بسم الله الرّحمن الرّحيم

تقديم

الحمد لله وحده ، والصلاة والسّلام على سيّدنا ورسولنا محمد بن عبد الله ، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد.

فإن المقدمة الآجرومية في النحو من المقدّمات المتميزة بحسن وضعها عن كثير من المقدّمات ، وقد ألّفها صاحبها ابن آجرّوم بمكّة المكرمة وخصّصها للمبتدئين في دراسة النحو.

ولعموم النفع بها وتميّزها اعتنى كثير من العلماء بشرحها ما بين مبسوط ومختصر. ومن هذه الشروح الكثيرة (١) :

ـ شرح أبي إسحاق إبراهيم بن محمد المعروف ببرهان الدين الشاغوري المتوفى سنة ٩١٦ ه‍.

ـ شرح المكّودي النحوي المتوفى سنة ٨٠٧ ه‍.

ـ شرح أبي عبد الله محمد بن محمد المالكي المعروف بالراعي المتوفى سنة ٨٥٣ ه‍ ، وسمّى شرحه «المستقلّ بالمفهومية في شرح ألفاظ الآجرومية».

ـ شرح الشيخ خالد بن عبد الله الأزهري الشافعي المتوفى سنة ٩٠٥ ه‍. وله كتاب آخر في إعراب الآجرومية. وعلى شرح الشيخ خالد الأزهري حاشية للعلّامة أبي بكر بن إسماعيل الشنواني المتوفى سنة ١٠١٩ ه‍ ، وهي حاشية بالقول أجاد فيها

__________________

(١) انظر كشف الظنون (ص ١٧٩٦ ـ ١٧٩٨).


وأفاد ، وله شرح على الآجرومية مطوّل. وعلى شرح الشيخ خالد الأزهري أيضا حاشية للعلامة أحمد بن أحمد بن سلامة القليوبي المتوفى سنة ١٠٦٩ ه‍.

ـ شرح العلامة أحمد بن محمد الشلبي المتوفى سنة ١٠٢٠ ه‍. وألّف عليها حاشية أيضا.

ـ ونظمها برهان الدين إبراهيم بن والي المقدسي وسمّاها «الدرة البرهانية» وتوفي سنة ٩٦٠ ه‍.

ـ شرح الشيخ شهاب الدين أحمد بن أحمد بن حمزة الرملي المتوفى سنة ٨٤٤ ه‍.

ـ شرح شهاب الدين أحمد بن علي بن منصور الحميدي المعروف بالبجائي.

ـ شرح محمد بن أحمد بن يعلى الحسيني النحوي ، سماه «الدرة النحوية في شرح الآجرومية».

ـ شرحان لأحمد بن محمد بن عبد السّلام (ولد سنة ٨٤٧ ه‍) ، سمى أحدهما :

«النخبة العربية في حلّ ألفاظ الآجرومية» ، والآخر : «الجواهر المضية في حل ألفاظ الآجرومية».

ـ شرحان كبير ومتوسط للشيخ أبي الحسن محمد بن علي الشاذلي المتوفى سنة ٩٣٠ ه‍.

ـ شرح الشيخ شمس الدين محمد بن محمد الحلاوي المقدسي المتوفى سنة ٨٨٣ ه‍.

ـ الشرح المسمى «الجواهر السنية في شرح المقدمة الآجرومية» للشيخ الفقيه النحوي أبي محمد عبد الله بن أبي الفضل الفاسي.

ـ وقد نظم الآجرومية أيضا علي بن حسن الشافعي المقري الشهير بالسنهوري ، ثم شرح هذا النظم وسماه «التحفة البهية».

إلى شروح أخرى كثيرة ، نذكر من أهمها هذا الكتاب الذي بين أيدينا ، وهو :«شرح العلّامة الكفراوي» وهو من الشروح المهمة التي ركّز فيها العلامة الكفراوي على بيان المعنى وإعراب الكلمات ، كما أنه أكثر فيه من الأمثلة. يقول رحمه‌الله


في مقدمة شرحه : «... فقد سألني بعض المحبّين إليّ المتردّدين عليّ المرة بعد المرة ، أن أشرح متن الآجرومية للإمام الصنهاجي شرحا لطيفا ، يكون مشتملا على بيان المعنى وإعراب الكلمات ، وأن أكثر فيه من الأمثلة ، لما أنه لم يقع لها شرح على هذه الصفات ، فتوقفت مدة من الزمان لعلمي أنها كثيرة الشرّاح ، حتى سألني عن ذلك من لا تسعني مخالفته ، ووجدت كثيرا من المبتدئين يسألون عن ذلك كثيرا ؛ فعنّ لي أن أشرحها على هذا الوجه المذكور ليكون سببا للنظر إلى وجه الله الكريم ، وموجبا للفوز لديه بجنّات النعيم» انتهى.

وقد طبع هذا الشرح طبعات عديدة ؛ فطبع في بولاق سنة ١٢٤٢ ه‍ و ١٢٤٨ ه‍.

وطبع أيضا في بولاق (١٢٨٢ ه‍ ، ١٢٩١ ه‍) وبهامشه «منحة الكريم الوهاب وفتح أبواب النحو للطلاب» وهي حاشية للشيخ أحمد النجاري الدمياطي على الشرح المذكور. وطبع بهامشه حاشية الشيخ إسماعيل بن موسى الحامدي (بولاق ١٢٩٠ ه‍ ، المطبعة الكاستلية ١٢٨٠ و ١٢٩٨ ه‍ ، مطبعة محمد مصطفى ١٢٩٩ ه‍).

وطبع بهامشه متن الآجرومية بالمطبعة الشرقية والأزهرية والخيرية والميمنية (١٣٠١ ، ١٣٠٢ ، ١٣٠٣ ، ١٣٠٥ ه‍). وبهامشه «الفصول الفكرية للمكاتب المصرية» للمرحوم عبد الله باشا فكري (المطبعة الحسينية : ١٢٩٦ ه‍ وبولاق : ١٢٩٩ ه‍) (١). إلى طبعات أخرى كثيرة في تواريخ متأخرة.

__________________

(١) انظر كشف الظنون (ص ١٧٩٦ ـ ١٧٩٨).


ترجمة العلّامة الصنهاجي

صاحب الآجرومية

هو الإمام أبو عبد الله محمد بن محمد بن داود الصنهاجي ، المعروف بابن آجرّوم (بفتح الهمزة الممدودة ، وضمّ الجيم ، والراء المشددة) ، ومعناه بلغة البربر الفقير الصوفي.

وصفه شرّاح مقدمته كالمكودي والراعي وغيرهما بالإمامة في النحو والبركة والصلاح. ويشهد بصلاحه عموم نفع المبتدئين بمقدمته.

وقال السيوطي في بغية الوعاة (١ / ٢٣٨) : «استفدنا من مقدمته أنه كان على مذهب الكوفيين في النحو ؛ لأنه عبّر بالخفض وهو عبارتهم ، وقال : الأمر مجزوم وهو ظاهر في أنه معرب ، وهو رأيهم ، وذكر في الجوازم «كيفما» والجزم بها رأيهم ، وأنكره البصريون ، فتفطّن».

وذكر الراعي أنه ألف مقدمته تجاه الكعبة الشريفة.

اشتهر ابن آجروم بمقدّمته ، ولكن له مؤلفات أخرى ، منها : «فرائد المعاني في شرح حرز الأماني» ويعرف بشرح الشاطبية. وذكر السيوطي في بغية الوعاة أنّ له مصنفات وأراجيز في القراءات وغيرها.

ولد ابن آجروم بفاس سنة ٦٧٢ ه‍ ، وتوفي سنة ٧٢٣ ه‍ في شهر صفر الخير ، ودفن داخل باب الحديد بمدينة فاس (١).

__________________

(١) انظر كشف الظنون (ص ١٧٩٦ ـ ١٧٩٨).


ترجمة العلّامة الكفراوي

صاحب الشرح

هو الشيخ حسن بن علي الكفراوي الشافعي الأزهري.

فقيه نحوي ، ولد ببلدة كفر الشيخ (بالقرب من المحلة الكبرى بمصر) فقرأ القرآن وحفظ المتون بالمحلة.

ثم جاء إلى القاهرة وحضر شيوخ الوقت مثل الشيخ أحمد السجاعي والشيخ عمر الطحلاوي والشيخ محمد الحفني والشيخ علي الصعيدي. ومهر في الفقه والمعقول ، وتصدر ودرّس وأفتى واشتهر ذكره ، ولازم الأستاذ الحفني ، وتداخل في القضايا والدعاوى وفصل الخصومات بين المتنازعين ، وأقبل عليه الناس بالهدايا والجعالات ، ونما أمره وراش جناحه ، وتجمل بالملابس وركوب البغال ...

وتردد إلى الأمير محمد بك أبي الذهب قبل استقلاله بالإمارة ، وأحبه وحضر مجالس دروسه في شهر رمضان بالمشهد الحسيني.

ولما بنى محمد بك جامعه كان هو المتعين فيه بوظيفة رئاسة التدريس والإفتاء ومشيخة الشافعية وثالث ثلاثة المفتين الذين قررهم المذكور وقصر عليهم الإفتاء ، وهم : الشيخ أحمد الدردير المالكي ، والشيخ عبد الرحمن العريشي الحنفي ، والمترجم.

توفي سنة ١٢٠٢ ه‍ بالقاهرة ، وصلي عليه بالأزهر في مجلس حافل ، ودفن بتربة المجاورين (١).

وذكر العلامة الجبرتي في «تاريخ عجائب الآثار» (٢) ترجمة مطوّلة للكفراوي في وفيات سنة ١٢٠٢ ه‍ ، قال فيها :

«الإمام العالم العلامة الفقيه المحدث النحوي الشيخ حسن الكفراوي

__________________

(١) انظر كشف الظنون (ص ١٧٩٦ ـ ١٧٩٨).

(٢) انظر معجم المطبوعات العربية والمعربة (ص ١٥٦٣).


الشافعي الأزهري. ولد ببلدة كفر الشيخ حجازي بالقرب من المحلة الكبرى ، فقرأ القرآن وحفظ المتون بالمحلة ، ثم حضر إلى مصر وحضر شيوخ الوقت مثل الشيخ أحمد السجاعي والشيخ عمر الطحاوي والشيخ محمد الحفني والشيخ علي الصعيدي. ومهر في الفقه والمعقول ، وتصدر ، ودرس وأفتى واشتهر ذكره ولازم الأستاذ الحفني وتداخل في القضايا والدعاوى وفصل الخصومات بين المتنازعين وأقبل عليه الناس بالهدايا والجعالات ونما أمره وراش جناحه وتجمل بالملابس وركوب البغال وأحدق به الأتباع. واشترى بيت الشيخ عمر الطحلاوي بحارة الشنواني بعد موت ابنه سيدي علي ، فزادت شهرته ووفدت عليه الناس ، وأطعم الطعام واستعمل مكارم الأخلاق.

ثم تزوج ببنت المعلم درع الجزار بالحسينية وسكن بها ، فجيّش عليه أهل الناحية وأولوا النجدة والزعارة والشطارة وصار له بهم نجدة ومنعة على من يخالفه أو يعانده ولو من الحكام. وتردد إلى الأمير محمد بك أبي الذهب قبل استقلاله بالإمارة وأحبه وحضر مجالس دروسه في شهر رمضان بالمشهد الحسيني ، فلما استبدّ بالأمر لم يزل يراعي له حق الصحبة ويقبل شفاعته في المهمات ويدخل عليه من غير استئذان في أي وقت أراد ، فزادت شهرته ونفذت أحكامه وقضاياه. واتخذ سكنا على بركة جناق أيضا.

ولما بنى محمد بك جامعه كان هو المتعين فيه بوظيفة رئاسة التدريس والإفتاء ومشيخة الشافعية وثالث ثلاثة المفتين الذين قررهم الأمير المذكور وقصر عليهم الإفتاء ، وهم الشيخ أحمد الدردير المالكي والشيخ عبد الرحمن العريشي الحنفي والمترجم ، وفرض لهم أمكنة يجلسون فيها أنشأها لهم بظاهر الميضأة بجوار التكية التي جعلها لطلبة الأتراك بالجامع المذكور حصة من النهار في ضحوة كل يوم للإفتاء ، بعد إلقائهم دروس الفقه ، ورتب لهم ما يكفيهم وشرط عليهم عدم قبول الرشا والجعالات ، فاستمروا على ذلك أيام حياة الأمير.

واجتمع المترجم بالشيخ صادومة المشعوذ ، ونوّه بشأنه عند الأمراء والناس وأبرزه لهم في قالب الولاية ويجعل شعوذته وسيمياه من قبيل الخوارق والكرامات ، إلى أن اتضح أمره ليوسف بك فتحامل عليه وعلى قرينة الشيخ المترجم من أجله. ولم يتمكن من إيذائهما في حياة سيده ، فلما مات سيده قبض على الشيخ صادومة وألقاه في بحر النيل ، وعزل المترجم من وظيفة المحمدية


والإفتاء ، وقلد ذلك الشيخ أحمد بن يونس الخليفي. وانكسف باله وخمد مشعال ظهوره بين أقرانه إلا قليلا ، حتى هلك يوسف بك قبل تمام الحول ، ونسيت القضية وبطل أمر الوظيفة والتكية وتراجع حاله لا كالأول.

ووافاه الحمام بعد أن تمرض شهورا وتعلل وذلك في عشرين شعبان من السنة ، وصلي عليه بالأزهر في مشهد حافل ، ودفن بتربة المجاورين.

ومن مؤلفاته : «إعراب الآجرومية». وهو مؤلف نافع مشهور بين الطلبة.

وكان قوي البأس ، شديد المراس ، عظيم الهمة والشكيمة ، ثابت الجنان عند العظائم ، يغلب على طبعه حب الرياسة والحكم والسياسة ، ويحب الحركة بالليل والنهار ويمل السكون والقرار ، وذلك مما يورث الخلل ويوقع في الزلل ، فإن العلم إذا لم يقرن بالعمل ويصاحبه الخوف والوجل ويجمل بالتقوى ويزين بالعفاف ويحلى باتباع الحق والإنصاف أوقع صاحبه في الخذلان وصيره مثلة بين الأقران ، انتهى.


ترجمة الشيخ الحامدي صاحب الحاشية (١)

هو الشيخ إسماعيل بن موسى بن عثمان الحامدي.

فاضل ، مصري ، من المالكية. ولد في «الحامدية» سنة ١٢٢٦ ه‍ من بلاد قنا (بمصر) وإليها نسبته. وتعلّم وعلّم بالأزهر.

له عدة مؤلفات ، منها :

ـ «الرحلة الحامدية» في مناسك الحجّ.

ـ «تقرير على حاشية الصبان على شرح الأشموني» جزءان في النحو.

ـ «حواش على شرح السنوسية الكبرى».

ـ «حاشيته على شرح العلامة الكفراوي على متن الآجرومية» ، هو الكتاب الذي بين أيدينا.

توفي الحامدي سنة ١٣١٦ ه‍.

__________________

(١) انظر الأعلام للزركلي (١ / ٣٢٨).


هذه الطبعة

اعتمدنا في إصدار هذه الطبعة من الكتاب على نسختين مخطوطتين : الأولى : نسخة المكتبة الأزهرية ، وهي النسخة التي اعتمدناها كأصل ، والثانية : نسخة مكتبة جامعة الملك سعود.

كما رجعنا إلى طبعة حجرية صادرة في «سنغافورة» من مكاتب سليمان مرعي (دون تاريخ) ، وبهامش هذه الطبعة حاشية الشيخ إسماعيل الحامدي على شرح الكفراوي ، وهذه الطبعة اعتمدناها كأصل لحاشية الشيخ الحامدي ، إضافة إلى طبعات أخرى قمنا بمقارنتها بها.

ونشير إلى أننا وضعنا متن المقدّمة الآجرومية كاملا في أول الكتاب ، ثم وضعنا بعده مباشرة شرح الكفراوي ومعه حاشية الحامدي. وقد ميّزنا متن الآجرومية ضمن الشرح بأن وضعنا نصّ العبارة بحرف أسود ثم جعلنا الشرح تحتها مباشرة. ووضعنا حاشية الحامدي في أسفل الصفحات وفصلنا بينها وبين متن شرح الكفراوي بخط.











بسم الله الرّحمن الرّحيم

الكلام هو : اللّفظ المركّب المفيد بالوضع ، وأقسامه ثلاثة : اسم وفعل وحرف جاء لمعنى ، فالاسم يعرف بالخفض ، والتّنوين ، ودخول الألف واللّام ، وحروف الخفض وهي : من وإلى وعن وعلى وفي وربّ والباء والكاف واللّام ، وحروف القسم وهي : الواو والباء والتّاء والفعل يعرف بقد والسّين وسوف وتاء التّأنيث السّاكنة ، والحرف ما لا يصلح معه دليل الاسم ولا دليل الفعل.

باب الإعراب

الإعراب هو تغيير أواخر الكلم ، لاختلاف العوامل الدّاخلة عليها : لفظا أو تقديرا ، وأقسامه أربعة : رفع ونصب وخفض وجزم. فللأسماء من ذلك : الرّفع والنّصب والخفض ولا جزم فيها. وللأفعال من ذلك : الرّفع والنّصب والجزم ولا خفض فيها.

باب معرفة علامات الإعراب

للرّفع أربع علامات : الضّمّة والواو والألف والنّون ، فأمّا الضّمّة فتكون علامة للرّفع في أربعة مواضع : في الاسم المفرد وجمع التّكسير وجمع المؤنث السالم والفعل المضارع الذي لم يتّصل بآخره شيء. وأمّا الواو فتكون علامة للرّفع في موضعين : في جمع المذكّر السّالم وفي الأسماء الخمسة وهي : أبوك وأخوك وحموك وفوك وذو مال ، وأمّا الألف فتكون علامة للرّفع


في تثنية الأسماء خاصّة ، وأمّا النّون فتكون علامة للرّفع في الفعل المضارع ، إذا اتّصل به ضمير تثنية أو ضمير جمع أو ضمير المؤنّثة المخاطبة ، وللنّصب خمس علامات : الفتحة والألف والكسرة والياء وحذف النّون ، فأمّا الفتحة فتكون علامة للنّصب في ثلاثة مواضع : في الاسم المفرد ، وجمع التّكسير ، والفعل المضارع إذا دخل عليه ناصب ولم يتّصل بآخره شيء. وأمّا الألف فتكون علامة للنّصب في الأسماء الخمسة نحو رأيت أباك وأخاك وما أشبه ذلك. وأمّا الكسرة فتكون علامة للنّصب في جمع المؤنّث السّالم ، وأمّا الياء فتكون علامة للنّصب في التّثنية والجمع ، وأمّا حذف النّون فيكون علامة للنّصب في الأفعال الّتي رفعها بثبات النّون ، وللخفض ثلاث علامات : الكسرة والياء والفتحة ، فأمّا الكسرة فتكون علامة للخفض في ثلاثة مواضع : في الاسم المفرد المنصرف ، وجمع التّكسير المنصرف ، وجمع المؤنّث السّالم ، وأمّا الياء فتكون علامة للخفض في ثلاثة مواضع : في الأسماء الخمسة والتّثنية ، والجمع ، وأمّا الفتحة فتكون علامة للخفض في الاسم الّذي لا ينصرف وللجزم علامتان : السّكون والحذف ، فأما السكون فيكون علامة للجزم في الفعل المضارع الصّحيح الآخر ، وأمّا الحذف فيكون علامة للجزم في الفعل المضارع المعتلّ الآخر ، وفي الأفعال الّتي رفعها بثبات النّون. «فصل» المعربات قسمان : قسم يعرب بالحركات ، وقسم يعرب بالحروف فالّذي يعرب بالحركات أربعة أنواع : الاسم المفرد ، وجمع التّكسير ، وجمع المؤنّث السّالم ، والفعل المضارع الّذي لم يتّصل بآخره شيء ، وكلّها ترفع بالضّمّة وتنصب بالفتحة وتخفض بالكسرة وتجزم بالسّكون. وخرج عن ذلك


ثلاثة أشياء : جمع المؤنّث السّالم ينصب بالكسرة والاسم الّذي لا ينصرف يخفض بالفتحة والفعل المضارع المعتلّ الآخر يجزم بحذف آخره. والّذي يعرب بالحروف أربعة أنواع : التّثنية وجمع المذكّر السّالم والأسماء الخمسة والأفعال الخمسة وهي يفعلان وتفعلان ويفعلون وتفعلون وتفعلين ، فأمّا التّثنية فترفع بالألف وتنصب وتخفض بالياء ، وأمّا جمع المذكّر السّالم فيرفع بالواو وينصب ويخفض بالياء ، وأمّا الأسماء الخمسة فترفع بالواو وتنصب بالألف وتخفض بالياء ، وأمّا الأفعال الخمسة فترفع بالنّون وتنصب وتجزم بحذفها.

باب الأفعال

الأفعال ثلاثة : ماض ومضارع وأمر نحو ضرب ويضرب واضرب ، فالماضي مفتوح الآخر أبدا ، والأمر مجزوم أبدا. والمضارع ما كان في أوّله إحدى الزّوائد الأربع ، يجمعها قولك أنيت وهو مرفوع أبدا حتّى يدخل عليه ناصب أو جازم. فالنّواصب عشرة وهي : أن ولن وإذن وكي ولام كي ولام الجحود وحتّى والجواب بالفاء والواو وأو. والجوازم ثمانية عشر وهي لم ولمّا وألم وألما ولام الأمر والدعاء ولا في النهي والدّعاء وإن وما ومن ومهما وإذما وأيّ ومتى وأيّان وأين وأنّى وحيثما وكيفما وإذا في الشّعر خاصّة.

باب مرفوعات الأسماء

المرفوعات سبعة وهي : الفاعل ، والمفعول الّذي لم يسمّ فاعله ، والمبتدأ ، وخبره ، واسم كان وأخواتها ، وخبر إنّ وأخواتها ، والتّابع للمرفوع ، وهو أربعة أشياء : النّعت ، والعطف ، والتّوكيد ، والبدل.


باب الفاعل

الفاعل هو الاسم المرفوع المذكور قبله فعله ، وهو على قسمين : ظاهر ومضمر ، فالظّاهر : نحو قولك قام زيد ويقوم زيد وقام الزّيدان ويقوم الزّيدان وقام الزّيدون ويقوم الزّيدون وقام الرّجل ويقوم الرّجال وقامت هند وتقوم هند وقامت الهندان وتقوم الهندان وقامت الهندات وتقوم الهندات وقامت الهنود وتقوم الهنود وقام أخوك ويقوم أخوك وقام غلامي ويقوم غلامي وما أشبه ذلك. والمضمر اثنا عشر نحو قولك : ضربت وضربنا وضربت وضربت وضربتما وضربتم وضربتنّ وضرب وضربت وضربا وضربوا وضربن.

باب المفعول الّذي لم يسمّ فاعله

وهو الاسم المرفوع الّذي لم يذكر معه فاعله. فإن كان الفعل ماضيا ضمّ أوّله وكسر ما قبل آخره. وإن كان مضارعا ضمّ أوّله وفتح ما قبل آخره ، وهو على قسمين : ظاهر ومضمر ، فالظّاهر نحو قولك ضرب زيد ويضرب زيد وأكرم عمرو ويكرم عمرو. والمضمر اثنا عشر ، نحو قولك : ضربت وضربنا وضربت وضربت وضربتما وضربتم وضربتنّ وضرب وضربت وضربا وضربوا وضربن.

باب المبتدأ والخبر

المبتدأ هو الاسم المرفوع العاري عن العوامل اللّفظيّة. والخبر هو الاسم المرفوع المسند إليه ، نحو قولك زيد قائم والزّيدان قائمان والزّيدون قائمون. والمبتدأ قسمان ظاهر ومضمر : فالظاهر ما تقدم ذكره ، والمضمر


اثنا عشر وهي : أنا ونحن وأنت وأنت وأنتما وأنتم وأنتنّ وهو وهي وهما وهم وهنّ نحو قولك : أنا قائم ونحن قائمون وما أشبه ذلك. والخبر قسمان : مفرد وغير مفرد فالمفرد نحو : زيد قائم ، وغير المفرد أربعة أشياء : الجارّ والمجرور والظّرف والفعل مع فاعله والمبتدأ مع خبره نحو قولك : زيد في الدّار وزيد عندك وزيد قام أبوه وزيد جاريته ذاهبة.

باب العوامل الدّاخلة على المبتدأ والخبر

وهي ثلاثة أشياء : كان وأخواتها ، وإنّ وأخواتها ، وظننت وأخواتها ، فأمّا كان وأخواتها فإنّها ترفع الاسم وتنصب الخبر وهي : كان وأمسى وأصبح وأضحى وظلّ وبات وصار وليس وما زال وما انفكّ وما فتىء وما برح وما دام وما تصرّف منها نحو : كان ويكون وكن وأصبح ويصبح وأصبح تقول كان زيد قائما وليس عمرو شاخصا وما أشبه ذلك ، وأمّا إنّ وأخواتها فإنّها تنصب الاسم وترفع الخبر وهي ، إنّ وأنّ ولكنّ وكأنّ وليت ولعلّ ، تقول إنّ زيدا قائم وليت عمرا شاخص وما أشبه ذلك. ومعنى إنّ وأنّ للتّوكيد ، ولكنّ للاستدراك وكأنّ للتّشبيه. وليت للتّمنّي ، ولعلّ للتّرجّي والتّوقّع. وأمّا ظننت وأخواتها فإنّها تنصب المبتدأ والخبر على أنّهما مفعولان لها ، وهي ظننت وحسبت وخلت وزعمت ورأيت وعلمت ووجدت واتّخذت وجعلت وسمعت تقول : ظننت زيدا منطلقا وخلت عمرا شاخصا وما أشبه ذلك.

باب النّعت

النّعت تابع للمنعوت في رفعه ونصبه وخفضه وتعريفه وتنكيره تقول :


قام زيد العاقل ورأيت زيدا العاقل ، ومررت بزيد العاقل ، والمعرفة خمسة أشياء : الاسم المضمر ، نحو : أنا وأنت. والاسم العلم نحو : زيد ومكّة. والاسم المبهم نحو : هذا وهذه وهؤلاء. والاسم الّذي فيه الألف واللّام نحو : الرّجل والغلام وما أضيف إلى واحد من هذه الأربعة. والنّكرة كلّ اسم شائع في جنسه لا يختصّ به واحد دون آخر ، وتقريبه كلّ ما صلح دخول الألف واللّام عليه ، نحو : الرّجل والغلام والفرس.

باب العطف

وحروف العطف عشرة وهي : الواو والفاء وثمّ وأو وأم وإمّا وبل ولا ولكن وحتّى في بعض المواضع ، فإن عطفت بها على مرفوع رفعت أو على منصوب نصبت أو على مخفوض خفضت أو على مجزوم جزمت. تقول : قام زيد وعمرو ، ورأيت زيدا وعمرا ومررت بزيد وعمرو ، وزيد لم يقم ولم يقعد.

باب التّوكيد

التّوكيد تابع للمؤكّد في رفعه ونصبه وخفضه وتعريفه. ويكون بألفاظ معلومة وهي : النّفس والعين وكلّ وأجمع وتوابع أجمع وهي : أكتع وأبتع ، وأبصع تقول : قام زيد نفسه ، ورأيت القوم كلّهم ومررت بالقوم أجمعين.

باب البدل

إذا أبدل اسم من اسم ، أو فعل من فعل ، تبعه في جميع إعرابه. وهو أربعة أقسام : بدل الشّيء من الشّيء وبدل البعض من الكلّ وبدل الاشتمال وبدل الغلط ، نحو قولك : قام زيد أخوك وأكلت الرّغيف ثلثه ، ونفعني زيد


علمه ، ورأيت زيدا الفرس ، أردت أن تقول : الفرس فغلطت فأبدلت زيدا منه.

باب منصوبات الأسماء

المنصوبات خمسة عشر وهي : المفعول به ، والمصدر ، وظرف الزّمان وظرف المكان ، والحال والتّمييز ، والمستثنى ، واسم لا والمنادى وخبر كان وأخواتها واسم إنّ وأخواتها والمفعول من أجله ، والمفعول معه ، والتّابع للمنصوب وهو أربعة أشياء : النّعت والعطف والتّوكيد والبدل.

باب المفعول به

وهو الاسم المنصوب الّذي يقع به الفعل نحو قولك : ضربت زيدا وركبت الفرس ، وهو على قسمين : ظاهر ومضمر ، فالظّاهر ما تقدّم ذكره والمضمر قسمان : متّصل ومنفصل ، فالمتّصل اثنا عشر وهي : ضربني وضربنا وضربك وضربك وضربكما وضربكم وضربكنّ وضربه وضربها وضربهما وضربهم وضربهنّ ، والمنفصل اثنا عشر نحو قولك : إيّاي وإيّانا وإيّاك وإيّاك وإيّاكما وإيّاكم وإيّاكنّ وإيّاه وإيّاها وإيّاهما وإيّاهم وإيّاهنّ.

باب المصدر

المصدر هو : الاسم المنصوب الّذي يجيء ثالثا في تصريف الفعل نحو : ضرب يضرب ضربا. وهو قسمان : لفظيّ ومعنويّ ، فإن وافق لفظه لفظ فعله فهو لفظيّ نحو قولك قتلته قتلا وإن وافق معنى فعله دون لفظه فهو معنويّ نحو جلست قعودا وقمت وقوفا ، وما أشبه ذلك.


باب ظرف الزّمان وظرف المكان

ظرف الزّمان هو اسم الزّمان المنصوب بتقدير في نحو : اليوم واللّيلة وغدوة وبكرة وسحرا وغدا وعتمة وصباحا ومساء وأبدا وأمدا وحينا وما أشبه ذلك. وظرف المكان وهو : اسم المكان المنصوب بتقدير في نحو : أمام وخلف وقدّام ووراء وفوق وتحت وعند ومع وإزاء وحذاء وتلقاء وهنا وثمّ وما أشبه ذلك.

باب الحال

الحال هو الاسم المنصوب المفسّر لما انبهم من الهيآت نحو : جاء زيد راكبا ولقيت عبد الله راكبا وما أشبه ذلك. ولا يكون الحال إلّا نكرة ، ولا يكون إلّا بعد تمام الكلام ، ولا يكون صاحبها إلّا معرفة!

باب التمييز

التّمييز هو الاسم المنصوب ، المفسّر لما انبهم من الذّوات نحو قولك : تصبّب زيد عرقا ، وتفقّأ بكر شحما ، وطاب محمّد نفسا واشتريت عشرين غلاما ، وملكت تسعين نعجة ، وزيد أكرم منك أبا وأجمل منك وجها ، ولا يكون إلّا نكرة ، ولا يكون إلا بعد تمام الكلام.

باب الاستثناء

وحروف الاستثناء ثمانية وهي : إلّا وغير وسوى وسوى وسواء وخلا وعدا وحاشا. فالمستثنى بإلّا ينصب إذا كان الكلام تامّا موجبا ، نحو قام القوم إلّا زيدا ، وخرج النّاس إلّا عمرا وإن كان الكلام منفيّا تامّا جاز فيه : البدل والنّصب على الاستثناء نحو ما قام القوم إلّا زيد وإلّا زيدا ، وإن كان


الكلام ناقصا كان على حسب العوامل نحو : ما قام إلا زيد وما ضربت إلّا زيدا وما مررت إلّا بزيد والمستثنى بغير وسوى وسوى وسواء مجرور لا غير والمستثنى بخلا وعدا وحاشا يجوز نصبه وجرّه نحو قام القوم خلا زيدا وزيد ، وعدا عمرا وعمرو وحاشا بكرا وبكر.

باب «لا»

اعلم أنّ «لا» تنصب النّكرات بغير تنوين إذا باشرت النّكرة ولم تتكرّر «لا» نحو : لا رجل في الدّار ، فإن لم تباشرها وجب الرّفع ووجب تكرار لا نحو : لا في الدّار رجل ولا امرأة ، فإن تكرّرت جاز إعمالها وإلغاؤها. فإن شئت قلت : لا رجل في الدّار ولا امرأة وإن شئت قلت لا رجل في الدّار ولا امرأة.

باب المنادى

المنادى خمسة أنواع : المفرد العلم والنّكرة المقصودة والنّكرة غير المقصودة ، والمضاف ، والمشبّه بالمضاف. فأمّا المفرد العلم والنّكرة المقصودة فيبنيان على الضّمّ من غير تنوين نحو : يا زيد ويا رجل والثّلاثة الباقية منصوبة لا غير.

باب المفعول من أجله

وهو : الاسم المنصوب الّذي يذكر بيانا لسبب وقوع الفعل ، نحو قولك : قام زيد إجلالا لعمرو ، وقصدتك ابتغاء معروفك.


باب المفعول معه

وهو الاسم المنصوب الّذي يذكر لبيان من فعل معه الفعل نحو جاء الأمير والجيش واستوى الماء والخشبة. وأما خبر «كان» وأخواتها واسم «إنّ» وأخواتها فقد تقدّم ذكرهما في المرفوعات وكذلك التّوابع فقد تقدّمت هناك

باب مخفوضات الأسماء

المخفوضات ثلاثة أقسام : مخفوض بالحرف ومخفوض بالإضافة ، وتابع للمخفوض. فأمّا المخفوض بالحرف فهو ما يخفض بمن وإلى وعن وعلى وفي وربّ والباء والكاف واللّام وحروف القسم وهي : الواو ، والباء ، والتّاء ، وبواو ربّ ، وبمذ ، ومنذ وأمّا ما يخفض بالإضافة فنحو قولك : غلام زيد وهو على قسمين : ما يقدّر بالّلام ، نحو غلام زيد. وما يقدّر بمن نحو ثوب خزّ وباب ساج وخاتم حديد.


بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله الذي جعل لغة العرب أحسن اللغات والصلاة والسّلام على سيدنا

______________________________________________________

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله الذي رفع أقواما وخفض آخرين ، والصلاة والسّلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين وعلى آله وأصحابه الذين نصب الله بهم الدين. وأضمر الكفر وأظهر كلمة الحق واليقين.

(أما بعد) فيقول الفقير الذليل لربه تعالى ، إسماعيل بن موسى الحامدي المالكي : هذه عبارات شريفة ، ونكات ظريفة ، على شرح العالم الفاضل ، والهمام الكامل ، الشيخ حسن الكفراوي ـ نسبة إلى بلدة كفر الشيخ حجازي بالقرب من المحلة الكبرى ـ الشافعي الأزهري ، توفي رحمه‌الله سنة اثنتين بعد المائتين والألف ، في عشرين من شهر شعبان ، وصلي عليه بالأزهر في مشهد حافل ، ودفن بتربة المجاورين ، على متن الإمام الصنهاجي تحل مبانيه وتوضح معانيه ، وضعتها لنفسي ولمن هو قاصر مثلي ، والله أسأل أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم ، وهو حسبي ونعم الوكيل فقلت وعلى الله اعتمادي :

قوله : (بسم الله الرّحمن الرّحيم) ابتدأ بها بدءا حقيقيا لقصد حصول البركة لجميع أجزاء الكتاب ، والاقتداء بالقرآن ، والعمل بالروايات الآتية في كلامه. قوله : (الحمد لله) ابتدأ بها أيضا لكن بدءا إضافيا لما ورد «كل كلام لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أقطع» وعبر بالجملة الاسمية لدلالتها على الدوام ، وللاقتداء بالكتاب وإن كان أصلها الجملة الفعلية ، لأن الأصل : «حمدت حمدا» فحذف الفعل مع فاعله ، ورفع المصدر وأدخلت عليه أل وهذه الجملة إما خبرية لفظا إنشائية معنى لإنشاء الثناء بالمضمون ، أعني استحقاق الله الحمد لذاته أو اختصاصه به ، وإما خبرية لفظا ومعنى ، جيء بها للإخبار بثبوت المحامد لله والإخبار بالحمد حمدا ، والحمد لغة


الثناء باللسان على الفعل الجميل الاختياري على جهة التعظيم والتبجيل كان في مقابلة نعمة أم لا ومرادنا باللسان الكلام ليشمل القديم والحادث فهو مجاز مرسل من إطلاق السبب ـ وهو اللسان ـ وإرادة المسبب ـ وهو الكلام ـ ودخل في التعريف لأنه مجاز مشهور وقولنا : «الاختياري» مخرج للاضطراري فإنه مدح لا حمد وقولنا : «على جهة» أي وجه وإضافته لما بعده بيانية وعطف التبجيل على ما قبله مرادف ، وهذا مخرج للسخرية نحو : (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ) (٤٩) [الدّخان : ٤٩] فشمل هذا التعريف أقسام الحمد الأربعة : حمد قديم لقديم وهو حمد الله نفسه بنفسه أزلا نحو : «الحمد لله الذي خلق السموات والأرض» ، وحمد قديم لحادث كحمد الله لبعض عباده ، نحو : (نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) [ص : ٣٠]. وحمد حادث لقديم كحمدنا لله سبحانه وتعالى وحمد حادث لحادث كحمد بعضنا بعضا.

وأما أركانه فخمسة : حامد ـ وهو فاعل الحمد ـ ومحمود ـ وهو من وقع عليه الحمد ـ ومحمود به ـ وهو مدلول صيغة الحمد ـ ومحمود عليه ـ وهو السبب الباعث على الحمد ـ وهذا الركن منتف في حقه تعالى لأن حمده تفضل منه وصيغة ـ وهو اللفظ الدال على الحمد ـ وعرفا فعل ينبىء عن تعظيم المنعم بسبب كونه منعما على الحامد أو غيره.

ثم اعلم أن «أل» إما للاستغراق ـ وهي التي يصح أن يحل محلها كل ـ والمعنى كل فرد من أفراد الحمد لله ، وحمد الحادث للحادث وحمد القديم للحادث ثابتان لله في الواقع لأنه المنعم الحقيقي ، وإن كانا بحسب الظاهر لغيره ، وإما للعهد والمعنى أن الحمد المعهود لله ، والمراد به حمده لنفسه ولأصفيائه ، وإما للجنس ـ وهي الدالة على الحقيقة من غير تعرض لشيء من أفرادها ـ أي جنس الحمد وحقيقته لله. قوله : (لله) متعلق بمحذوف خبر أي الحمد ثابت لله والله أعلم على الذات الواجب الوجود المستحق لجميع المحامد. قوله : (الذي) اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة للفظ الجلالة وهو مع صلته في معنى المشتق وقد تقرر أن تعليق الحكم بالمشتق يؤذن بكون المشتق منه علة فكأنه قال : الحمد لله لجعله لغة الخ فيكون في كلامه إشارة إلى أنه يستحق الحمد لأفعاله كما يستحقه لذاته والحمد عليها مقيد وهو عند إمامنا أفضل من المطلق لأنه حمد على نعم مضت فهو أداء دين ولا يخفى أن الواجب أفضل من التطوع فإن قلت الحكم ليس متعلقا بالمشتق ـ وهو جاعل الذي


هو معنى «الذي جعل» ـ بل هو متعلق باللفظ الشريف ، قلت : أجيب بأن الصفة مع الموصوف كالشيء الواحد. قوله : (جعل) فعل ماض وفاعله مستتر تقديره هو يعود على الله وهو ينصب مفعولين. (لغة العرب) مضاف ومضاف إليه والأول مفعول أول أي ما اتفق عليه جميع العرب من الألفاظ والعرب خلاف العجم سموا عربا لأن البلاد التي سكنوها تسمى العربات. قوله : (أحسن اللغات) مضاف ومضاف إليه والأول مفعول ثان وهو يفيد أن غير لغة العرب فيها حسن وهو كذلك إذ هي لغة لغيره صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الأنبياء والرسل ولغة العرب هي اللغة التي نزل بها القرآن وهو أعظم الكتب المنزلة لجمعه معانيها ، ولغة أفضل الرسل صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأهل الجنة في الجنة ففي خبر «أحب العرب لثلاث : لأني عربي والقرآن عربي ولسان أهل الجنة في الجنة عربي» ذكره شيخ الإسلام في شرح الجزرية واللغات جمع لغة وهي لغة اللهج بالكلام ـ أي الإسراع به ـ واصطلاحا الألفاظ الموضوعة للمعاني. قوله : (والصلاة والسّلام الخ) هذه جملة خبرية لفظا إنشائية معنى والواو للعطف وأتى المصنف بالصلاة لخبر : «من صلى علي في كتاب لم تزل الملائكة تستغفر له ما دام اسمي في ذلك الكتاب ، وجمع بينها وبين السّلام عملا بآية : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب : ٥٦] فإن الظاهر منها طلب الجمع بينهما ولذلك كره إفراد أحدهما عن الآخر عند المتأخرين وهو عند المتقدمين خلاف الأولى كما صرح به ابن الجوزي. وقولنا : «فإن الظاهر الخ» تبعنا فيه بعضهم وهو متعقب بأن ظاهرها طلب فعلهما ولو متفرقين لأن الواو لا تدل إلا على مطلق الجمع فهي كآية : (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ) [البقرة : ٤٣]. والصلاة بالنسبة لله الرحمة وبالنسبة للملائكة وغيرهم الدعاء وأما السّلام فمعناه لغة الأمان. والمعنى صلّ يا ألله عليه ـ أي ارحمه ـ وسلم عليه ـ أي أمنه مما يخافه على أمته ـ فإن قيل الرحمة للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حاصلة فطلبها تحصيل حاصل فالجواب أن المقصود بصلاتنا عليه طلب رحمة لم تكن فإنه ما من وقت إلا وهناك رحمة لم تحصل له فلا يزال يترقى في الكمالات إلى ما لا نهاية له فهو ينتفع بصلاتنا عليه على الصحيح ، لكن لا ينبغي أن يقصد المصلي ذلك ، بل يقصد التوسل إلى ربه في نيل مقصوده ولا يليق الدعاء للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بغير الوارد ، كرحمة الله بل المناسب واللائق في حق الأنبياء الدعاء بالصلاة والسّلام وفي حق الصحابة والتابعين والأولياء والمشايخ بالترضي وفي حق غيرهم يكفي أي دعاء كان. قوله : (على سيدنا) متعلق


محمد المرفوع الرتبة فوق سائر المخلوقات وعلى آله وصحبه المنصوبين لإزالة شبه

______________________________________________________

بمحذوف خبر. واعلم أن «على» للاستعلاء الحقيقي فاستعمالها هنا ـ في تمكن النبي من الصلاة والسّلام وتمكنهما منه ـ مجاز بالاستعارة فشبه مطلق ارتباط صلاة وسلام بمصلى عليه ومسلم بمطلق ارتباط مستعل بمستعلى عليه بجامع التمكن في كل فسرى التشبيه من الكليات للجزئيات واستعير لفظ «على» من جزئي من جزئيات المشبه به لجزئي من جزئيات المشبه. وسيد أصله سيود قلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء وهو من ساد : أي حصلت له السيادة والعلو في قومه بسبب كرم أو علم أو جاه مثلا وفي كلامه إشارة إلى جواز إطلاق السيد على غير الله وهو كذلك. قال تعالى : (وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ) [آل عمران : ٣٩]. وما ورد من قوله عليه الصلاة والسّلام : «إنما السيد الله» فالمراد السيادة المطلقة ، ونا من قوله : «سيدنا» للعقلاء ، فهو سيد غيرهم بالأولى ، والإضافة للعهد الخارجي. قوله : (محمد) بدل من سيد أو عطف بيان عليه ، لأن المعرفة إذا تقدم عليها نعتها أعربت كذلك ، ومحمد علم منقول من اسم مفعول الفعل المضعف ـ أي المكرر العين ـ وهو حمد ـ بوزن فعل بالتشديد ـ سماه به جده عبد المطلب في سابع ولادته لموت أبيه قبلها ، فقيل له : سميته محمدا لا من أسماء آبائك ولا قومك؟ فقال : رجوت أن يحمد في السماء والأرض وقد حقق الله رجاءه وإنما خصه بالذكر دون غيره من أسمائه صلى‌الله‌عليه‌وسلم لشهرته وذكره في القرآن أكثر من غيره. قوله : (المرفوع) اسم مفعول من رفع بمعنى أعلى وهو نعت لمحمد لا لسيدنا ، لئلا يلزم تقدم البدل على النعت. وقوله الرتبة مضاف إليه ، أي الذي أعلى الله قدره ، وفيه براعة الاستهلال ، وهي أن يذكر المؤلف أول كتابه ما يشعر بالمشروع فيه من نحو أو غيره ، وقوله : «فوق» منصوب على الظرفية المكانية ، وقوله : «سائر» يستعمل بمعنى باق وبمعنى جميع كما هنا ، وقوله : «المخلوقات» جمع مخلوق ، فهو أفضل الخلق على الإطلاق ، قال اللقاني :

وأفضل الخلق على الإطلاق

نبينا فمل عن الشقاق

أي جنا وإنسا وملكا ، دنيا وأخرى ، وهذا التفضيل بإجماع المسلمين سنيين ومعتزليين إلا الزمخشري ، فإنه خرق الإجماع وقال بتفضيل جبريل على محمد عليه الصلاة والسّلام ، وقد رد ما قاله. قوله : (وعلى آله) المراد بهم هنا أمة الإجابة لأن المقام مقام دعاء ، وقد يفسر بغير ذلك بحسب ما يليق بالمقام الذي يذكر فيه ولا يضاف إلا للعقلاء والأصح إضافته للضمير خلافا لمن منعها وهو عطف على سيدنا ،


الضلالات صلاة وسلاما دائمين متلازمين إلى يوم تخفض فيه أهل الزيغ وتجزم وتنقطع فيه التعلقات.

أما بعد ، فقد سألني بعض المحبين إلى المترددين علي المرة بعد المرة أن أشرح

______________________________________________________

وأتى بعلى ردا لما يزعمه الشيعة من ورود «لا تفصلوا بيني وبين آلي بعلى». قوله : (وصحبه) ـ بفتح الصاد ـ اسم جمع لصاحب عند سيبويه وجمع له عند الأخفش ، والصحابي : كل مسلم لقي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولو لحظة ومات على ذلك ولا يشترط تمييز من اجتمع به ولا صحة بصره ليدخل من حنكه من الصبيان والمجنون والأعمى كسيدي عبد الله ابن أم مكتوم. وعطفه على ما قبله من عطف الخاص على العام وأتى به لمزيد الاهتمام بهم. قوله : (المنصوبين) أي المتصدرين وفيه براعة استهلال أيضا وهو صفة لما قبله. (لإزالة) متعلق باسم المفعول قبله. قوله : (شبه) ـ بضم الشين المعجمة وفتح الباء الموحدة ـ وهي الأمور المزخرفة ظاهرا الفاسدة باطنا سميت شبهة لأنها تشبه الحق وإضافتها للضلالات ـ جمع ضلالة بمعنى مخالفة للحق ـ من الإضافة البيانية. قوله : (صلاة وسلاما) اسما مصدر منصوبان بالصلاة والسّلام على المفعولية المطلقة لإفادة تقوية العامل وتقرير معناه فهو من نصب اسم المصدر باسم المصدر. قوله : (دائمين) أي مستمرين وباقيين. قوله : (متلازمين) أي لا ينفك أحدهما عن الآخر. قوله : (إلى يوم) التنوين للتعظيم ، لعظم ما يقع فيه من الأهوال وهو يوم القيامة والمراد التأبيد لأن عادة العرب إذا أرادوا التأبيد التعبير بالبعيد. قوله : (تخفض) أي تهان فيه أهل الزيغ ـ أي الميل عن الحق ـ وفي هذا براعة استهلال أيضا. قوله : (وتجزم وتنقطع) عطف الثاني على الأول مرادف وفي الأول براعة أيضا. وقوله : «التعلقات» جمع تعلق يعني أن ذلك اليوم وهو يوم الفصل بين الخلائق فمن كان له حق قبل وجهة شخص آخر أخذه منه فيه. قوله : (أما بعد) الإتيان بها أولى من «وبعد» لأنها الواقعة منه صلى‌الله‌عليه‌وسلم لما صح أنه خطب فقال : (أما بعد» أخرجه الشيخان ومن يأت بالواو ير أن المدار على «بعد» فيختصر وهي في بعض النسخ أيضا. وأما شرطية ـ أي نائبة عن اسم الشرط ـ وهو «مهما» ـ وعن فعله أيضا ـ وهو يكن ـ وبعد ظرف مبني على الضم في محل نصب لنية معنى المضاف إليه أي بعد ما تقدم في البسملة وما بعدها والمراد بنية المعنى ملاحظة معنى المضاف إليه ومسماه معبرا عنه بأي عبارة كانت وأي لفظ كان فيكون خصوص اللفظ غير ملتفت إليه بخلاف نية لفظ المضاف إليه وإنما لم تقتض الإضافة مع نية الإعراب لضعفها


متن الآجرومية للإمام الصنهاجي شرحا لطيفا يكون مشتملا على بيان المعنى

______________________________________________________

بخلافها عند نية اللفظ لقوتها بنية لفظ المضاف إليه وإنما بنيت لأنها أشبهت أحرف الجواب في الاستغناء بها عما بعدها ، وبنيت على حركة لئلا يلزم التقاء الساكنين وكان بناؤها على الضم لأنه لم يكن حال الإعراب فكملت لها الحركات به وهي للانتقال من أسلوب إلى أسلوب آخر فلا تكون إلا بين أمرين متغايرين. قوله : (فقد) الفاء واقعة في جواب أما. قوله : (سألني) أي طلب مني. قوله : (بعض) فاعل سأل. قوله : (إلي) بسكون الياء للسجع وهي بمعنى اللام وإنما أتى بإلي لمناسبة السجع. قوله : (المترددين) اسم فاعل تردد بمعنى كرر الإتيان. قوله : (علي) متعلق باسم الفاعل قبله. قوله : (المرة بعد المرة) الأول منصوب باسم الفاعل والثاني على الظرفية والثالث مجرور بالإضافة ، وليس المقصود أنهم ترددوا عليه مرتين بل المراد أنهم ترددوا عليه بكثرة وأل في الظرفين زائدة ، وقولنا : منصوب باسم الفاعل أي على الظرفية أي المترددين علي زمنا بعد زمن ، أي في أزمنة كثيرة. قوله : (أن أشرح) ما دخلت عليه أن في تأويل مصدر مفعول ثان لسأل والأول الياء ، والشرح معناه لغة التوسعة والتهيؤ ، قال تعالى : (أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ) [الزّمر : ٢٢] أي وسعه توسيعا معنويا وهيأه لقبوله واصطلاحا ألفاظ مرتبة مخصوصة دالة على معان مخصوصة. قوله : (متن الآجرومية) من إضافة المسمى إلى الاسم والمضاف إليه أوله همزة بعدها ألف فجيم مضمومة فراء مهملة مشددة مضمومة ، وهي نسبة لابن آجروم لكن القاعدة النسبة للأخير ، ومعناه بلسان البربر الفقير الصوفي. قوله : (الإمام) هو المقتدى به في الأمور. قوله : (الصنهاجي) نسبة إلى صنهاجة وهي قبيلة بالمغرب ، وكان من أهل فاس ، وهو أبو عبيد الله محمد بن محمد ولد سنة اثنتين وسبعين وستمائة وتوفي سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة ودفن داخل باب الحديد بمدينة فاس ببلاد المغرب. حكي أنه ألّف هذا المتن تجاه البيت الشريف ، وحكي أيضا أنه لما ألّفه ألقاه في البحر وقال : إن كان خالصا لله تعالى فلا يبل وكان الأمر كذلك. قوله : (شرحا) مفعول لشرح. قوله : (لطيفا) هو في الأصل رقيق القوام أو الشفاف الذي لا يحجب البصر عن إدراك ما وراءه ، استعمل هنا في قليل الألفاظ على الأول أو سهل المأخذ على الثاني ، على طريق الاستعارة التصريحية التبعية فشبه قلة الألفاظ أو سهولة المأخذ برقة القوام أو الشفافية واستعير اسم المشبه به ـ وهو اللطف للمشبه ، واشتق منه لطيف بمعنى قليل الألفاظ أو سهل المأخذ أو التشبيه البليغ بحذف الأداة. قوله :


وإعراب الكلمات ، وأن أكثر فيه من الأمثلة لما أنه لم يقع لها شرح على هذه الصفات فتوقفت مدة من الزمان لعلمي أنها كثيرة الشراح حتى سألني عن ذلك من لا تسعني مخالفته ووجدت كثيرا من المبتدئين يسألون عن ذلك كثيرا فعنّ لي أن أشرحها على هذا الوجه المذكور ليكون سببا للنظر إلى وجه الله الكريم وموجبا

______________________________________________________

(يكون) اسمها ضمير الشرح. قوله : (مشتملا) أي محتويا خبر يكون. قوله : (على بيان) أي ظهور. قوله : (المعنى) هو ما يعني ويقصد من اللفظ. قوله : (وإعراب الكلمات) أي كالفاعلية والمفعولية والكلمات جمع كلمة. قوله : (وأن أكثر) عطف على أن أشرح. قوله : (من الأمثلة) جمع مثال وهو جزئي يذكر لإيضاح القاعدة. قوله : (لما) بكسر اللام علة لما قبله من قوله : «سألني الخ». وما زائدة فلو حذفها ما ضر. قوله : (أنه) أي الحال والشأن. قوله : (لم يقع) أي لم يحصل. قوله : (لها) أي الآجرومية. قوله : (شرح) أي كشف وتوضيح. قوله : (على هذه الصفات) هي لطافته واشتماله على بيان المعنى الخ. قوله : (فتوقفت) عطف على سأل والتوقف عدم الشروع في الشرح. قوله : (مدة) أي جملة. قوله : (من الزمان) جمع زمن وهو حركة الفلك. قوله : (لعلمي الخ) علة لتوقفت. قوله : (أنها) أي الآجرومية. قوله : (كثيرة الشراح) مضاف ومضاف إليه ؛ والأول خبر أن. قوله : (حتى الخ) غاية توقفت أي إلى أن. قوله : (عن ذلك) أي الشرح الموصوف بما تقدم. قوله : (من لا تسعني مخالفته) فيه قلب أي لا أسع مخالفته أي لا أقدر عليها أو استعارة مكنية حيث شبه المخالفة بدار ضيقة وطوى ذكر المشبه به ، ورمز له بشيء من لوازمه ـ وهو قوله : «لا تسعني» وهو تخييل للمكنية والجامع عدم الرغبة في كل والقلب مبني على أن «تسعني» مأخوذ من الوسع بمعنى الطاقة والاستعارة مبنية على أنه من الاتساع مقابل الضيق ومتعلق مخالفته محذوف أي فيما سأل فيه. قوله : (ووجدت) عطف على سألني. قوله : (كثيرا) مفعول أول لوجدت ، وجملة يسألونني مفعول ثان. قوله : (من المبتدئين) ـ بكسر الدال ـ جمع مبتدىء وهو من لم يصل إلى حد تصوير المسألة. ويقابله المتوسط وهو من قدر على التصوير والمنتهى وهو من وصل إلى ذلك مع قدرته على إقامة الأدلة وتحصيله للقواعد والضوابط. قوله : (فعن) الفاء للعطف على سأل ، وعن ـ بفتح العين المهملة والنون مشددة ـ بمعنى ظهر. قوله : (أن أشرحها) ما دخلت عليه أن في تأويل مصدر فاعل عن ، والضمير للآجرومية. قوله : (على هذا الوجه المذكور) أي الطريق ، والوصف المذكور سابقا في قوله شرحا لطيفا يكون


للفوز لديه بجنات النعيم ، فقلت طالبا من الله التوفيق والهداية لأقوم طريق.

قال المؤلف : بسم الله الرّحمن الرّحيم

الكلام هو : اللّفظ المركّب المفيد بالوضع ،

بسم الله الرحمن الرحيم

ابتدأ المصنّف بها على القول بأنها من كلامه اقتداء بالكتاب العزيز وعملا

______________________________________________________

مشتملا الخ. قوله : (ليكون الخ) علة لقوله أن أشرحها الخ. قوله : (سببا) خبر يكون واسمها مستتر. قوله : (للنظر) أي الرؤية. قوله : (إلى وجه) أي ذات على طريقة الخلف ، وأما السلف فيقولون له وجه لا كالأوجه ولا يعلم حقيقته إلا هو. قوله : (الله) علم على الذات العلية كما سبق. قوله : (الكريم) أي الذي يعطي المطلوب قبل السؤال لا لغرض ولا لعوض فهو الكريم حقيقة ، ولا يجوز أن يقال السخي لعدم وروده. قوله : (وموجبا) ـ بكسر الجيم – أي مثبتا ومحصلا أي وليكون سببا في أيضا. قوله : (للفوز) أي الظفر وبلوغ المقصود. قوله : (لديه) ظرف بمعنى عند منصوب بفتحة مقدرة على الألف المنقلبة ياء ، إذ أصله قبل الاتصال بالضمير لدى وهو اسم للمكان الحاضر والمراد هنا القرب المعنوي فالمعنى لفوزي حال كونه قريبا منه قربا معنويا على حدّ قوله تعالى حكاية (رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ) [التّحريم : ١١] والضمير المضاف إليه عائد على الله. قوله : (بجنات) متعلق بالفوز. قوله : (النعيم) أي التنعم الدائم ، أي الذي لا يعقبه كدر وهو مضاف إليه من إضافة المحل للحال فيه. قوله : (فقلت) عطف على فعن. قوله : (طالبا) حال. قوله : (من الله) متعلق بطالبا. قوله : (التوفيق) مفعول باسم الفاعل وهو خلق قدرة الطاعة في العبد ، أي طالبا من الله أن يخلق في قوة على الطاعة وتأليف هذا الشرح. قوله : (والهداية) عطف على التوفيق أي الدلالة. قوله : (لأقوم طريق) من إضافة الصفة إلى الموصوف ، أي الطريق القويم ، أي المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ، وهو دين الإسلام ، والمراد طلب دوام الدلالة عليه ، ويحتمل أن المراد هنا الكلام الذي لا خطأ فيه. قوله : (قال المؤلف) الجملة في محل نصب مقول قوله قلت ومقول قوله قال المؤلف قوله باسم الله الخ. قوله : (ابتدأ) أي افتتح. قوله : (المصنف) اسم فاعل صنف بمعنى ألف وجمع. قوله : (على القول) متعلق بمحذوف أي بناء على


بقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كل أمر ذي بال» ، أي : حال يهتم به شرعا «لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر أو أجذم أو أقطع» ، والمعنى ناقص وقليل البركة فالأمر الذي يبدأ بها وإن تم حالا يتم معنى إعرابها أن تقول بسم الباء حرف جر واسم

______________________________________________________

القول الخ. قوله : (بأنها) أي البسملة. قوله : (من كلامه) أي المصنف أما إن قلنا : إنها من كلام بعض الطلبة فيكون ليس مقتديا ولا عاملا اللهم إلا أن يقال إنه نطق بها ولم يكتبها كالحمدلة والشهادتين والصلاة والسّلام على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وذلك كاف. قوله : (اقتداء) مفعول لأجله وهو اتباع الغير من غير أمر. قوله : (بالكتاب) أي بمنزله ، وأل للعهد والمعهود القرآن. قوله : (العزيز) أي الذي لا مثيل له. قوله : (وعملا) عطف على اقتداء فإن قلت لم عبر في جانب الكتاب بالاقتداء وفي جانب الحديث بالعمل؟ قلت : لأن الكتاب لم يكن فيه أمر بالابتداء فناسبه الاقتداء. بخلاف الحديث فمعناه الأمر به. إذ المعنى ابدؤوا في أموركم الخ فناسبه العمل. قوله : (بقوله) يجوز أن يكون أراد به المصدر. فقوله : (كل أمر الخ) معموله وأن يكون أراد به مقول. فقوله : «كل أمر الخ» بدل منه. قوله : (أي حال) تفسير لبال. وما بعد أي التفسيرية يعرب عطف بيان على ما قبلها. وليس لنا عطف بيان بعد حرف إلا هذا. قوله : (يهتم) ـ بالبناء للمجهول ـ أي يعتنى. قوله : (به) في محل رفع نائب فاعل يهتم. قوله : (شرعا) تمييز. فليس الاهتمام به من جهة العقل أو العرف. قوله : (فهو أبتر الخ) يفيد أن كل رواية أولها ما ذكر. وإنما الاختلاف في الآخر مع أنه ليس كذلك. بل أول الحديث المختوم بهذا. (كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه باسم الله) بباء واحدة وأول المختوم بأجذم (كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو) وأول المختوم بأقطع (كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم) بدون لفظ فهو كما نقلناه عن المحقق العدوي في كتابنا الكوكب المنير. والكلام من باب التشبيه البليغ. أي كالأبتر. أي الحيوان مقطوع الذنب في النقص. والأجذم : أي ذاهب اليد أو الأنامل. والأقطع أي مقطوع اليد ، أو الاستعارة التصريحية التبعية بأن شبه النقص المعنوي بالبتر والجذم والقطع واستعير المشبه به بالمشبه واشتق من المشبه به أبتر وأجذم وأقطع بمعنى ناقص وقليل البركة. قوله : (فالأمر) مبتدأ ، والفاء فصيحة ، والخبر جملة «فهو لا يتم معنى» وإنما دخلت الفاء فيه لأن الموصوف بالموصول يشبه الشرط في العموم. قوله : (وإن تم) إن للمبالغة والكلام اعتراض. قوله : (حسا) تمييز. أي من جهة الحس والمشاهدة. قوله : (معنى) تمييز ، والمراد به ما قابل


مجرور بالباء وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره والجار والمجرور متعلق بمحذوف تقديره أؤلف أو نحوه وإعرابه : أؤلف : فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا هذا إن جعلت الباء أصلية وإن جعلتها زائدة فلا تحتاج إلى متعلق تتعلق به. ونقول في الإعراب حينئذ الباء حرف جر زائد واسم مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد والخبر محذوف تقديره اسم الله مبدوء به فمبدوء خبر المبتدأ مرفوع به وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره وبه الباء حرف جر والهاء ضمير مبني على الكسر في محل جر بالياء ، لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب واسم مضاف والاسم الكريم مضاف إليه وهو مجرور وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره. الرحمن : صفة لله مجرور وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره. الرحيم : صفة ثانية

______________________________________________________

الحس ، وعدم تمامه معنى أن يكون غير تام الانتفاع أو منفيه من أصله. قوله : (حرف جر) لأنه يجر معاني الأفعال ويوصلها إلى الأسماء ، أو لأنه يعمل الجر ـ الذي هو أحد أنواع الإعراب ـ وهو مبني على الكسر لأجل مناسبة العمل ، ولا محل له من الإعراب كسائر الحروف. قوله : (والجار الخ) معنى كون الجار متعلقا بالعامل أنه مرتبط به من حيث إنه وصول معناه للمعمول ومعنى كون المجرور متعلقا به أنه مرتبط به من حيث وصول معناه إليه ، ثم المتعارف أن المعمول متعلق ـ بكسر اللام ـ والعامل متعلق بفتحها ـ وقوله : «متعلق» لو قال : «متعلقان» لكان أولى وقد يجاب بأنهما لما كانا متلازمين نزلهما منزلة الشيء الواحد ، أو بأن الخبر المذكور عن أحدهما ، وحذف خبر الآخر. قوله : (أو نحوه) كتأليفي أو أفتتح. قوله : (لتجرده) أي خلوه. قوله : (من الناصب) «أل» للجنس. قوله : (هذا) أي محل كون الجار والمجرور متعلقا بمحذوف. قوله : (أصلية) نسبة للأصل ، أي عدم الزيادة ، والأصلي ما يحتاج لمتعلق ، وله معنى في نفسه كالاستعانة ، وإذا حذف فسد المعنى نحو : قطعت اللحم بالسكين. قوله : (فلا تحتاج الخ) لكن لها معنى غير وضعي كالتقوية والتأكيد. قوله : (حينئذ) أي حين إذ كانت الباء زائدة. قوله : (زائد) بالرفع صفة لحرف. قوله : (ظهورها) أي الضمة. قوله : (المحل) هو الميم. قوله : (مبني) كبقية الضمائر لشبهها بالحروف في الوضع ، فإن قلت : الشبه لا يتأتى إلا في الأكثر فما وجه البناء في غيره؟ قلت : بطريق الحمل. قوله : (فيه) أي عليه. قوله : (صفة لله)


لله مجرور وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره. وهذا الوجه يجوز عربية ويتعين قراءة ويجوز في الرحيم النصب والرفع على جر الرحمن ونصبه ورفعه. فهذه ستة أوجه تجوز عربية لا قراءة فالمجرور منهما نعت لله كما تقدم والمنصوب منهما منصوب على التعظيم بفعل محذوف تقديره أقصد أو نحوه وإعرابه أقصد فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره والفاعل مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. والرحمن الرحيم بالنصب منصوبان على التعظيم بذلك الفعل المقدّر وعلامة نصبهما فتحة ظاهرة في آخرهما. والمرفوع منهما خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هو الرحمن الرحيم وإعرابه هو ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع ، لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب ، والرحمن أو الرحيم خبر المبتدأ مرفوع بالمبتدأ وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره فقد علمت أن المنصوب منهما على التعظيم بفعل محذوف وأن المرفوع منهما مرفوع على أنه خبر لمبتدأ محذوف ولا يقال للمنصوب منهما مفعول به تأدبا مع الله عزوجل ويمتنع وجهان آخران وهما جر الرحيم مع نصب الرحمن أو رفعه ولذا قال بعضهم :

أن ينصب الرحمن أو يرتفعا

فالجر في الرحيم قطعا منعا

فجملة ما يتحصل في البسملة تسعة أوجه :

الأول منها : يجوز عربية ويتعين قراءة. والستة بعده تجوز عربية لا قراءة

______________________________________________________

هذا على القول بأنه صفة وأما على القول بأنه علم فهو بدل منه والرحيم نعت له لا للفظ الجلالة. قوله : (وهذا الوجه) أي جرهما معا. قوله : (يجوز عربية) أي يصح تخريجه على قواعدها. قوله : (قراءة) أي من جهتها فلا يجوز غيره عند القراء. قوله :(ستة أوجه) من ضرب اثنين ـ وهما رفع الرحيم ونصبه ـ في ثلاثة ـ وهي جر الرحمن ونصبه ورفعه. قوله : (كما تقدم) أي في قوله : الرحمن صفة لله الخ. قوله : (أو نحوه) كأمدح أو أذكر. قوله : (على التعظيم) أي على أن المقصود إظهار العظمة. قوله : (علمت) أي مما تقدم. قوله : (منهما) أي الرحمن الرحيم. قوله : (تأدبا) مفعول لأجله. قوله : (عز) أي انتفى أن يكون له مثيل. قوله : (وجل) فاعله مستتر أي الله أي عظم وارتفع وتنزه عن كل نقص. قوله : (ولذا) أي ولأجل منع هذين الوجهين. قوله : (بعضهم) هو الأجهوري كما سيأتي له. قوله : (الأول) هو جرهما معا. قوله : (قال الخ) استدلال على أن الأوجه تسعة. قوله : (النور) أي من هو


والوجهان الآخران ممتنعان عربية وقراءة كما علمت. قال النور الأجهوري :

______________________________________________________

أن ينصب الرحمن أو يرتفعا

فالجر في الرحيم قطعا منعا

وإن يجر فأجز في الثاني

ثلاثة الأوجه خذ بياني

فهذه تضمنت تسع منع

وجهان منها فأدر هذا واستمع

كالنور في النفع. قوله : (الأجهوري) نسبة إلى أجهور ـ بلدة ببحيرى مصر ـ وهو مالكي. قوله : (إن) هي حرف شرط جازم. قوله : (ينصب) مجزوم بأن وعلامة جزمه السكون وحرك بالكسر للتخلص. قوله : (الرحمن) نائب فاعل أي هذا اللفظ. قوله : (أو يرتفعا) أو حرف عطف ويرتفعا معطوف على ينصب مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المنقلبة ألفا في محل جزم. قوله : (فالجر) الفاء واقعة في جواب إن والجر مبتدأ. قوله : (في الرحيم) متعلق بمنعا. قوله : (قطعا) صفة لمحذوف أي منعا قطعا أي مقطوعا ومجزوما به أي لم يخالف فيه أحد وكلامه هذا خلاف الصواب والصواب أن يبدل قطعا بوجها لأن الاتباع بعد القطع فيه خلاف فقيل بالمنع وقيل بالجواز ولو قيل بالجواز عند استغناء المنعوت عن جميع النعوت والمنع عند الافتقار إلى البعض دون البعض لكان مذهبا كما في الأشموني إلا أن يجاب بأن المراد بالقطع اتفاق طائفة مخصوصة وإنما منع الجر لأن التابع أشد ارتباطا بالمتبوع فلا يؤخر عن المقطوع ولأن في الاتباع بعد القطع رجوعا إلى الشيء بعد الانصراف عنه لا لاعتراض الجملة بين الصفة والموصوف لوقوعه في قوله تعالى : (وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) (٧٦) [الواقعة : ٧٦]. قوله : (منعا) فعل ماض والألف للإطلاق ، أي مد الصوت ، ونائب الفاعل مستتر يعود على الجر والجملة خبر المبتدأ ، والمبتدأ وخبره في محل جزم جواب الشرط. قوله : (يجر) مجزوم بأن فعل الشرط وعلامة جزمه سكون مقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة الإدغام. قوله : (فأجز) الفاء واقعة في جواب إن ، وأجز فعل أمر والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت ، والجملة في محل جزم جواب الشرط. قوله : (في الثاني) متعلق بأجز. قوله : (ثلاثة) مفعول أجز ، وقوله : الأوجه مضاف إليه. قوله : (خذ) فعل أمر وفاعله مستتر. قوله : (بياني) مفعول مضاف لياء المتكلم ، أي خذ ما بينته لك من الأوجه. قوله : (فهذه) الفاء للفصيحة ، أي إذا أردت بيان ما أفادته الجمل المذكورة من الأوجه الجائزة ، والممتنعة فأقول لك هذه الخ واسم الإشارة راجع للجمل المذكورة في البيتين قبل وهو مبتدأ خبره الجملة بعده. قوله : (تضمنت الخ) أي أفهمت تسعا ، لأن الأول


والاسم معناه لغة ما يدل على مسمى واصطلاحا كلمة دلت على معنى في نفسها ولم تقترن بزمان ، والله اسم للذات الواجب الوجود والمستحق لجميع المحامد. والرحمن معناه : المنعم بجلائل النعم ، والرحيم معناه : المنعم بدقائقها.

(الكلام) : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. (هو) :

______________________________________________________

تضمن ستة أوجه : من ضرب اثنين ـ وهما نصب الرحمن ورفعه ـ في ثلاثة ـ وهي رفع الرحيم ونصبه وجره ـ لأن المعنى أن ينصب الرحمن أو يرتفع ففي الرحيم ثلاثة أوجه : الجر وهو ممنوع والرفع والنصب وهما جائزان والثاني ثلاثة أوجه وهي ظاهرة. قوله : (وجهان) نائب فاعل منع وهو مرفوع بالألف لأنه مثنى. قوله : (منها) متعلق بمنع. قوله : (فادر) الفاء للعطف أو للفصيحة ، أي إذا ثبت أنها تضمنت تسعا فادر ، أي اعلم. قوله : (هذا) أي ما ذكرته لك. قوله : (واستمع) أي أصغ بأذنك له والمراد اقبله ولا تطرحه وهذا وما قبله تكملة للبيت. قوله : (ما دل) أي مفرد دل. قوله : (واصطلاحا) هو لغة مطلق الاتفاق واصطلاحا اتفاق طائفة مخصوصة على أمر مخصوص. قوله : (كلمة) جنس يشمل المعرف وغيره من الفعل والحرف والمراد بها ما هو أعم من المنطوق به حقيقة أو حكما ؛ فدخل الضمير في نحو قام. قوله : (في نفسها) أي بالفعل أو بالقوة ، فدخلت أسماء الإشارة ونحوها ، لأنها في قوة الدال على معنى في نفسه لأن الأصل في الأسماء دلالتها على معنى في نفسها وخرج الحرف. قوله : (ولم تقترن بزمان) أي وضعا خرج به الفعل ودخل نحو اسم الفاعل. قوله : (اسم) أي علم فليس المراد به ما قابل الفعل والحرف. قوله : (الواجب الوجود) أي الذي لا يقبل الانتفاء أزلا وأبدا. قوله : (لجميع المحامد) من إضافة المؤكد ـ بالكسر ـ للمؤكد ـ بالفتح ـ والمحامد : جمع محمدة بمعنى الثناء. قوله : (بجلائل النعم) من إضافة الصفة للموصوف ، أي : بالنعم الجليلة ، أي العظيمة كالوجود والسمع والبصر. قوله : (بدقائقها) أي الحقير من النعم كحدة السمع والبصر وزيادة الإيمان. قوله : (الكلام) ـ بفتح الكاف ـ وأما بكسرها فهو جمع كلم بمعنى الجرح وأما بالضم فهو الأرض الصعبة وأل يحتمل أن تكون للعهد ، أي الكلام المعهود عند النحاة وأن تكون للحقيقة والماهية أي حقيقة الكلام وماهيته وعبر به لأن التفاهم يقع به وإنما لم يبوب له لأنه مع أقسامه من المقدمات بخلاف الإعراب وما


ضمير فصل على الأصح لا محل له من الإعراب. (اللّفظ) : خبر المبتدأ مرفوعا بالمبتدأ وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. (المركّب) : نعت للفظ ونعت المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. (المفيد) : نعت المركب ونعت المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. (بالوضع) : الباء حرف جر ، والوضع : مجرور بالباء وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره. والجار والمجرور متعلق بالمفيد ، يعني أن تعريف الكلام عند النحويين هو اللفظ المركب إلى آخره ومعنى

______________________________________________________

بعده. قوله : (ضمير فصل الخ) هو حينئذ وتسميته ضميرا مجازا نظرا للصورة وقيل هو اسم وسمي به لأنه يفصل بين الخبر والتابع ، أي يميز بينهما إذ لو قيل الكلام اللفظ لتوهم أن اللفظ تابع لأخبر واعلم أنه يشترط فيما قبله أن يكون مبتدأ ولو في الأصل ، نحو : «كان زيد هو القائم» وأن يكون معرفة كما في هذا المثال وأجاز بعضهم كونه نكرة ، نحو : «كان رجل هو القائم» ويشترط فيما بعده كونه خبر المبتدأ ولو في الأصل وكونه معرفة وكالمعرفة في أنه لا يقبل أل نحو : «تجدوه عند الله هو خيرا» ويشترط فيه نفسه أن يكون بصيغة المرفوع ، فيمتنع «زيد إياه الفاضل» وأن يطابق ما قبله فلا يجوز «كنت هو الفاضل» انظر المغني. قوله : (على الأصح) مقابلة أنه مبتدأ أو تأكيدا على القول الضعيف من جواز تأكيد الظاهر بالمضمر وإنما كان كونه فصلا أصح لإفادته تقوية النسبة. قوله : (لا محل له من الإعراب) أي باتفاق على القول بحرفيته وأما على القول باسميته فقيل لا محل له كأسماء الأفعال وقيل : له محل بحسب ما قبله وقيل : بحسب ما بعده ففي نحو : «زيد هو القائم» محله رفع باتفاقهما وفي نحو : «كان زيد هو القائم» محله رفع على أولهما ونصب على ثانيهما ، وفي نحو : «إن زيدا هو القائم» بالعكس فتأمل. قوله : (اللفظ) هو مصدر أريد به المفعول أي الملفوظ به كالخلق بمعنى المخلوق ا ه أشموني. قوله : (المركب) معناه لغة ما تركب من الكلام أو غيره : كوضع شيء على شيء وهو وما بعده قيود لا من باب تعدد الخبر لأنه يلزم أن الكلام في الاصطلاح يوجد بوجود واحد منها واللازم باطل. قوله : (المفيد) في إسناد الإفادة للفظ تجوز أي ما ترتبت عليه فائدة وهي لغة ما استفيد من علم أو مال وعرفا المصلحة المرتبة على الفعل ا ه قليوبي. قوله : (متعلق بالمفيد) لأنه اسم فاعل. قوله : (النحويين) جمع نحوي نسبة للنحو ويطلق لغة على معان منها : القصد والجهة والمثل والمقدار والبعض. وأما في الاصطلاح فهو علم بأصول يعرف بها أحوال أواخر الكلم إعرابا وبناء وحكمه


اللفظ لغة الطرح والرمي يقال : لفظت كذا بمعنى رميته واصطلاحا : الصوت المشتمل على بعض الحروف الهجائية كزيد فإنه صوت اشتمل على الزاي والياء والدال فخرج باللفظ الإشارة والكتابة والعقد والنصب ونحوها فلا تسمى كلاما

______________________________________________________

الوجوب الكفائي على غير العرب وواضعه أبو الأسود الدؤلي بأمر الإمام علي رضي‌الله‌عنه واستمداده من الكتاب والسنة وكلام العرب واسمه علم النحو ونسبته لبقية العلوم أنه من العلوم الأدبية وموضوعه الكلمات العربية وثمرته صون اللسان عن الخطأ في الكلام والاستعانة به على فهم كلام الله وغيره ومسائله قضاياه كقولهم : الفاعل مرفوع وفضله فوقانه على غيره من العلوم من حيث إنه يعرف به صحة كلام الله مثلا وقد بسطنا الكلام في كتابنا الكوكب المنير فانظره. قوله : (كذا) كناية عن اسم الملفوظ والمطروح يقال : لفظت الرحى الدقيق أي طرحته ورمته إلى جوانبها. قوله : (واصطلاحا) أي ومعناه في الاصطلاح. قوله : (الصوت) هو لغة ما يسمع سواء اشتمل على بعض الحروف أم لا وعرفه أهل السنة بأنه عرض يحدث بمحض خلق الله تعالى. قوله : (المشتمل) اسم فاعل اشتمل أي احتوى. قوله : (الحروف) جمع حرف وهو الصوت المعتمد على مخرج من المخارج كالحلق واللسان والحرف صوت خاص واشتمال مطلق الصوت عليه من اشتمال العام على الخاص فلا يلزم عليه اشتمال الشيء على نفسه فلا يعترض بنحو واو العطف مما هو على حرف واحد فإنه صوت وكيف يشتمل على بعض الحروف ، وذلك البعض هو نفس ذلك الحرف فيتحد المشتمل والمشتمل عليه؟! والشيء لا يشتمل على نفسه وإنما اقتصر على الحروف ولم يقل «والحركات» لأن الحركات لا تنفك عنها فهي ألفاظ وسيبويه يسميها حروفا صغيرة. فالضمة واو صغيرة والفتحة ألف صغيرة والكسرة ياء صغيرة وعلى هذا فلا اقتصار والمراد المشتمل على ذلك حقيقة كزيد أو تقديرا كالضمير المستتر ا ه. قوله : (الهجائية) نسبة إلى الهجاء وهو تقطيع الكلمة لبيان الحروف التي تركبت منها بذكر أسماء تلك الحروف وخرج بهذا حروف المعاني : كمن وإلى. قوله : (الإشارة) هي الإفهام باليد ونحوها كالعين والحاجب. قوله : (والكتابة) هي الإفهام بالنقوش. قوله : (والعقد) جمع عقدة وهي الإفهام بعقد الأصابع لأعداد مخصوصة. قوله : (والنصب) جمع نصبة وهي العلامة المنصوبة لفهم معناها : كجعل المحراب دليلا على القبلة والأحجار في الأرض دليلا على حدود المزارع ونحو ذلك. قوله : (ونحوها) بالرفع عطف على الإشارة كالمعنى القائم بالنفس وما يفهم


عند النحاة وإن كانت تسمى كلاما لغة والمركب ما تركب من كلمتين فأكثر كقام زيد وعبد الله وخرج بالمركب المفرد كزيد فلا يقال له أيضا كلام عند النحاة والمفيد ما أفاد فائدة تامة يحسن السكوت من المتكلم عليها كقام زيد وزيد قائم ، فإن كلّا منهما أفاد فائدة تامة بحسن سكوت المتكلم عليها وهي الإخبار بقيام زيد وخرج بالمفيد غيره كعبد الله وحيوان ناطق ، وإن قام زيد لأنها لا تفيد وقوله بالوضع أي العربي وهو جعل اللفظ دليلا على المعنى كزيد فإنه لفظ عربي جعلته العرب دالّا على معنى وهو ذات وضع عليها لفظ زيد وخرج بالوضع العربي كلام العجم كالترك والبربر فلا يقال له كلام عند النحاة.

مثال ما اجتمع فيه القيود المذكورة : قام زيد وزيد قائم وإعراب الأول : قام :

______________________________________________________

من حال الشيء. قوله : (كقام زيد وعبد الله) مثال للمركب من أكثر. قوله : (يحسن السكوت الخ) أي يعد سكوته عليها حسنا. قوله : (عليها) أي على الكلام المفيد لها ففيه حذف. قوله : (كقام الخ) مثل بمثالين : الأول للجملة الفعلية والثاني للاسمية إشارة إلى أنه لا فرق بينهما في ذلك. قوله : (كعبد الله) مثال للتركيب الإضافي وهو كل كلمتين نزلت ثانيتهما منزلة التنوين مما قبله بجامع أنها ملازمة لحالة واحدة والإعراب على ما قبلها ا ه قليوبي. قوله : (وحيوان ناطق) مثال للتركيب التوصيفي وهو ما كانت الكلمة الثانية فيه قيدا للأولى وأدخلت الكاف المزجي. قوله : (وإن قام زيد) هذا ونحوه يسمى جملة ولا يسمى كلاما لأنه لا بد فيه من الإفادة بخلافها فيجتمعان في نحو : «قام زيد» وتنفرد الجملة في نحو : «إن قام زيد» فبينهما العموم والخصوص المطلق ؛ ثم إن نحو : «إن قام زيد» يفيد فائدة ناقصة ـ وهي أن قيام زيد يحصل بعده أمر ـ ولا تتم الفائدة إلا بتعيين ذلك الأمر بذكر الجواب. قوله : (أي العربي) أي المنسوب للعرب والمراد به الوضع النوعي وهو الوضع للأمر الكلي كأن يضع الواضع كل فعل مع فاعله للدلالة على ثبوت الفعل لمن صدر منه أو قام به لا الشخصي وهو الوضع لأمر خاص كوضع «زيد» للدلالة على ذات مخصوصة. قوله : (وهو) أي الوضع لا بقيد كونه عربيا. إذ ما ذكره شامل لغيره فالضمير راجع للموصوف بدون صفته فافهم. قوله : (جعل اللفظ الخ) هذا معناه عرفا ويطلق لغة على الولادة والإسقاط تقول : وضعت الدين عن زيد أي أسقطته. ومعنى «جعل اللفظ الخ» تعيينه للدلالة على المعنى. قوله : (القيود) أي الأربعة وهي اللفظ والتركيب


فعل ماض مبني على الفتح. زيد : فاعل وهو مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره وإعراب الثاني زيد مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره وقائم : خبره فقام زيد وزيد قائم كل منهما كلام عند النحاة فإنه لفظ ، أي : صوت مشتمل على بعض الحروف الهجائية مركب لتركبه من كلمتين ، الأولى : قام أو زيد ، والثانية : زيد أو قائم مفيد لأنه أفاد فائدة يحسن سكوت المتكلم عليها وهي الإخبار بقيام زيد موضوع ، لأنه لفظ عربي دالا على المعنى فخرج بقولنا عند النحويين الكلام عند اللغويين فهو عندهم كل قول مفرد كزيد أو مركب كقام زيد أو ما حصل به الإفهام من إشارة وكتابة وعقد ونصب ونحوها وخرج الكلام عند الفقهاء ، فهو عندهم ما أبطل الصلاة من حرف مفهم ك (ف) و (ع) أو حرفين وإن لم يفهما كمن وعن. وخرج الكلام عند المتكلمين ، أعني علماء التوحيد فهو عندهم عبارة عن المعنى القائم بذات الله تعالى الخالي عن الحرف والصوت.

______________________________________________________

والإفادة والوضع العربي. قوله : (اللغويين) جمع لغوي نسبة للغة وتقدم معناها. قوله : (فهو) أي الكلام. قوله : (عندهم) أي اللغويين. قوله : (أم مركب) ـ بالجر ـ عطف على مفرد. قوله : (أو ما) أي شيء. قوله : (من إشارة الخ) بيان لما. قوله : (ونحوها) ـ بالجر ـ عطف على إشارة. قوله : (ما أبطل) أي كل لفظ أبطل وأفسد. قوله : (من حرف الخ) بيان لما. قوله : (مفهم) أي دال على معنى وهو بكسر الهاء. قوله : (كق) من الوقاية ـ بكسر الواو ـ ويقال : وقاه الله السوء وقاية أي حفظه وهو فعل أمر مبني على حذف الياء والكسرة قبلها دليل عليها والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت وأصله «أوقي» كأرمي فحذفت الياء لأن الأمر يبنى على حذف حرف العلة وحذفت الواو حملا لحذفها هنا على حذفها في المضارع وحذفت في المضارع لوقوعها ساكنة بين عدوتيها : الفتحة والكسرة فصار «واق» حذفت همزة الوصل استغناء عنها ، فصار «ق». قوله : «وع» من الوعي بمعنى الحفظ يقال : وعيت الحديث وعيا ، أي حفظته وتدبرته ، وإعرابه وأصله كق. قوله : (وإن لم يفهما) أي وإن لم يتم فهم معناهما. قوله : (المتكلمين) لأنهم يعبرون بقولهم الكلام على كذا. قوله : (علماء) مفعول أعني. قوله : (عبارة) أي يعبر به. قوله : (عن المعنى الخ) يعني أن لفظ كلام عند المتكلمين إذا أطلق ينصرف إلى الصفة القديمة المنزهة عن الحروف والأصوات القائمة بذاته تعالى أما المعنى القائم بأنفسنا الحادث فلا يسمى كلام باصطلاحهم بل هو اصطلاح لغوي وإن استدلوا به على ما هو اصطلاحهم من قياس


وأقسامه ثلاثة : اسم وفعل وحرف جاء لمعنى ،

(وأقسامه) : الواو : للاستئناف ، وأقسام : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره ، وأقسام مضاف والهاء مضاف إليه مبنى على الضم في محل جر ، فإنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب. (ثلاثة) : خبر المبتدأ مرفوع بالمبتدأ وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. (اسم) : بدل من ثلاثة بدل بعض من كل أو بدل مفصل من مجمل وبدل المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. فإن قيل : إذا كان بدل بعض من كل فلا بدّ من اشتماله على ضمير يعود على المبدل منه. فالجواب : أن محمل ذلك إذا لم تستوف الأجزاء فإن استوفيت كما هنا فلا يحتاج إليه أو أن الضمير مقدر تقديره اسم منها. (وفعل) : الواو : حرف عطف ، فعل : معطوف على اسم والمعطوف على المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. (وحرف) : الواو : حرف عطف ، حرف : معطوف على اسم والمعطوف على المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. (جاء لمعنى) : جاء : فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب والفاعل مستتر جوازا تقديره هو يعود على الحرف ، لمعنى : اللام حرف جر ومعنى مجرور باللام

______________________________________________________

الغائب على الشاهد. قوله : (الخالي الخ) وإنما كان كلامه خاليا عما ذكر لأنه قديم والحروف والأصوات كل منها حادث فلا يتصف بهما الكلام القديم. قوله : (وأقسامه الخ) من تقسيم الكل إلى أجزائه لعدم صحة الأخبار بالمقسم عن كل قسم فلا يقال الاسم مثلا كلام لأن الكلام شرطه التركيب والاسم شرطه الإفراد وإن أرجع الضمير للفظ وأريد منه الكلمة وقطع النظر عن الأوصاف كان من تقسيم الكلي إلى جزئياته لصحة الإخبار بالمقسم من كل قسم نحو الاسم كله. قوله : (للاستئناف) أي البياني لأنه واقع في جواب سؤال مقدر كأن قائلا قال له : «ما أجزاء الكلام التي يتركب منها؟» فقال : وأقسامه الخ. قوله : (إذا كان) أي لفظ اسم. قوله : (فلا بد) الفاء واقعة في جواب إذا ولا نافية للجنس تعمل عمل إن وبد ـ بمعنى غنى ـ اسمها مبني على الفتح في محل نصب وخبرها محذوف تقديره «حاصل» مثلا. قوله : (ذلك) أي الاشتمال على الضمير. قوله : (لم تستوف الأجزاء) أي لم تذكر بتمامها أي وهنا قد ذكرت بتمامها فلا احتياج إليه. قوله : (جاء) أي وضع فهو من باب وصف الشيء بوصف واضعه لأن المجيء لا يتصف به الحرف بل واضعه والجملة صفة لحرف.


وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين منع من ظهورها التعذر إذ أصل معنى معني تحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا فالتقى ساكنان الألف والتنوين فحذفت الألف لالتقاء الساكنين ، يعني : أن أقسام الكلام ، أي أجزاءه التي يتركب منها بمعنى أنه لا يخرج عنها ثلاثة :

الأول منها : الاسم وبدأ به لشرفه على الفعل والحرف ومعناه لغة : ما دلّ على مسمى واصطلاحا كلمة دلت على معنى في نفسها ولم تقترن بزمان نحو : زيد قائم فإن كلّا من زيد وقائم كلمة دلت على معنى في نفسها ، فزيد دلت على ذات مسمى به وقائم دل على ذات موصوفة بحدث يسمى قياما ، وكل منهما لم يقترن بزمان الفعل فإنه كلمة دلت على معنى في نفسها واقترنت بزمان.

والاسم : ثلاثة أقسام : مظهر كزيد ومضمر كهو ومبهم كهذا. والثاني : الفعل

______________________________________________________

قوله : (على الألف المحذوفة) أي لأن المحذوف لعلة كالثابت. قوله : (لالتقاء) أي لدفع التقاء. قوله : (إذ أصل الخ) علة لقوله المحذوفة لالتقاء الساكنين. قوله : (معنى) أي هذا اللفظ. قوله : (معنى) ـ بفتح النون وكسر الياء منونة ـ لأنها مجرورة باللام وترفع بقطع النظر عن الجار لكن لا داعي إليه. قوله : (فالتقى ساكنان الخ) أي فصار معنان. قوله : (فحذفت الألف) إن قلت : لم لم يحذف التنوين؟ قلت : لأنها حرف علة وهو حرف صحيح. قوله : (أي أجزاءه الخ) اعلم أن الأقسام معناها الحقيقي الجزئيات. واستعملها المصنف في الأجزاء مجازا فشبه الأجزاء بالأقسام واستعار المشبه به استعارة تصريحية والجامع الاندراج. فإن الأجزاء مندرجة تحت كلها والأقسام مندرجة تحت مقسمها. والفرق بين الجزئي والجزء أن جزء الشيء بعضه وأما الجزئي فهو ما يصح إطلاق المقسم عليه. قوله : (لشرفه) لأنه دال على ذات بخلاف الفعل وأيضا يقوم به كلام تام. قوله : (في نفسها) يعني أن المعنى يفهم منها من غير احتياج إلى ضميمة. قوله : (واقترنت بزمان) أي وضعا فدخل ما انسلخ عن الزمان عرضا : كعيسى وليس. وأما نحو : «خلق الله الزمان وأراد الله في الأزل كذا» مما لا يتصور معه زمان فيكفي فيه توهم العقل للزمان. كما ذكره بعضهم. قوله : (مظهر) ما دل بظاهره على المعنى. قوله : (ومضمر) ما دل على مسماه بقرينة تكلم أو خطاب أو تقدم مرجع. وهو مأخوذ من الضمور وهو الهزال لأن الضمير حروفه قليلة غالبا عن الاسم. قوله : (ومبهم) من أبهم الباب إذا أغلقه. وهو في الاصطلاح ما كان كناية عن غيره وصلح لأن يستعمل في الجنس بتمامه فإن قلت هذا


ومعناه لغة : الحدث ، واصطلاحا : كلمة دلّت على معنى في نفسها واقترنت بزمان فإن دلّ على حدث وقع وانقطع فهو الماضي نحو : ضرب. وإن دلّ على حدث في زمن يقبل الحال والاستقبال فهو المضارع نحو : يضرب. وإن دلّ على حدث يقبل الاستقبال فهو الأمر نحو : اضرب فقد علمت أن الفعل ثلاثة أقسام أيضا.

والثالث : الحرف ومعناه لغة الطرف بفتح الراء واصطلاحا كلمة دلت على معنى في غيرها ك (لم) من قولك : لم يضرب فإن لم معناها النفي ولم يظهر إلا في الفعل بعدها وهو أيضا ثلاثة أقسام : حرف مشترك بين الأسماء والأفعال نحو : هل تقول هل قام زيد وإعرابه : هل : حرف استفهام وقام : فعل ماض وزيد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. وقائم : خبره. ف (هل) في المثال الأول داخلة على الفعل وهو قام. وفي الثاني : داخلة على الاسم وهو زيد وحرف مختص بالأسماء نحو الباء في قولك : مررت بزيد وإعرابه : مر : فعل ماض والتاء : فاعل مبني على الضم في محل رفع لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب بزيد : الباء حرف جر وزيد مجرور بالباء وعلامة جرّه كسرة ظاهرة في آخره وحرف مختص بالأفعال ، نحو : لم من قولك : لم يضرب زيد. وإعرابه : لم : حرف نفي وجزم

______________________________________________________

من المظهر فلم جعل قسما برأسه؟ قلت : لاحتياجه في دلالته إلى ضميمة. قوله : (كهذا) أي فإنه يشار به إلى كل مفرد مذكر. وأدخلت الكاف بقية أسماء الإشارة ومثلها في الإبهام الأسماء الموصولة كالذي والتي. وقد حصروا المبهم فيهما. قوله : (والثاني) أي من الأقسام الثلاثة. قوله : (ومعناه) أي ما يقصد منه. قوله : (لغة) أي في اللغة. قوله : (الحدث) أي نفس الحدث الذي يحدثه ويوجده الفاعل من قيام أو قعود أو نحوهما. قوله : (حدث) أي شيء وجد بعد أن لم يكن. قوله : (أيضا) مصدر آض ـ بالمد ـ إذا رجع أي ونرجع لذكر الثلاثة رجوعا ولا يقع إلا مع شيئين متجانسين فلا يقال : «جاء زيد وذهب عمرو أيضا». قوله : (الطرف) كطرف الجبل. قوله : (في غيرها) يعني أن المعنى لا يفهم منها ولا يتم إلا بسبب ذكر غيرها فافهم. قوله : (مشترك) أي فلا يعمل. قوله : (مختص بالأسماء) وهذا إما أن يعمل العمل الخاص بها. وهو الجر : كالباء في مثاله وإما أن لا يعمله كأن وأخواتها. قوله : (مختص بالأفعال) وهذا إما عامل فيها : كلم ، وإما غير عامل : كقد والسين. قوله : (حرف نفي) من إضافة الدال للمدلول. قوله : (وجزم) لأنه يجزم المضارع. قوله :


وقلب. ويضرب : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون ، وزيد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره.

ولما كان الاسم والفعل لا يخلوان عن المعنى والحرف قد يكون له معنى وقد لا يكون قيد الحرف بقوله : جاء لمعنى يعني أن الحرف لا يكون له دخل في تركيب الكلام إلا إذا كان له معنى ك (هل) ولم فإن هل معناها الاستفهام ولم : معناها النفي فإن لم يكن له معنى لا يدخل في تركيب الكلام كزاي زيد ويائه وداله لأنها لا معنى لها مثال تركيب الكلام من الثلاثة : لم يضرب زيد. وإعرابه : لم : حرف نفي وجزم وقلب. ويضرب : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون وزيد فاعل وهو مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. وليس المراد أنه يشترط تركيب الكلام من الثلاثة فقد يكون مركبا من اسمين فقط ، كزيد قائم. وإعرابه : زيد : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. وقائم : خبره وهو مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره ومن فعل واسم ، نحو : قام زيد. وإعرابه : قام : فعل ماض. وزيد : فاعل وهو مرفوع بل المراد أنه لا يخرج عن الثلاثة بل يكون دائرا بينها.

فالاسم يعرف بالخفض ، والتّنوين ، ودخول الألف واللّام ،

(فالاسم) : الفاء : فاء الفصيحة وضابطها أن تقع في جواب شرط مقدر فكأنه

______________________________________________________

(وقلب) لأنه يقلب ويرجع معناه إلى الماضي. قوله : (ولما) وجودية وجوابها قوله : «قيد الخ» وهذا جواب عن سؤال والد عن المتن ، تقديره : لم قيد المصنف الحرف بما ذكر ولم يقيد الاسم والفعل؟ قوله : (كزاي زيد الخ) أي كمسميات ما ذكر وهي : «ز» و «ي» و «د». قوله : (لا معنى لها) أي سواء كانت أجزاء كلمة أم لا ، وأما أسماء مسميات الحروف فهي أسماء لمعان : فزاي مثلا اسم لقولك : «ز» والدليل على أنها أسماء قبولها لعلامات الأسماء نحو : «كتبت زايا» فتأمل. قوله : (الثلاثة) أي الاسم والفعل والحرف. قوله : (وعلامة جزمه السكون) لأنه صحيح الآخر. قوله : (كزيد قائم) إن قلت في «قائم» ضمير فالمثال مركب من ثلاثة أسماء قلت : المراد بقوله من اسمين أي ملفوظا بهما فافهم. قوله : (بل الخ) إضراب عن قوله وليس المراد الخ وهو انتقالي. قوله : (فالاسم الخ) أي بعض من أفراده إذ من الأسماء ما لا يقبل العلامات : كنزال ، ودراك ، أو المراد الاسم الخالص من معنى الفعل. قوله : (فاء الفصيحة) ـ


قال هنا : إذا أردت أن تعرف ما يتميز به كل من الاسم والفعل والحرف. فالاسم إلى آخره والاسم مبتدأ مرفوع بالابتداء. وقوله : (يعرف) : فعل مضارع مبني للمجهول وهو مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على الاسم والجملة من الفعل ونائب الفاعل في محل رفع خبر المبتدأ وقوله : (بالخفض) : الباء : حرف جر. والخفض : مجرور بالباء وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره والجار والمجرور متعلق بيعرف وأل في الاسم للعهد الذكري كما في قوله تعالى : (كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً (١٥) فَعَصى

______________________________________________________

بالصاد المهملة ـ من إضافة الموصوف إلى الصفة ففصيحة فعيلة بمعنى فاعلة أي مفصحة ومبينة ودالة على شرط مقدر أو بالضاد المعجمة ، لأنها فضحت وأظهرت ما كان مخفيا في الكلام. قوله : (وضابطها) أي الشيء الذي يضبطها ويحصرها ويميزها عن غيرها. قوله : (في جواب شرط الخ) وقيل : هي ما أفصحت عن مقدر أعم من أن يكون شرطا أو غيره نحو : (فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ) [البقرة : ٦٠] ، أي فضرب فانفجرت. قوله : (فكأنه) أي المصنف والكائنية مأخوذة من فاء الفصيحة. قوله : (إذا) هو الشرط المقدر فإن قلت الذي يحذف من فعله من أدوات الشرط إن قلت في كلام الرضى ما يؤخذ منه صلاحية تقدير إذا وعليه يتخرج كلام الشارح وغيره. قوله : (أن تعرف) ما دخلت عليه أن في تأويل مصدر مفعول أردت. قوله : (يعرف) أي يعلمه ويميزه النحوي وهذا من المعرفة بالعلامة وأما معرفته بالحد فقد ذكرها الشارح سابقا وكذا يقال في الفعل والحرف. قوله : (مبني) مصوغ. قوله : (للمجهول) أي للإسناد للفاعل الغير مذكور وإن كان معلوما وأسند إليه لأنه فعله ويسند للمفعول النائب أيضا لوقوعه عليه. قوله : (الخفض) أي بالحركة التي يحدثها عامل الخفض وهذه عبارة الكوفيين والعبارة البصرية «الجر» كما سيأتي في الشرح. قوله : (الذكرى) لتقدم مصحوبها ذكرا في قوله : (اسم) والقاعدة أن النكرة إذا أعيدت معرفة كانت عين الأولى وبذلك ظهرت حكمة تجريد الثلاثة من (أل) في قوله : (اسم الخ) وتحليتها بها في قوله : (فالاسم الخ). قوله : (كما) أي : كأل. قوله : (في قوله) أي الكائنة في قوله ، قوله : (تعالى) أي : ارتفع ارتفاعا معنويا أي : تنزه عن كل نقص وفاعله يعود على الله. قوله : (أرسلنا) فعل وفاعل. قوله : (فرعون) مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف والمانع من الصرف العلمية والعجمة. قوله : (رسولا) مفعول أرسلنا. قوله : (فعصى) الفاء للعطف عصى : فعل ماض مبني على


فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلاً) (١٦) [المزّمّل : ١٥ ـ ١٦] ، أي : الاسم المتقدم في التقسيم يعرف أي يتميز من الفعل والحرف بالخفض في آخره والخفض معناه : لغة ضد الرفع وهو التسفل واصطلاحا : تغيير مخصوص علامته الكسرة وما ناب عنها ولا فرق في عامل الخفض بين أن يكون حرفا ، نحو : مررت بزيد. وإعرابه : مررت : فعل وفاعل بزيد : الباء : حرف جر وزيد مجرور بالباء وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره ولا بين أن يكون اسما ، نحو : مررت بغلام زيد. فزيد : مجرور بالمضاف وهو غلام وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره ولا ثالث لهما على الصحيح.

وأما القول بالجر بالإضافة في غلام زيد والجر بالتبعية ، نحو : مررت بزيد العاقل فهو ضعيف ، لأن الصحيح أن زيدا في قولك : مررت بغلام زيد مجرور بالمضاف الذي هو غلام كما تقدم والعاقل في المثل المذكور نعت لزيد فهو مجرور بالحرف الذي جر به زيد وهو الباء وكذلك الجر بالتوهم والجر بالمجاورة ضعيف أيضا. فالأول : نحو : ليس زيد قائما ولا قاعد يجر قاعد عطفا على قائما

______________________________________________________

فتح مقدر على الألف منع من ظهوره التعذر. قوله : (فرعون) فاعل. قوله : (الرسول) مفعول عصى وهو محل الشاهد من الآية فأل فيه للعهد الذكري أي الرسول المذكور في قوله : (رسولا) لا غيره وهو سيدنا موسى. قوله : (أي الاسم الخ) مرتبط بقوله وأل في الاسم الخ. قوله : (وما ناب عنها) كالياء في حال جاز الجمع أو المثنى والفتحة في الاسم الذي لا ينصرف. قوله : (بغلام زيد) أي عبده ومملوكه ويطلق أيضا على من فطم إلى سبع سنين كما قاله بعض أهل اللغة. قوله : (فزيد مجرور) الفاء للفصيحة وزيد يقرأ بالجر على الحكاية ، وهو مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع منها حركة الحكاية ومجرور خبره. قوله : (بالإضافة) في لغة الإسناد واصطلاحا نسبة تقييدية بين اسمين تقتضي انجرار ثانيهما أبدا. قوله : (كما تقدم) أي في قوله : فزيد مجرور بالمضاف. قوله : (وكذلك) أي ومثل ذلك المتقدم من الجر بالإضافة والتبعية في الضعف. قوله : (ضعيف أيضا) الأولى حذفه لأنه معلوم من التشبيه. قوله : (فالأول) هو الجر بالتوهم. قوله : (ليس الخ) ليس فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر وزيد اسمها مرفوع بضمة ظاهرة وقائما خبرها منصوب بفتحة ظاهرة ولا قاعد الواو حرف عطف ولا نافية وقاعد معطوف على قائما والمعطوف على


الواقع خبرا لليس يتوهم دخول الباء عليه لأنها تزاد بعد خبر ليس كثيرا. والثاني : نحو : هذا جحر ضب خرب لمجاورته لضب المجرور قبله وهو نعت لجحر المرفوع قبله وإعرابه : ها : حرف تنبيه ، وذا : اسم إشارة مبتدأ مبني على السكون في محل رفع لأنه اسم مبني لا يظهر في إعراب. وجحر : خبر المبتدأ مرفوع بالمبتدأ وجحر مضاف وضب مضاف إليه وهو مجرور وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره. وخرب : بالجر نعت لحجر ونعت المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المجاورة فزيد في مررت بغلام زيد اسم لوجود الخفض في آخره وهو كسرة الدال.

وقوله : (والتّنوين) : الواو : حرف عطف التنوين معطوف على الخفض والمعطوف على المجرور مجرور وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره ، يعني : أن الاسم كما يتميز بالخفض يتميز بالتنوين أيضا. ومعناه لغة : التصويت يقال : نون الطائر إذا صوت ، واصطلاحا : نون ساكنة تلحق آخر الاسم لفظا وتفارقه خطا ووقفا فخرج بقوله : ساكنة النون المتحركة كنون رعشن للمرتعش وضيفن للطفيلي

______________________________________________________

المنصوب منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة التي أتى بها لأجل توهم الباء في المعطوف عليه وهو «قائما». قوله : (لأنها) أي الباء. قوله : (بعد) صوابه أول لأن الباء تزاد في أوله نحو : أليس الله بعزيز أليس الله بكاف عبده. قوله : (والثاني) هو الجر بسبب المجاورة. قوله :(ضب) هو حيوان معلوم. قوله : (نعت لجحر) لأنه هو الذي يوصف بكونه خربا. قوله : (هو) أي الخفض. قوله : (والتنوين) إنما لم يرسم له بدل لأن الكتابة مبنية على الوقف. قوله : (بالتنوين) أي بقوله. قوله : (يقال) أي قولا موافقا للغة من موافقة الجزء للكل. قوله : (إذا) شرطية تضمينا جوابها مأخوذ مما قبلها أي إذا صوت يقال الخ. قوله : (نون) أي زائدة على أصل حروف الكلمة. قوله : (ساكنة) أي حقيقة كزيد أو حكما ، كيد فإن أصلها يدي فحذفت الياء اعتباطا وأجرى الإعراب على الدال. قوله : (وتفارقه) أي في جميع الأحوال المرسوم حالة النصب بدلها لا نفسها ومعنى تفارقه تزول عنه وقوله : «خطا» في اللغة ما يخط بالإصبع ونحوها وما يرسم بالقلم. واصطلاحا تصوير اللفظ بحروف هجائية. قوله : (كنون رعشن) أي النون الأولى منه لأنها آخرة لا الثانية لأنها تنوين وهو أصل زائد على أصل حروف الكلمة. قوله :


الذي يتبع الضيف فإن نونهما متحركة. وخرج بقوله : تلحق الآخر ما تلحق الأول نحو : انكسر وما تلحق الوسط نحو : منكسر. وخرج بقوله : لفظا لا خطا نون التوكيد الخفيفة نحو : لنسفعن وليكونن والتنوين على أربعة أقسام :

______________________________________________________

(للمرتعش) أي يقال للشخص الذي حصل له ارتعاش وانتقاض في يده. قوله : (للطفيلي) نسبة لطفيل : رجل كان يتبع الأعراس ، فنسب كل من اتصف بوصفه إليه. قوله : (تلحق الآخر) المناسب تلحق آخر الاسم. قوله : (انكسر) الهمزة أتى بها للتوصل للنطق بالساكن والمناسب انكسار. قوله : (بقوله) أي صاحب التعريف الاصطلاحي. قوله : (لفظا لا خطّا) لما قال وتفارقه الخ. قوله : (نون التوكيد) أي على مذهب البصريين من كتابتها نونا ، أما على مذهب الكوفيين ـ من رسمها ألفا ـ فيزاد في التعريف (لغير توكيد) ويكون قيد المفارقة خطّا مخرجا للتنوين الغالي ـ أي الزائد على الوزن ـ فهو من الغلو بمعنى الزيادة نحو :

وقاتم الأعماق خاوي المخترقن

ولتنوين الترنم ـ أي التغني ـ نحو :

أقلي اللوم عاذل والعتابن

وأما التنوين الغالي اللاحق للفعل ، نحو :

ويعدو على المرء ما يأتمرون

وللحرف ، نحو :

قالت بنات العم يا سلمى وإنن

فخارج بهذا وبقوله آخر الاسم أيضا ، كما تخرج به نون التوكيد مثله الترنم اللاحق للفعل نحو :

قولي إن أصبت لقد أصابن

وللحرف نحو :

لما تزل برحالنا وكأن قدن

قوله : (لنسفعن) اللام للقسم ونسفعن : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة وفاعله مستتر وجوبا تقديره نحن والسفع : القبض على الشيء وجذبه بشدة ، وقوله : وليكونن عطف على نسفعن ويحتمل النقصان وحذف الاسم والخبر للعلم بتقديرهما ، ولعدم الحاجة لهما أي ليكونن ، من قولك : وليكونن عمرو قائما مثلا ويحتمل التمام وحذف الفاعل لما ذكر فإن النون في هذين لحقت في الخط


تنوين التمكين وهو اللاحق للأسماء المعربة ما نون منها كان متمكنا في الاسمية أمكن من غيره ، نحو : زيد ورجل في جاء زيد ورجل فزيد ورجل اسمان لوجود التنوين فيهما وما لم ينون كان متمكنا غير أمكن ، نحو : أحمد وإبراهيم.

القسم الثاني : تنوين المقابلة وهو اللاحق لجمع المؤنث السالم ، نحو : جاءت مسلمات فإنه في مقابلة النون في جمع المذكر السالم ، نحو : جاء مسلمون وإعرابه : جاء : فعل ماض والتاء : علامة التأنيث ومسلمات فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. وإعراب : جاء مسلمون. جاء : فعل ماض ومسلمون فاعل مرفوع بالواو نيابة عن الضمة والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

القسم الثالث : تنوين العوض وهو اللاحق لإذ من حينئذ ويومئذ فإنه عوض عن جملة. قال تعالى : (وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ) (٨٤) [الواقعة : ٨٤] والأصل : وأنتم إذ بلغت الروح الحلقوم تنظرون. فحذفت جملة بلغت الروح الحلقوم وأتى بتنوين إذ

______________________________________________________

مع اللفظ. قوله : (تنوين التمكين) من إضافة الدال للمدلول ، أي التنوين الدال على تمكن الواضع الاسم في باب الاسمية. قوله : (للأسماء المعربة) أي ما عدا جمع المؤنث السالم كما سيأتي. قوله : (أمكن من غيره) أي لأنه لم يشبه الحرف فيبنى ولا الفعل حتى يمنع من الصرف ، وأمكن : اسم تفضيل من مكن مكانة إذا بلغ الغاية في التمكن لا من تمكن خلافا لأبي حيان ومن وافقه ، لأن بناء اسم التفضيل من غير الثلاثي المجرد شاذ ا ه تصريح. قوله : (نحو زيد ورجل) مثل بمثالين إشارة إلى أنه لا فرق بين أن يكون في معرفة أو نكرة. قوله : (تنوين المقابلة) من إضافة المسبب إلى السبب. قوله : (فإنه) أي التنوين. قوله : (في مقابلة النون الخ) أي لأن الألف والتاء في جمع المؤنث السالم علامة الجمع كالواو في جمع المذكر السالم ولو يوجد في الأول ما يقابل النون القائمة مقام التنوين في المفرد من حيث كونها علامة على تمام الاسم في الثاني فزيد التنوين لذلك إذ لو لم يزد التنوين للزم الفرع زيادة على الأصل الذي هو جمع المؤنث السالم لإعرابه بالحركات. قوله : (تنوين العوض) الإضافة بيانية لأن بين المضافين عموما وجهيا لاجتماعها في جوار مثلا لأن فيه العوضية والتنوين وانفراد التنوين في التنكير والتمكين وانفراد العوض في الحرف الذي هو عوض عن حرف آخر كعدة فحذفت فاء الكلمة ـ أعني الواو ـ وعوض عنها هاء التأنيث. قوله : (بلغت) أي وقت النزع. قوله : (الحلقوم) هو مجرى الطعام كما


عوضا عنها فصار حينئذ تنظرون وإعرابه : وأنتم الواو : واو الحال أن ضمير منفصل مبتدأ مبني على السكون في محل رفع لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب التاء حرف خطاب لا محل لها من الإعراب والميم علامة الجمع وحين ظرف زمان منصوب على الظرفية وحين مضاف وإذ مضاف إليه مجرور بكسرة ظاهرة في آخره. وتنظرون : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون والواو فاعل وجملة تنظرون من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ.

القسم الرابع : تنوين التنكير وهو اللاحق للأسماء المبنية فرقا بين معرفتها ونكرتها ما نون منها كان نكرة ، نحو : جاء سيبويه بالتنوين وإعرابه : جاء : فعل ماض. وسيبويه : فاعل مبني على الكسر في محل رفع وهو حينئذ نكرة صادقة على أي سيبويه كان وما لم ينون كان معرفة كسيبويه بترك التنوين ، نحو : جاء سيبويه بغير تنوين وإعرابه تقدم وهو حينئذ معرفة ، لأنه لا يراد به إلا سيبويه المشهور بهذا العلم فزيد ومسلمات وإذ من حينئذ وسيبويه أسماء لوجود التنوين في آخرها وما

______________________________________________________

في الجلالين. قوله : (وحين مضاف الخ) من إضافة الأعم للأخص لأن إذ مقيدة بما تضاف إليه والمراد من الحين مطلق الوقت. قوله : (مجرورة بكسرة الخ) هذا على زعم الأخفش قال الأشموني ورد بملازمتها للبناء لشبهها بالحرف في الوضع وفي الافتقار دائما إلى جملة ا ه. والإعراب على هذا حين مضاف وإذ مضاف إليه مبني على سكون مقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بالكسر العارض للتخلص من التقاء الساكنين لأن إذ ساكنة حال وجود الجملة فإذا حذفت وأتي بالتنوين بدلها ـ وهو ساكن ـ التقى ساكنان. قوله : (تنوين التنكير) من إضافة الدال للمدلول لأنه يدل على أن ما لحقه غير معين. قوله : (مبني) لأنه متضمن معنى الحرف ـ وهو الواو ـ ولأنه مركب من سبب وهو التفاح وويه وهو الرائحة كذا قيل وفيه نظر. وقال بعضهم : لأن ويه اسم صوت وهو مبني لأنه أشبه الحرف في عدم التأثر بالعوامل فبنى سيبويه تغليبا لجانب الصوت لأنه الآخر وهو على التقديم والتأخير أي رائحة التفاح. وقوله على الكسر لأنه الأصل عند التخلص من الالتقاء. قوله : (نكرة) أي لم يقصد منه ذات معينة. قوله : (حينئذ) أي حين إذ لم ينون. قوله : (لأنه لا يراد به إلا سيبويه المشهور بهذا العلم) أي علم النحو وسيبويه لقبه للطافته واسمه عمرو مات بشيراز سنة ثمانية ومائة وعمره اثنان وثلاثون سنة. قوله : (فزيد) أي في القسم الأول. قوله :


عدا هذه الأقسام الأربعة من أقسام التنوين لا دخل له في علامات الاسم.

(ودخول) : الواو : حرف عطف. دخول : معطوف على الخفض والمعطوف على المجرور مجرور وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره ودخول مضاف. و (الألف) : مضاف إليه وهو مجرور وعلامة جره كسرة في آخره. (واللّام) : الواو حرف عطف اللام : معطوف على الألف والمعطوف على المجرور مجرور ولو عبر بأل بدل الألف واللام لكان أولى لأن القاعدة أن الكلمة إن كان وضعها على حرف واحد كالباء يعبر عنها باسمها فيقال : الباء وإن كان وضعها على كلمتين فيعبر عنها بلفظها كأل وهل وبل وقد فلا يقال في أل الألف واللام كما لا يقال في هل وبل ونحوهما الهاء واللام يعني أن الاسم يتميز أيضا بدخول أل عليه ، نحو : الرجل من قولك : جاء الرجل وإعرابه : جاء : فعل ماض. والرجل : فاعل ومثل أل بدلها في لغة حمير وهو أم نحو : أم

______________________________________________________

(ومسلمات) أي في القسم الثاني. قوله : (وإذ الخ) أي في القسم الثالث. قوله : (وسيبويه) أي في القسم الرابع. قوله : (أسماء) خبر. قوله : (فزيد الخ) أي فهذه الألفاظ أسماء. قوله : (في آخرها) أي عقبه أو معه. قوله : (وما عدا هذه الخ) كتنوين الضرورة وهو اللاحق لما لا ينصرف كقوله :

ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة

وللمنادى المضموم نحو :

سلام الله يا مطر عليها

والحكاية مثل أن تسمي رجلا بعاقلة لبيبة فإنك تحكي اللفظ المسمى به والشذوذ ولا يكون إلا في الأسماء المبنية نحو : هؤلاء قومك وفي كلامه نظر فإن تنوين الضرورة والحكاية والشذوذ له دخل. فلعل مراده لا دخل له في علامات الاسم أي المشهورة الكثيرة الوقوع. قوله : (لا دخل الخ) خبر لا محذوف أي حاصل مثلا. قوله : (ودخول الخ) أي فيما يقبل ذلك فخرجت الأعلام وأسماء الإشارة والضمائر. قوله : (لكان أولى) يمكن أنه عبر بذلك مراعاة للأقرب للمبتدىء أو للقول بأن حرف التعريف هو اللام فقط والهمزة للنطق باللام فافهم. قوله : (بدخول أل) سواء كانت معرفة كأن في الرجل في مثاله أو زائدة كالحارث وطبت النفس كما في الأشموني. قوله : (فعل ماض) أي مبني على الفتح لخفته لا محل له من الإعراب. فإن قلت : لم


رجل ، ومنه حديث : ليس من امبر امصيام في امسفر فالرجل اسم لدخول أل عليه وامبر وامصيام وامسفر أسماء لدخول بدل أل وهو أم عليها.

وحروف الخفض وهي : من وإلى وعن وعلى وفي وربّ والباء والكاف واللّام ،

(وحروف) : الواو : حرف عطف ، حروف : معطوف على الخفض والمعطوف على المجرور مجرور وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره وحروف مضاف و (الخفض) : مضاف إليه وهو مجرور وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره. يعني : أن الاسم يتميز أيضا بدخول حروف الخفض عليه ، نحو : بزيد فزيد اسم لدخول حرف الخفض عليه وهو الباء والخفض عبارة الكوفيين والجر عبارة البصريين.

ثم ذكر المصنف جملة من حروف الخفض لهذه المناسبة وكان حقها أن تذكر في مخفوضات الأسماء فقال : (وهي) : الواو للاستئناف ، هي : ضمير منفصل على الفتح في محل رفع لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب. (من) : وما عطف عليها

______________________________________________________

بني؟ قلت : بناؤه أصلي وما جاء على الأصل لا يسأل عنه. فإن قلت : لم كان آخره حركة؟ قلت : للتخلص من التقاء الساكنين. قوله : (بدلها) خبر مثل. قوله : (ومنه) أي من نحو أم رجل حديث الخ وهو حديث صحيح وروي بأل أيضا وهو محمول على صوم النفل فلا يخالف قوله تعالى : (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ) [البقرة : ١٨٤] لأنه في الفرض قاله السيوطي : قوله : (ليس من أمبر الخ) ليس : فعل ماض ناقص ، ومن أمبر : متعلق بمحذوف خبر ليس وأمصيام اسمها وفي أمسفر متعلق بمحذوف صفة لأمصيام أي ليس من البر والطاعة الصيام في السفر. قوله : (وحروف الخفض) عطف بالواو لأن الجميع في مرتبة واحدة والإضافة من إضافة السبب للمسبب. قوله : (ثم الخ) عطف على متوهم أي قال : وحروف الخفض ثم ذكر الخ. قوله : (لهذه المناسبة) أي كون الاسم يعرف بحروف الخفض. قوله : (حقها) أي الحروف. قوله : (أن تذكر) ما دخلت عليه أن في تأويل مصدر خبر كان. قوله : (مخفوضات الأسماء) أي آخر الكتاب. قوله : (وهو الخ) جملة اسمية لا صغرى ولا كبرى ولا محل لها لأنها استئنافية. قوله : (للاستئناف) أي البياني فكأن قائلا قال له وما حروف الخفض؟ فقال : وهي من الخ. قوله : (وما عطف الخ) دفع به ما يقال : إن المبتدأ


خبر المبتدأ مبني على السكون في محل رفع لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب. (وإلى) : الواو حرف عطف ، إلى : معطوف على من مبني على السكون في محل رفع لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب و «من» من معانيها الابتداء فلذا أبدأ بها وإلى من معانيها الانتهاء وهو مقابل للابتداء فلذا ذكرها عقبها. مثالهما : سرت من البصرة إلى الكوفة وإعرابه : سرت : فعل وفاعل. من البصرة : جار ومجرور متعلق بسرت. إلى الكوفة : جار ومجرور أيضا متعلق بسرت فالبصرة والكوفة اسمان لدخول من على الأول وإلى على الثاني. (وعن) الواو : حرف عطف ، عن : معطوف على من مبني على السكون في محل رفع لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب وعن من معانيها المجاوزة ، نحو : رميت عن القوس. وإعرابه : رميت. فعل وفاعل. عن القوس : جار ومجرور متعلق برميت. فالقوس : اسم لدخول عن عليه. (وعلى) : الواو حرف عطف على معطوف على من مبني على السكون في

______________________________________________________

مصدوقه جمع والخبر مفرد ولا بد من التطابق. قوله : (خبر المبتدأ) إذ المقصود منها اللفظ. قوله : (من معانيها الخ) اعلم أن المعاني التي سيذكرها الشارح لهذه الحروف هي ما اشتهرت وإلا فلها معان أخر كما أشار بذلك بقوله من معانيها الخ فإن من للتبعيض وسأذكر بعضا منها آخر الكتاب. قوله : (الابتداء) أي أن مجرورها مبتدأ لمتعلقها. قوله : (مثالهما) أي المثال الجامع لمن الابتدائية وإلى الانتهائية. قوله : (سرت الخ) أي ابتداء سيري من كذا وانتهاؤه إلى كذا وما ذكر مثال للابتداء والانتهاء في الأمكنة ومثالهما في الأزمنة «سافرت من يوم الخميس إلى يوم الاثنين». قوله : (البصرة) مثلث الباء والفتح أفصح اسم بلدة كالكوفة. قوله : (فعل) أي ماض مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره السكون العارض لدفع توالي الخ إذ أصله سير تحركت الياء وانفتح ما قبلها ألفا فصار سار. قوله : (لدخول من الخ).

(فائدة) : ألغز بعضهم في «من» حيث نصب ما بعدها وقال : من زيدا وجوابه أن من فعل أمر بمعنى كذب والفاعل مستتر وزيدا مفعول وفي «إلى» كذلك فقال إلى زيدا وجوابه أن إلى فعل أمر للاثنين من وأن إذا لجأ بوزن وعد. قوله : (المجاوزة) خصّ هذا المعنى لشهرته كما سبق ومعناها لغة البعد واصطلاحا بعد شيء عن المجرور بها بواسطة إيجاد مصدر الفعل الذي قبلها. قوله : (رميت عن القوس) أي باعدت السهم عن القوس بسبب الرمي والقوس : آلة معلومة يرمى بها مأخوذ من الانقواس وهو


محل رفع لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب وعلى من معانيها الاستعلاء ، نحو : ركبت على الفرس. وإعرابه : ركب : فعل ماض والتاء فاعل. على الفرس : جار ومجرور متعلق بركبت. فالفرس : اسم لدخول على عليها. (وفي) : الواو حرف عطف. في : معطوف على من مبني على السكون في محل رفع لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب وفي من معانيها الظرفية ، نحو : الماء في الكوز. وإعرابه : الماء : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. في الكوز : جار ومجرور متعلق بمحذوف تقديره : كائن خبر المبتدأ فالكوز : اسم لدخول في عليه. (وربّ) : الواو : حرف عطف. رب : معطوف على من مبني على الفتح في محل رفع لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب ورب من معانيها التقليل ، نحو : رب رجل صالح لقيته. وإعرابه : رب : حرف تقليل وجر شبيه بالزائد ورجل مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد. صالح : بالرفع نعت لرجل ونعت المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. وجملة لقيت من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ. والهاء من لقيته مفعول به مبني على الضم في محل نصب فرجل اسم لدخول رب عليه. (والباء) : الواو حرف عطف. الباء : معطوف على محل من

______________________________________________________

الانحناء ويجمع على أقواس كما في النبتيتي. قوله : (الاستعلاء) أي العلو فالسين والتاء زائدتان أي علو الفاعل على مجرورها وألغز بعضهم في «على» حيث رفع ما بعدها فقال : «على زيد» وجوابه أن «علا» هنا فعل ماض بمعنى ارتفع وزيد فاعل. قوله : (نحو الماء في الكوز) مثال للظرفية الحقيقية لأن للظرف احتواء وللمظروف تحيزا ومثال المجازية «الخير في العلم» مثلا وألغز بعضهم في لفظ «في» حيث نصب ما بعده فقال : في زيدا حقه. وفي القنديل الزيت وجوابه : أن «في» فعل أمر من الوفاء والياء للإشباع فافهم. قوله : (معانيها) المراد بالجمع ما فوق الواحد لأن لها معنيين ـ وهما : التقليل والتكثير ـ قال في المغني ترد للتكثير كثيرا وللتقليل قليلا ا ه. قوله : (نحو رب الخ) أي في جواب من قال : «هل لقيت رجلا صالحا؟». قوله : (شبيه الخ) إنما لم يكن زائدا لأن له معنى وهو التقليل أي شبيه به في الإعراب دون المعنى ا ه مغني. وهو مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. قوله : (مبتدأ) ويصح نصبه على المفعولية بنظير ما بعده كما في المغني. قوله : (بالرفع نعت لرجل) أي باعتبار محله ويصح جره باعتبار اللفظ. قوله : (على محل من) أي على من


والمعطوف على المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. والباء من معانيها التعدية ، نحو : مررت بزيد. وإعرابه : مررت : فعل وفاعل وبزيد جار ومجرور متعلق بمررت. فزيد : اسم لدخول الباء عليه. (والكاف) : الواو حرف عطف. الكاف : معطوف على محل من والمعطوف على المرفوع مرفوع والكاف من معانيها التشبيه ، نحو : زيد كالبدر. وإعرابه : زيد : مبتدأ مرفوع بالابتداء ، والكاف : حرف تشبيه وجر والبدر مجرور بالكاف والجار والمجرور متعلق بمحذوف تقديره كائن خبر المبتدأ فالبدر اسم لدخول الكاف عليه. (واللّام) : الواو : حرف عطف. اللام : معطوف على محل من والمعطوف على المرفوع مرفوع واللام من معانيها الملك ، نحو : المال لزيد. وإعرابه : المال : مبتدأ مرفوع بالابتداء. لزيد : جار ومجرور متعلق بمحذوف تقديره كائن خبر المبتدأ ، فزيد اسم لدخول اللام عليه.

وحروف القسم وهي : الواو والباء والتّاء والفعل يعرف بقد والسّين

______________________________________________________

باعتبار محلها. قوله : (التعدية) أي إيصال حدث الفعل إلى ما بعدها لأنه قصر عن وصوله بنفسه ا ه قليوبي وكان الأولى أن يذكر بدل التعدية الإلصاق لأنه الأصل في معاني الباء ولم يذكر لها سيبويه غيره وهو حقيقي نحو : «به داء» أي التصق به أو مجازي نحو : «مررت بزيد» أي ألصقت مروري بمكان يقرب منه. قوله : (التشبيه) مصدر شبه الشيء بالشيء أي جعله مثله في الصفات حميدة أولا وله أركان خمسة : مشبه ـ بكسر الباء ـ ومشبه ـ بفتحها ـ ومشبه به وأداة تشبيه وعلاقة. قوله : (كالبدر) اسم للقمر ليلة تمامه من «بدر إلى الشيء» سبق إليه لأنه يسبق طلوعه مغيب الشمس فكأنه بادر بالطلوع. قوله : (الملك) ـ بكسر الميم وإسكان اللام ـ ولام الملك هي ما وقعت بين ذاتين إحداهما تملك كما في مثاله. قوله : (عطف على حروف الخفض) فالمعنى ويعرف بدخول حروف القسم وقوله : «معطوف على من» أي فهو من جملة الخبر واعلم أن حروف الخفض فذكرها بعد العام لاختصاصها بالدلالة على القسم مع الجر بخلاف غيرها من باقي الحروف فجار غير دال. قوله : (القسم) ـ بفتح القاف والسين ـ وأما بفتح القاف وسكون السين فهو جعل الشيء أقساما وأما بكسر القاف وسكون السين فهو النصيب كما في النبتيتي. قوله : (وحروف القسم) من إضافة الدال


وسوف وتاء التّأنيث السّاكنة.

(وحروف) : بالجر عطف على حروف الخفض والمعطوف على المجرور مجرور ، بالرفع معطوف على من والمعطوف على المرفوع مرفوع وحروف مضاف. (القسم) : مضاف إليه وهو مجرور يعني : أن الاسم يتميز أيضا بدخول حروف القسم عليه نحو : أقسم بالله فالله اسم لدخول حرف القسم عليه وهو الباء وحروف القسم من حروف الجر وإنما أفردها ليعلم أن القسم أي اليمين ، يعني : الحلف لا يتأتى إلا بها وهي ثلاثة ذكرها في قوله :

(وهي الواو) : الخ وإعرابه الواو : للاستئناف. هي : ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب الواو وما عطف عليها خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. وإنما بدأ بالواو وإن كان الأصل الباء لكثرة استعمالها ولا تدخل إلا على الاسم الظاهر ولا يذكر معها فعل القسم ، نحو : والله. وإعرابه : الواو : حرف قسم وجر ، الله : مقسم به مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة. فالله : اسم لدخول الواو عليه. (والباء) : الواو : حرف عطف والباء : معطوف على الواو والمعطوف على المرفوع مرفوع ، نحو : أقسم بالله. وإعرابه : أقسم : فعل مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا بالله. الباء : حرف قسم وجر. الله : مقسم به مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره ، وتدخل على الضمير ، نحو : الله أقسم به ويذكر معها

______________________________________________________

للمدلول. قوله : (من حروف الجر) أي فلا وجه لإفرادها وقوله : «وإنما الخ» جواب عن هذا. قوله : (أي اليمين) توضيح لما قبله وما بعده توضيح له وسمى القسم يمينا لأن العرب كانوا إذا تحالفوا وضع كل يده اليمنى على يمنى الآخر. قوله : (لا يتأتى) أي لا يوجد. قوله : (بها) أي الواجد منها والباء سببية. قوله : (وإنما بدأ الخ) جواب عما يقال الأولى تقديم الباء لأنها الأصل في القسم ولأنها تدخل على الظاهر والمضمر. قوله : (وإن) الواو للحال وإن زائدة فلا جواب لها. قوله : (لكثرة استعمالها) أي دورانها على الألسنة وهو علة لقوله وإنما بدأ الخ. قوله : (ولا تدخل الخ) مستأنف غير داخل في العلة ولا علة مستأنفة. قوله : (والله) أي والطور والتين والزيتون والنجم والضحى ونحوها فليست مختصة بالدخول على لفظ الجلالة. قوله :


فعل القسم كما تقدم. (والتّاء) : الواو : حرف عطف. التاء : معطوف على الواو والمعطوف على المرفوع مرفوع ، نحو : تالله. وإعرابه : التاء : حرف قسم وجر. الله : مقسم به مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة. فالله : اسم لدخول تاء القسم عليه ولا تدخل التاء إلا على لفظ الجلالة فقط فلا يقال : تالرحمن ونحوه إلا شذوذا.

ولما أنهى الكلام على علامات الاسم شرع يتكلم على علامات الفعل فقال : (والفعل يعرف بقد) وإعرابه : الواو : حرف عطف والفعل معطوف على قوله فالاسم ويكون من عطف الجمل أو للاستئناف وعلى كل الفعل مبتدأ مرفوع بالابتداء ويعرف فعل مضارع مبني للمجهول وهو مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة

______________________________________________________

(كما تقدم) أي في المثال وهو أقسم بالله فافهم. قوله : (والتاء) هي فرع عن الواو فلا يجوز إظهار فعل القسم الذي يتعلق به معها إعطاء لها حكم أصلها. قوله : (إلا شذوذا) بأن نطق العربي بخلاف لغة قومه. وانفرد عنهم بما نطق به. قوله : (ولما) هي في هذا التركيب وأمثاله حرف وجود لوجود أي حرف يقتضي وجود شرطه لوجود جوابه وهذا قول سيبويه والجمهور. وقال ابن السراج وتبعه الفارسي وتبعهما ابن جني وتبعهم جماعة : هي ظرف بمعنى حين وقال ابن مالك بمعنى إذا والعامل فيها الجواب كما في المغني. قوله : (أنهى) فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف ولا محل له كالجواب لأن لما الوجودية غير جازمة كما في الأشموني وعبد المعطي على خالد والفاعل مستتر جوازا تقديره هو يعود على المصنف. وقوله الكلام مفعول أنهى وقوله على علامات متعلق بمحذوف صفة للكلام أي الكلام الكائن على الخ وعلامات : جمع علامة أي لما فرغ من الكلام الكائن عليها شرع الخ. قوله : (شرع) إن قلت : إن المصنف لم يحصل منه شروع في علامات الفعل بالفعل وإنما سيشرع فيها فلم عبر بالماضي؟ قلت : مراده أراد الشروع والإرادة سابقة على الشروع بالفعل. قوله : (فقال) عطف على شرع وهو من عطف المسبب على السبب فاحفظه. قوله : (والفعل) أل للعهد الذكري أي الفعل المذكور سابقا من حيث هو. قوله : (بقد) أي الحرفية كما سيأتي لأنها المفهومة عند الإطلاق وهي في كلامه اسم لدخول الباء عليها ووصفها بالحرفية نظرا لحال دخولها على الفعل وقد تكون اسما بمعنى كاف نحو : قد زيد درهم فهي مبتدأ ومحلها رفع وزيد مضاف إليه ودرهم خبر واسم فعل بمعنى


في آخره ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على الفعل. والجملة من الفعل ونائب الفاعل في محل رفع خبر المبتدأ بقد. الباء : حرف جر. قد : اسم مبني على السكون في محل جر لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب ، يعني أن الفعل يتميز عن الاسم والحرف بعلامات العلامة الأولى قد الحرفية وتدخل على الماضي وتكون للتحقيق ، نحو : قد قام زيد. وإعرابه : قد : حرف تحقيق. قام : فعل ماض. وزيد : فاعل مرفوع وتكون للتقريب ، نحو : قد قامت الصلاة. وإعرابه : قد : حرف تقريب. وقام : فعل ماض والتاء علامة التأنيث. والصلاة : فاعل مرفوع فقام في الموضعين فعل لدخول قد عليه وتدخل على المضارع وتكون للتقليل ، نحو : قد يجود البخيل. وإعرابه : قد : حرف تقليل. ويجود : فعل مضارع مرفوع. والبخيل : فاعل مرفوع وتكون للتكثير ، نحو : قد يجود الكريم. وإعرابه : قد : حرف تكثير. ويجود الكريم : فعل وفاعل مرفوعان بالضمة الظاهرة فيجود في المثالين فعل لدخول قد عليه فأقسام قد أربعة كما علمت. (والسّين) : الواو : حرف عطف. السين : معطوف على قد والمعطوف على المجرور مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره ، يعني أن الفعل يتميز أيضا بالسين وتختص بالمضارع ، نحو : سيقوم زيد. وإعرابه : السين : حرف تنفيس. ويقوم : فعل مضارع مرفوع وزيد فاعل مرفوع. (وسوف) : الواو : حرف عطف. سوف : معطوف على قد مبني على الفتح في محل جر لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب ،

______________________________________________________

كفى : نحو : قد زيد درهم. قوله : (على الماضي) أي غير الإنشائي فلا يقال قد رحم الله زيدا كما قال بعضهم. قوله : (للتقريب) أي تقريب الماضي من الحال وعند حذفها الأمر محتمل للقرب منه والبعد وعبارة غيره للتوقع ـ أي الانتظار ـ فإنه إذا قال المقيم ذلك انتظر المصلون الصلاة. قوله : (للتقليل) أي تقليل وقوع الفعل. قوله : (للتكثير) أي الدلالة على وقوع الفعل بكثرة. قوله : (أربعة) أي التحقيق والتقريب التقليل والتكثير. قوله : (والسين) أل للعهد الذهني أي السين المعهودة عند النحاة التي معناها التنفيس فخرجت الهجائية وغيرها كسين الصيرورة في نحو : استحجر الطين أي صار حجرا. قوله : (وسوف لم تدخل عليها أل لقصد لفظها) فهي علم وهي لغة كلمة وعد ويقال فيها سو بحذف الفاء وسف بحذف الواو. قوله : (مبني على الفتح) لأن صورته الحرفية لم تتغير بخلاف السين فإنها تغيرت بدخول أل.


أي : ويتميز الفعل أيضا بسوف وتختص أيضا بالمضارع ، نحو : سوف يقوم زيد. وإعرابه : سوف : حرف تسويف. ويقوم : فعل مضارع مرفوع. وزيد : فاعل مرفوع فيقوم في المثالين فعل مضارع لدخول السين وسوف عليه والتنفيس معناه الزمن القريب والتسويف معناه الزمن البعيد. (وتاء) : الواو : حرف عطف. وتاء : معطوف على قد والمعطوف على المجرور مجرور وتاء مضاف و (التّأنيث) : مضاف إليه وهو مجرور. (السّاكنة) : نعت لتاء ونعت المجرور مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة ، يعني : أن الفعل يتميز بوجود تاء التأنيث الساكنة في آخره وتختص بالماضي ، نحو : قامت هند. وإعرابه : قام : فعل ماض والتاء علامة التأنيث وهند : فاعل وهو مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة ولا يضر تحرك التاء لعارض كالتقاء الساكنين ، نحو : قالت امرأة العزيز. وإعرابه : قال : فعل ماض والتاء : علامة التأنيث وحركت بالكسر لالتقاء الساكنين. وامرأة : فاعل مرفوع وامرأة مضاف. والعزيز : مضاف إليه وهو مجرور واحترز بتاء التأنيث الساكنة عن المتحركة أصالة ، نحو : تاء فاطمة فإنها تكون في الاسم وسكت عن علامة فعل الأمر وعلامته أن يدل على الطلب ويقبل ياء المخاطبة ، نحو : اضرب زيد وإعرابه : اضرب : فعل أمر مبني على السكون والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت.

______________________________________________________

قوله : (فعل مضارع) أي مشابه للاسم في سماعه معربا في بعض أحواله. قوله : (والتنفيس الخ) يقال نفسته أي وسعته ونفست له. قوله : (القريب) أي من الحال أي أن الفعل يكون في المستقبل من غير بعد. قوله : (معناه الزمن البعيد) لأن زيادة البناء تدل على زيادة المعنى. قوله : (وتاء التأنيث الساكنة) أي الدالة على تأنيث الفاعل فخرجت التاء في ربت وثمت فإنها لتأنيث الكلمة فإن قلت : خرجت التاء أيضا في نحو : ليست هند قائمة فإن هند اسم ليس وليست بفاعل قلت : قال المحقق الأمير في حواشي الشذور ولا يخفى أن اسم الناسخ يطلق عليه فاعل مجازا ا ه. ومثل الفاعل نائبه. قوله : (الساكنة) إنما سكنت للفرق بين تاء الأفعال وتاء الأسماء فإن قلت : لم لم يعكس قلت : لئلا ينضم ثقل الحركة إلى ثقل الفعل فيزيد الثقل. قوله : (كالتقاء) أي كدفع التقاء. قوله : (وسكت الخ) لم يجب عنه والجواب أنه تركها لعسرها وغموضها على المبتدىء بتركها من شيئين الدلالة على الطلب وقبول الياء. قوله : (وعلامته) مبتدأ ومضاف إليه. قوله : (أن يدل) ما دخلت عليه أن في تأويل مصدر


وزيدا : مفعول به منصوب فاضرب فعل أمر لدلالته على الطلب ولقبوله ياء المخاطبة نقول : اضربي. وإعرابه : اضربي : فعل أمر مبني على حذف النون والياء فاعل.

والحرف ما لا يصلح معه دليل الاسم ولا دليل الفعل.

ولما أنهى الكلام على علامات الفعل شرع يتكلم على علامات الحرف فقال : (والحرف ما لا يصلح معه) : إلى آخره. وإعرابه : الواو : حرف عطف أو للاستئناف كما تقدم في إعراب والفعل يعرف إلى آخره والحرف مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه الضمة الظاهرة ما نكرة موصوفة خبر المبتدأ مبني على السكون في محل رفع لأنه اسم مبني لا يظهر في إعراب لا : نافية وي صلح : فعل مضارع مرفوع ومعه مع ظرف مكان منصوب على الظرفية ومع مضاف والهاء : مضاف إليه مبني على الضم في محل جر ، لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب. (دليل) : فاعل يصلح وهو مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة وجملة الفعل والفاعل في محل رفع نعت لما ودليل : مضاف و (الاسم) : مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه كسرة ظاهرة في آخره. (ولا) : الواو : حرف عطف لا : نافية. (دليل) : معطوف على دليل الأول والمعطوف على المرفوع مرفوع ودليل مضاف و (الفعل) : مضاف إليه وهو مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة ، يعني أن الحرف

______________________________________________________

مرفوع خبر. قوله : (والحرف) أل للعهد الذكري. قوله : (ما لا يصلح الخ) أي صلاحا لغويا لا عقليا ولا شرعيا لأن الكلام في البحث عن الألفاظ وهو أمر لغوي لا مدخل للعقل والشرع فيه والمعنى أن يشهد أهل اللغة بأن دخول هذا اللفظ على هذا اللفظ معيب كدخول سوف مثلا على رب وغيرها من الحروف. قوله : (نكرة) بمعنى لفظ أو كلمة. قوله : (موصوفة) أي بالجملة المنفية بعدها. قوله : (دليل) هو والعلامة والبرهان والحجة عند أهل هذا الفن بمعنى فاندفع ما قيل كان الأولى التعبير بالعلامة لأن دلالتها ظنية بخلاف الدليل فقطعية. قوله : (بعدم الخ) إنما كانت علامته عدمية دونهما لأنهما أشرف منه فأعطى الأشرف للأشرف والأخس للأخس فإن قلت : العدمي لا يكون علامة للوجودي قلت : محا ذلك إذا كان مطلقا إلا إن كان مقيدا كما هنا فإن المراد عدم قبول علامات الاسم والفعل فتأمل. قوله : (فعدم) الفاء فصيحة


يتميز بعدم قبول علامات الاسم والفعل السابقة ، نحو : هل وفي ولم فإنها لا تقبل شيئا من علامات الاسم ولا شيئا من علامات الفعل فلا يقال بهل ولا قد هل إلى آخره. فتعين أن تكون حروفا فعدم قبول الكلمة للعلامات السابقة علامة على حرفيتها فلذلك قال بعضهم :

والحرف ما ليست له علامة

فقس على قولي تكن علامة

أي الحرف ما ليست له علامة موجودة بل علامته عدمية كما علمت والله أعلم.

______________________________________________________

وعدم مبتدأ. قوله : (علامات) خبر عدم. قوله : (فلذلك) أي فلأجل كون عدم قبول العلامات علامات على الحرفية. قوله : (بعضهم) هو الحريري في ملحة الإعراب. قوله : (والحرف الخ) الواو بحسب ما قبلها والحرف مبتدأ وما نكرة موصوفة خبر وليست فعل ماض ناقص والتاء علامة التأنيث وله جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم لليس وعلامة اسمها مؤخر وهو مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها السكون المأتي به لإصلاح النظم. قوله : (فقس الخ) الفاء فصيحة وقس فعل أمر مبني على السكون والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت وعلى قولي جار ومجرور متعلق بقس ومضاف إليه والمعنى فقدر الحرف بقولي وطبقه عليه وتكن فعل مضارع مجزوم في جواب الأمر وهو قس وهو ناقصه واسمه مستتر وجوبا تقديره أنت وعلامة خبر تكن أي كثير العلم. قوله : (والله أعلم) الواو للاستئناف والله مبتدأ وأعلم بمعنى عالم خبر أي هو عالم بحقيقة ما قلناه لأنه أمر ظني لا قطعي. والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. قوله : (أخذ) أي شرع.


باب الإعراب

الإعراب هو تغيير أواخر الكلم ، لاختلاف العوامل الدّاخلة عليها : لفظا أو تقديرا ،

«باب الإعراب» يصح قراءته بالرفع وفيه وجهان :

الأول : كونه خبر المبتدأ محذوف تقديره : هذا باب وإعرابه : ها : حرف تنبيه وذا : اسم إشارة مبتدأ مبني على السكون في محل رفع لأنه اسم مبني لا يظهر في إعراب. وباب : خبر المبتدأ مرفوع بالمبتدأ وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

الوجه الثاني : كونه مبتدأ والخبر محذوف تقديره : باب الإعراب هذا محله وإعرابه باب : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. ها : حرف تنبيه. وذا اسم إشارة مبتدأ ثان مبني على السكون في محل رفع ، لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب ومحله خبر المبتدأ الثاني ، وهو مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة ومحل مضاف والهاء : مضاف إليه مبني على الضم في محل جر ، لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب. والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول

______________________________________________________

باب الإعراب

هذه ترجمة مركبة من كلمتين ثانيهما مجرورة لا غير وأصل باب بوب تحركت الواو وانفتح ما قبلها وقلبت ألفا فصار باب وإنما بوبت المصنفات سهولة الرجوع إلى مسائلها وتنشيط طالبها وقد استعمل لفظ باب زمن التابعين وانظر كتاب كفصل ا ه من المجموع بتصرف وأقول : لفظ كتاب استعمل زمن التابعين أيضا. قوله : (وفيه) أي الرفع أي في إعراب باب مرفوعا وهو خبر مقدم ووجهان مبتدأ مؤخر. قوله : (وكونه) أي لفظ باب. قوله : (خبر المبتدأ الخ) قيل : هذا أولى من الثاني لأن الخبر محط الفائدة فالمبتدأ أولى بالحذف وقيل : الثاني أولى لأن المبتدأ مقصود لذاته والخبر مقصود لغيره فهو أولى بذلك. قوله : (تقديره) أي المذكور من المبتدأ والخبر. قوله : (والجملة من المبتدأ الخ). والرابط الخاء في محله. قوله :


ويصح قراءته بالنصب على كونه مفعولا لفعل محذوف تقديره : اقرأ باب الإعراب وإعرابه : اقرأ : فعل أمر والفاعل مستتر فيه وجوبا تقديره أنت وباب : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. ويصلح قراءته بالجر على كونه مجرورا بحرف جر محذوف تقديره : اقرأ في باب الإعراب. وإعرابه : اقرأ : فعل أمر والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت. في باب : جار ومجرور متعلق باقرأ ، وهذا الوجه لا يتمشى إلا على مذهب الكوفيين المجيزين لجر الحرف وهو محذوف ومنعه البصريون. وعلى كل باب مضاف. والإعراب مضاف مجرور بالكسرة الظاهرة. والباب معناه لغة : فرجة في ساتر يتوصل بها من داخل إلى خارج وعكسه واصطلاحا اسم لجملة من العلم مشتملة على مسائل اشتملت على فصول أم لا وهذا الإعراب والمعنى يجريان في كل باب فلا يحتاج إلى إعادتهما مع كل باب.

و (الإعراب) : بكسر الهمزة مبتدأ مرفوع بالابتداء ومعناه لغة : البيان يقال أعرب عما في ضميره أي بيّن ، واصطلاحا : عند من يقول أنه معنوي ما ذكره بقوله : (هو تغيير) إلى آخره وإعرابه هو ضمير فصل لا محل له من الإعراب على

______________________________________________________

(لفعل محذوف) أي لا اسم فعل كهاك بمعنى خذ لأنه لا يعمل محذوفا. قوله : (اقرأ) أي ونحوه كتعلم. قوله : (قراءته بالجر الخ) ولا يتأتى هنا سكون إذ يلزم عليه التقاء ساكنين. قوله : (وهذا الوجه) يعني الجر. قوله : (لا يتمشى) أي لا يتأتى. قوله : (مذهب) أي طريقة. قوله : (الجر الحرف) أي لعمله الجر. قوله : (وهو محذوف) جملة حالية. قوله : (ومنعه) أي عمل الحرف الجر حال حذفه. قوله : (وعلى كل) أي من رفع باب ونصبه وجره. قوله : (مضاف إليه) من إضافة الدال للمدلول أي باب دال على الإعراب أي على حقيقته وأقسامه إذا تكلم على الحقيقة بقوله هو تغيير الخ وعلى الأقسام بقوله وأقسامه. قوله : (فرجة) أي فتحة مملوءة بالهواء. قوله : (في ساتر) أي كائنة في شيء ساتر لغيره. قوله : (وعكسه) أي التوصل بها من خارج إلى داخل. قوله : (اشتملت) أي الجملة من العلم. قوله : (على فصول) وهو الغائب. قوله : (بكسر الهمزة) احترز به عن مفتوحها إذ هم سكان البوادي. قوله : (ضميره) أي نفسه كما عبر به ابن هشام في شرح الشذور. قوله : (أي بين) تفسير لإعراب. قوله : (عند من يقول الخ) أي والحركات علامة عليها. قوله : (تغيير) بمعنى التغير الذي هو وصف الكلمة لا فعل الفاعل ا ه قليوبي والمراد


الأصح وتغيير خبر الإعراب الواقع مبتدأ وتغيير مضاف. و (أواخر) : مضاف إليه وهو مجرور وأواخر مضاف و (الكلم) : مضاف إليه وهو مجرور (لاختلاف) : جار ومجرور متعلق بتغيير واختلاف مضاف و (العوامل) : مضاف إليه وهو مجرور بالكسرة الظاهرة. (الدّاخلة) : نعت للعوامل ونعت المجرور مجرور (عليها) : جار ومجرور متعلق بالداخلة ، يعني : أن الإعراب عند من يقول إنه معنوي هو تغيير أحوال أواخر الكلم بسبب دخول العوامل المختلفة وذلك نحو : زيد فإنه قبل دخول العوامل موقوف ليس مبنيا ولا معربا ولا مرفوعا ولا غيره فإذا دخل عليه العامل فإن كان يطلب الرفع ، نحو : جاء فإنه يرفع ما بعده نقول : جاء زيد وإعرابه : جاء : فعل ماض. وزيد : فاعل مرفوع وإن كان يطلب النصب نصب ما بعده ، نحو : رأيت فإنه ينصب ما بعده نقول : رأيت زيدا وإعرابه : رأيت : فعل وفاعل وزيدا مفعول به منصوب وإن كان يطلب الجر جر ما بعده ، نحو الباء : نقول : مررت بزيد. وإعرابه : مررت : فعل وفاعل وبزيد : جار ومجرور متعلق بمررت ولا فرق في الآخر بين أن يكون آخرا حقيقة كآخر زيد أو حكما كآخر يد

______________________________________________________

بالتغيير الانتقال ولو من الوقف إلى الرفع أو غيره فلا يرد أن التعريف لا يشمل نحو : سبحان اللازم النصب على المصدرية. قوله : (أواخر) المراد به الجنس فالإضافة له تبطل معنى الجمعية أي تصيير الآخر مرفوعا أو منصوبا مثلا واحترز به عن التغيير في غير الآخر كقولك في فلس إذا صغرته فليس وإذا كسرته أفلس وفلوس. قوله : (الكلم) اسم جنس جمعي أقل ما يطلق عليه ثلاث كلمات فلا يدخل في التعريف تغيير آخر كلمة واحدة أو كلمتين وأجيب بأن لامه للجنس فالمعنى أواخر جنس الكلم وهو صادق بالواحد وغيره والمراد به الاسم المتمكن والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء. قوله : (لاختلاف العوامل) أي تعاقبها واحد بعد الواحد والمراد لازم الاختلاف وهو الوجود ليدخل المعرب في أول أحواله. واحترز به عن التغيير في الآخر لا للعامل كتحريك الثاء المثلثة بالحركات الثلاث في جلست حيث جلس زيد فإن العامل لم يتغير والعوامل جمع عامل وهو ما به يتحصل ويوجد المعنى من فاعلية أو مفعولية أو نحوهما. قوله : (الداخلة عليها) المراد بالدخول الطلب ليشمل العامل المعنوي كالابتداء والعامل المتأخر. قوله : (أحوال) جمع حال بمعنى صفة. قوله : (ليس مبنيا الخ) بيان لموقوف. قوله : (حقيقة) حال أو نصب بنزع الخافض كما في


فإن الدال آخره حكما لا حقيقة إذ أصله يدي حذفت الياء اعتباطا فصار يد تقول : طالت يد ورأيت يدا ومررت بيد. والإعراب : ظاهر مما مر فالتغيير من الرفع إلى النصب أو الجر هو الإعراب وإنما قلنا : أحوال أواخر لأن الآخر لا يتغير وإنما يتغير حاله وهو الحركة. وقوله : (لفظا أو تقديرا) : قال الشيخ خالد منصوبان على الحال ورد بأنهما مصدران. والمصدر إيقاعه حالا مقصور على السماع فالأولى نصبهما على المفعولية بفعل محذوف تقديره أعني : لفظا وتقديرا وإعرابه : أعني فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا. ولفظا : مفعول لأعني منصوب بالفتحة الظاهرة أو تقديرا معطوف على لفظا ويصح كونه على حذف مضاف. والتقدير : تغيير أو تقدير فحذف المضاف وأقيم

______________________________________________________

بعض حواشي خالد. قوله : (يدي) بسكون الدال لا بفتحها وإلا كان الحذف لعلة تصريفية كما لا يخفى. قوله : (اعتباطا) أي لا لعلة بل للتخفيف وهو ليس علة تصريفية. قوله : (فصار يد) أي فالإعراب حينئذ على الدال لأن الياء صارت نسيا منسيا. قوله : (ورأيت يد) فعل وفاعل ومفعول. قوله : (ومررت بيد) أي إذا كانت مقطوعة ومنفصلة عن محلها أو المعنى مررت بذي يد ولو مثل بنظرت إلى يد لأغنى عن هذا التكلف. قوله : (وإنما قلنا الخ) لا يشمل تغير ذات الآخر بأن يبدل حرف بآخر حقيقة كما في الأسماء الستة والمثنى المرفوع والمنصوب أو حكما كما في المثنى المنصوب والمجرور إلا أن يقال إنه نظر إلى أن الأصل في الإعراب أن يكون بالحركات فافهم. قوله : (وإنما يتغير حاله الخ) أي حقيقة كما في الجمع المؤنث السالم المرفوع والمنصوب أو حكما كما في جمعه المنصوب والمجرور. قوله : (وقوله) أي مقوله مبتدأ ومضاف ومضاف إليه وقول المصنف لفظا الخ عطف بيان منصوب حكاية وجملة قال الخ خبره. قوله : (على الحال) أي من تغييره وعليه يكونان مصدرين بمعنى اسم المفعول أي حال كون التغيير ملفوظا ما يدل عليه أو مقدرا فهما حالان سببيان. قوله : (على السماع) أي من كلام الله أو رسوله أو العرب وإنما كان مقصورا لأن الحال لا بد فيها من الاشتقاق فتأمل. قوله : (على المفعولية المطلقة) الأولى حذف المطلقة ويصح نصبهما على تقدير كان مع اسمها أو على التمييز. قوله : (مطلق) الأولى حذفه. قوله : (ويصح الخ) أي فقوله : أولا نصبهما أي مع أصالة النصب فيهما. قوله : (المضاف) أي تغيير. قوله : (وأقيم الخ) أي جعل في


المضاف إليه مقامه فانتصب انتصابه فصار لفظا أو تقديرا ويحتمل رجوع قوله : لفظا أو تقديرا للتغيير يعني أن التغير إما ملفوظ به ، نحو : يضرب زيد وإعرابه : يضرب : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة. وزيد : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. ولن أضرب زيدا. وإعرابه : لن : حرف نفي ونصب واستقبال. وأضرب : فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا. وزيدا : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.

ولم أضرب زيدا. وإعرابه : لم : حرف نفي وجزم وقلب. وأضرب : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون والفاعل مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. وزيدا : مفعول به منصوب بالفتحة. ونحو : مررت بزيد. وإعرابه : مررت : فعل وفاعل ، وبزيد : جار ومجرور متعلق بمررت وعلامة جره الكسرة الظاهرة فإن التعبير في هذه الأمثلة ظاهر في الاسم والفعل وإما مقدر ، نحو : يخشى الفتى والقاضي. وإعرابه : يخشى : فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر. والفتى : فاعل مرفوع بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر. والقاضي : الواو : حرف عطف. القاضي : معطوف على الفتى وهو مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل.

______________________________________________________

محله. قوله : (فانتصب انتصابه) أي فثبت له ما كان ثابتا للمضاف وهو النصب. قوله : (ويحتمل الخ) فيه أن قول المصنف لفظا أو تقديرا راجع للتغيير على الحالية والمفعولية فلا يستقيم. قوله : (ويحتمل الخ) فلو قال وعلى هذا فهما راجعان لتغيير لكان صوابا. قوله : (يعني) أي يقصد المصنف بقوله لفظا الخ. قوله : (أما الخ) يشير إلى أن أوفى كلام المصنف للتقسيم أي تقسيم الإعراب إلى قسمين وهي معترضة. قوله : (مستتر وجوبا) أي استتارا واجبا أو استتار ذا وجوب أي يتعين استتاره صناعة لا شرعا وتقديره بأنا إنما هو تقريب وتصوير له لا عينه وذاته وإنما كان واجب الاستتار لأنه لا يخلفه الاسم الظاهر. قوله : (لم حرف نفي الخ) اعلم أن النفي في حدثه والجزم في لفظه والقلب في زمنه. قوله : (في الاسم) وهو زيد. قوله : (والفعل الخ) هو يضرب بالرفع وضرب بالنصب واضرب بالجزم. قوله : (وإما مقدر) معطوف على إما ملفوظ به أي علامته غير ظاهرة. قوله : (يخشى الفتى الخ) أي يخاف الشاب


ونحو : لن أخشى الفتى. وإعرابه : لن : حرف نفي ونصب واستقبال. وأخشى : فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا. والفتى : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر. ونحو : مررت بالقاضي. وإعرابه : مررت : فعل وفاعل ، وبالقاضي : جار ومجرور وعلامة جره كسرة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل. ونحو : يدعو زيد. وإعرابه : يدعو : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الواو منع من ظهورها الثقل. وزيد : فاعل مرفوع بضمة ظاهرة.

ونحو : يرمي زيد. وإعرابه : يرمي : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل. وزيد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. فهذه كلها للتغيير فيها مقدر للتعذر على الألف لأنها لا تقبل الحركة والثقل على الياء والواو لأنهما يقبلان الحركة لكنها ثقيلة عليهما وأما نحو : لن أخشى القاضي فتظهر الفتحة على الياء وإعرابه : لن أخشى : ناصب ومنصوب والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا. والقاضي : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة وكذلك لن أدعو زيدا. ولن أرميه فإنها تظهر فيه وإعراب الأول : لن أدعو : ناصب ومنصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنا وزيدا : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة ومثله : لن أرميه فأرمي منصوب بلن وفاعله مستتر وجوبا تقديره أنا والهاء : مفعول به مبني على الضم في محل نصب وإنما ظهرت الفتحة على الياء والواو في الاسم والفعل لخفتها بخلاف الضمة والكسرة فإنهما يقدران لثقلهما ولا فرق في الألف والياء بين أن يكونا موجودين كما مثل أو محذوفين فالألف نحو : جاء فتى بالتنوين وإعرابه : جاء :

______________________________________________________

ومن تولى الحكم بين الناس والمفعول محذوف أي الله مثلا. قوله : (فهذه) الفاء للتعليل والمعلول قوله سابقا وإما مقدر الخ والهاء للتنبيه وذه اسم إشارة مبتدأ مبني على الكسر في محل رفع والمشار إليه الأمثلة السابقة وكلها توكيد ومضاف إليه وقوله : التغيير مبتدأ ثان خبره مقدر والجملة خبر ذه. قوله : (للتعذر على الألف) أي ولو محذوفة ولا عبرة برسمها ياء لأنها الملفوظ بها. قوله : (لا تقبل الحركة) أي


فعل ماض. وفتى : مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين منع من ظهورها التعذر. ومررت بفتى : إعرابه : مررت : فعل وفاعل. بفتى : جار ومجرور بكسرة مقدرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين إذ أصله فتى بفتح التاء وتحريك الياء منونة فقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فاجتمع ساكنان الألف والتنوين فحذف الألف لالتقاء الساكنين والياء نحو : جاء قاض بالتنوين وإعرابه : جاء : فعل ماض. وقاض : فاعل مرفوع بضمة مقدرة على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين منع من ظهورها الثقل. ونحو : مررت بقاض. وإعرابه : مررت : فعل وفاعل. وبقاض : جار ومجرور وعلامة جره كسرة مقدرة على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين منع من ظهورها الثقل وأصله قاضي بتحريك الياء منونة فاستثقلت الضمة أو الكسرة على الياء فحذفت فالتقى ساكنان : الياء والتنوين فحذفت لالتقاء الساكنين. وأما نحو : رأيت قاضيا فتظهر فيه الفتحة لخفتها كما تقدم يحتمل رجوع قوله لفظا أو تقديرا للعوامل في قوله لاختلاف العوامل ، يعني : أن العوامل إما ملفوظة كما تقدم أو مقدرة كأن يقال : من ضربت فتقول : زيدا التقدير : ضربت زيدا وإعرابه : فعل وفاعل ومفعول. فالعامل في زيد النصب وهو ضربت محذوف الدلالة ما قبله عليه هذا على القول بأن الإعراب معنوي وهو المشهور ويقابله البناء ومعناه لغة : وضع شيء على شيء على وجه

______________________________________________________

جنسها لأنها ملازمة للسكون. قوله : (وكذا) المناسب وأما كما في بعض النسخ. قوله : (وإنما ظهرت الخ) جواب عن سؤال مقدر تقديره لم ظهرت الفتحة دون غيرها. قوله : (في الألف والياء) أي في تقدير الإعراب عليهما. قوله : (كما تقدم) أي قريبا في قوله وإنما ظهرت الخ. قوله : (ويحتمل الخ) وهما منصوبان على الخبرية لكان المحذوفة مع اسمها. قوله : (كما تقدم) أي في جميع الأمثلة السابقة فإن العامل ملفوظ به فيها. قوله : (كأن) أي مثل أن قوله : (من) بفتح الميم مفعول مقدم. قوله : (ما قبله) وهو ضربت المذكور في السؤال. قوله : (هذا) أي كون الإعراب هو تغيير الخ على القول الخ وأعاده لطول الكلام. قوله : (معنوي) نسبة للمعنى مقابل اللفظ من نسبة الخاص للعام. قوله : (وهو المشهور) لأنه ظاهر مذهب سيبويه وقد اختاره الأعلم وكثيرون ا ه أشموني. قوله : (ويقابله) أي الإعراب. قوله : (وجه) أي حال


يراد به الثبوت فإن لم يكن على الوجه المذكور فهو تركيب. واصطلاحا : لزوم آخر الكلمة حالة واحدة. نحو : سيبويه نقول : جاء سيبويه وإعرابه : جاء : فعل ماض. وسيبويه : فاعل مبني على الكسر في محل رفع ورأيت سيبويه. وإعرابه : رأيت : فعل وفاعل. وسيبويه : مفعول به مبني على الكسر في محل نصب. ومررت بسيبويه : فمر : فعل ماض والتاء فاعل ، بسيبويه : الياء حرف جر وسيبويه مبني على الكسر في محل جر ، لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب. وأما على القول بأن الإعراب والبناء لفظيان فيعرف من المطولات.

وأقسامه أربعة : رفع ونصب وخفض وجزم.

ثم أخذ يتكلم على ألقاب الإعراب معبرا عنها بالأقسام فقال :

______________________________________________________

وطريق. قوله : (الثبوت) أي المدة الطويلة. قوله : (الوجه المذكور) وهو الثبوت. قوله : (آخر الكلمة) كالهاء في سيبويه. وقوله : حالة واحدة كالكسرة فيه. قوله : (وأما الخ) مقابل قوله هذا على القول بأن الإعراب معنوي. قوله : (لفظان) نسبة للفظ بمعنى التلفظ من نسبة المتعلق بالفتح وهو الإعراب والبناء إلى المتعلق بالكسر وهو اللفظ لأنه يقال عليه ورفعه ضمة ظاهرة أو بناؤه الكسرة بخلاف ذاك فالضمة والكسرة علامتان على الإعراب والبناء. قوله : (فيعرف من المطولات) اعلم أن الإعراب اللفظي هو ما جيء به لبيان مقتضى العامل من حركة نحو : جاء زيد أو حرف نحو : جاء الزيدان أو سكون. نحو : لم يضرب أو حذف نحو : لم يضربا والبناء اللفظي هو ما جيء به لا لبيان مقتضى العامل وليس حكاية نحو : من زيدا سؤالا لمن قال : رأيت زيدا ولا إتباعا ككسرة دال (الْحَمْدُ لِلَّهِ) إتباعا للام ولا نقلا كنقل حركة همزة أوتي إلى نون من في نحو : (فَمَنْ أُوتِيَ) ولا تخلصا من سكونين نحو : (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا) ولا مناسبة كجاء غلامي ولا وفقا كجاء زيد بسكون الدال ولا تخفيفا نحو : (فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ) بسكون الهمزة ولا إدغام نحو : (وَتَرَى النَّاسَ سُكارى) بإدغام السين في السين والله أعلم. قوله : (ثم الخ) أي ثم بعد ذكره معنى الإعراب اصطلاحا أخذ الخ. قوله : (معبرا) حال وقوله : عنها أي الألقاب ثم إن قوله معبرا الخ فيه أن الأقسام كل منها يغاير الآخر بخلاف الألقاب إذ حق ألقاب الشيء اتحادها معنى وهنا ليس كذلك لأن الرفع غير النصب مثلا فالأولى للمصنف أن لا يعبر عن الألقاب بالأقسام وإن أجيب بأن المراد ألقاب أنواعه فالتعبير في نحو : جاء زيد أو الزيدان أو


(وأقسامه) : وإعرابه : الواو : للاستئناف. وأقسام : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره وأقسام : مضاف والهاء : مضاف إليه مبني على الضم في محل جر. (أربعة) : خبر المبتدأ مرفوع بالمبتدأ وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. (رفع) : بدل من أربعة بدل بعض من كل وبدل المرفوع مرفوع وفيه ما مر في قوله اسم وفعل وحرف. (ونصب) : معطوف على الرفع والمعطوف على المرفوع مرفوع (وخفض) : معطوف أيضا على رفع والمعطوف على المرفوع مرفوع. (وجزم) : الواو حرف عطف جزم معطوف على رفع والمعطوف على المرفوع مرفوع ، يعني : أن ألقاب الإعراب أربعة : الرفع ومعناه لغة : العلو. واصطلاحا : تغيير مخصوص علامته الضمة وما ناب عنها ويكون في الاسم والفعل ، نحو : يضرب زيد. فيضرب : فعل مضارع مرفوع بالضمة وزيد : فاعل مرفوع أيضا بالضمة والنصب ومعناه لغة : الاستقامة واصطلاحا : تغيير مخصوص علامته الفتحة وما ناب عنها ويكون في الاسم والفعل أيضا ، نحو : لن أضرب زيدا. فأضرب : فعل مضارع منصوب بلن والفاعل مستتر

______________________________________________________

الزيدون يلقب بالرفع وفي نحو : رأيت زيدا بالنصب وفي نحو : مررت بزيد بالخفض. وفي نحو : لم يخش ولم يضرب بالجزم. قوله : (فقال) عطف على أخذ ، قوله : (وأقسامه) أي الإعراب بالنسبة للاسم والفعل وهو من تقسيم الكلي إلى جزئياته لصحة الإخبار بالمقسم عن كل قسم وأما أقسام البناء فأربعة أيضا : ضم وفتح وكسر وسكون. قوله : (للاستئناف) أي البياني كأن سائلا قال له : قد ذكرت حقيقة الإعراب فهل لها أفراد فقال : وأقسامه الخ. قوله : (أربعة) ذكره محافظة على نكتة الإجمال ثم التفصيل وعلمان خير من علم واحد ا ه قليوبي. قوله : (رفع) قدمه لأنه إعراب العمد ولأنه لا يخلو تركيب عنه وسمي بذلك لرفع الشفتين عند التلفظ بعلامته. قوله : (وفيه) أي في رفع أي ويقال في إعرابه بدلا. قوله : (ما مر الخ) أي من أن بدل البعض من الكل لا بد فيه من ضمير يعود على المبدل منه وتقدم الجواب عنه بأن محل ذلك إذا لم تستوف الأجزاء أو أن الضمير مقدر. قوله : (ونصب) ذكره عقب الرفع لأن عامله قد يكون فعلا كالرفع وسمي بذلك لنصب الشفتين عند التلفظ بعلامته. قوله : (وخفض) ذكره عقب النصب لاختصاصه بالاسم وهو أشرف وسمي بذلك لانخفاض الشفة السفلى عند التلفظ بعلامته. قوله : (وجزم) لم يبق له مرتبة غير التأخير بذلك لأن به تنقطع الحركة وتزول. قوله : (الاستقامة) أي الاستواء. قوله :


وجوبا تقديره أنا. وزيدا : مفعول به منصوب والخفض ومعناه لغة : ضد الرفع وهو التسفل. واصطلاحا : تغيير مخصوص علامته الكسرة وما ناب عنها ولا يكون إلا في الاسم ، نحو : مررت بزيد. فزيد : مخفوض بالباء والجزم ومعناه لغة : القطع. واصطلاحا : تغيير مخصوص علامته السكون وما ناب عنه ولا يكون إلا في الفعل ، نحو : لم يضرب زيد. فيضرب : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون. ثم لما ذكر المصنف الأقسام على سبيل الإجمال شرع في ذكرها على سبيل التفصيل فقال :

فللأسماء من ذلك : الرّفع والنّصب والخفض ولا جزم فيها.

(فللأسماء من ذلك) : وإعرابه : الفاء : فاء الفصيحة وتقدم الكلام عليها في قوله فالاسم يعرف إلى آخره. للأسماء : جار ومجرور متعلق بمحذوف تقديره كائن في محل رفع خبر مقدم. من ذلك : من : حرف جر وذا اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بمن لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب واللام للبعد والكاف حرف خطاب لا موضع لها من الإعراب. (الرّفع) : مبتدأ مؤخر وهو مرفوع بالضمة الظاهرة. (والنّصب) : معطوف على الرفع والمعطوف على المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. (والخفض) : معطوف أيضا على الرفع والمعطوف على المرفوع مرفوع (ولا جزم) : الواو : حرف عطف ولا : نافية للجنس تعمل عمل أن تنصب الاسم وترفع الخبر وجزم اسمها مبني على الفتح في محل نصب ، لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب. (فيها) : في : حرف جر. والهاء : في محل جر والجار والمجرور

______________________________________________________

(على سبيل) أي طريق وصفة وإضافته للإجمال بيانية وكذا يقال فيما بعده والمراد بالإجمال عدم تعيين المتعلق من اسم أو فعل والتفصيل ضده فقسم أولا باعتبار الذات وثانيا باعتبار المتعلق. قوله : (فللأسماء) أي معربة أو مبنية كما قال بعضهم اقتصر على الأول لأن الكلام في أقسام الإعراب. قوله : (من ذلك) أي المذكور من الأقسام الأربعة وبهذا اندفع ما يقال الصواب أن يأتي باسم الإشارة وجمعا لرجوعه إلى جمع وهو متعلق بما تعلق به الجار والمجرور قبله. قوله : (في محل رفع) مبني على المحل لا يختص بالمبنيات ولو مشى على الاختصاص لقال وهو مرفوع وهذا على رجوعه الكائن لقربه ويحتمل رجوعه لجار ومجرور. قوله : (للبعد) أي لبعد المشار إليه لأن الألفاظ أعراض تنقضي بمجرد النطق. قوله : (الرفع) أي ظاهرا أو تقديرا أو محلا وكذا يقال فيما بعده. قوله : (نافية للجنس) أي نافية للخبر عن جنس


متعلق بمحذوف تقديره كائن خبر لا يعني أن الرفع والنصب والخفض تكون في الأسماء فالرفع ، نحو : جاء زيد. والنصب ، نحو : رأيت زيدا. والخفض ، نحو : مررت بزيد وقوله : ولا جزم فيها ، يعني أن الجزم لا يدخل الأسماء كما سيأتي.

وللأفعال من ذلك : الرّفع والنّصب والجزم ولا خفض فيها.

وقوله : (وللأفعال من ذلك الرّفع والنّصب والجزم ولا خفض فيها) : يعلم إعرابه مما قبله يعني أن الرفع والنصب والجزم تكون في الأفعال. فالرفع نحو قولك : أضرب زيد ، أو النصب ، نحو : لن أضرب زيدا. والجزم ، نحو : لم أضرب زيدا فدل ذلك على أن الرفع والنصب مشتركان بين الأسماء والأفعال وأن الجر خاص بالأسماء والجزم خاص بالأفعال وإنما اختص الاسم بالخفض لخفته وثقل الجر فتعادلا وأيضا لكون الاسم هو الأصل في الإعراب فاختص بحركة زائدة عن الفعل بخلاف الفعل ، لأنه ثقيل والجزم خفيف فقابل خفة الجزم ثقل الفعل فتعادلا.

______________________________________________________

الاسم أي مفهومه الكلي المستلزم نفيه نفي كل فرد من أفراده. قوله : (تكون) أي الأمور الثلاثة. قوله : (كما سيأتي) أي في كلام الشارح في قوله فدل ذلك الخ. قوله : (وللأفعال) أل للجنس أو الجمع لمقابلة الأسماء أو بالنظر للأفراد الذهنية لأن المراد المضارع المعرب. قوله : (وإنما اختص الخ) جواب عما يقال لم كان الخفض مختصا بالاسم. قوله : (بالخفض) الباء داخلة على المقصور. قوله : (لخفته) أي لكون مدلوله بسيطا أي غير مركب. قوله : (وثقل الجر) أي لأنه حركة. قوله : (فتعادلا) أي حصل التعادل والتساوي بينهما والمناسب حذفه لأن التعادل بين الاسم والفعل والفعل لم يتقدم له ذكر والذي بين خفة الاسم وثقل الجر التقابل على أن التعادل بينهما سيذكره فيما بعد. قوله : (أيضا) علة ثانية أي ونرجع لتعليل الاختصاص رجوعا. قوله : (بخلاف الفعل) أي وما قلناه في الاسم ملتبس بخلاف الخ. قوله : (فقابل) فاعله ثقل وخفته مفعول مقدم. قوله : (خفة الجزم) أي لأنه عدم الحركة. قوله : (ثقل الفعل) أي لكون مدلوله مركبا من الحدث والزمان والنسبة. قوله : (فتعادلا) أي الاسم والفعل أي توازنا حيث انضم للأول الخفيف الجر الثقيل وللثاني الثقيل الجزم الخفيف والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. قوله : (على الإعراب) أي في قوله هو تغيير الخ. قوله : (وأقسامه) أي في قوله وأقسامه الخ.


باب معرفة علامات الإعراب

للرّفع أربع علامات : الضّمّة والواو والألف والنّون ،

ولما قدم الكلام على الإعراب وأقسامه شرع يتكلم على علاماته فقال : «باب معرفة علامات الإعراب» وإعرابه أن تقول : (باب) فيه ما تقدم من الأوجه السابقة والأولى كونه خبر المبتدأ محذوف تقديره هذا باب. ها : حرف تنبيه. وذا : اسم إشارة مبتدأ مبني على السكون في محل رفع. باب : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. وباب : مضاف. ومعرفة : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة ومعرفة : مضاف. وعلامات مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة وعلامات : مضاف ، والإعراب : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة. (للرّفع) : اللام : حرف جر والرفع : مجرور باللام وعلامة جره الكسرة الظاهرة والجار والمجرور متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم. (أربع) : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة. وأربع : مضاف و (علامات) : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة. (الضّمّة) : بدل من أربع بدل مفصل من مجمل وبدل المرفوع

______________________________________________________

باب معرفة علامات الإعراب

المراد بالمعرفة الإدراك أو العلم على القول بالاتحاد وإضافته لما بعده من إضافة السبب للمسبب أي هذا باب هو سبب في حصول معرفة علامات الإعراب هذا على زيادة لفظ معرفة أما على زيادته فإضافة باب من إضافة الدال للمدلول والعلامات جمع علامة وهي لغة الأمارة واصطلاحا ما ذكره المصنف وإضافة معرفة لها من إضافة اسم المصدر لمفعوله أي معرفة الطالب العلامات. قوله : (من الأوجه) بيان لما. قوله : (السابقة) أي في باب الإعراب وهي رفع باب ونصبه وجره. قوله : (والأولى) أي من الأوجه السابقة. قوله : (كونه خبرا الخ) وهذا أحد إعرابي الرفع ووجه الأولوية أن الخبر محط الفائدة فهو أولى بالذكر. قوله : (أربع) ذكره لأن المعدود مؤنث. قوله : (الضمة) قدمها لأصالتها وثنى بالواو لكونها تنشأ عنها عند الإشباع وثلث بالألف لأنها أخت الواو في المد ولم يبق للنون إلا التأخير. قوله :


مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. (والواو) : الواو حرف عطف. الواو : معطوف على الضمة والمعطوف على المرفوع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. (والألف) الواو : حرف عطف ، الألف معطوف أيضا على الضمة والمعطوف على المرفوع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. (والنّون) : الواو : حرف عطف. والنون : معطوف على الضمة والمعطوف على المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره ، يعني : أن علامات الإعراب الدالة عليه منها ما يكون علامة للرفع ومنها ما يكون علامة للنصب ومنها ما يكون علامة للجر ومنها ما يكون علامة للرفع أربع علامات : علامة أصلية ، وهي : الضمة وثلاث علامات فرعية نائبة عن الضمة وهي الواو والألف والنون وتقدم معنى الرفع لغة واصطلاحا.

فأمّا الضّمّة فتكون علامة للرّفع في أربعة مواضع : في الاسم المفرد وجمع التّكسير وجمع المؤنث السالم والفعل المضارع الذي لم يتّصل بآخره شيء.

ثم ذكر ما يكون لكل واحدة من هذه العلامات الأربع على سبيل اللف والنشر المرتب بقوله : (فأمّا) : الفاء : فاء الفصيحة سميت بذلك لكونها أفصحت عن جواب شرط مقدر تقديره إذا أردت معرفة ما لكل علامة من هذه العلامات فأقول

______________________________________________________

(الدالة) بالنصب صفة لعلامات. قوله : (عليه) أي الإعراب. قوله : (وقد ذكرها) أي ذكر المصنف العلامات. قوله : (مقدما) حال. قوله : (لقوته) أي عظمته لدلالته على العلو. قوله : (وشرفه) تفسير. قوله : (العمد) كالفاعل والمبتدأ. قوله : (أصلية) نسبة للأصل بمعنى الأرجح والأكثر في الدلالة على الرفع دون غيره. قوله : (نائبة الخ) أي قائمة مقامها في الدلالة على الرفع. قوله : (اللف) أي ذكر المتعدد على وجه الإجمال هنا إذ لم يعين فيما تقدم ما تكون الضمة فيه علامة للرفع ولا غيرها. قوله : (النشر) أي ذكره ما لكل من آحاد هذا المتعدد لأجل التفصيل للإجمال السابق بذكر المواضع. قوله : (المرتب) لأن الأول من النشر راجع للأول في اللف وهكذا. قوله : (حرف شرط) التحقيق أنها نائبة عن فعل الشرط لا أنها موضوعة للشرط وحينئذ فالإضافة لأدنى ملابسة أي أنها حرف نائب عن فعل الشرط ومتضمن معناه ولو كانت موضوعة لاقتضت فعلا بعدها ونائبة أيضا عن أداته فهي قد أغنت عن الجملة الشرطية وعن أداة الشرط وهي من أغرب الحروف لقيامها مقام أداة شرط وجملة شرطية انتهى


لك. أما الضمة الخ. أما حرف شرط وتفصيل. (الضّمّة) : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. (فتكون) : الفاء : واقعة في جواب أما تكون فعل مضارع متصرف من كان الناقصة يرفع الاسم وينصب الخبر اسمها ضمير مستتر فيها جوازا تقديره هي يعود على الضمة (علامة) بالنصب خبر تكون منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة (للرّفع) : اللام : حرف جر. الرفع مجرور باللام وعلامة جره الكسرة الظاهرة والجار والمجرور متعلق بعلامة وجملة تكون واسمها وخبرها في موضع رفع خبر الضمة (في أربعة) : في : حرف جر. أربعة : مجرور بفي وعلامة جره الكسرة الظاهرة وأربعة : مضاف. و (مواضع) : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف والمانع له من الصرف صيغة منتهى الجموع (في الاسم) : في : حرف جر. والاسم : مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة والجار والمجرور في محل جر بدل مما قبله. (المفرد) نعت للاسم ونعت المجرور مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة ، يعني أن الموضع الأول مما تكون الضمة فيه علامة للرفع الاسم المفرد والمراد به هنا ما ليس مثنى

______________________________________________________

دسوقي على المغني. قوله : (وتفصيل) أي للمجمل قبلها وهي له غالبا بخلاف الأول فلا تنفك عنه كما في المغني. قوله : (فتكون) الفاء في هذا وأمثاله مؤخرة عن محلها لأن حقها الدخول على ما بعد أما إلا أن دخولها عليه ثقيل. قوله : (متعلق بعلامة) واللام فيه بمعنى على. قوله : (في موضع رفع) أي في محل الخبر الذي لو ذكر مفردا كان مرفوعا. قوله : (خبر الضمة) أي والجملة من المبتدأ والخبر جواب أما لا محل لها فافهم. قوله : (الصرف) أي التنوين. قوله : (صيغة منتهى الجموع) لأنها علة قائمة مقام العلتين أي أن وضعها ينتهي جمعه إلى هذا وليس له جمع جمع. قوله : (في محل جر) المناسب إسقاطه إذ المبدل منه متعلق بعلامة وليس في محل جر. قوله : (بدل مما قبله) وهو قوله في أربعة مواضع. قوله : (والمراد الخ) فدخل نحو شاب قرناها تقول : جاء شاب قرناها فما بعد الفعل فاعل مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بألف الحكاية ذلك لأنه قبل جعله علما مرفوع بالألف لأنه مثنى وأما لفظ ها فهو بمنزلة نون المثنى التي هي عوض عن التنوين ونحو بعلبك اسم بلدة بالشام مركب من بعل اسم صنم وبك : اسم صاحب البلدة. قوله : (هنا) أي في باب علامات الإعراب. قوله : (مثنى) كالزيدان. قوله :


ولا مجموعا ولا ملحقا بهما ولا من الأسماء الخمسة فإن كلا من هذه لا يقال له مفرد في هذا الباب ثم لا فرق في الاسم المفرد بين أن يكون معربا بالضمة الظاهرة أو المقدرة فالظاهرة ، نحو : جاء زيد ، وإعرابه : جاء : فعل ماض وزيد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة ولا فرق في الضمة المقدرة بين أن تكون مقدرة للتعذر أو للثقل فالمقدرة للتعذر ، نحو : جاء الفتى. وإعرابه : جاء : فعل ماض. والفتى : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها للتعذر والمقدرة للثقل ، نحو : جاء القاضي. وإعرابه : جاء : فعل ماض. والقاضي : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل وأشار للموضع الثاني من مواضع الضمة بقوله :

(وجمع) : وإعرابه : الواو : حرف عطف. جمع : معطوف على الاسم والمعطوف على المجرور مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة وجمع مضاف. و (التّكسير) : مضاف إليه وهو مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة ، يعني : أن الموضع الثاني منها تكون الضمة فيه علامة للرفع جمع التكسير ومعناه لغة : مطلق التغيير ، واصطلاحا : ما تغير فيه بناء مفرده ثم لا فرق في التغيير بين أن يكون بتغيير شكل فقط ، نحو : أسد وأسد أو بزيادة فقط ، نحو : صنو وصنوان أو بنقص فقط ، نحو : تخمة وتخم أو بنقص مع تغيير الشكل ، نحو : كتاب وكتب ورسول

______________________________________________________

(مجموعا) كالزيدون. قوله : (بهما) أي المثنى كائنان أو الجمع كعشرون. قوله : (ولا فرق) أي موجود فخبر لا محذوف. قوله : (من مواضع الضمة) أي من المواضع التي تكون الضمة فيها علامة على الرفع. قوله : (ومعناه) أي التكسير فالضمير راجع للمضاف إليه وقوله : مطلق التغير من إضافة الصفة للموصوف أي التغير المطلق عن التقييد بكونه في خصوص الألفاظ. قوله : (بناء مفرده) أي صيغته أي ما تغيرت فيه صيغة المفرد حال الجمع عن حالتها الأصلية قبل الجمع. قوله : (أسد) بفتح الهمزة والسين المهملة الحيوان المفترس أي القوي على من أراده. قوله : (وأسد) بضم الهمزة والسين قد تخفف بالإسكان. قوله : (صنو) من الألفاظ المشتركة يقال لحفرة تحفر في الأرض ولأخ الرجل لأبيه ولأمه وللنخلة إذا كانت مع أخرى في أصل واحد. قوله : (وصنوان) بتنوين النون في الجمع وحذف في المثنى. قوله : (تخمة وتخم) هما بضم ففتح والتخمة ثقل ينشأ عن كثرة الأكل. قوله : (وكتب) نقص الألف


ورسل أو بزيادة مع تغيير شكل ، نحو : رجل ورجال أو بالثلاثة نحو : غلام وغلمان ثم لا فرق بين أن يكون لمذكر أو لمؤنث أو بالضمة الظاهرة أو المقدرة ولا فرق في المقدرة بين أن تكون مقدرة للتعذر أو للثقل أو للمناسبة ، نحو : جاءت الرجال والأسارى والهنود والعذارى وغلماني. وإعرابه : جاء : فعل ماض. والتاء علامة التأنيث والرجال : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة ، والأسارى : معطوف على الرجال والمعطوف على المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر والهنود : معطوف أيضا على الرجال والمعطوف على المرفوع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. والعذارى : معطوف على الرجال والمعطوف على المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر. وغلماني : معطوف أيضا على الرجال والمعطوف على المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة وأشار للموضع الثالث بقوله : (وجمع المؤنث السالم) : وإعرابه : الواو : حرف عطف. جمع : معطوف على الاسم والمعطوف على المجرور مجرور وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره. وجمع : مضاف والمؤنث مضاف إليه وهو مجرور والسالم نعت لجمع ونعت المجرور مجرور ، يعني أن الموضع الثالث مما تكون الضمة فيه علامة للرفع جمع المؤنث السالم وهو ما جمع بألف وتاء مزيدتين ، نحو : هندات مفرد هند ، فالجمع زاد على

______________________________________________________

وقوله : ورسل نقص الواو وتغير الشكل فيهما واضح. قوله : (ورجال) زاد الألف مع التغيير. قوله : (أو بالثلاثة) أي التغيير بالنقص والشكل والزيادة. قوله : (وغلمان) تغير شكله ظاهر ونقص الألف التي قبل الميم في المفرد وزاد الألف والنون. قوله : (والثقل) ذكره ولم يمثل ومثاله قوله تعالى : (وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ) [الشّورى : ٣٢] فمن آياته جار ومجرور خبر مقدم ومضاف إليه والجوار : مبتدأ مؤخر مرفوع بضمة مقدرة على الياء المحذوفة للتخفيف في قراءة والثالثة في أخرى والمانع الثقل فتدبر. قوله : (جاءت) أتى بالتاء لأن المراد بما بعده الجماعات. قوله : (والأسارى) بفتح الهمزة وضمها جمع أسرى جمع أسير وهو من أسره الكفار فالأسارى جمع الجمع. قوله : (والهنود) جمع هند علم لمؤنث وجيل من الناس من ولد حام كما في النبتيتي. قوله : (والعذارى) بالألف مقصورة جمع عذراء وهي البكر. قوله : (وغلماني) جمع تكسير لغلام. قوله : (السالم) أي من التغيير. قوله : (ما جمع) أي لفظ جمع. قوله :


المفرد الألف والتاء تقول : جاءت الهندات. وإعرابه : جاء : فعل ماض والتاء علامة للتأنيث. والهندات : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة فإن كانت التاء أصلية مثل : ميت وأموات أو الألف أصلية ، نحو : قاض وقضاة لا يقال له جمع مؤنث سالم ، بل هو جمع تكسير وأصل قضاة قضية تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا فصار قضاة فألفه منقلبة عن الياء وتقييد الجمع بالتأنيث والسلامة جرى على الغالب فقد يكون جمع تكسير ، نحو : حبلى نقول في جمعه حبليات فتغير الجمع عن المفرد بزيادة الياء فتقول جاءت حبليات. وإعرابه : جاء : فعل ماض والتاء علامة للتأنيث. وحبليات : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة وقد يكون جمعا لمذكر نحو : إصطبل وإصطبلات بكسر الهمزة فيهما تقول : هدمت إصطبلات. وإعرابه : هدم : فعل ماض مبني للمجهول والتاء علامة التأنيث. وإصطبلات : نائب فاعل وهو مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وأشار للموضع الرابع بقوله : (والفعل المضارع) : وإعرابه : الواو : عاطفة والفعل : معطوف على الاسم والمعطوف على المجرور مجرور وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره المضارع نعت للفعل ونعت المجرور مجرور وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره. (الذي) : اسم موصول نعت ثان للفعل مبني على السكون في محل جر لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب.

______________________________________________________

(أصلية) أي موجودة في المفرد. قوله : (منقلبة عن الياء) أي وهي أصلية لا زائدة وهي موجودة في المفرد بعد الضاد أصله قاضي. قوله : (لا يقال الخ) جواب فإن. قوله : (له) أي لما كانت تاؤه أصلية أو ألفه كذلك. قوله : (وتقييد الجمع بالتأنيث والسلامة) أي في قولنا : جمع مؤنث سالم. قوله : (جرى) أي مشى. قوله : (على الغالب) أي إن الكثير في المجموع بهما أن يكون جمع مؤنث سالما. قوله : (فقد الخ) علة للجري على الغالب. قوله : (بزيادة الياء) عبارة غيره بقلب ألف مفرده ياء فحبليات جمع تكسير لأنه حصل فيه تغيير وهو قلب الألف ياء وزيادة الألف والتاء. قوله : (إصطبل) بقطع الهمزة وهو موقف الفرس أو الدواب. قوله : (فيهما) أي المفرد والجمع. قوله : (علامة التأنيث) لأن المراد بالإصطبلات الأمكنة المعدة للدواب. قوله : (موصول) سمي بذلك لوصوله للصلة. قوله : (مبني) لأنه أشبه الحروف في الافتقار. قوله : (على السكون) هذا على الأصل في المبنى فلا يسأل عن علته. قوله : (فيه) أي عليه. قوله : (إعراب) أي تغيير بحسب العامل. قوله :


(لم) : حرف نفي وجزم وقلب. (يتّصل) : فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون. (بآخره) : جار ومجرور متعلق بيتصل وآخر مضاف والهاء العائد على الذي مضاف إليه في محل جر ، لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب. (شيء) : فاعل يتصل وهو مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب صلة الموصول وهو الذي يعني أن الموضع الرابع وهو آخر ما تكون الضمة فيه علامة لرفع الفعل المضارع ، نحو : يضرب زيد ويخشى ويدعو ويرمي وإعرابه : يضرب : فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم وعلامة رفعه الضمة الظاهرة وزيد : فاعل مرفوع ويخشى : الواو : عاطفة. ويخشى : فعل مضارع معطوف على يضرب والمعطوف على المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها للتعذر والفاعل مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على زيد ويدعو : فعل مضارع معطوف أيضا على يضرب مرفوع بضمة مقدرة على الواو ومنع من ظهورها الثقل ، وفاعله مستتر جوازا تقديره هو يعود على زيد أيضا. ويرمي : معطوف كذلك على يضرب مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على زيد كما تقدم. وقوله : الذي لم يتصل بآخره شيء يعني به أن الفعل المضارع لا يرفع بالضمة إلا إذا كان خاليا مما يوجب بناءه أو ينقل إعرابه وهو المراد بقوله : لم يتصل بآخره شيء والذي يوجب بناءه شيئان نون الإناث ونون التوكيد خفيفة أو ثقيلة فنون الإناث يبنى الفعل معها على السكون ، نحو : يضربن من قولك : النساء يضربن ، وإعرابه : النساء مبتدأ مرفوع

______________________________________________________

(يتصل) أصله يوتصل قلبت الواو تاء وأدغمت في التاء. قوله : (نحو يضرب الخ) عدد المثال إشارة إلى أنه لا فرق في الفعل المضارع المرفوع بالضمة بين أن يكون مرفوعا بضمة ظاهرة أو مقدرة على الألف أو الواو أو الياء. قوله : (جوازا) لأنه يخلف الاسم الظاهر.

قوله : (كما تقدم) أي في فاعل الفعل قبله. قوله : (مما يوجب بناؤه) أي مما يكون سببا في بنائه وكذا يقال فيما بعده. قوله : (أو ينقل إعرابه) أي من الإعراب بالحركات إلى الإعراب بالحروف. قوله : (نون الإناث) أي الدالة على جمع الإناث وضعا وإنما بني الفعل حينئذ لأنه ركب معها تركيب خمسة عشر. قوله : (ونون التوكيد) أي الدالة على توكيد معنى الفعل ومضمونه. قوله : (خفيفة) أي بسبب سكونها. قوله : (ثقيلة) أي بسبب تشديدها لأن المشدد بحرفين. قوله : (النساء) اسم


بالابتداء وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. ويضربن : فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة في محل رفع ونون النسوة فاعل في محل رفع لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب. والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المتبدأ ونون التوكيد يبنى الفعل معها على الفتح فنون التوكيد الثقيلة ، نحو : الرجل ليسجنن وإعرابه : الرجل : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. واللام في ليسجنن موطئة للقسم ويسجنن : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد في محل رفع والنون للتوكيد ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود على الرجل والجملة من الفعل ونائب الفاعل في محل رفع خبر المبتدأ ونون التوكيد الخفيفة ، نحو : الرجل ليكونن بسكون النون وإعرابه كما تقدم والذي ينقل إعرابه ألف الاثنين ، نحو : يفعلان. وإعرابه : يفعلان : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون والألف فاعل أو واو الجماعة ، نحو : يفعلون. وإعرابه : يفعلون : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون والواو فاعل أو ياء المؤنثة المخاطبة ، نحو : تفعلين. وإعرابه : تفعلين : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون والياء فاعل فقد علمت أنه متى اتصل به إحدى النونين يبنى أو اتصل به ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة انتقل إعرابه من الحركات إلى الحروف كما علمت وسيأتي بيانه.

______________________________________________________

جمع امرأة على غير لفظها كخيل اسم جمع فرس. قوله : (في محل رفع) وقال بعضهم : لا محل له في حال التجرد من الناصب والجازم لأن التجرد ضعيف لأنه عامل معنوي فإن دخلا عليه كان له محل. قوله : (ونون النسوة فاعل) لأنها اسم بخلاف نون التوكيد. قوله : (موطئة للقسم) أي ممهدة له أي لجوابه أي مصيره ما بعدها جوابا للقسم المقدر قبلها والتقدير في الآية والله ليسجنن. قوله : (في محل رفع) وقال بعضهم : لا محل له كما قدمناه لك. قوله : (كما تقدم) أي في الرجل ليسجنن. قوله : (والذي ينقل الخ) عطف على والذي يوجب. قوله : (ألف الاثنين) أي الدالة على الاثنينية فالإضافة من إضافة الدال للمدلول وكذا يقال في واو الجماعة وياء المخاطبة. قوله : (فقد علمت) أي من كلامنا المتقدم والفاء للتفريع. قوله : (إحدى النونين) أي نوني النسوة والتوكيد. قوله : (وسيأتي بيانه) أي في قول المصنف وأما النون الخ وقوله : والذي يعرب بالحروف الخ. وقوله : وأما الأفعال الخمسة


وأمّا الواو فتكون علامة للرّفع في موضعين : في جمع المذكّر السّالم وفي الأسماء الخمسة وهي : أبوك وأخوك وحموك وفوك وذو مال ،

ولما انتهى الكلام على الضمة شرع يتكلم على ما ينوب عنها مقدما الواو ولما علمت أنها تنشأ عنها إذا أشبعت فقال : (وأمّا الواو) : وإعرابه : الواو : حرف عطف أو للاستئناف أما حرف شرط وتفصيل الواو : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. (فتكون) : الفاء : واقعة في جواب أما تكون فعل مضارع ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر واسمها ضمير مستتر جوازا تقديره هي يعود على الواو. و (علامة) : خبر تكون منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. (للرّفع) : جار ومجرور متعلق بعلامة والجملة من تكون واسمها وخبرها في محل رفع خبر المبتدأ وهو الواو والجملة من المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط وهو أما (في موضعين) : جار ومجرور وعلامة جره الياء المفتوح ما قبلها المكسور ما بعدها لأنه مثنى والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد والجار والمجرور متعلق أيضا بعلامة (في جمع) : جار ومجرور متعلق بمحذوف تقديره كأن بدل من موضعين بدل بعض من كل وجمع مضاف و (المذكّر) : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره. (السّالم) : نعت لجمع ونعت المجرور

______________________________________________________

فترفع الخ. قوله : (مقدما) حال. قوله : (الواو) مفعول مقدما. قوله : (لما علمت) يعني من خارج ولو حذفت ما علمت وأدخل اللام على أنها لا غنى عن هذه العناية مع عدم إيهام تقدم ذلك له. قوله : (تنشأ) أي تحدث والضمير للواو. قوله : (عنها) أي الضمة. قوله : (أشبعت) إشباع الحركات توفيرها وتكثيرها بأن تزيد بالنطق بها فوق طبيعتها وعلى قياسه يقال في إشباع الحروف فافهم. قوله : (الاسم المفرد) وهو موضع قوله : (أيضا) أي كما تعلق به للرفع. قوله : (في جمع المذكر السالم) وقيل : إنه معرب بحركات مقدرة على الأحرف ولم تظهر الفتحة على الياء حال النصب لأنه محمول على الجر فجعلوا الحكم فيهما واحدا فقدروا الفتحة تحقيقا للحمل.

(تنبيه) : ولو سمي به فقيل : يعرب كإعرابه قبل التسمية وقيل : يعرب بالحركات الثلاث على النون منونة ويلزم الياء وقيل : يعرب كذلك ويلزم الواو وقيل : يلزم الواو والإعراب على النون غير مصروف للعلمية وشبه العجمة لأن وجود الواو والنون في


مجرور يعني أن الواو تكون علامة للرفع نيابة عن الضمة في موضعين :

الموضع الأول : في جمع المذكر السالم وهو لفظ دلّ على أكثر من اثنين بزيادة في آخره صالح للتجريد وعطف مثله عليه نحو قولك : جاء الزيدون. وإعرابه : جاء : فعل ماض. والزيدون : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد. فالزيدون : لفظ دلّ على أكثر من اثنين بسبب الزيادة التي في آخره وهو الواو والنون في حالة الرفع والياء والنون في حالتي النصب والجر ، وهو صالح للتجريد أي التفريق تقول : زيد وزيد وزيد وصالح لعطف مثله عليه تقول : جاء الزيدون والعمرون ، فإن دلّ على أكثر من اثنين بلا زيادة نحو : لفظ ثلاثة فلا يقال له :

______________________________________________________

الأسماء المفردة من خواص الأسماء الأعجمية. قوله : (متعلق بمحذوف الخ) فيه أن الجار والمجرور بدل من الجار والمجرور قبله وكذا يقال فيما يأتي. قوله : (المذكر السالم) أي وما ألحق به. قوله : (نعت لجمع) ويصح كونه نعتا للمذكر. قوله : (نيابة) حال من الواو بتأويله باسم الفاعل أو مفعول مطلق أي تنوب نيابة وهو أولى لأن المصدر المنكر وقوعه حالا سماعي. قوله : (الأولى في جمع الخ) الأولى حذف في لأنه يلزم عليه ظرفية الشيء في نفسه لأن جمع المذكر السالم هو الأول وإنما سمي سالما لسلامة صيغة مفرده عن التغيير بما سبق والزيادة هنا للعلامة والجبر فالواو أتى بها للدلالة على جمع الذكور والنون أتى بها جبرا لما فإنه من الإعراب بالحركات وفوات التنوين فلم يؤت بالحرفين لمحض الجمعية كصنوان جمع صنو. قوله : (للتجريد) أي إسقاط الزيادة خرج به عشرون ونحوه. قوله : وصالح الخ. أي بعد إسقاط الزيادة خرج به نحو : الزيدون في زيد وزيد وعمرو تغليبا وبهذا تعلم ما في كلام الشارح. قوله : (والنون عوض الخ) وإنما ثبتت مع أل مع أن المعوض عنه لا يثبت معها لأنه يكون علامة على التنكير في بعض المواضع وإذا وجد معها لزم اجتماع حرف تعريف وحرف يكون علامة على التنكير في بعض المواضع وفي ذلك قبح لا يخفى والنون لا تكون للتنكير أصلا فلذلك ثبتت معها كما قاله الرضى. قوله : (بزيادة) الباء سببية كما سيشير إليه. قوله : (حالتي) حذفت نونه للإضافة. قوله : (مثله) أي في الجمعية والتذكير ونحوهما. قوله : (ثلاثة) أي وأربعة وخمسة وغيرهما. قوله : (فلا يقال الخ) بل لفظ مفرد بدل على أكثر بصيغته.


جمع مذكر أو دلّ بالزيادة ولكن لا يصلح للتفريق نحو : عشرين فإنه يكون ملحقا بجمع المذكر السالم تقول : جاء عشرون رجلا. وإعرابه : جاء : فعل ماض وعشرون : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة ، لأنه ملحق بجمع المذكر السالم وأشار للموضع الثاني بقوله : (وفي الأسماء) : وإعرابه : الواو عاطفة وفي الأسماء : جار ومجرور متعلق بمحذوف تقديره كائن معطوف على في جمع المذكر السالم (الخمسة) : نعت للأسماء ونعت المجرور مجرور. (وهي) : الواو للاستئناف هي ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع ، لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب. (أبوك) : خبر المبتدأ وهو مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة ، لأنه من الأسماء الخمسة وأبو : مضاف والكاف : مضاف إليه في محل جر لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب.

(وأخوك وحموك وفوك وذو مال) : معطوفات على أبوك والمعطوف على المرفوع مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة ، لأنه من الأسماء الخمسة وكلها مضافة وما بعدها ضمائر مبنية على الفتح في محل جر بالإضافة لأنها أسماء مبنية لا يظهر فيها إعراب إلا ضمير حموك فإنه مبني على الكسر لأن الحم اسم لأقارب الزوج وقيل : اسم لأقارب الزوجة فيكون مبنيا على الفتح كالبقية وإلا ذو مال فإنه مجرور بالكسرة الظاهرة ، يعني أن الموضع الثاني الذي تكون الواو فيه نائبة عن الضمة الأسماء الخمسة ويشترط كونها مفردة مكبرة مضافة إضافتها لغير ياء المتكلم واستغنى المصنف عن ذكر هذه الشروط لكونه ذكرها مستوفية لها فإن كانت مثناة ،

______________________________________________________

قوله : (الخمسة) ترك الهن لأن الأفصح إعرابه بالحركات. قوله : (وعلامة رفعه الخ) فيه أن المقصود منه لفظه كالذي بعده فالرفع بضمة مقدرة منع منها واو الحكاية فتأمل. قوله : (لأقارب الزوج) فنقول : جاء حموك أي أقارب زوجك. قوله : (وقيل الخ) أشار لضعفه بصيغة التمريض. قوله : (لأقارب الزوجة) فتقول : جاء : حموك أي أقارب زوجك. قوله : (مفردة) أي غير مثناة وغير مجموعة. قوله : (مكبرة) أي على صيغة غير التصغير له صيغ معلومة كفعيل وفعيعيل ، نحو : فليس وعصيفير. قوله : (إضافتها الخ) شرط فيما قبله. قوله : (استغنى الخ) جواب عما يقال لم لم يذكر المصنف هذه الشروط. قوله : (لكونه الخ) علة لاستغنى الخ. قوله : (ذكرها) أي الأسماء الخمسة. قوله : (فإن كانت الخ) أي وإن كانت مجموعة جمع سلامة أعربت


نحو : أبوان ، رفعت بالألف أو كانت مجموعة جمع تكسير رفعت بالضمة الظاهرة ، نحو : آباؤك تقول : جاء أبوان. فأبوان : فاعل مرفوع بالألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى. وجاء آباؤك ، فآباؤك : فاعل بجاء وهو مرفوع بالضمة الظاهرة وآباء : مضاف والكاف : مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر وإن صغرت أو قطعت عن الإضافة رفعت أيضا بالضمة الظاهرة تقول : جاء أبيك وأب فأبي بالتصغير فاعل بجاء مرفوع بالضمة الظاهرة وأبي : مضاف. والكاف : مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر وأب : معطوف على أبيك والمعطوف على المرفوع مرفوع وإن أضيفت لياء المتكلم رفعت بضمة مقدرة على ما قبلها نقول : جاء أبي. فأبي : فاعل بجاء مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة وأب مضاف وياء المتكلم مضاف إليه في محلّ جر مثال : المتجمع للشروط السابقة ما ذكره المصنف في قوله : وهي أبوك الخ تقول : جاء أبوك وإعرابه : جاء : فعل ماض. وأبو : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الخمسة وأبو : مضاف والكاف : مضاف إليه في محل جر لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب وهكذا البقية ويشترط في ذو أن تكون إضافتها لاسم جنس وأن تكون بمعنى صاحب كما في ذو مال.

وأمّا الألف فتكون علامة للرّفع في تثنية الأسماء خاصّة ،

ثم أخذ يتكلم على الألف مقدما لها على النون لما علمت أنها أخت الواو في المد والعلة واللين.

______________________________________________________

بالحروف نحو : جاء أبوون وذوو مال. قوله : (أبيك) بضم الهمزة وفتح الباء الموحدة. قوله : (بحركة المناسبة) لأن الياء يناسبها كسر ما قبلها. قوله : (المستجمع) أي الجامع. قوله : (السابقة) أي في قوله مفردة الخ. قوله : (اسم جنس) هو ما صدق على القليل والكثير كالمال في كلام المصنف. قوله : (بمعنى صاحب) أي لا الذي وإلا كانت مبنية نحو : جاء ذو قام فذو : فاعل مبني على السكون في محل رفع والجملة بعدها صلة. قوله : (لما علمت الخ) تقدم الكلام عليه. قوله : (أخت الواو) أي نظيرتها. قوله : (في المد) أي إن كان ما قبلها محركا بحركة مجانسة كفتح ما قبل الألف وضم ما قبل الواو. قوله : (والعلة) حقيقتها تغير الشيء عن حاله ولا شك أن الألف والواو يتغيران عن حالهما كقلب الواو ألفا في باب وحذف الألف في لم يخش. قوله : (واللين) لأنها تخرج في لين وعدم كلفة لجري


فقال : (وأمّا الألف) : وإعرابه : الواو : عاطفة أو للاستئناف أما حرف شرط وتفصيل الألف مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. (فتكون) : الفاء : واقعة في جواب أما وتكون : فعل مضارع ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر واسم تكون ضمير مستتر جوازا تقديره هي يعود على الألف (علامة) : خبر تكون وهو منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة (للرّفع) : جار ومجرور متعلق بعلامة. والجملة من تكون واسمها وخبرها في محل رفع خبر المبتدأ وجملة المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط وهو أما (في تثنية) : جار ومجرور متعلق أيضا بعلامة وتثنية مضاف و (الأسماء) : مضاف إليه وهو مجرور وعلامة جره الكسرة. (خاصّة) : مفعول مطلق وهو منصوب بفعل محذوف تقديره أخص خاصة فأخص فعل مضارع مرفوع والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا وخاصة مفعول مطلق ، يعني أن الألف تكون علامة للرفع نيابة عن الضمة في موضع واحد وهو المثنى من الأسماء وحقيقته اصطلاحا لفظ دل على اثنين وأغنى عن المتعاطفين بزيادة في آخره صالح للتجريد وعطف مثله عليه ، نحو : جاء

______________________________________________________

النفس معها وهذا لا يظهر في الواو ومثلها الياء إلا عند سكونهما لأن التحريك موجب للخشونة والكلفة فالواو في دلو مثلا لا تسمى حرف لين لما علمت فافهم ولا تغفل. قوله : (وأما الألف الخ) وبقي لغة أخرى وهي لزوم الألف رفعا ونصبا وجرا والإعراب بحركات مقدرة عليها وبعض من يلزمه الألف يعربه بحركات ظاهرة على النون ويمنع حينئذ من الصرف إذا انضم إلى زيادة الألف والنون علة أخرى كالوصفية في نحو صالحان.

(تنبيه) : لو سمي بالمثنى ففي إعرابه وجهان : أحدهما إعرابه قبل التسمية. والثاني : يجعل كعمران فيلزم الألف ويمنع الصرف ما لم يجاوز سبعة أحرف فإن جاوزها كإشهيبابين تثنية إشهيباب وهي السنة المجدبة التي لا مطر فيها فلا يجوز إعرابه بالحركات. قوله : (تثنية الأسماء) تثنية مصدر أطلق وأريد به اسم المفعول كالخلق بمعنى المخلوق لأن التثنية فعل الفاعل والإضافة من إضافة البعض للكل فهي على معنى من. قوله : (وحقيقته) أي تعريفه ومعناه. قوله : (اصطلاحا) أما لغة فهو اسم مفعول من ثنيت الشيء إذا عطفت بعضه على بعض سميت به الصيغة المذكورة. قوله : (صالح للتجريد) أي إسقاط الزيادة منه خرج اثنان ونحوه فإنه لا يصلح لإسقاط


الزيدان فالزيدان : فاعل بجاء وهو مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة ، لأنه مثنى والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد فالزيدان لفظ دلّ على اثنين بسبب الزيادة في آخره وهي الألف والنون في حالة الرفع والياء والنون في حالتي النصب والجر وصالح للتجريد تقول : جاء زيد وزيد وصالح لعطف مثله عليه تقول : جاء الزيدان والصالحان فإن دلّ على اثنين من غير زيادة نحو : لفظ شفع فلا يقال له مثنى عندهم أو دلّ على اثنين بالزيادة ولكن كان لا يصلح للتفريق ، نحو : اثنان إذ لا يقال فيه إثن وإثن فيكون ملحقا بالمثنى تقول : جاء اثنان. وإعرابه : جاء : فعل ماض ، واثنان : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه ملحق بالمثنى والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

وأمّا النّون فتكون علامة للرّفع في الفعل المضارع ، إذا اتّصل به ضمير تثنية أو ضمير جمع أو ضمير المؤنّثة المخاطبة.

ولما أنهى كلامه على الألف شرع يتكلم على النون فقال : (وأمّا النّون فتكون علامة للرّفع في الفعل المضارع) : وإعرابه : ظاهر مما تقدم وقوله : (إذا) : ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه و (اتّصل) : فعل ماض.

______________________________________________________

الزيادة منه. وقوله : وعطف مثله عليه أي عطف مماثله بعد التجريد عليه خرج به ما صلح للتجريد وعطف غيره عليه كالقمرين فإنه صالح للتجريد فتقول : قمر ولكن يعطف عليه مغايره لا مثله نحو : قمر وشمس فالقمران ملحق هذا هو التجريد وبه تعلم ما في كلام الشارح. فقوله : (زيد وزيد) المناسب الاقتصار على الأول وقوله : (تقول : جاء زيد وزيد) وقوله : (للتفريق) حقه للتجريد وقوله : (واثن) المناسب حذفه وهذا يعلم لك مما كتب على الألفية وغيرها والله الموفق للصواب. قوله : (بزيادة) الباء سببية. قوله : (نحو لفظ شفع) أي وزوج فإن ما ذكر يدل على اثنين والمراد بالاثنين ما يعم القسمين المتساويين فشفع مثلا يصدق باثنين واثنين وثلاثة وثلاثة وهكذا كما يصدق بواحد وواحد فافهم. قوله : (عندهم) أي النحاة.

قوله : (إذ لا يقال الخ) علة للا يصلح وعدم القول لعدم الورود. قوله : (عوض عن التنوين الخ) أي على فرض وجود مفرد له. قوله : (منصوب بجوابه) فيه أن الجواب قد يقرن بالفاء وما بعدها لا يعمل فيما قبلها فهو منصوب بالشرط غير


و (به) : جار ومجرور متعلق باتصل و (ضمير) : فاعل اتصل وهو مرفوع وجملة اتصل من الفعل والفاعل في محل جر بإضافة إذا إليها وهو معنى قولهم : خافض لشرطه وضمير مضاف و (تثنية) : مضاف إليه وهو مجرور بالكسرة الظاهرة. (أو) : حرف عطف (ضمير) : معطوف على ضمير الأول والمعطوف على المرفوع مرفوع وضمير مضاف (جمع) : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة (أو) : حرف عطف. (ضمير) : معطوف أيضا على ضمير الأول وضمير مضاف و (المؤنّثة) : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة (المخاطبة) : نعت للمؤنثة ونعت المجرور مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة وجواب إذا محذوف دلّ عليه ما قبله تقديره فيرفع بالنون وهو الذي عمل في إذا النصب وهو معنى قولهم : منصوب بجوابه يعني أن النون تكون علامة للرفع في موضع واحد وهو الفعل المضارع إذا اتصل به ضمير تثنية أو ضمير جمع المؤنثة المخاطبة فضمير التثنية وهو الألف ، نحو : يفعلان وتفعلان بالتحتية والفوقية وإعرابه : يفعلان : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والألف فاعل وتفعلان مثله أو اتصل به ضمير جمع وهو الواو ، نحو : يفعلون وتفعلون بالتحتية والفوقية وإعرابه : يفعلون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل. وتفعلون مثله أو اتصل به ضمير المؤنثة المخاطبة وهو الياء ، نحو : تفعلين وهو لا يكون إلا بالفوقية. وإعرابه : تفعلين : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون والياء فاعل.

وللنّصب خمس علامات : الفتحة والألف والكسرة والياء وحذف النّون.

______________________________________________________

مضاف إليه إلا أن يقال يتوسع في الظرف. قوله : (ضمير تثنية) أي دال على مثنى. قوله : (ضمير جمع) أي دال عليه. قوله : (أو ضمير المؤنثة) أي الدال عليها. قوله : (المخاطبة) قيد لبيان الواقع إذ ليس هناك فعل يتصل به ضمير مؤنثة غير مخاطبة حتى يحترز عنه. قوله : (تقديره) أي الجواب. قوله : (بالتحتية) أي يقرأ بها وهو للغائبين المذكرين. قوله : (والفوقية) وهو حينئذ يصلح للمذكرين والمؤنثين نحو : أنتما تضربان يا هندان أو يا زيدان والتاء فيه للمخاطب. قوله : (بثبوت النون) من إضافة الصفة للموصوف أي بالنون الثابتة. قوله : (يفعلون) لجمع الذكور الغائبين. قوله : (وتفعلون) لجمع الذكور المخاطبين. قوله : (وهو لا يكون الخ) لأن الضمير للمخاطبة والياء التحتية أول المضارع للغيبة وبينهما تناف. قوله : (وللنصب) أي من


ولما أنهى الكلام على علامات الرفع شرع يتكلم على علامات النصب فقال : (وللنّصب خمس علامات) : وإعرابه : الواو : حرف عطف على قوله : للرفع أربع علامات ويصح أن تكون للاستئناف وللنصب جار ومجرور متعلق بمحذوف تقديره كائنة خبر مقدم ، وخمس : مبتدأ مؤخر وهو مرفوع ، وخمس : مضاف وعلامات : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره (الفتحة) : بالرفع بدل من خمس وبدل المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره وبدأ بها لكونها الأصل. (والألف) : الواو : حرف عطف الألف معطوف على الفتحة والمعطوف على المرفوع مرفوع وذكرها بعد الفتحة لكونها بنتها تنشأ عنها إذا أشبعت. و (الكسرة) : الواو حرف عطف الكسرة معطوف على الفتحة والمعطوف على المرفوع مرفوع ذكرها بعد الألف لكونها أخت الضمة في التحريك. (والياء) : الواو : حرف عطف الياء : معطوف أيضا على الفتحة والمعطوف على المرفوع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة وذكرها بعد الكسرة لكونها بنتها تنشأ عنها إذا أشبعت (وحذف) معطوف أيضا على الفتحة والمعطوف على المرفوع مرفوع وحذف مضاف و (النّون) : مضاف إليه مجرور وحيث وقع كل من المذكورات محله تعين الختم بهذا الأخير.

فأمّا الفتحة فتكون علامة للنّصب في ثلاثة مواضع : في الاسم المفرد ، وجمع التّكسير ، والفعل المضارع إذا دخل عليه ناصب ولم يتّصل بآخره شيء.

ثم لما قدم الكلام على علامات النصب إجمالا أحذ يتكلم عليها تفصيلا على

______________________________________________________

حيث هو بقطع النظر عن كونه في اسم أو فعل وإن كان سيفصل. قوله : (تقديره كائن) الأولى كائنة وقدم الظرف لإفادة الحصر. قوله : (وخمس مضاف الخ) من إضافة العدد إلى المعدود. قوله : (الفتحة) بسكون المثناة فوق وبالحاء المهملة أما بالمعجمة مع فتح المثناة فوق فالخاتم الذي لا فص له وجمعها فتح بكسر ففتح ا ه نبتيتي مع زيادة. قوله : (الأصل) أي في كل منصوب. قوله : (تنشأ) أي تحدث وهو تفسير لما قبله. قوله : (أخت الضمة) أي مشاركتها أي والأخت متأخرة عن البنت. قوله : (في التحريك) أي في مطلق التحريك أي التحرك فلا يرد أن الحركة مختلفة وأن وصفها التحرك لا التحريك الذي هو فعل الفاعل. قوله : (وحيث) ظرف مبني على الضم في محل نصب. قوله : (وقع الخ) الجملة في محل جر بإضافة حيث إليها. قوله : (تعين الخ) جواب الظرف. قوله : (ثم) حرف ترتيب وهو إخباري أي ثم


سبيل اللف والنشر المرتب فقال : (فأمّا الفتحة) : وإعرابه : الفاء : فاء الفصيحة. أما حرف شرط وتفصيل الفتحة مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. (فتكون) : الفاء : واقعة في جواب أما تكون فعل مضارع ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر واسم تكون ضمير مستتر جوازا تقديره هي يعود على الفتحة. (علامة) : خبر تكون وهو منصوب وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره. (للنّصب) : جار ومجرور متعلق بعلامة والجملة من تكون واسمها وخبرها في محل رفع المبتدأ وهو الفتحة وجملة المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط وهو أما. (في ثلاثة) : جار ومجرور متعلق أيضا بعلامة وثلاثة مضاف و (مواضع) : مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف والمانع له من الصرف صيغة منتهى الجموع. (في الاسم) : جار ومجرور متعلق بمحذوف تقديره كائن بدل من ثلاثة بدل بعض من كل (المفرد) : نعت للاسم ونعت المجرور مجرور. (وجمع) : معطوف على الاسم والمعطوف على المجرور مجرور وجمع مضاف و (التّكسير) : مضاف إليه مجرور. (والفعل) : معطوف أيضا على الاسم والمعطوف على المجرور مجرور. (المضارع) : نعت للفعل ونعت المجرور مجرور. (إذا) : ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه. (دخل) : فعل ماض. و (عليه) : جار ومجرور متعلق بدخل. (ناصب) : فاعل دخل والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها وهو معنى قولهم : خافض لشرطه. (ولم يتّصل) : الواو : واو الحال. لم : حرف نفي وجزم وقلب. ويتصل : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون. (بآخره) : جار ومجرور متعلق بيتصل وآخر مضاف والهاء : مضاف إليه مبني على الكسر في محل جر و (شيء) : فاعل يتصل وهو مرفوع بالضمة الظاهرة وجواب إذا محذوف دل عليه ما قبله والتقدير ينصب بالفتحة وهو العامل في إذا النصب وهو معنى قولهم : منصوب بجوابه يعني أن الفتحة تكون علامة للنصب في ثلاثة مواضع :

______________________________________________________

بعد أن أخبرنا بالعلامات إجمالا في قوله الفتحة الخ أخبرنا بها تفصيلا الخ لا زماني والترتيب معناه كون ما بعدها متأخرا في الحصول عما قبلها أو بمعنى الواو الاستئنافية. قوله : (متعلق بمحذوف الخ) غير ظاهر والظاهر ما سبق له في نظيره من أنه بدل من الجار والمجرور قبله. قوله : (وجمع التكسير) أي الجمع المكسر. قوله :


الموضع الأول : الاسم المفرد وتقدم أنه ما ليس مثنى ولا مجموعا ولا ملحقا بهما ولا من الأسماء الخمسة وذلك نحو : رأيت زيدا والفتى وغلامي. وإعرابه : رأيت فعل وفاعل. وزيدا : مفعول به منصوب بفتحة ظاهرة. والفتى معطوف على زيد منصوب بفتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر. وغلامي أيضا معطوف على زيد منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة وغلام : مضاف وياء المتكلم مضاف إليه مبني على السكون في محل جر لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب.

والموضع الثاني : جمع التكسير وتقدم أنه ما تغير فيه بناء مفرده ، نحو : رأيت الرجال والأسارى والهنود والعذارى. وإعرابه : رأيت : فعل وفاعل. والرجال : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. والأسارى : معطوف على الرجال منصوب بفتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر. والهنود والعذارى : معطوفان أيضا على الرجال الأول منصوب بالفتحة الظاهرة والثاني بالفتحة المقدرة على الألف.

والموضع الثالث : الفعل المضارع إذا دخل عليه ناصب ولم يتصل بآخره شيء مما مر في علامات الرفع ، نحو : لن أضرب زيدا ولن أخشى عمرا. وإعراب الأول : لن : حرف نفي ونصب واستقبال. وأضرب : فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. وزيدا : مفعول به منصوب وكذلك لن أخشى عمرا لكن أخشى منصوب بفتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.

______________________________________________________

(وذلك) أي وبيان أمثلة المفرد هنا نحو الخ. قوله : (زيدا) مثال الفتحة الظاهرة. قوله : (والفتى) مثال للمقدرة على الألف. قوله : (وغلامي) مثال للمقدرة على ما قبل ياء المتكلم. قوله : (بناء مفرده) أي صيغته عند الجمع. قوله : (والموضع الثالث) أي مما تكون فيه الفتحة علامة على النصب. قوله : (مما مر في علامات الرفع) وهو ما يوجب بناءه أو ينقل إعرابه وهو نون التوكيد بقسميها ونون النسوة وألف الاثنين وواو الجماعة وياء المخاطبة فإن اتصلت به إحدى النونين كان الإعراب محليا نحو النساء لن يأكلن ولن تفعلن يا رجل بتشديد النون وتخفيفها وإن اتصل به ضمير من الثلاثة نصب بحذف النون. قوله : (لن أضرب) مثال للصحيح. قوله : (ولن أخشى) مثال للمعتل. قوله : (الأول) لن أضرب. قوله : (وكذلك) أي ومثل ذلك المتقدم في إعراب لن الخ. قوله : (لكن الخ) استدراك على ما يتوهم أنه منصوب بفتحة ظاهرة.


وأمّا الألف فتكون علامة للنّصب في الأسماء الخمسة نحو رأيت أباك وأخاك وما أشبه ذلك.

ثم أخذ يتكلم على الألف مقدما لها على غيرها لما علمت أنها بنت الفتحة فقال : (وأمّا الألف) : وإعرابه : الواو : حرف عطف أو للاستئناف وعلى كونها للعطف يكون معطوفها الجملة بعدها. وأما : حرف شرط وتفصيل ، والألف مبتدأ مرفوع بالابتداء. (فتكون) : الفاء : واقعة في جواب أما ، وتكون : فعل مضارع ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر واسمها ضمير مستتر جوازا تقديره هي يعود على الألف و (علامة) : خبر تكون منصوب بالفتحة الظاهرة وجملة تكون واسمها وخبرها في محل رفع خبر المبتدأ وهو الألف وجملة المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط وهو أما. (للنّصب) : جار ومجرور متعلق بعلامة. (في الأسماء) : جار ومجرور متعلق أيضا بعلامة (الخمسة) : نعت للأسماء ونعت المجرور مجرور (نحو) : بالرفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره وذلك نحو. وإعرابه : الواو : للاستئناف وذا اسم إشارة مبتدأ مبني على السكون في محل رفع واللام للبعد والكاف : حرف خطاب ونحو خبر ذلك المبتدأ مرفوع بالضمة وللنصب مفعول لفعل محذوف وتقديره أعني نحو ، وإعرابه : أعني : فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا. ونحو : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة ويجري هذان الوجهان في كل لفظة نحو فلا نطيل به مع كل لفظة. (رأيت) : فعل وفاعل. (أباك) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة ، لأنه من الأسماء الخمسة. وأبا : مضاف والكاف : مضاف إليه في محل جر. (وأخاك) : معطوف على أباك منصوب بالألف أيضا وأخا : مضاف والكاف : مضاف إليه في محل جر. (وما) : الواو : عاطفة. ما : اسم موصول بمعنى الذي معطوف على أباك مبني على السكون في محل نصب. (أشبه) : فعل ماض وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود على ما وجملة الفعل والفاعل المستتر لا محل لها من الإعراب صلة الموصول. و (ذلك) : ذا : اسم إشارة مفعول به لأشبه مبني على السكون في محل نصب واللام للبعد والكاف : حرف

______________________________________________________

قوله : (لما علمت الخ) أي من قوله سابقا وذكرها بعد الفتحة الخ.

قوله : (الوجهان) بدل أو عطف بيان لاسم الإشارة الواقع فاعلا للفعل قبله وهما الرفع والنصب على الخبرية والمفعولية. قوله : (به) أي بسبب ذكره. قوله : (رأيت أباك الخ) أي أباك وأخاك من رأيت الخ. قوله : (وما أشبه ذلك) هذا مستفاد


خطاب لا موضع لها من الإعراب يعني أن الألف تكون علامة للنصب نيابة عن الفتحة في موضع واحد وهو الأسماء الخمسة على المشهور وذلك نحو : رأيت أباك وأخاك وحماك وفاك وذا مال. وإعرابه : رأيت : فعل وفاعل. وأباك : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة لأنه من الأسماء الخمسة وأبا : مضاف. والكاف : مضاف إليه في محل جر وما بعده معطوف عليه على هذا المنوال فقول المصنف وما أشبه ذلك ، أي ما أشبه أباك وأخاك وهو حماك وفاك وذا مال.

وأمّا الكسرة فتكون علامة للنّصب في جمع المؤنّث السّالم ،

ثم أخذ يتكلم على الكسرة فقال : (وأمّا الكسرة فتكون علامة للنّصب في جمع المؤنّث السّالم) : وإعرابه : على قياس ما تقدم يعني أن الكسرة تكون علامة للنصب نيابة عن الفتحة في جمع المؤنث السالم وتقدم تعريفه ، نحو : خلق الله السموات. وإعرابه : خلق : فعل ماض. والله : فاعل مرفوع. والسموات : مفعول به منصوب وعلامة تصبه الكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم.

______________________________________________________

من كلمة نحو : فلو حذفه لما ضر. قوله : (معطوف على أباك) الأولى عطفه على مدخول نحو المقدر وهو لفظ قولك أو جعله مبتدأ خبره محذوف أي مثل ذلك. قوله : (على المشهور) أي من إعرابها كلها بالحروف ومقابله نصبها بالفتحة وحذف الألف وجرها بالكسرة وحذف الياء كما في قول الشاعر :

بأبه اقتدى عدي في الكرم

ومن يشابه أبه فما ظلم

ورفعها بالضمة وحذف الواو نحو : جاء أبك وإعرابها بحركات مقدرة على الألف رفعا ونصبا وجرا. قوله : (المنوال) أي الطريقة والحالة. قوله : (وهو) أي وما أشبه الخ. قوله : (قياس) أي نظير. قوله : (ما تقدم) أي في قوله فأما الضمة الخ وفي قوله : وأما الواو الخ وغيرهما. قوله : (علامة النصب) إنما نصب حملا على الجر كما أن أصله وهو جمع المذكر السالم نصب بالياء حملا على جره بها وبعض العرب ينصبه بالفتحة كما في الأشموني. قوله : (وتقدم تعريفه) أي أول الباب وهو أنه ما جمع بألف وتاء مزيدتين. قوله : (مفعول به) أي عند الجمهور وقيل : مفعول مطلق لأن المفعول به ما كان موجودا قبل الفعل الذي عمل فيه والسموات موجودة مع الخلق والجمهور لا يشترطون الوجود قبل الفعل فتفطن. قوله : (لأنه) أي السموات. قوله : (جمع مؤنث سالم) لأن مفرده سماء قلبت الهمزة واو حال الجمع وهي أصلها


وأمّا الياء فتكون علامة للنّصب في التّثنية والجمع ،

ثم أخذ يتكلم على الياء فقال : (وأمّا الياء فتكون علامة للنّصب في التّثنية والجمع). وإعرابه كما مر ، يعني أن الياء تكون علامة للنصب في موضعين : الموضع الأول : التثنية بمعنى المثنى ، نحو : رأيت الزيدين. وإعرابه : رأيت : فعل وفاعل. والزيدين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء المفتوح ما قبلها المكسور ما بعدها ، لأنه مثنى والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد. والموضع الثاني : جمع المذكر السالم ، نحو : رأيت الزيدين. وإعرابه : رأيت فعل وفاعل. والزيدين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها لأنه جمع مذكر سالم وأطلق الجمع لكونه على حد المثنى فمتى ذكر بجانبه فالمراد به جمع المذكر السالم وتقدم تعريفهما.

وأمّا حذف النّون فيكون علامة للنّصب في الأفعال الّتي رفعها بثبات النّون.

______________________________________________________

والجمع يرد إلى الأصول. قوله : (كما مر) أي كالإعراب الذي مر لكن الألفاظ مختلفة فاندفع ما يقال يلزم اتحاد المشبه والمشبه به فتنبه لهذا واحفظه. قوله : (بمعنى المثنى) لأن التثنية مصدر وهو حدث لأنه فعل فاعل ولا معنى لكون الحدث ينصب بالياء فأطلق المصدر وأريد منه اسم المفعول كما تقدم. قوله : (المفتوح ما قبلها الخ) إنما فتح ما قبلها وكسر ما بعدها لأنه كان في حالة الرفع مفتوحا ما قبل الألف مكسورا ما بعدها على الأصل في التخلص من التقاء الساكنين ولما كان سابقا على الجمع أعطى الأصل فلما انقلبت الألف ياء في النصب والجر بقي ذلك على حاله. قوله : (المكسور ما قبلها) أي لمناسبة الياء. قوله : (المفتوح ما بعدها) إبقاء له على الحالة التي كان عليها حين الرفع وللتمييز بين المثنى والجمع مع الخفة وإلا فالتمييز يحصل بغير فتح النون. قوله : (وأطلق الجمع الخ) جواب عما يقال إن الإطلاق يشمل المكسر والمؤنث مع أنهما لا يعربان بهذا الإعراب. قوله : (حد المثنى) أي طريقته في الإعراب بالحروف وإن كانت غير متحدة رفعا. قوله : (فمتى) الفاء للتفريع ومتى شرطية وذكر شرطها وضميره يعود على الجمع. قوله : (بجانبه) أي بلصق المثنى. قوله : (تعريفهما) أي المثنى وجمع المذكر السالم فالأول لفظ دل على اثنين بسبب زيادة صالح للتجريد وعطف مثله عليه والثاني لفظ دل على أكثر من اثنين بزيادة


ثم أخذ يتكلم على حذف النون فقال : (وأمّا حذف النّون فيكون علامة للنّصب) : وإعرابه : ظاهر مما تقدم واسم يكون ضمير مستتر يعود على حذف وقوله : (في الأفعال) : جار ومجرور متعلق بعلامة. (الّتي) : اسم موصول نعت للأفعال مبني على السكون في محل جر. (رفعها) : مبتدأ مرفوع بالابتداء ورفع مضاف والهاء : مضاف إليه في محل جر. (بثبات) : جار ومجرور متعلق بمحذوف تقديره كائن في محل رفع خبر المبتدأ. وثبات : مضاف. و (النّون) : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة والجملة من المبتدأ والخبر لا محل لها من الإعراب صلة الموصول وهو التي والعائد الهاء من رفعها ، يعني أن حذف النون يكون علامة للنصب نيابة عن الفتحة في الأفعال الخمسة ، نحو : لن يفعلا ولن تفعلا بالتحتية والفوقية. ولن يفعلوا ولن تفعلوا بالتحتية والفوقية. ولن تفعلي ولا يكون إلا بالفوقية وإعراب لن يفعلا : لن : حرف نفي ونصب واستقبال. ويفعلا : فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه حذف النون والألف فاعل. ولن تفعلا بالفوقية مثله. وإعراب لن يفعلوا : لن : حرف نفي ونصب واستقبال. ويفعلوا : فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه حذف النون والواو : فاعل. ولن تفعلوا بالفوقية مثله وإعراب لن تفعلي : لن : حرف نفي ونصب واستقبال. وتفعلي : فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه حذف النون والياء فاعل.

وللخفض ثلاث علامات : الكسرة والياء والفتحة ، فأمّا الكسرة فتكون علامة للخفض في ثلاثة مواضع : في الاسم المفرد المنصرف ، وجمع التّكسير المنصرف ، وجمع المؤنّث السّالم ،

ولما أنهى الكلام على علامات النصب شرع يتكلم على علامات الخفض فقال : (وللخفض ثلاث علامات) : وإعرابه : الواو : حرف عطف أو للاستئناف. للخفض : جار ومجرور متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم. وثلاث : مبتدأ مؤخر وثلاث : مضاف. وعلامات : مضاف إليه. (الكسرة) : بالرفع بدل من ثلاث

______________________________________________________

صالح للتجريد وعطف مثله عليه فلا تغفل عنه فيما يأتي. قوله : (حرف عطف) فما بعدها معطوف على قوله سابقا للرفع أربع إلى آخره. قوله : (أو للاستئناف) أي البياني كأن قائلا قال له قد ذكرت لنا في أقسام الإعراب الخفض فما علامته فقال : وللخفض الخ. قوله : (بدل من ثلاث) أي بدل مفصل أو بعض. قوله : (ولو تقديرا)


وبدل المرفوع مرفوع. (والياء والفتحة) : معطوف على الكسرة والمعطوف على المرفوع مرفوع يعني أن للخفض ثلاث علامات. العلامة الأولى : الكسرة وبدأ بها لكونها الأصل. العلامة الثانية : الياء وثنى بها لكونها بنت الكسرة تنشأ عنها إذا أشبعت العلامة الثانية الفتحة وتعين الختم بها.

ولما قدم العلامات إجمالا أخذ يتكلم عليها تفصيلا فقال : (فأمّا الكسرة فتكون علامة للخفض في ثلاثة مواضع في الاسم المفرد المنصرف وجمع التّكسير المنصرف وجمع المؤنّث السّالم) : وإعرابه : معلوم مما مر يعني أن الكسرة تكون علامة للخفض في ثلاثة مواضع :

الموضع الأول : الاسم المفرد المنصرف ، أي المنون ولو تقديرا ، نحو : مررت بزيد والفتى والقاضي وغلامي. وإعرابه : مررت : فعل وفاعل. وبزيد : جار ومجرور متعلق بمررت. والفتى معطوف على زيد مجرور بكسرة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر والقاضي معطوف على زيد مجرور وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف منع من ظهورها الثقل. وغلامي : معطوف أيضا على زيد مجرور بالكسرة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة وغلام مضاف وياء المتكلم مضاف إليه في محل جر وقيد الاسم المفرد بالمنصرف ، لأن غير المنصرف يجر بالفتحة ، نحو : مررت بأحمد كما سيأتي.

الموضع الثاني جمع التكسير المنصرف ، نحو : مررت بالرجال والأسارى والهنود والعذارى. وإعراب مررت بالرجال ظاهر والأسارى : معطوف على الرجال مجرور بكسرة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر. والهنود : معطوف أيضا على الرجال مجرور بالكسرة الظاهرة العذارى : معطوف أيضا على الرجال مجرور بالكسرة المقدرة للتعذر وقيد أيضا بالمنصرف ، لأن غيره يجر بالفتحة ، نحو : مررت بمساجد كما يأتي.

______________________________________________________

أي لفظا بل ولو تقديرا كالفتى في المثال فإنه منون تقديرا أي معنى لأنه لم توجد فيه علة مانعة من الصرف ولم يظهر التنوين لوجود أل. قوله : (وقيد) أي المصنف. قوله : (كما يأتي) أي في قول المصنف وأما الفتحة الخ. قوله : (أيضا) أي كما قيد به الاسم المفرد. قوله : (لأن غيره) أي المنصرف. قوله : (كما يأتي) أي في قوله وأما


الموضع الثالث : جمع المؤنث السالم ، نحو : مررت بالمسلمات ومسلماتي. فالمسلمات : مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة ، ومسلماتي : معطوف على المسلمات وهو مجرور بكسرة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ومسلمات مضاف وياء المتكلم مضاف إليه في محل جر ، لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب ولم يقيد جمع المؤنث السالم بالمنصرف لكونه لا يكون إلا منصرفا نعم لو سمي به جاز فيه الصرف وعدمه نحو : أذرعات علما على بلدة.

وأمّا الياء فتكون علامة للخفض في ثلاثة مواضع : في الأسماء الخمسة والتّثنية ، والجمع ،

ثم أخذ يتكلم على العلامة الثانية وهي الياء فقال : (وأمّا الياء فتكون علامة للخفض في ثلاثة مواضع في الأسماء الخمسة والتّثنية والجمع) : وإعرابه معلوم مما تقدم يعني أن الياء تكون علامة للخفض في ثلاثة مواضع :

الموضع الأول : الأسماء الخمسة ، نحو : مررت بأبيك وأخيك وحميك وفيك وذي مال. وإعرابه : مررت : فعل وفاعل. وبأبيك : جار ومجرور وعلامة جره الباء نيابة عن الكسرة لأنه من الأسماء الخمسة. وأبي : مضاف. والكاف : مضاف

______________________________________________________

الفتحة الخ. قوله : (لكونه لا يكون إلا منصرفا) أي فلا حاجة للتقييد بذلك وفيه إطلاق الصرف على تنوين المقابلة وهو ضعيف. قوله : (نعم الخ) استدراك على قوله لا يكون الخ. قوله : (الصرف) أي التنوين وقوله وعدمه أو الصرف وعلى كل ينصب ويجر بالكسرة وفيه مذهب غير هذين هو نصبه وجره بالفتحة من غير تنوين والحاصل أن جمع المؤنث السالم إذا جعل علما فيه ثلاثة مذاهب : الأول أن يعرب بإعرابه قبل العلمية فيرفع بالضمة وينصب ويجر بالكسرة وينون وإن كان فيه علتان العلمية والتأنيث لأن غير المنصرف إنما يمنع من تنوين الصرف لا المقابلة. الثاني كذلك مراعاة للجمع إلا أنه ينون مراعاة للعلمية والتأنيث. الثالث أن يرفع بالضمة وينصب ويجر بالفتحة ولا ينون مراعاة للتسمية والأول هو المشهور. قوله : (أذرعات) بكسر الراء. وقد تفتح انتهى قاموس. قوله : (بلدة) أي بالشام وأصله جمع أذرعة التي هي جمع ذراع ا ه أشموني.


إليه في محل جر والجار والمجرور متعلق بمررت والبقية معطوفة على أبيك على هذا المنوال.

الموضع الثاني : التثنية بمعنى المثنى ، نحو : مررت بالزيدين : بفتح الياء وكسر ما بعدها. وإعرابه : مررت : فعل وفاعل. وبالزيدين : جار ومجرور وعلامة جره الياء المفتوح ما قبلها المكسور ما بعدها لأنه مثنى والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد والجار والمجرور متعلق بمررت.

الموضع الثالث : جمع المذكر السالم ، نحو : مررت بالزيدين بكسر ما قبل الياء وفتح ما بعدها. وإعرابه : مررت : فعل وفاعل. وبالزيدين : جار ومجرور وعلامة جره الياء المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها ، لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

وأمّا الفتحة فتكون علامة للخفض في الاسم الّذي لا ينصرف.

ثم أخذ يتكلم على العلامة الثانية وهي الفتحة فقال : (وأمّا الفتحة فتكون علامة للخفض في الاسم) : وهو ظاهر الإعراب وقوله : (الّذي) : هو اسم موصول نعت للاسم مبني على السكون في محل جر لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب. (لا) : نافية. (ينصرف) : فعل مضارع مرفوع والفاعل مستتر جوازا تقديره هو يعود على الذي وجملة الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب صلة الموصول يعني أن الفتحة تكون علامة للخفض نيابة عن الكسرة في وضع واحد وهو الاسم الذي لا ينصرف أي لا ينون. وهو ما اجتمع فيه علتان فرعيتان

______________________________________________________

قوله : (نحو مررت بالزيدين بفتح الخ) ونحو : مررت بالهندين فإن مثنى المؤنث يجر بها أيضا. قوله : (وأما الفتحة الخ) إنما جر بالفتحة لأنها خفيفة وهو قد ثقل باجتماع العلتين أو ما قام مقامهما.

(تنبيه) : إذا نون ما لا ينصرف للضرورة فيجر بالفتحة مع التنوين للضرورة. وقيل : يجر بالكسرة نظرا إلى أنه بصورة تنوين للصرف. قوله : (وهو ظاهر الإعراب) الضمير راجع لقوله وأما الفتحة الخ. قوله : (ما اجتمع فيه علتان فرعيتان) أي أشبه فيهما الفعل وذلك لأن في الفعل أمرين سموهما بالعلة تشبيها بالعلة في البدن التي توجب نقص صحته أحدهما مرجعه إلى اللفظ وهو اشتقاق لفظ الفعل من لفظ الاسم


ترجع إحداهما إلى اللفظ والأخرى إلى المعنى أو علة واحدة تقوم مقام العلتين فالذي جمع فيه علتان ، نحو : إبراهيم من قولك : مررت بإبراهيم وإعرابه : بإبراهيم : جار ومجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف والمانع له من الصرف العلمية والعجمة ، فالعلمية علة راجعة إلى المعنى والعجمة

______________________________________________________

المصدر والمشتق فرع عن المشتق منه وثانيهما مرجعه إلى المعنى وهو احتياج الفعل للفاعل والمحتاج فرع عن المحتاج إليه فإذا وجد مثلهما في الاسم انحط عن كماله واكتفوا في عدم كماله بمنع الصرف ثم استقرؤوا الأمر المعنوي فوجدوه منحصرا في شيئين وهما العلمية والوصفية والأمر اللفظي فوجدوه منحصرا في سبعة أشياء وهي صيغة منتهى الجموع والتأنيث والعدل والعجمة والتركيب ووزن الفعل وزيادة الألف والنون فصار المجموع تسعا وقد نظمها بعضهم لسهولة الحفظ بقوله :

اجمع وزن عادلا أنث بمعرفة

ركب وزد عجمة فالوصف قد كملا

ا ه من القليوبي. قوله : (علتان) العلة في اللغة عارض غير طبيعي يستدعي حالة غير طبيعية وفي الاصطلاح ما يترتب عليه الحكم والحكم هنا وهو منع الصرف إنما يترتب على اثنتين أو واحدة تقوم مقامهما فالعلة في الحقيقة على الأول مجموع لاثنين فتسمية كل منهما علة من تسمية الجزء باسم الكل أو أراد بالعلة ما يشمل العلة الناقصة. قوله : (فرعيتان) لأن العدل فرع المعدول عنه والوصف فرع الموصوف والتأنيث فرع التذكير والمعرفة فرع النكرة والعجمة فرع العربية والتركيب فرع عدمه والجمع فرع الإفراد والألف والنون المزيدتان فرع لما زيد عليه ووزن الفعل فرع لوزن الاسم ا ه عبد المعطي. قوله : (ترجع إحداهما الخ) أي تتعلق به. قوله : (إلى المعنى) أي وهو المسمى. قوله : (والعجمة) أي أو شبهها كما في حمدون وسحنون لأن وجود الواو والنون في الأسماء المفردة من خواص الأسماء الأعجمية وقيل : يجوز الصرف فيما ذكر والعجمة كون اللفظ أعجميا واستعملته العرب في أول وضعه علما سواء كان علما في العجمية أم لا ا ه قليوبي. والمراد بها كل ما كان خارجا عن لغة العرب كالسرياني والفارسي واليوناني وغير ذلك ا ه عطار.

(تنبيه) : أسماء الأنبياء كلها أعجمية إلا محمدا وصالحا وشعيبا وهودا وكل أسمائهم ممنوعة من الصرف إلا هذه الأربعة لفقد العجمة منها وإلا نوحا ولوطا وشيثا فإنها وإن كانت أعجمية إلا أنه تخلف شرط المنع من الصرف في العجمة وهو الزيادة على ثلاثة أحرف وأسماء الملائكة كلها أعجمية ممنوعة من الصرف للعلمية والعجمة


علة راجعة إلى اللفظ أو كان فيه العلمية والتركيب المزجي ، نحو : معديكرب أو العلمية والعدل نحو : عمر أو العلمية وزيادة الألف والنون ، نحو : مررت بعثمان أو العلمية والتأنيث ، نحو : مررت بفاطمة وزينب وطلحة وهجر أو كان فيه العلمية ووزن الفعل ، نحو : مررت بأحمد ويشكر ويزيد ، فالأول : علم على نبينا صلى‌الله‌عليه‌وسلم

______________________________________________________

سوى أربعة وهي منكر ونكير ومالك ورضوان ويمتنع التنوين في رضوان فقط للعلمية وزيادة الألف والنون وأسماء الشهور مصروفة إلا جمادى الأولى وجمادى الثانية فممنوعان لألف التأنيث المقصورة وشعبان ورمضان للعلمية وزيادة الألف والنون وصفر ورجب إذا أريد بهما معين منعا من الصرف للعلمية والعدل عن الصفر والرجب إلا صرفا. قوله : (العلمية والتركيب المزجي) العلمية كون الاسم علما لمذكر أو مؤنث والتركيب الموصوف بذلك جعل اسمين بمنزلة اسم واحد فالعلمية علة راجعة إلى المعنى والتركيب للفظ. قوله : (معديكرب). قال الزمخشري : مأخوذ من عداه أي تجاوزه الكرب والفساد وكأنه قيل عداه الفساد وفيه شذوذ وهو إتيانه على مفعل بالكسر مع أنه معتل اللام والمعتل يأتي على مفعل بالفتح كالمرمى والمغزى أفاده يس. قوله : (العدل) يطلق في اللغة على معان منها نقيض الجور. وفي الاصطلاح تحول الاسم عن صيغته الأصلية إلى صيغة أخرى مع اتحاد المعنى وهو قسمان تحقيقي وهو الذي يدل عليه دليل غير منع الصرف ككونه بمعنى المكرر وتقديري وهو الذي لا يدل عليه إلا منع الصرف والأول يمنع من الوصفية نحو مثنى والثاني مع العلمية نحو : عمر فإنه لم يوجد إلا علما غير منصرف ولم يكن فيه تقدير سبب آخر مع العلمية سوى العدل فقدر فيه لئلا يلزم هدم قاعدتهم من كون الاسم غير منصرف بسبب واحد فقيل إنه معدول عن عامر وهو صفة لئلا يلزم الالتباس. وقال الأشموني معدول عن عامر العلم المنقول من الصفة ا ه. قوله : (وزيادة الألف والنون) أي على الحروف الأصلية وهي الفاء واللام والعين وهو من إضافة الصفة للموصوف أي الألف والنون الزائدتان لأن العلة هي الألف والنون الزائدتان لا نفس زيادتهما فالعلمية راجعة للمعنى والزيادة للفظ. قوله : (بفاطمة) مؤنث لفظا لوجود تاء التأنيث ومعنى لأنه علم أنثى. قوله : (وزينب) مؤنث معنى فقط. قوله : (وطلحة) مؤنث لفظا لأنه علم على رجل قوله (وهجر) بفتح الجيم علم على بلدة باليمن وفتح الجيم قائم مقام الحرف الرابع الذي اشترط في تحتم منع المؤنث المعنوي من الصرف كما في الأشموني وأما نحو هند ففيه الصرف وعدمه. قوله : (ووزن الفعل) علة راجعة إلى اللفظ أي وزن مختص في لغة العرب بالفعل أصالة. قوله : (يزيد) أصله يزيد بسكون الزاي وكسر الياء فنقلت كسرة الياء إلى ما قبلها. قوله : (فالأول) أي


والثاني : علم على نوح عليه‌السلام. والثالث : علم على ابن معاوية ونقول في الجميع المانع له من الصرف العلمية والتركيب المزجي أو العلمية والعدل أو العلمية وزيادة الألف والنون أو العلمية والتأنيث أو العلمية ووزن الفعل أو كان فيه الوصفية وزيادة الألف والنون ، نحو : مررت بسكران وتقول المانع له من الصرف الوصفية وزيادة الألف والنون أو كان فيه الوصفية والعدل ، نحو : مررت بآخر وتقول المانع له من الصرف الوصفية والعدل أو كان فيه الوصفية ووزن الفعل ، نحو : مررت بأفضل ، وتقول المانع له من الصرف الوصفية ووزن الفعل والذي فيه علة واحدة تقوم مقام العلتين ما كان فيه ألف التأنيث الممدودة أو المقصورة فالممدودة ، نحو : مررت بحمراء والمقصورة ، نحو : مررت بحبلى وتقول المانع له من الصرف ألف التأنيث الممدودة والمقصورة أو كان على وزن مفاعل ، نحو : مررت بمساجد وتقول المانع

______________________________________________________

أحمد. قوله : (الثاني) أي يشكر. قوله : (معاوية) صحابي جليل وابنه مسلم عاص على ما قيل. قوله : (في الجميع) أي معديكرب وما بعده. قوله : (والعلمية والعدل) راجع لعمر. قوله : (أو العلمية وزيادة الخ) راجع لعثمان. قوله : (أو العلمية والتأنيث) راجع لفاطمة وزينب وطلحة وهجر. قوله : (أو العلمية ووزن الفعل) راجع لأحمد ويشكر ويزيد. قوله : (الوصفية) أي كون الاسم دالا على معنى في ذات مبهمة. قوله : (بأخر) بضم الهمزة جمع أخرى مؤنث والخاء المعجمة والمد بمعنى غير. قوله : (الوصفية والعدل) أما الوصفية فظاهرة وأما العدل فهو معدول عن آخر بفتح الهمزة رادا به جمع المؤنث السالم لأن القياس يقتضي الوصف بآخر بفتح همزة المفرد لكونه أفعل تفضيل مجردا فعدل عن ذلك ووصف بأخر جمع أخرى. قوله : (والذي الخ) معطوف على قوله أولا فالذي جمع فيه الخ. قوله : (ألف التأنيث الممدودة) هي عند بعضهم الألف التي بعدها همزة وعند بعض آخر ألف قبلها ألف فتقلب هي همزة وعلى هذا فإطلاق الممدودة عليها مجاز لأن الممدود ما قبلها لا هي. قوله : (أو المقصورة) وهي ألف لينة مفردة. قوله : (بحمراء) أي وصحراء مثلا. قوله : (كحبلى) أي وبهمى مثلا وإنما استأثر ما كان فيه الألف بعلة من غير احتياجه إلى علة أخرى لأن التأنيث اللازم لتلك الألف علة لفظية لتعلقه بالكلمة من حيث لفظها وإنما كان لازما لها لأنها غير مقدرة الانفصال وكونها دالة عليه غالبا بحسب الوضع علة معنوية. قوله : (أو كان على وزن مفاعل) أي ولو بحسب الأصل كدواب


له من الصرف صيغة منتهى الجموع أو كان على مفاعيل ، نحو : مررت بمصابيح وتقول المانع له من الصرف صيغة منتهى الجموع أيضا ومحل المنع من الصرف في المذكورات إذا لم تضف أو تقع بعد أل فإن أضيفت أو وقعت بعد أل انصرفت ، نحو : مررت بأفضلكم وبالأفضل وكلاهما مجرور بالكسرة الظاهرة.

وللجزم علامتان : السّكون والحذف ، فأما السكون فيكون علامة للجزم في الفعل المضارع الصّحيح الآخر ، وأمّا الحذف فيكون علامة للجزم في الفعل المضارع المعتلّ الآخر ، وفي الأفعال الّتي رفعها بثبات النّون.

ولما انتهى الكلام على علامات الخفض شرع يتكلم على علامات الجزم فقال : (وللجزم علامتان) : وإعرابه : الواو : حرف عطف أو للاستئناف. وللجزم : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم وعلامتان مبتدأ مؤخر وهو مرفوع بالألف نيابة عن الضمة ، لأنه مثنى والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد. (السّكون) : بالرفع بدل من علامتان وبدل المرفوع مرفوع. (والحذف) : معطوف على السكون والمعطوف على المرفوع مرفوع واصطلاحا قطع الحركة أو الحرف من الفعل المضارع لأجل الجازم وإن شئت قلت : تغيير مخصوص علامته السكون

______________________________________________________

وعذارى إذ أصلهما دوابب وعذارى بكسر ما بعد الألف فأدغم الأول وقلبت كسرة الراء في الثاني فتحة والياء ألفا. قوله : (صيغة منتهى الجموع) أي أقصاها أي لا يجمع جمع تكسير مرة أخرى بعد حصوله على هذه الصيغة وإنما استأثر ما كان على وزنها بعلة لأن كون هذه الصيغة جمعا علة وكونها منتهى الجموع علة ثانية. قوله : (في المذكورات) أي العلمية والعجمة وما بعدها. قوله : (إذا لم تضف) أي لغيرها. قوله : (انصرفت) وإنما لم يظهر التنوين لوجود أول الإضافة. قوله : (بأفضلكم) مثال للمضاف وقوله : بالأفضل مثال للواقع بعد أل. وإنما أعربت بالكسرة لأن الإضافة وأل من خصائص الأسماء فرجع معهما إلى الأصل وهو الجر بالكسرة. قوله : (على علامات الجزم) أراد بالجمع ما زاد على الواحد. قوله : (علامة) بالنصب بدل من علامتين. قوله : (معناه لغة القطع) يقال جزم الحبل إذا قطعه. قوله : (قطع الحركة) أي من الفعل المضارع الصحيح. قوله : (أو الحرف) أي من المضارع المعتل. قوله : (لأجل الجازم) متعلق بقطع الذي هو بمعنى أزال. قوله : (قلت) أي في تعريف الجزم. قوله : (تغيير الخ) هذا


وما ناب عنه والسكون لغة ضد الحركة واصطلاحا حذف الحركة لمقتض والحذف يطلق لغة على الترك واصطلاحا : ترك الحرف لمقتض. ثم شرع يتكلم عليهما تفصيلا فقال : (فأما السكون فيكون علامة للجزم في الفعل المضارع الصحيح الآخر) : وإعرابه ظاهر مما مر ويجوز في الآخر الجر بالإضافة إلى الصحيح ويجوز فيه الرفع على كونه فاعلا بالصحيح ويجوز فيه النصب على كونه منصوبا بالصحيح على التشبيه بالمفعول به لكون الصحيح صفة مشبهة ، يعني أن السكون يكون علامة للجزم في الفعل المضارع الذي لم يكن آخره ألفا ولا واو ولا ياء ، وهو المسمى عندهم بالصحيح ، نحو : لم يضرب زيد. وإعرابه : لم : حرف نفي وجزم وقلب. ويضرب : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون. وزيد : فاعل وهو مرفوع وأشار للموضع الثاني بقوله : (وأمّا الحذف فيكون علامة للجزم في الفعل المضارع المعتلّ الآخر) : وإعرابه كما تقدم في الذي قبله. وقوله : (وفي الأفعال) : جار ومجرور معطوف على قوله في الفعل. (الّتي) : اسم موصول نعت للأفعال مبني على السكون في محل جر لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب.

______________________________________________________

على أن الإعراب معنوي وأما على أنه لفظي فهو السكون وما ناب عنه. قوله : (وما ناب عنه) وهو الحذف. قوله : (لمقتض) أي طالب السكون وهو الجازم واللام لام الأجل. قوله : (عليهما) أي العلامتين وفي نسخة عليها فالمراد بالجمع ما فرق الواحد والأولى أنسب بالمتن. قوله : (بالإضافة إلى الصحيح) الأولى بإضافة الصحيح إليه وهو من إضافة الصفة المشبهة إلى فاعلها المرفوع بها معنى والأصل الصحيح آخره فنابت أل عن الضمير عند الكوفيين وسوغ دخول أل على المضاف دخولها على المضاف إليه كما قال ابن مالك :

ووصل أل بذال المضاف مغتفر

إن وصلت بالثان كالجعد الشعر

قوله : (على التشبيه بالمفعول به) أي في قولك زيد ضارب عمرا مثلا لأن ضاربا طالب له ولا يصح أن يرفعه على الفاعلية وإنما كان منصوبا على التشبيه لأن فعله قاصر فكذا ما تصرف منه. قوله : (مشبهة) أي باسم الفاعل في العمل. قوله : (عندهم) أي النحاة. قوله : (وأشار للوضع الثاني) الأولى للعلامة الثانية. قوله : (المعتل الآخر) أي الذي اعتل آخره فإضافته لفظية. قوله : (وإعرابه) أي إعراب المعتل الآخر وأما ما قبله فمعلوم مما مر. قوله : (كما تقدم) فيجوز في الآخر الجر


(رفعها) : مبتدأ مرفوع بالابتداء ورفع مضاف والهاء مضاف إليه في محل جر.

(بثبات) : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ أو جملة المبتدأ والخبر لا محل لها من الإعراب صلة الموصول وهو التي وثبات : مضاف. و (النّون) : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة يعني أن الحذف يكون علامة للجزم في موضعين :

الموضع الأول : الفعل المضارع المعتل الآخر وهو ما كان آخره ألفا أو واوا أو ياء فما كان آخره ألفا ، نحو : يخشى تقول في جزمه : لم يخش زيد. وإعرابه : لم : حرف نفي وجزم وقلب. ويخش : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف الألف والفتحة قبلها دليل عليها وكان آخره واوا نحو : يدعو تقول في جزمه لم يدع زيد. وإعرابه : لم : حرف نفي وجزم وقلب. ويدع : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف الواو والضمة قبلها دليل عليها. وزيد : فاعل. وما كان آخره ياء ، نحو : يرمي تقول في جزمه : لم يرم زيد. وإعرابه : لم يرم : جازم ومجزوم وعلامة جزمه حذف الياء والكسرة قبلها دليل عليها ، وزيد : فاعل.

الموضع الثاني : الأفعال التي رفعها بثبات النون وهي : تفعلان ويفعلان بالفوقية والتحتية تقول في جزمه لم يفعلا. وإعرابه : لم : حرف نفي وجزم وقلب. ويفعلا : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون والألف فاعل وتفعلون ويفعلون بالفوقية والتحتية تقول في جزمه : لم يفعلوا ، وإعرابه : لم : حرف نفي وجزم وقلب.

______________________________________________________

والرفع والنصب وقد علمت وجهها. قوله : (وعلامة جزمه حذف الألف) لأن الجازم لما دخل ولم يجد حركة يتسلط عليها لكون آخر الفعل ساكنا قبله وكان حرف العلة شبيها بالحركة تسلط عليه فحذفه نعم لو اتصل بآخر الفعل نون النسوة أو التوكيد وجب بفاء حرف العلة نحو لم يخشين ولم يرمين ولم يدعون ا ه قليوبي. قوله : (وهو) أي الإجمال بعد التفصيل. قوله : (دأب) أي عادة وقوله : من المؤلفين بيان للمتقدمين جمع مؤلف وهو جامع لكلام وقوله : وهو دأب الخ جواب عما يقال هل المصنف اخترع هذا أو سبق به. قوله : (رحمهم‌الله) جملة خبرية لفظا إنشائية معنى أي اللهم ارحمهم بأن تبلغهم ما يتنعمون به. قوله : (تمرينا) مفعول لأجله أي وإنما تكلم عليها ثانيا على طريق الإجمال لأجل تمرين المبتدى أي التسهيل عليه والتكرار لهذا لا عيب فيه. قوله : (لأنه) أي الذكر إجمالا بعد الذكر تفصيلا. قوله : (أدخل) أي أشد دخولا وقبولا لأنه قد ألفه. قوله : (في نفسه) أي المبتدى.


ويفعلوا : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون والواو : فاعل وتفعلين بالفوقية لا غير تقول في جزمه لم تفعلي ، وإعرابه : لم : حرف نفي وجزم وقلب ، وتفعل : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون والياء فاعل.

«فصل» المعربات قسمان : قسم يعرب بالحركات ، وقسم يعرب بالحروف فالّذي يعرب بالحركات أربعة أنواع : الاسم المفرد ، وجمع التّكسير ، وجمع المؤنّث السّالم ، والفعل المضارع الّذي لم يتّصل بآخره شيء ،

ولما أنهى الكلام على علامات الإعراب تفصيلا شرع يتكلم عليها إجمالا وهو دأب المتقدمين من المؤلفين رحمهم‌الله تعالى تمرينا للمبتدىء لأنه أدخل في نفسه فقال : (فصل) إعرابه : ما مر في باب الإعراب فراجعه لكن النصب هنا بعيد لمخالفته لرسم المنصوب إذ لو نصب لرسم بالألف بعد اللام وبقية الأوجه ظاهرة. والفصل لغة : الحاجز بين الشيئين. واصطلاحا : اسم لجملة من العلم مشتملة على مسائل غالبا. (المعربات) : مبتدأ مرفوع بضمة ظاهرة. (قسمان) : خبر مرفوع بالمبتدأ وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى والنون عوض

______________________________________________________

فصل المعربات

قسمان : قوله : (ما مر الخ) أي من الرفع على الخبرية أو الابتدائية أي هذا فصل أو فصل هذا محله والجر بحرف الجر محذوف أي اقرأ في فصل. قوله : (لكن الخ) استدراك على قوله إعرابه الخ لأنه يتوهم منه عدم بعد النصب. قوله : (هنا) أي في فصل. قوله : (لمخالفته الخ) علة للبعد والضمير للنصب. قوله : (بقية الأوجه) أي غير النصب. قوله : (ظاهرة) أي لأنها موافقة للرسم. قوله : (الحاجز) أي الفاصل فالمصدر بمعنى اسم الفاعل. قوله : (واصطلاحا الخ) والمناسبة ظاهرة لأن كل فصل حاجز بين ما قبله وما بعده هذا والغالب اندراج الجملة الخ تحت باب أو كتاب ومن غير الغالب قد يعبر عن الجملة من المسائل الغير المندرجة تحت ترجمة بفصل. قوله : (والجملة) أي طائفة. قوله : (مشتملة الخ) من اشتمال الكل على كل واحد من أجزائه. قوله : (مسائل) أي قضايا. قوله : (غالبا) أي في الغالب والكثير والقليل اشتماله على مسألة أو مسألتين. قوله : (في المعربات) أي الكلمات المعربات من


عن التنوين في الاسم المفرد وقد يشكل هذا بأن المعربات جمع وقسمان مثنى ولا يخبر بالمثنى عن الجمع وأجيب بأن أل في المعربات للجنس فتبطل معنى الجمعية أو أن قسمان على حذف مضاف ، والتقدير ذوات قسمين فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه فارتفع ارتفاعه فيكون الخبر في الحقيقة المضاف المحذوف. (قسم) : بدل من قسمان وبدل المرفوع مرفوع بالضمة. (يعرب) : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة الظاهرة ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على قسم. (بالحركات) : جار ومجرور متعلق بيعرب. (وقسم) : معطوف على قسم الأول مرفوع بالضمة. (يعرب بالحروف) : وإعرابه : مثل ما قبله يعني أن المعربات قسمان : أحدهما ما يعرب بالحركات الثلاث التي هي الضمة والفتحة والكسرة ويلحق بها السكون. وثانيهما : ما يعرب بالحركات لأنه الأصل على سبيل اللف والياء والنون ويلحق بها الحذف ثم أخذ في بيانها مبتدئا بما يعرب بالحركات لأنه الأصل على سبيل اللف والنشر المرتب فقال : (فالّذي) : الفاء : فاء الفصيحة والذي : اسم موصول صفة لموصوف محذوف والتقدير فالقسم الذي فالقسم : مبتدأ مرفوع بالضمة والذي نعت له مبني على السكون في محل رفع (يعرب) : فعل مضارع مبني للمجهول وهو مرفوع بالضمة الظاهرة ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود على الذي. والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. (بالحركات) : جار ومجرور متعلق بيعرب. (أربعة) : خبر القسم

______________________________________________________

حيث هي سواء كانت بحركة أو بحرف. قوله : (هذا) أي جعل قسمان خبرا عن المعربات. قوله : (بأن الخ) تصوير للإشكال. قوله : (للجنس) أي الصادق بالاثنين فالتأويل في المبتدأ. قوله : (أو أن الخ) جواب ثان والتأويل فيه في الخبر. قوله : (ذوات الخ) أي صاحبات. وفي نسخة ذوو وهي غير مناسبة. قوله : (والمضاف) أي ذوات. قوله : (المضاف إليه) أي قسمين. قوله : (المضاف المحذوف) وهو ذوات. قوله : (بدل) أي مفصل أو بعض. قوله : (في بيانها) أي المعربات. قوله : (مبتدئا) حال من ضمير أخذ. قوله : (لأنه) أي الإعراب بالحركات. قوله : (الأصل) أي في المعربات. قوله : (خبر القسم) أي الذي قدره الشارح قبل الموصول. قوله : (أيضا) أي كما أن ما قبله معطوف عليه أي وترجع للعطف على الاسم مرة ثانية. قوله : (اسم موصول) والجملة بعده صلة والعائد الهاء في بآخره. قوله : (السكون) أي الذي


الواقع مبتدأ وأربعة : مضاف. و (أنواع) : مضاف إليه مجرور. و (الاسم) : بدل من أربعة وبدل المرفوع مرفوع (المفرد) : نعت للاسم (وجمع) : معطوف على الاسم والمعطوف على المرفوع مرفوع وجمع مضاف. و (التّكسير) : مضاف إليه وهو مجرور. و (جمع) : معطوف أيضا على الاسم وجمع مضاف و (المؤنّث) : مضاف إليه. (السّالم) : نعت لجمع ونعت المرفوع مرفوع. (والفعل) : معطوف أيضا على الاسم والمعطوف على المرفوع مرفوع. (المضارع) : نعت للفعل ونعت المرفوع مرفوع (الّذي) : اسم موصول نعت ثان للفعل مبني على السكون في محل رفع لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب. (لم) : حرف نفي وجزم وقلب. (يتّصل) : مضاف إليه في محل جر. (بآخره) جار ومجرور متعلق بيتصل ، وآخره : مضاف والهاء مضاف إليه في محل جر. (شيء) : فاعل يتصل وهو مرفوع بالضمة الظاهرة يعني أن القسم الذي يعرب بالحركات الثلاث والسكون أربعة أشياء : الأول الاسم المفرد تقدم أنه ما ليس مثنى ولا مجموعا ولا ملحقا بهما ولا من الأسماء الخمسة ، نحو : زيد والثاني : جمع التكسير وتقدم أنه ما تغير فيه بناء مفرده ، نحو : الرجال. والثالث : جمع المؤنث السالم وتقدم أنه ما جمع بألف وتاء مزيدتين ، نحو : المسلمات. والرابع : الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء أي نون التوكيد بني على الفتح ، نحو : ليسجنن أو اتصل به نون الإناث بني على السكون ، نحو : يتربصن. أو اتصل به ألف الاثنين ، نحو : يضربان أو واو الجمع ، نحو : يضربون أو ياء المخاطبة ، نحو : تضربين أعرب بالحروف كما يأتي.

وكلّها ترفع بالضّمّة وتنصب بالفتحة وتخفض بالكسرة وتجزم بالسّكون.

ثم أخذ في بيان ما يعرب به كل من المذكورات فقال : (وكلّها) : الواو : للاستئناف كل مبتدأ مرفوع بالابتداء وكل مضاف والهاء : مضاف إليه مبني على

______________________________________________________

ألحق بها. قوله : (أشياء) هو اسم جمع لشيء وأصله شيآء كحمراء نقلت همزته الأولى وجعلت أولا وسكن ما بعدها وفتحت الياء وهو ممنوع من الصرف. قوله : (بنى الخ) أي وخرج عن الإعراب بالحركات. قوله : (كما يأتي) أي في المعرب بالحروف. قوله : (من المذكورات) أي الاسم المفرد والثلاثة بعد. قوله : (وكلها)


السكون في محل جر. (ترفع) : فعل مضارع مبني للمجهول وهو مرفوع بالضمة ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي يعود على الهاء في كلها ، لأن الضمير يعود للمضاف إليه لا إلى كل بخلاف غيرها فإن الضمير يعود على المضاف لا على المضاف إليه غالبا ، نحو : غلام زيد يضرب ، فضمير يضرب عائد على غلام المضاف لا على زيد المضاف إليه. وجملة ترفع في محل رفع خبر المبتدأ (بالضّمّة) : جار ومجرور متعلق بترفع. (وتنصب) : فعل مضارع معطوف على ترفع ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على الهاء في كلها. (بالفتحة) : جار ومجرور متعلق بتنصب وكذا القول في إعراب (وتخفض بالكسرة وتجزم بالسّكون) : يعني أن الأشياء الأربعة السابقة وهي الاسم المفرد وجمع التكسير وجمع المؤنث السالم والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء ترفع جميعا بالضمة ، نحو : يضرب زيد والرجال والمسلمات. فزيد : فاعل يضرب والرجال والمسلمات معطوفان عليه والجميع مرفوع بالضمة وتنصب المذكورات جميعا بالفتحة ما عدا جمع المؤنث السالم ، نحو : لن أضرب زيدا والرجال وإعرابه : لن : حرف نفي ونصب واستقبال. وأضرب :

______________________________________________________

أي الأنواع الأربعة. قوله : (على الهاء) أي التي هي عبارة عن الأنواع. قوله : (لأن الضمير الخ) علة لرجوع الضمير للهاء. قوله : (للمضاف إليه الخ) نحو : جاءني كل القوم منهم الراكب والماشي فالضمير للقوم. قوله : (لا إلى كل) لأنه إنما جيء بها لقصد التعميم. قوله : (غيرها) أي كل كغلام في المثال الآتي. قوله : (يعود على المضاف) أي لأنه المقصود بالحكم وإنما جيء بالمضاف إليه لغرض التخصيص. قوله : (غالبا) ومن غير الغالب قولك باب الأفعال وهو ثلاثة مثلا. قوله : (نحو) خبر لمبتدأ أو مفعول لفعل محذوف وهو مضاف لمحذوف أي قولك وغلام مبتدأ وزيد مضاف إليه وجملة يضرب خبر. قوله : (المبتدأ) وهو كل. قوله : (وتجزم بالسكون) أي مجموعها يجزم بالسكون لتخلف الأنواع الثلاثة الأول عن ذلك كما تخلف المعتل. قوله : (جميعا حال) أي مجتمعة أي من أولها لآخرها. قوله : (وتجر كلها الخ) أي يجر مجموعها بكسرة لتخلف ما ذكره في الفعل إذ الجر لا يدخله. قوله : (يضرب) مثال للفعل المتصل بما ذكر. قوله : (زيد) مثال للاسم المفرد. قوله : (والرجال) مثال لجمع التكسير. قوله : (المسلمات) مثال لجمع المؤنث السالم. قوله : (لن أضرب زيدا والرجال) مثل بأضرب للفعل ويزيدا للاسم المفرد وبالرجال


فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة وفاعله مستتر وجوبا تقديره أنا وزيدا : مفعول به منصوب والرجال معطوف عليه منصوب بالفتحة الظاهرة وتجر كلها بالكسر ما عدا الاسم الذي لا ينصرف ، نحو : مررت بزيد والرجال والمسلمات وإعرابه : مررت : فعل وفاعل. وبزيد : جار ومجرور بالكسر متعلق بمررت والرجال والمسلمات معطوفان على زيد مجروران بالكسرة والفعل المضارع يجزم بالسكون ما لم يكن معتل الآخر ، نحو : لم أضرب زيدا. وإعرابه : لم : حرف نفي وجزم وقلب. وأضرب : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون الفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا وزيدا مفعول به منصوب بالفتحة فقد علمت أن كلها ليست من باب الحكم على جميع المذكورات إلا في حالة الرفع فقط وفي غير الرفع من باب الحكم على البعض ولهذا قال

وخرج عن ذلك ثلاثة أشياء : جمع المؤنّث السّالم ينصب بالكسرة والاسم الّذي لا ينصرف يخفض بالفتحة والفعل المضارع المعتلّ الآخر يجزم بحذف آخره.

(وخرج عن ذلك) : وإعرابه : الواو : للاستئناف. خرج : فعل ماض وعن حرف جر. وذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب. (ثلاثة) : فاعل خرج وهو مرفوع بالضمة الظاهرة وثلاثة : مضاف. و (أشياء) : مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف والمانع له من الصرف ألف التأنيث الممدودة. (جمع) : بدل من ثلاثة

______________________________________________________

للتكسير. قوله : (مررت بزيد والرجال والمسلمات) الأول مثال للمفرد والثاني للتكسير والثالث للمؤنث السالم. قوله : (معتل الآخر) بأن اتصلت به الألف أو الواو أو الياء. وقوله : الآخر بيان للواقع. قوله : (علمت) أي من كلامنا حيث أخرجنا ما ذكر أعني جمع المؤنث السالم والذي لا ينصرف والمعتل. قوله : (إن كلها) بالرفع على الحكاية. قوله : (المذكورات) هي الأنواع الأربعة. قوله : (إلا في حالة الرفع فقط) لأنها كلها ترفع بها. قوله : (على البعض) لتخلف الثلاثة التي سيخرجها. قوله : (ولهذا قال) أي ولأجل أن الحكم في غير الرفع الخ قال الخ. قوله : (جمع الخ) أي


وبدل المرفوع مرفوع جمع مضاف. و (المؤنّث) : مضاف إليه مجرور (السّالم) : بالرفع نعت لجمع ونعت المرفوع مرفوع (ينصب) : فعل مضارع مبني للمجهول وهو مرفوع بالضمة ونائب الفاعل مستتر جوازا تقديره هو يعود على جمع. (بالكسرة) : جار ومجرور متعلق ينتصب والجملة من الفعل ونائب الفاعل في محل نصب على الحال من جمع. (والاسم) : معطوف على جمع والمعطوف على المرفوع مرفوع. (الّذي) : اسم موصول نعت للاسم مبني على السكون في محل رفع لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب. (لا) : نافية و (ينصرف) : فعل مضارع مرفوع وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود على الذي والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول. (يخفض) : فعل مضارع مبني للمجهول وهو مرفوع ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود على الاسم والجملة في محل نصب على الحال من الاسم. (بالفتحة) : جار ومجرور متعلق بيخفض. (والفعل) : معطوف على جمع والمعطوف على المرفوع مرفوع (المضارع) : نعت للفعل ونعت المرفوع مرفوع. (المعتلّ) : نعت ثان للفعل والمعتل مضاف. و (الآخر) : مضاف إليه مجرور. (يجزم) : فعل مضارع مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر جوازا تقديره هو يعود على الفعل والجملة في محل نصب على الحال من الفعل. (بحذف) : جار ومجرور متعلق بيجزم وحذف مضاف و (آخره) : مضاف إليه وآخر مضاف والهاء : مضاف إليه في محل جر لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب ويصح أن تكون الثلاثة أعني جمع والاسم والفعل مبتدآت والجمع أعني ينصب ويخفض ويجزم أخبار عن تلك المبتدآت ، يعني أن الأشياء التي خرجت عن الضابط المذكور في قوله وكلها ترفع إلى آخره ثلاثة :

______________________________________________________

ما يصدق عليه ذلك كهندات لا لفظ جمع إذ هو ينصب بالفتحة. قوله : (في محل نصب على الحال) أي المعنى وخرج عن الضابط المذكور جمع المؤنث السالم في حال نصبه وكذا يقال فيما بعده. قوله : (والاسم الخ) أي ما يصدق عليه ذلك نحو : أحمد لا لفظ الاسم الخ لأنه ليس فيه ما يمنع الصرف. قوله : (صلة الموصول) وقد احتوت على الضمير. قوله : (والفعل الخ) أي ما يصدق عليه ذلك كيغزو. قوله : (أعني جمع الخ) رفع على الحكاية. قوله : (مبتدآت) خبر يكون منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم. قوله : (في قوله) أي المصنف. قوله :


الأول جمع المؤنث السالم وكان القياس أن ينصب بالفتحة لكنهم نصبوه بالكسرة ، نحو : رأيت المسلمات. وإعرابه : رأيت : فعل وفاعل. والمسلمات : مفعول به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة ، لأنه جمع مؤنث سالم.

الثاني : الاسم الذي لا ينصرف وتقدم الكلام عليه وكان حقه أن يخفض بالكسرة لكنهم خفضوا بالفتحة ، نحو : مررت بأحمد. وإعرابه : مررت : فعل وفاعل. بأحمد : الباء : حرف جر. أحمد : مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ، لأنه اسم لا ينصرف والمانع له من الصرف العلمية ووزن الفعل كما مر.

الثالث : الفعل المضارع المعتل الآخر ، أي الذي آخره ألف ، نحو : يخشى أو واو ، نحو : يدعو. أو ياء ، نحو : يرمي. وكان القياس أن يجزم بالسكون لكن لما كان آخره ساكنا من الأصل جزموه بحذف الآخر ، نحو : لم يخش زيد ولم ندع ، ولم يرم. وإعرابه : لم : حرف نفي وجزم وقلب. ويخش : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف الألف والفتحة قبلها دليل عليها. وزيد فاعل. ولم يدع : الواو : حرف عطف. ويدع فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف الواو والضمة قبلها دليل عليها والفاعل مستتر جوازا تقديره هو يعود على زيد. ولم يرم : الواو : حرف عطف. لم : حرف نفي وجزم وقلب. يرم : مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف الياء والكسرة قبلها دليل عليها وفاعله مستتر جوازا يعود على زيد.

والّذي يعرب بالحروف أربعة أنواع : التّثنية وجمع المذكّر السّالم والأسماء الخمسة والأفعال الخمسة وهي يفعلان وتفعلان ويفعلون وتفعلون وتفعلين ، فأمّا التّثنية فترفع بالألف وتنصب وتخفض بالياء.

ثم شرع يتكلم في بيان ما يعرب بالحروف فقال : (والّذي يعرب بالحروف

______________________________________________________

(وكان القياس الخ) لأن الأصل في كل منصوب أن ينصب بالفتحة. قوله : (حقه) أي الأمر الثابت له. قوله : (كما مر) أي في شرح المصنف وأما الفتحة فتكون علامة للخفض الخ. قوله : (لكن لما كان آخره) أي المعتل والآخر الألف أو الواو أو الياء. قوله : (من الأصل) أي قبل دخول الجازم. قوله : (ويرم مجزوم الخ) الفاعل


أربعة أنواع) : وإعرابه كما مر في الذي قبله. والواو هنا للاستئناف. (التّثنية) : بدل من أربعة وبدل المرفوع مرفوع. (وجمع) : معطوف على التثنية والمعطوف على المرفوع مرفوع وجمع مضاف. (المذكّر) : مضاف إليه وهو مجرور. (السّالم) : بالرفع نعت لجمع ونعت المرفوع مرفوع. (والأسماء) : معطوف على التثنية (الخمسة) : نعت للأسماء أو بدل (و) مثلها (الأفعال الخمسة وهي يفعلان وتفعلان ويفعلون وتفعلون وتفعلين) : وهذا على سبيل الإجمال ثم أخذ في بيانها على سبيل التفصيل مرتبا الأول للأول فقال : (فأمّا) : الفاء : فاء الفصيحة. وأما : حرف شرط وتفصيل. (التّثنية) : بمعنى المثنى مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. (فترفع) : الفاء : واقعة في جواب أما وترفع : فعل مضارع مبني للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي يعود على التثنية. والجملة من الفعل ونائب الفاعل في محل رفع خبر المبتدأ والجملة من المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط وهو أما. (بالألف) : جار ومجرور متعلق بترفع. (وتنصب) : الواو : حرف عطف تنصب فعل مضارع مرفوع ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي

______________________________________________________

ضمير زيد. قوله : (في الذي قبله) أي قوله والذي يعرب بالحركات الخ. قوله : (والواو هنا الخ) أتى بذلك لأن الواو هنا موضع الفاء فيما تقدم فربما يتوهم أنها للفصيحة كالفاء. وقوله : للاستئناف أي البياني أو النحوي وهو الكلام المنفصل عما قبله ويجوز كونها للعطف. قوله : (أو بدل) أي بدل كل من كل ولا يحتاج لضمير لأنه عين المبدل منه كما في المغني والأول هو المشهور عند المبتدئين. قوله : (ومثلها) أي مثل الأسماء الخمسة الأفعال الخمسة في كون الأفعال معطوفا على التثنية والخمسة نعتا أو بدلا ويستغنى بهذا عن قوله بعد وإعرابه مثل ما تقدم في الأسماء الخمسة الذي يوجد في غالب النسخ. قوله : (يفعلان) وما عطف عليه خبر هي مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها الحكاية أي هذه الألفاظ التي يقاس عليها ما وزانها ويحتمل أنها مقولة لقول محذوف وهو الخبر أي وهي قولك يفعلان الخ فافهم. قوله : (وإعرابه الخ) أي ما عد وهي يفعلان الخ. قوله : (وهذا) أي وقوله : والذي يعرب الخ. قوله : (على سبيل الإجمال) لأنه لم يبين الحروف المعرب بها كل واحد. قوله : (مرتبا) حال أي حال كونه جاعلا. قوله : (الأول) أي في التفصيل. قوله : (للأول) أي في الإجمال أي والثاني للثاني الخ. قوله :


يعود أيضا على التثنية. (وتخفض) : وإعرابه كذلك (بالياء) : جار ومجرور متعلق بتنصب على الأولى عند البصريين يقدر مثله لتخفض ومتعلق بتخفض على الأولى عند الكوفيين ويقدر مثله لتنصب وكذا يقال فيما يأتي ، يعني أن القسم الذي يعرب بالحروف أربعة أشياء : الأول : التثنية بمعنى المثنى من إطلاق المصدر وإرادة اسم المفعول والمثنى يرفع بالألف ، نحو : جاء الزيدان. وإعرابه : جاء : فعل ماض. والزيدان : فاعل مرفوع بالألف نيابة عن الضمة ، لأنه مثنى والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد وينصب ويخفض بالياء فالنصب ، نحو : رأيت الزيدين. وإعرابه : رأيت : فعل وفاعل. والزيدين : مفعول به منصوب بالياء المفتوح ما قبلها المكسور ما بعدها نيابة عن الفتحة ، لأنه مثنى والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد والخفض ، نحو : مررت بالزيدين. وإعرابه : مررت : فعل وفاعل. بالزيدين : جار ومجرور وعلامة جره الياء المفتوح ما قبلها المكسور ما بعدها ، لأنه مثنى والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

وأمّا جمع المذكّر السّالم فيرفع بالواو وينصب ويخفض بالياء ، وأمّا الأسماء الخمسة فترفع بالواو وتنصب بالألف وتخفض بالياء ، وأمّا الأفعال الخمسة فترفع بالنّون وتنصب وتجزم بحذفها.

ثم شرع في بيان القسم الثاني وهو جمع المذكر السالم فقال : (وأمّا جمع المذكّر) : الخ. وإعرابه : الواو : حرف عطف أو للاستئناف. أما : حرف شرط وتفصيل. جمع : مبتدأ مرفوع بالابتداء. وجمع مضاف والمذكر : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. (السّالم) : نعت لجمع ونعت المرفوع مرفوع. (فيرفع) : الفاء :

______________________________________________________

(على الأولى) بفتح الهمزة وسكون الواو أي ويجوز غيره وإنما كان هذا أولى لتقدمه. قوله : (عند البصريين) صوابه عند الكوفيين لأن هذا منقول عنهم لا عن البصريين كما سيصرح به بعد قول المصنف وتنصب وتجزم بحذفها وكما نص عليه ابن مالك وغيره. قوله : (عند الكوفيين) صوابه عند البصريين ووجه الأولوية عندهم القرب من العامل. قوله : (فيما يأتي) أي في جمع المذكر السالم حيث قال وينصب الخ وأما قوله : وتنصب وتجزم بحذفها فقد أعربه. قوله : (المصدر) أي التثنية. قوله : (اسم المفعول) أي المثنى. قوله : (القسم الثاني) الأولى الشيء الثاني. قوله : (وإعرابه


واقعة في جواب أما ، يرفع : فعل مضارع مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر جوازا تقديره هو يعود على جمع. والجملة من الفعل ونائب الفاعل في محل رفع خبر المبتدأ وهو جمع. وجملة المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط وهو أما. (بالواو) : جار ومجرور متعلق بيرفع. (وينصب ويخفض بالياء) : وإعرابه : نظير ما مر في المثنى ، يعني أن جمع المذكر السالم يعرب حالة الرفع بالواو ويعرب حالة النصب والجر بالياء تقول : جاء الزيدون ، ورأيت الزيدين ومررت بالزيدين. وإعرابه : جاء : فعل ماض. والزيدون : فاعل مرفوع بالواو نيابة عن الضمة ، لأنه جمع مذكر سالم. ورأيت الزيدين : رأى : فعل ماض. والتاء : ضمير المتكلم فاعل مبني على الضم في محل رفع. والزيدين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها ، لأنه جمع مذكر سالم. ومررت بالزيدين. وإعرابه : مررت : فعل وفاعل. وبالزيدين : جار ومجرور وعلامة جره الياء المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها لأنه جمع مذكر سالم. (وأمّا) : الواو : حرف عطف. أما حرف شرط وتفصيل. (الأسماء) : مبتدأ مرفوع بالابتداء. (الخمسة) : نعت للأسماء ونعت المرفوع مرفوع (فترفع) : الفاء : واقعة في جواب أما. ترفع : فعل مضارع مبني لما لم يسم فاعله مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي يعود على الأسماء والجملة من الفعل ونائب الفاعل في محل رفع خبر المبتدأ وهو الأسماء الخمسة وجملة المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط وهو أما. (بالواو) : جار ومجرور متعلق بترفع. (وتنصب) : الواو : حرف عطف. تنصب : فعل مضارع مبني لما لم يسم فاعله ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي يعود على الأسماء. (بالألف) : جار ومجرور متعلق بتنصب. (وتخفض) : الواو : حرف عطف. وتخفض : فعل مضارع مبني لما لم يسم

______________________________________________________

نظير ما مر في المثنى) لا حاجة له لأنه علم من قوله سابقا وكذا يقال فيما يأتي. قوله : (وهو الأسماء الخمسة) الأولى حذف الخمسة لأن المبتدأ هو الأسماء فقط أو المعنى وهو الأسماء المتصفة بما ذكر. قوله : (نظير ما مر) أي مثل الإعراب الذي مر في قوله. وأما الأسماء الخ وما قبله. قوله : (فترفع الخ) إنما أعربت بالحروف نظير الأسماء لتوافقهما في الدلالة على المثنى وغيره وحملوا نصبها على جزمها كما حملوا نصب بعض الأسماء على جرها. قوله : (مبني لما لم يسم فاعله) أي مصوغ للإسناد لمفعول لم نذكر فاعله أي فاعل فعل ذلك المفعول فالكلام على حذف


فاعله وهو مرفوع بالضمة ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي يعود على الأسماء. (بالياء) : جار ومجرور متعلق بتخفض. (وأمّا الأفعال الخمسة فترفع) : وإعرابه نظير ما مر. (بالنّون) : الباء : حرف جر. والنون : مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة والجار والمجرور متعلق بترفع. (وتنصب) : الواو : حرف عطف. تنصب : فعل مضارع مبني لما لم يسم فاعله مرفوع بالضمة ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي يعود أيضا على الأفعال والجملة معطوفة على جملة ترفع. (وتجزم) : الواو : حرف عطف. تجزم : فعل مضارع مبني لما لم يسم فاعله ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي يعود أيضا على الأفعال. والجملة معطوفة أيضا على جملة ترفع. (بحذفها) : الباء : حرف جر. وحذف : مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة والجار والمجرور تنازعه كل من تنصب وتجزم فعند البصريين متعلق بالثاني وعند الكوفيين متعلق بالأول وحذف مضاف والهاء مضاف إليه مبني على السكون في محل جر لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب ، يعني : أن الأفعال الخمسة تعرب حالة الرفع بالنون ، نحو : يفعلان. وإعرابه : يفعلان : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون نيابة عن الضمة ، لأنه من الأفعال الخمسة والألف فاعل مبني على السكون في محل رفع وتعرب في حالة النصب بحذف النون ، نحو : لن يفعلا. وإعرابه : لن : حرف نفي ونصب واستقبال. ويفعلا : فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه حذف النون والألف فاعل وتعرب حالة الجزم أيضا بحذف النون ، نحو : لم يفعلا وإعرابه : لم : حرف نفي وجزم وقلب. ويفعلا : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون والألف فاعل وقس على ذلك بقية الأمثلة.

______________________________________________________

مضاف. قوله : (أيضا) أي كما أن ضمير ما قبله راجع لها. قوله : (تنازعه) التنازع لغة التجاذب واصطلاحا أن يتقدم عاملان فأكثر على معمول لكل منهما طالب له من جهة المعنى انتهى عزى. قوله : (فعند البصريين الخ) أي فالأولى عند البصريين أنه متعلق الخ وهذا هو الحق لا ما سبق كما علمت. قوله : (على ذلك) أي إعراب يفعلان ولن يفعلا ولم يفعلا. قوله : (بقية الأمثلة) أي فيقاس على يفعلان وتفعلان ويفعلون وتفعلون وتفعلين فكلها مرفوعة بثبوت النون والألف والواو والياء فاعل ويقاس على لن يفعلا لن تفعلا ولن يفعلوا ولن تفعلوا ولن تفعلي فكلها منصوبة وعلامة نصبها حذف النون والألف والواو والياء فاعل ويقاس على لم يفعلا لم تفعلا ولم يفعلوا ولم تفعلوا ولم تفعلي فكلها مجزومة وعلامة جزمها حذف النون والألف والواو والياء فاعل والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


باب الأفعال

الأفعال ثلاثة : ماض ومضارع وأمر نحو ضرب ويضرب واضرب ،

«باب الأفعال» إعرابه كما تقدم من الأوجه السابقة والأولى جعله خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هذا باب. وإعرابه : ها : حرف تنبيه. وذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع. وباب : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. وباب : مضاف. والأفعال : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. (الأفعال) : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. (ثلاثة) : خبر المبتدأ مرفوع بالمبتدأ وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. (ماض) : بدل من ثلاثة وبدل المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين وأصل ماض ماضي بتحريك الياء منونة فاستثقلت الحركة على الياء فحذفت فالتقى ساكنان الياء مع التنوين فحذفت الياء لالتقاء الساكنين والماضي : ما دل على حدث وقع وانقطع

______________________________________________________

باب الأفعال

قوله : (كما تقدم) أي مثل الإعراب المتقدم في باب الإعراب. قوله : (من الأوجه) بيان لما. قوله : (والأولى الخ) هو بفتح الهمزة وقد تقدم وجه الأولوية. قوله : (تقديره) أي المذكور من الخبر والمبتدأ المحذوف. قوله : (الأفعال) جمع فعل بكسر الفاء وعدل عن الإضمار الذي هو مقتضى المقام إيضاحا. قوله : (بدل) أي أو خبر لمبتدأ محذوف. قوله : (منونة) حال أي وإلا لم يتأت التقاء الساكنين. قوله : (فحذفت) أي الحركة فصار ماضيا بسكون النون. قوله : (فحذفت الياء) لأنها جزء كلمة. قوله : (والماضي) أي الفعل الموصوف بذلك وإنما قدمه على المضارع ثم المضارع على الأمر اقتداء بالقرآن العظيم فإن الله ذكر أولا الماضي في قوله : (إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً) [يس : ٨٢] ثم المضارع في قوله أن يقول له ثم الأمر في قوله كن فتفطن. قوله : (ما) أي لفظ. قوله : (دل) أي بالمعنى التضمني إن اعتبرت النسبة إلى فاعل معين أو المطابقي إن لم تعتبر ا ه. قليوبي. قوله : (على حدث) كالضرب في


وعلامته أن يقبل تاء التأنيث ، نحو : ضرب تقول فيه : ضربت هند. وإعرابه : ضرب : فعل ماض. والتاء : علامة التأنيث. وهند : فاعل مرفوع بالضمة. (ومضارع) : الواو : حرف عطف مضارع معطوف على ماض والمعطوف على المرفوع مرفوع والمضارع ما دل على حدث يقبل الحال والاستقبال وعلامته أن يقبل لم ، نحو : لم يضرب تقول : لم يضرب زيد. وإعرابه : لم : حرف نفي وجزم وقلب. ويضرب فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون. وزيد : فاعل مرفوع بالضمة. (وأمر) : الواو : حرف عطف. أمر : معطوف على ماض والمعطوف على المرفوع مرفوع والأمر ما دل على حذف في المستقبل وعلامته أن يقبل ياء المخاطبة ، نحو : اضرب. تقول فيه : اضربي. وإعرابه : اضربي : فعل أمر مبني على حذف النون. والياء : فاعل. (نحو) : يصح رفعه على كونه خبر المبتدأ محذوف تقديره وذلك نحو وإعرابه : الواو : للاستئناف. وذا : اسم إشارة مبتدأ مبني على السكون في محل رفع واللام : للبعد. والكاف : حرف خطاب. ونحو : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة ويصح نصبه على كونه مفعولا لفعل محذوف تقديره أعني نحو. وإعرابه : أعني : فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل ، والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا. ونحو : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ونحو : مضاف. (ضرب) : مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر. (ويضرب) : الواو : حرف عطف. يضرب : معطوف على ضرب مبني على الضم في محل جر. (واضرب) : الواو : حرف عطف. اضرب : معطوف على ضرب مبني على السكون في محل جر. وهذه الأمثلة الثلاثة :

______________________________________________________

ضرب. قوله : (وعلامته) أي الماضي. قوله : (ومضارع) أي مشابه للاسم في مطلق الحركات والسكنات كضارب ويضرب. قوله : (الحال) هو القدر المشترك بين الماضي والمستقبل. قوله : (وأمر) هو لغة نقيض النهي وجمعه أوامر واصطلاحا ما ذكره الشارح. قوله : (في المستقبل) أي حاصل في المستقبل أي بعد التلفظ بالصيغة. قوله : (ويصح الخ) الأولى الإحالة على ما سبق لأن العهد قريب. قوله : (مبني على الفتح الخ) فيه أنه في كلام المصنف اسم مجرور بكسرة مقدرة منع منها حركة الحكاية وكذا يقال فيما بعده لكن بإبدال حركة الحكاية بسكون الحكاية في الثالث.


الماضي والمضارع والأمر على اللف والنشر المرتب فإن قلت : كيف تعرب هذه الأفعال كإعراب الأسماء ويدخلها الجر مع أنه ممنوع منها. قلت : هي أسماء باعتبار لفظها فلذا دخلها الجر محلا.

فالماضي مفتوح الآخر أبدا ، والأمر مجزوم أبدا.

(فالماضي) : الفاء : فاء الفصيحة. الماضي : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل. (مفتوح) : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة. ومفتوح : مضاف. و (الآخر) : مضاف إليه مجرور بالكسرة. (أبدا) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، يعني أن الفعل الماضي مبني على الفتح دائما إما لفظا ، نحو : ضرب زيد. وإعرابه : ضرب : فعل

______________________________________________________

قوله : (فعل مضارع) أي على صورته وإلا فهو في كلام المصنف اسم. قوله : (وهذه) أي الألفاظ الثلاثة وهي ضرب الخ. قوله : (والماضي) خبر لمحذوف أو بدل. قوله : (المرتب) لأن ضرب راجع لقوله ماض ويضرب لمضارع واضرب لأمر. قوله : (الأفعال) أي ضرب الخ. قوله : (كإعراب الأسماء) حيث جعلت مضافا إليها. قوله : (أنه) أي الجر. قوله : (منها) أي الأفعال. قوله : (قلت) أي مجيبا عن هذا السؤال. قوله : (هي) أي الأفعال وقوله : باعتبار لفظها فالمعنى نحو هذه الألفاظ. قوله : (فلذا) أي فلكونها أسماء بهذا الاعتبار. قوله : (محلا) أي لفظا لأن صورتها أفعال. قوله : (الفاء فاء الفصيحة) والتقدير إذا أردت معرفة أحكام كل فالماضي الخ. قوله : (مفتوح الآخر الخ) أي مبني على الفتح في جميع أحواله أما البناء فلا يسأل عن علته لأنه الأصل في الأفعال. وأما كونه على حركة فلمشابهته الاسم في وقوعه صلة وصفة وخبرا وحالا وإنما كانت الحركة خصوص الفتحة لخفتها وثقل الفعل. قوله : (دائما) ظرف تفسير لأبدا. قوله : (إما لفظا) إما بكسر الهمزة اعتراضية وهي حرف تفصيل ولفظا تمييز أو منصوب بنزع الخافض. قوله : (وإما) الواو حرف عطف وإما حرف تفصيل أو الواو زائدة وإما للعطف. وصرح ابن الحاجب في شرح المفصل بأن مجموع قولنا وإما هو العاطف في جاء إما زيد وإما عمرو. وقال : ولا يبعد أن تكون كلمة مستقلة حرفا في موضع وبعض حرف في موضع آخر كيا من أيا وهيا انتهى من الدماميني على المغني. قوله : (عصاه) مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة


ماض مبني على الفتح. وزيد : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة وإما تقديرا للتعذر ، نحو : ألقى موسى عصاه. وإعرابه : ألقى : فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف منع من ظهورها التعذر. وموسى : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر وإما تقديرا للمناسبة ، نحو : ضربوا. وإعرابه : ضرب : فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة. والواو : فاعل مبني على السكون في محل رفع وإنما كانت حركة مناسبة لأن الواو لا يناسبها إلا ضم ما قبلها وإما تقديرا كراهة توالي أربع متحركات ، نحو : ضربت بسكون الباء الموحدة وإعرابه : ضرب : فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض كراهة توالي أربع متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة والتاء فاعل. (والأمر) : الواو : حرف عطف ، الأمر : مبتدأ مرفوع بالابتداء. (مجزوم) : خبر المبتدأ المرفوع

______________________________________________________

على الألف منع من ظهورها التعذر وعصا مضاف والهاء مضاف إليه مبني على الضم في محل جر. قوله : (وإما تقديرا للتعذر) معطوف على إما لفظا وكذا ما بعده. قوله : (لأن الواو الخ) وأما نحو : رموا ودعوا فالفتح مقدر على الألف المنقلبة عن الياء والواو لأن الأصل رميووا ودعووا تحركت الياء والواو وانفتح ما قبلهما فقلبتا فالتقى ساكنان فحذفت الألف وبقيت الفتحة لتدل عليها. قوله : (المحل) هو الياء. قوله : (كراهة) مفعول لأجله أي لأجل كراهة الخ. وأما نحو : بقرة وشجرة فالتاء في نية الانفصال وأما جندل فأصله جنادل ثم إن كراهة الخ في الثلاثي وبعض الخماسي كانطلقت وحمل الرباعي كدحرجت والسداسي كاستخرجت وبعض الخماسي كتعظمت عليه إجراء للباب على وتيرة واحدة واختار بعضهم أن الموجب لسكون آخر الفعل تمييز الفاعل من المفعول في نحو : أكرمنا بالسكون وأكرمنا بالفتح وحملت التاء ونون النسوة على نا للمساواة في الرفع والاتصال فتدبر. قوله : (فيما الخ) أي في تركيب هو أي ذلك التركيب مثل الكلمة في شدة الاتصال لأن الضمير بشدة ملازمته للفعل كأنه جزء منه وإلا فالفعل كلمة والفاعل أخرى.

(واعلم) أن قوله فيما ظرف لتوالي لا لأربع متحركات لئلا يلزم ظرفية الشيء في نفسه في نحو : ضربت لا في نحو : انطلقت بل ظرفية أربع فيه من ظرفية الجزء في الكل. قوله : (والأمر) قدمه على المضارع على خلاف صنيعه السابق لقلة الكلام عليه ا ه قليوبي. قوله : (مجزوم) أي يعامل معاملته لأنه يبنى على السكون والحذف كما


بالضمة. (أبدا) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، يعني أن فعل الأمر مبني على السكون دائما إما لفظا ، نحو : اضرب زيدا. وإعرابه : اضرب : فعل أمر مبني على السكون والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت. وزيدا : مفعول به منصوب. وإما تقديرا للتخلص من التقاء الساكنين إذا اتصل به نون التوكيد خفيفة أو ثقيلة ، نحو : اضربن يا زيد بفتح الباء الموحدة وإعرابه : اضربن : فعل أمر مبني على سكون مقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بالفتح العارض لالتقاء الساكنين والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت والنون للتوكيد. يا زيد : يا : حرف نداء. وزيد : منادى مبني على الضم في محل نصب أو اتصل به نون النسوة ، نحو : اضربن يا هندات. وإعرابه كإعراب ما قبله إلا أن النون هنا ضمير النسوة فاعل مبني على السكون في محل رفع بخلافها فيما قبلها فإنها فيه للتوكيد كما علمت هذا إذا كان صحيح الآخر ولم يكن من الأفعال الخمسة فإن

______________________________________________________

أن المجزوم يجزم بهما أو المراد به الجزم اللغوي وهو القطع لقطع الحركة والحرف عنه والمؤدى واحد ومما بني على السكون والحذف قوله :

من أبا قاسم وأم أباه

ولزيدا ومن أباه الجهولا

فمن أمر من المين وهو الكذب وأبا قاسم مفعول به ومضاف إليه وأم أمر مبني على السكون مقدر للإدغام ومعناه اقصد والفاعل مستتر وأباه مفعول ومضاف إليه و «ل» : فعل أمر مبني على حذف الياء والفاعل مستتر وزيدا مفعول ومن أمر مبني على السكون وأباه : مفعول ومضاف إليه والجهولا : صفته وألفه للإطلاق فتدبر. قوله : (اضربن يا زيد) بسكون النون وتشديدها. قوله : (أو اتصل به نون النسوة) الأولى حذفه وتقديم المثال على قوله وإما تقديرا لأن السكون فيه ملفوظ. قوله : (النسوة) اسم جمع امرأة على غير لفظها كخيل اسم جمع فرس. قوله : (اضربن) بسكون الباء وفتح النون لأن نون النسوة يبنى الفعل معها على السكون كما في قوله تعالى : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَ) [الأحزاب : ٣٣] الآية. قوله : (وإعرابه) أي اضربن يا هندات. قوله : (كإعراب ما قبله) وهو اضربن يا زيد أقول ليس هذا موافقا لذاك إلا في إعراب يا وما بعدها لأن الفعل هنا مبني على السكون الظاهر فالتشبيه غير صحيح فافهم منصفا. قوله : (على السكون) صوابه على الفتح كما في بعض النسخ. قوله : (بخلافها) أي وهذا ملتبس بخلافها أي بمخالفتها. قوله : (كما علمت) أي من قولنا والنون


كان معتلا أي آخره حرف علة فإنه يبنى على حذف حرف العلة ، نحو : اخش وادع وارم. وإعرابه : اخش : فعل أمر مبني على حذف الألف والفتحة قبلها دليل عليها والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت. وادع : الواو : حرف عطف. وادع : فعل أمر مبني على حذف الواو والضمة قبلها دليل عليها والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. وارم : الواو : حرف عطف. ارم : فعل أمر مبني على حذف الياء والكسرة قبلها دليل عليها والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت أو كان من الأفعال الخمسة فإنه يبنى على حذف النون ، نحو : افعلا وافعلوا وافعلي. وإعرابه : افعلا : فعل أمر مبني على حذف النون والألف فاعل. وافعلوا : الواو : حرف عطف. افعلوا : فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل. وافعلي : فعل أمر مبني على حذف النون والياء فاعل. والحاصل : أن فعل الأمر يبنى على ما يجزم به المضارع منه فإن كان مضارعه يجزم بالسكون كيضرب تقول فيه : لم يضرب ، فإن الأمر منه كذلك مبني على السكون ، نحو : اضرب. وإن كان مضارعه يجزم بالحذف ، نحو : لم يخش ، ولم يدع ، ولم يرم ولم يفعلا ولم يفعلوا ، ولم تفعلي ، فإن الأمر منه كذلك يبنى على الحذف تقول : اخش وادع وارم افعلا افعلوا افعلي وتقدم إعراب ذلك وعلى ذلك قول أبي رفعة المشهور :

والأمر مبني على ما يجزم

به مضارعه أيا من يفهم

______________________________________________________

للتوكيد. قوله : (هذا) أي محل كونه مبنيا على السكون اللفظي أو التقديري. قوله : (كان) أي فعل الأمر. قوله : (فإن كان الخ) شروع في مفهوم صحيح وما بعده. قوله : (أو كان من الأفعال الخ) عطف على قوله : فإن كان معتلا. قوله : (نحو افعلا) دخل سلا من قول الشاعر

بثينة شأنها سلبت فؤادي

بلا ذنب أتيت به سلا ما

فسلا فعل أمر وفاعل وما استفهامية ، مبتدأ وشأنها خبر وبثينة : مفعول سلا وكلوا واشربي وغيرها. قوله : (والحاصل) أي حاصل حكم فعل الأمر على طريق الاختصار. قوله : (فيه) أي في يضرب. قوله : (مبني على السكون) توضيح لما فهم من قوله كذلك. قوله : (وعلى ذلك) أي وأتى على ذلك أي ما قلناه في الحاصل. قوله : (رفعة) مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة للعلمية والتأنيث. قوله : (المشهور) بالرفع صفة للمضاف وبالجر صفة للمضاف إليه. قوله : (والأمر) الواو بحسب ما


والمضارع ما كان في أوّله إحدى الزّوائد الأربع ، يجمعها قولك أنيت وهو مرفوع أبدا حتّى يدخل عليه ناصب أو جازم.

(والمضارع) : الواو : حرف عطف أو للاستئناف المضارع مبتدأ مرفوع بالابتداء. (ما) : اسم موصول بمعنى الذي أو نكرة موصوفة بمعنى لفظ خبر المبتدأ مبني على السكون في محل رفع. (كان) : فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر. (في أوّله) : في : حرف جر أوله مجرور بفي وعلامة جره الكسرة الظاهرة. وأول : مضاف والهاء : مضاف إليه مبني على الكسر في محل جر والجار والمجرور متعلق بمحذوف في محل نصب خبر كان مقدما. (إحدى) : اسم كان مؤخرا مرفوع بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر. والجملة من كان واسمها وخبرها لا محل لها من الإعراب صلة ما على الأول أو محلها رفع صفة لها على الثاني وإحدى : مضاف. (الزّوائد) : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. (الأربع) : صفة للزوائد وصفة المجرور مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة. (يجمعها) : يجمع : فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. وها : مفعول به مبني على السكون في محل نصب. (قولك) : قول : فاعل يجمع مرفوع بالضمة الظاهرة. وقول : مضاف. والكاف : مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر. (أنيت) : أنى : فعل ماض. والتاء :

______________________________________________________

قبلها والأمر مبتدأ ومبني خبره. وقوله : على ما أي الذي جار ومجرور متعلق بمبني وقوله : يجزم مضارع مبني للمجهول وقوله به متعلق به. وقوله : مضارعه نائب فاعل ومضاف إليه. وقوله : أيا حرف نداء مبني على السكون لا محل له وقوله : من أي الطالب الذي مبني على ضم مقدر منع منه السكون الأصلي في محل نصب فهو بفتح الميم. وقوله : يفهم فعل مضارع وفاعله يعود على من. قوله : (من أوله) الظرفية فيه وفي الآخر مما جرى على الألسنة والقصد غير معناها. قوله : (على الأول) هو على كونها موصولة. قوله : (على الثاني) هي كونها نكرة. قوله : (الزوائد) جمع زائدة بدليل إحدى وإنما اختيرت هذه الحروف لأنها أخف من غيرها وخصت بالمضارع لأنها طارئة كما أن المضارع طارىء بعد الماضي. قوله : (قولك) أي مقولك وأنيت بدل منه أو عطف بيان والكلام على حذف مضاف أي حروف مقولك أنيت لا معناه وقد أبقى الشارح القول على حاله فجعل محل أنيت أيضا. قوله : (أنى فعل ماض)


ضمير المتكلم فاعل مبني على الضم في محل رفع. والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب مقول القول. وأنيت : بمعنى أدركت ، يعني : أن الفعل المضارع هو ما كان مبدوءا بحرف من الحروف الأربعة المجموعة في قولك : أنيت وهي الهمزة وتشترط أن تكون للمتكلم ، نحو : أقوم. وإعرابه : أقوم : فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم وعلامة رفعه الضمة الظاهرة والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا ، فالهمزة في أقوم للمتكلم بخلاف همزة أكرم فإنها للغائب. تقول : أكرم زيد عمرا فلذا دخلت على الماضي والنون ويشترط أن تكون للمتكلم المعظم نفسه أو معه غيره ، نحو : تقوم. وإعرابه : تقوم : فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم وعلامة رفعه الضمة الظاهرة والفاعل مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. فالنون تقوم للمتكلم المعظم نفسه أو غيره معه بخلاف نون نرجس ، فإنها للغائب فلذا دخلت على الماضي تقول : نرجس زيد الدواء إذا جعل فيه النرجس. والنرجس : نبات ذو رائحة طيبة والياء التحتية ويشترط أن تكون

______________________________________________________

وهو إن لم يتصل بالضمير مبني على فتح مقدر على الألف منع من ظهوره التعذر وأصله أني بتحريك الياء فقلبت ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها وترد عند الاتصال بالضمير لأنه يرد الأشياء إلى أصولها فإن اتصل به كما في كلام المصنف بني على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض. قوله : (بمعنى أدركت) ففيه تفاؤل حسن فلذا عبر به ولم يعبر بنأيت لما فيه من التشاؤم إذ معناه بعدت. قوله : (ويشترط الخ) ترك المصنف الشروط اتكالا على الموقف. قوله : (للمتكلم) أي لتكلم المتكلم لأن هذه الحروف موضوعة للتكلم والخطاب والغيبة بخلاف الضمائر فافهم. قوله : (أكرم) بفتح الهمزة والراء. قوله : (فلذا) أي فلأجل كونها للغائب. قوله : (المعظم نفسه) أي الذي يأتي بها على وجه التعظيم بإقامة نفسه مقام جماعة وإن لم يكن في الواقع كذلك واستعمالها في هذه الحالة مجاز حيث أطلق ما للجمع على الواحد. قوله : (معه) أي المتكلم أي معه في الوضع فليس المراد أنها موضوعة للمتكلم بشرط مصاحبة غيره له لأن الوضع لكل فلو قال أوله وغيره لكان أولى. قوله : (نرجس) بفتح النون وسكون الراء وفتح الجيم والسين المهملة. قوله : (نرجس زيد الدواة) فعل وفاعل ومفعول والدواة : ما يكتب منها وجمعها دويات مثل : حصاة وحصيات. قوله : (النرجس) بكسر النون وفتحها والجيم


للغائب ، نحو : يقوم زيد. وإعرابه : يقوم : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وزيد : فاعل مرفوع. فالياء في يقوم للغائب بخلاف ياء يرنأ فإنها تكون للغائب والمتكلم فلذا دخلت على الماضي تقول : يرنأ زيد الشيب ويرنأته إذا خضبته بالحناء والتاء الفوقية ويشترط أن تكون للغائبة أو للمخاطب ، نحو : تقوم هند وتقوم يا زيد. وإعرابه : تقوم : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة. وهند : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة وتقوم : الواو : حرف عطف. تقوم : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. ويا : حرف نداء ، وزيد : منادى مبني على الضم في محل نصب فالتاء في تقوم : للغائبة أو المخاطب بخلاف تاء تعلم فإنها للغائبة فلذا دخلت على الماضي تقول : تعلم زيد المسألة. فهذه أعني : أقوم ونقوم بالنون ويقوم بالتحتية ونقوم بالفوقية كلها أفعال مضارعة لوجود حروف الزيادة في أولها والاستتار واجب فيها إلا المبدوء بالياء وتاء الغائبة فإن الاستتار فيهما جائز لا واجب وسميت هذه الحروف الأربعة بالأحرف الزوائد لزيادتها على الفاء والعين واللام المسميات بالميزان الأصلي فإن يقوم على وزن يفعل بسكون الفاء وضم العين إذ أصله يقوم على وزن ينصر نقلت حركة الواو إلى الساكن قبلها فصار يقوم على وزن يدوم فالقاف تسمى فاء الكلمة لكونها في مقابلة فاء يفعل. والواو تسمى عين الكلمة والميم تسمى لام الكلمة لكونهما في مقابلة العين واللام في يفعل فهذه الحروف الثلاثة هي الأصول فتعين زيادة الياء ومثلها الهمزة والنون والتاء. (وهو) : الواو : للاستئناف هو ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع. (مرفوع) : خبر المبتدأ مرفوع بالمبتدأ. (أبدا) : ظرف زمان منصوب على الظرفية (حتّى) : حرف غاية وجر. (يدخل) فعل مضارع منصوب بأن

______________________________________________________

مكسورة لا غير. قوله : (يرنأ) بفتح الياء التحتية وسكون الراء. قوله : (يرنا زيد الخ) مثال لدخولها على الغائب لأن الاسم الظاهر من قبيل الغيبة. قوله : (ويرناته) مثال لدخولها على المتكلم. قوله : (بالحناء) ولو قال : باليرنا أي الحناء لكان أحسن. قوله : (خضبته) أي صبغت الشيب وهو من باب ضرب كما في التجريد. قوله : (تعلم) بفتح التاء وشد اللام. قوله : (تعلم زيد المسألة) فعل وفاعل ومفعول. قوله : (والاستتار) أي استتار الضمير. قوله : (الأصلي) أي لمقابلة الأصول لها. قوله : (ومثلها) أي الياء في الزيادة. قوله : (غاية) أي للرفع. قوله : (وجر) أي للمصدر


المضمرة وجوبا بعد حتى وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. (عليه) : على حرف جر والهاء ضمير مبني على السكون في محل جر لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب. (ناصب) : فاعل يدخل مرفوع بضمة ظاهرة. (أو) : حرف عطف. (جازم) : معطوف على ناصب والمعطوف على المرفوع مرفوع يعني أن الفعل المضارع يستمر على رفعه إلى وجود ناصب فينصبه أو جازم فيجزمه. واختلف في رافعه فقيل : وهو الصحيح التجرد من الناصب والجازم. وقيل : أحرف المضارعة وهي الأحرف الأربعة السابقة. وقيل : مشابهته للاسم في الحركات والسكنات كيضرب فإنه على وزن ضارب. وقيل : حلوله محل الاسم ورد هذه الأقوال ما عدا الأول يعلم من المطولات.

فالنّواصب عشرة وهي : أن ولن وإذن وكي ولام كي ولام الجحود

______________________________________________________

المنسبك لأن الفعل بعدها في تأويل المصدر. قوله : (مضمرة) حال. قوله : (فينصبه الخ) فائدة ذلك بعد قول المصنف ناصب أو جازم الاحتراز عن الناصب المهمل نحو : أن تقرآن وعن الجازم كذلك نحو : لم يوفون. قوله : (فقيل الخ) هو ما ذهب إليه حذاق الكوفيين ومنهم القراء ا ه أشموني. قوله : (هو الصحيح) أي بعدم رده بخلاف ما بعده. قوله : (التجرد الخ) فإن قلت التجرد عدمي والرفع وجودي والعدم لا يكون علامة للوجودي قلت : قد أجيب عن هذا بعد تسليم أن التجرد عدمي بأنه عبارة عن استعمال المضارع على أول أحواله خالصا من لفظ يقتضي تغييره واستعمال الشيء والمجيء به على صفة ما ليس بعدمي ا ه أشموني. قوله : (وقيل أحرف المضارعة الخ) ينسب هذا للكسائي كما في الأشموني. قوله : (وقيل مشابهته الخ) هذا قول ثعلب كما فيه أيضا. قوله : (وقيل : حلوله الخ) هذا قول البصريين كما فيه أيضا. قوله : (ورد) بفتح الراء مبتدأ خبره يعلم. قوله : (ما عدا الأول) وهو التجرد. قوله : (المطولات) أقول قد رد الثاني بأن أحرف المضارعة جزء من المضارع وجزء الشيء لا يعمل فيه والثالث بأن المضارعة إنما اقتضت إعرابه من حيث الجملة ثم يحتاج كل نوع من أنواع الإعراب إلى عامل يقتضيه والرابع بنحو : جعلت أفعل ورأيت الذي يفعل وسيقوم زيد وسوف يقوم زيد فإن الفعل في هذه المواضع مرفوع مع أن الاسم لا يقع فيها فلو لم يكن للفعل رافع غير وقوعه موقع الاسم لكان في هذه المواضع مرفوعا بلا رافع وهو باطل. قوله : (فالنواصب الخ) أل للعهد الذكري


وحتّى والجواب بالفاء والواو وأو.

ثم شرع في بيان الناصب والجازم مقدما الأول على سبيل اللف والنشر المرتب فقال : (فالنّواصب) : الفاء : فاء الفصيحة. النواصب : مبتدأ مرفوع بالابتداء. (عشرة) : خبر المبتدأ مرفوع بالمبتدأ ، يعني : أن النواصب للفعل المضارع لفظا إذا لم يتصل به إحدى النونين أو محلا إذا اتصل به ذلك بنفسها أو بغيرها عشرة أربعة تنصب بنفسها وستة بغيرها. وقد أشار للأول بقوله : (وهي) : الواو : للاستئناف هي ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع. (أن) : بفتح الهمزة وسكون النون وهي ما عطف عليها في محل رفع خبر المبتدأ وبدأ بأن لكونها أم الباب وهي تنصب المضارع لفظا والماضي والأمر محلا. مثال المضارع : يعجبني أن تقوم. وإعرابه : يعجب : فعل مضارع مرفوع لتجرده من

______________________________________________________

لتقدم ذكر مفردها وهي جمع ناصب بمعنى لفظ ناصب أو ناصبة بمعنى كلمة ناصبة وقدمها على الجوازم لأن أثرها وجودي وهو الحركة بخلاف الجازم فعدمي والأول أشرف والمراد أثرها الأصلي فخرجت الأفعال الخمسة حال نصبها ثم إن ظاهر المصنف أن العشرة ناصبة بنفسها وهو مذهب الكوفيين وما فعله الشارح في الستة الآتية إخراج له عن ظاهره. قوله : (لفظا) تمييز ومثله محلا. قوله : (إحدى النونين) أي نون التوكيد خفيفة كانت أو ثقيلة ونون النسوة. قوله : (ذلك) أي إحدى النونين نحو : زيد يعجبني أن يضربن بالتخفيف والتثقيل والنسوة أعجبني أن يضربن. قوله : (بنفسها) متعلق بالنواصب. قوله : (وبغيرها) أي وهو أن وهذا يقتضي أنها تنصب بسبب وجود غيرها مع أن غيرها هو الناصب ويمكن تصحيحه بأن المراد أو النواصب ظاهرا بسبب نصب غيرها باطنا للفعل فتأمل. قوله : (عشرة) بالرفع خبر أن. قوله : (أربعة) بدل من عشرة. قوله : (للأول) أي الأربعة التي تنصب بنفسها. قوله : (للاستئناف) أي البياني. قوله : (هي وما عطف الخ) دفع به ما يقال أن المبتدأ جمع والخبر مفرد. قوله : (في محل رفع) أي في محل اسم معرب لو ذكر لكان مرفوعا. قوله : (أم الباب) أي الكثير والشائع في النصب. قوله : (والماضي الخ) الصواب إسقاطه لأنها تدخل على ما ذكر ولا تنصبه ونقل النصب عن ابن هشام خطأ ، وقد نص الدسوقي على المغني تخطئة من قال بالنصب وإنما حكم على موضع الماضي بالجزم بعد إن الشرطية لأنها أثرت القلب إلى الاستقبال في معناه فأثرت الجزم في


الناصب والجازم وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. والنون : للوقاية. والياء : مفعول مبني على السكون في محل نصب وأن : حرف مصدري ونصب وتقوم : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت. ومثال الماضي يعجبني أن قام زيد. وإعراب يعجبني كما تقدم وأن حرف مصدري ونصب وقام : فعل ماض مبني على الفتح في محل نصب بأن. وزيد : فاعل وأن وما بعدها في المثالين في تأويل مصدر فاعل يعجب والتقدير : يعجبني قيامك. وقيام زيد. ومثال الأمر أشرت إليه أن قم. وإعرابه : أشرت : فعل وفاعل إلى حرف جر والهاء : ضمير مبني على الكسر في محل جر بإلى ، لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب. والباء : حرف جر وأن : حرف مصدري ونصب. وقم : فعل أمر مبني على السكون في محل نصب والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت. وأن وما بعدها في تأويل مصدر مجرور بالباء والتقدير أشرت إليه بالقيام وسميت مصدرية لسبكها بالمصدر كما علمت. (ولن) : الواو : حرف عطف ولن : معطوف على أن مبني على السكون في محل رفع ، يعني أن من النواصب لن وهي حرف ينصب المضارع وينفي معناه ويصيره خالصا للاستقبال ، نحو : لن يقوم زيد. إعرابه : لن : حرف نفي ونصب واستقبال ، ويقوم : فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. وزيد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. (وإذن) :

______________________________________________________

محله كما في المغني فافهم. قوله : (للوقاية) أي لحفظ الفعل من وجود الكسر في آخره. قوله : (كما تقدم) أي في المثال الذي قبله. قوله : (وأن وما بعدها الخ) فيه تسامح فإن أن آلة في السبك والتأويل والمسبوك إنما هو الفعل فقط. قوله : (فاعل) بالجر صفة لمصدر هو مضاف لما بعده على قصد لفظه. قوله : (والتقدير الخ) كان عليه أن يزيد ويعجبني قيام زيد. قوله : (وأن وما بعدها الخ) قد علمت نافيه. قوله : (مجرور) بالجر صفة لمصدر. قوله : (والتقدير) أي تقدير المثال بعد التأويل. قوله : (سميت) أي أن قوله : (لسبكها) أي سبك الفعل بعدها. قوله : (بالمصدر) أي قيام في المثالين الأولين والقيام في الثالث. قوله : (كما علمت) أي من قولنا والتقدير أشرت الخ. قوله : (في محل رفع) لأن المقصود به اللفظ. قوله : (لن) اسم أن. قوله : (وتنفي معناه) فيقوم في مثاله الآتي معناه القيام وهو منفي. قوله : (وتصيره الخ) أي بعد ما كان صالحا للحال والاستقبال. قوله : (وإذن) بكسر الهمزة وفتح


الواو : حرف عطف إذن : معطوف على أن مبني على السكون في محل رفع ، يعني أن من النواصب إذن وهي حرف جواب وجزاء ويشترط في النصب بها ثلاثة شروط :

أن تكون في صدر الجواب وأن يكون الفعل بعدها مستقبلا وأن لا يفصل بينها وبين الفعل فاصل غير القسم ، نحو : إذن أكرمك ، جوابا لمن قال : أريد أن أزورك. وإعرابه : إذن : حرف جواب وجزاء ونصب. وأكرم : فعل مضارع منصوب بإذن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا. والكاف : مفعول به مبني على الفتح في محل نصب فإن لم تكن في صدر الجواب ، نحو : يا زيد إذن أكرمك. أو فصل بينها وبين الفعل فاصل غير القسم ، نحو : إذن يا زيد أكرمك. أو كان الفعل غير مستقبل ، نحو : إذا تصدق جوابا لمن قال : أحبك. تعين رفع الفعل بعدها في جميع هذه الأمثلة الثلاثة. (وكي) :

______________________________________________________

الذال المعجمة وترسم بالنون ويوقف عليها بها كما في الدماميني. قوله : (حرف جواب) أي لكلام سابق عليها تحقيقا أو تقديرا فلا تقع في الابتداء وهذا ثابت لها في كل موضع وليس المراد بالجواب ما يراد في قوله جواب الشرط ولا ما يراد في قولهم نعم مثلا : حرف جواب وإنما المراد أنها تقع في صدر كلام وقع جوابا لكلام سبق مطلقا كما تقدم ا ه ملخصا من المغني والدسوقي عليه والقليوبي. قوله : (وجزاء) أي على شيء أي أنها تقع في الكلام المأتي به لأجل الجزاء والمقابلة والمكافأة على شيء وهذا ثابت لها غالبا وقد تتمحض للجواب بدليل أنه يقال أحبك فتقول : إذن أظنك صادقا إذ لا مجازاة هنا لأن ظن الصدق واقع في الحال ولا يصلح أن يكون جزاء لذلك الفعل إذ الجزاء لا بد فيه من الاستقبال انتهى من المغني والدسوقي عليه. قوله : (أن تكون في صدر الجواب) أي في أول الجملة الواقعة جوابا. قوله : (وأن يكون الفعل) أي زمان حدوثه. قوله : (نحن إذن الخ) مثال جامع للشروط. قوله : (جواب) أي لقوله أريد الخ. قوله : (وجزاء) لأنه جعل جزاء الزيارة الإكرام. قوله : (فإن لم تكن الخ) شروع في محترزات الشروط. قوله : (أو فصل الخ) محترز قوله : وأن لا يفصل الخ فلم يرتب المحترزات. قوله : (غير القسم) أما هو فالفصل به كلا فصل لأنه مؤكد لا يستقل كما ذكره الأمير على المغني. قوله : (تصدق) أي في الحال. قوله : (تعين الخ) جواب من قوله فإن لم تكن الخ. قوله :


الواو : حرف عطف. كي : معطوف على أن مبني على السكون في محل رفع ، يعني أن من النواصب للمضارع كي ويشترط في النعت بها من غير تقدير أن بعدها أن تكون مصدرية وهي التي تتقدم عليها اللام إما لفظا ، نحو : لكيلا تأسوا. وإعرابه : اللام : لام كي ، وكي : حرف مصدري ونصب ولا نافية. وتأسوا : فعل مضارع منصوب بكي وعلامة نصبه حذف النون والواو فاعل مبني على السكون في محل رفع. وإما تقديرا ، نحو قوله تعالى : (كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها) [طه : ٤٠] إذا قدرت اللام قبل كي. وإعرابه : كي : حرف مصدري ونصب. وتقر : فعل مضارع منصوب بكي. وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره وعين فاعل تقر مرفوع بالضمة الظاهرة وعين : مضاف والهاء مضاف إليه مبني على السكون في محل جر وسميت حينئذ مصدرية لتأولها مع ما بعدها بمصدر ، أي لعدم إساءتكم ولقرة عينها فإن لم تتقدم عليها اللام لا لفظا ولا تقديرا فهي حرف تعليل بمعنى اللام وتكون ناصبة للفعل بعدها بأن مضمرة وجوبا بعد كي ، نحو : جئت كي أقرأ العلم وإعرابه : جئت :

______________________________________________________

(الفعل) أي أكرم في مثال عدم وقوعها في الصدر والفصل وتصدق مثال عدم استقبال الفعل. قوله : (بعدها) أي إذن. قوله : (من غير الخ) أي حال كون النصب كائنا من غير الخ. قوله : (أن تكون الخ) ما دخلت عليه أن في تأويل مصدر نائب فاعل يشترط. قوله : (وهي) أي كي المصدرية. قوله : (لام كي) المراد بها اللام الموضوعة للتعليل ولو لم تستعمل فيه نحو : (وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ) [الأنعام : ٧١] فإنها في هذا زائدة. قوله : (ولا نافية) أي وهي لا يضر الفصل بها بين الناصب والمنصوب. قوله : (وسميت) أي كي. قوله : (حينئذ) أي حين إذ تقدمتها اللام لفظا أو تقديرا. قوله : (لتأولها الخ) فيه مسامحة كما تقدم. قوله : (أي لعدم إساءتكم) صوابه أساكم أي حزنكم وفعله أسى بمعنى حزن لأن ما ذكره مصدر أساء الممدود بمعنى أذنب وليس مراد هنا كما في القليوبي. وهذا راجع للمثال الأول. قوله : (ولا قرار عينها) أي استقرارها وسكونها والنظر إلى ولدها موسى عليه الصلاة والسّلام وهذا راجع للثاني. قوله : (ولا تقديرا) أي نية. قوله : (حرف تعليل) أي حرف مفيد لذلك إن دل على أن ما قبله سبب في حصول ما بعده. قوله : (وتكون) أي كي التعليلية ناصبة الخ فيه أن الناصب حينئذ أن قوله بعد كي مستغنى عنه ولو قال بدل قوله : وتكون الخ. والفعل حينئذ منصوب بأن مضمرة وجوبا لكان ظاهر. قوله : (حينئذ) أي حين إذ لم


فعل وفاعل. وكي : حرف تعليل وجر. وأقرأ : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد كي التعليلية وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة والفاعل مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. العلم : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة وسميت حينئذ تعليلية ، لأنها بمعنى اللام فهي علة لما قبلها ، أي جئت لأقرأ العلم.

ولما أنهى الكلام على النواصب التي تنصب بنفسها أخذ يتكلم على النواصب التي تنصب بأن مضمرة بعدها وإنما أضمرت أن دون غيرها ، لأنها أم الباب فلذا عملت ملفوظة ومقدرة إضمارها إما جائز أو واجب فقال : (ولام) : الواو : حرف عطف. لام : معطوف على أن والمعطوف على المرفوع مرفوع ولام مضاف و (كي) : مضاف إليه مبني على السكون في محل جر ، يعني أن من النواصب للمضارع لام كي ويقال لها : لام التعليل لكن بأن مضمرة بعدها نحو قوله تعالى : (لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ) [النّحل : ٤٤]. وإعرابه : اللام : لام كي. وتبين : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازا بعد لام كي وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت. للناس : جار ومجرور متعلق بتبين. (ولام) : الواو : حرف عطف. لام : معطوف على أن والمعطوف على المرفوع مرفوع. ولام : مضاف. و (الجحود) : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة يعني أن من النواصب للمضارع لام الجحود ، أي النفي

______________________________________________________

تتقدم عليها اللام مطلقا لا لفظا ولا تقديرا. قوله : (التي تنصب بأن) أي التي تنصب ظاهرا بسبب نصب أن للفعل باطنا. قوله : (وإنما أضمرت الخ) جواب عن سؤال مقدر تقديره لم أضمرت أن دون غيرها. قوله : (لأنها الخ) علة لإضمارها دون غيرها. قوله : (فلذا) أي فلأجل كونها أمة. قوله : (ملفوظة) حال أي ملفوظ بها. قوله : (ولام كي) أي اللام الموضوعة للتعليل ولو لم تستعمل فيه كما تقدم فدخل نحو : (لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً) [القصص : ٨] فإنها فيه للصيرورة ، ونحو : (لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ) [الأحزاب : ٣٣] ، فإنها فيه زائدة وإنما أضيفت لكي لأنها تخلفها في إفادة التعليل. قوله : (من النواصب) أي ظاهرا فقوله لكن الخ استدراك على ما يتوهم من أنها نواصب في الواقع فالمعنى لكن ينصب المضارع في الواقع بأن الخ وكذا يقال فيما يأتي فلا تغفل. قوله : (وجوبا بعد لام كي). وفي نسخة جوازا وهي الصحيحة. قوله : (ولام الجحود) أي اللام المصاحبة له. قوله : (أي النفي) من إطلاق الخاص وإرادة العام لأن الجحود مصدر جحد وهو لغة إنكار ما علم فلا


لكن بأن مضمرة وجوبا بعدها وضابطها أن يسبقها كان المنفية بما أو يكن المنفية بلم فالأولى نحو قوله تعالى : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ) [الأنفال : ٣٣]. وإعرابه : ما : نافية. وكان : فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر. الله : اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة ، ليعذبهم : اللام : لام الجحود. ويعذب : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد لام الجحود وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود على الله. والهاء : مفعول مبني على الضم في محل نصب والميم علامة الجمع والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب خبر كان. والثانية : نحو قوله تعالى : (لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ) [النّساء : ١٣٧]. وإعرابه : لم : حرف نفي وجزم وقلب. ويكن : فعل مضارع ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر وهو مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون وحرك بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين. الله : اسم يكن وهو مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة. ليغفر : اللام : لام الجحود. ويغفر : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد لام الجحود وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة والفاعل مستتر جوازا تقديره هو يعود على الله. والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب خبر ليكن ولهم جار ومجرور متعلق بيغفر والميم علامة الجمع. (وحتّى) : الواو : حرف عطف. حتى معطوف على أن مبني على السكون في محل رفع ، يعني أن من النواصب للمضارع حتى لكن بأن مضمرة وجوبا بعدها ويشترط في النصب بها أن تكون جارة بمعنى إلى أو بمعنى لام التعليل. فالأولى نحو قوله تعالى : (حَتَّى يَرْجِعَ

______________________________________________________

يكون إلا مع الجاحد والمراد هنا اللام الواقعة بعد النفي مطلقا. قوله : (كان) أي الناقصة لأنها المنصرف إليها عند الإطلاق. قوله : (المنفية) بالرفع صفة لكان لأنها فاعل يسبق. قوله : (فالأولى) أي فمثال الأولى وهي المسبوقة بكان المنفية بما. قوله : (ما كان الله الخ) أي انتفى حصول التعذيب لوجودك يا رسول الله فيهم. قوله : (والجملة الخ) فيه أن هذا يظهر على أن اللام زائدة ناصبة بنفسها أما على أن الناصب أن مضمرة واللام أصلية فالخبر متعلق الجار والمجرور لأن الفعل مؤول بالمصدر بواسطة أن المضمرة وهو مجرور باللام والتقدير ما كان الله مريدا لتعذيبهم وكذا يقال فيما سيأتي. قوله : (والثانية) أي ومثال الثانية وهي المسبوقة بيكن المنفية بلم. قوله : (ولهم) أي للمنافقين. قوله : (فالأولى) أي فمثال الأولى وهي الجارة بمعنى إلى. قوله : (قوله تعالى) أي حكاية عما وقع من بني إسرائيل لما ذهب سيدنا موسى إلى


إِلَيْنا مُوسى) [طه : ٩١]. وإعرابه : حتى : حرف غاية وجر بمعنى إلى. ويرجع : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد حتى وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، إلينا : إلى حرف جر ونا ضمير مبني على السكون في محل جر بإلى. وموسى : فاعل يرجع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر وحتى هنا بمعنى إلى أي قالوا : لن نبرح عليه عاكفين إلى رجوع موسى. الثانية : نحو قولك للكافر : أسلم حتى تدخل الجنة. وإعرابه : أسلم : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. حتى : حرف تعليل وجر بمعنى اللام. وتدخل : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد حتى وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت. والجنة : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. (والجواب) : الواو : حرف عطف. الجواب : معطوف على أن والمعطوف على المرفوع مرفوع. (بالفاء) : جار ومجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة. (والواو) : الواو : حرف عطف. الواو : معطوف على الفاء والمعطوف على المجرور مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة. وفي العبارة قلب والأصل والفاء والواو في الجواب ، يعني أن من النواصب للمضارع : الفاء والواو والواقعتين في الجواب لكن بأن مضمرة وجوبا المراد بالفاء الفاء المفيدة للسببية

______________________________________________________

المناجاة بجبل الطور. قوله : (حرف غاية) لأن ما قبلها ينتهي عند حصول ما بعدها وعلامة كونها للغاية حلول إلى محلها. قوله : (وجر) أي لمصدر الفعل الذي بعدها وهو الرجوع هنا. قوله : (لن نبرح) معناه نستمر. قوله : (عليه) أي على العجل والكلام على حذف مضاف أي على عبادة العجل. قوله : (عاكفين) أي ثابتين. قوله : (والثانية) أي الجارة بمعنى لام التعليل. قوله : (حرف تعليل) لأن ما قبلها علة أي سبب فيما بعدها وعلامة كونها تعليلية حلول كي محلها. قوله : (العبارة) أي عبارة المصنف. قوله : (والأصل) أي ما حق التركيب أن يكون عليه لأن الجواب ليس هو الناصب ويمكن أنه نسب النصب للجواب لأنه محلهما فهو مجاز من نسبة ما للحال للمحل. قوله : (الواقعتين في الجواب) إنما سمي ما بعدهما جوابا لأن ما قبلهما لما كان غير حاصل لأنه إما منفي أو مطلوب منتظر حصوله أشبه الشرط الذي ليس بمستحق الوقوع فكان ما بعدهما كالجواب للشرط لكن يرد أن الواو المقصود منها المصاحبة فالنصب بعدها ليس على معنى الجواب كما هو بعد الفاء فلا يظهر كونها واقعة في جواب إلا تسمحا. قوله : (المفيدة للسببية) فتفيد أن ما قبلها سبب فيما


وبالواو الواو المفيدة للمعية والمراد بالجواب الجواب بعد واحد من التسعة التي جمعها بعضهم في قوله :

مر وادع وانه وسل واعرض لحضهم

تمن وارج كذاك النفي قد كملا

فمثال جواب الأمر أقبل فأحسن إليك أو وأحسن إليك. وإعرابه : أقبل : فعل أمر والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت. فأحسن : الفاء : فاء السببية. وأحسن : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. وإن قلت : وأحسن كانت الواو واو المعية. وأحسن : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد واو المعية والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا. إليك : جار ومجرور متعلق بأحسن ومثال جواب الدعاء ربّ وفقني فأعمل صالحا وإعرابه : رب : منادى حذف منه ياء النداء وهو منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة للتخفيف منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة. رب : مضاف وياء المتكلم المحذوفة لأجل التخفيف مضاف إليه مبني على السكون في

______________________________________________________

بعدها والمراد مع العطف أي عطف مصدر مقدر على مصدر متوهم كما ستعرف فخرج الاستئنافية والعاطفة. قوله : (المفيدة للمعية) أي المصاحبة فتفيد أن ما قبلها مصاحب لما بعدها ومجموع معه في زمن واحد وخرج بهذا التي لمجرد العطف والاستئنافية. قوله : (مر) فعل أمر مبني على السكون لا محل له وفاعله مستتر تقديره أنت. قوله : (وادع) أمر مبني على حذف الواو. قوله : (وأنه) مبني على حذف الألف. قوله : (وسل اعرض) فعل أمر والمراد بالأول الاستفهام والثاني العرض. قوله : (لحضهم) متعلق بما قبله. قوله : (تمن) أمر مبني على حذف الألف. قوله : (وارج) مبني على حذف الواو. قوله : (كذاك) أي مثل ما تقدم في نصب المضارع الواقع جوابا وهو خبر مقدم والنفي مبتدأ مؤخر. قوله : (قد كملا) قد حرف تحقيق وكمل : فعل ماض والألف للإطلاق أي قد كمل النظم الجامع للتسعة فالفاعل ضمير عائد على معلوم ذهنا. قوله : (فمثال جواب الأمر) أي فمثال نصب الفعل المضارع الواقع في جواب فعل الأمر وهذا شروع في أمثلة الأمور التسعة المجموعة في البيت على طريق اللف والنشر المرتب. قوله : (أقبل الخ) أي ليكن منك إقبال إلي فإحسان مني إليك أو إحسان فالإحسان إما مسبب عن الإقبال أو مقارن له وقس. قوله : (رب)


محل جر ، لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب. وفق : فعل دعاء مبني على السكون وهو فعل أمر ولكن سمي دعاء تأدبا والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت. والنون : للوقاية والياء : مفعول به مبني على السكون في محل نصب فأعمل الفاء فاء السببية. وأعمل : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا. وصالحا مفعول به منصوب وإن قلت : وأعمل كانت الواو واو المعية. وأعمل : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد واو المعية ومثال جواب النهي قوله تعالى : (وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي) [طه : ٨١]. وإعرابه : الواو : عاطفة. ولا : ناهية. وتطغوا : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعل فيه جار ومجرور متعلق بتطغوا فيحل : الفاء فاء السببية ويحل : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية. وعليكم : جار ومجرور متعلق بيحل. وغضبي : مضاف وياء المتكلم مضاف إليه مبني على السكون في محل جر وإن قلت : ويحل في غير القرآن كانت الواو واو المعية ويحل : فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وجوبا بعد واو المعية. ومثال جواب السؤال وهو الاستفهام ، نحو : هل زيد في الدار فأذهب إليه. وإعرابه : هل : حرف استفهام. وزيد : مبتدأ مرفوع بالابتداء. وفي الدار : جار ومجرور

______________________________________________________

أي مالكي. قوله : (وفقني) التوفيق خلق القدرة على الطاعة في العبد. قوله : (حذف الخ) أي للعلم بها وحذف ما يعلم جائز. قوله : (ظهورها) أي الفتحة. قوله : (المحلى) أي الياء. قوله : (بحركة المناسبة) وهي الكسرة. قوله : (فيه) أي عليه. قوله : (وهو) أي وفق. قوله : (دعاء) أي فعل دعاء. قوله : (تأدبا) أي مع الله عزوجل إذ لا يليق أن يأمر المخلوق خالقه. قوله : (أنت) أي يا الله. قوله : (وإن قلت واعمل) أي بأن أبدلت الفاء بالواو. قوله : (إلهي) هو طلب الترك بالصيغة وهو ضد الأمر. قوله : (ولا تطغوا) خطاب لبني إسرائيل. قوله : (فيه) أي ما رزقناكم بالإخلال بشكره والسراف والبطر والمنع عن المستحقين. قوله : (فيحل) أي ينزل أو يجب والأول على ضم الحاء والثاني على كسرها. قوله : (غضبي) أي عذابي. قوله : (وهو) أي السؤال. قوله : (الاستفهام) أي طلب الفهم. قوله : (هل زيد الخ) أي هل حصل من زيد ثبوت في الدار فذهاب أو وذهاب مني إليه ولا خصوصية لحرف


متعلق بمحذوف تقديره كائن خبر المبتدأ فأذهب إليه : الفاء فاء السببية. وأذهب : فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وجوبا بعد فاء السببية والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا. إليه : جار ومجرور متعلق بأذهب. وإن قلت : وأذهب كانت الواو واو المعية. وأذهب : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد واو المعية ومثال جواب العرض وهو الطلب بلين ورفق ألا تنزل عندنا فتصيب خيرا. وإعرابه : ألا أداة عرض. وتنزل : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة. والفاعل : مستتر وجوبا تقديره أنت. عند : ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بتنزل وعند : مضاف ونا مضاف إليه مبني على السكون في محل جر فتصيب الفاء فاء السببية تصيب فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية ، والفاعل : مستتر وجوبا تقديره أنت. وخيرا مفعول به منصوب ، وإن قلت : وتصيب كانت الواو واو المعية وتصيب : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد واو المعية ومثال جواب التحضيض وهو الطلب بحث وإزعاج هلا أكرمت زيدا فيشكر. وإعرابه : هلا أداة تحضيض وأكرمت : فعل وفاعل. وزيدا : مفعول به منصوب. فيشكر : الفاء فاء السببية. ويشكر : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية والفاعل مستتر جوازا تقديره هو وإن قلت : ويشكر. كانت الواو واو المعية. ويشكر : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد واو المعية. ومثال جواب التمني وهو طلب ما لا طمع فيه أو ما فيه عسر ، نحو : ليت لي مالا فأتصدق منه. وإعرابه : ليت : حرف تمن ونصب ينصب الاسم ويرفع الخبر ولي : اللام حرف جر. والياء : ضمير مبني على السكون في محل جر والجار والمجرور متعلق بمحذوف في محل رفع

______________________________________________________

الاستفهام بل مثله الاسم نحو : من يدعوني فأستجيب له. قوله : (بلين) أي سهولة وتلطف بأن يكون الطلب غير أكيد. قوله : (ورفق) عطف تفسير. قوله : (أداة عرض) أي حرف وآلة يؤدى بها ذلك. قوله : (وإزعاج) عطف تفسير بأن يكون الطلب مؤكدا لا تساهل فيه. قوله : (وهو طلب ما لا طمع فيه) أي طلب الشيء الذي لا يطمع الإنسان في حصوله وهو المستحيل كقوله :

ألا ليت الشباب يعود يوما

فأخبره بما فعل المشيب

قوله : (أو ما فيه عسر) أي أو طلب شيء يطمع في حصوله لكن بعسر وكلفة. قوله : (نحو : ليت الخ) أي نحو قول الفقير : ليت الخ أي ليت ثبوت مال كائن لي


خبر ليت مقدم. ومالا : اسمها مؤخر منصوب بالفتحة الظاهرة. فأتصدق : الفاء : فاء السببية. وأتصدق : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا. ومنه جار ومجرور متعلق بأتصدق.

وإن قلت : وأتصدق كانت الواو واو المعية. وأتصدق : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد واو المعية ومثال جواب الترجي وهو طلب الأمر المحبوب ، نحو : لعلي أراجع الشيخ فيفهمني المسألة. وإعرابه : لعل : حرف ترج ونصب ينصب الاسم ويرفع الخبر. والياء : اسمها مبني على السكون في محل نصب. وأراجع : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا. والشيخ : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر لعل. فيفهمني : الفاء : فاء السببية. ويفهم : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية والفاعل مستتر جوازا تقديره هو يعود على الشيخ ، والنون : للوقاية والياء : مفعول به مبني على السكون في محل نصب. والمسألة : مفعول ثان منصوب بالفتحة الظاهرة.

وإن قلت : ويفهمني : كانت الواو واو المعية. ويفهم : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد واو المعية ومثال جواب النفي قوله تعالى : (لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا) [فاطر : ٣٦]. وإعرابه : لا : نافية. ويقضى : فعل مضارع مبني لما لم يسم فاعله مرفوع بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر. وعليهم : جار ومجرور في محل رفع نائب فاعل يقضى والميم : علامة الجمع. فيموتوا : الفاء فاء السببية. ويموتوا : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية وعلامة نصبه حذف النون والواو فاعل.

وإن قلت : ويموتوا في غير القرآن : كانت الواو واو المعية. ويموتوا : فعل

______________________________________________________

فتصدقا أو وتصدقا منه. قوله : (الشيخ) هو من بلغ رتبة أهل الفضل ولو صغيرا. قوله : (النفي) وهو الإخبار بالعدم. قوله : (لا يقضى الخ) أي لا يحكم على أهل النار بالموت فيموتوا فالمراد نفي القضاء والموت معا على أن يكون القضاء سببا للموت لأنه إذا انتفى السبب انتفى المسبب. قوله : (في محل رفع) أي في محل اسم لو ذكر لرفع على النيابة. قوله : (في غير القرآن) لأن القرآن بالفاء لا غير. قوله :


مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد واو المعية ، فالجواب في هذه الأمثلة التسعة منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد الفاء أو الواو. (وأو) : الواو : حرف عطف أو معطوف على أن مبني على السكون في محل رفع يعني أن من النواصب للمضارع أو لكن بأن مضمرة وجوبا بعدها ويشترط في النصب بها أن تكون بمعنى إلا إذا كان ما بعدها ينقضي دفعة واحدة أو بمعنى إلى إذا كان ما بعدها ينقضي شيئا فشيئا فمثال الأولى : قولك لأقتلن الكافر أو يسلم. وإعرابه : اللام : موطئة للقسم. وأقتلن : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة في محل رفع والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا والنون للتوكيد. والكافر : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة وأو : حرف عطف. ويسلم : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد أو والفاعل مستتر جوازا تقديره هو يعود على الكافر. والمعنى : لأقتلن الكافر إلا أن يسلم. والإسلام يحصل دفعة واحدة فلذا كانت أو هنا بمعنى إلا ومثال الثانية. قولك : لألزمنك أو تقضيني حقي. وإعرابه : اللام موطئة للقسم. ألزمن : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد في محل رفع والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا. والنون : للتوكيد والكاف : مفعول به مبني على الفتح في

______________________________________________________

(فالجواب الخ) أي فالفعل المضارع الواقع في الجواب الخ. قوله : (التسعة) أي الأمر والدعاء والنهي والاستفهام والعرض والتحضيض والتمني والترجي والنفي. واعلم أنه إذا سقطت الفاء من جواب الطلب وقصد به الجزاء جزم نحو : (قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ) [الأنعام : ١٥١] ، أي إن تأتوا أتل. قوله : (في النصب بها) أي بأن بعدها. قوله : (ما بعدها الخ) عبارة غيره ما قبلها فيه وفيما بعده. قوله : (فشيئا) الفاء للعطف. قوله : (الأولى) أي أو التي بمعنى. قوله : (موطئة) أي ممهدة ودالة على القسم والجملة بعدها جوابه. قوله : (حرف عطف) لعطفها مصدر الفعل الذي بعدها على مصدر الفعل الذي قبلها. قوله : (والإسلام يحصل الخ) مبني على ما قاله وأما على عبارة الغير فتقول والقتل يعني إزهاق الروح وخروجها ينقضي دفعة واحدة. قوله : (فلذا) أي فلأجل كون الإسلام يحصل دفعة واحدة. قوله : (لألزمنك) من الملازمة وهي عدم المفارقة وهو بفتح الهمزة. قوله : (أو تقضيني) أي إلى أن تقضيني أي تعطيني فأو بمعنى إلى وما قبلها على عبارة الغير وهو الملازمة تنقضي شيئا


محل نصب وأو : حرف عطف وتقضيني : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد أو والنون للوقاية والياء : مفعول أول لتقضيني مبني على السكون في محل نصب. وحقي : مفعول ثان له منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة. وحق : مضاف وياء المتكلم : مضاف إليه مبني على السكون في محل جر لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب. وأو في المثالين عاطفة مصدرا مؤولا على مصدر مقدر والتقدير في المثال الأول ليقعن مني قتل للكافر أو إسلام منه. والتقدير في المثال الثاني ليقعن مني إلزام لك أو قضاء منك. وحاصل ما ذكر المصنف أن أن تضمر بعد ثلاثة من حروف الجر وهي : اللام وكي التعليلية وحتى الجارة وبعد ثلاثة من حروف العطف وهي الفاء والواو وأو.

والجوازم ثمانية عشر وهي لم ولمّا وألم وألما ولام الأمر والدعاء ولا في النهي والدّعاء وإن وما ومن ومهما وإذما وأيّ ومتى وأيّان وأين وأنّى وحيثما وكيفما وإذا في الشّعر خاصّة.

ثم شرع يتكلم على الجوازم فقال : (والجوازم) : يصح أن تكون الواو حرف

______________________________________________________

فشيئا. قوله : (حقي) أي ما ثبت لي عندك. قوله : (المثالين) أي لأقتلن الكافر أو يسلم ولألزمنك أو تقضيني حقي. قوله : (مصدرا مؤولا) أي من الفعل بعدها. قوله : (مقدر) أي متوهم من الفعل قبله. قوله : (قتل) هو مصدر كالإسلام. قوله : (إلزام) هو مصدر كالقضاء. قوله : (وحاصل ما ذكره الخ) الأولى أن يقول وحاصل ما تضمر بعده أن لأن المصنف لم يصرح بإضمار بعد واحد مما ذكر فافهم. قوله : (وهي اللام) أي لام كي ولام الجحود. قوله : (وكي التعليلية) أي التي بمعنى لام التعليل أي فإنها تجر مصدر ما بعدها كحتى. قوله : (والجوازم) جمع جازم أو جازمة كما تقدم في النواصب والجزم في اللغة القطع وسميت هذه الكلمات جوازم لأنها تقطع من الفعل حركة أو حرفا وإنما عملت الجزم لأن إن لما طال مقتضاها يعني الشرط والجزاء اقتضى القياس تخفيفه والجزم إسقاطه ثم حمل عليها لم لأن كلا منهما ينقل الفعل فإن تنقله إلى الاستقبال أي التعين له ولم إلى الماضي وكذلك لما وأما لام الأمر فجزمت لأن أمر المخاطب كاضرب مبني فجعل لفظ المعرب كلفظ المبني لأنه


عطف وأن تكون للاستئناف الجوازم مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. (ثمانية عشر) : خبر المبتدأ مبني على الفتح في محل رفع لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب ، يعني أن الأدوات التي تجزم المضارع ثمانية عشر جازما ، وهي قسمان : قسم يجزم فعلا واحدا. وقسم : يجزم فعلين وبدأ بالقسم الأول فقال : (وهي) : الواو : للاستئناف. هي : ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع. (لم) : لم وما عطف عليه خبر المبتدأ مبني على السكون في محل رفع يعني أن من الجوازم التي تجزم فعلا واحدا لم وهي : حرف يجزم المضارع وينفي معناه ويقلبه إلى المضي ، نحو : لم يلد. وإعرابه : لم : حرف نفي وجزم وقلب. ويلد : فعل مضارع مجزوم بلم ، وعلامة جزمه السكون والفاعل مستتر جوازا تقديره هو يعود على الله. (ولمّا) : الواو : حرف عطف. لما : معطوف على لم مبني على السكون في محل رفع ، يعني أن الثاني من الجوازم التي تجزم فعلا واحدا لما المرادفة للم

______________________________________________________

مثله في المعنى ولا يضر حمل الإعراب على البناء فيما ذكر لكونه فرعا عنه في الفعل وحملت عليها لا في النهي من حيث كانت ضرة لها وعمل بقية أدوات الشرط لتضمنها معنى إن. قوله : (الأدوات) أي الكلمات. قوله : (جازما) تمييز مؤكد لعلمه من تجزم. قوله : (وهي) أي الأدوات. قوله : (وقسم يجزم فعلا واحدا) أي بالأصالة لا بالتبعية كالعطف. قوله : (قسم يجزم فعلين) أي غالبا وإلا فقد يجزم فعلا واحدا وجملة ، نحو : (وَقالُوا مَهْما تَأْتِنا) [الأعراف : ١٣٢] الآية. قوله : (يجزم المضارع) أي غالبا وإلا فقد يرفع بعده. قوله : (وينفي معناه) أي يدل على انتفاء الحدث الذي هو جزء معناه بمعنى عدم وقوعه من الفاعل ا ه قليوبي. واعلم أن النفي تارة يكون متصلا بالحال كما في مثال الشارح وتارة يكون منقطعا عنه نحو : لم يقم زيد أي في الزمن الماضي إذ يصح أن تقول ثم قام. قوله : (ويقلبه الخ) أي يدل على انقلاب الزمن الذي هو جزء معناه من عدم المضي إليه ا ه قليوبي. قوله : (المرادفة للم) أي الموافقة لها فيما تقدم من كونها حرفا يجزم المضارع الخ ولو عبر بالمشاركة لكان أولى لأن المترادفين متحدان ولا اتحاد هنا لأنهما يفترقان في أمور منها أن لما لا تقترن بأداة شرط فلا يقال لو لما تقم وانظر بقيتها في المطولات والمشاركة لا تصدق ولو في شيء واحد واحترز بهذا عن الإيجابية ، نحو : (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ) (٤)


لكن النفي بلم يكون مقطوعا عن الحال والنفي بلما يكون متصلا به ، نحو قوله تعالى : (لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ) [ص : ٨]. وإعرابه : لما : حرف نفي وجزم وقلب. ويذوقوا : فعل مضارع مجزوم بلما وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعل. وعذاب : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة. وعذاب : مضاف وياء المتكلم المحذوفة تخفيفا مضاف إليه مبني على السكون في محل جر لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب ، أي إلى الآن ما ذاقوه. (وأ لم) : الواو : حرف عطف. ألم : معطوف على لم مبني على السكون في محل رفع لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب ، يعني أن الثالث مما يجزم فعلا واحدا ألم وهي : لم ولكن زيدت عليها الهمزة للتقرير ، نحو قوله تعالى : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) (١) [الشّرح : ١]. وإعرابه : الهمزة للتقرير. لم : حرف نفي وجزم وقلب. ونشرح : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون والفاعل مستتر وجوبا تقديره نحن. لك : جار ومجرور متعلق بنشرح وصدر مفعول به منصوب. وصدر مضاف والكاف : مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر. (وألما) : الواو : حرف عطف. ألما : معطوف على لم مبني على السكون في محل رفع ، يعني أن الرابع من الجوازم التي تجزم فعلا واحدا ألما وهي : لما السابقة لكن زيدت عليها الهمزة للتقرير ، نحو : ألما أحسن إليك. وإعرابه : الهمزة للتقرير. ولما : حرف نفي وجزم وقلب. وأحسن : فعل مضارع مجزوم بلما وعلامة جزمه السكون والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا. وإليك : جار ومجرور متعلق بأحسن. (ولام) : الواو : حرف عطف. لام : معطوف

______________________________________________________

[الطّارق : ٤]. قوله : (يكون مقطوعا) أي كما في مثالنا وتارة متصلا به فالأولى أن يزيد أو متصلا به كما في مثاله المتقدم. قوله : (متصلا) أي لا غير. قوله : (أي إلى الآن ما ذاقوه) أي وسوف يذوقونه فهو متوقع الحصول ولم يحصل في الدنيا إكراما للرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قوله : (للتقرير) هو حمل المخاطب على الإقرار بما بعد حرف النفي وهو لم هنا فالهمزة خرجت عن الاستفهام إليه ولا يجاب إلا ببلى ا ه قليوبي. قوله : (نشرح) أي نشق. قوله : (السابقة الخ) احترز عن الفعلية في نحو : زيد وبكر ألما من الإلمام وهو النزول والجوابية نحو : ألما بقوم زيد في جواب من قال : متى تقوم


على لم والمعطوف على المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره ولام مضاف. و (الأمر) : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة ، يعني أن الخامس من الجوازم التي تجزم فعلا واحدا لام الأمر وهو الطلب من الأعلى للأدنى ، نحو : لينفق ذو سعة. وإعرابه : اللام : لام الأمر. وينفق : فعل مضارع مجزوم بلام الأمر وعلامة جزمه السكون. وذو : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة ، لأنه من الأسماء الخمسة وذو : مضاف وسعة : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. (والدعاء) : الواو : حرف عطف. الدعاء : معطوف على الأمر والمعطوف على المجرور مجرور ، يعني : أن الخامس من الجوازم التي تجزم فعلا واحدا لام الدعاء وهي لام الأمر لكن سميت دعائية تأدبا والدعاء هو الطلب من الأدنى للأعلى ، نحو قوله تعالى : (لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ) [الزّخرف : ٧٧]. وإعرابه : اللام : لام الدعاء. ويقض : فعل مضارع مجزوم بلام الدعاء وعلامة جزمه حذف الياء والكسرة قبلها دليل عليها. وعلينا : جار ومجرور متعلق بيقض. ورب : فاعل يقض مرفوع بالضمة الظاهرة. ورب : مضاف والكاف : مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر وذلك أن طلب الفعل إن كان من أعلى لأقل منه قيل له أمر وإن

______________________________________________________

والحينية نحو : ألما أكرمت زيدا أي حين أكرمته. قوله : (ولام الأمر) أي مسماها وهو لا لأنه الجازم وهي ما دلت بذاتها على الطلب وإن استعملت في غيره كالخبر في نحو : فليمدد له الرحمن مدا. قوله : (يعني أن الخامس) أي بعضه وقوله : الآتي يعني أن الخامس أي بعضه الآخر وكذا يقال فيما يأتي له في لا فتدبر. قوله : (وهو) أي الأمر. قوله : (الأعلى) أي لمن أظهر العلو ولو لم تكن حقيقته كذلك. قوله : (لينفق) أي على المطلقات الحوامل أو المرضعات. قوله : (ذو) أي صاحب. قوله : (سعة) أي غنى ومال. قوله : (وهي) أي لام الدعاء لام الأمر أي كما أن لام الالتماس كذلك. قوله : (لام الأمر) أي فتستعمل فيهما معا على سبيل الحقيقة كما يظهر من كلام بعضهم أو المجاز في الدعاء كما يظهر من آخر. قوله : (تأدبا) أي مع المأمور لعلوه على الآمر. قوله : (نحو قوله تعالى الخ) حكاية لما يقوله أهل النار لمالك. قوله : (ليقض) أي ليحكم بالخروج من النار. قوله : (وذلك) أي وبيان كون اللام تكون للأمر أو الدعاء إن طلب الخ ولو اقتصر على قوله : وإن كان الخ وحذف ما عداه لعلمه من تعريف الأمر والدعاء لكان أولى وكذا يقال فيما يأتي له في لا.


كان بالعكس قيل له : دعاء وإن كان من متساويين قيل له : التماس. (ولا) : الواو : حرف عطف لا معطوف على لم مبني على السكون في محل رفع. (في النهي) : جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة للا. والتقدير ولا المستعملة في النهي ، يعني : أن السادس من الجوازم التي تجزم فعلا واحدا لا الناهية والنهي طلب الكف الجازم من أعلى لأدنى ، نحو : لا تخف. وإعرابه : لا : ناهية ، وتخف : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه السكون والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت. (والدّعاء) : الواو : حرف عطف الدعاء معطوف على النهي والمعطوف على المجرور مجرور وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره ، يعني أن السادس مما يجزم فعلا واحدا لا المستعملة في الدعاء وهو طلب الترك طلبا جازما من أدنى لأعلى ، نحو قوله تعالى : (لا تُؤاخِذْنا) [البقرة : ٢٨٦]. وإعرابه : لا : دعائية. وتؤاخذ : فعل مضارع مجزوم بلا الدعائية وعلامة جزمه السكون والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت. ونا : مفعول به مبني على السكون في محل نصب لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب ولا الدعائية هي : لا الناهية ولكن سميت دعائية تأدبا وذلك لأن طلب الترك إن كان من أعلى لأدنى قيل له : نهي وإن كان بالعكس قيل له : دعاء وإن كان من متساويين قيل له : التماس.

ثم لما فرغ مما يجزم فعلا واحدا وكلها حروف أخذ يتكلم على ما يجزم فعلين وكلها أسماء إلا إن وإذما فهما حرفان فقال : (وإن) : الواو : حرف عطف. إن : معطوف على لم مبني على السكون في محل رفع ، يعني أن الأول مما يجزم فعلين إن وهي : حرف يجزم المضارع لفظا والماضي محلا ويقلب معنى الماضي للاستقبال عكس لم والمجزومان بها إما مضارعان ، نحو : إن يقم زيد يقم عمر.

______________________________________________________

قوله : (من متساويين) أي ممن أظهر التساوي ولو كان أحدهما أعلى. قوله : (الكف) أي عن الشيء أي الترك. قوله : (الجازم) أي الذي لا تردد فيه. قوله : (وذلك) أي وبيان كون لا تكون للنهي والدعاء. قوله : (بالعكس) بأن كان الطلب من أدنى لأعلى. قوله : (مما يجزم) أي من الألفاظ التي تجزم. قوله : (عكس لم) أي وما قلبت إليه الماضي مخالف لما قلبت لم المضارع إليه فإنها تقلب معنى المضارع للماضي كما تقدم له. قوله : (والمجزومان بها) أي والفعلان المجزومان بأن. قوله :


وإعرابه : إن : حرف شرط جازم يجزم فعلين الأول : فعل الشرط والثاني : جوابه وجزاؤه يقم : فعل مضارع مجزوم بأن فعل الشرط وعلامة جزمه السكون. وزيد : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. ويقم الثاني : فعل مضارع مجزوم بأن فعل الشرط وعلامة جزمه السكون. وعمرو : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره إما ماضيان ، نحو : إن قام زيد قام عمرو. وإعرابه كما تقدم إلا أنك تقول في قام : فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم بأن فعل الشرط وكذلك في جوابه أو يكون الأول مضارعا. الثاني : ماضيا ، نحو : إن يقم زيد قام عمرو. والأول : ماضيا. والثاني : مضارعا ، نحو : إن قام زيد يقم عمرو. وإعراب المثالين كما مر في نظيرهم. (وما) : الواو : حرف عطف ما معطوف على لم مبني على السكون في محل رفع ، يعني أن الثاني مما يجزم فعلين : ما وهي في الأصل موضوعة لما لم يعقل ثم ضمت معنى الشرط فجزمت ، نحو قوله تعالى : (وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ) [البقرة : ٢١٥]. وإعرابه : الواو : للاستئناف ، ما : اسم شرط جازم مفعول به مقدم لتفعلوا مبني على السكون في محل نصب. وتفعلوا : فعل مضارع مجزوم بما فعل الشرط وعلامة جزمه حذف النون والواو : فاعل. ومن خير : جار ومجرور متعلق بمحذوف بيان لما. ويعلم : فعل مضارع مجزوم بما جواب الشرط وعلامة جزمه السكون والهاء : مفعول به مبني على الضم في محل نصب. والله : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. (ومن) : الواو : حرف عطف من معطوف على لم مبني

______________________________________________________

(حرف شرط) أي حرف دال على تعليق مضمون جملة على مضمون جملة أخرى. قوله : (فعل الشرط) تسمية الأول بذلك اصطلاحية ، والإضافة بيانية وإنما جعل شرطا لأنه علامة على وجود الثاني والشرط في اللغة العلامة كما في بعض حواشي خالد. قوله : (جوابه وجزاؤه) سمى بذلك تشبيها له بجواب السؤال وبجزاء الأعمال لأنه يقع بعد وقوع الشرط كما يقع الجواب بعد سؤال الجزاء بعد المجازى عليه وهي اصطلاحية ذكره بعض حواشي خالد. قوله : (وإما ماضيان) عطف على إما مضارعان. قوله : (الأصل) أي اللغة. قوله : (لما لا يعقل) كالبهائم. قوله : (ضمنت) ليس المراد التضمين النحوي وهو إشراب كلمة معنى أخرى لتتعدى تعديتها بل المراد الفهم والدلالة كما في التجريد على السعد. قوله : (معنى) المراد به هنا التعليق. قوله : (الشرط) أي أن. قوله : (من خير) أي أو شر لأن الله يعلم الجميع ففيه اكتفاء.


على السكون في محل رفع ، يعني أن الثالث مما يجزم فعلين من وهي في الأصل موضوعة لمن يعقل ، تضمنت معنى الشرط فجزمت ، نحو قوله تعالى : (مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ) [النّساء : ١٢٣]. وإعرابه : من : اسم شرط جازم مبتدأ مبني على السكون في محل رفع. ويعمل : فعل مضارع مجزوم بمن فعل الشرط وعلامة جزمه السكون والفاعل مستتر جوازا تقديره هو يعود على من. والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ وهو من. وسوءا : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة ويجز فعل مضارع مبني لما لم يسم فاعله مجزوم بمن وعلامة جزمه حذف الألف والفتحة قبلها دليل عليها ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود على من به : جار ومجرور متعلق بيجز. (ومهما) : الواو : حرف عطف مهما معطوف على لم مبني على السكون في محل رفع ، يعني أن الرابع مما يجزم فعلين مهما ، وهي في الأصل موضوعة لما لا يعقل مثل ما ضمنت معنى الشرط فجزمت ، نحو قوله تعالى : (مَهْما تَأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنا بِها فَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ) [الأعراف : ١٣٢]. وإعرابه : مهما : اسم شرط جازم مبتدأ مبني على السكون في محل رفع. وتأت : فعل مضارع مجزوم بمهما فعل الشرط وعلامة جزمه حذف الياء والكسرة قبلها دليل عليها والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت. ونا : مفعول به مبني على السكون في محل نصب. والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ وهو مهما. وبه : جار ومجرور متعلق بتأت. ومن آية : جار ومجرور بيان لمهما في محل نصب على الحال من الهاء في به. واللام : لام كي. وتسحر : فعل

______________________________________________________

قوله : (يعلمه الله) كناية عن المجازاة. قوله : (مقدم) وإنما قدم لأنه شرط وهو له صدر الكلام فالفعل بعدها عامل فيها وهي عاملة فيه وكذا يقال في نظيره. قوله : (جار ومجرور متعلق بتفعلوا) فيه أنه بيان لما وهو متعلق بمحذوف حال وفي بعض النسخ متعلق بمحذوف بيان لما. قوله : (لمن يعقل) أي لمن يتصف بالعقل أو المنزل منزلته. قوله : (والجملة الخ) هذا هو الراجح وتوقف الفائدة على الجواب من حيث التعليق لا من حيث الخبرية وقيل : الخبر جملة الشرط والجواب معا. وقيل : جملة الجواب فقط. قوله : (لما لا يعقل) أي من غير دلالة على تعليق. قوله : (قوله) أي مقوله. قوله : (مهما تأتنا به) أي أي شيء تأتنا والتذكير في به مراعاة للفظ مهما والتأنيث في بها مراعاة لمعناها وهو آية. قوله : (في محل نصب على الحال) مبني


مضارع منصوب بأن مضمرة جوازا بعد لام كي وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت. ونا : مفعول به مبني على السكون في محل نصب. وبها : جار ومجرور متعلق بتسحر. والفاء في فما واقعة في جواب مهما وما : نافية فإن جعلت ما حجازية عملت عمل ليس من رفع الاسم ونصب الخبر. ونحن : اسمها مبني على الضم في محل رفع. ولك : جار ومجرور متعلق بمؤمنين. وبمؤمنين : الباء : حرف جر زائد. ومؤمنين : خبر ما وإن جعلت ما تميمية كانت غير عاملة. ونحن : مبتدأ مبني على الضم في محل رفع وبمؤمنين : حرف جر زائد. ومؤمنين : خبر المبتدأ مرفوع بواو مقدرة في آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بالباء المجلوبة لأجل حرف الجر الزائد والجملة من ما واسمها وخبرها على الأول ومن المبتدأ والخبر على الثاني في محل جزم جواب الشرط. (وإذما) : الواو : حرف عطف. إذما : معطوف على لم مبني على السكون في محل رفع يعني أن الخامس مما يجزم فعلين إذما وهي موضوعة للدلالة على تعلق الجواب على الشرط كان ولذا كانت حرفا على الأصح كقول الشاعر :

وإنك إذما تأت ما أنت آمر

به تلف من إياه تأمر آتيا

وإعرابه : وإنك : الواو بحسب ما قبلها وإن : حرف توكيد ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر والكاف : اسمها مبني على الفتح في محل نصب. وإذما : حرف شرط جازم يجزم فعلين الأول : فعل الشرط ، والثاني : جوابه وجزاؤه. وتأت : فعل مضارع مجزوم بإذما فعل الشرط وعلامة جزمه حذف الياء والكسرة

______________________________________________________

على القول بأن الضمير انتقل من المتعلق المحذوف إليهما أو على أن الضمير باق لم ينتقل فالمتعلق المحذوف هو الحال. قوله : (حجازية) أي آتيا على لغة الحجازيين. قوله : (من رفع الخ) بيان لعمل ليس. قوله : (على الأول) أي كون ما حجازية. قوله : (على الثاني) أي كون ما تميمية. قوله : (ولذا) أي لأجل كونها موضوعة لما ذكر. قوله : (حرفا على الأصح) أي كما يقول سيبويه وهي مركبة من إذ وما مقابل الأصح قول المبرد وابن السراج أنها ظرف فمحلها النصب على الظرفية ا ه ملخصا من المغني والقليوبي. قوله : (تأت) أي تفعل وقواه تلف أي تجد وقوله : آتيا أي فاعلا والمعنى أنك إن فعلت الشيء الذي أنت آمر غيرك بفعله تجد من تأمره بالفعل


قبلها دليل عليها والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت وما : اسم موصول بمعنى الذي مفعول به لتأت مبني على السكون في محل نصب وأن من أنت ضمير منفصل مبتدأ مبني على السكون في محل رفع والتاء : حرف خطاب لا محل لها من الإعراب. آمر خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهر. وبه : الباء : حرف جر والهاء : ضمير عائد على ما مبني على السكون في محل جر والجملة من المبتدأ والخبر لا محل لها من الإعراب صلة ما. وتلف : فعل مضارع مجزوم بإذما جواب الشرط وعلامة جزمه حذف الياء والكسرة قبلها دليل عليها ومن اسم موصول بمعنى الذي مفعول أول لتلف مبني على السكون في محل نصب. وأيا : ضمير منفصل مفعول مقدم لتأمر مبني على السكون في محل نصب. والهاء : حرف دال على الغيبة. وتأمر : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت والجملة من الفعل والفاعل صلة من والعائد الهاء من إياه وآتيا المفعول الثاني لتلف منصوب بالفتحة وجملة إذما وشرطها وجوابها في محل رفع خبر إن. (وأيّ) : الواو : حرف عطف ، أي معطوف على لم والمعطوف على المرفوع مرفوع يعني أن السادس مما يحزم فعلين ، أي : وهي في الأصل بحسب ما تضاف إليه ثم ضمنت معنى الشرط فجزمت ، نحو قوله تعالى : (أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) [الإسراء : ١١٠]. وإعرابه : أيا : اسم شرط جازم مفعول مقدم لتدعو منصوب بالفتحة الظاهرة وما : زائدة. وتدعوا : فعل مضارع مجزوم بأيا فعل الشرط وعلامة جزمه حذف النون والواو : فاعل والفاء من قوله فله واقعة في جواب أيا. وله : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. والأسماء : مبتدأ مؤخر مرفوع بضمة ظاهرة. والحسنى : صفة للأسماء وصفة المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر والجملة من المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط وهو أي

______________________________________________________

فاعلا له. وروي بدل تأت تأب أي تمتنع وبدل آتيا آبيا أي ممتنعا. قوله : (وأي) تطلق على العاقل وغيره. قوله : (بحسب ما تضاف إليه) فإن أضيفت إلى ظرف زمان أو مكان فهي كذلك وإن أضيفت إلى غيرهما فهي غير وهي في الآية بمعنى أي اسم لأن تنوينها عوض عن المضاف إليه. قوله : (تدعوا) أي تسموا مفعوله الأول


وإنما قرنت الجملة نا بالفاء لأنها لا تصلح أن تكون فعلا للشرط فوجب قرنها بالفاء ، لأن القاعدة أن جواب الشرط إذا لم يصلح أن يكون فعلا للشرط تعين قرنه بالفاء وذلك في سبعة مواضع معلومة عندهم.

(ومتى) : الواو : حرف عطف متى معطوف على لم مبني على السكون في محل رفع يعني أن السابع مما يجزم فعلين متى وهي في الأصل ظرف زمان ثم ضمنت معنى الشرط فجزمت نحو قول الشاعر :

متى أضع العمامة تعرفوني

______________________________________________________

محذوف. قوله : (وإنما قرنت الخ) جواب سؤال تقديره ظاهر. قوله : (الجملة) أي جملة جواب أيا. قوله : (هنا) أي في الآية. قوله : (لا تصلح الخ) لأنها اسمية. قوله : (فوجب قرنها بالفاء) أي ليعلم ربط ما بعدها بما قبلها وخصت الفاء لما فيها من معنى التعقيب والترتيب المناسب للجزاء. قوله : (وذلك) أي وتعين القرن بها. قوله : (في سبعة مواضع) أحدها : الجملة الاسمية كما هنا. ثانيها : الجملة الطلبية نحو : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي) [آل عمران : ٣١]. ثالثها : الجملة التي فعلها جامد نحو : (إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً وَوَلَداً (٣٩) فَعَسى) [الكهف : ٣٩ ـ ٤٠]. رابعها : المقرونة بقد نحو : (إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ) [يوسف : ٧٧]. خامسها : المقرونة بالتنفيس نحو : (وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) [التّوبة : ٢٨]. سادسها : المقرونة بلن نحو : (وَما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ) [آل عمران : ١١٥]. سابعها : المقرونة بما نحو : (فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ) [يونس : ٧٢] انتهى من الأشموني. قوله : (معلومة) بالجر صفة لما قبله. قوله : (عندهم) أي النحاة. قوله : (ظرف زمان) نحو : متى يأتي زيد أي في أي زمن. قوله : (الشاعر) أي سحيم بن وثيل يمدح نفسه ووالده ا ه قليوبي. قوله : (متى الخ) هو عجز بيت وصدره :

أنا ابن جلا وطلاع الثنايا

وإعرابه : أنا : مبتدأ وابن : خبر ، وجلا : مضاف إليه مجرور بفتحة مقدرة على الألف نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف للعلمية ووزن الفعل فهو اسم ثان لوالده وقيل : جلا فعل ماض وفاعله مستتر عائد على مضاف إليه محذوف والتقدير أنا ابن رجل جلا أي كشف الأمور وفيه أن الموصوف بالجملة لا يحذف إلا إذا كان بعض اسم مجرور بمن أو في نحو :


وإعرابه : متى : اسم شرط جازم يجزم فعلين الأول : فعل الشرط والثاني : جوابه وجزاؤه وهي في محل نصب بأضع على الظرفية الزمانية. وأضع : فعل مضارع مجزوم بمتى فعل الشرط وعلامة جزمه السكون وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا. والعمامة : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. وتعرفوني : فعل مضارع مجزوم بمتى جواب الشرط وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعل والنون الموجودة للوقاية والياء : مفعول به مبني على السكون في محل نصب وأصله : تعرفونني بنونين فحذفت نون الرفع الأولى للجازم. (وأيّان) : الواو : حرف عطف. أيان : معطوف على لم مبني على الفتح في محل رفع ، يعني أن الثامن مما يجزم فعلين أيان وهي في الأصل ظرف زمان كمتى ثم ضمنت معنى الشرط فجزمت ، نحو قول الشاعر :

______________________________________________________

منا ظعن ومنا أقام

وفينا سلم وفينا هلك

لكن نقل يس عن بعضهم عدم اعتبار هذا الشرط ونقل السيد أن اعتباره خاص بما إذا كان الموصوف مرفوعا وطلاع بالجر عطف على جلا فهو من وصف والده وكذا على القيل وبالرفع عطف على الخبر والثنايا مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة على الألف للتعذر وهي الأمور الصعبة وطلاع : بمعنى ركاب. قوله : (العمامة) أي عمامة الحرب لأنها التي بها التفاخر. قوله : (تعرفوني) أي تعرفوا قدري ونكايتي للأعداء. قوله : (والنون للوقاية) وسميت بذلك لأنها تقي الفعل من الكسر الذي يدخل مثله في الاسم وهو الكسر بسبب ياء المتكلم لأنه أخو الجر فصين عنه الفعل كما صين عن الجر أما الكسر الذي ليس بهذه المثابة فلا حاجة إلى صونه عنه كالكسر قبل ياء المخاطبة كتضربين والكسر للتخلص نحو : لم يكن الذين كفروا وألحق المعتل نحو : رماني ودعاني بغيره طردا للباب وتقي ما توصل به غير الفعل من تغير آخره كليني. قوله : (وأصله) أي قبل دخول الجازم. قوله : (فأيان الخ) عجز بيت صدره كما قيل :

إذا النعجة العجفاء باتت بقفرة

فالفاء : واقعة في جواب إذا. والنعجة : الأنثى من الضأن والجمع نعجات والعرب تكني عن المرأة بالنعجة العجفاء التي لا مخ في عظامها أو التي لا شحم فيها. وفي بعض حواشي خالد الإدماء وهي التي فيها الأدمة بضم الهمزة وسكون


فأيان ما تعدل به الريح تنزل

وإعرابه : أيان : اسم شرط جازم يجزم فعلين الأول : فعل الشرط والثاني : جوابه وجزاؤه مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية بتعدل وما : زائدة. وتعدل : فعل مضارع مجزوم بأيان فعل الشرط وعلامة جزمه السكون. وبه : جار ومجرور متعلق بتعدل. والريح : فاعل تعدل مرفوع بالضمة الظاهرة. وتنزل فعل مضارع مجزوم بأيان جواب الشرط وعلامة جزمه السكون وحرك بالكسر لأجل الروي. (وأين) : الواو : حرف عطف. أين : معطوف على لم مبني على الفتح في محل رفع يعني أن التاسع مما يجزم فعلين أين وهي في الأصل موضوعة للدلالة على المكان ثم ضمنت معنى الشرط فجزمت ، نحو قوله تعالى : (أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ) [النّساء : ٧٨]. وإعرابه : أين : اسم شرط جازم مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية. وما : زائدة. وتكونوا : فعل مضارع مجزوم بأين فعل الشرط وعلامة جزمه حذف النون والواو : فاعل ولا تحتاج تكون للخبر لأنها تامة. ويدرك : فعل مضارع مجزوم بأين جواب الشرط وعلامة جزمه السكون والكاف الثانية مفعول به مبني على الضم في محل نصب والميم علامة الجمع. والموت : فاعل يدرك مرفوع بالضمة الظاهرة. (وأنّى) : الواو : حرف عطف. أنى : معطوف على لم مبني على السكون في محل رفع يعني أن العاشر مما يجزم فعلين أنى. وأصلها موضوعة للدلالة على المكان مثل أين ثم ضمنت معنى الشرط

______________________________________________________

الدال المهملة هي السمرة فلعله رواية أخرى. والفقرة : الأرض التي لا نبات فيها ولا ماء. والنعجة : فاعل لفعل محذوف نظير ما بعدها. والعجفاء : صفة وباتت : فعل والتاء للتأنيث والفاعل ضمير النعجة فباتت تامة بمعنى حلت. وبقفرة متعلق بباتت فافهم. قوله : (تعدل) أي تتوسط وقوله به الضمير للزمن المستفاد من أيان والباء بمعنى في. قوله : (تنزل) أي النعجة من القفرة. قوله : (وما زائدة) أي للوزن. قوله : (الروي) هو الحرف الذي تبنى عليه القصيدة وتنسب إليه فيقال : قصيدة لامية أو ميمية مثلا من رويت على البعير أي شددت عليه الروي وهو الحبل الذي يجمع به الأحمال لأنه يجمع بين الأبيات. قوله : (على المكان) نحو : أين زيد أي في أي مكان هو.


فجزمت ، نحو قول الشاعر :

فأصبحت أنى تأتها تستجر بها

تجد حطبا جزلا ونارا تأججا

وإعرابه : أنى : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب على الظرفية لتأت. وتأت : فعل مضارع مجزوم بأنى فعل الشرط وعلامة جزمه حذف الياء والكسرة قبلها دليل عليها والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. والهاء : مفعول به مبني على السكون في محل نصب لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب. وتستجر : فعل مضارع بدل اشتمال من تأت وبدل المجزوم مجزوم والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. وبها : جار ومجرور متعلق بتستجر. وتجد : فعل مضارع مجزوم بأنى جواب الشرط وعلامة جزمه السكون والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت. وحطبا : مفعول أول لتجد منصوب بالفتحة الظاهرة. وجزلا : صفة لحطبا وصفة المنصوب منصوب. ونارا : الواو : حرف عطف. نارا : معطوف على حطبا والمعطوف على المنصوب منصوب. وتأججا : فعل ماض والألف فاعل والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب مفعول ثان لتجد وغلط من قال أصله تتأججا ثم حذفت إحدى التاءين تخفيفا لأن نون الرفع حينئذ تكون محذوفة لغير علة ويكون أصله تتأججان إن جعل صفة لكل من الحطب والنار فإن جعل صفة للنار كان

______________________________________________________

قوله : (أينما تكونوا) أي في أي مكان توجدوا. قوله : (فأصبحت) أي صرت الفاء بحسب ما قبلها وأصبح : فعل ماض والتاء ضمير المخاطب اسمها مبني على الفتح في محل رفع والجملة بعده في محل نصب خبر أصبح لأنه من أخوات كان ولم يعربه لوضوحه. قوله : (تأتها) لعل الضمير لقبيلة معينة عند الشاعر والمخاطب. قوله : (تستجر) السين والتاء للطلب أي تطلب الحفظ والأمان من البرد والجوع ونحوهما. قوله : (تجد الخ) أي فتحصل مطلوبك من الاستدفاء والقرى ونحوهما. قوله : (جزلا) أي عظيما. قوله : (تأججا) أي اشتعلا أحدهما وهو النار. قوله : (أصله) أي تأججا. قوله : (تتأججا) لما كان المتأجج النار جعل صلة بالتاء الفوقية لا بالياء التحتية. قوله : (لأن الخ) علة لقوله غلط الخ. قوله : (حينئذ) أي حين إذ كان أصله بتاءين. قوله : (علة) أي ناصب أو جازم. قوله : (إن جعل صفة الخ) أي وتجد حينئذ بمعنى تصب وتصادف ويحتمل أن المراد صفة أي معنى لكن هذا لا يظهر إلا على


أصله تتأجج وزيدت الألف للإطلاق اللهم إلا أن يقال : إن حذف النون في الأول شائع مشتهر ولو من غير علة على حد قول الشاعر :

أبيت أسري وتبيتي تدلكي

شعرك بالعنبر والمسك الذكي

إذ أصله تدلكين حذفت النون تخفيفا.

(وحيثما) : الواو : حرف عطف. حيثما : معطوف على لم مبني على السكون في محل رفع يعني أن الحادي عشر مما يجزم فعلين حيثما وأصلها : موضوعة للدلالة على المكان كأين وأنى ثم ضمنت معنى الشرط فجزمت ، نحو قول الشاعر :

حيثما تستقم يقدر لك الله

نجاحا في غابر الأزمان

______________________________________________________

احتمال أنه صفة لهما. قوله : (للإطلاق) أي مد الصوت. قوله : (اللهم) أصله يا الله حذفت منه ياء النداء وعوض عنها بالميم وأخرت تبركا بالبداءة باسم الله وهو منادى مبني على الضم في محل نصب والميم المشددة زائدة عوض عن حرف النداء.

واعلم أنه جرت العادة باستعمال هذا اللفظ فيما في ثبوته ضعف وكأنه يستعان في إثباته بالله تعالى ووجه الضعف هنا ارتكاب خلاف الأصل بخلاف كونه ماضيا. قوله : (يقال) أي في الجواب عمن غلط. قوله : (الأول) أي كون أصله تتأججان. قوله : (شائع) أي كثير. قوله : (مشتهر) أي بين النحاة لشيوعه في كلام العرب. قوله : (حد) أي طريقة. قوله : (أبيت) فعل مضارع من أخوات كان واسمه مستتر تقديره أنا والجملة بعده في محل نصب خبره. قوله : (أسرى) مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء وفاعله مستتر تقديره أنا ومعناه أسير ليلا. قوله : (وتبيتي) معطوف على أبيت مرفوع بالنون المحذوفة للتخفيف والياء اسمها والجملة بعده خبر ولا وجه لاقتصار الشارح على بيان أصل تدلكي. قوله : (تدلكي) مرفوع بالنون المحذوفة للتخفيف والياء فاعل وهو محل الشاهد كالذي قبله كما علمت وهو إمرار اليد. قوله : (شعرك) مفعول ومضاف إليه. قوله : (بالعنبر) متعلق بتدلكي وهو نوع من الطيب كالمسك. قوله : (الذكي) بالذال المعجمة أي شديد الرائحة وهو صفة للمسك. قوله : (أصله) أي تدلكي. قوله : (حيثما) أي في أي مكان. وقوله : تستقم من الاستقامة بمعنى الاعتدال وسلوك الطريقة المستقيمة وقوله : يقدر أي يهيىء نجاحا أي ظفرا بالمقصود. وقوله : غابر بغين معجمة موحدة بينهما ألف وبالراء المستقبل ويطلق على


إعرابه : حيثما : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب على الظرفية تستقم ونستقم : فعل مضارع مجزوم بحيثما فعل الشرط وعلامة جزمه السكون والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت. ويقدر : فعل مضارع مجزوم بحيثما جواب الشرط وعلامة جزمه السكون. ولك : جار ومجرور متعلق بيقدر. والله : فاعل يقدر مرفوع بالضمة الظاهرة. ونجاحا : مفعول به منصوب. وفي غابر : جار ومجرور متعلق بيقدر. وغابر : مضاف. والأزمان : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. (وكيفما) : الواو : حرف عطف. كيفما : معطوف على لم مبني على السكون في محل رفع يعني أن الثاني عشر مما يجزم فعلين كيفما وأصلها موضوعة للدلالة على الحال ثم ضمنت معنى الشرط فجزمت عند الكوفيين ومنعه البصريون ولم يوجد لها شاهد من كلام العرب بعد الفحص الشديد وإنما ذكروا لها مثالا بطريق القياس ، نحو : كيفما تجلس أجلس. وإعرابه : كيفما : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب بتجلس. وتجلس : فعل مضارع مجزوم بكيفما فعل الشرط وعلامة جزمه السكون والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت. وأجلس : فعل مضارع مجزوم بكيفما جواب الشرط وعلامة جزمه السكون والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا وقد علم من كلام المصنف أن إذ وحيث وكيف لا تجزم إلا مع ما وهو كذلك وأما غيرهن من الجوازم فقسمان : قسم يمتنع دخول ما عليه وهو من وما ومهما وأنى. وقسم : يجوز فيه الأمران وهو : أي ومتى وأين وكذلك أيان

______________________________________________________

الماضي فهو من أسماء الأضداد وإضافته لما بعده من إضافة الصفة. وقوله : الأزمان جمع زمن وزمان اسمان لقليل الوقت وكثيره والمعنى إن استقمت في أي مكان هيأ الله لك فيه ما تبلغ به مرادك فيما بقي من عمرك. قوله : (وكيفما) معناه على أي حالة. قوله : (ومنعه البصريون) أي لمخالفتها لغيرها من أدوات الشرط يوجب موافقة جوابها لشرطها فهي للمجازاة معنى لا عملا ا ه قليوبي. فلا يصح كيفما تجلس أذهب. قوله : (الفحص) أي التفتيش في كلامهم. قوله : (الشديد) أي القوي. قوله : (ذكروا) أي الكوفيون. قوله : (القياس) أي على غيرها من الأدوات. قوله : (علم الخ) أي من قرن الأمور الثلاثة بما. قوله : (غيرهن) أي الثلاثة. قوله : (من الجوازم) أي التي تجزم فعلين. قوله : (دخول) المناسب لحاق. قوله : (وهو من الخ) وأجاز الكوفيون لحاق ما لمن وأنى وسكت عن أن ويفهم من كلام غيره الجواز. قوله :


على الصحيح ويوجد في بعض نسخ المتن زيادة.

(وإذا في الشّعر خاصّة) : وإعرابه : الواو : حرف عطف. إذا : معطوف على الجوازم وليس معطوفا على لم لزيادته على الثمانية عشر مبني على السكون في محل رفع. وفي الشعر : جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة إذا والتقدير وإذا الواقعة في الشعر. خاصة : مفعول مطلق منصوب بفعل محذوف والتقدير أخص خاصة يعني أن مما يجزم فعلين زيادة على الثمانية عشر إذا وأصلها موضوعة للدلالة على الزمان المستقبل ثم ضمنت معنى الشرط فجزمت ولا يجزم بها إلا في النظم دون النثر ، نحو قول الشاعر :

وإذا تصبك خصاصة فتحمل

وإعرابه : الواو : للاستئناف إذا اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب على الظرفية بتصب. وتصب : فعل مضارع مجزوم بإذا فعل الشرط وعلامة جزمه السكون والكاف : مفعول به مبني على الفتح في محل نصب وخصاصة : فاعل نصب مرفوع بالضمة الظاهرة. والفاء : من قوله. فتحمل : واقعة في جواب الشرط وتحمل : فعل أمر مبني على السكون وحرك بالكسر لأجل الروي والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت والجملة في محل جزم جواب الشرط.

______________________________________________________

(ويوجد الخ) أشار به إلى أن عدم ذكرها هو الأصل. قوله : (زيادة) فاعل يوجد وهو غير منون لإضافته لما بعده. قوله : (وإذا) بسكون آخره من غير تنوين. قوله : (على الجوازم) الأولى على ثمانية عشر. قوله : (في النظم) أي على الندور أو الشذوذ ا ه قليوبي. قوله : (دون النثر) وإنما لم تجزم فيه لأن الحدث الواقع في زمنها مقطوع به في أصل وضعها بخلاف أن والتضمين عارض. قوله : (وإذا تصبك الخ) عجز بيت صدره :

استغن ما أغناك ربك بالغنى

وإعرابه : استغن : فعل أمر مبني على حذف الياء وفاعله مستتر وجوبا تقديره أنت وما مصدرية ظرفية وأغنى : فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف والكاف : ضمير المخاطب مفعول ، وربك : فاعل ومضاف إليه. وبالغنى : أي المال متعلق بالفعلين أي استغن إغناء ربك لك بالمال. قوله : (تصبك) أي تعترك. قوله : (خصاصة) أي فقر وحاجة. قوله : (فتحمل) يروى بالجيم والمعنى أظهر الجمال بالتعفف وبالحاء المهملة والمعنى تكلف حمل هذه المشقة بالصبر عليها والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.


باب مرفوعات الأسماء

المرفوعات سبعة وهي : الفاعل ، والمفعول الّذي لم يسمّ فاعله ، والمبتدأ ، وخبره ، واسم كان وأخواتها ، وخبر إنّ وأخواتها ،

(باب) خبر مبتدأ محذوف على ما مر. وباب : مضاف. و (مرفوعات) : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة ومرفوعات مضاف. و (الأسماء) : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. (المرفوعات) : مبتدأ مرفوع بالابتداء. (سبعة) : خبر المبتدأ. (وهي) : الواو : للاستئناف. هي : ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع (الفاعل) : وما عطف عليه خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة يعني أن الأول من المرفوعات الفاعل وبدأ به لكونه أصل المرفوعات عند الجمهور ولكون عامله لفظيا ، نحو : جاء زيد والقاضي وغلامي. وإعرابه : جاء : فعل ماض. وزيد : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. والفتى : معطوف على

______________________________________________________

باب مرفوعات الأسماء

من إضافة الصفة للموصوف جمع مرفوع أو مرفوعة وقدمها لأنها عمدة وأعقبها بالمنصوبات لأنها فضلات وأخر المجرورات لأنها منصوبات محلا وأما المرفوع أبدا حتى يدخل الخ. قوله : (المرفوعات) المحل للمضمر وأظهر توضيحا. قوله : (لكونه أصل المرفوعات) لأن الرفع فيه للفرق بينه وبين المفعول وليس هو في المبتدإ كذلك والأصل في الإعراب أن يكون للفرق بين المعاني وقيل : الأصل المبتدأ لأنه باق على ما هو الأصل في المسند إليه وهو التقديم بخلاف الفاعل للزوم تأخيره عن الفعل وقيل : هما أصلان وهذا خلاف لا ثمرة له كما قال أبو حيان. وقال الدماميني : له ثمرة وهو أن تقدر الجملة فعلية في بعض المواضع ويكون المحذوف الفعل لا اسمية نحو : (قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ) [الأنعام : ٦٣] ، (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ) [لقمان : ٢٥]. قوله : (الجمهور) أي أكثر النحاة. قوله : (ولكون عامله لفظيا) أي وهو مقدم على ما عامله معنوي وهو المبتدأ إذ عامله الابتداء. قوله : (زيد والفتى والقاضي وغلامي) عدد المثال إشارة إلى أن الفاعل يرفع بالضمة الظاهرة والمقدرة


زيد مرفوع بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر. والقاضي : معطوف على زيد مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل. وغلامي : معطوف على زيد مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة وغلام : مضاف وياء المتكلم مضاف إليه مبني على السكون في محل جر. (والمفعول) : الواو : حرف عطف المفعول معطوف على الفاعل والمعطوف على المرفوع مرفوع. (الّذي) : اسم موصول نعت المفعول مبني على السكون في محل رفع. (لم) : حرف نفي وجزم وقلب. (يسمّ) : فعل مضارع مبني لما لم يسم فاعله مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف الألف والفتحة قبلها دليل عليها. (فاعله) : نائب فاعل يسم مرفوع بالضمة وفاعل مضاف والهاء : مضاف إليه مبني على الضم في محل جر يعني أن الثاني من المرفوعات المفعول الذي لم يسم فاعله ، أي : لم يذكر معه فاعله وذكره بعد الفاعل لكونه نائبا عنه ، نحو : ضرب زيد والفتى والقاضي وغلامي. وإعرابه : ضرب : فعل ماض مبني لما لم يسم فاعله. وزيد : نائب فاعل مرفوع بالضمة. والفتى : معطوف على زيد مرفوع بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر. والقاضي وغلامي : معطوفان على زيد معربان بالإعراب السابق. (والمبتدأ) : الواو : حرف عطف. المبتدأ : معطوف على الفاعل والمعطوف على المرفوع مرفوع. (وخبره) : الواو : حرف عطف. خبره : معطوف على الفاعل والمعطوف على المرفوع مرفوع وخبر مضاف والهاء : مضاف إليه مبني على الضم في محل جر يعني أن الثالث والرابع من المرفوعات المبتدأ والخبر وقدمهما على ما بعدهما لأنهما منسوخان ومتبوعان وذلك مقدم على الناسخ والتابع ، نحو : زيد والفتى والقاضي وغلامي قائمون.

______________________________________________________

على الألف والياء وبضمة المناسبة. قوله : (ما بعدهما) من اسم كان وأخواتها وخبر إن وأخواتها. قوله : (لأنهما) أي المبتدأ والخبر. قوله : (منسوخان) أي بما بعدهما أي بعامله. قوله : (ومتبوعان) لأن اسم كان مثلا لا يقال له اسم إلا إذا كان مبتدأ في الأصل فكونه اسما وقع بعد كونه مبتدأ وكذا في الخبر. قوله : (وذلك) أي المنسوخ والمتبوع. قوله : (الناسخ) أي على ما عامله ناسخ وهو اسم كان وأخواتها وخبر إن


وإعرابه : زيد مبتدأ مرفوع بالابتداء. والفتى والقاضي وغلامي : معطوفات عليه معربات بالإعراب السابق والمعطوف على المبتدأ مبتدأ فيكون المبتدأ جمعا فلذا أخبر عنه بالجمع بقوله : قائمون. فقائمون : خبر المبتدأ مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد. (واسم) الواو : حرف عطف ، اسم : معطوف على الفاعل والمعطوف على المرفوع مرفوع واسم : مضاف. و (كان) : مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب. (وأخواتها) : الواو : حرف عطف. أخوات : معطوف على كان والمعطوف على المجرور مجرور. وأخوات : مضاف والهاء : مضاف إليه مبني على السكون في محل جر ، يعني أن الخامس من المرفوعات اسم كان واسم أخواتها نحو : كان زيد والفتى والقاضي وغلامي قائمين. وإعرابه : كان : فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر. زيد : اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة. والفتى والقاضي وغلامي معطوفات عليه بالإعراب السابق. وقائمين : خبر كان منصوب بالياء المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها لأنه جمع مذكر سالم. (وخبر) : الواو : حرف عطف. خبر : معطوف على الفاعل والمعطوف على المرفوع مرفوع وخبر مضاف. و (إن) : مضاف مبني على الفتح في محل جر لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب. (وأخواتها) : الواو : حرف عطف أخوات معطوف على أن والمعطوف على المجرور مجرور وأخوات : مضاف والهاء مضاف إليه مبني على السكون في محل جر يعني أن السادس من المرفوعات خبر إن وخبر أخواتها وأخره هو وما قبله لأن عاملهما ناسخ وهو مؤخر كما تقدم ، نحو : إن زيدا والفتى والقاضي وغلامي قائمون. وإعرابه : إن : حرف توكيد ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر. زيد : اسمها منصوب بالفتحة الظاهرة. والفتى : معطوف على زيدا منصوب بفتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر. والقاضي : معطوف على زيد أيضا منصوب بفتحة ظاهرة. وغلامي : معطوف أيضا على زيد منصوب بفتحة مقدرة

______________________________________________________

وأخواتها. وقوله : والتابع أي اسمهما وخبرهما. قوله : (وأخواتها) أي نظائرها في العمل فدخل اسم لا ولات وإن المشبهات بليس ولا يضر اقتصاره على بعضها فيما يأتي. قوله : (إن وأخواتها) أي نظائرها فدخل اسم لا النافية للجنس. قوله : (لأنهما)


على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة. وغلام : مضاف وياء المتكلم مضاف إليه مبني على السكون في محل جر. وقائمون : خبر إن مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض التنوين في الاسم المفرد.

والتّابع للمرفوع ، وهو أربعة أشياء : النّعت ، والعطف ، والتّوكيد ، والبدل.

(والتّابع) : الواو : حرف عطف التابع معطوف على الفاعل والمعطوف على المرفوع مرفوع. (للمرفوع) : اللام : حرف جر المرفوع مجرور باللام والجار والمجرور متعلق بالتابع يعني أن السابع من المرفوعات التابع للمرفوع وهو ينقسم أربعة أقسام أشار لها بقوله : (وهو) : الواو : للاستئناف هو ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع. (أربعة) : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة وأربعة مضاف. و (أشياء) : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف والمانع له من الصرف ألف التأنيث الممدودة. (النّعت) : بدل من أربعة وبدل المرفوع مرفوع يعني أن الأول من التوابع النعت ، نحو : جاء زيد الفاضل. وإعرابه : جاء : فعل ماض. زيد : فاعل مرفوع بالضمة. والفاضل : نعت لزيد ونعت المرفوع مرفوع. (والعطف) : الواو : حرف العطف معطوف على النعت والمعطوف على المرفوع مرفوع ، يعني أن الثاني من التوابع العطف وهو قسمان : الأول : عطف نسق وهو ما كان بحرف كالواو ، نحو : جاء زيد وعمرو. وإعرابه : جاء : فعل ماض. وزيد : فاعل مرفوع بالضمة وعمرو معطوف على زيد والمعطوف على المرفوع مرفوع. والثاني : عطف البيان وهو ما كان موضحا لما قبله بلا حرف ، نحو : أقسم بالله أبو حفص عمر. وإعرابه : أقسم : فعل ماض. وبالله :

______________________________________________________

أي عامليهما. قوله : (للاستئناف) أي البياني. قوله : (نسق) هو لغة التتابع. قوله : (كالواو) أي وثم وغيرهما من حروف العطف الآتية. قوله : (بلا حرف) أي من حروف العطف. قوله : (أقسم) أي حلف ، وقوله : أبو حفص كنية سيدنا عمر وهي ما صدرت بأب أو أم وهذا بيت من مشطور الرجز وبعده :

ما مسها من نقب ولا دبر

فاغفر له اللهم إن كان فجر


الباء : حرف قسم وجر. والله : مقسم به مجرور بالكسرة الظاهرة. وأبو : فاعل مرفوع بالواو نيابة عن الضمة ، لأنه من الأسماء الخمسة وأبو : مضاف وحفص : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة وعمر معطوف على أبو عطف بيان مرفوع بالضمة الظاهرة. (والتّوكيد) : الواو : حرف عطف. التوكيد : معطوف على النعت والمعطوف على المرفوع مرفوع يعني أن الثالث من التوابع التوكيد ، نحو : جاء زيد نفسه. وإعرابه جاء : فعل ماض وزيد : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. ونفس : توكيد لزيد وتوكيد المرفوع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة ونفس : مضاف والهاء : مضاف إليه مبني على الضم في محل جر. (والبدل) : الواو : حرف عطف. البدل : معطوف على النعت والمعطوف على المرفوع مرفوع يعني أن الرابع من التوابع البدل ، نحو : جاء زيد أخوك. وإعرابه : جاء : فعل ماض وزيد : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. وأخو : بدل من زيد وبدل المرفوع مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة ، لأنه من الأسماء الخمسة. وأخو : مضاف والكاف : مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر وإذا اجتمعت هذه التوابع قدم النعت ثم عطف البيان ثم التوكيد ثم البدل ثم عطف النسق تقول : جاء الرجل الفاضل عمر نفسه أخوك وعمرو. وإعرابه : جاء : فعل ماض. والرجل : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. والفاضل : نعت للرجل ونعت المرفوع مرفوع. وعمر : عطف بيان على الرجل مرفوع بالضمة الظاهرة. ونفسه : توكيد للرجل وتوكيد المرفوع مرفوع بالضمة الظاهرة. ونفس مضاف. والهاء : مضاف إليه

______________________________________________________

وهذا الشعر قاله أعرابي لما استحمل عمر بن الخطاب وقال له : إن ناقتي نقبت فاحملني على غيرها فقال له سيدنا عمر : كذبت والله ولم يحمله فقال : أقسم الخ. ثم حمله على بعير وكساه لما تبين له صدقه. يقال : نقب البعير ينقب من باب علم إذا رق خفه ودبر البعير أيضا من هذا الباب إذا حصلت له جراحات في ظهره ونحوه : وفجر إذا حنث في يمينه. قوله : (التوكيد) أي المعنوي لا اللفظي كقام قام لأنه يكون فيما لا إعراب فيه كما مثلنا. قوله : (قدم النعت الخ) لأن النعت كالجزء من متبوعه والبيان جار مجراه والتوكيد شبيه بالبيان والبدل على نية تقدير عامل فهو كالمنفصل والعطف فيه الواسطة اللفظية ا ه قليوبي. قوله : (جاء الرجل الخ) مثال للتوابع


مبني على الضم في محل جر وأخوك : بدل من الرجل مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الخمسة. وأخو : مضاف والكاف : مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر وعمرو : الواو : حرف عطف عمرو معطوف على الرجل والمعطوف على المرفوع مرفوع.

______________________________________________________

الخمسة المذكورة في قوله : قدم الخ على اللف والنشر المرتب. قوله : (هذه المرفوعات) أي السبعة. قوله : (إجمالا) لأنه لم يبين تعريفها ولا أقسامها والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


باب الفاعل

الفاعل هو الاسم المرفوع المذكور قبله فعله ، وهو على قسمين : ظاهر ومضمر.

ولما ذكر هذه المرفوعات إجمالا أخذ يتكلم عليها تفصيلا على سبيل اللف والنشر المرتب فقال :

(باب) وإعرابه كما تقدم. (الفاعل) : مبتدأ مرفوع بالابتداء. (هو) : ضمير فصل على الأصح لا محل له من الإعراب. (الاسم) : خبر المبتدأ مرفوع بالمبتدأ. (المرفوع) : نعت للاسم ونعت المرفوع مرفوع. (المذكور) : نعت ثان للاسم ونعت المرفوع مرفوع. (قبله) : ظرف مكان منصوب على الظرفية بالمذكور وقبل : مضاف والهاء : مضاف إليه مبني على الضم في محل جر والمذكور اسم مفعول. وقوله : (فعله) : نائب فاعله مرفوع بالضمة. وفعل : مضاف ، والهاء : مضاف إليه مبني على الضم في محل جر يعني أن الفاعل في اصطلاح النحاة هو الاسم المرفوع الذي ذكر قبله فعله فقوله : الاسم جسن متناول لجميع الأسماء ومخرج للحرف والفعل فلا يكون كل منهما فاعلا. وقوله : المرفوع مخرج للمنصوب والمجرور بالإضافة أو بحرف الجر الأصلي فلا يكون كل منهما فاعلا إلا على لغة قليلة فإنه يجوز نصب الفاعل ورفع المفعول عند تمييزهما ، نحو :

______________________________________________________

باب الفاعل

أي حده وأقسامه وهو لغة من أوجد الفعل سواء تقدم في الذكر على فعله أو تأخر واصطلاحا ما ذكره المصنف. قوله : (ضمير فصل على الأصح الخ) تقدم الكلام على ذلك. قوله : (قبله) أي ولو تقديرا نحو : إن امرؤ هلك. قوله : (والمذكور اسم مفعول) أي فيعمل عمل الفعل. قوله : (فعله) أي وما أشبهه كاسم الفاعل نحو : مختلف ألوانه. واقتصر على الفعل لأنه الأصل. قوله : (جنس) أي يشمل المعرب وغيره كما فسره بقوله متناول أي شامل. قوله : (منهما) أي المنصوب والمجرور بالإضافة أو الحرف. قوله : (إلا الخ) مخرج من قوله فلا يكون الخ أي فعلى هذه اللغة لا يكون المرفوع مخرجا للمنصوب. قوله : (فإنه) أي الحال والشأن. قوله


خرق الثوب المسمار برفع الثوب على المفعولية ونصب المسمار على الفاعلية إذ من المعلوم أن المسمار هو الخارق فهو الفاعل وإن كان منصوبا والثوب : هو المخروق ، فهو المفعول وإن كان مرفوعا فإن لم يتميز تعين رفع الفاعل ونصب المفعول ، نحو : ضرب زيد عمرا إذ لا يعرف الفاعل من المفعول إلا برفع الأول ونصب الثاني. وقولنا : بحرف جر أصلي مخرج لحرف الجر الزائد فيجوز جر الفاعل به ، نحو : ما جاءنا من بشير. وإعرابه : ما : نافية. جاء : فعل ماض. ونا : مفعول به مبني على السكون في محل نصب. ومن : حرف جر زائد. وبشير : فاعل جاء مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. وقوله المذكور قبله فعله مخرج لما عدا الفاعل من المرفوعات ولا يقال : دخل فيه نائب الفاعل ، لأنه لم يذكر قبله فعله ، لأن الذي يذكر معه إنما هو فعل فاعله الذي ناب عنه لا فعله هو ودخل في قوله الاسم الصريح ، نحو : قام زيد. وإعرابه : قام : فعل ماض. وزيد : فاعل مرفوع بالضمة والمؤول بالصريح ، نحو : يعجبني أن تقوم. وإعرابه : يعجب : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة والنون للوقاية والياء : مفعول به مبني على السكون في محل نصب وأن : حرف

______________________________________________________

(على المفعولية) فهو مفعول مرفوع بضمة ظاهرة وقوله : على الفاعلية فهو فاعل منصوب بفتحة ظاهرة على هذه اللغة تنتقض قاعدة كل فاعل مرفوع وكل مفعول منصوب وجعل الشاطبي المرفوع فاعلا والمنصوب مفعولا اصطلاحا وإن كان المعنى على خلافه هذا ومن العرب من يرفعهما معا ومنهم من ينصبهما معا عند ظهور المراد. قوله : (فإن لم يتميز) أي الفاعل من المفعول وهو مقابل لقوله عند تمييزهما ولو ثنى لكان أولى كما قاله في بعض النسخ. قوله : (وقولهم) أي النحاة المعلومين من السياق أي في المخرج من التعريف ولو قال : وقولنا أي بحرف الجر الأصل مخرج الخ لكان أولى. قوله : (بشير) أي مبشر من آمن بالجنة. قوله : (وقوله) أي المصنف. قوله : (من المرفوعات) أي الستة لأن المبتدأ والخبر وخبر إن وأخواتها لا فعل قبلها كالتوابع وكذلك اسم كان وأخواتها لأن الفعل قبله غير تام والمراد بقول المصنف فعله أي التام وقد وجه الشارح خروج النائب. قوله : (فيه) أي تعريف الفاعل. قوله : (لأنه الخ) علة للنفي. قوله : (لأن الذي الخ) علة للمعلل مع علته. قوله : (الصريح) بالرفع فاعل دخل. قوله : (المؤول بالرفع) عطف على الصريح.


مصدري ونصب. وتقوم : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت وأن وما بعدها في تأويل مصدر فاعل. يعجب : في يعجبني أن تقوم. (وهو) : الواو : للاستئناف هو ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع (على قسمين) : على حرف جر وقسمين مجرور بعلى وعلامة جره الياء المفتوح ما قبلها المكسور ما بعدها ، لأنه مثنى والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ. (ظاهر) : بالجر بدل من قسمين وبدل المجرور مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة وبالرفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره أحدهما ظاهر. وإعرابه : أحد : مبتدأ مرفوع بالابتداء وأحد مضاف والهاء : مضاف إليه مبني على الضم في محل جر والميم حرف عماد والألف : حرف دال على التثنية وظاهر خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. (ومضمر) : بالجر معطوف على ظاهر وبالرفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره وثانيهما مضمر. وإعرابه : الواو : حرف عطف وثاني مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل. وثاني مضاف والهاء : مضاف إليه مبني على الكسر في محل جر والميم : حرف عماد والألف حرف دال على التثنية. ومضمر : وهو ما دل على مسماه بقيد تكلم ، ونحوه.

فالظّاهر : نحو قولك قام زيد ويقوم زيد وقام الزّيدان ويقوم الزّيدان وقام الزّيدون ويقوم الزّيدون وقام الرّجل ويقوم الرّجال وقامت هند وتقوم هند وقامت الهندان وتقوم الهندان وقامت الهندات وتقوم الهندات وقامت الهنود وتقوم الهنود وقام أخوك ويقوم أخوك وقام غلامي ويقوم غلامي وما أشبه ذلك.

ثم مثل لكل منهما مقدما الظاهر على سبيل اللف والنشر المرتب

______________________________________________________

قوله : (من زيد) بالرفع حكاية كالذي بعده أي في مثال الصريح. قوله : (هو) أي الفاعل. قوله : (وهو على قسمين) لو حذف على ما ضر. قوله : (بمحذوف) أي كائن. قوله : (أحدهما) أي القسمين. قوله : (حرف عماد) لاعتماد المتكلم عليه في دفع التباس التثنية بغيرها. قوله : (ظاهر) من الظهور ضد الخفاء. قوله : (بلا قيد) أي كتكلم وخطاب. قوله : (مضمر) من الإضمار وهو الخفاء لأن دلالته على الذات لا بد فيها من قيد. قوله : (تكلم) نحو : ضربت. قوله : (ونحوه) كالخطاب نحو : ضربت بفتح التاء. قوله : (منهما) أي الظاهر والمضمر. قوله : (مقدما) حال. قوله : (الظاهر) بالنصب مفعول باسم الفاعل قبله وإنما قدمه لأن دلالته ظاهرة كما علمت


منوعا للأمثلة بقوله :

(فالظّاهر) : الفاء : فاء الفصيحة الظاهر مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. (نحو) : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة ونحو : مضاف. و (قولك) : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. وقول : مضاف. والكاف : مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر. و (قام) : فعل ماض. و (زيد) : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة وهذا مثال للفاعل المفرد المذكر مع الماضي. (ويقوم) : الواو : حرف عطف يقوم فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة. (زيد) : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة وهذا مثال له مع المضارع. (وقام الزّيدان) : الواو : حرف عطف. قام : فعل ماض. والزيدان : فاعل مرفوع بالألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد وهذا مثال للفاعل المثنى المذكر مع الماضي. (ويقوم) : الواو : حرف عطف. يقوم : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة. و (الزّيدان) : فاعل مرفوع بالألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى وهذا مثال له مع المضارع. (وقام) : الواو : حرف عطف. قام : فعل ماض. و (الزّيدون) : فاعل مرفوع بالواو المجموع جمع تصحيح مع الماضي. (ويقوم) : الواو : حرف عطف يقوم فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة. و (الزّيدون) : فاعل مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم وهذا مثال له مع المضارع. (وقام) : الواو : حرف عطف. قام : فعل ماض. و (الرّجال) : فاعل مرفوع بالضمة وهذا مثال لجمع التكسير المذكر مع الماضي. (ويقوم) : الواو : حرف عطف. يقوم : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة. و (الرّجال) : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة وهذا مثال له مع المضارع. (وقامت) : الواو : حرف عطف. قام : فعل ماض والتاء : علامة التأنيث. و (هند) : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة وهذا مثال للفاعل المفرد المؤنث

______________________________________________________

فهو أشرف. قوله : (منوعا) حال متداخلة يعني أن كل مثال لنوع مخصوص كما سنبينه. قوله : (قام زيد الخ) في محل نصب مقول القول. قوله : (له) أي للفاعل المفرد المذكر. قوله : (وقام الزيدان الخ) بتجريد الفعل من علامة التثنية والجمع كما هو في اللغة الفصحى. قوله : (قامت هند) فيه إشارة إلى أن الفاعل المؤنث الحقيقي يقرن فعله بالتاء ومثله المؤنث بالتاء الذي لا يتميز مذكره من مؤنثه نحو : قالت نملة وأما برغوث ونحوه مما لا تاء فيه ولا يتميز مذكره عن مؤنثه فلا يؤنث فعله وإن أريد


مع الماضي. (وتقوم) : الواو : حرف عطف. تقوم : فعل مضارع مرفوع بالضمة. و (هند) : فاعل مرفوع بالضمة وهذا مثال له مع المضارع. (وقامت) : الواو : حرف عطف. قام : فعل ماض والتاء : علامة التأنيث وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين. و (الهندان) : فاعل مرفوع بالألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى وهذا مثال للفاعل المؤنث المثنى مع الماضي. (وتقوم) : الواو : حرف عطف. تقوم : فعل مضارع مرفوع بالضمة. (الهندان) : فاعل مرفوع بالألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى وهذا مثال له مع المضارع. (وقامت) : الواو : حرف عطف. قام : فعل ماض. والتاء : علامة التأنيث حركت بالكسر لالتقاء الساكنين. (والهندات) : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. وهذا مثال للفاعل المؤنث المجموع جمع تصحيح مع الماضي. (وتقوم) : الواو : حرف عطف. تقوم : فعل مضارع مرفوع بالضمة. و (الهندات) : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة وهذا مثال مع المضارع. (وقامت) : الواو : حرف عطف. قام : فعل ماض. والتاء : علامة التأنيث وحركت بالكسر لالتقاء الساكنين. و (الهنود) : فاعل مرفوع بالضمة وهذا مثال للفاعل المؤنث المجموع جمع تكسير مع الماضي. (وتقوم) : الواو : حرف عطف. تقوم : فعل مضارع مرفوع بالضمة. و (الهنود) : فاعل مرفوع بالضمة وهذا مثال له مع المضارع. (وقام) : الواو : حرف عطف. قام : فعل ماض. و (أخوك) : فاعل مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الخمسة وأخو : مضاف والكاف : مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر وهذا مثال للفاعل من الأسماء الخمسة مع الماضي. (ويقوم) : الواو : حرف عطف. يقوم : فعل مضارع مرفوع بالضمة. (وأخوك) : فاعل مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الخمسة. وأخو : مضاف والكاف : مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر وهذا مثال للفاعل من الأسماء الخمسة مع المضارع.

(وقام) : الواو : حرف عطف. قام : فعل ماض. (غلامي) : فاعل مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة لياء المتكلم وغلام : مضاف وياء المتكلم : مضاف إليه مبني على السكون في محل جر وهذا مثال للفاعل المضاف لياء المتكلم مع الماضي. (ويقوم) : الواو : حرف عطف. يقوم : فعل مضارع مرفوع بالضمة. (غلامي) : فاعل مرفوع بضمة مقدرة

______________________________________________________

به مؤنث. قوله : (وقامت الهندان) حكمه حكم المفرد في لحاق التاء. قوله :


على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة وغلام : مضاف وياء المتكلم : مضاف إليه مبني على السكون في محل جر وهذا مثال له من المضارع. (وما) : الواو : حرف عطف. ما : اسم موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل جر معطوف على محل جملة قام زيد الأولى لأن محلها جر كذلك بإضافة نحو إليها. (وأشبه) : فعل ماض والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود على ما والجملة من الفعل والفاعل صلة الموصول لا محل لها من الإعراب وذا من (ذلك) : اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب مفعول به لأشبه واللام : للبعد والكاف : حرف خطاب لا محل لها من الإعراب فهذه عشرون مثالا عشرة مع الماضي وعشرة مع المضارع وكلها أسماء ظاهرة.

والمضمر اثنا عشر نحو قولك : ضربت وضربنا وضربت وضربت وضربتما وضربتم وضربتنّ وضرب وضربت وضربا وضربوا وضربن.

ولما قدم الكلام على الفاعل الظاهر أخذ يتكلم على الفاعل المضمر وهو اثنا عشر ضميرا سبعة للحاضر وخمسة للغائب فقال : (والمضمر) : يصح أن تكون الواو : حرف عطف ويصح أن تكون للاستئناف البياني المضمر مبتدأ مرفوع بضمة ظاهرة. (نحو) : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة ونحو : مضاف وقول من (قولك) : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة وقول مضاف والكاف : مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر. (ضربت) : بفتح الضاد وضم التاء للمتكلم. وإعرابه : ضرب : فعل ماض والتاء ضمير المتكلم فاعل مبني على الضم في محل رفع. (وضربنا) : بفتح الضاد وسكون الباء للمعظم نفسه أو معه غيره. وإعرابه : الواو : حرف

______________________________________________________

(وما أشبه ذلك) الأولى حذفه لأنه مستفاد من كلمة نحو. قوله : (معطوف على محل الخ) لا يظهر مع وجود لفظ قولك فهو المعطوف عليه. قوله : (كذلك) أي مثل ما. قوله : (فهذه) أي الأمثلة السابقة في المتن. قوله : (عشرون مثالا) أولها قام زيد وآخرها ويقوم غلامي. قوله : (عشرة مع الماضي) أي الفاعل فيها مصاحب للماضي وقس. قوله : (وكلها) أي العشرين مثالا أي الكلمات الواقعة فاعلا فيها. قوله : (سبعة للحاضر) أي المتكلم والمخاطب فللأول اثنان وللثاني خمسة. قوله : (للمعظم نفسه) أي للمتكلم المعظم نفسه. قوله : (أو معه غيره) الظرف خبر مقدم وغيره مبتدأ


عطف. ضرب : فعل ماض. ونا : فاعل مبني على السكون في محل رفع. (وضربت) : بفتح الضاد والتاء للمخاطب. وإعرابه : الواو : حرف عطف. ضرب : فعل ماض والتاء : ضمير المخاطب فاعل مبني على الفتح في محل رفع. (وضربت) : بفتح الضاد وكسر التاء للمخاطبة. وإعرابه : الواو : حرف عطف. ضرب : فعل ماض والتاء ضمير المؤنثة المخاطبة فاعل مبني على الكسر في محل رفع. (وضربتما) : بفتح الضاد وضم التاء للمثنى المذكر والمؤنث. وإعرابه : الواو : حرف عطف. ضرب : فعل ماض والتاء : ضمير المخاطبتين فاعل مبني على الضم في محل رفع والميم : حرف عماد والألف حرف دال على التثنية. (وضربتم) : بفتح الضاد وضم التاء لجمع الذكور المخاطبين. وإعرابه : الواو : حرف عطف. ضرب : فعل ماض والتاء : ضمير المخاطبين فاعل مبني على الضم في محل رفع والميم علامة جمع المذكر السالم. (وضربتنّ) : بفتح الضاد وضم التاء لجمع الإناث المخاطبات. وإعرابه : الواو : حرف عطف ضرب فعل ماض. والتاء : ضمير المخاطبات فاعل مبني على الضم في محل رفع والنون علامة جمع الإناث المخاطبات وهذه أمثلة الحاضر وما بقي من قوله : (وضرب) : إلى آخره أمثلة الغائب أي من قولك زيد ضرب. وإعرابه : زيد : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة وضرب : فعل ماض والفاعل مستتر جوازا تقديره هو يعود على زيد والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ. (وضربت) : بسكون التاء للغائبة من قولك هند ضربت. وإعرابه : هند مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة وضرب : فعل ماض. والتاء : علامة التأنيث وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هي يعود على هند والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ. (وضربا) : للمثنى الغائب المذكر من قولك الزيدان ضربا. وإعرابه : الزيدان : مبتدأ مرفوع بالألف

______________________________________________________

مؤخر ومضاف إليه أي أو للمتكلم الذي غيره معه والمراد بالغير ما يشمل المذكر والمؤنث والمثنى والجمع. قوله : (والميم علامة جمع المذكر السالم) المناسب علامة جمع الذكور المخاطبين. قوله : (وهذه) أي الأمثلة السبعة. قوله : (وما) اسم موصول مبتدأ خبره أمثلة الغائب. قوله : (أي من قولك الخ) مرتبط بقول المصنف وضرب وكذا يقال فيما بعده. قوله : (وللمثنى الغائب الخ) إسقاطه أولى كما فعل المصنف لأن ضمائر المتصل تصير به ثلاثة عشر إلا أن يقال إن الضمير فيهما واحد


نيابة عن الضمة لأنه مثنى والنون : عوض عن التنوين في الاسم المفرد. وضرب : فعل ماض والألف فاعل مبني على السكون في محل رفع والجملة خبر المبتدأ وللمثنى الغائب المؤنث ضربتا تقول : الهندان ضربتا. وإعرابه : الهندان : مبتدأ مرفوع بالألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى. وضرب : فعل ماض. والتاء : علامة التأنيث وحركت لالتقاء الساكنين وكانت الحركة فتحة لمناسبة الألف والألف فاعل مبني على السكون في محل رفع والجملة خبر المبتدأ. (وضربوا) : لجمع الذكور الغائبين من قولك الزيدون ضربوا. وإعرابه : الزيدون : مبتدأ مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد. وضرب : فعل ماض. والواو : فاعل مبني على السكون في محل رفع والجملة خبر المبتدأ. (وضربن) : لجمع الإناث الغائبات من قولك : الهندات ضربن. وإعرابه : الهندات : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. وضرب : فعل ماض والنون ضمير النسوة فاعل مبني على الفتح في محل رفع والجملة خبر المبتدأ هذا كله مثال للفاعل المضمر المتصل وهو ما لا يبتدأ به ولا يقع بعد إلا في حالة الاختيار. وأما المنفصل فهو ما يبتدأ به ويقع بعد إلا في حالة الاختيار ، نحو قولك : ما ضرب إلا أنا. وإعرابه : ما : نافية. وضرب : فعل ماض. وإلا : أداة حصر. وأنا : فاعل ضرب مبني على السكون في محل رفع ومثله : ما ضرب إلا نحن فنحن : فاعل ضرب مبني على الضم في محل رفع وما ضرب إلا أنت بفتح التاء للمخاطب فأن من أنت ضمير منفصل فاعل بضرب مبني على السكون في محل رفع والتاء : حرف خطاب لا موضع لها من الإعراب. وما ضربت إلا أنت بكسر التاء للمخاطبة فأن من أنت فاعل بضرب مبني على السكون في محل رفع التاء : حرف خطاب لا موضع لها من الإعراب. وما ضرب إلا أنتما للمثنى المخاطب مذكرا أو مؤنثا فأن من أنتما فاعل بضرب مبني على السكون في محل رفع والتاء : حرف خطاب لا موضع لها من الإعراب. والميم : حرف عماد والألف : حرف دال على التثنية.

______________________________________________________

وهو الألف والمتعدد المثال فافهم. قوله : (هذا كله) أي المذكور من ضربت إلى ضربن. قوله : (مثال للفاعل المضمر المتصل) يفيد أن الضمير المستتر في ضرب وضربت بسكون التاء متصل. قوله : (في حالة الاختيار) أي عدم الضرورة. قوله : (يبتدأ به) نحو : أنا قائم وهو قائم. قوله : (حصر) أي الفعل في الفاعل. قوله :


وما ضرب إلا أنتم لجمع الذكور المخاطبين فأن من أنتم : فاعل ضرب مبني على السكون في محل رفع. والتاء : حرف خطاب والميم : علامة الجمع. وما ضرب إلا أنتن لجمع الإناث المخاطبات فأن من أنتن : فاعل بضرب مبني على السكون في محل رفع والتاء : حرف خطاب والنون : علامة جمع النسوة.

وهذه أمثلة الحاضر وأما أمثلة الغائب ، فنحو قولك : ما ضرب إلا هو. وإعرابه : ما : نافية. وضرب : فعل ماض. وإلا : أداة حصر. وهو : فاعل مبني على الفتح في محل رفع. وما ضرب إلا هي للمؤنثة الغائبة فهي : ضمير منفصل فاعل ضرب مبني على السكون في محل رفع. وما ضرب إلا هما للمثنى الغائب مذكرا أو مؤنثا فهما ضمير منفصل فاعل ضربت مبني على السكون في محل رفع. وما ضرب إلا هم لجمع الذكور الغائبين. فهم : ضمير منفصل فاعل ضرب مبني على السكون في محل رفع. وما ضرب إلا هن لجمع الإناث الغائبات. فهن : ضمير منفصل فاعل ضرب مبني على الفتح في محل رفع وهذا كله مع الماضي وتقول مع المضارع في الاتصال مع الحاضر أضرب للمتكلم وحده ونضرب للمعظم نفسه أو معه غيره. وتضرب للمخاطب المذكر. وتضربن لجمع الإناث المخاطبات ومع الغائب يضرب للمذكر الغائب. وتضرب للمؤنثة الغائبة. ويضربان للمثنى الغائب مذكرا أو مؤنثا. ويضربون : لجمع الذكور الغائبين. ويضربن لجمع الإناث الغائبات هذا مع الاتصال وتقول في الانفصال مع الحضور وما يضرب إلا أنا ، وما يضرب إلا نحن وما يضرب إلا أنت بفتح التاء للمخاطب. وما يضرب إلا أنت بكسر التاء للمخاطبة وما يضرب إلا أنتما للمثنى المخاطب مذكرا أو مؤنثا. وما يضرب إلا أنتم لجمع الذكور المخاطبين. وما

______________________________________________________

(وهذا كله) أي ما ذكر من أمثلة المتصل والمنفصل. قوله : (الاتصال) أي اتصال الضمير بالفعل. قوله : (أضرب) مرفوع بالتجرد كنضرب وتضرب. قوله : (وتضربين) مرفوع بثبوت النون والياء فاعل. قوله : (وتضربان) فاعله الألف. قوله : (وتضربون) فاعله الواو. قوله : (وتضربن) مبني على السكون ونون النسوة فاعل. قوله : (أو الحضور) المناسب للاحقه وسابقه الحاضر. قوله : (نحن) فاعل مبني على الضم في محل رفع. قوله : (وإعراب هذه الأمثلة) أي أمثلة الاتصال والانفصال مع المضارع


يضرب إلا أنتن لجمع الإناث المخاطبات ومع الغائب. ما يضرب إلا هو للمفرد المذكر. وما يضرب إلا هي للمفردة المؤنثة. وما يضرب إلا هما للمثنى الغائب مذكرا أو مؤنثا. وما يضرب إلا هم لجمع الذكور الغائبين. وما يضرب إلا هن لجمع الإناث الغائبات. وإعراب هذه الأمثلة يعلم مما قبلها فلا حاجة للتطويل به.

______________________________________________________

وقوله : يعلم مما قبلها أي وهو أمثلة الاتصال والانفصال مع الماضي أما الانفصال فظاهر وأما الاتصال فمن حيث إن الفاعل في أضرب ضمير المتكلم كضربت وفي نضرب ضمير المتكلم وحده أو معه غيره كضربنا وقس والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


باب المفعول الّذي لم يسمّ فاعله

وهو الاسم المرفوع الّذي لم يذكر معه فاعله.

(باب المفعول) تقدم إعرابه و (الّذي) : اسم موصول نعت للمفعول مبني على السكون في محل جر لأنه مبني لا يظهر فيه إعراب. (لم) : حرف نفي وجزم وقلب. (يسمّ) : فعل مضارع مبني لما لم يسم فاعله مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف الألف والفتحة قبلها دليل عليها و (فاعله) : نائب فاعل يسم مرفوع بالضمة الظاهرة وفاعل مضاف. والهاء مضاف إليه مبني على الضم في محل جر. (وهو) : الواو : للاستئناف هو ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. (الاسم) : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة. (المرفوع) : نعت الاسم ونعت المرفوع مرفوع. (الّذي) : اسم موصول نعت ثان للاسم مبني على السكون في محل رفع. (لم) : حرف نفي وجزم وقلب. (يذكر) : فعل مضارع مبني لما لم يسم فاعله مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون. (معه) : مع ظرف مكان منصوب على الظرفية بيذكر وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ومع مضاف. والهاء : مضاف إليه مبني على الضم في محل جر. (فاعله) : نائب فاعل يذكر مرفوع بالضمة الظاهرة وفاعل مضاف. والهاء : مضاف إليه مبني على الضم في محل جر يعني أن المفعول الذي يقوم مقام فاعله في جميع أحكامه هو الاسم المرفوع الذي لم يذكر معه فاعله بأن حذف لغرض من الأغراض المذكورة في علم البيان كالعلم به

______________________________________________________

باب المفعول الذي لم يسم فاعله

المراد به المفعول به ولو عبر بنائب الفاعل لكان أولى ليدخل الظرف نحو : صيم رمضان وجلس أمامك ونحوه ، ويخرج دينارا مثلا من أعطى زيد دينارا أو إن أجيب بأن المفعول الذي لم يسم فاعله صار عندهم اسما لما ينوب مناب الفاعل من مفعول وغيره. قوله : (تقدم وإعرابه) أي إعراب نظيره. قوله : (في جميع أحكامه) أي كالرفع والتأخير عن الفعل والعمدية. قوله : (البيان) أي المعاني لأن بعضهم يسمي المعاني والبديع والبيان بيانا كما في التلخيص. قوله : (كالعلم به) أي والخوف منه


كما في قوله تعالى : (وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً) [النّساء : ٢٨]. والأصل : خلق الله الإنسان برفع لفظ الجلالة على الفاعلية ونصب الإنسان على المفعولية فحذف الفاعل الذي هو الله للعلم به فبقي الفعل محتاجا إلى ما يسند إليه فأقيم المفعول به مقام الفاعل في الإسناد إليه فأعطى جميع أحكام الفاعل فصار مرفوعا بعد أن كان منصوبا فالتبست صورته بصورة الفاعل فاحتيج إلى تمييز أحدهما عن الآخر فبقي الفعل مع الفاعل على صيغته الأصلية وغير مع نائبه.

فإن كان الفعل ماضيا ضمّ أوّله وكسر ما قبل آخره.

ثم بين كيفية تغيير الفعل بقوله : (فإن كان) : الفاء : فاء الفصيحة. وإن : حرف شرط جازم يجزم فعلين الأول : فعل الشرط والثاني : جوابه وجزاؤه. وكان : فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر مبني على الفتح في محل جزم بإن فعل الشرط. و (الفعل) : اسم كان مرفوع بالضمة الظاهرة. و (ماضيا) : خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة. (ضمّ) : فعل ماض مبني لما لم يسم فاعله وهو جواب الشرط مبني على الفتح في محل جزم. و (أوّله) : نائب فاعل ضم مرفوع بالضمة الظاهرة. وأول : مضاف والهاء مضاف إليه مبني على الضم في محل جر. (وكسر) : الواو : حرف عطف. كسر : فعل ماض مبني لما لم يسم فاعله. (ما) : اسم موصول بمعنى الذي نائب فاعل كسر مبني على السكون في محل رفع. (قبل) : ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بفعل محذوف تقديره ثبت أو استقر وقبل : مضاف.

______________________________________________________

أو عليه أو تعظيمه بصون اسمه عن لسانك أو عن مقارنة المفعول نحو : خلق الخنزير أو تحقيره. نحو : طعن عمر وقتل الحسين أو أبهمه على السامع كقول مخفي صدقته تصدق اليوم على مسكين أو عدم تعلق القصد به أو الإيجاز أو استقامة الوزن. قوله : (كما في قوله الخ) مثال لحذفه مع العلم به. قوله : (ضعيفا) أي لا يصبر عن النساء والشهوات جلالين. قوله : (والأصل) أي قبل الحذف وتغير الفعل. قوله : (الفعل) أي خلق. قوله : (صورته) أي المفعول النائب. قوله : (فاحتيج الخ) أي وإن أمن اللبس ا ه قليوبي. قوله : (كيفية) أي صفة. قوله : (ماضيا) أي غير جامد. قوله : (وكسر الخ) أي نطق به كذلك وإن كان سابقا نحو : شرب ا ه قليوبي. قوله : (متعلق بفعل الخ)


(آخره) : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. وآخر : مضاف ، والهاء : مضاف إليه مبني على الكسر في محل جر يعني أن الفعل الماضي يغير مع نائب الفاعل بضم الأول وكسر ما قبل الآخر إما تحقيقا ، نحو : (وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً) [النّساء : ٢٨]. وإما تقديرا كبيع الطعام والأصل : بيع الطعام بضم الباء الموحدة وكسر الياء المثناة تحت فنقلت حركة الياء إلى ما قبلها بعد سلب حركتها فصار بيع بكسر الباء الموحدة وسكون الياء التحتية. وإعرابه : بيع : فعل ماض مبني لما لم يسم فاعله والطعام : نائب فاعل مرفوع بالضمة وكذلك شد الحبل أصله شدد بضم الأول وكسر ما قبل الآخر فأدغمت الدال في الدال فصار شد. وإعرابه : شد : فعل ماض مبني لما لم يسم فاعله. والحبل : نائب الفاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

وإن كان مضارعا ضمّ أوّله وفتح ما قبل آخره ، وهو على قسمين : ظاهر ومضمر ،

(وإن كان) : الواو حرف عطف. إن : حرف شرط جازم يجزم فعلين الأول : فعل الشرط ، والثاني : جوابه وجزاؤه. وكان فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر مبني على الفتح في محل جزم بإن فعل الشرط واسم كان ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود على الفعل. (مضارعا) : خبر كان منصوب بالفتحة الظاهرة. (ضمّ) : فعل ماض مبني لما لم يسم فاعله وهو جواب الشرط مبني على الفتح في محل جزم. (أوّله) : نائب فاعل ضم مرفوع بالضمة الظاهرة وأول : مضاف. والهاء : مضاف إليه مبني على الضم في محل جر. (وفتح) : الواو : حرف عطف. فتح : فعل ماض مبني لما لم يسم فاعله. (ما) : اسم موصول بمعنى الذي نائب فاعل فتح مبني على السكون في محل رفع. (قبل) : ظرف مكان منصوب على

______________________________________________________

والجملة صلة الموصول. قوله : (مبني لما لم يسم فاعله) ويقال مبني للمجهول وإن كان فاعله معلوما نظرا للصيغة. قوله : (وإما تقديرا) عطف على إما تحقيقا. قوله : (كبيع الخ) مثال لتقديرهما معا. قوله : (سلب) أي زوال. قوله : (وكذلك) أي ومثل بيع في التقدير شد لكن في أحدهما كما ستعرف. قوله : (شد الحبل) مثال لما إذا كان الكسر مقدرا فيما قبل الآخر. وقد كان ظاهرا قبل الإدغام. قوله : (وفتح)


الظرفية متعلق بفعل محذوف تقديره : ثبت أو استقر وقبل : مضاف. و (آخره) : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. وآخر : مضاف. والهاء : مضاف إليه مبني على الكسر في محل جر يعني أن الفعل المضارع يغير مع نائب الفاعل بضم أوله وفتح ما قبل آخره إما تحقيقا ، نحو قولك : يضرب زيد بضم الأول وفتح ما قبل الآخر. وإعرابه : يضرب : فعل مضارع مبني لما لم يسم فاعله. وزيد : نائب الفاعل مرفوع بالضمة. وإما تقديرا نحو : يباع الطعام إذ أصله يبيع بضم أوله وفتح ما قبل آخره فنقلت حركة ما قبل الآخر إلى الساكن قبله ، فصار الحرف الثاني مفتوحا وما قبل الآخر ساكنا تحركت الياء بحسب الأصل وانفتح ما قبلها بحسب الآن قلبت ألفا فصار يباع. وإعرابه : يباع : فعل مضارع مبني لما لم يسم فاعله. والطعام : نائب الفاعل مرفوع بالضمة وكذلك يشد الحبل أصله يشدد الحبل بدالين فأدغمت إحداهما في الأخرى فصار يشد فيشد فعل مضارع مبني لما لم يسم فاعله والحبل : نائب الفاعل ولم يذكر فعل الأمر لكونه لا يتأتى بناؤه للمفعول لأنه يلزم ذكر فاعله. (وهو) : الواو للاستئناف هو ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع. (على قسمين) : على : حرف جر. وقسمين : مجرور بعلى وعلامة جره الياء المفتوح ما قبلها المكسور ما بعدها نيابة عن الكسرة لأنه مثنى. (ظاهر) : بالجر على كونه بدلا من قسمين وبالرفع على كونه خبر المبتدأ محذوف. (ومضمر) : بالجر عطف على ظاهر وبالرفع خبر المبتدأ محذوف كما تقدم في الظاهر.

فالظّاهر نحو قولك ضرب زيد ويضرب زيد وأكرم عمرو ويكرم عمرو. والمضمر اثنا عشر ، نحو قولك : ضربت وضربنا وضربت وضربت وضربتما وضربتم وضربتنّ وضرب وضربت وضربا وضربوا وضربن.

(فالظّاهر) : الفاء : فاء الفصيحة الظاهر مبتدأ مرفوع بالابتداء. (نحو) : خبر

______________________________________________________

معطوف على ضم فهو من تتمة الجواب. قوله : (يضرب زيد) مثال لتحقيقهما معا. قوله : (يباع) مثال لتقدير الثاني فقط. قوله : (ولم يذكر) أي المصنف. قوله : (لكونه) علة للنفي. قوله : (لأنه يلزم الخ) لأنه لا يكون إلا للحاضر وهو فاعل معلوم فلا يبنى


المبتدأ مرفوع بالمبتدأ ، نحو : مضاف. (قولك) : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة. وقول : مضاف والكاف : مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر. (ضرب) : بضم أوله وكسر ما قبل آخره وهو فعل ماض مبني لما لم يسم فاعله. (زيد) : نائب الفاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة هذا مثال للماضي المجرد من الزيادة. (ويضرب) : بضم أوله وفتح ما قبل آخره. وإعرابه : الواو : حرف عطف. يضرب : فعل مضارع مبني لما لم يسم فاعله. (زيد) : نائب الفاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهذا مثال للمضارع المجرد من الزيادة. (وأكرم) : بضم أوله وكسر ما قبل آخره. وإعرابه : الواو : حرف عطف أكرم : فعل ماض مبني لما لم يسم فاعله. (عمرو) : نائب الفاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة. (ويكرم) : بضم أوله وفتح ما قبل آخره. وإعرابه : الواو : حرف عطف. يكرم : فعل مضارع مبني لما لم يسم فاعله. (عمرو) : نائب الفاعل مرفوع بالضمة وهذا مثال لنائب الفاعل مع المزيد في الماضي والمضارع والمراد بالمجرد ما كان وزنه على وزن فعل كضرب فيقال الضاد فاء الكلمة والراء : عين الكلمة والباء : لام الكلمة لأنها في مقابلة الفاء والعين واللام في فعل كضرب فيقال : الضاد فاء الكلمة والراء : عين الكلمة والباء : لام الكلمة لأنها في مقابلة الفاء والعين واللام في فعل والمراد بالمزيد ما كان فيه زيادة عن هذه الأحرف الثلاثة ، نحو : أكرم فإنه على وزن أفعل فيقال : الهمزة زائدة لزيادتها على الأحرف الثلاثة والكاف : فاء الكلمة والراء عين الكلمة والميم : لام الكلمة. (والمضمر) : الواو : للاستئناف أو حرف عطف. المضمر : مبتدأ مرفوع بالابتداء. (نحو) : خبر المبتدأ مرفوع بالمبتدأ والجملة مستأنفة أو معطوفة على جملة فالظاهر. ونحو : مضاف وقول من (قولك) : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره. وقول : مضاف والكاف : مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر. (ضربت) : بضم الضاد وكسر الراء وضم التاء

______________________________________________________

الفعل للمجهول فتفطن. قوله : (وهذا مثال للمضارع المجرد من الزيادة) الصواب حذف اللام الثانية. قوله : (وهذا) أي قول المصنف وأكرم الخ. قوله : (لأنها) أي الضاد والراء والباء. قوله : (مستأنفة) أي إن كانت الواو استئنافية. قوله : (أو معطوفة الخ) أي إن كانت الواو عاطفة. قوله : (ضربت) أصله قبل النيابة ضربني عمرو. فلما


للمتكلم. وإعرابه : ضرب فعل ماض مبني للمجهول والتاء : ضمير المتكلم نائب الفاعل مبني على الضم في محل رفع. (وضربنا) : بضم الضاد وكسر الراء للمتكلم ومعه غيره أو المعظم نفسه وإعرابه : الواو : حرف عطف. ضرب : فعل ماض مبني للمجهول. ونا : ضمير المتكلم ومعه غيره أو المعظم نفسه نائب فاعل مبني على السكون في محل رفع. (وضربت) : بضم الضاد وكسر الراء وفتح التاء للمخاطب المذكر. وإعرابه : الواو : حرف عطف. ضرب : فعل ماض لما لم يسم فاعله والتاء : ضمير المخاطب نائب للفاعل مبني على الفتح في محل رفع. (وضربت) : بضم الضاد وكسر الراء والتاء للمخاطبة المؤنثة. وإعرابه : الواو : حرف عطف. ضرب : فعل ماض مبني للمجهول والتاء : ضمير المخاطبة المؤنثة نائب فاعل مبني على الكسر في محل رفع. (وضربتما) : بضم الضاد وكسر الراء وضم التاء للمثنى المخاطب مطلقا. وإعرابه : الواو : حرف عطف. ضرب : فعل ماض مبني للمجهول. والتاء : ضمير المخاطبين نائب الفاعل مبني على الضم في محل رفع والميم : حرف عماد والألف حرف دال على التثنية. (وضربتم) : بضم الضاد وكسر الراء وضم التاء. وإعرابه : الواو : حرف عطف. ضرب : فعل ماض مبني لما لم يسم فاعله والتاء : ضمير المخاطبين المذكرين نائب الفاعل مبني على الضم في محل رفع والميم علامة الجمع. (وضربتنّ) : بضم الضاد وكسر الراء وضم التاء. وإعرابه : الواو : حرف عطف. ضرب : فعل ماض مبني لما لم يسم فاعله. والتاء : ضمير النسوة المخاطبات نائب الفاعل مبني على الضم في محل رفع والنون علامة جمع النسوة والحاصل أن التاء في الجميع نائب الفاعل وما اتصل بها حروف دالة على المعنى المراد من تثنية وجمع وتذكير وتأنيث وضموا التاء مع المتكلم لأن الضم من الشفتين ويحتاج إلى النطق لتحريك عضوين فكان أقوى مما بعده وأعطى للمتكلم طلبا للتناسب وفتحوها مع المخاطب المذكر ، لأن الفتح من أقصى الحنك

______________________________________________________

حذف الفاعل أتى بالتاء المرادفة للياء وإنما أتى بها لأنها ضمير الرفع فافهم. قوله : (للمتكلم) أي موضوعة له وقس. قوله : (من تثنية الخ) بيان للمعنى المراد. قوله : (عضوين) أي الشفة العليا والشفة السفلى. قوله : (للتناسب) لأن المتكلم أقوى من المخاطب. قوله : (لأن الفتح من أقصى الحنك) أي أبعده وهذا غير مسلم لأن


فكان ضعيفا عن الضم فأعطى للمخاطب لضعفه عن المتكلم وكسروها مع المخاطبة المؤنثة لكون الكسر من وسط الحنك فكان بين المخرجين فأعطى للمؤنثة المخاطبة جبرا لما فاتها من القوة فهذه الأقسام السبعة للحاضر متكلما كان أو مخاطبا.

وأما أمثلة الغائب فأشار لها بقوله : (وضرب) : بضم الضاد وكسر الراء وفتح الباء للمذكر الغائب ، وإعرابه : الواو : حرف عطف. ضرب : فعل ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. (وضربت) : بضم الضاد وكسر الراء وفتح الباء وسكون التاء للغائبة المؤنثة. وإعرابه : الواو : حرف عطف. ضرب : فعل ماض مبني للمجهول والتاء : علامة التأنيث ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي. (وضربا) : بضم الضاد وكسر الراء للمثنى الغائب المذكر وإعرابه : الواو : حرف عطف. ضرب : فعل ماض مبني للمجهول والألف : نائب الفاعل مبني على السكون في محل رفع ولم يذكر المصنف ضمير المثنى المؤنث ومثاله : ضربتا بضم الضاد وكسر الراء. وإعرابه : ضرب : فعل ماض مبني للمجهول والتاء علامة للتأنيث وحركت بالفتح لمناسبة الألف والألف نائب الفاعل. (وضربوا) : بضم الضاد وكسر الراء لجمع الغائبين المذكرين. وإعرابه :

______________________________________________________

الحركة تابعة للحرف والتاء مخرجها من طرف اللسان مع أصل بعض الأسنان. وقوله : لكون الكسر الخ غير مسلم أيضا لما تقدم فلو قال : وفتحوها مع المخاطب إذ لم يمكن الضم للالتباس بالمتكلم والفتح راجع لخفته والمذكر مقدم لخفته فأخذه فبقي الكسر للمخاطبة فأعطيته لئلا تلتبس بالمتكلم المخاطب لكان صوابا. قوله : (المخرجين) أي ما كان داخلا عن الوسط وما كان خارجا عنه. قوله : (فأعطى) أي الكسر. قوله : (من القوة) بيان لما فاتها فأعطيت أمرا وسطا جبرا لها. قوله : (الأقسام) بدل مما قبله أو عطف بيان عليه. قوله : (متكلما) خبر كان قدم عليها. قوله : (كان) أي الحاضر. قوله : (وضرب) أصله قبل النيابة ضربه عمرو مثلا فلما حذف الفاعل أتي بضمير رفع مرادف للهاء ويستتر في الفعل لأن الهاء لا تقع في محله فلا يصلح للنيابة وقس عليه ما بعده. قوله : (وضربا) أصله ضربهما عمرو فلما حذف الفاعل أتي بالألف المرادفة للهاء في كونها ضمير غيبة. قوله : (وضربوا) أصله


الواو : حرف عطف. ضرب : فعل ماض مبني للمجهول والواو : ضمير الذكور الغائبين نائب الفاعل مبني على السكون في محل رفع والألف التي بعد الواو زائدة فرقا بين واو الجمع وواو المفرد في نحو زيد يدعو ويغزو الزيدون لن يدعوا ولن يغزوا لأن صورة الفعل فيهما واحدة ففرقوا بين الواوين بوجود الألف بعد واو الجمع وإسقاطها بعد واو المفرد وقيل غير ذلك.

(وضربن) : بضم الضاد وكسر الراء لجمع النسوة الغائبات. وإعرابه : الواو : حرف عطف. ضرب : فعل ماض مبني لما لم يسم فاعله ونون النسوة نائب الفاعل مبني على الفتح في محل رفع هذا كله في نائب الفاعل المضمر المتصل وأما المنفصل وهو ما وقع بعد إلا فتقول فيه ما ضرب إلا أنا للمتكلم. وإعرابه : ما : نافية. وضرب : فعل ماض مبني للمجهول وإلا أداة حصر وأنا ضمير منفصل نائب الفاعل مبني على السكون في محل رفع وما ضرب إلا نحن للمتكلم المعظم نفسه أو معه غيره. وإعرابه كما في الذي قبله. ونحن فيه ضمير منفصل نائب الفاعل مبني على الضم في محل رفع. وما ضرب إلا أنت : بفتح التاء للمخاطب المذكر. وإعرابه كالأول وأن من أنت ضمير منفصل نائب الفاعل مبني على السكون في محل رفع والتاء : حرف خطاب لا موضع لها من الإعراب وما ضرب إلا أنت :

______________________________________________________

وضربهم عمرو فلما حذف الفاعل أتي بالواو المرادفة للهاء في الغيبة وللميم في الدلالة على الجمع. قوله : (في نحو) متعلق بمحذوف صفة لواو المفرد. قوله : (وقيل غير ذلك) فقد قيل إنها زيدت لزوال اللبس بين واو الجماعة المنفصلة عن الفعل : كجدوا ، وسادوا وطردت الزيادة في المتصلة كأكلوا وشربوا جريا للباب على نمط واحد وبين واو العطف. وأما نحو : (يغزو) من كل ما واوه واو مفرد فلم تزد الألف فيه بعد الواو لعدم الالتباس لأن واوه من جملة حروف الفعل فتأمل. قوله : (وضربن) أصله ضربهن عمرو فلما حذف الفاعل أتي بنون النسوة المرادفة للهاء في الغيبة وللنون المشددة في الدلالة على الجمع والتأنيث. قوله : (ما ضرب إلا أنا) أصله ما ضربني إلا زيد فلما حذف الفاعل أتي بمرادفه مما يصلح للرفع وهو أنا. قوله : (وما ضرب إلا نحن) أصله ما ضرب زيد إلا إيانا فلما حذف الفاعل أتي بمرادف إيانا مما هو ضمير رفع وهو نحن لأن إيانا ضمير نصب فافهم وقس. قوله :


بكسر التاء للمخاطبة المؤنثة فإن ضمير منفصل نائب الفاعل مبني على السكون في محل رفع. التاء : حرف خطاب وما ضرب إلا أنتما للمخاطبة المؤنثة فإن ضمير منفصل نائب الفاعل مبني على السكون في محل رفع والتاء : حرف خطاب. وما ضرب إلا أنتما بضم الضاد وكسر الراء للمثنى المخاطب مطلقا مذكرا أو مؤنثا فأن من أنتما : ضمير منفصل نائب الفاعل مبني على السكون في محل رفع والتاء : حرف خطاب والميم : حرف عماد والألف : حرف دال على التثنية. وما ضرب إلا أنتم لجمع الذكور المخاطبين فأن من أنتم ضمير منفصل نائب الفاعل مبني على السكون في محل رفع والتاء : حرف خطاب والميم علامة جمع الذكور وما ضرب إلا أنتن لجمع الإناث المخاطبات فأن من أنتن : ضمير منفصل نائب الفاعل مبني على السكون في محل رفع. والتاء : حرف خطاب لا موضع لها من الإعراب والنون علامة جمع النسوة. هذه أمثلة الحاضر وتقول في الغائب ما ضرب إلا هو للمفرد المذكر وإعرابه : ما : نافية وضرب : فعل ماض مبني للمجهول وإلا أداة حصر ، وهو : ضمير منفصل غائب نائب الفاعل مبني على الفتح في محل رفع وما ضرب إلا هي للمؤنثة الغائبة ، فهي : ضمير منفصل نائب الفاعل مبني على الفتح في محل رفع. وما ضرب إلا هما للمثنى الغائب مطلقا فهما : ضمير منفصل نائب الفاعل مبني على السكون في محل رفع وما ضرب إلا هم لجمع الذكور الغائبين فهم : ضمير منفصل نائب الفاعل مبني على السكون في محل رفع وما ضرب إلا هم : لجمع الذكور الغائبين فهم ضمير منفصل نائب الفاعل مبني على السكون في محل رفع وما ضرب إلا هن : لجمع الإناث الغائبات فهنّ : ضمير منفصل نائب الفاعل مبني على السكون في محل رفع.

______________________________________________________

(ما ضرب إلا هو) أصله ما ضرب زيد إلا إياه والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


باب المبتدأ والخبر

المبتدأ هو الاسم المرفوع العاري عن العوامل اللّفظيّة. والخبر هو الاسم المرفوع المسند إليه ، نحو قولك زيد قائم والزّيدان قائمان والزّيدون قائمون.

ولما فرغ من الكلام على نائب الفاعل أخذ يتكلم على المبتدأ والخبر فقال : (باب المبتدأ والخبر) وهما : الثالث والرابع من المرفوعات وجمعهما في باب واحد لتلازمهما غالبا وفي إعراب باب ما تقدم وباب مضاف والمبتدأ مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة إن قرىء بالهمزة وكسرة مقدرة على الألف قرىء بالألف والخبر معطوف على المبتدأ والمعطوف على المجرور مجرور. (المبتدأ) : مبتدأ مرفوع بضمة ظاهرة أو مقدرة على الألف على ما سبق. (هو) : ضمير فصل على الأصح لا محل له من الإعراب. (الاسم) : خبر المبتدأ مرفوع بالمبتدأ (المرفوع) : نعت للاسم ونعت المرفوع مرفوع. (العاري) : نعت ثان للاسم مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل. (عن العوامل) : جار ومجرور متعلق بالعاري. (اللّفظيّة) : نعت للعوامل ونعت المجرور مجرور يعني أن المبتدأ ، أي باعتبار معناهما. أما باعتبار لفظهما فيقع كل منهما مبتدأ لأنهما يصيران حينئذ اسمين فمثال

______________________________________________________

باب المبتدأ والخبر

هذه هي التسمية المشهورة وقد سماها سيبويه بالمبني والمبني عليه. قوله : (غالبا) أي في الغالب لأنه لا يلزم المبتدأ الخبر إذا كان وصفا معتمدا على نفس أو استفهام وكان له مرفوع يعني عن الخبر نحو : أقائم الزيدون وما مضروب العمران فما بعد اسم الفاعل سد مسد خبره كنائب الفاعل بعد اسم المفعول. قوله : (ما تقدم) أي من الأوجه الثلاثة. قوله : (الاسم) أي المعرفة أو النكرة إذا وجد المسوغ كتقدم النفي نحو : ما رجل في الدار. قوله : (العاري) أي الموجود على تلك الصفة فلا يستدعي سبق وجودها. قوله : (العوامل) أل للجنس. قوله : (حينئذ) أي حين إذ قصد لفظهما. قوله : (اسمين) خبر يصير والألف اسمها لأنها من أخوات كان. قوله :


الفعل الواقع مبتدأ قولهم : ضرب : فعل مضارع واضرب فعل أمر. وإعراب الأول ضرب : مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع وفعل : خبر المبتدأ مرفوع بالمبتدأ وماض صفة لفعل وصفة المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين وإعراب الثاني : يضرب : مبتدأ مبني على الضم في محل رفع وفعل : خبره ومضارع صفة لفعل وصفة المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. وإعراب الثالث : اضرب : مبتدأ مبني على السكون في محل رفع وفعل خبر المبتدأ مرفوع بالضمة وفعل مضاف وأمر مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة ومثال الحرف الواقع مبتدأ قولهم من : حرف جر. وهل : حرف استفهام وإعراب الأول من مبتدأ مبني على السكون في محل رفع وحرف خبر المبتدأ مرفوع بالضمة وحرف مضاف وجر مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة وإعراب الثاني هل مبتدأ مبني على السكون في محل رفع حرف خبر المبتدأ مرفوع بالضمة وحرف مضاف واستفهام مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة ودخل في الاسم الصريح نحو زيد قائم وإعرابه زيد مبتدأ مرفوع بالضمة وقائم خبره مرفوع بالمبتدأ والمؤول بالصريح نحو قوله تعالى : (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ) [البقرة : ١٨٤]. وإعرابه الواو للاستئناف وأن حرف مصدرى ونصب تصوموا فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون والواو فاعل وأن وما بعدها في تأويل مصدر مبتدأ وخير خبر مرفوع بالضمة الظاهرة ولكم جار ومجرور متعلق بخبر والميم علامة الجمع والتقدير وصومكم خير

______________________________________________________

(قولهم) أي النحاة. قوله : (مبني على الفتح) غير صحيح والصحيح أنه مرفوع بضمة مقدرة منع منها حركة الحكاية أو ظاهرة مع التنوين بتأويل اللفظ ويجوز عدمه بتأويل الكلمة واللفظة فهو ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث كما قال الرضي فافهم. قوله : (وفعل خبر) إن قلت : ضرب اسم لقصد لفظه فلا يصح الإخبار عنه بفعل. قلت : معناه فعل أي في غير هذا التركيب. قوله : (على الياء المحذوفة) لأن أصله ماضي. قوله : (مبني على الضم الخ) فيه ما سبق. قوله : (مبني على السكون) فيه ما سبق أيضا. قوله : (هل مبتدأ مبني الخ) أي عند بعضهم الذي لا يشترط في شبه الاسم الحرف وضعا كون الثاني حرف لين وعند بعض آخر يحكى أو يعرب بحركة ظاهرة مع التنوين وعدمه فتدبر. قوله : (في الاسم) بالرفع على الحكاية. قوله : (الصريح) أي الذي لا يحتاج في كونه اسما إلى تأويل والمؤول خلافه. قوله : (والتقدير) أي


لكم وخرج بالمرفوع المنصوب والمجرور بغير الأحرف الزائدة وما أشبهها فالزائدة هي التي دخولها كخروجها إذ لم تفد معنى ولم تتعلق بشيء نحو الباء في بحسبك درهم وإعرابه الباء حرف جر زائد وحسب مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد ودرهم خبر المبتدأ مرفوع بالمبتدأ فالباء في بحسبك لم يفد وجودها معنى ولم تتعلق بشيء والشبيهة بالزائدة وهي التي أفاد وجودها في الكلام معنى ولم تتعلق بشيء نحو رب رجل كريم لقيته وإعرابه رب حرف تقليل وجر شبيهة بالزائد ورجل مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منعا من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد وكريم بالجر صفة لرجل على اللفظ وبالرفع على المحل ولقيته فعل وفاعل ومفعول والجملة في محل رفع خبر المبتدأ وهو رجل فرب وجودها أفاد معنى وهو التقليل يستفاد بدونها ولم تتعلق بشيء وأما حرف الجر الأصلي فهو الذي يفيد وجوده معنى ويحتاج لما يتعلق به فلذا لا يجوز دخوله على المبتدأ وخرج بالعاري عن العوامل اللفظية الفاعل نحو زيد في قولك ضرب زيد ونائبه نحو عمرو من قولك ضرب عمرو بضم الضاد وكسر الراء واسم كان وأخواتها نحو زيد في قولك كان زيد قائما وخبر أن واخواتها نحو قائم من قولك إن زيدا قائم فهذه كأنها لا يصح أن يقال فيها مبتدأ لعدم عروها أي تجردها عن العوامل اللفظية والمراد بالعوامل اللفظية التي يتجرد عنها المبتدأ العوامل الأصلية أما الزائدة وما أشبهها فقد علمت أنه يجوز دخولها عليه وخرج بالعوامل اللفظية العوامل المعنوية فلا يتجرد عنها كالابتداء فإن المبتدأ مرفوع به وهو عامل معنوي وليس لنا على الصحيح عامل معنوي إلا الابتداء في المبتدأ أو التجرد من الناصب والجازم في الفعل المضارع والابتداء معناه الاهتمام بالشيء وجعله أولا لثان بحيث يكون الثاني خبر عن

______________________________________________________

تقدير الكلام. قوله : (بحسبك) أي كافيك. قوله : (والشبيهة بالزائدة) أي وبالإصابة لأنها أخذت من كل طرفا ففيه اكتفاء. قوله : (شبيه بالزائد) أي في عدم التعلق. قوله : (وأما حرف الجر الأصل الخ) نحو : قطعت اللحم بالسكين. قوله : (فلذا) أي فلأجل احتياجه للأمرين. قوله : (أما الزائدة) كالباء في بحسبك درهم. وقوله : وما أشبهها كرب في رب رجل كريم لقيته. قوله : (علمت) أي مما تقدم قريبا. قوله : (على الصحيح) مقابله يزيد التبعية نحو : مررت بزيد العالم والتوهم والمجاورة.


الأول نحو زيد قائم فزيد مبتدأ مرفوع بالابتداء وقائم خبره مرفوع بالمبتدأ.

(والخبر) الواو للاستئناف أو حرف عطف الخبر مبتدأ مرفوع بالابتداء (هو) ضمير فصل على الأصح لا محل له من الإعراب (الاسم) خبر المبتدأ مرفوع بالمبتدأ (المرفوع) نعت للاسم ونعت المرفوع مرفوع (المسند) نعت ثان للاسم ونعت المرفوع مرفوع (إليه) إلى حرف جر والهاء ضمير عائد على المبتدأ مبني على الكسر في محل جر لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب والجار والمجرور متعلق بالمسند يعني أن الخبر هو الاسم المرفوع المسند إلى المبتدأ نحو قائم من قولك زيد قائم واعرابه زيد مبتدأ مرفوع بالابتداء وقائم خبر المبتدأ مرفوع بالمبتدأ وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره فالعامل فيه لفظي لأنه مرفوع بالمبتدأ وهو زيد في هذا المثال والمبتدأ عامل لفظي وهذا تعريف لخبر الأصلي وقد يكون جملة كما سيأتي ثم نوع المبتدأ أو الخبر إلى أنواع بقوله (نحو قولك زيد قائم) وإعرابه نحو بالرفع خبر المبتدأ محذوف تقديره وذلك نحو وإعرابه الواو للاستئناف وذا اسم إشارة مبتدأ مبني على السكون في محل رفع واللام للبعد والكاف حرف خطاب ونحو خبر المبتدأ مرفوع بالضمة وبالنصب مفعول بفعل محذوف تقديره أعني نحو وإعرابه أعني فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهوره الثقل والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا ونحو مفعول به لأعني منصوب بالفتحة الظاهرة ونحو مضاف وقول مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة وقول مضاف والكاف مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر وزيد مبتدأ مرفوع بالابتداء وقائم خبره وهذا مثال للمبتدأ والخبر المفردين لمذكر (والزّيدان) الواو حرف عطف الزيدان مبتدأ مرفوع بالابتداء

______________________________________________________

قوله : (والابتداء معناه الخ) أي معناه اصطلاحا الأولى حذف قوله : الاهتمام بالشيء والاقتصار على قوله : جعله الخ لأن الاهتمام بالشيء لازم للمعنى الاصطلاحي أعني جعله الخ وللغوي الذي هو الافتتاح إذ يلزم من الافتتاح وجعله أولا الخ الاهتمام به فتدبر. قوله : (والخبر الخ) فائدة : اعلم أن عندهم حمل مواطأة وهو ما يصح بلا تأويل بالمشتق أو حذف المضاف كحمل العلم على الفقه فتقول الفقه علم وحمل اشتقاق وهو ما كان بخلافه كحمل العلم على مالك فتقول مالك العلم. قوله : (خبرا) أي مخبرا به ولو حكما كالفاعل ونائب الفاعل السادين مسد الخبر. قوله : (وهذا) أي قول المصنف والخبر الخ. قوله : (جملة) أي أو شبهها. قوله : (كما سيأتي) أي في قول المصنف وغير المفرد الخ. قوله : (بالاثنين) أي وهو المراد


وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد (قائمان) خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد وهذا مثال للمبتدأ والخبر المثنيين لمذكر (والزّيدون) الواو حرف عطف الزيدون مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد (قائمون) خبر المبتدأ مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد وهذا مثال المبتدأ والخبر المجموعين جمع تصحيح لمذكر ويقاس على ذلك التكسير لمذكر نحو الزيود قيام وإعرابه الزيود مبتدأ مرفوع بالابتداء وقيام خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة والمفردان لمؤنث نحو هند قائمة وإعرابه هند مبتدأ مرفوع بالضمة وقائمة خبر المبتدأ والمثنيان لمؤنث نحو الهندان قائمتان وإعرابه الهندان مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد قائمتان خبره مرفوع بالألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد والمجموعان جمع تصحيح لمؤنث نحو الهندات قائمات وإعرابه الهندات مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه الضمة الظاهرة وقائمات خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة والمجموعان جمع تكسير لمؤنث نحو الهنود قيام وإعرابه الهنود مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة وقيام خبر مرفوع أيضا بالضمة.

والمبتدأ قسمان ظاهر ومضمر : فالظاهر ما تقدم ذكره ، والمضمر اثنا عشر وهي : أنا ونحن وأنت وأنت وأنتما وأنتم وأنتنّ وهو وهي وهما وهم وهنّ نحو قولك : أنا قائم ونحن قائمون وما أشبه ذلك.

(والمبتدأ) الواو للاستئناف المبتدأ مبتدأ مرفوع بضمة ظاهرة أو مقدرة على الألف (قسمان) خبر المبتدأ مرفوع بالألف نيابة عن ضمة لأنه مثنى والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد وأل في المبتدأ للجنس الصادق بالاثنين وبالواحد وبالجمع فلذا أخبر عنه بالمثنى (ظاهر) بالرفع بدل من قسمان وبدل المرفوع مرفوع (ومضمر) الواو حرف عطف مضمر معطوف على ظاهر والمعطوف على المرفوع مرفوع (فالظّاهر) الفاء فاء الفصيحة الظاهر مبتدأ مرفوع بالابتداء (ما) اسم موصول

______________________________________________________

هنا. قوله : (فاء الفصيحة) لأنها أفصحت عن مقدر والتقدير إن أردت أمثلة الظاهر


بمعنى الذي خبر المبتدأ مبني على السكون في محل رفع (تقدّم) فعل ماضي (ذكره) فاعل مرفوع بالضمة وذكر مضاف والهاء مضاف إليه مبني على الضم في محل جر وجملة تقدم ذكره لا موضع لها من الإعراب صلة الموصول يعني أن المبتدأ من حيث هو ينقسم قسمين ظاهر نحو ما تقدم من قوله زيد قائم والزيدان قائمان إلى آخره والظاهر ما دل لفظه على مسماه بلا قرينة نحو زيد فإنه يدل على الذات الموضوع عليها بلا قرينة وأشار للقسم الثاني وهو المضمر بقوله (والمضمر) وإعرابه الواو حرف عطف أو للاستئناف المضمر مبتدأ مرفوع بالابتداء (اثنا عشر) خبر المبتدأ مرفوع بالألف نيابة عن الضمة لأنه ملحق بالمثنى وعشر في مقابلة النون في اثنان يعني أن القسم الثاني المبتدأ المضمر وهو ما يدل على مسماه بقرينة تكلم أو خطاب أو غيبة وذكر الاثني عشر بقوله (وهي) الواو للاستئناف هي ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع (أنا) وما عطف عليه خبر المبتدأ مبني على السكون في محل رفع فأنا ضمير المتكلم ومثال وقوعه مبتدأ أنا قائم وإعرابه أنا ضمير منفصل مبتدأ مبني على السكون في محل رفع وقائم خبر المبتدأ مرفوع بالضمة (ونحن) الواو حرف عطف نحن معطوف على أنا مبني على الضم في محل رفع فنحن ضمير منفصل للمتكلم المعظم نفسه أو معه غيره ومثال وقوعه مبتدأ نحن قائمون وإعرابه نحن ضمير منفصل مبتدأ مبني على الضم في محل رفع وقائمون خبر المبتدأ مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم (وأنت) بفتح التاء للمخاطب المذكر وإعرابه الواو حرف عطف وأن ضمير منفصل معطوف على أنا مبني على السكون في محل رفع والتاء حرف خطاب لا موضع لها من الإعراب ومثال وقوعه مبتدأ أنت قائم وإعرابه أن ضمير منفصل مبتدأ مبني على السكون في محل رفع والتاء حرف خطاب وقائم خبر المبتدأ (وأنت) بكسر التاء للمخاطبة المؤنثة وإعرابه الواو حرف عطف وأن ضمير منفصل معطوف على

______________________________________________________

فأمثلة الظاهر هي ما تقدم الخ. قوله : (من حيث هو الخ) أي بقطع النظر عن كونه ظاهرا أو مضمرا وإلا لزم تقسيم الشيء إلى نفسه وغيره. قوله : (ما دل لفظه الخ) يتعين حذف لفظه. قوله : (بلا قرينة) كتكلم وخطاب. قوله : (أو معه غيره) أي ولو واحدا. قوله : (والتاء حرف خطاب) أي حرف جعل له الواضع مدخلا في الدلالة


أنا مبني على السكون في محل رفع والتاء حرف خطاب ومثال وقوعه مبتدأ أنت قائمة وإعرابه أن ضمير منفصل مبتدأ مبني على السكون في محل رفع والتاء حرف خطاب قائمة خبر المبتدأ (وأنتما) للمثنى مطلقا وإعرابه الواو حرف عطف وأن ضمير منفصل معطوف على أنا مبني على السكون في محل رفع والتاء حرف خطاب والميم حرف عماد والألف حرف دال على التثنية ومثال وقوعه مبتدأ للمثنى المذكر أنتما قائمان وإعرابه أن ضمير منفصل مبتدأ مبني على السكون في محل رفع والتاء حرف خطاب لا موضع لها من الإعراب والميم حرف عماد والألف حرف دال على التثنية وقائمان خبر المبتدأ مرفوع بالألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد ومثال وقوعه مبتدأ للمثنى المؤنث أنتما قائمتان وإعرابه كالذي قبله (وأنتم) لجمع الذكور المخاطبين وإعرابه الواو حرف عطف أن ضمير منفصل معطوف على أنا مبني على السكون في محل رفع والتاء حرف خطاب والميم علامة الجمع ومثال وقوعه مبتدأ أنتم قائمون وإعرابه أن ضمير منفصل مبتدأ مبني على السكون في محل رفع والتاء حرف خطاب والميم علامة الجمع وقائمون خبر المبتدأ مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم (وأنتنّ) لجمع الإناث المخاطبات وإعرابه الواو حرف عطف أن ضمير منفصل معطوف على أنا مبني على السكون في محل رفع والتاء حرف خطاب والنون علامة جمع النسوة ومثال وقوعه مبتدأ أنتن قائمات وإعرابه أن ضمير منفصل مبتدأ مبني على السكون في محل رفع التاء حرف خطاب والنون علامة جمع النسوة وقائمات خبر المبتدأ مرفوع بالمبتدأ وهذه أمثلة الحاضر وأشار إلى أمثلة الغائب بقوله (وهو) للمفرد الغائب وإعرابه الواو حرف عطف وهو ضمير منفصل معطوف على أنا مبني على الفتح في محل رفع ومثال وقوعه مبتدأ هو قائم وإعرابه هو ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع وقائم خبره مرفوع بالضمة الظاهرة (وهي) للمفرد الغائبة وإعرابه الواو حرف عطف هي ضمير منفصل معطوف على أنا مبني على الفتح في محل رفع ومثال وقوعه مبتدأ هي قائمة وإعرابه هي ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع وقائمة خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة (وهما) للمثنى الغائب مطلقا وإعرابه الواو حرف

______________________________________________________

على الخطاب بمعنى أنه شرط في دلالة الضمير على الخطاب لحاق التاء له. قاله


عطف هما ضمير منفصل معطوف على أنا مبني على السكون في محل رفع ومثال وقوعه مبتدأ للمثنى الغائب المذكر هما قائمان وإعرابه هما ضمير منفصل مبتدأ مبني على السكون في محل رفع وقائمان خبر المبتدأ مرفوع بالألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد ومثال وقوعه مبتدأ للمثنى الغائب المؤنث هما قائمتان وإعرابه كالذي قبله (وهم) لجمع الذكور الغائبين وإعرابه الواو حرف عطف هم معطوف على أنا مبني على السكون في محل رفع ومثال وقوعه مبتدأ هم قائمون وإعرابه هم ضمير منفصل مبتدأ مبني على السكون في محل رفع وقائمون خبر المبتدأ مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم (وهنّ) لجمع الإناث الغائبات وإعرابه الواو حرف عطف هن معطوف على أنا مبني على الفتح في محل رفع ومثال وقوعه مبتدأ هن قائمات وإعرابه هن ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع وقائمات خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة وتسمى هذه الضمائر ضمائر الرفع المنفصلة ومثل لوقوع بعضها مبتدأ بقوله (نحو قولك أنا قائم) فأنا ضمير منفصل مبتدأ وقائم خبره (ونحن قائمون) كذلك كما سبق (وما) الواو حرف عطف ما اسم موصول بمعنى الذي معطوف على جملة أنا قائم مبني على السكون في محل نصب (أشبه) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود على ما (ذلك) ذا اسم إشارة مفعول به لأشبه مبني على السكون في محل نصب واللام للبعد والكاف حرف خطاب وجملة أشبه ذلك لا موضع لها من الإعراب ما يعني أن ما أشبه المذكور من نحو أنت قائم وأنت قائمة وأنتما قائمان وأنتم قائمون وأنتن قائمات وهو قائم وهي قائمة وهما قائمان أو قائمتان وهم قائمون وهن قائمات مثل المذكور في أن الضمير مبتدأ أو ما بعده خبر كما سبق إعرابه فالمبتدأ في هذه الأمثلة كلها اسم

______________________________________________________

الشنواني. قوله : (هذه الضمائر) أي الاثنا عشر. قوله : (ضمائر الرفع) من إضافة الموصوف للصفة أي الضمائر المرفوعة. قوله : (ومثل لوقوع بعضها الخ) أي والبعض الآخر يعلم بالقياس. قوله : (كذلك) أي مبتدأ وخبر. قوله : (كما سبق) أي في شرح قوله ونحن. قوله : (معطوف على جملة الخ) فيه أنه معطوف على قولك فمحله جر لا رفع كما قال ومحل جملة أنا قائم الخ نصب لأنها مقول القول. قوله : (مثل المذكور) أي أنا قائم ونحن قائمون. قوله : (في أنا) بألف بعد النون وبدونها


مبني لا يدخله إعراب والصحيح في أنت وأنتما وأنتم وأنتن أن الضمير هو أن فقط كما علمت واللواحق له حروف تدل على المعنى المقصود من تذكير أو تأنيث أو تثنية أو جمع.

والخبر قسمان : مفرد وغير مفرد فالمفرد نحو : زيد قائم.

(والخبر) الواو حرف عطف أو للاستئناف الخبر مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة (قسمان) خبر المبتدأ مرفوع بالألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد وأل في الخبر للجنس فإذا صح الإخبار عنه بالمثنى أو أن الخبر على حذف مضاف تقديره ذو قسمين فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه (مفرد) بالرفع بدل من قسمان وبدل المرفوع مرفوع (وغير) بالرفع معطوف على مفرد والمعطوف على المرفوع مرفوع وغير مضاف و (مفرد) مضاف إليه مجرور بالكسرة يعني أن الخبر من حيث هو قسمان قسم مفرد وقسم غير مفرد والمراد بالمفرد هنا ما ليس جملة ولا شبهها وغير المفرد هو الجملة أو شبهها ومثل للمفرد بقوله (فالمفرد) الفاء فاء الفصيحة لأنها أفصحت عن جواب الشرط مقدر والمفرد مبتدأ مرفوع بالضمة و (نحو) خبر المبتدأ مرفوع أيضا بالضمة الظاهرة (زيد) مبتدأ و (قائم) خبره (و) كذلك (الزّيدان قائمان والزّيدون قائمون) فالزيدان مبتدأ مرفوع بالألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى وقائمان خبره مرفوع أيضا بالألف لأنه مثنى والزيدون مبتدأ وقائمون خبره مرفوع كل منهما بالواو لأنه جمع مذكر سالم فالخبر في الأمثلة الثلاثة مفرد لأنه ليس جملة ولا شبهها.

وغير المفرد أربعة أشياء : الجارّ والمجرور والظّرف والفعل مع فاعله والمبتدأ مع خبره نحو قولك : زيد في الدّار وزيد عندك وزيد قام أبوه وزيد جاريته ذاهبة.

وذكر غير المفرد بقوله (وغير) الواو حرف عطف أو للاستئناف غير مبتدأ

______________________________________________________

والصواب حذفه كما في بعض النسخ. قوله : (من تذكير الخ) بيان للمعنى المقصود. قوله : (أو تأنيث) كالتاء المكسورة في أنت وقس. قوله : (جواب شرط مقدر) والتقدير إذا أردت أمثلة المفرد فالمفرد الخ. قوله : (فالخبر في هذه الأمثلة الثلاثة مفرد) أي ولو


مرفوع بالضمة وغير مضاف و (المفرد) مضاف إليه مجرور بالكسرة (أربعة) خبر المبتدأ مرفوع بالضمة وأربعة مضاف و (أشياء) مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف والمانع له من الصرف ألف التأنيث الممدودة (الجار) بدل من أربعة بدل بعض من كل وبدل المرفوع مرفوع (والمجرور) معطوف على الجار والمعطوف على المرفوع مرفوع (والظّرف) معطوف أيضا على الجار والمعطوف على المرفوع مرفوع (والفعل) معطوف أيضا على الجار مرفوع بالضمة (مع) ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بمحذوف حال من الفعل ومع مضاف و (فاعله) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة وفاعل مضاف والهاء مضاف إليه مبني على الكسر في محل جر (والمبتدأ) معطوف أيضا على الجار مرفوع بضمة ظاهرة إن قرىء بالهمزة أو مقدرة على الألف إن قرىء بالألف (مع) ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بمحذوف في محل نصب على الحال من المبتدأ ومع مضاف و (خبره) مضاف إليه مجرور بالكسرة وخبر مضاف والهاء مضاف إليه مبني على الكسر في محل جر يعني أن غير المفرد وهو الجملة وشبهها أربعة أشياء شيآن في الجملة وهما الفعل مع فاعله والمبتدأ مع خبره وشيآن في شبهها وهما الجار مع المجرور والظرف ويشترط في هذين أن يكونا تامين وهما اللذان يفهم معناهما من غير توقف على مقدر محذوف فلا يجوز أن يقع الجار والمجرور خبرا في نحو : زيد بك لتوقفه على مقدر محذوف وأثق بك مثلا ولا بالظرف في قولك : زيد أمس لتوقفه على مقدر محذوف وهو ذاهب أمس ثم مثل للشيئين الشبيهين بالجملة بقوله : (نحو قولك زيد في الدّار) : وإعراب نحو قولك كما تقدم وزيد : مبتدأ وفي الدار : جار ومجرور متعلق بمحذوف تقديره كائن أو استقر في الدار

______________________________________________________

دل في الأخيرين على أكثر من واحد. قوله : (متعلق بمحذوف) حال من الفعل أي حال كون الفعل كائنا فاعله والمراد بالفاعل المرفوع فيشمل نائب الفاعل. قوله : (على الحال من المبتدأ) أي حال كون المبتدأ كائنا مع الخبر. قوله : (وهو الجملة وشبهها) جملة معترضة بين اسم أن وخبرها تفسيرية. قوله : (ولا بالظرف) الصواب حذف الباء لأنه معطوف على فاعل يقع أي ولا يجوز أن يقع الظرف خبرا في الخ. قوله : (أمس) هو اسم لليوم الذي قبل يومك. قوله : (ثم مثل للشيئين الخ) هما الجار


وهذا مثال الجار والمجرور ومثل للظرف بقوله : (وزيد عندك) وإعرابه : الواو : حرف عطف. زيد مبتدأ مرفوع بالضمة وعند ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بمحذوف خبر المبتدأ والتقدير كائن أو استقر عندك وعند : مضاف والكاف : مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر وإنما كان الجار مع مجروره والظرف شبيهين بالجملة لأنه إن قدر المحذوف فعلا نحو : استقر كان من قبيل الإخبار بالجملة وإن كان اسما مفردا نحو : كائن كان من قبيل الإخبار بالمفرد فكان آخذا طرفا من المفرد وطرفا من الجملة فلذا كان شبيها بالمفرد فحذف ذلك من باب الاكتفاء والأولى تقديره في هذين مفرد لأنه الأصل وإن كان يصح تقديره جملة خلافا لمن منعه ومثل للشيئين اللذين في الجملة بقوله : (وزيد قام أبوه) : وإعرابه : الواو : حرف عطف. زيد : مبتدأ مرفوع بالابتداء. وقام : فعل ماض. وأبو : فاعل مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الخمسة. وأبو : مضاف والهاء : مضاف إليه مبني على الضم في محل جر والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ وهو زيد والقاعدة : أن الخبر إذا وقع جملة لا بد له من رابط يربطه

______________________________________________________

والمجرور والظرف. قوله : (لأنه الخ) تعليل غير صحيح والصحيح أن يقول لأن كلا يقع خبرا وصلة وحالا ونحو ذلك كما أنها كذلك. قوله : (كان) أي الجار الخ. قوله : (الإخبار) بكسر الهمزة. قوله : (وإن قدر) أي المحذوف. قوله : (كائن) من كان التامة بمعنى حاصل وهو مع مرفوعه في قوة المفرد كما في الدسوقي على المغني. قوله : (فكأن) أي المذكور من الجار والمجرور والظرف بسبب المتعلق المحذوف. قوله : (طرفا من المفرد) أي إن قدر المتعلق اسما وقوله : طرفا من الجملة أي إن قدر فعلا. قوله : (الاكتفاء) هو ذكر أحد المتقابلين وحذف الآخر لعلمه. قوله : (في هذين) أي الظرف والجار والمجرور الواقعين خبرا وأما إن وقعا صلة فلا بد من تقدير الفعل نحو : جاء الذي في الدار وجاء الذي عندك. قوله : (وإن كان الخ) هذا مذهب الأكثرين والواو للحال وإن زائدة وقوله : تقديره أي المتعلق. قوله : (خلافا لمن منعه) الصواب حذفه لأن الخلاف إنما هو في الأولوية فقط فالأكثرون يقولون الأولى تقدير الفعل لأنه الأصل في العمل وأما غيرهم فالأولى عندهم تقدير الاسم لأن الأصل في الخبر الإفراد وأما أصل جواز الأمرين فمتفق عليه كما في المغني. قوله : (لا بد) خبر إن وقوله لها المناسب له أي للخبر الجملة


بالمبتدأ والرابط هنا الهاء من أبوه. وهذا مثال للجملة المركبة من فعل وفاعل ومثل للجملة المركبة من مبتدأ وخبر بقوله. (وزيد جاريته ذاهبة) : وإعرابه : الواو : حرف عطف زيد مبتدأ مرفوع بالابتداء وجاريته : مبتدأ ثان مرفوع بالابتداء. وجارية : مضاف والهاء : مضاف إليه مبني على الضم في محل جر. وذاهبة : خبر المبتدأ الثاني والجملة من المبتدأ الثاني وخبره خبر عن الأول وهو زيد والرابط بينهما الهاء من جاريته وجملة زيد جاريته ذاهبة بتمامها جملة كبرى لكون الخبر وقع فيها جملة لأن الجملة الصغرى هي ما وقعت خبرا عن غيرها والكبرى ما وقع الخبر فيها جملة وكذلك القول في زيد قام أبوه وأما إذا كان الخبر مفردا ، نحو : زيد قائم فلا يقال للجملة فيه صغرى ولا كبرى.

______________________________________________________

وقوله : يربطها المناسب يربطه كما في بعض النسخ. قوله : (وكذلك القول الخ) أي ومثل ذلك القول الذي قبل في زيد جاريته ذاهبة يقال في زيد قام أبوه فجملة قام أبوه صغرى لأنها وقعت خبرا عن غيرها وهو زيد وجملة زيد قام أبوه كبرى لأن الخبر وقع فيها جملة. والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


باب العوامل الدّاخلة على المبتدأ والخبر

وهي ثلاثة أشياء : كان وأخواتها ، وإنّ وأخواتها ، وظننت وأخواتها ،

(باب العوامل) تقدم إعرابه. (الدّاخلة) : نعت للعوامل ونعت المجرور مجرور. (على المبتدأ) : جار ومجرور إما بالكسرة الظاهرة إن قرىء بالهمزة أو المقدرة إن قرىء بالألف متعلق بالداخلة. (والخبر) : معطوف على المبتدأ والخبر فتنسخ حكمهما ولذلك تسمى النواسخ مأخوذة من النسخ وهو النقل يقال : نسخت الكتاب إذا نقلت ما فيه لأنها تنقل حكم المبتدأ والخبر وتثبت لهما حكما آخر وهي ثلاثة أقسام ذكرها بقوله. (وهي) : الواو للاستئناف هي ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع و (كان) : وما عطف عليها خبر المبتدأ مبني على الفتح في محل رفع. (وأخواتها) : الواو : حرف عطف أخوات معطوف على كان والمعطوف

______________________________________________________

باب العوامل الداخلة على المبتدأ والخبر

أي في الغالب فلا يرد نحو : جعلت الفقير غنيا وصيرت المعدوم موجودا. قوله : (هذا الباب) أي باب العوامل. قوله : (منعقد) أي موضوع. قوله : (ولذلك) أي ولأجل نسخها حكمهما. قوله : (تسمى) أي العوامل فالنواسخ مفعول. قوله : (مأخوذة) أي مشتقة. قوله : (نسخت) بضم التاء وفتحها وكسرها كالتاء في نقلت. قوله : (إذا الخ) شرط في قول ما ذكر وجوابها مدلول عليه مما قبله. قوله : (ويطلق) أي يستعمل. قوله : (الشمس) أي الكوكب النهاري وهو فاعل والظل مفعول. قوله : (لأنها تزيل الخ) أما نسخ ظننت وأخواتها للجزءين فواضح كنسخ كان وأخواتها للخبر وإن وأخواتها للاسم وأما نسخ كان للاسم وإن للخبر فلأن الرفع فيهما غير الرفع الأول. قوله : (حكم المبتدأ والخبر) حكم المبتدأ الرفع بالابتداء ، وحكم الخبر الرفع بالمبتدأ. قوله : (حكما آخر) هو الرفع بالعامل اللفظي والنصب به في باب كان والنصب به والرفع في باب إن ونصب الجزءين به في باب ظن. قوله : (هي) أي العوامل التي تسمى النواسخ. قوله : (مبني على الفتح الخ) لا وجه للبناء فهو مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها حركة الحكاية وكذا يقال في نظائره فتفطن.


على المرفوع مرفوع وأخوات مضاف. والهاء : مضاف إليه مبني على السكون في محل جر. (وإنّ) : الواو : حرف عطف. إن : معطوف على كان مبني على الفتح في محل رفع. (وأخواتها) : معطوف على كان كما تقدم. (وظنّ) : الواو حرف عطف. ظن : معطوف على كان مبني على الفتح في محل رفع. (وأخواتها) : معطوف على كان كما تقدم وهذه الثلاثة مختلفة العمل فمنها ما يرفع المبتدأ ويسمى اسمها وينصب الخبر ويسمى خبرها وهو كان وأخواتها ومنهما ما يعمل العكس وهو أن وأخواتها ومنهما ما ينصب بهما معا ويسميان مفعولين له وهو ظن وأخواتها.

فأمّا كان وأخواتها فإنّها ترفع الاسم وتنصب الخبر وهي : كان وأمسى وأصبح وأضحى وظلّ وبات وصار وليس وما زال وما انفكّ وما فتىء وما برح وما دام وما تصرّف منها نحو : كان ويكون وكن وأصبح ويصبح وأصبح تقول كان زيد قائما وليس عمر شاخصا وما أشبه ذلك ،

وقد بين ذلك مبتدئا بكان وأخواتها على سبيل اللف والنشر المرتب فقال : (فأمّا) : الفاء : فاء الفصيحة. أما : حرف شرط وتفصيل. (كان) : مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع. (وأخواتها) : معطوف على كان كما مر. (فإنّها) : الفاء : واقعة في جواب إما. وإن : حرف توكيد ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر والهاء : اسمها مبني على السكون في محل نصب. (ترفع) : فعل مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي يعود على كان. (الاسم) : مفعول به لترفع منصوب بالفتحة والجملة من ترفع الاسم في محل رفع خبر إن والجملة من اسمها وخبرها في محل رفع خبر المبتدأ وهو كان والجملة من المبتدأ والخبر جواب

______________________________________________________

قوله : (وأخواتها) أي نظائرها في العمل فشبه النظائر بالأخوات واستعار المشبه به للمشبه استعارة تصريحية بجامع التماثل. قوله : (العكس) أي نصب الاسم ورفع الخبر. قوله : (بين) أي المصنف. قوله : (ذلك) أي اختلافها في العمل. قوله : (مبتدئا) حال من فاعل بين. قوله : (فاء الفصيحة) لأن التقدير إن أردت معرفة حكم كل فأقول لك أما الخ. قوله : (مبتدأ) أي لقصد اللفظ وكذا يقال في نظيره. قوله : (كما مر) أي ويقال في بقية إعرابه نظير ما مر من أنه مرفوع ومضاف إليه. قوله :


الشرط وهو أما. (وتنصب) : الواو : حرف عطف تنصب فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي يعود على كان. (الخبر) : مفعول به لتنصب منصوب بالفتحة وجملة تنصب الخبر معطوفة على جملة ترفع ، يعني أن كان وأخواتها ترفع الاسم أي المبتدأ ويسمى اسمها وتنصب الخبر أي خبر المبتدأ ويسمى خبرها نسميه اصطلاحية للنحاة ولم يسم المرفوع فاعلا والمنصوب مفعولا كما في ضرب زيد عمر إلا هذه العوامل حال نقصانها تجردت عن الحدث الذي شأنه أن يصدر من الفاعل على المفعول فلم يسم مرفوعها الفاعل ولا منصوبها المفعول فلذلك سموها بذلك وقد ذكر مما يرفع الاسم وينصب الخبر ثلاثة عشر فعلا منها ما يعمل بلا شرط وهو ثمانية ومنها ما يعمل هذا العمل بشرط تقدم نفي أو شبهة وهو أربعة : زال وانفك وفتىء وبرح. ومنها ما يعمل هذا العمل بشرط تقدم ما المصدرية الظرفية وهو دام وقد بدأ بالقسم الأول أعني ما يعمل هذا العمل بلا شرط فقال : (وهي) : الواو : للاستئناف. هي : ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع. (كان) : وما

______________________________________________________

(أي المبتدأ الخ) أشار بذلك إلى دفع ما يقال في كلام المصنف تحصيل حاصل لأن اسمها مرفوع وخبرها منصوب. قوله : (تسمية اصطلاحية) أي خالية عن المعنى وإلا فالاسم موضوع لمعناه الدال عليه والخبر في الحقيقة خبر عن اسمها فالإضافة لأدنى ملابسة أي اسم مصاحب لها وخبر مبتدأ أصالة مصاحب لها فافهم. قوله : (لأن الخ) علة للنفي. قوله : (تجردت الخ) عدم دلالتها على الحدث هو مذهب الأكثرين في معنى النقصان فهي دالة على زمن فقط. وقال بعضهم : معنى النقصان عدم اكتفائها بالمرفوع لا عدم دلالتها على الحدث ا ه. وعلى هذا إنما لم يسموا المرفوع فاعلا والمنصوب مفعولا لأنه لا يرفع الفاعل وينصب المفعول إلا الفعل التام فتفطن. قوله : (عن الحدث الخ) بخلاف مطلق الحدث فإنها لم تتجرد عنه ا ه قليوبي. قوله : (بذلك) أي بالاسم والخبر. قوله : (مما يرفع الخ) يفيد أن ثم ما يعمل هذا العمل غير ما ذكر وهو كذلك كاستحال مرادف صار وأفتأ مرادف فتىء. قوله : (هذا العمل) أي رفع الاسم ونصب الخبر. قوله : (أو شبهه) أي النفي وهو النهي والدعاء كما في الأشموني. وإنما كانا شبيهين به لأن المطلوب بكل الترك. قوله : (وما زال) أي وزال المسبوقة بما ولو عبر بذلك لكان أولى وكذا يقال فيما بعد. قوله : (وفتىء) بكسر التاء وفتحها والمشهور الأول ا ه. نبتيتي. وحكي ضمها. قوله : (وهي كان)


عطف عليها خبر المبتدأ مبني على الفتح في محل رفع يعني أن الأول مما يرفع الاسم وينصب الخبر كان وهي لاتصاف المخبر عنه بالخبر في الماضي إما مع الدوام والاستمرار نحو : كان الله غفورا رحيما. وإعرابه : كان : فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر. الله : اسمها مرفوع بها وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. غفورا : خبرها منصوب بها وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة رحيما خبر لها بعد خبر منصوب بها أيضا وأما مع الانقطاع. نحو : كان الشيخ شابا. وإعرابه : كالذي قبله ذلك لأن الله لم يزل غفورا رحيما مطلقا في الماضي والحال والاستقبال فكان فيه ليست للماضي فقط بل للاستمرار لأن الفعل إذا أضيف إلى الله تعالى تجرد عن الزمان وصار معناه الدوام بخلاف شبوبيته للشيخ ، أي الرجل الكبير في السن فإنها قد انقطعت بشيخوخته فلذا كانت فيه كان للانقطاع. (وأمسى) : الواو : حرف عطف. أمسى معطوف على كان مبني على السكون في محل رفع ، يعني أن الثاني مما يرفع الاسم وينصب الخبر أمسى وهي لاتصاف المخبر عنه بالخبر في المساء ، نحو : أمسى زيد غنيا. وإعرابه : أمسى : فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر. زيد : اسمها مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. وغنيا : خبرها

______________________________________________________

الأنسب حذف كان ويكون الضمير راجعا للأخوات وكذا يقال في نظيره. قوله : (وهي كان) أي مع معموليها. قوله : (لاتصاف) متعلق بمحذوف أي موضوعة لاتصاف الخ وقس. قوله : (المخبر عنه) وهو الاسم في جميع الأمثلة. قوله : (والاستمرار) عطف تفسير. قوله : (غفورا) أي ساترا لذنوبهم وقوله : رحيما أي منعما عليهم أي ولم يزل كذلك. قوله : (خبر بعد خبر) ففي الآية دليل على أن خبر الناسخ بتعدد كخبر المبتدأ. قوله : (كالذي قبله) من أن ما بعدها اسم وخبر. قوله : (وذلك) أي كونها للاستمرار في الأول والانقطاع في الثاني. قوله : (تجرد عن الزمان الخ) لأنه موجود قبل الزمان ومعه وبعده واعلم أنها تكون تامة بمعنى وجد فالمرفوع بعدها فاعل. قوله : (المخبر عنه) هو زيد في مثاله وقوله : فالخبر هو غنيا والكلام فيه حذف أي بمدلول الخبر التضمني. قوله : (في المساء) بفتح الميم ممدودا من الزوال إلى الغروب نقيض الصباح لأنه من الفجر إلى الزوال والمراد في المساء الماضي وكذا يقال في غيره فافهم. قوله : (أمسى زيد غنيا) أي ثبت له الغنى وقت المساء.


منصوب بها وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. (وأصبح) : الواو : حرف عطف. أصبح : معطوف على كان مبني على الفتح في محل رفع يعني أن الثالث مما يرفع الاسم وينصب الخبر أصبح وهي لاتصاف المخبر عنه بالخبر في الصباح نحو : أصبح البرد شديدا. وإعرابه : أصبح : فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر. والبرد : اسمها مرفوع بها وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وشديدا خبرها منصوب بها وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. (وأضحى) : الواو : حرف عطف. أضحى : معطوف على كان مبني على السكون في محل رفع يعني أن الرابع مما يرفع الاسم وينصب الخبر أضحى وهي لاتصاف المخبر عنه بالخبر في الضحى ، نحو : أضحى الفقيه ورعا. وإعرابه : أضحى : فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر. والفقيه : اسمها مرفوع بها وعلامة رفعه الضمة الظاهرة وورعا : خبرها منصوب بها وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. (وظلّ) : الواو : حرف عطف. ظل : معطوف على كان مبني على الفتح في محل رفع يعني أن الخامس مما يرفع الاسم وينصب الخبر ظل وهي لاتصاف المخبر عنه بالخبر نهارا. نحو : ظل زيد صائما. وإعرابه : ظل : فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر. زيد : اسمها مرفوع بها وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره وصائما : خبرها منصوب بها. (وبات) : الواو : حرف عطف بات معطوف على كان مبني على الفتح في محل رفع. يعني : أن السادس مما يرفع الاسم وينصب الخبر بات وهي لاتصاف المخبر عنه بالخبر ليلا. نحو : بات زيد ساهرا. وإعرابه : بات : فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر وزيدا : اسمها مرفوع بها وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وساهرا : خبرها منصوب بها. (وصار) : الواو : حرف عطف. صار : معطوف على كان مبني على الفتح في محل رفع يعني أن السابع مما يرفع الاسم وينصب الخبر صار وهي للتحويل والانتقال نحو : صار السعر رخيصا. وإعرابه : صار : فعل

______________________________________________________

قوله : (أصبح البرد شديدا) أي ثبتت الشدة للبرد وقت الصباح. قوله : (في الضحى) بضم الضاد والقصر وهو من الشروق إلى قبيل الزوال. قوله : (أضحى الفقيه ورعا) أي ثبت له الورع وهو امتثال المأمورات وترك المنهيات والمتشابهات وقت الضحى والفقيه المتفقه في دينه. قوله : (ظل زيد صائما) أي ثبت له ذلك جميع نهاره. قوله : (بات زيد ساهرا) أي ثبت له عدم النوم جميع ليلته. قوله : (والانتقال) عطف تفسير. قوله : (صار السعر الخ) مثال لتحويل الصفة ومثال تحويل الذات صار الماء حجرا.


ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر. والسعر : اسمها مرفوع بها وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. ورخيصا : خبرها منصوب بها. (وليس) : الواو : حرف عطف. ليس : معطوف على كان مبني على الفتح في محل رفع يعني أن الثامن مما يرفع الاسم وينصب الخبر بلا شرط ليس وهي لنفي الحال عند الإطلاق نحو : ليس زيد قائما ، أي الآن. وإعرابه : ليس : فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر. وزيد : اسمها مرفوع بها وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وقائما : خبرها منصوب.

ولما فرغ من الكلام على القسم الأول أعني ما يعمل هذا العمل بلا شرط أخذ يتكلم على الأربعة التي تعمل بشرط تقدم نفي أو شبهة عليها فقال :

(وما زال) : وإعرابه : الواو حرف عطف. ما زال : بتمامها معطوف على كان مبني على الفتح في محل رفع. (وما انفكّ) : الواو : حرف عطف ما انفك بتمامها معطوفة على كان مبني على الفتح في محل رفع. (وما فتىء) : الواو : حرف عطف. ما فتىء : معطوف على كان مبني على الفتح في محل رفع. (وما برح) : الواو : حرف عطف ما برح معطوف على كان مبني على الفتح في محل رفع يعني أن التاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر مما يرفع الاسم وينصب الخبر ما زال وما انفك وما فتىء وما برح. وهذه الأربعة لاتصاف المخبر عنه بالخبر على حسب الحال ولا بد فيها من أن يتقدم عليها نفي أو شبهة مثال ما زال قولك ما زال زيد عالما. وإعرابه : ما : نافية. وزال : فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب

______________________________________________________

قوله : (لنفي الحال) من إضافة المظروف للظرف أي لنفي خبرها عن اسمها في وقت التكلم. قوله : (عند الإطلاق) أي عن التقييد بما يدل على الماضي وإلا كانت لنفي الخبر فيه نحو : ليس زيد قائما أمس أو الاستقبال وإلا كانت لنفيه فيه أيضا نحو : ليس زيد قائما غدا. قوله : (أي الآن) أي ليس متصفا بالقيام الآن. قوله : (حسب) بفتح السين وتسكن أي قدر. قوله : (ما يقتضيه الحال) أي يطلبه من الاستمرار الحقيقي من وقت القبول نحو : ما زال زيد أزرق العينين وما زال زيد أميرا وما زال عالما فالخبر مستمر من وقت قبول الاسم للخبر أو للعادي نحو : ما زال زيد قائما إذ من المعلوم أنه لا بد له من الجلوس فالمراد أن ذلك أكثر أحواله. قوله : (أو شبهه) وهو النهي نحو لا تزل قائما والدعاء نحو : لا زال القطر منهلا وقس. قوله : (ما زال زيد عالما) ما للنفي وزال كذلك ونفي النفي إثبات كذا يقال في أخواتها. قوله :


الخبر وزيد اسمها مرفوع بها. وعالما : خبرها منصوب بها. ومثال ما انفك قولك : ما انفك عمرو جالسا. وإعرابه : ما : نافية. وانفك : فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر. وعمرو : اسمها مرفوع بها. وجالسا : خبرها منصوب بها. ومثال ما فتىء قولك : ما فتىء بكر محسنا. وإعرابه : ما : نافية. فتىء : فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر. وبكر : اسمها مرفوع بها. ومحسنا : خبرها منصوب بها. ومثال ما برح قولك : ما برح محمد كريما. وإعرابه : ما : نافية. وبرح : فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر. ومحمدا : اسمها مرفوع بها. وكريما : خبرها منصوب بها. (وما دام) الواو : حرف عطف. ما دام : بتمامها معطوف على كان مبني على الفتح في محل رفع يعني أن الثالث عشر مما يرفع الاسم وينصب الخبر وهو آخر ما ذكره هنا ما دام بشرط تقدم ما المصدرية الظرفية ، نحو قولك : لا أصحبك ما دام زيد مترددا إليك. وإعرابه : لا : نافية. وأصحب : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا. والكاف : مفعول به مبني على الفتح في محل نصب وما : مصدرية ظرفية. ودام : فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر وزيد اسمها مرفوع بها. ومترددا : خبرها منصوب بها. وإليك : جار ومجرور متعلق بمتردد أو سميت ما هذه ظرفية لنيابتها عن الظرف المحذوف إذ أصله مدة دوام زيد فحذف المضاف الذي هو مدة وأنيب عنه ما دام المؤول بالمصدر فصار المصدر في محل نصب لنيابته عن المنصوب الذي هو مدة لأن المصدر ينوب عن ظرف الزمان كثيرا ، نحو : آتيك طلوع الشمس ، أي وقت طلوعها فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه فانتصب انتصابه ولا فرق في النيابة بين المصدر الصريح والمؤول ومصدرية

______________________________________________________

(بشرط تقدم ما الخ) اعلم أنه لا توجد الظرفية بدون المصدرية كما في القليوبي. قوله : (هذه) أي المذكورة قبل دام. قوله : (المؤول) بالرفع صفة لما دام. قوله : (فصار المصدر) أي المؤول. قوله : (آتيك) فاعل مرفوع بضمة مقدرة على الياء وأصله أأتي بهمزتين قلبت الثانية ألفا وفاعل ومفعول. قوله : (طلوع) مصدر نائب عن الظرف منصوب. قوله : (المصدر الصريح) كما في آتيك الخ. وقوله : والمؤول أي كما في لا أصحبك الخ. قوله : (ومصدرية) أي وسميت ما هذه مصدرية أيضا. قوله :


لتأويلها صلتها بمصدر والتقدير مدة دوام زيد مترددا إليك. (وما تصرّف) : الواو : حرف عطف. ما : اسم موصول بمعنى الذي معطوف على كان مبني على السكون في محل رفع. تصرف : فعل ماض والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود على ما. (منها) : جار ومجرور متعلق بتصرف والجملة من الفعل والفاعل لا موضع لها من الإعراب صلة الموصول ، يعني أن ما تصرف من هذه الأفعال يعمل عمل ماضيها من كونه يرفع الاسم وينصب الخبر وهي في تصرفها ثلاثة أقسام قسم كامل التصرف فيأتي منه الماضي وغيره وهو السبعة الأولى وقسم ناقص التصرف وهو الأربعة المسبوقة بما النافية فيأتي منه الماضي والمضارع فقط وقسم لا يتصرف أصلا وهو ليس باتفاق وما دام على الأصح فالمنصرف من كان في الماضي. (نحو) : بالرفع خبر لمبتدأ محذوف وبالنصب مفعول لفعل محذوف كما تقدم على كان مبني على الضم في محل جر. (كان) مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر. (يكون) في المضارع وهو معطوف على كان مبني على الضم في محل جر. (وكن) : في الأمر وهو معطوف على كان مبني على السكون في محل جر. (وأصبح) : في الماضي وهو معطوف على كان مبني على الفتح في محل جر. (ويصبح) : في المضارع وهو معطوف على كان مبني على الضم في محل جر. (وأصبح) : في الأمر وهو معطوف على كان مبني على السكون في محل جر

______________________________________________________

(صلتها) أي ما اتصلت به وذكر بعدها وهو الفعل. قوله : (والتقدير) أي تقدير ما وما بعدها في المثال. قوله : (وما تصرف منها) أي تحول إلى أمثلة مختلفة. قوله : (ماضيها) أي الماضي منها. قوله : (فقط) أي لا الأمر ولا المصدر ولا غيرهما. قوله : (وما دام) المناسب ودام المسبوقة بما المصدرية الظرفية. قوله : (على الأصح) أي خلافا لمن أثبت لها مضارعا نحو : لا أكلمك ما تدوم عاصيا ومصدرا نحو : أحبك مدة دوامك صالحا. قوله : (نحو كان الخ) أي كون ومكون وكائن نحو : أكائن زيد قائما فالهمزة للاستفهام وكائن مبتدأ وزيد اسمه من حيث إنه ناسخ سد مسد خبره من جهة كونه مبتدأ وقائما خبره من جهة كونه ناسخا ولو حذف كان وأصبح لكان أنسب. قوله : (وأصبح الخ) مصدره الإصباح ومصدر أضحى وأمسى وصار وبات وظل الإضحاء والإمساء والصيرورة والبيات والبيتوتة والظلول أفاده أبو حيان. قوله :


يعني أن أصبح مثل كان فيأتي منها الماضي ، نحو : أصبح زيد قائما. والمضارع : نحو : يصبح زيد قائما والأمر نحو : أصبح قائما وكذا البقية إلا ليس وقد أخذ في تمثيل بعض ذلك بقوله : (تقول) : في عمل الماضي. وإعرابه : تقول : فعل مضارع مرفوع بضمة ظاهرة والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. (كان زيد قائما) : وإعرابه : كان فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر. زيد اسمها مرفوع بها. وقائما : خبرها منصوب بها وتقول في المضارع من كان يكون زيد قائما. وإعرابه : يكون : فعل مضارع متصرف من كان الناقصة يرفع الاسم وينصب الخبر وزيد اسمها مرفوع بها. وقائما : خبرها منصوب بها وتقول في عمل الأمر من كان كن قائما. وإعرابه : كن : فعل أمر متصرف من كان الناقصة يرفع الاسم وينصب الخبر واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. وقائما : خبره منصوب بالفتحة الظاهرة وقس البقية وتقول في عمل المتصرف تصرفا ناقصا في الماضي. ما زال زيد قائما. وإعرابه : ما : نافية. وزال : فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر وزيد اسمها مرفوع بها. وقائما : خبرها منصوب بها. وتقول في المضارع منه لا يزال زيد قائما. وإعرابه : لا : نافية. ويزال : فعل مضارع متصرف من زال الناقصة يرفع الاسم وينصب الخبر ، وزيد : اسمها. وقائما : خبرها وقس البقية وتقول في عمل الذي لا ينصرف منها وهو دام لا أكلمك ما دام زيد قائما. وإعرابه : لا : النافية. وأكلم : فعل مضارع مرفوع والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا. والكاف : مفعول به مبني على الفتح في محل نصب وما مصدرية ظرفية ودام : فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر وزيد : اسمها مرفوع بها. وقائما : خبرها منصوب بها. (وليس عمرو شاخصا) : وإعرابه : الواو : حرف عطف. وليس : فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر. وعمرو : اسمها مرفوع بها. وشاخصا : خبرها منصوب بها. (وما) : الواو : حرف عطف. ما : اسم موصول بمعنى الذي معطوف على محل جملة كان زيد قائما مبني على السكون في محل نصب لأن الجملة محلها نصب لكونها مفعولا بتقول. (أشبه) : فعل ماض وفاعله ضمير مستتر يعود على ما (ذلك) : ذا : اسم إشارة مفعول به لأشبه مبني على السكون في

______________________________________________________

(شاخصا) أي ذاهبا أو حاضرا فإن الشخوص يأتي بمعناهما كما في بعض حواشي


محل نصب واللام للبعد والكاف : حرف خطاب لا محل لها من الإعراب والجملة من الفعل والفاعل صلة الموصول لا محل لها من الإعراب وهذا الموصول مع ما قبله من الجمل محلها نصب على كونها مقول القول يعني أن ما كان مشبها بهذه الأمثلة فهو مثلها في الإعراب فقسه على ما سبق الماضي كالماضي والمضارع كالمضارع والأمر كالأمر فلا حاجة للتطويل بكثرة الأمثلة.

وأمّا إنّ وأخواتها فإنّها تنصب الاسم وترفع الخبر وهي ، إنّ وأنّ ولكنّ وكأنّ وليت ولعلّ ، تقول إنّ زيدا قائم وليت عمرا شاخص وما أشبه ذلك. ومعنى إنّ وأنّ للتّوكيد ، ولكنّ للاستدراك وكأنّ للتّشبيه. وليت للتّمنّي ، ولعلّ للتّرجّي والتّوقّع.

ولما فرغ من الكلام على القسم الأول وهو ما يرفع الاسم وينصب الخبر أخذ يتكلم على القسم الثاني وهو ما ينصب الاسم ويرفع الخبر فقال : (وأمّا) : الواو : حرف عطف. أما : حرف شرط وتفصيل (إنّ) : مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع. (وأخواتها) : معطوف على أن والمعطوف على المرفوع مرفوع. وأخوات مضاف والهاء : مضاف إليه مبني على السكون في محل جر. (فإنّها) : الفاء : واقعة في جواب أما ، وإن : حرف توكيد ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر والهاء : اسمها مبني على السكون في محل نصب. (تنصب) : فعل مضارع مرفوع وفاعله ضمير يعود على إن. و (الاسم) : مفعول به منصوب. (وترفع) : معطوف على تنصب وفاعله ضمير مستتر يعود أيضا على إن. و (الخبر) : مفعول به منصوب وجملة تنصب وما عطف عليها في محل رفع خبر إن وجملة إن واسمها وخبرها في

______________________________________________________

خالد نقلا عن الفيشي. قوله : (وهذا الموصول الخ) يعني عنه قوله سابقا معطوف على جملة كان الخ. وقوله : ومن الجمل أراد بالجمع ما فوق الواحد إذ في المتن جملتان. قوله : (الماضي) مبتدأ خبره كالماضي وقس. قوله : (بكثرة) متعلق بالتطويل والباء سببية. قوله : (وأما إن الخ) ألغز بعضهم في إن فقال : أن الماء بالرفع وجوابه أن أن بمعنى صب والماء نائب فاعل. قوله : (تنصب الاسم الخ) ويقال فيه ما قيل في اسم كان وخبرها. قوله : (وجملة أن واسمها الخ) فيه


محل رفع خبر المبتدأ وهو إن الأولى وجملة المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط وهو أما. (وهي) : الواو : للاستئناف. هي : ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع (إنّ) : بكسر الهمزة وتشديد النون هي وما عطف عليها خبر المبتدأ مبني على الفتح في محل رفع. (وأنّ) : بفتح الهمزة وتشديد النون معطوف على أن مبني على الفتح في محل رفع. (ولكنّ) بتشديد النون ـ معطوف على إن مبني على الفتح في محل رفع. (كأن) بتشديد النون ـ معطوف على إن مبني على الفتح في محل رفع. (وليت) : معطوف أيضا على أن مبني على الفتح في محل رفع. (ولعلّ) : معطوف أيضا على أن مبني على الفتح في محل رفع.

ثم شرع يمثل للبعض ويقيس عليه في الباقي بقوله : (تقول إنّ زيدا قائم) : وإعرابه : تقول : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت. إن : حرف توكيد ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر وزيدا : اسمها منصوب بها. وقائم خبرها مرفوع بها وتقول في عمل أن المفتوحة بلغني أن زيدا منطلق. وإعرابه : بلغ : فعل ماض. والنون : للوقاية والياء : مفعول به مبني على السكون في محل نصب وأن : حرف توكيد ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر وزيدا : اسمها منصوب بها ومنطلق : خبرها مرفوع بها وأن اسمها وخبرها في تأويل مصدر مرفوع على أنه فاعل بلغني والتقدير : بلغني انطلاق زيد والفرق بين إن المكسورة والمفتوحة أن أن المفتوحة لا بد أن يطلبها عامل كما مثل بخلاف إن المكسورة فإنها تقع في ابتداء الكلام حقيقة أو حكما وتقول في عمل لكن قام القوم لكن عمرا جالس. وإعرابه : قام فعل ماض. القوم : فاعل. ولكن : حرف استدراك ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر. وعمرا : اسمها منصوب بها. وجالس خبرها

______________________________________________________

مسامحة. قوله : (في تأويل مصدر) اعلم أن ذلك المصدر يؤخذ من لفظ الخبر إن كان مشتقا كما في مثاله ويقدر بالسكون إن كان جامدا نحو : بلغني أن هذا زيد أي كونه زيدا وبالاستقرار إن كان ظرفا أو جارا ومجرورا. قوله : (يطلبها) أي مع ما بعدها. قوله : (حقيقة) بأن لم يسبقها شيء وقوله : أو حكما بأن سبقها أداة استفتاح نحو : (أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (٦٢) [يونس : ٦٢] وإنما لم


مرفوع بها وتقول في عمل كأن كأن زيدا أسد والأصل أن زيدا كأسد فقدمت الكاف ليدل الكلام من أوله على التشبيه وفتحت الهمزة بعد كسرها فصار كما ذكر. وإعرابه : كأن : حرف تشبيه ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر. وزيدا : اسمها منصوب بها وأسد : خبرها مرفوع بها. (و) تقول : في عمل ليت (ليت عمرا شاخص) : وإعرابه : الواو : حرف عطف. ليت : حرف تمن ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر. وعمرا : اسمها منصوب بها. وشاخص : خبرها مرفوع بها وتقول في عمل لعل : لعل الحبيب قادم. وإعرابه : لعل حرف ترج ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر. والحبيب : اسمها منصوب بها. وقادم : خبرها مرفوع بها فقد علمت أنه لا يختلف عملها وإنما تختلف معانيها وقت اختلاف ألفاظها على الأصل في اختلاف اللفظ وإنما عملت لمشابهتها للفعل الماضي ، نحو : كان في البناء على الفتح وفي عدد الأحرف ودلالتها على المعاني المختلفة وكان عملها على عكس عمل أن لضعف المشبه عن المشبه به ولكون كان وأخواتها أفعالا وهي الأصل فقويت في العمل فقدم مرفوعها على منصوبها وأن وأخواتها حروف فضعفت في العمل فقدم منصوبها على مرفوعها. وقد ذكر اختلاف معانيها بقوله : (ومعنى إنّ) إلى آخره. وإعرابه : الواو : للاستئناف معنى مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر ومعنى مضاف وإن بكسر الهمزة مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر. (وأنّ) : الواو : حرف عطف. أن : بفتح الهمزة معطوف على إن بكسرها مبني على الفتح في محل جر. (للتّوكيد) : اللام : زائدة والتوكيد : خبر المبتدأ السابق وهو معنى مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد ، يعني أن إن المكسورة الهمزة وأن المفتوحة

______________________________________________________

تفتح حينئذ لأن الأداة غير عاملة. قوله : (فقدمت الكاف) أي ركبت مع أن. قوله : (إنه لا يختلف عملها) أي إن وأخواتها. قوله : (وفي عدد الأحرف) هذا لا يظهر إلا في البعض. قوله : (المشبه) أي إن وأخواتها. قوله : (عن المشبه به) أي كان وأخواتها. قوله : (اللام زائدة الخ) ويحتمل أنها أصلية ، والمعنى : ومعنى إن وأن جزئي مخصوص منسوب للتوكيد الكلي. قوله : (المكسورة) ـ بالنصب ـ صفة لأن ،


الهمزة يفيدان التوكيد أي توكيد النسبة وهو رفع احتمال الكذب ودفع توهم لمجاز فيكونان لتأكيد النسبة إن كان المخاطب عالما بها ولنفي الشك عنها إن كان مترددا ولنفي الإنكار إن كان منكرا فالتوكيد لنفي الشك مستحسن ولنفي الإنكار واجب ولغيرهما جائز وتقدم مثالهما. (ولكنّ) : الواو : حرف عطف. لكن : مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع وهو نائب عن المضاف المحذوف دل عليه ما قبله وهو معنى أي ومعنى لكن إلى آخره. (للاستدراك) : اللام : زائدة. والاستدراك : خبر المبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد يعني أن لكن تفيد الاستدراك وهو تعقيب الكلام برفع ما يتوهم ثبوته أو نفيه وتقدم مثاله. (وكأنّ) : الواو : حرف عطف. كأن : بفتح الهمزة وتشديد النون : مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع وهو نائب عن مضاف محذوف كالذي قبله. (للتّشبيه) : اللام : حرف جر زائد. والتشبيه : خبر المبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد يعني أن كأن تفيد التشبيه وهو الدلالة على مشاركة أمر لأمر في معنى فيهما وتقدم مثاله.

______________________________________________________

وما بعدها مضاف إليه. قوله : (النسبة) أي الحكم بالثبوت أو النفي المستفادين من التركيب ، نحو : إن زيدا قائم. وإن عمرا ليس بقائم. قوله : (وهو) أي التوكيد. قوله : (رفع) أي إزالة أي سبب في ذلك. قوله : (احتمال الكذب) أي والصدق. قوله : (ودفع توهم المجاز) أي بأن يقدر مضاف كرسول في قولك : «زيد قائم». قوله : (بها) أي النسبة. قوله : (ولنفي الخ) أي ويكونان لنفي الخ. قوله : (مستحسن) أي بلاغة. قوله : (واجب) أي بلاغة. قوله : (ولغيرهما) أي الشك والإنكار. قوله : (جائز) أي كعدمه. قوله : (وتقدم مثالهما) أي إن وأن. أي في كلام المتن والشارح. قوله : (تعقيب) أي اتباع. قوله : (برفع) أي نفي ما يتوهم ثبوته نحو : «زيد شجاع» فإنه يتوهم منه ثبوت الكرم فتثبته بقولك : «لكنه ليس بكريم». قوله : (أو نفيه) نحو : «ما زيد شجاع» فإنه يتوهم منه نفي الكرم فتثبته بقولك : «لكنه كريم» وهو معطوف على ثبوته مع تقدير مضاف قبل ما أي أو برفع نفي ما يتوهم نفيه ورفع النفي إثبات. قوله : (وهو الدلالة) أي أن يدل المتكلم فصح الإخبار بالدلالة عن الضمير الراجع للتشبيه الذي هو فعل الفاعل واندفع ما قيل الدلالة وصف الحرف لا المتكلم فلا يصح


(وليت) : الواو : حرف عطف. ليت : مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع وهو نائب عن مضاف محذوف كالذي قبله. (للتّمنّي) : اللام : حرف جر زائد. والتمني : خبر المبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بالكسرة المقدرة لأجل حرف الجر الزائد على الياء منع من ظهورها الثقل يعني أن ليت تفيد التمني وهو طلب ما لا طمع فيه أو ما فيه عسر وتقدم مثالها. (ولعلّ) : الواو : حرف عطف. لعل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع وهو نائب عن مضاف محذوف دل عليه ما قبله كما تقدم. (للتّرجّي) : اللام : حرف جر زائد. والترجي : خبر المبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل. (والتّوقّع) : الواو : حرف عطف. التوقع معطوف على الترجي. والمعطوف على المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد يعني أن لعل تفيد شيئين أحدهما : الترجي وهو طلب الأمر المحبوب والثاني : التوقع وهو الإشفاق في المكروه ونحو لعلّ زيدا هالك

______________________________________________________

الإخبار ثم إنه لا بد أن يزاد في التعريف كالكاف أو كان نحوهما ليخرج نحو : ضارب زيد عمرا فإنه يصدق عليه الدلالة على مشاركة الخ. قوله : (أمر) هو المشبه وقوله : لأمر هو الشبه وقوله : لأمر هو المشبه به. وقوله : في معنى هو وجه الشبه كالشرف والشجاعة. قوله : (وتقدم مثاله) أي في كلام الشارح. قوله : (وهو طلب ما لا طمع فيه) أي طلب الشيء الذي من شأنه أن لا يطمع في حصوله وهو المستحيل نحو :

 ألا ليت الشباب يعود يوما

فأخبره بما فعل المشيب

قوله : (أو ما فيه عسر) أي أو طلب ما يطمع في حصوله لكن بعسر وهو الممكن الحصول نحو : ليت لي قنطارا من الذهب. قوله : (وهو طلب الأمر المحبوب) أي الممكن الحصول كقدوم الحبيب في لعل الحبيب قادم. واعلم أن تفسير الشارح كغيره التمني والترجي بالطلب من باب التفسير باللازم لأن كلا حالة نفسية يلزمها الميل لذلك الشيء المتمنى أو المترجى وطلبها له فالطلب لازم فأطلق الملزوم الذي هو التمني والترجي وأريد لازمه الذي هو الطلب. قوله : (الإشفاق) أي الخوف وقوله في المكروه ، أي من الأمر المكروه أي من الوقوع فيه. قوله : (لعل زيدا هالك) أي أخاف


وتقدم إعرابه.

وأما ظننت وأخواتها فإنّها تنصب المبتدأ والخبر على أنّهما مفعولان لها ، وهي ظننت وحسبت وخلت وزعمت ورأيت وعلمت ووجدت واتّخذت وجعلت وسمعت تقول : ظننت زيدا منطلقا وخلت عمرا شاخصا وما أشبه ذلك.

ثم أخذ يتكلم على القسم الثالث بقوله : (وأمّا) : الواو : للاستئناف أو حرف عطف أما : حرف شرط وتفصيل. (ظننت) : مبتدأ مبني على الضم في محل رفع. (وأخواتها) : معطوف على ظننت والمعطوف على المرفوع مرفوع وأخوات مضاف والهاء مضاف إليه مبني على السكون في محل جر. (فإنّها) : الفاء : واقعة في جواب أما وأن حرف توكيد ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر والهاء : اسمها مبني على السكون في محل نصب. (تنصب) : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة وفاعله ضمير مستتر يعود على ظننت وأخواتها. (المبتدأ) : مفعول لتنصب منصوب بفتحة ظاهرة إن قرىء بالهمزة ومقدرة على الألف إن قرىء بالألف. (والخبر) : معطوف على المبتدأ والمعطوف على المنصوب منصوب. (على) : حرف جر. (أنّهما) : أن بفتح الهمزة حرف توكيد ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر والهاء : اسمها مبني على الضم في محل نصب والميم : حرف عماد ، والألف : حرف دال على التثنية. (مفعولان) : خبر أن مرفوع بالألف لأنه مثنى والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد وأن اسمها وخبرها في تأويل مصدر مجرور بعلى وعلى ومجرورها متعلقان بتنصب. و (لها) : جار ومجرور متعلق بمحذوف في محل رفع نعت لمفعولان وجملة تنصب المبتدأ والخبر في محل رفع خبر أن وجملة فإنها

______________________________________________________

على زيد الهلاك يعني الموت الموقع أي المنتظر. قوله : (وتقدم إعرابه) أي إعراب نظيره وهو لعل الحبيب قادم فيقاس إعراب هذا على ذاك لكن لعل ها حرف توقع. قوله : (أو حرف عطف) أي على قوله فأما كان الخ. قوله : (في تأويل مصدر مجرور بعلى) والتقدير فإنها تنصب المبتدأ والخبر على المفعولية فالمفعولية مصدر بدليل الياء الفارقة بين الأوصاف والمصدر فتأمل. قوله : (متعلق بمحذوف الخ) الظاهر تعلقه


تنصب إلى آخره في موضع رفع خبر المبتدأ وهو ظننت وجملة المبتدأ والخبر جواب الشرط وهو أما.

ثم ذكر من ذلك عشرة أفعال أربعة منها تفيد ترجيح وقوع المفعول الثاني وثلاثة منها تفيد تحقيق وقوعه واثنان منها يفيدان التصيير والانتقال من حالة إلى حالة أخرى وواحد منها يفيد حصول النسبة في السمع وقد ذكرها على هذا الترتيب فقال : (وهي) : الواو : للاستئناف. هي : ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع. (ظننت) : وما عطف عليها خبر المبتدأ مبني على الضم في محل رفع. (وحسبت) : معطوف على ظننت مبني على الضم في محل رفع. (وخلت وزعمت ورأيت وعلمت ووجدت واتّخذت وجعلت وسمعت) : معطوفات أيضا على ظننت

______________________________________________________

بمفعولان. قوله : (ثم ذكر) أي المصنف. قوله : (من ذلك) أي مما ينصبهما معا. قوله : (أربعة) بالنصب بدل عشرة. قوله : (منها) أي العشرة. قوله : (تفيد الخ) أي تدل على رجحان وجوده وقد تدل على تعين وجوده ا ه قليوبي. قوله : (وقوعه) أي المفعول الثاني. قوله : (والانتقال) عطف تفسير. قوله : (حصول النسبة) أي دالها والمراد بها مفهوم الكلام ومعناه فالمتكلم في مثاله الآتي سمع القول المنسوب للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا النسبة وهي ثبوت القول له وقوله : في السمع متعلق بحصول. قوله : (ظننت) أي إن كان بمعنى أدركت إدراكا راجحا فإن كان بمعنى اتهمت تعدى لواحد. قوله : (وحسبت) أي إن كان بمعنى ظننت لا بمعنى احمر لوني أو ابيض. قوله : (وخلت) أي إن كان بمعنى ظننت أيضا لا بمعنى طلبت مثلا أي عرجت. قوله : (وزعمت) بفتح العين المهملة أي إن كان بمعنى ظننت أيضا وأصل استعمال زعمت في الباطل فإن كان بمعنى كقلت تعدى لواحد. قوله : (ورأيت) أي إن كان بمعنى اعتقدت فإن كان بمعنى أبصرت تعدى لواحد وإن همز تعدى لثلاثة ومثله علم نحو : أرأيت خالدا بكرا أخاك وأعلمت زيدا عمرا منطلقا ومثلها أنبأ ونبأ وأخبر وخبر وحدث فإنها تتعدى لثلاثة أيضا. قوله : (وعلمت) أي إن كان بمعنى تحققت فإن كان بمعنى عرفت تعدى لواحد. قوله : (ووجدت) أي إن كان بمعنى تحققت فإن كان بمعنى أصبت تعدى لواحد. قوله : (وجعلت) أي إن كان بمعنى صيرت فإن كان بمعنى أوجدت تعدى لواحد ومنه قوله تعالى : (وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ) [الأنعام : ١].


مبنيات على الضم في محل رفع. ثم ذكر بعض الأمثلة بقوله : (تقول) : فعل مضارع مرفوع بالضمة وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. (ظننت زيدا منطلقا). وإعرابه : ظن : فعل ماض والتاء ضمير المتكلم فاعل. وزيدا : مفعوله الأول. ومنطلقا : مفعوله الثاني منصوبان بالفتحة الظاهرة. (و) نقول في مثال خلت : (خلت الهلال لائحا). وإعرابه : خال : فعل ماض والتاء ضمير المتكلم فاعله. والهلال : مفعوله الأول منصوب بالفتحة الظاهرة. ولائحا : مفعوله الثاني منصوب أيضا بالفتحة الظاهرة وأصل خلت خيلت بفتح الخاء وكسر الياء ونقلت كسرة الياء إلى الخاء بعد سلب حركة الخاء فالتقى ساكنان : الياء واللام فحذفت الياء لالتقاء الساكنين وأشار إلى بقية الأمثلة بقوله : (وما) : الواو : حرف عطف ، وما : اسم موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل نصب على جملة ظننت زيدا منطلقا بكونها مقول القول. (أشبه) : فعل ماض. (ذلك) : ذا : اسم إشارة مفعول به لأشبه مبني على السكون في محل نصب. واللام : للبعد والكاف : حرف خطاب يعني أن ما أشبه هذين المثالين من بقية الأمثلة يقاس على هذين المثالين فمثال زعم زعمت بكرا صديقا. وإعرابه : زعم : فعل ماض والتاء : فاعل. وبكرا : مفعوله الأول وصديقا : مفعوله الثاني. ومثال : حسب حسبت الحبيب قادما. وإعرابه : حسبت : فعل وفاعل. الحبيب : مفعوله الأول وقادما : مفعوله الثاني. وهذه هي الأربعة التي تفيد ترجيح وقوع المفعول الثاني.

ومثال رأى : رأيت الصدق منجيا. وإعرابه : رأيت : فعل وفاعل. والصدق : مفعوله الأول. ومنجيا : مفعوله الثاني. ومثال علم : علمت الجود محبوبا. وإعرابه : علمت : فعل وفاعل. والجود : مفعوله الأول. ومحبوبا : مفعوله الثاني.

ومثال وجد : وجدت العلم نافعا. وإعرابه : وجدت : فعل وفاعل. والعلم : مفعوله الأول. ونافعا : مفعوله الثاني. وهذه هي الثلاثة التي تفيد تحقيق وقوع

______________________________________________________

قوله : (لائحا) أي ظاهرا. قوله : (نقلت الخ) أي لاستثقالها على الياء. قوله : (فحذفت الياء) لأنها حرف علة بخلاف اللام فهي حرف صحيح. قوله : (هذه) أي ظننت وحسبت وخلت وزعمت. قوله : (الجود) أي الكرم. قوله : (وهذه) أي رأيت


المفعول الثاني. ومثال اتخذ : اتخذت بكرا صديقا. وإعرابه : اتخذت : فعل وفاعل. وبكرا : مفعوله الأول وصديقا : مفعوله الثاني. وهذان هما اللذان يفيدان التصيير والانتقال من حالة إلى حالة أخرى.

ومثال سمع : سمعت النبي يقول. وإعرابه : سمعت : فعل وفاعل والنبي : مفعوله الأول. ويقول : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة وفاعله مستتر يعود على النبي والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب هي المفعول الثاني لسمعت وهذا على رأي أبي علي الفارسي في قوله : إن سمع إذا دخلت على ما لا يسمع تعدت لاثنين وهو رأي ضعيف جرى عليه المصنف والمعتمد عند الجمهور أن جملة يقول في موضع نصب على الحال من النبي ، لأن جميع أفعال الحواس التي هي سمع وذاق وأبصر ولمس وشم لا تتعدى إلا إلى مفعول واحد وهذا هو الذي يفيد حصول النسبة في السمع وهذا القسم أعني ظن وأخواتها ذكر في المرفوعات استطرادا لتتميم بقية النواسخ وإلا فحقه أن يذكر في المنصوبات.

______________________________________________________

وعلمت ووجدت. قوله : (وهذان) أي اتخذت وجعلت. قوله : (وهذا) أي كون الجملة مفعولا ثانيا. قوله : (رأي) أي مذهب. قوله : (ما لا يسمع) بضم الياء بأن كان اسم ذات كالنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فإن ذاته لا تسمع أما إن دخلت على ما يسمع تعدت لواحد اتفاقا نحو : سمعت قراءة زيد. قوله : (والمعتمد الخ) أي والكلام على حذف مضاف أي سمعت صوت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومثله : سمعت زيدا يتكلم. وقوله : على الحال أي المبينة. قوله : (الحواس) جمع حاسة لأن الإنسان لا يحس أي لا يدرك الأشياء إلا بها. قوله : (سمع) نحو : سمعت القرآن. قوله : (وذاق) نحو : ذقت الطعام. قوله : (وأبصر) نحو : أبصرت زيدا. قوله : (ولمس) نحو : لمست الحرير. قوله : (وشم) نحو : شممت الريحان. قوله : (وهذا) أي سمع. قوله : (استطرادا) هو ذكر الشيء في غير محله لمناسبة وأشار لها بقوله لتتميم الخ كما أن ذكر نصب كان وأخواتها ونصب إن وأخواتها للاسم هنا استطرادي تتميما لعملهما. قوله : (وإلا فحقه) أي وإلا نقل أنه ذكر هنا استطرادا فلا يصح لأن حقه أي الأمر الثابت له أن يذكر الخ. والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


باب النّعت

النّعت تابع للمنعوت في رفعه ونصبه وخفضه وتعريفه وتنكيره تقول : قام زيد العاقل ورأيت زيدا العاقل ، ومررت بزيد العاقل ،

(باب النّعت) تقدم إعرابه. (النّعت) : مبتدأ. (تابع) : خبر. (للمنعوت) : متعلق بتابع. (في رفعه) : متعلق أيضا بتابع ورفع مضاف والهاء : مضاف إليه مبني على الكسر في محل جر. (ونصبه وخفضه وتعريفه وتنكيره) : معطوفات على رفعه والضمير فيها مضاف إليه كضمير رفعه يعني أن النعت يتبع منعوته في اثنين من الخمسة المذكورة في واحد من ألقاب الإعراب الثلاثة التي هي الرفع والنصب والخفض وواحد من التعريف والتنكير سواء كان النعت حقيقيا وهو الذي رفع ضميرا يعود على المنعوت ، نحو : جاء الرجل العاقل. فالرجل : فاعل بجاء والعاقل : نعت له وهو اسم فاعل يعمل عمل فعله فيرفع فاعلا وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على الرجل ووجه تبعيته في اثنين من خمسة أن العاقل

______________________________________________________

باب النعت

ويقال له الواصف والصفة وقيل : النعت خاص بما يتغير كقائم وضارب والوصف والصفة لا يختصان به بل يشملان نحو : عالم وفاضل وعلى هذا يقال : صفات الله وأوصافه ولا يقال نعوته. قوله : (النعت تابع الخ) اعلم أن العامل فيه هو العامل في متبوعه وأنه لا يكون عند الجمهور إلا مشتقا كاسم الفاعل أو مؤولا به كذي بمعنى صاحب وذهب جمع محققون كابن الحاجب إلى أن المدار في النعت على دلالته على معنى في متبوعه كالرجل الدال على الرجولية في جاء هذا الرجل فلا يشترط كونه مشتقا أو مؤولا به عندهم وأنه يوضح المعارف ويخصص النكرات. قوله : (تابع) أي مشارك. قوله : (في رفعه الخ) على حذف مضاف أي في نوع رفعه الخ لأنه لا يجب توافقهما في الشخص إذ قد يكون إعراب أحدهما ظاهرا والآخر مقدرا مثلا. قوله : (سواء الخ) تعميم في قوله يتبع الخ. ولما كان النعت مطلقا يتبع منعوته في اثنين من الخمسة المذكورة اقتصر المصنف عليها. قوله : (حقيقيا) نسبة للحقيقة لأنه جرى على من هو له في المعنى لا أنه نفسه. قوله : (تقديره هو) أي


تابع لمنعوته وهو الرجل في الرفع والرفع واحد من ثلاثة وكل منهما معرف بأل والتعريف واحد من اثنين أو كان النعت سببيا هو الذي يرفع اسما ظاهرا يشتمل على ضمير يعود على المنعوت نحو : جاء الرجل العاقل أبوه. فالرجل : فاعل بجاء. والعاقل : نعت له سببي وأبو : فاعل بالعاقل مرفوع بالواو ، لأنه من الأسماء الخمسة وأبو : مضاف والهاء : مضاف إليه مبني على الضم في محل جر ووجه تبعيته لمنعوته في اثنين من خمسة ما تقدم فيما قبله ووجه كونه سببيا كونه رفع اسما ظاهرا وهو أبوه وذلك الاسم مشتمل على ضمير يعود على المنعوت وهو الهاء من أبوه ثم إن كان النعت سببيا اقتصر فيه على ذلك وإن كان حقيقيا تبعه أيضا في اثنين من خمسة وهي واحد من التذكير والتأنيث وواحد من الإفراد والتثنية والجمع ويكمل له حينئذ أربعة من عشرة.

(تقول) : في النعت الحقيقي المستكمل لأربعة من عشرة في الرفع مع الإفراد والتعريف والتذكير. (قام زيد العاقل) : وإعرابه : تقول : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة. قام زيد : فعل وفاعل والعاقل : نعت لزيد ونعت المرفوع مرفوع ووجه تبعيته لمنعوته في الأربعة المذكورة أن العاقل مرفوع والرفع واحد من ثلاثة وهو مفرد والإفراد واحد من ثلاثة أيضا ومذكر والتذكير واحد من اثنين وهما التذكير والتأنيث ومعرفة والتعريف واحد من اثنين وهما التعريف والتنكير لكن معرفة زيد بالعلمية ومعرفة العاقل بأل. (و) : نقول في النصب (رأيت زيدا

______________________________________________________

تقدير الدال عليه لأن المستتر له صورة في العقل لا في اللفظ وقدر هو لأنه عائد لمذكر. قوله : (سببيا) نسبة للسبب وهو الضمير أطلق عليه ذلك لأن السبب لغة الحبل والحبل شأنه أن يربط به فلما كان الضمير يربط الجملة الواقعة خبر المبتدأ به والصفة بموصوفها سمي سببا وقيل : اللفظ المتصل به الذي هو الاسم الظاهر الذي رفعه النعت سببي لاتصاله بالسبب الذي هو الضمير فالمعنى أو كان النعت رافعا اسما ظاهرا مشتملا على سبب أي ضمير وهو من اللفظ صفة للمنعوت وفي المعنى صفة للاسم الظاهر المرفوع به. قوله : (على ذلك) أي على اثنين من الخمسة المذكورة في الفتن. قوله : (ويكمل الخ) أي ما لم يمنع مانع كأن يكون أفعل تفضيل فإنه ملازم للإفراد والتذكير. قوله : (حينئذ) أي حين إذ تبع منعوته فيما ذكر.


العاقل) : وإعرابه : رأيت : فعل وفاعل. وزيدا : مفعول به منصوب. والعاقل : نعت لزيد ونعت المنصوب منصوب ووجه تبعيته لمنعوته ما تقدم في الذي قبله لكن بتبديل الرفع بالنصب. (و) : تقول في الخفض (مررت بزيد العاقل) : وإعرابه : مررت : فعل وفاعل. بزيد : جار ومجرور متعلق بمررت. العاقل : نعت لزيد ونعت المجرور مجرور ووجه تبعيته لمنعوته ما تقدم في الذي قبله لكن بتبديل النصب بالجر وبقية أقسام النعت من تذكير وتأنيث وتثنية وجمع معلومة فلا نطيل بذكرها وقد استوفاها الشيخ خالد الشارح لهذا المحل فراجعه.

والمعرفة خمسة أشياء : الاسم المضمر ، نحو : أنا وأنت. والاسم العلم نحو : زيد ومكّة. والاسم المبهم نحو : هذا وهذه وهؤلاء. والاسم الّذي فيه الألف واللّام نحو : الرّجل والغلام وما أضيف إلى واحد من هذه الأربعة.

ولما كان النعت يكون تارة معرفة وتارة نكرة ذكر هنا أقسام المعرفة والنكرة مبتدئا بالمعرفة لشرفها فقال : (والمعرفة) : الواو : للاستئناف. المعرفة : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. (خمسة) : خبر المبتدأ مرفوع أيضا بالضمة وخمسة : مضاف. و (أشياء) : مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف والمانع له من الصرف ألف التأنيث الممدودة. (الاسم) : بدل من خمسة وبدل المرفوع مرفوع. (المضمر) : نعت للاسم ونعت المرفوع مرفوع. (نحو) : بالرفع خبر لمبتدأ محذوف بالنصب مفعول لفعل محذوف تقديره على الأول وذلك نحو وتقديره على الثاني أعني نحو وتقدم إعراب ذلك ونحو : مضاف. و (أنا) : مضاف إليه مبني على الفتح إن قرىء بغير ألف أو على السكون إن قرىء بها في

______________________________________________________

قوله : (ما تقدم في الذي قبله) يعني قام زيد العاقل. قوله : (من تذكير) نحو : جاء رجل عاقل أو عاقل أبوه. قوله : (وتأنيث) نحو : جاءت هند العاقلة أو العاقل أبوها. قوله : (وتثنية) نحو : جاء الزيدان العاقلان أو العاقل أبواهما. قوله : (وجمع) نحو : جاء الزيدون العاقلون أو العاقل آباؤهم. قوله : (لشرفها) أي بدلالتها على معين. قوله : (والمعرفة) أل للجنس فلذا صح الإخبار بخمسة وإنما حصرها بالعد لقلة إفرادها ولعدم ضابط ينطبق عليها وهي مصدر عرف بفتح الراء مخففة واسم مصدر


محل جر. (وأنت) معطوف على أنا مبني على الفتح في محل جر. يعني أن أول المعارف الضمير وهو أعرفها بعد اسم الله تعالى والضمير العائد إلى الله تعالى وأقسام الضمير ثلاثة : ضمير المتكلم وهو أقواها وهو أنا للمتكلم ونحن للمتكلم ومعه غيره أو المعظم نفسه وضمير المخاطب وهو يلي ضمير المتكلم في القوة وهو أنت بفتح التاء للمفرد والمذكر المخاطب وأنت تكسرها للمفردة المؤنثة المخاطبة وأنتما للمثنى المخاطب مطلقا وأنتم لجمع الذكور المخاطبين وأنتن لجمع الإناث المخاطبات.

وضمير الغائب : وهو يلي ضمير المخاطب وهو : هو للمفرد المذكر الغائب وهي للمفردة المؤنثة الغائبة ، وهما : للمثنى الغائب مطلقا ، وهم : لجمع الذكور الغائبين ، وهن : لجمع الإناث الغائبات. فجميع ما ذكر اثنا عشر ضميرا : اثنان للمتكلم وخمسة للمخاطب وخمسة للغائب وكلها معارف كما علمت وأشار للقسم الثاني بقوله : (والاسم) : وهو معطوف على الاسم الأول والمعطوف على المرفوع مرفوع. (العلم) : نعت للاسم ونعت المرفوع مرفوع بالضمة الظاهرة. (نحو) : تقدم إعرابه ونحو : مضاف. و (زيد) : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة في آخره. (ومكّة) : معطوف على زيد مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف والمانع من الصرف العلمية والتأنيث يعني أن القسم الثاني من أقسام المعرفة العلم وهو ينقسم قسمين : علم شخص وعلم جنس وحقيقة الأول هو ما علق على شيء بعينه غير متناول ما أشبهه ومعنى التعليق الوضع أي ما وضع على

______________________________________________________

لعرف المشدد الذي مصدره التعريف. قوله : (أعرفها) أي أشدها في التعريف والتعيين والدلالة على ما وضع له والأولى أن يقول أعلاها مثلا لأن صوغ أفعل التفضيل من الرباعي المبني للمجهول شاذ. قوله : (هو أقواها) لأنه يدل على المراد بنفسه لمشاهدة مدلوله وعدم صلاحيته لغيره وتميزه بصورته بخلاف غيره. قوله : (وهو يلي الخ) أي لدلالته على المراد بنفسه بسبب مواجهة مدلوله وبصلاحيته لغيره انحطت رتبته عما قبله. قوله : (والاسم العلم الخ) اعلم أن أعرف الأعلام أسماء الأماكن ثم أسماء الأناسي ثم أسماء الأجناس والعلم لغة العلامة واصطلاحا ما ذكره الشارح بقوله وحقيقة الأول الخ وأن العلم إذا أضيف أو دخلت عليه أداة التعريف انسلخ عن العلمية. قوله : (غير متناول) أي شامل. قوله : (ما أشبهه) أي العلم الذي وافقه وإنما


شيء بعينه ، أي : خاصة فخرج بذلك الموضوع على شيئين فأكثر كعين موضوعة للجارية والباصرة والذهب والفضة فلا يقال لذلك علم شخص وخرج بقوله : غير متناول ما أشبه علم الجنس كأسامة موضوع لحقيقة الحيوان المفترس تفيد استحضارها في الذهن فيطلق على كل فرد من أفراد تلك الحقيقة أسامة لا تضر المشاركة كمشاركة لفظين موضوعين لذاتين كإبراهيم لشخصين لأن تلك المشاركة عارضة من اللفظ من أصل الوضع ولا فرق في علم الشخص بين أن يكون العاقل كزيد وهند أو لغيره كواشق وهبلة أو لمكان كمكة وعدن فكل هذه أعلام أشخاص وعلم الجنس هو ما وضع للماهية يفيد استحضارها في الذهن كأسامة علم جنس على حقيقة الحيوان المفترس يفيد استحضارها في الذهن وخرج بقوله : يفيد استحضارها في الذهن اسم الجنس كأسد فإنه وضع لماهية الحيوان المفترس لا يفيد استحضارها في الذهن فإن قلت : كيف يتصور الوضع بلا استحضار قلت : معنى عدم الاستحضار عدم ملاحظته عند الوضع لا تركه بالكلية إذ لا يتأتى الوضع إلا به ولا فرق في علم الجنس بين أن يكون لحيوان مفترس أو لمعنى كسبحان علم على جنس التسبيح وكذلك برة وفجرة علمان على الفعلة الواحدة من أفعال

______________________________________________________

لم يكن شاملا لأن المعتبر الوضع ولا شك أن الوضع لا بقصد المشاركة كما سيذكره الشارح. قوله : (بعينه) أي ذاته وقوله أي خاصة تفسير له. قوله : (بذلك) أي بقولنا بعينه. قوله : (للجارية) أي التي جرى ماؤها على وجه الأرض. قوله : (والباصرة) كعين الإنسان وغيره. قوله : (فلا يقال الخ) أي لعدم التعين بل يقال له مشترك لفظي لوجود ضابطه وهو اتحاد اللفظ وتعدد المعنى. قوله : (بقوله) أي صاحب التعريف المعلوم من المقام. قوله : (ولا تضر الخ) مرتبط بقوله وحقيقة الأول الخ. قوله : (لعاقل) الأولى لعالم ليشمل أسماء الله تعالى. قوله : (كواشق) اسم لكلب. قوله : (وهيلة) اسم لشاة. قوله : (وعدن) بفتحتين بلدة بساحل اليمن من مدائنه ا ه قليوبي. قوله : (وعلم الجنس الخ) المناسب وحقيقة الثاني هو ما وضع الخ. قوله : (للماهية) أي للحقيقة لأنّ ماهية الشيء حقيقته التي تقع في جواب السؤال عنه بما هو فنحت لها من السؤال اسم. قوله : (استحضارها) أي حضورها. قوله : (في الذهن) أي العقل. قوله : (الوضع) أي للماهية. قوله : (إذ الخ) علة للنفي. قوله : (أو المعنى) أي وبين أن يكون المعنى. قوله : (كسبحان) ممنوع من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون. قوله : (التسبيح) أي


الخير والشر. وأشار للقسم الثالث من أقسام المعرفة بقوله : (والاسم) : معطوف على الاسم الأول والمعطوف على المرفوع مرفوع. (المبهم) : نعت للاسم ونعت المرفوع مرفوع. (نحو) : تقدم إعرابه. ونحو : مضاف. و (هذا) : مضاف إليه مبني على السكون في محل جر. (وهذه) : معطوف أيضا على هذا مبني على الكسر في محل جر. (وهؤلاء) : معطوف أيضا على هذا مبني على الكسر في محل جر يعني أن الثالث من أقسام المعرفة فالاسم المبهم وهو شامل لاسم الإشارة وللموصول فهو قسمان واقتصار المصنف على اسم الإشارة ليس بجيد واسم الإشارة أقوى من الموصول واسم الإشارة أقسام فذا وهذا للمفرد المذكر وذي وذه بسكون الهاء وذه بالاختلاس وذه بالإشباع وتي وته بسكون الهاء وته بالاختلاس وته بالإشباع وتا وذات عشرتها للمفردة المؤنثة وهذان وذان للمثنى المذكر بالألف رفعا وبالياء نصبا وجرا وهاتان وتان للمثنى المؤنث بالألف رفعا وبالياء نصبا وجرا. وهؤلاء بالمد على الأفصح للجمع مطلقا مذكرا كان أو مؤنثا عاقلا أو غير عاقل. فهذه الأقسام كلها معارف تلي العلم في القوة ووجه إبهام اسم الإشارة عمومه وصلاحيته للإشارة به إلى كل جنس وإلى كل نوع وإلى كل شخص والموصول أيضا أقسام فالذي للمفرد المذكر واللذان بالألف رفعا وبالياء نصبا وجرا للمثنى المذكر والذين لجمع المذكر والتي للمفردة المؤنثة واللتان : بالألف رفعا وبالياء نصبا

______________________________________________________

التنزيه. قوله : (يجيد) أي حسن. قوله : (واسم الإشارة أقسام الخ) وأعرفها ما كان للقريب ثم للمتوسط ثم للبعيد. قوله : (للمفرد المذكر) أي ولو حكما كهذا الجمع وهذا التركيب. قوله : (بالاختلاس) أي التحريك من غير مد بل اختطاف وسرعة وقوله : بالإشباع أي المد. قوله : (وذات) بالبناء على الضم وهي أغربها واسم الإشارة ذا والتاء للتأنيث ا ه شنواني. قوله : (عشرتها الخ) لما كانت الإشارة كناية عن المشار إليه والأنثى أحق بها ناسب كثرة ألفاظ إشارتها. قوله : (وهذان) مبني على الألف كهاتان في حالة الرفع وعلى الياء في حالتي النصب والجر وذهب جمع منهم ابن مالك إلى أن هذه الصيغة معربة لاختلاف آخرها بالعوامل ا ه عطار. قوله : (وصلاحيته الخ) عطف تفسير وهذا بالنظر للوضع فلا ينافي استعماله في معين كما هو شأن المعارف. قوله : (إلى كل جنس الخ) نحو : هذا حيوان وهذا إنسان وهذا زيد أي وإلى كل صنف نحو : هذا عربي. قوله : (والذين) مبني على الفتح وقيل على


وجرا للمثنى المؤنث. واللاتي : لجمع المؤنث فهذه الأقسام كلها معارف تلي اسم الإشارة في القوة.

وأشار للقسم الرابع وهو في الحقيقة خامس بقوله : (والاسم) : وهو معطوف على الاسم الأول (الّذي) : اسم موصول نعت للاسم مبني على السكون في محل رفع (فيه) : جار ومجرور متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم. (الألف) : مبتدأ مؤخر. (واللّام) : معطوف على الألف والمعطوف على المرفوع مرفوع وجملة المبتدأ والخبر لا موضع لها من الإعراب صلة الموصول والعائد الهاء من فيه. (نحو) : تقدم إعرابه ونحو : مضاف. (والرّجل) : مضاف إليه مجرور بالكسرة. (والغلام) : معطوف على الرجل والمعطوف على المجرور مجرور يعني أن الرابع من أقسام المعرفة وهو خامس كما علمت الاسم المحلى بالألف واللام المفيدين للتعريف نحو : الرجل للذكر البالغ من بني آدم والرجلة للأنثى البالغة من بني آدم. والغلام للشاب المذكر والغلامة للشابة المؤنثة. وخرج بقيد إفادة التعريف الزائدة نحو أل في العباس فإنه معرفة بالعلمية لا بالألف واللام. ثم أشار للقسم الخامس وهو في الحقيقة سادس كما علمت بقوله : (وما) : وإعرابه : الواو : حرف عطف. ما : اسم موصول بمعنى الذي معطوف على الاسم الأول مبني على السكون في محل رفع. (أضيف) : فعل ماض لما لم يسم فاعله ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود على ما وجملة الفعل ونائب الفاعل صلة الموصول وهو ما (إلى واحد) : جار ومجرور متعلق بأضيف (من) : حرف جر. (هذه) : اسم الإشارة مبني على الكسر في محل جر بمن والجار والمجرور في محل جر نعت لواحد. (الأربعة) : بدل من اسم الإشارة أو عطف بيان يعني أن الخامس وهو السادس من أقسام المعرفة وهو آخر ما أضيف إلى واحد من الأقسام الأربعة وهي في الحقيقة خمسة ويجمع المضاف إلى الجميع هذا المثال : جاء غلامي وغلام زيد وغلام هذا وغلام الذي قام وغلام الرجل. وإعرابه : غلامي الأول : فاعل بجاء مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة

______________________________________________________

الياء. قوله : (واللاتي) بإثبات الياء وحذفها وقد يجمع على اللواتي ا ه عطار. قوله : (وهو في الحقيقة خامس) أي لأن الاسم المبهم تحته قسمان. قوله : (والاسم الخ)


المناسبة وغلام مضاف وياء المتكلم مضاف إليه مبني على السكون في محل جر وهذا مثال للمضاف للضمير وهو ياء المتكلم وغلام الثاني : معطوف عليه مرفوع بالضمة الظاهرة. وغلام : مضاف وزيد : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة ومثال للمضاف للعلم وهو زيد. وغلام الثالث : معطوف أيضا على غلام الأول مرفوع بالضمة الظاهرة وغلام : مضاف وهذا مضاف إليه مبني على السكون في محل جر وهو مثال للمضاف إلى اسم الإشارة وهو هذا وغلام الرابع : معطوف أيضا على غلام الأول مرفوع بالضمة الظاهرة وغلام : مضاف والذي اسم موصول مضاف إليه مبني على السكون في محل جر. وقام : فعل ماض وفاعله ضمير مستتر جوازا يعود على الذي والجملة لا موضع لها من الإعراب صلة الموصول وهو مثال للمضاف للموصول وهو الذي وغلام الخامس معطوف أيضا على غلام الأول مرفوع بالضمة الظاهرة وغلام مضاف والرجل مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة وهو مثال للمضاف إلى المحلى بالألف واللام وهو الرجل وكل مضاف إلى واحد من الخمسة في مرتبته في القوة إلا المضاف إلى الضمير فإنه في مرتبة العلم وإنما كان في مرتبة العلم ولم يكن في مرتبة الضمير الذي هو أعرف المعارف لأن المضاف إلى الضمير قد يقع نعتا للعلم في نحو قولك : مررت بزيد صاحبك ، فيلزم أن يكون النعت أشد قوة في التعريف من المنعوت فلذلك جعل في مرتبة العلم لأجل مساواته له في التعريف وإعراب المثال المذكور : مررت : فعل وفاعل. بزيد : جار ومجرور متعلق بمررت. وصاحبك : نعت لزيد ونعت المجرور مجرور وصاحب مضاف ، والكاف : مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر ثم اعلم أن المعارف المذكورة بالنسبة لباب النعت ثلاثة أقسام : منها ما لا ينعت ولا ينعت به وهو الضمير لوضوحه وجموده.

______________________________________________________

أعرفه ما كانت أل فيه للحل ومن ثم للعهد في شخص ثم للجنس. قوله : (المحلى الخ) أي الذي جعلت أل كالحلية والزينة لا لإزالتها خسة الإبهام ا ه مؤلفه. قوله : (المضاف) مفعول مقدم وهذا فاعل مؤخر. قوله : (ما لا ينعت ولا ينعت به) الفعلان مبنيان للمجهول أي لا يقع منعوتا ولا نعتا فلا تقول : مررت الكريم ولا جاء رجل هو بناء على أن الضمير منعوت أو نعت. قوله : (وضوحه) أي والنعت في المعارف للإيضاح فيلزم تحصيل الحاصل وهذا راجع لقوله : لا ينعت. قوله : (وجموده) أي


ومنها : ما ينعت به وهو العلم لأنه قد يقع فيه المشاركة اللفظية فاحتاج للنعت. وجامد لا ينعت به ومنها : ما ينعت وينعت به وهو اسم الإشارة والموصول والمعرف بالألف واللام والمضاف إلى واحد من الجميع.

والنّكرة كلّ اسم شائع في جنسه لا يختصّ به واحد دون آخر ، وتقريبه كلّ ما صلح دخول الألف واللّام عليه ، نحو : الرّجل والغلام والفرس.

ولما قدم الكلام على المعارف أخذ يتكلم على النكرة فقال :

(والنّكرة) : الواو : للاستئناف أو عاطفة على المعرفة وتكون عاطفة جملة النكرة على جملة المعرفة والنكرة مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. (كلّ) : خبر المبتدأ. وكل : مضاف و (اسم) : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. (شائع) : نعت للاسم ونعت المجرور مجرور. (في جنسه) : جار ومجرور متعلق بشائع

______________________________________________________

والنعت لا بد أن يكون مشتقا أو مؤولا به ليدل على معنى قائم بالذات وهذا راجع لقوله : ولا ينعت به. قوله : (ما ينعت) أي يقع منعوتا فتقول : جاء زيد العالم. قوله : (ولا ينعت به) أي لا يقع نعتا فلا تقول : مررت بأخيك زيد نعتا بل هو بدل. قوله : (وهو العلم) لكن العلم المشتهر مسماه بصفة كحاتم يصح أن يؤول بوصف وينعت به. قوله : (فاحتاج للنعت) أي لإزالة وقوع الشركة. قوله : (وهو اسم الإشارة) مثاله منعوتا جاءني هذا الفاضل ومثاله نعتا مررت بزيد هذا. قوله : (والموصول) مثاله نعتا : جاء الرجل الذي قام أبوه ومثاله منعوتا جاء الذي في الدار العاقل. قوله : (والمعرف بالألف واللام) الأولى بأن مثاله نعتا ومنعوتا جاء الرجل الفاضل. قوله : (والمضاف إلى واحد من الجميع) مثاله نعتا ومنعوتا جاء غلامي صاحبك أو صاحب زيدا وصاحب هذا أو صاحب الذي قام أو صاحب الرجل وجاء غلام زيد صاحبك أو صاحب عمرو أو صاحب هذا أو صاحب الذي قام أو صاحب الرجل وجاء غلام هذا صاحبك أو صاحب زيد أو صاحب هذا أو صاحب الذي قام أو صاحب الرجل وجاء غلام الذي قام صاحبك أو صاحب زيد أو صاحب هذا أو صاحب الذي قام أو صاحب الرجل وجاء غلام الرجل صاحبك أو صاحب زيد أو صاحب هذا أو صاحب الذي قام أو صاحب القاضي فتأمل. قوله : (والنكرة) مصدر نكر بكسر الكاف مخففة واسم مصدر لنكر المفتوح المشددة الذي مصدره التنكير. قوله : (شائع) أي مستعمل على سبيل الشيوع والعموم. قوله : (في جنسه) المراد به الأمر الكلي الشامل للنوع


وجنس مضاف والهاء : مضاف إليه مبني على الكسر في محل جر. (لا) : نافية. (يختصّ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة. (به) : جار ومجرور متعلق بيختص والضمير عائد على الاسم. (واحد) : فاعل يختص مرفوع بالضمة الظاهرة. (دون) : ظرف مكان منصوب على الظرفية ودون مضاف و (آخر) : مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف والمانع له من الصرف الوصفية ووزن الفعل إذ أصله أأخر بهمزتين ثانيتهما ساكنة فأبدلت ألفا ، يعني : أن النكرة هي الاسم الموضوع لفرد غير معين نحو : رجل وشمس وإله فإن لفظ رجل موضوع للفرد البالغ من بني آدم ولا يختص بشخص معين بل كل فرد من أفراد البالغين من بني آدم يطلق عليه رجل. ولفظ شمس يطلق على كل كوكب نهاري ولفظ إله يطلق على كل معبود بحق نحو : جاء رجل وطلعت شمس وانفرد إله. وإعرابها أن كل جملة منها فعل وفاعل والواو في الأخيرتين لعطف جملة على جملة وأقسامها في الأعمية عشرة كل واحد منها أعم مما بعده وأخص مما فوقه وهي مذكور ثم موجود ثم محدث ثم جسم ثم نام ثم حيوان ثم إنسان ثم عاقل ثم رجل ثم عالم.

______________________________________________________

والصنف لا المنطقي والكلام على حذف مضاف أي أفراد جنسه لأن الجنس الذي هو الأمر الكلي لا يتصور فيه شيوع بل هو شيء واحد ولا حصول له في الخارج أصلا بل الذي يحصل في الخارج أفراده. قوله : (لا يختص الخ) تفسير لقوله شائع الخ. قوله : (ولفظ شمس الخ) وإنما تخلف إطلاقه لعدم وجود أفراد له في الخارج ولو وجدت لكان هذا اللفظ صالحا للاستعمال فيها. قوله : (كوكب) هو المضيء في السماء وقوله : نهاري نسبة للنهار لظهوره فيه وهو ما نسخ ظهوره وجود الليل. قوله : (يطلق على كل معبود بحق) وإنما تخلف ذلك لعدم وجود أفراد مستحقة للألوهية غيره سبحانه وتعالى. قوله : (أقسامها) أي النكرة. قوله : (الأعمية) نسبة للأعم أي والأخصية. قوله : (أعم مما بعده) أي إن كان بعده شيء وقوله : وأخص الخ أي إن كان فوقه شيء. قوله : (فوقه) المناسب قبله. قوله : (مذكور) أي شيء تعلق به الذكر وجرى على اللسان ذكره فهو شامل للواجب والجائز والمستحيل. قوله : (محدث) بفتح الدال. قوله : (نام) اسم فاعل نما بمعنى زاد وكبر. قوله : (ثم عالم) فيه أنه يطلق على الله والملك والجن فهو أعم من رجل وأجيب بأن المراد عالم من بني آدم وفيه أنه وضع للعالم من بني آدم وغيره.


فمذكور يشمل الموجود والمعدوم فهو أعم من موجود وموجود يشمل القديم والحادث فهو أعم من محدث ومحدث يشمل الجسم والعرض فهو أعلم من جسم وجسم يشمل النامي وغير النامي فهو أعم من نام ونام يشمل الحيوان وغيره فهو أعم من حيوان وحيوان يشمل الإنسان وغيره فهو أعم من إنسان وإنسان يشمل العاقل وغيره فهو أعم من عاقل وعاقل يشمل الرجل وغيره فهو أعم من رجل ورجل يشمل العالم وغيره فهو أعم من عالم ولما كان هذا التعريف فيه خفاء على المبتدئين ذكر ما يقربه لهم بقوله. (وتقريبه) : الواو للاستئناف. وتقريب : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة وتقريب : مضاف والهاء : مضاف إليه مبني على الضم في محل جر. (كلّ) : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة وكل مضاف و (ما) : اسم موصول بمعنى الذي مضاف إليه مبني على السكون في محل جر أو نكرة بمعنى لفظ في محل جر. (صلح) : بفتح اللام على الأفصح فعل ماض. (دخول) : فاعل صلح مرفوع بالضمة الظاهرة والجملة صلة الموصول على الأول ونعت لما على الثاني ودخول مضاف. و (الألف) : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.

______________________________________________________

واعلم أن المقصود بهذه الألفاظ التقريب لا الحصر إذ ما شابهها مثلها فكمذكور معلوم وكرجل امرأة وكعالم جاهل فتدبر. قوله : (القديم) أي المولى. قوله : (الجسم والعرض) الأول ما ملأ قدرا من الفراغ والثاني الصفة القائمة بالغير. قوله : (وغير النامي) كالحجر. قوله : (الحيوان وغيره) أي كالنبات. قوله : (الإنسان وغيره) أي كالغزال. قوله : (العاقل وغيره) كالمجنون. قوله : (الرجل وغيره) أي كالمرأة. قوله : (العالم وغيره) أي كالجاهل. قوله : (فيه خفاء) أي بتقدير المضاف في قوله في جنسه وإرادة المعنى اللغوي كما تقدم. قوله : (وتقريبه) أي مقربه أي الأمر المقرب وصوله إلى ذهن المبتدىء والضمير لتعريف النكرة. قوله : (صلح) أي لغة لا عقلا لأنه يجوز دخول أل على كل شيء والمراد صلح بنفسه أو بمرادفه فيشمل نحو : ذي بمعنى صاحب لكن اعترض هذا التعميم القليوبي بأن قوله : وتقريبه الخ لا يكون حينئذ تقريبا للغموض فهو كالأول فالوجه أن يراد الدخول بالفعل ولا يضر جهل المبتدىء لبعضها ا ه. قوله : (على الأفصح) وضمها فصيح. قوله : (دخول الألف واللام) أي المعرفة لا الزائدة لأنها تدخل على المعرفة كالعباس والنكرة كطبت النفس. قوله : (على الأول) أي كون ما موصولة وقوله على الثاني أي كونها


(واللّام) : الواو : حرف عطف. اللام : معطوف على الألف والمعطوف على المجرور مجرور. (عليه) : جار ومجرور متعلق بدخول (نحو) : بالرفع خبر المبتدأ محذوف وبالنصب مفعول لفعل محذوف ونحو مضاف. (والرّجل) : مضاف إليه. (والغلام) : الواو : حرف عطف. الغلام : معطوف على الرجل والمعطوف على المجرور مجرور يعني أن الرجل والغلام : قبل دخول الألف واللام عليهما نكرتان لأن رجلا يصدق على كل ذكر بالغ من بني آدم ولا يختص بذكر معين وكذلك غلام وكان الأولى للمصنف أن يقول : نحو رجل وغلام من غير الألف واللام لأنهما بالألف واللام معرفتان لا نكرتان إلا أن يجاب عنه بأن المراد نحو الرجل والغلام أي قبل دخول الألف واللام عليهما كما علمت.

______________________________________________________

نكرة. قوله : (كما علمت) أي من قولنا يعني أن الرجل والغلام قبل دخول الألف واللام الخ. والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


باب العطف

وحروف العطف عشرة وهي : الواو والفاء وثمّ وأو وأم وإمّا وبل ولا ولكن وحتّى في بعض المواضع ،

(باب) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا باب وباب مضاف و (العطف) : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة ومعنى العطف لغة الميل يقال : عطف عليه إذا مال نحوه بالرفق والرحمة. وفي الاصطلاح قسمان : عطف بيان وهو التابع الجامد الموضح لمتبوعه في المعارف والمخصص له في النكرات فالموضح لمتبوعه في المعارف نحو : جاء أبو حفص عمر. وإعرابه : جاء : فعل ماض وأبو : فاعل مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الخمسة. وأبو : مضاف وحفص : مضاف إليه مجرور بالكسرة. وعمر : عطف بيان على أبو مرفوع بالضمة الظاهرة والثاني : عطف النسق وهو المراد هنا وهو التابع المتوسط بينه وبين متبوعه أحد

______________________________________________________

باب العطف

المضاف إليه مصدر بمعنى اسم المفعول أي المعطوف انتهى مدابغي. قوله : (الميل) أي والرجوع إلى الشيء بعد الانصراف عنه. قوله : (عطف) أي زيد مثلا وقوله : عليه أي عمرو مثلا. قوله : (إذا الخ) شرط في يقال. قوله : (نحوه) أي جهته. قوله : (والرحمة) أي الحنو والشفقة عطف تفسير. قوله : (الاصطلاح) أي اصطلاح النحاة. قوله : (عطف بيان) سمي بذلك لأن المتكلم رجع إلى الأول فأوضحه به أو خصصه. قوله : (الموضح الخ) فهو كالنعت إلا أنه جامد والمعنى أنه يحصل باجتماعه مع متبوعه من الإيضاح والبيان ما لا يوجد في المتبوع وحده فلا يشترط في عطف البيان أن يكون في حد ذاته أوضح من المتبوع بل ذلك هو الغالب انتهى عطار. قوله : (والمخصص له في النكرات) نحو : من ماء صديد فصديد عطف بيان على ماء وهو ما يسيل من أجساد أهل جهنم. قوله : (أبو حفص) الحفص الأسد كني عمر بذلك لشدّته. قوله : (النسق) بفتح السين اسم مصدر بمعنى المنسوق ويقال : نسقت الكلام أنسقه أي عطفت بعضه على بعض والمصدر بالتسكين كذا قيل. والظاهر أن المفتوح مصدر سماعي والساكن قياسي. قوله : (وهو) أي عطف


حروف العطف الآتية التي أشار لها بقوله : (وحروف العطف عشرة) : وإعرابه : الواو : للاستئناف. حروف : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة وحروف : مضاف والعطف مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. وعشرة : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. (وهي) : الواو للاستئناف. هي : ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع. (الواو) : وما : عطف عليها خبر المبتدأ ، يعني : أن الواو أحد حروف العطف وهي لمطلق الجمع فلا تدل على معية ولا ترتيب نحو : جاء زيد وعمرو. سواء كان مجيء زيد قبل عمرو أو بعده أو معه. وإعرابه : جاء : فعل ماض وزيد : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. وعمرو : الواو : حرف عطف. عمرو : معطوف على زيد والمعطوف على المرفوع مرفوع. (والفاء) : الواو : حرف عطف. الفاء : معطوف على الواو والمعطوف على المرفوع مرفوع ، يعني أن الفاء هي الحرف الثاني من حروف العطف وهي الترتيب والتعقيب ، نحو : جاء زيد فعمر. وإذا كان مجيء عمرو بعد مجيء زيد من غير مهملة. وإعرابه : جاء : فعل ماض. وزيد : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. فعمر : والفاء : حرف عطف. عمرو : معطوف على زيد والمعطوف على المرفوع مرفوع.

(وثمّ) : الواو : حرف عطف ، ثم : معطوف على الواو مبني على الفتح في محل رفع يعني أن ثم هي الحرف الثالث من حروف العطف وهي للترتيب والتراخي ، نحو : جاء زيد ثم عمرو. إذا كان مجيء عمرو بعد مجيء زيد بمهلة. وإعرابه : جاء : فعل ماض. وزيد : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. ثم عمرو : ثم :

______________________________________________________

النسق وقوله : المراد هنا أي لأنه لم يذكر عطف البيان. قوله : (لمطلق الجمع) من إضافة الصفة للموصوف أي موضوعة لاجتماع أمرين أو أمور في حكم واحد من غير تقييد. قوله : (الترتيب) هو وضع كل شيء في مرتبته والمراد به هنا كون ما بعد الفاء واقعا بعد ما قبلها في الوجود أو في الذكر نحو : ونادى نوح ربه فقال الخ. قوله : (والتعقيب) هو أن يكون ما بعدها واقعا عقب وقوع ما قبلها وهو في كل شيء بحسبه يقال : تزوج فلان فولد له إذا لم يكن بينهما إلا مدة الحمل ولو طالت وإنما ذكره وإن كان يغني عنه الترتيب ليعلم اعتباره في الوضع. قوله : (مهملة) بضم الميم كما في المصباح أي تراخ وتأخر. قوله : (ثم) ويقال فيها ثم وثمت قاله في التسهيل. قوله : (والتراخي) أي كون ما بعدها واقعا بعد ما قبلها بمهملة. قوله :


حرف عطف. عمرو : معطوف على زيد والمعطوف على المرفوع مرفوع. (وأو) : الواو : حرف عطف. أو : معطوف على الواو مبني على السكون في محل رفع يعني أن أو هي الحرف الرابع من حروف العطف وهي لأحد الشيئين أو الأشياء وتستعمل لمعان منها الشك ، نحو : جاء زيد أو عمرو. وإذا لم تعلم عين الجائي منهما. وإعرابه : جاء : فعل ماض ، وزيد : فاعل. أو عمرو : أو : حرف عطف. عمرو : معطوف على زيد والمعطوف على المرفوع مرفوع. (وأم) : الواو : حرف عطف. أم معطوف على الواو مبني على السكون في محل رفع يعني أن أم هي الحرف الخامس من حروف العطف وتستعمل لمعان منها طلب التعيين بعد همزة الاستفهام ، نحو : أجاء زيد أم عمرو. إذا كنت تعلم أن الجائي منهما واحد ولم تعلم عينه. وإعرابه : أجاء زيد : الهمزة : للاستفهام. جاء : فعل ماض. وزيد : فاعل. أم : حرف عطف لطلب التعيين. وعمرو : معطوف على زيد والمعطوف على المرفوع مرفوع والمعنى أيهما جاء. (وإمّا) : بكسر الهمزة. الواو : حرف عطف. إما : معطوف على الواو مبني على السكون في محل رفع يعني أن إما هي الحرف السادس من حروف العطف وتستعمل لمعان منها : التخيير نحو قوله تعالى : (فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً) [محمّد : ٤]. وإعرابه : فإما : الفاء : فاء الفصيحة. إما : حرف تخيير. ومنا : مفعول بفعل محذوف تقديره تمنون منا فتمنون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو : فاعل : ومنا مفعول مطلق منصوب بتمنون. وإما فداء : الواو : حرف عطف. إما : حرف تخيير.

وقال المصنف : حرف عطف وهو ضعيف وفداء : منصوب بفعل محذوف تقديره تفدون فداء فتفدون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو : فاعل وفداء : مفعول به مطلق منصوب بتفدون فقد علمت أن العاطف هو الواو لا إما على

______________________________________________________

(الشك) أي تردد المتكلم. قوله : (همزة الاستفهام) أي الدالة على عدم الفهم وأم بعدها متصلة لأن ما قبلها وما بعدها لا يستغنى بأحدهما عن الآخر. قوله : (ولم تعلم الخ) حال وحينئذ يكون الجواب بالتعيين فنقول زيد مثلا. قوله : (التخير) أي بين واحد من أمرين أو أمور. قوله : (منا) هو أن يطلقهم الإمام بلا شيء. قوله : (بعد) ظرف مبني على الضم في محل نصب بعد الأسر. قوله : (فداء) هو أخذ مال منهم أو أسرى المسلمين. قوله : (وقال المصنف الخ) أي والواو زائدة لازمة. قوله : (فقد علمت الخ) قال ابن الحاجب : إن مجموع الواو وأما حرف العطف ولا مانع من


الصحيح خلافا للمصنف فعليه تكون حروف العطف تسعة لا عشرة. (وبل) : الواو : حرف عطف. بل : معطوف على الواو مبني على السكون في محل رفع يعني أن بل هي الحرف السابع من حروف العطف وتأتي لمعان منها : الإضراب الانتقالي ، نحو : جاء زيد بل عمرو. وإذا قصدت الحكم على عمرو بالمجيء صار زيد مسكوتا عنه. وإعرابه : جاء زيد : فعل وفاعل. بل حرف عطف. عمرو : معطوف على زيد والمعطوف على المرفوع مرفوع. (ولا) : الواو حرف عطف لا معطوف على الواو مبني على السكون في محل رفع يعني أن لا هي الحرف الثامن من حروف العطف وتأتي لمعان منها : أنها تثبت لما بعدها نقيض ما قبلها عكس بل ، نحو : جاء زيد لا عمرو. وإعرابه : جاء فعل ماض. وزيد : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. لا : نافية. عمرو : معطوف بلا على زيد والمعطوف على المرفوع مرفوع. (ولكن) : الواو : حرف عطف. لكن : معطوف على الواو مبني على السكون في محل رفع يعني أن لكن هي الحرف التاسع من حروف العطف وهي لإثبات نقيض ما قبلها لما بعدها نحو : رأيت زيدا لكن عمرا. وإعرابه : ما : نافية. ورأيت : فعل وفاعل. وزيدا : مفعول به منصوب لكن حرف عطف. عمرا : معطوف على زيدا والمعطوف على المنصوب منصوب. (وحتّى) : الواو : حرف عطف. حتى : معطوف على الواو مبني على السكون في محل رفع. (في بعض) : جار ومجرور في محل نصب على الحال من حتى وبعض مضاف. و (المواضع) : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة يعني أن الحرف العاشر من حروف العطف حتى بشرط أن يكون ما بعدها بعضا مما قبلها كما أشار إلى ذلك بقوله في بعض المواضع ، نحو : أكلت السمكة حتى رأسها. وإعرابه : أكلت السمكة : فعل وفاعل ومفعول. حتى : حرف عطف. رأس : معطوف على السمكة والمعطوف على

______________________________________________________

أن تكون الواو حرفا في موضع وبعض حرف في موضع آخر وهو حسن. قوله : (والإضراب) هو إثبات الحكم لما بعدها بعد ثبوته للأول وقوله : الانتقالي نسبة للانتقال لأنه انتقل بها من شيء إلى آخر. قوله : (فصار زيد مسكوتا عنه) بمعنى أنه يجوز ثبوت الحكم له وعدمه كأن المتكلم قال : احكم على الثاني ولا تعرض للأول. قوله : (نافية) أي وعاطفة أيضا. قوله : (بعضا الخ) أي أو كالبعض كما في التسهيل نحو : أعجبتني الجارية حتى حديثها. قوله : (كما أشار الخ) المناسب أن يقول وهو مراده بقوله في بعض المواضع وإلا فكلام المصنف لا يشير إلى هذا الشرط فتأمل.


المنصوب منصوب. ورأس : مضاف والهاء : مضاف إليه مبني على السكون في محل جر هذا إذا نصبت رأسها فإن رفعتها كانت حرف ابتداء. ورأس : مبتدأ مرفوع بضمة ظاهرة ورأس مضاف والهاء : مضاف إليه في محل جر وخبر المبتدأ محذوف تقديره مأكول. فمأكول : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة وإن جررت رأسها كانت حرف جر ورأس مجرور بحتى وعلامة جره الكسرة الظاهرة ورأس : مضاف والهاء : مضاف إليه في محل جر.

فإن عطفت بها على مرفوع رفعت أو على منصوب نصبت أو على مخفوض خفضت أو على مجزوم جزمت. تقول : قام زيد وعمرو ، ورأيت زيدا وعمرا ومررت بزيد وعمرو ، وزيد لم يقم ولم يقعد.

(فإن) : الفاء : للفصيحة. إن : حرف شرط جازم يجزم فعلين الأول : فعل الشرط. والثاني : جوابه وجزاؤه. (عطفت) : عطف : فعل ماض في محل جزم بأن ، فعل الشرط والتاء : ضمير المخاطب في محل رفع فاعل. (بها) : جار ومجرور متعلق بعطفت. (على مرفوع) : جار ومجرور متعلق أيضا بعطفت. (رفعت) : رفع : فعل ماض في محل جزم بأن جواب الشرط والتاء : ضمير المخاطب فاعل (أو) : حرف عطف. (على منصوب) : جار ومجرور متعلق بفعل شرط مقدر دل عليه ما قبله والتقدير أو إن عطفت بها على منصوب. (نصبت) : فعل وفاعل والفعل في محل جزم جواب الشرط المقدر والجملة معطوفة على جملة الشرط قبلها وكذلك قوله : (أو على مخفوض خفضت أو على مجزوم جزمت) : فكل منهما جملة شرطية حذف شرطها مع أداته وبقي جوابها والتقدير وإن عطفت بها على مخفوض خفضت أو إن عطفت بها على مجزوم جزمت والجملتان معطوفتان على الأولى ولم يجعل قوله على منصوب الخ معطوفا على قوله على مرفوع لئلا يلزم العطف على معمولي عاملين مختلفين وهو

______________________________________________________

قوله : (هذا) أي محل كونها عاطفة. قوله : (حرف ابتداء) لأن الجملة بعدها لا تعلق لها بما قبلها من حيث الإعراب وإن وجد التعليق من حيث المعنى. قوله : (الفاء رابطة للجواب) أي لشرط محذوف تقديره وإن أردت حكم العطف بها فإن الخ. وفي نسخة الفاء للفصيحة. قوله : (على قوله على مرفوع) المناسب زيادة رفعت. قوله : (معمولي) حذفت نونه للإضافة وحذفت اللام الداخلة على عاملين للتخفيف وهما قوله على مرفوع رفعت فتأمل. قوله : (عاملين) هما إن وعطفت لأن إن معمولها


ممنوع ولا يقال يلزم من جعلك أو على منصوب متعلقا بفعل محذوف واقع بعد أو العاطفة أن يحذف المعطوف ويبقى معموله وذلك لا يجوز إلا بعد الواو وخاصة دون أو وغيرها لأنا نقول المعطوف الجملة الشرطية بأسرها لا فعل الشرط فقط. (تقول) : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة والفاعل مستتر تقديره أنت يعني أنك تقول في مثال المرفوع. (قام زيد وعمرو) : وإعرابه : قام فعل ماض. وزيد : فاعل مرفوع وعمرو : معطوف على زيد والمعطوف على المرفوع مرفوع. (و) : تقول في مثال المنصوب : (رأيت زيدا وعمرا) : وإعرابه : الواو : حرف عطف. رأيت : فعل وفاعل. زيدا : مفعول به منصوب. وعمرا : معطوف على زيد والمعطوف على المنصوب منصوب والجملة معطوفة على جملة قام زيد وعمرو. (و) : تقول في مثال المجرور. (مررت بزيد وعمرو) : وإعرابه : الواو : حرف عطف. مررت : فعل وفاعل. بزيد : جار ومجرور متعلق بمررت. وعمرو : الواو : حرف عطف. عمرو : معطوف على زيد والمعطوف على المجرور مجرور وكان عليه أن يمثل للمرفوع والمنصوب والمجزوم من الأفعال ومثال الأول يقوم ويقعد زيد. وإعرابه : يقوم : فعل مضارع مرفوع. ويقعد : الواو : حرف عطف. يقعد : فعل مضارع معطوف على يقوم والمعطوف على المرفوع مرفوع وزيد : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

ومثال الثاني : لن يقوم ويقعد زيد. وإعرابه : لن : حرف نفي ونصب واستقبال. يقوم : فعل مضارع منصوب بلن ويقعد معطوف على يقوم والمعطوف على المنصوب منصوب. وزيد : فاعل مرفوع. ومثال الثالث : لم يقم ويقعد زيد. وإعرابه : لم : حرف نفي وجزم وقلب. يقم : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون. ويقعد : فعل مضارع معطوف على يقم والمعطوف على المجزوم مجزوم ، زيد : فاعل.

______________________________________________________

الثاني رفعت وعطفت معموله على مرفوع لتعلقه به فتأمل. قوله : (متعلقا) منصوب بجعلك. قوله : (لأنا نقول) علة النفي. قوله : (بأسرها) أي تمامها. قوله : (لا فعل الشرط) أي المحذوف من أداته. قوله : (ومثال الأول) أي المرفوع من الأفعال وقوله بعد ومثال الثاني أي المنصوب منها وقوله بعد ذلك ومثال الثالث أي المجزوم منها.

خاتمة

إن تكررت المعطوفات فكل منها يعطف على الأول إن كان العاطف غير مرتب كالواو وأو وإلا فكل على ما قبله. والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.


باب التّوكيد

التّوكيد تابع للمؤكّد في رفعه ونصبه وخفضه وتعريفه.

(باب) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا باب وسبق إعرابه وباب مضاف. و (التّوكيد) : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة وهو يقرأ بالهمزة وبالواو وبالألف ففيه ثلاث لغات ومعناه لغة التقوية. يقال : أكد الأمر إذا قواه بما يزيل شبهه ومعناه في الاصطلاح التابع الرافع احتمال إضافة إلى المتبوع أو الخصوص بما ظاهره العموم فالأول ، نحو : جاء زيد نفسه لأنه يحتمل أن يكون الكلام على تقديره مضاف قبل زيد والتقدير : جاء كتاب زيد أو رسول زيد فلما قال نفسه أزال ذلك الاحتمال وأثبت الحقيقة وإعرابه : جاء زيد : فعل وفاعل مرفوع نفس توكيد لزيد وتوكيد المرفوع مرفوع ونفس مضاف والهاء : مضاف إليه مبني على الضم في محل جر ومثال الثاني : جاء القوم كلهم إذ لو قلت جاء القوم فقط لاحتمل أن

______________________________________________________

باب التوكيد

المصدر بمعنى اسم الفاعل أي المؤكد. قوله : (بالهمزة) أي من أكد. قوله : (وبالواو) أي من وكد وهو الأفصح لمجيء القرآن بها. قال تعالى : (وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها) [النّحل : ٩١] ، وهي الأصل والهمزة بدل. قوله : (وبالألف) أي المبدلة عن الهمزة. قوله : (بما) أي بمؤكد ومقو وقوله : يزيل شبهه أي ينفي التباسه بغيره وشبهه بفتح الشين المعجمة والباء الموحدة. قوله : (الرافع) أي المزيل لاحتمال الخ أي الاحتمال القوي فلا يرفع الاحتمال بالكلية لأن رفعه بالكلية ينافي الإتيان بتأكيد آخر. قوله : (أو الخصوص) عطف على إضافة والكلام على حذف مضاف أو إرادة لخصوص. قوله : (بما) أي من لفظ. قوله : (فالأول) أي الرافع احتمال الخ. قوله : (جاء زيد نفسه) أي يقال هذا في توكيد النسبة. قوله : (لأنه الخ) تعليل لكون هذا المثال من الأول فتفطن. قوله : (قال) أي المتكلم. قوله : (ذلك الاحتمال) أي وهو كونه من مجاز الحذف. قوله : (وأثبت الحقيقة) هي ثبوت المجيء لزيد. قوله : (ومثال الثاني) أي الرافع احتمال الخصوص الخ. قوله : (جاء القوم كلهم) يقال في


يكون الجائي بعضهم فلما قلت كلهم كان ذلك نصا على العموم ورافعا لإرادة الخصوص وإعرابه : جاء القوم : فعل وفاعل كل توكيد للقوم وتوكيد المرفوع مرفوع وكل مضاف والهاء : مضاف إليه مبني على الضم في محل جر والميم علامة الجمع. (التّوكيد) : مبتدأ مرفوع بالابتداء. (تابع) : خبر المبتدأ مرفوع. (للمؤكّد) : جار ومجرور متعلق بتابع. (في رفعه) : جار ومجرور متعلق بتابع أيضا ورفع مضاف والهاء : مضاف إليه مبني على الكسر في محل جر يعني أن التوكيد يتبع المؤكد في الرفع ، نحو : جاء زيد نفسه وجاء القوم كلهم وتقدم إعرابه. (ونصبه) : الواو : حرف عطف نصبه معطوف على رفع والمعطوف على المجرور مجرور ونصب مضاف والهاء مضاف إليه مبني على الكسر في محل جر يعني أن التوكيد يتبع المؤكد في نصبه ، نحو : رأيت زيدا نفسه ورأيت القوم كلهم. وإعرابه : رأيت : فعل وفاعل. زيدا : مفعول به منصوب. نفس : توكيد لزيد وتوكيد المنصوب منصوب ونفس مضاف والهاء : مضاف إليه مبني على الضم في محل جر. ورأيت القوم : فعل وفاعل ومفعول والجملة معطوفة على الجملة الأولى وكل توكيد للقوم وتوكيد المنصوب منصوب وكل مضاف والهاء : مضاف إليه مبني على الضم في محل جر والميم علامة الجمع.

(وخفضه) : الواو : حرف عطف خفض معطوف على رفع والمعطوف على المجرور مجرور وخفض مضاف ، والهاء : مضاف إليه مبني على الكسر في محل جر يعني أن التوكيد يتبع المؤكد أيضا في خفضه ، نحو : مررت بزيد نفسه وبالقوم كلهم. وإعرابه : مررت : فعل وفاعل. وبزيد : جار ومجرور متعلق بمررت. نفس : توكيد لزيد وتوكيد المجرور مجرور. ونفس : مضاف والهاء : مضاف إليه مبني على الكسر في محل جر وبالقوم : جار ومجرور معطوف على بزيد. كل : توكيد للقوم وكل : مضاف والهاء : مضاف إليه مبني على الكسر في محل جر والميم : علامة الجمع.

(وتعريفه) : الواو : حرف عطف. تعريف : معطوف على رفع والمعطوف على المجرور مجرور وتعريف مضاف ، والهاء : مضاف إليه مبني على الكسر في محل جر يعني أن التوكيد يكون تابعا للمؤكد في تعريفه فلا يكون تابعا لنكرة ، لأن ألفاظ التوكيد كلها معارف فلا تتبع النكرات فلذلك لم يقل وتنكيره خلافا للكوفيين فما

______________________________________________________

هذا توكيد الشمول. قوله : (خلافا للكوفيين) أي القائلين بأنها تتبع النكرات نحو قول


كان منها مضافا ، نحو : كلهم كان تعريفه بالإضافة وما لم يكن مضافا ، نحو : أجمع في قولك : جاء القوم أجمع كان تعريفه بالعلمية لأن أجمع ونحوه علم على التوكيد.

ويكون بألفاظ معلومة وهي : النّفس والعين وكلّ وأجمع وتوابع أجمع وهي : أكتع وأبتع ، وأبصع تقول : قام زيد نفسه ، ورأيت القوم كلّهم ومررت بالقوم أجمعين.

(ويكون) : الواو : للاستئناف يكون فعل مضارع متصرف من كان الناقصة يرفع الاسم وينصب الخبر واسمها ضمير مستتر تقديره هو يعود على التوكيد (بألفاظ) : جار ومجرور متعلق بمحذوف تقديره كائنا خبر يكون منصوب بالفتحة الظاهرة. (معلومة) : نعت لألفاظ ونعت المجرور مجرور. و (وهي) : الواو : للاستئناف. هي : ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع (النّفس) : وما : عطف عليها خبر المبتدأ يعني أن التوكيد يكون بألفاظ معلومة عند العرب لا يعدل عنها إلى غيرها وهي النفس والمراد بها الذات ، نحو : جاء زيد نفسه. وإعرابه : جاء :

______________________________________________________

عائشة : ما صام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم شهرا كله إلا رمضان. وقولها هذا شاذ عند البصريين. قوله : (بالعلمية) أي الجنسية كأسامة. قوله : (على التوكيد) عبارة غيره على الإحاطة والشمول. قوله : (ويكون) أي التوكيد المعنوي أما اللفظي وهو إعادة الأول بلفظه نحو : جاء زيد زيدا أو بمرادفه نحو :

أنت بالخير حقيق قمن

فلا يختص بألفاظ والمعنوي نسبة للمعنى من نسبة الخاص للعام وهكذا يقال في اللفظي. قوله : (معلومة) لو قال مخصوصة لكان أولى وقوله : عند العرب كان الأولى عند النحاة لأنه أقرب إلى التناول وإن كان النحاة تابعين للعرب ا ه قليوبي. قوله : (وهي النفس) وتجمع على أفعل كعين واعلم أن ألفاظ التوكيد إذا تكررت فهي للمتبوع وليس الثاني تأكيدا للتأكيد وأنه لا يجوز فيها القطع إلى الرفع ولا إلى النصب ولا يجوز عطف بعضها على بعض ويجوز في النفس والعين الجر بباء زائدة فتقول : جاء زيد بنفسه وهند بعينها. قوله : (لا يعدل عنها إلى غيرها) أي لا تترك ويستعمل غيرها. قوله : (الذات) أي لا الدم مثلا وإلا كانت بدلا ففي نحو : رأيت زيدا نفسه بمعنى دمه بدل بعض من كل. قوله : (والمراد الخ) فإن أريد بها الباصرة كانت بدلا.


فعل ماض ، وزيد : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. ونفس : توكيد لزيد وتوكيد المرفوع مرفوع ، ونفس : مضاف. والهاء : مضاف إليه مبني على الضم في محل جر.

(والعين) : الواو : حرف عطف. العين : معطوف على النفس والمعطوف على المرفوع مرفوع ، نحو : جاء زيد عينه. وإعرابه : جاء : فعل ماض. وزيد : فاعل مرفوع. وعين : توكيد لزيد ، وتوكيد المرفوع مرفوع. وعين : مضاف والهاء : مضاف إليه مبني على الضم في محل جر. والمراد بالعين أيضا الذات من إطلاق الجزء وإرادة الكل. (وكلّ) : الواو : حرف عطف. كل معطوف على النفس والمعطوف على المرفوع مرفوع ، نحو : جاء القوم كلهم. وإعرابه : جاء : فعل ماض. والقوم : فاعل ، وكل : توكيد للقوم وتوكيد المرفوع مرفوع ، وكل : مضاف والهاء : مضاف إليه مبني على الضم في محل جر والميم علامة الجمع.

(وأجمع) : الواو : حرف عطف. أجمع : معطوف على النفس والمعطوف على المرفوع مرفوع نحو : جاء القوم أجمع. وإعرابه : جاء القوم : فعل وفاعل وأجمع : توكيد للقوم ، وتوكيد المرفوع مرفوع. (وتوابع) : الواو : حرف عطف توابع معطوف على النفس والمعطوف على المرفوع مرفوع وتوابع مضاف. و (أجمع) : مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف والمانع له من الصرف العلمية ووزن الفعل. (وهي) : الواو : للاستئناف. هي : ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع. (أكتع) : وما : عطف عليه خبر المبتدأ مرفوع. (وأبتع) : الواو : حرف عطف. أبتع : معطوف على أكتع والمعطوف على المرفوع مرفوع. (وأبصع) : الواو : حرف عطف أبصع : معطوف على أكتع ، والمعطوف على المرفوع مرفوع ، يعني أن الألفاظ الثلاثة وهي أكتع وأبتع وأبصع يؤتى بها في التوكيد تابعة لأجمع ، نحو : جاء القوم أجمعون أكتعون أبتعون أبصعون. وإعرابه : جاء القوم : فعل وفاعل. وأجمعون : تأكيد للقوم وتأكيد المرفوع مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم وأكتعون توكيد ثان للقوم وتوكيد المرفوع مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم وأبتعون : توكيد ثالث للقوم وتوكيد المرفوع مرفوع وعلامة

______________________________________________________

قوله : (الجزء) أي العين. قوله : (للكل) أي الذات. قوله : (أكتع) يجمع مذكرا بالواو


رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم وأبصعون : توكيد رابع للقوم وتوكيد المرفوع مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم والنون في الأربعة عوض عن التنوين في الاسم المفرد ، وأكتع من قولهم تكتع الجلد إذا اجتمع ، وأبتع من البتع وهو طول العنق والقوم إذا كانوا مجتمعين طال عنقهم وهو كناية عن الاجتماع فيكون بمعنى أجمع أيضا. وأبصع من البصع وهو العرق المجتمع فيكون بمعنى أجمع أيضا. ولما كانت هذه الألفاظ الثلاثة لا يؤتى بها غالبا إلا بعد أجمع سميت توابع أجمع.

(تقول) : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. (قام) : فعل ماض. (زيد) : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. (نفسه) : توكيد لزيد وتوكيد المرفوع مرفوع ونفس مضاف والهاء : مضاف إليه مبني على الضم في محل جر. (ورأيت) : الواو : حرف عطف ، رأيت : فعل وفاعل. (القوم) : مفعول به منصوب. (كلّهم) : توكيد للقوم وتوكيد المنصوب منصوب وكل : مضاف ، والهاء : مضاف إليه مبني على الضم في محل جر والميم : علامة الجمع. (ومررت) : الواو : حرف عطف. مررت : فعل وفاعل. (بالقوم) : جار ومجرور متعلق بمررت. (أجمعين) : توكيد للقوم وتوكيد المجرور مجرور وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

______________________________________________________

أو الياء مع النون ومؤنثا على كتع. قوله : (عوض عن التنوين) أي الذي منع من وجوده مانع. قوله : (من قولهم) أي مصدر قولهم. قوله : (إذا اجتمع) أي عند إلقائه على النار. قوله : (من البتع) بسكون التاء. قوله : (ولما كانت الخ) جواب عن سبب تسميتها توابع أجمع والله أعلم والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.


باب البدل

إذا أبدل اسم من اسم ، أو فعل من فعل ، تبعه في جميع إعرابه.

(باب) : خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا باب وتقدم إعرابه وباب : مضاف. و (البدل) : مضاف إليه مجرور بالكسرة والبدل معناه لغة العوض. وفي الاصطلاح : هو التابع المقصود بالحكم بلا واسطة بينه وبين متبوعه ، فخرج بقولهم المقصود بقية التوابع وبقولهم : بلا واسطة العطف فإنه وإن كان المعطوف مقصودا بالحكم في بعض المعطوفات كالمعطوف ببل نحو : جاء زيد بل عمرو لكن بواسطة حرف العطف ، نحو ما سيأتي من قولك : جاء زيد أخوك فأخوك بدل من زيد وبدل المرفوع مرفوع إذ هو المقصود بنسبة المجيء إليه دون لفظ زيد ، فإنه صار في نية الطرح والبدل كما يأتي في الأسماء كذلك يأتي في الأفعال كما أشار لذلك بقوله : (إذا) : ظرف لما يستقبل من الزمان وفيه معنى الشرط واختلف في ناصبه فقيل : الجواب وقيل : الشرط واعترض الأول بأن الجواب قد يقترن بالفاء وما بعد الفاء لا يعمل فيما قبلها واعترض الثاني بأنها مضافة للشرط والمضاف

______________________________________________________

باب البدل

المضاف إليه اسم المصدر بمعنى اسم المفعول. قوله : (معناه لغة العوض) ومنه قوله تعالى : (عَسى رَبُّنا أَنْ يُبْدِلَنا خَيْراً مِنْها) [القلم : ٣٢]. قوله : (فخرج بقولهم) أي النحاة في تعريف البدل. قوله : (بقية التوابع) يعني النعت والتوكيد وعطف النسق وعطف البيان فإنها مكملات للمقصود. قوله : (وقولهم) بالجر عطف على قولهم الأول ولو أتي بالباء هنا أيضا كان أوضح. قوله : (نحو الخ) مرتبط بقوله. وفي الاصطلاح الخ. هو خبر لمبتدأ محذوف أي وذلك نحو. قوله : (إذا الخ) تعليل لكون أخوك بدلا. قوله : (وكذلك يأتي في الأفعال) نحو : (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً (٦٨) يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ) [الفرقان : ٦٨ ـ ٦٩] فالثلث بدل من الثاني. قوله : (واعترض الأول الخ) وقد يقال : تقدمه على ما بعد الفاء بكونه ظرفا يتوسع فيه ولكونه ضمن معنى ما له الصدارة. قوله : (قد يقترن بالفاء) نحو : (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ) [الحجر : ٩٨]. قوله :


إليه لا يعمل في المضاف وأجيب عن هذا الثاني بأن القائلين أن العمل بالشرط لا يقولون بإضافته إليه فكان هذا الثاني أرجح من الأول وإن كان الأول هو الأشهر فقول بعض المعربين خافض لشرطه منصوب بجوابه جرى على غير الأرجح.

(أبدل) : فعل ماض مبني للمجهول. (اسم) : نائب فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. (من اسم) : جار ومجرور متعلق بأبدل. (أو) : حرف عطف. (فعل) : معطوف على اسم والمعطوف على المرفوع مرفوع (من فعل) جار ومجرور متعلق بأبدل المقدر فهو في قوة جملة معطوف على جملة أبدل اسم والتقدير أو أبدل فعل من فعل (تبعه) : تبع : فعل ماض وفاعله ضمير يعود على أبدل اسم من اسم أو فعل والهاء : مفعول به مبني على الضم في محل نصب وهي عائدة على المبدل منه من اسم أو فعل والجملة من الفعل والفاعل جواب إذا لا محل لها من الإعراب (في جميع) : جار ومجرور متعلق بتبع من تبعه وجميع مضاف. و (إعرابه) : مضاف إليه مجرور بالكسرة وإعراب مضاف والهاء : مضاف إليه في محل جر.

وهو أربعة أقسام : بدل الشّيء من الشّيء وبدل البعض من الكلّ وبدل الاشتمال وبدل الغلط ، نحو قولك : قام زيد أخوك وأكلت الرّغيف ثلثه ، ونفعني زيد علمه ، ورأيت زيدا الفرس ، أردت أن تقول : الفرس فغلطت فأبدلت زيدا منه.

(وهو) : الواو : للاستئناف. هو : ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع. (أربعة) : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة وأربعة مضاف. و (أقسام) : مضاف إليه مجرور (بدل) : وما عطف عليه بدل من أربعة بدل مفصل من مجمل وبدل المرفوع مرفوع وبدل مضاف. و (الشّيء) : مضاف إليه مجرور. (من الشّيء) : جار ومجرور متعلق ببدل. (وبدل) : الواو : حرف عطف بدل معطوف على بدل الأول وبدل مضاف و (البعض) : مضاف إليه مجرور (من الكلّ) : جار ومجرور متعلق

______________________________________________________

(تبعه) أفرد الضمير لأن العطف بأو. قوله : (وهو) أي البدل من حيث هو. قوله : (أربعة أقسام) جرى على أن الغلط يسمى ببدل البدل وغيره مما يأتي بيانه في الشرح. قوله : (بدل الشيء من الشيء) ضابطه أن يكون المراد بالثاني عين المراد بالأول والإضافة فيه وفي الاثنين بعده بيانية. قوله : (وبدل البعض من الكل) سواء كان ذلك


ببدل. (وبدل) : الواو : حرف عطف. بدل : معطوف أيضا على بدل الأول وبدل مضاف و (الاشتمال) : مضاف ليه مجرور. (وبدل) : الواو : حرف عطف. بدل : معطوف على بدل الأول أيضا وبدل المرفوع مرفوع وبدل مضاف و (الغلط) : مضاف إليه مجرور. (نحو) : خبر مبتدأ محذوف تقديره وذلك نحو ونحو : مضاف. و (قولك) : مضاف إليه مجرور وقول مضاف ، والكاف : مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر. (قام) : فعل ماض. (زيد) : فاعل مرفوع. (أخوك) : بدل من زيد بدل كل من كل مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الخمسة وأخو : مضاف والكاف : مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر وهذا مثال لبدل الشيء من الشيء ويقال له : بدل الكل من الكل ويقال له : البدل المطابق. (وأكلت الرّغيف) : الواو : حرف عطف. أكلت : فعل وفاعل. والرغيف : مفعول به منصوب. (ثلثه) : بدل بعض من كل وبدل المنصوب منصوب وثلث : مضاف والهاء مضاف إليه مبني على الضم في محل جر وهذا مثال لبدل البعض من الكل. (ونفعني) : الواو : حرف عطف. نفع : فعل ماض والنون للوقاية والياء : مفعول به في محل نصب. (زيد) : فاعل مرفوع. (علمه) : بدل اشتمال من زيد وبدل المرفوع مرفوع وعلم : مضاف. والهاء : مضاف إليه مبني على الضم في محل جر وهذا مثال لبدل الاشتمال فإن زيدا يشتمل على العلم وغيره اشتمالا معنويا لا كاشتمال الظرف على المظروف. (ورأيت زيدا) : فعل وفاعل ومفعول. (الفرس) :

______________________________________________________

البعض قليلا أو مساويا أو أكثر نحو : أكلت الرغيف ثلثه أو نصفه أو ثلثيه ا ه أشموني. وقوله : قليلا الخ. أي بالنسبة للبعض المتروك أما بالنسبة للمدلول منه فقيل أبدا. قوله : (وبدل الاشتمال) هو أن يكون بين الأول والثاني ارتباط بغير الكلية والجزئية. قوله : (وبدل الغلط) من إضافة المسبب للسبب. قوله : (ويقال له البدل المطابق) وهذا هو الأولى لوقوعه في أسماء الله تعالى والكلية فيها محالة لأنه ليس لها أجزاء نحو : (إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (١) اللهِ) [إبراهيم : ١ ـ ٢] على قراءة جر الجلالة وقد سماه ابن مالك بذلك ا ه قليوبي. قوله : (المطابق) أي المساوى للمبدل منه في المعنى. قوله : (لا كاشتمال الخ) أي لا يشترط خصوص ذلك لا أن ذلك يضر ولا يكفي فإن اشتمال الأول على الثاني اشتمال ظرف على مظروف ويسمى بدلا


بدل من زيد بدل غلط وتوجيه ذلك أنك (أردت) : فعل وفاعل. (أن) : حرف مصدري ونصب. (تقول) : فعل مضارع منصوب بأن وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. (رأيت الفرس) : فعل وفاعل ومفعول. (فغلطت) : الفاء : حرف عطف. غلطت : فعل وفاعل والجملة معطوفة على جملة أردت. (فأبدلت) : الفاء : حرف عطف. أبدلت : فعل وفاعل. (زيدا) : مفعول به والجملة معطوفة على جملة فغلطت. (منه) : جار ومجرور متعلق بأبدلت وهذا مثال لبدل الغلط ويسمى بدل البداء وبدل النسيان وبدل الإضراب. وقيل : بدل البداء أن تذكر الأول على سبيل الشك ثم تذكر الثاني بعد تحقق الحال وبدل الإضراب أن يكون كل من الأول والثاني مقصودا في الابتداء ثم تقصد خصوص الثاني في الدوام وبدل الغلط فيما يقع باللسان وبدل النسيان فيما يقع بالجنان وظاهر قوله : فأبدلت زيدا منه أن لفظ الفرس هو الذي ذكر على سبيل الغلط وليس كذلك فإن الذي ذكر على سبيل الغلط هو لفظ زيد لا لفظ فرس فقوله : فغلطت فأبدلت زيدا منه أراد به الإبدال اللغوي وهو التعويض والمعنى عوضت زيدا عن الفرس الذي كان حق التركيب الإتيان به دون لفظ زيد والمراد ببدل الغلط ما ذكر على وجه الغلط لا أن البدل نفسه هو الغلط كما هو ظاهر.

______________________________________________________

أيضا نحو : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ) [البقرة : ٢١٧]. قوله : (وتوجيه ذلك) أي كون هذا المثال لبدل الغلط. قوله : (في الابتداء) أي أول الأول. قوله : (بالجنان) أي القلب. قوله : (فقوله الخ) مرتبط بقوله وليس كذلك. قوله : (على وجه الغلط) أي على وجه بيان الغلط في ذكر اللفظ الأول. قوله : (لأن البدل) أي وهو الفرس هنا والله أعلم والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.


باب منصوبات الأسماء

المنصوبات خمسة عشر وهي : المفعول به ، والمصدر ، وظرف الزّمان وظرف المكان ، والحال والتّمييز ، والمستثنى ، واسم لا والمنادى وخبر كان وأخواتها واسم إنّ وأخواتها والمفعول من أجله ، والمفعول معه ،

(باب منصوبات الأسماء) باب : خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هذا ، باب وباب مضاف ومنصوبات مضاف إليه ومنصوبات مضاف والأسماء مضاف إليه. (المنصوبات) : مبتدأ. (خمسة عشر) : خبره مبني على الفتح في محل رفع. (وهي) : الواو : للاستئناف. هي : ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع. (المفعول) : وما عطف عليه خبر المبتدأ وهو هي. (به) : جار ومجرور متعلق بالمفعول والهاء راجعة إلى أل الموصولة باسم المفعول ، نحو : رأيت زيدا. وإعرابه : رأيت : فعل وفاعل. وزيدا : مفعول به منصوب. (والمصدر) : الواو : حرف عطف. المصدر : معطوف على المفعول به ويعبر عنه بالمفعول المطلق نحو : ضربت ضربا. وإعرابه : ضربت : فعل وفاعل. وضربا : مصدر منصوب بضربت وإن شئت قلت : مفعول مطلق منصوب بضربت. (وظرف) : الواو : حرف عطف. ظرف : معطوف على المفعول به وظرف مضاف. و (الزّمان) : مضاف إليه نحو : صمت اليوم. وإعرابه : صمت : فعل وفاعل ، واليوم : ظرف زمان منصوب

______________________________________________________

باب منصوبات الأسماء

أي هذا باب في بيان ما يقع منصوبا منها لفظا أو تقديرا أو محلا وإنما أخرها عن المرفوعات لأن إعرابها إعراب الفضلات. قوله : (خمسة عشر) أي بعد الظرفين واحدا كخبر كان وأخواتها واسم إن وأخواتها وعد التوابع أربعة. قوله : (نحو : رأيت زيدا) أي نحو : زيدا من رأيت زيدا. قوله : (وهو) أي المبتدأ وقوله : هي أي هذه الكلمة. قوله : (إلى أل الموصولة الخ) والتقدير وهي الاسم الذي فعل به الفعل. قوله : (المطلق) أي غير المقيد بقولنا به أو معه أو لأجله. قوله


على الظرفية بصمت. (وظرف) : الواو : حرف عطف. ظرف : معطوف على المفعول به وظرف مضاف. و (المكان) : مضاف إليه نحو : جلست أمام الكعبة. وإعرابه : جلست : فعل وفاعل. وأمام : ظرف مكان منصوب على الظرفية بجلست. وأمام : مضاف والكعبة : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. (والحال) : الواو : حرف عطف الحال معطوف على المفعول به ، نحو : جاء زيدا راكبا. وإعرابه : جاء : فعل ماض. وزيد : فاعل مرفوع. وراكبا : حال من زيد منصوب بجاء. (والتّمييز) : الواو : حرف عطف. التمييز : معطوف على المفعول به نحو : وفجرنا الأرض عيونا. وإعرابه : الواو : بحسب ما قبلها. وفجرنا الأرض : فعل وفاعل ومفعول. وعيونا : تمييز من فجرنا. (والمستثنى) : الواو : حرف عطف. المستثنى : معطوف على المفعول به مرفوع بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر ، نحو : قام القوم إلا زيدا. وإعرابه : قام : فعل ماض. والقوم :فاعل مرفوع ، وإلا : حرف استثناء. وزيدا : منصوب على الاستثناء. (واسم لا) : الواو : حرف عطف اسم : معطوف على المفعول به واسم مضاف ولا مضاف إليه مبني على السكون في محل جر ، نحو : لا عالم مذموم. وإعرابه : لا : نافية للجنس تنصب الاسم وترفع الخبر. عالم : اسمها مبني على الفتح في محل نصب مذموم خبرها مرفوع بالضمة الظاهرة. (والمنادى) : الواو : حرف عطف. المنادى : معطوف على المفعول به مرفوع بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر نحو : يا لطيفا بالعباد. وإعرابه : يا : حرف نداء. لطيفا : منادى منصوب بالفتحة الظاهرة. بالعباد : جار ومجرور متعلق بلطيفا وسيأتي لذلك ونحوه تقييد في محله. (وخبر) : الواو : حرف عطف. خبر : معطوف على المفعول به وخبر : مضاف. و (كان) : مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر. (وأخواتها) : الواو : حرف عطف. أخوات : معطوف على كان والمعطوف على المجرور مجرور

______________________________________________________

(والحال والتمييز) سيأتي معناهما لغة واصطلاحا. قوله : (والمستثنى) أي في بعض أحواله بأن كان موجبا تاما أو منفيا على أحد الوجهين كما سيأتي. قوله : (نافية للجنس) أي لصفته وحكمه وإسناده النفي إلى لا مجاز من الإسناد إلى الآلة واحترز بذلك عن النافية للوحدة فإنها تعمل عمل ليس. قوله : (في محله) أي بابه.


وأخوات : مضاف ، والهاء : مضاف إليه مبني على السكون في محل جر ، نحو : كان زيد قائما. وإعرابه : كان : فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر. زيد : اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة. قائما : خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة. (واسم إنّ) : الواو : حرف عطف. اسم : معطوف على المفعول به ، مرفوع بالضمة واسم مضاف ، وإن : مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر. (وأخواتها) : الواو : حرف عطف. أخوات : معطوف على إن والمعطوف على المجرور مجرور وأخوات مضاف ، والهاء : مضاف إليه مبني على السكون في محل جر ، نحو : إن زيدا قائم. وإعرابه : إن : حرف توكيد ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر. زيدا : اسمها منصوب بالفتحة الظاهرة. وقائم : خبرها مرفوع بالضمة الظاهرة. (والمفعول) : الواو : حرف عطف. المفعول : معطوف على المفعول به والمعطوف على المرفوع مرفوع (من أجله) : جار ومجرور متعلق بالمفعول وأجل : مضاف ، والهاء : مضاف إليه مبني على الكسر في محل جر ، نحو : قام زيد إجلالا لعمرو. وإعرابه : قام : فعل ماض. وزيد : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. إجلالا : مفعول لأجله متعلق بقام. لعمرو : جار ومجرور متعلق بإجلالا. (والمفعول) الواو : حرف عطف. المفعول معطوف على المفعول به والمعطوف على المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. (معه) : مع : ظرف مكان ومع : مضاف والهاء : مضاف إليه مبني على الضم في محل جر ، نحو : سرت والنيل. وإعرابه : سرت : فعل وفاعل. والنيل : الواو : واو المعية. النيل : مفعول معه منصوب بسرت.

والتّابع للمنصوب وهو أربعة أشياء : النّعت والعطف والتّوكيد والبدل.

(والتّابع) : الواو : حرف عطف. التابع : معطوف على المفعول به. (للمنصوب) : جار ومجرور متعلق بالتابع. (وهو) : الواو : للاستئناف. هو : ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع. (أربعة) : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة وأربعة : مضاف. و (أشياء) : مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف والمانع له من الصرف ألف التأنيث الممدودة. (النّعت) : بدل من أربعة بدل مفصل من مجمل وبدل المرفوع مرفوع ، نحو : رأيت زيدا العاقل. وإعرابه :


رأيت زيدا : فعل وفاعل ومفعول. العاقل : نعت لزيدا ونعت المنصوب منصوب. (والعطف) : الواو : حرف عطف. العطف : معطوف على النعت والمعطوف على المرفوع مرفوع ، نحو : رأيت زيدا وعمرا. وإعرابه : رأيت : فعل وفاعل وزيدا مفعول به منصوب وعمرا : معطوف على زيدا والمعطوف على المنصوب منصوب. (والتّوكيد) : الواو : حرف عطف. التوكيد معطوف على النعت والمعطوف على المرفوع مرفوع نحو : رأيت زيدا نفسه. وإعرابه : رأيت زيدا : فعل وفاعل ومفعول. نفس : توكيد لزيدا وتوكيد المنصوب منصوب ونفس : مضاف. والهاء : مضاف إليه مبني على الضم في محل جر. (والبدل) : الواو : حرف عطف. البدل معطوف على النعت والمعطوف على المرفوع مرفوع ، نحو : رأيت زيدا أخاك. وإعرابه : رأيت زيدا : فعل وفاعل ومفعول. وأخاك : بدل من زيدا وبدل المنصوب منصوب وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة لأنه من الأسماء الخمسة وأخا : مضاف والكاف : مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر.


باب المفعول به

وهو الاسم المنصوب الّذي يقع به الفعل نحو قولك : ضربت زيدا وركبت الفرس ، وهو على قسمين : ظاهر ومضمر ، فالظّاهر ما تقدّم ذكره والمضمر قسمان : متّصل ومنفصل

ولما ذكرها على سبيل الإجمال أخذ يتكلم على ما لم يتقدم منها على سبيل التفصيل فقال : (باب) : خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا باب وتقدم إعرابه وباب : مضاف. و (المفعول) : مضاف إليه مجرور. (به) : جار ومجرور متعلق بالمفعول والهاء فيه عائدة على أل لكونها في هذا التركيب اسما موصولا والمفعول به معناه لغة من وقع عليه الفعل حسيا كان الفعل أو معنويا ، نحو : ضربت زيدا وتعلمت المسألة فإن الضرب حسي والتعلم معنوي ، وفي اصطلاح النحاة هو ما ذكره بقوله : (وهو) : بالواو : للاستئناف. هو : ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع (الاسم) : خبر المبتدأ مرفوع. (المنصوب) : نعت للاسم ونعت المرفوع مرفوع. (الّذي) : اسم موصول نعت ثان للاسم مبني على السكون في محل رفع. (يقع) : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة. (به) : جار ومجرور متعلق بيقع والباء بمعنى على أي يقع عليه. (الفعل) : فاعل يقع مرفوع بالضمة الظاهرة والجملة صلة

______________________________________________________

قوله : (ولما ذكرها) أي المنصوبات. قوله : (على سبيل الإجمال) الإضافة بيانية. قوله : (على ما لم يتقدم منها) أي وأما ما تقدم كالتوابع فلا يتكلم عليه ثانيا. والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

باب المفعول به

أي هذا باب الاسم المسمى بالمفعول به. قوله : (متعلق بالمفعول) أي على أنه نائب فاعله وهذا بحسب أصله وقد صار الآن علما للاسم المصطلح عليه ومثله المفعول به ومعه وفيه ا ه قليوبي. قوله : (ضربت) الضرب إمساس بعنف من جسم لجسم من الحيوان أو غيره نحو : (أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ) [الأعراف : ١٦٠] ا ه قليوبي. قوله : (يقع عليه) أي على مدلوله. قوله : (الفعل) أي الفعل اللغوي الحاصل


الذي وعائدها الهاء من به يعني أن المفعول به في اصطلاح النحاة هو الاسم الذي يقع عليه فعل الفاعل كما مثل له بقوله : (نحو ضربت زيدا وركبت الفرس) : وإعرابه : نحو : خبر لمبتدأ محذوف تقديره وذلك نحو. وضربت : فعل وفاعل. وزيدا : مفعول به منصوب وركبت : الواو : حرف عطف. ركبت الفرس : فعل وفاعل ومفعول. وجملة ركبت الفرس معطوفة على جملة ضربت زيدا ومثل بمثالين للإشارة إلى أنه لا فرق في المفعول به بين كونه عاقلا كزيد أو غير عاقل كالفرس. (وهو) : الواو : للاستئناف. هو : ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع. (على قسمين) : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ. (ظاهر) : بدل من قسمين بدل مفصل من مجمل. (ومضمر) : معطوف على ظاهر والظاهر مأخوذ من الظهور وهو الوضوح لدلالته على مسماه من غير توقف على قرينة والمضمر من الإضمار وهو الخفاء لخفاء دلالته على مسماه إلا بقرينة تكلم أو خطاب أو غيبة أو من الضمور وهو الهزال لقلة حروفه عن الظاهر غالبا. (فالظّاهر) : الفاء : فاء الفصيحة الظاهر مبتدأ. (ما) : اسم موصول بمعنى الذي خبره في محل رفع. (تقدّم) : فعل ماض. (ذكره) : فاعل تقدم مرفوع وذكر مضاف والهاء : مضاف إليه مبني على الضم في محل جر والجملة صلة الموصول يعني أن الاسم الظاهر ما تقدم ذكره من زيد والفرس في قولك : رأيت زيدا وركبت الفرس فكل من زيد والفرس مفعول به كما سبق إعرابه وهو اسم ظاهر لدلالة كل منهما على مسماه من غير توقف على قرينة من تكلم أو خطاب أو غيبة. (والمضمر) : الواو : للاستئناف. المضمر : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. (قسمان) : خبر المبتدأ مرفوع بالألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى. (متّصل) : بدل من قسمين بدل مفصل من مجمل وبدل المرفوع مرفوع. (ومنفصل) : الواو : حرف عطف. منفصل : معطوف

______________________________________________________

من الفاعل. قوله : (مفعول به) لأنه وقع على مسماه الضرب. قوله : (إلا بقرينة الخ) الأولى لأنه لا يدل على مسماه إلا بقرينة. قوله : (أو غيبة) فيه أن الغيبة ليست الدالة وإنما الدال تقدم المرجع فلو قال أو تقدم مرجع لكان أولى. قوله : (أو من الضمور) بضم الضاد عطف على الإضمار. قوله : (غالبا) ومن غير الغالب أيا فإنها أربعة أحرف. قوله : (والجملة) من الإجمال وهو الاجتماع لأنه جمع فيه كلمة إلى أخرى. قوله : (في قولك) المناسب قوله ، وقوله : رأيت المناسب ضربت لأنه المتقدم فتأمل.


على متصل والمعطوف على المرفوع مرفوع يعني أن المفعول به المضمر ينقسم إلى ضمير متصل وضمير منفصل فالمتصل هو الذي لا يقع بعد إلا في الاختيار نحو الكاف من رأيتك إذ لا يصح أن يقال ما رأيت إلاك واحترزنا بالاختيار عن حالة ضرورة الشعر نحو قول الشاعر :

وما علينا إذا ما كنت جارتنا

أن لا يجاورنا إلاك ديار

فإن الكاف في إلاك ضمير متصل وقد وقعت بعد إلا لكن في حالة ضرورة الشعر إذ لو قيل إلا أنت بالضمير المنفصل بدل المتصل لانكسر البيت والمنفصل هو الذي يقع بعد إلا في الاختيار ، نحو : ما رأيت إلا إياك.

فالمتّصل اثنا عشر وهي : ضربني وضربنا وضربك وضربك وضربكما وضربكم وضربكنّ وضربه وضربها وضربهما وضربهم وضربهنّ ،

______________________________________________________

قوله : (وما علينا الخ) إعرابه الواو بحسب ما قبلها وما نافية وعلينا متعلق بمحذوف خبر مقدم والمصدر والمنسبك من أن والفعل في قوله : أن لا يجاورنا الخ مبتدأ مؤخر أي وما عدم مجاورة ديار غيرك لنا ضرر علينا إذا كنت جارتنا ويصح أن تكون ما للاستفهام الإنكاري مبتدأ وعلينا متعلق بمحذوف خبره أي أي ضرر كائن علينا من عدم مجاورة أحد غيرك لنا إذا كنت جارتنا وإذا ظرف لما يستقبل من الزمان وجوابه محذوف تقديره فلا ضرر علينا في عدم مجاورة غيرك لنا وما زائدة وكنت كان : فعل ماض ناقص والتاء ضمير المخاطبة اسمها في محل رفع جارتنا خبر ومضاف إليه وأن حرف مصدري ونصب واستقبال ولا نافية ويجاورنا : فعل مضارع منصوب بأن ونا مفعول مقدم وإلا أداة استثناء من ديار مقدم عليه والكاف ضمير مبني على الكسر في محل نصب على الاستثناء وديار بمعنى أحد فاعل يجاور مؤخر عنه ويصح جعل إلا بمعنى غير فتكون في محل نصب على الحال من ديار والكاف : في محل جر بإضافتها وقوله : وما علينا يروى بدله وما نبالي. وإعرابه : ما : نافية. ونبالي : فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء وفاعله مستتر وجوبا تقديره نحن. وجواب إذا على هذه الرواية تقديره فما نبالي والمعنى : لا نكترث ولا نعتني بعدم مجاورة أحد غيرك لأنك أنت المطلوبة وفيك الكفاية فإذا وجدت فلا نلتفت إلى سواك فتأمل. قوله : (إلا أنت) أي وإلا إياك. قوله : (لانكسر) أي اختل


وقد ذكر أقسام المتصل بقوله : (فالمتّصل) : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. (اثنا عشر) : خبره مرفوع بالألف نيابة عن الضمة لأنه ملحق بالمثنى وعشر في مقابلة النون في اثنان. (نحو) : خبر لمبتدأ محذوف تقديره وذلك نحو : ونحو مضاف. و (قولك) : مضاف إليه مجرور وقول : مضاف والكاف : مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر. (ضربني) : مقول القول. وإعرابه : ضرب : فعل ماض والنون للوقاية والياء مفعول به في محل نصب والفاعل مستتر فيه جوازا تقديره هو. (ضربنا) : الواو : حرف عطف. ضرب : فعل ماض ونا : مفعول به مبني على السكون في محل نصب والفاعل مستتر فيه جوازا تقديره هو. (وضربك) : الواو : حرف عطف. ضرب : فعل ماض والكاف : مفعول به مبني على الفتح في محل نصب. (وضربك) : الواو : حرف عطف. ضرب : فعل ماض. والكاف : مفعول به مبني على الكسر في محل نصب والفاعل مستتر فيهما جوازا تقديره هو (وضربكما) : الواو : حرف عطف. ضرب : فعل ماض. والكاف : مفعول به مبني على الضم في محل نصب. والميم : حرف عماد والألف : حرف دال على التثنية والفاعل مستتر جوازا تقديره هو. (وضربكم) : الواو : حرف عطف. ضرب : فعل ماض والكاف : مفعول به مبني على الضم في محل نصب والميم : علامة جمع الذكور. (وضربكنّ) : الواو : حرف عطف. ضرب : فعل ماض والكاف : مفعول به مبني على الضم في محل نصب والنون علامة جمع النسوة والفاعل مستتر جوازا فيهما تقديره هو فكل من الياء في ضربني ونا في ضربنا والكاف في ضربك وضربك وضربكما وضربكم وضربكن ضمائر متصلة لعدم صحة وقوعها بعد إلا في الاختيار. وهذه أمثلة المتكلم والمخاطب في الضمائر المتصلة ومثل للضمير الغائب بقوله : (وضربه) : الواو : حرف عطف. ضرب : فعل ماض. والهاء : مفعول به مبني على الضم في محل نصب. (وضربها) : الواو : حرف عطف. ضرب : فعل ماض. والهاء : مفعول به مبني على السكون في محل نصب. (وضربهما) الواو حرف عطف ، ضرب : فعل ماض ، والهاء مفعول به مبني على الضم في محل نصب والميم. حرف عماد والألف : حرف دال على التثنية.

______________________________________________________

بسبب الزيادة. قوله : (وعشر الخ) وهو مبني على الفتح لا محل له لأنه غير مضاف


(وضربهم) : الواو : حرف عطف. ضرب : فعل ماض والهاء : مفعول به مبني على الضم في محل نصب والميم علامة جمع الذكور (وضربهنّ) الواو حرف عطف ، ضرب : فعل ماض والهاء مفعول به مبني على الضم في محل نصب والنون : علامة جمع النسوة والفاعل في الجميع ضمير مستتر جوازا تقديره هو فالهاء في كل من ضربه وضربها وضربهما وضربهم وضربهن ضمير متصل لعدم صحة وقوعها بعد إلا في الاختيار.

والمنفصل اثنا عشر نحو قولك : إيّاي وإيّانا وإيّاك وإيّاك وإيّاكما وإيّاكم وإيّاكنّ وإيّاه وإيّاها وإيّاهما وإيّاهم وإيّاهنّ.

وأشار إلى أقسام الضمير المنفصل بقوله : (والمنفصل) : الواو : حرف عطف ، ويجوز أن تكون للاستئناف وعلى الأول تكون عاطفة لجملة «والمنفصل» على جملة فالمتصل. والمنفصل : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. (اثنا عشر) : خبر المبتدأ مرفوع بالألف نيابة عن الضمة لأنه ملحق بالمثنى وعشر في مقابلة النون في اثنان. (نحو) : خبر لمبتدأ محذوف تقديره وذلك نحو ، ونحو : مضاف. و (قولك) : مضاف إليه مجرور وقول مضاف : والكاف : مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر. (إيّاي) : مفعول المصدر أعني قولك ولا يقال إن القول وما تصرف منه لا يعمل إلا في الجمل لأنا نقول يعمل في المفرد الذي قصد لفظه كما هنا فإن المقصود من إياي وما بعده هذا اللفظ وحذف العامل فيه وفيما بعده قصدا للاختصار وإلا فالأصل : ما أكرمت إلا إياي. وإعرابه : ما : نافية. وأكرمت : فعل وفاعل. إلا : حرف لإيجاب النفي إيا مفعول به لأكرمت مبني على السكون في محل نصب ، والياء : حرف دال على التكلم. (وإيّانا) : الواو : حرف عطف. إيانا : معطوف على إياي مبني على السكون في محل نصب والأصل : ما أكرمت إلا إيانا. وإعرابه : ما : نافية. وأكرمت : فعل وفاعل وإلا حرف لإيجاب النفي

______________________________________________________

إليه. قوله : (إلا فالأصل الخ) أي ، الأصل أنه حذف الخ فلا يصح لأن الأصل أي قبل الحذف ما أكرمت الخ. قوله : (ما أكرمت) بفتح تاء أكرمت فيه وفيما بعده فقط ويضم في الباقي. قوله : (لا يجاب) أي إثبات.


إيا : مفعول به مبني على السكون في محل نصب ونا : حرف دال على المتكلم ومعه غيره أو المعظم نفسه. (وإيّاك) : الواو : حرف عطف ، إياك : معطوف على إياي مبني على السكون في محل نصب والأصل : ما أكرمت إلا إياك وإعرابه : ما : نافية. وأكرمت : فعل وفاعل. إلا حرف لإيجاب النفي. إيا مفعول به مبني على السكون في محل نصب والكاف : حرف دال على خطاب المذكر. (وإيّاك) : إعرابه : مثل ما قبله إلا أن الكاف فيه حرف دال على خطاب المؤنث. (وإيّاكما) : الواو : حرف عطف. إياكما : معطوف على إياي مبني على السكون في محل نصب والأصل : ما أكرمت إلا إياكما. وإعرابه : على وزان ما قبله إلا أن الكاف فيه حرف خطاب والميم : حرف عماد والألف : حرف دال على التثنية. (وإيّاكم) : الواو : حرف عطف. إياكم : معطوف على إياي مبني على السكون في محل نصب والأصل : ما أكرمت إلا إياكم. وإعرابه : على وزان ما قبله إلا أن الميم فيه حرف دال على جمع الذكور. (وإيّاكنّ) : الواو : حرف عطف. إياكن : معطوف على إياي مبني على السكون في محل نصب والأصل : ما أكرمت إلا إياكن. وإعرابه : على وزان ما قبله إلا أن النون فيه حرف دال على جمع النسوة.

وهذه أمثلة المتكلم والمخاطب به مفردا ومثنى ومجموعا مذكرا ومؤنثا في الضمير المنفصل فإيا في الجميع ضمير منفصل لوقوعه بعد إلا في الاختيار كما علمت وأشار لضمير الغائب المنفصل مفردا ومثنى ومجموعا مذكرا ومؤنثا بقوله : (وإيّاه) : الواو : حرف عطف. إياه : معطوف على إياي مبني على السكون في محل نصب والأصل : ما أكرمت إلا إياه وإعرابه على وزان ما قبله إلا أن الهاء فيه حرف دال على الغيبة للمذكر. (وإيّاها) : الواو : حرف عطف. إياها : معطوف على إياي مبني على السكون في محل نصب والأصل ما أكرمت إلا إياها. وإعرابه : على وزان ما قبله إلا أن الهاء فيه حرف دال على الغيبة للمذكر. (وإيّاهما) : الواو : حرف عطف. إياهما معطوف على إياي مبني على السكون في محل نصب والأصل : ما أكرمت إلا إياهما. وإعرابه : على وزان ما قبله إلا أن الهاء فيه حرف دال على الغيبة والميم : حرف عماد والألف : حرف دال على

______________________________________________________

قوله : (إلا أن الهاء فيه حرف دال على الغيبة) معلوم مما قبله فكان عليه أن


التثنية. (وإيّاهم) : الواو : حرف عطف. إياهم : معطوف على إياي مبني على السكون في محل نصب الأصل : ما أكرمت إلا إياهم. وإعرابه على وزان ما قبله إلا أن الهاء فيه حرف دال على الغيبة والميم : حرف دال على جمع الذكور. (وإيّاهنّ) : الواو : حرف عطف. إياهن : معطوف على إياي مبني على السكون في محل نصب والأصل : ما أكرمت إلا إياهن وإعرابه على وزان ما قبله إلا أن الهاء فيه حرف دال على الغيبة والنون لجماعة النسوة.

______________________________________________________

يقتصر على قوله والميم حرف عماد الخ لكن بزيادة لفظ فيه بأن يقول والميم حرف الخ وكذا يقال فيما بعده. والله أعلم. والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.


باب المصدر

المصدر هو : الاسم المنصوب الّذي يجيء ثالثا في تصريف الفعل نحو : ضرب يضرب ضربا.

(باب) : خبر لمبتدأ محذوف أي هذا باب. وإعرابه : الهاء : للتنبيه وذا : اسم إشارة مبتدأ مبني على السكون في محل رفع. وباب : خبر مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره وباب : مضاف و (المصدر) : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره. (وهو) : الواو : للاستئناف. هو : ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع (الاسم) : خبره مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. (المنصوب) : صفة للاسم وصفة المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. (الّذي) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع ثان نعت للاسم. (يجيء) : فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره وفاعله ضمير مستتر في محل رفع عائد على الاسم الموصول والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول. (ثالثا) : حال من فاعل يجيء.

______________________________________________________

باب المصدر

اعلم أن اسم الحدث إما أن تكون أحرفه أحرف فعله أو أزيد أو أنقص فالأول نحو التكلم والتعلم والثاني : نحو الإكرام والانطلاق والنوعان من باب المصدر. والثالث : إن كان ما ترك منه لفظا موجودا تقديرا بحيث يصح النطق به مع بقاء البنية غير مغيرة نحو : قاتل قتالا فهو مصدر أيضا وإن لم يكن كذلك فإن عوض في آخره عن المحذوف نحو : عدة أو في غير الآخر نحو : علم تعليما وسلم تسليما فمصدر أيضا. والعوض في التعليم والتسليم التاء التي في أوله لا المدة التي قبل الآخر لأنها تكون لغير تعويض كالانطلاق والإكرام وإن لم يعوض فهو اسم مصدر كأعطى عطاء وتكلم كلاما ا ه ملخصا من الدماميني إفادة الإسقاطي. قوله : (يجيء ثالثا) أي ينطق به الصرفي ثالثا إن جاء قبله بماض ومضارع وإلا فثانيا أو ابتداء ا ه قليوبي. قوله :


(في تصريف) : جار ومجرور متعلق بالفعل قبله وهو يجيء وتصريف : مضاف. و (الفعل) : مضاف إليه مجرور. (نحو) : خبر لمبتدأ محذوف تقديره وذلك نحو. وإعرابه : ذا : اسم إشارة مبتدأ مبني على السكون في محل رفع واللام للبعد. والكاف : حرف خطاب لا محل لها من الإعراب. ونحو : خبر مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره ونحو : مضاف. و (قولك) : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره وقول : مضاف والكاف : مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر. (ضرب يضرب ضربا) : في محل نصب مقول القول أي نحو قولك : هذا اللفظ يعني أن المصدر هو الاسم الذي يجيء ثالثا في تصريف الفعل أي تغييره من صيغة إلى صيغة أخرى ، نحو : ضرب يضرب ضربا فقد تغير من صيغة الماضي إلى صيغة المضارع إلى صيغة المصدر وجاء الماضي أولا والمضارع ثانيا والمصدر ثالثا. ويسمى المفعول المطلق أي : الذي لم يقيد بصلة ظرف أو جار ومجرور بأن يقال : مفعول معه أو مفعول به أو مفعول له أو مفعول فيه.

وهو قسمان : لفظيّ ومعنويّ ، فإن وافق لفظه لفظ فعله فهو لفظيّ نحو قولك قتلته قتلا وإن وافق معنى فعله دون لفظه فهو معنويّ نحو جلست قعودا وقمت وقوفا ، وما أشبه ذلك.

(وهو) : الواو : للاستئناف. هو : ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع. (قسمان) : خبره مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى. (لفظيّ) : بدل من قسمان بدل مفصل من مجمل وبدل المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. (ومعنويّ) : معطوف على لفظي والمعطوف على المرفوع مرفوع. (فإن) : الفاء : فاء الفصيحة. إن : حرف شرط جازم يجزم فعلين الأول :

______________________________________________________

(ويسمى) أي المصدر بقيد كونه منصوبا لأنه تارة يكون مرفوعا مثلا نحو : ضربك ضرب أليم وحينئذ لا يسمى بذلك فالمصدر أعم مطلقا وقيل بينهما العموم والخصوص الوجهي يجتمعان في فرحت فرحا وينفرد المصدر في نحو : يعجبني انطلاقك وينفرد المفعول المطلق في نحو : ضربت سوطا وسوطا على الأول نائب عن المطلق وليس نفسه فهو من أمثلة الاجتماع. قوله : (بصلة ظرف) الإضافة بيانية. قوله : (وهو) أي المصدر من حيث هو. قوله : (لفظي) قدمه لأنه الأكثر.


فعل الشرط والثاني : جوابه وجزاؤه. (وافق) : فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط. و (لفظه) : فاعل وافق ولفظ : مضاف والهاء : مضاف إليه مبني على الضم في محل جر. (لفظ) : مفعول وافق ولفظ مضاف. و (فعله) : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. وفعل : مضاف والهاء : مضاف إليه مبني على الكسر في محل جر. (فهو) : الفاء : واقعة في جواب الشرط هو : مبتدأ و (لفظيّ) : خبر والجملة من المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط. (نحو قولك) : فيه ما تقدم. (قتلته) : قتل : فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض كراهة توالي أربع متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة والتاء : فاعل مبني على الضم في محل رفع والهاء : مفعول به في محل نصب. و (قتلا) : منصوب على المصدرية. (وإن) : الواو : حرف عطف. إن : حرف شرط جازم. (وافق) : فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط وفاعله مستتر يعود على المصدر. (معنى) : مفعول وافق منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر ومعنى : مضاف. و (فعله) : مضاف إليه وفعل : مضاف والهاء : مضاف إليه مبني على الكسر في محل جر. (دون) : ظرف مكان منصوب على الظرفية المكانية وناصبه وافق ودون مضاف. و (لفظه) : مضاف إليه ولفظ مضاف. والهاء : مضاف إليه مبني على الكسر في محل جر. (فهو) : الفاء واقعة في جواب الشرط. هو مبتدأ و (معنويّ) : خبر والجملة من المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط والجملة الشرطية الثانية معطوفة على الجملة الشرطية الأولى. (نحو) : خبر لمبتدأ محذوف كما عرفت ونحو : مضاف ، وما بعده مضاف إليه في محل جر لقصد لفظه. (جلست) : فعل وفاعل. و (قعودا) : مصدر منصوب على المصدرية بجلست. (وقمت) : فعل وفاعل. و (وقوفا) : مصدر منصوب على المصدرية بقمت يعني أن المصدر يسمى لفظيا إن وافق لفظه لفظ الفعل في مادته وحروفه الأصول كما في قتلا من قتلته قتلا ، فإن حروف المصدر هي بعينها حروف الفعل إلا أن العين في الفعل مفتوحة وفي المصدر ساكنة ومعنويا إن وافق معناه دون لفظه كما في قعودا من جلست قعودا فإن الجلوس

______________________________________________________

قوله : (فيه ما تقدم) أي من الإعراب. قوله : (لقصد لفظه) وحينئذ فقوله : جلست فعل الخ بالنظر للأصل وعدم قصد اللفظ. قوله : (وحروفه) عطف تفسير. قوله : (العين)


والقعود بمعنى واحد كما في وقوفا من قمت وقوفا فإن القيام والوقوف كذلك.

وهذا التقسيم إنما يأتي على مذهب المازني القائل : إن قعودا في الأول منصوب بجلست ووقوفا منصوب بقمت خلافا لمن يقول إنهما منصوبان بفعل مقدر من لفظهما أي قعدت قعودا ووقفت وقوفا فإنه عنده لفظي لا غير.

______________________________________________________

أي عين الكلمة وهي التاء. قوله : (بمعنى واحد) أي من حيث ملاصقة الإليتين للمقر فلا يخالف ما قيل إن القعود عن الاضطجاع والجلوس عن القيام وعكسه ا ه قليوبي. قوله : (كذلك) أي بمعنى واحد. قوله : (وهذا التقسيم) أي تقسيم المصدر إلى لفظي ومعنوي. قوله : (فإنه) أي المصدر وقوله : عنده. أي القائل بنصبهما بفعل مقدر من لفظهما والله أعلم. والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


باب ظرف الزّمان وظرف المكان

ظرف الزّمان هو اسم الزّمان المنصوب بتقدير في نحو : اليوم واللّيلة وغدوة وبكرة وسحرا وغدا وعتمة وصباحا ومساء وأبدا وأمدا وحينا وما أشبه ذلك.

(باب) : فيه ما تقدم وباب مضاف و (ظرف) : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة وظرف مضاف و (الزّمان) : مضاف إليه. (وظرف) : معطوف على ظرف الأول والمعطوف على المجرور مجرور وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره وظرف : مضاف. و (المكان) : مضاف إليه. (ظرف) : مبتدأ أول وظرف : مضاف و (الزّمان) : مضاف إليه. (هو) : مبتدأ ثان مبني على الفتح في محل رفع. (اسم) : خبر المبتدأ الثاني والجملة من المبتدأ الثاني وخبره خبر المبتدأ الأول والرابط الضمير المنفصل واسم مضاف. و (الزّمان) : مضاف إليه. (المنصوب) : بالرفع صفة للاسم (بتقدير) : جار ومجرور متعلق بالمنصوب وتقدير مضاف و (في) : مضاف إليه في محل جر. (نحو) : خبر لمبتدأ محذوف أي وذلك نحو ، وإعرابه : كما تقدم ، ونحو : مضاف و (اليوم) : وما عطف عليه مضاف إليه في محل جر ونصبه محاكاة لصورته مع عامله لو ذكر تقول : صمت اليوم في المعرف بالألف واللام أو يوم الخميس في المعرف بالإضافة أو يوما في النكرة. وإعرابه : صام :

______________________________________________________

باب ظرف الزمان وظرف المكان

الظرف : لغة الوعاء وسميا بذلك لشبههما به كما أشار له الشارح بقوله الآتي يعني أن الظرف الخ وإنما جمعهما المصنف في باب واحد لتشابههما وتقارب أحكامهما وأفرد كلا بتعريف يخصه لئلا يشتبه أحدهما بالآخر على المبتدىء فتأمل. قوله : (اسم الزمان) أي الاسم الدال عليه فالإضافة من إضافة الدال للمدلول. قوله : (بتقدير في) أي بملاحظة معناها وهو الظرفية. قوله : (في محل جر) فيه أنه مجرور بكسرة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية وكذا يقال فيما بعده


فعل ماض والتاء فاعل مبني على الضم في محل رفع ويوم في الثلاثة منصوب على الظرفية الزمانية وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره واليوم من طلوع الفجر إلى غروب الشمس كما هو في الشرع وأحد قولين في اللغة وقيل : من طلوع الشمس إلى غروبها. (واللّيلة) : الواو : حرف عطف. الليلة : معطوف على اليوم والمعطوف على المنصوب منصوب وعلامة نصبه فتح آخره تقول : اعتكفت الليلة أو ليلة الجمعة أو ليلة. وإعرابه : على وزان ما قبله. والليلة من غروب الشمس إلى طلوع الفجر أو إلى الشمس. (وغدوة) : بالصرف وعدمه للعلمية والتأنيث ، فعلى الأول تقول أزورك غدوة بالتنوين ؛ أي غدوة ؛ أي يوم كان ، وإعرابه أزور فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره ، والفاعل مستتر فيه وجوبا تقديره أنا ، والكاف مفعول به في محل نصب ، وغدوة منصوب على الظرفية الزمانية ، وعلى الثاني تقول أزورك غدوة ، بغير تنوين أي غدوة يوم معين ، والإعراب بعينه والغدوة من صلاة الصبح ؛ أي من وقتها إلى طلوع الشمس (وبكرة) بالتنوين وعدمه كما تقدم ، تقول أزورك بكرة أو بكرة يوم الجمعة ، أو بكرة وإعرابه على وزان ما قبله ، والبكرة أول النهار من طلوع الفجر أو من طلوع الشمس (وسحرا) بالصرف وعدمه للعلمية ، والعدل تقول أجيئك سحرا أو سحر يوم الجمعة ، أو سحر ، وإعرابه على وزان ما قبله ، والسحر آخر الليل قبيل الفجر (وغدا) بالتنوين ، تقول أجيئك غدا ، وإعرابه أجيئك فعل وفاعل ومفعول ، وغدا

______________________________________________________

ولعله مشى على القول بعدم اختصاص المحل بالمبنى فتأمل. قوله : (الفجر) أي الصادق. قوله : (إلى غروب الشمس) أي إلى غروب جميع جرمها. قوله : (وقيل الخ) هذا هو القول الثاني لأهل اللغة. قوله : (والمعطوف على المنصوب الخ) الأولى حذفه وقد علمت الإعراب. قوله : (وعدمه) فهو معطوف على اليوم مجرور بفتحة مقدرة عن الكسرة منع منها حركة الحكاية فتأمل. قوله : (بالتنوين) أي تنوين التنكير. قوله : (بغير تنوين) وإن شئت ذكرت المضاف إليه حينئذ نحو : أزورك غدوة يوم الاثنين. قوله : (من طلوع الفجر الخ) أي على الخلاف السابق. قوله : (والعدل) أي عن المعرف بأل أو المضاف كما في الأشموني. قوله : (أو سحر يوم الجمعة) أي سحر ليلته فهو على حذف مضاف. قوله : (آخر الليل) أي اسم له. قوله : (قبيل) تصغير قبل وهو اسم للزمن الملاصق للفجر فهو أخص من قبل لأن قبل يطلق على


منصوب على الظرفية الزمانية وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره ، والغد اسم لليوم الذي بعد يومك الذي أنت فيه (وعتمة) بالتنوين ، تقول آتيك عتمة ، وإعرابه فعل وفاعل ومفعول به في محل نصب ؛ لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب ، وعتمة منصوب على الظرفية الزمانية بالفتحة الظاهرة ، والعتمة بفتح التاء الأولى ثلث الليل الأول (وصباحا) تقول آتيك صباحا ، وإعرابه على وزان ما قبله ، والصباح من أول نصف الليل الأخير إلى الزوال (ومساء) تقول آتيك مساء ، وإعرابه بعينه والمساء من الزوال إلى آخر نصف الليل الأول ومبنى الأوراد على ذلك (وأبدا) تقول لا أكلم زيدا أبدا ، وإعرابه لا نافية ، وأكلم فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا ، وزيد مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره ، وأبدا منصوب على الظرفية الزمانية والأبد الزمان المستقبل الذي لا نهاية له (وأمدا) المثال والإعراب بعينه والأمد الزمان المستقبل (وحينا) تقول قرأت حينا ، وإعرابه قرأت فعل وفاعل وحينا منصوب على الظرفية الزمانية وعلامة نصبه فتح آخره ، والحين الزمان المبهم (وما أشبه ذلك) من أسماء الزمان المبهمة ، نحو : وقت وساعة في عرف أهل اللغة والمختصة ، نحو : ضحى وضحوة أي أجيئك ضحى ، فضحى منصوب على الظرفية وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين منع من ظهورها التعذر. واعلم أن ناصب

______________________________________________________

الزمان المتسع. قوله : (اسم لليوم الذي بعد يومك الخ) أي اسم لليوم الذي اتصل به يومك الذي أنت فيه فالأولى التعبير بعقب بدل بعد فتدبر. قوله : (بالتنوين) أي وعدمه فهو كغدوة كما في النّبتيتي. قوله : (ثلث الليل الأول) أي بعد العشاء أو من قبل وقتها ا ه قليوبي. قوله : (ومبنى الأوراد) أي التي تقال في المساء وقوله على ذلك أي على كون أوله الزوال فمن قرأ تبارك مثلا بعد الظهر صدق عليه أنه قرأها في المساء فتأمل. قوله : (والأبد الزمان الخ) أي اسم له وقس. قوله : (والحين الزمان المبهم) أي اسم لوقت غير مقدر فيقع على كل زمان وهذا بحسب أصله وقد يراد به معين نحو قوله : (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ) [الإنسان : ١] فالحين فيه أربعون عاما ا ه قليوبي. قوله : (المبهمة) أي التي ليس لها حد يحصرها. قوله : (نحو وقت الخ) أي ولحظة ودهر. قوله : (المختصة) بالجر عطف على المبهمة أي التي لها حد يحصرها. قوله : (وضحوة) هي أول النهار ويعقبها الضحى كما في القاموس. قوله : (على الألف المحذوفة) لأن أصله ضحى ـ بضم ففتح ـ تحركت الياء وانفتح ما قبلها


هذه الظروف ما يذكر معها من فعل أو شبهه ولم يذكره المصنف قصدا للاختصار ، وما : الواو حرف عطف ما اسم موصول مبني على السكون في محل جر عطف على اليوم ، وأشبه فعل ماض مبني على الفتح ، وذلك ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب مفعول لأشبه ، واللام للبعد والكاف حرف خطاب.

وظرف المكان وهو : اسم المكان المنصوب بتقدير في نحو : أمام وخلف وقدّام ووراء وفوق وتحت وعند ومع وإزاء وحذاء وتلقاء وهنا وثمّ وما أشبه ذلك.

(وظرف المكان وهو اسم المكان المنصوب بتقدير في) إعرابه كما سبق في نظيره بعينه (نحو أمام) بالنصب غير منون محاكاة لوقوعه مضافا مع عامله ، ولو ذكر وإن كان مضافا إليه تقول جلست أمام الشيخ ، وإعرابه جلست فعل وفاعل ، وأمام ظرف مكان منصوب على الظرفية المكانية وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره ، وأمام مضاف ، والشيخ مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره ، والأمام ضد الخلف (وخلف) ، وإعرابه ما تقدم بعينه وخلف ضد قدام (وقدّام) بمعنى الأمام (ووراء) بمعنى الخلف (وفوق وتحت) متقابلان (وعند) بمعنى المكان القريب (ومع) بمعنى مكان

______________________________________________________

قلبت ألفا. فصار ضحا. فحذفت الألف للتخلص من التقاء الساكنين. قوله : (أو شبهه) كاسم الفاعل. نحو : أنا صائم اليوم. واسم المفعول نحو : زيد مضروب سحرا. قوله : (ولم يذكره) أي الناصب. قوله : (وما الواو حرف عطف الخ) الأولى تقديم الإعراب على قوله من أسماء الزمان الخ. ثم يقول : يعني أن أشبه ذلك من أسماء الخ كذلك. قوله : (بالنصب) أي على الحكاية فهو مجرور بكسرة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية. قوله : (وخلف) نحو : جلست خلفك. قوله : (وقدام) نحو : جلست قدام الأمير. قوله : (ووراء) نحو : جلست وراءك. قوله : (وفوق) نحو : جلست فوق المنبر. قوله : (وتحت) نحو : جلست تحت الشجرة. قوله : (متقابلان) لأن فوق اسم للمكان العالي ، وتحت للسافل. قوله : (وعند) ـ مثلث العين ـ نحو : جلست عند زيد. أي قريبا منه. قوله : (ومع) بفتح العين وسكونها نحو : جلست مع زيد أي مصاحبا له وهو معطوف على أمام مجرور بكسرة


الاجتماع والمصاحبة (وإزاء) بمعنى مقابل تقول جلست إزاء زيد ؛ أي مقابله فإزاء منصوب على الظرفية المكانية (وحذاء) بمعنى المكان القريب ، تقول جلست حذاء زيد أي قريبا منه ، فحذاء منصوب على الظرفية المكانية (وتلقاء) بمعنى إزاء وتقدم مثاله ، وإعرابه (وهنا) اسم إشارة للمكان القريب ، تقول جلست هنا فهنا اسم إشارة للمكان القريب مبني على السكون في محل نصب على الظرفية المكانية (وثمّ) بفتح المثلثة اسم إشارة للمكان البعيد ، تقول جلست ثم أي في المكان البعيد فثم اسم إشارة مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية المكانية (وما أشبه ذلك) من أسماء المكان المبهمة نحو : يمين وشمال وبريد وفرسخ وميل ومجلس ومقعد ومرمى ومسعى ومنزل ومسجد بالمعنى الشرعي لا العرفي ، وإعرابه

______________________________________________________

مقدرة منع منها الحكاية والملازمة للفتحة وهذا على لغة الفتح وأما على لغة السكون فهي مبنية عليه في محل جر تأمل. قوله : (وإزاء) بكسر أوله والزاي المعجمة والمد وهو مجرور بفتحة مقدرة على آخره نيابة عن الكسرة لألف التأنيث الممدودة ومحاكاة فتأمل. قوله : (أي مقابله) أي مقابلة وجهه. قوله : (وحذاء) بالذال المعجمة مع كسر أوله المهمل. قوله : (وتلقاء) بكسر المثناة الفوقية وسكون اللام والمد. قوله : (يمين) نحو : جلست يمين زيد أي في المكان الذي على جهة يمينه وهذا مبهم لعدم حده بشيء معين كذراع وكذا يقال في بقية أسماء الجهات كما في التصريح. قوله : (وشمال) نحو : جلست شمال زيد. قوله : (وبريد) نحو : سرت بريدا وهو أربعة فراسخ وإبهامه من جهة عدم تعيين محله وكذا يقال في بقية أسماء المقادير. قوله : (وفرسخ) نحو : سرت فرسخا وهو ثلاثة أميال. قوله : (وميل) نحو : سرت ميلا قيل هو ألفا ذراع وصحح بعض فقهائنا أنه ثلاثة آلاف ذراع وخمسمائة. قوله : (ومجلس) نحو : جلست مجلس زيد أي في مكان جلوسه وهذا أول تعين بالإضافة لكنه غير محدود وكذا يقال في نظائره. قوله : (ومقعد) بفتح الميم نحو : قعدت مقعد زيد. قوله : (ومرمى) نحو : رميت مرمى زيد. قوله : (ومسعى) نحو : سعيت مسعى زيد. قوله : (ومنزل) نحو : نزلت منزل زيد. قوله : (ومسجد) نحو : سجدت مسجد زيد أي في مكان سجوده. قوله : (بالمعنى الشرعي) أي مكان السجود وهو حينئذ مفتوح الجيم. وقول : لا العرفي أي وهو البنيان المعلوم فيكون مكسور الجيم وهو مما شذّ وحديث جعلت لي الأرض مسجدا من هذا على التشبيه ذكره السيد البليدي. قوله :


على وزان ما قبله ، إلا أن مرمى ومسعى منصوبان بفتحة مقدرة على الألف للتعذر يعني أن الظرف المسمى مفعولا فيه ينقسم إلى ظرف زمان وهو الاسم الدال على الزمان سواء المبهم والمختص المنصوب بلفظ عامله الدال على ما وقع فيه على معنى في الظرفية ، نحو : قدمت يوم الجمعة ، فإن لفظ قدمت دال على معنى القدوم الواقع في اليوم فقوله المنصوب خرج به نحو : هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم وإلى ظرف مكان وهو الاسم الدال على المكان المبهم المنصوب بلفظ عامله الدال على ما وقع فيه على معنى في الظرفية نحو : جلست فوق السطح ، فإن لفظ جلست دال على معنى الجلوس الواقع في المكان العالي وقولي على معنى في أولى من قوله بتقدير في ، فإن من ظرف المكان ما لا تقدر معه في كعند.

______________________________________________________

(المنصوب) بالرفع صفة للاسم. قوله : (هذا يوم) مبتدأ وخبر وقوله : صدقهم فاعل ينفع أخر عنه والهاء : مضاف إليه والميم : علامة الجمع. والجملة هي التي في حكم الاسم المفرد في محل جر بإضافة يوم إليها والله أعلم. والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


باب الحال

الحال هو الاسم المنصوب المفسّر لما انبهم من الهيآت نحو : جاء زيد راكبا ولقيت عبد الله راكبا وما أشبه ذلك.

(باب) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا باب وتقدم إعرابه وباب مضاف و (الحال) مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره ، (الحال) مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره ، (هو) ضمير منفصل مبتدأ ثان مبني على الفتح في محل رفع (الاسم) خبر المبتدأ الثاني والثاني وخبره خبر الأول والرابط الضمير المنفصل و (المنصوب) و (المفسّر) صفتان للاسم وصفة المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره ، (لما) اللام حرف جر وما اسم موصول مبني على السكون في محل جر (انبهم) فعل ماض مبني على الفتح وفاعله ضمير مستتر في محل رفع عائد على الاسم الموصول ، والجملة صلته لا محل لها من الإعراب (من الهيآت) جار ومجرور في محل نصب حال من ما (نحو) خبر لمبتدأ محذوف أي وذلك نحو : وتقدم إعرابه (جاء) فعل ماض مبني على الفتح (زيد) فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره ، (راكبا) حال من زيد منصوب وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره ، (وركبت الفرس) فعل وفاعل ومفعول

______________________________________________________

باب الحال

يطلق الحال لغة على الوقت الذي أنت فيه وعلى ما عليه الشخص من خير أو شر ويذكر لفظه وضميره ووصفه ونحوها ويؤنث لكن الأرجح في الأول التذكير بأن يقال حال بلا تاء وفي غيره التأنيث كما في الصبان واصطلاحا ما ذكره المصنف وأصله حول قلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها. قوله : (المفسر) أي المبين. قوله : (لما انبهم) أي خفي واستتر أي لما لم يعلم. قوله : (من الهيآت) أي الصفات اللاحقة للذوات العاقلة وغيرها فالمقصود من الحال تبيين حال صاحبها وقت إيقاع


(مسرجا) حال من الفرس منصوب وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره ، (ولقيت) لقي فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره ، منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض كراهة ، توالى أربع متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة والتاء ضمير المتكلم فاعل مبني على الضم في محل رفع (عبد) مفعول به منصوب وعبد مضاف و (الله) مضاف إليه و (راكبا) حال من الفاعل أو المفعول منصوب وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره ، (وما أشبه ذلك) من أمثلة الحال ، وإعرابه نظير ما تقدم يعني أن الحال الاصطلاحي هو الاسم الصريح أو المؤول به فيشمل الجملة والظرف ، فإن قولك جاء زيد والشمس طالعة في قوة قولك مقارنا لطلوع الشمس ، وإعرابه جاء فعل ماض مبني على الفتح ، وزيد فاعل مرفوع ، والواو للحال ، والشمس طالعة مبتدأ وخبر ، والجملة في محل نصب على الحال ، وقولك جاء زيد عندك في قوة قولك كائنا عندك ، وإعرابه جاء فعل ماض وزيد فاعل مرفوع ، وعند منصوب على الحال الفضلة المنصوب لفظا أو تقديرا أو محلا بالفعل الصريح أو المؤول ، نحو : هذا بعلي شيخا فناصب الحال اسم الإشارة لأنه في معنى أشير ، وإعرابه الهاء للتنبيه ، وذا اسم إشارة مبتدأ مبني على السكون في محل رفع ، وبعلي خبره مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، وبعل مضاف وياء المتكلم مضاف إليه مبني على السكون في محل جر ، وشيخنا حال من بعلي منصوب بالفتحة أو شبهه من اسم

______________________________________________________

الفعل. قوله : (من الفاعل) أي وهو ضمير المتكلم وقوله : أو المفعول أي وهو عبد الله فهي محتملة كما سيأتي فمثال هذا قوله : (وَقاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً) [التّوبة : ٣٦]. قوله : (فيشمل الجملة) أي كالمثال الأول وقوله : والظرف أي كالمثال الثاني. قوله : (الفضلة الخ) مرتبط بقوله السابق هو الاسم الخ. قوله : (أو تقديرا) نحو : تعلم زيد العلم فتى. قوله : (أو محلا) أي إن كان من المبنيات نحو : كيف جاء زيد. قوله : (بالفعل) متعلق بالمنصوب. قوله : (هذا الخ) مثال للمؤول. قوله : (بعلي) أي زوجي. قوله : (شيخا) أي كبيرا في السن. قوله : (لأنه في معنى أشير) والتقدير أشير إلى كون بعلي لا يلد حال كونه شيخا أي عجوزا. قوله : (أو شبهه) بالجر عطف على قوله بالفعل والضمير للفعل أي أو ما كان مشابها له في العمل وقوله : من اسم


الفاعل ، نحو : أنا راكب الفرس مسرجا فأنا مبتدأ مبني على السكون في محل رفع وراكب خبر مرفوع والفرس مفعول به منصوب ومسرجا حال منه منصوب فناصب الحال راكب وهو اسم فاعل واسم المفعول نحو : الفرس مركوب مسرجا فالفرس مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره ، ومركوب خبره مرفوع ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو ، ومسرجا حال منه فناصب الحال مركوب وهو اسم مفعول ، والمصدر نحو : أعجبني ضربك زيدا مكتوفا ، فأعجب فعل ماض مبني على الفتح والنون للوقاية والياء مفعول به في محل نصب وضرب فاعل مرفوع وضرب مضاف والكاف مضاف إليه في محل جر ، وزيد مفعول به منصوب ومكتوفا حال منه فناصب الحال المصدر وهو الضرب واسم المصدر ، نحو : أعجبني وضوؤك جالسا فأعجب فعل ماض والنون للوقاية والياء مفعول به في محل نصب ووضوء فاعل مرفوع ، ووضوء مضاف والكاف مضاف إليه في محل جر وجالسا حال منه لوجود شرطه فناصب الحال الوضوء وهو اسم مصدر وأفعل التفضيل نحو : زيد منفردا أنفع من عمرو معانا فزيد مبتدأ مرفوع بالابتداء ومفردا حال من فاعل أنفع وأنفع خبر مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا ومن عمرو جار ومجرور متعلق بأنفع ومعانا حال من عمرو فناصب الحال في الأول والثاني أنفع ، وهو أفعل تفضيل والظرف ، نحو : زيد عندك جالسا ، فزيد مبتدأ مرفوع ، وعندك خبره

______________________________________________________

الفاعل هو وما عطف عليه بيان للشبه واسم الفاعل هو ما اشتق من مصدر للدلالة على من قام به الفعل من غير إثبات. قوله : (وراكب خبر) وفاعله مستتر تقديره أنا. قوله : (واسم المفعول) هو ما اشتق من مصدر للدلالة على الذي وقع عليه الفعل. قوله : (والمصدر) عطف على اسم الفاعل كقوله : بعد واسم المصدر وأفعل التفضيل والظرف والصفة المشبهة. قوله : (حال منه) أي من المضاف إليه وهو الكاف. قوله : (لوجود شرطه) أي وهو كون المضاف مما يصح عمله في الحال وهو وضوء لأنه اسم مصدر كما علمت. قوله : (وأفعل التفضيل) أي اللفظ الذي على وزن أفعل الدال على الزيادة على الأصل فأصل النفع في المثال موجود في زيد وعمرو لكن زاد زيد على عمرو فيه. قوله : (وعندك خبره) هذا بحسب الظاهر على القول بأن الخبر


وجالسا حال من فاعل الظرف منصوب به ، والصفة المشبهة نحو : زيد حسن الوجه صحيحا ، فزيد مبتدأ مرفوع وحسن خبره والوجه منصوب على التشبيه بالمفعول به وصحيحا حال منه ، فناصب الحال حسن وهو صفة مشبهة المبين لما خفي أمره من الصفات محسوسة أم لا فشمل هو الحق مصدقا ومات زيد مسلما ، وقوله الفضلة مخرج للاسم المنصوب العمدة كاسم أن وأخواتها وخبر كان وأخواتها فالمراد بالفضلة ما وقع بعد استيفاء الفعل فاعله والمبتدأ خبره ، وإن توقف المعنى المقصود عليه كما تأتي الإشارة إلى ذلك ، وقوله لما انبهم غير معهود في اللغة وقوله من الهيآت خرج به التمييز فإنه مبين لما انبهم من الذوات والنسب وكرر المثال إشارة إلى أن الحال يأتي من الفاعل نصا كالمثال الأول أو من المفعول كذلك كالثاني أو منهما احتمالا كالثالث ويأتي من المجرور بالحرف. نحو :

______________________________________________________

المتعلق وإلا فلفظ عند منصوب بالفتحة الظاهرة مضاف للكاف متعلق بمحذوف هو الخبر. قوله : (حال من فاعل الظرف) أي وهو الضمير المستتر الراجع لزيد وفي الحقيقة هو فاعل الفعل الذي يتعلق به الظرف فالكلام على حذف مضاف هو عامل وهذا مبني على القول بأن الضمير لم ينتقل حال حذف العامل للظرف أما على مقابله فلا حذف. قوله : (منصوب به) في الحقيقة بمتعلقه. قوله : (والصفة المشبهة) أي باسم الفاعل المتعدي لواحد ووجه الشبه أنها صفة قائمة بالفاعل وتثنى وتجمع وتذكر وتؤنث ولم تكن إياه لكونه دالا على التجدد وهي دالة على الدوام والثبات فلها جهة موافقة له وجهة مخالفة كما هو معلوم لمن له أدنى إلمام بالفن. قوله : (حسن) بالتنوين. قوله : (منصوب على التشبيه بالمفعول به) إنما كان شبيها به لأن الفعل وهو أحسن قاصر فكذا ما تفرع منه وهو الصفة المشبهة. قوله : (مبين الخ) من تتمة التعريف وفي بعض النسخ المبين وهو أولى. قوله : (محسوسة) بالنصب على أنه خبر لكان المحذوفة مع اسمها أي تحس بإحدى الحواس كالبصر. قوله : (فشمل الخ) مفرع على قوله أولا. قوله : (وقوله الفضلة) لو قال : وقولي في شرح كلامه الفضلة الخ لكان أولى. قوله : (كما تأتي الإشارة إلى ذلك) أي في شرح قوله وأن يكون بعد تمام الكلام والمراد بالإشارة التصريح. قوله : (غير معهود الخ) أي والمعهود «استبهم» فالصواب التعبير به. قوله : (كالمثال الأول) أي في المصنف وهو جاء زيد


مررت بهند جالسة فجالسة حال من هند المجرور بالباء ومن المجرور بالمضاف بشرطه نحو : (أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً) [الحجرات : ١٢] فالهمزة للاستفهام الإنكاري ويحب فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره ، وأحد فاعل مرفوع وأحد مضاف والكاف مضاف إليه في محل جر والميم علامة الجمع وأن حرف مصدري ونصب ويأكل فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو ولحم مفعوله منصوب ولحم مضاف وأخي مضاف إليه وأخي مضاف والهاء مضاف إليه مبني على الكسر في محل جر ميتا حال من الأخ المضاف إليه المجرور بلحم المضاف ونحو (أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً) [النّحل : ١٢٣] أن مفسرة واتبع فعل أمر وفاعله مستتر فيه جوبا وتقديره أنت في محل رفع وملة مفعول به وهو مضاف وإبراهيم مضاف إليه وحنيفا حال ونحو (إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً) [يونس : ٤] فإليه جار ومجرور خبر مقدم ومرجع مبتدأ مؤخر مرفوع ومرجع مضاف والكاف مضاف إليه مبني على الضم في محل جر وجميعا حال منه ويأتي من الخبر نحو : هو الحق مصدقا فهو مبتدأ والحق خبره ومصدقا حال منه ولا يجيء الحال من المبتدأ.

______________________________________________________

راكبا. قوله : (بشرطه) أي وهو كون المضاف بعض المضاف إليه كما في أيحب أحدكم الخ. أو مثل جزء المضاف إليه في صحة الاستغناء عنه بالمضاف إليه كما في أن اتبع الخ أو ما يصلح عمله في الحال كالمصدر الميمي في إليه مرجعكم جميعا. قوله : (للاستفهام الإنكاري) فهي بمعنى النفي. قوله : (ملة) أي دين. قوله : (حنيفا) أي مائلا عن الأديان كلها إلى دين الحق. قوله : (مفسرة) فهي بمنزلة أي وقوله واسمها ضمير الشأن الخ الصواب حذفه كما في بعض النسخ لأن ذلك في المخففة من الثقيلة وهي لا تقع قبل فعل الأمر كما في المغني فقوله بعد والجملة الخ الصواب حذفه أيضا كما في بعضها لما علمت وقوله : المفسرة الخ صفة لقوله والجملة الخ فتأمل. قوله : (إليه مرجعكم جميعا) أي رجوعكم والقياس فتح الجيم إذ المصدر الميمي قياس عينه الفتح انتهى إسقاطي. قوله : (ومن الخبر) عطف على قوله من المجرور. قوله : (ولا يجيء الحال من المبتدأ) لأن الصحيح أن العامل في المبتدأ الابتداء والعامل في الحال هو العامل في صاحبها والابتداء عامل ضعيف فلا يعمل


ولا يكون الحال إلّا نكرة ، ولا يكون إلّا بعد تمام الكلام ، ولا يكون صاحبها إلّا معرفة.

(ولا يكون الحال إلّا نكرة) الواو للاستئناف لا نافية يكون فعل مضارع متصرف من كان الناقصة يرفع الاسم وينصب الخبر الحال اسمها مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره ، إلا أداة استثناء ملغاة لا عمل لها ونكرة خبر يكون منصوب وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره ، (ولا) حرف نفي (يكون) فعل مضارع منصوب من كان الناقصة واسمه مستتر فيه تقديره هو يعود على الحال (إلّا) حرف إيجاب أي إثبات بعد النفي (بعد) ظرف متعلق بمحذوف خبر يكون وبعد مضاف و (تمام) مضاف إليه وتمام مضاف و (الكلام) مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره ، (ولا يكون صاحبها إلّا معرفة) ، وإعرابه كما تقدم يعني أن الأصل في الحال أن تكون نكرة دفعا لتوهم أنها نعت عند نصب صاحبها أو خفاء إعرابها وقد تكون بلفظ المعرفة فتؤول بنكرة نحو : ادخلوا الأول فالأول أي مرتبين وأرسلها العراك أي معتركة وجاء زيد وحده أي منفردا وجاؤوا الجم الغفير أي جميعا ولا تكون إلا بعد تمام الكلام لأنها فضلة بعد استيفاء المبتدأ خبره والفعل فاعله ، وإن توقف حصول

______________________________________________________

في شيئين وقال سيبويه يجيء منه وفي مجيئها من اسم كان نحو : «كان زيد قائما باكيا» خلاف. قوله : (ولا يكون الحال إلا نكرة) لأن المقصود بيان الهيئة وهو حاصل بها فلا حاجة للتعريف لأنه قدر زائد. قوله : (عند نصب صاحبها) فلو قيل رأيت زيدا الراكب لتوهم أن الراكب نعت وقوله : أو خفاء الخ. فلو قيل : جاء زيد الفتى لحصل التوهم المذكور. قوله : (الأول) حال وما بعده عطف عليه. قوله : (وأرسلها) أي الإبل إلى الماء. وقوله : العراك حال وهذا بعض بيت وجملته كما في الصحيح :

فأرسلها العراك ولم يذدها

ولم يشفق على نغص الدجال

ومعنى لم يذدها لم يمنعها عن ذلك والنغص التكدر ويترتب عليها هنا عدم تمام الشرب والدجال : الازدحام. قوله : (أي معتركة) أي مزدحمة والأولى معاركة لأنه اسم فاعل العراك كما قاله ابن الخباز انتهى صبان. قوله : (وجاؤوا الخ) الواو : حرف عطف وجاء : فعل ماض والواو : فاعل والجم : حال والغفير : صفته والجم


الفائدة عليها نحو : قوله تعالى : (وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ) (١٦) [الأنبياء : ١٦] فما نافية وخلق فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره ، منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض ونا فاعل مبني على السكون في محل رفع والسموات مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم والأرض معطوف على السموات والمعطوف على المنصوب منصوب وما الواو حرف عطف ما اسم موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل نصب عطف على السموات المنصوب وبين ظرف مكان منصوب على الظرفية المكانية متعلق بمحذوف صلة الموصول لا محل لها من الإعراب وبين مضاف والهاء مضاف إليه مبني على الضم في محل جر والميم حرف عماد والألف حرف دال على التثنية ولاعبين حال من فاعل خلق منصوب وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه جمع مذكر سالم وقول الشاعر :

إنما الميت من يعيش كئيبا

كاسفا باله قليل الرجاء

إنما أداة حصر ملغاة لا عمل لها الميت مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره ، ومن اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر ، ويعيش فعل مضارع مرفوع وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على الاسم الموصول ، والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب ، كئيبا حال من فاعل يعيش منصوب ، وكاسفا حال ثانية وباله فاعل بكاسفا وبال مضاف والهاء

______________________________________________________

معناه الجماعة وهو من الجموم بمعنى الكثرة والغفير : من الغفر بمعنى الستر أي : جاء الجماعة الساترون لكثرتهم وجه الأرض والتذكير في الغفير باعتبار الجمع انتهى صبان. قوله : (وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ) (١٦) [الأنبياء : ١٦] أي لم نخلق ما ذكر عبثا بل لحكمة نعلمها كالاستدلال على قدرتنا ووحدانيتنا. قوله : (الشاعر) أي عدي الغساني. قوله : (إنما الميت الخ) ففي البيت لا يصح الاستغناء عن الحال بما قبلها أعني إنما الميت من يعيش وقبل هذا البيت :

ليس من مات فاستراح بميت

إنما الميت ميت الأحياء

والبيتان من الخفيف ولفظ ميت في الجميع مخفف ما عدا ميت الأحياء وهما لغتان كما في حواشي القطر لبعضهم فافهم. قوله : (كئيبا) أي حزينا. قوله : (كاسفا باله) أي سيئا حاله. قوله : (قليل الرجاء) أي غير واسع الحال لعدم أخذه في الأسباب كذا قيل : ولا يظهر إلا على رواية الرخاء بالخاء المعجمة وهي غير مشهورة


مضاف إليه مبني على الضم في محل جر ، وقليل حال ثالثة وقليل مضاف والرجاء مضاف إليه مجرور وقد يجب تقديم الحال إذا كان لها صدر الكلام نحو : كيف جاء زيد فكيف اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب على الحال من زيد مقدمة عليه ، وجاء فعل ماض زيد فاعل وأن يكون صاحبها المتصف بها في المعنى معرفة نحو : جاء زيد راكبا حال نكرة واقعة بعد تمام الكلام وصاحبها زيد وهو معرفة بالعلمية ، وقد يكون صاحبها نكرة سماعا نحو : وصلى وراءه رجال قياما ؛ فصلى فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره ، منع من ظهوره التعذر وراء ظرف مكان منصوب على الظرفية المكانية وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره ، ووراء مضاف والهاء مضاف إليه مبني على الضم في محل جر ورجال فاعل وقياما حال منه أو قياسا لوجود المسوغ من تقدم الحال على النكرة نحو :

لمية موحشا طلل

فلمية اللام حرف جر ومية مجرور باللام وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف والمانع له من الصرف العلمية والتأنيث والجار والمجرور خبر مقدم وطلل مبتدأ مؤخر وموحشا حال منه أو تخصيص النكرة بالوصف نحو قول الشاعر :

______________________________________________________

فالظاهر أن الرجاء معناه الأمل. فالمعنى قليل الأمل. قوله : (إذا كان لها صدر الكلام) أي لكونها اسم استفهام كما في مثاله. قوله : (كيف) أي في أي حال لا على أي حال لأن الحال على معنى في. قوله : (سماعا) أي من العرب فيحفظ ولا يقاس عليه. قوله : (وراءه) أي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قوله : (أو قياسا) عطف على سماعا. قوله : (من تقدم الخ) بيان للمسوغ وهو بمعنى المجوز. قوله : (لمية الخ) تمامه :

يلوح كأنه خلل

وهذا البيت لكثير عزّة. ومية : علم امرأة. والموحش : القفر الذي لا أنيس له. والطلل : بفتح الطاء المهملة هو ما شخص وارتفع من آثار الديار ويلوح معناه يلمع وخلل بكسر الخاء المعجمة جمع خلة بكسرها أيضا وهي بطانة يغشى بها أجفان السيوف منقوشة بالذهب. ويلوح : فعل مضارع وفاعله ضمير طلل. وخلل : خبر كان والهاء اسمها والمعنى : لهذه المرأة شيء مرتفع من آثار دارها التي لا أنيس لها يلمع كأنه بطانة غشي بها أجفان سيوف والله أعلم. قوله : (حال منه) أي من طلل أي وهو نكرة مقدمة عليها الأولى جعله حالا من الضمير في الخبر أي طلل مستقر لمية موحشا ليكون جاريا على مذهب الجمهور من عدم مجيء الحال من المبتدأ. قوله : (أو تخصيص الخ) عطف


نجيت يا رب نوحا واستجبت له

في فلك ماخر في اليم مشحونا

وعاش يدعو بآيات مبينة

في قومه ألف عام غير خمسينا

فمشحونا حال من فلك المخصص بالوصف بعده أو بالإضافة نحو قوله تعالى : (فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ) [فصّلت : ١٠] فسواء حال من أربعة المخصص بإضافته إلى أيام

______________________________________________________

على ما تقدم. قوله : (نجيت الخ) معناه نجيت يا رب نوحا من الغرق في الطوفان واستجبت له دعاءه على قومه بقوله : (رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ) [نوح : ٢٦] الآية في سفينة شاقة للبحر بسيرها مع صوت مملوءة بما أمرته بحمله فيها وعاش في قومه ألف عام إلا خمسين يدعوهم للإيمان بآيات وعلامات مظهرة لصدقه وصحة دعواه وعلى قراءة مبينة بفتح الياء فالمعنى مكشوفة موضحة والسفينة كانت من خشب الساج وركوبه عليها كان لعشر ليال مضت من رجب وخروجه منها كان يوم عاشوراء من المحرم واستقرارها كان على الجودي من الموصل كما هو معلوم لمن له إلمام ومعرفة بالتفسير وإعرابه : نجيت : فعل وفاعل. يا رب : حرف نداء. ورب : منادى منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة للتخفيف وهي مضاف إليها ونوحا : مفعول به لنجيت والمتعلق محذوف أي من الغرق في الطوفان واستجبت. الواو : للعطف وما بعدها فعل وفاعل وله متعلق به والمفعول محذوف أي استجبت له دعاءه على قومه وفي فلك : بضمتين للضرورة متعلق بنجيت وإنما كانت الحركة الثانية ضمة للاتباع أو بمحذوف حال من نوحا والفلك مما جاء للمفرد الجمع وتقدم أن حركات الجمع غير حركة المفرد وماخر صفة لفلك وفي اليم متعلق به ومشحونا حال من فلك وعاش : الواو للعطف وعاش : فعل ماض ، وفاعله مستتر جوازا تقديره هو يعود على نوح ، ويدعو : فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الواو منع من ظهورها الثقل ، وفاعله ضمير نوح. والجملة في محل نصب حال من فاعل عاش ، ومفعول محذوف مع متعلقه أي قوما للإيمان وبآيات متعلق بيدعو ومبينة صفة لآيات وفي قومه متعلق بعاش والهاء : مضاف إليه ، وألف مفعول عاش ، وعام مضاف إليه ، وغير منصوب على الحالية وخمسين مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم وألفه للإطلاق والله أعلم. قوله : (فمشحونا الخ) ويحتمل أنه حال من ضمير ماخر فلا شاهد فيه حينئذ ، قوله : (بالوصف بعده) أي وهو ماخر. قوله : (أو بالإضافة) معطوف على قوله بالوصف. قوله : (في أربعة أيام) متعلق بقوله : جعل أي خلق الله الأرض الرواسي أي الجبال


أو وقوعها بعد نفي أو شبهه من النهي والاستفهام مثال النفي قوله :

ما حم من موت حمى واقيا

ولا ترى من أحد باقيا

فواقيا حال من حمى المسبوق بالنفي وباقيا حال من أحد كذلك ومثال النهي :

لا يبغ امرؤ على امرىء مستسهلا

فمستسهلا حال من امرىء الأول المسبوق بالنهي وكذلك الأصل في الحال أن تكون مشتقة كراكبا مشتق من الركوب وقد تكون جامدة فتؤول به نحو قوله

______________________________________________________

الثوابت وأكثر المياه والزروع ونحوها وقدر فيها أقوات الناس والبهائم في تمام أربعة أيام وقوله : سواء أي لا تزيد ساعة ولا تنقص. وقوله : السائلين متعلق بمحذوف أي هذا جواب للسائلين أي عن مدة خلق الله الأرض بما فيها والله أعلم. قوله : (أو وقوعها الخ) عطف على تقدم الحال. قوله : (من النهي الخ) بيان للشبه. قوله : (والاستفهام) لم يمثل له الشارح ومثاله قول الشاعر

يا صاح هل حم عيش باقيا فترى

لنفسك العذر في إبعادها الأملا

وحم : بمعنى قدر ، وباقيا : حال من عيش بمعنى حياة ، والمسوغ تقدم الاستفهام وهو إنكار وقوله : فترى منصوب بأن مضمرة بعد فاء السببية ولنفسك متعلق بمحذوف مفعول ثان لترى مقدم ، والعذر مفعول الأول والأبعاد مصدر بعد ، والأملا مفعول والألف للإطلاق ، والمعنى : يا صاحبي إذا علمت عدم بقاء العيش فلا تبعد الأمل. قوله : (ما حم الخ) معناه : لم يجعل الله موضع حماية يحفظ الإنسان من الموت ، ولم نعلم أحدا باقيا على وجه الأرض ، لأن كل من عليها فان وإعرابه : ما : نافية ، وحم : فعل ماض مبني للمجهول ، وأصله حمم حذفت حركة الميم الأولى فسكنت وأدغمت فيما بعدها ، ومن موت متعلق بواقيا ، وحمى نائب فاعل حم مرفوع بضمة مقدرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين إذ أصله حمى تحركت الياء وانفتح ما قبلها الخ. وواقيا ـ بمعنى من حمى ولا الواو للعطف ولا نافية ، وترى : فعل مضارع وفاعله مستتر وجوبا تقديره أنت ومن زائدة ، وأحد مفعوله الأول منع من ظهور الفتحة حرف الجر الزائد ، وباقيا : مفعوله الثاني هذا إذا كانت ترى علمية ، وإلا فباقيا حال من أحد ففيه الشاهد أيضا ، كما في الشارح. قوله : (من حمى) وهو نكرة. قوله : (بالنفي) أي وهو ما. قوله : (كذلك) أي لأنه مثل حم في السبق بالنفي.


تعالى : (فَانْفِرُوا ثُباتٍ) [النّساء : ٧١] أي متفرقين الفاء بحسب ما قبلها ، وانفروا فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل ، وثبات حال من الواو وأن تكون منتقلة وقد تكون لازمة كما في قوله تعالى : (وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً) [البقرة : ٩١] فمصدقا ملازم للحق وقوله : خلق الله الزرافة يديها أطول من رجليها فيديها بدل من الزرافة بدل بعض من كل وبدل المنصوب منصوب وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه مثنى وأطول حال من يدي الزرافة والطول لازم لهما.

______________________________________________________

قوله : (لا يبغ) لا : ناهية ، ويبغ مجزوم بها وعلامة جزمه حذف الياء ، وامرؤ فاعله. قوله : (على امرىء) متعلق بيبغ والبغي تعدي الحدود الشرعية. قوله : (مستسهلا) أي مستخفا ومستحقرا بالمبغى عليه. قوله : (وأن تكون منتقلة) أي مفارقة غير لازمة عطف على قوله أن تكون مشتقة. قوله : (الزرافة) بفتح الزاي وضمها قيل : وهي مسماة باسم الجماعة لأنها في صورة جماعة من الحيوان ويقال : للجماعة من الناس الزرافة فرأسها كرأس الإبل وقرنها كقرن البقر وجلدها كجلد النمر وقوائمها وأظلافها كالبقر وذنبها كذنب الظبي ليس لها ركب في رجليها بل في يديها فقط وإنما جعل الله يديها أطول لتتمكن حال رعيتها من الشجر وقيل : سميت بذلك لطول عنقها زيادة على المعتاد من زرف في الكلام زاد وجمعها زرافى انتهى من حاشية السجاعي على ابن عقيل بتصرف. قوله : (من رجليها) من حرف جر ورجلي مجرور بمن وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة والهاء : مضاف إليه. قوله : (لازم لهما) أي لليدين والله أعلم والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


باب التمييز

التّمييز هو الاسم المنصوب ، المفسّر لما انبهم من الذّوات نحو قولك : تصبّب زيد عرقا ، وتفقّأ بكر شحما ، وطاب محمّد نفسا واشتريت عشرين غلاما ، وملكت تسعين نعجة ، وزيد أكرم منك أبا وأجمل منك وجها ،

(باب) تقدم إعرابه وباب مضاف و (التّمييز) مضاف إليه مجرور (التّمييز) مبتدأ أول (هو) ضمير منفصل مبتدأ ثان مبني على الفتح في محل رفع (الاسم) خبر المبتدأ الثاني والمبتدأ الثاني وخبره في محل رفع المبتدأ الأول و (المنصوب المفسّر) صفتان للاسم (لما) اللام حرف جر ما اسم موصول مبني على السكون في محل جر (انبهم) فعل ماض وفاعله مستتر في محل رفع عائد على ما والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب (من الذّوات) جار ومجرور في محل نصب حال من ما يعني أن التمييز هو الاسم الصريح المنصوب بفعل أو وصف أو عدد أو مقدار كما يأتي المبين لما خفي من الذوات أو النسب وقد أشار للثاني بقوله : (نحو قولك) فيه ما تقدم (تصبب) فعل ماض مبني على الفتح (زيد) فاعل مرفوع (عرقا) تمييز منصوب (وتفقّأ بكر) فعل وفاعل (شحما) تمييز منصوب (وطاب محمّد) فعل وفاعل و (نفسا) تمييز منصوب فعرقا وشحما ونفسا تمييز لإبهام نسبة التصبب إلى زيد ونسبة التفقؤ إلى بكر ونسبة الطيب إلى محمد فحول الإسناد عن الفاعل والتقدير تصبب عرق زيد وتفقأ شحم بكر وطابت نفس محمد

______________________________________________________

باب التمييز

هو لغة فصل الشيء عن غيره. قال تعالى : (وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ) (٥٩) [يس : ٥٩]. أي انفصلوا من المؤمنين ويقال له : مميز وتبيين ومبين وتفسير ومفسر. واصطلاحا : ما ذكره المصنف. قوله : (انبهم) صوابه : استبهم كما تقدم. قوله : (أو النسب) وإنما لم يذكره المصنف استغناء عنه بأمثلته ففيه اكتفاء. قوله : (تصبب) أي تحدر. قوله : (تفقأ) أي تشقق. قوله : (وطاب) أي انبسط وانشرح. قوله : (تمييز) أي


فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه فارتفع ارتفاعه وحول الإسناد من الأول إلى الثاني فحصل إبهام في النسبة ، فإن في إسناد الطيب إجمالا لاحتمال أن يكون من جهة الأصل أو العلم أو النفس فلما ذكر التمييز ارتفع الإجمال والإبهام والحكمة في ذلك أن التفصيل بعد الإجمال أوقع في النفس وناصب التمييز في هذه الأمثلة الثلاثة الفعل وأشار إلى الأول بقوله : (واشتريت) فعل وفاعل (عشرين) مفعول به منصوب بالياء نيابة عن الفتحة لأنه ملحق بجمع المذكر السالم و (غلاما) تمييز منصوب (وملكت) فعل وفاعل و (تسعين) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم و (نعجة) تمييز منصوب فغلاما ونعجة تمييز منصوب مبين لإبهام ذات عشرين وتسعين لأن أسماء العدد مبهمة لصلاحيتها لكل معدود وناصب التمييز في هذين المثالين العدد لشبهه بضاربين زيدا في طلبه ما بعده ، وإن كان جامدا ومنه تمييز المقادير كرطل زيتا وقفير بر أو شبر أرضا فناصب التمييز فيه المقدار ومن تمييز النسبة ما هو محول عن المفعول نحو قوله تعالى : (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً) [القمر : ١٢] فجر فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره ، منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض لدفع التباس الفاعل بالمفعول ، ونا ضمير المتكلم مبني على السكون في محل رفع فاعل ، والأرض مفعول به منصوب بالفتحة ، وعيونا تمييز منصوب محول عن المفعول المضاف مبين لإبهام نسبة التفجير والأصل فجرنا عيون الأرض فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه فانتصب انتصابه فحصل إبهام في النسبة فجيء بالمحذوف

______________________________________________________

تبيين وقوله : لإبهام أي خفاء. قوله : (فحذف المضاف) أي عرق وشحم ونفس. قوله : (في النسبة) أي إلى المسند إليه. قوله : (أوقع في النفس) أي أشد وقوعا وتمكنا وثباتا فيها لأن الله جبل النفوس على التشوف إلى ظهور ما خفي عليها. قوله : (الأول) أي تمييز الذوات. قوله : (غلاما تمييز) أي تفسير للخفاء الحاصل في العشرين. قوله : (ومنه) أي من تمييز الذوات. قوله : (المقادير) هو ما يعرف به كمية الشيء كالوزن. قوله : (كرطل الخ) أي كقولك عندي رطل زيت وقس. قوله : (وقفيز) هو ثمانية مكاكيك والمكوك مكيال يسع صاعا ومن الأرض مائة وأربعون ذراعا وليس مرادا هنا وجمعه أقفزة وقفزان ا ه صبان. قوله : (فيه) أي فيما ذكر وقوله : المقدار أي الرطل والقفيز والشبر. قوله : (في النسبة) أي نسبة التفجير. قوله : (بالمحذوف)


وجعل تمييزا ومن المبتدأ نحو : أنا أكثر منك مالا فأنا مبتدأ مبني على السكون في محل رفع وأكثر خبر ومنك جار ومجرور متعلق بأفعل التفصيل ومالا تمييز منصوب محول عن المبتدأ مبين لإبهام نسبة الأكثرية والأصل مالي أكثر من مالك فحذف المبتدأ المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه وانفصل فحصل إبهام في النسبة فأتي بالمحذوف وجعل تمييزا (و) كذا (زيد) مبتدأ مرفوع بالابتداء و (أكرم) خبر و (منك) جار ومجرور متعلق بأكرم و (أبا) تمييز منصوب محول عن المبتدأ مبين لإبهام نسبة الأكرمية والأصل أبو زيد أكرم منك فعمل فيه ما تقدم (وأجمل) معطوف على أكرم والمعطوف على المرفوع مرفوع (منك) متعلق بأجمل و (وجها) تمييز منصوب محول عن المبتدأ مبين لإبهام نسبة الأجملية والأصل وجهه أجمل منك ففعل فيه ما تقدم وناصب التمييز في هذه الأمثلة الثلاثة الوصف أو غير محول عن شيء نحو : «لله دره فارسا» فلله جار ومجرور خبر مقدم ودر مبتدأ مؤخر وفارسا تمييز غير محول مبين لإبهام نسبة التعجب والجملة خبر في معنى الإنشاء ومثله امتلأ الإناء ماء فماء تمييز منصوب غير محول مبين لإبهام نسبة الامتلاء وما ذكره المصنف هنا ليس من تمييز الذوات بل من تمييز النسبة كما عرف فلو ذكر النظير مع نظيره لكان أولى.

ولا يكون إلّا نكرة ، ولا يكون إلا بعد تمام الكلام.

(ولا) نافية (يكون) فعل مضارع متصرف من كان الناقصة يرفع الاسم وينصب

______________________________________________________

أي عيون. قوله : (وعن المبتدأ) عطف على قوله عن المفعول. قوله : (ففعل فيه ما تقدم) أي من حذف المضاف الخ. قوله : (الثلاثة) أي بضم الآية لما في المصنف. قوله : (الوصف) أي أكثر وأكرم وأجمل. قوله : (لله دره فارسا) يقال : در اللبن يدر درا ودرورا أكثر ويسمى اللبن نفسه درا والأقرب أي المراد هنا اللبن الذي ارتضعه من ثدي أمه وأضيف إلى الله تعالى تشريفا.

يعني أن اللبن الذي تغذى به مما يليق أن يضاف وينسب إلى الله لشرفه وعظمه حيث كان غذاء لهذا الرجل الكامل الفروسية والمقصود التعجب كأنه قيل : ما أفرس هذا الرجل ا ه صبان. قوله : (والجملة) أي جملة لله دره فارسا. قوله : (في معنى الإنشاء) لأن معناه ما أفرس هذا الرجل. قوله : (ومثله) أي مثل لله دره فارسا في عدم التحول عن شيء. قوله : (مع نظيره) أي وهو تصبب زيد عرقا وما بعده من المثالين.


الخبر واسمه ضمير مستتر في محل رفع يعود على التمييز (إلّا) أداة استثناء ملغاة لا عمل لها و (نكرة) خبر منصوب يعني أن التمييز كالحال لا يكون إلا نكرة ولا حجة في قوله وطبت النفس لاحتمال زيادة ال لكن يخالفها في أن الأصل فيه أن يكون جامدا وقد يكون مشتقا نحو : لله دره فارسا وأنه لا يكون جملة ولا شبهها ولا يتقدم على عامله إلا إذا كان متصرفا نحو :

وما ارعويت وشيبا رأسي اشتعلا

فشيبا تمييز مقدم على عامله لتصرفه ومنه قوله :

______________________________________________________

أتهجر ليلى بالفراق حبيبها

وما كان نفسا بالفراق تطيب

قوله : (نحو الله الخ) أي فإن فارسا مشتق من الفروسية. قوله : (ولا يتقدم الخ) الصواب أن يقول ولا يتقدم على عامله إذا كان متصرفا على الصحيح وأما قوله : وما ارعويت الخ وقوله : أتهجر ليلى الخ فالتقديم فيهما للضرورة كما في المغني وغيره. قوله : (وما ارعويت الخ) صدره :

ضيعت حزمي في إبعادي الأملا

وإعرابه : ضيعت فعل وفاعل وحزمي أي إتقاني للرأي وحسن التدبير مفعوله والياء مضاف إليه من إضافة المصدر لفاعله وفي إبعادي : متعلق بضيعت والياء مضاف إليه والأملا : مفعوله وألفه للإطلاق وما الواو : للعطف على ضيعت وما : نافية وارعويت : أي رجعت فعل وفاعل وشيبا : الواو : للحال من فاعل ارعويت وشيبا : تمييز مقدم على عامله المتصرف وهو اشتعل مبين لإجمال نسبة الاشتعال لضمير الرأس ورأسي مبتدأ ومضاف إليه وجملة اشتعلا أي انتشر من الفعل والفاعل العائد على الرأس في محل رفع خبر المبتدأ وألفه للإطلاق ومعناه : ضيعت إتقاني للرأي وحسن التدبير بسبب أني أملت آمالا بعيدة ولم أرجع عن ذلك والحال أن الشيب قد انتشر في رأسي والله أعلم. قوله : (ومنه) أي من التقديم على العامل لتصرفه. قوله : (أتهجر الخ) إعرابه : الهمزة للاستفهام الإنكاري وتهجر : فعل مضارع وليلى : ويروى سلمى فاعل وهو اسم امرأة وبالفراق متعلق بتهجر وحبيبها مفعول ومضاف إليه ، وما : الواو للحال من سلمى وما : نافية وكان : فعل ماض وهو زائد ونفسا : تمييز مبين لإجمال نسبة الطيب لضمير ليلى وبالفراق متعلق بتطيب وتطيب : فعل مضارع وفاعله ضمير النفس ومعناه لا ينبغي لليلى أن تقطع عن محبها بالتباعد عنه والحال أن نفسها لا تنبسط بذلك ولا تنشرح فتأمل.


فنفسا تمييز مقدم وأنه لا يكون مؤكدا ويؤول قوله :

ولقد علمت بأن دين محمد

من خير أديان البرية دينا

ولا يتقدم على مميز كما أشار إلى ذلك بقوله (ولا يكون إلا بعد تمام الكلام) ، وإعرابه نظير ما تقدم في الحال.

______________________________________________________

قوله : (وأنه لا يكون مؤكدا) أي لعامله عطف على قوله أن يكون جامدا وهذا مذهب سيبويه ويؤول ما ورد كقوله تعالى : (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً) [التّوبة : ٣٦]. فشهرا عنده مبين لعامله وهو اثنا عشر بقطع النظر عما أخبر عنه بهذا العامل إن كان مؤكدا لما فهم من أن عدة الشهور. قوله : (ويؤول قوله) أي قول أبي طالب عم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم واسمه عبد مناف وهو ابن عبد المطلب أي بأن يحمل على أنه مفعول لمحذوف أي فينبغي اتخاذه دينا أو حال مؤكدة مثلا. قوله : (ولقد علمت الخ) الواو بحسب ما قبلها واللام : للقسم وقد : حرف تحقيق وعلمت : فعل وفاعل وأن حرف توكيد ونصب ودين اسمها ومحمد : مضاف إليه ومن خبر متعلق بمحذوف خبر أن وأديان : مضاف إليه والبرية بمعنى الخلق مضاف إليه أيضا ودينا تمييز مؤكد وهو محل الشاهد فيؤول بما سبق على ما مشى عليه الشارح وأن وما دخلت عليه سد مسد مفعولي علمت والله أعلم. والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


باب الاستثناء

وحروف الاستثناء ثمانية وهي : إلّا وغير وسوى وسوى وسواء وخلا وعدا وحاشا.

(باب) تقدم إعرابه وباب مضاف والاستثناء مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره ، (وحروف) الواو للاستثناء حروف مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره ، وحروف مضاف و (الاستثناء) مضاف إليه (ثمانية) خبر مرفوع (وهي) ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع (إلّا) وما عطف عليها في محل رفع خبر (وغير وسوى) بكسر السين (وسوى) بضمها مقصورين (وسواء) بالفتح والكسر ممدودا فالأول كرضا والثاني كهدى والثالث كسماء والرابع كبناء (وخلا وعدا وحاشا) هذه الأدوات معطوفة على محل إلا واعلم أن الاستثناء مأخوذ من الثني وهو الرجوع ، فإن فيه رجوعا إلى الحكم السابق إذ هو إخراج ما بعد إلا أو إحدى أخواتها أي نظائرها من حكم ما قبلها وإدخاله في النفي أو الإثبات وحروفه أي أدواته الدالة عليه ثمانية وسميت الأدوات حروفا تغليبا لإلّا على غيرها لأنها الأصل في عمل

______________________________________________________

باب الاستثناء

أي المستثنى من إطلاق المصدر وإرادة اسم المفعول لأن الكلام في المنصوبات ويصح حمله على المصدر وهو الإخراج. قوله : (وهي إلا) قدمها لأنها الأصل في الاستثناء وإنما ذكر بعدها الأسماء لشرفها. قوله : (وسوى) مرفوع بضمة مقدرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين وكذا يقال في سوى. قوله : (مقصورين) أي غير ممدودين. قوله : (الرابع) أي سواء بكسر السين. قوله : (فإن فيه رجوعا إلى الحكم السابق) أي وإثباته لما بعد أو نفيه عنه. قوله : (إذ هو) أي الاستثناء. قوله : (نظائرها) أي في العمل. قوله : (وإدخاله في النفي) نحو : قام القوم إلا زيدا. وقوله : أو الإثبات نحو : ما قام القوم إلا زيدا. قوله : (أي أدواته الخ) أي ألفاظه الدالة عليه التي يؤدي بها. قوله : (تغليبا) حقيقة التغليب أن يوجد ما للكلمة وما ليس لها ويغلب لها على ما ليس لها كما في البناني على السعد. قوله : (لأنها) أي الحروف. قوله :


هذا الباب إذ هي في الحقيقة ثلاثة أقسام حرف اتفاقا وهو إلا واسم اتفاقا وهو الأربعة التي بعدها ومتردد بين الحرفية والفعلية وهي الثلاثة الباقية.

فالمستثنى بإلّا ينصب إذا كان الكلام تامّا موجبا ، نحو قام القوم إلّا زيدا ، وخرج النّاس إلّا عمرا وإن كان الكلام منفيّا تامّا جاز فيه : البدل والنّصب على الاستثناء نحو ما قام القوم إلّا زيد وإلّا زيدا ،

وإذا أردت معرفة حكم كل منها (فالمستثنى) الفاء فاء الفصيحة والمستثنى مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر (بإلّا) الباء حرف جر وإلا في محل جر والجار والمجرور متعلق بالمستثنى (ينصب) فعل مضارع مبني للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر في محل رفع تقديره هو يعود على المستثنى (إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه المحذوف المدلول عليه بالفعل قبله و (كان) فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر (الكلام) اسمها المحذوف المدلول عليه بالفعل قبله و (كان) فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر (الكلام) اسمها مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره ، (تامّا) خبرها منصوب والجملة من كان واسمها وخبرها في محل جر بإضافة إذا إليها (موجبا) خبر ثان منصوب أو نعت لتاما يعني أنه يجب نصب المستثنى بإلا عند تمام الكلام بذكر المستثنى منه (نحو) خبر لمبتدأ محذوف أي وذلك نحو : كما تقدم (قام) فعل ماض (القوم) فاعل مرفوع (إلّا) أداة استثناء (زيدا) منصوب على الاستثناء بإلا لأنها في معنى الفعل (وخرج النّاس إلّا عمرا) إعرابه على وزان ما قبله فالاستثناء في هذين المثالين من كلام تام لذكر المستثنى منه الذي هو القوم في المثال الأول والناس في المثال الثاني وموجب لعدم تقدم

______________________________________________________

(اتفاقا) المناسب لا غير لأن لفظ الاتفاق صريح في أن في غيره خلافا وليس كذلك لأن معنى قوله بعد ومتردد الخ أنه يجوز أن يستعمل فعلا وأن يستعمل حرفا وليس معناه في كونه فعلا أو حرفا قولان فتأمل. قوله : (ومتردد الخ) محله في خلا وعدا إن تجردا عن ما وإلا فهما فعلان ليس غير ولا تقترن حاشا بما كما سيأتي. قوله : (وإذا أردت الخ) دخول على كلام المصنف. قوله : (بجوابه المحذوف) والتقدير إذا كان الكلام تاما موجبا ينصب الخ. قوله : (بذكر الخ) تصويرا للتمام. قوله : (أو


النفي وشبهه والمستثنى الذي هو زيد في المثال الأول وعمرو في المثال الثاني من جنس المستثنى منه ويؤول قوله تعالى : (فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ) [البقرة : ٢٤٩] برفع قليل وقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رواح الجمعة واجب على كل محتلم إلا أربعة الرواية برفع أربعة وقوله عليه الصلاة والسّلام : «الناس هلكى إلا العالمون» والعالمون هلكى إلا العاملون والعاملون هلكى إلا المخلصون والمخلصون على خطر عظيم بأن النفي مقدر والتقدير والله أعلم لم يطاوعوه إلا قليل ولا يتخلف إلا أربعة ولا ينجو إلا العالمون أو منقطعا نحو : قام القوم إلا حمارا فإنه تام موجب والحمار ليس من جنس المستثنى منه وتركه المصنف لأنه خلاف الأصل (وإن) حرف شرط جازم يجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه وجزاؤه (كان) فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر في محل جزم فعل الشرط (الكلام) اسم كان مرفوع (منفيّا) خبرها منصوب (تامّا) خبر ثان أو صفة (جاز) فعل ماض في محل جزم جواب الشرط (فيه) في حرف جر والهاء مبني على الكسر في محل جر (البدل) فاعل جاز مرفوع (والنّصب) معطوف على البدل (على الاستثناء) على حرف جر والاستثناء مجرور بعلى وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره ، والجار والمجرور في محل نصب على الحال من النصب يعني أن الكلام التام إذا تقدمه نفي أو شبهة جاز في المستثنى النصب والاتباع على البدلية وهو المختار فالنفي (نحو) خبر لمبتدأ محذوف أي وذلك نحو : كما تقدم (ما) حرف نفي (قام القوم) فعل وفاعل (إلّا)

______________________________________________________

شبهه) وهو النهي والاستفهام. قوله : (بأن كان الخ) تصوير لقوله متصلا. قوله : (لأنها في معنى الفعل) لأن المعنى استثنى زيدا. قوله : (ويؤول قوله تعالى الخ) أي لأن ما بعد إلا مرفوع مع أن الكلام تام وموجب. قوله : (رواح الجمعة) أي الذهاب لصلاتها. قوله : (محتلم) أي بالغ مكلف. قوله : (إلا أربعة) أي العبد والمريض والمسافر والمرأة. قوله : (هلكى) أي غير ناجين لاتصافهم بأوصاف ذميمة. قوله : (العالمون) بكسر اللام. قوله : (خطر عظيم) الخطر ارتفاع القدر والمنزلة : من خطر وزان شرف ويطلق على القرب من الهلاك. قوله : (بأن النفي الخ) متعلق بيؤول. قوله : (لم يطاوعوه) جازم ومجزوم والواو : فاعل وقليل بدل منه. قوله : (أو منقطعا) عطف على متصلا. قوله : (وتركه) أي لم يمثل له. قوله : (جاز فيه البدل) أي وهو الراجح فلذا قدمه. قوله : (فالنفي) أي فمثاله. قوله :


حرف استثناء و (زيد) بالرفع بدل من القوم بدل بعض من كل والعائد مقدر أي منهم (وزيدا) بالنصب على الاستثناء ومثال شبه النفي من نهي أو استفهام قوله تعالى : (وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ) [هود : ٨١] فلا ناهية ويلتفت فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه السكون ، ومن حرف جر والكاف في محل جر وامرأتك بالرفع على البدلية من أحدكما قرأ به ابن كثير وأبو عمرو وقرأ الباقون بالنصب على الاستثناء وقوله تعالى : (فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ) [الأحقاف : ٣٥] وهذا في الاستثناء المتصل وإلا تعين النصب عند الحجازيين وجاز بمرجوحية إبداله إن أمكن تسلط العامل على المستثنى نحو : ما قام القوم إلا حمار والأوجب النصب اتفاقا نحو : ما زاد هذا المال إلا النقص فما نافية وزاد فعل ماض مبني على الفتح وهذا الهاء للتنبيه وذا اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع فاعل والمال بدل من اسم الإشارة أو عطف بيان لأنه محلى بأل بعده وإلا أداة استثناء والنقص منصوب على الاستثناء ولا يجوز رفعه إذ لا يصح أن يقال ما زاد النقص.

وإن كان الكلام ناقصا كان على حسب العوامل نحو : ما قام إلا زيد وما ضربت إلّا زيدا وما مررت إلّا بزيد والمستثنى بغير وسوى وسوى وسواء مجرور لا غير

(وإن كان الكلام ناقصا) إعرابه نظير ما تقدم (كان) فعل ماض ناقص مبني على الفتح في محل جزم جواب الشرط وهو يرفع الاسم وينصب الخبر واسمه ضمير مستتر في محل رفع تقديره هو يعود على المستثنى (على) حرف جر (حسب) مجرور بعلى والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر كان وحسب مضاف و (العوامل) مضاف إليه مجرور بالكسرة يعني أن الكلام إذا كان ناقصا بعدم ذكر

______________________________________________________

(فهل يهلك الخ) فيه أن القوم نائب فاعل يهلك لا بدل فلو ذكره في أمثله الكلام الناقص دون التام لكان صوابا. قوله : (وهذا) أي ما ذكر من جواز الأمرين. قوله : (إذ لا يصح أن يقال الخ) أي بل يقال : كثر النقص لما بين الزيادة التي هي النمو والنقصان من التضاد هكذا قيل وقد يقال : إن كثر كزاد والظاهر أن انتفاء قول ذلك إذا كانت زاد متعدية وأنه يقال إذا كانت لازمة فتأمل ا ه صبان. قوله : (ما زاد النقص) الأولى حذف ما لأنها ليست جزءا من العامل.


المستثنى منه كان المستثنى على حسب العوامل التي قبله من رفع على الفاعلية (نحو ما قام إلا زيد) وحمار ما نافية وقام فعل ماض وإلا أداة استثناء ملغاة لا عمل لها وزيد وحمار مرفوعان على الفاعلية بقام أو نصب على المفعولية (و) ذلك نحو : (ما ضربت إلّا زيدا) وحمارا فما نافية وضرب فعل ماض والتاء ضمير المتكلم مبني على الضم في محل رفع فاعل وإلا أداة استثناء ملغاة لا عمل لها وزيدا وحمارا منصوبان على المفعولية بضرب أو جر (و) ذلك نحو : (ما مررت إلّا بزيد) ما نافية ومر فعل ماض والتاء فاعل وإلا أداة استثناء ملغاة لا عمل لها والباء حرف جر وزيد مجرور بالباء والجار والمجرور متعلق بمررت ويسمى الاستثناء حينئذ مفرغا لأن ما قبل إلا تفرغ للعمل فيما بعدها ولا أثر لها في العمل دون المعنى هذا حكم المستثنى بإلا (والمستثنى) مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر (بغير) جار ومجرور متعلق به (وسوى) بكسر السين (وسوى) بضمها مقصورين عطف على غير وعلامة جرهما كسرة مقدرة (وسواء) بالفتح والكسر ممدودا مجرور معطوف على غير (مجرور) خبر مرفوع بالضمة الظاهرة (لا غير) لا نافية تعمل عمل ليس وغير اسمها مبني على الضم تشبيها بقبل وبعد في الإبهام إذا حذف المضاف إليه ونوى معناه في محل رفع والخبر محذوف والأصل لا غيره جائزا وفيه إيذان بجواز دخول لا على غير ومنعه ابن هشام وقال إنما يقال ليس غير ورد بأنه سمع :

لعن عمل أسلفت لا غير تسأل

يعني أن المستثنى بهذه الأدوات الأربعة يجب جره بإضافتها إليه وأما هي فلها

______________________________________________________

قوله : (أداة استثناء ملغاة) وتسميتها حينئذ بهذا مجازية. قوله : (تفرغ الخ) أي اشتغل بالعمل فيما بعدها وتسلط عليه. قوله : (هذا الخ) دخول على كلام المصنف. قوله : (إيذان) أي إشعار ودلالة. قوله : (سمع) أي عن العرب. قوله : (لعن عمل الخ) عجز بيت صدره :

جوابا به تنجو اعتمد فو ربنا

وجوابا : مفعول مقدم بقوله : اعتمد وبه : متعلق بتنجو : فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الواو للثقل وفاعله مستتر تقديره أنت والجملة صفة لجوابا ، واللام : واقعة في جواب القسم والجار والمجرور متعلق بتسأل وقوله : أسلفت بفتح التاء أي قدمت فعل وفاعل والجملة صفة لعمل والعائد محذوف أي أسلفته وقوله : لا غير


حكم المستثنى بإلا السابق من وجوب النصب مع التمام والإيجاب نحو : قام القوم غير زيد فقام : فعل ماض والقوم فاعل وغير منصوب على الحال منه وغير مضاف وزيد مضاف إليه وأرجحيته الاتباع مع التمام والنفي في المتصل نحو : ما قام القوم غير زيد بالرفع بدل من القوم وبالنصب حال منه ووجوبه في المنقطع المنفي نحو :

ما قام القوم غير حمار فيجب نصب غير على الحالية ومن الإجراء على حسب العوامل في الناقص المنفي أو شبهه.

والمستثنى بخلا وعدا وحاشا يجوز نصبه وجرّه نحو قام القوم خلا زيدا وزيد ، وعدا عمرا وعمرو وحاشا بكرا وبكر. (والمستثنى) الواو حرف عطف والمستثنى مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر (بخلا وعدا وحاشا) الباء حرف جر والكلمات الثلاث في محل جر (يجوز) فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم و (نصبه) فاعل مرفوع نصب مضاف والهاء مضاف إليه مبني على الضم في محل جر والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ (وجرّه) معطوف على نصبه والمعطوف على المرفوع مرفوع (نحو قام القوم) خبر لمبتدأ محذوف أي وذلك نحو ، وإعرابه نظير ما تقدم في مثله من الأمثلة وقام القوم فعل وفاعل (خلا) فعل ماض جامد وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره هو يعود على البعض المدلول عليه بكله السابق أو على اسم الفاعل المفهوم من الفعل أو مصدر الفعل أي

______________________________________________________

محل الشاهد. قوله : (على الحال) أي وهي تدل على الاستثناء وقيل : منصوبة على الاستثناء وقيل : على التشبيه بظرف المكان بجامع الإبهام كما في الأشموني. قوله : (من الإجراء الخ) نحو : ما مررت بغير زيد وما ضربت سوى عمرو وهل ضربت سوى زيد ولا تضرب سوى خالد فتأمل. قوله : (يعود على البعض) أي عند البصريين أي أقام القوم خلا بعضهم زيدا. قال الدسوقي : والمراد البعض المبهم ومجاوزته إنما تكون بمجاوزة الكل فاندفع ما يقال إن القصد إخراج المستثنى بالمرة ولا يلزم من مجاوزة البعض مجاوزة الكل انتهى. قوله : (أو على اسم الفاعل الخ) أي عند سيبويه أي قام القوم خلا هو أي القائم زيدا ولو قال أو على الوصف لكان أولى ليشمل اسم المفعول في نحو قولك : أكرمت القوم ليس زيدا إذ المرجع فيه اسم المفعول. قوله : (أو مصدر الفعل) أي عند الكوفيين أي قام القوم خلا قيامهم قيام زيد فحذف


القائم أو القيام أو حرف جر و (زيدا) بالنصب على الأول مفعول به والجملة من الفعل والفاعل على الأول والثاني في محل نصب على الحال أي مجاوزا زيدا والظرفية على الثالث أي وقت خلو زيد (وزيد) بالجر على الثاني مجرور بخلا والجار والمجرور لا متعلق له لأن ما استثنى به كحرف الجر الزائد لا يتعلق بشيء (وعدا عمرا) بالنصب (و) عدا (عمرو) بالجر (وحاشا بكرا) بالنصب (و) حاشا (بكر) بالجر والإعراب في هذين المثالين نظير الأول يعني أن المستثنى بهذه الكلمات الثلاث يجوز نصبه بها على تقدير الفعلية وجره على تقدير الحرفية هذا عند عدم الاقتران بما ولا يكون إلا في خلا وعدا دون حاشا ، فإن اقترنا بها وجب النصب لتعين الفعلية ، فإن ما الداخلة عليهما مصدرية فلا تدخل إلا على الجملة الفعلية وتقدير الزيادة بعيد إذ لا يزاد قبل الجار والمجرور بل بينهما كما في قوله تعالى : (عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ) (٤٠) [المؤمنون : ٤٠] ومنه قول الشاعر :

______________________________________________________

ألا كل شيء ما خلا الله باطل

وكل نعيم لا محالة زائل

المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه فانتصب انتصابه. قوله : (القائم الخ) لف ونشر مرتب. قوله : (على الحال) ولم تقترن بقد مع كونها جملة ماضوية لاستثناء أفعال الاستثناء. قوله : (أي مجاوزا زيدا) الصواب أي مجاوزين زيدا فالحالية منظور فيها للمعنى. قوله : (والظرفية) هذا لا يصح مع فقد ما المصدرية الظرفية فالثلث حينئذ كغيره فقوله : أي وقت الخ لا يصح. والمعنى عند وجود ما وقت خلوهم عن زيد أو وقت مجاوزتهم زيدا فقوله أي الخ لا يصح على كل حال فتأمل. قوله : (على الثالث) أي كونه عائدا على المصدر. قوله : (لا يتعلق بشيء) وقيل : يتعلق بما قبله من فعل أو شبهة. قوله : (ولا يكون) أي الاقتران. قوله : (الزيادة) أي زيادة ما. قوله : (إذ لا يزاد الخ) علة للبعد. قوله : (عما قليل) ما زائدة للتوكيد وقليل مجرور بعن وقوله : ليصبحن اللام للقسم ويصبحن : فعل مضارع مرفوع بالنون المحذوفة لتوالي النونات والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين اسمها والنون للتوكيد وقوله : نادمين خبر منصوب بالياء والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد. قوله : (ومنه) أي تعيين الفعلية. قوله : (قول الشاعر) أي لبيد بن ربيعة العامري الصحابي رضي‌الله‌عنه عاش مائة وأربعين سنة وتوفي في خلافة عثمان رضي‌الله‌عنه وهو من الطويل ا ه من شواهد الشذور. قوله : (باطل) أي زائل. قوله : (وكل نعيم) أي ما أنعم الله به عليك ، والمراد من نعم الدنيا لا الآخرة. قوله : (لا محالة) أي لا حيلة وخبر لا محذوف أي لا حيلة موجودة. قوله : (زائل) خبر كل. قوله :


فإلا أداة استفتاح وكل مبتدأ مرفوع بالابتداء وكل مضاف وشيء مضاف إليه وما مصدرية وخلا فعل ماض متعين الفعلية وفاعله مستتر فيه وجوبا على ما عرفت والله منصوب به وجوبا والجملة في محل نصب على الحال أي متجاوز الله أو على الظرفية أي وقت مجاوزته وباطل خبر والبيت مشكل ، فإن الاستثناء إن كان من كل فالابتداء لا يكون عاملا للنصب في محل الجملة ، وإن كان من الضمير المستتر في الخبر فالاستثناء لا يتقدم على عامله تأمل. وقوله :

تمل الندامى ما عداني فإنني

بكل الذي يهوى نديمي مولع

فعدا فعل ماض متعين الفعلية بدليل اقترانه بنون الوقاية والياء في محل نصب وبقي من أدوات الاستثناء ليس ولا يكون والمستثنى بهما منصوب على الخبرية واسمهما فيه الكلام السابق في فاعل عدا وأخواتها تقول قاموا ليس زيدا ولا يكون عمرا روي أن سيبويه قرأ على حماد بن الأكوع قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما من أصحابي إلا من

______________________________________________________

(وفاعله مستتر الخ) تقديره هو يعود على البعض المفهوم من كل شيء. قوله : (على ما عرفت) أي من شرح خلا لكن لا يتأتى الثاني والثالث لعدم الفعل. قوله : (فالابتداء الخ) أي خلافا لسيبويه المجوز الحال من المبتدأ وإنما لم يكن الابتداء عاملا لضعفه لأنه عامل معنوي. قوله : (فالاستثناء) أي المستثنى لا يتقدم على عامله قد يقال : قدم للضرورة على أن بعضهم أجاز التقدم مطلقا وبعضهم أجازه بشرط كون العامل متصرفا وحينئذ فلا إشكال. قوله : (تمل الندامى الخ) تمل بضم التاء وفتح الميم مضارع مبني للمجهول وهو من الملل بمعنى السآمة والندامى جمع لندمان ونديم وهو الرجل الذي ينادمه ويتحدث معه وقت الشرب توددا ومحبة وما مصدرية وعدا فعل استثناء وفيه ضمير يرجع إلى مصدر الفعل المتقدم والتقدير تمل الندامى مللا ما عداني يعنى مجاوز إلى غيري والنون للوقاية والياء في محل نصب على المفعولية وقوله : فإنني الفاء للتعليل وإن حرف ناصب والنون للوقاية والياء اسمها وبكل متعلق بمولع والذي مضاف إليه ويهوى نديمي فعل وفاعل ومضاف إليه والعائد محذوف أي يهواه ويحبه ومولع بفتح اللام مشددة أي مغرم به خبر إن والله أعلم. قوله : (قرأ) أي بعد الاستملاء والكتابة. وقوله : عن حماد هو شيخ أبي حنيفة. قوله : (ما من أصحابي الخ) ما فيه مهملة لانتقاض النفي بإلا ومن زائدة وأصحابي مبتدأ ومضاف إليه وإلا أداة استثناء ملغاة ومن خبر المبتدأ نكرة موصوفة بالجملة الشرطية


لو شئت لأخذت عنه علما ليس أبا الدرداء» فقال سيبويه أبو الدرداء فصاح به حماد لحنت يا سيبويه ومنعه من قراءة الحديث فقال : «والله لأطلب علما لا يلحنني معه أحد» فكان سببا لاشتغاله بالعربية.

______________________________________________________

أو موصولة صلتها ما ذكر ولو شرطية وشئت شاء فعل ماض فعل الشرط وضمير المتكلم فاعل ولأخذت الخ جواب الشرط وليس الخ استثناء من ضمير عنه العائد على من. ثم اعلم أن الصواب كما في المغني ليس من أصحابي أحد إلا ولو شئت لأخذت عليه ليس أبا الدرداء ا ه. وإعرابه : ليس فعل ماض ومن أصحابي حال من أحد مقدمة عليه كانت في الأصل صفة له وأحد اسم ليس وإلا أداة استثناء ملغاة ولو شئت الواو زائدة لتأكيد لصوق الخبر ولو شرطية وشئت الخ شرط وجواب والجملة الشرطية خبر ليس وقوله : لأخذت عليه من المؤاخذة بمعنى المعاتبة أي لعاتبته لا الأخذ كما يتوهم وقوعه ليس أبا الدرداء أي لكثرة حيائه وأفعاله الحسنة وعدم فعله ما يقتضي المعاتبة. قوله : (فصاح الخ) أي وقال له إنما هذا استثناء كما في المغني. قوله : (فقال والله الخ) أي ثم مضى ولزم الخليل وغيره كما في المغني وفاعل قال : ضمير سيبويه ، والله أعلم. والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


باب «لا»

اعلم أنّ «لا» تنصب النّكرات بغير تنوين إذا باشرت النّكرة ولم تتكرّر «لا» نحو : لا رجل في الدّار ،

(باب) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا باب ، وإعرابه ما تقدم وباب مضاف و (لا) مضاف إليه مبني على السكون في محل جر (اعلم) فعل أمر مبني على السكون وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت يا من يتأتى منك العلم (أنّ) حرف توكيد ونصب (لا) اسم أن في محل نصب (تنصب) فعل مضارع مرفوع وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود على لا والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر أن (النّكرات) مفعول به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم وأن ومعمولاها في محل نصب سادة مسد مفعولي اعلم (بغير) جار ومجرور متعلق بتنصب وغير مضاف و (تنوين) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة (إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه (باشرت) فعل ماض والتاء علامة التأنيث وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود على لا و (النّكرة) مفعول به منصوب ويحتمل أن يكون فاعلا مرفوعا والمفعول محذوف ويقربه إظهار لا في قوله (ولم تتكرّر لا) الواو للحال ولم حرف نفي وجزم وقلب وتتكرر فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون ولا فاعل في محل رفع والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب على الحال يعني أن لا النافية للجنس المسماة لا التبرئة

______________________________________________________

باب «لا»

قوله : (اعلم) لعله قالها لصعوبة هذا الباب فتيقظ. قوله : (والمفعول محذوف) تقديره لا. قوله : (النافية للجنس) أي النافية للخبر عن الجنس الواقع بعدها نصا إذا كان اسمها مفردا فإن كان مثنى نحو : لا رجلين أو جمعا ، نحو : لا رجال كانت محتملة لنفي الجنس ولنفي قيد الاثنينية أو الجمعية كما أوضحه السعد في مطوله. قوله : (لا التبرئة) من إضافة الدال إلى المدلول لتبرئة المتكلم وتنزيهه الجنس عن


تنصب الاسم حملا على أن لمشابهتها لها في الاختصاص بالجملة الاسمية لفظا في المنكر المضاف لمثله نحو : لا غلام سفر حاضر فلا نافية للجنس تعمل عمل أن تنصب الاسم وترفع الخبر وغلام اسمها منصوب بالفتحة وغلام مضاف وسفر مضاف إليه وحاضر خبر مرفوع أو لمعرفة حيث لا تتعرف النكرة بإضافتها إليها نحو : لا مثل زيد حاضر ، وإعرابه على وزان ما قبله والمشبه بالمضاف وهو ما اتصل به شيء من تمام معناه مرفوعا كان ذلك الشيء به نحو : لا قبيحا فعله ممدوح فلا نافية للجنس وقبيحا اسمها منصوب بالفتحة فعله مرفوع على الفاعلية بقبيح لأنه صفة مشبهة وممدوح خبرها أو منصوبا به نحو : لا طالعا جبلا حاضر فجبلا منصوب بطالعا أو مخفوضا بخافض متعلق به نحو : لا خيرا من زيد عندنا فمن زيد جار ومجرور متعلق بخيرا ومحلا في المفرد بالمعنى المقابل لهما فإنه يبني على ما ينصب به لو كان معربا فيبنى على الفتح في (نحو لا رجل في الدّار) ولا رجال فيها ، فإن رجل ورجال مبنيان على الفتح في محل نصب لأنهما لو كانا معربين لنصبا بالفتحة فكنت تقول رجلا رجالا منصوبين بالفتحة ويبنى على الياء نيابة عن الفتحة نحو : لا رجلين ولا زيدين ، فإن رجلين وزيدين مبنيان على الياء نيابة عن الفتحة لأنهما لو كانا معربين لنصبا بالياء ويبنى على الكسرة نيابة عن الفتحة في نحو : لا مسلمات فإنه مبني على الكسرة نيابة عن الفتحة لأنه لو كان معربا لنصب بالكسرة وذلك مشروط بأن يكون اسمها نكرة ولو تأويلا كالعلم المقصود تنكيره نحو : لا زيد في الدار أي لا رجل مسمى بهذا الاسم وأن يكون مباشرا لها لأن لا يفصل بينهما فاصل وأن لا تتكرر لا.

______________________________________________________

الخبر. قوله : (لفظا) معمول تنصب. قوله : (لمثله) أي في التنكير. قوله : (أو لمعرفة) عطف على قوله لمثله. قوله : (حيث لا تتعرف النكرة الخ) أي لتوغلها وشدة تمكنها في الإبهام وإنما قيد بهذا القيد لأن لا إنما تعمل في النكرات اسما وخبرا. قوله : (والمشبه بالمضاف) عطف على قوله في المنكر فهو بالجر. قوله : (وهو اتصل به الخ) أي اسم اتصل به لفظ به تمام معناه. قوله : (محلا) عطف على لفظا. قوله : (لهما) أي للمضاف وشبهه. قوله : (فإنه يبنى الخ) اختلف في علة بنائه فقيل : لتضمنه معنى من الاستغراقية وقيل : لتركبه مع لا تركيب خمسة عشر. قوله : (وذلك) أي نصب لا. قوله : (لا زيد) بفتح الدال. قوله : (بينهما) أي لا والنكرة.


فإن لم تباشرها وجب الرّفع ووجب تكرار لا نحو : لا في الدّار رجل ولا امرأة ،

(فإن) الفاء حرف عطف والمعطوف عليه محذوف أي هذا إن باشرت ، وإن حرف شرط جازم يجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه وجزاؤه و (لم) حرف نفي وجزم وقلب (تباشرها) فعل مضارع مجزوم بلم لقربها لا بأن لبعدها وعلامة جزمه السكون والفعل ضمير مستتر فيه جوازا والهاء مفعول به في محل نصب والجملة من الفعل والفاعل في محل جزم بفعل الشرط وقوله (وجب الرّفع) فعل وفاعل في محل جزم جواب الشرط (ووجب) الواو حرف عطف وجب فعل ماض معطوف على وجب الأول (تكرار) فاعل مرفوع وتكرار مضاف و (لا) مضاف إليه مبني على السكون في محل جر يعني أنه إذا فات شرط المباشرة بأن فصل فاصل بينهما أو التنكير بأن دخلت على معرفة وجب الرفع وألغيت لا عن العمل ولزم تكرارها (نحو لا في الدّار رجل ولا امرأة) ولا زيد في الدار ولا عمرو فلا نافية للجنس ملغاة لا عمل لها وفي الدار جار ومجرور خبر مقدم ورجل مبتدأ مؤخر وامرأة معطوفة على رجل وكذا الإعراب في الثاني بدون تقدم الخبر على الأصل.

فإن تكرّرت جاز إعمالها وإلغاؤها. فإن شئت قلت : لا رجل في الدّار ولا امرأة وإن شئت قلت لا رجل في الدّار ولا امرأة.

(فإن) حرف شرط (تكرّرت) فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط والتاء علامة التأنيث والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي يعود على لا (جاز إعمالها) جاز فعل ماض في محل جزم جواب الشرط وإعمال فاعل وهو مضاف والهاء مضاف إليه مبني على السكون في محل جر (إلغاؤها) معطوف على إعمال والمعطوف على المرفوع مرفوع وإلغاء مضاف والهاء مضاف إليه مبني على السكون في محل جر يعني أنه إذا فقد شرط عدم التكرار بأن تكررت مع مباشرتها للنكرة جاز إعمالها عمل إن وهي مع اسمها في محل رفع بالابتداء واسمها وحده

______________________________________________________

قوله : (في الثاني) أي لا زيد في الدار ولا عمرو. قوله : (على الأصل) أي من تقدم المبتدأ على الخبر. قوله : (وهي مع اسمها) فيه تسامح إذ المحل للاسم فقط وقوله :


في محل نصب فقد يرتفع الاسم الثاني بالعطف على محلهما وينتصب بالعطف على محل اسمها وحده وإلغاؤها عن عمل إن فهي عاملة عمل ليس أو لا عمل لها (فإن شئت قلت) في الأعمال (لا رجل) بالفتح فلا نافية للجنس ورجل اسمها مبني على الفتح في محل نصب ولا مع اسمها في محل رفع بالابتداء و (في الدّار) خبر (ولا امرأة) بالرفع على إعمال لا عمل ليس أو العطف على محل لا الأولى مع اسمها أو النصب بالعطف على محل اسمها أو الفتح على إعمال لا عمل إن (وإن شئت) الواو حرف عطف وشاء فعل ماض في محل جزم فعل الشرط والتاء فاعل (قلت) قال فعل ماض في محل جزم جواب الشرط والتاء فاعل في الإلغاء (لا رجل) بالرفع فلا عاملة عمل ليس ورجل اسمها مرفوع و (في الدّار) خبرها أو ملغاة لا عمل لها وما بعدها مبتدأ وخبر (ولا امرأة) بالرفع على إعمال لا الثانية عمل ليس أو العطف على اسم لا الأولى أو الفتح على إعمال لا الثانية عمل إن ولا يجوز النصب لعدم ما يعطف عليه لفظا أو محلا والحاصل أن لك في الثاني عند إعمال لا الأولى ثلاثة أوجه الرفع والنصب والفتح وعند إلغائها وجهين الرفع والفتح وقد عرفت وجه كل منها.

______________________________________________________

في محل رفع الخ. أي قبل دخول الناسخ فهي عاملة عمل ليس أي وهي حينئذ لنفي الوحدة. قوله : (الرفع) أي بالعطف على محل لا مع اسمها وقوله : النصب أي بالعطف على محل اسم لا وقوله : والفتح أي بعمل لا عمل أن. قوله : (الرفع) أي على كونها عاملة عمل ليس وقوله : والفتح قد عرفت وجهه. والله أعلم. والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


باب المنادى

المنادى خمسة أنواع : المفرد العلم والنّكرة المقصودة والنّكرة غير المقصودة ، والمضاف ، والمشبّه بالمضاف.

(باب) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا باب وتقدم إعرابه وباب مضاف و (المنادى) مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر (المنادى) مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر (خمسة) خبر مرفوع بالضمة الظاهرة وخمسة مضاف و (أنواع) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة (المفرد) بدل من خمسة بدل مفصل من مجمل وبدل المرفوع مرفوع (العلم) صفة للمفرد (والنّكرة) معطوفة على المفرد (المقصودة) نعت للنكرة (والنّكرة) معطوف على المفرد أيضا (غير) صفة للنكرة وغير مضاف و (المقصودة) مضاف إليه مجرور بالكسرة (والمضاف والمشبّه) معطوفان على المفرد والمعطوف على المرفوع مرفوع أيضا (بالمضاف) جار ومجرور متعلق بالمشبه يعني أن المنادى ينقسم خمسة أقسام المفرد العلم بالمعنى المقابل للمضاف والشبيه بالمضاف كما مر في الباب السابق والنكرة التي قصد بها معين والتي لم يقصد بها والمضاف والمشبه به في العمل فيما بعده الرفع أو النصب أو الجر نظير ما تقدم في الباب قبله وإذا أردت حكم كل منها على التفصيل فأقول.

فأمّا المفرد العلم والنّكرة المقصودة فيبنيان على الضّمّ من غير تنوين

______________________________________________________

باب المنادى

أي هذا باب في بيان أحكام اسم المنادى ـ بالفتح ـ اسم مفعول من نادى ينادي وهو المطلوب إقباله ـ أي توجهه للمنادى بكسر الدال اسم فاعل ـ وأما نحو يا ألله فإن المقصود فيه لازم التوجه وهو الإجابة واعلم أن حروف النداء خمسة ، وهي يا وأيا وهيا وأي والهمزة. قوله : (المقصودة) أي التي قصدها الطالب بالذات. قوله :


نحو : يا زيد ويا رجل والثّلاثة الباقية منصوبة لا غير.

(فأمّا) حرف شرط وتفصيل (المفرد) مبتدأ مرفوع بالضمة (العلم) صفة له (والنّكرة) معطوفة على المفرد و (المقصودة) نعت للنكرة (فيبنيان) الفاء واقعة في جواب إما ويبنيان فعل مضارع مبني للمجهول والألف نائب فاعل والجملة في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو المفرد (على الضّمّ) جار ومجرور متعلق بالفعل قبله (من غير) جار ومجرور في محل نصب على الحال من الضم وغير مضاف و (تنوين) مضاف إليه مجرور يعني أن المفرد العلم بالمعنى المقابل للمضاف والشبيه بالمضاف الشامل للمثنى وجمع المذكر السالم وجمع المؤنث السالم وجمع التكسير ومذكرا ومؤنثا والنكرة التي قصد بها معين الغير الموصوفة يبنيان على الضم لفظا أو تقديرا وعلى نائبه فيبنيان على الضم لفظا في (نحو يا زيد) فيا حرف نداء وزيد منادى مبني على الضم في محل نصب بيا لأنها في معنى ادعو ونحو يا مسلمات ويا زيود ويا هنود (و) نحو : (يا رجل) لمعين والإعراب نظير الأول وعلى الضم تقديرا في نحو : يا موسى ويا قاضي فيا حرف نداء وموسى وقاضي مبنيان على ضم مقدر تعذرا في الأول واستثقالا في الثاني ونحو يا حذام ويا سيبويه مما كان مبنيا قبل النداء فحذام وسيبويه مبنيان على ضم مقدر على آخرهما منع من ظهورهما اشتغال المحل بحركة البناء الأصلي وعلى نائب الضم في نحو : يا زيدان ويا زيدون فهما مبنيان على الألف في الأول وعلى الواو في الثاني نيابة عن الضمة فيبنيان عليها في النداء والزيدان والزيدون لو كانا معربين لرفعا بالألف والواو فيبنيان عليهما في النداء وخرج بقولي في النكرة المقصودة الغير الموصوفة ما إذا وصفت فإنه يجوز فيها النصب والضم نحو : يا عظيما يرجى لكل عظيم فعظيما منصوب لوصفه بالجملة بعده ولو ضممته لجاز ، فإن كانت الجملة بعده حالا من الضمير المستتر في عظيم كان واجب النصب لأنه حينئذ من الشبيه بالمضاف (والثّلاثة) مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في

______________________________________________________

(فيبنيان على الضم) لو قال : «على ما يرفعان به» لكان أولى ليشمل الألف والواو ، في المثنى والجمع. قوله : (لوصفه بالجملة بعده) أي فهو شبيه بالمضاف. قوله : (لأنه الخ) لأنه عامل في الحال كما أنه عامل في صاحبها وهو الضمير المستتر.


آخره ، (الباقية) نعت للثلاثة وصفة المرفوع مرفوع (منصوبة) خبر المبتدأ مرفوع بالضمة (لا غير) لا نافية تعمل عمل ليس ترفع الاسم وتنصب الخبر غير اسمها مبني على الضم في محل رفع لحذف المضاف إليه ونية معناه والخبر محذوف أي جائزا يعني أن ما بقي من الثلاثة الأخيرة النكرة الغير المقصودة وما بعدها واجب النصب لفظا مثال النكرة الغير المقصودة قول الواعظ يا غافلا والموت يطلبه إذ لم يقصد غافلا بعينه ومثال المضاف يا عبد الله ويا رسول الله ومثال الشبيه بالمضاف يا حسنا وجهه ، ويا ثلاثة وثلاثين فيمن سميته بذلك.

______________________________________________________

قوله : (تعمل عمل إن الخ) كذا في بعض النسخ وهو احتمال آخر غير ما سبق في باب الاستثناء وفي بعضها ما يوافق ما سبق. قوله : (لفظا) أي لا محلا. قوله : (والموت يطلبه) جملة حالية وصاحب الحال ضمير غافلا. قوله : (إذا لم يقصد الخ) أي وإلا كان نكرة مقصودة. قوله : (وجهه) فاعل يحسن. قوله : (ويا ثلاثة وثلاثين) إنما نصب الأول بالفتحة الظاهرة لأنه شبيه بالمضاف من حيث إن الثاني من تمام الأول بخلاف الثاني فبالعطف ويمتنع إدخال يا عليه لأن الجزء الثاني من العلم وهو منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم في إعرابه. وقوله : فيمن سميته في موضع نصب على الحال أي حال كونه مستعملا فيمن سميته من الرجال وقوله بذلك أي بالمعطوف والمعطوف عليه وإن ناديت جماعة هذه عدتها فإن كانت غير معينة نصبتهما أيضا وجوبا أما الأول فلأنه نكرة غير مقصودة وأما الثاني فلعطفه على المنصوب وإن كانت معينة ضممت الأول لأنه نكرة مقصودة وعرفت الثاني بأل وجوبا لأنه اسم جنس أريد به معين فوجب إدخال أل عليه ونصبته عطفا على محل الأول أو رفعته عطفا على لفظه إلا إن أعدت معه يا فيجب بناؤه على الواو وتجريده من أل.

خاتمة

إنما بني المفرد العلم والنكرة المقصودة لأنهما أشبها الكاف الاسمية في نحو أدعوك من حيث الإفراد والخطاب والتعيين وهي مشابهة للكاف الحرفية في نحو ذلك فبناؤهما لشبههما بالحرف لكن بواسطة وإنما كان البناء على حركة لأن له أصلا في الإعراب وكانت خصوص الضمة فرقا بين حركة المنادى المبني وحركة المعرب نحو : يا غلامي ويا غلامنا ونصبت الثلاثة الباقية لعدم وجود ذلك فيها والله أعلم ، والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


باب المفعول من أجله

وهو : الاسم المنصوب الّذي يذكر بيانا لسبب وقوع الفعل ، نحو قولك : قام زيد إجلالا لعمرو ، وقصدتك ابتغاء معروفك.

(باب) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا باب وتقدم إعرابه وباب مضاف و (المفعول) مضاف إليه مجرور بالكسرة (من أجله) جار ومجرور متعلق بالمفعول أجل مضاف والهاء مضاف إليه مبني على الكسر في محل جر (وهو) الواو للاستئناف هو ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع (الاسم) خبر (المنصوب) صفة للاسم (الّذي) اسم موصول مبني على السكون في محل رفع نعت للاسم (يذكر) فعل مضارع مبني للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا عائد على الموصول والجملة صلته لا محل لها من الإعراب (بيانا) مفعول لأجله منصوب بيذكر (لسبب) جار ومجرور متعلق ببيانا وسبب مضاف و (وقوع) مضاف إليه ووقوع مضاف و (الفعل) مضاف إليه يعني أن المفعول من أجله المسمى مفعولا له ومفعولا لأجله هو الاسم المصدر المنصوب الذي يذكر لبيان علة وقوع الفعل وسببه (نحو قام زيد) فعل وفاعل (إجلالا لعمرو) مفعول لأجله فإنه اسم مصدر منصوب ذكر لبيان علة وقوع القيام وهو الإجلال (وقصدتك) قصد فعل ماض والتاء ضمير المتكلم فاعله مبني على الضم في محل رفع والكاف مفعول به في محل نصب و (ابتغاء) مفعول لأجله فإنه اسم مصدر منصوب ذكر لبيان علة القصد وهو الابتغاء وابتغاء مضاف (ومعروفك) مضاف إليه ومعروف مضاف والكاف مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر وشرط جواز نصبه المصدرية

______________________________________________________

باب المفعول من أجله

أي ما فعل لأجله فعل. قوله : (المسمى الخ) أي فله ثلاثة أسماء. قوله : (هو الاسم) أي ولو تأويلا نحو : جئتك أن أبتغي معروفك. قوله : (إجلالا) أي تعظيما. قوله : (قصدتك) أي ذهبت إليك وقوله : ابتغاء أي طلب. قوله : (جواز نصبه) أي المفعول له. قوله : (المصدرية) خبر شرط أي فلا يكون اسم ذات كالسمن لأنه لا


وذكره لبيان علة وقوع الفعل والاتحاد مع العامل في الوقت والفاعل كما في المثالين في كلامه ، فإن الإجلال مصدر ذكر لبيان علة وقوع القيام ووقتهما وفاعلهما واحد والابتغاء مع القصد كذلك ، فإن فقد شرط من هذه الشروط تعين الجر بالحرف وهو اللام أو من أو في أو الباء مثال عادم المصدرية قولك جئتك للسمن ومثال عادم الاتحاد في الفاعل قولك جاء زيد لإكرام عمرو له ومثال عادم الاتحاد في الوقت قولك جئتني اليوم لإكرامك غدا ونبه المصنف بهذين المثالين على أنه لا فرق في عامله بين المتعدي واللازم ولا فرق فيه بين المضاف وغيره من المقرون بأل والمجرد إلا أن المضاف يجوز فيه النصب والجر على السواء تقول ضربت ابني تأديبه ولتأديبه ومما جاء منصوبا منه قوله تعالى : (يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ) [البقرة : ١٩] وقول الشاعر :

______________________________________________________

وأغفر عوراء الكريم ادخاره

وأعرض عن شتم اللئيم تكرما

يكون علة. قوله : (في الوقت) بأن يقع الحدث في زمان المصدر أو متصلا به قبله أو بعده ا ه قليوبي. قوله : (كذلك) أي وقتهما وفاعلهما واحد. قوله : (أو من الخ) قال تعالى : (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ) [الأنعام : ١٥١] أي فقر. وفي الحديث : دخلت امرأة النار في هرة. وقال تعالى : (فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا) [النّساء : ١٦٠]. قوله : (جاء زيد لإكرام عمرو له) أي فإن فاعل المجيء زيد والإكرام عمرو. قوله : (ونبه المصنف) أي أيقظ الطالب. قوله : (بين المتعدي) أي كما في المثال الثاني وقوله : واللازم أي كما في المثال الأول. قوله : (منه) أي المضاف. قوله : (يجعلون الخ) إعرابه : يجعلون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل وأصابعهم : مفعول إليه والميم علامة الجمع. وفي آذانهم : متعلق بيجعلون والهاء مضاف إليه والميم علامة الجمع. ومن الصواعق : متعلق بيجعلون. وحذر : مفعول لأجله مضاف لما بعده ومعناه أن أصحاب الصليب ، أي المطر النازل من السحاب يجعلون أنامل أصابعهم من أجل الصواعق جمع صاعقة وهي الصيحة التي يموت من يسمعها أو يغشى عليه خوف الموت من سماعها كما في الخازن والجلالين. قوله : (الشاعر) أي عدي بن حاتم الطائي. قوله : (وأغفر) فعل مضارع وفاعله مستتر وعوراء : مفعوله ، والكريم : مضاف إليه وادخاره مفعول لأجله ومضاف إليه وأعرض بضم الهمزة والواو


والأكثر فيما تجرد من أل والإضافة النصب ويجوز الجر والمقرون بالعكس نحو قوله :

فليت لي بهم قوما إذا ركبوا

شنوا الإغارة فرسانا وركبانا

فالإغارة منصوب على أنه مفعول لأجله.

______________________________________________________

للعطف وهو مضارع وفاعله مستتر وعن شتم متعلق به واللئيم : مضاف إليه وتكرما : مفعول لأجله ومعناه وأصفح عن الكلام القبيح إذا صدر من الكريم في حقي لأجل أن أعده لي عند الحاجة إليه وأعرض عن سب اللئيم لي ولا أؤاخذه به لأجل تكرمي وتفضلي عليه والكريم ضد اللئيم وهو الشحيح ودنيء النفس. قوله : (والمقرون) أي بأل. قوله : (بالعكس) أي أن الأكثر فيه الجر ونصبه قليل. قوله : (قوله) أي قريظ. قوله : (فليت الخ) الفاء بحسب ما قبلها وليت حرف تمن ونصب ينصب الاسم ويرفع الخبر ولي جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم لها وبهم متعلق به أيضا والباء بمعنى البدل والميم علامة الجمع وقوما اسمها مؤخر أي فليت قوما كائنون لي بدلهم وإذا ظرف خافض لشرطه منصوب بجوابه وركبوا فعل وفاعل. والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها والمفعول محذوف أي الفرس وغيرها وشنوا فعل وفاعل والمفعول محذوف أي أنفسهم والجملة جواب إذا لا محل لها والإغارة مفعول لأجله فرسانا حال من الواو في شنوا وهو جمع فارس وهو راكب الفرس وركبانا عطف عليه وهو جمع راكب وهو أعم مما قبله لكن يراد به هنا راكب غير الفرس لأجل أن يتغايرا وقوله : إذا الخ في محل نصب صفة قوما أي أتمنى بدل هؤلاء القوم قوما آخرين موصوفين بأنهم إذا ركبوا الفرس وغيرها للقاء العدو فرقوا أنفسهم لأجل الإغارة عليه من جميع الجهات ما بين الراكب للفرس والراكب لغيرها والله أعلم. والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


باب المفعول معه

وهو الاسم المنصوب الّذي يذكر لبيان من فعل معه الفعل نحو جاء الأمير والجيش واستوى الماء والخشبة.

(باب) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا باب وتقدم إعرابه وباب مضاف و (المفعول) مضاف إليه مجرور بالكسرة (معه) ظرف منصوب على الظرفية للمفعول ومع مضاف والهاء مضاف إليه مبني على الضم في محل جر (وهو) الواو للاستئناف هو ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع (الاسم) خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. (المنصوب) صفة للاسم وصفة المرفوع مرفوع (الّذي) صفة ثانية للاسم مبني على السكون في محل رفع (يذكر) فعل مضارع مبني للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر عائد على الاسم الموصول والجملة صلته لا محل لها من الإعراب (لبيان) جار ومجرور متعلق بيذكر وبيان مضاف و (من) مضاف إليه مبني على السكون في محل جر بمعنى الذي (فعل) فعل ماض مبني للمجهول (معه) ظرف مكان منصوب على الظرفية بفعل (الفعل) نائب فاعل والجملة صلة من وعائدها الهاء في معه يعني أن المفعول معه هو الاسم الصريح الفضلة المنصوب بفعل أو ما فيه حروف الفعل ومعناه الذي يذكر لبيان الذات التي فعل الفعل بمصاحبتها الواقع بعد الواو المفيدة للمعية نصّا وذلك (نحو جاء الأمير) فعل وفاعل (والجيش) مفعول معه فإنه اسم صريح فضلة يتم الكلام بدونه منصوب بالفعل وذكر لبيان من صاحب الأمير في المجيء واقع بعد الواو التي بمعنى مع (و) نحو : (استوى الماء) فعل وفاعل (والخشبة) مفعول معه على

______________________________________________________

باب المفعول معه

أي الذي وجد فعل الفاعل بمصاحبته. قوله : (لبيان) أي معرفة. قوله : (ومعناه) مرفوع بالعطف على حروف. قوله : (الواقع) بالرفع صفة خامسة للاسم. قوله : (للمعية) أي المصاحبة في الحكم. قوله : (نصا) أي صراحة. قوله : (وذلك) أي وبيان المفعول معه الذي هو الاسم الخ. قوله : (واستوى الماء والخشبة) أي


وزان ما قبله ونحو أنا سائر والنيل فأنا ضمير منفصل مبتدأ مبني على السكون في محل رفع وسائر خبره مرفوع بالضمة والنيل مفعول معه منصوب بما فيه حروف الفعل ومعناه وهو سائر وخرج بالاسم الفعل المنصوب بعد الواو في قولك لا تأكل السمك وتشرب اللبن ؛ أي لا تفعل هذا مع هذا فلا يسمى مفعولا معه وخرج بالصريح الجملة الحالية نحو : جاء زيد والشمس طالعة وخرج بالفضلة العمدة بعد الواو في نحو : اشترك زيد وعمرو وخرج بفعل أو ما فيه حروف الفعل نحو : هذا لك وإياك فلا يجوز فإنه وإن تقدم ما فيه معنى الفعل وهو اسم الإشارة فإنه في معنى أشير والجار والمجرور فإنه في معنى استقر لكن ليس فيه حروف وخرج بذكر الواو ما بعد مع في قولك جاء زيد مع عمرو وخرج بالمفيدة للمعية نحو : مزجت ماء وعسلا ، فإن المعية مستفادة من العامل لا من الواو وخرج نصّا ما بعد الواو في نحو : جاء زيد وعمرو إذا أريد مجرد العطف ونبّه المصنف رحمه‌الله تعالى بذكر المثالين على أن المفعول معه قد يكون واجب النصب فلا يجوز عطفه على ما قبله كما في المثال الثاني في كلامه فإنك لو رفعت الخشبة بالعطف على الماء لكنت ناسيا الاستواء إليهما والاستواء إنما يكون للمار على الشيء الذي هو الماء دون القار الذي هو الخشبة ومنه لا تنه عن القبيح وإتيانه فيجب النصب دون العطف لفساد المعنى عليه وقد يكون جائز النصب والعطف كما في المثال الأول لصحة نسبة المجيء لكل من الأمير والجيش والاستواء الارتفاع والخشبة مقياس

______________________________________________________

ارتفع الماء المصاحب للخشبة حتى وصل إلى آخرها. قوله : (وتشرب) منصوب بأن مضمرة بعد واو المعية. قوله : (من العامل) أي مزجت. قوله : (بنصا) منصوب على الحكاية. قوله : (مجرد العطف) من إضافة الصفة للموصوف أي العطف المجرد عن قصد المعية. قوله : (رحمه‌الله تعالى) جملة خبرية لفظا إنشائية معنى وتعالى بمعنى تنزه وهو مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر وفاعله يعود على الله والجملة حالية. قوله : (دون القار) أي الثابت الذي ينتقل له. قوله : (ومنه) أي واجب النصب. قوله : (لا تنه الخ) لا ناهية وتنه : مضارع مجزوم بحذف الألف والفتحة قبلها دليل عليها وفاعله مستتر وجوبا تقديره أنت وعن القبيح متعلق بتنه وإتيانه الواو للمعية وإتيانه مفعول معه ومضاف إليه. قوله : (لفساد المعنى عليه) لأن المعنى ولا تنه عن إتيانه. قوله : (والعطف) هو الأرجح لصحة توجه العامل إلى الجيش من غير ضعف كما في


يعرف به قدر ارتفاع الماء في زيادته.

وأما خبر «كان» وأخواتها واسم «إنّ» وأخواتها فقد تقدّم ذكرهما في المرفوعات وكذلك التّوابع فقد تقدّمت هناك

(وأما) حرف شرط وتفصيل (خبر) مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة خبر مضاف و (كان) مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر (وأخواتها) معطوف على محل كان أخوات مضاف والهاء مضاف إليه مبني على السكون في محل جر (واسم) الواو حرف عطف اسم معطوف على خبر والمعطوف على المرفوع مرفوع واسم مضاف و (إنّ) مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر (وأخواتها) معطوف على محل إن والمعطوف على المجرور مجرور (فقد) حرف تحقيق و (تقدّم) فعل ماض (ذكرهما) فاعل تقدم ذكر مضاف والهاء مضاف إليه مبني على الضم في محل جر والميم والألف حرفان دالان على التثنية والجملة من الفعل والفاعل خبر المبتدأ في محل رفع والجملة من المبتدأ والخبر في محل جزم جواب أما (في المرفوعات) جار ومجرور متعلق بتقدم (وكذلك) الكاف حرف جر وذا اسم إشارة مبني على السكون في محل جر واللام للبعد والكاف حرف خطاب لا محل لها من الإعراب والجار والمجرور خبر مقدم (التّوابع) مبتدأ مؤخر (فقد) حرف تحقيق (تقدّمت) فعل ماض والتاء علامة التأنيث والفاعل ضمير مستتر يعود على التوابع (هناك) ظرف للمكان البعيد مبني على السكون في محل نصب على الظرفية المكانية ودخلت الفاء على الجملة لما في الكلام من معنى الشرط أي أما التوابع فقد تقدمت أو الفاء زائدة وقد سقطت في بعض النسخ يعني أن المتمم للمنصوبات الخمسة عشر خبر كان وما تصرف منها ونظائرها في العمل نحو : وكان ربك قديرا فكان فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر ورب اسمها مرفوع ورب مضاف

______________________________________________________

القليوبي. قوله : (وأما خبر كان الخ) جواب عن عدم ذكرها في المنصوبات وعدم وضع أبواب لها كغيرها. قوله : (والميم والألف حرفان الخ) الأولى والميم حرف عماد لاعتماد المتكلم عليها في دفع الاشتباه بين ألف المثنى وغيره والألف حرف دال على التثنية. قوله : (وكذلك) الكاف للتشبيه بمعنى مثل. قوله : (فقد تقدمت هناك) أي في المرفوعات وهذا تصريح بوجه الشبه. قوله : (لما في الكلام) أي قوله


والكاف مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر وقديرا خبرها منصوب واسم أن نظائرها كذلك نحو : إن الله لذو فضل على الناس ، فإن حرف توكيد ونصب والله اسمها منصوب واللام لام الابتداء وذو خبرها مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الخمسة وذو مضاف وفضل مضاف إليه وقد تقدم ذكرها استطرادا في باب المرفوعات فلا عود ولا إعادة وكذلك التوابع للمنصوبات من النعت نحو : رأيت زيدا العالم فالعالم نعت لزيدا ونعت المنصوب منصوب والعطف نحو : رأيت زيدا وعمرا فعمرا معطوف على زيد والمعطوف على المنصوب منصوب والتوكيد نحو : رأيت زيدا نفسه فنفسه توكيد لزيدا وتوكيد المنصوب منصوب والبدل نحو : رأيت زيدا أخاك فأخاك بدل من زيدا وبدل المنصوب منصوب وعلامة نصبه الألف.

______________________________________________________

وكذلك التوابع وقوله : من معنى الشرط أي لعطفه عليه. قوله : (واللام لام الابتداء) أي الواقعة في ابتداء الجملة الاسمية وهي هنا مؤخرة من تقديم ولهذا تسمى المزحلقة ، وإنما أخرت كراهة افتتاح الكلام بمؤكدين وإنما لم تؤخر إن لئلا يتقدم معمول الحرف عليه قاله في المغني. قوله : (استطرادا) هو ذكر الشيء في غير محله لمناسبة وهي هنا تتميم العمل له كما سبق. قوله : (فلا عود) أي لا رجوع لما سبق للعلم به وخبر لا محذوف أي حاصل. قوله : (ولا إعادة) أي لذكره مرة ثانية حاصل لئلا يلزم التكرار بلا ثمرة والله أعلم والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


باب مخفوضات الأسماء

المخفوضات ثلاثة أقسام : مخفوض بالحرف ومخفوض بالإضافة ، وتابع للمخفوض.

(باب) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا باب ، وتقدم إعرابه. وباب مضاف و (مخفوضات) مضاف إليه مجرور بالكسرة ، ومخفوضات مضاف و (الأسماء) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. (المخفوضات) مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. و (ثلاثة) خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. (مخفوض) بدل من ثلاثة ، بدل مفصل من مجمل وبدل المرفوع مرفوع. (بالحرف) جار ومجرور متعلق بمخفوض. (ومخفوض) معطوف على مخفوض الأول ، والمعطوف على المرفوع مرفوع. (بالإضافة) جار ومجرور متعلق بمخفوض كالذي قبله. (وتابع) معطوف على مخفوض الأول أيضا والمعطوف على المرفوع مرفوع. (للمخفوض) جار ومجرور متعلق بتابع ؛ يعني أن المجرورات من الأسماء ثلاثة أقسام : مجرور بالحرف وهو الأصل فلذلك قدمه ، ومجرور بالإضافة على رأي ، والصحيح أن الجر بالاسم المضاف ومجرور بالتبعية على قول ، والراجح الجر بما جر المتبوع إلا في البدل فعامله مقدر ونظير الأول.

فأمّا المخفوض بالحرف فهو ما يخفض بمن وإلى وعن وعلى وفي وربّ والباء والكاف واللّام وحروف القسم وهي : الواو ، والباء ، والتّاء ، وبواو ربّ ، وبمذ ، ومنذ.

______________________________________________________

باب مخفوضات الأسماء

من إضافة الصفة للموصوف أي الأسماء المخفوضة أو على معنى من والإضافة لبيان الواقع لا للاحتراز لأنه لا يخفض إلا الأسماء. قوله : (مخفوض بالحرف الخ) أي والمتقدم أول الكتاب حروف الجر وهذا هو المجرور بها وأعادها للطول. قوله : (بالإضافة) أي بسببها وسيأتي معناها. قوله : (على رأي) أي للأخفش.


وقد بين الأولين منها فقال (فأمّا) الفاء فاء الفصيحة أما حرف شرط وتفصيل (المخفوض) مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه الضمة الظاهرة (بالحرف) جار ومجرور متعلق بالمخفوض (فهو) الفاء واقعة في جواب أما هو ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ (ما) اسم موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل رفع خبر (يخفض) فعل مضارع مبني للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر يعود على ما والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب (بمن وإلى) الباء حرف جر ومن وإلى في محل جر أي بهذا اللفظ نحو : منك ومن نوح فمن الأول حرف جر والكاف في محل جر وفي الثاني حرف جر ونوح مجرور بمن وإلى الله مرجعكم جميعا وإليه ترجعون فإلى في الأول حرف جر والله مجرور بإلى والجار والمجرور خبر مقدم ومرجع مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة مرجع مضاف والكاف مضاف إليه مبني على الضم في محل جر والميم علامة الجمع وجميعا حال مؤكدة وإلى في الثاني حرف جر والهاء في محل جر والجار والمجرور متعلق بالفعل بعده (وعن) نحو : رضي الله عن المؤمنين ورضوا عنه فرضي فعل ماض والله فاعل وعن في الأول حرف جر والمؤمنين مجرور بعن وعلامة جره الياء نيابة عن الكسر لأنه جمع مذكر سالم ورضوا فعل وفاعل في محل رفع وعن في الثاني حرف جر والهاء في محل جر (وعلى) نحو : وعليها وعلى الفلك تحملون فعلى في

______________________________________________________

قوله : (بمن) وهي أم الحروف وأصلها لأنها انفردت بجر الظروف التي لا تنصرف كقبل وبعد وعند ولذا قدمها المصنف في الذكر ولها معان منها التبعيض نحو : (حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) [آل عمران : ٩٢] وبيان الجنس نحو : (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ) [الحجّ : ٣٠] والتعليل نحو : (مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا) [نوح : ٢٥]. قوله : (وإلى) لها معان أيضا منها المصاحبة نحو : (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ) [النّساء : ٢] وانتهاء ذي الغاية الزمانية نحو : و (أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ) [البقرة : ١٨٧] وموافقة في نحو : (لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) [النّساء : ٨٧]. قوله : (وعن) لها معان أيضا منها المجاوزة كما في (رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ) [الفتح : ١٨] أي عمهم بالرضا حتى كأنه جاوزهم والبدل نحو : (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً) [البقرة : ٤٨]. قوله : (رضي الله عن المؤمنين) أي أنعم عليهم بطاعتهم له. قوله : (ورضوا عنه) أي رضوا بثوابه. قوله : (وعلى) لها معان أيضا منها الاستعلاء كما في مثال الشارح والتعليل


الأول حرف جر والهاء في محل جر وعلى في الثاني حرف جر والفلك مجرور بعلى والجار والمجرور متعلق بالفعل بعده (وفي) نحو : (وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ) [الذّاريات : ٢٢] وفيها ما تشتهي الأنفس ففي في الأول حرف جر والسماء مجرور بفي والجار والمجرور خبر مقدم ورزق مبتدأ مؤخر ورزق مضاف والكاف مضاف إليه مبني على الضم في محل جر والميم علامة الجمع وفي الثاني حرف جر والهاء مبني على السكون في محل جر والجار والمجرور خبر مقدم وما اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر وتشتهي فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل والأنفس فاعل مرفوع بالضمة والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب وعائده محذوف أي تشتهيه (وربّ) تجر الظاهر

______________________________________________________

نحو : (وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ) [البقرة : ١٨٥] ، أي لهدايته إياكم والظرفية نحو : (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها) [القصص : ١٥] أي في وقت غفلتهم. قوله : (وعليها) أي الإبل. قوله : (الفلك) اسم جمع لا واحد له من لفظه بل من معناه وهو سفينة. قوله : (وفي) لها معان أيضا منها الظرفية كما في مثال الشارح والمصاحبة نحو : (ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ) [الأعراف : ٣٨] ، والتعليل نحو : (فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ) [يوسف : ٣٢] أي لأجله والاستعلاء نحو : (وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ) [طه : ٧١] أي عليها. قوله : (رزقكم) أي سببه وهو المطر. قوله : (وفيها) أي الجنة. قوله : (ورب) ترد للتكثير كثيرا وللتقليل قليلا فمن الأول قوله تعالى : (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ) (٢) [الحجر : ٢] فإنهم يكثر منهم تمني ذلك يوم القيامة إذا عاينوا حالهم وحال المسلمين ومن الثاني قول الشاعر :

ألا رب مولود وليس له أب

وذي ولد لم يلده أبوان

وذي شامة سوداء في حر وجهه

مجللة لا تنقضي لأوان

ويكمل في تسع وخمس شبابه

ويهرم في سبع معا وثمان

أراد عيسى وآدم عليهما‌السلام والقمر ا ه مغني بزيادة من المحل على جمع الجوامع ويلده ـ بسكون اللام وفتح الدال أو ضمها ـ وأصله يلده ـ بكسر اللام وسكون الدال ـ فسكنت اللام تشبيها لها بتاء كتف فالتقى ساكنان فحركت الدال بالفتح اتباعا لفتح الياء أو بالضم اتباعا لضم الهاء والشامة النكتة. والحر ما بدا وارتفع من الجسد ومجللة : أي ذات عزوجلال. يهرم أي يشيب انظر التصريح.


المنكر لفظا ومعنى أو معنى فقط نحو : رب رجل وأخيه فرب حرف تقليل وجر ورجل مجرور برب وأخيه معطوف على رجل والمعطوف على المجرور مجرور وعلامة جره الياء لأنه من الأسماء الخمسة وأخي مضاف والهاء مضاف إليه مبني على الكسر في محل جر وربما حذفت وبقي عملها نحو :

وليل كموج البحر أرخى سدوله

فليل مجرور برب مقدرة أي ورب ليل وقد تجر ضمير الغيبة فيلزم إفراده وتذكيره وتفسيره بتمييز مطابق للمعنى نحو : ربه رجلا أو امرأة أو رجلين أو رجالا أو نساء (والباء) نحو : (قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ) [البقرة : ١٣٦]

______________________________________________________

قوله : (لفظا ومعنى) أي كما في مثال الشارح. وقوله : أو معنى فقط كأن يكون اسم فاعل مضافا لمعرفة كرب راجينا وهذا التعميم راجع لقوله : المنكر ولو كان راجعا لقوله تجر لقال بعد قوله أو معنى فقط أو لفظ فقط وذلك بأن يكون مبتدأ وما بعده خبرا أو مفعولا مقدما نحو : رب رجل صالح لقيت. قوله : (نحو رب الخ) مثال لما قيل أو قوله : (وليل الخ) تمامه :

علي بأنواع الهموم ليبتلي

وقائله امرؤ القيس وقوله : كموج يقال : ماج البحر موجا اضطربت أمواجه قال الجوهري : البحر خلاف البر وسمي بحرا لاتساعه وعمقه والجمع أبحر وبحار وكل نهر عظيم بحر وقوله : سدوله أي ستوره تقول أسدل زيد ثوبه إذا أرخاه وقوله : ليبتلي أي ليختبرني فقد شبه ظلام الليل في هوله وصعوبته بموج البحر واستعار السدول لما يحول منه بين البصر وبين وإدراك المبصرات أي رب ليل شديد ظلامه قد أطلق عليّ من أصناف همومه وأجناس غمومه ليختبرني فوجدني عديم القرين طارح التشكي وإعرابه : الواو : للعطف وليل : مجرور برب المحذوفة لفظا إن كان مرفوعا بضمة مقدر لأنه مبتدأ وكموج متعلق بمحذوف صفة لليل والبحر مضاف إليه وأرخى : فعل ماض وفاعله يعود على الليل وسدوله : مفعول ومضاف إليه والجملة خبر ليل وعلي متعلق بأرخى والباء في بأنواع للمصاحبة متعلق بأرخى والهموم : مضاف إليه وليبتلي : مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام كي وسكنت الياء للوزن ، الفاعل ضمير الليل والمفعول محذوف أي ليبتليني ، أي لينظر ما عندي من الجزع والصبر والجبن وعدمه. قوله : (والباء) لها معان أيضا منها الإلصاق سواء كان حقيقيا نحو : أمسكت بزيد إذا قبضت على شيء من جسمه أو مجازيا نحو : مررت بزيد أي ألصقت مروري


(عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ) [الإنسان : ٦] فقولوا فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل وآمن فعل ماض ونا ضمير المتكلم فاعل مبني على السكون في محل رفع والجملة في محل نصب مقول القول وبالله جار ومجرور متعلق بآمنا وعينا منصوب على الاشتغال بعامل مقدر من معنى الفعل المذكور أي يتناول عينا ويشرب فعل مضارع مرفوع وبها جار ومجرور متعلق بيشرب وعباد فاعل وعباد مضاف والله مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره ، (والكاف) نحو : واذكروه كما هداكم فاذكروا فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل والهاء مفعول والكاف حرف جر وما مصدرية وهدى فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على الله والكاف مفعول مبني على الضم في محل نصب والميم علامة الجمع والجملة في تأويل مصدر مجرور بالكاف أي كهدايته إياكم وشذ جرها للضمير (واللّام) نحو : لله ما في السموات ولهم فيها دار الخلد فالله جار ومجرور خبر مقدم وما اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر في السموات جار ومجرور صلة ما لا محل لها من الإعراب ولهم جار ومجرور خبر مقدم ودار مبتدأ مؤخر وفيها حال (وحروف) معطوف على محل من والمعطوف على المجرور

______________________________________________________

بمكان يقرب منه والاستعانة نحو : كتبت بالقلم والمصاحبة نحو : اهبط بسلام أي معه والتعدية كما في مثال الشارح. قوله : (بها) أي منها. قوله : (عباد الله) أي أولياؤه وأحباؤه. قوله : (على الاشتغال) هو أن يكون اللفظ منصوبا بمثل الفعل بعده أو بفعل من معناه ويصح كونه منصوبا على البدلية من كافورا على حذف مضاف أي ماء عين لأن العين التي هي منبع الماء لا تبدل من نفس الماء إلا بتقدير مضاف وهذا أولى مما قاله للزوم التكلف عليه بتقدير الفعل وجعل عينا منصوبا بنزع الخافض وهو من فتأمل. قوله : (والكاف) لها معان أيضا منها التشبيه نحو : زيد كأسد والتعليل كمثال الشارح. قوله : (واذكروه) أي الله. قوله : (واللام) لها معان أيضا منها الاستحقاق نحو : الحمد لله والاختصاص نحو الجنة للمؤمنين والملك نحو : (لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) [البقرة : ٢٥٥]. قوله : (ولهم) أي للكفار. قوله : (فيها) أي جهنم. قوله : (دار الخلد) انتزع من جهنم دارا وسماها بذلك لكونه بولغ في اتصافها بكونها دار عذاب مخلد حتى صارت بحيث يصدر عنها دار أخرى هي مثلها في الاتصاف بكونها دارا ذات عذاب مخلد. قوله : (وفيها حال) والتقدير ودار الخلد كائنة لهم


مجرور وحروف مضاف و (القسم) بفتح السين بمعنى اليمين مضاف إليه (وهي) الواو للاستئناف هي ضمير منفصل مبتدأ مبنى على الفتح في محل رفع (الواو) وما عطف عليها خبر (والباء والتّاء) معطوفان على الواو والمعطوف على المرفوع مرفوع نحو : والله وبالله وتالله (وبمذ ومنذ) الباء حرف جر ومذ ومنذ في محل جر يعني أن من المجرور بالحرف المجرور بهذين اللفظين فهما حرفا جر بمعنى من إن كان المجرور ماضيا نحو : ما رأيته مذ أو منذ يوم الجمعة فما نافية ورأى فعل ماض والتاء فاعل والهاء مفعول به مبني على الضم في محل نصب ومذ أو منذ حرف جر ويوم مجرور به أو بمعنى في إن كان حاضرا نحو : ما رأيته مذ أو منذ يومنا وقد يستعملان اسمين إذا وقع بعدهما الاسم مرفوعا أو الفعل نحو : ما رأيته مذ أو منذ يومان فمذ أو منذ اسم مبتدأ بمعنى أمد وما بعده خبر أو بالعكس بمعنى بين أي أمد عدم لقائه يومان أو بيني وبين لقائه يومان والجملة استئنافية نحو : جئت مذ دعا فمذ اسم في محل نصب على الظرفية واعلم أن كل جار ومجرور لا بد له من متعلق وذلك المتعلق إما أن يكون فعلا كما في (أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) فأنعمت فعل وفاعل وعليهم جار ومجرور متعلق بأنعم على أنه مفعول في محل نصب وإما أن يكون اسما يشبه الفعل كما في (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) [الفاتحة : ٧] فغير

______________________________________________________

حال كونها في جهنم تأمل. قوله : (وحروف الخ) إنما أفردها ليعلم أن القسم لا يتأتى إلا بها كما تقدم للشارح. قوله : (بفتح السين) احترز به عن ساكنها فإنه جعل الشيء أقساما وأما القسم بكسر فسكون فهو النصيب كما تقدم. قوله : (للاستئناف) أي البياني. قوله : (مبني على الفتح) إنما بني لأنه أشبه الحرف في الوضع على حرفين وكانت حركته فتحة لخفتها. قوله : (الواو) إنما بدأ بها وإن كان الأصل الباء لكثرة استعمالها أعني دورانها على الألسنة ولا تدخل إلا على الاسم الظاهر ولا يذكر معها فعل القسم. قوله : (والباء) تدخل على الظاهر والمضمر ويذكر معها فعل القسم. قوله : (والتاء) لا تدخل إلا على لفظ الجلالة ودخولها على غيره شاذ. قوله : (أو بالعكس) أي بأن يكون كل منهما خبرا مقدما وما بعدهما مبتدأ مؤخرا. قوله : (أي أمد الخ) لف ونشر مرتب. قوله : (أنعمت عليهم) وهم المذكورون في قوله تعالى : (فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ) [النّساء : ٦٩] الآية انتهى عطية على الجلالين.

قوله : (في محل نصب) أي في محل اسم لو ذكر لنصب على المفعولية. قوله :


مضاف والمغضوب مضاف إليه وعليهم جار ومجرور متعلق بالمغضوب على أنه نائب فاعل في محل رفع وإما أن يكون اسما مؤولا باسم آخر يشبه الفعل نحو : (وَهُوَ اللهُ فِي السَّماواتِ) [الأنعام : ٣] ففي السموات جار ومجرور متعلق بالله لتأويله بالمعبود.

وأمّا ما يخفض بالإضافة فنحو قولك : غلام زيد وهو على قسمين : ما يقدّر بالّلام ، نحو غلام زيد. وما يقدّر بمن نحو ثوب خز وباب ساج وخاتم حديد.

(وأمّا) الواو حرف عطف أما حرف شرط وتفصيل (ما يخفض) ما اسم موصول مبتدأ مبني على السكون في محل رفع ويخفض فعل مضارع مبني للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر عائد على الموصول والجملة صلته لا محل لها من الإعراب (بالإضافة) جار ومجرور متعلق بيخفض (فنحو قولك) الفاء واقعة في جواب أما ونحو خبر لمبتدأ محذوف أي وذلك نحو : ونحو مضاف وقول

______________________________________________________

(ويشبه الفعل) أي في الدلالة على الحدث. قوله : (غير) بدل من الذين بصلته أي بدل كل من كل وقوله : (الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) [الفاتحة : ٧] هم : اليهود كما في الجلالين. قوله : (اسما) كلفظ الجلالة في الآية الآتية. وقوله : باسم آخر هو معبود. قوله : (وأما ما يخفض الخ) إنما أخره لأن الخفض به خلاف الأصل. قوله : (بالإضافة) الباء سببية وهي لغة الإمالة والإلصاق والإسناد يقال : أضفت ظهري للحائط أي ألصقته وأملته وأسندته إليه واصطلاحا نسبة تقييد به بين اسمين فخرج بالتقييدية الإسناد نحو : زيد قائم وبما بعده نحو : قام زيد وإن خرج بما قبله أيضا ولا ترد الإضافة إلى الجملة لأنها في تأويل الاسم وبالأخير الوصف نحو : زيد الخياط. قوله : (ونحو خبر لمبتدأ محذوف الخ) أي والجملة خبر ما والرابط اسم الإشارة. والجملة من المبتدأ والخبر جواب أما. قوله : (أي وذلك نحو) فالواو للاستئناف وذا اسم إشارة مبتدأ ونحو خبره واللام للبعد أو لتوكيده على خلاف في ذلك وحاصله أن ابن مالك يقول : إن لاسم الإشارة مرتبتين قربى ويشار لها بذا فقط وبعدى ويشار لها بذاك فالكاف : للبعيد ويجوز لحاق اللام لتوكيده فيقال ذلك. وقال ابن الحاجب : إن له ثلاث مراتب قربى ويشار لها بذا ووسطى ويشار لها بذاك فالكاف دالة على التوسط عنده لا البعد


مضاف إليه وقول مضاف والكاف مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر (غلام) مضاف و (زيد) مضاف إليه مجرور بإضافة الغلام إليه أو به نفسه على القولين السابقين وقيل إن الجر بالحرف المقدر والأصل غلام لزيد (وهو) الواو للاستئناف وهو ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع (على قسمين) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر والتقدير كائن على قسمين (ما) اسم موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل جر بدل من قسمين (يقدّر) فعل مضارع مبني للمفعول ونائب الفاعل ضمير مستتر والجملة صلة ما (بالّلام) جار ومجرور متعلق بيقدر (نحو) خبر لمبتدأ محذوف أي وذلك نحو : و (غلام) مضاف و (زيد) مضاف إليه مجرور (وما) اسم موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل جر معطوف على ما الأولى (يقدّر) صلة ما على نسق ما قبله (بمن) الباء حرف جر ومن مبني على السكون في محل جر وذلك (نحو) قولك (ثوب) مضاف و (خز) مضاف إليه مجرور (و) كذا (باب ساج) مضاف ومضاف إليه (وخاتم حديد) كذلك وما أشبه

______________________________________________________

وبعدى ويؤتى فيها باللام فيقال ذلك وهذا المذهب هو التحقيق وهذه اللام أصلها السكون كما في تلك وإنما كسرت لالتقاء الساكنين والكاف حرف خطاب ا ه مغني مع زيادة من الدسوقي عليه. قوله : (غلام مضاف وزيد مضاف إليه) والإضافة محضة لخلوصها عن شائبة الانفصال بخلاف غيرها فهي في نية الانفصال نحو : ضارب زيد إذ الأصل ضارب زيدا ومعنوية لأن فائدتها عائدة إلى المعنى لأنها تنقل المضاف من الإبهام إلى التعريف كما في مثال المصنف أو التخصيص كما في غلام رجل وحذف العامل في هذا المثال وما يأتي للاختصار ويقدر في كل ما يناسبه كجاء في المثال الأول وعندي فيما عداه. قوله : (السابقين) أي في الشارح عند قول المصنف تابع للمخفوض. قوله : (وقيل إن الجر الخ) الصحيح ما تقدم له أن الجار المضاف لأنه عامل لفظي. قوله : (وهو) أي ما يخفض. قوله : (ما يقدر باللام) أي ما يستفاد من الإضافة إليه الخصوصية المستفادة من اللام ولا يلزم من كون الإضافة على معنى اللام صحة التصريح بها بل يكفي إفادة الخصوصية نحو : يوم الأحد وعلم النحو. قوله : (وما يقدر بمن) أي ما تكون الإضافة فيه على معنى من الدالة على بيان الجنس كما سيشير له الشارح ويكثر ذلك في المعدودات والمقادير كعشرة رجال ورطل زيت. قوله : (خز) في المصباح الخز اسم دابة ثم أطلق على الثوب المتخذ من وبرها والجمع خزوز مثل فلوس انتهى. قوله : (وخاتم) فيه إشعار بختم الكتاب ففيه حس


ذلك من أمثلة هذين القسمين يعني أن الإضافة قد تكون على معنى اللام المفيدة للملك الواقعة بين ذاتين إحداهما تملك نحو : غلام زيد أي المملوك له أو المفيدة للاختصاص الواقعة بين ذاتين لا ملك لإحداهما نحو : جل الفرس أي المختص به أو المفيدة للاستحقاق الواقعة بين معنى وذات نحو : حمدا لله اي مستحق له وقد تكون على معنى من المبينة للجنس نحو : ثوب خز وباب ساج أي من جنسه والساج نوع من الخشب وقد تكون على معنى في المفيدة للظرفية كما أفاده ابن مالك نحو :

______________________________________________________

اختتام. قوله : (كذلك) أي مضاف ومضاف إليه. قوله : (الواقعة) خبر لمبتدأ محذوف أي وهي الواقعة الخ. قوله : (أو المفيدة للاختصاص) وتسمى لام شبه الملك. قوله : (حمدا لله) الأول معنى والثاني ذات أي ثناؤه. قوله : (وقد تكون) أي الإضافة. قوله : (على معنى من الخ) وهي المسماة بالإضافة البيانية وضابطها أن يكون المضاف بعض المضاف إليه ويصح الإخبار عنه بالمضاف إليه نحو الثوب خز والخاتم حديد وإن شئت قلت : هي أن يكون بين المضاف والمضاف إليه عموم وخصوص من وجه وأما التي للبيان فضابطها أن يكون بين المضاف والمضاف إليه عموم وخصوص مطلق كما في شجر أراك وإنما لم تكن الإضافة هنا على معنى اللام لأن الثوب مثلا ليس للخز بل منه. واعلم أنه يصح في الإضافة التي على معنى من اتباع المضاف للمضاف إليه بدلا أو عطف بيان ونصبه على الحال أو التمييز تأمل. قوله : (نوع الخ) أي ينبت بالهند ويجاب منها إلى غيرها ولا تكاد الأرض تبليه وهو أسود رزين. قوله : (على معنى في) أي إذا كان المضاف إليه ظرفا للمضاف انتهى أشموني. واعلم أنه يصح في الإضافة التي على معنى في نصب المضاف إليه على الظرفية. قوله : (كما أفاده ابن مالك) أي في الخلاصة حيث قال :

والثاني اجرر وانو من أوفى إذا

لم يصلح إلا ذاك واللام خذا

قوله : (ابن مالك) هذا جده واسم أبيه عبد الله لكنه اشتهر بجده ويكنى بأبي عبد الله ويلقب بجمال الدين واسمه محمد وهو أندلسي وبلدته جيان منها قال ميارة على متن العاصمية في فصل المزارعة والأندلس جزيرة متصلة بالبر الطويل والبر الطويل متصل بالقسطنطينية وإنما قيل : إن الأندلس جزيرة لأن البحر محيط بها من جهاتها إلا الجهة الشمالية. وحكي أن أول من عمرها بعد الطوفان أندلس بن يافث بن نوح عليه‌السلام فسميت باسمه ونقل صاحب المعيار عن القاضي عياض أنها كانت للنصارى دمرهم الله ثم أخذها المسلمون فمنها ما أخذ عنوة ومنها ما أخذ صلحا ثم أسلم بعض أولئك النصارى وسكنوها مع المسلمين ا ه وفي الصبان على الأشموني :


مكر الليل أي فيه وأما المخفوض بالتبعية فقد تقدم في المرفوعات وبقي من المجرورات المجرور بالمجاورة في النعت نحو : هذا جحر ضب خرب فالهاء للتنبيه وذا اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وجحر خبر مرفوع وجحر مضاف وضب مضاف إليه مجرور وخرب بالجر نعت لجحر بمكان حقه الرفع ، إلا أنه جر لمجاورته للمجرور فهو مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المجاورة وفي التأكيد :

يا صاح بلغ ذوي الزوجات كلهم

أن ليس وصل إذا انحلت عرى الذئب

______________________________________________________

أن النصارى أخذتها ثانية ا ه. وكان رحمه‌الله شافعي المذهب وكانت داره بدمشق وتوفي بها لاثنتي عشرة ليلة خلت من شعبان عام اثنتين وستمائة وهو ابن خمس وسبعين سنة ا ه. أشموني. قوله : (مكر الليل) إنما كانت الإضافة فيه بمعنى في لا اللام لأن المكر في الليل لا له. قوله : (وأما المخفوض بالتبعية) هذا مقابل قوله : أول الباب وقد بين الأولين منها. قوله : (فقد تقدم في المرفوعات) أي في أبواب أربعة وهي باب النعت الخ أي فلذلك لم يذكره المصنف. قوله : (في النعت) وهو قليل ولذلك كان أكثر العرب يرفع خربا كما في المغني. قوله : (ضب) يجمع على ضباب والأنثى ضبة وهو حيوان بري قال ابن خالويه الضب لا يشرب الماء ويعيش سبعمائة سنة فصاعدا ويقال : إنه يبول في كل أربعين يوما قطرة ولا يسقط له سن ويقال : إن سنه قطعة واحدة مفرجة ومن شأنه أنه لا يخرج من جحره في الشتاء وروى ابن أبي الدنيا عن أنس أنه قال : إن الضب ليموت في جحره هزالا من ظلم ابن آدم ا ه. من التجريد على السعد. قوله : (في التأكيد) أي على طريق النذور كما في المغني وهو عطف على قوله في النعت. قوله : (يا صاح الخ) يا : حرف نداء وصاح أصله : صاحب رخم شذوذا. قال العلامة الأمير شذ ترخيم غير العلم إذا كان خاليا من التاء ا ه وهو مبني على الضم على الحرف المحذوف للترخيم وهو الباء في محل نصب على لغة من ينتظر وجعله كأنه موجود في الكلام ويحتمل أنه منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة للترخيم مع الباء أو مبني على الضم على الحرف المذكور وهو الحاء في محل نصب على لغة من لا ينتظر المحذوف بل يجعله كالعدم وبلغ فعل أمر مبني على السكون والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت ذوي مفعول أول لبلغ منصوب بالباء المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها لو لم يحذف للإضافة إذ أصله ذوين بمعنى أصحاب وليس من الأسماء الخمسة لكونه جمعا وشرطها الإفراد فإذا جمعت جمع تصحيح أعربت بالحروف أو تكسير فبالحركات


فكلهم بالجر تأكيد للمضاف المنصوب على المفعولية فكان حقه النصب ولكن جر لمجاورته المضاف إليه وإلا لقال كلهن فهو منصوب بفتحة مقدرة على آخره ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المجاورة وفي العطف نحو قوله تعالى :

______________________________________________________

(إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَامْسَحُوا) والمفعول الثاني الجملة من أن واسمها وخبرها والزوجات جمع زوجة مضاف إليه وأن مخففة من الثقيلة واسمها مقدر فيها أي أنه وخبرها الجملة من ليس واسمها وخبرها وليس من أخوات كان ووصل اسمها وخبرها محذوف أي موجودا وإذا ظرف لما يستقبل من الزمان وفيه معنى الشرط وهو منصوب بالشرط غير مضاف إليه على الأرجح كما تقدم للشارح في البدل وندر مجيئها للماضي نحو : (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً) [الجمعة : ١١] الآية. فإنها نزلت بعد الرؤية والانفضاض والحال نحو : (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى) (١) [الليل : ١] فإن الغشيان مقارن الليل كما ذكره المحلى مع صاحب جمع الجوامع وانفلت عرى الذنب فعل وفاعل مرفوع بضمة مقدرة على الألف للتعذر ومضاف إليه والتاء للتأنيث والجملة من الفعل والفاعل شرط إذ لا محل لها وجوابها مدلول عليه بما قبلها أي فليس وصل موجودا وليس له محل كما ذكر ابن هشام في القواعد وعرى جمع عروة والمراد بها هنا الرأس والذنب مؤخر سلسلة الظهر والمراد به هنا الذكر وانحلالها كناية عن الضعف وعدم القدرة على الوطء والمعنى : يا صاحبي بلغ أصحاب الزوجات كلهم أن الرجل متى فتر عن الوقاع ولم يستطعه تباعدت النسوة عنه وتركن مواصلته فتأمل. قوله : (للمضاف) يعني ذوي. قوله : (وإلا الخ) أي : وإلا بأن كان تأكيدا للمضاف إليه ـ وهو الزوجات ـ لقال الخ. قوله : (وفي العطف) عطف على في النعت. قوله : (تعالى) أي الله أي تعاظم وارتفع عما يقول الكافرون. قوله : ((إِذا قُمْتُمْ)) أي أردتم القيام إلى الصلاة وأنتم محدثون حدثا أصغر أي ممنوعون منعا أصغر من الصلاة لعدم وجود الطهارة فيشمل من ولد ولم يحصل منه ما يوجب الوضوء إلى أن بلغ فيجب عليه الوضوء لأنه كان ممنوعا من الصلاة قبل ذلك لعدم وجود الطهارة ذكره العارف الصاوي في حواشي الجلالين فعبر بالقيام عن إرادته لأنه مسبب عنها فأقيم المسبب مقام السبب كقوله تعالى : (فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ) [النّحل : ٩٨] فعبر عن إرادة الفعل بالفعل المسبب عنها للإيجاز. (وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا) [النّحل : ١٢٦]. (إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ) [آل عمران : ٤٧]. (وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ) [المائدة : ٤٢]. وقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل»


رواه الإمام مالك في الموطأ عن نافع عن ابن عمرو يقل التعبير بالفعل عن إرادته في غير وقوعه بعد أداة الشرط نحو : (وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ) [الأعراف : ١١]. (وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً) [الأعراف : ٤] أي أردنا خلقكم وأردنا إهلاكها كما في المغني وإذا ظرف لما يستقبل من الزمان والجملة بعدها شرطها. قوله : (إلى الصلاة) فرضا كانت أو نفلا وتطلق لغة على معان منها الرحمة نحو قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ) [الأحزاب : ٤٣] أي يرحمكم ومنها القراءة كقوله تعالى : (وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ) [الإسراء : ١١٠] أي بقراءتك ومنها الدعاء نحو قوله تعالى : (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ) [التّوبة : ١٠٣] أي ادع لهم وأما في الاصطلاح فقربة فعلية ذات إحرام وسلام أو سجود فقط فدخل سجود التلاوة وصلاة الجنازة والجار والمجرور متعلق بالفعل قبله. قوله : ((فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ)) الفاء واقعة في جواب إذا واغسلوا : أمر مبني على حذف النون والواو : فاعل ووجوهكم : مفعول به ومضاف إليه والميم علامة الجمع والجملة جواب إذا لا محل لها والغسل إمرار الماء على العضو مع الدلك عندنا ووجوه جمع وجه من الوجاهة وهي الحسن لأنه أحسن أعضاء الإنسان وأشرفها أو من المواجهة لحصولها به. قوله : ((وَأَيْدِيَكُمْ)) معطوف على ما قبله ومضاف إليه والميم علامة الجمع. قوله : ((إِلَى الْمَرافِقِ)) أي معها فإلى بمعنى مع كما في قوله تعالى حكاية (مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ) [آل عمران : ٥٢]. (وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ) [هود : ٥٢] ا ه خطيب. والمرافق جمع مرفق بكسر الميم وفتح الفاء وبفتح الميم وكسر الفاء لغتان مشهورتان وهو العظم الثاني. وفي آخر الذراع وسمي بذلك لأنه يرتفق به في الاتكاء ونحوه ا ه. زرقاني على الموطأ والجار والمجرور متعلق باغسلوا. قوله : ((امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ)) الباء للإلصاق أي ألصقوا والمسح أي آلته وهي اليد بالرؤوس من غير إسالة ماء أو زائدة أي امسحوها كلها فقد أخرج ابن خزيمة عن إسحاق بن عيسى بن الطباع. قال : سألت مالكا عن الرجل يمسح مقدم رأسه في وضوئه أيجزئه ذلك فقال : حدثني عمرو بن يحيى عن أبيه عن عبد الله بن زيد قال : مسح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في وضوئه من ناصيته إلى قفاه ثم رد يديه إلى ناصيته فمسح رأسه كله ولم ينقل عنه أنه مسح بعض رأسه إلا في حديث المغيرة أنه مسح على ناصيته وعمامته رواه مسلم. قال علماؤنا ولعل ذلك كان لعذر بدليل أنه لم يكتف بمسح الناصية حتى مسح على العمامة إذ لو لم يكن مسح كل الرأس واجبا ما مسح على العمامة ا ه زرقاني على الموطأ. قوله :


(بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ) [المائدة : ٦] في قراءة الجر ، فإن الأرجل مغسولة لا ممسوحة فكان حقه النصب كما هو القراءة الثانية لكن جر لمجاورته للرؤوس واستظهر بعض فقهائنا الشافعية أن الجر بالعطف على لفظ الرؤوس لا بالمجاورة لأنه شاذ فينبغي صون القرآن عنه ولأن حرف العطف حاجز بين الاسمين مانع من المجاورة والمراد بالمسح بالنسبة للأرجل الغسل وخص الأرجل بذلك من بين سائر المغسولات ليقتصد

______________________________________________________

(في قراءة الجر) هي قراءة ابن كثير وأبي عمرو وحمزة وشعبة. قوله : (فكان حقه النصب) أي لفظا بالعطف على وجوهكم وقيل : على أيديكم كما في الخطيب والمشهور الأول. قوله : (كما هو القراءة الثانية) وهي قراءة نافع وابن عامر وحفص والكسائي. قوله : (واستظهر) أي من عند نفسه. قوله : (بعض فقهائنا) جمع فقيه وهو الذي يعرف الحلال من الحرام. قوله : (الشافعية) بالجر صفة فقهائنا نسبة للشافعي لتعبدهم على مذهبه وهو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد الله بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف جد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وإنما نسب إلى شافع لأنه أكرم أجداده ولأنه صحابي وابن صحابي وولد رضي الله تعالى عنه بغزة يوم وفاة أبي حنيفة سنة مائة وخمسين ونشأ يتيما في حجر أمه مع قلة عيش وضيق ثم حمل إلى مكة وهو ابن سنتين ونشأ بها وحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين والموطأ وهو ابن عشر وأذن له شيخه وهو مسلم بن خالد بالإفتاء وهو ابن خمس عشرة سنة وعليه حمل حديث عالم قريش يملأ أطباق الأرض علما لأن الكثرة والانتشار لم يكونا لعالم من قريش غيره وعاش رضي‌الله‌عنه أربعا وخمسين سنة وتوفي سنة مائتين وأربعين. ذكره العارف الصاوي في حاشيته على جوهرة اللقاني. قوله : (على لفظ الرؤوس) أي لا على محله لأنه نصب على المفعولية. قوله : (فينبغي) أي فيجب. قوله : (صون) أي حفظ. قوله : (ولأن الخ) عطف على العلة قبله. قوله : (حرف العطف) هو الواو. قوله : (حاجز) أي فاصل. قوله : (بين الاسمين) أي معطوف والمعطوف عليه. قوله : (مانع) خبر بعد خبر. قوله : (والمراد الخ) يعني على هذا الاستظهار ويلزم على هذا المراد استعمال المسح في حقيقته بالنسبة للرؤوس وفي مجازه وهو الغسل الشبيه بالمسح في قلة الماء بالنسبة للأرجل وفي جوازه ومنعه خلاف بين الأئمة. قوله : (الغسل) خبر المراد. قوله : (وخص) بالبناء للمجهول أو المعلوم. قوله : (بذلك) أي باسم المسح. قوله : (ليقتصد) بضم


في صب الماء إذا كانت مظنة الإسراف أو أن المراد بالمسح بالنسبة للأرجل المسح على الخف وإسناد المسح إلى الأرجل مجاز وقراءة النصب بالعطف على محل الجار والمجرور لا بالعطف على الوجوه والمجرور بالتوهم نحو : لست قائما ولا قاعد بالجر توهما لدخول حرف الجر على خبر ليس وكأنه قيل لست بقائم والله أعلم.

______________________________________________________

الياء أي يتوسط. قوله : (إذ كانت) أي الأرجل علة للمعلل مع علته وقوله : مظنة خبر كان والميم غير أصلية وهي مفعلة أي على وزنها من الظن أي محل يظن فيه الإسراف لكثرة أو ساخه وقوله : الإسراف أي الزيادة على الغسلات الثلاث وهو مذموم شرعا لأنه مخالف لما أمرنا به. قوله : (أو أن المراد الخ) مقابل لقوله : والمراد الخ. ولو قال : أو المسح على الخف لكان أخصر. قوله : (وإسناد) مبتدأ خبره مجاز. قوله : (مجاز) أي عقلي من إسناد الشيء وهو المسح إلى غير ما هو موضوع له وهو الأرجل أو مرسل والعلاقة الحالية والمحلية أو المجاورة وأصله مجوز مصدر ميمي بمعنى مكان التجوز والتعدي لأنه جاز الموضوع. قوله : (وقراءة النصب) أي على هذا المراد الثاني كالذي قبله أيضا وإلا فهو معطوف على الوجوه أو الأيدي كما سبق فتأمل. قوله : (لا بالعطف على الوجوه) لاقتضائه الغسل لا المسح. قوله : (والجر بالتوهم) عطف على المجرور بالمجاورة فالمناسب والمجرور. قوله : (قائما) خبر ليس. قوله : (ولا قاعد) الواو : للعطف ولا نافية وقاعد : معطوف على قائما والمعطوف على المنصوب منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها الحركة التي أتي بها بسبب توهم دخول الباء على المعطوف عليه. قوله : (توهما لدخول الخ) ودخولها على خبرها كثير نحو : (أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ) [الزّمر : ٣٦] ، (أَلَيْسَ اللهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقامٍ) [الزّمر : ٣٧]. قوله : (الله) الواو : للاستئناف والله : مبتدأ وأعلم : خبر والله : علم على الذات الواجب الوجود المستحق لجميع المحامد قولنا : علم أي شخص بمعنى أن مدلوله معين يصح أن يرى لا بمعنى أنه قامت به تشخصات كسواد وطول لاستحالة ذلك عليه وقولنا على الذات أي الشيء فلذا ذكر الوصف وقولنا : الواجب الوجود أي الذي وجوده واجب لا يقبل الانتفاء أزلا ولا أبدا. وقولنا : المحامد جمع محمدة بمعنى الحمد والثناء.

ولنا في هذا المقام كلام نفيس جدا مهم في كتابنا الكوكب المنير فراجعه تبلغ المراد وتكن من ذوي الإلمام. قوله : (أعلم) بمعنى اسم الفاعل أي عالم بحقيقة ما


قلناه لأنه ليس قطعيا بل هو ظني وإنما لم يقل أعرف لأن أعلم هو الثابت في القرآن قال تعالى : (اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ) [الأنعام : ١٢٤]. ولأنه الكثير الشائع لأنه يعبر به في جانب المولى والمخلوق كما في قول المتلمس بضم الميم وفتح الفوقية واللام وكسر الميم مشددة.

وأعلم علم حق غير ظن

لتقوى الله خير من المعاد

وحفظ المال خير من فناه

وضرب في البلاد بغير زاد

وإصلاح القليل يزيد فيه

ولا يبقى الكثير مع الفساد

بخلاف أعرف : ففي جانب المخلوق فقط وأما «تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة» فمن باب المشاكلة وهي ذكر الشيء بلفظ الغير لوقوعه أي إن امتثلت أمر الله في حال عدم إصابتك أعانك وقواك في حال شدتك والله أعلم والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

(قال جامعها الفقير إسماعيل بن موسى الحامدي المالكي) قد تم ما أردنا ذكره على شرح الكفراوي ، والله أسأل أن ينفع به كل طالب غير حاسد وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم بجاه الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في شهر رجب الذي هو من شهور سنة اثنتين وسبعين بعد المائتين والألف من الهجرة النبوية ، على صاحبها أفضل الصلاة والسّلام ، وعلى الآل والأصحاب الكرام وصلّى الله على سيدنا محمد النبي المختار وعلى آله وأصحابه الطيبين الأماجد الأبرار آمين يا رب العالمين.

تم بعون الله وحسن توفيقه


فهرس المحتويات

تقديم..................................................................... ٣

ترجمة العلّامة الصنهاجي صاحب الآجرومية................................... ٦

ترجمة العلّامة الكفراوي صاحب الشرح....................................... ٧

ترجمة الشيخ الحامدي صاحب الحاشية...................................... ١٠

نماذج من النسخ المعتمدة في التحقيق........................................ ١٢

متن الآجرّومية........................................................... ٢١

مقدمة الشارح........................................................... ٣١

الكلام وأقسامه.......................................................... ٣٨

باب الإعراب............................................................ ٦٩

باب معرفة علامات الإعراب............................................... ٨٠

باب الأفعال........................................................... ١٢٢

باب مرفوعات الأسماء................................................... ١٦٠

باب الفاعل............................................................ ١٦٦

باب المفعول الّذي لم يسمّ فاعله.......................................... ١٧٦

باب المبتدأ والخبر....................................................... ١٨٥

باب العوامل الدّاخلة على المبتدأ والخبر..................................... ١٩٧

باب النّعت............................................................ ٢١٥


باب العطف........................................................... ٢٢٧

باب التّوكيد............................................................ ٢٣٣

باب البدل............................................................. ٢٣٨

باب منصوبات الأسماء.................................................. ٢٤٢

باب المفعول به......................................................... ٢٤٦

باب المصدر........................................................... ٢٥٣

باب ظرف الزّمان وظرف المكان.......................................... ٢٥٧

باب الحال............................................................. ٢٦٣

باب التمييز............................................................ ٢٧٤

باب الاستثناء.......................................................... ٢٧٩

باب «لا»............................................................. ٢٨٨

باب المنادى........................................................... ٢٩٢

باب المفعول من أجله................................................... ٢٩٥

باب المفعول معه........................................................ ٢٩٨

باب مخفوضات الأسماء.................................................. ٣٠٢

فهرس المحتويات........................................................ ٣١٧

شرح الكفراوى

المؤلف:
الصفحات: 318