بكر بن عبد الرحمن : ثقة فقيه عابد.

مات سنة (٩٤). وقيل غير ذلك. التقريب ٢ / ٣٩٨.


ذكر

الأكل في المسجد الحرام والغداء فيه

١٢٤٠ ـ حدّثنا محمود بن غيلان ، قال : ثنا يحيى بن آدم ، قال : ثنا اسرائيل ، عن أبي اسحاق ، قال : مرّ بنا ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ ونحن نتغدّى في المسجد بمكة ، فقلنا : الغداء. فقال : بارك الله فيكم.

١٢٤١ ـ حدّثنا ابراهيم بن يعقوب ، عن رجلين ، عن سعيد ، عن أبي نوفل بن أبي عقرب ، قال : رأيت ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ يأكل شواء برقاق حتى يسيل على يديه ، أو نحوه.

١٢٤٢ ـ حدّثنا أبو الفضل بن حسن ، قال : حدّثنا منصور بن أبي مزاحم ، قال : ثنا اسماعيل بن عليّة ، عن أبي سفيان بن العلاء ـ أخي أبي عمرو بن العلاء ـ عن عمرو بن دينار ، قال : كان لابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ ثريدة يؤتى بها ـ يعني في المسجد الحرام ـ فدبّ إليها صبي ذات يوم فأكل منها ، فأمر به فضرب درّة أو سوطا. قال : فلعنه أهل المسجد.

__________________

١٢٤٠ ـ إسناده صحيح.

١٢٤١ ـ في اسناده من لم يسمّ.

وسعيد ، هو : ابن أبي عروبة. وأبو نوفل بن أبي عقرب ، أختلف في اسمه ، وهو ثقة من كبار التابعين. التقريب ٢ / ٤٨٢.

١٢٤٢ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه ، ولعلّه الفضل بن الحسن البصري ، كما تقدّم في الخبر (٦٢٩). وكما سيأتي أيضا.

ومنصور بن أبي مزاحم مقبول. التقريب ٢ / ٢٤٠. وأبو سفيان بن العلاء ، ذكره ابن أبي حاتم ٩ / ٣٨١ ، وسكت عنه.


ذكر

من جمع في المسجد الحرام بعد صلاة الإمام

١٢٤٣ ـ حدّثنا ابراهيم بن عبد الله ، قال : ثنا أبو عمر الضرير ، قال : ثنا القاسم بن سليمان ، قال : ثنا ليث بن أبي سليم ، قال : صلى بنا عبد الرحمن ابن سابط في المسجد الحرام بعدما صلى أهله في جماعة. قال ليث : فخرجت إلى عطاء ، فأخبرته ، فقال : أصاب وأحسن. قال : قلت : إنا لا نفعل هذا بالعراق! قال : انكم تفرقون.

١٢٤٤ ـ وحدثت عن أبي صالح بن زنبور ، أنه قال : رأيت أبا يوسف القاضي يجمع بقوم في جماعة في المسجد الحرام.

ذكر

النوم في المسجد الحرام ومن رخّص فيه

ومن كرهه

١٢٤٥ ـ حدّثنا هارون بن موسى الفروي ، قال : ثنا داود بن

__________________

١٢٤٣ ـ إسناده ضعيف.

شيخ المصنّف : ابراهيم بن عبد الله ، هو : ابن الجنيد البغدادي ، سكن سامراء. قال ابن أبي حاتم في الجرح ٢ / ١١٠ : كتب عنه أبي ، ورأيته بسامراء ولم أكتب عنه. وأبو عمر الضرير ، هو : حفص بن عمر. وليث بن أبي سليم : صدوق اختلط ، فلم يتميّز حديثه فترك. أفاده الحافظ في التقريب ٢ / ١٣٨.

رواه عبد الرزاق ٢ / ٢٩٣ من طريق : التيمي ، عن ليث به.

١٢٤٤ ـ أبو يوسف القاضي لم أقف عليه. وأبو صالح بن زنبور ، هو : محمد ، وهو شيخ المصنّف ، تقدّم مرارا.

١٢٤٥ ـ إسناده حسن. تقدّم برقم (١٠٧٥).


[أبي الكرم](١) ، عن الدراوردي ، عبد العزيز بن محمد ، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر ، أنه سمع أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ يحدّث عن ليلة أسري برسول الله صلّى الله عليه وسلم من مسجد الكعبة ، قال : جاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه ، وهو نائم في المسجد الحرام.

١٢٤٦ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، قال : لم نزل ننام في المسجد في زمن ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ.

١٢٤٧ ـ حدّثنا أبو بشر ، قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : ثنا أبو الليث ، قال : رأيت سعيد بن جبير ينام في المسجد الحرام.

١٢٤٨ ـ حدّثنا محمد بن وزير الواسطي ، قال : ثنا يحيى بن سعيد ، عن ابن جريج ، قال : قلت لعطاء : أتكره النوم في المسجد؟ قال : بل أحبه.

١٢٤٩ ـ حدّثنا ابن أبي عمر ، قال : ثنا هشام ، عن ابن جريج ، عن عطاء نحوه ، وزاد فيه : ما أحب إليّ أن يرقد فيه.

__________________

١٢٤٦ ـ إسناده صحيح.

رواه الأزرقي ٢ / ٦٧ ـ ٦٨ ، عن سفيان به.

١٢٤٧ ـ رجاله ثقات ، إلّا أبا الليث ، هو : الفضل بن ميمون ، فقد سكت عنه ابن أبي حاتم ٧ / ٦٧.

١٢٤٨ ـ إسناده صحيح.

رواه عبد الرزاق ١ / ٤٢١ ، وابن أبي شيبة ٢ / ٨٥ ، والأزرقي ٢ / ٦٨ ، كلّهم من طريق : ابن جريج به.

١٢٤٩ ـ إسناده حسن.

هشام ، هو : ابن سليمان المخزومي : مقبول. التقريب ٢ / ٣١٩.

(١) في الأصل (الكرام) وهو تصحيف.


١٢٥٠ ـ حدّثني عبد الله بن إسحاق الجوهري ، قال : ثنا أبو عاصم ، عن المغيرة بن زياد ، عن عطاء ، نحوه وزاد فيه ، قال : قلت : إنّي أحتلم كثيرا؟ قال : وإن احتلمت.

١٢٥١ ـ حدّثنا أبو بشر بكر بن خلف ، قال : ثنا عبد الرحمن ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح قال : نمت في المسجد فاحتلمت فسألت سعيد بن جبير فقال : ليس عليك إلا الغسل.

١٢٥٢ ـ حدّثني محمد بن إدريس ، / قال : ثنا الحميدي ، قال : ثنا يحيى ابن سليم ، قال : ثنا عمرو بن قتادة ، قال : بتّ في المسجد الحرام فقمت وقد صرّ في ثوبي أربعون درهما ، فسألت عطاء؟ فقال : إن الذي صرهما (١) لم يرد الا أن تكون لك ، فإن كنت محتاجا إليها فخذها ، وإلا فتصدق بها.

١٢٥٣ ـ حدّثنا محمد بن زنبور ، قال : ثنا فضيل بن عياض ، عن هشام ، عن الحسن ، قال : إنه كان لا يرى بأسا بالنوم في المسجد الحرام وغيره.

__________________

١٢٥٠ ـ إسناده حسن.

أبو عاصم ، هو : الضحاك بن مخلد. والمغيرة بن زياد ، هو : البجلي : صدوق له أوهام. التقريب ٢ / ٢٦٨.

رواه ابن أبي شيبة ٢ / ٨٥ ، عن وكيع ، عن مغيرة به.

١٢٥١ ـ إسناده صحيح.

عبد الرحمن ، هو : ابن مهدي. وسفيان ، هو : الثوري.

رواه ابن أبي شيبة ٢ / ٨٦ ، من طريق : وكيع ، عن سفيان به.

١٢٥٢ ـ إسناده حسن.

يحيى بن سليم ، هو : الطائفي ، نزيل مكة : صدوق سيء الحفظ التقريب ٢ / ٣٤٩.

١٢٥٣ ـ إسناده صحيح.

هشام ، هو : ابن حسان. والحسن ، هو : البصري.

رواه عبد الرزاق ١ / ٤٢٠ ، وابن أبي شيبة ٢ / ٨٥ ، كلاهما من طريق : هشام به.

(١) كذا في الأصل.


١٢٥٤ ـ حدّثنا أبو بشر ان شاء ـ الله ـ قال : حدّثنا عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، قال : أقام عطاء بن أبي رباح ينام في المسجد الحرام أربعين سنة ، يطوف ويصلي بالليل.

١٢٥٥ ـ حدّثنا ابراهيم بن أبي يوسف ، قال : ثنا يحيى بن سليم ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، قال : إنّ ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ كان ينام في المسجد زمن النبي صلّى الله عليه وسلم.

١٢٥٦ ـ حدّثنا أبو بشر ، قال : ثنا صفوان بن عيسى ، قال : ثنا الحارث ابن عبد الرحمن بن أبي ذباب ، قال : سألت سليمان بن يسار ، عن النوم في المسجد ، فقال : كيف تسألون عن هذا وقد كان أصحاب الصفّة ينامون فيه ويصلون فيه؟

١٢٥٧ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا أبو مطيع البلخي.

__________________

١٢٥٤ ـ إسناده صحيح.

رواه عبد الرزاق ١ / ٤٢١ ، عن ابن جريج ، إلّا أنه قال : ثلاثين سنة.

١٢٥٥ ـ شيخ المصنّف ، لم أقف عليه ، وبقية رجاله موثقون.

رواه ابن أبي شيبة ٢ / ٨٥ ، والبخاري ١ / ٣٥ ، والنسائي ٢ / ٥٠ ، وعمر بن شبّة في تاريخ المدينة ١ / ٣٩ ـ ٤٠ ، والبيهقي في الكبرى ٢ / ٤٤٥ كلّهم من طريق : عبيد الله العمري به.

١٢٥٦ ـ إسناده حسن.

أبو بشر ، هو : بكر بن خلف. والحارث بن عبد الرحمن ، صدوق يهم. التقريب ١ / ١٤٢.

رواه ابن أبي شيبة ٢ / ٨٤ من طريق : صفوان به.

١٢٥٧ ـ الاسناد الأول ضعيف جدا. لأن فيه (أبا مطيع البلخي) وهو : الحكم بن عبد الله ، وهو متروك. والاسناد الثاني : صحيح. ذكره السيوطي في الدر المنثور ١ / ١٢١ وعزاه لعبد بن حميد ، وابن أبي حاتم.


وحدّثنا ابن أبي مسرّة ، قال : ثنا موسى بن اسماعيل ، قال (١) : ثنا حمّاد بن سلمة ، عن ثابت ، قال : قلت لعبد الله بن عبيد بن عمير : ما أراني إلا مكلّما الأمير في هؤلاء الذين ينامون في المسجد الحرام! فقال : لا تفعل ، فإن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ سئل عنهم ، فقال : هم العاكفون. وقال موسى (٢) : فإني سمعت ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ يقول : هم العاكفون.

١٢٥٨ ـ وحدّثنا محمد بن منصور ، قال : ثنا سفيان ، قال : رأيت الوليد ابن أبي هشام ـ وكان لقي أم الدرداء ـ رضي الله عنها ـ تنام في المسجد.

١٢٥٩ ـ حدّثنا ابن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، وذكر عنده هارون بن [رئاب](٣) فقال : يرحمه الله ان كان ليخفي الزهد ، وكان إذا قدم لا ينزل إلا المسجد حتى يخرج.

١٢٦٠ ـ وحدّثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا سفيان ، عن أيوب ، قال : كنت أطوف مع سعيد بن جبير ، فكان يوقظ النيام في المسجد ، ويقول :

__________________

١٢٥٨ ـ إسناده حسن.

الوليد بن أبي هشام ، هو : المدني : صدوق. التقريب ٢ / ٣٣٧. وأم الدرداء ، هي : الصغرى ، زوج أبي الدرداء ـ رضي الله عنهما ـ وهي تابعية ثقة. ماتت سنة (٨١).

التقريب ٢ / ٦٢١.

١٢٥٩ ـ إسناده صحيح.

١٢٦٠ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٩٤ ب من طريق : الثقفي ، عن أيوب به ، موقوفا على سعيد.

(١) كذا في الأصل ، والأولى أن تكون (قالا).

(٢) موسى ، هو : ابن اسماعيل التبوذكي البصري. ومعنى قوله هنا : (قال موسى) أي في روايته ، لا أنه سمع عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ.

(٣) في الأصل (ذياب) وهو تصحيف.


اجلسوا فلبّوا ، فإن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ يقول : التلبية من زينة الحج ، أو من شعار الحج.

ذكر

من كره النوم في المسجد الحرام

١٢٦١ ـ حدّثنا محمد بن زنبور ، قال : ثنا فضيل بن عياض ، عن ليث ، عن أبي البلاد ، قال : نمت خلف المقام ، فاحتملت فأتيت ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ فقال : أمّا أن تتخذه مبيتا أو مقيلا فلا.

١٢٦٢ ـ حدّثنا عبد الله بن إسحاق ، قال : ثنا أبو عاصم ، عن أيمن بن نابل ، قال : كنت نائما في المسجد الحرام ، فجاء سعيد بن جبير ، فأيقظني ، وقال : لا تنم في المسجد.

١٢٦٣ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا عبد الله بن الوليد ، عن زمعة بن صالح ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، قال : إنه كان يكره النوم في المسجد.

__________________

١٢٦١ ـ رجاله ثقات ، إلّا (أبا البلاد) فقد سكت عنه البخاري في الكبير ٩ / ١٦.

رواه ابن أبي شيبة ٢ / ٨٥ ، من طريق : عطاء ، قال : قال رجل لابن عباس ، فذكر نحوه. ورواه البخاري في التاريخ الكبير ٩ / ١٦ ، وفيه زيادة : (وأما أن تستريح إليه الساعة فلا بأس) وذكره المحبّ في القرى ص : ٦٥٩ ، وعزاه لسعيد بن منصور.

١٢٦٢ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن أبي شيبة ٢ / ٨٥ من طريق : وكيع ، عن أيمن بن نابل به.

١٢٦٣ ـ إسناده ضعيف.

زمعة بن صالح ، هو : الجندي اليماني ، نزيل مكة : ضعيف كما في التقريب ١ / ٢٦٣.

رواه ابن أبي شيبة ٢ / ٨٥ من طريق : ليث ، عن طاوس وعطاء ومجاهد ، بنحوه.


١٢٦٤ ـ حدّثنا أبو بشر ـ بكر بن خلف ـ قال : ثنا يحيى بن سعيد ، عن سفيان ، عن أبي الهيثم ، قال : نهاني مجاهد أن أنام في المسجد.

ذكر

انشاد الضالة في المسجد الحرام ، وما يكره

من رفع الصوت فيه ، وكراهية إنشاد الشعر فيه

١٢٦٥ ـ / حدّثنا عمر بن حفص الشيباني ، قال : ثنا عبد الله بن وهب ، عن حيوة بن شريح ، عن محمد بن عبد الرحمن ، عن [أبي](١) عبد الله مولى شدّاد ، أنه سمع أبا هريرة ـ رضي الله عنه ـ يقول : سمعت النبي صلّى الله عليه وسلم يقول : من سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد ، فليقل : لا أداها الله إليك ، فإن المساجد لم تبن لهذا.

__________________

١٢٦٤ ـ إسناده حسن.

أبو الهيثم ، هو : المرادي الكوفي : صدوق ، اختلف في اسمه. التقريب ٢ / ٤٨٥.

رواه عبد الرزاق ٢ / ٤٢١ ، وابن أبي شيبة ٢ / ٨٥ كلاهما من طريق : الثوري به.

١٢٦٥ ـ إسناده حسن.

أبو عبد الله ، مولى شدّاد ، هو : سالم بن عبد الله النصري.

رواه أحمد ٢ / ٤٢٠ ، ومسلم ٥ / ٥٤ ، وأبو داود ١ / ١٨٧ ، وعمر بن شبّة في تاريخ المدينة ١ / ٢٩ ، وابن خزيمة ٢ / ٢٧٣ ، والبيهقي في الكبرى ٢ / ٤٤٧ ، كلّهم من طريق : حيوة بن شريح به.

(١) في الأصل (أبيه) وهو خطأ.


١٢٦٦ ـ حدّثنا أبو بشر بكر بن خلف ، قال : ثنا [عبيد الله](١) بن موسى ، قال : ثنا موسى بن عبيدة ، عن عمرو بن أبي عمرو ، عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم رأى ، أو سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد ، فقال : لا وجدت.

١٢٦٧ ـ وحدّثنا أبو بشر ، قال : ثنا صفوان بن عيسى ، عن ابن عجلان ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلّى الله عليه وسلم أنه نهى عن البيع والشراء في المسجد ، وأن تنشد الضالة في المسجد ، وعن التحلّق يوم الجمعة قبل الصلاة ، وأن يتناشد فيه الأشعار.

١٢٦٨ ـ حدّثنا محمد بن اسحاق بن يزيد ، قال : ثنا محمد بن عبيد ، قال : ثنا محمد بن إسحاق ، قال : سمعت أصحابنا يحدثون عن جبير بن مطعم

__________________

١٢٦٦ ـ إسناده ضعيف.

موسى بن عبيدة ، هو : الربذي ، ضعيف.

ذكره الهيثمي في المجمع ٢ / ٢٤ ، ونسبه للطبراني في الأوسط. وقال : رجاله ثقات. ثم قال : ورواه البزّار باسناد ضعيف.

١٢٦٧ ـ إسناده صحيح.

رواه أحمد ٢ / ١٧٩ ، وابن ماجه ٢ / ٢٤٧ ، ٢٥٢ ، والنسائي ٢ / ٤٧ ـ ٤٨ ، وابن خزيمة ٢ / ٢٧٤ ، والبيهقي ٢ / ٢٤٨ ، كلّهم من طريق : ابن عجلان به.

١٢٦٨ ـ إسناده موضوع.

شيخ المصنّف ، هو : الصيني. قال عنه ابن أبي حاتم : كتبت عنه بمكة وهو كذاب.

الجرح ٧ / ١٩٦. ثم إن ابن اسحاق لم يسمّ شيوخه هنا.

إلّا أن الحديث قد روي من طرق أخرى. فقد رواه الطبراني من طريق : عمرو بن دينار ، عن نافع بن جبير بن مطعم ، عن أبيه ، عن النبي صلّى الله عليه وسلم بنحوه. وذكره الهيثمي في المجمع ٢ / ٢٥ ، والهندي في الكنز ٧ / ٦٧٢ ونسباه للطبراني في الكبير.

وذكره ابن حجر في المطالب العالية ١ / ١٠٠ ، وعزاه لاسحاق بن راهويه.

(١) في الأصل (عبد الله) والصواب ما أثبتّ.


ـ رضي الله عنه ـ أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم نهى أن تقام الحدود في المساجد ، وان تتناشد فيها الأشعار ، وان يسلّ فيها السلاح.

١٢٦٩ ـ حدّثنا ابن أبي عمر ، قال : ثنا وكيع ، قال : ثنا سعيد بن سنان ، عن علقمة بن مرثد ، عن سليمان بن بريدة ، عن أبيه ـ رضي الله عنه ـ قال : صلّى النبيّ صلّى الله عليه وسلم فقال : رجل من دعى إلى الجمل الأحمر؟ فقال النبي صلّى الله عليه وسلم : لا وجدت ، ألهذا؟ إنما بنيت المساجد لما بنيت له.

١٢٧٠ ـ وحدّثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا سفيان ، عن عبد الكريم الجزري ، عن النبي صلّى الله عليه وسلم بنحوه.

١٢٧١ ـ حدّثنا ابن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن المنكدر ، قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد ، فقال : أيها الناشد ، غيرك الواجد.

١٢٧٢ ـ حدّثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا أبو الحكم ـ مروان بن

__________________

١٢٦٩ ـ إسناده صحيح.

رواه مسلم ٥ / ٥٥ ، وابن ماجه ١ / ٢٥٢ ، وابن خزيمة ٢ / ٢٧٣ ثلاثتهم من طريق : وكيع به. ورواه عبد الرزاق ١ / ٤٤٠ ، ومسلم ٥ / ٥٤ ، والبيهقي ٢ / ٤٤٧ ، وثلاثتهم من طريق : الثوري ، عن سعيد بن سنان به. ورواه ابن شبّة في تاريخ المدينة ١ / ٣٠ من طريق : سعيد بن سنان به.

١٢٧٠ ـ رجاله ثقات ، لكنه مرسل.

رواه الأزرقي ٢ / ٦٧ عن سفيان به.

١٢٧١ ـ إسناده صحيح ، لكنه مرسل.

رواه عبد الرزاق ١ / ٤٤٠ ، عن سفيان به.

١٢٧٢ ـ في اسناده موسى بن أبي دارم ، ومروان بن عبد الحميد ، سكت عنهما ابن أبي حاتم ٨ / ١٤٢ ، ٢٥٧. والأخير ذكره ابن حبان في الثقات على ما قال ابن حجر في اللسان ٦ / ١٧.


[عبد الحميد](١) قال : ثنا موسى بن أبي دارم ، عن وهب بن منبّه ، قال : بلغ عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن مجلس كان في المسجد في ناحية بني سهم ، يجلس فيه ناس من قريش يختصمون ، فترتفع أصواتهم ، فقال لي ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : انطلق بنا إليهم. قال : فانطلقنا ، حتى وقفنا عليهم ، فقال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : أخبرهم عن الكلام الذي كلم به الفتى أيوب ، وهو في بلائه. قال : قلت له : قال الفتى : يا أيوب أما كان في عظمة الله ، وذكر الموت ما يكل لسانك ، ويقطع قلبك ، ويكسر حجتك؟ يا أيوب ، أما علمت أن لله عبادا اسكتتهم خشية الله من غير عيّ ولا بكم ، وانهم لهم النبلاء الطلقاء الفصحاء الألباء العالمون بالله وأيامه ، ولكنهم إذا ذكروا عظمة الله ـ تعالى ـ تقطعت قلوبهم ، وكلّت ألسنتهم ، وطاشت عقولهم وأحلامهم فرقا من الله ـ عزّ وجلّ ـ وهيبة له ، فإذا استفاقوا من ذلك استبقوا إلى الله ـ عزّ وجلّ ـ بالأعمال الزاكية لا يستكثرون لله الكثير ، ولا يرضون له بالقليل ، يعدون أنفسهم مع الظالمين والخاطئين ، وانّهم لأنزاه أبرار ، ومع المضيّعين والمفرّطين وانهم لأكياس أقوياء ، ناحلون ذائبون يراهم الجاهل / فيقول : مرضى ، وليسوا بمرضى وقد خولطوا وقد خالط القوم أمر عظيم.

قال أبو الحكم : وكتب إليّ رجل ، أنّ ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال لهم على إثر هذا الكلام : كفى لك ظالما أن لا تزال مخاصما ، وكفى بك إثما ان لا تزال مماريا ، وكفى لك إثما ان لا تزال محدّثا بغير ذكر ـ الله تعالى ـ.

__________________

(١) في الأصل (عبد الواحد) وهو خطأ.


ذكر

موضع قبور عذارى بنات اسماعيل عليه السلام

من المسجد الحرام

١٢٧٣ ـ حدّثنا محمد بن يحيى ، وحسين ، وعبد الجبار بن العلاء ، وغيرهم ، قالوا : ثنا سفيان ، عن النّضر بن الرّهيني ، قال : إنه سمع ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ يقول : إن هذا المحدودب الذي يلي الركن الشامي قبور عذارى بنات اسماعيل. قال ابن أبي عمر في حديثه : فسئل سفيان أي مكان هو؟ فأشار بيده إلى الحجر مستقبل الركن الغربي الذي يلي الركن اليماني مقابل دار العجلة.

١٢٧٤ ـ وحدّثني ابن أبي بزّة ، قال : حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن جده

__________________

١٢٧٣ ـ في اسناده (النضر بن الرّهيني) ولم أقف على ترجمته. والرّهيني (بفتح الراء ، وكسر الهاء ، بعدهما ياء ساكنة ، آخرها نون) هذه النسبة إلى : رهين ، وهو لقب : الحارث بن علقمة ، أو : النضر بن الحارث بن علقمة ، ويلقّب ب : الرّهين. أنظر الأنساب ٦ / ٢٠٧.

وقد فصّلت القول في من هو : الرّهين في موضع آخر. والذي وجدته ممن يحمل هذا اللقب راويا عن ابن الزبير وشيخا لسفيان ، هو : محمد بن المرتفع بن النضير بن الحارث بن علقمة الرّهيني ، العبدري ، المكي. أنظر الأنساب والجرح والتعديل ٨ / ٩٨ ، وتاريخ البخاري الكبير ١ / ٢٢٠ ، والثقات لابن حبان ٥ / ٣٥٩. قلت : فلعلّ كنية محمد بن المرتفع هي : أبا النضر ، فسقطت (أبو) من النسخة ، والله أعلم. وقد وقعت لفظة (الرّهيني) عند عبد الرزاق (زهير) وعند الأزرقي (الزهري) ولعلّ كلاهما تصحيف ، والعلم عند الله.

وهذا الأثر رواه عبد الرزاق ٥ / ١٢٠ ، والأزرقي ٢ / ٦٦ كلاهما عن ابن عيينة به.

١٢٧٤ ـ والد ابن أبي بزّة ، وجدّه لم أعرف حالهما ، وابن أبي بزّة ، هو : أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم ، ابن أبي بزّة البزّي ـ ليّن الحديث ، حجة في القراءات. العقد الثمين ٣ / ١٤٢ ، واللسان ١ / ٢٨٣. والقاسم بن أبي بزّة ، مولى بني مخزوم ثقة. مات سنة (١١٥). التقريب ٢ / ١١٤.


القاسم بن أبي بزّة ، قال : هذا المحدودب مما يلي الركن الغربي إلى المصباح ـ وأشار بيده ـ قبور عذارى بنات اسماعيل. قال ابن أبي بزّة : وسمعت أبي ، يقول : تسوى البطحاء عند هذا الموضع ، ويجلس الإنسان قليلا فيحدودب.

١٢٧٥ ـ حدّثنا محمد بن زنبور ، قال : ثنا أبو بكر بن عيّاش ، قال : ثنا الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : في المسجد الحرام قبران ليس فيه غيرهما ، قبر اسماعيل ، وشعيب ، فقبر اسماعيل في الحجر مقابل الركن الأسود.

ذكر

الوضوء في المسجد الحرام

١٢٧٦ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا عمر بن هارون ، عن الثوري ، عن أبي هارون ، قال : رأيت ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ يتوضأ في المسجد.

١٢٧٧ ـ حدّثنا محمد بن ميمون ، ومحمد بن أبي عمر ، قالا : ثنا سفيان ،

__________________

١٢٧٥ ـ إسناده متروك.

الكلبي ، هو : محمد بن السائب ، متّهم بالكذب ، ورمي بالرفض.

وأبو صالح ، هو : باذام : ضعيف مدلس. التقريب ١ / ٩٣.

١٢٧٦ ـ إسناده متروك.

عمر بن هارون ، هو : البلخي : متروك. التقريب ٢ / ٦٤. وأبو هارون العبدي ، هو : عمارة بن جوين : متروك أيضا ، ومنهم من كذّبه. التقريب ٢ / ٤٩.

رواه عبد الرزاق ١ / ٤١٩ ، عن الثوري به. وابن أبي شيبة ١ / ٣٦ من طريق : عطية العوفي ، عن ابن عمر.

١٢٧٧ ـ إسناده صحيح.


عن عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت ، قال : رأيت طاوسا يتوضأ في المسجد الحرام.

١٢٧٨ ـ حدّثنا ابن أبي عمر ، قال : ثنا عمر بن هارون ، عن ابن أبي روّاد ، قال : رأيت طاوسا يتوضأ في المسجد.

١٢٧٩ ـ حدّثنا حسين ، قال : ثنا ابن عليّة ، عن ليث ، عن طاوس ، أنه كان يتوضأ في المسجد من غير حدث.

١٢٨٠ ـ وحدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا هشام ، عن ابن جريج ، قال : قال إنسان لعطاء : يخرج الإنسان ، فيبول ، ثم يأتي المسجد حتى يدخل زمزم فيتوضأ ، قال : لا بأس بذلك ، وإن تخلّى فليدخل ان شاء غير متوضئ فليتوضأ في زمزم ، الدين سمح سهل (١).

قال ابن جريج : قال له إنسان : إني أرى أناسا يتوضؤون في المسجد.

فقال رجل : ليس به بأس. قلت : افتتوضأ أنت؟ قال : نعم. قلت : وضوءا حسنا تتمضمض وتستنشق؟ قال : نعم ، وأسبغ وضوئي في مسجد مكة (٢).

__________________

١٢٧٨ ـ إسناده ضعيف جدا.

عمر بن هارون ، هو البلخي. متروك. وابن أبي روّاد ، هو : عبد العزيز.

رواه عبد الرزاق ١ / ٤١٩ ، وابن أبي شيبة ، كلاهما من طريق : ابن أبي روّاد به.

١٢٧٩ ـ إسناده ضعيف.

ليث ، هو : ابن أبي سليم.

١٢٨٠ ـ إسناده حسن.

هشام ، هو : ابن سليمان المخزومي المكي : مقبول.

(١) رواه عبد الرزاق ١ / ٤١٨ عن ابن جريج به.

(٢) رواه عبد الرزاق أيضا ١ / ٤١٨ ، عن ابن جريج به.


قال ابن جريج : وأخبرني ابن طاوس ، أنه رأى أباه يتوضأ في المسجد الحرام (١).

قال ابن جريج : ورأيت أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم يتوضأ في مسجد مكة.

قال ابن جريج : وأخبرني أبو خالد ، أن أبا هارون العبدي أخبره ، أنه رأى ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ يتوضأ في المسجد (٢).

ذكر

القيام على باب المسجد مستقبل القبلة يدعو

١٢٨١ ـ / حدّثنا ميمون بن الحكم الصنعاني ، قال : ثنا محمد بن جعشم ، عن ابن جريج ، قال : حدّثت أنّ النبي صلّى الله عليه وسلم كان إذا [جاء بابا في](٣) دار يعلى عند الخيّاطين (٤) استقبل البيت فدعا ، وخرج إليه بنات غزوان ، وكنّ مسلمات فدعون معه.

__________________

١٢٨١ ـ إسناده مرسل. وشيخ المصنّف لم أقف عليه ، وبقية رجاله ثقات.

رواه عبد الرزاق ١ / ٧٧ عن ابن جريج به.

(١) رواه عبد الرزاق كذلك ١ / ٤١٩ ، عن ابن معمّر به.

(٢) رواه عبد الرزاق ١ / ٤١٨ ، عن ابن جريج به.

(٣) في الأصل (جاءنا يأتي) وهو تصحيف. ووقعت هذه اللفظة عند عبد الرزاق (حاذى بابا في)

(٤) باب الخيّاطين سيأتي الكلام عليه في (صفة أبواب المسجد الحرام) عند الفاكهي. وقد ذكر الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٢٨٨ أنه باب كان فيما بين باب الحزورة ، وباب بني جمح. وقلت : وباب الحزورة يكون بحذائه الآن باب الوداع. وباب بني جمح يحاذيه الآن باب العمرة. أفاد ذلك رشدي ملحس في تعليقاته على الأزرقي ١ / ٩١ ـ ٩٢. ولم يبق لهذا الباب أثر الآن.


١٢٨٢ ـ حدّثنا محمد بن منصور ، وغيره ، قالوا : ثنا سفيان ، عن عبد الكريم ، أظنه عن مجاهد ، قال : يكره أن يقام على باب المسجد فيستقبل الكعبة. وقال : إنما يصنعه أهل الكتاب اليهود والنصارى في كنائسهم.

١٢٨٣ ـ وحدّثنا محمد بن صالح ، قال : ثنا مكّيّ بن ابراهيم ، عن عثمان ، عن مجاهد ، نحوه.

١٢٨٤ ـ حدّثنا ميمون بن الحكم الصنعاني ، قال : ثنا محمد بن جعشم ، قال : أنا ابن جريج ، قال : قلت لعطاء : هل بلغك ان النبي صلّى الله عليه وسلم أو بعض أصحابه ـ رضي الله عنهم ـ كان يستقبل البيت حين يخرج فيدعو؟ قال : لا.

ثم أخبرني عطاء ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ ولم يسمعه منه ، أنه قال لمن يستقبل البيت كذلك يدعو إذا خرج عند خروجه ثم يصنعون : هذا كصنيع اليهود في كنائسها ، ادعوا في البيت ما بدا لكم ، ثم اخرجوا.

__________________

١٢٨٢ ـ عبد الكريم ، لم أميّزه ، فيحتمل أن يكون الجزري ، الثقة ، ويحتمل أن يكون ابن أبي المخارق ، الضعيف. فكلاهما في طبقة واحدة.

١٢٨٣ ـ إسناده صحيح.

محمد بن صالح ، هو البلخي. وعثمان ، هو : ابن الأسود المكي.

١٢٨٤ ـ شيخ المصنّف لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات.

رواه عبد الرزاق ٥ / ٧٧ ، عن ابن جريج به.


ذكر

لقط القذى و [القشاش](١) من المسجد الحرام

وفضله وتحية المسجد الحرام

١٢٨٥ ـ حدّثنا أبو إسحاق عبد الوهاب بن فليح ، قال : ثنا اليسع بن طلحة ، عن مجاهد ، قال : لقط القذى من المسجد مهور حور العين.

١٢٨٦ ـ وحدّثني أحمد بن محمد النّوفلي ، قال : ثنا محمد بن حميد الرازي ، قال : ثنا سلمة بن الفضل ، قال : ثنا أيمن بن نابل ، قال : سألت قدامة بن عبد الله بن عمار الكلابي صاحب النبي صلّى الله عليه وسلم فقلت : إنّ ريش الحمام قد كثر في المسجد ، فإذا سجد أحدنا دخل في عينه ، فقال : انفخوا ـ يعني الريش ـ.

١٢٨٧ ـ حدّثنا محمود بن غيلان ، قال : ثنا عبد الرحمن بن خالد بن سلمة الفأفاء ، قال : ثنا مسعر ، عن علي بن بذيمة ، قال : كانت امرأة سوداء

__________________

١٢٨٥ ـ إسناده ضعيف.

شيخ المصنّف ، قال فيه أبو حاتم : مكي صدوق. الجرح ٥ / ٥٣٦. واليسع بن طلحة ، قال أبو حاتم : شيخ صدوق ليس بالقوى ، منكر الحديث. الجرح ٩ / ٣٠٩.

١٢٨٦ ـ إسناده ضعيف.

محمد بن حميد الرازي : حافظ ضعيف. التقريب ٢ / ٢٥٦.

١٢٨٧ ـ إسناده منقطع.

وعبد الرحمن بن خالد لم أقف على ترجمته. وعلي بن بذيمة (بفتح الموحدة وكسر المعجمة) ثقة مات سنة (بضع وثلاثين ومائة) التقريب ٢ / ٣٢.

(١) في الأصل (القماش).


تلتقط القذى من المسجد ، فماتت فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : إنّ الذين يلتقطون القذى من المسجد هم الذين يلتقطون الياسمين في الجنة.

١٢٨٨ ـ حدّثنا ابن أبي يوسف ، قال : ثنا يحيى بن سليم ، عن محمد بن مسلم ، قال : بلغني أنه من ابتلع ريقه إعظاما للمسجد وإنزاها له ، أبدله الله ـ تعالى ـ بها صحة في جسمه.

١٢٨٩ ـ حدّثني أبو المسلم حريز بن المسلم الصنعاني ، قال : ثنا عبد المجيد بن أبي روّاد ، عن ابن جريج ، عن المطلب بن حنطب ، عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد ، وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة أو آية من القرآن أوتيها رجل ثم نسيها.

١٢٩٠ ـ حدّثنا أبو بشر بكر بن خلف ، قال : حدّثنا عبد الرحمن بن

__________________

١٢٨٨ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه.

ومحمد بن مسلم ، هو : الطائفي.

١٢٨٩ ـ إسناده ضعيف.

المطّلب بن حنطب ، هو : المطّلب بن عبد الله بن المطّلب بن حنطب : صدوق كثير التدليس والارسال. التقريب ٢ / ٢٥٤.

وقد روى هذا الحديث الترمذي ١١ / ٣٧ من طريق : ابن أبي روّاد به. ثم قال : هذا حديث غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه. وقال : ذاكرت به محمد بن اسماعيل (أي البخاري) فلم يعرفه واستغربه. ثم نقل الترمذي عن الدارمي : لا نعرف للمطلب سماعا من أحد من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلم ثم قال الدارمي : وأنكر علي بن المديني أن يكون المطلب سمع من أنس. أ ه.

ورواه أبو داود ١ / ١٨٣ ، وابن خزيمة ٢ / ٢٧١ ، والبيهقي ٢ / ٤٤٠ ، ثلاثتهم من طريق : ابن أبي روّاد به.

١٢٩٠ ـ إسناده صحيح.

رواه الطبراني في الكبير ١٨ / ١٧٤ من طريق : ابن مهدي به.


مهدي ، قال : حدّثني عبد الله بن المبارك ، عن معمر ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : (فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللهِ مُبارَكَةً طَيِّبَةً)(١) قال : هو المسجد ، يقول : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.

ذكر

إرسال الريح في المسجد الحرام

١٢٩١ ـ / حدّثنا سلمة بن شبيب ، قال : ثنا زيد بن حباب ، قال : ثنا قزعة بن سويد بن حجير الباهلي ، قال : حدّثني حميد الأعرج المكي ، قال : سمعت عطاء ، وسأله رجل من أهل مكة قد سمّاه : أكون في المسجد الحرام فأجد الريح في بطني؟ قال : لا بأس أن ترسلها.

١٢٩٢ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا هشام ، عن ابن جريج ، قال : قلت لعطاء : إحداث الرجل في مسجد مكة أو في مسجده في البيت عمدا غير راقد؟ قال : أحب إلى أن لا يفعل ، قاله غير مرة.

١٢٩٣ ـ حدّثنا سلمة بن شبيب ، قال : ثنا زيد بن حباب ، قال : ثنا

__________________

١٢٩١ ـ إسناده ضعيف.

قزعة بن سويد ، ضعيف. التقريب ٢ / ١٢٦.

١٢٩٢ ـ إسناده حسن.

هشام ، هو : ابن سليمان المخزومي.

رواه عبد الرزاق ٥ / ٤٢٣ من طريق : ابن جريج به. ولم يذكر قوله (قاله غير مرّة) بل ذكر مكانه (فهل من رشى؟ قال : لا).

١٢٩٣ ـ إسناده حسن.

زيد بن حباب ، صدوق. التقريب ١ / ٢٧٣. ومحمد بن سواء صدوق أيضا. التقريب ٢ / ١٦٨.

(١) سورة النور (٦١).


محمد بن سوّار البصري ، عن هشام بن حسّان ، قال : سمعت الحسن البصري ـ رضي الله عنه ـ وسئل عن الرجل يكون في المسجد فيجد الريح؟ قال : لا بأس أن يرسلها.

١٢٩٤ ـ حدّثنا يحيى بن الربيع ، قال : ثنا جدّي قال : ثنا الربيع بن صبيح ، قال : سأل رجل عطاء وأنا معه ، فقال : يا أبا محمد ، بتّ في المسجد الحرام ثم خرجت ، فقضيت حاجتي من الغائط والبول ، ثم رجعت فنمت من غير أن أمس ماء؟ قال : لا بأس.

ذكر

تحصيب المسجد الحرام وأخذ الحصاة منه

١٢٩٥ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : ثنا بشر بن السري ، عن يعقوب بن عطاء ، أنه سمع عطاء يكره أن يحصب المسجد الحرام من غير حصباء الحرم.

١٢٩٦ ـ حدّثني أبو بشر ، قال : ثنا سعيد بن (١) الحكم ، عن عبد الله بن بكر بن عبد الله المزني ، قال : خرجت من المسجد وفي كمّي حصاة ، فقال أبي : أرددها إلى المسجد.

__________________

١٢٩٤ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه ، وكذا جدّه.

١٢٩٥ ـ إسناده ضعيف.

يعقوب بن عطاء ، هو : ابن أبي رباح المكي. ضعيف. التقريب ٢ / ٣٧٦.

١٢٩٦ ـ إسناده حسن.

عبد الله بن بكر المزني ، صدوق. التقريب ١ / ٤٠٤.

(١) في الأصل (أبي الحكم) وهو خطأ ، فهو : سعيد بن الحكم بن أبي مريم.


١٢٩٧ ـ حدّثنا أبو بشر ، قال : ثنا المعتمر ، عن ليث ، عن مجاهد ، قال : إنّ الحصاة إذا خرج بها من المسجد لتصيح.

وكان المسجد الحرام يحصب في كل سنة بأربعمائة دينار أو أقل فيما مضى ، حتى كان زمن فتنة اسماعيل بن يوسف الطالبي في سنة إحدى وخمسين ومائتين ، فقطع ذلك عنه زمانا ، حتى قدم بشر الخادم في سنة ست وخمسين ومائتين ، فحصبه ، فكان فيه ذلك الحصباء حتى كان سنة اثنين وستين ومائتين ، فجاء سيل عظيم فذهب بالحصباء منه حتى عري من الحصباء (١) ، فحصبه محمد بن أحمد بن سهل اللطفي ، وكان له جمال بمكة ، فبعث بها إلى موضع يقال له (علي) (٢) فحملت الحصباء ، وحصبه به فهو فيه إلى اليوم.

ذكر

صلاة مؤذني المسجد الحرام يوم الجمعة

على سطح المسجد وغيره لصلاة الامام

١٢٩٨ ـ حدّثنا أبو بشر بكر بن خلف ، قال : ثنا أبو عاصم ، عن ابن جريج ، قال : قلت لعطاء : المؤذنون يصلون يوم الجمعة على ظهر المسجد أو المنارة بصلاة الإمام والنساء؟ قال : لا بأس به.

__________________

١٢٩٧ ـ إسناده ضعيف.

ليث ، هو : ابن أبي سليم.

رواه ابن أبي شيبة ٢ / ٤١٣ ـ ٤١٤ من طريق : أسباط ، عن ليث به.

١٢٩٨ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن أبي شيبة ٢ / ٢٢٤ من طريق : حفص بن غياث ، عن ابن جريج به.

(١) أنظر اتحاف الورى ٢ / ٣٣٨ ، وشفاء الغرام ٢ / ٦٤.

(٢) قال ياقوت (علي) بوزن ظبي ، موضع في جبال هذيل. معجم البلدان ٤ / ١٤٩.


١٢٩٩ ـ حدّثنا محمد بن منصور ، قال : ثنا سفيان ، عن زياد بن سعد ، عن من سمع أبا هريرة ـ رضي الله عنه ـ يقول : كنا نصلي معه على ظهر المسجد.

١٣٠٠ ـ حدّثنا أبو بشر ، قال : ثنا محمد بن يزيد ، عن ابن أبي ذئب ، عن صالح مولى التوأمة ، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ نحوه.

١٣٠١ ـ حدّثنا محمد بن منصور ، قال : ثنا سفيان ، عن زياد بن سعد ، عن بعض المدنيين ، قال : إنّ ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ صلى في حجرة ميمونة ـ رضي الله عنها ـ بصلاة الامام.

١٣٠٢ ـ حدّثنا أبو بشر / قال : ثنا العلاء بن عبد الجبار قال : ثنا سعيد بن سلام العطار عن مالك بن دينار قال : أخبرني من رأى أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ صلى فوق سطح المسجد بصلاة الامام.

__________________

١٢٩٩ ـ في اسناده من لم يسمّ.

١٣٠٠ ـ إسناده حسن.

محمد بن يزيد ، هو : ابن خنيس المكي : مقبول. التقريب ٢ / ٢١٩.

رواه ابن أبي شيبة ٢ / ٢٣ ، من طريق : وكيع ، عن ابن أبي ذئب به.

١٣٠١ ـ في اسناده من لم يسمّ.

١٣٠٢ ـ إسناده متروك.

سعيد بن سلام العطّار ، قال ابن نمير : كذّاب. وقال أبو حاتم : منكر الحديث.

الجرح ٤ / ٣٢.

رواه ابن أبي شيبة ٢ / ٢٢٣ من طريق آخر بلفظ : كان أنس يجمّع مع الامام ، وهو في دار نافع بن عبد الحارث ـ بيت مشرف على المسجد ، له باب إلى المسجد ـ فكان يجمّع فيه ، ويأتمّ بالامام.


١٣٠٣ ـ حدّثنا أبو بشر ، قال : ثنا ابن مهدي ، عن سعيد بن مسلم بن بانك ، عن سالم بن عبد الله ، أنه فعل ذلك.

١٣٠٤ ـ حدّثنا سلمة بن شبيب ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : أنا ابن جريج ، قال : سألت عطاء عن الرجل يصلي على أبي قبيس بصلاة الامام؟ فقال : صلاته جائزة وليس له أجر التضعيف.

ذكر

فضل الأذان بمكة والحسبة فيه

بغير أجرة ، وتفسير ذلك

١٣٠٥ ـ حدّثنا ابراهيم بن مرزوق البصري ـ ومسكنه مصر ـ قال : ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، قال : ثنا محمد بن عيسى ، قال : ثنا محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : سئل رسول الله صلّى الله عليه وسلم من أول من يدخل الجنة؟ قال صلّى الله عليه وسلم : الأنبياء والشهداء ، والمؤذّنون ، مؤذنو الكعبة ، ومؤذنو بيت المقدس ، ومؤذنو مسجدي ، ثم سائر الناس على قدر أعمالهم.

__________________

١٣٠٣ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن أبي شيبة ٢ / ٢٢٣ من طريق : أبي عامر العقدي ، عن سعيد بن مسلم به.

١٣٠٤ ـ إسناده صحيح.

١٣٠٥ ـ محمد بن عيسى لم نعرفه. وبقية رجاله موثقون.

ذكره الهندي في كنز العمال ٧ / ٦٨٩ وعزاه لابن سعد في الطبقات ، والحاكم في تاريخه ، والبيهقي في شعب الإيمان ، وضعفه.


١٣٠٦ ـ حدّثني محمد بن علي النجار ـ بصنعاء ـ قال : ثنا محمد بن محرز البغدادي ، قال : ثنا خالد بن يزيد العمري ، قال : ثنا المعلى بن هلال ، عن نفيع أبي داود ، عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول : الحجاج إذا ماتوا قبل أن يحلوا خرجوا من قبورهم يوم القيامة ، وهم يؤذنون ، ويغفر الله للمؤذن المحتسب مدّ صوته ، ويشهد له كل ما سمعه من شجر ، أو حجر أو رطب أو يابس ، ويعطيه الله ـ تعالى ـ كلّ شيء سأله من أذانه واقامته ، ويعطيه الله ـ عزّ وجلّ ـ من الأجر بعدد من صلّى بأذانه وإقامته ، ويعطيه الله ـ تبارك وتعالى ـ كلّ يوم أذن فيه كأجر خمسين شهيدا ، أو مثل أجر جامع القرآن ، وحامل الفقه ، ومثل أجر من يصوم النهار ، ويقوم الليل كله ، ومثل أجر الحاج والمعتمر والمجاهد في سبيل الله ، وتتلقاهم الملائكة حين يخرجون من قبورهم بنجائب من ياقوت حمر ، ازمتها من زبرجد أخضر ، ألين من الحرير ، ورحائلها من ذهب ، مياثرها من سندس ، وفوق السندس الاستبرق ، تيجانهم من ذهب ، مكللة بالدر والياقوت والزبرجد ، نجائبهم لها أجنحة ، خطاها مد البصر ، كل رجل منهم جعد أمرد ، جمّته جعدة على ما تشتهي نفسه ، حشوها المسك الأذفر ، لو أن مثقالا من مسك رأسه انتثر بالمشرق وجد ريحه أهل المغرب ، على كل رجل منهم ثلاثة اسورة ، سوار من ذهب ، وسوار من فضة ، وسوار من لؤلؤ ، في أعناقهم أطوقة من ذهب مكللة بالدر والياقوت والزبرجد ، يمشى مع كل رجل

__________________

١٣٠٦ ـ إسناده موضوع.

خالد بن يزيد العمري ، أبو الهيثم المكي : كذّبه أبو حاتم ، ويحيى ، وقال ابن حبّان : يروي الموضوعات عن الاثبات ؛ لسان الميزان ٢ / ٣٨٩. والمعلّى بن هلال ، هو : الطحان الكوفي. اتفق النقاد على تكذيبه. التقريب ٢ / ٢٦٦. ونفيع بن الحارث ، هو : أبو داود الأعمى : متروك ، وقد كذّبه ابن معين. التقريب ٢ / ٣٠٦.


منهم بسبعين حربة من نور ، يشيّع كل رجل منهم سبعون ألف ملك من قبورهم إلى المحشر ، يقال لهم : تعالوا انظروا إلى بني آدم وبني إبليس كيف يحاسبون فذلك قوله : ـ عزّ وجلّ ـ (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً)(١).

١٣٠٧ ـ حدّثني محمد بن علي النجار ، قال : حدّثني أحمد بن ياسين البغدادي ، قال : ثنا مقاتل بن صالح ، عن سلام الطويل ، عن عباد بن كثير ، عن أبي الزبير ، / عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي صلّى الله عليه وسلم ، مثله.

ذكر

تولية النبي صلّى الله عليه وسلم أبا محذورة ـ رضي الله عنه ـ

الأذان عند الكعبة وتعليمه إياه وصفة أذانه

كيف كان وتفسير ذلك

١٣٠٨ ـ حدّثنا عبد الله بن أبي مسلمة ، قال : ثنا خلف بن الوليد ، وسعيد ابن سليمان ، قالا : ثنا الهذيل بن بلال ، قال : حدّثني ابن أبي محذورة ، عن أبيه ، أبي محذورة ـ رضي الله عنه ـ قال : جعل لنا رسول الله صلّى الله عليه وسلم الأذان

__________________

١٣٠٧ ـ إسناده ضعيف جدا.

سلام الطويل : متروك. التقريب ١ / ٣٤٢. وشيخ المصنّف وشيخ شيخه ، ومقاتل بن صالح ، لم أعرفهم.

١٣٠٨ ـ إسناده ضعيف.

الهذيل بن بلال المدائني. قال ابن معين : ليس بشيء. وقال أبو حاتم : محله الصدق ؛ يكتب حديثه. وقال أبو زرعة : ليّن ليس بالقوى. الجرح ٩ / ١١٣. وابن أبي محذورة ، هو : عبد الملك.

رواه أحمد ٦ / ٤٠١ من طريق : خلف بن الوليد ، عن الهذيل به. وذكره الهيثمي في المجمع ١ / ٣٣٦ ، ونسبه لأحمد ، وقال : فيه رجل لم يسمّ.

(١) سورة مريم (٨٥).


ولموالينا ، وجعل السقاية لبني عبد المطلب ، وجعل الحجابة لبني عبد الدار.

١٣٠٩ ـ حدّثنا محمد بن يوسف ، قال : أنا أبو قرّة موسى بن طارق ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني عثمان بن السائب ، قال : أخبرني أبي ، وأم عبد الملك بن أبي محذورة ، عن أبي محذورة ـ رضي الله عنه ـ قال في حديثه عن النبي صلّى الله عليه وسلم : حين خرج إلى حنين ، فدعاني وأجلسني بين يديه ، فمسح على ناصيتي ، وبارك عليّ ثلاث مرات ، ثم قال : اذهب فأذن عند البيت الحرام.

قال : قلت كيف يا رسول الله؟ قال : فعلّمني صلّى الله عليه وسلم الأذان كما يؤذن الآن أهل مكة : الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أنّ محمدا رسول الله ، أشهد أنّ محمدا رسول الله ... فذكر الأذان حتى قال : حيّ على الصلاة ، حيّ على الصلاة ، حيّ على الفلاح ، حيّ على الفلاح ، الصلاة خير من النوم ، الصلاة خير من النوم ـ في الأولى من الصبح ـ الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلّا الله. وذكر في حديثه عن الأذان قال : وعلّمني رسول الله صلّى الله عليه وسلم الاقامة مرّتين مرّتين ، الله أكبر ، الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، مرتين ـ حيّ على الصلاة ، حيّ على الصلاة ، مرتين ـ حيّ على الفلاح ـ مرتين ـ.

__________________

١٣٠٩ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ٢٠٣ ، وأحمد ٦ / ٤٠١ ، والطيالسي (١ / ٧ منحة المعبود) والدارمي ١ / ٢٧١ ، ومسلم ٤ / ٨٠ ، والترمذي ١ / ٣٠٨ (وصحّحه) وابن ماجه ١ / ٢٣٥ ، والنسائي ٢ / ٤ ، والبيهقي ١ / ٣٩٢ ـ ٣٩٣ ، كلّهم من طريق : مكحول عن ابن محيريز به. ورواه عبد الرزاق ١ / ٤٥٧ ـ ٤٥٩ من طريق : مولى أبي محذورة ، وزوجته ، عن أبي محذورة به. ومن طريق عبد الرزاق ، رواه أحمد ٣ / ٤٠٨ ، وأبو داود ١ / ١٩٦ ، وابن خزيمة ١ / ٢٠٠. ورواه الدارقطني من طرق : عن ابن جريج به. وأنظر الحديث (١٣١١).


١٣١٠ ـ حدّثنا محمد بن يوسف الجمحي ، قال : أنا أبو قرّة موسى بن طارق السكسكي ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني عبد العزيز بن عبد الملك ابن أبي محذورة ، قال : إنّ عبد الله بن محيريز أخبره ـ وكان يتيما في حجر أبي محذورة ـ أن أبا محذورة ـ رضي الله عنه ـ أخبره أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال له : قم فأذّن بالصلاة ، في مقفل رسول الله صلّى الله عليه وسلم من حنين ، قال : فقمت بين يديه فألقى عليّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم التأذين هو بنفسه ، فقال : قل : الله أكبر ، الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، ثم قال صلّى الله عليه وسلم : ارجع فامدد صوتك ، ثم قل : أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، حيّ على الصلاة ، حيّ على الصلاة ، حيّ على الفلاح ، حيّ على الفلاح ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلّا الله. ثم دعاني حين قضيت الأذان ، فأعطاني صرّة فيها شيء من فضة ، ثم وضع صلّى الله عليه وسلم يده على ناصية / أبي محذورة ـ رضي الله عنه ـ ثم أمرّها على وجهه ، ثم بين ثدييه ، ثم على كبده ، ثم بلغت يد رسول الله صلّى الله عليه وسلم سرّة أبي محذورة ـ رضي الله عنه ـ ثم قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : بارك الله فيك ، وبارك عليك. فقلت : يا رسول الله مرني بالتأذين بمكة ، قال : صلّى الله عليه وسلم قد أمرتك به ، وذهب كل شيء كان يا رسول الله من كراهية في نفسي ، وعاد ذلك كله محبة للنبي صلّى الله عليه وسلم ، قال : فقدمت على عتاب بن أسيد ـ رضي الله عنه ـ عامل رسول الله صلّى الله عليه وسلم بمكة ، فأذّنت معه بالصلاة عن أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال :

__________________

١٣١٠ ـ إسناده حسن.

عبد العزيز بن عبد الملك : مقبول. التقريب ١ / ٥١٠.

رواه الشافعي في الأم ١ / ٨٤ ـ ٨٥ ، وابن ماجه ١ / ٢٣٤ ـ ٢٣٥ ، كلاهما من طريق : ابن جريج به. ورواه البيهقي في الكبرى ١ / ٣٩٣ من طريق الشافعي.


وأخبرني بذلك من أدركت من أهلي ممن أدرك أبا محذورة ـ رضي الله عنه ـ على ما أخبرني عبد الله بن محيريز ـ رضي الله عنه ـ.

١٣١١ ـ حدّثنا الحسن بن علي الحلواني ، قال : ثنا أبو عاصم ، وعبد الرزاق ، قال : أبو عاصم : ثنا ابن جريج ، قال : أخبرني عثمان بن السائب ، وأم عبد الملك بن أبي محذورة ، عن أبي محذورة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلّى الله عليه وسلم بنحو حديث أبي قرّة. وذكر مثل أذان أهل مكة اليوم وأقامتهم سواء ، وزاد فيه : لما خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلم إلى حنين ، خرجت عاشر عشرة من أهل مكة نطلبهم ، فسمعناهم يؤذّنون للصلاة ، فقمنا نستهزئ بهم ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : لقد سمعت في هؤلاء تأذين إنسان حسن الصوت ، فأرسل إلينا فاذّنا رجلا رجلا وكنت آخرهم ، فقال حين أذنت : تعال ، فأجلسني صلّى الله عليه وسلم بين يديه ، ومسح على رأسي.

قال : وأخبرني هذا الحديث عثمان بن السائب ، عن أبيه ، وعن أم عبد الملك بن أبي محذورة ، عن أبي محذورة ـ رضي الله عنهما ـ أنهما سمعا ذلك من أبي محذورة ، وزاد فيه : قال عبد الرزاق في حديثه : فإذا أقمت فقلها مرتين مرتين : قد قامت الصلاة ، قد قامت الصلاة ، أسمعت؟ قال : فكان أبو محذورة ـ رضي الله عنه ـ لا يجزّ ناصيته ، ولا يفرقها ، لأن رسول الله صلّى الله عليه وسلم مسح عليها.

__________________

١٣١١ ـ إسناده صحيح.

رواه عبد الرزاق في المصنّف ١ / ٤٥٦ ـ ٤٥٨ به. وأبو داود ١ / ١٩٧ من طريق : شيخ المصنّف به مختصرا. والبيهقي ١ / ٣٩٣ ـ ٣٩٤ ، ٤١٨ من طريق : عبد الرزاق به.

ورواه النسائي ٢ / ٧ ، والدارقطني ١ / ٢٣٤ ، والبيهقي ١ / ٤١٨ ثلاثتهم من طريق : حجاج ، عن ابن جريج به.

ورواه البيهقي في الكبرى أيضا ١ / ٤١٧ من طريق : روح بن عبادة ، عن ابن جريج به.


١٣١٢ ـ فحدّثني محمد بن صالح ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا أيوب ابن ثابت ، عن صفية بنت [بحرة](١) ، قالت : رأيت أبا محذورة ـ رضي الله عنه ـ إذا قعد يضع قصّته في الأرض ، فقيل له في ذلك ، فقال : مسح رسول الله صلّى الله عليه وسلم يده على رأسي ، ولا أحلق موضع يد رسول الله صلّى الله عليه وسلم.

١٣١٣ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : ثنا بشر بن السري ، قال : ثنا ابراهيم بن نافع ، عن عمرو بن دينار ، قال : إن أبا محذورة ـ رضي الله عنه ـ كان يؤذّن مثل أذانهم.

١٣١٤ ـ وحدّثنا سلمة بن شبيب ، قال : ثنا عبد الرزاق قال : أنا ابن جريج عن ابن أبي مليكة قال : أذن مؤذن لمعاوية ـ رضي الله عنه ـ قبل أبي محذورة فجاء أبو محذورة ـ رضي الله عنه ـ فألقاه في بئر زمزم.

١٣١٥ ـ حدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : أنشدني عمّي مصعب بن عبد الله لبعض شعراء قريش في أذان أبي محذورة ـ رضي الله عنه ـ قال الزبير : واسمه أوس بن مغيرة بن لوذان :

إنّي ورب الكعبة المستورة

وما تلا محمّد من سورة

والنّعرات من أبي محذورة

لأفعلنّ فعلة مذكورة

__________________

١٣١٢ ـ إسناده ليّن.

أبو حذيفة ، هو : موسى بن مسعود النهدي : صدوق سيء الحفظ التقريب ٢ / ٢٨٨.

وأيوب بن ثابت المكي : ليّن الحديث. التقريب ١ / ٨٩. وصفية بنت بحرة ، ذكرها ابن حبان في ثقات التابعين ٤ / ٣٨٦.

١٣١٣ ـ إسناده صحيح.

١٣١٤ ـ إسناده صحيح.

تقدّم تخريجه برقم (١١٦٤).

١٣١٥ ـ أنظر أنساب الأشراف ١ / ٥٢٦.

(١) في الأصل (بحيرة) والتصحيح من ثقات ابن حبان.


١٣١٦ ـ وحدّثنا أبو بشر بكر بن خلف / قال : ثنا يحيى بن سعيد ، عن سفيان ، عن أبي جعفر الفرّاء ، عن أبي سلمان ـ مؤذن الجماعة ـ قال : كان أبو محذورة ـ رضي الله عنه ـ إذا قال : حيّ على الفلاح ، قال : الصلاة خير من النّوم ـ مرتين ـ.

١٣١٧ ـ حدّثني الحسن بن مكرم ، قال : حدّثني أبو عبيد بن يونس بن عبيد ـ لصلبه ـ قال : ثنا أبو عامر الخزّاز ، عن ابن أبي مليكة ، عن أبي محذورة ـ رضي الله عنه ـ قال : لمّا قدم عمر ـ رضي الله عنه ـ مكة أذّنت.

فقال لي : يا أبا محذورة ، أما خفت أن ينشق [مريطاؤك](١)؟ قال : قلت : يا أمير المؤمنين ، أحببت أن أسمعك أذاني. قال ـ رضي الله عنه ـ : إنّ مكة بلاد حارّة ، فابرد بالصلاة ، ثم أبرد ، ثم أبرد.

__________________

١٣١٦ ـ إسناده حسن.

أبو سلمان المؤذن : مقبول. التقريب ٢ / ٤٣٠. وأبو جعفر الفرّاء ، هو : الكوفي ، اختلف في اسمه ، وهو ثقة. التقريب ٢ / ٤٠٦.

رواه أحمد ٣ / ٤٠٨ من طريق : عبد الرحمن ، عن سفيان به ، والنسائي ٢ / ١٣ ـ ١٤ ، من طريق عبد الله ، ويحيى ، وعبد الرحمن ، عن سفيان به. ورواه المزّي في تهذيب الكمال ٣ / ١٥٩٣ من طريق : ابن المبارك ، عن سفيان به.

١٣١٧ ـ في اسناده مسكوت عنه.

وهو : أبو عبيد بن يونس ، واسمه عبد الله. ذكره ابن حبّان في : الثقات ٨ / ٣٣٦ ، وسكت عنه ابن أبي حاتم ٥ / ٢٠٥. أما شيخ المصنّف ، فذكره الخطيب في تاريخ بغداد ٧ / ٤٣٢ ، وقال : كان ثقة. وأبو عامر الخزّاز ، هو : صالح بن رستم. صدوق كثير الخطأ. التقريب ١ / ٣٦٠.

رواه البيهقي في الكبرى ١ / ٣٩٧ من طريق : الحسين بن مكرم به. وعبد الرزاق ١ / ٥٤٥ من طريق : خالد الحذّاء ، وفي ٤ / ١٤ من طريق : سفيان بن عبد الله الثقفي.

وابن أبي شيبة ١ / ٣٢٥ من طريق : ابن سابط ، عن أبي محذورة ، بنحوه.

(١) في الأصل (من يطؤك) وهو تصحيف ، والمريطاء : عرقان في مراقي البطن يعتمد عليهما الصائح.


١٣١٨ ـ حدّثنا محمد بن يحيى الزمّاني ، قال : ثنا أبو بكر الحنفي ، قال : ثنا عبد الله بن نافع ، عن أبيه ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ عمر ـ رضي الله عنه ـ قال لأبي محذورة : إنّك بأرض حارّة شديدة الحر ، فابرد ، ثم أبرد بالأذان للصلاة.

١٣١٩ ـ حدّثنا محمد بن إدريس ، قال : ثنا الحميدي ، قال : ثنا ابراهيم ابن عبد العزيز ، قال : حدّثني جدي عبد الملك ، عن أبيه أبي محذورة ـ رضي الله عنه ـ مثل ذلك عن عمر ، وزاد فيه : ثم أبرد ـ ثلاثا ـ ثم اركع ركعتين ، وأقم الصلاة آتك ولا تأتني.

١٣٢٠ ـ حدّثني أحمد بن حميد الأنصاري ، عن يحيى بن إسحاق ، قال : أنا حمّاد بن سلمة ، عن عبد الله بن عثمان القرشي ـ وليس بابن خثيم ـ عن بلال بن سعد الدمشقي ، عن الضحاك بن قيس ، قال : إنّ مؤذنا من

__________________

١٣١٨ ـ إسناده ضعيف.

أبو بكر الحنفي ، هو : عبد الكبير بن عبد المجيد. وعبد الله بن نافع المدني : ضعيف.

التقريب ١ / ٤٥٦.

رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار ١ / ١١١ من طريق : نافع به (أفاد ذلك محقق مصنّف عبد الرزاق ١ / ٥٤٥).

١٣١٩ ـ إسناده حسن.

ابراهيم بن عبد العزيز ، هو : الجمحي : صدوق يخطئ التقريب ١ / ٣٩.

رواه عبد الرزاق ١ / ٤٨٢ من طريق : عكرمة بن خالد بمعناه ، والدار قطني ١ / ٢٣٥ من طريق : الحميدي به ، بنحوه. والبلاذري في أنساب الأشراف ١ / ٥٢٧ من طريق : أيوب السختياني ، بمعناه.

١٣٢٠ ـ إسناده ضعيف.

شيخ المصنّف ، وشيخ شيخه لم أقف عليهما. وعبد الله بن عثمان : مجهول. التقريب ١ / ٤٣٢.

رواه عبد الرزاق ١ / ٤٨٢ من طريق : الضحاك بن قيس ، بنحوه.


مؤذّني الكعبة لقيه ، فقال : إنّي أحبك في الله. فقال : لكني أبغضك في الله.

قال : لم؟ فقال : لأنك تبغي في أذانك ، وتأخذ على أذانك أجرا.

١٣٢١ ـ حدّثنا محمد بن يوسف ، قال ثنا أبو قرّة ، قال : سمعت الثوري يحدّث ، عن عثمان أبي اليقضان (١) ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنّه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : لا يهولهم الفزع الأكبر يوم القيامة ، إمام أمّ قوما يبتغي بذلك وجه الله ـ عزّ وجلّ ـ وهم به راضون ، أو مؤذن أذّن خمس ساعات يبتغي بذلك وجه الله ، وعبد أدى حق الله ، وحق مولاه عليه.

١٣٢٢ ـ حدّثنا محمد بن علي ، قال : ثنا يعلى بن عبيد ، قال : ثنا طلحة ابن يحيى ، عن عيسى بن طلحة ، قال : سمعت معاوية ـ رضي الله عنه ـ يقول : سمعت النبي صلّى الله عليه وسلم يقول : المؤذّنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة.

١٣٢٣ ـ حدّثنا الحسن بن علي الحلواني ، قال : ثنا عبد الله بن صالح.

١٣٢٤ ـ وحدّثنا محمد بن صالح ، قال : ثنا سعيد بن أبي مريم ، وأبو

__________________

١٣٢١ ـ إسناده ضعيف.

١٣٢٢ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ٢٢٥ ، وأحمد (٣ / ٩ الفتح الرباني) ومسلم ٤ / ٨٩ ، وابن ماجه ١ / ٢٤٠ ، والبيهقي ١ / ٤٣٢ ، كلّهم من طريق : طلحة بن يحيى به.

١٣٢٣ ـ إسناده صحيح.

١٣٢٤ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن ماجه ١ / ٢٤١. والحاكم ١ / ٢٠٤ ، والبيهقي ١ / ٤٣٣ ثلاثتهم من طريق أبي صالح به. وقال الحاكم على شرط البخاري ، ووافقه الذهبي. وقال البيهقي : قال أبو عبد الله : هذا حديث صحيح. ورواه الحاكم أيضا ١ / ٢٠٥ ، والبيهقي ١ / ٤٣٣ من طريق : ابن لهيعة ، عن عبيد الله بن أبي جعفر ، عن نافع به.

(١) في الأصل (عثمان بن أبي اليقضان) ـ والصواب ما أثبت ـ وهو : عثمان بن عمير الكوفي.

ضعيف ، اختلط ، وكان يدلس ، ويغلو في التشيّع. التقريب ٢ / ١٣.


صالح ، قالا : ثنا يحيى بن أيوب ، قالوا جميعا : عن ابن جريج ، عن نافع ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم قال : من أذّن اثنتي عشرة سنة وجبت له الجنة. وزاد الحلواني في حديثه : وكتب له بتأذينه في كل يوم ستون حسنة ، وبكل إقامة ثلاثون حسنة.

١٣٢٥ ـ حدّثنا عبد الله بن أبي سلمة ، قال : ثنا محمد بن ابراهيم بن العلاء ، قال : ثنا محمد بن العلاء الأيلي ، قال : ثنا يونس بن يزيد الأيلي ، عن الزهري ، عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ عن أبيّ بن كعب ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : دخلت الجنة ، فرأيت فيها خياما من لؤلؤ ، ترابها المسك ، فقلت : لمن هذا يا جبريل؟ فقال : للمؤذنين والأئمة من أمتك يا محمد.

١٣٢٦ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا هشام بن سليمان ، / عن ابن جريج ، قال : قلت لعطاء : هل تعلم تأذين من مضى يخالف [تأذيننا](١) اليوم؟ قال : ما أعلم بينهما من خلاف فيما بلغني. قال ابن جريج : فقال إنسان لعطاء : أعجب لمؤذنيكم يقولون في الأول : الله أكبر ، الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، أشهد أن

__________________

١٣٢٥ ـ إسناده ضعيف.

محمد بن ابراهيم بن العلاء ، هو : الدمشقي ، منكر الحديث التقريب ٢ / ١٤١. ومحمد بن العلاء الأيلي ، وشيخ المصنّف لم أقف عليهما.

ذكره السيوطي في الجامع الكبير ١ / ٥٢١ ، وعزاه لأبي يعلى ، وأبي الشيخ في الأذان. وقال ابن كثير ، وابن حجر في أطرافه : غريب جدّا.

١٣٢٦ ـ إسناده حسن.

هشام بن سليمان ، هو : المخزومي.

(١) في الأصل (ديننا) وهو تحريف.


محمدا رسول الله. فقال لي عطاء : قد أحسنوا من غير أن أقول أنه سنة ، ولكنه زيادة خير ، مع أني لا أعلم إلا أن أبا محذورة ـ رضي الله عنه ـ كان يؤذن لذلك. قلت : لا تعلم أن أبا محذورة ـ رضي الله عنه ـ كان لا يخالفهم في الأول؟ قال : لا. قلت : الإقامة. قال : لا أدري. قال ابن جريج : وأخبرني عمرو بن دينار ، أنه سمع بني سعد القرط ، في إمارة ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ يؤذنون الأول : أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، حيّ على الصلاة ، حيّ على الصلاة ، حيّ على الفلاح ، حيّ على الفلاح. قلت لعمرو : وما الإقامة؟ قال : لا أدري كيف كانوا يقولون في الإقامة.

١٣٢٧ ـ وحدّثنا عبد السلام بن عاصم ، قال : ثنا جرير بن عبد الحميد ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن مجاهد ، قال : لما قدم عمر ـ رضي الله عنه ـ مكة أتاه أبو محذورة ـ رضي الله عنه ـ وقد أذّن ، فقال : الصلاة يا أمير المؤمنين ، حيّ على الصلاة ، حيّ على الصلاة ، حيّ على الفلاح ، حيّ على الفلاح ، فقال : ويحك أمجنون أنت ، أما كان في دعائك الذي دعوتنا ما نأتيك حتى تأتينا.

وأما أذان الصبح الأول فليس هو ببلد إلا بمكة ، يؤذن به إذا بقي من الليل ثلثه ، وهو الذي كان العمل عليه بمكة ، ويتناولون قول النبي صلّى الله عليه وسلم ليلا : إلا أن بلالا ينادي بليل ، فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم (١). فكانوا على الأذان الأول وحده ، حتى كان عبد الله بن محمد بن داود (٢) ، فأخذهم

__________________

١٣٢٧ ـ إسناده منقطع.

مجاهد لم يدرك عمر بن الخطاب (رضي الله عنه).

(١) رواه أحمد ٢ / ٩ ، ٥٧ ، من حديث ابن عمر.

(٢) كان واليا على مكة سنة (٢٣٩). أنظر العقد الثمين ٥ / ٢٤٣.


بالأذان الآخر عند طلوع الفجر ، فثبت إلى اليوم بمكة ، ورأوه موافقا للناس ، فهم عليه إلى اليوم ، إلا انهم لا يؤذنون الأذان الأول في شهر رمضان مخافة أن يمتنع الجاهل من السحور ، ويظن انه الأذان الآخر الذي يؤذن مع الفجر.

ذكر

الاستلقاء والاضطجاع في المسجد الحرام والجلوس

على اللّبود والطنافس (١) في المسجد

١٣٢٨ ـ حدّثنا أبو بشر بكر بن خلف ، قال : ثنا غندر محمد بن جعفر ، قال : ثنا ابن جريج ، قال : حدّثني مغيرة بن عبيد بن ركانة ، عن أبيه ، قال : إنه رأى عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ في مسجد بمكة مستلقيا قد وضع احدى رجليه على الأخرى.

١٣٢٩ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، قال : إنه رأى عروة بن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ جالسا في المسجد الحرام على طنفسة.

__________________

١٣٢٨ ـ في اسناده من سكت عنه.

فمغيرة بن عبيد بن ركانة سكت عنه البخاري في الكبير ٧ / ٣٢٠ ، وابن أبي حاتم ٨ / ٢٢٦. وذكره ابن حبان في الثقات ٧ / ٤٦٤. وأبوه كذلك سكت عنه البخاري ٥ / ٤٤٨ ، وذكره ابن حبان في الثقات ٥ / ١٣٥.

١٣٢٩ ـ إسناده صحيح.

(١) اللبّود ، نوع من البسط ، يصنع من الصوف ، واحدها : لبد تاج العروس ٢ / ٩٤٠. والطنافس ، واحدها : طنفسة ، وهو البساط الذي له خمل رقيق. النهاية ٣ / ١٤٠.


١٣٣٠ ـ حدّثني مسلم بن الحجاج ، قال : ثنا نصر بن علي الجهضمي ، قال : ثنا وهب بن جرير بن حازم ، قال : حدّثني أبي ، قال : رأيت أبا الطفيل سنة مائة يلقى له مضرّبة (١) في المسجد الحرام فيجلس عليها.

والناس بمكة على ذلك إلى اليوم يجلسون على اللّبود في المسجد الحرام ، ولبعضهم يقول الشاعر :

/ إنّ في المسجد الحرام لقوما

خدعوا النّاس باللّبود الصّغار

وبسود على الجباه حكتها

ركب الشّاء في الرّبا والصّحاري

كلّهم مرصد لمال يتيم

وغريب وحرّة في صرار

اخذ الله للملّتين منهم

وكفى شرّهم رماة الجمار

وأخبرني إسحاق بن محمد ، قال : سمعت أبي ، يقول ، سمعت سفيان بن عيينة ، وهو مضطجع في المسجد الحرام مقابل الركن اليماني ، فمر الفضل (٢) ابن الربيع ، فلما أن جاوز مجلسه ، رفع رأسه كأنه ينظر ثم رجع إلى حاله ، وانشأ يقول :

كم من قويّ قويّ في تقلبه

مهذّب الرّأي عنه الرّزق ينحرف

ومن ضعيف ضعيف العقل مختلط

كأنّما من خليج البحر يغترف

__________________

١٣٣٠ ـ إسناده صحيح.

(١) المضرّبة : البساط ، ذو طاقين بينهما قطن. اللسان ١ / ٥٥١.

(٢) أحد وزراء الدولة العبّاسية في حكم هارون الرشيد ، وكان زوال دولة البرامكة على يديه. مات سنة (٢٠٨) ه البداية والنهاية ١٠ / ٢٦٣.


ذكر

الاعتكاف في المسجد الحرام وفي الحرم كله

والنذر في ذلك

١٣٣١ ـ حدّثنا يعقوب بن حميد ، قال : ثنا عبد العزيز بن محمد ، وأنس ابن عياض ، وعبد الله بن رجاء ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : إن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ كان نذر في الجاهلية أن يعتكف في المسجد الحرام ليلة. قال ابن رجاء : أو قال : شهرا ، فلما كان الإسلام سأل النبي صلّى الله عليه وسلم فقال : أوف بنذرك. قال : فاعتكف ليلة.

١٣٣٢ ـ حدّثنا عبد الجبّار ، قال : ثنا مؤمّل ، عن سفيان ، عن عبيد الله ابن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ عن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ بنحوه.

__________________

١٣٣١ ـ إسناده صحيح.

رواه البخاري ٤ / ٢٧٤ ، ٢٨٤ ومواضع أخرى من صحيحه ، ومسلم ١١ / ١٢٤ ـ ١٢٦ ، وأبو داود ٣ / ٣٢٨ ، والترمذي ٧ / ٢٢ ـ ٢٣ ، والنسائي ٧ / ٢١ ـ ٢٢ ، وابن ماجه ١ / ٥٦٣ ، والبيهقي ١٠ / ٧٦ كلّهم من طريق : عبيد الله العمري به.

ورواه عبد الرزاق ٤ / ٣٥٢ من طريق : معمر ، عن أيوب ، عن نافع به.

١٣٣٢ ـ إسناده حسن.

مؤمّل ، هو : ابن اسماعيل البصري ، نزيل مكة : صدوق سيء الحفظ. التقريب ٢ / ٢٩٠.

رواه البيهقي ١٠ / ٧٦ من طريق : سفيان به.


١٣٣٣ ـ وحدّثنا أبو العبّاس ، أحمد بن محمد ، قال : ثنا أبو سلمة ، عن سعيد بن زيد ـ أخي حماد بن زيد ـ قال : ثنا علي ـ يعني ابن الحكم ـ قال : سمعت عطاء بن أبي رباح ، يقول : من اعتكف بهذا المسجد ـ يعني : المسجد الحرام ـ من أهل مكة فعليه الصوم ، ومن اعتكف من غير أهل مكة فليس عليه الصوم ، الا أن يجعله على نفسه ، كذلك قال ابن عمر وابن عباس ـ رضي الله عنهم ـ.

١٣٣٤ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، ومحمد بن أبي عمر ، قالا : ثنا سفيان ، عن جامع بن أبي راشد ، عن أبي وائل ، قال : إنّ حذيفة بن اليمان ـ رضي الله عنه ـ قال لعبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ : إنّ ناسا عكوفا بين دارك ودار أبي موسى ، وانت لا تغيّر ، وقد علمت أنه لا اعتكاف إلا في المسجد الحرام ، أو في المساجد الثلاثة مسجد المدينة ومسجد بيت المقدس؟.

١٣٣٥ ـ حدّثنا ميمون بن الحكم الصنعاني ، قال : ثنا محمد بن جعشم ، عن ابن جريج ، قال : قلت له ـ يعني عطاء ـ : فامرؤ نذر جوارا في مسجد خيف منى أتوجبه أم لا من أجل أنه مسجد غير جامع إلا أيام منى قط أم

__________________

١٣٣٣ ـ إسناده صحيح.

أبو سلمة. هو : موسى بن اسماعيل التبوذكي.

رواه عبد الرزاق ٤ / ٣٥٣ ، والبيهقي ٤ / ٤١٨ كلاهما من طريق : ابن جريج عن عطاء به.

١٣٣٤ ـ إسناده صحيح.

أبو وائل ، هو : شقيق بن سلمة.

رواه عبد الرزاق ٣ / ٣٤٨ من طريق : سفيان به. ورواه أيضا ٣ / ٣٤٧ ، وابن أبي شيبة ٣ / ٩١ من طريق : واصل الأحدب ، عن ابراهيم ، عن حذيفة به.

١٣٣٥ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه ، وبقية رجاله ثقات.


بمكة؟ قال : بل يوفيه. ثم قال بعد : لا جوار إلا في مسجدين ، مسجد مكة ، ومسجد المدينة (١).

قال ابن جريج : وسمعت عطاء ، يخبر عن يعلى بن أمية ، قال : إني لأمكث في المسجد وما أمكث إلا لأعتكف : قال : حسبت أن صفوان بن يعلى أخبرنيه (٢).

قال ابن جريج : قلت له : فنذر جوارا على رؤوس هذه الجبال ، جبال مكة ، أيقضي عنه أن يجاور في المسجد ، قال : نعم ، المسجد خير وأطهر.

قلت له : وكذلك في كل أرض إن نوى الإنسان / جوارا في جبالها ، أمسجدها أحب إليك أن يجعل فيه جواره؟ قال : نعم. ثم أخبرني عند ذلك ، قال : نذرت عائشة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ جوارا في جوف ثبير مما يلي منى.

قلت : نعم فقد جاورت؟ قال : أجل ، وقد كان عبد الرحمن بن أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ [نهاها](٣) عن ذلك عن أن تجاور ، ثم أراه منعها خشية أن يتخذ ذلك سنة. قال : فقالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ : حاجة كانت في نفسي (٤).

قال ابن جريج : فرّق لي عطاء بين جوار القروي والبدوي ، فقال : أما القروي إذا نذر الجوار هجر بيته وهجر الزوج وصام ، وأما البدوي الذي ليس من أهل مكة فإذا نذر الجوار كانت مكة كلها حينئذ مجاورا له في أي نواحي مكة شاء ، وفي أي بيوتها شاء ، ولم يصم وأصاب أهله ان شاء (٥).

__________________

(١) رواه عبد الرزاق ٤ / ٣٤٩ عن ابن جريج ، عن عطاء به.

(٢) المصدر السابق ٤ / ٣٤٦.

(٣) في الأصل (نهانا) والتصويب من عبد الرزاق.

(٤) رواه عبد الرزاق ٤ / ٣٥٠ ـ ٤٥٤ عن ابن جريج به.

(٥) رواه عبد الرزاق ٤ / ٣٦٧ عن ابن جريج به.


ذكر

السمر والحديث في المسجد الحرام

١٣٣٦ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، قال : كان عمرو بن دينار يسمر إلى ربع الليل وقريب من مثله ، وعنده أيوب السختياني والناس.

١٣٣٧ ـ ووجدت في مكان آخر من كتابي : حدّثنا ابن ابي عمر ، قال : ثنا سفيان ، قال : كان أيوب يجلس مع عمرو بن دينار ، ويسمر عنده إلى نحو من ربع الليل ، فإذا قام عمرو دخل أيوب الطواف فأدخل معه ، فيقول : أرأيت لو لا أنا كنت تطوف؟ فأقول : لا ، فيقول : سل ، فيحدّثني ، ثم يقول : اذهب فانقلب.

١٣٣٨ ـ حدّثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا سفيان ، قال : كان عمرو بن دينار ، يسمر بعد العشاء ، فقال له رجل : رأيت ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ يسمر بعد العشاء؟ قال : نعم.

١٣٣٩ ـ حدّثني محمد بن عبيد بن سفيان الأموي ، عن الهيثم بن عدي ،

__________________

١٣٣٦ ـ إسناده صحيح.

رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ ٢ / ١٩ من طريق : الحميدي ، عن سفيان به.

١٣٣٧ ـ إسناده صحيح.

رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ ٢ / ١٩ من طريق : الحميدي به.

١٣٣٨ ـ إسناده صحيح.

١٣٣٩ ـ إسناده متروك.

الهيثم بن عدي ، قال ابن معين : ليس بثقة ، كذاب. وقال أبو حاتم : متروك. الجرح ٩ / ٨٥. وأبو حمزة الثمالي ، هو : ثابت بن أبي حفصة : ضعيف ، رافضي. التقريب ١ / ١١٦.


عن أبي حمزة الثمالي ، قال : خرج قوم يسمرون بمكة ليلا فسمعوا قائلا يقول : دان الزّمان ، وخسي الشّيطان ، وذلّ السّلطان ، لعمر بن عبد العزيز بن مروان ، فلم يلبثوا أن جاءتهم خلافته. فلما كان بعد ذلك وهم في سمرهم سمعوا قائلا يقول :

جزاك عنّا مليك النّاس صالحة

في جنّة الخلد والفردوس يا عمر

أنت الّذي لا نرى عدلا نسرّ به

من بعده ما جرت شمس ولا قمر

ذكر

الصلاة في المسجد الحرام في شهر رمضان واقامة الناس

خلف المقام والترغيب في ذلك وطلبه وشرفه وصفة

قيام أهل مكة في شهر رمضان وتفسير ذلك

١٣٤٠ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا هشام بن سليمان ، وعبد المجيد بن أبي روّاد ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني محمد بن عباد بن جعفر ، عن عبد الله بن السائب بن أبي السائب ، قال : اني لأقوم بالناس في شهر رمضان إذ دخل عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ معتمرا ، فسمعت تكبيره على باب المسجد وأنا أؤم الناس ، فدخل فصلى بصلاتي.

١٣٤١ ـ وحدّثني أبو العباس أحمد بن محمد ، قال : ثنا سعيد بن أبي

__________________

١٣٤٠ ـ إسناده صحيح.

تقدّم برقم (١٠٢٤).

١٣٤١ ـ إسناده منقطع.

نافع بن عمر الجمحي مات سنة (١٦٩) ، وهو ثقة ثبت ، لكنه لم يدرك عمر بن الخطاب (رضي الله عنه).


مريم ، عن نافع بن عمر الجمحي ، قال بلغني أن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أمر عبد الله بن السائب حين جمع الناس / في رمضان أن يقوم بأهل مكة ، فكان يصلي مستأخرا عن المقام ، فيصلي بصلاته من شاء ، ومن شاء أن يطوف طاف ، ومن شاء أن يصلي لنفسه في ناحية المسجد صلّى ، فكان على ذلك حتى مات عبد الله بن السائب في زمن ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ.

١٣٤٢ ـ حدّثني أبو العباس أحمد بن محمد ، قال : ثنا ابن أبي مريم عن نافع ـ [بن عمر](١) ـ قال : أخبرني ابن أبي مليكة قال : فجئت إلى اسماء فكلمتها في أن تكلم لي عبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ أن يأمرني أن أقوم بالناس ، فقالت له ذلك ، فقال : ترينه يطيق ذلك؟ قالت : قد طلبه. قال : فأمرني فقمت بالناس حتى قدم عمر بن عبد العزيز ـ رضي الله عنه ـ فقال عمر بن عبد العزيز ـ رضي الله عنه ـ : لقد هممت أن أجمع الناس على إمام واحد ، ثم قلت : سنّة كانت قبلي.

١٣٤٣ ـ حدّثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر ، قال : كلمت محمد بن عبد الرحمن القاضي للحميدي [ان](٢) يقرأ بالناس في شهر رمضان.

__________________

١٣٤٢ ـ إسناده صحيح.

١٣٤٣ ـ محمد بن عبد الرحمن القاضي ، هو : ابن أبي سلمة بن سفيان بن عبد الأسد القرشي المخزومي ، المشهور ب (السفياني) ، قاضي مكة وأميرها ، ولي مكة ثماني وعشرين سنة ، أو أكثر ، وعزل عن القضاء في خلافة المأمون سنة (١٩٨). أنظر العقد الثمين ٢ / ١٠.

(١) في الأصل (عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ).

(٢) في الأصل (أبي).


١٣٤٤ ـ وحدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : إنه أدرك أهل مكة لا يقنتون إلا في النصف الثاني من شهر رمضان في الوتر. وقال غيره من أهل مكة : كانوا يسلمون فيما مضى في ركعتي الوتر.

١٣٤٥ ـ حدّثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا سفيان ، عن ابان بن أبي عياش ، عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : لما دخلت العشر [قنت](١) إمامنا أبيّ بن كعب ـ رضي الله عنه ـ وكان يصلي بالرجال.

ولا أعلم إلا أن في حديث أبان عن أنس ـ رضي الله عنه ـ أن أبيا لم يقنت حتى مضى النصف الأول من شهر رمضان. قال سفيان : قد ثبت ذلك عندنا.

قال ابن أبي عمر : وكذلك كان العمل بمكة.

١٣٤٦ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : أنا ابن عليّة ، قال : ثنا أيوب ، قال : رأيت ابن أبي مليكة يصلي بالناس في شهر رمضان خلف المقام بمن صلى معه من الناس ، والناس في سائر المسجد من بين مصلّ وطائف بالبيت.

وقد فسّرنا هذا.

١٣٤٧ ـ حدّثنا أحمد بن جعفر المعقري ، قال : ثنا النضر بن محمد ، قال : ثنا عكرمة بن عمّار ، قال : أمّنا عبد الله بن عبيد بن عمير في المسجد

__________________

١٣٤٤ ـ قلت : أمّا الآن فيقنتون في أيام الشهر كلّها ، ويسلّمون في ركعتي الوتر.

١٣٤٥ ـ إسناده ضعيف جدا.

أبان بن عيّاش البصري : متروك. التقريب ١ / ٣١.

١٣٤٦ ـ إسناده حسن.

١٣٤٧ ـ إسناده حسن.

(١) في الأصل (أبق) وهو تحريف.


الحرام ، وكان يؤمّ الناس ، فكان يقرأ بنا في الوتر بالمعوذات ـ يعني في شهر رمضان ـ وكان أهل مكة على القنوت في الوتر في النصف الأخير من شهر رمضان ، وكانوا يقنتون في صلاة الصبح أيضا من السنة إلى السنة ، وإنما ترك ذلك بمكة من قبل الولاة من أهل العراق.

وقال بعض أهل مكة : كان الناس بمكة في قديم الدهر يقومون قيام شهر رمضان في أعلى المسجد الحرام ، تركز حربة خلف المقام بربوة ، فيصلي الإمام دون الحربة والناس معه ، فمن أراد صلى ، ومن أراد طاف وركع خلف المقام كما فعل ابن أبي مليكة ، فلما ولي خالد بن عبد الله القسري أمر القرّاء أن يتقدموا فيصفوا خلف المقام ، فقيل له : تقطع الطواف لغير صلاة مكتوبة؟ قال : فأنا آمرهم أن يطوفوا بين كل ترويحتين سبعا ، فأمرهم ففصلوا بين كل ترويحتين بطواف سبع ، فقيل له : فكيف بمن يكون في مؤخر المسجد وجوانبه حتى يعلم انقضاء الطواف فيتهيأ الناس للصلاة ، فأمر عبيد الكعبة أن يكبّروا حول الكعبة ، ويقولون : الحمد لله والله أكبر ، فإذا بلغوا الركن الأسود في الطواف السادس سكتوا بين التكبير سكتة / حتى يتهيأ من كان في الحجر وفي جوانب المسجد من مصل وغيره ، فيعرفون ذلك بانقطاع التكبير فيخفف المصلى صلاته ثم يعودوا إلى التكبير حتى يفرغوا من السبع ، ويقوم مسمّع من غلمان الكعبة فينادي على زمزم : الصلاة رحمكم الله. [وكان](١) عطاء وعمرو بن دينار ـ فيما ذكر المكيون ـ : يرون ذلك ولا ينكرونه (٢). فإذا فرغ الإمام من التراويح فاحرس المسجد على أبواب المسجد ، فأذنوا للنساء ، فخرجن أولا حتى ينفذ آخر النساء وذلك بعد طواف سبع بعد القيام ، فإذا طاف الطائف

__________________

(١) في الأصل (وقال).

(٢) قارن بالأزرقي ٢ / ٦٥ ـ ٦٦ ، فقد روى هذه الأخبار عن جدّه ، عن عبد الرحمن بن حسن بن القاسم ابن عقبة الأزرقي ، عن أبيه.


سبعا قام غلام من غلمان الكعبة وهو المسمّع في الصلاة وراء المقام ، فصاح بأعلى صوته بالحرس : أرسل أرسل ، فإذا سمع ذلك الحرسي الذي على أبواب المسجد أرسلوا الرجال حينئذ ، وقد صار النساء إلى منازلهن ، فإذا كان بعد القيام بليل وذلك مقدار الأذان الأول أو أرجح جاء المؤذّن إلى المنارة التي تلي أجياد ، وقد جمع مؤذني الجبال قبل ذلك تحت المنارة من خارج في الوادي ، فصاح بأعلى صوته : السحور رحمكم الله ، اشربوا رحمكم الله ، فيفعل ذلك مرتين أو ثلاثا ، فيجيبه مؤذّنو الجبال الذي (١) تحت المنارة ويصيحون : اشربوا ، ويتفرقون في فجاج مكة يؤذّنون الناس بالسحور إلى قريب من الفجر.

* وسمعت بعض فقهاء أهل مكة وأشياخها يقول : كان من أمر الناس قديما أن يختموا القرآن في شهر رمضان ليلة سبع وعشرين في الترويحة الأولى من التراويح في الركعة الثالثة من الترويحة الأولى ، فإذا فرغ الخاتم دعا وهو قائم قبل ركوعه ، ودعا الناس معه ساعة لا يطول فيها ولا يقصر لكيلا يضر بالضعيف ، ثم يركع ، فإذا قام في الرابعة قرأ بفاتحة الكتاب وآيات من سورة البقرة ليكون قد ختم وابتدأ.

قال : ويروى عن بعض من مضى من قرّاء أهل مكة أنهم كانوا في الختمة إذا بلغوا (والضحى) كبّر الخاتم بعد فراغه من كل سورة يقول : الله أكبر في الصلاة ثم تركوا ذلك بعد ، وجعلوا التكبير عند قراءة القرآن في المسجد الحرام في غير شهر رمضان ، ثم تركوه بعد ذلك ، فإذا كانت ليلة تسع وعشرين من شهر رمضان وفرغ الناس من أربع من التراويح الخمس قاموا فأداروا بالكعبة من جوانبها ووقفوا يدعون الله ، ويكبّرون ، ويسألون المغفرة لذنوبهم ، والقبول لصيامهم وأعمالهم ، وأن لا يجعله آخر العهد من صيام شهر

__________________

(١) كذا في الأصل.


رمضان وقيامه في المسجد الحرام ، فيفعلون ذلك ليلا طويلا ثم ينادون : الصلاة ، فيصلى الامام ترويحته الخامسة ، فإن تم الشهر فعلوا مثل ذلك في ليلة ثلاثين أيضا.

١٣٤٨ ـ حدّثنا الحسن بن علي الحلواني قال : ثنا عبد الرزاق ، قال : أنا معمر ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : كان النبي صلّى الله عليه وسلم يرغّب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة يقول : من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ، فتوفي رسول الله صلّى الله عليه وسلم والأمر على ذلك. وكان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ وصدرا من خلافة عمر ـ رضي الله عنه ـ.

ذكر

عمارة المسجد الحرام والزيادات التي زادها

الأئمة والخلفاء فيه وتفسير ذلك

ذكر

زيادة عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ

في المسجد الحرام كيف كانت

١٣٤٩ ـ حدّثنا أحمد بن صالح ، عن محمد بن عمر الواقدي ، قال : كان

__________________

١٣٤٨ ـ إسناده صحيح.

رواه عبد الرزاق ٤ / ٢٥٨ ، وأحمد ٢ / ٢٨١ ، والبخاري ٤ / ٢٥٠ ، ومسلم ٦ / ٤٠ ، وأبو داود ٢ / ٦٦ ، والترمذي ٤ / ٢٠ ، والنسائي ٣ / ٢٠٢ ، كلّهم من طريق : الزهري به.

وقوله (فتوفي رسول الله صلّى الله عليه وسلم ... الخ) من كلام الزهري ، كما عند البخاري.

١٣٤٩ ـ ذكره ابن جرير في تاريخه ٤ / ٢٠٦ نقلا عن الواقدي. كانت هذه الزيادة سنة (سبع عشرة). وأنظر إتحاف الورى ٢ / ٨ ، وشفاء الغرام ١ / ٢٢٤.


المسجد الحرام جدارا محاطا على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ حتى كان عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ فضاق على الناس ، فوسّع عمر ـ رضي الله عنه ـ المسجد ، واشترى دورا فهدمها ، وهدم ما قرب من المسجد حين أبوا أن يبيعوا ، وأعطاهم أثمان الدور بعد ذلك ، ثم أحاط عليه بجدر قصير دون القامة ، ورفع المصابيح على الجدر ، وجعل الردمين (١) : ردم أجياد ، وردم أعلى مكة.

ذكر

زيادة عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ

في المسجد الحرام

١٣٥٠ ـ حدّثنا أحمد بن صالح ، عن محمد بن عمر الواقدي : قال : ثنا معمر مولى ابن قسيط ، عن ابن قسيط ، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان ، قال : إنّ عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ لمّا ولي الخلافة وسّع المسجد الحرام ، واشترى من قوم ، وأبى آخرون أن يبيعوا ، فهدم عليهم ، فصيّحوا به عند البيت ، فدعاهم ، فقال : إنما جرّأكم عليّ حلمي عنكم ، فعل هذا عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ فلم يصيّح به أحد.

__________________

١٣٥٠ ـ الواقدي متروك. ومعمر ، هو : ابن عبد الرحمن ، ذكره ابن أبي حاتم ، وسكت عنه ٨ / ٢٥٥.

رواه الأزرقي ٢ / ٦٩ ، والطبري في التاريخ ٥ / ٤٧.

وكانت هذه الزيادة سنة (٢٦). وأنظر إتحاف الورى ٢ / ١٩ ، وشفاء الغرام ١ / ٢٢٤.

(١) سيأتي الكلام عنهما مفصّلا ـ إن شاء الله ـ.


١٣٥١ ـ فحدّثنا أبو عمار الحسين بن حريث ، أنه سمع عبد الله بن رجاء المكّي ـ منذ ستين سنة ـ يحدّث عن اسماعيل بن أمية ، عن نافع ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : لقد عابوا على عثمان ـ رضي الله عنه ـ أشياء لو فعلها عمر ـ رضي الله عنه ـ ما عابوها عليه.

ثم رجعنا إلى حديث الواقدي ، قال : قال عثمان ـ رضي الله عنه ـ واتبعت اثر عمر ـ رضي الله عنه ـ في ذلك فصحتم ، ثم أمر بهم إلى السجن ، فكلم فيهم عبد الله بن خالد بن أسيد.

ذكر

زيادة ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ في المسجد

الحرام بعد عثمان بن عفان ـ رضي الله تعالى عنه ـ

وقال بعض المكيّين : كان المسجد الحرام على ما جعله عليه عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ بحائط قصير غير مسقّف ، إنما يجلس الناس في المسجد بالغداة والعشي يتبعون الأفياء ، فإذا قلص الظل قامت المجالس (١).

وكان ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ قد بلغ بالمسجد في بنائه إلى أن أشرعه على الوادي مما يلي الصفا ، والوادي يومئذ في موضع المسجد الحرام اليوم ، ثم مضى به مصعدا من وراء بيت الشراب لاصقا به ليس بين جدر بيت الشراب الذي يلي الصفا وبين جدر المسجد إلا قدر ما يمر الرجل ، وهو منحرف ، ثم أصعد به عن بيت الشراب مصعدا بقدر سبعة أذرع أو نحو

__________________

١٣٥١ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن شبّة في تاريخ المدينة ٣ / ١١١٦ من طريق : أيوب ، عن نافع به.

(١) رواه الأزرقي ٢ / ٦٩ عن جدّه.


ذلك ، ثم رده في العراض ، وكانت زاوية المسجد [التي](١) تلي المسعى ، ونحر الوادي الزاوية الشرقية ، ليس بينها وبين زاوية بيت الشراب الشرقية إلا نحو من سبعة أذرع ، ثم رده عرضا على المطمار (٢) إلى باب دار شيبة / بن عثمان ، وهي يومئذ أدخل منها اليوم في المسجد ، ثم رد جدر المسجد منحدرا على وجه دار الندوة ، وهي يومئذ داخلة في المسجد الحرام (٣).

قال عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة يذكر نسوة رآهن هناك :

با قلبي بريم ساكن المروة

رخيم الدّلّ مقتبع هضيم قاصر الخطوة

سيأتي ليلة الاثنين بين الحجر والنّدوة (٤)

وكان بابها في وسط الصحن بينه وبين الصف الأول مثل ما بينه وبين الطيقان الأولى من المسجد الحرام اليوم ، فكان على النصف من ذلك أو نحوه من الاسطوانة الحمراء إلى موضع الصف الأول ، فيقال : إنّ باب دار الندوة كان فيما هنالك (٥). ويروى عن داود بن عبد الرحمن العطار أنه قال : رأيت ابن هشام المخزومي وهو أمير مكة يخرج من باب دار الندوة وهو يومئذ في هذا الموضع. قال داود : فربما طفت سبعا بعد خروجه من الدار قبل أن يصل هو إلى الركن الأسود ، وكان عظيما جسيما طويلا وكان يضع يديه على أكبر شيخين من قريش ، ثم يمشي الاطاريح قليلا قليلا ويتقهقر أبدا حتى يبلغ الركن الأسود فيستلمه ، وكان باب دار الندوة في موضعه هذا حتى زاد أبو جعفر أمير المؤمنين في المسجد فأخّره إلى ما هو عليه اليوم ، فكان هذا بناء ابن

__________________

(١) في الأصل (الذي).

(٢) هو : الخيط الذي يقوّم عليه البناء ، ويسمّى (التّرّ). النهاية ٣ / ١٣٨.

(٣) أخبار مكة للأزرقي ٢ / ٦٩ ـ ٧٠.

(٤) لم أجده في ديوانه.

(٥) الأزرقي ٢ / ٧٠.


الزبير ـ رضي الله عنهما ـ غير أنه يقال : إنّ ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ كان قد سقفه أو سقف بعضه (١).

ذكر

عمل عبد الملك بن مروان في المسجد الحرام

قال بعض أهل مكة : وعمّر عبد الملك بن مروان المسجد الحرام ، ولم يزد فيه شيئا ، ولكنه رفع جدرانه وسقّفه بالساج وعمّره عمارة حسنة (٢).

* قال سفيان بن عيينة فيما روي عنه ، عن سعيد بن فروة ، عن أبيه ، قال : كنت فيمن عمل في المسجد الحرام في زمان عبد الملك ، أو الوليد بن عبد الملك ، قال : فجعل في رؤوس الأساطين على رأس كل اسطوانة خمسين مثقالا من ذهب (٣). فالذهب قائم عليها إلى اليوم ، وفي بعضها في أربع اسطوانات منها مما يلي باب دار شيبة بن عثمان كتاب قائم بذهب مكتوب عليه : بسم الله أمر عبد الله أمير المؤمنين بعمل هذه الأساطين على يدي ابن أبي الأزهر سنة ثمانين.

ذكر

عمل الوليد بن عبد الملك في المسجد الحرام

وقال بعض أهل مكة : إنّ الوليد بن عبد الملك أخذ في عمل المسجد الحرام وابتدأ عمله في دخول سنة ثمان وثمانين ، وكان إذا أخذ في بناء المساجد

__________________

(١) ذكره الأزرقي ٢ / ٧٠ ـ ٧١.

(٢) ذكره الأزرقي ٢ / ٧١. والفاسي في شفاء الغرام ١ / ٢٢٥.

(٣) أنظر الأزرقي ٢ / ٧١.


زخرفها وزيّنها ، فنقض عمل عبد الملك ، وعمله عملا محكما ، وهو أول من نقل إليه أساطين الرخام ، فعمله بطاق واحد بأساطين الرخام ، وسقّفه بالساج المزخرف ، وجعل على رؤوس الأساطين الذهب على صفائح شبه من صفر ، في كل اسطوانة ثلاثة وثلاثون مثقالا ، وأزّر المسجد بالرخام من داخله ، وجعل في وجوه الطيقان في أعلاها الفسيفساء ، وهو أول من عمله في المسجد الحرام ، فكانت هذه عمارة الوليد بن عبد الملك في خلافته (١).

ذكر

عمل أبي جعفر المنصور في المسجد الحرام

وعمارته إياه في الزيادة الأولى

وذكر بعض المكيّين عن أشياخه : أنّ أمير المؤمنين أبا جعفر كتب إلى زياد ابن عبيد الله الحارثي ، وهو واليه على مكة ، في عمارة المسجد الحرام ، فعمره فكان من عمارته إيّاه أن زاد في شقه الشامي الذي فيه دار العجلة ، ودار الندوة ، وفي أسفله ، ولم يزد في أعلاه ولا في شقه الذي يلي الوادي.

قال : فاشترى من الناس دورهم اللاصقة بالمسجد من أسفله حتى وضعه على منتهاه اليوم.

قال : وكانت زاوية المسجد التي تلي أجياد الكبير عند باب بني جمح ، عند الأحجار النادرة من جدر المسجد الذي عنده بيت زيت قناديل المسجد ، عند منتهى آخر آساطين الرخام من أول الاساطين المبيضة ، فذهب به في العراض على المطمار حتى انتهى به إلى المنارة التي في ركن المسجد الذي عند

__________________

(١) الأزرقي ٢ / ٧١ ـ ٧٢. والفاسي في شفاء الغرام ١ / ٢٢٥ نقلا عن الأزرقي.


باب [بنى](١) سهم ، وهو من عمل أبي جعفر ، ثم أصعد به على المطمار على وجه دار العجلة حتى انتهى به إلى موضع متزاور عند الباب الذي يخرج منه إلى دار حجير بن أبي إهاب ، بين دار العجلة ودار الندوة.

وكان الذي ولي ذلك كله زياد بن عبيد الله الحارثي ، وهو أمير على مكة ، وعلى شرطة عبد العزيز بن عبد الله بن مسافع الحجبي جد مسافع بن عبد الرحمن.

قال : فلما انتهى إلى هذا الموضع المتزاور ذهب عبد العزيز ينظر ـ فيما ذكروا ـ فإذا هو إن مضى به على ذلك المطمار أجحف بدار شيبة بن عثمان وأدخل أكثرها في المسجد ، فكلم زياد بن عبيد الله في أن يميل عنه المطمار شيئا ففعل.

قال جعفر بن محمد في المطمار يذكر ويمدح نفسه.

١٣٥٢ ـ حدّثني بذلك محمد بن حاتم ، قال : ثنا يزيد بن أبي حكيم ، قال : روى [سفيان](٢) الثوري لجعفر بن محمد :

لا اليسر يطربنا يوما فيبطرنا

ولا لأزمة دهر نظهر الجزعا

إن سرّنا الدّهر لم نفرح ببهجته

أو ساءنا الدّهر لم نظهر له طمعا

مثل النّجوم على مطمار اوّلها

إذا تغيّب نجم آخر طلعا

ثم رجعنا إلى الخبر الأول. قال : فلما صار إلى هذا الموضع المتزاور في المسجد أمرّه على دار الندوة ، فأدخل أكثرها في المسجد ، ثم صار إلى دار شيبة ابن عثمان فأدخل منها إلى هذا الموضع الذي عنده آخر عمل الفسيفساء اليوم في الطاق الداخل من الأساطين التي تلي دار شيبة بن عثمان ، ودار الندوة ، فكان

__________________

(١) سقطت من الأصل.

(٢) في الأصل (أبا سفيان).


هذا الموضع زاوية المسجد ، وكانت فيه منارة من عمل أبي جعفر أمير المؤمنين ، وردّه في العراض حتى وصله بعمل الوليد بن عبد الملك الذي في أعلى المسجد ، وانما كان عمل أبي جعفر طاقا واحدا ، وهو الطاق الأول الداخل اللاصق بدار شيبة ودار الندوة ودار العجلة ودار زبيدة ، فذلك الطاق وهو من عمل أبي جعفر لم يغيّر ولم يحرك عن حاله إلى اليوم ، وإنما عمل الفسيفساء فيه لأنه كان وجه المسجد يومئذ ، وكان بناء المسجد من شق الوادي من الأحجار النادرة التي وضعت عند بيت الزيت من أول الأساطين المبيضة عند منتهى أساطين الرخام فكان هذا / الموضع مستقيما على المطمار حتى يلصق ببيت الشراب على ما وصفنا في أول الكتاب ، وكان عمل أبي جعفر أمير المؤمنين إياه بأساطين الرخام طاقا واحدا ، وأزّر المسجد كما يدور من بطنه بالرخام ، وجعل في وجه الأساطين الفسيفساء ، فكان هذا عمل أبي جعفر المنصور على ما وصفنا ، وكتب على باب المسجد الذي يمر منه سيل المسجد وهو باب بني جمح الذي يقال له : باب ابراهيم ، وهو آخر عمل أبي جعفر في تلك الناحية في فسيفساء مذهّب ، وهو قائم إلى اليوم بسم الله الرّحمن الرّحيم ، محمّد رسول الله أرسله (بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ، إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ ، فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ) أمر عبد الله بن عبد الله أمير المؤمنين ـ أكرمه الله ـ بتوسعة المسجد الحرام وعمارته والزيادة فيه نظرا للمسلمين واهتماما بأمورهم ، وكان الذي زاد فيه الضعف مما كان عليه قبل ، فأمر ببنائه وتوسعته في المحرم سنة سبع وثلاثين ومائة ، وفرغ منه ورفعت الأيدي عنه في ذي الحجة سنة أربعين ومائة ، تيسيرا من الله ـ تعالى ـ بأمر أمير المؤمنين ، ومعونة منه له عليه ، وكفاية منه له


وكرامة أكرمه الله ـ عزّ وجلّ ـ بها ، فأعظم الله أجر أمير المؤمنين فيما سوى من توسعة المسجد الحرام ، وأحسن ثوابه عليه ، وجمع له به خير الدنيا والآخرة ، وأعزّ الله نصره ، وأيّده (١).

ذكر

عمارة المهدي أمير المؤمنين المسجد الحرام

وزيادته الأولى

وقال بعض أهل مكة (٢) : إن المهدي أمير المؤمنين حجّ في سنة إحدى وستين ومائة ، فأمر بعمارة المسجد الحرام ، وأمر أن يزاد في أعلاه ، ويشترى ما كان في ذلك الموضع من الدور ، وخلّف الأموال عند محمد بن عبد الرحمن ابن هشام الأوقص المخزومي ، وهو يومئذ قاضي أهل مكة ، فاشترى الأوقص تلك الدور ، [وما](٣) كان منها صدقة ، عزل ثمنه فاشترى لأهل الصدقة بثمن دورهم مساكن في فجاج مكة عوضا من صدقاتهم تكون لأهل الصدقة على ما كانوا عليه من شروط صدقاتهم ، ويزعمون أنه اشترى كل ذراع مكسّرا مما دخل في المسجد الحرام بخمسة وعشرين دينارا ، وما دخل في الوادي بخمسة عشر دينارا ، فيزعم بعض الناس (٤) أنّ مما دخل في ذلك الهدم دار

__________________

(١) أنظر تفاصيل ما مضى عند الأزرقي ٢ / ٧٢ ـ ٧٤. وإتحاف الورى ٢ / ١٧٣ ـ ١٧٦.

(٢) ما سيورده الفاكهي في هذا المبحث ، ذكره الأزرقي في كتابه ٢ / ٧٤ ـ ٧٨ عن جدّه ، قال : سمعت عبد الرحمن بن الحسن بن القاسم بن عقبة ، يقول : حج المهدي ... الخ. وأنظر إتحاف الورى ٢ / ٢٠٦ ـ ٢١١.

(٣) في الأصل (وربما).

(٤) الزاعم ، هو : عبد الرحمن بن الحسن بن القاسم بن عقبة الأزرقي. على ما في كتاب الأزرقي.


لرجل (١) من غسان ، كانت لاصقة بالمسجد الحرام ، وذلك أنّ أكثر تلك الدار دخل في المسجد زمن ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ حين زاد فيه مما يلي شرقي المسجد ودخلت فيه أيضا دار خيرة (٢) بنت سباع ، بلغ ثمنها ثلاثة وأربعين ألف دينار ، دفعت إليها ، وكانت شارعة على المسعى يومئذ قبل أن يؤخر المسعى ، ودخلت فيه أيضا دار لآل جبير بن مطعم وبعض دار / شيبة بن عثمان ، فاشترى جميع ما كان من المسجد والمسعى من الدور ، فهدمها ووضع المسجد على ما هو عليه اليوم ، شارعا على المسعى ، وجعل موضع دار القوارير رحبة ، فكانت كذلك حتى استقطعها جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك فيما يزعمون في خلافة أمير المؤمنين هارون ، فبنى بها ثم قبضها حماد البربري بعد ذلك فبنى بطنها بالقوارير ، فسميت دار القوارير ، وبنى ظهرها بالرخام والفسيفساء. قال : فكان الذي زاد المهدي في المسجد الحرام في هذه الزيادة الأولى أن مضى بجدره الذي يلي الوادي إذ كان لاصقا ببيت الشراب حتى انتهى به إلى جدر باب بني هاشم الذي يقال له : باب بني هاشم الذي عليه العلم الأخضر الذي يسعى منه من أقبل من المروة يريد الصفا ، وموضعه ذلك بين لمن تأمّله ، فكان هذا الموضع في زاوية المسجد ، وكانت فيه منارة شارعة على الوادي والمسعى ، وكان الوادي لاصقا بها يمر في بطن المسجد اليوم قبل أن يؤخر المهدي المسجد إلى [منتهاه](٣) اليوم من شق الصفا والوادي ، ثم رده على مطماره حتى انتهى به إلى زاوية المسجد التي تلي الحذّائين وباب بني شيبة الكبير ، إلى موضع المنارة اليوم ، ثم ردّ جدر المسجد منحدرا حتى لقي به جدر المسجد القديم الذي من بناء أبي جعفر أمير المؤمنين قريبا من دار شيبة ، من

__________________

(١) هي دار الأزرق الغساني ، أحد جدود الأزرقي صاحب تاريخ مكة ، على ما ذكره في كتابه.

(٢) هي : الخزاعيّة.

(٣) في الأصل (منارة) والتصويب من الأزرقي.



وراء الباب منحدرا عن الباب باسطوانتين من الطاق اللاصق بجدار المسجد منتهى عمل الفسيفساء من ذلك الطاق الداخل ، وذلك الفسيفساء وحده ، وجدر المسجد منحدرا إلى أسفل المسجد عمل أبي جعفر أمير المؤمنين ، فكان هذا ما زاد المهدي في المسجد الحرام في الزيادة الأولى.

وكان أبو جعفر إنما عمل في المسجد من الظلال طاقا واحدا ، وهو الطاق الأول اللاصق بجدر المسجد الحرام ، فأمر المهدي بأساطين الرخام فنقلت في السفن من الشام حتى أنزلت بجدّة ، ثم جرّت على العجل من جدّة إلى مكة ، ثم هندم المهدي في أعلى المسجد ثلاثة صفوف ، جعل بين يدي الطاق الذي كان بناه أبو جعفر مما يلي دار الندوة ودار العجلة وأسفل المسجد إلى موضع بيت الزيت عند باب بني جمح صفين حتى صارت ثلاثة صفوف ، وهي الطيقان التي في المسجد اليوم لم تغيّر.

قال : ولما وضع الأساطين حفر لها أرباضا (١) [على](٢) كل صف من الأساطين جدرا مستقيما ، ثم رد بين الأساطين جدرات أيضا بالعرض حتى صارت كالمصلبة على ما أصف في كتابي هذا (٣) حتى إذا استوى البناء على وجه الأرض وضع (٤) فوقها الأساطين على ما هي عليه اليوم.

قال : ولم يكن المهدي حرّك في الهدم الأول من شق الوادي والصفا شيئا ، أقره على حاله طاقا واحدا ، وذلك لضيق المسجد في تلك الناحية ، وانما كان بين جدر الكعبة / اليماني وبين جدر المسجد الذي يلي الوادي والصفا تسعة وأربعون ذراعا ونصف ذراع.

قال : فكانت هذه زيادة المهدي الأولى في عمارته إياه. والذي في

__________________

(١) الأرباض : واحدها (ربض) أو (ربض) وهو : أساس البناء. النهاية ٢ / ١٨٥.

(٢) سقطت من الأصل ، وألحقناها من الأزرقي.

(٣) أنظر ص (١٦٧).

(٤) كانت هنا لفظة (والصخر) فحذفناها تبعا للأزرقي.


المسجد من الأبواب من عمل أبي جعفر أمير المؤمنين من أسفل المسجد : باب بني جمح ، وهو طاقان ، ومن تحته يخرج سيل المسجد الحرام كله ، وبين يديه بلاط من حجارة يمر عليه سيل المسجد ، وفي دار زبيدة بابان كانا يخرجان إلى زقاق كان بين المسجد والدار التي صارت لزبيدة ، وكان ذلك الزقاق طريقا مسلوكا ما سدّ إلا حديثا ، والبابان مبوّبان ومن عمل أبي جعفر إلى باب بني سهم ، وهو طاق واحد ، وباب دار عمرو بن العاص ، وبابان في دار العجلة طاق طاق ، كانا يخرجان إلى زقاق كان بين دار العجلة وبين جدار المسجد ، كان طريقا مسلوكا فيما ذكر المكيّون يمر فيه سيل السويقة ، وسيل ما أقبل من جبل شيبة بن عثمان ، فلم تزل تلك الطريق على ذلك حتى سدها يقطين بن موسى حين بنى دار العجلة للمهدي ، قدّم الدار إلى جدر المسجد ، وأبطل الطريق ، وجعل تحت الدار سربا مسقّفا يمر تحته السيل ، وذلك السرب على حاله قائم إلى اليوم ، وعلى باب هذا السرب سقاء يكون فيه ، يسقي الماء ، وسد أحد بابي المسجد الذي كان في ذلك الزقاق وهو الباب الاسفل منهما موضعه في جدر المسجد ، وجعل الباب الآخر بابا لدار العجلة ، فضيّقه وبوبه ، فهو باب دار العجلة إلى يومنا هذا.

ومما جعل أبو جعفر أيضا الباب الذي يسلك منه إلى دار حجير بن أبي أهاب ، بين دار العجلة وبين دار الندوة ، وباب دار الندوة ، فهذه الأبواب السبعة من جعل أبي جعفر أمير المؤمنين ، وأما الأبواب التي من زيادة المهدي فمنها الباب الذي في دار شيبة بن عثمان ، وهو طاق واحد ، ومنها الباب الذي يدخل منه الخلفاء كان يقال له باب بني عبد شمس ، ويعرف اليوم : ببني شيبة الكبير ، وهو ثلاثة طيقان ، وفيها اسطوانتان ، وبين يديه بلاط مفروش من حجارة ، وفي عتبة الباب حجارة طوال مفروشة بها العتبة يزعم بعض الناس انها كانت من أوثان الجاهلية. وقال آخرون : انما هي حجارة كانت فضلت مما قلع


خالد بن عبد الله القسري لبركته التي يقال لها : (البردى) (١) بفم الثقبة وأصل ثبير غيناء ، كانت حول [البركة](٢) مطروحة حتى نقلت حين بنى المهدي المسجد الحرام ، فوضعت حيث هي الساعة. واحتج في ذلك بأن النبي صلّى الله عليه وسلم لم يدخل مكة حتى أمر بجميع الأصنام فكسرت ومحى كل صورة ، ولم يبق أثرا من آثار المشركين إلا محي وطلس (٣). ومنها الباب الذي في دار القوارير ، كان شارعا على رحبة في موضع الدار ، وهو طاق واحد. ومنها باب النبي صلّى الله عليه وسلم وهو الباب الذي يقابل زقاق العطّارين ، وهو الزقاق الذي يسلك منه إلى بيت النبي صلّى الله عليه وسلم وهو البيت الذي كان تسكنه خديجة بنت خويلد ـ رضي الله عنها ـ / وهو بيت النبي صلّى الله عليه وسلم وهو طاق واحد. ومنها باب العباس بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ وهو الباب الذي عنده العلم الأخضر الذي يسعى منه من أقبل من المروة يريد الصفا ، وهو ثلاثة طيقان ، وفيه اسطوانتان.

فهذه الخمسة الأبواب التي عملها المهدي في زيادته الأولى ، فلما أن بنى المهدي المسجد الحرام زاد فيه زيادته هذه الأولى اتسع من أعلى المسجد وأسفله [و] شقه الذي يلي باب الندوة الشامي ، وضاق شقه اليماني الذي يلي الصفا والوادي ، فكانت الكعبة في شق المسجد ، وذلك أنّ الوادي كان داخلا لاصقا بالمسجد في بطن المسجد اليوم ، وكانت الدور وبيوت الناس من ورائه في موضع الوادي اليوم ، إنما كان موضعه دورا للناس ورباعا ، وإنما كان يسلك من المسجد إلى الصفا في بطن الوادي ، ثم يسلك في زقاق ضيّق حتى يخرج إلى الصفا من إلتفاف البيوت فيما بين المسجد والصفا ، وكان المسعى في موضع المسجد الحرام (٤).

__________________

(١) في إتحاف الورى (البردية).

(٢) في الأصل (الكعبة) والتصويب من الأزرقي.

(٣) (طلس) ، أي : طمس ، ومحى. النهاية ٣ / ١٣٢.

(٤) أنظر الأزرقي ٢ / ٧٨ ـ ٧٩.


وكان الوادي يمر دونها في موضع المسجد اليوم ، وكان على مكة عام عمر المسجد الحرام جعفر بن سليمان (١) فتولى بعض عمارته هذه الأولى.

ذكر

زيادة المهدي الثانية في قدومه

مكة وصفة ما زاد وتفسيره

وقال بعض المكيّين : إن المهدي أمير المؤمنين اعتمر في سنة ست وستين ومائة ، فدخل مكة في شهر رمضان ، فنزل دار الندوة فبينما هو يطوف بالبيت في أيام مقامه إذ عرضت له فاطمة بنت محمد بن عبد الله بن حسن في ستارة ، فقالت : يا أمير المؤمنين أمّني وزوجي. فقال لها : من أنت ومن زوجك؟ قالت : أنا فاطمة بنت محمد بن عبد الله بن حسن ، وزوجي حسن بن ابراهيم ابن عبد الله. قال : وأين هو؟ قالت : معي في هذه الستارة. قال : قد أمن فليخرج ، فخرج فأخذ أمير المؤمنين بيده ، فطاف معه حتى قضى طوافه ثم جاء (٢) سبيله ، وأقام أمير المؤمنين حتى حجّ بالناس تلك السنة ، فدخل عليه سفيان الثوري بمنى.

١٣٥٣ ـ فحدّثنا محمد بن أبي عمر قال : ثنا سفيان بن عيينة ، قال : أخبرني ـ يعني الثوري ـ أنه دخل على [أبي هارون](٣) بمنى. قال ابن أبي عمر ـ يعني المهدي ـ قال : (٤) قرأت ورأيت ، فقلت أي شيء هذا؟ حجّ

__________________

١٣٥٣ ـ إسناده صحيح.

(١) ترجمته في العقد الثمين ٣ / ٤١٩.

(٢) كذا في الأصل ، ولعلّها (خلّى).

(٣) في الأصل (أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ) وهو تصحيف شنيع ، وانما هو : أبي هارون الرشيد ، والمهدي ، هو : أبو هارون.

(٤) القائل : هو الثوري.


عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ فانفق في حجه ستة عشر دينارا (١). وزاد محمد بن أبي عمر : فقال له المهدي يا أبا عبد الله كيف رأيت حجنا؟ فقال لو لا ما يصنع هؤلاء ـ يعني الأعوان ـ.

ولقد حدّثني أبو عمران أيمن بن نابل ، عن قدامة بن عبد الله بن عمار الكلابي ، قال : رأيت النبي صلّى الله عليه وسلم يرمي الجمرة يوم النحر ، لا طرد ولا ضرب ولا اليك اليك (٢). وإنّ اعوانك يا أمير المؤمنين هؤلاء قد آذوا الناس وطردهم ، فسكت عنه.

وقد كان أمير المؤمنين المهدي أمر بعمارة المسجد الحرام والزيادة فيه في حجته الأولى ، فعمر وزيد فيه ما وصفنا ، فكان فيه تعويج ، فلما قدم في هذه السنة رأى الكعبة في شق من المسجد ، فكره ذلك ، وأحبّ أن تكون / متوسطة في المسجد. قال : فدعا المهندسين ، فشاورهم في ذلك ، فقدروا ذلك ، وإذا هو لا يستوى لهم من أجل الوادي والسيل ، وقالوا : إنّ وادي مكة يسيل أسيالا عظيمة عارمة ، وهو واد حدور ، ونحن نخاف إن حوّلنا الوادي من مكانه أن لا ينصرف لنا على ما نريد ، مع أن [ما وراءه](٣) من الدور والمساكن ما تكثر فيه المؤونة ، ولعله أن لا يتم ، قال : فقال لهم أمير المؤمنين : لا بدّ لي من أن أوسعه حتى أوسط الكعبة في المسجد على كل حال ، ولو أنفقت فيه ما في بيوت الأموال. وعظمت في ذلك نيته ، واشتدت رغبته ، ولهج بعمله ، وكان من أكبر همه ، فقدر ذلك وهو حاضر ، ونصبت الرماح على الدور ، من أول موضع الوادي إلى آخره ، ثم ذرعوا من فوق الرماح حتى عرفوا ما يدخل في المسجد الحرام من ذلك وما يكون الوادي [فيه](٤)

__________________

(١) أنظر تاريخ بغداد ٩ / ١٦٠ ، وحلية الأولياء ٦ / ٣٧٧.

(٢) رواه أحمد في المسند ٣ / ٤١٣ ، والترمذي ٤ / ١٣٦ ، والنسائي ٥ / ٢٧٠ ، وابن ماجه ٢ / ١٠٠٩.

(٣) في الأصل (من ورائه) والتصويب من الأزرقي.

(٤) سقطت من الأصل ، وألحقناها من الأزرقي.


منه ، فلما نصبوا الرماح على جنبتي الوادي ، وعلم ما يدخل في المسجد من ذلك ، وزنوه مرة أخرى وقدروا ذلك. فلما أراد أمير المؤمنين الشخوص إلى العراق خلّف أموالا عظيمة فاشتروا من الناس دورهم ، وأرغبوهم ، فكان ثمن ما دخل في المسجد من ذلك كل ذراع مكسر بخمسة وعشرين دينارا ، وعن كل ذراع دخل في الوادي مكسرا خمسة عشر دينارا ، وأرسل إلى مصر وإلى الشام ، فنقلت له أساطين الرخام في السفن حتى أنزلت بجدة ، ثم نقلت على العجل من جدة إلى مكة ، ووضعوا أيديهم فهدموا الدور ، وبنوا المسجد ، وذلك في سنة سبع وستين ومائة ، فكان ابتداؤهم فيما ذكروا من أعلى المسجد من باب بني هاشم الذي يستقبل الوادي والبطحاء ، ووسع ذلك الباب وجعل بازائه من أسفل المسجد مستقبله بابا آخر ، وهو الباب الذي يستقبل فج خط الحزامية ، يقال له اليوم : باب البقّالين. فقال المهندسون : إن جاء سيل عظيم فدخل المسجد خرج من ذلك الباب ولم يحمل في شق الكعبة ، وهدموا أكثر دار ابن عباد بن جعفر العايدي ، وجعلوا المسعى والوادي فيها ، وهدموا ما كان بين الصفا والوادي من الدور ، ثم حرفوا الوادي في موضع الدور حتى لقوا به الوادي القديم بباب أجياد الكبير بفم خط الحزامية. فالذي زيد في المسجد من شق الوادي تسعون ذراعا من موضع جدر المسجد الأول إلى موضعه اليوم. وإنما كان عرض المسجد الأول من جدر الكعبة اليماني إلى جدر المسجد اليماني الشارع على الوادي الذي يلي باب الصفا تسعة وأربعين ذراعا ونصف ذراع ، ثم بنى منحدرا حتى دخلت دار أم هانئ بنت أبي طالب ـ رضي الله عنها ـ فيه ، وكانت عندها بئر جاهلية ، كان قصي بن كلاب حفرها فدخلت تلك البئر في المسجد ، فحفر المهدي عوضا منها البئر التي على باب البقّالين في جدر ركن المسجد الحرام اليوم.


وهذه البئر قائمة في أصل المنارة إلى اليوم ، ينتفع الناس بها ويسقون منها.

وقد كان الحارث بن عيسى عمّرها في سنة ستين ومائة وهو يومئذ على خراج مكة وصوافيها ، مع ابراهيم بن محمد الهاشمي / وأحاط عليها بجدر من حجارة ، وشيّده بالنورة ، وجعل منتهى الحواط لاصقا بجدر المسجد الحرام اليماني ، ثم أحاط البناء حواطا إلى باب البقالين ، وأحكم العرصة التي يقوم فيها المستقى من البئر ، وجعل على ذلك الحواط طاقا وجعل عليه بابا يغلق ويفتح ، وكتب على وجه الطاق كتابا بالجص هو قائم إلى اليوم : بسم الله الرحمن الرحيم ، الملك الحقّ المبين ، وصلى الله على محمد سيد العالمين ، سقاية مباحة لبادي المسلمين وحاضرهم ، محرّم اجرتها ، رحم الله من دعا لمن أباحها بخير.

ثم مضوا ببابه بأساطين الرخام ، وسقّفه بالساج المذهب المنقوش فكان العمال يعملون كذلك في المسجد أحكم العمل ، واتقنه ، ويمدهم المهدي بالأموال ودخلت سنة تسع وستين ومائة وقد انتهوا إلى آخر منتهى أساطين الرخام من أسفل المسجد ، فتوفي أمير المؤمنين المهدي في سنة تسع وستين ومائة ، ولم يتم بناء المسجد (١).

ذكر

عمل أمير المؤمنين موسى في المسجد الحرام

وعمارته إيّاه

وقال : بعض أهل مكة : إن أمير المؤمنين موسى بن المهدي لما ولي الخلافة وذلك في سنة تسع وستين ومائة أمر بعمل المسجد الحرام ، فأسرع العمال في عمله ، وبنوا أساطينه المؤخرة بحجارة ، ثم طليت بالجص ، وإنما

__________________

(١) قارن هذا الفصل بما عند الأزرقي ٢ / ٧٩ ـ ٨١ ، وانظر إتحاف الورى ٢ / ٢١٧ ـ ٢١٨.


أرادوا بذلك رواج العمل ، وعمل سقفه الذي يلي مؤخره عملا دون عمل المهدي في الإحكام والحسن ، فعمل المهدي من ذلك شق المسجد الذي يلي الوادي من أعلى المسجد إلى منتهى آخر أساطين الرخام ، فمن ذلك الموضع عمل في خلافة موسى بن المهدي إلى المنارة الشارعة على باب أجياد الكبير ، ثم ينحدر في عرض المسجد إلى باب بني جمح ، إلى منتهى أساطين الرخام من باب بني جمح إلى الأحجار النادرد من بيت الزيت حتى وصل بعمل أبي جعفر والمهدي أمير المؤمنين في الزيادة الأولى (١) ، لم يغير من ذلك شيء إلا اسطوانتين كانتا قد عمرتا فنقض سقف المسجد الحرام من ناحية باب الحناطين حتى وصل إليها ، فهدم ما فوقها ثم ردّتا على حالهما ، وذلك في سنة أربع وستين ومائتين في شهر ربيع الأول ، وكان موضع الدار التي يقال لها دار جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك بين يدي باب البقالين وباب الحناطين ، لاصقة بالمسجد ، رحبة بين يدي المسجد ، حتى استقطعها جعفر بن يحيى في خلافة أمير المؤمنين هارون ، فبناها ، فلم يتم بناءها حتى جاء نعيه من العراق (٢) ، ثم صارت بعد ذلك لزبيدة.

ذكر

عمارة أبي أحمد الموفق بالله

في المسجد الحرام وتفسيره

وكانت عمارة المسجد الحرام كما وصفنا حتى كانت سنة إحدى وسبعين ومائتين فانقض جدر دار زبيدة التي يلي الحناطين مما يلي باب بني سهم على

__________________

(١) قارن بالأزرقي ٢ / ٨١. وأنظر إتحاف الورى ٢ / ٢١٩.

(٢) الأزرقي ٢ / ٨١.


سقف المسجد فخرب سقوف المسجد ، وكبس خشبه ، ومات في ذلك الهدم عشرة أناس من خيار الناس ، وغيرهم ، وسقطت من / أساطين المسجد اسطوانتان فأقامتا أشهرا حتى ورد كتاب أبي أحمد الموفق بالله إلى هارون بن محمد ، وهو عامله على مكة يأمره بعمارة ذلك وردّه إلى ما كان عليه ، فعمل ذلك وردّه وجدد له خشبا من الساج ، وعمل له جصا طريا ، وأقام العمال فيه يعملون عليهم سرادق قد ستروا به بينهم وبين الناس ، حتى فرغوا منه وسقفوا سقفه وزوّقوه بالتزاويق ، وردت الألواح المكتوبة التي كانت عليه بالذهب في سقفه ، وكتب فيها كتاب : بسم الله الرحمن الرحيم أمر الإمام الناصر لدين الله أبو أحمد الموفق بالله ولي عهد المسلمين ـ أطال الله بقاءه ـ بعمارة المسجد الحرام ، رجاء ثواب الله والزلفة إليه ، وجرى ذلك على يدي هارون بن محمد بن اسحاق بن موسى (١) عامله على مكة ومخاليفها في سنة اثنتين وسبعين ومائتين. وكتب على الواح أخرى في سقفه وفي جدر المسجد الحرام الذي يلي دار زبيدة :

بسم الله الرحمن الرحيم أمر الناصر لدين الله ولي عهد المسلمين أخو أمير المؤمنين ـ أطال الله بقاءهما ـ القاضي يوسف بن يعقوب بعمارة المسجد الحرام لما رجا في ذلك من ثواب الله تعالى ، واكفر به إليه ، فأجزل الله ثوابه وأجره ، وأجرى ذلك على يدي محمد بن العلاء بن عبد الجبار في سنة اثنتين وسبعين ومائتين.

كتب هذا في غير موضع.

__________________

(١) ولي مكة (٢٦٣) حتى سنة (٢٧٨) ومات سنة (٢٨٨) أنظر العقد الثمين ٧ / ٣٥٧.


ذكر

الجلوس في المسجد الحرام والحديث فيه

١٣٥٤ ـ حدّثني محمد بن أبي مقاتل البلخي ، عن نعيم بن حماد ، قال : ثنا عمران بن المعتمر الحضرمي ، عن عمر بن قيس ، عن عطاء ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال : إنه بينما هو في المسجد الحرام إذ جاءه جبريل ـ عليه الصلاة والسلام ـ يوحي إليه ، فقال صلّى الله عليه وسلم : متى يكون نصف النهار يا جبريل؟ قال : أتريد أن تعلم ذلك؟ قال : نعم. قال : فاقعد ، فلما كان نصف النهار قال جبريل للنبي صلّى الله عليه وسلم : يا محمد ، الساعة نصف النهار. قال محمد : الساعة؟ قال : لا ، قد سارت منذ قلت إلى أن رددت عليّ اثني عشر ألف ميل.

١٣٥٥ ـ حدّثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا المعتمر ، عن أبيه ، قال : حدّثني حيّان بن عمير ، عن عبيد بن عمير ، أنه حدّثه وهو تجاه الركن ، فقال : إنّ حمد الله يفتح له أبواب السماء ، وإن تكبير الله يملأ ما بين السماء والأرض.

١٣٥٦ ـ وحدّثني أحمد بن محمد أبو علي القرشي ، قال : ثنا الزبير ، قال :

__________________

١٣٥٤ ـ إسناده ضعيف جدا.

عمر بن قيس المكي : متروك. التقريب ٢ / ٦٢.

١٣٥٥ ـ إسناده صحيح.

١٣٥٦ ـ فيه مسكوت عنه ، وهو : عبد الرحمن بن عبد الله الزهري ، حيث سكت عنه ابن أبي حاتم ٥ / ٢٥٠. والزبير ، هو : ابن بكار.

ذكره الذهبي في سير النبلاء ٤ / ٤٠٥ ، ونسبه للزبير في كتاب النسب.


حدّثني عبد الرحمن بن عبد الله الزهري ، قال : إن هشام بن عبد الملك دخل المسجد متكئا على يد سالم مولاه ، ومحمد بن علي بن حسين جالس في المسجد الحرام ، فقال له : يا أمير المؤمنين هذا محمد بن علي بن حسين. فقال له هشام : المفتون به أهل العراق؟ قال : نعم ، قال : اذهب إليه فقل له : يقول أمير المؤمنين : ما الذي يأكل الناس ويشربون إلى ان يفصل بينهم يوم القيامة؟ فقال محمد : يحشر الناس على مثل قرصة النّقيّ ، فيها الأنهار مفجّرة ، فرأى هشام ان قد / ظفر به فقال الله أكبر اذهب فقل له ما اشغلهم عن الأكل والشرب يومئذ؟ فقال له محمد بن علي : قل له هم في النار اشغل ولم يشغلوا ان قالوا (أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ)(١) قال : فظهر عليه محمد بن علي.

١٣٥٧ ـ حدّثني أبو سعيد عبد الله بن شبيب ، قال : حدّثني ابن عائشة ، قال : أخبرني أبي ، قال : دخل الفرزدق مكة ، فإذا هو بعلي بن عبد الله بن جعفر يطوف بالكعبة في حلّته وهو محرم ، فقال : ويحكم يا معشر أهل مكة من هذا الرجل الذي يطوف بالبيت؟ والله ما رأيت أحسن من وجهه ولا من حلّته؟ قالوا هذا علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، ولفاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلم فأنشأ يقول هذه الأبيات التي ينشدها الناس :

هذا الّذي تعرف البطحاء وطأته

والبيت يعرفه والحلّ والحرم

يكاد يمسكه عرفان راحته

ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم

__________________

١٣٥٧ ـ إسناده ضعيف.

أبو سعيد الربعي ، إخباري ، علامة ، لكنه واه. اللسان ٣ / ٢٩٩. وابن عائشة ، هو : عبيد الله بن محمد بن حفص التيمي.

(١) سورة الأعراف (٥٠).


إذا رأته قريش قال قائلها

إلى مكارم هذا ينتهي الكرم

هذا ابن خير عباد الله كلّهم

هذا التّقيّ النّقيّ الطّاهر العلم

أيّ القبائل ليست في رقابهم

لأوّليّة هذا اوله النّعم (١)

ويقال : إنّ الرجل الذي قال فيه الفرزدق هذا محمد بن علي.

١٣٥٨ ـ وحدّثني أبو سعيد ، قال : حدّثني الزبير ، قال : هذا في قثم بن العباس ـ رضي الله عنهما ـ قال فيه بعض شعراء أهل المدينة ، قد سماه وزاد في الشعر بيتين أو ثلاثة منها :

كم صارخ بك مكروب وصارخة

تدعوك يا قثم الخيرات يا قثم

__________________

١٣٥٨ ـ إسناده ضعيف.

الزبير ، هو : ابن بكار. وقثم بن العباس ، هو : ابن عبد المطلب أخو عبد الله بن عباس.

والبيت في العقد الثمين ٧ / ٦٦ نقلا عن الزبير. قال ابن عبد البر في الاستيعاب ٣ / ٢٦٦ : ولا يصح هذا في قثم بن العباس ، وما قاله الزبير غير صحيح. أ ه.

(١) الأبيات في الديوان ٢ / ١٧٨ ، والأغاني ٢١ / ٣٧٦ ، لكنه ذكر أن الفرزدق قالها في الحسين بن على بن أبي طالب. وفي العقد الثمين ٧ / ٦٩ منسوبة إلى داود بن سلم. وقال محققه : وقد وردت هذه الأبيات في الأغاني ١٥ / ٣٢٧ منسوبة إلى سلم الخاسر ، ونسبت أيضا هذه القصيدة في مجموعها إلى غير شاعر ، منهم الفرزدق ، ومنهم كثير بن كثير السهمي ، أنظر المؤتلف والمختلف ص ١٦٩ ، ومنهم الحزين الكناني المؤتلف والمختلف ص ٨٨ ـ ٨٩.


ذكر

مقلع الكعبة وتسمية مواضعه

وقال بعض أهل مكة : إن ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ لما أراد هدم الكعبة سأل رجالا من أهل العلم من أهل مكة : من أين كانت قريش أخذت حجارة الكعبة حين بنتها؟ فأخبر انهم بنوها من حراء (١) ، وثبير ، ومن المقطّع ، وهو الجبل المشرف على مسجد القاسم بن عبيدة بن الأسود بن خلف الخزاعي ، على يمين من أراد المشاش من مكة مشرفا على الطريق. وإنما سمّي المقطّع ، لأنه جبل صليب الحجارة. فكانوا يوقدون عليه بالنار ثم يقطع بالحديد. وقالوا : إنما سمي المقطّع لغير هذا الوجه ، إنّ أهل الجاهلية كانوا إذا خرجوا من مكة قلّدوا أنفسهم ورواحلهم من عضاه (٢) الحرم ـ والعضاه كلما كان فيه شوك ـ فإذا لقيهم أحد قالوا : من أهل الله ، فلا يعرض لهم ، فسمّي بذلك المقطّع.

ومن الجبل الأبيض الذي بالثنيّة ، الذي في طريق جدة ، وهو الجبل المشرف على ذي طوى ، يقال له : حلحلة ، ويقال : منه بنيت دار العباس بن محمد التي على الصيارفة. ومن جبل بأسفل مكة على يسار من انحدر من ثنيّة عضل (٣) ، ويقال لهذا الجبل : مقلع الكعبة. ومن مزدلفة من حجر لها يقال له : المفجري ، فهذه الجبال تعرف بمقلع الكعبة فيما يقال (٤) ، والله أعلم.

__________________

(١) هذا الجبل ، وما بعده من الجبال والمواضع المذكورة هنا سيأتي التعريف بها ـ إن شاء الله ـ مفصلا في مباحث أفردت لها في القسم الجغرافي من الكتاب.

(٢) العضاه ـ بالهاء في آخره ـ ويقال له : شجر أم غيلان ، واحدته : عضة.

(٣) كذا في الأصل ، وعند الأزرقي (بني عضل).

(٤) أنظر الأزرقي ١ / ٢٢٢ ـ ٢٢٣ ، حيث ذكر هذه الجبال وأضاف إليها جبلا آخر ، وهو : جبل الخندمة.


ذكر

ذرع المسجد الحرام وصفته

وذرع المسجد الحرام مكسرا مائة ألف ذراع وعشرون ألف ذراع.

وذرع المسجد طولا من باب بني جمح إلى باب بني هاشم الذي عند العلم الأخضر مقابل دار العباس بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ فيما يزعمون أربعمائة ذراع وأربعة أذرع مع جدريه ، يمر ذلك في بطن الحجر لاصقا بجدر الكعبة. وعرض المسجد من باب دار الندوة إلى الجدر الذي يلي الوادي عند باب الصفا لاصقا بوجه الكعبة ثلاثمائة ذراع وأربعة أذرع.

وعرض المسجد الحرام من المنارة التي عند باب المسعى إلى المنارة التي عند باب بني شيبة الكبير مائتا ذراع وثمانية وسبعون ذراعا.

وذرع المسجد من منارة باب أجياد إلى منارة بني سهم مائتا ذراع وثمانية وسبعون ذراعا.

ذكر

عدد أساطين المسجد الحرام

وعدد أساطين المسجد الحرام من شقه الشرقي مائة وثلاث اسطوانات ، ومن شقه الغربي مائة اسطوانة وخمس أسطوانات ، ومن شقه الشامي مائة وخمس وثلاثون اسطوانة ، ومن شقه اليماني مائة وإحدى وأربعون اسطوانة.

فجميع ما فيه من الأساطين أربعمائة وأربع وثمانون اسطوانة ، طول كل اسطوانة عشرة أذرع ، وتدويرها ثلاثة أذرع. وبعضها يزيد على بعض في الطول والغلظ ، منها على الأبواب عشرون اسطوانة ، على الأول والذي يلي المسعى


منها (١) ست ، ومنها على الأبواب التي تلي الوادي والصفا عشر ، ومنها على الأبواب التي [تلي](٢) باب بني جمح أربع ، وذرع ما بين كل اسطوانتين من أساطينه ستة أذرع وثلاث عشرة اصبعا (٣).

ذكر

صفة الأساطين

الاساطين التي رؤوسها مذهبة ، ثلاثمائة وإحدى وعشرون ، منها في الظلال التي تلي دار الندوة مائة وثلاثون (٤).

وفيما هناك كان يصلي ابن جريج وغيره من الفقهاء ، واسطوانة ابن جريج التي كان يصلي عندها رأسها مذهب مكتوب عليها بماء الذهب :

بسم الله ، أمر عبد الله ، عبد الله أمير المؤمنين بعمل هذه الاسطوانة.

والاسطوانة التي تليها مكتوب عليها : بسم الله ، أمر عبد الله ، عبد الله أمير المؤمنين ، بصنعة هذه الأساطين في المسجد الحرام ، على يدي ابن أبي الأزهر.

١٣٥٩ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سلام ـ أبو علي الخياط مولى عيسى ـ قال : سمعته يقول : صلى عبد الملك بن جريج تحت الظلال ، فأرسل

__________________

١٣٥٩ ـ سلام لم أقف على ترجمته.

(١) كذا في الأصل ، وعند الأزرقي وابن رستة (على الأبواب التي تلي المسعى منها ستة).

(٢) سقطت من الأصل ، وأثبتّها من الأزرقي وابن رستة.

(٣) قارن بالأزرقي ٢ / ٨٢ ، والأعلاق النفيسة ص : ٤٤ ـ ٤٥.

(٤) أنظر الأزرقي ٢ / ٨٣ ، وابن رستة ص : ٤٥.


إليه عبد العزيز بن أبي روّاد ، ولقيه ، فقال : إنك منظور إليك ، ومن يراك تصلي تحت الظلال ظن أنها سنة فيأتمّ بك. فقال له ابن جريج : اني أجد صداعا. فقال عبد العزيز : فاخرج ، فإنك إذا فعلت ذلك رجوت ان يذهب الله عنك الصداع ، فخرج ابن جريج إلى مقدّم الصفوف ، فذهب عنه الذي / كان يجد في رأسه.

١٣٦٠ ـ وسمعت ابن أبي عمر ، يقول : عن رجل من أهل مكة ، قال : صليت العشاء الآخرة في المسجد الحرام ، وجلست فيه طويلا ، ثم انقلبت ، فأمرّ مما يلي الظلال التي تلي دار الندوة ، فإذا أنا برجل قائم يصلي ، وهو يردد هذه الآية (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ)(١) يرددها ويبكي فمكثت ليلا طويلا أسمعه ثم انصرفت إلى منزلي فنمت حتى إذا كان آخر الليل أتيت المسجد فإذا أنا بالرجل قائما وهو يردد الآية (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ) ويبكي حتى إذا قلت قد طلع الفجر أو قرب طلوعه قال : (بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ)(٢) فجلست إلى جنبه حتى صليت معه الصبح ، فالتفت فإذا أنا بسفيان الثوري.

هذا أو نحو هذا والله أعلم.

ومنها في الظلال [التي](٣) يلي باب بني جمح ، أربع وخمسون ، ومنها في الظلال التي تلي الوادي ، اثنتان وأربعون ، ومنها في الظلال التي تلي المسعى ، اثنتان وتسعون ، وفي ثلاث أساطين من العدد كراسيها حمر ، وهي في الشق الذي يلي الوادي منها مما يلي بطن المسجد كرسيان ، ومنها في الظلال

__________________

(١) الزخرف (٨٠).

(٢) الزخرف (٨١).

(٣) في الأصل (الذي).


واحدة ، وفوق رؤوس الكراسي التي على الأساطين ملابن (١) ساج منقوشة بالزخرف والذهب ، وفي الأساطين أربع وأربعون اسطوانة مبنية بالحجارة في الظلال التي تلي باب بني جمح ، ست وعشرون. ومنها في الظلال التي تلي الوادي ثماني عشرة. وعلى ست عشرة اسطوانة من أساطين الرخام كراس (٢) من حجارة منقوشة بالجص ، منها واحدة مما يلي باب بني جمح ، ومنها في الشق الذي يلي الوادي خمس عشرة ، أربع تلي بطن المسجد ، واحدى عشرة في الظلال. ومن الأساطين الرخام سبع وعشرون كراسيها التي تلي الأرض حجارة ، وهي من عمل أبي جعفر أمير المؤمنين.

منها في شق دار الندوة سبع ، ومنها في شق بني جمح عشرون. وعدد الأساطين التي تلي أبواب المسجد من كل ناحية مائة واحدى وخمسون ، مما يلي دار الندوة خمس وأربعون ، ومما يلي باب بني جمح ثلاثون ، ومما يلي الوادي أربع وأربعون ، ومما يلي المسعى اثنتان وثلاثون ، وفي الأساطين اسطوانتان حمراوان مخططتان ببياض ، واسطوانتان مما يلي بطن المسجد على باب دار الندوة احداهما بنفسجية والأخرى حمراء ، وفي شق باب شيبة الكبير اسطوانتان بيضاوان ملونتان (٣) محددتان (٤) مسيّرتان.

ومما يلي بطن المسجد أيضا اسطوانتان عدسيتان برشاوان.

وعلى باب المسعى اسطوانتان خضراوان مسيّرتان ، وهما على باب العباس.

واسطوانة غبراء مما يلي بطن المسجد على باب الوادي مما يلي المسجد ، وهي أغلظ اسطوانة في المسجد ، خضراء.

__________________

(١) الملابن : جمع ملبن ، وقد تقدّم التعريف به.

(٢) في الأصل (كراسي) وعند الأزرقي (كراسيها).

(٣) كذا في الأصل ، وفي الأعلاق النفيسة (ملتويان) ولعلّه أقرب.

(٤) كذا في الأصل ، وفي الأزرقي ، والأعلاق (محززتان) بالزاي المعجمه.


ومما يلي بطن المسجد من شق الوادي اسطوانتان منقوشتان مكتوبتان بالذهب إلى أنصافهما وهما على باب الصفا ، واسطوانتان أيضا على باب الصفا بحذائهما مما يلي السوق منقوشتان مكتوبتان بالذهب بينهما طريق النبي صلّى الله عليه وسلم من المسجد إلى الصفا / وفي وجه المسجد مما يلي الصفا اسطوانتان مسيرتان شارعتان في المسجد ، إحداهما في أعلى هذا الشق ، والأخرى في أسفله (١).

ذكر

الطاقات وعددها وذرعها

وعلى الأساطين أربعمائة طاقة وثمان وتسعون طاقة ، منها في ظلال المسجد مما يلي دار الندوة والإمارة والعجلة مائة واثنتان وأربعون طاقة. ومنها في الظلال التي تلي باب بني جمح ودار زبيدة اثنتان وتسعون طاقة. ومنها في الظلال التي تلي الوادي مائة وخمس وأربعون طاقة.

ومنها في الظلال التي تلي المسعى تسع وأربعون (٢) طاقة ، منها في الطيقان التي تلي بطن المسجد الحرام مائة واحدى وخمسون ، من ذلك مما يلي دار الندوة ست وأربعون. ومما يلي باب بني جمح ودار زبيدة تسع وعشرون ، ومما يلي الوادي خمس وأربعون. ومنها مما يلي المسعى احدى وثلاثون.

وذرع ما بين الركن الأسود إلى مقام ابراهيم تسعة وعشرون ذراعا وتسع أصابع. وذرع ما بين جدر الكعبة من وسطها إلى المقام سبعة وعشرون ذراعا.

وذرع ما بين شاذروان الكعبة إلى المقام ستة وعشرون ذراعا واثنتا عشرة اصبعا. ومن الركن الشامي إلى المقام ثمانية وعشرون ذراعا وتسع عشرة اصبعا.

__________________

(١) أنظر الأزرقي ٢ / ٨٣ ـ ٨٤ ، والأعلاق النفيسة ص : ٤٥ ـ ٤٦.

(٢) كذا في الأصل ، وعند الأزرقي (تسع وتسعون).


ومن الركن الذي فيه الحجر الأسود إلى حدّ حجرة زمزم ، ستة وثلاثون ذراعا واثنتا عشرة اصبعا.

ومن الركن الأسود إلى رأس بئر زمزم أربعون ذراعا.

ومن وسط جدر الكعبة إلى حد المسعى مائتا ذراع وثلاثة عشر ذراعا.

ومن وسط جدر الكعبة إلى الجدر الذي يلي باب بني جمح مائة ذراع وتسعة وتسعون ذراعا. ومن وسط جدر الكعبة إلى الجدر الذي يلي الوادي مائة ذراع وواحد وأربعون ذراعا وثماني عشرة اصبعا.

ومن وسط جدر الكعبة الذي يلي باب (١) الحجر إلى الجدر الذي يلي دار الندوة مائة ذراع وتسعة وثلاثون ذراعا وأربع عشرة اصبعا.

ومن ركن الكعبة الشامي إلى حد المنارة التي تلي المروة مائتا ذراع وأربعة وستون ذراعا.

ومن ركن حد الكعبة الغربي إلى حد المنارة التي تلي باب بني سهم مائتا ذراع وثمانية أذرع واثنتا عشرة اصبعا.

ومن الركن اليماني إلى المنارة التي تلي أجياد الكبير مائتا ذراع وثمانية عشر ذراعا وست عشرة اصبعا.

ومن الركن الأسود إلى المنارة التي تلي المسعى والوادي مائتا ذراع وثمانية عشر ذراعا.

ومن الركن الأسود إلى وسط باب الصفا مائة ذراع وخمسون ذراعا وست أصابع.

ومن الركن الشامي إلى وسط باب بني شيبة مائتا ذراع وخمسة وأربعون ذراعا وخمس أصابع.

__________________

(١) كذا في الأصل ، ولم ترد هذه اللفظة لا في الأزرقي ، ولا في الأعلاق النفيسة.

(٢) قارن بالأزرقي ٢ / ٨٤ ـ ٨٦. والأعلاق النفيسة ص : ٤٦ ـ ٤٧.


ومن الركن الأسود إلى سقاية العباس ـ رضي الله عنه ـ وهو بيت الشراب ـ خمسة وتسعون ذراعا.

ومن باب بني شيبة إلى المروة ثلاثمائة ذراع وتسعة وتسعون ذراعا.

ومن الركن الأسود إلى الصفا مائتا ذراع / واثنان وتسعون ذراعا وثماني عشرة اصبعا.

ذكر

صفة جدرات المسجد الحرام وحدودها

ومن المقام إلى جدر المسجد الذي يلي المسعى مائة ذراع وثمانية وثلاثون ذراعا (١).

ومن المقام إلى الجدر الذي يلي باب بني جمح مائتا ذراع وثمانية عشر ذراعا.

ومن المقام إلى الجدر الذي يلي دار الندوة مائة ذراع وخمسة وأربعون ذراعا.

ومن المقام إلى الجدر الذي يلي الصفا مائة ذراع وأربعة وستون ذراعا واثنتا عشرة اصبعا ، ومن المقام إلى حدّ حجرة زمزم اثنان وعشرون ذراعا.

ومن المقام إلى حرف رأس زمزم أربعة وعشرون ذراعا وعشرون اصبعا.

ومن وسط سقاية العباس ـ رضي الله عنه ـ إلى جدر المسجد الذي يلي المسعى مائة ذراع.

ومن وسط السقاية إلى الجدر الذي يلي باب بني جمح مائتا ذراع وواحد وتسعون ذراعا.

ومن وسط السقاية إلى الجدر الذي يلي دار الندوة مائتا ذراع.

__________________

(١) كذا ، وعند الأزرقي ، وابن رستة (مائة ذراع ، وثمانية وثمانون ذراعا).


ومن وسط السقاية إلى الجدر الذي يلي الوادي خمسة وثمانون ذراعا (١).

وجدرات المسجد التي تلي بطن المسجد ملبسة فسيفساء ، كلها مشجرة بالفسيفساء منها ألوان من الأشجار. والنقش بذلك الفسيفساء.

ذكر

صفة أبواب المسجد الحرام وعددها وذرعها

وفي المسجد الحرام من الأبواب ثلاثة وعشرون بابا فيها ، أربعون طاقا.

منها في الشق الذي يلي المسعى ـ وهو الشرقي ـ خمسة أبواب ، وهي إحدى عشرة طاقة.

من ذلك الباب الأول : وهو الباب الكبير ، الذي يقال له اليوم (باب بني شيبة) (٢) وهو باب بني عبد شمس ، وبهم كان يعرف في الجاهلية والإسلام عند أهل مكة ، فيه اسطوانتان ، وعليه ثلاث طاقات ، والطاقات طولها عشرة أذرع ، ووجوهها منقوشة بفسيفساء ، وعلى الباب روشن (٣) ساج منقوش مزخرف بالذهب والزخرف ، طول الروشن سبعة وعشرون ذراعا ، وعرضه ثلاثة أذرع ، واثنتا عشرة اصبعا. ومن الروشن إلى الأرض سبعة عشر ذراعا. وعلى باب المسجد في أعلى الجدر يواجه من دخل من الباب كتاب فيه مكتوب بفسيفساء ، فيه ذكر عمارة المهدي له ، واسم من عمله. وما بين جدري الباب أربعة وعشرون ذراعا ، وجدرا الباب ملبسان رخاما أبيض وأحمر. وفي العتبة مراق داخلة في المسجد ينزل بها إليه.

__________________

(١) أنظر الأزرقي ٢ / ٨٦ ، وابن رستة ص : ٤٧ ـ ٤٨.

(٢) قال الاستاذ ملحس : يسمّى اليوم (باب السلام).

(٣) الروشن : الرفّ. أنظر لسان العرب ١٣ / ١٨٠.


والباب الثاني : طاق طوله عشرة أذرع ، وعرضه سبعة أذرع ، كان يفتح في رحبة كانت في موضع دار القوارير ، وهو (باب دار القوارير) (١).

والباب الثالث : طاق واحد طوله عشرة أذرع ، وعرضه سبعة أذرع ، وهو (باب النبي) صلّى الله عليه وسلم كان يخرج منه ويدخله من منزله الذي في زقاق العطّارين ، يقال له : مسجد خديجة ـ رضي الله عنها ـ.

والباب الرابع : فيه اسطوانتان وعليهما ثلاث طاقات / طول كلّ طاقة ثلاثة عشر ذراعا. ووجوه الطاقات وداخلها منقوشة بالفسيفساء. وعلى الباب روشن ساج منقوش بالزخرف والذهب ، طوله ستة وعشرون ذراعا ، وعرضه ثلاثة أذرع واثنتا عشرة اصبعا. ومن أعلى الروشن إلى العتبة ثلاثة وعشرون ذراعا. وما بين جدري الباب واحد وعشرون ذراعا. والجدران ملبسان رخاما أبيض وأحمر وأخضر ، ورخاما مموّها منقوشا بالذهب ، يرتقى إليه بسبع درجات. وهو (باب العباس) بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ وعنده علم المسعى من خارج.

وعلى جدار الباب مستقبل من دخل المسجد كتاب بفسيفساء اسود كتب باسم عبد الله بن محمد بن داود ، سنة عمل المسجد الحرام ، يذكر أن الخليفة كتب إليه في عمارته ، فعمره وذكر كلاما فيه (٢).

والباب الخامس : وهو باب بسوق الليل ، وهو مستقبل الوادي. وسعة ما بين جدري الباب واحد وعشرون ذراعا. وفيه اسطوانتان عليهما ثلاث طاقات ، طول كل طاقة ثلاثة عشر ذراعا. ووجوه الطاقات وداخلها منقوش بالفسيفساء وعارض الباب ملبّس صفائح رخام أبيض وأحمر وأصفر ، ورخاما منقوشا مموّها

__________________

(١) قال الأستاذ ملحس : قد اندثر هذا الباب ، ولا يعرف مكانه بالضبط.

(٢) هذه الزيادة ليست عند الأزرقي ولا ابن رستة.


بالذهب. وفوق الباب روشن ساج منقوش بالذهب والزخرف ، طوله أربعة وعشرون ذراعا. وعرضه ثلاثة أذرع واثنتا عشرة اصبعا. ومن أعلى الروشن إلى عتبة الباب ثلاثة وعشرون ذراعا. وفي عتبة [الباب](١) خمس درجات إلى بطن الوادي (٢).

وفي الشق الذي يلي الوادي ، وهو شق المسجد اليماني ، سبعة أبواب ، وسبعة عشر طاقا.

منها الباب الأول : فيه اسطوانة عليها طاقان ، طول كل طاق في السماء ثلاثة عشر ذراعا واثنتا عشرة اصبعا. وما بين جدري الباب أربعة عشر ذراعا ، وثماني عشرة اصبعا. وفي العتبة خمس درجات ، وهو الباب الأعلى يقال له (باب بني عائذ).

والباب الثاني : فيه اسطوانة عليها طاقان ، طول كل طاق ثلاثة عشر ذراعا واثنتا عشرة اصبعا. وما بين جدري الباب أربعة عشر ذراعا واثنتا عشرة اصبعا ، وفي العتبة ثلاث درجات في بطن الوادي ، وهو (باب أبي سفيان بن عبد الأسد).

والباب الثالث : وهو باب الصفا ، فيه أربع أساطين عليها خمس طاقات ، طول كل طاقة في السماء ثلاثة عشر ذراعا واثنتا عشرة اصبعا. والطاق الأوسط أربعة عشر ذراعا. ووجوه الطاقات وداخلها منقوش بالفسيفساء.

[واسطوانتا](٣) الطاق الأوسط أيضا منها منقوشتان مكتوب عليهما بالذهب. وما بين جدري الباب ستة وثلاثون ذراعا. وجدر الباب ملبّس رخاما منقوشا

__________________

(١) في الأصل (البابين) والتصويب من الأزرقي وابن رستة.

(٢) أفاد الأستاذ ملحس ، أنّ هذا الباب ، هو : باب علي.

(٣) في الأصل (واسطوانتان).


بالذهب ، ورخاما أبيض وأحمر وأخضر ولون لازورد. وفي عتبات الباب ست درجات. وفي الدرجة الرابعة ، إذا خرجت من المسجد حذو الطاق الأوسط ، رصاصة تشبه الحجر علامة من رصاص في ذلك الموضع ، ذكر المكيّون أن النبي صلّى الله عليه وسلم وطئ في موضعها حيث خرج إلى الصفا ، وكانت هذه الرصاصة في وسط الزقاق / يتحرّونها ويحذونها (١) موطئ طريق النبي صلّى الله عليه وسلم وزعموا انه كان يقال لهذا الباب (باب بني عدي بن كعب) ، كانت دور بني عدي بن كعب ما بين الصفا إلى المسجد وموضع الجنبذ (٢) التي يسقى فيها الماء وعند بركة الصفا هلم جرا إلى رحبة المسجد فلما وقعت الحرب بين بني عبد شمس وبني عدي بن كعب تحولت بنو عدي إلى دور بني سهم وباعوا منازلهم جميعا فيما هنالك فيما يذكرون الا آل صداد ، [وآل المؤمّل](٣) فأما اليوم فيقال له (باب بني مخزوم) وبهم يعرف ، وقد قالوا : هو لبني مخزوم (٤) ، واحتجّوا في ذلك بالحديث.

١٣٦١ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا عبد المجيد بن أبي روّاد ، عن ابن جريج ، قال : بلغني أن النبي صلّى الله عليه وسلم خرج من باب بني مخزوم. وفي أعلى هذا الباب كتاب مكتوب بفسيفساء أمر به عبد الله بن محمد (٥) ان يكتب لما عمل في المسجد الحرام.

__________________

١٣٦١ ـ إسناده ضعيف.

رواه البيهقي ٥ / ٧٢ من طريق : ابن جريج ، عن عطاء ، به بنحوه.

(١) يحذونها ـ أي : يتخذونها قدوة وأمتثالا ـ من حذاه أي : احتذاه.

(٢) كذا في الأصل ، وفي الأعلاق (الجنبذة) وفي الأزرقي (الجنبزة) بالزاي.

(٣) في الأصل (وقال المؤملي) وهو تصحيف. والتصويب من الأزرقي وابن رستة.

(٤) قارن ما تقدّم في هذا الفصل بما عند الأزرقي ٢ / ٨٦ ـ ٩٠ ، وابن رستة ص : ٤٨ ـ ٥٠.

(٥) هو : عبد الله بن محمد بن داود بن عيسى العباس ، أمير مكة. ترجمته في العقد ٥ / ٢٤٣.


١٣٦٢ ـ حدّثنا أحمد بن سليمان الصفّار ، قال : ثنا زيد بن المبارك ، قال : ثنا ابن ثور ، عن ابن جريج ، قال : دخل النبي صلّى الله عليه وسلم المسجد فطاف سبعا ، وقريش جلوس بين باب بني مخزوم وباب بني جمح ، فقال صلّى الله عليه وسلم بيده وأشار إليهم وإلى أوثانهم (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ)(١) ثم خرج صلّى الله عليه وسلم فجاء ابن الزبعري ، وإذا قريش تسبّه ، فقال : ما لكم؟ [فقالوا](٢) : ان ابن أبي كبشة سبّنا ، وسبّ أوثاننا. فلما ان كان من العشى لقي ابن الزبعري ، فقال : يا محمد أهي لنا ولآلهتنا خاصة دون الأمم أو هي لجميع الأمم؟ قال : بل هي لكم ولجميع الأمم ، قال ابن الزبعري : خصمتك وربّ الكعبة ، فإنك تثنى على عيسى وأمه خيرا ، وقد عبد فنزلت (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ)(٣) ابن الزبعري السهمي ، قال ابن جريج في حديثه هذا : وقال : مجاهد (أولئك عنها مبعدون) عيسى وعزير والملائكة.

ويقال : إن عبد العزيز بن أبي رواد كان يصلي مما يلي باب الصفا.

١٣٦٣ ـ حدّثني أبو عبيدة محمد بن محمد المخزومي ، قال : حدّثني حفص بن عمر بن رفيع ، قال : كنّا جلوسا عند عبد الملك بن جريج ، فإذا برجل من آل باذان يقال له : فلان ، أتاه ، فقال له : يا أبا الوليد ، من الرافضي من

__________________

١٣٦٢ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه ، وبقيّة رجاله موثقون. وابن ثور ، هو محمد بن ثور الصنعاني.

وأنظر سيرة ابن هشام ١ / ٣٨٥ ، وتفسير الطبري ١٧ / ٩٦ ـ ٩٧ وسبل الهدى والرشاد ٢ / ٦١٢.

١٣٦٣ ـ شيخ المصنّف ، وشيخ شيخه لم نعرفهما.

(١) سورة الأنبياء (٩٨).

(٢) في الأصل (قال).

(٣) سورة الأنبياء (١٠١).


الناس؟ قال : من يرفض أحدا من أصحاب محمد صلّى الله عليه وسلم وكرهه. قال : فأقمنا بعد ذلك فإذا [بعبد العزيز](١) بن أبي روّاد قد طلع ، وكان يصلي عند باب الصفا ، وكان ابن جريج يعظّمه إذا رآه ويوقّره ويفسح له في مجلسه. وقال لفلان سله : وهو مقبل إذا جاء وجلس واطمأن فنسأله عن مسألة ابن باذان ، فلما جلس وتحدّث ساعة ، سأله عن مسألة ابن باذان ، فقال له : جعلت فداك يا أبا [عبد المجيد](٢) من الرافضي؟ قال : الرافضي من كره أحدا من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلم أو كان له علي (٣) عيب سوء. قال : فلما قام الرجل وذهب وكان الناس يتهمون [عبد العزيز](٤) بقول الإرجاء ، وآخرون يقولون : بقول الخوارج. قال فلما قال هذا الكلام رفع ابن جريج يده ، فقال : الحمد لله ربّ العالمين ، كان الناس يقولون في هذا الرجل بهذه الأشياء ، ولقد كنت أعلم أنّ مثل هذا لا يعيب (٥) لأحد من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلم إلا بخير.

/ والباب الرابع : فيه اسطوانة عليها طاقان ، طول كل طاق ثلاثة عشر ذراعا واثنتا عشرة اصبعا ، وما بين جدري الباب خمسة عشر ذراعا. وفي عتبة الباب خمس درجات في بطن الوادي. ويقال لهذا الباب (باب بني مخزوم) أيضا.

والباب الخامس : فيه اسطوانة عليها طاقان ، طول كل طاق ثلاثة عشر

__________________

(١) في الأصل (عبد العزي) وهو تحريف.

(٢) في الأصل (عبد الحميد) وهو تصحيف.

(٣) كذا في الأصل ولعلّها (عليهم).

(٤) في الأصل (عبد العزى).

(٥) كذا في الأصل.


ذراعا واثنتا عشرة اصبعا. وما بين جدري الباب خمسة عشر ذراعا ، وفي عتبة الباب سبع درجات. وهذا الباب من أبواب بني مخزوم.

والباب السادس : فيه اسطوانة عليها طاقان ، طول كل طاق في السماء ثلاثة عشر ذراعا واثنتا عشرة اصبعا. وما بين جدري الباب خمسة عشر ذراعا.

وفي عتبة الباب ست درجات ، وكان يقال لهذا الباب (باب بني تيم بن مرّة). وكان بحذاء دار عبد الله بن جدعان ، ودار عبيد الله بن معمر بن عثمان ، فدخلتا في الوادي ، حيث وسع المهدي المسجد الحرام. وقد فضلت من دار عبد الله (١) بن جدعان فضلة ، كانت في أيديهم تلك الفضلة يحوزونها ويكرونها ويقبلونها ، حتى كانت سنة ست وأربعين ومائتين ، فاشتراها محمد بن سليمان بن عبد الله بن محمد بن ابراهيم الزينبي (٢) ، وهو والي مكة ، ثم صارت لابن يزداد مولى أمير المؤمنين.

والباب السابع : فيه اسطوانة عليها طاقان ، طول كل طاق ثلاثة عشر ذراعا واثنتا عشرة اصبعا. وما بين جدري الباب أربعة عشر ذراعا وثماني عشرة اصبعا. وفي عتبة الباب خمس درجات. وهذا الباب مما يلي دور بني عبد شمس ، وبني مخزوم. كان يقال له (باب أم هانئ) بنت أبي طالب ـ رضي الله عنها ـ. وعلى الأساطين التي على أبواب المسجد كراس مما يلي الوادي ، وباب بني سهم ، وباب بني جمح ساج منقوش بالزخرف والذهب (٣).

وفي الشق الذي يلي باب بني جمح ستة أبواب ، وعشر طاقات.

الباب الأول : وهو الذي يلي باب المنارة التي تلي أجياد الكبير ، فيه

__________________

(١) في الأصل (ابن عبد الله).

(٢) ترجمته في العقد الثمين ٢ / ٢٢.

(٣) أنظر لما تقدّم الأزرقي ٢ / ٩٠ ـ ٩١ ، والأعلاق النفيسة ٥٠ ـ ٥١.


اسطوانة عليها طاقان ، طول كل طاق ثلاثة عشر ذراعا ، وما بين جدري الباب خمسة أذرع ، وفي عتبة الباب سبع درجات وهو يقال له : باب حكيم بن حزام ، وبني الزبير بن العوام والغالب عليه اليوم (باب الحزامية) (١) لأنه يلي الخط الحزامي.

والباب الثاني : فيه اسطوانتان عليهما ثلاث طاقات طول كل طاق في السماء ثلاثة عشر ذراعا ، وما بين جدري الباب واحد وعشرون ذراعا. وفي عتبة الباب خمس درجات. والباب يستقبل دار عمرو بن عثمان بن عفان يقال له اليوم : (باب الخياطين) (٢).

والباب الثالث : فيه اسطوانة عليها طاقان ، طول كل طاقة في السماء ثلاثة عشر ذراعا. ووجوه الطاقين منقوش بالفسيفساء. وما بين جدري الباب خمسة عشر ذراعا. وفي عتبة الباب سبع درجات. وبين يدي الباب بلاط يمر عليه سيل المسجد من سرب تحت هذا الباب. وذلك الفسيفساء من عمل أبي جعفر أمير المؤمنين ، وهو آخر عمله إلى ذلك الموضع وهو (باب بني جمح) (٣).

والباب الرابع : / طاق طوله في السماء عشرة أذرع ، وعرضه خمسة أذرع. وعليه باب مبوّب كان يشرع في زقاق كان بين يدي دار زبيدة وبين المسجد. كان ذلك الزقاق مسلوكا ، وهو (باب أبي البختري) بن هاشم الأسدي. كان يستقبل داره التي دخلت في دار زبيدة ، فيها بئر الأسود ، للأسود بن المطلب بن أسد ، وهي بئر جاهلية مدفونة في بعض حوانيت دار

__________________

(١) أفاد الأستاذ ملحس أنّه الباب الذي يسمّى (باب الوداع).

(٢) هكذا في الأصل ، وفي الأزرقي. وعند ابن رستة (الحناطين) بالحاء المهملة بعدها نون. وورد عند الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٢٣٨ ما يفيد أنّ اسم هذا الباب هو (باب ابراهيم) ثم قال : وابراهيم المنسوب إليه هذا الباب خياط كان عنده على ما قيل أ ه.

(٣) قال الفاسي : (باب بني جمح) لا أثر له الآن ، ثم أفاد أنّ موضعه بمحاذاة باب ابراهيم المتقدم.


زبيدة (١) ، وذلك بعد أن بنيت دار زبيدة ، وكانت بنيت في سنة ثمان وثمانين.

١٣٦٤ ـ فحدّثني علي بن حرب الموصلي ، قال : دخلنا على ابن وهب في دار زبيدة ، وهي ستا (٢) فسمعنا منه فيها سنة ثمان وثمانين ومائة.

حدّثني بعض المكيّين : أنّ ذلك الزقاق كان يباع فيه فيما مضى الدجاج والحمام ، وكان مسلوكا مخترقا إلى السويقة وما ناحاها.

والباب الخامس : طاق طوله في السماء عشرة أذرع ، وعرضه أربعة أذرع واثنتا عشرة أصبعا. والباب مبوّب يشرع في زقاق دار زبيدة أيضا وهو الباب الذي يصعد منه اليوم إلى دار زبيدة.

والباب السادس : طاق طوله في السماء عشرة أذرع ، وعرضه سبعة أذرع واثنتا عشرة اصبعا ، وفي العتبة خمس درجات وهو (باب بني سهم) (٣).

وفي الشق الذي يلي دار الندوة ، وهو الشق الشامي من الأبواب ستة أبواب.

الباب الأول : وهو يلي المنارة التي تلي باب بني سهم ، طاق طوله في السماء عشرة أذرع ، وعرضه أربعة أذرع. وفي عتبة هذا الباب سبع درجات ، فإذا كثر التراب من السيول ذهبت أربع ، وبقيت منه ثلاث درجات. وهو

__________________

١٣٦٤ ـ علي بن حرب الموصلي ، ذكره ابن أبي حاتم ٦ / ١٨٣ وقال : كتبت عنه مع أبي ، وهو صدوق.

(١) أنظر الأزرقي ٢ / ٩١ ـ ٩٣ ، وابن رستة ص : ٥١ ـ ٥٢.

(٢) كذا في الأصل.

(٣) قال الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٢٣٠ : (باب بني سهم) هو : باب المسجد المعروف الآن ب (باب العمرة). وهو الصحيح.


(باب دار عمرو بن العاص) ومنه يدخل سيل قعيقعان إذا عظم إلى المسجد الحرام حتى حزّ في جدري الباب حزا. وجعل عليه طبق من خشب الساج على قدر الباب يمنع السيل ، يجعل ذلك الطبق عليه إذا جاء السيل وكثر الماء ، فإذا نضب الماء رفع من موضعه.

والباب الثاني : قد سدّ موضعه ، والباب بيّن. وهو (باب دار العجلة) قد بني وسد بالبناء وموضعه بين لمن تأمله.

والباب الثالث : وهو (باب دار العجلة).

والباب الرابع : وهو (باب قعيقعان) طاق طوله في السماء عشرة أذرع ، وعرضه سبعة أذرع وست أصابع. وفي عتبة الباب ثماني درجات يقال له (باب حجير بن أبي إهاب).

والباب الخامس : وهو (باب دار الندوة).

والباب السادس : طاق طوله في السماء تسعة أذرع ، وعرضه خمسة أذرع. وفي عتبة هذا الباب ثماني درجات في بطن المسجد ، وهو (باب دار شيبة ابن عثمان) يسلك منه إلى السويقة (١).

وفي هذا الشق درجة يصعد منها إلى دار الإمارة درجات من رخام عليها درابزين.

وفي هذا الشق جناح من ساج شارع من دار العجلة ، كان شرع للمهدي أيام بنيت في سنة ستين ومائة على يدي محمد بن ابراهيم إذ كان بمكة (٢).

__________________

(١) أفاد الأستاذ ملحس أنّه الباب الذي سمي (باب الزيادة) لكونه في صدر زيادة دار الندوة.

(٢) قارن بالأزرقي ٢ / ٩٣ ـ ٩٤ ، وابن رستة ص : ٥٢ ـ ٥٣. ومحمد بن ابراهيم المذكور ، هو : ابن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس ، أمير مكة والطائف. أنظر ترجمته في العقد الثمين ١ / ٤٠١.


١٣٦٥ ـ وسمعت عبد الرحمن بن محمد الجدي يذكر أنه رأى محمد بن ابراهيم خلف المقام يصلي فكان فيه ذلك الجناح على حاله حتى دخلت المبيّضة ، فقطعه حسين بن حسن ووضع الجناح لاصقا بالكواء التي / كانت أبواب الجناح وذلك في سنة المائتين في الفتنة (١) ، فأقامت على ذلك من الخراب حتى أمر أمير المؤمنين المعتصم بالله في سنة إحدى وعشرين ومائتين بعمارة دار العجلة ، فأشرع الجناح وجعل شباكه بالحديد ، وجعلت عليه أبواب مزررة تطوى وتنشر ، فهو قائم إلى يومنا (٢). وكان حسين قد خرّب دار العجلة خرابا شديدا حتى قال في ذلك شاعر من أهل مكة ، وذكر رجلا يدعو عليه ويتمثل في شعره بخراب دار العجلة ، فقال :

عجّل الله لك الخزي كما

عجّل الخزي لدار العجلة

بعد سكنى ريّس النّاس[بها](٣)

صار تلّا وعاد فيها مزبلة

ذكر

ذرع طول جدرات المسجد الحرام

وذرع جدر المسجد الحرام الذي يلي المسعى ـ وهو الشرقي ـ ثمانية عشر ذراعا في السماء. وفي هذا الجدر تحت الشرافات المكشوفات كتاب مكتوب بفسيفساء ، كان أمر به عبد الله بن محمد بن داود أن يكتب.

وطول الجدر الذي يلي الوادي ـ وهو الشق اليماني ـ اثنان وعشرون ذراعا.

وطول الجدر الذي يلي باب بني جمح ـ وهو الغربي ـ اثنان وعشرون

__________________

١٣٦٥ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه.

(١) راجع عن فتنة هؤلاء إتحاف الورى ٢ / ٢٦٢ ـ ٢٧١.

(٢) أنظر الأزرقي ٢ / ٩٤ ، وابن رستة ص : ٥٣.

(٣) زدناها في البيت ليستقيم الوزن.


ذراعا ، واثنتا عشرة اصبعا.

وطول الجدر الذي يلي دار الندوة ـ وهو الشق الشامي ـ سبعة عشر ذراعا واثنتا عشرة اصبعا.

وعلى جدار المسجد الحرام مقابل دار الإمارة مما يلي الصحن مكتوب بفسيفساء أسود : أمر بكتابته عبد الله بن محمد بن داود ، يذكر فيه عمارته للمسجد الحرام (١).

ذكر

عدد الشرافات التي في ظهر المسجد وخارجه

وعدد الشرافات اللائي على جدرات المسجد الحرام من خارجه مائتا شرافة واثنتان وسبعون شرافة ونصف.

منها في الجدر الذي يلي المسعى ثلاث وسبعون.

ومنها في الجدر الذي يلي الوادي مائة وتسع عشرة.

ومنها في الجدر الذي يلي باب بني جمح ، خمس وسبعون.

ومنها في الجدر الذي يلي دار الندوة خمس شرافات ونصف.

وفي جدرات المسجد من خارج روازن (٢) منقوشة بالجص نافذة إلى المسجد ، ووجوهها منقوشة بالجص ، وعلى الطاقات تشابيك حديد. ووجوه الشرف منقوش بالجص [وسيل](٣) سطح المسجد من الشق الذي يلي المسعى ، والشق الذي يلي دار الندوة يجري سيله في سربين محفورين على جدر المسجد ، ثم يسيل في اسطوانة مبنية على باب بني عبد شمس الكبير ، ثم يصير إلى سقاية

__________________

(١) قارن بالأزرقي ٢ / ٩٤ ـ ٩٥ ، وابن رستة ص : ٥٣ ـ ٥٤.

(٢) روازن ، واحدها روزن ، هي : الكوّة النافذة. تاج العروس ٩ / ٢١٥.

(٣) في الأصل (وسائر) وصحّحناها من الأزرقي.


مدبولة (١) على باب المسجد بين يدي دار القوارير ، عليها شباك وباب مغلق.

[وسيل شق الوادي وشق بني جمح](٢) يذهب في سرب قد جعل في الجدار ، كان يسيل في سقاية عند الخياطين ، مدبولة ، كانت الخيزران أم الخليفتين موسى وهارون قد حفرتها هنالك في موضع الرحبة التي استقطعها / جعفر بن يحيى فبنى فيها الدار التي على البقّالين والخياطين ، ثم صارت بعده لزبيدة.

١٣٦٦ ـ حدّثنا محمد بن [أبي](٣) عمر ـ إن شاء الله ـ أن جعفر بن يحيى لما بناها وشرع جناحها كان من يأتي المسجد في فتنة منها حتى يدخل المسجد من حسنها ، فلما بنيت هذه الدار صرف سيل المسجد ، فصار في سرب عظيم ، وهو بميزاب من ساج يسكب في البئر التي على باب البقّالين التي حفرها المهدي عوضا من بئر قصي بن كلاب التي يقال لها (العجول) دخلت في المسجد الحرام حين وسعه المهدي.

ذكر

عدد الشراف التي في بطن المسجد

وما يشرع من الطيقان في الصحن

وفي شق المسجد الشرقي الذي فيه المسعى واحد وثلاثون طاقا ، فوقها مائة شرافة مجصصة.

__________________

١٣٦٦ ـ ذكره الأزرقي ٢ / ٩٥ ـ ٩٦ ضمن كلام طويل.

(١) مدبولة ، أي : معمرة ومصلحة. تاج العروس ٧ / ٣١٧.

(٢) العبارة في الأصل (وسيل الوادي الذي شق بني جمح) ، وأصلحناها من الأزرقي.

(٣) سقطت من الأصل.


وفي الشق الذي يلي (باب بني شيبة الصغير) ودار الندوة ستة وأربعون طاقا ، فوقها مائة وأربع وسبعون شرافة.

وفي الشق اليماني خمسة وأربعون طاقا ، فوقها مائة وخمسون شرفة مجصّصة.

وفي الشق الغربي تسعة وعشرون طاقا ، فوقها أربع وتسعون شرافة.

وبين مخرج النبي صلّى الله عليه وسلم من الصفا وبين الركن الذي فيه منارة المسعى تسعة عشر طاقا.

فهذا ما في بطن المسجد من الشرف البيض. وأما خارج المسجد فبعض الشرف قائم وبعضه داخل في الدور.

ذكر

صفة سقف المسجد

وللمسجد الحرام سقفان أحدهما فوق الآخر ، فأما الأعلى منهما فمسقف [بالدوم](١) اليماني ، وأما الأسفل فمسقف بالساج والسيلج (٢) الجيد ، وبين السقفين فرجة قدر ذراعين ونصف. والسقف الساج مزخرف بالذهب ، مكتوب في دوارات من خشب فيه قوارع القرآن ، وغير ذلك من الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلم والدعاء للمهدي (٣).

__________________

(١) في الأصل (الدرم) بالراء ، وهو تصحيف ، والدّوم : شجر يشبه النخل ، إلّا أنّه يثمر المقل ، وقيل : هو ضخام الشجر أيا كان. أنظر لسان العرب ١٢ / ٢١٨.

(٢) نوع من الخشب. تاج العروس ٢ / ٦٠.

(٣) أنظر الأزرقي ٢ / ٩٦ ـ ٩٧.


ذكر

الأبواب التي يصلى فيها على الجنائز بمكة المشرفة

وهي ثلاثة أبواب ، منها باب العباس بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ ويعرف (ببني هاشم). فيه موضع قد هندم للجنائز لتوضع فيه.

ومنها باب بني عبد شمس ، وهو (باب بني شيبة الكبير).

ومنها باب الصفا وفيه موضع قد هندم أيضا فوضع فيه الجنائز وهو على (باب الصفا) صلي على سفيان بن عيينة حين مات.

فهذه الأبواب التي يصلى فيها على الجنائز ، وكان الناس فيما مضى من الزمان يصلون على الرجل المذكور في المسجد الحرام (١).

١٣٦٧ ـ وحدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، قال : سمعت من يذكر أنه صلي على أبي إهاب في المسجد الحرام.

ذكر

منارات المسجد الحرام وعددها وصفتها

وفي المسجد الحرام أربع منارات يؤذّن فيها مؤذنو المسجد وهي في زوايا

__________________

١٣٦٧ ـ ذكره ابن حجر في الإصابة ٤ / ١٢ ونسبه للفاكهي. وأبو إهاب ، هو : ابن عزيز بن قيس ابن سويد التميمي الدارمي. صحابي مشهور. راجع الإصابة.

(١) قارن بالأزرقي ٢ / ٩٧. وذكره الفاسي في الشفاء ١ / ٣٢٩ نقلا عن الفاكهي ، ثمّ قال : ومراده (على الرجل المذكور) أي : المشهور.


المسجد على سطحه ، يرتقى إليها بدرج. وعلى كل منارة باب يغلق عليها شارع في المسجد الحرام ، وعلى رؤوس المنارات شراف.

/ فأولها : المنارة التي تلي باب بني سهم ، تشرف على دار عمرو بن العاص ، وفيها يؤذن صاحب (١) الوقت بمكة.

والمنارة الثانية : تلي أجياد تشرف على الحزورة ، وسوق الخياطين ، وفيها يسحّر المؤذن في شهر رمضان (٢).

والمنارة الثالثة : تشرف على دار ابن عباد ، ودار السفيانيّين على سوق الليل (٣) ، ويقال لها (منارة المكيّين).

والمنارة الرابعة : بين المشرق والشام ، وهي مطلة على دار الإمارة ، وعلى الحذّائين والردم (٤). وفيها يتعبد أبو الحجّاج الخراساني ، ويكون فيها بالليل والنهار ، ويصلي الصلوات فيها ولا ينحدر منها إلا من جمعة إلى جمعة ، وكان رجلا صالحا فيما ذكروا.

١٣٦٨ ـ حدّثنا عبد الله بن عبد الرحمن ، قال : حدّثنيه [ابن](٥) صفوان القرشي ، قال : كان شيخ في بعض منارات الكعبة يتعبّد ، يكنّى بأبي

__________________

١٣٦٨ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه.

(١) قال الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٢٤١ : ومراده بصاحب الوقت ـ والله أعلم ـ. الذي يقال له في هذا الزمان (رئيس المؤذنين). ثمّ قال : وهذا يخالف ما عليه الناس اليوم بمكة ، لأنّ منارة صاحب الوقت الآن هي : منارة باب بني شيبة. أ ه.

(٢) قال الفاسي في الشفاء ٢ / ٢٤١ بعد أن نقل كلام الفاكهي هذا (والذي عليه المؤذنون الآن بمكة ، أنّهم يسحّرون في جميع منائر المسجد الحرام) أ ه.

(٣) قال الفاسي : ٢ / ٢٤٠ (وهي المنارة التي فيها الميل الذي يهرول الساعي بين الصفا والمروة عنده).

(٤) وهي منارة باب بني شيبة ، على ما قال الفاسي.

وأنظر منائر المسجد الحرام في الأزرقي ٢ / ٩٧ ـ ٩٨.

(٥) في الأصل (ابن أبي صفوان) وهو خطأ. وهو : محمد بن عثمان بن صفوان بن أميّة الجمحي.


الحجاج ، لا يكلّم الناس ، قال : فحج أمير المؤمنين هارون فأراده على أن يتكلم فأبى ، فمرّ به خصي ومعه شمعة ، فرآه في أطماره فصاح به تنحّ ، فلم يكترثه الشيخ ، قال : فضربه الخصي برجله ، فإذا هو قد طرحه. قال : فتسقط شرارة من الشمعة على ثياب الخصي ، فجعلوا يصبون عليه الماء ، فما أقلعت عنه حتى جعلته فحمة.

ذكر

قناديل المسجد الحرام وعددها

والثريات التي فيه وتفسير أمرها

وعدد القناديل أربعمائة قنديل وخمسة وخمسون قنديلا.

والثريات التي يستصبح فيها في شهر رمضان وفي الموسم ثماني ثريات ، أربع صغار وأربع كبار ، يستصبح في الكبار منها في شهر رمضان ، وفي المواسم.

ويستصبح منها بواحدة في سائر السنة على باب دار الإمارة ، وهذه الثريات في معاليق من شبه (١) ، ولها قصب من شبه ، تدخل هذه القصبة في حبل ثم تجعل في جوانب المسجد الأربعة ، في كل جانب واحدة يستصبح فيها في رمضان ، فيكون لها ضوء كثير ثم ترفع في سائر السنة (٢).

__________________

(١) تقدّم تفسيرها ، وهو : النحاس الأصفر.

(٢) أنظر الأزرقي ٢ / ٩٨ ـ ٩٩.


ذكر

ظلّة المؤذنين التي يؤذن فيها المؤذنون

يوم الجمعة إذا خرج الإمام

فأول من عمل ظلّة المؤذنين التي على سطح المسجد الحرام يؤذن فيها المؤذنون يوم الجمعة إذا خرج الإمام فصار على المنبر ، عبد الله بن محمد بن عمران (١) الطلحي وهو أمير مكة في خلافة أمير المؤمنين هارون. وكان المؤذنون يجلسون يوم الجمعة قبل بنائها في الشمس في الصيف والشتاء. فكانت تلك الظلّة على حالها حتى كانت سنة أربعين ومائتين ، فغيرها عبد الله بن محمد بن داود ، وبناها بناء محكما وجعلها بطاقات خمس ، وإنما كانت قبل ذلك ظلة ، وكان الذي تولى عملها محمد بن اسماعيل الخصاص.

ذكر

الدور التي تشرع على المسجد الحرام

فمنها دار أمير المؤمنين التي عند باب بني عبد شمس ، فيها فتح فتح في دار عيسى بن علي يرى منه / الكعبة من قام على المروة.

ثم دار الفضل بن الربيع ، في الشق الشامي.

ثم دار الندوة ، في دبرها طريق يخرج منه إلى السويقة وهي اليوم لأبي أحمد الموفق بالله أخي أمير المؤمنين ، سلمها له الحارث بن عيسى.

ثم دار العجلة ، بينها وبين دار الندوة الباب الذي يخرج منه إلى قعيقعان ، وكانت لأمير المؤمنين المهدي ، وكان إلى جنبها دار لبكار بن رباح.

__________________

(١) أنظر ترجمته في العقد الثمين ٥ / ٢٦١.


١٣٦٩ ـ حدّثنا الزبير بن أبي بكر وسمعته منه يحدّث به ، قال : حدّثني بكّار ابن رباح ـ مولى الأخنس بن شريق ـ قال : أرسل إليّ أمير المؤمنين المهدي فسامني بمنزلي إلى جنب دار العجلة ، وأراد أن يدخله في دار العجلة ، فأعطاني به أربعة ألاف دينار ، فقلت له : ما كنت لأبيع جوار أمير المؤمنين. فقال : أعطوه أربعة ألاف دينار ، ودعوا له منزله ، قال بكّار فقلت حين مات :

الا رحمة الرّحمن في كلّ شارق

على رمّة رشّت بها سبدان

لقد غيّب القبر الّذي فيه سؤدد

وكفّين بالمعروف تبتدران

ثم صارت دار العجلة اليوم لأمير المؤمنين جعفر المتوكل على الله.

وفي الشق الغربي ، دار زبيدة الكبيرة التي بنتها.

ثم دار جعفر بن يحيى بن خالد ، صارت بعد ذلك لزبيدة.

وليس في الشق الذي يلي الوادي شيء إلا دار القوارير التي بناها حماد البربري لأمير المؤمنين هارون ، ثم صارت اليوم لموسى بن بغا ، قبضها له اسحاق ابن محمد الجعفري ، وهو والي المدينة.

ذكر

الدور التي تستقبل المسجد الحرام من جوانبه

خارجا في الوادي ولا تلزق به وتفسير ذلك

فمنها مما يلي الشام : دار شيبة بن عثمان. وخزانة الكعبة تحتها. وهي إلى جنب دار الإمارة.

__________________

١٣٦٩ ـ بكار بن رباح ، ذكره ابن حجر في اللسان ٢ / ٤٢.


ثم دار الفضل بن الربيع ، وهي اليوم في الصوافي عند دار حجير بن أبي إهاب.

ودار صاحب البريد التي يسكنها أصحاب البرد بمكة.

ودار مسرور خادم زبيدة. وذلك كله في الجانب الشامي.

ومن الجانب الغربي : دار إسحاق بن ابراهيم ، كانت لعبيد الله بن الحسن ، ثم صارت لإسحاق بن ابراهيم ، وهي اليوم لعلي بن جعفر البرمكي.

ودار عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ.

ودار ابن عبد الرزاق الجمحي.

ومن الجانب اليماني : دار عمرو بن عثمان التي تستقبل باب الخياطين.

وإلى جانبها دار ابن بريع. ودار سعيد بن مسلم الباهلي. ودار بنت الأشعث عند التمارين. ودار ابراهيم بن مدبّر الكاتب. ودار عيسى بن محمد المخزومي عند فم خط الحزامية ، خربها ابن أبي (١) الساج فهي خراب إلى اليوم.

ثم دار المعيدي على فوّهة أجياد الكبير ، صارت لمحمد بن أحمد بن سهيل اليوم ، فأخرجها الخياطون والجزارون في أيام الفتنة فيهم ، وكانت قبل ذلك لجعفر بن خالد بن برمك.

ومن الجانب الشرقي : دار عيسى بن موسى ، كان سفيان بن عيينة ـ رضي الله عنه ـ يسكن فيها ، ثم صارت متوضيات لزبيدة إلى اليوم. وإلى جانبها / دار لبعض ولد محمد بن عبد الرحمن ، عند أصحاب الصابون.

__________________

(١) هو : محمد بن أبي الساج. أنظر ترجمته في العقد الثمين ٢ / ٢٥. وكانت فتنته سنة (٢٦٦) على ما ذكر ابن الأثير في الكامل. وسيأتي تفصيل القول عن دار عيسى المخزومي عند كلام المصنّف على رباع بني مخزوم بعد الأثر رقم (٢١٥٧).


ودار أبي عزارة ، ومحمد بن ابراهيم الملكيين ، وهي بقية الدار التي كان فيها حلف الفضول ، وهي اليوم لصاعد بن مخلد.

ودار عباس بن محمد المشرفة على باب أجياد الصغير.

ثم دار يحيى بن خالد بن برمك وتعرف اليوم بأبي أحمد بن الرشيد.

ثم دار شقيقه فيها البزازون وبين يديها الصيارفة.

ثم دار المطلب بن حنطب التي باعتها أم عيسى بنت سهيل بن عبد العزى ابن المطلب المخزومية من محمد بن داود فبناها. ثم صارت لابنه عبد الله بن محمد بن داود وبه تعرف شارعة على الصفا والوادي.

ثم دار الأرقم بن أبي الأرقم (١) المخزومي دبر دار أحمد بن اسماعيل بن علي على الصفا.

ثم دار صيتة مولاة العباسية.

ثم دار الخيزران لولد موسى أمير المؤمنين ، وهي اليوم أو بعضها لأبي عمارة بن أبي ميسرة.

ودار القاضي محمد بن عبد الرحمن السفياني ، مشرعة على منارة المسجد والوادي. ثم دار عباد بن جعفر عند العلم الأخضر.

ودار يحيى بن خالد بن برمك ، تشرف على سوق الليل والوادي يقال إنه اشتراها بثمانين ألفا وأنفق عليها عشرين ومائة ألف دينار ، ثم هي اليوم في يد ورثة وصيف.

ودار موسى بن عيسى في أصلها الميل الأخضر ، وهو علم المسعى.

ثم دار جعفر بن سليمان عند زقاق العطارين.

__________________

(١) قال الفاسي في العقد الثمين ٣ / ٢٨١. وهذه الدار عند الصفا. وهي مشهورة بالخيزران ، لأنّها صارت إليها.


ودار الأزهرين. ودار أمير المؤمنين التي بناها حماد البربري على الصيادلة فاحترقت. ثم صارت اليوم لأبي عيسى بن المتوكل.

ثم دار الفضل بن الربيع ، بناها وأراد أن يسويها بدار ابن علقمة فمنع من ذلك ، فجعل اسطوانة في ركن الدار مما يلي دار ابن علقمة ، فيقال إنّ أمير المؤمنين قال له حين رآها : ما أشبه دارك هذه بعجوز تمشي على عكاز.

ثم دار نافع بن علقمة الكناني ، كان أمير المؤمنين قبضها ثم ردها عليهم.

وقال بعض المكيّين : كان لآل طلحة بن عبيد الله فيها شيء فأخذه نافع ابن علقمة منهم في ولايته على مكة (١).

ويقابلها دار عيسى بن علي.

وإلى جانب دار عيسى بن علي منزل أبي غبشان الخزاعي بين دار عيسى ابن علي ، وبين دار عيسى بن جعفر التي فيها الحذاؤون ، وهي اليوم بيد ورثة أحمد المولد ، بينها وبين دار الإمارة طريق إلى السويقة وما ناحاها.

ودار أحمد بن سهل إلى جنب دار ابن علقمة ، وهي من الدور التي قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : من دخل دار أبي سفيان فهو آمن.

ذكر

السعي بين الصفا والمروة وسنة السعي بينهما

ومبتدأ ذلك كيف كان وتفسيره

١٣٧٠ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، وابراهيم بن أبي يوسف ـ يزيد

__________________

١٣٧٠ ـ إسناده حسن. وذكره الهيثمي في المجمع ٣ / ٢٤٨ ، وعزاه للطبراني في الكبير ، وقال : ورجاله ثقات ، وذكره ابن حجر في الفتح ٣ / ٥٠٢ ، ٥٠٣ ، وعزاه لابن خزيمة والفاكهي.

(١) انظر العقد الثمين : ٧ / ٣٢٣ ، ٣٢٤

(٢) صدر قرار تحديد عرض المسعى من لجنة علمية برئاسة سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رئيس القضاة ومنهم والدي الشيخ عبد الله بن دهيش برقم ٥٠٣ في ٣٠ / ٦ / ١٣٨٠ ه‍ وصدق بالأمر الملكي رقم ٢٧ / ٤ / ٢ / ٢٣٨ في ١١ / ٢ / ١٣٨٠ ه


أحدهما على صاحبه ـ قالا : ثنا يحيى بن سليم ، قال : أخبرني عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن أبي الطفيل قال : سألت ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن السعي بين الصفا والمروة. قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : لما بعث الله ـ تبارك وتعالى ـ جبريل ـ عليه الصلاة والسلام ـ أتى ابراهيم ـ عليه السلام ـ يريه المناسك ، عرض له الشيطان الخبيث بين الصفا والمروة بأمر الله ـ تعالى ـ / أن يجيز الوادي. وقال ابن أبي يوسف : قبل أن يعرض له الخبيث ، قالا : قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ فكانت سنة.

١٣٧١ ـ حدّثنا الحسن بن محمد الزعفرانيّ ، قال : ثنا اسماعيل بن عليّة ، عن أيوب ، قال : نبّئت عن سعيد بن جبير ، أنه حدّث عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنه قال : أول من سعى بين الصفا والمروة أم اسماعيل.

١٣٧٢ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان عن ابن أبي حسين ، عن أبي الطفيل ، قال : قلت لابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : إنّ قومك يزعمون أنّ النبي صلّى الله عليه وسلم رحل بالبيت ، وبين الصفا والمروة وهي سنة ، فقال : صدقوا وكذبوا.

__________________

١٣٧١ ـ في إسناده جهالة ، وقد سمع أيوب من سعيد بن جبير كما قال الحافظ في الفتح ٦ / ٤٠٠.

رواه البخاري ٦ / ٣٩٦ من طريق : أيوب وكثير بن كثير ، عن سعيد به في حديث طويل.

١٣٧٢ ـ إسناده صحيح.

ابن أبي حسين ، هو : عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي. ورواه مسلم في الحج ٩ / ١١ ـ ١٢ من طريق : ابن أبي عمر به.


١٣٧٣ ـ حدّثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا سفيان ، عن فطر بن خليفة ، عن أبي الطفيل ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ مثله ، الا أنه قال : صدقوا قد فعله صلّى الله عليه وسلم وكذبوا ، ليست بسنة.

١٣٧٤ ـ حدّثنا عباس بن عبد العظيم العنبري ، قال : ثنا جعفر بن عون ، عن سفيان الثوري ، عن عاصم بن كليب ، عن أبيه ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : رآهم يسعون بين الصفا والمروة ليري المشركين قوته.

١٣٧٥ ـ وحدّثنا يعقوب بن حميد ، قال : ثنا اسماعيل بن داود ، عن هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، قال : سمعت عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يقول : فيما الرملان والكشف عن المناكب وقد أطأ الله الإسلام ونفى الكفر وأهله؟ ومع ذلك فلا ندع شيئا كنا نفعله في زمن رسول الله صلّى الله عليه وسلم.

__________________

١٣٧٣ ـ إسناده حسن.

رواه أبو داود ٢ / ٢٤١ ، من طريق : أبي عاصم الغنوي ، عن أبي الطفيل به ، في ـ حديث طويل.

١٣٧٤ ـ إسناده حسن.

عاصم بن كليب ، هو : ابن شهاب. هو ووالده صدوقان.

رواه الحميدي ١ / ٢٣٢ ، والبخاري ٣ / ٥٠٢ ، ومسلم ٩ / ١٣ ، والترمذي ٤ / ٩٦ ، والنسائي ٥ / ٢٤٢ ، وابن خزيمة ٤ / ٢٣٩ ، كلّهم من طريق : عطاء ، عن ابن عباس ، به.

١٣٧٥ ـ إسناده حسن بالمتابعة.

اسماعيل بن داود ، هو : المحرّقي. قال أبو حاتم : ضعيف الحديث جدا. الجرح ٢ / ١٦٧.

قلت : لكنّه لم ينفرد بالرواية عن هشام ، بل تابعه عبد الملك بن عمرو ، وجعفر بن عون رواه أبو داود ٢ / ٤٣ ، من طريق : عبد الملك بن عمرو ، عن هشام به. وابن ماجه ٢ / ٩٨٤ من طريق : جعفر بن عون ، عن هشام بن سعد به.


١٣٧٦ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : أنا المعتمر بن سليمان ، قال : سمعت أبي يقول : ثنا أبو مجلز في قول الله ـ تبارك وتعالى ـ (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ)(١) قال : لما فرغ ابراهيم ـ عليه الصلاة والسلام ـ من البيت أتاه جبريل ـ عليه السلام ـ فأراه الطواف بالبيت. وأراه قال : بين الصفا والمروة.

١٣٧٧ ـ وحدّثنا يحيى بن أكثم ، قال : ثنا جرير بن عبد الحميد ، عن التيساني ، عن زياد بن علاقة ، عن أسامة بن شريك ، قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم سئل عن رجل بدأ بالصفا والمروة قبل ان يطوف بالبيت؟ قال صلّى الله عليه وسلم : يطوف بالبيت ولا حرج.

١٣٧٨ ـ حدّثنا ابن أبي عمر ، قال : ثنا مروان بن معاوية الفزاري ، عن صالح بن درهم الباهلي ، قال سمعت ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ ورجل يسأله عن السعي فقال : افتح بالصفا ، واختم بالمروة ، قال : (٢) خفت ان لا تحصى فخذ معك احجارا. أو قال : حصيات ، فكلما جئت إلى الجبل أو الصفا ألقيت واحدة ، والمروة أخرى.

__________________

١٣٧٦ ـ إسناده حسن.

١٣٧٧ ـ إسناده صحيح.

الشيباني هو : أبو اسحاق. سليمان بن فيروز.

رواه أبو داود ٢ / ٢٨٥ ، والدار قطني ٢ / ٢٥١ ، والبيهقي ٥ / ١٤٦ ، كلّهم من طريق : جرير بن عبد الحميد به.

١٣٧٨ ـ إسناده صحيح.

(١) سورة البقرة (١٢٧).

(٢) كذا في الأصل ، ولعلّها (إن خفت).


ذكر

رقي النبي صلّى الله عليه وسلم على الصفا وذكره إيّاه

وما جاء فيه

١٣٧٩ ـ حدّثنا عبد الله بن هاشم ، قال : ثنا أبو معاوية.

وحدّثنا الحسن بن علي الحلواني ، قال : حدّثنا أبو اسامة ـ جميعا ـ عن الأعمش ، عن عمرو بن مرّة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : لمّا نزلت هذه الآية (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ)(١) ورهطك منهم المخلصين ـ قال وهي قراءة عبد الله ـ خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلم حتى أتى الصفا ، فصعد عليه ، ثم نادى يا صاحباه ، قال : فاجتمع الناس إليه صلّى الله عليه وسلم فبين رجل يجيء وبين رجل يبعث رسوله ، فقال صلّى الله عليه وسلم / : يا بني عبد المطلب ، يا بني قصي ، يا بني عبد مناف ، يا بني ، يا بني ، أرأيتم لو أخبرتكم أنّ خيلا بسفح الجبال تريد أن تغير عليكم أصدقتموني؟ قالوا : نعم ، قال صلّى الله عليه وسلم : فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد. فقال أبو لهب : تبّا لكم سائر اليوم ، ما دعوتمونا إلا لهذا ، قال : فنزلت (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَ) قال أبو أسامة : هكذا قرأ الأعمش ، قالوا : ما جرّبنا عليك كذبا.

__________________

١٣٧٩ ـ إسناده صحيح.

رواه أحمد ١ / ٣٠٧ ، والبخاري ٨ / ٥٠١ ، ومسلم ٣ / ٨٢ ـ ٨٣ والترمذي ١٢ / ٢٥٩ ، والنسائي في الكبرى ـ تحفة الأشراف ٤ / ٤٣٧ ، والطبري في التفسير ١٩ / ١٢٠ ـ ١٢١ ، ٣٠ / ٣٣٦ وفي التاريخ ٢ / ٢١٦ ، والبيهقي في دلائل النبوّة ٢ / ١٨١ ، كلّهم من طريق : الأعمش به.

(١) سورة الشعراء (٢١٤).


١٣٨٠ ـ حدّثنا عبد الملك بن محمد ، عن زياد بن عبد الله ، قال : قال ابن اسحاق : حدّثني الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : صعد رسول الله صلّى الله عليه وسلم فنادى يا لغالب ، فخرجوا إليه من المسجد والدور من سمع صوته ، ثم قال صلّى الله عليه وسلم : يا آل لؤى فرجع إلا من كان من لؤى. ثم قال صلّى الله عليه وسلم : يا لكعب ، فرجع إلا من كان من كعب. ثم قال صلّى الله عليه وسلم : يا لقصي ، فرجع إلا من كان من آل قصي ، ثم قال صلّى الله عليه وسلم : يا لعبد مناف ، فرجع إلا من كان من آل عبد مناف ، ثم قالوا : هذه عبد مناف فما تريد؟ قال صلّى الله عليه وسلم : إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين ، وأنتم هم ، وإني لا أملك لكم من الدنيا منفعة ، ولا من الآخرة نصيبا إلا ان تقولوا : لا إله إلّا الله ، ثم ذكر نحو حديث الأعمش بطوله.

١٣٨١ ـ حدّثنا محمد بن عبد الملك الأموي ، قال : ثنا أبو عوانة ، قال : ثنا عبد الملك بن عمير ، عن موسى بن طلحة ، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : لما نزلت (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ)(١) قام رسول الله صلّى الله عليه وسلم

__________________

١٣٨٠ ـ إسناده متروك.

الكلبي ، هو : محمد بن السائب ، متّهم بالكذب. وأبو صالح هو : باذام ، ضعيف مدلس. التقريب ١ / ٩٣.

رواه البلاذري في أنساب الأشراف ١ / ١١٩ من طريق : الكلبي به.

١٣٨١ ـ إسناده حسن.

محمد بن عبد الملك ، هو : ابن أبي الشوارب صدوق. التقريب ٢ / ١٨٦.

رواه مسلم ٣ / ٧٩ ، والطبري ١٩ / ١١٩ ، كلاهما من طريق : محمد بن عبد الملك به.

ورواه البخاري ٨ / ٥٠١ ، والبيهقي في الدلائل ٢ / ١٧٧ كلاهما من طريق : سعيد بن المسيب ، وأبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة به بنحوه. ورواه ابن اسحاق في المغازي ص : ١٤٧ من طريق : سعيد المقبري ، عن أبي هريرة به بنحوه.

(١) الشعراء (٢١٤).


يذكر نحو حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ وزاد فيه : فقال : يا بني هاشم ، انقذوا أنفسكم من النار ، يا بني عبد المطلب ، انقذوا أنفسكم من النار ، يا فاطمة بنت محمد ، انقذي نفسك من النار ، اني لا أملك لكم من الله شيئا ، غير أنّ لكم رحما سأبلّها ببلالها.

١٣٨٢ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا عبد الله بن الوليد ، عن سفيان الثوري ، عن سلمة بن كهيل ، عن عمران بن [أبي](١) الحكم ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قالت قريش للنبي صلّى الله عليه وسلم : ادع الله أن يجعل لنا الصفا ذهبا ، فإن أصبح لنا ذهبا اتبعناك. فقال صلّى الله عليه وسلم : او تفعلون؟ فدعا ربه ، فأتاه جبريل ـ عليه الصلاة والسلام ـ فقال : إنّ ربك يقرأ عليك السلام ، ويقول : إن شئت أصبح لهم الصفا ذهبا ، فمن كفر بعد منهم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين ، وإن شئت فتحت لهم باب الرحمة والتوبة. فقال صلّى الله عليه وسلم : بل باب الرحمة والتوبة.

١٣٨٣ ـ حدّثنا محمد بن صالح ، قال : ثنا عمرو بن العباس ، قال : ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن يعقوب [القمّي](٢) ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قالت قريش

__________________

١٣٨٢ ـ إسناده صحيح.

رواه أحمد ٤ / ٢٦ (طبعة أحمد شاكر) و٥ / ٧٨ من طريق : سفيان الثوري به. وذكره الهيثمي في المجمع ٧ / ٥٠ ، وعزاه للبزّار ، من طريق : عمران بن أبي الحكم به.

١٣٨٣ ـ إسناده حسن.

عمرو بن العباس صدوق : ربما وهم. التقريب ٢ / ٧٣.

رواه الحاكم في المستدرك ٢ / ٣٦٢ من طريق : جعفر بن إياس به. وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

(١) سقطت من الأصل.

(٢) في الأصل (العمي) بالعين ، وهو تصحيف. فهو : يعقوب بن عبد الله بن سعد.


للنبي صلّى الله عليه وسلم : ادع لنا ربّك أن يجعل لنا الصفا ذهبا ، فذكر نحو حديث الثوري.

١٣٨٤ ـ وحدّثنا محمود بن غيلان ، قال : ثنا قبيصة ، قال : ثنا سفيان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : لما نزلت (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) قام النبي صلّى الله عليه وسلم على الصفا فجعل يدعوهم قبائل قبائل.

١٣٨٥ ـ / حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، قال : قالت قريش للنبي صلّى الله عليه وسلم : اجعل لنا الصفا ذهبا. قال : ويكون لكم مثل المائدة لبني اسرائيل؟ فأبوا.

ذكر

الرمل بين الصفا والمروة ، وموضع القيام عليها

وكيف فعل النبي صلّى الله عليه وسلم في ذلك ، وتفسيره

١٣٨٦ ـ حدّثنا أبو بشر بكر بن خلف ، قال : ثنا عبد الرحمن بن مهدي ،

__________________

١٣٨٤ ـ إسناده حسن.

قبيصة ، هو : ابن عقبة.

١٣٨٥ ـ إسناده مرسل.

١٣٨٦ ـ إسناده صحيح.

رواه أحمد ٦ / ٤٠٤ ، وابن ماجه ٢ / ٩٩٥ كلاهما من طريق : هشام الدستوائي به.

ورواه ابن أبي شيبة ٤ / ٦٩ من طريق : هشام ، عن بديل ، عن ميسرة ، عن صفيّة بنت شيبة به. وذكره الهيثمي في المجمع ٣ / ٢٤٨ ، وعزاه للطبراني في الكبير ، وقال : رجاله رجال الصحيح.


قال : أنا هشام ، عن بديل ، عن صفيّة بنت شيبة ، عن أمّ ولد شيبة ، قالت : إنّها أبصرت النبي صلّى الله عليه وسلم يسعى بين الصفا والمروة ، وهو يقول : لا يقطع الابطح إلا شدّا.

١٣٨٧ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم لمّا تصرمت قدماه في بطن المسيل رمل حتى خرج منه.

١٣٨٨ ـ حدّثنا محمد بن سليمان ، قال : ثنا عبد الله بن نمير ، عن عبيد الله ابن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم كان يسعى في بطن المسيل إذا طاف بين الصفا والمروة. قال : وكان ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ يفعله.

١٣٨٩ ـ حدّثنا عبد الله بن هاشم ، قال : ثنا ابن فضيل ، عن عطاء بن

__________________

١٣٨٧ ـ إسناده صحيح.

رواه الحميدي ٢ / ٥٣٤ ، والنسائي ٥ / ٤٣ ، من طريق : سفيان به بنحوه. ورواه النسائي ٥ / ٢٤٣ ، والبيهقي ٥ / ٩٣ من طريق : مالك ، عن جعفر به. ورواه ابن خزيمة ٤ / ٢٣٠ من طريق : يحيى بن سعيد ، عن جعفر به بأطول منه.

١٣٨٨ ـ إسناده حسن بالمتابعة.

ذلك لضعف شيخ المصنّف : محمد بن سليمان الشطوي ـ لكنّه توبع ـ فقد رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٧٧ أ من طريق : ابن نمير به. ومن طريقه رواه مسلم في الصحيح ٩ / ٦ ـ ٧. ورواه البيهقي ٥ / ٩٤ من طريق : عيسى بن يونس ، عن عبيد الله به ، بأطول منه.

وذكره المحبّ في القرى ص : ٣٦٩ ونسبه لسعيد بن منصور.

١٣٨٩ ـ إسناده حسن بالمتابعة.

ذلك أنّ سماع ابن فضيل من عطاء بعد اختلاطه. لكن تابعه الثوري عند النسائي وروايته عن عطاء ، قبل الاختلاط.


السائب ، عن كثير بن جمهان ، قال : رأيت ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ يمشي في المسعى بين الصفا والمروة ، فقلت : يا أبا عبد الرحمن ، أتمشي من الصفا إلى المروة؟ فقال : إن سعيت فقد رأيت النبي صلّى الله عليه وسلم يسعى ، وإن أمشي فقد رأيت النبي صلّى الله عليه وسلم يمشي ، وأنا شيخ كبير.

١٣٩٠ ـ حدّثنا الحسن بن علي الحلواني ، قال : ثنا عبد الرزاق ، قال : أنا الثوري ، عن عبد الكريم الجزري ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي صلّى الله عليه وسلم بنحوه.

١٣٩١ ـ حدّثنا ابن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن منصور ، عن [شقيق](١) بن سلمة ، عن مسروق ، قال : قدم ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ معتمرا وقدمت عائشة ـ رضي الله عنها ـ فقلت : أيهما أبدأ؟ فقلت : ألزم ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ ثم آتي أمّ المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ فأسلّم عليها. قال : فلزمت ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ فبدأ عبد الله ، فاستلم الركن ، ثم أخذ على يمينه ، فرمل ثلاثا ، ومشى أربعا ، ثم أتى المقام ،

__________________

رواه أبو داوود ٢ / ٢٤٧ من طريق : زهير ، عن عطاء. والترمذي ٤ / ٩٧ من طريق : ابن فضيل ، والنسائي ٥ / ٣٤١ من طريق الثوري ، عن عطاء. وابن ماجه ٢ / ٩٩٥ من طريق : الجراح من عطاء. والبيهقي ٥ / ٩٩ كرواية أبي داوود.

١٣٩٠ ـ إسناده صحيح.

١٣٩١ ـ إسناده صحيح.

رواه الأزرقي ٢ / ١١٧ ـ ١١٨ ، والبيهقي ٥ / ٩٥ كلاهما من طريق : ابن عيينة به.

وذكر بعضه المحبّ في القرى : ٣٦٨ وعزاه لسعيد بن منصور.

(١) في الأصل (سفيان) وهو تصحيف.


فصلى وراءه ركعتين ، ثم عاد إلى الركن ، فاستلمه ، ثم خرج إلى الصفا ، فقام على صدع فيه ، فأهلّ ، فقلت : إنّ الناس ينهون عن الاهلال في هذا المكان! قال : لكني آمرك به ، أتدري ما التلبية؟ إنّما هي استجابة استجاب بها موسى لربه.

ثم هبط ، فلما أتى بطن الوادي رمل ، وقال : ربّ اغفر وارحم ، وأنت الأعزّ الأكرم.

١٣٩٢ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا عبد الرزاق ، عن هشام ، عن واصل ، عن موسى بن عبيد ، عن صفية بنت شيبة ، [قالت](١) : كنت في خوخة لي ، فرأيت النبي صلّى الله عليه وسلم يسعى بين الصفا والمروة ، ورأيته إذا أتى على بطن الوادي يسعى حتى تبدو ركبتاه.

١٣٩٣ ـ حدّثنا يعقوب بن حميد ، قال : أنا وكيع ، عن ابراهيم بن يزيد ، عن الوليد / بن عبد الله بن أبي مغيث ، عن صفية بنت شيبة ، عن

__________________

١٣٩٢ ـ في إسناده مسكوت عنه.

هشام ، هو : ابن حسان. وواصل ، هو : مولى ابن عيينة ، صدوق.

أمّا موسى بن عبيد فقد ترجمه البخاري في الكبير ٧ / ٢٩١ ، وابن أبي حاتم في الجرح ٨ / ١٥١ ، وابن حجر في تعجيل المنفعة ص : ٤١٥ ، وسكتوا عنه.

والحديث رواه أحمد ٦ / ٤٠٤ من طريق : حمّاد بن زيد ، عن بديل بن ميسرة ، عن المغيرة بن حكيم ، عن صفية ، عن امرأة منهم ، ثمّ ذكر نحو هذا الحديث. ومثله في مصنّف ابن أبي شيبة ٤ / ٦٩ ، وسنن النسائي ٥ / ٢٤٢ ، والبيهقي ٥ / ٩٨.

١٣٩٣ ـ إسناده ضعيف جدا.

ابراهيم بن يزيد ، هو : الخوزي ، المكي. متروك. التقريب ١ / ٤٦.

ذكره المحبّ في القرى ص : ٣٦٨ وعزاه للملّا في سيرته.

(١) في الأصل (قال).


امرأة من بني نوفل ـ رضي الله عنها ـ قالت : سمعت النبي صلّى الله عليه وسلم يقول : ـ وهو يسعى مما يلي الوادي ـ ربّ اغفر وارحم ، إنك أنت الأعزّ الأكرم.

١٣٩٤ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا عبد المجيد بن أبي روّاد ، عن ابن جريج ، قال : قال عطاء : لما دخل النبي صلّى الله عليه وسلم مكة لم يلو ولم يعرّج ، ولم يبلغنا أنه دخل بيتا ولا عرّج ولا لوى لشيء في حجّته هذه ، وفي عمره كلها. قال عطاء : إن قدم معتمر فدخل المسجد ان (١) يطوف لا يمنع الطواف ولا يصلي تطوعا حتى يسعى. قال : وإن وجد الناس في المكتوبة ، فصلى معهم ، ولا أحب أن يصلي بعدها شيئا حتى يطوف (٢).

قال ابن جريج : وكان عطاء يقول : ليس دخول البيت على الناس بواجب.

قال ابن جريج : وأخبرني اسماعيل بن أمية ، عن نافع ، قال : كان عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ إذا قدم طاف ، ثم صلى ركعتين عند المقام ، ثم استلم الركن ، ثم خرج إلى الصفا.

قال ابن جريج : وقال عطاء : من شاء حين يخرج إلى الصفا استلم الركن ، ومن شاء ترك. وقال : وإن يستلم أحب إليّ ، وإن لم يفعل فلا بأس (٣).

قال ابن جريج : أخبرت أن عمر بن عبد العزيز منع سليمان بن عبد الملك حين صلى سليمان على سبع إحرامه حين أراد الخروج إلى الصفا ،

__________________

١٣٩٤ ـ إسناده إلى عطاء حسن.

(١) كذا في الأصل.

(٢) رواه الأزرقي ٢ / ١١٤ ـ ١١٥.

(٣) المرجع السابق ٢ / ١١٥.


فمنعه عمر ـ رضي الله عنه ـ أن يستلم الركن ، ثم يخرج إلى الصفا فأخذ بيده فاجترّه إلى الصفا ، فمنعه عمر ـ رضي الله عنه ـ أن يستلم ، فقال عراك بن مالك هذا الأمر ، أخبرت أنّ عائشة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ صلت على ذلك السبع ، ثم ذهبت إلى الصفا فأراد بنو أخيها أن يستلموا الركن ، فقالت : أدركوهم ، فمنعتهم ، وخرجت كما هي ، ولم تستلم.

قال ابن جريج : وأخبرني جعفر بن محمد ، أنه سمع أباه يخبر أنه سمع جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ يخبر عن حجّة النبي صلّى الله عليه وسلم قال : حتى إذا أتينا البيت استلم الركن ، فطاف بالبيت سبعة أطواف ، رمل بين ذلك ثلاثة أطواف (١).

قال ابن جريج : وأخبرني أيضا عطاء ، أنّ النبي صلّى الله عليه وسلم سعى في عمره كلّها الأربع بالبيت وبين الصفا والمروة ، إلا أنهم ردّوه في الرابعة من الحديبية قبل أن يصل إلى البيت.

قال ابن جريج : وقال عطاء : وسعى أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ عام حج أو بعث النبي صلّى الله عليه وسلم.

قال عطاء : ثم أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ـ رضي الله عنهم ـ والخلفاء هلم جرّا يسعون كذلك.

قال ابن جريج : وأخبرني عطاء أن النبي صلّى الله عليه وسلم سعى عام حجة الوداع ، وسعى قبلها.

قال عطاء : وأحب إليّ أن يسعى ، وان لم يسع فلا بأس.

__________________

(١) رواه الأزرقي ٢ / ١١٦.


١٣٩٥ ـ حدّثنا محمد بن زنبور ، قال : ثنا فضيل ، عن مغيرة ، عن ابراهيم ، قال : كانوا يقومون على الصفا والمروة قدر ما يقرأ الرجل عشرين أو خمسا وعشرين آية من سورة البقرة.

١٣٩٦ ـ حدّثنا يحيى بن أبي طالب ، قال : أنا يزيد بن هارون ، قال : أنا الأصبغ بن زيد ، عن القاسم بن أبي أيوب ، عن سعيد بن جبير أنه كان يحب إذا قام على الصفا والمروة أن يستقبل البيت حيث يراه / ثم يكون قيامه في الدعاء والتكبير قدر سورة النجم أو نحوها.

١٣٩٧ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن زكريا بن أبي زائدة ، عن الشعبي ، عن وهب بن الأجدع ، قال : كان عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يعلّم الناس ، فيقول : إذا قدم أحدكم حاجّا أو معتمرا فليطف بالبيت سبعا ، وليصلّ خلف المقام ركعتين ، ثم يأتي الصفا ، فيصعد عليه فيكبر عليه سبع تكبيرات ، بين كل تكبيرتين حمدا لله وثناءا عليه ، ويسأله لنفسه ، وصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلم.

__________________

١٣٩٥ ـ إسناده صحيح.

فضيل ، هو : ابن عياض ، ومغيرة ، هو : ابن مقسم ـ وابراهيم ، هو : النخعي.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٨٥ ب من طريق : شعبة ، عن مغيرة به.

١٣٩٦ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه ، وبقيّة رجاله موثقون.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٨٥ ب و١٠ / ٣٧٠ من طريق : يزيد بن هارون به. وفي كلا الموضعين : (قدر قراءة النبي صلّى الله عليه وسلم).

وذكره المحبّ في القرى ص : ٣٦٦ وعزاه لابن المنذر.

١٣٩٧ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٨٥ ب و١٠ / ٣٦٩ ـ ٣٧٠ من طريق : ابن فضيل ، عن زكريا به. ورواه البيهقي ٥ / ٩٤ من طريق : جعفر بن عون ، عن زكريا به. وذكره المحبّ الطبري في القرى ص : ٣٦٧ ، وعزاه لأبي ذر وسعيد بن منصور بمعناه.


١٣٩٨ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : ثنا سفيان ، عن عاصم الأحول ، عن أبي مجلز ، قال : رأيت ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ يهبط في السابعة ـ يعني في التكبيرة السابعة ـ.

١٣٩٩ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا مروان بن معاوية ، قال : قال صالح بن مسعود : رأيت ابن الحنفية محمدا ـ رضي الله عنه ـ على الصفا رافعا يديه حتى خرج ابطاه وهو يدعو : ربّ الحرم ، ربّ الحرم.

قال صالح : يعني رب البيت الحرام ، رب البيت الحرام.

١٤٠٠ ـ حدّثنا أبو بشر ، قال : ثنا أبو عاصم [عن](١) عبادة ، قال : رأيت الحسن يسعى بين الصفا والمروة ، فغشي عليه ، فجاء من الغد فبنى من حيث قطع.

١٤٠١ ـ حدّثنا بكر بن خلف ، قال : ثنا يحيى بن سعيد ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنه قطع عليه سعيه بين الصفا والمروة ، فبنى من حيث قطع عليه.

__________________

١٣٩٨ ـ إسناده صحيح.

١٣٩٩ ـ إسناده صحيح.

صالح بن مسعود ، هو : الجدلي. وثقه ابن معين. الجرح ٤ / ٤١٢.

١٤٠٠ ـ إسناده صحيح.

عبادة ، هو : ابن سلم الغزاري البصري.

١٤٠١ ـ إسناده صحيح.

ذكره المحبّ في القرى ص : ٣٧٤ ، عن ابن عمر بمعناه ولم ينسبه.

(١) سقطت من الأصل.


١٤٠٢ ـ حدّثنا سلمة بن شبيب ، قال : ثنا الحسن بن محمد ، قال : ثنا معقل ، عن أبي الزبير ، عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : الاستجمار وتر ، ورمى الجمار وتر ، والسعى بين الصفا والمروة وتر ، والطواف وتر ، وإذا استجمر أحدكم فليستجمر بوتر.

ذكر

فضل الصفا والمروة وعظم شأنهما

١٤٠٣ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم لما طاف وصلى خلف المقام ، ثم أتى الحجر فاستلمه ، ثم خرج إلى الصفا ، وقال : نبدأ بما بدأ الله به ، فبدأ بالصفا وقرأ (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ)(١).

١٤٠٤ ـ حدّثنا عياش بن عبد العظيم العنبري ، قال : ثنا يحيى بن سعيد ،

__________________

١٤٠٢ ـ رجاله ثقات ، إلّا أنّ أبا الزبير مدلس ، وقد عنعن.

والحسن بن محمد ، هو : ابن أعين الحرّاني. ومعقل ، هو : ابن عبد الله الجزري.

ذكره السيوطي في الجامع الكبير ١ / ٣٩٣ ولم يعزه لأحد.

١٤٠٣ ـ إسناده صحيح.

رواه مالك في الموطأ ٢ / ٣١٣ عن جعفر به. وأحمد ٣ / ٣٢٠ ـ ٣٢١ ، وأبو داود الطيالسي ١ / ٢٠٥ (تحفة المودود) ، والترمذي ٤ / ٩٤ ، ١١ / ٩١ ، والنسائي ٥ / ٢٣٩ ، ٢٤١ ، والأزرقي ٢ / ١١٦ ، كلّهم من طريق : جعفر به.

١٤٠٤ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٨١ ب ، ومسلم ٩ / ٢٠ ـ ٢١ ، والبيهقي ٥ / ٩٦ كلّهم من طريق : هشام بن عروة به.

(١) سورة البقرة (١٥٨).


عن هشام بن عروة ، قال : حدّثني أبي ، عن عائشة ـ رضي الله عنهما ـ قالت : ما أتم الله ـ تبارك وتعالى ـ حج رجل ولا عمرته لم يطف بين الصفا والمروة ، ثم [قالت](١)(إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما).

١٤٠٥ ـ حدّثنا ابن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، قال : سمعت الزهري ، يحدّث عن عروة ، قال : قلت لعائشة زوج النبي صلّى الله عليه وسلم ورضي عنها : ما أرى على أحد لم يطف بين الصفا والمروة شيئا ، وما أبالي أن لا أطوف بينهما.

فقالت : بئس ما قلت يا ابن اختي ، طاف رسول الله صلّى الله عليه وسلم وطاف المسلمون فكانت سنّة ، وإنما كان من أهلّ لمناة الطاغية التي بالمشلّل لا يطوفون بين الصفا والمروة ، فلما كان الإسلام سألنا النبي صلّى الله عليه وسلم / عن ذلك ، فأنزل الله ـ تبارك وتعالى ـ (فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما) ولو كانت كما تقول لكانت : ولا جناح عليه ان لا يطّوّف بهما. قال الزهري : فذكرت ذلك لأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، فقال : إنّ هذا العلم ، ولقد سمعت رجالا من أهل العلم يقولون : إنما كان من لا يطوف بين الصفا والمروة من العرب يقولون : إنّ طوافنا بين هذين الحجرين من أمر الجاهلية. وقال آخرون من الأنصار : إنما أمرنا بالطواف بالبيت ولم نؤمر

__________________

١٤٠٥ ـ إسناده صحيح.

رواه الحميدي ١ / ١٠٧ عن سفيان به. والبخاري ٨ / ٦١٣ ، من طريق : الحميدي به مختصرا. ورواه مسلم ٩ / ٢٢ ، والترمذي ١١ / ٨٩ ، والنسائي ٥ / ٢٣٧ ـ ٢٣٨ ، وابن خزيمة ٤ / ٢٣٣ ، كلّهم من طريق : سفيان به. ورواه البخاري ٣ / ٤٩٧ من طريق : شعيب ، عن الزهري به. والطبري ٢ / ٤٧ ، والبيهقي ٥ / ٩٦ ـ ٩٧ ، كلاهما من طريق : عقيل ، عن الزهري به.

(١) في الأصل (قلت).


به بين الصفا والمروة ، فأنزل الله ـ تبارك وتعالى ـ (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ) قال أبو بكر : فأراها قد نزلت في هؤلاء وفي هؤلاء.

١٤٠٦ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا مروان بن معاوية ، عن عاصم الأحول ، قال : قلت لأنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ : أرأيت قول الله ـ عزّ وجلّ ـ (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما) كأنكم كنتم تكرهون الطواف بين الصفا والمروة ، فقال : كانتا من الجاهلية فتركناها حتى نزلت هذه الآية.

١٤٠٧ ـ حدّثنا محمد بن يوسف ، قال : ثنا أبو قرّة ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، أنه كان يكره أن يدخل البيت حتى يطوف بين الصفا والمروة ، قال : فإن فعل فلا بأس.

١٤٠٨ ـ حدّثنا أبو حمة اليماني ، قال : أنا أبو قرّة ، عن عثمان بن الأسود ، عن عطاء ، قال : بلغنا أن موسى النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ طاف بين الصفا والمروة في عباءة قطوانية يقول : لبيك اللهم لبّيك ، فيجيبه ربّه ـ تبارك وتعالى ـ فيقول : لبّيك يا موسى ، وهذا أنا معك.

__________________

١٤٠٦ ـ إسناده صحيح.

رواه البخاري في التفسير ٨ / ١٧٦ ، والترمذي ١١ / ٩١ ـ ٩٢ ، والطبري ٢ / ٤٦ ، والبيهقي ٥ / ٩٧ ، كلّهم من طريق : الثوري ، عن عاصم الأحول به. ورواه البخاري أيضا ٣ / ٥٠٢ من طريق : ابن المبارك ، عن عاصم به. ومسلم ٩ / ٢٤ ، من طريق : ابن أبي شيبة ، عن عاصم به بنحوه.

والنسائي في الكبرى (أنظر تحفة الأشراف ١ / ٢٤٥).

١٤٠٧ ـ إسناده صحيح.

١٤٠٨ ـ إسناده إلى عطاء صحيح.


ذكر

كيف يوقف بين الصفا والمروة وحد المسعى

والدعاء عليهما وفضل ذلك

١٤٠٩ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا عبد المجيد بن أبي رواد ، عن ابن جريج قال : قال عطاء : خرج النبي صلّى الله عليه وسلم من باب بني مخزوم إلى الصفا (١) ، فبلغني أن النبي صلّى الله عليه وسلم كان يسند فيهما قليلا في الصفا والمروة غير كثير (٢) ، فيرى من ذلك البيت الحرام ، قال : ولم يكن حينئذ هذا البنيان. ثم عاودته بعد ذلك فقلت له أخبرني : ثمّ (٣) كان النبي صلّى الله عليه وسلم يبلغ من الصفا والمروة؟ قال : كان يسند فيهما (٤). قلت : لا. قلت له : أوصف ذلك لك ، وسمّي حيث كان يبلغ فتصفه لي؟ قال : لا ، كان يسند فيهما قليلا. قال : قلت له : كيف ترى الآن؟ قال : كذلك أسند فيهما قليلا. قلت : أولا أسند فيهما حتى أرى البيت؟ قال : لا ، ثم لا ، إلا أن تشا ـ غير مرة قال لي ذلك ـ فأمّا ان يكون حقّا عليك فلا. ولم يخبرني أنّ النبي صلّى الله عليه وسلم كان يبلغ المروة البيضاء. قال : كان يسند فيهما قليلا ، ولم يبلغ ذلك (٥).

قال ابن جريج : وسأل إنسان عطاء [أيجزئ](٦) عن الذي يسعى بين الصفا والمروة والرقي لا يرقى على واحد منهما ، وأن يقوم بالأرض قائما؟ قال :

__________________

١٤٠٩ ـ إسناده إلى عطاء حسن.

(١) رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٦٨ ب من طريق : أبي أسامة عن ابن جريج به. ورواه الأزرقي أيضا كما سيأتي.

(٢) ذكره المحبّ الطبري في القرى ص : ٣٦٦ ، وعزاه لسعيد بن منصور بمعناه.

(٣) كذا ، ويريد بها (أين).

(٤) كذا العبارة في الأصل ، ولعلّ فيها سقطا ، وهكذا جاءت العبارة مضطربة عند الأزرقي.

(٥) رواه الأزرقي ٢ / ١١٦ من طريق : الزنجي ، عن ابن جريج ، به بنحوه.

(٦) في الأصل (الحربي) والتصويب من الأزرقي.


أي لعمري ، وماله؟ قال : وكان عطاء / يقول : يستقبل البيت بين الصفا والمروة ، لا بد من استقباله (١).

قال ابن جريج : أخبرني ابن طاوس ، عن أبيه ، انه كان لا يدع أن يرقى الصفا والمروة حتى يبدو له البيت منها ، ثم يستقبل البيت (٢).

قال ابن جريج : وأخبرني نافع ، قال : كان عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ يخرج إلى الصفا فيبدأ به ، فيرقى فيه حتى يبدو له البيت ، ثم يستقبله لا ينتهي في كل ما حج أو اعتمر حتى يرى البيت من الصفا والمروة ، ثم يستقبله منهما. قال : فيبلغ من الصفا قراره فيه قدر قدمي الإنسان قط ، بل يعجز عن قدميه حتى يخرج منهما أطراف قدميه لا يقوم فيها إلا في (٣) كلما حج أو اعتمر. قال : أظنه والله رأى النبي صلّى الله عليه وسلم يقوم فيها (٤).

قال ابن جريج : وأخبرني نافع ، حيث كان عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ يقوم من المروة قال : كان لا يأتي المروة البيضاء على يمينه حتى يصعد فيها (٥).

قال ابن جريج : وقال عطاء : ولم اسمع بدعاء معلوم إلا [أن](٦) يدعو الإنسان بما بدا له (٧).

قال ابن جريج : وأخبرني ابن طاوس ، عن أبيه ، أنه كان يطيل القيام عليهما مستقبلا البيت (٨).

__________________

(١) رواه الأزرقي ٢ / ١١٦.

(٢) المرجع السابق ٢ / ١١٦ ـ ١١٧.

(٣) كذا في الأصل.

(٤) الأزرقي ٢ / ١١٧.

(٥) رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٧١ ب ، والأزرقي ٢ / ١١٧.

(٦) ليست في الأصل وزدناها ليستقيم المعنى.

(٧) رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٨٥ ب من طريق : يحيى بن سعيد ، عن ابن جريج به.

(٨) رواه ابن أبي شيبة ٤ / ٨٦ من طريق : وهب ، عن ابن طاوس ، به بنحوه.


١٤١٠ ـ حدّثنا عبد الرحمن بن يونس السرّاج ، ويعقوب بن حميد ، قالا : ثنا حاتم بن اسماعيل ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم رقي على الصفا حتى رأى البيت ، فكبّر الله ـ تعالى ـ ووحّده ، وقال : لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلّا الله وحده ، أنجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده. ثم دعا بين ذلك. وقال : فعل هذا ثلاث مرات حتى أتى المروة ، ففعل على المروة كما فعل على الصفا.

١٤١١ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن أيوب السختياني ، عن نافع ، قال : إنّ ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ كان يدعو على الصفا والمروة : الّلهم اعصمني بدينك وطواعيتك وطواعية رسولك ، وجنّبني حدودك ، الّلهم اجعلني ممن يحبّك ، ويحبّ ملائكتك ورسلك وعبادك الصالحين ، الّلهم حببني إليك وإلى ملائكتك وإلى عبادك الصالحين ، الّلهم يسّر لي لليسرى ، وجنّبني للعسرى ، واغفر لي في الآخرة والأولى ، الّلهم اجعلني من أئمة المتّقين ، واجعلني من ورثة جنّة النّعيم ، ولا تخزني يوم يبعثون. قال سفيان : وزاد ابن جريج : انه ليسأل الله ـ تعالى ـ ان يقضي مغرمه.

__________________

١٤١٠ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٧٧ ب ، ٤ / ٨٦ ، ١٠ / ٣٦٩ ، ومسلم ٨ / ١٧٠ ، وأبو داود ٢ / ٢٤٨ ، وابن ماجه ٢ / ١٠٢٢ ، والطبري ٢ / ٥٠ ، وابن خزيمة ٤ / ٢٥٠ ، والبيهقي في السنن ٥ / ٧ ، ٩ ، ٩٣ ، ١١١. وفي دلائل النبوّة ٥ / ٤٣٣ ، كلّهم من طريق : حاتم به.

١٤١١ ـ إسناده صحيح.

رواه البيهقي ٥ / ٩٤ من طريق : ابراهيم بن طهمان ، عن أيوب به. وذكره المحبّ في القرى ص : ٣٦٦ ونسبه لسعيد بن منصور وابن المنذر.


١٤١٢ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا عبد المجيد بن أبي روّاد ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني نافع مولى ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ وقلت له : هل [من](١) قول كان عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ يلزمه؟ قال : لا تسأل عن ذلك. قال : يكبّر ويدعو. قلت : هل من قول كان يلزمه؟ قال : لا تسأل عن ذلك ، فإنّ ذلك ليس بواجب ، فأبيت أن أدعه حتى يخبرني. قال : فإنه كان يطيل القيام حتى لو لا الحياء منه لجلست. قال : فيكبّر عبد الله ثلاثا ، ثم يقول : لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، ثم يدعو طويلا يرفع صوته ويخفضه حتى انه ليسأله أن يقضي عنه مغرمه فيما يسأله ، ثم يكبّر ثلاثا ثم يقول : لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، ثم يدعو / طويلا يرفع صوته ويخفضه ، حتى أنه ليسأله أن يقضي مغرمه فيما يسأله ، ثم يكبّر ثلاثا ، ثم يقول : لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، ثم يدعو طويلا يرفع صوته ويخفضه ، حتى إنه ليسأله ان يقضي مغرمه فيما يسأله ، ثم يكبّر ثلاثا ثم ، يقول : لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، ثم يسأل طويلا كذلك ، حتى يقول هؤلاء التكبيرات والقول الذي معهن لا إله إلّا الله ، وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، ثم يسأل طويلا كذلك ، حتى يقول هؤلاء التكبيرات ، الثلاث والقول معهن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء

__________________

١٤١٢ ـ إسناده حسن.

رواه البيهقي ٥ / ٩٤ من طريق : صدقة ، عن ابن جريج به.

(١) سقطت من الأصل ، وألحقتها من البيهقي.


قدير ، سبع مرات ، بينهن الدعاء والمسألة الطويلة ، يقول ذلك على الصفا والمروة كلما حجّ أو اعتمر.

١٤١٣ ـ حدّثنا (١) وعبد الجبار بن العلاء ، قالا : ثنا سفيان ، عن عبيد الله ابن أبي يزيد ، قال : رأيت ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ يسعى بين الصفا والمروة من مجلس آل عباد إلى زقاق ابن أبي حسين. قال سفيان : هو بين هذين العلمين.

١٤١٤ ـ حدّثنا عمرو بن محمد العثماني ، قال : ثنا مطرف بن عبد الله ، قال : ثنا مالك بن أنس ، عن نافع ، أنه سمع عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ وهو على الصفا يدعو ، يقول : الّلهم إنك قلت (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)(٢) وإنك لا تخلف الميعاد ، واني أسألك كما هديتني للإسلام ان لا تنزعه منّي حتى توفّاني وأنا مسلم.

١٤١٥ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي ، قال : ثنا عبد المجيد بن أبي روّاد ، عن ابن جريج ، قال : قال عطاء : فسعى النبي صلّى الله عليه وسلم ، المسعى في بطن مكة فقط.

__________________

١٤١٣ ـ إسناده صحيح.

ذكره البخاري معلّقا ، وقال الحافظ في الفتح ٣ / ٥٠٢ : وصله الفاكهي.

١٤١٤ ـ شيخ المصنّف لم أعرفه ، وبقيّة رجاله ثقات.

رواه مالك في الموطأ ٢ / ٣١٤ ـ ٣١٥ ، والبيهقي ٥ / ٩٤ من طريق مالك. وذكره المحبّ في القرى ص : ٣٦٦ وعزاه لسعيد بن منصور ، وابن المنذر.

١٤١٥ ـ إسناده حسن.

(١) كذا في الأصل.

(٢) سورة غافر (٦٠).


قال ابن جريج : عن صالح مولى التوأمة ، انه سمع أبا هريرة رضي الله عنه. وعن أبي جابر البياضي ، عن سعيد بن المسيب ، انهما قالا : السنّة في الطواف بين الصفا والمروة أن ينزل من الصفا يمشي حتى يأتي بطن المسيل ، فإذا جاءه سعى حتى يظهر منه ، ثم يمشي حتى يأتي المروة (١).

قال ابن جريج : وأخبرني نافع مولى ابن عمر ، قال : فينزل ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ من الصفا فيمشي حتى إذا كان بباب [بني](٢) عبّاد سعى حتى ينتهي إلى مسلك إلى المسجد الذي بين دار ابن أبي حسين ودار بنت قرطة ، سعيا دون الشدّ وفوق الرملان ، ثم يمشي مشيه الذي هو مشيه ، حتى يرقى المروة ، فيجعل المروة أمامه وبيمينه. قال : ولا يأتي حجر المروة (١).

قال ابن جريج : وأخبرني أبو الزبير ، انه سمع جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ يسأل عن السعي؟ فقال : السعي من بطن المسيل (١).

١٤١٦ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : حدّثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن أبيه ، قال : حدّثني من رأى عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ يقوم في الحوض الأسفل من الصفا.

قال سفيان : كان حوضا مثل الحوض الذي يسقى فيه الإبل ، أسفل من الصفا.

__________________

١٤١٦ ـ في إسناده جهالة.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٧١ ب ، والبيهقي ٥ / ٩٥ ، كلاهما من طريق : سفيان به.

(١) رواه الأزرقي ٢ / ١١٧ من طريق : الزنجي ، عن ابن جريج به ، وذكره ابن حجر في الفتح ٣ / ٥٠٢ وعزاه للفاكهي مختصرا.

(٢) سقطت من الأصل ، وألحقتها من المرجعين السابقين.


ذكر

أين يقف من المروة وما جاء في ذلك

١٤١٧ ـ حدّثنا أبو سعيد الربعي ، قال : ثنا اسحاق بن محمد بن اسماعيل الفروي ، قال : ثنا المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي / قال : حدّثني نافع بن أبي أنس ، عن أبيه ، عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي ، قال : لمّا قدم رسول الله صلّى الله عليه وسلم مكة عام الفتح ، طاف بالبيت ، ثم أتى الصفا ، فوقف عليه ، ثم المروة ، فرأيته صعدها من بين الصخرتين.

١٤١٨ ـ حدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : ثنا يحيى بن محمد بن ثوبان ، عن سليم بن مسلم ، عن المثنّى بن الصبّاح ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، قال : صعد النبي صلّى الله عليه وسلم على المروة ، فوقف ، وجعل المروة البيضاء عن يمينه لم يتقدّمها ولم يتأخر عنها ، جعلها بينه وبين الطريق التي إلى دار عتبة بن فرقد ، وآل الحضرمي.

١٤١٩ ـ وحدّثنا سلمة بن شبيب ، قال : حدّثنا عبد الرزاق ، قال : أنا معمر ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنه كان إذا أتى على المروة جعل المروة فوق رأسه على يساره.

__________________

١٤١٧ ـ إسناده ضعيف.

أبو سعيد الربعي ، هو : عبد الله بن شبيب. واه ، ضعيف الحديث. كما في لسان الميزان ٣ / ٢٩٩.

١٤١٨ ـ إسناده ضعيف جدا.

سليم بن مسلم ، هو : الخشّاب المكي. قال النسائي : متروك الحديث. وقال أحمد : لا يساوي شيئا : لسان الميزان ٣ / ١١٣.

١٤١٩ ـ إسناده صحيح.


١٤٢٠ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا عبد المجيد بن أبي روّاد ، عن ابن جريج ، قال : قال عطاء : من طاف بين الصفا والمروة راكبا فليجعل المروة البيضاء في ظهره ، ليستقبل البيت وليدع الطريق ، طريق المروة ، وليأخذ بين دار عبد الله بن عبد الملك ـ وأقول أنا : وهي دار منارة المنقوشة ـ قال ابن جريج : وبين المروة البيضاء في الطريق ـ دار طلحة بن داود ـ حتى يجعل المروة في ظهره (١).

وزعم بعض المكيّين أنّ مشايخهم كانوا يتحرّون ذلك ، ويرون أن النبي صلّى الله عليه وسلم وقف فيه ، وهو في أعلى شيء من الدرج ، على يسار الواقف عند شظيتين من الجبل ، صخرة متفرّق مقدمها كالذراع أو أكثر قليلا ، ضيق مؤخرها ، ارتفاعها ذراع أو أكثر.

وكان مرو المروة كثيرا قد ذهب به الناس حتى شدّ عبد الصمد (٢) بن علي المروة الكبيرة بالنورة ، وهو بناء درج المروة.

ذكر

الله ـ عزّ وجلّ ـ بين الصفا والمروة

وما جاء في الحديث بينهما

١٤٢١ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر قال : ثنا سفيان.

__________________

١٤٢٠ ـ إسناده حسن.

١٤٢١ ـ إسناده ليّن.

(١) رواه الأزرقي ٢ / ١١٨ من طريق : الزنجي ، عن ابن جريج.

(٢) ترجمته في العقد الثمين ٥ / ٤٣٩. وكان أميرا على مكة.


١٤٢٢ ـ وحدّثنا ابن كاسب ، قال : ثنا عيسى بن يونس جميعا ، عن عبيد الله بن أبي زياد القدّاح ، عن القاسم بن محمد ، عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : إنما جعل الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله ـ عزّ وجلّ ـ.

١٤٢٣ ـ حدّثنا حسين ، قال : أنا يزيد بن زريع ، قال : ثنا حبيب المعلّم ، عن عطاء ، عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ بنحوه موقوفا.

١٤٢٤ ـ حدّثنا محمد بن زنبور ، وحسين بن حسن ، قالا : ثنا فضيل بن عياض ، عن يزيد بن أبي زياد ، قال : رأيت أبا جعفر ، والحسن وآخر معهما. وقال حسين في حديثه : ومجاهدا يتكلمون بين الصفا والمروة.

ذكر

من كره الركوب بين الصفا والمروة

١٤٢٥ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، وعبد الجبار بن العلاء ، قالا : ثنا سفيان بن عيينة ، عن عبد الله بن عمرو بن علقمة الكناني ، عن إبن أبي

__________________

١٤٢٢ ـ إسناده ليس بالقوي.

عبيد الله بن أبي زياد ، هو : المكي. ليس بالقوي. التقريب ١ / ٥٣٣.

تقدّم تخريج هذا الأثر برقم (٤٠٩).

١٤٢٣ ـ إسناده حسن.

١٤٢٤ ـ إسناده ضعيف.

يزيد بن أبي زياد ، كبر فتغيّر ، فصار يتلقّن.

التقريب ٢ / ٣٦٥. وأبو جعفر : هو محمد الباقر. والحسن ، هو : البصري.

١٤٢٥ ـ إسناده صحيح.


مليكة ، قال : إن عائشة ـ رضي الله عنها ـ تركت العمرة سنتين [فقالت](١) ما يمنعني إلا / الطواف بين الصفا والمروة ، وأكره أن أركب بين الصفا والمروة.

١٤٢٦ ـ حدّثنا ابن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، قال : قلت لمجاهد : أخبرني من رأى أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ زوج النبي صلّى الله عليه وسلم تطوف بين الصفا والمروة بعدما أسنت وبغلتها تقاد معها. فأعجبه ذلك.

١٤٢٧ ـ حدّثنا محمد بن سليمان ، قال : ثنا أبو أسامة ، قال : ثنا هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : رأيت الزبير بن العوام ـ رضي الله عنه ـ يوكيء ما بين الصفا والمروة.

١٤٢٨ ـ حدّثنا ابن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه : انه كان يراهم يطوفون بين الصفا والمروة ركبانا ، فيعيب عليهم فيعتلّون له بالمرض فيقول : لقد خاب هؤلاء وخسروا.

__________________

١٤٢٦ ـ إسناده صحيح.

١٤٢٧ ـ إسناده ضعيف.

شيخ المصنّف ، هو : الشطوي : ضعيف. التقريب ٢ / ١٦٧.

ذكره المحبّ الطبري في القرى ص : ٣٦٩ ، وعزاه لأبي ذر الهروي ، لكنّه نسبه لابن الزبير ، ولعلّه أخطأ ، إنّما يعرف هذا من فعل الزبير والده. وفسّر الإبكاء بالسعي الشديد ، وقيل : أن يسدّ فمه فلا يتكلّم. والأول أقرب ، وأنظر لسان العرب ١٥ / ٤٠٦.

١٤٢٨ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٦٦ أ من طريق : هشام به. وذكره المحبّ الطبري في القرى ص : ٣٧٢ ، وعزاه لرزين.

(١) في الأصل (فقال).


ذكر

من رخّص في الركوب بين الصفا والمروة

١٤٢٩ ـ حدّثنا محمد بن سليمان ، قال : ثنا شبابة بن سوّار ، عن المغيرة بن مسلم ، عن أبي الزبير ، عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال : طاف رسول الله صلّى الله عليه وسلم بالبيت وبين الصفا والمروة على راحلته.

١٤٣٠ ـ حدّثنا أحمد بن محمد بن أبي بزّة ، قال : ثنا ابراهيم بن سليمان بن داود البلخي ، قال : ثنا عمر بن قيس ، قال : أخبرني عطاء بن أبي رباح ، قال : سمعت جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ يقول : لمّا قدم رسول الله صلّى الله عليه وسلم مكة فطاف بالبيت سبعا ، وصلى خلف المقام ركعتين ، ثم خرج إلى

__________________

١٤٢٩ ـ إسناده ضعيف.

شيخ المصنّف ، هو : الشطوي. ضعيف. وأنظر الخبر (٤٦٨).

١٤٣٠ ـ إسناده ضعيف جدا.

عمر بن قيس ، هو : المكي : متروك. التقريب ٢ / ٦٢.

رواه الأزرقي ٢ / ١٥٤ من طريق : طلحة بن عمرو به. وذكره ابن حجر في المطالب العالية ١ / ٣٦٥ ـ ٣٦٦ ، ونسبه لابن أبي عمر في مسنده. وقال محقّقه : فيه طلحة بن عمرو المكي ، وهو متروك. ورواه ابن سعد في الطبقات ٢ / ١٤١ من طريق : أبي سلمة ، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، قالا : فذكره.

والشعر هذا ينسب إلى أبي أحمد بن جحش كما تقدّم في الخبر (٦٢٦) والزيادة في البيت الأول من الفاكهي نفسه.

والثانية والثالثة من أنساب الأشراف ١ / ٢٠٠ ، وقد ذكره ياقوت في معجم البلدان ٥ / ١٨٣ بزيادة (أرض بها) في المواضع الثلاثة. وقد ذكر ابن حجر هذا الشعر هكذا :

حبّذا مكّة من وادي

بها أهلي وعوّادي

بها ترسخ أوتادي

بها أمشي بلا هادي

ووقع في أنساب الأشراف (ترشح) بالشين المعجمة ، والحاء المهملة.


الصفا ، فأتي بناقته فركبها ، فأتاه عبد الله بن أم مكتوم ـ رجل من بني عامر ابن لؤى ، وكان مكفوفا ـ قال : يا رسول الله ، اعطني خطام راحلتك حتى أطوف بك ، فقال له النبي صلّى الله عليه وسلم : إني أخاف ان لا تهدي ، قال : فأخذ بخطام راحلة رسول الله صلّى الله عليه وسلم وهو يقول :

يا حبّذا مكّة من وادي

[ارض بها] أهلي وعوّادي

[إنّي بها] امشي بلا هادي

[إنّي بها] ترسخ أوتادي

حتى فرغ النبي صلّى الله عليه وسلم من طوافه.

١٤٣١ ـ حدّثنا ابن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن الأحوص بن الحكيم ، قال : رأيت أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ يطوف بين الصفا والمروة راكبا على حمار.

١٤٣٢ ـ حدّثنا أبو بشر ، قال : ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : ثنا خارجة بن الحارث ، قال : رأيت عراك بن مالك يطوف بين الصفا والمروة على حمار.

١٤٣٣ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، وعبد الجبار ، قالا : ثنا سفيان ، عن

__________________

١٤٣١ ـ إسناده ضعيف.

الأحوص بن حكيم : ضعيف الحفظ. التقريب ١ / ٤٩.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٦٦ أ عن محمد بن فضيل ، عن الأحوص به.

١٤٣٢ ـ إسناده حسن.

خارجة بن الحارث : صدوق. التقريب ١ / ٢١٠.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٦٦ أ من طريق : ابن مهدي به.

١٤٣٣ ـ إسناده صحيح.


ابن أبي نجيح ، عن مجاهد (١) : أنه كره الركوب بين الصفا والمروة إلا من ضرورة. وقال عطاء بن أبي رباح : لا بأس به.

١٤٣٤ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا عبد المجيد بن أبي روّاد ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني أبو الزبير ، أنه سمع جابرا ـ رضي الله عنه ـ يقول : طاف النبي صلّى الله عليه وسلم في حجة الوداع بالبيت وبين الصفا والمروة على راحلته ليراه الناس وليشرف وليسألوه ، إن الناس غشوه.

ذكر

طواف أهل الجاهلية بين الصفا والمروة

وما كانوا يقولون بينهما ويفعلون

١٤٣٥ ـ / حدّثنا محمد بن أبي عمر ، وعبد الجبار بن العلاء ، قالا : ثنا سفيان ، عن [عبيد الله](٢) بن أبي يزيد ، عن أبيه ، عن سباع بن ثابت ، أنه سمعه يقول : كان أهل الجاهلية إذا طافوا بين الصفا والمروة يقولون :

اليوم قرّي عينا بقرع المروتينا

__________________

١٤٣٤ ـ إسناده حسن. تقدم برقم (٤٦٧).

١٤٣٥ ـ إسناده حسن.

ذكره ابن حجر في الإصابة ٢ / ١٢ ـ ١٣ ، وقال : أخرجه البغوي وابن قانع في الصحابة. وذكر بعضه ابن الأثير في أسد الغابة ٢ / ٣٢٢ ، ونسبة لابن قانع من طريق : ابن عيينة. وأنظر العقد الثمين ٤ / ٥١٠ ـ ٥١١.

(١) كان هنا لفظة (قال) فحذفتها ليتّسق السياق.

(٢) في الأصل (عبد الله) والصواب ما أثبت.


قال أبو ذؤيب الهذلي يذكر ذلك من فعل العرب في الجاهلية :

حتّى كأنّي للحوادث مروة

بقفا المشقّر كلّ يوم تقرع (١).

١٤٣٦ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : أنا المعتمر بن سليمان ، قال : سمعت أبي يحدّث عن أبي مجلز ، قال : كان أهل الجاهلية يطوفون بين الصفا والمروة ، فقال المسلمون : إنما كان أهل الجاهلية يفعلون ذلك فأنزل الله ـ عزّ وجلّ ـ (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما)(٢) قال : فرويت أن أبا مجلز كان يرى انهما ليسا بواجبين. قال أبو المعتمر : كم من أمر جميل يقوله (٣) الناس وليس بواجب.

١٤٣٧ ـ حدّثنا سلمة بن شبيب ، قال : ثنا عبد الرزاق ، قال : أنا معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، قال : سمعت ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ يقول : قال لي معاوية ـ رضي الله عنه ـ : قصّرت عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم بمشقص أعرابيّ حين نزل من المروة في حجته.

__________________

١٤٣٦ ـ إسناده حسن.

ذكره ابن حجر في الفتح ٣ / ٥٠١ وعزاه للفاكهي ، وصحّح إسناده.

١٤٣٧ ـ إسناده صحيح.

رواه أبو داود من طريق : عبد الرزاق به. وأحمد ٤ / ٩٦ والبخاري ٣ / ٥٦١ ، ومسلم ٨ / ٢٣١ ثلاثتهم من طريق : الحسن بن مسلم ، عن طاوس به. ورواه النسائي ٥ / ١٥٣ ـ ١٥٤ من طريق : هشيم بن حجير ، عن طاوس به.

(١) البيت في شرح أشعار الهذليّين للسكري ١ / ٩ ، وجاء فيه بلفظ (بصفا المشرّق). وكذا أورده الطبري في التفسير ٢ / ٤٤ ، والحموي في معجم البلدان ٥ / ١٣٣ ، ونقل السكري عن الأصمعي أنّ : المشرّق ، هو : المصلى أو مسجد الخيف ، وعن أبي عبيدة بأنّه : سوق الطائف. وفي معجم البلدان ٥ / ١٣٥ (بصفا المشقر) ونقل عن الأصمعي أنّه جبل لهذيل. والبيت أورده الزبير في النسب ١ / ٣١٦ بلفظ :

وكأنّ قلبي للحوادث مروة

بقفا المشقّر كلّ يوم تقرع

(٢) سورة البقرة (١٥٨).

(٣) في المنتقى (يفعله).


ذكر

الأصنام التي كانت بين الصفا والمروة

١٤٣٨ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : أنا عبد الوهاب الثقفي ، قال : ثنا داود ، عن عامر ، قال : كان صنم بالصفا يدعى : إساف ، ووثن بالمروة يدعى : نائلة. قال : فكان أهل الجاهلية يسعون بينهما. قال : فلما جاء الإسلام رمي بهما ، فقال : إنما كان ذلك يصنعه أهل الجاهلية من أجل أوثانهم ، فأمسكوا عن السعي بينهما ، قال : فأنزل الله ـ تبارك وتعالى ـ (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ ..) الآية (١) فذكّر الصفا من أجل أن الوثن الذي كان عليه مذكّر ، وأنّثت المروة من أجل أنّ الوثن الذي كان عليها مؤنث.

١٤٣٩ ـ حدّثنا عبد الله بن عمران ، قال : ثنا سعيد بن سالم القدّاح ، قال : قال عثمان بن ساج : أخبرني محمد بن اسحاق ، أنّ عمرو بن لحيّ نصب على الصفا صنما يقال له : نهيك مجاود الريح ، ونصب على المروة صنما يقال له : مطعم الطير.

__________________

١٤٣٨ ـ إسناده حسن.

رواه الطبري في التفسير ٢ / ٤٦ من طريق : محمد بن المثنى ، عن عبد الوهاب به.

ذكره ابن حجر في الفتح ٣ / ٥٠٠ ، وقال : رواه الفاكهي ، واسماعيل القاضي في الأحكام.

١٤٣٩ ـ إسناده حسن.

رواه الأزرقي ١ / ١٢٤ من طريق : جدّه ، عن سعيد بن سالم به.

(١) سورة البقرة (١٥٨).


١٤٤٠ ـ حدّثنا محمد بن علي المروزي ، قال : ثنا [عبيد الله](١) بن موسى ، قال : ثنا موسى بن عبيدة ، عن يعقوب بن زيد ، ومحمد بن المنكدر ، قالا : فكان بها يومئذ ـ يعني يوم فتح مكة ـ ستة وثلاثون [وثنا](٢) على الصفا صنم ، وعلى المروة صنم ، وما بينهما محفوف بالأوثان.

ذكر

ذرع ما بين الركن إلى الصفا ، وذرع ما

بين الصفا والمروة وتفسير ذلك

وذرع ما بين الركن الأسود والصفا مائتا ذراع وإثنان وستون ذراعا وثماني عشرة إصبعا.

وذرع ما بين المقام إلى باب المسجد الذي يخرج منه إلى الصفا مائة ذراع وأربعة وستون ذراعا واثنتا عشرة اصبعا.

وذرع ما بين [باب](٣) المسجد الذي يخرج منه إلى الصفا إلى وسط الصفا / مائة ذراع واثنتا عشرة اصبعا.

وعلى الصفا اثنتا عشرة درجة من حجارة. ومن وسط الصفا إلى علم المسعى الذي حذاء المنارة مائة ذراع واثنان وأربعون ذراعا واثنتا عشرة اصبعا.

والعلم اسطوانة طولها ثلاثة أذرع ، وهي مبنية في حد المنارة ، وهي من الأرض

__________________

١٤٤٠ ـ إسناده ضعيف.

موسى بن عبيدة ، هو : الربذي.

(١) في الأصل (عبد الله).

(٢) في الأصل (وثن).

(٣) سقطت من الأصل ، وألحقتها من الأزرقي.


على أربعة أذرع ، وهي ملبسة فسيفساء أخضر ، وفيها لوح طوله ذراع وثماني عشرة اصبعا ، وعرضه ذراع مكتوب فيه بالذهب ، وفوقه طاق ساج. وذرع ما بين العلم الذي في حدّ المنارة إلى العلم الأخضر الذي على باب المسجد ـ وهو المسعى ـ مائة ذراع واثنا عشر ذراعا. والسعي بين العلمين. وطول العلم الذي على باب المسجد عشرة أذرع وأربع عشرة اصبعا. منها اسطوانة مبيضة ستة أذرع ، وفوقها اسطوانة طولها ذراعان وعشرون إصبعا ، وهي ملبسة فسيفساء أخضر ، وفيها (١) لوح طوله ذراع وثماني عشرة إصبعا. واللوح مكتوب فيه بالذهب (٢).

فكان على ذلك حتى كانت سنة ست وخمسين ومائتين ، فعمره بشر الخادم ، وجدّده ، وكتب عليه اسم الخليفة المعتمد على الله أمير المؤمنين ، وانه أمر بعمارته.

وذرع ما بين العلم الذي على باب المسجد إلى المروة خمسمائة ذراع واثنتا عشرة اصبعا. وعلى المروة خمس عشرة درجة.

وذرع ما بين الصفا والمروة سبعمائة ذراع وستة وستون ذراعا واثنتا عشرة إصبعا.

وذرع ما بين العلم الذي على باب المسجد إلى العلم الذي بحذائه على باب دار العباس بن عبد المطلب ـ رضي الله عنهما ـ وبينهما عرض المسعى ـ خمسة وثلاثون ذراعا واثنتا عشرة اصبعا.

ومن العلم الذي على باب دار العباس ـ رضي الله عنه ـ إلى العلم الذي عند دار ابن عبّاد بحذاء العلم الذي في حد المنارة ـ وبينهما الوادي ـ مائة ذراع وواحد وعشرون ذراعا (٣).

__________________

(١) عند الأزرقي (وفوقها).

(٢) قارن بالأزرقي ٢ / ١١٨ ـ ١١٩.

(٣) المرجع السابق ٢ / ١١٩.


ذكر

ذرع طواف السبع الواجب بالكعبة

وهو ثمانمائة وستة وثلاثون ذراعا وعشرون إصبعا.

ومن المقام إلى الصفا مائتا ذراع وسبعة وسبعون ذراعا.

ومن الصفا إلى المروة طواف واحد سبعمائة وستة وستون ذراعا ، واثنتا عشرة اصبعا. يكون بينهما سبع : خمسة آلاف وثلاثمائة ذراع وخمسة وسبعون ذراعا ، واثنتا عشرة اصبعا (١).

ذكر

ذرع ما بين الصفا والمروة وتفسيره

ومن الركن الأسود إلى المقام ، ومن المقام إلى الصفا ، ومن الصفا إلى المروة ستة آلاف ذراع وخمسمائة ذراع وثمانية وثلاثون ذراعا وسبع عشرة إصبعا (٢).

١٤٤١ ـ أخبرني محمد بن يوسف ـ مولى بني جمح ـ قال : ثنا أبو قرّة ـ موسى بن طارق ـ ، عن إبن جريج ، عن عطاء ، وعن الحسن بن مسلم ، عن طاوس عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم فرغ من طوافه عند المروة.

__________________

١٤٤١ ـ إسناده صحيح.

(١) الأزرقي ٢ / ١٢٠ ، والأعلاق النفيسة ص : ٥٣ ـ ٥٤.

(٢) الأزرقي ٢ / ١٢٠ ، والأعلاق النفيسة ص : ٥٤.


ذكر

بناء درج الصفا والمروة

/ قال : وكان الصفا والمروة يسند فيهما من سعى بينهما شيئا ، ولم يكن فيهما بناء ولا درج ، فكانا كذلك كما ذكر بعض المكيّين ، حتى كان في آخر خلافة أبي جعفر المنصور أمير المؤمنين ، فعملهما عبد الصمد

بن علي بن عبد الله بن عباس ، فجعل لها درجا وسوّاها وأوطأها ، فدرجها إلى اليوم قائمة.

وقد كانت تعمر وتكحّل بالنورة ، وكان أول من أحدث فيها بناء بعد بناء عبد الصمد بن علي ، وكحلها بالنورة ، مبارك الطبري في خلافة المأمون (١).

ذكر

أول من استصبح بين الصفا والمروة

وقال بعض أهل مكة : إن خالد بن عبد الله القسري أول من استصبح بين الصفا والمروة في خلافة سليمان بن عبد الملك في الحج وفي رجب.

قال : وأول من أحدث بهذه النفّاطات (٢) التي بين الصفا والمروة أمير المؤمنين المعتصم بالله ، أمر بها لطاهر بن عبد الله حين حجّ في سنة تسع [عشرة](٣) ومائتين في ليالي الحجّ ، يريد بذلك إضاءة الطريق له. ثم هي

__________________

(١) الأزرقي : ٢ / ١٢٠ ، وابن رسنة ص : ٥٤. وقد أزيلت هذه الدرج في التوسعة السعودية الجديدة وأصبح موضع الدرج منحدر مبلط هو وجميع المسعى وأدخل المسعى في الحرم في هذه التوسعة.

(٢) النفّاطات : واحدتها : نفّاطة ، وهي ضرب من السرج : تاج العروس : ٥ / ٢٣٣.

(٣) في الأصل (وعشرين) وهو خطأ. وما أثبتناه هو الصحيح ، لأن المعتصم توفي سنة (٢٢٧). انظر تاريخ الطبري ٦ / ٧٠٦ ، والأزرقي ١ / ٢٧٨ ، وحجة طاهر بن عبد الله ، والاستصباح له كان في سنة (٢١٩). انظر إتحاف الورى : ٢ / ٢٩٠.


يستصبح بها في الموسم إلى يومنا هذا. وكانت هذه السنة مباركة عند أهل مكة ، أصاب الناس فيها وربحوا ، فيقال لها إلى اليوم : سنة ابن طاهر.

ذكر

تحريم الحرم ، وحدوده ، وتعظيمه ، وفضله ،

وما جاء في ذلك ، وتفسيره

١٤٤٢ ـ حدّثنا محمد بن ميمون ، وعبد الجبار بن العلاء ، قالا : ثنا الوليد ابن مسلم ، قال : حدّثني الأوزاعي ، قال : حدّثني يحيى بن أبي كثير ، قال : حدّثني أبو سلمة ، قال : حدّثني أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : لمّا فتح الله ـ تعالى ـ على رسوله صلّى الله عليه وسلم مكة قام ، فحمد الله ـ تعالى ـ وأثنى عليه ، ثم قال : إنّ مكة لم تحلّ لأحد كان قبلي ، وإنما أحلّت لي ساعة من نهار ، وإنها لن تحلّ لأحد بعدي ، فلا ينفّر صيدها ، ولا يختلى شوكها ، ولا تحلّ ساقطتها إلا لمنشد ، ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين ، أما أن يفدى ، وإما أن يقتل. فقال عباس ـ رضي الله عنه ـ : ألا الإذخر يا رسول الله ، فإنا نجعله في قبورنا وبيوتنا. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : الا الإذخر فقام أبو شاه ـ رجل من أهل اليمن ـ فقال : اكتبوا لي يا رسول الله. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : اكتبوا لأبي شاه. فقلت للأوزاعي : ما قوله اكتبوا لي يا رسول الله؟ قال : هذه الخطبة من رسول الله صلّى الله عليه وسلم.

__________________

١٤٤٢ ـ إسناده صحيح.

رواه مسلم ٩ / ١٢٨ ، وأبو داود ٢ / ٢٨٥ ، والترمذي ١ / ١٣٥ والبيهقي ٥ / ١٧٧ ، ١٩٥ كلّهم من طريق : الأوزاعي به. ورواه ابن أبي شيبة ١٤ / ٤٩٥ ، والبخاري ١ / ٢٠٥ كلاهما من طريق : شيبان ، عن يحيى بن أبي كثير به بنحوه.


١٤٤٣ ـ حدّثنا ابن أبي عمر ، قال : ثنا عبد العزيز بن محمد ، عن محمد ابن عمرو ، عن أبي سلمة ...... (١)

١٤٤٤ ـ ...... (١) بن آدم قال : ثنا مفضّل بن مهلهل ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن طاوس ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال النبي صلّى الله عليه وسلم يوم فتح مكة : إنّ هذا البلد حرام ، حرّمه الله ـ تعالى ـ لم يحلّ فيه القتل لأحد قبلي ، وأحلّ لي ساعة ، ثم هو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة ، لا ينفّر صيده ، ولا يعضد شوكه ، ولا يلتقط لقطته إلا من عرّفها ، ولا يختلى خلاها. فقال العباس ـ رضي الله عنه ـ : ألا الاذخر / فإنه لبيوتهم وقينهم.

فقال صلّى الله عليه وسلم : الا الاذخر ، ولا هجرة ، ولكن جهاد ونية ، وإذا استنفرتم فانفروا.

__________________

١٤٤٣ ـ إسناده صحيح.

١٤٤٤ ـ إسناده صحيح ـ إن شاء الله ـ.

ابن آدم ، سقط اسمه من الأصل ، هو : يحيى. وقد بيّنته روايات : أحمد ، ومسلم ، والنسائي كما يأتي ـ والفاكهي يروي عن يحيى بن آدم بواسطة شيخيه : محمد بن العلاء (أبو كريب) ، وعبدة بن عبد الله الصفّار.

وقد روى هذا الحديث أحمد في المسند ١ / ٣١٥ ـ ٣١٦ عن يحيى بن آدم ، عن مفضل به بلفظه. ورواه من طريق يحيى أيضا : مسلم ٩ / ١٢٦ ، والنسائي ٥ / ٢٠٣ ـ ٢٠٤. ورواه ـ البخاري ٣ / ٤٤٩ ، ٤ / ٤٦ ، وأبو داود ٢ / ٢٨٦ ، والنسائي ٥ / ٢٠٣ ـ ٢٠٤ ، والبيهقي ٥ / ١٩٥ كلّهم من طريق : جرير ، عن منصور به. ورواه الترمذي ٧ / ٨٨ من طريق : زياد البكائي ، عن منصور به مختصرا.

(١) في الأصل (عن أبي سلمة بن آدم ، قال : ثنا مفضل ... الخ) وهذا خطأ واضح ، فأبو سلمة هو : ابن عبد الرحمن بن عوف ، وهو يروي عن أبي هريرة ، وكأنّ الفاكهي ـ رحمه الله ـ أراد أن يأتي برواية متابعة لرواية يحيى بن أبي كثير السابقة ، فأسقط الناسخ سطرا فخلط بين هذا الحديث والذي بعده.


١٤٤٥ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي ، ومحمد بن أبي عمر ، قالا : ثنا هشام بن سليمان ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني [حسن](١) بن مسلم ، عن مجاهد ، أن النبي صلّى الله عليه وسلم قال يوم الفتح : إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ حرّم مكة يوم خلق السموات والأرض ، فهي حرام بحرام الله ـ عزّ وجلّ ـ إلى يوم القيامة ، لم تحلّ لأحد قبلي ، ولا تحلّ لأحد بعدي ، ولم تحلّ لي إلا ساعة من نهار ، فهي حرام بحرام الله ـ تعالى ـ إلى يوم القيامة ، لا ينفّر صيدها ، ولا يعضد شوكها ولا يختلى خلاها ، ولا تحل لقطتها إلا لمنشد.

فقال العباس بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ : الا الإذخر يا رسول الله ، فإنه لا بد منه ، أنه للقين والبيوت ، قال : فسكت النبي صلّى الله عليه وسلم ثم قال : الا الاذخر للقين فإنه حلال.

قال أبو الزبير : سمعت عبيد بن عمير ، يخبر بهذا أجمع ، وزاد فيه : ولا يخاف آمنها.

قال ابن جريج : وأخبرني عبد الكريم بخطبة النبي صلّى الله عليه وسلم هذه عن مجاهد ، قال : سمعت عكرمة مولى ابن عباس يذكر هذا عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ.

١٤٤٦ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : أنا ابن أبي عدي ، عن داود بن أبي هند ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم

__________________

١٤٤٥ ـ إسناده مرسل.

رواه عبد الرزاق في المصنّف ٥ / ١٤٠ عن ابن جريج ، بطوله. وابن أبي شيبة ١٤ / ٤٨٩ من طريق : أبي الخليل ، عن مجاهد به.

١٤٤٦ ـ إسناده حسن.

(١) في الأصل (حسين) وهو خطأ.


قال يوم فتح مكة ، وهو مسند ظهره إلى الكعبة : إنّ هذا البلد لا يعضد شوكه ، ولا ينفّر صيده ، ولا يختلى خلاه ، ولم تحلّ لأحد قبلي ، ولا تحلّ لأحد بعدي ، وإني سألت ربي فأحلّت لي ساعة من نهار. فناداه العباس ـ رضي الله عنه ـ فقال : إلّا الاذخر يا رسول الله ، فإن الناس يجعلونه على ظهور بيوتهم ، فقال صلّى الله عليه وسلم : إلّا الاذخر.

١٤٤٧ ـ حدّثنا الحسين بن عبد المؤمن ، قال : ثنا علي بن عاصم ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي صلّى الله عليه وسلم نحو هذا الحديث ، وزاد فيه : إلّا الاذخر لا غنى لأهل مكة عنه ، هو لسقوف بيوتهم وقبورهم.

١٤٤٨ ـ حدّثنا الحسين بن عبد المؤمن ، قال : ثنا علي بن عاصم ، عن خالد الحذّاء ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي صلّى الله عليه وسلم بنحوه.

قال عكرمة : تدرون ما قوله لا ينفّر صيدها؟ قال : لا يقيموه من الظل ، وينزل مكانه.

__________________

١٤٤٧ ـ إسناده ضعيف.

يزيد بن أبي زياد ، هو الهاشمي ، ضعيف ، كبر ، فتغيّر ، وصار يتلقّن التقريب ٢ / ٣٦٥.

رواه ابن أبي شيبة ١٤ / ٤٩٦ ـ ٤٩٧ من طريق : محمد بن فضيل ، عن يزيد به.

١٤٤٨ ـ إسناده حسن.

رواه البخاري ٤ / ٤٦ من طريق : عبد الوهاب ، عن خالد به. وكذلك في مواضع أخرى من صحيحه.


١٤٤٩ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، وسعيد بن عبد الرحمن ، قالا : ثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن عكرمة. قال سعيد بن عبد الرحمن في حديثه : عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قالا جميعا : إن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال : إنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ حرّم مكة ، لم تحلّ لأحد قبلي ، ولا تحلّ لأحد بعدي ، لا يختلى خلاها ، ولا يعضد شجرها ، ولا ينفّر صيدها ، ولا تحل لقطتها إلا لمنشد. فقال العباس ـ رضي الله عنه ـ : يا رسول الله : إلّا الاذخر. قال صلّى الله عليه وسلم : إلّا الاذخر.

١٤٥٠ ـ حدّثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا المعتمر ، عن أبيه ، عن حنش ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم قال : فذكر نحوه.

١٤٥١ ـ حدّثنا حسين بن حسن قال : أنا يزيد بن زريع.

١٤٥٢ ـ وحدّثنا محمد بن يحيى الزمّاني ، قال : ثنا عبد الوهاب ، جميعا قالا : ثنا خالد الحذاء / عن عكرمة. قال عبد الوهاب في حديثه : عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي صلّى الله عليه وسلم نحوه.

__________________

١٤٤٩ ـ إسناده صحيح.

رواه عبد الرزاق ٥ / ١٤٢ من طريق : معمر ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عبّاس به ، ولم يذكر عكرمة. ورواه النسائي ٥ / ٢١١ ، عن سعيد بن عبد الرحمن به.

١٤٥٠ ـ إسناده ضعيف جدا.

حنش ، هو : حسين بن قيس الرحبي الواسطي : متروك. التقريب ١ / ١٧٨.

١٤٥١ ـ ١٤٥٢ ـ إسناده صحيح.

رواه أحمد ١ / ٢٥٣ ، والبخاري ٤ / ٤٦ ، والبيهقي ٥ / ١٩٥ ، ثلاثتهم من طريق : عبد الوهاب به.


١٤٥٣ ـ حدّثنا عمرو بن محمد العثماني ، قال : ثنا ابراهيم بن حمزة ، قال : ثنا عبد العزيز بن محمد ، عن ابن جريج ، عن ابن أبي عتيق ، قال : إنّ البيت يبعث يوم القيامة شهيدا بما يعمل حوله.

١٤٥٤ ـ حدّثنا تميم بن المنتصر ، قال : أنا إسحاق بن يوسف ، عن شريك ، عن عطاء بن السائب ، عن عبد الرحمن بن سابط ، قال : لا يسكن مكة سافك دم ، ولا مشّاء بنميم.

١٤٥٥ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، وابراهيم بن أبي يوسف ، قالا : أنا يحيى بن سليم ، عن ابن خثيم ، عن أبي الزبير ، قال : ثنا جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم لمّا نزل الحجر في غزوة تبوك قام فخطب الناس ، فقال : يا أيها الناس لا تسألوا نبيّكم عن الآيات ، هؤلاء قوم صالح سألوا نبيّهم ـ عليه السلام ـ أن يبعث الله ـ عزّ وجلّ ـ لهم آية ، فبعث الله لهم الناقة ، فكانت الناقة ترد من هذا الفجّ فيشربون من مائهم يوم وردها ، ويحتلبون من لبنها ، مثل الذي كانوا يرتوون من مائها يوم غبّها ، قال : فكانت تصدر من هذا الفجّ ، فعتوا عن أمر ربهم ، فعقروها ، فوعدهم

__________________

١٤٥٣ ـ شيخ المصنّف لم أعرفه ، وبقية رجاله موثقون.

ابن أبي عتيق ، هو : عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر.

١٤٥٤ ـ إسناده ضعيف.

سماع شريك بن عبد الله من عطاء بعد الاختلاط.

رواه عبد الرزاق ٥ / ١٥١ من طريق : شريك به. والأزرقي ٢ / ١٣٣ من طريق : حمّاد بن سلمة ، عن عطاء ، بنحوه مطوّلا.

١٤٥٥ ـ إسناده حسن.

رواه الأزرقي ٢ / ١٣٢ من طريق : الزنجي ، عن ابن خثيم به. والطبري ٨ / ٢٣٠ من طريق : عبد الرزاق ، عن معمّر ، عن ابن خثيم به.


الله ـ تبارك وتعالى ـ وعدا عليه غير مكذوب ، ثم جاءتهم الصيحة ، فأهلك الله ـ تعالى ـ من كان تحت مشارق السموات ومغاربها منهم ، إلّا رجلا كان في حرم الله ـ عزّ وجلّ ـ فمنعه حرم الله من عذاب الله. وزاد ابراهيم بن أبي يوسف في هذا الحديث ، عن يحيى بن سليم ، عن ابن خثيم ، عن أبي الزبير ، عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال : قالوا : يا رسول الله من هو؟ قال : أبو رغال ، قيل : يا رسول الله ومن أبو رغال؟ قال : أبو ثقيف.

١٤٥٦ ـ حدّثنا حميد بن مسعدة ، قال : ثنا حماد بن زيد ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : الحرم كله مقام ابراهيم ـ عليه السلام ـ.

١٤٥٧ ـ حدّثنا محمد بن صالح البلخي ، قال : ثنا محمد بن فضيل ، قال : ثنا الوليد بن جميح ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم قام على المنبر ، فذكر حديث الجسّاسة والدجّال ، فقال : ما يأتي بابا من أبوابها ـ يعني : المدينة ـ إلا عليه ملك صالت سيفه ، يمنعه منها ، وبمكة مثلها.

١٤٥٨ ـ حدّثنا عبد السلام بن عاصم ، قال : ثنا جرير بن عبد الحميد ،

__________________

١٤٥٦ ـ إسناده حسن.

حميد بن مسعدة : صدوق.

١٤٥٧ ـ إسناده حسن.

الوليد بن عبد الله بن جميع : صدوق يهم. التقريب ٢ / ٣٣٣.

١٤٥٨ ـ إسناده ضعيف ، مع جهالة فيه.

يزيد بن أبي زياد ضعيف. وكان شيعيا. التقريب ٢ / ٣٦٥.

رواه أحمد ٤ / ٣٤٧ من طريق : يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الرحمن بن سابط ، عن عيّاش بن أبي ربيعة ، بلا واسطة. وذكره المحبّ في القرى ص : ٦٣٧ وعزاه لابن الحاج في منسكه. وذكره الهندي في كنز العمّال ١٢ / ٢١٢ وعزاه لأحمد والطبراني.


عن يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الرحمن بن سابط ، عن رجل ، عن عيّاش ابن أبي ربيعة ، عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال : لا تزال [هذه الأمة](١) بخير ما عظّموا الحرمة [حقّ](٢) تعظيمها ، فإذا ضيّعوا ذلك هلكوا.

١٤٥٩ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن شهاب ، عن عطاء بن يزيد الليثي ، قال : إنّ رجلين من خزاعة قتلا رجلا من هذيل بالمزدلفة ، فأتوا إلى أبي بكر وعمر ـ رضي الله عنهما ـ يستشفعون بهما على النبي صلّى الله عليه وسلم فقال النبي صلّى الله عليه وسلم : إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ حرّم مكة ولم يحرّمها الناس ، لم تحلّ لأحد قبلي ، ولا تحلّ لأحد بعدي ، ولم تحلّ لي إلّا ساعة من نهار ، ثم هي حرام بحرام الله ـ عزّ وجلّ ـ إلى يوم القيامة ، فلا يستنّ بي أحد فيقول : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم قد قتل بها ، وإني لا أعلم أحدا أعتى على الله ـ عزّ وجلّ ـ من ثلاثة : رجل قتل بها ، أو رجل / قتل بذحول الجاهلية ، ورجل قتل غير قاتله ، وأيم الله ليودينّ هذا القتيل.

١٤٦٠ ـ حدّثنا محمد بن سليمان ، قال : ثنا ابن عليّة ، عن عبد الرحمن ابن إسحاق ، عن الزهري ، عن عطاء بن يزيد الليثي ، عن أبي شريح

__________________

١٤٥٩ ـ إسناده مرسل.

رواه أحمد ٤ / ٣١ ـ ٣٢ من طريق : عبد الرحمن بن اسحاق ، عن الزهري به مختصرا. ومن طريق : يونس ، عن ابن شهاب ، عن مسلم بن يزيد ، عن أبي شريح به بنحوه. ورواه الأزرقي ٢ / ١٢٤ من طريق : ابن عيينة به.

وقوله (ذحول) جمع : ذحل ، وهي العداوة. النهاية ٢ / ١٥٥.

١٤٦٠ ـ إسناده حسن.

رواه البيهقي ٨ / ٢٦ من طريق : يزيد بن زريع ، عن عبد الرحمن بن اسحاق به.

(١) سقطت من الأصل ، وألحقتها من مسند أحمد.

(٢) سقطت من الأصل ، وألحقتها من مسند أحمد.


العدوي ، عن النبي صلّى الله عليه وسلم بنحو من بعض هذا الحديث ، وزاد فيه : أو طالب بدم الجاهلية أهل الإسلام ، أو نظّر عينيه في المنام ما لم تبصراه.

١٤٦١ ـ حدّثنا عبد السلام بن عاصم ، قال : ثنا جرير بن عبد الحميد ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن رجل من قريش ، قال : ذهبت مع عمي إلى بيت المقدس ، فمررنا على عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهم ـ وكان عبد الله أوّل من نزل الرملة ، فقال له : ما رأيت مثل ما صنعت بنفسك ، نزلت بهذه الأرض ، أفلا كنت قريبا من ابن عمك معاوية؟ قد كان لك مكرما ، فإن كرهت ذلك أفلا نزلت مهاجر رسول الله صلّى الله عليه وسلم وموضع قبره ، فإن كرهت ذلك أفلا كنت مع قومك في حرم الله ـ عزّ وجلّ ـ؟ فقال : أما ما ذكرت من ابن عمي فهو كما قلت ، ولكن أجد في كتاب الله أميرا يلقى الله وليس له عذر ، ولا لجلسائه ، فيدعوه الله ـ عزّ وجلّ ـ يقول : ألم أكرمك؟ ألم أسلّحك؟ ألم أعطك نحو هذا؟ فيؤمر به وبجلسائه إلى النار ، فأخاف أن يكون ذلك. وأما ما ذكرت من أمر المدينة ، فإنّها مهاجر رسول الله صلّى الله عليه وسلم ولكنّ أهل المدينة قد أترفوا ، وسيصيبهم وبال ذلك. وأما ما ذكرت من أمر مكة ، فإنّها كما قلت ، ولكن أجد في كتاب الله ـ تعالى ـ رجلا يستحلّها ، وتستحلّ به ، عليه نصف عذاب الأمة. قال : فسمعت غير هذا القرشي يقول : اسمه عبد الله.

١٤٦٢ ـ حدّثنا أحمد بن سليمان ، قال : ثنا زيد بن المبارك ، قال : ثنا ابن

__________________

١٤٦١ ـ في إسناده جهالة.

١٤٦٢ ـ أحمد بن سليمان لم أعرفه ، وبقيّة رجاله موثقون.

رواه ابن جرير في التفسير ١٧ / ١٥٣ من طريق : حجاج ، عن ابن جريج به.


ثور ، عن ابن جريج ، عن مجاهد : (وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللهِ)(١) قال : الحرمات : مكة والحج والعمرة ، وما نهى الله عنه من معاصيه كلها.

١٤٦٣ ـ حدّثنا محمد بن أبان البلخي ، قال : ثنا خطّاب بن عمر الصنعاني ، قال : حدّثني محمد بن يحيى المازني ، عن موسى بن عقبة ، عن نافع ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال : أربع محفوظات ، وسبع ملعونات ، فأما المحفوظات فمكة والمدينة وبيت المقدس ، ونجران ، وأما الملعونات : فبرذعة ، وصعدة ، وأثافت وطهر ، ومكلا ، ودلان ، وعدن.

١٤٦٤ ـ حدّثنا عبد الرحمن بن يونس ، قال : ثنا عيسى بن راشد البعلي ، قال : ثنا عبد الله بن شبرمة ، عن عطاء ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : ما من أسير يدخل الحرم إلا حقن دمه.

__________________

١٤٦٣ ـ إسناده ضعيف.

فيه خطّاب بن عمر الصنعاني. ذكره ابن حجر في لسان الميزان ٢ / ٤٠٠ ، وقال : مجهول.

رواه العقيلي في الضعفاء ٢ / ٢٥ في ترجمة خطّاب بن عمر.

وبرذعة : ويروى بالدال المهملة ـ بلد في أقصى أذربيجان. ياقوت ١ / ٣٧٩.

وصعدة : مدينة معروفة باليمن. وأتافت : قرية من قرى اليمن.

ياقوت ١ / ٨٩. و (ظهر) ـ بالفتح ثم السكون ـ قال ياقوت ٤ / ٦٣ : موضع كانت فيه وقعة بين عمرو بن تميم وبني حنيفة. و (دلان) : قرية في اليمن قريبة من ذمار. ياقوت ٢ / ٤٦٠.

١٤٦٤ ـ في إسناده عيسى بن راشد ، وهو مسكوت عنه. الجرح ٦ / ٢٧٥ ، وبقيّة رجاله موثقون.

(١) سورة الحج (٣٠).


١٤٦٥ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا هشام بن سليمان ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني إسماعيل بن أمية ، قال : إنّ عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قال : لئن أخطئ سبعين خطيئة بركبة ، أحبّ إلى من أن أخطئ خطيئة واحدة بمكة.

١٤٦٦ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : أنا عبد الوهاب الثقفي ، قال : سمعت يحيى بن سعيد ، يقول : أخبرني عمرو بن شعيب ، قال : إنّ عبد الله ابن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ كان يضرب فسطاطا في الحل ، وله مسجد في الحرم يصلي فيه.

١٤٦٧ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا هشام بن سليمان ، عن

__________________

١٤٦٥ ـ إسناده منقطع.

اسماعيل بن أميّة ، هو : ابن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي ثقة مات سنة (١٤٤) ولم يدرك عمر ـ رضي الله عنه ـ.

رواه عبد الرزاق ٥ / ٢٨ من طريق : ابن جريج به. وذكره ياقوت في معجم البلدان ٣ / ٦٣ ونسبه لأبي سعيد المفضّل الجندي في فضائل مكة.

و (ركبة) : ذكر ياقوت فيها أقوالا ، مدارها على أنّها أرض بعد مكة على يومين منها ، وحدّدها الأستاذ ملحس ب (١٦٠) كم عن مكة و (٦٥) كم عن الطائف. وهي أرض سهلة فسيحة يحدّها من الشرق جبل حضن ، ومن الغرب سلسلة جبال الحجاز العليا ومن الجنوب جبال عشيرة ، والعرجية والطائف. أنظر معجم البلدان لياقوت ٣ / ٦٣. وتعليقات الأستاذ ملحس على الأزرقي ٢ / ١٣٤. ومعجم معالم الحجاز للبلادي ٤ / ٦٨ ـ ٧١.

١٤٦٦ ـ إسناده حسن.

رواه عبد الرزاق ٥ / ٢٨ ، والأزرقي ٢ / ١٣١ وابن جرير في التفسير ١٧ / ١٤١ وأبو نعيم في الحلية ١ / ٢٩٠ ، كلّهم من طريق : مجاهد ، عن عبد الله بن عمرو ، بنحوه. وذكره المحبّ في القرى ص : ٦٣٧ ، وعزاه لأبي ذر.

١٤٦٧ ـ إسناده منقطع.

مجاهد لم يدرك عمر ـ رضي الله عنه ـ أنظر تهذيب الكمال ٣ / ١٣٠٥.

رواه الأزرقي ٢ / ١٣٧ من طريق : الزنجي ، عن مجاهد به.


ابن جريج ، قال : قال مجاهد : حذّر عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قريشا الحرم ، قال : كان بها ثلاثة أحياء من العرب فهلكوا ، لئن اخطئ اثنتي / عشرة خطية بركبة أحب إليّ من ان أخطئ خطية واحدة بمكة.

١٤٦٨ ـ حدّثنا يحيى بن جعفر بن أبي طالب ، قال : ثنا عبد الوهاب ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : إنّ عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ خطب الناس ، فقال : يا معشر قريش ، إنّ هذا البيت قد وليه ناس من طسم ، فعصوا ربّه واستخفّوا بحقه ، واستحلّوا حرمته ، فأهلكهم الله ، ثم وليتموه ، فلا تعصوا ربّه ، ولا تستخفّوا بحقه ، ولا تستحلّوا حرمته ، وصلاة فيه أفضل من مائة صلاة بركبة.

١٤٦٩ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن مسعر ، عن مصعب بن شيبة ، عن عبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ قال : كانت الأمم من بني اسرائيل إذا جاءوا ذا طوى خلعوا نعالهم تعظيما للحرم.

١٤٧٠ ـ حدّثنا أحمد بن سليمان ، قال : ثنا زيد بن المبارك ، قال : ثنا

__________________

١٤٦٨ ـ إسناده منقطع.

قتادة لم يدرك عمر ـ رضي الله عنه ـ. أنظر تهذيب الكمال ٢ / ١١٢١.

ذكره الهندي في كنز العمّال ١٤ / ١٠٣ وعزاه لأبي عروبة.

١٤٦٩ ـ إسناده ضعيف.

مصعب بن شيبة ، هو : العبدري ، المكي : ليّن الحديث. التقريب ٢ / ٢٥١.

رواه الأزرقي ٢ / ١٣١ من طريق : جدّه ، عن سفيان به.

وذكره المحبّ في القرى ص : ٦٣٧ وعزاه لابن الحاج في منسكه.

١٤٧٠ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه. وبقيّة رجاله موثقون. لكنّ خبر ابن جريج منقطع.


[ابن](١) ثور ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، قال : (آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ)(٢) يبتغون الأجر والتجارة ، حرّم الله على كل أحد إخافتهم.

قال ابن جريج : وقال آخرون : الحاج ، نهى أن يقطع سبيلهم ، وذلك أنّ الحطم بن ضبيعة بن شر حبيل بن عمرو بن مرثد بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن بكر بن وائل ، واسمه شريح ، ولكن غلب عليه الحطم وهو قول الشاعر :

قد لفّها اللّيل بسواق حطم (٣)

فلذلك سمي الحُطَم ، الذي قال له طرفه بن العبد :

فلو شاء ربّي كنت عمرو بن مرثد (٤)

وهو من بني بكر بن وائل ، قدم على النبي صلّى الله عليه وسلم ليرتاد وينظر ، فقال للنبي صلّى الله عليه وسلم : أنا سيّد قوم ، وداعية قوم ، فأعرض عليّ ما تقول. فقال النبي صلّى الله عليه وسلم : ادعوك إلى الله ـ تعالى ـ وإلى ان تعبده ولا تشرك به شيئا ، وتشهد أن

__________________

(١) في الأصل (أبو) وهو خطأ.

(٢) سورة المائدة (٢).

(٣) هذا شطر بيت ، وتكملة هذا الشعر كما ورد عند ابن جرير :

ليس براعي إبل ولا غنم

ولا بجزّار على ظهر الوضم

باتوا نياما وابن هند لم ينم

الخ. وقوله : (الحطم) هو : الراعي العنيف الشديد في رعيه للإبل ، في سوقها ، وايرادها ، واصدارها ، وغير ذلك ، وقوله (الوضم) : هو : كلّ شيء يوضع عليه اللحم من خشب أو حصير ، أو ما إلى ذلك.

وقائل هذه الأبيات كما ترى : هو الحطم بن هند ، ونسبت لأبي زغبة الخزرجي ، قالها يوم أحد ، ولرشيد بن رميض العنزي. أنظر لسان العرب ١٢ / ١٣٨ ـ ١٣٩ ، وتفسير الطبري ٦ / ٥٨ ـ ٥٩.

(٤) ديوانه ص : ٣٦. وأول البيت : فلو شاء ربّي كنت قيس بن خالد ـ وهذا البيت ضمن معلّقته المشهورة.


محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحجّ البيت.

قال الحطم : في أمرك هذا غلظة ، أرجع إلى قومي فأذكر لهم ما ذكرت ، فإن قبلوا قبلت معهم ، وإن ادبروا كنت معهم. فقال له النبي صلّى الله عليه وسلم : فأت قومك ، فلما خرج نظر صلّى الله عليه وسلم إلى قفاه ، فقال النبي صلّى الله عليه وسلم : لقد دخل إليّ بوجه كافر ، وخرج من عندي بقفا غادر ، وما أرى الرجل مسلما ، فمرّ على سرح لأهل المدينة ، فانطلق به ، فطلبه أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلم ففاتهم ، وقدم اليمامة ، وحضر الحجّ فتجهّز تاجرا حاجا ، وكان عظيم التجارة ، فبلغ أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلم تجهّزه وإقباله إلى البيت ، فاستأذنوا النبي صلّى الله عليه وسلم أن يلقوه فيقتلوه ويأخذوا ما معه ، فأنزل الله ـ عزّ وجلّ ـ (لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ)(١) الأجر والتجارة ، وقد احظوه (٢).

١٤٧١ ـ حدّثنا محمد بن عبد الملك الواسطي ، قال : ثنا يوسف بن موسى القطّان ، قال : سمعت جرير بن عبد الحميد ، يقول : سمعت يزيد بن أبي زياد ، أنه يكره رفع الأصوات بمكة.

١٤٧٢ ـ حدّثنا محمد بن عبد الملك الواسطي ، قال : ثنا يزيد بن هارون ، قال : أنا إسرائيل ، قال : أنا يزيد بن أبي زياد ، عن مجاهد ، قال : إذا دخلت الحرم فلا تدفعن أحدا ، ولا تؤذينّ ، ولا تزاحم.

قال أبو جعفر : يريد بقوله : لا ترفع الأصوات تعظيما لمكة.

__________________

١٤٧١ ـ إسناده حسن.

يوسف بن موسى القطان : صدوق. التقريب ٢ / ٣٨٣.

١٤٧٢ ـ إسناده حسن.

وأبو جعفر ، هو : محمد بن عبد الملك الواسطي ، شيخه.

(١) سورة المائدة (٢).

(٢) رواه ابن جرير في التفسير ٦ / ٥٨ ـ ٥٩.


١٤٧٣ ـ حدّثنا عبد الله بن أحمد ، قال : ثنا حفص / بن عمر ، قال : ثنا الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، قال : سئل النبي صلّى الله عليه وسلم عن الدجال ، فقال : ما من نبيّ إلا وقد حذّر قومه الدجّال ، نوح فمن دونه ، فاحذروه ، يطوف القرى كلّها غير مكة والمدينة لن يدخلها ، الملائكة على حافتي مكة والمدينة.

١٤٧٤ ـ حدّثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا المعتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن حنش ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ نبي الله صلّى الله عليه وسلم قال : فأعدى الأعداء من عدا على الله ـ عزّ وجلّ ـ في حرم الله ، أو قتل غير قاتله ، أو قتل بذحول الجاهلية ، فأنزل الله ـ تبارك وتعالى ـ على نبيه صلّى الله عليه وسلم (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْناهُمْ فَلا ناصِرَ لَهُمْ)(١).

١٤٧٥ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن عبد الله بن شريك ، عن بشر بن غالب ، قال : قال ابن الزبير للحسين بن علي ـ رضي

__________________

١٤٧٣ ـ إسناده مرسل.

١٤٧٤ ـ إسناده ضعيف جدا.

حنش ، لقب ل (حسين بن قيس الرحبي ، الواسطي) وهو متروك. التقريب ١ / ١٧٨.

رواه الطبري ٢٦ / ٤٨ من طريق : محمد بن عبد الأعلى به.

١٤٧٥ ـ إسناده حسن.

بشر بن غالب ، سكت عنه ابن أبي حاتم ٢ / ٣٦٣ ، وذكره ابن حبّان في ثقات التابعين ٤ / ٦٩.

رواه ابن أبي شيبة ١٥ / ٩٥ من طريق : أبي الأحوص ، عن عبد الله بن شريك ، به بنحوه. والفسوي في المعرفة والتاريخ ٢ / ٧٥٣ من طريق : الحميدي ، عن سفيان به.

(١) سورة محمد (١٣).


الله عنهم ـ : أين تذهب؟ إلى قوم قتلوا أباك وخذلوا أخاك؟ فقال حسين ـ رضي الله عنه ـ لئن أقتل بمكان كذا وكذا أحب إليّ من أن يستحلّ بي.

١٤٧٦ ـ حدّثنا سعيد بن منصور ، قال : ثنا عبد الله بن الوليد ، عن سفيان الثوري ، عن منصور ، عن مجاهد ، قال : إذا قتل في الحرم قتل في الحرم ، وإذا أصاب حدّا في الحرم ، أقيم عليه في الحرم ، وإذا قتل في غير الحرم ، ثم دخل أمن.

١٤٧٧ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا عبد الله بن الوليد ، عن سفيان ، عن مطرّف ، عن الشعبي ، مثل حديث مجاهد.

١٤٧٨ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن الزهري ، قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم قال لمكة : إني لأعلم أنّك حرم الله وأمنه ، وأحبّ البلدان إلى الله ـ تعالى ـ.

١٤٧٩ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : أنا عمرو بن عثمان ، قال : ثنا موسى بن أعين ، عن عطاء بن السائب ، عن عبد الرحمن بن سابط ، قال :

__________________

١٤٧٦ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن أبي شيبة ١٠ / ١١٦ من طريق : خصيف ، عن مجاهد بنحوه.

١٤٧٧ ـ إسناده صحيح.

رواه عبد الرزاق ٩ / ٣٠٤ من طريق : الثوري ، عن منصور به.

١٤٧٨ ـ إسناده مرسل.

١٤٧٩ ـ إسناده ضعيف.

عطاء اختلط ، ورواية موسى عنه بعد الاختلاط.

وتقدّم تخريجه برقم (١٤٥٤).


لا ينبغي أن يسكنها ـ يعني مكة ـ سافك دم ، ولا تاجر (١) ، ولا مشّاء بنميم.

١٤٨٠ ـ حدّثنا أبو جعفر محمد بن عبد الملك الواسطي ، قال : أنا يزيد بن هارون ، قال : ثنا يحيى بن سعيد ، قال : إنّ عبد الرحمن بن القاسم أخبره ، أنه بلغه أن أسلم مولى عمر رأى مع عبد الله بن عياش نبيذا في طريق مكة ، وهو مع عمر ـ رضي الله عنه ـ فقال له : إنّ هذا الشراب يعجب عمر. قال : فحمل عبد الله بن عيّاش قدحا عظيما فيه نبيذ فأتاه ، فوضعه في يده ، فقرّبه عمر ـ رضي الله عنه ـ إلى فيه ، ثم رفع رأسه ، فقال : من صنع هذا؟ فقال عبد الله : نحن صنعناه. فقال عمر ـ رضي الله عنه ـ : إن هذا لطيب ، فشرب منه ، ثم ناوله رجلا عن يمينه ، وعبد الرحمن بن عوف ـ رضي الله عنه ـ عن شماله ، فلما أدبر عبد الله دعا به عمر ـ رضي الله عنه ـ فقال : أنت القائل : لمكة خير من المدينة؟ فقال عبد الله : هي حرم الله وأمنه ، وفيها بيته. فقال عمر ـ رضي الله عنه ـ : لا أقول في بيت الله ولا في حرمه شيئا ، ثم انصرف عبد الله.

١٤٨١ ـ حدّثنا علي بن زيد الفرائضي ، قال : ثنا محمد بن كثير

__________________

١٤٨٠ ـ إسناده صحيح.

عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق : ثقة ثبت. قال المزي في التهذيب ٢ / ٨١١ : روى عن أسلم مولى عمر ، أو بلغه عنه. وعبد الله بن عيّاش ، هو : ابن أبي ربيعة المخزومي من صغار الصحابة. الاصابة ٢ / ٣٤٨.

رواه مالك في الموطأ ٤ / ٢٣٥ عن يحيى بن سعيد ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، أن أسلم مولى عمر أخبره ، فذكره.

١٤٨١ ـ في إسناده ضعف من جهة شيخه ، حيث قال الخطيب عنه ١١ / ٤٢٧ تكلّموا فيه ، لكنّ الحديث عند البخاري ٤ / ٩٥ ، ومسلم ١٨ / ٨٥ ، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف ١ / ٨٣) كلّهم من طريق : الأوزاعي به.

(١) كذا في الأصل ، ولعلّه سقطت لفظة (ربا) من هذا الموضع.


المصّيصي ، عن الأوزاعي ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : الدجّال يطأ كلّ بلدة إلا مكة والمدينة ، فأما المدينة فانّ الملائكة تقوم على كل نقب من أنقابها فيأتي فينزل فترجف ثلاث رجفات لا يبقى فيها كافر ولا منافق إلا خرج إليه.

١٤٨٢ ـ / حدّثنا ابن المقري ، قال : ثنا أبي ، قال : ثنا حمّاد ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أنس ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلّى الله عليه وسلم نحو حديث علي بن زيد.

١٤٨٣ ـ حدّثنا شبيب بن حفص المصري ، قال : ثنا بشر بن بكر ، عن الأوزاعي ، قال : حدّثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري ، قال : حدّثني أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال : رسول الله صلّى الله عليه وسلم ليس من بلد إلا سيطؤه الدجّال إلا مكة والمدينة.

__________________

١٤٨٢ ـ إسناده صحيح.

حمّاد ، هو : ابن سلمة.

رواه ابن أبي شيبة ١٢ / ١٨١ ، ١٥ / ١٤٣ من طريق : يونس بن محمد ، عن حمّاد ابن سلمة به.

١٤٨٣ ـ في إسناده ضعف.

شبيب بن حفص المصري ، ترجمه ابن حجر في اللسان ٣ / ١٣٨ ، وقال : روى عنه ابن خزيمة ، وقال : أبرأ من عهدته.


١٤٨٤ ـ حدّثنا اسماعيل بن إسحاق بن اسماعيل بن حماد بن زيد ، قال : ثنا اسحاق الفروي ، قال : ثنا عبد الرحمن بن أبي الموالي ، عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب ، عن أبي بكر بن محمد ، عن عمرة ، عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : ستة لعنتهم ولعنهم الله ـ عزّ وجلّ ـ وكلّ نبي مجاب : المكذّب بقدر الله ، والزائد بكتاب الله ، والمتسلط بالجبروت ليذلّ من أعزه الله ، ويعز من أذل الله ، والمستحل لحرم الله ، والتارك لسنتي ، والمستحل من عثرتي ما حرم الله.

١٤٨٥ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا عبد الله بن الوليد ، عن سفيان ، عن عبيد الله بن [عبد الرحمن](١) بن موهب.

١٤٨٦ ـ وحدّثنا ابن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان بن عيينة ، عن رجل ، قالا : جميعا عن علي بن حسين ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي صلّى الله عليه وسلم بنحوه.

__________________

١٤٨٤ ـ إسناده ليّن.

عبيد الله بن عبد الرحمن ، ليس بالقوى. التقريب ١ / ٥٣٦.

رواه الأزرقي ٢ / ١٢٥ من طريق : عبد الملك بن ابراهيم الجدى عن ابن أبي الموالي به ، والترمذي ٨ / ٣١٨ ـ ٣١٩ من طريق : عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب ، عن عمرة ـ كذا ـ عن عائشة به. ثم قال الترمذي : هكذا روى عبد الرحمن بن أبي الموالي هذا الحديث ، عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب ، عن عمرة ، عن عائشة ، عن النبي صلّى الله عليه وسلم ورواه سفيان الثوري ، وحفص بن غياث ، وغير واحد عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب ، عن علي بن حسين ، عن النبي صلّى الله عليه وسلم مرسلا. وهذا أصحّ.

أ ه. وذكره السيوطي في الجامع الكبير ١ / ٥٤٢ وعزاه للترمذي ، والحاكم ، وأبي نعيم في الحلية ، والطبراني ، والبيهقي في الشعب.

١٤٨٥ ـ إسناده ليّن.

١٤٨٦ ـ في إسناده من لم يسمّ ، مع كونه مرسلا.

ذكره السيوطي في الجامع الكبير ١ / ٥٤٢ ، وعزاه للحاكم.

(١) في الأصل (عبد الله) ، وهو تصحيف.


١٤٨٧ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن ابراهيم بن ميسرة ، أنه سمع طاوسا يقول : سمعت ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ يقول استشارني حسين بن علي ـ رضي الله عنهما ـ في الخروج إلى العراق ، فقلت له : لو لا أن يزري ذلك بي وبك لنشبت بيدي في رأسك. قال : فكان الذي ردّ عليّ بأن قال : لئن أقتل بمكان كذا وكذا أحبّ إليّ من أن يستحلّ بي مكة. قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : فذاك الذي سلّى بنفسي عنه. ثم حلف طاوس : ما رأيت أحدا أشد تعظيما للمحارم من ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ولو أشاء أن أبكي لبكيت.

١٤٨٨ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا عبد الله بن الوليد ، عن سفيان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عطاء ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : إذا دخل القاتل الحرم لم يؤو ولم [يبايع](١) ولم يجالس ولم يسق حتى يخرج.

١٤٨٩ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا عبد الرزاق ، قال : قال

__________________

١٤٨٧ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن أبي شيبة ١٥ / ٩٦ ـ ٩٧ ، والأزرقي ٢ / ١٣٢ ، والفسوي ١ / ٥٤١ ثلاثتهم من طريق : ابن عيينة به. وذكره السيوطي في الكبير ٢ / ٣٧١ وعزاه لابن أبي شيبة.

١٤٨٨ ـ إسناده صحيح.

رواه عبد الرزاق ٥ / ١٥٢ ، ٩ / ٣٠٤ ، والأزرقي ٢ / ١٣٨ ، كلاهما من طريق : طاوس ، عن ابن عبّاس ، بنحوه. ورواه البيهقي ٩ / ٢١٤ ، وابن حزم في المحلى ١٠ / ٤٩٣ كلاهما من طريق : عبد الرزاق به. وذكره المحبّ في القرى ص : ٦٤٥ وعزاه لسعيد بن منصور.

١٤٨٩ ـ إسناده معضل.

رواه الأزرقي ١ / ٨٠ من طريق : معمر ، عن قتادة ، عن عمر به. وذكره الهندي في الكنز ١٤ / ١٠٣ وعزاه للأزرقي ، وابن خزيمة والبيهقي في الدلائل.

(١) في الأصل (يتابع) وهو تصحيف.


معمر : وبلغني عن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أنه قال لقريش : إنه كان ولاة هذا البيت قبلكم طسم ، فتهاونوا به ولم يعظّموا حرمته ، فأهلكهم الله ـ تعالى ـ ، ثم وليته بعدهم جرهم ، فتهاونوا به ولم يعظّموا حرمته ، فاهلكهم الله ـ عزّ وجلّ ـ فلا تهاونوا به ، وعظّموا حرمته.

قال أبو عبد الله : وهذا اختصر من حديث كثير بن أبي كثير وأيوب.

١٤٩٠ ـ حدّثني أبو عبد الله محمد بن أبي مقاتل ، عن المختار بن حسان ، قال : ثنا إسحاق بن سعيد ، عن أبيه ، قال : كان عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنه ـ يقول : اتقوا الذنوب في الحرم فإنها تضاعف تضعيف الحسنات.

١٤٩١ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : ثنا سفيان بن عيينة ، عن مسعر ، عن رجل ، عن طلق ، قال : قال عمر ـ رضي الله عنه ـ : إنّ هذا البيت كان وليه ناس قبلكم فعصوا ربّهم واستحلّوا حرمته فأهلكهم ، ثم وليه آخرون فعصوا ربهم واستحلوا حرمته فلأصيب عشر ذنوب / بركبة أحبّ إليّ من أن أصيب بها ذنبا واحدا.

١٤٩٢ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : أنا محمد بن عبيد ، قال : ثنا مسعر ، عن عمرو بن مرة ، عن طلق بن حبيب ، قال : قال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ : يا أهل مكة ، الله الله في حرم الله ، ثم ذكر نحو بقية حديث سفيان.

__________________

١٤٩٠ ـ شيخ المصنّف ، وشيخ شيخه ، لم أقف عليهما. وبقيّة رجاله ثقات. اسحاق بن سعيد ، هو : ابن عمرو بن العاص الأموي.

١٤٩١ ـ في إسناده جهالة.

ذكره الهندي في الكنز ١٤ / ٩٦ ، وعزاه لابن أبي شيبة ، وابن حبّان.

١٤٩٢ ـ إسناده صحيح.


١٤٩٣ ـ حدّثنا ابن أبي مسرّة ، قال : ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ ، ومحمد ابن معاوية ، قال : أنا الليث بن سعد ، قال : حدّثني سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أبي شريح العدوي ـ والحديث للمقري ـ أنه ، قال لعمرو بن سعيد ، وهو يبعث البعوث إلى مكة : أتأذن لي أيها الأمير أحدثك قولا قام به رسول الله صلّى الله عليه وسلم الغد من يوم النحر ، سمعته أذناي ، ووعاه قلبي وأبصرته عيناي حين تكلم به : حمد الله ـ تعالى ـ وأثنى عليه ، ثم قال : إنّ مكّة حرّمها الله ـ تعالى ـ ولم يحرمها الناس ، فلا يحلّ لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما ، ولا يعضد بها شجرا ، فإن أحد ارتخص بقتال رسول الله صلّى الله عليه وسلم فيها ، فقولوا : إنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ قد أذن لرسوله صلّى الله عليه وسلم ولم يأذن لكم ، وإنما أذن لي فيها ساعة من نهار ، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس ، فليبلّغ الشاهد الغائب. فقيل لأبي شريح : فما قال لك عمرو؟ قال : أنا أعلم بذلك منك يا أبا شريح ، إنّ الحرم لا يعيذ عاصيا ولا فارا بدم ، ولا فارّا بجريرة.

١٤٩٤ ـ حدّثنا حسين بن حسن المروزي ، قال : ثنا مروان بن معاوية ، قال : ثنا حاتم بن أبي مغيرة ، عن ابن أبي مليكة ، قال : قال ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ : إن هذا البيت كان يحّجه من بني اسرائيل سبعمائة ألف يضعون نعالهم بالتنعيم ، ثم يدخلون حفاة تعظيما له.

__________________

١٤٩٣ ـ إسناده صحيح.

رواه أحمد ٤ / ٣١ ، والبخاري ١ / ١٩٧ ـ ١٩٨ ، ومسلم ٩ / ١٢٧ ، والترمذي ٤ / ٢٢ ، والنسائي ٥ / ٢٠٥ ، والبيهقي ٩ / ٢١٢ كلّهم من طريق : الليث به.

وعمرو بن سعيد ، هو : ابن العاص ، المعروف ب (الأشدق) كان والي مكة والمدينة ، أنظر العقد الثمين ٦ / ٣٨٩.

١٤٩٤ ـ إسناده صحيح.

تقدّم بنحوه ، برقم (١٤٦٩).


١٤٩٥ ـ حدّثنا أبو بشر بكر بن خلف ، قال : ثنا صفوان بن عيسى ، عن الحسن بن ذكوان ، قال : أخبرني مروان الأصفر ، قال : رأيت طاوسا يأتي المسجد ، فإذا بلغ الباب نزع نعليه ، وأخرج نعلا له أخرى ، فلبسها ودخل.

١٤٩٦ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : أنا الهيثم بن جميل ، قال : ثنا زهير بن معاوية ، عن ابراهيم بن مهاجر ، عن مجاهد ، قال : زلزلت مكة ، فقال عمر ـ رضي الله عنه ـ : انظروا ماذا تعملون؟ فإنها مكة ، لئن أعمل عشر خطايا بركبة أحب إليّ من أن أعمل بمكة خطيئة واحدة.

١٤٩٧ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : أنا الهيثم بن جميل ، قال : ثنا شريك ، عن ابراهيم بن مهاجر ، عن مجاهد ، نحوه.

١٤٩٨ ـ وحدّثنا محمد بن اسحاق السجستاني ، قال : ثنا محمد بن كثير ، قال : سمعت الأوزاعي يذكر عن يحيى ـ يعني : ابن أبي كثير ـ عن أبي سلمة ، عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ قال : سمعت النبي صلّى الله عليه وسلم يقول : يلحد بمكة رجل من قريش ، يقال له : عبد الله ، عليه نصف عذاب العالم. قال : فتحوّل منها إلى الطائف ، وقال : لا أكونه.

__________________

١٤٩٥ ـ إسناده صحيح.

١٤٩٦ ـ إسناده منقطع.

مجاهد لم يدرك عمر ـ رضي الله عنه ـ.

وتقدّم الخبر بنحوه برقم (١٤٦٧).

١٤٩٧ ـ إسناده منقطع.

١٤٩٨ ـ إسناده حسن.

ذكره السيوطي في الكبير ١ / ١٠١٤ ولم يعزه لأحد.


١٤٩٩ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : أنا عمرو بن عثمان ، قال : ثنا زهير : قال ليث عن عبد الرحمن بن سابط ، قال : قال عبد الله بن عمرو : يا أهل مكة انظروا ما تعملون فيها ، فانها ستخبر عنكم يوم القيامة بما تعملون فيها.

١٥٠٠ ـ حدّثنا عمرو بن محمد العثماني ، قال : ثنا ابراهيم بن حمزة ، قال : ثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي ، عن ابن جريج ، عن ابن أبي عتيق ، قال : إنّ البيت يبعث يوم القيامة شهيدا بما يعمل حوله.

١٥٠١ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : أنا مؤمّل / بن اسماعيل ، عن سفيان ، قال : حدّثني شيخ من قريش يقال له : الوليد بن المغيرة ، قال : قال لي سعيد بن المسيّب : عليك بالعزلة ، فإنها عبادة ، وعليك بالحرم ، فإن كانت حسنة كانت في الحرم ، وان كانت سيئة كانت في الحل ، فإنه بلغني أن أهل مكة ، أو قال : ساكن مكة لن يهلكوا حتى يكون الحرم عندهم بمنزلة الحلّ.

__________________

١٤٩٩ ـ إسناده ضعيف.

عمرو بن عثمان ، هو : ابن سيّار الكلابي ، ضعيف. التقريب ٢ / ٧٤.

وليث ، هو : ابن أبي سليم.

رواه الأزرقي ٢ / ١٣٣ من طريق : أيوب بن موسى ، عن عبد الله بن عمرو ، بنحوه.

١٥٠٠ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه ، وبقيّة رجاله موثقون.

١٥٠١ ـ إسناده حسن.

الوليد بن المغيرة المكي ، مقبول. التقريب ٢ / ٣٣٦. ومؤمّل بن اسماعيل ، هو : البصري ، نزيل مكة : صدوق سيء الحفظ. التقريب ٢ / ٢٩٠.

ذكره المحبّ في القرى ص : ٦٦١ مختصرا وعزاه لابن الصلاح في منسكه.


١٥٠٢ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، ومحمد بن أبي عمر ، وعبد الجبار ، قالوا : ثنا سفيان ، عن عبيد الله بن أبي يزيد ، قال : رأيت عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ وله مسجد في الحرم ، ومنزل في الحلّ. قال : حسين في حديثه : وقال مرّة أخرى : فسطاط في الحرم.

١٥٠٣ ـ حدّثني عبد الله بن منصور ، عن أحمد بن سليمان ، عن علي بن عابس ، عن منصور ، عن مجاهد ، قال : وضع الحرم قبل الأرض بألفي سنة ، ومنه دحيت الأرض.

١٥٠٤ ـ حدّثني أبو العباس ، قال : ثنا محمد بن يحيى ، عن [إبن](١) إدريس ابن بنت وهب بن منبّه ، عن أبيه ، عن وهب بن منبّه ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ حرمة البيت لإلى العرش في السموات وإلى الأرض السفلى.

١٥٠٥ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : أنا عبد الله بن جعفر ، عن عيسى ابن يونس ، عن الأعمش ، عن رجل ، عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله

__________________

١٥٠٢ ـ إسناده صحيح.

أنظر الأثر (١٤٦٦).

١٥٠٣ ـ إسناده ضعيف.

علي بن عابس الكوفي : ضعيف. التقريب ٢ / ٣٩.

رواه العطاردي في مغازي ابن اسحاق ص : ٩٥ ، عن أبيه ، عن جرير ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن عبد الله بن عمرو.

١٥٠٤ ـ تقدّم إسناده برقم (٢٩).

١٥٠٥ ـ في إسناده من لم يسمّ.

عبد الله بن جعفر ، هو : ابن غيلان الرقي.

(١) في الأصل (أبي) وهو : عبد المنعم بن ادريس ابن ابنة وهب بن منبّه.


عنهما ـ قال : الحرم محرّم بمقداره من السموات والأرض ، وبيت المقدس مقدّس بمقداره من السموات والأرض.

١٥٠٦ ـ حدّثنا أبو صالح المكي ، أنه سمع فضيل بن عياض يقول : والله لو أصبحنا وقد رفعت الكعبة من بين أظهرنا ما عجبت ، ولعلمنا أنه قد استوجبنا ذلك.

١٥٠٧ ـ حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمد ، قال : ثنا موسى بن اسماعيل ، قال : أنا حماد ـ يعني : ابن سلمة ـ عن عطاء بن السائب ، عن عامر ـ رضي الله عنه ـ قال : إنّ رجلا أخذ بيد امرأة في الجاهلية في الطواف ، فلزمت يده يدها ، فلقيه شيخ من قريش ، فقال : ما شأنكما؟ فأخبراه الخبر ، فقال : ارجعا إلى المكان الذي أصابكما فيه هذا فادعوا الله فيه ، فدعوا ففرجت أيديهما.

١٥٠٨ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، وعبد الجبار بن العلاء ، قال : أنا سفيان ، عن مسعر ، عن علقمة بن مرثد ، عن ابن سابط ـ يزيد أحدهما على صاحبه ـ قال : برق ساعد [امرأة لرجل](١) في الطواف فلمسها فالتزقت يده بيدها.

قال عبد الجبار : فقال له رجل : اذهب إلى المكان الذي صنعت فيه

__________________

١٥٠٦ ـ إسناده صحيح.

أبو صالح المكي ، هو : محمد بن زنبور.

١٥٠٧ ـ إسناده حسن.

١٥٠٨ ـ إسناده صحيح.

رواه عبد الرزاق ٥ / ٢٦ ـ ٢٧ ، عن سفيان به.

(١) في الأصل (رجل لأمراة) والتصويب من عبد الرزاق.


هذا. وقال ابن أبي عمر في حديثه : ففطن له رجل ، فقال له : عاهد ربّ هذا البيت ان لا تعود. قال : ففعل ، فانطلقت يده.

١٥٠٩ ـ حدّثني أحمد بن صالح ، أبو جعفر ، وعبد الله بن شبيب الربعي ، قالا : ثنا محمد بن يزيد بن خنيس ، عن عبد العزيز بن أبي روّاد ، قال : إنّ قوما انتهوا إلى ذي طوى ، فنزلوا بها ، فإذا ظبي قد دنا منهم ، فأخذ رجل بقائمة من قوائمه ، فقال له أصحابه : ويلك أرسله ، فجعل يضحك ، ويأبى أن يرسله ، فبعر الظبي وبال ، ثم أرسله ، فناموا في القائلة ، فانتبه بعضهم ، فإذا بحية متطوقة على بطن الرجل الذي أخذ الظبي ، فقال له أصحابه : ويحك لا تحرّك ، وانظر ما على بطنك! قال : ولم تزل منه الحية حتى كان منه من الحدث مثل ما كان من الظبي.

١٥١٠ ـ حدّثني ابراهيم بن يعقوب بن أبي عبادة ، قال : ثنا ابراهيم بن محمد ، قال : ثنا عبد الله بن رجاء ، عن المغيرة بن زياد ، عن عطاء ، قال : يقال : إنّ العرش بحيال الحرم.

١٥١١ ـ حدّثني أبو زرعة ، قال : سمعت محمد بن أبي عمر ، قال : سمعت أبي ، يقول : وقع بين رجل وبين ختنه كلام / فقال الفتى لختنه فيما قال له : انت الذي بعثت لي بنتك ولم تكن عذراء ، فقام غلام من الحلقة فمضى إلى

__________________

١٥٠٩ ـ إسناده حسن.

١٥١٠ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه. وابراهيم بن محمد ، هو : ابن العبّاس المطلبي ، ابن عمّ الإمام الشافعي.

ذكره المحبّ في القرى ص : ٦٥٣ ، ولم يعزه لأحد.

١٥١١ ـ إسناده صحيح.


مرته فأخبرها بقوله ، فقامت الجارية ، فانتقبت ، ثم جاءت حتى وقفت عليهم ، وهم يتخاصمون في حلقتهم ، فاسفرت عن وجهها ، ثم نظرت إلى زوجها ، وقالت : يا فلان ابن فلان أتعرفني؟ قال : نعم انت مرتي فلانة. قالت له : انت القائل لأبي اني جئتك غير عذراء ، الّلهم إن كان كاذبا فسلط عليه برصا نقيا. قال فتسلخ الرجل من جلده مكانه.

ذكر

أنصاب الحرم كيف نصبها ابراهيم ـ عليه السلام ـ

والنبي صلّى الله عليه وسلم من بعد ابراهيم وتحديدها

وما يؤمر به من تعاهدها واصلاحها والقيام عليها

١٥١٢ ـ حدّثنا عبد الله بن أبي سلمة ، قال : ثنا أحمد بن محمد بن عبد العزيز ، عن أبيه ، عن ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : إن ابراهيم ـ عليه الصلاة والسلام ـ نصب أنصاب الحرم ، يريه جبريل ـ عليه السلام ـ ثم جدّدها اسماعيل ، ثم جدّدها قصي ، ثم جددها رسول الله صلّى الله عليه وسلم.

قال الزهري : وقال عبيد الله بن عبد الله : فلما كان عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ بعث أربعة من قريش فجدّدوها ، منهم مخرمة بن نوفل ،

__________________

١٥١٢ ـ إسناده ضعيف.

محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزهري : منكر الحديث. قاله البخاري في التاريخ الكبير ١ / ١٦٧.

رواه الأزرقي ٢ / ٢٩ من طريق : جعفر بن ربيعة ، عن الزهري به بأطول منه ـ وكذا ـ ابن عبد البر في الاستيعاب ١ / ٨٠ ، وابن حجر في الاصابة ١ / ٤٤ ـ ٤٥ ونسبه للفاكهي وغيره. وأيضا ٣ / ٣٧٠ ونسبه للزبير بن بكار. وذكره المحبّ في القرى ص : ٦٥٢ ولم ينسبه لأحد. والمتقي الهندي في الكنز ١٤ / ١١٣ وعزاه للأزرقي :


وسعيد بن يربوع ، وحويطب بن عبد العزى ، وأزهر بن عبد عوف.

١٥١٣ ـ وسمعت الزبير بن أبي بكر ، يقول : صبيحة بن الحارث بن جبيلة ابن عامر بن كعب بن سعد بن تيم ، هو أحد القرشيين الذين بعثهم عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يجدّدون أنصاب الحرم.

١٥١٤ ـ حدّثنا الحسن بن علي الحلواني ، قال : ثنا [غوث](١) بن جابر بن غيلان بن منبّه الصنعاني ، قال : ثنا عبد الله بن صفوان ، عن إدريس بن بنت وهب ، قال : حدّثني وهب بن منبه عن طاوس ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم قال : وضع الله ـ تبارك وتعالى ـ لآدم صفّا من الملائكة على أطراف الحرم يحرسونه من سكان الأرض ، وسكانها يومئذ الجنّ ، فالملائكة يذودونهم عنه لا [يجيز](٢) منهم شيء ، وهم وقوف على أطراف الحرم حيث أعلامه اليوم ، محدقون به من كل جانب ، ولذلك سمّي الحرم ، لأنهم كانوا يحوزون فيما بينهم وبينه.

١٥١٥ ـ حدّثني عبد الله بن أبي سلمة ، قال : ثنا محمد بن عمر الواقدي ، عن خالد بن إلياس ، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، عن أبيه ،

__________________

١٥١٣ ـ ذكره الحافظ في الاصابة ٢ / ١٧٠ ، ولكنّه قال في اسم (جده) : (حميد) بدل (جبيلة).

ثم قال : والصواب فيه : جبيلة ـ بالتصغير ـ كذا في كتاب النسب للزبير بن بكار. أ ه.

١٥١٤ ـ تقدّم هذا الخبر ضمن الخبر رقم (١).

١٥١٥ ـ إسناده ضعيف جدا.

الواقدي متروك على سعة علمه. وخالد بن الياس : متروك أيضا. التقريب ١ / ٢١١.

ذكره المتقي الهندي في الكنز ١٤ / ١١٤ وعزاه للأزرقي.

(١) في الأصل (عوف) وهو تصحيف.

(٢) في الأصل (يجتز).


قال : لمّا ولي عثمان ـ رضي الله عنه ـ بعث على الحج عبد الرحمن بن عوف ـ رضي الله عنه ـ وأمره أن يجدّد أنصاب الحرم ، فبعث عبد الرحمن بن عوف ـ رضي الله عنه ـ حويطب بن عبد العزى ، وعبد الرحمن بن أزهر ، ونفرا من قريش ، فكانوا يجددون أنصاب الحرم في كل سنة. فلما ولي معاوية ـ رضي الله عنه ـ كتب إلى والي مكة فأمره بتجديد أنصاب الحرم.

١٥١٦ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن [و](١) محمد بن أبي عمر ، قالا : ثنا هشام بن سليمان ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن محمد بن الأسود بن خلف ، انه أخبره : أنّ ابراهيم ـ عليه الصلاة والسلام ـ / هو أول من نصب الأنصاب للحرم ، أشار له جبريل ـ عليه السلام ـ إلى مواضعها. قال : وأخبرني أيضا أنّ النبي صلّى الله عليه وسلم أمر يوم الفتح تميم ابن أسد جد [عبد الرحمن](٢) بن المطلب بن تميم فجددها.

١٥١٧ ـ حدّثنا عبد الله بن عمران ، قال : ثنا سعيد بن سالم ، قال : ثنا عثمان بن ساج ، قال : بلغني في الحديث المأثور عن وهب بن منبه ، أن آدم ـ عليه الصلاة والسلام ـ اشتد بكاؤه وحزنه لما كان من عظم المصيبة ، فعزّاه

__________________

١٥١٦ ـ إسناده إلى محمد بن الأسود حسن.

رواه عبد الرزاق ٥ / ٢٥ ، عن ابن جريج به. ورواه ابن سعد في الطبقات ٤ / ٢٩٥ ، والطبراني ١ / ٢٨٠ ، كلاهما من طريق : ابن خثيم به.

وذكره الحافظ في تعجيل المنفعة ص : ٣٩ وعزاه للبزّار ، وفي الاصابة ١ / ١٨٥ وعزاه للفاكهي ، وأبي نعيم.

١٥١٧ ـ إسناده منقطع.

ذكره المحبّ الطبري في القرى ص : ٦٥٣ ولم ينسبه لأحد.

(١) في الأصل (بن) وهو خطأ.

(٢) في الأصل (عثمان) وهو خطأ أيضا والتصويب من المراجع.


الله ـ تعالى ـ بخيمة من خيام الجنة ، وحرس له تلك الخيمة بالملائكة ، فكان موقفهم عند أنصاب الحرم صفّا واحدا مستديرون بالحرم كله ، والحرم كله من دونهم ، ولا يجاوزه جن ولا شيطان.

١٥١٨ ـ حدّثني عبد الله بن منصور ، عن أحمد بن سليمان ، عن مبارك ، عن حرملة بن عمران ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ قال : إذا بلغ الحاج أنصاب الحرم ، تلقتهم الملائكة على جنبتي الحرم ، فأشاروا بالسلام على الجمالة ، وصافحوا البغالة ، واعتنقوا الرجالة اعتناقا.

١٥١٩ ـ حدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : يقال : إنّ عدنان بن أدد خاف أن يدرس الحرم ، فوضع أنصابه ، فكان أول من وضعها ، وأول من كسا الكعبة ، أو كسيت في زمانه.

١٥٢٠ ـ حدّثنا يحيى بن جعفر بن أبي طالب ، قال : ثنا عبد الوهاب ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، عن نوف [أبي](١) عمرو البكالي ، عن عبد الله

__________________

١٥١٨ ـ عبد الله بن منصور ، ترجمه الخطيب في تاريخ بغداد ١٠ / ١٧٨ ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. ومبارك ، هو : ابن حسّان البصري ، نزيل مكة : ليّن الحديث. التقريب ٢ / ٢٢٧.

١٥١٩ ـ ذكره الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٥٥ وعزاه للزبير بن بكار.

١٥٢٠ ـ إسناده ضعيف.

نوف ، هو : ابن فضالة ، أبو عمرو ، أبو يزيد البكالي. قال ابن حجر ٢ / ٣٠٩ : مستور. والبكالي : بكسر الباء ، وبعده كاف مخففة ، ثم لام ـ هذه النسبة إلى : بني بكال ، وهو بطن من حمير. أنظر اللباب ١ / ١٦٨.

ذكره المحبّ الطبري في القرى ص : ٦٥٣ ولم ينسبه.

(١) في الأصل (عن) وهو خطأ.


ابن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ الحرم يحرم إلى السماء السابعة.

١٥٢١ ـ حدّثنا يحيى بن جعفر ، قال : ثنا عبد الوهاب ، قال : ثنا طلحة ابن عمرو ، عن عطاء عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال : الحرم كله مقام ابراهيم ـ عليه السلام ـ.

ذكر

الاستناد بالكعبة في الجاهلية والإسلام

١٥٢٢ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان بن عيينة ، عن منصور ابن المعتمر ، عن مجاهد [عن أبي معمر](١) عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال : اجتمع عنده ثلاثة نفر قريشيان ـ هكذا قال ابن أبي عمر : قريشيان ـ وثقفي أو ثقفيان وقريشي ـ قليل فقه قلوبهم ، كثير شحم بطونهم ، فقال أحدهم : أترون الله يسمع ما نقول؟ وقال الآخران إن كان يسمع إذا

__________________

١٥٢١ ـ إسناده ضعيف جدا.

طلحة بن عمرو بن عثمان الحضرمي : متروك. التقريب ١ / ٣٧٩.

١٥٢٢ ـ إسناده صحيح.

رواه مسلم ١٧ / ١٢٢ ، والترمذي ١٢ / ١٥٧ كلاهما : عن ابن أبي عمر به. ورواه البخاري ٨ / ٥٦١ ـ ٥٦٢ ، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف ٧ / ٦٦). كلاهما من طريق : ابن عيينة به. ورواه البخاري أيضا ومسلم من طريق : سفيان الثوري ، عن منصور به. ورواه ابن جرير ٢٤ / ١٠٩ من طريق : قيس ، عن منصور به. وله وجه آخر عن ابن مسعود رواه أحمد ١ / ٣٨١ ، ٤٠٨ ، ومسلم والترمذي وابن جرير.

(١) سقطت من الأصل ، وألحقتها من صحيح مسلم وجامع الترمذي ، لأنّهما رويا الحديث من طريق : ابن أبي عمر هكذا. ومن رواه من طريق : سفيان بن عيينة ، رواه هكذا أيضا. وأبو معمر ، هو : عبد الله بن سخبرة الأزدي.


جهرنا فهو يسمع إذا أخفينا. قال فأنزل الله ـ عزّ وجلّ ـ : (وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ ......) الآية (١).

١٥٢٣ ـ حدّثنا سعدان بن نصر ، قال : ثنا حماد بن عمرو النصيبي ، قال : ثنا العطّاف بن الحسن ، عن الهيكل بن جابر ، قال : بينما رسول الله صلّى الله عليه وسلم يطوف بالبيت إذ جاء رجل فتعلق بأستار الكعبة ، وهو يقول : بحرمة هذا البيت لما غفرت لي. فقال النبي صلّى الله عليه وسلم : ألا قلت بحرمتي ألا غفرت لي؟ والذي أكرمني بالهدى ودين الحق ، لحرمة المؤمن أعظم من حرمة هذا البيت. قال : يا رسول الله : إنّ ذنبي عظيم. قال صلّى الله عليه وسلم : ويحك ذنبك أعظم أم الأرض؟ قال : بل ذنبي يا رسول الله. قال صلّى الله عليه وسلم : ويحك ذنبك أعظم أم السماء؟ فقال : بل ذنبي يا رسول الله. قال صلّى الله عليه وسلم : ويحك ذنبك أعظم أم العرش؟ قال : بل ذنبي يا رسول الله. قال : صلّى الله عليه وسلم : ويحك ذنبك أعظم أم الله؟ قال : بل الله يا رسول الله ، فإن الله عظيم يغفر الذنب العظيم / قال : يا رسول الله ، إنّ لي مالا كثيرا ، وإن السائل يأتيني يسألني ، فكأنما يشعلني بشعلة من نار ، قال صلّى الله عليه وسلم : ويحك تنحّ عني لا تحرقني بنارك ، فو الذي أكرمني بالحق ودين الهدى ، لو صمت وصلّيت بين الركن والمقام ألفا وألف عام ، وبكيت حتى تجري من دموعك الأنهار ، وسقيت به الأشجار ، ثم مت وأنت لئيم لأكبك الله ـ تعالى ـ في النار على وجهك ، ويحك أما علمت أن السّرو من الإيمان ،

__________________

١٥٢٣ ـ إسناده موضوع.

ذكره ابن حجر في الاصابة ٣ / ٥٨١ وقال : أخرجه أبو موسى في الذيل.

ثم قال : وحمّاد : مذكور بوضع الحديث.

(١) سورة فصلت (٣٨).


والإيمان في الجنان. ويحك إنّ البخل كفر ، والكفر في النار ، ويحك أما علمت ان الله ـ تبارك وتعالى ـ يقول (وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ)(١)(وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(٢).

١٥٢٤ ـ حدّثنا محمد بن اسماعيل ، قال : ثنا أبو غسان مالك بن اسماعيل النّهدي ، قال : ثنا صالح بن أبي الأسود ، عن محفوظ بن عبد الله ـ شيخ من حضرموت ـ عن محمد بن يحيى ، قال : بينما علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ يطوف بالكعبة ، إذا رجل متعلق بالأستار ، وهو يقول : يا من لا يشغله سمع عن سمع ، يا من لا يغلطه السائلون ، يا من لا يتبرّم بإلحاح الملحّين ، اذقني برد عفوك ، وحلاوة رحمتك. فقال له علي ـ رضي الله عنه ـ : يا عبد الله ، أعد دعاءك هذا. قال : أو قد سمعته؟ قال : نعم. قال : فادع به في كل صلاة ، فو الذي نفسي بيده ، لو كان عليك من الذنوب عدد نجوم السماء وقطرها ، وحصباء الأرض وترابها ، لغفر الله لك أسرع من طرفة عين.

١٥٢٥ ـ حدّثنا يعقوب بن حميد ، قال : ثنا محمد بن يوسف الشامي ، قال : ثنا اسرائيل ، عن أبي عبد الله ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم نهى المحرم ان يدخل رأسه بين الستور والكعبة. وقال الأخطل التغلبي يذكر أستار البيت (٣) :

__________________

١٥٢٤ ـ صالح بن أبي الأسود ، وشيخه ، وشيخ شيخه لم أقف عليهم.

١٥٢٥ ـ محمد بن يوسف الشامي ، هو : الفريابي ، وأبو عبد الله لم أعرفه.

(١) سورة محمد (٣٨).

(٢) سورة الحشر (٩).

(٣) ديوان الأخطل ص : ١٨٤.


وقد حلفت يمينا غير كاذبة

بالله ربّ ستور البيت ذي الحجب

وكلّ موف بنذر كان يحمله

مضرّج بدماء البدن مختضب

وقال الأخطل أيضا في مثل ذلك (١) :

ولقد حلفت بربّ موسى جاهدا

والبيت ذي الحرمات والأستار

وبكلّ مبتهل عليه مسوحه

دون السّماء مسبّح جآّر

وقال الأخطل أيضا في الأستار يذكرها (٢) :

إنّي حلفت بربّ الرّاقصات وما

أضّحى بمكّة من حجب وأستار

وما بزمزم من شمط محلّقة

وما بيثرب من عون وأبكار

لألجأتني قريش خائفا وجلا

ونوّلتني قريش بعد إقتار

ذكر

أسماء (٣) مكة وبركتها وصفتها

وقال لي رجل من أهل مكة ، وأعطاني كتابا عن أشياخه ، فإذا فيه أسماء مكة ، فيما زعم المكيّون ـ والله أعلم ـ قالوا : هي مكة ، وبكة ، وبرّة ،

__________________

(١) ديوانه ص : ٧٨.

(٢) ديوانه ص : ١١٩.

والراقصات هي : الإبل المسرعات في المشي. اللسان ٧ / ٤٢ وتاج العروس ٤ / ٣٩٨.

(٣) أنظر هذا المبحث في الأزرقي ١ / ٢٧٩ ، والمناسك للحربي ص : ٤٧٢ ، وتهذيب الأسماء ، واللغات للنووي ٣ / ١٥٦ ـ ١٥٧. وشفاء الغرام ١ / ٤٨ ـ ٥٣ والرّوض الأنف ٢ / ٢٢ ـ ٢٦. والقرى للمحبّ الطبري ص : ٦٥٠ ـ ٦٥١ ، وسبل الهدى والرشاد ١ / ٢٢٥ ـ ٢٣١.


[وبساسة](١) وأم القرى ، والحرم ، والمسجد الحرام / ، والبلد الأمين.

١٥٢٦ ـ حدّثنا علي بن المنذر ، قال : ثنا ابن فضيل عن عبد الملك ، عن عطاء ، في قوله ـ تعالى ـ : (وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ)(٢) قال : مكة. وقالوا : ومن أسمائها (صلاح) (٣). قال القائل في ذلك :

نور تلألأ لأوسط صلاح

وقال بعض المكّيين : من اسمائها [كوثى](٤) ، واحتجّ بقول القائل :

سألت عمرا فقلت له :

متى لقيت يحيى وعيسى؟

فقال : أمّا يحيى فرأيته بالفخّ

يحلق رأسه موسى بموسى

وأمّا عيسى فلقيته داخلا

بقرية يقال لها : كوثى

١٥٢٧ ـ حدّثنا عبد الملك بن محمد ، عن زياد بن عبد الله ، عن [إبن] (٥) إسحاق ، قال : وعمرت قريش بمكة هم ساكنوها ومنازلها لهم صالحا ذات بينهم ، ما شاء الله ان يعمروها ، وكانت مكة تسمى في الجاهلية : البسّاسة ، لأنها كانت تبسّ من بغى فيها حتى تخرجه منها.

__________________

١٥٢٦ ـ إسناده حسن.

١٥٢٧ ـ إسناده إلى ابن إسحاق حسن.

(١) في الأصل (بسّامة) والتصويب من المراجع.

(٢) سورة التين (٣).

(٣) (صلاح) ـ بفتح الصاد وكسر الحاء المهملة بلا تنوين ـ مبني على الكسر مثل : (قطام ، وحذام) حكاه النووي ، عن مصعب الزبيري ، وأنظره في شفاء الغرام.

(٤) (كوثى) بضم الكاف ، بعدها مثلثه مفتوحه.

(٥) في الأصل (أبي) وهو خطأ.


ويقال : إنما سميت بكّة لأنها كانت تبكّ أعناق الجبابرة. وكان فيما يزعمون : لا يدخلها ملك فيحدث فيها حدثا إلا أصبح وعنقه مكسورة ، ولا يحدث محدث إلا بسّته من الحرم حتى تخرجه إلى الحل.

وقال شاعر بني تميم في البكّ بمكة :

يا مكّة الفاجر مكّي مكّا

ولا تمكّي مذحجا وعكّا (١)

وقال آخر في مكة :

أبصروا ثمّ كثيرا مولما

وأيّاما في شعوب الحاطمة

دمع العين عليه هاطل

لرجوع الداء فيه الآكلة

ذكر

المقام بمكة والجوار بها

ومن أقام بها من الخلفاء ، والترغيب في ذلك

١٥٢٨ ـ حدّثنا محمد بن ادريس بن عمر ، قال : ثنا عمر بن سهل المازني ، قال : ثنا محمد بن عبد الله [عن](٢) زيد العمّى ، عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : إذا مضى من هجرتي إلى المدينة [خمسون](٣) ومائة سنة ، فعليكم (٤) والجوار والرباط. قالوا : يا رسول

__________________

١٥٢٨ ـ إسناده ضعيف.

زيد العمّي ضعيف. ولم أقف على ترجمة محمد بن عبد الله.

(١) ذكره المحبّ في القرى ولم ينسبه.

(٢) في الأصل (بن) وهو خطأ ، لأنّ زيدا العمّي هو الذي يروي عن أنس.

(٣) في الأصل (خمسين).

(٤) كذا في الأصل ، وكأنّ فيه سقطا. وأنظر ما بعده.


الله ، وإنّ بالحرم لرباط؟ قال صلّى الله عليه وسلم : نعم ، أفضل الرباط ، إنّ الكعبة لا تأمن أن يأتيها عدوها ليلا أو نهارا ، إذ (١) من أرجائها الرباط يومئذ أفضل رباط تحت ظل السماء لمشرّق أو مغرّب.

١٥٢٩ ـ حدّثني عبد الله بن منصور ، عن عبد الرحيم بن زيد ، عن أبيه ، عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلّى الله عليه وسلم بنحوه ، وزاد فيه : فعليكم بالجوار عند بيت الله الحرام.

١٥٣٠ ـ حدّثني أحمد بن محمد النوفلي قال : ثنا عثمان قال : ثنا ابن فضيل قال : سمعت ابن شبرمة يقول :

[ف](٢) يوشك أن يحول الموت بيني

وبين جوار بيتك والطّواف

فكم من سائل لك ربّ رغبا

ورهبا بين منتعل وحافي

أتاك الرّاغبون إليك شعثا

يسوقون المقلّدة الصّوافي

١٥٣١ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن فطر بن

__________________

١٥٢٩ ـ إسناده ضعيف.

١٥٣٠ ـ أحمد بن محمد ، شيخ المصنّف ، لم أقف عليه. وعثمان ، هو : ابن أبي شيبة. وابن فضيل ، هو : محمد. وابن شبرمة ، هو : عبد الله. الإمام العلّامة الفقيه. كان شاعرا جوادا كريما. توفي سنة (١٤٤). أنظر تهذيب الكمال ص : ٦٩٢ وسير النبلاء ٦ / ٣٤٧.

١٥٣١ ـ إسناده حسن.

رواه عبد الرزاق ٥ / ٢٢ عن سفيان به.

(١) كذا في الأصل.

(٢) الفاء ليست في الأصل.


خليفة ، عن أبي الطفيل ، انه قال لمحمد بن علي : إنّ مكة / قد اشتدت حالها وتعذر عيشها ، وقد أردت الانتقال منها ، فقال محمد بن علي : لا تخرج منها يا أبا الطفيل ، وان أكلت بها العظاه.

١٥٣٢ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا بشر بن السري ، قال : ثنا معمر بن قيس السلمي.

١٥٣٣ ـ وحدّثنا أبو بشر بكر بن خلف ، قال : ثنا خالد بن الحارث ، قال : ثنا معمر أبو سعيد [قال](١) : قال : سألت عطاء بن أبي رباح ، قلت : إني دخلت مكة ـ قال خالد : معتمرا ـ في رجب ، وأنا بمكة ، فحضرني رمضان ، وأردت الخروج إلى المدينة ، فأقدم معتمرا في رمضان؟ [قال](١) : طف بهذا البيت ، فهو أحب إليّ من هذه العمرة.

١٥٣٤ ـ وحدّثنا ابن أبي مسرّة ، قال : ثنا خلاد بن يحيى ، عن سفيان الثوري ، عن أسلم [المنقري](٢) ، عن عطاء ، بنحوه.

__________________

١٥٣٢ ـ إسناده حسن.

١٥٣٣ ـ إسناده حسن.

رواه ابن أبي شيبة ٤ / ١١٣ من طريق : اسماعيل ، عن عبد الملك ، عن عطاء بنحوه.

١٥٣٤ ـ إسناده حسن.

رواه ابن أبي شيبة ٤ / ١١٣ عن وكيع ، عن سفيان به.

(١) في الأصل (قالا) والتصويب من ابن أبي شيبة ـ ومعمر بن قيس السلمي ، هو : أبو سعيد.

(١) في الأصل (قالا) والتصويب من ابن أبي شيبة ـ ومعمر بن قيس السلمي ، هو : أبو سعيد.

(٢) في الأصل (البصري) وهو تصحيف.


١٥٣٥ ـ وحدّثني محمد بن سليمان أبو جعفر ، قال : ثنا زيد بن حباب ، قال : ثنا سفيان الثوري ، عن أبي إسحاق ، عن مجاهد ، قال : عمرة بعد الحج كطواف بالبيت.

١٥٣٦ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : حدّثنا بشر بن السريّ ، عن ابراهيم بن نافع ، عن ابن أبي نجيح ، قال : قلت لأبي : ألا تذهب بنا نعتمر؟ فقال : غير الذي نصنع كل يوم؟ ـ يعني : الطواف بالبيت ـ.

١٥٣٧ ـ حدّثنا محمد بن سليمان ، قال : ثنا أبو أسامة ، قال : حدّثني الزبرقان ـ أبو بكر السراج ـ ، قال : أتيت سعيد بن جبير ، فسلمت عليه ، وأخبرته أني أريد إتيان المدينة. فقال سعيد ـ رحمة الله عليه ـ : لطواف أطوفه ، وصلاة ركعتين ، أحبّ إليّ من إتيان المدينة ثماني مرات.

١٥٣٨ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : ثنا بشر بن السري ، قال : ثنا حمّاد بن سلمة ، عن قيس بن سعد ، عن عطاء ، قال : لأن أطوف بالبيت سبعا أحب إليّ من أن أذهب إلى التّنعيم فاعتمر منه.

__________________

١٥٣٥ ـ إسناده ضعيف.

زيد بن حباب ـ بضم المهملة ـ : صدوق ، لكنّه يخطيء في حديث الثوري.

التقريب ١ / ٢٧٣.

١٥٣٦ ـ إسناده صحيح.

١٥٣٧ ـ إسناده ضعيف.

شيخ المصنّف ضعيف. التقريب ٢ / ١٦٧.

١٥٣٨ ـ إسناده صحيح.


١٥٣٩ ـ حدّثنا عمرو بن محمد العثماني ، قال : ثنا ابراهيم بن حمزة ، قال : ثنا عبد العزيز بن محمد ، عن ابن مجمّع ، عن عمرو بن دينار ، قال : إنّ ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ كان لا يرى على أهل مكة عمرة ، ويقول : هم في عمرة كل يوم.

١٥٤٠ ـ حدّثني سلامة بن يزيد الكلالي ، عن خلف بن تميم ، قال : سمعت سفيان الثوري يقول : وجدت قلبي يصلح بمكة والمدينة مع قوم [غرباء ، أصحاب بتوت وعباء](١).

١٥٤١ ـ حدّثني محمد بن أبي مقاتل البلخي ، قال : ثنا أبو عمار ، قال : ثنا عبد الرحمن بن زيد العمّي ، عن أبيه ، عن وهب بن منبّه ، عن معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال : من أعد قوسا في الحرم ليقاتل به عدو الكعبة كتب له كل يوم ألف ألف حسنة ، حتى يحضر العدو.

__________________

١٥٣٩ ـ إسناده ضعيف.

ابن مجمّع ، هو : ابراهيم بن اسماعيل بن مجمّع ، هو ضعيف. التقريب ١ / ٣٢.

١٥٤٠ ـ شيخ المصنّف لم أعرفه.

رواه أبو نعيم في الحلية ٧ / ٦ من طريق : خلف بن تميم به. وأورده الذهبي في سير النبلاء ٧ / ٢٦٩.

١٥٤١ ـ إسناده ضعيف.

زيد العمّي ، ضعيف. وأبو عمّار ، هو : حسين بن حريث.

ذكره السيوطي في الجامع الكبير ١ / ٧٥٠ وعزاه للحسن بن سفيان وأبي نعيم.

(١) العبارة في الأصل (غيرنا أصحاب تبوت وعباد). والتصويب من الحلية. ووردت العبارة عند الذهبي (أصحاب صوف وعباء). والتبوت : كساء غليظ مهلهل ، مربع أخضر. وقيل : هو من : وير وصوف. أنظر تاج العروس ١ / ٥٢٣.


١٥٤٢ ـ وحدّثنا عبد الله بن هاشم ، قال : ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، قال : جاورت مع جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ بمكة في بني فهر ستة أشهر.

١٥٤٣ ـ حدّثنا علي بن المنذر ، قال : ثنا ابن فضيل ، قال : ثنا الوليد بن جميع ، عن أبي الطّفيل ، قال : قال لي محمد بن علي بن الحنفية ـ رضي الله عنهما ـ : يا أبا الطفيل ، إلزم هذا الحرم ، وكن حمامة من حمامه ، فإنّ أمرنا إذا جاء ليس به خفاء كما ليس بهذه الشمس خفاء إذا طلعت ، ما يدريك ، إذا قال الناس إنه يجيء من المشرق أن يجيء الله ـ عزّ وجلّ ـ به من المغرب ، وما يدريك إذا قال الناس : إنه يجيء من قبل المشرق ان يجيء / الله ـ تعالى ـ به من قبل المشرق ، وما يدريك لعلها ستهدى إليك كما تهدى العروس.

١٥٤٤ ـ وحدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن أم مبشر ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت : يا رسول الله ، أي الناس خير منزلة؟ قال صلّى الله عليه وسلم : رجل على متن فرسه ، يخيف العدوّ ويخيفونه ، أو رجل يقيم الصلاة ويؤدي حق الله ـ تعالى ـ في ماله ، وأشار بيده قبل الحجاز.

__________________

١٥٤٢ ـ إسناده حسن.

أبو سفيان ، هو : طلحة بن نافع الواسطي ، نزيل مكة : صدوق. التقريب ١ / ٣٨٠.

١٥٤٣ ـ إسناده حسن.

١٥٤٤ ـ إسناده صحيح.

ذكره ابن حجر في الاصابة ٤ / ٤٧١ من رواية محمد بن إسحاق ، عن ابن أبي نجيح به.


١٥٤٥ ـ وحدّثني عبد الله بن منصور ـ ونسخت من كتابه هذا الحديث ـ قال : أخذت نسخة هذا الكلام من كتاب رجل قال : هذا كتاب الحسن بن أبي الحسن البصري ـ رحمه الله تعالى ـ في فضل مكة ، إلى رجل من أهل الزهادة ، يقال له : عبد الله بن (١) آدم. وكان مجاورا بمكة ، وكان موسرا ، ولم يكن له عمل بمكة إلّا العبادة ، وانه أراد الخروج منها ، فبلغ ذلك الحسن ، فكتب إليه يرغبه في المقام بمكة ، فكتب إليه : بسم الله الرحمن الرحيم ، حفظك الله يا أخي بحفظ الإيمان ، ووقاك المكروه ، ووفقك للخيرات ، وأتم عليك النعمة ، وجمعنا وإياك في جوار الرحمن ، ومنازل الرضوان ، أما بعد : فإني كتبت إليك ، وأنا ومن قبلي من الأقارب والأخوان على أفضل الأحوال ، وربّنا محمود لا شريك له ، وصلى الله على محمد النبي وعلى آله الطيبين ، وسلّم تسليما ، قد انتهى إليّ إنك قد أزمعت الشخوص من حرم الله ـ تعالى ـ ، والتحوّل منه إلى اليمن في سبب رجل من أهلها ، وإني والله كرهت ذلك ، وغمّني ، واستوحشت لذلك وحشة شديدة ، وتعجبت منك إذ أطعت في ذلك الشيطان ، فإياك يا أخي ثم إياك أن تبرح منها ، فإنّ المقام بها سعادة ، والخروج منها شقاوة ، فنسأل الله ـ تعالى ـ أن يوفقنا وإياك للخيرات فإنه المنان ، ولا قوة إلّا بالله ، ثم إياك يا أخي والظعن منها ، فإنك في خير أرض الله ، وأحبّ أرض الله إلى الله ، وأفضلها وأعظمها حرمة ، وان

__________________

١٥٤٥ ـ في إسناده من لم يسمّ.

وهذا الكلام هو رسالة الحسن البصري المشهورة في فضل مكة ، والسكن فيها. وقد حقّقها ونشرها الدكتور سامي مكي العاني ، وقد اعتمد على ثلاث نسخ خطيّة ، ذكرها في مقدّمة الرسالة ، وفيها زيادات وتقديم وتأخير على ما هنا.

(١) في المطبوعة (عبد الرحيم ، أو : عبد الرحمن بن أنس الرمادي).


الله ـ عزّ وجلّ ـ فضّل مكة على جميع البلدان ، وانزل ذكرها في الكتاب العزيز ، فكان فيما أنزل على محمد صلّى الله عليه وسلم من ذكرها قوله ـ تعالى ـ في كتابه : (جَعَلَ اللهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرامَ)(١) ، وقال الله ـ عزّ وجلّ ـ : (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ ، فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً ، وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً)(٢) وقال ـ جلّ وعلا ـ (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ الَّذِي جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ سَواءً)(٣) وقال ابراهيم ـ عليه السلام ـ (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ)(٤) وقال ـ عليه السلام ـ : (رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ)(٥) وقال ـ عليه الصلاة والسلام ـ (رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ)(٦) ، وقال ـ تبارك وتعالى ـ (فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ)(٧) ، وقال ـ جلّ وعلا ـ : (فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ / عَرَفاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ)(٨) ، وقال ـ عزّ وجلّ ـ : (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى)(٩) ، وقال ـ تعالى ـ : (أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ [وَالْعاكِفِينَ])(١٠)(وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)(١١) ، وقال ـ تبارك وتعالى ـ : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ)(١٢). قال ـ عزّ وجلّ ـ : (وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ

__________________

(١) سورة المائدة (٩٧).

(٢) سورة آل عمران (٩٦ ، ٩٧).

(٣) سورة الحج (٢٥).

(٤) سورة ابراهيم (٣٥).

(٥) سورة ابراهيم (٣٧).

(٦) سورة البقرة (١٢٦).

(٧) سورة البقرة (١٤٤).

(٨) سورة البقرة (١٩٨).

(٩) سورة البقرة (١٢٥).

(١٠) سقطت من الأصل.

(١١) سورة البقرة (١٢٦).

(١٢) سورة الاسراء (١).


الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً ، وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ، وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ، لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ)(١) وقال ـ عزّ وجلّ ـ : (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)(٢) ، وقال ـ عزّ وجلّ ـ : (إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَها)(٣) ، وقال : (بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ)(٤) ، وقال : (يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا)(٥) ، وقال : (وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ)(٦) ، وقال : (لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها)(٧) ، وقال : (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ)(٨) ، وقال : (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ ، الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ)(٩). هؤلاء الآيات أنزلها الله ـ تعالى ـ في مكة خاصة ، لأنه لم ينزل في بلد سواها ، ثم جاء عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم حين أخرجوه من مكة أنه وقف على الحزورة ، فقال : إنّي لأعلم أنّك خير أرض الله ، ولو لا أنّ أهلك أخرجوني منك ما خرجت (١٠).

ويقال : خير بلدة على وجه الأرض وأحبها إلى الله ـ تعالى ـ يعني : مكة. وروي أنّ الأرض دحيت منها. وأنّه أول من طاف بالبيت الملائكة قبل

__________________

(١) سورة الحج (٢٦ ، ٢٧ ، ٢٨).

(٢) سورة البقرة (١٢٧).

(٣) سورة النمل (٩١).

(٤) سورة سبأ (١٥).

(٥) سورة (ص) (٥٧).

(٦) سورة النمل (١١٢).

(٧) سورة الشورى (٧).

(٨) سورة البقرة (١٥٨).

(٩) سورة قريش (٣ ، ٤).

(١٠) الحديث صحيح ، رواه جماعة من الصحابة ، وسيأتي تخريجه إن شاء الله برقم (٢٥١٤). وانظر شفاء الغرام ١ / ٧٤ ـ ٧٩.


آدم ـ عليهم السلام ـ بألفي عام. وانه لم يكن يهرب نبي من قومه ، إلا هرب إلى الكعبة ، فعبد الله ـ تعالى ـ فيها حتى يموت. وسمعنا أنّ حول الكعبة قبور ثلاثمائة نبي ، وأن قبر نوح ، وهود ، وشعيب ، وصالح ـ عليهم السلام ـ فيما بين الملتزم والمقام. وان ما بين الركن الأسود إلى الركن اليماني قبور سبعين نبيا. ثم ما أعلم من بلدة ضرب إليها جميع الأنبياء والمرسلين خاصة ما ضرب إلى مكة ، وما أعلم اليوم على وجه الأرض بلدة ترفع فيها الحسنات وأنواع البر لكل واحدة مائة ألف ما يرفع منها ، ثم ما أعلم بلدة يجد فيها من الأعوان على الخير بالليل والنهار ما يجد فيها ، ولنومك فيها بالليل ، وإفطارك بالنهار يوما واحدا في حرم الله ـ تعالى ـ أرجى وأفضل عندي من صيام الدهر وقيامه في غيرها. ثم ما أعلم يحشر من بلدة من الأنبياء والأبرار والفقهاء والزهاد والعبّاد والصالحين من الرجال والنساء ما يحشر منها. ويقال : إنهم يحشرون يوم القيامة وهم آمنون ، ثم ما أعلم أنه ينزل في بلدة من الدنيا كل يوم رائحة من الجنة وروحها ما ينزل بمكة. ويقال : إنّ بابا من أبواب الجنة مفتوح في المسجد الحرام لا يغلق إلى يوم القيامة. ثم ما أعلم ينزل ببلدة في كل يوم عشرون ومائة رحمة من رحمة رب العالمين إلا بمكة. ويقال : ذلك كلّه للطائفين.

يقال إنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ / يستجيب الدعاء في خمسة عشر موضعا ، أولها : عند الملتزم الدعاء فيه مستجاب ، وعند الركن اليماني مستجاب ، وتحت الميزاب مستجاب ، وحول البيت في الطواف ، وخلف المقام ، وعلى الصفا ، وعند المسعى ، وعلى المروة ، وبمنى ، وبعرفات ، وفي الموقف ، وبجمع ، وعند الجمار ، يستجاب ذلك كله ، فذلك خمسة عشر موضعا ، فاغتنم يا أخي هذه المواضع التي ترجى فيها المغفرة ، واجتهد فيهن الدعاء ، فإنك إن خرجت منها ، ذهبت عنك بهذه المواضع كلّها ، فاعمل على ذلك.


وقد روي عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أنه قال : من مات في حج أو عمرة لم يعرض ، ولم يحاسب ، وقيل : أدخل الجنة (١). وقال في دخول الكعبة : من دخلها دخل في رحمة الله ـ عزّ وجلّ ـ وفي أمن الله ، وفي حرم الله ، ومن خرج منها خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه (٢). وإنّ الطواف بالبيت صلاة فأقلوا فيه الكلام (٣).

قال : وجاء عثمان بن عفّان ـ رضي الله عنه ـ ذات يوم ، فقال : ألا تسألوني من أين جئت؟ ما زلت قائما على باب الجنة ـ يعني : تحت الميزاب ـ.

وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : من طاف بالبيت [خمسين](٤) أسبوعا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه. ثم ما أعلم من بلدة على وجه الأرض يكتب لمن يصلى فيها ركعة واحدة مائة ألف صلاة ما يكتب بمكة. وما أعلم من بلدة على وجه الأرض يكتب لمن صام رمضان بمائة ألف شهر رمضان ما يكتب فيها ـ يعني : بمكة ـ ثم ما أعلم بلدة على وجه الأرض أنه يكتب لمن يتصدق فيها بدرهم واحد مائة ألف ما يكتب بمكة ، ثم ما أعلم من بلدة على وجه الأرض فيها شراب الأبرار ، وطعام طعم ، إلا بمكة ـ يعني : زمزم ـ ثم ما أعلم من بلدة على وجه الأرض يصلّي فيها أحد حيث أمر الله ـ تعالى ـ نبيّه صلّى الله عليه وسلم إلا بمكة ، وقال : في الصف الأول في المسجد الحرام فإنه لا يكون أحد من خلق الله ـ تعالى ـ أقرب إلى الله ـ عزّ وجلّ ـ وإلى رحمته منه. ـ يعني : المصلى في الصف الأول ـ ثم ما أعلم من بلدة يطاف حول البيت كما يطاف بالبيت

__________________

(١) تقدّم برقم (٨١٩) وإسناده متروك.

(٢) ذكره السيوطي في الجامع الكبير ١ / ٧٧٦ عن ابن عباس ، وعزاه للطبراني والبيهقي في السنن.

(٣) تقدّم برقم (٣٠٥) وإسناده حسن.

(٤) في الأصل (خمسون).


الحرام بمكة ، ويقال : مكتوب في أسفل المقام : أنا الله ذو بكة حرمتها يوم خلقت السموات والأرض ، وحففتها بسبعة أملاك. ثم ما أعلم من بلدة على وجه الأرض أن أحدا يمشي فيكون في مشيه ذلك تكفير الخطايا ، وتحاتّ الذنوب كما تتحاتّ ورق الشجر اليابس إلا بمكة ، وهو بين الركن اليماني والأسود. ويقال : إنّ الركن يمين الله في أرضه يصافح به عباده ، والركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة ، يشهدان لمن وافاهما بالوفاء. وقال : إنّ الله ـ تعالى ـ يباهي بالطائفين. ويقال : ما من عمل أفضل من حج مبرور ، فإياك يا أخي أن تبرح من مكة ، فلو أنه يدخل عليك كل يوم من كسب حلال [فلسان](١) في حرم الله خير من أن تجد بغيره الفين فيضا من غيض.

واعلم أنّ السعيد من سعد بقضاء الله ، والشقيّ من شقي بقضاء الله ، والأعمال بالخواتيم ، وعليك بتقوى الله في السر والعلانية ، والزم بيتك / واشتغل بنفسك ، واستأنس بآيات الله ـ تعالى ـ والسلام عليك ورحمة الله.

وقال بعض أهل مكة : ان داود بن (٢) عيسى لما ولي مكة والمدينة ، أقام بمكة زمانا طويلا قاطنا مقيما بها ، لزمها عشرين شهرا أو نحوه ، واستخلف ابنه سليمان بن داود على المدينة ، فكتب إليه أهل المدينة.

وقال الزبير بن أبي بكر : كتب إليه يحيى بن مسكين بن أيوب بن مخراق يسأله التحوّل إليهم ، ويعلمونه أن مقامه بالمدينة أفضل من مقامه بمكة ، وأهدوا إليه في ذلك شعرا قاله شاعر لهم ، يقول فيه :

__________________

(١) في الأصل (فلسين).

(٢) داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس ، أمير مكة والمدينة. أنظر ترجمته في العقد الثمين ٤ / ٣٥٧.


داود قد فزت بالمكرمات

[وبالعدل](١) في بلد المصطفى

وصرت ثمالا لأهل الحجاز

وسرت بسيرة أهل التّقى

وأنت المهذّب من هاشم

وفي منصب العزّ والمرتجى

وأنت الرّضا للّذي نابهم

وفي كلّ حال وابن الرّضا

وبالفيء أغنيت أهل الخصاص

فعدلك فينا هو المنتهى

ومكّة ليست بدار المقام

فهاجر كهجرة من [قد](٢) مضى

مقامك عشرين شهرا بها

كثير لهم عند أهل الحجى

وهم ببلاد الرّسول الّتي

بها [الله](٣) خصّ نبيّ الهدى

ولا يلفتنّك عن قربه

مشير مشورته بالهوى

فقرب النّبي وأثاره

أحقّ بقربك من ذي طوى

قال : فلما جاء داود بن عيسى الكتاب بذلك مع الأبيات ، أرسل إلى رجال من أهل مكة ، فقرأ عليهم الكتاب ، فأجابه رجال منهم شعرا.

فقال عيسى بن عبد العزيز السعلبوسي (٤) قصيدة له يذكر فيها فضل مكة وما خصّها الله ـ تعالى ـ به من الكرامة والفضيلة ، ويردّ عليه ما قال في مكة ، ويذكر المشاعر والمواضع والأثار التي بها فقال :

أ داود أنت الإمام الرّضا

وأنت ابن عمّ نبيّ الهدى

وأنت المهذّب من كل عيب

كبيرا ومن قبله في الصّبا

وأنت المؤمّل من هاشم

وأنت ابن قوم كرام تقى

__________________

(١) في الأصل (والعدل) والتصويب من تهذيب ابن عساكر.

(٢) زدناها من تهذيب ابن عساكر.

(٣) زدناها من تهذيب ابن عساكر.

(٤) كذا في الأصل ، وفي تهذيب ابن عساكر (الشعلبوشي) بالاعجام. ولم أجد هذه النسبة في كتب الأنساب.


وأنت غياث لأهل الخصاص

تسدّ خصاصتهم بالغنى

أتاك كتاب جحود حسود

(١) [أ] سا في مقالته واعتدى

على حرم الله حيث ابتنى

فإن كان يصدق فيما يقول

فلا يسجدنّ إلى ما هنا

فأي بلاد سوى مكّة

ومكّة مكّة أمّ القرى

/ وبيت المهيمن فيها مقيم

يصلّى إليه برغم العدا

وربّي دحا الأرض من تحتها

ويثرب لا شكّ فيما دحا

ومسجدنا بيّن فضله

على غيره ليس في ذا مرا

صلاة المصلّي تعدّله

مئين ألوف صلاة وفا

كذاك أتى في حديث النّبيّ

وما قال حقّ به يقتدى

وأعمالكم كلّ يوم وفود

إلينا شوارع مثل القطا

فيرفع منها إلهي الّذي

يشاء ويترك ما لا يشا

ونحن يحجّ إلينا العباد

ويرمون شعثا بوتر الحصى

ويأتون من كلّ فج عميق

على أينق ضمّر كالقنا

ليقضوا مناسكهم عندنا

فمنهم شتات ومنهم معا

فكم من ملبّ يلبي بصوت

حزين يرى صوته قد علا

وآخر يذكر ربّ العباد

ويثني عليه بحسن الثّنا

وكلّهم أشعث أغبر

يومّ المعرّف أقصى المدى

فظلّوا به يومهم كلّه

وقوفا على الجبل حتّى المسا

حفاة ضحاة قياما لهم

عجيج يناجون ربّ السّما

رجاء وخوفا لما قدّموا

فكلّ يسائل دفع البلا

__________________

(١) زدناها ليستقيم الوزن.


يقولون : يا ربّنا إغفر لنا

بعفوك واصفح عمّن أسا

فلمّا دنا اليوم من ليلهم

وولّى النّهار أجدّوا البكا

وسار الحجيج لهم رجّة

فحلّوا بجمع بعيد العشا

فباتوا بجمع فلمّا بدا

عمود الصّباح وولّى الدّجا

دعوا ساعة ثمّ شدّوا النّسوع

على قلص ثم أمّوا منى

فمن بين من قد قضى نسكه

وآخر يبدأ بسفك الدّما

وآخر يرمل حول الطّواف

وآخر ماض يؤمّ الصّفا

فآبوا بأفضل ممّا نووا

وما طلبوا من جزيل العطا

وحجّ الملائكة الأكرمون

إلى أرضنا قبل فيما مضى

وآدم قد حجّ من بعدهم

ومن بعده أحمد المصطفى

وحجّ إلينا خليل الإله

وهجّر بالرّمي فيمن رمى

فهذا لعمري لنا رفعة

حبانا بهذا شديد القوى

ومنّا النّبيّ نبيّ الهدى

وفينا تنبّا ومنّا ابتدى

ومنّا أبو بكر ابن الكرام

ومنّا أبو حفص المرتجى

ومنّا عليّ ، ومنّا الزّبير

وطلحة منّا وفينا نشا

وعثمان منّا ، فمن مثلهم؟

إذا عدّد النّاس أهل التّقى

ومنّا ابن عبّاس ذو المكرمات

نسيب النّبيّ وحلف النّدى

ومنّا قريش وآباؤها

فنحن إلى فخرنا المنتهى

ومنّا الّذين بهم تفخرون

فلم تفخرون علينا بنا؟

وفخر أولاء [لنا](١) رفعة

وفينا من الفخر ما قد كفى

/ وزمزم والحجر فينا فهل

لكم مكرمات كما قد لنا؟

__________________

(١) في الأصل (له) وصوبناها مراعاة للمعنى.


وزمزم طعم وشرب لمن

أراد الطّعام وفيها الشّفا

وزمزم تنفي هموم الصّدى

وزمزم من كلّ سقم دوا

وليست كزمزم في أرضكم

كما ليس نحن وأنتم سوا

وفينا سقاية عمّ الرّسول

ومنها النّبيّ إمتلا وارتوا

وفينا الحجون فأكرم به

وفينا كديّ وفينا كدا

وفينا المقام فأكرم به

وفينا المحصّب والمختبا

وفينا الأباطح والمروتان

فبخ بخ فمن مثلنا يا فتى؟

وفينا المشاعر منشا النّبيّ

وأجياد والرّكن والمتّكا

وثور فهل عندكم مثل ثو

ر؟ وفينا حراء وفيه اختبا

نبيّ الإله من المشركين

ومعه أبو بكر المرتضى

وكم بين أحد إذا جاء فخر

وبين القبيسيّ فيما ترى

وبلدتنا حرم لم تزل

محرّمة الصّيد فيما خلا

ويثرب كانت فلا تكذبن

حلالا لكم بين هذا وذا

فحرّمها بعد ذاك النّبيّ

فمن أجل ذلك جاء كذا

ولو قتل الوحش في يثرب

لما فدي الوحش حتّى اللّقا

ولو قتلت عندنا نملة

أخذتم بها أو تؤدّوا الفدا

فلولا زيارة قبر النّبيّ

لكنتم كسائر من قد يرى

وليس النّبيّ بها ثاويا

ولكن ببطن جنان العلا

فلا تفحشنّ علينا المقال

ولا تنطقنّ بقول الخنا

ولا تفخرنّ علينا ولا

تقل ما يشينك عند الملا

ولا تهج بالشّعر أرض الحرام

وكفّ لسانك عن ذي طوى

وإلّا فجاءك ما لا تريد

من الشتم في يثرب والأذى


فقد يمكن القول في أرضكم

[بسبّ](١) العقيق ووادي قبا

قال فأجابهما رجل من بني عجل ناسك مقيم بجدة مرابط ، قاضيا بينهما بقصيدة يقول فيها :

إنّي قضيت على اللّذين تماريا

في فضل مكّة والمدينة فاسألوا

فلسوف أخبركم بحقّ فافهموا

والحكم حينا قد يجور ويعدل

وأنا الفتى العجليّ جدّة مسكني

وخزانة الحرم الّذي لا تجهل

وبها الجهاد مع الرّباط وإنّها

لبها الوقيعة لا محالة تنزل

من آل حام في أواخر دهرنا

وشهيدنا بشهيد بدر يعدل

شهداؤنا قد فضّلوا بسعادة

وبها السّرور لمن يموت ويقتل

يا أيّها المدنيّ أرضك فضلها

فوق البلاد ، وفضل مكّة أفضل

أرض بها البيت المحرّم قبلة

للعالمين له المساجد تعدل

حرم حرام أرضها وصيودها

والصّيد في كلّ البلاد محلّل

وبها المشاعر والمناسك كلّها

وإلى فضيلتها البريّة ترحل

وبها المقام وحوض زمزم مترعا

والحجر والرّكن الّذي لا يرحل

والمسجد العالي الممجّد والصّفا

والمشعران ومن يطوف ويرمل

أو مثل جمع في المواطن كلّها؟

أو مثل خيف [منى](٢) بأرض منزل

هل في البلاد محلّة معروفة

مثل المعرّف أو محلّ يحلل؟

تلكم مواضع لا يرى [برحابها](٣)

إلّا الدّماء ومحرم ومحلّل

__________________

(١) في الأصل (يشرب) وفي تهذيب ابن عساكر (نسب) وما أثبتّ أقرب إلى الصواب.

(٢) سقطت من الأصل ، وألحقتها من تهذيب ابن عساكر.

(٣) في الأصل (بحرابها) والتصويب من تهذيب ابن عساكر.


شرفا لمن وافى المعرّف ضيفه

شرفا له ولأرضه إذ ينزل

وبمكّة الحسنات يضعف أجرها

[وبها](١) المسيء عن الخطيئة يسأل

يجزى المسيء عن الخطيئة مثلها

وتضاعف الحسنات منه وتقبل

ما ينبغي لك أن تفاخر يا فتى

أرضا بها ولد النّبيّ المرسل

وبها أقام وجاءه وحي السّما

وسما به الملك الرّفيع المنزل

ونبوّة الرّحمن فيها أنزلت

والدّين فيها قبل دينك أوّل

هل بالمدينة هاشميّ ساكن؟!

أو من قريش ناشىء أو مكهل؟

إلّا ومكّة أرضه وقراره

لكنّهم عنها نبوا فتحوّلوا

فكذاك هاجر نحوكم لمّا أتى

إنّ المدينة هجرة فتجمّلوا

فأجرتم ووليتم ونصرتم

خير البريّة حقّكم أن تفعلوا

فضل المدينة بيّن ولأهلها

فضل قديم نورها يتهلّل

من لم يقل إنّ الفضيلة فيكم

قلنا كذبت ، وقول ذلك أرذل

لا خير فيمن ليس يعرف فضلكم

من كان يجهله فلسنا نجهل

في أرضكم قبر النّبيّ وبيته

والمنبر العالي الرّفيع الأطول

وبها قبور السّابقين بفضلهم

عمر وصاحبه الرّفيق الأفضل

والعترة الميمونة اللّاتي بها

سبقت فضيلة كلّ من يتفضّل

آل النّبيّ ، بنو عليّ انّهم

أمسوا ضياء للبريّة يشمل

يا من تبصّ إلى المدينة عينه

فيك الصّغار وصعر خدّك أسفل (٢).

وقال عمر بن أبي ربيعة يذكر القطون والمقام بمكة :

قلت بالله ذي الجلالة رب النّ

اس إلا اجتنبت أن تكذبينا

__________________

(١) في الأصل (وعن) والتصويب من المرجع السابق.

(٢) أنظر هذه القصائد الثلاث في تهذيب ابن عساكر ٥ / ٢١١ ـ ٢١٥.


فرأت حرصي الفتاة فقالت :

خبّريه بعلم ما تكتمينا (١)

نحن من ساكن العراق وكنّا

قبلها قاطنين مكّة حينا

قد صدقناك إذ سألت فمن أن

ت عسى أن يجرّ شأن شؤونا

ولقد قلت يوم مكّة سرّا

قبل وشك من بينكم نوّلينا (٢)

ذكر

من أقام من الخلفاء بمكة وجاور بها

وقال بعض أهل مكة : إنّ سليمان بن عبد الملك أقام بمكة مجاورا ، فآذاه الحرّ ، وكانت مكة يومئذ شديدة الحرّ ، فخرج إلى الطائف ، فأصابه في ذهابه إلى الطائف ما هاله وأفزعه.

١٥٤٦ ـ فحدّثني محمد بن صالح البلخي ، قال : ثنا مكّي بن ابراهيم ، قال : كنا مع عبد العزيز بن أبي روّاد في المسجد الحرام ، فأصابنا مطر شديد ، وريح شديدة ، ورعد وهدّ ، فقال عبد العزيز : خرج سليمان بن عبد الملك إلى الطائف فأصابهم نحو من هذا ببعض الطريق ، فهالهم وخافوا ، فأرسل إلى عمر بن عبد العزيز ـ وكانوا إذا خافوا الشيء أرسلوا إلى عمر ـ فجاء عمر ، فقال : يا عمر ألا ترى؟ فقال : يا أمير المؤمنين هذا صوت رحمة ، فكيف بصوت غضب؟ قال فدعا ببدرة فيها عشرة آلاف درهم ،

__________________

١٥٤٦ ـ إسناده صحيح.

(١) ديوانه ص : ٤٢٥ ـ ٤٢٦. والأغاني لأبي الفرج ١ / ٢١٥.

(٢) هذا البيت ليس في الديوان ، وهو في الأغاني ١ / ٢٧١.


فقال : خذها فتصدق بها. قال : يا أمير المؤمنين : أو خير من هذا؟ قال : وما هو؟ قال : قوم صحبوك من الشام في مظالم لهم ، فلم يصلوا إليك. قال : فأدخلهم عليّ. قال : فأدخلهم عليه ، فكتب لهم في مظالمهم فردّت إليهم.

وزاد غيره : فخرج سليمان إلى الطائف ، فلما قدم سليمان بن عبد الملك الطائف ، أتى مالا يقال له [الجال](١) بنخب ، فلقيه أبو زهير ـ أحد بني سالم من ثقيف ـ فقال : يا أمير المؤمنين ، اجعل منزلك عليّ. قال : إني أخاف أن أفدحك. قال : كلا ، إنّ الله ـ تعالى ـ قد رزق خيرا. قال : فنزل فرمى بنفسه على بطحاء الطائف ، فقيل له : الوطاء ، فقال : لا ، هذا البطحاء أحب إليّ وأعجب ، فألزمه بطنه ، وأتي بخمس رمّانات ، فأكلهنّ ، فقال : أعندكم غير هذا؟ قالوا : نعم ، فجعلوا يأتونه بخمس خمس ، حتى أكل سبعين رمانة ، ثم أتي بخروف وست دجاجات فأكلهن ، وأتوه بصبيب من الزبيب يكون قدر مكوك (٢) ، على نطع فأكله أجمع ، ثم نام فانتبه فدعا بالغداء ، فأكل مع أصحابه ، فلما فرغ دعا بالمناديل فكان فيها قلة ، وكثر الناس ، فلم يكن عنده من المناديل ما يسعهم ، فقال : كيف الحيلة يا أبا زهير؟ فقال أبو زهير : أنا أحتال ، فأمر بالضّرم (٣) والخزامى وما أشبهها من الشجر فأتى به فامتسح به سليمان ثم شمه ، فقال يا أبا زهير ، دعنا وهذا الشجر

__________________

(١) الجال : طرف وادي وجّ من الشرق. ويطلق الاسم اليوم على ناحية كبيرة أخذ يشملها العمران هناك. ومنها قرية تسمّى بهذا الاسم إلى اليوم ، وفيها مدرسة تعرف ب (مدرسة الجال) أنظر معجم معالم الحجاز ٢ / ١٠٨.

والنّخب : ـ بفتح النون ثم كسر الخاء المعجمة من فوق ـ واد بالطائف. أنظر المرجع السابق ٥ / ٢٧٥.

(٢) المكّوك ـ بوزن تنّور ـ مكيال معروف ، قيل يسع صاعا ونصف صاع ، وقيل غير ذلك. تاج العروس ٧ / ١٧٩ ـ ١٨٠.

(٣) الضرم : شجر طيب الريح ، وكذلك دخانه. لسان العرب ١٢ / ٣٥٦.

والخزامى : عشبة طويلة العيدان ، صغيرة الورق ، حمراء الزهرة ، طيّبة الريح.


نمسح به أيدينا ، وخذ هذه المناديل فاعطها العامة ، ثم قال : يا أبا زهير ما هذا الشجر الذي ينبت عندكم ، أشجر الكافور؟ قال : لا فأخبره به فأعجب به سليمان (١).

وقد قال امرؤ القيس بن حجر الكندي يذكر هذا الشجر ويشبّهه بريق امرأة ، يشبّه ريقها وريحها بريح هذا الشجر فقال :

كأنّ المدام وصوب الغمام

وريح الخزامي ونشر القطر

يعلّ به برد أنيابها

إذا طرّب الباكر المستحر (٢)

قال : فلما فرغ ، قال أبو زهير : افتحوا الأبواب ، ففتحت الأبواب ، فدخل الناس فأصابوا من الفاكهة ، فأقام سليمان يومه ومن الغد ، ثم قال لعمر : [لا أرانا](٣) إلا قد أضررنا هذا الرجل ، فارحل عنه ، فنظر إلى الوادي ، فقال : لله در قسيّ (٤) أيّ واد أنزل أفرخه لو لا هذا الحرار (٥) ، ونظر إلى جرن (٦) فيها زبيب فظنها حرارا / فقال له عمر : هذه جرن الزبيب ، فأقام سبعا ، ثم رجع إلى مكة وقال لأبي زهير : اتبعني إلى مكة ، فلم يأته ، فقيل له : لو أتيته ، فقال : أقول له ماذا؟ أقول له : أعطني ثمن طعامي الذي قريتك بالأمس (٧)؟

__________________

(١) أنظر الخبر في العقد الفريد ٥ / ١٦٧.

(٢) ديوانه ص : ٩٦. والشعر والشعراء ١ / ٣١٣. والمدام : الخمر. وصوب الغمام : ماء السحاب.

والقطر : العود الذي يتبخّر به.

(٣) في الأصل (أترانا) وما أثبتناه هو اللائق بالسياق.

(٤) يريد قسي بن منبّه ، هو : ثقيف. المحبّر ص : ١٣٥ ، ٣٢٧.

(٥) الحرار : جمع حرّة ، وهي : أرض ذات حجارة سود نخرات ، كأنّها احرقت بالنار. اللسان ٤ / ١٧٩.

(٦) الجرن ، واحده (جرين) وهو موضع تجفيف التمر والزبيب. وهو كالبيدر للحنطة. النهاية ١ / ٢٦٣.

(٧) أنظر هذا الخبر في العقد الفريد ٥ / ١٦٧.


وقال بعض أهل مكة : إنّ أمير المؤمنين المهدي جاء إلى مكة في شهر رمضان ، فجاور بها وأقام إلى الموسم (١).

ثم جاء أمير المؤمنين هارون بعده في سنة ثماني وثمانين ومائة ، يريد الجوار بمكة ، فأقام بمكة ، وأخرج لأهل المدينة ومكة نصف عطاء فأعطاهم (٢).

فسمعت محمد بن أبي عمر يقول : أخذت في ذلك العطاء مائة درهم ، وأخذ أخي مثلها ، وكان أمير المؤمنين هارون إذا صلى يطوف بالبيت ، وكان يعجّل العصر ، ثم يدخل الطواف ، فيطوف حتى المغرب ، فسمعت ابن شبيب المغير يقول : رأيت أمير المؤمنين هارون دخل الطواف ، فأحصيت له من صلاة العصر إلى صلاة المغرب ستة عشر أسبوعا يصلي بين كل سبعين ركعتين.

وقال ابن أبي عمر فيما سمعته ـ انشاء الله ـ يقول : كان يطوف ويطوف معه إبناه محمد والمأمون ، وقوّاده يزيد بن مزيد ، ونفر ، فإذا أعيوا دخلوا الحجر ، فصلوا فيه وجلسوا ، وأمير المؤمنين يطوف في حشمه ، فإذا أحسوه طالعا من باب الحجر الشامي قاموا على أرجلهم بأجمعهم حتى يمضي ويجاوزهم عند الركن الغربي ثم يجلسون. وسمعت ابن أبي عمر يقول : كان أمير المؤمنين هارون يطوف بالبيت يوما فدخل الفضيل بن عياض من باب المسجد يريد الطواف ، وكان مع هارون حشم وجند ، فأمر بهم فأخرجوا من الطواف ، وبقي في بعض حشمه ، فدخل الفضيل بن عياض فالتقى هو وأمير المؤمنين ، فسلّم كل واحد منها على الآخر ، وطافا ، فلما فرغا من طوافهما أو احدهما ، وقف أمير المؤمنين وفضيل بن عياض فتكلّما وتناجيا ، قال ابن أبي

__________________

(١) أنظر تاريخ الطبري ٩ / ٣٣٧ ، وإتحاف الورى ٢ / ٣٠٢.

(٢) تاريخ الطبري ١٠ / ٩٥ ، والمحبّر لابن حبيب ص : ٣٨ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٢٠٠ وإتحاف الورى ٢ / ٢٤٥.


عمر : فأخبرني من سمع الفضيل بن عياض ، ولم أسمعه من الفضيل لأن الناس كثروا فأخبرني من سمعه يقول له : يا أمير المؤمنين ، يا حسن الوجه ، حسّن هذا الوجه الحسن عن النار ، وأدم الحجّ والعمرة ، فإني لا أظن خليفة بعدك يحج بعدك.

قال ابن أبي عمر : فما حجّ علينا خليفة بعد (١).

وقال ابن أبي عمر : ورأيت في كتابه : مات فضيل بن عياض بمكة سنة سبع وثمانين (٢) ليلة الأربعاء لإثنتي عشرة ليلة مضت من المحرّم. ومات عبد الله ابن رجاء يوم الأربعاء لأربع عشرة بقين من شوال سنة ثماني وثمانين ومائة ، ومات سفيان بن عيينة آخر يوم من جمادي الآخرة سنة ثماني وتسعين ومائة ، وصلّى عليه بعد صلاة الظهر ابراهيم بن داود بن عيسى على باب الصفا.

ذكر

من كره الجوار بمكة مخافة الذنوب بها وغلاء السعر

على أهلها ، وذكر الاختلاف إليها وتفسير ذلك

١٥٤٧ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا وكيع ، عن عبد الله بن سعيد ، عن أبيه ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : / كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم إذا قدم مكة يقول : الّلهم لا تجعل منايانا بها.

__________________

١٥٤٧ ـ إسناده حسن.

عبد الله بن سعيد ، هو : ابن أبي هند. صدوق ربّما وهم. التقريب ١ / ٤٢٠.

رواه البيهقي في الكبرى ٩ / ١٩ من طريق : عبد الله بن سعيد به.

(١) حلية الأولياء ٨ / ١٠٥.

(٢) يعني : ومائة.


لأنها كانت مهاجرا.

١٥٤٨ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، وعبد الجبار بن العلاء ، قالا : ثنا سفيان ، عن محمد بن قيس ، عن أبي بردة ، عن سعد بن أبي وقاص ـ رضي الله عنه ـ قال : سألت النبي صلّى الله عليه وسلم أيكره للرجل أن يموت بالأرض التي هاجر منها؟ قال : نعم.

١٥٤٩ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن محمد بن سوقة ، قال : سمعت الشّعبي يقول : لأن أقيم بحمام أعين أحب إليّ من أن أقيم بمكة. قال سفيان : يعني : أنه يخاف ذنوب الحرم.

١٥٥٠ ـ حدّثنا علي بن الحنزي ، قال : ثنا سفيان ، عن اسماعيل ، عن قيس ، قال : ما أبالي بمكة أقمت أو بحمام أعين. يعني : تعظيما لمكة وتعظيم حرمتها والذنب فيها سبعون ذنبا فيما سواها.

__________________

١٥٤٨ ـ إسناده صحيح.

محمد بن قيس ، هو : المدني القاصّ.

رواه البيهقي ٩ / ١٩ ، والواقدي في المغازي ٣ / ١١١٦ من طريق : سفيان به.

١٥٤٩ ـ إسناده صحيح.

رواه عبد الرزاق ٥ / ٢٢ من طريق : سفيان ، عن محمد بن قيس ـ كذا ـ عن الشعبي به. و (حمّام أعين) موضع بالكوفة ، منسوب إلى أعين مولى سعد بن أبي وقاص.

معجم البلدان ٢ / ٢٩٩.

١٥٥٠ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه. وبقية رجاله ثقات. واسماعيل ، هو : ابن أبي خالد ، وقيس ، هو : ابن أبي حازم.


١٥٥١ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن منصور ، عن ابراهيم ، قال : ما كانوا يعتمرون في السنة إلا مرة ، وكان الاختلاف أحبّ إليهم من المقام.

قال ابن أبي عمر : قال سفيان : الهائم فيها كالعامل.

١٥٥٢ ـ حدّثنا محمد بن العلاء ، قال : ثنا يوسف بن كامل ، قال : ثنا عبد الواحد بن زياد ، قال : ثنا الحسن بن عمرو ، قال : حدّثني الفضيل ، قال : سألت ابراهيم عن الجوار؟

قال : فرخّص فيه ، وقال : إنما كره ليغلوا السعر ، وكره لمن هاجر منها أن يقيم بها.

١٥٥٣ ـ حدّثنا محمد بن إدريس ، قال : ثنا الحميدي ، قال ثنا سفيان ، قال : سمعت زكريا ، قال : سألت الشعبي : لأي شيء كرهت المقام بمكة؟ قال : لكتاب النبي صلّى الله عليه وسلم لخزاعة : من أسلم منكم في أرضه فهو مهاجر إلا ساكن مكة ، إلا أن يقدم حاجا أو معتمرا.

__________________

١٥٥١ ـ إسناده صحيح.

رواه عبد الرزاق ٥ / ٢٢ من طريق : الثوري ، به بنحوه. وقوله : الهائم فيها كالعامل أنظر الأثر (١٥٦٠).

١٥٥٢ ـ يوسف بن كامل سكت عنه ابن أبي حاتم ٩ / ٢٢٨ وبقية رجاله ثقات.

والحسن بن عمرو ، هو الفقيمي ، وفضيل ، هو : ابن عمرو الفقيمي ـ أخوه ـ.

١٥٥٣ ـ إسناده صحيح إلى الشعبي.

زكريا ، هو : ابن أبي زائدة.

رواه عبد الرزاق ٥ / ٢٢ من طريق : ابن عيينة بنحوه.


١٥٥٤ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، قال : ثنا شيخ من بني غفار في الموسم ، عن أبيه ، قال : كان أبو ذر ـ رضي الله عنه ـ يقيم بعد قضاء نسكه ثلاثا ، ثم يخرج.

١٥٥٥ ـ وحدّثنا محمد بن يحيى الزّمّاني ، قال : ثنا بشر بن المفضّل ، قال : ثنا يحيى بن أبي إسحاق ، قال : سألت أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ : هل أقام بمكة؟ يعني : النبيّ صلّى الله عليه وسلم قال : نعم أقمنا بها عشرا.

١٥٥٦ ـ حدّثنا محمد بن ادريس ، قال : ثنا الحميدي ، قال : ثنا أبو صفوان المرواني عبد الله بن سعيد ، عن عمر بن أبي معروف ، عن ابن أبي مليكة ، قال : كان عمر ـ رضي الله عنه ـ إذا صدر الحاج ، قال : يا أهل العراق ، إلحقوا بعراقكم ، ويا أهل اليمن ، إلحقوا بيمنكم ، ويا أهل الشام إلحقوا بشامكم ، ثلاثا ، ثم لا يبقينّ بها أحد.

١٥٥٧ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : ثنا سفيان ، قال : ثنا

__________________

١٥٥٤ ـ في إسناده مجهول.

رواه عبد الرزاق ٥ / ٢٢ ـ ٢٣ من طريق : ابن عيينة به.

١٥٥٥ ـ إسناده حسن.

يحيى بن أبي إسحاق : صدوق ، ربما أخطأ. التقريب ٢ / ٣٤٢.

١٥٥٦ ـ إسناده ضعيف.

عمر بن أبي معروف ، منكر الحديث. قاله ابن عدي ـ كما في لسان الميزان ٢ / ٣٣٢. وابن أبي مليكة ، لم يدرك عمر ـ رضي الله عنه ـ.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٦٨ أ من طريق : وكيع ، عن عمر بن أبي معروف ، ولفظه : لا تقيموا بعد النفر إلّا ثلاثا.

١٥٥٧ ـ عبد الرحمن بن القاسم ، وأبوه ، لم أقف عليهما.


عبد الرحمن بن القاسم بن حسن [القاصّ](١) عن أبيه ، قال : كان عمر بن عبد العزيز ـ رضي الله عنه ـ إذا قدم مكة كأنه على النصف (٢) حتى يخرج.

١٥٥٨ ـ حدّثنا محمد بن العلاء ، قال : ثنا يوسف بن كامل ، قال : ثنا عبد الواحد بن زياد ، قال : ثنا الحسن بن عمرو الفقيمي ، قال : سمعت الشعبي ، يقول : ما أبالي جاورت بمكة أو جاورت بناحية ارارة (٣).

١٥٥٩ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، وذكر عنده هارون ابن [رئاب](٤) فقال : ـ رحمة الله ـ ، إن كان ليخفي الزهد ، وكان إذا قدم مكة لا يقيم إلا ثلاثا ، وكان يكون تلك الأيام كلها في المسجد حتى يخرج.

١٥٦٠ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : أتى رجل سفيان بن عيينة ـ رضي الله عنه ـ بعد العصر ، فقال : إني قدمت من كذا وكذا ، وتركت لأهلي نفقة عندهم ، وأنا / أريد أن أقيم هاهنا إلى الموسم ، فما ترى؟ ـ وذلك في رجب ـ. قال : إستخر الله ـ تعالى ـ ، واستقدره ، فقال له أبو زيد

__________________

١٥٥٨ ـ يوسف بن كامل مسكوت عنه الجرح ٩ / ٢٢٨. وبقية رجاله ثقات.

١٥٥٩ ـ هارون بن رئاب ، هو : التيمي. ثقة عابد. من السادسة. التقريب ٢ / ٣١١.

١٥٦٠ ـ أبو زيد المدائني ، هو : حمّاد بن دليل.

(١) في الأصل (القاضي) وهو تصحيف.

(٢) كذا في الأصل ، ولعلّها (الرضف) وهي الحجارة التي حميت بالشمس أو النار. واحدتها : رضفة.

أنظر لسان العرب ٩ / ١٢١.

(٣) كذا في الأصل ، ولم أجدها في المراجع البلدانية. وقد ذكر ياقوت (أرّان) في معجمه ١ / ١٣٦ ، وهو اسم لولاية واسعة مشهورة قرب أذربيجان. وهو من أصقاع أرمينية. فلعلّه المقصود هنا لبعده وشهرته عند الناس. والله أعلم.

(٤) في الأصل (رباب) وهو تصحيف.


المدائني : إن كان وكّل ثمّ من يقوم عليهم (لا يأمره) (١) أن يقيم بمكة؟ قال : لا والله لا أقول له ان يقيم بمكة ، ما رأيت بلدة (لم (٢) ضيق) على أهلها من مكة ، تضاعف فيها السيئات كما تضاعف فيها الحسنات ، والهائم فيها كالعامل.

ذكر

إقامة المهاجر بمكة والتوقيت في ذلك

١٥٦١ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، قال : ثنا عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، قال : إنّ عمر بن عبد العزيز سأل جلساءه : أيّ شيء سمعتم في المقام بمكة؟ فقال له السائب بن يزيد : سمعت العلاء بن الحضرمي ، يقول : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : إقامة المهاجر بعد قضاء نسكه ثلاثا.

١٥٦٢ ـ حدّثنا [محمود](٣) بن غيلان ، قال : ثنا عبد الرزاق ، قال : أنا

__________________

١٥٦١ ـ إسناده صحيح.

رواه عبد الرزاق ٥ / ٢١ ، والحميدي ٢ / ٣٧٣ ، وأحمد ٤ / ٣٣٩ ، ومسلم ٩ / ١٢١ ـ ١٢٢ ، والترمذي ٤ / ١٧٤ وصحّحه. والنسائي ٣ / ١٢٢ كلّهم من طريق : سفيان به.

ورواه ابن أبي شيبة ١ / ١٦٨ أ ، والبخاري ٧ / ٢٦٦ ، وابن ماجه ١ / ٣٤١ ثلاثتهم من طريق : حاتم بن اسماعيل ، عن عبد الرحمن بن حميد به. ورواه أبو داود ، من طريق : الدراوردي ، عن عبد الرحمن بن حميد به.

١٥٦٢ ـ إسناده صحيح.

رواه عبد الرزاق ٥ / ٢٠ ـ ٢١. ومن طريقه رواه : أحمد ٥ / ٥٢ ، ومسلم ٩ / ١٢٢ ـ ١٢٣ ، والنسائي ٣ / ١٢٢.

(١) كذا في الأصل ، ولعلّ صوابها (ألا تأمره).

(٢) كذا في الأصل. وفيها اضطراب.

(٣) في الأصل (محمد) وهو تصحيف. ـ


ابن جريج ، أنّ اسماعيل بن محمد بن سعد أخبره ، أنّ حميد بن عبد الرحمن ابن عوف أخبره ، أن السائب بن يزيد أخبره ، أنه سمع العلاء بن الحضرمي ، يقول : سمعت النبي صلّى الله عليه وسلم يقول : نحوه.

١٥٦٣ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : أنا هشيم بن بشير ، عن المغيرة ، عن ابراهيم ، قال : كان يحبّ للمعتمر أن يقيم بمكة ثلاثا ، ثم ينفر ، قال : وقال ابراهيم : إن العمرة ليست بلعب ، إذا قدم فلا يحلّ رحله حتى يرجع.

١٥٦٤ ـ حدّثنا عبد الله بن عمرو بن أبي سعد ، قال : ثنا أحمد بن عبد الملك الحرّاني ، قال : ثنا زهير ، قال : ثنا عمرو بن دينار المكي ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : إذا أتيت مكة نهارا فلا تبت ، وإذا أتيتها ليلا فلا تصبح. يقول : يخرج منها مخافة الذنوب.

ذكر

الصبر على حر مكة وفضل ذلك

١٥٦٥ ـ حدّثنا عبد الله بن منصور ، عن عبد الرحيم بن زيد العمّي ، عن أبيه ، عن سعيد بن المسيّب ، قال : سمعت أبا هريرة ـ رضي الله عنه ـ

__________________

١٥٦٣ ـ رجاله ثقات ، إلّا أن هشيما عنعن ، وهو مدلس.

١٥٦٤ ـ إسناده صحيح.

زهير ، هو : ابن معاوية بن خديج.

١٥٦٥ ـ إسناده متروك.

عبد الرحيم بن زيد العمّي ، كذّبه ابن معين. ـ


يقول : سمعت النبي صلّى الله عليه وسلم يقول : من صبر على حرّ مكة ساعة من نهار تباعدت عنه النار.

١٥٦٦ ـ حدّثنا أحمد بن صالح ، قال : ثنا أحمد بن الجراح ، قال : ثنا عبد الرحيم بن زيد العمّي ، عن أبيه ، عن النبي صلّى الله عليه وسلم بنحوه ، إلا انه قال : تباعدت منه جهنم مائة عام ، وتقرّبت منه الجنة مسيرة مائة عام.

١٥٦٧ ـ حدّثنا أبو بشر بكر بن خلف ، قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : أنا عيسى بن عبيد الكندي ، عن ابراهيم الصائغ ، عن حماد ، عن ابراهيم ، قال : كل يوم من أيام الحر بشهر ، وكل يوم من سائر الأيام بعشر.

١٥٦٨ ـ حدّثني محمد بن علي الصائغ ، قال : ثنا أبو عمران موسى بن محمد

__________________

رواه العقيلي في الضعفاء ١ / ٢٢٦ ، من رواية ابن عباس ، وقال : هذا حديث باطل لا أصل له. وذكره السيوطي في الجامع الكبير ١ / ٧٩٢ ، وعزاه لأبي الشيخ بن حيّان.

١٥٦٦ ـ إسناده متروك.

ذكره السيوطي في الجامع الكبير أيضا ، وعزاه لأبي الشيخ بن حيّان.

١٥٦٧ ـ إسناده حسن.

عيسى بن عبيد ، وابراهيم بن ميمون الصائغ : صدوقان.

١٥٦٨ ـ إسناده ضعيف.

موسى بن محمد بن حيّان. قال ابن أبي حاتم ٨ / ١٦١ : ترك أبو زرعة حديثه.

رواه ابن أبي شيبة ٣ / ٤٢ من طريق : داود ، عن خالد بن أبي عثمان ، عن أيوب ، عن عبد الله بن يسار ، وأخيه سليط ، عن ابن عمر ، بنحوه. هكذا في مصنّف ابن أبي شيبة وفي سنده اضطراب يبيّنه ما يأتي.


ابن حبّان البصري ، عن [خالد](١) قال : ثنا أيوب [و](٢) سليط [إبنا](٣) عبد الله بن يسار [قالا :](٤) إن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ كان يصوم المحرّم بمكة ، وهي أرض حارة ، وكان إذا أصابه الحر بلّ ثوبه ونضح بالماء.

وهذا هو خالد [أبي](٥) بن عثمان.

ذكر

المرض بمكة وفضله وما جاء في ذلك

١٥٦٩ ـ حدّثنا عبد الله بن منصور ، عن عبد الرحيم بن زيد العمّي ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، قال : من مرض / يوما بمكة كتب الله ـ تعالى ـ له من العمل الصالح الذي كان يعمله لسبع سنين ، فإن كان غريبا ضوعف ذلك.

١٥٧٠ ـ حدّثنا عبد الله بن منصور ، عن سليم بن مسلم المكي ، عن المثنى

__________________

١٥٦٩ ـ إسناده متروك.

١٥٧٠ ـ إسناده ضعيف جدا.

سليم بن مسلم المكي ، هو المعروف ب (الخشّاب). قال أحمد : ليس يسوي حديثه ـ

(١) في الأصل (مجالد) وهو تصحيف ، وعليه نبّه المصنّف في نهاية الأثر ، وأنظر ترجمته في التاريخ الكبير ٣ / ١٦٤ والثقات لابن حبّان ٦ / ٢٦٦.

(٢) في الأصل (بن) وهو خطأ ، فأيوب وسليط أخوان ، وهما ابنا عبد الله بن يسّار ، وكلاهما يروي عن ابن عمر ، وروى عنهما خالد بن أبي عثمان. أنظر التاريخ الكبير ١ / ٤١٩ والجرح والتعديل ٢ / ٢٥١ ، ٤ / ٢٨٦ ، وتهذيب التهذيب ٤ / ١٦٤.

(٣) في الأصل (قال : أنبأنا) وهو خطأ ، والصواب ما أثبت.

(٤) في الأصل (قال) والصواب ما أثبتّ.

(٥) سقطت من الأصل ، وألحقتها من مراجع ترجمة خالد. ـ


ابن الصبّاح ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : مكة رباط ، وجدّة جهاد.

ذكر

ما وصفت عليه مكة من أمر الآخرة

والمكاره وتعظيم الحرم

١٥٧١ ـ حدّثنا عبد الله بن منصور ، عن عبد الرحيم بن زيد العمّي ، عن أبيه ، عن سعيد بن المسيّب ، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلّى الله عليه وسلم وعن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : خلق الله ـ تعالى ـ مكة فوضعها على المكروهات والدرجات. فقال رجل لسعيد بن جبير : وما الدرجات أبا عبد الله؟ قال : الجنة.

١٥٧٢ ـ حدّثنا ابراهيم المقدسي ، قال : ثنا سلام بن واقد المروزي ، قال : ثنا عبد الرحيم بن زيد العمّى ، عن أبيه ، عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : سمعت النبي صلّى الله عليه وسلم يقول : بنيت مكة على مكروهات الدنيا ودرجات الجنة.

__________________

شيئا. وقال ابن معين : ليس بثقة. الجرح والتعديل ٤ / ٣١٥. والمثنى بن الصبّاح ، ضعيف اختلط بأخرة. التقريب ٢ / ٢٢٨.

ذكره الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٨٧ ونسبه للفاكهي.

١٥٧١ ـ إسناده متروك.

١٥٧٢ ـ إسناده متروك.


١٥٧٣ ـ حدّثنا عبد الله بن منصور ، عن أحمد بن سليمان ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ قال : سمعت النبي صلّى الله عليه وسلم يقول : من دخل مكة فتواضع لله ـ تعالى ـ وآثر رضاء الله ـ عزّ وجلّ ـ على جميع أمره ، لم يخرج منها حتى يغفر له.

ذكر

صوم شهر رمضان بمكة

١٥٧٤ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر الأزدي ، قال : ثنا عبد الرحيم بن زيد العمّي ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : من أدركه شهر رمضان بمكة ، فصامه كلّه ، وقام منها ما تيسّر منه ، كتب الله ـ تعالى ـ له مائة ألف شهر رمضان بغير مكة ، وكتب له كلّ يوم عتق رقبة ، وكلّ ليلة عتق رقبة ، وكل يوم حملان فرس في سبيل الله ـ عزّ وجلّ ـ وكل يوم حسنة ، وكلّ ليلة حسنة.

١٥٧٥ ـ وحدّثني أبو محمد اسماعيل بن محمود ، عن هاشم بن الوليد ،

__________________

١٥٧٣ ـ إسناده ليّن.

أحمد بن سليمان ، صدوق له أغلاط ، ضعفه بسببها أبو حاتم. التقريب ١ / ١٧.

وعبد الله بن منصور. سكت عنه الخطيب في تاريخ بغداد ١٠ / ١٧٨.

ذكره السيوطي في الجامع الكبير ١ / ٧٧٦ وعزاه للديلمي.

١٥٧٤ ـ إسناده متروك.

١٥٧٥ ـ إسناده ضعيف جدا.

جويبر ، هو : ابن سعيد البلخي ، ضعيف جدا. التقريب ١ / ١٣٦.

ذكره الهندي في كنز العمّال ٨ / ٤٧٦ مختصرا ، وعزاه للبيهقي في شعب الايمان ، وابن عساكر.


قال : ثنا حمّاد بن سليمان السّدوسيّ ، قال : ثنا أبو الحسن ، ـ قال أبو محمد : أبو الحسن ، هو : جويبر ـ عن الضحّاك بن مزاحم ، عن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّه سمع النبيّ صلّى الله عليه وسلم يقول : ان الجنة لتنجّد (١) وتزخرف من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان ، فإذا كانت أوّل ليلة من شهر رمضان ، هبّت ريح من تحت العرش ، يقال لها : المثيرة ، تصفق ورق أشجار الجنة ، وحلق المصاريع ، فيسمع لذلك طنين لم يسمع السامعون أحسن منه ، وتجيء الحور العين حتى تقف بين يدي شرف الجنة ، فينادين : هل من خاطب إلى الله ـ عزّ وجلّ ـ فيزوّجه؟ ثم يقلن : يا رضوان ، ما هذه الليلة؟ فيجيبهم بالتلبية ، ثم يقول : يا خيرات حسان ، هذه أول ليلة من شهر رمضان ، فتحت أبواب الجنان / للصائمين من أمة أحمد صلّى الله عليه وسلم ، قال : ثم يقول الله ـ عزّ وجلّ ـ : يا رضوان ، افتح باب الجنان. يا مالك ، اغلق أبواب النار عن الصائمين من أمة أحمد ـ عليه أفضل الصلاة والسلام ـ يا جبريل إهبط إلى الأرض فصفّد مردة الشياطين ، وغلّهم بالأغلال ، ثم اقذف بهم في لجج البحار حتى لا يفسدوا على أمة حبيبي صيامهم. قال : ويقول الله ـ عزّ وجلّ ـ في كل ليلة من شهر رمضان ثلاث مرار : هل من سائل فأعطيه؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ من يقرض المليء غير المعدم؟ والوفيّ غير المظلوم؟ قال : ولله ـ عزّ وجلّ ـ في كل يوم من شهر رمضان عند الإفطار ألف ألف عتيق من النار ، فإذا كانت ليلة الجمعة ويوم الجمعة أعتق في كل ساعة منها ألف ألف عتيق من النار كلهم قد استوجب العذاب ، فإذا كان في آخر شهر رمضان أعتق في ذلك اليوم بقدر ما أعتق من أول الشهر إلى آخره ، فإذا كانت ليلة القدر يأمر جبريل ـ عليه

__________________

(١) تنجد : تزيّن. النهاية ١ / ١٣٦.


السلام ـ فيهبط في كبكبة من الملائكة إلى الأرض ، ومعه لواء أخضر ، فيركز اللواء على ظهر الكعبة ، وله ستمائة جناح ، منها جناحان لا ينشرهما إلا في ليلة القدر ، فينشرهما تلك الليلة فيجاوزان المشرق والمغرب ، ويبثّ جبريل ـ عليه السلام ـ الملائكة في هذه الأمة فيسلمون على كل قائم وقاعد ومصلّ وذاكر ، ويصافحونهم ويؤمنون على دعائهم حتى يطلع الفجر ، فإذا طلع الفجر ، قال جبريل ـ عليه السلام ـ : يا معشر الملائكة ، الرحيل الرحيل. فيقولون : يا جبريل ، ما صنع الله في حوائج المؤمنين من أمّة أحمد صلّى الله عليه وسلم؟ فيقول ـ عليه السلام ـ : إنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ نظر إليهم في هذه الليلة فعفا عنهم ، وغفر لهم إلا أربعة ، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : وهؤلاء الأربعة : مدمن خمر ، وعاقّ والديه ، وقاطع رحم ، ومشاحن. قيل : يا رسول الله ، وما المشاحن؟ قال صلّى الله عليه وسلم : المصارم. فإذا كانت ليلة الفطر سمّيت تلك الليلة : الجائزة ، فإذا كان غداة الفطر يبعث الله ـ عزّ وجلّ ـ الملائكة فيمضون في الأرض فيقومون على أفواه السكك فينادون بصوت يسمعه جميع خلق الله ـ تعالى ـ إلا الجن والأنس ، يقولون : يا أمة محمد صلّى الله عليه وسلم اخرجوا إلى ربّ كريم ، يعطي الجزيل ويغفر العظيم ، فإذا برزوا إلى مصلاهم ، يقول الله ـ عزّ وجلّ ـ للملائكة : يا ملائكتي ، ما جزاء الأجير إذا عمل عمله؟ قال : تقول الملائكة : إلهنا وسيدنا جزاؤه أن يوفّى أجره. قال ـ جلّ وعلا ـ : فإني أشهدكم أنّي قد جعلت ثوابهم من صيامهم شهر رمضان وقيامهم رضاي ومغفرتي. ويقول : يا عبادي ، سلوني ، فو عزّتي وجلالي لا تسألوني اليوم شيئا في جمعكم لآخرتكم إلا أعطيتكموه ، ولا لدنياكم إلا نظرت لكم ، وعزتي لأسترن عليكم عثرتكم ما راقبتموني ، وعزتي لا أخزيكم ولا أفضحكم بين يدي أصحاب الحدود ، انصرفوا مغفورا لكم ، قد أرضيتموني ورضيت عنكم. قال : فتفرح الملائكة وتستبشر بما يعطي الله هذه الأمة إذا أفطروا من شهر رمضان.


١٥٧٦ ـ وحدّثني اسماعيل بن محمود ، قال : ثنا ابراهيم بن أحمد الخزاعي / قال : ثنا ابراهيم بن هدبة ، عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : لو أذن الله ـ تعالى ـ للسموات والأرض أن تكلما لبشرتا من صام شهر رمضان بالجنة.

ذكر

عبّاد أهل مكة وزهّادهم

١٥٧٧ ـ حدّثنا عبد الله بن شبيب الربعي ، قال : ثنا اسماعيل بن أبي أويس ، قال : حدّثني أبي ، قال : حدّثني وهب بن كيسان ، قال : إنّ أول من صفّ رجليه في الصلاة ، عبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ فاقتدى به كثير من القرّاء ، وكان مجتهدا.

١٥٧٨ ـ حدّثنا أبو صالح محمد بن زنبور ، قال : ثنا فضيل بن عياض ، عن منصور ، عن مجاهد ، قال : كان ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ إذا قام يصلي كأنه عود.

__________________

١٥٧٦ ـ إسناده موضوع.

رواه العقيلي ٣ / ٦٨ من طريق : أبي عمرو ، عن يونس ، وقال : هو إسناد مجهول لا يعرف. ورواه ابن عدي ٧ / ٢٥١٣ من طريق : نافع بن عبد الله ، عن أنس بنحوه.

والمتّهم فيه : ابراهيم بن هدية ، أبو هدية. قال أبو حاتم : كذّاب. وقال ابن معين : كذّاب خبيث. الجرح ٢ / ١٤٤.

١٥٧٧ ـ إسناده ضعيف. عبد الله بن شبيب : واهي الحديث. اللسان ٣ / ٢٩٩.

١٥٧٨ ـ إسناده حسن.

رواه ابن أبي شيبة ١٣ / ٣٨٨ من طريق : جرير ، عن منصور ، به. وذكره الذهبي في سير النبلاء ٣ / ٣٦٨ ـ ٣٦٩.


١٥٧٩ ـ وحدثت أن أبا بشر بكر بن خلف ، قال : ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن زائدة ، عن منصور ، عن مجاهد ، نحوه.

١٥٨٠ ـ حدّثنا أبو بشر ، قال : ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : أخبرني شعبة ، عن منصور ، عن مجاهد ، قال : كان ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ أحسن الناس صلاة كأنه خرقة.

١٥٨١ ـ حدّثنا أبو صالح محمد بن زنبور. وحدّثنا محمد بن عقبة السدوسي ، قال : ثنا أبو بكر بن عياش ، قال : سمعت أبا إسحاق السبيعي ، يقول : ما رأيت أحدا كان أعظم سجدة بين عينيه من عبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ.

١٥٨٢ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن عبد الكريم ، قال : قال لي طاوس وأنا أطوف معه : والله ما سمعت رجلا أحسن قراءة من طلق بن حبيب ، ورفع طاوس يديه إلى السماء ، وسئل : أيّ الناس أحسن قراءة؟ قال : من إذا سمعته يقرأ رأيت أنه يخشى الله. قال : وكان طلق كذلك.

__________________

١٥٧٩ ـ إسناده صحيح.

رواه أبو نعيم في الحلية ١ / ٣٣٥ ، من طريق : زائدة به.

١٥٨٠ ـ إسناده صحيح.

١٥٨١ ـ إسناده حسن.

رواه ابن أبي شيبة ١٣ / ٣٨٨ عن أبي بكر بن عيّاش به. وذكره الذهبي في السير ٣ / ٣٦٩ ـ ٣٧٠ من طريق : ابن عيّاش أيضا.

١٥٨٢ ـ إسناده ضعيف.

عبد الكريم ، هو : ابن أبي المخارق البصري ، نزيل مكة. ضعيف. التقريب ١ / ٥١٦. رواه أبو نعيم في الحلية ٣ / ٦٤ عن سفيان ، عن عبد الكريم موقوفا عليه.


١٥٨٣ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن عبد الكريم ، قال : كان طلق بن حبيب إذا قام إلى الصلاة يفتتح البقرة ، فلا يركع حتى يبلغ العنكبوت.

١٥٨٤ ـ حدّثنا الحسن بن عرفة ، قال : حدّثني المعتمر بن سليمان ، عن [شعيب](١) بن درهم ، عن أبي رجاء العطاردي ، قال : كان بين عينيّ ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ مثل الشراك البالي من البكاء.

١٥٨٥ ـ حدّثنا الحسن بن عرفة ، قال : ثنا المطّلب بن زياد الثقفي ، عن عبد الله بن عيسى ، قال : كان في وجه عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ [خطان أسودان](٢) من البكاء.

__________________

١٥٨٣ ـ إسناده ضعيف.

عبد الكريم ، هو : ابن أبي المخارق أيضا.

رواه أبو نعيم في الحلية ٣ / ٦٤ من طريق : الحميدي ، عن سفيان. وذكره الذهبي في السير ٤ / ٦٠٢.

١٥٨٤ ـ إسناده صحيح.

أبو رجاء العطاردي ، هو : عمران بن ملحان.

رواه ابن أبي شيبة ١٤ / ٥ ، وأبو نعيم في الحلية ١ / ٣٢٩ من طريق : معتمر به.

١٥٨٥ ـ إسناده منقطع.

المطّلب بن زياد ، صدوق ، ربما وهم. التقريب ٢ / ٢٥٤.

وعبد الله بن عيسى ، هو : ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، وهو ثقة إلّا أنّه لم يدرك أحدا من الصحابة ـ أنظر تهذيب الكمال ص : ٧٢١.

(١) في الأصل (سعيد) وهو تصحيف. فهو شعيب بن درهم ، أبو درهم ، أو أبو زياد ، القرشي ـ مولاهم ـ البصري. قال ابن معين : ليس به بأس. الجرح ٤ / ٣٤٤. وذكره ابن حبان في الثقات ٦ / ٤٣٧.

(٢) في الأصل (خطين أسودين).


١٥٨٦ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، ومحمد بن أبي عمر ، قالا : ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، قال : قال له مجاهد ـ يعني طاوسا ـ : يا أبا عبد الرحمن ، إني رأيتك في الكعبة تصلي ورسول الله صلّى الله عليه وسلم قائم على بابها ، وهو يقول : اكشف قناعك ، وبيّن قراءتك ، فقال له : اسكت لا يسمع هذا منك أحد. قال : فتخيل إلينا أنه انبسط في حديثه وكان كثيرا ما [يتقنّع](١).

١٥٨٧ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن الزهري ، قال : أخبرني طاوس ، ولو رأيت طاوسا لعلمت أنه لا يكذب.

١٥٨٨ ـ وحدّثني محمد بن صالح ، قال : ثنا نعيم بن حماد ، قال : ثنا سفيان بن عيينة ، عن ابن جريج عن عطاء ، قال : قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : إني لأحسب طاوسا من أهل الجنة.

١٥٨٩ ـ وحدّثني محمد بن علي المروزي ، قال : ثنا عبد الغفار بن داود

__________________

١٥٨٦ ـ إسناده صحيح.

رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ ١ / ٧٠٦ ـ ٧٠٧ من طريق : ابن أبي عمر به.

وذكره الذهبي في السير ٥ / ٣٩ من طريق : سفيان.

١٥٨٧ ـ إسناده صحيح.

رواه علي بن الجعد في المسند ١ / ٤٠٠ ، والفسوي ١ / ٧٠٥ ، وأبو نعيم في الحلية ٤ / ٩ كلّهم من طريق : الزهري به.

١٥٨٨ ـ إسناده حسن.

ذكره الذهبي في السير ٥ / ٣٩ ، عن عطاء.

١٥٨٩ ـ إسناده ضعيف.

ذكره الفاسي في العقد الثمين ٥ / ١٥١ مختصرا.

(١) في الأصل (يتتعتع) والتصويب من الفسوي. وقد ذكر ابن سعد في الطبقات ٥ / ٥٣٨ عدة آثار أن طاوسا كان كثيرا ما يتقنّع ، فإذا جاء الليل حسر.


الحرّاني ، قال : ثنا ابن لهيعة ، عن محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ التيمي ، قال : كان عبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ جعل الدهر / على ثلاث ليال ، ليلة يبيت قائما حتى يصبح ، وليلة يبيت راكعا حتى يصبح ، وليلة يبيت ساجدا حتى يصبح.

١٥٩٠ ـ حدّثنا أبو يحيى بن أبي مسرّة ، قال : ثنا المقرئ ، قال : ثنا أبو حنيفة ـ رضي الله عنه ـ قال : ما رأيت رجلا أفضل من عطاء.

١٥٩١ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن اسماعيل بن أمية ، قال : كان عطاء يطيل الصمت ، فإذا تكلم يخيّل إلينا أنه يؤيّد.

١٥٩٢ ـ حدّثنا أبو بشر ـ إن شاء الله ـ قال : ثنا عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، قال : أقام عطاء بن أبي رباح في المسجد أربعين سنة يصلي بالليل ويطوف.

١٥٩٣ ـ حدّثنا أبو يحيى بن أبي مسرّة ، قال : سمعت أصحابنا المكيّين يقولون : كان المثنّى بن الصبّاح ، ومسلم بن خالد ـ وهو حدث ـ يبتدران

__________________

١٥٩٠ ـ إسناده صحيح.

ذكره الذهبي في السير ٥ / ٨٣ من طريق : عبد الحميد الحمّاني.

١٥٩١ ـ إسناده صحيح.

ذكره الذهبي في السير ٥ / ٨٣ عن ابن عيينة به.

١٥٩٢ ـ إسناده صحيح.

ذكره الذهبي في السير ٥ / ٨٤ من طريق : ابن جريج ، لكنّه قال : عشرين سنة.

١٥٩٣ ـ نقله الفاسي في العقد الثمين ٧ / ١٣٢ ، ونسبه للفاكهي.


المقام بعد صلاة العتمة ، فأيهما سبق إليه كان الآخر خلفه ، فلا يزالان يصليان إلى قريب من الصبح.

١٥٩٤ ـ حدّثنا ميمون بن الحكم الصنعاني ، قال : ثنا عبد الله بن ابراهيم ، عن أبيه ، قال : مرت بابن أبي نجيح ثلاثون سنة لم يستقبل أحدا بكلمة يكرهها ، ولم يمت حتى رأى البشرى.

* وكان بمكة هؤلاء الذين ذكرنا أمرهم في العبادة : طلق بن حبيب ، وطاوس ، وعطاء ، وابن أبي نجيح ، والمثنّى بن الصبّاح ، ومسلم بن خالد ، وغيرهم ، وابن جريج ، وعبد العزيز بن أبي روّاد.

١٥٩٥ ـ وحدّثنا به أبو يحيى (١) ، عبد الله بن أحمد بن أبي مسرّة ، قال : ثنا يوسف بن محمد ، عن عبد المجيد بن أبي روّاد ، قال : ما رأيت أبي مزح قط إلا مزحتين ، فإنه قال لنا يوما : يا بني هل رأيتم جملا على وتد؟ قال : فسكتنا. فقال : الجمل على الجبل. قال الله ـ تعالى ـ : (وَالْجِبالَ أَوْتاداً). قال : وقال لجليس له يقال له أبو رباح : لو تزوجت ، لعله أن يولد لك ولد فتسميه عطاء ، فيكون ابنك عطاء بن أبي رباح. ثم قال : أستغفر الله. إلى هنا لأبي يحيى.

__________________

١٥٩٤ ـ ميمون بن الحكم لم أقف عليه. وبقيّة رجاله موثّقون. وعبد الله بن ابراهيم ، هو : ابن عمر ابن كيسان الصنعائي.

أنظر عن أخبار المثنى بن الصبّاح ، ومسلم بن خالد ، طبقات ابن سعد ٥ / ٤٩١.

١٥٩٥ ـ إسناده حسن.

يوسف بن محمد ، هو : ابن ابراهيم العطّار ، مفتي مكة. أنظر العقد الثمين ٧ / ٤٩٠.

ذكره الفاسي في العقد الثمين ٥ / ٤٤٨ ، ٥ / ٥٠٩ ، وعزاه للفاكهي.

(١) في الأصل (وحدّثنا أبو يحيى ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد ...) (وقال : ثنا) زائدة. لأنّ عبد الله هو أبو يحيى.


وأما ابن جريج ، فذكروا أنه كان يحيي الليل كلّه صلاة ، فزعم بعض المكّيين أن صبيّة قالت لأمها لما مات ابن جريج ـ وكانت من جيرانه ـ : أين المشجب الذي كان يكون في هذا السطح؟ ـ سطح ابن جريج ـ. فقالت لها : يا بنية ، لم يك بمشجب ، ولكنه كان ابن جريج يصلي بالليل.

١٥٩٦ ـ حدّثنا سلمة بن شبيب ، قال : ثنا عبد الله بن ابراهيم ، قال : حدّثني أبي ، قال : سافر المغيرة بن حكيم إلى مكة أكثر من خمسين سفرا صائما محرما حافيا لا يترك صلاة السحر في السفر ، إذا كان السحر نزل فصلى ، ويمضي أصحابه فإذا صلى الصبح لحق بهم متى ما لحق. وكان المغيرة يكثر المقام بمكة ، وبها مات.

١٥٩٧ ـ حدّثنا أبو بشر ، قال : ثنا وهب بن جرير ، قال : ثنا أبي ، قال : ما رأيت البيت بغير طائف إلا يوم مات المغيرة بن حكيم (١).

قال أبو بشر : وزعموا أنه كان رجلا صالحا (٢).

١٥٩٨ ـ حدّثني أبو يحيى بن أبي مسرّة ، قال : حدّثني محمد بن أبي عمر ، قال : حدّثني عمرو بن عمر (٣) الوهطي ، قال : أقبلت من الطائف ،

__________________

١٥٩٦ ـ إسناده حسن.

ذكره الفاسي في العقد الثمين ٧ / ٢٥٤ ـ ٢٥٥ عن الفاكهي.

١٥٩٧ ـ إسناده صحيح.

١٥٩٨ ـ عمرو بن عمر الوهطي ، لم أقف عليه.

(١) رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ ٢ / ٢٩ من طريق : أبي بشر.

(٢) ذكره الفاسي في العقد الثمين ٧ / ٢٥٥ عن الفاكهي.

(٣) كذا في الأصل ، وفي العقد الثمين (عمير).


وأنا على بغل لي ، فلما كنت بمكة حذو المقبرة نعست فرأيت في منامي وأنا أسير كأن في المقبرة فسطاطا مضروبا فيه سدرة ، فقلت : لمن هذا الفسطاط والسدرة؟ فقالوا : لمسلم بن خالد ، وكأنهم الأموات ، فقلت لهم : ولم فضّل عليكم بهذا؟ قالوا : بكثرة الصلاة ، قال : قلت : فابن جريج؟ قالوا : هيهات رفع ذاك في علّيّين ، وغفر لمن شهد جنازته (١).

* وكان القسّ ، وهو : عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار من عباد أهل مكة ، فسمّي القسّ لعبادته.

وكان محمد بن طارق / الذي ذكر ابن شبرمة في شعره كان يطوف في كل ليلة سبعين أسبوعا ، وفي كل يوم سبعين أسبوعا. قال ابن فضيل : فكسّرت ذلك فإذا هي سبعة فراسخ (٢).

١٥٩٩ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن شبرمة ، أنه قال له في كرز الحارثي ، ومحمد بن طارق ، وكان محمد بن طارق من عباد أهل مكة ، فقال ابن شبرمة لهما :

لو شئت كنت ككرز في تعبّده

أو كابن طارق حول البيت في الحرم

قد حال دون لذيذ العيش خوفهما

وسارعا في طلاب الفوز والكرم

قال سفيان : فحدثت به ابن المبارك ، فقال : حدّثت به شعبة ، فقال : كيف هو؟ أعده عليّ. قال : قلت : أيّ شيء تصنع بهذا؟ إنما هذا شعر! قال : لو كنت في مقبرة بني شكر لأتيتك حتى اسمعه منك.

__________________

١٥٩٩ ـ إسناده صحيح.

ذكره الذهبي في السير ٦ / ٨٥ ، والفاسي في العقد ٢ / ٣٠.

(١) ذكره الفاسي في العقد الثمين ٧ / ١٨٩ عن الفاكهي.

(٢) المصدر السابق ٢ / ٣٠.


١٦٠٠ ـ حدّثنا علي بن المنذر ، قال : ثنا ابن فضيل ، قال : سمعت ابن شبرمة ، يقول : فذكر نحوه (١).

وأما القسّ (٢) ، فله أخبار كثيرة سأذكر بعضها.

١٦٠١ ـ حدّثنا محمد بن عبيد الأموي ـ أبو بكر ـ عن خلاد بن يزيد ، قال : سمعت شيوخا من أهل مكة منهم سليم يذكر أن القسّ كان عند أهل مكة من أحسنهم عبادة ، وأظهرهم تبتلا ، وأنه مرّ يوما بسلّامة (٣) ـ جارية كانت لرجل من قريش ، وهي التي اشتراها يزيد بن عبد الملك ـ فسمع غناءها ، فوقف يستمع ، فرآه مولاها فدنا منه فقال : هل [لك](٤) ان تدخل فتسمع؟ فتأبّى عليه ، فلم يزل به حتى سمح. وقال : أقعدني في موضع لا أراها ولا تراني. فقال : أفعل. فدخل : فتغنت ، فأعجبته ، فقال مولاها : هل لك أن أحوّلها إليك؟ فتأبّي ، ثم سمح ، فلم يزل يسمع غناءها حتى شغف بها ، وعلم ذلك أهل مكة ، فقالت له يوما : أنا والله أحبك. قال : وأنا والله أحبك. قالت : وأحب أن أضع فمي على فمك. قال : وأنا والله. قالت : وأحب والله أن الصق صدري بصدرك ، وبطني ببطنك ، قال : وأنا والله.

قالت : فما يمنعك؟ والله إنّ الموضع لخال. قال : اني سمعت الله ـ عزّ وجلّ ـ

__________________

١٦٠٠ ـ إسناده حسن.

١٦٠١ ـ سليم : كذا في الأصل ، وفي العقد الثمين (سليمان) ولم أميّزه.

(١) رواه أبو نعيم في الحلية ٥ / ٨١ من طريق : علي بن المنذر به.

(٢) هو : عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار المكي ، الملقّب ب (القسّ). وهو ثقة عابد. أنظر التقريب ١ / ٤٨٧.

(٣) أنظر أخبارها في الأغاني ٨ / ٣٣٤. وهي من مولّدات المدينة ، أخذت الغناء عن معبد وابن عائشة.

(٤) سقطت من الأصل ، وألحقتها من العقد الفريد والعقد الثمين.


يقول (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ)(١) وأنا أكره أن يكون خلة ما بيني وبينك تؤول بنا إلى عداوة يوم القيامة. قالت : يا هذا أتحسب أنّ ربي وربك لا يقبلنا. ان نحن تبنا إليه؟ قال : بلى ، ولكن لا آمن أن أفاجأ ، ثم نهض وعيناه تذرفان ، فلم يرجع بعد ، وعاد إلى ما كان عليه من النسك (٢).

١٦٠٢ ـ وحدّثني أبو الحسن ـ أحمد بن عمرو بن جعفر ـ عن الزبير بن أبي بكر ، عن بكّار بن رباح ، قال : كان عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار من بني جشم بن معاوية ، وكان حليفا لبني جمح ، وكانت أصابت جدّة منّة من صفوان بن أمية ، وكان ينزل مكة ، وكان من عبّاد أهلها ، فسمي القسّ من عبادته ، فمرّ ذات يوم بسلّامة ، فوقف يسمع غناءها ، فرآه مولاها ، فدعاه إلى أن يدخل عليها ، فذكر نحو الحديث الأول ، وزاد فيه : ونظر إليها فأعجبته ، فسمع غناها فشغفت به وشغف بها ، وكان ظريفا ، فقال فيها:

أمّ سلّام لو وجدت من الوج

د عشر الّذي بكم أنا لاقي

أمّ سلّام أنت شغلي وهمّي

والعزيز المهيمن الخلّاق

/ أمّ سلّام جدّدي لي وصلا

وارحميني هديت ممّا ألاقي

__________________

١٦٠٢ ـ إسناده ضعيف.

بكّار بن رباح ، ترجمه ابن حجر في اللسان ٢ / ٤٢ ، وقال : أتى بخبر منكر.

وأنظر الخبر في الأغاني ٨ / ٣٥٠ ـ ٣٥١ ، من طريق : الزبير بن بكار به ، ولكنّه لم يذكر الأبيات ، وكذلك في العقد الفريد ١٧ / ١٤ ـ ١٥ مع اختلاف في اللفظ ، وزيادة في الشعر.

(١) سورة الزخرف (٤٣).

(٢) ذكره الفاسي في العقد الثمين ٥ / ٣٧٦ نقلا عن الفاكهي بسنده. المتقدّم. كما ذكره أبو الفرج في الأغاني ٨ / ٣٥٠ ـ ٣٥١ ، وابن عبد ربّه في العقد الفريد ٧ / ١٤ ـ ١٥.


وزاد فيه : فعلم أهل مكة بذلك فسموها سلامة القس ، وزاد فيه : فقال. وقال أيضا:

إنّ سلّامة الّتي

أفقدتني تجلّدي

لو تراها والعود في

نحرها حين تبتدي

للسّريجيّ والغريض

وللقرم معبد

خلتهم تحت عودها

حين تدعوه باليد

١٦٠٣ ـ وحدّثني أبو محمد عبد الله بن عمرو بن أبي سعد ، قال : ثنا أبو عبد الله محمد بن اسحاق البلخي ، قال : ثنا محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة ، عن أبيه ، عن جده ، قال : دخل عبد الله بن أبي عمار ـ وهو يومئذ شيخ أهل الحجاز ـ على نخّاس في حاجة له. قال : فألفاه يعرض قينة ، فعلقها ، فاشتهر بذكرها حتى مشى عطاء وطاوس ومجاهد فاقبلوا عليه باللوم والعذل ، فأنشأ يقول :

يلومني فيك أقوام أجالسهم

فما أبالي أطار اللّوم أم وقعا

وترقّى خبره إلى عبد الله (١) بن جعفر بالشام ، فلم يكن له همّ غيره ، فقدم حاجا ، فأرسل إلى مولى الجارية ، فاشتراها بأربعين ألفا ، ودفعها إلى قيّمة جواريه ، وقال لها : زيّنيها وحلّيها. قال : ففعلت ، ودخل عليه أصحابه ،

__________________

١٦٠٣ ـ إسناده ضعيف.

محمد بن إسحاق البلخي. ذكره ابن أبي حاتم في الجرح ٧ / ١٩٥ ، وقال : كتب عنه أبي بالرى. ومحمد بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة ، ضعفه ابن معين. الجرح والتعديل ٨ / ٣. ولسان الميزان ٥ / ٢٣٦ ذكره الفاسي في العقد الثمين ٥ / ٣٧٧ ونسبه للفاكهي. وابن عبد ربه في العقد الفريد ١ / ٢٠٤ ـ ٢٠٥.

(١) هو : ابن أبي طالب ، الجواد المشهور.


فقال : ما لي لا أرى ابن أبي عمار زارنا؟ فأخبروه ، فدخل عليه ، فلما أراد أن ينهض استجلسه ، فقال : ما فعل حب فلانة؟ قال : في اللحم والدم والمخ والعصب والعظام ، قال وتعرفها؟ قال : وأعرف غيرها ، قال : قد ضممنا واحدة ، والله ما رأيتها. قال : فدعا بها فجاءت ترفل في الثياب والحلي ، فقال : هي هذه؟ قال : نعم. قال : خذ بيدها ، فقد وهبتها لك ، أرضيت؟ قال : إي والله وفوق الرضا. قال : لكني والله لا أرضى اعطيكها كيلا تغتم بك وتغتم بها ، احمل معها يا غلام مائة ألف درهم.

١٦٠٤ ـ حدّثنا أحمد بن عمرو بن جعفر ، عن مصعب بن عبد الله الزبيري ، عن محمد بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة ، عن أبيه ، عن جده ، نحوا من الحديث الأول ، وزاد فيه : فقال ابن جعفر : أتعرف معلمتها؟ قال وكيف لا أعرفها ، وبصوت لها بليت؟! قال : وما هو؟ قال : سمعت سلامة تقول بصوت لها لم أسمع أحسن منه ، فأحببتها من أجل ذلك الصوت ، قال : أتحب أن تسمعه؟ قال : وكيف لي بذلك؟ لعله يسلّي عني بعض ما أجد. فقال عبد الله لعزّة ، ـ وعزة كانت معلمة تعلم الغناء ـ : أبرزي ، فبرزت ، وأخذت عودا فضربت به :

بانت سعاد وأمسى حبلها انقطعا

حتى أتمت صوتها ، فغشي عليه بعد شهيق شديد ، فقال ابن جعفر : أثمنا فيه ، الماء الماء ، فنضحوا على وجهه الماء ، فأفاق وهو واله العقل حيران كالسكران ، فأقبل عليه ابن جعفر ، فقال : أبلغ منك هذا حب فلانة؟ قال :

__________________

١٦٠٤ ـ إسناده ضعيف.

وأنظر الأغاني ٨ / ٣٣٥ ـ ٣٣٦ ، ٣٣٩ ، على تقديم وتأخير ، وحذف لبعض الأبيات.


بأبي أنت وأمي ، هو ما ترى. قال عبد الله : أتحب أن تسمع هذا الصوت من سلّامة؟ قال : أخاف إن سمعته منها مت ، وها أنا ذا سمعته ممن لا أحبها ، فمن أجل حبها كادت نفسي أن تذهب ، فكيف منها وأنا لا أقدر على ملكها؟ وعلى الله أتوكل ، وأنا أسأل الله الصبر والفرج ، إنه على ما يشاء قدير. قال عبد الله : فتعرف سلّامة / ان رأيتها؟ قال : وأعرف غيرها ، قال : فإنّا قد اشتريناها لك ، والله ما نظرت إليها ، وأمر بها فأخرجت ترفل في الحلي والحلل ، فقال : هي هذه بأبي أنت وأمي ، والله لقد أحييتني ، وفرّجت غمي ، وأنمت عيني وأبرأت قرح فؤادي ، ورددت إليّ عقلي ، وجعلتني أعيش بين قومي وأصحابي كالذي كنت ، ودعا له دعاء كثيرا ، فقال عبد الله : إني والله لا أرضى أن أعطيكها هكذا ، يا غلام ، احمل معه مائة ألف درهم لكيلا تهتم بها ، وتهتم بك ، قال : فراح بها وبالمال قال وقال فيها أيضا :

ما بال قلبك لا يزال تهيجه

ذكر عواقبه عليك سقام

باتت تعلّلنا وتحسب أنّنا

في ذاك أيقاظ ونحن نيام

حتّى إذا إنصدع الصّباح لناظر

فإذا وذلك بيننا أحلام

قد كنت أعذل في الصّبا أهل الصّبا

عجبا بما تأتي به الأيّام

فاليوم أعذرهم وأعلم أنّما

سبل الضّلالة والهدى أقسام

إنّ الّتي طرقتك بين ركائب

تمشي بمزهرها وأنت حرام

لتصيد لبّك أو جزاء مودة

إنّ الرّفيق له عليك ذمام

ليت المزاهر والمعازف جمّعت

طرّا وأوقد بينهنّ ضرام

إن تنا دارك لم أراك وإن أمت

فعليك مني نظرة وسلام

قال : وقال ابن أبي عمار أيضا :


طال ليلي فبتّ ما أطعم النّو

م فواقا إلّا أرقت فواقا

إثر حيّ بانوا بسلّامة القل

ب يريدون غربة وفراقا

قرّبوا جلّة الجمال مع الصّب

ح قبيل الصّبح ونوقا عتاقا

فاتّبعت الجمال بالطّرف حتّى

سحق الطّرف دونهم انسحاقا

قال : وقال ابن أبي عمار ، أيضا في سلّامة (١) :

الا قل لهذا القلب هل أنت تصبر

وهل أنت عن سلّامة القلب مقصر

يقولون : أقصر عن سليمى وذكرها

وكيف وفي رأسي خشاش مضيّر (٢)

أرى هجرها والقتل مثلين فاقصروا

ملامكم فالقتل أعفى وأيسر

وإنّي أرجّيها وقد حال دونها

من الأرض مجهول المسافة أغبر

إذا جاوزت حوران من رمل عالج (٣)

وأحرزها شيء مع البعد منشر

هنالك لا دار يواتيك قربها

ولا وصل إلّا عبرة وتذكّر

ألا ليت أنّي حيث صارت بها النّوى

جليس لسلمى كلّما عجّ مزهر

وأنّي إذا ما الموت حلّ بنفسها

يزال بنفسي قبلها حيث تقبر

يهيج هواها القلب [من](٤) بعد سلوة

إلى أمّ سلّام الحمام المقرقر

إذا أخذت في الصّوت كاد جليسها

يطير إليها قلبه حين ينظر

كأنّ حماما راعبيا (٥) مؤدّيا

إذا نطقت من صدرها يتقشّر

__________________

(١) أنظر بعض هذا الشعر في الأغاني ٨ / ٣٣٩ ـ ٣٤٠.

(٢) الخشاش : عظم رقيق في الرأس. و (مضيّر) أصابه الضر ، وهو : المرض. أراد أن شدّة تفكره بها أورثه مرضا في رأسه ، فكيف ينساها؟. أنظر اللسان ٤ / ٢٩٥ و٦ / ٢٩٦.

(٣) حوران : بلد واسع من أعمال دمشق ، وعاصمتها بصرى. ياقوت الحموي ٢ / ٣١٧.

وعالج ـ باللام المكسورة والجيم ـ موضع بين فيد والقريات. ياقوت ٤ / ٧٠.

(٤) سقطت من الأصل ، وزدناها لضرورة الوزن.

(٥) الراعبي جنس من الحمام ، والحمامة الراعبيّة هي التي ترعّب في صوتها ترعيبا ، وهو شدّة الصوت.

لسان العرب ١ / ٤٢١.


١٦٠٥ ـ / وحدّثني أحمد بن عمرو بن جعفر ، عن العتبي ، نحو حديث الزبير الأول ، وزاد فيه : قال : وقدم بعد هذا الكلام محمد بن الوليد بن عتبة ابن أبي سفيان ، فقيل له : هل في مكرمة لا يسبق إليها؟ قال : نعم ، فأخبر بقصته ، فسارع إلى شرائها ، فقيل لعبد الرحمن بن أبي عمار ، فقال : إنّ اليمين قد سبقت أن لا نجتمع ، وقال عبد الرحمن بن أبي عمار في ذلك :

فيا حزنا إذ صار حبّي وحبّها

سماعا وفيما بيننا لم يكن بذل

ويا عجبا أنّي أكاتم حبّها

وبي وبها في النّاس قد ضرب الطّبل

ذكر

إعطاء أهل مكة القسم والعطاء وأول من فعله

١٦٠٦ ـ حدّثنا محمد بن صالح ، قال : ثنا نوح بن يزيد المؤدّب ، قال : ثنا ابراهيم بن سعد ، عن محمد بن اسحاق ، عن عيسى بن معمر ، عن عبد الله بن عمرو الفغواء ، عن أبيه ـ رضي الله عنه ـ قال : بعثني النبي صلّى الله عليه وسلم

__________________

١٦٠٥ ـ العتبي ، هو : محمد بن عبيد الله بن عمرو بن معاوية بن عتبة بن أبي سفيان بن حرب الأموي. ذكره الخطيب في التاريخ ٢ / ٣٢٤ وقال : كان صاحب أخبار ورواية للآداب ، وكان من أفصح الناس توفي سنة (٢٢٨).

١٦٠٦ ـ إسناده ضعيف.

عيسى بن معمر ليّن الحديث. التقريب ٢ / ١٠٢. وعبيد الله بن الفغواء ـ بفتح الفاء وسكون المعجمة ـ : مستور. التقريب ١ / ٤١٧.

رواه أبو داود ٤ / ٣٦٧ من طريق : محمد بن يحيى بن فارس عن نوح به. ومن طريق أبي داود رواه البيهقي ١٠ / ١٢٩. وذكره ابن حجر في الاصابة ٢ / ٤٩٨ وقال : رواه عمر بن شبّة ، والبغوي من طريق : ابن إسحاق ، عن عبد الله بن علقمة بن الفغواء ، عن أبيه.


بمال إلى أبي سفيان ليقسمه بمكة ، فقال لي عمرو بن أمية : أصحبك. قال : فذكرت ذلك للنبي صلّى الله عليه وسلم فقال : أما سمعت قول القائل : أخوك البكري ولا تأمنه؟ قال : فخرجت حتى إذا كنت بالأبواء (١) ، قال : إنّ لي حاجة إلى قومي بودان (٢). قلت : نعم ، فذهب وذكرت قول النبي صلّى الله عليه وسلم فشددت على راحلتي حتى إذا كنت بالأصافر (٣) التفتّ ، فإذا جماعة مقبلون ، فأوضعت بعيري ففتّهم ، فلما نزلت لحقني عمرو بن أمية ، فقال : إنّما خرج معي قومي. قال : فقدمت مكة فدفعت المال إلى أبي سفيان.

١٦٠٧ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي ، قال : ثنا محمد بن محمد ابن عبد الرحمن ، عن ابن أبي الرداد المدني ، عن عبد الرحمن بن زاده ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم بعث إلى قريش (٤) يقسم عليهم وهم كفار ، فخرج به حتى جاءهم به فقسمه عليهم ، فرده عليه أشراف قريش ، فجاء أبو سفيان في أناس من قريش ، فقالوا : أعطنا ما ردّ عليك قومنا ، فنحن نقبله منك. فقال : لا حتى استأمر

__________________

١٦٠٧ ـ محمد بن عبد الرحمن ، وعبد الرحمن بن زاده ، وأبوه ، لم أعرفهم.

(١) الأبواء : سيرد التعريف بها (إن شاء الله) في موضع قبر أم النبي صلّى الله عليه وسلم.

(٢) ودّان ـ بالفتح ـ : قرية بين مكة والمدينة ، قريبة من الجحفة ، على ما ذكر ياقوت. وأفاد البلادي:

أن هذه البلدة تقع قرب مستورة ، وقد اندثرت اليوم ، وتقع آثارها على بعد (١٢) كم من مستورة ، وأنّ جزءا من آثارها قد ابتلعته الرمال. أنظر ياقوت الحموي ٥ / ٣٦٥ ، ومعجم معالم الحجاز ٩ / ١٣٢ ـ ١٣٥.

(٣) الأصافر : ثنايا سلكها النبي صلّى الله عليه وسلم إلى بدر ، سمّيت بذلك لصفرها ، أي خلوّها. ياقوت ١ / ٢٠٦. وأنظر معجم معالم الحجاز ١ / ١٠٨.

(٤) كذا في الأصل ، ولعلّه قد سقط اسم الرجل الذي بعثه النبي صلّى الله عليه وسلم من هنا ، ولعلّه المذكور في الأثر السابق.


فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقدم الرجل على رسول الله صلّى الله عليه وسلم فأخبره ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : هلا أعطيته من قبله منهم.

١٦٠٨ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، وسعد بن عبد الرحمن المخزومي ، قال : ثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، قال : إنّ عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قدم مكة فأعطى الناس عشرة دراهم ، عشرة دراهم ، فمر به عبد فأعطاه عشرة دراهم ، فلما ولى قيل له : يا أمير المؤمنين انه عبد ، فقال : دعه.

١٦٠٩ ـ حدّثنا ميمون بن الحكم ، قال : ثنا محمد بن جعشم ، عن ابن جريج ، قال : وكان عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ إذا قدم مكة فيّض المال فيضا ، بدأ بقريش ، ثم العرب ، ثم الموالي ، ثم الفرس ، ثم الحبش.

قال ابن جريج في حديثه هذا : وأخبرني أبي أن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ فرض لجبير بن مطعم ـ رضي الله عنه ـ وأقربائه أربعة آلاف ، أربعة آلاف.

١٦١٠ ـ وحدّثني أبو يحيى عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة ، قال : يقال : إنّ ابن الزبير ـ رضي الله عنه ـ كسى أصحابه ثيابا ، فسأله أبو العباس السائب ابن فروخ أن يكسوه معهم ، فأبى فأنشأ يقول :

__________________

١٦٠٨ ـ إسناده منقطع.

عمرو بن دينار لم يدرك عمر ـ رضي الله عنه ـ. تهذيب الكمال ص : ١٠٣٢.

١٦٠٩ ـ إسناده منقطع.

ابن جريج لم يدرك أحدا من الصحابة. التقريب ١ / ٥٢٠.

١٦١٠ ـ أنظر المنازل والديار ٢ / ٤٥. والأبيات في البيان والتبيين ١ / ٢٣٣ على اختلاف فيها.


/ كست أسد إخوانها ولو أنّني

ببلدة إخواني إذا لكسيت

فلم أر قوما مثل قومي تحمّلوا

إلى الشّام مظلومين منذ بريت

[و](١) أعظم أحلاما وأكثر نائلا

وأعرف بالمسكين حيث يبيت

إذا مات منهم ريّس قام ريّس

بصير بأمر المسلمين زميت (٢)

قال : ثم قدم الشام على عبد الملك ، فلما دخل عليه قال : أنت القائل :

كست أسد إخوانها ولو أنّني

ببلدة إخواني إذا لكسيت؟

قال : نعم. قال : فقال هاتوا الثياب واطرحوا عليه ، فطرح عليه من الثياب وغيرها من الخز حتى صاح : الموت ، أخشى أن أموت من الغم ، قال ، فقال له : لو لم تقل هذا ما زلنا نطرحها عليك.

ذكر

ما يؤمر به أهل مكة من التجريد في الحج

١٦١١ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا هشام ، وعبد المجيد ، عن ابن جريج ، قال : قال عطاء : وجه اهلال أهل مكة ، أن يهل أحدهم حين توجه دابته نحو منى ، وإن كان ماشيا فحين يوجه نحو منى.

١٦١٢ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن جريج ،

__________________

١٦١١ ـ إسناده حسن.

١٦١٢ ـ إسناده صحيح.

ذكره المحبّ الطبري ص : ٩٥ وعزاه لسعيد بن منصور.

(١) زدناها لضرورة الوزن.

(٢) الزميت : الحليم الساكن ، القليل الكلام. اللسان ٢ / ٣٥.


عن ابن أبي مليكة ، عن عبد الله بن السائب ، قال : قال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ : يا أهل مكة ، تجردوا وإن لم تهلوا.

١٦١٣ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، قال : ثنا عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، قال : قال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ : يا أهل مكة ، يقدم الناس عليكم شعثا وأنتم مدّهنون؟ إذا رأيتم الهلال فأهلّوا.

١٦١٤ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا عبد المجيد بن أبي روّاد ، عن ابن جريج ، قال : أمر أبو جراب عطاء وهو أمير مكة ان يحرم في الهلال ، فكان يلبّي بين أظهرنا وهو حلال ، ويعلن بالتلبية ، وكان أهل مكة فيما مضى على ذلك وفقهاؤهم يحبّون ان يتجرد الناس في أيام العشر ويتشبهوا بالحاج.

__________________

١٦١٣ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٩٤ أ من طريق : عبد الرحمن بن القاسم به.

وذكره المحبّ في القرى ص : ٩٤ وعزاه لمالك ، ولسعيد بن منصور.

١٦١٤ ـ إسناده حسن.

أبو جراب ، هو : محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الحارث بن أميّة الأصفر.

كان واليا على مكة. أنظر ترجمته في العقد الثمين ٢ / ٧٩.

والخبر نقله الفاسي في العقد الثمين وعزاه للفاكهي.


ذكر

ما يؤمر به أهل مكة وينهون عنه

١٦١٥ ـ حدّثنا ابراهيم بن يوسف المقدسي ، قال : ثنا عبد الله بن يوسف ، قال : ثنا خالد بن يزيد بن صبيح المري ، عن طلحة بن عمرو المكي ، عن عطاء ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : يا معشر قريش ، يا معشر أهل مكة ، إنكم بحذاء وسط السماء ، وأقل الأرض ثيابا ، فلا تتخذوا المواشي.

١٦١٦ ـ حدّثنا عبد الله بن هاشم ، قال : ثنا يحيى بن سعيد ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني عطاء ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنّه كان يقول : لا أرى لأهل مكة أن يحرموا بالحج حتى يخرجوا ، ولا يطوفوا بالصفا والمروة حتى يرجعوا.

١٦١٧ ـ حدّثنا محمد بن علي بن شقيق ، قال : سمعت أبي ، يقول : أنا ابن المبارك ، عن عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطاء ، عن ابن عباس

__________________

١٦١٥ ـ إسناده ضعيف جدا.

طلحة بن عمرو المكي ، الحضرمي : متروك.

ذكره السيوطي في الجامع الكبير ١ / ٩٨١ بنحوه. وعزاه لأبي داود في المراسيل ، والبيهقي في سننه ، عن علي بن الحسين مرسلا.

١٦١٦ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٩٥ أ من طريق : حبيب ، عن عطاء ، به بنحوه.

١٦١٧ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه. وأبوه ، هو : علي بن الحسن بن شقيق. وبقيّة رجاله ثقات.


ـ رضي الله عنهما ـ بنحوه ، وزاد فيه ، قال : وكان عطاء يقول : لغير أهل مكة إذا قدموا طافوا بالبيت وبين الصفا والمروة ، ثم خرجوا بعد ذلك.

ذكر

وداع أهل مكة إذا أرادوا مخارجهم

١٦١٨ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : ثنا بشر بن السري ، ثنا سفيان الثوري ، عن ابن جريج ، عن عطاء في أهل مكة : إذا خرجوا إلى بواديهم يودّعون.

١٦١٩ ـ حدّثنا أبو بشر ، ومحمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا المعتمر بن سليمان ، عن عمر بن قيس ، قال : إنّ عمر بن عبد العزيز ـ رضي الله عنه ـ ودّع البيت ثم قرأ كتابا على الناس ، فأعاد الوداع.

١٦٢٠ ـ حدّثنا محمد بن منصور ، قال : ثنا سفيان ، قال : زعم البصريون أن أيوب كان يودّع ، ثم يأتي مجلس عمرو ، فيجلس عنده طويلا.

__________________

١٦١٨ ـ إسناده صحيح.

١٦١٩ ـ إسناده ضعيف جدا.

عمر بن قيس المكي ـ سندل ـ متروك.

رواه ابن أبي شيبة ٤ / ١٠٧ من طريق : سفيان الثوري ، عن رجل لم يكن يسمّيه ، عن عمر بن عبد العزيز.

١٦٢٠ ـ في إسناده جهالة.


ذكر

القصص بمكة ، وهو ذكر الله والدعاء

في المسجد الحرام خلف المقام

قال : وكان القاص يقوم في المسجد الحرام بعد صلاة الصبح ، فيذكر الله ـ تعالى ـ ويدعو ويؤمن الناس ، وذلك خلف المقام بعد تسليم الإمام ، وكان عبيد بن عمير بن قتادة الليثي أول من فعله ثم هلم جرّا (١).

١٦٢١ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : أنا هشيم ، عن أبي بشر ، عن يوسف بن ماهك ، قال : رأيت ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ عند عبيد بن عمير ، وعبيد يقصّ ، فرأيت عينيّ ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ تهرقان دمعا ، وزاد غيره : وهو يقول : لله درك يا ابن قتادة ، ماذا تجيء به ، أو نحوه.

وقال ابن أبي عمر : وكان عبد الرحمن بن القاسم القاصّ يقصّ بمكة.

١٦٢٢ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن عمرو بن

__________________

١٦٢١ ـ رجاله ثقات ، إلّا أنّ هشيما مدلس وقد عنعن. لكنّه توبع عند ابن سعد كما سيأتي. وأبو بشر : هو : جعفر بن اياس.

رواه ابن سعد في الطبقات ٤ / ١٦١ ـ ١٦٢ من طريق : أبي عوانة ، عن أبي بشر به. وأبو نعيم في الحلية ١ / ٣٠٥ من طريق : هشيم به. وأنظر ابن كثير في البداية والنهاية ٩ / ٦.

١٦٢٢ ـ إسناده صحيح.

رواه البخاري ٨ / ٢٥ من طريق : الأوزاعي عن عطاء مختصرا. و٣ / ٤٧٩ ـ ٤٨٠ من طريق : ابن جريج ، عن عطاء مطوّلا لكنه لم يذكر نصيحة عائشة لعبيد. ورواه عبد الرزاق ٣ / ٢١٩ من طريق : ابن خثيم ، عن عبد الله بن عياض ، فذكر نحوه. وابن سعد في الطبقات ٥ / ٤٦٣ من طريق : عبد الملك ، به بنحوه.

(١) ذكره ابن سعد في الطبقات ٥ / ٤٦٣.


دينار ، عن عطاء ، قال : دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة ـ رضي الله عنها ـ فقالت : لا هجرة بعد الفتح. وقالت لعبيد : أقصص يوما ودع يوما لا تملّ الناس.

١٦٢٣ ـ حدّثنا ابن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، قال : رأيت عبيد بن عمير يقصّ في المسجد الحرام.

١٦٢٤ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : ثنا سفيان ، قال : رأيت عبد الله بن كثير الداري يقص على الجماعة بمكة (١).

وقال ابن أبي عمر : هو الذي كان عليه العمل ببلدنا ، فكان القصص على ذلك بمكة زمانا طويلا ، ثم عاودوه منذ قريب ، ثم تركوه بعد ذلك.

ذكر

فقهاء أهل مكة وما يفخر به أهل مكة على الناس

١٦٢٥ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن داود ـ يعني : ابن سابور ـ عن مجاهد ، قال : نفخر على الناس بأربعة : فقيهنا ابن عباس

__________________

١٦٢٣ ـ إسناده صحيح.

رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ ٢ / ٢٤ من طريق : الحميدي عن سفيان به.

١٦٢٤ ـ إسناده صحيح.

١٦٢٥ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن سعد في الطبقات ٥ / ٤٤٥ ، والفسوي ٢ / ٢٢ ـ ٢٣ ، وأبو نعيم ٣ / ٢٦٧ ثلاثتهم من طريق : سفيان به.

(١) رواه البخاري في التاريخ الكبير ٥ / ١٨١ من طريق : علي بن المديني عن ابن عيينة. وذكره الذهبي في السير ٥ / ٣١٩ من طريق : ابن عيينة. والفاسي في العقد الثمين ٥ / ٢٣٧.


ـ رضي الله عنهما ـ ، وقارئنا عبد الله بن السائب ، ومؤذننا أبي محذورة ، وقاصّنا عبيد بن عمير.

١٦٢٦ ـ حدّثنا ابن أبي يوسف ، قال : ثنا عبد المجيد بن أبي روّاد ، عن حنظلة بن أبي سفيان ، عن عطاء ، أنه كان يقول : نفاخر الناس بأربعة : بقاصنا عبيد بن عمير ، وبقارئنا عبد الله بن السائب ، وبمؤذننا أبي محذورة ، وبفقيهنا ابن عباس ـ رضي الله عنهم ـ.

قال : وقال عطاء : ما رأيت مجلسا أحسن من مجلس ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أعظم جفنة ، ولا أكثر حديثا.

١٦٢٧ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن أبجر ، قال : إنما فقه أهل مكة حين نزل ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ بأظهرهم.

١٦٢٨ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : ثنا الهيثم بن جميل ، قال : ثنا عبد الجبار بن الورد ، قال : سمعت عطاء يقول : ما رأيت مجلسا أكرم / من مجلس ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ، أكثر فقها ، وأعظم جفنة ، أصحاب

__________________

١٦٢٦ ـ ابن أبي يوسف ، لم أقف عليه ـ وبقية رجاله ثقات. وأنظر الأثر (١٦٢٨).

١٦٢٧ ـ إسناده صحيح.

ابن أبجر ، هو : عبد الملك بن سعيد بن حيّان.

رواه الفسوي ١ / ٥٤٠ من طريق الحميدي ، عن سفيان به.

١٦٢٨ ـ إسناده حسن.

عبد الجبّار بن الورد ، هو : العتكي : صدوق يهم. التقريب ١ / ٤٦٦.

رواه الفسوي ١ / ٥١٢ ، ٥٢٠ ، والخطيب في تاريخ بغداد ١ / ١٧٤ ـ ١٧٥ كلاهما من طريق : عبد الجبّار بن الورد به. ورواه أبو نعيم في الحلية ١ / ٣٢١ من طريق : ابن جريج ، عن عطاء به. وذكره ابن حجر في الاصابة ٢ / ٣٢٤ وعزاه للبغوي في معجم الصحابة.


القرآن عنده يسألونه ، وأصحاب الغريب عنده يسألونه ، وأصحاب الشعر عنده يسألونه ، فكلهم يصدر عن رأي واسع.

١٦٢٩ ـ حدّثنا أبو بشر ـ بكر بن خلف ـ قال : ثنا يحيى بن سعيد ، عن سفيان الثوري ، قال : حدّثني أبو إسحاق ، عن عبد الله بن سيف ، قال : قالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ : من استعمل على الموسم؟ قالوا : ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قالت : هو أعلم الناس بالحج.

١٦٣٠ ـ حدّثنا أبو هشام الرفاعي ، قال : ثنا يحيى بن يمان ، عن عمار بن رزيق عن [عمير بن بشر الخثعمي](١) ، عن امرأة من بني زبيد [قالت](٢) : إنّ رجلا سأل ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ عن شيء ، فقال : سل ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ فإنّه أعلم من بقي بما أنزل على محمد صلّى الله عليه وسلم.

__________________

١٦٢٩ ـ عبد الله بن سيف لم أقف على ترجمته. وبقية رجاله ثقات.

رواه ابن أبي شيبة ٤ / ٨٥. وأبو زرعة الدمشقي في تاريخه ١ / ٦١٦ والفسوي ١ / ٤٩٥ ثلاثتهم من طريق : الثوري به.

١٦٣٠ ـ في إسناده من لم يسمّ.

أبو هشام الرفاعي ، هو : محمد بن يزيد بن كثير العجلي. وعمار بن رزيق ـ بتقديم الراء مصغرا ـ الكوفي ، لا بأس به. التقريب ٢ / ٤٧.

رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه ١ / ٦١٦ من طريق : يحيى بن يمّان ، عن عمار بن رزيق ، عن عمير بن بشر الخثعمي ، عن رجل من بني زبيد ، قال : فذكره. وذكره الخطيب في تاريخه ١ / ١٧٣ من غير إسناد. وذكره ابن حجر في الاصابة ٢ / ٣٢٤ وعزاه لتاريخ محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، وأبي زرعة الدمشقي ـ جميعا ـ من طريق : عمير ابن بشير الخثعمي ، عمّن سأل ابن عمر.

(١) في الأصل (عمر بن قيس الخثعمي) وهو تصحيف شديد. والصواب ما أثبتّ.

(٢) في الأصل (قال).


١٦٣١ ـ وحدّثنا عبد الله بن عبد الرحمن العنبري ، من أهل مصر ، قال : ثنا عبد الله بن صالح ، عن عثمان [بن](١) عطاء ، قال : كنت مع أبي بفناء الكعبة ، إذ مرّ بنا رجل أصلع ، أرشح ، أفحج ، كأن أنفه بعرة ، أشدّ سوادا من است القدر ، عليه ثوبان قطريّان ، فقلت لأبي من هذا؟ فقال : هذا سيد فقهاء أهل الحجاز ، هذا عطاء بن أبي رباح! قال : فجاء إلى باب سليمان بن عبد الملك ، فاستأذن الحاجب ، فقال له : من أنت؟ فقال : أنا عطاء بن أبي رباح ، فصاح سليمان بن عبد الملك من داخل : صدق افتح له ، فلما دخل عليه تزحزح له عن مجلسه ، فقال : يصلح الله أمير المؤمنين ، احفظ وصية رسول الله صلّى الله عليه وسلم في ابناء المهاجرين والأنصار. قال : أصنع بهم ماذا؟ قال : تنظر في أرزاقهم وأعطياتهم. ثم قال : احفظ وصية رسول الله صلّى الله عليه وسلم في أهل المدينة؟ قال : أصنع بهم ماذا؟ قال تنظر في أرزاقهم وأعطياتهم.

قال : ثم ماذا؟ قال : ثم أهل البادية ، تفقّد أمورهم فإنهم سادة العرب ، قال : ثم ماذا؟ قال : ذمة المسلمين ، تفقّد أمورهم ، وخفف عنهم من خراجهم ، فإنهم عون لكم على عدو الله وعدوكم. قال ثم ماذا؟ قال : أهل الثغور ، تفقّد أمورهم ، فبهم يدفع الله عن هذه الأمة. ثم قال : يصلح الله أمير المؤمنين ، ثم نهض فلما ولّى قال سليمان : هذا والله الشرف لا شرفنا ، وهذا السؤدد لا سؤددنا ، والله لكأنما معه ملكان ما يكلمني في شيء فأقدر أن أرده ، ولو سألني أن أتزحزح له عن هذا المجلس لفعلت ، أو كما قال.

١٦٣٢ ـ حدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : حدّثني يحيى بن محمد ، قال :

__________________

١٦٣١ ـ إسناده ضعيف.

١٦٣٢ ـ يحيى بن محمد ، هو : ابن ثوبان ، تقدّم مرارا ، ولم أقف على ترجمته. ـ

(١) في الأصل (عن) وهو خطأ. وعثمان بن عطاء ، هو : الخراساني. وهو ضعيف. التقريب ٢ / ١٢.


سمعت عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، يقول : لما مات العبادلة : عبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهم ـ صار الفقه في البلدان كلها إلى الموالي ، فكان فقيه مكة عطاء بن أبي رباح ، وفقيه أهل اليمن طاوس ، وفقيه أهل الكوفة ابراهيم ، وفقيه أهل المدينة غير مدافع سعيد بن المسيّب ، وفقيه أهل اليمامة يحيى بن أبي كثير ، وفقيه أهل البصرة الحسن ، وفقيه أهل الشام مكحول ، وفقيه أهل خراسان عطاء الخراساني.

١٦٣٣ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن عبد الله ، عن أبي جعفر بن علي ، قال : ما بقي من الناس أحد أعلم بالحج من عطاء بن أبي رباح.

١٦٣٤ ـ / حدّثنا أبو بشر بكر بن خلف ، قال : ثنا أبو عاصم ، عن عمر

__________________

ـ وما ذكر من أنّ الفتيا بعد العبادلة صارت إلى الموالي في البلدان كلّها غير مسلّم ، أمّا أغلبها فنعم. وابراهيم المذكور ، هو : النخعي ، لم يكن من الموالي ، وكذلك سعيد بن المسيّب. وأنظر رسالة ابن حزم في (أصحاب الفتيا من الصحابة ومن بعدهم).

١٦٣٣ ـ إسناده صحيح.

عبد الله ، لعلّه : ابن أبي بكر بن حزم. وأبو جعفر بن علي ، هو : محمد الباقر. رواه ابن سعد ٥ / ٤٦٨ ، وابن أبي شيبة ٤ / ٨٥ ـ ٨٦ ، والفسوي ١ / ٧٠٣ ، وأبو نعيم ٣ / ٣١١ ، كلّهم من طريق : أسلم المنقري ، عن أبي جعفر به. وذكره الذهبي في السير ٥ / ٨١.

١٦٣٤ ـ إسناده منقطع.

عمر بن سعيد بن أبي حسين ، الكوفي ثم المكي ، ثقة. لكنّه لم يدرك ابن عمر.

التقريب ٢ / ٥٦.

رواه الفسوي ١ / ٧٠٣ ، وأبو نعيم ٣ / ٣١١ ، كلاهما من طريق سفيان به. وذكره الذهبي في السير ٥ / ٨١ من طريق : عمر بن سعيد ، عن أمه به.


ابن سعيد بن أبي حسين ، قال : إنّ رجلا سأل ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ عن مسألة من المناسك ، فقال : يا أهل مكة ، تسألون عن المناسك وفيكم عطاء بن أبي رباح؟ وكان عطاء من أصحاب ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ العامة.

١٦٣٥ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، وغيره ، عن سفيان ، قال : قلت لعبيد الله بن أبي يزيد : مع من كنت تدخل على ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ؟ قال : مع طاوس في الخاصة ومع عطاء في العامة.

ومات ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ بالطائف.

١٦٣٦ ـ فحدّثنا عبدة بن عبد الله الصفّار ، قال : ثنا حفص بن عمر ، أبو عمر يلقّب : الرملي ، قال : حدّثني الفرات بن السائب الجزري ، عن ميمون ابن مهران ، قال : حضرت جنازة عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ بالطائف ، فلما وضع للصلاة ، جاء طير أبيض حتى وقع على أكفانه ، ثم

__________________

١٦٣٥ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن سعد ٥ / ٤٨١ من طريق : سفيان به.

١٦٣٦ ـ إسناده ضعيف جدا.

حفص بن عمر الرملي : متروك الحديث. اللسان ٢ / ٣٢٥.

والفرات بن السائب الجزري ، قال أبو حاتم : ضعيف الحديث ، منكر الحديث.

وقال أبو زرعة : ضعيف الحديث. الجرح ٧ / ٨٠.

رواه أبو نعيم في الحلية ١ / ٣٢٩ من طريق : حفص بن عمر به. ورواه الحاكم في المستدرك ٣ / ٥٤٣ من طريق : أجلح بن عبد الله ، عن أبي الزبير به. ورواه أيضا من طريق : سعيد بن جبير به. ورواه الفسوي ١ / ٥٣٩ من طريق : عبد الله بن يامين ، عن أبيه ، بنحوه. وذكره ابن حجر في الاصابة ٢ / ٣٢٦ وعزاه للمدائني ، عن حفص بن ميمون ، عن أبيه. وعزاه أيضا للزبير بن بكار ، ويعقوب بن سفيان ، وابن سعد ، والحسن بن عرفة ، من طرق مختلفة.


دخل فيها فالتمس فلم يوجد ، فلما سوّي عليه ، نادى مناد يسمع صوته ولا يرى شخصه (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ، ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً ، فَادْخُلِي فِي عِبادِي ، وَادْخُلِي جَنَّتِي)(١).

وكان ميمون بن مهران من موالي ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ.

١٦٣٧ ـ حدّثنا علي بن المنذر ، قال : ثنا ابن فضيل ، قال : ثنا فرات بن السائب ، عن ميمون بن مهران ، قال : صحبت ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عشرين سنة ، فلما حضرته الوفاة ، قلت له : أوصني ، قال : أوصيك بثلاث خصال فاحفظهم عني ، لا تخاصم أهل القدر فيؤثّموك ، ولا تعلّم النجوم فيدعوك إلى الكهانة ، ولا تسبّ السلف فيكبّك الله ـ تعالى ـ على وجهك في النار.

١٦٣٨ ـ حدّثنا حسين بن حسن المروزي ، قال : ثنا هشيم ، عن أبي حمزة ، قال : شهدت وفاة ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ بالطائف ، فوليه محمد بن علي بن الحنفية ـ رضي الله عنهم ـ فصلى عليه ، وكبّر عليه أربعا ، وأدخله من قبل القبلة ، وضرب عليه فسطاطا ثلاثا. قال حسين : يعني ثلاثة أيام.

__________________

١٦٣٧ ـ إسناده صحيح.

١٦٣٨ ـ إسناده حسن.

أبو حمزة ، هو : عمران بن أبي عطاء القصاب.

رواه الحاكم في المستدرك ٣ / ٥٤٤ من طريق : هشيم ، ثنا أبو حمزة عمران بن عطاء ، قال : فذكره ـ وذكره الخطيب في تاريخه ١ / ١٧٥ من غير إسناد.

(١) الآيات الأواخر من سورة الفجر.


١٦٣٩ ـ حدّثنا محمد بن منصور ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : ما سمعت رجلا مثله ، إلا أن يقول رجل ، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم ولقد مات يوم مات وانه لحبر هذه الأمة ـ يعني : ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ.

١٦٤٠ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، قال : لما مات عمرو ابن دينار ، كان بمكة بعده ابن أبي نجيح ، ويقال : إنّ عمرو بن دينار كان يفتي أهل مكة بعد عطاء.

١٦٤١ ـ حدّثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، قال : ما كان ببلدنا أحد أعلم من عمرو بن دينار ، ثم هلك عمرو بن دينار.

__________________

١٦٣٩ ـ إسناده صحيح.

رواه الفسوي ١ / ٥٤٠ ـ ٥٤١ ، والحاكم ٣ / ٥٣٧ من طريق : سفيان به. وذكر الذهبي في السير ٣ / ٣٥٠ ـ ٣٥١ ، وابن حجر في الاصابة ٢ / ٣٢٥ وعزاه الأخير : لابن معين في تاريخه برواية الدوري من طريق : ابن عيينة ، عن ابن أبي نجيح ، من قوله.

وقال : ورواه ابن سعد ، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة ، ويعقوب بن سفيان الفسوي ، كلّهم من طريق : سفيان به.

١٦٤٠ ـ إسناده صحيح.

رواه الفسوي ١ / ٧٠٣ ، وأبو زرعة الدمشقي ١ / ٥١٤ كلاهما من طريق : ابن أبي عمر به. وذكره الذهبي في السير ٥ / ٣٠٣ بنحوه عن سفيان.

١٦٤١ ـ إسناده صحيح.

رواه الفسوي ٢ / ٢٠ من طريق : محمد بن يحيى به. وذكره الذهبي في السير ٥ / ٣٠٢.


١٦٤٢ ـ فحدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : قالوا لسفيان : من كان يفتي بمكة بعد عمرو بن دينار؟ قال : ابن أبي نجيح.

١٦٤٣ ـ حدّثنا ميمون بن الحكم الصنعاني ، قال : ثنا عبد الله بن ابراهيم ، عن أبيه ، قال : اذكرهم في زمن بني أمية [يأمرون](١) إلى الحاج صائحا يصيح : لا يفتي الناس إلا عطاء بن أبي رباح ، فإن لم يكن عطاء فعبد الله بن أبي نجيح.

١٦٤٤ ـ حدّثنا محمد بن منصور ، قال : قال سفيان : قال عمرو بن دينار : لمّا مات عطاء قال : قال لي ابن هشام : اجلس للناس وأرزقك. قلت : لا.

١٦٤٥ ـ حدّثنا محمد بن إدريس ، قال : ثنا الحميديّ ، قال : ثنا سفيان ، قال : سمعت ابن أبي نجيح يقول : ما رأيت أفقه / من عمرو بن دينار ، لا عطاء ولا مجاهد ، ولم يستثن أحدا.

__________________

١٦٤٢ ـ إسناده صحيح.

رواه أبو زرعة الدمشقي ١ / ٥٥٨ عن ابن أبي عمر به. وذكره الفاسي في العقد الثمين ٥ / ٣٠٠ عن الفاكهي بإسناده.

١٦٤٣ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه. وعبد الله بن ابراهيم ، هو : ابن عمر بن كيسان الصنعاني ، هو ، وأبوه صدوقان. التقريب ١ / ٤٠ ، ٤٠٠.

رواه الفسوي ١ / ٧٠٢ من طريق : سلمة بن شبيب ، عن عبد الله بن ابراهيم به.

وذكره الفاسي في العقد الثمين ٥ / ٣٠٠ عن الفاكهي. وذكره الذهبي في السير ٥ / ٨٢.

١٦٤٤ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن سعد ٥ / ٤٨ ، والفسوي ٢ / ١٨ ـ ١٩ كلاهما من طريق : سفيان به.

١٦٤٥ ـ إسناده صحيح.

ذكره الذهبي في السير ٥ / ٣٠٢ ، والفاسي في العقد الثمين ٦ / ٣٧٥.

(١) في الأصل (يأمروا).


ثم هلك ابن أبي نجيح ، فكان مفتي مكة بعده ابن جريج. ثم هلك ابن جريج ، فكان مفتي مكة بعده مسلم بن خالد الزنجي ، وسعيد بن سالم القدّاح ، ثم ماتا فكان مفتي أهل مكة بعدهما [ابن عيينة](١) ثم مات ، فكان مفتيهم يوسف بن محمّد العطار ، وعبد الله بن [قنبل](٢) ، وأحمد بن زكريا ابن أبي مسرّة. ثم مات هؤلاء ، فكان المفتي بمكة موسى بن أبي الجارود ، وعبد الله بن أحمد بن أبي مسرّة ، ثم مات أبو الوليد موسى ، فصار المفتي بمكة بعده عبد الله بن أحمد بن أبي مسرّة إلى يومنا هذا ، وأحمد بن [محمد](٣) الشافعي.

وقال شاعر يذكر بعض فقهاء أهل مكة هؤلاء : ـ

يا أهل مكّة ما يرى فقهاؤكم

في محرم متعاهد بسلام

أمّا النّهار فواقف فمسلّم

ولقاؤه بالّليل في الأحلام

أترون ذلك صائرا إحرامه

أم ليس ذلك صائر الإحرام؟

وقال شاعر يذكر مفتيا من أهل مكة :

يقول لي المفتي وهنّ عواكف

بمكّة يسحبن المهذّبة السّحلا (٤)

_________________

(١) في الأصل (ابن عشر مائة) وهو تصحيف فيما يغلب على ظني. إذ سفيان بن عيينة ، هو عالم مكة المشهور في هذا الوقت ، وأليه الرحلة من البلدان ، وقد رحل إليه الشافعي وغيره من الأئمة. والزنجي مات سنة (١٧٩) أو (١٨٠) ولم يبق بعده من يشار إليه إلّا ابن عيينة ، حتى توفي سنة (١٩٨).

و (ابن عشر مائة) هذا لم أقف له على خبر ولا أثر ، ولم أسمع به أبدا.

(٢) في الأصل (فتيل) وهو تصحيف.

(٣) في الأصل (يحيى) وهو : تصحيف. وأحمد بن محمد الشافعي ، هو : ابن بنت الإمام الشافعي.

وهذا النصّ نقله الفاسي في العقد الثمين ٣ / ١٤٤ ـ ١٤٥.

(٤) السحل : نوع من الثياب ، بيض رقاق ، لا تكون إلّا من قطن. أنظر تاج العروس ١١ / ٣٢٧.

والثياب المهذبة ، هي : التي أزيلت زوائدها وهذبت.


تق الله لا تنظر إليهنّ يا فتى

وما خلتني في الحجّ ملتمسا وصلا

فأقسم لا أنسى وإن شطّت النّوى

عرانينهنّ الشّمّ والأعين النّجلا (١)

ذكر

من كره أن يدخل مكة بالسلاح

ومن أدخلها ذلك

١٦٤٦ ـ حدّثنا سلمة بن شبيب ، قال : ثنا الحسن بن محمد ، قال : ثنا معقل ، عن أبي الزبير ، عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال : سمعت النبي صلّى الله عليه وسلم يقول : لا يحل لأحدكم أن يحمل بمكة السلاح.

١٦٤٧ ـ حدّثنا أحمد بن الحسن الترمذي ، قال : ثنا أبو يحيى الحمّاني ،

__________________

١٦٤٦ ـ إسناده حسن.

الحسن بن محمد ، هو : ابن أعين الحرّاني : صدوق. التقريب ١ / ١٧٠. ومعقل ، هو : ابن عبد الله ، أو : عبيد الله الجزري : صدوق يخطيء. التقريب ٢ / ٢٦٤.

رواه مسلم ٩ / ١٣٠ ، والبيهقي ٥ / ١٥٥ كلاهما من طريق : سلمة بن شبيب به. ورواه أحمد ٣ / ٣٩٣ بإسناده إلى معقل به. وذكره السيوطي في الجامع الكبير ١ / ٩٢٣ وعزاه لمسلم وأبي عوانة.

قال المحبّ الطبري في القرى ص : ٦٤٦ : وهو محمول عند أهل العلم على حمله من غير ضرورة ولا حاجة ، فإن كان حرب أو حاجة جاز ، وهو قول مالك والشافعي وعطاء.

أ ه.

١٦٤٧ ـ إسناده حسن.

أبو يحيى الحمّاني ، هو : عبد الحميد بن عبد الرحمن : صدوق يخطيء. التقريب ١ / ٤٦٩.

(١) العرانين : واحدها : عرنين ، وهو : ما تحت مجتمع الحاجبين ، وهو : أول الأنف ، حيث يكون الشم. لسان العرب ١٣ / ٣٨٢. والنجلاء من العيون ما كانت واسعة حسنة. لسان العرب ١٢ / ٦٤٧.


قال : ثنا عبد الواحد بن أيمن ، قال : دخل الحجاج على ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ يعوده ، فقال الحجاج لابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ : من أصابك؟ فقال : أنت استحللت الحرم ، وأدخلت فيه السلاح.

١٦٤٨ ـ حدّثنا محمد بن منصور ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن سوقة ، قال : دخل الحجاج على ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ يعوده ، فذكر نحوه.

قال له الحجاج : من صاحبك؟ قال : ما تصنع به؟ قال : أقيدك منه. قال : تفعل؟ قال : نعم ، قال : أنت حملت السلاح في حرم الله ـ تعالى ـ في يوم لا يحمل فيه السلاح.

١٦٤٩ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا معن بن عيسى ، عن مالك ابن أنس ، عن الزهري ، عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم دخل مكة وعلى رأسه المغفر.

__________________

١٦٤٨ ـ إسناده منقطع.

ابن سوقة ، هو : محمد ، تابعي صغير ، لم يرو عن ابن عمر ، وإنّما روى عن أنس بن مالك ، وعن سعيد بن جبير ، ونافع مولى ابن عمر. أنظر تهذيب الكمال ص : ١٢٠٧.

لكن رواه البخاري ٢ / ٤٥٥ من طريق : المحاربي ، عن محمد بن سوقة ، عن سعيد ابن جبير ، قال ، فذكره. ورواه البيهقي ٥ / ١٥٤ ـ ١٥٥ من طريق محمد بن سوقة كما رواه البخاري.

١٦٤٩ ـ إسناده صحيح.

رواه مالك في الموطأ ٢ / ٣٩٦. ورواه ابن أبي شيبة ١ / ١٨٤ وأحمد ٣ / ١٠٩ ، ١٦٤ ، ١٨٠ ، ١٨٦ ، ٢٢٤ ، ٢٣١ ، والبخاري ٨ / ١٥ ، ومسلم ٩ / ١٣١ ، وأبو داود ٣ / ٨٠ ، والترمذي ٧ / ١٨٦ ، وابن ماجه ٢ / ٩٣٨ ، والنسائي ٥ / ٢٠٠ ـ ٢٠١ كلّهم من طريق : مالك به.

والمغفر : ما يلبسه الدارع على رأسه من الزرد ونحوه. النهاية ٣ / ٣٧٢.


١٦٥٠ ـ حدّثنا أبو بشر بكر بن خلف ، قال : ثنا سعيد بن (١) الحكم ، عن الهذيل بن بلال ، عن عطاء ، قال : لا بأس أن يدخل مكة بالسلاح.

١٦٥١ ـ حدّثنا أبو بشر ، قال : ثنا سعيد بن (١) الحكم ، عن الهذيل بن بلال ، عن عبد الله بن عبيد بن عمير ، قال : لا بأس أن يدخل مكة بالسلاح.

ذكر

قتال ابن الزبير بمكة وخروجه ومبتداه ،

ودخول الحصين ابن نمير مكة

١٦٥٢ ـ حدّثنا محمد بن اسماعيل ، قال : ثنا مهدي بن أبي [المهدي](٢) قال : ثنا عبد الملك الذّماري ، قال : حدّثني القاسم / بن معن ، عن هشام

__________________

١٦٥٠ ـ إسناده ضعيف.

الهذيل بن بلال. قال ابن معين : ليس بشيء. وقال أبو حاتم : محله الصدق يكتب حديثه. وقال أبو زرعة : ليّن ، ليس بالقوى. الجرح ٩ / ١١٣.

ورواه ابن أبي شيبة ١ / ١٨٤ أ من طريق : ابن جريج ، عن عطاء به.

١٦٥١ ـ إسناده ضعيف.

١٦٥٢ ـ إسناده حسن.

الذماري ، هو : عبد الملك بن عبد الرحمن ، صدوق.

رواه أبو نعيم في الحلية ١ / ٣٣١ ، من طريق : زيد بن المبارك ، والحاكم في المستدرك ٣ / ٥٥٠ من طريق : علي بن المبارك ، جميعا عن عبد الملك الذماري به بنحوه.

(١) في الأصل (سعيد بن أبي الحكم). ولفظة : أبي زائدة. فهو : سعيد بن الحكم ، وأبو محمد ، ابن أبي مريم المصري.

(١) في الأصل (سعيد بن أبي الحكم). ولفظة : أبي زائدة. فهو : سعيد بن الحكم ، وأبو محمد ، ابن أبي مريم المصري.

(٢) في الأصل (النهدي) وهو تصحيف. ذكره ابن أبي حاتم ٨ / ٣٣٥ ونقل عن أبيه : شيخ ليس بمنكر الحديث. وذكره ابن حبّان في الثقات ٧ / ٥٠١.


ابن عروة ، قال : لما تثاقل (١) ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ على يزيد بن معاوية ، وأظهر شتمه ، بلغ ذلك يزيد ، فأقسم أن لا يؤتى به إلا مغلولا ، فأرسل ، فقيل لابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ ألا نصنع لك غلّا من فضة تلبس عليه الثوب وتبرّ قسمه ، [فالصلح](٢) أجمل بك؟ قال : لا أبرّ والله قسمه.

١٦٥٣ ـ فحدّثني أبو بكر محمد بن صالح ، قال : ثنا علي بن عبد الله ، قال : ثنا هشام بن يوسف ، عن عبد الله بن مصعب ، عن موسى بن عقبة ، عن ابن شهاب ، قال : أخبرني عبد العزيز بن مروان ، قال : بعث يزيد بن معاوية ابن عضاه (٣) الأشعري ، و [عبد الله بن](٤) مسعدة الفزاري ، وبعث معهما ببرنس من خزّ ، وجامعة من ورق ليؤتى بابن الزبير ليبرّ بيمينه. قال : فقال لي أبي ولأخي إذا بلّغته رسل يزيد فتعرّضا له ، وليتمثل أحدكما :

فخذها فليست للعزيز بنصرة

وفيها مقال لامرىء متذلّل

أعامر إنّ القوم ساموك خطّة

وذلك في الحيران عزل بمعزل

أتذكر [إذ](٥) ما كنت للقوم ناضحا

يقال له بالدّلو أدبر وأقبل

__________________

١٦٥٣ ـ إسناده حسن.

علي بن عبد الله ، هو : المديني. وعبد الله بن مصعب ، هو : ابن ثابت بن عبد الله ابن الزبير الأسدي ، والد مصعب. الجرح ٥ / ١٧٨.

(١) كذا في الأصل وفي المنتقى ص : ١٨. وعند الحاكم وأبي نعيم (لمّا مات معاوية ، تناقل ابن الزبير).

(٢) في الأصل (قال : صالح) وهذا تصحيف ، والتصويب من أبي نعيم والحاكم.

(٣) هو : عبد الله بن عضاه ـ كما سمّاه ابن عساكر ـ وكان أحد قوّاد الجيش الأموي ، هو أحد الذين هاجموا أهل المدينة في وقعة الحرّة. أنظر تهذيب تاريخ ابن عساكر ٧ / ٤١٣. والكامل لابن الأثير ٣ / ٣١٣.

(٤) سقطت من الأصل ، وألحقته من المراجع. وعبد الله بن مسعدة بن حكمة بن مالك الفزاري ، صحابي ، كان من أنصار علي ، ثم استماله معاوية ، فصار من أشدّ الناس على علي ، ثم كان على جند دمشق بعد وقعة الحرّة ، ثم قتل سنة (٦٥) بمكة. البداية والنهاية ٨ / ٢٦٤ الاصابة ٢ / ٣٥٩.

(٥) سقطت من الأصل ، وألحقتها للوزن. وفي المراجع (أراك إذا ما كنت).


قال : فلما بلّغته رسل يزيد ، قال لي أخي ألقها ، ففعلت ، فسمعني ، فقال : يا بني مروان أبلغا أباكما :

إنّي لمن نبعة صم مكاسرها

إذا تناوحت القصباء والعشر (١)

ولا ألين لغير الحقّ أسأله

حتّى يلين لضرس الماضغ الحجر

قال فما أدري أيهما كان أعجب (٢).

ثم رجعنا إلى حديث هشام بن عروة ، قال : ثم قال ـ يعني : ابن الزبير ـ : والله لضربة بالسيف في عزّ أحب إلي من ضربة بالسوط في ذل ، ثم دعا إلى نفسه ، وأظهر الخلاف ليزيد بن معاوية ، فوجّه إليه يزيد بن معاوية مسلم بن عقبة [المرّي](٣) في جيش أهل الشام ، وأمره بقتال أهل المدينة ، فإذا فرغ من ذلك سار إلى مكة ، فدخل مسلم بن عقبة [المرّي](٣) المدينة وهي يومئذ بها بقايا أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم فعاث فيها وأسرف في القتل (٤).

وقد سمعت بعض العلماء يذكر أن يزيد بن معاوية أمر مسلما أن يدخل

__________________

(١) القصباء ، والعشر ، نوع من الشجر ، رخو السيقان.

(٢) رواه الطبري في تاريخه ٦ / ٢٧٤ من طريق : هشام بن يوسف به بنحوه. وذكره ابن عساكر ـ تهذيبه ٧ / ٤١٣ ـ ٤١٤ ـ وابن كثير في البداية والنهاية ٨ / ٢١٢ ، وابن فهد في إتحاف الورى ٢ / ٥٤ ـ ٥٥.

(٣) في الأصل (المزني) وهكذا في تاريخ ابن جرير ، وابن كثير ، وغيرهما وهو تصحيف. والصواب ما أثبتّه ، إذ هو : مسلم بن عقبة بن رياح بن أسعد ، أحد بني مرّة بن عوف بن سعد بن ذبيان. فهو منسوب إلى : مرّة بن عوف بن سعد.

وعقبة هذا كان قد شهد صفين مع معاوية ، وكان على الرجّالة ، وله من العمر يوم فعل ما فعل بأهل المدينة بضع وتسعون سنة ، ويسمّيه السلف (مسرفا) ، عوجل بالموت بعد انصرافه من قتل أهل المدينة إلى مكة ، فمات في الطريق سنة (٦٣). ذكره ابن حجر في الاصابة ، ثم قال : ولو لا ذكر ابن عساكر لما ذكرته. أنظر نسب قريش لمصعب ص : ١٢٧. والمحبّر لابن حبيب ص : ٣٠٣. والاصابة ٣ / ٤٧٠.

(٣) في الأصل (المزني) وهكذا في تاريخ ابن جرير ، وابن كثير ، وغيرهما وهو تصحيف. والصواب ما أثبتّه ، إذ هو : مسلم بن عقبة بن رياح بن أسعد ، أحد بني مرّة بن عوف بن سعد بن ذبيان. فهو منسوب إلى : مرّة بن عوف بن سعد.

وعقبة هذا كان قد شهد صفين مع معاوية ، وكان على الرجّالة ، وله من العمر يوم فعل ما فعل بأهل المدينة بضع وتسعون سنة ، ويسمّيه السلف (مسرفا) ، عوجل بالموت بعد انصرافه من قتل أهل المدينة إلى مكة ، فمات في الطريق سنة (٦٣). ذكره ابن حجر في الاصابة ، ثم قال : ولو لا ذكر ابن عساكر لما ذكرته. أنظر نسب قريش لمصعب ص : ١٢٧. والمحبّر لابن حبيب ص : ٣٠٣. والاصابة ٣ / ٤٧٠.

(٤) رواه الحاكم في المستدرك مكمّلا للخبر (١٦٥٢). وكذا أبو نعيم.


المدينة ، وذلك لشيء بلغه عن أهل المدينة ومكة ، أنهم رموه بالأبنة (١) في نفسه ، فأمره أن يقتل من لقي من الناس ، وأن يضع فيهم السيف ثلاثة أيام ، فقدم مسلم المدينة ، فأقام ثلاثا يقتل من لقي لا يتهيّب أحدا ، حتى أجفل الناس في البيوت واختبوا منه ، وقد كان يزيد قال له : إذا فرغت من قتل أهل المدينة فضع المنبر ، ثم ادع إلى بيعتي ، وادع عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وعلي بن عبد الله بن عباس ، فسلهما أن يبايعا على أنهما عبد لأمير المؤمنين ، وقال له : من امتنع عليك منهما أو من الناس فاضرب عنقه ، ولا تؤامرني في ذلك ، فلما صعد المنبر دعاهما إلى ذلك ، وبدأ بهما على الناس ، فأجابه علي بن الحسين ، وامتنع علي بن عبد الله ، فهم أن ينفذ فيه ما أمر به يزيد ، فحال بينه وبينه أخواله من كندة ، وقالوا لمسلم : لا يوصل إليه حتى توصل إلى أنفسنا ، فتركه ، فيزعمون أنه قيل لعلي بن حسين في ذلك ولامه الناس في إجابته مسلما إلى ما دعاه إليه ، فقال : لم يكن في نفسي / إنما كان في الناس خفت أن ينفّذ ما قال يزيد من القتل ، فأكون قد سننت للناس سنة تذهب فيها أنفسهم (٢).

ثم رجعنا إلى حديث هشام بن عروة ، قال : ثم خرج من المدينة ، فلما كان في بعض الطريق مات ، فاستخلف الحصين بن نمير الكندي ، وقال مسلم بن عقبة للحصين : يا برذعة الحمار ، احذر خدائع قريش ، لا تعاملهم إلا بالثقاف ثم (٣) القطاف ، قال : فمضى حتى ورد مكة ، فقاتل بها ابن الزبير

__________________

(١) الأبنة : ـ بضم الهمزة ، وسكون الباء ـ جمعها : أبن. وهي : خلّة السوء تكون في الإنسان.

وأصلها : العقدة التي تكون في القوس أو في العصا فتفسدها. لسان العرب ١٣ / ٣ ـ ٥.

(٢) أنظر تفاصيل هذه الوقعة التي تسمّى (وقعة الحرّة) في تاريخ الطبري ٧ / ٦ ـ ١٣ وتهذيب ابن عساكر ٧ / ٤١٤ ـ ٤١٥ والبداية والنهاية ٨ / ٢١٧ ـ ٢٢١ ، والعقد الفريد ٥ / ١٢٨ ـ ١٣١.

(٣) الثقاف : الجلاد والقتال بالسيف. لسان العرب ٩ / ٢٠ ، وجاءت هذه اللفظة في المنتقى ، والمستدرك للحاكم : (النفاق) وهو تصحيف. ـ


ـ رضي الله عنهما ـ أياما ، وضرب ابن الزبير ـ رضي الله عنه ـ فسطاطا في المسجد ، فكان فيه نساء يسقين الجرحى ويداوينهم ، ويطعمن الجائع. قال الحصين : ما يزال يخرج علينا من هذا الفسطاط أسد كأنها تخرج من عرينها (١) ، فمن يكفينيه؟ قال رجل من أهل الشام : أنا! قال : فلما جنّ الليل وضع شمعة في طرف رمح ، ثم ضرب فرسه حتى طعن الفسطاط فالتهب نارا. قال : والكعبة يومئذ مؤزّرة بطنافس ، حتى احترقت الكعبة ، واحترق يومئذ فيها قرنا الكبش (٢).

١٦٥٤ ـ حدّثنا أبو الحسن الربيعي ، أحمد بن عمر بن جعفر ، عن رجل ، عن محمد بن الضحاك ، عن أبيه ، قال : كانت للسائب بن أبي السائب أمة نوبية يقال لها : سلّامة ، وكانت تقاتل أيام ابن الزبير جيش الحصين مع مولاها أشد قتال خلقه الله ، ثم أقبل الناس يوما قد هزمهم أهل الشام حتى بلغوا بهم الصفا والمسجد ، والأمة عند تنورها تخبز ، فصاح بها مولاها ، فأخذت المسعر (٣) ، ثم حملت على أهل الشام ، فكشفتهم حتى هزمتهم ، فقال رجل من أهل الشام :

ما أنس لا أنسى إلا ريث أذكره

أيّام تطردنا سلمى وتنحدر (٤)

__________________

١٦٥٤ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه ، وفيه من لم يسمّ.

ـ والقطاف : القطع ، وكلّ شيء تقطعه عن شيء فقد قطفته. لسان العرب ٩ / ٢٨٥. يوصيه بقتالهم وقطع رؤوسهم قبل أن يخدعوه.

(١) عند الحاكم (أسد كأنّما يخرج من عرينه) وهو أقرب بدليل قوله بعد (فمن يكفينيه) على الأفراد.

(٢) رواه الحاكم وأبو نعيم متمما للأثر (١٦٥٣). وذكره أيضا ابن عساكر ـ تهذيبه ٧ / ٤١٥ ـ والذهبي في تاريخ الإسلام ٣ / ١١٣.

(٣) المسعر ، والمسعار : ما تحرّك به النار من آله الحديد. النهاية ٢ / ٣٦٧.

(٤) أنظر المنتقى من أخبار أم القرى ص : ١٩.


ثم رجعنا إلى حديث هشام بن عروة ، قال : ثم مات يزيد بن معاوية ، ودعا مروان إلى نفسه ، فأجابه أهل حمص ، وأهل الأردن ، وفلسطين. قال : فوجّه إليه ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ الضحاك بن قيس الفهري [في](١) مائة ألف ، فالتقوا بمرج (٢) راهط. قال : ومروان يومئذ في خمسة آلاف من بني أمية ومواليهم وأتباعهم من أهل الشام ، فقال مروان لمولى له يقال له ابن كره : احمل على أيّ الطرفين شئت. قال : كيف تحمل على هؤلاء لكثرتهم؟ قال : هم بين مكره ومستأجر ، فاحمل ، فيكفيك اضعان الماحض الحجر (٣). قال : فحملوا عليهم وهزمهم مروان جميعا (٤).

وفيه يقول الشاعر (٥) :

لعمري لقد أبقت وقيعة راهط

لمروان صدعا بيّنا متباينا

وقد ينبت المرعى على دمن الثّرى

وتبقى حزازات النّفوس كما هيا

__________________

(١) سقطت من الأصل ، وألحقتها من مستدرك الحاكم ، وتهذيب ابن عساكر. وفي المنتقى (بمائة ألف). وأنظر ترجمة الضحاك بن قيس في الاصابة ٢ / ١٩٩.

(٢) موضع بنواحي دمشق ، في الغوطة ، في جهة الشرق. أنظر معجم البلدان ٣ / ٢١ ، ٥ / ١٠٠.

(٣) كذا في الأصل والمنتقى. ولم أقف على اللفظ الصحيح لهذه العبارة وهي في المستدرك (فيكفيك الطعان الناجع الجيد) وقد سقطت هذه العبارة من رواية ابن عساكر ، وقال مكانها (ان هؤلاء يكفونك بأنفسهم). وقد بحثت عنها في كتب الأمثال فلم أقف عليها ، والله أعلم.

(٤) رواه الحاكم في المستدرك متمما للأثر (١٦٥٣) وذكره صاحب تهذيب ابن عساكر ٧ / ٤١٥. وأنظر تفاصيل هذه الوقعة في طبقات ابن سعد ٥ / ٣٩ ـ ٤٣. ومروج الذهب للمسعودي ٣ / ٩٤ ـ ٩٧ ، وتاريخ الطبري ٧ / ٣٧ ـ ٤٣ ، والعقد الفريد ٥ / ١٣٥ ـ ١٣٨ ، والبداية والنهاية ٨ / ٢٤١ ـ ٢٤٤.

(٥) هو : زفر بن الحارث بن عبد عمرو الكلابي ، المتوفى نحو سنة (٧٥) ه وأنظر هذا الشعر في تاريخ الطبري ٧ / ٤١ ، والمستدرك ٣ / ٥٥١ ، ومعجم البلدان ٣ / ٢١ ، ومروج الذهب ٣ / ٩٦ ، والعقد الفريد ٥ / ١٣٧ وغيرها ، مع اختلاف يسير.


قال وفيه يقول زفر بن الحارث القيسي :

أفي الحقّ أمّا بحدل وابن بحدل

فيحيا وأمّا ابن الزّبير فيقتل

كذبتم وبيت الله لا تقتلونه

ولمّا يكن يوم أغرّ محجّل

ولمّا يكن للمشرفيّة فوقكم

شعاع كقرن الشّمّس حين ترجّل (١)

قال : ثم مات مروان ، فدعا عبد الملك إلى نفسه ، وقام ، فأجابه أهل الشام ، فخطب الناس على المنبر / فقال : من لابن الزبير منكم؟ فقال الحجّاج : أنا يا أمير المؤمنين ، قال : فاسكته ، ثم عاد فقال : أنا يا أمير المؤمنين ، فإني رأيت في النوم أني انتزعت جبّته فلبستها. قال : فعقد له ووجهه في الجيش إلى مكة ، حتى وردها على ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ فقاتله بها ، فقال ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ لأهل مكة : احفظوا هذين الجبلين ، فإنكم لن تزالوا أعزّة ما لم يظهروا عليهما ، قال : فلم يلبثوا أن ظهر الحجاج ومن معه على أبي قبيس ، فنصب عليه المنجنيق ، فكان يرمي به ابن الزبير ومن معه في المسجد. قال : فلما كان الغداة التي قتل فيها ابن الزبير ، دخل ابن الزبير على أمه أسماء بنت أبي بكر ـ رضي الله عنهم ـ وهي يومئذ بنت مائة سنة لم يسقط لها سنّ ، ولم يفسد لها بصر ـ فقالت لابنها عبد الله : ما فعلت في حربك؟ قال : بلغوا مكان كذا وكذا ، قال فضحك ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ وقال : إنّ في الموت لراحة ، قالت : يا بني ، لعلك تمنّاه لي؟ ما أحب أن أموت ، إما تملك فتقرّ عيني ، وإما أن تقتل فأحتسبك.

قال : ثم ودعها فقالت له : يا بني إياك أن تعطي من دينك مخافة القتل ،

__________________

(١) أنظر هذا الشعر في المراجع السابقة. وقوله : (بحدل) يعني به : بحدل بن أنيف ، من بني حارثة بن جناب الكلبي ، وهو جد يزيد بن معاوية ، أبو أمه ميسون بنت بحدل. و (ابن بحدل) هو : حسان ، وهو الذي شدّ الخلافة لمروان. أنظر تاج العروس ٧ / ٢٢٢.


وخرج من عندها فدخل المسجد وجعل (١) شيئا يستر به الحجر أن يصيبه المنجنيق.

فقيل له : ألا نكلمهم في الصلح؟ [قال](٢) أو حين صلح هذا ، والله لو وجدوكم في جوفها يعني الكعبة لذبحوكم جميعا ، ثم أنشأ يقول :

ولست بمبتاع الحياة بسبّة

ولا مرتق من خشية الموت سلّما

أنا لابن أسما إنّه غير نازح

ملاقي المنايا أيّ صرف تيمّما (٣)

ثم أقبل على آل الزبير يعظهم ويقول : ليكنّ أحدكم سيفه كما يكنّ وجهه ، لا ينكسر سيفه فيتقي بيده عن نفسه كأنه امرأة ، والله ما لقيت زحفا قطّ إلا كنت في الرعيل الأول ، ولا ألمت جرحا قط إلا ان آلم الدواء ، قال : بينا هو كذلك ، إذ دخل عليه نفر من باب بني جمح فيهم أسود ، فقال : من هؤلاء؟ قيل : أهل حمص ، فحمل عليهم ومعه سيفان فأول من لقيه الأسود ، فضربه ضربة حتى أطنّ رجله ، فقال الأسود : آخ يا ابن الزانية ، فقال ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ : اصبر ابن حام ، أسماء زانية!! ثم أخرجهم من المسجد ، وانصرف ، فإذا هو بقوم قد دخلوا من باب بني سهم ، فقال : من هؤلاء؟ فقيل : أهل الأردن ، فحمل عليهم وهو يقول :

لا عهد لي بغارة من (٤) السّيل

لا ينجلي غبارها حتّى اللّيل

__________________

(١) في المنتقى (وجعل يهيئ شيئا) وعند الحاكم : (وجعل مصر أعين على الحجر الأسود).

(٢) سقطت من الأصل ، وألحقتها من المنتقى والمستدرك.

(٣) البيتان عند الطبري ، لكنّه قدّم الثاني ، وذكره هكذا :

أبي لابن سلمى أنّه غير خالد

ملاقي المنايا أي صرف تيمّما

وتصحف هذا البيت في المستدرك تصحيفا شنيعا.

(٤) كذا في الأصل ، وفي المستدرك ، وتهذيب ابن عساكر (مثل).


قال : فاخرجهم من المسجد ، ثم رجع ، فإذا بقوم قد دخلوا من باب بني مخزوم ، فحمل عليهم وهو يقول :

لو كان قرني واحدا كفيته

قال : وعلى ظهر المسجد من أعوانه من يرمي عدوّه بالآجرّ وغيره ، فحمل عليهم فأصابته آجرة في مفرقه حتى فلقت رأسه ، فوقف قائما وهو يقول :

ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا

ولكن على أقدامنا تقطر الدّما

قال : ثم وقع ، فاكبّ عليه موليان له يقاتلان عنه وهما يقولان :

العبد يحمي ربّه ويحتمي

قال : ثم سيّر إليه فحزّ رأسه (١).

١٦٥٥ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : ثنا بشر بن السريّ ، قال : ثنا نافع بن عمر / عن ابن أبي مليكة ، قال : إنّ ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ دخل على أسماء بنت أبي بكر ـ رضي الله عنها ـ ليسلّم عليها ، فقالت له : أي بني مت على بصيرتك. قال : فخرج إلى المسجد ، حتى إذا كان قبل الصبح ، قال له قائل : الصلاة يا أمير المؤمنين ، فقال : أصبح ، فقال : الصلاة يا أمير المؤمنين ، فقال : أصبح. فقال : الصلاة يا أمير المؤمنين ، فقال : أصبح ثلاث مرات ، قال : وأهل الشام على أبواب المسجد عليهم

__________________

١٦٥٥ ـ إسناده صحيح.

وأنظر المنتقى من أخبار أم القرى ص : ٢٢.

(١) رواه الحاكم وأبو نعيم متمما للخبر (١٦٥٣). ورواه أيضا ابن أبي شيبة في المصنّف ١٥ / ٨٥ من طريق : جعفر بن عون ، عن هشام بن عروة ، بنحوه مختصرا ، وفيه هذا الشعر. والشعر أيضا في تهذيب ابن عساكر ٧ / ٤٢٣. أنظر تفاصيل مقتل ابن الزبير في الطبري ٧ / ٢٠٢ ـ ٢٠٦ ، وابن كثير ٨ / ٣٢٩ ، والفاسي في العقد الثمين ٥ / ١٤٥ ـ ١٥٠ وإتحاف الورى ٢ / ٨٧ ـ ١٠٠.


السلاح ينتظرون الصبح ، فلما رأى الوقت الذي يصلي فيه قام فصلى بالناس.

قال : فما أنكروا قراءته ولا تكبيره ولا ركوعه ، ولا شيئا من صلاته ، حتى إذا فرغ من صلاته دخل الحجر فأخرج سيفه من غمده أبيض ، وقال : ان القتل بمكانكم ملح المجدور. قال : أين أهل مصر؟ أين قتلة عثمان ـ رضي الله عنه ـ؟ فأشاروا له إلى باب بني جمح ، فقال (حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)(١) فحمل عليهم بالسيف حتى بلغ موضع الجزّارين حيث كانوا عند دار أم هانئ ـ رضي الله عنها ـ ثم يرجع فيستلم الركن.

١٦٥٦ ـ حدّثنا أبو الفضل ، عباس بن الفضل ، قال : حدّثني يزيد أبو خالد ـ وكان قد بلغ سبعا وعشرين ومائة سنة ـ قال : رأيت الحجاج بن يوسف وقد وضع المنجنيق على أبي قبيس ، وذلك لمّا أعياه ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ. قال : ورأيت ابن الزبير يكرّ على أصحاب الحجاج ، حتى يبلغ بهم الأبطح ، ثم يجيء إلى البيت فيستجير به ، فلما رمى الحجاج بالمنجنيق وسمع ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ صوت الحجارة تقع على الكعبة ، خرج ، فقال : يذهب بنفسي أحب إليّ من ان تهدم الكعبة في سببي.

١٦٥٧ ـ وحدّثنا سلمة بن شبيب ، قال : ثنا جعفر بن عون ، قال : أنا

__________________

١٦٥٦ ـ يزيد أبو خالد مؤذن أهل مكة. ذكره البخاري ٨ / ٣٥٨ ، وابن أبي حاتم ٩ / ٣٠٠ ، والدولابي في الكنى ١ / ١٦٢ و١٦٣ وسكتوا عنه. وذكره ابن حبان في الثقات ٧ / ٦٢٠.

وأنظر المنتقى من أخبار أم القرى ص : ٢٢.

١٦٥٧ ـ إسناده حسن.

جعفر بن عون بن جعفر بن عمرو بن حريث المخزومي ، صدوق. التقريب ١ / ١٣١.

رواه ابن أبي شيبة ١٥ / ٨٥ ، والطبري في تاريخه ٧ / ٢٠٤ كلاهما من طريق : جعفر

(١) سورة الأنفال (٦٤).


هشام بن عروة ، قال : كان ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ يحمل عليهم حتى يخرجهم من الأبواب ، وهو يرتجز ويقول :

لو كان قرني واحدا كفيته

ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا

ولكن على أقدامنا يقطر الدّم

١٦٥٨ ـ حدّثنا عبد الله بن عمران المخزومي ، قال ثنا سفيان ، عن أبي بكر الهذلي ، قال : كان ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ يقاتل ، ويقول هذا الشعر ، فذكر نحوه.

١٦٥٩ ـ حدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال [إن (١) أبا] ريحانة علي بن أسيد ابن أحيحة بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح ، كان شديد الخلاف على عبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ فتواعده عبد الله بن صفوان ، فلحق بعبد الملك ، فاستمده [للحجاج](٢) بن يوسف ، وقال : لو لا أنّ ابن الزبير تأوّل قول الله ـ عزّ وجلّ ـ (وَلا تُقاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ حَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيهِ)(٣) ما كنا إلا أكلة رأس ، قال : وكان الحجاج في سبعمائة ،

__________________

ـ ابن عون به ، مطولا ـ ورواه أبو نعيم في الحلية ١ / ٣٣٢ ، والحاكم في المستدرك ٣ / ٥٥٢ ، وأنظر تهذيب ابن عساكر ٧ / ٤١٨.

١٦٥٨ ـ إسناده ضعيف جدا.

أبو بكر الهذلي ، مختلف في اسمه ، وهو متروك الحديث. التقريب ٢ / ٤٠١.

١٦٥٩ ـ ذكره الفاسي في العقد الثمين ٦ / ١٤١ ـ ١٤٢ ، نقلا عن الزبير بن بكار. وذكره مصعب في نسب قريش ، وذكره ابن حجر في الاصابة ١ / ٦٣ نقلا عن الفاكهي.

(١) في الأصل : (حدّثنا أبو ريحانة ـ علي بن أسيد بن أحيحه ـ) والتصويب من نسب قريش والفاسي.

(٢) في الأصل (الحجاج) والتصويب من المرجعين السابقين.

(٣) سورة البقرة (١٩١).


فأمده عبد الملك بطارق ـ مولى عثمان بن عفان ـ في أربعة آلاف ، ولطارق يقول الراجز:

يخرجن ليلا ويدعن طارقا

والدّهر قد أمّر عبدا سارقا

فأشرف أبو ريحانة على أبي قبيس ، فصاح : أنا أبو ريحانة ، أليس قد أخزاكم الله يا أهل مكة؟ قد أقدمت البطحاء من أهل الشام أربعة آلاف.

١٦٦٠ ـ فحدّثنا الزبير بن أبي بكر أيضا ، قال : حدّثني محمد / بن الضحاك ، عن أبيه الضحاك بن عثمان ، قال : فقال له ابن أبي عتيق عبد الله ابن محمد بن أبي بكر الصّديق ـ رضي الله عنهم ـ : وكان مع ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ : بلى ، والله لقد أخزانا الله ، فقال له ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ : مهلا يا ابن أختي : قال : قلت لك ائذن لي فيهم وهم قليل فأبيت حتى صاروا إلى ما صاروا إليه من الكثرة.

١٦٦١ ـ حدّثنا الحسين بن منصور أبو علي الأبرش ، قال : ثنا سعيد بن هبيرة ، قال : ثنا حماد بن سلمة ، قال : ثنا محمد بن زياد ، قال : بعث يزيد بن معاوية الضحاك بن قيس إلى عبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ وهو بمكة ، يبايعه ويؤتي به موثّقا. فقال الضحاك : إنك ستؤتى وتقاتل. قال : لا. فدفع إليه قوسا وسهما ، فقال : إرم هذا الحمام! فقال : ما كنت لأرميها

__________________

١٦٦٠ ـ محمد بن الضحاك بن عثمان الحزامي ، سكت عنه ابن أبي حاتم ٧ / ٢٩٠. وبقية رجاله موثّقون.

ذكره الفاسي في العقد الثمين ٦ / ١٤٢ نقلا عن الزبير.

١٦٦١ ـ إسناده ليّن.

سعيد بن هبيرة ، قال أبو حاتم : ليس بالقوي. الجرح ٤ / ٧٠ ـ ٧١. وأنظر المنتقى ص : ٢٣.


وأنا في حرم الله. فقال : وأنا والله لا أقاتل في حرم الله فقال : إنك ستؤتى وتقاتل.

١٦٦٢ ـ وحدّثني أحمد بن جميل الأنصاري ، عن الهيثم بن عدّي ، عن ابن جريج ، عن أبيه ، قال : لما دعى ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ إلى نصرة الكعبة ، جاءته الاعراب تقعقع أفاضها في أباطها ، فقال : لا مرحبا ولا أهلا ، والله إنّ حديثكم ما علمت لغثّ ، وإنّ سلاحكم لرثّ ، وإنّكم في الخصب لعدو ، وإنكم في السنّة لعيال ، فانطلقوا فلا في كنف الله ، ولا في ستره.

١٦٦٣ ـ حدّثنا عبد الله بن عمران المخزومي ، قال : ثنا سفيان ، عن يحيى ابن سعيد ، قال : أرسل إلينا الحجاج برؤوس ثلاثة : رأس ابن الزبير ، ورأس عبد الله بن صفوان ، ورأس ابن مطيع ـ رضي الله عنهم ـ.

__________________

١٦٦٢ ـ إسناده متروك.

الهيثم بن عدي ، هو : الطائي الكوفي. قال ابن معين : ليس بثقة ، كذّاب. وقال أبو حاتم : متروك. الجرح ٩ / ٨٥.

ذكره ابن الأثير في تاريخه ٤ / ٢٣ ، وابن فهد في إتحاف الورى ٢ / ٩٠ ـ ٩١ بنحوه.

وقوله (تقعقع) : التقعقع ، هو : الحركة والاضطراب ، والمراد هنا حكاية صوت السلاح والدروع. اللسان ٨ / ٢٨٦. وآفاضها : كأنّه يريد الدروع ، والدرع الواسعة يقال لها : فيوض ، ومفاضة ، وفاضة. اللسان ٧ / ٢١٢. والسنة : القحط.

١٦٦٣ ـ إسناده حسن.

رواه البخاري في التاريخ الكبير ٥ / ١٩٩ من طريق : سفيان به. وذكره الذهبي في السير ٤ / ١٥١ ، وابن حجر في الاصابة ٣ / ٦٥.

وابن مطيع ، هو : عبد الله بن مطيع بن الأسود بن حارثة القرشي العدوي. ولد على عهد النبي صلّى الله عليه وسلم فحنّكه ، وكان أمير المدينة من قريش في وقعة الحرّة ، وكان من رجال قريش شجاعة ونجدة. أنظر الاصابة ٣ / ٦٥.


١٦٦٤ ـ وحدّثنا أبو القاسم العائذي ، قال : ثنا سفيان ، قال : قتل معه ـ يعني ابن الزبير ـ عبد الله بن صفوان ، وهو متعلق بأستار الكعبة ، وكان يقول : إنّا لم نقاتل مع ابن الزبير ، وإنما قاتلنا على ديننا.

١٦٦٥ ـ حدّثنا محمد بن اسماعيل ، قال : ثنا روح بن عبادة ، قال : ثنا حبيب بن الشهيد ، عن ابن أبي مليكة ، قال : كان ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ يواصل سبعة أيام فيصبح اليوم السابع وهو أليثنا.

١٦٦٦ ـ حدّثنا أبو علي الحسن بن منصور الأبرش ، قال : ثنا سعيد بن هبيرة ، قال : ثنا حماد بن سلمة ، قال : ثنا حبيب بن الشهيد ، عن ابن أبي مليكة ، بنحوه.

١٦٦٧ ـ حدّثنا محمد بن عبد الملك الواسطي ، قال : ثنا يزيد بن هارون ،

__________________

١٦٦٤ ـ أبو القاسم العائذي ، لم أعرفه.

ذكره مصعب في نسب قريش ص : ٣٨٩ ـ ٣٩٠ ، والفاسي ٥ / ١٨٠ ـ ١٨١ نقلا عن الزبير بن بكار ، والذهبي في تاريخ الإسلام ٣ / ١٧٦ ـ ١٧٧.

١٦٦٥ ـ إسناده صحيح.

رواه أبو نعيم في الحلية ١ / ٣٣٥ ، والحاكم في المستدرك ٣ / ٥٤٩ وذكره ابن كثير في البداية ٨ / ٣٣٤ ـ ٣٣٥ ثلاثتهم من طريق : روح به. وذكره الذهبي في السير ٣ / ٣٦٨ ، وابن حجر في الاصابة ٢ / ٣٠٣.

١٦٦٦ ـ إسناده ليّن.

سعيد بن هبيرة ، ليس بالقوي ، كما قال أبو حاتم. الجرح ٤ / ٧٠ ـ ٧١.

١٦٦٧ ـ إسناده حسن.

المثنى القسام ، هو : ابن سعيد ، الضبعي ، البصري.

رواه البخاري في الكبير ٨ / ١٠٤ ، والصغير ١ / ١٣٧ من طريق : ابن مهدي ، عن المثنى بن سعيد به.


قال : أنا المثنى القسام ، قال : ثنا أبو حمزة نصر بن عمران ، قال : لما بلغني تحريق البيت ، خرجت إلى مكة أريد قتال أهل الشام ، فقدمت على ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ فأكرمني ، وجعلت اختلف إلى ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ حتى عرفني واستأنس بي ، قال : فأصبت ذات يوم منه خلوة ، فقال لي : يا أبا حمزة ، ألا تحدّثني ما أقدمك بلدنا هذا؟ قلت : بلى ، قدمت أريد قتال أهل الشام الذين استحلوا هذه الحرمة ، قال : أفلا أدلك على خير من ذلك؟ قلت : بلى ، قال : ترجع إلى مصرك فتقعد على [بغلتك](١) [وتجيّب](٢) فرسك حتى تأتي خراسان ، فتقاتل على حظك من الله ، وتدعهم يقاتلون على حظهم من الدنيا. قال : فكأني كنت نائما فنبّهني ، فرجع إلى البصرة ثم رجع إلى خراسان.

١٦٦٨ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : حدّثني يحيى بن عيسى ، قال : ثنا الأعمش ، عن مجاهد ، قال : قدمت مكة فقال لي ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ : يا مجاهد ، أما علمت أن الناس قد رجعوا كفارا؟ / قال : قلت : ماذا؟ قال : عبد الله بن الزبير ، وعبد الملك بن مروان ، يضرب بعضهم رقاب بعض.

__________________

١٦٦٨ ـ إسناده ضعيف.

يحيى بن عيسى الرملي ، قال أحمد : ما أقرب حديثه. وقال ابن معين : ليس بشيء.

الجرح ٩ / ١٧٨.

(١) في الأصل (نعليك) وهو تصحيف.

(٢) في الأصل (تجيب) وهو تصحيف أيضا. ومعني (تجنّب فرسك) أي : تقوده فلا تركيه ، فيسمّى عندئذ (المجنّب). لسان العرب ١ / ٢٧٦ ـ ٢٧٧.


١٦٦٩ ـ حدّثنا ابن أبي عمر ، قال : ثنا مروان بن معاوية ، قال : ثنا الحسن بن عمرو ، عن مجاهد ، قال : غبت عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ ثم لقيته ، فذكر نحوه.

١٦٧٠ ـ حدّثني الحسن بن عثمان ، عن الواقدي ، قال : قال عبد الله بن جعفر : قلت لأم بكر بنت المسور : حضرت قتل المسور؟ قالت : نحن في منزلنا نصيح يوم مات ، وأقمنا حتى قتل ابن الزبير ، فكان الحارث بن (١) خالد شيعة الحجّاج فولاه منى ، فجعل مناد ينادي : من دخل منى إلى الحارث بن خالد فهو آمن ، ومن دخل دار شيبة الحاجب فهو آمن. قالت : فخرجنا حتى نزلنا منى ، وأرسل إلينا الحارث بن خالد ، فقال : إنزلوا حيث شئتم. قالت : فنزلنا من منى عند المسجد في ثروة الناس ، وجعلت تأتينا الأخبار ، وجعل الناس يثوبون ، حتى رأينا منى مثل أيام الحج أو نحوه ، والحارث يصلّي بالناس في مسجد الخيف.

قال الواقدي ، وأخبرني عبد الجبار بن عمارة ، عن عبد الله بن أبي بكر ابن حزم ، قال : أخبرني من حضر قتل ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ يوم

__________________

١٦٦٩ ـ إسناده صحيح.

والحسن بن عمرو ، هو : الفقيمي.

١٦٧٠ ـ إسناده متروك.

بسبب الواقدي. وعبد الله بن جعفر ، هو : ابن عبد الرحمن بن المسور بن مخزمة. لا بأس به.

(١) الحارث بن خالد بن العاص بن هشام المخزومي. كان أبوه واليا على مكة لعثمان بن عفان ، وولاه يزيد بن معاوية مكة أيّام الزبير فلم تتم ولايته ، وكان شاعرا ، يذهب مذهب عمر بن أبي ربيعة.

توفي نحو سنة (٨٠). أنظر الأغاني ٣ / ٣١١ ، ٩ / ٢٢٧ ، وتهذيب تاريخ ابن عساكر ٣ / ٤٤٠ ، والعقد الثمين ٤ / ٨ ـ ١٥.

(٢) أنظر المنتقى من أخبار أم القرى ص : ٢٤.


الثلاثاء لتسع عشرة خلت من جمادى الأولى في سنة ثلاث (١) وسبعين ، وهو يومئذ ابن إثنين وسبعين.

قال الواقدي : وحدّثني محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير ، عن ابن أبي مليكة ، قال : سمعت جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ يقول لعبيد بن عمير : كيف أنت يا ليثي؟ قال : بخير على ظهور عدونا علينا. فيقول جابر ـ رضي الله عنه ـ : الّلهم (لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)(٢).

١٦٧١ ـ حدّثنا الحسن بن عثمان ، عن الواقدي ، قال : ثنا مصعب بن ثابت ، عن أبي الأسود ، عن [عبّاد](٣) بن عبد الله بن الزبير ، قال : بعث عبد الملك حين قتل مصعب بن الزبير في جمادى الأولى. ودخل الكوفة الحجاج بن يوسف إلى ابن الزبير بمكة في جمادى الآخرة ، ويقال في رجب سنة اثنين وسبعين ، فخرج الحجاج في ألفين من جند أهل الشام ، حتى نزل الطائف ولم يعرض للمدينة ولا طريقها ، سلك على النّقرة (٤) والرّبذة ، فنزل بالطائف ، فكان يبعث البعوث إلى عرفة ، ويبعث ابن الزبير بعثا ويلتقون ، كل ذلك تهزم خيل ابن الزبير ، وترجع خيل الحجاج إلى الطائف ، فكتب الحجاج إلى عبد الملك ، يستأذنه في محاصرة ابن الزبير ، ودخول الحرم عليه ، ويخبره أن شوكته قد كلّت وتفرّق عنه عامة من كان معه ، ويطلب منه أن

__________________

١٦٧١ ـ فيه الواقدي ، وهو متروك. وأبو الأسود ، هو : محمد بن عبد الرحمن بن نوفل.

(١) تاريخ الطبري ٧ / ٢٠٢ ، ومستدرك الحاكم ٣ / ٥٥٥ ، والاصابة ٢ / ٣٠٣.

(٢) سورة يونس (٨٥).

(٣) في الأصل (عبد) وهو خطأ. وعبّاد بن عبد الله بن الزبير ، ثقة ، كان قاضي مكة زمن أبيه ، وخليفته اذا حج. التقريب ١ / ٣٩٢.

(٤) بكسر النون ، وسكون القاف ، موضع بطريق مكة ، وهو من منازل حاج الكوفة. أنظر ياقوت الحموي ٥ / ٢٩٨ ـ ٢٩٩.


يمدّه برجال ، فأجابه عبد الملك إلى ذلك ، وكتب إلى طارق بن عمرو يأمره أن يلحق بالحجاج. قال : وكان طارق يسير ما بين المدينة إلى أيلة ، فصادفه كتاب عبد الملك بالسقيا سقيا الجزل ، فسار في أصحابه وهم خمسة آلاف فدخل المدينة ، وعليها عامل ابن الزبير طلحة بن عبد الله بن عوف الزهري ، فهرب منه ، وكان قدوم الحجاج الطائف في شعبان سنة اثنتين وسبعين ، فلما دخلت ذو القعدة نزل الحجاج [من](١) الطائف ، فحصر ابن الزبير في المسجد ، وحج بالناس الحجاج في سنة اثنتين وسبعين ، وابن الزبير محصور في المسجد والدور ، ثم صدر الحجاج ، وطارق حين فرغا من الحج ، فنزلا بئر ميمون ، ولم يطف الحجاج لحجته سنة اثنتين وسبعين / حتى دخلت عليه سنة ثلاث وسبعين ، وابن الزبير محصور ولم يطف الحجاج بالبيت ، ولم يقرب نساء ولا طيبا إلى أن قتل ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ ولكنه كان يلبس السلاح ، فلما قتل ابن الزبير نحر جزورا ولبس الثياب (٢).

قال الواقدي : وحدّثني سعيد بن مسلم بن [بانك](٣) عن أبيه ، قال : حججنا في سنة اثنتين وسبعين ، فقدمنا مكة ، ودخلنا من أعلى مكة ، فنجد أصحاب طارق بالحجون إلى بئر ميمون ، فطفنا بالبيت والصفا والمروة ورأينا ابن الزبير في المسجد وما حوله ، فحج بنا الحجاج سنة اثنتين وسبعين ، وهو واقف بالمصاف (٤) من عرفة ، على فرس له ، وعليه الدرع والمغفر ، ثم صدرنا

__________________

(١) سقطت من الأصل ، ويقتضيها السياق.

(٢) رواه ابن جرير في التاريخ ٧ / ١٩٥ ، من طريق : ابن سعد ، عن الواقدي به. وذكره الذهبي في تاريخ الإسلام ١ / ١١٣ ، وابن كثير ٨ / ٣٢٥ ، وابن عساكر ـ تهذيبه ـ ٧ / ٤٢٠.

(٣) في الأصل وفي الطبري (بابك) بالباء ، وصوابه بالنون كما أثبتّ.

(٤) المصافّ : جمع مصفّ ، وهو في الأصل : موضع الحرب الذي تكون فيه الصفوف ، وقد استعير هنا لموقف الحجيج. النهاية ٣ / ٣٨. وقد جاءت هذه اللفظة عند الطبري (الهضاب).


فنظرت إليه على بئر ميمون ، وأصحابه (١) ، ولم يطف بالبيت ، وأصحابه متسلّحون ، ورأيت الطعام عندهم كثيرا ، ورأيت العيرات (٢) تأتي من الشام ، تحمل الكعك والسويق والدقيق ، فرأيت أصحابه مخاصيب ، ولقد ابتعنا من بعضهم كعكا بدرهم كفانا حتى بلغنا الجحفة وإنّا لثلاثة (٣).

١٦٧٢ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا هشام ، وعبد المجيد ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني موسى بن عقبة ، وعبد الله بن عمر ، عن نافع ، قال : إنّ ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أراد الحج زمان نزل الحجاج بن يوسف بابن الزبير ، فقيل له : إنّ الناس كائن بينهم (٤) ، وأنا نخاف ان يصدوك ، فقال : (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)(٥) إذا أصنع كما صنع النبي صلّى الله عليه وسلم.

__________________

١٦٧٢ ـ إسناده صحيح.

رواه البخاري ٧ / ٤٥٥ ، ومسلم في الحج ٨ / ١٤ ـ ٢١٥ ، والنسائي في الكبرى (٦ / ١١٦ تحفة الأشراف) ثلاثتهم من طريق عبيد الله به بنحوه. ورواه الأخيران أيضا من طريق : الليث وأيوب عن نافع به بنحوه. ورواه البخاري كذلك ٣ / ٥٥٠ ، من طريق : موسى بن عقبة به بنحوه.

(١) كذا في الأصل ، وكأنّها زائدة.

(٢) العيرات : جمع عير ، والعير : الإبل بأحمالها. النهاية ٣ / ٣٢٩.

(٣) رواه الطبري ٧ / ١٩٥ من طريق : الواقدي. وذكره ابن كثير في البداية ٨ / ٣٢٩.

(٤) كان في الأصل هنا (فقال) فحذفتها لأنّها ليست في المراجع ، ولا معنى لها.

(٥) سورة الأحزاب (٢١).


ذكر

غلاء السعر بمكة في حصار عبد الله بن الزبير

ـ رضي الله تعالى عنهما ـ وذكر مقتله

١٦٧٣ ـ حدّثنا الحسن بن عثمان بن أسلم ، عن الواقدي ، قال : ثنا عبد الله ابن جعفر ، عن [أبي](١) عون ، قال : رأيت فرسا لابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ معدّا ، فأمر به ابن الزبير فذبح ، ثم قسم بين أصحابه (٢).

قال عبد الله بن جعفر : فذكرت هذا الحديث لهشام بن عروة ، فقال : حدّثني فاطمة بنت المنذر ، عن أسماء بنت أبي بكر ـ رضي الله عنهما ـ قالت : أكلنا لحم فرس على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلم (٣).

قال الواقدي : وحدّثني ابن جريج ، عن عطاء ، قال : رأيت العبّاد من أصحاب ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ يأكلون البراذين في حصر ابن الزبير.

قال الواقدي : وحدّثنا رباح بن مسلم ، عن أبيه ، قال : رأيت الدجاجة بعشرة دراهم ، واشتريت مدّا من ذرة بعشرين درهما ، وإنّ بيوت ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ تقصف تمرا وشعيرا وذرة وقمحا ، ولكنه كان معذورا (٤).

__________________

١٦٧٣ ـ الواقدي : متروك الحديث ، وأبو عون : مجهول.

(١) في الأصل (ابن) وهو خطأ ، فهو : أبو عون بن أبي حازم ، مولى المسور بن مخرمة ، ووالد عبد الواحد بن أبي عون ، ذكره ابن خلفون في الثقات ، وقال : أبو زرعة : مديني لا نعرفه. الجرح ٩ / ٤١٤. وتعجيل المنفعة ص : ٥٠٩.

(٢) ذكره ابن الأثير في الكامل ٤ / ٢٣ ، وابن فهد في إتحاف الورى ٢ / ٩١ بنحوه.

(٣) هذا الحديث صحيح رواه أحمد في المسند ٦ / ٣٥٣ ، والدارمي ٢ / ٨٧ ، والبخاري في الأطعمة ٩ / ٦٤٠ ، ٦٤٨ ثلاثتهم من طريق : هشام بن عروة به.

(٤) أنظر الكامل في التاريخ واتحاف الورى بأخبار أم القرى.


قال الواقدي : وحدّثني عبد الله بن جعفر عن [أبي](١) عون ، قال : رأيت تاجرا قدم من جدّة ، فدخل من أسفل مكة بأحمرة تحمل قمحا ، فرأيته يبيع الصاع من الطعام بما احتكم ، ورأيت صيّادا قدم بحيتان قشير (٢) ، فباع كل حوت بدرهم.

قال الواقدي : وحدّثني عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن عبد الرحمن بن الحارث ، عن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر ، قال : كنا مع ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ فبلغ منّا الجهد ، فأرسلنا إلى ابن الزبير نخبره بحالنا ، وأنّ معنا نفقة لا نجد ما نبتاع / فأما أن يرسل إلينا بما نتقوى به ، وإما أن يأذن لنا في الخروج إلى بلادنا فنحمل ما نتقوى به ، فقال : الليلة أبعث إليكم ، فلما أمسينا انتظرنا ونحن في البيوت عشرون رجلا ، فإذا رسوله قد أرسله بغرارة (٣) فيها نحو من صاعين ، ويقول الرسول : يقول أمير المؤمنين : تبلّغوا بهذا إلى أن يأتيكم الله بخير ، قال : فلما رأيت ذلك ارتحلنا ، فو الله إن (٤) أصبح معه منا مخبر ، وبلغ ذلك ابن صفوان فلامه لوما شديدا.

قال الواقدي : وحدّثني شرحبيل بن أبي عون ، عن أبيه ، قال : كان الجوع يبلغ منا حتى ما يحمل الرجل سلاحه ، فأغدو إلى زمزم ويغدو معي أصحابي فنشرب فنجدها عصمة (٥).

__________________

(١) في الأصل (ابن وهو خطأ ، فهو : أبو عون بن أبي حازم ، مولى المسور بن مخزمة ، ووالد عبد الواحد بن أبي عون ، ذكره ابن خلفون في الثقات ، وقال : أبو زرعة : مديني لا نعرفه. الجرح ٩ / ٤١٤.

وتعجيل المنفعة ص : ٥٠٩.

(٢) كذا في الأصل ، والمذكور في معنى (قشير) : ما كان كثير القشر ، ولا معنى لها بها هنا والله أعلم.

فكأنّ اللفظة مصحفة عن (قتير) ، وهي رائحة اللحم المشوي ، ورائحة البخّور ، أو أيّة رائحة. فلعلّ الحيتان كانت منتنه ، ومع نتنها بيعت. والله أعلم.

(٣) الغرارة : بالكسر ، جمعها غرائر ، وهي الحوالق. لسان العرب ٥ / ١٨.

(٤) معناها هنا (ما).

(٥) تقدّم هذا في الأثر (١٠٨٤).


قال الواقدي : وحدّثنا عبد الملك بن وهب ، عن عطاء بن أبي هارون قال : رأيت الرجل من أصحاب ابن الزبير ـ رضي الله عنهم ـ يقاتل وما يستطيع أن يحمل السلاح كما يريد وما كانوا يستغيثون إلا بزمزم (١).

قال الواقدي : وحدّثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن هشام بن عروة ، قال : رأيت حجارة المنجنيق ترمى بها الكعبة تجيء كأنها جيوب النساء (٢) ، ورأيت كلبا رمينا به فكفأ قدرا لنا فيها جشيش (٣) ، فأخذنا الكلب فذبحناه فوجدناه كثير الشحم ، فكان خيرا لنا من الجشيش وأشبع.

قال الواقدي : وحدّثنا موسى بن يعقوب عن ، عمه (٤) ، عن أبيه قال : كنت إلى جنب ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ وهو يصلي خلف المقام وحجارة المنجنيق تهوي ململمة ملساء كأنها خرطت ، وما يصيبه منها (٥) شيء. فوقف عليه مولى له يقال له : يسّار ، فقال : قدم جابر بن عبد الله ، ورافع بن خديج ، وسلمة بن الأكوع ، وأبو سعيد الخدري ـ رضي الله عنهم ـ آنفا فكلّموا الحجاج في أن يدعه ، فإنه قد منع الناس من الطواف بالبيت ، فأرسل إلى أصحاب المنجنيق ، وعليهم طارق بن عمرو ان يكفوا فكفوا حتى صدر الناس من الطواف ، فأرسل (٦) إلى أصحاب المنجنيق وعليهم طارق بن عمرو ، فكان من قول الحجاج : إني لكاره لما ترون ، ولكن ابن الزبير لجأ إلى البيت ، والبيت لا يمنع خالع طاعة ، ولا عاصيا ، ولو أنه اتقى الله ـ تعالى ـ

__________________

(١) تقدّم هذا برقم (١٠٨٤) وفي السند هناك (عطاء بن أبي مروان) ولم نقف لهما على ترجمة.

(٢) تهذيب تاريخ ابن عساكر ٧ / ٤٢١ ، وتصحفت فيه العبارة إلى (جنوب الشتاء).

(٣) الجشيش : أن تطحن الحنطة طحنا غير ناعم ، ثم يلقى عليها تمر ، أو لحم ، فيطبخ. لسان العرب ٦ / ٢٧٣.

(٤) هو : يزيد بن عبد الله بن وهب بن زمعة.

(٥) تهذيب ابن عساكر ٧ / ٤٢١.

(٦) كذا في الأصل.


وخرج إلينا فأصحر لنا ، فإما أن يظفر ، وإما أن نظفر به ، فيستريح الناس من هذا الحصر ، قال : فدخل القوم المسجد ، وقد كفوا رمي المنجنيق ، فمروا بابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ وهو قائم يصلي خلف المقام ، فتركوه حتى طافوا بالبيت وبين الصفا والمروة ، ثم عادوا إليه ، فذكروا له ما قال لهم الحجاج ، فقال ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ : لو كان لهذا كارها لم يرم الكعبة نفسها ، والله ما تقع حجارته إلا فيها. قال : فنظر القوم إلى الكعبة متوهّنة من الحجارة.

قال الواقدي : وحدّثني عمر بن سعيد بن أبي حسين ، عن عبد الله (١) ، مولى أسماء بنت أبي بكر ـ رضي الله عنهما ـ قالت : لما كان قبل قتل ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ بيوم قالت أمه : خذلوه وأحبّوا الحياة ، ولم ينظروا لدينهم ولا لاحسابهم ، ثم قامت تصلي وتدعو ، وتقول : الّلهم إنّ عبد الله بن الزبير كان معظّما

لحرمتك ، كريه إليه أن تعصى ، وقد جاهد فيك أعداءك ، وبذل مهجة نفسه لرجاء ثوابك ، الّلهم فلا تخيّبه ، الّلهم إرحم طول ذلك السجود والنحيب / وطول ذلك الظمأ في الهواجر ، الّلهم لا أقول ذلك تزكية له ولكنه الذي أعلم وأنت أعلم به ، الّلهم وكان برّا بالوالدين. قال : فلما أصبحنا يوم الثلاثاء جاء أمّه فودعها ، ثم خرج من عندها ، فأصابته رمية فوقع ، فتغاور عليه فقتلوه (٢).

قال الواقدي : وحدّثني موسى بن يعقوب ، عن عمه ، أبي الحارث (٣) قال : إنّ اسماء ـ رضي الله عنها ـ قالت له : تصبر لله فانصرف من عندها وهو يقول :

__________________

(١) هو : ابن كيسان.

(٢) الطبري ٧ / ٢٠٤ ، وتهذيب ابن عساكر ٧ / ٤٢١.

(٣) هو : يزيد بن عبد الله بن وهب الزمعي.


إنّي إذا أعرف يومي أصبر

وبعضهم يعرف ثمّ ينكر (١)

ففهمت قوله ، قالت له : تصبّر والله (٢) ان شاء الله ، أليس أبوك الزبير.

١٦٧٤ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن أبي المحيّاة ، عن أمه ، قالت : لمّا قتل الحجاج بن يوسف عبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ دخل الحجاج على أسماء بنت أبي بكر ـ رضي الله عنهما ـ فقال : يا أمه إنّ أمير المؤمنين أوصاني بك فهل لك من حاجة؟ فقالت : ما لي من حاجة ، ولست بأمّ لك ، ولكني أم المصلوب على رأس الثنيّة ، فانظر حتى أحدّثك ما سمعت من رسول الله صلّى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول : يخرج في ثقيف كذّاب ومبير. فأما الكذاب فقد رأيناه ، وأما المبير فأنت. فقال الحجاج : مبير المنافقين.

١٦٧٥ ـ حدّثنا ابن أبي بزّة ، قال : حدّثني محمد بن يزيد بن خنيس ،

__________________

١٦٧٤ ـ أمّ أبي المحيّاة لم أقف على ترجمتها. وأبو المحيّاة ، هو : يحيى بن يعلى التيمي ، ثقة.

التقريب ٢ / ٣٦٠.

رواه الحاكم في المستدرك ٤ / ٥٢٦ من طريق أبي الصدّيق ، بنحوه ، وقال : هذا إسناده صحيح ولم يخرجاه.

١٦٧٥ ـ إسناده لين.

شيخ المصنّف ، أحمد بن محمد بن أبي بزّة ، ليّن الحديث. لسان الميزان ١ / ٢٨٣ وبقية رجاله موثّقون.

رواه الحاكم في المستدرك ٣ / ٥٥٢ من طريق : مجاهد بنحوه. وذكره الذهبي في السير ٣ / ٣٧٨ ـ ٣٧٩ من طريق مجاهد أيضا.

وثنية المدنيين : هي ما يسمّى اليوم : ريع الحجون. وسوف يأتي التعريف بها في القسم الجغرافي ـ إن شاء الله ـ. ويسميها هناك : ثنية المقبرة.

(١) المصدران السابقان.

(٢) كذا العبارة في الأصل ، وأنظر كامل ابن الأثير ٤ / ٢٤.


قال : ثنا عبد العزيز بن أبي روّاد ، قال : حدّثني نافع ، قال : خرجت مع ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ بعدما قتل ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ وصلب على ثنيّة المدنيّين ، فقال لي : يا نافع إذا بلغنا الثنيّة فأتينا ابن الزبير فأخبرني حتى أسلّم عليه ، قال نافع : فنعسنا بأصل الثنية ، فما فزعنا إلا وبالحمار من تحته ، ففتحت عيني فإذا به ، فقلت : يا أبا عبد الرحمن ، هذا ابن الزبير.

فقال : سلام عليك يا أبا خبيب ورحمة الله وبركاته ، أما والله لمن كبّر عليك يوم ولدت خير ممن كبّر عليك يوم قتلت ، ولقد كنت صوّاما قوّاما ، ولكنك أنزلت الدنيا حيث لم ينزلها الله تعالى ، السلام عليك يا أبا خبيب ، سر بنا يا نافع.

١٦٧٦ ـ حدّثني أبو الفضل [عباس](١) بن الفضل ، قال : حدّثني يزيد ابن خالد ، قال : رأيت ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ مصلوبا ، ورأيت عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أقبل على بغلة صفراء ، وعليه عمامة سوداء ، وطلب إلى الحجاج أن يأذن له في دفنه ، فأمره فذهب فدفنه.

١٦٧٧ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، وعبد الجبار بن العلاء ـ يزيد أحدهما على صاحبه ـ قال : أنا سفيان ، عن منصور بن عبد الرحمن ، عن

__________________

١٦٧٦ ـ ورد في الأثر رقم (١٦٥٦) : يزيد أبو خالد ، وسيأتي مثله في الأثر (٢٥٠٣). وجاء هكذا في المنتقى ص : ٢٢ ، وقد تقدّمت ترجمته في الأثر ١٦٥٦.

١٦٧٧ ـ إسناده صحيح.

وأم منصور ، هي : صفية بنت شيبة. صحابية. التقريب ٢ / ٦٠٣.

رواه ابن أبي شيبة ١٥ / ٨٢ من طريق : ابن عيينة به.

(١) في الأصل (عيّاش) وهو تصحيف ، إنّما هو عباس بن الفضل ، أبو الفضل الطبري. صدوق مات سنة (٢٧٨) تاريخ بغداد ١٢ / ١٤٧.


أمه ، قالت : لما صلب ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ دخل ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ المسجد ، وذلك حين قتل ابن الزبير وهو مصلوب ، فقيل له : إنّ أسماء بنت أبي بكر ـ رضي الله عنهما ـ في ناحية المسجد ، فمال إليها ، فعزّاها ، وقال : إنّ هذه الجثث ليست بشيء وإنما الأرواح عند الله ـ تعالى ـ فاتقي الله ، وعليك بالصبر. فقالت : وما يمنعني أن أصبر ، وقد أهدي رأس يحيى بن زكريا إلى بغيّ من بغايا بني اسرائيل.

١٦٧٨ ـ حدّثنا الحسن بن عثمان ، قال : ثنا ابراهيم بن المنذر ، قال : حدّثني [عبد الله](١) بن محمد بن يحيى بن عروة ، عن مسلم بن فلان بن عروة ، قال : لما قتل ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ دخل الحجاج بن يوسف منزله فوجد فيما وجد فيه صندوقا صغيرا عليه سبعة أقفال ، فكتب فيه إلى عبد الملك بن مروان / إني وجدت في منزل ابن الزبير صندوقا عليه سبعة أقفال ، وقد ظننت أنه جوهر أو شيء استأثر به له قيمة ، وقد كففت عن فتحه ، فيكتب أمير المؤمنين فيه برأيه ، فكتب إليه عبد الملك : أحضر إليه جماعة من قريش ، ثم افتحه بحضرتهم حتى تفضحه بما فيه. قال : فاحضر الحجاج جماعة [من قريش](٢) ثم أمر بالصندوق ففتح ، فإذا فيه ورق أصفر ملفوف في خرقة ، فقرأ فإذا فيه : إذا كان الشتاء قيظا ، وفاض اللّئام فيضا ، وغاض الكرام غيضا ، وصار البغيض إلفا ، والحديث خلفا ، فعشر شويهات عفر ، في جبل وعسر ، خير من ملك بني النضر ، حدّثني ذاكم كعب الحبر.

__________________

١٦٧٨ ـ إسناده ضعيف جدا.

عبد الله بن محمد ، قال أبو حاتم : متروك الحديث ، ضعيف الحديث جدا. الجرح ٥ / ١٥٨.

(١) في الأصل (عبيد الله) وكذلك في المنتقى ، وهو تصحيف.

(٢) العبارة في الأصل (ثم أمر بقريش) وصوّبتها حيث يستقيم المعنى.


١٦٧٩ ـ وحدّثني أبو زرعة ، عن علي بن عبد الله ، قال : سمعت سفيان بن عيينة ، يقول : لما قتل الحجاج عبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ أخذ عروة بن الزبير أموال ابن الزبير فأودعها قومه ، ثم لحق بعبد الملك ، فلما انتهى إلى الباب ، قال للبواب : قل لأمير المؤمنين أبو عبد الله بالباب. قال : من أبو عبد الله؟ قال : قل له أبو عبد الله ، فدخل الحاجب ، فقال : إنّ رجلا بالباب عليه ثياب السفر يقول : أبو عبد الله بالباب ، قال : قلت له من أبو عبد الله؟ قال : قل له أبو عبد الله بالباب. قال : ويحك ذاك عروة بن الزبير ، أئذن له. قال : فأذن له ، فدخل ، فقال : مرحبا بأبي عبد الله ، حتى أقعده معه على السرير ، ثم قال : ما فعل أبو خبيب؟ قال : قتل ـ يرحمه الله ـ قال : فنزل عبد الملك عن السرير ، فخرّ ساجدا ، ثم عاد إلى السرير.

قال : وجاء رسول من عند الحجاج بكتاب يخبره فيه بقتل ابن الزبير ، وأنّ عروة أخذ الأموال فأودعها [قومه](١) ولحق بك ، فاقرأه عبد الملك الكتاب ، فغضب عروة ، وقال : والله ما يدعون الرجل أو يأخذ سيفه فيموت كريما.

١٦٨٠ ـ وحدّثني أبو الطاهر الدمشقي ، قال : ثنا ابراهيم بن سعيد الجوهري ، قال : ثنا ابن عليّة ، عن ابن أبي نجيح ، قال : لما قتل ابن الزبير

__________________

١٦٧٩ ـ إسناده صحيح.

أبو زرعة ، هو : أحمد بن حميد الصيدلاني الجرجاني. وعلي بن عبد الله ، هو : ابن المديني. رواه الفسوي ١ / ٥٥٣ من طريق : ابن المديني به.

١٦٨٠ ـ إسناده صحيح.

أبو الطاهر الدمشقي ، هو : الحسن بن أحمد بن ابراهيم بن فيل.

رواه الحاكم في المستدرك من طريق : موسى بن اسماعيل ، عن ابن علية به.

وأنظر نسب قريش ص : ٢٤٤ ـ ٢٤٥. وتاريخ الإسلام للذهبي ٣ / ١٧٤.

(١) في الأصل (قومك).


ـ رضي الله عنهما ـ نقلت خزائنه إلى عبد الملك بن مروان ثلاث سنين.

ويقال : إنّ المنذر بن الزبير كان يقاتل مع ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ ويقال : لا بل قاتل معه حين أتاه جيش الحصين بن نمير ، وهو أصحهما ، فجعل يقاتل ويقول :

لم يبق إلّا حسبي وديني

وصارم تلتدّه يميني

وهو على أبي قبيس ، وابن الزبير مختبئ في المسجد الحرام ، فجعل ينظر إليه ويقول : هذا رجل يقاتل عن حسبه ، فقتل المنذر بن الزبير.

١٦٨١ ـ فحدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : حدّثني عبد الرحمن بن يحيى الفروي ، قال : قال شاعر من العرب أسماه فذهب عليّ اسمه يرثي المنذر بن الزبير ، ومصعب بن الزبير ، ويذكّر بحريق أهل الشام البيت :

إنّ الإمام ابن الزّبير فإن أبى

فذروا الخلافة في بني الخطّاب

لستم لها أهلا ولستم مثله

في فضل سابقة وفضل خطاب

وغدا النّعيّ بمصعب وبمنذر

وكهول صدق سادة وشباب

قتلوا غداة قعيقعان وحبّذا

قتلاهم قتلى ومن اسلاب

/ قتلوا حواريّ النّبيّ وحرّقوا

بيتا بمكّة طاهر الأثواب

أقسمت لو أنّي شهدت فراقهم

لاخترت صحبتهم على الأصحاب

وقال : وقتل ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ يوم الثلاثاء ، لثلاث عشرة خلت من جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين ، فرثاه جماعة من العرب بمراثي كثيرة اختصرناها ، فقال نعيم بن مسعود الشيباني يرثي عبد الله ومصعبا ابني الزبير كما حدّثنا بن أبي بكر :

__________________

١٦٨١ ـ أنظر العقد الثمين ٧ / ٢٨٣.


ألّا إنّ هذا الدّين من بعد مصعب

وبعد أخيه قد تنكّر أجمع

وأن ليس للدنيا بهاء وريشها

لقد كان وحقا وافر الدّين أفرع

فللدين والدّنيا بكينا وإنّما

على الدّين والدّنيا لك الخير يجزع

على ابن حواريّ النّبيّ تحيّة

من الله إنّ الله يعطي ويمنع

فتى كلّ عام مرّتين عطاؤه

وغيث لنا فيه مصيف ومربع

فصمّمت الآذان من بعد مصعب

ومن بعد عبد الله والأنف أجدع (١)

وحدّثنا الزبير بن بكار ، قال : قال سويد بن منجوف يرثيهما :

ألا قل لهذا العاذل المتغضّب

تطاول هذا اللّيل من بعد مصعب

وبعد أخيه عائذ البيت إنّما

رمينا بجدع للعرانين موعب

فصرنا كشاء غاب عنها رعاؤها

معطّلة جنح الظّلام لأذؤب

فإنّ يك هذا الدّهر أنحى بنابه

وأنحى علينا بعد ناب بمخلب

وأصبح أهل الشّام يرمون مصرنا

بنبل بروها للعداوة صيّب

فإنّي لباك ما حييت عليهما

ومثن ثناء ليس فيه تعتّب

أرى الدّين والدّنيا جميعا كأنّما

هوت بهما بالأمس عنقاء مغرب

هماما هما كانا لذا الدّين عصمة

فهل بعد هذا من بقاء لمطلب

فزادهما منيّ صلاة ورحمة

وحرّة ثكل دائم بتنحّب

فقد دخل المصرين خزي وذلّة

وجدع لأهل المكّتين ويثرب

وبدّلت ممن كنت أهوى لقاءه

معاشر حيّ ذي كلاع ويحصب

وعكّا ولخما والسّكون وفرقة

برابرة الأخلاط اخلاط سقلب (٢)

__________________

(١) تهذيب ابن عساكر ٧ / ٤٢٥.

(٢) المرجع السابق ٧ / ٤٢٦. وسويد بن منجوف تقدّمت ترجمته في الأثر (٧١١) وفيه تقدّمت بعض هذه الأبيات. وقوله (الأذؤب) أي : الذئاب. والسقلب ، هو : الجيل من الناس. اللسان ٢ / ٤٦٩.


ذكر

قدوم الجيش الذي قدم مكة على ابن عباس

ـ رضي الله عنهما ـ وابن الحنفية ـ رضي الله عنه ـ

من الكوفة في زمن ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ

١٦٨٢ ـ حدّثني الحسن بن عثمان ، عن الواقدي ، قال : حدّثني هشام بن عمارة ، عن سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم ، عن أبيه ، قال : كان ابن عباس وابن الحنفية ـ رضي الله عنهم ـ بالمدينة ، وعبد الملك يومئذ بالشام يغزو ، / فغضب ابن الزبير ، فرحلا حتى نزلا مكة ، فأرسل إليهما ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ : تبايعاني؟ فقالا : لا حتى يجمع على رجل ، فأنت في فتنة. فغضب من ذلك ، ووقع بينهما شيء ، فلم يزل الأمر يغلظ حتى خافاه خوفا شديدا ، ومعهما الذرية ، فبعثا رسولا إلى العراق يخبران بما هم فيه ، فخرج إليهما أربعة آلاف فيهم ثلاثة رؤوسا : عطية بن سعد ، وابن هانئ ، وأبو عبد الله الجدلي ، فخرجوا من الكوفة ، وبعث والي الكوفة في أثرهم جيشا ، فأدركوهم بواقصة (١) ، فامتنعوا منهم ، فانصرفوا راجعين ، فمروا فدافعوا السلاح حتى انتهوا إلى مكة ، فدخلوا ما تعرض لهم أحد ، وانهم ليمرّون على مسالح (٢) ابن الزبير حين دخلوا المسجد الحرام ، فسمع بهم ابن الزبير حين دخلوا وهو في المسجد ، فهرب حتى دخل منزله ، وكان ابن الزبير ـ رضي الله

__________________

١٦٨٢ ـ الواقدي متروك.

وعطية بن سعد ، هو : ابن جنادة العوفي.

(١) واقصه : منزل بطريق مكة. ياقوت الحموي ٥ / ٣٥٤.

(٢) المسالح : جمع مسلحة : وهم القوم الذين يحفظون الثغور من العدو.


عنهما ـ قد ضيق على ابن عباس ، وعلى ابن الحنفية ـ رضي الله عنهم ـ وأحضر الحطب فجعله على أبوابهم ليحرقهم أو يبايعاه. قال : فجئنا على تلك الحال حتى منعناه من ذلك ، وخرجا إلى الطائف ، وكانا هنالك حتى توفي ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ولزمت الأربعة آلاف ابن الحنفية ـ رضي الله عنه ـ فنزلوا معه في الشعب ، وامتنعوا من ابن الزبير ، فكان هؤلاء الذين حضروا موت ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ بالطائف (١).

قال الواقدي : قال : هشام بن عمارة : وحدّثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن أبي الطفيل (٢) ، قال : أنا ذهبت إلى العراق ، فاستصرختهم ، فقدم أربعة آلاف أصحاب ابن الحنفية ، فهم الذين تخلصوه مما أراد ابن الزبير به ، ولزموه في الشعب ، ثم دخلوا معه ، حتى انتهوا به إلى أيلة (٣) ، (فأتى عبد الملك بن مروان ان يدعنا برجل كره ان يفسد الناس وابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ على ما هو عليه ، وكان محمد بن علي ـ رضي الله عنهما ـ لا يريد القتال) (٤).

__________________

(١) رواه ابن سعد في الطبقات ٥ / ١٠٠ من طريق : الواقدي وذكره صاحب تهذيب ابن عساكر ٧ / ٤١١ ـ ٤١٢. وذكره ابن حجر في الفتح ٨ / ٣٢٧ ، نقلا عن الفاكهي مختصرا.

والشعب المذكور ، هو : شعب علي بمنى سوف يأتي التعريف به ـ إن شاء الله ـ.

(٢) أبو الطفيل ، هو : عامر بن وائلة ، آخر الصحابة وفاة.

(٣) أيلة : مدينة تقع على الرأس الشرقي للبحر الأحمر ، تعرف اليوم ب (العقبة) ، وتابعة للملكة الأردنية اليوم.

(٤) هكذا العبارة في الأصل ، وهكذا في المنتقى ، وفيها اضطراب وسقط كما ترى ، وأصل القصّة أنّ محمد بن الحنفية بعد خروجه من مكة استأذن عبد الملك أن ينزل أرضا ما هو وأصحابه حتى ينقضي الأمر بينه وبين ابن الزبير ، فيبايع بعد لمن يجتمع عليه الناس ، فأذن له عبد الملك بنزول (أيلة). فنزلها هو وأصحابه ، وأحسنوا معاملة من نزلوا بينهم ، وأحسن أهل (أيلة) جوارهم ، وسار فيهم ابن الحنفية سيرة رحيمة راشدة ، وبلغت الأخبار عبد الملك ، فخشي أن يميل الناس لابن الحنفية ، فيفسد عليه أهل الشام بهذا ، فكتب إليه عبد الملك يأمره بالتحوّل إلى أرض أخرى. هذا ما تريد أن تقوله العبارة المضطربة. والله أعلم. أنظر تفاصيل ذلك عند ابن سعد ٥ / ١٠٩.


قال هشام بن عروة : وسمعت سعيد بن جبير ، أو ابن كثير ، يقول : سمعت أبا الطفيل ، يذكر محمد بن علي بعد موته.

قال أبو عبد الله الواقدي : والثبت عندنا أنّ محمد بن علي مات بالمدينة ودفن بالبقيع سنة إحدى وثمانين (١).

ذكر

تلاقي الاخوان في الحج بمكة

ومنى وما جاء في ذلك

١٦٨٣ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، قال : أخبرت عن أيوب ، قال : إن مما يزيدني رغبة في الحج لقي الاخوان ، لا ألقاهم في غيره.

١٦٨٤ ـ حدّثنا سلمة بن شبيب ، قال : ثنا الحسن بن ربيع ، قال : ثنا سفيان ، عن أيوب ، قال : كانوا يحجون للقي به.

١٦٨٥ ـ حدّثنا عبد الملك بن محمد ، عن زياد بن عبد الله ، عن

__________________

١٦٨٣ ـ في إسناده من لم يسمّ.

١٦٨٤ ـ إسناده صحيح.

١٦٨٥ ـ إسناده حسن ، إلى ابن إسحاق.

وهشام بن المغيرة : أحد سادات قريش في الجاهلية ، وكانت قريش تؤرخ بموته ، وهو أحد أمراء بني مخزوم في حرب الفجار ، ولم يدرك الإسلام. أنظر نسب قريش ص : ٣٠٠ ـ ٣٠١. والمحبّر ص : ٣٩.

(١) طبقات ابن سعد ٥ / ١١٦.


[ابن](١) إسحاق ، قال : قال هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ـ يعني : في اللقاء بمنى ـ

تحدّثنا أسماء أن سوف نلتقي

أحاديث طسم أمها أم هايل

تحدّثنا أنّ اللّقاء على منى

وهل من تلاق بيننا دون قابل

١٦٨٦ ـ حدّثني عبد الله بن شبيب الربعي ، قال : حدّثني ابراهيم بن المنذر ، قال : حدّثني حمزة بن عتبة ، قال : حدّثني عبد الوهاب بن مجاهد ، قال : أنشدت عطاء بن أبي رباح قول العرجي :

/ عوجي علينا ربّة الهودج

إنّك إن لا تفعلي تحرجي

أيسر ما قال محب لدى

بين حبيب قوله : عرّج

إنّي أتيحت لي يمانيّة

إحدى بني الحارث من مذحج

نلبث حولا كاملا كلّه

ما نلتقي إلّا على منهج

في الحجّ إن حجّت وماذا منى

وأهله إن هي لم تحجج

كأنّما الدّر على نحرها

نجوم فجر ساطع أبلج

تذود بالبرد لها عبرة

جاشت بها العين لم تنشج

__________________

١٦٨٦ ـ إسناده ضعيف.

والعرجي ، هو : عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفّان الأموي. كان بطلا شجاعا مجاهدا ، أتهم بدم ، فأخذ وسجن إلى أن مات ، وقيل في سبب سجنه غير ذلك. أنظر الشعر والشعراء ٢ / ٥٧٤. والأغاني ١ / ٣٨٣ وسير أعلام النبلاء ٥ / ٢٦٨. وهذه الأبيات وقصتها رواها أبو الفرج في الأغاني ١ / ٤٠٦ ، ٤٠٩ ، من طريق : وكيع ، عن عبد الله ابن أبي سعيد ، عن ابراهيم بن المنذر به. وذكر الأبيات على اختلاف فيها. وبعض هذه الأبيات في الكامل للمبرّد ٢ / ٦٣٤ ، ولكنّه ذكر أن الذي أنشد عطاء هو : ابن أبجر ، أو : الأبجر.

(١) في الأصل (أبي) وهو خطأ.


قال : فقال عطاء حين أنشدته البيت (١) الأول : خير كثير حين غيب الله عنهم وجهه.

١٦٨٧ ـ حدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : حدّثني بكار بن رباح ، قال : أخبرني ابن جريج ، قال : كنت مع معن بن زائدة باليمن ، فحضر الحج ، فلم تحضرني نية ، قال : فخطر ببالي قول ابن أبي ربيعة :

بالله قولي له في غير معتبة

ماذا أردت بطول المكث في اليمن

إن كنت حاولت دنيا أو رضيت بها

فما أخذت بترك الحجّ من ثمن

فدخلت على معن ، فأخبرته أنّي عزمت على الحج ، فقال لي : ما نزعك إليه ولم تكن تذكره؟ فقلت له : ذكرت قول ابن أبي ربيعة ، وأنشدته شعره هذا ، فجهزني وانطلقت.

١٦٨٨ ـ حدّثنا عبد الله بن إسحاق الجوهري المصري ، قال : سمعت أبا عاصم الضحاك بن مخلد ، يقول : قدمت مكة فإذا ابن جريج عند معن بن

__________________

١٦٨٧ ـ بكار بن رباح ، ذكره ابن حجر في اللسان ٢ / ٤٢ ، وقال : أتى بخبر منكر في المزاح.

ومعن بن زائدة الشيباني ، من أشهر أجواد العرب ، وفصائحهم ، وشجعانهم. توفي سنة ١٥١. تاريخ بغداد ١٣ / ٢٣٥.

والخبر ذكره الفاسي في العقد الثمين ٦ / ٣١٨ نقلا عن الفاكهي. والذهبي في سير النبلاء ٦ / ٣٣٥ ـ ٣٣٦ بنحوه. والبيتان في ديوان عمر بن أبي ربيعة ، ص : ٤١٣ ـ ٤١٤.

١٦٨٨ ـ إسناده صحيح.

ذكره الفاسي في العقد الثمين ٦ / ٣١٨ ـ ٣١٩ نقلا عن الفاكهي. والأبيات في ديوان ابن أبي ربيعة ص : ٤١٣ نقلا على اختلاف في بعض الألفاظ.

(١) كذا ، والذي في الأغاني والكامل أن عطاء قال هذا القول عند سماعه البيت السادس.


زائدة ، فلما كان قبل التروية بيوم أو يومين ، قال لي رجل قد قدم فذكر نحو الحديث الأول ، وأول هذه الأبيات :

هيهات من أمة الوّهاب منزلنا

إذا حللنا بسيف البحر من عدن

واحتلّ اهلك أوطانا فليس لهم

إلّا التّذكّر إذ هم مع الحزن

قالت لاخت لها سرّا مراجعة

وما أرادت به إلّا لتبلغني

بالله قولي له في غير معتبة

ما [ذا](١) أردت بطول المكث باليمن

لو أنّها أبصرت بالجزع عبرته

إذا تغرّد قمريّ على فنن

إذا رأت غير ما ظنّت بصاحبها

وأيقنت أن لحجا ليس من وطني

وزاد عبد الله بن إسحاق : فدخل على معن بن زائدة ، فقال : عتّق ما يملك إن أمسى بصنعاء. قال : فقدم للحج.

ذكر

خروج أهل مكة منها

١٦٨٩ ـ حدّثنا أبو العباس الكديمي ، قال : ثنا بشر بن عمر الزهراني ، قال : ثنا ابن لهيعة ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، عن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم وذكر مكة ، فقال : يعمرها

__________________

١٦٨٩ ـ إسناده ضعيف.

ابن لهيعة : صدوق ، اختلط بعد احتراق كتبه.

رواه أحمد ١ / ٢٣ ، ٣ / ٣٤٧ من طريق : ابن لهيعة به.

(١) سقطت من الأصل ، وألحقتها من العقد الثمين ، والديوان.


أهلها ثم يخربونها ، يخرجون منها ثم يعودون فيها ، فيعمرونها ، ثم يخربونها فلا يعودون إليها إلى يوم القيامة.

١٦٩٠ ـ / حدّثنا أحمد بن حميد الأنصاري ، عن ابراهيم بن موسى الفرّاء ، قال : ثنا هشام بن يوسف ، عن عقيل بن معقل ، قال : سمعت وهب بن منبّه ، يقرأ صحيفة جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ يذكر فيها أن جابرا ـ رضي الله عنه ـ قال : أخبرني عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أنه سمع النبي صلّى الله عليه وسلم يقول فذكر نحوه ، إلا أنه قال : فلا يعودون فيها أبدا.

١٦٩١ ـ حدّثنا ابراهيم بن عبد الله البصري ، قال : ثنا عبد الرحمن بن حماد الشعيثي ، قال : ثنا كهمس ، عن أبي السليل ، قال : قال أبو ذر ـ رضي الله عنه ـ كان نبي الله صلّى الله عليه وسلم يتلو عليّ هذه الآية (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً)(١) الآية ، ثم قال صلّى الله عليه وسلم : يا أبا ذر ، كيف تصنع إذا خرجت من المدينة؟ قال ـ رضي الله عنه ـ : قلت إلى السعة والدعة أنطلق فأكون

__________________

١٦٩٠ ـ شيخ المصنّف ، لم أقف على ترجمته ، وبقية رجاله موثّقون.

وعقيل بن معقل ، هو : ابن منبه الصنعاني ، ابن أخي وهب بن منبه.

١٦٩١ ـ إسناده منقطع.

أبو السليل ، هو : خريب بن نقير : ثقة ، إلّا أنّه لم يدرك أبا ذر. تهذيب التهذيب ٤ / ٤٥٨. وكهمس ، هو : ابن الحسن التميمي.

رواه أحمد ٥ / ١٧٨ ـ ١٧٩ ، وابن ماجه ٢ / ١٤١١ ، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف ٩ / ١٦٥) ثلاثتهم من طريق : كهمس به.

(١) سورة الطلاق (٢).


حماما من حمام مكة. قال صلّى الله عليه وسلم : فكيف تصنع إذا خرجت من مكة؟ قال ـ رضي الله عنه ـ : إلى السعة والدعة ، انطلق إلى الشام والأرض المقدسة ، وذكر حديثا طويلا.

١٦٩٢ ـ حدّثنا أبو بشر بكر بن خلف ، قال : ثنا أبو ثميلة ، قال : ثنا الزبير ابن جنادة الهجري ، قال : دخلت على عطاء بن أبي رباح ، فرأيته على سرير عاج ، فقلت : إنّ هذا يكره عندنا ، فقال : إنّ وادينا كثير البراغيث.

__________________

١٦٩٢ ـ إسناده حسن.

أبو نميلة ، هو : يحيى بن واضح. والزبير بن جنادة الكوفي : مقبول. التقريب ١ / ٢٥٨.


إنتهى الجزء الثاني من

«أخبار مكة في قديم الدّهر وحديثه» ـ بتجزأتنا ـ

للإمام أبي عبد الله الفاكهي.

ويليه الجزء الثالث ، وأوّله

(ذكر الترغيب في نكاح نساء أهل مكة ،

ولغتهنّ وما قيل فيهنّ من الشعر وتفسير ذلك).

والحمد لله رب العالمين


فهرس

موضوعات الجزء الثاني من كتاب

«أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه»

للإمام الفاكهي



٥

ذكر إخراج جبريل ـ عليه الصلاة والسلام ـ زمزم لإسماعيل بن ابراهيم وأمه ـ عليهم الصلاة والسلام ـ

١١

ذكر حفر عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف زمزم ، وتفسير أمره

٢٤

باب ما جاء في فضل زمزم وتفسيره

٤٧

ذكر غسل أهل مكة الموتى بماء زمزم لبركته وفضله

٤٨

ذكر حمل ماء زمزم للمرضى وغيرهم من مكة إلى الآفاق

٥١

ذكر شرب النبي صلّى الله عليه وسلم وأصحابه من ماء زمزم ، والتابعين وتفسير ذلك كله

٥٩

ذكر الشرب من نبيذ السقاية

٦١

ذكر من لم يشرب من نبيذ السقاية ، وما جاء في ذلك

٦٣

ذكر تحريم العباس بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ زمزم ، وابنه من بعده ـ عبد الله بن العباس ـ رضي الله عنهما ـ على المغتسل فيها

٦٥

ذكر اذن النبي صلّى الله عليه وسلم ، والأمر للسقاية بالبيتوتة بمكة ليالي منى من أجلها

٦٦

ذكر الجنّان توجد في زمزم

٦٧

ذكر غور الماء قبل يوم القيامة غير زمزم

٦٧

ذكر أسماء زمزم

٦٨

ذكر مصباح زمزم كيف كان

٧٠

ذكر ما كان عليه حوض زمزم في عهد ابن عباس ، وذكر مجلس ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ من السقاية

٧٤

ذكر عيون زمزم وغير ذلك

٧٧

ذكر صفة ما كانت عليه زمزم وحجرتها وحوضها قبل أن تغير في خلافة المعتصم بالله

٧٩

ذكر صفة القبة وحوضها وذرعها


٨٣

ذكر سقاية العباس بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ وما كان فيها ، وذرعها إلى أن عمرت في خلافة الواثق بالله

٨٦

ذكر حد المسجد الحرام وأساسه ، كيف كان؟

٨٨

ذكر صفة المسجد الحرام ، كيف هو؟

٨٩

ذكر فضل الصلاة في المسجد الحرام وما جاء فيها عن النبي صلّى الله عليه وسلم وأصحابه ـ رضي الله عنهم ـ والتابعين

١٠٧

ذكر إدارة الصف ، وأول من فعله ، وأول من أحدث التكبير بين التراويح حول البيت في شهر رمضان وتفسير ذلك

١٠٩

ذكر الصلاة في المسجد الحرام بلا سترة وما جاء فيه

١١٢

ذكر الأكل في المسجد الحرام والغداء فيه

١١٣

ذكر من جمع في المسجد الحرام بعد صلاة الإمام

١١٣

ذكر النوم في المسجد الحرام ومن رخّص فيه ومن كرهه

١١٨

ذكر من كره النوم في المسجد الحرام

١١٩

ذكر انشاد الضالة في المسجد الحرام ، وما يكره من رفع الصوت فيه وكراهية انشاد الشعر فيه

١٢٣

ذكر موضع قبور عذارى بنات اسماعيل ـ عليه السلام ـ من المسجد الحرام

١٢٤

ذكر الوضوء في المسجد الحرام

١٢٦

ذكر القيام على باب المسجد مستقبل القبلة يدعو

١٢٨

ذكر لقط القذى والقشاش من المسجد الحرام وفضله ، وتحية المسجد الحرام

١٣٠

ذكر ارسال الريح في المسجد الحرام

١٣١

ذكر تحصيب المسجد الحرام وأخذ الحصاة منه

١٣٢

ذكر صلاة مؤذني المسجد الحرام يوم الجمعة على سطح المسجد ، وغيره لصلاة الإمام


١٣٤

ذكر فضل الأذان بمكة والحسنة فيه بغير أجرة وتفسير ذلك

١٣٦

ذكر تولية النبي صلّى الله عليه وسلم أبا محذورة ـ رضي الله عنه ـ الأذان عند الكعبة وتعليمه إياه ، وصفة أذانه

١٤٦

ذكر الاستلقاء والاضطجاع في المسجد الحرام والجلوس على اللبود والطنافس في المسجد

١٤٨

ذكر الاعتكاف في المسجد الحرام وفي الحرم كلّه ، والنذر في ذلك

١٥١

ذكر السمر والحديث في المسجد الحرام

١٥٢

ذكر الصلاة بمكة في المسجد الحرام في شهر رمضان واقامة الناس خلف المقام ، والترغيب في ذلك ، وطلبه وشرفه وصفة قيام أهل مكة

١٥٧

ذكر عمارة المسجد الحرام والزيادات التي زادها الأئمة والخلفاء فيه

١٥٧

ذكر زيادة عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ في المسجد الحرام كيف كانت؟

١٥٨

ذكر زيادة عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ في المسجد الحرام

١٥٩

ذكر زيادة ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ في المسجد الحرام بعد عثمان بن عفّان

١٦١

ذكر عمل عبد الملك بن مروان في المسجد الحرام

١٦١

ذكر عمل الوليد بن عبد الملك في المسجد الحرام

١٦٢

ذكر عمل أبي جعفر المنصور في المسجد الحرام ، وعمارته إياه في الزيادة الأولى

١٦٥

ذكر عمارة المهدي أمير المؤمنين المسجد الحرام وزيادته الأولى

١٧١

ذكر زيادة المهدي الثانية في قدومه مكة ، وصفة ما زاده وتفسيره

١٧٤

ذكر عمل أمير المؤمنين موسى في المسجد الحرام وعمارته إيّاه

١٧٥

ذكر عمارة أبي أحمد الموفّق بالله في المسجد الحرام وصفته وتفسيره


١٧٧

ذكر الجلوس في المسجد الحرام والحديث فيه

١٨٠

ذكر مقلع الكعبة وتسمية مواضعه

١٨١

ذكر ذرع المسجد الحرام وصفته

١٨١

ذكر عدد أساطين المسجد الحرام

١٨٢

ذكر صفة الأساطين

١٨٥

ذكر الطاقات وعددها وذرعها

١٨٧

ذكر صفة جدرات المسجد الحرام وحدودها

١٨٨

ذكر صفة أبواب المسجد الحرام وعددها وذرعها

١٩٨

ذكر ذرع طول جدرات المسجد الحرام

١٩٩

ذكر عدد الشرفات التي في ظهر المسجد الحرام وخارجه

٢٠٠

ذكر عدد الشراف التي في بطن المسجد الحرام وما يشرع من الطيقان في الصحن

٢٠١

ذكر صفة سقف المسجد

٢٠٢

ذكر الأبواب التي يصلّى فيها على الجنائز بمكة المشرّفة

٢٠٢

ذكر منارات المسجد الحرام وعددها وصفتها

٢٠٤

ذكر قناديل المسجد الحرام وعددها والثريات التي فيه وتفسير أمرها

٢٠٥

ذكر ظلّة المؤذنين التي يؤذن فيها المؤذنون يوم الجمعة إذا خرج الإمام

٢٠٥

ذكر الدور التي تشرع على المسجد الحرام

٢٠٦

ذكر الدور التي تستقبل المسجد الحرام من جوانبه خارجا في الوادي ولا تلزق به وتفسير ذلك

٢٠٩

ذكر السعي بين الصفا والمروة ، وسنة السعي بينهما ومبتدأ ذلك كيف كان؟ وتفسيره

٢١٣

ذكر رقي النبي صلّى الله عليه وسلم على الصفا ، وذكره إيّاه وما جاء فيه


٢١٦

ذكر الرمل بين الصفا والمروة وموضع القيام عليها ، وكيف فعل النبي صلّى الله عليه وسلم في ذلك؟ وتفسيره

٢٢٤

ذكر فضل الصفا والمروة وعظم شأنهما

٢٢٧

ذكر كيف يوقف بين الصفا والمروة؟ وحد السعي والدعاء عليها وفضل ذلك

٢٣٣

ذكر أين يقف من المروة؟ وما جاء في ذلك

٢٣٤

ذكر الله ـ عزّ وجلّ ـ بين الصفا والمروة وما جاء في الحديث بينهما

٢٣٥

ذكر من كره الركوب بين الصفا والمروة

٢٣٧

ذكر من رخص في الركوب بين الصفا والمروة

٢٣٩

ذكر طواف أهل الجاهلية بين الصفا والمروة ، وما كانوا يقولون بينهما ويفعلون

٢٤١

ذكر الأصنام التي كانت بين الصفا والمروة

٢٤٢

ذكر ذرع ما بين الركن إلى الصفا وذرع ما بين الصفا والمروة وتفسير ذلك

٢٤٤

ذكر ذرع طواف السبع الواجب بالكعبة

٢٤٤

ذكر ذرع ما بين الصفا والمروة وتفسيره

٢٤٥

ذكر بناء درج الصفا والمروة

٢٤٥

ذكر أول من استصبح بين الصفا والمروة

٢٤٦

ذكر تحريم الحرم وحدوده وتعظيمه وفضله وما جاء في ذلك وتفسيره

٢٧٣

ذكر أنصاب الحرم وكيف كان نصبها ابراهيم ـ عليه السلام ـ والنبي صلّى الله عليه وسلم من بعد ابراهيم وتحديدها ، وما يؤمر به من تعاهدها واصلاحها والقيام عليها

٢٧٧

ذكر الاستناد بالكعبة في الجاهلية والإسلام

٢٨٠

ذكر أسماء مكة وبركتها وصفتها

٢٨٢

ذكر المقام بمكة والجوار بها ، ومن أقام من الخلفاء والترغيب في ذلك

٣٠٠

ذكر من أقام من الخلفاء بمكة وجاور بها


٣٠٤

ذكر من كره الجوار بمكة مخافة الذنوب بها وغلاء السعر على أهلها ، وذكر الاختلاف إليها وتفسير ذلك

٣٠٩

ذكر إقامة المهاجر بمكة والتوقيت في ذلك

٣١٠

ذكر الصبر على حرّ مكة وفضل ذلك

٣١٢

ذكر المرض بمكة وفضله وما جاء في ذلك

٣١٣

ذكر ما وصفت عليه مكة من أمر الآخرة والمكاره ، وتعظيم الحرم

٣١٤

ذكر صوم شهر رمضان بمكة

٣١٧

ذكر عبّاد أهل مكة وزهّادهم

٣٣١

ذكر إعطاء أهل مكة القسم والعطاء وأول من فعله

٣٣٤

ذكر ما يؤمر به أهل مكة من التجريد في الحج

٣٣٦

ذكر ما يؤمر به أهل مكة وينهون عنه

٣٣٧

ذكر وداع أهل مكة أرادوا مخارجهم

٣٣٨

ذكر القصص بمكة وهو ذكر الله والدعاء في المسجد الحرام خلف المقام

٣٣٩

ذكر فقهاء أهل مكة وما يفخر به أهل مكة على الناس

٣٤٩

ذكر من كره أن يدخل مكة السلاح ومن أدخلها ذلك

٣٥١

ذكر قتال ابن الزبير بمكة وخروجه ومبتدئه ودخول الحصين بن نمير مكة

٣٧٠

ذكر غلاء السعر بمكة في حصار عبد الله بن الزبير ـ رضي الله تعالى عنهما ـ وذكر مقتله

٣٨٠

ذكر قدوم الجيش الذي قدم مكة على ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ وابن الحنفية ـ رضي الله عنه ـ من الكوفة في زمن ابن الزبير

٣٨٢

ذكر تلاقي الاخوان في الحج بمكة ومنى وما جاء في ذلك

٣٨٥

ذكر خروج أهل مكة منها

اخبار مكة في قديم الدهر وحديثه - ٢

المؤلف:
الصفحات: 396