

بسم الله الرّحمن
الرّحيم
قال محمّد هو
ابن مالك
|
|
أحمد ربّى
الله خير مالك
|
بسم الله الرّحمن الرّحيم
أحمدك الّلهمّ
على نعمك وآلائك ، وأصلّي وأسلّم على محمّد خاتم أنبيائك وعلى آله وأصحابه
والتّابعين إلى يوم لقائك.
أمّا بعد :
فهذا شرح لطيف مزجته بألفيّة ابن مالك ، مهذّب المقاصد ، واضح المسالك ، يبيّن
مراد ناظمها ويهدى الطّالب لها إلى معالمها ، حاو لأبحاث منها ريح التّحقيق تفوح ، وجامع لنكت لم
يسبقه إليها غيره من الشّروح. وسمّيته بـ «البهجة المرضيّة فى شرح
الألفيّة» ، وبالله أستعين إنّه خير معين.
قال النّاظم : (بسم الله الرّحمن
الرّحيم. قال محمّد هو)
الشيخ الإمام أبو عبد الله جمال الدّين محمّد بن عبد الله (ابن مالك) الطّائيّ
الأندلسيّ الجّيانيّ الشّافعيّ (أحمد ربّى الله خير مالك) أي أصفه بالجميل تعظيما
له وأداءا لبعض ما يجب [علينا] له
__________________
مصلّيا على
النّبيّ المصطفى
|
|
وآله
المستكملين الشّرفا
|
والمراد إيجاده
لا الإخبار بانّه سيوجد (مصلّيا) بعد الحمد أي داعيا بالصّلاة أي الرّحمة (على
النّبيّ) هو إنسان أوحي إليه بشرع وإن لم يؤمر بتبليغه ، فإن أمر بذلك فرسول أيضا
، ولفظه بالتّشديد من النّبوة أي الرّفعة لرفعة رتبة النّبيّ على غيره من الخلق ،
وبالهمزة من النّبأ أي الخبر لأنّ النّبيّ مخبر عن الله تعالى ،
والمراد به نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم (المصطفى) ، أي المختار من
النّاس كما قال صلّى الله عليه وآله وسلّم في حديث رواه التّرمذي وصحّحه : «إنّ
الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة واصطفى من بني
كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم». وقال في حديث رواه
الطّبرانى : «إنّ الله اختار خلقه فاختار منهم بني آدم ثمّ اختار بني آدم فاختار
منهم العرب ثمّ اختار العرب فاختار منهم قريشا ثمّ اختار قريشا فاختار منهم بني
هاشم ثمّ اختار بني هاشم فاختارني فلم أزل خيارا من خيار» (و) على (آله) أي أقاربه
المؤمنين من بني هاشم والمطّلب (المستكملين الشّرفا) ، بفتح الشّين بانتسابهم إليه.
وأستعين الله
في ألفيّة
|
|
مقاصد النّحو
بها محويّة
|
تقرّب الأقصى
بلفظ موجز
|
|
وتبسط البذل
بوعد منجز
|
(وأستعين الله في) نظم أرجوزة (الفيّة)
عدتها الف بيت أو ألفان بناءا على أنّ كلّ
__________________
شطر بيت ولا يقدح ذلك في النّسبة كما قيل ، لتساوي النّسب إلى المفرد والمثنّى كما سيأتي (مقاصد
النّحو) أي مهمّاته والمراد به المراد لقولنا علم العربيّة المطلق على ما يعرف به
أواخر الكلم إعرابا وبناءا وما يعرف به ذواتها صحّة واعتلالا ، لا ما يقابل
التّصريف (بها) أي فيها (محويّة) أي مجموعة.
(تقرّب) هذه
الألفيّة لأفهام الطّالبين (الأقصى) أي الأبعد من غوامض المسائل فيصير واضحا (بلفظ
موجز) قليل الحروف كثير المعنى ، والباء للسّببيّة ولا بدع فى كون الإيجاز سببا لسرعة الفهم كما في «رأيت عبد الله
وأكرمته» دون «أكرمت عبد الله» ويجوز أن يكون بمعنى مع ـ قاله ابن جماعة (وتبسط
البذل) بسكون الذّال المعجمة أي العطاء (بوعد منجز) أي سريع الوفاء ، والوعد في
الخير لا وإيعاد في الشّرّ إذا لم تكن قرينة.
وتقتضي رضا
بغير سخط
|
|
فائقة ألفيّة
ابن معطي
|
وهو بسبق حائز
تفضيلا
|
|
مستوجب ثنائي
الجميلا
|
والله يقضي
بهبات وافره
|
|
لى وله فى
درجات الآخره
|
(وتقتضى) بحسن الوجازة المقتضية
لسرعة الفهم (رضا) من قاريها بأن
__________________
لا يعترض عليها (بغير سخط) يشوبه (فائقة ألفيّة) لا إمام أبي زكريّا يحيى (ابن
معط) عبد النور الزّواويّ الحنفيّ ، (و) لكن (هو بسبق) أي بسبب سبقه إلى وضع كتابه
وتقدّم عصره (حائز) أي جامع (تفضيلا) لتفضيل السّابق شرعا وعرفا وهو أيضا (مستوجب ثنائى الجميلا) عليه لانتفاعي
بما ألّفه واقتدائي به.
(والله يقضي
بهبات) أي عطايا من فضله (وافرة) أي زائدة والجملة خبريّة أريد بها الدّعاء أي اللهمّ اقض بذلك (لي) قدّم
نفسه لحديث أبي داود «كان رسول الله صلّى الله عليه وآله إذا دعا بدأ بنفسه» (وله
في درجات الآخرة) أي مراتبها العليّة.
__________________
الكلام وما يتألّف منه
كلامنا لفظ
مفيد كاستقم
|
|
واسم وفعل
ثمّ حرف الكلم
|
هذا باب شرح الكلام
و
شرح ما يتألّف منه
الكلام وهو الكلم الثلاث
(كلامنا) أي
معاشر النّحويّين (لفظ) أي صوت معتمد على مقطع الفم ، فيخرج به ما ليس بلفظ من الدّوالّ الأربع لا كإشارة والخطّ.
وعبّر به دون
القول لإطلاقه على الرّأي لا وإعتقاد وعكس في الكافية لأنّ
__________________
القول جنس قريب لعدم إطلاقه على المهمل بخلاف اللّفظ (مفيد) أي مفهم معنى
يحسن السّكوت عليه ـ كما قال في شرح الكافية ـ والمراد سكوت المتكلم وقيل
سكوت السّامع وقيل كليهما. وخرج به ما لا يفيد كإن قام مثلا واستثنى منه فى شرح التّسهيل نقلا عن سيبويه وغيره
بمفيد ما لا يجهله أحد نحو «النّار حارّة» فليس بكلام.
ولم يصرّح
باشتراط كونه مركّبا ـ كما فعل الجزولي كغيره ـ للاستغناء عنه إذا ليس لنا لفظ مفيد وهو غير مركّب.
وأشار إلى
اشتراط كونه موضوعا ـ أي مقصودا ـ ليخرج ما ينطق به النّائم والسّاهي ونحوهما
بقوله : (كاستقم) إذ من عادته إعطاء الحكم بالمثال وقيّد في التّسهيل المقصود بكونه
لذاته ، ليخرج المقصود لغيره كجملة الصّلة والجزاء.
__________________
(واسم وفعل ثمّ
حرف) هي .. (الكلم) الّتى .. يتألّف منها الكلام لا غيرها ، كما دلّ عليه
الإستقراء ، وذكره الإمام علىّ بن أبي طالب عليه الصّلاة والسّلام
المبتكر لهذا الفنّ.
وعطف النّاظم
الحرف بثمّ إشعارا بتراخي رتبته عمّا قبله لكونه فضلة دونهما ، ثمّ الكلم على
الصّحيح إسم جنس جمعي.
واحده كلمة
والقول عمّ
|
|
وكلمة بها
كلام قد يؤمّ
|
(واحده كلمة) وهي كما قال في التّسهيل : «لفظ مستقل دالّ بالوضع تحقيقا أو تقديرا أو منويّ معه كذلك».
__________________
(والقول عمّ)
الكلام والكلم والكلمة أي يطلق على كلّ واحد منها ولا يطلق على غيرها.
(وكلمة بها
كلام قد يؤمّ) أي يقصد كثيرا في اللّغة لا في الاصطلاح كقولهم في «لا إله إلّا الله» كلمة
الإخلاص ، وهذا من باب تسمية الشّيء باسم جزئه.
ثمّ شرع في
علامة كلّ من الاسم والفعل والحرف وبدأ بعلامة الاسم لشرفه على قسيميه باستغنائه عنهما لقبوله الإسناد بطرفيه واحتياجهما إليه فقال :
__________________
بالجرّ
والتّنوين والنّدا وأل
|
|
ومسند للاسم
تمييز حصل
|
(بالجرّ) وهو أولى من ذكر حرف
الجرّ لتناوله الجرّ بالحرف والإضافة قاله في شرح الكافية. قلت : لكن سيأتي أنّ مذهبه أنّ
المضاف إليه مجرور بالحرف المقدّر فذكر حرف الجرّ شامل له إلّا أن يراعي مذهب غيره فتأمّل.
(والتنوين)
المنقسم للتّمكّن والتّنكير والمقابلة والعوض ، وحدّه نون تثبت لفظا لا خطّا.
(والندا) أي
الصّلاحيّة لأن ينادى ، (وأل) المعرفة وما يقوم مقامها كأم في لغة طي وسيأتي أنّ
أل الموصولة تدخل علي المضارع.
(ومسند) أي
الإسناد إليه أي بكلّ من هذه الأمور (للاسم تمييز) أي انفصال عن
قسيميه (حصل) لاختصاصها به فلا تدخل على غيره ، فقوله «بالجرّ» متعلّق بحصل و «للإسم»
متعلّق بتمييز.
مثال ما دخله
ذلك «بسم
الله الرّحمن الرّحيم» و «زيد» و «صه» بمعني طلب
__________________
سكوت ما و «مسلمات» و «حينئذ» و «كلّ» و «جوار» و «يا زيد» و «الرّجل» و «أم سفر» و «أنا قمت».
ولا يقدح في
ذلك وجود ما ذكر في غير الاسم نحو
ألام على لوّ
وإن كنت عالما
|
|
بأذناب لوّ
لم تفتني أوائله
|
و «إيّاك
واللّو» و «يا ليتنانردّ» و «تسمع بالمعيدي خير من أن تراه».
لجعل لو في الأوّلين اسما وحذف المنادي في الثّالث أي يا قوم ،
وحذف أن المنسبك مع الفعل بالمصدر في الأخير أي سماعك خير.
__________________
ثمّ أخذ في علامة الفعل مقدّما له على الحرف لشرفه عليه لكونه أحد ركني الكلام دونه فقال :
بتا فعلت
وأتت ويا افعلي
|
|
ونون أقبلنّ
فعل ينجلي
|
(بتا) الفاعل سواء كانت لمتكلّم أم
مخاطب أم مخاطبة نحو (فعلت) وبتاء التأنيث السّاكنة نحو (اتت) و «من توضأ يوم
الجمعة فبها ونعمت» والتّقييد بالسّاكنة يخرج المتحرّكة اللّاحقة للأسماء
نحو «ضاربة» فإنّها متحرّكة بحركة الإعراب ولا وربّ وثمّ.
(ويا) المخاطبة
نحو (افعلي) وهاتي وتعالي وتفعلين (ونون) التّأكيد مشدّدة كانت أو مخفّفة نحو (أقبلنّ)
وليكونن (فعل ينجلى) أي ينكشف ، وبه يتعلّق قوله «بتا».
ولا يقدح في ذلك دخول النّون على الاسم في قوله : «أقائلنّ
أحضروا الشّهودا» لأنّه ضرورة.
__________________
سواهما الحرف
كهل وفي ولم
|
|
فعل مضارع
يلي لم كيشمّ
|
(سواهما) أي سوي الاسم والفعل (الحرف)
وهو على قسمين : مشترك بين الأسماء والأفعال (كهل) ، ولا ينافي هذا ما سيأتي في باب الاشتغال من اختصاصه بالفعل لأنّ ذلك
حيث كان في حيّزها فعل قاله الرّضي ، (و) مختصّ وهو على قسمين : مختصّ بالأسماء نحو (في و) مختصّ
بالأفعال نحو (لم).
والفعل ينقسم
إلى ثلاثة أقسام : مضارع وماض وأمر.
ذكر المصنّف
علاماتها مقدّما المضارع والماضي على الأمر للاتّفاق على إعراب الاوّل
وبناء الثّاني والاختلاف في الثّالث ، وقدّم الأوّل لشرفه بالإعراب ، فقال :
(فعل مضارع يلي
لم كيشمّ) أي يقع بعد لم فإنّه يقال فيه : «لم يشمّ».
وماضي
الأفعال بالتّا مز وسم
|
|
بالنّون فعل
الأمر ان امر فهم
|
(وماضي الأفعال بالتّا) السّاكنة (مز)
عن قسيميه ، وكذا بتاء الفاعل ، قال في شرح
__________________
الكافية وعنى بذلك علامة تختصّ الموضوع للمضىّ ولو كان مستقبل المعنى. (وسم بالنّون) المؤكّدة (فعل الأمر إن أمر فهم) عمّا يقبلها.
والأمر ان لم
يك للنّون محلّ
|
|
فيه هو اسم
نحوصه وحيّهل
|
(والأمر) أي مفهم الأمر بمعنى طلب
إيجاد الشّيء (إن لم يك للنّون) المؤكّدة (محلّ فيه) فليس بفعل بل (هو اسم) الفعل (نحوصه)
بمعنى أسكت (وحيّهل) مركّب من كلمتين بمعنى أقبل ، وقابل النّون إن لم يفهم الأمر
فهو فعل مضارع.
__________________
(تتمّة)
إذا دلّت كلمة
على حدث ماض ولم تقبل التّاء ـ كشتّان ـ أو على حدث حاضر أو مستقبل ولم تقبل لم ـ كأوّه ـ فهي إسم فعل أيضا ـ قاله المصنّف في عمدته.
__________________
هذا باب المعرب والمبنيّ
والاسم منه
معرب ومبنيّ
|
|
لشبه من
الحروف مدني
|
(والاسم منه) أي بعضه متمكّن وهو (معرب) جار على الأصل وبعضه الآخر غير متمكّن (و) هو (مبنيّ) جار على خلاف
الأصل ، وإنّما يبنى (لشبه) فيه (من الحروف) متعلّق بقوله : (مدني) أي مقرّب له ، واحترز عن غير المدني ، وهو ما عارضه ما يقتضي الإعراب كأي في الاستفهام والشّرط
فإنّها أشبهت الحروف في المعنى لكن عارضها لزومها الإضافة.
ويكفي في بناء
الاسم شبهه بالحرف من وجه واحد بخلاف منع الصّرف فلا بدّ من شبهه بالفعل من وجهين
، وعلّله ابن حاجب في أماليه بأنّ الشبه الواحد بالحرف يبعّده
__________________
عن الاسميّة ويقرّبه ممّا ليس بينه وبين الاسم مناسبة إلّا في الجنس الأعمّ وهو
كونه كلمة ، وشبه الاسم بالفعل وإن كان نوعا آخر إلّا أنّه ليس في البعد عن الاسم كالحرف.
وفهم من حصر
المصنّف علّة البناء في شبهه الحرف فقطّ ، عدم اعتبار غيره وسبقه إلى ذلك أبو الفتح وغيره وإن قيل إنّه لا سلف له في ذلك.
كالشّبه
الوضعي في اسمى جئتنا
|
|
والمعنوي في
متى وفي هنا
|
(كالشّبه الوضعيّ) بأن يكون الاسم موضوعا على حرف واحد أو حرفين ـ كما هو
الأصل في وضع الحرف ـ كما (في اسمي جئتنا) وهما التّاء والناء فإنّهما
إسمان وبنيا لشبههما الحرف فيما هو الأصل أن يوضع الحرف عليه ، ونحو يد ودم أصله
ثلاثة.
__________________
(و) كالشّبه (المعنوىّ)
بأن يكون الاسم متضمّنا معني من معاني الحروف سواء وضع لذلك المعني حرف أم لا ،
فالأوّل كما (في متى) فإنّها اسم وبنيت لتضمّنها معنى إن
الشّرطيّة أو همزة الاستفهام (و) الثّاني كما (في هنا) فإنّها إسم وبنيت لتضمّنها معني الإشارة الّذي كان من حقّه أن يوضع له حرف لأنّه كالخطاب وإنّما أعرب ذان وت ان لأنّ شبه الحرف عارضه ما يقتضي الإعراب وهو التّثنية
الّتي هي من خصائص الأسماء.
(و) كالشّبه
الإستعمالي بأن يلزم طريقة من طرائق الحروف.
وكنيابة عن
الفعل بلا
|
|
تأثّر
وكافتقار أصّلا
|
(كنيابة) له (عن الفعل) في العمل (بلا) حصول (تأثّر) فيه بعامل كما في
__________________
أسماء الأفعال فإنّها عاملة غير معمولة على الأرجح.
(وكافتقار) له
إلى الجملة إن (أصّلا) كما في الموصولات بخلاف إفتقاره إلى مفرد كما في سبحان أو إفتقار غير ما أصّل وهو العارض كافتقار الفاعل للفعل
، والنّكرة لجملة الصّفة وأعرب اللّذان واللّتان لما تقدّم.
من أنواع
الشّبه الشّبه الإهماليّ ذكره في الكافية ومثّل له في شرحها بفواتح السّور
فإنّها مبنيّة لشبهها بالحروف المهملة في كونها لا عاملة ولا معمولة.
__________________
(تتمة)
ومعرب
الاسماء ما قد سلما
|
|
من شبه الحرف
كأرض وسما
|
وفعل أمر
ومضي بنيا
|
|
وأعربوا
مضارعا إن عريا
|
(ومعرب الأسماء) أخّره لأنّ المبنيّ محصور بخلافه لأنّه (ما قد سلما من شبه الحرف) السّابق ذكره (كأرض وسما) بضمّ السّين احدى لغات
الإسم ، والبواقي اسم بضمّ الهمزة وكسرها وسم بضمّ السّين وسمي كرضى ،
وقد نظمتها في بيت وهو :
اسم بضمّ
الاوّل والكسر
|
|
مع همزة
وحذفها والقصر
|
(وفعل أمر ومضي بنيا) الأوّل علي
السّكون إن كان صحيح الآخر وعلى حذف آخره إن كان معتلّا والثّاني على الفتح ما لم يتّصل به واو الجمع فيضمّ أو ضمير رفع
متحرّك فيسكن.
(وأعربوا) على
خلاف الأصل فعلا (مضارعا) لشبهه بالإسم في اعتوار المعاني المختلفة عليه كما قال في التّسهيل ولكن لا
مطلقا بل.
__________________
من نون توكيد
مباشر ومن
|
|
نون إناث كير
عن من فتن
|
(إن عريا من نون توكيد مباشر) فإن
لم يعرمنه بني لمعارضة شبهه للاسم بما يقتضي البناء وهو النّون المؤكّدة الّتي هي
من خصائص الأفعال ، وبناؤه على الفتح لتركيبه معه كتركيب خمسة عشر نحو «والله
لأضربنّ».
وخرج بالمباشر
غيره كأن حال بينه وبين الفعل ألف الإثنين أو واو الجمع أو ياء
المخاطبة فإنّه حينئذ يكون معربا تقديرا. (و) إن عري (من نون إناث) فإن لم يعرمنها
بني لما تقدّم وبناؤه على السّكون حملا على الماضي المتّصل بها
لأنّهما يستويان في أصالة السّكون وعروض الحركة فيهما ـ كما قال
في شرح الكافية ـ (كيرعن من فتن).
وكلّ حرف
مستحقّ للبنا
|
|
والأصل في
المبني أن يسكّنا
|
ومنه ذو فتح
وذو كسر وضمّ
|
|
كأين أمس حيث
والسّاكن كم
|
(وكلّ حرف مستحقّ للبناء) وجوبا
لعدم احتياجه إلى الإعراب إذ المعاني
__________________
المفتقرة إليه لا تعتوره ونحو
[ليت شعري مسافر بن أبي عمرو]
|
|
وليت يقولها
المحزون
|
على تجرّدها من معني الحرفيّة وجذبها إلى معني الاسميّة بدليل عدم
وفائها لمقتضاها.
(والأصل في
المبنىّ) اسما كان أو فعلا أو حرفا (أن يسكّنا) لخفّة السّكون وثقل المبنىّ.
(ومنه) أي ومن
المبني (ذو فتح و) منه (ذو كسر و) منه ذو (ضمّ) وذلك لسبب ، فذو الفتح (كأين) وضرب وواو العطف ، فالأوّل حرّك
لإلتقاء السّاكنين وكانت فتحة للخفّة ، والثاني لمشابهته المضارع في وقوعه صفة وصلة وحالا وخبرا ، تقول
: «رجل ركب جاءنى» «هذا الّذي ركب» «مررت بزيد وقد ركب» «زيد ركب» كما تقول : «رجل يركب» إلخ ، وكانت فتحة لما تقدّم والثالث لضرورة الابتداء بالسّاكن إذ لا يبتدأ بالسّاكن إمّا
تعذّرا مطلقا كما قال الجمهور أو تعسّرا في
__________________
غير الالف كما اختاره السّيد الجرجانيّ وشيخنا العلّامة الكافجيّ ، وكانت
فتحة لاستثقال الضّمة والكسرة علي الواو ، وذو الكسر نحو (أمس) وجير وإنّما كسر على أصل التقاء السّاكنين ، وذو الضّمّ نحو (حيث)
وإنّما ضمّ تشبيها لها ب قبل وبعد وقد تفتح للخفّة وتكسر على أصل التقاء السّاكنين ،
ويقال «حوث» مثلّث الثّاء أيضا (و) مثال (السّاكن كم) واضرب وأجل وقد علم ممّا مثّلت به أنّ البناء على الفتح والسّكون
يكون في الثّلاثة ، وعلى الكسر والضّم لا يكون في الفعل. نعم مثّل شارح الهادي
للفعل المبنيّ على الكسر بنحو «ش» والمبنيّ على الضّمّ بنحو «ردّ» ، وفيه نظر.
هذا ، واعلم
أنّ الإعراب ـ كما قال في التّسهيل ـ ما جىء به لبيان مقتضي العامل من حركة أو سكون أو حرف أو حذف ، وأنواعه أربعة رفع
ونصب وجرّ وجزم.
فمنها مشترك
بين الإسم والفعل ومنها مختصّ بأحدهما ، وقد أشار إلى ذلك بقوله :
__________________
والرّفع
والنّصب اجعلن إعرابا
|
|
لاسم وفعل
نحو لن أهابا
|
والاسم قد
خصّص بالجرّ كما
|
|
قد خصّص
الفعل بأن ينجزما
|
(والرّفع والنّصب اجعلن إعرابا
لاسم) نحو «إنّ زيدا قائم» (وفعل) مضارع (نحو) يقوم و (لن أهابا).
(والاسم قد
خصّص بالجرّ) في هذه العبارة قلب أي والجرّ قد خصّص بالاسم فلا يكون إعرابا للفعل
لامتناع دخول عامله عليه ، وهذا تبيين لأيّ أنواع الإعراب خاصّ بالاسم فلا يكون مع ذكره في أوّل
الكتاب المقصود ، به بيان تعريف الاسم تكرارا (كما قد خصّص الفعل بأن ينجز ما) فلا
يجزم الاسم لامتناع دخول عامله عليه.
فارفع بضمّ
وانصبن فتحا وجرّ
|
|
كسرا كذكر
الله عبده يسرّ
|
واجزم بتسكين
وغير ما ذكر
|
|
ينوب نحو جاء
أخو بني نمر
|
وارفع بواو
وانصبن بالألف
|
|
واجرر بياء
ما من الأسماء اصف
|
من ذاك ذو إن
صحبة أبانا
|
|
والفم حيث
الميم منه بانا
|
(فارفع بضمّ وانصبن فتحا) أي بفتح (وجر
كسرا) أي بكسر (كذكر الله عبده
__________________
يسرّ) مثال لما ذكر (واجزم بتسكين) نحو لم يضرب (وغير ما ذكر ينوب) عنه (نحو جاء اخو بني نمر).
وقد شرع في
تبيين مواضع النّيابة بقوله : (وارفع بواو وانصبن بالألف واجرر بياء ما من الأسماء
أصف) أي أذكر (من ذاك) أي من الأسماء الموصوفة (ذو) وقدّمه للزومه هذا الإعراب ولكن إنّما يعرب به (إن صحبة أبانا) أي أظهر واحترز بهذا القيد عن ذو بمعني الّذي.
وقيّده في
الكافية والعمدة بكونه معربا.
(و) من الأسماء
(الفم) وفيه لغات ، تثليث الفاء مع تخفيف الميم منقوصا أو مقصورا ومع تشديده وإتباعها الميم في الحركات كما فعل بعيني «امرء» و «ابنم» وإنّما يعرب
بهذا الإعراب (حيث الميم منه بانا) أي ذهب بخلاف ما إذا لم يذهب ، فإنّه يعرب
بالحركات عليه.
__________________
أب أخ حم
كذاك وهن
|
|
والنّقص في
هذا الأخير أحسن
|
(أب أخ حم كذاك) أي كما تقدّم من
ذي والفم في الإعراب بما ذكر ، وقيّد في التّسهيل الحم ـ وهو قريب الزّوج ـ بكونه غير مماثل قروا وقرأ وخطأ فإنّه إن ماثل ذلك أعرب بالحركات وإن أضيف وفيه أنّ الأب والأخ قد يشدّد آخرهما (وهن) كذاك ، وهو كناية
عن أسماء الأجناس وقيل ما يستقبح ذكره وقيل الفرج خاصّة ، قال في التسهيل قد يشدّد نونه.
(والنّقص في
هذا الأخير) وهو هن بأن يكون معربا بالحركات على النّون (أحسن) من الإتمام ، قال
عليّ عليه الصّلاة والسّلام : «من تعزّي بعزاء الجاهليّة فأعضّوه بهن أبيه ولا
تكنوا».
(و) النّقص
وفي أب
وتالييه يندر
|
|
وقصرها من
نقصهنّ أشهر
|
وشرط ذا
الإعراب أن يضفن لا
|
|
لليا كجا أخو
أبيك ذا اعتلا
|
(في أب وتالييه) وهما أخ وحم (يندر)
أي يقلّ كقوله :
__________________
وبأبه اقتدى
عدي في الكرم
|
|
ومن يشابه
أبه فما ظلم
|
(وقصرها) أي أب وأخ وحم بأن يكون
آخره بالألف مطلقا (من نقصهنّ أشهر) كقوله :
إن أباها
وأبا أباها
|
|
قد بلغا في
المجد غايتاها
|
(وشرط ذا الإعراب) المتقدّم في
الأسماء المذكورة (أن يضفن) وإلّا فتعرب بالحركات الظّاهرة نحو «إنّ له أبا» و «له
أخ» و «بنات الاخ» وأن تكون الإضافة (لا للياء) أي لالياء المتكلّم وإلّا
فتعرب بحركات مقدّرة نحو (أَخِي هارُونُ)(إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي
وَأَخِي) وأن تكون مكبّرة وإلّا فتعرب بحركات ظاهرة وأن تكون مفردة وإلّا فتعرب في حال
التّثنية والجمع اعرابهما (كجإ أخو أبيك ذا اعتلا) فأخو مفرد مكبر مضاف إلى أبيك وأبي مفرد مكبّر
مضاف إلى الكاف وذا مضافة إلى اعتلا ، وقد حوى هذا المثال كون المضاف إليه ظاهرا
ومضمرا ومعرفة ونكرة.
__________________
بالألف ارفع
المثنّي وكلا
|
|
إذا بمضمر
مضافا وصلا
|
(بالألف ارفع المثنّى) وهو ـ كما
يؤخذ من التّسهيل ـ الإسم الدّالّ على شيئين متّفقي اللّفظ بزيادة ألف أو ياء ونون
مكسورة في آخره نحو «قال رجلان» فخرج نحو زيد والقمران وكلا وكلتا وإثنان وإثنتان
، لعدم دلالة الاوّل على شيئين ، واتّفاق لفظ مدلولى الثّاني ، والزّيادة في الباقي.
(و) ارفع بها أيضا (كلا) وهو إسم مفرد عند البصريّين يطلق على إثنين
مذكّرين ، وإنّما يرفع بها (إذا بمضمر) حال كونه (مضافا) له (وصلا) نحو «جاءني الرّجلان كلاهما» ، وإن لم يضف إلى مضمر بل إلى الظّاهر
فهو كالمقصور في تقدير إعرابه على آخره وهو الألف نحو «جاءني كلا الرّجلين».
كلتا كذاك
اثنان واثنتان
|
|
كابنين
وابنتين يجريان
|
وتخلف اليا
في جميعها الألف
|
|
جرّا ونصبا
بعد فتح قد ألف
|
(كلتا) الّتي تطلق على إثنين
مؤنّثين (كذاك) أي مثل كلا في رفعها بالألف إذا أضيفت إلى مضمر نحو «جاءتني المرأت
ان كلتاهما» وفي تقدير إعرابها على آخرها إن لم تضف إليه نحو (كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها).
__________________
وأمّا (اثنان
واثنتان) بالمثلثة فهما (كابنين وابنتين) بالموحّدة فيهما يعني كالمثنّي الحقيقيّ
في الحكم (يجريان) بلا شرط سواء أفردا نحو (حِينَ الْوَصِيَّةِ
اثْنانِ) أم ركّبا نحو (اثْنَتا عَشْرَةَ
عَيْناً) أم أضيفا نحو اثناك واثناكم ، وكاثنتين ثنتان في لغة
بني تميم.
(وتخلف الياء
في جميعها) أي جميع الألفاظ المتقدّم ذكرها (الألف جرّا ونصبا) في حالتيهما (بعد) إبقاء (فتح) لما قبلها (قد ألف)
والأمثلة واضحة.
وارفع بواو
وبيا اجرر وانصب
|
|
سالم جمع
عامر ومذنب
|
وشبه ذين وبه
عشرونا
|
|
وبابه ألحق
والأهلونا
|
(فرع) : إذا سمّي بمثنّى فهو على حالة قبل التّسمية به.
(وارفع بواو
وبيا اجرر وانصب سالم جمع عامر ومذنب وشبه ذين) أي شبههما ، وهو كلّ علم لمذكّر
عاقل خال من تاء التّأنيث قيل ومن التّركيب وكلّ صفة كذلك
__________________
مع كونها ليست من باب أفعل فعلاء كأحمر حمراء ولا فعلان فعلى كسكران سكري ولا ممّا يستوى فيه المذكّر والمؤنّث
كصبور وجريح.
(وبه) أي وبالجمع المذكّر (عشرونا وبابه) إلى تسعين (ألحق) في
إعرابه السّابق وليس بجمع للزوم إطلاق ثلاثين مثلا على تسعة لأنّ أقلّ الجمع ثلاثة ، ووجوب
دلالة عشرين على ثلاثين لذلك وليس به.
(و) ألحق أيضا
جمع تصحيح لم يستوف الشّروط وهو (الأهلونا) لأنّ مفرده أهل وهو ليس علما ولا صفة
بل اسما لخاصّة الشّىء الّذي ينسب إليه كأهل الرّجل لامرأته وعياله وأهل الإسلام
لمن يدين به وأهل القرآن لمن يقرأه ويقوم بحقوقه وقد جاء جمعه على أهالي.
أولو وعالمون
علّيّونا
|
|
وأرضون شذّ
والسّنونا
|
وألحق أيضا
اسما جمع وهما (أولو) بمعنى أصحاب (وعالمون) قيل هو
__________________
جمع العالم. وردّ بأنّ العالمين دالّ على العقلاء فقط والعالم دالّ عليهم
وعلى غيرهم إذ هو اسم لما سوي الباري تعالى فلا يكون جمعا له للزوم زيادة مدلول الجمع على مدلول مفرده.
وألحق أيضا إسم
مفرد به وهو (علّيّونا) لأنّه ـ كما قال في الكشّاف ـ اسم لديوان الخير الّذي دوّن فيه كلّ ما عملته الملائكة وصلحاء
الثّقلين لا جمع ويجوز في هذا النّوع أن يجري مجري حين فيما يأتي وأن تلزمه الواو ويعرب بالحركات على النّون نحو :
طال ليلي
وبتّ كالمجنون
|
|
واعترتني
الهموم بالماطرون
|
وان تلزمه
الواو وفتح النّون نحو.
ولها
بالماطرون إذا
|
|
أكل النّمل
الّذي جمعا
|
(وأرضون) بفتح الرّاء جمع أرض
بسكونها (شذّ) إعرابه هذا الإعراب لأنّه جمع تكسير ومفرده مؤنّث.
__________________
(و) ألحق به
أيضا (السّنونا) بكسر السّين جمع سنة بفتحها لما ذكر في أرضين
وبابه ومثل حين
قد يرد
|
|
ذا الباب وهو
عند قوم يطّرد
|
(وبابه) وهو كلّ ثلاثي حذفت لامه وعوّض عنها هاء التّأنيث ولم
يتكسّر فخرج بالحذف نحو تمرة ، وبحذف اللّام نحو عدة ، وبالتّعويض نحو يد وبالهاء نحو اسم ، وبالأخير نحو شفة.
(ومثل حين) في
كونه معربا بالحركات على النّون مع لزوم الياء (قد يرد ذا الباب) أي باب سنين
شذّوذا كقوله :
دعاني من نجد
فإن سنينه
|
|
[لعبن بنا شيبا وشيّبننا مردا]
|
(وهو) أي الورود مثل حين فيما ذكر (عند
قوم) من العرب (يطّرد) أي يستعمل كثيرا .
__________________
ونون مجموع
وما به التحق
|
|
فافتح وقلّ
من بكسره نطق
|
(ونون مجموع وما به التحق فافتح)
لأنّ الجمع ثقيل والفتح خفيف فتعادلا (وقلّ من بكسره نطق) نحو :
[وما ذا يبتغي الشّعراء منيّ]
|
|
وقد جاوزت
حدّ الأربعين
|
قال في شرح
الكافية : وهو لغة.
ونون ما ثنّي
والملحق به
|
|
بعكس ذاك
استعملوه فانتبه
|
وما بتا وألف
قد جمعا
|
|
يكسر في
الجرّ وفي النّصب معا
|
(ونون ماثنّي والملحق به بعكس ذاك)
أي بعكس نون الجمع والملحق به (استعملوه فانتبه) فهي مكسورة وفتحها لغة مع الياء
كقوله :
على أحوذيّين
استقلّت عشيّة
|
|
[فما هي إلّا لمحة وتغيب]
|
ومع الألف كما هو ظاهر عبارة المصنّف وصرّح به السّيرافي كقوله :
أعرف منها
الأنف والعينانا
|
|
[ومنخرين أشبها ظبيانا]
|
وجاء ضمّها
كقوله :
يا أبتا
أرّقني القذّان
|
|
فالنّوم لا
تألفه العينان
|
(وما بتاء وألف) مزيدتين (قد جمعا)
مؤنّثا كان مفرده أم مذكّرا معرب خلافا
__________________
للأخفش (يكسر في الجرّ وفي النّصب معا) نحو (خَلَقَ اللهُ
السَّماواتِ) و «رأيت سرادقات وإصطبلات» ، كما تقول :
«نظرت إلى
السّماوات» و «إلى سرادقات» و «إلى إصطبلات» خلافا للكوفيّين في تجويزهم نصبه
بالفتحة ولهشام في تجويزه ذلك في المعتلّ مستدلّا بنحو «سمعت لغاتهم» أمّا رفعه فعلي الأصل بالضّم.
كذا أولات
والّذي اسما قد جعل
|
|
كأذرعات فيه
ذا أيضا قبل
|
وجرّ بالفتحة
ما لا ينصرف
|
|
ما لم يضف أو
يك بعد أل ردف
|
(كذا) أي كجمع المؤنّث السّالم في
نصبه بالكسرة (أولات) بمعنى صاحبات نحو (وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ
حَمْلٍ) (والّذي اسما) من هذا الجمع (قد جعل كأذرعات) لموضع بالشّام أصله
أذرعة جمع ذراع (فيه ذا) الإعراب (أيضا قبل) وبعضهم ينصبه بالكسرة ويحذف منه
التّنوين وبعضهم يعربه إعراب مالا ينصرف ، ويروى بالأوجه الثّلاثة قوله
__________________
تنوّرته ا من
أذرعات وأهلها
|
|
[بيثرب أدنى دارها نظر عالي]
|
(وجرّ بالفتحة ما لا ينصرف) وسيأتي
في بابه (ما) دام (لم يضف أويك بعد أل) المعرفة أو الموصولة أو الزّائدة أو بعد أم
(ردف) فإن كان جرّ بالكسرة نحو «مررت بأحمدكم» ، (وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ) ، «كالأعمى والأصمّ» ، ونحو :
رأيت الوليد بن
اليزيد مباركا [شديدا بأعباء الخلافة كاهله] وظاهر عبارة المصّنف أنّه حينئذ باق على منع صرفه مطلقا ، وبه صرّح في شرح التّسهيل وذهب
السّيرافي والمبرّد وجماعة إلى أنّه منصرف مطلقا واختار النّاظم في نكته على مقدّمة ابن الحاجب أنّه إن
زالت منه علّة فمنصرف وإن بقيت العلّتان فلا ، ومشى عليه ابن الخبّاز والسيّد ركن الدّين.
__________________
واجعل لنحو
يفعلان النّونا
|
|
رفعا وتدعين
وتسألونا
|
وحذفها للجزم
والنّصب سمه
|
|
كلم تكوني
لترومى مظلمه
|
(واجعل لنحو يفعلان) وتفعلان (النّونا
رفعا و) لتفعلين نحو (تدعين و) ليفعلون وتفعلون نحو (تسألونا). (و) اجعل (حذفها)
أي حذف النّون (للجزم والنّصب) حملا له على الجزم كما حمل على الجرّ في المثنّى والجمع (سمة) أي علامة فالجزم (كلم
تكونى) والنّصب نحو (لترومى مظلمة) وأمّا قوله تعالى (إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ) فالواو لام الفعل والنّون ضمير النّسوة والفعل مبنيّ
كما في يخرجن.
تتمّة : اذا اتّصل بهذه النّون نون الوقاية جاز حذفها تخفيفا وإدغامها في نون الوقاية
والفكّ ، وقرئ بالثّلاثة (تَأْمُرُونِّي) وقد تحذف النّون مع عدم النّاصب والجازم كقوله :
أبيت أسري
وتبيتي تدلكي
|
|
وجهك بالعنبر
والمسك الزّكي
|
__________________
وسمّ معتلّا
من الأسماء ما
|
|
كالمصطفى
والمرتقي مكارما
|
فالأوّل
الإعراب فيه قدّرا
|
|
جميعه وهو
الّذي قد قصرا
|
والثّان
منقوص ونصبه ظهر
|
|
ورفعه ينوي
كذا أيضا يجرّ
|
(وسمّ معتلّا من الأسماء)
المتمكّنة (ما) آخره ألف (كالمصطفي و) ما آخره ياء نحو (المرتقي مكارما).
(فالأوّل) وهو
الّذي كالمصطفى في كون آخره ألفا لازمة (الإعراب فيه قدّرا جميعه) على الألف لتعذّر تحريكها (وهو الّذي قد قصرا)
أي سمّي مقصورا لأنّه حبس عن الحركات والقصر الحبس أو لأنّه غير ممدود قال الرّضيّ
: وهو أولى لما يلزم على الأوّل من إطلاقه على المضاف إلى الياء.
(والثّاني) وهو
الّذي كالمرتقي في كون آخره ياء خفيفة لازمة تلو كسرة (منقوص ونصبه ظهر) على الياء لخفته (ورفعه ينوى) أي يقدّر فيها لثقل الضّمة على الياء (كذا أيضا يجرّ) بكسرة
منويّة ، لثقل الكسرة على الياء ، ولو قدّمه على المقصور كان أولى قال في شرح الهادي : لأنّه أقرب
إلى المعرب لدخول بعض الحركات عليه.
__________________
فرع : ليس في الأسماء المعربة اسم آخره واو قبلها ضمّ إلّا
الأسماء السّتّة حالة الرّفع.
وأي فعل آخر
منه ألف
|
|
أو واو او
ياء فمعتلّا عرف
|
فالألف انو
فيه غير الجزم
|
|
وأبد نصب ما
كيدعو يرمي
|
والرّفع
فيهما انو واحذف جازما
|
|
ثلاثهنّ تقض
حكما لازما
|
(وأي فعل) مضارع (آخر منه ألف) نحو
يرضى (أو) آخر منه (واو) نحو يغزو (أو) آخر منه (ياء) نحو يرمي (فمعتلّا عرف) عند
النّحاة (فالألف انو فيه غير الجزم) وهو الرّفع والنّصب لما تقدّم كـ «زيد يخشى» و «لن يرضى» (وأبد) أي أظهر (نصب ما آخره
واو (كيدعو) وما آخره ياء نحو (يرمي) لما تقدّم كـ «لن يدعو» و «لن يرمي».
(والرّفع فيهما)
أي فيما كيدعو ويرمي (انو) لثقله عليهما كزيد يدعو ويرمي (واحذف) حال كونك (جازما)
للافعال المعتلّة (ثلاثهنّ) كلم يخش ويرم ويغز (تقض) أي تحكم (حكما لازما) وقد تحذف
في غير الجزم حذفا غير لازم نحو (سَنَدْعُ
الزَّبانِيَةَ)
__________________
هذا باب النكرة والمعرفة
نكرة قابل أل
مؤثّرا
|
|
أو واقع موقع
ما قد ذكرا
|
وغيره معرفة
كهم وذي
|
|
وهند وابني
والغلام والّذي
|
(نكرة قابل أل) حال كونه (مؤثّرا) التّعريف كرجل بخلاف حسن فإنّ أل
الدّاخلة عليه لا تؤثّر فيه تعريفا فليس بنكرة (أو) ليس بقابل لأل لكنّه (واقع
موقع ما قد ذكرا) أي ما يقبل أل ، كذي فإنّها لا تقبل أل لكنّها تقع موقع ما
يقبلها وهو صاحب.
(وغيره) أي غير
ما ذكر (معرفة) وهي مضمر (كهم و) اسم إشارة نحو (ذي و) علم نحو (هند و) مضاف إلى
معرفة نحو (ابني و) محلّى بأل نحو (الغلام و) موصول نحو (الّذي) وزاد في شرح
الكافية المنادي المقصود كيا رجل واختار في التّسهيل أنّ تعريفه بالإشارة إليه والمواجهة
ونقله في شرحه عن نصّ سيبويه ، وزاد
__________________
ابن كيسان ما
ومن الإستفهاميّتين وابن خروف ما في «دقّقته دقّا نعمّا».
فما لذي غيبة
أو حضور
|
|
كأنت وهو سمّ
بالضّمير
|
(فما) كان من هذه المعارف موضوعا (لذي
غيبة) أي لغائب تقدّم ذكره لفظا أو معنى أو حكما (أو) لذي (حضور) أي لحاضر مخاطب أو متكلّم (كأنت) وأنا (وهو سمّ بالضّمير)
والمضمر عند البصريّين ، والكناية والمكنّى عند الكوفييّن.
ولا يرد على
هذا اسم الإشارة لأنّه وضع لمشار إليه لزم منه حضوره ولا الاسم الظاهر لأنّه وضع لأعمّ من الغيبة والحضور وقد عكس المصنّف المثال فجعل
__________________
الثّاني للأوّل والأوّل للثاني على حدّ قوله تعالى : (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ
فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ) ـ الخ.
وذو اتّصال
منه ما لا يبتدا
|
|
ولا يلي إلّا
اختيارا أبدا
|
كالياء
والكاف من ابني أكرمك
|
|
والياء
والهاء من سليه ما ملك
|
وكلّ مضمر له
البنا يجب
|
|
ولفظ ما جرّ
كلفظ ما نصب
|
ثمّ الضّمير متّصل
ومنفصل فأشار إلى الأوّل بقوله (وذو اتّصال منه ما) كان غير مستقلّ بنفسه ، وهو الّذي (لا) يصلح لأن (يبتدأ) به (ولا) يصلح
لأن (يلي) أي لأن يقع بعد (إلّا اختيارا أبدا) ويقع بعدها اضطرارا كقوله :
وما نبالي
إذا ما كنت جارتنا
|
|
ألّا يجاورنا
إلّاك ديّار
|
(كالياء والكاف من) نحو قولك (ابني
أكرمك والياء والهاء من) نحو قولك (سليه ما ملك).
(وكلّ مضمر له
البناء يجب) لشبهه بالحروف في المعنى ، لأنّ التكلّم والخطاب والغيبة من معاني
الحروف وقيل في الافتقار وقيل في الوضع في كثير وقيل
__________________
لاستغنائه عن الإعراب باختلاف صيغته وحكاها في التّسهيل إلّا الأوّل.
(ولفظ ماجرّ)
من الضّمائر المتّصلة (كلفظ ما نصب) منها ، وذلك ثلاثة ألفاظ : ياء المتكلّم ،
وكاف الخطاب ، وهاء الغائب .
للرّفع
والنّصب وجرّنا صلح
|
|
كاعرف بنا
فإنّنا نلنا المنح
|
وألف والواو
والنّون لما
|
|
غاب وغيره
كقاما واعلما
|
ومن ضمير
الرّفع ما يستتر
|
|
كافعل أوافق
نغتبط إذ تشكر
|
(للرّفع والنّصب وجرّ) بالتنوين
لفظ (نا) الدّال علي المتكلّم ومن معه (صلح) فالجرّ (كاعرف بنا) والنّصب نحو (فإنّنا)
والرّفع نحو (نلنا المنح) وما عدا ما ذكر مختصّ بالرّفع ، وهو تاء الفاعل والألف
والواو وياء المخاطبة ونون الإناث .
(وألف والواو
والنّون) ضمائر متّصلة كائنة (لماغاب وغيره) والمراد به المخاطب (كقاما) وقاموا وقمن (واعلما) واعلموا واعلمن.
(ومن ضمير
الرّفع ما يستتر) وجوبا بخلاف ضمير النّصب والجرّ ، وذلك في مواضع ، فعل الأمر (كأفعل) والفعل المضارع
المبدوّ بالهمزة نحو (أوافق) والمبدوّ بالنّون نحو (نغتبط) والمبدوّ بالتّاء نحو (إذ
تشكر) ، وزاد في التّسهيل اسم فعل الأمر
__________________
كنزال ، وأبو حيّان في الإرتشاف اسم فعل المضارع كأوّه وابن هشام في التّوضيح فعل الإستثناء كقاموا ما خلا
زيدا وما عدا عمرا ولا يكون خالدا وأفعل في التعجّب كما أحسن الزّيدين وأفعل التّفضيل ك (هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً) وفيما عدا هذا ـ وهو الماضي والظّرف والصّفات ـ يستتر
جوازا.
ثمّ شرع في
الثّاني من قسمي الضّمير وهو المنفصل فقال : (وذو ارتفاع وانفصال أنا هو وأنت
والفروع) النّاشئة عن هذه الأصول (لا تشتبه) وهي نحن ، هى ، هما ، هم ، هن ، وأنت
، أنتما ، أنتم ، أنتنّ. قال أبو حيّان : وقد تستعمل هذه مجرورة كقولهم : أنا كأنت
وكهو وهو كأنا ومنصوبة كقولهم : ضربتك أنت.
وذو ارتفاع
وانفصال أنا هو
|
|
وأنت والفروع
لا تشتبه
|
وذو انتصاب
في انفصال جعلا
|
|
إيّاي
والتّفريع ليس مشكلا
|
(وذو انتصاب في انفصال جعلا إيّاى
والتّفريع) على هذا الأصل الّذي ذكر (ليس مشكلا) مثاله إيّانا ، إيّاك ، إيّاكما ،
إيّاكم ، إيّاكنّ ، إيّاه ، إيّاها ، إيّاهما ، إيّاهم ، إيّاهنّ. وقد تستعمل
مجرورة .
تنبيه :
الضّمير إيّا واللواحق له عند سيبويه حروف تبيّن الحال وعند المصنّف
__________________
أسماء مضاف إليها.
وفي اختيار
لا يجيء المنفصل
|
|
إذا تأتّي أن
يجيء المتّصل
|
(وفي اختيار لا يجىء) الضّمير (المنفصل
إذا تأتّى أن يجىء) الضّمير (المتّصل) لما فيه من الاختصار المطلوب الموضوع لأجله الضّمير ، فإن لم
يتأتّ ـ بأن تأخّر عنه عامله أو حذف أو كان معنويّا أو حصر أو أسند إليه صفة جرت
على غير من هي له ـ فصل. ويأتي المنفصل مع إمكان المتّصل في الضّرورة كما
سيأتي .
وصل أو افصل
هاء سلنيه وما
|
|
أشبهه في
كنته الخلف انتمي
|
كذاك خلتنيه
واتّصالا
|
|
أختار غيري
اختار الانفصالا
|
__________________
(وصل) على
الأصل (أو افصل) لطول
ثاني ضميرين أوّلهما أخصّ وغير مرفوع كما في (هاء سلنيه) وسلني إيّاه (و) كذا (ما أشبهه) نحو الدرهم أعطيتكه
وأعطيتك إيّاه (فى) اتّصال وانفصال ما هو خبر لكان أو إحدى أخواتها نحو (كنته الخلف انتمى كذاك الهاء من (خلتنيه) ونحوه في اتّصاله وانفصاله خلاف (واتّصالا اختار) تبعا لجماعة
منهم الرّمّانيّ ، إذ الأصل في الضّمير الاختصار ، ولأنّه وارد في الفصيح قال صلّى
الله عليه وآله وسلّم «إن يكنه فلن تسلّط عليه وإن لا يكنه فلا خير لك في قتله» .
(غيري) أي
سيبويه ، ولم يصرّح به تأدّبا (اختار الانفصالا) لكونه في الصّورتين خبرا في الأصل ولو بقي على ما كان لتعيّن انفصاله كما
تقدّم.
وقدّم الأخصّ
في اتّصال
|
|
وقدّ من ما
شئت في انفصال
|
__________________
(وقدّم الأخصّ)
وهو الأعرف على غيره (فى) حال (اتّصال) الضّمائر نحو «الدّرهم أعطيتكه» بتقديم
التّاء على الكاف ، إذ ضمير المتكلّم أخصّ من ضمير المخاطب ، والكاف على الهاء إذ
ضمير المخاطب أخصّ من ضمير الغائب.
(وقدّ من ما شئت)
من الأخصّ أو غيره (فى) حال (انفصال) الضّمير عند أمن اللّبس نحو «الدّرهم أعطيتك
إيّاه وأعطيته إيّاك» ولا يجوز في «زيد اعطيتك إيّاه» تقديم الغائب للّبس .
وفي اتّحاد
الرّتبة الزم فصلا
|
|
وقد يبيح
الغيب فيه وصلا
|
(وفي اتّحاد الرّتبة) أي رتبة
الضّميرين بأن كانا لمتكلّمين أو مخاطبين أو غائبين (الزم فصلا) للثّاني (وقد يبيح الغيب فيه وصلا) ولكن لا مطلقا بل مع وجود اختلاف ما بين الضّميرين ، كأن يكون أحدهما مثنّى والآخر مفردا
ونحوه نحو
[لوجهك في الإحسان بسط وبهجة]
|
|
أنا لهماه
قفو أكرم والد
|
__________________
ونحو قول الفرزدق :
بالباعث
الوارث الأموات قد ضمنت
|
|
إيّاهم الأرض
في دهر الدّهارير
|
الضّرورة اقتضت
انفصال الضّمير مع إمكان اتّصاله.
وقبل يا
النّفس مع الفعل التزم
|
|
نون وقاية
وليسي قد نظم
|
(وقبل يا النّفس) إذا كانت (مع الفعل) متّصلة به (التزم نون وقاية) سمّيت
بذلك ، قال المصنّف : لأنّها تقي الفعل من التباسه بالاسم المضاف إلى ياء المتكلّم
، إذ لو قيل في ضربني ضربي لالتبس بالضّرب وهو العسل الأبيض الغليظ ومن التباس أمر مؤنثّه بأمر
مذكّره ، إذ لو قلت : أكرمي بدل أكرمني قاصدا مذكّرا لم يفهم المراد. وقال غيره : لأنّها تقيه من الكسر المشبه للجرّ للزوم كسر ما قبل الياء.
(وليسي) بلا
نون (قد نظم) قال الشاعر :
عددت قومي
كعديد الطّيس
|
|
إذ ذهب القوم
الكرام ليسي
|
ولا يجيء في
غير النّضم إلّا بالنون كغيره من الأفعال كقولهم «عليه رجلا ليسني» بالنون.
__________________
وليتني فشا
وليتي ندرا
|
|
ومع لعلّ
اعكس وكن مخيّرا
|
في الباقيات
واضطرارا خفّفا
|
|
منّي وعنّي
بعض من قد سلفا
|
(وليتني) بالنّون (فشا) أي كثر
وذاع لمزيّتها على أخواتها في الشّبه بالفعل ، يدل على ذلك سماع إعمالها مع زيادة ما كما سيأتى وفي التنزيل (يا لَيْتَنِي كُنْتُ
مَعَهُمْ) (وليتى) بلا نون (ندرا) أي شذّ ، قال الشاعر :
كمنية جابر
إذ قال ليتى
|
|
أصادفه وأفقد
جلّ مالي
|
(ومع لعلّ اعكس) هذا الامر
فتجريدها من النّون كثير لأنّها أبعد من الفعل لشبهها بحرف الجرّ وفي التّنزيل (لَعَلِّي أَبْلُغُ
الْأَسْبابَ) واتّصالها بها قليل قال الشاعر :
فقلت أعيراني
القدوم لعلّني
|
|
أحطّ بها
قبرا لأبيض ماجد
|
(وكن مخيّرا) في إلحاق النّون
وعدمها (في الباقيات) إنّ وأنّ وكأنّ ولكنّ ، نحو :
وإنّي على
ليلى لزار وإنّني
|
|
[على ذاك فيما بيننا مستديمها]
|
وقال الفرّاء :
عدم إلحاق النّون هو الإختيار.
(واضطرارا
خفّفا) نون (منّي وعنّي بعض من قد سلفا) من الشّعراء فقال :
__________________
أيّها
السّائل عنهم وعني
|
|
لست من قيس
ولا قيس مني
|
والإختيار
فيهما إلحاق النّون كما هو الشّائع الذّائع ، على أنّ هذا البيت لا يعرف له نظير
في ذلك بل ولا قائل وما عدا هذين من حروف الجرّ لا تلحقه النّون نحو لي وبي
وكذا خلا وعدا وحاشا ، قال الشّاعر :
[في فتية جعلوا الصّليب إلههم]
|
|
حاشاي إنّي
مسلم معذور
|
وفي لدنّي
لدني قلّ وفي
|
|
قدني وقطني
الحذف أيضا قد يفي
|
(و) إلحاق النّون (في) لدن فيقال :
(لدنّي) كثير ، وبه قرأ السّتة من القرّاء السّبعة وتجريدها فيقال : (لدني) بالتّخفيف (قلّ) وبه قرأ نافع (و)
إلحاق النّون (في قدني وقطني) بمعنى حسبي كثير و (الحذف أيضا قديفي) قال الشّاعر :
قدني من نصر
الخبيبين قدي
|
|
[ليس الإمام بالشّحيح الملحد]
|
وفي الحديث «قط قط بعزّتك» يروى بسكون الطّاء وبكسرها مع ياء ودونها ويروى قطني قطني وقطّ قطّ.
__________________
الثّاني من المعارف العلم
وهو علم شخص
وعلم جنس وبدأ بالأوّل فقال :
اسم يعيّن
المسمّى مطلقا
|
|
علمه كجعفر
وخرنقا
|
وقرن وعدن
ولاحق
|
|
وشدقم وهيلة
وواشق
|
(إسم) جنس وهو مبتدأ وصف بقوله : (يعيّن
المسمّى) وهو فصل يخرج النّكرات تعيينا (مطلقا) فصل يخرج المقيّدات إمّا بقيد لفظيّ وهو المعرّف بالصّلة وأل والمضاف إليه
أو معنويّ وهو اسم الإشارة والمضمر وخبر قوله «اسم» قوله : (علمه) أي علم لذلك المسمّي (كجعفر)
لرجل (وخرنقا) لامرأة من العرب (وقرن) بفتح القاف والرّاء لقبيلة من بني مراد
ومنها أويس القرني ، (وعدن) لبلد بساحل بحر اليمن (ولا حق) لفرس (وشدقم) لجمل (وهيلة)
لشاة (وواشق) لكلب.
__________________
واسما أتي
وكنية ولقبا
|
|
وأخّرن ذا إن
سواه صحبا
|
(واسما أتى) العلم وهو ما ليس كنية ولا لقبا (وكنية) وهي ما صدّر بأب أو
أمّ وقيل بابن أو ابنة من «كنيت» أي سترت كالكناية ، والعرب يقصد بها التّعظيم (ولقبا) وهو ما
أشعر بمدح أو ذمّ قال الرّضيّ : والفرق بينه وبين الكنية معنى أنّ اللّقب يمدح
الملقّب به أو يذمّ بمعنى ذلك اللّفظ بخلاف الكنية فإنّه لا يعظّم المكنّى بمعناها بل بعدم
التّصريح بالإسم ، فإنّ بعض النّفوس تأنف أن تخاطب باسمها.
(وأخّرن ذا) أي
اللّقب (إن سواه صحبا) والمراد به الاسم كما وجد في بعض النّسخ إن سواها وصرّح
به في التّسهيل
، وعلّله في شرحه بأنّ الغالب أنّ اللّقب منقول من اسم غير إنسان
كبطّة وقفّة ، فلو قدّم لتوهّم السّامع أنّ المراد مسمّاه الأصليّ وذلك مأمون بتأخيره فلم يعدل عنه وشذّ تقديمه في قوله :
__________________
بأنّ ذا
الكلب عمرا خيرهم نسبا
|
|
[ببطن شريان يعوي حوله الذّئب]
|
وأمّا الكنيّة
فيجوز تقديمه عليها والعكس. كذا قالوه لكن مقتضى التّعليل المذكور إمتناع تقديمه عليها أيضا فتأمّل ، نعم تقديمها على الإسم وعكسه سواء.
وإن يكونا
مفردين فأضف
|
|
حتما وإلّا
أتبع الّذي ردف
|
(وإن يكونا) أي الاسم واللّقب (مفردين
فأضف) الأوّل الى الثّاني (حتما) عند البصريّين نحو «هذا سعيد كرز» أي
مسمّاه كما سيأتي في الإضافة وأجاز الكوفيّون الاتباع واختاره في الكافية والتّسهيل ومعلوم على الأوّل أنّ
جواز الإضافة حيث لا مانع من أل نحو «الحارث كرز».
(وإلّا) أي وإن
لم يكونا مفردين بأن كانا مركّبين كـ «عبد الله زين العابدين» أو الأوّل مركّبا
والثّاني مفردا كـ «عبد الله كرز» أو عكسه كـ «زيد أنف النّاقة» ـ (أتبع) الثّاني (الّذي
ردف) الأول له في إعرابه على أنّه بدل أو عطف بيان ، ويجوز القطع [عن
__________________
التّبعيّة] إلى الرّفع والنّصب بتقدير هو أو أعني ، إن كان مجرورا وإلى النّصب إن كان مرفوعا وإلى الرّفع إن كان
منصوبا كما ذكره في التّسهيل.
ومنه منقول
كفضل وأسد
|
|
وذو ارتجال
كسعاد وأدد
|
وجملة وما
بمزج ركّبا
|
|
ذا إن بغير
ويه تمّ أعربا
|
(ومنه) أي ومن العلم (منقول) إلى
العلميّة بعد استعماله في غيرها من مصدر (كفضل و) اسم عين نحو (أسد) وصفة كحارث وفعل ماض كشمّر لفرس ومضارع كيزيد
وأمر كأصمت لمكان.
(و) منه (ذو
ارتجال) لم يسبق له استعمال في غير العلميّة أو سبق وجهل قولان (كسعاد وأدد).
ومنه ما ليس
بمنقول ولا مرتجل. قال في الإرتشاف : وهو الّذي علميّتة بالغلبة .
(و) منه (جملة) كانت في الأصل مبتدءا وخبرا أو فعلا وفاعلا فتحكى كـ «زيد منطلق» و «تأبّط شرّا».
(و) منه (ما
بمزج ركّبا) بأن أخذ إسمان وجعلا إسما واحدا ونزّل ثانيهما من
__________________
الأوّل بمنزلة تاء التأنيث من الكلمة (ذا) أي المركّب تركيب مزج (إن بغير) لفظ (ويه تمّ) كبعلبك (أعربا) إعراب
ما لا ينصرف وقد يضاف وقد يبنى كخمسة عشر فإن ختم بويه بني لأنّه مركّب من إسم وصوت مشبه للحرف
في الإهمال وبناؤه على الكسر على أصل التقاء السّاكنين وقد يعرب
إعراب ما لا ينصرف .
وشاع في
الأعلام ذو الإضافة
|
|
كعبد شمس
وأبي قحافة
|
(وشاع في الأعلام) المركّبة (ذو
الإضافة كعبد شمس) وهو علم لأخي هاشم بن عبد مناف (وأبي قحافة) وهو علم لوالد أبي
بكر ، قيل وإنّما أتي بمثالين ـ وإن كان المثال لا يسأل عنه كما قال السّيرافيّ ليعرّفك أنّ الجزء الأوّل يكون كنية
وغيرها ومعربا بالحركات والحروف وأنّ الثاني يكون منصرفا وغيره.
ووضعوا لبعض
الأجناس علم
|
|
كعلم الأشخاص
لفظا وهو عم
|
(ووضعوا لبعض الأجناس) لا لكلّها (علم)
بالوقف على السّكون على لغة
__________________
ربيعة (كعلم الأشخاص لفظا) فيأتي منه الحال ويمتنع من الصّرف مع سبب آخر ، ومن دخول الألف والّلام عليه ونعته بالنّكرة ويبتدأ به (وهو عمّ) معنى مدلوله شائع كمدلول النّكرة لا يخصّ واحدا بعينه ،
ولذالك قال في شرح التّسهيل : إنّه كاسم الجنس.
من ذاك أمّ
عريط للعقرب
|
|
وهكذا ثعالة
للثّعلب
|
ومثله برّة
للمبرّة
|
|
كذا فجار علم
للفجرة
|
(من ذاك) أعلام وضعت للأعيان نحو (أمّ
عريط) فإنّه علم (للعقرب) أي لجنسها (وهكذا ثعالة) فإنّه علم (للثّعلب) أي لجنسه (ومثله) أي مثل علم الجنس
الموضوع للأعيان علم جنس موضوع للمعاني نحو (برّة) علم (للمبرّه) وسبحان علم للتّسبيح و (كذا فجار) بالبناء على الكسر
كحذام علم للفجرة بسكون الجيم ويسار للميسرة .
__________________
الثالث من المعارف اسم الإشارة
وأخّره في
التّسهيل من الموصول وضعا مع تصريحه ، بأنّه قبله رتبة ، وحدّه كما قال فيه : ما دلّ على مسمّى وإشارة إليه.
بذا لمفرد
مذكّر أشر
|
|
بذي وذه تي
تا على الأنثي اقتصر
|
(بذا لمفرد مذكّر) عاقل أو غيره (أشر
بذي وذه) بسكون الهاء وذه بالكسر وذهي بالياء و (تي) و (تا) وته كذه (على الأنثى
اقتصر) فأشربها إليها دون غيرها.
وذان تان
للمثنّي المرتفع
|
|
وفي سواه ذين
تين اذكر تطع
|
(وذان) تثنية ذا بحذف الألف الأولى
لسكونها وسكون ألف التّثنية يشاربها
__________________
للمثنّى المذكّر المرتفع و (تان) تثنية تا بحذف الألف لما تقدّم يشاربها (للمثنّى) المؤنّث (المرتفع). وإنّما لم يثنّ
من ألفاظ الأنثى إلّا تا حذرا من الالتباس (وفي سواه) إي سوى المرتفع وهو
المنتصب والمنخفض (ذين) للمذكّر و (تين) للمؤنّث (اذكر تطع) النّحاة.
وبأولي أشر
لجمع مطلقا
|
|
والمدّ اولي
ولدي البعد انطقا
|
بالكاف حرفا
دون لام أو معه
|
|
والّلام ان
قدّمت ها ممتنعه
|
(وبأولى أشر لجمع مطلقا) سواء كان
مذكّرا أم مؤنّثا عاقلا أم غيره والقصر فيه لغة تميم (والمدّ) لغة الحجاز ، وهو (أولى)
من القصر ، وحينئذ يبنى على الكسر لالتقاء السّاكنين .
(ولدى) الإشارة
إلى ذي (البعد) زمانا أو مكانا أو ما نزّل منزلته لتعظيم أو لتحقير (انطقا) مع اسم الإشارة (بالكاف) حال كونه (حرفا) لمجرّد الخطاب (دون لام أو معه) فقل ذاك أو ذلك واختار
ابن الحاجب أنّ ذاك ونحوه للمتوسّط
__________________
(واللّام إن قدّمت) على اسم الإشارة (ها) للتّنبيه فهي (ممتنعة). نحو :
[رأيت بني غبراء لا ينكروننى]
|
|
ولا أهل هذاك
الطّراف الممدّد
|
وتمتنع أيضا مع التّثنية والجمع إذا ما مدّ .
وبهنا أو
ههنا أشر إلى
|
|
داني المكان
وبه الكاف صلا
|
في البعد أو
بثمّ فه أو هنّا
|
|
أو بهنالك انطقن
أو هنّا
|
(وبهنا أو ههنا أشر إلى داني
المكان) أي قريبه (وبه الكاف) المتقدّمة (صلا في البعد) فقل هناك وههناك (أو بثمّ) بفتح الثاء المثلّثة (فه) أي
انطق ، ويقال في الوقف «ثمّة» (أو هنّا) بفتح الهاء وتشديد النون (أو بهنالك انطقن)
ولا تقل ها هنالك (أو هنّا) بكسر الهاء وتشديد النون.
تنبيه : ذكر
المصنّف في نكته على مقدّمة ابن الحاجب أنّ هنالك يأتي للزّمان ، مثل (هُنالِكَ تَبْلُوا) كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ .
__________________
الرابع من المعارف الموصول
وهو قسمان
حرفيّ ، واسميّ فالحر فيّ ما أوّل مع صلته بمصدر وهو أن ، وأنّ ، ولو ، وما ، وكى. ولم يذكره
المصنّف هنا لأنّه لا يعدّ من المعارف وذكره في الكافية
استطرادا .
ف «أن» توصل
بالفعل المتصرّف ماضيا أو مضارعا أو أمرا وأمّا (أَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما
سَعى) و (أَنْ عَسى أَنْ
يَكُونَ) فهي مخفّفة من المثقّلة.
و «أنّ» توصل باسمها وخبرها ، وإن خفّفت فكذلك لكن اسمها يحذف كما
__________________
سيأتي .
و «لو» توصل بالماضي والمضارع وأكثر وقوعها بعد ودّ ونحوه .
و «ما» توصل
بالماضي والمضارع وبجملة اسميّة بقلّة و «كى» توصل بالمضارع فقطّ.
موصول
الاسماء الّذي الأنثي الّتي
|
|
واليا إذا ما
ثنّيا لا تثبت
|
وأمّا (موصول
الأسماء) فيذكره بالعدّ فللمفرد المذكر (الّذى) وفيها لغات تخفيف الياء ،
وتشديدها ، وحذفها مع كسر ما قبلها وسكونه وعدّها بعضهم من الموصولات الحرفيّة وضعّفه في الكافية.
وللمفردة (الأنثى
الّتي) وفيها ما في الّذي من اللّغات (والياء) الّتي في الّذي والّتي (إذا ما
ثنّيا لا تثبت) بضمّ أوّله للفرق بين تثنية المعرب وتثنية المبنىّ.
بل ما تليه
أوله العلامة
|
|
والنّون إن
تشدد فلا ملامة
|
(بل ما تليه) الياء وهو الذّال
والتّاء (أوله العلامة) أي علامة التّثنية فتفتح الذّالّ
__________________
والتّاء لأجلها .
(والنّون)
منهما إذا ما ثنّيا (إن تشدد) مع الألف وكذا مع الياء كما هو مذهب الكوفيّين واختاره المصنّف (فلا ملامة) عليك لفعلك الجائز. نحو (وَالَّذانِ
يَأْتِيانِها مِنْكُمْ) ، (رَبَّنا أَرِنَا
الَّذَيْنِ).
والنّون من
ذين وتين شدّدا
|
|
أيضا وتعويض
بذاك قصدا
|
(والنّون من) تثنية اسمي الإشارة (ذين
وتين شدّدا أيضا) نحو (فَذانِكَ بُرْهانانِ)(إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ) ، (وتعويض بذاك) التّشديد عن الياء المحذوفة في الموصول
والألف المحذوفة في اسم الإشارة (قصدا) وقد يحذف النّون من اللّذين
واللّتين كقوله :
أبني كليب
إنّ عمّى اللّذا
|
|
[قتلا الملوك وفكّكا الأغلالا]
|
وقوله :
هما اللّتا
لو ولدت تميم
|
|
[لقيل فخر لهم صميم]
|
__________________
جمع الّذي
الأولى الّذين مطلقا
|
|
وبعضهم
بالواو رفعا نطقا
|
(جمع الّذي الأولى) للعاقل وغيره ،
وندر مجيئها لجمع المؤنّث ، واجتمع الأمران في قوله :
وتبلي الأولى
يستلئمون على الأولى
|
|
تراهنّ يوم
الرّوع كالحدإ القبل
|
وفي قوله كغيره جمع تسامح وللّذي أيضا (الّذين) للعاقل فقطّ وهو
بالياء (مطلقا) رفعا ونصبا وجرا ، ولم يعرب في هذه الحالة مع أنّ الجمع من خصائص الأسماء لأنّ الّذين ـ كما سبق ـ للعقلاء فقطّ والّذي عامّ له ولغيره ، فلم يجريا على سنن الجموع المتمكّنة وقد يستعمل الّذي بمعنى الجمع
كقوله تعالى : (كَمَثَلِ الَّذِي
اسْتَوْقَدَ ناراً) (وبعضهم بالواو رفعا نطقا) فقال :
__________________
نحن الّذون
صبّحوا الصّباحا
|
|
يوم النخيل
غارة ملحاحا
|
بالّلات
والّلاء الّتي قد جمعا
|
|
واللّاء
كالّذين نزرا وقعا
|
(بالّلات) واللّائي واللوائي (واللّاء)
واللّواتي (الّتي قد جمعا واللّاء كالّذين نزرا) أي قليلا (وقعا) قال :
فما آباؤنا
منه
|
|
علينا اللّاء
قد مهدوا الحجورا
|
ومن وما وأل
تساوي ما ذكر
|
|
وهكذا ذو عند
طيّ قد شهر
|
(ومن) تساوي ما ذكر من الّذي
والّتي وفروعهما أي تطلق على ما تطلق عليه بلفظ واحد وهي مختصّة بالعالم وتكون لغيره إن نزّل بمنزلته نحو :
أسرب القطاهل
من يعير جناحه
|
|
لعلّي إلى من
قد هويت أطير
|
أو اختلط به تغليبا للأفضل نحو قوله تعالى : (يَسْجُدُ لَهُ مَنْ
فِي السَّماواتِ وَمَنْ الْأَرْضِ) أو اقترن به في عموم فصّل بمن نحو (وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ
دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ
__________________
فَمِنْهُمْ
مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ) لاقترانه بالعالم في كلّ دابّة.
(وما) أيضا
تساوي ما ذكر من الّذي والّتي وفروعهما ، وهي صالحة لما لا يعلم
ولغيره ـ كما قال في شرح الكافية ـ خلاف «من» لكنّ الأولى بها ما لا يعلم ، نحو (وَاللهُ خَلَقَكُمْ
وَما تَعْمَلُونَ) ولهذا ذكر كثير أنّها مختصّة بما لا يعلم عكس «من» ، وذلك وهم
، ومن ورودها في العالم قوله تعالى : (فَانْكِحُوا ما طابَ
لَكُمْ مِنَ النِّساءِ).
(وأل) أيضا (تساوي
ما ذكر) من الّذي والّتي وفروعهما وتأتي للعالم وغيره ـ أي على السّواء ـ كما يفهم
من عباراتهم وفهم من كلامه أنّها موصول اسميّ وهو كذلك بدليل عود الضّمير عليها في نحو قولهم : «قد أفلح المتّقي ربّه» وقال
__________________
المازنيّ : موصول حرفيّ. وردّ بأنّه لو كان كذلك لانسبك بالمصدر ، وقال الأخفش : حرف تعريف .
(وهكذا) أي كـ
«من» وما بعدها في كونها تساوي «الّذي» و «الّتي» وفروعهما (ذو عند طيّ قد شهر)
كما نقله الأزهري ، نحو :
[فإنّ الماء ماء أبي وجدّي]
|
|
وبئري ذو
حفرت وذو طويت
|
ويقال : رأيت
ذو فعل وذو فعلا ، وذو فعلت ، وذو فعلتا ، وذو فعلوا ، وذو
فعلن ، وبعضهم يعربها ـ ذكره ابن جنّي ، كقوله :
[فإمّا كرام موسرون لقيتهم]
|
|
فحسبى من ذي
عندهم ما كفانيا
|
وكالّتي أيضا
لديهم ذات
|
|
وموضع
الّلاتي أتي ذوات
|
(وكالّتي أيضا لديهم) أي لدى بعضهم
، كما ذكره في شرح الكافية (ذات) مبنيّة على الضّمّ نحو : «والكرامة ذات
أكرمكم الله به» وقد تعرب إعراب مسلمات .
(وموضع اللّات أتى) عند بعضهم (ذوات) مبنيّة على الضّمّ نحو :
__________________
[جمعتها من أينق موارق]
|
|
ذوات ينهضن
بغير سائق
|
وقد تعرب إعراب
مسلمات.
تتمّة : قد
تثنّى «ذو» وتجمع ،
فيقال : ذوا ، وذوي ، وذووا ، وذوي ويقال في «ذات» : ذاتا ، وذواتا ، وذوات.
ومثل ما ، ذا
بعد ما استفهام
|
|
أو من إذا لم
تلغ في الكلام
|
(ومثل ما) فيما تقدّم (ذا) الواقعة (بعد ما استفهام أو من) أختها (إذا لم تلغ في الكلام) بأن تكون زائدة أو يصير المجموع للاستفهام ولم تكن للإشارة كقوله :
ألا تسألان
المرء ما ذا يحاول
|
|
[انحب فيقضي أم ضلال وباطل]
|
بخلاف ما إذا
ألغيت كقولك : «لما ذا جئت؟» أو كانت للإشارة كقولك «ماذا التّواني؟» ولم يشترط الكوفيّون تقدّم «ما» أو «من» مستدلّين بقوله :»
[عدس ما لعبّاد عليك إمارة
|
|
أمنت] وهذا
تحملين طليق
|
وأجيب عنه بأنّ هذا طليق جملة اسمية وتحملين حال أي محمولا. وقال
__________________
الشيخ سراج الدّين البلقينى : يجوز أن يكون ممّا حذف فيه الموصول من غير أن يجعل هذا
موصولا ، والتقدير هذا الّذي تحملين على حدّ قوله :
فو الله ما
نلتم وما نيل منكم
|
|
بمعتدل وفق
ولا متقارب
|
أي ما الّذي
نلتم قال : ولم أر أحدا خرّجه ـ أي وهذا تحملين طليق ـ على هذا إنتهى. وهو حسن أو متعيّن.
وكلّها تلزم
بعده صله
|
|
على ضمير
لائق مشتمله
|
(وكلّها) أي كلّ الموصولات (تلزم
بعدها صلة على ضمير) يسمّي العائد (لائق) بالموصول مطابق له إفرادا وتذكيرا
وغيرهما (مشتملة) ويجوز في ضمير «من» و «ما» مراعاة اللّفظ والمعنى .
وجملة أو
شبهها الّذي وصل
|
|
به كمن عندي
الّذي ابنه كفل
|
(وجملة) خبريّة خالية من معنى
التّعجّب معهود معناها غالبا (أو شبهها) وهو الظّرف والمجرور إذا كانا تامّين (الّذي وصل) الموصول به (كمن عندي) والّذي في
__________________
الدّار (الّذي ابنه كفل) ويتعلّق الظّرف والمجرور الواقعان صلة بإستقرّ
محذوفا وجوبا.
وصفة صريحة
صلة أل
|
|
وكونها بمعرب
الأفعال قلّ
|
(وصفة صريحة) أي خالصة الوصفيّة
كاسمي الفاعل والمفعول (صلة أل) بخلاف غير الخالصة وهي الّتي غلب عليها الإسميّة
كالأبطح (وكونها) توصل (بمعرب الأفعال) وهو فعل المضارع (قلّ) ومنه :
ما أنت
بالحكم التّرضى حكومته
|
|
[ولا الأصيل ، ولا ذي الرّأى والجدل]
|
وليس بضرورة عند المصنّف. قال : لأنّه متمكّن من أن يقول «المرضى»
وردّ بأنّه لو قاله لوقع في محذور أشدّ من جهة عدم تأنيث الوصف المسند إلى
المؤنّث ، أمّا وصلها بالجملة الاسمية نحو :
من القوم
الرّسول الله منهم
|
|
[لهم دانت رقاب بني معدّ]
|
فضرورة
بالاتّفاق.
أىّ كما
وأعربت ما لم تضف
|
|
وصدر وصلها
ضمير انحذف
|
(أيّ كما) فيما تقدّم وقد تستعمل بالتاء للمؤنّث (وأعربت) لما تقدّم في
__________________
المعرب والمبنيّ (ما) دامت (لم تضف) لفظا (و) الحال أنّ (صدر وصلها ضمير) [وذلك الضّمير] مبتدأ (انحذف) بأن كانت مضافة وصدر صلتها مذكورا ، أو غير مضافة وصدر صلتها
محذوفا أو مذكورا ، فإن أضيفت وحذف صدر صلتها بنيت قيل [بناؤها في هذه الحالة]
لتأكيد مشابهتها الحرف من حيث افتقارها إلى ذلك المحذوف قلت : وهذه العلّة موجودة في الحالة الثّانية فيلزم عليها بناؤها فيها على أنّ بعضهم قال به قياسا ـ نقله الرّضيّ ، وهو يردّ نفي المصنّف في
__________________
الكافية الخلاف في إعرابها حينئذ.
ثمّ بناؤها على
الضّم لشبهها بقبل وبعد لأنّه حذف من كلّ واحد ما يبيّنه ومثال بنائها في الحالة الرّابعة قراءة الجمهور : (ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ
مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ) بالضّمّ .
وبعضهم أعرب
مطلقا وفي
|
|
ذا الحذف
أيّا غير أي يقتفي
|
(وبعضهم) كالخليل ويونس (أعرب)
أيّا (مطلقا) وإن أضيفت وحذف صدر صلتها ، وقد قرئ شاذا في الآية السّابقة بالنّصب وأوّلت قراءة الضّم على الحكاية أي الّذي يقال فيهم أيّهم أشدّ.
(وفي ذا الحذف)
أي حذف صدر الصّلة الّذي هو العائد (أيّا غير أيّ) من بقيّة الموصولات (يقتفي) أي يتّبع ولكن بشرط ليس في أيّ ، أشار إليه بقوله :
ان يستطل وصل
وإن لم يستطل
|
|
فالحذف نزرو
أبوا أن يختزل
|
إن صلح
الباقي لوصل مكمل
|
|
والحذف عندهم
كثير منجلي
|
في عائد
متّصل إن انتصب
|
|
بفعل او وصف
كمن ترجو يهب
|
__________________
(إن يستطل وصل)
أي يوجد طويلا نحو : (وَهُوَ الَّذِي فِي
السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ) أي الّذي هو في السّماء إله (وإن لم يستطل) الوصل (فالحذف)
للعائد (نزر) أي قليل كقوله :
من يعن
بالحمد لا ينطق بما سفه
|
|
[ولا يحد عن سبيل الحلم والكرم]
|
أي بما هو سفه.
(وأبوا) أي
إمتنع النّحاة من تجويز (أن يختزل) أي يقطع العائد أي يحذف (إن صلح الباقي لوصل مكمل) كأن يكون جملة أو ظرفا أو مجرورا تامّا. لأنّه لا يعلم أحذف شيء
منه أم لا.
(والحذف عندهم كثير منجلي في عائد متّصل إن انتصب) وكان ذلك النصب (بفعل)
تامّا كان أو ناقصا (أو وصف) غير صلة الألف واللّام فالمنصوب بالفعل (كمن ترجو) أي
تأمل للهبة (يهب) أي ترجوه وكقوله :
[فأطعمته من لحمها وسنامها]
|
|
شواءا وخير
الخير ما كان عاجله
|
أي ما كانه
عاجله ـ كذا قال المصنف خلافا لقوم والمنصوب بالوصف ليس
__________________
كالمنصوب بالفعل في الكثرة كقوله :
ما الله
موليك فضل [فاحمدنه به
|
|
فما لدى غيره
نفع ولا ضرر]
|
أي الّذي الله
موليكه فضل ، فلا يجوز حذف المنفصل كـ «جاء الّذي إيّاه ضربت» ولا المنصوب بغير
الفعل والوصف ، كالمنصوب بالحرف كـ «جاء الّذي إنّه قائم» ، ولا المنصوب بصلة
الألف واللّام كـ «جاء الّذي أنا الضّاربه» ذكره في التسهيل.
كذاك حذف ما
بوصف خفضا
|
|
كأنت قاض بعد
أمر من قضى
|
(كذلك) يجوز (حذف ما بوصف) بمعنى
الحال والإستقبال (خفضا) بإضافته إليه (كأنت قاض) الواقع (بعد) فعل (أمر من قضى) إشارة إلى قوله تعالى : (فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ) أي قاضيه فلا يجوز الحذف من نحو «جاء الّذي أنا غلامه ، أو مضروبه أو ضاربه أمس».
كذا الّذي
جرّ بما الموصول جرّ
|
|
كمرّ بالّذي
مررت فهو برّ
|
(كذا) يجوز حذف الضمير (الّذي جرّ
بما) أي بمثل الحرف الّذي (الموصول جرّ) لفظا ومعنى ومتعلّقا (كمرّ بالّذي مررت) به (فهو برّ) أي محسن ، فإن جرّ
__________________
بغير ما جرّ الموصول لفظا كـ «مررت بالّذي غضبت عليه» أو معنى كـ «مررت بالّذي مررت به على زيد» أو متعلّقا كـ «مررت بالّذي فرحت به» لم يجز الحذف.
__________________
الخامس من المعارف المعرّف بأداة التعريف أي بآلته
أل حرف تعريف
أو اللّام فقط
|
|
فنمط عرّفت
قل فيه النّمط
|
(أل) بجملتها هل هي (حرف تعريف أو
اللّام فقط) فيه خلاف : فالخليل على الأوّل ورجّحه المصنّف في شرح الكافية والتسهيل ، فالهمزة همزة
قطع وسيبويه والجمهور ـ كما قال أبو البقاء في شرح التّكملة ـ على الثّانى فالهمزة اجتلبت للنّطق بالساكن وجزم المصنف في فصل زيادة همزة الوصل بأنّ همزة أل وصل يشعر بترجيحه لهذا القول ولسيبويه قول آخر : إنّها بجملتها حرف
تعريف والألف زائدة (فنمط عرّفت) أي أردت تعريفه (قل فيه النّمط) وهو ثوب يطرح على الهودج
والجمع «أنماط».
__________________
واعلم أنّ أل
يكون لاستغراق أفراد الجنس إن حلّ محلّها كلّ على سبيل الحقيقة
ولاستغراق صفات الأفراد إن حلّ على سبيل المجاز ولبيان الحقيقة إن أشيربها وبمصحوبها إلى الماهيّة من حيث هي هي ولتعريف العهد الذّهني والحضوري والذّكري.
وقد تزاد
لازما كاللّات
|
|
والآن
والّذين ثمّ اللّاتي
|
(وقد تزاد لازما) بأن كان ما دخلت عليه معرّفا بغيرها (كاللات) اسم صنم كان بمكّة
(والآن) اسم للوقت الحاضر ، وهو مبنيّ لتضمّنه معنى أل الحضورية ، قيل : وهذا من الغريب
لكونهم جعلوه متضمّنا معنى أل الحضوريّة وجعلوا أل الموجودة
__________________
فيه زائدة وبني على الحركة لالتقاء الساكنين وكانت فتحة ليكون بناؤه على ما يستحقّه الظّروف .
(والّذين ثمّ
اللّاتي) جمع الّتي. وهذا على القول بأنّ تعريف الموصول بالصّلة وأمّا على القول
بأنّ تعريفه باللّام إن كانت فيه وبنيّتها إن لم تكن فليست زائدة.
ولاضطرار
كبنات الأوبر
|
|
كذا وطبت
النّفس يا قيس السّري
|
(و) تزاد زائدة غير لازمة بأن دخلت
(لإضطرار كبنات الأوبر) في قول الشّاعر :
[ولقد جنيتك أكمئا وعساقلا]
|
|
ولقد نهيتك
عن بنات الأوبر
|
أراد به بنات أوبر وهو ضرب من الكمأه (كذا وطبت النّفس) في قول
الشاعر :
رأيتك لمّا
إن عرفت وجوهنا
|
|
صددت وطبت
النّفس (يا قيس) عن مرو
|
أراد نفسا ،
وقوله (السّري) معناه الشريف تمّم به البيت.
وبعض الأعلام
عليه دخلا
|
|
للمح ما قد
كان عنه نقلا
|
كالفضل
والحارث والنّعمان
|
|
فذكر ذا
وحذفه سيّان
|
(وبعض الأعلام) المنقولة (عليه
دخلا للمح ما) أي لأجل ملاحظة الوصف
__________________
الّذي (قد كان عنه نقلا كالفضل) يسمّى به من يتفأّل بأنّه يعيش ويصير ذا فضل (والحارث) يسمّى
به من يتفأّل بأنّه يعيش ويحرث (والنّعمان فذكر ذا) أي أل (وحذفه) بالنسبة إلى التّعريف (سيّان) .
وقد يصير
علما بالغلبة
|
|
مضاف او
مصحوب أل كالعقبة
|
(وقد يصير علما بالغلبة) كابن عباس وابن عمر وابن مسعود للعبادلة (أو مصحوب أل كالعقبة) لإيلة والمدينة للطّيبة والكتاب لكتاب سيبويه. ثم
الّذي صار علما بغلبة الإضافة لا تنزع منه بنداء ولا بغيره كما قال في شرح الكافية.
وحذف أل ذي
إن تناد أو تضف
|
|
أوجب وفي
غيرهما قد تنحذف
|
(وحذف ال) ذي من الاسم الّذي كان علما بغلبتها (إن تناد أو تضف أوجب)
__________________
نحو «يا أعشى» و «هذه مدينة الرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم» (وفي غيرهما) أي غير النّداء والإضافة (قد تنحذف) أل بقلّة نحو «هذا عيّوق طالعا».
__________________
هذا باب الإبتداء
وقدّم أحكام
المبتدأ على الفاعل تبعا لسيبويه. وبعضهم يقدّم الفاعل وذلك مبنيّ على القولين في أنّ أصل المرفوعات هل هو المبتدأ
أو الفاعل؟
وجه الأوّل أنّ المبتدأ مبدوّية الكلام ، وأنّه لا يزول عن كونه
مبتدأ وإن تأخّر ، والفاعل يزول فاعليّته إذا تقدّم وأنّه عامل ومعمول ، والفاعل
معمول ليس غيره. ووجه الثّاني أنّ عامله لفظيّ ، وهو أقوى من عامل المبتدأ المعنويّ
وأنّه إنّما رفع للفرق بينه وبين المفعول وليس المبتدأ كذلك والاصل في الإعراب أن
يكون للفرق بين المعاني.
__________________
ثمّ المبتدأ
اسم مجرّد عن العوامل اللّفظيّة غير المزيدة مخبر عنه أو وصف رافع لمكتفى به فالاسم يعمّ الصّريح والمأوّل والقيد الأوّل يخرج الإسم في باب كان ، وإنّ ، والمفعول الأوّل في باب
ظنّ والثاني يدخل نحو «بحسبك درهم» على أنّ شيخنا العلّامة الكافجي يرى أنّه خبر مقدّم وأنّ
المبتدأ درهم نظرا إلى المعنى والثالث يخرج أسماء الأفعال وبقيد الوصف بكونه رافعا لمكتفي به
يخرج قائما من «أقائم أبوه زيد». إذا علمت ذلك فنزّل المثال على هذا الحدّ وقل :
مبتدأ زيد
وعاذر خبر
|
|
إن قلت زيد
عاذر من اعتذر
|
وأوّل مبتدأ
والثّاني
|
|
فاعل اغني في
أسار ذان
|
مبتدأ زيد
وعاذر خبر) عنه (إن قلت زيد عاذر من اعتذر) لانطباق الحدّ عليه
__________________
(وأوّل مبتدأ والثّاني فاعل) أو نائب عنه (أغنى) المبتدأ عن الخبر (في) كلّ وصف إعتمد على استفهام ورفع ظاهرا أو
مضمرا بارزا نحو (أسار ذان).
وقس
وكاستفهام النّفي وقد
|
|
يجوز نحو
فائز أولو الرّشد
|
(وقس) على هذا المثال نحو «كيف
جالس الزّيدان» و «أمضروب العمروان» ولا يجوز كونه مبتدءا إذا رفع ضميرا مستترا نحو
قاعد في «ما زيد قائم ولا قاعد» (وكاستفهام) في اعتماد الوصف عليه (النّفى) نحو :
خليليّ ما
واف بعهدي أنتما
|
|
[إذا لم تكونا لي على من أقاطع]
|
و «غير قائم
الزّيدان» و «ما مضروب العمروان» (وقد) قال الأخفش والكوفيّون (يجوز) كون الوصف مبتدءا وله فاعل يغني عن
الخبر من غير اعتماد على نفي ولا استفهام (نحو فائز) أي ناج (أولو الرّشد) بفتحتين
أي أصحاب الهدى
والثّان
مبتدأ وذا الوصف خبر
|
|
إن في سوي
الافراد طبقا استقر
|
(والثّان) وهو ما بعد الوصف (مبتدأ)
مؤخّر (وذا الوصف) بالرفع (خبر) عنه مقدّم عليه (إن في سوى الإفراد) وهو التّثنية والجمع السّالم (طبقا) أي
مطابقا لما بعده
__________________
(استقرّ) هذا الوصف نحو «أقائمان الزّيدان» و «أقائمون الزّيدون».
ولا يجوز كون
الوصف مبتدءا وما بعده خبره ، لأنّه إذا أسند إلى الظاهر تجرّد من علامة التّثنية والجمع
كالفعل فإن تطابقا في الإفراد نحو «أقائم زيد» جاز كون ما بعد الوصف فاعلا سدّ مسدّ الخبر وكونه مبتدأ مؤخّرا والوصف خبرا مقدّما ، والجمع المكسّر
كالمفرد وكذا الوصف المطلق على المفرد والمثنّى والجمع بصيغة واحدة نحو «أجنب
الزّيدان».
ورفعوا مبتدأ
بالابتدا
|
|
كذاك رفع خبر
بالمبتدا
|
(ورفعوا مبتدأ بالابتدا) وهو كونه معرّى من العوامل اللّفظية ، وقيل : جعل الإسم
أوّلا ليخبر عنه (كذاك رفع خبر بالمبتدا) وحده ـ وهو الصحيح الّذي نصّ عليه
__________________
سيبويه ـ لأنّه طالب له وقيل : بالابتداء لأنّه اقتضاهما فعمل فيهما. وردّ بأنّ أقوى العوامل ـ وهو الفعل ـ لا
يعمل رفعين فما ليس أقوى أولى وقيل بالابتداء والمبتدأ ، وقال الكوفيون ترافعا ،
أي كلّ واحد منهما رفع الآخر وله نظائر في العربيّة .
والخبر الجزء
المتمّ الفائدة
|
|
كالله برّ
والأيادي شاهدة
|
ومفردا يأتي
ويأتي جملة
|
|
حاوية معني
الّذي سيقت لة
|
(والخبر) هو (الجزء المتمّ الفائدة)
مع مبتدأ غير الوصف (كالله برّ) أي محسن لعباده (والايادى) أي النّعم (شاهدة) له.
(ومفردا يأتى)
الخبر ، والمراد به ما للعوامل تسلّط على لفظه فيشمل ما لا معمول له كـ «هذا زيد» ، وما عمل الجرّ كـ «زيد
غلام عمرو» أو الرّفع كـ «زيد قائم أبوه» ، أو النّصب كـ «هذا ضارب أبوه عمرا» (ويأتي
جملة بشرط أن تكون (حاوية معنى) المبتدأ (الّذي سيقت له) أي اسما بمعناه يربطها به لاستقلال
__________________
الجملة وهو إمّا ضمير موجود كـ «زيد قام أبوه» أو مقدّر كـ «ألبرّ
قفيز بدرهم» أي منه ، أو اسم أشير به إليه نحو (وَلِباسُ التَّقْوى
ذلِكَ خَيْرٌ) ويغني عن الرّابطة تكرار المبتدأ بلفظه ك (الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ) أو عموم في الخبر يدخل المبتدأ تحته نحو (إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً).
وإن تكن
إيّاه معنى اكتفى
|
|
بها كنطقي
الله حسبي وكفى
|
والمفرد
الجامد فارغ وإن
|
|
يشتقّ فهو ذو
ضمير مستكن
|
(وإن تكن) الجملة (إيّاه معنى اكتفى) المبتدأ بها (كنطقى) أي منطوقي (الله حسبي وكفى).
(و) الخبر (المفرد
الجامد) والمراد به ـ كما قال في شرح الكافية ـ ما ليس صفة يتضمّن معنى فعل
وحروفه (فارغ) أي خال من الضّمير عند البصريّين لأنّ تحمّل
__________________
الضمير فرع عن كون المتحمّل صالحا لرفع ظاهر على الفاعلية ، وذلك مقصور على الفعل أو ما هو بمعناه. وذهب الكوفيّون إلى
أنّه يتحمّله.
(وإن يشتقّ)
الخبر المفرد أو يأوّل بمشتقّ كـ «هذا أسد» أي شجاع (فهو ذو ضمير مستكن) أي مستتر فيه. هذا إذا لم يرفع ظاهرا فإن رفعه لم يتحمّل وإن جرى على من هوله وإلّا فله حكم ذكره بقوله :
وأبرزنه
مطلقا حيث تلا
|
|
ما ليس معناه
له محصّلا
|
(وأبرزنه) أي الضمير وجوبا (مطلقا)
سواء أمن من اللّبس أم لم يؤمن (حيث تلى) وقع ذلك الوصف بعد (ما) أي مبتدأ (ليس
معناه) أي معنى ذلك الوصف (له) أي للمبتدأ (محصّلا) بل كان محصّلا لغيره أي كان وصفا جاريا على غير من هوله
__________________
كـ «زيد عمرو ضاربه هو» و «زيد هند ضاربها هو» وأجاز الكوفيّون الاستتار إذا أمن من اللّبس واختاره المصنف في الكافية.
وأخبروا بظرف
أو بحرف جرّ
|
|
ناوين معني
كائن أو استقرّ
|
(وأخبروا) عن المبتدأ (بظرف) نحو (وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ) (أو بحرف جرّ) مع مجروره كـ «الحمد لله» حالكونهم (ناوين) أي مقدّرين له
متعلّقا إسم فاعل أو فعلا هو الخبر في الحقيقة ولا يكون إلّا كائنا أو استقرّ أو
ما فيه (معنى كائن أو استقرّ) كثابت ووجد ونحوهما.
فرع : يجب حذف
هذا المتعلّق ، وشذّ التّصريح به في قوله :
[لك العزّ إن مولاك عزّ وإن يهن]
|
|
فأنت لدى
بحبوحة الهون كائن
|
ثمّ إن قدّر اسم فاعل وهو اختيار المصنف لوجوب تقديره اتّفاقا بعد
أمّا وإذا
__________________
المفاجأة لامتناع إيلائهما الفعل ، فهو من قبيل المفرد وإن قدّر فعلا وهو
اختيار ابن الحاجب لوجوب تقديره في الصّلة فواضح أنّه من قبيل الجملة ولا يخفى أنّ إجراء الباب على سنن واحد أولي من الإلحاق بباب
آخر.
واعلم أنّ اسم
الزّمان يكون خبرا عن الحدث نحو «القتال يوم الجمعة» لأنّ الأحداث متجدّدة ، ففي
الإخبار عنها به فائدة ، وهي تخصيصها بزمان دون زمان.
ولا يكون اسم
زمان خبرا
|
|
عن جثّة وإن
يفد فأخبرا
|
ولا يكون اسم
زمان خبرا عن) مبتدأ (جثّة) فلا يقال «زيد يوم الجمعة» (وإن يفد) الإخبار به بأن كان المبتدأ عامّا والزّمان خاصا أو كان إسم الذّات
مثل اسم
__________________
المعنى في وقوعه وقتا دون وقت (فأخبرا) كنحن في شهر كذا والورد في أيّار
ولا يجوز
الابتدا بالنّكره
|
|
ما لم تفد
كعند زيد نمره
|
وهل فتى فيكم
فما خلّ لنا
|
|
ورجل من
الكرام عندنا
|
(ولا يجوز الابتدأ بالنّكرة ما)
دام الابتدأ بها (لم يفد) لأنّه لا يخبر إلّا عن معروف فإن أفاد جاز الابتداء. وتحصيل الفائدة بأمور :
أحدها ـ أن
يتقدّم الخبر وهو ظرف أو مجرور مختصّ (كعند زيد نمره) و «في الدّار رجل».
(و) الثّاني أن
يتقدّمها استفهام نحو (هل فتى فيكم).
والثّالث ـ أن
يتقدّمها نفي نحو «إن تكن خليلنا (فما خلّ لنا).
(و) الرّابع ـ أن
تكون موصوفة بوصف إمّا مذكور ، نحو (رجل من الكرام عندنا) أو مقدّر ، نحو «شرّ أهرّ ذا ناب» أي عظيم على أحد
التّقديرين وكذا إن كان
__________________
فيها معني الوصف نحو «رجيل عندنا» أي رجل حقير عندنا أو كانت
خلفا من موصوف كـ «مؤمن خير من كافر».
ورغبة في
الخير خير وعمل
|
|
برّ يزين
وليقس ما لم يقل
|
(و) الخامس ـ أن تكون عاملة فيما
بعدها نحو (رغبة في الخير خير)
(و) السّادس ـ أن
تكون مضافة نحو (عمل برّ يزين).
(وليقس) على ما
ذكر (ما لم يقل) بأن يجوز كلّ ما وجد فيه الإفادة كأن يكون فيها معنى التّعجّب كـ
«ما أحسن زيدا» أو تكون دعاء نحو (سَلامٌ عَلى إِلْ
ياسِينَ) ، و (وَيْلٌ
لِلْمُطَفِّفِينَ) أو شرطا كـ «من يقم أقم معه» أو جواب سؤال كرجل لمن قال «من عندك» ، أو عامّة كـ «كلّ يموت» أو تالية لإذا الفجائيّة نحو «خرجت فإذا
أسد بالباب» أو لواو الحال كقوله :
سرينا ونجم
قد أضاء فمذبدا
|
|
[محيّاك أخفي ضوؤه كلّ شارق]
|
__________________
وقد توجد
الإفادة دون شيء ممّا ذكر كقوله : «شجره سجدت» و «تمره خير من جرادة».
والأصل في
الأخبار أن تؤخّرا
|
|
وجوّزوا
التّقديم إذ لا ضررا
|
فامنعه حين
يستوي الجزآن
|
|
عرفا ونكرا
عادمى بيان
|
(والأصل في الأخبار أن تؤخّرا)
لأنّها وصف في المعنى للمبتدآت فحقّها التأخير كالوصف (وجوّزو التّقديم) لها على المبتدآت (إذ لا ضررا) حاصل بذلك . وفهم من كلامه أنّ الأصل في المبتدآت التّقديم (فامنعه) أي تقديم
الخبر (حين يستوي الجزآن عرفا ونكرا) بشرط أن يكونا (عادمي بيان) نحو «زيد صديقك»
للالتباس ، فإن كان ثمّة قرينة جاز كقوله :
بنونا بنو
أبنائنا [وبناتنا
|
|
بنوهنّ أبناء
الرّجال الأباعد]
|
كذا إذا ما
الفعل كان خبرا
|
|
أو قصد
استعماله منحصرا
|
أو كان مسندا
لذي لام ابتدا
|
|
أو لازم
الصّدر كمن لي منجدا
|
ونحو عندي درهم
ولي وطر
|
|
ملتزم فيه
تقدّم الخبر
|
(كذا) يمتنع تقديم الخبر (إذا ما
الفعل) الرّافع لضمير المبتدأ المستتر (كان) هو
__________________
(خبرا) نحو «زيد قام» لالتباس المبتدأ بالفاعل فإن رفع ضميرا بارزا جاز التقديم نحو «قاما الزّيدان» ، و «أسرّ النّجوي الّذين ظلموا » الانبياء ـ ٣. كذا قيل ، واعترضه والدي في حاشيته على
شرح ابن النّاظم بأنّ الألف تحذف لالتقاء السّاكنين فيقع اللّبس بالفاعل.
(او قصد
استعماله) أي الخبر (منحصرا) يعني محصورا فيه كـ «إنّما زيد شاعر» و «ما زيد إلّا
شاعر» أي ليس غيره فلا يجوز التّقديم لئلّا يتوهّم عكس المقصود وشذّ :
[فيا ربّ هل إلّا بك النّصر يرتجى
|
|
عليهم] وهل
إلّا عليك المعوّل
|
وإن لم يوهم
عكس المقصود (أو كان) الخبر (مسندا لذى) أي لمبتدأ فيه (لام ابتدا) نحو «لزيد قائم»
فلا يجوز التّقديم لأنّ لها صدر الكلام ولو تركه لفهم ممّا بعده (أو) كان مسندا لمبتدأ (لازم الصّدر)
بنفسه أو بسبب (كمن لى منجدا) وفتى
__________________
من وافد .
(و) إذا كان
المبتدأ نكرة والخبر ظرفا أو مجرورا أو جملة ـ كما قال في شرح التسهيل (نحو عندي
درهم ولي وطر) وقصدك غلامه رجل فاعلم إنّه (ملتزم فيه تقدّم الخبر) لأنّه المسوّغ للابتداء بالنّكرة.
كذا إذا عاد
عليه مضمر
|
|
ممّا به عنه
مبينا يخبر
|
(كذا) يجب تقديم الخبر (إذا عاد
عليه) أي على ملابسه (مضمر ممّا) أي من مبتدأ (به عنه مبينا يخبر) ، نحو «في الدّار صاحبها» إذ لو أخّر عاد
الضّمير على متأخّر لفظا ورتبة.
تنبيه : عبارة ابن الحاجب في هذه المسألة «أو لمتعلّقه ضمير في المبتدأ» قال المصنف في نكته على مقدّمة ابن
الحاجب : هذه عبارة غلقة على المتعلّم ولو قال «أو كان في المبتدأ ضمير له» كفاه ـ
إنتهى. (وأنت ترى ما في عبارة المصنف هنا من الغلاقة وكثرة الضّمائر المقتضية
للتّعقيد وعسر الفهم ، وكان يمكنه أن يقول كما في الكافية :
وان يعد بخبر
ضمير
|
|
من مبتدا
يوجب له التّأخير
|
__________________
كذا إذا
يستوجب التّصديرا
|
|
كأين من
علمته نصيرا
|
وخبر المحصور
قدّم أبدا
|
|
كما لنا إلّا
اتّباع أحمدا
|
(كذا) يجب التقديم (إذا) كان الخبر
(يستوجب التّصديرا) كالاستفهام (كأين من علمته نصيرا ، وخبر) المبتدأ (المحصور)
فيه (قدّم أبدا كما لنا إلّا اتّباع أحمدا) إذ لو أخّر وقيل ما اتّباع أحمد إلّا
لنا أوهم الانحصار في الخبر .
وحذف ما يعلم
جائز كما
|
|
تقول زيد بعد
من عندكما
|
وفي جواب كيف
زيد قل دنف
|
|
فزيد استغنى
عنه إذ عرف
|
(وحذف ما يعلم) من المبتدأ والخبر (جائز)
فحذف الخبر (كما تقول زيد بعد) قول السّائل (من عندكما وفي جواب) قول السّائل (كيف
زيد) احذف المبتدأ و (قل دنف) أي مريض (فزيد) المبتدأ (استغني عنه إذ عرف).
وبعد لو لا
غالبا حذف الخبر
|
|
حتم وفي نصّ
يمين ذا استقر
|
(وبعد لو لا) الإمتناعيّة (غ البا)
أي في القسم الغالب منها ، إذ هي على قسمين : قسم يمتنع فيه جوابها بمجرّد وجود المبتدأ بعدها وهو
الغالب ، وقسم يمتنع لنسبة الخبر إلى المبتدأ وهو قليل ، فالأوّل (حذف الخبر) منه (حتم)
نحو «لو لا زيد لأتيتك»
__________________
أي موجود ، والثاني حذفه جائز إذا دلّ عليه دليل بخلاف ما إذا لم يدلّ نحو «لو
لا قومك حديثو عهد بالإسلام لهدمت الكعبة وجعلت لها بابين» .
تتمة : ك لو لا فيما ذكر لو ما صرّح به ابن النّحّاس (وفى)
المبتدأ الواقع (نصّ يمين ذا) أي حذف الخبر وجوبا (استقرّ) نحو «لعمرك لأفعلنّ كذا»
أي قسمي ، فإن لم يكن نصّا في اليمين لم يجب الحذف.
وبعد واو
عيّنت مفهوم مع
|
|
كمثل كلّ
صانع وما صنع
|
(و) كذا يجب الحذف إذا وقع المبتدأ
(بعد واو) قد (عيّنت مفهوم مع) وهو المصاحبة (كمثل كلّ صانع وما صنع) أي مقترنان ،
فإن لم يكن الواو نصّا في المعيّة لم يجب الحذف نحو :
[تمنّوا اليّ الموت الّذي يشعب الفتى]
|
|
وكلّ امرىء
والموت يلتقيان
|
وقبل حال لا
يكون خبرا
|
|
عن الّذي
خبره قد أضمرا
|
كضربى العبد
مسيئا وأتمّ
|
|
تبيينى الحقّ
منوطا بالحكم
|
(و) كذا إذا كان المبتدأ مصدرا أو
مضافا إلى مصدر وهو (قبل حال لا) يصلح
__________________
أن (يكون خبرا عن) المبتدأ (الّذي خبره قد أضمرا) فالمصدر (كضربى العبد
مسيئا) فمسيئا حال سدّ مسدّ الخبر المحذوف وجوبا والأصل حاصل
إذا كان أو إذ كان مسيئا ، فحذف حاصل ثمّ الظرف. (و) المضاف إلى المصدر نحو (أتمّ تبييني الحقّ منوطا بالحكم) فأتمّ مبتدأ
مضاف إلى مصدر ، ومنوطا حال سدّ مسدّ الخبر ، وتقديره كما تقدّم وخرج بتقيّد الحال بعدم صلاحيّتها للخبريّة ما يصلح لها
فالرّفع فيه واجب نحو «ضربي زيدا شديد».
تنبيه : يجب
حذف المبتدأ في مواضع :
أحدها ؛ إذا
أخبر عنه بنعت مقطوع كـ «مررت بزيد الكريم» كما ذكره في آخر
النّعت.
الثاني ، إذا
أخبر عنه بمخصوص نعم كـ «نعم الرّجل زيد» كما ذكره في باب نعم.
الثالث إذا
أخبر عنه بمصدر بدل من اللّفظ بفعله كـ «صبر جميل» أي صبري.
الرابع إذا
أخبر عنه بصريح القسم نحو «في ذمّتي لأفعلنّ» أي يمين ـ ذكرهما في الكافية.
__________________
وأخبروا
باثنين أو بأكثرا
|
|
عن واحد كهم
سراة شعرا
|
(وأخبروا باثنين) أي بخبرين (أو
بأكثرا) من إثنين (عن) مبتدأ (واحد) سواء كان الاثنان في المعنى واحدا كـ «الرّمّان
حلو حامض» أي مزّ أم لم يكن (كهم سراة شعرا) ونحو :
من يك ذابتّ
فهذا بتّي
|
|
مقيّظ مصيّف
مشتّى
|
ويجوز الإخبار
باثنين عن مبتدءين نحو «زيد وعمرو كاتب وشاعر».
ولمّا فرغ
المصنف عن ذكر المبتدأ وما يتعلّق به شرع في نواسخه وهي ستّة :
__________________
الأول ـ كان وأخواتها
ترفع كان
المبتدا اسما والخبر
|
|
تنصبه ككان
سيّدا عمر
|
(ترفع كان المبتدأ) حال كونه (اسما)
لها (والخبر تنصبه) خبرا لها (ككان سيّدا عمر).
ككان ظلّ بات
أضحي أصبحا
|
|
أمسي وصار
ليس زال برحا
|
فتئ وانفكّ
وهذي الأربعه
|
|
لشبه نفي أو
لنفي متبعة
|
ككان) فيما ذكر
(ضلّ) بمعنى أقام نهارا و (بات) بمعنى أقام ليلا و (أضحى) و (أصبحا) و (أمسى)
بمعنى دخل في الضّحى والصّباح والمساء (وصار) بمعنى تحوّل و (ليس) وهو لنفي الحال
، وقيل مطلقا و (زال) بمعنى انفصل ، والمراد بها الّتي مضارعها يزال لا الّتي مضارعها
يزول أو يزيل وكذلك (برح ا) بمعنى زال ومنه البارحة للّيلة الماضية و (فتئ وانفكّ. وهذي الأربعة) الأخيرة
شرط إعمالها أن تكون (لشبه نفى) وهو النّهى والدّعاء (أو لنفي متبعة).
__________________
ومثل كان دام
مسبوقا بما
|
|
كأعط ما دمت
مصيبا درهما
|
(ومثل كان دام) بمعنى بقى واستمرّ
لكن بشرط أن يكون (مسبوقا بما) المصدريّة الظّرفيّة (كأعط ما دمت مصيبا درهما وقد يستعمل بعض هذه الأفعال بمعنى بعضها ، فتستعمل كان
وظلّ وأضحى وأصبح وأمسى بمعنى صار نحو (وَفُتِحَتِ السَّماءُ
فَكانَتْ أَبْواباً) و (ظَلَّ وَجْهُهُ
مُسْوَدًّا).
تتمة : ألحق
بصار أفعال بمعناها ، وهى : آض ، ورجع ، وعاد ، واستخال ، وقعد ، وحار ، وجاء
وارتدّ وتحوّل ، وغدا ، وراح ـ ذكرها في الكافية.
واعلم إنّ هذه
الأفعال على أقسام : ماض له مضارع وأمر ومصدر ووصف وهو كان وصار وما بينهما ، وماض له مضارع دون أمر ووصف
دون مصدر وهو زال وأخواته ، وماض لا مضارع له ولا أمر ولا مصدر ولا وصف وهو ليس
ودام.
وغير ماض
مثله قد عملا
|
|
إن كان غير
الماضي منه استعملا
|
(وغير ماض مثله قد عملا) إن كان غير الماضي منه استعملا) نحو (لَمْ أَكُ بَغِيًّا) ، (قُلْ كُونُوا
حِجارَةً) ، و
__________________
[ببذل وحلم ساد في قومه الفتى]
|
|
وكونك ايّاه [عليك
يسير]
|
[وما كلّ من يبدى البشاشة] كائنا
|
|
اخاك [اذا لم
تلفه لك منجدا]
|
[قضي الله يا أسماء ان] لست زائلا
|
|
أحبّك [حتّي يغمض
الجفن مغمض]
|
وفي جميعها
توسّط الخبر
|
|
أجز وكلّ
سبقه دام حظر
|
(وفي جميعها توسّط الخبر) بين
الفعل والإسم (أجز) وخالف ابن معط في دام ، وردّ بقوله :
لا طيب للعيش
ما دامت منغّضة
|
|
لذّاته [بادّكار
الموت والهرم]
|
وبعضهم في ليس وردّ بقوله :
[سلي إن جهلت النّاس عنّا وعنهم]
|
|
وليس سواء
عالم وجهول
|
وقد يمنع من
التّوسّط ـ بأن خيف اللّبس ، أو اقترن الخبر بإلّا أو كان الخبر مضافا إلى ضمير يعود إلى ملابس اسم كان وقد يجب بأن كان الاسم مضافا إلى ضمير يعود إلى ضمير يعود إلى
ملابس الخبر .
__________________
هذا وتقديم الخبر على هذه الأفعال إلّا ما يذكر جائز (وكلّ)
من النّحاة (سبقه دام حظر) أي منع لأنّها لا تخلو من وقوعها صلة لـ «ما» و
«ما» لها صدر الكلام ومثلها كلّ فعل قارنه حرف مصدريّ وكذا قعد وجاء كما ذكره ابن النّحّاس.
كذاك سبق خبر
ما النّافية
|
|
فجئ بها
متلوّة لا تالية
|
(كذاك) منعوا (سبق خبر) بالتّنوين (ما النّافية) ، سواء كانت شرطا في عمل ذلك الفعل أم تكن (فجئ بها) (متلوّة) أي متبوعة (لا تالية) أي تابعة ، لأنّ لها صدرا ، فإن كان النّفي
بغير «ما» جاز التقديم صرّح به في شرح الكافية.
ومنع سبق خبر
ليس اصطفى
|
|
وذو تمام ما
برفع يكتفي
|
(ومنع سبق خبر ليس اصطفى) أي أختير
وفاقا للكوفيّين والمبرّد وابن السّرّاج وأكثر المتأخّرين قال في شرح الكافية
قياسا على عسى فإنّها مثلها في عدم التّصرّف والاختلاف في فعليّتها ، وقد أجمعوا
على امتناع تقديم خبرها إنتهى. وفرّق
__________________
ابنه بينهما بأنّ عسى متضمّنة معنى «ما» له الصّدر وهو لعلّ
، بخلاف ليس. قلت : ليس أيضا متضمّنة معني «ما» له صدر الكلام وهو ما النّافية ،
وذهب بعضهم إلى جواز التّقديم مستدلّا بتقديم معموله في قوله تعالى : (أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ
مَصْرُوفاً عَنْهُمْ). وأجيب باتّساعهم في الظّرف .
تتمة : من الخبر ما يجب تقديمه على الفعل كـ «كم كان مالك» وما يجب تأخيره عنه كـ «ما كان زيد إلّا في الدّار» .
(وذو تمام) من
هذه الأفعال (ما برفع يكتفي) عن المنصوب ، نحو (وَإِنْ كانَ ذُو
عُسْرَةٍ) ، أي حضر «ما شاء الله كان» أي وجد «ظلّ اليوم» أي دام
ظلّه «بات فلان بالقوم» أى نزل بهم ليلا (فَسُبْحانَ اللهِ
حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ) ، أي حين تدخلون في المساء والصّباح ، (خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ
وَالْأَرْضُ) ، أى ما بقيت.
وما سواه
ناقص والنّقص في
|
|
فتئ ليس زال
دائما قفي
|
(وما سواه) أي سوى المكتفي
بالمرفوع (ناقص) يحتاج إلى المنصوب
__________________
(والنّقص في فتئ) و (ليس) و (زال) الّتي مضارعها يزال (دائما قفي) أي تبع
وأمّا زال الّتي مضارعها يزول فإنّها تامّه نحو «زالت الشّمس».
ولا يلي
العامل معمول الخبر
|
|
إلّا إذا
ظرفا أتي أو حرف جرّ
|
(ولا يلي العامل) بالنصب ، أي لا يقع بعده (معمول الخبر) سواء تقدّم
الخبر على الاسم أم لا ، فلا يقال «كان طعامك زيد آكلا» خلافا للكوفيين ، ولا «كان طعامك آكلا زيد» خلافا لأبي علي فإن تقدّم الخبر على الاسم وعلى معموله نحو «كان آكلا
طعامك زيد» فظاهر عبارة المصنف أنّه جائز ، لأنّ معمول الخبر لم يل العامل ، وبه
صرّح ابن شقير مدّعيا فيه الاتّفاق ، وصرّح أيضا بجواز تقديم المعمول على نفس العامل (إلّا إذا ظرفا أتى)
المعمول (أو حرف جرّ) فإنّه يجوز أن يلى العامل نحو «كان عندك زيد مقيما» و «كان
فيك زيد راغبا».
ومضمر الشّان
اسما انو إن وقع
|
|
موهم ما
استبان أنّه امتنع
|
(ومضمر الشّأن اسما) للعامل (انو إن وقع) لك من كلام العرب (موهم) أي
__________________
موقع في الوهم ، أي في الذهن (ما استبان) لك (أنّه امتنع) وهو إيلاء العامل معمول الخبر ، وهو غير ظرف ولا مجرور كقوله
:
[قنافذ هذّا جون حول بيوتهم]
|
|
بما كان
إيّاهم عطيّة عوّدا
|
فاسم كان ضمير
الشأن مستتر فيها وعطيّة مبتدأ خبره عوّدا وإيّاهم مفعول عوّدا والجملة خبر كان.
وقد تزاد كان
في حشو كما
|
|
كان أصحّ علم
من تقدّما
|
(وقد تزاد كان) بلفظ الماضي (في
حشو) أي بين أثناء الكلام وشذّ زيادتها بلفظ المضارع نحو :
أنت تكون
ماجد نبيل
|
|
[إذا تهبّ شمأل بليل]
|
واطّردت
زيادتها بين «ما» وفعل التّجّب (كما كان أصحّ علم من تقدّما) وبين الموصول والصّلة
كـ «جاء الّذي كان أكرمته» ، والصّفة والموصوف كـ «جاءني رجل كان كريم» ، والفعل
ومرفوعه نحو «لم يوجد كان مثلك» والمبتدأ وخبره نحو «زيد كان قائم» وشذّ بين الجار
ومجروره نحو :
[جياد بني أبي بكر تسامى]
|
|
على كان
المسوّمة العراب
|
وغير كان لا يزاد
، وشذّ زيادة أمسى وأصبح كقولهم «ما أصبح أبردها» و «ما أمسى أدفاها» .
__________________
ويحذفونها
ويبقون الخبر
|
|
وبعد إن ولو
كثيرا ذا اشتهر
|
(ويحذفونها) مع اسمها (ويبقون الخبر) وحده (وبعد إن ولو)
الشّرطيّتين (كثيرا ذا) الحذف (اشتهر) كقوله : «المرء مجزيّ بعمله إن خيرا فخير» أي إن كان عمله خيرا
وقوله :
لا يأمن
الدّهر ذو بغى ولو ملكا
|
|
[جنوده ضاق عنها السّهل والجبل]
|
أى ولو كان
الباغي ملكا ، وقلّ بعد غيرهما كقوله :
«من لد شولا
فإلى إتلائها» أي من لدن كانت شولا.
وحذف كان مع
خبرها وإبقاء الاسم ضعيف ، وعليه «إن خير فخير» بالرّفع ، أي إن كان في عمله خير.
وبعد أن
تعويض ما عنها ارتكب
|
|
كمثل أمّا
أنت برّا فاقترب
|
(وبعد أن) المصدريّة (تعويض ما
عنها) بعد حذفها (ارتكب كمثل أمّا أنت برّا فاقترب) الاصل لأن كنت برّا ، فحذفت
اللّام للإختصار ثمّ كان له فانفصل الضّمير وزيدت ما للتعويض وأدغمت النون فيها للتّقارب ومثله :
أبا خراشة
أمّا أنت ذا نفر
|
|
[فإنّ قومي لم تأكلهم الضّبع]
|
__________________
تتمة : تحذف كان مع اسمها وخبرها ويعوّض عنها ما بعد إن
الشّرطية ، وذلك كقولهم «إفعل هذا إمّا لا» أي إن كنت لا تفعل غيره ـ ذكره في شرح
الكافية.
ومن مضارع
لكان منجزم
|
|
تحذف نون وهو
حذف ما التزم
|
(ومن مضارع لكان) ناقصة أو تامّة (منجزم)
بالسكون لم يله ساكن ولا ضمير متّصل (تحذف نون) تخفيفا نحو (وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا) ، (وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً) بخلاف غير المجزوم والمجزوم بالحذف والمتّصل بساكن أو ضمير (وهو حذف) بالتنوين (ما التزم) بل جائز.
__________________
الثاني من النواسخ
ما ولا ولات وإن
المشبهات بليس
إعمال ليس
أعملت ما دون إن
|
|
مع بقا
النّفي وترتيب زكن
|
(إعمال ليس) وهو رفع الاسم ونصب
الخبر (أعملت ما) النافية عند أهل الحجاز نحو (ما هُنَّ
أُمَّهاتِهِمْ) (دون زيادة (إن) النافية ، فإن وجدت فلا عمل لها نحو :
[بني غدانة] ما إن أنتم ذهب
|
|
[ولا صريف ولكن أنتم الخرف]
|
(مع بقا النّفي و) عدم انتقاضه
بإلّا ، فإن انتقض بها وجب الرفع كقوله تعالى : (ما أَنْتُمْ إِلَّا
بَشَرٌ مِثْلُنا) ، (و) مع (ترتيب زكن) أي علم ، وهو تقدّم الاسم على
الخبر ، فلو تقدّم الخبر وهو غير ظرف ولا مجرور وجب الرّفع نحو «ما قائم زيد» ،
وكذا إن كان ظرفا كما هو ظاهر إطلاقه هنا وفي التسهيل والعمدة وشرحهما ، وصرّح به في
__________________
الكافية وشرحها مخالفا به لابن عصفور.
وسبق حرف جرّ
أو ظرف كما
|
|
بي أنت
معنيّا أجاز العلما
|
(وسبق) معمول خبرها على إسمها وهو
غير ظرف ولا مجرور مبطل لعملها نحو «ما طعامك زيد آكل» فان تقدّم وهو (حرف جرّ أو ظرف كما بي أنت معنيّا أجاز) ذلك (العلما)
لأنّ الظرف والمجرور يغتفر فيه ما لا يغتفر في غيره.
ورفع معطوف
بلكن أو ببل
|
|
من بعد منصوب
بما الزم حيث حلّ
|
(ورفع) اسم (معطوف بلكن أو ببل من
بعد) خبر (منصوب بما الزم) ذلك الرفع (حيث حلّ) نحو «ما زيد قائما لكن قاعد»
بالرفع ، خبر مبتدأ محذوف ، أي : لكن هو قاعد : لأنّ المعطوف بهذين موجب ولا تعمل «ما» إلّا في المنفيّ ، فإن كان معطوفا
بغيرهما نصب.
وبعد ما وليس
جرّ البا الخبر
|
|
وبعد لا ونفي
كان قد يجرّ
|
(وبعد ما وليس جرّ) حرف (الباء) الزّائدة (الخبر) ، نحو (أَلَيْسَ اللهُ بِعَزِيزٍ) ، (وَما رَبُّكَ
بِغافِلٍ) ولا فرق في ما بين الحجازيّة والتّميميّة كما قال
__________________
في شرح الكافية لأنّ الباء إنّما دخلت لكون الخبر منفيّا لا لكونه منصوبا ،
يدلّ على ذلك دخولها في «لم أكن بقائم» وامتناع دخولها في نحو «كنت
قائما».
فرع : يجوز في
المعطوف على الخبر حينئذ الجرّ والنّصب.
(وبعد لا و)
بعد (نفي كان قد يجرّ) الخبر بالباء ، نحو :
[وكن لي شفيعا يوم] لا ذو شفاعة
|
|
بمغن فتيلا
عن سواد بن قارب
|
و:
[وإن مدّت الأيدي إلى الزّاد] لم أكن
|
|
بأعجلهم [إذ
أجشع القوم أعجل]
|
قال ابن عصفور
: وهو سماع فيهما.
في النّكرات
أعملت كليس لا
|
|
وقد تلي لات
وإن ذا العملا
|
(في النّكرات أعملت كليس لا)
النافية بشرط بقاء النّفي والتّرتيب نحو :
تعزّ فلا شئ
على الأرض باقيا
|
|
[ولا وزر ممّا قضى الله واقيا]
|
وأجاز في شرح
التّسهيل كابن جنّي إعمالها في المعارف نحو :
[وحلّت سواد القلب] لا أنا باغيا
|
|
سواها [ولا
عن حبّها متراخيا]
|
والغالب حذف
خبرها نحو :
[من صدّ عن نيرانها]
|
|
فأنا ابن قيس
لا براح
|
__________________
(وقد تلى) أي
تتولّى (لات) وهي لا زيدت عليها التاء لتأنيث الكلمة على المشهور (وإن) بالكسر والسكون النافية (ذا العملا)
أي عمل ليس نحو «ولات حين مناص».
إن هو
مستوليا على أحد
|
|
[إلا على أضعف المجانين]
|
وما للات في
سوي حين عمل
|
|
وحذف ذي
الرّفع فشا والعكس قلّ
|
(وما للات في سوى حين) و «ما»
رادفه كالسّاعة والأوان (عمل) لضعفها (وحذف ذي الرّفع) وهو الاسم وإبقاء الخبر (فشا) كما تقدّم (والعكس) وهو حذف الخبر وإبقاء الاسم (قلّ) وقرىء شذوذا «ولات حين مناص» أي لهم ، ولا يجوز ذكرهما معا لضعفها.
__________________
الثالث من النواسخ
أفعال المقاربة
وفي تسميتها
بذلك تغليب ، إذ منها ما هو للشّروع وما هو للرّجاء.
ككان كاد
وعسي لكن ندر
|
|
غير مضارع
لهذين خبر
|
(ككان) فيما تقدّم من العمل (كاد) لمقاربة حصول الخبر (وعسى) لترجّيه (لكن
ندر) أن يجئ (غير مضارع لهذين خبر) والمراد به الاسم المفرد كما صرّح به في شرح الكافية كقوله :
[أكثرت في العذل ملحّا دائما
|
|
لا تكثرن]
إنيّ عسيت صائما
|
[فأبت إلى فهم] وما كدت آئبا
|
|
[وكم مثلها فارقتها وهى تصفرّ]
|
والكثير مجيئه
مضارعا.
__________________
وكونه بدون
أن بعد عسى
|
|
نزر وكاد
الأمر فيه عكسا
|
(وكونه بدون أن بعد عسى نزر) نحو :
عسى الكرب
الّذي أمسيت فيه
|
|
يكون وراءه
فرج قريب
|
والكثير فيه اتّصاله بها نحو (عَسى رَبُّكُمْ أَنْ
يَرْحَمَكُمْ) (و) خبر (كاد الأمر فيه عكسا) فالكثير تجرّده عن «أن» نحو (وَما كادُوا يَفْعَلُونَ) ويقلّ اتّصاله بها نحو :
[رسم عفي من بعد ما قد انمحى]
|
|
قد كاد من
طول البلى أن يمصحا
|
وكعسى حرى
ولكن جعلا
|
|
خبرها حتما
بأن متّصلا
|
(وكعسى) في كونها للتّرجّي (حرى)
بالحاء المهملة (ولكن) اختصّت بأن (جعلا خبرها حتما بأن متّصلا) فلم يجرّد عنها لا
في الشعر ولا في غيره نحو «حرى زيد أن يقوم».
وألزموا
اخلولق أن مثل حرى
|
|
وبعد أوشك
انتفا أن نزرا
|
(وألزموا) خبر (اخلولق أن) لكونها (مثل
حرى) في التّرجّي نحو «اخلولقت السّماء أن تمطر» (وبعد أوشك) كثير اتّصال الخبر
بأن نحو :
ولو سئل
النّاس التّراب لأوشكوا
|
|
إذا قيل
هاتوا أن يملّوا ويمنعوا
|
و (انتفاء أن)
من خبرها (نزرا) نحو :
يوشك من فرّ
من منيّته
|
|
في بعض
غرّاته يوافقها
|
__________________
ومثل كاد في
الأصح كربا
|
|
وترك أن مع
ذي الشّروع وجبا
|
كأنشأ
السّائق يحدو وطفق
|
|
كذا جعلت
وأخذت وعلق
|
(ومثل كاد في الأصحّ كربا) بفتح
الرّاء فالكثير تجرّد خبرها عن «أن» نحو :
كرب القلب من
جواه يذوب
|
|
[حين قال الوشاة هند غضوب]
|
واتّصاله بها
قليل نحو :
[سقاها ذو والأحلام سجلا على الظّما]
|
|
وقد كربت
أعناقها أن تقطّها
|
وقيل لا تتّصل
به أصلا.
(وترك أن مع ذي
الشّروع وجبا) لأنّه دالّ على الحال وأن للاستقبال (كأنشأ السّائق يحدو) أي
يغنّي للإبل (وطفق) زيد يدعو ويقال طبق بالباء (كذا جعلت) أنظم (وأخذت) أتكلّم (وعلق)
زيد يفعل ، وزاد في التسهيل «هبّ». قال في شرحه وهو غريب كـ «هبّ عمرو يصلّي».
واستعملوا
مضارعا لأوشكا
|
|
وكاد لا غير
وزادوا موشكا
|
(واستعملوا مضارعا لأوشكا وكاد لا
غير) نحو :
يوشك من فرّ
من منيّته
|
|
في بعض
غرّاته يوافقها
|
(يَكادُ
زَيْتُها يُضِيءُ) (وزادوا) لأوشكا إسم فاعل فقالوا : (موشكا) نحو :
فموشكة أرضنا
أن تعود
|
|
[خلاف الأنيس وحوشا يبابا]
|
وحكى في شرح
الكافية استعمال اسم الفاعل من كاد والجوهريّ مضارع طفق ،
__________________
قال في شرح التّسهيل : ولم أره لغيره وجماعة اسم فاعل كرب ، والكسائي مضارع جعل ، والأخفش مضارع طفق والمصدر منه ومن كاد.
بعد عسى
اخلولق أوشك قد يرد
|
|
غني بأن يفعل
عن ثان فقد
|
(بعد عسى) و (اخلولق) و (أوشك قد
يرد غنى بأن يفعل عن ثان فقد) وهو الخبر نحو «عسى أن يقوم» ، فأن والفعل في موضع رفع بعسى سدّ
مسدّ الجزئين كما سدّ مسدّ هما في قوله تعالى : (أَحَسِبَ النَّاسُ
أَنْ يُتْرَكُوا). هذا ما اختاره المصنف من جعل هذه الأفعال ناقصة أبدا وذهب
جماعة إلى أنّها حينئذ تامّة مكتفية بالمرفوع.
__________________
وجرّدن عسى
أو ارفع مضمرا
|
|
بها إذا اسم
قبلها قد ذكرا
|
(وجرّدن) من الضّمير (عسى) واخلولق
وأوشك (أو ارفع مضمرا بها إذا اسم قبلها قد ذكرا) فقل على التّجريد ـ وهو لغة أهل
الحجاز ـ : «الزيدان عسى أن يقوما» و «الزّيدون عسى أن يقوموا» وعلى الإضمار «الزّيدان
عسيا أن يقوما» و «الزّيدون عسوا أن يقوموا».
والفتح
والكسر أجز في السّين من
|
|
نحو عسيت
وانتفا الفتح زكن
|
(والفتح والكسر أجز في السّين من)
عسى إذا اتّصل بها تاء الضّمير أو نونه أو نا (نحو عسيت) عسين عسينا (وانتقاء
الفتح) بالقاف ، أي اختياره (زكن) أي علم إمّا من تقديمه الفتح على الكسر وإمّا من خارج لشهرته ، وبه قرأ القرّاء إلّا نافعا.
__________________
الرابع من النواسخ
إنّ وأخواتها
وهي الحروف
المشبّهة بالفعل في كونها رافعة وناصبة وفي اختصاصها بالأسماء ، وفي دخولها على المبتدأ والخبر
وفي بنائها على الفتح وفي كونها ثلاثية ورباعيّة وخماسيّة كعدد الأفعال.
لإنّ أنّ ليت
لكنّ لعلّ
|
|
كأنّ عكس ما
لكان من عمل
|
كإنّ زيدا
عالم بأنّى
|
|
كفؤ ولكنّ
ابنه ذو ضغن
|
(لإنّ) و (أنّ) إذا كانتا للتّأكيد
والتّحقيق و (ليت) للتّمنّي و (لكنّ) للإستدراك و (لعلّ) للتّرجّي و (كأنّ) للتّشبيه (عكس ما لكان من عمل) ثابت ، أي نصب
الإسم ورفع الخبر (كإنّ زيدا عالم بأنّي كفؤ ولكن ابنه ذو ضغن) أي حقد.
__________________
وراع ذا
التّرتيب إلّا في الّذي
|
|
كليت فيها أو
هنا غير البذي
|
(وراع) وجوبا (ذا التّرتيب) وهو
تقدّم الاسم على الخبر لأنّها غير متصرّفة (إلّا في) الخبر (الّذى) هو ظرف أو مجرور فيجوز لك أن تقدّمه (كليت فيها)
مستحيا (أو) لعلّ (هنا غير البذى) أي الّذي بذى بمعنى فحش ، وقد يجب تقديمه في نحو «إنّ في الدّار صاحبها».
وهمز إنّ
افتح لسدّ مصدر
|
|
مسدّها وفي
سوى ذاك اكسر
|
(وهمز إنّ افتح) وجوبا (لسدّ مصدر
مسدّها) بأن تقع فاعلا أو نائبا عنه أو مفعولا غير محكية أو مبتدأ أو خبرا عن اسم معنى غير قول أو
__________________
مجرورة أو تابعة لشيء من ذلك (وفي سوي ذاك اكسر) وجوبا ، وقد أفصح عن ذلك السّوى بقوله :
فاكسر في
الابتدا وفي بدء صله
|
|
وحيث إنّ
ليمين مكمله
|
أو حكيت
بالقول أو حلّت محلّ
|
|
حال كزرته
وإنّي ذو أمل
|
(فاكسر) «إنّ» إذا وقعت (في
الابتدا) ك (إِنَّا أَنْزَلْناهُ) «إجلس حيث إنّ زيدا جالس» ، «جئتك إذا إنّ زيدا أمير» (و) إذا وقعت (في بدء
صلة) أي أوّلها نحو (ما إِنَّ مَفاتِحَهُ) فإن لم تقع في الأوّل لم تكسر نحو «جاءني الّذي في ظنّي
أنّه فاضل» (وحيث) وقعت (إنّ ليمين مكملة) اكسرها نحو (حم وَالْكِتابِ
الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ). (أو حكيت) هي وما بعدها (بالقول) نحو (وَقالَ اللهُ إِنِّي مَعَكُمْ) فإن
__________________
وقعت بعده ولم تحك لم تكسر (أو حلّت محلّ حال كزرته وإنّي ذو أمل) أي
مؤمّلا.
وكسروا من
بعد فعل علّقا
|
|
باللّام
كاعلم إنّه لذو تقى
|
بعد إذا
فجائة أو قسم
|
|
لا لام بعده
بوجهين نمى
|
(وكسروا) إنّ إذا وقعت (من بعد فعل)
قلبيّ (علّقا باللّام) المعلّقة (كاعلم إنّه لذو تقى) وكذا إذا وقعت صفة نحو «مررت
برجل إنّه فاضل» أو خبرا عن اسم ذات نحو «زيد إنّه فاضل» فإن وقعت (بعد
إذا فجاءة أو) بعد (قسم لا لام بعده) فالحكم (بوجهين نمى) نحو «خرجت
فإذا انّك قائم» ، فيجوز كسرها على أنّها واقعة موقع الجملة وفتحها على أنّها
مؤوّلة بالمصدر وكذلك «حلفت إنّك كريم».
مع تلو
فالجزا وذا يطّرد
|
|
في نحو خير
القول إنّي أحمد
|
(مع) كونها (تلوفا الجزاء) نحو (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ
الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ
بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) يجوز كسرها
__________________
على معنى فهو غفور رحيم وفتحها على معنى فالمغفرة حاصلة.
(وذا) أي جواز
الكسر والفتح (يطّرد فى) كل موضع وقعت فيه «أنّ» خبرا عن قول وخبرها قول وفاعل القولين
واحد (نحو خير القول إنّي أحمد) الله ، فالكسر على الإخبار بالجملة والفتح على تقدير خير القول حمد الله وكذلك يجوز
الوجهان إذا وقعت موضع التّعليل نحو (إِنَّا كُنَّا مِنْ
قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ).
وبعد ذات
الكسر تصحب الخبر
|
|
لام ابتداء
نحو إنّي لوزر
|
(وبعد) إنّ (ذات الكسر تصحب الخبر)
جوازا (لام ابتداء) أخّرت إلى الخبر لأنّ القصد بها التأكيد وإنّ للتّأكيد فكرهوا الجمع بينهما (نحو إنّي
لوزر) أي لمعين و «إنّ زيدا لأبوه فاضل» .
ولا يلي ذا
اللّام ما قد نفيا
|
|
ولا من
الأفعال ما كرضيا
|
(ولا يلي ذا اللّام ما قد نفيا) وشذّ قوله :
__________________
واعلم أنّ
تسليما وتركا
|
|
للا متشابهان
ولا سواء
|
(ولا) يليها (من الأفعال ما) كان
ماضيا متصرّفا عاريا من قد (كرضيا) ويليها إن كان غير ماض نحو «إنّ زيدا ليرضى» أو
ماضيا غير متصرّف نحو «إنّ زيدا لعسى أن يقوم».
وقد يليها مع
قد كإنّ ذا
|
|
لقد سما على
العدى مستحوذا
|
(وقد يليها) الماضي المتصرّف (مع)
كون (قد) قبله (كإنّ ذا لقد سما على العدى مستحوذا) أي مستوليا.
وتصحب الواسط
معمول الخبر
|
|
والفصل واسما
حلّ قبله الخبر
|
(وتصحب) اللّام (الواسط) بين الاسم والخبر (معمول الخبر) إذا كان الخبر صالحا
لدخول اللّام نحو «إنّ زيدا لطعامك آكل» ولا تدخل على المعمول إذا تأخّر ـ كما
أفهمه كلام المصنّف ـ ولا على الخبر إذا دخلت على المعمول المتوسّط .
(و) تصحب ضمير (الفصل)
نحو (إِنَّ هذا لَهُوَ
الْقَصَصُ الْحَقُ) وسمّي به لكونه فاصلا بين الصّفة والخبر.
(و) تصحب (اسما
حلّ قبله الخبر) أو معموله وهو ظرف أو مجرور نحو
__________________
(إِنَّ عَلَيْنا
لَلْهُدى) و «إنّ فيك لزيد راغب».
تتمة : لا تدخل
اللّام على غير ما ذكر وسمع في مواضع خرّجت علىّ زيادتها نحو :
أمّ الحليس
لعجوز شهربة
|
|
[ترضى من اللّحم بعظم الرّقبة]
|
[يلومونني في حبّ ليلى عواذل]
|
|
ولكنّني من
حبّها لعميد
|
قال ابن
النّاظم : وأحسن ما زيدت فيه قوله :
إنّ الخلافة
بعدهم لذميمة
|
|
وخلائف ظرف
لممّا أحقر
|
أي لتقدّم إنّ
في احد الجزئين .
ووصل ما بذي
الحروف مبطل
|
|
إعمالها وقد
يبقّي العمل
|
(ووصل ما) الزائدة (بذي الحروف)
المذكورة في أوّل الباب إلّا ليت (مبطل إعمالها) لزوال اختصاصها بالأسماء كقوله تعالى : (إِنَّمَا اللهُ إِلهٌ
واحِدٌ) (وقد
__________________
يبقّي العمل) في الجميع حكى الأخفش «إنّما زيدا قائم» وقس عليه البواقي
هكذا قال النّاظم تبعا لابن السّرّاج والزّجّاج وأمّا ليت فيجوز فيها
الإعمال والإهمال ، قال في شرح التسهيل : بإجماع وروي بالوجهين :
قالت ألا
ليتما هذا الحمام لنا
|
|
[إلى حمامتنا أو نصفه فقد]
|
قال في شرح
الكافية : ورفعه أقيس .
وجائز رفعك
معطوفا على
|
|
منصوب إنّ
بعد أن تستكملا
|
(وجائز رفعك معطوفا على منصوب إنّ
بعد أن تستكملا) الخبر نحو «إنّ زيدا قائم وعمرو» بالعطف على محلّ اسم إنّ وقيل على محلّها مع إسمها وقيل هو مبتدأ حذف خبره لدلالة خبر إنّ عليه ولا يجوز العطف بالرفع قبل استكمال الخبر ، وأجازه الكسائيّ مطلقا والفرّاء بشرط خفاء إعراب الإسم. ثمّ الأصل : العطف بالنّصب كقوله :
__________________
إنّ الرّبيع
الجود والخريفا
|
|
يدا أبي
العبّاس والصّيوفا
|
وألحقت بإنّ
لكنّ وأنّ
|
|
من دون ليت
ولعلّ وكأنّ
|
(وألحقت بإنّ) المكسورة فيما ذكر (لكنّ) باتّفاق (وأنّ) المفتوحة على الصّحيح بشرط تقدّم علم عليها. كقوله :
وإلّا
فاعلموا أنا وأنتم
|
|
بغاة ما
بقينا في شقاق
|
أو معناه نحو (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ
وَرَسُولِهِ) إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ
اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ . (من دون ليت ولعلّ وكأنّ) فلا يعطف على اسمها إلّا
بالنّصب ، ولا يجوز الرّفع لا قبل الخبر ولا بعده وأجازه الفرّاء بعده.
وخفّفت إنّ
فقلّ العمل
|
|
وتلزم اللّام
إذا ما تهمل
|
(وخفّفت إنّ) المكسورة (فقلّ العمل)
وكثر الإلغاء لزوال اختصاصها بالأسماء وقرئ بالعمل والإلغاء قوله تعالى : (وَإِنَّ كُلًّا
لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ) (وتلزم
__________________
اللّام) أي لام الإبتداء في خبرها (إذا ما تهمل) لئلّا يتوهّم كونها نافية فإن لم تهمل لم تلزم اللّام.
وربّما
استغنى عنها إن بدا
|
|
ما ناطق
أراده معتمدا
|
(وربّما استغنى عنها) أي عن اللّام إذا أهملت (إن بدا) أي ظهر (ما ناطق
أراده معتمدا) عليه كقوله :
[أنا ابن أباة الضّيم من آل مالك]
|
|
وإن مالك
كانت كرام المعادن
|
فلم يأت
باللّام لأمن الإلتباس بالنّافية .
والفعل إن لم
يك ناسخا فلا
|
|
تلفيه غالبا
بإن ذي موصلا
|
(والفعل إن لم يك ناسخا فلا تلفيه)
أي لم تجده (غالبا بإن ذى) المخفّفة (موصلا) بخلاف ما إذا كان ناسخا فيوصل بها.
قال في شرح التسهيل : والغالب كونه بلفظ الماضي نحو (وَإِنْ كانَتْ
لَكَبِيرَةً) وقلّ وصلها بالمضارع نحو (وَإِنْ يَكادُ
الَّذِينَ كَفَرُوا) وكذا بغير النّاسخ نحو :
شلّت يمينك
إن قتلت لمسلما
|
|
حلّت عليك
عقوبة المتعمّد
|
__________________
وإن تخفّف
أنّ فاسمها استكن
|
|
والخبر اجعل
جملة من بعد أن
|
(وإن تخفّف أنّ) المفتوحة (فاسمها)
ضمير الشّأن (استكن) أي حذف ولا يبطل عملها بخلاف المسكورة لأنّها أشبه بالفعل منها ـ قاله في شرح الكافية (والخبر اجعل
جملة من بعد أن) كقوله :
[في فتية كسيوف الهند قد علموا]
|
|
أن هالك كلّ
من يحفي وينتعل
|
وقد يظهر اسمها
فلا يجب أن يكون الخبر جملة كقوله :
بأنك ربيع
وغيث مريع
|
|
[وانك هناك تكون الثّمالا]
|
وإن يكن فعلا
ولم يكن دعا
|
|
ولم يكن
تصريفه ممتنعا
|
فالأحسن
الفصل بقد أو نفي أو
|
|
تنفيس أو لو
وقليل ذكر لو
|
(وإن يكن) الخبر (فعلا ولم يكن دعا ولم يكن تصريفه ممتنعا فالأحسن الفصل) بينهما (بقد) نحو (وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ
صَدَقْتَنا) (أو) حرف (نفى) نحو (أَفَلا يَرَوْنَ
أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً) (أو) حرف (تنفيس) نحو : (عَلِمَ أَنْ
سَيَكُونُ) (أو لو) نحو (أَنْ لَوْ كانُوا
يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ) (وقليل ذكر لو) في كتب النّحو في
__________________
الفواصل فإن كان دعاء أو غير متصرّف لم يحتج إلى الفصل نحو (وَالْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللهِ
عَلَيْها)(وَأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ)(وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما
سَعى) وقد يأتي متصرّفا بلا فصل كما أشار إليه بقوله : «فالأحسن الفصل» نحو :
علموا أن
يؤمّلون فجادوا
|
|
[قبل أن يسألوا بأعظم سؤل]
|
وخفّفت كأنّ
أيضا فنوي
|
|
منصوبها
وثابتا أيضا روي
|
(وخفّفت كأنّ أيضا فنوى) أي قدّر (منصوبها)
ولم يبطل عملها لما ذكر في أنّ وتخالف أنّ في أنّ خبرها يجيء جملة كقوله تعالى : (كَأَنْ لَمْ تَغْنَ
بِالْأَمْسِ) ومفردا ، كالبيت الآتي وفي أنّه لا يجب حذف اسمها بل يجوز إظهاره كما قال : (وثابتا
أيضا روى) في قول الشاعر :
[ويوما توافينا بوجه مقسّم]
|
|
كأن ظبية
تعطو إلى وارق السّلم
|
في رواية من
نصب ظبية وتعطو هو الخبر ، روي برفع ظبية على أنّه خبر كان ،
__________________
وهو مفرد واسمها مستتر.
تتمة : لا
تخفّف لعلّ وأمّا لكنّ فإن خفّفت لم تعمل شيئا بل هي حرف عطف ، وأجاز يونس والأخفش
إعمالها قياسا وعن يونس أنّه حكاه عن العرب.
__________________
الخامس من النواسخ
لا التي لنفي الجنس
(١)
والأولى ،
التّعبير بلا المحمولة على إنّ كما قال المصنف في نكته على مقدّمة ابن الحاجب ، لأنّ
لا المشبّهة بليس قد تكون نافية للجنس وقد يفرّق بين إرادة الجنس وغيره بالقرائن ، وإنّما أعملت لأنّها
لمّا قصد بها نفي الجنس على سبيل الاستغراق اختصّت بالاسم ولم تعمل جرّا لئلّا
يتوهّم أنّه بمن
__________________
المقدّرة لظهورها في قوله :
[فقام يذوذ النّاس عنها بسيفه
|
|
وقال] ألا لا
من سبيل إلى هند
|
ولا رفعا لئلّا
يتوهّم أنّه بالابتداء فتعيّن النّصب ولذا قال :
عمل إنّ اجعل
للا في النّكرة
|
|
مفردة جاءتك
أو مكرّرة
|
(عمل انّ اجعل للا) حملا لها عليها
لأنّها لتوكيد النّفي وتلك لتوكيد الإثبات ، ولا تعمل هذا العمل إلّا (في النّكرة) متّصلة بها (مفردة جاءتك أو مكرّرة) كما سيأتي ، فلا تعمل في معرفة ولا في نكرة منفصلة
بالإجماع كما في التّسهيل.
فانصب بها
مضافا او مضارعة
|
|
وبعد ذاك
الخبر اذكر رافعة
|
(فانصب بها مضافا) إلى نكرة نحو «لا صاحب برّ ممقوت» (أو مضارعه) أي
مشابهه وهو الّذي ما بعده من تمامه نحو «لا قبيحا فعله محبوب» (وبعد ذاك) أي
__________________
الاسم ، (الخبر اذكر) حال كونك (رافعه) بها كما تقدّم.
وركب المفرد
فاتحا كلا
|
|
حول ولا قوّة
والثّان اجعلا
|
مرفوعا او
منصوبا او مركّبا
|
|
وإن رفعت
أوّلا لا تنصبا
|
(وركّب المفرد) معها ، والمراد به هنا ما ليس مضافا ولا مشبها به (فاتحا)
أي بانيا له على الفتح أو ما يقوم مقامه لتضمّنه معنى «من» الجنسيّة (كلا حول ولا قوّة) و «لا
زيدين ولا زيدين عندك) ويجوز في نحو لا مسلمات الكسر ، استصحابا والفتح ، وهو أولى ، كما قال المصنف والتزمه ابن عصفور (والثّانى) من المتكرّر كالمثال السّابق (اجعلا مرفوعا او منصوبا او مركّبا) إن ركّبت الأوّل مع لا فالرّفع نحو :
[هذا وجدّكم الصّغار بعينه]
|
|
لا أمّ لى إن
كان ذاك ولا أب
|
__________________
وذلك على إعمال لا الثانية عمل ليس ، أو زيادتها وعطف اسمها على محلّ لا الأولى مع اسمها ، فإنّ موضعهما
رفع على الابتداء والنّصب نحو :
لا نسب اليوم
ولا خلّة
|
|
[اتّسع الخرق على الرّاقع]
|
وذلك على جعل
لا الثّانية زائدة ، وعطف الاسم بعدها على محلّ الاسم قبلها ، فإنّ محلّه النّصب وقال الزّمخشري : «خلّة» في البيت نصب بفعل مقدّر ، أي
ولا ترى خلّة كما في قوله :
ألا رجلا [جزاه الله
خيرا
|
|
يدلّ على
مخصّلة تبيت]
|
فلا شاهد في
البيت ، والتّركيب نحو «لا حول ولا قوّة» على إعمال الثانية. (وإن رفعت أوّلا) وألغيت الأولى (لا تنصبا) الثاني لعدم نصب المعطوف عليه
لفظا أو محلّا بل افتحه على إعمال لا الثانية نحو :
فلا لغو ولا
تأثيم فيها
|
|
[ولا جبن ولا فيها مليم]
|
أو ارفعه على
إلغائها وعطف الاسم بعدها على ما قبلها نحو (لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا
خُلَّةٌ).
ومفردا نعتا
لمبنيّ يلي
|
|
فافتح أو
انصبن أو ارفع تعدل
|
(ومفردا نعتا لمبنىّ يلي فافتح) على بنائه مع اسم لا نحو «لا
رجل ظريف في
__________________
الدّار» (أو انصبن) على اتباعه لمحلّ إسم لا ، نحو «لا رجل ظريفا فيها» (أو
ارفع) على إتباعه لمحلّ لا مع اسمها نحو «لا رجل ظريف فيها» فإن تفعل ذلك (تعدل).
وغير ما يلي
وغير المفرد
|
|
لا تبن
وانصبه أو الرّفع اقصد
|
(وغير ما يلي) من نعت المبنيّ المفرد (وغير المفرد) من نعت المبنيّ (لاتبن)
لزوال التّركيب بالفصل في الأوّل وللإضافة وشبهها في الثّاني (وانصبه) نحو «لا
رجل فيها ظريفا» و «لا رجلا قبيحا فعله عندك» ويجوز النّصب والرّفع أيضا في نعت غير المبنيّ .
والعطف إن لم
تتكرّر لا احكما
|
|
له بما
للنّعت ذي الفصل انتمى
|
(والعطف) أي المعطوف (إن لم تتكرّر)
فيه (لا احكما له بما للنّعت ذى الفصل انتمى) فلا تبنه وانصبه أو ارفعه نحو :
فلا أب وابنا
مثل مروان وابنه
|
|
[إذا هو بالمجد ارتدى وتأزّرا]
|
__________________
و «لا رجل
وامرأة في الدّار» وجاء شذوذا ، البناء ، حكى الأخفش «لا رجل وامرأة» .
تتمة : لم يذكر
المصنّف حكم البدل ولا التّوكيد أمّا البدل فإن كان نكرة فكالنّعت المفصول نحو «لا
أحد رجل وامرأة فيها» بنصب رجل ورفعه وكذا عطف البيان عند من أجازه في النّكرات وإن لم يكن [نكرة] فالرّفع نحو «لا أحد زيد فيها» وأمّا التّوكيد فيجوز تركيبه مع المؤكّد ، وتنوينه نحو «لا ماء ماء باردا» قاله في شرح الكافية.
قال ابن هشام :
والقول بأنّ هذا توكيد خطأ ، لانّ التّوكيد اللّفظيّ لا بدّ من أن يكون مثل الأوّل
وهذا أخصّ منه ويجوز أن يعرب عطف بيان أو بدلا ، لجواز كونهما أوضح من المتبوع. أمّا التّوكيد المعنويّ فلا يأتي هنا
لامتناع توكيد النّكرة به كما سيأتي.
__________________
وأعط لا مع
همزة استفهام
|
|
ما تستحقّ
دون الاستفهام
|
(وأعط لا مع همزة استفهام) إمّا
لمجرّد الاستفهام أو التّوبيخ أو التّقرير (ما تستحق دون الاستفهام) من العمل والاتباع على ما تقدّم نحو :
ألا طعان ألا
فرسان عادية
|
|
[إلّا تجشّؤكم حول التّنانير]
|
وقد يقصد بألا
التّمنّي فلا تغيّر أيضا عند المازني والمبرّد نحو :
ألا عمر ولّى
مستطاع رجوعه
|
|
[فيرأب ما أثأت يد الغفلات]
|
وذهب سيبويه
والخليل إلى أنّها تعمل في الاسم خاصّة ولا خبر لها ولا يتبع اسمها إلّا
على اللّفظ ولا تلغى واختاره في شرح التّسهيل. وقد يقصد بها العرض وسيأتي حكمها في فصل «أمّا» و «لو لا» و «لو ما».
__________________
وشاع في ذا
الباب إسقاط الخبر
|
|
إذا المراد
مع سقوطه ظهر
|
(وشاع) عند الحجازيّين (في ذا
الباب إسقاط الخبر) أي حذفه (اذا المراد مع سقوطه ظهر) كقوله تعالى (لا ضَيْرَ) ونحو «لا إله إلّا الله» أي موجود. وبنو تميم يوجبون حذفه فإن لم يظهر المراد لم يجب الحذف عند أحد فضلا عن أن
يجب ، كقوله صلّي الله عليه وآله : «لا أحد أغير من الله عزّ وجلّ». قال في شرح الكافية : وزعم الزّمخشريّ وغيره أنّ بني تميم يحذفون خبر لا مطلقا
على سبيل اللّزوم. وليس بصحيح لأنّ حذف خبر لا دليل عليه يلزم منه عدم الفائدة ، والعرب يجمعون على ترك التّكلّم بما لا فائدة فيه. وقد يحذف
اسم لا للعلم به ، كما ذكر في الكافية كقولهم «لا عليك» أي لا بأس عليك.
__________________
(السادس من النّواسخ)
(ظن وأخواتها)
وهي أفعال تدخل
على المبتدأ والخبر بعد أخذها الفاعل فتنصبهما مفعولين لها.
انصب بفعل
القلب جزأى ابتدا
|
|
أعني رأى خال
علمت وجدا
|
(انصب بفعل القلب جزأى ابتدا) أي
المبتدأ والخبر ولمّا كانت
أفعال القلوب
كثيرة وليست كلّها عاملة هذا العمل ، والمفرد المضاف يعمّ بيّن ما أراده منها فقال : (أعني) بالفعل القلبيّ
العامل هذا العمل (رأى) إذا كانت بمعنى علم كقوله :
رأيت الله
أكبر كلّ شيء
|
|
[محاولة وأكثرهم جنودا]
|
__________________
أو بمعنى ظنّ
نحو (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ
بَعِيداً وَنَراهُ قَرِيباً) لا بمعنى أصاب الرّية أو من رؤية العين أو الرّأي.
(خال) ماضي
يخال بمعنى ظنّ نحو :
[ضعيف النّكاية أعداءه]
|
|
يخال الفرار
يراخي الأجل
|
أو [بمعنى] علم
نحو :
[دعاني الغواني عمّهن] وخلتني
|
|
لي اسم [فلا أدعى به
وهو أوّل]
|
لا ماضي يخول
بمعنى يتعهّد أو يتكبّر .
(علمت) بمعنى
تيقّنت نحو (فَإِنْ
عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ) لا بمعنى عرفت ، أو صرت أعلم . (وجدا) بمعنى علم نحو (إِنَّا وَجَدْناهُ
صابِراً) لا بمعنى أصاب أو غضب أو حزن .
__________________
ظنّ حسبت
وزعمت مع عدّ
|
|
حجا دري وجعل
اللّذ كاعتقد
|
(ظنّ) من الظّن بمعنى الحسبان نحو (إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ
لَنْ يَحُورَ) أو [بمعنى] العلم نحو (وَظَنُّوا أَنْ لا
مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلَّا إِلَيْهِ) لا بمعنى التّهمة .
(حسبت) بكسر
السّين بمعنى إعتقدت نحو (وَيَحْسَبُونَ
أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ) أو علمت نحو :
حسبت التّقى
والجود خير تجارة
|
|
[رباحا إذا ما المرء أصبح ثاقلا]
|
لا بمعنى صرت
أحسب أي ذا شقرة ، أي حمرة وبياض.
(وزعمت) بمعنى
ظننت نحو :
فإن تزعميني
كنت أجهل فيكم
|
|
[فإنّي شريت الحلم بعدك بالجهل]
|
لا بمعنى كفلت أو سمنت أو هزلت.
(مع عدّ) بمعنى
ظنّ نحو
__________________
فلا تعدد
المولى شريكك في الغنى
|
|
[ولكنّما المولى شريكك في العدم]
|
لا من العدّ
بمعنى الحساب .
(حجى) بحاء
مهملة ثمّ جيم ، بمعنى اعتقد نحو
قد كنت أحجو
أبا عمرو أخا ثقة
|
|
[حتّي ألمّت بنا يوما ملمّات]
|
لا بمعنى غلب
في المحاجاة أو قصد أو أقام أو بخل .
(درى) بمعنى
علم نحو
دريت الوفي
العهد [يا عرو فاغتبط
|
|
فإنّ اغتباطا
بالوفاء حميد]
|
(وجعل اللّذ كاعتقد) نحو (وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ
هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً) لا الّذي بمعنى خلق أمّا جعل الّذي بمعنى صيّر فسيأتي أنّه كذلك .
وهب تعلّم
والّتي كصيّرا
|
|
أيضا بها
انصب مبتدا وخبرا
|
(وهب) بمعنى ظنّ نحو
[فقلت أجرني أبا خالد
|
|
وإلّا] فهبني
امرأ هالكا
|
و (تعلّم)
بمعنى اعلم نحو
تعلّم شفاء
النّفس قهر عدوّها
|
|
[فبالغ بلطف في التّحيّل والمكر]
|
لا من التّعلّم
.
__________________
(و) الأفعال (الّتي
كصيّرا) وهي صار وجعل لا بمعنى اعتقد أو خلق ووهب وردّ وترك وتخذ واتّخذ (أيضا بها انصب مبتدا وخبرا) نحو
(فَجَعَلْناهُ هَباءً
مَنْثُوراً) «وهبنى الله فداك» (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ
أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً).
[وربّيته حتّى إذا ما] تركته
|
|
أخا القوم [واستغنى
عن المسح شاربه]
|
(لَاتَّخَذْتَ
عَلَيْهِ أَجْراً)(وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً).
وخصّ
بالتّعليق والإلغاء ما
|
|
من قبل هب
والأمر هب قد ألزما
|
(وخصّ بالتّعليق) وهو إبطال العمل
لفظا فقط لا محلّا (والإلغاء) وهو إبطاله لفظا ومحلّا (ما من قبل هب) من الأفعال المتقدّمة بخلاف هب وما بعده (والأمر
هب قد ألزما) فلا يتصرّف .
كذا تعلّم
ولغير الماض من
|
|
سواهما اجعل
كلّ ما له زكن
|
__________________
(كذا) أي كهب
في لزومه الأمر (تعلّم ولغير الماضي) كالمضارع ونحوه (من سواهما اجعل كلّ ما له) أي للماضي (زكن) أي علم من نصبه
مفعولين هما في الأصل مبتدأ وخبر وجواز التّعليق والإلغاء.
وجوّز الإلغاء
لا في الابتدا
|
|
وانو ضمير
الشّأن أو لام ابتدا
|
في موهم
إلغاء ما تقدّما
|
|
والتزم
التّعليق قبل نفي ما
|
(وجوّز الإلغاء) أي لا توجبه ،
بخلاف التّعليق فإنّه يجب بشروطه كما سيأتي (لا) إذا وقع الفعل (في الابتداء) بل
في الوسط نحو
إنّ المحبّ
علمت مصطبر
|
|
[ولديه ذنب الحبّ مغتفر]
|
وجاء الإعمال
نحو :
شجاك اظنّ
ربع الظّاعنينا
|
|
[ولم تعبأ بعذل العاذلينا]
|
وهما على
السّواء قال ابن معط : المشهور الاعمال. أو في الأخير نحو
هما سيّدانا
يزعمان [وإنّما
|
|
يسوداننا إن
يسّرت غنما هما]
|
ويجوز الإعمال
نحو «زيدا قائما ظننت» لكنّ الإلغاء أحسن وأكثر.
__________________
(وانو ضمير
الشّأن) في موهم إلغاء ما في الابتداء نحو :
[أرجو وآمل أن تدنو مودّتها]
|
|
وما أخال
لدينا منك تنويل
|
فالتّقدير
أخاله أي الشّأن ، والجملة بعده في موضع المفعول الثّاني (أو) انو (لام ابتدا)
معلّقة (في) كلام (موهم) أي موقع في الوهم أي الذّهن (إلغاء ما) أي فعل (تقدّما)
على المفعولين كقوله :
[كذاك أدّبت حتى صار من خلقى]
|
|
إنّي رأيت
ملاك الشّيمة الأدب
|
تقديره إنّي
رأيت لملاك ، فحذف اللّام وأبقي التّعليق.
(والتزم
التّعليق) لفعل القلب غير هب إذا وقع (قبل نفي ما) لأنّ لها الصّدر فيمتنع أن يعمل
ما قبلها في ما بعدها وكذا بقيّة المعلّقات نحو
(لَقَدْ عَلِمْتَ ما
هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ).
وإن ولام
ابتداء أو قسم
|
|
كذا
والاستفهام ذا له انحتم
|
(و) قبل نفي (إن) كقوله تعالى : (وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا
قَلِيلاً) (و) قبل نفي (لا) كـ «علمت لا زيد عندك ولا عمرو» واشترط ابن هشام في «إن» و
«لا» تقدّم قسم
__________________
ملفوظ به أو مقدّر.
(لام ابتداء)
كذا سواء كانت ظاهرة نحو «علمت لزيد منطلق» أم مقدّرة كما مرّ .
(أو) لام (قسم
كذا) نحو
ولقد علمت
لتأتينّ منيّتي
|
|
[إنّ المنايا لا تطيش سهامها]
|
(والاستفهام ذا) أي الحكم ، وهو تعليقه للفعل إذا وليه (له انحتم) سواء تقدّمت أداته
على المفعول الاوّل نحو «علمت أزيد قائم أم عمرو» أم كان المفعول اسم استفهام نحو (لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى) أم أضيف إلى ما فيه معنى الإستفهام نحو «علمت أبو من
زيد» فإن كان الاستفهام في الثاني نحو «علمت زيدا أبو من هو» فالأرجح نصب الأوّل ،
لأنّه غير مستفهم به ولا مضاف إليه قاله في شرح الكافية.
تتمة : ذكر أبو
على من جملة المعلّقات لعلّ كقوله تعالى : (وَإِنْ أَدْرِي
لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ) وذكر بعضهم من جملتها «لو» ، وجزم به في التسهيل كقوله
:
وقد علم
الأقوام لو أنّ حاتما
|
|
أراد ثراء
المال كان له وفر
|
ثمّ الجملة
المعلّق عنها العامل في موضع نصب حتّى يجوز العطف عليها بالنّصب.
__________________
لعلم عرفان
وظنّ تهمة
|
|
تعدية لواحد
ملتزمة
|
(لعلم عرفان وظنّ تهمة تعدية لواحد ملتزمة) ، نحو (وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ
أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً) «وما هو على الغيب بظنين» أي بمتّهم وكذلك رأى بمعنى أبصر أو أصاب الرّيّة
أو من الرّأي وخال بمعنى تعهّد أو تكبّر ، ووجد بمعنى أصاب ونحو ذلك يتعدّي لواحد .
ولرأي
الرّؤيا انم لعلما
|
|
طالب مفعولين
من قبل انتمى
|
(ولرأى) بمعنى (الرّؤيا) في النّوم
(انم) أي انسب (ما لعلما) حال كونه (طالب مفعولين من قبل انتمى) وانصب به مفعولين
حملا له عليه لتماثلهما في المعنى ، إذ الرّؤيا في النّوم إدراك
بالباطن كالعلم كقوله :
أراهم رفقتي [حتّى
إذا ما
|
|
تجا في
اللّيل وانخزل انخزالا]
|
وعلّقه وألغه بالشّروط المتقدّمة.
ولا تجزهنا
بلا دليل
|
|
سقوط مفعولين
أو مفعول
|
(ولا تجز هنا بلا دليل سقوط مفعولين أو مفعول) وأجازه
__________________
بعضهم إن وجدت فائدة كقولهم «من يسمع يخل» لا إن لم توجد
كاقتصارك على «أظنّ» إذ لا يخلو الإنسان من ظنّ مّا ، فإن دلّ دليل فأجزه كقوله
تعالى (أَيْنَ شُرَكائِيَ
الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) أي تزعمونهم شركائي ، وقوله :
[ولقد نزلت] فلا تظنّي غيره
|
|
منيّ بمنزلة
المحبّ المكرم
|
أى واقعا .
وكتظنّ اجعل
تقول إن ولي
|
|
مستفهما به
ولم ينفصل
|
بغير ظرف او
كظرف أو عمل
|
|
وإن ببعض ذي
فصلت يحتمل
|
(وكتظنّ اجعل) [في المعنى] القول جوازا وانصب به مفعولين ولكن لا مطلقا بل إن كان مضارعا
مسندا إلى المخاطب نحو (تقول إن ولى مستفهما به) بفتح الهاء ، أي أداة استفهام (و)
إن (لم ينفصل) عنه (بغير ظرف أو كظرف) أي مجرور (أو عمل) أي معمول بمعنى مفعول نحو
متى تقول
القلّص الرّواسما
|
|
يحملن أمّ
قاسم وقاسما
|
فإن انفصل عنه بغير هذه الثّلاثة وجبت الحكاية نحو «ءأنت تقول
__________________
زيد قائم».
(وإن ببعض ذى)
الثّلاثة (فصلت) بين الاستفهام والقول (يحتمل) ولا يضرّ في العمل نحو «أغدا تقول
زيدا منطلقا» و «أفي الدّار تقول عمرا جالسا» و
أجهّالا تقول
بني لؤىّ
|
|
[لعمر أبيك؟ أم متجاهلينا؟]
|
وأجري القول
كظنّ مطلقا
|
|
عند سليم نحو
قل ذا مشفقا
|
(وأجرى القول كظنّ) فينصب به
المفعولان (مطلقا) بلا شرط (عند سليم نحو قل ذا مشفقا) ونحو
قالت وكنت
رجلا فطينا
|
|
هذا لعمر
الله إسرائينا
|
و «أعجبني قولك
زيدا منطلقا» و «أنت قائل بشرا كريما» .
__________________
فصل : في أعلم وأرى وما جرى مجراهما (١)
إلى ثلاثة
رأي وعلما
|
|
عدّوا إذا
صارا أري وأعلما
|
(إلى ثلاثة) مفاعيل (رأى وعلما)
المتعدّيين لمفعولين (عدّوا إذا صارا) بإدخال همزة التّعدية عليهما (أرى وأعلما)
نحو (إِذْ يُرِيكَهُمُ
اللهُ فِي مَنامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَراكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ) و «أعلم زيد عمرا بشرا كريما».
وما لمفعولى
علمت مطلقا
|
|
للثّان
والثّالث أيضا حقّقا
|
(وما لمفعولي علمت) وأخواته (مطلقا)
من الإلغاء والتّعليق عنهما وحذفهما أو أحدهما لدليل ، (للثّان والثّالث) من
مفاعيل هذا الباب (أيضا حقّقا) نحو قول بعضهم «البركة أعلمنا الله مع الأكابر» وقوله :
__________________
وأنت أراني
الله عاصم
|
|
[وأرأف مستكفي وأسمح واهب]
|
وتقول «أعلمت
زيدا» أمّا [المفعول] الأوّل منها فلا يجوز الغاؤه ولا تعليق الفعل عنه ويجوز حذفه مع ذكر المفعولين اقتصارا وكذا حذف الثّلاثة لدليل ذكره في شرح التّسهيل. ونقل أبو حيّان أنّ سيبويه ذهب
إلى وجوب ذكر الثّلاثة دونه .
وإن تعدّيا
لواحد بلا
|
|
همز فلاثنين
به توصّلا
|
(وإن تعدّيا) أي رأى وعلم (لواحد
بلا همز) بأن كان رأى بمعنى أبصر وعلم بمعنى عرف (فلاثنين به توصّلا) نحو «أريت زيدا عمرا» و «أعلمت بشرا بكرا» . والأكثر المحفوظ في علم هذه نقلها بالتّضعيف نحو (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ
__________________
كُلَّها). ونقلها بالهمزة قياسا على ما اختاره في شرح التّسهيل من أنّ نقل المتعدّي
لواحد بالهمزة قياس لا سماع خلافا لسيبويه.
والثّان
منهما كثاني اثني كسا
|
|
فهو به في
كلّ حكم ذو اتّسا
|
(و) المفعول (الثّاني منهما) أي من
مفعولي أري وأعلم المتعدّيين لهما بالهمزة (كثان اثني) أي مفعولي (كسا) في كونه
غير الأوّل نحو «أريت زيدا الهلال» فالهلال غير زيد كما أنّ الجبّة
غيره في نحو «كسوت زيدا جبّة» وفي جواز حذفه نحو «أريت زيدا» كما تقول «كسوت زيدا» وفي امتناع
إلغائه (فهو به في كلّ حكم) من أحكامه (ذو اتّسا) أي صاحب اقتداء ،
واستثني التّعليق فإنّه جائز فيه وإن لم يجز في ثاني مفعولي كسا نحو (رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى).
وكأري
السّابق نبّأ أخبرا
|
|
حدّث أنبأ
كذاك خبّرا
|
(وكأري السّابق) أوّل الباب في التّعدية إلى الثّلاثة ، (نبّأ) ألحقه
__________________
به سيبويه واستشهد بقوله :
نبّئت زرعة
والسّفاهة كاسمها
|
|
يهدي إلىّ
غرائب الأشعار
|
لكنّ المشهور
فيها تعديتها إلى واحد بنفسه وإلى غيره بحرف جرّ وألحق به السّيرافي (أخبرا)
كقوله :
وما عليك إذا
أخبرتني دنفا
|
|
وغاب بعلك
يوما أن تعوديني
|
والحق به أيضا (حدّث) كقوله :
أو منعتم ما
تسألون فمن حدّ ثتموه له علينا العلا .
وألحق به أبو
علي (أنبأ) كقوله :
وأنبئت قيسا
ولم أبله
|
|
كما زعموا
خير أهل اليمن
|
(كذاك خبّرا) وألحقه بـ «أرى»
السّيرافي أيضا كقوله :
وخبّرت سوداء
الغميم مريضة
|
|
فأقبلت من
أهلي بمصر أعودها
|
__________________
هذا باب الفاعل وفيه المفعول به
وهو ـ كما قال
في شرح الكافية ـ المسند إليه فعل تامّ مقدّم فارغ باق على الصّوغ الأصليّ أو ما يقوم مقامه فالمسند إليه يعمّ الفاعل والنّائب عنه والمبتدأ
والمنسوخ الإبتداء وقيد التّامّ يخرج اسم كان والتّقديم يخرج المبتدأ
والفراغ يخرج نحو «يقومان الزّيدان» وبقاء الصّوغ الأصليّ يخرج النائب عن الفاعل وذكر ما
يقوم مقامه يدخل فاعل اسم الفاعل والمصدر ، واسم الفعل والظرف وشبهة. وأو فيه للتّنويع لا للتّرديد .
__________________
وذكر المصنّف
للنّوعين مثالين فقال :
الفاعل الّذي
كمرفوعي أتى
|
|
زيد منيرا
وجهه نعم الفتى
|
(الفاعل الّذي كمرفوعى أتى زيد
منيرا وجهه نعم الفتى) ومثّل بهذا المثال إعلاما بأنّه لا فرق في الفعل بين المتصرّف والجامد ،
وحصره الفاعل في مرفوعي ما ذكره إمّا جرى على الغالب لإتيانه مجرورا بمن إذا كان نكرة
بعد نفي وشبهه كـ «ما جاءني من أحد» وبالباء في نحو (وَكَفى بِاللهِ
شَهِيداً) أو إرادة للأعمّ من مرفوعي اللّفظ والمحلّ.
وبعد فعل
فاعل فإن ظهر
|
|
فهو وإلّا
فضمير استتر
|
(و) لا بدّ (بعد فعل) من (فاعل)
وهي أعني البعديّة ـ مرتبته فلا يتقدّم على
__________________
الفعل لأنّه كالجزء منه (فإن ظهر) في اللّفظ نحو «قام زيد» و «الزيدان قاما» (فهو) ذاك (وإلّا فضمير استتر) راجع إمّا لمذكور نحو «زيد قام» و «هند قامت» أو لما
دلّ عليه الفعل نحو «ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن» أي ولا يشرب الشّارب أو لما دلّ عليه الحال المشاهدة نحو (كَلَّا إِذا بَلَغَتِ
التَّراقِيَ) أي بلغت الرّوح .
قاعدة : قالوا
: لا يحذف الفاعل أصلا عند البصريّين واستثنى بعضهم صورة ، وهي فاعل المصدر نحو «سقيا»
و «رعيا» ، وفيه نظر وقد استثنيت صورة أخرى
__________________
وهي فاعل فعل الجماعة المؤكّد بالنّون فإنّ الضّمير فيه يحذف وتبقى ضمّة دالّة عليه وليس مستترا كما سيأتي بيانه في باب نوني التّوكيد.
وجرّد الفعل
إذا ما أسندا
|
|
لاثنين أو
جمع كفاز الشّهدا
|
(وجرّد الفعل) من علامة التّثنية
والجمع (إذا ما أسندا لإثنين) ظاهرين (أو جمع) ظاهر (كفاز الشّهدا) أو «قام أخواك»
أو «جاءت الهندات» هذه هي اللّغة المشهورة.
وقد يقال
سعدا وسعدوا
|
|
والفعل
للظّاهر بعد مسند
|
(وقد) لا يجرّد بل تلحقه حروف
دالّة على التّثنية والجمع كالتّاء الدّلّة على التأنيث و (يقال سعدا وسعدوا و) الحال أنّ (الفعل) الّذي لحقته هذه العلامة (للظّاهر
بعد مسند) ومنه قوله صلّي الله عليه وآله : «يتعاقبون فيكم ملائكة باللّيل وملائكة بالنّهار» .
وقول بعضهم «أكلوني البّراغيث» وقول الشّاعر :
__________________
[تولّى قتال المارقين بنفسه]
|
|
وقد أسلماه
مبعد وحميم
|
وقوله :
[نتج الرّبيع محاسنا]
|
|
ألقحنها غرّ
السّحائب
|
ويرفع الفاعل
فعل أضمرا
|
|
كمثل زيد في
جواب من قرأ
|
(ويرفع الفاعل فعل أضمرا) تارة جوزا إذا أجيب به استفهام ظاهر (كمثل زيد في جواب من قرأ) أو مقدّر نحو (يُسَبِّحُ لَهُ فِيها
بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ رِجالٌ) ببناء يسبّح للمفعول ، أو أجيب به نفي كقولك لمن قال لم يقم أحد «بلى زيد» وتارة وجوبا إذا فسّر بما بعده كقوله سبحانه (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ
الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ).
__________________
وتاء تأنيث
تلي الماضي إذا
|
|
كان لأنثي
كأبت هند الأذى
|
(وتاء تأنيث) ساكنة (تلي) الفعل (الماضي)
دلالة على تأنيث فاعله (إذا كان لأنثى) ولا تلحق المضارع لاستغنائه بتاء المضارعة ولا الأمر لاستغائه بالياء (كأبت هند الأذى).
وإنّما تلزم
فعل مضمر
|
|
متّصل أو
مفهم ذات حر
|
(وإنّما تلزم) هذه التّاء (فعل
مضمر) أي فعلا مسندا إليه سواء كان مضمر مؤنّث حقيقيّ أو مجازيّ (متّصل) به نحو «هند
قامت» و «الشّمس طلعت» بخلاف المنفصل نحو «هند ما قام إلّا هي» وشذّ حذفها في
المتّصل في الشعر كما سيأتي (أو) فعلا مسندا إلى ظاهر (مفهم ذات حر) أي صاحبة فرج ، ويعبّر عن
ذلك بالمؤنّث الحقيقيّ نحو «قامت هند» بخلاف المسند إلى ظاهر مؤنّث غير حقيقيّ نحو
«طلعت الشّمس» فلا تلزمه .
وقد يبيح
الفصل ترك التّاء فى
|
|
نحو أتي
القاضى بنت الواقف
|
(وقد يبيح الفصل) بين الفعل
والفاعل بغير إلّا (ترك التّاء فى) فعل مسند إلى ظاهر مؤنّث حقيقىّ (نحو أتى
القاضي بنت الواقف) وقوله :
__________________
إنّ امرء غرّه
منكن واحدة
|
|
بعدي وبعدك
في الدّنيا لمغرور
|
والأجود فيه إثباتها.
والحذف مع
فصل بإلّا فضّلا
|
|
كما زكا إلّا
فتاة ابن العلا
|
(والحذف) للتّاء من فعل مسند إلى
ظاهر مؤنّث حقيقيّ (مع فصل) بين الفعل والفاعل (بإلّا فضّلا) على الإثبات (كما زكا
إلّا فتاة ابن العلا) إذ الفعل في المعنى مسند إلى مذكّر لإنّ تقديره ما زكا أحد إلّا
فتاة ابن العلا ، ومثال الإثبات قوله :
ما برئت من
ريبة وذمّ
|
|
في حربنا
إلّا بنات العمّ
|
والحذف قد
يأتي بلا فصل ومع
|
|
ضمير ذي
المجاز في شعر وقع
|
(والحذف) للتّاء من فعل مسند إلى
ظاهر مؤنّث حقيقيّ (قد يأتي بلا فصل) حكى سيبويه عن بعضهم «قال فلانة).
(و) الحذف (مع)
الإسناد إلى (ضمير) المؤنّث (ذي المجاز) وهو الّذي ليس له فرج (في شعر وقع) قال عامر الطّائي :
فلا مزنة
ودقت ودقها
|
|
ولا أرض أبقل
إبقالها
|
__________________
وحمله ابن فلّاح في الكافية على أنّه عائد إلى محذوف ، أي ولا
مكان للأرض أبقل والضمير في إبقالها للأرض.
والتّاء مع
جمع سوي السّالم من
|
|
مذكّر
كالتّاء مع إحدي اللّبن
|
(والتّاء مع) فعل مسند إلى (جمع سوي السّالم من مذكّر) وهو جمع
التّكسير وجمع المؤنّث السّالم (كالتّاء مع) مسند إلى ظاهر مؤنّث غير حقيقىّ نحو (إحدي اللّبن) أي لبنة ، فيجوز إثباتها نحو «قالت الرّجال» و «قامت
الهندات» على تأويلهم بالجماعة وحذفها نحو «قام الرّجال» و «قام الهندات» على
تأويلهم بالجمع . هذا مقتضى إطلاقه في جمع المؤنّث وإليه ذهب أبو علي وفي التّسهيل خصّصه
بما كان مفرده مذكّرا كالطّلحات أو مغيّرا كبنات أمّا غيره كالهندات
__________________
فحكمه حكم واحده ولا يجوز «قام الهندات» إلّا في لغة قال فلانة. قال في
شرح الكافية ومثل جمع التّكسير ما دلّ على جمع لا واحد له من لفظه كنسوة تقول «قال
نسوة» و «قالت نسوة» أمّا جمع المذكر السّالم ، فلا يجوز فيه اعتبار التّأنيث لأنّ سلامة نظمه تدلّ على التّذكير ، والبنون جرى مجرى التّكسير لتغيّر
نظم واحده كبنات .
والحذف في
نعم الفتاة استحسنوا
|
|
لأنّ قصد
الجنس فيه بيّن
|
(والحذف) للتّاء (فى) فعل مسند إلى
جنس المؤنّث الحقيقي نحو «نعم الفتاة» وبئس المرأة (استحسنوا لأنّ
قصد الجنس فيه) على سبيل المبالغة والمدح والذّمّ (بيّن) ولفظ الجنس مذكّر ويجوز التّأنيث على مقتضي الظّاهر فتقول «نعمت الفتاة» و «بئست المرأة».
والأصل في
الفاعل أن يتّصلا
|
|
والأصل في
المفعول أن ينفصلا
|
وقد يجاء
بخلاف الأصل
|
|
وقد يجي
المفعول قبل الفعل
|
__________________
(والأصل في
الفاعل أن يتّصلا) بفعله لأنّه كالجزء منه (والأصل في المفعول أن ينفصلا) عن فعله
لأنّه فضلة نحو «ضرب زيد عمرا» (وقد يجاء بخلاف الأصل) فيقدّم
المفعول على الفاعل نحو «ضرب عمرا زيد» (وقد يجيء المفعول قبل الفعل) نحو (فَرِيقاً هَدى وَفَرِيقاً حَقَّ
عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ).
وأخّر
المفعول إن لبس حذر
|
|
أو أضمر
الفاعل غير منحصر
|
(وأخّر المفعول) وقدّم الفاعل
وجوبا (إن لبس) بينهما (حذر) كأن لم يظهر إعراب ، ولا قرينة نحو «ضرب موسى عيسى» إذ رتبة الفاعل التّقديم
ولو أخّر لم يعلم فإن كان ثمّة قرينة جاز التّأخير نحو «أكل الكمّثرى موسى» و «أضنت سعدى الحمّى» (أو أضمر الفاعل) أي جيء به ضميرا (غير
منحصر) نحو «ضربت
__________________
زيدا» فان كان منحصرا وجب تأخيره نحو «ما ضرب زيدا إلّا أنت» ، وكذا إذا كان المفعول ضميرا نحو «ضربني زيد».
وما بإلّا أو
بإنّما انحصر
|
|
أخّر وقد
يسبق إن قصد ظهر
|
(وما بإلّا أو بإنّما انحصر) سواء
كان فاعلا أو مفعولا (أخّر) وجوبا مثال حصر الفاعل نحو «ما ضرب عمرا إلّا زيد» و «إنّما
ضرب عمرا زيد» ومثال حصر المفعول نحو «ما ضرب زيد إلّا عمرا» و «إنّما ضرب زيد
عمرا».
(وقد يسبق)
المحصور سواء كان فاعلا أو مفعولا (إن قصد ظهر) بأن كان محصورا بإلّا وهذا ما ذهب إليه الكسائي واستشهد بقوله :
[تزوّدت من ليلى بتكليم ساعة]
|
|
فما زاد إلّا
ضعف ما بي كلامها
|
وقوله :
ما عاب إلّا
لئيم فعل ذي كرم
|
|
[ولا جفا قطّ إلا جبّأ بطلا]
|
ووافقه ابن الأنباري في تقديمه إن لم يكن فاعلا والجمهور على المنع
__________________
مطلقا. أمّا المحصور بإنّما فلا يظهر قصد الحصرية إلّا بالتّأخير.
وشاع نحو خاف
ربّه عمر
|
|
وشدّ نحو زان
نوره الشّجر
|
(وشاع) أي كثر وظهر تقديم المفعول
على الفاعل إذا اتّصل به ضمير يعود على الفاعل ، ولم يبال بعود الضّمير على متأخّر لأنّه متقدّم في الرّتبة وذلك (نحو خاف ربّه عمرو وشذّ) تقديم
الفاعل إذا اتّصل به ضمير يعود على المفعول (نحو زان نوره الشّجر) لعود الضّمير
على متأخّر لفظا ورتبة ، وذلك لا يجوز إلّا في مواضع ستّة ليس هذا منها ، وفي الضّرورة نحو
لمّا عصى
قومه مصعبا
|
|
[ادّي اليه الكيل صاعا بصاع]
|
وأجازه ابن جنّي في النّثر بقلّة وتبعه المصنّف. قال : لأنّ
استلزام الفعل للمفعول يقوم مقام تقديمه.
__________________
هذا باب النّائب عن الفاعل إذا حذف
والتّعبير به أحسن من التّعبير بمفعول ما لم يسمّ فاعله لشموله للمفعول وغيره ولصدق الثّاني على المنصوب في قولك «أعطي زيد درهما» وليس مرادا.
ينوب مفعول
به عن فاعل
|
|
فيما له كنيل
خير نائل
|
(ينوب مفعول به) إن كان موجودا (عن فاعل فيما له) من رفع وعمديّة
__________________
وامتناع تقديمه على الفعل وغير ذلك (كنيل خير نائل) و «زيد مضروب غلامه» .
فأوّل الفعل
اضممن والمتّصل
|
|
بالآخر اكسر
في مضىّ كوصل
|
(فأوّل الفعل) الّذي حذف فاعله (اضممن)
سواء كان ماضيا أو مضارعا (والمتّصل بالآخر اكسر في مضيّ) فقط (كوصل) ودحرج.
واجعله من
مضارع منفتحا
|
|
كينتحي
المقول فيه ينتحى
|
(واجعله) أي المتّصل بالآخر (من)
فعل (مضارع منفتحا كينتحي المقول فيه) إذا بني لما لم يسمّ فاعله (ينتحى) وكيضرب ويدحرج ويستخرج.
والثّاني
التّالى تا المطاوعة
|
|
كالأوّل
اجعله بلا منازعة
|
(و) الحرف (الثّاني التّالي) أي
الواقع بعد (تاء المطاوع كالأوّل اجعله) فضمّه (بلا منازعة) في ذلك ، أي بلا
خلاف نحو «تعلّم العلم» و «تدحرج في الدّار» لأنّه لو لم يضمّ لالتبس بالمضارع
المبنيّ للفاعل وكذا يضمّ الثّاني التّالي ما أشبه تاء
__________________
المطاوعة نحو تكبّر وتخيّر.
وثالث الّذي
بهمز الوصل
|
|
كالأوّل
اجعلنّه كاستحلي
|
(وثالث) الماضي (الّذى) ابتدئ (بهمز
الوصل كالأوّل اجعلنّه) فضمّه (كاستحلي) لئلّا يلتبس بالأمر في بعض الأحوال .
واكسر أو
اشمم فاثلاثىّ أعلّ
|
|
عينا وضمّ
جاكبوع فاحتمل
|
(واكسر) فاء ثلاثيّ معتلّ العين
لأنّ الأصل أن تضمّ أوّله وتكسر ما قبل آخره فتقول في قال وباع ، قول وبيع
فاستثقلت الكسرة على الواو ، والياء ونقلت الى الفاء فسكنتا فقلبت الواو ياء
لسكونها بعد كسرة وسلمت الياء لسكونها بعد حركة تجانسها وهذه اللّغة العليا .
(أو اشمم فاء
ثلاثيّ أعلّ عينا) بأن تشير إلى الضّمّ مع التّلفّظ بالكسر ولا تغيّر
الياء . هذه اللّغة الوسطى وبها قرأ ابن عامر والكسائي في «قيل» و «غيض» .
__________________
(وضمّ) للفاء (جاء) عن بعض العرب مع حذف حركة العين فسلمت الواو وقلبت الياء واوا كحوكت في قوله :
حوكت على
نولين إذ تحاك
|
|
[تختبط الشّوك ولا تشاك]
|
و (كبوع) في
قوله :
ليت وهل ينفع
شيئا ليت
|
|
ليت شبابا
بوع فاشتريت
|
وقوله : (فاحتمل)
أي فأجيز. وخرج بقوله «أعلّ» ما كان معتلّا ولم يعلّ نحو عور في المكان فحكمه حكم الصّحيح. ثمّ هذه اللغات الثلاث إنّما تجوز
مع أمن اللّبس .
وإن بشكل خيف
لبس يجتنب
|
|
وما لباع قد
يري لنحو حبّ
|
(وإن بشكل) من الاشكال المتقدّمة (خيف لبس) يحصل بين فعل الفاعل وفعل المفعول (يجتنب)
ذلك الشّكل كخاف ، فإنّه إذا أسند إلى تاء الضّمير يقال خفت بكسر الخاء فإذا بني للمفعول فإن كسرت حصل اللّبس فيجب ضمّه فيقال
__________________
خفت ، ونحو «طلت» أي غلبت في المطاولة يجتنب فيه الضّم لئلّا يلتبس بـ «طلت» المسند إلى الفاعل من الطّول ضدّ القصر.
وما لفا باع
لما العين تلي
|
|
في اختار
وانقاد وشبه ينجلي
|
(وما لباع) إذا بني للمفعول من كسر
الفاء وإشمامها وضمّها (قد يرى لنحو حبّ) من الثّلاثي المضاعف المدغم إذا بني
للمفعول ، وأوجب الجمهور الضّمّ ، واستدلّ مجيز الكسر برواية علقمة نحو (رُدَّتْ) إِلَيْنا .
(وما) ثبت (لفا
باع) إذا بني للمفعول من جواز الثّلاثة فهو (لما العين تلى فى) كلّ ثلاثيّ معتلّ العين وهو على (وزن) افتعل وانفعل
نحو (اختار وانقاد وشبه) لذين (ينجلي) خبر هو محطّ حصول ما لفاء باع لما وليته العين فيما ذكر ، فيجوز فيه كسر التّاء والقاف وضمّهما والإشمام على
العمل السّابق ، ويلفظ بهمزة الوصل على حسب اللّفظ بهما.
__________________
وقابل من ظرف
او من مصدر
|
|
أو حرف جرّ
بنيابة حري
|
(وقابل) للنّيابة (من ظرف) بأن كان
متصرّفا مختصّا أو غير مختصّ لكن قيّد الفعل بمعمول آخر (أو من مصدر) بأن كان متصرّفا لغير التّوكيد (أو حرف جرّ) مع مجروره بأن لم يكن متعلّقا بمحذوف ولا علّة (بنيابة) من الفاعل (حري) أي جدير ، نحو «سير يوم السّبت» و «سير بزيد يوم»
و «ضرب ضرب شديد» ، (وَلَمَّا سُقِطَ فِي
أَيْدِيهِمْ) ونقل أبو حيّان في الارتشاف اتّفاق البصريّين
والكوفيّين على أنّ النائب هو المجرور ، وأنّ الّذي قاله المصنّف من أنّهما معا
النائب ، لم يقله أحد.
وغير القابل لا
ينوب نحو «إذا» و «عند» و «سبحان الله» و «معاذ الله» ، و «ضربا» في «ضربت ضربا» .
__________________
وفهم من تخصيصه
النّيابة بما ذكر أنّه لا يجوز نيابة التّمييز ولا المفعول له ولا المفعول معه
وصرّح بالأوّل في التّسهيل وبالثاني في الارتشاف وبالثالث في اللّباب.
ولا ينوب بعض
هذي ان وجد
|
|
في اللّفظ
مفعول به وقد يرد
|
(ولا ينوب بعض هذي) الثّلاثة
المتقدّمة (إن وجد في اللّفظ مفعول به) كما لا يكون فاعلا إذا وجد اسم محض. هذا مذهب سيبويه (و) ذهب الكوفيّون والأخفش إلى أنّه (قد يرد) نيابة غير المفعول به مع
وجوده كقوله تعالى : (لِيَجْزِيَ قَوْماً
بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) وقول الشّاعر :
لم يعن
بالعلياء إلّا سيّدا
|
|
ولا شفي ذا
الغيّ إلّا ذو هدى
|
واختاره في التّسهيل.
وباتّفاق قد
ينوب الثّان من
|
|
باب كسى فيما
التباسه أمن
|
(وباتّفاق) من جمهور النحاة (قد
ينوب) عن الفاعل المفعول (الثاني من باب كسى فيما التباسه أمن) نحو «كسى زيدا جبّة»
بخلاف ما إذا لم يؤمن الإلتباس فيجب أن ينوب الأوّل نحو «أعطى عمرو وبشرا» ، وحكى عن بعضهم منع إقامة
الثاني
__________________
مطلقا ، وعن بعض آخر المنع إن كان نكرة والأوّل معرفة ، ولعلّ
المصنّف لم يعتدّ بهذا الخلاف وقد صرّح بنفيه في شرحي التّسهيل والكافية ، وحيث جاز
إقامة الثّاني فالأوّل أولى لكونه فاعلا في المعنى .
في باب ظنّ
وأري المنع اشتهر
|
|
ولا أري منعا
إذا القصد ظهر
|
(في باب ظنّ وأرى) المتعدّية
لثلاثة (المنع) من إقامة الثّاني ووجوب إقامة الأوّل (اشتهر) عن كثير من النّحاة. قال الأبّذي في شرح الجزوليّة : لأنّه مبتدأ وهو أشبه بالفاعل ، فإنّ مرتبته قبل الثاني لأنّ
مرتبة المبتدأ قبل الخبر ومرتبة المرفوع قبل المنصوب ففعل ذلك للمناسبة ، وخالف ابن عصفور وجماعة وتبعهم المصنّف فقال
: (ولا أرى منعا) من نيابة الثّاني (إذا القصد ظهر) ولم يكن جملة ولا ظرفا
__________________
كما في التّسهيل كقولك في جعل الله ليلة القدر خيرا من ألف شهر : جعل خير
من ألف شهر ليلة القدر.
أمّا الثّالث
من باب أرى ففي الارتشاف ادّعى ابن هشام الاتّفاق على منع إقامته وليس كذلك ففي «المخترع» جوازه عن بعضهم. وكما لا يكون للفعل إلّا
فاعل واحد كذلك لا ينوب عن الفاعل إلّا شيء واحد.
وما سوي
النّائب ممّا علّقا
|
|
بالرّافع
النّصب له محقّقا
|
(وما سوى النّائب) عنه (ممّا علّقا بالرّافع) أي رافع النّائب وهو الفعل واسم المفعول والمصدر على
ظاهر قول سيبويه (النّصب له محقّقا) لفظا إن لم يكن جارّا ومجرورا نحو «ضرب زيد يوم الجمعة
أمامك ضربا شديدا» ومحلّا إن يكنه نحو (فَإِذا نُفِخَ فِي
الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ).
__________________
هذا باب اشتغال العامل عن المعمول
وهو أن يتقدّم
اسم ويتأخّر فعل أو شبهه قد عمل في ضميره أو سببه لو لا ذلك لعمل فيه أو في موضعه.
إن مضمر اسم
سابق فعلا شغل
|
|
عنه بنصب
لفظه أو المحلّ
|
(إن مضمر اسم سابق فعلا) مفعول بقوله : (شغل) أي ذلك المضمر (عنه) أي عن الاسم السّابق (بنصب لفظه) أي لفظ ذلك المضمر (أو المحلّ) أي
محلّه .
__________________
فالسّابق
انصبه بفعل أضمرا
|
|
حتما موافق
لما قد أظهرا
|
(فالسّابق) ارفعه على الابتداء أو (انصبه) واختلف في ناصبه
فالجمهور وتبعهم المصنّف على أنّه منصوب (بفعل أضمرا حتما موافق لما قد أظهرا)
لفظا أو معنى وقيل بالفعل المذكور بعده. ثمّ اختلف فقيل : إنّه عامل في الضّمير وفي الاسم معا ، وقيل : في الظّاهر والضّمير ملغي.
واعلم أنّ هذا
الاسم الواقع بعده فعل ناصب على خمسة أقسام : لازم النّصب ، ولازم الرّفع ، وراجح
النّصب على الرّفع ، ومستو فيه الأمران ، وراجح الرّفع على النّصب. هكذا ذكره
النّحويّون وتبعهم المصنّف ، فشرع في بيانها بقوله :
والنّصب حتم
إن تلا السّابق ما
|
|
يختصّ بالفعل
كإن وحيثما
|
(والنّصب) للاسم السّابق (حتم إن
تلا السّابق) بالرّفع ، أي وقع بعد (ما يختصّ بالفعل كإن وحيثما) نحو «إن زيدا
لقيته فأكرمه» و «حيثما عمرا تلقاه فأهنه» وكذا إن تلا استفهاما غير الهمزة كـ «أين
بكرا فارقته» و «هل عمرا حدّثته» وسيأتي حكم التّإلي للهمزة.
وإن تلا
السّابق ما بالابتدا
|
|
يختصّ
فالرّفع التزمه أبدا
|
(وإن تلا السّابق) أي وقع بعد (ما
بالابتدا يختصّ) كإذا الفجائيّة (فالرّفع) للاسم على الابتداء (التزمه أبدا) نحو «خرجت
فإذا زيد لقيته» لأنّ إذا لا يليها إلّا مبتدأ نحو
__________________
(فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ) ، أو خبر نحو (إِذا لَهُمْ مَكْرٌ
فِي آياتِنا) ، ولا يليها فعل ولذا قدّر متعلّق الخبر بعدها اسما كما تقدّم. وذكره لهذا القسم إفادة لتمام القسمة وإن كان ليس من الباب
لعدم صدق ضابطة الباب عليه لما تقدّم فيه من قولنا : لو لا ذلك الضّمير لعمل في الاسم السّابق ،
ولا يصحّ هذا هنا لما تقدّم من أنّ إذا لا يليها فعل.
كذا إذا
الفعل تلاما لم يرد
|
|
ما قبل
معمولا لما بعد وجد
|
(كذا) يجب الرّفع (إذا الفعل تلا) أي وقع بعد (ما) له صدر الكلام وهو الّذي (لم يرد ما قبل) أي قبله (معمولا لما بعد وجد) كالاستفهام وما النّافيّة وأدوات الشّرط نحو «زيد هل
رأيته» و «خالد ما صحبته» و «عبد الله إن أكرمته أكرمك».
واختير نصب
قبل فعل ذي طلب
|
|
وبعد ما
إيلاؤه الفعل غلب
|
__________________
(واختير نصب)
للاسم السّابق إذا وقع (قبل فعل ذي طلب) كالأمر والنّهي والدّعاء نحو «زيدا إضربه»
و «عمرا لا تهنه» و «خالدا اللهم اغفر له» و «بشرا اللهم لا تعذّبه» واحترز بقوله فعل ، عن اسم الفعل نحو «زيد دراكه» فيجب الرّفع ، وكذا إذا كان فعل أمر
يراد به العموم نحو (وَالسَّارِقُ
وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما) قاله ابن الحاجب.
(و) اختير نصبه
أيضا إذا وقع (بعد ما إيلاؤه الفعل غلب) كهمزة الاستفهام ، نحو «أبشرا منّا واحدا نتّبعه»
ما لم يفصل بينها وبينه بغير ظرف ، فالمختار الرّفع وكما ولا وإن النّافيات نحو «ما زيدا رأيته» قال
في شرح الكافية : وحيث مجرّدة من ما نحو «حيث زيدا تلقاه فأكرمه» لأنّها تشبه
أدوات الشّرط فلا يليها في الغالب إلّا فعل.
وبعد عاطف
بلا فصل على
|
|
معمول فعل
مستقرّ أوّلا
|
(و) اختير نصبه أيضا إذا وقع (بعد) حرف (عاطف) له (بلا فصل على معمول فعل) متصرّف (مستقرّ أوّلا) نحو «ضربت زيدا وعمرا
أكرمته». قال في شرح
__________________
الكافية : لما فيه من عطف جملة فعليّة على مثلها وتشاكل الجملتين المعطوفتين أولى من تخالفهما ـ إنتهى. وحينئذ فالعطف ليس على المعمول كما ذكره هنا ، ولو قال «تلا» بدل «على» لتخلّص منه.
وخرج بقوله «بلا
فصل» ما إذا فصل بين العاطف والاسم ، فالمختار الرّفع نحو «قام زيد وأمّا عمرو
فأكرمته» و [خرج] بقولي «متصرّف» أفعال التّعجّب والمدح والذمّ فإنّه لا تأثير للعطف عليها كما قال المصنّف في نكته على مقدّمة ابن الحاجب.
وإن تلا
المعطوف فعلا مخبرا
|
|
به عن اسم
فاعطفن مخيّرا
|
(وإن تلا) الاسم (المعطوف فعلا) متصرّفا (مخبرا به عن اسم) أوّل مبتدأ نحو «هند أكرمتها وزيد ضربته عندها» (فاعطفن
مخيّرا) بين الرّفع على الابتداء
__________________
والخبر ، والنّصب على جملة «أكرمتها» وتسمّى الجملة الأولى من هذا المثال ذات وجهين لأنّها اسميّة بالنّظر إلى
أوّلها وفعليّة بالنّظر إلى آخرها. وهذا المثال أصحّ كما قال الأبّذي في شرح الجزوليّة من تمثيلهم بـ «زيد
قام وعمرا كلّمته» لبطلان العطف فيه لعدم ضمير في المعطوفة يربطها بمبتدأ المعطوف عليها ، إذ المعطوف بالواو يشترك
مع المعطوف عليه في معناه فيلزم أن يكون في هذا المثال خبرا عنه ولا يصحّ إلّا
بالرّابطة وقد فقد ـ إنتهى. ولعلّه يغتفر في التّوابع ما لا يغتفر في غيرها.
والرّفع في
غير الّذي مرّ رحج
|
|
فما أبيح
افعل ودع ما لم يبح
|
(والرّفع في غير الّذي مرّ رجح) لعدم موجب النّصب ومرجّحه وموجب
__________________
الرّفع ومستوي الأمرين ، وعدم التّقدير أولى منه نحو «زيد ضربته» ومنع بعضهم النّصب وردّ بقوله تعالى : (جَنَّاتُ عَدْنٍ
يَدْخُلُونَها) (فما أبيح) لك (افعل ودع) أي أترك (ما لم يبح) لك ، وتقديمه واجب النّصب ثمّ مختاره ثمّ جائزه على السّواء ثمّ مرجوحه. .
أحسن كما قال من صنع ابن الحاجب ، لأنّ الباب لبيان المنصوب
__________________
منه إنتهى. وكان ينبغي أن يؤخّر واجب الرّفع عنها لما ذكر.
وفصل مشغول
بحرف جرّ
|
|
أو بإضافة
كوصل يجرى
|
(وفصل) ضمير (مشغول) به عن الفعل (بحرف
جرّ أو بإضافة) أي بمضاف (كوصل) فيما مضى (يجري) فيجب النّصب في نحو «إن زيدا مررت به أو رأيت أخاه أكرمك» والرّفع في نحو «خرجت فإذا زيد مرّ به عمرو أو رأى أخوه» ، ويختار النّصب في نحو «زيدا أمرر به أو أنظر أخاه» والرّفع في نحو «زيد مررت به أو رأيت أخاه» ، ويجوز الأمران على السّواء في نحو «هند أكرمتها وزيد مررت به أو رأيت أخاه في دارها» نعم يقدّر الفعل من معنى
__________________
الظّاهر لا لفظه.
وسوّ في ذا
الباب وصفا ذا عمل
|
|
بالفعل إن لم
يك مانع حصل
|
(وسوّ في ذا الباب وصفا ذا عمل بالفعل) فيما تقدّم (إن لم يك مانع حصل) نحو «أزيدا أنت ضاربه الآن أو غدا» ، بخلاف الوصف غير
العامل كالّذي بمعنى الماضي أو العامل غير الوصف كاسم الفعل أو الحاصل فيه مانع
كصلة الألف واللّام.
وعلقة حاصلة
بتابع
|
|
كعلقة بنفس
الاسم الواقع
|
(وعلقة حاصلة بتابع) للاسم الشّاغل للفعل (كعلقة) حاصلة (بنفس الاسم الواقع) الشّاغل للفعل ، فقولك «أزيدا
ضربت عمرا وأخاه» كقولك «أزيدا ضربت أخاه» ، وشرط في التّسهيل أن يكون التّابع
عطفا بالواو كما مثّلناه أو نعتا كـ «إنّ زيدا رأيت رجلا محبّه» وزاد في الارتشاف أن يكون عطف بيان كـ «أزيدا ضربت عمرا
أخاه».
__________________
هذا باب تعدّي الفعل ولزومه
وفيه رتب
المفاعيل
علامة الفعل
المعدّي أن تصل
|
|
ها غير مصدر
به نحو عمل
|
(علامة الفعل المعدّى) أي المجاوز
إلى المفعول به (أن تصل هاء) تعود على (غير مصدر) لذلك الفعل (به نحو عمل) فإنّك
تقول : «الخير عملته» فتصل به هاء تعود على غير مصدره ، واحترز بها عن هاء المصدر فإنّها توصل بالمتعدّي نحو «ضربته زيدا»
أي الضّرب ، وباللّازم نحو «قمته» أي القيام.
تتمة : ومن علامته أيضا أن يصلح لأن يصاغ منه اسم مفعول تامّ
كمقت فهو ممقوت. قال في شرح الكافية : «والمراد بالتّمام الاستغناء عن حرف جرّ ،
فلو صيغ منه اسم مفعول مفتقر إلى حرف جرّ يسمّى لازما كـ «غضبت على عمرو فهو مغضوب
عليه».
فانصب به
مفعوله إن لم ينب
|
|
عن فاعل نحو
تدبّرت الكتب
|
ولازم غير
المعدّي وحتم
|
|
لزوم أفعال
السّجايا كنهم
|
كذا افعللّ
والمضاهي اقعنسسا
|
|
وما اقتضي
نظافة أودنسا
|
__________________
أو عرضا أو
طاوع المعدّى
|
|
لواحد كمدّه
فامتدّا
|
(فانصب به مفعوله) الّذي تجاوز
إليه (إن لم ينب عن فاعل نحو تدبّرت الكتب) ومعلوم أنّه إن ناب عن فاعل رفع (و)
فعل (لازم غير) الفعل (المعدّى) وهو الّذي لا يتّصل به ضمير غير مصدر
ويقال له أيضا «قاصر» و «غير متعدّ» و «متعدّ بحرف جرّ».
(وحتم لزوم
أفعال السّجايا) جمع سجيّة وهي الطّبيعة (كنهم) إذا كثر أكله وظرف وكرم وشرف و (كذا) حتم لزوم ما كان على وزن (افعللّ)
بتخفيف اللّام الأولى وتشديد الثّانية ، كاقشعرّ واطمأنّ (و) كذا افعنلل (المضاهي اقعنسسا) وهو احرنجم ، وكذا ما ألحق بافعللّ وافعنلل كاكوهد وهو احرنبأ (و) كذا حتم لزوم (ما اقتضى نظافة) كطهر ونظف (أو دنسا) كدنس ووسخ ونجس (أو)
اقتضى (عرضا) أى معنى غير لازم كمرض وبرئ وفرح (أو طاوع) فاعله فاعل الفعل (المعدّى
لواحد كمدّه فامتدّا) ودحرجته فتدحرج والمطاوعة قبول المفعول فعل الفاعل فإن
__________________
طاوع المعدّى لاثنين كان متعدّيا لواحد نحو «كسوت زيدا جبّة فاكتساها».
وعدّ لازما بحرف
جرّ
|
|
وإن حذف
فالنّصب للمنجرّ
|
(وعدّ) فعلا (لازما) إلى المفعول
به (بحرف جرّ) نحو «عجبت من أنّك قادم» و «فرحت بقدومك» ، وعدّه أيضا بالهمزة نحو «أذهبت زيدا» وبالتّضعيف نحو «فرّحته».
(وإن حذف) حرف
الجرّ (فالنّصب) ثابت (للمنجرّ).
ثمّ هذا الحذف ليس
قياسا.
نقلا وفي أنّ
وأن يطّرد
|
|
مع أمن لبس
كعجبت أن يدوا
|
بل (نقلا) عن
العرب يقتصر فيه على السماع كقوله :
تمرّن
الدّيار [ولم تعوجوا
|
|
كلامكم علىّ
إذا حرام]
|
وقد يحذف ويبقى الجرّ كقوله :
[إذا قيل أي النّاس شرّ قبيلة]
|
|
أشارت كليب بالأكفّ
الاصابع
|
(و) حذف حرف الجرّ (في أنّ وأن)
المصدريّتين (يطّرد) ويقاس عليه (مع أمن لبس كعجبت أن يدوا) أي يعطوا الدّية ، و «عجبت أنّك قائم» أي من أن يدوا
ومن
__________________
أنّك قائم. ومحلّ أنّ وأن حينئذ نصب عند سيبويه والفرّاء وجرّ عند الخليل والكسائي ،
قال المصنّف : ويؤيّد قول الخليل ما أنشده الأخفش :
وما زرت ليلى
أن تكون حبيبة
|
|
إلىّ ولا دين
بها أنا طالبه
|
بجرّ المعطوف على : «أن تكون» ، فعلم أنّها في محلّ جرّ ، فإن لم يؤمن اللّبس ، لم يطّرد الحذف نحو «رغبت في أنّك تقوم» إذ يحتمل أن يكون المحذوف «عن» ولا يلزم من عدم الإطّراد ـ أي
القياس ـ عدم الورود فلا يشكل بقوله تعالى (وَتَرْغَبُونَ أَنْ
تَنْكِحُوهُنَ) فتأمّل.
فصل : في رتب
المفاعيل وما يتعلّق بذلك
والأصل سبق
فاعل معنى كمن
|
|
من ألبسن من
زاركم نسج اليمن
|
(والأصل سبق) مفعول هو (فاعل معنى)
مفعولا ليس كذلك
__________________
(كمن من) قولك (ألبسن من زاركم نسج اليمن) ومن ثمّ جاز «ألبسن ثوبه زيدا» وامتنع «أسكن ربّها الدّار».
ويلزم الأصل
لموجب عرى
|
|
وترك ذاك
الأصل حتما قديرى
|
(ويلزم) هذا (الأصل لموجب عرى) أي وجد ، كأن خيف لبس الأوّل بالثاني نحو «أعطيت
زيدا عمرا» أو كان الثانى محصورا نحو «ما أعطيت زيدا إلّا درهما» ، أو ظاهرا والأوّل مضمرا نحو «أعطيتك درهما». (وترك ذاك الأصل حتما قد يرى) لموجب ، كأن كان الأوّل محصورا نحو «ما
أعطيت الدّرهم إلّا زيدا» وظاهرا والثاني ضميرا نحو «الدّرهم أعطيته زيدا» ، أو فيه ضمير يعود على الثاني كما تقدّم.
__________________
وحذف فضلة
أجز ان لم يغر
|
|
كحذف ما سيق
جوابا أو حصر
|
(وحذف) مفعول (فضلة) بأن لم يكن أحد مفعولي ظنّ ، لغرض إمّا لفظيّ كتناسب الفواصل والإيجاز ، وإمّا معنويّ كاحتقاره (أجز) نحو (ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ
وَما قَلى) ، (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا
وَلَنْ تَفْعَلُوا) ، (كَتَبَ اللهُ
لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي) ، وهذا (إن لم يضر) بفتح أوّله وتخفيف الرّاء فإن ضار أي ضرّ (كحذف ما سيق جوابا) للسّائل (أو) ما (حصر) لم يجز كقوله زيدا
لمن قال «من ضربت» ونحو «ما ضربت إلّا زيدا» فلو حذف في الأوّل لم يحصل جواب ولو
__________________
حذف في الثّاني لزم نفي الضّرب مطلقا ، والمقصود نفيه مقيّدا.
ويحذف
النّاصبها إن علما
|
|
وقد يكون
حذفه ملتزما
|
(ويحذف) الفعل (النّاصبها) أي
النّاصب الفضلة جوازا (إن علما) كأن كان ثمّة قرينة حاليّة كانت كقولك لمن تأهّب للحجّ «مكّة» أي تريد مكّة أو مقاليّة كـ «زيدا» لمن قال «من ضربت».
(وقد يكون حذفه
ملتزما) كأن فسّره ما بعد المنصوب كما في باب الاشتغال أو كان نداء أو مثلا كـ «الكلات على البقر» أي أرسل أو جاريا مجراه ك (انْتَهُوا خَيْراً
لَكُمْ) أي وائتوا.
__________________
هذا باب التّنازع في العمل
ويسمّى أيضا
باب الإعمال وهو ـ كما يؤخذ ممّا سيأتي أن يتوجّه عاملان ليس أحدهما مؤكّدا للآخر إلى معمول واحد متأخّر عنهما نحو «ضربت وأكرمت زيدا» وكلّ واحد من ضربت
واكرمت يطلب زيدا بالمفعولية.
إن عاملان
اقتضيا في اسم عمل
|
|
قبل فللواحد
منهما العمل
|
(إن عاملان) فعلان أو اسمان أو اسم
وفعل (اقتضيا) أي طلبا (في اسم عمل) رفعا أو نصبا أو طلب أحدهما رفعا والآخر نصبا
، وكانا (قبل فللواحد منهما العمل) بالاتّفاق ، إمّا الأوّل أو
الثّاني ، مثال ذلك على إعمال الأوّل «قام وقعدا أخواك» ، «رأيت
__________________
وأكرمتهما أبويك» «ضربني وضربتهما الزيدان» ، «ضربت وضربوني الزّيدين» ، ومثاله على إعمال
الثّاني «قاما وقعد أخواك» ، «رأيت وأكرمت أبويك» ، «ضرباني وضربت الزّيدين» «ضربت
وضربني الزّيدون». وهذا في غير فعل التّعجّب ، أمّا هو فيتعيّن فيه إعمال الثّاني
كما اشترطه المصنّف في شرح التّسهيل في جواز التّنازع فيه خلافا
لمن منعه كـ «ما أحسن وأعقل زيدا».
والثّان أولى
عند أهل البصرة
|
|
واختار عكسا
غيرهم ذا أسرة
|
(و) إعمال (الثّاني أولى) من إعمال
الأوّل (عند أهل البصرة) لقربه (واختار عكسا) وهو إعمال الأوّل لسبقه (غيرهم) أي أهل الكوفة حال كونهم (ذا أسرة) أي صاحب جماعة قويّة.
__________________
وأعمل المهمل
في ضمير ما
|
|
تنازعاه
والتزم ما التزما
|
كيحسنان
ويسىء ابناكا
|
|
وقد بغي
واعتديا عبداكا
|
(وأعمل المهمل) من العمل في الاسم
الظّاهر (في ضمير ما تنازعاه) وجوبا إن كان ما يضمر ممّا يلزم ذكره ، كالفاعل (والتزم ما التزما) من مطابقة الضّمير للظّاهر في الإفراد والتّذكير وفروعهما (كيحسنان ويسيء ابناكا) فابناكا تنازع فيه يحسن ويسيء فأعمل يسيء فيه وأضمر في يحسن الفاعل ولم يبال بالإضمار قبل الذّكر للحاجة إلّيه. كما في «ربّه رجلا زيد».
ومنع جواز مثل
هذا الكوفيّون ، وجوّز الكسائي «يحسن ويسيء ابناك» بناء على مذهبه من جواز حذف الفاعل وجوّزه الفرّاء بناء على مذهبه من توجّه العاملين معا إلى
الاسم الظاهر وجوّز الفرّاء أيضا أن يؤتى بضمير الفاعل مؤخّرا نحو
__________________
«يحسن ويسيء ابناك هما» (وقد بغى واعتديا عبداكا) فـ «عبداكا» تنازع فيه بغى واعتدى ، فأعمل فيه الأوّل
وأضمر في الثّاني ولا محذور لرجوع الضّمير إلى متقدّم في الرّتبة ، فأن اعملت
الأوّل واحتاج الثاني إلى منصوب وجب أيضا إضماره [في الثاني] نحو «ضربني وضربته زيد». وندر قوله :
بعكاظ يغشي
النّاظرين
|
|
إذا هم لمحوا
شعاعه
|
ولا تجىء مع
أوّل قد أهملا
|
|
بمضمر لغير
رفع أوهلا
|
بل حذفه الزم
إن يكن غير خبر
|
|
وأخّرنه إن
يكن هو الخبر
|
(ولا تجيء مع أوّل قد أهملا) من العمل (بمضمر لغير رفع أوهلا بل حذفه) أي
مضمر غير الرّفع (الزم إن يكن) فضلة بأن لم يوقع حذفه في لبس وكان (غير خبر) وغير مفعول أوّل لـ «ظنّ» نحو «ضربت وضربني زيد» وندر
المجيء
__________________
به في قوله :
إذا كنت
ترضاه ويرضاك صاحب
|
|
[جهارا فكن في الغيب أحفظ للودّ]
|
وأضمرنه (وأخّرنه)
وجوبا (إن يكن) ذلك الضّمير عمدة بأن كان (هو الخبر) لكان أو ظنّ أو المفعول
الأوّل لظنّ ، أو أوقع حذفه في لبس كـ «كنت وكان زيد صديقا إيّاه» و «ظنّني وظننت زيدا عالما إيّاه» و «ظننت منطلقة وظنّتني منطلقا هند إيّاها» و «استعنت واستعان علىّ زيد به» .
وذهب بعضهم في
الخبر والمفعول الأوّل إلى جواز تقديمه كالفاعل وآخر إلى جواز حذفه إن دلّ عليه دليل ، وابن الحاجب إلى
الإتيان به اسما ظاهرا ، والأحسن أنّه إن وجدت قرينة حذف وإلّا أتي به اسما ظاهرا .
__________________
وأظهر ان يكن
ضمير خبرا
|
|
لغير ما
يطابق المفسّرا
|
(و) لا تضمر بل (أظهر) مفعول الفعل المهمل (إن يكن ضمير) لو أضمر (خبرا) في
الأصل (لغير ما يطابق المفسّرا) بكسر السّين وهو المتنازع فيه بأن كان مثنّى
والضّمير خبرا عن مفرد .
نحو أظنّ
ويظنّاني أخا
|
|
زيدا وعمرا
أخوين في الرّخا
|
(نحو أظنّ ويظنّاني أخا زيدا وعمرا
أخوين في الرّخا) فأخوين تنازع فيه أظنّ لأنّه يطلبه مفعولا ثانيا إذ مفعوله
الأوّل زيدا ، ويظنّاني لأنّه كما قيل يطلبه مفعولا ثانيا فأعمل فيه الأوّل وهو أظنّ وبقى
يظنّاني يحتاج إلى المفعول الثّاني ، فلو أتيت به ضميرا مفردا فقلت «أظنّ ويظنّاني إيّاه زيدا وعمرا
أخوين» لكان مطابقا للياء غير مطابق لما يعود عليه وهو أخوين ، ولو أتيت به ضميرا مثنّى فقلت «أظنّ
ويظنّاني إيّاهما زيدا وعمرا أخوين» لطابقه ولم يطابق الياء الّذي هو خبر عنه ، فتعيّن
__________________
الإظهار وقد علمت أنّ المسألة حينئذ ليست من باب التّنازع لأنّ كلّا من
العاملين قد عمل في ظاهر.
فصل : المفاعيل
خمسة :
«أحدها»
المفعول به ، وقد سبق حكمه «الثاني» المفعول المطلق ، وهو ـ كما يؤخذ ممّا سيأتي المصدر الفضلة المؤكّد لعامله أو المبيّن لنوعه أو عدده ، ويسمّى
مطلقا لأنّه يقع عليه اسم المفعول من غير تقييد بحرف جرّ ، ولهذه العلّة قدّمه على المفعول به الزّمخشريّ وابن الحاجب.
المصدر اسم
ما سوي الزّمان من
|
|
مدلولي الفعل
كأمن من أمن
|
بمثله أو فعل
او وصف نصب
|
|
وكونه أصلا
لهذين انتخب
|
واعلم أنّ الفعل يدلّ على شيئين الحدث والزّمان وأمّا (المصدر) فهو (اسم) يدلّ على (ما سوي الزّمان من
مدلولي الفعل) وهو الحدث (كأمن من أمن
__________________
بمثله) أي بمصدر (أو فعل أو وصف نصب) نحو (فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزاؤُكُمْ جَزاءً
مَوْفُوراً)(وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً)(وَالصَّافَّاتِ صَفًّا) و «هو مضروب ضربا».
(وكونه) أي
المصدر (أصلا لهذين) أي للفعل والوصف وهو مذهب أكثر البصريّين ، وهو الّذي (انتخب)
أي أختير لأنّ كلّ فرع يتضمّن الأصل وزيادة ، والفعل والوصف بالنّصبة إلى المصدر كذلك دونه. وذهب بعض البصريّين إلى أنّ المصدر أصل للفعل والفعل
أصل للوصف ، وآخر إلى أنّ كلّا من المصدر والفعل أصل برأسه والكوفيّون إلى أنّ الفعل أصل للمصدر.
توكيدا او
نوعا يبين أو عدد
|
|
كسرت سيرتين
سير ذي رشد
|
(توكيدا) يبين المصدر إذا ذكر مع عامله كاركع ركوعا (أو نوعا يبين)
إذا
__________________
وصف أو أضيف أو أضيف إليه (أو عدد كسرت سيرتين سير ذي رشد)
ورجعت القهقرى
وقد ينوب عنه
ما عليه دلّ
|
|
كجدّ كلّ
الجدّ وافرح الجذل
|
(وقد ينوب عنه ما عليه دلّ) كـ «كلّ»
مضاف إليه (كجدّ كلّ الجدّ) و «بعض» ، كما في الكافية كـ «ضربته بعض الضّرب». (و) كذا
مرادفه نحو (افرح الجذل) بالمعجمة الفرح ، ووصفه والدّالّ على نوع منه أو على عدده
أو آلته أو ضميره أؤ إشارة إليه كما في الكافية نحو «سرت أحسن السّير» «واشتمل الصّمّاء» «ورجع القهقرى» (فَاجْلِدُوهُمْ
ثَمانِينَ جَلْدَةً) «ضربته سوطا» (لا أُعَذِّبُهُ
أَحَداً) «ضربت ذلك الضّرب».
__________________
وينوب أيضا ما
شاركه في مادّته وهو ثلاثة : اسم مصدر ، نحو «إغتسل غسلا» واسم عين نحو (وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ
مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً) ومصدر لفعل آخر نحو (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ
تَبْتِيلاً).
وما لتوكيد
فوحّد أبدا
|
|
وثنّ واجمع
غيره وأفردا
|
وحذف عامل
المؤكّد امتنع
|
|
وفي سواه
لدليل متّسع
|
(وما لتوكيد فوحّد أبدا) لأنّه بمنزلة تكرير الفعل والفعل لا يثنّى ولا
يجمع (وثنّ واجمع
غيره وأفردا).
(وحذف عامل)
المصدر (المؤكّد امتنع). قال في شرح الكافية : لأنّه يقصد به تقوية عامله وتقرير
معناه ، وحذفه مناف لذلك. ونقضه ابنه بمجيئه في نحو سقيا ورعيا. وردّ بأنّه ليس من التّأكيد في شيء ، وإنّما المصدر فيه نائب مناب
__________________
العامل دالّ على ما يدلّ عليه فهو عوض عنه. ويدلّ على ذلك عدم جواز الجمع بينهما ، ولا شيء من المؤكّدات أن يمتنع الجمع بينه وبين المؤكّد.
(وفي) حذف عامل
(سواه لدليل) عليه (متّسع) فيبقى على نصبه كقولك لمن قال أيّ سير سرت «سيرا سريعا»
ولمن قدم من سفره : «قدوما مباركا» .
والحذف حتم
مع آت بدلا
|
|
من فعله
كندلا اللّذ كاندلا
|
(والحذف) للعامل (حتم مع) مصدر (آت
بدلا من فعله) سماعا في نحو حمدا وشكرا ، وقياسا في الأمر (كندلا اللّذ) في قول الشاعر :
على حين ألهى
النّاس جلّ أمورهم
|
|
فندلا زريق
المال ندل الثّعالب
|
فهو (كاندلا) ،
وفي النّهي نحو قياما لا قعودا والدّعاء نحو سقيا
__________________
ورعيا ، والإستفهام للتوبيخ نحو : أتوانيا وقد جدّ قرناؤك المشيب.
ولا فرق فيما
ذكر بين ما له فعل كما تقدّم وما ليس له فعل نحو
[تذر الجماجم ضاحيا هاماتها]
|
|
بله الأكفّ [كأنّها
لم تخلق]
|
فيقدّر فعل من
معناه أي أترك.
وما لتفصيل
كإمّا منّا
|
|
عامله يحذف
حيث عنّا
|
(وما لتفصيل) لعاقبة ما قبله (كإمّا
منّا) (بَعْدُ وَإِمَّا
فِداءً) (عامله يحذف) حتما قياسا (حيث عنّا) أي عرض ، فالتقدير في الآية ـ والله
أعلم ـ فإمّا تمنّون منّا وإمّا تفدون فداء.
كذا مكرّر
وذو حصر ورد
|
|
نائب فعل
لاسم عين استند
|
(كذا) في الحكم (مكرّر) ورد نائب فعل مسند إلى اسم عين نحو «زيد سيرا» أي يسير سيرا.
(و) كذا (ذو
حصر) بإلّا أو بإنّما (ورد نائب فعل لاسم عين استند) نحو «ما أنت إلّا سيرا» و «إنّما
أنت سيرا» فإن استند لاسم معنى ، وجب الرّفع على الخبريّة في
__________________
الصّورتين نحو «أمرك سير سير» و «إنّما سيرك سير البريد».
ومنه ما
يدعونه مؤكّدا
|
|
لنفسه أو
غيره فالمبتدا
|
نحوله علىّ
ألف عرفا
|
|
والثّان كابني
أنت حقّا صرفا
|
(ومنه) أي من المصدر الّذي حذف
عامله حتما (ما يدعونه) أي ما يسمّونه (مؤكّدا) إمّا (لنفسه أو غيره فالمبتدا) به
، أي فالأوّل هو المؤكّد لنفسه ما وقع بعد جملة لا محتمل لها غيره. (نحو له علىّ ألف) درهم (عرفا والثّان) وهو المؤكّد لغيره ما وقع بعد جملة
لها محتمل غيره (كابني أنت حقّا صرفا). قال في التّسهيل : ولا يجوز تقدّم هذا المصدر على
الجملة التي قبله وفاقا للزّجّاج.
كذاك ذو
التّشبيه بعد جملة
|
|
كلي بكا بكاء
ذات عضلة
|
(كذلك ذو التّشبيه) الواقع (بعد جملة) مشتملة على اسم بمعناه
وصاحبه. (كلي بكا بكاء ذات عضلة) أي صاحب داهية.
__________________
بخلاف الواقع
بعد مفرد كـ «صوته صوت جمار» والواقع بعد جملة لم تشتمل على ما ذكر كـ «هذا بكاء
بكاء الثّكلى» .
تتمة : كالمصدر
في حذف عامله ما وقع موقعه نحو «اعتصمت عائذا بك» ـ قاله في شرح الكافية.
__________________
الثالث ـ من المفاعيل المفعول له
ويسمّى «المفعول
لأجله» و «من أجله». وهو ـ كما قال ابن الحاجب ـ ما فعل لأجله فعل مذكور.
ينصب مفعولا
له المصدر إن
|
|
أبان تعليلا
كجد شكرا ودن
|
وهو بما يعمل
فيه متّحد
|
|
وقتا وفاعلا
وإن شرط فقد
|
(ينصب) حالكونه (مفعولا له المصدر
إن أبان تعليلا) للفعل (كجد شكرا ودن ، وهو بما يعمل فيه) وهو الفعل (متّحد وقتا وفاعلا وإن شرط) ممّا ذكر (فقد).
فاجرره
بالحرف وليس يمتنع
|
|
مع الشّروط
كلزهد ذا قنع
|
(فاجرره باللّام) ونحوها ممّا يفهم
التّعليل وهو «من» و «في» نحو :
__________________
[له ملك ينادي كلّ يوم]
|
|
لدوا للموت
وابنوا للخراب
|
فجئت وقد
نضّت لنوم ثيابها
|
|
[لدى السّتر إلّا لبسة المتفضّل]
|
وإنّي
لتعروني لذكراك هزّة
|
|
[كما انتقض العصفور بلّله القطر]
|
قال في شرح
الكافية : فإن لم يكن ما قصد به التّعليل مصدرا فهو أحقّ باللّام أو ما يقوم مقامها نحو «سرى زيد
للماء أو للعشب» و (كُلَّما أَرادُوا
أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍ) «إنّ امرأة دخلت النّار في هرّة حبستها».
(وليس يمتنع)
الجرّ (مع) وجود (الشّروط) المذكورة بل يجوز (كلزهد ذا قنع) . ثمّ جواز ذلك على أقسام ذكرها بقوله :
وقلّ أن
يصحبها المجرّد
|
|
والعكس في
مصحوب أل وأنشدوا
|
__________________
لا أقعد
الجبن عن الهيجاء
|
|
ولو توالت
زمر الأعداء
|
(وقلّ أن يصحبها) أي اللّام (المجرّد)
من أل والإضافة ، وكثر نصبه ، وأوجبه الجزولي. قال الشّلوبين شيخ المصنّف : ولا سلف له في ذلك.
(والعكس) وهو
كثرة صحبتها ثابت (في مصحوب أل) وقلّ نصبه (وأنشدوا) عليه قول بعضهم : (لا أقعد الجبن) أي الخوف أي لاجله (عن الهيجاء) بالمدّ ويجوز القصر أي الحرب (ولو توالت زمر الأعداء) جمع
زمرة وهي الجماعة من النّاس وفهم
من كلامه استواء الأمرين في المضاف ، وصرّح به في التّسهيل.
__________________
الرابع ـ من المفاعيل المفعول فيه
وهو المسمّى
ظرفا أيضا.
الظّرف وقت
أو مكان ضمّنا
|
|
في باطّراد
كهنا امكث أزمنا
|
(الظّرف) في اصطلاحنا (وقت أو مكان ضمّنا في باطّراد كهنا امكث أزمنا) بخلاف ما لم يتضمّنها نحو «يوم الجمعة
مبارك» أو تضمّنها بغير اطّراد وهو المنصوب على التّوسّع نحو «دخلت الدّار».
فانصبه
بالواقع فيه مظهرا
|
|
كان وإلّا
فانوه مقدّرا
|
(فانصبه بالواقع فيه) وهو المصدر
ومثله الفعل والوصف (مظهرا كان) كما
__________________
تقدّم (وإلّا فانوه مقدّرا) نحو فرسخا لمن قال : كم سرت.
وكلّ وقت
قابل ذاك وما
|
|
يقبله المكان
إلّا مبهما
|
نحو الجهات
والمقادير وما
|
|
صيغ من الفعل
كمرمي من رمى
|
(وكلّ وقت) سواء كان مبهما أو مختصّا (قابل ذاك) النّصب ، واستثنى منها في نكته على مقدّمة ابن الحاجب مذ ومنذ.
(وما يقبله المكان إلّا) إن كان (مبهما) بأن افتقر إلى غيره في
بيان صورة مسمّاه (نحو الجهات) السّت ، وهي : فوق وتحت وخلف وأمام ويمين ويسار ، وما أشبهها
كجانب وناحية (والمقادير) كالميل والفرسخ والبريد. (و) إلّا كان من (ما صيغ من الفعل) أي من مادّته (كمرمى من رمى).
وشرط كون ذا
مقيسا أن يقع
|
|
ظرفا لما في
أصله معه اجتمع
|
وشرط كون ذا مقيسا أن يقع ظرفا لما) أي لفعل (في أصله) أي الحروف
__________________
الأصليّة (معه اجتمع) كجلست مجلس زيد ورميت مرماه ، فإن لم يقع كذلك كان شاذّا يسمع كقولهم «هو عمرو مزجر الكلب» ، «وعبد
الله مناط الثّريّا» ، «هو منّي مقعد القابلة» وغير ما ذكر من الأمكنة لا يقبل الظّرفية كالدّار والمسجد والسّوق
والطّريق.
وما يري ظرفا
وغير ظرف
|
|
فذاك ذو
تصرّف في العرف
|
وغير ذي
التّصرّف الّذي لزم
|
|
ظرفيّة أو
شبهها من الكلم
|
(وما يرى ظرفا وغير ظرف) كأن يرى
مبتدأ أو خبرا أو فاعلا أو مفعولا أو مضافا إليه نحو يوم ، وشهر ، (فذاك ذو تصرّف في العرف).
(وغير ذي
التّصرّف الّذي لزم ظرفيّة) كقطّ وعوض (أو شبهها) كالجرّ بالحرف كعند ولدى (من الكلم) بيان للّذي.
وقد ينوب عن
مكان مصدر
|
|
وذاك في ظرف
الزّمان يكثر
|
(وقد ينوب عن) ظرف (مكان مصدر) كان
مضافا إليه الظرف فحذف وأقيم هو
__________________
مقامه نحو «جلست قرب زيد».
(وذاك في ظرف الزّمان يكثر) نحو «إنتظرته صلاة العصر» و «أمهلته نحر جزورين» وقد يجعل المصدر ظرفا دون تقديره ومنه «ذكاة الجنين ذكاة أمّه» وقد يقام اسم عين مضاف إليه الزّمان مقامه نحو «لا أكلّمك هبيرة بن قيس» أي مدّة غيبته.
__________________
الخامس ـ من المفاعيل المفعول معه
وأخّره عنها
لاختلافهم فيه هل هو قياسيّ دون غيره ولوصول العامل إليه بواسطة حرف دون غيره.
ينصب تالي
الواو مفعولا معه
|
|
في نحو سيري
والطّريق مسرعة
|
بما من الفعل
وشبهه سبق
|
|
ذا النّصب لا
بالواو في القول الأحقّ
|
(ينصب) اسم (تالي الواو) التّي
بمعنى مع ، التّالية لجملة ذات فعل أو اسم فيه معناه وحروفه حال كونه (مفعولا معه) ومثال ذلك موجود (في نحو سيري
والطّريق مسرعة بما من الفعل وشبهه سبق ذا النّصب لا بالواو في القول الأحقّ) بالتّرجيح الّذي
نصّ عليه سيبويه ، وقال الجرجاني بالواو ، والزّجاج بفعل مضمر
__________________
وفهم من قوله «سبق» أنّه لا يتقدّم عليه وهو كذالك بلا خلاف.
وبعد ما
استفهام او كيف نصب
|
|
بفعل كون
مضمر بعض العرب
|
(و) إن قلت قد روي النّصب (بعد ما استفهام أو كيف) نحو «ما أنت
وزيدا» و «كيف أنت وقصعة من ثريد» فبطل ما قرّره من أنّه لا بدّ أن يسبقه فعل أو
شبهه.
فالجواب أنّ أكثرهم يرفعه ، وقد (نصب) هذا (بفعل) من (كون مضمر
بعض العرب) فتقديره «ما تكون وزيدا» و «كيف تكون وقصعة من ثريد».
والعطف إن
يمكن بلا ضعف احقّ
|
|
والنّصب
مختار لدي ضعف النّسق
|
(والعطف إن يمكن بلا ضعف) فيه (أحقّ) من النّصب على المفعولية نحو «كنت أنا وزيد كالأخوين.
(والنّصب) على
المفعولية (مختار) عند المصنّف (لدى ضعف) عطف (النّسق) نحو «جئت وزيدا» وأوجبه السّيرافي بناء على قائدته : أنّ كلّ ثان كان
__________________
مؤثّرا لأوّل أي مسبّبا له ـ لا يجوز فيه إلّا النّصب ، إذ قولك «جئت
وزيدا» معناه :
كنت السّبب في
مجيئه.
والنّصب إن
لم يجز العطف يجب
|
|
أو اعتقد
إضمار عامل تصب
|
(والنّصب) على المفعولية (إن) أمكن
و (لم يجز العطف) لمانع (يجب) نحو «ما لك وزيدا» بالنّصب لأنّ عطفه على الكاف لا
يجوز ، إذ لا يعطف على ضمير الجرّ إلّا بإعادة الجارّ ـ قاله في شرح الكافية ـ وسيأتي
في باب العطف اختيار جوازه (أو اعتقد) إذا لم يمكن النّصب على المفعولية (إضمار
عامل) ناصب له (تصب) نحو
علّفتها تبنا
وماء باردا
|
|
[حتّى غدت همّالة عيناها]
|
أى وسقيتها
تتمة : يجب العطف إن لم يجز النّصل نحو «تشارك زيد وعمرو»
لافتقاره إلى فاعلين فالأقسام حينئذ أربعة : راحج العطف ، وواجبه
، وراجح النّصب وواجبه .
__________________
[الاستثناء]
هذه خاتم
المفاعيل ، وعقّبها المصنف بما هو مفعول في المعنى فقال الاستثناء وهو إخراج بإلّا وإحدى أخواتها حقيقة أو
حكما من متعدّد.
ما استثنت
إلّا مع تمام ينتصب
|
|
وبعد نفي أو
كنفي انتخب
|
إتباع ما
اتّصل وانصب ما انقطع
|
|
وعن تميم فيه
إبدال وقع
|
(ما استثنت إلّا مع تمام) وإيجاب (ينتصب) بها عند المصنّف ، وبما قبلها عند السّيرافي ، وبمقدّر عند
الزّجّاج ، نحو (فَسَجَدَ
الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ).
(و) إن وقع (بعد
نفي أو) ما هو (كنفى) وهو النّهي والإستفهام (انتخب) بفتح التّاء (إتباع ما اتّصل) للمستثنى منه في إعرابه على أنّه بدل منه بدل بعض من
كلّ
__________________
نحو (وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ
رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ) ويجوز النّصب. قال المصنّف :
وهو عربيّ جيّد. قال ابن النّحّاس : كلّ ما جاز فيه الاتباع
جاز فيه النّصب على الاستثناء ولا عكس .
(وانصب ما
انقطع) وجوبا نحو (ما لَهُمْ بِهِ مِنْ
عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِ) (وعن تميم فيه إبدال وقع) قال شاعرهم :
وبلدة ليس
لها أنيس
|
|
إلّا
اليعافير وإلّا العيس
|
وغير نصب
سابق في النّفي قد
|
|
يأتي ولكن
نصبه اختر إن ورد
|
(وغير نصب سابق) على المستثنى منه ، أي إتباعه (في النّفي قد يأتي) كقول
حسّان :
لأنّهم يرجون
منه شفاعة
|
|
إذا لم يكن
إلّا النّبيّون شافع
|
__________________
(ولكن نصبه
اختر إن ورد) كقوله :
ومالي إلّا
آل أحمد شيعة
|
|
ومالي إلّا
مذهب الحقّ مذهب
|
أمّا في
الإيجاب فلا يجوز غير النّصب نحو «قام إلّا زيدا القوم».
وإن يفرّغ
سابق إلّا لما
|
|
بعد يكن كما
لو إلّا عدما
|
(وإن يفرّغ سابق إلّا لما بعد) أي للعمل فيه (يكن) ما بعد (كما لو إلّا عدما)
فيعرب على حسب ما يقتضيه ما قبلها ، وذلك لا يقع إلّا بعد نفي أو شبهه كـ «لا تزر
إلّا فتى» «لا يتّبع إلّا الهدى» و «هل زكى إلّا الورع؟»
وألغ إلّا
ذات توكيد كلا
|
|
تمرر بهم
إلّا ألفتي إلّا العلا
|
(وألغ إلّا ذات توكيد) وهي الّتي تلاها اسم مماثل لما قبلها أو تلت عاطفا فاجعلها
كالمعدومة (كلا تمرر بهم إلّا الفتى إلّا العلا) وكقوله :
ما لك من شيخك
إلّا عمله
|
|
إلّا رسيمه
وإلّا رمله
|
__________________
وإن تكرّر لا
لتوكيد فمع
|
|
تفريغ
التّأثير بالعامل دع
|
في واحد ممّا
بإلّا استثني
|
|
وليس عن نصب
سواه مغني
|
(وإن تكرّر) إلّا (لا لتوكيد فمع تفريغ) من المستثنى منه بأن حذف (التّأثير بالعامل)
الواقع قبل إلّا (دع في واحد ممّا بإلّا استثني) مقدّما كان أولا (وليس عن نصب
سواه مغني ) نحو «ما قام إلّا زيد إلّا عمرا إلّا بكرا».
ودون تفريغ
مع التّقدّم
|
|
نصب الجميع
احكم به والتزم
|
(ودون تفريغ مع التّقدّم) لجميع
المستثنيات على المستثنى منه (نصب الجميع احكم به والتزم) ولا تدع العامل يؤثّر في شيء منها نحو «قام
إلّا زيدا إلّا عمرا الّا خالدا القوم».
__________________
وانصب لتأخير
وجيء بواحد
|
|
منها كما لو
كان دون زائد
|
كلم يفوا
إلّا امرؤ إلّا على
|
|
وحكمها في
القصد حكم الأوّل
|
(وانصب لتأخير) لجميع المستثنيات عن المستثنى منه كلّها غير ما ذكر في
قوله : (وجيء بواحد منها) معربا (كما لو كان) وحده (دون زائد) عليه فانصبه وارفعه حيث يقتضي ذلك على ما تقدّم (كلم يفوا إلّا امرؤ إلّا علىّ) برفع
الأوّل ونصب الثّاني و «قاموا إلّا زيدا إلّا عمرا إلّا خالدا»
بنصب الجميع ، إذ لو لم يكن إلّا الأوّل لوجب نصبه .
(وحكمها) أي ما بعد المستثنى الأوّل من المستثنيات إذا لم يمكن
استثناء بعضها من بعض (في القصد حكم) المستثنى (الأوّل) فإن كان خارجا ـ بأن كان
الأوّل استثناء من موجب ـ فما بعده كذلك وان كان داخلا بأن كان استثناء من غير
موجب فما بعده كذلك فإن أمكن استثناء بعضها من بعض نحو «له عندي أربعون إلّا عشرين
إلّا
__________________
عشرة إلّا خمسة إلّا اثنين» استثني كلّ واحد ممّا قبله أو أسقط الأوتار وضمّ إلى الباقي بعد الإسقاط الأشفاع ، فالمجتمع هو الباقي بعد الاستثناء ـ قاله في شرح الكافية.
واستثن
مجرورا بغير معربا
|
|
بما لمستثنى
بإلّا نسبا
|
(واستثن مجرورا بغير) لإضافته له
حال كونه (معربا بما لمستثنى بإلّا نسبا) من وجوب نصب واختياره وإتباع على ما تقدّم ، ولكونها موضوعة في الأصل لافادة المغايرة ، فشاركت إلّا في
الإخراج الّذي معناه المغايرة ، ولم تكن متضمّنة معناها فلذا لم تبن.
__________________
ولسوي سوى
سواء اجعلا
|
|
علي الأصحّ
ما لغير جعلا
|
(ولسوي) بكسر السيّن مقصورا
وممدودا و (سوى) بضمّها مقصورا و (سواء) بفتحها ممدودا (اجعلا على) القول (الأصحّ
ما لغير جعلا) من استثناء وإعراب بما نسب لمستثنى بإلّا ، ومقابل الأصحّ قول
سيبويه إنّها لا تستعمل إلّا ظرفا ولا تخرج عنه إلّا في الضّرورة وردّه المصنّف بوردها مجرورة بمن في قوله صلّي الله عليه وآله : «دعوت ربّي أن يسلّط على
أمّتي عدوّا من سوى أنفسهم» وفاعلا في قوله :
ولم يبق سوى
العدوا
|
|
ن دنّاهم كما
دانوا
|
ومبتدأ في قوله
:
[وإذا تباع كريمة أو تشترى]
|
|
فسواك بائعها
وأنت المشتري
|
واسما لليس في
قوله :
أأترك ليلى
ليس بيني وبينها
|
|
سوى ليلة
إنّي إذا لصبور
|
وقال الرّمّاني
: إنّها تستعمل ظرفا غالبا وكغير قليلا ، واختاره ابن هشام.
واستثن ناصبا
بليس وخلا
|
|
وبعدا وبيكون
بعد لا
|
واجرر بسابقي
يكون ان ترد
|
|
وبعد انصب
وانجرار قد يرد
|
(واستثن ناصبا) للمستثنى (بليس)
على أنّه خبرها واسمها مستتر كقوله «صلّى الله عليه وآله وسلّم»
: «ما أنهر الدّم وذكر اسم الله عليه فكلوا منه ليس السّنّ
__________________
والظّفر» . (و) كذا (خلا) نحو «قام القوم خلا زيدا».
(و) المستثنى (بعدا
وبيكون) الكائن (بعد لا) كذا أيضا نحو «قاموا لا يكون زيدا» واسمها [مستتر] كليس . (واجرر بسابقي يكون) وهما خلا وعدا (إن ترد) نحو
خلا الله لا
أرجو سواك [وإنّما
|
|
أعد عيالي
شعبة من عيالكا]
|
[أبحنا حيّهم قتلا وأسرا]
|
|
عدا الشّمطاء
والطّفل الصّغير
|
(و) إن وقعا (بعد ما انصب) بهما
حتما لأنّهما فعلان إذ ما الدّاخلة عليهما مصدريّة ، وهي لا تدخل إلّا على الجملة
الفعلية كقوله :
ألا كلّ شيء
ما خلا الله باطل
|
|
[وكلّ نعيم لا محالة زائل]
|
يملّ
النّدامى ما عداني لأنّني
|
|
[بكلّ الّذي يهوى نديمي مولع]
|
(وانجرار) بهما حينئذ (قد يرد) حكاه الأخفش والجرميّ والرّبعيّ على أنّ ما زائدة.
وحيث جرّا
فهما حرفان
|
|
كما هما إن
نصبا فعلان
|
(وحيث جرّا فهما حرفان) للجرّ (كما
هما إن نصبا) المستثنى (فعلان) استتر فاعلهما وجوبا كما سبق .
__________________
وكخلا حاشا
ولا تصحب ما
|
|
وقيل حاش
وحشا فاحفظهما
|
(وكخلا) في نصب المستثنى بها وجرّه
وغير ذلك ممّا سبق (حاشا) عند المبرّد والمازني والمصنّف ، وعند سيبويه أنّها لا
تكون إلّا حرف جرّ ، وردّ بقوله :
حاشا قريشا
فإنّ الله فضّلهم
|
|
على البريّة
بالإسلام والدّين
|
(و) لكنّها (لا تصحب ما) وأمّا
الحديث : «أسامة أحبّ النّاس إليّ ما حاشا فاطمة» فليست حاشا هذه الأداة بل فعل ماض بمعنى أستثني ، وما الدّاخلة عليه نافية لا
مصدريّة ، وهو من كلام الرّاوى وفي رواية «ما حاشا فاطمة ولا غيرها» (وقيل)
في حاشا في لغة (حاش و) في أخرى (حشا فاحفظهما).
__________________
هذا باب الحال
الحال وصف
فضلة منتصب
|
|
مفهم في حال
كـ «فردا» أذهب
|
(الحال) عندنا (وصف) جنس شامل أيضا للخبر والنّعت (فضلة) أي ليست أحد جزئي
الكلام ، فصل مخرج للخبر (منتصب مفهم في حال) كذا ، أي مبيّن لحال صاحبه أي الهيئة الّتي هو عليها ، فصل
مخرج النّعت والتّمييز في نحو «لله درّه فارسا» (ك «فردا» أذهب) أي في حال تفرّدي ، ولا يرد على هذا الحدّ نحو
__________________
«مررت برجل راكب» لأنّه مفهم في حال ركوبه لأنّ إفهامه ضمنا .
والغرض من تعريف الحال معرفة ما يقع عليه بعد معرفة استعمال العرب له منصوبا ، لا معرفته ليحكم
له بالنّصب ، فلا يلزم الدّور على إدخال الحكم بالنّصب في تعريفه ـ قاله والدي
أخذا من كلام صاحب المتوسّط في نظير المسألة .
وكونه منتقلا
مشتقّا
|
|
يغلب لكن ليس
مستحقّا
|
(وكونه منتقلا مشتقّا) أي وصفا غير
ثابت هو الذي (يغلب) وجوده في كلامهم (لكن ليس) ذلك (مستحقّا) فيأتي لازما بأن كان مؤكّدا نحو «يوم أبعث
__________________
حيّا» أو دلّ عامله على تجدّد ذات صاحبه نحو «خلق الله
الزّرافة يديها أطول من رجليها » أو غير ذلك ممّا هو مقصور على السّماع نحو (قائِماً بِالْقِسْطِ).
ويكثر الجمود
في شعر وفي
|
|
مبدي تأوّل
بلا تكلّف
|
كبعه مدّا
بكذا يدا بيد
|
|
وكرّ زيد
أسدا أي كأسد
|
(و) يأتي جامدا لكن (يكثر الجمود
في سعر) بالسّين المهملة (وفي مبدى) تأوّل) بالمشتق (بلا تكلّف) بأن يدلّ على مفاعلة أو
تشبيه أو ترتيب فالسّعر (كبعه مدّا بكذا) أي مسعّرا والدّالّ على المفاعلة نحو (يدا
بيد) أي مقبوضا (و) الدّالّ على التّشبيه نحو (كرّ زيد أسدا ، أي كأسد) في
الشّجاعة ، والدّالّ على التّرتيب نحو «تعلّم الحساب بابا بابا» و «ادخلوا رجلا رجلا» ويقلّ إذا كان غير مؤوّل بالمشتق ، بأن كان موصوفا نحو (فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا) أو دالّا على عدد نحو
__________________
(فَتَمَّ مِيقاتُ
رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) أو تفضيلا نحو «هذا بسرا أطيب منه رطبا» أو كان نوعا لصاحبه نحو «هذا
مالك ذهبا» أو فرعا له نحو «هذا حديدك خاتما» أو أصلا نحو «هذا خاتمك حديدا» .
والحال ان
عرّف لفظا فاعتقد
|
|
تنكيره معنى
كوحدك اجتهد
|
(والحال) شرطه أن تكون نكرة خلافا
ليونس والبغداديّين مطلقا والكوفيّين فيما تضمّن معنى الشّرط و (إن) أتاك حال قد (عرّف
لفظا فاعتقد تنكيره معنى كوحدك اجتهد) أي منفردا ، و «جاؤا الجمّ الغفير» أي جميعا
، و «جاءت الخيل بداد» أي مبدّدة.
ومصدر منكّر
حالا يقع
|
|
بكثرة كبغتة
زيد طلع
|
(ومصدر منكّر حالا يقع) سماعا
مطلقا عند سيبويه (بكثرة كبغتة زيد طلع) أي مباغتا وقياسا عند المبرّد على ما كان نوعا من الفعل كـ «جئت
__________________
ركضا» فيقيس عليه جئت سرعة ورجلة وعند المصنّف وابنه بعد أمّا نحو «أمّا علما فعالم» وبعد خبر شبّه به مبتدأ كـ «زيد
زهير شعرا» أؤ قرن هو بأل الدّالّة على الكمال نحو «أنت الرّجل علما».
ولم ينكّر
غالبا ذو الحال إن
|
|
لم يتأخّر أو
يخصّص أو يبن
|
من بعد نفي
أو مضاهيه كلا
|
|
يبغ امرؤ على
امرئ مستسهلا
|
(ولم ينكّر غالبا ذو الحال إن لم يتأخّر أو (يخصّص أو) لم (يبن) أي يظهر واقعا (من بعد نفي أو) من بعد (مضاهيه) وهو
النّهي والإستفهام وينكّر أي يجوز تنكيره إن تأخّر كقوله :
لميّة موحشا
طلل
|
|
يلوح كأنّه
خلل
|
أو خصّص بوصف
نحو (وَلَمَّا جاءَهُمْ
كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ) مصدّقا في قراءة بعضهم. أو إضافة نحو (فِي أَرْبَعَةِ
أَيَّامٍ سَواءً
__________________
لِلسَّائِلِينَ) أو وقع بعد نفي نحو (وَما أَهْلَكْنا مِنْ
قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ). أو بعد نهى (كلا يبغ أمرؤ على امرئ مستسهلا) أو أستفهام نحو :
يا صاح هل
حمّ عيش باقيا فترى
|
|
[في نفسك العذر في أبعادها الأملا]
|
وقد نكّر نادرا
من غير وجود شيء ممّا ذكر ، ومنه «صلّي رسول الله جالسا وصلّى وراءه قوم قياما».
وسبق حال ما
بحرف جرّقد
|
|
أبوا ولا
أمنعه فقد ورد
|
(وسبق حال ما بحرف جرّ قد أبوا) كسبقها ما جرّ بإضافة إليه (ولا
أمنعه) وفاقا للفارسي وابن كيسان وبرهان (فقد ورد) في الفصيح ، كقوله تعالى :
(وَما أَرْسَلْناكَ
إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ) وقول الشّاعر :
[إذا المرء أعيته السّيادة ناشيا]
|
|
فمطلبها كهلا
عليه شديد
|
وأوّل ذلك
المانعون بأنّ كافّة حال من الكاف في أرسلناك والهاء للمبالغة ، أي
__________________
وما أرسلناك إلّا كافّا للنّاس وبأنّ كهلا حال من الفاعل المحذوف من المصدر ، أي فمطلبه إيّاها كهلا عليه شديد وسبقها المرفوع والمنصوب جائز خلافا للكوفيّين وسبقها المحصور
ت واجب كـ «ما جاء راكبا إلّا زيد» ، وسبقها وهي محصورة ممتنع.
ولا تجز حالا
من المضاف له
|
|
إلّا إذا
اقتضي المضاف عمله
|
أو كان جزء
ما له أضيفا
|
|
أو مثل جزئه
فلا تحيفا
|
(ولا تجز حالا من المضاف له) خلافا
للفارسي (إلّا إذا اقتضي المضاف عمله) أي العمل في الحال كقوله تعالى : (إِلَيْهِ
مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً) (أو كان) المضاف (جزء ما له أضيفا) كقوله تعالى : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ
غِلٍّ إِخْواناً) (أو مثل جزئه فلا تحيفا) كقوله تعالى :
(ثُمَّ أَوْحَيْنا
إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً) والصّورتان
__________________
الأخيرتان قال أبو حيّان لم يسبق المصنّف إلى ذكرهما أحد ـ انتهى.
قلت : قد نقلهما المصنّف في فتاواه عن الأخفش ، وقد تبعه عليهما جماعة.
والحال إن
ينصب بفعل صرّفا
|
|
أو صفة أشبهت
المصرّفا
|
فجائز تقديمه
كمسرعا
|
|
ذا راحل
ومخلصا زيد دعا
|
(والحال إن ينصب بفعل صرّفا أو صفة
أشبهت المصرّفا فجائز) خلافلا للكوفيّين (تقديمه) على ناصبه ما لم يعارضه معارض من كون عامله صلة لأل أو لحرف مصدريّ أو مقرونا
بلام القسم أو الابتداء أو كونه جملة معها الواو (كمسرعا ذا راحل زيد دعا) فإن كان ناصبه غير فعل كاسم الفعل أو المصدر ، أو فعلا غير متصرّف كفعل التّعجّب ، أو صفة
كذلك كأفعل التّفضيل في بعض أحواله لم يجز تقديمه عليه.
ضابطة : جميع العوامل اللّفظية تعمل في الحال إلّا كان
وأخواتها وعسى على الأصحّ.
__________________
وعامل ضمّن
معني الفعل لا
|
|
حروفه مؤخّرا
لن يعملا
|
كتلك ليت
وكأنّ وندر
|
|
نحو سعيد
مستقرّا في هجر
|
(وعامل ضمّن معنى الفعل لا حروفه مؤخّرا لن يعملا) لضعفه (كتلك ليت وكأنّ) ولعلّ وهاء التّنبيه والظّروف المتضمّنة معنى الاستقرار (وندر) عندنا توسّط الحال بين صاحبه وعامله إذا كان ظرفا أو مجرورا مخبرا به وأجازه الأخفش بكثرة (نحو سعيد
مستقرّا في هجر) ومنع بعضهم هذه الصّورة كما منع تقديمها عليهما بالإجماع.
ونحو زيد
مفردا أنفع من
|
|
عمرو معانا
مستجاز لن يهن
|
(و) تقديم الحال على عامله إذا كان
[عامله] أفعل مفضّلا به كون في حال على كون في حال (نحو زيد مفردا أنفع من عمرو
معانا) و «هذا بسرا أطيب منه رطبا» (مستجاز لن يهن) أي لن يضعف.
والحال قد
يجيء ذا تعدّد
|
|
لمفرد فاعلم
وغير مفرد
|
__________________
(والحال قد
يجيء ذا تعدّد لمفرد فاعلم) كالخبر سواء كان الجميع في المعنى واحدا كـ «إشتريت الرّمّ ان
حلوا حامضا» أو لم يكن كـ «جاء زيد عاذرا ذامين» (وغير مفرد) نحو «لقيت زيدا مصعدا منحدرا» ثمّ إن ظهر المعنى ردّ كلّ واحد إلى ما يليق به وإلّا ، جعل الأوّل للثّاني والثّاني للأوّل.
وعامل الحال
بها قد أكّدا
|
|
في نحو لا
تعث في الارض مفسدا
|
(وعامل الحال) وكذا صاحبها (بها قد أكّدا في نحو لا تعث في الأرض مفسدا) و (أَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً)(لَآمَنَ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ
جَمِيعاً).
وإن تؤكّد
جملة فمضمر
|
|
عاملها
ولفظها يؤخّر
|
(وإن تؤكّد) أي الحال (جملة)
معقودة من اسمين معرفتين جامدين لبيان يقين أو
__________________
فخر أو تعظيم أو نحو ذلك (فمضمر عاملها) نحو :
أنا ابن دارة
معروفا بها نسبي
|
|
[وهل بدارة يا للنّاس من عار؟]
|
أى أحقّه معروفا ، وقيل عاملها المبتدأ ، وقيل الخبر الواقع في
الجملة (ولفظها يؤخّر) وجوبا لعدم جواز تقدّم المؤكّد على المؤكّد.
وموضع الحال
تجىء جملة
|
|
كجاء زيد وهو
ناو رحلة
|
(وموضع الحال تجىء جملة) خالية من
دليل الاستقبال (كجاء زيد وهو ناو رحلة) ويجيء أيضا موضعه ظرف أو مجرور متعلّق بمحذوف
وجوبا نحو «رأيت الهلال بين السّحاب» (فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ).
وذات بدء
بمضارع ثبت
|
|
حوت ضميرا
ومن الواو خلت
|
(و) جملة الحال سواء كانت مؤكّدة
أم لا ، جيء بها (ذات بدء بمضارع) خال من قد (ثبت) أو نفي بلا ، أو ما ، أو بماض تال إلّا ، أو متلو بأو (حوت ضميرا) رابطا
__________________
ظاهرا أو مقدّرا (ومن الواو خلت) نحو (وَلا تَمْنُنْ
تَسْتَكْثِرُ)(ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ).
عهدتك ما
تصبو [وفيك شبيبة
|
|
فما لك بعد
الشّيب صبّا متيّما]
|
(إِلَّا
كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) «لأضربنّه ذهب أو مكث».
وذات واو
بعدها انو مبتدا
|
|
له المضارع
اجعلنّ مسندا
|
(و) إن أتى من كلام العرب جملة
مبدوّة بما ذكر وهي (ذات واو) فلا تجره على ظاهره بل (بعدها) أى بعد الواو (انو مبتدأ له المضارع)
المذكور (اجعلنّ مسندا) خبرا نحو :
فلمّا خشيت
أظافيرهم
|
|
نجوت وأرهنهم
مالكا
|
__________________
أى أنا أرهنهم
مالكا.
وذات بدء
بمضارع مقرون بقد تلزمها الواو نحو (لِمَ تُؤْذُونَنِي
وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ) ـ قاله في التّسهيل.
وجملة الحال
سوي ما قدّما
|
|
بواو أو
بمضمر أو بهما
|
(وجملة الحال سوى ما قدّما) وهي
الجملة الاسميّة مثبتة أو منفيّة والفعليّة المصدّرة بمضارع منفي بلم أو بماض مثبت
أو منفيّ بشرط أن تكون غير مؤكّدة تأتي (بواو) فقط نحو «جاء زيد وعمرو وقائم» ، «جاء زيد
ولم تطلع الشّمس» ، «جاء زيد وقد طلعت الشّمس» ، «جاء زيد وما طلعت الشّمس» .
وشرط جملة
الحال المصدّرة بالماضي المثبت المتصرّف المجرّد من الضّمير أن يقترن بقد ظاهرة أو
مقدّرة لتقرّبه .
من الحال.
واستشكله السّعيد ، وتبعه شيخنا العلّامة الكافجي ، بأنّ الحال
__________________
الّذي هو قيد على حسب عامله فإن كان ماضيا أو حالا أو مستقبلا ، فكذلك فلا معنى
لاشتراط تقريبه من الحال [أي : الزّمن الحاضر] بقد. قال : فما ذكروه
غلط نشأ من اشتراك لفظ الحال بين الزّمان الحاضر وهو ما يقابل الماضي ، وبين ما
يبيّن الهيئة المذكورة انتهى. وقد اختار أبو حيّان تبعا لجماعة ، عدم الاشتراط
كما لو وجد الضّمير.
(أو) تأتي (بمضمر)
فقط نحو (اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ
لِبَعْضٍ عَدُوٌّ)(فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ
وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ)(أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ) «جاء زيد ما قام أبوه».
__________________
(أو بهما) نحو (خَرَجُوا مِنْ
دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ)(وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ
وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ) ، (أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ
يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللهِ) ، «جاء زيد وما قام أبوه».
والحال قد
يحذف ما فيها عمل
|
|
وبعض ما يحذف
ذكره حظل
|
(والحال قد يحذف ما فيها عمل)
جوازا لدليل حاليّ كقولك للمسافر «راشدا مهديّا» أو مقاليّ نحو (بَلى قادِرِينَ).
(وبعض ما يحذف)
ممّا يعمل في الحال وجب فيه ذلك حتّى أنّ (ذكره حظل) أي منع منه كعامل المؤكّدة للجملة
، والنّائبة مناب الخبر كما سبق. والمذكورة
__________________
للتّوبيخ نحو «أقاعدا وقد قام النّاس» أو بيان زيادة أو نقص بتدريج كـ «تصدّق
بدينار فصاعدا» ، «واشتره بدينار فسافلا» وهو قياس وك «هنيئا لك» وهو سماع.
تتمة : الأصل
في الحال أن تكون جائزة الحذف وقد يعرض لها ما يمنع منه ككونها جوابا نحو «راكبا» لمن قال «كيف جئت» أو مقصودا حصرها نحو «لم أعده إلّا حرضا» أو نائبة عن الخبر نحو «ضربي زيدا قائما» أو
منهيّا عنها نحو (لا تَقْرَبُوا
الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى).
__________________
هذا باب التّمييز
وهو والمميّز
والتّبيين والمبيّن والتّفسير والمفسّر بمعنى [واحد].
اسم بمعني من
مبين نكرة
|
|
ينصب تمييزا
بما قد فسّره
|
(إسم بمعنى من مبين) لإبهام الإسم أو نسبته (نكرة ينصب تمييزا) فخرج
بالقيد الأوّل الحال ، وبالثّاني اسم لا ونحو :
استغفر الله
ذنبا [لست محصيه
|
|
ربّ العباد
إليه الوجه والعمل]
|
وقد يأتي
التّمييز غير مبين فيعدّ مؤكّدا نحو (إِنَّ عِدَّةَ
الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً) وقد يأتي بلفظ المعرفة نحو :
[رأيتك لمّا أن عرفت وجوهنا
|
|
صددت] وطبت
النّفس يا قيس عن عمرو
|
__________________
فيعتقد تنكيره
معنى ونصبه (بما قد فسّره). في تفسير الاسم وبالمسند من فعل أو شبهه في تفسير
النّسبة.
هذا والاسم
المبهم الّذي يفسّره التّمييز أربعة أشياء : العدد ك (أَحَدَ عَشَرَ
كَوْكَباً) ولا يجوز جرّ تمييزه ، والمقدار وهو مساحة
كشبر أرضا
وقفيز برّا
|
|
ومنوين عسلا
وتمرا
|
وبعد ذي
وشبهها اجرره إذا
|
|
أضفتها كمدّ
حنطة غذا
|
(كشبر أرضا و) كيل نحو (قفيز برّا
و) وزن نحو (منوين عسلا وتمرا) وما يشابه المقدار نحو (مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ) وفرع التّمييز نحو «خاتم حديدا» (وبعد ذي) الثّلاثة المذكورة في البيت (وشبهها) كالّذي ذكرته بعد (اجرره إذا أضفتها) بعامل
__________________
المضاف إليه (كمدّ حنطة غذا) و «لا تحقّر ظلامة ولو شبر أرض» ، ويجوز أيضا جرّه بمن كما سيذكره ورفعه
على البدل.
والنّصب بعد
ما أضيف وجبا
|
|
إن كان مثل
ملء الأرض ذهبا
|
(والنّصب) للتّمييز الواقع (بعد ما)
أي مبهم (أضيف) إلى غيره (وجبا إن كان) المميّز لا يغني عن المضاف إليه (مثل ملء الأرض ذهبا) فإن أغنى
نحو «هو أشجع النّاس رجلا» جاز الجرّ فتقول «هو أشجع رجل».
والفاعل
المعني انصبن بأفعلا
|
|
مفضّلا كأنت
أعلى منزلا
|
(و) التّمييز (الفاعل) في (المعنى انصبن بأفعلا) الكائن (مفضّلا كأنت أعلى
منزلا) إذ
معناه أنت علا منزلك ، بخلاف غيره فيجب جرّه به كـ «زيد أكمل فقيه».
وبعد كلّ ما
اقتضي تعجّبا
|
|
ميّز كأكرم
بأبي بكر أبا
|
__________________
(وبعد كلّ ما
اقتضى تعجّبا) سواء كان بصيغة ما أفعله أو أفعل به أم لا (ميز) ناصبا (كأكرم
بأبي بكر أبا) و «لله درّه فارسا» و «حسبك بزيد رجلا» و «كفى به عالما» و
[بانت لتحزننا عفّارة]
|
|
يا جارتا ما
أنت جارة
|
واجرر بمن إن
شئت غير ذي العدد
|
|
والفاعل
المعني كطب نفسا تفد
|
(واجرر بمن) التّبعيضيّة (إن شئت)
كلّ تمييز (غير) [أربعة أشياء] التّمييز (ذي العدد) أي المفسّر له كما تقدّم (و) التّمييز (الفاعل) في (المعنى) إن كان محوّلا عن الفاعل صناعة (كطب نفسا تفد) أو عن مضاف نحو «زيد أكثر مالا» والمحوّل عن المفعول
نحو «غرست الأرض شجرا».
__________________
وعامل
التّمييز قدّم مطلقا
|
|
والفعل ذو
التّصريف نزرا سبقا
|
(وعامل التّمييز قدّم مطلقا) عليه اسما كان أو فعلا جامدا أو متصرّفا (والفعل ذو التّصريف
نزرا سبقا) بضمّ أوّله بالتّمييز كقوله :
[أتهجر ليلى بالفراق حبيبها]
|
|
وما كاد نفسا
بالفراق تطيب
|
وقوله :
أنفسا تطيب
بنيل المنى
|
|
[وداعي المنون ينادي جهارا]
|
وقاس ذلك الكسائيّ والمبرّد والمازنيّ ، واختاره المصنّف في شرح العمدة.
__________________
هذا باب حروف الجرّ
هاك حروف
الجرّ وهي من إلى
|
|
حتّي خلا حاشا
عدا في عن على
|
مذ منذ ربّ
اللّام كي واو وتا
|
|
والكاف
والباء ولعلّ ومتى
|
(هاك) أي خذ (حروف الجرّ وهى)
عشرون (من) و (إلى) و (حتّى) و (خلا) و (حاشا) و (عدا) و (في) و (عن) و (على) و (مذ)
و (منذ) و (ربّ) و (اللّام) و (كي) وقلّ من ذكرها ولا تجرّ إلّا ما الاستفهاميّة وأن وما وصلتهما و (واو وتاء والكاف والباء ولعلّ) وقلّ من ذكر هذه أيضا ولا تجرّ بها إلّا عقيل (ومتى) وقلّ من ذكرها أيضا ولا تجرّ بها إلّا هذيل وزاد في الكافية لو لا
إذا وليها ضمير وهو مشهور عن سيبويه.
بالظّاهر
اخصص منذ مذ وحتّى
|
|
والكاف
والواو وربّ والتّا
|
__________________
واخصص بمذ
ومنذ وقتا وبربّ
|
|
منكّرا وا
التّاء لله وربّ
|
(بالظّاهر اخصص مذ) و (منذ) و (حتّى
والكاف والواو وربّ والتّا) فلا تجرّبها ضميرا (واخصص بمذ ومنذ وقتا) غير مستقبل نحو «ما رأيته مذ يومنا» و «منذ يوم الجمعة» (و) اخصص (بربّ
منكّرا) لفظا ومعنى أو معنى فقط ، كما قال في شرح الكافية نحو «ربّ رجل وأخيه» .
(والتّاء)
جارّة (لله وربّ) مضافا إلى الكعبة أو الياء نحو «تالله» و «تربّ الكعبة» و «تربّي»
وسمع أيضا «تالرّحمن».
وما رووا من
نحو ربّه فتى
|
|
نزر كذا كها
ونحوه أتى
|
(وما رووا من) إدخال ربّ على
الضّمير (نحو ربّه فتى نزر) من وجهين إدخالها على غير الظّاهر ، وعلى معرفة (كذا)
نزر إدخال الكاف على الضّمير كقوله :
[لئن كان من جنّ لأبرح طارقا]
|
|
وإن يك إنسا
ما (كها) الإنس يفعل
|
(ونحوه) ممّا (أتى) كقوله :
[فلا ترى بعلا ولا حلائلا]
|
|
كهو ولا كهنّ
إلّا حاظلا
|
وكذا إدخال
حتّى عليه نحو :
__________________
[فلا والله لا يبقى أناس
|
|
فتى] حتّاك
يا بن أبي زياد
|
فصل : في معاني
حروف الجرّ.
بعّض وبيّن
وابتدء في الأمكنة
|
|
بمن وقد تأتي
لبدء الأزمنة
|
(بعّض وبيّن) الجنس (وابتدء في الأمكنة) بالاتّفاق (بمن) نحو (لَنْ تَنالُوا
الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ)(فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ
الْأَوْثانِ)(سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ
لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ).
(وقد تأتي لبدء
الأزمنة) كقوله تعالى (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ
عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ) ونفاه البصريّون إلّا الأخفش ومذهبه هو الصّحيح لصحّة السّماع بذلك.
وزيد في نفي
وشبهه فجرّ
|
|
نكرة كما
لباغ من مفرّ
|
(وزيد) أي من عندنا (في نفي وشبهه) وهو النّهي والاستفهام (فجرّ نكرة كما لباغ من مفرّ) و «هل
من خالق غير الله» وزيد عند الأخفش في الإيجاب فجرّ النّكرة
__________________
والمعرفة نحو :
قد كان من
مطر [من فضل رازقنا
|
|
فضلا على
الأرض والأنعام والنّاس]
|
[يظلّ به الحرباء يمثّل قائما]
|
|
ويكثر فيه من
حنين الأباعر
|
للانتها حتّى
ولام وإلى
|
|
ومن وباء
يفهمان بدلا
|
(للانتهاء حتّى) نحو (حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) (ولام) نحو (سُقْناهُ لِبَلَدٍ
مَيِّتٍ) (وإلى) نحو «سرت البارحة إلى آخر اللّيل».
(ومن وباء
يفهمان بدلا) نحو (أَرَضِيتُمْ
بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ).
فليت لي بهم قوما إذا
ركبوا
|
|
[شنّوا الإغارة فرسانا وركبانا]
|
واللّام
للملك وشبهه وفي
|
|
تعدية أيضا
وتعليل قفي
|
(والّلام للملك) نحو (لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي
الْأَرْضِ) (وشبهه) وهو الإختصاص نحو «السّرج للدّابّة» (وفي تعدية أيضا
وتعليل قفي) نحو (فَهَبْ
__________________
لِي) مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا .
وزيد
والظّرفيّة استبن ببا
|
|
وفي وقد
يبيّنان السّببا
|
وإنّي
لتعروني لذكراك هزّة
|
|
[كما انتفض العصفور بلّله القطر]
|
(وزيد) للتّوكيد نحو :
[فلا والله لا يلفى لما بى]
|
|
ولا للمابهم
أبدا دواء
|
وتأتي للتّقوية
، وهو معنى بين التّعدية والزّيادة نحو (إِنْ كُنْتُمْ
لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ)(فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ) قال في شرح الكافية : ولا يفعل ذلك بمتعدّ إلى اثنين لعدم إمكان زيادتها فيهما ، لأنّه لم يعهد وفي احدهما لعدم المرجّح.
(والظّرفيّة)
حقيقة أو مجازا (استبن ببا وفي) نحو (وَإِنَّكُمْ
لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ
__________________
مُصْبِحِينَ
وَبِاللَّيْلِ) «وما كنت بجانب الغربيّ» (الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى
الْأَرْضِ)(لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ
آياتٌ). (وقد يبيّنان السّببا) نحو (فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا) «ودخلت امرأة النّار في هرّة حبستها».
بالبا استعن
وعدّ عوّض ألصق
|
|
ومثل مع ومن
وعن بها انطق
|
(بالبا استعن) نحو «بسم الله الرّحمن
الرّحيم» (وعدّ) نحو (ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ) ، ولا يجمع بينها وبين الهمزة و (عوّض) والتّعويض غير البدل نحو «بعتك هذا بهذا» و (ألصق) نحو «وصلت هذا بهذا» (ومثل
مع ومن) التّبعيضيّة (وعن بها
__________________
انطق) نحو (نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ)(عَيْناً يَشْرَبُ بِها) عِبادُ اللهِ (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ) واقِعٍ .
علي للاستعلا
ومعني في وعن
|
|
بعن تجاوزا
عني من قد فطن
|
(على للاستعلاء) حسّا نحو (وَعَلَيْها وَعَلَى
الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ) أو معنى نحو «تكبّر زيد على عمرو» (ومعنى في) نحو (وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ
عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ) (و) معنى (عن) نحو :
إذا رضيت
عليّ بنو قشير
|
|
[لعمر الله أعجبني رضاها]
|
(بعن تجاوزا عنى من قد فطن) نحو «رميت
السّهم عن القوس».
وقد تجيء
موضع بعد وعلى
|
|
كما علي موضع
عن قد جعلا
|
__________________
(وقد تجيء موضع
بعد) نحو (لَتَرْكَبُنَّ
طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) (و) موضع (على) نحو :
لاه ابن عمّك
لا أفضلت في حسب
|
|
عنىّ ولا أنت
ديّاني فتخزوني
|
(كما على موضع عن قد جعلا) كما
تقدّم وهذا تصريح بأنّ لكلّ حرف معنى مختصّا به واستعماله في غيره على
وجه النّيابة.
شبّه بكاف
وبها التّعليل قد
|
|
يعني وزائدا
لتوكيد ورد
|
(شبّه بكاف) نحو «زيد كالأسد» (وبها
التّعليل قد يعنى) نحو (وَاذْكُرُوهُ كَما
هَداكُمْ) (وزائدا لتوكيد ورد» نحو (لَيْسَ كَمِثْلِهِ
شَيْءٌ).
واستعمل اسما
وكذا عن وعلى
|
|
من أجل ذا
عليهما من دخلا
|
(واستعمل اسما) مبتدأ نحو :
__________________
أبدا كالفراء
فوق ذراها
|
|
[حين يطوي المسامع الصّرّار]
|
وفاعلا نحو :
أتنتهون ولن
ينهى ذوي شطط
|
|
كالطّعن [يذهب
فيه الزّيت والفتل]
|
ومجرورا باسم
نحو :
[ولعبت طير بهم ابابيل]
|
|
فصيّروا مثل
كعصف مأكول
|
وبحرف نحو :
بكا اللّقوة
الشّغواء جلت [ولم أكن
|
|
لأولع إلّا
بالكمىّ المقنّع
|
(وكذا عن وعلى) يستعملان اسمين (من
أجل ذا عليهما من دخلا) في قوله :
[فقلت للرّكب لمّا أن علابهم]
|
|
من عن يمين
الحبيّا [نظرة قبل]
|
وقوله :
غدت من عليه [بعد
ما تمّ ظمؤها]
|
|
تصلّ وعن قيض
ببيداء مجهل]
|
ومذ ومنذ
اسمان حيث رفعا
|
|
أو أوليا
الفعل كجئت مذ دعا
|
(ومذ ومنذ اسمان حيث رفعا) نحو «ما
رأيته مذ يومان» وهما حينئذ في الماضي بمعنى أوّل المدّة وفي غيره بمعنى جميع
المدّة والصّحيح أنّهما حينئذ
__________________
مبتدءان ما بعدهما خبر ، وقيل بالعكس ، وقيل ظرفان وما بعدهما فاعل لكان تامّة محذوفة (أو أوليا الفعل) أو الجملة الاسمية (كجئت مذ دعا) و:
ما زلت أبغي
المال مذأنا يافع
|
|
[وليدا وكهلا حين شبت وأمردا]
|
وإن يجرّا في
مضيّ فكمن
|
|
هما وفي
الحضور معنى في استبن
|
(وإن تجرّا في مضيّ فكمن)
الابتدائيّة (هما وفي الحضور) إذا جرّا (معنى في) الظّرفية (استبن) بهما.
وبعد من وعن
وباء زيد ما
|
|
فلم يعق عن
عمل قد علما
|
(وبعد من وعن وباء زيد ما فلم يعق)
أي لم يكفّ عن عمل قد علما) وهو الجرّ نحو (مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ) ، (عَمَّا قَلِيلٍ) ، (فَبِما نَقْضِهِمْ). قال في شرح الكافية : وقد تحدث مع الباء تقليلا ، وهي لغة هذيل.
__________________
وزيد بعد ربّ
والكاف فكفّ
|
|
وقد يليهما
وجرّ لم يكفّ
|
(وزيد بعد ربّ والكاف فكفّ) عن
العمل وأدخلتهما على الجمل نحو :
ربما أوفيت
في علم
|
|
[ترفعن ثوبي شمالات]
|
(رُبَما
يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا)
ربّما الجامل
المؤبّل فيهم
|
|
[وعناجيج بينهنّ المهار]
|
[أخ ماجد لم يخزني يوم مشهد]
|
|
كما سيف عمرو
لم تخنه مضاربه
|
(وقد يليهما) ما (وجرّ لم يكفّ)
نحو :
ماويّ يا
ربّتما غارة
|
|
[شعواء كاللّذعة بالميسم]
|
[وننصر مولانا ونعلم أنّه]
|
|
كما النّاس
مجروم عليه وجارم
|
وحذفت ربّ
فجرّت بعد بل
|
|
والفا وبعد
الواو شاع ذا العمل
|
(وحذفت ربّ فجرّت) مضمرة (بعد بل)
وهو قليل نحو :
بل بلد ملؤ
الأكام قتمه
|
|
(لا يشترى كتّانه وجهرمه)
|
(و) بعد (الفاء) وهو قليل أيضا نحو
:
__________________
فمثلك حبلى قد
طرقت ومرضع
|
|
[فألهيتها عن ذي تمائم مغيل]
|
(وبعد الواو شاع ذا العمل) حتّى
قال بعضهم : إنّ الجرّ بالواو نفسها نحو :
وليل كموج
البحر [أرخى سدوله
|
|
علىّ بأنواع
الهموم ليبتلي]
|
وربّما جرّت
محذوفة دون حرف نحو :
رسم دار وقفت
في طلله
|
|
[كدت أقضي الحياة من جلله]
|
وقد يجرّ
بسوي ربّ لدى
|
|
حذف وبعضه
يري مطّردا
|
(وقد يجرّ بسوى ربّ لدى حذف) له ، وهو سماع كقول بعضهم
وقد قيل له :
كيف أصبحت «خير والحمد لله» أي على خير (وبعضه يرى مطّردا) يقاس عليه نحو «بكم درهم إشتريت» أي بكم من
درهم ، و «مررت برجل صالح إلّا صالح فطالح» حكاه يونس ، أي إن لا أمرّ بصالح فقد
مررت بطالح .
__________________
هذا باب الإضافة (٢)
نونا تلي
الإعراب أو تنوينا
|
|
ممّا تضيف
احذف كطور سينا
|
(نونا تلي الإعراب) أي حروفه (أو تنوينا) ملفوظا به أو مقدّرا (ممّا تضيف احذف) لأنّ الإضافة تؤذن بالإتّصال والتّنوين وخلفه وهو النّون يؤذنان بالانفصال
(كطور سينا) ودراهمك وغلامي زيد.
والثّاني
اجرر وانو من أو في إذا
|
|
لم يصلح إلّا
ذاك واللّام خذا
|
(والثّاني) وهو المضاف إليه (اجرر) وجوبا بالحرف المقدّر عند
المصنّف ، وبالمضاف عند سيبويه ، وبالإضافة عند الأخفش.
__________________
(وانو من) إن
كان المضاف بعض المضاف إليه ، وصحّ إطلاق اسمه عليه كذا قال في شرح الكافية تبعا لابن السّرّاج ،
مخرجا بالقيد الأخير نحو «يد زيد» ممثّلا بنحو «خاتم فضّة» و «ثوب قطن».
(أو) انو (في
إذا لم يصلح إلّا ذاك) نحو (بَلْ مَكْرُ
اللَّيْلِ) وَالنَّهارِ .
(واللام خذا)
ناويا لها
لما سوي ذينك
واخصص أوّلا
|
|
أو أعطه
التّعريف بالّذي تلا
|
(لما سوي ذينك) نحو «غلام زيد».
(واخصص أوّلا) بالثّاني إن كان نكرة كـ «غلام رجل» (أو أعطه التّعريف بالّذي تلا) إن كان معرفة كـ «غلام زيد».
__________________
وإن يشابه
المضاف يفعل
|
|
وصفا فعن
تنكيره لا يعزل
|
كربّ راجينا
عظيم الأمل
|
|
مروّع القلب
قليل الحيل
|
(وإن يشابه المضاف يفعل) أي المضارع في كونه مرادا به الحال والاستقبال حال كونه (وصفا) كاسمى
الفاعل والمفعول والصّفة المشبّهة (فعن تنكيره لا يعزل) سواء أضيف إلى معرفة أو
نكرة ولذلك وصف به النّكرة ك (هَدْياً بالِغَ
الْكَعْبَةِ) ونصب على الحال ك (ثانِيَ عِطْفِهِ) ودخل عليه ربّ (كربّ راجينا عظيم الأمل مروّع القلب قليل الحيل) .
وذي الإضافة
اسمها لفظيّة
|
|
وتلك محضة
ومعنويّه
|
(وذي الإضافة) وهي إضافة الوصف إلى معموله (اسمها لفظيّة) لأنّها
أفادت
__________________
تخفيف اللّفظ بحذف التّنوين والنّون (وتلك) وهي الّتي تفيد التّعريف
أو التّخصيص اسمها (محضة) أي خالصة (ومعنويّة) أيضا لأنّها أفادت أمرا معنويّا .
ووصل أل بذا
المضاف مغتفر
|
|
إن وصلت
بالثّان كالجعد الشّعر
|
أو بالّذي له
أضيف الثّاني
|
|
كزيد الضّارب
رأس الجاني
|
(ووصل أل بذا المضاف) إضافة لفظية (مغتفر إن وصلت) أل (بالثّاني) أي بالمضاف
إليه (كالجعد الشّعر أو) وصلت (بالّذي له أضيف الثّاني كزيد الضّارب رأس
الجاني) أو بما يعود إليه إن كان ضميرا ـ كما في التّسهيل ـ كـ «مررت بالضّارب
الرّجل والشّاتمة» ومنع المبرّد هذه وجوّز الفرّاء إضافة ما فيه ألى إلى المعارف كلّها كـ «الضّاربك» و «الضّارب زيد» ، بخلاف «الضّارب رجل». وقد استعمله الإمام الشّافعيّ في خطبة رسالته فقال : «الجاعلنا من
خير أمّة أخرجت للنّاس».
__________________
وكونها في
الوصف كاف إن وقع
|
|
مثنّى او
جمعا سبيله اتّبع
|
(وكونها) أي أل (في الوصف) فقط (كاف إن وقع مثنىّ) نحو «مررت بالضّاربي زيد» و «الضّاربي رجل» (أو) وقع (جمعا سبيله) أي سبيل المثنّى (اتّبع) بأن كان جمع سلامة نحو : «مررت
بالضّاربي زيد» و «الضّاربي رجل» .
وربّما أكسب
ثان أوّلا
|
|
تأنيثا ان
كان لحذف موهلا
|
(وربّما أكسب ثان أوّلا تأنيثا) وتذكيرا (إن كان) الأوّل (لحذف موهلا)
أي أهلا نحو :
[وتشرق بالقول الّذي قد أذعته]
|
|
كما شرقت صدر
القناة من الدّم
|
فأكسب القناة
المؤنّث الصّدر المذكّر التّأنيث لما أضيف إليه ونحو :
رؤية الفكر
ما يؤول له ال
|
|
أمر معين على
اجتناب التّواني
|
فأكسب الفكر
المذكّر الرّؤية المؤنّث التّذكير لما أضيف إليه.
وخرج بقوله : «إن
كان لحذف موهلا» ما ليس أهلا له بأن يختلّ الكلام
__________________
لو حذف ، فلا يكسبه ما ذكر كـ «قام غلام هند» و «قامت امرأة زيد».
ولا يضاف اسم
لما به اتّحد
|
|
معنى وأوّل موهمّا
إذا ورد
|
(ولا يضاف اسم لما به اتّحد معني)
فلا يضاف اسم لمرادفه ولا موصوف إلى صفته ولا صفة إلى موصوفها ، لأنّ المضاف يتعرّف بالمضاف إليه أو يتخصّص ، والشّيء
لا يتعرّف ولا يتخصّص إلّا بغيره (وأوّل موهما) ذلك (إذا ورد) نحو «هذا سعيد كرز» أي مسمّى هذا اللّقب و «مسجد الجامع» أي مسجد اليوم الجامع أو المكان الجامع ، و «جرد قطيفة» أي شيء جرد من قطيفة .
واعلم أنّ
الغالب في الأسماء أن تكون صالحة للإضافة والإفراد وبعض الأسماء ممتنع إضافته كالمضمرات.
__________________
وبعض الأسماء
يضاف أبدا
|
|
وبعض ذا قد
يأتي لفظا مفردا
|
(وبعض الأسماء يضاف أبدا) إلى
المفرد لفظا ومعنى كقصارى وحمادى ولدى وبيد وسوى وعند وذي وفروعه وأولي (وبعض ذا) الّذي ذكر أنّه يلزم الإضافة (قد) يلزمها معني فقط و (يأتي لفظا مفردا) عنها ككلّ وبعض وأيّ نحو (وَإِنَّ كُلًّا
لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ)(فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ) ، (أَيًّا ما تَدْعُوا).
وبعض ما يضاف
حتما امتنع
|
|
إيلاؤه اسما
ظاهرا حيث وقع
|
كوحد لبّي
ودوالي سعدي
|
|
وشذّ إيلاء
يدي للبّي
|
(وبعض ما يضاف حتما امتنع إيلاؤه
اسما ظاهرا) فلا يليه إلّا ضمير (حيث وقع كوحد) نحو (إِذا دُعِيَ اللهُ
وَحْدَهُ).
__________________
وكنت إذ كنت
إلهي وحدكا
|
|
[لم يك شيء يا إلهي قبلكا]
|
والذّنب أخشاه
إن مررت به
|
|
وحدي [وأخشى
الرّياح والمطرا
|
و (لبّي)
ويختصّ بضمير غير الغائب نحو «لبّيك» أي إجابة بعد إجابة ، وهي عند سيبويه مثنّى
للتّكثير وعند يونس مفرد أصله لبّى بوزن فعلى قلبت ألفه ياء في الإضافة كانقلاب لدى وعلى
وإلى وردّ بأنّه لو كان مفردا جاريا مجرى ما ذكر لم تنقلب ألفه إلّا مع المضمر ، كلدى وقد وجد قلبها مع
الظّاهر في البيت الآتي.
(ودوالي) كلبّي
نحو «دواليك» أي تداولا بعد تداول.
و (سعدي) نحو «سعديك»
أي سعدا بعد سعد.
(وشذّ ايلاء
يدي للبّي) في قول الشّاعر :
[دعوت لما نابني مسورا]
|
|
فلبّي فلبّي
يدي مسور
|
وكذا إيلاؤه
ضمير غائب في قوله :
[إنّك لو دعوتني ودوني
|
|
زوراء ذات
مترع بيون]
|
لقلت
لبّيه لمن يدعوني
|
قاله في شرح التّسهيل.
__________________
وألزموا
إضافة إلى الجمل
|
|
حيث وإذ وإن
ينوّن يحتمل
|
إفراد إذ وما
كإذ معني كإذ
|
|
أضف جوازا
نحو حين جانبذ
|
(وألزموا إضافة إلى الجمل) إسميّة
كانت أو فعليّة (حيث وإذ) نحو «جلست حيث جلس زيد» و «حيث زيد جالس» ، (وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً)(إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ) وشذّ إضافة حيث إلى المفرد في قوله :
أما ترى حيث
سهيل طالعا
|
|
[نجما يضىء كالشّهاب لامعا]
|
(وإن ينوّن) إذ ويكسر ذالها
لالتقاء السّاكنين (يحتمل) أي يجوز (إفراد إذ) عن الإضافة وجعل التّنوين عوضا عمّا تضاف إليه نحو (وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ). (وما كإذ معنى) أي في المعنى ، وهو كلّ اسم زمان مبهم ماض (كإذ
__________________
أضف) إلى الجملتين (جوازا نحو حين جاء نبذ) و «جئتك حين الحجّاج أمير».
وابن أو اعرب
ما كإذ قد أجريا
|
|
واختر بنا
متلوّ فعل بنيا
|
(وابن) على الفتح (أو اعرب ما كإذ قد أجريا) أمّا الأوّل فبالحمل
عليها وأمّا الثّاني فعلى الأصل (و) لكن (اختر بنا متلوّ) أي واقع قبل (فعل
بنيا) ماض أو مضارع مقرون بإحدى النّونين نحو :
على حين ألهى
النّاس جلّ أمورهم
|
|
[فندلا زريق المال ندل الثّعالب]
|
وقبل فعل
معرب أو مبتدا
|
|
أعرب ومن بني
فلن يفنّدا
|
(و) الواقع (قبل فعل معرب أو) قبل (مبتدإ
أعرب) وجوبا عند البصريّين نحو (هذا يَوْمُ يَنْفَعُ
الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ) وجوّز الكوفيّون بناءه
__________________
واختاره المصنّف فقال : (ومن بنى فلن يفنّدا ) كقراءة نافع «هذا يوم ينفع».
وألزموا إذا
إضافة إلى
|
|
جمل الافعال
كهن إذا اعتلى
|
(وألزموا إذا إضافة إلى جمل
الأفعال) فقط (كهن إذا اعتلا) أي تواضع إذا تعاظم وتكبّر ، وأجاز الأخفش والكوفيّون وقوع
المبتدأ بعدها ولم يسمع ، ونحو (إِذَا السَّماءُ
انْشَقَّتْ) من باب (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ
الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ) ، ونحو :
إذا باهليّ
تحته حنظليّة
|
|
[له ولد منها فذاك المذرّع]
|
على إضمار كان
، كما أضمرت هي وضمير الشّأن في قوله :
[ونبّئت ليلى أرسلت بشفاعة]
|
|
إلىّ فهلّا
نفس ليلى شفيعها
|
فرع : مشبه إذا
من أسماء الزّمان المستقبل كإذا لا يضاف إلّا إلى الجملة الفعلية ـ قاله
في شرح الكافية نقلا عن سيبويه واستحسنه ـ قال لو لا أنّ من
__________________
المسموع ما جاء بخلافه كقوله تعالى : (يَوْمَ هُمْ
بارِزُونَ) انتهى.
وأجاب ولده
عنها بأنّها ممّا نزّل فيه المستقبل لتحقّق وقوعه ، منزلة الماضي ،
وحينئذ فاسم الزّمان فيه ليس بمعنى إذا ، بل بمعنى إذ ، وهي تضاف إلى الجملتين.
قال ابن هشام :
ولم أر من صرّح بأنّ مشبه إذا كمشبه إذ ، يبنى ويعرب بالتّفصيل السّابق ، وقياسه عليه ظاهر ، ومنه (هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ) لأنّ المراد به المستقبل ـ انتهى.
قلت : قد تقدّم
نقلا عنهم الاستدلال به على مشبه إذ ، أي لأنّه ممّا نزّل فيه المستقبل لتحقّق وقوعه منزلة الماضي لا
سيّما في أوّله قال بلفظ الماضي.
__________________
لمفهم اثنين
معرّف بلا
|
|
تفرّق أضيف
كلتا وكلا
|
(لمفهم اثنين) لفظا ومعني أو معني
فقط (معرّف بلا تفرّق) بعطف (أضيف كلتا وكلا) نحو «جاءني كلا الرّجلين». و
[إنّ للخير وللشّرّ مدى]
|
|
وكلا ذلك وجه
وقبل
|
ولا يضافان
لمفرد ولا لمنكّر خلافا للكوفيّين ولا لمفرّق وشذّ :
كلا أخي
وخليلي واجدي عضدا
|
|
[في النّائبات وإلمام الملمّات]
|
ولا تضف
لمفرد معرّف
|
|
أيّا وإن
كرّرتها فأضف
|
(ولا تضف لمفرد معرّف أيّا) بل
أضفها إلى مثنّى أو مجموع مطلقا أو مفرد منكّر. (وإن كرّرتها فأضف) إلى المفرد المعرّف
نحو :
[فلئن لقيتك خاليين لتعلمن]
|
|
أيي وأيّك
فارس الأحزاب
|
أو تنو
الاجزا واخصصن بالمعرفة
|
|
موصولة ايّا
وبالعكس الصّفة
|
(أو) إن (تنو الأجزاء) فأضفها إليه
نحو «أيّ زيد حسن» أي أيّ أجزائه .
(واخصصن
بالمعرفة) مع اشتراط ما سبق (موصولة أيّا) فلا تضفها إلى نكرة
__________________
خلافا لابن عصفور نحو «أيّهم أشدّ» (وبالعكس) أي (الصّفة) والحال فلا يضافان إلّا إلى نكرة كـ «مررت بفارس أي
فارس» و «بزيد أي فارس» .
وإن تكن شرطا
أو استفهاما
|
|
فمطلقا كمّل
بها الكلاما
|
(وإن تكن شرطا أو استفهاما فمطلقا)
أي سواء أضيف إلى معرفة أو نكرة (كمّل بها الكلاما) نحو (أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ)(فَبِأَيِّ حَدِيثٍ).
فرع : إذا أضيف
أيّ إلى مثنّي معرفة أفرد ضميرها أو إلى نكرة طوبق .
وألزموا
إضافة لدن فجرّ
|
|
ونصب غدوة
بها عنهم ندر
|
(وألزموا إضافة لدن) وهو ظرف لأوّل غاية زمان أو مكان مبنيّ إلّا في لغة قيس (فجرّ) وإفرادها (ونصب غدوة بها) على التّميز أو التّشبيه بالمفعول به ، أو إضمار
__________________
كان واسمها الوارد (عنهم ندر) وكذا رفعها على إضمار كان كما حكاه الكوفيّون ويعطف على غدوة
المنصوبة بالجرّ لأنّه محلّها ، وجوّز الأخفش النّصب.
قال المصنّف :
وهو بعيد عن القياس.
ومع مع فيها
قليل ونقل
|
|
فتح وكسر
لسكون يتّصل
|
(ومع) اسم لمكان الاجتماع أو وقته معرب إلّا في لغة ربيعة فيقولون (مع) بتسكين العين (فيها)
بناء وهو (قليل) وقال سيبويه ضرورة ، ومنه :
فريشى منكم
وهواي معكم
|
|
[وإن كانت زيارتكم لماما]
|
(ونقل) في هذه الحالة (فتح وكسر) لعينها (لسكون يتّصل) بها مستند الأوّل الخفّة والثّاني الأصل في التقاء السّاكنين.
تتمة : لا تنفكّ مع ، عن الإضافة إلّا [إذا وقعت] حالا بمعنى جميع كقوله :
__________________
بكت عيني
اليسرى فلمّا زجرتها
|
|
عن الجهل بعد
الحلم أسبلتا معا
|
واضمم بناء
غيرا ان عدمت ما
|
|
له أضيف
ناويا ما عدما
|
(واضمم بناء) وفاقا للمبرّد (غيرا
ان عدمت ما له أضيف) حال كونك (ناويا) معنى (ما عدما) قال في شرح الكافية : لزوال المعارض للشّبه المقتضي
للبناء وهو عدم الاستقلال بالمفهوميّة .
قلت : وهي نظيرة أيّ ، فيأتي في هذه ما قلته فيها وهو وجود هذه العلّة فيما إذا لم ينو المضاف إليه مع قولهم بإعرابها حينئذ ،
فالأحسن ما ذهب إليه الأخفش من كونها معربة في هذه الحالة أيضا كما أجمعوا على أنّ فتحها في هذه
__________________
الحالة مطلقا ، وضمّها مع التّنوين الّذي هو قليل حركتا إعراب .
وشرط ابن هشام
لجواز حذف ما يضاف إليه أن يقع بعد ليس نحو «قبضت عشرة ليس غير» أي ليس المقبوض
غير ذلك ، أو ليس غير ذلك مقبوضا . وذكر ابن السّرّاج في الأصول ، وغيره : وقوعها بعد لا.
ثمّ بناؤها على الحركة لأنّ لها أصلا في التّمكّن ولولاه لم يفارقها البناء وكانت ضمّة
لئلّا يلتبس الإعراب بالبناء ـ قاله في شرح التّسهيل.
وخرج بقوله «إن
عدمت» ـ إلخ ما إذا لم يعدم المضاف إليه وما إذا عدم ولم ينو ، فإنّها حينئذ معربة ، وسيأتي تصريحه بهذه الحالة ، وكذا إذا نوي لفظه دون معناه كما قاله في شرح الكافية.
وأخرجه تقييدي
المنويّ بالمعنى .
__________________
قبل كغير بعد
حسب أوّل
|
|
ودون والجهات
أيضا وعل
|
(قبل كغير) في جميع ما تقدّم ،
فيبنى على الضّم إذا حذف ما يضاف إليه ونوي معناه نحو (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ
بَعْدُ) دون ما إذا لم يحذف نحو «جئت قبل العصر» أو حذف ولم ينو
نحو :
فساغ لى الشّراب
وكنت قبلا
|
|
[أكاد أغصّ بالماء الفرات]
|
أو نوي لفظه
نحو :
ومن قبل نادى
كلّ مولى قرابة
|
|
[فما عطفت يوما عليه العواطف]
|
والأحسن فيها أيضا وفيما بعدها ما اختاره الاخفش من الإعراب مطلقا .
ومثلها أيضا (بعد)
فتبنى وتعرب على التّفصيل المتقدّم كالاية السّابقة ونحو «جئت بعد العصر» وقرئ «لله الأمر من قبل ومن بعد .
وكذا (حسب) نحو
«قبضت عشرة فحسب» أي فحسبي ذلك ، و «هذا حسبك من رجل» .
__________________
و (أوّل) كما
حكاه الفارسيّ من قولهم «إبدأ أبذا من أوّل» بالضمّ على نيّة معنى المضاف إليه
والجرّ على نيّة لفظه والفتح على ترك نيّته ومنع صرفه للوزن والوصف .
(ودون والجهات)
السّتّ (أيضا) نحو :
[إذا أنا لم أومن عليك] ولم يكن
|
|
لقاؤك إلّا
من وراء وراء
|
وحكى الكسائيّ «أفوق
تنام أم أسفل» بالنّصب أي أفوق هذا .
(وعل) بمعنى
الفوق نحو :
[ولقد سددت عليك كلّ ثنيّة]
|
|
وأتيت فوق
بني كليب من عل
|
[مكرّ مفرّ مقبل مدبر معا]
|
|
كجلمود صخر
حطّه السّيل من عل
|
وفهم من ذكر
المصنّف لها جواز إضافتها لفظا ، وبه صرّح الجوهريّ وخالفه ابن أبي
الرّبيع.
وأعربوا نصبا
إذا ما نكّرا
|
|
قبلا وما من
بعده قد ذكرا
|
__________________
(وأعربوا نصبا)
وجرّا كما تقدّم ورفعا (إذا ما نكّرا) أي قطع عن الإضافة لفظا ونيّة (قبلا وما من
بعده) وقبله (قد ذكرا) وشمل ذلك «عل» وبه صرّح بعضهم لكن قال ابن هشام : ما أظنّ نصبها
موجودا. ثمّ هو على الظّرفيّة في قبل وما بعده إلّا حسب فعلى الحاليّة
وذكر المصنّف أنّ أسماء الجهات ما عدا فوق وتحت تتصرّف تصرّفا متوسّطا وأن دون تتصرّف نادرا .
وما يلي
المضاف يأتي خلفا
|
|
عنه في
الاعراب إذا ما حذفا
|
(وما يلي المضاف) أي المضاف إليه (يأتي
خلفا عنه) أي عن المضاف في (الإعراب) والتّذكير والتّأنيث وغيرها (إذا ما حذفا) نحو (وَجاءَ رَبُّكَ) أي أمر ربّك (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ) أي بدل شكر رزقكم .
__________________
يسقون من ورد
البريص عليهم
|
|
بردى يصفّق
بالرّحيق السّلسل
|
أى ماء بردى
وهو نهر بدمشق.
[مرّت بنا في نسوة خولة]
|
|
والمسك من
أردائها نافحة
|
أى رائحته ، «إنّ
هذين حرام على ذكور أمّتى أي استعمالها ،
(وَتِلْكَ الْقُرى
أَهْلَكْناهُمْ) أي أهلها «تفرّقوا أيادي سبا» أي مثلها .
وربّما جرّوا
الّذي أبقوا كما
|
|
قد كان قبل
حذف ما تقدّما
|
لكن بشرط أن
يكون ما حذف
|
|
مماثلا لما
عليه قد عطف
|
(وربّما جرّوا) المضاف إليه (الّذي
أبقوا كما قد كان قبل حذف ما تقدّما) وهو المضاف (لكن) لا مطلقا بل (بشرط أن يكون ما حذف مماثلا) في اللّفظ والمعنى (لما
عليه قد عطف) أو مقابلا له ، فالأوّل نحو :
أكلّ امرىء
تحسبين امرء
|
|
ونار توقّد
بالليل نارا
|
__________________
والثّاني
كقراءة بعضهم (تُرِيدُونَ عَرَضَ
الدُّنْيا وَاللهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ) أي باقي الآخرة ـ كذا قدّره ابن أبي الرّبيع.
ويحذف
الثّاني فيبقي الأوّل
|
|
كحاله إذا به
يتّصل
|
بشرط عطف
وإضافة إلى
|
|
مثل الّذي له
أضفت الأوّلا
|
(ويحذف الثّاني فيبقى الأوّل) بلا
تنوين (كحاله إذا به يتّصل بشرط عطف) على هذا المضاف (وإضافة) لهذا المعطوف (إلى مثل الّذي له أضفت الأوّلا) كقولهم «قطع الله يد ورجل من قالها» أي يد من قالها ،
ورجل من قالها . وقد يأتي ذلك من غير عطف كما حكى الكسائيّ من قولهم «أفوق تنام أم
أسفل» .
فصل مضاف شبه
فعل ما نصب
|
|
مفعولا او
ظرفا أجز ولم يعب
|
فصل يمين
واضطرارا وجدا
|
|
بأجنبيّ أو
بنعت أو ندا
|
__________________
(فصل مضاف)
بالنّصب ، مفعول أجز ، (شبه فعل) صفة مضاف ، أي : مصدر واسم فاعل ، (ما نصب) ذلك
المضاف عن المضاف إليه ، فاعل فصل ، (مفعولا) تمييز (أو ظرفا أجز). المعنى :
أجز أن يفصل الّذي نصبه المضاف على المفعولية أو الظّرفية بينه وبين المضاف إليه كقراءة ابن عامر قتل أولادهم شركائهم ، وقول بعضهم «ترك يوما نفسك وهواها سعى في رداها» وقوله تعالى (فَلا تَحْسَبَنَّ
اللهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ) وقوله صلّى الله عليه وآله «هل أنتم تاركوا إليّ صاحبي»
قول الشّاعر :
[فرشني بخير لا أكونن ومدحتي]
|
|
كناحت يوما
صخرة بعسيل
|
(ولم يعب فصل يمين) حكى الكسائيّ «هذا
غلام والله زيد» (واضطرارا وجدا) الفصل (بأجنبيّ) من المضاف كقوله :
ما إن وجدنا
للهوى من طبّ
|
|
ولا عدمنا
قهر وجد صبّ
|
__________________
وقوله :
أنجب أيّام
والداه به
|
|
إذ نجلاه
فنعم ما نجلا
|
وقوله :
تسقي امتياحا
ندى المسواك ريقتها
|
|
[كما تضمّن ماء المزنة الرّصف]
|
وقوله :
كما خطّ
الكتاب بكفّ يوما
|
|
يهوديّ [يقارب أو
يزيل]
|
(أو بنعت) نحو :
[نجوت وقد بلّ المرادىّ سيفه]
|
|
من ابن أبي
شيخ الأباطح طالب
|
(أو ندا) مثّل له في شرح الكافية
بقوله :
كأنّ برذون
أبا عصام
|
|
زيد حمار دقّ
باللّجام
|
ويمكن أن يكون
على لغة إجراء «أب» بالألف على كلّ حال و «زيد» بدل منه أعطف بيان ـ قاله ابن هشام.
__________________
تتمة : من الفواصل «أمّا» ، قاله في الكافية ، والفصل بها مغتفر كقوله :
هما خطّتا
إمّا إسار ومنّة
|
|
وإمّا دم
والموت بالحرّ أجدر
|
فصل : في المضاف إلى ياء المتكلّم الصّحيح ، أنّه معرب
خلافا لابن الخشّاب والجرجاني في قولهما ، إنّه مبنيّ لإضافته إلى غير متمكّن ـ لإعراب المضاف إلى الكاف والهاء ، والمثنّى المضاف إلى الياء ولبعضهم في قوله : إنّه ليس بمبنيّ لعدم الشّبه ولا معرب لعدم
تغيّر حركته.
آخر ما أضيف
لليا اكسر إذا
|
|
لم يك معتلّا
كرام وقذا
|
أو يك كابنين
وزيدين فذي
|
|
جميعها اليا
بعد فتحها احتذي
|
(آخر ما أضيف لليا اكسر إذا لم يك
معتلّا) أو جاريا مجراه كصاحبي وغلامي وظبيي ودلوي ولك حينئذ في الياء الفتح والسّكون وحذفها لدلالة الكسر عليها نحو
:
__________________
خليل أملك
منيّ [بالّذي كسبت
|
|
يدي ومالى
فيما يعطني طمع
|
وفتح ما وليته فتقلب ألفا نحو :
[أطوّف ما أطوّف] ثمّ آوي
|
|
إلى أمّا [ويرويني
النّقيع]
|
وحذف الألف
وإبقاء الفتح نحو :
ولست بمدرك
مافات منيّ
|
|
بلهف ولا
بليت ولا لو أنّي
|
فإن يك معتلّا (كرام وقذا أو يك) مثنّي أو مجموعا جمع سلامة (كابنين وزيدين فذي
جميعها الياء) المضاف إليها (بعد) بالضّمّ (فتحها) وسكون الياء الّتي في آخر المضاف (احتذى).
ثمّ في ذلك
تفصيل
وتدغم اليا
فيه والواو وإن
|
|
ما قبل واو
ضمّ فاكسره يهن
|
__________________
(و) ذلك أنّه (تدغم
الياء) الّتي في آخر المضاف (فيه) أي في الياء المضاف إليه نحو «جاءني قاضيّ» و «رأيت قاضيّ» و «غلاميّ» و «زيديّ» و «مررت بقاضيّ» و «غلاميّ» و «زيديّ».
(والواو) تدغم
فيه أيضا بعد قلبها ياء نحو :
أودى بنيّ [وأعقبوني
حسرة
|
|
بعد الرّقاد
وعبرة لا تقلع]
|
(وإن ما قبل واو ضمّ فاكسره يهن) وإن فتح سابقه فأبقه نحو «هؤلاء مصطفيّ».
وألفا سلّم
وفي المقصور عن
|
|
هذيل
انقلابها ياء حسن
|
(وألفا سلّم) نحو محياي وعصاي وغلاماي وسلامة الألف الّتي في المثنّى في لغة الجميع (و)
الّتي (في المقصور عن هذيل انقلابها ياء حسن) نحو :
سبقوا هويّ [واعنقوا
لهواهم
|
|
فتخرّموا
ولكلّ جنب مصرع]
|
خاتمة : المستعمل في إضافة أب وأخ وحم وهن إلى الياء أبي وأخي
وحمي وهني ، وأجاز المبرّد «أبيّ» بردّ اللّام وفي «فم» «فيّ» وقلّ «فمي» ، وأجاز الفّرّاء في «ذي» «ذيّ»
، وصحّحوا أنّها لا تضاف إلى مضمر أصلا.
__________________
هذا باب إعمال المصدر وفيه (١) إعمال اسمه
بفعله المصدر
ألحق في العمل
|
|
مضافا أو
مجرّدا أو مع أل
|
إن كان فعل
مع أن أو ما يحلّ
|
|
محلّه ولاسم
مصدر عمل
|
(بفعله المصدر ألحق في العمل) سواء
كان (مضافا) وهو أكثر (أو مجرّدا) ومنوّنا وهو أقيس (أو مع أل) وهو أندر.
ثمّ إنّه لا
يعمل مطلقا بل (إن كان) غير مضمر ولا محدود ولا مجموع وكان (فعل مع أن أو) مع (ما) المصدريّة (يحلّ
محلّه) نحو (وَلَوْ لا دَفْعُ
اللهِ النَّاسَ)(أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي
مَسْغَبَةٍ يَتِيماً).
__________________
ضعيف
النّكاية أعداءه
|
|
[يخال الفرار يراخي الأجل]
|
بخلاف المضمر
نحو «ضربك المسيء حسن وهو المحسن قبيح والمحدود نحو «عجبت من ضربتك زيد» وشذّ
يحابي به
الجلد الّذي هو حازم
|
|
بضربة كفّيه
الملا نفس راكب
|
والمجموع ،
وشذّ «تركته بملاحس البقر أولادها» .
(ولاسم مصدر)
وهو الاسم الدّالّ على الحدث غير الجاري على الفعل إن كان غير علم ولا ميميّ (عمل) عند الكوفيّين والبغداديّين
نحو :
[أكفرا بعد ردّ الموت عنىّ]
|
|
وبعد عطائك
المائة الرّتاعا
|
فإن كان علما كسبحان للتّسبيح وفجار وحماد للفجرة والمحمدة
__________________
فلا عمل له بالإجماع أو ميميّا فكالمصدر بالإجماع نحو :
أظلوم إنّ
مصابكم رجلا
|
|
أهدي السّلام
تحيّة ظلم
|
وبعد جرّه
الّذي اضيف له
|
|
كمّل بنصب او
برفع عمله
|
(وبعد جرّه) أي المصدر معموله (الّذي
أضيف له كمل بنصب) عمله إن أضيف إلى الفاعل وهو الأكثر كـ «منع ذي غني حقوقا شين» .
(أو) كمّل (برفع
عمله) إن أضيف الى المفعول ، وهو كثير إن لم يذكر الفاعل نحو (لا يَسْأَمُ
الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ) وقليل إن ذكر نحو «بذل مجهود مقلّ زين» . وخصّه بعضهم بالشّعر وردّ بقوله تعالى : (لِلَّهِ عَلَى
النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً).
تتمة : وقد يضاف إلى الظّرف توسّعا ، فيعمل فيما بعده الرّفع
والنّصب كـ «حبّ يوم عاقل لهوا صبى» .
__________________
وجرّما يتبع
ما جرّ ومن
|
|
راعي في
الاتباع المحلّ فحسن
|
(وجرّ ما يتبع ما جرّ) مراعاة اللّفظ نحو «عجبت من ضرب زيد الظّريف». (ومن
راعي في الاتباع المحلّ) فرفع تابع الفاعل ونصب تابع المفعول المجرورين لفظا (فحسن)
فعله كقوله :
[السّالك الثّغرة اليقضان سالكها]
|
|
مشي الهلوك
عليها الخيعل الفضل
|
وقوله :
[(قد كنت داينت بها حسّانا]
|
|
مخافة
الإفلاس واللّيّانا
|
تتمة : يجوز في تابع المفعول المجرور اذا حذف الفاعل مع ما
ذكر الرّفع على تقدير المصدر بحرف مصدريّ موصول بفعل لم يسمّ فاعله.
__________________
هذا باب إعمال اسم الفاعل
وهو ـ كما قال
في شرح الكافية ـ ما صيغ من مصدر موازنا للمضارع ليدلّ على فاعله غير صالح للإضافة إليه وفي الباب إعمال اسم المفعول.
كفعله اسم
فاعل في العمل
|
|
إن كان عن
مضيّه بمعزل
|
(كفعله اسم فاعل في العمل) مقدّما
ومؤخّرا ظاهرا ومضمرا جاريا على صيغته الأصليّة ومعدولا عنها (إن كان عن مضيّه بمعزل) لأنّه حينئذ يكون لفظه
__________________
شبيها بلفظ الفعل المدلول به على الحال والإستقبال وهو المضارع ، فإن لم
يكن فإن كان صلة لأل فسيأتي وإلّا فلا يعمل خلافا للكسائي.
وولي
استفهاما أو حرف ندا
|
|
أو نفيا أو
جاصفة أو مسندا
|
(و) إن (ولي استفهاما) نحو «أضارب
زيد عمرا» (أو حرف ندا) نحو «يا طالعا جبلا» وهو من قسم النّعت المحذوف منعوته ، ولذا لم يذكره في
الكافية (أو نفيا) نحو «ما ضارب زيد عمرا» (أو جاء صفة) نحو «مررت برجل ضارب زيدا»
، أو جاء حالا نحو «جاء زيد ضاربا عمرا» (أو) خبرا (مسندا) لذي خبر نحو «زيد ضارب عمرا» «كان قيس محبّا ليلى» ، «إنّ زيدا
مكرم عمرا» ، «ظننت عمرا ضاربا خالدا».
وقد يكون نعت
محذوف عرف
|
|
فيستحقّ
العمل الّذي وصف
|
(وقد يكون نعت محذوف عرف فيستحقّ العمل الّذي وصف) نحو (وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ
وَالْأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ) أي صنف مختلف.
__________________
وإن يكن صلة
أل ففي المضي
|
|
وغيره إعماله
قد ارتضي
|
(وإن يكن) اسم فاعل (صلة أل ففي
المضي وغيره إعماله قد ارتضي) عند الجمهور ، وذهب الرّمّاني إلى أنّه لا يعمل
حينئذ في الحال ، وبعضهم علي أنّه لا يعمل مطلقا وأنّ ما بعده بإضمار فعل.
فعّال أو
مفعال او فعول
|
|
في كثرة عن
فاعل بديل
|
فيستحقّ ماله
من عمل
|
|
وفي فعيل قلّ
ذا وفعل
|
(فعّال أو مفعال أو فعول)
الدّالّات على المبالغة (في كثرة عن فاعل بديل فيستحقّ ماله من عمل) بالشّروط المذكورة عند جميع البصريّين نحو «أمّا العسل فأنا شرّاب» و «إنّه لمنحار بوائكها» .
ضروب بنصل
السّيف سوق سمانها
|
|
[إذا عدموا زادا فإنّك عاقر]
|
(وفي فعيل) الدّالّ علي المبالغة
أيضا (قلّ ذا) العمل حتّي خالف فيه جماعة من البصريّين (و) في (فعل) كذلك قلّ أيضا نحو «إنّ الله سميع دعاء من دعاه»
أتاني أنّهم
مزقون عرضي
|
|
[جحاش الكرملين لها فديد]
|
__________________
وما سوي
المفرد مثله جعل
|
|
في الحكم
والشّروط حيثما عمل
|
(وما سوي المفرد) من اسم الفاعل
وأمثلة المبالغة كالمثنّي والمجموع (مثله جعل في الحكم والشّروط حيث ما عمل) كقوله :
القاتلين
الملك الحلاحلا
|
|
(خير معدّ حسبا ونائلا)
|
وقوله :
ثمّ زادوا
أنّهم في قومهم
|
|
غفر ذنبهم
غير فخر
|
تتمة : المصغّر من اسم الفاعل والمفعول لا يعمل إلّا عند الكسائي.
وانصب بذي
الإعمال تلوا واخفض
|
|
وهو لنصب ما
سواه مقتض
|
(وانصب بذي الإعمال تلوا) له (واخفض) بالإضافة (وهو لنصب ما سواه) من المفاعيل (مقتض) كـ «أنت كاس خالدا
ثوبا» و «معلم العلاء
عمرا مرشدا الآن أو غدا» ، وخرج بذي الإعمال ما بمعني الماضي ، فلا يجوز إلّا
جرّ تاليه ونصب ما عداه بفعل مقدّر .
__________________
واجرر أو
انصب تابع الّذي انخفض
|
|
كمبتغي جاه
ومالا من نهض
|
(واجرر أو انصب تابع) المفعول (الّذي
انخفض) بإضافة اسم الفاعل إليه ، أمّا الأوّل فبالحمل علي اللّفظ ، وأمّا الثّاني فبالحمل علي الموضع
عند المصنّف وبفعل مقدّر عند سيبويه (كمبتغي جاه ومالا من نهض).
وكلّ ما قرّر
لاسم فاعل
|
|
يعطي اسم
مفعول بلا تفاضل
|
فهو كفعل صيغ
للمفعول في
|
|
معناه
كالمعطي كفافا يكتفي
|
وقد يضاف ذا
إلى اسم مرتفع
|
|
معني كمحمود
المقاصد الورع
|
(وكلّ ما قرّر لاسم فاعل) من عمل
بالشّروط السّابقة (يعطي اسم مفعول بلا تفاضل فهو كفعل صيغ للمفعول في معناه كالمعطي كفافا يكتفي ، وقد يضاف ذا إلى اسم مرتفع معنى) بعد تحويل
__________________
الإسناد عنه إلى ضمير راجع للموصوف ونصب الإسم علي التّشبيه علي
المفعول به وإن كان اسم فاعل لا يجوز فيه هذا (ك «محمود المقاصد الورع») إذ الأصل :
الورع محمود
مقاصده ثمّ صار الورع محمود المقاصد ثمّ أضيف.
__________________
هذا باب أبنية المصادر
أخّره وما بعده
في الكافية إلي التّصريف ، وهو الأنسب .
فعل قياس
مصدر المعدّى
|
|
من ذي ثلاثة
كردّ ردّا
|
وفعل اللّازم
بابه فعل
|
|
كفرح وكجوي
وكشلل
|
(فعل) بفتح الفاء وسكون العين (قياس
مصدر المعدّي من) فعل (ذي ثلاثة) مفتوح العين كضرب ضربا ، ومكسورها كفهم فهما أو مضاعفا (كردّ ردّا
وفعل اللّازم) بكسر العين (بابه فعل) بفتح الفاء والعين سواء في ذلك الصّحيح (كفرح)
مصدر فرح (و) المعتلّ اللّام (كجويّ) مصدر جويّ (و) المضاعف (كشلل) مصدر شلّت يده أي يبست
إلّا أن يدلّ علي حرفة أو ولاية فقياسه الفعالة .
__________________
وفعل اللّازم
مثل قعدا
|
|
له فعول
باطّراد كغدا
|
ما لم يكن
مستوجبا فعالا
|
|
أو فعلانا
فادر أو فعالا
|
(وفعل اللّازم) بفتح العين (مثل
قعدا له فعول) مصدر (باطّراد كغدا) غدوّا (ما لم يكن مستوجبا فعالا) بكسر الفاء (أو
فعلانا) بفتح الفاء والعين (فادر أو فعالا) بضمّ الفاء أو الفعيل أو الفعالة بكسر
الفاء.
فأوّل لذي
امتناع كأبى
|
|
والثّان
للّذي اقتضي تقلّبا
|
للدّا فعال
أو لصوت وشمل
|
|
سيرا وصوتا
الفعيل كصهل
|
فعولة فعالة
لفعلا
|
|
كسهل الأمر
وزيد جزلا
|
(فأوّل) وهو فعال بالكسر مصدر (لذي
امتناع كأبى) إباء ونفر نفارا وشرد شرادا. (والثّاني) وهو
فعلان مصدر (للّذي اقتضي تقلّبا) كجال جولانا (للدّاء) الثّالث وهو (فعال) بالضّم كسعل سعالا (أو لصوت) كصرخ صراخا (وشمل سيرا وصوتا) . الرّابع وهو (الفعيل كصهل) صهيلا ورحل رحيلا وللحرفة والولاية . الخامس كخاطه خياطة وسفر بينهم سفارة أي أصلح . و (فعولة) بضمّ
__________________
الفاء و (فعالة) بفتحها مصدران (لفعلا) بفتح الفاء وضمّ العين (كسهل الأمر)
سهولة وصعب صعوبة (وزيد جزلا) جزالة وفصح فصاحة.
وما أتى
مخالفا لما مضى
|
|
فبابه النّقل
كسخط ورضى
|
(وما أتي مخالفا لما مضي فبابه
النّقل) عن العرب كشكور وشكران وذهاب و (كسخط ورضى) وبلجة وبهجة وشبع
وحسن مصادر شكر وذهب وسخط ورضي وبلج وبهج وشبع وحسن.
وغير ذي
ثلاثة مقيس
|
|
مصدره كقدّس
التّقديس
|
(وغير ذي ثلاثة مقيس مصدره) فقياس
فعّل صحيح اللّام التّفعيل ومعتلّها التّفعلة وأفعل الصّحيح العين الإفعال والمعتلّ كذلك لكن تنقل حركتها إلى الفاء فتنقلب ألفا فتحذف ، ويعوّض
عنها التّاء وتفعّل التّفعّل واستفعل الإستفعال فإن كان معتلّا فكأفعل (كقدّس التّقديس) وسلّم التّسليم.
__________________
وزكّه تزكية
وأجملا
|
|
إجمال من
تجمّلا تجمّلا
|
واستعذ
استعاذة ثمّ أقم
|
|
اقامة وغالبا
ذا التّا لزم
|
(وزكّه تزكية) وسمّ تسمية (وأجملا إجمال من تجمّلا تجمّلا) وأكرم إكرام من تكرّم تكرّما (واستعذ استعاذة) واستقم
استقامة (ثمّ أقم إقامة) وأعن اعانة (وغالبا ذا) المصدر (التّاء لزم) ونادرا عري منها كقوله (وَإِقامَ الصَّلاةِ).
وما يلي
الآخر مدّ وافتحا
|
|
مع كسر تلو
الثّان ممّا افتتحا
|
بهمز وصل
كاصطفي وضمّ ما
|
|
يربع في
أمثال قد تلملما
|
(وما يلي الآخر مدّ وافتحا مع كسر
تلو الثّاني) وهو الثّالث (ممّا افتتحا بهمز وصل) فيصير مصدره (كاصطفى) اصطفاء واقتدر اقتدارا واحرنجم احرنجاما.
__________________
(وضمّ ما يربع)
أى الرّابع في (أمثال قد تلملما) فيصير مصدره كتدحرج تدحرجا وتلملم تلملما
فعلال او
فعللة لفعللا
|
|
واجعل مقيسا
ثانيا لا أوّلا
|
لفاعل الفعال
والمفاعله
|
|
وغير ما مرّ
السّماع عادله
|
(فعلال) بكسر الفاء (أو فعللة)
بفتحها مصدران (لفعللا) بفتح الفاء والملحق به كدحرج دحرجة وحوقل حوقلة وسرهف سرهافا.
(واجعل مقيسا
ثانيا لا أوّلا) ومنهم من يجعله أيضا مقيسا (لفاعل) مصدران (الفعال)
بكسر الفاء (والمفاعلة) نحو قاتل قتالا ومقاتلة ويغلب ذا فيما فاؤه ياء نحو ياسر مياسرة (وغير ما مرّ السّماع
عادله) نحو كذّب كذّابا ونزّي تنزيّا وتملّق تملاقا .
وفعلة لمرّة
كجلسة
|
|
وفعلة لهيئة
كجلسة
|
(وفعلة) بفتح الفاء (لمرّة) من
الثّلاثي إن لم يكن بناء المصدر العامّ عليه (كجلسة) فإن كان فيدلّ علي المرّة منه بالوصف كرحم رحمة واحدة (وفعلة)
بكسر
__________________
الفاء (لهيئة) منه كذلك (كجلسة) فإن كان بناء العامّ عليها فبالوصف كنشدت
الضّالّة نشدة عظيمة.
في غير ذي
الثّلاث بالتّا المرّة
|
|
وشذّ فيه
هيئة كالخمره
|
(في غير ذي الثّلاث بالتّا) يدلّ
علي (المرّة) إن لم يكن بناء المصدر عليها كانطلق انطلاقه فإن كان ، فبالوصف
كاستعانة واحدة (وشذّ فيه) أي في غير الثّلاثي (هيئة كالخمرة) والعمّة والقمصة .
فصل
في أبنية أسماء الفاعلين والصّفات
المشبّهة بها وفيه أبنية أسماء المفعولين.
كفاعل صغ اسم
فاعل إذا
|
|
من ذي ثلاثة
يكون كغذا
|
(كفاعل صغ اسم فاعل إذا من ذي
ثلاثة) مجرّد مفتوح العين لازما أو متعدّيا أو مكسورها متعدّيا (يكون كغذا) بالمعجمتين أي سال فهو غاذ وذهب فهو ذاهب وضرب فهو ضارب وركب فهو راكب .
__________________
وهو قليل في
فعلت وفعل
|
|
غير معدّي بل
قياسه فعل
|
(وهو قليل) مقصور علي السّماع (في فعلت) بضمّ العين (وفعل)
بكسر العين حال كونه (غير معدّى) كحمض فهو حامض وأمن فهو آمن (بل قياسه) أي فعل
بالكسر ، أي إتيان الوصف منه في الأعراض (فعل).
وأفعل فعلان
نحو أشر
|
|
ونحو صديان
ونحو الأجهر
|
(و) في الخلقة والألوان (أفعل) ،
وفيما دلّ علي الامتلاء وحرارة الباطن (فعلان أشر) وفرح (ونحو صديان) وعطشان وشبعان وريّان (ونحو الأجهر) وهو الّذي لا يبصر في الشّمس ، والأحول والأعور والأخضر .
وفعل أولي وفعيل
بفعل
|
|
كالضّخم
والجميل والفعل جمل
|
وأفعل فيه
قليل وفعل
|
|
وبسوي الفاعل
قد يغني فعل
|
(وفعل) بسكون العين (أولي وفعيل
بفعل) بضمّها من فاعل وغيره (كالضّخم) والفعل ضخم (والجميل والفعل جمل وأفعل فيه قليل) مقصور علي
السّماع كخطب فهو أخطب (و) كذا (فعل) بفتح العين كبطل فهو بطل ، وفعال بفتح
__________________
الفاء كجبن فهو جبان وبضمّها كشجع فهو شجاع وفعل بضمّ الفاء والعين كجنب
فهو جنب ، وفعل بكسر الفاء وسكون العين كعفر فهو عفر.
(وبسوي الفاعل
قد يغنى) بفتح الياء والنّون (فعل) كشاخ فهو شيخ وشاب فهو أشيب وعفّ فهو عفيف ، وجميع ما ذكر غير وزن
فاعل صفات مشبّهة.
وزنة المضارع
اسم فاعل
|
|
من غير ذي
الثّلاث كالمواصل
|
مع كسر متلوّ
الأخير مطلقا
|
|
وضمّ ميم
زائد قد سبقا
|
(و) على (زنة المضارع) يأتي (اسم
فاعل من غير ذي الثّلاث) مجرّدا أو مزيدا (كالمواصل مع كسر متلوّ الأخير مطلقا) مفتوحا
كان في المضارع أو مكسورا. (وضمّ ميم زائد قد سبقا) أوّل الكلمة كمد حرج ومكرم
ومفرّح ومتعلّم ومتباعد ومنتظر ومجتمع ومستخرج ومقعنسس ومعشوشب ومتدحرج ومحرنجم.
وإن فتحت منه
ما كان انكسر
|
|
صار اسم
مفعول كمثل المنتظر
|
وفي اسم
مفعول الثّلاثي اطّرد
|
|
زنة مفعول
كآت من قصد
|
(وإن فتحت منه ما كان انكسر صار اسم مفعول كمثل المنتظر) والمدحرج والمكرم ـ إلى
آخره (وفي اسم مفعول الثّلاثي اطّرد زنة مفعول كآت من قصد) وهو مقصود.
__________________
وناب نقلا
عنه ذو فعيل
|
|
نحو فتاة أو
فتي كحيل
|
(وناب نقلا) أي سماعا (عنه) أي عن
وزن مفعول ثلاثة أشياء : أحدها (ذو فعيل) ويستوي فيه المذكر والمؤنّث (نحو فتاة أو
فتي كحيل) بمعني مكحول ، وثانيها : فعل كقبض بمعني مقبوض ، وثالثها : فعل كذبح
بمعني مذبوح ـ ذكرهما في شرح الكافية ، ولا تعمل هذه الثّلاثة عمل اسم المفعول ،
فلا يقال «مررت برجل ذبح كبشه» ولا «صريع غلامه» وأجازه ابن عصفور.
__________________
هذا باب إعمال الصّفة المشبهة باسم الفاعل (١)
صفة استحسن
جرّ فاعل
|
|
معني بها
المشبهة اسم الفاعل
|
(صفة استحسن جرّ فاعل معني بها) بعد تقدير تحويل إسنادها عنه إلى ضمير موصوفها هي (المشبهة اسم فاعل) فخرج بما ذكره
نحو «زيد ضارب أخوه»
__________________
وبما زدته «زيد كاتب أبوه» واستحسان جرّ الفاعل بها بأن تضاف إليه يدرك بالنّظر في
المعنى .
وصوغها من
لازم لحاضر
|
|
كطاهر القلب
جميل الظّاهر
|
(و) تخالف اسم الفاعل في أنّ (صوغها)
لا يكون إلّا (من لازم لحاضر) وفي أنّها (قد) تكون مجارية للمضارع (كطاهر القلب) و [قد تكون] غير مجارية له ، بل هو الغالب نحو (جميل الظّاهر).
وعمل اسم
فاعل المعدّى
|
|
لها علي
الحدّ الّذي قد حدّا
|
(وعمل اسم الفاعل المعدّى) ثابت (لها
علي الحدّ الّذي قد حدّا) في اسم
__________________
الفاعل ، وهو الاعتماد علي ما ذكر نحو «زيد حسن الوجه» لكنّ النّصب هنا علي التّشبيه بالمفعول بخلافه ثمّة .
وسبق ما تعمل
فيه مجتنب
|
|
وكونه ذا
سببيّة وجب
|
(و) ممّا خالفت فيه اسم الفاعل أنّ
(سبق ما تعمل فيه مجتنب) لفرعيّتها بخلاف غير معمولها كالجارّ والمجرور ، فيجوز
تقديمه عليها (و) أنّ (كونه ذا سببيّة) بأن اتّصل بضمير موصوفها لفظا أو معني (وجب)
نحو «زيد حسن وجهه» و «حسن الوجه» أي منه ، بخلاف غير المعمول .
فارفع بها
وانصب وجرّ مع أل
|
|
ودون أل
مصحوب أل وما اتّصل
|
بها مضافا أو
مجرّدا ولا
|
|
تجرر بها مع
أل سما من أل خلا
|
ومن إضافة
لتاليها وما
|
|
لم يخل فهو
بالجواز وسما
|
(فارفع بها) علي الفاعليّة (وانصب)
علي التّشبيه بالمفعول به في المعرفة وعلي التّمييز في النّكرة (وجرّ) بالإضافة حال كونها (مع أل ودون أل) وقوله (مصحوب أل)
__________________
هو المتنازع فيه نحو «رأيت الرّجل الجميل الوجه والجميل الوجه والجميل
الوجه» و «رأيت رجلا جميلا الوجه وجميلا الوجه» لكن هذا ضعيف ، و «جميل الوجه» .
وعطف على مصحوب
أل قوله (وما اتّصل بها) أي بالصّفة حال كونه (مضافا) الى ما فيه أل أو إلى
الضّمير أو إلى مضاف إلى الضّمير أو إلى مجرّد فالأوّل نحو «رأيت الرّجل الحسن وجه الأب» و «الحسن وجه
الأب» و «الحسن وجه الأب» و «رأيت رجلا حسنا وجه الأب» و «حسنا وجه الأب» ولكن هذا
ضعيف و «حسن
__________________
وجه الأب».
والثّاني نحو «رأيت
الرّجل الحسن وجهه» و «الحسن وجهه» ولا تجرّكما سيأتي ، و «رأيت رجلا حسنا وجهه» و «حسنا وجهه» و «حسن وجهه»
لكن هذان ضعيفان .
والثالث نحو «رأيت الرّجل الحسن وجه أبيه» و «الحسن وجه أبيه»
ولا تجرّ كما سيأتي و «رأيت رجلا حسنا وجه أبيه» و «حسنا وجه أبيه» و «حسن وجه أبيه» لكن هذان
ضعيفان .
والرّابع نحو «رأيت الرّجل الحسن وجه أب» لكنّه قبيح و «الحسن وجه أب» ولا تجرّكما سيأتي و «رأيت رجلا حسنا وجه أب» لكنّه قبيح و «حسنا وجه أب» و «حسن وجه أب».
(أو مجرّدا)
عطف على مضافا نحو «رأيت الرّجل الحسن وجه» لكنّه
__________________
قبيح ، و «الحسن وجها» ولا تجرّكما سيأتي و «رأيت رجلا حسنا وجه» لكنّه قبيح ، و «حسنا وجها» و «حسن وجه».
(ولا تجرر بها)
حال كونها (مع أل سما من أل خلا ومن إضافة لتاليها) فلا تقل : «ألحسن وجهه»
أو «وجه أبيه» أو «وجه أب» (وما لم يخل) ممّا ذكر (فهو بالجواز وسما) وقد سبق ذلك مشروحا ممثّلا مبيّنا فيه الحسن والضّعيف
والقبيح. ولله الحمد.
__________________
هذا باب التّعجّب
وله صيغ كثيرة نحو (كَيْفَ تَكْفُرُونَ
بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ) «سبحان الله إنّ المؤمن لا ينجس» .
واها لليلي
ثمّ واها واها
|
|
(هي المني لو أنّنا نلناها)
|
والمبوّب له في النّحو صيغتان أشار إليهما بقوله :
بأفعل انطق
بعد ما تعجّبا
|
|
أو جيء بأفعل
قبل مجرور ببا
|
وتلو أفعل
انصبنّه كما
|
|
أوفى خليلينا
وأصدق بهما
|
(بأفعل انطق) حال كونه (بعد ما)
النّكرة إن أردت (تعجّبا أو جيء بأفعل) وهو
__________________
خبر بصيغة الأمر (قبل) فاعل له (مجرور ببا) زائدة لازمة (وتلو أفعل) أي الّذي بعده (انصبنّه) مفعولا وتلو أفعل اجرره كما تقدّم (كما أوفي خليلينا وأصدق بهما).
وحذف ما منه
تعجّبت استبح
|
|
إن كان عند
الحذف معناه يضح
|
(وحذف ما منه تعجّبت) وإبقاء صيغة التّعجّب (استبح إن كان عند الحذف معناه
يضح) ولا يلتبس ، كقوله تعالى : (أَسْمِعْ بِهِمْ
وَأَبْصِرْ).
وقول علي عليه
السّلام :
جزي الله
عنّي والجزاء بفضله
|
|
ربيعة خيرا
ما أعفّ وأكرما
|
وفي كلا
الفعلين قدما لزما
|
|
منع تصرّف
بحكم حتما
|
وصغهما من ذي
ثلاث صرّفا
|
|
قابل فضل تمّ
غير ذي انتفا
|
(وفي كلا الفعلين) افعل وأفعل به (قدما
لزما منع تصرّف بحكم) من جميع النّحاة (حتما) أي نفذ ، وهما نظير أليس
وعسي وهب وتعلّم .
__________________
(وصغهما) من
فعل (ذي) أحرف (ثلاث) بخلاف دحرج وانطلق واقتدر واستخرج واحمرّ واحرنجم (صرّفا) بخلاف نعم وبئس (قابل فضل) أي زيادة كعلم وحسن ، بخلاف نحو مات وفنى (تمّ) بخلاف كان وكاد غير) فعل (ذي انتفا) أي منفي بخلاف نحو «ما عجت
بالدّواء» و «ما ضربت زيدا»
وغير ذي وصف
يضاهي أشهلا
|
|
وغير سالك
سبيل فعلا
|
(وغير) فعل (ذي وصف يضاهي أشهلا) في كونه علي أفعل بخلاف ذي الوصف المضاهية نحو سود وعور
(وغير) فعل (سالك
سبيل فعلا) في كونه مبنيّا للمفعول بخلاف السّالك ذلك نحو ضرب وشتم
، لكن يستثني ما كان ملازما لذك نحو : عنيت بحاجتك فيقال ما اعناه.
وأشدد أو
أشدّ أو شبههما
|
|
يخلف ما بعض
الشّروط عدما
|
(واشدد أو أشدّ أو شبههما) كأكثر
وأكثر (يخلف) في التّعجّب (ما بعض
__________________
الشروط عدما) بأن كان زائدا على ثلاثة أحرف أو وصفه علي أفعل أو ناقصا نحو
ما أشدّ دحرجته وحمرته وأشدد بكونه مستقبلا وكذا إن كان منفيّا أو مبنيّا للمفعول لكن مصدرهما
مؤوّل نحو «ما أكثر أن لا تقوم» و «أعظم بما نصر» ومثّل ابن النّاظم للّذي لا
يقبل الفضل بـ «ما أفجع موته» و «أفجع بموته». وقال ابن هشام : لا يتعجّب منه
ألبتّة .
ومصدر العادم
بعد ينتصب
|
|
وبعد أفعل
جرّه بالبايجب
|
(ومصدر) الفعل (العادم) للشّروط (بعد)
أي بعد أشدّ (ينتصب وبعد أفعل) أي أشدد (جرّه بالبا يجب) كغيره كما تقدّم.
وبالنّدور
احكم لغير ما ذكر
|
|
ولا تقس علي
الّذي منه أثر
|
(وبالنّدور) أي القلّة (احكم لغير
ما ذكر) كقولهم ما أذرعها من امرأة ذراع أي خفيفة اليد في الغزل ، وما أخصره من اختصر ، وما أعساه وأعس به من عسى ،
__________________
وما أحمقه من حمق فهو أحمق. فاسمع ذلك (ولا تقس علي الّذي منه أثر) أي روي
عن العرب كلّ ما شاكله.
وفعل هذا
الباب لن يقدّما
|
|
معموله ووصله
به الزما
|
وفصله بظرف أو
بحرف جرّ
|
|
مستعمل
والخلف في ذاك استقر
|
(وفعل هذا الباب لن يقدّما معموله)
عليه (ووصله به الزما) بلا خلاف فيهما (وفصله بظرف أو بحرف جرّ مستعمل) نظما ونثرا كقوله :
وقال نبي
المسلمين تقدّموا
|
|
وأحبب إلينا
أن يكون المقدّما
|
وقول عمرو بن
معديكرب : «ما أحسن في الهيجاء لقاءها» .
(والخلف في ذاك)
الفصل هل يجوز أو لا (استقرّ) فذهب الجرمي وجماعة إلى الجواز ، والأخفش والمبرّد
إلي المنع .
__________________
هذا باب نعم وبئس
(وما جري
مجراهما في المدح والذّمّ من حبّذا وساء ونحوهما)
فعلان غير
متصرّفين
|
|
نعم وبئس
رافعان اسمين
|
مقارني أل أو
مضافين لما
|
|
قارنها كنعم
عقبي الكرما
|
(فعلان غير متصرّفين نعم وبئس)
لدخول التّاء السّاكنة عليهما في كلّ لغات ، واتّصال ضمير الرّفع بهما في لغة
حكاها الكسائي .
وذهب الكوفيّون
ـ على ما نقله الأصحاب عنهم في مسائل الخلاف ـ إلي أنّهما اسمان ، وقال ابن عصفور : لم يختلف أحد في
أنّهما فعلان وإنّما الخلاف بعد إسنادهما إلى الفاعل فالبصريّون يقولون : نعم الرّجل وبئس الرّجل جملتان
فعليّتان ،
__________________
والكسائي : اسميّتان محكيّتان بمنزلة تأبّط شرّا نقلا عن أصلهما وسمّي بهما المدح والذّمّ .
(رافعان اسمين)
فاعلين لهما (مقارني أل) الجنسيّة نحو (نِعْمَ الْمَوْلى
وَنِعْمَ النَّصِيرُ) (أو مضافين لما قارنها) أو لمضاف لما قارنها (كنعم عقبي الكرما) و
فنعم ابن أخت
القوم [غير مكذّب
|
|
زهير حسام
مفرد من حمائل]
|
ويرفعان
مضمرا يفسّره
|
|
مميّز كنعم
قوما معشره
|
(ويرفعان مضمرا) مستترا (يفسّره مميّز كنعم قوما معشره) و (بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ
بَدَلاً) وقد يستغني عن التّمييز للعلم بجنس الضّمير كقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم :
__________________
«من توضّأ يوم الجمعة فبها ونعمت»
تتمة : حكي الأخفش أنّ ناسا من العرب يرفعون بنعم النكرة
مفردة ومضافة .
وجمع تمييز
وفاعل ظهر
|
|
فيه خلاف
عنهم قد اشتهر
|
(وجمع) بين (تمييز وفاعل ظهر) كـ «نعم
الرّجل رجلا» مثلا (فيه خلاف عنهم قد اشتهر) فذهب سيبويه والسيرافي إلى المنع لاستغناء الفاعل
بظهوره عن التّمييز المبيّن له ، والمبرّد إلى الجواز ،
واختاره المصنّف قال : لأنّ التّمييز قد يجاء به توكيدا كما سبق ، ومنه قوله :
والتّغلبيّون
بئس الفحل فحلهم
|
|
فحلا وأمّهم
زلّاء منطيق
|
وقوله :
ولقد علمت
بأنّ دين محمّد
|
|
من خير أديان
البريّة دينا
|
وما مميّز
وقيل فاعل
|
|
في نحو نعم
ما يقول الفاضل
|
(وما مميّز) عند الزّمخشري وكثير من المتأخّرين فهي
__________________
نكرة موصوفة (وقيل) أي قال سيبويه وابن خروف هي (فاعل) فتكون
معرفة ناقصة تارة وتامّة أخرى (في نحو) قولك (نعم ما يقول الفاضل) وقوله تعالى : (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا
هِيَ) ، (بِئْسَمَا اشْتَرَوْا
بِهِ أَنْفُسَهُمْ) ومال المصنّف في شرح الكافية إلى ترجيح القول الثاني .
ويذكر
المخصوص بعد مبتدا
|
|
أو خبر اسم
ليس يبدو أبدا
|
(ويذكر المخصوص) بالمدح والذّم (بعد)
أي بعد نعم وبئس وفاعلهما نحو «نعم الرّجل زيد» ، «وبئس الرّجل أبو لهب» ، وهو إمّا (مبتدأ) خبره الجملة قبله (أو خبر اسم) محذوف (ليس يبدو) أي يظهر (أبدا) كما ذكرت لك في آخر باب المبتدأ .
__________________
وإن يقدّم
مشعر به كفى
|
|
كالعلم نعم
المقتني والمقتفى
|
واجعل كبئس
ساء واجعل فعلا
|
|
من ذي ثلاثة
كنعم مسجلا
|
(وإن يقدّم) هو أو (مشعر به كفى) ذلك عن ذكره بعد (كالعلم نعم المقتني
والمقتفى) ونحو (إِنَّا وَجَدْناهُ
صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ).
(واجعل كبئس)
في جميع ما تقدّم (ساء) نحو (ساءَ مَثَلاً
الْقَوْمُ الَّذِينَ) و «ساء الرّجل زيد» و «ساء غلام القوم يد». ولك أن تقول هل هي مثلها في الاختلاف في فعليّتها .
(واجعل فعلا) بضمّ العين المصوغ (من ذي ثلاثة كنعم مسجلا) نحو «علم
الرّجل زيد» و (كَبُرَتْ كَلِمَةً
تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ) وفي فاعله الوجهان الآتيان في
__________________
فاعل حبّ . وقوله : «مسجلا» أي مطلقا ، أشار به إلى خلاف قائل بما
ذكر في غير علم وجهل وسمع.
ومثل نعم
حبّذا الفاعل ذا
|
|
وإن ترد ذمّا
فقل لا حبّذا
|
(ومثل نعم) في معناها وحكمها (حبّذا) كقوله :
يا حبّذا جبل
الرّيّان من جبل
|
|
[وحبّذا ساكن الرّيّان من كانا]
|
وقوله :
[باسم الاله وبه بدينا
|
|
ولو عبدنا
غيره شقينا]
|
فحبّذا
ربّا وحبّ دينا
|
__________________
والصّحيح أنّ
حبّ فعل ماض و (الفاعل) له (ذا) وقيل جملته اسم مبتدأ خبره ما بعده ، لأنّه لمّا ركّب مع ذا غلب
جانب الإسميّة فجعل الكلّ اسما ، وقيل المجموع فعل فاعله ما بعده
تغليبا لجانب الفعل لما تقدّم. (وإن ترد ذمّا فقل لا حبّذا) كما قال الشّاعر :
ألا حبّذا
أهل الملاغير أنّه
|
|
إذا ذكرت مي
فلا حبّذا هيا
|
وأول ذا
المخصوص أيّا كان لا
|
|
تعدل بذا فهو
يضاهي المثلا
|
(وأول ذا) المتّصلة بحبّ (المخصوص)
بالمدح أو الذّم (أيّا كان) مفردا أو مثنّي أو مجموعا ، مذكّرا كان أو مؤنّثا.
و (لا تعدل بذا)
بأن تغيّر صيغتها بل ائت بها باقية على حالها نحو «حبّذا هند والزّيدان والهندان
والزّيدون والهندات» (فهو يضاهي المثلا) الجاري في كلامهم من قولهم «في الصّيف
ضيّعت اللّبن» بكسر التّاء للجميع ، وهذا علّة لعدم تغيّره.
__________________
وعلّله ابن كيسان بأنّ المشار إليه بذا مفرد مضاف إلى المخصوص
حذف وأقيم هو مقامه ، فتقدير «حبّذا هند» حبّذا حسنها مثلا ، وفهم من قوله «وأول»
إلى آخره أنّ مخصوصها لا يتقدّم عليها وهو كذلك لما ذكر . وقال ابن بابشاذ : لئلّا يتوهّم أنّ في «حبّ» ضميرا و
«ذا» مفعول .
وما سوي ذا
ارفع بحبّ أو فجرّ
|
|
بالبا ودون
ذا انضمام الحاكثر
|
(وما سوى) لفظ (ذا ارفع بحبّ) إذا
وقع بعده علي أنّه فاعله نحو «حبّ زيد رجلا» (أو فجرّ بالباء) نحو :
[فقلت اقتلوها عنكم بمزاجها]
|
|
وحبّ بها
مقتولة حين تقتل
|
(ودون) وجود (ذا انضمام الحاء)
بضمّة منقولة من العين (كثر) كالبيت السّابق ، وفتحها ندر كقوله «وحبّ دينا» ، ومع ذا وجب.
__________________
هذا باب أفعل التّفضيل
صغ من مصوغ
منه للتّعجب
|
|
أفعل
للتّفضيل وأب اللّذ أبي
|
(صغ من) فعل (مصوغ منه) صيغة (للتّعجّب
أفعل للتّفضيل) نحو «هذا أفضل من زيد وأعلم منه» (وأب) أن يصوغ أفعل
للتّفضيل من (اللّذ أبي) صوغ التّعجب منه ، فلا تصغه من غير فعل ولا من زائد علي
ثلاثة إلي آخر ما تقدّم ، وشذّ «هو أقمن بكذا» و «أخصر منه» و «أبيض من اللّبن».
وما به إلي
تعجّب وصل
|
|
لمانع به إلي
التّفضيل صل
|
وأفعل
التّفضيل صله أبدا
|
|
تقديرا او
لفظا بمن إن جرّدا
|
(وما به إلى تعجّب وصل لمانع) من أشدّ وما جرى مجراه (به إلي التّفضيل
__________________
صل) لمانع وأت بمصدر الفعل الممتنع الصّوغ منه بعده منصوبا علي التّمييز نحو «هذا أشدّ احمرارا من الدّم» .
(وأفعل
التّفضيل صله أبدا تقديرا أو لفظا بمن) الّتي لابتداء الغاية (إن جرّدا) من أل والإضافة نحو (أَنَا أَكْثَرُ
مِنْكَ مالاً وَأَعَزُّ نَفَراً) أي أعزّ منك ، فإن لم يجرّد فلا ، وقوله :
ولست بالأكثر
منهم حصى
|
|
[وإنّما العزّة للكاثر]
|
من فيه لبيان الجنس لا لابتداء الغاية.
وإن لمنكور
يضف أو جرّدا
|
|
ألزم تذكيرا
وأن يوحّدا
|
(وإن لمنكور يضف) أفعل التّفضيل (أو
جرّدا) من أل والإضافة (ألزم تذكيرا
__________________
وأن يوحّدا) وإن كان صاحب الصّفة بخلاف ذلك نحو (لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ
أَحَبُّ إِلى أَبِينا مِنَّا) «قل إن كان آبائكم وأبنائكم» إلي أن قال : (أَحَبَّ إِلَيْكُمْ).
وتلو أل طبق
وما لمعرفة
|
|
أضيف ذو
وجهين عن ذي معرفة
|
(وتلو أل) أي المعرّف بها (طبق) أي
مطابق لموصوفه في الإفراد والتّذكير وفروعهما نحو : «زيد الأفضل» و «الزّيدان الأفضلان» و «الزّيدون
الأفضلون» و «هند الفضلى» و «الهندان الفضليان» و «الهندات الفضليات والفضل».
(وما لمعرفة
أضيف) فهو (ذو وجهين) مرويّين (عن ذي معرفة) وجه يجريه مجري المجرّد نحو (وَلَتَجِدَنَّهُمْ
أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ) وآخر يجريه مجري المعرّف بأل نحو (أَكابِرَ مُجْرِمِيها).
هذا إذا نويت
معني من وإن
|
|
لم تنوفهو
طبق ما به قرن
|
__________________
وإن تكن بتلو
من مستفهما
|
|
فلهما كن
أبدا مقدّما
|
كمثل ممّن
أنت خير ولدى
|
|
إخبار
التّقديم نزرا وردا
|
(هذا) الحكم (إذا) قصدت بأفعل المذكور التّفضيل بأن (نويت معني من وإن) لم تقصده به بأن
(لم تنو) معناها (فهو طبق ما به قرن) أي مطابق له كقولهم : «النّاقص والأشجّ أعدلا
بني مروان» ولمّا كان لأفعل التّفضيل مع «من» شبه بالمضاف مع المضاف إليه كان حقّه أن لا يتقدّم عليه (و) لكن (إن تكن بتلو من
مستفهما فلهما) أي لـ «من» وتلوها (كن أبدا مقدّما) على أفعل وجوبا لأنّ الاستفهام
له الصّدر (كمثل ممّن أنت خير) أصله أخير ، ولا يكاد يستعمل ، وممّا جاء منه «بلال أخير النّاس وابن الأخير» وكذا شرّ
وممّا جاء منه علي الأصل علي قراءة أبي قلابة (سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْكَذَّابُ
الْأَشِرُ).
(ولدي إخبار) بتلو «من» (التّقديم) لهما (نزرا وردا) كقوله :
__________________
[فقالت لنا أهلا وسهلا وزوّدت
|
|
جن ي النّخل]
بل ما زوّدت منه أطيب
|
تتمة : لا يفصل
بين «أفعل» و «من» بأجنبيّ لما ذكر وجاء الفصل في قوله :
لأكلة من أقط
بسمن
|
|
ألين مسّا في
حشايا البطن
|
من يثر بيّات
قذاذ خشن
|
|
ورفعه
الظّاهر نزر ومتى
|
عاقب
فعلا فكثيرا ثبتا
|
فصل : يرفع أفعل التّفصيل الضّمير المستتر في كلّ لغة (ورفعه الظّاهر نزر) لضعف شبهه باسم الفاعل ومنه حكاية سيبويه «مررت برجل أفضل منه أبوه»
(ومتي عاقب)
أفعل التّفضيل (فعلا) بأن صلح إحلاله محلّه ، وذلك إذا سبقه نفي وكان مرفوعه
أجنبيّا مفضّلا علي نفسه باعتبارين (فكثيرا) رفعه الظّاهر (ثبتا) نحو «ما من أيّام أحبّ إلي الله فيها الصّوم
منه في عشر ذي حجّة» و «ما رأيت رجلا
__________________
أحسن في عينه الكحل منه في عين زيد» ، والأصل أن يقع هذا الظّاهر بين ضميرين أوّلهما للموصوف
وثانيهما للظّاهر كما تقدّم ، وقد يحذف الضّمير الثّاني وتدخل «من» إمّا علي الظّاهر
نحو «من كحل عين زيد» ، أو محلّه نحو «من عين زيد» أو ذي المحلّ نحو «من زيد».
كلن تري في
النّاس من رفيق
|
|
أولي به
الفضل من الصّدّيق
|
وممّا جاء من
كلامهم «ما أحد أحسن به الجميل من زيد» والأصل «من حسن الجميل بزيد» أضيف الجميل إلى زيد ثمّ حذف.
__________________
ونظيره قول المصنف : (كلن تري في النّاس من رفيق) أي صاحب (أولى
به الفضل من) أبي بكر (الصّدّيق) إذ الأصل «أولي به الفضل من ولاية الفضل بالصّدّيق ثمّ من فضل الصّدّيق ثمّ من الصّدّيق.
خاتمة : أجمعوا على أنّ أفعل التفضيل يعمل في التّمييز والحال
والظّرف وعلي أنّه لا يعمل في المفعول المطلق ولا في المفعول به
وأمّا قوله تعالى : (اللهُ أَعْلَمُ
حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ) فـ «حيث» مفعول به لفعل مقدّر دلّ عليه «أعلم» أو مفعول به علي السّعة كذا قالوه.
__________________
قال أبو حيّان
: وقواعد النّحو تأباه ، لنصّهم على أنّ «حيث» لا يتصرّف ، وأنّه لا يتوسّع إلّا
في الظّرف المتصرّف.
قال : والظّاهر
إقرارها علي الظّرفية المجازيّة وتضمين «أعلم» معني ما يتعدّي إلى الظّرف ، فالتّقدير : الله أنفذ علما حيث يجعل
رسالته ، أي هو نافذ العلم في هذه المواضع.
__________________
هذا باب النّعت
هو والوصف
بمعنى ، ولمّا كان أحد التّوابع بدأ بذكرها إجمالا ثمّ فصّل فقال :
يتبع في
الإعراب الأسماء الأول
|
|
نعت وتوكيد
وعطف وبدل
|
فالنّعت تابع
متمّ ما سبق
|
|
بوسمه أو وسم
ما به اعتلق
|
(يتبع في الإعراب الأسماء الأول) أربعة أشياء : (نعت ، وتوكيد وعطف ، وبدل) وسيأتي بيان
كلّ.
(فالنّعت تابع)
أي تال لا يتقدّم أصلا ، ، وهو جنس (متمّ) أي مكمل [ومبين] (ما سبق) فصل مخرج عطف النّسق والبدل
__________________
(بوسمه) أي ما سبق ويسمّي نعتا حقيقتا (أو وسم ما به اعتلق) ـ ويسمّي
سببيّا ـ وهذا فصل ثان يخرج التّأكيد والبيان.
وشمل قوله «متمّ
ما سبق» ما يخصّصه نحو : (فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ
مُؤْمِنَةٍ) وما يوضّحه نحو : «مررت بزيد الكاتب».
ويلحق به ما يمدحه أو يذمّه أو يرحّم عليه أو يؤكّده نحو (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) ، «أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم» ، «أللهمّ أنا عبدك
المسكين» ، «لا تتّخذوا إلهين اثنين» .
__________________
وليعط في
التّعريف والتّنكيرما
|
|
لما تلا
كامرر بقوم كرما
|
(وليعط) أي النّعت سواء كان
حقيقيّا أو سببيّا (في التّعريف والتّنكير ما) ثبت (لما تلا) أي لمتبوعه ، ويجب حينئذ
أن يكون المتبوع أعرف من النّعت أو مساويا له (كامرر بقوم كرما) و «بالرّجل
الفاضل» .
وهو لدي
التّوحيد والتّذكير أو
|
|
سواهما
كالفعل فاقف ماقفوا
|
(وهو) أي النّعت (لدي التّوحيد
والتّذكير) أي عند ثبوتهما للمتبوع (أو سواهما) وهو التّثنية والجمع والتّأنيث (كالفعل)
، فإن رفع ضمير المنعوت المستتر وافقه في التّثنية والجمع أو
الظّاهر أو الضّمير البارز فلا إلّا على لغة «أكلوني البراغيث» ، ويوافقه أيضا في التّأنيث إذا رفع ضميره ، وإلّا فعلي التّفضيل السّابق في باب الفاعل ، (فاقف ما قفوا) كـ «ابنين برّين شج قلبا هما» و «امرأتين
__________________
حسن مرآهما» .
وانعت بمشتقّ
كصعب ودرب
|
|
وشبهه كذا
وذي والمنتسب
|
(وانعت بمشتقّ) وهو ما دلّ على حدث
وصاحبه ، كأسماء الفاعل والمفعول والتّفضيل والصّفة المشبّهة (كصعب
ودرب) بالدّال المهملة ، وهو الخبير بالأشياء المجرّب لها (وشبهه) وهو ما أقيم
مقامه من الأسماء العارية عن الاشتقاق (كذا) المشار بها (وذي) بمعني صاحب (والمنتسب) نحو «رجل تميمي
جاءني».
ونعتوا بجملة
منكّرا
|
|
فأعطيت ما
أعطيته خبرا
|
(ونعتوا بجملة) اسما (منكّرا) لفظا
، نحو : (وَاتَّقُوا يَوْماً
تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ) ، أو معني نحو :
__________________
ولقد أمرّ
علي اللّئيم يسبّني
|
|
[فمضيت ثمّة قلت لا يعنيني]
|
(فأعطيت) حينئذ (ما أعطيته) حال كونها (خبرا) من الرّابط ومن تعلّقها بمحذوف وجوبا إذا
كانت ظرفا أو جارّا ومجرورا أو غير ذلك ممّا سبق ذكره.
وامنع هنا
إيقاع ذات الطّلب
|
|
وإن أتت فالقول
أضمر تصب
|
(وامنع هنا إيقاع) الجملة (ذات
الطّلب) وإن لم يمنع إيقاعها خبرا (وإن أتت) من كلامهم أي العرب (فالقول أضمر) نعتا (تصب) نحو :
[حتّي إذا جنّ الظّلام واختلط]
|
|
جاؤوا بمذق
هل رأيت الذّئب قطّ
|
أي مقول فيه هل
رأيت الذّئب قطّ.
ونعتوا بمصدر
كثيرا
|
|
فالتزموا
الإفراد والتّذكيرا
|
(ونعتوا بمصدر كثيرا) علي تقدير
مضاف (فالتزموا) لذلك (الإفراد والتّذكيرا) له
__________________
وإن كان المنعوت بخلاف ذلك كـ «امرأة رضى» وعدلين رضى ، ولا ينعت بغير ما ذكر من الجوامد.
ونعت غير
واحد إذا اختلف
|
|
فعاطفا فرّقه
لا إذا ائتلف
|
(ونعت غير واحد) وهو المثنّى والمجموع ، ولا يكون [النّعت حينئذ] إلّا متعدّدا (إذا اختلف) معناه قطعا (فعاطفا) لبعضه علي
بعض (فرّقه) نحو «مررت برجلين عالم وجاهل» و (لا) تفرّقه (إذا ائتلف) نحو «مررت برجلين عاقلين».
ونعت معمولي
وحيدي معنى
|
|
وعمل أتبع
بغير استثنا
|
(ونعت معمولى) عاملين (وحيدي معني وعمل
أتبع بغير استثنا) نحو «ذهب زيد وانطلق عمرو والعاقلان» فإن اختلف العاملان معني وعملا أو في أحدهما وجب القطع.
وإن نعوت
كثرت وقد تلت
|
|
مفتقرا لذكر
هنّ أتبعت
|
__________________
(وإن نعوت كثرت
وقد تلت) اسما (مفتقرا) في الإيضاح والتّعيين (لذكرهنّ أتبعت) وجوبا.
واقطع أو
اتبع إن يكن معيّنا
|
|
بدونها أو
بعضها اقطع معلنا
|
(واقطع أو اتبع إن يكن) المنعوت (معيّنا
بدونها) كلّها (أو بعضها اقطع معلنا) إن كان معيّنا به دون غيره وأتبع الباقي بشرط تقديمه.
وارفع أو
انصب إن قطعت مضمرا
|
|
مبتدأ أو
ناصبا لن يظهرا
|
(وارفع أو انصب) النّعت (إن قطعت
مضمرا) بكسر الميم (مبتدأ) رافعا له (أو) فعلا (ناصبا) له (لن يظهرا) أبدا. نحو «الحمد
لله الحميد» أي هو ، (وَامْرَأَتُهُ
حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) أي أذمّ.
__________________
وما من
المنعوت والنّعت عقل
|
|
يجوز حذفه
وفي النّعت يقلّ
|
(وما من المنعوت والنّعت عقل) أي
علم (يجوز حذفه) نحو (وَعِنْدَهُمْ
قاصِراتُ الطَّرْفِ).
[وقد كنت في الحرب ذا تدرء]
|
|
«فلم أعط شيئا ولم أمنع»
|
أي شيئا طائلا (و)
لكنّ الحذف (في النّعت يقلّ) وفي المنعوت يكثر.
__________________
الثاني من التّوابع التوكيد
ويقال له
التأكيد وهو ـ كما في شرح الكافية ـ تابع يقصد به كون المتبوع علي ظاهره .
بالنّفس أو
بالعين الاسم أكّدا
|
|
مع ضمير طابق
المؤكّدا
|
(بالنّفس أو بالعين) بمعني الذّات (ألاسم
أكّدا) تأكيدا معنويّا يقتضي التّقرير (مع ضمير) متّصل بهما (طابق المؤكّدا) ـ بفتح الكاف ـ في إفراده وتذكيره
وفروعهما كـ «جاء زيد نفسه متيّما بهند نفسها».
واجمعهما
بأفعل إن تبعا
|
|
ما ليس واحدا
تكن متّبعا
|
(واجمعهما) أي النّفس والعين (بأفعل
إن تبعا ما ليس واحدا) أي مثنّي أو مجموعا ، فقل «جاء الزّيدان أنفسهما وأعينهما» (تكن
متّبعا) للّغة الفصيحة ويجوز أن يؤتي بهما مفردين وهو دون الجمع فتقول «جاء الزّيدان نفسهما» ومثنّيين وهو
__________________
دون الإفراد ، فتقول «جاء الزّيدان نفساهما».
وكلّا اذكر
في الشّمول وكلا
|
|
كلتا جميعا
بالضّمير موصلا
|
(وكلا اذكر فى) التّأكيد المقتضي (الشّمول)
أي العموم لجميع أفراد المؤكّد أو أجزائه (وكلا) و (كلتا) و (جميعا) قال المصنّف وأغفلها أكثر النّحويّين ، ونبّه
سيبويه على أنّها بمنزلة كلّ معني واستعمالا ، ولم يذكر لها شاهدا من
كلام العرب.
وائت (بالضّمير)
المطابق (موصلا) بهذه الأربعة ، ك :
هم جميعهم
لقوهم كلّهم
|
|
والدّار صارت
كلّها محلّهم
|
واستعملوا
أيضا ككلّ فاعلة
|
|
من عمّ في
التّوكيد مثل النّافلة
|
(واستعملوا أيضا ككلّ) لفظا على
وزن (فاعلة) مشتقّا (من عمّ في التّوكيد) فقالوا «جاء النّاس عامّة» ، وهو (مثل
النّافلة) تاؤه تصلح للمذكّر والمؤنّث.
وبعد كلّ
أكّدوا بأجمعا
|
|
جمعاء أجمعين
ثمّ جمعا
|
ودون كلّ قد
يجيء أجمع
|
|
جمعاء أجمعون
ثمّ جمع
|
(وبعد كلّ أكّدوا بأجمعا) للمذكّر و
(جمعاء) للمؤنّث و (أجمعين) للجمع
__________________
المذكّر (ثمّ جمعا) لجمع المؤنّث ، ولا يؤكّد بها قبله عندهم .
(و) لكن (دون
كلّ قد يجيء) في الشّعر (أجمع) و (جمعاء) و (أجمعون ثمّ جمع) كقوله :
[يا ليتني كنت صبيّا مرضعا
|
|
تحملني
الذّلفاء حولا أكتعا]
|
[إذا بكيت قبّلتني أربعا]
|
|
إذا ظللت
الدّهر أبكي أجمعا
|
والمختار جوازه
في النّثر ، قال صلّي الله عليه وآله : «فله سلبه أجمع».
تتمة : أكّدوا بعد أجمع بأكتع فأبصع فأبتع وبعد جمعاء بكتعاء
فبصعاء فبتعاء وبعد أجمعين بأكتعين فأبصعين فأبتعين وبعد جمع بكتع فبصع فبتع وشذّ
مجيء ذلك على خلاف ذلك.
ثمّ إنّ النكرة
إذا لم يفد توكيدها ـ بأن كانت غير محدودة كحين وزمان فلا يجوز [تأكيدها] باتّفاق.
وإن يفد
توكيد منكور قبل
|
|
وعن نحاة
البصرة المنع شمل
|
(وإن يفد توكيد منكور) بأن كان
محدودا كيوم وشهر وحول (قبل) عند الكوفيّين. قال المصنف : هو أولي بالصّواب سماعا وقياسا ، ومنه :
يا ليتني كنت
صبيّا مرضعا
|
|
تحملني
الذّلفاء حولا أكتعا
|
(وعن نحاة البصرة المنع) من توكيد
النكرة (شمل) لما أفاد أيضا.
__________________
واغن بكلتا
في مثنّي وكلا
|
|
عن وزن فعلاء
ووزن أفعلا
|
(واغن بكلتا في مثنّي وكلا عن وزن فعلاء) أي جمعاء في المؤنّث
(ووزن أفعلا) أي أجمع في المذكّر ، وأجاز الكوفيّون استعمال ذلك قياسا.
وإن تؤكّد
ألضّمير المتّصل
|
|
بالنّفس
والعين فبعد المنفصل
|
عنيت ذا
الرّفع وأكّدوا بما
|
|
سواهما
والقيد لن يلتزما
|
(وإن تؤكّد الضّمير المتّصل
بالنّفس والعين فبعد) أن يؤكّده (المنفصل عنيت) بهذا الضّمير (ذا الرّفع) ، نحو «قوموا أنتم أنفسكم» بخلاف «قوموا
أنفسكم» ، ويجوز تأكيد ذا النّصب والجرّ بهما وإن لم يؤكّد بمنفصل .
(وأكّدوا)
الضّمير المتصل المرفوع (بما سواهما والقيد) المذكور حينئذ (لن يلتزما) فيجوز تركه.
وما من
التّوكيد لفظي يجيء
|
|
مكرّرا كقولك
أدرجي ادرجي
|
(وما من التّوكيد لفظىّ) هو الّذي (يجيء مكرّرا) ويكون في المفرد والجملة ،
فالأوّل إمّا بلفظه (كقولك ادرجي ادرجي) أو بمرادفه كقوله «أنت بالخير
__________________
حقيق قمين» ، والثاني إمّا يقترن بحرف عطف وهو الأكثر كقوله تعالى : (أَوْلى لَكَ فَأَوْلى ثُمَّ أَوْلى لَكَ
فَأَوْلى) أولا ، كقوله :
أيا من لست
أقلاه
|
|
ولا في البعد
أنساه
|
لك الله علي
ذلك
|
|
لك الله لك
الله
|
ولا تعد لفظ
ضمير متّصل
|
|
إلّا مع
اللّفظ الّذي به وصل
|
(ولا تعد لفظ ضمير متّصل) إذا
أكّدته تأكيدا لفظيّا (إلّا مع اللّفظ الّذي به وصل) نحو «مررت بك بك» و «رأيتك
رأيتك» ، ولوضوح أمر المنفصل سكت عنه.
كذا الحروف
غير ما تحصّلا
|
|
به جواب كنعم
وكبلى
|
(كذا) أي كالضّمير المتّصل (الحروف
غير ما تحصّلا به جواب) فيجب إعادة ما اتّصل بها ، نحو (أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ
وَكُنْتُمْ تُراباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ). وشذّ :
حتّي تراها
وكأنّ وكأن
|
|
[أعناقها مشدّدات بقرن]
|
واشذّ منه :
[فلا والله لا يلفي لما بي]
|
|
«ولا للما بهم» ابدا دواء
|
__________________
أمّا الحروف
الجوابيّة (كنعم وكبلى) فيجوز أن يؤكّد بإعادتها وحدها.
ومضمر الرّفع
الّذي قد أنفصل
|
|
أكّد به كلّ
ضمير اتّصل
|
(ومضمر الرّفع الّذي قد انفصل أكّد
به كلّ ضمير أتّصل) مرفوعا أو غيره ، نحو (اسْكُنْ أَنْتَ
وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) و «قمت أنت» و «أكرمتك أنت» و «مررت بك أنت».
__________________
الثالث من التوابع العطف
العطف إمّا
ذو بيان أو نسق
|
|
والغرض الآن
بيان ما سبق
|
فذو البيان
تابع شبه الصّفة
|
|
حقيقة القصد
به منكشفة
|
(ألعطف إمّا ذو بيان أو نسق ، والغرض الآن بيان ما سبق ، فذو البيان تابع شبه الصّفة) في أنّ (حقيقة القصد به
منكشفة) لكنّه مخالف لها في أنّه لا يكون مشتقّا ولا مؤوّلا.
فأولينه من
وفاق الأوّل
|
|
ما من وفاق
الأوّل النّعت ولي
|
فقد يكونان
منكّرين
|
|
كما يكونان
معرّفين
|
(فأولينه من وفاق الأوّل) أي المتبوع (ما من وفاق الأوّل النّعت ولي) من تذكير
وإفراد وغير ذلك.
إذا علمت ذلك (فقد
يكونان) أي العطف ومتبوعه (منكّرين) نحو «إسقني شربا
__________________
حليبا» (كما يكونان معرّفين) نحو «ذكرت الله في الواد المقدّس طوى» ،
وأشار بإتيانه
بكاف التّشبيه المفهمة للقياس الشّبهيّ بل الأولويّ لأنّ احتياج النّكرة إلى البيان أشدّ من
غيرها ـ إلى خلاف من منع إتيانهما نكرتين كالزّمخشري ، أو ذهب إلي اشتراط زيادة تخصيصه.
فائدة : جعل أكثر النّحويّين التّابع المكرّر به لفظ المتبوع كقوله :
__________________
[إنّي وأسطار سطرن سطرا]
|
|
لقائل يا نصر
نصر نصرا
|
عطف بيان. قال
المصنف : والأولي عندي جعله توكيدا لفظيّا ، لأنّ عطف البيان حقّه أن يكون للأوّل
به زيادة وضوح ، وتكرير اللّفظ لا يتوصّل به إلى ذلك.
وصالحا
لبدليّة يرى
|
|
في غير نحو
يا غلام يعمرا
|
(وصالحا لبدليّة يرى) عطف البيان (فى) جميع المسائل (غير) مسألتين :
الأولي أن يكون
التّابع مفردا معربا والمتبوع منادي (نحو يا غلام يعمرا) فيجب في هذه الحالة كونه عطف بيان ، ولا يجوز أن يكون
بدلا لأنّه لو كان [بدلا] لكان في تقديره حرف النّداء ، فيلزم ضمّه.
ونحو بشر
تابع البكريّ
|
|
وليس أن يبدل
بالمرضيّ
|
(و) الثّانية ـ أن يكون المعطوف
خاليا من لام التّعريف والمعطوف عليه معرّفا بها مجرورا بإضافة صفة مقترنة بها (نحو بشر) الّذي هو (تابع البكريّ) في قوله :
أنا ابن
التّارك البكري بشر
|
|
[عليه الطّير ترقبه وقوعا]
|
فيجب في هذه
الحالة أن يكون عطفا (وليس أن يبدل بالمرضىّ) عندنا ، لأنّه حينئذ يكون في تقدير
إعادة العامل ، فيلزم إضافة الصّفة المعرفة باللّام إلي الخالي عنها ،
__________________
وهو غير جائز ، كما تقدّم ، وهو مرضي عند الفرّاء لتجويزه ما يلزم عليه ، وقد تقدّم تأييده.
تنبيه : استشكل ابن هشام في حاشية التّسهيل ما علّلنا به
هاتين المسألتين بأنّهم يغتفرون في الثّواني [أي التّوابع] ما لا يغتفرون في
الأوائل ، وقد جوّزوا في «إنّك أنت» كون أنت تأكيدا [للكاف] وكونه
بدلا مع أنّه لا يجوز «إنّ أنت».
__________________
القسم الثاني من قسمى العطف عطف النّسق
وهو بفتح
السّين : اسم مصدر «نسقت الكلام أنسقه» أي عطفت بعضه علي بعض ، والمصدر بالتّسكين.
تال بحرف
متبع عطف النّسق
|
|
كاخصص بودّ
وثناء من صدق
|
(تال بحرف متبع) بكسر الباء (عطف
النّسق كأخصص بودّ وثناء من صدق).
فالعطف مطلقا
بواو ثمّ فا
|
|
حتّي أم أو
كفيك صدق ووفا
|
(فالعطف مطلقا) أي لفظا ومعنى (بواو) و (ثمّ) و (فاء) و (حتّى) بالإجماع ، و
__________________
كذا (أم) و (أو) علي الصّواب (كفيك صدق ووفا).
وأتبعت لفظا
فحسب بل ولا
|
|
لكن كلم يبد
امرؤ لكن طلا
|
(وأتبعت لفظا فحسب) أي لا معني (بل)
عند سيبويه (ولا) و (لكن) عند الجميع وليس عند الكوفيّين (كلم يبد أمرؤ لكن طلا) أي ولد بقر الوحش.
فاعطف بواو
لاحقا أو سابقا
|
|
في الحكم أو
مصاحبا موافقا
|
(فاعطف بواو لا حقا) في الحكم ،
نحو (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا
نُوحاً وَإِبْراهِيمَ).
أو سابقا في
الحكم) نحو (كَذلِكَ يُوحِي
إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ
__________________
اللهُ) (أو مصاحبا موافقا) فيه ، نحو (فَأَنْجَيْناهُ
وَأَصْحابَ السَّفِينَةِ).
واخصص بها
عطف الّذي لا يغني
|
|
متبوعه كاصطف
هذا وابني
|
(و) على هذا (اخصص بها عطف الّذي لا يغني متبوعه) عنه كفاعل ما يقتضي الإشتراك (كاصطف
هذا وابني) و «تخاصم زيد وعمرو» .
والفاء
للتّرتيب باتّصال
|
|
وثمّ
للتّرتيب بانفصال
|
(والفاء للتّرتيب باتّصال) وتعقيب
، نحو (الَّذِي خَلَقَكَ
فَسَوَّاكَ).
وأمّا قوله
تعالى : (وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ
أَهْلَكْناها فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً) ، فمعناه أردنا
__________________
إهلاكها فجاءها ، وقوله تعالى : (وَالَّذِي أَخْرَجَ
الْمَرْعى فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى) فمعناه فمضت مدّة فجعله.
(وثمّ للتّرتيب)
لكن (بانفصال) ومهلة ، نحو (فَأَقْبَرَهُ ثُمَّ
إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ) وتأتي بمعني الفاء ، نحو :
[كهز الرّديني تحت العجاج]
|
|
جري في
الأنابيب ثمّ اضطرب
|
واخصص بفاء
عطف ما ليس صلة
|
|
علي الّذي
استقرّ أنّه الصّلة
|
(واخصص بفاء عطف ما ليس صلة) بأن
خلا من العائد (علي الّذي أستقرّ أنّه الصّلة) نحو «الّذي يطير فيغضب زيد الذّباب»
ولا يجوز عطفه بغيرها لأنّ شرط ما عطف علي الصّلة أن يصلح لوقوعه صلة.
وإنّما لم يشترط ذلك في العطف بالفاء لجعلها ما بعدها مع ما قبلها في حكم جملة
واحدة لإشعارها بالسّببيّة.
بعضا بحتّى
اعطف على كلّ ولا
|
|
يكون إلّا
غاية الّذي تلا
|
وأم بها اعطف
إثر همز التّسوية
|
|
أو همزة عن
لفظ أي مغنية
|
__________________
(بعضا) تحقيقا
أو تأويلا (بحتّي اعطف علي كلّ) نحو «أكلت السّمكة حتّي رأسها» .
ألقي
الصّحيفة كي يخفّف رحله
|
|
والزّاد حتّى
نعله ألقاها
|
(ولا يكون) المعطوف بها (إلّا غاية
الّذي تلا) رفعة أو خسّة ،
نحو :
قهرناكم حتّي
الكماة فأنتم
|
|
تهابوننا
حتّي بنينا الأصاغر
|
فرع : حتّي في
عدم التّرتيب كالواو .
(وأم) باتّصال (بها اعطف بعد همز التّسوية) وهي الهمزة الدّاخلة علي جملة في محلّ المصدر
، نحو (سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا
أَمْ صَبَرْنا).
وربّما أسقطت
الهمزة إن
|
|
كان خفا
المعني بحذفها أمن
|
[ولست أبالي بعد فقدي مالكا]
|
|
أموتي ناء أم
هو الآن واقع
|
__________________
(سَواءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ
أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ). (أو همزة عن لفظ أي مغنية) بأن طلب بها وبأم التّعيين
، نحو : (وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ
أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ) ، (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ
خَلْقاً أَمِ السَّماءُ).
[لعمرك ما أدري وإن كنت داريا]
|
|
شعيث بن سهم
أم شعيث بن منقر
|
فقمت للطّيف
مرتاعا فأرّقني
|
|
فقلت أهي سرت
أم عادني حلم
|
(أَقَرِيبٌ
ما تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ).
وربّما اسقصت
الهمزة إن كان خفا المعني بحذفها أمن) نحو (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ).
__________________
وبانقطاع
وبمعني بل وفت
|
|
إن تك ممّا
قيّدت به خلت
|
[فو الله ما أدري وإن كنت داريا]
|
|
بسبع رمين
الجمر أم بثمان
|
(وبانقطاع و) هي الّتي (بمعني بل
وفت) مع اقتضاء الإستفهام كثيرا (إن تك ممّا قيّدت به) من تقدّم إحدي الهمزتين
عليها (خلت) نحو (لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ
رَبِّ الْعالَمِينَ أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ) ، (أَلَهُمْ أَرْجُلٌ
يَمْشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها) ، وقد لا يقتضي الإستفهام نحو (أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ
وَالنُّورُ).
خيّر أبح
قسّم بأو وأبهم
|
|
واشكك وإضراب
بها أيضا نمي
|
(خيّر أبح قسم بأو) نحو «تزوّج
هندا أو أختها» و «اقرأ فقها أو نحوا» و «الاسم نكرة أو معرفة» ، والفرق بين الإباحة والتّخيير جواز الجمع في تلك دونه .
__________________
(وأبهم) بها أيضا ، نحو (إِنَّا أَوْ
إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (واشكك) نحو (لَبِثْنا يَوْماً
أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ) (وإضراب بها أيضا نمي) أي نسب للكوفيّين وأبي علي وابن برهان ،
نحو :
ماذا تري في
عيال قد برمت بهم
|
|
لم أحص
عدّتهم إلّا بعدّاد
|
كانوا ثمانين
أو زادوا ثمانية
|
|
لو لا رجاؤك
قد قتّلت أولادي
|
وربّما عاقبت
الواو إذا
|
|
لم يلف ذو
النّطق للبس منفذا
|
(وربّما عاقبت) أو (الواو) أي جاءت
بمعناها (إذا لم يلف ذو النّطق) أي لم يجد المتكلّم (للبس منفذا) بل أمنه ، نحو
جاء الخلافة
أو كانت له قدرا
|
|
[كما أتي ربّه موسي علي قدر]
|
ومثل أو في
القصد إمّا الثّانية
|
|
في نحو إمّا
ذي وإمّا النّائية
|
(ومثل أو فى) إفادة (القصد إمّا الثّانية في نحو) انكح (إمّا ذي وإمّا
__________________
النّائية) و «جالس إمّا الحسن وإمّا ابن سيرين» إلي آخره ، وأكثر النّحويّين علي أنّ إمّا هذه عاطفة
وخالفهم ابن كيسان وأبو على ، وتبعهما المصنّف تخلّصا من دخول عاطف علي عاطف وفتح همزتها لغة تميميّة.
فرع : يستغني عن «إمّا» بأو ، نحو «قام إمّا زيد أو عمرو» ،
وعن الأولي بالثّانية ، كقوله :
نهاض بدار قد
تقادم عهدها
|
|
وإمّا بأموات
ألمّ خيالها
|
وعن «إمّا» بـ
«وإلّا» ، كقوله :
فإمّا أن
تكون أخي بصدق
|
|
فأعرف منك
غثّي من سميني
|
وإلّا
فاطّرحني واتّخذني
|
|
عدوّا أتّقيك
وتتّقيني
|
وقد يستغني عن «ما»
كقوله :
وقد كذّبتك
نفسك فاكذبنها
|
|
فإن جزعا وإن
إجمال صبر
|
وقد يجيء «إمّا»
عارية عن الواو ، كرواية قطرب :
__________________
لا تفسدوا
آبالكم
|
|
أيمالنا
أيمالكم
|
وأول لكن
نفيا أو نهيا ولا
|
|
نداء أو أمرا
أو إثباتا تلا
|
(وأول لكن) عارية عن الواو (نفيا أو نهيا) وأتبعها بمفرد ، نحو «ما
قام زيد لكن عمرو» و «لا تضرب زيدا لكن عمرا»
(و «لا» نداء أو أمرا أو إثباتا تلا) كـ «يا ابن أخي لا ابن
عمّي» و «اضرب زيدا لا عمرا» و «قام زيد لا عمرو» ، وخالف ابن سعدان في الأوّل ، و «لا» مبتدأ خبره «تلا» النّاصب لما قبله مفعولا.
وبل كلكن بعد
مصحوبيها
|
|
كلم أكن في
مربع بل تيها
|
وانقل بها
للثّان حكم الأوّل
|
|
في الخبر
المثبت والأمر الجلي
|
(وبل كلكن بعد مصحوبيها ، كلم أكن في مربع بل تيها) و «لا تضرب زيدا بل عمرا» (وانقل
بها للثّان حكم الأوّل) إذا وقعت (في الخبر المثبت والأمر الجلي) نحو «قام زيد بل
عمرو» و «اضرب زيدا بل خالدا» ، وأجاز المبرّد كونها ناقلة في غير ما ذكر .
__________________
فصل : الضّمير
المنفصل والمنصوب المتّصل كالظّاهر في جواز العطف عليه من غير شرط .
وإن علي ضمير
رفع متّصل
|
|
عطفت فافصل
بالضّمير المنفصل
|
أو فاصل مّا
وبلا فصل يرد
|
|
في النّظم
فاشيا وضعفه اعتقد
|
(وإن علي ضمير رفع متّصل) بارز أو
مستتر (عطفت فافصل) بينهما (بالضّمير المنفصل) نحو (كُنْتُمْ أَنْتُمْ) أو (آباؤُكُمْ)(اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ). (أو فاصل مّا) نحو (يَدْخُلُونَها وَمَنْ
صَلَحَ)(ما أَشْرَكْنا وَلا آباؤُنا).
(وبلا فصل يرد)
العطف (في النّظم فاشيا) وفي النّثر قليلا ، نحو :
[ورجي الأخيطل من سفاهة رأيه]
|
|
ما لم يكن
وأب له لينالا
|
وحكي سيبويه «مررت
برجل سواء والعدم» (و) مع ذلك (ضعفه اعتقد) .
__________________
وعود خافض
لدي عطف على
|
|
ضمير خفض
لازما قد جعلا
|
(وعود خافض لدي عطف علي ضمير خفض
لازما قد جعلا) عند جمهور البصريّين ، نحو (فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا
طَوْعاً أَوْ كَرْهاً) ، (نَعْبُدُ إِلهَكَ
وَإِلهَ آبائِكَ) وعلّلوه بأنّ ضمير الجرّ حينئذ شبيه بالتّنوين ومعاقب له فلم
يجز العطف عليه كالتّنوين ، وبأنّ حقّ المعطوف والمعطوف عليه أن يصلحا لحلول كلّ واحد
منهما محلّ الآخر ، وضمير الجرّ لا يصلح لذلك فامتنع إلّا بإعادة الجارّ. قال المصنف :
وليس عندي
لازما إذ قد أتى
|
|
في النّظم
والنّثر الصّحيح مثبتا
|
والفاء قد
تحذف مع ما عطفت
|
|
والواو إذ لا
لبس وهي انفردت
|
بعطف عامل
مزال قد بقي
|
|
معموله دفعا
لوهم اتّقي
|
(وليس عندي لازما) تبعا ليونس
والأخفش والزّجّاج والكوفيّين لأنّ شبه
__________________
الضّمير بالتنوين ، لو منع من العطف عليه لمنع من توكيده والإبدال منه كالتّنوين ، مع أنّ ذلك جائز بالإجماع ولأنّه لو كان
الحلول شرطا في صحّة العطف لم يجز «ربّ رجل وأخيه» لامتناع دخول ربّ علي المعرفة ـ كما تقدّم ـ مع جوازه.
وأيضا لنا السّماع (إذ قد أتي في النّظم والنّثر الصّحيح مثبتا) كقراءة حمزة وابن
عبّاس والحسن ومجاهد وقتادة والنّخعي والأعمش وغيرهم (الَّذِي تَسائَلُونَ
بِهِ وَالْأَرْحامَ) وحكاية قطرب «ما فيها غيره وفرسه وأنشأ سيبويه
[فاليوم قرّبت تهجونا وتشتمنا
|
|
فاذهب] فما
بك والأيّام من عجب
|
(والفاء قد تحذف مع ما عطفت) إذا
أمن اللّبس نحو (فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ
مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) أي فأفطر فعدّة.
(و) كذا (الواو)
تحذف مع ما عطفت (إذ لا لبس) نحو (وَجَعَلَ لَكُمْ
سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ) أي والبرد وقد يحذف العاطف [وحده] كقوله صلّي الله عليه
وآله «تصدّق رجل من ديناره من درهمه من صاع برّه من صاع تمره» وحكاية أبي عثمان عن
أبي زيد (أكلت خبزا لحما تمرا).
(وهى) أي الواو
(انفردت بعطف عامل مزال) أي محذوف (وقد بقي معموله)
__________________
مرفوعا كان (ذلك المعمول الباقي) نحو (اسْكُنْ أَنْتَ
وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) أي ولتسكن زوجك ، أو منصوبا نحو (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ
وَالْإِيمانَ) أي وألفوا الإيمان ، أو مجرورا نحو «ما كلّ سوداء تمرة ولا بيضاء
شحمة» أي ولا كلّ بيضاء شحمة» ، ولم يجعل العطف فيهنّ علي الموجود في الكلام (دفعا لوهم أتّقي) وهو رفع [فعل] الأمر للظّاهر في الأوّل وكون الإيمان متبوّء
في الثّاني ، والعطف علي معمولي عاملين في الثّالث.
وحذف متبوع
بدا هنا استبح
|
|
وعطفك الفعل
علي الفعل يصحّ
|
واعطف علي
اسم شبه فعل فعلا
|
|
وعكسا استعمل
تجده سهلا
|
(وحذف متبوع بدا) أي ظهر (هنا استبح) نحو (وَلِتُصْنَعَ عَلى
__________________
عَيْنِي) أي لترحم ولتصنع .
(وعطفك الفعل
علي الفعل) إن اتّحد في الزّمان (يصحّ) نحو (لِنُحْيِيَ بِهِ
بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ) ولا يضرّ اختلافهما في اللّفظ نحو (تَبارَكَ الَّذِي
إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الْأَنْهارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً).
(واعطف علي اسم
شبه فعل فعلا) نحو (فَالْمُغِيراتِ
صُبْحاً فَأَثَرْنَ) (وعكسا استعمل تجده سهلا) نحو (يُخْرِجُ الْحَيَّ
مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِ).
__________________
الرّابع من التّوابع البدل
التّابع
المقصود بالحكم بلا
|
|
واسطة هو
المسمّي بدلا
|
(التّابع المقصود بالحكم بلا واسطة هو المسمّي بدلا) فخرج بالمقصود غيره وهو
النّعت والتّأكيد والبيان والعطف بالحرف غير بل و [غير] لكن ، في الإثبات ، وبنفي الواسطة المقصود بواسطة وهو العطف بـ «بل» و «لكن» في الإثبات.
__________________
مطابقا أو
بعضا أو ما يشتمل
|
|
عليه يلفي أو
كمعطوف ببل
|
(مطابقا) للمبدل منه (أو بعضا) منه (أو ما يشتمل عليه يلفى)
البدل ، بأن يدلّ علي معني في المتبوع أو يستلزمه فيه (أو كمعطوف ببل).
وذا للإضراب
اعز إن قصدا صحب
|
|
ودون قصد غلط
به سلب
|
(وذا) القسم (للإضراب) والبداء (أعز إن قصدا) صحيحا لكلّ منهما (صحب) وللنّسيان إن قصد الأوّل ثمّ يتبيّن
فساده (ودون قصد) للأوّل (غلط) وقع فيه (به) أي بالبدل (سلب) .
كزره خالدا
وقبّله اليدا
|
|
واعرفه حقّه
وخذ نبلا مدى
|
فألأوّل (كزره خالدا و) الثّاني واشترط كثير مصاحبته ضميرا عائدا علي
__________________
المبدل منه ، وأباه المصنّف نحو (وقبّله اليدا) (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ
الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ) (و) الثّالث وهو كالثاني نحو (إعرفه حقّه) (قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ) (و) الرّابع والخامس والسّادس نحو (خذ نبلا مدى) جمع مدية وهو السّكّين ، والأحسن في هذه الثّلاثة أن يؤتى ببل .
فصل : يبدل الظّاهر من الظاهر معرفتين كانا أو نكرتين أو
مختلفين والمضمر من الظّاهر والظّاهر من ضمير الغائب.
ومن ضمير
الحاضر الظّاهر لا
|
|
تبدله إلّا
ما إحاطة جلا
|
__________________
أو اقتضي
بعضا أو اشتمالا
|
|
كأنّك
ابتهاجك استمالا
|
(ومن ضمير الحاضر الظّاهر لا تبدله) خلافا للأخفش ، والظّاهر مفعول «تبدله»
متعلّق «من» في أوّل البيت (إلّا ما إحاطة جلا) نحو (تَكُونُ لَنا عِيداً لِأَوَّلِنا
وَآخِرِنا) (أو اقتضي بعضا) نحو :
أو عدني
بالسّجن والأداهم
|
|
رجلي [فرجلي شثنة
المناسم]
|
(أو اشتمالا ، كأنّك ابتهاجك
استمالا).
وبدل المضمّن
الهمزيلى
|
|
همزا كمن ذا
أسعيد أم على
|
(وبدل) الإسم ر (المضمّن) معني (الهمز)
للإستفهام (يلي همزا كمن ذا أسعيد أم علىّ) و «كيف أصبحت أقويّا أم ضعيفا».
تتمة : بدل المضمّن معني الشّرط يلي حرف الشّرط ، نحو «مهما تصنع إن
__________________
خيرا وإن شرّا تجز به» (و) كما يبدل الإسم من الاسم.
ويبدل الفعل
من الفعل كمن
|
|
يصل إلينا
يستعن بنايعن
|
(يبدل الفعل من الفعل) بدل كلّ نحو
:
متي تأتنا
تلمم بنا في ديارنا
|
|
[تجد حطبا جزلا ونارا تأجّجا]
|
لأنّ الإلمام
هو الإتيان ، وبدل الإشتمال (كمن يصل إلينا يستعن بنا يعن) لأنّ
الإستعانة يستلزم معني في الوصول ، وهو نجحه .
كذا قال ابن
النّاظم ومنع ابن هشام الاستلزام . قال : وقد يستعين ولا يعان فلا يكون الوصول منجحا. قال
: والواجب رفع يستعين حالا كتعشو في قوله :
متي تأته
تعشو إلى ضوء ناره
|
|
[تجد خير نار عندها خير موقد]
|
تتمة : تبدل الجملة من الجملة ، نحو (أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ
أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ) ، والجملة من المفرد ، نحو :
إلي الله
أشكو بالمدينة حاجة
|
|
وبالشّام
أخري كيف يلتقيان
|
__________________
هذا باب النداء
وللمنادي
النّاء أو كالنّاءيا
|
|
وأي وءا كذا
أيا ثمّ هيا
|
(وللمنادي النّاء) أي البعيد (أو)
الّذي (كالنّاء) كالنّائم والسّاهي (يا وأي) بفتح الهمزة وسكون الياء (وءا) بألف
بعد الهمزة (كذا أيا ثمّ هيا).
والهمز
للدّان ووا لمن ندب
|
|
أويا وغير وا
لدي اللّبس اجتنب
|
وغير مندوب
ومضمر وما
|
|
جا مستغاثا
قد يعرّي فاعلما
|
(والهمز) فقط (للدّان) أي القريب (ووا)
ائت بها (لمن ندب أو يا وغير وا) وهو يا (لدي اللّبس) بغير المندوب (اجتنب)
بضمّ التّاء.
و) كلّ منادي (غير
مندوب ومضمر وما جاء مستغاثا) واسم الله كما في الكافية (قد يعرّى) من حروف النّداء ،
بأن يحذف (فاعلما) نحو :
(يُوسُفُ أَعْرِضْ
عَنْ هذا) ، (رَبِّ اغْفِرْ لِي
وَلِوالِدَيَ) ولا يجوز حذفه
__________________
من المندوب ولا المستغاث لأنّ المطلوب فيهما تطويل الصّوت ، ولا المضمر علي أنّ ندائه شاذّ ، ولا الاسم الكريم إذا لم تعوّض في
آخره ميم مشدّدة .
وذاك في اسم
الجنس والمشار له
|
|
قلّ ومن
يمنعه فانصر عاذله
|
(وذاك) الحذف مجيئه (في اسم الجنس)
المعيّن (والمشار له قلّ) نحو : «ثوبي حجر» ، (ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ) ، وهل يقاس عليه أو يقتصر علي السّماع؟
البصريّون
والمصنّف علي الثّاني والكوفيّون علي الأوّل (و) أمّا (من يمنعه) سماعا وقياسا (فانصر
عاذله) أي لائمه علي ذلك لأنّه مخطي في منعه.
وابن المعرّف
المنادي المفردا
|
|
علي الّذي في
رفعه قد عهدا
|
(وابن المعرّف) إمّا بالعلمية أو
بالقصد (المنادي المفردا) لتضمّنه معني كاف الخطاب (علي الّذي في رفعه قد عهدا) كيا زيد يا زيدان يا زيدون.
وانو انضمام
ما بنوا قبل النّدا
|
|
وليجر مجري
ذي بناء جدّدا
|
__________________
(وانو) أي قدّر
(انضمام ما بنوا) أو حكوا كما في العمدة (قبل النّدا) كيا سيبويه (وليجر مجري ذي
بناء جدّدا) فليحكم عليه بنصب محلّه.
والمفرد
المنكور والمضافا
|
|
وشبهه انصب
عادما خلافا
|
ونحو زيد ضمّ
وافتحنّ من
|
|
نحو أزيد بن
سعيد لاتهن
|
والضّمّ إن
لم يل الابن علما
|
|
أو يل الابن
علم قد حتما
|
(والمفرد المنكور) الّذي لم يقصد (والمضافا
وشبهه انصب عادما خلافا) معتدّا به ، نحو : «يا غافلا والموت يطلبه» و «يا عبد الله» و «يا حسن الوجه» ، وأجاز تغلب ضمّه و «يا ثلاثة وثلاثين» (ونحو زيد ضمّ وافتحنّ من) كلّ علم مضموم إذا وصف بابن أو ابنة متّصلا مضافا إلى علم (نحو أزيد
بن سعيد لاتهن) و «يا هند ابنة عاصم» ويجوز في هذه الحالة حذف ألف ابن خطّا.
والضّمّ حتم إن
فصل نحو : «يا سعيد المحسن ابن خالد». (و) كذا (الضّمّ إن لم
__________________
يل الابن) بالرّفع (علما أو) لم (يل الابن) بالنّصب (علم قد حتما) نحو : «يا
غلام ابن أخينا» و «يا زيد ابن أخينا» و «يا غلام ابن زيد» .
واضمم أو
انصب ما اضطرارا نوّنا
|
|
ممّا له
استحقاق ضمّ بيّنا
|
(واضمم أو انصب ما اضطرارا نوّنا
ممّا له استحقاق ضمّ بيّنا) نحو :
سلام الله يا
مطر عليها
|
|
[وليس عليك يا مطر السّلام]
|
[ضربت صدرها إلي وقالت]
|
|
يا عديّا لقد
وقتك الأواقي
|
والأوّل أولي إن كان علما قاله في الكافية.
وباضطرار خصّ
جمع يا وأل
|
|
إلّا مع الله
ومحكي الجمل
|
(وباضطرار خصّ جمع يا وأل) نحو :
فيا الغلامان
اللّذان فرّا
|
|
[إيّاكما أن تكسبان شرّا]
|
ولا يجوز في
السّعة خلافا للبغداديّين كراهة الجمع بين أداتي التّعريف
__________________
ومحلّ جواز ما فيه أل إذا كانت لغير العهد فإن كانت له لم يناد أصلا قاله ابن النّحّاس في تعليقه (إلّا مع الله) فيجوز في
السّعة أيضا لكثرة الاستعمال ، ويجوز حينئذ قطع ألفه وحذفها (و) إلّا مع (محكي الجمل) نحو : «يا الرّجل منطلق»
والأكثر
اللهمّ بالتّعويض
|
|
وشذّيا
اللهمّ في قريض
|
(والأكثر) في اسم الله تعالي إذا نودي
أن يقال (اللهمّ بالتّعويض) عن حرف النّداء ميما مشدّدة في آخره ، ولذا لا يجمع بينهما (وشذّ يا اللهمّ) إلّا (في قريض) أي شعر
، وهو قوله :
إنّي إذا ما
حدث ألمّا
|
|
أقول يا
اللهمّ يا اللهمّا
|
__________________
فصل في أحكام توابع المنادى
تابع ذي
الضّمّ المضاف دون أل
|
|
ألزمه نصبا
كأزيد ذا الحيل
|
(تابع) المنادي (ذي الضّمّ المضاف)
صفة التّابع (دون أل ألزمه نصبا) إذا كان نعتا توكيدا أو بيانا (كأزيد ذا الحيل) وأجاز ابن
الأنباري رفعه.
وما سواه
ارفع أو انصب واجعلا
|
|
كمستقلّ نسقا
وبدلا
|
(وما سواه) أي سوي المضاف المجرّد
من أل كالمفرد ، والمضاف المقرون بها ـ (ارفع) حملا علي اللّفظ ، نحو : «يا زيد
العاقل والكريم الأب» و «يا تميم أجمعون» و «يا غلام بشرا» (أو انصب) حملا علي الموضع ، نحو : «يا زيد العاقل والكريم الأب» و «يا تميم أجمعين»
و «يا غلام بشرا».
(واجعلا
كمستقلّ نسقا) مجرّدا من أل (وبدلا) فضمّهما حيث يضمّ المنادي
__________________
وانصبهما حيث ينصب المنادي وإن كان المتبوع بخلاف ذلك.
وإن يكن
مصحوب أل ما نسقا
|
|
ففيه وجهان
ورفع ينتقى
|
(وإن يكن مصحوب أل ما نسقا ففيه وجهان) : نصب وهو عند أبي عمرو ويونس والجرمي
يختار (ورفع) وهو عند الخليل والمازني والمصنّف (ينتقى) وفصّل المبرّد بين ما فيه
أل للتّعريف ، فالنّصب ، وما لا ، فالرّفع.
وأيّها مصحوب
أل بعد صفة
|
|
يلزم بالرّفع
لدي ذي المعرفة
|
وأي هذا
أيّها الّذي ورد
|
|
ووصف أي بسوي
هذا يردّ
|
(وأيّها) مبتدأ أوّل (مصحوب أل) مبتدأ
ثان (بعد) أي بعد أيّها ، حال كونه (صفة) لها [أىّ] (يلزم) وهو الخبر لأنّها [أىّ] مبهمة ، فلا تستعمل بغير صلة إلّا في الجزاء والاستفهام ، فلمّا لم
توصل ألزم الصّفة لتبيّنها وهي معربة (بالرّفع لدي ذي المعرفة) نحو (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ) ، وقد تزاد فيها التّاء للمؤنّث نحو (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ
الْمُطْمَئِنَّةُ).
__________________
(و) وصف أي
باسم الإشارة ، نحو : «أي هذا» وبالموصول ، نحو : (أيّها الّذي ورد) فقبل منه :
ألا أيّهذا
الباخع الوجد نفسه
|
|
[لشيء نحته عن يديه المقادر]
|
(يا
أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ). (ووصف أي بسوي هذا) الّذي ذكر (يردّ) علي قائله ولا يقبل منه.
وذو إشارة
كأي في الصّفة
|
|
إن كان تركها
يفيت المعرفة
|
في نحو سعد
سعد الأوس ينتصب
|
|
ثان وضمّ
وافتح اوّلا تصب
|
(وذو إشارة كأي في) لزوم (الصّفة)
المرفوعة لها (إن كان تركها) أي الصّفة (يفيت المعرفة) فإن لم يكن جاز النّصب وهو لا يوصف إلّا بما فيه أل.
و (في نحو) يا (سعد
سعد الأوس) و
يا زيد زيد
اليعملات الذّبّل
|
|
[تطاول اللّيل عليك فانزل]
|
وكلّ ما كرّر
فيه اسم مضاف في النّداء (ينتصب ثان) لأنّه مضاف (وضمّ وافتح أوّلا تصب) : أمّا
الضّمّ فلأنّه مفرد معرفة ، وأمّا النّصب فلأنّه مضاف إلى ما بعد الثّاني
__________________
وهو تأكيد عند سيبويه ، وقال المبرّد إلى محذوف والفرّاء كلاهما إلى ما بعد الثّاني.
__________________
فصل في المنادي المضاف إلى ياء المتكلم
واجعل منادي
صحّ إن يضف ليا
|
|
كعبد عبدي
عبد عبدا عبديا
|
وفيه المضاف
إلي المضاف إليها (واجعل منادي صحّ) كغلام وظبي (إن) بكسر الهمزة (يضف ليا) على وجه من أوجه خمسة أحسنها أن تحذف الياء وتبقي الكسرة
للدّلالة عليها (كعبد) ويليه أن تثبتها ساكنة ، نحو (عبدي) وإن شئت فاقلب الكسرة فتحة والياء ألفا واحذفها ، نحو (عبد) ، وأحسن منه أن
لا يحذف [الألف] نحو (عبدا) ، وأحسن من هذا ثبوت الياء محرّكة ، نحو (عبديا) وزاد في شرح الكافية سادسا ، وهو الاكتفاء من الإضافة
بنيّتها وجعل المنادى مضموما كالمفرد ، ومنه (رَبِّ السِّجْنُ
أَحَبُّ إِلَيَ).
__________________
والفتح
والكسر وحذف اليا استمرّ
|
|
في يا ابن
أمّ يا ابن عمّ لا مفرّ
|
(و) كلّ من (الفتح والكسر وحذف الياء) أي ياء المتكلّم (استمرّ فى) ما إذا نودي
المضاف إلى المضاف إليها وكان [المضاف إلى الياء] لفظ أمّ أو عمّ نحو : (يا ابن أمّ يا ابن عمّ لا مفرّ).
أمّا استمرار
الكسرة فللدّلالة علي الياء ، وأمّا الفتحة فللدّلالة علي الألف المنقلبة عنها ،
وشذّ إثبات الياء ، نحو :
يا ابن أمّي
ويا شقيّق نفسي
|
|
[أنت خلّيتني لدهر شديد]
|
وكذا إثبات
الألف المنقلبة عنها ، نحو :
يا ابنة عمّا
لا تلومي واهجعي
|
|
[فليس يخلو منك يوما مضجعي]
|
ولا تحذف الياء
في غير ما ذكر .
وفي النّدا
أبت أمّت عرض
|
|
واكسر أو
أفتح ومن اليا التّا عوض
|
(وفي النّداء أبت أمّت) بتاء
التّأنيث (عرض واكسر) التّاء (أو افتح) وهو الأكثر (ومن الياء التّاء
عوض) فلذا لا يجمع بينهما.
__________________
فصل في الأسماء اللازمة للنّداء
فلا تستعمل في
غيره إلّا للضّرورة.
وفل بعض ما
يخصّ بالنّدا
|
|
لؤمان نومان
كذا واطّردا
|
في سبّ
الأنثي وزن يا خباث
|
|
والامر هكذا
من الثلاثي
|
(وفل) للرّجل وفلة للمرأة (بعض ما يخصّ بالنّداء لؤمان) بضمّ
الّلام وسكون الهمزة و «ملأمان وملأم» بمعنى : كثير اللّوم ، و (نومان) بفتح
النّون وسكون الواو بمعني كثير النّوم (كذا) أي يخصّ بالنّداء ، وكذا «مكرمان»
وذلك سماع لا يطّرد (واطّردا) وقيس (في سبّ الأنثى) استعمال أسماء في النّداء
علي (وزن) فعال نحو : (يا خباث) ويا لكاع (والأمر هكذا) أي علي وزن فعال مطّرد مقيس (من)
__________________
الفعل (الثّلاثيّ) التّامّ المتصرّف كنزال.
وشاع في سبّ
الذّكور فعل
|
|
ولا تقس وجرّ
في الشّعر فل
|
(وشاع في سبّ الذّكور) استعمال
أسماء في النّداء علي وزن (فعل) بضمّ الفاء وفتح العين ، نحو «يا فسق» و «يا غدر».
(ولا تقس) هذا خلافا لابن عصفور (وجرّ في الشّعر فل) اضطرارا كما رخّم ما ليس بمنادى لذلك ، إذ اختصاص هذه الأسماء بالنداء نظير اختصاص التّرخيم
به.
__________________
فصل في الاستغاثة
إذا استغيث
اسم منادي خفضا
|
|
باللّام
مفتوحا كيا للمرتضى
|
(إذا استغيث اسم منادى) ليخلّص من شدّة أو يعين علي دفع مشقّة (خفضا) إعرابا (باللّام مفتوحا) فرقا بين المستغاث به والمستغاث من أجله (كيا للمرتضى).
وافتح مع
المعطوف إن كرّرت يا
|
|
وفي سوي ذلك
بالكسر ائتيا
|
(وافتح) اللّام أيضا (مع) المستغاث
(المعطوف) علي مثله (إن كرّرت يا) نحو :
يا لقومي ويا
لأمثال قومي
|
|
لأناس عتوّهم
في ازدياد
|
(وفي سوي ذلك) وهو المستغاث من
أجله والمعطوف بدون يا (بالكسر ائتيا) نحو :
__________________
[تكنّفني الوشاة فأزعجوني]
|
|
فيا للنّاس
للواش المطاع
|
[يبكيك ناء بعيد الدّار مغترب]
|
|
يا للكهول
وللشّبّان للعجب
|
ولام ما استغيث
عاقبت ألف
|
|
ومثله اسم ذو
تعجّب ألف
|
(ولام ما استغيث عاقبت ألف) تلي آخره إذا وجدت فقدت اللّام ، نحو :
يا يزيدا
لآمل نيل عزّ
|
|
[وغني بعد فاقة وهوان]
|
واللّام فقدت
هي كما تقدّم ، وقد لا يوجدان نحو :
ألا يا قوم
للعجب العجيب
|
|
وللغفلات
تعرض للأريب
|
(ومثله) أي مثل المستغاث ، في جميع
أحواله (اسم ذو تعجّب ألف) نحو : «يا للعجب» أي يا عجب احضر فهذا وقتك.
__________________
فصل في النّدبة
وهي كما في شرح
الكافية ـ إعلان المتفجّع باسم من فقده لموت أو لغيبة
ما للمنادي
اجعل لمندوب وما
|
|
نكّر لم يندب
ولا ما أبهما
|
ويندب
الموصول بالّذي اشتهر
|
|
كبئر زمزم
يلي وا من حفر
|
(ما) ثبت (للمنادى) من الأحكام
المتقدّمة (اجعل لمندوب) فضمّه إن كان مفردا [معرفة] وأنصبه إن كان مضافا ، وإن اضطررت إلى تنوينه جاز نصبه وضمّه ، ومنه :
وافقعسا وأين
منّي فقعس
|
|
[أابلي يأخذها كروّس]
|
(وما نكّر لم يندب) لأنّه لا يعذر
النّادب له (ولا ما أبهما) كأيّ ، واسم الجنس
__________________
المفرد واسم الإشارة (و) لكن (يندب الموصول بالّذي اشتهر) شهرة تزيل إبهامه (كبئر زمزم يلي وا من حفر) أي كقولك «وا
من حفر بئر زمزماه» فإنّه بمنزلة «وا عبد المطّلباه» .
ومنتهي
المندوب صله بالألف
|
|
متلوّها إن
كان مثلها حذف
|
(ومنتهي المندوب) أي آخره (صله
بالألف) بعد فتحة ، نحو :
[حمّلت أمرا عظيما فاصطبرت له]
|
|
وقمت فيه
بأمر الله وا عمرا
|
وأجاز يونس
وصلها بآخر الصّفة ، نحو «وا زيد الظّريفاه».
(متلوّها) أي
الّذي قبل هذه الألف ، وهو آخر المندوب (إن كان مثلها) أي ألفا (حذف) نحو «وا
موساه».
كذاك تنوين
الّذي به كمل
|
|
من صلة أو
غيرها نلت الأمل
|
(كذاك) حذف (تنوين الّذي به كمل)
المندوب (من صلة) نحو «وا من نصر
__________________
محمّداه» (أو غيرها) كمضاف إليه وعجز مركّب ، نحو «وا غلام زيداه» ، «وا
معد يكرباه» (نلت الأمل).
والشّكل حتما
أوله مجانسا
|
|
إن يكن الفتح
بوهم لابسا
|
(والشّكل) الّذي في آخر المندوب (حتما أوله) حرفا (مجانسا) له بأن تقلب الألف ياء أو واوا (إن يكن الفتح) والألف
لوبقيا (بوهم لابسا) نحو «وا غلامكى» للمخاطبة ، و «وا غلامهو» للغائب ، و «وا
غلامكموا» للجمع ، لأنّك لو لم تفعل وأبقيت الألف لأوهم الإضافة إلى كاف الخطاب [المذكر]
وهاء الغيبة [المؤنّث] والمثنّى .
وواقفا زدهاء
سكت إن ترد
|
|
وإن تشأ
فالمدّ والها لا تزد
|
(وواقفا زدهاء سكت إن ترد) ولا تزدها في الوصل ، وشذّ :
__________________
ألا يا عمرو
عمراه
|
|
وعمرو بن
الزّبيراه
|
(وإن تشأ فالمدّ) كاف في الوقف (والهاء
لا تزد).
وقائل وا
عبديا وا عبدا
|
|
من في النّدا
اليا ذا سكون أبدى
|
وقائل ، إذا
ندب المضاف إلى الياء (وا عبديا وا عبدا ، من) فاعل ، قائل أي يقول ذلك الّذي (في النّداء الياء
ذا سكون أبدى) أي أظهر ، ومن أتي بها مفتوحة ، يقول : «وا
عبديا» فقطّ ، ومن فعل غير ذلك يقول : «وا عبدا» فقطّ.
تتمة : إذا ندب المضاف إلى مضاف إلى الياء لزمت الياء لأنّ المضاف إليها غير مندوب.
__________________
فصل في التّرخيم
وهو حذف بعض
الكلمة على وجه مخصوص
ترخيما أحذف
آخر المنادى
|
|
كياسعا فيمن
دعا سعادا
|
وجوّزنه
مطلقا في كلّ ما
|
|
انّث بالها
والّذي قد رخّما
|
بحذفها وفّره
بعد واحظلا
|
|
ترخيم ما من
هذه الها قد خلا
|
إلّا
الرّباعي فما فوق العلم
|
|
دون إضافة
وإسناد متمّ
|
(ترخيما) أي لأجل التّرخيم (احذف
آخر المنادى ، كياسعا فيمن دعا سعادا ، وجوّزنه مطلقا في كلّ ما أنّث بالها) علما كان أم لا زائدا على
ثلاثة أم لا.
(واللّذي قد
رخّما بحذفها وفّره بعد) فلا تحذف منه شيئا آخر ، فقل في عقنباة «يا عقنبا» (واحظلا)
أي امنع (ترخيم ما من هذه الها قد خلا إلّا الرّباعي فما
__________________
فوق العلم دون) تركيب (إضافة وإسناد متمّ) فأجز ترخيمه ، نحو :
جعفر ، وسيبويه ، ومعد يكرب بخلاف الثّلاثي كعمر ، وغير العلم ، كعالم ، والمضاف ،
كغلام زيد والمسند كتأبّط شرّا ، وسيأتي نقل ترخيم هذا .
ومع الآخر
احذف الّذي تلا
|
|
إن زيد لينا
ساكنا مكمّلا
|
أربعة فصاعدا
والخلف فى
|
|
واو وياء
بهما فتح قفى
|
(ومع) حذفك (الآخر احذف الّذي تلا إن زيد) وكان (لينا ساكنا مكمّلا أربعة فصاعدا) قبله
حركة من جنسه ، نحو «يا عثم» و «يا منص» و «يا مسك» في عثمان ،
__________________
ومنصور ، ومسكين ، بخلاف نحو : مختار وهبيّخ وسعيد وفرعون وغرنيق .
(والخلف) ثابت (فى)
حذف (واو وياء) ليس قبلهما حركة من جنسهما بل (بهما فتح قفي) فأجازه الفرّاء والجرمي لعدم اشتراطهما ما ذكرناه ومنعه غيرهما.
والعجز احذف
من مركّب وقلّ
|
|
ترخيم جملة
وذا عمرو نقل
|
(والعجز احذف من مركّب) كقولك في معديكرب وسيبويه وبخت نصّر : «يا
معدي» و «يا سيب» و «يا بخت».
(وقلّ ترخيم
جملة) إسناديّة (وذا عمرو) وهو سيبويه (نقل) عن العرب.
وإن نويت بعد
حذف ما حذف
|
|
فالباقي
استعمل بما فيه ألف
|
(وإن نويت بعد حذف) بالتّنوين (ما
حذف فالباقي استعمل بما فيه ألف) قبل
__________________
الحذف ، فأبق حركته ولا تعلّه إن كان حرف علّة.
واجعله إن لم
تنو محذوفا كما
|
|
لو كان
بالآخر وضعا تمّما
|
(واجعله) أي الباقي (إن لم تنو
محذوفا كما لو كان بالآخر وضعا تمّما) فأعلّه وأجر الحركات عليه.
فقل علي
الأوّل في ثمود يا
|
|
ثمو ويا ثمي
علي الثّاني بيا
|
(فقل علي الأوّل في ثمود) وعلاوة وكروان (يا ثمو) بالواو ، و «يا علاو» و
«يا كرو» بإبقاء الواو المفتوحة ، وفي جعفر ومنصور وحارث «يا جعف» بالفتح و «يا
منص» بالضّم و «يا حار» بالكسر.
(و) قل (يا ثمي
علي الثّاني بيا) مقلوبة عن الواو لأنّه ليس لنا اسم معرب آخره واو قبلها ضمّة غير
الأسماء السّتّة وقل : «يا كرا» بقلب الواو ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها ، و «يا جعف»
و «يا حار» بضمّهما .
__________________
والتزم
الأوّل في كمسلمة
|
|
وجوّز
الوجهين في كمسلمة
|
(والتزم الأوّل) وهو نيّة المحذوف (فى)
ما فيه تاء التّأنيث للفرق (كمسلمة) بضمّ الميم الأولى (وجوّز الوجهين في) ما ليس فيه التّاء للفرق (كمسلمة)
بفتح الميم الأولى
ولاضطرار
رخّموا دون ندا
|
|
ما للنّدا
يصلح نحو أحمدا
|
(ولاضطرار رخّموا) علي اللغتين (دون ندا ما للنّداء يصلح نحو أحمدا) كقوله :
لنعم الفتي
تعشو إلى ضوء ناره
|
|
ظريف ابن مال
[ليلة الجوع والخصر]
|
بخلاف ما لا
يصلح للنّداء ، ومن ثمّ كان خطأ قول من جعل من ترخيم الضّرورة :
[القاطنات البيت غير الرّيّم]
|
|
أو الفا مكّة
من ورق الحمى
|
__________________
فصل في الاختصاص
الاختصاص
كنداء دون يا
|
|
كأيّها الفتي
بإثر ارجونيا
|
(الاختصاص كنداء) لفظا لكن يخالفه في أنّه يجيء (دون يا) وفي أنّه لا يجيء في
أوّل الكلام. ثمّ إن كان أيّها أو أيّتها استعملا كما يستعملان في النّداء فيضمّان
ويوصفان بمعرّف بأل مرفوع (كأيّها الفتى بإثر ارجونيا) و «أللهمّ اغفر لنا أيّتها العصابة».
وقد يري ذا
دون أي تلو أل
|
|
كمثل نحن
العرب أسخي من بذل
|
(وقد يري ذا دون أي تلو أل) فينصب وحينئذ يشترط تقدّم اسم بمعناه
عليه ، والغالب كونه ضمير تكلّم (كمثل نحن العرب أسخي من بذل) وقد يكون ضمير خطاب ، نحو بك الله نرجو الفضل.
__________________
فصل في التّحذير والإغراء
التّحذير هو
إلزام المخاطب الاحتراز من مكروه والإغراء هو إلزامه العكوف على ما يحمد العكوف عليه من مواصلة ذوي القربي والمحافظة علي العهود ونحو ذلك.
إيّاك
والشّرّ ونحوه نصب
|
|
محذّر بما
استتاره وجب
|
(إيّاك والشّرّ ونحوه) كإيّاكما
وإيّاكم وجميع فروعه (نصب محذّر) بكسر الذّال (بما استتاره وجب) لأنّ التّحذير بإيّا أكثر من التّحذير بغيره ، فجعل بدلا من اللّفظ بالفعل.
__________________
ودون عطف ذا
لايّا انسب وما
|
|
سواه ستر
فعله لن يلزما
|
(ودون عطف) نحو «إيّاك الأسد» (ذا) الحكم المذكور ـ وهو النّصب
بلازم الاستتار ـ (لإيّا انسب) أيضا (وما سواه) أي سوي المحذّر بإيّا (ستر فعله لن
يلزما) نحو «نفسك الشّرّ» أي جنّب ، وإن شئت فأظهر .
إلّا مع
العطف أو التّكرار
|
|
كالضّيغم
الضّيغم يا ذا السّاري
|
(إلّا مع العطف) فإنّه يلزم أيضا
ستر فعله ، نحو «ماز رأسك والسّيف» (أو التّكرار) فإنّه يلزم أيضا (كالضّيغم الضّيغم) أي الأسد الأسد (يا ذا السّاري) والشّائع في التّحذير
أن يراد به المخاطب.
وشذّ إيّاي
وإيّاه أشذّ
|
|
وعن سبيل
القصد من قاس انتبذ
|
وكمحذّر بلا
إيّا اجعلا
|
|
مغري به في
كلّ ما قد فصّلا
|
(وشذّ) مجيئه للمتكلّم ، نحو (إيّاى)
«وان يحذف أحدكم الأرنب» أي نحّني عن حذف الأرنب ونحّه عن حضرتي (و) مجيئه للغائب ، نحو (إيّاه) وإيّا
__________________
الشّوابّ (أشذّ وعن سبيل القصد من قاس) علي ذلك (انتبذ وكمحذّر بلا إيّا اجعلا مغري به في كلّ ما قد فصّلا) فأوجب إضمار ناصبه مع العطف ، نحو «الأهل والولد» والتّكرار نحو :
أخاك أخاك
إنّ من لا أخا له
|
|
كساع إلي
الهيجا بغير سلاح
|
وأجزه مع غيرهما ، نحو «الصّلاة جامعة».
__________________
هذا باب أسماء الأفعال والأصوات
ما ناب عن
فعل كشتّان وصه
|
|
هو اسم فعل
وكذا أوّه ومه
|
(ما ناب عن فعل) معني واستعمالا (كشتّان) بمعني افترق (وصه) بمعني أسكت (هو اسم فعل) أي اسم مدلوله فعل (وكذا أوّه) بمعني أتوجّع (ومه) بمعني إنكفف
وما بمعني
افعل كآمين كثر
|
|
وغيره كوي
وهيهات نزر
|
(وما) كان (بمعني افعل) في
الدّلالة علي الأمر (كآمين) بمعني استجب (كثر) وروده ، ومنه «نزال» بمعني إنزل ، و
«رويد» بمعني أمهل ، و «هيت» و «هيا» بمعني أسرع ، و «إيه» بمعني إمض في حديثك ، و
«حيّهل» بمعني إئت أو عجّل أو أقبل ، و «ها» بمعني خذ ، و «هلمّ» بمعني أحضر أو
أقبل (وغيره) كالّذي بمعني المضارع (كوى) و «وا» ، و «واها» بمعني أعجب ، و «أفّ»
بمعني أتضجّر (و) كالّذي بمعني الماضي نحو (هيهات) بمعني بعد. و «وشكان» و «سرعان»
بمعني سرع ، و «بطآن» بمعني بطؤ (نزر)
__________________
وكذا اسم الأمر من الرّباعي كـ «قرقار» بمعني قرقر.
والفعل من
أسمائه عليكا
|
|
وهكذا دونك
مع إليكا
|
(والفعل من أسمائه» ما هو منقول عن
حرف جرّ وظرف نحو (عليكا) بمعني ألزم (وهكذا دونك) بمعني خذ (مع إليكا) بمعني تنحّ
ولا يستعمل هذا النّوع إلّا متّصلا بضمير المخاطب وشذّ «عليه رجلا» و «علي الشّيء» و «إليّ» ومحلّ
الضّمير المتصل بهذه الكلمات جرّ عند البصريّين ونصب عند الكسائي ورفع عند الفرّاء .
كذا رويد بله
ناصبين
|
|
ويعملان
الخفض مصدرين
|
و (كذا) أي كما
يأتي اسم الفعل منقولا ممّا ذكر ، يأتي منقولا من المصدر ، نحو (رويد) إذ هو من
أروده إروادا بمعني أمهله إمهالا ، ثمّ صغّروا الإرواد تصغير ترخيم ثمّ سمّوا به فعله ، فبنوه علي الفتح ، وكذا (بله) إذ
هو في الأصل مصدر فعل مرادف لدع ، ثمّ سمّي به الفعل وبني.
وهذا حال كونهما (ناصبين) نحو «رويد زيدا» أو «بله زيدا». (ويعملان
__________________
الخفض مصدرين) معربين ، نحو «رويد وبله زيد».
وما لما تنوب
عنه من عمل
|
|
لها وأخّر ما
لذي فيه العمل
|
(وما لما تنوب عنه من عمل) ثابت (لها)
فترفع الفاعل ظاهرا ومستترا ، وتتعدّي إلي مفعول بنفسها وبحرف جرّ ، ومن
ثمّ عدّي «حيّهل» بنفسه لمّا ناب عن «إئت» وبالباء لمّا ناب عن «عجّل» وبعلي
لمّا ناب عن «أقبل» (وأخّر ما لذي فيه العمل) عنها خلافا للكسائي.
واحكم بتنكير
الّذي ينوّن
|
|
منها وتعريف
سواه بيّن
|
(واحكم بتنكير الّذي ينوّن منها)
لزوما نحو «واها» و «ويها» ، أولا كـ «صه» و «مه» (وتعريف سواه) أي الّذي لم
ينوّن (بيّن) لزوما ، نحو «نزال» أولا كـ «صه» و «مه».
__________________
وما به خوطب
ما لا يعقل
|
|
من مشبه اسم
الفعل صوتا يجعل
|
(وما به خوطب ما لا يعقل) أو ما هو في حكمه ، كصغار الآدميّين (من مشبه اسم الفعل
صوتا يجعل) كقولك لزجر الفرس «هلا هلا» وللبغل «عدس» وللحمار «عد».
كذا الّذي
أجدي حكاية كقب
|
|
والزم بنا
النّوعين فهو قد وجب
|
(كذا الّذي أجدى) أي أعطي بمعني
أفهم (حكاية) لصوت (كقب) لوقع السّيف ، و «غاق» للغراب ، و «خاز باز» للذّباب ، و
«خاق باق» للنّكاح.
(والزم بناء
النّوعين فهو قد وجب) لما سبق في أوّل الكتاب.
__________________
هذا باب فيه نونا التّاكيد
للفعل توكيد
بنونين هما
|
|
كنوني اذهبنّ
واقصدنهما
|
يؤكّدان افعل
ويفعل آتيا
|
|
ذا طلب أو
شرطا إمّا تاليا
|
(للفعل توكيد بنونين هما) شديدة
وخفيفة (كنوني اذهبنّ واقصدنهما يؤكّدان افعل) أى الأمر مطلقا نحو «اضربن» (ويفعل) أي المضارع بشرط أن يكون (آتيا ذا
طلب) نحو :
فإيّاك
والميتات لا تقربنّها
|
|
[ولا تأخذن سهما حديدا لتفصدا]
|
ونحو :
وهل يمنعني ارتياد
البلاد
|
|
[من حذر الموت أن يأتين]
|
ونحو :
هلا تمنّن
بوعد غير مخلفة
|
|
[كما عهدتك في أيّام ذي سلم]
|
ونحو :
__________________
فليتك يوم
الملتقي ترينّني
|
|
[لكي تعلمي أنّي امرء بك هائم]
|
(أو شرطا إمّا تاليا) نحو (وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ
بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ).
أو مثبتا في
قسم مستقبلا
|
|
وقلّ بعد ما
ولم وبعدلا
|
وغير إمّا من
طوالب الجزا
|
|
وآخر المؤكّد
افتح كابرزا
|
(أو مثبتا في قسم مستقبلا) متصلا
بلامه ، نحو (تَاللهِ لَتُسْئَلُنَ) بخلاف المنفيّ ، نحو (تَاللهِ تَفْتَؤُا
تَذْكُرُ) والحال نحو (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ
الْقِيامَةِ) وإن منعه البصريّون ، وغير المتّصل باللّام نحو (لَإِلَى اللهِ
تُحْشَرُونَ)(وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ).
تنبيه : لا يلزم هذا التّوكيد إلّا بعد القسم كما في الكافية (وقلّ) توكيده إذا وقع
__________________
(بعد ما) الزّائدة ، نحو :
قليلا به ما
يحمدنّك وارث
|
|
[إذا نال ممّا كنت تجمع مغنما]
|
وأقلّ منه أن
يتقدّم عليها ربّ نحو :
ربّما أوفيت
في علم
|
|
ترفعن ثوبي
شمالات
|
(و) بعد (لم) نحو :
يحسبه الجاهل
ما لم يعلما
|
|
[شيخا على كرسيّه معمّما]
|
(وبعد لا) نحو (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ
الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) (و) بعد (غير إمّا من طوالب الجزاء) وهي كلمات الشّرط نحو :
[فمهما تشأ منه فزارة تعطكم]
|
|
ومهما تشأ
منه فزارة تمنعا
|
وجاء توكيد
المضارع خاليا ممّا ذكر ، وهو في غاية الشّذوذ ومنه :
وليت شعري
وأشعرنّ
|
|
إذا ما
قرّبوها منشورة ودعيت
|
وأشذّ منه
تأكيد أفعل في التّعجّب في قوله :
[ومستبدل من بعد غضبى صريمة]
|
|
فأحربه بطول
فقر وأحريا
|
وأشذّ من هذا
توكيد اسم الفاعل في قوله :
__________________
[أرأيت إن جاءت به أملودا
|
|
مرجّلا ويلبس
البرودا]
|
[ولا يرى مالا له معدودا]
|
|
أقائلنّ
أحضروا الشّهودا
|
(وآخر المؤكّد افتح كابرزا) و «اخشينّ» و «ارمينّ» و «اغزونّ» .
واشكله قبل
مضمرلين بما
|
|
جانس من
تحرّك قد علما
|
والمضمر
احذفنّه إلّا آلألف
|
|
وإن يكن في
آخر الفعل ألف
|
فاجعله منه
رافعا غير اليا
|
|
والواو ياء
كاسعينّ سعيا
|
(واشكله قبل مضمر) ذي (لين بما
جانس من تحرّك قد علما) فافتحه قبل الألف واكسره قبل الياء وضمّه قبل الواو (و)
بعد ذلك (المضمر احذفنّه إلّا الألف) فأثبتها ، نحو «اضربنّ يا قوم» و «اضربنّ يا
هند» و «اضربانّ يا زيدان» (وإن يكن في آخر الفعل ألف فاجعله) أي الآخر (منه) إن كان (رافعا غير الياء والواو)
كالألف (ياء كاسعينّ سعيا) و «ارضينّ» و «هل تسعيانّ» .
__________________
واحذفه من
رافع هاتين وفي
|
|
واو ويا شكل
مجانس قفي
|
نحو اخشين يا
هند بالكسرويا
|
|
قوم اخشون
واضمم وقس مستويا
|
(واحذفه) أي الآخر (من) فعل (رافع
هاتين) أي الواو والياء (و) بعد ذلك (في واو ياء شكل مجانس) لهما (قفي نحو اخشين يا هند بالكسر) للياء (ويا قوم اخشون واضمم) الواو (وقس) على ذلك (مستويا) .
ولم تقع
خفيفة بعد الألف
|
|
لكن شديدة
وكسرها ألف
|
(ولم تقع) نون (خفيفة بعد الألف) لالتقاء السّاكنين ، وأجازه يونس. قال المصنّف : ويمكن
أن يكون منه قراءة ابن ذكوان (وَلا تَتَّبِعانِّ
سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) (لكن شديدة ، وكسرها) حينئذ (ألف).
وألفا زد
قبلها مؤكّدا
|
|
فعلا إلي نون
الإناث أسندا
|
وألفا زد قبلها)
أي النّون الشّديدة حال كونك (مؤكّدا فعلا إلى نون الإناث أسندا)
__________________
فصلا بينهما كراهيّة توالي الأمثال ، نحو «إضربنانّ».
واحذف خفيفة
لساكن ردف
|
|
وبعد غير
فتحة إذا تقف
|
(واحذف خفيفة لساكن ردف) نحو :
لا تهين الفقير علّك
أن
|
|
تركع يوما
والدّهر قد رفعه
|
(و) احذفها أيضا (بعد غير فتحة إذا تقف).
واردد إذا
حذفتها في الوقف ما
|
|
من أجلها في
الوصل كان عدما
|
(واردد إذا حذفتها في الوقف ما من
أجلها في الوصل كان عدما) وهو واو الجمع وياء التّأنيث ونون الإعراب ، فقل في «أخرجن»
و «أخرجن» «أخرجوا» و «أخرجى» وفي «هل تخرجن» و «هل تخرجن» «هل تخرجون» و «هل
تخرجين».
__________________
وأبدلنها بعد
فتح ألفا
|
|
وقفا كما
تقول في قفن قفا
|
(وأبدلنها بعد فتح ألفا وقفا)
كالتّنوين (كما تقول في قفن قفا).
تتمّة : قد تحذف هذه النّون [الخفيفة] لغير ما ذكر في
الضّرورة ، كقوله :
إضرب عنك
الهموم طارقها
|
|
[ضربك بالسّيف قونس الفرس]
|
__________________
هذا باب ما لا ينصرف
وهو ما فيه
علّتان من العلل الآتية ، أو واحدة منها تقوم مقامهما ، سمّي به لامتناع دخول الصّرف عليه ، وهو التّنوين ، كما قال :
الصّرف تنوين
أتى مبيّنا
|
|
معني به يكون
الاسم أمكنا
|
(الصّرف تنوين أتى مبيّنا معنى)
وهو عدم مشابهة الفعل (به) أي بهذا التّنوين ، أي بدخوله (يكون الاسم) مع كونه
متمكّنا (أمكنا) وبعدمه يكون غير أمكن ولذلك سمّي بتنوين التّمكّن أيضا وغير هذا التّنوين لا يسمّي صرفا ، لأنّه قد يوجد فيما لا ينصرف كتنوين
المقابلة في «عرفات» والعوض في «جوار» ونحو ذلك.
__________________
فألف
التّأنيث مطلقا منع
|
|
صرف الّذي
حواه كيفما وقع
|
(فألف التّأنيث مطلقا) مقصورا أو
ممدودا (منع صرف الّذي حواه كيف ما وقع) من كونه نكرة كذكري وصحراء ، أو معرفة
كزكريّا [وكربلاء] ، مفردا كما مضى أو جمعا كحجلى وأصدقاء ، إسما كما مضي أو وصفا كحبلي وحمراء.
وزائدا فعلان
في وصف سلم
|
|
من أن يري
بتاء تأنيث ختم
|
(وزائدا فعلان) وهما الألف والنّون
يمنعان [الصّرف] إذا كانا (في وصف سلم من أن يرى بتاء تأنيث ختم) إمّا لأنّه له مؤنّث على فعلى كسكران وغضبان ، أو لا مؤنّث له
كلحيان فإن ختم بالتّاء صرف كندمان.
ووصف أصلي
ووزن أفعلا
|
|
ممنوع تأنيث
بتا كأشهلا
|
(ووصف أصلي ووزن أفعلا) كذلك إذا كان (ممنوع تأنيث بتا) إمّا على أنّ مؤنّثه على فعلاء (كأشهلا) أو على فعلى
كالفضلى ، أو لا مؤنّث له كأكمر ، فإن كان
__________________
مؤنّثه بالتّاء صرف ، كارمل ويعمل .
وألغينّ عارض
الوصفيّة
|
|
كأربع وعارض
الإسميّة
|
فالأدهم
القيد لكونه وضع
|
|
في الأصل
وصفا انصرافه منع
|
(وألغين عارض الوصفيّة كأربع) فإنّه لكونه وضع في الأصل اسما مصروف. (و) ألغينّ (عارض الاسميّة فالأدهم) أي (القيد لكونه وضع في الأصل وصفا انصرافه منع).
وأجدل وأخيل
وأفعى
|
|
مصروفة وقد
ينلن المنعا
|
(وأجدل) للصّقر (وأخيل) لطائر عليه نقط كالخيلان (وأفعى) للحيّة ، أسماء في الأصل والحال ، فهي (مصروفة وقد ينلن المنعا) من
الصّرف للمح معني الصّفة فيها ، وهو القوّة والتلوّن والإيذاء.
__________________
ومنع عدل مع
وصف معتبر
|
|
في لفظ مثني
وثلاث وأخر
|
(ومنع عدل) وهو خروج الاسم عن صيغته الأصليّة (مع وصف معتبر في لفظ) ثناء (ومثني وثلاث) ومثلث ، إذ هما معدولان عن
اثنين اثنين وثلاثة ثلاثة (و) في (أخر) جمع أخرى ، أنثي آخر ، إذ هو معدول عن الآخر
ووزن مثني
وثلاث كهما
|
|
من واحد
لأربع فليعلما
|
(ووزن مثني وثلاث كهما) في منع الصّرف لما ذكر (من واحد لأربع فليعلما) نحو «أحاد» و «موحد» و «رباع» و «مربع» ، وسمع
أيضا مخمس وعشار ومعشر ، وأجاز الكوفيّون والزّجاج قياسا خماس وسداس ومسدس وسباع
ومسبع وثمان ومثمن وتساع ومتسع.
وكن لجمع
مشبه مفاعلا
|
|
أو المفاعيل
بمنع كافلا
|
__________________
(وكن لجمع) متناه
(مشبه مفاعلا)
في كون أوّله مفتوحا وثالثه ألفا غير عوض بعدها حرفان :
أوّلهما مكسور إلّا لعارض ، نحو «دراهم» و «مساجد» (أو) مشبه (المفاعيل) فيما ذكر مع كون ما بعد الألف ثلاثة أوسطها ساكن كمصابيح وقناديل
(بمنع كافلا).
وذا اعتلال
منه كالجواري
|
|
رفعا وجرّا
أجره كساري
|
(وذا اعتلال منه) أي من هذا الجمع (كالجواري
رفعا وجرّا أجره) مجري (كساري) في التّنوين وحذف الياء ، نحو (وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ)(وَالْفَجْرِ
__________________
وَلَيالٍ) ونصبا أجره كدراهم في فتح آخره من غير تنوين ، نحو (سِيرُوا فِيها لَيالِيَ) ، و [إنّما] لم يظهر الجرّ فيه كالنّصب ، وهو فتحة مثله ، لأنّ الفتحة تثقل إذا نابت
عن حركة ثقيلة فعوملت معاملتها وقد لا يحذف ياؤه بل تقلب ألفا بعد إبدال الكسرة قبلها فتحة فلا ينوّن كعذاري ومدارى.
ثمّ التّنوين
في جوار ، عوض عن الياء المحذوفة وقال الأخفش : [هو] تنوين تمكين لأنّ الياء لمّا حذفت بقي الاسم في اللّفظ كجناح ،
فزالت الصّيغة فدخلته تنوين الصّرف. وردّ بأنّ المحذوف في قوّة الموجود. وقال الزّجّاج : عوض عن ذهاب الحركة
عن الياء وردّ بلزوم تعويضه عن حركة نحو موسى ، ولا قائل به.
__________________
ولسراويل
بهذا الجمع
|
|
شبه اقتضي
عموم المنع
|
(ولسراويل) المفرد الأعجمي (بهذا
الجمع شبه) من حيث الوزن (اقتضى عموم المنع) من الصّرف وقيل هو نفسه جمع سروالة وقيل فيه وجهان .
وإن به سمّي
أو بما لحق
|
|
به فالانصراف
منعه يحقّ
|
(وإن به) أي بالجمع (سمّي أو بما
لحق به) من سراويل ، ونحوه (فالانصراف منعه يحقّ) ولا اعتداد بما عرض.
والعلم امنع
صرفه مركّبا
|
|
تركيب مزج
نحو معديكربا
|
(والعلم امنع صرفه) إن كان (مركّبا
تركيب مزج نحو معديكربا) وحضرموت بخلاف المركّب تركيب إضافة أو إسناد .
كذاك حاوي
زائدي فعلانا
|
|
كغطفان
وكإصبهانا
|
(كذاك) علم (حاوي زائدي فعلانا) وهما الألف والنّون (كغطفان
__________________
وكإصبهانا) وتعرف زيادتهما بسقوطهما في التّصاريف كسقوطهما في ردّ نسيان
إلى نسي ، فإن كانا فيما لا يتصرّف فبأن يكون قبلهما أكثر من حرفين فإن كان قبلهما حرفان
ثانيهما مضعّف فإن قدّرت أصالة التّضعيف فزائدان أو زيادته فالنّون أصليّة كحّسان ، إن جعل من
الحسّ ففعلان فيمنع ، أو من الحسن ففعّال فلا يمنع.
كذا مؤنّث
بهاء مطلقا
|
|
وشرط منع
العار كونه ارتقى
|
فوق الثّلاث
أو كجور أو سقر
|
|
أو زيد اسم
امرأة لا اسم ذكر
|
وجهان في
العادم تذكيرا سبق
|
|
وعجمة كهند
والمنع أحقّ
|
(كذا) علم (مؤنّث بهاء) امنع صرفه (مطلقا)
سواء كان [علما] لمذكّر كطلحة ، أم لمؤنّث كفاطمة ، زائدا على ثلاثة كما مضى أم لا كفلة.
(وشرط منع) صرف
(العاري) منها (كونه ارتقي فوق الثّلاث) كسعاد وعناق (أو) على ثلاثة لكنّه أعجميّ (كجور)
وحمص ، (أو) متحرّك الأوسط نحو (سقر) ولظي (أو) مذكّر الأصل سمّي به مؤنّث نحو (زيد
اسم امرأة لا اسم ذكر) وأجرى فيه المبرّد
__________________
والجرميّ الوجهين الآتيين في المسألة بعد ، وهما (وجهان) رويا عن النّحاة (في) الثّلاثي ساكن الوسط (العادم
تذكيرا) متأصّلا قبل النّقل كما (سبق أو) العادم (عجمة كهند والمنع أحقّ)
من الصّرف نظرا إلى وجود السّببين وعن الزّجّاج وجوبه.
والعجمي
الوضع والتّعريف مع
|
|
زيد علي
الثّلاث صرفه امتنع
|
(والعجمي الوضع والتّعريف مع زيد علي الثّلاث) كإبراهيم (صرفه امتنع) بخلاف غير
العجميّ ، والعجميّ الوضع ، العربيّ التّعريف كلجام ، والثّلاثي ولو كان ساكن الأوسط ، كشتر ونوح .
كذاك ذو وزن
يخصّ الفعلا
|
|
أو غالب
كأحمد ويعلى
|
(كذاك) علم (ذو وزن يخصّ الفعلا)
بأن لم يوجد دون ندور في غير فعل ، كخضّم وشمّر ودئل وانطلق واستخرج علمين (أو) وزن (غالب) فيه (كأحمد و
__________________
يعلى) و «أفكل» و «أكلب» .
ولا بدّ من
لزوم الوزن وبقائه غير مخالف لطريقة الفعل ، فنحو امرء علما و «ردّ» و «بيع»
مصروف ، وكذا نحو «ألبب » عند أبي الحسن الأخفش وخالفه المصنّف ، وفهم من كلامه أنّ الوزن الخاصّ بالإسم أو الغالب فيه أو المستوي هو
والفعل فيه لا يؤثّر وهو كذلك وخالف ابن عيسى بن عمرو في المنقول
__________________
من الفعل .
وما يصير
علما من ذي ألف
|
|
زيدت لإلحاق
فليس ينصرف
|
(وما يصير علما من ذي ألف) مقصورة (زيدت
لإلحاق) كعلقي وأرطي علمين (فليس ينصرف) بخلاف غير العلم والّذي
فيه ألف الإلحاق الممدودة.
والعلم امنع
صرفه إن عدلا
|
|
كفعل
التّوكيد أو كثعلا
|
(والعلم امنع صرفه إن عدلا كفعل
التّوكيد) أي جمع وتوابعه ، فإنّها ـ كما قال المصنّف في شرح
الكافية ـ معارف بنيّة الإضافة ، إذ أصل «رأيت النّساء جمع» ، جمعهنّ ، فحذف
الضّمير للعلم به ، واستغني بنيّة الإضافة وصارت لكونها معرفة بلا علامة ملفوظ بها كالأعلام وليست بالأعلام لأنّها شخصيّة أو جنسيّة
__________________
وليست هذه واحده منهما. قال : وهو ظاهر نصّ سيبويه. وقال ابن الحاجب :
إنّها أعلام للتّوكيد ومعدولة عن «فعلاوات» الّذي يستحقّه «فعلاء» مؤنّث «أفعل»
المجموع بالواو والنّون (أو كثعلا) و «زفر» و «عمر» فإنّها معدولة عن ثاعل وزافر وعامر.
والعدل
والتّعريف مانعا سحر
|
|
إذا به
التّعيين قصدا يعتبر
|
(والعدل والتّعريف مانعا) صرف (سحر
إذا به التّعيين) والظّرفية (قصدا يعتبر) كـ «جئت يوم الجمعة سحر» فإنّه معدول عن
السّحر فإن كان مبهما صرف ك (نَجَّيْناهُمْ
بِسَحَرٍ) ، أو مستعملا غير ظرف ، وجب أن يكون تعريفه بأل أو
الإضافة ، نحو «طاب السّحر سحر ليلتنا» .
وابن علي
الكسر فعال علما
|
|
مؤنّثا وهو
نظير جشما
|
__________________
عند تميم
واصرفن ما نكّرا
|
|
من كلّ ما
التّعريف فيه أثّرا
|
(وابن على الكسر فعال علما مؤنّثا)
عند أهل الحجاز كحذام وسفار (وهو نظير جشما) في الإعراب ومنع الصّرف
للعلميّة والعدل عن فاعلة (عند) بني (تميم).
(واصرفن ما
نكّرا من كلّ ما التّعريف فيه أثّرا) كربّ معديكرب وغطفان وطلحة وسعاد وإبراهيم وأحمد وأرطى
وعمر لقيتهم بخلاف ما ليس للتّعريف فيه أثر كذكرى وحمراء وسكران وأحمر وأخر
ودراهم ودنانير .
فرع : إذا سمّي بأحمر ثمّ نكّر لم ينصرف عند سيبويه والأخفش
في آخر قوليه لما ذكر أو بنحو مساجد ثمّ نكّر فسيبويه يمنعه والأخفش يصرفه ،
ولم ينقل عنه خلاف .
تتمّة : من المقتضي للصّرف ، التّصغير المزيل لأحد السّببين ،
نحو «حميد»
__________________
و «عمير».
وما يكون منه
منقوصا ففي
|
|
إعرابه نهج
جوار يقتفي
|
(وما يكون منه) أي ممّا لا ينصرف (منقوصا
ففي إعرابه نهج جوار) أي طريقه السّابق (يقتفي) فينوّن بعد حذف يائه رفعا وجرّا إن كان غير علم كأعيم ، وكذا إن كان علما كقاض لامرأة عند سيبويه وخالف [في العلم] يونس وعيسي والكسائيّ
فأثبتوا الياء ساكنة رفعا ومفتوحة جرّا كالنّصب ، محتجّين بقوله :
قد عجبت منّي
ومن يعيليا
|
|
[لمّا رأتني خلقا مقلوليا]
|
وأجيب بأنّه
ضرورة .
ولاضطرار أو
تناسب صرف
|
|
ذو المنع
والمصروف قد لا ينصرف
|
(ولاضطرار) في النّظم (وتناسب) في
رؤوس الآي والسّجع ونحو ذلك
__________________
(صرف ذو المنع) بلا خلاف. أمّا الضّرورة فنحو :
تبصّر خليلي
هل ترى من ظعائن
|
|
[سوالك ثقبا بين حزمي شعبعب]
|
وأمّا التّناسب
فلم يصرّحوا بمرادهم به. ويؤخذ من كلام النّاظم في شرح الكافية والرّضي أنّ المراد
تناسب كلمة معه مصروفة إمّا بوزنه ك (سَبَإٍ بِنَبَإٍ) ، قريبا منه ك سلاسلا (وَأَغْلالاً) أولا ، لكن تعدّدت الألفاظ المصروفة واقترنت اقترانا
متناسبا منسجما ك (وَدًّا وَلا سُواعاً
وَلا) يغوثا ويعوقا (وَنَسْراً) وآخر الفواصل والأسجاع ك (قَوارِيرَا).
فرع : إذا اضطرّ إلى تنوين مجرور بالفتحة فهل ينوّن بالنّصب أو بالجرّ؟
__________________
صرّح الرّضيّ بالثّاني ، ولو قيل بالوجهين كالمنادى لم يبعد.
(والمصروف قد
لا ينصرف) لذلك عند الكوفيّين والأخفش ، وإن أباه سيبويه ، ومنه :
وممّن ولدوا
عام
|
|
ر ذو الطّول
وذو العرض
|
__________________
هذا باب إعراب الفعل
إرفع مضارعا
إذا يجرّد
|
|
من ناصب
وجازم كتسعد
|
وبلن أنصبه
وكي كذا بأن
|
|
لا بعد علم
والّتي من بعد ظنّ
|
فانصب بها
والرّفع صحّح واعتقد
|
|
تخفيفها من
أنّ فهو مطّرد
|
(إرفع) فعلا (مضارعا إذا يجرّد من
ناصب وجازم كتسعد وبلن) وهي حرف نفي بسيط (انصبه) نحو (فَلَنْ أَبْرَحَ
الْأَرْضَ) (وكي) المصدريّة نحو (لِكَيْلا تَأْسَوْا) (كذا) ينتصب (بأن) المصدريّة نحو (وَأَنْ تَصُومُوا
خَيْرٌ لَكُمْ) (لا) بغيرها كالواقعة (بعد) فعل (علم) خالص نحو (عَلِمَ أَنْ
سَيَكُونُ).
__________________
(و) أمّا (الّتي
من بعد) فعل (ظنّ فانصب بها) على الأرجح نحو (أَحَسِبَ النَّاسُ
أَنْ يُتْرَكُوا) (والرّفع) أيضا (صحّح) نحو (وَحَسِبُوا) أن لا (تَكُونَ فِتْنَةٌ) (واعتقد) إذا رفعت (تخفيفها من أنّ) الثّقيلة (وهو مطّرد) كثير الورود .
وبعضهم أهمل
أن حملا على
|
|
ما أختها حيث
استحقّت عملا
|
(وبعضهم) أي العرب (أهمل أن) فلم
ينصب بها (حملا على ما أختها) أي المصدريّة (حيث استحقّت عملا) نحو :
أبي علماء
النّاس أن يخبرونني
|
|
بناطقة خرساء
مسواكها الحجر
|
ونصبوا بإذن
المستقبلا
|
|
إن صدّرت
والفعل بعد موصلا
|
(ونصبوا بإذن المستقبلا إن صدّرت
والفعل بعد موصلا) بها كقولك لمن قال :
__________________
أزورك «إذن أكرمك».
أو قبله
اليمين وانصب وارفعا
|
|
إذا إذن من
بعد عطف وقعا
|
(أو قبله اليمين) فاصلا نحو :
إذن والله
نرميهم بحرب
|
|
[يشيب الطّفل من قبل المشيب]
|
ولا تنصب الحال
، كقولك لمن قال : «أنا أحبّك» «إذن تصدق» ولا غير مصدّرة نحو :
لئن عادلي
عبد العزيز بمثلها
|
|
وأمكنني منها
إذن لا أقيلها
|
ولا مفصولا
بينها وبين الفعل بغير القسم ، نحو «إذن أنا أكرمك».
(وانصب وارفعا
إذا إذن من بعد) حرف (عطف وقعا) نحو وإذن (لا يَلْبَثُونَ
__________________
خِلافَكَ
إِلَّا قَلِيلاً ،) وقرئ شاذّا بالنّصب.
وبين لا ولام
جرّ التزم
|
|
إظهار أن
ناصبة وإن عدم
|
لا فأن أعمل
مظهرا أو مضمرا
|
|
وبعد نفي كان
حتما اضمرا
|
(وبين لا) النّافية (ولام جرّ
التزم إظهار أن ناصبة) نحو (لِئَلَّا يَعْلَمَ
أَهْلُ الْكِتابِ) (وإن عدم لا) مع وجود لام الجرّ (فأن اعمل مظهرا) كان (أو مضمرا) نحو : «إعص الهوي لتظفر ولأن تظفر».
(و) أن (بعد
نفي كان حتما أضمرا) نحو (وَما كانَ اللهُ
لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ).
كذاك بعد أو
إذا يصلح فى
|
|
موضعها حتّي
أو إلّا أن خفي
|
(كذاك بعد أو إذا يصلح في موضعها)
أي موضع أو (حتّى) الّتي بمعنى إلى (أو إلّا) لفظة (أن) النّاصبة (خفي) نحو :
لأستسهلنّ
الصّعب أو أدرك المنى
|
|
[فما انقادت الآمال إلّا لصابر]
|
__________________
[وكنت إذا غمزت قناة قوم]
|
|
كسرت كعوبها
أو تستقيما
|
وبعد حتّي
هكذا إضمار أن
|
|
حتم كجد حتّي
تسرّذا حزن
|
وتلو حتّي
حالا او مؤوّلا
|
|
به ارفعنّ
وانصب المستقبلا
|
(وبعد حتّي هكذا إضمار أن حتم كجد) بالمال (حتّى تسرّ ذا حزن).
(وتلو حتّى) إن
كان (حالا أو مؤوّلا به ارفعنّ) نحو «سرت البارحة حتّى أدخلها» ، (وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ) في قراءة نافع .
(وانصب) تلو
حتّى (المستقبلا) أو المؤوّل به نحو (فَقاتِلُوا الَّتِي
تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ). (وَزُلْزِلُوا حَتَّى
يَقُولَ الرَّسُولُ) في قراءة السّتّة .
__________________
وبعد فاجواب
نفي أو طلب
|
|
محضين أن
وسترها حتم نصب
|
(وبعد فاجواب نفي أو طلب) أمرا كان
[ذلك الطّلب]
أو دعاء أو استفهاما أو عرضا أو تحضيضا أو تمنّيا ، بشرط أن يكونا (محضين أن وسترها حتم
نصب) نحو (لا يُقْضى عَلَيْهِمْ
فَيَمُوتُوا).
يا ناق سيري
عنقا فسيحا
|
|
إلى سليمان
فنستريحا
|
(وَلا
تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي).
ربّ وفّقني
فلا أعدل عن
|
|
سنن السّاعين
في خير سنن
|
(فَهَلْ
لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا).
يا بن الكرام
ألا تدنوا فتبصر ما
|
|
قد حدّثوك
فما راء كما سمعا
|
__________________
لو لا تعوجين
يا سلمي على دنف
|
|
فتخمدي نار
وجد كاد يفنيه
|
(يا
لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ).
فإن كانت الفاء
لغير الجواب بان كانت لمجرّد العطف نحو :
ألم تسأل
الرّبع القواء فينطق
|
|
[وهل يخبرنك اليوم بيداء سملق]
|
أو النّفي غير
محض نحو «ما تزال تأتينا فتحدّثنا» ، «وما تأتينا إلّا فتحدّثنا» ، الطّلب غير محض ـ بأن كانت بصورة الخبر أو باسم الفعل كما سيأتي وجب الرّفع.
والواو كالفا
إن تفد مفهوم مع
|
|
كلا تكن جلدا
وتظهر الجزع
|
(والواو كالفاء) فيما ذكر (إن تفد
مفهوم مع كلا تكن جلدا وتظهر الجزع) (وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ
جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ).
__________________
فقلت أدعي
وأدعو إنّ اندى
|
|
[لصوت أن ينادي داعيان]
|
ألم أك جاركم
ويكون بيني
|
|
وبينكم
المودّة والإخاء
|
و (يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ
بِآياتِ رَبِّنا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) فإن لم تكن الواو بمعنى مع وجب الرّفع ، نحو «لا تأكل
السّمك وتشرب اللّبن» .
وبعد غير
النّفي جزما اعتمد
|
|
إن تسقط الفا
والجزاء قد قصد
|
(وبعد غير النّفي جزما) به (اعتمد إن تسقط الفاء والجزاء قد قصد) نحو قوله تعالى : (قُلْ تَعالَوْا
أَتْلُ) ، بخلافه بعد النّفي نحو «ما تأتينا تحدّثناء» وما
__________________
إذا لم يقصد الجزاء نحو «تصدّق تريد وجه الله» .
وشرط جزم بعد
نهي أن تضع
|
|
إن قبل لا
دون تخالف يقع
|
(وشرط جزم بعد نهي) إذا اسقطت
الفاء (أن تضع إن) الشّرطيّة (قبل لا دون تخالف) في المعني (يقع) كقولك «لا تدن من الأسد تسلم» بخلاف «لا تدن منه يأكلك»
فلا يجزم خلافا للكسائي .
والأمر إن
كان بغير افعل فلا
|
|
تنصب جوابه
وجزمه اقبلا
|
(والأمر إن كان بغير افعل) بأن كان
بلفظ الخبر أو باسم الفعل (فلا تنصب جوابه) خلافا للكسائيّ (وجزمه اقبلا) للإجماع عليه ، نحو «حسبك الحديث ينم النّاس» و «صه أحدّثك».
والفعل بعد
الفاء في الرّجا نصب
|
|
كنصب ما إلي
التمنّي ينتسب
|
(والفعل بعد الفاء في الرّجاء نصب)
عند الفرّاء والمصنّف (كنصب ما إلى
__________________
التّمنّي ينتسب) نحو (لَعَلِّي أَبْلُغُ
الْأَسْبابَ أَسْبابَ السَّماواتِ فَأَطَّلِعَ).
وإن علي اسم
خالص فعل عطف
|
|
تنصبه أن
ثابتا أو منحذف
|
(وإن على اسم خالص) من شبه الفعل (فعل عطف) بالواو والفاء أو أو ، أو ثمّ (تنصبه أن ثابتا) كان (أو منحذف)
نحو (وَما كانَ لِبَشَرٍ
أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ
رَسُولاً).
ولبس عباءة
وتقرّ عينى
|
|
[أحبّ إليّ من لبس الشّفوف]
|
لو لا توقّع
معترّ فأرضيه
|
|
[ما كنت أوثر أترابا علي ترب]
|
إنّي وقتلي
سليكا ثمّ أعقله
|
|
[كالثّور يضرب لمّا عافت البقر]
|
__________________
بخلاف المعطوف
على غير الخالص ، نحو «الطّائر فيغضب زيد الذّباب» .
وشذّ حذف أن
ونصب في سوى
|
|
ما مرّ فاقبل
منه ما عدل روى
|
(وشذّ حذف أن ونصب في سوي ما مرّ) كقولهم «خذ اللّصّ قبل يأخذك» (فاقبل منه ما عدل روى) ولا تقس عليه.
__________________
فصل في عوامل الجزم
بلا ولام
طالبا ضع جزما
|
|
في الفعل
هكذا بلم ولمّا
|
(بلا ولام طالبا ضع جزما في الفعل) سواء كانتا للدّعاء نحو (لا تُؤاخِذْنا)(لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ) ، أم لا بأن كانت «لا» للنّهي نحو (لا تُشْرِكْ) ، واللّام للأمر نحو (لِيُنْفِقْ ذُو
سَعَةٍ) (هكذا بلم ولمّا) النّافيّتين نحو (وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ
فَما بَلَّغْتَ) ، (لَمَّا يَذُوقُوا
عَذابِ) ، قيل : وقد تنصبه «لم» في لغة ، ومنه قراءة (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ).
__________________
واجزم بإن
ومن وما ومهما
|
|
أي متي أيّان
أين إذ ما
|
(واجزم بإن) نحو (إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ) (ومن) نحو (مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً
يُجْزَ بِهِ) (وما) نحو (وَما تَفْعَلُوا مِنْ
خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ) (ومهما) نحو (مَهْما تَأْتِنا بِهِ
مِنْ آيَةٍ) و (أىّ) نحو (أَيًّا ما تَدْعُوا
فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) و (متى) نحو :
[ولست بحلال التّلاع مخافة
|
|
ولكن] متي
يسترفد القوم أرفد
|
و (أيّان) نحو «أيّان
تفعل أفعل» ولم يذكر هذه [أيّان] في الكافية ولا في شرحها.
و (اين) نحو (أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ
الْمَوْتُ) و (إذ ما) نحو :
إذ ما أتيت
على الرّسول فقل له
|
|
[حقّا عليك إذا اطمأنّ المجلس]
|
وحيثما أنّي
وحرف إذ ما
|
|
كإن وباقي
الأدوات أسما
|
(وحيثما) نحو «حيثما يك أمر صالح
فكن» و (أنّى) نحو :
فأصبحت أنّي
تأتها تلتبس بها
|
|
[كلا مركبيها تحت رجلك شاجر]
|
وزاد الكوفيّون
«كيف» فجزموا بها. ويجزم بإذا في الشّعر كثير كما قال في شرح
__________________
الكافية ، ومنه :
[إستغن ما أغناك ربّك بالغنى]
|
|
وإذا تصبك
خصاصة فتجمّل
|
قال : والأصحّ
منع ذلك في النّثر لعدم وروده.
(وحرف إذ ما
كإن) لأنّ إذ سلب معناه الأصليّ واستعمل مع ما الزّائدة (وباقي الأدوات أسما) بلا خلاف
إلّا «مهما» ، فعلي الأصحّ ، لعود الضّمير عليها في الآية السّابقة .
ثمّ ما كان
منها للزّمان أو المكان فموضعه نصب بفعل الشّرط ، وما كان لغيره فموضعه رفع على الإبتداء إن اشتغل عنه الفعل بضميره وإلّا فينصب به .
__________________
فعلين يقتضين
شرط قدّما
|
|
يتلو الجزاء
وجوابا وسما
|
وماضيين أو
مضارعين
|
|
تلفيهما أو
متخالفين
|
(فعلين يقتضين) أي أدوات الشّرط وهي إن وما بعدها (شرط قدّما) و (يتلو الجزاء وجوابا وسما) أيضا (وماضيين أو مضارعين تلفيهما) أى الشّرط وجزائه ، ومحلّ الماضي حينئذ جزم ، نحو (وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا)(إِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ
تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ).
(أو متخالفين)
بأن يكون الشّرط مضارعا والجزاء ماضيا أو عكسه ، نحو :
إن تصرمونا
وصلناكم وإن تصلوا
|
|
ملأتم أنفس
الأعداء إرهابا
|
ونحو :
دسّت رسولا
بأنّ القوم إن قدروا
|
|
عليك يشفوا
صدورا ذات توغير
|
__________________
وبعد ماض
رفعك الجزا حسن
|
|
ورفعه بعد
مضارع وهن
|
(وبعد) شرط (ماض رفعك الجزاء حسن)
لكنّه غير مختار ، نحو :
وإن أتاه
خليل يوم مسألة
|
|
يقول لا غائب
مالي ولا حرم
|
(ورفعه) أي الجزاء (بعد) شرط (مضارع
وهن) أي ضعيف ، نحو :
يا أقرع بن
حابس يا أقرع
|
|
إنّك إن يصرع
أخوك تصرع
|
واقرن بفا
حتما جوابا لو جعل
|
|
شرطا لإن أو
غيرها لم ينجعل
|
(واقرن بفاحتما) للإرتباط (جوابا لو جعل شرطا لإن أو غيرها) من الأدوات لم يطاوع و (لم ينجعل) كالماضي غير المتصرّف ، نحو (فَعَسى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ) والماضي لفظا ومعنى نحو (فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ
مِنْ قَبْلُ)
__________________
والمطلوب به فعل أو ترك نحو (إِنْ كُنْتُمْ
تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي). (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ
الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخافُ) ، والفعل المقرون بالسّين أو سوف والمنفي بلن أو ما أو
إن والجملة الاسميّة. وقوله :
من يفعل
الحسنات الله يشكرها
|
|
[والشّرّ بالشّرّ عند الله مثلان]
|
ضرورة .
وتخلف الفاء
إذا المفاجأه
|
|
كإن تجد إذا
لنا مكافأه
|
(وتخلف الفاء إذا المفاجأة) في حصول ارتباط بها (كإن تجد إذا لنا مكافأة) (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما
قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ).
والفعل من
بعد الجزا إن يقترن
|
|
بالفا أو
الواو بتثليث قمن
|
__________________
(والفعل من بعد
الجزاء إن يقترن) معطوفا (بالفاء أو الواو بتثليث) له (قمن) بأن يرفع علي الإستيناف ويجزم علي العطف وينصب على
إضمار «أن» ، وقري بها (يُحاسِبْكُمْ بِهِ
اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ) فإن اقترن بثمّ جاز الأوّلان فقط.
وجزم أو نصب
لفعل إثرفا
|
|
أو واو إن
بالجملتين اكتنفا
|
(وجزم أو نصب) ثابت (لفعل) واقع (إثرفا
أو واو إن بالجملتين) أي جملة الشّرط وجملة الجزاء (اكتنفا) بأن توسّطهما ، نحو «إن تأتني فتحدّثني أحدّثك» .
ومن يقترب
منّا ويخضع نؤوه
|
|
[ولا يخش ظلما ما أقام ولا هضما]
|
فإن وقع بعد ثمّ
لم ينصب ، وأجازه الكوفيّون ، ومنه قراءة الحسن : (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ
بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ).
__________________
والشّرط يغني
عن جواب قد علم
|
|
والعكس قد
يأتي إن المعني فهم
|
(والشّرط يغني عن جواب قد علم) فحذف ، نحو : (وَإِنْ كانَ كَبُرَ
عَلَيْكَ إِعْراضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ
أَوْ سُلَّماً فِي السَّماءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ) أي فافعل.
(والعكس) وهو
الاستغناء بالجواب عن الشّرط (قد يأتي إن المعني فهم) نحو :
فطلّقها فلست
لها بكفؤ
|
|
وإلّا يعل
مفرقك الحسام
|
وقد يحذفان معا
بعد «إن» نحو :
قالت بنات
العمّ يا سلمي وإن
|
|
كان فقيرا
معدما قالت وإن
|
واحذف لدى
اجتماع شرط وقسم
|
|
جواب ما
أخّرت فهو ملتزم
|
(واحذف لدى اجتماع شرط وقسم جواب
ما أخّرت) منهما وائت بجواب
__________________
ما قدّمت (فهو ملتزم) نحو : «والله إن أتيتني لأكرمنّك» و «إن تأتني والله أكرمك» .
وإن تواليا
وقبل ذو خبر
|
|
فالشّرط رجّح
مطلقا بلا حذر
|
وإن تواليا) أي الشّرط والقسم (وقبل) أي قبلهما (ذو خبر) أي مبتدأ (فالشّرط
رجّح) بأن تأتي بجوابه (مطلقا بلا حذر) أي سواء تقدّم أو تأخّر ، نحو : «زيد إن
تقم والله يقم» و «زيد والله إن تقم يقم» .
وربّما رجّح
بعد قسم
|
|
شرط بلاذي
خبر مقدّم
|
(وربّما رجّح بعد قسم شرط) فأتي
بجوابه (بلا ذي خبر مقدّم) نحو :
لئن كان ما
حدّثته اليوم صادقا
|
|
أصم في نهار
القيظ للشّمس باديا
|
__________________
فصل في لو
لو حرف شرط
في مضي ويقلّ
|
|
إيلاؤه
مستقبلا لكن قبل
|
(لو حرف شرط في مضىّ) يقتضي امتناع ما يليه واستلزامه لتاليه من غير تعرّض لنفي التّالي كذا قال في شرح الكافية. قال :
فقيام زيد من
قولك «لو قام زيد لقام عمرو» محكوم بانتفائه ، وكونه مستلزما
__________________
ثبوته لثبوت قيام من عمرو ، وهل لعمرو قيام آخر غير اللّازم عن قيام زيد أو
ليس له لا تعرّض لذلك ويوافقه ـ وهو أكثر تحقيقا وأضبط للصّور ما ذكره بعض المحقّقين
من أنّه ينتفي التّالي أيضا إن ناسب الأوّل ولم يخلفه غيره ، نحو (لَوْ
__________________
كانَ
فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا) لا إن خلفه نحو : «لو كان إنسانا لكان حيوانا» ويثبت إن لم يناف الأوّل وناسبه إمّا بالأولي نحو : «نعم
العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه» أو المساوي نحو : «لو لم تكن ربيبتي في حجري ما حلّت لي
إنّها لابنة أخي من الرّضاعة» أو الأدون كقولك : «لو انتفت أخوّة الرّضاع ما حلّت
للنّسب» .
__________________
(ويقلّ إيلاؤها
مستقبلا) معنى (لكن قبل) إذا ورد نحو :
ولو أنّ ليلي
الأخيليّة سلّمت
|
|
علي ودوني
جندل وصفائح
|
لسلّمت تسليم
البشاشة أوزقا
|
|
إليها صدي من
جانب القبر صائح
|
وهي في
الاختصاص بالفعل كإن
|
|
لكنّ لو أنّ
بها قد تقترن
|
(وهي في الإختصاص بالفعل كإن لكنّ
لو أنّ) بفتح الهمزة وتشديد النّون (بها قد يقترن) نحو «لو أنّ زيدا قائم» وموضع أنّ حينئذ رفع ، مبتدأ عند سيبويه وفاعلا لثبت مقدّرا عند
الزّمخشري ويجب عنده أن يكون حينئذ خبرها فعلا ، وردّه المصنّف لورودها اسما في قوله تعالى
(وَلَوْ أَنَّ ما فِي
الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ) وقول الشّاعر :
__________________
لو أنّ حيّا
مدرك الفلاح
|
|
ادركه ملاعب
الرّماح
|
وغير ذلك .
وإن مضارع
تلاها صرفا
|
|
إلي المضي
نحو لو يفي كفى
|
(وإن مضارع) لفظا (تلاها صرفا إلى المضيّ) معني (نحو لو يفي كفى)
تتمة : جواب «لو» إمّا ماض معني كـ «لو لم يخف الله لم يعصه»
أو وضعا وهو إمّا مثبت فاقترانه باللّام نحو : (وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْراً
لَأَسْمَعَهُمْ) أكثر من تركها نحو : (لَوْ تَرَكُوا مِنْ
خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا) أو منفي بما ، فالأمر بالعكس نحو : (وَلَوْ
شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلُوا).
ولو نعطي
الخيار لما افترقنا
|
|
[ولكن لا خيار مع اللّيالي]
|
__________________
فصل : في أمّا
بفتح الهمزة والتّشديد و «لو لا» و «لو ما» وفيه «هلّا» و «ألّا» و «ألا».
أمّا كمهمايك
من شىء وفا
|
|
لتلوتلوها
وجوبا ألفا
|
(أمّا كمهمايك من شيء) فهي نائبة
عن حرف الشّرط وفعله ولذا لا يليها فعل (وفالتلوتلوها وجوبا ألفا) لأنّه مع ما قبله جواب الشّرط وإنّما أخّرت إليه كراهة أن يوالي بين لفظي الشّرط
والجزاء نحو «أمّا قائم فزيد» و «أمّا زيد فقائم» و «أمّا زيدا فأكرم» و «أمّا
عمرا فأعرض عنه» .
وحذف ذي
الفاقلّ في نثر إذا
|
|
لم يك قول
معها قد نبذا
|
(وحذف ذي الفا شذّ في نثر إذا لم يك قول معها قد نبذا) أي حذف ،
__________________
كقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم «أمّا بعد ما بال رجال» فإن كان معها قول وحذف ، جاز حذف الفاء بل وجب كقوله
تعالى (فَأَمَّا الَّذِينَ
اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ) أي فيقال لهم أكفرتم.
ولو لا ولو
ما يلزمان الابتدا
|
|
إذا امتناعا
بوجود عقدا
|
(لو لا ولو ما يلزمان الابتدا) أي
المبتدأ ، فلا يقع بعدهما غيره ويجب حذف خبره كما تقدّم (إذا امتناعا) من حصول شيء (بوجود) لشيء (عقدا) نحو : (لَوْ لا أَنْتُمْ
لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ).
وبهما
التّحضيض مزوهلّا
|
|
ألّا ألا
وأولينها الفعلا
|
(وبهما التّحضيض) وهو طلب بازعاج (مز وهلّا) مثلهما في إفادة التّحضيض وكذا (ألّا) بالتّشديد وأمّا (ألا)
بالتّخفيف فهي للعرض كما قال في شرح الكافية ، وهي مثل ما تقدّم فيما ذكره بقوله : (وأولينها الفعلا) وجوبا نحو
__________________
(لَوْ لا أُنْزِلَ
عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ)(لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ).
وقد يليها
اسم بفعل مضمر
|
|
علّق أو بظاهر
مؤخّر
|
(وقد يليها اسم) فيجب أن يكون (بفعل
مضمر علّق) نحو :
فهلّا بكرا
تلاعبها
أي فهلّا
تزوّجت .
ألا رجلا
جزاه الله خيرا
|
|
[يدلّ علي محصّلة تبيت]
|
أي ألا ترونني كما قال الخليل.
(أو بظاهر مؤخّر) نحو : (وَلَوْ لا إِذْ
سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ).
__________________
هذا باب الإخبار بالّذي وفروعه والألف واللّام الموصولة
وهو عند النّحويّين كمسائل التّمرين عند الصّرفيّين .
ما قيل أخبر
عنه بالّذي خبر
|
|
عن الّذي
مبتدأ قبل استقرّ
|
(ما قيل أخبر عنه بالّذى) ليس على
ظاهره بل هو مؤوّل ، فإنّه (خبر) مؤخّر وجوبا (عن الّذى) حال كونه (مبتدأ قبل استقرّ) وسوّغ ذلك
الإطلاق كونه في المعنى مخبرا عنه.
__________________
وما سواهما
فوسّطه صلة
|
|
عائدها خلف
معطي التّكملة
|
نحو الّذي
ضربته زيد فذا
|
|
ضربت زيدا
كان فادر المأخذا
|
(وما سواهما) أي ممّا في الجملة (فوسّطه) بينهما (صلة) للّذي (عائدها
خلف معطي التّكملة) أي الخبر (نحو الّذي ضربته زيد فذا ضربت زيدا كان) فابتدأته بموصول وأخّرت زيدا في التّركيب ورفعته على
أنّه خبر ووسّطت بينهما بضربت صلة للّذي وجعلت العائد خلفا لزيد الخبر متّصلا بضربت (فادر المأخذا) وقس .
وباللّذين
والّذين والّتى
|
|
أخبر مراعيا
وفاق المثبت
|
(وباللّذين والّذين والّتي أخبر
مراعيا) في الضّمير العائد (وفاق المثبت) أي المخبر عنه في المعنى ، نحو : «اللّذان بلّغت منهما إلى العمرين رسالة الزّيدان»
،
__________________
«الّذين بلّغت من الزّيدين إليهم رسالة العمرون» ، «الّتي بلّغتها من الزّيدين إلي العمرين رسالة» .
هذا ، ولما ذكر
شروط ، أشار إلى أربعة منها بقوله :
قبول تأخير
وتعريف لما
|
|
أخبر عنه
ههنا قد حتما
|
(قبول تأخير وتعريف لما أخبر عنه
ههنا قد حتما) فلا يخبر عمّا لا يقبل التّأخير ، كضمير الشّأن وأسماء
الإستفهام. نعم يجوز الإخبار عمّا يقبل خلفه التّأخير كالتّاء من «قمت» ـ ذكره في التّسهيل ـ ولا عمّا لا يقبل التّعريف كالحال
والتّمييز ، ولو ترك هذا الشّرط لعلم من الشّرط الرّابع كما قال في شرح الكافية.
كذا الغني
عنه بأجنبي أو
|
|
بمضمر شرط
فراع مارعوا
|
(كذا الغني عنه بأجنبي أو بمضمر شرط) فلا يجوز الإخبار عن ضمير عائد
__________________
على بعض الجملة ، كالهاء من «زيد ضربته» ، ولا عن موصوف دون صفته ولا صفة
دون موصوفها ولا مضاف دون مضاف إليه ولا مصدر عامل (فراع ما رعوا).
وزاد في
التّسهيل اشتراط أن لا يكون في إحدي الجملتين المستقلّتين فلا يخبر عن «زيد» من «قام
زيد وقعد عمرو» بخلافه من «إن قام زيد فقعد عمرو».
__________________
وفيه ـ كالكافية ـ اشتراط جواز وروده في الإثبات فلا يخبر عن
أحد من نحو : «ما جاءني من أحد» ، ووروده مرفوعا فلا يخبر عن غير المتصرّف من المصادر والظّروف .
وأخبروا هنا
بأل عن بعض ما
|
|
يكون فيه
الفعل قد تقدّما
|
إن صحّ صوغ
صلة منه لأل
|
|
كصوغ واق من
وقي الله البطل
|
(وأخبروا هنا بأل عن بعض ما) أي جزء كلام (يكون فيه الفعل قد تقدّما إن صحّ صوغ صلة منه) أي من الفعل المتقدّم (لأل) بأن
كان متصرّفا (كصوغ واق من
__________________
وقي الله البطل) أي الشّجاع ، فإذا أردت الإخبار بأل عن الاسم الكريم قلت : «ألواقي البطل الله» أو عن البطل ، قلت «الواقيه
الله البطل» .
ولا يجوز
الإخبار بأل عن زيد من «زيد قائم» لعدم وجود الفعل ، ولا من «ما زال زيد قائما»
لعدم تقدّمه ولا من «كاد زيد يفعل» لعدم تصرّفه .
هذا وإذا رفعت صلة أل ضميرا راجعا إلى نفس أل استتر في الصّلة فتقول في
الإخبار عن التّاء من «بلّغت من الزّيدين إلي العمرين رسالة» :
«المبلّغ من
الزّيدين إلى العمرين رسالة أنا» .
وإن يكن ما
رفعت صلة أل
|
|
ضمير غيرها
أبين وانفصل
|
(وإن يكن ما رفعت صلة أل ضمير
غيرها أبين وانفصل) فتقول في الإخبار
__________________
عن الزّيدين من المثال المذكور «المبلّغ أنا منهما إلى العمروين رسالة
الزّيدان» وعن العمرين «ألمبلّغ أنا من الزّيدين إليهم رسالة العمرون» وعن الرّسالة «ألمبلّغها
أنا من الزّيدين إلى العمرين رسالة» .
__________________
هذا باب أسماء العدد
ثلاثة
بالتّاء قل للعشرة
|
|
في عدّ ما
آحاده مذكّرة
|
في الضّدّ
جرّد والمميّز اجرر
|
|
جمعا بلفظ
قلّة في الأكثر
|
(ثلاثة بالتّاء قل) وما بعدها (للعشرة)
أي معها (في عدّما آحاده مذكّرة) و (فى) عدّ (الضّدّ) وهو الّذي آحاده مؤنّثة (جرّد) من التّاء ، والاعتبار
في التّذكير والتّأنيث في غير الصّفة باللّفظ وفيها بموصوفها المنويّ .
(والمميّز) لما
ذكر (اجرر)
بالإضافة حال كونه (جمعا) مكسّرا (بلفظ قلّة
__________________
في الأكثر) نحو (سَبْعَ لَيالٍ
وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ) ، (فَلَهُ عَشْرُ
أَمْثالِها) وجاء في القليل جمع تصحيح نحو (سَبْعَ سَماواتٍ) ، وتكسير بلفظ كثرة ، نحو (ثَلاثَةَ قُرُوءٍ).
ومائة والألف
للفرد أضف
|
|
ومائة بالجمع
نزرا قد ردف
|
(ومائة والألف) وما بينهما (للفرد) المميّز (أضف) نحو (بَلْ لَبِثْتَ
مِائَةَ عامٍ) ، (فَلَبِثَ فِيهِمْ
أَلْفَ سَنَةٍ).
وجاء المييّز
منصوبا قليلا في قوله :
إذا عاش
الفتي مائتين عامّا
|
|
[فقد ذهب اللّذاذة والفتاء]
|
(ومائة) وما بعدها للألف (بالجمع
نزرا قد ردف) مضافا إليه كقراءة
__________________
الكسائيّ (وَلَبِثُوا فِي
كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ).
وأحد اذكر
وصلنه بعشر
|
|
مركّبا قاصد
معدود ذكر
|
(وأحدا) بالتّذكير (اذكر وصلنه
بعشر) بغير تاء (مركّبا) لهما فاتحا آخرهما (قاصد معدود ذكر) نحو (رَأَيْتُ أَحَدَ
عَشَرَ كَوْكَباً).
وقل لدي
التّأنيث إحدي عشرة
|
|
والشّين فيها
عن تميم كسرة
|
ومع غير أحد
وإحدى
|
|
ما معهما
فعلت فافعل قصدا
|
(وقل لدى التّأنيث) للمعدود (إحدى
عشرة) بتأنيث الجزئين ، وقيل : الألف في إحدي للإلحاق لا للتّأنيث نحو «عندي إحدى
عشرة امرأة».
(والشّين فيها)
رووا عن الحجازيّين سكونه و (عن) بني (تميم كسره) وعن بعضهم فتحه (و) إذا
كان (مع غير أحد
وإحدى) وهو ثلاثة الى تسعة (ما معهما
__________________
فعلت) من التّذكير في المذكّر والتّأنيث في المؤنّث (فافعل) أيضا معه (قصدا) وهذا جواب الشّرط المقدّر في كلامه ، الّذي أبرزته.
ولثلاثة
وتسعة وما
|
|
بينهما إن
ركّبا ما قدّما
|
(ولثلاثة وتسعة وما بينهما إن
ركّبا) مع عشر (ما قدّما) من ثبوت التّاء في التّذكير وسقوطها في التّأنيث نحو «عندي
ثلاثة عشر رجلا» و «ثلاث عشرة امرأة».
وأول عشرة
اثنتى وعشرا
|
|
اثني إذا
أنثي تشا أو ذكرا
|
واليا لغير
الرّفع وارفع بالألف
|
|
والفتح في
جزأي سواهما ألف
|
(وأول عشرة) بالتّاء (اثنتى) كذلك (وعشرا) بغير تاء (اثنى) كذلك (إذا أنثى تشا) راجع للاوّل (أو ذكرا) راجع للثّاني نحو (فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ) اثنتي (عَشْرَةَ عَيْناً) ، (إِنَّ عِدَّةَ
الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً).
__________________
هذا ، والمعرب
ممّا ذكر اثني واثنتي (واليا) فيهما (لغير الرّفع).
(وارفع بالألف)
كما تقدّم في أوّل الكتاب (والفتح) بناء (في جزئي سواهما ألف) أمّا البناء فلتضمّنه معني حرف العطف وأمّا الفتح فلخفّته وثقل المركّب ، واستثنى في الكافية «ثماني» فيجوز إسكان يائها وكذا حذفها مع
بقاء كسر النّون ومع فتحها .
وميّز
العشرين للتّسعينا
|
|
بواحد
كأربعين حينا
|
(وميّز العشرين) وما بعدها (للتّسعينا) أي معها (بواحد) نكرة منصوبة (كأربعين حينا) و (ثَلاثِينَ لَيْلَةً).
وميّزوا
مركّبا بمثل ما
|
|
ميّز عشرون
فسوّينهما
|
__________________
(وميّزوا
مركّبا بمثل ما ميّز عشرون فسوّينهما) نحو «عندي أحد عشر رجلا» و (قَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ
أَسْباطاً أُمَماً) أي فرقة أسباطا .
وإن أضيف عدد
مركّب
|
|
يبق البنا
وعجز قد يعرب
|
(وإن أضيف عدد مركّب) غير اثني عشر
واثنتي عشرة (يبق البنا) في الجزأين نحو «هذه خمسة عشرك» (وعجز) وحده (قد يعرب) في لغة رديّة كما قال سيبويه.
وضع من اثنين
فما فوق إلى
|
|
عشرة كفاعل
من فعلا
|
(وصغ من اثنين فما فوق إلى عشرة) أي معها (كفاعل) المصوغ (من
فعلا).
واختمه في
التّأنيث بالتّاء ومتى
|
|
ذكّرت فاذكر
فاعلا بغيرتا
|
(واختمه في التّأنيث) للمعدود (بالتاء) فقل ثانية وثالثة إلى عاشرة (ومتي
__________________
ذكّرت) بتشديد الكاف المعدود (فاذكر فاعلا) هذا المصوغ (بغير تاء) فقل ثان وثالث إلى عاشر.
وإن ترد بعض
الّذي منه بني
|
|
تضف إليه مثل
بعض بيّن
|
(وإن ترد به بعض الّذي منه بني) أي صيغ (تضف إليه) نحو (ثانِيَ اثْنَيْنِ) أي أحدهما ، و (ثالِثُ ثَلاثَةٍ) أي أحدها ، ولا يجوز تنوينه ونصبه وهذا (مثل بعض بيّن) فإنّه لا يستعمل إلّا مضافا إلى
كلّه كبعض ثلاثة.
وإن ترد جعل
الأقلّ مثل ما
|
|
فوق فحكم
جاعل له احكما
|
(وإن ترد) به (جعل) العدد (الأقلّ مثل ما فوق) بأن تستعمله مع ما سفل (فحكم جاعل) أي اسم
الفاعل (له احكما) فأضفه أو نوّنه وانصب به نحو «رابع
__________________
ثلاثة» و «رابع ثلاثة» أي جاعلها أربعة .
وإن أردت مثل
ثاني اثنين
|
|
مركّبا فجيء
بتركيبين
|
(وإن أردت) به بعض الّذي منه بني (مثل) (ما سبق في (ثاني اثنين) وكان الّذي منه بني (مركّبا فجي بتركيبين)
أوّلهما فاعل مركّبا مع العشرة ، وثانيهما ما بني منه مركّبا أيضا مع العشرة ،
وأضف جملة المركّب الأوّل إلى جملة المركّب الثّاني ، فقل : ثاني : «عشر اثني عشر»
و «ثانية عشرة اثنتي عشرة».
أو فاعلا
بحالتيه أضف
|
|
إلي مركّب
بما تنوي يفي
|
(أو فاعلا بحالتيه) التّذكير
والتّأنيث (أضف) بعد حذف عجزه (إلى مركّب) ثان ، فإنّه (بما تنوي) أي تقصد (يفي) نحو «ثالث ثلاثة عشر» و
«ثالثة ثلاث عشرة».
وشاع
الاستغنا بحادي عشرا
|
|
ونحوه وقبل عشرين
اذكرا
|
وبابه الفاعل
من لفظ العدد
|
|
بحالتيه قبل
واو يعتمد
|
(وشاع الإستغناء) عن الإتيان
بتركيبين أو بفاعل مضافا إلى مركّب (بحادي
__________________
عشرا) وهو المركّب الأوّل ، وحذف الثّاني كما قاله في شرح الكافية (ونحوه)
إلى تاسع عشر.
(وقبل عشرين
اذكرا وبابه) إلى تسعين (الفاعل) المصوغ (من لفظ العدد بحالتيه)
التّذكير والتّأنيث (قبل واو) عاطفة (يعتمد) فقل «حادي وعشرون» ، «حادية وتسعون».
__________________
فصل في كم وكأي وكذا
وهي ألفاظ عدد
مبهم الجنس والمقدار .
ميّز في
الاستفهام كم بمثل ما
|
|
ميّزت عشرين
ككم شخصا سما
|
(ميّز) إذا كان (في الاستفهام كم)
بأن تكون بمعني أي عدد (بمثل ما ميّزت عشرين) أي بتمييز منصوب (ككم شخصا سما) أي
علا
وأجز أن
تجرّه من مضمرا
|
|
إن وليت كم
حرف جرّ مظهرا
|
واستعملنها
مخبرا كعشرة
|
|
أو مائة ككم
رجال أو مرة
|
(وأجز أن تجرّه) أي تمييز كم
الاستفهاميّة (من مضمرا إن وليت كم حرف جرّ مظهرا) نحو «بكم درهم تصدّقت» أي
بكم من درهم ، وفيه دليل على أنّ «كم» اسم وبناءها لشبهها الحرف في الوضع. (واستعملنها) حال كونها (مخبرا) بها ، بأن تكون بمعني كثير (كعشرة) فميّزها بمجموع مجرور (أو
مائة) فميّزها بمفرد
__________________
مجرور (ككم رجال) جاؤوني (أو) كم (مرة) لغة في مرأة تأنيث مرء.
ككم كأيّن
وكذا وينتصب
|
|
تمييز ذين أو
به صل من تصب
|
(ككم) الخبريّة (كأي وكذا) في
إفادة التّكثير وغيره (و) لكن (ينتصب تمييز ذين) نحو :
أطرد اليأس
بالرّجا فكأيّن
|
|
آلما حمّ
يسره بعد عسر
|
و «رأيت كذا
وكذا رجلا» (أو به) أي بتمييز كأي كما في الكافية (صل من) الجنسيّة (تصب) نحو (وَكَأَيِّنْ مِنْ
دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللهُ يَرْزُقُها) ولا يتّصل بتمييز «كذا» ، ولا يجب تصديرها. بخلاف كأيّن
وكم ، فلا يعمل فيها إلّا متأخّر. وقد يضاف إلى «كم» متعلّق ما بعدها ، أو يجرّ بحرف
متعلّق به كقولك «أنباء كم رجل علمت» و «من كم كتاب نقلت» ولا حظّ لكأيّن في ذلك قاله في شرح الكافية.
__________________
هذا باب الحكاية (١)
إحك بأي ما
لمنكور سئل
|
|
عنه بها في
الوقف أو حين تصل
|
(إحك بأي ما) ثبت (لمنكور سئل عنه بها) من رفع ونصب وجرّ وتذكير وتأنيث وإفراد وتثنية وجمع ،
سواء كان (في الوقف أو حين تصل) فقل لمن قال رأيت رجلا وامرأة وغلامين وجاريتين وبنين
وبنات : أيّا وأيّة وأيّين وأيّتين وأيّين وأيّات.
ووقفا احك ما
لمنكور بمن
|
|
والنّون حرّك
مطلقا وأشبعن
|
(ووقفا احك ما) ثبت (لمنكور بمن والنّون) منها (حرّك مطلقا وأشبعن)
__________________
حتّى ينشأ واو في حكاية المرفوع وألف في المنصوب وياء في المجرور ، فقل لمن
قال «لقيني رجل» «منو» ولمن قال «رأيت رجلا» «منا» ، ولمن قال «مررت برجل» «مني»
وصل بمن ألفا أو ياء ونونا
وقل منان
ومنين بعد لى
|
|
إلفان كابنين
وسكّن تعدل
|
(وقل منان ومنين بعد) قول شخص (لي
إلفان كابنين) حاكيا له موافقا في التّثنية والإعراب (وسكّن) نون «منان» و «منين»
(تعدل).
وصل بمن تاء
التّأنيث
وقل لمن قال
أتت بنت منة
|
|
والنّون قبل
تا المثنّي مسكنة
|
(وقل لمن قال أتت بنت) حاكيا (منة
والنّون) من منة إذا وقعت (قبل تاء المثنّى) عند التّثنية (فهي مسكنة) كقولك لمن قال «عندي جاريتان» «منتان»
والفتح نزر
وصل التّا والألف
|
|
بمن بإثرذا
بنسوة كلف
|
(والفتح نزر) لها ، أي قليل (وصل
التّاء والألف بمن) إذا حكيت جمعا مؤنّثا فقل «منات» (بإثر) قول شخص (ذا
بنسوة كلف) وصل بمن واوا أو ياء ونونا
__________________
وقل منون
ومنين مسكنا
|
|
إن قيل جا
قوم لقوم فطنا
|
(وقل منون ومنين مسكنا) للنّون
منهما (إن قيل جا قوم لقوم فطنا) حاكيا له موافقا في الجمع والإعراب.
وإن تصل فلفظ
من لا يختلف
|
|
ونادر منون
في نظم عرف
|
(وإن تصل) من بالكلام (فلفظ من لا
يختلف) مطلقا بل يبقي على حاله ، فقل لمن قال «جاء رجل أو امرأة أو
رجلان أو امرأت ان أو رجال» «من يا هذا» (ونادر) إلحاقها العلامة بأن قيل (منون) وهو ثابت (في نظم عرف) وهو قوله :
أتوا ناري
فقلت منون أنتم
|
|
[فقالوا الجنّ ، قلت عموا ظلاما]
|
والعلم
احكينّه من بعد من
|
|
إن عريت من
عاطف بها اقترن
|
(والعلم احكينّه من بعد من) وحدها (إن عريت من عاطف بها اقترن) فقل لمن قال «جاء زيد» «من زيد» ، ولمن قال «رأيت
زيدا» «من زيدا» ولمن قال «مررت بزيد» «من زيد» ، فإن اقترنت بعاطف نحو «ومن زيد»
تعيّن الّرفع مطلقا .
__________________
تتمة : لا يجوز حكاية غير ما ذكر ، وأجاز يونس حكاية كلّ معرفة. قال المصنّف : ولا أعلم
له موافقا.
__________________
هذا باب التّأنيث
وهو فرع من
التّذكير ولذلك افتقر إلى علامة.
علامة
التّأنيث تاء أو ألف
|
|
وفي أسام
قدّروا التّا كالكتف
|
(علامة التّأنيث تاء) كفاطمة وتمرة
(أو ألف) مقصورة أو ممدودة كحبلي وحمراء (وفي أسام) بفتح الهمزة مؤنّثة (قدّروا
التّاء كالكتف).
ويعرف
التّقدير بالضّمير
|
|
ونحوه
كالرّدّ في التّصغير
|
(ويعرف التّقدير) للتّاء في ألاسم (بالضّمير)
إذا أعيد إليه نحو «الكتف نهشتها» (ونحوه) كالإشارة إليه نحو (هذِهِ جَهَنَّمُ) (كالرّدّ) لها ، أي ثبوتها (في التّصغير) نحو «كتيفة» وفي الحال نحو «هذه الكتف مشويّة» والنّعت والخبر نحو «الكتف
__________________
المشويّة لذيذة» ، وكسقوطها في عدده نحو «اشتريت ثلاث أزود».
هذا والأكثر في
التّاء أن يجاء بها للفرق بين صفة المذكّر وصفة المؤنّث كمسلم ومسلمة ، وقلّ
مجيئها في الاسماء كامرء وامرأة ورجل ورجلة ، وجاءت لتمييز
الواحد من الجنس كثيرا كتمر وتمرة ، ولعكسه قليلا ككمأ وكمأة وللمبالغة كراوية ، ولتأكيدها كنسّابة ، ولتأكيد التّأنيث كنعجة وللتّعريب ككيالجة ، وعوضا عن فاء كعدة وعين كإقامة ، ولام كسنة ومن زائد لمعني كأشعثي وأشاعثة ، أو لغير معني كزنديق وزنادقة ، ومن مدّة تفعيل كتذكية.
__________________
ولا تلي
فارقة فعولا
|
|
أصلا ولا
المفعال والمفعيلا
|
(ولا تلي) تا (فارقة) بين صفة
المذكّر وصفة المؤنّث توسّعا (فعولا) حال كونه (أصلا) بأن كان بمعني فاعل كرجل صبور وامرأة صبور ، بخلاف ما إذا كان فرعا ، بأن
كان بمعني مفعول كجمل ركوب وناقة ركوبة (ولا المفعال) كرجل مهذار ، وامرأة مهذار (و)
لا (المفعيلا) كرجل معطير وامرأة معطير.
كذاك مفعل
وما تليه
|
|
تا الفرق من
ذي فشذوذ فيه
|
ومن فعيل
كقتيل إن تبع
|
|
موصوفة غالبا
التّا تمتنع
|
(كذاك مفعل) كرجل مغشم وامرأة
مغشم. (وما تليه تا الفرق من ذى) المذكورة كقولهم : امرأة عدوّة وميقانة ومسكينة (فشذوذ فيه ومن
فعيل) بمعني مفعول (كقتيل إن تبع موصوفه غالبا التّاء تمتنع) كرجل قتيل ، وامرأة قتيل ، وندر
قولهم «ملحفة جديدة» فإن كان بمعني فاعل ، أو لم يتبع موصوفه ـ بأن جرّد عن
معني الوصفيّة ـ لحقته نحو «امرأة وجيهة» ونحو ذبيحة ونطيحة .
وألف
التّأنيث ذات قصر
|
|
وذات مدّ نحو
أنثي الغرّ
|
__________________
والاشتهار في
مباني الأولى
|
|
يبديه وزن
أربي والطّولى
|
ومرطي ووزن
فعلي جمعا
|
|
أو مصدرا أو
صفة كشبعى
|
وكحباري
سمّهي سبطرى
|
|
ذكري وحثّيثي
مع الكفرّى
|
فصل : (وألف التّأنيث) ضربان (ذات قصر وذات مدّ نحو أنثي
الغرّ) أي الغرّاء (والاشتهار في مباني الأولى) أي أبنية أوزان
المقصورة (يبديه وزن) فعلي بضمّة ففتحة نحو (أربى) لداهية . وفي شرح الكافية في باب المقصور والممدود : أنّ هذا من النّادر.
(و) وزن فعلي
بضمّة فسكون اسما كان نحو «بهمى» أو صفة نحو (الطّولى) مصدرا نحو «الرّجعى».
(و) وزن فعلي
بفتحتين اسما كان نحو «بردى» لنهر بدمشق ، أو مصدرا نحو (مرطى)
لمشية ، أو صفة نحو «حيدى» .
(ووزن فعلى)
بفتحة فسكون (جمعا) كان (كصرعى أو مصدرا) كدعوي (أو صفة كشبعى) .
__________________
(و) وزن فعالى
بضمّة وتخفيف (كحبارى) لطائر ، ووزن فعلي بضمّة فتشديد نحو (سهّمى) للباطل ، ووزن فعلّي بكسرة ففتحة فتشديد نحو (سبطرى) لنوع من
المشي ، ووزن فعلي بكسرة فسكون مصدرا كان نحو (ذكرى) أو جمعا نحو «ظربى» و «حجلى» قال المصنّف : ولا ثالث لهما .
(و) وزن فعّيلي
بكسرتين وبتشديد العين نحو (حثّيثى) لكثرة الحثّ على الشّيء (مع) وزن فعلّي
بضمّتين وتشديد ، نحو (الكفرّى) لوعاء الطّلع .
كذاك خلّيطي
مع الشّقّارى
|
|
واعز لغير
هذه استندارا
|
(كذاك) وزن فعّيلي بضمّة ففتحة
فتشديد العين نحو (خلّيطى) للاختلاط (مع) وزن فعّالي بضمّة وتشديد نحو (الشّقّارى)
لنبت وزاد في الكافية في المشهورة وزن فعللي كفرتني وفو علي كخوزلي لمشية تبختر
وفعلوي كهر نوي لنبت وأفعلاوي كأربعاوي لقعدة المتربّع وفعللولي كجند قوقي لنبت
ومفعلّي كمكورّي لعظيم الأرنبة وفعلوتي كرهبوتي للرّهبة وفعللي كقرفصي بمعنى القرفصاء ويفعلّي كيهيرّي للباطل وفعللّي كشقصلّي لنبت يلتوي على
الأشجار ، وفعّيلي كهبّيخا
__________________
لمشية تبختر ، وفعليّا كمرحيّا للمرح وفعللايا كبردرايا وفوعالا كحولايا وفوعولي كفوضوضي للمفاوضة وفعلايا كبرحايا للعجب.
(واعز) أي انسب
(لغير هذه) الاوزان المذكورة (استندارا) وموضع ذكرها كتب اللّغة.
لمدّها فعلاء
أفعلاء
|
|
مثلّث العين
وفعللاء
|
فصل : (لمدّها)
أي لممدود ألف التّأنيث أوزان. مشهورة أيضا ، هي (فعلاء) بفتحة فسكون اسما كان
كجرعاء أو مصدرا كرعياء أو صفة كحمراء وديمة هطلاء أو جمعا في المعني كطرفاء (وأفعلاء مثلّث العين) أي مفتوحها ومكسورها ومضمومها كأربعاء مثلّث الباء للرّابع من أيام الأسبوع (وفعللاء) بفتحتين بينهما سكون ، كعقرباء للمكان.
__________________
ثمّ فعالا
فعللا فاعولا
|
|
وفاعلاء
فعليا مفعولا
|
(ثمّ فعالاء) بكسرة كقصاصاء بمعني
القصاص (وفعللاء) بضمّتين بينهما سكون كقرفصاء لضرب من القعود (فاعولاء) بضمّ
ثالثه كعاشوراء (وفاعلاء) بكسر ثالثه كقاصعاء لأحد حجرة اليربوع (فعلياء) بكسرة فسكون ككبرياء للكبر و (مفعولاء)
كمأتوناء جمع أتان .
ومطلق العين
فعالا وكذا
|
|
مطلق فاء
فعلاء أخذا
|
(ومطلق العين فعالا) بالتّخفيف ،
أي مفتوحها ومكسورها ومضمومها مع فتح الفاء ، نحو «براساء» بمعني النّاس و «قريثاء»
و «كريثاء» لنوعين من البسر ، و «عشوراء» بمعني عاشوراء (وكذا مطلق فاء) أي
مفتوحها ومكسورها ومضمومها مع فتح العين (فعلاء أخذا) نحو «خنقاء» لمكان و «سيراء»
للذّهب و «ظرفاء» و «نفساء» و «رحضاء» ، وزاد في الكافية في المشهورة فعيلياء كمزيقياء لقب
ملك ، وإفعيلاء كإهجيراء للعادة ، ومفعلاء كمشيخاء للإختلاط ، وفعاللاء كخجاد باء
لضرب من الجراد ويفاعلاء كينا بغاء ويفاعلاء كينابغاء اسمي مكان وفعليّاء كزكريّاء
، وفعلولاء كمعكوكاء وبعكوكاء اسمين للشّرّ والجلبة ، وفعّيلا كدخّيلا لباطن الأمر ، وفعنالاء كبرناساء بمعني
برنسا بمعني براساء ، وما عدا هذه الأوزان نادر.
__________________
هذا باب المقصور والممدود
إذا اسم
استوجب من قبل الطّرف
|
|
فتحا وكان ذا
نظير كالأسف
|
فلنظيره
المعلّ الآخر
|
|
ثبوت قصر
بقياس ظاهر
|
كفعل وفعل في
جمع ما
|
|
كفعلة وفعلة
نحو الدّمى
|
(إذا اسم) صحيح (إستوجب من قبل
الطّرف فتحا وكان ذا نظير) معتلّ
__________________
(كالأسف ، فلنظيره المعلّ الآخر) كالأسا مثلا (ثبوت قصر بقياس
ظاهر كفعل) بكسر الفاء (وفعل) بضمّها (في جمع ما) كان (كفعلة) بالكسر (وفعلة)
بالضّم (نحو الدّما) جمع دمية وهي الصورة من العاج ونحوه ، و «المرى» جمع مرية ، إذا نظيرهما من الصّحيح «قرب» جمع قربة.
وما استحقّ
قبل آخر ألف
|
|
فالمدّ في
نظيره حتما عرف
|
كمصدر الفعل
الّذي قد بديأ
|
|
بهمز وصل
كارعوي وكارتأى
|
(و) كلّ (ما استحقّ) من الصّحيح قبل آخر ألف ، (فالمدّ (في نظيره) المعتلّ (حتما) قد (عرف كمصدر الفعل الّذي قد بدئا بهمز
وصل كارعوى) أي كمصدره ، وهو الإرعواء (وكارتأى) أي كمصدره وهو الإرتياء إذ نظيرهما الاقتدار والإحمرار ،
وكالاستقصاء إذ نظيره الاستخراج.
والعادم
النّظير ذا قصر وذا
|
|
مدّ بنقل
كالحجي وكالحذا
|
__________________
(والعادم
النّظير) السّابق يكون (ذا قصر وذا مدّ بنقل) من العرب (كالحجى) بالقصر
للعقل (وكالحذاء) بالمدّ للنّعل.
وقصر ذي
المدّ اضطرارا مجمع
|
|
عليه والعكس
بخلف يقع
|
(وقصر ذي المدّ اضطرارا مجمع عليه)
كقوله :
لا بدّ من
صنعا وإن طال السّفر
|
|
[وإن تحنّي كلّ عود ودبر]
|
(والعكس) وهو مدّ المقصور اضطرارا (بخلف)
بين البصريّين والكوفيّين (يقع) فمنعه الأوّلون وأجازه الآخرون محتجّين بنحو قوله
:
يا لك من تمر
ومن شيشاء
|
|
ينشب في
المسعل اللهاء
|
__________________
تتمة باب المقصور والممدود
«كيفيّة تثنية
المقصور والممدود وجمعهما تصحيحا وفيه غير ذلك» .
آخر مقصور
تثنّي اجعله يا
|
|
إن كان عن
ثلاثة مرتقيا
|
كذا الّذي
اليا أصله نحو الفتى
|
|
والجامد
الّذي أميل كمتى
|
في غير ذا
تقلب واوا الألف
|
|
وأولها ما
كان قبل قد ألف
|
(آخر مقصور تثنّي اجعله) بقلبه (ياء
إن كان عن ثلاثة مرتقيا) بأن كان رباعيّا فما فوق ، فقل في حبلي «حبليان» (كذا)
الثّلاثي (الّذي الياء أصله نحو الفتى) فقل فيه «فتيان» (و) كذا الثّلاثيّ (الجامد الّذي) لا
إشتقاق له يعرف منه أصله الّذي (أميل كمتى) علما فقل فيه «متيان» (في غير ذا) المذكور كالّذي
ألفه عن واو أو مجهولة ولم
__________________
تمل (تقلب واوا الألف) كقولك في عصى «عصوان» وفي لدى علما «لدوان» .
(وأولها) أي
الكلمة المنقلبة (ما كان قبل قد ألف) من علامة التثنية.
وما كصحراء
بواو ثنّيا
|
|
ونحو علباء
كساء وحيا
|
بواو أو همز
وغير ما ذكر
|
|
صحّح وما شذّ
علي نقل قصر
|
(وما) كان ممدودا وهمزته بدل من
ألف التّأنيث (كصحراء بواو ثنّيا) فيقال فيه «صحراوان» (و) الّذي همزته للإلحاق (نحو
علباء) أو بدل عن أصل نحو (كساء وحياء) ثنّي (بواو أو همز) فيقال «علبا وان وعلباء ان» و «كساوان وحياوان» و «كساء
ان وحياءان» لكن في شرح الكافية أنّ إعلال الأوّل أرجح من تصحيحه وأنّ الثّاني بالعكس.
(وغير ما ذكر)
كالّذي همزته أصليّة (صحّح) فقل في «قرّاء» «قرّاء ان» (وما شذّ) عن هذه القواعد (على نقل) عن العرب (قصر) كقولهم في «خوزلى»
__________________
«خوزلان» وفي «حمراء» «حمرايان» وفي «عاشوراء» «عاشوراءان» وفي «كساء» «كسايان»
وفي «قرّاء» «قرّاوان» .
واحذف من
المقصور في جمع على
|
|
حدّ المثنّي
ما به تكمّلا
|
(واحذف من المقصور) وكذا المنقوص (في
جمع) له (على حدّ المثنّى) أي بالواو والنّون (ما به تكمّلا) أي آخره ، فقل في «موسي والقاضي» «موسون وموسين وقاضون وقاضين».
والفتح أبق
مشعرا بما حذف
|
|
وإن جمعته
بتاء وألف
|
فالألف اقلب
قلبها في التّثنية
|
|
وتاء ذي
التّاء ألزمنّ تنحية
|
(والفتح) في المقصور (أبق مشعرا
بما حذف) وهي الألف ، وأبق في المنقوص الضمّ والكسر أمّا الممدود والصّحيح فيفعل بهما ما فعل في التّثنية .
(وإن جمعته) أي
كلّا من المقصور والممدود (بتاء وألف فالألف) أو الهمزة (اقلب قلبها في التّثنية) فقل في «مشترى» : «مشتريات» ، وفي «رحى» «رحيات» ،
__________________
وفي «متى» «متيات» ، وفي «قنى» «قنوات» ، وفي «صحراء» «صحراوات» ، وفي «نبّات» «نبّاوات» ، وفي «قرّاء» «قرّاءات».
(وتاء ذي
التّاء الزمنّ) حينئذ (تنحية) أي حذفا كما سبق ، وكقولك في مسلمة «مسلمات» .
هذا ، ولهذا
الجمع أحكام تخصّه أشار إليها بقوله :
والسّالم
العين الثّلاثي اسما أنل
|
|
إتباع عين
فاءه بما شكل
|
إن ساكن
العين مؤنّثا بدا
|
|
مختتما
بالتّاء أو مجرّدا
|
(والسّالم العين) من التّضعيف
والاعتلال (الثّلاثى) حال كونه (اسما أنل) أي أعطه (إتباع عين) منه (فاءه بما شكل)
به من الحركات (إن ساكن العين مؤنّثا بدا) سواء كان (مختتما بالتّاء أو مجرّدا) منها ،
فقل في «جفنة ودعد وسدرة وهند وغرفة
__________________
وجمل» «جفنات ودعدات وسدرات وهندات وغرفات وجملات» بخلاف غير السّالم العين ،
كسلّة وكلّة وحلّة وجوزة وديمة وصورة ، وغير الثّلاثي كزينب والوصف كضخمة .
وسكّن
التّالي غير الفتح أو
|
|
خفّفه بالفتح
فكلّا قد رووا
|
(وسكّن) العين (التّالي غير الفتح) وهو الكسر والضّمّ ، فقل في «كسرة وهند وخطوة وجمل»
كسرات وهندات وخطوات وجملات».
(أو خفّفه
بالفتح) فقل في «كسرة وهند وخطوة وجمل» «كسرات وهندات وخطوات وجملات» (فكلّا) ممّا
ذكر (قد رووا) عن
العرب ، أمّا التّالي الفتح فلا يجوز إلّا فتحة ، فيقال في «دعد» «دعدات».
ومنعوا إتباع
نحو ذروه
|
|
وزبية وشذّ
كسر جروه
|
(ومنعوا إتباع) العين للفاء إذا
كانت [الفاء] مضمومة واللّام ياء أو مكسورة واللّام
__________________
واوا (نحو ذروة وزبية) ، وأجازوا فيهما الفتح والسّكون ، فقالوا «ذروات
وذروات » و «زبيات وزبيات » (وشذّ كسر) عين (جروة) إتباعا للفاء فقيل «جروات ».
ونادر أو ذو
اضطرار غير ما
|
|
قدّمته أو
لاناس انتمى
|
(ونادر) أي قليل (أو ذو اضطرار غير
ما قدّمته) كقولهم في «عير» «عيرات » وفي «كهل» «كهلات» ، وقول الشّاعر في زفرة.
[علّ صروف الدّهر أو دولاتها
|
|
تدلننا
اللّمّة من لمّاتها]
|
فتستريح
النّفس من زفراتها
|
(أو لأناس) من العرب قليلين (انتمى) أي انتسب ، كقول هذيل في «بيضة وجوزة» «بيضات وجوزات».
__________________
هذا باب جمع التّكسير
وهو كما يؤخذ من الكافية ما ظهر بتغيير لفظا أو تقديرا
أفعلة أفعل
ثمّ فعلة
|
|
ثمّة أفعال
جموع قلّة
|
(أفعلة) كأغرفة ثمّ (أفعل) كأفلس (ثمّ فعلة) كغلمة (ثمّة أفعال) كأثواب (جموع قلّة) تطلق على ثلاثة فما فوقها إلى العشرة ، وما عداها للكثرة تطلق على عشرة فما فوقها.
وبعض ذي
بكثرة وضعا يفي
|
|
كأرجل والعكس
جاء كالصّفي
|
__________________
(وبعض ذى)
الجموع (بكثرة وضعا) من العرب (يفي كأرجل) جمع رجل (والعكس) وهو وفاء جمع الكثرة بالقلّة
أي الدّلالة عليها (جاء) من العرب (كالصّفى) جمع صفاة وهي الصخرة الملساء ، لكن حكي في جمعه أصفاء فينبغي أن يمثّل بنحو : «رجال» جمع رجل .
لفعل اسما
صحّ عينا أفعل
|
|
وللرّباعي
اسما ايضا يجعل
|
إن كان
كالعناق والذّراع فى
|
|
مدّ وتأنيث
وعدّ الأحرف
|
(لفعل) بفتحة فسكون حال كونه (اسما
صحّ عينا) وإن اعتلّ لاما (أفعل) جمعا كأفلس وأدل وأظب جمع فلس ودلو وظبى ، بخلاف الوصف كضخم إلّا أن يغلب
__________________
كعبد ، والمعتلّ العين كسوط وبيت ، وشذّ أعين وأثوب .
(وللرّباعيّ)
حال كونه (أيضا اسما يجعل) أفعل جمعا (إن كان كالعناق والذّراع في مدّ) ثالثه (وتأنيث)
بلا علامة (وعد الأحرف) كأيمن جمع يمين ، بخلاف ما لم يكن كذلك ، وشذّ أقفل وأغرب .
وغير ما أفعل
فيه مطّرد
|
|
من الثّلاثي
اسما بأفعال يرد
|
وغالبا
أغناهم فعلان
|
|
في فعل
كقولهم صردان
|
في اسم مذكّر
رباعي بمدّ
|
|
ثالث افعلة
عنهم اطّرد
|
(وغير ما أفعل فيه مطّرد من
الثّلاثّي) حال كونه (اسما) بأن لم يوجد فيه شروطه بأن كان على فعل لكنّه معتلّ العين كثوب وسيف أو على
غيره كجمل ونمر وعضد وحمل وعنب وإبل وقفل وعنق ورطب (بأفعال يرد) مطّردا جميع ذلك (و) لكن (غالبا أغناهم فعلان) بالكسر (في فعل) بضمّة ففتحة (كقولهم
__________________
صردان) في صرد.
و (في اسم
مذكّر رباعي بمدّ ثالث) منه (أفعلة عنهم اطّرد) كأقذلة وأعمدة وأرغفة جمع قذال
وعمود رغيف.
وألزمه في
فعال أو فعال
|
|
مصاحبي تضعيف
أو إعلال
|
(والزمه) أي أفعلة (في فعال) بفتح
الفاء (أو فعال) بكسرها (مصاحبي تضعيف أو إعلال) كأبتّة وأقبية وأئمّة وآنية جمع
بتات وقباء وإمام وإناء .
فعل لنحو
أحمر وحمرا
|
|
وفعلة جمعا
بنقل يدرى
|
(فعل) بضمّة فسكون جمع (لنحو أحمر)
وهو «أفعل» مقابل «فعلاء» (و) نحوه (حمراء) وهو «فعلاء» مقابل «أفعل» ، وكذا ما لا مقابل له كأكمر ورتقاء (وفعلة) بكسر وسكون (جمعا بنقل يدرى) كولدة جمع ولد ولا يتأتّي جمعا قياسا .
وفعل لاسم
رباعي بمدّ
|
|
قد زيد قبل
لام إعلالا فقد
|
ما لم يضاعف
في الأعمّ ذو الألف
|
|
وفعل جمعا
لفعلة عرف
|
ونحو كبري
ولفعلة فعل
|
|
وقد يجىء
جمعه علي فعل
|
__________________
في نحو رام
ذو اطّراد فعلة
|
|
وشاع نحو
كامل وكملة
|
(وفعل) بضمّتين جمع (لاسم رباعي
بمدّ قد زيد) ثالثا (قبل لام إعلالا) به (فقد ما) دام (لم يضاعف في الأعمّ) الأغلب (ذو الألف) ككتب وسرر وعمد جمع كتاب وسرير وعمود ، فإن اعتلّ
اللّام أو ضوعف ذو الألف فله «أفعلة» كما سبق ، ومن مقابل الأعمّ «عنن» جمع عنان .
(وفعل) بضمّة
ففتحة (جمعا لفعلة) بالضّم (عرف) كغرف وغرفة (و) لفعلى بالضّمّ (نحو كبرى) وكبر (ولفعلة)
بالكسر فالسّكون (فعل) بكسرة ففتحة كسدرة وسدر.
(وقد يجىء جمعه)
أي فعلة (علي فعل) بضمّة ففتحة كلحية ولحي (فى) وصف لمذكّر عاقل على وزن فاعل
معتلّ اللّام (نحو رام) وقاض (ذو اطّراد فعلة) بضمّة ففتحة كرماة وقضاة .
(وشاع) في كلّ
وصف لمذكّر عاقل على فاعل صحيح اللّام «فعلة» بفتحتين (نحو كامل وكملة).
فعلي لوصف
كقتيل وزمن
|
|
وهالك وميّت
به قمن
|
(فعلى) بفتحة فسكون جمع (لوصف) على
فعيل بمعنى مفعول (كقتيل) وقتلى.
__________________
(و) كلّ من «فعل»
نحو (زمن) وزمني (و) فاعل نحو (هالك) وهلكي (و) فيعل نحو (ميّت) وموتى ، وكذا أفعل
نحو أحمق وحمقي وفعلان نحو سكران وسكري (به) أي بفعلي (قمن) أي حقيق إلحاقا.
لفعل اسما
صحّ لاما فعلة
|
|
والوضع في
فعل وفعل قلّلة
|
(لفعل) بضمّة فسكون حالكونه (اسما
صحّ لاما) وإن اعتلّ عينا جمعا (فعلة) بكسرة ففتحة كدبّ ودببة وكوز وكوزة (والوضع) العربي (في فعل) بفتحة فسكون (وفعل) بكسرة فسكون (قلّله) كغرد وغردة وقرد وقردة.
وفعل لفاعل
وفاعلة
|
|
وصفين نحو
عاذل وعاذلة
|
(وفعل) بضمّة ففتحة وتشديد العين
جمع (لفاعل وفاعلة) حال كونهما (وصفين) صحيحي اللّام (نحو عاذل) وعذّل (وعاذلة)
وعذّل.
ومثله
الفعّال فيما ذكّرا
|
|
وذان في
المعلّ لاما ندرا
|
فعل وفعلة
فعال لهما
|
|
وقلّ فيما
عينه اليا منهما
|
(ومثله) أي فعّل فيما سبق (الفعّال) بضبطه بزيادة ألف (فيما ذكّرا) بتشديد
__________________
الكاف كتاجر وتجّار ، وندر فيما أنّث كصادّة وصدّاد (وذان) الوزنان (في المعتلّ لاما) منهما (ندرا) كغاز وغزّي وغزّاء.
و (فعل وفعلة) بفتحة
فسكون في كليهما (فعال) بكسرة جمع (لهما) مطلقا ككعب وكعاب ، وصعب وصعاب ، ونعجة ونعاج (و) لكن (قلّ فيما عينه) أو فاؤه كما في الكافية (الياء منهما) كضيف وضياف ويعر ويعار .
وفعل أيضا له
فعال
|
|
ما لم يكن في
لامه اعتلال
|
أو يك مضعفا
ومثل فعل
|
|
ذو التّا
وفعل مع فعل فاقبل
|
(وفعل) بفتحتين (أيضا له فعال)
بكسرة جمعا (ما) دام (لم يكن في لامه اعتلال أو) لم (يك) لامه (مضعفا) نحو جمل
وجمال ، بخلاف ما إذا كان كذلك كرحي وطلل.
(ومثل فعل)
فيما ذكر (ذو التّاء) أي : فعلة كرقبة ورقاب (وفعل) بضمّة فسكون (مع فعل) بكسرة
فسكون لهما فعال (فاقبل) كرمح ورماح وذئب وذئاب ، وشرط في الكافية للأوّل أن لا يكون واويّ العين كحوت ولا يائي اللّام كمدى.
__________________
وفي فعيل وصف
فاعل ورد
|
|
كذاك في
أنثاه أيضا اطّرد
|
(وفي فعيل وصف فاعل ورد) فعال أيضا جمعا (كذاك في أنثاه) فعيلة (أيضا اطّرد)
كظراف جمع ظريف وظريفة.
وشاع في وصف
علي فعلانا
|
|
أو انثييه أو
علي فعلانا
|
ومثله فعلانة
وألزمه في
|
|
نحو طويل
وطويلة تفي
|
(وشاع) فعال أيضا (فى) كلّ (وصف
على فعلانا) بفتحة فسكون (أو أنثييه) وهما فعلي وفعلانة (أو على فعلانا) بضمّة
فسكون (ومثله) أنثاه (فعلانة) كغضاب وندام وخماص في جمع غضبان وغضبي وندمان
وندمانة وخمصان وخمصانة (وألزمه) أي فعالا (في فعيل) وأنثاه إذا كانا واويّ العين
صحيحي اللّام (نحو طويل وطويلة) فقل في جمعهما طوال (تفي) بما استعملته العرب.
وبفعول فعل
نحو كبد
|
|
يخصّ غالبا
كذاك يطّرد
|
في فعل اسما
مطلق الفا وفعل
|
|
له وللفعال
فعلان حصل
|
(وبفعول) بضمّتين (فعل) بفتحة
فكسرة (نحو كبد يخصّ غالبا) فلا يجمع على غيره ككبود ، ومن النّادر أكباد (كذاك يطّرد) فعول جمعا (في
فعل) حال كونه (اسما مطلق الفاء) أي مثّلثها مسكّن العين ككعب وكعوب ، وضرس وضروس
، وجند وجنود ، وشرط في الكافية لمضمومها أن لا يضاعف كخفّ ولا يعلّ كحوت
__________________
ومدي.
(وفعل) بفتحتين
مفرد (له) أي لفعول أيضا سماعا كأسد وأسود (وللفعال) بالضّمّ والتّخفيف (فعلان)
بكسرة فسكون (حصل) جمعا كغراب وغربان.
وشاع في حوت
وقاع مع ما
|
|
ضاها هما
وقلّ في غيرهما
|
(وشاع) فعلان (فى) فعل بالضّم وفعل
بالفتح معتلّ العين نحو (حوت) وحيتان (وقاع) وقيعان (مع ما ضاهاهما) ككوز وكيزان وتاج وتيجان (وقلّ في غيرهما) كغزال وغزلان.
وفعلا اسما
وفعيلا وفعل
|
|
غير معلّ
العين فعلان شمل
|
(وفعلا) بفتحة فسكون حال كونه (اسما
وفعيلا وفعل) بفتحتين حال كونه (غير معلّ العين فعلان) بضمّة فسكون لهذه
الثّلاثة (شمل) جمعا كظهر وظهران ورغيف ورغفان وجذع وجذعان.
ولكريم وبخيل
فعلا
|
|
كذا لما
ضاهاهما قد جعلا
|
(ولكريم وبخيل) وكلّ صفة مذكّر
عاقل على فعيل بمعنى فاعل غير مضعّف ولا
__________________
معتلّ اللّام (فعلا) بضمّة ففتحة ككرماء وبخلاء (وكذا لماضاها هما) أي
شابههما في الدّلالة على معنى ، كالغريزة (قد جعلا) كعاقل وعقلاء ، وشاعر وشعراء.
وناب عنه
أفعلاء في المعلّ
|
|
لاما ومضعف
وغير ذاك قلّ
|
(وناب عنه) أي عن فعلاء (أفعلا)
بكسر ثالثه (فى) الوصف المذكور (المعلّ لاما) كوليّ وأولياء (و) في (مضعف) منه كشديد وأشدّاء (وغير ذاك) المذكور (قّلّ) كتقي وتقواء ، ونصيب وأنصباء.
فواعل لفوعل
وفاعل
|
|
وفاعلاء مع
نحو كاهل
|
(فواعل) بكسر العين جمع (لفوعل)
نحو جوهر وجواهر (وفاعل) بفتح ثالثه كطابع وطوابع (وفاعلاء) بكسرة كقاصعاء وقواصع (مع) فاعل بكسرة
(نحو كاهل) وكواهل.
__________________
وحائض وصاهل
وفاعلة
|
|
وشذّ في
الفارس مع ما ماثلة
|
(و) فاعل صفة المؤنّث نحو (حائض)
وحوائض (و) صفة ما لا يعقل نحو (صاهل) وصواهل (وفاعلة) مطلقا نحو فاطمة وفواطم وصاحبة وصواحب (وشذّ في) صفة المذكّر
العاقل نحو (الفارس) والفوارس (مع ما ماثله) كسابق وسوابق.
وبفعائل
اجمعن فعالة
|
|
وشبهه ذا تاء
أو مزالة
|
(وبفعائل) بفتح الفاء (اجمعن فعالة)
مثلّث الفاء (وشبهه) ممّا هو رباعي مؤنّث ثالثه مدّة ، سواء كانت ألفا أو
ياء أو واوا ، وسواء كان (ذا تاء أو) التّاء (مزالة) منه ، كسحابة وسحائب وشمال وشمائل ورسالة ورسائل وعقاب وعقائب وصحيفة وصحائف وسعيد ـ علما لامرأة ـ وسعائد. وحلوبة
__________________
وحلائب وطلوبة وطلائب وعجوز وعجائز.
وبالفعالي
والفعالي جمعا
|
|
صحراء
والعذراء والقيس اتبعا
|
(وبالفعالي) بكسر اللّام (والفعالى)
بفتحها ، والفاء مفتوحة فيهما (جمعا) فعلاء اسما كان أو صفة نحو (صحراء) وصحاري وصحاري (والعذراء) والعذاري والعذاري (والقيس) أي القياس ، وهما مصدران
لقاس (اتبعا) في ذلك ولا تقتصر علي السّماع.
واجعل فعالي
لغير ذي نسب
|
|
جدّد كالكرسي
تتبع العرب
|
(واجعل فعالىّ) بفتحتين وكسر
اللّام وتشديد الياء جمعا (لغير ذي نسب جدّد) من كلّ ثلاثي آخره ياء مشدّدة (كالكرسيّ) والكراسيّ ،
بخلاف بصري فلا تقول فيه بصاري (تتبع العرب) في استعمالهم.
وبفعالل
وشبهه انطقا
|
|
في جمع ما
فوق الثّلاثة ارتقى
|
من غير ما
مضي ومن خماسي
|
|
جرّد الآخر
انف بالقياس
|
(وبفعالل) بفتحتين وكسر اللّام
الأولي (وشبهه) كأفاعل (انطقا في جمع ما فوق
__________________
الثّلاثة ارتقي من غير ما مضى) فقل في جعفر جعافر وفي أفضل أفاضل (ومن خماسيّ جرّد الآخر انف) أي احذف إذا جمعته (بالقياس) فقل في سفرجل سفارج.
والرّابع
الشّبيه بالمزيد قد
|
|
يحذف دون ما
به تمّ العدد
|
(والرّابع) منه (الشّبيه بالمزيد) في كونه أحد حروف الزّيادة (قد يحذف دون ما به تمّ العدد) وهو الآخر كقولك في حذف خدرنق خدارق ، لكنّ
الأجود حذف الآخر نحو خدارن.
وزائد العادي
الرّباعي احذفه ما
|
|
لم يك لينا
إثره اللّذ ختما
|
(وزائد العادى) أي المجاوز (الرّباعىّ)
وهو الخماسيّ (احذفه) أي الزائد منه (ما) دام (لم يك لينا إثره) أي بعده الحرف (اللّذ
ختما) الكلمة ، أي آخرها فقل في سبطري سباطر وفي فدوكس فداكس ، بخلاف ما إذا كان لينا قبل الآخر نحو عصفور وقنديل
وقرطاس فلا يحذف .
__________________
والسّين
والتّامن كمستدع أزل
|
|
إذ ببنا
الجمع بقاهما مخلّ
|
والميم أولي
من سواه بالبقا
|
|
والهمز
والياء مثله إن سبقا
|
(والسّين والتّاء من كمستدع أزل إذ
ببنا الجمع بقاهما مخلّ) فقل فيه مداع (والميم) من كمستدع (أولى من سواه بالبقا)
لمزيّته على غيره باختصاص زيادته بالأسماء .
(والهمز والياء
مثله) أي الميم في الأولويّة بالبقاء (إن سبقا) غيرهما من الحروف ، بأن كانا في أوّل الكلمة لكونهما موضع ما يدلّ على معني فيقال في «ألندد ويلندد» «ألادّ ويلادّ».
والياء لا
الواو احذف أن جمعت ما
|
|
كحيزبون فهو
حكم حتما
|
(والياء لا الواو احذف إن جمعت ما
كحيزبون) وهي الدّاهية ، لمزيّة الواو بإغناء حذف الياء عن حذفها ، بخلاف العكس فأبقها واقلبها ياء لانكسار ما قبلها وقل
__________________
فيه «حزابين» (فهو حكم حتما).
وخيّروا في
زائدي سرندى
|
|
وكلّ ما
ضاهاه كالعلندى
|
(وخيّروا) الحاذف (في) حذف ما أراد
من (زائدي سرندى) وهما نونه وألفه لتكافئهما . فإن شاء يقول «سراند» أو «سراد» ومعناه الشّديد (وكلّ
ما ضاهاه كالعلندى) وهو البعير الضّخم ، فإن شاء يقول «علاند» و
«وعلاد» .
__________________
هذا باب التصغير
فعيلا اجعل
الثّلاثي إذا
|
|
صغّرته نحو
قذي في قذى
|
عبّر به سيبويه
وبالتّحقير ، وهو تفنّن .
(فعيلا) بضمّة
ففتحة فياء ساكنة (اجعل الثّلاثيّ إذا صغّرته نحو قذيّ) في تصغير (قذى) وهو ما
يسقط في العين والشّراب .
فعيعل مع
فعيعيل لما
|
|
فاق كجعل
درهم دريهما
|
(فعيعل) بضبط الوزن قبله بزيادة
عين مكسورة (مع فعيعيل) بضبط الوزن قبله بزيادة ياء ساكنة اجعلا (لما فاق)
الثّلاثي (كجعل درهم دريهما) وجعل قنديل قنيديل.
وما به
لمنتهي الجمع وصل
|
|
به إلي أمثلة
التّصغير صل
|
(وما به لمنتهي الجمع وصل) من
الحذف السّابق (به إلى أمثلة التّصغير صل)
__________________
فقل في «سفرجل وخدرنق وسبطري ومستدع وألندد ويلندد وحيزبون وسرندى» : سفيرج وخديرق
أو خديرن وسبيطر ومديع وأليدو يليدو حزيبين وسريند سريد».
وجائز تعويض
يا قبل الطّرف
|
|
إن كان بعض
الاسم فيهما انحذف
|
(وجائز تعويض ياء) ساكنة (قبل الطّرف إن كان بعض الاسم فيهما) أي في التّصغير والتّكسير (انحذف)
فيقال في سفرجل سفاريج وسفيريج .
وحائد عن
القياس كلّ ما
|
|
خالف في
البابين حكما رسما
|
(وحائد) أي مائل خارج (عن القياس
كلّ ما خالف في البابين) أي بابي التّكسير والتّصغير (حكما رسما) كتكسير حديث على أحاديث ، وتصغير مغرب على مغيربان .
لتلويا
التّصغير من قبل علم
|
|
تأنيث أو
مدّته الفتح انحتم
|
كذاك ما مدّة
أفعال سبق
|
|
أو مدّ سكران
وما به التحق
|
(لتلو) أي للحرف الّذي بعد (يا التّصغير)
إذا كان (من قبل علم) أي علامة
__________________
(تأنيث) كتائه (أو مدّته الفتح انحتم) كفطيمة وحبيلي وحميراء (كذاك) أي كالتّالي ياء التّصغير السّابق في وجوب فتحه (ما) أي الحرف الّذي
(مدّة أفعال) أي ألفه (سبق) كأجيمال (أو) الّذي سبق (مدّسكران وما به التحق) من عثمان ونحوه كسكيران وعثيمان.
وألف
التّأنيث حيث مدّا
|
|
وتاؤه
منفصلين عدّا
|
كذا المزيد
آخرا للنّسب
|
|
وعجز المضاف
والمركّب
|
(وألف التّأنيث حيث مدّا وتاؤه
منفصلين عدّا) فلا يحذفان للتّصغير وإن حذفا للتّكسير كقولك في «قرفصاء
وسفرجلة» : «قريفصاء وسفيرجة» (كذا) الياء (المزيد آخرا للنّسب) عدّ منفصلا فلا
يحذف كقولك في عبقري عبيقري (و) كذا (عجز المضاف) كقولك في «امري القيس» : «أميري
القيس» (و) كذا عجز (المركّب) تركيب مزج كقولك في «بعلبك» «بعيلبك».
وهكذا زيادتا
فعلانا
|
|
من بعد أربع
كزعفرانا
|
__________________
(وهكذا زيادتا
فعلانا) وهما الألف والنّون عدّا منفصلين فلا يحذفان إذا كانا (من بعد أربع
كزعفرانا) فيقال فيه زعيفران.
وقدّر انفصال
ما دلّ على
|
|
تثنية أو جمع
تصحيح جلا
|
(وقدّر) أيضا (انفصال ما دلّ علي
تثنية أو جمع تصحيح جلا) بالجيم ، أي دلّ عليه من العلامة فلا تحذفه كقولك في «جداران وظريفون وظريفات
أعلاما » : «جديران وظريفون وظريفات».
وألف
التّأنيث ذو القصر متى
|
|
زاد علي
أربعة لن يثبتا
|
(وألف التانيث ذو القصر متى زاد
على أربعة) ولم يسبقه مدّة (لن يثبتا) بل يحذف كقولك في «قرقري ولغّيزى» : «قريقر ولغّيّز ».
وعند تصغير
حباري خيّر
|
|
بين الحبيري
فادرو الحبيّر
|
(وعند تصغير) ما فيه ألف مقصوره
قبلها مدّة نحو (حبارى خيّر بين) حذف المدّة فيقال (الحبيرى فادر) ذلك (و) بين حذف ألف التّأنيث
فيقال (الحبيّر) .
واردد لأصل
ثانيا لينا قلب
|
|
فقيمة صيّر
قويمة تصب
|
__________________
(واردد لأصل)
حرفا (ثانيا) إذا كان (لينا قلب) عن لين (فقيمة) بالياء (صيّر) إذا صغّرتها (قويمة)
بالواو ردّا إلي الأصل (تصب).
وشذّ في عيد
عييد وحتم
|
|
للجمع من ذا
ما لتصغير علم
|
(وشذّ فى) تصغير (عيد عييد) إذ كان
الأصل عويدا لأنّه من العود. وخرج بقيد اللّين ثاني متّعد وبالقلب عنه ثاني أيمّه وما يأتي في البيت بعده.
(وحتم للجمع)
المكسّر المفتوح الأوّل (من ذا) الرّدّ (ما لتصغير علم) فيقال في تكسير ميزان موازين بقلب الياء واوا ، وفي تكسير عيد أعياد بإثباتها
شذوذا ، ولا ردّ فيما لا يتغيّر فيه الأوّل كقيم في قيمة.
والألف
الثّاني المزيد يجعل
|
|
واوا كذا ما
الأصل فيه يجهل
|
__________________
(والألف
الثّاني المزيد يجعل) بالقلب (واوا) كهويبيل في هابيل (كذا) يقلب واوا (ما الأصل
فيه يجهل) كعويج في عاج
وكمّل
المنقوص في التّصغير ما
|
|
لم يحو غير
التّاء ثالثا كما
|
(وكمّل المنقوص) أي المحذوف بعضه (في
التّصغير) بردّ ما حذف منه (ما) دام (لم يحو غير التّاء ثالثا كما) علما فقل فيها : «مويّ» وكشفة فقل فيها : «شفيهة» بخلاف ما إذا حوى ثلاثة غير التّاء فلا تكمل ، كجويه في
جاه.
ومن بترخيم
يصغّر اكتفى
|
|
بالأصل
كالعطيف يعني المعطفا
|
(ومن بترخيم يصغّر اكتفي بالأصل) وحذف الزّائد لأنّه حقيقته وألحق به تاء التّأنيث إذا كان مؤنّثا ثلاثيّا (كالعطيف
يعني المعطفا) وكحميد في
__________________
«حامد وحمدان وحمّاد ومحمود وأحمد» و «سويدة» في «سوداء» و «قريطس» في «قرطاس».
فرع : حكي
سيبويه في تصغير إبراهيم وإسماعيل بريها وسميعا بحذف الهمزة منهما والألف والياء
وحذف ميم إبراهيم ولام إسماعيل. قال في شرح الكافية : ولا يقاس عليهما.
واختم بتا
التّأنيث ما صغّرت من
|
|
مؤنّث عار
ثلاثي كسنّ
|
ما لم يكن
بالتّا يري ذا لبس
|
|
كشجر وبقر
وخمس
|
(واختم بتا التّأنيث ما صغّرت من
مؤنّث) معني (عار) عنها لفظا (ثلاثيّ كسنّ) فقل فيها سنينة ، ويد فقل فيها يديّة (ما) دام (لم يكن بالتّاء يري ذا لبس) فإن كان (كشجر وبقر وخمس) الّتي من ألفاظ عدد المؤنّث فلا تلحقه ، إذ يلتبس الأوّلان بالمفرد والثّالث بعدد المذكّر .
وشذّ ترك دون
لبس وندر
|
|
لحاق تا فيما
ثلاثيّا كثر
|
__________________
(وشذّ ترك)
التّاء (دون لبس) كقولهم في «قوس» «قويس» (وندر إلحاق تا فيما ثلاثيّا كثر) بفتح الثّاء المثلّثة ، أي زاد عليه
كقولهم في وراء وقدّام : وريّئة وقد يديمة.
وصغّروا
شذوذا الّذي الّتي
|
|
وذا مع
الفروع منها تاوتي
|
(وصغّروا) من المبنيّات (شذوذا
الّذي) و (الّتي) وتثنيتهما وجمعهما كما في شرح الكافية (وذا مع الفروع منها تاوتى)
وتثنيتهما وجمعهما ، وخالفوا بها تصغير المعرب في إبقاء أوّلها على حركته الأصليّة
والتّعويض من ضمّه ألفا مزيدة في آخرها ، فقالوا : اللّذيّا واللتيّا واللّذيّون واللّويّون واللّويّتا واللّتيّات وذيّا وتيّا وذيّان وتيّان ، ومنع ابن هشام تصغير «تى» استغناء بتاء واللاء
واللائي
__________________
استغناء باللّتيّات واتّفقوا على منع تصغير ذي للالتباس .
خاتمة : يصغّر أيضا من غير المتمكّن شذوذا أفعل في التّعجّب
نحو «ما أحيسنه» والمركّب تركيب مزج كما سبق .
__________________
هذا باب النسب
ياء كيا
الكرسي زادوا للنّسب
|
|
وكلّ ما تليه
كسره وجب
|
(ياء) مشدّدة (كيا الكرسي زادوا)
في آخر الاسم (للنّسب وكلّ ما تليه كسره وجب) كقولهم في النّسب إلى أحمد «أحمديّ»
ومثله ممّا
حواه احذف وتاء
|
|
تأنيث او
مدّته لا تثبتا
|
(ومثله) أي مثل ياء النّسب إمّا في
التّشديد أو في كونها للنّسب (ممّا حواه احذف) إذا كان قبله ثلاثة أحرف ، فقل في النّسب إلى «كرسي
وشافعيّ» : «كرسيّ وشافعيّ» ولم أر من تعرّض لجواز شفعويّ قياسا على مرمويّ ، وإن كان بعض الفقهاء استعمله ، وهو
حسن للّبس فإن كان قبله حرفان كعليّ جاز الحذف والقلب
__________________
كعلويّ أو حرف [واحد] فسيأتي إن شاء الله تعالى في قوله : «ونحو حي فتح
ثانيه يجب».
(وتا تأنيث أو
مدّته) أي ألفه (لا تثبتا) بل احذفها فقل في النّسبة إلى مكّة «مكّيّ» وقول
العامّة في خليفة «خليفتيّ» لحن من وجهين .
وإن تكن تربع
ذا ثان سكن
|
|
فقلبها واوا
وحذفها حسن
|
(وإن تكن) مدّة التّأنيث (تربع) أي
تقع رابعة في اسم أتى (ذا ثان سكن فقلبها واوا) مباشرة للّام أو مفصولة بألف (وحذفها) أي كلّ منهما (حسن) لكنّ
المختار : الثّاني كقولك في حبلى حبليّ وحبلويّ وحبلاويّ ويجب الحذف إذا كانت [المدّة] خامسة فصاعدا كما سيأتي ،
أو رابعة متحرّكا ثانيّ ما هي فيه كقولك في «حباري وجمزى» : «حباري وجمزيّ».
لشبهها
الملحق والأصلي ما
|
|
لها وللأصلي
قلب يعتمى
|
(لشبهها) أي مدّة التّأنيث وهو (الملحق والأصليّ) عطف على لشبهها
__________________
الخبر المتقدّم على مبتدئه ، وهو (ما لها) أي لمدّة التّأنيث من حذف وقلب (و) لكن (للأصليّ قلب يعتمى) أي
يختار ، وكذا الملحق كقولهم في «أرطي وملهى» : «أرطي وأرطوي وملهي وملهويّ» .
والألف الجائز
أربعا أزل
|
|
كذاك يا
المنقوص خامسا عزل
|
(والألف الجايز) أي المتعدّي (أربعا
أزل) كما تقدّم (كذاك يا المنقوص) إذا وقع (خامسا عزل) بمعني حذف ، كقولك في «المقتدي» «مقتدي»
.
والحذف في
اليا رابعا أحقّ من
|
|
قلب وحتم قلب
ثالث يعنّ
|
(والحذف في اليا) أي ياء المنقوص
إذا وقع (رابعا أحقّ من قلب) كقولك في «القاضي» «قاضيّ» ويجوز القلب كقولك قاضويّ (وحتم
قلب) ألف وياء (ثالث يعنّ) كقولك في الفتي والعمي فتوي وعمويّ.
__________________
وأول ذا
القلب انفتاحا وفعل
|
|
وفعل عينهما
افتح وفعل
|
(وأول ذا القلب) حيث قلنا به (انفتاحا وفعل) بفتح أوّله وكسر الثّاني منه ومن الآتيين (وفعل) بضمّ أوّله (عينهما افتح) عند النّسب بقلب الكسرة فتحة (و) كذا (فعل)
بكسر أوّله اقلب كسرة عينه فتحة عند النّسب فقل في نمر ودئل وإبل نمريّ ودئلي
وإبليّ .
وقيل في
المرمي مرمويّ
|
|
واختير في
استعمالهم مرميّ
|
ونحو حي فتح
ثانيه يجب
|
|
واردده واوا
إن يكن عنه قلب
|
(وقيل فى) النّسب إلى ما في آخره ياءان
ثانيهما أصليّة ، نحو (المرمي مرمويّ) بحذف أوّل اليائين وقلب ثانيهما واوا بعد فتحة العين (واختير في استعمالهم مرمىّ) بحذف اليائين ، والأوّل أحسن لأمن اللّبس .
(و) كلّ ما في
آخره ياء مشدّدة ، قبلها حرف [واحد] (نحو حيّ فتح ثانيه) عند
__________________
النّسب (يجب) من غير تغيير له إن لم يكن منقلبا عن واو نحو حيويّ.
(واردده واوا
إن يكن عنه قلب) كطي فقل طوويّ وثالثه تقلبه واوا مطلقا فقل فيه حيويّ.
وعلم
التّثنية احذف للنّسب
|
|
ومثل ذا في
جمع تصحيح وجب
|
(وعلم التّثنية أحذف للنّسب ومثل ذا في جمع تصحيح وجب) فتحذف علمه ،
كقولك في زيدان وزيدون علمين زيديّ. نعم من أجري زيدان علما مجري سلمان قال زيدانيّ ومن أجري زيدين علما مجري غسلين قال زيدينيّ ومن أجراه مجري عريون وألزمه الواو وفتح النّون قال زيدونيّ.
وثالث من نحو
طيّب حذف
|
|
وشذّ طائي
مقولا بالألف
|
(وثالث من نحو طيّب حذف) عند النّسب فقل
__________________
طيبي بسكون الياء (و) لكن (شذّ) من هذا (طائيّ) المنسوب إلى طي إذ قياسه طيئيّ ، لكنّه أتي (مقولا بالألف) المقلوبة عن الياء السّاكنة ،
وخرج بنحو طيّب هبيّخ ومهيّيم فلا تحذف ياؤهما لأنّها في طيّب مكسورة موصولة بما قبل الآخر ، فأورثت ثقلا
بخلافها في هبيّخ لفتحها وفي مهيّيم لانفصالها.
وفعلي في
فعيلة التزم
|
|
وفعلي في
فعيلة حتم
|
(وفعلىّ) بفتحتين (فى) النّسب (إلى
فعيلة) بفتح أوّله وكسر ثانيه الصّحيح العين غير المضاعف (التزم) فقل في حنيفة «حنفيّ»
(وفعليّ) بضمّة ففتحة (في) النّسب (إلى فعيلة) كذلك (حتم) فقل في جهينة «جهنيّ».
وألحقوا معلّ
لام عريا
|
|
من المثالين
بما التّا اؤليا
|
__________________
(وألحقوا معلّ
لام عريا) من التّاء (من المثالين) المذكورين (بما التّا أؤليا) منهما فقالوا في عدي وقصيّ عدويّ وقصويّ كما قالوا في ضريّة وأميّة ضرويّ وأمويّ بخلاف صحيح اللّام منهما فلا تحذف منه الياء فيقال في عقيل وعقيل عقيليّ
وعقيليّ.
وتمّموا ما
كان كالطّويلة
|
|
وهكذا ما كان
كالجليلة
|
(وتمّموا ما كان) على فعيلة بفتح الفاء وهو معتلّ العين (كالطّويلة)
فقالوا فيه طويليّ (وهكذا) تمّموا (ما كان) على هذا الوزن وهو مضاعف (كالجليلة)
فقالوا فيها جليليّ ، وتمّموا أيضا على فعيلة وهو مضاعف كقليلة .
وهمز ذي مدّ
ينال في النّسب
|
|
ما كان في
تثنية له انتسب
|
(وهمز ذي مدّ ينال) أي يعطي (في
النّسب ما كان في تثنية له انتسب) فيقال
__________________
في قرّاء وصحراء وكساء وعلباء : قرّائيّ وصحراويّ وكسائيّ وكساويّ وعلبائيّ
وعلباويّ
وانسب لصدر
جملة وصدرما
|
|
ركّب مزجا
ولثان تمّما
|
إضافة مبدوّة
بابن أو أب
|
|
أو ما له
التّعريف بالثّاني وجب
|
(وانسب لصدر جملة) إسناديّة فقل في تأبّط شرّا تأبّطيّ (وصدر ما ركّب مزجا) فقل في
بعلبك بعلي (و) انسب (لثان تمّما إضافة) إمّا (مبدوّة بابن أو أب) أم أمّ كعمريّ وبكريّ
وكلثوميّ في ابن عمر وأبي بكر وأمّ كلثوم (أو) أوّلها (ما له التّعريف بالثّاني وجب) بأن كانت إضافته معنويّة كزيديّ في غلام زيد
، وعندي في هذا القسم نظر لأجل اللّبس وفي القسم الأوّل بحث ، هل يلحق بما ذكر
__________________
المبدوّة ببنت كما قلنا بأنّه كنية ولم أر من ذكره .
فيما سوي هذا
انسبن للأوّل
|
|
ما لم يخف
لبس كعبد الأشهل
|
(فيما سوي هذا) المقرّر كالّذي ليس
مصدرا بما عرّف بالثّاني ، ولا بكنية كما في شرح الكافية وهو يقوّي بحثي إلّا أن يمنع أنّه كنية (انسبن للأوّل) واحذف الثّاني (ما) دام (لم يخف لبس) فقل في امري القيس «امرئيّ»
، فإن خيف فاحذف الأوّل وانسب للثّاني (كعبد الأشهل) فقل فيه أشهليّ ، وهذا يعضد نظري في القسم السّابق.
واجبر بردّ
اللّام ما منه حذف
|
|
جوازا ان لم
يك ردّه ألف
|
في جمعي
التّصحيح أو في التّثنية
|
|
وحقّ مجبور
بهذا توفية
|
(واجبر بردّ اللّام ما منه حذف) عند النّسب (جوازا إن لم يك ردّه ألف في
جمعي التّصحيح أو في التّثنية) فقل في غد غدوي وإن شئت غدي (وحقّ مجبور)
__________________
بالرّدّ (بهذا) أي بجمعي التّصحيح أو بالتّثنية (توفية) له بالرّدّ بالنّسب حتما
فيقال في أخ وعضة «أخويّ وعضويّ» ليس غير .
وبأخ أختا
وبابن بنتا
|
|
ألحق ويونس
أبي حذف التّا
|
(وبأخ أختا) ألحق فقل فيها بعد حذف تائها أخويّ (وبابن بنتا ألحق) فقل
فيها بعد حذف تائها بنويّ كما تقول ذلك في ابن بعد حذف همزته. هذا مذهب سيبويه والخليل (ويونس) بن حبيب الظّبييء اولاء من البصريّين (أبي حذف التّاء) منهما فقال أختيّ وبنتيّ
، وهو الّذي أميل إليه لأجل اللّبس .
__________________
وضاعف
الثّاني من ثنائي
|
|
ثانيه ذو لين
كلا ولائي
|
(وضاعف الثّاني) وجوبا (من ثنائي
ثانيه ذو لين) عند النّسب إليه ثمّ إن كان ألفا قلب المضاعف همزة ويجوز قلبها واوا (كلا ولائيّ)
ولاويّ وفي وفيويّ ولو ولوويّ أعلاما ، أمّا الّذي ثانيه صحيح فيجوز فيه التّضعيف وعدمه ككم وكمميّ وكميّ.
وإن يكن كشية
ما الفا عدم
|
|
فجبره وفتح
عينه التزم
|
(وإن يكن كشية) في اعتلال اللّام (ما
الفاء عدم فجبره) عند النّسب إليه بردّ الفاء (وفتح عينه التزم)
عند سيبويه فيقال فيه وشويّ وأجاز الأخفش السّكون فقال «وشييّ» أمّا غير المعلّ اللّام منه فلا يجبر ، كقولك في عده عديّ .
والواحد اذكر
ناسبا للجمع
|
|
إن لم يشابه
واحدا بالوضع
|
__________________
(والواحد اذكر
ناسبا للجمع إن لم يشابه واحدا بالوضع) أي بوضعه علما فقل في «فرائض» «فرضيّ» ، بخلاف ما إذا شابهه ـ بأن وضع علما ـ فيقال في أنمار أنماريّ وفي الأنصار أنصاريّ.
ومع فاعل
وفعّال فعل
|
|
في نسب أغني
عن اليا فقبل
|
(ومع فاعل وفعّال) بفتحة فتشديد (فعل)
بفتحة فكسرة (في نسب أغني عن الياء) السّابقة (فقبل) إذ ورد كقولهم لابن وتمّار وطعم أي صاحب لبن وتمر وطعم ، وليس في هذين الوزنين معني المبالغة الموضوعين له ، وخرّج
__________________
عليه قوله تعالى : (وَما رَبُّكَ
بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) أي بذي ظلم.
وغير ما
أسلفته مقرّرا
|
|
علي الّذي
ينقل منه اقتصرا
|
(وغير ما أسلفته) من القواعد (مقرّرا
على الّذي ينقل منه) عن العرب (اقتصرا) ولا تقس عليه كقولهم في الدّهر دهريّ وفي أميّة أموىّ وفي البصرة بالفتح بصريّ بالكسرة ، وفيه نظر إذ الكسر لغة فيها ، وفي مرو مروزيّ وفي الرّيّ رازيّ وفي الخريف خرفيّ ولعظيم الرّقبة رقبانيّ .
__________________
هذا باب الوقف
تنوينا اثر
فتح اجعل ألفا
|
|
وقفا وتلو
غير فتح احذفا
|
(تنوينا اثر فتح) في معرب أو مبني (اجعل
ألفا وقفا) كرأيت زيدا وأيها (و) تنوينا (تلو غير فتح) وهو الضّمّ والكسر (احذفا) وقفا كجاء زيد ومررت
بزيد .
واحذف لوقف
في سوي اضطرار
|
|
صلة غير
الفتح في الإضمار
|
(واحذف لوقف في سوى اضطرار صلة غير
الفتح فى الإضمار) أي الحرف الّذي ينشأ في اللّفظ عن إشباع الحركة في
الضّمير وهو في غير الفتح وهو الضّمّ والكسر والواو والياء كرأيته ومررت به ،
وأثبت صلة الفتح وهي الألف كرأيتها ، أمّا في الضّرورة فيجوز إثبات الجميع.
__________________
وأشبهت إذا
منوّنا نصب
|
|
فألفا في
الوقف نونها قلب
|
(وأشبهت إذا منوّنا نصب فألفا في الوقف نونها قلب) وبه قرأ السّبعة واختار ابن عصفور تبعا لبعضهم أنّ الوقف عليها بالنّون
، وهو الّذي أميل إليه فرارا من الالتباس والقراءة سنّة متّبعة .
وحذف يا
المنقوص ذي التّنوين ما
|
|
لم ينصب أولي
من ثبوت فاعلما
|
(وحذف يا المنقوص ذي التّنوين) عند الوقف (ما) دام (لم ينصب أولى من ثبوت) لها (فاعلما)
كقراءة السّتّة (وَلِكُلِّ قَوْمٍ
هادٍ) و (ما لَهُمْ مِنْ
دُونِهِ مِنْ والٍ) ، وبإثبات الياء فيهما قراءة ابن كثير بخلاف المنصوب فإنّه يبدل تنوينه ألفا
إن كان منوّنا كقطعت واديا وتثبت ياؤه ساكنة إن
__________________
لم يكن كأجب الدّاعى ، وبخلاف غير المنوّن كما صرّح به بقوله :
وغير ذي
التّنوين بالعكس وفي
|
|
نحو مر لزوم
ردّ اليا اقتفي
|
(وغير ذي التّنوين) المرفوع
والمجرور (بالعكس) فثبوت يائه أولي من حذفها (وفي) منقوص محذوف العين (نحو مر) اسم فاعل من أرئى أو محذوف الفاء كيف علما كما قال في شرح الكافية (لزوم ردّ الياء) عند
الوقف (اقتفي) لئلّا يكثر الحذف .
وغيرها
التّأنيث من محرّك
|
|
سكّنه أوقف
رائم التّحرّك
|
فصل : (وغيرها التّأنيث من محرّك سكّنه) عند الوقف وهو الأصل (أوقف
رائم التّحرّك) بأن تخفيّ الصوت بالحركة ضمّة كانت أو كسرة أو فتحة ،
وخصّه
__________________
الفرّاء تبعا للقرّاء بالأوّلين .
أو أشمم
الضّمّة أوقف مضعفا
|
|
ما ليس همزا
أو عليلا إن قفا
|
محرّكا
وحركات انقلا
|
|
لساكن تحريكه
لن يحظلا
|
(أو أشمم الضّمّة) فقط عند الوقف ،
بأن تشير إليها بشفتيك من غير تصويت (أو قف مضعفا) أي مشدّدا (ما) أي حرفا (ليس همزا أو عليلا إن قفا) أي تبع الحرف الموقوف عليه الموصوف بما ذكر حرفا (محرّكا) كهذا جعفر وهذا وعلّ بخلاف الهمز كخطأ والعليل كالقاضي ويخشي ويدعو والتّابع
ساكنا كعمرو (أو حركات انقلا) عند الوقف من الموقوف عليه (لساكن) قبله (تحريكه لن يحظلا) أي يمنع نحو (وَتَواصَوْا
بِالصَّبْرِ).
__________________
[أنا ابن ماويّة] إذ جدّ النّقر
|
|
[وجاءت الخيل وأثابي زمر]
|
ولا ينقل إلى
متحرّك كجعفر ولا ممتنع التّحريك إمّا لتعذّر كالإنسان أو استثقال كقضيب وخروف أو أداء إلى بناء لا نظير له كبشر مرفوعا وذهل مجرورا كما سيأتي.
ونقل فتح من
سوي المهموز لا
|
|
يراه بصري
وكوف نقلا
|
(ونقل فتح من سوي المهموز لا يراه)
نحوي (بصري) أمّا من المهموز كخبء فيراه (وكوف نقلا) الفتح من سوي
المهموز أيضا .
والنّقل ان
يعدم نظير ممتنع
|
|
وذاك في
المهموز ليس يمتنع
|
(والنّقل إن يعدم نظير) للاسم
حينئذ ـ بأن يكون المنقول ضمّة مسبوقة
__________________
بكسرة بالعكس (ممتنع) كما تقدّم (و) لكن (ذاك) النّقل (في المهموز) وإن أدّي إلى ما ذكر (ليس يمتنع) فيجوز في «ردء وكفء» «هذا ردء» و «مررت بكفء» .
ثمّ لمّا صدّر
في الضّابط اشتراط أن يكون الموقوف عليه غير هاء التّأنيث ليفعل فيه ما ذكر ، احتاج إلى بيان ما يفعل فيه إذا كان هاء ، فقال :
في الوقف تا
تأنيث الاسم ها جعل
|
|
إن لم يكن
بساكن صحّ وصل
|
(في الوقف تا تأنيث الاسم ها جعل
إن لم يكن بساكن صحّ وصل) كمسلمة وفتاة ، بخلاف ما إذا وصل به كبنت وأخت ، وبخلاف تاء تأنيث الفعل
__________________
كقامت ، وأمّا [تاء] تأنيث الحرف كثمّة وربّة فاختار في شرح الكافية جواز
ذلك فيها فيقال ربّه وثمّه قياسا على قولهم في لاة ، لاه .
وقلّ ذا في
جمع تصحيح وما
|
|
ضاها وغير
ذين بالعكس انتمى
|
(وقلّ ذا) أي جعل التّاء المذكورة
هاء في الوقف (في جمع تصحيح) للمؤنّث كقول بعضهم «دفن البنات من المكرماه» (و) في (ماضاها) ه كهيهات وأولاة ، وكثر في ذلك عدم الجعل المذكور (وغير ذين) أي جمع
التّصحيح وماضاهاه كغرفة وغلمة (بالعكس انتمى) فالكثير فيه جعل التّاء هاء والقليل عدم ذلك.
وقف بها
السّكت علي الفعل المعلّ
|
|
بحذف آخر
كأعط من سأل
|
فصل : (وقف بها
السّكت على الفعل المعلّ بحذف آخر كأعط من سأل) ولم يعط ، وقل في الوقف عليهما أعطه ولم
يعطه وذلك جائز.
وليس حتما في
سوي ماكع أو
|
|
كيع مجزوما
فراع مارعوا
|
وما في
الاستفهام إن جرّت حذف
|
|
ألفها واولها
الها إن تقف
|
وليس حتما في
سوي ما انخفضا
|
|
باسم كقولك
اقتضاء م اقتضى
|
(وليس حتما) في جميع المواضع (سوي
ما) إذا كان الفعل قد بقي على حرف واحد
__________________
(كع أو) حرفين أحدهما زائد (كيع) مجزوما . فإنّه واجب فيقال فيهما عه ولم يعه (فراع ما رعوا وما في الاستفهام إن جرّت حذف ألفها) وجوبا (وأولها الها إن
تقف) نحو :
يا أسديّا لم
أكلته لمه
|
|
[لو خافك الله عليه حرّمه]
|
وذلك جائز (وليس حتما في) جميع المواضع (سوي ما) إذا (انخفضا
باسم كقولك) في (اقتضاء م اقتضى) اقتضاء مه.
ووصل ذي
الهاء أجز بكلّ ما
|
|
حرّك تحريك
بناء لزما
|
(ووصل ذي الهاء أجز) كائن (بكلّ ما حرّك تحريك بناء لزما) عند الوقف عليه نحو (هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ) ولزم صفة بناء احترز به عمّا لا يلزم بناؤه ،
__________________
كالمنادي فلا توصل به الهاء ومثله الفعل الماضي ، وشذّ مجيء ذلك كما قال :
ووصلها بغير
تحريك بنا
|
|
أديم شذّ في
المدام استحسنا
|
(ووصلها بغير) ذي (تحريك بناء أديم
شذّ) نحو :
[يا ربّ يوم لي لا أظلّلة
|
|
أرمض من تحت]
وأضحي من علة
|
وقوله : (في
المدام) بناء (استحسنا) بيان لأحسنيّة الاتّصال فلا يعدّ مع قوله «ووصل ذي الهاء» البيت المبيّن للوقوع تكرارا فتأمّل .
وربّما أعطي
لفظ الوصل ما
|
|
للوقف نثرا
وفشا منتظما
|
(وربّما أعطيّ لفظ الوصل ما للوقف
نثرا) من إلحاق الهاء نحو (لَمْ يَتَسَنَّهْ
__________________
وَانْظُرْ) وغيره نحو «هذه حبلو يا فتى» (وفشا) ذلك (منتظما) نحو :
[تترك ما أبقي الدّبا سبسبا]
|
|
مثل الحريق
وافق القصبّا
|
بتضعيف الباء.
__________________
هذا باب الامالة
هي كما في شرح
الكافية أن ينحي بالألف نحو الياء وبالفتحة قبلها نحو الكسرة
الألف المبدل
من يا في طرف
|
|
أمل كذا
الواقع منه اليا خلف
|
دون مزيد أو
شذوذ ولما
|
|
تليه ها
التّأنيث ما الها عدما
|
(الألف المبدل من يا في طرف امل) كالهدي وهدى (كذا) أمل الألف (الواقع منه الياء خلف). في بعض التّصاريف (دون) حرف (مزيد) معها (أو شذوذ) لوقوعها كحبلى ، بخلاف نحو قفا فإنّ الياء تخلف ألفه
__________________
بزيادة في التّصغير كقفيّ وفي التّكسير كقفيّ وشذوذ كقول هذيل في إضافته. إلى الياء قفيّ.
(و) ثابت (لما
تليه ها التّأنيث) حكم (ما الها عدما) من الإمالة كرماة
وهكذا بدل
عين الفعل إن
|
|
يؤل الي فلت
كماضي خف ودن
|
(وهكذا) أمل الألف الكائنة (بدل
عين الفعل إن يؤل) ذلك الفعل عند إسناده إلى التّاء (إلى) وزن (فلت) بكسر الفاء (كماضي خف ودن) وهو خاف ودان فإنّك تقول فيهما خفت ودنت
كذاك تالي
الياء والفصل اغتفر
|
|
بحرف او مع
ها كجيبها أدر
|
__________________
(كذاك) أمل
ألفا (تالي الياء) كبيان ، وكذا سابق الياء كبائع كما في شرح الكافية (والفصل) بين
الياء وبين الألف المتأخّرة (اغتفر) في جواز الإمالة إن كان (بحرف) وحده كيسار (أو) بحرف (مع هاء كجيبها أدر).
كذاك ما يليه
كسر أو يلي
|
|
تالي كسر أو
سكون قد ولي
|
كسرا وفصل
الها كلا فصل يعدّ
|
|
فدرهماك من
يمله لم يصدّ
|
(كذاك) أمل (ما) أي ألفا (يليه كسر)
كعالم (أو يلى) حرفا.
(تاليّ كسر)
ككتاب (أو) يلي حرفا
تالي (سكون قد وليّ) ذلك السّكون (كسرا) كشملال .
وحرف
الاستعلا يكفّ مظهرا
|
|
من كسر او يا
وكذا تكفّ را
|
(وفصل الهاء) بين السّاكن. وبين الحرف التّالية الألف (كلا فصل يعدّ) لخفائها (فدرهماك من يمله لم يصدّ) أي لم يمنع من إمالته (وحرف الاستعلا) أي حروفه
، وهي مجموع «قظ خصّ ضغط» (يكفّ مظهرا من كسر أويا) عن الإمالة
__________________
بخلاف الخفيّ.
منهما كالكسرة المقدّرة وما إذا أتي ألفها عن ياء .
(وكذا تكفّ را)
غير مكسورة من الإمالة ، نحو هذا عذار وعذاران وراشد
إن كان ما
يكفّ بعد متّصل
|
|
أو بعد حرف
أو بحرفين فصل
|
(إن كان ما يكفّ) من حروف
الاستعلاء (بعد) بالضّمّ ، أي بعد الألف (متّصل) بها كناصح (أو بعد حرف) تلاها كواثق (أو بحرفين فصل) عنها كمواثيق
__________________
كذا إذا قدّم
ما لم ينكسر
|
|
أو يسكن إثر
الكسر كالمطواع مر
|
(كذا) يكفّ حرف الإستعلاء (إذا
قدّم) على الالف (ما) دام (لم ينكسر أو) لم (يسكن إثر الكسر) كغالب بخلاف ما إذا انكسر كغلاب أو سكن إثر الكسر (كالمطواع مر) فلا يمنع الإمالة.
وفي شرح
الكافية فيما إذا انكسر لا يمنع وفي السّاكن تاليه يجوز أن يمنع وأن لا يمنع ، فإن أراد به عدم تحتّم الإمالة فهذا شأنها في جميع أحوالها كما سيأتي فلا وجه لتخصيصه بهذه الصّورة والإشعار بتغايره لما قبل ، وإن أراد بيان احتمالين متساويين في وجوب الكفّ وعدمه فلا بأس ، ولعلّه المراد
__________________
فتأمّل .
وكفّ مستعل
ورا ينكفّ
|
|
بكسر را
كغارما لا أجفو
|
ولا تمل لسبب
لم يتّصل
|
|
والكفّ قد
يوجبه ما ينفصل
|
(وكفّ) حرف (مستعل و) كفّ (را
ينكفّ بكسر را) فتأتي الإمالة (كغارما لا أجفو ولا تمل لسبب لم يتّصل) كلزيد مال (والكفّ قد يوجبه ما ينفصل) ككتاب قاسم ، وخالف ابن عصفور في المسألتين وقوّاه ابن هشام رادّا به على
__________________
المصنّف.
أقول : الفرق
قوّة المانع ولذا قدّم على المقتضي. وأيضا فالمقتضي هنا إذا وجد لا يوجب الإمالة كما قال في الكافية وشرحها والمانع إذا وجد وجب
الكفّ ، فاتّضحت تفرقة المصنّف ، وإتيانه بقد يشعر بأنّه قد لا يكفّ ، وبه صرّح في شرح الكافية.
وقد أمالوا
لتناسب بلا
|
|
داع سواه
كعماذا وتلا
|
(وقد أمالوا لتناسب) في رؤوس الآي
وغيرها (بلا داع) أي طالب للإمالة (سواه
__________________
كعمادا) أي كألفه الأخيرة ، أميلت لتناسب الألف الّتي قبلها (و) كألف (تلا) في قوله تعالى :
(وَالْقَمَرِ إِذا
تَلاها) أميلت وإن كان أصلها واوا لتناسب رؤوس الآي .
ولا تمل ما
لم ينل تمكّنا
|
|
دون سماع
غيرها وغيرنا
|
(ولا تمل ما لم ينل تمكّنا) بأن كان مبنيّا (دون سماع) يحفظ نحو «الحجّاج
وراء» ونحوها من فواتح السّور (غيرها وغيرنا) فأملهما وإن كانا غير متمكّنين قياسا.
والفتح قبل
كسر راء في طرف
|
|
أمل كللأيسر
مل تكف الكلف
|
كذا الّذي
تليه ها التّأنيث فى
|
|
وقف إذا ما
كان غير ألف
|
(والفتح قبل كسر راء في طرف أمل كـ «للأيسر مل تكف الكلف) أي كسينه (كذا) أمل فتح الحرف (الّذي تليه ها التّأنيث في وقف) كرحمة ونعمة. وقوله (إذا
ما كان) في (غير ألف) زيادة توضيح ، إذ معلوم أنّ الألف لا تفتح
.
__________________
هذا باب التّصريف
هو ـ كما في
شرح الكافية ـ تحويل الكلمة من بنية إلى غيرها لغرض لفظيّ أو معنويّ ، ولكثرة ذلك أتى بالتّفعيل الدّالّ على المبالغة.
حرف وشبهه من
الصّرف بري
|
|
وما سواهما
بتصريف حري
|
(حرف وشبهه) وهو المبنيّ (من الصّرف بريّ) عبّر به هنا دون التّصريف ، للإشعار بأنّه لا يقبله بوجه ، بخلاف ما لو أتي به فإنّه يوهم نفي كثرته والمبالغة فيه دون أصله (وما
سواهما) وهو الاسم المتمكّن والفعل الّذي ليس بجامد (بتصريف
__________________
حري) أي حقيق.
وليس أدني من
ثلاثي يرى
|
|
قابل تصريف
سوي ما غيّرا
|
(وليس أدنى من ثلاثي يري قابل
تصريف) إذ لا يكون كذلك إلّا الحرف وشبهه (سوى ما غيّرا)
بالحذف ، بأن
كان أصله ثلاثة ثمّ حذف بعضه فإنّه يقبله كـ «يد» و «ق» و «بع» .
ومنتهي اسم
خمس ان تجرّدا
|
|
وإن يزد فيه
فما سبعا عدا
|
(ومنتهى) حروف (اسم خمس إن تجرّدا)
من زائد نحو سفرجل ، وأقلّه ثلاثة كرجل وما بينهما أربع كجعفر (وإن يزد فيه فما
سبعا عدا) أي جاوز بل جاء على ستّة كانطلاق ، وسبع كاستخراج ، وقد يجاوز سبعا بتاء
تأنيث كقز عبلانة ، قال بعضهم وبغيرها كقولهم : كذّبذبان.
وغير آخر
الثّلاثي افتح وضمّ
|
|
واكسر وزد
تسكين ثانيه تعمّ
|
(وغير آخر الثّلاثيّ) وهو أوّله وثانيه (افتح وضمّ واكسر) بتوافق وتخالف
__________________
تبلغ تسعة وهى من جملة أبنيته نحو فرس وعضد وكبد وعنق وصرد ودئل. وسيأتي أنّ هذا قليل «إبل ، ضلع» وسيأتي أنّ فعل مهمل (وزد تسكين ثانيه) مع فتح أوّله وضمّه وكسره تبلغ ثلاثة ،
وهي مع ما تقدّم (تعمّ) أبنيته فلا يخرج عنها شيء نحو فلس برد جذع.
وفعل أهمل
والعكس يقلّ
|
|
لقصدهم تخصيص
فعل بفعل
|
(وفعل) بكسر الأوّل وضمّ الثّاني (أهمل)
لثقل الانتقال من الكسر إلى الضّمّ ، والحبك إن ثبت فمن التّداخل (والعكس) وهو فعل بضمّ الأوّل وكسر الثّاني (يقلّ) في الأسماء (لقصدهم
تخصيص فعل) وهو فعل المفعول (بفعل) وممّا جاء منه دئل لدويبة ودئم للأست ووعل للوعل .
وافتح وضمّ
واكسر الثّاني من
|
|
فعل ثلاثي
وزد نحو ضمن
|
__________________
(وافتح وضمّ
واكسر الثّاني من فعل ثلاثىّ) مع فتح أوّله نحو ضرب ظرف علم ، وهذه فقط أبنيته
الأصلية كما ذكر سيبويه (وزد) في أصوله عند بعضهم (نحو ضمن) بضمّ أوّله وكسر ثانيه
والصّحيح أنّه ليس بأصل وإنّما هو مغيّر من فعل الفاعل .
وما احتجّ به
ذلك البعض من أنّه جاءت أفعال لم ينطق لها بفاعل قطّ كزهي ولو كان فرعا للزم أن لا يوجد إلّا حيث يوجد الأصل
مردود بأنّ العرب قد تستغني بالفرع عن الأصل ، ألا تري أنّه قد جاءت جموع لم ينطق لها بمفرد كمذاكير ونحوه وهي لا شكّ ثوان عن المفردات .
ومنتهاه أربع
إن جرّدا
|
|
وإن يزد فيه
فما ستّا عدا
|
(ومنتهاه) أي الفعل (أربع إن جرّدا)
من زائد كعربد وأقلّه ثلاث (وإن يزد فيه فما ستّا عدا) بل جاء على خمس كانطلق وستّ
كاستخرج.
لاسم مجرّد
رباع فعلل
|
|
وفعلل وفعلل
وفعلل
|
ومع فعلّ
فعلل وإن علا
|
|
فمع فعلّل
حوي فعلللا
|
(لاسم مجرّد رباع) أوزان هي (فعلل)
بفتح الأوّل والثّالث كثعلب (وفعلل)
__________________
بكسرهما كزبرج (وفعلل) بكسر الأوّل وفتح الثّالث كقلفع (وفعلل) بضمّهما كدملج (ومع فعلّ) بكسر الأوّل وفتح الثّاني وتشديد اللّام كفطحل (فعلل) بضمّ الأوّل وفتح الثّالث رواه الأخفش والكوفيّون كطحلب .
(فإن علا)
الاسم بأن كان خماسيّا (فمع) كونه حاويا لوزن (فعلّل) بفتح الأوّل والثّاني وتشديد
اللّام الأولي وفتحها كشقحطب (حوي فعلللا) بفتح الأوّل والثّالث وكسر الرّابع كقهبلس .
كذا فعلّل
وفعللّ وما
|
|
غاير للزّيد
أو النّقص انتمى
|
(كذا فعلّل) بضمّ الأوّل وفتح
الثّاني وتشديد اللّام الأولي وكسرها من أوزان الخماسيّ كخبعثن (وفعللّ) بكسر الأوّل وفتح الثّالث وتشديد اللّام الأخيرة كقرطعب .
(وما غاير) ما
ذكرناه (للزّيد) أي للزّيادة وهما مصدرا زاد (أو النّقص) أو
__________________
نحوه (انتمى) كعلبط ، أصله علابط ومحرنجم ومنطلق وجخدب .
والحرف إن
يلزم فأصل والّذي
|
|
لا يلزم
الزائد مثل تا احتذي
|
بضمن فعل
قابل الأصول في
|
|
وزن وزائد
بلفظه اكتفي
|
(والحرف إن يلزم) تصاريف الكلمة (فأصل) كضاد ضرب (والّذي لا يلزم) هو (الزّائد مثل تا اجتذى) لسقوطها من جذي يجذو جذوة (بضمن
فعل) أي بما تضمنه من الحروف وهو الفاء والعين واللّام (قابل) يا أيّها الصّرفيّ (الأصول في وزن) الكلمة فقابل الأوّل
بالفاء والثّاني بالعين والثّالث باللّام وقل : وزن ضرب فعل ويضرب يفعل.
(وزائد بلفظه
اكتفى) كقولك في مكرم مفعل ، ويستثني المبدل من تاء الافتعال كمصطفي فوزنه مفتعل أو المكرّر كما سيأتي .
__________________
وضاعف اللّام
إذا أصل بقي
|
|
كراء جعفر
وقاف فستق
|
(وضاعف اللّام) في الميزان (إذا
أصل) بعد ثلاثة (بقي كراء جعفر) فقل وزنه فعلل (وقاف فستق) فقل وزنه فعلل.
وإن يك
الزّائد ضعف أصل
|
|
فاجعل له في
الوزن ما للأصل
|
(وإن يك) الحرف (الزّائد ضعف أصل) كتاء حلتيت ودال إغدودن (فاجعل له في الوزن ما للأصل)
بأن تقابله بحرف من حروف فعل.
واحكم بتأصيل
حروف سمسم
|
|
ونحوه والخلف
في كلملم
|
(واحكم بتأصيل حروف سمسم ونحوه) لأنّه لا يصحّ إسقاط شيء منها (والخلف) ثابت (فى) ما صحّ إسقاطه (كلملم) بكسر الثّالث وكبكب فالكوفيّون
__________________
الثّالث زائد مبدل من حرف مماثل للثّاني ، والزّجاج زائد غير مبدل ، وبقيّة البصريّين أصل.
هذا وحروف
الزّيادة عشرة جمعها النّاظم أربع مرّات في بيت ، وهو :
هناء وتسليم
تلا يوم أنسه
|
|
نهاية مسؤول
أمان وتسهيل
|
فألف أكثر من
أصلين
|
|
صاحب زائد
بغير مين
|
واليا كذا
والواو إن لم يقعا
|
|
كما هما في
يؤيؤ ووعوعا
|
(فألف أكثر من أصلين صاحب زائد
بغير مين) كألف حاجب بخلاف ألف قال .
(واليا كذا
والواو) يكونان زائدين إذا صحبا أكثر من أصلين (إن لم يقعا) مكرّرين ولم يصدّر
الواو مطلقا ولا الياء قبل أربعة أصول في غير المضارع نحو صيرف وقضيب وعجوز وجوهر ، فإن لم يصحبا أكثر من أصلين كبيت وسوط أو وقعا
__________________
مكرّرين (كما هما في يؤيؤ) لطائر (ووعوعا) بمعنى صوّت ، أو تصدّر الواو
كورنتل أو الياء قبل أربعة أصول كيستعور فأصلان .
وهكذا همز
وميم سبقا
|
|
ثلاثة
تأصيلها تحقّقا
|
(وهكذا همز وميم) يكونان زائدين ،
إن (سبقا ثلاثة) فقطّ (تأصيلها تحقّقا) كأصبع ومجذع ، فإن لم يسبقا أو سبقا أربعة أو ثلاثة لم
يتحقّق أصالتها فأصلان.
كذاك همز آخر
بعد ألف
|
|
أكثر من
حرفين لفظها ردف
|
والنّون في
الآخر كالهمز وفي
|
|
نحو غضنفر
أصالة كفي
|
(كذاك همز آخر) يكون زائدا إذا وقع
(بعد ألف أكثر من حرفين) أصلين (لفظها ردف) كحمراء وعلباء ، فإن وقع بعد ألف قبلها أصلان فقط كسماء
فأصل.
__________________
(والنّون في
الآخر كالهمز) فيكون زائدا إذا وقع بعد ألف قبلها أكثر من أصلين كندمان بخلاف رهان
وهجان.
(و) النّون إذا
كان ساكنا (في) الوسط (نحو غضنفر) للأسد (أصالة كفي) وأعطي زيادة ، بخلاف ما إذا كان متحرّكا نحو غرنيق أولا في الوسط نحو عنبر .
والتّاء في
التّأنيث والمضارعة
|
|
ونحو
الاستفعال والمطاوعة
|
والهاء وقفا
كلمة ولم ترة
|
|
واللّام في
الإشارة المشتهرة
|
(والتّاء) تكون زائدة (في التّأنيث)
كمسلمة (والمضارعة) كتضرب (ونحو الاستفعال) والتّفعيل وما صرّف منهما كاستخراج
وتسنيم (والمطاوعة) كالتّعلّم والتّدحرج والاجتماع والتّباعد وما صرّف منها.
تتمة : تكون السّين زائدة في الاستفعال (والهاء) تكون زائدة (وقفا)
في [ما] الاستفهاميّة المجرورة (كلمة) و «جئت مجىء مه » (و) الفعل المجزوم نحو (لم تره) ولم يقضه وفي الأمّهات
والإهراق (واللّام) تكون زائدة (في الإشارة المشتهرة)
__________________
نحو ذلك وتلك وهنالك وفي طيسل .
وامنع زيادة
بلا قيد ثبت
|
|
إن لم تبيّن
حجّة كحظلت
|
(وامنع) يا أيّها الصّرفي (زيادة
بلا قيد ثبت) كما بيّناه (إن لم تبيّن حجّة) على زيادته من اشتقاق ، فإن بيّنت قبلت فيحكم بزيادة نونّي «حنظل وسنبل»
لسقوطهما (كحظلت) الإبل وأسبل الزّرع وهمزتي «شمأل وإحبنطأ» وميمي «دلامص وابنم»
وتائي «ملكوت وعفريت» وسيني «قدموس واستطاع » لسقوطها في «الشّمول والحبط والدلاصة والبنوّة والملك
والعفر والقدم والطّاعة».
__________________
فصل في زيادة همزة الوصل
للوصل همز
سابق لا يثبت
|
|
إلّا إذا
ابتدي به كاستثبتوا
|
وهو لفعل ماض
احتوي على
|
|
أكثر من
أربعة نحو انجلى
|
والأمر
والمصدر منه وكذا
|
|
أمر الثّلاثي
كاخش وامض وانفذا
|
(للوصل همز سابق لا يثبت إلّا إذا ابتدي به) لأنّه جيء به لذلك (كاستثبتوا وهو) لا يكون للمضارع مطلقا ولا لماض ثلاثيّ ولا رباعيّ بل (لفعل ماض احتوي على
أكثر من أربعة نحو انجلى) واستخرج (والأمر والمصدر منه) نحو انجل واستخرج وانجلاء وإستخراجا (وكذا أمر الثّلاثي
كاخش وامض وانفذا) .
وفي اسم است
ابن ابنم سمع
|
|
واثنين وامري
وتأنيث تبع
|
وايمن همز أل
كذا ويبدل
|
|
مدّا في
الاستفهام أو يسهّل
|
(و) هو (في اسم) و (أست) وهو العجز
و (ابن) و (ابنم) وهو ابن زيدت عليه
__________________
ميم (سمع) فحفظ ولم يقس عليه (و) سمع أيضا في (اثنين وامري وتأنيث)
لهذه الثّلاثة (تبع) وهو ابنة واثنتان وامرأة (و) في (أيمن) في القسم. قال ابن
هشام : وينبغي أن يعدّوا «أل» الموصولة و «أيم» لغة في «أيمن» ، فإن قالوا هي أيمن فحذفت اللّام ، قلنا في جوابهم و «ابنم» هو «ابن»
فزيدت الميم. قلت : وعلى هذا ينبغي أن يعدّوا أيضا «أم» لغة فيه فاعلم. (همز أل)
المعرفة (كذا) أي وصل ، وهذا اختيار لمذهب سيبويه ، والخليل يقول إنّه قطع كما
تقدّم في بابه مبيّنا ويخالف همزتها ما قبله في أنّه (يبدل مدّا في الاستفهام) نحو (قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ) الأنعام ـ ١٤٣ (أو يسهّل) نحو :
أألحقّ إن
دار الرباب تباعدت
|
|
أو انبتّ حبل
أنّ قلبك طائر
|
__________________
هذا باب الابدال
أحرف الإبدال
هدأت موطيا
|
|
فأبدل الهمزة
من واو ويا
|
آخرا اثر ألف
زيد وفي
|
|
فاعل ما أعلّ
عينا ذا اقتفي
|
(أحرف الإبدال) عدّها في التّسهيل
ثمانية وزاد هنا الهاء ، وتقدّم أنّها بدل من التّاء في الوقف على نحو «رحمة ونعمة» فصارت تسعة يجمعها قولك
: (هدأت موطيا).
(فأبدل الهمزة)
أي خذها بدلا (من واو و) من (ياء) حال كون كلّ منهما (آخرا إثر ألف زيد) نحو رداء وكساء بخلاف «تعاون وتباين» لعدم تطرّفهما ونحو «غزو وظبي» لعدم تلوهما الألف ، ونحو «واو وواي»
لأصالة الألف .
(وفي) اسم (فاعل
ما) أي فعل (أعلّ عينا ذا) أي إبدال الهمزة من ياء ومن واو
__________________
(اقتفي) كبائع وقائم ، بخلاف ما لم تعلّ عينه وإن اعتلّت نحو عين فهو عاين وعور فهو عاور ، والإعلال إعطاء
الكلمة حكمها من حذف وقلب ونحو ذلك ، والاعتلال كونها حرف علّة.
والمدّ زيد
ثالثا في الواحد
|
|
همزا يري في
مثل كالقلائد
|
(والمدّ) الّذي (زيد ثالثا في
الواحد همزا يرى) بالإبدال (فى) جمعه على مفاعل (مثل كالقلائد)
والصّحائف والعجائز ، بخلاف الّذي لم يزد نحو مفازة ومفاوز ومسيرة ومساير
ومثوبة ومثاوب .
كذاك ثاني
ليّنين اكتنفا
|
|
مدّ مفاعل
كجمع نيّفا
|
(كذاك) يبدل همزا (ثاني) حرفين (ليّنين
اكتنفا مدّ مفاعل) أي وقع أحدهما قبله والآخر بعده وتوسّطهما (كجمع) شخص (نيّفا) على «نيائف» و «أوّل» على «أوائل» و «سيّد» على «سيائد» ، بخلاف نحو «طواويس» ، وقدّرت فاعل جمع المحذوف
__________________
المنويّ بشخص تبعا للكافية.
وافتح وردّ
الهمز يا فيما أعلّ
|
|
لاما وفي مثل
هراوة جعل
|
واوا وهمزا
أوّل الواوين ردّ
|
|
في بدء غير
شبه ووفي الأشدّ
|
(وافتح وردّ الهمز) المبدل من ثاني اللّينين المكتنفين مدّ مفاعل (يا فيما أعلّ
لاما) المبدل منه كقضيّة وقضايا أصلها قضائي فأبدلت الهمزة ياء
مفتوحة فانقلبت الياء المتطرّفة ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها.
(و) الهمز (في
مثل هراوة) إذا جمع (جعل واوا) لأنّه حينئذ يصير «هرائي» ، فتفتح الهمزة للاستثقال فتقلب الياء ألفا لما سبق فيصير هراءا فيكره اجتماع
__________________
الأمثال ففعل به ما ذكر وقيل هراوي.
(وهمزا أوّل
الواوين ردّ) إذا كانا متواليين (في بدء) كلمة (غير شبه ووفي الأشدّ)
كأواصل بخلاف ما إذا كانا في بدء شبه ووفى ، وهو كلّ ما ثاني
واويه منقلب عن ألف فاعل إذ أصله وافي فلا يردّ همزا.
ومدّا أبدل
ثاني الهمزين من
|
|
كلمة أن يسكن
كآثر وائتمن
|
فصل : (ومدّا
أبدل ثاني الهمزين من كلمة إن يسكن) ذلك الهمز ثمّ المدّ يكون من جنس الحركة الّتي
قبله (كآثر) أصله
أأثرو (أوتمن) بضمّ التّاء أصله ائتمن وإيثار أصله إئثار.
وقيّد الهمز
بالسّكون لأنّ في غيره تفصيلا أشار إليه بقوله :
إن يفتح إثر
ضمّ أو فتح قلب
|
|
واوا وياء إثر
كسر ينقلب
|
(إن يفتح) ثاني الهمزين وكان (إثر)
همز ذي (ضمّ أو فتح قلب واوا) كأواخذ
__________________
أصله «أأخذ» و «أوادم» جمع «آدم» أصله «اأدم» (وياء) إن كان المفتوح (إثر)
ذي (كسر ينقلب) كإيمّ مثال «إصبع» من الأمّ أصله «إئمم» ، فنقلت فتحة الميم الأولي إلى الهمزة
توصّلا للإدغام ثمّ أبدلت الهمزة ياء والهمز
ذو الكسر
مطلقا كذا وما يضمّ
|
|
واوا أصر ما
لم يكن لفظا أتمّ
|
فذاك ياء
مطلقا جا وأؤمّ
|
|
ونحوه وجهين
في ثانية أمّ
|
(ذو الكسر مطلقا) سواء كان إثر ضمّ
أو فتح أو كسر (كذا) أي ينقلب ياء كأينّه أي أجعله يئنّ وأيمّه وإيمّ مثال إثمد من الأمّ.
(وما يضمّ) من
ثاني الهمزتين (واوا أصر) مطلقا (ما) دام (لم يكن لفظا أتمّ) بأن لم يكن في آخر الكلمة كأوّم مثال أبلم من الأمّ وأوبّ جمع أبّ وإومّ مثال إصبع
__________________
بضمّ الباء من الأمّ ، فإن كان أتمّ اللّفظ (فذاك ياء مطلقا) سواء كان إثر ضمّ أو فتح أم كسر ، وكذا سكون (جاء)
كالقرئي والقرئي والقرئي وقرئي أمثلة برثن وجعفر وزبرج وقمطر من القراء ، والياء في الأخير سالمة لسكون ما قبلها ، وفي الثّالث ساكنة لأنّها كياء قاض ، وفي الثّاني مقلوبة ألفا ، وفي الأوّل فعل بها ما فعل بأيد من تسكينها وإبدال الضّمّة قبلها
كسرة (وأؤمّ ونحوه)
وهو كلّ ذي همزين : الأوّل مفتوح والثّاني مضموم (وجهين) للقلب والتّصحيح (في ثانيه أمّ) أي أقصد.
وياء اقلب
ألفا كسرا تلا
|
|
أو ياء تصغير
بواو ذا افعلا
|
في آخر أو
قبل تاء التّأنيث أو
|
|
زيادتي فعلان
ذا أيضا رأوا
|
في مصدر
المعتلّ عينا والفعل
|
|
منه صحيح
غالبا نحو الحول
|
فصل : (وياء اقلب ألفا كسرا تلا) كمصباح ومصابيح ومصيبيح (أو) تلا (ياء
__________________
تصغير) كغزال وغزيّل (بواو ذا) أي القلب ياء (افعلا) إن كانت (في آخر) بعد كسر كرضي أصله رضو إذ هو من
الرّضوان بخلاف الواقعة وسطا كعوض (أو) كانت (قبل تاء التّأنيث) كشجية أصله شجوة
إذ هو من الشّجو (أو) كانت قبل (زيادتي فعلان) وهما الألف والنّون كغزيان مثل
قطران من الغزو (ذا) أي قلب الواو ياء (أيضا رأوا) مجيئه (في مصدر) الفعل (المعتلّ عينا الموزون بفعال كصام صياما ، بخلاف المصحّح وإن كان معتلّا كـ «لاوذ لواذا» والموزون بغير فعال كما قال :
(والفعل منه)
أي ومن المعتلّ عينا (صحيح غالبا نحو الحول) مصدر حال
وجمع ذي عين
أعلّ أو سكن
|
|
فاحكم بذا
الإعلال فيه حيث عنّ
|
وصحّحوا فعلة
وفي فعل
|
|
وجهان
والإعلال أولي كالحيل
|
(وجمع) اسم (ذي عين أعلّ أو سكن)
وتلاه ألف (فاحكم بذا الإعلال) أي قلب الواو ياء (فيه حيث عنّ) نحو دار وديار وثوب
وثياب بخلاف ذي العين
__________________
المصحّح كطويل وطوال والسّاكن الّذي لم يتله في الجمع ألف كما قال : (وصحّحوا
فعلة) فقالوا كوز وكوزة (وفي فعل وجهان) : الإعلال والتّصحيح (والإعلال أولي
كالحيل) جمع حيلة ، ومن التّصحيح حاجة وحوج .
والواو لاما
بعد فتح يا انقلب
|
|
كالمعطيان
يرضيان ووجب
|
إبدال واو
بعد ضمّ من ألف
|
|
ويا كموقن
بذا لها اعترف
|
(والواو) إن كان (لاما) رابعا
فصاعدا واقعا (بعد فتح يا انقلب كالمعطيان) أصله المعطوان وكذا (يرضيان) أصله
يرضوان.
(ووجب إبدال
واو بعد ضمّ) أي أخذها بدلا (من ألف) كبويع (وياء) ساكنة مفردة في غير جمع (كموقن بذا) أي القلب واوا (لها اعترف) كمثال المصنّف ، إذ أصله ميقن لأنّه
من اليقين بخلاف المحرّكة كهيام والمدغمة كحيّض وكائنة في جمع لكن لها حكم آخر ،
وهو قلب الضّمّة قبلها كسرة كما قال :
__________________
الأول : أن يكون
الواو لام الكلمة.
الثانى : أن يقع
رابعا فصاعدا.
الثالث : أن يكون بعد
فتح.
ويكسر
المضموم في جمع كما
|
|
يقال هيم عند
جمع أهيما
|
وواوا إثر
الضّمّ ردّ اليامتى
|
|
ألفي لام فعل
أو من قبل تا
|
كتاءبان من
رمي كمقدرة
|
|
كذا إذا
كسبعان صيّرة
|
(ويكسر المضموم) قبل الياء
السّاكنة (في جمع كما يقال هيم عند جمع أهيما).
(وواوا إثر
الضّمّ ردّ اليا متى ألفي لام فعل) كنهو الرّجل إذا كمل نهيه أي عقله أصله نهيّ (أو) ألفيّ [الياء] لام
اسم (من قبل تاء) التّأنيث (كتاء بان من رمي كمقدرة) فإنّه يقول مرموة والأصل مرمية.
(كذا) يردّ
الياء واوا لوقوعها إثر ضمّ (إذا) الباني (كسبعان) بضمّ الباء (صيّره) أي بناه من رمى فإنّه يقول رموان والأصل رميان.
وإن تكن عينا
لفعلي وصفا
|
|
فذاك
بالوجهين عنهم يلفى
|
(وإن تكن) الياء (عينا لفعلى) بضمّ
الفاء حال كونها (وصفا فذاك بالوجهين) :
__________________
الإعلال والتّصحيح وقلب الضّمّة حينئذ كسرة (عنهم يلفى) ككوسي وكيسي مؤنّث أكيس ، بخلاف فعلي اسما فلا يجوز فيه
إلّا الإعلال كطوبى [اسما] لشجرة.
من لام فعلي
اسما أتي الواو بدل
|
|
ياء كتقوي
غالبا جاذا البدل
|
بالعكس جاء
لام فعلي وصفا
|
|
وكون قصوي
نادرا لا يخفى
|
فصل : في نوع من الإبدال ، (من لام فعلى) بفتح الفاء حال
كونه (اسما أتي الواو بدل ياء كتقوى) أصله تقيا لأنّه من وقيت ، بخلاف فعلي وصفا
كصديى ، وقوله : (غالبا جاذ البدل) لا دائما إحتراز من نحو ريّا
بمعني الرّائحة (بالعكس) أي بعكس إتيان الواو بدل الياء وهو إتيان الياء
بدل الواو (جاء لام فعلى) بالضّمّ حال كونه (وصفا) كالعليا بخلافه اسما كالحزوي (وكون قصوى) الوصف المصحّح (نادرا لا يخفى) علي أهل الفنّ.
إن يسكن
السّابق من واو ويا
|
|
واتّصلا ومن
عروض عريا
|
__________________
فياء الواو
اقلبنّ مدغما
|
|
وشذّ معطي
غير ما قد رسما
|
فصل : في نوع
منه. (إن يسكن السّابق من واو وياء واتّصلا) في كلمة واحدة (ومن عروض) للسّابق أو
للسّكون (عريا فياء الواو اقلبنّ مدغما) بعد القلب في الياء الأخري كهيّن أصله هيون بخلاف ما
إذا لم يتّصلا كابني وافد أو كان السابق أو السّكون عارضا كرؤية مخفّف رؤية وقوى مخفّف قوي.
(وشذّ معطي غير
ما قد رسما) كالإعلال العارض السّابق في قولهم ريّة وتركه مع استيفاء الشّروط في قولهم ضيون والإعلال بقلب الياء
واوا في قولهم هو نهوّ عن المنكر.
من ياء أو
واو بتحريك أصل
|
|
ألفا أبدل
بعد فتح متّصل
|
إن حرّك
التّالي وإن سكّن كفّ
|
|
إعلال غير
اللّام وهي لا يكفّ
|
__________________
إعلالها
بساكن غير ألف
|
|
أو ياء
التّشديد فيها قد ألف
|
فصل : (من ياء أو واو) محرّكين (بتحريك أصل) أي كان أصلا (ألفا
أبدل) إن وقعا (بعد فتح متّصل إن حرّك التّالي) لهما كباع وقال الأصل بيع وقول ، بخلاف ما إذا لم
يحرّكا كالبيع والقول أو حرّكا بتحريك عارض كجيل وتوم مخفّفي جيئل وتوأم ، أو وقعا بعد غير فتح كعوض أو بعد فتح منفصل كإنّ يزيد ومق أو لم يتحرّك تاليهما كما ذكره بقوله : (وإن سكّن كفّ إعلال) ياء أو واو (غير اللّام) كبيان وطويل (وهي) أي اللّام الياء أو الواو (لا يكفّ إعلالها) بإبدالها ألفا (بساكن) يقع بعدها (غير ألف ياء التّشديد
فيها قد ألف) كيخشون ويمحون أصلهما يخشيون ويمحوون والألف المبدلة محذوفة لالتقاء السّاكنين ، بخلاف
السّاكن الألف كغليان ونزوان والياء المشدّدة كغنويّ وعلويّ .
__________________
وصحّ عين فعل
وفعلا
|
|
ذا أفعل
كأغيد وأحولا
|
(وصحّ عين) مصدر على (فعل) بفتح
العين (و) ماض على (فعلا) بكسرها حال كون كلّ منهما (ذا) اسم فاعل على (أفعل
كأغيد) أي كمصدره وهو غيد وماضيه وهو غيد (و) نحو (أحولا) أي مصدره وهو حول ،
وماضيه وهو حول.
وإن يبن
تفاعل من افتعل
|
|
والعين واو
سلمت ولم تعلّ
|
(وإن يبن) أي يظهر (تفاعل) أي معناه وهو التّشارك (من) لفظ (افتعل و) الحال أنّ (العين واو
سلمت) جواب إن (ولم تعلّ) كإجتوروا بمعني تجاوروا ، بخلاف ما إذا لم يظهر فيه التّفاعل
كإرتاب وإقتاد ، الأصل إرتيب وإقتود ، وما إذا كانت العين ياء كإبتاعوا .
وإن لحرفين
ذا الاعلال استحقّ
|
|
صحّح أوّل
وعكس قد يحقّ
|
(وإن لحرفين) معتلّين في الكلمة (ذا الاعلال استحقّ) بأن يحرّك كلّ
وانفتح ما
__________________
قبله (صحّح أوّل) وأعلّ ثان الحوي والحيا والهوى (وعكس) وهو إعلال الأوّل وتصحيح الثّاني (قد يحقّ) كالغاية والثّاية .
وعين ما آخره
قد زيد ما
|
|
يخصّ الاسم
واجب أن يسلما
|
وقبل با اقلب
ميما النّون إذا
|
|
كان مسكّنا
كمن بتّ انبذا
|
(وعين ما آخره قد زيد) فيه (ما
يخصّ الاسم واجب أن يسلما من الإعلال كالهيمان والجولان والحيدي والصّورى (وقبل با اقلب ميما النّون إذا كان مسكّنا) سواء كانا في كلمة أو كلمتين (كمن بتّ انبذا أي من قطعك إطرحه.
لساكن صحّ
انقل التّحريك من
|
|
ذي لين آت
عين فعل كأبن
|
_________________
ما لم يكن
فعل تعجّب ولا
|
|
كابيضّ أو
أهوي بلام علّلا
|
فصل : في نقل حركة المتحرّك المعتلّ إلى السّاكن الصّحيح. (لساكن
صحّ انقل التّحريك من ذي لين آت عين فعل كأبن) وأقم وأقام ، الأصل أبين وأقوم
وأقوم بخلاف ساكن اعتلّ كبائع ثمّ هذا (ما) دام (لم يكن فعل تعجّب) كما أقومه
وأقوم به (ولا) مضاعفا (كابيض أو) نحو (أهوى) ممّا هو (بلام علّلا) فإن كان فلا نقل ، حملا للأوّل على شبهه أفعل التّفضيل وصونا للثّاني عن إلتباسه بباض من البضاضة لحذف ألفه للاستغناء بتحريك الباء وللثّالث عن توالي الإعلال .
ومثل فعل في
ذا الاعلال اسم
|
|
ضاهي مضارعا
وفيه وسم
|
(ومثل فعل في ذا الإعلال) وهو
النّقل المعقّبة القلب (اسم ضاهي مضارعا
__________________
وفيه وسم) أي علامة من علاماته إمّا وزنه أو زيادته كتبيع مثال «تخليء» من البيع أصله تبيع ومقام أصله مقوم بخلاف الحاوي لوزنه وزيادته كأبيض وأسود وبخلاف غير المضارعة كما قال :
ومفعل صحّح
كالمفعال
|
|
وألف الإفعال
واستفعال
|
أزل لذا
الإعلال والتّا الزم عوض
|
|
وحذفها
بالنّقل ربّما عرض
|
(ومفعل صحّح كالمفعال) كالمقول والمسواك.
(وألف الإفعال
واستفعال أزل لذا الإعلال) كإقامة واستقامة ، الأصل إقوام واستقوام ، نقلت حركة
الواو إلى القاف فانقلبت ألفا فالتقي ساكنان ففعل ما ذكر ثمّ ألحقت التّاء كما قال :
__________________
(والتّاء الزم
عوض) من الالف (وحذفها بالنّقل نادرا عرض) وتقدّم ذلك في أبنية المصادر.
وما لإفعال
من الحذف ومن
|
|
نقل فمفعول
به أيضا قمن
|
نحو مبيع
ومصون وندر
|
|
تصحيح ذي
الواو وفي ذي اليا اشتهر
|
(وما لأفعال من الحذف ومن نقل
فمفعول به أيضا قمن نحو مبيع ومصون) الأصل مبيوع ومصوون نقلت حركة الياء والواو
إلى ما قبلهما فالتقي ساكنان فحذفت الواو فيهما ونقلت ضمّه مبيع كسرة لكراهتهم إنقلاب يائه واوا (وندر تصحيح) مفعول (ذي
الواو) فقيل «فرس مقوود» (وفي ذي اليا اشتهر) التّصحيح فقيل مبيوع.
وصحّح
المفعول من نحو عدا
|
|
وأعلل ان لم
تتحرّ الأجودا
|
(وصحّح المفعول) المبنيّ (من) فعل
المفتوح العين المعتلّ اللّام بالواو (نحو عدا) إن تحرّيت الأجود فقل فيه معدوّ (وأعلل إن لم تتحرّ الأجودا) فقل فيه
معديّ بخلاف المبنيّ من فعل مكسورها كمرضيّ والمعتلّ اللّام بالياء كمرميّ .
__________________
كذاك ذا
وجهين جا الفعول من
|
|
ذي الواو لام
جمع او فرد يعنّ
|
(كذاك ذا وجهين) : التّصحيح والإعلال ، وذا بمعني صاحب حال
عامله قوله : (جاء الفعول) بالضّمّ (من ذي الواو) سواء كانت (لام جمع أو فرد يعنّ) كعصيّ وأبوّ وعلوّ
وعتىّ ، و «من» ههنا بيانيّة.
وشاع نحو
نيّم في نوّم
|
|
ونحو نيّام
شذوذه نمي
|
(وشاع نحو نيّم) بالإعلال (في نوّم) الّذي هو الأصل (ونحو نيّام) في نحو نوّام (شذوذه نمي) أي نسب لأهل الفنّ.
__________________
ذو اللّين
فاتا في افتعال أبدلا
|
|
وشذّ في ذي
الهمز نحو ائتكلا
|
فصل : في نوع من الإبدال. (ذو اللّين فا) حال من «ذو» المبتدأ المخبر عنه بـ «أبدل العامل في قوله : (تا
في افتعال أبدلا) كاتّسر واتّصل ، الأصل إيتسر وإيتصل والظّاهر إوتصل وكذا تصاريفها (وشذّ) إبدال الفاء تاء (فى) افتعال (ذي الهمز) كاتّزر والفصيح إيتزر ، وأمّا قوله : (نحو ائتكلا)
افتعل من الأكل فمثال لذي الهمز في الجملة وليس ممّا نحن فيه.
__________________
فصل في نوع آخر من الإبدال
طاتا افتعال
ردّ إثر مطبق
|
|
في ادّان
وازدد وادّكر دالا بقي
|
(طاء) مفعول ثان (تا افتعال) مفعول
أوّل لقوله : (ردّ) بمعني صيّر تاء افتعال طاء إذا وقع (إثر) حرف (مطبق) وهو الصّاد والضّاد والطّاء والظّاء كإصطفي واضطرب
واطّعن واظطلم ، وإن وقع (فى) إثر دال أوزاء أو ذال نحو (إدّان وازدد وادّكر)
فإنّه (دالا بقي) أي صار ، إذ أصل هذه الأمثال إدتان وازتد واذتكر .
فا أمر أو
مضارع من كوعد
|
|
احذف وفي
كعدة ذاك اطّرد
|
فصل : في الحذف
(فا أمر أو مضارع من) معتلّ الفاء (كوعد احذف) فقل يعد ، عد (وفى) مصدره (كعدة ذاك)
الحذف (اطّرد) وعوّض عنه الهاء آخرا
وحذف همز
أفعل استمرّ في
|
|
مضارع وبنيتي
متّصف
|
ظلت وظلت في
ظللت استعملا
|
|
وقرن في
اقررن وقرن نقلا
|
__________________
(وحذف همز أفعل
استمرّ في مضارع) منه كأكرم وهو الأصل في الحذف لاجتماع الهمزتين ، ويكرم وتكرم ونكرم محمولة عليه طردا
للباب.
(و) في (بنيتي
متّصف) بكسر الصّاد ، أي اسمي الفاعل والمفعول منه كمكرم ومكرم
(ظلت) بفتح الظّاء (وظلت) بكسرها (في ظللت) بفتحها وكسر اللّام الأولى ، الماضي
المضاعف المكسور العين المسند إلى الضّمير المتحرّك (استعملا) الثاني على حذف العين بعد نقل حركتها إلى الفاء والأوّل على حذفها ولا نقل ، وأمّا الثّالث فإنّه الأصل من الإتمام.
(و) استعمل (قرن)
بكسر القاف (في اقررن) بكسر الرّاء الأولي على حذفها بعد نقل حركتها إلى القاف على قياس ما تقدّم في
__________________
ظللت فيما يظهر وأمّا قول بعض الشّرّاح أنّ المحذوف الثّانية ثمّ نقل
كسرة الأولي فبعيد (وقرن) بفتح القاف في اقررن (نقلا) نقله ابن القطّاع وقرأ به نافع وعاصم في قوله تعالى : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَ) وبالكسر قرأ الباقون.
__________________
هذا باب الإدغام
بسكون الدّال ،
عبّر به إيثارا للتّخفيف ، وإن قال ابن يعيش إنّه عبارة الكوفيّين وإنّ
الإدغام بالتّشديد كما عبّر به سيبويه عبارة البصريّين وهو إدخال حرف ساكن في مثله
متحرّك ، كما يؤخذ من كلامهم.
أوّل مثلين
محرّكين في
|
|
كلمة ادغم لا
كمثل صفف
|
وذلل وكلل
ولبب
|
|
ولا كجسّس
ولا كاخصص أبي
|
ولا كهيلل
وشدّ في ألل
|
|
ونحوه فك
بنقل فقبل
|
وحيي افكك
وادّغم دون حذر
|
|
كذاك نحو
تتجلّي واستتر
|
(أوّل مثلين محرّكين في كلمة أدغم)
بعد تسكينه في الثّاني وجوبا كردّ يردّ ، لكن يشترط لذلك أن لا
يصدّر أوّلهما كما في الكافية نحو ددن وأن (لا) تكون الكلمة علي أوزان هي فعل
بضمّة ففتحة (كمثل صفف و) فعل بضمّتين نحو (ذلل) وفعل بكسرة ففتحة نحو (كلل و)
بفتحتين نحو (لبب) وهو ما يشدّ على صدر الدّابّة
__________________
يمنع الرّحّل من الاستيخار وما استرقّ من الرّمل أيضا (و) أن (لا) يكون قبل أوّل
المثلين حرف مدغم (كجسّس و) أن (لا) يكون حركة آخر المثلين عارضة (كاخصص أبي)
بنقل حركة الهمزة إلى الصّاد (و) أن (لا) يكون ملحقا (كهيلل) إذا قال «لا إله إلّا الله» فإن كان كذلك فهو ممتنع في الصّور كلّها.
(وشذّ فى) ما
استوفي شروط الإدغام مثل (الل) السّقا : إذا تغيّر (ونحوه).
كالحمد لله
المليك الأجلل
|
|
الواحد الفرد
القديم الأوّل
|
(فك بنقل) عن العرب (فقبل) ولم يقس
عليه (و) إذا كان المثلان يائين لازما تحريك ثانيهما نحو (حيي فياء (افكك وادّغم) أي يجوز لك كلّ منهما (دون حذر) ومن
الإدغام (وَيَحْيى مَنْ حَيَّ
عَنْ بَيِّنَةٍ) (كذاك) يجوز الوجهان إذا كان المثلان تائين مصدّرين في كلمة (نحو تتجلّى)
والفكّ واضح ومن أدغم ألحق ألف الوصل وقال : «إتّجلّى».
__________________
(و) كذلك يجوز
الوجهان إذا كان المثلان تائين في افتعل نحو (استتر) فالفكّ واضح ومن أدغم نقل حركة الأولي إلى الفاء وأسقط الهمزة فقال : «ستّر يستّر».
وما بتاءين
ابتدي قد يقتصر
|
|
فيه علي تا
كتبيّن العبر
|
(وما بتائين) من فعل مضارع (ابتدي
قد يقتصر فيه على تاء) واحدة وهي الأولى وتحذف الثّانية ـ كما قال في شرح الكافية
ـ تخفيفا ، فخصّت بالحذف لدلالة الأولى علي معني وهو المضارعة دونها (كتبيّن
العبر) أصله تتبيّن.
وفكّ حيث
مدغم فيه سكن
|
|
لكونه بمضمر
الرّفع اقترن
|
نحو حللت ما
حللنه وفي
|
|
جزم وشبه
الجزم تخيير قفي
|
(وفكّ) الإدغام من المضاعف وجوبا (حيث)
حرف (مدغم فيه سكن لكونه بمضمر الرّفع اقترن) لئلّا يلتقي السّاكنان (نحو حللت ما حللنه) بالنّون وأصله قبل الفكّ : حلّ (وفي جزم) أي مجزوم من
المضارع (وشبه الجزم) وهو الأمر (تخيير) بين الفكّ والإدغام (قفي) نحو (وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ) ،
فغضّ الطّرف
إنّك من نمير
|
|
فلا كعبا
بلغت ولا كلابا
|
__________________
وفكّ أفعل في
التّعجّب التزم
|
|
والتزم
الإدغام أيضا في هلمّ
|
(وفكّ أفعل) بكسر العين (في
التّعجّب التزم) لئلّا تتغيّر صيغته المعهودة نحو :
[وقال نبيّ المسلمين تقدّموا]
|
|
وأحبب إلينا
أن يكون المقدّما
|
(والتزم الإدغام أيضا في هلمّ) وهي
اسم فعل بمعنى أحضر ، أو فعل أمر لا يتصرّف ، مركّبة من : ها ولمّ من قولهم «لمّ الله شعثه» أي جمعه فحذف الألف تخفيفا ،
وكأنّه قيل اجمع نفسك إلينا .
ولمّا انتهى
كلام المصنّف على ما أراده من علم النّحو والتّصريف قال :
وما بجمعه
عنيت قد كمل
|
|
نظما علي جلّ
المهمّات اشتمل
|
أحصي من
الكافية الخلاصة
|
|
كما اقتضي
غني بلا خصاصة
|
(وما بجمعه عنيت) بضمّ العين وحكى ابن الأعرابي فتحها (قد كمل) بتثليث الميم (نظما) أي منظوما (على جلّ المهمّات) أي معظم المقاصد النّحويّة (اشتمل).
__________________
ثمّ قال ملتفتا
من التّكلّم إلى الغيبة (أحصى) هو فعل بمعني جمع مختصرا (من الكافية)
الشّافية (الخلاصة) أى النّقاوة منها وترك كثيرا من الأمثلة والخلاف وجعله كتابا
مستقلّا نحو ثلثها حجما ، وعلّة ذلك ما ذكره بقوله : (كما اقتضى) أي لأجل اقتضاء
النّاظم ، أي طلبه (غنى) لجميع الطّالبين (بلا خصاصة) أي بغير فقر يحصل لبعضهم
وذلك لا يحصل إلّا بما فعل ، إذ الكافية بكبرها تقصر عنها همم كثير من النّاس فلا
يشتغلون بها فلا يحصل لهم حظّ من العربيّة ، فشبّه الجهل بالفقر من المال ، وقد
قيل : «العلم محسوب من الرّزق». هذا ما ظهر لي في شرح هذا البيت ولم أرمن تعرّض
له.
فأحمد الله
مصلّيا على
|
|
محمّد خير
نبيّ أرسلا
|
وآله الغرّ
الكرام البررة
|
|
وصحبه
المنتخبين الخيره
|
(فأحمد الله) وأشكره عود علي ما
بدأ (مصلّيا)
ومسلّما (علي محمّد خير نبي أرسلا) أي أرسله الله إلى النّاس ليدعوهم إلي دينه
مؤيّدا بالمعجزة (وآله الغرّ) جمع أغرّ ، وهو من الخيل الأبيض الجبهة ، أي إنّهم
لشرفهم علي سائر الأمّة من غير من يستثني من الصّحابة بمنزلة الفرس الأغرّبين الخيل لشرفه علي غيره منها ،
ويجوز أن يكون أراد بآله أمّته ـ كما هو بعض الأقوال فيها. وفي الحديث : «أنتم
الغرّ المحجّلون يوم القيامة من آثار الوضوء» (الكرام) جمع كريم ، أي الطّيّبي
الأصول والنّعوت والطّاهريها (البررة) جمع بارّ ، أي ذوي الإحسان ، وهو المفسّر في حديث
__________________
الصّحيحين «بان تعبد الله كأنّك تراه فإن لم تكن تراه فإنّه يراك» (وصحبه)
اسم جمع لصاحب بمعني الصّحابىّ ، وهو من اجتمع به مؤمنا (المنتخبين) من الأمّة ، أي
المفضّلين علي غيرهم منها كما ورد ذلك في أحاديث (الخيرة) بفتح الياء ويجوز
التّسكين كما في الصّحاح. قال : وهو الإسم من قولك «إختاره الله تعالى» يقال «فلان خيرة الله من
خلقه».
وقد منّ الله
تعالي بإكمال هذا الشّرح المحرّر موشّحا من التّحقيق والتّنقيح بالوشي المحبّر ، محرزا لدلائل هذا الفنّ ، مظهرا لدقائق إستعملنا الفكر
فيها إذا ما اللّيل جنّ ، متحرّيا أوجز العبارة ، وخير الكلام ما قلّ ودلّ معتمدا
في دفع الإيراد علي ألطف الإشارة ليتنبّه أولو الألباب لما له انتحل ، فربّما
خالفت الشّرّاح في بيان حكم تأويل أو تعليل ، فحسبه من لا إطّلاع له ولا فهم سهوا أو عدولا عن السّبيل ،
ومادري أنّا فعلنا ذلك عمدا لأمر مهمّ جليل ، وربّما نقصت حرفا أوزدت حرفا فحسبه
الغبىّ إخلالا أو توضيحا وكشفا ، ومادري أنّ ذلك لنكتة مهمّة
تدقّ عن نظره وتخفى ، فلذلك قلت :
يا سيّدا
طالع هذا الّذى
|
|
فاق نظام
الدّرّ والجوهر
|
لا تعد حرفا
منه أو كلمة
|
|
وللخبيئات به
أظهر
|
__________________
وروّض الذّهن
إذا مشكل
|
|
يبدو
وبالإنكار لا تبدر
|
فليس
بالشّائن شيئا له
|
|
فقد أتي المصنف
في أعصر
|
فدونك مؤلّفا كأنّه سبيكة عسجد أو درّ منضّد برز في إبّان الشّباب
وتميّز عند صدور أولي الألباب ، وقد قال ابن عبّاس : «وما أوتي عالم علما إلّا وهو
شابّ».
فالحمد لله
الّذي هذانا لهذا وما كنّا لنهتدي لو لا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربّنا بالحقّ.
اللهمّ صلّ علي سيّدنا محمّد عبدك ورسولك النّبي الأمّي وعلي آله وأصحابه وأزواجه
وذرّيّاته ، كما صلّيت علي إبراهيم وعلي آل إبراهيم في العالمين إنّك حميد مجيد.
__________________
الفهرس
الكلام وما يتألّف منه............................................................ ٩
هذا باب المعرب والمبنيّ.......................................................... ١٩
هذا باب النكرة والمعرفة.......................................................... ٤٢
الثّاني من المعارف العلم.......................................................... ٥٣
الثالث من المعارف اسم الإشارة.................................................. ٥٩
الرابع من المعارف الموصول....................................................... ٦٢
الخامس من المعارف المعرّف بأداة التعريف أي بآلته.................................. ٧٧
هذا باب الإبتداء............................................................... ٨٢
الأول ـ كان وأخواتها........................................................... ١٠٠
الثاني من النواسخ............................................................. ١٠٩
ما ولا ولات وإن المشبهات بليس................................................ ١٠٩
الثالث من النواسخ............................................................ ١١٣
أفعال المقاربة................................................................. ١١٣
الرابع من النواسخ............................................................. ١١٨
إنّ وأخواتها................................................................... ١١٨
الخامس من النواسخ........................................................... ١٣١
لا التي لنفي الجنس............................................................ ١٣١
(السادس من النّواسخ ـ ظن وأخواتها)............................................ ١٣٩
فصل : في أعلم وأرى وما جرى مجراهما........................................... ١٥٠
هذا باب الفاعل وفيه المفعول به................................................ ١٥٤
هذا باب النّائب عن الفاعل إذا حذف.......................................... ١٦٦
هذا باب اشتغال العامل عن المعمول............................................. ١٧٥
هذا باب تعدّي الفعل ولزومه................................................... ١٨٤
هذا باب التّنازع في العمل...................................................... ١٩١
الثالث ـ من المفاعيل المفعول له.................................................. ٢٠٥
الرابع ـ من المفاعيل المفعول فيه.................................................. ٢٠٨
الخامس ـ من المفاعيل المفعول معه................................................ ٢١٢
[الاستثناء]................................................................... ٢١٥
هذا باب الحال............................................................... ٢٢٤
هذا باب التّمييز.............................................................. ٢٤٠
هذا باب حروف الجرّ......................................................... ٢٤٥
هذا باب الإضافة (٢)........................................................ ٢٥٧
هذا باب إعمال المصدر وفيه إعمال اسمه........................................ ٢٨٤
هذا باب إعمال اسم الفاعل................................................... ٢٨٨
هذا باب أبنية المصادر......................................................... ٢٩٤
هذا باب إعمال الصّفة المشبهة باسم الفاعل..................................... ٣٠٣
هذا باب التّعجّب............................................................ ٣٠٩
هذا باب نعم وبئس........................................................... ٣١٤
هذا باب أفعل التّفضيل........................................................ ٣٢٢
هذا باب النّعت.............................................................. ٣٣٠
الثاني من التّوابع التوكيد........................................................ ٣٣٨
الثالث من التوابع العطف...................................................... ٣٤٤
القسم الثاني من قسمى العطف عطف النّسق.................................... ٣٤٨
الرّابع من التّوابع البدل......................................................... ٣٦٣
هذا باب النداء............................................................... ٣٦٨
فصل في أحكام توابع المنادى................................................... ٣٧٣
فصل في المنادي المضاف إلى ياء المتكلم.......................................... ٣٧٧
فصل في الأسماء اللازمة للنّداء.................................................. ٣٧٩
فصل في الاستغاثة............................................................ ٣٨١
فصل في النّدبة............................................................... ٣٨٣
فصل في التّرخيم.............................................................. ٣٨٧
فصل في الاختصاص.......................................................... ٣٩٢
فصل في التّحذير والإغراء...................................................... ٣٩٣
هذا باب أسماء الأفعال والأصوات............................................... ٣٩٦
هذا باب فيه نونا التّاكيد...................................................... ٤٠٠
هذا باب ما لا ينصرف........................................................ ٤٠٧
هذا باب إعراب الفعل......................................................... ٤٢٣
فصل في عوامل الجزم.......................................................... ٤٣٤
فصل في لو.................................................................. ٤٤٣
هذا باب الإخبار بالّذي وفروعه والألف واللّام الموصولة............................ ٤٥١
هذا باب أسماء العدد.......................................................... ٤٥٨
فصل في كم وكأي وكذا........................................................ ٤٦٧
هذا باب الحكاية............................................................. ٤٦٩
هذا باب التّأنيث............................................................. ٤٧٣
هذا باب المقصور والممدود..................................................... ٤٨٠
تتمة باب المقصور والممدود..................................................... ٤٨٣
هذا باب جمع التّكسير........................................................ ٤٨٩
هذا باب التصغير............................................................. ٥٠٤
هذا باب النسب............................................................. ٥١٣
هذا باب الوقف.............................................................. ٥٢٦
هذا باب الامالة.............................................................. ٥٣٦
هذا باب التّصريف............................................................ ٥٤٤
فصل في زيادة همزة الوصل...................................................... ٥٥٥
هذا باب الابدال............................................................. ٥٥٧
فصل في نوع آخر من الإبدال.................................................. ٥٧٦
هذا باب الإدغام............................................................. ٥٧٩
الفهرس...................................................................... ٥٨٧
|